You are on page 1of 54

‫مقدمة‬

‫مر االقتصاد الجزائري بالعديد من المراحل والمحطات والتحوالت في طريقة تسييره وعالقاته اإلنتاجية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وكل مرحلة من هذه المراحل إال ولها أسبابها ومبرراتها الداخلية والخارجية ‪.‬‬
‫وأول مرحلة مر بها هي مرحلة ما قبل االستعمار‪ ،‬حيث كان يتميز بأنه اقتصاد بدائي هدفه األساسي هو‬
‫إشباع الحاجات الشخصية الضرورية ال غير‪.‬‬
‫والمرحلة الثانية هي مرحلة االستعمار الفرنسي التي كانت أطول وأصعب فترة والتي غيرت وشوهت مساره‬
‫الطبيعي وامتدت آثاره المدمرة اقتصاديا واجتماعيا حتى بعد االستقالل‪،‬‬
‫أما المرحلة الثالثة فهي المرحلة التي تلت مرحلة االستعمار وحصول الجزائر على حريتها واستقاللها‪ ،‬وهنا‬
‫ظهرت اآلثار السلبية التي ورثها االقتصاد الجزائري من االقتصاد الفرنسي نتيجة التبعية واالندماج إبان‬
‫الحقبة االستعمارية‪. ،‬‬
‫وبعد االستقالل اتجهت الجزائر نحو بناء نظام اقتصادي قائم على النهج االشتراكي قوامه التخطيط و التوجيه‬
‫المركزي لتحقيق أهداف السياسة االقتصادية لتعويض التأخر والتخلف واستدراك ما ضاع نتيجة االحتالل‪،‬‬
‫وكانت األهداف المحددة في هذه المرحلة تتمثل في تكييف األهداف االجتماعية مع األهداف االقتصادية‪،‬‬
‫فاألهداف االجتماعية تتمثل في تلبية حاجيات السكان من تعليم وصحة وسكن وانارة كهربائية وتشغيل‪...‬إلخ‪،‬‬
‫أما األهداف االقتصادية فتتمثل في فصل االقتصاد الجزائري عن تبعيته لالقتصاد الفرنسي بعد ‪231‬سنة من‬
‫االندماج والسيطرة‪ ،‬واعتماد إستراتيجية تنموية تعتمد على بناء قاعدة صناعية قوية في إطار تكاملي مع‬
‫باقي القطاعات األخرى‪ ،‬الستيعاب كل المشاكل المطروحة واستدراك ما ضاع نتيجة االحتالل‪.‬‬
‫كما تدخلت الدولة في كل النشاطات لتوجيه دواليب االقتصاد‪ ،‬و ضمان نجاح السياسة المطبقة من خالل‬
‫التأميمات التي قامت بها وانشاء مؤسسات عمومية واسعة في كل القطاعات‪ ،‬وأنشأت أجهزة إدارية خاصة‬
‫بالتخطيط و المراقبة والتوجيه والتسيير والتنظيم تضمن تدخل الدولة بصفة مباشرة كلما تطلب األمر ذلك‪.‬‬
‫اعتمدت الجزائر أسلوب المخططات التنموية لتطوير اقتصادها‪ ،‬فأنجزت أربعة مخططات في الفترة (‪-2691‬‬
‫‪ ،)2691‬بداية بالمخطط الثالثي (‪ ،)2696-2691‬ثم المخطط الرباعي األول (‪ ،)2613-2611‬فالمخطط‬
‫الرباعي الثاني (‪ ،)2611-2611‬وأخي ار مخطط المرحلة التكميلية لمدة سنة (‪.)2616-2619‬‬
‫وفي الوقت الذي شرعت في تنفيذ المخطط الخماسي الثاني (‪ )2696-2691‬كانت األزمة النفطية لعام‬
‫‪ 2699‬بدأت تشل كيان االقتصاد الجزائري‪ ،‬بظهور االختالالت المالية و واالقتصادية واالجتماعية وبالتالي‬
‫هذا المخطط لم يحظ بنفس األهمية التي حظيت بها المخططات السابقة‪ ،‬بسبب األزمة االقتصادية التي‬
‫انعكست آثارها على نقص التمويل لتنفيذ البرنامج المسطر‪ ،‬ألن هذا التمويل مصدره مداخيل صادرات‬
‫المحروقات التي انخفضت أسعارها خالل ‪ 2699‬إلى أدنى مستوياتها‪ ،‬وهذا ما دفع بالسلطات الجزائرية‬
‫للبحث عن مخرج لهذه األزمة فلم يكن أمامها سوى سبيل اإلصالحات‪ ،‬ولذلك شرعت منذ ‪ 2699‬في سلسلة‬
‫من اإلصالحات االقتصادية من منظورها الخاص‪ ،‬وعندما أخفقت في ذلك بسبب نقص التمويل وغياب‬
‫ابتداءا من ‪ 2696‬مع الصندوق‬
‫ً‬ ‫البرامج‪ ،‬توجهت إلى تنفيذ سلسلة أخرى من اإلصالحات أكثر عمقًا وشمولية‬
‫والبنك الدوليين لحل أزمة االقتصاد الجزائري‪ ،‬في ظل شروط اقتصادية واجتماعية قاسية مفروضة عليها في‬
‫إطار اقتصاد السوق‪ ،‬وبقي االقتصاد الجزائري حتى نهاية األلفية الثانية في وضع اقتصادي غير مريح‬
‫تتجاذبه اإلصالحات الداخلية أحيانا واإلصالحات الخارجية أحيانا أخرى‪ ،‬في ظل غياب التوازنات المالية‬
‫الداخلية والخارجية التي انعكست آثارها السلبية على الجوانب االجتماعية‪ ،‬لكن انتعاش أسعار المحروقات مع‬
‫مطلع األلفية الثالثة أدت إلى وجود بحبوحة مالية لم تشهدها الجزائر من قبل‪ ،‬ساهمت بشكل واضح في‬
‫استعادة االقتصاد الجزائري لعافيته وتحقيق استق ارره واعادة توازناته المالية الداخلية والخارجية والتخلص من‬
‫عبء المديونية‪ ،‬هذا الوضع المريح سمح للسلطات الجزائرية برسم وتنفيذ ثالثة برامج تنموية توسعية شملت‬
‫كل القطاعات والمجاالت‪ ،‬األول هو برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي (‪ 1111‬ـ ‪ )1111‬ثم البرنامج التكميلي‬
‫لدعم النمو (‪1111‬ـ‪ ،)1116‬وأخيرا برنامج توطيد النمو (‪ 0202‬ـ ‪ ، .)0202‬حيث رصدت الدولة لهذه‬
‫البرامج اعتمادات مالية ضخمة لتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية عديدة‪.‬‬
‫وعلى ضوء هذه المقدمة تم تقسيم هذا العمل إلى ستة محاور كما يلي ‪:‬‬

‫المحور األول‪ :‬الوضعية االقتصادية إبان االحتالل ‪.‬‬


‫المحور الثاني ‪ :‬مرحلة تخطيط التنمية االقتصادية ( ‪ 2691‬ـ ‪) 2616‬‬
‫المحور الثالث ‪ :‬مرحلة التحول اإلرادي لإلصالحات ( ‪ 2691‬ـ ـ ‪) 2699‬‬
‫المحور الرابع ‪ :‬مرحلة اإلصالحات االقتصادية ( ‪ 2699‬ـ ‪)2663‬‬
‫المحور الخامس ‪:‬مرحلة تطبيق سياسات التعديل الهيكلي ( ‪ 2661‬ـ ‪) 2669‬‬
‫المحور السادس ‪ :‬مرحلة برامج النمو االقتصادي منذ ‪2666‬‬

‫‪Page 1‬‬
‫المحور األول‪ :‬الوضعية االقتصادية إبان االحتالل‬
‫ورثت الجزائر بعد االستقالل وضعا اقتصاديا مزريا‪ ،‬يتميز بسيادة القطاع الزراعي والصناعة‬
‫اإلستراتيجية إضافة إلى تبعيته المطلقة لالقتصاد الفرنسي‪ ،‬وهذا الوضع االقتصادي المزري انعكس عنه‬
‫وضع اجتماعي هو اآلخر سيء يتمثل في الفقر والجهل والمرض‪ ،‬ولمواجهة هذا اإلرث سلكت الجزائر نهج‬
‫االشتراكية كخيار أساسي لتحقيق التنمية والخروج من التبعية والتخلف‪.‬‬
‫كان يتميز االقتصاد الجزائري إبان االحتالل بعدة خصائص و هي‪:‬‬
‫‪ .2‬سيطرة النشاط الفالحي وخلق قطاع زراعي يملكه المعمرون بمساحة كلية ‪ 1.1‬مليون هكتار موزعة على‬
‫‪ 11111‬معمر و‪ 12111‬مزرعة‪ ،‬مقابل ‪ 1.9‬مليون هكتار يملكها ‪ 911111‬من الج ازئريين‪.‬‬
‫‪ .1‬المبادالت التجارية كانت تتميز بخاصيتين‪ ،‬من ناحية أولى كان هناك عجز في نسبة تغطية الصادرات‬
‫للواردات في حدود ‪ ،% 39‬ومن ناحية ثانية عدم التوازن في التوزيع الجغرافي للمبادالت فنجد ‪ %99‬من‬
‫الصادرات كانت توجه للسوق الفرنسية وحوالي ‪ %11‬من الواردات مصدرها السوق الفرنسية كذلك‪.‬‬
‫‪ .3‬القوى االجتماعية المتحكمة في االقتصاد‪ :‬هناك أربع مجموعات أجنبية كانت تسيطر على االقتصاد‬
‫الجزائري و هي‪:‬‬
‫أ ‪-‬الرأسماليون الصناعيون‪ :‬كانوا يسيطرون على القطاع الصناعي بتشكيل اتحادات صناعية مثل اتحاد‬
‫المناجم الذي كان يملك ‪ %91‬من رأس مال شركة فوسفات قسنطينة‪ ،‬و بنك االتحاد الباريسي‪-‬ميرابو‬
‫المتحكم في مناجم حديد الونزة بـ ‪.%19‬‬
‫ب ال‪-‬رأسماليون العقاريون‪ :‬كانوا يسيطرون على المساحات الزراعية الخصبة و المباني‪.‬‬
‫ج ‪-‬الرأسماليون الماليون‪ :‬كانوا يحتكرون الجهاز المالي و المصرفي‪.‬‬
‫د ‪-‬الرأسماليون الزراعيون‪ :‬وهم عبارة عن الكولون المالكون وكان عددهم ‪ 11111‬معمر يشكلون قوة‬
‫اقتصادية وسياسية مؤثرة في ميادين الفالحة والصناعة والنقل‪.‬‬
‫ونتجت عن هذه الوضعية ازدواجية في االقتصاد‪ ،‬قطاع أجنبي حديث وعصري موجه نحو التصدير‬
‫يستفيد من يد عاملة ماهرة ومؤهلة وآالت حديثة وتمويل مصرفي ميسر ومندمج تماما في االقتصاد الفرنسي‪،‬‬
‫وبالمقابل هناك اقتصاد جزائري تقليدي متخلف لم يكن يتمتع بدرجة استعداد كافية لتفاعله مع االقتصاد األول‬
‫(‪ ،)1‬وعليه أصبح االقتصاد الجزائري تطبعه المظاهر اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬إختالل العالقة بين الموارد المادية والموارد البشرية بسبب قلة الوسائل المادية وضعف االستثمار وارتفاع‬
‫نسبة الزيادة السكانية‪.‬‬
‫‪ -‬اختالل الهيكل اإلنتاجي بسبب ضعف الصناعة في تكوين الناتج الداخلي الخام‪.‬‬
‫‪ -‬اختالل هيكل التشغيل بسبب تراكم نسبة تركز استخدام اليد العاملة في القطاع الزراعي‪.‬‬

‫( ‪ )1‬جمال الدين عويسات‪ ،‬التنمية الصناعية‪ ،‬ترجمة سعيدي الصديق‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪ ،2699‬ص ‪.2‬‬

‫‪Page 2‬‬
‫‪ -‬أحادية هيكل التجارة الخارجية بتصدير عدد محدود من المواد بفعل واقع السيطرة و االندماج‪.‬‬

‫‪Page 3‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬مرحلة تخطيط التنمية االقتصادية ( ‪ 2691‬ــ ‪) 2696‬‬
‫بعد خروج المعمرين من الجزائر سنة ‪ 2691‬تركوا وراءهم اقتصادا مشوها بعد ‪ 231‬سنة من التدمير‬
‫واالستغالل‪ ،‬منها سبع سنوات حرب بتطبيق سياسة األرض المحروقة من طرف المستوطنين بمساعدة‬
‫المنظمة السرية المسلحة‪ ،‬لقد كان المستعمر هو المسير األساسي لالقتصاد الجزائري‪ ،‬وبعد خروجه وجدت‬
‫الجزائر المستقلة نفسها أمام وضع اقتصادي منهك ومدمر يفتقد إلى اإلمكانيات المادية والمالية ويتميز ب‪:‬‬
‫‪ -‬تحويل كل االدخارات واألموال إلى الخارج‪ ،‬واخالء خزينة الدولة والبنك المركزي من األرصدة الذهبية‬
‫والعمالت الصعبة‪ ،‬فقد سجل في شهر جوان ‪ 2691‬تحويل عن طريق القطاع البنكي ‪ 111‬مليون فرنك‬
‫فرنسي‪ ،‬أما التحويالت خارج القطاع البنكي فلم يتم حصرها‪.‬‬
‫‪ -‬خروج اإلطارات واليد العاملة المؤهلة من مختلف القطاعات عموما ومن اإلدارة خصوصا و تفريغها من‬
‫الوثائق الضرورية لشل الجهاز اإلداري‪ ،‬وفي هذا اإلطار فقد تم تسجيل خروج ‪ 11111‬إطار رفيع المستوى‪،‬‬
‫و‪ 31111‬إطار متوسط المستوى‪ ،‬و‪ 211111‬عامل مهني (‪.)1‬‬
‫‪ -‬ترك ‪ 611111‬هكتار من األراضي الفالحية الخصبة التي كانت مملوكة من طرف المعمرين مع‬
‫الصناعات التحويلية الحرفية في حالة شغور حتى يوضع اإلنتاج الوطني أمام عجز تام‪.‬‬
‫‪ -‬يتكون االقتصاد في عمومه من النشاط الفالحي ومن النشاط الصناعي اإلستخراجي الحرفي بنسبة ‪.%91‬‬
‫‪ -‬ربط المبادالت التجارية الخارجية مع فرنسا‪ ،‬فمن جهة نسبة ‪ % 91‬من الصادرات الجزائرية توجه لفرنسا‬
‫و‪ % 91‬من صادرات فرنسا توجه للجزائر كواردات من جانب ثان‪.‬‬
‫‪ -‬بنية قاعدية ضعيفة ال تشجع على تحسين النشاط اإلنتاجي مثل الطرقات المنجزة والمطارات والخطوط‬
‫الكهربائية والسكك الحديدية ‪....‬الخ ‪.‬‬
‫‪ -‬قطاع مالي و مصرفي يمثل امتدادا لفروع بنوك أجنبية و بالخصوص الفرنسية‪.‬‬
‫‪ -‬حالة اجتماعية صعبة مثل ارتفاع البطالة و إعادة إسكان المتضررين من الحرب وتسوية األوضاع المادية‬
‫لألرامل‪ ،‬ومشكلة التكفل بالجيل الصاعد من أبناء جيل الثورة و اإلسراع إلعادة تسيير القطاعات اإلنتاجية و‬
‫األجهزة اإلدارية‪ ،‬وأمام هذا الوضع تطلب األمر من السلطات أخذ بعض التدابير في المجال المالي لضمان‬
‫التمويل والتموين‪ ،‬وفي المجال التقني لضمان تأطير سير التنمية‪ .‬وعلى العموم تتمثل هذه التدابير فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -2‬التسيير الذاتي للوحدات االقتصادية‪ :‬إن الهجرة الجماعية للمستعمرين أعطت صفة التضامن للجزائريين‬
‫في المصانع القليلة الشاغرة و في المزارع المهجورة الستغاللها بتكوين لجان تتولى هذه المهمة بغرض‪:‬‬
‫‪ -‬جرد لكل ما تركه المعمرون من أدوات و معدات وأمالك‪.‬‬
‫‪ -‬تحويل كل ما تركه المعمرون و وضعه تحت تصرف الدولة ورقابتها و هي الوحيدة المالكة له‪.‬‬
‫‪ -‬منع الخواص من إنشاء الوحدات اإلنتاجية أو التوسع فيها في حالة وجودها‪.‬‬

‫‪)1( Ahmed Henni, Economie de L’Algérie Indépendante, ENAG,Algérie, 1991,p 26.‬‬

‫‪Page 4‬‬
‫‪ -1‬اعتماد نهج االشتراكية كخيار سياسي لضمان العدالة االجتماعية‪ ،‬و هذا الخيار تم التأكيد عليه في‬
‫مؤتمر الصومام سنة ‪ ،2619‬و في ميثاق الحكومة المؤقتة في طرابلس في جوان من عام ‪ ،2691‬وفي‬
‫ميثاق الجزائر عام ‪ 2691‬الذي يتبنى االشتراكية و يرفض تطبيق النظام الرأسمالي(‪ ،)1‬ثم ميثاق ‪ 2619‬الذي‬
‫(‪)2‬‬
‫ينص على تحقيق األهداف اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬استكمال االستقالل الوطني وتدعيمه أكثر‪..‬‬
‫‪ -‬محاربة استغالل اإلنسان لإلنسان إلقامة مجتمع متحرر وتسود فيه العدالة‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية وترقية شخصية اإلنسان الجزائري‪.‬‬
‫‪ -3‬التخطيط المركزي الذي يمثل أداة الدولة االشتراكية لتحقيق أهدافها‪ ،‬و لذلك اعتمدت أسلوب التخطيط‬
‫سنة ‪ 2691‬بتطبيق أول مخطط يمتد على فترة ‪ 3‬سنوات‪ ،‬ثم تلته سلسلة من المخططات إلى غاية ‪2696‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وقد اشترط في التخطيط المركزي تحقيق ما يلي‪:‬‬
‫ـ فنيا حصر موارد وحاجيات البلد ومراقبة سير الخطط‪،‬‬
‫ـ اقتصاديا مركزية استعمال الفائض االقتصادي بصورة عقالنية ‪.‬‬
‫ـ سياسيا تأكيد االستقالل الفعلي للبلد‪.‬‬
‫‪ -1‬التأميمات و االحتكارات التي قامت بها الجزائر و نذكر منها (‪:)4‬‬
‫ذاتيا‪.‬‬
‫‪ -‬تأميم جميع أراضي المعمرين عام ‪ 2693‬وأصبحت تسير ً‬
‫‪ -‬تأميم المناجم في ماي ‪ 2699‬من دون المحروقات‪.‬‬
‫ـ تأميم جميع البنوك األجنبية و النظام البنكي عامي ‪ 2699‬و‪.2691‬‬
‫‪ -‬كما عرفت هذه الفترة بداية بسط الدولة الجزائرية سيادتها على السلطة النقدية من خالل إنشاء البنك‬
‫المركزي في ‪ 2691/21/23‬ليعوض بنك الجزائر الذي أنشأته فرنسا بالجزائر عام ‪ 2912‬ليكون تابعا للبنك‬
‫المركزي الفرنسي ‪ ،‬وتأسيس الخزينة العمومية بتاريخ ‪ 19‬أوت ‪ 2691‬بعد فصلها عن الخزينة الفرنسية‪،‬‬
‫وأسندت لها المهام التقليدية للخزينة‪ ،‬وقد أعطيت لها صالحيات واسعة في تقديم قروض االستثمار للقطاع‬
‫االقتصادي وق روض التجهيز الممنوحة للقطاع الفالحي المسير ذاتيا‪ ،‬بسبب قلة الموارد المالية لدى الجهاز‬
‫المصرفي‪ ،‬وتعويض المصارف األجنبية التي رفضت تمويل النشاط االقتصادي في الجزائر‪ ،‬ولذلك نجدها‬
‫تولت مهمة تمويل البرامج التنموية التي حددتها الدولة‪.‬‬

‫‪)1( Hamid Tammar, Stratégie de développement indépendant, le cas de L’Algérie, un Bilan, OPU Alger,‬‬
‫‪1983, p 23.‬‬
‫( ‪ )2‬الميثاق الوطني لعام ‪ ،2619‬مركب الصناعة بالرغاية‪ ،‬الجزائر ‪ ،2616‬ص ‪.11‬‬
‫‪(3(Hocine Ben issad, Economie de développement de L’Algérie, opu, Algérie, 1991, p 26.‬‬
‫( ‪ )4‬محمد بلقاسم حسن بهلول‪ ،‬سياسة تخطيط التنمية و إعادة تنظيم مسارها في الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزء األول‬
‫الجزائر ‪ ،2666‬ص ص ‪.31-31‬‬

‫‪Page 5‬‬
‫ـ تأسيس الصناديق الوطنية‪ :‬تميزت هذه المرحلة بإنشاء صندوقين وطنيين عوضا البنوك األجنبية الخاصة‬
‫التي توقفت عن النشاط غداة االستقالل‪ ،‬ويتعلق األمر كل من الصندوق الجزائري للتنمية (‪ )CAD‬بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 291-93‬المؤرخ في ‪1‬ماي ‪ ،2693‬والصندوق الوطني للتوفير واالحتياط )‪ (CNEP‬الذي تم‬
‫تأسيسه بتاريخ ‪ 21‬أوت ‪2691‬‬
‫‪ -‬احتكار التجارة الخارجية بهدف حماية المنتجات الوطنية من خالل تشجيع الصادرات والتقليل من الواردات‬
‫لتحقيق فائض في الميزان التجاري ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ اعتماد نموذج الصناعات المصنعة لتحقيق معدل نمو اقتصادي مرتفع و متسارع في اإلنتاج ألفالحي‬
‫والصناعي والتوسع في أسواق منتجات هذين القطاعين‪ ،‬والعتماد هذا النموذج كان من الضروري البدء في‬
‫هيكلة االقتصاد مع األخذ في االعتبار توفر أربعة شروط أساسية وهي ‪:‬‬
‫ا ـ ضرورة توفر مصادر تمويل أولي لالستثمارات الصناعية والفالحية‪ ،‬ويتصور هذا النموذج بان حل أمر‬
‫تمويل هذه االستثمارات يكمن في قطاع المحروقات‪ ،‬وهذا ما أدى بالدولة الجزائرية إلى السيطرة على قطاع‬
‫المحروقات عن طريق التاميمات واسترجاعه من قبضة الشركات الفرنسية‪.‬‬
‫ب ـ ضرورة توفر جهاز تخطيط قوي وقادر على القيام بتحديد االستراتيجيات وتنفيذ البرامج ومراقبتها‬
‫ومتابعتها‪ ،‬أي وجود مركز قرار سياسي له القدرة على التخطيط واإلعداد والتحكم ومراقبة تنفيذ الق اررات في‬
‫مختلف القطاعات‪.‬‬
‫ج ـ ضرورة انتهاج سياسة غير تصادمية بين مستوى األسعار والدخول للحفاظ على القدرة الشرائية لألسر‪.‬‬
‫د ـ ضرورة تطبيق إصالح زراعي بإيجاد أشكال وطرق جديدة الستغالل األراضي‪ ،‬من خالل إقامة مزارع‬
‫متوسطة الحجم التي تساهم في التكثيف الزراعي‪ ،‬وتستخدم المعدات الميكانيكية والمواد الكيميائية وهذا ما‬
‫استدعى ضرورة تغيير هيكل الملكية لألراضي بما يتوافق والمزارع متوسطة الحجم ‪.‬‬
‫‪ -9‬نفذت الدولة في هذه المرحلة بعض االستثمارات في قطاعين أساسيين هما قطاع الفالحة وقطاع‬
‫الصناعة كبداية النطالق عملية التنمية و هذا ما يوضحه الجدول اآلتي‪:‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليون دينار‬ ‫حجم االستثمارات خالل الفترة (‪.)99-93‬‬
‫‪2699‬‬ ‫‪2691‬‬ ‫‪2691‬‬ ‫‪2691‬‬ ‫السنوات‬
‫القطاعات‬
‫‪911.91‬‬ ‫‪69.11‬‬ ‫‪211.61‬‬ ‫‪91.91‬‬ ‫الفالحة‬
‫‪921.31‬‬ ‫‪219.91‬‬ ‫‪232.91‬‬ ‫‪212.11‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪9111.91‬‬ ‫‪2191.11‬‬ ‫‪2916.11‬‬ ‫‪2216.11‬‬ ‫مجموع القطاعات‬

‫‪6Hocine Benissad, la réforme économique en Algérie ; opu, 2éme édition, Algérie,1991 ,p1‬‬ ‫المصدر‬

‫‪Page 6‬‬
‫ابتداء من عام ‪ 2691‬اختارت الجزائر أسلوب المخططات التنموية متوسطة المدى‪ ،‬إلحداث تنمية فعلية‬
‫بمضمونها االقتصادي و االجتماعي والقضاء على التبعية‪ ،‬الن هذا األسلوب يوضح الطبيعة العامة لنموذج‬
‫التنمية بالجزائر واستراتيجية المخططات التنموية تجد مبرراتها في عاملين‪:‬‬
‫ـ العامل األول يقتضي االقتصاد االشتراكي تدخل السلطة السياسية من خالل التخطيط والتوجيه المركزي‬
‫لتسيير النشاطات االجتماعية و االقتصادية‪.‬‬
‫ـ والعامل الثاني يتمثل في توفير قدر معين من الشروط الموضوعية بعد المرحلة االنتقالية في قدرة الدولة‬
‫على التحكم في القوى االقتصادية وملكيتها لوسائل اإلنتاج‪ ،‬وازالة بعض معوقات التنمية خاصة بعد تأميم‬
‫الثروات الوطنية واحتكار التجارة الخارجية‪.‬‬
‫ولقد طبقت الجزائر خالل هذه المرحلة ثالثة مخططات تنموية وهي‪ ،‬المخطط الثالثي (‪-2691‬‬
‫‪ ،)2696‬المخطط الرباعي األول (‪ ،)2613-2611‬المخطط الرباعي الثاني (‪ ،)2611-2611‬فمخطط‬
‫المرحلة التكميلية لمدة سنة (‪.)2616-2619‬‬

‫الوضعية االقتصادية خالل المرحلة (‪)2696-2699‬‬


‫تعتبر هذه المرحلة جديدة في سير التنمية‪ ،‬حيث تم اعتماد اسلوب المخططات كإستراتيجية للتطور‬
‫االقتصادي‪ ،‬ابتداء بالمخطط الثالثي (‪ )2696-2691‬ثم المخططين الرباعيين األول و الثاني (‪-2611‬‬
‫‪ )2611‬ثم المرحلة التكميلية لمدة سنة واحدة (‪. )2616-2619‬‬
‫المخطط الثالثي ( ‪) 2696 -2699‬‬
‫يعتبر هذا المخطط أول تجربة في مجال التخطيط‪ ،‬و يدخل في إطار اإلستراتيجية التنموية واآلفاق المستقبلية‬
‫التي حددتها السلطات الجزائرية للفترة ( ‪ 2691‬ـ ‪ ، ) 2611‬و في نفس الوقت تحليل شامل للحالة‬
‫االقتصادية التي كانت سائدة في ظل الوجود االستعماري‪ ،‬وعليه فهذا المخطط كان يهدف إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬توزيع عادل للدخل الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان تكوين الرجال لتطبيق إستراتيجية التنمية‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مقدار أدنى من االستثمارات تغذيها ميزانية الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة النظر في اإلطار القانوني و التنظيمي بجعله يتالءم مع المتطلبات الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬حماية أفضل لإلنتاج الوطني باحتكار التجارة الخارجية‪.‬‬
‫ولقد ركز المخطط على إعطاء األولوية للهياكل القاعدية الصناعية و النشاطات المرتبطة بالمحروقات‬
‫بدال من المناجم والفالحة‪ ،‬لبناء اقتصاد قابل لالستم اررية وعلى التنويع في جلب األموال لتمويل‬
‫التنمية(‪.)1‬إضافة إلى إعادة تنظيم القطاع االشتراكي المسير ذاتيا‪.‬‬

‫‪)1( Tahar Ben Houria, L’économie de L’Algérie, Fronçois Maspero, Paris, 1980,P 256.‬‬

‫‪Page 7‬‬
‫مخصصات المخطط هو‪ 60.9‬مليار دينار كاستثمارات‪ ،‬وهو مبلغ ضعيف خاصة إذا علمنا أن التكلفة‬
‫الحقيقية للمشاريع تقدر بـ‪ 86091‬مليار دينار‪ ،‬أي أن االعتماد المالي المرخص به يقدر بـ ‪ % 69‬من مجموع‬
‫تكاليف البرامج االستثمارية المخططة‪ ،‬مع ان البرامج الباقية بدون انجاز تقدر بـ ‪ 8.091‬مليار دينار‪.‬‬
‫و قد كانت االستثمارات الفعلية المحققة ‪ 6089‬مليار دينار عند نهاية المخطط أي أن نسبة االنجاز كانت في‬
‫حدود ‪ % 6901‬و الجدول اآلتي يبين ذلك‪:‬‬
‫استثمارات المخطط الثالثي (‪ ، )8696-8691‬الوحدة‪ :‬مليار دينار‬
‫االستثمارات الفعلية‬ ‫االعتماد المالي‬ ‫القطاعات‬
‫‪80.6‬‬ ‫‪8091‬‬ ‫مجموع الزراعة و الري‬
‫‪6068‬‬ ‫‪906.‬‬ ‫مجموع الصناعة‬
‫‪.0.9‬‬ ‫‪.069‬‬ ‫مجموع القطاع شبه المنتج‬
‫‪10.8‬‬ ‫‪8091‬‬ ‫االستثمارات األساسية‬
‫‪6089‬‬ ‫‪60.9‬‬ ‫مجموع االستثمارات‬
‫المصدر‪ :‬محمد بلقاسم حسن بهلول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 86.‬بتصرف الطالب‪ .‬‬

‫إن النتائج التي كان من المفروض تحقيقها لم تكن في مستوى األهداف المرجوة بسبب‪:‬‬
‫‪ -‬طبيعة المرحلة التي تميزت بعدم توفر اإلمكانيات المالية و التقنية و البشرية مثل نقص اإلطارات في‬
‫مختلف التخصصات‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود تنسيق بين األجهزة المختلفة المكلفة بالعمل على إعداد المخططات‪.‬‬
‫‪ -‬مركزية القرار االقتصادي في إقامة المشروعات دون مشاركة األطراف المعنية مثل إدارة الشركات‬
‫الوطنية و الهيئات التنفيذية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من هذه الصعوبات فإن هناك انجازات قد أعلن على تحقيقها منها‪:‬‬
‫‪ -‬ارتفاع الناتج الداخلي الخام إلى ‪ 16.1‬مليار دج‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع عدد العمال و الموظفين عند نهاية المخطط إلى ‪ 2.963‬مليون شخص منها ‪ 111111‬في الفالحة‬
‫و ‪ 11111‬في اإلدارة و ‪ 113111‬في الصناعة و البناء‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع حجم االستثمارات اإلجمالية إلى ‪ 23.21‬مليار دج‪.‬‬
‫‪ -‬تأميم النظام المصرفي سنة ‪ 2699‬حتى يتماشى والسياسة االستثمارية‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم التجارة الخارجية من خالل إصدار قانون جديد للتعريفة الجمركية‪.‬‬
‫‪ -‬تأميم المناجم والموارد الباطنية في عام ‪ 2699‬ما عدا المحروقات‪.‬‬

‫المخطط الرباعي األول (‪)2691-2691‬‬

‫‪Page 8‬‬
‫شكل المخطط الثالثي تجربة مفيدة في سياسة التنمية‪ ،‬لذلك واصلت الجزائر سياسة التخطيط باعتماد‬
‫مخطط ثاني متوسط المدى لفترة أربع سنوات يهدف إلى‪:‬‬
‫‪ -‬بناء االشتراكية لتقوية االقتصاد و تعزيز االستقالل الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء األولوية للصناعات الثقيلة باعتبارها محرك التنمية تسهل فيما بعد تأسيس صناعات خفيفة‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية المناطق الريفية و تحقيق نوع من التوازن بين المدينة و الريف و تقليص التفاوت في مستويات‬
‫التنمية بين الجهات‪.‬‬
‫‪ -‬االعتماد على التمويل الذاتي لالستثمارات‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تحقيق معدل نمو اقتصادي سنوي في المتوسط قيمته ‪. ℅ 6‬‬
‫وقد تميز هذا المخطط بإحداث تغيرات هيكلية جديدة مثل‪:‬‬
‫‪ -‬ظهور الثورة الزراعية‪.‬‬
‫‪ -‬في مجال الصناعة تم االعتماد على أسلوب التسيير االشتراكي للمؤسسات الذي منح صالحيات معتبرة‬
‫للعامل في بلورة إستراتيجية المؤسسة اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ -‬تأميم المحروقات عام ‪ 2612‬واعطاء الرقابة التامة لسوناطراك‪.‬‬
‫‪ -‬تأسيس المجلس الوطني للتخطيط كأداة لتدعيم جهاز التخطيط بصفة عامة‪.‬‬
‫يقدر المبلغ المخصص للمخطط الرباعي األول إلى ‪ 11.11‬مليار دج كاعتماد مالي‪ ،‬في حين كانت‬
‫التكاليف الحقيقية للمشاريع ‪ 99.19‬مليار دج‪ ،‬و بقيت الصناعة في مقدمة أولويات السلطة بمنحها أكبر‬
‫حصة تجسيدا لفكرة الصناعة أساس النمو‪.‬‬

‫الوحدة ‪ :‬مليار دج‬ ‫استثمارات المخطط الرباعي األول (‪، ) 2613-2611‬‬


‫االستثمارات الفعلية‬ ‫الترخيص المالي‬ ‫تكاليف‬ ‫القطاعات‬
‫البرامج‬
‫‪11.16‬‬ ‫‪21.31‬‬ ‫‪19.91‬‬ ‫القطاع‬
‫‪12.11‬‬ ‫‪21.11‬‬ ‫‪31.31‬‬ ‫‪ -‬الصناعة‬
‫‪1.31‬‬ ‫‪1.61‬‬ ‫‪6.16‬‬ ‫‪-‬الزراعة‬
‫‪1.91‬‬ ‫‪2.91‬‬ ‫‪1.13‬‬ ‫القطاع شبه المنتج‬
‫‪1.91‬‬ ‫‪2.91‬‬ ‫‪1.13‬‬ ‫‪ -‬التجارة و النقل و المواصالت‬
‫‪1.61‬‬ ‫‪9.11‬‬ ‫‪21.16‬‬ ‫القطاع غير المنتج‬
‫‪2.12‬‬ ‫‪2.21‬‬ ‫‪1.11‬‬ ‫‪-‬البنية التحتية االقتصادية‬
‫‪9.12‬‬ ‫‪1.11‬‬ ‫‪21.11‬‬ ‫‪ -‬البنية التحتية االجتماعية‬
‫‪39.32‬‬ ‫‪11.11‬‬ ‫‪99.19‬‬ ‫مجموع االستثمارات‬
‫المصدر‪ :‬محمد بلقاسم حسن بهلول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.269‬‬

‫أما بخصوص االنجازات والنتائج المحصل عليها في نهاية المخطط فقد كانت معتبرة و نذكر منها‪:‬‬

‫‪Page 9‬‬
‫‪ -‬ارتفاع حجم االستثمارات الفعلية من ‪ 6.1‬مليار دج في المخطط الثالثي إلى ‪ 39.3‬مليار دج خالل هذا‬
‫المخطط‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع التشغيل في حدود ‪ 1.291‬مليون شخص منها ‪ 131111‬عامل في الصناعة و البناء‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق قيمة مضافة بحوالي ‪ 63‬مليار دج‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع الناتج الداخلي الخام إلى ‪ 219..‬مليار دج بزيادة ‪ 19.1‬مليار دج عن المخطط الثالثي‪.‬‬
‫في إطار الثورة الزراعية تم خلق ‪ 9111‬تعاونية زراعية لإلنتاج وتعاونيات متعددة الخدمات‪ ،‬بغرض مد‬
‫الفالحين بمواد اإلنتاج والخدمات الالزمة‪.‬‬
‫ـ تم توزيع مليون هكتار من األراضي على ‪ 211‬ألف أسرة‪.‬‬

‫المخطط الرباعي الثاني (‪)2699-2691‬‬


‫ار للمخطط الرباعي األول في إطار رسم وتنفيذ‬‫يعتبر ثالث مخطط تنموي متوسط المدى و يشكل استمرًا‬
‫إستراتيجية تنموية شاملة وبعيدة المدى‪ ،‬إذ يسعى لتحقيق األهداف التالية (‪:)1‬‬
‫‪ -‬االستثمار في القطاعات اإلنتاجية ( القطاع الصناعي والقطاع الزراعي )‪.‬‬
‫‪ -‬الترقية االقتصادية واالجتماعية للمجتمع الجزائري ككل متكامل‪.‬‬
‫‪ -‬التوازن بين االستثمار في قطاع إنتاج وسائل اإلنتاج و االستثمار في قطاع إنتاج وسائل االستهالك‪.‬‬
‫‪ -‬إتمام المشاريع المتأخرة التي شرع في تنفيذها خالل المخطط الرباعي األول واعداد مشاريع جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق معدل نمو سنوي في الناتج الداخلي اإلجمالي في حدود ‪. ℅ 21‬‬
‫‪ -‬تحسين المستوى المعيشي للسكان من صحة وتعليم واحقاق العدالة في توزيع الدخل‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم االستقالل االقتصادي وبناء اقتصاد بواسطة زيادة اإلنتاج وتوسيع التنمية على المستوى الوطني‬
‫في إطار الخطة اإلجمالية للتنمية‪.‬‬
‫‪ -‬وضع نظام جديد لألسعار وسلم وطني لألجور‪.‬‬
‫‪ -‬تمتين روابط التفاوت و التشاور االقتصادي بين بلدان العالم الثالث‪.‬‬
‫لقد خصصت الدولة مبلغا استثماريا قدره ‪ 221.11‬مليار دج موزعة حسب األولوية بالشكل اآلتي‪:‬‬
‫‪ -2‬االستثمارات الصناعية بمبلغ ‪ 19‬مليار دج كترخيص مالي‪ ،‬ويرجع هذا االهتمام بالقطاع الصناعي إلى‬
‫األولوية التي منحتها الدولة لسياسة التصنيع التي بدأت مع تطبيق المخطط الثالثي‪.‬‬
‫‪ -1‬استثمارات الهياكل األساسية بقيمة ‪ 31.11‬مليار دج‪.‬‬

‫( ‪ )1‬أنظر األمر رقم ‪ 99-11‬المؤرخ في ‪ 11‬جويلية ‪ 2611‬المتعلق بالمخطط الرباعي الثاني‪.‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -3‬االستثمارات الزراعية بقيمة ‪ 29.11‬مليار دج كترخيص مالي لمواجهة تكاليف استثمارية إجمالية قدرها‬
‫‪ 32.9‬مليار دج‪ ،‬و الهدف من وراء االهتمام بالزراعة يكمن في تطوير أسلوب اإلنتاج الزراعي الذي يشكل‬
‫جزءا من القطاع المنتج مباشرة الذي يعتبر القاعدة المادية لتطوير المجتمع‪.‬‬
‫‪ -1‬االستثمارات شبه اإلنتاجية (سياحة‪ ،‬نقل‪ ،‬مواصالت‪..‬الخ) بقيمة ‪ 21.11‬مليار دج‪ ،‬وهذه االستثمارات‬
‫تمثل عملية اسنادية لقطاع اإلنتاج مباشرة‪.‬‬
‫‪ -1‬استثمارات وحدات انجاز البناء و األشغال العمومية بـ‪ 1.13 :‬مليار دج‪.‬‬
‫الوحدة‪:‬مليار دج‬ ‫استثمارات المخطط الرباعي الثاني ( ‪، ) 2611 -2611‬‬
‫االستثمارات الفعلية‬ ‫االعتماد المالي‬ ‫القطاعات‬
‫‪11.21‬‬ ‫‪19.11‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪9.62‬‬ ‫‪29.11‬‬ ‫الزراعة و الري‬
‫‪3.11‬‬ ‫‪1.13‬‬ ‫البناء و األشغال العمومية‬
‫‪21.11‬‬ ‫‪21.11‬‬ ‫القطاع شبه المنتج‬
‫‪11.11‬‬ ‫‪31.11‬‬ ‫الهياكل األساسية‬
‫المصدر‪ :‬و ازرة التخطيط و التهيئة العمرانية‪ ،‬الحصيلة العشرية ‪ ،2619-2691‬ص ‪ ،11‬بتصرف الطالب‪.‬‬

‫أما من حيث تقيي م حصيلة استثمارات المخطط فال شك أنها قد أثرت على اإلنتاج والتشغيل والدخل الوطني‬
‫و االستهالك و غيرها‪ ،‬ويمكن ذكر البعض من نتائج تنفيذ استثمارات المخطط كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إنشاء ‪ 199‬ألف منصب شغل جديد‪ ،‬موزعة على ‪ 113‬ألف في القطاع المنتج مباشرة‪ ،‬و ‪ 11‬ألف في‬
‫القطاع شبه المنتج و ‪ 211‬ألف منصب في القطاع غير المنتج أغلبها في اإلدارة في حدود ‪ 219‬ألف‬
‫منصب جديد‪.‬‬
‫‪ -‬بلغ حجم الناتج الداخلي اإلجمالي ‪ 11.9‬مليار دج عند نهاية المخطط‪.‬‬
‫‪ -‬ساهم فيها القطاع المنتج مباشرة بـ ‪ 19.1‬مليار دج‪،‬‬
‫‪ -‬انعكس ارتفاع المداخيل النقدية للعائالت على ارتفاع متوسط دخل الفرد من ‪ 2163‬دج عام ‪ 2611‬إلى‬
‫‪ 1111‬دج عام ‪ 2611‬أي بزيادة أكثر من ‪.%13‬‬
‫‪ -‬زيادة متوسط االستهالك للفرد لنفس الفترة من ‪ 2191‬دج إلى ‪ 1192‬دج وهذه الزيادة بدورها انعكاسا‬
‫لزيادة دخل الفرد‪.‬‬
‫ـ ارتفاع الواردات من ‪ 6131‬مليون دينار سنة ‪ 2613‬إلى حدود ‪ 16131‬مليون دينار سنة ‪ ،2611‬مع‬
‫استحواذ فرنسا على ‪ ℅ 11‬من وارداتنا‪.‬‬
‫ـ ارتفاع الصادرات من ‪ 1111‬مليون دينار سنة ‪ 2613‬إلى ‪ 11161‬مليون دينار سنة ‪ ،2611‬وكان نصيب‬
‫فرنسا ‪ ℅ 12 ,6‬من صادراتنا‪.‬‬
‫‪ -‬سرعة انجاز المشاريع في القطاع الصناعي و في قطاع البناء و األشغال العمومية‪.‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪11‬‬
‫المرحلة التكميلية (‪)2696-2691‬‬
‫على الرغم من االستثمارات المنجزة فإن الباقي الذي لم ينجز يقدر بـ ‪ 261.21‬مليار دج من مجموع‬
‫(‪)1‬‬
‫باقية‬ ‫االستثمارات المسجلة في المخطط الرباعي الثاني و البالغة ‪ 322.31‬مليار دج‪ ،‬أي بنسبة ‪%92‬‬
‫بدون انجاز‪ ،‬وهذا ما تطلب تخصيص مرحلة تكميلية للمخطط الرباعي الثاني مدتها سنة من ‪ 2619‬إلى‬
‫‪ 2616‬النجاز ما تبقى‪.‬‬
‫وتتميز هذه المرحلة بعدة خصائص وهي(‪:)2‬‬
‫‪ -‬حجم البرامج الضخمة الباقية بدون انجاز من مرحلة المخطط الرباعي الثاني‪.‬‬
‫‪ -‬الكثير من البرامج أعيد مراجعتها نتيجة التغيرات التي مست األسعار والناجمة عن األزمة العالمية ‪.‬‬
‫‪ -‬إدراج برامج استثمارية ألول مرة لتلبية متطلبات التنمية الجديدة‪.‬‬
‫شكلت برامج االستثمارات المسجلة أو التي أعيد مراجعتها ما قيمته ‪ 61.93‬مليار دج‪ ،‬و كانت االستثمارات‬
‫الفعلية في نهاية ‪ 2619‬هي ‪ 11.91‬مليار دج و ‪ 11.19‬مليار دج في نهاية ‪.2616‬‬

‫( ‪ )1‬محمد بلقاسم حسن بهلول‪ ،‬سياسة تخطيط التنمية‪ ...،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.331‬‬
‫‪)2 ( ABDELHAMID BRAHIMI, L’économie Algérienne - Défis et enjeux, Imprimerie DAHLEB, 2éme‬‬
‫‪edd, Alger 1991, p 322.‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪12‬‬
‫المحور الرابع ‪ :‬مرحلة اإلصالحات االقتصادية (‪) 2661 -2619‬‬
‫كانت أهداف التنمية في فترة السبعينات تتطلع إلى تعزيز االستقالل االقتصادي‪ ،‬بإنشاء صناعات قوية‬
‫ممولة من إيرادات المحروقات‪ ،‬إال أن نسق التنمية كان أعلى من حجم و قدرة استيعاب االقتصاد الوطني‬
‫فطرق االنجاز و ضخم المشروعات و التقنية المستعملة لم تكن تتماشى مع إمكانيات التسيير واالستغالل‬
‫ولهذا سجلت حاالت تأخر في آجال إنجاز المشاريع‪ ،‬وهذا كان له انعكاس سلبي على تلبية حاجات السكان‬
‫و االقتص اد و ارتفاع في تكاليف المنتجات‪ ،‬و هذه العوامل أدت بالجزائر للوقوع في تبعية للخارج من ثالث‬
‫نواحي ‪:‬‬
‫ـ من الناحية االقتصادية بانفتاح أكبر‪.‬‬
‫ـ و من الناحية التقنية باللجوء إلى المساعدة األجنبية‪.‬‬
‫ـ ومن الناحية المالية باستدانة مفرطة‪ ،‬وبقي االقتصاد الجزائري يعتمد على وسيلة تراكم واحدة و هي ما يدره‬
‫قطاع المحروقات ال أكثر‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مميزات هذه المرحلة‪ .‬تميزت مرحلة (‪ )2663-2691‬بعدة مظاهر وهي ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .2‬لقد تركز االهتمام خالل هذه الفترة على إعادة تنظيم االقتصاد و الذي يتمحور حول‪:‬‬
‫‪ -‬العمل على إعادة التوازنات العامة لالقتصاد‪.‬‬
‫‪ -‬التقليل من حجم المديونية الخارجية و تدعيم التكامل االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة التنمية االقتصادية للوفاء بمتطلبات الحاجات األساسية‪.‬‬
‫‪ -‬القضاء على عدم التوازن الجهوي بوضع سياسة مناسبة للتهيئة العمرانية‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة تنظيم االقتصاد بإدخال الفعالية على سير المؤسسات العمومية بدعوى التحكم في التسيير‬
‫والتكنولوجيا‪.‬‬
‫‪ -‬األخذ بمبدأ الحيطة لفترة ما بعد البترول‪.‬‬
‫‪ .1‬كما تركز االهتمام خالل هذه المرحلة أيضا على إغراق السوق بالسلع االستهالكية في إطار برنامج‬
‫مكافحة الندرة ‪. Programme Anti-Pénurie‬‬
‫‪ .3‬بداية تطبيق عهد جديد بانفتاح السلطة السياسية على العالم الخارجي‪.‬‬
‫‪ .1‬تذبذب أسعار البترول بين االرتفاع في سنة ‪ 2691‬و االنخفاض في سنة ‪ 2699‬مما ولد أزمة اقتصادية‬
‫حقيقية حولت مساره بشكل جذري‪.‬‬
‫‪ .1‬تضافر انخفاض أسعار البترول مع انخفاض سعر الدوالر األمريكي في تخفيض صادرات الجزائر وقلة‬
‫المداخيل بالعملة الصعبة و بداية ارتفاع حجم المديونية‪.‬‬

‫( ‪ )1‬عبد المجيد قدي‪ ،‬فعالية التمويل بالضريبة في ظل التغيرات الدولية‪ ،‬دراسة حالة النظام الضريبي الجزائري (‪ )2661-2699‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬الجزائر ‪ ،2661‬ص ‪.211‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ .9‬أزمة ‪ 2699‬النفطية و أحداث ‪ 1‬أكتوبر ‪ 2699‬السياسية جعلت الجزائر تدخل في سلسلة من‬
‫اإلصالحات االقتصادية و السياسية معلنة عن انتقالها من نظام اشتراكي إلى نظام رأسمالي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المخططات التنموية في فترة الثمانينات‬

‫تتميز هذه المخططات بمدة زمنية أطول‪ 1-‬سنوات‪ -‬مع تخصيص حجم استثمارات أكبر والتركيز على‬
‫إعادة تنظيم االقتصاد بما يتماشى و المدة الزمنية واألهداف المسطرة‪ ،‬واتباع سياسة الالمركزية في انجاز‬
‫المشاريع لتسهيل عملية المراقبة وتفادي التأخر في االنجاز‪ ،‬ولذلك عرفت هذه المرحلة بمرحلة التنمية‬
‫الالمركزية بوضع مخططين خماسيين هما المخطط الخماسي األول ‪ 2691-2691‬والمخطط الخماسي‬
‫الثاني للفترة ‪.2696-2691‬‬
‫أوال‪ :‬المخطط الخماسي األول (‪)2611-2611‬‬
‫ارتكزت سياسة التنمية في المخطط الخماسي األول على تحقيق أهداف أساسية و هي(‪:)1‬‬
‫‪ -‬اإلنتاج الوطني هو مصدر تغطية الحاجيات األساسية للمواطنين خالل العشر سنوات الجارية‪.‬‬
‫‪ -‬تعبئة الطاقات و الكفاءات الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬دعم االستقالل االقتصادي و التحكم في التوازنات العامة لالقتصاد‪.‬‬
‫ـ تطوير النشاطات االقتصادية المتكاملة و تعميم التنمية االقتصادية و االجتماعية في كل ربوع الوطن‪.‬‬
‫‪ -‬مواصلة بناء االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫ـ السعي أكثر لتحقيق العدالة االجتماعية بتوسيع قاعدة التوزيع‪.‬‬
‫فالسياسة الجديدة للتنمية تهدف إلى تقليص التبعية إلى السوق الدولية‪ ،‬بتوزيع االستثمارات التي بدأ االتجاه‬
‫فيها نحو االهتمام بقطاع الزراعة و الموارد المائية و البنية التحتية االجتماعية و االقتصادية‪.‬‬
‫استثمارات المخطط‪ :‬بقدر ما اتسعت مدة تطبيق المخطط الخماسي األول بقدر ما ارتفعت قيمة االستثمارات‬
‫المخصصة له‪ ،‬فالتكاليف اإلجمالية قدرت بـ ‪ 191.9‬مليار دج‪ ،‬منها ‪ 269.6‬مليار دج برامج قديمة و‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ 393.9‬مليار دج برامج جديدة‬

‫هيكل استثمارات المخطط الخماسي األول ( ‪ ، ) 2691 -2691‬الوحدة ‪ :‬مليار دج‬


‫الترخيص بالنفقات‬ ‫البرامج االستثمارية‬ ‫القطاع‬
‫المجموع‬ ‫برامج جديدة‬ ‫برامج قديمة‬
‫‪211.1‬‬ ‫‪122.21‬‬ ‫‪231.1‬‬ ‫‪16.1‬‬ ‫الصناعة‬

‫( ‪ )1‬محمد بلقاسم حسن بهلول‪ ،‬سياسة تخطيط التنمية و إعادة تنظيم مسارها في الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزء الثاني‬
‫الجزائر ‪ ،2666‬ص ‪.211‬‬
‫( ‪ )2‬و ازرة التخطيط و التهيئة العمرانية‪ ،‬التقرير العام للمخطط الخماسي األول ‪ ، 91-91‬ص ‪.11‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪14‬‬
‫‪63‬‬ ‫‪11.1‬‬ ‫‪16.3‬‬ ‫‪19.1‬‬ ‫منها‪ :‬ـ المحروقات‬
‫‪11.1‬‬ ‫‪16.1‬‬ ‫‪12.9‬‬ ‫‪21.9‬‬ ‫الزراعة‬
‫‪11‬‬ ‫‪13.6‬‬ ‫‪21.6‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫منها ـ الفالحة‬
‫‪13.1‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪26.2‬‬ ‫‪21.6‬‬ ‫ـ الري‬
‫‪1.6‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫ـ الصيد البحري‬
‫‪3.1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫ـ الغابات‬
‫‪23.1‬‬ ‫‪21.9‬‬ ‫‪23.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫النقل‬
‫‪11.1‬‬ ‫‪11.1‬‬ ‫‪12.9‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫مؤسسات االنجاز‬
‫‪31.6‬‬ ‫‪19.2‬‬ ‫‪39.1‬‬ ‫‪26.6‬‬ ‫الهياكل القاعدية االقتصادية‬
‫‪91‬‬ ‫‪61.1‬‬ ‫‪19.1‬‬ ‫‪31.1‬‬ ‫السكن‬
‫‪29.3‬‬ ‫‪12.1‬‬ ‫‪21.3‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫الهياكل القاعدية االجتماعية‬
‫‪1.1‬‬ ‫‪6.9‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫الصحة‬
‫‪11.1‬‬ ‫‪91.1‬‬ ‫‪31.1‬‬ ‫‪31.3‬‬ ‫التربية والتكوين‬
‫‪6.9‬‬ ‫‪23.3‬‬ ‫‪21.6‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫تجهيزات اجتماعية‬
‫‪111.9‬‬ ‫‪191.1‬‬ ‫‪393.9‬‬ ‫‪269.6‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬و ازرة التخطيط و التهيئة العمرانية‪ ،‬التقرير العام للمخطط الخماسي األول ‪ ، 91-91‬ص ‪.11‬‬

‫أ‪ -‬االستثمارات اإلنتاجية مباشرة قيمتها ‪ 161.92‬مليار دج وتشمل قطاعي الصناعة والزراعة ومقاوالت‬
‫االنجاز وتمثل ‪ % 13‬من مجموع تكاليف المخطط‪.‬‬
‫الصناعة‪ :‬نالت ‪ 231..‬مليار دج أي بنسبة ‪ %39‬من مجموع تكاليف البرامج االستثمارية اإلنتاجية وغير‬
‫اإلنتاجية للمخطط كما تمثل نسبة ‪ % 12‬من االستثمارات اإلنتاجية‪ ،‬أما المحاور االقتصادية واالجتماعية‬
‫التي توجه إليها استثمارات القطاع الصناعي فتتمثل في االستثمار في صناعة الهياكل القاعدية‪ ،‬وترشيد‬
‫استعمال أداة اإلنتاج‪ ،‬وتدعيم دور الجماعات المحلية(‪ ، )1‬أما أهداف المخطط في قطاع التصنيع فتتمثل في ـ‬
‫تنمية القطاع الزراعي وقطاع البنية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫ـ إشباع الحاجات االستهالكية لألسر‪.‬‬
‫ـ تدعيم التهيئة اإلقليمية‪.‬‬
‫الزراعة‪ :‬استفادت من حصة ‪ 16.1‬مليار دج أي بنسبة ‪ %11‬من مجموع تكاليف برامج القطاع المنتج‬
‫وحسب الخطوط العامة للمخطط فإن التنمية الزراعية بحاجة ماسة إلى هذا المبلغ‪ ،‬بغرض تكوين إطارات‬
‫متمكنة في هذا المجال من تقنيين والمهندسين الزراعيين وغيرهم‪ ،‬إضافة إلى تشجيع البحث العلمي الفالحي‬
‫وتنظيم هياكل اإلنتاج والدعم والتسويق‪ ،‬ألنه اتضح أن حاجات المجتمع إلى المواد الزراعية يتزايد بشكل‬

‫( ‪ )1‬أنظر المخطط الخماسي األول (‪ ،)91-91‬ص ‪.311‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪15‬‬
‫سريع بسبب النمو السكاني المتزايد‪ ،‬وارتفاع الدخل النقدي للعائالت‪ ،‬وتطور االستهالك إضافة إلى أهمية‬
‫االنسجام بين تنمية القطاع الزراعي و القطاع الصناعي في نفس الوقت‪.‬‬
‫مؤسسات االنجاز‪ :‬استفادت من ‪ 11‬مليار دج أي بنسبة ‪ ،%6‬منها ‪ 3.1‬مليار دينار استثمارات برامج‬
‫قديمة بنسبة ‪ ℅ 1 ,7‬و ‪ 12.9‬مليار دج برامج جديدة وتمثل نسبة ‪ ℅ 9‬من قيمة المبلغ‬
‫ب‪ -‬االستثمارات شبه اإلنتاجية خصص لها مبلغ ‪ 19.1‬مليار دج وهو ما يعادل ‪ %9‬من مجموع تكاليف‬
‫المخطط منها ‪ 21.9‬مليار دج تكاليف برامج باقية لم تنجز من قبل‪ ،‬وتمثل ‪ %9.3‬من مجموع االستثمارات‬
‫المعتمدة للمخطط‪.‬‬
‫ج‪ -‬االستثمارات غير المنتجة والمتمثلة في البنية التحتية االقتصادية واالجتماعية استفادت بمبلغ ‪129.96‬‬
‫مليار دج أي ما يمثل نسبة ‪ %39.1‬من مجموع تكاليف المخطط‪ 31.3 ،‬مليار دج وجهت لقطاع البنية‬
‫وسكك حديدية وغيرها‪ ،‬واستفاد قطاع البنية التحتية‬ ‫ومطارات‬ ‫التحتية االقتصادية من طرق وموانئ‬
‫االجتماعية كالسكن مثال من قيمة إجمالية قدرها ‪ 299.36‬مليار دج منها ‪ 229.1‬مليار دج استثمارات جديدة‬
‫و ‪ 91.96‬مليار دج استثمارات قديمة‪.‬‬
‫إن األهمية التي أعطيت لقطاع البنية التحتية االجتماعية سببها مشكلة التخلف في هياكل هذا القطاع‬
‫ومشكلة عدم التوازن الجهوي التي بقيت تعاني منه الجزائر منذ الفترة االستعمارية‪.‬‬
‫‪ -1‬نتائج انجاز المخطط الخماسي األول‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أسفر تنفيذ هذا المخطط على نتائج اقتصادية و اجتماعية يمكن تقديمها كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المبلغ المستثمر ‪ 311‬مليار دج من االعتماد المالي الكلي ‪ 111.9‬مليار دج أي بنسبة انجاز ‪.% 99‬‬
‫‪ -‬خلق ‪ 121111‬منصب شغل جديد مقابل الهدف التقديري ‪ 2.211‬مليون منصب أي تحقيق ‪ % 91‬من‬
‫الهدف التقديري‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق فائض في ميزان المبادالت الخارجية قدر بـ ‪ 23.9‬مليار دج في نهاية ‪.2691‬‬
‫‪ -‬ارتفاع اإلنتاج الداخلي اإلجمالي إلى ‪ 111.1‬مليار دج‪ ،‬ساهمت الصناعة بـ ‪ %21‬بعد ما كانت ‪%21‬‬
‫عام ‪ 2616‬بسبب تحسن طاقة استغالل الوحدات اإلنتاجية من ‪ %11‬في المخطط الرباعي الثاني إلى ‪%91‬‬
‫(‪)2‬‬
‫في حين ساهم قطاع‬ ‫خالل نهاية عام ‪ ،2691‬و ساهم قطاع البناء و األشغال العمومية ب ـ ‪%26.9‬‬
‫الزراعة بنسبة ‪.%1.1‬‬
‫‪ -‬بخصوص إعادة هيكلة مؤسسات القطاع العمومي ارتفع عدد المؤسسات الوطنية من ‪ 211‬مؤسسة عام‬
‫‪ 2691‬إلى ‪ 191‬مؤسسة عام ‪ ،2691‬وزادت المؤسسات المحلية إلى ‪ 111‬مؤسسة والئية و‪2116‬‬

‫( ‪ )1‬و ازرة التخطيط و التهيئة العمرانية‪ ،‬حصيلة المخطط الخماسي األول‪.2691-2691 ،‬‬
‫‪(2)ABDELHAMID BRAHIMI, L’économie Algérienne - Défis et enjeux, op cit, p 352.‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪16‬‬
‫مؤسسة بلدية و تشكيل ‪ 3116‬مزرعة اشتراكية بمساحة كلية في حدود ‪ 1931111‬هكتار‪ ،‬و تم توزيع‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ 111111‬هكتار توزيعا فرديا‪.‬‬
‫‪ -‬بناء ‪ 11‬مستشفى و توفير ‪ 1111‬سرير و ‪ 231‬عيادة متعددة الخدمات‪.‬‬
‫‪ -‬في هذا المخطط تم تهميش القطاع المنتج بصفة مباشرة و الذي يتكون من الفالحة بما فيها الري والصيد‬
‫البحري والغابات‪ ،‬ويظهر هذا التهميش من خالل انخفاض المعدل النسبي المتوسط في مجموع االستثمارات‪،‬‬
‫فهذا المعدل انخفض من ‪ %19‬خالل المرحلة (‪ )2619-2691‬إلى ‪ %11.6‬قبل سنة ‪ ،2699‬و نفس‬
‫الشيء بالنسبة للقطاع الصناعي انخفضت فيه حصة االستثمارات من ‪ %91.3‬في الفترة ‪ 2619-2691‬إلى‬
‫‪ %31‬خالل المرحلة ‪.2691-2616‬‬

‫ثانيا‪ :‬المخطط الخماسي الثاني (‪)2616-2611‬‬


‫يتميز هذا المخطط بأنه مكمل لوظيفة المخطط الخماسي األول‪ ،‬كما تزامن هذا المخطط مع تعرض الجزائر‬
‫ألزمة اقتصادية حادة ناجمة عن األزمة االقتصادية العالمية في مجال المحروقات‪ ،‬الن هذه األزمة عالقتها‬
‫مباشرة بظروف التنمية االقتصادية واالجتماعية للجزائر‪ ،‬و لذلك ركز المخطط على الجانب التنظيمي‬
‫لالقتصاد و أعطى أولوية خاصة لتنمية و تطوير قطاع الفالحة و الري و الحد من اللجوء إلى القدرات‬
‫األجنبية بأقصى قدر ممكن‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -2‬أهداف المخطط‪ :‬يهدف المخطط الخماسي الثاني إلى تحقيق ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تلبية الحاجات الضرورية للسكان الذين يتزايدون بمعدل ‪ % 3.1‬سنويا و مواصلة متابعة النمو لإلنتاج و‬
‫لالستثمارات‪.‬‬
‫‪ -‬التحكم في التوازنات المالية الخارجية للحفاظ على االستقالل االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم المكتسبات المحققة في مختلف الميادين بخصوص تنظيم االقتصاد و الفعالية في تسيير مؤسسات‬
‫الدولة واعتماد الالمركزية في األنشطة والمسؤوليات‪.‬‬
‫‪ -‬الحفاظ على الموارد الناضبة بسبب تزايد الحاجيات المطلوبة من المجتمع و من االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تقليل النفقات و خفض مدة انجاز البرامج االستثمارية و الحد من اللجوء إلى القدرات األجنبية‬
‫العاملة في ميدان االنجاز و الخدمات و المراقبة‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تحسين فعالية جهاز اإلنتاج و تعبئة الطاقات البشرية و المادية الموجودة والقضاء على عدم‬
‫التوازن في تقسيم أعباء التنمية بين الدولة وأعوانها االقتصاديين (المؤسسات و العائالت)‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ -‬إضافة إلى هذه األهداف فإن المخطط الخماسي الثاني شخص األولويات الرئيسية المتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫( ‪ )1‬و ازرة التخطيط و التهيئة العمرانية‪ ،‬المخطط الخماسي الثاني (‪ )2696-2691‬جانفي ‪ ،2691‬ص ‪.211-213‬‬
‫(‪ )2‬و ازرة التخطيط ‪،‬تقرير المخطط الخماسي الثاني(‪ ،)2696-2691‬ص ‪. 1‬‬
‫( ‪) 3‬محمد بلقاسم حسن بهلول‪ ،‬سياسة تخطيط التنمية‪...،‬الجزء الثاني‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.211 -211 ،‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -‬مواصلة تنظيم االقتصاد الوطني التي شرع فيها منذ ‪ 2691‬بإتباع سياسة إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير قطاع الفالحة و الري إلشباع حاجات المجتمع بتكثيف العمل و تطوير طرق اإلنتاج و تحديث‬
‫أدوات اإلنتاج‪.‬‬
‫كما‬
‫‪ -‬تقليل االعتماد على الخارج بشرط تحقيق اإلنتاج إلى المستوى الذي يعوض فيه اإلنتاج األجنبي ّ‬
‫ونوعا‪ .‬و كذلك تنويع اإلنتاج إلشباع حاجيات السكان و االقتصاد معا‪.‬‬
‫‪ -1‬هيكل استثمارات المخطط‪:‬‬
‫خصصت الدولة ‪ 919.39‬مليار دج كتكاليف استثمارية واعتماد مالي بقيمة ‪ 111‬مليار دج من مجموع‬
‫التكاليف‪ ،‬مما يدل على عدم كفاية وضعف االنجاز في الفترة السابقة‪ ،‬و قد وزعت مخصصات المخطط‬
‫على القطاعات كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬استفاد القطاع المنتج بقيمة ‪ 391.11‬مليار دينار‪ ،‬أخذت الصناعة ‪ 112.91‬مليار دج منها ‪ 11.6‬مليار‬
‫دج إلتمام البرامج الصناعية القديمة‪ ،‬و‪ 269.1‬مليار دج تكاليف برامج استثمارية جديدة و تشكل نسبة ‪%12‬‬
‫و‪ % 16‬على الترتيب‪ ،‬نالت الصناعات التحويلية ‪ 16.9‬مليار دج من المبلغ ‪ 269.1‬مليار دج لكن قطاع‬
‫المحروقات انخفض فيه االستثمار من ‪ %11‬خالل المخططات السابقة إلى ‪ %13.9‬في هذا المخطط‪ ،‬أما‬
‫الفالحة و الري فقد استفادت بحصة ‪ 221.11‬مليار دج وهو ما يعادل ‪ %21‬من تكاليف المخطط‪ ،‬وأعطيت‬
‫األهمية لقطاع الري بسبب العجز الكبير الذي تعرضت له مختلف مناطق الوطن بخصوص مياه الشرب أو‬
‫المياه الموجهة للزراعة والصناعة‪ ،‬وقد قدر هذا العجز بين ‪ %11‬و ‪.%91‬‬
‫‪ -‬قطاع الهياكل األساسية االقتصادية و االجتماعية استفاد من مبلغ ‪ 391.23‬مليار دج كتكاليف‪ ،‬منها‬
‫‪ 91.69‬مليار دج للهياكل االقتصادية و ‪ 166.21‬مليار دج لتنمية الهياكل االجتماعية‪ ،‬مع اإلشارة أن‬
‫تكاليف الهياكل األساسية االجتماعية أخذت الحصة الكبرى من تكاليف المخطط مقارنة بالقطاع الصناعي‬
‫حيث تمثل األولى ‪ %39‬و الثانية ‪ ،%31‬وهذا يدل على تهميش القطاع المنتج‪.‬‬
‫‪ -‬قطاع وسائل االنجاز خصص له مبلغ ‪ 33.1‬مليار دج‪ ،‬بما فيها السكن ‪ 9.1‬مليار دج‪ ،‬قطاع األشغال‬
‫العمومية ‪ 1.1‬مليار دج‪ ،‬الصناعة و الطاقة ‪ 1.1‬مليار دج‪.‬‬
‫‪ -‬القطاع شبه المنتج ‪ 99.13‬مليار دج موزعة على السياحة ‪ 1.1‬مليار دج‪ ،‬التخزين و التوزيع‬
‫‪ 11,12‬ملياردج‪ ،‬وسائل النقل ‪ 12.11‬مليار دج‪ ،‬البريد و المواصالت ‪ 21‬مليار دج‪.‬‬
‫نتائج المخطط الخماسي الثاني‪:‬‬
‫هذا المخطط لم يستكمل الفترة المحددة له وهي ‪ 1‬سنوات حتى يتم قييمه بموضوعية‪ ،‬الن في هذه الفترة‬
‫عرف االقتصاد الجزائري صعوبات كبيرة بسبب تضافر األزمة االقتصادية الممثلة في أزمة البترول عام‬
‫‪ 2699‬مع األزمة السياسية في عام ‪ ،2699‬وهذه الصعوبات أثرت على كل القطاعات بظهور الركود في كل‬
‫المجاالت‪ ،‬مع تسجيل انخفاض المداخيل التي تغذي االستثمارات‪ ،‬فلم يتحقق النمو و لم تتوقف البطالة عن‬
‫االرتفاع‪ ،‬وارتفعت المديونية وخدماتها وعجزت المؤسسات االقتصادية عن تحقيق اإلنتاج وغيرها من المظاهر‬

‫‪Page‬‬
‫‪18‬‬
‫وهذا ما أجبر الجزائر على البحث عن مخرج لهذه الوضعية بتنفيذ إصالحات ذاتية وأخرى بمساعدة الهيئات‬
‫النقدية و المالية الدولية‪.‬‬

‫أزمة ‪ 2619‬النفطية وانعكاساتها السلبية ومحاوالت اإلصالح االقتصادي األولى‪:‬‬


‫وقعت الجزائر في أزمة بالغة الخطورة‪ ،‬عندما انخفضت أسعار البترول في السوق الدولية من ‪ 31‬دوالر‬
‫للبرميل سنة ‪ 2691‬إلى ‪ 11.1‬دوالر سنة ‪ 2691‬ثم ‪ 21.6‬دوالر للبرميل سنة ‪ ،2699‬ويعتبر أدنى سعر منذ‬
‫بداية الثمانينات حيث كان يبلغ حينذاك ‪ 11‬دوالر للبرميل الواحد‪ ،‬مما جعل عائدات صادرات قطاع‬
‫المحروقات تنخفض من ‪ 21.1‬مليار دوالر سنة ‪ 2691‬إلى ‪ 1.99‬مليار دوالر سنة ‪ 2699‬فاالنخفاض من‬
‫سنة ‪2691‬الى سنة‪ 2699‬يقدر بقيمة ‪ 1.11‬مليار دوالر وهو ما يعادل نسبة ‪ ،%11‬وهذا االنخفاض الرهيب‬
‫في األسعار والعائدات البترولية جعل الجزائر تخسر مبالغ ضخمة من العملة الصعبة وقد ساهم في هذا‬
‫االنخفاض تدهور قيمة الدوالر األمريكي (العملة المحورية في المعامالت الدولية) بنسبة ‪ %11‬باعتبار هذه‬
‫آثار‬
‫العملة تقي م بها مداخيل الجزائر‪ ،‬مما جعل االختالالت الداخلية والخارجية تظهر وتتعمق أكثر محدثة ا‬
‫مدمرة على االقتصاد الوطني‬
‫أسعار وصادرات المحروقات للفترة (‪)16-11‬‬
‫‪96‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬

‫‪29.1‬‬ ‫‪29.1‬‬ ‫‪29.1‬‬ ‫‪21.6‬‬ ‫‪11.1‬‬ ‫‪31‬‬ ‫أسعار البترول‪ :‬دوالر للبرميل‬

‫‪6.16‬‬ ‫‪1.312‬‬ ‫‪9.132‬‬ ‫‪1.99‬‬ ‫‪21.69‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الصادرات من المحروقات مليار دوالر‬

‫المصدر‪ :‬كريم النشاشبي وآخرون‪ ،‬الجزائر تحقيق اإلستقرار اإلقتصادي والتحول إلى إقتصاد السوق‪ ،‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬واشنطن‪،‬‬
‫‪ ،2669‬ص ص‪ 11،‬ـ ‪.291‬‬

‫إذن حسب الجدول تعتبر السنتان ‪ 2699‬و ‪ 2699‬مميزتان في تحصيل النقد األجنبي المتأتي من إيرادات‬
‫صادرات قطاع المحروقات‪ ،‬والعالقة القائمة بين األسعار واإليرادات طردية فبانخفاض أسعار البترول‬
‫انخفضت تبعا لذلك حصيلة صادرات قطاع المحروقات‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬انعكاس األزمة النفطية لعام ‪ 2619‬على التوازنات االقتصادية والمالية‬
‫آثار سلبية‬
‫تشير التقارير الصادرة عن الدوائر الرسمية الوطنية أو الدولية‪ ،‬بأن أزمة ‪ 2699‬البترولية تركت ا‬
‫على مختلف الموازين الكلية االقتصادية والمالية‪ ،‬والحصيلة النهائية هي تضرر االقتصاد الجزائري وخروجه‬
‫عن وضعية التوازن واالستقرار وهي الحالة الطبيعية للنمو واالزدهار‪ .‬وبقيت االختالالت الكلية مالزمة‬
‫لالقتصاد الجزائري لفترة معتبرة من الزمن وهذا ما نالحظه من خالل العديد من المؤشرات لعل أهمها هو‪:‬‬
‫‪ -2‬ظهور الركود االقتصادي العام‪ :‬وتجلى هذا الركود من خالل التأثير على وتيرة النمو االقتصادي‬
‫بانخفاضه من (‪ )% 1.1+‬سنة ‪ 2691‬إلى (– ‪ )%1.1‬سنة ‪ ،2699‬واستمر هذا الركود حتى في السنتين‬

‫‪Page‬‬
‫‪19‬‬
‫المواليتين بنسبة (‪ )%1.1-‬في سنة ‪ 2691‬و(‪ )%2.6-‬في سنة ‪ ،2699‬وهذه النتائج تجد تفسيرها في‬
‫األزمة البترولية التي ساهمت بكل تأكيد في بطء النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -1‬ظهور الركود التضخمي‪ :‬إن ارتباط تمويل االقتصاد الوطني بإيرادات قطاع المحروقات دون غيرها من‬
‫العوائد األخرى‪ ،‬انعكس سلبا على نقص السيولة لمواجهة أعباء النشاطات االقتصادية وهذا فرض على‬
‫الجزائر اللجوء إلى التمويل النقدي‪ ،‬مما جعل المعروض النقدي يرتفع عن المستوى المطلوب وبالتالي ظهر‬
‫جنبا إلى جنب وبمعدالت مرتفعة‪،‬‬
‫في االقتصاد ما يسمى بالركود التضخمي‪ ،‬أي تعايش التضخم والبطالة ً‬
‫فالتضخم ارتفع من ‪ %9.2‬سنة ‪ 2691‬إلى ‪ %21.1‬سنة ‪ 2691‬ثم ‪ %21.1‬سنة ‪ ،2699‬أما البطالة‬
‫فبدورها لم تتوقف عن االرتفاع حيث بلغت ‪ %21‬سنة ‪ 2691‬و ‪ %21‬سنة ‪ 2691‬و‪ %17,4‬سنة ‪2699‬‬
‫ثم ‪ %26.9‬سنة ‪ 2691‬و ‪ %11.29‬سنة ‪ 2699،‬وأسباب تزايد معدل البطالة عديدة منها‪ ،‬زيادة عدد‬
‫السكان‪ ،‬تقليص التوظيف في اإلدارات والمؤسسات التابعة للوظيف العمومي‪ ،‬كثرة الوافدين الجدد على سوق‬
‫العمل من خريجي الجامعات والمعاهد ومراكز التكوين‪.‬‬
‫‪ -3‬ارتفاع العجز في الموازنة العامة للدولة‪ :‬تتشكل الموازنة العامة للدولة من اإليرادات والنفقات التي تتحدد‬
‫كل سنة بموجب القانون(‪ ،)1‬والفرق بين اإليرادات والنفقات يمثل الرصيد‪ ،‬والرصيد يكون موجب في حالة‬
‫اإليرادات أكبر من النفقات ويكون سالب إذا كانت النفقات تفوق اإليرادات‪ ،‬والعجز في الموازنة العامة للدولة‬
‫يعبر عن الصعوبة التي يتميز بها اقتصاد تلك الدولة في ظل تناقص اإليرادات والموارد مقابل تزايد النفقات‬
‫والحاجيات‪ ،‬وهذا ما حدث للموازنة العامة للجزائر على إثر األزمة البترولية لعام ‪ ،2699‬انطالقا من أن‬
‫الجباية البترولية تمول ميزانية الدولة في كل المراحل بنسبة تفوق ‪ %11‬من إجمالي إيرادات الميزانية‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫تشير بأن اإليرادات البترولية خالل سنتي ‪ 2691‬و ‪ 2691‬كانت تقدر بـ‪ 13.91‬و‪ 19.9‬ملياردج‬ ‫فالبيانات‬
‫من مجموع إيرادات الميزانية المقدرة بـ‪ 66.2‬مليار دج و ‪ 219.9‬مليار دج‪ ،‬مقابل نفقات قيمتها ‪ 61‬مليار دج‬
‫و‪ 66.19‬مليار دج‪ ،‬ولذلك تحققت فوائض خالل السنتين المذكورتين بقيمة ‪ 1.2‬مليار دج و ‪ 6.9‬مليار دج‬
‫على التوالي‪ .‬لكن هذا الفائض لم يستمر بل تحول الى عجز خالل سنة ‪ 2699‬الن اإليرادات البترولية‬
‫تقلصت إلى ‪ 12.136‬مليار دج بسبب انخفاض أسعار البترول التي تأثرت بها إيرادات الميزانية العامة‬
‫وكانت تساوي ‪ 92,3‬مليار دج في الوقت الذي ارتفعت فيه النفقات الى‪ 107,81‬مليار دج وبالتالي بلغ‬
‫العجز في سنة ‪ 2699‬قيمة ‪ 21.1‬مليار دج‪ ،‬وقد استمر هذا العجز حتى في سنة ‪ 2699‬بقيمة ‪ 11.9‬مليار‬
‫دج وهو ما يعادل نسبة ‪ %23.1‬من الناتج المحلي اإلجمالي(‪ .)3‬إذن هذا االختالل الواضح بين اإليرادات‬

‫( ‪ )1‬أنظر المادة ‪ 9‬من قانون المالية لسنة ‪.2691‬‬


‫‪(2)Voir - ABDELHAMID BRAHIMI, L’économie Algérienne-Defis et enjeux, opcit, p266.‬‬
‫‪- Office National des statistiques, série spéciale 1992 N=°31, p05.‬‬
‫( ‪ )3‬كريم النشاشبي وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.9‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪20‬‬
‫التي تشكل فيها الجباية البترولية أكثر من النصف وبين النفقات جعل الموازنة العامة للدولة تقع في العجز‪،‬‬
‫ولتغطية هذا العجز لجأت الدولة إلى اإلصدار النقدي أو تمويله بالقروض الخارجية التي بدأت تتراكم‪.‬‬
‫‪ -1‬ارتفاع حجم المديونية الخارجية وخدماتها‪ :‬إلى غاية ‪ 2691‬لم تكن المديونية الخارجية تشكل صعوبات‬
‫للجزائر ألنها كانت تسدد في أوقاتها المحددة رغم أنها كانت تقدر بـ‪ 26.9‬مليار دوالر إلى غاية هذه السنة‪،‬‬
‫ابتداءا من سنة ‪ 2699‬تغير الوضع بعد إنخفاض أسعار البترول في السوق الدولية إذ أصبحت الجزائر‬ ‫ً‬ ‫لكن‬
‫تعاني من مشكلة نقص األموال بالعملة الصعبة وبالتالي عدم قدرتها على التسديد في األوقات المحددة‪ ،‬وهنا‬
‫بدأت المديونية الخارجية في االرتفاع‪ ،‬فانتقلت من ‪ 29.9‬مليار دوالر عام ‪ 2691‬إلى ‪ 12.2‬مليار دوالر عام‬
‫‪ 2699‬و‪ 11.9‬مليار دوالر عام ‪ ،2691‬ولم تتوقف عن االرتفاع إلى غاية منتصف التسعينات عندما لجأت‬
‫الجزائر إلى إعادة جدولة ديونها‪ ،‬مؤدية بذلك إلى ارتفاع خدماتها حيث انتقلت من ‪ 1.219‬مليار دوالر سنة‬
‫‪ 2691‬إلى ‪ 1.111‬مليار دوالر سنة ‪ 2699‬و ‪ 9.111‬مليار دوالر سنة ‪ ،2691‬واستمرت في االرتفاع حتى‬
‫بلغت في سنة ‪ 2662‬قيمة ‪ 6.119‬مليار دوالر‪ ،‬وبذلك استحوذت المديونية وخدماتها على مداخيل‬
‫الصادرات التي تشكل فيها صادرات المحروقات أكثر من ‪ ،%61‬وعندما نقارن نسبة خدمات المديونية إلى‬
‫الصادرات نجدها فاقت النسبة ‪ %11‬دليل على أن الوضعية ال تعبر عن االرتياح‪ .‬مع العلم أن هذه النسبة‬
‫بلغت ‪ %12‬سنة ‪ 2699‬و ‪ %11.1‬سنة ‪ 2691‬و‪ %91.3‬سنة ‪ 2699‬وبقيت في التصاعد المستمر إلى‬
‫غاية النصف األول من التسعينات‪ ،‬حيث بلغت في إحدى الفترات ‪ ،%61.3‬أما األسباب التي أدت إلى‬
‫(‪)1‬‬
‫ارتفاع خدمات المديونية فتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬انخفاض إيرادات صادرات المحروقات بسبب انخفاض أسعار البترول وانعكس ذلك على نقص النقد‬
‫األجنبي ومنه ضعف القدرة على التسديد وبالتالي تراكمت المديونية وخدماتها‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع فاتورة المواد الغذائية المستوردة بسبب ظهور الركود االقتصادي العام على مستوى المؤسسات‬
‫االقتصادية العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض سعر الدوالر األمريكي‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع أسعار الفائدة في البلدان المتقدمة وانخفاضها في البلدان النامية مما أدى إلى ارتفاع مخزون‬
‫المديونية وخدماتها‪.‬‬
‫‪ -1‬عجز الميزان التجاري‪ :‬يتكون الميزان التجاري من الصادرات والواردات‪ ،‬والفرق بينهما يمثل الرصيد الذي‬
‫سالبا في حالة العكس‪ ،‬ويعكس الميزان التجاري‬
‫موجبا في حالة الصادرات أكبر من الواردات ويكون ً‬
‫ً‬ ‫يكون‬
‫سلعا موجهة للتصدير نحو‬
‫مستوى األداء االقتصادي في وحدات اإلنتاج السلعي‪ ،‬وخاصة الوحدات التي تنتج ً‬
‫الخارج‪ ،‬وبما أن الميزان التجاري الجزائري يعتمد على قطاع المحروقات‪ ،‬فإن كل تحرك ألسعار المحروقات‬
‫تبعا لذلك الميزان التجاري في نفس ا التجاه‪ ،‬وهذا ما حدث له خالل سنة‬
‫باالرتفاع أو باالنخفاض يتأثر ً‬

‫( ‪ )1‬بن عزوز بن علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.292‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ 2699‬الذي حقق رصيدا سالبا بقيمة ‪ 1.1‬مليار دوالر بسبب انخفاض أسعار المحروقات وتحسن هذا‬
‫الرصيد في سنة ‪ 2691‬باإليجاب بقيمة ‪ 2.1‬مليار دوالر نتيجة تحسن أسعار البترول‪ .‬ونتج عن عجز‬
‫آثار سلبية على ميزان المدفوعات الجزائري‪.‬‬
‫الميزان التجاري ا‬
‫‪ -9‬عجز ميزان المدفوعات‪ :‬كذلك انعكست أزمة انخفاض أسعار البترول سنة ‪ 2699‬على رصيد ميزان‬
‫عجز في تحصيل النقد األجنبي‪ ،‬وأصبح يدل بأن الجزائر في حاجة ماسة للعملة‬‫ًا‬ ‫المدفوعات‪ ،‬الذي أبدى‬
‫األجنبية لمواجهة المدفوعات الفورية المستحقة‪ ،‬وقد تحول الرصيد االيجابي المحقق في سنة ‪ 2691‬والمقدر‬
‫بقيمة ‪ 2.13‬مليار دوالر إلى عجز في سنة ‪ 2699‬بقيمة ‪ 2.1‬مليار دوالر وعجز قيمته ‪ 1.3‬مليار دوالر سنة‬
‫‪ ، 2691‬وانعكست اآلثار السلبية لهذا العجز على انخفاض االستثمار والتشغيل وقيمة العملة الوطنية وارتفاع‬
‫حجم المديونية الخارجية وخدماتها وتآكل االحتياطات الدولية‪.‬‬
‫‪ -1‬انخفاض مستوى االحتياطات الدولية‪ :‬من المؤشرات الدالة على عمق األزمة التي لحقت باالقتصاد‬
‫الجزائري هي انخفاض مستوى االحتياطات الدولية‪ ،‬التي تؤمن للجزائر احتياطاتها من الواردات‪ ،‬فإذا اعتمدنا‬
‫دوليا والمتمثل في نسبة االحتياطات إلى الواردات في حدود ‪ 3‬إلى ‪ 1‬أشهر‬
‫المقياس الشائع االستعمال ً‬
‫شهر من الواردات خالل سنة ‪ 2699‬وهي نسبة أقل من‬
‫لتغطية الواردات‪ ،‬نجد أن هذه النسبة بلغت ‪ً 1.9‬ا‬
‫شهر‬
‫شهر من الواردات في سنة ‪ 2691‬و‪ً 3.1‬ا‬
‫دوليا‪ ،‬مع العلم أن هذه النسبة بلغت ‪ً 3.9‬ا‬
‫المستوى المطلوب ً‬
‫من الواردات في سنة ‪.2691‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬محاوالت اإلصالح االقتصادي األولى‬


‫إلصالح االقتصادي هو كل عمل من شأنه إعادة البناء االقتصادي إلى أصله‪ ،‬واصالح العديد من‬
‫الممارسات والمسارات الخاطئة‪ ،‬والبحث عن الحلول االيجابية للمشكالت الناجمة عن عدم التوازن في أوجه‬
‫النشاط المختلفة وتفعيل نظام اإلدارة المختلفة‪ ،‬كما يعني أيضا تنفيذ برنامج شامل يهدف إلى تأكيد االتجاه‬
‫نحو المزيد من االعتماد على قوى السوق‪ ،‬وتشجيع المبادرات الخاصة وتحرير السياسات االقتصادية‬
‫واإلدارية والتنظيمية‪ ،‬وتحسين ميزان المدفوعات واعادة التوازن للموازنة العامة للدولة بإدخال العديد من‬
‫اإلصالحات على الهيكل االقتصادي(‪.)1‬‬
‫تنتهج الدول سياسات اإلصالح االقتصادي بهدف حل المشاكل التي يواجهها االقتصاد داخليا وجعله أقدر‬
‫على المنافسة الدولية في األسواق الخارجية(‪ ،)2‬إذن نستنتج أن اإلصالح االقتصادي يعني التدخل بسياسات‬
‫معينة إلصالح االنحرافات وتحسين أداء النظم االقتصادية المختلفة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬محاوالت اإلصالحات االقتصادية الذاتية‪:‬‬
‫مضمون اإلصالحات االقتصادية‪:‬‬

‫( ‪ )1‬التقرير االستراتيجي العربي‪ ،‬مركز الدراسات السياسية واإلستراتيجية‪ ،‬القاهرة‪ ،2663 ،‬ص ‪.191‬‬
‫( ‪ )2‬والي عبد الهادي محمد‪ ،‬االنفتاح االقتصادي بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2696 ،‬ص ‪.113‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪22‬‬
‫اعتمدت الجزائر سلسلة من اإلصالحات االقتصادية الذاتية للخروج من مختلف األزمات التي باتت لصيقة‬
‫بالهيكل االقتصادي العام‪ ،‬ولذلك وضعت بعض المبادئ األساسية إلنجاح أنشطتها وعملياتها وتحقيق أهدافها‬
‫وهذه المبادئ هي ‪:‬‬
‫‪ 2‬ـ االعتماد على النفس‪ :‬ترى السلطات الجزائرية بان التنمية الناجحة هي التي تنبع وتعتمد على الجهود‬
‫الذاتية بدال من االعتماد على الجهود الخارجية ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ اإلنسان محور العملية التنموية‪ :‬إن ما يميز أي مجتمع عن اآلخر ليس فقط موارده الطبيعية أو ما‬
‫توفر لديه من رأس مال‪ ،‬أو ما وضع من سياسات رشيدة‪ ،‬وانما الفرق يكمن في االستفادة فيما توافر من‬
‫قدرات وطاقات بشرية وما يملكه أفرادها من مهارات وابداع لدفع المجتمع نحو األحسن‪ ،‬ولذلك تم التأكيد بان‬
‫التنمية االقتصادية في الجزائر التي تم التخطيط لها عبر اإلصالحات محورها وعمودها األساسي هو‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫تدابير ومجاالت اإلصالح ‪:‬‬
‫لقد أصبحت مظاهر الركود والضعف جلية في النظام القائم على التخطيط المركزي‪ ،‬عندما تسببت الصدمة‬
‫النفطية لعام ‪ 2699‬في انخفاض مدا خيل صادرات المحروقات للجزائر بحوالي ‪ ،% 11‬وعوض أن تبادر‬
‫الدولة إلى تعديل سعر صرف العملة المحلية توجهت نحو تنفيذ سلسلة من اإلصالحات ابتداء من سنة‬
‫‪ 2699‬مست القطاعات والمجاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -2‬استقاللية المؤسسات العمومية االقتصادية‬
‫شرعت الجزائر منذ ‪ 2699‬في تنفيذ برنامج إصالحي شاسع شمل العديد من القطاعات االقتصادية وفي‬
‫مقدمتها المؤسسات االقتصادية‪ ،‬التي أسندت إليها مهمة تنمية االقتصاد الوطني‪ ،‬وال تعتبر االستقاللية المرة‬
‫األولى التي أدخلت فيها اإلصالحات على المؤسسة االقتصادية‪ ،‬بل سبقتها عدة إصالحات وتنظيمات في‬
‫السبعينات والثمانينات‪.‬‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2612‬طبق نظام التسيير االشتراكي للمؤسسات بغرض التقليل من االعتماد على الخارج وجعلها‬
‫في مأمن عن تأثيرات السوق الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2692‬أخضعت المؤسسات إلعادة الهيكلة بهدف التحكم الجيد في توجيهها وتسييرها وتلبية‬
‫الطلب االقتصادي واالجتماعي وفي مقدمته خلق مناصب شغل جديدة‪ ،‬لكن هذه التغييرات أظهرت‬
‫محدوديتها مما استدعى إدخال إصالح أوسع وضروري في نفس الوقت‪ ،‬سواء من حيث طريقة التسيير أو‬
‫من حيث األهداف التي يحملها‪ ،‬وهذا ما حدث في سنة ‪ 2699‬عندما عجزت هذه المؤسسات على مواجهة‬
‫الوضع بعد أزمة ‪ 2699‬النفطية‪ ،‬حيث منحها القانون(‪ )1‬استقاللية قرار حقيقي في تدبير شؤونها مثل تحديد‬

‫( ‪ )1‬أنظر القانون رقم ‪ 12-99‬المؤرخ في ‪ 21‬جانفي ‪ 2699‬المتضمن توجيه المؤسسات العمومية‪.‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪23‬‬
‫أسعار منتوجاتها على أساس سعر التكلفة(‪ ،)1‬وهنا ظهر مفهوم الفائدة والمردودية‪ ،‬كما تم التأكيد في هذا‬
‫(‪)2‬‬
‫بناءا على نظام‬
‫القانون على حرية التعاقد وفقا لقواعد القانون التجاري ‪ ،‬من حيث تحديد أجور العمال ً‬
‫االتفاقيات الجماعية‪ ،‬ووضع الهيكل التنظيمي الخاص بكل مؤسسة وفقا لقدرتها االستثمارية وطاقتها البشرية‬
‫وامكانياتها المالية والمادية الموجودة‪ ،‬والدخول إلى السوق لممارسة النشاطات التجارية‪ ،‬أي أصبحت تتمتع‬
‫(‪)3‬‬
‫من حيث االلتزام والتعاقد بكل حرية واستقاللية طبقا للقوانين التجارية المعمول‬ ‫باألهلية القانونية الكاملة‬
‫بها‪ ،‬إن اإلصالحات االقتصادية كانت ترمي إلى إبعاد المؤسسة االقتصادية عن تدخالت اإلدارة الوصية في‬
‫فصاعدا إلى قواعد المعامالت التجارية ولتحقيق هدف‬
‫ً‬ ‫توجيهها وتسييرها‪ ،‬وجعلها تخضع من اآلن‬
‫اإلصالحات أنشئت ثمانية صناديق مساهمة تتولى مهمة تسيير األسهم الصادرة عن المؤسسات االقتصادية‬
‫(‪)4‬‬
‫وهذه الصناديق هي‪:‬‬
‫مساهمة المناجم والمحروقات والري‪ ،‬مساهمة الصناعات الكيميائية والبتر وكيمياء والصيدلة‪ ،‬مساهمة مواد‬
‫التجهيز‪ ،‬مساهمة البناء‪ ،‬مساهمة الصناعات االلكترونية واالتصاالت واإلعالم اآللي‪ ،‬مساهمة الصناعات‬
‫الغذائية‪ ،‬مساهمة الصناعات المختلفة‪ ،‬مساهمة الخدمات‪.‬‬
‫إن النتائج المتولدة عن منح االستقاللية للمؤسسات االقتصادية العمومية جاءت عكسية لألهداف المسطرة ولم‬
‫تكن في مستوى اآلمال بحيث لم تحقق األرباح والمردودية التي كانت تنشدها بل تضاعفت وتراكمت الخسائر‬
‫عليها‪ ،‬واألسباب في ذلك كثيرة منها التركة الثقيلة التي ورثتها من نظام التسيير قبل االستقاللية مثل عدد‬
‫العمال الهائل في كل مؤسسة الذي يرفع من التكاليف ويقلل من األرباح‪ ،‬نقص األموال الكافية لمواجهة‬
‫رهانات المرحلة رغم الجهود المبذولة من طرف الخزينة العمومية لتوفير هذه األموال لكافة المؤسسات‬
‫االقتصادية التي شملها قانون االستقاللية وعلى كثرتها‪ ،‬إضافة إلى بقاء اإلدارة الوصية تتدخل في توجيهها‬
‫وتسييرها‪ .‬وعندما وصلت هذه المؤسسات إلى مرحلة عدم قدرتها على تسديد أجور عمالها مع تراكم الخسائر‬
‫والديون عليها وأصبحت في وضع ميئوس منه بقي لها الحجل األخير والمتمثل في حلها وتصفيتها وبيعها أو‬
‫التنازل عنها وتسريح عمالها وهذا ما وقع فعال للكثير منها‪.‬‬
‫‪ -1‬إصالح القطاع الفالحي‬
‫صدر في هذا الشأن قانونان‪ ،‬القانون رقم ‪ 26 – 91‬والقانون رقم ‪. 11 -61‬‬
‫فالقانون رقم ‪ 26– 91‬يبين طريقة االستفادة من االستغالليات الفالحية التي تقدر مساحتها بحوالي ‪ 39‬مليون‬
‫هكتار‪ ،‬بتقسيمها إلى وحدات صغيرة الحجم وهذا ما جعل الدولة في سنة ‪ 2691‬تقسم ‪ 3111‬مزرعة حكومية‬

‫( ‪ )1‬أنظر المادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ 21-96‬المؤرخ في ‪ 1‬جويلية ‪ 2696‬المتعلق باألسعار‪.‬‬


‫( ‪ )2‬أنظر المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 12-99‬السابق الذكر‪.‬‬
‫( ‪ )3‬أنظر المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 12-99‬السابق الذكر‪.‬‬
‫( ‪ )4‬أنظر المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 13-99‬المتعلق بصناديق المساهمة‪.‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪24‬‬
‫كبيرة إلى مستثمرات صغيرة(‪ ،)1‬بحيث أسفرت العملية عن إنشاء ‪ 19616‬مستثمرة فالحية جماعية و‬
‫‪ 29139‬مستثمرة فالحية فردية و ‪ 299‬مزرعة نموذجية تتخصص في إنتاج النباتات والحيوانات‪ ،‬ويكمن‬
‫الهدف من وراء تطبيق هذا القانون إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬تحرير الفالحين من عراقيل البيروقراطية‪.‬‬
‫‪ -‬منح الفالحين حق االستفادة باالستغاللية الفالحية الجماعية والفردية ‪.‬‬
‫‪ -‬القضاء على فكرة أخذ األجر في العمل الفالحي وجعل دخل الفالح مرتبط بمدى مردودية األرض‬
‫الفالحية‪.‬‬
‫‪ -‬أما القانون ‪ 11-61‬فيبين كيفية تسوية مشكلة األرض المؤممة تطبيقا للقانون رقم ‪ 23-12‬المتعلق بالثورة‬
‫الزراعية والتي تبلغ مساحتها ‪ 2.3‬مليون هكتار(‪ ،)2‬إن المبدأ العام لهذا القانون هو إعادة األرض المؤممة إلى‬
‫أصحابها األصليين‪ ،‬كما يهدف القانون إلى تقسيم استغالليات الثورة الزراعية البالغ عددها ‪ 3121‬استغاللية‬
‫بمساحة إجمالية تقدر بـ‪ 1911131‬هكتار(‪ ،)3‬وانطالقا من مضمون القانون الجديد فإن العالقة التي تتأسس‬
‫بين السوق وبين المزرعة هي عالقة تجارية‪ ،‬ولذلك تأسس صندوق الضمان الزراعي بغرض تدعيم بنك‬
‫الفالحة التنمية الريفية (‪ )BADR‬لمساعدة الفالحين للحصول على التمويل عندما تعترضهم صعوبات في‬
‫هذا اإلطار‪.‬‬
‫‪ -1‬إصالح النظام المصرفي‬
‫لقد شرعت الدولة في إدخال إصالحات معتبرة على النظام المصرفي ابتداءا من سنة ‪ 2699‬من خالل‬
‫القانون ‪ 21-99‬المتعلق بنظام البنوك والقرض‪ ،‬ثم إصالح آخر في سنة ‪ 2699‬من خالل القانون ‪-99‬‬
‫‪ 12‬المتعلق باستقاللية المؤسسات االقتصادية العمومية‪ ،‬ثم اإلصالح األساسي في سنة ‪ 2661‬تحت رقم‬
‫‪ 21-61‬أو ما يسمى بقانون النقد والقرض‪ ،‬حيث أصبح أكثر عمقا وشمولية سواء من حيث طريقة التسيير‬
‫أو من حيث األهداف المتضمنة فيه‪ ،‬كإدراجه لقواعد اقتصاد السوق أو تشجيع االستثمار األجنبي حيث‬
‫أصبح يشير صراحة إلى إمكانية تحويل األموال من طرف المقيمين في الجزائر الستثمارها في الخارج‪ ،‬كما‬
‫يمكن لغير المقيمين بتحويل أموالهم الستثمارها بالجزائر(‪.)4‬‬
‫‪ -1‬إعادة النظر في عالقة الدولة باالقتصاد‪:‬‬
‫إن إعادة النظر في هذه العالقة هو تكييف دور الدولة في ظل اإلصالحات االقتصادية الجديدة‪ ،‬لتنسحب‬
‫(‪)5‬‬
‫من النشاطات التنافسية لصالح الخواص كمالك أو كمسير لتبقى هي محافظة على الوظائف اآلتية‪:‬‬

‫(‪ - )1‬كريم النشا شي وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪21‬‬


‫( ‪ -)2‬أنظر القانون رقم ‪ 11-61‬المؤرخ في ‪ 29‬نوفمبر ‪ 2661‬المتعلق بالتوجيه العقاري الوطني الفالحي وغي الفالحي‪.‬‬
‫‪)3( - Mourad BENACHENHOU, Réformes économique dettes et démocratie, Imprimerie Algérienne des‬‬
‫‪revues et Journaux, Alger, 1994, p .‬‬
‫( ‪ )4‬أنظر المادتين ‪ 291-293‬من القانون رقم ‪ 21/61‬المؤرخ في ‪ 2661/11/21‬المتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬
‫( ‪ )5‬محمد بلقاسم حسن بهلول‪ ،‬سياسة تخطيط التنمية‪...‬الجزء الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.169-161 ،‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -‬وظيفة المنظم‪ :‬فالدولة هنا تتدخل بغرض تحقيق التوازنات الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬وظيفة الحامي‪ :‬بتوفير مختلف السلع والخدمات للمواطن وحمايته من استغالل وجشع الخواص‪.‬‬
‫‪ -‬وظيفة المنشط‪ :‬بتطبيق سياسات نقدية ومالية موافقة‪ ،‬لتقليل التكاليف االقتصادية واالجتماعية التي يمكن‬
‫أن تحدث جراء الركود الذي ينشأ خالل مرحلة االنتقال من إقتصاد اشتراكي إلى اقتصاد تحكمه آليات‬
‫السوق‪.‬‬
‫‪ -‬وظيفة المنتج‪ :‬وهي وظيفة تتكيف مع قواعد االقتصاد الحر‪ ،‬كأن توافق بين ملكيتها للنشاطات‬
‫اإلستراتيجية وبين تدخلها كمراقب وكمحافظ لضمان توفير الحاجيات األساسية للمواطن وبين االنسحاب‬
‫الكلي من العملية اإلنتاجية وترك هذا الميدان للخواص المقيمين أو األجانب‪.‬‬
‫‪ -1‬إصالح سعر صرف الدينار‪:‬‬
‫أي تطبيق سعرين عند صرف العملة الوطنية مقابل العمالت األجنبية السعر األول ثابت تكون قيمته عالية‬
‫مقارنة بقيمته في السوق لدعم أسعار السلع واسعة االستهالك ولإلنتاج‪.‬‬
‫والسعر الثاني غير ثابت (متغير) يحدد حسب آليات العرض والطلب لتمويل الواردات من السلع والخدمات‬
‫التي ال تنتمي للفئة األولى‪.‬‬
‫‪ -9‬إصالح نظام األسعار‪:‬‬
‫وهو شكل آخر من أشكال اإلصالحات‪ ،‬فقد بدأت الدولة في إدخال تعديالت على نظام األسعار إبتـداءا مـن‬
‫سنة ‪ 2691‬كآلية ضبط ولكن هذه التعـديالت لـم تـنجح الصـطدامها بسياسـة الـدعم‪ ،‬ولـذلك عمـدت الدولـة إلـى‬
‫إصدار القانون ‪ 21–96‬الذي يفرق بين نوعين من األسعار(‪.)1‬‬
‫‪ -‬أسعار قانونية إدارية تحددها الدولة في إطار دعمها المباشر أو غير المباشر للسلع االستهالكية واسعة‬
‫االنتشار أو لإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬أسعار حرة تحدد طبقا آللية العرض والطلب‪.‬‬
‫وكان هذا اإلصالح ضروري من أجل(‪:)2‬‬
‫‪ -‬استعادة التوازنات المالية في المؤسسات‬
‫‪ -‬المساهمة في تخفيض االنحرافات الميزانية والنقدية‪.‬‬
‫‪ -‬القضاء على ريوع المضاربة‪.‬‬
‫‪ -‬التخلص من الممارسات االحتيالية والمساهمة في إعادة تنظيم السوق‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الفئات االجتماعية المحتاجة إلى دعم الدولة‪.‬‬
‫‪ -9‬إصالح نظام التخطيط ‪:‬‬

‫( ‪ -)1‬أنظر القانون رقم ‪ 21-96‬الصادر في ‪ 11‬جويلية ‪ 2696‬المتعلق باألسعار‪.‬‬


‫( ‪ )2‬برنامج المرحلة االنتقالية‪ ،‬أوت ‪ ،2661‬ص‪.12‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪26‬‬
‫من بين اإلصالحات التـي شـرعت الدولـة فـي تنفيـذها نظـام التخطـيط‪ ،‬وقـد صـدر بخصوصـه عـامي ‪ 2691‬و‬
‫‪ 2699‬قانون ــان ‪ ،‬األول ه ــو الق ــانون رق ــم ‪ 26 /91‬ال ــذي يب ــين كيفي ــة اس ــتغالل األرض الفالحي ــة الحكومي ــة‪،‬‬
‫والثاني القانون رقم ‪ 12 /99‬والمتعلـق بتنظـيم المؤسسـة العموميـة االقتصـادية ‪ ،‬وتتبلـور أسـس نظـام التخطـيط‬
‫الجديــد فــي القــانون رقــم ‪ 11-99‬الصــادر فــي ‪ 2699/12/21‬المتعلــق بــالتخطيط والــذي حــرص علــى تحريــر‬
‫المتعــاملين مــن مركزيــة الجهــاز المخطــط‪ ،‬ويخضــعهم أكثــر إلــى اقتصــاد الســوق ويحــثهم علــى تطبيــق تخطيطــا‬
‫المركزيـا عنــد وضــع قـ ار ارت المخططــات الدوريــة(‪ ،)1‬بمعنـى آخــر هــذا القـانون يوافــق بــين نظـام التخطــيط وبــين‬
‫اقتصاد السوق فهو لم يهمش نظام التخطيط كما لم يهمش دور الدولة في تسيير المؤسسات‪،‬‬
‫‪ -1‬تحرير التجارة الخارجية‪:‬‬
‫إبتـداءا مـن عـام ‪ 2699‬بـدأت الدولـة فـي مراجعـة القـوانين التـي تسـير التجـارة الخارجيـة‪ ،‬وتحريرهـا مـن احتكــار‬
‫الدول ــة له ــا وتب ــديلها بقـ ـوانين أخ ــرى تك ــون أكث ــر مرون ــة ‪ ،‬فالق ــانون ‪ 16-99‬الص ــادر بت ــاريخ ‪2699/11/26‬‬
‫المتعلـق بالميزانيــة بالعملــة الصــعبة‪ ،‬فــتح المجــال أمــام المؤسســات للــتحكم فــي مواردهــا الماليــة‪ ،‬كمــا أقــر قــانون‬
‫المالية التكميلي لسنة ‪ 2661‬السماح للوسطاء القيام بالمعامالت التجارية مع الخارج ورفع كل القيود التـي لهـا‬
‫صــلة بتحصــيل العملــة الصــعبة‪ ،‬وهكــذا صــارت عمليــات التجــارة الخارجيــة مــن اختصــاص البنــك والمتعــاملين‬
‫التجاريين‪ ،‬وأوكلت مهمة دراسة طلبات االستيراد إلى الغرفة الوطنية للتجارة بالتنسيق مـع البنـوك‪ ،‬أمـا التعليمـة‬
‫(‪)2‬‬
‫فتشير أن كل شخص له صفة التاجر يستطيع القيام بعملية االسـتيراد بشـرط أن يكـون المسـتورد‬ ‫رقم ‪3-62‬‬
‫(خاص أو عام) مسجال في السجل التجاري‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ إعادة هيكلة المؤسسات العمومية‪:‬‬
‫لقد أدى التطور االقتصادي الذي عرفته الجزائر بعد االستقالل إلى ظهور هيكل اقتصادي جديد يتميز بما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫ـ وجود قطاع اقتصادي عمومي كبير خاصة في الصناعة‪.‬‬
‫ـ إنشاء مؤسسات اقتصادية وطنية كبيرة الحجم ومتعددة النشاطات‪.‬‬
‫ـ تمركز عضوي وجغرافي لوسائل اإلنتاج‪.‬‬
‫ظهرت فكرة إعادة الهيكلة للمؤسسات العمومية مع بداية ‪ 2692‬تطبيقا للمرسوم رقم ‪ 111 / 91‬المؤرخ في‬
‫‪ 21‬أكتوبر ‪ 2691‬والمتضمنة في المخطط الخماسي األول‪ ،‬ضمن اإلطار العام المتعلق بمراجعة تنظيم‬
‫االقتصاد واعادة تنظيم المؤسسات العمومية‪.‬‬

‫( ‪ -)1‬أنظر المادة ‪ 9‬من القانون ‪ 11 – 99‬المؤرخ في ‪ 2699/12/21‬المتعلق بالتخطيط‬


‫( ‪ -)2‬التعليمة رقم ‪ 13 – 62‬المؤرخة في ‪ 2662 -11 – 12‬المنظمة لشروط وكيفيات تمويل عمليات االستيراد‪.‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪27‬‬
‫لكن بعد تحليل الهيكل االقتصادي تبين بان الطاقات اإلنتاجية للمؤسسات العمومية االقتصادية لم تستغل إال‬
‫في حدود ‪ ،℅ 11‬ولذلك تقرر إعادة تنظيم وهيكلة المؤسسات االقتصادية العمومية نتيجة ضعف استغاللها‬
‫ومردوديتها‪.‬‬
‫أما الهدف المنتظر من هذه الهيكلة فكان يتمثل في ‪:‬‬
‫ـ تحسين فعالية الجهاز اإلنتاجي ودفع المؤسسات نحو التخصص أكثر‪.‬‬
‫ـ االستجابة األفضل للطلب االجتماعي‪.‬‬
‫ـ الالمركزية في التسيير جهويا ومحليا‪ ،‬من خالل توزيع األنشطة بكيفية متوازنة على كامل التراب الوطني‪.‬‬
‫وقد عرفت المؤسسات االقتصادية العمومية نوعين من إعادة الهيكلة وهما ‪:‬‬
‫ا ـ إعادة هيكلة عضوية‪ :‬والمقصود بها تقسيم المؤسسات العمومية كبيرة الحجم إلى مؤسسات عمومية‬
‫صغيرة ومتوسطة الحجم‪ ،‬لقد أدت هذه السياسة إلى تقسيم ‪ 211‬مؤسسة وطنية إلى ‪ 191‬مؤسسة سنة‬
‫‪ ، 2691‬كما ارتفع عدد المؤسسات المحلية إلى ‪ 111‬مؤسسة والئية و ‪ 2116‬مؤسسة بلدية ‪ ،‬وعرفت‬
‫الزراعة إعادة هيكلة جميع المزارع التابعة للتسيير الذاتي أو تعاونيات الثورة الزراعية بتشكيل ‪ 3116‬مزرعة‬
‫اشتراكية بمساحة إجمالية قدرها ‪ 193111‬هكتار وتوزيع ‪ 111111‬هكتار توزيعا فرديا‪ ،‬وهكذا أدت إعادة‬
‫الهيكلة إلى تجزئة المؤسسة االقتصادية وبالتالي تجريدها من مزايا الوفورات الداخلية التي تتمتع بها‬
‫المؤسسات ذات الحجم الكبير‪ ،‬مثل البحث العلمي والتكنولوجي لتطوير إنتاجها وترقيته نوعيته وتنمية قدرة‬
‫االبتكار لديها‪....‬الخ‪.‬‬
‫في سنة ‪ 2699‬أجريت دراسات ميدانية من طرف مكلفين بالشؤون االقتصادية واالجتماعية لمعرفة انعكاسات‬
‫إعادة الهيكلة للمؤسسات العمومية‪ ،‬فتبين بان وضعية وحداتها تسير في اتجاه سيئ منذ ‪ 2693‬بسبب‬
‫الوضعية المالية السيئة الناتجة عن تقلص نشاطها‪ ،‬فمعظم المؤسسات العمومية االقتصادية تعاني عج از‬
‫ماليا‪ ،‬وتعيش غلى السحب من حساباتها المصرفية بالمكشوف وهو اختالل توازني مالي‪.‬‬
‫هذه الوضعية المالية السيئة ناجمة عن مجموعة من العوامل لعل أهمها يتمثل في ‪:‬‬
‫ـ تدخل اإلدارة في التسيير‪.‬‬
‫ـ فرض أسعار غير اقتصادية على اإلنتاج والخدمات بدعوى تغليب االعتبارات االجتماعية ومتطلبات التنمية‬
‫السريعة على االعتبارات االقتصادية‪.‬‬
‫ـ تطبيق إعادة الهيكلة العضوية على المؤسسات قبل التطهير المالي لها‪.‬‬
‫ـ تقديم قروض للمؤسسات التي تعاني عج از واختالالت مالية بدال من البحث عن أسباب عدم التوازن المالي‬
‫لها‪ ،‬فكان من الضروري إعادة هيكلة مالية للمؤسسات العمومية‪.‬‬
‫ب ـ إعادة هيكلة مالية‪ :‬وتعني تجسيد االستقاللية المالية للمؤسسة وتجنب اللجوء وطلب اإلعانة من الدولة‬
‫لتصحيح أخطاء األوضاع المالية الناجمة عن إعادة الهيكلة العضوية‪.‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪28‬‬
‫لقد ظهرت فكرة إعادة الهيكلة المالية للمؤسسات بعد االنتقادات الموجهة ألشكال التنظيم المطبقة على‬
‫المؤسسات الوطنية والتي تأكد عدم نجاعتها بسبب‪ :‬قوة تمركز الهياكل‪ ،‬ومركزية التسيير‪ ،‬وضخامة برامج‬
‫االستثمار‪ ،‬فكان من الضروري إعادة هيكلة مالية للمؤسسات من اجل مواجهة عدم التوازن المالي الذي‬
‫انجر عن إعادة الهيكلة العضوية لها‪.‬‬
‫لكن النتيجة التي أسفرت عنها العملية هي أن معدل االنجاز كان ضعيفا على العموم نظ ار للصعوبات وما‬
‫تتطلبه من تدابير مالية رغم ما تقتضيه من حاالت االستعجال والسرعة اإلنمائية‪ ،‬فخرجت المؤسسات بتركة‬
‫ثقيلة تمثلت في عجز مالي مزمن وفي عدم قدرتها على تغطية المصاريف والديون المسجلة وهذا لضعف‬
‫مرد وديتها وأرباحها‪.‬‬
‫‪ 21‬ـ إصالح النظام الجبائي‪ :‬أصبح ينظر للنظام الجبائي في إطار اإلصالحات االقتصادية المعتمدة في‬
‫الجزائر على أنها أداة غير حيادية‪ ،‬بمعنى لها دور في توجيه وتحفيز وتطوير المؤسسة االقتصادية‪ ،‬ولذلك‬
‫تمحورت التعديالت التي أدخلت على النظام الجبائي القائم آنذاك حول‪:‬‬
‫ـ تفعيل دور الجباية العادية لتمويل التنمية وتخصيص الجباية البترولية لتمول االستثمارات المنتجة‬
‫ـ تبسيط قانون الضرائب والعمل على تطوير اآلليات الجبائية والتنظيمية‪.‬‬
‫ـ تشجيع األنشطة االقتصادية‪.‬‬

‫إصالحات التكييف االقتصادي في الجزائر‪:‬‬


‫شرعت الجزائر منذ ‪ 2696‬في تنفيذ سلسلة من اإلصالحات االقتصادية تتمثل في اتفاق ماي ‪ ،2696‬واتفاق‬
‫جوان ‪2662‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اتفاق التثبيت األول ماي ‪:2616‬‬
‫في نهاية ‪ 2699‬وبداية ‪ 2696‬دخلت الجزائر في مفاوضات سرية مع صندوق النقد الدولي للحصول على‬
‫التمويالت لتلبية احتياجات التمويل الخارجية(‪ ،)1‬وقد أكدت الجزائر في خطاب النوايا المرسل إلى صندوق‬
‫النقد الدولي في مارس ‪ 2696‬بأنها ستلتزم بالتحوالت نحو الليبرالية واالعتماد أكثر على آليات السوق وعلى‬
‫أساس هذا الطرح قبل الصندوق ما جاء في خطاب النوايا دون قيد أو شرط ومنح للجزائر‪ 211.1‬مليون وحدة‬
‫حقوق سحب خاصة ‪ ،DTS‬أي ‪ 111‬مليون دوالر مرة واحدة في إطار اتفاق "ستاندباي" وقد استخدم هذا‬
‫المبلغ كليا في ‪ 31‬ماي ‪ ، 2661‬كما قدم الصندوق ‪ 391‬مليون دوالر في إطار التسهيالت التعويضية‬
‫للمفاجآت بسبب انخفاض أسعار النفط عام ‪ 2699‬وارتفاع أسعار الحبوب المستوردة من األسواق العالمية ‪،‬‬
‫فكان مجموع القرض ‪ 191‬مليون دوالر(‪.)2‬‬

‫‪)1( - Mourad BENACHENEHOU, Réformes économique dettes et démocratie Op cit, P119.‬‬


‫‪)2( - Ahmed BEN BITOUR, Exposé de programme économique et financières, travaux sur le pas Alger‬‬
‫‪1995, P84.‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪29‬‬
‫إلى جانب هذا القرض تحصلت الجزائر على تسهيل من الصندوق قيمته ‪ 315,2‬مليون وحدة حقوق سحب‬
‫خاصة( ‪ )DTS‬وهو مكمل لالتفاق بهدف التخفيف من مشكلة المديونية وخدماتها وسحبته الجزائر في نفس‬
‫السنة على أن يكون تاريخ استحقاقه من ‪ 3‬إلى ‪ 1‬سنوات(‪.)1‬‬
‫وكنتيجة لهذه التسهيالت بدأت خالل نهاية سنة ‪ 2696‬بعض الخطوات الدالة على مضي الجزائر نحو‬
‫اقتصاد السوق مثل تحرير التجارة الخارجية‪ ،‬والغاء التخصص المركزي للنقد األجنبي‪ ،‬تحديد أسعار الفائدة‬
‫باالعتماد على ميكانيزم العرض والطلب وتحرير أسعار السلع واستقاللية المؤسسات االقتصادية والبنوك ‪.‬‬
‫إن التسهيالت التي تحصلت عليها الجزائر بموجب هذا االتفاق نتج عنها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ارتفاع الكتلة النقدية ‪ M2‬بمعدل ‪ % 11,32‬في سنة ‪ 2661‬مقارنة بسنة ‪ 2696‬وهذا إنعكس على ارتفاع‬
‫التضخم إلى ‪ % 17,9‬بعدما كان يساوي ‪. % 9,3‬‬
‫‪ -‬منح االستقاللية لخمسة بنوك تجارية‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع في حصة الصادرات بنسبة ‪ %26‬في نهاية سنة ‪2696‬‬
‫‪ -‬ارتفاع الناتج الداخلي الخام في حدود ‪ % 2,9‬في نهاية ‪ 2696‬بعدما كان سالبا في نهاية ‪ 2699‬بنسبة‬
‫‪. % 3,8‬‬
‫‪ -‬تحرير أسعار المنتجات التي تدخل ضمن أسعار مؤشرات االستهالك في سنة ‪ 2661‬بنسبة ‪.%11‬‬
‫وبصفة عامة فإن النتائج لم تحقق األهداف التي كانت ترغب السلطات في الوصول إليها بسبب طبيعة‬
‫االتفاق كقصر مدة تطبيقه أو اإلجراءات والشروط المتضمنة فيه‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اتفاق التثبيت الثاني جوان ‪2662‬‬
‫لجأت الجزائر للمرة الثانية إلى صندوق النقد الدولي بهدف الحصول على قروض ومساعدات إلجراء‬
‫إصالحات اقتصادية عميقة‪ ،‬وقد أرسلت الحكومة خطاب نوايا إلى الصندوق بتاريخ ‪ 11‬أفريل ‪ 2662‬تبين‬
‫فيه إرادتها في االستمرار والمضي في اإلصالحات ‪ ،‬وبعد المشاورات السرية توصل الطرفان في جوان‬
‫‪ 2662‬إلى عقد اتفاق يمتد على فترة قصيرة األجل في حدود ‪ 21‬أشهر بحيث ينتهي في ‪ 32‬مارس ‪.2661‬‬
‫أوال‪ :‬أهداف االتفاق‪ :‬إن األهداف التي يرمي إليها هذا االتفاق هي(‪:)2‬‬
‫‪ -‬التقليل من تدخل الدولة في توجيه النشاطات االقتصادية مع ترقية النمو االقتصادي بتشجيع القطاعين‬
‫العام والخاص‪.‬‬
‫‪ -‬ترشيد االدخار واالستهالك بواسطة ضبط أسعار السلع والخدمات إداريا‪.‬‬
‫‪ -‬تحرير التجارة الخارجية وتحويل الدينار الجزائري إلى عمالت أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬إصالح النظام الجبائي والجمركي‪.‬‬

‫(‪ -)1‬الهادي خالدي ‪ ،‬المرآة الكاشفة لصندوق النقد الدولي‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2669 ،‬ص‪. 69‬‬
‫‪)2(- Hocine BENISSAD, Algérie Restructuration et reformes économiques, (1979-1993), opu, Alger,‬‬
‫‪1994, p 141‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪30‬‬
‫‪ -‬وضع حدود قصوى على القروض الممنوحة للمؤسسات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬سن قانون الشبكة االجتماعية المتصاص الغضب االجتماعي الناتج عن تطبيق هذا االتفاق‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات االتفاق‪ :‬لتحقيق األهداف السابقة ولكسب تأييد الصندوق والحصول على التمويل ركزت‬
‫الحكومة على اإلجراءات العملية اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬تحرير األسعار بنسبة ‪.% 11‬‬
‫‪ -‬التطهير المالي للمؤسسات ‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيض التعريفات الجمركية وتوسيع قائمة اإلعفاءات‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيض قيمة الدينار‪.‬‬
‫‪ -‬رفع الدعم عن أسعار الطاقة التي تشمل الكهرباء والمحروقات مع جعل األسعار المحلية في مستوى‬
‫األسعار العالمية‪.‬‬
‫وبموجب هذه اإلجراءات قدم الصندوق قرضا قيمته ‪ 311‬مليون ‪ DTS‬أي ‪ 111‬مليون دوالر وكانت ترغب‬
‫الجزائر في الحصول على هذا القرض دفعة واحدة‪ ،‬لكن الصندوق قسم القرض على أربعة أقساط متساوية‪،‬‬
‫كل قسط يساوي ‪ 11‬مليون ‪ 211( DTS‬مليون دوالر) والتمويل يكون بالشكل اآلتي )‪:(1‬‬
‫القسط األول في جوان ‪ ،2662‬القسط الثاني في سبتمبر ‪ ،2662‬القسط الثالث في ديسمبر ‪ ،2662‬القسط‬
‫الرابع في مارس ‪ ،2661‬وقد قامت الجزائر بسحب األقساط الثالثة األولى ولم تتمكن من سحب القسط‬
‫الرابع‪ ،‬بسبب األزمة السياسة المتمثلة في توقيف المسار االنتخابي واستقالة رئيس الجمهورية‪.‬مما جعل‬
‫الصندوق يتحفظ بخصوص عدم جدية الحكومة في تطبيق إصالحات عميقة جعلته ال يتسرع في تقديم‬
‫المساعدات للجزائر لتصحيح التشوهات في االقتصاد الجزائري‪ ،‬وكادت االتصاالت تنقطع بين الطرفين في‬
‫سبتمبر ‪ ،2662‬إال أن تم تدارك الموقف في أكتوبر ‪ 2662‬بإرسال خطاب نوايا ثاني حيث تتعهد بموجبه‬
‫الجزائر تطبيق أسعار جديدة على كل السلع والخدمات بما فيها ذات االستهالك الواسع لتقليص العجز في‬
‫الخزينة العمومية‪ ،‬لكن الظروف الصعبة التي كانت تمر بها الجزائر نتيجة األزمة السياسية جعلت الحكومة‬
‫تأخذ إجراءات معاكسة لبنود االتفاق‪ ،‬فرفعت الحد األدنى لألجور (‪ )SMIG‬إلى ‪ 1111‬دج وأصدرت قانون‬
‫الشبكة االجتماعية لفائدة العائالت لتهدئة األوضاع االجتماعية‪ ،‬مما يعني زيادة أعباء خزينة الدولة‪ ،‬وهذه‬
‫اإلجراءات اعتبرها الصندوق حجة كافية عن تراجع الحكومة عن تنفيذ برنامج اإلصالحات وأخلت بالتالي‬
‫بأحد بنود االتفاق‪ ،‬ولذلك رفض الصندوق تقديم القسط الرابع المقدر ب‪ 11‬مليون ‪ 211( DTS‬مليون‬
‫دوالر)(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ :‬نتائج االتفاق‪ :‬إن النتائج المحصل عليها بعد تنفيذ إجراءات االتفاق نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪)1( - Ahmed BEN BITOUR, Exposé du Programme économique et Financier, Op-cit , P84‬‬
‫(‪ - )2‬الهادي خالدي‪ ،‬المرآة الكاشفة لصندوق النقد الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪1112 -111‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ -‬ارتفاع سعر صرف الدوالر بالنسبة للدينار في نهاية سنة ‪ 2662‬بحيث أصبح كل ‪ 2‬دوالر يساوي ‪29.1‬‬
‫دينار جزائري‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع معدل إعادة الخصم من ‪ % 10,5‬في سنة ‪ 2661‬إلى ‪ % 11,5‬مع نهاية ‪ 2662‬و‪.2661‬‬
‫‪ -‬بلغ معدل التضخم في سنة ‪ 2661‬نسبة ‪.% 31,7‬‬
‫‪ -‬انخفاض نسبة الضرائب خارج الجباية العادية على الناتج الداخلي اإلجمالي من دون قطاع المحروقات‬
‫من ‪ %11‬خالل سنة ‪ 2699‬إلى ‪ %29‬خالل سنتي ‪ 2662‬و ‪ ،2661‬وهذا سببه عودة ظهور العجز في‬
‫ميزانية الدولة في سنة ‪ ،2661‬نتيجة ارتفاع نسبة نفقات التسيير مقارنة باإليرادات اإلجمالية بالشكل اآلتي‬
‫‪ %92‬و‪ %19‬و‪ %63‬خالل سنوات ‪ 2662‬و‪ 2661‬و‪ 2663‬على الترتيب‪:‬‬
‫‪ -‬صدور بعض القوانين والتشريعات التي تصب في مسار اإلصالحات اإلقتصادية مثل المرسوم التشريعي‬
‫‪ 21-63‬الذي أعطى نظرة جديدة لحرية اإلستثمار(‪ ،)2‬والمرسوم رقم ‪ 19-63‬الذي أدخل أدوات جديدة‬
‫لممارسة التجارة(‪.)1‬‬

‫( ‪ -)1‬أنظر المرسوم التشريعي رقم ‪ 19-63‬الصادر بتاريخ ‪ 11‬أفريل ‪ 2663‬الخاص بالقانون التجاري‬

‫‪Page‬‬
‫‪32‬‬
‫المحور الخامس ‪ :‬مرحلة تطبيق سياسات التعديل الهيكلي ( ‪ 2661‬ــ ‪) 2661‬‬
‫االقتصاد الجزائري كان إحدى االقتصاديات التي مرت بوضع صعب‪ ،‬خاصة بعد أزمة ‪ 2699‬النفطية حيث‬
‫ظهر الركود والجمود في كل القطاعات وتعمق العجز في مختلف الموازين‪ ،‬وهذا ما دفع بالجزائر إلى تبني‬
‫سلسلة من اإلصالحات الذاتية لمواجهة الوضع‪ .‬لكن هذه اإلصالحات فشلت في معالجة الوضع الن األزمة‬
‫كانت عميقة وهيكلية وليست ظرفية ومؤقتة‪ ،‬زيادة عن نقص التمويل الكافي لتنفيذ هذه اإلصالحات‪ ،‬وعندها‬
‫لجأت الجزائر إلى عقد سلسلة من االتفاقيات مع الصندوق والبنك الدوليين خالل الفترة (‪ )69-96‬لحل أزمة‬
‫اختالل االقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫اإلصالحات االقتصادية التي ترتكز على برامج التكييف االقتصادي‬
‫الفرع األول‪ :‬برنامج التثبيت االقتصادي مع صندوق النقد الدولي‪ :‬هو مجموعة من اإلجراءات والشروط‬
‫التي يمليها صندوق النقد الدولي على الدولة النامية التي تضطرها ظروفها إلعادة جدولة ديونها الخارجية‬
‫وهي شروط تهدف إلى انكماش في اإلنفاق االستهالكي واالستثمارات بهدف تمكين الدولة من تحقيق وفرة في‬
‫الموارد المالية واالستمرار في دفع أعباء ديونها الخارجية(‪.)1‬‬
‫هذا البرنامج قصير المدى يصاغ على ضوء رؤية نيوكالسيكية لميزان المدفوعات حيث ترى بأن االختالل‬
‫الخارجي (عجز ميزان المدفوعات) سببه وجود فائض طلب يفوق حجم الموارد الذاتية الموجودة األمر الذي‬
‫ينتج عنه استدانة البلد وزيادة أعباء ديونه الخارجية‪ ،‬ولتالفي مشكلة االختالل الخارجي ومتاعب الديون‬
‫الخارجية يرى الصندوق ضرورة تناسق نمطي االستهالك واالستثمار المحليين مع طاقة البلد حتى يستطيع‬
‫خدمة ديونه الخارجية‪ ،‬ولذلك فهدف سياسة خفض الطلب المحلي الذي يمثل جوهر برنامج التثبيت هو‬
‫تخفيض الطلب الكلي‪ ،‬حتى ينعكس ذلك على خفض العجز في الحساب الجاري لميزان المدفوعات‪ ،‬بهدف‬
‫زيادة قدرة البلد على خدمة ديونه الخارجية(‪ ،)2‬ويرى الصندوق بأن يدار البرنامج عن طريق قبول آليات‬
‫السوق وعدم تدخل الدولة في النشاط االقتصادي‪ ،‬وبما أن االقتصاد المدين يعاني صعوبات في ميزان‬
‫المدفوعات نتيجة وجود طلب زائد عن حجم الموارد المتاحة‪ ،‬فهذا بدوره ينعكس على المستوى العام لألسعار‬
‫فيدفعها إلى االرتفاع‪ ،‬ولهذا يرى الصندوق أن الهدف من التركيز على إدارة الطلب هو القضاء على التضخم‬
‫ثم التوجه بالسياسات المقترحة إلى مصادر هذا التضخم وهو العجز في الموازنة العامة‪ ،‬وفي نفس الوقت‬
‫العمل على تنمية موارد الدولة من العملة األجنبية بواسطة تخفيض القيمة الخارجية للعملة المحلية لزيادة‬

‫( ‪ )1‬مجلة التمويل والتنمية‪ ،‬دور صندوق النقد الدولي في التكيف‪ ،‬واشنطن‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2661‬ص ص‪.12-11 :‬‬
‫( ‪ )2‬رمزي زكي‪ ،‬في وداع القرن العشرين‪ ،‬تأمالت اقتصادية في هموم مصرية وعالمية‪ ،‬دار المستقبل العربي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ،2666‬ص ‪.111‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪33‬‬
‫الصادرات والحد من الواردات‪ ،‬وهنا يكمن معيار النجاح المتمثل في جلب أكبر كمية من االحتياطات‬
‫الدولية(‪.)1‬‬
‫ولذلك فالسياسات التي يتمحور بشأنها برنامج التثبيت االقتصادي لخفض الطلب تتمثل في ميزان المدفوعات‬
‫والموازنة العامة للدولة والسياسة النقدية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬برنامج التكييف الهيكلي مع البنك الدولي‪ :‬هو عبارة عن مجموعة من التدابير االقتصادية‬
‫التي تهدف في النهاية إلى إحداث تغيير جذري في الهيكل االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬من خالل تحرير‬
‫األسعار‪ ،‬تحرير الواردات والتحول نحو التصدير والقضاء على الملكية العامة (القطاع العام)(‪.)2‬‬
‫إذا كان برنامج التثبيت يستهدف إعادة التوازن إلى االقتصاد ككل‪ ،‬فإن برنامج التكييف الهيكلي يذهب إلى‬
‫أبعد من ذلك إذ يستهدف تحويل االقتصاد من توازن إلى آخر أكثر تشجيعا على االنطالق وعلى االستخدام‬
‫األكفأ للموارد‪.‬‬
‫يعتمد البنك الدولي في تصميم برامج التكييف الهيكلي على ثالثة مبادئ أساسية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬تعيين األهداف المراد تحقيقها خالل فترة تتراوح ما بين ‪ 3‬إلى ‪ 1‬سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد السياسات واإلجراءات المطبقة خالل فترة‪ 1‬سنوات لتحقيق األهداف السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تنفيذ مجموعة من السياسات واإلجراءات قبل قبول البنك بتقديم القروض‪ ،‬أو على األكثر خالل‬
‫السنة األولى من سحب قروض البرنامج‪.‬‬
‫ويتوقف التحديد النهائي لهذه المبادئ على ظروف كل بلد‪ ،‬ولكن يبقى مضمون هذه المبادئ يدور حول دعم‬
‫التكييف الهيكلي تماشيا مع ما هو حاصل من تغيرات في االقتصاد العالمي‪ ،‬أما اإلجراءات التي يشملها‬
‫البرنامج فهي تعطى للسياسات االقتصادية الكلية والقطاعية وسياسات اإلصالح المؤسسي‪ ،‬كما أن المسائل‬
‫التي يحتويها البرنامج فتبدأ بالقضايا الصغرى مثل القضايا التكنولوجية واإلدارية والمالية الخاصة‬
‫بالمشروعات‪ ،‬ثم القضايا الكبرى مثل االدخار واالستثمار والموازنة العامة إلى غير ذلك‪ .‬ويستهدف التكييف‬
‫الهيكلي دعم ميزان المدفوعات وزيادة قدرة البلد المدين على سداد ديونه الخارجية‪ ،‬إضافة إلى جلب‬
‫االستثمارات األجنبية ونشير بأن اتفاق التثبيت مع الصندوق يعتبر شرطا مسبقا للدخول في برنامج تصحيح‬
‫هيكلي مع البنك الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬أما المحاور األساسية التي يتمحور بشأنها برنامج التكييف الهيكلي فتتمثل في تحرير األسعار‪ ،‬تحجيم دور‬
‫القطاع العام وتعزيز دور القطاع العام‪ ،‬تحرير التجارة الخارجية والتحول نحو زيادة الصادرات‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬برنامج التعديل الهيكلي ‪:2661/2661‬‬

‫( ‪ )1‬سيد البواب‪ ،‬برامج التثبيت والتكيف الهيكلي لصندوق النقد والبنك الدوليين‪ ،‬محاورها‪ ،‬تحليلها‪ ،‬تأثيرها‪ ،‬جمعية اإلقتصاد السياسي‬
‫والتشريع‪ ،‬القاهرة‪ ،1111 ،‬ص ‪.11‬‬
‫( ‪ )2‬رمزي زكي‪ ،‬في وداع القرن العشرين‪....،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪34‬‬
‫إن األهداف المرغوب تحقيقها واإلجراءات المعتمدة خصوصا في اتفاق التثبيت الثاني‪ ،‬لم تحل أزمة‬
‫االقتصاد الجزائري بسبب نقص التمويل وقصر مدة االتفاق‪ ،‬مما جعل الجزائر تعقد اتفاق التعديل الهيكلي مع‬
‫صندوق النقد والبنك الدوليين‪ ،‬يتضمن برنامج أعمق وأشمل لإلصالحات االقتصادية‪ ،‬يرتكز على ثالثة‬
‫محاور رئيسية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬تثبيت أوضاع االقتصاد‪ :‬بتخفيض العجز في الموازنة والحساب الجاري لميزان المدفوعات‪ ،‬الحد من‬
‫ارتفاع معدل التضخم من خالل سياسة نقدية ومالية لتحقيق التوازن االقتصادي على المستوى الكلي‪ ،‬في‬
‫إطار اتفاقية ستاندباي الموقعة مع صندوق النقد الدولي للفترة ‪.61-61‬‬
‫‪ -‬سياسة اإلصالح الهيكلي‪ :‬إلعادة التوازن الداخلي على المستوى الجزئي‪ ،‬والتي بدأت مع البنك الدولي‬
‫للفترة (‪ )69-61‬بغرض نقل االقتصاد نحو االعتماد على القطاع الخاص وتحرير الصادرات والغاء الدعم‬
‫عن السلع‪.‬‬
‫‪ -‬عالج اآلثار السلبية لهذه اإلصالحات بتخفيف وطأة اإلجراءات على الفئات المتضررة من هذه السياسة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اتفاق التثبيت الثالث ‪2661-2661‬‬


‫يدرج هذا اإلتفاق ضمن برنامج التعديل الهيكلي‪ ،‬بحيث اشترط البنك الدولي على الجزائر عقد اتفاق تثبيت‬
‫لمدة سنة تطبيقا لمبدأ المشروطية المتقاطعة بين المؤسستين الدوليتين‪ ،‬إليجاد حل جذري لمشكل المديونية‬
‫الخارجية من خالل إعادة الجدولة واعادة االختالالت إلى حالة التوازن مع صندوق النقد الدولي كخطوة أولى‬
‫‪ ،61-61‬قبل الذهاب إلى البنك الدولي لتنفيذ الخطوة الثانية ‪.69-61‬‬
‫‪ -2‬األوضاع االقتصادية السائدة قبل اتفاق ‪.61-61‬‬
‫هناك أوضاعا اقتصادية سيئة سادت قبل عام ‪ 2661‬وأدت بالجزائر إلى توقيع االتفاق على برنامج التعديل‬
‫الهيكلي‪ ،‬وتتخلص هذه األوضاع في مجموعة من االختالالت النقدية والمالية والهيكلية التي أبرزت عددا من‬
‫(‪)1‬‬
‫المشاكل االقتصادية من أهمها‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخفاض إيرادات المحروقات من ‪ 22‬مليار دوالر في سنة ‪ 2661‬الى ‪ 6.9‬مليار دوالر سنة ‪ 2663‬مع‬
‫توقع بلوغها ‪ 9.1‬مليار دوالر سنة ‪.2661‬‬
‫ب‪ -‬عبء المديونية وخدماتها‪ ،‬بحيث بلغت المديونية ‪ 19.1‬مليار دوالر سنة ‪ 2663‬في حين سددت ما‬
‫قيمته ‪ 19.3‬مليار دوالر للفترة ‪ ،2663-2662‬وهذا معناه قيمة التسديد أكبر من قيمة الدين وهذا وضع‬

‫( ‪ )1‬في هذا اإلطار أنظر‪:‬‬


‫‪ -‬بلعزوز بن علي‪ ،‬محاضرات في النظريات والسياسات النقدية‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪.263-262‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪MEDIA BANK n° :27 Décembre/Janvier 1997 ; P4.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Ahmed BEN BITOUR, Exposé du programme économique et financier, Op. cit, P85-86.‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪35‬‬
‫خطير كادت الجزائر على إثره أن تمتنع عن التسديد‪ ،‬أما خدمات المديونية فبلغت ‪ % 61.3‬من الصادرات‬
‫في سنة ‪ 2663‬ووصلت إلى ‪ % 211‬في األشهر الستة األولى من عام ‪.2661‬‬
‫ج ‪-‬بلغ العجز في الخزينة العمومية ‪ %6.1‬من الناتج المحلي اإلجمالي في سنة ‪ 2663‬مؤديا إلى تراجع‬
‫معدل النمو بنسبة(‪ ،)% 1.1-‬أي هناك ركود اقتصادي‪.‬‬
‫د ‪-‬بلغت احتياطات الصرف ‪ 2.1‬مليار دوالر في نهاية ‪ 2663‬ثم ‪ 2‬مليار دوالر في بداية ‪ 2661‬وهذا‬
‫يضعف من قدرة البنك المركزي في مواجهة أعباء االلتزامات الخارجية‪.‬‬
‫ه ‪-‬انخفاض الواردات إلى ‪ 9‬مليار دوالر في سنة ‪ 2663‬وهذا انعكس بالسلب على تموين الجهاز اإلنتاجي‬
‫وبالتالي انخفض اإلنتاج في هذه السنة بنسبة ‪.%1.1‬‬
‫و ‪-‬وصل العجز في الموازنة العامة للدولة ‪ % 9‬من الناتج المحلي اإلجمالي في سنة ‪ ،2663‬وكان يمول‬
‫باإلصدار النقدي دون مقابل‪ ،‬مما أدى إلى زيادة معدل التضخم إلى حدود ‪ %11.1‬في نهاية ‪.2663‬‬
‫ز ‪-‬وصل معدل البطالة إلى حدود ‪ %11‬مع تزايد معدل النمو السكاني بـ ‪ %2,4‬سنويا مما ولد ضعفا في‬
‫الصحة والسكن والتعليم وغيرها‪.‬‬
‫ح ‪-‬انخفاض مردودية القطاع الفالحي إلى ‪ %1‬عام ‪ 2663‬بسبب الجفاف الذي تعرضت له مختلف جهات‬
‫الوطن‪.‬‬
‫ط‪ -‬سيادة القطاع العام ذو الوزن األكبر مع كفاءة اقتصادية منخفضة مقارنة بالقطاع الخاص الذي ال يتميز‬
‫بهذه الصفات‪.‬‬
‫إذن هذه المشاكل فرضت على الجزائر ضرورة االتفاق مع صندوق النقد والبنك الدوليين وقبول شروطهما‬
‫للحصول على التمويالت ومساعدتها للخروج من أزمتها الخانقة‪.‬‬
‫‪ -1‬أهداف اتفاق ‪:2661-2661‬‬
‫يهدف اإلتفاق إلى تحقيق ما يلي(‪:)1‬‬
‫أ ‪ -‬رفع معدل النمو اإلقتصادي إلى ‪ % 3‬سنة ‪ 2661‬و ‪ % 9‬سنة ‪ 2669‬بغرض إستيعاب نمو القوة‬
‫العاملة وخ فض معدل البطالة‪ ،‬بحيث تم تسجيل نمو اليد العاملة النشيطة إلى حدود ‪ 111111‬طلب‬
‫سنويا‪.‬‬
‫ب ‪ -‬العمل على تحقيق تقارب بين معدل التضخم السائد في الجزائر وبين معدل التضخم السائد عند أهم‬
‫شركاء الجزائر التجاريين‪.‬‬

‫( ‪ -)1‬في هذا اإلطار أنظر‪:‬‬


‫‪ -‬كريم النشاشي وآخرون ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪- Ahmed BEN BITOUR, Exposé du programme économique et financier, Op-cit P62‬‬
‫‪- Banque d’Algérie, Algérie situation financières et perspectives a Moyen terme, juillet 95, p 99.‬‬
‫‪- Programme de période de transition, Août 1994, p 32.‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪36‬‬
‫ج ‪ -‬خفض عبء التكاليف اإلنتقالية للتصحيح الهيكلي للفئات السكانية المتضررة‪ ،‬والمحافظة على القدرة‬
‫الشرائية للعائالت التي ال تتقاضى رواتب بواسطة تطوير قانون الشبكة اإلجتماعية‪.‬‬
‫د ‪ -‬العمل على إرجاع قوة ميزان المدفوعات‪ ،‬وتحقيق مستويات كافية من احتياطي العمالت األجنبية‪.‬‬
‫‪ -1‬إجراءات اإلتفاق‪:‬‬
‫لتحقيق هذه األهداف والتخفيف من الضغوطات المالية واإلقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أرسلت السلطات الجزائرية‬
‫خطاب النوايا إلى صندوق النقد الدولي في أفريل ‪ 2661‬تعلن فيه اإللتزام بالمشروطية بإعتماد اإلجراءات‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تحرير األسعار‪ :‬بتعديلها ومراجعتها ورفع الدعم عنها وترك المجال آللية السوق‪ ،‬وهذا ال يعني تحريرها‬
‫بالكامل فقد أعفيت منها المواد اإلستهالكية الضرورية (الدقيق والسميد والحليب)‪ ،‬إضافة إلى السكر‬
‫والحبوب وزيت الطعام واألدوية والكتب واألدوات المدرسية‪ ،‬وتم تحرير أسعار ولوازم اإلنتاج الزراعي‬
‫وحصر أسعار دعم هذا القطاع في بذور البطاطا والقمح فقط‪ ،‬كما تم تحرير العديد من المنتجات ذات‬
‫هامش ربح مراقب‪ ،‬والغرض من هذا كله تقريب األسعار المحلية باألسعار العالمية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬نظام الصرف‪ :‬تخفيض قيمة الدينار الجزائري بين شهري أفريل وسبتمبر‪ 2661‬بنسبة ‪ % 11‬مقابل‬
‫الدوالر األمريكي ومتابعة هذا التعديل على مراحل‪ ،‬في انتظار مبادرة بنك الجزائر إلحداث مكاتب‬
‫للصرف لتحديد سعر الصرف بينه وبين البنوك التجارية في جلسات التحديد مؤقتا في إنتظار تجديده في‬
‫جلسات تثبيت بين البنوك التجارية والبنك المركزي‪ ،‬ثم في النهاية يحدد سعر الصرف ما بين البنوك‬
‫بإشراك الوسطاء المعتمدين اآلخرين‪.‬‬
‫ج ‪ -‬تحرير التجارة الخارجية‪ :‬برفع قيود اإلحتكار عنها وتنمية الصادرات خارج قطاع المحروقات‪ ،‬كما‬
‫اعتمدت الحكومة بعض اإلجراءات تخص‪:‬‬
‫إنشاء شركة تأمين الصادرات وضمانها‪ ،‬منح القروض البنكية بغرض التصدير‪ ،‬إلغاء جميع القيود على‬
‫الصادرات بإستثناء الصادرات ذات األهمية الوطنية تاريخيا وأثريا وفنيا‪ ،‬إلغاء رخص اإلستيراد لسلع معينة‬
‫مثل األدوية‪ ،‬الحليب‪ ،‬السميد‪ ،‬الدقيق‪ ،‬القمح‪ ،‬تفضيل تدابير الدعم التمهيدية إلنتاج مواد توجه للتصدير‪.‬‬
‫د ‪ -‬ميزان المدفوعات‪ :‬في هذا اإلطار يمكن التركيز على‪:‬‬
‫إعادة تكوين احتياطي من الصرف‪ ،‬وتنويع الصادرات خارج قطاع المحروقات وتحرير واردات السلع‬
‫والخدمات‪ ،‬والبحث عن مصادر أخرى لتمويل الدين الخارجي على المديين المتوسط والطويل‪.‬‬
‫ه ‪ -‬السياسة الميزانية‪ :‬تخفيض عجز الميزانية من (– ‪ )% 5,9‬من الناتج المحلي اإلجمالي في سنة‬
‫‪ 2663‬إلى (–‪ )% 0,3‬في سنة ‪ 2661‬مع تخفيض عجز الخزينة العمومية من (‪ )% 9,2-‬في سنة‬
‫‪ 2663‬إلى (‪ )% 3,3-‬سنة ‪ ،2661‬كما حرص البرنامج على مضاعفة موارد الميزانية وتحسين أداء‬
‫األجهزة الضريبية‪.‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪37‬‬
‫و ‪ -‬السياسة النقدية‪ :‬بوضع حد الرتفاع التضخم بتعديل نمو الكتلة النقدية في حدود ‪ %21‬خالل الفترة‬
‫‪ ،2661-2661‬مع تطبيق معدل الفائدة على إعادة التمويل بالنسبة لمعدل إعادة الخصم ‪ %21‬والمعدل‬
‫المحوري لبنك الجزائر في السوق النقدي ‪ ،%11‬ثم كشف البنوك التجارية على بنك الجزائر ‪،%11‬‬
‫الخزينة تأخذ فائدة قدرها ‪ % 16,5‬على سندات التجهيز الجديدة‪ ،‬أما الصندوق الوطني للتوفير‬
‫واإلحتياط ‪ CNEP‬فيطبق معدالت الفائدة بنسبة ‪ %21‬على حساب اإلدخار والسكن وبنسبة ‪ %21‬على‬
‫باقي دفاتر التوفير‪.‬‬
‫ز ‪ -‬إعادة الجدولة‪ :‬في هذا اإلطار تضمنت اإلجراءات ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التخفيف من ارتفاع عبء الدين الخارجي بواسطة إعادة جدولة ‪ 21‬مليار دوالر بحلول عام ‪ 2669‬للتقليل‬
‫من آثار أزمة المديونية الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تحقيق إحتياطي من العمالت األجنبية بما يفوق ‪ 1,5‬شه ار من الواردات‬
‫‪ -‬اإلجراءات والشروط المعتمدة إلعادة الجدولة ال ينبغي أن تؤدي على المدى الطويل إلى ظهور الحاجة‬
‫لتمويالت إستثنائية‪.‬‬
‫ح ‪-‬القضايا اإلجتماعية‪ :‬تضمنت اإلجراءات ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إنشاء صندوق التأمين ضد البطالة والغاء تعويضات التسريح الناجمة عن غلق المؤسسات اإلقتصادية‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬إلغاء الدخل المدفوع للعائالت بدون دخل وتعويضه بمنحة النشاطات ذات المنفعة العامة ‪ AIG‬التي تقدر‬
‫بـ ‪ 2111‬دج شهريا‪.‬‬
‫‪ -‬تتحمل الدولة مسؤولية نفقات المنح العائلية ‪.‬‬
‫ط‪ -‬إصالح القطاع العام وتطوير القطاع الخاص‪:‬‬
‫‪ -‬التصريح ببيع وحدات القطاع العام ومشاركة الخواص في أسهم رأس مال هذه المؤسسات حتى نسبة‬
‫‪.%16‬‬
‫‪ -‬تصفية ‪ 911‬مؤسسة من بين ‪ 2311‬مؤسسة عامة محلية خالل الفترة ‪.2661-2661‬‬
‫‪ -‬إعطاء االستقاللية لـ‪ 11‬مؤسسة عامة التي تكبدت أكبر الخسائر‪ ،‬مع وضع برنامج خاص لمتابعتها‬
‫واعادة هيكلتها خالل الفترة ‪ ،2669-2661‬وبصفة عامة يمثل هذا اإلتفاق نقطة تحول كبيرة في مسار‬
‫اإلقتصاد الجزائري لإلعتماد أكثر على آليات إقتصاد السوق‪ ،‬طبقا لإلجراءات المتضمنة في البرنامج والتي‬
‫تعهدت الجزائر بتطبيقها‪ ،‬وقبول صندوق النقد الدولي منح الجزائر قرضا قيمته ‪ 111.11‬مليون ‪ DTS‬أي‬
‫‪ 1,5‬مليار دوالر بعد المفاوضات الشاقة بين الطرفين خالل سنة ‪ 2663‬واألشهر الثالثة األولى من عام‬
‫‪.)1(2661‬‬

‫( ‪ -)1‬مجلة التمويل و التنموية ‪ /‬عدد شهر مارس ‪2661‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪38‬‬
‫ثانيا‪ :‬اتفاق التعديل الهيكلي ‪61 -61‬‬
‫بعد تنفيذ الخطوة األولى مع صندوق النقد الدولي‪ ،‬شرعت الجزائر في تنفيذ الخطوة الثانية بإجراء سلسلة من‬
‫المفاوضات مع البنك الدولي حول برنامج التعديل الهيكلي أو اتفاق تسهيل التمويل الموسع للفترة ‪-61‬‬
‫‪ 69‬لمواصلة اإلصالحات وتصحيح أوضاع االقتصاد‪ ،‬وتحويله من حالة التوازن إلى حالة االستقرار‬
‫واالنطالق نحو االستخدام األمثل للموارد ومتابعة مسيرة التنمية في ظروف االستقرار‪.‬‬
‫‪ :2‬أهداف برنامج التعديل الهيكلي‪:‬‬
‫إن األهداف التي حددتها الجزائر في مفاوضاتها مع البنك الدولي تتمثل فيما يلي(‪:)1‬‬
‫أ ‪ -‬تحقيق نمو إقتصادي بمعدل ‪ %1‬سنويا خالل المرحلة ‪ 2669-2661‬قابل لإلستمرار ويخلق مناصب‬
‫عمل ويمول اإلستثمارات‪.‬‬
‫ب ‪ -‬اإلستمرار في بذل جهود اإلستقرار والتثبيت المالي بتخفيض معدل التضخم إلى ‪ % 10,3‬وهو نفس‬
‫معدل التضخم السائد عند أهم عمالء الجزائر التجاريين‪.‬‬
‫ج ‪ -‬تخفيف الضغط على ميزان المدفوعات وتحقيق احتياطي من الصرف يعادل ثالثة أشهر من الواردات‬
‫وتخفيض العجز في الميزان التجاري‪ ،‬وتخفيض أعباء خدمات المديونية لتصبح تتراوح بين ‪ %11‬إلى‬
‫‪ %11‬والبحث عن مصادر تمويالت خارجية أخرى‪.‬‬
‫د ‪ -‬ضمان حماية الفئات اإلجتماعية المتضررة من عملية التعديل المطبقة(‪.)2‬‬
‫‪ -1‬إجراءات البرنامج‪:‬‬
‫أرسلت الحكومة خطابا مفصال للبنك الدولي خالل شهر ماي ‪ ،2661‬يحتوي على برنامج شامل إلجراءات‬
‫محددة ألزمت الحكومة نفسها بها‪ ،‬لمواصلة اإلصالحات التي بدأت فيها مع صندوق النقد الدولي سنة‬
‫‪ ،2661‬ويمكن عرض هذه اإلجراءات كما يلي(‪:)3‬‬
‫أ ‪ -‬تحرير الصرف والمبادالت‪ :‬تضمنت الرسالة إنشاء سوق مابين البنوك بالعملة األجنبية‪ ،‬ومكاتب للصرف‬
‫تبدأ في العمل ابتداءا من ‪ ،2669/12/12‬مع تحرير سعر صرف الدينار مقابل العمالت األجنبية للقيام‬
‫بالعمليات الخارجية مثل السياحة واإلشهار ومهام العمل وتحويالت األجور‪ ،‬أما بخصوص تحرير‬
‫المبادالت التجارية‪ ،‬فقد تضمن اإلجراء تخفيض التعريفة الجمركية القصوى من ‪ %91‬إلى ‪ %11‬خالل‬
‫سنة ‪ 2669‬ومن ‪ %11‬إلى ‪ %11‬خالل سنة ‪ ،2661‬حتى تصبح في مستوى الدول المجاورة‪ ،‬وكذلك‬

‫‪)1( -Banque d’Algérie, Algérie, Situation Financier et perspectives. OP CIT- pp 05-06‬‬


‫‪)2( - El Hadi MAKBOUL, le P.A.S en Algérie problématique et Application, Revue CENEPAP, N° :15‬‬
‫‪2000, P09‬‬
‫(‪ -)3‬في هذا اإلطار أنظر‪:‬‬
‫‪- Banque d’Algérie, Algérie, Situation Financier et perspectives. OP CIT- pp 07-08‬‬
‫‪- Ahmed BEN BITOUR, Exposé du programme économique et financier, sur le PAS ,1995‬‬
‫‪ -‬الهادي خالدي‪ ،‬المرآة الكاشفة لصندوق النقد الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪112 -121‬‬
‫‪- Hocine BENISSAD, l’Ajustement structurel, l’expérience du Maghreb, OPU , Algérie 1999‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪39‬‬
‫تهيئة الظروف لإلنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة (‪ )OMC‬ومفاوضات الشراكة مع اإلتحاد‬
‫األوروبي‪:‬‬
‫ب ‪ -‬تحرير األسعار‪ :‬برفع الدعم عن الكثير من المواد التي كانت ذات هامش ربح محدود‪ ،‬باستثناء األدوية‬
‫األمر الذي ينتج عنه تخفيض نفقات الميزانية بنسبة ‪ %2‬من ‪ PIB‬بحلول سنة ‪ ،2669‬كما أخذ‬
‫البرنامج في عين اإلعتبار تحرير أسعار السكر والحبوب ماعدا القمح وزيت الطعام واللوازم المدرسية‪،‬‬
‫وتغيير قانون األسعار الذي كان معمول به بقانون المنافسة رقم ‪ ،19-61‬واصالح النظام العقاري بزيادة‬
‫قيمة اإليجار في السكنات بنسبة ‪.%31‬‬
‫ج ‪ -‬السياسة النقدية‪ :‬تقرر في البرنامج إلغاء التمويل النقدي وتعويضه بمنح قروض لإلقتصاد بأسعار فائدة‬
‫موجبة‪ ،‬باستثناء قطاع السكن لتشجيع اإلستثمار دون إهمال الحوافز المقدمة لإلدخار من خالل إعادة‬
‫هيكلة الصندوق الوطني للتوفير واإلحتياط‪ ،‬وانشاء سوق مالية لتخطي صعاب الخوصصة وتخفيض‬
‫معدل التضخم إلى مستوى يسمح بإستقرار األسعار‪ ،‬واعطاء البنوك التجارية الجزائرية الحرية لمنح‬
‫القروض وزيادة رأسمالها من قبل القطاع الخاص‪.‬‬
‫د ‪ -‬المالية العامة‪ :‬بالقضاء على عجز الميزانية وتحقيق فائض إبتداءا من سنة ‪ ،2669‬ورفع قيمة اإليرادات‬
‫الضريبة بـ‪ 1,6‬نقطة بالنسبة لـ‪ PIB‬بتقليص قائمة اإلعفاءات الضريبية‪ ،‬وترشيد النفقات بتقليصها بـ‪1,5‬‬
‫نقطة بالنسبة لـ ‪ ، PIB‬وتقليص أجور الوظيف العمومي بالحد من الزيادة في اليد العاملة‪ ،‬وتعميم تطبيق‬
‫الرسم على القيمة المضافة (‪ ،)TVA‬واصالح هيكل الرسوم الجمركية‪.‬‬
‫ه ‪ -‬إصالح القطاع العام‪ :‬أكدت الحكومة مواصلتها في إصالح القطاع العام بتصفية ‪ 99‬مؤسسة عمومية‬
‫محلية من أصل ‪ ،2329‬ومتابعة تطهير ‪ 13‬مؤسسة وخوصصة بعض المؤسسات العمومية‪ ،‬على أن‬
‫تتبعها عمليات مماثلة في قطاعات النقل والتجارة والسياحة والصناعات الغذائية واستبدال صناديق‬
‫المساهمة الثمانية بالشركات القابضة أو ما يسمى بمجمعات الهولدينغ والبالغ عددها إحدى عشر مجمع‪.‬‬
‫و ‪ -‬النظام المالي والمصرفي‪ :‬واصلت الحكومة مجهودات اإلصالح باتخاذ اإلجراءات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬تحسين إستخدام أدوات السياسية النقدية مثل تخفيض معدل إعادة الخصم وادخال نظام اإلحتياطات‬
‫اإلجبارية واستعمال األدوات غير المباشرة للسياسة النقدية بدل األدوات المباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين خدمات القطاع المصرفي باعتماد عدة بنوك تجارية خاصة كآلية لتشجيع المنافسة بين البنوك‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة هيكلة الصندوق الوطني للتوفير واإلحتياط وادماجه في النظام البنكي‪.‬‬
‫‪ -‬السماح للبنوك التجارية بتوسيع مجال نشاطها مثل تمويل بناء السكنات اإلجتماعية‪.‬‬
‫ز ‪ -‬سياسة اإلسكان‪ :‬اإلجراءات المعتمدة هي‪ :‬تخفيض تكلفة السكن اإلجتماعي ورفع أسعار اإليجار إلى‬
‫‪ %31‬لضمان تكاليف الصيانة‪ ،‬وتطهير دواوين الترقية والتسيير العقاري ماليا‪ ،‬واعادة هيكلة مؤسسات‬
‫البناء التابعة للدولة ألنها أصبحت غير قادرة على تلبية الطلب اإلجتماعي المتزايد‪.‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪40‬‬
‫ح ‪ -‬السياسة اإلجتماعية وسوق الشغل‪ :‬حرص البرنامج على إتخاذ إجراءات من شأنها التخفيف من معاناة‬
‫العمال المسرحين بعد حل المؤسسات وغلقها‪ ،‬وكذلك إنشاء صندوق وطني لتشغيل الشباب بمساعدة‬
‫صندوق النقد الدولي والبنك العالمي‪ ،‬وانشاء صندوق التأمين ضد البطالة بسبب معدالتها المتزايدة إضافة‬
‫إلى وضع قوانين تؤطر التقاعد المسبق وتأمين الشغل‪.‬‬
‫وبموجب هذه اإلجراءات تحصلت الجزائر على قرض لإلصالح الهيكلي من البنك الدولي قيمته ‪1.169,28‬‬
‫مليون ‪ DTS‬وهو ما يمثل ‪ % 127,9‬من حصة الجزائر في الصندوق يستهلك خالل الفترة ‪ 12‬ماي ‪2661‬‬
‫– ‪ 12‬ماي ‪ 2669‬وقد سحبت الجزائر القسط األول مباشرة بعد الموافقة على منح القرض بقيمة ‪325,28‬‬
‫مليون ‪ DTS‬وسحب باقي األقساط و المقدرة بـ ‪ 844,08‬مليون ‪ DTS‬قبل إنتهاء فترة اإلتفاق(‪.)1‬‬
‫ثالثا‪ :‬اتفاق نادي باريس واعادة جدولة الديون العمومية‬
‫في إطار الخطوات التي تعهدت بها الجزائر في خطاب النوايا مع صندوق النقد الدولي في عام ‪2661‬‬
‫اجتمعت الدول الدائنة للجزائر في باريس‪ ،‬لمناقشة طلب الجزائر المدعم من الصندوق والبنك الدوليين‬
‫لتخفيف عبء مديونيتها‪ ،‬وقد وافقت الدول الدائنة في ‪ 32‬ماي ‪ 2661‬على إعادة جدولة الديون الجزائرية‬
‫التي تنتهي قبل ‪ 31‬سبتمبر ‪ 2661‬تمتد على مدة ‪ 21‬سنة منها خمس سنوات إعفاء‪ ،‬ويبدأ التسديد ابتداءا‬
‫من ‪ 32‬ماي ‪ 2669‬بنسبة ‪ % 2.36‬من أصل الدين‪ ،‬على أساس ‪ 11‬قسط كل قسط يسدد كل ‪ 9‬أشهر‬
‫وفي ‪ 32‬ماي ‪ 2666‬تسدد نسبة ‪ % 1.21‬وتمثل السنة السادسة‪ ،‬ثم في السنة السابعة تسدد ‪ %3.19‬وفي‬
‫السنة الثامنة ‪ ،%1.19‬إلى أن تصل إلى السنة العاشرة أين تكون قد سددت ‪ %21.12‬من أصل الدين‬
‫المجدول(‪ ،)2‬بناءا على اتفاقية ‪ 2‬جوان ‪ 2661‬بين الجزائر ونادي باريس وقد شملت إعادة الجدولة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أصل الدين والفوائد المستحقة والتي لم تسدد في ‪ 32‬ماي ‪.2661‬‬
‫‪ -‬أصل الدين المستحق بين ‪ 2‬جوان ‪ 2661‬و‪ 32‬مارس ‪.2661‬‬
‫‪ -‬الفوائد المستحقة بين ‪ 2‬جوان ‪ ،2661‬و‪ 32‬أكتوبر ‪.2661‬‬
‫إذن من سبتمبر ‪ 2661‬إلى مارس ‪ 2661‬وقعت الجزائر على ‪ 21‬اتفاقية ثنائية بمبلغ إجمالي يقدر‬
‫بـ‪1.3‬مليار دوالر(‪.)3‬‬
‫وقد استبعدت إعادة جدولة الديون التي تقل عن ‪ 2‬مليون ‪ DTS‬على الرغم من ضرورة دفعها في آجال‬
‫استحقاقها‪.‬‬
‫كما وقعت الجزائر خالل الفترة سبتمبر ‪ 2661‬إلى جويلية ‪ 2669‬على ‪ 21‬إتفاقية ثنائية إلعادة جدولة‬
‫‪1‬مليار دوالر على أساس ‪ 11‬قسط‪ ،‬كل قسط يسدد كل ‪ 9‬أشهر خاصة بالفترة ‪ 31‬نوفمبر ‪ 2666‬إلى غاية‬
‫عام ‪ 1122‬بناءا على اتفاقية ‪ 12‬جويلية ‪ 2661‬بين الجزائر ونادي باريس وقد شملت إعادة الجدولة ما يلي‪:‬‬

‫(‪ - )1‬الهادي خالدي‪ ،‬المرآة الكاشفة لصندوق النقد الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪121 -129 ،‬‬
‫( ‪ )2‬كريم النشاشي وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪(3 ) MEDIA BANK, N°= 16, Février-Mars 1996, p 30.‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ -‬كل أصل الدين المستحق بين ‪ 2‬جوان ‪ 2661‬و‪ 32‬ماي ‪.2669‬‬
‫‪ -‬كل الفوائد المستحقة بين ‪ 2‬جوان ‪ 2661‬و‪ 32‬ماي ‪ 2669‬بدون أن يتطرق هذا االتفاق إلى اتفاق جوان‬
‫‪.2661‬‬
‫وعلى أساس هذه االتفاقيات تحصلت الجزائر على مبلغ قيمته ‪ 21.3‬مليار دوالر من نادي باريس للتخفيف‬
‫من مشكلة السيولة النقدية خالل الفترة التي يشملها اتفاق التعديل الهيكلي ‪ 2669-2661‬األمر الذي أدى‬
‫إلى تخفيف تكلفة خدمة الدين من ‪ % 61.3‬من الصادرات سنة ‪ 63‬إلى ‪ %39.9‬عام ‪ 2661‬و‪ %32‬عام‬
‫‪.2669‬‬
‫رابعا‪ :‬اتفاق لندن واعادة جدولة الديون الخاصة‬
‫عقدت الجزائر اتفاقًا مع اللجنة التوجيهية العامة للبنوك التجارية‪ ،‬المعروفة باسم نادي لندن(‪)1‬والتي تضم ‪111‬‬
‫هيئة مصرفية‪ ،‬وقد شمل هذا االتفاق مستحقات الديون التجارية واجبة التسديد خالل الفترة الممتدة من ‪2‬‬
‫مارس ‪ 2661‬إلى ‪ 32‬جانفي ‪ ،2661‬وقدرت هذه المستحقات بـ ‪ 3.13‬مليار دوالر‪ ،‬وبموجب هذا االتفاق تم‬
‫جدولة جميع الديون على مدة ‪ 21‬سنة و‪ 9‬أشهر مع فترة إعفاء مدتها ‪ 9‬سنوات ونصف(‪ ،)2‬مع العلم أن‬
‫إعادة جدولة الديون الخاصة كانت ضمن اتفاق ‪ 2669/19/11‬بمبلغ ‪ 1.1‬مليار دوالر واتفاق جويلية ‪2669‬‬
‫بمبلغ ‪ 2‬مليار دوالر‪.‬‬
‫إذن يمكن القول بأن مفاوضات إعادة الجدولة بقدر ما كانت شاقة وصعبة بسبب الشروط القاسية التي‬
‫فرضت على الجزائر‪ ،‬بقدر ما عززت مكانة الجزائر لدى متعامليها‪ ،‬وسمحت بتحقيق نتائج اقتصادية ونقدية‬
‫عموما‪ ،‬رغم النتائج السلبية المسجلة في الجانب االجتماعي‪.‬‬
‫ً‬ ‫ومالية مرضية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬نتائج تطبيق سياسات التكييف واإلصالح االقتصادي‬


‫الفرع األول‪ :‬النتائج االقتصادية والنقدية والمالية‬
‫تشير البيانات المتوفرة بأن هناك تحسنا ملحوظا في معظم المؤشرات الكلية من هذه الناحية‪.‬‬
‫‪ -2‬المديونية الخارجية وخدماتها‪ :‬لقد سجل الدين الخارجي تراجعا محسوسا ‪ ،‬فبعدما كان يقدر أكثر من‬
‫‪ 31‬مليار دوالر للفترة ‪ 69/61‬إنخفض إلى أقل من ‪ 31‬مليار دوالر بعد سنة ‪ ،2661‬ونشير بأن المديونية‬
‫ال تمثل مشكلة في حد ذاتها‪ ،‬بل تعتبر سلوك مطلق لكل الدول دون استثناء ما لم تتجاوز معدالت خدماتها‬
‫عتبة الخطورة‪ ،‬وقد ساهمت إعادة الجدولة في هذا التحسن‪ ،‬فبعدما كان االقتراض الخارجي يفوق ‪ 1‬مليار‬
‫دوالر قبل عام ‪ 2661‬إنخفض إلى ‪ 3.1‬مليار دوالر بعد عام ‪.2661‬‬
‫أما خدمة الدين فهي كذلك انخفضت بشكل محسوس‪ ،‬فبعدما كانت تمثل أكثر من ‪6‬مليار دوالر للفترة‬
‫‪ 63/62‬أي بنسبة ‪ %11‬سنويا للفترة ‪ 63/62‬تراجعت إلى أقل من ‪ 1.1‬مليار دوالر سنويا أي بمعدل أقل‬

‫‪(1) MEDIA BANK, N°21, op.cit, p31.‬‬


‫( ‪ )2‬كريم النشاشي وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.213‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪42‬‬
‫من ‪ %32‬للفترة ‪ ،61/69‬حتى بلغت ‪ %26.9‬سنة ‪ ،1111‬ماعدا سنة ‪ 2669‬التي ارتفعت فيها هذه النسبة‬
‫إلى ‪ %11.1‬بسبب انخفاض أسعار البترول وتصاعد أقساط الدين الواجبة التسديد‪ ،‬وقد ساهمت إعادة‬
‫الجدولة في هذا التحسن بتمديد آجال سداد فوائد الدين من ‪ 13‬سنوات قبل إعادة الجدولة إلى ‪ 11‬سنوات‬
‫بعد إعادة الجدولة‪.‬‬
‫‪- 1‬ميزان المدفوعات‪ :‬حقق فائضا كليا بأكثر من ‪ 2.1‬مليار دوالر خالل سنتي ‪ 2669‬و‪ 2661‬رغم تراجع‬
‫هذا الفائض إلى ‪ 1.9‬مليار دوالر سنة ‪ ،2669‬وقد ساهمت موارد إعادة الجدولة في هذا الفائض‪.‬‬
‫‪- 3‬احتياطات الصرف‪ :‬تكون رصيد ايجابي من هذه االحتياطات‪ ،‬خالل الفترة (‪ )1111-2661‬فبلغت الحد‬
‫شهر من االستيراد‪ ،‬وقد ساهم في هذه الوفرة‬
‫األقصى سنة ‪ 2661‬بقيمة ‪ 9‬مليار دوالر أي ما يعادل ‪ً 6..‬ا‬
‫ارتفاع أسعار المحروقات وتقليص قيمة الواردات والموارد المتأتية من إعادة الجدولة ‪.‬‬
‫‪- 1‬معدل التضخم‪ :‬بلغ هذا المعدل ‪ %16.9‬سنة ‪ 2661‬مقابل ‪ %16‬سنة ‪ ،2661‬وهذا بسبب تأجيل الزيادة‬
‫المقررة في األجور في الثالثي األخير من سنة ‪ 2661‬والمقدرة بـ‪ ،%21‬كما بلغ هذا المعدل ‪ %29.1‬سنة‬
‫مقصودا حتى يكون في‬
‫ً‬ ‫‪ 69‬و ‪ %1.91‬سنة ‪ 66‬و ‪ %1.31‬سنة ‪ 1111‬والحد من التضخم يعتبر هدفًا‬
‫مستوى معدل تضخم عمالء الجزائر‪ ،‬ويرجع السبب في انخفاض معدل التضخم إلى اعتماد سياسة ميزانية‬
‫تقشفية مدعومة بإجراءات نقدية صارمة‪.‬‬
‫‪- 1‬سعر الصرف‪ :‬لم يحقق سعر الصرف أي استقرار منذ سنة ‪ 2661‬حيث كان يساوي ‪ 6‬دج لكل دوالر‬
‫وبقي في االنخفاض حتى بلغ ‪ 11.3‬دج لكل دوالر في سنة ‪ ،1111‬وقد أثر هذا االنخفاض سلبا على‬
‫حصيلة الصادرات وكذا على ارتفاع أسعار واردات السلع ووسائل اإلنتاج وارتفاع في وتيرة معدل التضخم‬
‫وهذه مزايا يستفيد منها األجانب وتفرض المزيد من قوى االنكماش على االقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫‪- 9‬الميزانية العامة‪ :‬سجلت فائضا في سنوات ‪ 61‬و‪ 69‬و‪ 61‬بنسبة ‪ % 3‬و ‪ %1.1‬و‪ %1.6‬من الناتج‬
‫المحلي اإلجمالي‪ ،‬ويرجع هذا الفائض إلى عاملين‪ ،‬األول ارتفاع اإليرادات من خالل التحصيل الضريبي فقد‬
‫ارتفعت اإليرادات من ‪ %11.9‬إلى ‪ %33‬ثم ‪ %31‬من الناتج اإلجمالي‪ ،‬أما العامل الثاني فيتمثل في‬
‫انخفاض النفقات العمومية نتيجة السياسة االنكماشية والتقشفية التي أوصى بها كل من صندوق النقد والبنك‬
‫(‪)1‬‬
‫الدوليين‪ ،‬فقد سجل هذا االنخفاض نسبة ‪ %33.9‬سنة ‪ 61‬و ‪ %16‬سنة ‪ 69‬و‪ %32‬سنة ‪.2661‬‬
‫‪- 1‬النمو في القطاع الصناعي‪ :‬فقد سجل ركودا خالل الفترة (‪ )2661-2661‬ماعدا سنة ‪ 2669‬حيث‬
‫تحسن أداءه بنسبة ‪ ،%21.1‬مع العلم أن هذا القطاع مساهمته ضعيفة في تكوين الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫بسبب المشاكل التي اعترضته خالل مرحلة تطبيق برنامج التعديل الهيكلي‪.‬‬

‫( ‪ )1‬أنظر‪ :‬روابح عبد الباقي‪ ،‬غياط الشريف‪ ،‬اآلثار االقتصادية واالجتماعية لبرنامج التصحيح الهيكلي في الجزائر‪ ،‬الملتقى الوطني حول‬
‫االقتصاد الجزائري في األلفية الثالثة ‪ 11-12‬ماي ‪ ،1111‬جامعة البليدة‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪43‬‬
‫‪- 9‬النمو في القطاع الفالحي‪ :‬يعتبر هذا القطاع ضعيف على الرغم من بعض النتائج االيجابية المسجلة‬
‫من فترة ألخرى بسبب العوامل التي مازالت تتحكم في نموه مثل عدم كفاية التمويل‪ ،‬والظروف الطبيعية غير‬
‫المشجعة وفي مقدمتها الجفاف الذي أصبح يميز كل جهات الوطن‪ ،‬ولذلك صرحت السلطات الجزائرية بأنه‬
‫هذا القطاع أضعف معدل له في تكوين القيمة المضافة على مدار ‪ 11‬سنة‬ ‫في سنة ‪ 2661‬سجل‬
‫(‪)1‬‬
‫بمعدل (‪ ،)%21-‬ويفسر هذا المعدل ظهور الضغوطات التضخمية في األسواق على المواد‬ ‫الماضية‬
‫الغذائية ذا االستهالك الواسع‪ ،‬وظهور المضاربة من حين آلخر على بعض المواد‪ ،‬ليتحسن هذا النمو في‬
‫سنة ‪ 2669‬بنسبة ‪.%12.6‬‬
‫‪- 6‬النمو االقتصادي‪ :‬تحقق معدل نمو اقتصادي موجب نسبيا خالل تطبيق برنامج التعديل الهيكلي‪ ،‬ولكن‬
‫يبقى غير كاف بالنظر لألهداف المسطرة والتدابير المعتمدة في البرنامج وقد ساهمت موارد إعادة الجدولة‬
‫في تحقيق هذا النمو‪.‬‬
‫ابتداءا من سنة ‪ 2661‬شرعت الدولة في إصالح مؤسسات القطاع‬
‫ً‬ ‫‪ - 21‬وضعية مؤسسات القطاع العام‪:‬‬
‫العام من ناحيتين‪ ،‬األولى انتهاج سياسة مالية متشددة‪ ،‬والثانية انتهاج سياسة الحل والخوصصة أو فتح‬
‫رأسمالها للمشاركة بنسبة ‪ %16‬من األسهم(‪ ،)2‬ومن نتائج تطبيق سياسة اإلصالح االقتصادي هو تقليص‬
‫دور الدولة في توجيه النشاط االقتصادي بحثا عن النجاعة االقتصادية ولذلك تراجع دور مؤسسات القطاع‬
‫العام في االقتصاد الوطني نتيجة اإلصالحات الهيكلية‪ ،‬بحيث تم حل وخوصصة الكثير من المؤسسات‬
‫العمومية‪ ،‬فخالل الفترة (‪ )2666-2661‬تم حل ‪ 629‬مؤسسة ما بين وطنية ومحلية وخوصصة ‪111‬‬
‫مؤسسة أخرى وبيع ‪ 131‬مؤسسة‪ ،‬وفي مقدمة المؤسسات المتضررة من هذه العملية هي مؤسسات البناء‬
‫واألشغال العمومية‪.‬‬
‫مما سبق نستنتج أن الج ازئر حققت مجموعة من النتائج االيجابية االقتصادية والمالية والنقدية التي أشاد بها‬
‫خبراء صندوق النقد والبنك الدوليين‪ ،‬ولكن هذه النتائج االيجابية تحققت على حساب التكلفة االجتماعية‬
‫الباهضة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬النتائج االجتماعية‬
‫أهم النتائج السلبية المسجلة في هذا اإلطار هي‪:‬‬
‫‪ - 2‬مشكلة البطالة‪ :‬من الحقائق المسلم بها أن برنامج التعديل الهيكلي ال يعالج مشكل البطالة بل يعقد‬
‫من وضعيتها‪ ،‬من حيث إيقاف التشغيل وكبح نمو التوظيف وزيادة أعداد العاطلين وزيادة معدل البطالة‬
‫وتشير كل البيانات والتقارير بأن البطالة ارتفعت خالل تطبيق برنامج التعديل الهيكلي بشكل مذهل لألسباب‬
‫اآلتية‪:‬‬

‫( ‪ )1‬تقرير الوزير المنتدب المكلف بالتخطيط‪ ،‬أرقام عن أهم نتائج االقتصاد خالل الثالثي األخير من سنة ‪ 2661‬وخالل سنة ‪.2669‬‬
‫‪(2 ) Ministère des finances, le programme économique, les résultats en 1994 et les perspectives 1995, p19.‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪44‬‬
‫‪ -‬النمو السكاني المتزايد من سنة ألخرى‪ ،‬وهذا من شأنه يرفع من حجم القوة العاملة‪ ،‬وقد بلغ هذا الحجم في‬
‫الجزائر ‪ 1.9‬مليون نسمة في سنة ‪ 2669‬وتجاوز ‪ 9‬مليون نسمة خالل الفترة (‪)1111-2661‬‬
‫‪ -‬التسريح الطوعي أو اإلجباري أو التقاعد المسبق للعمال‪ ،‬بسبب تصفية وحل وخوصصة مؤسسات القطاع‬
‫العام‪ ،‬فقد بلغ عدد البطالين بسبب هذا التسريح ‪ 2111111‬شخص في سنة ‪ 2661‬ثم ‪2,2‬مليون شخص‬
‫في ‪ 2666‬ووصل إلى ‪ 1.1‬مليون شخص في سنة ‪.1111‬‬
‫‪ -‬يضاف إلى العدد السابق الوافدين الجدد إلى سوق العمل وألول مرة والذي يقدر ما بين ‪ 111‬ألف و‪311‬‬
‫سنويا لمدة ثالث سنوات متتالية‬
‫ألف سنويا‪ ،‬والذي يتطلب توفير ما بين ‪ 111111‬و‪ 111111‬منصب عمل ً‬
‫الحتواء ظاهرة البطالة‪ ،‬ولكن هذا لم يتحقق‪.‬‬
‫ورغم اإلجراءات المعتمدة من طرف الدولة للتقليل من هذه المشكلة مثل إنشاء الشبكة االجتماعية وخلق‬
‫مناصب عمل ذات منفعة عامة أو اعتماد أسلوب التأمين ضد البطالة فإن المشكل بقي قائما الن هذه‬
‫اإلجراءات ذات عقود عمل مؤقتة سرعان ما يتحول أصحابها إلى بطالين‪ ،‬ولذلك معدل البطالة لم يتوقف‬
‫عن االرتفاع منذ عام ‪ 2661‬بداية تطبيق برنامج التعديل الهيكلي حيث بلغ في هذه السنة ‪ %11.9‬ووصل‬
‫إلى ‪ %16.1‬سنة ‪ 2669‬و‪ %33‬سنة ‪.2666‬‬
‫‪ -1‬تدني دخل الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫هو مقياس آخر لآلثار السلبية الناجمة عن تطبيق برنامج التعديل الهيكلي‪ ،‬فقد بلغ هذا الدخل ‪2111.6‬‬
‫دوالر في سنة ‪ 2661‬و ‪ 2166‬دوالر في سنة ‪ 2661‬و‪ 2911.9‬دوالر في سنة ‪ 2669‬و ‪ 2169‬دوالر في‬
‫سنة ‪ 2661‬و‪ 2111‬في سنة ‪ 2666‬ثم ‪ 2119.1‬دوالر في سنة ‪ ،1111‬ورغم هذا التزايد الطفيف من سنة‬
‫ألخرى في قيمة الدخل الفردي فإنه يبقى ضعيف مقارنة بتكاليف المعيشة الباهضة‪.‬‬
‫أما أسباب تدني هذا الدخل فتكمن في ضعف أداء القطاع اإلنتاجي المباشر (الصناعة والفالحة) في تكوين‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬وكذلك تحرير األسعار والغاء الدعم الموجه للسلع والخدمات‪ ،‬ولقد تسبب تدني‬
‫متوسط دخل الفرد في انخفاض مستوى االستهالك للعائالت محدودة الدخل وعدم قدرتها في تغطية نفقات‬
‫العالج وتكاليف التمدرس‪ ،‬ولذلك حاولت السلطات الجزائرية التقليل من هذه اآلثار بإدخال إصالح على‬
‫شبكة األمان االجتماعي ونظام الدعم حيث أصدرت‪:‬‬
‫‪ -‬برنامج لألشغال العامة يعوض نظام الدعم العام الذي يتم إلغاؤه على مراحل لتحويل اإلعانات للذين ليس‬
‫لهم دخل أو لم يتحصلوا على مساعدة من قبل‪.‬‬
‫‪ -‬نظام التأمين ضد البطالة لتيسير إعادة هيكلة القطاع الصناعي‪ ،‬كما أدرجت الدولة الدعم بكل صراحة في‬
‫الميزانية بعد ما كان يدرج ضمنيا في قطاع السكن من قبل‪.‬‬
‫‪ -3‬تحرير األسعار‪ :‬ابتداءا من سنة ‪ 2661‬بدأت الدولة في رفع الدعم عن السلع والخدمات‪ ،‬ولذلك ارتفعت‬
‫أسعار النقل والهاتف من ‪ % 11‬إلى ‪ ،% 31‬مع رفع أسعار الطاقة والكهرباء كل ‪ 3‬أشهر بنسبة قدرها‬
‫‪ %91‬خالل الفترة (‪ ،)2661-2661‬أما بخصوص المواد الغذائية األساسية المدعمة فكانت في سنة ‪2661‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪45‬‬
‫خمسة مواد(‪ ،)1‬وهي الحبوب‪ ،‬السميد‪ ،‬الدقيق‪ ،‬الحليب‪ ،‬دقيق األطفال لكن في سنة ‪ 2661‬رفع الدعم عن‬
‫دقيق األطفال‪ ،‬أما في سنة ‪ 2669‬فقد حررت أسعار جميع المواد الغذائية ما عدا الحليب المبستر‪ ،‬كما‬
‫أصبحت أسعار الكهرباء والغاز هي محررة كذلك‪.‬‬
‫إن ارتفاع معدل البطالة وضعف نصيب الفرد من الدخل اإلجمالي المحلي ورفع الدعم عن السلع هي‬
‫مؤشرات حقيقة تدل عن تدهور مستوى المعيشة وتنامي مشكلة الفقر في الجزائر‪ ،‬على الرغم من أن هذه‬
‫الظاهرة كانت موجودة في عهد االستعمار وحتى في الستينات والسبعينات‪ ،‬ولكن تحسنت نوعا ما في فترة‬
‫الثمانينات وبداية التسعينات‪ ،‬لكن بعد تطبيق سياسة اإلصالحات االقتصادية الهيكلية عاودت ظاهرة الفقر‬
‫للظهور من جديد بزيادة عدد العائالت المحتاجة والفقيرة‪ ،‬وتتجلى صور هذا الفقر في عدم قدرة هذه العائالت‬
‫على دفع تكاليف التمدرس والعالج والمأكل والملبس وفواتير الماء والكهرباء والغاز وغيرها‪.‬‬

‫( ‪ )1‬أنظر قوانين المالية لسنوات‪.2661 ،2661 ،2663 ،‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪46‬‬
‫المحور السادس ‪ :‬مرحلة برامج النمو االقتصادي منذ ‪. 2666‬‬
‫إلى غاية ‪ 1111‬كان الوضع يتميز باالستقرار وتحسن التوازنات المالية الخارجية التي تقوم على تسجيل‬
‫فائض في الحساب الجاري‪ ،‬وانخفاض نسبة المديونية الخارجية وخدماتها‪ ،‬وقد استفادت الجزائر من هذا‬
‫االستقرار لمواصلة اإلصالحات على مستويات عدة‪ ،‬في إطار التحول النهائي نحو اقتصاد السوق ‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مواصلة اإلصالحات االقتصادية‬
‫منذ أن شرعت الجزائر في تطبيق سلسلة اإلصالحات منذ تسعينات القرن الماضي‪ ،‬استمرت في نفس النهج‬
‫حتى بعد االنتهاء من تطبيق برنامج التعديل الهيكلي‪ ،‬تكريسا لمبدأ االنتقال النهائي نحو اقتصاد السوق‪،‬‬
‫وهذه اإلصالحات تندرج ضمن تعزيز النمو االقتصادي ومسايرة التطورات الجارية على المستوى العالمي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي‪)1111-1112( .‬‬
‫يندرج هذا البرنامج في إطار التطور الحاصل في السوق البترولية‪ ،‬التي استفادت الجزائر من هذا الظرف‬
‫المالي المريح الذي مكنها من اعتماد مثل هذه اإلصالحات‪ ،‬للتخفيف من الوضع االقتصادي واالجتماعي‬
‫الذي لم يتحسن كثيرا‪ ،‬يهدف هذا البرنامج إلى‪:‬‬
‫‪ -‬إعادة تنشيط الطلب‪.‬‬
‫‪ -‬دعم النشاطات التي تنتج قيمة مضافة‪.‬‬
‫‪ -‬مكافحة الفقر وتوفير مناصب العمل‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق توازن جهوي‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة تأهيل المنشآت القاعدية التي تساعد على انطالق النشاطات االقتصادية‪ ،‬بغرض تغطية الحاجات‬
‫الضرورية للسكان‪ ،‬يغطي هذا البرنامج الفترة (‪ )1111-1112‬بغالف مالي يقدر بـ‪ 111‬ملياردج أي حوالي‬
‫‪ 1‬مليار دوالر‪ ،‬وقد ساهم هذا البرنامج في إنشاء ‪ 911111‬منصب عمل‪ ،‬ساهمت فيه ‪ 11111‬مؤسسة‬
‫وطنية‪ ،‬منها ‪ %96‬تابعة للقطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ أسباب تبني مخطط اإلنعاش االقتصادي‪ :‬تم تبني هذا المخطط بسبب ‪:‬‬
‫أ ــ تدني معدالت النمو االقتصادي‪ :‬عرف معدل النمو االقتصادي نموا ضعيفا قبل فترة تطبيق هذا المخطط‪،‬‬
‫بسبب ضعف أداء القطاعات المنتجة للقيمة المضافة نظ ار لقلة تمويل هذه القطاعات من الخزينة العمومية‬
‫للدولة‪ ،‬نتيجة للصدمة البترولية التي تعرضت لها الجزائر عام ‪ ،6891‬وظهور الركود الذي اثر على وتيرة‬
‫النمو االقتصادي بانخفاضه من (‪ )% 2.5+‬سنة ‪ 6892‬إلى (– ‪ )%2.5‬سنة ‪ ،6891‬ثم (‪ )%2.0-‬في‬
‫سنة ‪ 6890‬و(‪ )%6.8-‬في سنة ‪ ،6899‬وبلغ خالل الفترة ‪ 6882‬ـ ‪ 5222‬في المتوسط حوالي ‪3,2‬‬
‫℅‪ ،‬ويعتبر هذا المعدل ضعيفا و غير كاف مقارنة باالحتياجات األساسية والضرورية للسكان‪ ،‬ولذلك كان‬
‫من الضروري اعتماد هذا المخطط بهدف رفع معدل النمو االقتصادي إلى المستوى الذي يتالءم والمتطلبات‬
‫األساسية للسكان ‪.‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪47‬‬
‫ب ــ ارتفاع معدل البطالة‪ :‬حيث عرفت معدالتها ارتفاعا متزايدا من سنة ألخرى ‪ ،‬فقد انتقل هذا المعدل من‬
‫‪ ℅ 9,7‬سنة ‪ 2691‬إلى ‪ ℅ 24,4‬سنة ‪ 2661‬و ‪ ℅ 19‬للفترة (‪61‬ـ ‪ )61‬ثم ‪ %16.1‬سنة ‪ 2669‬و‪%33‬‬
‫سنة ‪ 2666‬و ‪ ℅ 29,8‬سنة ‪ ،1111‬وقد دفع هذا الواقع غير المريح إلى تطبيق مثل هذا المخطط الذي‬
‫كان من بين أولوياته وأهدافه توفير مناصب الشغل والتخفيف من حدة البطالة المرتفعة‪.‬‬

‫ج ــ ارتفاع معدل الفقر وانخفاض المستوى المعيشي للسكان‪ :‬عرفت ظاهرة الفقر في الجزائر نموا مضطردا‬
‫منذ تطبيق سياسة تحرير األسعار ورفع الدعم عن السلع األساسية وحل وخوصصة المؤسسات االقتصادية‬
‫ابتداء من سنة ‪ ،2661‬إذ ارتفع الفقر من ‪ ℅ 8,1‬عام ‪ 2699‬إلى‪ %0020‬عام ‪ 0811‬ثم ‪ ℅ 14,1‬عام‬
‫‪ 2661‬ليتراجع إلى ‪ ℅ 12,1‬عام ‪ ،1111‬وقد أورد البنك الدولي في احد تقاريره سنة ‪ 2661‬بان عدد الفقراء‬
‫( ‪)3‬‬
‫في الجزائر بلغ حوالي ‪ 9391111‬فقير‪ ℅99 ،‬منهم من سكان األرياف‬

‫كما أحصت الجزائر مع بداية األلفية الثالثة وجود ‪ 211‬بلدية تفشت فيها مظاهر الفقر‪ ،‬اعتمادا على نتائج‬
‫خريطة الفقر التي أعدتها الدولة في هذا اإلطار‪ ،‬باعتماد أربعة مؤشرات وهي‪ :‬الصحة‪ ،‬التعليم‪ ،‬السكن‪،‬‬
‫حصة البلدية من الدخل الوطني‬
‫‪ 1‬ــ مضمون المخطط‪ :‬تضمن المخطط عدد هائل من المشاريع ( حوالي ‪ 21611‬مشروع ) في مختلف‬
‫القطاعات مستهدفا تحقيق األهداف السالفة الذكر بالتركيز على الجوانب اآلتية (‪: )1‬‬
‫ـ دعم القطاعات المنتجة للقيمة المضافة وفي مقدمتها القطاع الفالحي‪.‬‬
‫ـ تهيئة وانجاز الهياكل القاعدية بما يسمح بإعادة تنشيط حالة الركود في النشاطات االقتصادية‪.‬‬
‫ـ توفير متطلبات تحقيق التنمية المحلية من خالل تحفيز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫ـ تحسين الظروف المعيشية للسكان وتنمية وتطوير ا لموارد البشرية‪.‬‬
‫ـ تحسين الخدمات العامة ‪.‬‬
‫‪ 1‬ــ االعتمادات المالية للمخطط‪ :‬الغالف المالي المخصص للمخطط والممول من خزينة الدولة قدر مبدئيا‬
‫بـقيمة ‪ 111‬مليار دينار أي حوالي ‪ 1‬مليار دوالر‪ ،‬لكن بعد إضافة مشاريع جديدة واعادة تقييم مشاريع سابقة‬
‫ارتفع الغالف المالي إلى ‪ 2129‬مليار دينار أي حوالي ‪ 29‬مليار دوالر‪ ،‬أما توزيع االعتمادات على‬
‫القطاعات التي تغطي فترة المخطط يمكن توضيحها في الجدول اآلتي‪:‬‬
‫االعتمادات المالية المخصصة لمخطط اإلنعاش االقتصادي (‪ 1112‬ـ ‪ ،)1111‬الوحدة‪ :‬مليار دج‬
‫‪ 1111 1113 1111‬المجموع النسبة ℅‬ ‫‪1112‬‬ ‫القطاعات‬
‫‪40.2 210.5‬‬ ‫األشغال الكبرى والهياكل القاعدية ‪2 37.6 70.2 100.7‬‬

‫‪38.8‬‬ ‫‪204.2‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪53.1‬‬ ‫‪72.8‬‬ ‫‪71.8‬‬ ‫التنمية المحلية والبشرية‬


‫‪12.4‬‬ ‫‪65.4‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪22.5‬‬ ‫‪20.3‬‬ ‫‪10.6‬‬ ‫الفالحة والصيد البحري‬

‫‪Page‬‬
‫‪48‬‬
‫‪8.6‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ـ‬ ‫‪ 15‬ـ‬ ‫‪30‬‬ ‫دعم اإلصالحات‬
‫‪100‬‬ ‫‪525‬‬ ‫‪20.5 113.9 185.9‬‬ ‫‪213.1‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬تقرير الظرف االقتصادي واالجتماعي في الجزائر‪ ،‬السداسي الثاني‪،‬‬
‫‪،1112‬ص‪.91‬‬
‫يتبين من الجدول بان المخطط ركز أكثر على قطاع األشغال الكبرى والهياكل القاعدية‪ ،‬بنسبة ‪ ℅ 40.2‬من‬
‫مجموع المبلغ لما يشكله هذا القطاع من أهمية بالغة لتهيئة محيط يالئم إعادة تنشيط حالة الركود االقتصادي‬
‫‪ ،‬كما أولى أهمية إلى التنمية المحلية والبشرية بنسبة ‪ ℅ 38.8‬ممثلة في التربية والتعليم والتكوين والصحة‬
‫والثقافة والرياضة وبرامج الحماية االجتماعية‪ ،‬لمكانة هذه المشاريع في تحسين الظروف المعيشية للسكان‬
‫وتدعيم تحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬كما لم يغفل المخطط عن القطاعات اإلنتاجية مثل قطاع الفالحة والصيد‬
‫البحري بنسبة ‪ ،℅12.4‬ومنه نستنتج بان هذا المخطط ذو طابع تنموي اقتصادي واجتماعي‪.‬‬
‫ولتحقيق أهداف المخطط تم تدعيمه بجملة من السياسات اإلصالحية المصاحبة بتخصيص اعتمادات مالية‬
‫إضافية الستكمال عملية اإلصالح‪ ،‬تم التركيز فيها على عصرنة إدارة الضرائب‪ ،‬ترقية المنافسة الصناعية و‬
‫تطوير عملية االستشراف على المدى المتوسط والطويل‪.‬‬
‫مخصصات السياسات المصاحبة لمخطط اإلنعاش (‪ 1112‬ـ ‪ ، )1111‬الوحدة‪ :‬مليار دج‬
‫‪ 1111 1111 1111‬المجموع‬ ‫‪1112‬‬ ‫القطــــــــــــاعات‬
‫‪20‬‬ ‫‪9,8‬‬ ‫‪7,5‬‬ ‫‪2,5‬‬ ‫‪0,2‬‬ ‫عصرنة إدارة الضرائب‬
‫‪22,5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5,5‬‬ ‫صندوق المساهمة والشراكة‬
‫‪2‬‬ ‫‪0,4‬‬ ‫‪0,5‬‬ ‫‪0,8‬‬ ‫‪0,3‬‬ ‫تهيئة المناطق الصناعية‬
‫‪2‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪0,7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0,3‬‬ ‫صندوق ترقية المنافسة الصناعية‬
‫‪0,08‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪0,05‬‬ ‫‪0 ,03‬‬ ‫التنبؤ على المدى المتوسط والطويل‬
‫‪46,48‬‬ ‫‪15,2‬‬ ‫‪13,7‬‬ ‫‪11,35‬‬ ‫‪6,33‬‬ ‫المجمــــــــــــوع‬
‫المصدر‪ :‬زرنوخ ياسمينة‪،‬إشكالية التنمية المستدامة في الجزائر‪ ،‬دراسة تقييمية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1119‬ص‬
‫‪291‬‬
‫‪ 1‬ــ انعكاس مخطط اإلنعاش االقتصادي على سياسة الشغل والبطالة‪:‬‬
‫بما أن مخطط اإلنعاش االقتصادي كان من بين أهم أهدافه خلق مناصب الشغل والتقليل من آفة البطالة‪،‬‬
‫فقد أجمعت الكثير من التقارير على أن هذا المخطط ساهم ايجابيا في التخفيف من حدة البطالة ‪ ،‬حيث‬
‫تراجعت نسبة البطالة من ‪ ℅ 27,30‬سنة ‪ 1112‬إلى ‪ ℅ 25,70‬سنة ‪ 1111‬ثم ‪ ℅ 23,70‬سنة‬
‫‪ 1113‬تم نسبة ‪ ℅ 17,70‬سنة ‪ ،1111‬وقد تنوعت مناصب الشغل المستحدثة خالل هذه الفترة بين الدائمة‬
‫والمؤقتة‪ ،‬بحيث تم توفير ‪ 111111‬منصب عمل خالل الفترة (‪ 1112‬ـ ‪ ،)1111‬منها ‪ 111111‬منصب‬
‫عمل دائم بنسبة ‪ ℅ 61,40‬و ‪ 311111‬منصب عمل مؤقت بنسبة ‪ ،℅ 60,38‬ساهم القطاع الخاص في‬

‫‪Page‬‬
‫‪49‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫‪ ،‬والجدول الموالي يوضح‬ ‫توفير ‪ ℅ 63,2‬من الوظائف اإلجمالية‪ ،‬مقابل ‪ ℅ 36,8‬في القطاع العام‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬البرنامج التكميلي لدعم النمو (‪2000‬ـ‪:)2002‬‬
‫يعتبر هذا البرنامج استم اررية لمخطط اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬إضافة إلى تكريس جهود الحكومة على مواصلة‬
‫هذه السياسة التنموية اإلستراتيجية والحفاظ على النتائج االيجابية المحققة أثناء تطبيق المخطط السابق‪ ،‬ولقد‬
‫تم تخصيص اكبر قدر ممكن من االستثمارات كأداة فعالة لتسريع ورفع وتيرة النمو والتخفيف من البطالة‬
‫وتقليص فجوة الفقر و تحسين معيشة السكان ‪.‬‬
‫()‬
‫‪ :‬ـ تحسين الظروف‬ ‫‪1‬ــ أهداف البرنامج ‪ :‬لقد تضمن البرنامج العديد من المشاريع لتحقيق األهداف التالية‬
‫المعيشية للسكان وتحسين الخدمة العمومية وتحديثها وتوسيعها‪.‬‬
‫ـ مواصلة تطوير الهياكل التحتية األساسية التي تم تجسيدها في مخطط اإلنعاش‪.‬‬
‫ـ رفع معدالت النمو االقتصادي‪.‬‬
‫ـ استكمال اإلطار التحفيزي لالستثمار ‪.‬‬
‫ـ دعم التنمية االقتصادية من خالل االهتمام بتنمية القطاعات اإلنتاجية والخدماتية الحيوية‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ المخصصات المالية للبرنامج‪:‬‬
‫خصص لهذا البرنامج مبلغا ماليا قيمته ‪ 4202,7‬مليار دج أي ما يعادل ‪ 55‬مليار دوالر كميزانية أولية‪،‬‬
‫لكن بعد إقرار برنامجين احدهما خاص بتنمية المناطق الجنوبية بقيمة ‪ .3.‬مليار دج‪ ،‬واآلخر خاص‬
‫بمناطق الهضاب العليا بقيمة ‪ 666‬مليار دج‪ ،‬و المبالغ المتبقية من مخطط اإلنعاش االقتصادي بقيمة‬
‫‪ 1701‬مليار دج‪ ،‬والتحويالت الخاصة بالخزينة العمومية بقيمة ‪ 11.7‬مليار دج‪ ،‬وعمليات التقييم للمشاريع‬
‫الجارية والبرنامج التكميلي الموجه المتصاص السكن الهش ومختلف التمويالت اإلضافية األخرى بقيمة‬
‫‪ 1191,3‬مليار دج أصبح المبلغ اإلجمالي النهائي ‪ 6075‬مليار دج أي ما يعادل ‪ 155‬مليار دوالر‪،‬‬
‫والجدول الموالي يوضح ذلك ‪:‬‬
‫المخصصات اإلضافية للبرنامج التكميلي لدعم النمو ( ‪ 2000‬ـــ ‪( :) 2002‬مليار دج )‬
‫قروض‬ ‫المجموع‬ ‫تحويالت‬ ‫برنامج‬ ‫برنامج‬ ‫البرنامج‬ ‫مخطط‬ ‫البيان‬
‫ميزانية الدفع‬ ‫حسابات‬ ‫الهضاب‬ ‫الجنوب‬ ‫التكميلي‬ ‫اإلنعاش‬
‫الخزينة‬ ‫العليا‬ ‫لدعم النمو‬
‫‪1701‬‬ ‫‪1701‬‬ ‫‪.77.‬‬
‫‪66.‬‬ ‫‪1577‬‬ ‫‪..0‬‬ ‫‪1.03‬‬ ‫‪.775‬‬
‫‪1101‬‬ ‫‪.10.‬‬ ‫‪37.‬‬ ‫‪.00‬‬ ‫‪.57‬‬ ‫‪33.1‬‬ ‫‪.776‬‬
‫‪..36‬‬ ‫‪1700‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪311‬‬ ‫‪16.‬‬ ‫‪.67‬‬ ‫‪.770‬‬
‫‪..11‬‬ ‫‪.65‬‬ ‫‪.75‬‬ ‫‪.67‬‬ ‫‪.776‬‬
‫‪13.0‬‬ ‫‪..7‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪.67‬‬ ‫‪.771‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪50‬‬
‫‪6075‬‬ ‫‪6075‬‬ ‫‪11.7‬‬ ‫‪666‬‬ ‫‪.3.‬‬ ‫‪531.‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬هاجر سالطني‪ ،‬سياسة اإلنفاق الحكومي وأثرها على تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة فرحات‬
‫عباس بسطيف‪ ،‬الجزائر ‪ ،.71.‬ص ص ‪ 17.‬ـ ‪175‬‬
‫من الجدول نستنتج بان الغالف المالي المخصص للبرنامج أخذت فيه وتيـرة النفقـات العموميـة منحـى مت ازيـدا‪،‬‬
‫بحيث عرفت أعلى زيادة عام ‪ .776‬بنسبة ‪ ℅ 79,7‬مقارنة بسنة ‪ .775‬وتضاعفت أكثر مـن ثـالث مـرات‬
‫ما بين عامي ‪ .775‬و ‪ .771‬بسبب كثافة المشاريع االستثمارية المبرمجة‬
‫وقد وزع الغالف المالي المخصص للبرنامج إلى خمسة أبواب رئيسية‪ ،‬وكل باب منها يتضمن مجموعة من‬
‫المحاور وهذا ما يبينه الجدول الموالي ‪:‬‬
‫توزيع المخصصات المالية على المحاور الرئيسية للبرنامج‬
‫المبلغ(ملياردج النسبة‬ ‫المحـــــــــــاور الرئيسية‬
‫‪℅ .5‬‬ ‫‪1908,5‬‬ ‫برنامج تحسين ظروف معيشة السكان‬
‫‪℅ 40,5‬‬ ‫‪1703,1‬‬ ‫برنامج تطوير المنشات األساسية‬
‫‪℅6‬‬ ‫‪337,2‬‬ ‫برنامج دعم التنمية االقتصادية‬
‫‪℅ 4,8‬‬ ‫‪203,9‬‬ ‫برنامج تطوير الخدمة العمومية‬
‫‪℅ 1,1‬‬ ‫لإلعالم ‪50,00‬‬ ‫الجديدة‬ ‫التكنولوجيا‬ ‫تطوير‬ ‫برنامج‬
‫واالتصال‬
‫‪℅ 177‬‬ ‫‪4202,7‬‬ ‫المجمــــــــــــــــوع‬
‫المصدر‪ :‬انظر‪ :‬ـ البرنامج التكميلي لدعم النمو للفترة( ‪.775‬ـ ‪ ،).771‬مجلس األمة‪ ،‬افريل ‪ ، .775‬ص ص ‪ 6‬ـ‪. 0‬‬
‫ـ البرنامج التكميلي لدعم النمو‪ ،‬بوابة الوزير األول‪ ،‬ص ‪.‬‬
‫يتضح من الجدول بان البرنامج ذو طابع اقتصادي اجتماعي‪ ،‬فالنسبة األكبر من مخصصاته والمقدرة بقيمة‬
‫‪ 1908,5‬مليار دج ( ‪ ℅ .5‬من قيمة مخصصات البرنامج) وجهت لتحسين ظروف معيشة السكان مثل‪:‬‬
‫قطاع السكن إلتمام برنامج المليون سكن وقطاع التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي و تزويد‬
‫السكان بالماء الصالح للشرب‪ ،‬ثم يليه قطاع المنشات األساسية بمبلغ ‪ 1703,1‬مليار دج وهو ما يعادل ‪.1‬‬
‫مليار دوالر وبنسبة ‪ ℅ 40,5‬من قيمة المخطط‪ ،‬وجهت إلى قطاع النقل و قطاع األشغال العمومية النجاز‬
‫الطريق السيار شرق غرب و قطاع الري و الموارد المائية ( السدود والتحوالت)‪ ،‬أما برنامج دعم التنمية‬
‫االقتصادية فقد جاء في المرتبة الثالثة بقيمة ‪ 337,2‬مليار دج خصصت لقطاع الفالحة والتنمية الريفية‬
‫والصناعة والصيد البحري وترقية االستثمار والسياحة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬برنامج توطيد النمو (‪ 2010‬ـ ‪:)2012‬‬
‫يعتبر هذا البرنامج استكماال لمسار التنمية الذي شرعت الجزائر في تطبيقه منذ ‪ ، .771‬كما يمثل‬
‫استم اررية للبرنامجين السابقين على المستوى االجتماعي واالقتصادي ‪ ،‬كما يندرج أيضا ضمن حركية إعادة‬

‫‪Page‬‬
‫‪51‬‬
‫تنشيط االقتصاد الوطني المعتمدة منذ سنة ‪ .771‬بسبب الوفرة المالية المتأتية من ارتفاع العوائد البترولية‪،‬‬
‫وكانت تأمل الجزائر من خالل هذا البرنامج تحقيق وثبة نوعية في كل المجاالت بالنظر إلى أهدافه‬
‫ومضمونه ومخصصاته المالية ‪.‬‬
‫‪ 1‬ــ أهداف البرنامج‪ :‬يهدف البرنامج إلى تحقيق ما يلي ‪:‬‬
‫ـ تحسين التنمية البشرية ومواصلة تطوير الهياكل القاعدية األساسية وتحسين الخدمة العمومية‪.‬‬
‫ـ تنويع النسيج الصناعي بهدف دعم تنمية االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫ـ العمل أكثر للتخفيف من مشكلة البطالة و تطوير اقتصاد المعرفة‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ محاور البرنامج‪ :‬لقد تضمن البرنامج ثالثة محاور أساسية وهي‪ :‬ا ـ دعم التنمية البشرية وجعلها في‬
‫خدمة التنمية االقتصادية الشاملة وتم رصد لهذا المحور مبلغ‪ 171..‬مليار دج أي بنسبة ‪ % 47,7‬من‬
‫مخصصات البرنامج ‪.‬‬
‫ب ـ تطوير الهياكل القاعدية وتهيئة اإلقليم ‪ :‬استحوذ على نسبة ‪ ℅ .7‬من اعتمادات البرنامج‬
‫ج ـ تعزيز تنافسية االقتصاد الوطني وخصص له نسبة ‪ % 12,3‬من اعتمادات البرنامج‬
‫‪ 3‬ــ االعتمادات المالية المخصصة للبرنامج ‪:‬‬
‫خصصت الدولة لهذا البرنامج غالفا ماليا قيمته ‪ .1.1.‬مليار دج أي حوالي ‪ .66‬مليار دوالر وتضمن‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ استكمال المشاريع الكبرى الجاري انجازها بقيمة ‪ 1667‬مليار دج ( ‪ 137‬مليار دوالر) وهو المبلغ‬
‫المرحل من االعتمادات المخصصة للبرنامج التكميلي لدعم النمو (‪.775‬ـ‪.).771‬‬
‫‪ .‬ـ اعتماد مشاريع جديدة بقيمة ‪ 1153.‬مليار دج أي ما يعادل ‪ 156‬مليار دوالر ‪.‬‬
‫المخصصات المالية لبرنامج توطيد النمو (‪2010‬ـ ‪ ،)2012‬مليار دوالر‬
‫النسبة‬ ‫المبالــــــغ (مليار دوالر)‬ ‫القطـــــــــاعــــــــات‬

‫‪℅ 14,69‬‬ ‫‪..‬‬ ‫األشغال الكبرى‬


‫‪℅ 17,48‬‬ ‫‪57‬‬ ‫السكن‬
‫‪℅ 13,29‬‬ ‫‪36‬‬ ‫النقل‬
‫‪℅ 9,44‬‬ ‫‪.0‬‬ ‫الري‬
‫‪℅ 8,39‬‬ ‫‪..‬‬ ‫التربية والتكوين والتعليم العالي‬
‫‪℅ 4,55‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الزراعة‬
‫‪℅ 4,20‬‬ ‫‪1.‬‬ ‫الجماعات المحلية واألمن‬
‫‪℅ 2,80‬‬ ‫‪76‬‬ ‫الصحة‬
‫‪℅ 2,45‬‬ ‫‪70‬‬ ‫الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪℅ 2,45‬‬ ‫‪70‬‬ ‫البيئة وتهيئة اإلقليم‬
‫‪℅ 20,28‬‬ ‫‪56‬‬ ‫مجاالت أخرى‬

‫‪Page‬‬
‫‪52‬‬
‫‪℅ 100‬‬ ‫‪.66‬‬ ‫المجمـــــــــــــــــــوع‬
‫المصدر‪ :‬سفيان دلفوف و عبد السالم حططاش‪ ،‬اثر السلوك االستثماري العمومي على البطالة في الجزائر للفترة (‪ .771‬ـ‬
‫‪ ،) .71.‬أبحاث المؤتمر الدولي حول‪:‬تقييم آثار برامج االستثمار والنمو االقتصادي خالل الفترة ‪.771‬ـ‪ ،.77.‬يومي ‪ 11‬و‬
‫‪ 1.‬مارس ‪ ،.713‬جامعة سطيف ‪ ،1‬الجزء الثالث‪ .713 ،‬ص ‪.6.‬‬

‫‪Page‬‬
‫‪53‬‬

You might also like