You are on page 1of 12

‫المحاضرة األولى‪ :‬االقتصاد الجزائري خالل الفترة االستعمارية‬

‫الوضع االقتصادي للجزائر خالل العهد العثماني‬ ‫‪.I‬‬


‫تميز االقتصاد الجزائري خالل النصف األول من القرن ‪ 18‬بما يلي‪:‬‬
‫تفوق البحرية الجزائرية في البحر المتوسط ‪:‬حيث كانت الجزائر تتلقى مبالغ معتبرة من الدول‬
‫األوروبية التي تمارس المالحة في البحر المتوسط على شكل ضرائب سنوية تتراوح ما بين‬
‫‪ 30‬ألف دوالر و ‪ 100‬ألف دوالر سنويا ‪،‬الى جانب األموال المتأتية من افتداء األسرى وعقد‬
‫المعاهدات‪.‬‬
‫الزراعة – الحرف – التجارة‪ :‬تميزت بتنوع المحاصيل الزراعية و الحبوب و محاصيل اخرى‬
‫تصدر الى أوروبا و القاليم الشرقية للدولة العثمانية‪.‬كما تميز النشاط الحرفي ب صناعة الحديد‬
‫الصوف‪،‬الجلود و األقمشة‪.‬‬

‫لكن مع النصف الثاني للقرن ‪ 18‬تناقصت الموارد الدولة الجزائرية بسبب‪:‬‬

‫تدهور البحرية نتيجة التقنية التي حالت دون تطوير التجهيزات البحرية‪،‬التدهور االجتماعي‬
‫نتيجة األمراض و األوبئة و تردي الوضاع الصحية‪.‬و كذا التحالفات الوروبية التي سببت‬
‫خسائر لألسطول البحري الجزائري‪.‬‬
‫تدهور الوضع السياسي أثر على الفالحة في أواخر العهد العثماني‪.‬بسبب االهتمام بالمالحة‬
‫على حساب الفالحة‪.‬‬
‫االقتصاد الجزائري خالل الفترة االستعمارية‬ ‫‪.II‬‬

‫سنحاول في هذا السياق االجابة على االشكالية االتية‪:‬‬


‫كيف أثرت األوضاع االقتصادية المتوارثة من المنظومة االستعمارية على خيارات التنمية في الجزائر‬
‫المستقلة ؟‬
‫‪ .1‬نقاش التصنيع في الجزائر‪:‬‬

‫‪-‬فكرة التصنيع جاءت ما بين الحربين العالميتين خاصة خالل الحرب العالمية الثانية ‪.‬نظرا ألن‪:‬‬

‫• الحرب ضد ألمانيا أضعفت قدرة الجزائر على تلبية احتياجاتها من السلع االستهالكية‪.‬‬
‫• تعزيز الحاجة الى دعم جهود الحرب من المواد العسكرية‪.‬‬

‫‪-‬أهم ما ميزها وجود فقط صناعة اوروبية صغيرة كانت موجودة منذ ‪ 1930‬كما هو موضح في الجدول اآلتي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫تطور الصناعة (‪)1924-1901‬‬

‫عدد العمال‬ ‫عدد المنشآت‬ ‫الصناعة األوروبية‬

‫‪42928‬‬ ‫‪10327‬‬ ‫‪1901‬‬

‫‪110230‬‬ ‫‪20540‬‬ ‫‪1924‬‬

‫‪-‬أبرز المشاريع التي تضمنت مشروع التصنيع في الجزائرهي‪:‬‬

‫‪ .1‬لجنة اإلصالحات االقتصادية للمسلمين ‪1944‬‬


‫‪ .2‬مشروع قسنطينة ‪1958‬‬
‫‪ .3‬اتفاقية افيان ‪1962‬‬
‫‪ .1‬لجنة اإلصالحات االقتصادية للمسلمين ‪:1944/07/08 – 1943/12/21‬‬
‫أهم ما جاء به المشروع‪:‬‬
‫‪ -‬توظيف اكبر عدد من المسلمين و تمدرس ‪ 1‬مليون طفل‪.‬‬
‫‪ -‬اقتراح برنامج استثمار ب ‪ 21‬مليار فرنك فرنسي قديم خالل ‪ 20‬سنة‬
‫‪ -‬اعالن مخطط تصنيع ‪1946‬‬
‫لكن المشروع لم يتجسد و بقي حبرا على ورق‪.‬‬
‫‪ .2‬مشروع قسنطينة ‪:1958‬وضع اطار التصنيع في ال جزائر من خالل انجاز العديد من مشاريع البنى التحتية‬
‫مثل‪:‬بناء السكنات‪،‬سكك الحديد‪،‬الطرق‪.‬انجاز بعض المصانع كمصنع البتروكيميائية في أرزيو‪،‬مصنع الحديد‬
‫بعنابة‪.‬‬
‫‪ .3‬اتفاقية افيان ‪:1962‬نصت على التعاون االقتصادي و المالي في اطار استعمال النفط و الغاز بهدف تسهيل‬
‫التحويل التكنولوجي‪.‬‬

‫في نهاية الخمسينات و بداية الستينات اجتمع الخبراء االقتصاديون الفرنسيون من اجل النظر في مخطط تنمية‬
‫الجزائر‪.‬فكان من أبرز هؤالء الخبراء ‪ François Perroux‬و ‪.G.Debernis‬‬

‫أصدر ‪ F.PERROUX‬كتابة "‪ "L’ALGERIE DEMAIN‬سنة ‪. 1962‬يوضح من خالله االستراتيجية االقتصادية‬


‫االستعمارية في الجزائر المستقلة‪.‬و من خالل أطروحته يبرز تاثير مشروع قسنطينة على خيارات استراتيجية التنمية‬
‫في الجزائر المستقلة و التي ركزت على نموذج الصناعات المصنعة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫يذهب ‪ Lambert‬أحد المحللين الفرنسيين الى القول" من خالل األدوات السياسية و النفسية ومع الخبرة‬
‫الجديدة‪،‬فان تفكيرهم في مخطط لتطوير بلدهم لن يبتعد عن ذلك المخطط لمشروع قسنطينة"‪.‬و يضيف الى أن‬
‫االستراتيجية االقتصادية المتبعة ‪-‬و التي كانت موضوع نقاش‪ l’algerie demain‬ل ‪- f .pirroux‬ليست مستقلة‬
‫عن النظام السياسي المتبع‪....‬فمهما كان توجه الجزائر نحو نظام تسلطي غير تمثيلي ‪،‬أو ديمقراطي ليبرالي أو‬
‫شعبوي تعددي‪،‬فان المشكل االقتصادي األساسي يبقى نفسه"(‪.)1962 Lambert‬‬

‫هذا يعني أن خيار نموذج الصناعات المصنعة لم يكن الخيار االستراتيجي األمثل للنهوض باالقتصاد‬
‫الجزائري‪. .‬ذلك ألن النموذج يتطلب مزايا نسبية في رأسمال و رأسمال البشري و يفرض نقل التكنولوجيا الباهضة‬
‫الثمن و التي كرست التبعية االقتصادية‪.‬الى جانب عدم توافق الخصوصيات االجتماعية أو السوسيولوجية للمجتمع‬
‫الجزائري الذي هو بطبيعته مجتمع فالحي تقليدي‪ .‬فعملية التحول الى مجتمع صناعي يتطلب أوال عملية التنشئة‬
‫الصناعية للمجتمع ( ذلك يتطلب استراتيجية شاملة متعددة األبعاد في نواحي التربية و التعليم و التكوين و‬
‫االعالم‪.)....‬و هذا ما لم تقم به الدولة‪.‬‬

‫من جهة أخرى ورثت الجزائر عند خروج المستعمر ‪:‬‬

‫‪ -‬سوق عمل غير منظم‪ -‬فقدان قاعدة من الرأسمال البشري(‪ %8‬من المتمدرسين)‪-‬غياب النخبة االقتصادية‪.‬‬

‫المحاضرة الثانية‪:‬التوجهات االقتصادية خالل فترة الستينات و السبعينات‬

‫خيار الصناعات المصنعة و مرحلة المخططات التنموية(‪)1979-1962‬‬ ‫‪.III‬‬

‫‪ 1.III‬استراتيجية الصناعات المصنعة‪:‬‬

‫قد برز هذا التوجه في ميثاق طرابلس ‪ 1962‬الذي وضع معالم السياسة االقتصادية الجزائرية غداة االستقالل‪.‬حيث بنيت‬
‫استراتيجية التنمية على ثالثة مفاهيم اساسية هي‪:‬التصنيع – التوجه نحو الداخل – التكامل‪ .‬و شرع في تطبيق‬
‫استراتيجية الصناعات المصنعة منذ سنة ‪.1965‬‬

‫التعريف بالصناعات المصنعة أو النموذج السوفياتي للتصنيع ‪:‬محور هذه االستراتيجية هو اعطاء األولوية‬
‫للصناعات الثقيلة‪.‬و الذي يتميز بانتاج سلع االنتاج‪.‬كفيل بان يطور الزراعة عن طريق امدادها بالمعدات و‬
‫السمدة‪،‬من جهة أخرى يستخدم المواد األولية المتوفرة في البالد (الحديد‪،‬الغاز‪،‬البترول‪...‬الخ)و بذلك يحقق‬
‫التكامل بين القطاعات‪.‬كما يسمح بنشوء صناعات حقيقية معتمدة على المنتجات الزراعية(الصناعة الغذائية)‪،‬و‬

‫‪3‬‬
‫منه تلبية االحتياجات الغذائية للسكان‪.‬و يعود مفهوم التصنيع و تكامل التصنيع الى أعمال االقتصادي الفرنسي‬
‫‪.pirroux‬‬
‫قدم ‪ Debernis‬من جانبه المبررات التي تحتم على الجزائر اتباع هذه االستراتيجية لتصحيح االختالالت التي‬
‫خلفها االستعمار و لكن دون اهمال الزراعة‪.‬‬

‫يتميز و يهدف خيار نموذج الصناعات المصنعة الذي انتهجته الجزائر بــ‪:‬‬

‫‪ .1‬يحقق طموحات الدولة من خالل تحقيق‪ :‬احالل الواردات‪-‬تنمية مستقلة‪-‬التصدير الى الخارج‪.‬‬
‫‪ .2‬يعتمد على التخطيط‬
‫‪ .3‬يركز على الصناعات الثقيلة دون اهمال الصناعات الخفيفة‬
‫‪ .4‬يهدف الى تطوير الزراعة‬
‫‪ .5‬يهدف الى توجيه االقتصاد نحو الداخل و كسر العالقات التقليدية مع المستعمر كتجربة رائدة في العالم الثالث‪.‬‬
‫‪ .6‬من الناحية الفنية‪:‬يتطلب تكنولوجيا عالية و كثافة رأسمال‪.‬‬

‫نتيجة هذا الخيار كان على الجزائر مجابهة المعادلة التي تربط بين الصناعات المصنعة‪ -‬التي تهدف الى‬
‫توجيه االقتصاد نحو الداخل‪-‬‬

‫في مقابل استغالل المحروقات و تصديرها من خالل توجيه هذا النشاط للخارج‪.‬باعتبار هذا الخير المصدر‬
‫األساسي للتمويل‬

‫‪ .1‬مرحلة التسيير الذاتي (‪:)1965-1962‬‬

‫تميزت هذه المرحلة بـ‪:‬‬

‫‪ -‬محاولة تشغيل األمالك الشاغرة‬


‫‪ -‬محاولة تشغيل الوحدات الصناعية‪،‬التجارية‪،‬و المزارع‬
‫‪ -‬اقتصرت االستثمارات على الميزانيات السنوية للتجهيز‬
‫‪ -‬محاولة استرجاع السيطرة على المؤسسات المالية و الثروات الطبيعية‬

‫كما تميزت هذه الفترة بــ‪:‬‬

‫‪ -‬بطؤ الصناعة اي طول آجال انشاء المصانع بحيث و ال مشروع دخل حيز التشغيل‬
‫‪ -‬هيمنة قطاع المحروقات الذي سجل مساهمته في القيمة المضافة ب‪ %50‬و الصناعة التحويلية‬
‫ب‪ %33‬سنة ‪.1963‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬الى غاية ‪ 1964‬بدأ تشغيل بعض المصانع المتوقفة مثل مشاريع النسيج (‪ 3000‬عامل)‪،‬مصنع‬
‫األحذية‪،‬مصنع العصائر باألصنام و مصنع الحديد بعنابة‪.‬‬
‫وقرر اعادة‬
‫‪ -‬جاء بيان التصحيح الثوري في ‪ 19‬جوان ‪ 1965‬لينتقد االشتراكية خالل الفترة السابقة‪ّ .‬‬
‫توجيه المسار االقتصادي االشتراكي من خالل " محاور اساسية‪:‬‬

‫(الثورة الصناعية ‪-‬الثورة الزراعية‪-‬الثورة الثقافية)‪.‬و التي كانت اساس المخططات التنموية التي تزامنت‬
‫مع ارتفاع اسعار البترول‪.‬‬

‫‪ .2‬مرحلة المخططات التنموية(‪:)1979-1967‬‬

‫‪ 1.2‬المخطط الثالثي األول ‪ :1969-1967‬عبارة عن مخطط تجريبي و بمثابة تطبيق لما ورد في بيان جوان‬
‫‪.1965‬‬

‫‪ 2.2‬المخطط الرباعي األول ‪ : 1973-1970‬أنشئت العديد من المؤسسات مثل ‪:‬مركب الحجار‪ -‬مصنع أرزيو‪-‬‬
‫البنى التحتية –السكنات‪-‬استيراد السلع النهائية‪-‬اسواق الفالح عبر كامل التراب الوطني‪.‬‬
‫‪ 2.3‬المخطط الرباعي الثاتي ‪ :1977-1974‬تكملة للمخطط السابق نظرا لضعف التسيير داخل المؤسسة‪.‬‬

‫تميزت مرحلة المخططات التنموية خالل السبعينات بــــــــ‪:‬‬

‫‪ -‬استثمارات ضخمة فاقت حدود االمكانات المحلية(معدل االستثمار‪ %52‬من اجمالي ‪ PIB‬سنة ‪.)1979‬‬
‫‪ -‬تحولت مه ّمة النظام البنكي بعد التأميم الى تمويل التصنيع‪.‬و مع نقص التحكم في التسيير المالي والمبادرات في‬
‫تمويل المشاريع‪ .‬اصبح هذا النظام شبكة للخزينة العمومية ومجرد مؤسسات ادارية وليس مالية‪.‬‬

‫الدرس‪: 1‬سياسة خلق االمكانيات من أجل التنمية و ليس التنمية على قدر االمكانيات المتاحة‬

‫الدرس‪ :2‬كان هم المسؤولين رصد االستثمارات دون التمعن في النتائج‪:‬الدخل الوطني‪-‬الصادرات‪-‬‬


‫االدخار‪-‬االرتباطات مع الفروع االقتصادية‪-‬الجهاز االنتاجي تابع للخارج(ألن عملية تشغيله تتوقف‬
‫على الواردات من السلع الوسيطية و قطع الغيار الالزمة للصناعة)‬

‫‪ -‬قامت الجزائر باصالح مالي سنة ‪ 1970‬من خالل فرض قيود على االقراض الخارجي‪ .‬دليل على ظهور‬
‫اختالالت مالية‪.‬‬
‫‪ -‬كما بلغت واردات األغذية من ‪ 326‬مليون دوالر(‪ )1973‬الى ‪ 2‬مليار دوالر (‪،)1980‬لترتفع الى ‪ 3,1‬مليار‬
‫دوالر (‪.)1991‬مع زيادة السكان (‪ %3.2‬سنويا) و فشل الثورة الزراعية‪.‬‬

‫في النهاية ان التكنولوجيا المستخدمة لم يتم التحكم فيها مرحليا كما كان متوقعا‪،‬و التكامل القطاعي لم‬
‫يتحقق‪.‬بالعكس ظل استيراد المعدات الصناعية مستمرا مما زاد من االرتباط بالخارج أكثر‪.‬كما أن الصناعة‬
‫على أسس اقتصادية بحتة بعيدة عن السياسة‪.‬‬ ‫الجزائرية لم ترق الى درجة التصدير المبني ‪5‬‬
‫المحاضرة الثالثة‪ :‬المخططات التنموية و االصالح خالل الثمانينات(‪)1989-1980‬‬

‫التخطيط و االصالح خالل فترة الثمانينات‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬


‫نظرا لظهور اختالالت هيكلية و مالية في المؤسسات الصناعية مضت الدولة في ‪:‬‬
‫‪ .1‬المخطط الخماسي األول (‪:)1984-1980‬تقرر فيه اعادة الهيكلة العضوية و المالية للمؤسسات‪.‬‬
‫اعادة الهيكلة العضوية‪ :‬تعني تقسيم المؤسسات الكبرى الى وحدات صغيرة أكثر تخصصا من‬ ‫‪1.1‬‬
‫اجل مواجهة الضغط و الصعوبات بحثا عن الفعالية االقتصادية والربحية‪.‬‬
‫و تعني كذلك تغيير عقالني لظروف التنظيم القديمة الذي ولد مشاكل هيكلية و تنظيمية‪.‬‬
‫أسباب اعادة الهيكلة العضوية‪:‬‬
‫‪ -‬ضخامة حجم الشركات الوطنية (صعوبة التسيير‪-‬مركزية القرار‪-‬غياب ظروف العمل المالئمة)‪.‬‬
‫‪ -‬تعدد المهام و الوظائف ‪ -‬نقص النجاعة لعدم التخصص و تقسيم العمل‪ -‬انخفاض معدالت االنتاجية‪.‬‬
‫‪ -‬كثرة الوحدات التابعة للشركة األم صعب من مهمة معرفة الوحدة ذات المردودية و األخرى الخاسرة‪.‬‬
‫‪ -‬ضخامة االستثمارات و طول فترة االنجاز‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة انتقال المعلومات بين الوحدات‬
‫‪ -‬العمالة الزائدة‬
‫‪ 2.1‬اعادة الهيكلة المالية‪ :‬و يقصد بها التطهير المالي للمؤسسات أي مسح ديونها‪.‬‬
‫أسباب اعادة الهيكلة المالية‪:‬‬

‫‪ -‬المردودية المالية السالبة‬

‫‪ -‬التحديد المسبق لألسعار دون مراعاة التكلفة الحقيقية ما اثر على األموال المخصصة لتمويل االنتاج‪.‬‬

‫‪ -‬ضغوطات الضرائب‬

‫‪ -‬عدم وفاء المتعاملين بالتزاماتهم في اآلجال المحددة للمؤسسة‬

‫‪ -‬تزايد مديونية المؤسسة‪ :‬فتمويل المؤسسة كان عن طريق القروض‪.‬و ألنها ال تحقق عوائد مالية تتناسب وآجال‬
‫تسديد القروض تلجأ الى قروض أخرى لتغطية الديون السابقة ‪.‬الخسائر المالية التي تكبدتها المؤسسات ساهمت في رفع‬
‫ديون الجزائر من ‪ 6‬مليار دج سنة ‪ 1974‬الى ‪ 13‬مليار دج سنة ‪ 1976‬ثم ‪ 26‬مليار دج سنة ‪. 1979‬‬

‫أهداف اعادة الهيكلة المالية‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬مسح ديون المؤسسات‬

‫‪ -‬وضع ميزانيات االنطالق‬

‫‪ -‬تصفية الحسابات بين المؤسسات العمومية‬

‫‪ -‬تحقيق مردودية ايجابية لتحسين جميع الوظائف‬

‫‪ -‬تخفيف حدّة نقص رأسمال‬

‫‪ -‬تحقيق نظام أسعار متناسق‬

‫االجراءات‪:‬‬
‫‪ -‬أشرفت علي عملية اعادة الهيكلة اللجنة الوطنية إلعادة هيكلة المؤسسات االقتصادية‪ .‬تتكون من مختلف‬
‫الوزارات ذات العالقة بالمؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬كلفت بنك التنمية (‪ )BAD‬بمنح قروض طويلة األجل للمؤسسة ذات العجز‪.‬و مع استمرار التعثر المالي‬
‫للمؤسسات كلفت بمسح الديون الكلي او الجزئي عن طريق منح اعانات لهذه المؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬اصالح ضريبي لتنشيط دورة استغالل المؤسسة‪.‬‬
‫النتائج‪:‬‬
‫‪ -‬تقسيم ‪ 150‬مؤسسة سنة ‪ 1980‬الى ‪ 450‬مؤسسة سنة ‪.1982‬‬
‫‪ -‬كان الهدف من اعادة الهيكلة القضاء على المركزية في اتخاذ القرارات‪،‬لكن في الواقع بقي التخطيط لالنتاج‬
‫مهيكل و منظم من قبل السلطات العليا‬
‫‪ -‬صعوبة الرقابة و تفشي االختالسات‬
‫‪ -‬مشاكل النقل و التموين‬
‫‪ -‬سياسة التمويل في هذه الفترة تزامنت مع تراجع اسعار البترول ما أدى الى زيادة مديونية الدولة و تفاقم‬
‫البطالة(‪ ) %25‬و انهيار القدرة الشرائية للمواطن‪.‬ما دفع الحكومة الى التفكير في اصالح آخر عرف بـ‪:‬‬
‫استقاللية المؤسسات (‪:)1988‬‬ ‫‪3.1‬‬

‫جاء هذا االصالح نتيجة ارتفاع ضغط المديونية و تراجع مردودية المؤسسة االقتصادية‪.‬و يعتبر تمهيد لمشروع‬
‫الخوصصة (الذي لم يتجسد اال في اواسط التسعينات)‪.‬‬

‫مفهوم االستقاللية المؤسسة‪:‬تعتبر تجسيد فعلي لالمركزية من خالل‪:‬‬


‫‪ -‬اعادة النظر في القانون األساسي‪:‬فردية المبادرة في استغالل طاقاتها الذاتية‬
‫‪ -‬التعاقد بحرية وفق القانون التجاري‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬تصبح المؤسسة شخصية معنوية‪:‬مثل شركات األسهم و شركات المسؤولية المحدودة تخضع لقوانين الربحية‬
‫االقتصادية و المالية أي في حالة افالس تعرض للتصفية‪.‬‬

‫استقاللية المؤسسات‬

‫التحكم في الجانب‬
‫المالي(التمويل‬ ‫المراقبة وتقييم اآلداء‬ ‫اتخاذ القرار‬
‫الذاتي)‬

‫التصرف في‬
‫تشخيص الخلل‬
‫تنفيذ المهام‬ ‫الموجودات وفق‬ ‫قرار االستثمار‬ ‫شروط التشغيل‬ ‫تحديدالسعر(التكلفة)‬
‫ومعالجته‬
‫التعاقد‬

‫المحاضرة الرابعة‪:‬التحوالت االقتصادية خالل فترة التسعينات‬

‫النتائج االقتصادية و االجتماعية لفترة (‪)1989-80‬‬ ‫‪.I‬‬

‫النتائج االقتصادية‪:‬‬

‫تحققت بعض األهداف المسطرة خالل ‪:1984-1980‬‬

‫تضاعف الناتج الداخلي الخام من ‪ 113‬مليار ‪ 1977‬الى ‪ 225‬مليارسنة ‪1984‬‬

‫نمو الناتج الداخلي الخام خارج المحروقات‪ %5.6‬سنويا (قطاع الصناعة‪،‬البناء و األشغال العمومية‪،‬المحروقات‬
‫لكن مع جمود القطاع الفالحي)‬

‫نمو قطاع الشغل ب‪%61‬‬

‫لكن مع النصف الثاني من الثمانينات ‪:1989 -1985‬‬

‫تأزم الظرف االقتصادي الدولي مع انخفاض أسعار الفائدة‪،‬انخفاض أسعار النفط‪.‬األمر الذي ألزم الجزائر الى‬
‫انتهاج سياسة التقشف التي انعكست سلبا على األوضاع االقتصادية واالجتماعية منها‪:‬‬

‫لجوء الدولة الى االصدار التقدي لتغطية العجز المالي‬

‫ركود اقتصادي في جميع القطاعات‬

‫انخفاض المداخيل من العملة الصعبة‬

‫انخفاض عملية االستيراد‬

‫تقليص كبير في االستثمارات الصناعية الرتباطها بالعملة الصعبة‬

‫تراجع النمو االقتصادي الى ‪ %2,7‬خالل ‪1989-87‬‬


‫‪8‬‬
‫صعوبات في الحصول على قروض جديدة لتمويل الواردات من المواد الغذائية‪،‬معدات التجهيز‪،‬وخدمة الدين‪ .‬ما‬
‫أزم األوضاع االجتماعية مثل‪:‬البطالة‪،‬نذرة المواد واسعة االستهالك‪.‬‬

‫امام هذه األوضاع لم يبق للجزائر خيار سوى اللجوء الى صندوق النقد الدولي‬

‫االصالحات االقتصادية و شروط صندوق النقد الدولي‪FMI‬‬ ‫‪.II‬‬

‫واجهت الحكومة أربع تحديات ‪:‬‬


‫توقيف التراجع االقتصادي و دعم النمو‬ ‫‪.1‬‬
‫البحث عن حل عاجل للمديونية الخارجية‬ ‫‪.2‬‬
‫السعي إلعادة التوازن في ميزان المدفوعات‬ ‫‪.3‬‬
‫ضبط العمل السياسي و تحقيق السلم االجتماعي‬ ‫‪.4‬‬

‫شروط الهيئات الدولية‪:‬‬


‫هدفه األساسي تسوية ال وضع المالي ليسهل العمل التجاري واالندماج شيئا فشيئا مع آلية السوق‬

‫أهداف صندوق‬
‫النقد‬

‫خفض عجز‬ ‫تحرير اسعار‬ ‫خفض عجز‬ ‫التحكم في كمية‬


‫خفض الدعم‬ ‫تحرير األجور‬
‫الميزانية‬ ‫السلع و الخدمات‬ ‫ميزان المدفوعات‬ ‫النقد المتداول‬

‫أهداف البنك‬
‫الدولي‬

‫تخفيف ضغط‬ ‫اصالح مؤسسات‬


‫الخصخصة‬ ‫تحرير األسعار‬ ‫تحرير األسواق‬
‫االنفاق الحكومي‬ ‫الدولة‬

‫‪ .1‬برنامج التصحيح الهيكلي خالل ‪1991-1989‬‬


‫(فترة االصالحات المحتشمة)‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ 1.1‬االستعداد االئتماني األول‪:‬‬
‫اتفاق ‪ 30standby‬ماي‪ 30-1989‬ماي‪1990‬‬
‫وافق ‪ FMI‬على تقديم ‪ 155‬مليون دوالر‪.‬و التزمت الجزائر بتقديم الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تقليص عجز الموازنة‬
‫‪ -‬تخفيض قيمة الدينار‬
‫‪ -‬تحرير األسعار في جويلية ‪1989‬‬

‫‪ 2.1‬االستعداد االئتماني الثاني‪ 03:‬جوان ‪1991‬‬


‫‪-‬مع تأزم الوضعية المالية و ارتفاع خدمة الدين لجات الدولة الى اتفاق ثان مع صندوق النقد حصلت بموجبه‬
‫على ‪ 400‬مليون دوالر تم استهالكه على ‪ 4‬دفعات‪.‬في نفس الوقت تحصلت على قرض من البنك الدولي بقيمة‬
‫‪ 350‬مليون دوالر مخصص للتطهير المالي للمؤسسات العمومية‪.‬‬
‫‪-‬تضمن الشروط التالية‪:‬‬
‫تقليص تدخل الدولة في النشاط االقتصادي‬
‫استقاللية المؤسسات على أساس قواعد السوق و تقليص دور الخزينة في تمويل عجز هذه المؤسسات‬
‫تخفيض قيمة العملة الوطنية‬
‫تحرير األسعار رفع الدعم الكلي عنها مع نهاية ‪1991‬‬
‫اصالح نظام األجور‬
‫تحرير التجارة الخارجية‬
‫اصالح النظام المصرفي‬
‫اصالح النظام الجمركي و الضريبي‬
‫التحكم في التضخم عن طريق تثبيت األجور‬
‫تخفيض النفقات العمومية و خوصصة المؤسسات‬

‫من النتائج‪:‬‬

‫‪-‬تم رفع الدعم عن بعض السلع ذات االستهالك الواسع‬

‫‪-‬خفض قيمة الدينار ب‪ %22‬في سبتمبر‪.1991‬ومع ذلك لم يتم تنفيذ برنامج التصحيح تماما‬

‫‪-‬لم يتحقق جزء من التمويل الخارجي المخطط لعام ‪ 1991‬فساهم في انكماش الواردات‪-‬هبوط االنتاج‪-‬ارتفاع أعباء خدمة‬
‫الدين‪.‬‬

‫‪.2‬البحث عن التصحيح الهيكلي خالل ‪(1993-1992‬مرحلة التردد و التراجع) ‪:‬‬

‫‪-‬تباطؤ االصالح نتيجة انخفاض قيمة العملة‬

‫‪-‬بلغت خدمة الدين ‪ %30‬من الصادرات‬

‫‪-‬عجز الموازنة ب ‪ %10‬سنة ‪. 1993‬مع استمرار الدعم الحكومي الستهالك السلع(‪ %5‬من الناتج سنة ‪-1992‬‬
‫‪.)1993‬‬

‫‪.3‬برنامج التصحيح الهيكلي األول ‪:1994-1993‬‬

‫‪10‬‬
‫شرعت الدولة في تحقيق برنامج االستقرار االقتصادي المدعم من المؤسستين الدوليتين لتصحيح االختالالت(انخفاض‬
‫سعر النفط‪،‬ا رتفاع المديونية‪،‬ارتفاع التضخم‪)..‬من خالل اجراءات‪:‬‬

‫‪-‬تحرير األسعار‬

‫‪-‬رفع قيود التجارة الخارجية‬

‫‪-‬الحد من دعم السلع األساسية‬

‫‪-‬تخفيض قيمة العملة ب ‪%50‬‬

‫‪-‬اليات االنتقال الى اق السوق(الخوصصة‪،‬استقاللية المؤسسات‪،‬اعادة الهيكلة‪)...‬‬

‫‪-‬تثبيت كتلة األجور و ضبط االنفاق العام‬

‫‪--‬قانون االستثمار‪-1993‬حل ‪ 88‬مؤسسة‪-‬استقاللية ‪ 5‬مؤسسات و خوصصة ‪ 5‬فنادق‬

‫النتائج‪ :‬بشكل نسبي و مؤقت تم تحقيق التوازنات النقدية و المالية على المستوى الكلي‪ .‬تراكمت خسائر المؤسسات ‪-‬‬
‫الديون الخارجية‪-‬البطالة‪-‬استيراد المواد الغذائية( أكثر من ‪.)%50‬‬

‫يمكن القول أن نتائج االصالحات خالل التسعينات كانت ايجابية على مستوى المؤشرات المالية و النقدية لكنها سلبية‬
‫على مستوى االجتماعي و الهيكل االقتصادي بالنظر الى البطالة‪ %32‬سنة ‪ 1998‬نتيجة تسريح العمال –انخفاض القدرة‬
‫الشرائية‪-‬غلق المؤسسات و انكماش النسيج الصناعي ‪.‬‬

‫‪.4‬برنامج التصحيح الهيكلي الثاني‪(1998-1995‬االصالحات المتسارعة)‪:‬‬

‫تطبيق برنامج التثبيت االقتصادي الذي تم االتفاق عليه مع صندوق النقد في ‪ 22‬ماي ‪ .1995‬من أهدافه‪:‬‬

‫‪-‬تحقيق نمو متوسط ‪ %5‬من ‪ PIB‬خارج المحروقات‬

‫‪-‬تخفيض التضخم الى ‪%10,3‬‬

‫‪-‬التحرير التدريجي للتجارة الخارجية‪،‬تحرير السعار‪،‬الغاء الدعم للسلع‬

‫‪-‬الخوصصة من خالل اطار تشريعي‪.‬‬

‫النتائج‪:‬‬

‫‪-‬تحقيق معدل نمو ‪ %3,9،4،4,5‬خالل ‪ 1997-1996-1995‬على التوالي‪.‬‬

‫‪-‬تحقيق فائض في الموازنة ‪ %3‬سنة ‪1996‬‬

‫‪-‬انخفاض معدل التضخم من ‪ %34‬الى ‪ %21.7‬خالل ‪1997-93‬‬

‫‪-‬تقليص المديونية ‪:‬خدمة الدين الى السلع و الخدمات‪:‬من ‪ %82‬سنة ‪ 1993‬الى ‪ %24‬سنة ‪1997‬‬

‫بلغ اجمالي الدين الى غاية ‪1995‬حوالي ‪ 31,573‬مليون دوالر‬

‫كلفت تطهير المؤسسات ‪ 13‬مليار دوالر خالل ‪. 1999-1994‬‬


‫‪11‬‬
12

You might also like