Professional Documents
Culture Documents
االسالمية
االسم :ياسين
اللقب :العايب
الرتبة المهنية :أستاذ محاضر.
الجامعة :كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير جامعة قسنطينة.2
الدرجة العلمية :دكتوراه.
العنوان البريدي :حي واد الحجر ديدوش مراد قسنطينة الجزائر.
الهاتف00213558404776 :
الفاكس0021331822338:
البريد االلكتروني yassinelaib@yahoo.fr:أو
yassine.laib@univ-constantine2.dz
مخاطر عدم تماثل المعلومات بين قصور صيغ التمويل التقليدية وحلول الصناعة المالية االسالمية
ملخص
تعبر حالة عدم تماثل المعلومات ( )Asymmetric Informationعن النقص في المعلومات لدى مؤسسات التمويل،
مما يؤثر سلبا على قراراتها تجاه المؤسسة التي يفترض أن تملك معلومات حول وضعيتها المالية واستراتيجيتها
المستقبلية بحجم أكبر من مؤسسات التمويل ،ففيما يتعلق بالتمويل عن طريق المساهمة في رأس المال ،تؤثر
حالة عدم تماثل المعلومات على الزيادة في تكاليف المعامالت و الرقابة لتعويض النقص في المعلومات ،أما في
ما يتعلق بمؤسسات التمويل عن طريق االستدانة فإنها تتأثر من خالل الخطر المعنوي) ،(the moral hazardخطر
االختيار السيء) (the adverse selection problemsوخطر تحصيص االئتمان).( The credit rationing
1
يهدف هذا البحث إلى ابراز واختبار قدرة صيغ التمويل االسالمي على معالجة مختلف المشاكل المتعلقة بعدم
تماثل المعلومات.
Abstract
Asymmetric Information reflects the lack of information among financial institutions which
negatively affects their decisions about the institution that is supposed to have more information
about its financial status and future strategy than financial institutions. With regard to financing by
contribution on to the capital, asymmetric information leads to an increase in transaction costs and
control in order to compensate for the lack of information. However, finance institutions through
borrowing are affected by the moral hazard, the adverse selection problems and the credit rationing.
This research aims to highlight and test the ability of Islamic finance formulas to deal with
various problems relating to the asymmetric information.
مقدمة
تزايدت االبحاث المتعلقة بأثر عدم تماثل المعلومات في مجال التمويل بعد عشرية السبعينيات من القرن
الماضي ،وذلك بسبب كثرة المشاكل التي أفرتها مصادر التمويل التقليدية ،وعدم تأقلمها مع متطلبات وحاجيات
المؤسسات ،فحاولت النظريات حصر العوائق ،ومن ثم ابراز مختلف األطراف المسئولة عنها ،ومع ذلك وإلى
يومنا الحاضر تبقى صيغ التمويل الكالسيكية عاجزة عن مجابهة المشاكل المرتبطة بخصوصية عدم تماثل
المعلومات ومختلف المخاطر ،ومنه تصبح الصناعة االسالمية الضرورة للحتمية و الطبيعية لمواجهة قصور
صيغ التمويل التقليدية.
يكتسي موضوع عدم تماثل المعلومات من المنظور االسالمي أهميته من أصالته وحداثته ،حيث إذ يعتبر بمثابة
أولى الدراسات التي تطرقت إلى قدرة الصناعة المالية االسالمية على معالجة المشاكل المتعلقة بعدم تماثل
المعلومات ،وتحليل االنتقادات الموجهة لنظرياتها من منظور اسالمي.
نهدف من خالل البحث إلى تحقيق جملة من األهداف نبينها في ما يلي:
-تسليط الضوء على االطار النظري لعدم تماثل المعلومات ومختلف المشاكل المتعلقة به.
-ابراز نقائص وقصور صيغ التمويل التقليدى على مواجهة مشاكل التمويل المتعلقة بعدم تماثل
المعلومات.
-اختبار قدرة صيغ التمويل االسالمي على مواجهة مشاكل التمويل المتعلقة بعدم تماثل المعلومات.
-اختبار قدرة صيغ التمويل االسالمي على ايجاد حلول لالنتقادات الموجهة لنظريات عدم تماثل
المعلومات.
2
وبناءا على ذلك تدور مشكلة الدراسة حول التساؤل الرئيسي التالي:
ما مدى قدرة صيغ التمويل االسالمي على معالجة مشاكل عدم تماثل المعلومات؟
تندرج تحت هذا التساؤل عدة تساؤالت فرعية:
-ماهي أوجه قصور صيغ التمويل التقليدي؟
-هل تبرز الصناعة المالية االسالمية خصوصية في مجال التكيف مع طبيعة كل عملية مالية؟
-كيف يمكن معالجة مشاكل التمويل التقليدية من منظور اسالمي؟
-هل الصناعة المالية االسالمية بديل للصناعة واالبتكارات المالية الحالية؟
لإلجابة على التساؤالت المطروحة وبلوغ األهداف المرجوة اتبعنا المنهج التاريخي في تتبع التنظير المتعلق بعدم
تماثل المعلومات ،و المنهج الوصفي التحليلي في تحليل وانتقاد صيغ التمويل التقليدية وتحليل مدى قدرة صيغ
التمويل االسالمي على مواجهة مشاكل عدم تماثل المعلومات.
.1اإلطار النظري لمخاطر عدم تماثل المعلومات في التمويل
.1.1مدلول خطر عدم تناظر المعلومات
يقصد بعدم تماثل المعلومات في السوق المالية عدم إلمام أحد أطراف الصفقة بالمعلومات الكافية عن
الطرف اآلخر في هذه الصفقة ما يمنعه من اتخاذ القرار السليم ،ويترتب على ذلك ظهور نوعين من
المشكالت التي تعتبر من أهم أسباب انخفاض كفاءة األسواق المالية؛ والمشكلة األولى تحدث قبل إتمام
الصفقة وتسمى مشكلة االختيار السيئ ،بينما تحدث الثانية بعد إتمام الصفقة وتسمى مشكلة مخاطر سوء
النية.
تعبر حالة عدم تماثل المعلومات عن حالة من عدم التأكد ،فهي بذلك تعبر عن وضعية من المعلومات غير
الكفؤة ( ،)THEPOT,2007ألن األطراف الداخلية بالمؤسسة (مالك ،اداريين) يفترض أنها أكثر علما من
الغير(األطراف الخارجية) بوضعية المؤسسة.
.2.1النظريات المفسرة لحالة عدم تماثل المعلومات
هناك العديد من المداخل التي حاولت تفسير السلوك المالي للمؤسسة االقتصادية في ظل عدم تماثل المعلومات
بينها وبين باقي المتعاملين االقتصاديين بصفة عامة والدائنين بصفة خاصة ،ولقد عد G. AKERLOFFمن أول
الباحثين في مجال عدم تماثل المعلومات بالنسبة لسوق السيارات المستعملة سنة ،1970وتوالت بعد ذلك
الدراسات المتعلقة بهذا المجال ،كدراسة M. SPENCEفي سنة 1974بالنسبة لسوق العمل ،لتطبق حالة عدم
تماثل المعلومات على الهيكل المالي للمؤسسة من خالل دراسة PYLEو LELLANDسنة 1977وكذا دراسة
ROSSسنة ،(POINCELOT E.,1997) 1977وفي ما يلي نحاول إبراز أهم اإلسهامات النظرية المفسرة لحالة
عدم تماثل المعلومات.
1.2.1نظرية الوكالة
تفترض كل من نظرية التحكيم و نظرية التمويل التدريجي أن اإلدارة ملزمة بتحقيق مصالح المساهمين ،مما
يعني أنه ال توجد أية عالقة صراع بين المساهمين واالداريين ،في حين تؤكد نظرية الوكالة المبنية على دعائم
نظريات التنظيم أن مصالح اإلدارة قد تتعارض مع مصالح المساهمين حتى وإن كان ذلك بهدف تعظيم قيمة
المؤسسة ،على اعتبار أن هذا الهدف يتحقق ضمنيا من وجهة نظر نظرية الوكالة بتحقيق المصلحة الشخصية
لإلدارة.
يرجع أصل عالقة الوكالة إلى أدم سميث فيما يتعلق بعدم كفاءة الشركات ذات األسهم ،حيث يتم إدارتها من قبل
عون غير مالك ،وحسب أدم سميث إن هذا األخير غير محفز إلدارة أعمال ال يملكها ،إذ سوف يتحصل على
أجر مهما كانت النتائج التي سوف يحققها والتي يتحصل عليها المساهمين أو المالك (BENJAMIN C.,
).WEINSTEIN O.,1995
3
يعرف كل من جونسون وميكلينغ JENSENو MECKLINGالوكالة على أنها عقد بموجبه يلزم شخص
أو مجموعة أشخاص ،شخصا آخر (العون) بتنفيذ لصالحه وظائف مهما كان نوعها ،مما ينشئ نيابة في سلطة
اتخاذ القرار لدى العون .أما بالنسبة لـ CHARREAUXفعالقة الوكالة هي كل اتفاق ينتج عن عقد بين طرفين.
تنشأ عالقات الصراع والوكالة نتيجة الختيار هيكل تمويل معين وذلك بهدف تخفيض تكاليف الوكالة ،ويمكن
تقسيم عالقات الصراع القائمة إلى ما يلي:
.1.1.2.1عالقة الوكالة بين المساهمين واإلدارة
تختلف نسبة امتالك االدارة لحقوق الملكية في المؤسسة باختالف إطارها القانوني وحجمها ،حيث تتراوح من
%0إلى %100واالدارة التي تمتلك نسبة %100من األسهم يتغير سلوكها بعد أن تتنازل عن جزء معين منها،
وإذا كانت تمتلك إجمالي حقوق الملكية ،فإن تكاليف الوكالة لألموال الخاصة تكون معدومة مهما كان شكل هيكل
رأس المال ،إذ تتحصل االدارة على كافة العوائد وتتحمل لوحدها نتائج قراراتها ،أما إذا تنازلت عن نسبة معينة
من رأس المال ولتكن( )α - 100%فهنا تتحصل على نسبة αكعائد من األرباح المحققة ،وكلما كانت قيمة α
أقل كلما أثر ذلك على زيادة تكاليف الوكالة ،ألن االدارة في هذه الحالة تهدف إلى تحقيق مداخيل غير مالية.
وحسب جونسون ) JANSEN (JANSSEN F.,1998تتبع االدارة ذلك السلوك ألنها لن تتحصل على العوائد
المحققة إال في حدود نسبة مساهمتها في رأس المال في حين تتحمل نتائج الفشل وهو ما يقودها إلى تحقيق تلك
المداخيل غير النقدية (تأثيث المكتب بأثاث فاخر ،شراء سيارة ،توظيف مستخدمين جدد لتخفيف العبء
واالستفادة من الراحة قدر اإلمكان.)....
يرى جونسون أن عالقة الوكالة قد تفقد مدلولها في حالة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة نظرا ألن رأسمالها
عادة ما يكون مملوك من طرف مساهم واحد وهو االدارة في نفس الوقت ،أين تقوم هذا األخيرة بإدارة أموالها أو
أموال العائلة ،وأستدل على ذلك من خالل دراسة في سنة 1994شملت عينة من المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة العاملة ببلجيكا ،أين وجد أن أكثر من %82من تلك المؤسسات تعود ملكية رأسمالها لإلدارة ،وفي
دراسة مماثلة لـ DUCHENEAUTحول مؤسسات صغيرة ومتوسطة فرنسية وجد أن أكثر من %44منها تمتلك
االدارة بها أكثر من %50من رأسمالها) ،(DUCHENEAUT B. ,1996ودعم WTTERWULGHEالفكرة؛ حيث
يرى أن عالقة الصراع بين االدارة والمساهم ال توجد في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إال إذا كانت تتميز
هذه األخيرة بتطور سريع مما يفرض عنها زيادة في رأس المال بشكل مستمر ،أو لدى المؤسسات التي يستأنف
نشاطها من قبل الورثة) ،(Wtterwulghe R. ,1998إذ أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة سريعة التطور تتميز
بنفور البنوك من تمويلها نتيجة للخطر المرتبط بالتطور واحتمال العجز فتفضل بذلك التمويل عن طريق فتح
رأسمالها أمام مساهمين جدد فتنشأ عندها عالقة الوكالة ،أما المؤسسات العائلية ونتيجة النشغال أفراد العائلة
بأنشطة ووظائف أخرى فإنهم يفوضون من ينوب عنهم في إدارة أمالكهم الموروثة.
يؤدي التمويل باللجوء إلى االستدانة حسب ميكلينغ وجونسون إلى تخفيض تكاليف الوكالة لألموال الخاصة؛ ألن
االستدانة تؤدي إلى تخفيض نسبة األسهم الموجهة للبيع ،وبما أن تكلفة عالقة الوكالة بين المساهمين واإلدارة
ترتفع بانخفاض نسبة األسهم المحازة من قبل اإلدارة ،فإن رفع نسبة االستدانة تصبح بديل منطقي و فعال
لتعويض النقص في السيولة) ،(Martel j.,1996ألنها تجنب المؤسسة التنازل عن األسهم ومنه تخفض من تكلفة
الوكالة لألموال الخاصة .كما تساعد االستدانة على رفع قيمة المؤسسة ألنها مرتبطة بالنتيجة و هذه األخيرة
تزداد بفعل االستدانة ألن االستهالكات الشخصية تنخفض بسبب فرض البنك رقابة على استخدام القروض من
طرف المؤسسة.
يؤدي تعارض المصالح بين الدائنين ( المقرضين) و المساهمين ولجوء المقرض إلى الرقابة على استعمال
األموال المقترضة إلى تخفيض نسبة المداخيل غير النقدية المحصلة من قبل اإلدارة على اعتبارها وكيل
للمساهم ،أين تقوم بالتسديد الدوري للفوائد وأقساط القرض.
4
وعلى هذا األساس تظهر االستدانة كأداة فعالة في تقويم السلوك االنتهازي لإلدارة ،و أداة لاللتزام من قبل اإلدارة
التي تضمن الرقابة الصارمة على التسيير ،لكن االستدانة في نفس الوقت قد ينتج عنها خطر العجز ،فتفقد االدارة
منصبها ،وهذا القيد المتمثل في العجز سيجعل االدارة تهدف إلى تعظيم ثروة المؤسسة.
بالنسبة لـ Williamsonإن عالقة الصراع بين اإلدارة ،المساهمين والدائنين يجب تسييرها حسب درجة
خصوصية أصول المؤسسة بالنسبة إلى درجة المخاطرة خاصة لدى المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة) ،(CHARREAUX G.,1997فاألصول ذات درجة الخصوصية المنخفضة يتم تمويلها عن طريق الدين
واألصول ذات درجة الخصوصية المرتفعة يتم تمويلها عن طريق األموال الخاصة؛ مما يعني أن تكاليف الوكالة
قائمة دائما مادام أن للمؤسسة نوعين من األصول.
تؤدي االستدانة إلى التخفيض من تكلفة الوكالة لألموال الخاصة ،لكن المؤسسة ال يمكن لها االقتراض دون أية
حدود وذلك لتفادي خطر االستغالل الذي يتضاعف كلما قلت نسبة األصول المتداولة إلى إجمالي
األصول) ،(BIANS B.,ET AL.,1995أضاف JENSENقيد أخر لالستدانة ويتمثل في الصراع الذي ينشأ بين
االدارة و المالك من جهة والمقترض من جهة ثانية؛ فإذا أراد الطرف األول من العالقة االستثمار في مشاريع
ذات معدل خطر مرتفع ،فالبنك قبل إبرام اتفاقية القرض يحاول أن يضمن استرداد األموال المقترضة من خالل
اإلجراءات والضمانات التي يفرضها و بصفة عامة تتمثل تلك اإلجراءات في متابعة القرض الممنوح أو ما
يعرف بمصطلح Monitoringالذي يعبر عن كافة اإلجراءات المتخذة من طرف البنك للرقابة على المدينين
بهدف تجنيبهم تحويل األموال نحو مشاريع غير مرغوبة من قبله و/أو ذات معدل خطر مرتفع.
ينشأ عن عملية الرقابة تكاليف للوكالة بين المقترض واالدارة على اعتبارها نائبا عن المساهم ،بافتراض أن
االدارة تعلم أكثر من المقرض بمردودية المشروع والمخاطر التي تنجر عنه فيعتبر بذلك كحامل للرهان
) (stackeholderلألموال المقترضة من البنك والمخصصة لتمويل المشروع ،وهو ما يؤدي بالبنك إلى إدماج
تكاليف الوكالة في التكلفة اإلجمالية للقرض خاصة في ظل عدم وجود سوق مالي كفؤ كحالة المؤسسة الصغيرة
والمتوسطة الحجم ).(Wttermoulghe R.,1998
تساعد االستدانة على تدنية تكاليف الوكالة لألموال الخاصة ،وبما أن البنك يدمج تلك التكاليف في التكلفة
اإلجمالية للقرض ،فإن كل زيادة في حجم الخطر المترتب عن نشاط العميل ،يفرض احتياط أكثر من البنك
مترجم في شكل زيادة في تكلفة القرض ،مما يؤدي إلى انخفاض نسبة التوزيعات التي يتحصل عليها المساهمين.
بالنسبة لـ ،Jensenإن االدارة سواء اعتمدت على األموال الخاصة أو على االستدانة فذلك سواء بالنسبة لها
مادام المشروع يحقق عوائد ،ومادامت عالقة الصراع قائمة فاالختالف يكمن فقط في توزيع ذلك العائد بين
المساهمين والدائنين.
يرى ROSSفي هذا اإلطار أن أفضل آلية تعتمدها المؤسسة لتحقيق االبتعاد عن الصراع القائم بين المساهم و
المقرض أو تخفيضه؛ هي توزيع الخطر عن طريق إنتاج وبعث إشارات ) (Signalisationمفادها مساهمة
المؤسسة باألموال الخاصة في تمويل المشروع إلى جانب االستدانة والتي تفرز بدورها تكاليف للوكالة ناتجة
عن عدم تماثل المعلومات(.)ROSS S.,1977
5
يدمج البنك تكاليف الوكالة الناتجة عن عدم تماثل المعلومات بينه وبين االدارة في التكلفة اإلجمالية للقرض ،هذه
األخيرة تخصم من النتيجة المحققة والتي ستوزع على المساهمين ،فتؤثر بذلك سلبا على نسبة التوزيعات ،ومنه
يتحمل المساهم تكاليف الوكالة لالستدانة ،لكنها تساعده في نفس الوقت على تكثيف الرقابة و تجنب تكلفة الفرصة
الضائعة الناتجة عن االستفادة من اآلثار االيجابية للرفع المالي.
2.2.1نظرية اإلشارات
تعتمد عملية التشوير » « signalisationبالهيكل المالي على التشوير أساسا بنسبة االستدانة و نسبة األسهم
المحازة من قبل اإلدارة ،هذه األخيرة تقوم من خاللها بتبليغ المعلومات المهمة من وجهة نظر الدائنين
والمساهمين المستقبليين ،مما يسمح بطبيعة الحال من تخفيض درجة عدم تماثل المعلومات بين المتعاملين ،وفي
نفس الوقت تسمح بالحصول على التمويل المالئم.
عد MYERSو MAJLUFأول من قدم سياسة التمويل داخل المؤسسة عن طريق التدرج في مصادر التمويل
المتاحة وذلك انطالقا من تطويرهما لنموذج DONALDSONالذي قدم في سنة VERNIMMEN ( 1961
،)P. ,2005وبينا أن المؤسسة إذا قامت بإصدار أسهم جديدة لتمويل مشروع معين في ظل عدم تماثل
المعلومات ،قد تتأثر قيمة أسهمها باالنخفاض ألن المساهمين الجدد عاجزين عن تقدير المردودية الفعلية
للمشروع ،وهو ما يؤدي بهم إلى تقدير األسهم بقيمة أقل ،أين يقومون بشراء األسهم الجديدة إال في حالة
حصولهم على تخفيضات في سعرها.
انطالقا من تأثير ظاهرة عدم تماثل المعلومات على قيمة المؤسسة ترفض اإلدارة الخوض في مشاريع حتى وإن
كانت لها قيمة حالية صافية موجبة ،وذلك بسبب حصول المساهمين الجدد على حصة كبيرة من قيمة المؤسسة
على حساب المساهمين القدامى ،كما يمكن إرجاع ذلك الرفض إلى افتراض أن اإلدارة تعمل وفقا لما يتماشى
وأهداف المساهمين القدامى ( ،)MYERS S. C.,MAJLUF N. S,1984ولكي تحقق اإلدارة المشروع دون المساس
بثروتهم يجب عليها أن تتدرج في مصادر التمويل بدءا بالمصادر الداخلية ثم المصادر الخارجية ،وإذا لجأت إلى
هذه األخيرة يجب أن تبدأ بالديون بدال من إصدار أسهم جديدة.
.2قصور صيغ التمويل التقليدية في مواجهة مشاكل عدم تماثل المعلومات
تلقى صيغ التمويل الكالسيكية سبال كثيرة للدعم سواء تعلق األمر بتزايد األبحاث حول نقائصها وسبل تفعيل
دورها ،أو تعلق األمر بمختلف السياسات والبرامج الحكومية الداعمة لها ،ففي الجزائر كانت البنوك العمومية
محض اهتمام العديد من البرامج ،كإجراءات التطهير المالي وغيرها ،ومع ذلك تبقى صيغ التمويل التقليدية
عاجزة عن مجابهة المشاكل المرتبطة بخصوصية عدم تماثل المعلومات ومختلف المخاطر ،ويمكن تقسيم أوجه
التمويل التقليدية إلى قسمين أساسين:
.1.2التمويل باالستدانة
يعبر التمويل باالستدانة عن دور التمويل الذي ال يشترط المشاركة في رأس المال ،وتعتبر البنوك أهم شريك
بالنسبة للمؤسسات االقتصادية ،إال أنها غالبا ما تتجه إلى تدنية التزاماتها االئتمانية ؛ نظرا ألثر عدم تماثل
المعلومات بينها وبين المقترضين ،والتي من شأنها أن تضاعف من حدة العجز والخطر المعنوي من جهة،
وتضائل من محفزات منح االئتمان من جهة ثانية ،فتتأثر بذلك العالقة التي تربطهما ،ومن ثم تنشأ عوائق التمويل
6
البنكي والتي قد تصل إلى حد الرفض ،وعلى الرغم من ذلك ال يمكننا أن ننفي أهمية التمويل البنكي في سد
االحتياجات المالية للمؤسسات.
31
23.4
8.9 13.2
تلعب الضمانات المفروضة من طرف البنوك على المؤسسات االقتصادية دورا فعاال في تقويم السلوك
االنتهازي لإلدارة ،حيث تجعل من العجـز جد مكلف بالنسبة لها ،مما يحرضها على تخفيض الخطر الذي
يتعرض له المشروع إلى أدنى مستوياته ،وفي نفس الوقت بذل مجهودات أكبر و التصريح بكل شفافية بالنتائج
المحققة (.) BESTER H.,1994
تزداد أهمية الضمانات بالنسبة للمؤسسة خاصة إذا قام البنك بالتمييز بين أصول المؤسسة وثروة االدارة ،أين
يفرض نوعين من الضمانات ( ،)BESTER H.,1985يتمثل النوع األول في الضمانات المفروضة على أصول
المؤسسة ،وفي حالة إعالن اإلفالس يقوم البنك ببيعها واستيفاء قيمة القرض منها ،أما النوع الثاني من
الضمانات فيفرضه على الثروة الشخصية لإلدارة لكي يقوم سلوكها االنتهازي المتمثل في تحويل ثروة
المؤسسة.
بين BESANKOو TAHORأن اعتماد البنك على ذلك التمييز يدني إلى أقصى حد من الخطر المعنوي ،حيث
تصبح االدارة تلجأ إال لتحقيق المشاريع األقل خطورة ''وذلك لكي ال تخسر الضمانات المرهونة لدى البنك"(
،)CIEPLY S. GRONDIN M.,2000كما تساعد الضمانات على تدنية التكاليف المالية نظرا للعالقة العكسية بينها
و بين سعر الفائدة ،حيث أن تخفيض سعر الفائدة نتيجة لزيادة الضمانات يؤدي إلى االستثمار في المشاريع غير
الخطرة و من ثم تكون عوائد البنك قليلة ،فالضمانات إذن تحد من مشاكل االختيار المعاكـس ،كما أنها تعتبر
إشارة موجبة لجلب المعلومات للبنك ،ألن المقتـرضين ذوي النوعية الجيدة مستـعدين على قبول تقديـم
الضمانات في مقابل تخفيض تكـلفة القرض واالسـتثمار في المشاريع األقل خطورة( BLAZY R. WEILL
.)L.,2006
.2.2.1.2شفافية المعلومة
تظهر عالقة القرض التي تربط بين المؤسسة والبنك حالة من عدم تماثل في المعلومات بينهما ،ويفترض أن
تملك اإلدارة معلومات أكثر من الغير عن وضعية المؤسسة وكافة المتغيرات المحددة لمردودية استثماراتها،
وعليه فإن المقرض يشترط حد أدنى من المعلومات التي تمكنه من إجراء تقييم مالي واقتصادي الستخدام
األموال المقترضة ،وتعتبر الميزانية وجدول حسابات النتائج غالبا ذلك الحد األدنى من المعلومات الموفر من
قبل المؤسسات.
8
تؤدي المعلومات التي تقدمها المؤسسات إلى البنوك دورا هاما في الحصول على التمويل ،و تتأثر العالقة بين
البنك والمؤسسة بدرجة شفافية المعلومة المقدمة من طرف المؤسسة ،ويأتي ذلك التأثر بسبب تعارض األهداف
بينهما ،فاإلدارة قد تتخوف من البنك فتعزف عن تبليغ المعلومات المحاسبية والمالية حتى ال تتعرض لإلقصاء،
وإذا ما قامت بتبليغها تصبح مرتبطة بنوعية الفريق اإلداري المنتج لها.
.3.2.1.2تحصيص االئتمان
تعبر ظاهرة تحصيص القرض عن رفض البنك منح االئتمان للمقترض بالشروط الموضوعة من طرفه
والمتعلقة بسعر الفائدة ،الضمانات و مبلغ القرض ،وذلك نتيجة لحالة من عدم التوازن بين العرض والطلب
على االئتمان ويمكن عندها للبنك أن يرفع من سعر الفائدة أو حجم الضمانات المطلوبة على مقترض يتصف
بنفس المواصفات للمقترضين اآلخرين الذين تحصلوا على قروض ولكن بشروط أقل ،ومنه فسعر الفائدة وحجم
القرض والضمانات بدال من أن يصبحوا أدوات لتحقيق التوازن يصبح التحصيص هو تلك األداة.
.2.2التمويل عن طريق المساهمة في رأس المال
يندرج ضمن هذا الصنف من التمويل مختلف أشكال المساهمة في رأس المال وصيغ الرفع المالي سواء كانت
داخلية أو خارجية ،وعموما يمكن المام صيغ التمويل التي تفرض المساهمة في رأس المال ،في صنفين أساسين
وهما التمويل عن طريق األسواق المالية والتمويل عن طريق رأس المال المغامر.
.1.2.2التمويل عن طريق األسواق المالية
تلبي األسواق المالية مباشرة الحاجيات المالية للمؤسسات ،باعتبارها أهم مصادر التمويل طويلة األجل خاصة
مع تحول االقتصاديات نحو التحرير المالي والنقدي ،وتقديم مختلف التسهيالت من طرف الهيئات الرسمية ،كما
تعتبر االسواق المالية أداة رقابة خارجية غير رسمية على أداء المؤسسات؛ أي أنها أداة رقابة إضافية حيث يؤثر
التسعير على عالقات الوكالة ،و يحث االدارة على اتخاذ قرارات استراتيجية تهدف إلى تحسين األداء
االقتصادي للمؤسسة ،فهو بذلك يعتبر بمثابة آلية لتوجيه سلوك اإلدارة وهناك العديد من الدراسات التي أثبتت
األثر االيجابي للحوكمة على المؤسسات المسعرة ،وذلك من خالل مقارنة األداء قبل وبعد الدخول كدراسة CAI
و WEIفي سنة ،1997ودراسة KUTSUMAفي سنة 2002بالنسبة للسوق األسيوي ،ودراسة SENTISالتي
طبقها على السوق األوربي ،وأثبتت تلك الدراسات أن األداء يرتفع بعد الدخول.
تهدف المؤسسات بصفة عامة من وراء الدخول إلى السوق المالي إلى تحقيق التوسع( DESROCHES, J. , JOG
، )V.,1991ويندرج تحت هذا الهدف االستراتيجي عدة أهداف أخرى تستمد جوهرها منه وترتبط نتائجها بآثاره؛
حيث بينت الدراسات المتعلقة بتحليل األهداف من وراء الدخول أن اإلشهار الناتج عن النشر الدوري للنتائج في
المجالت ،الجرائد والنشرات االقتصادية ،يعتبر المحرك األساسي لتحقيق العديد من المزايا( BELLETANTE B.,et
)AL.,2001؛ كتحقيق التحفيز االداري حيث أن الدخول إلى السوق المالي يحفز اإلدارة على رفع مجهوداتها التي
تسمح بتحسين مؤشرات أداءها ،مما ينعكس عنها خلق االستقرار وتحسين صورتها أمام الغير وذلك بسبب
فرض التشريع المعمول به في األسواق المالية ضرورة النشر والتبليغ الدوري للنتائج المحققة من طرف
المؤسسة ،وكل ما يتعلق بنشاطها( ،)ALBOUY M.,1984و في هذا اإلطار فرض التشريع األوربي على مجـلس
إدارة المؤسسات المسعرة ضرورة تبليغ سلطات السوق المالي ) (A.M.F.بالمعلومات التي من شأنها أن تؤثر
على سعر قيم المؤسسة.1
1
Articles 621 et 222 du règlement général de l'AMF, commission européenne, 2002.
9
يؤدي الدخول إلى األسواق المالية إلى تحسين صورة المؤسسة وفي هذا اإلطار أكدت دراسة لجوسلين
وآخرون( ،)JOCELYN J., et al. 1991شملت عينة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الكندية سنة ،1991أن
%85منها تهدف من وراء الدخول إلى السوق المالي إلى تحسين صورتها أمام الموردين لالستفادة من بعض
المزايا كزيادة مهلة السداد والحصول على حسم من تكلفة الشراء ،بينما كانت تهدف %71من مؤسسات العينة
إلى تحقيق مزايا تتعلق بتسهيل ظروف الحصول على االئتمان البنكي ،وبما أن لجان عمليات البورصة تحتم
على المؤسسة المسعرة ضرورة تحقيق نسبة مديونية ال يجب أن تتعدى ،) ALBOUY M.,1984( %20فإن
الدخول إلى السوق المالي يحافظ على االستقاللية المالية للمؤسسة ،ومنه تزداد فرص الحصول على التمويل
البنكي.
على الرغم من االيجابيات التي يحققها الدخول إلى االسواق المالية ،إال أن ذلك يتميز بالعديد من القيود المرتبطة
أساسا بحالة عدم تماثل المعلومات ،فعدم الثقة في النتائج المحاسبية يفرض على لجنة تنظيم ومراقبة عمليات
البورصة أن تعتمد النتائج بعد مصادقتها لدى الهيئات المحاسبية الخارجية كمحافظي الحسابات بالنسبة للقيم
الصغيرة والخبراء المحاسبيين بالنسبة للقيم الكبيرة ،كما يفرض السوق المالي ضرورة لجوء المؤسسات
المسعرة إلى عون متخصص في المرافقة ) (listing sponsorعند الدخول وذلك لمساعدتها على احترام
االلتزامات القانونية والتنظيمية( ،)MANSION Y., et Al. 2000أضف إلى ذلك شرط الحد األدنى من رأس
المال الواجب اكتتابه وتداوله من طرف الجمهور ،وبصفة عامة وبفعل أثر عدم تماثل المعلومات تزداد تكاليف
المعامالت ،وتكاليف الرقابة التي تلعب دورا كبيرا في تعويض النقص في المعلومات ،وهو ما قد ينعكس سلبا
على عائد القيم المدرجة بالسوق.
.2.2.2التمويل عن طريق رأس المال المغامر
يفرض التمويل عن رأس المال المغامر أو كما يسمى بالجزائر رأس المال المخاطر المساهمة في رأس مال
المؤسسة المستهدفة ،ومن خالله تتولى الشركة تجميع األموال من المستثمرين تم تقوم بعدها باستهداف
المؤسسات ذات التطور السريع والتي يحتمل أن تحقق أرباحا كبيرة تفوق متوسط عائد السوق (SHARPE 2004
،)LORNA,ومن وجهة نظر مخاطر عدم تماثل المعلومات ،يالحظ أن الصيغة تفي بالحاجيات المالية للمؤسسة
مع تحقيق ميزتين إضافيتين وهما؛ معالجة مشكلة عدم تماثل المعلومات ألن الشركة تساهم في اتخاذ القرارات
داخل المؤسسة مما ال يسمح لهذه االخيرة من تحويل األموال إلى أنشطة غير تلك التي خصصت لها ،أو اخفاء
جزء من النتائج ،أو الحصول على المداخيل غير النقدية ،أما الميزة الثانية فتتمثل في تحقيق االستقاللية النسبية
بالمقارنة مع التم ويل طويل األجل عن طريق المساهمة في رأس المال ،ألن التشريعات تفرض على شركات
رأس المال المخاطر االنسحاب عندما تتمكن المؤسسة من الوقوف وتضمن استمراريتها ،وغالبا ما يتم تحديد تلك
المدة من خمسة إلى سبعة سنوات (.) Sobha Rani B , Koteswara Rao D,2008
وعلى هذا األساس فإن شركات رأس المال المخاطر تظهر قريبة جدا من صيغ التمويل اإلسالمي فيما يتعلق
بمعالجة مشكلة عدم تماثل المعلومات وتجنب شبهات الربا ،إال أنها في نفس الوقت تثبت عدة نقائص وسلبيات
يمكن تقسيمهما إلى جزأين أحدهما يتعلق بالمؤسسة المستهدفة واألخر يتعلق بالمؤسسة المستثمرة.
نجد أن المؤسسة المستثمرة أي شركة رأس المال تلعب دورا فعاال وتبذل مجهودات معتبرة خالل السنوات
األولى من مساهمتها في المؤسسة المستهدفة ،وغالبا ما تكون ربحيتها ضعيفة جدا وفور ما تبدأ المؤسسة في
تحقيق األرباح يفرض التشريع عنها االنسحاب وأخذ حصتها التي ساهمت بها عند بداية دخولها ،فهي بذلك
تحملت مختلف المخاطر في بداية نشاط المؤسسة المستهدفة لكن بعدما تبدأ المؤسسة المستهدفة تستقر تنسحب،
وهذا اجحاف في حقها ،وعليه تظهر صيغ التمويل االسالمي كبديل يراعي الحرية في االستثمار واالنسحاب.
أما في ما يتعلق باألثر السلبي على المؤسسة المستهدفة فيتمثل بالدرجة األولى في فرض نسبة كبيرة من األرباح
قد تتعدى نسبة %30يضاف إليها تكاليف اإلدارة ،وفي التمويل اإلسالمي نجد أن التكاليف االدارية يتم اقتسامها
مناصفة مثلها مثل األرباح ،كما أن المدة المفروضة لالنسحاب قد ال تكون في صالح المؤسسة المستهدفة ،فتؤدي
10
بها إلى البحث من جديد عن مصادر تمويلية جديدة فتتأثر من جديد بحالة عدم المعلومات فبعدما أخذت شركة
رأس المال المغامر صورة واضحة عن نشاطها ،يعوضها التشريع بمؤسسة أخرى تملك حدا أدنى من
المعلومات عنها.
.3اختبار قدرة صيغ التمويل االسالمي في معالجة مشاكل عدم تماثل المعلومات
توفر الصناعة المالية االسالمية تشكيلة واسعة من الخدمات التي تضعها أمام كل شرائح المجتمع ومختلف
المتعاملين االقتصاديين من مختلف القطاعات االقتصادية ،وعلى عكس الصيغ التقليدية التي تقف عاجزة عن
االلمام بالمعلومات حتى تتمكن من تثمين الخطر ومن ثم تحديد التكلفة القريبة من تعويض التخلي عن االموال و
المخاطر الناجمة عن استخدام تلك األموال ،وفي ما يلي سنحاول تفسير كيفية قدرة صيغ التمويل االسالمي على
مواجهة ذلك الخطر ومختلف أثاره.
.1.3معالجة مشكلة الخطر المعنوي
يعبر الخطر المعنوي عن استغالل الفرص لتحقيق مصالح من طرف االدارة لم تتحمل كل نفقاتها ،كأن تقوم
بتحويل األموال المخصصة لتمويل مشروع أخر دون علم صاحب األموال ،أو أن تتعمد إخفاء جزء من النتائج
وغيرها من السلوكات االنتهازية .وال يمكن للغير مهما انتهجوا أساليب رقابية صارمة من تقويم ذلك السلوك
حتى ولو فرضوا عليه ضمانات وغيرها ،فتأتي صيغ التمويل االسالمي بعدها فال تعترف بهذا الخطر كونه غير
موجود في تقنياتها؛ فإذا تعلق األمر بالتمويل عن طريق صيغة المشاركة ،وعلى اعتبارها عقد شراكة بين
صاحب المشروع وصاحب األموال ،فكال الطرفين يعتبران جزءا من اإلدارة ،فيكون لديهم نفس الحجم من
المع لومات ،وإذا ما قام أحدهما باالستفادة من مزايا غير نقدية فاألمر يكون مالحظ من جهة ،ومن جهة ثانية
يستفيد منه الطرفان ،وعليه ال يمكن ألحدهما أن يتصف بصفة االنتهازية في ظل وجود الطرف الثاني.
تعمل بدورها صيغة المضاربة على الحد من الخطر المعنوي ،ألنه في بداية عقد المضاربة ،يتم االتفاق على
نوع النشاط ،مدته ومجاله ،فقانونيا وشرعا ال يحق للمضارب أن يخالف مجال العقد(الجزيري ،)2003 ،ويضمن
بذلك الخسارة لصاحب المال ،كون الخسارة في ما سواها تكون غير مضمونة إال في حالة الخطأ الفادح.
ولعل أكثر صيغة تظهر فيها قدرة صيغ التمويل االسالمي على مجابهة الخطر المعنوي هي صيغة المرابحة ألن
صاحب المال مجبر على توفير السلعة محل العملية وبربح معلوم مسبقا ،وعليه فبائع السلعة ال يستطيع تغيير
النشاط محل العقد ألن هذا األخير وجد بعد تحديد وتوفير السلعة ،وكذلك هو الحال بالنسبة لصيغة االستصناع،
أين ال يكون لإلدارة سلطة في ادارة األموال المقترضة.
وبناء على ما سبق نالحظ أن مشكلة الخطر المعنوي ال وجود لها مع صيغ التمويل االسالمي نظرا لتوافق هذه
األخيرة تقنيا مع ما ال يسمح لإلدارة باللجوء إلى تحقيق مصالح لم تتحمل تكاليفها.
.2.3التوازن بين العرض والطلب ومشكلة االختيار السيء
تنشأ مشكلة االختيار السيئ نتيجة لرفع المقرض أو بصفة عامة مطالبة صاحب االموال بعائد كبير ،وكما هو
معروف أن هناك عالقة ارتباط قوية بين العائد والخطر ،فكلما كان األول أكبر كلما كان الثاني كذلك ،وعليه
عندما يطالب المقرض بعائد أكبر يتجه المستثمر إلى اقناعه عن طريق االستثمار في األنشطة الخطرة والتي تفي
بتكلفة األموال المقترضة ،فعندما يتحقق الخطر انطالقا من التسليم بالعالقة الطردية ،فالمقرض يكون قد خسر
أمواله ،وكان أيضا المتسبب في اقصاء المؤسسات التي كانت قادرة على استرداد أمواله ولكن بعائد أقل،
وبالتالي يكون قد أساء االختيار(.)Harris M; Raviv A, 1991
لكن في صيغ التمويل االسالمي وعلى اعتبارها ال تعترف بالفائدة المحددة مسبقا أي أن األموال المقرضة هي
أموال دون تكلفة ،وبمعنى أدق أموال ذات عائد واجب الدفع في حالة تحقق الربح ،فإن تلك الصيغ ال تفاضل بين
المشاريع من حيث العائد المرتبط بالتكلفة ،ألنها شريكة في مختلف القرارات والنتائج.
.3.3قيود الضمانات من منظور اسالمي
11
تعترف الشريعة االسالمية السمحاء بمبدأ الضمان لحفظ الحقوق ،حيث قال تعالى " َوإِن كنتم على سفر
ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة" (سورة البقرة اآلية ،)283وقال رسول هللا صلى هللا عيه وسلم " :ال يغلق
الرهن من صاحبه الذي رهنه له غنمه ،وعليه غرمه(مسند الشافعي ،صحيح) ،لكن البنوك التقليدية تنظر إلى
الضمانات على أنها أداة لكفالة استرداد الدين وفوائده في تاريخ استحقاقه ،فتفرض اذن الضمانات نتيجة لضعف
قدرة البنك على أخذ صورة واضحة عن مردودية األموال المقترضة ،وبعبارة أخرى نتيجة لعدم تماثل
المعلومات أو النقص في المعلومات الكفيلة باحتمال عدم تحقق الخسارة.
بينما في البنوك االسالمية وعلى اعتبار أن نشاطها األساسي يرتكز على توظيف مواردها المالية في إطار عالقة
تشارك في األرباح والخسائر بين طرفين ،فإن الضمانات يتغير مدلولها ،ففي صيغة المشاركة مثال فإن العملية
التمويلية تحدث بين طرفين ،ومن خاللها يمتلك الدائن الموارد المالية ،والطرف الثاني وهو المؤسسة المقاولة
تمتلك عناصر االنتاج األخرى ،كالعمل ،وسائل االنتاج ،األرض ،وغيرها ،ويكفي في نشاط التمويل االسالمي
أن يقدم العميل أي أصل محل العمل أو خلق القيمة ،وذلك جائر شرعا ،كما هو الحال في عقود المرابحة عندما
يطلب الدائن ضمانات فذلك بسبب كون البيع المؤجل يصبح دينا.
أما في صيغة االستصناع فإن للعملية خصوصية كبيرة تجاه الخطر ،إلمكانية عدم تطابق السلعة مع المواصفات
الموضوعة في العقد ،حيث يتم ذلك وفقا لرغبة العميل ،أما الصانع فيلتزم بتنفيذ العقد ،وعليه فالدائن ال يواجه أية
مخاطر ألن بإمكانه رفض السلعة غير المطابقة ،ويجوز للمؤسسة الصانعة أو المستصنعة أن تطلب الضمانات
التي تراها كفيلة بالوفاء بكافة حقوقها ،ويجوز إذا كانت المؤسسة مستصنعة أن تعطي الضمانات التي يطلبها
الصانع.
تجدر االشارة إلى أن الضمانات تكون مفروضة وفقا لما تمليه العملية حيث أنه يمكن أن ال تفرض إذا كانت
العملية ال تقتضي ذلك ،ففي عقد السلم ال يجوز أخذ رهن برأس مال السلم ،ألنه بالقبض خرج من ملك المشتري
ودخل في ملك البائع ،أي ال يصح إعطاء وثيقة بما هو ملك لك ،أما الدائن فيجوز له ذلك حيث أخذ الرهن يكون
فيما إذا حمل االستيفاء من المرهون لجهة رأس مال المسلم فيه ،حتى ال يدخل في حيز المنع المصرح به في
حديثه(صبحي حامد :)2000 ،من أسلم في شيء فال يصرفه في غيره.
.4دور الصناعة االسالمية في مواجهة االنتقادات الموجهة لنظريات عدم تماثل المعلومات
سبق وأن بينا أعاله أنه نتيجة للنقص في المعلومات تنشأ عدة أثار غير مرغوبة من المستثمرين (مساهمين،
دائنين) وكذلك من المؤسسات المستثمرة ،وفي ما يلي سنحاول ابراز منظور الصناعة االسالمية في االنتقادات
الموجهة لنظريات عدم تماثل المعلومات.
.1.4نظرية الوكالة JENSEN ،و 1976MECKLINGإلى ،2014ثمانية وثالثون سنة ماذا بعد ذلك؟
قبل ظهور نظرية الوكالة في سنة ،1984كان يرجع أصل عالقة الوكالة إلى أدم سميث الذي بين عدم كفاءة
الشركات ذات األسهم ألنها تسير من قبل عون غير مالك ،وحسب أدم سميث إن هذا األخير غير محفز إلدارة
أعمال ال يملكها ،إذ سوف يتحصل على أجر مهما كانت النتائج التي سيحققها والتي يتحصل عليها المساهمين أو
المالك( ،)BENJAMIN C., WEINSTEIN O.,1995وكذلك هو الحال بالنسبة لنظرية الوكالة حيث تفترض أن
المالك غير قادر على مراقبة جميع أعمال اإلدارة وفي ما يخص التمويل تفترض أن المقرض يلجأ إلى وضع
نظام للرقابة من أجل تقويم سلوك االدارة لكي تعمل على تعظيم مصلحته ،وبالنسبة للمساهمين فإن عالقة الوكالة
تنشا بلجوئهم إلى التنازل عن جزء من أسهم المؤسسة ،وعموما تظهر اآلثار السلبية للوكالة في كلتا الحالتين،
كتعمد االدارة اخفاء جزء من النتائج أو توجيه األموال المقترضة إلى مجاالت غير تلك التي خصصت لها ،لكن
في صيغ التمويل االسالمية ال تظهر كل المشاكل التي تفرض التعارض في المصالح ،حيث أن عقد التمويل
ينص على أن يلتزم أحد األطراف بالمساهمة باألموال ويساهم الطرف األخر بالعمل أو بإحدى عوامل اإلنتاج
وقبل نهاية العقد يتم اقتسام األرباح حسب االتفاق ،أما في حالة الخسارة فيتحمل صاحب رأس المال خسارة
األرباح أو جزء من رأسماله ،ويخسر الطرف الثاني جهده وتنازله عن الراحة ،ومن خالل هذا التحليل نرى أن
12
ذلك االنتقاد المتمثل في تضارب المصالح يتم حله من خالل عقود التمويل االسالمية التي ال تميز بين أطر تقديم
األموال ،وبعبارة أدق نقول أن صيغ التمويل االسالمية مبنية على أسس وتسميات ال تؤدي إلى تضارب
المصالح؛ ففي صيغة المساقاة ال يمكن أن يعمل صاحب االرض على عدم تحقيق مصلحته ،والتي هي في
األصل نفس مصلحة المصرف والمتمثلة في قسمة المحصول؛ وفي ما يتعلق بصيغة المزارعة والتي يمكن
اعتبارها كجزء من المضاربة حيث يقدم أحد األطراف األرض والطرف الثاني العمل نتيجة لعدم قدرة الطرف
األول على زراعتها ،ومنه ال يمكن للمزارع (االدارة أو الموكل من وجهة نظر نظرية الوكالة)أن يحول البذور
إلى نشاط أخر أو ما إلى ذلك ،فنقول أن الصيغة موضوعة بطريقة ال تسمح بتعارض المصالح ،وكذلك هو الحال
بالنسبة كباقي الصناعات االسالمية األخرى التي تؤدى إلى تخفيض تكاليف الوكالة إلى حدودها الدنيا وفي معظم
األحيان إلى حدودها المعدومة.
.2.4اختبار نظرية االشارات من منظور اسالمي
حتى تتمكن المؤسسة من الحصول على التمويل الالزم تلجأ إلى انتاج وتبليغ المعلومات إلى المستثمرين(دائنين
ومساهمين جدد)،مما يؤدي بها إلى تحمل تكاليف إضافية تتعلق بنقل تلك االشارات للغير حتى يتمكنوا من تقييم
نوعية المؤسسة من حيث األداء والمردودية ،وفي صيغ التمويل االسالمية يالحظ أن االشارات ال يمكن ارسالها
ألن كل العقود تكون مبنية على أساس العلم بالشيء ،أي أن الطرفان مسبقا يتفقان على اقتسام الربح والخسارة
وال يعترفان بنوعية اإلشارة حيث أنه في صيغ التمويل التقليدية نجد أن المؤسسة التي تقدم معلومات جيدة
وصحيحة ال تتحمل أية تكاليف ،وعلى اعتبار أن صيغ التمويل االسالمي تفرض في مجملها مشاركة مختلف
األطراف في التسيير واإلدارة فإن المعلومات تتوفر لديهم مسبقا ،وبعبارة أخرى يتحقق التوازن في المعلومات
مسبقا على عكس صيغ التمويل التقليدية التي يتحقق التوازن فيها إال عند التشوير بالمعلومات الشفافة.
.3.4نظرية التدرج في مصادر التمويل تعترف بالالمساواة في قيمة رأس المال
تفترض النظرية أن المؤسسة تلجأ عند الرغبة في التمويل إلى مصادرها الداخلية ثم الخارجية وذلك
لسببين رئيسين؛ يعتبر األول كخيار ويتعلق األمر بالحفاظ على االستقاللية في اتخاذ القرارات ،أما الثاني فيعتبر
حتمي ،عندما تتوقع المؤسسة أن الدائن غير قادر على تصنيفها من حيث العائد والمخاطرة ،أي أن المعلومات
التي بحوزته غير كافية على تقدير نسبة احتمال اسرجاعه ألمواله ،ونفس الشيء بالنسبة للتمويل عن طريق فتح
رأس المال؛ فالمؤسسة إذا قامت بإصدار أسهم جديدة لتمويل مشروع معين في ظل عدم تماثل المعلومات قد
تتأثر قيمة أسهمها باالنخفاض ،ألن المساهمين الجدد عاجزين عن تقدير المردودية الفعلية للمشروع وهو ما
يؤدي بهم إلى تقدير األسهم بقيمة أقل وعليه يقومون بشراء األسهم الجديدة إال في حالة حصولهم على تخفيضات
في سعرها ،وهنا نرى أن النظرية تعترف بمبدأ الالمساواة ،فعوض أن نكافأ المساهمين القدامى ،تأتي النظرية
لكي تبين أن المساهمين الجدد حتى يقبلون بالمساهمة تقوم االدارة بمنحهم تخفيض في قيمة األسهم يعوضهم عن
النقص في المعلومات ،وعليه نالحظ أنه في صيغ التمويل االسالمية يتم االتفاق مسبقا على نصيب مساهمة كل
طرف في الصيغ التي تفرض المساهمة ،ونفس الشيء في الصيغ المبنية على أساس االستدانة لكن دون تحديد
الفائدة المسبقة المضمونة ،بل تعتد بالربح في حالة تحققه.
وبناء على ما سبق يظهر جلي أن صيغ التمويل االسالمية تركيبتها ومبدأ عملها جعلها صالحة لكل األنشطة
االقتصادية والتمويلية ،وجعلها قادرة على الصمود وايجاد الحلول المقدمة لمختلف النقائص في الصيغ التقليدية،
معبر كل األزمنة والمراحل.
الخاتمة
13
اضافة إلى كون الصناعة المالية اإلسالمية بديل للتمويل التقليدي في ما يتعلق بتقديمها ألدوات خالية منن الفوائند،
فهي تقوم على أساس أخالقي ال يقبنل االسنتغالل والالمسناواة التني تمارسنها المصنارف التقليدينة ،ومختلنف سنبل
التمويل األخرى التي ما فتئت أن تظهر إال وقند أثبتنت نظرينا وعملينا عجزهنا علنى مواجهنة األزمنات والمشناكل
خاصة المرتبطة منها بحالة عدم تماثل المعلومنات ،حينث تحناول النظرينات المتعلقنة بهنذه االخينرة أن تجعنل منن
الهيكننل المننالي أو نمننط التمويننل كننأداة لتقننويم االخننتالالت غيننر المرغوبننة كننالخطر المعنننوي أو قبننول المسنناهمين
القدامى بمساهمين جدد في مؤسستهم لكن بقيمة أقل من القيمة االسنمية لألسنهم القديمنة ،وتندعيما لمنا سنبق أثبتنت
صيغ التمويل االسالمي جدارتها في مجال االعتنراف بالمسناواة والحرينة الطبيعينة للتملنك واالسنتثمار والتوسنع،
وحتى أن مصطلح بديال للتمويل التقليدي يمكن اعتباره كمصطلح دخيل وغير صحيح ألن الصيغ االسنالمية هني
األصل.
يمكن اجمال التوصيات التي توصلت إليها الدراسة في ما يلي:
-ضرورة تعميق البحث في النظريات التقليدية وتحليلها من منظور االقتصاد االسالمي.
-تعميم اجبارية التكوين في االقتصاد االسنالمي فني مختلنف الشنعب التقنينة واالنسنانية ،وفنتح تخصصنات
بذاتها في كليات العلوم االقتصادية.
-تفعيل دور الصناعة االسالمية في االقتصاد من خالل تشجيع األبحاث وتكثيف المؤتمرات العلمينة حنول
الموضوع.
قائمة المراجع
أوال :باللغة العربية
.1عبد الرحمن الجزيري ،2003 ،الفقه على المذاهب األربع ،دار الكتب العلمية ،بيروت.
.2عبد السالم صبحي حامد ،2000 ،عقد السّلم ..قواعده وضوابطه في الشريعة اإلسالميّة ،مجلة الشريعة والدراسات االسالمية ،مجلد ،15
عدد 42الكويت.
ثانيا .باللغات األجنبية
1. ALBOUY M., 1984 ,l'apport de fonds propres et l'ouverture du capital des PME, revue française de
gestion , Janvier- Février.
2. BELLETANTE B., LEVRATTO N., PARANQUE B. 2001, diversité économique et modes de financement des
PME, L'HARMATTAN, PARIS.
3. BENJAMIN C., WEINSTEIN O., 1995, les nouvelles théories de l'entreprise, librairie générale française,
PARIS.
4. BESTER H., 1994, the role of collateral in a model of debt renegotiation, journal of money credit and
banking , V 26, N° 1.
5. BESTER H., 1985, screening vs, rationing in credit markets with imperfect information, The American
Economic Review, Vol 75,N° 4.
6. Bians B., Hillion P., Malecot J.F, 1995, la structure financière des entreprises: une investigation empirique
sur des données Françaises, Economie et prévision N°120.
7. BLAZY R. WEILL L., 2006, le rôle des garanties dans les prêts des banques Françaises, Revue d'économie
politique, Vol 116.
8. CHARREAUX G., 1997, gouvernance des entreprises, Économica, PARIS.
9. CIEPLY S. GRONDIN M., 2000, l'octroi de crédit par les banques en situation d'asymétrie d'information:
les résultats d'une enquête auprès d'un échantillon de chargés de la clientèle, l'association internationale de
la recherche en PME.
10. DESROCHES, J. , JOG V., 1991, La PME & le financement public, , Institut de recherches
politiques,Montréal.
11. DUCHENEAUT B. , 1996, les dirigeants de pme , chiffres analyses, pour mieux les connaître, Editions
Maxima, PARIS.
14
12. JANSSEN F. , 1998, l'influence de l'interpénétration du dirigeant de son entreprise sur l'endettement des
pme sur leurs relations avec les banques, institut de recherche sur les PME, N° 98/07.
13. JENSEN M.C., 1986, agency cost of free cash flow, corporate finance and takeovers , American economic
review, vol 76, jun.
14. Leland H. et Pyle D. 1977, Informational Asymmetries, Financial Structure and Financial Intermediation ,
Journal of Finance, 32.
15. JOCELYN J., DESROCHES Y., VIJAY M., GHISLAIN F., 1991, la PME et le financement public, I.R.P.P.
16. Martel j., 1996, solution au stress financier, un survol de la littérature, centre interuniversitaire de
recherche en analyse des organisations, janvier, MONTERIAL.
17. Milton Harris; Artur Raviv, 1991, The Theory of Capital Structure,The Journal of Finance, Vol. 46, No. 1.
18. Mansion Y., Demartini A., Mekious S., 2000, les pme et l’accès aux marchés des capitaux en France: un
état des lieux, bulletin de la banque de France , n° 165 , septembre.
19. MYERS S. C.,MAJLUF N. S., 1984, corporate financing and investment decisions when firms have
information that investors do not have , journal of financial Economics,N°13.
20. ROSS S. 1977, The Determination of financial structure: the incentive signalling approach, Bell Journal of
Economics.
21. Sharpe lorna, 2004, smaller companies face special problems when it comes to raising investment
capital, IIE review.
22. Sobha Rani B , Koteswara Rao D., 2008, Financing Small Enterprises: Recent Trends,The Icfai Journal of
Entrepreneurship Development, Vol. V, No. 1.
23. Thépot J., 2007, Jensen et Meckling trente ans après, Revue française de gestion, v/175, n° 175.
24. Poincelot e., 1997, information asymétrique et choix financiers: une note critique, finéco, vol. 7, No 1,1
semestre.
25. VERNIMMEN P.; 2005, finance d'entreprise, 6éme ED, DALLOZ, PARIS.
26. World bank, 2010, doing business 2011, Algeria, making a difference for entrepreneurs, comparing
business regulation, N 183, Washington.
27. Wtterwulghe R., 1998 , la PME une entreprise humaine, De Boeck université, BRUXELLES ,.
: مراجع أخرى.ثالثا
http://fr.wikipedia.org/wiki/Asym%C3%A9trie_d%27information-
http://rru.worldbank.org/BESnapshots/Algeria/default.aspx
-http://www.islamfeqh.com/Kshaf/List/ViewDecisionDetails.aspx?DecisionID=1561
- Articles 621 et 222 du règlement général de l'AMF, commission européenne, 2002.
15