You are on page 1of 14

‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‬

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ طﺎھري ﻣﺣﻣد‬


‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬
‫ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬
‫ﻣﺎﺳﺗر ‪1‬‬ ‫ﻣﻘﯾﺎس ‪ :‬إدارة ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪.‬‬
‫اﻷﺳﺗﺎذ‪ :‬ﻣﺳﯾﻛﺔ ﻣﺣﻣد‬

‫اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ‬
‫أوﻻ‪ -/‬اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‪:‬‬
‫ھﻲ اﻣﺗداد ﻟﺗطﺑﯾق ﻓﻛرة اﻟﻣ دﺧل اﻻﯾﻛوﻟ وﺟﻲ )اﻟﺑﯾﺋ ﻲ(‪ ،‬اﻟﮭ دف ﻣﻧﮭ ﺎ اﻟﺑﺣ ث ﻓ ﻲ أﻧﻣ ﺎط اﻹدارة‬
‫ﺑﺎﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ وإﺑراز ﺧﺻﺎﺋﺻﮭﺎ وﻣﻣﯾزﺗﮭﺎ واﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﯾﮭﺎ ﺑﻛل دوﻟﺔ‪.‬‬
‫‪-‬ﻛﺎﻧ ت ﺗ درس )اﻹدارة اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ( ﺑﺎﻻرﺗﺑ ﺎط ﻣ ﻊ )اﻹدارة اﻟدوﻟﯾ ﺔ( ﺗﺣ ت ﺗﺧﺻ ص ﻋ رف‬
‫)اﻹدارة اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ( ﺛم أﺧذت ﺑﺎﻻﻧﻔﺻﺎل ﻋن ﺑﻌﺿﮭﺎ ﻧظرا ﻟﺗطور ﻣﻔﮭوم )اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ(‬
‫‪-‬ﯾﻛﻣن اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻹدارﺗﯾن ﻓﻲ‪:‬‬
‫اﻹدارة اﻟدوﻟﯾﺔ‪ :‬ﻧوع ﻣن أﻧواع اﻹدارة ﺗﺧﺗص ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ‪) .‬دراﺳﺔ اﻟﺷﻛل‪/‬اﻟﺗطور(‪.‬‬
‫اﻹدارة اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ :‬ھﻲ ﻓرع ﻣن ﻓروع اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ‪ ،‬واﺗﺟ ﺎه ﻣ ن اﺗﺟﺎھ ﺎت اﻟﺑﺣ ث ﻓ ﻲ ﻣﯾ داﻧﮭﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬وھذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﮭدف ﻣن ھذا اﻟﻔرع اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﻟﮭﺎ ﺻﻔﺔ اﻟﺷﻣول‬
‫واﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ -/‬أھﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‪:‬‬
‫إذا ﻛﺎن ﻣﻔﮭ وم اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﯾرﻛ ز ﻋﻠ ﻰ دراﺳ ﺔ اﻟﺗﺷ ﺎﺑﮫ واﻻﺧ ﺗﻼف ﻓ ﻲ اﻟظ ﺎھرة اﻟﺳﯾﺎﺳ ﯾﺔ‪ ،‬ﯾﺑ رز‬
‫ﺧﻠف ھذا اﻓﺗراض أوﻟﻲ ﻣﻔﺎده أن ھﻧﺎك )ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟوﺣدة واﻟﻌﻣوم ﻓﻲ اﻟظﺎھرة اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ(‬
‫ﻓﮭذا اﻻﻓﺗراض ﯾﺛﺑت ﻣن ﺧﻼل ﺣﻘﺎﺋق أوﻟﯾﺔ ﯾﻣﻛن إﯾﺟﺎزھﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪1.‬إن رﻣ ز اﺧ ﺗﻼف وﺗﻧ وع اﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ﺎت ھ و اﻟﻌﻧﺻ ر اﻟﻣﺣ رك ﻟﺗﻛ وﯾن اﻟﮭوﯾ ﺔ و إدراك‬
‫اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟذاﺗﯾﺔ ﻟﻠﻧظم و اﻟﺷﻌوب‪.‬‬
‫‪2.‬إن ﻟﻛل أﻣﺔ أو ﺷﻌب ﻧﻣطﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻟﻠﺣﯾﺎة‪ ،‬ﯾﺧﺗﻠف ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻵﺧر‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾﻛ ون ﻟﻛ ل ﻣﺟﺗﻣ ﻊ‬
‫أو أﻣﺔ أو ﺷ ﻌب ﻣﻌ ﺎﯾﯾره اﻟﺧﺎﺻ ﺔ اﻟﺗ ﻲ ﯾﺣﻛ م ﺑﮭ ﺎ ‪ ،‬و ﻻ ﯾوﺟ د ﻧﻣ ط ﺣﯾ ﺎة ﻣﻌ ﯾن ﯾﻌط ﻲ ﻟﻧﻔﺳ ﮫ ﺻ ﻔﺔ‬
‫اﻟﻧﻣط اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ أو اﻟﻣﻌﯾﺎر‪.‬‬
‫‪3.‬ﻗ د ﺗﻛ ون اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ وﺳ ﯾﻠﺔ ﻹدراك ﺷ رﻋﯾﺔ اﻻﺧ ﺗﻼف و طﺑﯾﻌ ﺔ دوره‪ ،‬ﻓﺗوﺟ د اﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ﺎت‬
‫اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻛﻠﮭﺎ ﺑﻔﻠﺳﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﮭﺎ و ﻗواﻋد و ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺧﺎﺻﺔ ﺑﮭﺎ‪،‬‬
‫‪4.‬اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻧظﺎم إداري ﻣﻌ ﯾن أو ﻣﺟﻣوﻋ ﺔ ﻧظ م إدارﯾ ﺔ ﻟﻠﻛﺷ ف ﻋ ن‬
‫اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻣن ھذا اﻟﺗﻧظﯾم ﯾﺷﺗﻐل ﺑﺻورة طﺑﯾﻌﯾﺔ و اﻵﺧر ﺑﺻورة ﻏﯾر ﻣﻼﺋﻣﺔ‪.‬‬
‫‪5.‬ﺗﺣدﯾ د اﻟﻌواﻣ ل اﻟﻣؤدﯾ ﺔ إﻟ ﻰ اﻟﻧﺟ ﺎح أو اﻟﻔﺷ ل ﺳ واء ﻛﺎﻧ ت ﻋواﻣ ل ﺣﺿ ﺎرﯾﺔ أو ﺛﻘﺎﻓﯾ ﺔ أو‬
‫ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ) ﺷرح دور اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﯾن‪ /‬اﻟﺗﻛﻧوﻗراطﯾن‪ /‬و اﻗﺗراح اﻟﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﻼﺋم‪) .‬‬
‫‪6.‬و إذا ﻛﺎﻧت ھذه اﻷھداف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﯾﻣﻛن ﺟﻣﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪6-1/‬اﻷھداف اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ‪:‬‬
‫اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ طرﯾﻘﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻟﻧﻌرف و ﻧﻣﯾز و ﻧﻘوم أﻓﻌﺎﻟﻧﺎ و أﻓﻌﺎل اﻵﺧرﯾن ﻛ ﺄﻣم وأﻓ راد‪،‬‬
‫وﻣن ﺗم ﻓ ﺈن أول أھ داف اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﺗﺣﻘﯾ ق اﻟﻣﻌرﻓ ﺔ و ﺗوﺳ ﯾﻌﮭﺎ ﺳ واء ﺑﺎﻟ ذات أو ﺑ ﺎﻵﺧرﯾن‪ ،‬و ھ و ﻣ ﺎ‬
‫ﯾوﺣد اﻟﻔﮭم اﻟﻣﺗﺑﺎدل و اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺣﻠول اﻟﻣﺷﺎﻛل‪.‬‬
‫‪6-2/‬اﻷھداف اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ و اﻟﻣﻧﮭﺟﯾﺔ‪:‬‬
‫ﺗﺗﻌدد ﺑﺗﻌدد ﻣراﺣل اﻟﺑﺣث و اﻟدراﺳﺔ‪ .‬إﻻ أﻧﮭﺎ ﺗوﺟز ﻓﻲ‬
‫أ‪ -‬ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺿﺑط واﻟﺗﺣﻛم ﻓﯾﮭﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﻘﺗرب ﻣن اﻟﺑﺣث اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻔروض و اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗطوﯾرھﺎ ﻓﻲ ﺳﯾﺎق ﻧﺟﺗﻣﻊ أو إﻗﻠﯾم أو ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬
‫ج‪ -‬إﯾﺟﺎد وﺣدة اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﺛﻠﻰ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻔﺳر ﻣﻌظم اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت‪) .‬اﻟﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﯾﺔ‪).‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ /‬ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‪:‬‬
‫ﺗﺗﻌدد ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﻛوﯾﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﻧﺳ ﺎﻧﻲ‬
‫و أﻧواﻋﮭﺎ و ﻣدى ﺗﻣﺎﯾزھﺎ و اﺧﺗﻼﻓﮭﺎ إﻟﻰ اﻟدرﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺟر ھوﯾﺔ ذاﺗﯾﺔ ﻟﻛل ﻣﻧﮭ ﺎ‪ ،‬ﺣﯾ ث ﺗوﺟ د ﻋ دة‬
‫)ﻣﺳﺗوﯾﺎت ( ﻹﺟراء اﻟﺑﺣث اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ)اﻹداري اﻟﻣﻘﺎرن ( و ھﻲ‪:‬‬
‫‪1/-‬اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻋﺑر اﻷﻧواع اﻟﺣﯾﺔ‪ :‬إﻟﻰ إﺟراء ﻣﻘﺎرﻧﺎت ﺑﯾن اﻷﻧ واع اﻟﺣﯾ ﺔ و اﻟﻣﺟﺗﻣ ﻊ اﻹﻧﺳ ﺎﻧﻲ‬
‫ﻟﻠﺑﺣث ﻋن أﻧﻣﺎط اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﮫ ﺑﯾن ھ ذه اﻷﻧ واع‪ ،‬ﺧﺻوﺻ ﺎ)ﻣ ﺛﻼ ( اﻟﻧﻣ ل‪ /‬اﻟﻧﺣ ل و ﺑ ﯾن اﻟﺳ ﻠوك‬
‫اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫‪2/-‬اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﻋﺑ ر اﻟﺛﻘﺎﻓﯾ ﺔ‪ :‬و ﺗﺗﺧ ذ ﻣ ن اﻟﺛﻘﺎﻓ ﺔ)ﻟ ﯾس اﻟدوﻟ ﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣ ﻊ ( اﻹط ﺎر اﻟﺗﺣﻠﯾﻠ ﻲ‬
‫ﻟﻠﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ .‬وذﻟك ﺳﻌﯾﺎ ﻧﺣو ﺑﻧﺎء ﻧظرﯾﺔ ﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺳﻠوك اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻸﻓراد‪.‬‬
‫‪3/-‬اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﻋﺑ ر اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾ ﺔ‪ :‬و ﺗﺗﺧ ذ ﻣ ن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ﺎت وﺣ دات ﻟﻠﻣﻘﺎرﻧ ﺔ‪ ،‬ﺳ واء ﻣﺛﻠ ت ھ ذه‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻛﯾﺎﻧﺎت ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣﺛل اﻟدول أو أﺟزاء ﻣن اﻟدول‪).‬اﻷﻗﻠﯾﺎت‪).‬‬
‫‪4/-‬اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻋﺑر اﻟﻘوﻣﯾﺔ أو اﻟوطﻧﯾﺔ‪ :‬ﺗﺟري ھذه اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺎت)اﻟدراﺳ ﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ( إذا ﻛﺎﻧ ت‬
‫اﻟﻘوﻣﯾﺔ أو اﻟوطﻧﯾﺔ ﺗﻣﺛل ﻣﺟﺗﻣﻌﺎ واﺣدا ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣرﻛﺑﺔ و اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺗﻌددﯾﺔ‪.‬‬
‫‪5/-‬اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﻋﺑ ر اﻟدوﻟﯾ ﺔ‪ :‬و ﺗﺗﺧ ذ ﻣ ن اﻟدوﻟ ﺔ إط ﺎر ﻟﻠﻣﻘﺎرﻧ ﺔ)ﻣﻣ ﺎ ﯾﻣﻛ ن إدراج اﻹدارة‬
‫اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ(‬
‫‪6/-‬اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻋﺑر اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ‪ :‬ﺗﺗﻘ ﺎطﻊ ﻣ ﻊ اﻟﻣﺳ ﺗوﯾﺎت اﻟﺳ ﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﺣﯾ ث ﯾﻣﻛ ن إﺟ راء ﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﺑ ﯾن‬
‫ظواھر داﺧل ﻧﻔس اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ أو اﻟوطن و أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻓﺗرات ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎ‪ -/‬ھوﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‪:‬‬
‫ﺗﺳ ﺗﺧدم ﻣﺻ طﻠﺣﺎت ﻋدﯾ دة ﻟﻠﺗﻌﺑﯾ ر ﻋ ن اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﻣﻧﮭ ﺎ‪ :‬اﻹدارة اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ‪ ،‬اﻟدراﺳ ﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ‬
‫ﻟﻺدارة‪ ،‬اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻣﻘﺎرن‪ ،‬اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻘﺎرن‪ ،‬اﻟﻣدﺧل اﻟﻣﻘﺎرن‪ ،‬اﻟﻣدﺧل اﻟﺑﯾﺋﻲ اﻟﻣﻘﺎرن‪.‬‬
‫ﻓﻣﺻ طﻠﺢ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﯾﻌﻧ ﻲ أن اﻹدارة اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﻓ رع ﻣ ن اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﯾﺗﻧ ﺎول‬
‫دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ و اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ و إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻣﺻطﻠﺢ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﻣﺻ طﻠﺢ اﻟﻣ ﻧﮭﺞ اﻟﻣﻘ ﺎرن ﻟ ﻺدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻓﮭﻣ ﺎ‬
‫ﯾﻌﺑران ﻋن ﺟوھر اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻓ ﻲ ﻛوﻧﮭ ﺎ طرﯾﻘ ﺔ ﻣﻧﮭﺟﯾ ﺔ ﻟﻠﺑﺣ ث ﺗﺗﻧ ﺎول ﻋ دة أﻧظﻣ ﺔ‬
‫إدارﯾ ﺔ ﺑﺎﻟدراﺳ ﺔ واﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﺑﯾﻧﮭﻣ ﺎ ﻹظﮭ ﺎر أوﺟ ﮫ اﻟﺗﺷ ﺎﺑﮫ أو اﻟﺧ ﻼف ﺑﯾﻧﮭﻣ ﺎ ﺑﮭ دف اﻟﺗوﺻ ل إﻟ ﻰ‬
‫ﻣﻘﺗرﺣﺎت ﻟﺗطوﯾر و ﺗﺣدﯾث ھذه اﻷﻧظﻣﺔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻣﺻطﻠﺣﯾن اﻵﺧرﯾن اﻟﻣدﺧل اﻟﻣﻘﺎرن و ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻣدﺧل اﻟﺑﯾﺋﻲ اﻟﻣﻘﺎرن ﻓﯾﻌﺑران ﻋﻠﻰ أن‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻹدارة اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻻ ﺗﻌدو أن ﺗﻛون إﺣ دى اﻟﻣ داﺧل اﻟﻌﺎﻣ ﺔ‪ ،‬و اﻟﻣﺻ طﻠﺢ‬
‫اﻷﺧﯾر ﯾظﮭر أھﻣﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ أو اﻟﻣﺣﯾط اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ‬
‫ﻋﻣوﻣﺎ ھذا اﻹﺧ ﺗﻼف ﺑ ﯾن اﻟﻣﺻ طﻠﺣﺎت ﻟ ﯾس ﺧﻼﻓ ﺎ ﻣﻧﺻ ﺑﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻷﻟﻔ ﺎظ ﺑ ل ﺣﺗ ﻰ ﻓ ﻲ ﺗﺣدﯾ د‬
‫طﺑﯾﻌﺔ اﻹدارة اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬ﻓﮭل ھﻲ ﻓرع ﻋﻠﻣﻲ ﻗﺎﺋم ﺑذاﺗﮫ‪ ،‬أم أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻌدو أن ﺗﻛون وﺳﯾﻠﺔ ﻓﻧﯾ ﺔ ﻟدراﺳ ﺔ‬
‫اﻷﻧظﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ؟‪.‬‬
‫إﻻ أن ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧرى ﻣن ﺧﻼﻟﮫ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ھو اﻟﺗﺎﻟﻲ‪>>:‬ﻋﻠم ﻣﻧﺎھﺞ اﻟﺑﺣث‬
‫اﻟﻣﻘ ﺎرن ﻓ ﻲ ﻧط ﺎق اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ << ﺣﯾ ث أﻧﮭ ﺎ ﺗﻌ ﺎﻟﺞ ﻗواﻋ د اﻟطرﯾﻘ ﺔ اﻟﻣﻧﮭﺟﯾ ﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ‬
‫اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ أﻧظﻣﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﺧﺎﻣﺳﺎ ‪ /‬ﻣﺷﻛﻼت اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‪:‬‬
‫ﯾوﺟد ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻘﺎرن ﻟﻠﻧظم اﻹدارﯾﺔ ﻋددا ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﺗﺣدﯾﺎت ﻟﻠدراﺳ ﺎت اﻹدارﯾ ﺔ‬
‫اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ وﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﮭﺎ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﻣﻔﺎھﯾم‪ :‬ﺑﻛل ﺗﺄﻛﯾد ﻓﺈن اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟدﻗﯾﻘﺔ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﻔﺎھﯾم ﻣﺣددة ﺑوﺿ وح و دﻗ ﺔ‪ ،‬ﻟ ذى ﻓ ﺈن‬
‫ﻋدم اﻟدﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺻ طﻠﺣﺎت ﯾﻣﺛ ل أﺣ د ﺟواﻧ ب اﻟﺿ ﻌف اﻷﺳﺎﺳ ﯾﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺑﺣ ث اﻹداري اﻟﻣﻘ ﺎرن‪ ،‬ﻓ ﻼ‬
‫ﯾوﺟد ﺑﯾن اﻟدراﺳﺗﯾن ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﺗﻔﺎق ﺣول ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﻔﺎھﯾم‪ .‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﻔﮭوم ﻧﻔﺳ ﮫ ﻗ د ﺗﻛ ون ﻟ ﮫ‬
‫ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻣﺗﻣﯾزة ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ) اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺣﻛوﻣﺔ)‬
‫ب ‪ -‬ﺟﻣ ﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣ ﺎت‪ :‬ﺗﻌﺗﻣ د اﻟدراﺳ ﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻌﻠوﻣ ﺎت ﻣﺑﺎﺷ رة و ﻏﯾ ر ﻣﺑﺎﺷ رة‬
‫ﻓﺎﻟﻣﺑﺎﺷ رة ﻣﺻ ﺎدرھﺎ اﻻﺳ ﺗﺑﯾﺎن و اﻟﻣﻘﺎﺑﻠ ﺔ و اﻟﻣﻼﺣظ ﺔ‪ ،‬و ﺗﺟﺎﺑ ﮫ اﺳ ﺗﺧدام ھ ذه اﻷدوات ﺻ ﻌوﺑﺎت‬
‫ﻣﺗﻌ ددة ﻛﺣﺿ ر اﻟﺗﺟ ول و إﺣﺎطﺗﮭ ﺎ ﺑﺎﻟﺳ رﯾﺔ اﻟﻣﻐ ﺎﻟﻲ ﻓﯾﮭ ﺎ)اﻟ دول اﻟﻧﺎﻣﯾ ﺔ (‪ .‬أﻣ ﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣ ﺎت ﻏﯾ ر‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ و اﻟﺳﺟﻼت و اﻟوﺛﺎﺋق‪ ،‬و ھذا أﯾﺿﺎ ﺗﺷوﯾﮫ)اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪).‬‬
‫ح ‪ -‬ﺗداﺧل اﻟﻧظﺎم اﻹداري ﻣﻊ اﻷﻧظﻣﺔ اﻷﺧ رى‪ :‬ﺑﻣﻌﻧ ﻰ أن اﻷﻧظﻣ ﺔ اﻷﺧ رى ﻓ ﻲ إط ﺎر اﻟﺑﯾﺋ ﺔ‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ﺔ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ اﻟﺗ ﻲ ﯾﻌ ﯾش ﻓﯾﮭ ﺎ اﻟﻧظ ﺎم اﻹداري‪ ،‬و ﺧﺎﺻ ﺔ ﺑﺎﻟﺗ داﺧل ﻣ ﻊ اﻟﻧظ ﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳ ﻲ ﺑ ل‬
‫واﻋﺗﺑﺎره ﻧظﺎﻣﺎ ﻓرﻋﯾﺎ ﻓﻲ إطﺎره‪ ،‬و ھو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن ھذا اﻟﺗداﺧل ﯾﺣول دون اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻓواﺻ ل و‬
‫ﺣ دود ﻣﻣﯾ زة ﺗﻣﺎﻣ ﺎ ﺑ ﯾن اﻟظ ﺎھرة اﻹدارﯾ ﺔ وﺑ ﯾن ﻏﯾرھ ﺎ ﻣ ن اﻟظ واھر اﻷﺧ رى و ھ ذا ﻣ ﺎ ﯾﺻ ﻌب‬
‫اﻟﻣﻘﺎرﻧﺎت‪.‬‬
‫خ ‪ -‬ﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﺑﺎﺣث‪ :‬اﺣﺗﻣ ﺎل ﻋ دم ﻣوﺿ وﻋﯾﺔ اﻟﺑﺎﺣ ث ﻗ ﺎﺋم ﻓ ﻲ ﻋﻣﻠﯾ ﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﻣ ن ﺧ ﻼل‬
‫إﺣﺟﺎم ﻋن ﻛﺛﯾر اﻟﺗﻘﺎرﯾر و اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم اﻟﺑﺣث‪.‬‬

‫أﺷرﻧﺎ ﻣن ﻗﺑل إﻟﻰ أن اﻹدارة اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ أﺻﺑﺣت ﻣﻧذ اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﯾﺎت أﺣد اﻟﻣﯾﺎدﯾن اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟدراﺳ ﺔ‬
‫اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ‪ ،‬وﻣ ﻊ ھ ذا ﻓﺈﻧﮭ ﺎ ﻣﺎزاﻟ ت ﺗﻌ ﺎﻧﻲ ﻣﺷ ﻛﻼت ﻛﺛﯾ رة‪ ،‬ﺳ وف ﻧﺗﻧﺎوﻟﮭ ﺎ ﺑﺎﻟﺑﺣ ث واﻟدراﺳ ﺔ‪،‬‬
‫واﻟواﻗ ﻊ أن اﻟﻣﺷ ﻛﻠﺔ اﻷﺳﺎﺳ ﯾﺔ ھ ﻲ ﻣﺷ ﻛﻠﺔ اﻟوﺻ ول إﻟ ﻰ أﺳ ﻠوب ﻋﻠﻣ ﻲ ﻟﻠﺑﺣ ث أو ﺗﺻ ﻣﯾم ﻧﻣ وذج‬
‫ﻟﻠﻘﯾﺎس أو اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﯾﻣﻛن اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺟﮫ‪.‬‬
‫ﻗدم "واﻟدو ‪ " WALDO‬ﺗﻘرﯾرا ﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﯾوﻧﯾﺳﻛو ﺗﻧ ﺎول ﻓﯾ ﮫ اﻟﻣﺷ ﻛﻼت اﻟﮭﺎﻣ ﺔ ﻟدراﺳ ﺔ اﻹدارة‬
‫اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﺑﯾﻧﺎ ﻧﻘﺎط اﻟﺿﻌف ﻓﻲ ﺑﺣوث ﻋﻠﻣﺎء اﻹدارة‪ ،‬واﻟﺗ ﻲ ﻛﺎﻧ ت ﻓ ﻲ ﻣﻌظﻣﮭ ﺎ ﻋﺑ ﺎرة ﻋ ن ﻛﺗﺎﺑ ﺎت‬
‫ﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ وﺻﻔﯾﺔ ﺗدور ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻘد ﻛﺎﻧت دراﺳﺎت ﻏﯾر ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ‪ ،‬وﻏﯾ ر ﻗ ﺎدرة‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم أﯾﺔ ﺣﻠول ﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬ﻓﻘ د ﻛﺎﻧ ت ﻣ ن ﻧ وع دراﺳ ﺔ دوﻟ ﺔ ﺑدوﻟ ﺔ‪ ،‬واﻧﺗﻘﺎداﺗ ﮫ‬
‫ﻛﺎﻧت ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪/1‬ــ أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت دراﺳﺎت ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻷﺣوال ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺑﯾﺋﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬
‫‪/2‬ــ ﻛﺎﻧت دراﺳﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾ ﺔ رﺳ ﻣﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﻌ دى دراﺳ ﺎت اﻟوﺛ ﺎﺋق واﻟﻘ واﻧﯾن اﻟرﺳ ﻣﯾﺔ ﻣ ﻊ إھﻣ ﺎل‬
‫اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪/3‬ــ ﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟوﺻﻔﻲ ‪.‬‬
‫‪/4‬ــ أﺧﻔﻘت ﻓﻲ أن ﺗﺗﻌﻣق ﻓﻲ اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟوظﯾﻔﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻣﻊ ھذا ﻓ ﺈن اﻹدارة اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﻣﺎزاﻟ ت ﺗﻌ ﺎﻧﻲ ﻣ ن ﻣﺷ ﻛﻼت ﻛﺛﯾ رة ﻓ ﻲ اﻟوﻗ ت اﻟﺣﺎﺿ ر‪ ،‬وﻓ ﻲ‬
‫ﻣﻘدﻣﺗﮭﺎ ‪:‬‬
‫‪/1‬ــ اﻟﻌواﻣل اﻹﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ‪ :‬وﻣن اھم اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﺻﺎدﻓﮭﺎ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ‪ ،‬ﺻ ﻌوﺑﺔ ﻓﮭ م‬
‫اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد واﻷﺣوال اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻧظم ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫‪/2‬ــ اﻷﺳﻠوب‪ :‬ﻛذﻟك ﻓﺈن ﻋدم اﻟﺗوﺻل إﻟ ﻰ أﺳ ﻠوب ﻗﯾﺎﺳ ﻲ ﻋﻠﻣ ﻲ واﺿ ﺢ وﺳ ﻠﯾم‪ ،‬ھ و أﺷ د ﻣ ﺎ‬
‫ﯾواﺟﮫ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣن ﺻﻌوﺑﺎت‪.‬‬
‫‪/3‬ــ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ‪ :‬اﺣﺗﻣﺎل ﻋدم ﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﺑﺎﺣث ﻗﺎﺋم ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﯾﻛﺗب ﻋﻠﻰ أوﺿﺎع ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓ ﻲ‬
‫ﺑﻼده‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻼﺣظ إﺣﺟﺎم اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺣﻛوﻣﺎت اﻟدول اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن ﻧﻘد أﻧظﻣﺗﮭم‪.‬‬
‫‪/4‬ــ ﺗداﺧل اﻟﻣﺗﻐﯾ رات وﺳ رﻋﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﮭ ﺎ‪ :‬ﯾﻌﺗﺑ ر ﺗ داﺧل اﻟﻣﺗﻐﯾ رات اﻟﺗ ﻲ ﯾﻧﺻ ب ﻋﻠﯾﮭ ﺎ اﻟﺑﺣ ث‬
‫اﻟﻣﻘ ﺎرن ﻣﺛ ل اﻟﻌواﻣ ل اﻟﺳﯾﺎﺳ ﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻ ﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ﺔ واﻟﺣﺿ ﺎرﯾﺔ‪ ،‬وﺗﻔﺎﻋﻠﮭ ﺎ ﻣﻌ ﺎ‪ ،‬ﻣ ﻊ ﺳ رﻋﺔ‬
‫ﺗﻐﯾرھﺎ إﺣدى ﻣﺷﻛﻼت اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‪.‬‬
‫‪/5‬ـ ـ ﻋ دم ﺗ وﻓر اﻟﺣﻘ ﺎﺋق واﻟﻣﻌﻠوﻣ ﺎت واﻟﺑﯾﺎﻧ ﺎت‪ :‬ﺗﺑ دو ھ ذه اﻟﻣﺷ ﻛﻼت أﻛﺛ ر وﺿ وﺣﺎ ﺑﺎﻟ دول‬
‫اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﺑدون ﺗوﻓر ﺑﯾﺎﻧﺎت و إﺣﺻﺎءات دﻗﯾﻘﺔ وﻣﻧظﻣﺔ ﺗﺗﻌﺛر اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗ ﻲ ﯾﻣﻛ ن‬
‫اﺗﺧﺎذھﺎ أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻠﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻲ إن ﺗﻣت ﻓﺈن ﻧﺗﺎﺋﺟﮭﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟوﺛوق ﺑﮭﺎ‪.‬‬
‫ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺿﺢ أن طرق اﻟﺑﺣث واﺧﺗﯾﺎر اﻟﺣﻘﺎﺋق ھﻣﺎ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺧطوة اﻷوﻟﻰ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وھﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت أﺻﻌب ﻣﺎ ﯾواﺟﮫ ھذه اﻟدراﺳﺔ ﻣن ﻣﺷﻛﻼت‪.‬‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺳﺎدﺳﺔ‬
‫ﻧﺣو اﺗﺟﺎه ﻣﻘﺎرن ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫‪1/‬آﻓﺎق اﻹدارة اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‪:‬‬
‫ﯾﻣﻛن إﺛﺎرة ﻋدد ﻣن اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻐل ﺣﺎﻟﯾﺎ اﻟﻣﮭﻧﯾﯾن ﺑﺎﻹدارة اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‪:‬‬
‫أ‪ -/‬ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺣدود‪ :‬ھﻧﺎك ﺧﻼﻓ ﺎ ﻻ ﯾ زال ﻗﺎﺋﻣ ﺎ ﺣ ول اﻟﺣ دود اﻟﻣﻼﺋﻣ ﺔ و اﻟﻣﻧظﻔ ﺔ ﻟﻣﯾ دان اﻹدارة‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ھﻧﺎك ﻣن ﯾذھب ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻌﺎﺻرة إﻟﻰ أن ھ ذا اﻟﻔ رع اﻟدراﺳ ﻲ ﻻ وﺟ ود ﻟ ﮫ‪،‬‬
‫و أن اﻟدراﺳ ﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ اﻧ دﻣﺟت ﺗﻣﺎﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻔ رع اﻟدراﺳ ﻲ ﻹدارة اﻟﺗﻧﻣﯾ ﺔ‪ .‬ﻓﮭ ذا اﻟﺗ داﺧل و ﻋ دم‬
‫وﺿوح اﻟﺣد اﻟﻔﺎﺻل ھو ﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﻣؤﺳس ﻟﺣرﻛﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ ﻛﺗﺎﺑﮫ )ﺣدود إدارة اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ( أﻧﮫ ﻟﯾس ھﻧﺎك إﺟﺎﺑﺔ واﺿﺣﺔ ﻟﻠﺳؤال‪]:‬ﻛﯾف ﺗﺧﺗﻠ ف إدارة‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋن اﻹدارة اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ أو ﻋن اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ؟‪].‬‬
‫و ﻗ د أﺿ ﺎف)ھدرﺳ ون( ﻣﺷ ﻛﻠﺔ ﻋ دم وﺿ وح اﻟﻣوﺿ وع اﻟﻣرﻛ زي و ذﻟ ك ﻟوﺟ ود اھﺗﻣﺎﻣ ﺎت‬
‫ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺿﯾﻊ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‪.‬‬
‫و ﺗﻛررت ﻣﺛل ھ ذه اﻟﻣﻼﺣظ ﺎت ﺣ ول ﺣ دود ﻋﻠ م اﻹدارة اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ إﻻ أن ذﻟ ك ﯾرﺟ ﻊ اﺧ ﺗﻼف‬
‫اﻟﺧﻠﻔﯾﺎت و اﻻھﺗﻣﺎﻣﺎت ﻟﻠﻌﻠﻣﺎء اﻟذﯾن ﺟﺎءوا ﻣن ﺣﻘول ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬و ﻏﯾﺎب اﻟﻣﺣ ور اﻟﻣﺣ دد اﻟ ذي ﺳ ﺎﻋد‬
‫اﻟﻌﻠﻣﺎء واﻟدراﺳﯾﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﻣﯾﯾز اﻟظﺎھرة اﻹدارﯾﺔ وﻓرز اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﮭﻣﺔ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﮭﻣﺔ‪.‬‬
‫ب‪ /‬دراﺳ ﺎت اﻟﻣﻧ ﺎطق‪ :‬ﻣ ن اﻟدراﺳ ﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻ رة و اﻟﺗ ﻲ ﺗﻌ رف اھﺗﻣﺎﻣ ﺎ واﺳ ﻌﺎ)دراﺳ ﺎت‬
‫اﻟﻣﻧ ﺎطق ( و ذﻟ ك ﺑدراﺳ ﺔ اﻷﻧظﻣ ﺔ و اﻟﻣﻧظﻣ ﺎت اﻹدارﯾ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻧطﻘ ﺔ ﻣﻌﯾﻧ ﺔ ﻣ ن ﻣﻧ ﺎطق اﻟﻌ ﺎﻟم ﻟﮭ ﺎ‬
‫ﺧﺻﺎﺋص ﺣﺿﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ‪ ،‬اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ‪.‬و أﻏﻠ ب ھ ذه اﻟدراﺳ ﺎت ﺗﻘ وم‬
‫ﺑﮭ ﺎ اﻟﻣﻧظﻣ ﺎت اﻟدوﻟﯾ ﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻ ﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌ ﺔ ﻟﻣﻧظﻣ ﺔ إﻗﻠﯾﻣﯾ ﺔ ﻣ ﺎ‪ ،‬ﻣﺛ ل ﺟﺎﻣﻌ ﺔ اﻟ دول اﻟﻌرﺑﯾ ﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠ س‬
‫اﻟﺗﻌ ﺎون اﻟﺧﻠﯾﺟ ﻲ‪ ،‬آﺳ ﯾﺎن‪..‬إﻟ ﺦ و ﻣﺛ ﺎل ذﻟ ك اﻟﻣﻧظﻣ ﺔ اﻟﻌرﺑﯾ ﺔ ﻟﻠﻌﻠ وم اﻹدارﯾ ﺔ‪ .‬و اﻟﺗ ﻲ ﺗﺄﺳﺳ ت ﻣﻧ د‬
‫‪ 1969‬واﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻣن أﺑرز ﻣﻼﻣﺢ إﺳﺗراﺗﺟﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ھو‪-‬دراﺳﺔ ﻣﺗطﻠﺑ ﺎت اﻹﺻ ﻼح اﻹداري‪– .‬‬
‫ﺗﻧﺷﯾط اﻟﺑﺣوث و اﻟدراﺳﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﻣﻧﺎﺣﻲ اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬
‫ج‪/‬اﻻﺧ ﺗﻼل ﺑ ﯾن اﻟﺗﻧظ ﯾم و اﻟﺗطﺑﯾ ق‪ :‬ﻣ ﻊ ﺑداﯾ ﺔ اﻟﺳ ﺑﻌﯾﻧﯾﺎت ﻣ ن اﻟﻘ رن اﻟﻣﺎﺿ ﻲ ﻋرﻓ ت ﺣرﻛ ﺔ‬
‫اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ أﻓﻛ ﺎرا ﺟدﯾ دة‪ ،‬إﻻ أن ھ ذه اﻷﺧﯾ رة ﻟ م ﯾ ﺗم اﻻﺳ ﺗﻔﺎدة ﻣﻧﮭ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟدراﺳ ﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﯾ ﺔ‬
‫اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬ﻣﺎ أوﺟد ﻟدﯾﮭﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻻﻧﻔﺻﺎم ﺑﯾن اﻟﺗﻧظﯾم و اﻟﺗطﺑﯾق‪ ،‬و ﯾﻘﺻ د ﻣ ن ﻋﻼﻗ ﺔ اﻟﺗﻧظ ﯾم ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻠم اﻷﺳﺎﺳﻲ)اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ( و ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟدراﺳﺎت)اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ (‪.‬‬
‫اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺳﺎﻋدت ﻋﻠﻰ اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟدراﺳﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‪:‬‬
‫ﺗطورت اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ وﻧﻣت ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺣت أﺣد اﻟﻣﯾﺎدﯾن اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﮭﺎﻣ ﺔ ﻟدراﺳ ﺔ اﻹدارة‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻟﻘد ﺗﺄﻛدت أھﻣﯾﺗﮭﺎ ﺑﺻورة ﺟدﯾﺔ وﻓﻌﺎﻟﺔ اﺑﺗداء ﻣن ﻣﻧﺗﺻف اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﯾﺎت‪.‬‬
‫‪/1‬ـ اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ‪:‬‬
‫وﻟﻌل ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ اﻟﻌواﻣل واﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺗﻲ ﺳﺎﻋدت ﻋﻠﻰ ﻧﻣو اﻟدراﺳﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ذﻟ ك‬
‫اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟذي أدى إﻟﻰ اﻟﺗطور اﻟﮭﺎﺋ ل واﻟﻛﺑﯾ ر ﻓ ﻲ ﻣﺧﺗﻠ ف اﻟﻣﺟ ﺎﻻت‪ ،‬وﻣ ﺎ ﺗﺑ ﻊ ذﻟ ك ﻣ ن‬
‫اﺧﺗراﻋﺎت واﻛﺗﺷﺎﻓﺎت إﻟﻰ ﻗﯾ ﺎم ﺣرﻛ ﺔ اﺗﺻ ﺎل ﺿ ﺧﻣﺔ أﺳ ﮭﻣت ﻓ ﻲ إﺣ داث ﺛ ورة ﺗﻘﻧﯾ ﺔ ﻣﺳ ت ﺟﻣﯾ ﻊ‬
‫ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻ ﺎدﯾﺔ واﻟﻌﻠﻣﯾ ﺔ واﻟﻣﻌرﻓﯾ ﺔ‪ ،‬ﻓﺄﺻ ﺑﺢ اﻷﻣ ر اﻟﮭ ﺎم اﻟﻣ ؤﺛر ﻓ ﻲ‬
‫ﺣﯾﺎة اﻟﻧﺎس وﻣﺳﺗﻘﺑﻠﮭم ھو ﻣﺳﺗوى إدارة ھذه اﻟﻣوارد اﻟﺿﺧﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﺣوزﺗﮭم‪.‬‬
‫‪ /2‬اﻟﻔﻛر اﻹداري اﻟﺳﻠوﻛﻲ‪:‬‬
‫ﻛ ﺎن ﻟﻠﻔﻛ ر اﻹداري اﻟﺳ ﻠوﻛﻲ اﻟ ذي ﺗزﻋﻣ ﮫ "ھ وﺑرت ﺳ ﯾﻣون" أﺛ ره ﻋﻠ ﻰ اﻟﺟﮭ ود اﻟﺗ ﻲ‬
‫اﺳﺗﮭدﻓت اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻠﻘد أﺣ دﺛت اﻟﺣرﻛ ﺔ اﻟﺳ ﻠوﻛﯾﺔ ﺗط ورات ﺑﻌﯾ دة اﻟﻣ دى ﻓ ﻲ‬
‫ھذا اﻟﺻدد ﻣن ﺣﯾث ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﺗﺧﺎذ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺻﻧﻊ اﻟﻘرارات ﻛﺄﺳ ﺎس ﻟ ﻺدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ واﻟﺗﻧظ ﯾم اﻹداري‪،‬‬
‫واﻻﻋﺗﻣ ﺎد ﻋﻠ ﻰ اﻷﻓﻛ ﺎر اﻟواﻗﻌﯾ ﺔ اﻟﺗ ﻲ ﺗﻌﺗﻣ د ﻋﻠ ﻰ اﻟﺗﺟرﺑ ﺔ وﺗوﺟ ﮫ أﻛﺑ ر ﻗﺳ ط ﻣ ن ﺟﮭ دھﺎ ﻟﻠﺗﺣﻠﯾ ل‬
‫اﻟﻣﻧطﻘﻲ اﻟدﻗﯾق ﻛﻣﺎ ﺗﺣﺎول إﺑﻌﺎد اﻟﻌواﻣل اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ﻋن ﻣﺟﺎل ﺗﺣﻠﯾﻠﮭﺎ‪ ،‬وﻟﻘد أوﺟﺑ ت ﺿ رورة اﻟﺑﺣ ث‬
‫ﻓ ﻲ اﻟﺳ ﻠوك اﻹﻧﺳ ﺎﻧﻲ ﻣ ن ﺧ ﻼل ﻣﻘﺎرﻧ ﺎت ﺗﺣﻠﯾﻠﯾ ﺔ‪ ،‬ﻛﻣ ﺎ أﻛ دت أن اﻟﺳ ﻠوك اﻹﻧﺳ ﺎﻧﻲ ﯾﺟ ب دراﺳ ﺗﮫ‬
‫دراﺳﺔ ﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﺧﺎرج‪ ،‬وھذا ﻛﻠﮫ ﯾﺳ ﻌﻰ إﻟ ﻰ ﺗﺄﻛﯾ د اﻟطﺑﯾﻌ ﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾ ﺔ ﻟ ﻺدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ‪ ،‬إﻟ ﻰ ﺟﺎﻧ ب‬
‫ﺿ رورة إﺟ راء اﻟدراﺳ ﺎت ﺑﺻ ﯾﻐﺔ ﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺟ ﺎل اﻟﻣﺷ ﻛﻼت اﻟﺳ ﻠوﻛﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧﺻ ر اﻹﻧﺳ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ‬
‫اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫‪/3‬ــ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪:‬‬
‫ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌد ذﻟك اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﺗﺳﮭم ﻓﻲ ﻧﻣو اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻣ ن ﺧ ﻼل‬
‫ﻋﺎﻣﻠﯾن‪:‬‬
‫اﻷول‪ :‬ﺗزاﯾد ﺳﻠطﺎت اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ أﺛﻧ ﺎء اﻟﺣ رب وﻓﻘ ﺎ ﻟطﺑﯾﻌ ﺔ اﻟظ روف اﻹﺳ ﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗ ﻲ ﺗﻣ ر‬
‫ﺑﮭﺎ اﻟدول ﻓﻲ ظروف اﻟﺣ رب ﻟﻣواﺟﮭ ﺔ اﻟﻣﺷ ﺎﻛل اﻟﻌدﯾ دة اﻟﺗ ﻲ ﯾﻘ ﻊ ﻋﻠ ﻰ ﻋ ﺎﺗق اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻋ بء‬
‫اﻟﻧﮭوض ﺑﮭﺎ‪.‬‬
‫اﻟﺛ ﺎﻧﻲ‪ :‬إن اﻟﻣﺷ ﺎﻛل اﻟﺗ ﻲ ﺗواﺟ ﮫ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ أﺛﻧ ﺎء اﻟﺣ رب وﻣ ﺎ ﺑﻌ دھﺎ ﻓ ﻲ ﻣﺧﺗﻠ ف اﻟ ﻧظم‬
‫اﻹدارﯾﺔ ﺗﺣﻣل ﺟﺎﻧﺑ ﺎ ﻣ ن اﻟﺗﺷ ﺎﺑﮫ وﺑﻌﺿ ﺎ ﻣ ن اﻟﻣظ ﺎھر اﻟﻣﺗﻣﺎﺛﻠ ﺔ‪ ،‬وﯾ ؤدي ذﻟ ك ﺑ دوره إﻟ ﻰ ﺿ رورة‬
‫اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻧوع ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﺣل ﻣﺛل ھذه اﻟﻣﺷﻛﻼت‪.‬‬
‫‪/4‬ــ اﻟﻣﺳﺗوى اﻷﻛﺎدﯾﻣﻲ‪:‬‬
‫ﻟﻌﺑت اﻟﻣ ؤﺗﻣرات واﻟﺟﻣﻌﯾ ﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾ ﺔ ﻟ ﻺدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻣﺳ ﺗوى اﻟﺟ ﺎﻣﻌﻲ دورا ﻓﻌ ﺎﻻ ﻓ ﻲ‬
‫ﻧﻣو وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺗﺟﺎه ﻧﺣو اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻗد ﺗﺣﻘق اﻋﺗراف ﻛﺛﯾ ر ﻣ ن اﻟﺟﻣﻌﯾ ﺎت‬
‫اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻹدارة اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻛﻣوﺿوع ﻣﺗﺧﺻص‪ ،‬وﺗﺟﻠﻰ ذﻟ ك ﻣ ن ﺧ ﻼل ﺗﺷ ﻛﯾل‬
‫اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺟﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹدارة اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ‪ ،‬وﺑﻌ دھﺎ ﺗ م ﺗ ﺄﻟﯾف ﺟﻣﺎﻋ ﺔ اﻹدارة‬
‫اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ ،1960‬ﻛﻔرع ﻣن اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾ ﺔ ﻟ ﻺدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ‪ ،‬إذ ﺗﻠﻘ ت ھ ذه اﻟﺟﻣﺎﻋ ﺔ ﺗﺄﯾﯾ دا‬
‫ﻛﺑﯾرا ﻣن ﻣؤﺳﺳﺔ "ﻓورد" ﺳﺎھم ﻓﻲ ﺗطوﯾرھﺎ وﻧﻣوھﺎ‪.‬‬
‫‪/5‬ــ ﻣﯾﻼد اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪:‬‬
‫إن ﻣﯾﻼد ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم اﺑﺗ داء ﻣ ن اﻟﺧﻣﺳ ﯾﻧﯾﺎت ﯾﻌﺗﺑ ر ﻣ ن اﻷﺳ ﺑﺎب اﻟﺟوھرﯾ ﺔ اﻟﺗ ﻲ‬
‫وﺟﮭت أﻧظﺎر ﻋﻠﻣﺎء اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﯾﮭﺎ إﻟﻰ أھﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﻟ ﻺدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ‪ ،‬ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻷﻗل ﻓﻲ إطﺎر ھذه اﻟدول‪.‬‬
‫وﻛﺎن ﻟﻺھﺗﻣﺎم اﻟﻣﺗزاﯾد ﻟدى اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻧظم اﻹدارﯾ ﺔ ﻓ ﻲ ھ ذه اﻟ دول ﺣدﯾﺛ ﺔ‬
‫اﻟﻣوﻟ د‪ ،‬دور ھ ﺎم ﻓ ﻲ ﺗﺄﺻ ﯾل دورھ ﺎ‪ ،‬وﺑﺣ ث ﻣﺷ ﺎﻛﻠﮭﺎ وﺗﻌﻘﯾ داﺗﮭﺎ‪ ،‬ووظﯾﻔﺗﮭ ﺎ اﻷﺻ ﻠﯾﺔ ﻓ ﻲ ﺗﺣﻘﯾ ق‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟدول‪.‬‬
‫‪/6‬ــ ھﯾﺋﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة‪:‬‬
‫ﺗﺳﮭم ھﯾﺋﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻌوﻧﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾ ﺔ ﻋ ن طرﯾ ق أﺟﮭ زة ﻣﺗﺧﺻﺻ ﺔ‪،‬‬
‫ﻣﺛ ل)‪ /1‬ﻣﺟﻠ س اﻟﻣﻌوﻧ ﺔ اﻟﻔﻧﯾ ﺔ‪ /2 .‬اﻟﺻ ﻧدوق اﻟﺧ ﺎص‪ /3 .‬ﺻ ﻧدوق اﻷﻣ م اﻟﻣﺗﺣ دة ﻟرﻋﺎﯾ ﺔ اﻟطﻔوﻟ ﺔ‬
‫"اﻟﯾوﻧﺳﯾف" ‪ /4‬اﻟوﻛﺎﻻت اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ(‪.‬‬
‫وﺗﻘوم وﻛﺎﻻت )ﻣﻧظﻣﺎت( اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺗﻘدﯾم أوﺟﮫ اﻟﻣﻌوﻧ ﺔ اﻟﻔﻧﯾ ﺔ ﻓﯾﻣ ﺎ ﯾﺧﺻ ﮭﺎ‪ ،‬وﻗ د ﺗﺗﻌ ﺎون‬
‫ﻣﻧظﻣﺗﺎن أو أﻛﺛر ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟﻌون اﻟﻔﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫واﻟﻣﻌوﻧﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﺗﻌﻧﻲ اﻧﺗﻘﺎل ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺳ ﻧوات اﻟط وال ﻣ ن اﻟﺧﺑ رة واﻟدراﯾ ﺔ واﻟﻣﻌرﻓ ﺔ ﻣ ن دول‬
‫إﻟﻰ أﺧرى‪ ،‬أي ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺧﺑرات ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﺣﻘول اﻟﻧﺷﺎط اﻹﻧﺳ ﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺗﻘ دم ﻹﺑ داء اﻟ رأي ﻓ ﻲ ﻣﺷ ﻛﻠﺔ‬
‫ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت وﺗﻘدﯾم أﻧﺳب اﻟﺣﻠول ﻟﮭﺎ‪ ،‬أو ﻷداء ﻋﻣل ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﺧﺻص‪.‬‬
‫ﺗﻌﺗﻣ د اﻟ دول اﻟﻧﺎﻣﯾ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺻ درﯾن ھ ﺎﻣﯾن ﻣ ن ﻣﺻ ﺎدر اﻟﻣﻌوﻧ ﺔ اﻟﻔﻧﯾ ﺔ وذﻟ ك ﺑﺟﻠ ب اﻟﺧﺑ راء‬
‫وﺗﻧظﯾم اﻟدورات اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬أوﻟﮭﻣﺎ‪ :‬ھﯾﺋ ﺔ اﻷﻣ م اﻟﻣﺗﺣ دة ووﻛﺎﻻﺗﮭ ﺎ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻ ﺔ‪ ،‬أﻣ ﺎ اﻟﻣﺻ در اﻟﺛ ﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﻓﮭو اﻟدول اﻟﺻدﯾﻘﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻘ د ﺳ ﺎﻋد ﻗﯾ ﺎم ﺑرﻧ ﺎﻣﺞ اﻟﻣﻌوﻧ ﺔ اﻟﻔﻧﯾ ﺔ ﺳ واء ﻣ ﺎ ﻛ ﺎن ﺛﻧﺎﺋﯾ ﺎ ﻣﻧﮭ ﺎ أو ﻣ ﺎ ﺗﻘ وم ﺑ ﮫ اﻷﻣ م اﻟﻣﺗﺣ دة‬
‫ووﻛﺎﻻﺗﮭ ﺎ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻻھﺗﻣ ﺎم ﺑﺎﻟدراﺳ ﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ‪ ،‬ﻓﻘ د اﺳ ﺗﻠزم اﻷﻣ ر ﻗﯾ ﺎم أﺟﮭ زة إدارﯾ ﺔ‬
‫ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ھذه اﻟﻣﻌوﻧﺎت اﻟﻔﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ أوﺟب ﺿرورة اﻟﺑﺣ ث ﻋ ن أدوات إدارﯾ ﺔ أﻛﺛ ر ﻓﺎﻋﻠﯾ ﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻣﻘدم ﻟﮭﺎ اﻟﻣﻌوﻧ ﺎت اﻟﻔﻧﯾ ﺔ واﻟﻣﺳ ﺎﻋدات اﻻﻗﺗﺻ ﺎدﯾﺔ وﻣ ن ﺛ م ﻛ ﺎن ﺗوﺟﯾ ﮫ اﻟﻧظ ر‬
‫إﻟﻰ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫واﻟﻣﻼﺣظ أن ﺑرﻧ ﺎﻣﺞ اﻟﻣﻌوﻧ ﺔ اﻟﻔﻧﯾ ﺔ ﻗ د ارﺗ ﺑط ﺑﺄھ داف ﻣﻌﯾﻧ ﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾ ق اﻟﻣﺻ ﺎﻟﺢ اﻟذاﺗﯾ ﺔ ﻟﻠ دول‬
‫اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ارﺗﺑطت ﻋن طرﯾق اﻟﻣﻌﺎھدات اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺗﻛوﯾن اﻟﺣﻠﻔﺎء واﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳ ﻲ‪ ،‬أﻛﺛ ر ﻣﻣ ﺎ‬
‫ﻛﺎن ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻛذﻟك ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗطﺑﯾ ق اﻟﻧظرﯾ ﺎت واﻟﻧﻣ ﺎذج واﻟﺗﺟ ﺎرب اﻟﻐرﺑﯾ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟ دول‬
‫اﻟﻧﺎﻣﯾ ﺔ ﻣﺗ ﺄﺛرﯾن ﺑﺣﺿ ﺎرﺗﮭم وﺗوﺟﮭ ﺎﺗﮭم‪ ،‬أدى إﻟ ﻰ ﻋ دم ﺗﺣﻘﯾ ق اﻟﻧﺟ ﺎح اﻟﻣﻧﺷ ود‪ ،‬وﯾﻌ زى ذﻟ ك إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫ــ ﻟم ﯾﺷﺎرك أﺑﻧﺎء اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻧظرﯾﺎت أو ﺗﻌﻣﯾم اﻟﻧﻣﺎذج‪.‬‬
‫ــ ﺗطﺑﯾق ﻧﻣوذج ﻣوﺣد ﯾﺣوي ﺑﻌض ﻣظﺎھر ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻧﺎم ﻣﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﺑﻘﯾﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ )اﻟﮭﻧد(‪.‬‬
‫ــ ﻓﺷﻠت ﻷﻧﮭﺎ ﺻﻣﻣت ﻓﻲ اﻷﺻل ﻟﺗﻼﺋم اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ظﮭرت ﻓﯾﮭﺎ ﺗﻠك اﻟﻣﺷﻛﻼت‪.‬‬
‫ــ اﻓﺗرض واﺿﻌوا اﻟﻧﻣﺎذج واﻟﻧظرﯾﺎت ﺗوﻓر ﻋواﻣل وﻣﺗﻐﯾرات ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻧﺟﺎﺣﮭﺎ وﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ‪.‬‬
‫وﻻ ﺗﻧﺣﺻر ﻋواﻣل اﻹﺧﻔﺎق واﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮭﮭم ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟطراﺋق واﻟوﺳﺎﺋل ﻓﻘط‪ ،‬ﺑ ل‬
‫ﻓﺷ ﻠوا ﻛ ذﻟك ﻓ ﻲ اﻟوﺻ ف اﻟﻔﻌﻠ ﻲ ﻟﻠظ روف اﻟﺗ ﻲ ﺗﻣ ر ﺑﮭ ﺎ اﻟدوﻟ ﺔ اﻟﻧﺎﻣﯾ ﺔ‪ ،‬واﻟﺗ ﻲ ﺗﺷ ﻛل ﻣوﺿ وع‬
‫اﻟظواھر اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻟﺟﮭﺎ اﻟﻧظرﯾﺎت واﻟﻧﻣﺎذج‪.‬‬
‫وﺑذﻟك ﺗم اﻟﺗوﺟﮫ إﻟﻰ اﻹھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑدراﺳﺔ وﺗﺣﻠﯾل أﺣواﻟﮭﺎ وﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﮭﺎ واﻗﺗﺻ ﺎدﯾﺎﺗﮭﺎ‬
‫وأﻧظﻣﺗﮭﺎ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن ﺣل ﻣﺷﻛﻼﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس واﻗﻌﻲ ﺑ دءا ﻣ ن اﻷﺧ ذ ﺑﺣﻠ ول أﺟﻧﺑﯾ ﺔ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﺑﯾﺋﺗﮭﺎ وﺗﻘﺎﻟﯾدھﺎ‪ ،‬وﻗد أدى ذﻟك ﻛﻠ ﮫ إﻟ ﻰ ﺗط ور اﻟدراﺳ ﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ و اﻻھﺗﻣ ﺎم ﺑﮭ ﺎ‪ ،‬ﻛﻣ ﺎ ﺳ ﺎﻋد أﯾﺿ ﺎ‬
‫ﻋﻠ ﻰ ﻧﻣ و وﺗﺷ ﺟﯾﻊ اﻹﺗﺟ ﺎه اﻟﺗطﺑﯾﻘ ﻲ اﻟﺗﺟرﯾﺑ ﻲ ﻧﺣ و اﻟدراﺳ ﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﻟ ﻺدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ‪ ،‬وﺗﻧ ﺎول‬
‫اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻹدارﯾﺔ ﻛﺣﺎﻻت دراﺳﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﻘﺎرن‪ ،‬وھذا ھو ﺟوھر اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ‪،‬‬
‫وھو اﻟﺑﺣث ﻋن ﺣﻠول ﻟﻠﻣﺷﺎﻛل وﺗﺄﺻﯾل أوﺟﮫ اﻟﺗﺷﺎﺑﮫ وأوﺟﮫ اﻹﺧﺗﻼف ﺑﯾﻧﮭﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ‬
‫ﻧﻣﺎذج ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪:‬‬
‫ﻣﻧ ذ ان أﺛ ﺎر "ﺟ ون ﺟ ﺎوس ‪ " JOHN GAUS‬أھﻣﯾ ﺔ أﺛ ر اﻟﻌواﻣ ل اﻹﯾﻛوﻟوﺟﯾ ﺔ ﻓ ﻲ اﻹدارة‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ظﮭرت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟدراﺳﺎت ﺗﮭﺗم ﺑﺗﻔﮭم اﻷوﺿﺎع واﻟﻣﺷﻛﻼت اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺟﺗﻣ ﻊ ﻓ ﻲ‬
‫ﺿوء ﻣﺟﻣوﻋ ﺔ اﻟﻌواﻣ ل واﻟظ روف واﻹﻋﺗﺑ ﺎرات اﻟﺑﯾﺋﯾ ﺔ اﻟﺗ ﻲ ﺗﺣ ﯾط ﺑﺎﻟﻧظ ﺎم اﻹداري وﺗﻌ ﯾش ﻓﯾﮭ ﺎ‪،‬‬
‫وظﮭرت ﻋدة دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻹدارة ﺗﻧﺣو ﻧﺣو ھذا اﻟﻣدﺧل أو ﺗؤﻛد أھﻣﯾﺗ ﮫ‪ ،‬ﺑ ل وﺗﺣ دد دور اﻟﺑﯾﺋ ﺔ ﻓ ﻲ‬
‫اﻹدارة‪ ،‬ﺑﺄﻧ ﮫ أداة اﻟﺑﺣ ث اﻟرﺋﯾﺳ ﯾﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﻧﮭﺞ ﻧﺣ و اﻟدراﺳ ﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﻟ ﻺدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ‪ ،‬وﻣ ن أﺑ رز‬
‫اﻟدراﺳ ﺎت ﻓ ﻲ ھ ذا اﻟﻣﺟ ﺎل دراﺳ ﺔ "ﺳ ﺎﺗون ‪ "SUTTON‬وھ و ﻣ ن أواﺋ ل ﻣ ن ﻋﻣ دوا إﻟ ﻰ ﺗﺻ ﻣﯾم‬
‫ﻧﻣ ﺎذج ﻋﺎﻣ ﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻌ ﺎت‪ ،‬ﺣﯾ ث ﻗ ﺎم ﺑﺗﺻ ﻧﯾف اﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ﺎت إﻟ ﻰ ﻣﺟﻣوﻋ ﺎت ﻟﻛ ل ﺧﺻﺎﺋﺻ ﮭﺎ‪ ،‬ﻓﮭﻧ ﺎك‬
‫ﻣﺟﺗﻣﻌ ﺎت زراﻋﯾ ﺔ ﺟ دا‪ ،‬وﻣﺟﺗﻣﻌ ﺎت ﺻ ﻧﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬وﯾ رى أﻧ ﮫ ﻣ ن ﺗﺻ ﻧﯾف اﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ﺎت ﯾﻣﻛ ن اﺳ ﺗﻘراء‬
‫ﻧظﻣﮭﺎ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫دراﺳﺎت رﯾﺟز‪: FRED RIGGS‬‬
‫وﻣن أھم اﻟﻣﺣﺎوﻻت ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل‪ ،‬وﻟﻌل أﻛﺛرھﺎ ﻧﺟﺎﺣﺎ‪ ،‬دراﺳﺎت "رﯾﺟ ز ‪"FRED RIGGS‬‬
‫وھ ﻲ ﻣﺗ ﺄﺛرة إﻟ ﻰ ﺣ د ﻛﺑﯾ ر ﺑدراﺳ ﺎت "ﺳ ﺎﺗون ‪ ،"SUTTON‬ﻓﻘ د وﺿ ﻊ رﯾﺟ ز ﻧﻣ ﺎذج ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻌ ﺎت‬
‫ﻻﺳ ﺗﻌﻣﺎﻟﮭﺎ ﻓ ﻲ دراﺳ ﺔ وﺗﺣﻠﯾ ل اﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔ ﺔ‪ ،‬وﻓ ﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﻧ ﺎ ﻟﻠﻧﺗ ﺎﺋﺞ اﻟﺗ ﻲ ﺣﺻ ل ﻋﻠﯾﮭ ﺎ رﯾﺟ ز‬
‫وﺗﻌﻠﯾ ل أﺳ ﺑﺎﺑﮭﺎ ﺳ وف ﻧﺟ د أن اﻟﻌواﻣ ل اﻹﻗﺗﺻ ﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳ ﯾﺔ واﻟﺣﺿ ﺎرﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ﺔ‪ ،‬ووﺳ ﺎﺋل‬
‫اﻹﺗﺻﺎل‪ ،‬ﻛﻠﮭﺎ ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻹدارة ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﺗ ﺄﺛر‬
‫ﺑﮭﻣﺎ‪.‬‬
‫ﻟﻘد ﻋﻣد رﯾﺟز إﻟﻰ ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت )واﻟﮭ دف ﻣﻧ ﮫ ﻟ ﯾس ﺗﻘﺳ ﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ﺎت إﻟ ﻰ ﻧﻣ ﺎذج‪ ،‬وإﻧﻣ ﺎ‬
‫ﯾﺗﻣﺛل اﻟﮭدف ﻓ ﻲ اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ وﻣ ﺎ اﻟﺗﻘﺳ ﯾم إﻻ وﺳ ﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾ ق اﻟﮭ دف(‪ ،‬إﻟ ﻰ ﻧﻣ وذﺟﯾن إدارﯾ ﯾن ﻣﺗﻣﯾ زﯾن‬
‫ﻟﻠﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن ﻣﻛوﻧﺎﺗﮭﺎ‪ ،‬وھﻣﺎ اﻟﻧﻣوذج اﻟزراﻋﻲ واﻟﻧﻣوذج اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‪ .‬ﻓﻌﺎد رﯾﺟز ﻓﻘﺳم ﻛل ﻧﻣوذج ﻣ ن‬
‫ھذه اﻟﻧﻣﺎذج إﻟﻰ ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ﻓرﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺷﻣل اﻟﻧﻣ وذج اﻟزراﻋ ﻲ اﻹﻣﺑراطورﯾ ﺎت واﻟ ﻧظم اﻹﻗطﺎﻋﯾ ﺔ‪ ،‬أﻣ ﺎ‬
‫اﻟﻧﻣوذج اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﻘد ﺗﻧﺎول اﻟﻧظم اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ واﻟﻧظم اﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻗد اﻋﺗﺑر رﯾﺟز أن اﻷﺳﺎس اﻻﻗﺗﺻﺎدي ھ و اﻟﻣﻌﯾ ﺎر اﻟرﺋﯾﺳ ﻲ اﻟ ذي ﯾﻣﻛ ن ﻋﻠ ﻰ أﺳﺎﺳ ﮫ ﺗﻘﺳ ﯾم‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت‪ ،‬ووﻓق ھذا اﻟﺗﻘﺳﯾم ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻠﯾ ل اﻟﺧﺻ ﺎﺋص اﻷﺧ رى ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻌ ﺎت ﻣﺛ ل ﺑﻧﺎﺋﮭ ﺎ اﻻﺟﺗﻣ ﺎﻋﻲ‬
‫وﻧظﺎﻣﮭﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬وإطﺎرھﺎ اﻟﻌﻘﺎﺋ دي‪ ،‬وﻧظ ﺎم اﻹﺗﺻ ﺎﻻت ﻓﯾﮭ ﺎ‪ ،‬ﻓطﺑﯾﻌ ﺔ اﻟﺑﻧ ﺎء اﻻﻗﺗﺻ ﺎدي ﻟﻠﻣﺟﺗﻣ ﻊ‬
‫وﻣﺳ ﺗوى ﻧﺿ ﺟﮫ وﻧﻣ ط اﻟﺗﻧظ ﯾم اﻻﻗﺗﺻ ﺎدي ﻓﯾ ﮫ‪ ،‬ﯾﺣ دد ﻣﺧﺗﻠ ف اﻟﻣؤﺷ رات اﻷﺧ رى ﻟﺧﺻ ﺎﺋص‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬
‫ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧﻣوذج اﻟزراﻋﻲ واﻟﻧﻣوذج اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬
‫أ‪/‬ــ اﻟﻧﻣوذج اﻟزراﻋﻲ واﻗﺗﺻﺎده اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻹﻛﺗﻔﺎء اﻟذاﺗﻲ‪:‬‬
‫ﺳﻛﺎن ھذا اﻟﻣﺟﺗﻣ ﻊ ﻓﻼﺣ ون وﻣزراﻋ ون ﯾﺳ ﺗﮭﻠﻛون ﻣﻌظ م إﻧﺗ ﺎﺟﮭم‪ ،‬وﯾﺿ طرون إﻟ ﻰ اﻟﺑﯾ ﻊ أو‬
‫اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ‪ ،‬ﻟﺟﻠب اﻟﺳ ﻠﻊ اﻟﺗ ﻲ ﻻ ﯾﻧﺗﺟوﻧﮭ ﺎ‪ ،‬أﻣ ﺎ اﻟﺣﻛوﻣ ﺔ ﻓﺗﻣﺛ ل ﻋ ﺎﻣﻼ آﺧ ر ﻓ ﻲ اﻗﺗﺻ ﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻣ وذج‬
‫اﻟزراﻋﻲ ﻓﮭﻲ ﺗﻣﺛل اﻟطﺑﻘﺔ اﻷرﺳﺗﻘراطﯾﺔ‪ ،‬ﺗﻧﺎل ﺟزءا ﻣﻣﺎ ﺗﻧﺗﺟﮫ اﻟﻘرﯾ ﺔ ﻟﺿ ﻣﺎن وﺿ ﻌﮭﺎ اﻻﺟﺗﻣ ﺎﻋﻲ‬
‫ﺗﻣﺛل ﻗدرا ﻛﺑﯾرا ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ ﻹﺟﺑ ﺎر اﻟﻔﻼﺣ ﯾن ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌط ﺎء ﻓ ﻲ ﺳ ﺑﯾل اﻟﺣﻛوﻣ ﺔ ﻣﻘﺎﺑ ل ﺿ ﻣﺎن اﻷﻣ ن‬
‫واﻟﻧظﺎم وﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت‪.‬‬
‫ﻓﻔ ﻲ اﻷﻏﻠ ب ﻧﺟ د اﻟﻔﻼﺣ ﯾن ﯾﺳ ﺗطﯾﻌون ﺗﺣﻘﯾ ق اﻻﻛﺗﻔ ﺎء اﻟ ذاﺗﻲ ﻋ ن طرﯾ ق ﺗﺑ ﺎدل وﺗﺣﻘﯾ ق ﻣ ﺎ‬
‫ﯾﺣﺗﺎﺟوﻧﮫ ﻣن ﺳﻠﻊ ودون اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدﻣﮫ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻷرﺳﺗﻘراطﯾﺔ ﻣ ن ﺧ دﻣﺎت‪ ،‬وذﻟ ك ﻟﺑﺳ ﺎطﺔ‬
‫ﻋﯾش ھذه اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت )اﻟﺿراﺋب‪ ،‬ﻣﺣدودﯾﺔ دﺧل اﻟﺣﻛوﻣﺔ(‪.‬‬
‫ب‪/‬ﻧﻣوذج اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻗﺗﺻﺎده اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺗﺑﺎدل‪:‬‬
‫ﯾﺗﻣﯾز اﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻣوذج اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﺑﺄﻧﮫ ﻣﻌﺗﻣ د ﻋﻠ ﻰ ﻋﻧﺎﺻ ره اﻟﻣﺗداﺧﻠ ﺔ‪ ،‬ﻓﮭ و اﻗﺗﺻ ﺎد ﻗ ﺎﺋم ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﺑدرﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﺟدا‪ ،‬وﯾرﺗﻛز أﺳﺎﺳﺎ ﺣول ﻧظ ﺎم ﻣﻌﻘ د ﯾﻣﺛ ل اﻟﺳ وق ﻣﺣ وره‪ ،‬ﻓﺎﻟﻐﺎﻟﺑﯾ ﺔ‬
‫اﻟﻌظﻣﻰ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ﻧﺟد أن ﺳﻠﻌﮭم وﺧدﻣﺎﺗﮭم ﺗدﺧل ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺑﺎدل ﻓﻲ ﻣﺣﯾط اﻟﺳوق اﻟﻣﻌﻘد‪.‬‬
‫وﻟﮭذا ﻓﻣن اﻟﺳﮭوﻟﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ أن ﺗﻘرر وﺗﻔرض اﻟﺿ راﺋب ﻧظ را ﻟطﺑﯾﻌ ﺔ‬
‫اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ھذا اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻗدر أﻛﺑر ﻣن اﻟﺿراﺋب ﻣن اﺟل ﺗ ﺄﻣﯾن ﻧﻔﻘﺎﺗﮭ ﺎ اﻟﻣﺗﻌ ددة‪،‬‬
‫واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ أﻧﮫ إذا ﻛﺎن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾدﻓﻌون ﺿ راﺋب ﺗﻣﺛ ل دﺧ وﻻ ﻟﻠﺣﻛوﻣ ﺔ‪ ،‬ﻓ ﺈﻧﮭم ﯾﺗوﻗﻌ ون ﺧ دﻣﺎت‬
‫أﻛﺑر‪.‬‬
‫وﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن ﻣﺟﻣل ﺗﺣﻠﯾل "رﯾﺟز" ﯾﻧﺗﮭﻲ إﻟﻰ رﺑط ﺗﻘﺳﯾﻣﺎﺗﮫ ﺑﺎﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﯾﺣدد اﻟﻧﺗ ﺎﺋﺞ‬
‫اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪/1‬ــ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‪:‬‬
‫أ ــ ﺿﺧﺎﻣﺔ اﻟﺟﮭﺎز اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ وﺗﺿﻣﻧﮫ ﻟﻌواﻣل اﻟﺗﺧﺻص واﻟﻣﮭﺎرة‪.‬‬
‫ب ــ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾم وﺟﻌﻠﮫ إﺟﺑﺎرﯾﺎ‪.‬‬
‫ج ــ وﺿﻊ اﻟﻛﻔﺎءة اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﻗﻌﮭﺎ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ واﻟﺗرﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻛﻔﺎءة‪.‬‬
‫د ــ إن اﻟﻣوظﻔﯾن ﻟﯾﺳوا رﺟﺎل ﺳﻠطﺔ وﺣﻛم ﺑل ﻓﻲ ﻣوﻗﻊ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫‪/2‬ــ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟزراﻋﻲ‪:‬‬
‫أ ــ اﻟﺟﮭﺎز اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ ﺑﺳﯾط ﻻ ﯾﺗﺿﻣن ﻋواﻣل وﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﺧﺻص‪.‬‬
‫ب ــ ﻋدم وﺟود ﻛﻔﺎءات‪.‬‬
‫ج ـ ـ ﻧﺟ د أن اﻟﻣ وظﻔﯾن ﯾﻧظ رون إﻟ ﻰ أﻧﻔﺳ ﮭم رﺟ ﺎل ﺣﻛ م وﺳ ﻠطﺔ وﻟﯾﺳ وا ﻓ ﻲ ﻣوﻗ ﻊ اﻟﺧدﻣ ﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫د ــ ﻻ ﺗوﺟد اھﺗﻣﺎﻣﺎت ﻟدى اﻟﻔرد ﻓﻲ اﻹﺳﮭﺎم ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫وﯾﺧﻠ ص "رﯾﺟ ز" إﻟ ﻰ ﺗﻠﺧ ﯾص وﺟ ﮫ اﻟﺗﻔرﻗ ﺔ ﺑ ﯾن اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺗﻘﺳ ﯾم اﻟﺻ ﻧﺎﻋﻲ وﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟزراﻋﻲ ﺑﻘوﻟﮫ‪:‬‬
‫أ‪/‬ــ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﺗﻛون اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾ ر ﺷﺧﺻ ﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺗﻌﻠ ق أﺳﺎﺳ ﺎ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳ ﺎت أﻛﺛ ر ﻣ ن‬
‫ﺗﻌﻠﻘﮭﺎ ﺑﺎﻟﻣراﻛز واﻟوظﺎﺋف‪.‬‬
‫ب‪/‬ــ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟزراﻋﻲ ﺗﻛون اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺷﺧﺻﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺗﻌﻠق أﺳﺎﺳﺎ ﺑ ﺎﻟﻣراﻛز واﻟوظ ﺎﺋف أﻛﺛ ر‬
‫ﻣن ﺗﻌﻠﻘﮭﺎ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺎت‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﺑﻧﺎء اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪.‬‬
‫ﯾﻘﺳم اﻟﺑﻧﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ إﻟﻰ ﻧﻣوذﺟﯾن‪ ،‬ﺗﻧظﯾﻣﺎت ﺣﻛوﻣﯾﺔ و ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬
‫أ ــ اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ‪:‬‬
‫أي اﻟﻧظ ﺎم اﻟﺣﻛ وﻣﻲ ﺑﻣ ﺎ ﯾﻌﯾﻧ ﮫ ﻣ ن ﻧ وع ﻣﻌ ﯾن ﻣ ن اﻟﺣﻛوﻣ ﺎت‪ ،‬وﻟﻘ د ﺣﻠ ل "رﯾﺟ ز" أوﺟ ﮫ‬
‫اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟزراﻋﻲ وأﺳﻣﺎھﺎ اﻟﺗﻧظﯾﻣ ﺎت اﻷوﻟﯾ ﺔ وﺗﺗﻣﺛ ل أﺳﺎﺳ ﺎ‬
‫ﻓ ﻲ اﻷﺳ رة واﻟﻘﺑﯾﻠ ﺔ‪ ،‬وﺑﻠ ﯾن اﻟﺗﻧظﯾﻣ ﺎت اﻟﺗ ﻲ ﺗﻘ وم ﻓ ﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣ ﻊ اﻟﺻ ﻧﺎﻋﻲ‪ ،‬وﻗ د أﺳ ﻣﺎھﺎ اﻟﺗﻧظﯾﻣ ﺎت‬
‫اﻟﺛﺎﻧوﯾ ﺔ‪ ،‬واﻟﺗ ﻲ ﯾ رﺗﺑط اﻷﻓ راد ﻓﯾﮭ ﺎ ﺑﻌﻼﻗ ﺎت ﻣﮭﻧﯾ ﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻ ﺔ‪ ،‬وﺗﻛ ون اﻟﻌﺿ وﯾﺔ ﻓﯾﮭ ﺎ اﺧﺗﯾﺎرﯾ ﺔ‪،‬‬
‫وﯾﻛون ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻷوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﯾﻛﺎد ﯾﻧﻌدم‪ ،‬وﻻ ﯾﺣدث ﺿﻐط ﻋﻠ ﻰ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻓﯾﻣ ﺎ‬
‫ﯾﺗﻌﻠ ق ﺑﻣﺿ ﻣون وأداء اﻟﺧ دﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣ ﺔ‪ ،‬أﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣ ﻊ اﻟﺻ ﻧﺎﻋﻲ ﻓ ﺈن اﻟﺗﻧظﯾﻣ ﺎت اﻟﺛﺎﻧوﯾ ﺔ ﺗﻠﻌ ب‬
‫دورا ﻣؤﺛرا ﻓﻲ اﻟﺣﻛوﻣﺔ‪ ،‬ﺳواء ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل ﺳﯾﺎﺳﺎﺗﮭﺎ‪ ،‬أو ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺿﻣون اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﺗﺗﻣﯾ ز اﻟﺧدﻣ ﺔ اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣ ﻊ اﻟﺻ ﻧﺎﻋﻲ ﺑوﺟ ود وﺳ ﺎﺋل ﻋدﯾ دة‪ ،‬ﻣ ن ﺧط وط اﻻﺗﺻ ﺎﻻت‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺗﺳم اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔردﯾﺔ وﺑﻧوع ﻣن اﻟﺗﻌﺎون‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟزراﻋﻲ ﻓﺈن‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ﯾﺣﻛﻣﮭﺎ إطﺎر ﺗداﺧل اﻟﻌﺎﺋﻼت‪.‬‬
‫ب ــ ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ :‬اﻗﺗرح "رﯾﺟز" أرﺑﻌﺔ ﻣﻌﺎﯾﯾر‪.‬‬
‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻷول‪ :‬اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ أو اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺳﻠوك ﻣﺛل اﻟﻠﻐﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد‪ ،‬اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ أو اﻟﻣﮭﻧﻲ أو اﻟﻧﻘﺎﺑﻲ‪.‬‬
‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟوﺻف أو اﻹﺗﺟﺎه‪ :‬اﻟرأي اﻟذي ﺗﻌﺑر ﻋﻧﮫ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ أو اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟوﺻﻔﯾﺔ ﻟﮭﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟراﺑﻊ‪ :‬اﻟﻌﻧﺻر اﻟوراﺛﻲ ھو اﻟذي ﯾﻣﯾز ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻋن أﺧرى‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻌﻘﺎﺋدي‪.‬‬
‫وھو ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﻓﻛﺎر واﻟﻣﻌﺗﻘدات واﻟﻘﯾم واﻟﻣﻔ ﺎھﯾم اﻟﺳ ﺎﺋدة ﻟﻛ ل ﻣﺟﺗﻣ ﻊ‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑ ر اﻟﻣﺟﺗﻣ ﻊ‬
‫اﻟزراﻋ ﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌ ﺎ ﻗرﯾﺑ ﺎ وﻟﺻ ﯾﻘﺎ ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌ ﺔ‪ ،‬وﻗواھ ﺎ وظواھرھ ﺎ‪ ،‬وﯾﻣﺛ ل اﻟﺣ ﺎﻛم ﻣﻔﮭوﻣ ﺎ ﻣطﻠﻘ ﺎ‪ ،‬ﻓﮭ و‬
‫ﻣﺻدر اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ‪ ،‬وھو رﻣز اﻟﻌدل اﻟﻣطﻠق‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣ ﻊ اﻟﺻ ﻧﺎﻋﻲ ﻓﺈﻧ ﮫ ﻣﺟﺗﻣ ﻊ ﺻ ﻧﻊ اﻹﻧﺳ ﺎن‪ ،‬ﻛ ل ﺷ ﻲء ﻓﯾ ﮫ‪ .‬وﻓﺳ ر ظ واھره وﻋواﻣﻠ ﮫ‬
‫ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻋﻠﻣﻲ وﻗﺎﻋدة اﻟﺷرﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن اﻟﺷﻌب وھو ﻣﺻدرھﺎ‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﻹﺗﺻـــــﺎل‪.‬‬
‫أــ إن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺻ ﻧﺎﻋﻲ ﻟ دﯾﮭم اﻻﺳ ﺗﻌداد اﻟطﺑﯾﻌ ﻲ ﻟﻌﻣﻠﯾ ﺔ اﻻﺗﺻ ﺎل وﯾﻣﻛ ن ﺗﻌﺑﺋ ﺗﮭم ﻣ ن‬
‫طرف اﻟﺣﻛوﻣﺔ‪ ،‬أﻣ ﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣ ﻊ اﻟزراﻋ ﻲ ﻏﯾ ر ﻣﮭﯾ ﺄ ﻟﻌﻣﻠﯾ ﺔ اﻻﺗﺻ ﺎل وﺑﺎﻟﺗ ﺎﻟﻲ ﻋﻣﻠﯾ ﺔ اﻟﺗﻌﺑﺋ ﺔ ﻣ ن ﻗﺑ ل‬
‫اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻏﯾر ﻣﻣﻛﻧﺔ‪.‬‬
‫ب ـ ـ ھﻧ ﺎك ﻋﻼﻗ ﺔ وطﯾ دة ﺑ ﯾن اﻻﺗﺻ ﺎل وﺑ ﯾن اﻟﺑﻧ ﺎء اﻻﺟﺗﻣ ﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻓﻌﻣﻠﯾ ﺔ اﻻﺗﺻ ﺎل ﺗﺷ ﻣل‬
‫ﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻛﻠﮫ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟزراﻋﻲ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ‪.‬‬
‫ج ــ إن ﻣﺿﻣون اﻹطﺎر اﻟﻌﻘﺎﺋدي ﯾﺗﻌﻠق أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻻﺗﺻﺎل ﺣﯾث ﯾﺗﺄﺛر ﺑﮫ ﺳواء ﻣن ﺣﯾث اﻷﻓﻛﺎر‬
‫أو اﻟﻘﯾم اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛون ﻣﻧﮭﺎ أو أﺳﻠوب اﻻﺗﺻﺎل ذاﺗﮫ‪.‬‬
‫د ـ ـ ﻓﯾﻣ ﺎ ﯾﺗﻌﻠ ق ﺑﻌﻼﻗ ﺔ اﻻﺗﺻ ﺎل ﺑ ﺎﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻻﺗﺻ ﺎل اﻟﺑﯾروﻗراط ﻲ ﻣﺗﺳ ﻊ ﺟ دا ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣ ﻊ اﻟﺻ ﻧﺎﻋﻲ ﻟﻣواﺟﮭ ﺔ ﻣﺗطﻠﺑ ﺎت اﻟﺗ داﺧل واﻟﺗﺷ ﺎﺑك واﻻﻋﺗﻣ ﺎد اﻟﻣﺗﺑ ﺎدل‪ ،‬أﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣ ﻊ‬
‫اﻟزراﻋﻲ ﻓﮭو ﺿﯾق ﺟدا ﺑﺳﺑب ﺑﺳﺎطﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎد‪.‬‬

‫اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ‬
‫اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ‪.‬‬
‫‪ /1‬أوﻻ‪ :‬اﻟﻧﺷﺄة واﻟﺗطور‪.‬‬
‫ﯾﻌد اﻟﺟﮭﺎز اﻹداري اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﻧﻔ ذة ﻟﺳﯾﺎﺳ ﺔ اﻟدوﻟ ﺔ‪ ،‬وھ و ﺑ ذﻟك ﯾﻌ د اﻟوﺳ ﯾط ﺑ ﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣ ﻊ ﻛﻛ ل‬
‫واﻟﺳ ﻠطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳ ﯾﺔ ﻟﻠدوﻟ ﺔ‪ ،‬إذ أن ھﻧ ﺎك ﺗ ﺄﺛﯾر ﻣﺗﺑ ﺎدل‪ ،‬وﺑ ذﻟك ﺗ رﺗﺑط ﻧﺷ ﺄة وﺗط ور اﻟﺟﮭ ﺎز اﻹداري‬
‫ﺑﻧﺷ ﺄة وﺗط ور اﻟدوﻟ ﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣ ﻊ ﻛﻛ ل‪ ،‬وإن طﺑﯾﻌ ﺔ وﻧوﻋﯾ ﺔ اﻟﺟﮭ ﺎز اﻹداري ﻻﺑ د أن ﺗﺗ ﺄﺛر ﺑطﺑﯾﻌ ﺔ‬
‫وﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ‪.‬‬
‫وﻣﻊ ظﮭ ور اﻟﺛ ورة اﻟﺻ ﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛ ورة اﻟﻔرﻧﺳ ﯾﺔ اﺗﺳ ﻣت ھ ذه اﻟﻣرﺣﻠ ﺔ ﺑ ﺎﻟﺗﺣوﻻت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ﺔ‬
‫واﻻﻗﺗﺻ ﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳ ﯾﺔ‪ ،‬وظﮭ ور اﻟﻧظ ﺎم اﻻﻗﺗﺻ ﺎدي اﻟرأﺳ ﻣﺎﻟﻲ اﻟﺣ ر‪ ،‬ﺗﻣﺧ ض ﻋﻧ ﮫ ﺟﮭ ﺎز إداري‬
‫ﻓﻌ ﺎل ﯾﺗﺳ م ﺑﺎﻟﻣرﻛزﯾ ﺔ واﻟﺗﺳﻠﺳ ل اﻟﮭرﻣ ﻲ‪ ،‬وﻣؤﺳﺳ ﺎت وھﯾﺎﻛ ل اﺗﺧ ذت اﻟطرﯾﻘ ﺔ اﻟﻌﻘﻼﻧﯾ ﺔ ﻓ ﻲ إدارة‬
‫اﻷﻋﻣ ﺎل وﻣﺳ ﺗﮭدﻓﺔ زﯾ ﺎدة اﻟﻛﻔ ﺎءة وﻣﺳ ﺗﻧدة إﻟ ﻰ ﻗ ﺎﻧون إداري ﻣﺗﺧﺻ ص‪ ،‬ﻛﻣ ﺎ اﺗﺳ ﻣت ھ ذه اﻟﻔﺗ رة‬
‫ﺑظﮭور اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻔﻛرﯾن اﻟداﻋﯾن إﻟﻰ اﻟﺣرﯾﺔ واﻟﺗﻘدم وﺳﻌﺎدة اﻹﻧﺳﺎن ﺑوﺻﻔﮫ ﻗﯾﻣﺔ ﻋﻠﯾﺎ‪ ،‬وﻓﻲ ظ ل‬
‫ھ ذه اﻟظ روف اﻟﺑﯾﺋﯾ ﺔ واﻟﺟﮭ ود اﻟﻌﻠﻣﯾ ﺔ اﻧطﻠ ق "ﻣ ﺎﻛس ﻓﯾﺑ ر" ﻓ ﻲ ﺗﺣدﯾ ده ﻟﻣﻔﮭ وم ﻧﻣوذﺟ ﮫ اﻟﻣﺛ ﺎﻟﻲ‬
‫ﻟﻠﺗﻧظ ﯾم اﻟﺑﯾروﻗراط ﻲ‪ ،‬وﻣ ن اﻟﺟ دﯾر ﺑﺎﻟ ذﻛر أن اﻋﺗﻣ ﺎد اﻟﻣ دﺧل اﻟﻘ ﺎﻧوﻧﻲ ﺑﺷ ﻛل ﻣطﻠ ق ﻓ ﻲ دراﺳ ﺔ‬
‫اﻹدارة ﻟ م ﯾﻌ د ﻛﺎﻓﯾ ﺎ‪ ،‬ﻷﻧ ﮫ ﻻﯾﻣﻛ ن ﺗﺣﺟ ﯾم اﻟﻌﻼﻗ ﺎت ﺑ ﯾن اﻟﻔ ﺎﻋﻠﯾن اﻹدارﯾ ﯾن إﻟ ﻰ اﻟﻘواﻋ د اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ﺔ‬
‫واﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻘ ط‪ ،‬ﻓﻛ ﺎن "ﻓﯾﺑ ر" أول ﻣ ن اﻋﺗﻣ د اﻟﻣ دﺧل اﻻﺟﺗﻣ ﺎﻋﻲ ﻣ ن ﺧ ﻼل ﻣﺳ ﺎھﻣﺗﮫ اﻟﻧظرﯾ ﺔ ﻓ ﻲ‬
‫ﺗﺣﻠﯾﻠﮫ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﺑﯾروﻗراطﯾﺔ‪ ،‬ﻣوﺿﺣﺎ اﻟﻌﻼﻗ ﺔ ﺑ ﯾن ﻣﻣﺎرﺳ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺔ اﻟﺷ رﻋﯾﺔ اﻟﻌﻘﻼﻧﯾ ﺔ‬
‫ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪ ،‬واﻟﻧﻣوذج اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺗﺳم ﺑﺣرﻓﯾﺔ وھرﻣﯾ ﺔ اﻟوظ ﺎﺋف اﻹدارﯾ ﺔ وﻋﻣوﻣﯾ ﺔ‬
‫اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫وﯾ رى "ﻓﯾﺑ ر" أن اﻟﺗﻧظ ﯾم اﻟﺑﯾروﻗراط ﻲ ﯾﺟ د ﺟ ذوره ﻓ ﻲ أوروﺑ ﺎ اﻟﻐرﺑﯾ ﺔ‪ ،‬إذ ﺗﻣﯾ زت ﺑﺗ راث‬
‫إداري وﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻗوي ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺗواﻓق ﻣﻊ ﻣراﺣل ﺑﻧ ﺎء اﻟدوﻟ ﺔ اﻟﺣدﯾﺛ ﺔ وﺗﻌزﯾ ز ﻗوﺗﮭ ﺎ‪،‬‬
‫وﻣﻊ اﻧﺗﺷﺎر اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ إزداد اﻟﺗوﺟﮫ ﻧﺣو ﺑﯾروﻗراطﯾﺔ اﻷﺟﮭزة اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬وﻟ ذﻟك رﺑ ط "ﻓﯾﺑ ر"‬
‫اﻟﺑﯾروﻗراطﯾ ﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﻼﻧﯾ ﺔ اﻟرأﺳ ﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬إذ ﺗﻔ رض ﻣﺗطﻠﺑ ﺎت اﻻﻗﺗﺻ ﺎد واﻟﺗﻘﻧﯾ ﺔ ﻻﺳ ﺗﺧدام ھﯾﺋ ﺔ ﻣ ن‬
‫اﻟﻣوظﻔﯾن واﻟﻣﮭﻧﯾﯾن اﻟﻣﺗﺧﺻﺻ ﯾن واﻷﻛﻔ ﺎء ﻟ ﻺدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻟﻠدوﻟ ﺔ‪ ،‬وﻓ ﻲ ظ ل ھ ذه اﻟﻣﻌطﯾ ﺎت ﺻ ﻣم‬
‫"ﻓﯾﺑر" ﻧﻣوذﺟﮫ اﻟﻣﺛﺎﻟﻲ ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ‪.‬‬
‫‪ /2‬ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﻣﻔﮭوم واﻟﺳﻣﺎت‪.‬‬
‫ﺗﻌﻧﻲ ﻛﻠﻣﺔ ﺑﯾروﻗراطﯾﺔ "ﺣﻛم اﻟﻣﻛﺗب" وﯾرﺗﺑط ھذا اﻟﻣﺻ طﻠﺢ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﺗ ب اﻹدارﯾ ﺔ وﻣ ﺎ ﯾراﻓﻘﮭ ﺎ‬
‫ﻣن ﺳﻠطﺔ وھﯾﺑﺔ‪ ،‬وﻗد ﻋرف "ﻓﯾﺑر" اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ ﺑﺄﻧﮫ ﻧﻣوذج ﻣن اﻟﮭﯾﻣﻧﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻌﻘﻼﻧﯾ ﺔ‬
‫ﺗﺑﻧ ﻰ ﻓﯾ ﮫ اﻟﺳ ﻠطﺎت ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس ﻗ ﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺣ دد ﺑﺷ ﻛل ﻣﺟ رد وﻣوﺿ وﻋﻲ وﻋﻠﻣ ﻲ أﺳ ﺎﻟﯾب ﻣﻣﺎرﺳ ﺗﮭﺎ‬
‫ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﻠﻐﻲ اﻟوﻻءات اﻟﺷﺧﺻ ﯾﺔ‪ ،‬وﯾﺟﻌ ل اﻟﺳ ﻠطﺔ ﻣﻣﺎرﺳ ﺔ ﻟﺻ ﻼﺣﯾﺎت ﻣﺛﺑﺗ ﺔ ﻗﺎﻧوﻧ ﺎ‪ ،‬واﻟطﺎﻋ ﺔ ﻓ ﻲ‬
‫ﺗﻧﻔﯾذ اﻷواﻣر ﻻ ﺗﻌود إﻟﻰ ﺷﺧص اﻟرﺋﯾس اﻹداري‪ ،‬وإﻧﻣﺎ ﺗﻌود إﻟﻰ اﻟﻠواﺋﺢ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳ ﺗﻧد إﻟﯾﮭ ﺎ‬
‫ﺳﻠطﺎﺗﮫ وﻗد ﺣدد "ﻓﯾﺑر" اﻟﺳﻣﺎت اﻵﺗﯾﺔ ﻟﮭذا اﻟﻧﻣوذج‪:‬‬
‫‪1‬ــ ﺗﻘﺳﯾم ﻣطﻠق ﻟﻠﻌﻣل ﻣﻊ ﺗﺣدﯾد اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت واﻟﺣﻘوق واﻟواﺟﺑﺎت‪.‬‬
‫‪2‬ــ ﺗﺳﻠﺳل ھرﻣﻲ ﻟﻠوظﺎﺋف‪.‬‬
‫‪3‬ــ ﻗواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻓﻧﯾﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ وﻋﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺣدد اﻟﺳﻠوك اﻟواﺟب اﺗﺑﺎﻋﮫ‪.‬‬
‫‪4‬ــ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﻣوﻗﻊ اﻹداري وﺷﺎﻏﻠﮫ ﻹﻟﻐﺎء ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻣﻠك ﻟﻠﻣرﻛز اﻹداري وأدواﺗﮫ‪.‬‬
‫‪5‬ــ اﺣﺗﺳﺎب رواﺗب ﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن ﺗﺗدرج ﺑﺣﺳب اﻟرﺗﺑﺔ واﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺳﻠم اﻹداري‪.‬‬
‫‪6‬ــ اﻟﺗرﻗﯾﺔ اﻟﺗدرﯾﺟﯾﺔ‪.‬‬
‫‪7‬ــ اﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ واﻟﺛﺑﺎت ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﻣﺄﻣن ﻣن اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫ھذه ھ ﻲ أھ م ﻋﻧﺎﺻ ر ﻣﻔﮭ وم اﻟﺗﻧظ ﯾم اﻟﺑﯾروﻗراط ﻲ ﻟ ـ"ﻓﯾﺑ ر" واﻟﺗ ﻲ ﯾﻣﻛ ن ﻗراءﺗﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰ أﻧﮭ ﺎ‬
‫ﻧﻣوذج ﻟﻠﮭﯾﻣﻧﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ‪.‬‬
‫وﯾرى "روﺑﯾﻧ ز" أن اﻟﻣﻌﯾﺎرﯾ ﺔ ھ ﻲ اﻟﻣﻔﮭ وم اﻟرﺋﯾﺳ ﻲ ﻟﻠﺑﯾروﻗراطﯾ ﺔ‪ ،‬واﻟﻣﻌﯾﺎرﯾ ﺔ ﺗﻌﻧ ﻲ وﺿ ﻊ‬
‫ﻗواﻋد وإﺟراءات ﻣﺣددة ﻟﺗوﺟﯾﮫ ﺳﻠوك اﻷﻓ ﺎرد ﻓ ﻲ اﻧﺟ ﺎز ﻧﺷ ﺎط ﻣﺣ دد ووظﯾﻔ ﺔ ﻣﻌﯾﻧ ﺔ‪ ،‬وان ﻣﺧﺗﻠ ف‬
‫اﻟﻣﻧظﻣ ﺎت اﻟﺗ ﻲ ﺗﺗﺟ زأ أﻋﻣﺎﻟﮭ ﺎ ﻣ ن ﺧ ﻼل ﻋﻣﻠﯾ ﺎت ﻣﻌﯾﺎرﯾ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺗﻧﺳ ﯾق واﻟﺳ ﯾطرة ﯾﺗﺳ م ﺗﻧظﯾﻣﮭ ﺎ‬
‫ﺑﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ "ﺷوﻓﺎﻟﯾﮫ" ﻓﻘ د ﻧظ ر إﻟ ﻰ ﺳ ﻣﺎت اﻟﺗﻧظ ﯾم اﻟﺑﯾروﻗراط ﻲ ﻟ دى "ﻓﯾﺑ ر" ﻣ ن ﺧ ﻼل زاوﯾﺗ ﯾن‪:‬‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﺟﮭﺎز اﻹداري و ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺟﮭﺎز اﻹداري ﺑﺎﻟﻣواطﻧﯾن‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪.‬‬
‫‪1‬ـ اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ‪ :‬وﺗﻌﻧﻲ ﻣﻣﺎرﺳ ﺔ اﻷﻋﻣ ﺎل اﻹدارﯾ ﺔ ﺑواﺳ طﺔ أﻓ راد ﻣﺗﺧﺻﺻ ﯾن ﯾﻣﺗﻠﻛ ون ﻣ ؤھﻼت‬
‫ﻣﺣددة وﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫أ ــ اﻟدﯾﻣوﻣﺔ واﻟﺛﺑﺎت واﻟﺣﺻﺎﻧﺔ اﻟﻣﺿﻣوﻧﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬
‫ب ــ اﻟﺗﺧﺻص واﻟﺗﺄھﯾل ﯾﻛون اﻹﺧﺗﯾﺎر ﺑواﺳطﺔ اﻻﺧﺗﺑﺎرات‪.‬‬
‫ج ــ روح اﻟﺗﺿﺎﻣن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻣوظﻔﯾن‪.‬‬
‫‪2‬ـ اﻟﺗﺳﻠﺳل اﻟﮭرﻣﻲ‪ :‬ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻧظﺎم داﺧﻠﻲ ھرﻣﻲ ﯾﺟﻌل ﻛل ﻣﺳ ﺗوى ﯾﻘ ﻊ ﺗﺣ ت ﺳ ﯾطرة ﻣﺳ ﺗوى‬
‫أﻋﻠﻰ ﻣﻧﮫ‪ ،‬وﺗﻛون ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺗﺻ ﺎل ﻋﻣودﯾ ﺔ‪ ،‬ﺻ ﻌود اﻟﻣﻌﻠوﻣ ﺎت وﻧ زول اﻷواﻣ ر واﻟﻘ واﻧﯾن‪ ،‬إذ ﯾﺗﻔ ق‬
‫ذﻟك ﻣﻊ ﻣﺑدأ وﺣدة اﻷواﻣر‪.‬‬
‫‪3‬ـ اﻟوﺣدة وﻣرﻛزﯾﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار‪ :‬ﯾوﺟد اﺗﺟﺎھﺎن ﻣن اﻟﺗﻘﺳﯾم‪.‬‬
‫اﻷول‪ :‬ﻋﻣ ودي ﻟﺗ ﺄﻣﯾن ﻣرﻛزﯾ ﺔ اﻷواﻣ ر واﻟﻘ واﻧﯾن‪ ،‬إﻣ ﺎ ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس وظﯾﻔ ﻲ ﻛ ﺎﻟوزارات‬
‫وﺗﻘﺳﯾﻣﺎﺗﮭﺎ‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﻓﻘﻲ ﻟﺗ ﺄﻣﯾن ﻋﻣﻠﯾ ﺔ اﻟﺗﻛﺎﻣ ل واﻟﺗﻧﺳ ﯾق ﻣ ن ﺧ ﻼل ﺑﻌ ض اﻟﻣؤﺳﺳ ﺎت ﻛﺎﻟﻣﺟ ﺎﻟس‬
‫واﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﻣواطﻧﯾن‪ .‬ﺗﺗﺳم ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪1‬ـ اﻟﺗﺣﻔظ‪ :‬أن ﺗﻛون ﻣﺳﺎﻓﺔ ﻓﺎﺻﻠﺔ ﺑ ﯾن اﻟﺟﮭ ﺎز اﻹداري واﻟﻣ واطﻧﯾن ﻟﻣﻧ ﻊ أي ﺗ دﺧل ﻓ ﻲ ﺳ ﯾر‬
‫اﻷﻋﻣﺎل‪ ،‬وﻟﺗﺄﻣﯾن ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار‪.‬‬
‫‪2‬ـ اﻟﺳرﯾﺔ واﻟﻐﻣوض‪ :‬ﻟﻛﻲ ﯾﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺿﻐط اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﻌرض ﻟﮫ ﻣن اﻟﺧﺎرج‪.‬‬
‫‪3‬ـ اﻟﮭﯾﻣﻧ ﺔ واﻟﺧﺿ وع‪ :‬إذ ﯾﻛ رس اﻟﺟﮭ ﺎز اﻹداري ﺳﻠﺳ ﻠﺔ ﻣ ن اﻷواﻣ ر ﺗﻠ زم اﻟﻣ واطﻧﯾن‬
‫ﺑﺎﻟﺧﺿوع ﻟﮭذه اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻐﺎﻣﺿﺔ دون اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﯾﮭﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ‬
‫‪ /3‬اﻹطﺎر اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‪:‬‬
‫ﻟﻛل دوﻟﺔ ﻣ ن دول اﻟﻌ ﺎﻟم اﻟﻣﻌﺎﺻ ر ﺗ راث إداري‪ ،‬ﻣ ن اﻟﻣﻔ ﺎھﯾم واﻟﻣؤﺳﺳ ﺎت اﻹدارﯾ ﺔ‪ ،‬ﯾﺗﻛ ون‬
‫ھذا اﻟﺗراث ﻣن اﻟﻣﺎﺿﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻺﻗﻠﯾم اﻟ ذي ﺗﻘ ﻊ ﻓﯾ ﮫ اﻟدوﻟ ﺔ ﺟﻐراﻓﯾ ﺎ‪ ،‬وﻣ ن اﻟﻣﺻ ﺎدر اﻟﺧﺎرﺟﯾ ﺔ‪،‬‬
‫ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك ﻣﻔروﺿﺎ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓرﺿﺎ‪ ،‬أو أﻧﮭﺎ اﺳﺗوردﺗﮫ ﺑﻣﺣض اﺧﺗﯾﺎرھﺎ‪.‬‬
‫وإدرا ُﻛﮭﺎ ﻷھﻣﯾﺔ ھذا اﻟﺗراث اﻹداري ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧرﻛز ﻋﻠﻰ دراﺳ ﺔ أﻧظﻣ ﺔ إدارﯾ ﺔ ﻣﺗﻘدﻣ ﺔ وأﺧ رى‬
‫ﻧﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬وذﻟك ﻟﻣﻌرﻓ ﺔ اﻟﺧﺻ ﺎﺋص اﻹدارﯾ ﺔ اﻟﺗ ﻲ ﺗﺗﻣﯾ ز ﺑﮭ ﺎ اﻟﺑﯾروﻗراطﯾ ﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔ ﺔ ﻓ ﻲ ھ ذه اﻟ دول‪،‬‬
‫وﻟﻧﻣﯾ ز ﻗط ﺎع اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟ دول اﻟﻣﺗﻘدﻣ ﺔ ﻋﻧ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟ دول اﻟﻧﺎﻣﯾ ﺔ‪ ،‬وﻟﻧوﺿ ﺢ اﻟﻔ رق ﺑﯾﻧﮭﻣ ﺎ‪،‬‬
‫وﺳ وف ﻧرﻛ ز ﻋﻠ ﻰ اﻟﺧﺻ ﺎﺋص اﻟرﺋﯾﺳ ﯾﺔ ﻟ ﺑﻌض اﻟ دول اﻟﻣﺗﻘدﻣ ﺔ‪ ،‬وذﻟ ك ﻷھﻣﯾﺗﮭ ﺎ وﻟﻣ دى ﺗﺄﺛﯾرھ ﺎ‬
‫اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺳﻧوﺿﺢ اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟﻠﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬أﻟﻣــــــﺎﻧﯾــﺎ‪.‬‬
‫اھﺗﻣ ت أﻟﻣﺎﻧﯾ ﺎ ﺑﺻ ورة ﻋﺎﻣ ﺔ ﺑﻧظ ﺎم اﻟﺧدﻣ ﺔ اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ‪ ،‬ورﻛ زت ﻋﻠ ﻰ ﻣﺣﺎوﻟ ﺔ ﺗﺣﻘﯾ ق اﻟﻛﻔ ﺎءة‬
‫اﻟوظﯾﻔﯾﺔ‪ ،‬وذﻟك اﻋﺗﻘ ﺎدا ﻣﻧﮭ ﺎ ﺑﺄﻧﮭ ﺎ أھ م وﺳ ﯾﻠﺔ ﻟ ﻺدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ‪ ،‬ﻓﻛﺎﻧ ت ﻋﻧﺎﯾﺗﮭ ﺎ ﺑﻣﻌ ﺎﯾﯾر اﻟﻛﻔﺎﯾ ﺔ اﻟﺗ ﻲ‬
‫ﯾﺟب أن ﺗﺗواﻓر ﻓﻲ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺗﺗﻣﺛل ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ ﻓﯾﮫ وﻓ ﻲ ﺟﮭ ﺎز اﻟﺧدﻣ ﺔ‬
‫اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻛﻛل‪.‬‬
‫وﻣن اھم ﺳﻣﺎت اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ‪:‬‬
‫‪1‬ـ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣوروث ﻋن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟروﻣﺎﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫‪2‬ـ اﻟط ﺎﺑﻊ اﻟﻣرﻛ زي اﻟ ذي اﻛﺗﺳ ﺑﺗﮫ اﻟﺑﯾروﻗراطﯾ ﺔ اﻷﻟﻣﺎﻧﯾ ﺔ ﻧﺗﯾﺟ ﺔ ﺟﻧ وح أﻟﻣﺎﻧﯾ ﺎ ﻓ ﻲ ﻧظﺎﻣﮭ ﺎ‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ إﻟ ﻰ اﺗﺑ ﺎع أﺳ ﻠوب أﻣﻧ ﻲ ﻓ ﻲ إدارة ﺷ ؤوﻧﮭﺎ‪ ،‬واﻧﺑﺛ ق ﻋﻧﮭ ﺎ ﻣﺟﻣوﻋ ﺔ ﻣ ن اﻟﻣﻔ ﺎھﯾم ﻓ ﻲ إط ﺎر‬
‫اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻧﮭﺎ وﺣدة اﻟﺗوﺟﯾﮫ‪ ،‬ﻋدم ﺗﻔوﯾض اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﺣﻛم ﻋﺎﻣل اﻟﺳرﯾﺔ‪ ،‬وﻧﺗﺞ ﻋن ھذه‬
‫اﻟﻌواﻣل اﻧﻌزال اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻋن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬
‫‪3‬ـ ﺟﻣود اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ‪.‬‬
‫‪4‬ـ أﺻﯾﺑت ﺑﻛﺛﯾر ﻣن أوﺟﮫ اﻟﻔﺳﺎد‪.‬‬
‫وﻓﻲ أواﺋل اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﯾﺎت ﺑدأت ﺣرﻛﺔ إﺻﻼح وظﯾﻔ ﻲ واﺳ ﻌﺔ اﻟﻧط ﺎق ﻣ ن أﺟ ل ﻣﺣﺎوﻟ ﺔ إﺻ ﻼح‬
‫ﺟﮭﺎز اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﻋﻼج ﻣﺳ ﺎوئ اﻟﺑﯾروﻗراطﯾ ﺔ اﻷﻟﻣﺎﻧﯾ ﺔ‪ ،‬واﻟﺗ ﻲ اﻋﺗﻧﻘ ت أﺳ س وﻣﺑ ﺎدئ اﻟﺧدﻣ ﺔ‬
‫اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ اﻟﺣدﯾﺛ ﺔ ﺳ واء ﻓﯾﻣ ﺎ ﯾﺗﻌﻠ ق ﺑﺗﻛ ﺎﻓؤ اﻟﻔ رص ﻟﻠﺳ ﻌﻲ ﻟﻠوظﯾﻔ ﺔ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ‪ ،‬أو ﻓ ﻲ ﻋﻘ د اﻟﺗ درﯾب‬
‫ﻟﻠﻣوظﻔﯾن ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠ ف ﻓ روع اﻟﻣﻌرﻓ ﺔ وﻓ ق ﺗﺧﺻﺻ ﺎﺗﮭم‪ ،‬ووﻓ ق اﻟﮭ دف ﻣ ن اﻟﺗ درﯾب اﻟﻘ ﺎﻧوﻧﻲ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب ﺑطﺑﯾﻌﺗﮭﺎ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻓـــــرﻧﺳﺎ‪.‬‬
‫وﻓ ﻲ ﻓرﻧﺳ ﺎ ﻧﺟ د ان اﻟﺗ ﺄﺛﯾر اﻟﻘ ﺎﻧوﻧﻲ اﻟروﻣ ﺎﻧﻲ ﯾﻠﻌ ب دورا ﻣﻌﯾﻧ ﺎ ﻓ ﻲ ظ ﺎھرة اﻟﺑﯾروﻗراطﯾ ﺔ‪،‬‬
‫وﻟﻛن طﺑﯾﻌﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔو اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻣن ﻗﺑل ﺳﻠطﺔ اﻟﺣﻛم اﻟﻣطﻠق ھﻲ اﻟﺗ ﻲ ﺗﺳ ﺑﺑت ﻓ ﻲ‬
‫ﺗﻛوﯾن اﻹطﺎر اﻟﻣرﻛزي اﻟﺷدﯾد ﻟﻠﺑﯾروﻗراطﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳ ﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺟﺎﻧ ب ﻋواﻣ ل ﻣﺳ ﺎﻋدة أﺧ رى أﺳ ﮭﻣت ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻣﺳ ﺎﻋدة ﻋﻠ ﻰ ﺗرﻛﯾ ز اﻟﺣ ﺎد ﻟﻠﺑﯾروﻗراطﯾ ﺔ‪ ،‬ﻣﻧﮭ ﺎ اﻟﻧظ ﺎم اﻟ ذي ﻛ ﺎن ﻣﺷ ﮭورا ﻓ ﻲ ﻓرﻧﺳ ﺎ طﯾﻠ ﺔ ﻋ دة‬
‫ﻗرون‪ ،‬وھو ﻧظﺎم اﻟرﻗﺑﺎء‪ ،‬واﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ أدوات ﻟﻠﻣﻠوك واﻟﺣﻛ ﺎم ﯾﻣﺎرﺳ ون ﻋ ﻧﮭم اﺧﺗﺻﺎﺻ ﺎت‬
‫ﻣﺣددة‪ ،‬وﻟﮭم ﻋدة ﺳﻠطﺎت إدارﯾﺔ‪.‬‬
‫وﺗرﺟﻊ ﻧﺷﺄة ھذا اﻟﻧظﺎم إﻟﻰ اﻟﻌﮭد اﻹﻗطﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ‪ ،‬وﻗد أدت اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وﻧظﺎم اﻟرﻗﺑ ﺎء إﻟ ﻰ‬
‫إﺣداث ﺗﻌﻘﯾدات ﻋدﯾدة ﻓﻲ ظﺎھرة اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث اﺗﺳ ﻣت ﺑ ﺎﻟﺟﻣود واﻧﺧﻔ ﺎض ﻣﺳ ﺗوى‬
‫اﻟﻛﻔﺎءة وﺿﺧﺎﻣﺔ اﻟﺗﻧظﯾم‪.‬‬
‫وﻗد أدت ھذه اﻟﺗﻌﻘﯾدات إﻟﻰ إﺣداث ﻣﺳﺎوئ ﻋدة ظﮭرت ﻓﻲ ﻋ دم وﺟ ود ﻧظ ﺎم ﻟﻠﺧدﻣ ﺔ اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ‪،‬‬
‫إﻏﻼق ﺑﺎب اﻟﺗوظﯾ ف وﻗﺻ ره ﻋﻠ ﻰ ﻋﻧﺎﺻ ر ﻣﻌﯾﻧ ﺔ‪ ،‬وﻋ دم إﻗﺎﻣﺗ ﮫ ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس ﻣﺑ دأ ﺗﻛ ﺎﻓؤ اﻟﻔ رص‪،‬‬
‫وﻋدم اﻟﺗﻣﯾﯾز أو اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء‪.‬‬
‫وﺟﺎءت ﺣرﻛﺎت اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓرﻛ زت ﻋﻠ ﻰ إﺻ ﻼح ظ ﺎھرة اﻟﺑﯾوﻗراطﯾ ﺔ وﻧظ ﺎم اﻟﺧدﻣ ﺔ‬
‫اﻟﻣدﻧﯾﺔ‪ ،‬إذ ﻟﻌب ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟ ﺔ اﻟﻔرﻧﺳ ﻲ دورا ﺑ ﺎرزا ﻓ ﻲ ھ ذا اﻟﻣﺟ ﺎل‪ ،‬وﺧﺎﺻ ﺔ ﻣ ن ﺧ ﻼل ﻣﻣﺎرﺳ ﺗﮫ‬
‫ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن ﺻدور ﻧظﺎم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء اﻟﺣ رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾ ﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾ ﺔ‪ ،‬واﻟ ذي ﺻ در ﻓ ﻲ ﻋ ﺎم‬
‫‪ 1946‬وﻣن ﺑﻌده ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ 1948‬وﺿﻊ ﺧطﺔ ﺗرﺗﯾب اﻟوظﺎﺋف وﺗوﺻﯾﻔﮭﺎ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﺻدر ﻧظ ﺎم ﺟدﯾ د‬
‫ﻟﻠﺧدﻣﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ ‪ 1956‬ﺟﻣﻊ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺻدرت ﻣﻧذ ﻋﺎم ‪.1945‬‬
‫وﺗﺗﺷ ﺎﺑﮫ اﻟﺛﻘﺎﻓ ﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳ ﯾﺔ ﻓ ﻲ ﻛ ﻼ اﻟﺑﻠ دﯾن ﻣ ن ﺟ ﺎﻧﺑﯾن‪ ،‬اﻟﺟﺎﻧ ب اﻷول‪ :‬ھ و ﺧ ﻼل اﻟﻘ رﻧﯾن‬
‫اﻟﻣﺎﺿﯾﯾن ﻛﺎن ﻛﻼھﻣﺎ ﺿﺣﯾﺔ ﻋدم اﺳﺗﻘرار ﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻓﻘد ﺣﻛﻣﺗﮭﻣﺎ أﻧظﻣ ﺔ ﺳﯾﺎﺳ ﯾﺔ ﺑﺎﺗﺟﺎھ ﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔ ﺔ‪،‬‬
‫وﻛﺎن اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﯾﮭﻣﺎ ﺟذرﯾﺎ ﻣﺗﻛررا‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﺗﻌﺎﻗﺑ ت ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﻣﻧ ذ ﻋ ﺎم ‪ 1789‬ﺛﻼﺛ ﺔ أﻧظﻣ ﺔ‬
‫ﻣﻠﻛﯾ ﺔ دﺳ ﺗورﯾﺔ‪ ،‬وﻧظﺎﻣ ﺎن اﻣﺑراطورﯾ ﺎن‪ ،‬وﻧظ ﺎم ﺷ ﺑﮫ دﯾﻛﺗ ﺎﺗوري‪ ،‬وﺧﻣﺳ ﺔ أﻧظﻣ ﺔ ﺟﻣﮭورﯾ ﺔ‪ ،‬أﻣ ﺎ‬
‫أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﻓﻛﺎن ﺗراﺛﮭﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻌدم اﻟوﺣدة واﻹﺣﺑﺎط‪ ،‬وﻏﯾﺎب اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﺣدودة اﻟﻣﻌﺎﻟم‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺛ ﺎﻧﻲ ﻓﻠﻘ د ﻛ ﺎن اﻻﺳ ﺗﻘرار اﻹداري ﻓ ﻲ ﻛ ﻼ اﻟﺑﻠ دﯾن ﻋﻼﻣ ﺔ ﺑ ﺎرزة ﺗﻣﺎﻣ ﺎ ﻛظ ﺎھرة‬
‫ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪.‬‬
‫وﻣن أھم ﺧﺻﺎﺋص ھﺎﺗﯾن اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺗﯾن ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫ــ ﯾﻌﺗﺑر ﻣوظﻔوا اﻟدوﻟﺔ أﻧﻔﺳﮭم أﻋﺿﺎء ﻓﻲ ھﯾﺋ ﺔ ﺗﻣﺛ ل اﻟدوﻟ ﺔ‪ ،‬وأﻧﮭ م ﯾﻣﻠﻛ ون ﺟ زءا ﻣ ن ﺳ ﯾﺎدة‬
‫اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬
‫ــ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻔرد ﻣوظﻔﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻻ ﺧﺎدﻣﺎ ﻋﺎﻣﺎ‪.‬‬
‫ــ ﯾﻛون اﻻﻧﺧراط ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ وﻗت ﻣﺑﻛر‪.‬‬
‫ــ اﻟدﺧول إﻟﯾﮭﺎ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣراﺗب اﻟﻌﻠﯾﺎ ﯾﻛون ﺻﻌﺑﺎ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ‪.‬‬
‫ــ اﻟدﺧول ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﺑراﻣﺞ ﺗدرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﻌﻣق واﻻﺗﺳﺎع‬

You might also like