Professional Documents
Culture Documents
نيسان السنكسار الماروني
نيسان السنكسار الماروني
شهر نيسان
أيام هذا الشهر 30يوماً .ساعات نهاره 13ساعة ،وساعات ليله 11ساعة
اليوم االول
تذكار مريم المصرية التائبة
هي مريم المعروفة بالمصرية .وهي المجدلية الثانية التي من ملخص
سيرتها نعلم كم هو عظيم مفعول النعمة االلهية .في الثانية عشرة من
عمرها ،أفلتت من بيت أبيها وجاءت الى االسكندرية التي كانت في أوج
ازدهارها .وهناك نصبت من جمالها الرائع شركا ً تصطاد به الرجال
والفتيان االغرار ،منغمسة في االثم سبع عشرة سنة.
ثم جاءت يوما ً الى اروشليم لحضور االحتفال بعيد ارتفاع الصليب
المقدس ،ال للعبادة ،بل للتفرج .ولما ارادت الدخول الى الكنيسة صدتها يد
خفية .فحاولت الدخول مراراً فلم تقدر .فعرفت ان آثامها هي التي تمنعها
عن الدخول .فلجأت الى العذراء قائلة ":انت ملجأ الخطأة ،فارحميني".
وما درت اال وهي في داخل الكنيسة جاثية على قدمي المصلوب ،نادمة
على جميع خطاياها .ثم مضت الى دير القديس يوحنا المعمدان فاعترفت
بخطاياها ،وتناولت القربان االقدس ،وتوغلت في براري االردن السحيقة،
تمارس افعال التوبة بجميع انواع النسك والتقشف والصالة.
وانقضت االيام والسنون .فمر الكاهن زوسيما في البرية ،واذا أمامه امرأة
شاحبة الوجه ،كثيفة الشعر الناصع البياض .فأخذت تقص عليه سيرتها.
ومجد هللا .فسألته ان يأتيها بالقربان المقدس .ثم
َّ ففرح بها زوسيما جداً
طلبت بركته وصالته ،وانصرفت الى مواصلة جهادها في توبتها .وبعد
سنة جاء يفتقدها .فوجدها ميتة ممدّ دة على االرض ووجهها يطفح نوراً
وبهاء .فدفنها وعاد الى ديره وكانت وفاتها سنة .521صالتها معنا.
آمين.
اليوم الثاني
تذكار الشهيدين ابيفانيوس واداسيوس أخيه
كان هذان االخوان مسيحيين من مدينة باكاس في آسيا الصغرى .تعلم
أبيفانيوس اللغة الالتينية والفقه في مدينة بيروت .وقضى فيها سنتين.
ولما أتم دروسه ،عاد الى وطنه .وتوجه الى مدينة نيقوميدية حيث كان
الملك مكسيميانوس قد أصدر أمره بأن يضحي أهل المدينة لألوثان.
فحملت الغيرة ابيفانوس فجاء الى الوالي يسأله أن يرعوي عن ضالله،
ويكف عن اضطهاد المسيحيين.
فغضب الوالي وأمر به فوثب عليه الوثنيون واثخنوه جراحا ً حتى انتثرت
لحمانه .ثم ألقوه في السجن مغ ّلالً .فكان صابراً يسبح هللا ،وفي الغد
أخرجوه .وبعد أن أذاقوه مر العذاب ،دهنوا رجليه بالزيت واحرقوهما
بالنار فلم ينالوا منه مأرباً .أخيراً أغرقوه في البحر .فقذفت االمواج جثته
الى الشاطئ .فحملها المسيحيون .ودفنوها باكرام سنة .306وكان اخوه
اداسيوس فيلسوفا ً كبيراً .وبعد سنتين جاهر بايمان المسيح مراراً .فعذبوه
وطرحوه في السجن .ثم حكموا عليه باالشغال الشاقة في معادن فلسطين.
فاستمر ثابتا ً في ايمانه .وكان ان جاء الى االسكندرية وأخذ يوبخ الوالي
على جوره .فأمر به فعذبوه ،ثم أغرقوه في البحر نظير أخيه فتمت
شهادته سنة .308صالته معنا .آمين.
اليوم الثالث
تذكار البابا ايسيدوروس اسقف اشبيليه
ولد ايسيدوروس في اسبانيا سنة .560كان ابوه ساويريانوس والياً.
درس العلوم على اخيه االكبر لياندروس اسقف اشبيليه .وكان متكاسالً
مستصعبا ً الدرس .ورأى يوما ً أثر الحبل في حجر على بئر فقال في نفسه:
ان كانت المداومة قد أثرت في الحجر الصلب ،فال بد من ان المواظبة على
الدرس تؤثر بعقلي .فعاد الى أخيه .وعكف على الدرس .فأتقن اللغات
الالتينية واليونانية والعبرانية .وتضلع من العلوم ،حتى فاق أهل عصره.
وكان اكبر المساعدين ألخيه لياندروس اسقف اشبيليه في رد االريوسيين
الى االيمان الكاثوليكي .وقد تحمل مشاق كثيرة في هذا السبيل .اعتزل في
دير أنشأه ليتفرغ العمال االماتة ودرس الكتب المقدسة .ولما توفي أخيه
لياندروس اسقف اشبيليه ،أجمع االكليروس والشعب على انتخاب
ايسيدوروس اسقفا ً سنة .600فقام يسوس رعيته بغيرة وقداسة.
فاستأصل بدعة اريوس من ابرشيته .وأنشأ معهداً لالكليركيين .وكان هو
يع ّلم الالهوت .وبنى أدياراً كثيرة .ترأس مجمع اشبيليه الثاني .وفي سنة
623ترأس ايضا ً مجمع ُتوليد الرابع .وقد اشتهر هذا القديس بتآليفه،
حتى لقبه االسبانيون :بمعلن الكنيسة الكاثوليكية وملفانها العظيم.
وأعلمه هللا بدنو اجله .فدخل الكنيسة ،ونزع عنه ثياب الحبرية ،وطلب من
االكليريكيين أن يوشحوه بثوب التوبة .فألبسوه مسحاً .وأخذ يذر الرماد
على رأسه .واستغفر من الحاضرين .ثم تناول القربان االقدس ورقد بالرب
سنة .636وله عدة تآليف هامة ،تدل على سمو مداركه وغزارة معارفه.
صالته معنا .آمين.
اليوم الرابع
تذكار الشهيدين تاودورس واغاتوبيدس
كان هذان الشهيدان من مدينة تسالونيك ،خادمين في كنيستها بكل ورع
وعبادة .ولما أثار مكسيميانوس االضطهاد ،وشي بهما الى والي المدينة.
فسألهما عن معتقدهما ،فجاهرا بأنهما مسيحيان .فأخذ يتملقهما
ويتهددهما ليقلعا عن عنادهما ويذبحا لالوثان ،فرفضا بكل جرأة .فأمر
بطرحهما في السجن.
وفي الغد دعاهما الوالي وأعاد الكرة عليهما بالوعد والوعيد ،فازدريا به
وأعلنا أنهما ال يهابان عذابا ً او موتاً .عندئذ أمر بهما فع ّلقوا بعنق كل
منهما حجراً ،وزجوهما في البحر .فناال اكليل الشهادة في اوائل القرن
الرابع .صالتهما معنا .آمين.
وفيه ايضاً :تذكار البابا ايساتوس
كان هذا البابا سرياني االصل من مدينة حمص .وقد ترقى في المناصب
في روما ،حتى خلف البابا بيوس االول على السدة البطرسية عام .154
ألف مجمعا ً رذل فيه بدعة مرقيون وجميع التابعين له .ورد كثيرين ممن
خدعهم هذا المبتدع بضالله.
وقد عقد هذا البابا مجمعا ً آخر بشأن عيد الفصح .لكنه توفي في أثناء
المجمع الذي لم يتم اال في زمان خلفه البابا سوتيرس بحضور القديس
بوليكربوس .وبعد أن ساس الكنيسة بكل حكمة وقداسة .نال اكليل الشهادة
سنة .165صالته معنا .آمين.
اليوم الخامس
تذكار القديس روبرتوس
شب ترهب ولد روبرتوس في فرنسا سنة 1017من أسرة شريفة .ولما ّ
في رهبنة مار مبارك ،وله من العمر خمس عشرة سنة .لمع بين
المبتدئين بتمرسه على المشورات االنجيلية واعتكافه على اقتفاء
الفضائل .وبعد نهاية سنتي التجربة ،انتخبه الرهبان رئيسا ً عليهم ،فكان
لهم قدوة صالحة في الترقي بمدارج الكمال .ثم استقال من الرئاسة رغبة
في الوحدة والتفرغ لمناجاة هللا .وهناك أدار شؤون نساك فقراء .وعندما
ازدادت عليهم التقادم ومالوا الى أمور الدنيا تركهم روبرتوس ،واعتزل
في البرية .على انهم تابوا وعاد اليهم ،وشدد بحفظ القوانين وأسس ديراً
في سيتو بفرنسا ،ازدهر بكثرة رهبانه وقداسة سكانه .وتوفي روبرتوس
عام .1110وله من العمر 93سنة .صالته معنا .آمين.
اليوم السادس
تذكار القديس افتيخيوس بطريرك القسطنطينيه
ولد افتيخيوس سنة 512في فريجيا من آسيا الصغرى .وكان ابوه
االسكندر من قواد الجيش الروماني .فسلمه الى البار اسيسكيوس فعمده
شب ذهب الى القسطنطينية ،فدرس على كبار ورباه تربية صالحة .ولما ّ
اساتذتها ونبغ في علوم عصره كما نبغ في علم الكتب المقدسة .لكنه كان
تواقا ً الى خدمة هللا في العزلةُ .رسم شماسا ً انجيلياً .ورقي الى درجة
الكهنوت ورشح الى االسقفية .فأبى تواضعاً .لكن اسقف أماسيا اقامه كاتبا ً
له .ثم أوفده الى القسطنطينية ليكون نائبا ً عنه في المجمع الخامس
المنعقد فيها سنة .553وفي تلك االثناء توفي مينا بطريرك القسطنطينية.
فانتخب افتيخيوس خلفا ً له .فما تسلم عصا الرعاية حتى راح يغذي
النفوس بتعليم االيمان الكاثوليكي الصحيح .ويوجه عناية خاصة بالكهنة.
وبمثل هذه االعمال الرسولية بقي يسوس رعيته مدة اثنتي عشرة سنة.
وما عتم ان وشي به المبتدعون الى الملك يوستينيانوس .فحطمه عن
كرسيه ونفاه الى جزيرة بعيدة تدعى "االميرة" بقي فيها منعكفا ً على
الصالة واعمال النسك ،التي كانت تصبو اليها نفسه .وفي خلوته هذه
وضع التآليف النفيسة في حقيقة االيمان الكاثوليكي وضالل البدع .وأجرى
هللا على يده آيات عديدة .ولما مات يوستينيانوس الملك خلفه يوستينوس
الثاني ،عاد البطريرك القديس الى كرسيه .فأخذ يصلح في رعيته ما
أفسدته البدع ،مثابراً على الصلوات والتقشفات الى ان رقد بالرب في 5
نيسان يوم عيد الفصح سنة .582صالته معنا .آمين.
اليوم السابع
تذكار القديس فالفيانوس بطريرك القسطنطينيه
كان فالفيانوس خازنا ً لكنيسة القسطنطينية .وبعد أن ُرقي الدرجات
المقدسة ،انتخب بطريركاً ،خلفا ً للقديس البطريرك بروكللس سنة .446
فخاصمه وزير الملك تاودوسيوس الصغير ونسيب المبتدع اوطيخا .وكان
فالفيانوس قد حرمه .فاستغاث اوطيخا بالحبر الروماني الون االول الذي
عرف بمكره وخداعه .فكتب الى فالفيانوس رسالة مسهبة بين فيها عقيدة
االيمان الكاثوليكي بالطبيعتين االلهية والبشرية في المسيح ،وحرم بدعة
اوطيخا.
أما الملك فأمر بعقد مجمع في أفسس ،وكتب الى ديوسقوروس بطريرك
االسكندرية ال ُمشايع الوطيخا ان يترأس هذا المجمع .فأتى اليه اوطيخا
مصحوبا ً بمعتمدين من قبل الملك وبفرقة من الجند .وكان فالفيانوس
حاضراً .فأبرز ديوسقوروس الحكم عليه بالحط عن كرسيه ،دون ان
تسمع له دعوى .ثم اسلمه الى الجند .فساروا به الى المنفى .لكنه مات في
الطريق متأثراً من االهانات والجراح سنة .449قبل أن تصله رسالة
البابا الون الذي كتب اليه يشجعه ويعزيه .صالته معنا .آمين.
وفي هذا اليوم ايضاً :تذكار الشهيد بيونيوسD
هذا كان كاهنا ً في مدينة باياس .ولما رأى يوما ً في مدينة قيصرية فيلبوس
الوالي مهتما ً بتقدمة الذبائح لالوثان ،دفعته غيرته الى الدفاع عن صحة
االيمان المسيحي .وعن ضالل الوثنيين .فغضب الوالي .وأمر بطرحه في
السجن حيث كان يبغض المسيحيين .فأخذ القديس يشجعهم على احتمال
العذاب واالستشهاد الجل المسيح الفادي.
ثم أخرجه الوالي من السجن وأمر بتعذيبه .فجلدوه جلداً عنيفاً ،وهو
صابر ،ثم سمروه على خشبة ،وأحرقوا رجليه بخرق مغموسة بالزيت،
واخيراً طرحوه في البحر .وبذلك نال اكليل الشهادة سنة .160صالته
معنا .آمين.
اليوم الثامن
تذكار الشهيد برالم
ولد برالم قرب انطاكية من ابوين مسيحيين فقيرين ،رب ّياه على حب
الفضائل واالداب السليمة .ولما ثار االضطهاد العاشر على المسيحيين،
قبض على برالم .فجاهر بانه مسيحي .فجيء به الى مدينة انطاكية حيث
ذاق مر العذاب وهو ثابت في ايمانه .ولما ك ّلوا من تعذيبه ،أجبروه على
تقديم البخور للصنم .فوضعوا ناراً متقدة على مذبح الصنم .ووضعوا
البخور في يده ،ومدوها فوق النار لتحترق .على أنه لم يشعر بالحريق
وااللم .ثبتت يده غير متحركة حتى أحرقت النار جلدها وعروقها .فسقط
مغشيا ً عليه ظافراً باكليل الشهادة سنة .213صالته معنا .آمين.
وفيه ايضاً :تذكار البابا أوربانوس االول
ولد هذا البابا في روما من أسرة شريفة ،ارتقى السدة البطرسية سنة
.222فتفانى غيرة على النفوس .وبتحريضه وتعليمه رد كثيرين من
الوثنيين الى االيمان بالمسيح واكثرهم من الشرفاء .وبعد أن ساس
الكنيسة بالحكمة والقداسة ،نال اكليل الشهادة بقطع رأسه سنة .230
صالته معنا .آمين.
اليوم العاشر
تذكار القديس اغابيوس
قد ذكره كتاب اعمال الرسل بقوله ":وفي تلك االيام ،نزل أنبياء من
اورشليم الى انطاكية .فقام واحد منهم اسمه اغابيوس ،فأنبأ بالروح أن
ستكون مجاعة شديدة في جميع المسكونة .وقد وقع ذلك في أيام
كلوديوس" (اعمال 27 :11و .)28
ثم قال ":وبينما نحن البثون هناك (قيصرية فلسطين) ،نزل نبي من
اليهودية اسمه اغابيوس .فدخل الينا وأخذ منطقة بولس وأوثق بها رجليه
ويديه وقال :هذا ما يقول الروح القدس :ان الرجل صاحب هذه المنطقة،
سيوثقه اليهود هكذا في اورشليم ويسلمونه الى أيدي األمم" (اعمال :21
.)11- 10
ومن هذا النص نعلم أن اغابيوس كان من المبشرين االثنين والسبعين.
وانه كان يجول البلدان مع الرسل مبشراً بالمسيح .وقد صرف حياته كلها
بالتبشير في بلدان عديدة ،الى ان نقله هللا ،لينيله جزاء جهاده .وذلك في
اواخر القرن االول .صالته معنا .آمين.
وفي هذا اليوم ايضاً :تذكار معجزة صورة السيد المسيح في بيروت
قد ذكر هذه المعجزة اثناسيوس اسقف بيروت في المجمع السابع
المسكوني في نيقيه سنة .787وذلك بعريضة قدّ مها آلباء المجمع.
فدونت في أعماله ،وهذا ملخصها :كان أحد المسيحيين قد استأجر داراً
قريبة من مجمع اليهود .ووضع في احدى غرفها صورة المصلوب .ثم
ترك الدار والصورة .فاستأجر الدار يهود .فأخذوا يجرحون تلك الصورة.
وطعنوا جنبها بحربة ،فخرج منه دم وماء بكثرة .فدهشوا ودهنوا من ذلك
الدم مخ َّلعا ً فشفي حاالً وأتوا بعميان فأبصروا واشالء فبرئوا .فآمن
كثيرون من اليهود .وحملوا الصورة وأتوا بها الى االسقف وسألوه ان
وحول تلك الدار الى
يعلمهم قواعد االيمان المسيحي .ففعل وع ّمدهمّ .
كنيسة على اسم المخلص .وكان ذلك سنة .763
ولم يزل ذكر هذه الكنيسة معروفا ً في بيروت ،حيث أقام في القرن الثالث
عشر الرهبان الفرنسيسكان ديراً بجانبها وسكنوه.
وأثبت آباء المجمع هذه اآلية الباهرة دعما ً لتكريم االيقونات .نعمة
المصلوب تكون معنا .آمين.
اليوم الحادي عشر
تذكار الشهيد انطيباس
كان انطيباس تلميذ للرسل وخاصة ليوحنا الحبيب .أقيم اسقفا ً على مدينة
برغامس في آسيا الصغرى في أيام الرسل .ودعاه كتاب الرؤيا ":شاهدي
االمين" ( )13 :2كان في مدينة برغامس في مقاطعة بمفيليا معبد
لالوثان .اشتهر كهنته بتعاطيهم مع الشيطان ،لذلك دعا يوحنا الحبيب
المكان عرش الشيطان .ألن الشياطين كانوا يتكلمون بواسطة التماثيل
واالصنام الموجودة فيه .وكان القديس انطيباس يطردهم باسم يسوع
المسيح.
فهاج الوثنيون وقبضوا على القديس وأتوا الى حاكم المدينة .فأمره ان
ويضحي لالوثان .فأبى بكل جرأة .وأخذ يبين للحاكم سخافة ّ يكفر بالمسيح
عبادة االوثان ورجاستها ويثبت له صحة الدين المسيحي .فحنق الوالي
وأمر بتعذيبه وحرقه .فنال اكليل الشهادة سنة .93صالته معنا .آمين.
برحوفيوسوفيه ايضاً :تذكار االنبا ُ
هذا كان في ايام الملك يوستينيانوس ،ناسكا ً مجاهداً مشهوراً بالتعليم
الرهباني .وقد وضع كتابا ً في المشاكل الرهبانية .ورغب في العزلة
ومناجاة هللا دون سواه .وقضى على هذه الحال سنين طويلة .ثم رقد
بالرب بكل قداسة في أواسط القرن السادس .والكنيسة الشرقية تكرمه
كثيراً ،فقد وضعت صورته في كنيسة القسطنطينية بجانب صورتي
القديسين انطونيوس وافرام .صالته معنا .آمين.
اليوم الثاني عشر
تذكار الشهداء مينا وارموجانوس وافقرافُس
كان مينا مسيحيا ً من اشراف مدينة أثينا من اصحاب المقدرة والخبرة في
السياسة .لذلك أرسله الملك مكسميانوس واليا ً على مصر الصالح القالقل
بين أهلها والقاء السالم بينهم .فكان يحمي المسيحيين من الظلم والتعدي.
ويسند الوظائف في الدولة الى من يراه بينهم مستحقا ً وقديراً.
فاستاء منه الملك وعزله عن الوالية وع ّين ارموجانوس مكانه ،وأمره
بأن يشدّ د على مينا لكي يكفر بالمسيح ،ويضحي لالوثان .فأخذ
ارموجانوس بحاول بشتى الوسائل الرجاع مينا الى احضان الوثنية ،فلم
ُي فلح .ولما سأل مينا لماذا ترك عبادة االوثان ،أجابه :ألني بعد مطالعة
االسفار المقدسة تحققت وجود اله واحد واجب الوجود ،له وحده يحق
التكريم والسجود .وما االصنام سوى الهة صماء ال ُيرجى منها خير ،فأمر
ارموجانوس بقطع لسانه وقلع عينيه ،ثم ألقوه في السجن وفيه رمق من
الحياة.
أما ارموجانوس ،فأهابت به لواذع الضمير وعرف أنه مسيئ الى مينا
الذي لم يكن مذنبا ً في شيء ،بل كان شريفا ً وأمينا ً في خدمة ملكه ووطنه،
كما هو شديد االمانة في خدمة ربه .فندم ارموجانوس على ما فعل ،وظن
أنه يك ِّفر عن ذلك بدفن مينا دفنة م ّكرمة .وفي الغد أرسل جنوده الى
السجن ،ليقوموا بهذا الواجب ،فوجدوا مينا سالما ً يشكر هللا بتسابيحه.
فآمن أرموجانوس ايضا ً واعتمد .فاستشاط الملك مكسيميانوس غضباً،
وجاء هو نفسه الى االسكندرية ومعه افقرافُس المسيحي مق َّيداً بالسالسل،
وكان هذا أحد كتبة ديوانه .واذ رأى أن ال وعد وال وعيد ينال من ذينك
المسيح ّيين ،أمر بتعذيبهما وهما صابران ثابتان على ايمانهما ومعهما
ضربت أعناق الثالثة ونالوا اكليل الشهادة سنة .307 افقرافس الكاتب .ثم ُ
صالتهم معنا .آمين.
اليوم الثالث عشر
تذكار البار زوسيما
كان هذا البار من فلسطين .رغب منذ حداثته في العيشة النسكية .فترهب
وأنعكف على ممارسة الفضائل ،حتى تسامى فيها .واستمر على هذه الحال
ثالثا ً وخمسين سنة ،حتى بلغ شوطا ً بعيداً في طريق الكمال .وكان خير
مرشد للرهبان ،يسيرون بحسب تعاليمه ويأخذون بنصائحه االبوية.
وفيما كان يفكر يوما ً في طريقة أخرى تزيده رق ّيا ً في الفضيلة والقداسة،
ويسأل هللا ان يهديه اليها ،سمع صوتا ً يدوي في داخله قائالً" يا زوسيما،
أترك ديرك واذهب الى دير على ضفاف االردن ،حيث ترى من الفضائل
والعظائم ما تصبو اليه نفسك" .ولساعته توغل في البراري حتى وصل
الى الدير الذي أوحي له أن يقيم فيه ،فوجده آهالً بعدد وافر من الرهبان،
يدأبون في أعمال النسك والتقشف وعمل اليد ،ويتناوبون الصالة في
كنيستهم ليالً ونهاراً دون انقطاع ،ال يقتاتون بسوى الخبز والماء .فارتاح
زوسيما الى تلك الحياة النظامية السعيدة .وأخذ يواصل جهاده في ذلك
الجو الصافي ويزداد كماالً يوما ً بعد يوم ،وهو الذي لقي مريم المصرية
التائبة في البرية وناولها الزاد االخير.
وعاش زوسيما في ذلك الدير ،مثابراً على أعمال النسك والقداسة ،الى أن
نقله هللا اليه في السنة .525صالته معنا .آمين.
اليوم الرابع عشر
تذكار أرمنجلدوس الملك الشهيد
كان ارمنجلدوس بن ملك اسبانيا ،وكان هذا الملك اريوسيا ً متعصباً.
فأضحى أرمنجلدوس الشاب ملكا ً على اشبيلية وما جاورها من بالد
اسبانيا .واقترن بأميرة فرنسية كاثوليكية تقية تدعى انداغندا .وكان يحبها
ويحترمها جداً لما تحلت به من فضائل سامية ،واخالق شريفة .فما لبث
ان نبذ االريوسية عن يد القديس ليونردوس اسقف اسبانيا .وبتأثير المثل
الصالح الذي كان يراه في زوجته االمينة الفاضلة.
فاستاء أبوه منه وكانت خالته اي امرأة ابيه االريوسية توغر صدر أبيه
عليه .فحاول الملك األب بكل ما لديه من وسائل الوعد والوعيد ليرد ابنه
الى االريوسية ،فذهبت محاولته عبثاً .فاستدعاه بحيلة الى بالطه وطرحه
في السجن .ثم أرسل اليه اسقفا ً اريوسيا ً ليقنعه بالرجوع الى االريوسية
والخضوع ألمر أبيه .فأبى القديس بكل ثبات .فلعبت الخالة الشريرة دورها
االخير .فأرسل الملك جنوده الى السجن فضربوا رأسه بالفأس وقتلوه.
فنال اكليل الشهادة سنة .586وقام بعده اخوه ملكاً .فاعتنق المذهب
الكاثوليكي .وبذلك كان اهتداء المملكة كلها الى الكثلكة .صالته معنا.
آمين.
وفيه ايضاً :تذكار القديس ارستركوس
كان ارستركوس تلميذاً لبولس الرسول ومن رفاقه الذين كانوا يالزمونه
ويخدمونه .وقد شاهد المعجزات الباهرة التي جرت على يد الرسول .وقد
ذكره مار بولس مراراً في رسائله .أقامه اسقفا ً على تسالونيكي حيث
احتمل عذابات كثيرة ورقد بالرب .صالته معنا .آمين.
اليوم الخامس عشر
تذكار سابا الشهيد
كان سابا من أ ّمة الغطط االشرار .ومنذ صباه ،اعتنق االيمان المسيحي
ورغب في الفضيلة سالكا ً طريق الكمال االنجيلي .كان سريع الطاعة،
متواضعا ً فصيح اللسان ،شجاعاً ،ال يهاب أعداء الدين .وكان ال ُغطط
يكرهون المسيح ّيين ويضطهدونهم ويلزمونهم بأكل الذبائح المقدمة
لالوثان .فحملت الغيرة هذا القديس على أن يصيح عالنية :ان كل من يأكل
من تلك الذبائح ال ُيعد مسيحياً .فانصاع لكالمه كثيرون من المسيحيين.
واستمروا ثابتين على ايمانهم صابرين على أشد العذابات.
ولما استؤنف االضطهاد وأتى الحكام الى قرية سابا يسألون هل فيها
مسيح ّيون ،وقف سابا أمامهم مجاهراً بكل شجاعة :انه مسيحي .فأمروه
بأن يأكل من ذبائح االوثان .فأبى بكل جرأة .حينئذ شدوا وثاقه .وأوسعوه
اهانات وجراحاً .وهو ثابت على ايمانه ،فحملوه الى النهر حيث خنقوه
وطرحوه في الماء .فنال اكليل الشهادة في 12نيسان سنة .372
وفي هذا اليوم ايضاً :تذكار البابا سوتيروس
ولد هذا البابا في مدينة فوندي في ايطاليا .وصار خلفا ً للبابا انيساتوس
سنة .166لقد دبر هذا البابا الكنيسة والكرسي الرسولي بكل غيرة
وقداسة وامتاز بمحبته للفقراء والمصابين ،ولم يكن يضن بمال ينفقه
عليهم .وقد توفي شهيداً عام .174صالته معنا .آمين.
اليوم السادس عشر
تذكار البا ّرة اناسيما
كانت هذه ابنة ملك يحكم على خمس عشرة مدينة في مصر .وهي وحيدة
لوالديها وربيت مثابرة على درس الكتب المقدسة ،وال سيما كتاب االنجيل
الطاهر .مات ابوها وهي صبية ،فه ّم ارباب الدولة بأن يقيموها ملكة
مكانه .فانس َّلت من بيتها خلسة ،وزهدت في الدنيا مرتدية اثوابا ً ذرية .ولم
تأخذ معها سوى كتاب االنجيل المقدس .وسارت الى البرية ،متوغلة الى
ان بلغت غابا ً كثيف االشجار .فأقامت فيه ناسكة تناجي هللا بالصالة
والتأمل وتقتات من أعشاب البرية ،وبعض األثمار نحو اربعين سنة.
وكانت الوحوش تؤانسها ،وتصغي اليها عند تالوة االنجيل الذي شغفت
بمحبته وكرست حياتها لخدمته .ثم الهم هللا القديسة اناسيما ان تذهب الى
دير بجانب نهر النيل فيه ثالثمئة راهبة .فانضمت اليهن وتظاهرت بأنها
بلهاء مجنونة زيادة ألجرها .ولذلك كانت تقاسي من الراهبات انواع
االهانات والشتم مدة طويلة وهي ال تتذمر.
وفي غضون ذلك كان األنبا دانيال قد اشتهر بقداسته .فأوحي اليه ان
يزور ذلك الدير حيث القديسة اناسيما .فجاء وعرفها وجثا أمامها طالبا ً
صالتها .فاندهشت الراهبات من عمله .فأخبرهن بأمرها ونسبها الملوكي.
وسرد لهن قصتها .فالتحفن الخجل والندم على جهلهن من هي وأسرعن
الى طلب المغفرة منها ،فشق ذلك على القديسة ،الحتقارها المجد العالمي
وتعلقها الشديد بفضيلة التواضع السامية .لذلك خرجت من الدير دون أن
يعلم بها أحد وال الى أين ذهبت وكيف انتهت حياتها .والمرجح انها رجعت
الى البرية حيث كانت اوالً .وبقيت تواصل جهادها النسكي الى أن رقدت
بالرب نحو سنة 379وهي السنة التي توفي فيها القديس دانيال الذي
كان واقفا ً على سيرتها .فقصها على رهبانه حتى كتب بعضهم ترجمتها.
صالتها معنا .آمين.
اليوم السابع عشر
تذكار البابا أغابيطوس
ولد هذا البابا في روما .واسم أبيه غودريانوس .درس العلوم وامتاز فيها
كما كان ممتازاً بفضائله .فأقيم خلفا ً للبابا يوحنا الثاني في 3حزيران سنة
.535ودامت حبريته نحو سنة .وقع خاللها حادثان هامان في تاريخ
الكرسي الرسولي :االول تدخل البابا في شؤون الملوك .الثاني بسط
سلطانه على أعلى رئاسة كنائسية بعده .فاألمر االول هو ذهاب البابا الى
القسطنطينية .واقناع الملك يوستينيانوس بالعدول عن الحرب ضد
تاوداتوس ملك ال ُغطط والقاء الصلح بينهما ونشر السالم بين الشرق
والغرب.
أما الحادث الثاني فهو رفض البابا توسط الملك يوستينيانوس والملكة
تاوادورا بشأن بطريرك القسطنطينية انتيموس االوطاخي .فقد عقد البابا
مجمعا ً وحط البطريرك انتيموس عن كرسيه ورقى هو بيده القديس مينا
الى مقام البطريركية القسطنطينية .وكان هذا اول بطريرك يرقيه البابا
نفسه على كرسي عاصمة المشرق .وكتب هذا البابا الى البطريرك
االورشليمي يفهمه أن االسقف الذي يقيمه البابا يجب ان يعتبر بمنزلة
الذين يقيمهم القديس بطرس الرسول.
ومما يجب معرفته ان رهبان القديس مارون قدموا آنذاك عريضة الى
القديس مينا البطريك والى ذلك المجمع ،يعلنون شدة تمسكهم بالمعتقد
الكاثوليكي ضد اتباع اوطيخا وساويروس وحمل عريضتهم هذه قاصدهم
الراهب بولس الذي حضر المجمع ،ووقع على أعماله.
وتوفي هذا البابا العظيم في 22نيسان سنة .536صالته معنا .آمين.
اليوم الثامن عشر
تذكار البارة تاسيا التائبة
ولدت تاسيا في االسكندرية وكانت بديعة الجمال .فأمست شركا ً القتناص
الكثيرين الى االثم .فألهم هللا القديس بفنوتيوس أن يدعوها الى التوبة.
فجاءها متنكراً وأخذ يبين لها فظاعة حالتها وسوء مصيرها ،فتأثرت جداً
ومست النعمة قلبها .فظهرت لها شناعة الخطيئة .فانطرحت كالمجدلية
على قدمي القديس وسألته أن يفرض عليها ك َّفارة تمحو خطاياها الكثيرة
وأسرعت فأتت بكل ما لديها من الحلي والثياب الثمينة وأحرقتها أمام
جمهور غفير فحبسها القديس في قل ّية أوصد بابها وأمر الراهبات بأن
يقدمن لها من نافذتها شيئا ً من الخبز والماء .فقبلت تاسيا بملء رضاها
هذه الك ّفارة وعلمها مرشدها أن تردد بصالتها "يا من جبلتني ارحمني".
وبعد ان استمرت تاسيا على تويتها هذه ثالث سنين ،قبل هللا توبتها عن
يد القديس بفنوتيوس وانصرفت الى ربها بسالم سنة .350صالتها معنا.
آمين.
اليوم التاسع عشر
تذكار البار طيمون الشماس
كان طيمون احد الشمامسة السبعة الذين اختارهم جمهور المؤمنين
االولين ،بناء على طلب الرسل االثني عشر للخدمة اليومية في الموائد.
لكي يتفرغ الرسل للصالة ولخدمة الكلمة ،فصلوا ووضعوا عليهم االيدي،
كما جاء في اعمال الرسل (.)6 -1 :6
ول ّما تفرق الرسل وذهبوا للتبشير ،أقيم الشماس طيمون معلما ً في حلب.
فبشر فيها أوالً ،خادما كنيستها .ثم استأنف عمله ،حتى بلغ قورنثيه فخدم
الحساد واليونان مضطهدو اسم ّ كنيستها ايضاً .وهناك قام عليه اليهود
المسيح ،فأسلموه للعذاب :طرحوه أوالً في النار فلم تؤذه .ثم أماتوه
مصلوبا ً فنال اكليل الشهادة نحو أواخر القرن االول للميالد ودفن في
قورنثيه بكل اكرام .صالته معنا .آمين!
اليوم العشرون
تذكار البار نتنائيل الناسك
كان هذا البار ناسكا ً في جبل النطرون في صعيد مصر .بنى له قل ّية .وأقام
فيها ونذر أنه ال يخرج منها حياته كلها .فأخذ الشيطان يحاربه ويخادعه
بشتى الحيل ليخرجه من قل َّيته ،فكان ينتصر عليه بالصالة وااللتجاء الى
هللا .فجاءه مرة بزي صبي يسوق حماراً حامالً خبزاً .فسقط الحمار تحت
الحمل .وقد أدركه المساء في واد قريب من منسك القديس ،فأخذ يستغيث
صارخاً :يا أبانا نتنائيل ،هلم لمساعدتي لئال تفترسني الوحوش أنا وهذا
الحمار .فأطل القديس من نافذته وبالهام الهي أجابه :ان كنت حقا ً في
ضيق ،ايها الغالم ،فأنا اسأل هللا أن يرسل اليك من يساعدك وينجيك من
الوحوش .وان كنت شيطانا ً فليخزك هللا .وللحال اختفى الصبي وحماره.
وأغلق القديس باب قليته وقام مصلياً ،شاكراً هللا على نجاته من تجارب
ابليس ...واستمر محافظا ً على نذوره ،مثابراً على مناجاة هللا وعلى
ممارسة سائر الفضائل الى أن رقد بالرب في القرن الرابع للمسيح .صالته
معنا .آمين.
اليوم الحادي والعشرون
تذكار البابا بيوس االول
ولد هذا البابا في أكويال في البندقية .وخلف البابا هيجين برئاسة الكنيسة.
فدبرها بكل غيرة مدة أربع عشرة سنة .وناضل ضد المبتدعين ورد
الكثيرين من الوثنية الى االيمان القويم وقد شرف الكنيسة بجهاده
واعماله البارة .رقد بالرب سنة .154صالته معنا .آمين.
وفيه ايضاً :تذكار الشهيدة جوليا البتول
كانت جوليا من مدينة قرطاجنة .أُسرت .فابتاعها رجل من سوريا اسمه
الخدَم ُّ
وتحث َ اوسابيوس .فكانت جارية عنده تخدمه بكل نشاط وأمانة.
على ذلك .وتعلمهم قواعد االيمان المسيحي .مذكرة اياهم بوصية القديس
بولس الرسول للعبيد نحو اسيادهم وكانت مثابرة على الصلوات والتأمالت
وقهر أميال الجسد باالصوام واالماتات.
فجاءت يوما ً مع موالها الى جزيرة كورسيكا ،حيث اشترك في حفلة تكريم
اله الشجرة .فأبدت جوليا مقتها خرافات الوثنية مزدرية بها ،فبلغ ذلك
مسامع الوالي فاستحضرها وكلفها أن تشترك في ذبيحة اآللهة فيعتقها
ويحررها .فأجابته بجرأة وصراحة ":انا حرة بايمان المسيح .ومعاذ هللا
أن أشتري الحرية بجحود معتقدي وإيماني" .فصفعوها على فمها
ووجهها حتى امتأل فمها دما ً وهي صابرة صامتة .ثم سحبوها بشعرها
وجلدوها جلداً قاسياً ،حتى تمزقت لحمانها ،فتحملت ذلك بصبر عجيب.
أخيراً صلبوها على خشبة .فابتهجت بأن تشابه فاديها االلهي بموتها على
الصليب ،حيث طارت روحها الطاهرة الى التمتع بالمجد السماوي مع
العذارى الشهيدات .وكان ذلك في أواسط القرن الخامس .صالتها معنا.
آمين.
اليوم الثاني والعشرون
تذكار القديس تاودورس السيكاوي
ولد هذا البار في بلدة سيكا في آسيا الصغرى وتربى على خوف هللا وحفظ
وصاياه.
ثم زهد في العالم واباطيله ،وآثر الحياة النسكية ،يقهر جسده باالصوام
والتقشفات منحبسا ً في مغارة ،وبذلك اشتهرت قداسته فرقي الى درجة
الكهنوت وهو في الثامنة عشرة من العمر فازداد فضيلة وقداسة.
ثم ذهب الى زيارة االماكن المقدسة وجال في برية فلسطين ودخل ديراً
بالقرب من االردن.
وبعد ذلك رجع الى وطنه شيخا ً وتنسك في البرية ،مواظبا ً على االماتة
والتوبة الصارمة ،فانتشر صيت قداسته في تلك النواحي .ومنحه هللا
موهبة صنع المعجزات فأتاه الكثيرون يستنيرون بارشاداته ،فأنشأ لهم
ديراً وتولى ادارتهم .ثم عاد مرة ثانية لزيارة الجلجلة واالرض المقدسة.
وما لبث ان لزم ديره وخلوته هربا ً من اكرام الناس له.
ثم ُر ِّق َي الى درجة االسقفية فقام يتفانى غيرة على مجد هللا وخالص
النفوس .وان الكونت موريقيوس بعد انتصاره على جيش الفرس
وسماعه بشهرة هذا القديس أتى لزيارته وطلب صالته فتنبأ القديس له
بانه سيصير ملكاً .وتمت النبوءة بالفعل وذكر موريقيوس الملك ما قاله
القديس ،فأرسل اليه كتاب شكر وست مئة كيل قمحاً .وبقي كل سنة يرسل
اليه مثلها لتوزع على المعوزين.
ثم استقال هذا القديس من االسقفية بعد عشر سنوات .وعاد الى ديره
يخلوا الى هللا بالتأمل في صفاته االلهية ،الى أن نقله اليه في 22نيسان
سنة .631صالته معنتا.آمين.
اليوم الثالث والعشرون
تذكار القديس جرجس الشهيد
ولد هذا القديس في مدينة اللد بفلسطين سنة 280من اسرة مسيحية
شريفة .توفي والده فربته أمه التقية تربية مسيحية صحيحة .ولما بلغ
السابعة عشرة دخل في سلك الجندية وترقي الى رتبة قائد الف.
قال المؤرخ اوسابيوس في استشهاده :لما شدد ديوكلتيانس قيصر في
اضطهاد المسيح ّيين وأصدر بذلم أمراً علقه على جدار البالط الملكي في
نيكوميدية ،تقدم جورجيوس ومزق ذلك االمر .فقبض عليه الوثنيون
فشووه اوالً ،ثم البسوه خفا ً من حديد مسمراً بقدميه وسحبوه وراء خيل
غير مروضة ،فخلصه هللا من ذلك كله ،ثم طرحوه في أتون مضطرم فلم
يؤذه ،ولما رأى الملك ديوكلتيانوس هذا المشهد غائصا ً في بحر من
الدماء ال يئن وال يتأوه أكبر شجاعته .وعز عليه ان يخسر قائد حرسه
وابن صديقه القديم .فأخذ يالطفه ويتملقه لكي يثنيه عن عزمه ،فأحب
جورجيوس أن يبدي عن شعوره بعطف الملك .فتظاهر باالقتناع وطلب ان
يسمح له بالذهاب الى معبد االوثان .فادخلوه معبد االله "اب ّلون" باحتفال
مهيب حضره الملك ومجلس االعيان والكهنة بحللهم الذهبية وجمع غفير
من الشعب .فتقدم جورجيوس الى تمثال اب ّلون ورسم اشارة الصليب .وقال
للصنم :أتريد أن أقدم لك الذبائح كأنك اله السماء واالرض؟ " فأجابه
الصنم بصوت جهير ،كال انا لست الها ً بل االله هو الذي انت تعبده" .وفي
الحال سقط ذلك الصنم على االرض وسقطت معه سائر االصنام .وعندها
صرخ الكهنة والشعب :ان جورجيوس بفعل السحر حطم آلهتنا .فالموت
لهذا الساحر .فصلبوه .ورموه بالنشاب حتى اسلم الروح .فطارت شهرة
استشهاده في اآلفاق شرقا ً وغرباً .وأجرى هللا على يده عجائب كثيرة
باهرة وأخذ المسيح ّيون منذ القرن الرابع يحجون الى ضريح الشهيد "
الالبس الظفر" ،فينالون بشفاعته غزير البركات والنعم.وقد رسم له
المصورون صورة رمزية جميلة تمثله طاعنا ً برمحه شيطان الوثنية
الممثل بالتنين ،ومدافعا ً عن معتقد الكنيسة الممثلة بابنة الملك السماوي.
وقد شيدت على اسمه كنائس ومذابح في جميع االقطار .واتخذته بريطانيا
شفيعا ً لها .ودعي كثير من ملوكها باسمه .ويكرمه االنكليز اكراما ً عظيماً.
وامتازت فرنسا أيضا ً بتكريمه .واتخذته جمهورية جنوا في ايطاليا شفيعها
االول االكبر .وجمهورية البندقية أنشأت فرقة رهبانية عسكرية على
اسمه .صالته معنا .آمين.
اليوم الرابع والعشرون
تذكار القديس سابا قائد الجيش
كان هذا البار مسيحيا ً من قبيلة الغطط وقائداً للجيش في روما .حملته
غيرته على افتقاد المسجونين الجل ايمانهم بالمسيح ،مشجعا ً اياهم على
احتمال العذاب والثبات في ايمانهم .فعرف به الملك اورليانوس ،وكان قد
أثار االضطهاد على المسيحيين ،فألقى القبض عليه .ف َما كان من سابا
القائد الباسل ،اال ان نزع عنه منطقة الجندية بحضرة الملك ،وجاهر
بايمانه بالمسيح قائالً :اني الفخر بأن اكون أمينا ً بخدمة ملكي السماوي،
كماكنت أمينا ً بخدمة ملكي االرضي ،وعلي اطاعة االول قبل الثاني" .فأمر
به الملك فوضعوه على مشواة من حديد محمي ،فاحتمل هذا العذاب،
صابراً ثابتا ً على عزمه .ثم ألقوه في قدر مملوءة زيتا ً يغلي ،فصانه هللا
من كل اذى .ولدى هذا المشهد العجيب آمن من عبدة االصنام سبعون
رجالً .فعذبوهم ،فأستمروا ثابتين على ايمانهم ،فضربوا أعناقهم فطارت
أرواحهم الى االخدار السماوية .ثم ساقوا القديس سابا الى السجن حيث
ظهر له السيد المسيح فعزاه وقواه على احتمال العذاب .وفي الغد
استحضره الملك أمامه ثانية ،وحاول اقناعه بالوعد والوعيد ليثني عن
عزمه ويضحي لالوثان .فأبى بكل جرأة وشجاعة .فأمر الملك بقطع رأسه.
فانضم الى رفقائه الشهداء متمتعا ً معهم بالمجد السماوي سنة .271
صالته معنا .آمين!
اليوم الخامس والعشرون
تذكار مرقس االنجيلي
كان القديس مرقس رفيق بولس الرسول في اسفاره واتعابه والتلميذ
الخاص لبطرس الرسول .وكان مرقس من اورشليم حيث يقال ان
المخ ّلص صنع الفصح في بيته .وهذا القديس هو يوحنا الملقب بمرقس
الذي ورد ذكره مرات في اعمال الرسل ،والذي رافق الرسل وشاركهم في
االسفار والتبشير.
ولما كان بطرس يعظ وبيشر بكلمة الرب في رومة ،سأل المؤمنون تلميذه
مرقس أن يدون البشارة التي يلقيها معلمه عليهم .فكتب لهم االنجيل
المعروف باسمه حوالي السنة السادسة واالربعين للمسيح ،كما تل ّقنه من
ووجهه الى االمم باللغة اليونانية.
ّ فم استاذه
وبعد أن أقام القديس بطرس تلميذه مرقس اسقفا ً على مدينة جبيل ،كما
يثبته التقليد القديم مضى الى مصر حيث بشر باالنجيل في عدة مدن الى
أن قاده الروح القدس الى كنيسة االسكندرية التي كان أول أسقف عليها.
وعلى يده اهتدى الى االيمان بالمسيح اناس كثيرون.
وأنشأ القديس مرقس في االسكندرية مدرسة نبغ فيها كثيرون من العلماء
واالحبار والشهداء ومنهم القديس اثناسيوس وباسيليوس وغريغوريوس
النزينزي.
ولما رأى عبدة االصنام ما كان عليه القديس مرقس من النجاح في رد
الوثنيين الى االيمان بالمسيح ،حنقوا وائتمروا على اهالكه .ففي َما كان
يحتفل باالسرار المقدسة يوم أحد عيد الفصح المجيد ،وثبوا عليه وربطوه
بالحبال وأخذوا يجرونه في شوارع المدينة قائلين ":لنجر الثور الى
الحظيرة" .فتمزق جسده واصطبغت الصخور بدمائه ،وهو يشكر هللا الذي
أهله الى االشتراك في آالمه .ثم أودعوه السجن .وفي منتصف الليل جاء
مالك الرب يعزيه ويشجعه .وظهر له السيد المسيح يقويه ويهنئه باكليل
الشهادة والمجد .وفي الغد استأنفوا التنكيل به الى ان فاضت روحه
الطاهرة وذهبت ترتع في اخدار النعيم .وكان ذلك في 25نيسان سنة 68
للمسيح.
وكنيسة جبيل التاريخية التي يفيد التقليد انها من عهد الرسل وقد رممها
الصليبيون ،هي على اسم القديس يوحنا مرقس .صالته معنا .آمين!
اليوم السادس والعشرون
تذكار الشهيد باسيليوس اسقف آماسيا
كان هذا القديس اسقفا ً على مدينة اماسيا في اقليم البنطس في ايام الملك
ليكينيوس الذي كان يضطهد المسيحين ويسفك دماءهم انهاراً ويزاحم
الملك قسطنطين الكبير على الملك .فألقى القبض على باسيليوس وبدأ
يوبخه ويهدده بالموت ان لم يكفر بالمسيح ويضحي لالوثان .فأزدرى به
القديس ولم يعبأ بتهديداته بل أخذ يبين له عن ضالله وعن جوره في
اضطهاد المسيحيين اآلمنين وسفك دمائهم ،وان هللا سيعاقبه على
معاصيه .فاستشاط الملك غيظا ً وأمر به فضرب عنقه ،ففاز بالشهادة
والمجد السماوي وكان ذلك نحو سنة .322
وقد تمت نبوءة هذا القديس الشهيد في الملك ليكينيوس ،الن قسطنطين قد
انتصر عليه ومات مقتوالً سنة .323
†† †