Professional Documents
Culture Documents
مطبوعة المالية الدولية للدكتور بودخدخ كريم
مطبوعة المالية الدولية للدكتور بودخدخ كريم
محاضرات في مقياس:
املاملــــــــــالالــــييــــةة الالــــــــــددولولــيـيـةة
لطلبة السنة ألاولى ماستر اقتصاد دولي والسنة ثالثة اقتصاد نقدي زبنكي
إعداد:
الدكتور :بودخدخ كريم
I
29 _2أنواع سعر الصرف
29 _1_2سعر الصرف الثنائي
31 _2_2سعر الصرف املتعدد
32 _3أنواع أنظمة الصرف
32 _1_3نظام الصرف الثابت
34 _2_3نظام الصرف الوسيط
35 _3_3نظام الصرف املعوم
38 _1سوق الصرف
38 _1_4ماهية سوق الصرف
39 _2_4أنواع أسواق الصرف
40 _3_4عمليات سوق الصرف األجنيب
44 _4_4املتدخلون يف سوق الصرف
45 _5النظريات المحددة لسعر الصرف
45 _1_5نظرية تكافؤ القوى الشرائية
47 _2_5نظرية تعادل أسعار الفائدة
49 _3_5نظرية األرصدة
64-51 الفصل الرابع :تطور النظام النقدي الدولي
51 _1ماهية النظام النقدي الدولي
51 _2مراحل تطور النظام النقدي الدولي
52 _1_2نظام قاعدة الذهب1914_1812 :
54 _2_2نظام الصرف-ذهب ما بني احلربني العامليتني األوىل والثانية
55 _3_2نظام "بريتون وودز"
60 _4_2اإلحتاد النقدي األورويب
63 _3النظام النقدي الدولي الحالي
63 _1_3واقع النظام الدويل احلايل
64 _2_3أوجه قصور النظام النقدي الدويل احلايل
76-61 الفصل الخامس :األسواق المالية الدولية
66 _1السوق النقدية الدولية
II
66 _1_1سوق اليورو عمالت
68 _2_1سوق اليوروقروض
71 _2سوق السندات الدولية
71 _1_2ماهية سوق السندات الدولية
71 _2_2تطور سوق السندات الدولية
72 _3سوق األسهم الدولية
72 _1األطراف الفاعلة في األسواق المالية الدولية
72 _1_4صناديق الثروة السيادية
74 _2_4صناديق التحوط
87_78 الفصل السادس :المشتقات المالية
78 _4ماهية المشتقات المالية
78 _2أنواع عقود المشتقات المالية
79 _1_2العقود اآلجلة
80 _2_2العقود املستقبلية
82 _3_2عقود اخليارات
85 _4_2عقود املبادلة
89 قائمة المراجع
III
مقدمة
مقدمة
يعد جمال املالية الدولية من أكثر اجملاالت اإلقتصادية استحواذا على اهتمام الباحثني وحىت رجال السياسة
واإلعالم يف العصر احلديث ،نظرا ملا يشمله من عديد املوضوعات اليت تؤثر على اقتصاديات الدول خصوصا مع
تطور العوملة املالية وما نتج عنها من زيادة الرتابط والتكامل بني األنظمة املالية ملختلف اقتصاديات العامل .حيث
ازدادت التدفقات املالية الدولية املرافقة لتدفقات السلع واخلدمات اليت ازدهرت بشكل كبري من جهة وتطورت
احتياجات التمويل بغرض اإلستثمار وامل اضاربة من جهة أخر اما جعل األسوا املالية عص اإلقتصاد العامل
واملرآة العاكسة ألي مسار تطور فيه.
وعلى هذا األساس جاء هذا العمل ليتناول خمتلف موضوعات املالية الدولية ،أين نتطر يف الفصل األول
إىل موضوع العوملة املالية والتمويل الدويل من خالل استعراض مسار تطور العوملة املالية وما نتج عنها من تطور يف
التمويل الدويل مبختلف أشكاله ،مث يأيت الفصل الثاين لنتناول فيه بالتحليل ميزان املدفوعات أين نربز خمتلف
أقسامه الرئيسية وحاالت اإلختالل اليت حتدث فيه وآليات معاجلتها املختلفة .مث يتمحور الفصل الثالث حول
ماهية سعر الصرف وأنظمة الصرف اليت تعكس كيفية حتديده من طرف السلطات النقدية ،وأسوا الصرف
وميزاهتا الرئيسية والنظريات الرئيسية املفسرة لسعر الصرف .يف الفصل الرابع نربز مراحل تطور النظام النقدي
الدويل وخمتلف السمات اليت متيزت هبا كل مرحلة وصوال للنظام النقدي الدويل احلايل ،أما الفصل اخلامس فنتناول
فيه موضوع األسوا املالية الدولية الثالثة وظروف نشأهتا وتطورها وه سو النقد الدولية ،سو السندات
الدولية وسو األسهم الدولية ،مث نعرج يف الفصل السادس واألخري لتناول موضوع املشتقات املالية حيث نربز
ماهيتها وخمتلف أنواعها الرئيسية املتداولة يف األسوا املالية.
إننا نأمل من خالل هذا العمل أن نوفر لطلبة كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيري عموما
واملعنيني مبقياس املالية الدولية يف املقرر الدراس خصوصا مرجعا يتناول أهم املوضوعات الرئيسية اليت يشملها
املقياس ،وذلك بنوع من التبسيط والشرح اللذان ميكننا الطال من الفهم واإلستيعاب.
أ
الفصل ألاول :العوملة املالية والتمويل
الدولي
_1العوملة املالية
_2التمويل الدولي
الفصل األول :العولمة المالية والتمويل الدولي
_1العولمة المالية
يعترب موضوع التمويل الدويل من املوضوعات اجلديرة باإلهتمام يف احلياة اإلقتصادية ،خصوصا يف ظل
التطورات العديدة اليت شهدها وال يزال يشهدها النشاط اإلقتصادي مع بروز ظاهرة العوملة املالية ،اليت أعطت
مفهوما واسعا للعالقات اإلقتصادية الدولية جتارية كانت أو مالية ،حيث أنه ويف ظل اجلوانب العديدة املرتبطة
هبا واآلثار اليت قد تنتج عنها ،فإهنا تزيد من أمهية دراسة موضوع التمويل الدويل كمحور رئيسي يف حتقيق النمو
والتنمية اإلقتصادية ومن مث يف تطور النشاط اإلقتصادي.
جاءت العوملة اإلقتصادية (جتارية كانت أو مالية) يف إطار السعي لتوفري حرية أكرب وجمال أوسع
للنشاط اإلقتصادي ،سواء كان ذلك يف جانبه احلقيقي (سلع وخدمات) أو يف جانبة املايل (رؤوس أموال)،
وذلك من خالل إزالة أية قيود من شأهنا أن تؤثر سلبا على تطور النشاط اإلقتصادي .فجاءت العوملة املالية
مصاحبة للعوملة التجارية حبكم الرتابط الوثيق بني املعامالت املالية واملعامالت التجارية ،لكنها سلكت منحىن
تصاعدي منفصل آخذة بذلك استقاللية خاصة عن العوملة التجارية كان من نتائجها تزايد الفجوة بني
اإلقتصاد احلقيقي واإلقتصاد املايل.
تعود بوادر بروز ظاهرة العوملة اإلقتصادية إىل بدايات الفكر اإلقتصادي مع املدرسة الكالسيكية
بزعامة "آدم مسيث" ،اليت كان من أهم مبادئها ضرورة تعزيز احلرية اإلقتصادية لألعوان اإلقتصاديني مبا يضمن
تعزيز املنافسة يف النشاط اإلقتصادي ومن مث الدفع حنو اإلبداع واإلبتكار مبا يعود باإلجياب على تطور النشاط
اإلقتصادي.
واستمر نفوذ الفكر الكالسيكي يف اإلقتصاديات العاملية حىت أزمة الكساد الكبري سنة 9191اليت
شكلت حتوال رئيسيا يف الفكر اإلقتصادي ،أين أدى عجز الفكر الكالسيكي عن اخلروج حبلول ملواجهة
تداعيات األزمة من جهة ،وثبوت عدم صحة مبادئه وافرتاضاته من جهة أخرى املتمثلة أساسا يف فكرة اليد
اخلفية وتلقائية عودة السوق للحالة التوازنية ،إىل جلوء العديد من الدول التباع سياسات محائية لدعم صادراهتا
من خالل فرض الضرائب والرسوم على الواردات وختفيض قيمة العملة قصد انعاش اقتصادياهتا يف خطوة
اعتربت متهيدا النتشار مبدأ الدولة املتدخلة واحنسار فكر تعزيز احلرية اإلقتصادية وبالتايل بداية تالشي معامل
العوملة اإلقتصادية ،خصوصا مع ظهور فكر اقتصادي جديد بزعامة الربيطاين "كينز" يرتكز على ضرورة تدخل
الدولة يف النشاط اإلقتصادي واحلد من احلرية املطلقة لألعوان اإلقتصاديني.
2
الفصل األول :العولمة المالية والتمويل الدولي
ومع خروج العامل من تداعيات احلرب العاملية الثانية اليت أهنكت اإلقتصاد العاملي ،جاء مؤمتر
"بريتون-وودز" سنة 9111الذي كان هدفه الرئيسي إعادة بناء نظام نقدي دويل يكرس معامل ظاهرة العوملة
اإلقتصادية وتعزيز احلرية يف النشاط اإلقتصادي ،حيث كان انعقاد هذا املؤمتر مبثابة إعادة إحياء ملبادئ الفكر
الكالسيكي الليبريايل الذي اكتملت عودته للساحة اإلقتصادية العاملية مع أزمة الكساد التضخمي منتصف
السبعينات من القرن العشرين ،أين دفع عجز الفكر الكينزي عن التصدي لتداعيات هذه األزمة إىل عودة
احلديث عن ضرورة تعزيز احلرية اإلقتصادية واإلنفتاح اإلقتصادي يف اإلقتصاد العاملي.
وتتشكل العوملة اإلقتصادية عموما نتيجة ثالث قوات تتفاعل مع بعضها البعض وهي: 1
_ التكنولوجيا :على مر معظم فرتات التاريخ كانت االبتكارات التكنولوجية والفكرية هي القوة
احملركة للعوملة .فقد أدت إىل خفض تكاليف النقل واالتصاالت وزيادة فرص التبادل االقتصادي املربح على
مسافات أطول ،مبا ساعد العديد من اإلقتصاديات على استغالل ما توفره من فرص وإمكانيات للنمو والتطور
على املدى الطويل.
ويعد تكامل االتصاالت واملعلومات مبثابة الثورة التكنولوجية يف العصر احلديث ،إذ أنه حبلول
سنة ،2014كان هنالك 96مشرتكا يف خدمة اهلواتف املتنقلة و 40مستخدما لإلنرتنت من بني كل
100نسمة على املستوى العاملي وهي مستويات كانت جد بعيدة منذ عشرين سنة مضت ،أين حتولت
املعلومات إىل شكلها الرقمي الذي ساع أكثر فأكثر على تطورها ومنوها وانتشارها بسرعة أكرب بشكل زاد من
ترابط العامل بشكل كبري.
_ المؤسسات:كانت اإلمرباطوريات يف املاضي تسهل التجارة عرب مسافات طويلة من القرن
السادس عشر إىل القرن العشرين ،لكن يف العصر احلديث اختلف األمر أين حتولت املعاهدات واملنظمات
املتعددة األطراف مثل منظمة التجارة العاملية وصندوق النقد الدويل والتكتالت اإلقليمية اإلقليمية مثل االحتاد
األورويب إىل املؤسسات اليت تعمل وتقف على ازدهار وتطور التجارة بني خمتلف اإلقتصاديات واملناطق يف
العامل.
كما كان للمؤسسات اخلاصة وشبه العامة خصوصا التجارية منها دورا كبريا يف ازدهار التجارة
اخلارجية ومعها التمويل الدويل ملا كان هلا من دور كبري يف تعزيز التوجه أكثر فأكثر حنو اإلنفتاح على اآلخر
1مارتن وولف" :تشكيل العوملة" ،جملة التمويل والتنمية ،اجمللد ، 19العدد ،30سبتمرب ،9391ص ص .90 ،99
3
الفصل األول :العولمة المالية والتمويل الدولي
لكسب مزايا جتارية واقتصادية عموما مبا ساهم يف ازدهار األسواق ومنوها وحتوهلا إىل شبكات مرتابطة رغم بعد
املسافات.
_ السياسات :مل تكن لتصل العوملة اإلقتصادية ملا هي عليه اآلن لوال التغري الذي مس السياسة
اإلقتصادية يف عديد اإلقتصاديات العاملية مبا ساهم يف التأثري على اقتصاديات دول أخرى وطبيعة ما تتخذه
من ساسات اقتصادية .إذ تنامى فكر التحرير اإلقتصادي بعد احلرب العاملية الثانية عرب االقتصادات مرتفعة
الدخل حتت رعاية الواليات املتحدة خصوصا يف أواخر السبعينات ويف الثمانينات والتسعينات أين زاد التوجه
يف عديد اإلقتصاديات العاملية حنو تطبيق خيار اقتصاد السوق من خالل حترير السوق احملليةمن حيث األسعار
واملنافسة ،فتح التجارة الدولية وختفيف ضوابط سعر الصرف.
ومن أمثلة السياسات الداعمة للعوملة وانتشارها هي اعتماد الصني لسياسة "اإلصالح واإلنفتاح"
أواخر السبعينات ،انتخاب مارجريت تاتشر كرئيسة وزراء بريطانيا يف سنة 1979ورونالد رجيان كرئيس
للواليات املتحدة يف عام ،9193إطالق االحتاد األورويب لربنامج "السوق الواحدة" يف سنة ،9191جولة
أوروغواي من املفاوضات التجارية املتعددة األطراف اليت بدأت يف عام 1986وانتهت بعد ذلك بثماين
سنوات ،قرار عام 1992بإطالق االحتاد النقدي األورويب ،إنشاء منظمة التجارة العاملية يف عام 1995
وغريها من القرارات اإلقتصادية اليت كانت جد مفصلية يف تطور فكر العوملة اإلقتصادية عموما.
_1_1مفهوم العولمة المالية
تعترب العوملة املالية إحدى أهم جوانب ظاهرة العوملة ،وهي تعرب عن تدويل عملية التمويل بشقيها
املباشر (عرب القطاع املصريف) وغري املباشر (عرب األسواق املالية) .إذ ميكن تعريفها على أهنا اندماج األنظمة
املالية احمللية ضمن املؤسسات واألسواق املالية الدولية ،حيث يتضمن هذا اإلندماج من احلكومات حترير
القطاع املايل احمللي وحترير حساب رأس املال .ويتحقق اإلندماج شيئا فشيئا عندما تشهد اإلقتصاديات
املتفتحة تزايد يف التدفقات املالية العابرة للحدود ،واليت تتضمن مشاركة للمقرضني واملقرتضني احملليني يف
األسواق املالية الدولية.1
1
Sergio L. Schmukler : « Benefits and Risks of Financial Globalization: Challenges for
Developing Countries », Development Research Group, World Bank, 2004, p 1.
4
الفصل األول :العولمة المالية والتمويل الدولي
المصدر :ماجنال كوسوامي وآخرون" :تدفقات رأس املال العاملي" ،جملة التمويل والتنمية ،اجمللد ،11العدد ،9مارس ،9332ص .91
5
الفصل األول :العولمة المالية والتمويل الدولي
_ تطور تكنولوجيا اإلتصال والمعلومات :شهد العامل وال يزال منذ تسعينات القرن العشرين تطورا
كبريا يف تكنولوجيا اإلتصال واملعلومات حق عليه أن يسمى "ثورة" ،نظري التحول الكبري الذي نتج عنه يف
مجيع جماالت احلياة ،كان للجانب اإلقتصادي منها جزءا أساسيا ومؤثرا.
إذ أن تطور أجهزة احلاسوب وشبكات اإلتصال زاد من تدفق املعلومات بشكل أسرع وهو ما أدى
باإلمكان إىل سهولة كبرية يف انتقال رؤوس األموال العابرة للحدود بقيم كبرية يف وقت وجيز وفقط يف
ديناميكية غري مسبوقة.
_تطور األسواق المالية :إن تطور حجم رؤوس األموال العابرة للحدود مل يكن باإلمكان أن يتحقق
بدون املستوى املتطور الذي وصلت له األسواق املالية حمل تداول تلك األموال .حيث أنه ونتيجة ما تلعبه
األسواق املالية من دور رئيسي يف احلياة اإلقتصادية من حيث تعبئة املدخرات وتوفري التمويل بأقل تكلفة
وبأعلى عائد ممكن ،زاد اإلهتمام بتطويرها سواء من حيث القوانني واآلليات املنظمة هلا ،أو من حيث
األدوات املتدولة فيها .إذ يعترب ظهور املشتقات املالية من أهم التطورات اليت مست األسواق املالية واليت كان
هلا األثر الكبري على تدفقات وحرك ة رؤوس األموال عموما ،سواء من حيث دورها كأداة إلدارة املخاطر املالية
أو من حيث دورها كأداة لتعظيم األرباح واملكاسب املالية.
_3_1الجدل حول إيحابيات وسلبيات العولمة المالية
يربز الكثري من اجلدل بني األكادمييني وصناع القرار حول منافع العوملة املالية وتكاليفها يف
اإلقتصاديات العاملية ،حيث يعترب عديد اإلقتصاديني مثل" :جوزيف ستيغليتز" و "داين رودريك" أن التدفقات
الرأمسالية احلرة هلا تأثريات سلبية كبرية على اإلستقرار املايل لإلقتصاد العاملي ،مستدلني على ذلك بعديد
اإلضطرابات املالية اليت شهدها اإلقتصاد العاملي كنتيجة للتحرير املايل غري املدروس ،مما يستوجب فرض
ضوابط وقيود على حركة رؤوس األموال دوليا.
ففي هذا الصدد فإن حترير األنظمة املالية جيعلها عرضة لعديد اإلضطرابات حبكم تأثرها بسلوكيات
املستثمرين احملليني واألجانب على حد سواء الذين ال تتوافق استجابة كال الطرفني حلالة اختالل بعض
املؤشرات األساسية احمللية القتصاد ما .كما أن العوملة املالية تزيد من انتقال عدوى األزمات املالية _حىت يف
اإلقتصاديات ذات املؤشرات اإلقتصادية املستقرة_ سواء كانت فقاعات مالية ،هجمات مضاربة أو اهنيارات
مالية ،وتتعاظم تلك التأثريات السلبية خصوصا يف اإلقتصاديات اليت ترتكز على رأس املال األجنيب يف تطوير
6
الفصل األول :العولمة المالية والتمويل الدولي
اقتصادياهتا ،حبكم أن هذا األخري شديد احلساسية ألية اختالالت كانت تؤدي خلروج مفاجئ له يسبب آثار
سلبية على اإلقتصاد املعين من حيث التمويل ومن مث ارتفاع إمكانية التعرض ألزمة مالية.1
يف حني يرى جانب آخر من اإلقتصاديني أمثال "ستانلي فيشر" و "لورانس سامرز" أن اإلنفتاح
املتزايد أمام تدفقات رؤوس األموال كان له تأثريات جد إجيابية على عديد اإلقتصاديات اليت حققت معدالت
منو جد مؤثرة يف مسار تطورها .وذلك من خالل املسامهة يف تطوير أنظمتها املالية احمللية مبا يتماشى
والتطورات احلاصة يف عمل األنظمة املالية الدولية من حيث زيادة تدفقات رؤوس األموال وتطوير :طبيعة
هيكلته ،اإلجراءات املنظمة فيه ،العمليات واألداوت املتاحة مبا ميكن من إضفاء املرونة والفعالية واإلنسيابية
يف آلية عمله ،وبالتايل اإلستفادة من دخول أكرب لرؤوس أموال ومستثمرين جدد لإلقتصاد احمللي.2
وبني هذا وذاك تشري العديد من الدراسات إىل أن حتقق منافع العوملة املالية وبالتايل جتنب آثارها
السلبية مرتبط بتوفر مجلة من الشروط الرئيسية هي:3
_ تنمية القطاع المالي :إن تطور القطاع املايل من حيث عدد املتدخلني فيه من بنوك ومؤسسات
مالية ومستثمرين من جهة ومن حيث نوعية التشريعات املنظمة للنشاط املايل فيه من جهة أخرى عامل جد
ضروري لإلستفادة من ميزة تدفق رؤوس األموال وحتقيق الكفاءة واجلودة يف اخلدمات املالية املقدمة.
_ نوعية المؤسسات :إن خصائص اجلهات الرقابية واملنظمة للنشاط املايل من حيث الشفافية
والعدالة واملرونة تلعب دورا كبريا يف التأثري على نوعية وحجم وكفاءة التدفقات الرأمسالية وعلى اخلصوص حجم
الثقة يف النظام املايل املعين مبا يؤثر بشكل كبري يف استقراره.
_ انضباط السياسات اإلقتصادية الكلية :إن نوعية السياسات اإلقتصادية الكلية اليت تتبعها الدولة
هلا تأثري كبري على حجم تدفقات رؤوس األموال وتركيبتها من جهة وعلى احتمال تعرض اإلقتصاد املعين
ألزمات مالية أو اقتصادية من جهة أخرى .وعلى هذا األساس فإن حسن إدارة هذه السياسات وانضباطها
يساهم يف تكريس منافع اإلنفتاح املايل ،ويساعد على امتصاص أية صدمات مالية حمتملة من شأهنا تعريض
اإلقتصاد احمللي هلزات عنيفة قد تنسف إىل حد كبري املنافع املتولدة عن التحرير املايل.
1
Ibid, pp 7-9.
2
Idem, pp 6,7.
3إيهان كوزي و آخرون" :العوملة املالية :فيما وراء لعبة إلقاء اللوم" ،جملة التمويل والتنمية ،اجمللد ،11العدد ،9مارس
،9332ص .91
7
الفصل األول :العولمة المالية والتمويل الدولي
_2التمويل الدولي
إن تطور ظاهرة العوملة املالية من خالل ازدياد الرتابط املايل بني اإلقتصاديات العاملية كان له تأثري
واضح على تطور التمويل الدويل باعتباره العصب الرئيسي لنمو اإلقتصاد العاملي وازدهاره.
_1_2ماهية التمويل الدولي
يقصد بالتمويل الدويل ذلك اجلانب من العالقات االقتصادية الدولية املرتبط بتوفري رؤوس األموال
دوليا ،إذ تشمل هذه العالقات اإلقتصادية الدولية على جانبني رئيسيني :جانب جتاري يتمثل يف حركة السلع
واخلدمات بني اإلقتصاديات العاملية ،وجانب مايل يتمثل يف حركة رؤوس األموال سواء أكان ذلك حلاجيات
متويلية للتجارة الدولية أو اإلستثمارات اخلارجية ،أو حلاجيات التداول يف األسواق املالية.
فهذه العالقات تشمل بعدين أساسني األول يتمثل يف اجلانب السلعي لالقتصاد الدويل و الثاين هو
اجلانب النقدي أو املايل باإلضافة إىل التدفقات الدولية لرأس املال ألغراض االستثمار اخلارجي مبختلف
أشكاله و بالتايل تظهر أمهية التمويل الدويل كنتيجة حتمية للعالقات املالية و النقدية يف االقتصاد الدويل واليت
ميكن تصنيفها إىل اجملموعات الرئيسية التالية :
– احلسابات املرتتبة على املبادالت التجارية مبا يف ذلك الصادرات و الواردات بني خمتلف الدول ؛
– التدفقات الدولية لرؤوس األموال بكل أشكاهلا ؛
– االلتزامات املالية على البلدان املرتتبة على األوضاع السياسية السائدة يف العامل كما هو احلال يف تعويضات
احلروب .
إن زيادة رأس املال شرط ضروري للتطور االقتصادي يف الدول النامية و من هنا كان رأس املال
األجنيب هاما يف هذه العملية التنموية خاصة يف املراحل األوىل للتنمية ،و إن أهم العوائق اليت تواجه إخفاق
برامج التنمية يف البلدان النامية هي مشكلة التمويل خاصة يف ضل قصور املدخرات احمللية اليت ال تكفي القامة
املشاريع االستثمارية األمر الذي أدى إىل جلوء هذه البلدان للحصول على تدفقات مالية من مصادر خارجية.
_2_2أشكال التمويل الدولي
يكون التمويل الدويل وفق 0أشكال رئيسية كما يتوضح فيما يلي:
_1_2_2اإلستثمار األجنبي المباشر :يعرف هذا الشكل من التمويل الدويل على أنه قيام مستثمر ما
بتملك حصة %93من رأمسال مشروع أجنيب تؤهله المتالك القدرة على املشاركة يف اختاذ القرار فيما تعلق
بإدارة املشروع وتسيريه.
8
الفصل األول :العولمة المالية والتمويل الدولي
يعرف دليل ميزان املدفوعات الذي يصدره صندوق النقد الدويل اإلستثمار األجنيب املباشر على أنه
شكل من أشكال اإلستثمار املباشر عرب اجلدود الذي يرتبط مبقيم يف اقتصاد ما يتمتع بالسيطرة أو بدرجة
عالية من النفوذ يف إدارة مؤسسة مقيمة يف اقتصاد آخر.
وتتحقق السيطرة أو النفوذ مباشرة عن طريق امتالك أسهم رأس املال يف املؤسسة املقيمة يف اقتصاد
آخر واليت متنح حلائزها القوة التصويتية ،أو على حنو غري مباشر من خالل امتالك القوة التصويتية يف مؤسسة
أخرى لديها القوة التصويتية يف املؤسسة املعنية.
ومن ناحية عملية ،تنشأ عالقة اإلستثمار املباشر بني املستثمر واملؤسسة املعنية إذا امتلك أكثر من
%93من القوة التصويتية يف مؤسسة اإلستثمار املباشر املعنية .إذ تتحقق السيطرة إذا كان ميتلك أكثر من
%13من القوة التصويتية ،وتتحقق الدرجة العالية من النفوذ إذا امتلك ما بني %93و %13من القوة
التصويتية.1
وتنفذ اإلستثمارات األجنبية املباشرة من مستثمرين سواء كانوا يف شكل شركات عمومية دولية النشاط
تكون مملوكة للدولة أو من قبل مستثمرين خواص يتمثلون أساسا فيما يعرف بـ"الشركات املتعددة اجلنسيات"
اليت تعترب مبثابة شركات كربى متلك فروعا عديدة هلا يف دول العامل .إذ ختتلف تعاريفها من حيث األساس
الذي يستند إليه يف التفرقة بني شركة متعددة اجلنسيات وبقية الشركات ،إذ تتعدد تعريفاهتا كما يربز فيما
يلي:2
_ الشركات املتعددة اجلنسيات هي الشركات اليت حتقق ما نسبته %91أو أكثر من إيراداهتا يف اخلارج؛
_ الشركات املتعددة اجلنسيات هي الشركات اليت متتلك على األقل مخسة فروع تابعة هلا يف اخلارج؛
_ الشركات املتعددة اجلنسيات هي الشركات اليت متتلك أكثر من ثلثي نشاطها يف اخلارج.
وقد جاء منو هذا النوع من الشركات متزامنا مع ما شهدته اإلستثمارات األجنبية املباشرة من منو
وانتشار يف خمتلف أحناء العامل يف ظل ما توفره من مزايا وإجيابيات ،مما عزز من تزايد املنافسة بني املؤسسات
الدولية النشاط لإلستحواذ على النصيب األكرب منها ،إذ تربز أهم أسباب منوها وتطورها يف:3
1صندوق النقد الدويل" :دليل ميزان املدفوعات ووضع االستثمار الدويل" ،الطبعة السادسة ،9331 ،ص ص .939 ،933
2سعود جايد العامري" :املالية الدولية :نظرية وتطبيق" ،الطبعة الثانية ،دار زهران ،عمان ،9393 ،ص .90
3ماهر كنج شكري و مروان عوض" :املالية الدولية :العمالت األجنبية واملشتقات املالية بني النظرية والتطبيق" ،الطبعة األوىل،
دار احلامد للنشر والتوزيع ،عمان ،9331 ،ص ص .16-10
9
الفصل األول :العولمة المالية والتمويل الدولي
_3_2_2القروض والمساعدات الدولية :تعرب القروض الدولية عن التزام تعاقدي بني طرفني أجنبيني
تلتزم فيه جهة مقرضة بتحويل قيمة مالية إىل جهة مقرتضة لفرتة متفق عليها وبسعر فائدة حمدد قد يكون
ثابتا وقد يكون متغريا.
تتمثل مصادر القروض الدولية يف مصادر خاصة قد تكون ثنائية كالبنوك أو قد تكون متعددة
األطراف كنادي لندن وهو عبارة عن جمموعة من الدائنني اخلواص ،كما قد تكون مصادر رمسية ثنائية كالبنوك
املركزية للدول أو رمسية متعددة األطراف كاهليئات الدولية كالبنك العاملي وصندوق النقد الدويل.
مثلت القروض منذ تدويل التمويل الدويل يف ستينات القرن العشرين الشكل الغالب للتدفقات
الرأمسالية الدولية حىت منتصف مثانينات القرن العشرين _باعتبار أهنا كانت مرحلة سيطرة البنوك على عملية
التمويل وعدم وصول األسواق املالية للمستوى الذي يسمح هلا باإلنتشار دوليا_ ،أين دفعت أزمة املديونية
اليت مست العديد من الدول النامية آنذاك إىل تراجع العديد من البنوك عن منح هكذا قروض لتزايد خطر
عدم القدرة على التسديد ،يف مقابل توجه العديد من الدول املقرتضة أيضا لإلعتماد على التمويل عن طريق
اإلستثمار األجنيب املباشر كبديل للتمويل عن طريق القروض الدولية ملا لذلك من مزايا عديدة على
اقتصادياهتا.
أما املعونات الدولية فتعرف على أهنا كافة التحويالت اليت تتم وفق شروط ميسرة بعيدا عن القواعـد و
األسس التجارية السائدة وفقا لظروف السوق .وتربز حسب عدة أشكال كما يربز فيما يلي:
_ من حيث طبيعتها :جند:
-الم ننن :و هــي عبــارة عــن التحــويالت النقديــة و العينيــة الــيت تقــدمها بعــض الــدول لغريهــا س ـواء
العتبارات اقتصادية أو سياسية أو إنسانية ،و هي حتويالت ال ترد ،و هي ال تتضمن املعونات العسكرية فـرغم
تشاهبها مع املعونات األجنبية إال أنه هناك اختالف يف األهداف.
-القروض الميسرة :هذا النوع من املعونات حتكمه قواعد و شروط ختتلف عن غريها السائدة يف
األسواق املالية الدولية من ناحية مدة السداد أو فرتات السماح اليت تكون أطول.
فلقد قامت اهليئة الدولية للتنميـة IDAبعقـد قـروض تسـدد يف حـدود مخسـني سـنة بفـرتة سـداد قـدرها
عشر سنوات تبدأ الدولة املقرتضة السداد يف السنة احلادية عشر بدفع % 9من أصـل القـرض سـنويا ملـدة 93
ســنوات مث %0مــن أصــل القــرض ســنويا إبتــداءا مــن الســنة احلاديــة عشــر و ملــدة 03عامــا الباقيــة و تتحمــل
الدولة املقرتضة فوائد بقيمة % 3.21فقط و هذا لتغطية املصاريف اإلدارية.
11
الفصل األول :العولمة المالية والتمويل الدولي
12
الفصل األول :العولمة المالية والتمويل الدولي
13
الفصل األول :العولمة المالية والتمويل الدولي
ولتفصــيل أكثــر حــول تــأثريات األزم ــة املاليــة العامليــة لـ ـ 9339عل ــى خمتلــف أشــكال التمويــل ال ــدويل،
يوضـح الشـكل 30أن التمويــل عـن طريــق السـندات وعــن طريـق اإلسـتثمار األجنــيب املباشـر تــأثرا بشـكل صــغري
علـى عكـس التمويــل عـن طريــق القـروض الدوليــة الـذي بــرز يف سـنيت 9339و 9331كـأكثر األشـكال الــيت
تــأثرت ســلبيا باألزمــة املاليــة باعتبــار أن هــذه األخــرية وقعــت أساســا علــى مســتوى اجلهــاز املصــريف الــذي شــهد
حاالت إفـالس عديـدة للبنـوك يف خمتلـف أحنـاء العـامل رافقهـا تعـرض بنـوك أخـرى حلـاالت تعثـر وخسـائر وانعـدام
للســيولة ســامهت كلهــا يف احلــد مــن وفــرة رؤوس األم ـوال املعروضــة لإلق ـراض ،زيــادة علــى الرتاجــع املســجل ســنة
9339يف حيـازات األسـهم نظـرا ملـا تعرضــت لـه غالبيـة املؤسسـات والشـركات مــن خسـائر عقـب الصـدمة الــيت
ســببتها األزمــة ا ملاليــة ممــا دفــع إىل تشــكل حالــة ذعــر مــايل دفعــت إىل موجــة بيــع وختلــي عــن األســهم يف أوســاط
املستثمرين دون تسجيل وجود أية حاالت إصدار جديدة.
الشكل :13تطور التدفقات الرأسمالية الدولية
93
91
93
1
المصدر :مارتن وولف" :تشكيل العوملة" ،جملة التمويل والتنمية ،اجمللد ، 19العدد ،30سبتمرب ،9391ص ص .90 ،99
14
الفصل الثاني :ميزان املدفوعات :دراسة
تحليلية
إقليم موطنهم ،لكن يف حال قرروا البقاء يف إقليم الدراسة بعد انتهاء فرتة دراستهم عندها يعدون مقيمني يف ذلك
اإلقليم وغري مقيمني بالنسبة لإلقليم الذي قدموا منه؛
_ بالنسبة للديبلوماسيني والعسكريني العاملني يف قنصليات وقواعد عسكرية باخلارج ،يعتربون وعائالهتم
مقيمني يف إقليم احلكومة اليت يعملون لديها.
_ يسجل يف اجلانب الدائن مليزان املدفوعات لدولة ما كل املعامالت اليت يرتتب عليها حتصيل مداخيل وإيرادات
ورؤوس أموال من غري املقيمني للمقيمني يف الدولة املعنية ،يف حني يسجل يف اجلانب املدين كل املعامالت اليت
يرتتب عليها دفع رؤوس أموال أو مستحقات من املقيمني يف الدولة املعنية إىل غري املقيمني.
وتكمن أمهية ميزان املدفوعات يف كونه يعترب أداة هامة للتحليل اإلقتصادي ،1باعتباره املرأة اليت تنعكس
من خالهلا وضعية اإلقتصاد احمللي بالنسبة لإلقتصاديات العاملية سواء من حيث قوة اجلهاز اإلنتاجي اليت تنعكس
من خالل وضعية احلساب اجلاري أو من خالل تطور النظام املايل الذي تعكسه وضعية احلساب املايل ومن مث
يساعد صانعي قرار السياسة اإلقتصادية على اختاذ القرارت املناسبة.
_2أقسام ميزان المدفوعات
يتكون ميزان املدفوعات من 3أقسام رئيسية هي:2
_1_2الحساب الجاري:
تسجل فيه حسابات القيود الدائنة واملدينة للمعامالت اجلارية اليت تتم بني املقيمني وغري املقيمني واليت
ختص:
_1_1_2حساب السلع والخدمات:
يقيد حساب السلع واخلدمات املعامالت يف البنود اليت متثل خمرجات من أنشطة اإلنتاج ،واليت قد تكون
يف شكل سلع عينية (جتارة منظورة) أو يف شكل خدمات (جتارة غري منظورة) كـ :خدمات النقل والتأمني،
خدمات البنوك والسياحة.....اخل ،ويعرب عنها عموما من خالل الصادرات (انتاج من جهة املقيمني)
والواردات(انتاج من جهة غري املقيمني).
17
الفصل الثاني :ميزان المدفوعات :دراسة تحليلة
18
الفصل الثاني :ميزان المدفوعات :دراسة تحليلة
يسمى رصيد احلساب املايل بصايف اإلقراض أو صايف اإلقرتاض ،إذ أهنا إذا كانت حالة وضعية صايف
إقراض فذلك يعين أن اإلقتصاد يقدم رؤوس أموال للعامل اخلارجي أكثر مما حيصل عليه والعكس يف حالة وضعية
صايف اإلقرتاض .ويساوي صايف اإلقراض أو صايف اإلقرتاض جمموع رصيد احلساب اجلاري واحلساب الرأمسايل،
ألنه إذا زادت القيم الدائنة عن القيم املدينة يف احلسابني اجلاري والرأمسايل يظهر يف احلساب املايل صايف اقتناء
أصول مالية أو اخنفاض خصوم مالية بنفس القيمة.
وزيادة على األقسام الرئيسية الثالثة املكونة مليزان املدفوعات ،هنالك ما يعرف بـ"حساب التسويات
الرمسية" الذي يضم :صايف التغريات يف التزامات اإلقليم الرمسية اجتاه األجانب والتغريات يف األصول اإلحتياطية
الرمسية للدولة ( الذهب ،العمالت القابلة للتحويل ،حقوق السحب اخلاصة ،و حصة البلد يف املؤسسات
الدولية) خالل السنة .و الغرض من هذا احلساب هو التسوية احلسابية مليزان املدفوعات سواء يف التزاماهتا
وحقوقها مع األجانب أو عن ط ـريق حتركات يف األصول اإلحتياطية الرمسية و تتم هذه التسوية بالكيفية التالية:
_ في حالة العجز :
-إما تسديد قيمة العجز ذهبا أو عمالت قابلة للتحويل و بالتايل ختفيض مستوى احتياطاهتا من الصرف؛
-أو بطلب قرض قصري األجل من بلد دائن ،و بالتايل ارتفاع مديوينة البلد صاحب العجز؛
-أو بتخفيض دائنية البلد اجتاه العامل اخلارجي؛
-أو باالقرتاض من السوق املالية الدولية أو من مؤسسة مالية دولية كصندوق النقد الدويل.
_ في حالة الفائض :
-اما بزيادة احتياطاهتا من الذهب و العمالت الصعبة؛
-أو بتقدمي قروض قصرية األجل للدول املدينة ،و بالتايل زيادة دائنيتها اجتاه العامل اخلارجي؛
-أو بتسديد ديوهنا السابقة.
و نظرا لعدم قدرة اجلهاز اإلحصائي للبلد على حصر مجيع املعامالت االقتصادية اليت تتم مع العامل
اخلارجي ألسباب عديدة منها دواعي األمن القومي اليت حتتم عدم إدراج بعض املعامالت للعلن أو لتغريات يف
أسعار الصرف ومعدالت الفائدة ،يتم ادرج حساب السهو و اخلطأ ليتطابق يف ميزان املدفوعات جمموع
احلسابات الدائنة مع جمموع احلسابات املدينة.
19
الفصل الثاني :ميزان المدفوعات :دراسة تحليلة
ويكون ميزان املدفوعات متعادال دائما من الناحية احملاسبية أي يتساوى فيه بالضرورة اجلانب الدائن مع
اجلانب املدين ،لكن من الناحية اإلقتصادية ال يتحقق التوازن فيه بالضرورة ،ألن هذا التوازن يعرب عنه من خالل
رصيد احلسابات الثالثة الرئيسية واليت قد تكون يف حالة فائض كما قد تكون يف حالة عجز.
يرتكز التسجيل على مستوى ميزان املدفوعات على نظام قاعدة القيد املزدوج اليت تقوم على مبدأ أن كل
معاملة يسجل هلا قيدان متساويان ومتقابالن تعبريا عن عنصري التدفق الداخل والتدفق اخلارج لكل عملية
تبادل.فعند إجراء أي معاملة يسجل كل طرف فيها قيدا دائنا وقيدا مدينا مقابال حيث جند:
القيد الدائن :يضم صادرات السلع واخلدمات ،الدخل مستحق القبض ،اخنفاض األصول أو زيادة
اخلصوم ،زيادة يف التزامات الدولة اجتاه األجانب أو اخنفاض التزامات األجانب اجتاه الدولة.
القيد المدين :يضم واردات السلع واخلدمات ،الدخل مستحق الدفع ،زيادة األصول أو اخنفاض
اخلصوم ،زيادة التزامات األجانب اجتاه الدولة أو اخنفاض التزامات الدولة اجتاه األجانب.
_3أمثلة تطبيقية عن التسجيل في ميزان المدفوعات
_ تصدر شركة جزائرية سلعا قيمتها 700مليون يورو إىل فرنسا وتتلقى الدفع بوديعة باليورو يف حساهبا لدى
بنك " "BNPبباريس؛
هنا نسجل يف اجلانب الدائن حلساب السلع واخلدمات للجزائر ما قيمته 700مليون يورو ،مقابل
تسجيل ما قيمته 700مليون يورو يف اجلانب املدين من احلساب املايل ألنه يعرب عن زيادة اللتزامات األجانب
اجتاه اجلزائر.
_ ينفق سائح جزائري ما قيمته 2000يورو يف لندن مقابل خدمات الفندق والسفر واألكل بالسحب من
ودائعه باليورو على مستوى بنك HSBCبلندن؛
تسجل اجلزائر ما قيمته 2000يورو يف اجلانب املدين من حساب السلع واخلدمات مقابل تسجيلها ملا
قيمته 2000يورو يف اجلانب الدائن من حساهبا املايل قصري األجل ألن ذلك ميثل اخنفاضا يف التزامات األجانب
اجتاه اجلزائر.
_ يشرتي مستثمر جزائري أسهما من بورصة باريس مبا يعادل 7مليون يورو وذلك بالدفع عن طريق السحب من
ودائعه باليورو من بنك " "BNPبباريس؛
20
الفصل الثاني :ميزان المدفوعات :دراسة تحليلة
تسجل اجلزائر يف اجلانب املدين من حساهبا املايل طويل األجل ما قيمته 7مليون يورو (زيادة يف
األصول املالية األجنبية) مقابل تسجيلها ما قيمته 7مليون يورو يف اجلانب الدائن حلساهبا املايل قصري األجل ألن
ذلك ميثل اخنفاضا يف التزامات األجانب اجتاه اجلزائر.
_تدفع احلكومة اجلزائرية مساعدة لدولة افريقية مبا قيمته 2مليون يورو؛
تسجل اجلزائر يف اجلانب املدين من حساهبا الرأمسايل ما قيمته 2مليون يورو (حتويالت حكومية دون
مقابل) مقابل تسجيل ما قيمته 2مليون يورو يف اجلانب الدائن من حساهبا املايل طويل األجل ألن ذلك يعرب
عن زيادة يف التزامات اجلزائر اجتاه األجانب.
_ يقرتض مستثمر جزائري ما قيمته 70مليون يورو لبناء مصنع يف دولة مايل؛
تسجل اجلزائر يف اجلانب الدائن من حساهبا املايل قصري األجل ما قيمته 70مليون يورو ألنه ميثل زيادة
يف التزامات الدولة اجتاه األجانب مقابل تسجيل ما قيمته 70مليون يورو يف اجلانب املدين من احلساب املايل
طويل األجل ألن ذلك يعترب زيادة يف األصول اإلستثمارية.
_4التحليل اإلقتصادي لميزان المدفوعات
يوزع الناتج الكلي يف اقتصاد دولة ما على عدة استخدامات كما تربزه املعادلة التالية:
)Y=C+I+G+X-M………………(1
حيث:
:Yالناتج الكلي :C ،استهالك العائالت واألفراد :I ،اإلستثمار(تكوين رأس املال)،
: Gاإلنفاق احلكومي :X ،الصادرات :M ،الواردات
وباعتبار أن اإلدخار الوطين يعرب عنه كما يلي:
)S=Y-C-G……….….(2
جند:
)S=I+X-M……………(3
مبعىن:
)S-I=X-M…………….(4
21
الفصل الثاني :ميزان المدفوعات :دراسة تحليلة
أي أن وضعية احلساب اجلاري تساوي إىل الفجوة بني اإلدخار واإلستثمار .وميكن استعراض العالقة
املتبادلة بني ميزان احلساب اجلاري واالدخار واالستثمار مبزيد من التفصيل عن طريق التمييز بني القطاعني اخلاص
واحلكومي .وميكن حتديد االدخار اخلاص واالستثمار اخلاص على النحو التايل:
)………(5
وعليه ميكن كتابة املعادلة 4كما يلي:
)………….(6
وتوضح املعادلة 2أنه ما مل تتم موازنة اإلدخار احلكومي السالب بصايف اإلدخار يف القطاع اخلاص،
فسوف يسجل احلساب اجلاري عجزا .ومبزيد من التحديد ،تشري هذه املعادلة إىل أن التوازن املستهدف يف ميزانية
احلكومة Sg – Igقد يكون عامال مهما يؤثر يف ميزان احلساب اجلاري .وعلى وجه التحديد ،قد يكون
استمرار العجز يف احلساب اجلاري راجعا الستمرار احلكومة يف اإلنفاق مبا يتجاوز إيراداهتا ،وتفيد مثل هذه الزيادة
املفرطة يف ا إلنفاق بأن اإلجراء الواجب اختاذه على مستوى السياسات هو تشديد سياسة املالية العامة.1
_5اإلختالل في ميزان المدفوعات
إن اختالل ميزان املدفوعات وعدم توازنه يعترب أمرا واقعا بالنسبة لكافة اإلقتصاديات العاملية ،2باعتبار
ديناميكية التطور اليت متيز النشاط اإلقتصادي من جهة والتقلبات العديدة اليت متسه من جهة أخرى ،واليت تدفع
حلالة عدم التوازن يف موازين املدفوعات ما بني الفائض والعجز.
فقد تعاين الدولة من عجز يف ميزان مدفوعاهتا ،و يرتتب عن ذلك زيادة يف مديونيتها للعامل اخلارجي
فتعيش يف مستوى أكرب من إمكاناهتا احلقيقية .كما يرتتب عن هذا العجز أيضا اإلقبال على عمالت الدول
الدائنة و اخنفاض الطلب على العملة احمللية ،و استمرار هذا الوضع جيعل مركز هذه الدولة ضعيفا يف االقتصاد
الدويل فتنهار مسعتها االقتصادية بني املؤسسات املالية الدولية و اإلقليمية.
هناك العديد من أشكال االختالل يف ميزان املدفوعات (سواء كان حالة فائض أو حالة عجز) وتنقسم
إىل قسمني :
أ_ االختالل الطبيعي :وهو اإلختالل الذي حيصل يف الغالب نتيجة ظروف طبيعية قاهرة تؤثر على استمرارية
املصانع واألراضي على اإلنتاج ومن مث تدفع لرتاجع صادرات البلد املعين إىل مستوى جيعل من ميزان املدفوعات
يربز يف حالة عجز.
ب_ االختالل الموسمي :يتوقف على املدة اليت حدث فيها االختالل و ميس خاصة الدول اليت هلذه احملاصيل
املومسية أو منتجات مومسية .ففي فصل الشتاء مثال يزيد الطلب على البرتول و الغاز و مما يدفع الرتفاع أسعاره
بالشكل الذي يؤدي إىل استفادة الدول املصدرة له من تزايد يف جانب الصادرات الذي قد يدفع غالبا لتسجيل
حالة فائض يف مزيان املدفوعات ،لكن بعد هذه الفرتة عند تقلص الطلب على املنتجات الطاقوية يتالشي
الفائض املسجل سابقا تدرجييا ويتحول ميزان املدفوعات إىل حالة عجز أحيانا ،حيث أن مواجهة هذا اإلختالل
يتطلب من النسءولني يف اإلقتصاد املعين تنويع الصادرات للحفاظ على مستوى مستقر من املداخيل ال تتأثر
بالدورة املومسية.
جـ_ االختالل الدوري :ميس هذا النوع من االختالل األنظمة الرأمسالية يف فرتات الرواج و الكساد تنعكس
أثارها على ميزان املدفوعات ،فهو حيقق عجزا و تارة حيقق فائضا و هذا الفائض أو العجز يطلق عليه االختالل
الدوري نسبة إىل الدورة االقتصادية ،و مثل هذا النوع من االختالل ميكن عالجه عن طريق اتباع السياسات
الظرفية النقدية و املالية اليت ميكن أن تكون سياسات توسعية أو انكماشية تبعا لوضعية الدورة اإلقتصادية.
_2_1_5االختالل الدائم ( الهيكلي ) :يعترب اإلختالل الدائم يف ميزان املدفوعات مبثابة اإلختالل الناتج عن
وضعية اهليكل اإلقتصادي لإلقتصاد املعين واليت حتول دون متكنه من حتقيق التوان يف ميزان مدفوعاته كـ :ضعف
التقنية التكنولوجية يف عملية اإلنتاج نتيجة تراجع عمليات اإلبتكار والبحث والتطوير ،تراجع املنافسة يف النشاط
اإلقتصادي ،صرامة اللوائح التنظيمية لسوق العمل وسوق املنتجات وغريها من الصعويات اهليكلية ،مما يستدعي
تطبيق مجلة إصالحات هيكلية تؤثر على املدى الطويل يف بنية اإلقتصاد احمللي مبا ميكن من العودة إىل حالة
التوازن مليزان املدفوعات.
23
الفصل الثاني :ميزان المدفوعات :دراسة تحليلة
_ سعر الصرف المعتمد للعملة الوطنية :إذا كان سعر الصرف أعلى من املستوى الذي يتناسب مع األسعار
السائدة يف السوق احمللية ،فإنه يؤدي إىل جعل السلع احمللية مرتفعة السعر مقارنة بالدول األخرى وهو ما يؤدي
إىل اخنفاض الطلب األجنيب عليها و بالتايل ظهور عجز يف ميزان املدفوعات .و العكس يف حالة حتديد القيمة
اخلارجية للعملة احمللية عند مستوى أقل مـما يتناسب و األسعار السائدة يف السوق احمللية مما ينتج عنه فائض يف
ميزان املدفوعات.
_ تغير بنية العالقات االقتصادية الدولية :إن تغري الطلب العاملي على بعض املنتجات نتيجة اإلبداع
التكنولوجي املتسارع يؤدي إىل اختالل يف موازين مدفوعات الدول املصدرة هلذه املنتجات تبعا لقدرهتا على
مواكبة هذا التطور التكنولوجي واستغالهلا له يف تطوير منتجاهتا مبا يساهم يف زيادة الطلب األجنيب عليها.
_ مرونة الصادرات والواردات :إن مرونة اجلهاز اإلنتاجي تلعب دورا كبريا يف حتديد وضعية ميزان املدفوعات
من خالل ما تعرب عنه من قدرة على زيادة العرض واإلنتاج يف حال تراجع قيمة العملة احمللية ومن مث زيادة الطلب
األجنيب على املنتجات احمللية .يف حني أن مرونة الواردات هي أيضا هلا دور اساسي يف حتديد وضعية ميزان
املدفوعات باعتبار أهنا تعرب عن مدى قدرة اإلقتصاد احمللي على تقليص طلبه على السلع األجنبية يف حال ارتفاع
أسعارها نتيجة تراجع يف قيمة العملة احمللية.
_ الظروف الطبيعية :تساهم الظروف الطبيعية يف التأثري سلبا على القدرة اإلنتاجية لإلقتصاد احمللي من خالل
ما قد تلحقه من ضرر على املنشآت والبىن التحتية واملصانع مبا يؤثر من جهة سلبا على اإلمدادات احمللية ومن
جهة اخرى يؤثر سلبا على اإلمدادات اخلارجية التصديرية ،مما يساهم يف تزايد الطلب على املنتجات األجنبية
لتعويض النقص يف اإلنتاج احمللي وهو ما ينتج عنه عجز يف ميزان املدفوعات.
24
الفصل الثاني :ميزان المدفوعات :دراسة تحليلة
إن تعديل اإلختالل يف ميزان املدفوعات (من خالل وضعية احلساب اجلاري أساسا) سواء كان يف حالة
فائض أو يف حالة عجز يكون إما تعديال آليا (تلقائيا) أو عن طريق التدخل بتطبيق سياسة معينة كما يتوضح
فيما سيأيت:
_1_3_5التعديل اآللي(التلقائي)
يتم تعديل اإلختالل يف ميزان املدفوعات بصفة آلية دون أي تدخل من صناع قرار السياسة اإلقتصادية
وفق اآلليات التالية:1
أ_ آلية التعديل السعري في ظل نظام قاعدة الذهب :ختص هذه اآللية نظام قاعدة الذهب الذي
كان معموال يف اإلقتصاد العاملي ما بني الفرتة ،7974_7700والذي كان يقوم باألساس على افرتاض :أن
عرض النقود يرتكز على الذهب أو أي عملة مغطاة بالذهب ،وأن املستوى العام لألسعار يتأثر بالتغري يف كمية
النقود .ومن مث فإن أي تغري يف وضعية ميزان املدفوعات يعدل آليا بالتغري يف األسعار الداخلية.
ففي حالة الفائض ،فإنه حيدث دخول للذهب لإلقتصاد احمللي يتسبب يف زيادة عرض النقود الذي
يؤدي حسب نظرية كمية النقود إىل ارتفاع يف املستوى العام لألسعار الداخلية ،وهو ما يدفع لرتاجع تنافسية
الصادرات وقلة الطلب عليها يف مقابل تزايد الطلب على الواردات كبديل للسلع احمللية مرتفعة األسعار ،وهو ما
يتسبب يف تالشي الفائض يف ميزان املدفوعات تدرجييا حىت العودة حلالة التوازن.
ب_ آلية التعديل السعري في ظل نظام الصرف المرن :يف ظل نظام الصرف املرن ،يتسبب العجز
يف ميزان املدفوعات يف تراجع الطلب على العملة احمللية وزيادة املعروض منها مما يدفع إىل تراجع قيمتها بشكل
يزيد من التنافسية السعرية للصادرات اليت يرتفع الطلب عليها يف مقابل تراجع الطلب على الواردات اليت تصبح
مرتفعة األسعار ،وهو ما يعين تالشي العجز وعودة ميزان املدفوعات تدرجييا حلالته التوازنية.
1دومينيك سالفاتور :اإلقتصاد الدويل ،ترمجة :حممد رضا علي العدل و عبد العظيم أنيس ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر،
،7993ص ص 727-722
25
الفصل الثاني :ميزان المدفوعات :دراسة تحليلة
جـ_ آلية التعديل عن طريق الدخل :تنص هذه اآللية اليت تأيت يف إطار التحليل الكينزي الذي يفرتض
تواجد اإلقتصاد يف وضعية ما دون التشغيل الكامل .ومن مث فإنه وبناء على مفهوم آلية املضاعف فإن تغريا يف
مستوى التجارة الدولية يؤثر على مستوى الدخل القومي الذي بدوره يؤثر على طلب الواردات.
وعليه فإن زيادة قيمة الصادرات يتسبب يف زيادة قيمة الدخل القومي بقيمة تعادل ما يعرف بـ"مضاعف
التجارة اخلارجية" ،يف حني أن زيادة الدخل القومي سوف تدفع عن طريق امليل احلدي لإلسترياد إىل تزايد الطلب
على الواردات ،وهو ما يدفع لتالشي اإلرتفاع السابق يف قيمة الصادرات تدرجييا وعودة ميزان املدفوعات إىل
حالته التوازنية.
ميكن تعديل اإلختالل يف ميزان املدفوعات عن طريق تطبيق سياسات معينة يف حال عدم حتقق فعالية
آلية التعديل اآليل خصوصا إذا مل تتوفر اإلفرتاضات اليت تبىن عليها باألساس.
ويعترب حتقيق التوازن يف ميزان املدفوعات مبثابة التوازن اخلارجي القتصاد الدولة ،يف حني أن التوازن
الداخلي يعىن مبؤشرات النمو ،البطالة ،وضعية امليزانية ومعدل التضخم .وبالتايل ففي إطار السعي لتحقيق التوازن
اإلقتصادي العام يتوجب على صناع قرار السياسة اإلقتصادية اختيار السياسات املالئمة اليت متكن من حتقيق كال
التوازنني كما يربز فيما سيأيت:1
تطبق السياسة املالية يف شكلها التوسعي يف حال ما إذا كان ميزان املدفوعات يف حالة فائض ،ألهنا
تدفع إىل زيادة الطلب على الواردات مبا ميكن من تالشي فائض الصادرات عن الواردات .يف حني أهنا تطبق يف
شكلها التقييدي إذا ما كان ميزان املدفوعات يف حالة عجز ألهنا تساهم يف احلد من الطلب على الواردات إىل
مستوى يوازي قيمة الصادرات لتحقيق توازن ميزان املدفوعات.
وباعتبار السياسة املالية التوسعية فعالة يف حتقيق التوازن اخلارجي يف حالة الفائض ،فإهنا تكون فعالة يف
حتقيق التوازن الداخلي إذا كان اإلقتصاد املعين يف حالة انكماش ألهنا تساهم يف دفع الطلب الكل لإلرتفاع مبا
يساهم يف انعاش اإلقتصاد احمللي ،لكنها لن تكون فعالة يف حتقيق التوازن الداخلي إذا كان اإلقتصاد يف حالة
تضخم ألهنا ستدفع حينئذ إىل تزايد معدالت التضخم ملستويات مرتفعة.
أما السياسة املالية املقيدة الفعالة يف حتقيق التوازن اخلارجي يف حالة العجز ،فإهنا تساهم يف حتقيق التوازن
الداخلي إذا كان اإلقتصاد يف وضعية تضخم ألهنا سوف تدفع لرتاجع الطلب الكلي احمللي ،لكنها لن تكون
فعالة يف حتقيق التوازن الداخلي إذا كان االقتصاد احمللي يف حالة انكماش ألهنا حينئد سوف تزيد من تراجع
ال طلب الكلي ومن مث دخول اإلقتصاد احمللي يف حالة انكماش قصوى قد تصل به إىل مرحلة الكساد.
تساهم السياسة النقدية يف تعديل اختالل ميزان املدفوعات يف ظل نظام الصرف الثابت عن طريق
سياسة ختفيض قيمة العملة اليت تؤثر على األسعار النسبية للسلع احمللية واألجنبية وبالتايل التأثري على حركة
الصادرات والواردات .إذ أن تواجد ميزان املدفوعات يف حالة عجز يدفع صناع القرار إىل ختفيض قيمة العملة مبا
ميكن من إعطاء تنافسية للصادرات لرتتفع قيمتها يف مقابل تراجع الطلب عل الواردات اليت تصبح مرتفعة
األسعار بالنسبة للداخل ومن مث عودة ميزان املدفوعات حلالته التوازنية.
وتتحقق فعالية سياسة ختفيض قيمة العملة يف تصحيح عجز ميزان املدفوعات يف حال حتقق ما يعرف
بـ"شرط مارشال-لرينر" الذي يشري إىل ضرورة أن يكون جمموع القيم املطلقة للمرونة السعرية للصادرات واملرونة
السعرية للواردات أكرب من .7
27
الفصل الثالث :سعر الصرف ،أنظمة
الصرف والنظريات املفسرة له
1
Henry Bourguinat: « Finance internationale », presses universitaires de France, 1992, pp
200-206.
29
الفصل الثالث :سعر الصرف ،أنظمة الصرف والنظريات المفسرة له
_ إذا كاان ساعر الصارف احلقيقاي أقال مان ،1فهااذا يعاين أن ساعر الصارف اإلمساي ال يعكاس النسابة بااني
املسااتوى العااام لرسااعار انليااة واملسااتوى العااام لرسااعار األجنبيااة ،وبالتااايل فالعملااة انليااة مقيمااة بأقاال ماان قيمتهااا
احلقيقية.
_2_2سعر الصرف المتعدد (الفعلي)
يعرب سعر الصرف الفعلي عن املؤشر الاذي يقايس متوساط التغاري يف ساعر الصارف لعملاة ماا بالنسابة لعادة
عموالت أخرى يف فرتة زمنية معينة باملقارنة مع فرتة أساس ،حيث جند:
_1_2_2سعر الصرف المتعدد اإلسمي
سااعر الصاارف املتعاادد اإلمسااي هااو متوسااط عاادة أسااعار صاارف نائيااة يعاارب عاان متوسااط التطااور اإلمسااي يف
معدل تبادل عملة دولة ما مقارنة بسلة عمالت أجنبية خمتارة متثل غالبا عمالت الشركاء التجاريني الرمسيني للدولاة
املعنية ،يعرب عنه بالعالقة التالية:
حيث أن:
دولة؛ :يعرب عن الدول األجنبية واليت يبلغ عددها
:يعرب عن الوزن الرتجيحي للمعامالت التجارية للدولة انلية مع كال دولاة أجنبياة عملتهاا ضامن سالة
العمااالت األجنبيااة املعنيااة ،والاايت ميكاان حساااخا ماان خااالل نساابة صااادرات الدولااة انليااة للدولااة األجنبيااة املعنيااة إىل
إمجااايل صااادراهتا ،أو ماان خااالل نس اابة امااوع صااادراهتا ووارداهتااا مااع الدول ااة األجنبيااة املعنيااة إىل إمجااايل ص ااادراهتا
ووارداهتا.
_2_2_2سعر الصرف المتعدد الحقيقي
يعارب سااعر الصاارف املتعاادد الفعلاي عاان تطااور املعاادل احلقيقاي لتبااادل ساالة ساالع حملياة مااع ساالة ساالع لاادول
أجنبياة خمتااارة ،وهااو يعتارب أكثاار أناواع ساعر الصاارف أمهيااة بالنساابة لصاناع قارار السياسااة اإلقتصاادية ملااا يعكسااه ماان
تطااور للقااوة الش ارائية للعملااة انليااة مقارنااة بااالقوة الش ارائية لعمااالت أهاام الشااركاء التجاااريني للدولااة املعنيااة ،وبالتااايل
31
الفصل الثالث :سعر الصرف ،أنظمة الصرف والنظريات المفسرة له
تطور القدرة اتنافسية لإلقتصاد انلي مع بقية اإلقتصاديات األجنبية اليت يتعامل معها اإلقتصاد املعين ،حيث يعارب
عنه بالعالقة التالية:
1روبا دوتاغوبتا وآخرون" :التحرك حنو مرونة سعر الصرف :كيف ،ومىت ،وبأي سرعة؟" ،قضايا اقتصادية ،صندوق النقد الدويل،
،0222ص .0
32
الفصل الثالث :سعر الصرف ،أنظمة الصرف والنظريات المفسرة له
أعضاؤه يف عملة قانونية موحدة .وباعتماد هذا النوع من النظم تتخلى السلطات النقدية عن كل حق يف السيطرة
املستقلة على السياسة النقدية انلية.
ب_ مجلس العملة :هو نظام نقدي يقوم على التزام قانوين صريح بصرف العملة انلية مقابل عملة أجنبية
حمددة بسعر صرف ابت ،مع فرض قيود ملزمة على سلطة اإلصدار لضمان وفائها بالتزاماهتا القانونية .ويعين
ذلك عدم إصدار العملة انلية إال مقابل النقد األجنيب وأن تظل مكفولة متاما باألصول األجنبية ،مما يرتتب عليه
إلغاء وظائف البنك املركزي التقليدية ،كالرقابة النقدية واملقرض األخري ،وترك مساحة حمدودة للسياسة النقدية
اإلستنسابية .غري أنه قد يظل من املمكن اإلحتفاظ بشيء من املرونة يف النظام النقدي حسب درجة صرامة
القواعد املصرفية اليت يفرضها ترتيب الس العملة.
جا_ ترتيبات تقليدية أخرى من نوع الربط الثابت :تنطوي هذه الرتتيبات على ربط العملة انلية (رمسيا أو حبكم
الواقع) على أساس سعر ابت بعملة بلد آخر أو بسلة تضم عمالت أهم شركائه التجاريني أو املاليني ،مع
إعطائها أوزانا ترجيحية تعكس التوزيع اجلغرايف للتجارة أو اخلدمات أو التدفقات الرأمسالية .ويف هذه احلالة ،يكون
السعر املركزي قابال لإللغاء ،ويسمح لسعر الصرف بالتحرك يف حدود ضيقة تقل عن % 1±حول سعر الصرف
املركزي ،أو تظل القيم القصوى والدنيا لسعر الصرف ضمن هامش ضيق مقداره % 0ملدة ال ة أشهر على
األقل .وتظل السلطة النقدية متأهبة للتدخل حسب الضرورة للحفاظ على سعر التعادل الثابت من خالل
التدخل املباشر (بيع/شراء النقد األجنيب يف السوق) أو التدخل غري املباشر )اإلستخدام املكثف لسياسة أسعار
الفائدة ،أو فرض قواعد تنظيمية على تعامالت النقد األجنيب ،أو استخدام الضغط املعنوي ،أو تدخل املؤسسات
العامة األخرى) .وحتظى السياسة النقدية يف هذه الرتتيبات بدرجة أكرب من اإلستقاللية رغم حمدوديتها مقارنة
برتتيبات أسعار الصرف بغري عملة قانونية مستقلة وترتيبات الس العملة ،ألهنا تظل تسمح للبنك املركزي بأداء
وظائفه التقليدية ،وتتيح للسلطة النقدية تعديل مستوى سعر الصرف وإن كان مبعدل تواتر غري مرتفع نسبيا.
_2_1_3مزايا وسلبيات نظام الصرف الثابت
تربز أهم مزايا نظام الصرف الثابت يف:
_ تعزيز الثقة بني املتعاملني اإلقتصاديني من خالل زوال خطر سعر الصرف مبا يساهم يف تعزيز التجارة الدولية
وحركة رؤوس األموال؛
_ احلد من املضاربة على اآلجال املستقبلية؛
_ تعزيز انضباط السياسات اإلقتصادية الكلية مبا خيدم بات سعر الصرف.
33
الفصل الثالث :سعر الصرف ،أنظمة الصرف والنظريات المفسرة له
_3_2_3أسعار الصرف المربوطة ضمن نطاقات تقلب زاحفة :تظل قيمة العملة وفقا هلذا الرتتيب ضمن
هوامش للتقلب ال تقل عن % 1±حول السعر املركزي ،أو يكون اهلامش بني القيمة القصوى والدنيا لسعر
الصرف أكثر من %0مع تعديل السعر املركزي أو هوامش التقلب دوريا مبعدل ابت أو استجابة للتغريات يف
مؤشرات كمية خمتارة .ويف هذه احلالة تكون درجة املرونة يف سعر الصرف دالة التساع نطاق التقلب ،وتكون
النطاقات إما متسقة حول سعر مركزي زاحف ،أو تتسع تدرجييا بغري اتساق بني احلدين األقصى واألدىن .ويفرض
اإللتزام بنطاق لتقلب سعر الصرف قيودا على السياسة النقدية ،حيث تكون درجة استقالليتها دالة التساع نطاق
التقلب.
_3_3نظام الصرف المعوم (المرن) :هو النظام الذي يتحدد يف إطاره سعر صرف عملة الدولة املعنية انطالقا
من تفاعل قوى العرض والطلب يف سوق الصرف .إذ أن تغري سعر الصرف إىل مستوى أعلى يعين أن هنالك
"ارتفاعا" يف قيمة العملة ،يف حني أن تغريه إىل مستوى أدىن يعين أن هنالك "اخنفاضا" يف قيمة العملة.
تارخييا ،وبعد اهنيار نظام بروتن وودز عام 1791شهدت أسواق الصرف األجنيب فرتة من التكيف
مشلت تعديل أسعار الصرف الثنائية اليت كانت سائدة يف ظل نظام بروتن وودز لتتالءم مع حاالت العجز أو
الفائض يف موازين مدفوعات دول العامل .واستمرت حالة التكيف هذه حىت عام 1791حيث أعلنت معظم
دول العامل الرئيسية حتوهلا إىل نظام الصرف املعوم الذي تتحدد يف إطاره أسعار الصرف وفقا لقوانني السوق أي
وفقا لقوى العرض والطلب.
_1_3_3أشكا نظام الصرف المعوم
يأخذ نظام الصرف املعوم شكلني رئيسيني مها:1
أ_ التعويم الموجه :تسعى السلطة النقدية يف هذا النظام إىل التأ ري على سعر الصرف دون مسار أو هدف حمدد
سلفا هلذا التأ ري جتنبا هلجمات مضاربة قد تنتج عن ذلك .ومن بني املؤشرات املستخدمة يف توجيه سعر الصرف
مركز ميزان املدفوعات ،ومستوى اإلحتياطيات الدولية ،وتطورات السوق املوازية .وقد يكون التدخل مبقتضى هذا
النظام مباشرا أو غري مباشر.
ب_ التعويم الحر :يتحدد سعر الصرف يف هذا النظام وفق قوى السوق ،ويكون التدخل الرمسي يف سوق النقد
األجنيب على أساس استنسايب وال حيدث بشكل متكرر ،وعادة ما يستهدف خفضا حمدودا يف معدل تغري سعر
الصرف واحليلولة دون تقلباته املفرطة ،وليس حتديد مستوى معينا له.
_2_3_3مزايا وسلبيات نظام الصرف المعوم
تربز أهم مزايا نظام الصرف املرن يف:
_ حترير استخدام السياسة النقدية يف استهداف املؤشرات اإلقتصادية الكلية بكل حرية دون تقييد؛
_ عدم حاجة البنك املركزي لإلحتفاظ برصيد دائم من العمالت األجنبية؛
_ احلد من املضاربة على القيمة.
ورغم ذلك فإن لنظام الصرف املرن سلبيات أمهها:
_ تعزيز من الاليقني وتراجع الثقة بني املتعاملني اإلقتصاديني نتيجة تقلبات سعر الصرف مما يؤ ر سلبا على حركة
التجارة الدولية وروؤوس األموال؛
_ تعزيز التوجه حنو املضاربة على اآلجال املستقبلية؛
_ احلد من فعالية السياسات اإلقتصادية الكلية.
_3_3_3شروط التحو نحو نظام الصرف المرن
يتطلب التحرك حنو نظام صرف مرن توافر مجلة من الشروط األساسية لتفادي التعرض الختالالت كبرية
يف قيمة العملة ومن مث يف اإلستقرار النقدي واملايل لإلقتصاد املعين تتمثل يف:1
_ تطوير سوق الصرف :من حيث العمق أي ال ميكن التأ ري يف مستوى أسعار الصرف بسهولة ومن
حيث السيولة أي ال توجد عوائق وصعوبات يف إمتام املعامالت فيه ،وهذا الشرطان جد ضروريان يف توفري
اإلستجابة الكافية لقوى العرض والطلب يف السوق ،ومن مث احلد من التقلبات املفرطة عن املستوى التوازين لسعر
الصرف الذي يتوافق وأساسيات اإلقتصاد املعين.
_ تدخل البنك المركزي :إن التحرك حنو مرونة سعر الصرف ال مينع من تدخل البنك املركزي لتصحيح
اإلحنرافات وتوفري اإلحتياطات من العمالت وخصوصا لدعم استقرار سوق الصرف ،ومن مث يتوجب على البنك
املركزي صياغة سياسات حتدد كيفية تدخله يف سوق الصرف واهلدف الذي يسعى لتحقيقه وتوقيت ذلك
التدخل .فالبنوك املركزية عليها توخي اإلنتقائية يف تدخالهتا يف سوق الصرف ألهنا من جهة مطالبة برصد حاالت
اإلختالل واإلضطراي للحد منها ومعاجلتها ،ومن جهة أخرى عليها احلد من تدخالهتا يف سوق الصرف لتعزيز
اإلعتقاد لدى املتدخلني فيه باعتمادها على نظام الصرف املرن.
_ وضع ركيزة اسمية مالئمة تحل محل سعر الصرف الثابت :على الرغم من تطبيق عديد البنوك
املركزية لنظام الصرف املرن دومنا ركيزة إمسية رمسية لسياساهتا النقدية كما هو احلال يف منطقة اليورو والواليات
املتحدة األمريكية وسويسرا حبكم املصداقية الكبرية اليت تتمتع خا واليت تسمح بكسب قة املتعاملني يف أسواق
الصرف ،إال أن الدول األخرى خصوصا النامية منها اليت تعاين من ضعف املصداقية يف بنوكها املركزية وسياساهتا
اإلقتصادية عموما حتتم وضع ركيزة إمسية عند التخلي عن نظام الصرف الثابت والذي تستند إليه البنوك املركزية يف
اإلقتصاديات املعنية يف بناء سياساهتا النقدية قصد احلد من الاليقني وعدم الثقة يف قراراهتا .إذ يربز يف هذا الصدد
هدف التضخم كأحد أهم الركائز اإلمسية البديلة عند التخلي عن نظام الصرف الثابت حبكم ما يوفره من إشارات
على اإلستقرار النقدي.
_ وضع نظم فعالة لتقيم وإدارة مخاطر سعر الصرف :إن التحول من نظام الصرف الثابت إىل نظام
الصرف املرن يرتتب عنه بروز خماطر سعر الصرف اليت قد ينتج عنها تأ ريات سلبية حادة هتز استقرار النظام املايل
ككل ،وهو ما يستدعي العمل على وضع إطار متكامل إلدارة خماطر سعر الصرف يرتكز على أربعة عناصر
رئيسية هي :وضع نظام معلومات لرصد املصادر املختلفة خلطر سعر الصرف ،ضبط األدوات الالزمة لقياس خطر
سعر الصرف ،صياغة اإلجراءات الالزمة للحد من خطر سعر الصرف على املستوى الداخلي وما تعلق منها أيضا
باملستوى اخلارجي.
وزيادة على أمهية اختيار نظام الصرف املناسب لتحقيق اإلستقرار النقدي وتعزيز التطور اإلقتصادي ،فإن
السلطة النقدية تركز أيضا على حتديد شروط تداول العملة الوطنية يف مقابل العمالت األجنبية أو ما يعرف
با"القابلية للتحويل" اليت تتميز خا العملة الوطنية .إذ جند أن العديد من الدول تعمل على تثبيت أسعار صرفها
وضبط املبادالت واملعامالت بني املقيمني وغري املقيمني بإخضاعها إىل تراخيص إجبارية لتحويل العملة انلية إىل
عمالت أجنبية يف إطار ما يعرف با"سياسة الرقابة على الصرف" واليت تكون يف إطارها العملة الوطنية "عملة غري
37
الفصل الثالث :سعر الصرف ،أنظمة الصرف والنظريات المفسرة له
قابلة للتحويل" .كما ميكن أن تلجأ دول أخرى إىل حترير التعامل بالعملة الوطنية مع العمالت األجنبية مبا جيعل
العملة الوطنية على أهنا "عملة قابلة للتحويل" ،أين تكون القابلية للتحويل على مستويني مها:1
_ القابلية للتحويل على مستوى العمليات اجلارية :تكون يف إطارها العملة الوطنية قابلة للتداول
بكل حرية مع العمالت األجنبية بغرض تسوية معامالت احلساي اجلاري من تصدير واسترياد للسلع واخلدمات،
وهي احلالة املطبقة غي غالبية اإلقتصاديات العاملية.
_ القابلية للتحويل على مستوى العمليات الرأمسالية :تكون يف إطارها العملة الوطنية قابلة
للتداول بكل حرية مع العمالت األجنبية بغرض تسوية معامالت تدفقات رؤوس األموال اليت تكون دون قيود:
اإلستثمار األجنيب املباشر ،استثمارات انفظة املالية واإلقراض واإلقرتاض .ويقل تطبيق هذا النوع من القابلية
للتحويل يف عديد الدول نتيجة ما يرتبط خا من حترير حلركة رؤوس األموال من جهة وما ميكن أن تسببه من
اختالالت لرنظمة املالية انلية ،وما ينتج عنها من جهة أخرى من تأ ريات سلبية على احتياطات الصرف مبا
يهدد من قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماهتا وامتصاص الصدمات يف املستقبل.
_4سوق الصرف
_1_4ماهية سوق الصرف
ميكن تعريف سوق الصرف األجنيب بأنه اإلطار املؤسسي الاذي تاتم خاللاه عملياات شاراء وبياع العماالت
األجنبية .حيث أن نسابة ضاعيفة فقاط مان عملياات شاراء وبياع العماالت األجنبياة تاتم مبتااجرة حقيقياة للعملاة ،يف
حني أن النسبة األكرب منها تتم بتحويل ودائع بنكية بعمالت أجنبية بني حسابات األطراف املتعاقدة.2
يعمل سوق الصرف وفق 1مستويات هي:3
_ املسااتوى األول :املعااامالت بااني البنااوك التجاريااة وعمالئهااا :حيااث تتااوىل البنااوك النيابااة عاان عمالئهااا يف
شراء وبيع العمالت األجنبية من أسواق الصرف لتلبية حاجياهتم املختلفة منها؛
_ املستوى الثاين :املعامالت بني البناوك عان طرياق وساطاء :يتاوىل الوساطاء شاراء وبياع العماالت األجنبياة
حلساي البنوك التجارية فيما بينها ملوازنة رصيدها من العمالت األجنبية؛
_ املستوى الثالث :املعامالت بني البنوك وخمتلف فروعها األجنبية.
1
Agnes Benassy Quéré et autres : « Politique économique », 3eme édition, De Boeck,
Belgique, 2012, p 372.
2
Robert Carbaugh : « International economics », 12th edition, South-Western, USA, 2009,
361.
3
Ibid, pp 362, 363.
38
الفصل الثالث :سعر الصرف ،أنظمة الصرف والنظريات المفسرة له
1
Henry Bourguinat : op-cit, pp 207, 208.
39
الفصل الثالث :سعر الصرف ،أنظمة الصرف والنظريات المفسرة له
نتيجاة الخااتالف أسااعار شاراء وبيااع الاادوالر مقاباال الياورو بااني البورصااتني فااإن املساتثمر ياادرك وجااود فرصااة
حتقيق ربح يف حال قيامه بعملية التحكيم وذلك وفق اخلطوات التالية:
_ أوال :مباا أن املسااتثمر ميتلاك "اليااورو" فااإن ماا يقااوم بااه هاو بيااع الياورو يف البورصااة (شاراء الادوالر) ،وباملقارنااة بااني
البورصتني جيد املستثمر أن السعر الذي يناسبه هو سعر بورصة نيويورك ألنه األعلى ( 1يورو= ،)1,0150ومان
مث يبيع 1مليون يورو وحيصل على ما يعادله من دوالرات أي 1015022 :دوالر.
_ انيا :بعد أن ميتلاك املساتثم ر الادوالرات الايت تعاادل ماا كاان لدياه مان ياورو ،حيوهلاا مارة أخارى إىل ياورو باملقارناة
بني األسعار يف البورصتني ،ومن مث جيد املستثمر أن السعر الذي يناسبه هو السعر على مستوى بورصة باريس (1
يورو= )1,0155ألنه سعر ميكنه من إعادة شراء اليورو بسعر أقل مقارناة بالساعر علاى مساتوى بورصاة نيوياورك.
وعليه بتحويل دوالراته ( )1015022إىل يورو جند 1015022 :دوالر 1222040,0=1,0155/يورو.
وبالتايل يف األخري جند أن عملية التحكيم مكنت املستثمر من حتقيق ربح قدره الفارق بني ما كان ميتلكاه
يف البداية من يورو وما امتلكه يف النهاية من يورو بعد القيام بعملية التحكيم حيث جند:
1222222يورو _ 1222040,0يورو = 040,0يورو.
وباستمرار عملية التحكيم جند أن اساتمرار بياع الياورو (شاراء الادوالر) علاى مساتوى بورصاة نيوياورك يادفع
تدرجييا الخنفاض سعر شراء اليورو مقابل الدوالر ليتطابق مع سعر شراء اليورو مقابل الدوالر علاى مساتوى بورصاة
باريس .ونفس الشي استمرار شراء اليورو (بيع الدوالر) على مستوى بورصة باريس يدفع تدرجييا الرتفاع سعر بياع
اليورو مقابل الدوالر ليتطابق مع سعر بيع اليورو مقابل الدوالر علاى مساتوى بورصاة نيوياورك .وبالتاايل عناد تطاابق
أسعار شراء وبيع العمالت بني خمتلف البورصات العاملية وزوال الفروقات تزول اجلدوى من القيام بعملية التحكيم.
ب_ المضاربة :ويقصد خا أن يتعاقد متعامل ما على شراء عملة أجنبية بسعر معني وبيعها يف موعد آجل بساعر
أعلااى بناااءا علااى توقعااات معينااة .وبالتااايل فإنااه ماان املمكاان وانتماال أن يتعاارض املضاااربني إىل اخلسااارة الناشا ة عاان
الفاارق يف سااعر صاارف تلااك العملااة بااني فرتتااني متباعاادتني إذا مل تصاادق التوقعااات الاايت بااين علااى أساسااها دخااول
املتعام اال للسا ااوق .وبعب ااارة أخا اارى إذا توق ااع املتعا اااملني يف سا ااوق الصا اارف أن سا ااعر إحا اادى العما ااالت س ا اريتفع يف
امل ستقبل ،يف هذه احلالاة سايتجه هاؤالء املتعااملني لشاراء أكارب كمياة ممكناة مان هاذه العملاة وبيعهاا فيماا بعاد عنادما
يكون سعرها قد ارتفع وبالعكس ،أي إذا توقاع بعاض املتعااملني يف ساوق النقاد األجنايب أن ساعر إحادى العماالت
سينخفض يف املساتقبل ،فاإهنم يلج اون إىل بياع هاذه العملاة اآلن وشاراؤها فيماا بعاد واالساتفادة مان فارق الساعرين.
ولك اان نالح ااض أن املض اااربة ت ااؤدي إىل االبتع اااد ع اان التا اوازن يف س ااوق الص اارف األجن اايب ،فف ااي احلال ااة األوىل يق ااوم
املتعاااملون بش اراء العملااة عناادما يكااون سااعرها ماانخفض وعلااى العكااس أي يف حالااة توقااع االخنفاااض واللجااوء إىل
التخلص منها فإن ذلك يف حد ذاته سايؤدي بساعر العملاة إىل مزياد مان االخنفااض ،لاذلك فاإن املضااربة تعتارب مان
العوامل املخلة باالستقرار يف األسواق.
وبالتايل ميكن القول أن املضاري يكون مقبال وباحثا عن خماطر الصارف األجنايب علاى أمال احلصاول علاى
الاربح ،فااإذا حتققاات تنب تااه وتوقعاتااه حااول ت غااري أسااعار الصاارف فإنااه ساايحقق مكاسااب وإذا مل تتحقااق توقعاتااه فإنااه
سااييتكبد خسااائر .ويطلااق عااادة علااى املضاااري الااذي يتوقااع ارتفاااع يف قيمااة العملااة باملضاااري علااى اإلرتفاااع ،أمااا
املضاري الذي يتوقع اخنفاض قيمة العملة باملضاري على اإلخنفاض ،واملضاربون عادة هم األفاراد والشاركات ذات
الثروات الكبرية أكثر من كوهنم بنوك.
41
الفصل الثالث :سعر الصرف ،أنظمة الصرف والنظريات المفسرة له
مثا تطبيقي :إذا كان سعر صرف الدوالر مقابل اليورو هاو 1 :ياورو= 1,0145دوالر ،وتوقاع مساتثمر ماا أن
قيمة اليورو سرتتفع بعد 1أشاهر _ يف ظال ترقاب صادور بياناات إجيابياة حاول مناو اإلقتصااديات األوروبياة وحتسان
معا ا اادل العمال ا ااة واإلنت ا اااج الص ا ااناعي (كمؤش ا ارات دال ا ااة وحم ا ااددة لس ا ااعر الصا ا اارف م ا ااثال)_ إىل حا ا اادود 1يا ا ااورو=
1,0152دوالر ،يق ا ااوم املس ا ااتثمر بال ا اادخول يف عق ا ااد ش ا اراء ملي ا ااون ي ا ااورو ألجا ا اال 1أش ا ااهر علا ا ااى أس ا اااس دفا ا ااع
1014522دوالر كي يعيد بيعها بعاد ذلاك عناد تتحقاق اإلرتفااع لتحقياق رباح .بعاد مارور 1أشاهر إذا حتققات
توقعات املستثمر وارتفعت قيمة اليورو فرضا إىل املستوى الذي توقعه ،فإنه يدفع 1014522دوالر لشراء مليون
يااورو وبعااد إعااادة بيعهااا حيصاال علااى 1015222دوالر وماان مث حيقااق رحبااا قاادره 522دوالر .أمااا إذا مل تتحقااق
توقعاتااه وتراجعاات فرضااا قيمااة اليااورو مااثال ملسااتوى 1يااورو= 1,0141دوالر ،يكااون املسااتثمر قااد اشاارتى مليااون
يااورو ب ا 1014522دوالر ليعيااد بيعهااا بسااعر أقاال ممااا دفعااه أي 1014122دوالر حمققااا خسااارة قاادرها 022
دوالر.
جا_ التحكيم بالفائدة :وتشري إىل التدفقات الدولية لرؤوس األموال السائلة القصارية األجال للحصاول علاى عوائاد
عالية يف اخلارج ،وهي على نوعني:
_ تغطيااة التحكاايم بالفائاادة :ويقصااد خااا تغطيااة خماااطر االسااتثمار بااالعمالت األجنبيااة يف اخلااارج بعقااد اتفاااق بيااع
لعملااة اإلسااتثمار ،ألنااه حينمااا تنتقاال األم اوال دوليااا للحصااول علااى مزايااا أسااعار الفائاادة املرتفعااة يف املراكااز النقديااة
األجنبية فإن األمار يساتلزم حتويال العملاة انلياة إىل العملاة األجنبياة ،لكان خاالل فارتة اإلساتثمار حتادث تغاريات يف
سااعر صاارف عملااة اإلسااتثمار ماان جهااة يف حااني أن املسااتثمر ماان جهااة أخاارى مطالااب بتحوياال وساايتبعها رأمسالااه
املستثمر بالعملة األجنبية مع ما يتحصل عليه من فائدة ،وهو ما يستوجب التغطية ضد هذه املخاطر مسبقا (عند
القيام بتحويال قيماة رأس املاال بالعملاة انلياة إىل العملاة األجنبياة) بعقاد اتفااق بياع ماا يتوقاع احلاول علياه بعاد هناياة
فرتة اإلستثمار بالعملاة األجنبياة وفاق ساعر صارف متفاق علياه يكاون أعلاى مان ساعر الصارف املتوقاع عناد هناياة فارتة
اإلستثمار لرأس املال.
_ عدم تغطية التحكيم بالفائدة :ويقصاد باه عادم تغطياة خمااطر الصارف األجنايب عناد حتويال انصالة النهائياة مان
عملية التوظيف من العملة األجنبية إىل العملة انلية.
42
الفصل الثالث :سعر الصرف ،أنظمة الصرف والنظريات المفسرة له
مثا تطبيقي :إذا كان سعر الفائدة على أذونات اخلزانة لثال اة أشاهر هاو %0علاى أسااس سانوي يف ساوق لنادن
و %4عل ااى أس اااس س اانوي يف بورص ااة نيوي ااورك ،ف ااإن مقيم ااا م ااثال يف أمريك ااا ميكن ااه مبادل ااة دوالرات ااه إىل جنيه ااات
للحصااول علااى فائاادة أعلااى علااى توظيااف رأمسالااه ( %0علااى اساااس 1أشااهر) مقارنااة مبااا حيصاال عليااه يف سااوق
نيويورك ( %1على أساس 1أشهر).
ونظرا للتقلبات اليت يشهدها سعر صرف الدوالر مقابل اجلنيه ،يرغب املستثثمر يف التغطية ضاد تلاك املخااطر عان
طريق القيام بعملية التغطية وهو ما يأيت يف إطار ما يعرف با"حتكيم سعر الفائدة املغطى".
يف ه ااذا الص اادد إذا ك ااان املق اايم ميتل ااك 122أل ااف دوالر وس ااعر ص اارف ال اادوالر مقاب اال اجلني ااه ك ااان1 :
جنيه= 1,5دوالر ،عندما حيول رأمساله إىل جنيه حيصل على 22222,22 :جنيه .يقوم بتوظيف ما حصل عليه
من جنيه يف أذونات اخلزانة وحيصل على إمجايل توظيف بعد 1اشهر قيمتهx 22222,22( +22222,22 :
=)%0
29777,77 =1111,11+22222,22جنيه.
وبافرتاض أن املستثمر قام بالتغطية مسبقاقبل توظيف رأمسالاه يف أذوناات اخلزاناة الربيطانياة أي عقاد اتفااق
بيااع مسااتقبلي لرأمسالااه الناااتج عاان عمليااة التوظيااف وفااق سااعر صاارف 1جنيااه= 1.5دوالر ألنااه يتوقااع تراجااع سااعر
صرف اجلنيه مستقبال ،عندها يقوم بتحويل ما لديه من جنيه إىل دوالرات كما يلي:
29777,77جنيه 121777,77 =1,5 xدوالر.
وعليه فإن املستثمر قد حقق رحبا من عملية التحكيم املغطي مقداره:
1777,77 =122222_121777,77دوالر.
لو افرتضنا أن املستثمر مل يقم بالتغطية (حتكيم سعر الفائدة غاري مغطاى) وأن ساعر صارف الادوالر مقابال
اجلنيااه تراجااع بعااد 1أشااهر (عنااد هنايااة فاارتة التوظيااف) إىل مسااتوى 1جنيااه= 1,1دوالر ،بالتااايل عناادما حيااول
املستثمر ما حصله من جنيهات عند هناية التوظيف إىل دوالرات حيصل على:
29777,77جنيه 00177,70 =1,1 xدوالر.
وبالتايل جند أن املستثمر من خالل عملية التحكيم غري املغطى لسعر الفائدة حقق خسارة مقدارها:
122222دوالر _ 00177,70دوالر= 11222,21دوالر.
43
الفصل الثالث :سعر الصرف ،أنظمة الصرف والنظريات المفسرة له
دا_ التغطية :يقصد خا عقد اتفاق الزامي بشراء أو بيع عملة أجنبية يف تاريل مستقبلي وفق سعر متفق عليه على
أن يكااون التس االيم واإلسااتالم مس ااتقبال .وت ااتم عمليااة التغطي ااة لتجن ااب خطاار س ااعر الص اارف الااذي يس اابب بتغريات ااه
خسائر حمتملة للمتعاملني سواء يف املعامالت التجارية أو املالية.
مثااا تطبيقااي :مسااتثمر جزائااري اسااتورد مااا قيمتااه 1مليااون أورو جتهي ازات صااناعية إلنشاااء مصاانع مقاباال أن يااتم
التساديد بعااد مارو فاارتة 2أشااهر .وعلاى افارتاض أن سااعر صارف الاادينار مقاباال الياورو هااو 1يااورو= 112دج وأن
املسااتثمر اجلزائااري يتوقااع ارتفاااع قيمااة اليااورو مسااتقبال بعااد 2أشااهر لتصاال مسااتوى 1يااورو= 102دج ،أي أن
تكلف ا ا ااة اإلس ا ا ااترياد نتيج ا ا ااة ارتف ا ا اااع قيم ا ا ااة الي ا ا ااورو مس ا ا ااتقبال يتوقا ا ا ا ااع ارتفاعها ا ا ا ااا ما ا ا ا اان 112222222دج إىل
102222222دج .علااى هااذا األساااس يلجااأ املسااتثمر اجلزائااري إىل التغطيااة ضااد خطاار سااعر الصاارف بااأن يعقااد
اتفاق شراء مستقبلي ل ا 1مليون يورو مقابل سعر الصرف السائد وهو 1يورو= 112دج.
بعد مرور 2أشهر إذا صدقت توقعات املسثتمر وارتفع سعر صرف الدينار مقابل اليورو مثال إىل مستوى
1ي ااورو= 102دج ،عن اادها يك ااون املس ااتثمر ق ااد حق ااق رحب ااا م اان عملي ااة التغطي ااة (جتن ااب خس ااارة حمقق ااة) ق اادره
12222222دج (ألنه دفع مقابال 1ملياون ياورو ماا قيمتاه 112222222دج بادل 102222222دج).
أماا إذا مل تصادق توقعاتااه واخنفاض سااعر صارف الاادينار مقابال الياورو مااثال ملساتوى 1يااورو= 125ديناار ،عناادها
يكون املستثمر قد حقق خسارة من عملية التغطية اليت قام خا قدرها 5222222دج (ألنه دفاع مقابال 1ملياون
يورو ما قيمته 112222222دج بدل 125222222دج).
_4_4المتدخلون في سوق الصرف
يتدخل يف سوق الصرف :1
أ_ البنااك المركاازي :باعتبااار البنااك املركاازي مؤسسااة عموميااة تااأيت يف قمااة هاارم اجلهاااز املصااريف و يعااد بنااك البنااوك
فانه يقوم مبجموعة من املهام من بينها التدخل يف سوق الصارف األجنايب خادف حتدياد ساعر صارف العملاة حياث
يتدخل عن طريق القيام بعمليات السوق املفتوحة على العمالت األجنبية ،و مان جهاة انياة بتنفياذ أوامار احلكوماة
باعتباره بنك الدولة يف املعامالت اخلاصة بالعملة ،يكون هذا التدخل من قبل البنك املركزي من اجل محاياة مركاز
العملة انلية أو بعض العمالت األخرى باعتباره مسؤوال عن سعر صرف العملة.
1
Henry Bourguinat : op-cit, pp 209.
44
الفصل الثالث :سعر الصرف ،أنظمة الصرف والنظريات المفسرة له
ب_ البنوك التجارية :وتقوم بشاراء و بياع العماالت األجنبياة إىل املساتخدمني التقلياديني و التجاار و املضااربني و
حلس اااخا اخل اااص ف ااأعوان الص اارف الع اااملون يف البن ااوك جيمع ااون أوام اار الزب ااائن ،و يقوم ااون مبقاص ااات و حيول ااون إىل
السوق الفائض من عارض أو طلاب العماالت الصاعبة ويتاوفرون علاى أجهازة إعاالم آيل تنقال آخار األساعار املطبقاة
بني البنوك يف خمتلف الساحات املالية العاملية،ومهمة أعوان الصرف هي معاجلاة األوامار قصاد متكينهاا مان احلصاول
على أفضل سعر وحتقيق مكاسب لصاحل بنوكها.
جا_ السماسرة (العمالء) :هام وساطاء نشاطني ذوي أمهياة بالغاة يقوماون بتجمياع أوامار الشاراء أو البياع للعماالت
الصااعبة لصاااحل عاادة بن ااوك أو متعاااملني آخ ارين و يقوم ااون بضاامان االتصااال بااني البن ااوك و إعطاااء معلومااات ع اان
التسعرية املعمولة خا يف البيع و الشراء دون الكشف عن أمساء املؤسسات البائعة و املشرتية هلذه العمالت.
_5النظريات المحددة لسعر الصرف
لق ااد تع ااددت النظري ااات بتع اادد األنظم ااة النقدي ااة ال اايت اخت ااذت مق اااييس خمتلف ااة ي ااتم عل ااى أساس ااها اختي ااار
القاعدة النقدية .و هناك عدد من النظريات نافست و فسرت كيفية حتديد سعر الصرف من أوجه خمتلفة.
_1_5نظرية تكافؤ القوى الشرائية
تشري هذه النظرية إىل أن وحدة واحدة من عملة ما يتوجب أن تشري نفس الكمية من السالع واخلادمات
يف مجيع أحناء العامل .حيث أن هذه النظرية حتدد املستوى العام لرسعار على أنه العامل الرئيساي يف حتدياد أساعار
الصرف على املدى الطويل ،ومت بنائها وفق ما يعرف با"قانون السعر الواحد".
يشااري قااانون السااعر الواحااد إىل أن مجيااع الساالع يتوجااب أن تباااع باانفس السااعر يف خمتلااف دول العااامل ،وأن
أي اخااتالف يف األسااعار لاانفس الساالعة بااني األساواق الدوليااة سااوف ياادفع ماان خااالل عمليااة التحكاايم إىل تطااابق
األسعار بني اإلقتصاديات املعنية باإلختالف يف األسعار.1
من هذا املنطلق جااءت نظرياة تكاافؤ القاوى الشارائية لتؤكاد علاى أن العملاة الواحادة يكاون هلاا نفاس القاوة
الش ارائية يف مجي ااع دول الع ااامل ،وعلي ااه ف ااإن س ااعر الص اارف اإلمس ااي ب ااني عمل اايت دولت ااني ه ااو عب ااارة ع اان النس اابة ب ااني
املستويات العامة لرسعار يف كال البلدين ،أي:
1
Gregory Mankiw: « Macroeconomics », 5th edition, worth publishers, 2002, pp 137-139.
45
الفصل الثالث :سعر الصرف ،أنظمة الصرف والنظريات المفسرة له
حيث أن:
:املستوى العام لرسعار األجنبية. :سعر الصرف على عدم التأكيد : ،املستوى العام لرسعار انلية،
ورغم ف عالية هاذه النظرياة يف إعطااء تفساري صاحيح إىل حاد كباري لتحركاات أساعار الصارف خصوصاا علاى
املدى الطويل إال أهنا عانت من انتقادات أكدت وجود قصور يف مصداقية تفسريها أمهها:1
_ هنالك العديد من السلع واخلدمات ختتلف أسعارها بني اإلقتصاديات العاملياة لكنهاا ال ختضاع للتجاارة
الدولية وبالتايل لن تكون حمل عملية حتكيم تسمح بتطابق أسعارها كنتيجة لذلك ومن مث بقااء اخاتالف يف أساعار
بعااض املنتجااات نفسااها بااني الاادول ،وماان مث ختتلااف ساالة الساالع واخلاادمات الاايت تشارتيها العملااة الواحاادة ماان دولااة
ألخرى نظرا الختالف األسعار وعدم تطابقها.
_ عدم بروز العديد من السلع واخلدمات القابلة للمتاجرة دوليا كبدائل تاماة مماا يزياد مان احتماال بقااء اإلخاتالف
يف أسااعار الساالعة أو اخلدمااة الواحاادة بااني الاادول ،فعلااى ساابيل املثااال يفضاال بعااض املسااتهلكني اجل ا اإليطااايل يف
حااني يفضاال آخاارون اجلا الفرنسااي ،وماان مث ورغاام وجااود اخااتالف بااني سااعري اجلا يف كلتااا الاادولتني ،لاان يكااون
هنالك وجود لعملية التحكيم حبكم أن املستهلكني ال يهتمون للسعر بقدر ما يهتمون بنوعياة وجاودة املناتج ،ومان
مث فإن كم ية اجل الذي تشرتيه العملة يف فرنساا لان تكاون هاي نفاس الكمياة الايت تشارتيها العملاة يف إيطالياا حبكام
اختالف سعره يف كال البلدين.
_ عادم األخاذ بعااني اإلعتباار لتكاااليف النقال واملعاامالت وحااىت الرساوم اجلمركيااة الايت تادخل يف حتديااد ساعر املنااتج
املتاااجر بااه دوليااا ،ممااا يعااين عاادم تطااابق سااعر املنتااوج بااني بلاادين باعتبااار سااعر الصاارف بينهمااا وبقاااء اإلخااتالف يف
أسعار املنتج الواحد واردة بني الدول.
_ تركز هذه النظرية يف تفسريها لتغريات صعر الصرف على ما ختلقه حركة السالع واخلادمات علاى املساتوى الادويل
من عرض وطلب للعمالت األجنبية ،يف حاني أهناا تتجاهال تاأ ري طلاب وعارض العماالت األجنبياة اخلااص بتاداول
األصول املالية والذي يتجاوز يف اليوم الواحد ماا يعاادل شاهر كامال مان طلاب وعارض العماالت األجنبياة ألغاراض
التجااارة الدوليااة ،وبالتااايل فهااو يفساار أيضااا إىل حااد كبااري التغااري يف مسااتويات أسااعار الصاارف لعديااد اإلقتصاااديات
العاملية.2
1
Ibid, p 139.
2
Alan Blinder and William Baumol : « Macroeconomics ; principles and policy », eleventh
edition, South-Western Cengage Learning, 2009, p 367.
46
الفصل الثالث :سعر الصرف ،أنظمة الصرف والنظريات المفسرة له
وعموما تربز أربعة عوامل تؤ ر بشكل رئيسي على مستويات أسعار الصرف على املدى الطويل هي:1
_ مستويات األسعار النسبية :عند ارتفاع مستويات األسعار انلية نسبة إىل مساتويات األساعار األجنبياة
الاايت تبقااى مسااتقرة ،فااإن ذلااك يعااين تراجااع طلااب األجانااب علااى الساالع انليااة ممااا يعااين تراجااع الطلااب علااى العملااة
انلي ااة واخنف اااض س ااعر ص ارفها ،والعك ااس يف ح ااال بق اااء مس ااتويات األس ااعار انلي ااة ابت ااة مقاب اال ارتف اااع مس ااتويات
األسعار األجنبية ،فذلك يعين تزايد طلب األجانب علاى السالع انلياة ومان مث زياادة طلاب العملاة انلياة مباا ياؤدي
الرتفاع سعر صرفها.
_ احلواجز التجارية :تؤ ر احلاواجز التجارياة كالرساوم اجلمركياة والضارائب وأنظماة احلصاص علاى مساتويات
أسعار الصرف من حيث أهنا حتد من الطلب على الواردات ومن مث تدفع إىل تراجع عرض العملة انلية مبا يساهم
يف رفع مستوى سعر صرفها.
_ تفضاايالت املسااتهلكني :تااؤ ر تفضاايالت املسااتهلكني علااى مسااتويات سااعر الصاارف ماان خااالل الاادور
الطي تلعبه يف اجتاه وحجم التجارة الدولية صادرات وواردات .فتفضيل املساتهلكني انلياني للسالع األجنبياة مقارناة
بالسلع انلية رغم ارتفاع أسعارها يزيد من عرض العملة انلية مبا يساهم يف تراجع مستوى سعر صرفها.
_ مسااتويات اإلنتاجيااة :يساااهم ارتفاااع مسااتوى اإلنتاجيااة يف اقتصاااد دولااة مااا مقارنااة مبسااتوياهتا يف اخلااارج
إىل دفع األسعار انلية لإلخنفاض مبا يساهم يف تزايد الطلب األجنيب على السلع انلية وبالتايل ارتفاع سعر صرف
العملية انلية.
_2_5نظرية تعاد أسعار الفائدة
تعمل نظرية تعادل أسعار الفائدة على تفسري تغريات أسعار الصرف على املدى القصري من خالل الرتكيز
علااى تاادفقات رؤوس األماوال الاايت حتااددها أسااعار الفائاادة حمليااا ودوليااا .إذ أنااه ونتيجااة للحجاام الكبااري للمعااامالت
املتعلقة باألصول املالية والذي يتجاوز بشكل كبريا جدا معاامالت التجاارة الدولياة ،فاإن تغاريات ساعر الصارف الايت
تااتم يوميااا ماان مسااتوى آلخاار تفساارها ديناميكيااة العاارض والطلااب علااى األصااول املاليااة املقومااة مبختلااف العمااالت
األجنبية واليت حتركها املستويات املختلفة ألسعار الفائدة بني اإلقتصاديات العاملية.2
معدل الفائدة على الودائع بعملة أجنبية ما، معدل الفائدة على الودائع بالعملة انلية و ليكن
اخااتالف معاادالت الفائاادة علااى توظيااف األصااول املاليااة هااو مااا ياادفع املسااتثمرين إىل البحااث عاان املردوديااة األكاارب
1
Frederic Mishkin: op-cit, pp 421, 422.
2
Ibid, p 443.
47
الفصل الثالث :سعر الصرف ،أنظمة الصرف والنظريات المفسرة له
لتوظي ااف رؤوس أما اواهلم ،لك اان ذل ااك ال جي ااب أن يلغ ااي ض اارورة األخ ااذ بع ااني اإلعتب ااار تقل ااب س ااعر ص اارف عمل ااة
التوظياف ،إذ جناد مااثال أن ارتفااع قيمااة العملاة انليااة بنسابة %5ساايجعل مان قيمااة فائادة التوظيااف بالعملاة انليااة
معارب عنهااا بالعملااة األجنبيااة أكاارب ب ا 5%عاان مسااتواها الساابق قباال تغااري مسااتوى سااعر الصاارف ،والعكااس يف حااال
تراجااع قيمااة العملااة انليااة أياان تصاابح قيمااة فائاادى التوظيااف بالعملااة انليااة معاارب عنهااا بالعملااة األجنبيااة منخفضااة
با %5عن مستواها السابق قبل تغري مستوى سعر الصرف.
هااو هااو سااعر الصاارف اآلين للعملااة انليااة مقاباال العملااة األجنبيااة و وبالتااايل إذا اعتربنااا أن:
معارب عناه بالعملاة األجنبياة يكتاب سعر الصرف اآلجل ،فإن قيمة العائد املتوقع على التوظيف بالعملة انلية
وفق العالقة التالية اليت تعين اموع الفائدة على التوظيف بالعملة انلية و قيمة التغري يف سعر صارف العملاة انلياة
كما يلي:
،جند أن الفرق بني التوظيفني هو: وباعتبار أن الفائدة املتوقعة على التوظيف بالعملة األجنبية هي
أي أنه كلما ارتفع الفارق بني التوظيف بالعملة انلية والتوظيف بالعملة األجنبية ليكاون موجباا كلماا دفاع
ذلك ملزيد من متلك املستثمرين للودائع بالعملة انلية ،وعند مستوى معني من عرض وطلب الودائع بالعملاة انلياة
والودائاع بالعملااة األجنبيااة ،يصاابح ال وجااود للفاارق بااني التوظيااف يف كااال األصاالني ،وماان مث تصااح املعادلااة رقاام ()0
تساوي 2أي جند:
واملعادلة ( )1أعاله تسمى بشرط تكافؤ معدالت الفائدة ،واليت تشري إىل أن معدل الفائدة انلي يساوي
إىل معدل الفائدة األجنيب خمصوم مناه اإلرتفااع يف ساعر صارف العملاة انلياة ،كماا يعارب عناه أناه يسااوي إىل معادل
الفائدة األجنيب مضاف إليه ا إإلرتفاع يف سعر صرف العملة األجنبية.1
1
Ibid, pp 444- 447.
48
الفصل الثالث :سعر الصرف ،أنظمة الصرف والنظريات المفسرة له
_3_5نظرية األرصدة
تقااوم هااذه النظريااة علااى اعتبااار أن قيمااة العملااة اخلارجيااة تتحاادد علااى أساااس مااا يطارأ علااى أرصاادة مي ازان
املدفوعات من تغري و ليس على أسااس كمياة النقاود و سارعة تاداوهلا .و بالتاايل فاإذا حقاق ميازان املادفوعات لدولاة
مااا فائضااا فااإن ذلااك يعااين زيااادة الطلااب علااى العملااة الوطنيااة و هااذا يااؤدي إىل ارتفاااع قيمتهااا اخلارجيااة ،و حياادث
العكس عند حدوث عجز يف ميزان املدفوعات الذي يدل على زيادة العرض من العملة الوطنية و بالتاايل اخنفااض
قيمتها اخلارجية.
يسااتدل الاابعض علااى صااحة هااذه النظريااة ماان خااالل جتربااة أملانيااا مااع املااارك خااالل احلااري العامليااة األوىل
حبيث أنه رغم الزيادة املعتاربة يف ك مياة النقاود املتداولاة و سارعة تاداوهلا و ارتفاعهاا فاإن العملاة األملانياة مل تتاأ ر و مل
تعرف قيمتها اخلارجية لالخنفاض و السبب يف ذلك هو تعادل جانب ميزان املدفوعات الذي مل يسامح هلاا بزياادة
وارداهتاا عاان صااادراهتا ،أو بعبااارة أخاارى مل يكان هناااك رصاايد دائاان أو ماادين يف ميازان املاادفوعات يااؤ ر علااى القيمااة
اخلارجية للعملة.
49
الفصل الرابع :تطور النظام النقدي الدولي
1
Ettore Dorrucci and Julie McKay : « The international monetary system after the financial
crisis », European Central Bank, occasional paper series N° 123, February 2011, p 9.
2
Emmanuel Farhi et al : « Reforming the International Monetary System », Centre for
Economic Policy Research, 2011, p 7.
51
الفصل الرابع :تطور النظام النقدي الدولي
3
Paul Krugman and Maurice Obstfeld : « International economics ; theory and policy », 6th
edition, Pearson education, USA, 2003, p 537
52
الفصل الرابع :تطور النظام النقدي الدولي
_ التزام كل بنك مركزي يف كل دولة يف ظل هذا النظام بصرف أي كمية من الذهب يف مقابل عملته الوطنية
والعكس ،على أساس النسبة احملددة كما ذكر سابقا.
_3_1_2التوازن اإلقتصادي في ظل نظام قاعدة الذهب
كان التوازن اإلقتصادي يف ظل نظام قاعدة الذهب يتحقق وفق ما يلي:4
_التوازن الداخلي :كان من بني األهداف الرئيسية هلذا النظام هو العمل على استقرار املستوى العام
لألسعار حمليا ،وذلك من خالل احلد من إصدار الكتلة النقدية وربطها فقط مبا يقابلها من خمزون الذهب على
أساس النسبة احملددة ،وهو ما حتقق خالل فرتة تطبيق وسريان هذا النظام إىل غاية اندالع احلرب العاملية األوىل.
وعلى مستوى التشغيل ،فإن هذا النظام مل يكن له تأثري كبري على هذا املستوى وذلك نتيجة ارتكاز
السياسة اإلقتصادية يف تلك الفرتة على استهداف حتقيق التوازن اخلارجي واستقرار املستوى العام لألسعار حمليا،
يف حني أن استهداف معدل النمو والبطالة هي أهداف مل تستهدفها السياسة اإلقتصادية إال بعد أزمة الكساد
الكبري سنة .1191
_التوازن الخارجي :كان اهلدف الرئيسي للبنك املركزي هو احلفاظ على النسبة الثابتة بني العملة احمللية
والذهب ،وهو ما كان يستوجب منه اإلستحواذ على نسبة معينة من احتياطات الذهب .وقد كان تعديل
اإلختالل يف موازين املدفوعات يتم عن طريق تدفقات الذهب دخوال وخروجا اليت سبق توضيحها يف الفصل
الثاين.
_1_1_2انهيار نظام قاعدة الذهب
كان جميء احلرب العاملية األوىل مبثابة الشرارة األوىل الهنيار نظام قاعدة الذهب ،إذ أهنا دفعت بالعديد
من الدول إىل فرض قيود على حركة رؤوس األموال مع العمل على ختزين الذهب واملبالغة يف اإلصدار النقدي
لتمويل نفقاهتا العسكرية .وحىت بعد هناية احلرب ،فإن كثريا من الدول وقصد التعايف من اآلثار السلبية للحرب
على اقتصادياهتا ،جلأت لتمويل إعادة اإلعمار عن طريق مزيد من اإلصدار النقدي الذي انفصل عن الذهب
كمعيار حمدد له من جهة ودفع عديد البنوك املركزية للتخلي عن قابلية حتويل األوراق النقدية إىل ذهب ،5مما
سبب آنذاك حالة من عدم اإلستقرار يف األسعار اليت بلغت مستويات قياسية يف عديد الدول ،وعجل باهنيار
4
Ibid, pp 537-541.
5
Emmanuel Nyahoho : « Finances internationales : théorie, politique et pratique », 2 eme
édition, Presses de l’Université du Québec, 2002, p 359.
53
الفصل الرابع :تطور النظام النقدي الدولي
نظام قاعدة الذهب رغم بعض حماوالت العودة إليه واليت باءت بالفشل نتيجة العجز عن الوفاء باملرتكزات
األساسية اليت يقوم عليها يف ظل خملفات احلرب العاملية األوىل.
_2_2نظام الصرف-ذهب ما بين الحربين العالميتين األولى والثانية
انعقد يف مدينة جنوى اإليطالية مؤمترا ضم عديد الدول كفرنسا وبريطانيا واليابان وفرنسا مع إيطاليا
املضيفة ،وذلك بغرض العودة لنظام قاعدة الذهب وتعزيز التعاون بني البنوك املركزية لتحقيق التوازن الداخلي
واخلارجي .إذ أنه وحبكم العرض احملدود للذهب وعدم كفايته لتلبية حاجيات البنوك املركزية من اإلحتياطات
الدولية ،أقر املؤمتر منح اإلمكانية للدول الصغرية لتشكيل احتياطاهتا الدولية من عمالت الدول القوية اليت تكون
جمربة على تشكيل احتياطاهتا الدولية بالكامل من الذهب.
وارتكز نظام الصرف_ذهب الذي بدأ العمل به سنة 1191مع إقرار بريطانيا قابلية حتويل اجلنيه إىل
ذهب مث تبعتها بالواليات املتحدة األمريكية ،وهو ما أعطى للدوالر واجلنيه القبول الدويل يف تسوية املبادالت
واإلصدار النقدي باعتبارها عمالت دولية حتل حمل الذهب _وفق نسب معينة_ يف النظام النقدي الدويل.6
وقد كان جمليء أزمة الكساد التصخمي سنة 1191حتوال رئيسيا يف سري النظام النقدي الدويل ،إذ أهنا
دفعت عديد الدول إىل اتباع س ياسات محائية لدعم اقتصادياهتا احمللية اليت تأثرت سلبيا من تداعيات األزمة ،كان
من أمهها سياسة ختفيض قيمة العملة أو ما يعرف بـ"سياسة إفقار اجلار"* اليت كان اتباعها من طرف عديد الدول
أوىل مشاهد ما يعرف أيضا بـ"حرب العمالت"** ،وهو ما خلق حالة ال استقرار يف اإلقتصاد العاملي سامهت يف
تزايد عدم الثقة وعدم اإلئتمان يف العمالت الدولية الرئيسية من بينها :اجلنيه اإلسرتليين الذي خفضت قيمته سنة
،1191الدوالر األمريكي خفضت قيمته سنة 1191والفرنك الفرنسي سنة ،1191وهو ما عزز من اهنيار
نظام الصرف_ذهب خاصة بعد انقسام الساحة النقدية الدولية إىل مناطق نقدية عديدة أمهها :منطقة الدوالر
األمريكي ،منطقة الفرنك الفرنسي ،منطقة اجلنيه اإلسرتليين ،منطقة الني الياباين ومنطقة الروبل الروسي.
6
Paul Krugman and Maurice Obstfeld : op-cit, pp 543, 455 .
*مسيت كذلك ألهنا تقوم من خالل خفض قيمة العملة احمللية مع العمالت األجنبية على جعل املنتجات احمللية منخفضة األسعار مقابل جعل
املنتجات األجنبية مرتفعة األسعار ،مبا ميكن من كسب مزايا اقتصادية على حساب اإلقتصاديات األخرى وبالتايل حتويل املشكالت اإلقتصادية
الداخلية لإلقتصاديات اخلارجية.
** حرب العمالت تعرب عن حالة التنافس اليت يشهدها اإلقتصاد العاملي بني خمتلف الدول يف ختفيض قيم عمالهتا لدعم صادراهتا واحلد من وارداهتا.
54
الفصل الرابع :تطور النظام النقدي الدولي
7
Emmanuel Nyahoho : op-cit, p 361.
55
الفصل الرابع :تطور النظام النقدي الدولي
56
الفصل الرابع :تطور النظام النقدي الدولي
وقد القى اإلقرتاح األمريكي القبول من طرف أعضاء املؤمتر مقارنة باملقرتح الربيطاين ،نظرا للضغط
األمريكي الذي فرض على الدول املشاركة انطالقا من الثقل السياسي واإلقتصادي الذي كانت تتميز به الواليات
املتحدة األمريكية آنذاك.
_2_3_2خصائص نظام بريتون وودز
ارتكز نظام بريتون وودز على مجلة من اخلصائص فسرت آلية عمله وهي:8
أ_ ثبات سعر الصرف
ارتكز النظام على ثبات أسعار صرف العمالت الدولية وفق نسبة ثابتة مع الدوالر األمريكي الذي
يساوي بدوره وفق نسبة ثابتة مع الذهب حددت عند مستوى 1 :أوقية ذهب= 91دوالر أمريكي ،مع السماح
هبامش حترك للعمالت حمدد بـ %1صعودا وهبوطا من قيمة سعر الصرف الرمسي احملدد ،وال يسمح بتغيري هذا
اجملال إال يف حالة اإلختالالت االساسية .ويف حال ما إذا تطلب الواقع الفعلي تغيريا يف قيمة العملة يتجاوز
%11صعودا أو هبوطا ،فإن ذلك يتطلب موافقة من صندوق النقد الدويل.
ب_ حرية التحويل
نص نظام بريتون وودز من خالل اتفاقية صندوق النقد الدويل أحد أهم املؤسسات املالية املنبثقة عنه،
على ضرورة أن تتمتع عمالت الدول األعضاء فيه بقابلية التحويل ،واليت يقصد هبا استعمال العمالت املعنية بكل
حرية يف املبادالت الدولية .وقد اشرتطت قابلية التحويل فقط يف العمليات اجلارية ،لكنه ونظرا لوجود بعض الدول
اليت تعاين من احتياطات صرف ضعيفة غري كافية ،أقر السماح للدول املعنية باللجوء لتطبيق الرقابة على الصرف
فيما تعلق بالعمليات الرأمسالية يف ميزان املدفوعات.
جـ_ تقديم اإلعانة للدول األعضاء
نصت بنود النظام على أن صندوق النقد الدويل يتوىل تقدمي الدعم املايل للدول األعضاء اليت تعاين من
حالة إيقاف للمدفوعات أو ما يعرف بـ"حالة عدم التوازن األساسي" ،واليت تنتج عن زيادة اإلمتصاص (الطلب)
عن حجم اإلنتاج كما يربز فيما يلي:
8
Ibid, p 263.
57
الفصل الرابع :تطور النظام النقدي الدولي
)Y=X+I+G+X-M……..(1
وبافرتاض أن C+I+G=A :ميثل الطلب الكلي ،جند:
)Y-A= X-M……….(2
من املعادلة 9جند أنه إذا كان حجم اإلنتاج Yأقل من حجم الطلب الكلي Aفإن ذلك يعين أن
حجم الصادرات Xأقل من حجم الواردات Mوهي احلالة اليت تعرف بـ"اإلختالل األساسي".
ويشرتط يف تقدمي هذه اإلعانة خضوع الدول املعنية إىل مجلة من الشروط ختص سياساهتا اإلقتصادية من
خالل الربامج اليت يقرها صندوق النقد الدويل يف إطار ما يعرف مببدأ "الشرطية" يف تقدمي اإلعانة للدول األعضاء
ذات العجز.
د_ الدور المحوري للدوالر األمريكي
ارتكز هذا النظام على اعتبار الدوالر كعملة دولية قيادية تستخدم يف املبادالت املالية والتجارية أساسا
حبكم ارتباط قيمتها بشكل مباشر مع الذهب ،انطالقا من القوة املالية خصوصا واإلقتصادية عموما اليت حتوزها
الواليات املتحدة األمريكية آنذاك .إذ أن رغبة أي دولة يف امتالك الذهب ال تكون إال من خالل مبادلته بالدوالر
األمريكي الذي اعترب العملة الوحيدة القابلة للتحويل إىل ذهب باللجوء إىل اإلحتياطي الفيديرايل األمريكي الذي
كان ميتلك آنذاك حوايل ثلثي املخزون العاملي للذهب.
_3_3_2انهيار نظام "بريتون وودز"
إن اخلصائص اليت ارتكز عليها نظام بريتون وودز باعتبار الدوالر العملة القيادية الدولية والوحيدة القابلة
للتحويل من وإىل الذهب على وجه اخلصوص كانت سببا رئيسيا الهنيار هذا النظام .حيث أن هذه اخلاصية
كانت تستلزم بالضرورة أن يتواجد ميزان املدفوعات األمريكي يف حالة عجز حىت تتوافر بقية الدول على
الدوالرات ا ليت متكنها من تسوية مبادالهتا التجارية واملالية خصوصا الدول ذات العمالت غري القابلة للتحويل.
ومن جهة أخرى ويف ظل ارتكاز هذا النظام على خاصية ثبات أسعار صرف العمالت الدولية عند مستوى 1
أوقية= 91دوالر ،فإن ذلك كان يعين أن تواصل عجز ميزان املدفوعات األمريكي يقابله تواجد الدوالر يف
مستوى أعلى من قيمته احلقيقية ،وهو ما يعين وجود تناقض يف هذا النظام الذي جيمع بني خاصييت ضرورة عجز
ميزان املدفوعات األمريكي من جهة وثبات أسعار الصرف من جهة أخرى.
وقد متيزت السنوات األوىل بعد اتفاقية بريتون وودز مبا يسمى "ظاهرة نقص الدوالر" نتيجة الطلب املتزايد
من الدول املتضررة أساسا من احلرب العاملية الثانية على الدوالر لتمويل نفقاهتا ،لكن الوضع تغري بعد ذلك أين
58
الفصل الرابع :تطور النظام النقدي الدولي
حتول اإلقتصاد العاملي مع حلول سنة 1111إىل "ظاهرة ختمة الدوالر" بعد العجز الكبري يف ميزان املدفوعات
األمريكي نتيجة تزايد ا ستثماراهتا يف اخلارج وخملفات حرب الفيتنام ،وهو ما انعكس سلبا على املخزون األمريكي
من الذهب الذي تراجع من حوايل 91مليار دوالر سنة 1111إىل حوايل 11مليار دوالر سنة ،1181
نتيجة جلوء البنوك املركزية األجنبية لتحويل أصوهلا من الدوالر إىل ذهب كرد فعل لتوقعاهتا حول ختفيض قيمة
الدوالر مع الذهب.9
وقد كانت أوىل التحذيرات حول اختالالت نظام بريتون وودز قد أطلقها اإلقتصادي "تريفن" الذي أشار
إىل أنه ويف ظل تنامي عجز ميزان املدفوعات األمريكي ،فإن هذا النظام يتميز مبعضلة أن الواليات املتحدة
األمريكية إما تلجأ التباع سياسة نقدية مقيدة للحد من هذا العجز وبالتايل التسبب يف "نقص الدوالر" واحلد من
منو املبادالت الدولية كنتيجة لذلك ،أو أن تستمر يف سياستها احلالية اليت تزيد من تراكم العجز يف ميزان
مدفوعاهتا مبا يتسبب يف تراجع الثقة يف الدوالر األمريكي .وعلى هذا األساس اقرتح على صندوق النقد الدويل
تأسيس عملة خاصة به تكون حمايدة ،حتتفظ هبا البنوك املركزية كاحتياطات بديلة للدوالر األمريكي ،يكون
اصدارها وفق معدالت ثابتة ومستقرة مع منو اإلقتصاد العاملي.
ومتت املوافقة على اقرتاح "تريفني" من قبل صندوق النقد الدويل سنة 1118من خالل إصدار ما عرف
بـ"حقوق السحب اخلاصة" اليت اقتصر استعماهلا كوحدة حساب حلصص الدول األعضاء دون حتوهلا لعملة
احتياط ومبادالت دولية من جهة لضغوط أمريكية ومن جهة لتزايد بوادر فشل نظام الصرف الثابت يف تلك
الفرتة ،خصوصا ما شهدته هناية الستينات سنوات 1118و 1111من بروز هجمات مضاربة على اخنفاض
سعر صرف الدوالر األمريكي مع الذهب ،وهو ما دفع البنوك املركزية آنذاك لإلعالن عن إنشاء سوق مزدوجة
للذهب أين خيصص أحد السوقني ملعامالت اخلواص وفق تغريات العرض والطلب يف حني خيصص السوق الثاين
للمعامالت الرمسية بني البنوك املركزية واليت تتم على أساس سعر الصرف الدوالر مع الذهب احملدد سابقا بـ 1
أونصة تساوي 91دوالر أمريكي.
ومع توايل الضغوطات على الدوالر األمريكي الذي أصبح مقوما بأعلى من قيمته احلقيقية ،مل تكن
عملية ختفيض قيمة الدوالر مع الذهب عملية سهلة باعتبارها تتطلب تنسيقا مع البنوك املركزية األجنبية لتعيد هي
األخرى ربط قيم عمالهتا مع الدوالر عند مستويات خمتلفة ومرتفعة يف الغالب ،وهو ما رفضته عديد الدول نتيجة
تأثريات ذلك الرفع على تنافسية صادراهتا .ومن مث ففي ظل عدم التوصل التفاق قام الرئيس األمريكي "نيكسون"
9
Idem, p 264.
59
الفصل الرابع :تطور النظام النقدي الدولي
يف 11أوت 1181باإلعالن عن وقف قابلية حتويل الدوالر إىل ذهب ،وفرض ضريبة تقدر بـ %11على
الواردات األمريكية إىل غاية توصل البنوك املركزية األجنبية التفاق يقضي بإعادة تقييم عمالهتا عند مستويات
أعلى.
ويف ديسمرب 1181مت التوصل التفاق بتخفيض قيمة الدوالر األمريكي مع العمالت األجنبية حبوايل
%1ومعها مت إلغاء ضريبة %11مع اإلبقاء على إالغاء قابلية حتويل الدوالر إىل ذهب ،ومت ختفيض سعر صرف
الدوالر األمريكي مع الذهب إىل مستوى 1أونصة ذهب يساوي 91دوالر أمريكي مث خفضت مرة أخرى يف
فيفري 1189بـ %11حبكم استمرار هجمات املضاربة على ختفيض قيمة الدوالر مع الذهب ،اليت دفعت يف
مارس 1189إىل اإلعالن عن التخلي عن نظام الصرف الثابت والتوجه حنو تعومي أصعر الصرف.10
_1_2اإلتحاد النقدي األوروبي
شكل تأسيس اإلحتاد النقدي األورويب أو ما يعرف أيضا بـ"منطقة اليورو" مبثابة حتول هام يف النظام
النقدي الدويل وخارطة اإلقتصاد العاملي ،نظرا ملا مثله من ثقل ومكانة هامة تزيد من أمهية دراسته والبحث يف
خمتلف اجلوانب املتعلقة به.
فقد دفعت األزمة النقدية اليت مست نظام "بريتون وودز" سنوات 1111و 1111الدول األوروبية
املنضوية حتت لواء اجملموعة اإلقتصادية األوروبية اليت نشأت عن اتفاقية روما سنة ،1118إىل إعادة النظر يف
حساباهتا خصوصا وأن هذه األزمة دفعت إىل ارتفاع يف قيمة املارك األملاين واخنفاض يف قيمة الفرنك الفرنسي مما
أدى إىل اختالل السياسة السعرية املوحدة ومن مث إحلاق الضرر بشكل مباشر بنجاح السياسة الزراعية املشرتكة
اليت كانت تعترب النجاح األبرز هلذا التكتل اإلقتصادي ،ومن هذا املنطلق فقد اتفق القادة األوروبيون على تعيني
جلنة يقودها "بيار وارنر" الوزير األول لدولة لوكسومبورغ للبحث يف موضوع تأسيس احتاد اقتصاد نقدي أورويب ،إذ
قدم تقريره سنة 1181مقرتحا تثبيت أسعار الصرف األوروبية البينية وتأسيس نظام احتادي للبنوك املركزية
األوروبية.11.
جتسدت املرحلة األوىل لتأسيس اإلحتاد اإلقتصادي والنقدي األورويب بناءا على تقرير "وارنر" يف العمل على
تقليص تقلبات أسعار صرف عمالت الدول األعضاء ،كقاعدة أوىل ورئيسية دون حتديد املراحل األخرى
واإلجراءات اخلاصة هبا ،ونظرا ملا متيزت به مرحلة السبعينات من القرن العشرين من تعومي للدوالر األمريكي سنة
10
Paul Krugman and Maurice Obstfeld : op-cit, pp 557-561.
11
Michael Klein : « European monetary union », New England Economic Review, 1998, p 5.
60
الفصل الرابع :تطور النظام النقدي الدولي
، 1181فقد دفع ذلك اجملموعة اإلقتصادية األوروبية إىل العمل على تثبيت أسعار صرف عمالهتا خصوصا مع
الضغوط العديدة اليت أصبحت تواجهها يف ظل التطورات النقدية العاملية آنذاك ،وجتلى ذلك يف إنشاء آلية
"الثعبان يف النفق " سنة 1189واليت يقصد هبا إبقاء حتركات أسعار صرف عمالت دول اجملموعة (الثعبان)
ضمن نطاق %1.1ارتفاعا واخنفاضا مقابل الدوالر األمريكي (النفق) .لكن ونتيجة ألزمة النفط سنة 1189
واختالف السياسات الوطنية يف مواجهة تداعياهتا فقد أدى ذلك إىل اهنيار هذه اآللية اليت مل تصمد أكثر من
سنتني بعد تعرض العديد من عمالت الدول األعضاء إىل تقلبات حادة كالفرنك الفرنسي الذي خرج عن نطاق
النفق ثالث مرات ،لكن ذلك مل ي ثن من عزمية األوروبيني يف املضي قدما حنو العمل على استقرار أسعار صرف
عمالهتم ،ومت اإلتفاق يف مارس 1181بناءا على اقرتاح رئيس اجملموعة األوروبية "روي جينكينز" سنة 1188
على تأسيس "النظام النقدي األورويب" ،الذي أقر آلية صرف أوروبية حتدد استقرار أسعار صرف الدول العضوة
مستقرة هامش معني حدد بـ %2.25ارتفاعا واخنفاضا ،مع استثناء كل من اللرية اإليطالية ،البيزيطا اإلسبانية،
اإليسكودو الربتغالية والباوند الربيطاين وهي العمالت اليت ترك هلا هامش ارتفاع واخنفاض حمدد بـ .%1
ويف سنة 1111أوكل إىل "جاك ديلورز" تكوين جلنة خاصة تتكون من حمافظي البنوك املركزية للدول
األعضاء للبحث يف موضوع إنشاء إحتاد اقتصادي ونقدي أورويب ،إذ متت التوصية يف تقريره بإنشاء اإلحتاد
النقدي األورويب والعملة املوحدة على ثالثة مراحل رئيسية :األوىل تتميز بتوسيع العضوية يف آلية سعر الصرف،
الثانية تتضمن تقريب هوامش حترك سعر الصرف وتقليصها مع حتويل إدارة السياسات اإلقتصادية الكلية من
مستوى وطين إىل مستوى تعاوين عن طريق هيئة أوروبية مركزية ،والثالثة تتضمن تأسيس النظام األورويب للبنوك
املركزية لتعويض البنوك املركزية الوطنية من جهة وتأسيس العملة األوروبية املوحدة لتعويض العمالت األوروبية
الوطنية.12
ويف 8فيفري 1119مت اإلمضاء على اتفاقية ماسرتخيت اليت بدأ الشروع يف تطبيق ما جاء فيها يف 1
نوفمرب ، 1119واليت اعتربت مبثابة إعادة صياغة ملا جاء يف اتفاقية روما التأسيسية للمجموعة اإلقتصادية
األوروبية اليت حتولت تسميتها بناءا على هذه اإلتفاقية إىل اجملموعة األوروبية ،حيث أقرت هذه اإلتفاقية يف بنودها
ضرورة حتقيق بعض اإلجراءات يف املرحلة الثانية والثالثة للدول العضوة يف اجملموعة وذلك كشروط متهد النضمامها
وقبوهلا يف اإلحتاد النقدي األورويب وهي ما اصطلح عليها بـ "معايري التقارب" واملتمثلة فيما يلي:13
12
Ibid, p 6.
13
Idem, p
61
الفصل الرابع :تطور النظام النقدي الدولي
_ أن ال يزيد معدل التضخم يف الدول األعضاء عن 1.1نقطة مئوية عن متوسط معدل التضخم يف
أحسن ثالثة دول داخل اإلحتاد أداءا فيما خيص استقرار األسعار؛
_ احرتام نطاق تقلبات أسعار الصرف لعمالت الدول األعضاء اليت حددها النظام النقدي األورويب،
دون أية ضغوطات أو ختفيضات ضد أية عملة من عمالت باقي الدول ؛
_ أن ال يتجاوز متوسط معدل الفائدة طويل األجل طوال مدة سنة كاملة 9نقطة مئوية عن متوسط
معدل الفائدة يف أحسن ثالث دول داخل اإلحتاد أداءا فيما خيص استقرار األسعار ؛
_ أن ال يتجاوز كل من عجز امليزانية %9من الناتج الداخلي اخلام و نسبة الدين العام إىل الناتج
الداخلي اخلام نسبة .%11
ويف 9ماي 1111أعلن اجمللس األورويب أن 11دولة وهي :فرنسا ،أملانيا ،إسبانيا ،الربتغال ،إيطاليا،
لوكسومبورغ ،بلجيكا ،فنلندا ،إيرلندا ،النمسا وهولندا قد استكملت شروط التقارب اليت حددهتا اتفاقية
ماسرتخيت للدخول يف املرحلة الثالثة من اإلحتاد النقدي األورويب ،مع التحديد النهائي ملعدالت حتويل عمالت
الدول املعنية مقابل العملة األوروبية املوحدة املستقبلية وهي "اليورو".
وقد تبع ذلك اإلعالن الرمسي عن تأسيس البنك املركزي األورويب يف 1جوان 1111والذي حيل
حسب ما أوصت به اتفاقية تأسيس اجملموعة األوروبية يف البند 199حمل املعهد النقدي األورويب ،حيث يشكل
رفقة البنوك املركزية الوطنية النظام األورويب الذي يعمل على وضع وصياغة السياسة النقدية املوحدة بداية من
املرحلة الثالثة ،حيث أنه يف 1جانفي 1111بدأت املرحلة الثالثة واألخرية يف بناء اإلحتاد النقدي األورويب ،واليت
متيزت يف بدايتها بالثبات غري القابل لإللغاء ألسعار صرف عمالت الدول األعضاء الـ 11مقابل اليورو ،والعمل
وفق السياسة النقدية املوحدة اليت يقرها البنك املركزي األورويب.
وقد كان العمل بالعملة األوروبية املوحدة "اليورو" افرتاضيا إىل غاية سنة 9119اليت شهدت رمسيا إطالق
النقود املعدنية والورقية من "اليورو" وتأسيس ما يسمى بـ"منطقة اليورو" ،مث شهد اإلحتاد النقدي األورويب توسعا
بعد انضمام العديد من الدول اليت متكنت من استكمال الشروط الضرورية اليت أوصت هبا اتفاقية ماسرتخيت اليت
أمضي عليها سنة ،1119ليصل عدد الدول املنضوية فيه إىل 11دولة لغاية سنة .9111
ويتوىل البنك املركزي األورويب يف ظل ما يسمى "النظام األورويب للبنوك املركزية" الذي يضم حمافظي البنوك
املركزية الوطنية للدول األعضاء صياغة ووضع السياسة النقدية املوحدة لإلحتاد .وتعترب هذه اآللية تقليدا آللية عمل
نظام اإلحتياطي الفيديرايل األمريكي ،أين جند أن الواليات املتحدة األمريكية متلك احتياطي فيديرايل مركزي يتوىل
62
الفصل الرابع :تطور النظام النقدي الدولي
وضع السياسة النقدية األمريكية بالتعاون مع حمافظي الفيديرايل األمريكي لـ 19فيديرالية تتكون منها الواليات
املتحدة األمريكية.
_3النظام النقدي الدولي الحالي
يشهد االقتصاد العاملي اليوم أنواعا خمتلفة من االختالالت الدولية اليت سامهت يف عديد املرات يف نشوء
أزمات كان هلا تداعياهتا السلبية على تطور اإلقتصاد العاملي لسنوات .ويرى العديد من اإلقتصاديني أن سبب هذه
اإلختالالت هو عدم وجود نظام نقدي دويل قائم حبد ذاته كما كان احلال عليه يف ظل نظام قاعدة الذهب أو
يف ظل نظام بريتون وودز .فالبلدان الكربى تلجأ مثال لتطبيق سياسات توسعية من خالل خفض أسعار الفائدة
أو من خالل التوسع يف اإلنفاق العام لتصحيح اختالالهتا قصرية األجل بغض النظر عن التداعيات السلبية لتلك
السياسات على املدى الطويل يف اإلقتصاد العاملي ،ومل يعد هنالك ما حيدد ويلزم بقواعد متفق عليها دوليا لتقييد
اإلجراءات اليت تتبعها خمتلف الدول مبا يهدف لتحقيق منافع طويلة األجل لالقتصاد العاملي ككل.
_1_3واقع النظام الدولي الحالي
ميكن قراءة الوضع احلايل للنظام النقدي الدويل السائد من خالل النقاط التالية:14
_ أسعار الصرف :يتميز النظام النقدي الدويل احلايل بكونه هجينا من حيث ترتيبات سعر الصرف،
باعتبار أن أكرب اإلقتصاديات العاملية ال تتشارك يف نظام صرف واحد أو ركيزة إمسية موحدة .إذ أن ثلثي أكرب
11اقتصادا يف العامل تتبع نظام صرف معوم يف حني أن الثلث اآلخر ينقسم بني نظام الصرف الثابت والعائم
املوجه.
_ ميزان المدفوعات :مع توايل حترير احلساب املايل وعمليات التجارة الدولية ،تزايد اإلختالل يف
موازين املدفوعات يف اإلقتصاد العاملي من خالل وضعية احلساب اجلاري ليكون بذلك صفة مميزة للنظام النقدي
احلايل ،الذي يعرف ارتفاعا ملحوظا يف التدفقات املالية _كنتيجة لتطور العوملة املالية_ اليت ارتفعت بني سنيت
1181و 9118من %11كنسبة من الناتج العاملي إىل . %911
_ اإلحتياطات الدولية :يرى الكثري من الباحثني أن من أهم ميزات النظام النقدي احلايل مقارنة بنظام
بريتون وودز هو تزايد توجه الدول خصوصا النامية منها لرفع رصيدها من اإلحتياطات الدولية بالتزامن مع
اختالالت احلساب اجلاري فيها ،وهذا يعرب عن غياب آلية توازن تلقائية ألسعار الصرف يف ظل النظام احلايل مما
يستوجب العمل على اإلحتفاظ باحتياطات الدولية.
14
Eric Santor and Lawrence schembri : « The International Monetary System: An Assessment and
Avenue for Reform », Bank of Canada review, 2011, pp 2-4.
63
الفصل الرابع :تطور النظام النقدي الدولي
_ المؤسسات :يعمل النظا م النقدي الدويل احلايل يف إطار جمموعة معقدة من اهليئات واملؤسسات اليت
تعمل من خالل وضع جمموعة من القواعد واإلجراءات على حتقيق اإلستقرار النقدي واملايل يف اإلقتصاد العاملي،
وتربز أهم هذه املؤسسات يف :صندوق النقد الدويل ،بنك التسويات الدولية وجمموعة العشرين .لكن عمل هذه
املؤسسات مل يكن فعاال يف تقدير املخاطر اليت تواجه النشاط اإلقتصادي من جهة وال التداعيات املرتتبة عنها يف
حال إدراكها من جهة أخرى ،مما كان سببا هاما يف تعرض اإلقتصاد العاملي للعديد من األزمات.
_2_3أوجه قصور النظام النقدي الدولي الحالي
تعترب اختالالت النظام النقدي الدويل احلايل نتاج العديد من القصور أمهها هي:15
_ غياب آلية دولية تلقائية لتصحيح اإلختالالت :إن جتنب التعرض ألزمات تعصف باإلقتصاد العاملي
املرتابط أن يكون هنالك تنسيق بني الدول سواء ذات العجز أو الفائض لتصحيح اختالالت احلساب اجلاري
د ون أعباء ،وهنا تربز آلية سعر الصرف من أهم أدوات التصحيح من خالل تأثرياهتا على مستوى اإلنتاجية
وتنافسية الصادرات ،لكن هذه اآللية بفعل عوامل غياب التنسيق الدويل وحتركات أسواق الصرف وغريها ال تعمل
كما هو ضروري.
_ التأثري السليب للقرارات اإلقتصادية يف الدول الكربى على اقتصاديات الدول الصغرية :تعمل الدول
الكربى على اللجوء للتوسع النقدي وختفض معدالت الفائدة لدعم اقتصادياهتا بغض النظر عن تأثريات ذلك يف
املدى املتوسط والطويل على اإلقتصاديات الصغرية اليت تفقد بذلك سيادهتا اإلقتصادية؛
_ غياب قاعدة دولية معينة يرتكز عليها مثال يف التوسع النقدي وحتديد معدالت الفائدة :إذ أ كل بنك
مركزي يعتمد على قاعدة معينة يف ضبط العرض النقدي أو يف توجيه معدالت الفائدة مما يؤدي يف ظل اقتصاد
عاملي معومل إىل حدوث اضطرابات يف تدفقات رؤوس األموال؛
_ عدم وجود مصادر كافية لتوفري السيولة دوليا :إن تعرض اإلقتصاد العاملي ألزمة كما أبرزته عديد
التجارب يدفع إىل بروز أزمة سيولة دولية ال يستطيع صندوق النقد الدويل الذي يفرتض به تقدمي املساعدة على
الوفاء مبتطلبات السيولة الالزمة لتجنب تعاظم األزمة ومن مث تسريع وترية حتقيق التعايف اإلقتصادي.
15وليام وايت" :خلل يف النظام" ،جملة التمويل والتنمية ،صتدوق النقد الدويل ،اجمللد ،19العدد ،1مارس ،9111ص ص
.18_11
64
الفصل الخامس :ألاسواق املالية الدولية
1
Emmanuel Nyahoho : op-cit, p 184
2
Prakash Apte: «International finance; a business perspective », 2nd edition, Tata Mcgraw-Hill, 2009,
pp 145,146.
66
الفصل الخامس :مدخل إلى األسواق المالية الدولية
_2_1_1عوامل تطور سوق اليوروعمالت
تربز أهم العوامل اليت سامهت يف تطور سوق اليوروعمالت ما يلي:1
_ بدأ ظاور اليورودوالر يف هناية اخلمسينات من القرن العشرين اليت شادت تطورا ملحوظا يف التجارة
الدولية ،مما استلزم زيادة الطلب على الدوالر لتسوية املبادالت الدولية وهو ما كان سببا يف توالده على مستوى
بنوك عديد اإلقتصاديات العاملية خارج الواليات املتحدة األمريكية؛
_ سامهت احلرب الباردة بني الواليات املتحدة األمريكية واإلحتاد السوفيايت يف تطور سوق اليوروعمالت
خصوصا من خالل التأثري على تطور سوق اليورودوالر .إذ أن ختوف السوفيات من مصادرة الواليات املتحدة
األمريكية لرؤوس أمواهلم بالدوالر احملصل علياا من مبادالت اإلحتاد السوفيايت التجارية م اإلقتصاديات الغربية
دفعت هبم إليداعاا يف بنوك خارج الواليات املتحدة األمريكية .ونتيجة لتجميد احلسابات املالية اإليرانية يف
البنوك األمريكية سنوات السبعينات بقرار من الواليات املتحدة األمريكية ،جلأت عديد الدوالر العربية إىل إيداع
رؤوس أمواهلا بالدوالر احملصل علياا من بي البرتول (البرتودوالر) يف بنوك متوالدة يف أوروبا ،مما ساهم يف تنامي
سوق اليورودوالر.
_ سامهت التنظيمات والتشريعات اخلاصة بالعمل البنكي يف التأثري إجيابا على تطور سوق اليورو
عمالت .إذ أن ردة فعل احلكومة الربيطانية اجتاه أزمة اجلنيه اإلسرتليين سنة 7591كانت محائية ،من خالل من
البنوك الربيطانية من منح قروض لتمويل التجارة خارج منطقة اجلنيه اإلسرتليين .وهو ما دف البنوك الربيطانية
وقصد توسي نشاطاا إىل قبول ودائ بالدوالر ومنح قروض بالدوالر مبا أن ذلك ال يتعارض والقوانني املالية
املنظمة ،خصوصا بعد تكدس الكثري من الفوائض املالية بالدوالر خارج الواليات املتحدة األمريكية نتيحة العجز
املستمر يف ميزان مدفوعاهتا بداية من الستينات.
ويف بداية الستينات طبقت الواليات املتحدة األمريكية بعض القرارات اليت حتد من اإلقراض للخارج ،من
خالل فرض ضريبة هتدف إىل احلد من مشرتيات األمريكيني لألصول األلنبية وتقليص منح قروض يف اخلارج ،مما
ساهم يف رف معدل الفائدة يف البنوك األمريكية ومن مث دف املؤسسات احمللية واأللنبية لإلقرتاض من اخلارج
خصوصا من املركز املايل بلندن ،وهو األمر الذي دف إىل مولة انتقال للدوالر إليه بلندن للوفاء باحتيالات
املقرتضني فيه من العملة األمريكية.كما طبقت السلطات النقدية األمريكية ما يعرف بتعليمة Qاليت تنص على
1
Ibid, pp 148-149.
67
الفصل الخامس :مدخل إلى األسواق المالية الدولية
تسقيف معدل الفائدة معدل الفائدة على الودائ قصرية األلل ،مما دف باملدخرين إىل سحب ودائعام الدوالرية
من البنوك األمريكية وإيداعاا يف فروعاا يف لندن.
_من بني العوامل ال يت سامهت أيضا يف تطور سوق اليوروعمالت هو ما تعلق باختالف التعامل ما بني
الودائ بالعملة احمللية والودائ بالعمالت األلنبية على مستوى األنظمة املصرفية النقدية يف اإلقتصاديات العاملية.
حيث جن د مثال أنه يف بريطانيا كانت البنوك غري ملزمة باإلحتياطي اإللباري فيما تعلق بالودائ بالعمالت
األلنبية على عكس ما هو معمول به يف الواليات املتحدة األمريكية اليت جترب فياا البنوك على اإلحتفاظ بنسبة
اإلحتياطي اإللباري بغض النظر عن مصدر الوديعة (عملتاا) .كما كانت بعض املراكز املالية كلندن مثال تقدم
حوافز على الودائ بالعمالت األلنبية لتشجي تدفقاهتا من خالل احلد أو إلغاء الضريبة على الفوائد
_ ساهم التحرير املالية وانفتاح األنظمة واألسواق املال العاملية على بعضاا البعض يف زيادة انتقال رؤوس األموال
مبختلف العمالت األلنبية بني املراكز املالية العاملية بكل حرية.
_2_1سوق اليوروقروض
_1_2_1ماهيو سوق اليوروقروض
يعرف اليورو قرض على أنه عبارة عن القرض احملرر بعملة ختتلف عن عملة البلد الذي حرر فيه .حيث
ترتبط اليورو قروض باليورو عمالت ،أين يعترب تداول العمالت األلنبية خارج حدود الدول املصدرة هلا كودائ
ومنحاا يف شكل قروض هو ما أدى لظاور ما يسمى ب"اليورو قروض".
متنح "اليوروقروض" من طرف تكتل أو إحتاد جمموعة من البنوك فيما بيناا ،إذ حترر يف الغالب بالدوالر
األمريكي باعتبار أن هذه األخري ه و العملة املسيطرة على سوق اليوروعمالت الذي يعد املصدر الرئيسي لتمويل
اليوروقروض.
_2_2_1تطور سوق اليوروقروض
اختص سوق اليورو قروض يف بداياته يف ستينات القرن العشرين بتقدمي قروض للدول ذات املالءة املالية
اجليدة ،لكنه وم بداية منتصف السبعينات وتزايد تطور سوق اليورو عمالت ،امتد سوق اليوروقروض ليشمل
الدول النامية اليت كانت يف حالة للموارد املالية لتنمية اقتصادياهتا املرتالعة .لكن وم بداية سنوات الثمانينات
تعرضت عديد الدول النامية إىل ما عرف بـ"أزمة املديونية" اليت وضعتاا يف حالة عجز عن الوفاء بالتزاماهتا املالية
وهو ما أثر سلبا على تطور سوق اليوروقروض الذي امتنعت فيه "البنوك األوروبية" عن تقدمي مزيد من اليوروقروض
68
الفصل الخامس :مدخل إلى األسواق المالية الدولية
للدول النامية نتيجة ارتفاع درلة املخاطرة ،مما دف إىل حتول ولاة اليوروقروض إىل الدول ذات املالءة اجليدة
العضوة يف منظمة التنمية والتعاون اإلقتصادي اليت تسيطر على حوايل %59من حجم السوق.
_3_2_1خصائص سوق اليوروقروض
يتميز سوق اليورو قروض الذي خيتص حبوال %03من سوق املال الدولية جبملة خصائص كما يلي:1
_ املدة :ترتاوح مدة استحقاق اليورو قروض يف املتوسط بـ 9سنوات وال تتجاوز غالبا 73سنوات؛
_ القيمة املالية :تتميز اليوروقروض بالقيم املالية املرتفعة أين يقدر احلد األدىن هلا يف الغالب عند حدود
73مليون دوالر.
_ سعر الفائدة :يتميز سعر الفائدة على اليوروقروض بالتغري كل مدة 0أو 6أو 71شارا وهلذا يطلق
علياا "قروض ."rolloverحيث أن سعر الفائدة علياا يتكون من سعر مرلعي يسمى بـ"الليبور" أو ما
يعرف بسعر لندن لإلقراض ما بني البنوك *» « LIBORوالذي تضاف له قيمة هامشية رحبية معينة تسمى بـ
» ،« spreadواليت متثل اجلانب املتغري يف سعر الفائدة على اليوروقروض وتتعلق بتقييم خطر القرض وقيمته
ومدة استحقاقه.
_4_2_1آلية تقديم اليوروقروض
يتم تقدمي اليوروقروض وفق عملية متسلسلة كما يتوضح فيما يلي:2
أ_ تحديد اإلحتياجات :أول مرحلة يف تقدمي اليوروقرض هي التحديد األويل لإلحتيالات من طرف اجلاة
املقرتضة من حيث القيمة املالية ومدة اإلستحقاق ألهنا تعترب معلومات وبيانات أساسية.
ب_ دراسة السوق :ياوىل املقرتض إلراء اتصاالت م عدد من البنوك لدراسة السوق املصريف واجتاهات
القروض من حيث القيم املالية للقروض املمنوحة وفرتات استحقاقاا .وبعذ ذلك يبدأ املقرتض بالتشاور م البنوك
من خالل تقدمي طلب القرض وخصائصه من حيث القيمة املطلوبة وفرتة اإلستحقاق والضمانات املقدمة ،وانتظار
تقدمي البنوك لعروضاا خالل فرتة حمددة.
جـ_ اختيار العرض :إن اختيار املقرتض للعرض يكون على أساس اخلصائص اليت يتميز هبا واليت تتعلق اساسا
باجلانب املايل الذي يشمل معدل الفائدة مضاف إليه عموالت خمتلفة كما يربز فيما سيأيت:
1
Jean-Louis Amelon،Jean-Marie Cardebat: « Les nouveaux défis de l'internationalisation:
Quel développement pour les entreprises apres la crise ?», 1er édition, édition De Boeck
université, Bruxelles, 2010, pp 371, 372.
2
Ibid, p 372.
69
الفصل الخامس :مدخل إلى األسواق المالية الدولية
_ عمولة التسيري :يعرب عناا كنسبة مئوية من القيمة اإلمجالية لليوروقرض ،وتدف مرة واحدة عند اإلمضاء
على عقد القرض أو خالل مالة ال تتعدى 63يوما من تاريخ اإلمضاء.
_ عمولة اإللتزام :يعرب عناا كنسبة مئوية سنوية من القيمة املالية غري املستخدمة من قيمة القرض وتدف
خالل نفس توقيت دف الفوائد.
_ عمولة الوكالة :هي عبارة عن قيمة مالية معينة تدف سنويا كمكافأة للوكالة البنكية اليت تتوىل تسيري
شؤون القرض خالل مدى استحقاقه.
_ مصاريف أخرى :وهي اليت تتعلق باجلوانب القانونية وعملية املفاوضات واإلشاار لعقد
القرض....اخل.
وعليه خيتار املقرتض العرض األنسب له من خالل املقارنة بني التكاليف املالية ملختلف العروض املقدمة
له من طرف البنوك.
د_ المراسلة :بعد اختيار العرض املناسب ،ترسل مراسلة إىل البنك الذي مت اختياره ،تضم :قيمة القرض ،معدل
الفائدة ،فرتة اإلستحقاق ،فرتة السماخ ،العموالت....اخل.
ه_ إعداد المذكرة اإلعالمية :تتضمن املذكرة اإلعالمية التعريف باملقرتض ونشاطه وسجله اإلئتماين وخمتلف
التقارير املالية اخلاصة بنشاطه ومعلومات عن الدولة اليت يتب هلا قصد إتاحتاا أمام البنوك اليت حيتمل أن تشارك
يف هذا القرض.
و_ المشاركة في القرض :بعد اطالع خمتلف البنوك على املذكرة اإلعالمية ،يوافق عدد مناا على الدخول
واملشاركة يف توفري القيمة املالية لليوروقرض ،وهنا جند:
_ املدير الرئيسي :وهو البنك املساهم بأكرب حصة يف القيمة اإلمجالية ويقود بدور البنك الوكيل؛
_املدير :هو البنك ذو املسامهة املالية األقل مقارنة باملدير الرئيسي؛
_ املدير املساعد :هي البنوك صاحبة احلصص املالية األقل مقارنة باملدراء؛
_ املشاركون العاديون :هي البنوك صاحبة أقل حصة من بني مجي املشاركني.
ي_ التوقيع على عقد القرض :بعد اإلتفاق على مجي البنود املتعلقة بالقرض وحتديد البوك املشاركة فيه ،يتم يف
للسة علنية التوقي على عقد القرض.
70
الفصل الخامس :مدخل إلى األسواق المالية الدولية
_2سوق السندات الدولية
_1_2ماهية سوق السندات الدولية
يعرب سوق السندات الدولية عن السوق الذي يتم فيه تداول سندات من متعاملني ألانب حمررة بعمالت
ألنبية عنام ومتداولة خارج احلدود الوطنية .إذ يتم يف هذا الصدد التمييز بني نوعني من السندات الدولية:1
_ السندات األوروبية :هي عبارة عن السندات اليت يتم إصدارها من طرف مقرتضني يف سوق مايل
ألنيب وحمررة بعملة ختتلف عن عملة البلد الذي مت إصدارها فيه .ومثال ذلك أن تصدر مؤسسة سوناطراك
اجلزائرية سندات يف سوق لندن املايل حمررة بالدوالر األمريكي.
_ السندات األجنبية :هي عبارة عن السندات اليت يتم إصدارها من طرف مقرتضني يف سوق مايل
ألنيب وحمررة بنفس عملة البلد الذي مت إصدارها فيه .ومثال ذلك أن تصدر مؤسسة سوناطراك اجلزائرية سندات
يف سوق نيويورك املايل حمررة بالدوالر األمريكي.
_2_2تطور سوق السندات الدولية
كان إصدار السندات الدولية عامال رئيسيا يف زيادة التدفقات املالية عرب احلدود ،إذ مت البدء يف إصدار
السندات األلنبية سنوات اخلمسينات من القرن العشرين ،أين توله العديد من املقرتضون من خمتلف دول العامل
لطرح سندات يف األسواق املالية األمريكية ( تسمى "سندات اليانكي" » ) « Yankee Bondsللحصول
على رؤوس أموال بالدوالر األمريكي الذي كان يتميز خالل تلك الفرتة بالندرة وزيادة الطلب عليه .ويف فرتة
الستينات قامت السلطات األمريكية بإصدار تشريعات وقوانني تقيد من إصدار سندات اليانكي من طرف
املقرتضني األلانب ،وهو ما دف العديد من املقرتضني للتوله إلصدار سندات بالدوالر يف أسواق مالية لدول
أخرى خصوصا يف أوروبا ،وهو ما دف لربوز ما يعرف بالسندات األوروبية اليت أصدرا ألول مرة سنة 7560من
طرف شركة "أوتوسرتاد" اإليطالية اليت أصدرت سندات يورودوالر .وشادت السندات األوروبية بعد ذلك تطورا
ملحوظا باعتبارها ختلو من العديد من القيود اليت تواله األنواع األخرى من السندات (احمللية واأللنبية) ،حيث
تعترب السندات األوروبية املصدرة بالدوالر (سندات اليورودوالر) األكثر إصدارا باعتبار املكانة الريادية واحملورية
للدوالر يف اإلقتصاد العاملي.2
1
Frederic Mishkin: op-cit, p 28.
2
S. Kevin: « Fundamentals of international financial management», PHI learning, New Delhi,
2009, pp 267,268.
71
الفصل الخامس :مدخل إلى األسواق المالية الدولية
_3سوق األسهم الدولية
تلجأ العديد من الشركات واملؤسسات إىل رف رأمساهلا عن طريق طرح األسام يف أسواق رأس املال
الدولية (البورصات) من لاة لتوفري التمويل ومن لاة أخرى للحصول على رصيد كاف من العمالت األلنبية
الضرورية للقيام مبشاريعاا اليت تكون عادة منتشرة يف خمتلف دول العامل .ومن هذا املنطلق فإن املؤسسات الدولية
ذات النشاط اإلقتصادي الدويل الواس والشركات املتعددة اجلنسيات تعترب أهم األطراف املصدرة لألسام يف
سوق األسام الدولية .
وتطور سوق األسام الدولية باألساس بداية من مثانينات القرن العشرين ،أين كانت املؤسسات األلنبية
تطرح أساماا يف أسواق األسام األمريكية .وم تنامي وتوس هذا السوق خصوصا ملا ميثله أيضا من خالل
عمليات التداول بيعا وشراء كمصدر ربح للمستثمرين من لاة وما ميثله التوس الدويل من آلية لتنوي احملفظة
املالية وجتنب املخاطر املالية ،ظارت العديد من الصناديق اإلستثمارية املتخصصة يف بي وشراء األسام من أسواق
رأس املال الدولية ،وتنوعت ما بني صناديق استثمار تعاونية خاصة ،صناديق حتوط وصناديق الثروة السيادية ،إذ
أنه وحبكم العوملة املالية وتدويل سوق األسام مل يعد املستثمرين ياتمون فقط بتطورات مؤشر البورصة احمللية بل
ميتد ليشمل بقية مؤشرات أسواق األسام الدولية الرئيسية اليت متتد فياا استثماراهتم احملفظية.1
_4األطراف الفاعلة في األسواق المالية الدولية
تربز أهم األطراف الفاعلة يف األسواق املالية الدولية يف:
_1_4صناديق الثروة السيادية
تعترب صناديق الثروة السيادية من أهم األطراف الفاعلة يف أسواق األسام الدولية ،خصوصا بعد األزمة
املالية العاملية لـ 1335اليت أعقباا عمليات إنقاذ مايل لشركات عديدة قامت هبا هذه الصناديق مما أدى إىل تزايد
اإلهتمام والرتكيز على دورها يف األسواق املالية الدولية واإلقتصاد العاملي عموما.
_1_1_4نشأة وتطور صناديق الثروة السيادية
على الرغم من بروز وتزايد اإلهتمام بدور الصناديق السيادية يف أسواق األسام الدولية وتأثريها يف
اإلقتصادي العاملي يف السنوات األخرية منذ األزمة املالية العاملية لسنة ،1335إال أن ذلك ال يعين أهنا برزت
حديثا فقط .حيث يعود ظاورها األول إىل اخلمسينات من القرن العشرين عندما تأسست هيئة اإلستثمار
1
Frederic Mishkin: op-cit, p 29.
72
الفصل الخامس :مدخل إلى األسواق المالية الدولية
الكويتية سنة 7590بغرض استثمار مداخيل النفط يف صاحل األليال املستقبلية ،وهي اخلطوة اليت سارت علياا
عديد الدول فيما بعد سواء الدول ذات الفوائض اإلحتياطية نتيجة تصدير املواد األولية كالغاز والبرتول كما هو
احلال يف دول منطقة الشرق األوسط ومشال إفريقيا ،أو الدول ذات صايف الصادرات املرتف نتيجة قوة لاازها
اإلنتالي كما هو احلال يف الدول اآلسيوية خصوصا الصني.
وتعاظم ظاور وبروز صناديق الثروة السيادية بداية من األلفية الثالثة نتيجة:
_ اإلرتفاع الذي سجلته أسعار النفط منذ ذلك الوقت من حدود 13دوالر للربميل بداية األلفية إىل
حدود 741دوالر للربميل سنة ،1335وما نتج عن ذلك من تسجيل عديد الدول املصدرة للنفط من فوائض
مالية كبرية سامهت يف تأسيس الدول املعنية لصناديق ثروة سيادية ممولة من هذه الفوائض.
_ حتول عديد الدول اآلسيوية كما سامهت أزمة دول لنوب شرق آسيا سنة 7551يف إىل اتباع
سياسات اقتصادية هتدف إىل حتقيق النمو عن طريق حتفيز الصادرات ،مما ساهم يف قوة لاازها اإلنتالي وتزايد
صايف الصادرات الذي خلق فوائض يف امليزان التجاري كانت أكرب من أن متتصاا أسواقاا املالية احمللية.
وم هناية سنة 1335كانت صناديق الثروة السيادية اآلسيوية والناجتة عن فوائض الصادات النفطية متثل
حوايل %55من إمجايل األصول املالية اليت متتلكاا صناديق الثروة السيادية حول العامل.1
2_1_4ماهية صناديق الثروة السيادية
عرفت جمموعة العمل الدولية اليت عيناا صندوق النقد الدويل سنة 1331صناديق الثروة السيادية على
أهنا " :صناديق استثمار أو ترتيبات ذات غرض خاص متتلكاا احلكومة العامة وتنشؤها ألغراض اقتصادية كلية.
وهي حتتفظ باألصول أو تتوىل توظيفاا أو إدارهتا لتحقيق أهداف مالية مستخدمة يف ذلك اسرتاتيجيات
استثمارية تتضمن اإلستثمار يف األصول املالية األلنبية".2
تتنوع استثمارات صناديق الثروة السيادية بني اإلستثمارات الداخلية فيما تعلق بإنشاء بىن حتتية ومشاري
تنموية ،وبني اإلستثمارات يف األصول األلنبية بشراء أسام شركات وبنوك يف اخلارج يف خمتلف األسواق املالية
الدولية ،وهذا النوع هو الذي ساهم يف تزايد الديناميكية على مستوى أسواق األسام الدولية حبكم أهنا من لاة
تعترب طرف ذو فائض مايل كبري يوفر التمويل ومن مث يغري املؤسسات والشركات على مزيد من إصدارات األسام
1أودايرب داس وآخرون" :اقتصاديات صناديق الثروة السيادية :قضايا لصناع السياسات" ،صندوق النقد الدويل ،1373 ،ص
ص .9 ،4
2املرل السابق ،ص .63
73
الفصل الخامس :مدخل إلى األسواق المالية الدولية
طلبا للتمويل ،كما أهنا من لاة أخرى من مصلحتاا تنوي استثمارات حمفظتاا املالية ومن مث توسي انتشارها يف
األسواق املالية الدولية يف إطار اسرتاتيجية استثمارها لتعظيم العوائد من لاة واحلد من املخاطر املالية من لاة
أخرى.
واستنادا إىل أهدافاا البارزة ،قسم صندوق النقد الدويل صناديق الثروة السيادية إىل مخسة فئات رئيسية
كما يربز فيما يلي:1
_ صناديق اإلستقرار :يكون هدفاا الرئيسي محاية ميزانية الدولة واقتصادها عموما من التأثريات السلبية
لتقلبات أسعار املواد األولية _اليت تعترب املصدر الرئيسي الحتياطات الدولة من العمالت األلنبية_ يف األسواق
الدولية.
_ صناديق اإلدخار :هدفاا محاية حقوق األليال املستقبلية من خالل حتويل األصول غري املتجددة إىل
أصول أكثر تنوعا مبا ميكن من احلفاظ على الثروة يف املدى الطويل لألليال القادمة مستقبال.
_ شركات اإلستثمارات اإلحتياطية :وهي الشركات اليت حتتسب أصوهلا كأصول إحتياطية ،يتم إنشائاا
بغرض زيادة العائد على اإلحتياطات.
_ صناديق التنمية :وهي الصناديق اليت تعمل على حتقيق مشاري اقتصادية والتماعية تساهم يف دف
التنمية يف اإلقتصاد املعين.
_ صناديق طوارئ احتياطات التقاعد :وهي صناديق غري معنية بالتزامات صرحية يف امليزانية العامة للدولة.
_2_4صناديق التحوط
تعترب صناديق التحوط حمور اهتمام املؤسسات اإلستثمارية وأصحاب الثروات املالية الكبرية كخيار
استثماري بديل للمحافظ املالية التقليدية ،إذ تعترب بفضل رمسلتاا الكبرية من أهم الفاعلني املؤثرين يف األسواق
املالية الدولية عموما و أسواق األسام الدولية خصوصا وتعترب من صناع السوق.
_1_2_4نشأة وتطور صناديق التحوط
يعود ظاور أول صندوق حتوط إىل سنة 7545أسسه "روبرت ويسلو" والذي اعتمد من خالله
اسرتاتيجية الرف املايل وتبادل املراكز الطويلة والقصرية .واستمر اإلستثمار يف صناديق التحوط يتميز بالغموض
حىت سنة 7566أين مسح مقال منشور من طرف أحد مالكي صناديق التحوط حول كيفية تشكيل ثروته
1
William Fung and David Hsieh: « A primer on hedge funds », Journal of Empirical Finance,
Vol 6, Issue 3, 1999, pp 310, 311.
2
John Kambhu et al: «Hedge Funds, Financial Intermediation, and Systemic Risk », Federal
reserve bank of new york, staff report N° 291, 2007, p 2.
3
William Fung and David Hsieh: op-cit, p 310.
4
John Kambhu et al: op-cit, p 2.
75
الفصل الخامس :مدخل إلى األسواق المالية الدولية
_ تتميز صناديق التحوط بنوع من التعتيم على الغرباء وغري املنتسبني هلا نتيجة عدم خضوعاا لتنظيم
معني؛
_ حيصل مدراء صناديق التحوط على تعويضات بناء على أدائام وفق نسب معينة.
76
الفصل السادس :املشتقات املالية
87
الفصل السادس :المشتقات المالية
1
Frederic Mishkin: op-cit, p 311.
2
Ibid, p 311.
87
الفصل السادس :المشتقات المالية
_ صلووة سوويولة سووو خوولت العقووود ،والووو يقصوود هبووا صووعوبة إدووام وحتقووت خوولت العقووود بسووبب صووعوبة توا ووت
املتعاصد سواا بعدم القدر شلا إجياد ر يرغب يف شقد صأقة و ت العقد اتاوم ،أو لصوعوبة رغبات األ را
توا ووت رغبووات الطوور ني ووه يو :توواريخ اتسووتحقا ،السووعر املتأووت شليو ،األصووم دووم الصووأقة......اخل ،وخووا ووا
يستا ه اليا ية املالية بصعف سيولة السو .
ووا إدا هووا لعوودم صووحة توصعات و وحتتل و للطسوواعر شيوود _ شوودم إدووام الصووأقة س وواا بسووبب ر ووق وور
إدا هووا ،أو بسووب تعوورض أ وود الطوور ني حلالووة شسوور ووام حتوووا دو الو وواا بالتما اتو .ويف خوولت احلالووة جيوود الطوور
اتخوور أس و أ ووا خيوواريه :إ ووا اللجوووا إىل القاوواا و ووا ييووتس شووه ذلووص ووه إخوودار للوص و وحتتووم تكوواليف اليووة
إخا ية ،أو القبوا بعدم التمام الطر اتخر دو أ يرتتب شه ذلص أ ترتيبات خاصة.
_2_2العقود المستقبلية
_1_2_2ماهية العقود المستقبلية
يعر العقد املستقبل شلا أ شقد صطع يتوا ت ي ر ني عييني شلا شراا أو بيع أصم ام عني يف
تاريخ ستقبل وبسعر تأت شلي سبقا .وتت العقود املستقبلية يف إ ار األسوا املييتة وتتتيم لصاعص فعلها
شلوا شكووس العقوود اتالووة ن تتتيوم مبطووا ر صلوة سوويولة السووو وشودم القوودر شلوا الو وواا باتلتما وات ،تووح أ هووا
يتا يل :1
_ شلووا شكووس العقووود اتالووة الووو تعتووح شقووود خاصووة بووني وور ني دوودديه و عوورو ني ،ووإ العقووود املسووتقبلية ن
خور كوسويط بييهتوا يعور ب و"غر وة املقاصوة" الوو يوح دورخوا أساسوا يها ريف العقود ،حبكو واوود ور يتعار
كاا ه للصأقة.
ووا يسووهم ووه _ واووود توواريخ اسووتحقا دوودد وصيتووة إمسيووة للعقوود املسووتقبل الوا وود ءابتووة ،وخوولت "اليتطيووة" خو
التقاا املتعا لني يف سو العقود املستقبلية ويميد بالتام ه سيولة خلا السو قار ة بسو العقود اتالة؛
و و وص وووا ت وواريخ _ شي وود شق وود اتأ ووا ش وراا أو بي ووع شق وود س ووتقبل ،مك ووه تداول و شو وراا أو بيع ووا يف أ وص و
اتستحقا املتأت شلي شلا شكس ا خو يف العقود اتالة الو نمكه تداوها بعد اتتأا شليها؛
سوتاتر وا _ تتتيم العقود املستقبلية بكو ا تعدا و وت سوعر السوو شيود ايوة كوم ورت تسوعل .تواال إذا اشورت
01شقووود سووتقبلية بقيت ووة 0111دونر للعقوود الوا وود وارتأووع سووعرخا يف الي وووم امل ووام إىل 0151دونر ،ووإ
1
Roy Bailey : « The Economics of Financial Markets », Cambridge University Press, UK,
2005, pp 340-342.
78
الفصل السادس :المشتقات المالية
ساب اها ش اخلاص ب تاا إلي صيتة ربح بو 511دونر .يف اليوم املوام بدأ املستاتر يو و مبركوم ويوم و وت
س ووعر العق وود املس ووتقبل الوا وود ب و و 0151دونر ول وويس 0111دونر ،يو و أ و و إذا ا أ ووق بعو وود للت ووداوا إىل
0101دونر اال للعقد املستقبل الوا د ،إ حيقت خسار مبقدار 011دونر ختص ه ساب
_2_2_2طرق تسوية العقود المستقبلية
يت تسوية العقود املستقبلية و ت ءالءة ر خ :1
ه أكار ر تسوية العقود املستقبلية _ تعويض الصفقة :يعتح تعويق الصأقة صبم تاريخ اتستحقا
شيوشا يف األسوا املالية ،ي أ املستاتر صوا ب املركوم الطويوم يبيوع أوس شودد العقوود الوو سوبت وأ اشورتاخا
ه صبم ،يف ني أ املستاتر صا ب املركم القصل يشرت أس شدد القود الوو سوبع وأ باشهوا وه صبوم ،ويوت
تقييد املكاسب واخلساعر يف اجلا ب الداعه أو املديه حلسابات اها ش اخلاصة باملستاتريه.
الووة ووا اختوول سووتاتر ووا ركوما ووويال بشوراا شقوود سووتقبل ،ووإ تعووويق الصووأقة ( ووه خووالا بيووع أو
أس العقد املستقبل ) شيد سعر رتأع يع حتقيت املستاتر لوربح يسواو إىل الأوار بوني سوعر الشوراا وسوعر البيوع
األشلووا ،والعكووس إذا ووا و تعووويق الصووأقة شيوود سووعر وويطأق إ و حيقووت خسووار تسوواو إىل الأووار بووني سووعر
الشراا وسعر البيع األصم .أ ا يف الة ا إذا اختل ا ملستاتر ركما صصولا ببيوع شقود سوتقبل ،وإ تعوويق الصوأقة
( ه خالا شراا شقد ستقبل ) شيد سعر يطأق يع حتقيوت املسوتاتر لوربح يسواو إىل الأوار بوني سوعر البيوع
وسعر الشراا األصم ،والعكس إذا ا و تعويق الصأقة شيد سعر رتأوع إ و حيقوت خسوار تسواو إىل الأوار بوني
سعر البيع وسعر الشراا األشلا.
ةةر :مكووه ملسووتاتريه يف العقووود املسووتقبلية أ وود ا صووا ب ركووم ويووم _ مبادلةةة الويةةعية مةةآ طةةر
واتخور صووا ب ركوم صصوول اتتأوا شلووا الو واا بالتما اهتتووا (التسولي والوود ع) صبوم وصوووا تواريخ اسووتحقا العقوود
املسووتقبل وإخطووار اسسووة املقاصووة بووللص صصوود القيووام بإلغوواا وتسوووية العقووديه .ي و أ أ اوولية خوولت الطريقووة
تكته يف أ ا دكه كال الطر ني ه م بادلة أصم ا ن يتتاشا واملتطلبات الال ة والارورية للعقد املستقبل .
_ التسليم :أ يا ا خالا رت التسلي املتأت شليها ،يقووم سوتاتر وا صوا ب ركوم صصول بتقود إشوعار
تسلي إىل غر ة املقاصة تخطارخا برغبت يف القيام بالتسلي صبم وصوا تاريخ اتستحقا ،وخيا تقوم غر ة املقاصة
1
Ibid, pp 346, 347.
78
الفصل السادس :المشتقات المالية
بووإاراا شتليووة اختيووار شش وواعية أو سووب ليووة دوودد باختيووار سووتاتر خوور صووا ب ركووم ويووم يف أووس العقوود
املستقبل لق بوا شتلية التسلي الو ييجر شيها د ع لقيتة الصأقة واستال لألصم دم الصأقة.
املاسسة "أ" الو دلص سيدات خميية بقيتة إمسية إلالية 5ليو دونر مبعدا اعود %6لأورت مثال :إذا كا
اسووتحقا 01سوويوات تتوصووع ارتأاشووا يف سووعر الأاعوود سووتقبال ووا جيعووم ووه صيتووة سوويداهتا يطأاووة يف السووو ،
مكيها احلد ه خطر سعر الأاعد باللجوا للتحوط شه ريت العقود املستقبلية.
باشتبار أ صيتة العقد املستقبل الوا د ددد يف السو بو 011111دونر ،إ يتواب شلا
املاسسة "أ" أ تبيع ا يعادا 51 =011111/5111111 :شقد ستقبل خاص بسيدات اخلميية للتحوط
ه خطر سعر الأاعد ستقبال .إذ أ با رتاض ارتأاع سعر الأاعد يف السية املوالية شلا سيدات اخلميية إىل
%01اال تيجة ارتأاع عدا التاط ،سياد إىل ترااع صيتة سيدات اخلميية الو دتلكها املاسسة إىل صيتة
سوصية أصم (خياك شالصة شكسية بني سعر الأاعد والقيتة السوصية للسيد) ا يد عها إىل إبرام شقد ام ع
خر تبيع 51شقد ستقبل بقيتة إلالية 5ليو دونر يف تاريخ اتستحقا بدا السعر امليطأق. ر
وفدر اتشار خيا إىل أ صبوا الطر اتخر تبرام العقد ع املاسسة "أ" رااع إىل كو ملص توصعات عاكسة
يقبم شراا خلت السيدات بو 5ليو دونر لسعر الأاعد ب ييطأق ون يرتأع كتا تتوصع املاسسة "أ" و ه
شلا أ م أ ترتأع صيتت السوصية أ السية املوالية شيد ا ييطأق سعر الأاعد ،وشيدخا حيقت رحبا.
_3_2عقود الخيارات
يعور شقوود اخليوار شلووا أ و العقوود الول يعطو احلوت حلا لو يف شوراا أو بيووع أصوم ووام عوني خووالا وورت
يية عيية (اخليار األ ريك ) أو شيد تاريخ عني (اخليار األورويب) بسعر تأت شلي يستا "سعر التيأيل" .ي
أ شرت اخليار لومم يف إ وار خولا العقود بود ع شتولوة دودد حملورر اخليوار سوواا أول العقود أو ل ييأولت تيجوة وا
يتتيم ب ه رية واختيار يف تيأيول العقود أو شودم تيأيولت وه اهوة ،.والتومام احملورر بقورار شورت اخليوار سوواا أول
العقد أو ل ييألت ه اهة أخر .
ظهوورت شقووود اخليووار سووية 0791يف سووو شوويكاغو ودحووورت وووا األصوووا املاليووة وامل وواد األوليووة ،يف
ووني أ شقووود اخليووار شلووا العتووالت ل تيهوور إن سووية .10791وبوور ت شقووود اخليووارات املتتحووور وووا العقووود
املستقبلية وحتول إىل أكار أ واع شقود اخليار تداون تيجة ا تتتيم ب العقود املستقبلية ه تطابت بني سعر العقد
وإ املتعوا لني لوه املستقبل وسعر األصم دم التعاصد ي شيد تاريخ اتستحقا كيتيجة لعتلية التحكي ،و ه
1
Henry Bourguinat: op-cit, p 258.
78
الفصل السادس :المشتقات المالية
يكووو لووديه أيووة شووكلة يف ا ووتالك شقوود اخليووار اخلوواص بالعقوود املسووتقبل أو اخلوواص باألصووم املعو دووم التعاصوود.
لكيو واشتبووارا ووه أ سووو العقووود املسووتقبلية يتتيووم بدراووة سوويولة شاليووة قار ووة ب سووا األصوووا والعقووود األخوور ،
يأاولو ا وتالك شقود اخليوار املتتحوور ووا العقوود املسوتقبلية وخوو وا اعوم خولا اليووع وه اخليوارات األكاور إ
تداون يف األسوا املالية.1
تيقس شقود اخليارات إىل وشني ا:2
أ_ خيار الشراا :call optionيعط احلت حلا لو يف شوراا أصوم وام عوني سوب سوعر التيأيول سوواا خوالا
عني ،قابم د ع شتولة إىل درر اخليار (الباعع). رت يية ددد أو شيد تاريخ استحقا
ب_ خيوار البيوع :put optionيعطو احلوت حلا لو يف بيوع أصوم وام عوني سوب سوعر التيأيول سوواا خوالا
عني ،قابم د ع شتولة إىل درر اخليار (املشرت ). رت يية ددد أو شيد تاريخ استحقا
يووت تيأيوول خيووار الش وراا شيوود ا يكووو سووعر األصووم يف السووو أكووح ووه سووعر األصووم املتأووت شلي و (سووعر
التيأيوول) ،يف ووني ييأوول خيووار البيووع ملووا يكووو سووعر األصووم يف السووو أصووم ووه سووعر األصووم املتأووت شلي و (سووعر
التيأيل).
وشلا شكس العقود اتالة والعقود املستقبلية ،ن دتع شقود اخليارات باتلما ية ،وإمنا تعط احلوت حلا لهوا
ا وم اخليوار قابوم يوم اتختيوار خولت يلتومم بود ع شتولوة حملورر يف رية اتختيار سوب صولحت ،وهولا تود أ
اخليار سواا أل اخليار أو ل ييألت .كتا تد أ أرباح ا م اخليار غل ددود وخساعرت ددود يف صيتوة العتولوة
ددود يف صيتة العتولة و قط وخساعرت غل ددود . و قط ،يف ني أ درر اخليار أربا
تت ءر العالو املد وشة شلا اخليار بالعوا م التالية:3
العالو شلا خيار الشراا يطأاة _ ستو سعر التيأيل :كلتا كا ستو سعر التيأيل رتأعا كا
وشلووا خيووار البيووع رتأعووة .أل و يف الووة خيووار الشوراا ارتأوواع سووعر التيأيوول يف وود ذاتو خووو تكلأووة رتأعووة و ووه
تكو العتولة الو يد عها شرت اخليار يطأاة .يف ني أ يف الة خيار البيع ارتأاع سعر التيأيل ماوم شاعودا
رتأعا حلا م اخليار و ه تكو العتولة الو يد عها رتأعة.
ورت اسوتحقا اخليوار ويلوة كلتوا ادت العتولوة سوواا شلوا خيوار البيوع _ رت اتستحقا :كلتوا كا و
وا الأرت يتيح حلا م اخليار إ كا ية اتستأاد ه رص األرباح املتوا ر يف السو . أو خيار الشراا ،وذلص أل
1
Frederic Mishkin: op-cit, pp 320, 321.
2
Roy Bailey : op-cit, p 439.
3
Frederic Mishkin: op-cit,, pp 326, 327.
78
الفصل السادس :المشتقات المالية
أسعار األصوا يف السوو أكاور تقلبوا وتطايريوة كلتوا اد ذلوص وه _ دراة استقرار األسعار :كلتا كا
صيتووة العتولووة الووو يوود عها ا ووم احليووار ،أل تمايوود دراووة التطايريووة يعو تمايود ا تتوواا تيأيوول اخليووار وبالتووام فيووب
خما ر تقلب أسعار األصوا يف السو .
مثال:
و شقد خيار شراا بني ر ني خيوص 0111سوه مبوا يقابوم 005دونر للسوه الوا ود وع د وع ووام
1111دونر كعتولة.
_ يف اا كا سعر السه يف السوو يف تواريخ اتسوتحقا خوو 005دونر إ و باليسوبة حلا وم اخليوار
ن ر بني أ ييأل اخليار أو ن ييألت ،إذ أ يف كلتا احلالتني سيتكبد خسار مبقدار العتولة الو يد عها ،و ه
يكو اخليار يف خلت احلالة يف وخعية "."at the money
ا وم اخليوار وه صولحت شوراا السوه الوا ود _ إذا كا سعر السه يف السو خوو 001دونر ،وإ
ب 001دونر بوودا 005دونر ،وبالتووام ن يقوووم بتيأيوول خيووار الشوراا وخيسوور صيتووة العتولووة املقوودر ب 1111
دونر ،ويكو اخليار يف خلت احلالة يف وخعية "."out of the money
ا م اخليار ه صلحت الشوراا ب 005دونر _ إذا كا سعر السه يف السو خو 011دونر إ
للس و و ووه ب و و وودا 011دونر للس و و ووه ،و و و ووه يق و و وووم بتيأي و و وول خيو و و و ووار الشو و و و وراا دققو و و و ووا رحبو و و و ووا صو و و و وودرت (-011
قووت رحبووا صووا يا صوودرت 5111=0111x)005دونر ووع خسووار صيتووة العتولووة املقوودر ب 1111دونر أ
1111دونر ،ويكو اخليار يف خلت احلالة يف وخعية "."in the money
ختتلف شقود اخليار شه العقود املستقبلية يف ءالءة قاط رعيسية خ :1
_ باليسبة للعقود املستقبلية تكو األرباح واخلساعر خطية يف ني ا ا تكو غل خطية يتا تعلت بعقوود
اخليار؛
_ تستلمم العقود املستقبلية ه املستاتر صيتة الية أولية شيد بدا العقد تستا "اها ش" ،يف ني أ يف
ظم شقود اخليار تتتام القيتة املالية األولية يف صيتة العتولة؛
_ العقود املستقبلية تتطلب رؤو أ واا توو ر يوت شلوا أساسوها إاوراا املقاصوة بوني وريف العقود سوب
تغلات أسعار األصم يف السو ع سعر األصم املتأت شلي ،يف وني شقود اخليوار يسوتلمم رؤو أ وواا قوط شيود
تيأيل ا م اخليار لعقد اخليار.
1
Ibid, pp 324, 325.
78
الفصل السادس :المشتقات المالية
_4_2عقود المبادلة
شقوود املبادلووة خووو شقوود يلتوومم مبواب و كووم وور مببادلووة وود وشات ختص و قابووم وود وشات ختووص الطوور
اتخر،
تيقس شقود املبادلة إىل وشني رعيسيني خ :
_ مبادلةةة الفائ ة :تعتووح ووه أخو اتليووات الووو يلجو هووا املسووتاترو لتجيووب خطوور سووعر الأاعوود ،وكووا
ظهورخا سية 0791باألسوا املالية األ ريكية ،وخو العقود الول يتأوت مبوابو ر وا شلوا بادلوة تود قات قديوة
بيأس العتلة لسعر الأاعد وذلص ه سعر الأاعد الااب إىل سعر الأاعد املتغل والعكس .إذ يتاوته خولا العقود
أ الطر الل يد ع سعر الأاعد الااب يستا "الدا ع"(يتلقا سعر اعد تغل) أ ا الطر الول يتلقوا سوعر
الأاعد الااب يستا "املتلق " (يد ع سعر الأاعد املتغل).
ويت تبادا التد قات اليقدية لسعر الأاعد بوني الطور ني و يوت حتقيوت التطوابت يف عودنت الأاعود بوني
أصوووا وخصوووم يما يووة كووم اسسووة و ووه احلوود ووه خطوور سووعر الأاعوود .إذ أ املاسسووة "أ" الووو تكووو أصوووها
مبعدنت اعد ءابتوة وخصوو ها مبعودا اعود تغول عرخوة خلطور ارتأواع سوعر الأاعود ،يف وني أ املاسسوة "ب"
الو تكو أصوها مبعدا اعد تغل وخصو ها مبعدا اعد ءابتة عرخة خلطر ا أواض سوعر الأاعود .وشليو وإ
ووع التوود قات ذات سووعر الأاعوود املتغوول للتاسسووة بادلوة املاسسووة "أ" لتوود قات أصوووها ذات سووعر الأاعوود الاابو
"ب" يع أ املاسسة "أ" تصبح يما يتها ب صوا وخصوم ذات سعر اعد تغول واملاسسوة "ب" تصوبح يما يتهوا
ب صوووا وخصوووم مبعوودا اعوود ءاب و .مبعووخ خوور أ املاسسووة "أ" غوولت ووداخيم أصوووها بسووعر الأاعوود الااب و
لتتحوا إىل داخيم بسعر الأاعد املتغل ،واملاسسة "ب" غلت وداخيم أصووها بسوعر الأاعود املتغول لتتحووا إىل
داخيم بسعر الأاعد الااب .
مثال :اسستا اليتا "أ" و "ب" يتأقا شلوا أ تقووم املاسسوة "أ" بو تود ع للتاسسوة "ب" عودا
اعوود ءابو %9شلووا صيتووة إمسيووة صوودرخا 0ليووو دونر لأوورت سووتقبلية 01سوويوات ،قابووم صيووام املاسسووة "ب"
بد ع عدا اعد تغل اا إلي سبة %0شلا صيتة إمسية صدرخا 0ليو دونر ليأس الأرت .
78
الفصل السادس :المشتقات المالية
تحصيل دفع
معدل فائدة متغير طوال 88سنوات
ووه أخو يومات شقووود بادلووة سووعر الأاعوود خووو أ ووا شلووا شكووس شقووود املشووتقات األخوور الووو تسووتطدم
ويووم صوود يصووم لأوورت 11 للتحوووط لأوورت صصوول شوواد تقوودر بسووية وا وود ،مكووه اسووتطدا ها للتحوووط شلووا وود
سوية .كتووا أ خوولا اليوووع وه شقووود املبادلووة الوول يسواشد املاسسووات املاليووة شلووا إشواد خيكلووة يما ياهتووا يسوواخ يف
ختأوويق تكوواليف املعووا الت الووو تتحتلهووا املاسسووات املاليووة يف وواا صا و بإشوواد تغيوول تركيبووة أصوووا وخصوووم
يما ياهتا يف السو املام و ت اسرتاتيجيات أخر .
و ووه اهووة أخوور تتتيووم شقووود املبادلووة بسوولبيات حتوود ووه ا تشووار اسووتطدا ها يف األس ووا املاليووة ،إذ أ ووا
خور و أوس الرغبوات تتتيم مبشكم قص سيولة السو كتا خو احلاا يف العقود اتالة حبك صوعوبة إجيواد ور
والشروط ،كتا أ شقود بادلة سوعر الأاعود تتتيوم بارتأواع خطور شودم الو واا بواتلتمام يف واا تغول أسوعار الأاعود
1
يف افات عاكس ملا توصعت إ د املاسسات ا جيعلها حتقت ربح لو ل تق بعقد املبادلة ع املاسسة األخر .
_ مبادلة العملة :خوو التومام تعاصود بوني ور ني تعلوت مببادلوة تود ت قود لعتلوة وا قابوم تود ت قود
تأت شلي . ستقبل لعتلة أخر ،شلا أ تت التسوية بني الطر ني شيد تاريخ استحقا
اوواا :لوودييا اسسووة بريطا يووة ختطووط لطوورح سوويدات لأوورت 5سوويوات بقيتووة 011ليووو ايي و بأاع وود
و ووا يعو ووادا 051ليو ووو دونر شلو ووا أسو ووا سو ووعر صو وور ،%9.5لكيهو ووا يف ااو ووة ملو ووا يقابلهو ووا بالو وودونر أ
0ايي = 0.5دونر صصد دويم شاريعها يف الونيات املتحد ،يف ني تواد اسسة أخور أ ريكيوة ختطوط خو
1
Idem, pp 329, 330.
78
الفصل السادس :المشتقات المالية
األخر لطرح سيدات لأورت 5سويوات بقيتوة 051ليوو دونر بأاعود %01لكيهوا يف ااوة ملوا صيتتو 011
ليو ايي لتتويم شاريعها يف بريطا يا.
ه خلا امليطلت تعقد كال الشركتني شقد بادلة شتلة كتا يل :
أون :تطوورح املاسسووة الحيطا يووة سوويداهتا وحتوووا صيتتهووا 011ليووو ايي و شووح وسوويط ووام إىل املاسسووة
األ ريكي ووة ،يف ووني تط وورح املاسس ووة األ ريكي ووة س وويداهتا وحت وووا صيتته ووا 051لي ووو دونر ش ووح وس وويط ووام إىل
املاسسة الحيطا ية.
ءا يووا :توود ع املاسسووة الحيطا يووة سوويويا اعوود %01شلووا سوويدات 051ليووو دونر إىل الوسوويط املووام
الوول حيوهووا للتاسسووة األ ريكيووة الووو توود عها إىل دلووة سوويداهتا ،يف ووني توود ع املاسسووة األ ريكيووة سوويويا اعوود
%9.5شلووا سوويدات 011ليووو ايي و إىل الوسوويط املووام الوول حيوهووا للتاسسووة الحيطا يووة لتوود عها إىل دل وة
سيداهتا.
ءالاوا :شيود تواريخ اتسووتحقا تود ع املاسسوة الحيطا يووة صيتوة 051ليوو دونر للوسوويط املوام كو حيوهووا
للتاسسووة األ ريكيووة لتوود عها حلتلووة سوويداهتا ،يف ووني توود ع املاسسووة األ ريكيووة صيتووة 011ليووو ايي و للوسوويط
املام ك حيوها للتاسسة الحيطا ية لتد عها إىل دلة سيداهتا ،وخكلا يت إغال وإدام العقد بني الطر ني.
78
ق ــائ ـم ــة الم ـ ـراجـ ــع
قائمة المراجع:
أوال :باللغة العربية
_ أودايرب داس وآخرون" :اقتصاديات صناديق الثروة السيادية :قضايا لصناع السياسات" ،صندوق النقد الدويل.0202 ،
_ إيهان كوزي و آخرون" :العوملة املالية :فيما وراء لعبة إلقاء اللوم" ،جملة التمويل والتنمية ،اجمللد ،44العدد ،0مارس .0222
_ دومينيك سالفاتور :اإلقتصاد الدويل ،ترمجة :حممد رضا علي العدل و عبد العظيم أنيس ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر،
.0991
_ روبا دوتاغوبتا وآخرون" :التحرك حنو مرونة سعر الصرف :كيف ،ومىت ،وبأي سرعة؟" ،قضايا اقتصادية ،صندوق النقد
الدويل.0222 ،
_ سعود جايد العامري" :املالية الدولية :نظرية وتطبيق" ،الطبعة الثانية ،دار زهران ،عمان.0202 ،
_ صندوق النقد الدويل :دليل ميزان املدفوعات ووضع االستثمار الدويل" ،الطبعة السادسة.0229 ،
_ مارتن وولف" :تشكيل العوملة" ،جملة التمويل والتنمية ،اجمللد ،10العدد ،21سبتمرب .0204
_ ماجنال كوسوامي وآخرون" :تدفقات رأس املال العاملي" ،جملة التمويل والتنمية ،اجمللد ،44العدد ،0مارس .0222
_ ماهر كنج شكري و مروان عوض" :املالية الدولية :العمالت األجنبية واملشتقات املالية بني النظرية والتطبيق" ،الطبعة األوىل،
دار احلامد للنشر والتوزيع ،عمان.0224 ،
_ هوشيار معروف" :حتليل اإلقتصاد الدويل" ،الطبعة األوىل ،دار جرير للنشر والتوزيع ،األردن.0222 ،
_ وليام وايت" :خلل يف النظام" ،جملة التمويل والتنمية ،صتدوق النقد الدويل ،اجمللد ،10العدد ،0مارس .0201
_ Ettore Dorrucci and Julie McKay : « The international monetary system after the financial
crisis », European Central Bank, occasional paper series N° 123, February 2011.
_ Paul Krugman and Maurice Obstfeld : « International economics ; theory and policy », 6th
edition, Pearson education, USA, 2003.
_ Alan Blinder and William Baumol : « Macroeconomics ; principles and policy », eleventh
edition, South-Western Cengage Learning, 2009.
89
ق ــائ ـم ــة الم ـ ـراجـ ــع
_ Eric Santor and Lawrence schembri : « The International Monetary System: An Assessment
and Avenue for Reform », Bank of Canada review, 2011.
_ Frederic Mishkin : « The economics of money, banking and financial markets », 7th edition,
The Addison-Wesley series in economics, 2004.
_ Michael Klein : « European monetary union », New England Economic Review, 1998.
_ Prakash Apte: «International finance; a business perspective », 2nd edition, Tata Mcgraw-
Hill, 2009.
_ Roy Bailey : « The Economics of Financial Markets », Cambridge University Press, UK,
2005.
_ William Fung and David Hsieh: « A primer on hedge funds », Journal of Empirical Finance,
Vol 6, Issue 3, 1999.
_ John Kambhu et al: «Hedge Funds, Financial Intermediation, and Systemic Risk », Federal
reserve bank of new york, staff report N° 291, 2007.
90