Professional Documents
Culture Documents
البرزخ - أحمد صبحى منصور
البرزخ - أحمد صبحى منصور
هذا الكتاب
هو تجميع لما كتبت عن موضوع ( البرزخ ) .بدأ هذا فى كتاب الموت الذى صدر بالقاهرة عام ، 0991
وقد روعى فيه الخوف من المصادرة والمالحقة األمنية .ثم جاءت كتابات أخرى عن البرزخ فى كتب
منشورة هنا ثم فى مقاالت ،أنتهت يوم 6فى شهر أغسطس الحالى . 8102
لم يسبقنا أحد بالكتابة فى موضوع ( البرزخ ) من منظور قرآنى وعلمى ،وقد جاءت الكتابة فى هذا
الموضوع الجديد على مراحل مختلفة ،لذا توجد تكرار وإضافات ،نرجو أن يغفرها لنا القارىء .
ننشر هذا فى كتاب ،ونرجو أن فاتحة لدراسات أكثر تعمقا وتخصصا .
وهللا جل وعال هو المستعان
أحمد صبحى منصور .
الثالثاء 7أغسطس 8102
الفهرس :
الباب األول ( :البرزخ ) فى كتب سبق نشرها
الفصل األول ( :البرزخ ) من كتاب الموت ( حقائق الموت فى القرآن الكريم )
الفصل الثانى ( :البرزخ ) من كتاب ( ليلة القدر هى ليلة االسراء )
الفصل الثالث ( :البرزخ ) من كتاب ( :الغرب واالعجاز العلمى فى القرآن الكريم )
الفصل الرابع ( :البرزخ ) من كتاب العذاب والتعذيب
الفصل الثانى
( البرزخ ) من كتاب ( ليلة القدر هى ليلة االسراء )
المقال السابع:
البرزخ واألكوان الموازية
القرآن الكريم سبق العلم الحديث فى موضوع السماوات واألرض
لو تدبر الغرب القرآن لتغير تاريخ العالم فى الرقى الحضارى والتقدم العلمى
أوال:
معنى البرزخ فى القرآن الكريم
هو الحاجز الفاصل بين شيئين .وقد جاء ثالث مرات فى القرىن الكريم .مرتين عن الفاصل أو الحاجز
بين ماء البحر المالح وماء النهر العذب إذا إلتقيا ،وهما يلتقيان عندما يصب النهر فى البحر ،يقول جل
ب فُ َراتٌ َو َهذَا ِم ْل ٌح أُجَا ٌج َو َج َع َل بَ ْينَ ُه َما بَ ْر َزخا ً َو ِحجْ را ً َمحْ جُورا ً
وعال َ ( :وهُ َو الَّذِي َم َر َج ا ْلبَحْ َري ِْن َهذَا ع َْذ ٌ
ان ( )81الرحمن ) .ومرة عن البرزخ خ ال يَ ْب ِغيَ ِ ان ( )09بَ ْينَ ُه َما َب ْر َز ٌ ( )21الفرقان ) ( َم َر َج ا ْلبَحْ َري ِْن يَ ْلت َ ِقيَ ِ
الفاصل بين الحياة الدنيا والحياة األخرى يوم البعث .يقول جل وعال َ ( :حتَّى إِذَا جَا َء أ َ َح َدهُ ْم ا ْل َم ْوتُ قَا َل
خ ِإلَى َي ْو ِم ون ( )99لَ َع ِلي أَع َْم ُل صَا ِلحا ً ِفي َما ت َ َركْتُ َكالَّ ِإ َّنهَا َك ِل َمةٌ هُ َو قَا ِئلُهَا َو ِم ْن َو َرا ِئ ِه ْم َب ْر َز ٌ ار ِجعُ ِ ب ْ َر ِ
يُ ْبعَثُونَ ( )011المؤمنون )
البرزخ والحجر المحجور
1ـ هذا البرزخ ال يمكن إقتحامه ،أو بالتعبير القرآنى ( حجرا محجورا ) .وقد جاء هذا التعبير عن
ب فُ َراتٌ َو َهذَا ِم ْل ٌح البرزخ الذى يفصل بين ماء البحر وماء النهر َ ( :و ُه َو الَّذِي َم َرجَ ا ْلبَحْ َري ِْن َهذَا ع َْذ ٌ
ج َو َجعَ َل بَ ْينَ ُه َما بَ ْر َزخا ً َو ِحجْ را ً َمحْ جُورا ً ( )21الفرقان ) فالبرزخ هنا موصوف بالحجر المحجور ،مع أُجَا ٌ
أنه ( مرج البحرين يلتقيان ) ،مع المرج وااللتقاء فال مجال للمزج .وهذا شىء عجيب ،ونشهده حاليا
فى الفصل بين الماء العذب والماء المالح فى مصب األنهار فى البحار.
2ـ الذى ال نشهده ونحن أحياء هو دخولنا البرزخ عند الموت .النفس قبل أن تدخل فى جنينها كانت ميتة
فى البرزخ ،ثم فى موعدها يتم نفخها فى جسد جنينها ،فيكون إنسانا بعد أن كان ( مشروع إنسان ) أو
كتلة من اللحم الحى بال نفس .ثم يولد هذا االنسان ،ويأخذ الفترة المكتوبة له فى حياته األرضية ،وعند
( األجل ) أو موعد موته المحدد أزال ،يأتيه الموت ،أو تأتيه مالئكة الموت .عندما يراهم ال يمكن أن
يعود الى الحياة الدنيا ،فقد دخل البرزخ ،وستبقى فيه نفسه بال إحساس بالزمن كشأنها قبل أن تلبس
جسدها ،ثم تستيقظ عند البعث ،تتصور أنها لبثت يوما أو بعض يوم .المؤمنون عند البعث يعلمون هذا
س ُم ا ْل ُمجْ ِر ُمونَ َما ساعَةُ يُ ْق ِ ،أما المجرمون فيقسمون انهم ما لبثوا ساعة ،يقول جل وعال َ ( :ويَ ْو َم تَقُو ُم ال َّ
َّللا إِلَى يَ ْو ِم ب َّ ِاإلي َمانَ لَقَ ْد لَبِثْت ُ ْم فِي ِكت َا ِ ع ٍة َكذَ ِلكَ كَانُوا يُ ْؤفَكُونَ (َ )22وقَا َل الَّ ِذينَ أُوتُوا ا ْل ِع ْل َم َو ِ سا َ غي َْر َ لَبِثُوا َ
ست َ ْعتَبُونَ ظلَ ُموا َم ْعذ َِرت ُ ُه ْم َوال هُ ْم يُ ْ ث َولَ ِكنَّكُ ْم كُنت ُ ْم ال ت َ ْعلَ ُمونَ ( )26فَيَ ْو َمئِ ٍذ ال يَنفَ ُع الَّ ِذينَ َ ث فَ َهذَا يَ ْو ُم ا ْلبَ ْع ِ ا ْلبَ ْع ِ
( )27الروم ) .نفس الموقف عند االحتضار ،فالمجرم يصرخ طالبا فرصة أخرى قائال لمالئكة الموت (:
ال إِنَّهَا ون ( )99لَعَ ِلي أ َ ْع َم ُل صَا ِلحا ً فِي َما ت َ َركْتُ َك َّ ار ِجعُ ِ ب ْ أرجعون ) َ ( :حتَّى إِذَا جَا َء أ َ َح َدهُ ْم ا ْل َم ْوتُ قَا َل َر ِ
خ إِلَى يَ ْو ِم يُ ْبعَثُونَ ( )011المؤمنون ) .إذا رأى المالئكة الموت فال َك ِل َمةٌ هُ َو قَائِلُهَا َو ِم ْن َو َرائِ ِه ْم بَ ْر َز ٌ
مجال للخروج منه إال يوم البعث للجميع .ولهذا فعندما طلب الكافرون أن يروا رب العزة أو المالئكة جاء
علَ ْينَا ا ْل َمالئِكَةُ أ َ ْو الرد :بأنهم يوم يرون المالئكة فال بشرى لهم َ ( :وقَا َل الَّ ِذينَ ال يَ ْر ُجونَ ِلقَا َءنَا لَ ْوال أ ُ ِنز َل َ
عت َ ْوا عُتُوا ً َكبِيرا ً ( )80يَ ْو َم يَ َر ْونَ ا ْل َمالئِكَةَ ال بُش َْرى يَ ْو َمئِ ٍذ ِل ْل ُمجْ ِر ِمينَ س ِه ْم َو َ ست َ ْكبَ ُروا فِي أَنفُ ِ نَ َرى َربَّنَا لَقَ ْد ا ْ
َو َيقُولُونَ ِحجْ را ً َمحْ جُورا ً ( )88الفرقان) .هنا يقال ( :حجرا محجورا ) .أى فاصل حاجز منيع.
ثانيا:
عن عوالم أو برازخ السماوات واألرض وما بينهما
1ـ لقد خلق أو ( فطر ) هللا جل وعال السماوات واألرض معا بأنفجار هائل .عن االنفجار الكونى يقول
ض كَانَتَا َرتْقًا فَفَتَقْنَاهُ َما)( األنبياء ، ) 11الجزء ت َواأل َ ْر َ اوا ِ
س َم َجل وعال(:أ َ َولَ ْم يَ َر الَّ ِذينَ َكفَ ُروا أَنَّ ال َّ
المادى الثقيل األسفل يتكون منه األرض المادية التى نعيش فيها ،والكون المادى الذى تسبح فيه األرض
والذى يتكون من كواكب ونجوم ومجرات .واألرض المادية التى نحيا عليها تتخللها ستة أرضين أو ستة
برازخ .تتخللها السماوات السبع ،أو برازخ سبع.
2ـ ،الفارق بين المستوى المادى لألرض التى نعيش عليها ( ومحيطها من النجوم والمجرات ) وبين
األرضين الست والسماوات السبع هو سرعة االهتزازات .إهتزازات المستوى المادى لعالمنا الثقيل
األسفل بطيئة ،بينما تتدرج سرعة االهتزازات فى البرازخ األرضية الست أو األرضين الست ،وتعلوها فى
السرعة إهتزازات السماوات السبع ،وبالترتيب .األرض الثانية ذبذباتها أو إهتزاز ذراتها أسرع من
أرضنا المادية ومحيطها من النجوم والمجرات ،واألرض الثالثة ( البرزخ ) الثانى أعلى من األرض
الثانية ،واألرض الرابعة ببرزخها الثالث أعلى ممن دونه ،وما فوقه أعلى منه ،وهكذا الى األرض
السابعة ببرزخها السادس ،وفوقها تكون السماء الدنيا ببرزخها األول ثم السماء الثانية ،وهكذا الى
السابعة .وبعده ال نعلم.
3ـ وقلنا فى( كتاب الموت ) وهو منشور هنا ،وسبق نشره فى مصر عام ( : 0991الثابت علميا ً أن
ذرات المادة األرضية تدور بسرعة تتراوح بين 711ألف مليون دورة إلى 721ألف مليون دورة في
الثانية الواحدة ،أما ذرات العالم العلوي األثيري فإنها أسرع دورانا ً وبهذا تخرج عن المستوى االهتزازي
لعالمنا المادي وال نستطيع أن نراها ،ومن العالم غير المرئي لنا الجن والشياطين والمالئكة والنفس
البشرية بعد الموت وفى حالة النوم .وقد دل علم الميكانيكية الموجية على أن األساس في تداخل األجساد
أو عدم تداخلها راجع إلى اختالف المستوى االهتزازي لهذه األجساد أو تطابقه .فإذا كان المستوى
االهتزازي واحدا ً إلنتمائهما إلى نفس العالم فإن تداخلها يكون مستحيالً ،فاإلنسان بجسده األرضي ال
يستطيع أن يخترق الجدران ألن مجال المستوى االهتزازي بينها واحد .أما إذا أختلف المجاالن فإن
التداخل يكون طبيعيا ً ،وعلى ذلك فإن وجود جسمين " أحدهما أرضى واآلخر سماوي " متداخلين
وشاغلين مكانا ً واحدا ً في آن واحد يعتبر ظاهرة طبيعية يؤيدها العلم .وجهاز الراديو أبرز مثال لذلك ،
فالكون ممتلىء بموجات السلكية تخترق الجدران وهى في نفس الوقت متداخلة ال يحس بعضها ببعض
وال يؤثر بعضها على بعض ،وكلها يتخلل جهاز الراديو ،فإذا استقر مفتاح الراديو على موجة معينة
ألتقطها دون أن يعوقه وجود موجة أخرى في نفس المكان ذات اهتزاز أو ذبذبة مخالفة ) .
ونحن نرى مروحة الطائرة إذا كانت ال تتحرك ،فإذا بدأت فى الدوران حول نفسها بدأت تغيب عن ناظرينا
شيئا فشيئا الى أن تغيب عن ناظرينا .هى موجودة ال تزال فى مكانها ولكن ألن سرعة إهتزازها زاد عن
سرعة األشياء المادية لم تعد مرئية لنا.
وهناك فى إطار العالم المادى موجات ضوئية ،ولكنها تهتز بأسرع من إهتزاز ذراتنا ،فنحن إهتزازاتنا
فى األسفل ،أى 711ألف مليون هزة او دورة فى الثانية الواحدة .فإذا زادت دورة مروحة الطائرة عن
ذلك ال نستطيع رؤيتها .ولكن كوننا المادى تتراوح السرعة االهتزازية فيه من 711ألف مليون لتصل
721ألف مليون دورة فى الثانية الواحدة .هنا تقع الموجات غير المرئية لنا بما فيه الضوء وهو ينتمى
أيضا الى عالمنا المادى.
بعد 721ألف مليون هزة أو دورة فى الثانية تبدأ العوالم البرزخية بترتيب سرعاتها ،وفيها تعيش عوالم
الجن والشياطين والمالئكة ،واألعلى فى سرعة الدوران يتخلل ما هو أقل منها .وبهذا نفهم تكوين
األرض من سبع أرضين ،اضعفها المستوى السفلى المادى الذى نعيش فيه ،وهناك ست مستويات
متوالية من األرض التى قال عنها رب العزة أنها تتكون من سبع طرائق كالسماوات السبع ،ويتنزل األمر
ض ِمثْلَ ُهنَّ يَتَنَ َّز ُل األ َ ْم ُر ت َو ِم ْن األ َ ْر ِ اوا ٍ س َم َ َّللاُ الَّذِي َخلَقَ َ
س ْب َع َ االلهى بين طبقات السماوات واألرض َّ ( :
َيءٍ ِع ْلما ً ( ) )08الطالق) ط ِبك ُِل ش ْ َ َ
َّللا ق ْد أ َحا َ َ ش ْيءٍ قَد ٌ
ِير َوأنَّ َّ َ علَى ك ُِل َ بَ ْينَ ُهنَّ ِلت َ ْعلَ ُموا أَنَّ َّ َ
َّللا َ
ض َّللا ِفي األ َ ْر ِ عج َز َّ َ ظنَنَّا أ َ ْن لَ ْن نُ ِ
وفى أحد المستويات البرزخية لألرض يعيش الجن ،يقول أحدهم َ ( :وأَنَّا َ
َولَ ْن نُ ْع ِج َز ُه َه َربا ً ( )08الجن ) .أى هم يعيشون فى مستوى برزخى لألرض .ال يستطيعون الخروج منه
الى المستوى األعلى الذى تقع فيه السماء الدنيا .وفى مستويات مختلفة من األرضين الست التى تعلو
مستوى األرض المادية تعيش المالئكة المكلفة بتسجيل أعمالنا ،هى تتداخل مع جسدنا المادى وتسجل ما
علَ ْيكُ ْم لَحَافِ ِظينَ (ِ )01ك َراما ً كَاتِبِينَ ( )00يَ ْعلَ ُمونَ َما ت َ ْفعَلُونَ ( )08االنفطار ) نفعل ،يقول جل وعال ( َوإِنَّ َ
ين َوع َْن ِ
الش َما ِل ان ع َْن ا ْليَ ِم ِ ْ
،ولكل فرد منا إثنان من المالئكة مختصون بتسجيل عمله ِ ( :إذ يَتَلَقَّى ا ْل ُمتَلَ ِقيَ ِ
عتِي ٌد ( )02ق ). يب َ قَ ِعي ٌد (َ )07ما يَ ْل ِفظُ ِم ْن قَ ْو ٍل إِالَّ لَ َد ْي ِه َرقِ ٌ
والنفس البشرية تنتمى الى هذا العالم البرزخى ،هى موجودة فيه قبل خلق صاحبها ،أى إن نفسى كانت
موجودة من آالف السنين فى البرزخ قبل ميالدى ،ثم عندما جاء الوقت المحدد لها لبست الجنين الخاص
بها فى رحم والدتى ،ونزلت إنسانا فى موعد مولدى ،ودخلت فى تجربة هذه الحياة الدنيا ،وخاللها تعود
نفسى الى نفس البرزخ فى النوم لتستريح من هذا العالم المادى الثقيل ،فالنفس البشرية تقضى حوالى
ثلث عمرها األرضى المادى فى نوم تعود به الى منبعها البرزخى .ثم فى النهاية تعود نهائيا الى هذا
البرزخ بالموت ،الى أن يحين موعد ا لبعث ،بعد أن تأخذ كل نفس فرصتها وإختبارها فى هذه الحياة
الدنيا .أى فى هذا البرزخ توجد األنفس التى لم تدخل إختبار الحياة ،كأنفس أحفادى وأحفاد أحفادى ،
كما توجد فى نفس البرزخ أنفس أجدادى الموتى .والى جانب النفس توجد الشياطين التى ( تقترن )
بالنفس ،وهو ا لقرين ،وهو الذى يختص بغواية من شاء الضالل ،فيظل هذا القرين الشيطانى يزين
للنفس التى إختارت الضالل أنها على الحق ،ويظل الضال متصورا أنه على الهدى والحق الى أن يرى
ضالرحْ َم ِن نُقَ ِي ْ ش ع َْن ِذك ِْر َّ ذلك القرين فى االخرة ويعرف أنه خسر كل شىء ،يقول جل وعال َ ( :و َم ْن َي ْع ُ
سبُونَ أَنَّ ُه ْم ُم ْهتَدُونَ (َ )17حتَّى إِذَا جَا َءنَا سبِي ِل َويَحْ َ صدُّونَ ُه ْم ع َْن ال َّ طانا ً فَه َُو لَهُ قَ ِرينٌ (َ )16وإِنَّ ُه ْم لَيَ ُ ش ْي َ
لَهُ َ
س ا ْلقَ ِرينُ ( )12الزخرف ). قَا َل يَا لَيْتَ بَ ْينِي َوبَ ْينَكَ بُ ْع َد ا ْل َمش ِْرقَي ِْن فَ ِبئْ َ
فى عوالم البرزخ توجد أيضا عذاب البرزخ لفرعون وقومه ،وهم فيه أحياء تحت العذاب الى أن تقوم
ب ()76غافر ساعَةُ أَد ِْخلُوا آ َل فِ ْرع َْونَ أ َ َ
ش َّد ا ْلعَذَا ِ شيا ً َويَ ْو َم تَقُو ُم ال َّ ع ِ علَ ْيهَا غُدُوا ً َو َ ار يُ ْع َرضُونَ َ الساعة ( النَّ ُ
َّللا أ ْنصَارا ً ( )82نوح ). َ ُون َّ ِ ُ
غ ِرقُوا فَأد ِْخلُوا نَارا ً فَلَ ْم يَ ِجدُوا لَ ُه ْم ِم ْن د ِ ُ
) وكذلك قوم نوح ( ِم َّما َخ ِطيئ َاتِ ِه ْم أ ْ
كما توجد جنة الذين يٌق تلون فى سبيل هللا ،وهم فيها أحياء ال يموتون ،وال يجوز أن نقول أنهم موتى ،
شعُ ُرونَ ( )027البقرة ) هم َّللا أ َ ْم َواتٌ بَ ْل أَحْ يَا ٌء َولَ ِك ْن ال ت َ ْ
سبِي ِل َّ ِيقول جل وعال َ ( :وال تَقُولُوا ِل َم ْن يُ ْقت َ ُل فِي َ
س َبنَّ الَّ ِذينَ
أحياء يتمتعون برزق هللا جل وعال حيث يشعرون بنا وال نشعر بهم ،يقول جل وعال ( َوال تَحْ َ
ْش ُرونَ ستَب ِ ض ِل ِه َويَ ْ َّللا أ َ ْم َواتا ً بَ ْل أَحْ يَا ٌء ِع ْن َد َربِ ِه ْم يُ ْر َزقُونَ ( )069فَ ِر ِحينَ بِ َما آتَاهُ ْم َّ
َّللاُ ِم ْن فَ ْ سبِي ِل َّ ِقُتِلُوا فِي َ
ض ٍل َّللا َوفَ ْ
ش ُرونَ بِنِ ْع َم ٍة ِم ْن َّ ِ علَي ِْه ْم َوال هُ ْم يَحْ َزنُونَ ( )071يَ ْ
ست َ ْب ِ ف َ بِالَّ ِذينَ لَ ْم يَ ْل َحقُوا بِ ِه ْم ِم ْن َخ ْل ِف ِه ْم أَالَّ َخ ْو ٌ
َّللا ال يُ ِضي ُع أَجْ َر ا ْل ُم ْؤ ِمنِينَ ( )070آل عمران ). َوأَنَّ َّ َ
ثالثا:
سبق القرآن للعلم البشرى:
1ـ تركز على الحجم المادى لكوكب األرض ،وهو مجرد حبة رمل فى صحراء هذا الكون الملىء بالنجوم
والمجرات واألبعاد بينها تُقاس بماليين السنوات الضوئية ،وتطلعت أحالم العلماء الى حضارات فى
الكواكب والنجوم ،تستبعد أن يكون هذا الكون الفسيح يخلو من حضارت.
2ـ حتى اآلن لم تصل حضارة االنسان الى ما أخبر به رب العزة جل وعال فى القرآن الكريم .غاية ما
هنالك أن االنسان وصل الى الطرق على أول أبواب البرزخ أو ما يسميه بالعالم الموازى ،وعرف (
األوتار الفائقة ) التى تتخطى المعروف من نظرية النسبية .وبدأت نظريات مؤسسة على نظرية األوتار
الفائقة تتحدث عن أكوان موازية ( أو برازخ ).
3ـ كما إن إكتشاف الفمتوثانية فتح بابا جديدا يمكن به الدق على أبواب البرزخ األدنى لنا وهو األرض
الثانية .ا لعالم المصرى أحمد زويل إكتشف الفمتوثانية ،وهى جزء من مليون مليار جزء من الثانية.
والنسبة بين الثانية والفيمتو ثانية كالنسبة بين الثانية و 18مليون سنة .وإنفتح الباب لوحدات زمنية
أقصر ،هى ( أتوثانية هي وحدة زمنية تخضع لنظام الوحدات الدولي وتعادل 02−01من الثانية( ،واحد
كوينتليون من الثانية ،ولسياق الموضوع فإن أتوثانية إلى الثانية يعادل ثانية إلى 10.70مليار سنة أو
ضعف عمر الكون ،تتشكل لفظة "أتوثانية" من البادئة آتو والوحدة ثانية .وتساوي أتوثانية 0111
زبتوثانية أو 0111/0من فمتوثانية .ألن الوحدة الزمنية التالية األعلى هي الفمتوثانية ( 02−01ثانية)،
وتحدد عادة الفترة من 07−01ث و 06−01ث بالعشرات أو المئات من أتوثانية . ).الذى يهمنا هنا أن
العلم بأجهزته المادية وصل الى ما يعتبره أقل وحدة قياس للزمن ،وهذا فى إطار عالمنا المادى الذى
نستطيع إخضاعه بالتجربة وبأجه زتنا العلمية ،أى فى إطار سرعة االهتزاز التى نعيش فى محيطها
( 711ألف مليون دورة إلى 721ألف مليون دورة في الثانية الواحدة ) ،فماذا عن العوالم األخرى
الزمنية فيما بعد األوتوثانية والزبتو ثانية وأخواتها ؟ هنا االقتراب من باب البرزخ.
4ـ المعضلة الكبرى التى تواجهها النظريات الحديثة فى تفسير الكون واألكوان الموازية ليس فقط فى
الربط بين نظرية النسبية وما تالها من نظريات ،أو محاولة الوصول الى نظرية شاملة كاملة ،ولكنها فى
تقديرى هى الجمع بين حقييتين :إنفجار خلق الكون والذى أنشا الكون والكون النقيض ،والذى تعرضنا
له من قبل ،والحقيقة األخرى هى البرازخ لألرضين الست والسماوات السبع.
أخيرا:
ت فَ ْ
ار ِج ْع ا ْلبَص ََر الرحْ َم ِن ِم ْن تَفَ ُ
او ٍ ق َّ ت ِطبَاقا ً َما ت َ َرى فِي َخ ْل ِ اوا ٍ س َم َ 1ـ يقول جل وعال ( :الَّذِي َخلَقَ َ
س ْب َع َ
ير ( )7الملك ) .لو أرجع س ٌ سئا ً َو ُه َو حَ ِ َه ْل ت َ َرى ِم ْن فُطُ ٍ
ور ( )1ث ُ َّم ْ
ار ِج ْع ا ْلبَص ََر ك ََّرتَي ِْن يَنقَ ِل ْب ِإلَ ْيكَ ا ْلبَص َُر َخا ِ
االنسان بصره ومناظيره التيليسكوبية فى الكون المرئى رجع بصره حسيرا .هذا فى العالم المادى فقط
من نجوم ومجرات .هناك قرابة 071مليار مجرة فى الكون المنظور لنا حتى االن .وتقدر المسافة من
كوكب األرض إلى حافة الكون المرصود بحوالي 76مليار سنة ضوئية .تتراوح أحجام المجرات وكمية
النجوم فيها ما بين بضعة اآلف النجوم للمجرات القزمة ,وحتى تلك العمالقة التى تضم مائة تريليون نجم
.وهى ذات أشكال مختلفة :إهليلجى ،حلزونى ،وغير منتظم .والكثير منها يحتوى على ثقوب سوداء .
أبعد مجرة عن األرض :حتى مايو 0902كانت المجرة جى اس زد 2ـ . 0وبينها وبيننا مسافة حوالى
0 .01مليار سنة ضوئية .وكتلتها حوالى % 02من كتلة مجرتنا درب التبانة .يبلغ قطر درب التبانة
011الف سنة ضوئية ،وفيها ما يربو على مئتي مليار نجم ،ومتوسط المسافة بين كل نجم وآخر خمس
سنوات ضوئية ،وتستغرق الشمس التي تبعد حوالي 11الف سنة ضوئية عن المركز قرابة 821مليون
سنة مما نعُد لكي تكمل دورة واحدة حولها.
2ـ ماذا عن عوالم البرازخ لالرضين الست السماوات السبع ؟
3ـ ثم ..أال يخجل الدمحميون حين يقرآون القرآن والكريم وآياته فى إبداع خلق السماوات واألرض ثم
يصممون على وضع إسم دمحم الى جانب إسم الخالق جل وعال ؟ .صحيح أنهم ما قدروا هللا جل وعال حق
قدره!!.
الفصل الثانى :البرزخ بين الموتى ومن يُقتل فى سبيل هللا جل وعال
مقدمة :
0ـ فى شهر مايو 0922كانت محاكمتى داخل جامعة األزهر بسبب كتبى الخمسة ،وأهمها كتاب (
األنبياء فى القرآن الكريم :دراسة تحليلية ) .وكان الذى يتولى محاكمتى عميد كلية أصول الدين بأسيوط
وقتها وهو :د دمحم سيد طنطاوى .كنت قد كتبت فى ( كتاب األنبياء فى القرآن الكريم ) أن " جسد النبى
فنى وانتهى وال عبرة ب الزيف القائل بأن األرض ال تأكل أجساد األنبياء ،فكيف لالرض أن تعلم بالصالح أم
الطالح " .وجدها المحقق فرصة لكى يتهمنى بأننى أفضل ( الشهداء ) فى رأيه على النبى دمحم ألنهم أحياء
عتد ربهم يرزقون .قلت إن هللا جل وعال هو الذى نهانا عن أن نقول على من يُقتل فى سبيل هللا أنهم
أموات ،وهو الذى قال إن النبى (ميت ) ،وال بد أن أطيع ما جاء فى القرآن .
8ـ وقلنا فيما بعد فى ( كتاب الموت ) ( :في بداية الدعوة في مكة والنبي في صراع مع كفار قريش قال
تعالى للنبيِ (:إنَّكَ َم ِيتٌ َو ِإنَّ ُه ْم َم ِيت ُونَ ( )11الزمر) .ولنتأمل في اآليتين :حين نزل قوله تعالى للنبي " إنك
ميت " كان في بداية األربعينات ..وال يزال أمامه عمر طويل قضاه بين مكة والمدينة ،ومع ذلك جاءت
الصيغة بالجملة االسمية "إنك ميت " ولم تقل له مثالً " إنك ستموت " والجملة االسمية تفيد الثبوت أي
أن الموت ثابت في حقك مهما عشت من عمر .ثم تقول " وإنهم ميتون " وتقصد أن أعداءك المشركين
ميتون أيضا ً .وهذا ما نفهمه من اآلية التالية ( :ث ُ َّم إِنَّكُ ْم يَ ْو َم ا ْل ِقيَا َم ِة ِع ْن َد َربِكُ ْم ت َ ْخت َ ِص ُمونَ ( )10الزمر).
ولن يختصم مع النبي يوم القيامة إال أعداؤه ،أبو جهل ،عقبة بن معيط ،أمية بن خلف ،أبو لهب ..الخ
.والنظرة السريعة لقوله تعالى ِ (:إنَّكَ َم ِيتٌ َو ِإنَّ ُه ْم َم ِيت ُونَ ( )11الزمر) تفيد المساواة بين النبي وأعدائه
في استحقاق الموت ،والتأكيد هنا بأن واسمية الجملة حسب المفهوم من فصاحة اللغة العربية ،أي الشك
في أنك ستموت وفى أنهم سيموتون .والنظرة المتعمقة في قوله تعالى (:إِنَّكَ َميِتٌ َوإِنَّ ُه ْم َميِت ُونَ )
تجعل التأكيد لموت النبي يزيد عن نظائرها في تأكيد موت المشركين من أعدائه ،فاآلية بدأت بالنبي
وخاطبت النبي مباشرة فقالت " إنك ميت " ثم ثنت بالمشركي ن وتحدثت عنهم بضمير الغيبة وليس بضمير
المخاطب ،وضمير المخاطب أعرف من ضمير الغائب .والتركيب القرآني غاية في الدقة والفصاحة ولم
يأت عبثا ً ـ سبحان هللا عن العبث ـ وإنما جاء ذلك التركيب اللغوي ليرد على دعاوى علم هللا أنها ستظهر
بعد القرآن تشيع أن النبي حي ف ي قبره فأراد هللا تعالى أن يكون كتابه حجة عليهم إلى يوم القيامة .لن
ي في قبره ..لذا كان البد من ي في قبره ..وإنما يدعى الكثيرون أن النبي ح ُّ يدعى أحد أن أبا جهل ح ُّ
زيادة جرعة التأكيدات في استحقاقه الموت له عليه السالم أكثر من التأكيد على موت أعدائه الذين ال
خالف على استحقاقهم الموت ،وقد ذكرت اآلية موتهم لتزيد من يقين المؤمن بأن دمحما ً (ص) ميت ال
محالة وأن موته سيكون طبيعيا ً شأن كل إنسان .وعطاء هذه اآلية " إنك ميت وإنهم ميتون " لم ينفذ
بعد ..إن اآلية ببساطة أخبرت النبي والمؤمنين معه في مكة أنه لن يقتل في سبيل هللا ولكن سيموت على
فراشه موته طبيعية ألن القرآن ينهى أن نقول على من قتل في سبيل هللا بأنه ميتَ (:وال تَقُولُوا ِل َم ْن يُ ْقتَ ُل
شعُ ُرونَ ()027البقرة) ،بل ينهانا ربنا جال وعال أن نحسبهم ضمن َّللا أ َ ْم َواتٌ بَ ْل أَحْ يَا ٌء َولَ ِك ْن ال ت َ ْ
س ِبي ِل َّ ِ
فِي َ
َّللا أ َ ْم َواتا ً بَ ْل أَحْ يَا ٌء ِع ْن َد َر ِب ِه ْم
سبِي ِل َّ ِ سبَنَّ الَّ ِذينَ قُتِلُوا فِي َ األموات فيقول بلهجة التأكيد الشديدَ (:وال تَحْ َ
ف َ
ش ُرونَ ِبالَّ ِذينَ لَ ْم يَ ْل َحقُوا ِب ِه ْم ِم ْن َخ ْل ِف ِه ْم أالَّ َخ ْو ٌ ست َ ْب ِ ض ِل ِه َو َي ْ َّللاُ ِم ْن فَ ْ يُ ْر َزقُونَ ( )069فَ ِر ِحينَ ِب َما آتَاهُ ْم َّ
َّللا ال يُ ِضي ُع أَجْ َر ا ْل ُم ْؤ ِم ِنينَ ()070 ض ٍل َوأَنَّ َّ ََّللا َوفَ ْ ش ُرونَ ِب ِن ْع َم ٍة ِم ْن َّ ِ علَي ِْه ْم َوال هُ ْم يَحْ َزنُونَ (َ )071ي ْ
ست َ ْب ِ َ
آل عمران ) .المقتول في سبيل هللا ـ فقط ـ هو الذي يستحق الحياة عند هللا وإذا وصفناه بأنه ميت فقد
عصينا أمر هللا في القرآن ..ولكن في نفس الوقت فالقرآن يخبر النبي بأنه ميت .وعلينا أن نؤمن بذلك
وإال فقد كذبنا آيات هللا .)..
1ـ ماذا عن البرزخ بين الموتى ومن يُقتل فى سبيل هللا جل وعال ؟.
أوال :البعث للموتى وليس للمقتول فى سبيل هللا جل وعال
0ـ قلنا إن هناك سبع أرضين ،أرضنا المادية يتخللها بالترتيب ست أرضين أخرى ،مستويات أخرى أو
برازخ ،ثم بالترتيب أيضا هناك سبع سماوات يتخللن السبع أرضين .نفس الحيز ولكن بأبعاد وأعماق
متوالية ،يتخلل األعلى ما هو دونه من السماء السابعة وما يليها حتى األسفل وهو هذه األرض والكون
المادى من نجوم ومجرات.
8ـ فى برازخ األرض توجد الجن والشياطين والمالئكة الموكلة باالنسان ،مثل مالئكة تسجيل العمال
ومالئكة الموت .وهى تتحرك فى عوالمها بسرعات ال ندركها .والنفس البشرية تنتمى الى البرزخ ،تعود
اليه مؤقتا بالنوم ،و تعود اليه نهائيا بالموت حيث تترك جسدها المادى يتحلل ويبلى فى األرض المادية .
1ـ وعند الموت يرى االنسان مالئكة الموت البرزخية ،وإذا رآهم فال رجوع الى هذه الحياة ،إن كان
عاصيا صرخ فى المالئكة راجيا أن يرجعوه ،وإستغاث بربه جل وعال َ ( :حتَّى ِإذَا جَا َء أ َ َح َدهُ ْم ا ْل َم ْوتُ قَا َل
ال إِنَّهَا َك ِل َمةٌ هُ َو قَائِلُهَا َو ِم ْن َو َرائِ ِه ْم َب ْر َز ٌخ إِلَى يَ ْو ِم ع َم ُل صَا ِلحا ً فِي َما ت َ َركْتُ َك َّ ون ( )99لَعَ ِلي أ َ ْ ار ِجعُ ِب ْ َر ِ
يُ ْبعَثونَ ( )011المؤمنون ) .هذا العاصى تموت نفسه فى البرزخ شأن كل الموتى ،وعند قيام الساعة ُ
س ُم ساعَةُ يُ ْق ِ يصحو يظم أنه مات أو نام من ساعة أو لبث يوما أو بعض يوم قال جل وعال َ ( :و َي ْو َم تَقُو ُم ال َّ
اإلي َمانَ لَقَ ْد لَبِثْت ُ ْم فِي ع ٍة َكذَ ِلكَ كَانُوا يُ ْؤفَكُونَ (َ )22وقَا َل الَّ ِذينَ أُوتُوا ا ْل ِع ْل َم َو ِ سا َغي َْر َ ا ْل ُمجْ ِر ُمونَ َما لَبِثُوا َ
ث َولَ ِكنَّكُ ْم كُنت ُ ْم ال ت َ ْعلَ ُمونَ ( )26الروم ) .يعلم المؤمنون أولو العلم ث فَ َهذَا يَ ْو ُم ا ْلبَ ْع َِّللا إِلَى يَ ْو ِم ا ْلبَ ْع ِ
ب َّ ِِكتَا ِ
ضحَا َها ()76 شيَّ ًة أ َ ْو ُ
ع ِالحقيقة وال يعلمها المجرمون .قال جل وعال عنهم (كَأَنَّ ُه ْم يَ ْو َم يَ َر ْونَهَا لَ ْم يَ ْلبَثُوا ِإالَّ َ
النازعات ).
َّللاُ ث َّم إِلَ ْي ِه يُ ْر َجعُونَ ( )16االنعام ُ ُ
7ـ بهذا يكون البعث للموتى فقط .قال جل وعال َ ( :وا ْل َم ْوتَى يَ ْبعَث ُه ْم َّ
)(ث ُ َّم ِإنَّكُ ْم َب ْع َد ذَ ِلكَ لَ َم ِيت ُونَ ( )02ث ُ َّم ِإنَّكُ ْم َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة ت ُ ْب َعثُونَ ( )06المؤمنون ) ،وعن (يحيى ) قال جل
ث حَيا ً ()02مريم) ،ونطق عيسى فى المهد فقال ( : علَ ْي ِه يَ ْو َم ُو ِل َد َويَ ْو َم يَ ُموتُ َويَ ْو َم يُ ْبعَ ُ سال ٌم َ وعال َ (:و َ
ث حَيا ً ()11مريم) .هما ماتا وسيبعثان .هو نفس الحال مع ( ُ َ
علَ َّي يَ ْو َم ُو ِلدْتُ َويَ ْو َم أ ُموتُ َويَ ْو َم أ ْبعَ ُ سال ُم َ َوال َّ
دمحم ) عليه السالم الذى خاطبه ربه جل وعال وهو حى مؤكدا أنه (ميت ) .بالتالى سيكون من المبعوثين.
ستمر على الجميع فترة الموت فى البرزخ بال أى إحساس ،ثم يبعثهم هللا فكأنما ناموا أو ماتوا من ساعة
أو يوما أو بعض يوم ،شأن البشر حين يستيقظون من النوم.
2ـ يختلف الحال مع المقتول فى سبيل هللا جل وعال .فهو فى برزخ ال يموت فيه ،بل يعيش متنعما ،
ويظل هكذا فى برزخه األرضى الذى يتخللنا يرانا وال نراه ،يشعر بنا وال نشعر به الى أن تقوم الساعة
فينتقل من حياته فى هذه الدنيا الى اليوم اآلخر ،بال بعث من موت ـ ألنه لم يكن ميتا .
ثانيا :البرزخ الدنيوى وقيام الساعة
َّار ( )72ابراهيم ). اح ِد ا ْلقَه ِ َّلل ا ْل َو ِ
س َم َواتُ َوبَ َر ُزوا ِ َّ ِ ض َوال َّ غي َْر األ َ ْر ِ 0ـ قال جل وعال ( :يَ ْو َم تُبَ َّد ُل األ َ ْرضُ َ
يتم تدمير األرضين السبع والسماوات السبع و يتم خلق بديل لها وخالد يصلح لمجىء الواحد القهار.
8ـ فى تدمير األرض وبرازخها الست تتخلى عن ما فيها من نفوس ميته ،تُلقيها الى العالم اآلخر ،يوم
شقَّتْ (َ )0وأ َ ِذنَتْ ِل َر ِب َها س َما ُء ان َ البعث ،هذا يعنى أن يحق عليها قول الرحمن ،يقول جل وعال (:إِذَا ال َّ
َو ُحقَّتْ (َ )8و ِإذَا األ َ ْرضُ ُمدَّتْ (َ )1وأ َ ْلقَتْ َما ِفيهَا َوتَ َخلَّتْ (َ )7وأ َ ِذنَتْ ِل َر ِبهَا َو ُحقَّتْ ()2االنشقاق ) فقد جاء
سانُ إِنَّكَ كَا ِد ٌح إِلَى َربِكَ َكدْحا ً فَ ُمالقِي ِه اإلن َ يوم الحساب ،قال جل وعال فى االية التالية (:يَا أَيُّهَا ِ
()6االنشقاق ).
ارةً أ ُ ْخ َرى ( )22طه ) .خلقنا هللا جسدا 1ـ ويقول جل وعال ِ ( :م ْنهَا َخلَ ْقنَاكُ ْم َو ِفيهَا نُ ِعي ُدكُ ْم َو ِم ْنهَا نُ ْخ ِر ُجكُ ْم ت َ َ
من هذه األرض المادية ونفخ فينا نفسا من عالم البرزخ .بالموت يعود الجسد المادى الى األرض المادية
وتعود النفس الى أرضها البرزخية ،ثم يكون البعث من هذه األرض البرزخية ،حيث تأتى كل نفس تحمل
سانُ جسدا آخر ترتديه هو عملها ،وبه يكون حسابها ،ونعيمها أو عذابها .ويقول جل وعال ( :قُ ِت َل ِ
اإل ْن َ
س َرهُ ( )81ث ُ َّم أ َ َماتَهُ سبِي َل يَ َّ ش ْيءٍ َخلَقَهُ (ِ )02م ْن نُ ْطفَ ٍة َخلَقَهُ فَقَد ََّرهُ ( )09ث ُ َّم ال َّ َما أ َ ْكفَ َرهُ (ِ )07م ْن أَي ِ َ
فَأ َ ْقبَ َرهُ ( )80ث ُ َّم ِإذَا شَا َء أ َ ْنش ََرهُ ( )88عبس ).
ثالثا :هناك قبران لكل ميت :قبر مادى وقبر برزخى
0ـ وعليه فهناك للميت قبران قبران :قبر فى هذه األرض يتحلل فيها جسده المادى ،ويفنى مع فناء هذه
األرض المادية ،وهناك لهذا الميت قبر برزخى ،منه تصحو نفسه ويتم بعثها فى اليوم اآلخر.
8ـ غير االنسان من األحياء فى هذه األرض المادية تموت ،ويتم بعثها ثم حشرها ،وينتهى أمرها
ش َرتُْوش ُح ِ بالحشر ،إذ ال تكليف عليها وال ينتظرها حساب وال جنة وال نار .قال جل وعال َ ( :وإِذَا ا ْل ُوح ُ
ب ِم ْن ير ِب َجنَا َح ْي ِه ِإالَّ أ ُ َم ٌم أ َ ْمثَالُكُ ْم َما فَ َّر ْطنَا فِي ا ْل ِكتَا ِ طائِ ٍر يَ ِط ُ ض َوال َ ( )2التكوير )( َو َما ِم ْن دَابَّ ٍة فِي األَ ْر ِ
ش ْيءٍ ث ُ َّم إِلَى َربِ ِه ْم يُحْ ش َُرونَ ( )12االنعام ) .بالتالى فهذه المخلوقات تموت فتدخل البرزخ ،ثم منه الى َ
البعث ثم الحشر .
1ـ أى إن هذه األحياء تترك جسدها المادى بالموت فى األرض وتنتقل كينونتها الى البرزخ .أى لها
كالبشر جسد مادى ،وكينونة فى البرزخ .أى لها قبران ،قبر مادى يتحلل فيها جسدها ،وقبر برزخى.
7ـ أهمية هذا فيمن تأكله الوحوش من ابناء البشر .لنفرض أن وحشا إلتهم بشرا وهضم جسده .تحول
بطن الوحش الى قبر لجسد هذا االنسان الضحية .فى البعث سيكون هذا الوحش قبرا برزخيا لهذه
الضحية البشرية .قال جل وعال عن النبى يونس ( :فَا ْلتَقَ َمهُ ا ْلحُوتُ َوهُ َو ُم ِلي ٌم ( )078فَلَ ْوال أَنَّهُ كَانَ ِم ْن
ث فِي بَ ْطنِ ِه إِلَى يَ ْو ِم يُ ْبعَثُونَ ( )077الصافات ) .لو لم يكن يونس من المسبحين سبِ ِحينَ ( )071لَلَبِ َ ا ْل ُم َ
لمات فى بطن الحوت .وسيظل فيه الى يوم البعث .أى مع كينونة الحوت البرزخية.
رابعا :عن القبر البرزخى يقول جل وعال :
ور بُ ْعثِ َرتْ ()7 َ
َار ف ِج َرتْ (َ )1وإِذا ا ْلقُبُ ُ ُ َ
ب انتَث َرتْ (َ )8وإِذا ا ْل ِبح ُ َ ط َرتْ (َ )0وإِذَا ا ْلك ََوا ِك ُ س َما ُء انفَ َ ( : 0إِذَا ال َّ
س َما قَ َّد َمتْ َوأ َ َّخ َرتْ ( )2االنفطار ) .تدمير العالم بمجراته وحيث ينسف رب العزة الجبال نسفا ال ع ِل َمتْ نَ ْف ٌ َ
ذكر للقبور المادية .أى إن الحديث هنا عن القبور البرزخية حيث األنفس ،لذا قال جل وعال بعدها :
س َما قَ َّد َمتْ َوأ َ َّخ َرتْ ( )2االنفطار ). ع ِل َمتْ نَ ْف ٌ
( َ
ْبساعَةَ آ ِت َيةٌ ال َري َ ير (َ )6وأَنَّ ال َّ ش ْيءٍ قَ ِد ٌ علَى ك ُِل َ َّللا ُه َو ا ْلحَقُّ َوأَنَّهُ يُحْ ي ِ ا ْل َم ْوتَى َوأَنَّهُ َ ( : 8ذَ ِلكَ ِبأَنَّ َّ َ
ور ( )7الحج ) .إحياء الموتى ،أى إحياء األنفس فى برزخها ،أو بعثها ث َم ْن فِي ا ْلقُبُ ِ فِيهَا َوأَنَّ َّ َ
َّللا يَ ْبعَ ُ
من البرزخ الذى إنتقلت اليه .ليس الكالم هنا عن القبور المادية فى هذه الدنيا.
ير ()00 ُور (ِ )01إنَّ َر َّب ُه ْم ِب ِه ْم َي ْو َم ِئ ٍذ َل َخ ِب ٌ صد ِ ُص َل َما ِفي ال ُّ ور (َ )9وح ِ ( : 1أَفَال َي ْعلَ ُم ِإذَا بُ ْع ِث َر َما ِفي ا ْلقُبُ ِ
العاديات ) .هنا بعثرة القبور البرزخية ،ويتم تحصيل ما فى األنفس من عمل وإعتقاد .وهذا يوم تُبلى
س َرائِ ُر ( )9فَ َما لَهُ ِم ْن قُ َّو ٍة علَى َرجْ ِع ِه لَقَاد ٌِر ( )2يَ ْو َم ت ُ ْبلَى ال َّ السرائر ،يوم الرجوع للواحد القهار ( :إِنَّهُ َ
اص ٍر ( )01الطارق ) َوال نَ ِ
ستَ ِطيعُونَ ت َ ْو ِص َي ًة َوال ِإلَى أ َ ْه ِل ِه ْم اح َد ًة تَأ ْ ُخذُهُ ْم َوهُ ْم َي ِخ ِص ُمونَ ( )79فَال َي ْ ص ْي َح ًة َو ِ
َ ( : 7ما َينظُ ُرونَ ِإالَّ َ
سلُونَ ( )20قَالُوا يَا َو ْيلَنَا َم ْن بَعَثَنَا ِم ْن ث ِإلَى َربِ ِه ْم يَن ُِّور فَ ِإذَا هُ ْم ِم ْن األَجْ دَا ِ
يَ ْر ِجعُونَ (َ )21ونُ ِف َخ فِي الص ِ
اح َدةً فَ ِإذَا هُ ْم ج َِمي ٌع لَ َد ْينَا ص ْيحَةً َو ِ سلُونَ (ِ )28إ ْن كَانَتْ ِإالَّ َ صدَقَ ا ْل ُم ْر َالرحْ َمنُ َو َ ع َد َّ َم ْرقَ ِدنَا َهذَا َما َو َ
ُمحْ ض َُرونَ ( )21يس ) .الصيحة األولى فى االية ( ) 79عن تدمير العالم .الصيحة التالية ( نفخ الصور
) فى اآلية ( ) 20كناية عن البعث ،حيث يخرجون من القبور البرزخية ( األجداث ) ينسلون منها ،ثم
الصيحة التالية فى اآلية ( ) 21عن الحشر.
ش ٌر ()7 ث كَأ َنَّ ُه ْم جَ َرا ٌد ُمنت َ ِ َارهُ ْم َي ْخ ُر ُجونَ ِم ْن األَجْ دَا ِ ش ْيءٍ نُك ٍُر (ُ )6خشَّعا ً أ َ ْبص ُ َ ( : 2ي ْو َم َي ْدعُ الدَّا ِعي ِإلَى َ
س ٌر ( )2القمر ) .تخرج األنفس من البرزخ تطير كالجراد ع ِ ُمه ِْط ِعينَ إِلَى الدَّا ِعي يَقُو ُل ا ْلكَافِ ُرونَ َهذَا َي ْو ٌم َ
أسرابا منتشرة ،تخرج ال تستطيع عصيان األوامر .
س َراعا ً ث ِ عدُونَ (َ )78ي ْو َم َي ْخ ُر ُجونَ ِم ْن األَجْ دَا ِ ( : 6فَذَ ْرهُ ْم َي ُخوضُوا َو َي ْل َعبُوا َحتَّى يُالقُوا َي ْو َم ُه ْم الَّذِي يُو َ
عدُونَ ()77 َارهُ ْم ت َ ْر َهقُ ُه ْم ِذلَّةٌ ذَ ِلكَ ا ْليَ ْو ُم الَّذِي كَانُوا يُو َ شعَ ًة أ َ ْبص ُ ب يُوفِضُونَ (َ )71خا ِ كَأَنَّ ُه ْم إِلَى نُ ُ
ص ٍ
المعارج ) .هذا عن الكافرين .كانوا فى الدنيا يأتون أفواجا الى قبورهم المقدسة ،سيكون هذا حالهم وهم
رغم أنوفهم يخرجون من قبورهم البرزخية فى ذلة .
ث ()7 اش ا ْل َم ْبثُو ِاس كَا ْلفَ َر ِ ( : 7ا ْلقَ ِارعَةُ (َ )0ما ا ْلقَ ِارعَةُ (َ )8و َما أَد َْراكَ َما ا ْلقَ ِارعَةُ ( )1يَ ْو َم يَكُونُ النَّ ُ
القارعة ) .تخرج ا لنفس من قبورها البرزخية تطير كالفراش المنتشر المبثوث.
سانُ َما لَهَا ( )1يَ ْو َمئِ ٍذ اإلن َ ( : 2إِذَا ُز ْل ِزلَتْ األ َ ْرضُ ِز ْل َزالَهَا (َ )0وأ َ ْخ َر َجتْ األَ ْرضُ أَثْقَالَهَا (َ )8وقَا َل ِ
ع َمالَ ُه ْم ( )6الزلزلة ) .يبدأ شتَاتا ً ِليُ َر ْوا أ َ ْاس أ َ ْ
صد ُُر النَّ ُ ار َها ( )7بِأَنَّ َربَّكَ أ َ ْوحَ ى لَهَا ( )2يَ ْو َمئِ ٍذ يَ ْ ِث أ َ ْخبَ َ
تُحَد ُ
تدمير هذه األرض وبرازخها بزلزال هائل ،قبيل تدميرها تقوم بتسليم ( عُهدتها ) أو ( أثقالها ) ،وهذا
بوحى الرحمن لها ،تنتهى وتتحول الى خبر .وفى يوم البعث يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم.
أخيرا :الى متى تتخذون القرآن مهجورا أيها الدمحميون ؟ !!
أوال :ال نشعر بهم وال نراهم وهم يشعرون بنا ويروننا
ال نشعر بهم وال نراهم.
0ـ األحياء فى البرزخ ال نشعر بهم ،يقول جل وعال عمن يُقتلون فى سبيل هللا جل وعال َ ( :وال تَقُولُوا
شعُ ُرونَ ( )027البقرة ) َّللا أ َ ْم َواتٌ بَ ْل أَحْ يَا ٌء َولَ ِك ْن ال ت َ ْ
سبِي ِل َّ ِ ِل َم ْن يُ ْقت َ ُل فِي َ
ْث ال 8ـ هم يروننا ولكننا ال نراهم ،يقول جل وعال عن الشيطان ِ ( :إنَّهُ يَ َراكُ ْم هُ َو َوقَ ِبيلُهُ ِم ْن َحي ُ
ت َ َر ْونَ ُه ْم ) ( )87االعراف ) ( ,وقبيله ) يعنى األحياء فى البرزخ .
هم يشعرون بنا ويروننا
ُ َ َ
َّللا أ ْم َواتا ً بَ ْل أحْ يَا ٌء ِع ْن َد َر ِب ِه ْم يُ ْر َزقونَ ()069
س ِبي ِل َّ ِ ُ
س َبنَّ الَّ ِذينَ قتِلُوا فِي َ 0ـ يقول جل وعال َ (:وال تَحْ َ
علَي ِْه ْم َوال هُ ْم
ف َش ُرونَ ِبالَّ ِذينَ لَ ْم َي ْل َحقُوا ِب ِه ْم ِم ْن َخ ْل ِف ِه ْم أَالَّ َخ ْو ٌ ست َ ْب ِ َّللاُ ِم ْن فَ ْ
ض ِل ِه َو َي ْ فَ ِر ِحينَ ِب َما آتَاهُ ْم َّ
َّللا ال يُ ِضي ُع أَجْ َر ا ْل ُم ْؤ ِمنِينَ ( )070آل عمران ). ض ٍل َوأَنَّ َّ َ َّللا َوفَ ْ
ش ُرونَ بِنِ ْع َم ٍة ِم ْن َّ ِ يَحْ َزنُونَ ( )071يَ ْ
ست َ ْب ِ
المقتولون فى سبيل هللا يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من إخوانهم ،يعنى يشعرون بهم ويرونهم .
8ـ وعن مثل تطبيقى يقول جل وعال عن رجل جاء يدعو قومه إلتباع المرسلين َ ( :وجَا َء ِم ْن أ َ ْقصَى
سأَلُكُ ْم أَجْ را ً َوهُ ْم ُم ْهتَدُونَ (َ )80و َما س ِلينَ ( )81ات َّ ِبعُوا َم ْن ال يَ ْ س َعى قَا َل يَا قَ ْو ِم ات َّ ِبعُوا ا ْل ُم ْر َ ا ْل َمدِينَ ِة َر ُج ٌل يَ ْ
الرحْ َمنُ ِبض ٍُر ال ت ُ ْغ ِن ع َِني ط َر ِني َو ِإلَ ْي ِه ت ُ ْر َجعُونَ ( )88أَأَت َّ ِخذُ ِم ْن دُو ِن ِه آ ِله ًَة ِإ ْن يُ ِر ْد ِني َّ عبُ ُد الَّذِي َف َ ِلي ال أ َ ْ
ون ( )82يس ). س َمعُ ِ ين ( )87إِنِي آ َم ْنتُ بِ َربِكُ ْم فَا ْ ون ( )81إِنِي إِذا ً لَ ِفي ضَال ٍل ُم ِب ٍ شيْئا ً َوال يُن ِقذُ ِ عت ُ ُه ْم َ شفَا َ َ
قتلوه فبشرته المالئكة بالجنة فى البرزخ فتمنى لو كان قومه يعلمون بالنعمة التى صار فيها ( :قِي َل ا ْد ُخ ْل
غفَ َر ِلي َر ِبي َو َج َعلَ ِني ِم ْن ا ْل ُمك َْر ِمينَ ( )87يس ) ا ْل َجنَّةَ قَا َل َيا لَيْتَ قَ ْو ِمي َي ْعلَ ُمونَ (ِ )86ب َما َ
ثانيا :المعذبون فى البرزخ
باالضافة للمنعمين فى البرزخ هناك المعذبون فيه ،وهم قوم نوح وفرعون وقومه.
قوم نوح :
س َخ ُروا ِمنَّا فَ ِإنَّا س ِخ ُروا ِم ْنهُ قَا َل إِ ْن تَ ْ علَ ْي ِه َم َأل ٌ ِم ْن قَ ْو ِم ِه َ صنَ ُع ا ْلفُ ْلكَ َوكُلَّ َما َم َّر َ 0ـ يقول جل وعال َ ( :ويَ ْ
اب ُم ِقي ٌم ( )19هود عذ ٌ َ علَ ْي ِه َاب يُ ْخ ِزي ِه َو َي ِح ُّل َ عذ ٌَ ْ
ف ت َ ْعلَ ُمونَ َم ْن يَأتِي ِه َ س ْو َ َ
س َخ ُرونَ ( )12ف َ س َخ ُر ِم ْنكُ ْم َك َما تَ ْنَ ْ
).
8ـ كانوا يسخرون من نوح وهو يصنع السفينة فقال لهم إنهم سيعملون من سيأتيه عذاب يخزيه ويح ُّل
غ ِرقُوا فَأُد ِْخلُوا نَارا ً فَلَ ْم يَ ِجدُوا لَ ُه ْم عليه عذاب مقيم .وتفسير ذلك فى قوله جل وعنهم ِ ( :م َّما َخ ِطيئ َاتِ ِه ْم أ ُ ْ
َّللا أ َ ْنصَارا ً ( )82نوح ) .بمجرد غرقهم دخلوا نارا .الفاء فى ( فأُدخلوا ) تفيد الترتيب والتعقيب ُون َّ ِِم ْن د ِ
السريع .بمجرد غرقهم وجدوا أنفسهم فى نار البرزخ ،وتحقق فيهم ما قاله لهم نوح ،وعلموا أنه قال
لهم الحق.
ما بين قوم نوح وقوم فرعون :
0ـ يجمع بينهما العقاب غرقا .
، 8وأن قوم نوح كانوا أئمة للكفرة بعدهم ألنهم أول قوم كافرين .وهم بداية المرحلة األولى ،وجاء
فرعون إماما للكافرين فى المرحلة األخيرة حتى قيام الساعة ،يقول جل وعال ( :فَأ َ َخ ْذنَاهُ َو ُجنُو َد ُه
ظا ِل ِمينَ (َ )71و َجعَ ْلنَاهُ ْم أَئِ َّمةً يَ ْدعُونَ إِلَى النَّ ِار َويَ ْو َم ا ْل ِقيَا َم ِة ال ْف كَانَ عَاقِبَةُ ال َّ فَنَبَ ْذنَاهُ ْم فِي ا ْليَ ِم فَانظُ ْر َكي َ
وحينَ ( )78القصص ) هم أئمة يُنص َُرونَ (َ )70وأَتْبَ ْعنَاهُ ْم فِي َه ِذ ِه ال ُّد ْنيَا لَ ْعنَةً َويَ ْو َم ا ْل ِقيَا َم ِة هُ ْم ِم ْن ا ْل َم ْقبُ ِ
أهل النار لكل من أتى بعدهم .
0 / 8ـ ولهذا وصف هللا جل وعال الكافرين بعد فرعون أنهم يسيرون على ( دأب) فرعون ،قال جل
شيْئا ً َوأ ُ ْولَ ِئكَ هُ ْم َوقُو ُد النَّ ِار ()01 َّللا َع ْن ُه ْم أ َ ْم َوالُ ُه ْم َوال أ َ ْوال ُدهُ ْم ِم ْن َّ ِ ي َ وعال ِ ( :إنَّ الَّ ِذينَ َكفَ ُروا لَ ْن ت ُ ْغ ِن َ
ب ( )00آل عمران ) ( شدِي ُد ا ْل ِعقَا ِ َّللا َ ب آ ِل فِ ْرع َْونَ َوالَّ ِذينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم َكذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأ َ َخذَهُ ْم َّ
َّللاُ بِذُنُوبِ ِه ْم َو َّ ُ َكدَأْ ِ
ب ()28 شدِي ُد ا ْل ِعقَا ِ ي َ َّللا قَ ِو ٌّ
َّللاُ ِبذُنُو ِب ِه ْم إِنَّ َّ َ َّللا فَأ َ َخذَهُ ْم َّ
ت َّ ِ ب آ ِل فِ ْرع َْونَ َوالَّ ِذينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم َكفَ ُروا ِبآيَا ِ َكدَأْ ِ
ع ِلي ٌم ( )21االنفال ) س ِمي ٌع َ َّللا َس ِه ْم َوأَنَّ َّ َ علَى َق ْو ٍم َحتَّى يُغَ ِي ُروا َما ِبأَنفُ ِ َّللا لَ ْم َيكُ ُمغَ ِيرا ً ِن ْع َم ًة أ َ ْن َع َمهَا َ
ذَ ِلكَ ِبأَنَّ َّ َ
ع ْونَ َو ُك ٌّل كَانُوا غ َر ْقنَا آ َل فِ ْر َ ت َربِ ِه ْم فَأ َ ْهلَ ْكنَاهُ ْم بِذُنُوبِ ِه ْم َوأ َ ْ ب آ ِل فِ ْرع َْونَ َوالَّ ِذينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم َكذَّبُوا بِآيَا ِ ( َكدَأْ ِ
ظا ِل ِمينَ ( )27االنفال) . َ
سفُونَا انتَقَ ْمنَا ِم ْن ُه ْم 8 / 8ـ وجعل هللا جل وعال فرعون وقومه سلفا للكافرين ،قال جل وعال (:فَلَ َّما آ َ
آلخ ِرينَ ( ( )26الزخرف ) .هم ( السلف الصالح للسلفيين سلَفا ً َو َمث َ ً
ال ِل ِ غ َر ْقنَاهُ ْم أَجْ َم ِعينَ ( )22فَ َجعَ ْلنَاهُ ْم َ فَأ َ ْ
)!.
اب ِم ْن َب ْع ِد َما سى ا ْل ِكت َ َ 1 / 8ـ أيضا كانت رسالة موسى بداية عهد جديد ،قال جل وعال َ (:ولَقَ ْد آت َ ْينَا ُمو َ
اس َوهُدًى َو َرحْ َمةً لَعَلَّ ُه ْم يَتَذَك َُّرونَ ()71القصص) .برسالة موسى التى أ َ ْهلَ ْكنَا ا ْلقُ ُرونَ األُولَى بَصَائِ َر ِللنَّ ِ
تلقاها فى جبل الطور بدأ عهد جديد ليس فيه إهالك شامل للكافرين .بل تم فرض القتال على المؤمنين
الذين يقع عليهم العدوان من الكافرين الذين يسيرون على دأب فرعون .نزل هذا فى التوراة واالنجيل
س ِبي ِل س ُه ْم َوأ َ ْم َوالَ ُه ْم ِبأَنَّ لَ ُه ْم ا ْل َجنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي َ شت َ َرى ِم ْن ا ْل ُم ْؤ ِمنِينَ أَنفُ َ والقرآن ،قال جل وعال ( :إِنَّ َّ َ
َّللا ا ْ
ش ُروا ست َ ْب َِّللا فَا ْ آن َو َم ْن أ َ ْوفَى ِب َع ْه ِد ِه ِم ْن َّ ِ نجي ِل َوا ْلقُ ْر ِ علَ ْي ِه حَقا ً ِفي الت َّ ْو َرا ِة َو ِ
اإل ِ َّللا فَ َي ْقتُلُونَ َويُ ْقتَلُونَ َوعْدا ً َ َّ ِ
ْ ُ َ ْ َ
بِبَ ْي ِعكُ ْم الذِي بَايَ ْعت ُ ْم بِ ِه َوذ ِلكَ هُ َو الف ْوز العَ ِظي ُم ( ) )000التوبة ) َّ
وهناك خصائص لفرعون
0ـ بينما هو ( بنفسه ) يتعذب فى البرزخ أنجى هللا جل وعال جثته ليكون عبرة ،قال له جل وعال حين
اس ع َْن آيَاتِنَا اعلن إسالمه وهو يغرق ( :فَا ْليَ ْو َم نُنَ ِجيكَ بِبَ َدنِكَ ِلتَكُونَ ِل َم ْن َخ ْلفَكَ آيَةً َو ِإنَّ َكثِيرا ً ِم ْن النَّ ِ
لَغَافِلُونَ ( )98يونس ) .هذا دليل على نفى عذاب القبر الذى يؤمن به الدمحميون .
8ـ وبعد عذابه فى البرزخ سيأتى يوم القيامة يقود قومه الى النار ،يقول عنه جل وعال َ ( :ي ْق ُد ُم قَ ْو َم ُه
الر ْف ُد
س ِ س ا ْل ِو ْر ُد ا ْل َم ْو ُرو ُد (َ )92وأُتْبِعُوا فِي َه ِذ ِه لَ ْعنَةً َو َي ْو َم ا ْل ِقيَا َم ِة بِئْ َ ار َوبِئْ َ يَ ْو َم ا ْل ِقيَا َم ِة فَأ َ ْو َر َدهُ ْم النَّ َ
ا ْل َم ْرفُو ُد ( )99هود )
غ َر ْقنَاهُ ْم ِفي ا ْل َي ِم ِبأَنَّ ُه ْم َكذَّبُوا ِبآ َيا ِتنَا َوكَانُوا 1ـ قال جل وعال عن غرق فرعون وقومه ( :فَانتَقَ ْمنَا ِم ْن ُه ْم فَأ َ ْ
غافِ ِلينَ ()016االعراف) .وقال جل وعال عما حدث بعد غرقهم َ (:وأ َ ْو َرثْنَا ا ْلقَ ْو َم الَّ ِذينَ كَانُوا ع ْنهَا َ َ
س َرائِي َل ِب َما علَى بَنِي ِإ ْ سنَى َ ُ
ار ْكنَا فِيهَا َوت َ َّمتْ َك ِل َمة َر ِبكَ ا ْل ُح ْ ض َو َمغَ ِاربَهَا الَّتِي بَ َ ضعَفُونَ َمش َِارقَ األَ ْر ِ ست َ ْيُ ْ
صنَ ُع ِف ْرع َْونُ َوقَ ْو ُمهُ َو َما كَانُوا َي ْع ِرشُونَ ( )017االعراف ) .ورث بنو اسرائيل ص َب ُروا َو َد َّم ْرنَا َما كَانَ َي ْ َ
مصر وتم تدمير آثار فرعون موسى .
عن عذاب فرعون وقومه فى البرزخ جاءت إشارات وهو فى أوج طغيانه ،يقول جل وعال ِ ( :إنَّ فِ ْرع َْونَ
سا َءهُ ْم إِنَّهُ كَانَ ِم ْن ستَحْ ي ِ نِ َ طائِفَةً ِم ْن ُه ْم يُذَبِ ُح أ َ ْبنَا َءهُ ْم َو َي ْ ف َ ض ِع ُ ست َ ْ
شيَعا ً َي ْ ض َو َج َع َل أ َ ْهلَهَا ِ عَال ِفي األ َ ْر ِ
ض َونَجْ عَلَ ُه ْم أَئِ َّمةً َونَجْ عَلَ ُه ْم ا ْل َو ِارثِينَ ()2 ض ِعفُوا فِي األ َ ْر ِ علَى الَّ ِذينَ ا ْ
ست ُ ْ س ِدينَ (َ )7ونُ ِري ُد أ َ ْن نَ ُمنَّ َ ا ْل ُم ْف ِ
ض َونُ ِري فِ ْرع َْونَ َو َها َمانَ َو ُجنُو َد ُه َما ِم ْن ُه ْم َما كَانُوا يَحْ ذَ ُرونَ ( )6القصص ) .تمكين َونُ َم ِكنَ لَ ُه ْم فِي األ َ ْر ِ
موسى وبنى اسرائيل فى أرض مصر حدث بعد غرق فرعون وقومه .أى رأى فرعون وقومه هذا التمكين
سى أ َ ْن لبنى اسرائيل فى مصر وهم فى عذاب البرزخ .ويقول جل وعال بعدها َ ( :وأ َ ْو َح ْينَا إِلَى أ ُ ِم ُمو َ
س ِلينَ ()7 علَ ْي ِه فَأ َ ْل ِقي ِه فِي ا ْليَ ِم َوال ت َ َخافِي َوال تَحْ َزنِي ِإنَّا َرادُّوهُ ِإلَي ِْك َوجَا ِعلُوهُ ِم ْن ا ْل ُم ْر َ ت َ أ َ ْر ِض ِعي ِه فَ ِإذَا ِخ ْف ِ
اطئِينَ ( )2القصص ) . عدُوا ً َوح ََزنا ً إِنَّ فِ ْرع َْونَ َو َها َمانَ َو ُجنُو َدهُ َما كَانُوا َخ ِ طهُ آ ُل فِ ْرع َْونَ ِليَكُونَ لَ ُه ْم َ فَا ْلتَقَ َ
إلتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا .وكونهم يشعرون به عدوا وحزنا لم يحدث إال وهم فى البرزخ.
ارب ( )72النَّ ُ سو ُء ا ْل َعذَا ِ 7ـ ثم عن عذاب البرزخ لفرعون وقومه يقول جل وعال َ ( :وحَاقَ ِبآ ِل ِف ْرع َْونَ ُ
ب ( )76غافر) .حاق بهم ساعَةُ أَد ِْخلُوا آ َل فِ ْرع َْونَ أ َ َ
ش َّد ا ْلعَذَا ِ شيا ً َويَ ْو َم تَقُو ُم ال َّ ع ِ علَ ْيهَا غُدُوا ً َو َ يُ ْع َرضُونَ َ
سوء العذاب فى البرزخ .ثم ينتظرهم أشد العذاب يوم القيامة حيث سيقود فرعون قومه الى النار ( هود
) 92
2ــ فرعون فى برزخه يقاسى التعذيب من وقت غرقه الى أن تقوم الساعة .وفرعون فى برزخه يرى
طغاة عبر القرون وهم على دربه ودأبه يسيرون .ماذا يقول فرعون الناس يعيشون ويموتون ،ويرى ال ُّ
موسى عن الفراعنة المستبدين من الدمحميين ؟
ثالثا :المالئكة أحياء فى برازخ السماوات واألرض
0ـ فى هذه الدنيا يقوم جل وعال بتصريف شئون البشر ( من الحتميات والقضاء والقدر ) عن طريق
المالئكة .كما يسجل أعمالهم بالمالئكة .وهناك مالئكة الموت .بقيام الساعة يأتى رب العزة جل وعال
بذاته ليلقى البشر ويحاسبهم .األوامر االلهية للمالئكة تتنزل بين السماوات السبع واألرضين السبع ،أو
ت َو ِم ْن اوا ٍ س َم َس ْب َع َ َّللاُ الَّذِي َخلَقَ َ بين برازخ السماوات السبعة وبرازخ األرض الستة قال جل وعال َّ ( :
ش ْيءٍ ِع ْلما ً ط بِك ُِل َ َّللا قَ ْد أ َ َحا َ ِير َوأَنَّ َّ َ ش ْيءٍ قَد ٌ علَى ك ُِل َ ض ِمثْلَ ُهنَّ يَتَنَ َّز ُل األَ ْم ُر بَ ْينَ ُهنَّ ِلت َ ْعلَ ُموا أَنَّ َّ َ
َّللا َ األ َ ْر ِ
ض ث ُ َّم اء إِلَى األ َ ْر ِ س َم ِ ( )08الطالق ) .وتتوالى األوامر صاعدة نازلة ،قال جل وعال (:يُد َِب ُر األ َ ْم َر ِم ْن ال َّ
الر ِحي ُم ()6 يز َّ شهَا َد ِة ا ْل َع ِز ُ ب َوال َّ سنَ ٍة ِم َّما تَعُدُّونَ ( )2ذَ ِلكَ عَا ِل ُم ا ْلغَ ْي ِ ف َ َار ُه أ َ ْل َ
ج ِإلَ ْي ِه ِفي َي ْو ٍم كَانَ ِم ْقد ُ َي ْع ُر ُ
الر ِحي ُم اء َو َما يَ ْع ُر ُج فِيهَا َوهُ َو َّ س َم ِ ج ِم ْنهَا َو َما يَن ِز ُل ِم ْن ال َّ ض َو َما يَ ْخ ُر ُ السجدة )( يَ ْعلَ ُم َما يَ ِل ُج فِي األ َ ْر ِ
ور ( )8سبأ ) ا ْلغَفُ ُ
، 8باإلضافة الى ذلك تقوم المالئكة بالعبادة .وتتنوع هذه العبادة الى :
ش ْيءٍ ِإالَّ يهنَّ َوإِ ْن ِم ْن َ س ْب ُع َواأل َ ْرضُ َو َم ْن فِ ِ س َم َواتُ ال َّ س ِب ُح لَهُ ال َّ : 0 / 8التسبيح ،يقول جل وعال ( :ت ُ َ
غفُوراً ( )77االسراء ) ( ،من فيهن ) يشمل س ِبيحَ ُه ْم ِإنَّهُ كَانَ َح ِليما ً َ س ِب ُح ِبح َْم ِد ِه َولَ ِك ْن ال ت َ ْفقَ ُهونَ ت َ ْ يُ َ
ع ُد ِبحَ ْم ِد ِه َوا ْل َمال ِئكَةُ ِم ْن ِخيفَ ِت ِه )( )01الرعد) ( َو َم ْن ِع ْن َد ُه ال الر ْ
س ِب ُح َّ المالئكة .ويقول جل وعال َ ( :ويُ َ
َار ال يَ ْفت ُ ُرونَ ( )81االنبياء ) سبِ ُحونَ اللَّ ْي َل َوالنَّه َ س ُرونَ ( )09يُ َ ستَحْ ِ ست َ ْكبِ ُرونَ ع َْن ِعبَا َدتِ ِه َوال يَ ْ يَ ْ
ط ْرنَ ِم ْن فَ ْوقِ ِهنَّ َوا ْل َمالئِكَةُ س َم َواتُ يَتَفَ َّ : 8 / 8التسبيح واالستغفار للمؤمنين ،يقول جل وعال ( :تَكَا ُد ال َّ
الر ِحي ُم ( )2الشورى ) ،ويقول جل ور َّ َّللا هُ َو ا ْلغَفُ ُ ض أَال ِإنَّ َّ َ ست َ ْغ ِف ُرونَ ِل َم ْن ِفي األ َ ْر ِ س ِب ُحونَ ِبح َْم ِد َر ِب ِه ْم َو َي ْ يُ َ
ست َ ْغ ِف ُرونَ ِللَّ ِذينَ آ َمنُوا َربَّنَا س ِب ُحونَ بِحَ ْم ِد َربِ ِه ْم َويُ ْؤ ِمنُونَ بِ ِه َو َي ْ ش َو َم ْن ح َْولَهُ يُ َ وعال ( :الَّ ِذينَ يَحْ ِملُونَ ا ْلعَ ْر َ
) ( )7غافر ).
ض ِم ْن دَا َّب ٍة َوا ْل َمال ِئكَةُ َوهُ ْم ال س َم َوا ِت َو َما ِفي األ َ ْر ِ س ُج ُد َما ِفي ال َّ َّلل َي ْ 1ـ السجود ،يقول جل وعال َ ( :و ِ َّ ِ
ست َ ْكبِ ُرونَ ( )79النحل ) ( .دابة ) تعنى المخلوق المتحرك الذى ( يدب) ،ينطبق هذا على أحياء األرض يَ ْ
س ُج ُد َم ْن ِفي َّلل َي ْ وبرازخها الستة وأحياء السماوت وبرازخها السبعة .ويقول جل وعال َ ( :و ِ َّ ِ
ط ْوعا ً َوك َْرها ً َو ِظاللُ ُه ْم بِا ْلغُد ُِو َواآلصَا ِل ( )02الرعد ). ض َ س َم َواتِ َواأل َ ْر ِ ال َّ
رابعا :الجن
0ـ يعيشون فى برازخ األر ض الستة ،وكانوا ممنوعين من االقتراب من برزخ السماء الدنيا حين نزول
الوحى القرآنى ،فقد أحسوا بنبضات وتداخالت آتية من السماوات تمر عبر برازخ األرض الستة الى
األرض المادية فإقتربوا من السماء الدنيا يستطلعون الخبر فسلط هللا جل وعال عليهم شُهبا محرقة ،قالوا
س ْم ِع شهُبا ً (َ )2وأَنَّا كُنَّا نَ ْقعُ ُد ِم ْنهَا َمقَا ِع َد ِلل َّ شدِيدا ً َو ُ س َما َء فَ َو َج ْدنَا َها ُم ِلئ َتْ َح َرسا ً َ سنَا ال َّ عن ذلك َ ( :وأَنَّا لَ َم ْ
ض أ َ ْم أ َ َرا َد بِ ِه ْم َربُّ ُه ْم َرشَدا ً شهَابا ً َرصَدا ً (َ )9وأَنَّا ال نَد ِْري أَش ٌَّر أ ُ ِري َد بِ َم ْن فِي األ َ ْر ِ ست َ ِم ْع اآلنَ يَ ِج ْد لَهُ ِ فَ َم ْن يَ ْ
ط َرائِقَ قِدَدا ً ( )00الجن ) . (َ )01وأَنَّا ِمنَّا الصَّا ِل ُحونَ َو ِمنَّا دُونَ ذَ ِلكَ كُنَّا َ
ض َولَ ْن نُ ْع ِج َز ُه َه َربا ً ()08 َّللا ِفي األ َ ْر ِ عج َز َّ َ ظنَنَّا أ َ ْن لَ ْن نُ ِ 8ـ عن معيشتهم فى برازخ األرض قالوا َ ( :وأَنَّا َ
ْس لَهُ ِم ْن دُو ِن ِه أَو ِليَا ُء أ ُ ْولَئِكَ ض َولَي َ ْس بِ ُم ْع ِج ٍز ِفي األ َ ْر ِ َّللا فَلَي ََاعي َّ ِ الجن ) وقالوا أيضا َ ( :و َم ْن ال يُ ِج ْب د ِ
ين ( )18االحقاف ) فِي ضَال ٍل ُم ِب ٍ
خامسا :الليل والنهار فى البرزخ
مما جاء عن أحياء البرزخ نفهم أن هناك ليال ونهارا ،مع إختالفات ال نعرفها .ونحن نتدبر من خالل
القرآن وال نستطيع أن نتجاوزه وإال وقعنا فى الكالم فى الغيبيات بالخرافات .ونعطى أمثلة :
ار يُ ْع َرضُونَ ب ( )72النَّ ُ سو ُء ا ْل َعذَا ِ ت َما َمك َُروا َوحَ اقَ ِبآ ِل ِف ْرع َْونَ ُ س ِيئ َا ِ َّللا َ 0ـ يقول جل وعال ( :فَ َوقَا ُه َّ ُ
ب ( )76غافر) .هنا عرضهم على النار ش َّد ا ْلعَذَا ِساعَةُ أَد ِْخلُوا آ َل فِ ْرع َْونَ أ َ َ شيا ً َويَ ْو َم تَقُو ُم ال َّ ع ِ علَ ْيهَا غُدُوا ً َو َ َ
فى الصباح وفى العشاء .وهذه مواقيت عندنا مع إختالف الزمن ، .ويقول جل وعال َ ( :ولَهُ ا ْلح َْم ُد ِفي
ط ْوعا ً َوك َْرها ً ض َ س َم َوا ِت َواأل َ ْر ِ س ُج ُد َم ْن ِفي ال َّ شيا ً َو ِحينَ ت ُ ْظ ِه ُرونَ ( )02الروم) ( َو ِ َّ ِ
َّلل َي ْ ع ِض َو َ س َم َوا ِت َواأل َ ْر ِ ال َّ
َو ِظاللُ ُه ْم بِا ْلغُد ُِو َواآلصَا ِل ( )02الرعد )
ستَحْ ِ
س ُرونَ ()09 8ـ ويقول جل وعال عن المالئكة َ ( :و َم ْن ِع ْن َدهُ ال يَ ْ
ست َ ْكبِ ُرونَ ع َْن ِعبَا َدتِ ِه َوال يَ ْ
َار ال يَ ْفت ُ ُرونَ ( )81االنبياء ) .أى هناك ليل ونهار . س ِب ُحونَ اللَّ ْي َل َوالنَّه َ
يُ َ
الخاتمة
نعتبر هذا المقال هو الخاتمة ،خصوصا السؤال األخير :أال يفكر المستبد الشرقى وقومه فى هذا ؟!!