You are on page 1of 27

‫‪ 

‬‬

‫نيسان ‪ -‬السنكسار الماروني‬


‫‪ ‬‬

‫شهر نيسان‬
‫أيام هذا الشهر ‪ 30‬يوماً‪ .‬ساعات نهاره ‪ 13‬ساعة‪ ،‬وساعات ليله ‪11‬ساعة‬
‫اليوم االول‬
‫تذكار مريم المصرية التائبة‬
‫هي مريم المعروفة بالمصرية‪ .‬وهي المجدلية الثانية التي من ملخص‬
‫سيرتها نعلم كم هو عظيم مفعول النعمة االلهية‪ .‬في الثانية عشرة من‬
‫عمرها‪ ،‬أفلتت من بيت أبيها وجاءت الى االسكندرية التي كانت في أوج‬
‫ازدهارها‪ .‬وهناك نصبت من جمالها الرائع شركا ً تصطاد به الرجال‬
‫والفتيان االغرار‪ ،‬منغمسة في االثم سبع عشرة سنة‪.‬‬
‫ثم جاءت يوما ً الى اروشليم لحضور االحتفال بعيد ارتفاع الصليب‬
‫المقدس‪ ،‬ال للعبادة‪ ،‬بل للتفرج‪ .‬ولما ارادت الدخول الى الكنيسة صدتها يد‬
‫خفية‪ .‬فحاولت الدخول مراراً فلم تقدر‪ .‬فعرفت ان آثامها هي التي تمنعها‬
‫عن الدخول‪ .‬فلجأت الى العذراء قائلة‪ ":‬انت ملجأ الخطأة‪ ،‬فارحميني"‪.‬‬
‫وما درت اال وهي في داخل الكنيسة جاثية على قدمي المصلوب‪ ،‬نادمة‬
‫على جميع خطاياها‪ .‬ثم مضت الى دير القديس يوحنا المعمدان فاعترفت‬
‫بخطاياها‪ ،‬وتناولت القربان االقدس‪ ،‬وتوغلت في براري االردن السحيقة‪،‬‬
‫تمارس افعال التوبة بجميع انواع النسك والتقشف والصالة‪.‬‬
‫وانقضت االيام والسنون‪ .‬فمر الكاهن زوسيما في البرية‪ ،‬واذا أمامه امرأة‬
‫شاحبة الوجه‪ ،‬كثيفة الشعر الناصع البياض‪ .‬فأخذت تقص عليه سيرتها‪.‬‬
‫ومجد هللا‪ .‬فسألته ان يأتيها بالقربان المقدس‪ .‬ثم‬
‫َّ‬ ‫ففرح بها زوسيما جداً‬
‫طلبت بركته وصالته‪ ،‬وانصرفت الى مواصلة جهادها في توبتها‪ .‬وبعد‬
‫سنة جاء يفتقدها‪ .‬فوجدها ميتة ممدّ دة على االرض ووجهها يطفح نوراً‬
‫وبهاء‪ .‬فدفنها وعاد الى ديره وكانت وفاتها سنة ‪ .521‬صالتها معنا‪.‬‬
‫آمين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫اليوم الثاني‬
‫تذكار الشهيدين ابيفانيوس واداسيوس أخيه‬
‫كان هذان االخوان مسيحيين من مدينة باكاس في آسيا الصغرى‪ .‬تعلم‬
‫أبيفانيوس اللغة الالتينية والفقه في مدينة بيروت‪ .‬وقضى فيها سنتين‪.‬‬
‫ولما أتم دروسه‪ ،‬عاد الى وطنه‪ .‬وتوجه الى مدينة نيقوميدية حيث كان‬
‫الملك مكسيميانوس قد أصدر أمره بأن يضحي أهل المدينة لألوثان‪.‬‬
‫فحملت الغيرة ابيفانوس فجاء الى الوالي يسأله أن يرعوي عن ضالله‪،‬‬
‫ويكف عن اضطهاد المسيحيين‪.‬‬
‫فغضب الوالي وأمر به فوثب عليه الوثنيون واثخنوه جراحا ً حتى انتثرت‬
‫لحمانه‪ .‬ثم ألقوه في السجن مغ ّلالً‪ .‬فكان صابراً يسبح هللا‪ ،‬وفي الغد‬
‫أخرجوه‪ .‬وبعد أن أذاقوه مر العذاب‪ ،‬دهنوا رجليه بالزيت واحرقوهما‬
‫بالنار فلم ينالوا منه مأرباً‪ .‬أخيراً أغرقوه في البحر‪ .‬فقذفت االمواج جثته‬
‫الى الشاطئ‪ .‬فحملها المسيحيون‪ .‬ودفنوها باكرام سنة ‪ .306‬وكان اخوه‬
‫اداسيوس فيلسوفا ً كبيراً‪ .‬وبعد سنتين جاهر بايمان المسيح مراراً‪ .‬فعذبوه‬
‫وطرحوه في السجن‪ .‬ثم حكموا عليه باالشغال الشاقة في معادن فلسطين‪.‬‬
‫فاستمر ثابتا ً في ايمانه‪ .‬وكان ان جاء الى االسكندرية وأخذ يوبخ الوالي‬
‫على جوره‪ .‬فأمر به فعذبوه‪ ،‬ثم أغرقوه في البحر نظير أخيه فتمت‬
‫شهادته سنة ‪ .308‬صالته معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪  ‬‬
‫اليوم الثالث‬
‫تذكار البابا ايسيدوروس اسقف اشبيليه‬
‫ولد ايسيدوروس في اسبانيا سنة ‪ .560‬كان ابوه ساويريانوس والياً‪.‬‬
‫درس العلوم على اخيه االكبر لياندروس اسقف اشبيليه‪ .‬وكان متكاسالً‬
‫مستصعبا ً الدرس‪ .‬ورأى يوما ً أثر الحبل في حجر على بئر فقال في نفسه‪:‬‬
‫ان كانت المداومة قد أثرت في الحجر الصلب‪ ،‬فال بد من ان المواظبة على‬
‫الدرس تؤثر بعقلي‪ .‬فعاد الى أخيه‪ .‬وعكف على الدرس‪ .‬فأتقن اللغات‬
‫الالتينية واليونانية والعبرانية‪ .‬وتضلع من العلوم‪ ،‬حتى فاق أهل عصره‪.‬‬
‫وكان اكبر المساعدين ألخيه لياندروس اسقف اشبيليه في رد االريوسيين‬
‫الى االيمان الكاثوليكي‪ .‬وقد تحمل مشاق كثيرة في هذا السبيل‪ .‬اعتزل في‬
‫دير أنشأه ليتفرغ العمال االماتة ودرس الكتب المقدسة‪ .‬ولما توفي أخيه‬
‫لياندروس اسقف اشبيليه‪ ،‬أجمع االكليروس والشعب على انتخاب‬
‫ايسيدوروس اسقفا ً سنة ‪ .600‬فقام يسوس رعيته بغيرة وقداسة‪.‬‬
‫فاستأصل بدعة اريوس من ابرشيته‪ .‬وأنشأ معهداً لالكليركيين‪ .‬وكان هو‬
‫يع ّلم الالهوت‪ .‬وبنى أدياراً كثيرة‪ .‬ترأس مجمع اشبيليه الثاني‪ .‬وفي سنة‬
‫‪ 623‬ترأس ايضا ً مجمع ُتوليد الرابع‪ .‬وقد اشتهر هذا القديس بتآليفه‪،‬‬
‫حتى لقبه االسبانيون‪ :‬بمعلن الكنيسة الكاثوليكية وملفانها العظيم‪.‬‬
‫وأعلمه هللا بدنو اجله‪ .‬فدخل الكنيسة‪ ،‬ونزع عنه ثياب الحبرية‪ ،‬وطلب من‬
‫االكليريكيين أن يوشحوه بثوب التوبة‪ .‬فألبسوه مسحاً‪ .‬وأخذ يذر الرماد‬
‫على رأسه‪ .‬واستغفر من الحاضرين‪ .‬ثم تناول القربان االقدس ورقد بالرب‬
‫سنة ‪ .636‬وله عدة تآليف هامة‪ ،‬تدل على سمو مداركه وغزارة معارفه‪.‬‬
‫صالته معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫اليوم الرابع‬
‫تذكار الشهيدين تاودورس واغاتوبيدس‬
‫كان هذان الشهيدان من مدينة تسالونيك‪ ،‬خادمين في كنيستها بكل ورع‬
‫وعبادة‪ .‬ولما أثار مكسيميانوس االضطهاد‪ ،‬وشي بهما الى والي المدينة‪.‬‬
‫فسألهما عن معتقدهما‪ ،‬فجاهرا بأنهما مسيحيان‪ .‬فأخذ يتملقهما‬
‫ويتهددهما ليقلعا عن عنادهما ويذبحا لالوثان‪ ،‬فرفضا بكل جرأة‪ .‬فأمر‬
‫بطرحهما في السجن‪.‬‬
‫وفي الغد دعاهما الوالي وأعاد الكرة عليهما بالوعد والوعيد‪ ،‬فازدريا به‬
‫وأعلنا أنهما ال يهابان عذابا ً او موتاً‪ .‬عندئذ أمر بهما فع ّلقوا بعنق كل‬
‫منهما حجراً‪ ،‬وزجوهما في البحر‪ .‬فناال اكليل الشهادة في اوائل القرن‬
‫الرابع‪ .‬صالتهما معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وفيه ايضاً‪ :‬تذكار البابا ايساتوس‬
‫كان هذا البابا سرياني االصل من مدينة حمص‪ .‬وقد ترقى في المناصب‬
‫في روما‪ ،‬حتى خلف البابا بيوس االول على السدة البطرسية عام ‪.154‬‬
‫ألف مجمعا ً رذل فيه بدعة مرقيون وجميع التابعين له‪ .‬ورد كثيرين ممن‬
‫خدعهم هذا المبتدع بضالله‪.‬‬
‫وقد عقد هذا البابا مجمعا ً آخر بشأن عيد الفصح‪ .‬لكنه توفي في أثناء‬
‫المجمع الذي لم يتم اال في زمان خلفه البابا سوتيرس بحضور القديس‬
‫بوليكربوس‪ .‬وبعد أن ساس الكنيسة بكل حكمة وقداسة‪ .‬نال اكليل الشهادة‬
‫سنة ‪ .165‬صالته معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪           ‬‬
‫اليوم الخامس‬
‫تذكار القديس روبرتوس‬
‫شب ترهب‬ ‫ولد روبرتوس في فرنسا سنة ‪ 1017‬من أسرة شريفة‪ .‬ولما ّ‬
‫في رهبنة مار مبارك‪ ،‬وله من العمر خمس عشرة سنة‪ .‬لمع بين‬
‫المبتدئين بتمرسه على المشورات االنجيلية واعتكافه على اقتفاء‬
‫الفضائل‪ .‬وبعد نهاية سنتي التجربة‪ ،‬انتخبه الرهبان رئيسا ً عليهم‪ ،‬فكان‬
‫لهم قدوة صالحة في الترقي بمدارج الكمال‪ .‬ثم استقال من الرئاسة رغبة‬
‫في الوحدة والتفرغ لمناجاة هللا‪ .‬وهناك أدار شؤون نساك فقراء‪ .‬وعندما‬
‫ازدادت عليهم التقادم ومالوا الى أمور الدنيا تركهم روبرتوس‪ ،‬واعتزل‬
‫في البرية‪ .‬على انهم تابوا وعاد اليهم‪ ،‬وشدد بحفظ القوانين وأسس ديراً‬
‫في سيتو بفرنسا‪ ،‬ازدهر بكثرة رهبانه وقداسة سكانه‪ .‬وتوفي روبرتوس‬
‫عام ‪ .1110‬وله من العمر ‪ 93‬سنة‪ .‬صالته معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫اليوم السادس‬
‫تذكار القديس افتيخيوس بطريرك القسطنطينيه‬
‫ولد افتيخيوس سنة ‪ 512‬في فريجيا من آسيا الصغرى‪ .‬وكان ابوه‬
‫االسكندر من قواد الجيش الروماني‪ .‬فسلمه الى البار اسيسكيوس فعمده‬
‫شب ذهب الى القسطنطينية‪ ،‬فدرس على كبار‬ ‫ورباه تربية صالحة‪ .‬ولما ّ‬
‫اساتذتها ونبغ في علوم عصره كما نبغ في علم الكتب المقدسة‪ .‬لكنه كان‬
‫تواقا ً الى خدمة هللا في العزلة‪ُ .‬رسم شماسا ً انجيلياً‪ .‬ورقي الى درجة‬
‫الكهنوت ورشح الى االسقفية‪ .‬فأبى تواضعاً‪ .‬لكن اسقف أماسيا اقامه كاتبا ً‬
‫له‪ .‬ثم أوفده الى القسطنطينية ليكون نائبا ً عنه في المجمع الخامس‬
‫المنعقد فيها سنة ‪ .553‬وفي تلك االثناء توفي مينا بطريرك القسطنطينية‪.‬‬
‫فانتخب افتيخيوس خلفا ً له‪ .‬فما تسلم عصا الرعاية حتى راح يغذي‬
‫النفوس بتعليم االيمان الكاثوليكي الصحيح‪ .‬ويوجه عناية خاصة بالكهنة‪.‬‬
‫وبمثل هذه االعمال الرسولية بقي يسوس رعيته مدة اثنتي عشرة سنة‪.‬‬
‫وما عتم ان وشي به المبتدعون الى الملك يوستينيانوس‪ .‬فحطمه عن‬
‫كرسيه ونفاه الى جزيرة بعيدة تدعى "االميرة" بقي فيها منعكفا ً على‬
‫الصالة واعمال النسك‪ ،‬التي كانت تصبو اليها نفسه‪ .‬وفي خلوته هذه‬
‫وضع التآليف النفيسة في حقيقة االيمان الكاثوليكي وضالل البدع‪ .‬وأجرى‬
‫هللا على يده آيات عديدة‪ .‬ولما مات يوستينيانوس الملك خلفه يوستينوس‬
‫الثاني‪ ،‬عاد البطريرك القديس الى كرسيه‪ .‬فأخذ يصلح في رعيته ما‬
‫أفسدته البدع‪ ،‬مثابراً على الصلوات والتقشفات الى ان رقد بالرب في ‪5‬‬
‫نيسان يوم عيد الفصح سنة ‪ .582‬صالته معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪          ‬‬
‫اليوم السابع‬
‫تذكار القديس فالفيانوس بطريرك القسطنطينيه‬
‫كان فالفيانوس خازنا ً لكنيسة القسطنطينية‪ .‬وبعد أن ُرقي الدرجات‬
‫المقدسة‪ ،‬انتخب بطريركاً‪ ،‬خلفا ً للقديس البطريرك بروكللس سنة ‪.446‬‬
‫فخاصمه وزير الملك تاودوسيوس الصغير ونسيب المبتدع اوطيخا‪ .‬وكان‬
‫فالفيانوس قد حرمه‪ .‬فاستغاث اوطيخا بالحبر الروماني الون االول الذي‬
‫عرف بمكره وخداعه‪ .‬فكتب الى فالفيانوس رسالة مسهبة بين فيها عقيدة‬
‫االيمان الكاثوليكي بالطبيعتين االلهية والبشرية في المسيح‪ ،‬وحرم بدعة‬
‫اوطيخا‪.‬‬
‫أما الملك فأمر بعقد مجمع في أفسس‪ ،‬وكتب الى ديوسقوروس بطريرك‬
‫االسكندرية ال ُمشايع الوطيخا ان يترأس هذا المجمع‪ .‬فأتى اليه اوطيخا‬
‫مصحوبا ً بمعتمدين من قبل الملك وبفرقة من الجند‪ .‬وكان فالفيانوس‬
‫حاضراً‪ .‬فأبرز ديوسقوروس الحكم عليه بالحط عن كرسيه‪ ،‬دون ان‬
‫تسمع له دعوى‪ .‬ثم اسلمه الى الجند‪ .‬فساروا به الى المنفى‪ .‬لكنه مات في‬
‫الطريق متأثراً من االهانات والجراح سنة ‪ .449‬قبل أن تصله رسالة‬
‫البابا الون الذي كتب اليه يشجعه ويعزيه‪ .‬صالته معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫وفي هذا اليوم ايضاً‪ :‬تذكار الشهيد بيونيوس‪D‬‬
‫هذا كان كاهنا ً في مدينة باياس‪ .‬ولما رأى يوما ً في مدينة قيصرية فيلبوس‬
‫الوالي مهتما ً بتقدمة الذبائح لالوثان‪ ،‬دفعته غيرته الى الدفاع عن صحة‬
‫االيمان المسيحي‪ .‬وعن ضالل الوثنيين‪ .‬فغضب الوالي‪ .‬وأمر بطرحه في‬
‫السجن حيث كان يبغض المسيحيين‪ .‬فأخذ القديس يشجعهم على احتمال‬
‫العذاب واالستشهاد الجل المسيح الفادي‪.‬‬
‫ثم أخرجه الوالي من السجن وأمر بتعذيبه‪ .‬فجلدوه جلداً عنيفاً‪ ،‬وهو‬
‫صابر‪ ،‬ثم سمروه على خشبة‪ ،‬وأحرقوا رجليه بخرق مغموسة بالزيت‪،‬‬
‫واخيراً طرحوه في البحر‪ .‬وبذلك نال اكليل الشهادة سنة ‪ .160‬صالته‬
‫معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫اليوم الثامن‬
‫تذكار الشهيد برالم‬
‫ولد برالم قرب انطاكية من ابوين مسيحيين فقيرين‪ ،‬رب ّياه على حب‬
‫الفضائل واالداب السليمة‪ .‬ولما ثار االضطهاد العاشر على المسيحيين‪،‬‬
‫قبض على برالم‪ .‬فجاهر بانه مسيحي‪ .‬فجيء به الى مدينة انطاكية حيث‬
‫ذاق مر العذاب وهو ثابت في ايمانه‪ .‬ولما ك ّلوا من تعذيبه‪ ،‬أجبروه على‬
‫تقديم البخور للصنم‪ .‬فوضعوا ناراً متقدة على مذبح الصنم‪ .‬ووضعوا‬
‫البخور في يده‪ ،‬ومدوها فوق النار لتحترق‪ .‬على أنه لم يشعر بالحريق‬
‫وااللم‪ .‬ثبتت يده غير متحركة حتى أحرقت النار جلدها وعروقها‪ .‬فسقط‬
‫مغشيا ً عليه ظافراً باكليل الشهادة سنة ‪ .213‬صالته معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬وفيه ايضاً‪ :‬تذكار المجمع المسكوني السابع‬


‫عقد هذا المجمع في مدينة نيقية سنة ‪ ،787‬ضد بدعة محاربي االيقونات‪.‬‬
‫وكان من مناصريها الملكان الون االيصوري‪ ،‬وقسطنطين الخامس‪ .‬وقد‬
‫اقلقت هذه البدعة الكنيسة الكاثوليكية الشرقية نحو قرن كامل‪ .‬واستشهد‬
‫بسببها كثيرون من الرهبان والمؤمنين‪ .‬وكان تمسك الموارنة بايمانهم‬
‫وتكريمهم لاليقونات سببا ً اوليا ً النفصالهم عن الكنيسة الشرقية‪ .‬ولغضب‬
‫الملك قسطنطين عليهم واضطهاده لهم‪.‬‬
‫أمر البابا ادريانوس االول‪ ،‬بناء على طلب ايريتي أم الملك قسطنطين‬
‫السادس بعقد المجمع وأرسل من قبله قصاداً ترأسوه‪ .‬وكان فيه ثالثمئة‬
‫من االساقفة اكثرهم من الشرقيين‪ ،‬فابرزوا حكمهم هذا‪ ":‬اننا بعد ان بذلنا‬
‫العناية والجهد في مطالعة آيات الكتاب المقدس واقوال اآلباء القديسين‪،‬‬
‫حكمنا ونحكم ان االيقونات سواء أكانت مصورة بااللوان أو بمادة غيرها‪،‬‬
‫يجب عرضها لتكريم المؤمنين لها‪ .‬ال بالنظر الى مادتها‪ ،‬بل الى من‬
‫تمثلهم من القديسين‪ .‬فان النظر اليها يذكرنا بفضلهم ويوقظ في المؤمنين‬
‫عواطف المحبة واالجالل لهم‪ .‬وهذا التكريم هو غير التعبد الحقيقي الذي‬
‫ال يجوز تقديمه اال هلل وحده‪ .‬ذلك هو تعليم االباء القديسين والكنيسة‬
‫الكاثوليكية‪ .‬ومن جسر أن يع ّلم الخالف‪ُ ،‬حط عن مقامه‪ ،‬إن كان اسقفا ً أو‬
‫اكليريكياً‪ ،‬حرم ان كان راهبا ً او عالمياً"‪.‬‬
‫ورفع ترازيوس بطريرك القسطنطينية أعمال هذا المجمع الى البابا‬
‫ادريانوس بواسطة قصاده‪ ،‬فأثبتها البابا‪ ،‬وأرسل منها نسخا ً الى الملوك‪.‬‬
‫صلوات آباء هذا المجمع تكون معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪    ‬‬
‫اليوم التاسع‬
‫تذكار القديس هرماس‬
‫هذا كان في ايام الرسل ومن تالميذهم‪ .‬ويروى انه هو الذي أ ّلف الكتاب‬
‫المعروف "بالراعي" الذي كان يقرأ جهاراً في بعض كنائس اليونان‪ .‬وبعد‬
‫ان اشتهر بالفضائل نال الملكوت السماوي سنة ‪ 95‬للميالد‪ .‬صالته معنا‪.‬‬
‫آمين‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫وفيه ايضاً‪ :‬تذكار القديس ابيفراديطس الرسول‬


‫يدعوه بولس الرسول شريكه في االسر‪ .‬وقد رسمه الرسول اسقفا ً على‬
‫كولوسي‪ .‬فاشتهر بالفضائل والغيرة الرسولية‪ .‬ونال اكليل الشهادة مدافعا ً‬
‫عن الخراف الموكولة اليه‪ .‬ودفن في مدينة كولوسي نفسها‪ .‬ثم نقل جسده‬
‫الى روما‪ .‬ووضع في كنيسة القديسة مريم المعروفة بالكبرى‪ .‬صالته‬
‫معنا‪ .‬آمين‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫وفيه ايضاً‪ :‬تذكار البابا أوربانوس االول‬
‫ولد هذا البابا في روما من أسرة شريفة‪ ،‬ارتقى السدة البطرسية سنة‬
‫‪ .222‬فتفانى غيرة على النفوس‪ .‬وبتحريضه وتعليمه رد كثيرين من‬
‫الوثنيين الى االيمان بالمسيح واكثرهم من الشرفاء‪ .‬وبعد أن ساس‬
‫الكنيسة بالحكمة والقداسة‪ ،‬نال اكليل الشهادة بقطع رأسه سنة ‪.230‬‬
‫صالته معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪  ‬‬
‫اليوم العاشر‬
‫تذكار القديس اغابيوس‬
‫قد ذكره كتاب اعمال الرسل بقوله‪ ":‬وفي تلك االيام‪ ،‬نزل أنبياء من‬
‫اورشليم الى انطاكية‪ .‬فقام واحد منهم اسمه اغابيوس‪ ،‬فأنبأ بالروح أن‬
‫ستكون مجاعة شديدة في جميع المسكونة‪ .‬وقد وقع ذلك في أيام‬
‫كلوديوس" (اعمال ‪27 :11‬و ‪.)28‬‬
‫ثم قال‪ ":‬وبينما نحن البثون هناك (قيصرية فلسطين)‪ ،‬نزل نبي من‬
‫اليهودية اسمه اغابيوس‪ .‬فدخل الينا وأخذ منطقة بولس وأوثق بها رجليه‬
‫ويديه وقال‪ :‬هذا ما يقول الروح القدس‪ :‬ان الرجل صاحب هذه المنطقة‪،‬‬
‫سيوثقه اليهود هكذا في اورشليم ويسلمونه الى أيدي األمم" (اعمال ‪:21‬‬
‫‪.)11- 10‬‬
‫ومن هذا النص نعلم أن اغابيوس كان من المبشرين االثنين والسبعين‪.‬‬
‫وانه كان يجول البلدان مع الرسل مبشراً بالمسيح‪ .‬وقد صرف حياته كلها‬
‫بالتبشير في بلدان عديدة‪ ،‬الى ان نقله هللا‪ ،‬لينيله جزاء جهاده‪ .‬وذلك في‬
‫اواخر القرن االول‪ .‬صالته معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وفي هذا اليوم ايضاً‪ :‬تذكار معجزة صورة السيد المسيح في بيروت‬
‫‪ ‬‬
‫قد ذكر هذه المعجزة اثناسيوس اسقف بيروت في المجمع السابع‬
‫المسكوني في نيقيه سنة ‪ .787‬وذلك بعريضة قدّ مها آلباء المجمع‪.‬‬
‫فدونت في أعماله‪ ،‬وهذا ملخصها‪ :‬كان أحد المسيحيين قد استأجر داراً‬
‫قريبة من مجمع اليهود‪ .‬ووضع في احدى غرفها صورة المصلوب‪ .‬ثم‬
‫ترك الدار والصورة‪ .‬فاستأجر الدار يهود‪ .‬فأخذوا يجرحون تلك الصورة‪.‬‬
‫وطعنوا جنبها بحربة‪ ،‬فخرج منه دم وماء بكثرة‪ .‬فدهشوا ودهنوا من ذلك‬
‫الدم مخ َّلعا ً فشفي حاالً وأتوا بعميان فأبصروا واشالء فبرئوا‪ .‬فآمن‬
‫كثيرون من اليهود‪ .‬وحملوا الصورة وأتوا بها الى االسقف وسألوه ان‬
‫وحول تلك الدار الى‬
‫يعلمهم قواعد االيمان المسيحي‪ .‬ففعل وع ّمدهم‪ّ .‬‬
‫كنيسة على اسم المخلص‪ .‬وكان ذلك سنة ‪.763‬‬
‫ولم يزل ذكر هذه الكنيسة معروفا ً في بيروت‪ ،‬حيث أقام في القرن الثالث‬
‫عشر الرهبان الفرنسيسكان ديراً بجانبها وسكنوه‪.‬‬
‫وأثبت آباء المجمع هذه اآلية الباهرة دعما ً لتكريم االيقونات‪ .‬نعمة‬
‫المصلوب تكون معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪       ‬‬
‫اليوم الحادي عشر‬
‫تذكار الشهيد انطيباس‬
‫كان انطيباس تلميذ للرسل وخاصة ليوحنا الحبيب‪ .‬أقيم اسقفا ً على مدينة‬
‫برغامس في آسيا الصغرى في أيام الرسل‪ .‬ودعاه كتاب الرؤيا‪ ":‬شاهدي‬
‫االمين" (‪ )13 :2‬كان في مدينة برغامس في مقاطعة بمفيليا معبد‬
‫لالوثان‪ .‬اشتهر كهنته بتعاطيهم مع الشيطان‪ ،‬لذلك دعا يوحنا الحبيب‬
‫المكان عرش الشيطان‪ .‬ألن الشياطين كانوا يتكلمون بواسطة التماثيل‬
‫واالصنام الموجودة فيه‪ .‬وكان القديس انطيباس يطردهم باسم يسوع‬
‫المسيح‪.‬‬
‫فهاج الوثنيون وقبضوا على القديس وأتوا الى حاكم المدينة‪ .‬فأمره ان‬
‫ويضحي لالوثان‪ .‬فأبى بكل جرأة‪ .‬وأخذ يبين للحاكم سخافة‬ ‫ّ‬ ‫يكفر بالمسيح‬
‫عبادة االوثان ورجاستها ويثبت له صحة الدين المسيحي‪ .‬فحنق الوالي‬
‫وأمر بتعذيبه وحرقه‪ .‬فنال اكليل الشهادة سنة ‪ .93‬صالته معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫برحوفيوس‬‫وفيه ايضاً‪ :‬تذكار االنبا ُ‬
‫هذا كان في ايام الملك يوستينيانوس‪ ،‬ناسكا ً مجاهداً مشهوراً بالتعليم‬
‫الرهباني‪ .‬وقد وضع كتابا ً في المشاكل الرهبانية‪ .‬ورغب في العزلة‬
‫ومناجاة هللا دون سواه‪ .‬وقضى على هذه الحال سنين طويلة‪ .‬ثم رقد‬
‫بالرب بكل قداسة في أواسط القرن السادس‪ .‬والكنيسة الشرقية تكرمه‬
‫كثيراً‪ ،‬فقد وضعت صورته في كنيسة القسطنطينية بجانب صورتي‬
‫القديسين انطونيوس وافرام‪ .‬صالته معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫اليوم الثاني عشر‬
‫تذكار الشهداء مينا وارموجانوس وافقرافُس‬
‫كان مينا مسيحيا ً من اشراف مدينة أثينا من اصحاب المقدرة والخبرة في‬
‫السياسة‪ .‬لذلك أرسله الملك مكسميانوس واليا ً على مصر الصالح القالقل‬
‫بين أهلها والقاء السالم بينهم‪ .‬فكان يحمي المسيحيين من الظلم والتعدي‪.‬‬
‫ويسند الوظائف في الدولة الى من يراه بينهم مستحقا ً وقديراً‪.‬‬
‫فاستاء منه الملك وعزله عن الوالية وع ّين ارموجانوس مكانه‪ ،‬وأمره‬
‫بأن يشدّ د على مينا لكي يكفر بالمسيح‪ ،‬ويضحي لالوثان‪ .‬فأخذ‬
‫ارموجانوس بحاول بشتى الوسائل الرجاع مينا الى احضان الوثنية‪ ،‬فلم‬
‫ُي فلح‪ .‬ولما سأل مينا لماذا ترك عبادة االوثان‪ ،‬أجابه‪ :‬ألني بعد مطالعة‬
‫االسفار المقدسة تحققت وجود اله واحد واجب الوجود‪ ،‬له وحده يحق‬
‫التكريم والسجود‪ .‬وما االصنام سوى الهة صماء ال ُيرجى منها خير‪ ،‬فأمر‬
‫ارموجانوس بقطع لسانه وقلع عينيه‪ ،‬ثم ألقوه في السجن وفيه رمق من‬
‫الحياة‪.‬‬
‫أما ارموجانوس‪ ،‬فأهابت به لواذع الضمير وعرف أنه مسيئ الى مينا‬
‫الذي لم يكن مذنبا ً في شيء‪ ،‬بل كان شريفا ً وأمينا ً في خدمة ملكه ووطنه‪،‬‬
‫كما هو شديد االمانة في خدمة ربه‪ .‬فندم ارموجانوس على ما فعل‪ ،‬وظن‬
‫أنه يك ِّفر عن ذلك بدفن مينا دفنة م ّكرمة‪ .‬وفي الغد أرسل جنوده الى‬
‫السجن‪ ،‬ليقوموا بهذا الواجب‪ ،‬فوجدوا مينا سالما ً يشكر هللا بتسابيحه‪.‬‬
‫فآمن أرموجانوس ايضا ً واعتمد‪ .‬فاستشاط الملك مكسيميانوس غضباً‪،‬‬
‫وجاء هو نفسه الى االسكندرية ومعه افقرافُس المسيحي مق َّيداً بالسالسل‪،‬‬
‫وكان هذا أحد كتبة ديوانه‪ .‬واذ رأى أن ال وعد وال وعيد ينال من ذينك‬
‫المسيح ّيين‪ ،‬أمر بتعذيبهما وهما صابران ثابتان على ايمانهما ومعهما‬
‫ضربت أعناق الثالثة ونالوا اكليل الشهادة سنة ‪.307‬‬ ‫افقرافس الكاتب‪ .‬ثم ُ‬
‫صالتهم معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫اليوم الثالث عشر‬
‫تذكار البار زوسيما‬
‫كان هذا البار من فلسطين‪ .‬رغب منذ حداثته في العيشة النسكية‪ .‬فترهب‬
‫وأنعكف على ممارسة الفضائل‪ ،‬حتى تسامى فيها‪ .‬واستمر على هذه الحال‬
‫ثالثا ً وخمسين سنة‪ ،‬حتى بلغ شوطا ً بعيداً في طريق الكمال‪ .‬وكان خير‬
‫مرشد للرهبان‪ ،‬يسيرون بحسب تعاليمه ويأخذون بنصائحه االبوية‪.‬‬
‫وفيما كان يفكر يوما ً في طريقة أخرى تزيده رق ّيا ً في الفضيلة والقداسة‪،‬‬
‫ويسأل هللا ان يهديه اليها‪ ،‬سمع صوتا ً يدوي في داخله قائالً" يا زوسيما‪،‬‬
‫أترك ديرك واذهب الى دير على ضفاف االردن‪ ،‬حيث ترى من الفضائل‬
‫والعظائم ما تصبو اليه نفسك"‪ .‬ولساعته توغل في البراري حتى وصل‬
‫الى الدير الذي أوحي له أن يقيم فيه‪ ،‬فوجده آهالً بعدد وافر من الرهبان‪،‬‬
‫يدأبون في أعمال النسك والتقشف وعمل اليد‪ ،‬ويتناوبون الصالة في‬
‫كنيستهم ليالً ونهاراً دون انقطاع‪ ،‬ال يقتاتون بسوى الخبز والماء‪ .‬فارتاح‬
‫زوسيما الى تلك الحياة النظامية السعيدة‪ .‬وأخذ يواصل جهاده في ذلك‬
‫الجو الصافي ويزداد كماالً يوما ً بعد يوم‪ ،‬وهو الذي لقي مريم المصرية‬
‫التائبة في البرية وناولها الزاد االخير‪.‬‬
‫وعاش زوسيما في ذلك الدير‪ ،‬مثابراً على أعمال النسك والقداسة‪ ،‬الى أن‬
‫نقله هللا اليه في السنة ‪ .525‬صالته معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫اليوم الرابع عشر‬
‫تذكار أرمنجلدوس الملك الشهيد‬
‫كان ارمنجلدوس بن ملك اسبانيا‪ ،‬وكان هذا الملك اريوسيا ً متعصباً‪.‬‬
‫فأضحى أرمنجلدوس الشاب ملكا ً على اشبيلية وما جاورها من بالد‬
‫اسبانيا‪ .‬واقترن بأميرة فرنسية كاثوليكية تقية تدعى انداغندا‪ .‬وكان يحبها‬
‫ويحترمها جداً لما تحلت به من فضائل سامية‪ ،‬واخالق شريفة‪ .‬فما لبث‬
‫ان نبذ االريوسية عن يد القديس ليونردوس اسقف اسبانيا‪ .‬وبتأثير المثل‬
‫الصالح الذي كان يراه في زوجته االمينة الفاضلة‪.‬‬
‫فاستاء أبوه منه وكانت خالته اي امرأة ابيه االريوسية توغر صدر أبيه‬
‫عليه‪ .‬فحاول الملك األب بكل ما لديه من وسائل الوعد والوعيد ليرد ابنه‬
‫الى االريوسية‪ ،‬فذهبت محاولته عبثاً‪ .‬فاستدعاه بحيلة الى بالطه وطرحه‬
‫في السجن‪ .‬ثم أرسل اليه اسقفا ً اريوسيا ً ليقنعه بالرجوع الى االريوسية‬
‫والخضوع ألمر أبيه‪ .‬فأبى القديس بكل ثبات‪ .‬فلعبت الخالة الشريرة دورها‬
‫االخير‪ .‬فأرسل الملك جنوده الى السجن فضربوا رأسه بالفأس وقتلوه‪.‬‬
‫فنال اكليل الشهادة سنة ‪ .586‬وقام بعده اخوه ملكاً‪ .‬فاعتنق المذهب‬
‫الكاثوليكي‪ .‬وبذلك كان اهتداء المملكة كلها الى الكثلكة‪ .‬صالته معنا‪.‬‬
‫آمين‪.‬‬
‫وفيه ايضاً‪ :‬تذكار القديس ارستركوس‬
‫كان ارستركوس تلميذاً لبولس الرسول ومن رفاقه الذين كانوا يالزمونه‬
‫ويخدمونه‪ .‬وقد شاهد المعجزات الباهرة التي جرت على يد الرسول‪ .‬وقد‬
‫ذكره مار بولس مراراً في رسائله‪ .‬أقامه اسقفا ً على تسالونيكي حيث‬
‫احتمل عذابات كثيرة ورقد بالرب‪ .‬صالته معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫اليوم الخامس عشر‬
‫تذكار سابا الشهيد‬
‫كان سابا من أ ّمة الغطط االشرار‪ .‬ومنذ صباه‪ ،‬اعتنق االيمان المسيحي‬
‫ورغب في الفضيلة سالكا ً طريق الكمال االنجيلي‪ .‬كان سريع الطاعة‪،‬‬
‫متواضعا ً فصيح اللسان‪ ،‬شجاعاً‪ ،‬ال يهاب أعداء الدين‪ .‬وكان ال ُغطط‬
‫يكرهون المسيح ّيين ويضطهدونهم ويلزمونهم بأكل الذبائح المقدمة‬
‫لالوثان‪ .‬فحملت الغيرة هذا القديس على أن يصيح عالنية‪ :‬ان كل من يأكل‬
‫من تلك الذبائح ال ُيعد مسيحياً‪ .‬فانصاع لكالمه كثيرون من المسيحيين‪.‬‬
‫واستمروا ثابتين على ايمانهم صابرين على أشد العذابات‪.‬‬
‫ولما استؤنف االضطهاد وأتى الحكام الى قرية سابا يسألون هل فيها‬
‫مسيح ّيون‪ ،‬وقف سابا أمامهم مجاهراً بكل شجاعة‪ :‬انه مسيحي‪ .‬فأمروه‬
‫بأن يأكل من ذبائح االوثان‪ .‬فأبى بكل جرأة‪ .‬حينئذ شدوا وثاقه‪ .‬وأوسعوه‬
‫اهانات وجراحاً‪ .‬وهو ثابت على ايمانه‪ ،‬فحملوه الى النهر حيث خنقوه‬
‫وطرحوه في الماء‪ .‬فنال اكليل الشهادة في ‪ 12‬نيسان سنة ‪.372‬‬
‫‪ ‬‬
‫وفي هذا اليوم ايضاً‪ :‬تذكار البابا سوتيروس‬
‫ولد هذا البابا في مدينة فوندي في ايطاليا‪ .‬وصار خلفا ً للبابا انيساتوس‬
‫سنة ‪ .166‬لقد دبر هذا البابا الكنيسة والكرسي الرسولي بكل غيرة‬
‫وقداسة وامتاز بمحبته للفقراء والمصابين‪ ،‬ولم يكن يضن بمال ينفقه‬
‫عليهم‪ .‬وقد توفي شهيداً عام ‪ .174‬صالته معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪  ‬‬
‫اليوم السادس عشر‬
‫تذكار البا ّرة اناسيما‬
‫كانت هذه ابنة ملك يحكم على خمس عشرة مدينة في مصر‪ .‬وهي وحيدة‬
‫لوالديها وربيت مثابرة على درس الكتب المقدسة‪ ،‬وال سيما كتاب االنجيل‬
‫الطاهر‪ .‬مات ابوها وهي صبية‪ ،‬فه ّم ارباب الدولة بأن يقيموها ملكة‬
‫مكانه‪ .‬فانس َّلت من بيتها خلسة‪ ،‬وزهدت في الدنيا مرتدية اثوابا ً ذرية‪ .‬ولم‬
‫تأخذ معها سوى كتاب االنجيل المقدس‪ .‬وسارت الى البرية‪ ،‬متوغلة الى‬
‫ان بلغت غابا ً كثيف االشجار‪ .‬فأقامت فيه ناسكة تناجي هللا بالصالة‬
‫والتأمل وتقتات من أعشاب البرية‪ ،‬وبعض األثمار نحو اربعين سنة‪.‬‬
‫وكانت الوحوش تؤانسها‪ ،‬وتصغي اليها عند تالوة االنجيل الذي شغفت‬
‫بمحبته وكرست حياتها لخدمته‪ .‬ثم الهم هللا القديسة اناسيما ان تذهب الى‬
‫دير بجانب نهر النيل فيه ثالثمئة راهبة‪ .‬فانضمت اليهن وتظاهرت بأنها‬
‫بلهاء مجنونة زيادة ألجرها‪ .‬ولذلك كانت تقاسي من الراهبات انواع‬
‫االهانات والشتم مدة طويلة وهي ال تتذمر‪.‬‬
‫وفي غضون ذلك كان األنبا دانيال قد اشتهر بقداسته‪ .‬فأوحي اليه ان‬
‫يزور ذلك الدير حيث القديسة اناسيما‪ .‬فجاء وعرفها وجثا أمامها طالبا ً‬
‫صالتها‪ .‬فاندهشت الراهبات من عمله‪ .‬فأخبرهن بأمرها ونسبها الملوكي‪.‬‬
‫وسرد لهن قصتها‪ .‬فالتحفن الخجل والندم على جهلهن من هي وأسرعن‬
‫الى طلب المغفرة منها‪ ،‬فشق ذلك على القديسة‪ ،‬الحتقارها المجد العالمي‬
‫وتعلقها الشديد بفضيلة التواضع السامية‪ .‬لذلك خرجت من الدير دون أن‬
‫يعلم بها أحد وال الى أين ذهبت وكيف انتهت حياتها‪ .‬والمرجح انها رجعت‬
‫الى البرية حيث كانت اوالً‪ .‬وبقيت تواصل جهادها النسكي الى أن رقدت‬
‫بالرب نحو سنة ‪ 379‬وهي السنة التي توفي فيها القديس دانيال الذي‬
‫كان واقفا ً على سيرتها‪ .‬فقصها على رهبانه حتى كتب بعضهم ترجمتها‪.‬‬
‫صالتها معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪      ‬‬
‫اليوم السابع عشر‬
‫تذكار البابا أغابيطوس‬
‫ولد هذا البابا في روما‪ .‬واسم أبيه غودريانوس‪ .‬درس العلوم وامتاز فيها‬
‫كما كان ممتازاً بفضائله‪ .‬فأقيم خلفا ً للبابا يوحنا الثاني في ‪ 3‬حزيران سنة‬
‫‪ .535‬ودامت حبريته نحو سنة‪ .‬وقع خاللها حادثان هامان في تاريخ‬
‫الكرسي الرسولي‪ :‬االول تدخل البابا في شؤون الملوك‪ .‬الثاني بسط‬
‫سلطانه على أعلى رئاسة كنائسية بعده‪ .‬فاألمر االول هو ذهاب البابا الى‬
‫القسطنطينية‪ .‬واقناع الملك يوستينيانوس بالعدول عن الحرب ضد‬
‫تاوداتوس ملك ال ُغطط والقاء الصلح بينهما ونشر السالم بين الشرق‬
‫والغرب‪.‬‬
‫أما الحادث الثاني فهو رفض البابا توسط الملك يوستينيانوس والملكة‬
‫تاوادورا بشأن بطريرك القسطنطينية انتيموس االوطاخي‪ .‬فقد عقد البابا‬
‫مجمعا ً وحط البطريرك انتيموس عن كرسيه ورقى هو بيده القديس مينا‬
‫الى مقام البطريركية القسطنطينية‪ .‬وكان هذا اول بطريرك يرقيه البابا‬
‫نفسه على كرسي عاصمة المشرق‪ .‬وكتب هذا البابا الى البطريرك‬
‫االورشليمي يفهمه أن االسقف الذي يقيمه البابا يجب ان يعتبر بمنزلة‬
‫الذين يقيمهم القديس بطرس الرسول‪.‬‬
‫ومما يجب معرفته ان رهبان القديس مارون قدموا آنذاك عريضة الى‬
‫القديس مينا البطريك والى ذلك المجمع‪ ،‬يعلنون شدة تمسكهم بالمعتقد‬
‫الكاثوليكي ضد اتباع اوطيخا وساويروس وحمل عريضتهم هذه قاصدهم‬
‫الراهب بولس الذي حضر المجمع‪ ،‬ووقع على أعماله‪.‬‬
‫وتوفي هذا البابا العظيم في ‪ 22‬نيسان سنة ‪ .536‬صالته معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫اليوم الثامن عشر‬
‫تذكار البارة تاسيا التائبة‬
‫ولدت تاسيا في االسكندرية وكانت بديعة الجمال‪ .‬فأمست شركا ً القتناص‬
‫الكثيرين الى االثم‪ .‬فألهم هللا القديس بفنوتيوس أن يدعوها الى التوبة‪.‬‬
‫فجاءها متنكراً وأخذ يبين لها فظاعة حالتها وسوء مصيرها‪ ،‬فتأثرت جداً‬
‫ومست النعمة قلبها‪ .‬فظهرت لها شناعة الخطيئة‪ .‬فانطرحت كالمجدلية‬
‫على قدمي القديس وسألته أن يفرض عليها ك َّفارة تمحو خطاياها الكثيرة‬
‫وأسرعت فأتت بكل ما لديها من الحلي والثياب الثمينة وأحرقتها أمام‬
‫جمهور غفير فحبسها القديس في قل ّية أوصد بابها وأمر الراهبات بأن‬
‫يقدمن لها من نافذتها شيئا ً من الخبز والماء‪ .‬فقبلت تاسيا بملء رضاها‬
‫هذه الك ّفارة وعلمها مرشدها أن تردد بصالتها "يا من جبلتني ارحمني"‪.‬‬
‫وبعد ان استمرت تاسيا على تويتها هذه ثالث سنين‪ ،‬قبل هللا توبتها عن‬
‫يد القديس بفنوتيوس وانصرفت الى ربها بسالم سنة ‪ .350‬صالتها معنا‪.‬‬
‫آمين‪.‬‬
‫‪  ‬‬
‫اليوم التاسع عشر‬
‫تذكار البار طيمون الشماس‬
‫كان طيمون احد الشمامسة السبعة الذين اختارهم جمهور المؤمنين‬
‫االولين‪ ،‬بناء على طلب الرسل االثني عشر للخدمة اليومية في الموائد‪.‬‬
‫لكي يتفرغ الرسل للصالة ولخدمة الكلمة‪ ،‬فصلوا ووضعوا عليهم االيدي‪،‬‬
‫كما جاء في اعمال الرسل (‪.)6 -1 :6‬‬
‫ول ّما تفرق الرسل وذهبوا للتبشير‪ ،‬أقيم الشماس طيمون معلما ً في حلب‪.‬‬
‫فبشر فيها أوالً‪ ،‬خادما كنيستها‪ .‬ثم استأنف عمله‪ ،‬حتى بلغ قورنثيه فخدم‬
‫الحساد واليونان مضطهدو اسم‬ ‫ّ‬ ‫كنيستها ايضاً‪ .‬وهناك قام عليه اليهود‬
‫المسيح‪ ،‬فأسلموه للعذاب‪ :‬طرحوه أوالً في النار فلم تؤذه‪ .‬ثم أماتوه‬
‫مصلوبا ً فنال اكليل الشهادة نحو أواخر القرن االول للميالد ودفن في‬
‫قورنثيه بكل اكرام‪ .‬صالته معنا‪ .‬آمين!‬
‫‪                         ‬‬
‫اليوم العشرون‬
‫تذكار البار نتنائيل الناسك‬
‫كان هذا البار ناسكا ً في جبل النطرون في صعيد مصر‪ .‬بنى له قل ّية‪ .‬وأقام‬
‫فيها ونذر أنه ال يخرج منها حياته كلها‪ .‬فأخذ الشيطان يحاربه ويخادعه‬
‫بشتى الحيل ليخرجه من قل َّيته‪ ،‬فكان ينتصر عليه بالصالة وااللتجاء الى‬
‫هللا‪ .‬فجاءه مرة بزي صبي يسوق حماراً حامالً خبزاً‪ .‬فسقط الحمار تحت‬
‫الحمل‪ .‬وقد أدركه المساء في واد قريب من منسك القديس‪ ،‬فأخذ يستغيث‬
‫صارخاً‪ :‬يا أبانا نتنائيل‪ ،‬هلم لمساعدتي لئال تفترسني الوحوش أنا وهذا‬
‫الحمار‪ .‬فأطل القديس من نافذته وبالهام الهي أجابه‪ :‬ان كنت حقا ً في‬
‫ضيق‪ ،‬ايها الغالم‪ ،‬فأنا اسأل هللا أن يرسل اليك من يساعدك وينجيك من‬
‫الوحوش‪ .‬وان كنت شيطانا ً فليخزك هللا‪ .‬وللحال اختفى الصبي وحماره‪.‬‬
‫وأغلق القديس باب قليته وقام مصلياً‪ ،‬شاكراً هللا على نجاته من تجارب‬
‫ابليس‪ ...‬واستمر محافظا ً على نذوره‪ ،‬مثابراً على مناجاة هللا وعلى‬
‫ممارسة سائر الفضائل الى أن رقد بالرب في القرن الرابع للمسيح‪ .‬صالته‬
‫معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫اليوم الحادي والعشرون‬
‫تذكار البابا بيوس االول‬
‫ولد هذا البابا في أكويال في البندقية‪ .‬وخلف البابا هيجين برئاسة الكنيسة‪.‬‬
‫فدبرها بكل غيرة مدة أربع عشرة سنة‪ .‬وناضل ضد المبتدعين ورد‬
‫الكثيرين من الوثنية الى االيمان القويم وقد شرف الكنيسة بجهاده‬
‫واعماله البارة‪ .‬رقد بالرب سنة ‪ .154‬صالته معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫وفيه ايضاً‪ :‬تذكار الشهيدة جوليا البتول‬
‫كانت جوليا من مدينة قرطاجنة‪ .‬أُسرت‪ .‬فابتاعها رجل من سوريا اسمه‬
‫الخدَم‬ ‫ُّ‬
‫وتحث َ‬ ‫اوسابيوس‪ .‬فكانت جارية عنده تخدمه بكل نشاط وأمانة‪.‬‬
‫على ذلك‪ .‬وتعلمهم قواعد االيمان المسيحي‪ .‬مذكرة اياهم بوصية القديس‬
‫بولس الرسول للعبيد نحو اسيادهم وكانت مثابرة على الصلوات والتأمالت‬
‫وقهر أميال الجسد باالصوام واالماتات‪.‬‬
‫فجاءت يوما ً مع موالها الى جزيرة كورسيكا‪ ،‬حيث اشترك في حفلة تكريم‬
‫اله الشجرة‪ .‬فأبدت جوليا مقتها خرافات الوثنية مزدرية بها‪ ،‬فبلغ ذلك‬
‫مسامع الوالي فاستحضرها وكلفها أن تشترك في ذبيحة اآللهة فيعتقها‬
‫ويحررها‪ .‬فأجابته بجرأة وصراحة‪ ":‬انا حرة بايمان المسيح‪ .‬ومعاذ هللا‬
‫أن أشتري الحرية بجحود معتقدي وإيماني"‪ .‬فصفعوها على فمها‬
‫ووجهها حتى امتأل فمها دما ً وهي صابرة صامتة‪ .‬ثم سحبوها بشعرها‬
‫وجلدوها جلداً قاسياً‪ ،‬حتى تمزقت لحمانها‪ ،‬فتحملت ذلك بصبر عجيب‪.‬‬
‫أخيراً صلبوها على خشبة‪ .‬فابتهجت بأن تشابه فاديها االلهي بموتها على‬
‫الصليب‪ ،‬حيث طارت روحها الطاهرة الى التمتع بالمجد السماوي مع‬
‫العذارى الشهيدات‪ .‬وكان ذلك في أواسط القرن الخامس‪ .‬صالتها معنا‪.‬‬
‫آمين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫اليوم الثاني والعشرون‬
‫تذكار القديس تاودورس السيكاوي‬
‫ولد هذا البار في بلدة سيكا في آسيا الصغرى وتربى على خوف هللا وحفظ‬
‫وصاياه‪.‬‬
‫ثم زهد في العالم واباطيله‪ ،‬وآثر الحياة النسكية‪ ،‬يقهر جسده باالصوام‬
‫والتقشفات منحبسا ً في مغارة‪ ،‬وبذلك اشتهرت قداسته فرقي الى درجة‬
‫الكهنوت وهو في الثامنة عشرة من العمر فازداد فضيلة وقداسة‪.‬‬
‫ثم ذهب الى زيارة االماكن المقدسة وجال في برية فلسطين ودخل ديراً‬
‫بالقرب من االردن‪.‬‬
‫وبعد ذلك رجع الى وطنه شيخا ً وتنسك في البرية‪ ،‬مواظبا ً على االماتة‬
‫والتوبة الصارمة‪ ،‬فانتشر صيت قداسته في تلك النواحي‪ .‬ومنحه هللا‬
‫موهبة صنع المعجزات فأتاه الكثيرون يستنيرون بارشاداته‪ ،‬فأنشأ لهم‬
‫ديراً وتولى ادارتهم‪ .‬ثم عاد مرة ثانية لزيارة الجلجلة واالرض المقدسة‪.‬‬
‫وما لبث ان لزم ديره وخلوته هربا ً من اكرام الناس له‪.‬‬
‫ثم ُر ِّق َي الى درجة االسقفية فقام يتفانى غيرة على مجد هللا وخالص‬
‫النفوس‪ .‬وان الكونت موريقيوس بعد انتصاره على جيش الفرس‬
‫وسماعه بشهرة هذا القديس أتى لزيارته وطلب صالته فتنبأ القديس له‬
‫بانه سيصير ملكاً‪ .‬وتمت النبوءة بالفعل وذكر موريقيوس الملك ما قاله‬
‫القديس‪ ،‬فأرسل اليه كتاب شكر وست مئة كيل قمحاً‪ .‬وبقي كل سنة يرسل‬
‫اليه مثلها لتوزع على المعوزين‪.‬‬
‫ثم استقال هذا القديس من االسقفية بعد عشر سنوات‪ .‬وعاد الى ديره‬
‫يخلوا الى هللا بالتأمل في صفاته االلهية‪ ،‬الى أن نقله اليه في ‪ 22‬نيسان‬
‫سنة‪ .631‬صالته معنتا‪.‬آمين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫اليوم الثالث والعشرون‬
‫تذكار القديس جرجس الشهيد‬
‫ولد هذا القديس في مدينة اللد بفلسطين سنة ‪ 280‬من اسرة مسيحية‬
‫شريفة‪ .‬توفي والده فربته أمه التقية تربية مسيحية صحيحة‪ .‬ولما بلغ‬
‫السابعة عشرة دخل في سلك الجندية وترقي الى رتبة قائد الف‪.‬‬
‫قال المؤرخ اوسابيوس في استشهاده‪ :‬لما شدد ديوكلتيانس قيصر في‬
‫اضطهاد المسيح ّيين وأصدر بذلم أمراً علقه على جدار البالط الملكي في‬
‫نيكوميدية‪ ،‬تقدم جورجيوس ومزق ذلك االمر‪ .‬فقبض عليه الوثنيون‬
‫فشووه اوالً‪ ،‬ثم البسوه خفا ً من حديد مسمراً بقدميه وسحبوه وراء خيل‬
‫غير مروضة‪ ،‬فخلصه هللا من ذلك كله‪ ،‬ثم طرحوه في أتون مضطرم فلم‬
‫يؤذه‪ ،‬ولما رأى الملك ديوكلتيانوس هذا المشهد غائصا ً في بحر من‬
‫الدماء ال يئن وال يتأوه أكبر شجاعته‪ .‬وعز عليه ان يخسر قائد حرسه‬
‫وابن صديقه القديم‪ .‬فأخذ يالطفه ويتملقه لكي يثنيه عن عزمه‪ ،‬فأحب‬
‫جورجيوس أن يبدي عن شعوره بعطف الملك‪ .‬فتظاهر باالقتناع وطلب ان‬
‫يسمح له بالذهاب الى معبد االوثان‪ .‬فادخلوه معبد االله "اب ّلون" باحتفال‬
‫مهيب حضره الملك ومجلس االعيان والكهنة بحللهم الذهبية وجمع غفير‬
‫من الشعب‪ .‬فتقدم جورجيوس الى تمثال اب ّلون ورسم اشارة الصليب‪ .‬وقال‬
‫للصنم‪ :‬أتريد أن أقدم لك الذبائح كأنك اله السماء واالرض؟ " فأجابه‬
‫الصنم بصوت جهير‪ ،‬كال انا لست الها ً بل االله هو الذي انت تعبده"‪ .‬وفي‬
‫الحال سقط ذلك الصنم على االرض وسقطت معه سائر االصنام‪ .‬وعندها‬
‫صرخ الكهنة والشعب‪ :‬ان جورجيوس بفعل السحر حطم آلهتنا‪ .‬فالموت‬
‫لهذا الساحر‪ .‬فصلبوه‪ .‬ورموه بالنشاب حتى اسلم الروح‪ .‬فطارت شهرة‬
‫استشهاده في اآلفاق شرقا ً وغرباً‪ .‬وأجرى هللا على يده عجائب كثيرة‬
‫باهرة وأخذ المسيح ّيون منذ القرن الرابع يحجون الى ضريح الشهيد "‬
‫الالبس الظفر"‪ ،‬فينالون بشفاعته غزير البركات والنعم‪.‬وقد رسم له‬
‫المصورون صورة رمزية جميلة تمثله طاعنا ً برمحه شيطان الوثنية‬
‫الممثل بالتنين‪ ،‬ومدافعا ً عن معتقد الكنيسة الممثلة بابنة الملك السماوي‪.‬‬
‫وقد شيدت على اسمه كنائس ومذابح في جميع االقطار‪ .‬واتخذته بريطانيا‬
‫شفيعا ً لها‪ .‬ودعي كثير من ملوكها باسمه‪ .‬ويكرمه االنكليز اكراما ً عظيماً‪.‬‬
‫وامتازت فرنسا أيضا ً بتكريمه‪ .‬واتخذته جمهورية جنوا في ايطاليا شفيعها‬
‫االول االكبر‪ .‬وجمهورية البندقية أنشأت فرقة رهبانية عسكرية على‬
‫اسمه‪ .‬صالته معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪             ‬‬
‫اليوم الرابع والعشرون‬
‫تذكار القديس سابا قائد الجيش‬
‫كان هذا البار مسيحيا ً من قبيلة الغطط وقائداً للجيش في روما‪ .‬حملته‬
‫غيرته على افتقاد المسجونين الجل ايمانهم بالمسيح‪ ،‬مشجعا ً اياهم على‬
‫احتمال العذاب والثبات في ايمانهم‪ .‬فعرف به الملك اورليانوس‪ ،‬وكان قد‬
‫أثار االضطهاد على المسيحيين‪ ،‬فألقى القبض عليه‪ .‬ف َما كان من سابا‬
‫القائد الباسل‪ ،‬اال ان نزع عنه منطقة الجندية بحضرة الملك‪ ،‬وجاهر‬
‫بايمانه بالمسيح قائالً‪ :‬اني الفخر بأن اكون أمينا ً بخدمة ملكي السماوي‪،‬‬
‫كماكنت أمينا ً بخدمة ملكي االرضي‪ ،‬وعلي اطاعة االول قبل الثاني"‪ .‬فأمر‬
‫به الملك فوضعوه على مشواة من حديد محمي‪ ،‬فاحتمل هذا العذاب‪،‬‬
‫صابراً ثابتا ً على عزمه‪ .‬ثم ألقوه في قدر مملوءة زيتا ً يغلي‪ ،‬فصانه هللا‬
‫من كل اذى‪ .‬ولدى هذا المشهد العجيب آمن من عبدة االصنام سبعون‬
‫رجالً‪ .‬فعذبوهم‪ ،‬فأستمروا ثابتين على ايمانهم‪ ،‬فضربوا أعناقهم فطارت‬
‫أرواحهم الى االخدار السماوية‪ .‬ثم ساقوا القديس سابا الى السجن حيث‬
‫ظهر له السيد المسيح فعزاه وقواه على احتمال العذاب‪ .‬وفي الغد‬
‫استحضره الملك أمامه ثانية‪ ،‬وحاول اقناعه بالوعد والوعيد ليثني عن‬
‫عزمه ويضحي لالوثان‪ .‬فأبى بكل جرأة وشجاعة‪ .‬فأمر الملك بقطع رأسه‪.‬‬
‫فانضم الى رفقائه الشهداء متمتعا ً معهم بالمجد السماوي سنة ‪.271‬‬
‫صالته معنا‪ .‬آمين!‬
‫‪ ‬‬

‫‪                  ‬‬
‫اليوم الخامس والعشرون‬
‫تذكار مرقس االنجيلي‬
‫كان القديس مرقس رفيق بولس الرسول في اسفاره واتعابه والتلميذ‬
‫الخاص لبطرس الرسول‪ .‬وكان مرقس من اورشليم حيث يقال ان‬
‫المخ ّلص صنع الفصح في بيته‪ .‬وهذا القديس هو يوحنا الملقب بمرقس‬
‫الذي ورد ذكره مرات في اعمال الرسل‪ ،‬والذي رافق الرسل وشاركهم في‬
‫االسفار والتبشير‪.‬‬
‫ولما كان بطرس يعظ وبيشر بكلمة الرب في رومة‪ ،‬سأل المؤمنون تلميذه‬
‫مرقس أن يدون البشارة التي يلقيها معلمه عليهم‪ .‬فكتب لهم االنجيل‬
‫المعروف باسمه حوالي السنة السادسة واالربعين للمسيح‪ ،‬كما تل ّقنه من‬
‫ووجهه الى االمم باللغة اليونانية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فم استاذه‬
‫وبعد أن أقام القديس بطرس تلميذه مرقس اسقفا ً على مدينة جبيل‪ ،‬كما‬
‫يثبته التقليد القديم مضى الى مصر حيث بشر باالنجيل في عدة مدن الى‬
‫أن قاده الروح القدس الى كنيسة االسكندرية التي كان أول أسقف عليها‪.‬‬
‫وعلى يده اهتدى الى االيمان بالمسيح اناس كثيرون‪.‬‬
‫وأنشأ القديس مرقس في االسكندرية مدرسة نبغ فيها كثيرون من العلماء‬
‫واالحبار والشهداء ومنهم القديس اثناسيوس وباسيليوس وغريغوريوس‬
‫النزينزي‪.‬‬
‫ولما رأى عبدة االصنام ما كان عليه القديس مرقس من النجاح في رد‬
‫الوثنيين الى االيمان بالمسيح‪ ،‬حنقوا وائتمروا على اهالكه‪ .‬ففي َما كان‬
‫يحتفل باالسرار المقدسة يوم أحد عيد الفصح المجيد‪ ،‬وثبوا عليه وربطوه‬
‫بالحبال وأخذوا يجرونه في شوارع المدينة قائلين‪ ":‬لنجر الثور الى‬
‫الحظيرة"‪ .‬فتمزق جسده واصطبغت الصخور بدمائه‪ ،‬وهو يشكر هللا الذي‬
‫أهله الى االشتراك في آالمه‪ .‬ثم أودعوه السجن‪ .‬وفي منتصف الليل جاء‬
‫مالك الرب يعزيه ويشجعه‪ .‬وظهر له السيد المسيح يقويه ويهنئه باكليل‬
‫الشهادة والمجد‪ .‬وفي الغد استأنفوا التنكيل به الى ان فاضت روحه‬
‫الطاهرة وذهبت ترتع في اخدار النعيم‪ .‬وكان ذلك في ‪ 25‬نيسان سنة ‪68‬‬
‫للمسيح‪.‬‬
‫وكنيسة جبيل التاريخية التي يفيد التقليد انها من عهد الرسل وقد رممها‬
‫الصليبيون‪ ،‬هي على اسم القديس يوحنا مرقس‪ .‬صالته معنا‪ .‬آمين!‬
‫‪                 ‬‬
‫اليوم السادس والعشرون‬
‫تذكار الشهيد باسيليوس اسقف آماسيا‬
‫كان هذا القديس اسقفا ً على مدينة اماسيا في اقليم البنطس في ايام الملك‬
‫ليكينيوس الذي كان يضطهد المسيحين ويسفك دماءهم انهاراً ويزاحم‬
‫الملك قسطنطين الكبير على الملك‪ .‬فألقى القبض على باسيليوس وبدأ‬
‫يوبخه ويهدده بالموت ان لم يكفر بالمسيح ويضحي لالوثان‪ .‬فأزدرى به‬
‫القديس ولم يعبأ بتهديداته بل أخذ يبين له عن ضالله وعن جوره في‬
‫اضطهاد المسيحيين اآلمنين وسفك دمائهم‪ ،‬وان هللا سيعاقبه على‬
‫معاصيه‪ .‬فاستشاط الملك غيظا ً وأمر به فضرب عنقه‪ ،‬ففاز بالشهادة‬
‫والمجد السماوي وكان ذلك نحو سنة ‪.322‬‬
‫وقد تمت نبوءة هذا القديس الشهيد في الملك ليكينيوس‪ ،‬الن قسطنطين قد‬
‫انتصر عليه ومات مقتوالً سنة ‪.323‬‬
‫‪ ‬‬

‫وفيه ايضاً‪ :‬تذكار البابا أناكليتوس االول‬


‫كان هذا القديس من مدينة آثينا في بالد اليونان‪ .‬وقد اهتدى الى االيمان‬
‫المسيحي على يد القديس بطرس الرسول الذي عمده وهذبه وعلمه‬
‫حقائق االيمان‪ ،‬ثم رقاه الى درجة الكهنوت‪ .‬وكان متقداً غيرة على خالص‬
‫النفوس‪ ،‬مزينا ً بالعلم والفضيلة‪ ،‬حتى أهّل ان يكون خلفا ً للبابا لينوس‬
‫على السدة البطرسية‪ .‬وهو الحبر الثالث بعد القديس بطرس‪ .‬فدبر كنيسة‬
‫هللا بكل غيرة وقداسة‪ ،‬وردّ بتعاليمه كثيرين من الوثنيين الى االيمان‬
‫القويم‪ ،‬وكان يشجع المؤمنين على احتمال االضطهاد والثبات في ايمانهم‪.‬‬
‫ولشدة محبته وتعلقه بمعلمه القديس بطرس‪ ،‬أقام على اسمه كنيسة‬
‫صغيرة في الفاتيكان‪،‬وفوقها أنشئت في َما بعد‪ ،‬كاتدرائية القديس بطرس‬
‫العظمى‪ .‬وبعد ان أحسن ادارة الكنيسة مدة احدى عشرة سنة‪ ،‬نال اكليل‬
‫الشهادة سنة ‪ .90‬صالته معنا‪.‬آمين‪.‬‬
‫‪                      ‬‬
‫اليوم السابع والعشرون‬
‫تذكار القديس سمعان بن حلفى اسقف اورشليم‬
‫كان سمعان ابنا ً لحلفى‪ .‬اخوته يعقوب الصغير ويهوذا الرسول ويوسى‪،‬‬
‫كما جاء في انجيل متى (‪.)55 :13‬‬
‫وهو احد المبشرين االثنين والسبعين‪.‬كان في اورشليم يوم هاج اليهود‬
‫على أخيه يعقوب ايسقف اورشليم االول ورموه من فوق جناح الهيكل‬
‫فمات شهيداً‪ .‬فأجمع الرسل على انتخاب أخيه سمعان خلفا ً له‪ .‬فأخذ‬
‫يسوس رعيته بما تحلى به من حكمة وغيرة رسولية‪ .‬وفي تلك االثناء ثار‬
‫اليهود على الحامية الرومانية فذبحوها‪ ،‬طمعا ً باستقاللهم واعادة مجد‬
‫آبائهم‪ .‬ولم يدروا ب َما سيحل بهم‪ .‬أما االسقف سمعان فاستدرك االمر‬
‫وعرف ما سينزل باروشليم من الخراب‪ .‬فغادرها هو ورعيته كلها وذهب‬
‫بهم الى شرقي االردن حيث أقاموا آمنين‪.‬‬
‫وما لبث أن جاءت الجيوش الرومانية‪ ،‬فطوقت مدينة اورشليم سنة‬
‫السبعين ودخلتها عنوة وعملت السيف في بنيها وقتلت منهم مئة الف‬
‫والتهمت النيران هيكلها البديع‪ .‬فتمت فيه نبوة السيد المسيح‪ ":‬انه ال‬
‫يترك ههنا حجر على حجر اال و ُين َقض" (متى ‪ )2 :24‬فشكر المسيحيون‬
‫هللا على نجاتهم من سيف الرومانيين بفضل اسقفهم القديس سمعان‪ .‬ولما‬
‫هدأت الحال عاد هذا االسقف مع رعيته الى اورشليم يواصل جهاده في‬
‫خير أبنائه‪ ،‬نحو ‪ 35‬سنة‪ .‬فازداد عدد المؤمنين في أيامه‪.‬‬
‫وكان قد طعن في السن‪ ،‬وصار ابن مئة وعشرين سنة‪ ،‬يوم أثار‬
‫ترايانوس االضطهاد على اليهود والمسيحيين‪ ،‬فوشي بالقديس سمعان‬
‫الى أنيكوس والي فلسطين‪ .‬ولما لم ينل منه مأرباً‪ ،‬أمر به دون ان يحترم‬
‫شيخوخته‪ .‬فانزلوا به انواع االهانات وأمر العذابات أياما ً عديدة وهو‬
‫صابر‪ ،‬يسبح هللا‪ .‬وأخيراً أمر الوالي بصلبه‪ .‬فأسلم روحه الطاهرة على‬
‫الصليب‪ ،‬مبتهجا ً بأن يموت نظير سيده وفاديه االلهي‪ .‬وكان ذلك في سنة‬
‫‪ .107‬صالته معنا‪ .‬آمين!‬
‫‪  ‬‬
‫اليوم الثامن والعشرون‬
‫تذكار الشهيدين ياسون وسوسيبتروس‬
‫ان هذين الشهيدين كانا تلميذين للقديس بولس‪ ،‬بل من انسبائه‪،‬كما جاء‬
‫في رسالته الى الرومانيين (‪ ":)21 :16‬يسلم عليكم تيموتاوس معاوني‬
‫ولوقيوس وياسون وسوسيبتروس‪ ،‬أنسبائي"‪ .‬وكانا من مدينة تسالونيكي‬
‫ومقيمين فيها‪ .‬وقد آمنا على يد بولس الرسول سنة ‪ 51‬لما جاء الى‬
‫تسالونيكي للمرة االولى‪ .‬نزل مع رفيقه سيال ضيفا ً كريما ً على ياسون‪،‬‬
‫كما جاء في اعمال الرسل (‪.)10 -1 :17‬‬
‫وبعد أن آمن ياسون بالمسيح ترك كل شيء وتبع بولس في اسفاره‪،‬‬
‫يساعده في التبشير في بالد أخائيا وكورنتس‪ .‬وقد أقامه بولس اسقفا ً على‬
‫طرطوس وطنه فتفانى غيرة على مجد هللا وخالص النفوس ورد كثيرون‬
‫الى االيمان بالمسيح‪ .‬ثم نال اكليل الشهادة في القرن االول‪.‬‬
‫أما سوسيبتروس‪ ،‬فكان أيضا ً رفيقا ً للقديس بولس ونسيبا ً له كما ذكرنا‪.‬‬
‫وقد ذهب معه الى اورشليم وشاطره أتعابه وأنواع االضطهادات التي‬
‫احتملها‪ .‬وقد اقامه بولس الرسول اسقفا ً على تسالونيكي‪ .‬وقال بعضهم‬
‫على قونية واستمر مجاهداً في بشارة االنجيل وربح للمسيح نفوسا ً كثيرة‪.‬‬
‫ثم نال اكليل الشهادة في القرن االول‪ .‬صالتهما معنا‪ .‬آمين‪.‬‬
‫‪               ‬‬
‫اليوم التاسع والعشرون‬
‫تذكار القديسة كاترينا السيانيّة‬
‫ولدت هذه القديسة في سيانا‪ ،‬احدى مدن ايطاليا سنة ‪ .1347‬وكان أبوها‬
‫يشتغل في صباغة االقمشة‪ ،‬وامها من النساء الفاضالت‪ .‬وكانت كاترينا‬
‫منذ حداثتها تميل الى حياة االنفراد‪ .‬فأخذت تمارس الصلوات والتأمالت‪.‬‬
‫وقد حباها هللا برؤى سماوية وهي في السادسة من عمرها‪ .‬وفي السابعة‬
‫نذرت بتوليتها هلل‪ .‬كانت متعبدة للسيدة العذراء واتخذت يسوع خطيبا ً لها‬
‫واعتقدت أنه سلمها خاتما ً عالمة الخطبة يحمل ثالث جواهر‪ ،‬رمزاً‬
‫للمشورات االنجيلية‪ :‬الطاعة والعفة والفقر‪.‬‬
‫وقد أظهر لها يسوع قلبه وجراحاته الخمسة حتى انطبعت فيها‪ .‬وكانت‬
‫أمها تهتم بتزويجها‪ .‬اال ان كاترينا قصت شعرها عالمة الثبات في نذرها‬
‫بتوليتها هلل‪ .‬فشق ذلك على أمها‪ ،‬فأنبتها واشغلتها بمهام البيت‪ .‬انما‬
‫ابوها جعلها تتفرغ المر دعوتها‪ .‬ولما بلغت الخامسة عشرة من عمرها‪،‬‬
‫اتشحت بثوب الراهبات الثالثات واستمرت متشحة به وهي في بيت‬
‫والديها‪ .‬وقد ضاهت بحياتها القشفة اكابر النساك ب َما كانت تمارسه من‬
‫االصوام والتقشفات حتى الجلد ولبس المسح وزنار من حديد شائك‪.‬‬
‫ولما اصيحت في أسمى درجة من الكمال‪ ،‬كان الرب يتراءى لها ويعلمها‬
‫ما تقصر عن معرفته اعاظم الفالسفة والالهوتيين‪ .‬فكانت ترشد الجميع‬
‫وتمارس افعال المحبة للقريب وتحسن الى الفقراء من ثروة والديها‪،‬‬
‫وتخدم المرضى‪.‬‬
‫وقد شرفها هللا بموهبة صنع المعجزات الكثيرة‪ .‬ولشدة تأملها بآالمه‪،‬‬
‫تراءى لها المسيح مصلوبا ً ونفذت انوار جراحاته في قلبها‪ .‬كانت ترى‬
‫بعين دامعة ما حل بالكنيسة من االنشقاق والتنازع فذهبت الى البابا‬
‫غريغوريوس في أفينيون في فرنسا‪ ،‬بعد ان كتبت اليه رسالة ملؤها‬
‫التوسل بالدموع‪ .‬فأقنعته بالرجوع الى روما مع حاشيته‪ .‬بعد أن أقامت‬
‫البابوية في فرنسا نحو سبعين سنة (‪ .)1377 – 1309‬وكان الفضل‬
‫لكاترينا ايضا ً في اخماد نار الثورة في فلورنسا‪ .‬وبمسعاها وكتاباتها الى‬
‫الملوك واالمراء في ايطاليا وفرنسا واسبانيا وانكلترا والمانيا‪ ،‬كان‬
‫االعتراف بالبابا اوربانوس السادس الشرعي ونبذ اكليمنضوس التاسع‬
‫البابا الدخيل‪ .‬واستدعاها البابا اوربانوس السادس‪ ،‬فقامت تخطب فيمجمع‬
‫الكرادلة‪ ،‬وتب ّين لهم بفصاحة عن سلوك العناية الربانية في تدبير الكنيسة‪.‬‬
‫ورغما ً عن كل ما كان لها من شأن ونفوذ لدى عظماء الدنيا ومدح وثناء‬
‫على ألسنة الناس‪ ،‬كانت تتستر وراء حجاب الوداعة والتواضع‪.‬‬
‫وبعد أن أكملت شوطها النبيل في مثل هذا الجهاد البطولي والشريف‪،‬‬
‫رقدت بالرب في روما في ‪ 25‬نيسان سنة ‪ 1380‬مملوءة قداسة وفضالً‪،‬‬
‫وهي لم تتجاوز الثالثة والثالثين من العمر‪ .‬ولها كتابات قيمة اهمها كتاب‬
‫"العلم االلهي"‪ .‬وقد احصاها البابا بيوس الثاني بين القديسين عام‬
‫‪ .1461‬صالتها معنا‪ .‬آمين!‬
‫‪  ‬‬
‫اليوم الثالثون‬
‫تذكار القديس يعقوب الرسول الملقب بالكبير‬
‫هو ابن زبدى وصالومي واخو يوحنا االنجيلي الحبيب‪ ،‬من بيت صيدا في‬
‫الجليل وطن بطرس الرسول‪.‬‬
‫قال مرقس االنجيلي (‪ ":)19 :1‬وفي َما كان ماشيا ً على شاطئ بحر‬
‫الجليل‪ ...‬رأى يعقوب بن زبدى ويوحنا أخاه وهما في السفينة يصلحان‬
‫الشباك‪ ،‬فدعاهما وللوقت تركا اباهما زبدى في السفينة مع االجراء‬
‫وتبعاه"‪.‬‬
‫والزم يعقوب الرب يسوع وشاهد جميع أعماله ومعجزاته وكان الرب‬
‫يشمله مع اخيه يوحنا ومع بطرس بعطفه االبوي الخاص ودعاهما ابني‬
‫الرعد كما دعا سمعان بطرس الصخرة (مرقس ‪1 :9‬و‪ )2‬وأخذهم معه‬
‫ليلة االمه وصالته في بستان الزيتون‪.‬‬
‫على أن يعقوب ويوحنا قد استحقا توبيخ المعلم ايضا ً يوم سأاله أن تنزل‬
‫نار من السماء تأكل السامريين الذين لم يقبلوه‪ ،‬فالتفت وزجرهما‪.‬‬
‫وقد شاهد يعقوب الرسول الرب يسوع بعد قيامته ويوم صعوده وامتأل من‬
‫الروح القدس يوم العنصرة‪ .‬بشر في اليهودية والسامرة وسوريا‪ .‬وروى‬
‫أنه بشر ايضا ً في اسبانيا حيث ظهرت له سيدتنا مريم العذراء وهو‬
‫يصلي‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وبينما كان ينذر اليهود ويؤنبهم لعدم ايمانهم بالمسيح‪ ،‬وثب عليه احدهم‬
‫وشد عنقه بحبل فساقوه الى هيرودوس اغريبا حفيد هيرودوس الكبير‪.‬‬
‫فلقيه في الطريق رجل مخلع تضرع اليه‪ ،‬قشفاه باسم يسوع الناصري‪.‬‬
‫وعند هذه اآلية‪ ،‬آمن يوشيا وهو أول من قبض على يعقوب‪ ،‬فانطرح على‬
‫قدمي الرسول‪ ،‬مستغفراً ومعلنا ً ايمانه بالمسيح‪ ،‬فهاج اليهود عليه وطلبوا‬
‫قتله‪ .‬فخاف هيرودوس الملك من فتنة‪ .‬لذلك أمر بضرب عنق يعقوب‬
‫ويوشيا معاً‪ .‬فناال اكليل الشهادة سنة ‪ 44‬للميالد‪ .‬صالته معنا‪ .‬آمين!‬

‫†‪†  †  ‬‬
‫‪ ‬‬

You might also like