You are on page 1of 69

‫‪www.christianlib.

com‬‬

‫إيلبا‬ ‫العرفتعيهنت‬
‫‪٠‬اكي الشسع‬
‫ا‪-‬‬ ‫ه‬

‫بغتم‬
‫المطران لويس سالكو‬

‫‪0‬‬
‫ليذالهفوة‬
‫بخوت‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ال ماح من طبعه‪.‬‬

‫بولس دحدح‬
‫النائب الرسولى لالتبن في لبنان‬
‫جعبتا‪ ،‬في ‪٢٠٠٩/٢٥/١٢‬‬

‫جمع الحقوق محفوظة ‪ ،‬طبعة أولى ‪ ٠ ٩‬ا‪٢ .‬‬


‫دار المغرق ض م م‪،‬‬
‫ص‪.‬ب‪١٦٦٧٧٨ .‬‬
‫األشربة‪ ،‬بيروت ‪ ،١١٠٠ ٢١٥٠‬لبنان‬
‫الل‪٢0٩٠00‬ا‪1‬ء‪3‬الل‪1‬اها‪١‬ج‪:/‬لل‪11:‬ا‪1‬‬

‫‪188^ 2-7214-5303-3‬‬

‫التوزع‪ :‬المكتبة الشرقية ش‪,‬م‪.‬ل‪.‬‬


‫الجر الواطي ‪ -‬سن الغيل‬
‫ص‪.‬ب‪ - ٥٥٢٠٦ :‬بيروت‪ ،‬لبنان‬
‫تلفون‪)٠١( ٤٨٥٧٩٣ :‬‬
‫فاكس‪)٠١( ٤٩٢١١٢ -)٠١( ٤٨٥٧٩٦ :‬‬
‫‪:‬ةأا‪8‬أله‪٦٧‬‬ ‫أل‪.1‬الل‪0‬ء‪.‬ء‪1‬ئللجا‪-‬ا‪0‬‬
‫ل‪0111.11‬ء‪.‬ها‪113‬جا‪-‬ا‪0‬جا‪-‬اا‪13‬ل‪1‬؛‪11@1‬صء‪£-111311: 3‬‬
‫أل‪1.1‬ج»‪3.‬؛‪1‬عأل^@‪0٣‬ه‪£-111311: 11‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫إيليا بن عيسى من مواليد ‪ ١١‬شباط ستة ‪ ٩٧٧‬في مدينة‬


‫السن ا لقريبة من كركوك ‪ ،‬وليست ا لسذ‪-‬سئئدج اإليرانية‪,‬‬
‫يذكر في رسائله بعفى التفاصيل عن سيرته ‪ :‬ترقبه في دير مار‬
‫‪،‬‬ ‫ميخائيل على ضئة نهر دجلة الشرقية بجوار الموصل‬
‫ودرسه على يد الملفان يوحتا األعرج‪( :‬اكان في عمر مار‬
‫ميخائيل بالموصل راهب شيخ زاهد اسمه يوحتا ويعرف‬
‫وكنت من بعض تالميذه والمختضين به))‬ ‫باألعرج‪,‬‬
‫(المجالس‪ ،‬ورقة ‪ . )٦٧‬رسم كاهتا ثلم رئيس كهنة في العام‬
‫‪ ٠٩٩٤‬وصا ر أسقعا على بيث نوهذرا “دهوك الحالية في العام‬
‫‪ ،١٠٠٢‬ثلم مطراتا على أبرشية نصيبين مركز مقاطعة بيث‬
‫عرباي‪ ،‬سنة ‪ . ١٠٠٨‬وتوقي في ‪ ١٨‬تغوز ‪١ * ٤٦‬ز‪ >٢‬ودفن في‬
‫كنيسة ميا فرقين إلى جانب قبر شقيقه الطبيب أبي سعيد‬
‫منصور ‪.‬‬

‫(‪ )١‬طالع عن تاريخ هذا الدير‪ ،‬الخوري أفرام رشام‪ ،‬تاريخ دير مار‬
‫ميخائيل‪ ،‬الموصل‪٠١٩٦١ ،‬‬
‫(‪ )٢‬األب فب‪ ،‬أحوال النصارى‪ ،‬ص ‪٠٢٧٩‬‬

‫ه‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫مؤلفاته‬
‫كتب إيلها في األدب والعلوم والتاريخ والفقه والالهوت‬
‫والحوار‪ .‬وتكشف كتبه عن (اعقل متحزر ونقدى حدا))( ‪.‬‬

‫نذكر من كتبه على سبيل المثال كتاب المجالس‪ ،‬ويهتنا‬


‫لعالقته بالمسلمين ‪ .‬هذه الكتب ساهمت في تقارب وجهات‬
‫النظر بخصوص مسائل دسه حساسة دافع عنها بجرأة كز من‬
‫إيليا وأبي القاسم‪ .‬ومنها كذلك كتاب دفع الهلم والتراجم(؛)‪.‬‬

‫من هو أبو قاسم المغربي؟‬


‫هو السين بن علي بن الحسين بن علي بن محتد بن‬
‫يوسف‪ ،‬خدم والده سيف الدولة ألحمداني وابنه سعد‪ .‬وتنثل‬
‫أبو القاسم بين مصر وفلسطين والعراق والجزيرة* وفي‬
‫ديا ربكر عهد إليه أميرها أبو نصر أحمد بن مروان بن دوستك‬

‫(‪ )٣‬األب سمير خليل‪ ،‬مجتة إتمالتو‪ -‬كريتباذا ‪ ،٣‬رقم ‪،١٩٧٧ ،١٥‬‬
‫ص‪.٢٧٦‬‬
‫(‪ )٤‬عن مؤلفاته‪ ،‬راجع األب يوسف حبي‪ ،‬فهرس المؤنفين لعبديئع‬
‫العوباوفي‪ ،‬ص ‪ ،٢٢٧‬واألب ألبير أبونا‪ ،‬األدب اآلرامي‪ ،‬ص‬
‫‪ ،٣٨٥,٣٨٢‬وعتانول دلي (ابطريرك)‪ ،‬مجتة بين النهرين‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،٤٣‬الة ‪ ،١٩٨٣‬ص‪.١٦٧-٧٦‬‬

‫‪٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ ٠‬يبدو أن الوزير كان متمما ثقافة‬ ‫ا لكردفي الحميدى ألوزارة‬


‫شاملة وله حس تقدفي سليم‪ ،‬وهاتان الصفتان جعلتا ه منفتحا ‪،‬‬
‫ومرحا‪ ،‬ويضياى‪ ،‬ورجل حوار بامتياز‪ .‬وهناك حادثة حصلت‬
‫له( تكشف عن هذه الصفات التبيلة ‪ .‬فغي إحدى رحالته تعب‬
‫وفقد الشهية‪ ،‬فنزل في دير للرهبان بالقرب من ميا فرقين وطلب‬
‫إلى راهب في الدير أن يأتيه بقليل من الشراب‪ ،‬لكئ معدته لم‬
‫تقبله‪ ،‬فبادر الراهب إلى إعطائه شيائ من عصير الرتان ودعا ه‬
‫إلى ‪,‬تناوله كيركة ‪ .‬فتناوله األمير وطاب‪ ،‬فعن هذا الشفاء‬
‫معجزة يتحذث عنها أينما حل‪ .‬فاحتار‪ :‬كيف يكون النصارى‬
‫مشركين وتحدث مثل هذه اآليات في أديارهم؟ فال بذ من أن‬
‫هناك بتا في الفهم! وتوقي في ‪ ١٥‬تئرين األذل ‪١٠٢٧‬م‪،‬‬
‫ونقل جثمانه إلى الكوفة بحسب وصينه ‪.‬‬

‫كتاب المجالس‬
‫إذ هذ‪ ٥٠‬المجالس ‪ -‬الحوارات عقدت في مدينة نصيبين‬
‫ثالث مرات‪ ،‬في أثناء زيارات قام بها الوزير أبو القاسم إلى‬

‫(ه) طابع عنه مقال أ‪.‬د‪ .‬محتد كريم إيراهيم الثمري‪( ،‬امجا لس مار إيلتا‬
‫(برشيتايا) سطران نصيين مع الوزير أبي القاسم حسن»‪ ،‬مجتة ين‬
‫التهرين‪ ،‬العدد ‪ ،١٤٦,١٤٥‬التة ‪ ،٢٠٠٩ ،٣٧‬ص‪.٤٩-١٨‬‬
‫(‪ )٦‬محتد ألشمري‪ ،‬ص‪.٢٣‬‬

‫‪٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫نصيبين‪ ،‬ولقائه مطرانها إيليا الذي ئظهر مناظرته جوا من الثقة‬


‫واالحترام المتبادل متا سمح للمطران أن يجيب عن سؤال‬
‫ا ألمير ‪(( :‬ألكم من العلوم مثل ما للسلمين))؟ أجاب‪(( :‬نعم‬
‫وبوفرة‪ .‬قال الوزير‪ :‬وما الدليل عليه؟ أجاب إيليا‪ :‬إذ عند‬
‫الملمين علوائ كثيرة منقولة من السريان وليس عند ‪ 1‬لسريان‬
‫علم منقول من عند العرب))( )‪.‬‬

‫نشر هذه المجالس األب لويس شيخو في مجلة المشرق‬


‫البيرة العاش ‪ ١٩٠٢‬و‪ .١٩٠٦‬كما نشرها في خمس‬
‫حلقات العام ‪ ١٩٢٢‬وتتفتن أسئلة وأجوبة عن العقيدة‬
‫ا لمسيحية كا لتوحيد والتثليت و ا لتجشد ‪ ،‬وا أل خال ق وا لزهد‬
‫عند الرهبان‪ ،‬والتوبة وموضوعات أخرى متنوعة في العلم‬
‫وا ألدب‪ .‬جمع إيليا هذه الحرارات في كتاب رغيد وفاة الوزير‬
‫العام ‪ ،١٠٢٧‬وصادق عليه رئيس ديوان البطريركىة أبو الفرج‬
‫عبد الله بن البزم‬

‫الكتاب يتغمتن مقدمة وسبعة مجالس وخاتمة ‪ .‬يحكي فيه‬


‫إيليا كد ما جرى بينه وبين الوزير المغربى‪ ،‬ويحتوي الكتاب‬

‫(‪ )٧‬األب تجيه‪ ،‬ص‪٠٢٨٠‬‬


‫(‪ )٨‬دلي‪ ،‬ص ‪. ١٦٥‬‬

‫‪٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫على معلومات تاريخية وأدبية قيمة‪ -‬يظهر باع إيليا الطويل في‬
‫المعرفة‪ ،‬وفي بعض األحيان نجده أقدر من الوزير في معرفته‬
‫اإلسالم(؟)‪ .‬وقد نهج نهجا حاذق في الثرح والتختص من‬
‫مأزق األجوبة وصعوبتها ‪.‬‬

‫أسلوبه وجحته‬
‫إذ أسلوب إيليا أسلوب مباشر على شكل سؤال وجواب‬
‫وظؤر أسلوب طيموتاوس نفسه مع الخليفة المهدي‪ . .‬أجوبته‬
‫عموى مقتضبة يعتمد فيها على الكتاب المقذس والقرآن‬
‫الكريم والمنطق والجناس في تقريب وجهة نظره إلى االئل‬
‫المثئف‪ .‬نتثف ذلك من خالل هذه المجالس‪-‬‬
‫الحوارات‪ ،‬وهذه مختارات منها نقتبسها من مجتة المشرق‬
‫المار ذكرها‪.‬‬

‫(‪ )٩‬الشري‪ ،‬مجالىابليا‪ ،‬صه‪.٣‬‬

‫‪٩‬‬
www.christianlib.com
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫نصوص خمتارة‬
‫من املجالس‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫المجلس األول‬

‫التوحيد والتثليث‬

‫وافق دخول الوزير رحمه الله إلى نصيبين يوم الجمعة‬


‫السادس والعشرين من جمادى ا ألولى من العنة الماضية وهي‬
‫السنة سع عشرة وأربعمائة (حزيران ‪ ١٠٦٢‬م) ‪ ،‬ودخلن عليه‬
‫يوم السبت بعده وما كنت رأيته قبل ذلك‪ ،‬فقربني وأكرمني‪،‬‬
‫وأجلسني بالقرب هنه ‪ .‬وبعد أن دعوت له وهثًاته بقدومه‬
‫نهضت ألنصرف فاستوقفني وقال لي‪ :‬إعلم أن لي مذة طويلة‬
‫أوثر االجتماع بك واالستكثار مئك وأريد أن يكون حضورك‬
‫وانصرافك من عندي في كن وقت على إيثاري واختياري‪.‬‬

‫فًاجبته بالسمع والطاعة وجلست‪ ،‬وبعد بسطه إي ي‬


‫وتأنيسه بي واستغال مه أخباري ومجاري أموري وذكر العلماء‬
‫وأهل العلم‪ ،‬قال لي‪ :‬إعلم أن رأيي قديتا في النصارى هو‬
‫رأي من يحقق أتهم كثار ومشركون‪ ،‬وأائً ؛ آلن فًاذا أثن في‬
‫كفرهم وشركهم‪ ،‬آليؤ عجيبه شاهدتها من مذهبهم‪ ,‬وأثك‬

‫‪١٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫أيشا في توحيدهم‪ ،‬ألشياء فظيعة يعتقدونها تقتضي آن سلف‬


‫في أتهم غير موحدين‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬ما الذي شاهده الوزير أطال الله بقاءه يقضي الشلق‬
‫في كفرهم‪ ،‬وما الذي يعتقدونه متا يوجب الشلق في توحيدهم؟‬

‫قال ‪ :‬أتا ما شاهدته متا يوجب الشلق في كفرهم فهو أتي‬


‫عند كوتي في الدفعة األولى في ديار بكر‪ ،‬توجهت إلى بديس‬
‫في مهتات غرضت علتي‪ ،‬فأللم بي عند وصولي إيها مرض‬
‫عظيم سقطت منه قؤتي‪ ،‬وبطلت شهوتي‪ ،‬فأيست من نغسي‪،‬‬
‫وخرجت منها واجائ إلى ميا فارقين حق إذأ قفى الله سبحانه‬
‫وتعالى على ما ال بذ منه فكان بها أو بالقرب منها ‪ .‬وكانت‬
‫نفي ال تقبل شيائ من الطعام وال الشراب‪ ،‬فتكتفث من تعب‬
‫الطريق والركوب مشعه عظيمة‪ .‬وكنت أسير في كق يوم مسافة‬
‫قصيرة والضعف يتزايد‪ ،‬والقؤة تتقص‪ ،‬والمرض يشتن‬
‫ويصعب‪ ،‬فوصلق إلى دير في الطريق يعرف بدير هار ماري‬
‫وأنا أضعف متا كنت عليه‪ ،‬والمرض أقوى متا كان‪ .‬فساعة‬
‫نزولي به وتأئلي ما أنا عليه من الضعف‪ ،‬استدعيت شيائ من‬
‫الشراب وتناولته رجاء أن يمسك قوتي‪ ،‬فبحصوله ‪.‬في معدتي‬
‫ألقيق فازذادت نغي ضعثا‪ ،‬وأيست منها‪ ،‬وقلق جميع تن‬
‫كان ‪.‬معي‪ .‬فحضرني الراهب الموسوم بخدمة الدير ودعاني‬

‫‪١٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وأحضر معه شيائ من الرتان وسأل الغلمان أن يفوئه ويعرضوا‬


‫على شيائ منه ‪ .‬فعرفوا أدي لست أستطع أن أتكتم وال أن‬
‫أسمع الكالم‪ ،‬وأن نغسي ال تقبل شيائ من الطعام‪ ،‬ومعدتي ال‬
‫يثبت فيها شراب وال غيره‪ .‬فألخ عليهم وقال لهم‪ :‬أحب أن‬
‫تحملوه إلى أن يستعمل ولو يسيرا من هان‪-‬ا الرنان فإته ينتفع منه‬
‫ببركة هذا الدير المبارك‪ .‬فأومأ إلى بعفى الغلمان بقبول قوله‬
‫تشسا بالعافية‪ ،‬وتنا ولت من الرتان شيائ يسيرا فثبت في معدتي‬
‫فاشتذت‪ ،‬فلم أزل أستعمل شيائ بعد شيء حئى قوين! تغسي‬
‫ونهضت شهوتي ‪ ٠‬وكان الراهب قد طخ للغلمان عدسا‬
‫فاستدعيت شيائ منه‪ ،‬فأكلث بشهوة وقمت في الحال وتمشيت‬
‫متغرلجا على السطح‪ ،‬ورجعت إلى حال الصحة ‪ .‬كيرت‬
‫وتعجبت أنا وكل مرع معي بسبب‪ .‬ما جرى ‪ ١‬وأنا اآلن إذا‬
‫تنقرت ذلك أعجب منه وأعتقد أته عجيبة قد تحصل في كز‬
‫وقت وفي كق مكان وألفي كان‪ .‬فهذا ما أوجب على اعتقاد‬
‫أن النصارى ليسوا نغثار وال مشركين‪.‬‬

‫وأائ ما أوجب أن أعتقد أتهم مشركون فهو أتهم يعتقدون‬


‫أن الله تعالى جوهر‪ ،‬ثالثة‪ .‬أقا نيم‪ ،‬فيؤمنون بثالثة آلهة فيعبدون‬
‫ثالثة أرباب‪ ،‬ويعتقدون أن عيسى المأخوذ من مريم هو أزلتي‬
‫خا لق غير مخلوق ‪.‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫قلت‪ :‬كاذ‪ .‬ال يؤمن النصارى بثالثة آلهة وال بثالثة‬


‫أرباب‪ ،‬وال يعتقدون أن الناسوت المصطفى المأخوذ من‬
‫مريم هو أزلى غير مخلوق‪.‬‬

‫قال‪ :‬ألشتم تقولون إذ الله تعالى جوهر‪ ،‬ثالثة أقا نيم ‪:‬‬
‫اآلب واالبن والروح القدس؟‬

‫قلت ‪ :‬نعم‪ ،‬كذلك نقول ‪.‬‬

‫أولستم تقبلون األمانة التي دونها الثالثمائة‬ ‫قال‪:‬‬


‫والثمانية عشر وقرروها؟‬

‫قلت ‪ :‬نعم‪ ،‬نقبلها وتعظمها ‪.‬‬

‫قال‪ :‬فقولكم إذ الله جوهر‪ ،‬ثاد ثة أقا نيم ‪ :‬آب وابن‬


‫ورح قدس كفر وإشراك بالله‪ .‬واألمانة التي قررها الثالثمائة‬
‫والثمانية عشر ودؤنوها تتضئن أن يسوع الذي هو عندكم‬
‫البشرى المولود من مريم هو رب أزلى خالق غير مخلوق ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬إن كان غرض الوزير من هذا القول معرفة مذهبنا‬


‫وبراءة ‪-‬ساحتنا متا نسب إليتا من الشناعة‪ ،‬أوردت ما عتدي‪،‬‬
‫وإن كان غرضه المناظرة والمجادلة فأنا أسأله أن يعفيني من‬
‫ذلك وينعم علتي بالعدول عنه إلى ما ينعتق بالشرع والمذهب ‪.‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫قال‪ :‬والله العظيم ما أقصد في ما أخاطبك فيه إآل معرفة‬


‫اعتقادكم وبراءة ساحتكم متا ينسب إليكم من مظهر شنع‬
‫وإذ سروري بما تورده متا يغفي‬ ‫‪1‬‬ ‫وردما كان باطنه جميال‬
‫عنكم الشاذ مثل سروري بغائدة كثيرة أنالها‪ ،‬فإدئي أعتقد أن‬
‫كز نصرانى موخد محمود فائز‪ ،‬ولو كان ال يعترف بنبؤة‬
‫محتد بن عبد الله ‪ .‬وإتما شرط االستفهام التقصي في السؤال‬
‫والمعارضة‪ ،‬فال شب ما يرد من ذلك متي إال إلى االستقامة‬
‫وال إلى حال آخر‪-‬‬

‫فشكرته وقلت ‪ :‬قد أجمغ الشرعيون العقليون على أن‬


‫للعالم عتة أوجدته وهي مدبرة له‪ ،‬وال تخلو هذه ا لعقة من أن‬
‫تكون إتا قائمة بنفسها وإنا موجودة في غيرها ‪ ،‬إذ ليس شيء‬
‫موجودا إال وهو قائم بنفسه‪ ،‬أو موجود في غيره ‪ .‬ومن‬
‫المحال أن يكون خالق كن شيء موجودا في شيء آخر كما‬
‫توجد ا ألعرا نس‪ .‬فإذا بطل أن يكون موجودا في غيره ثبت أته‬
‫قائم بنفسه‪ .‬ونحن شمي القائم بنفسه جوهرا ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬فقولكم إذ الله جوهر يؤدي إلى ا لقول بأن الله متحيز‬
‫وقابل لألعراض ألتنا ال نجد في المشاهد جوهرا‪٠‬إال متحيرا‬
‫وقا بأل لألعراض‪.‬‬

‫‪٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬
‫فقلت‪ :‬وقول المسلمين أعزهم الله‪ :‬إذ الله قائم بنفسه‬
‫يؤذي إلى القول بأن الله متحيز وقا بل لألعراض ألتنا لم نجد‬
‫في المشاهد قائتا بفه إآل متحيزا وقابآل لألعراض‪ .‬فإن‬
‫ألزمنا المسلمون القول بأن الله متحيز وقابل لألعراض بقولنا‬
‫إته جوهر إذ لم يجدوا في المشاهد جوهرا إال متحيرا قابآل‬
‫لألعراض‪ ،‬ألزنناهم القول بأن الله متحيز وقا بل لألعراض‬
‫بقولهم إذ الله موجود ليس بعرض إذ ليس يوجد في المشاهد‬
‫موجود ليس بعرض إال متحيرا وقا بآل لألعراض‪ .‬فإن كان‬
‫ذلك ال يلزمه‪-‬م‪ ،‬كذلك ال يلزمنا نحن القول بأن الله متحيز أو‬
‫قابل لألعراض يقولنا بأن الله جوهر‪.‬‬

‫قال‪ :‬فإذا كان دليلكم على أن الله جوهر كونه قائائ بفه‬
‫إذ لم يجدوا في المشاهد قائائ بنفسه إال جوهرا ‪ ،‬فلزمكم‬
‫القول بأن الله تعالى جسم إذ ال يوجد في المشاهد جوهر إال‬
‫جسائ ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وإذا كان ‪.‬دليل السطمين على أن الله مسم‬


‫بوجوده عن كز محز يحز فيه‪ ،‬كونه قائائ بنفسه‪ ،‬إذ لم يوجد‬
‫في المشاهد قائم بنفسه إال مستغنيا بوجوده عن محز يحز‬
‫فيه‪ ،‬فلزمهم القول مثلنا بأن الله جسم لكونه قائتا بنفسه إال‬
‫جستا ‪ .‬وكذلك إذا لزمنا القول بأن الله جسم بقولهم إته حى‬

‫‪١٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫فاعل قادر عالم إذ ال يوجد في المشاهد حى فاعل قادر عالم‬


‫إال جائ ‪ .‬وإذا كان ذلك ال يلزمهم كذلك ال يلزمنا نحن‬
‫أيائ القول إذ الله جسم يقولنا إته جوهر‪-‬‬

‫قال‪ :‬إذ المسلمين لم يلزمهم القول بأن الله تعالى جوهر‬


‫لحاش‪ ،‬أحدهما أن حقيقة الجوهر معناه عندهم هو ما شغل‬
‫حيرا أو قبل عرنا‪ .‬والبارئ تعالى غير متحيز وغير قابل‬
‫عرنا‪ .‬وا آلخر أن كتابهم ولفتهم لم ئطلقا عليه اسم‬
‫الجوهر‪ ،‬فلذلك لم يلزمهم القول بأن الله جوهر‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬وكن‪ .‬لك النصارى‪ ،‬إنما يلزمهم القول بأن الله‬


‫جوهر لحالتين‪ :.‬إحداهما أن حقيقة الجوهر ومحنا ه هي أته‬
‫وحده عندهم هو القائم بنفسه والبارئ تعالى أيثا قائم بنفسه ‪.‬‬
‫والحالة ا ألخرى أن كتابهم ولفتهم أطلقا عليه اسم الجوهر‪،‬‬
‫فلذلك لزمهم القول بأن الله جوهر عبارة عن القائم بنفسه‪،‬‬
‫وإنما عجروا عن القائم بف بالجوهر ألنهم لم يجدوا في لغة‬
‫العرب لفظة تصلح أن يعبروا بها عن القائم بنفسه غير اسم‬
‫ا لجوهر‪ ،‬ولذلك يمون كز موجود قائم بنفسه جوهرا ‪ .‬قديتا‬
‫كان ذلك الموجود إنا نحذتا بسيائ أو مركيا ‪ ،‬شاغآل حزا أو‬
‫غير شاغل حيرا‪ ،‬قابآل عرنا أو غير قابل عرنا ‪ .‬فإن أنكر‬
‫المسلمون حعئهم الله تميينا البارئ سبحانه جوهرا عبا رة عن‬

‫‪٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫القائم بنفسه‪ ،‬فليننونا على اسم في لغتهم ينوب عن القائم‬


‫بنفسه نيابة أوقع من اسم الجوهر لنستعمله بذال من الجوهر‪،‬‬
‫أو يجيزوا لنا استعمال اسم ا لجوهر لمعنى القائم بنفسه إن‬
‫علموا أن ليس في لغتهم لفظة ئطلح ألن يحد بها عن القائم‬
‫بنفسه غير اسم الجوهر لنعتمده ‪ ،‬أو يعترفوا لنا بأته ليس في‬
‫لغتهم اسم يجوز أن يعبر به‪ .‬عن القائم بنغه ذلك‪ ،‬فنسئي كز‬
‫موجود قائم بنفسه قائائ بنفسه فقط‪ ،‬وأى كم اختاروا من‬
‫هذه األقسام الثالثة وافقا هم عليه‪.‬‬

‫قال‪ :‬نحن نجيز لكم القول بأن الله جوهر بمعنى القائم‬
‫بنفسه؛ فما معنى قولكم إذ الله ثالثة أقانيم‪ :‬آب وابن وروح‬
‫قدس؟‬

‫قلت‪ :‬قد اتفقنا على أن الله جوهر بمعنى القائم بنفسه ‪٠‬‬
‫وليس يخلو هذا القنائم بنفسه من أن يكون حا ‪ ،‬أو غير حني‪،‬‬
‫ألته ليس شيء قائم بف إال هو إائ حتي وإما غير حتي‪ ،‬وس‬
‫المحال أن يكون خالق ‪.‬الحياة ومحدث كز شيء غير حتي ‪ .‬إذ‬
‫ابارئ تعالى قائم بنفسه حتي‪ .‬ثم ال يخلو ط‪ ١‬القائم بنفسه‬
‫الحي من أن يكون ‪.‬ناطقا أو غير ناطق‪ ،‬ألته ليس حتي إال هو‬
‫إنا ناطق وإنا غير ناطق‪ ،‬ومن ألمحال أن يكون خالق‬
‫الناطقين ومحدث النطق غير ناطق‪ ،‬فنقول إذ البارئ تعالى‬

‫‪١٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫قائم بنفه حي ناطق‪ .‬ثلم ليس حي إآل بحياة وال ناطق إآل‬
‫بئطق‪ ،‬فنقول إذ البارئ تعالى قائم بنفسه‪ ،‬حي بحياة‪ ،‬ناطق‬
‫بنطق‪.‬‬

‫والذي نريده بقولنا (إنطق)) غير ما يذهب إليه المسلمون‬


‫بقولهم ((النطق))‪ ،‬وذلك أن حذ النطق عندهم هو حركة النان‬
‫لدى كل حيوان بصوت مسموع‪ ،‬وهو عالم في ما يعقل وفي ما‬
‫ال يعقل‪ .‬وأتا النطق عندنا فهو يخعن ما يعقل دون ما ال‬
‫يعقل‪ .‬وهو على ضرس‪ :‬نطق الصوت ونطق الفهم‪ ،‬فنطق‬
‫الصوت يكون باصطكاك األجسام والهواء‪ ،‬وهذا النطق ال‬
‫يوجد إال في األجسام القابلة الموت‪ .‬وأائ نطق ا لفهم فهو‬
‫القوة النطقية الموجودة في النفس التي بوجودها يوجد ا لعلم‪،‬‬
‫والحكمة‪ ،‬والمعرفة‪ ،‬وإدراك األشياء‪ ،‬وبعدمها يعدم جمع‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫وهذا النطق يخض كل موجود ال يموت مثل ا لنفس‬


‫الناطقة والمالئكة والبارئ تعالى‪ ,‬ولغا كان االنسان مرئبا من‬
‫جسد مائت ونفس غير مائتة‪ ،‬حصل له النطقان‪ :‬أعني نطق‬
‫الصوت ونطق الفهم‪ ,‬وعلى هذا الوجه نقول إذ الله تعالى‬
‫ناطق‪ ،‬كما نستيه جوهرا بمعنى أته قائم بنفسه‪ ،‬ال ألته متحبز‬
‫وال قابل لألعراض كسائر المخلوقات‪ ،‬ونتيه حيا بمعنى أن‬

‫‪٢٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫له ما ة وروحا ‪ ،‬ال ألته حيوًا ن كسائر األحياء‪ ،‬وكذلك نسئيه‬


‫ناطقا بمعنى أته ذو نطفي‪ ،‬ال ألته كسائر الناطقين الذين أعطوا‬
‫التطق ‪٠‬‬

‫قال‪ :‬أائ قولكم إذ الله حى وإده ناطق بمعنى حكيم‬


‫فسائغ‪ ،‬وأثا قولكم إته حي بحياة ونا طق ينطق فهو قول يؤدي‬
‫إلى الشرك‪ ،‬ألتكم تثبتون مع الله قديتنن آخرئن وهما الحياة‬
‫وا لنطق‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬فقول من يقول إذ الله حي بال حياة وناطق بال تطق‬


‫يؤذي إلى القول بأن الله غير حي وغير ناطق ألته ال حي إآل‬
‫بحياة وال ناطق إآل ينطق‪ ،‬كما ال نحوي إال بنحو وال مهندس‬
‫إآل بهندسة‪ .‬وذلك أن األسماء المشقة هي مأخوذة من معاد‬
‫موجودة ئسش بها األسماء المشتقة بحسب مقتضى اللفات‬
‫والقوانين المنطقية‪ ،‬والحي مشتق من الحياة‪ ،‬والناطق مشتق‬
‫من النطق ‪ .‬فلزم من ذلك أآل يكون حي إآل بحياة وال ناطق إال‬
‫بنطق‪.‬‬

‫وأيائ إذ ا لوزير ‪ ،‬أينه الله‪ ،‬يعلم أن أهل ا لثغة من‬


‫المسلمين حرسهم الله يعتقدون أن الله حي بحياة‪ ،.‬عالم بعلم‪،‬‬
‫قادر بقدرة‪ ،‬مريد بإرادة‪ ،‬متكئم بكاالم‪ ،‬سمع بسمع‪ ،‬بصير‬

‫‪٢١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ببصر؛ فإن كان النصارى مشركين يقولهم إذ لله حياة ونطائ ‪،‬‬
‫فأهل الستة من المسلمين أحق منهم بالشرك العتقادهم‪ .‬أن لله‬
‫حياة وعلائ وقدرة وكالائ وإرادة وسمائ وبصرا‪ .‬وإن كان‬
‫أهل الستة موحدين مع إثباتهم لله ذلك‪ ،‬فالنصارى أيثا‬
‫موحدون مع إثباتهم لله حياة ونطعا ‪.‬‬

‫وما يدل على أن الله حى بحياة‪ ،‬وناطق بنطق‪ ،‬هو أن‬


‫قولنا (اقائم بنفسه)‪ ,‬يفيد نا معنى غير المعنى الذي يفيد نا قولنا‬
‫(اناطق))‪ ،‬وغير المعنى الذي يفيدنا قولنا (احتي))‪ ,‬وقولنا قائم‬
‫بنفسه حي ناطق يفيدنا ثالثة معان هي الذات وا لنطق والحياة‪،‬‬
‫ونحن نستي النطق كالمة إذ ال نطق إآل بكلمة وال كلمة إآل‬
‫بنطق‪ ،‬ونستي الحياة روغا ألن ال حياة إأل بروح وال روح إال‬
‫بحياة ‪ ٠‬ولتا كانت ذات البارئ تعالى غير قابلة األعراض‬
‫والتركيب يطل أن يكون نطعه وحياته أعتي كلمته وروحه‬
‫عرصين أو قؤش مريين‪ ،‬ب أتهما جوهران ماويان‬
‫للذات في الجو هرئة والقدم‪ .‬ولتا ثب ذلك بطل أن تدخل‬
‫عليهما األعراض كما تدخل على نطق المخلوقين وعلى‬
‫حياتهم‪ ,‬لذلك حصلت الذات مجرد؛ من غير عرض وغير‬
‫قابلة األعراض‪ .‬وانطق الذي هو الكلمة غير عرض وغير‬
‫قابل ا ألعراض ‪ -‬والحياة اني هي الروح غير عرض وغير قابلة‬

‫‪٢٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫األعراض‪ -‬وكز موجود بى بعرض فهو بقم الغرورة إتا‬


‫جوهر عام وإننا أقنوم خاض بحسب ما سه أرسطاطاليس في‬
‫كتاب القا طيفوريا ص حيث تكلم على الجرهر وا لعرض‪.‬‬

‫فلتا بطلت الذات والكلمة والروح أن تكون ثالثة‬


‫أعراض أو ثالثة جواهر عاتة‪ ،‬ثبت أتها ثالثة أقاسم خواض‪،‬‬
‫ولتا كانت الذات عتة والدة الكلمة وعتة انبثاق الروح‪،‬‬
‫وكا نت الكلمة مولودة من الذات كوالدة النطق من النفس‬
‫والضوء من الشمس‪ ،‬وكانت الروح منبعثة من الذات كانبثاق‬
‫الحياة من النفسى والحرارة من الشمسى‪ ،‬سميت الذات أًاا‬
‫والكلمة ابائ والحياة روحا قدسا ‪ .‬ركما أن ذات النفس‬
‫ونطقها وحياتها نفس واحدة‪ ،‬وذات الشمس وضياءها‬
‫وحرارتها شمس واحدة‪ ،‬كذلك الذات اإللهية والكلمة‬
‫والروح إلة واحد‪ .‬ولذلك نقول إذ الله جوهر واحد ثالثة‬
‫أقأنيم‪ :‬آب وابن وروح قدس‪-‬‬

‫قال‪ :‬قولكم إذ الله كلمة وروح هما أقنومان قوق غير‬


‫معقول‪.‬‬

‫قلت‪ :‬قولنا إذ الله ناطق حي قوت معقول‪ ،‬وقولنا إئه‬


‫ناطق بنطق وحئ بحياة وإذ نطقه هو كلمته وحياته وروحه‪،‬‬

‫‪٢٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وإذ كلمته وروحه ليستا عرضين وال قوين مثل كلمة‬


‫المخلوقين وحياتهم‪ ،‬كل ذلك قول مفهوم معقول‪ .‬وقولنا إده‬
‫إذا بطل أن تكون كلمته وروحه عرضين أو قزتين ثبت أتهما‬
‫أقنومان قول‪ .‬معقول ضروري‪ .‬فقولنا إدا إذ الكلمة والروح‬
‫هما أقنومان هو قول معقول ضرورى ‪ .‬ولو قيل إته غير معقول‬
‫لوجب أن ئكر على المسلمين أقاويل كثيرة غير معقولة‬
‫كقولهم إذ لله يذين خلق بهما آدم‪ ،‬وهما مبسوطتان ال‬
‫مغلولتان‪ .‬فإذ هذا منهم غير معقول‪ ،‬ولذلك يعترفون بأن‬
‫أليدين في الله ليستا بجا رحتين‪ .‬وإذا سئلوا عن ماهيتهما لم‬
‫يجيبوا بجواب معقول ‪.‬‬
‫قال الوزير‪ :‬إذ يني الله تعالى هما نعمته وقدرته‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لو كانت يدا الله هما نعمته وقدرته‪ ،‬لما كان‬
‫لتخصيض آدم أته حلق بيد الله معنى‪ ،‬إذ كل األشياء لم تخلق‬
‫إآل بئعمة الله وقدرته‪ ،‬فبطل من هذا ا لوجه أن تكون يدا الله‬
‫نعمته وقدرته‪ ،‬وكذلك كل صفتين تذكران أتهما يدا الله‬
‫تنقضان بآدم‪ ،‬فيحصل قولهم إذ لله يذبن عندهما صفتان‬
‫مجهولتان‪ ،‬فال يجب أن يتكروا على النصارى قولهم إذ كلمة‬
‫الله وروحه هما أقنومان معروفان ال مجهوالن‪.‬‬

‫قال ‪ :‬فلتا كان اعتقاد النصارى أن البارئ تعالى إله واحد‬

‫‪٢٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫بحسب ما وصفك‪ ،‬فما الذي حملهم على أن يقولوا إنه ثالثة‬


‫أقانيم‪ :‬آب وابن وروح قدس‪ ،‬فيوهمون السامعين أن الله‬
‫تعالى ثالثة أشخاص أو ثالثة آلهة أو ثالثة أجزاء؟ وبقولهم إذ‬
‫لله ابتا يوهمون من ال يعرف اعتقادهم أثهم يريدون بذلك ابن‬
‫المباضعة والتناسل‪ ،‬فيظهرون على أشسهم تهمة هم بريوئن‬
‫منها‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬ولتا ‪,‬كان اعتقاد المسلمين أن البارئ تعالى غير‬


‫ذي جسم وغير ذي جوارح وأعضاء وغير محصور في مكان‪،‬‬
‫فما الذي حمتهم على القول إذ لله عيش يبصر بهما ويذين‬
‫يبسطهما وساي يكشفهما ووجؤا يوليه إلى كد جهة وإته يأتي‬
‫في ظل من الغمام فيوهمون اكا معين أن لله تعالى جستا‬
‫وأعضاء وجوارح‪ ،‬وأته يئتقل من مكان إلى مكان في ظز من‬
‫ألغمام‪ ،‬فيظل هن ال يعرف اعتقادهم أتهم يجسمون البارئ‬
‫تعالى‪ ،‬فش إذ قوتا منهم اعتقدوا ذلك وائخذوه مذهبا؟ وس‬
‫ال يتحقق اعتقاذهم الهتهم بما هم منه بريوئن ‪.‬‬

‫قال‪ :‬الحتة في قول المسلمين إذ لله عيلن ويذين ووجما‬


‫وساين يكشفهما وإته يأتي في خلق من الغمام هي أن القرآن‬
‫نطق بذلك‪ ،‬والمراد فيه غير ظاهر اللفظ‪ .‬فكق مرع يأخذ ذلك‬
‫على ظاهر؛ ويعتقد أن لله عسن ويذبن ووجبا وساين‬

‫‪٢٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫وجوارح واعضاء‪ ،‬وأن ذاته‪ .‬تتتقل من مكان إلى مكان وغير‬


‫ذلك متا يقتضي التجسم والتشآه‪ ،‬فهم يلعنونه وكعرونه ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وكذلك العتة في قول النصارى إذ الله واحد في‬


‫ثالثة أفانيم‪ :‬آب وابن وروح قدس هي أة اإلنجيل طق‬
‫بذلك‪ ،‬والمراد به الله تعالى وكلمته وروحه‪ -‬وكل ش يعتقد‬
‫أن األقانيم الثالثة هي ثالثة آلهة أو ثالثة أجسام أو ثالثة‬
‫أجزاء أو ثالثة أعراض وثالث قوى مركبة أو غير ذلك متا‬
‫يقتضي الشرك وا لتشبيه والتجزيء وا لتبعيض ‪ ،‬وأن الغراد بذكر‬
‫األب واالبن أبوة أو بنوة نكاح أو تناسل أو مباضعة أو جماع‬
‫أو والدة من زوجة أو من بعض اآلجام أو من بعفى‬
‫المالئكة أو من بعفر المخلوقين‪ ،‬فئم يلعنونه ويحرمونه‪.‬‬

‫قال‪ :‬والله قد سررت بما أوردت عن النصارى وان كان‬


‫فيه ما يحتمل الجذال ومناقضة رأي ض يدفع إثبات الصفات‬
‫وهذا قريب إلى ما كنت أعتقده‬ ‫لله من المسلمين‪,‬‬
‫بخصوصهم‪ .‬وإدما بقيت الشبهة ا ألخرى وهي قولهم إذ‬
‫يسوع البشري المولود ض مريم هو ابن أزلي خالق غير‬
‫مخلوق‪ ،‬مولود من الله قبل كل الدهور؛ فما رأيك في ذلك؟‬

‫قنت‪ :‬أيد الله الوزير‪ .‬ليس النصارى يعتقدون أن ألبشرى‬

‫‪٢٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫أي الناسوت المأخوذ من مريم هو أزلى‪ ،‬خالق غير مخلوق‪،‬‬


‫وال أته هو مولود من الله قبل كل الدهور‪ ،‬بل يعتقدون أن هذا‬
‫الناسوت مخلوق محدث ال يتميز عن ساثر الناس إآل بأته ال‬
‫يعرف ا لخطيئة ‪.‬‬

‫قال‪ :‬أفلستم تقبلون األمانة التي قررها الثالثمائة‬


‫والثمانية عشر [أي قانون اإليمان]؟‬

‫قلت‪ :‬نقبلها كما نقبل اإلنجيل ونعظمها كما نعظمه‪.‬‬

‫قال‪ :‬أفليس يتضئن ما هذه حكايته ‪ :‬نؤمن با إلله الواحد‬


‫اآلب حاوي الكق‪ ،‬خالق السموات واألرض‪ ،‬مجا ئرى منها‬
‫وما ال يرى ‪ ،‬وبا لرب الواحد يسوع ا لسيح بن الله الوحيد‪،‬‬
‫بكر الخالئق‪ ،‬المولود من أبيه قبل كق الدهور‪ ،‬نور من نور‪،‬‬
‫إله حق من إله حق‪ ،‬من جوهرأبيه‪ ،‬مولود وليس بمخلوق؟‬

‫قلت‪ :‬هذا من لفظ األمانة وال شلق فيه ونحن نقبله وال‬
‫ندفعه ‪-‬‬

‫قال‪ :‬فقد لزمكم إدا القول بأن يسوغ البشري المولود من‬
‫مريم إله أزلتي حق مولود من أيه قبل كد الدهور‪ ،‬وليس‬
‫بمخلوق حسبما يقتضيه القول ‪.‬‬

‫‪٢٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫قلت‪ :‬أيد الله الوزير‪ :‬ما يلزمنا ذلك ألن المعنى الذي‬
‫نشير إليه بقولنا يسوع وذلك الذي نريده بقولنا الرب في هذا‬
‫الموضع هو الكلمة األزب‪ .‬والذي نريده بقولنا يسرع مطلثا‬
‫هو الشرى المأخوذ من مريم وإن كان ا سم ‪ ،‬لرب يقع على‬
‫يسرع واسم يسرع يقع على الرب في عنة مواضع‪ ،‬ألجل‬
‫االتحاد‪ .‬والذي نريد ه بقولنا المسيح هو المعنيان معا‪ ،‬فالرب‬
‫الذي هو الكلمة أزلى خالق‪ ،‬ويسع الذي هو البشري مأخوذ‬
‫ض مريم‪ .‬فإذا كان األمر على هذا بغل أن يكون يسوع الذي‬
‫هو البشري المأخوذ من مريم أزلائ قديتا خالعا مولودا من أبيه‬
‫قبل كن الدهور وليس بمخلوق‪ .‬ومتا يدل على ذلك داللة‬
‫واضحة هو أتنا نعتقد أن يسع الذي هو البشري مأخوذ من‬

‫مريم‪.‬‬

‫‪٢٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫المجلس الثاني‬

‫في حلول ابن الله واتحاده بالطبيعة البشرية‬

‫ولتا كان يوم األحد بعده أنفن الوزير في طلبي‪ ،‬فصرت‬


‫إليه‪ .‬وبعد استالمه أخباري وأقاويل جميلة أوردها على‪،‬‬
‫دعوت له ألجلها ‪ .‬قال لي ‪ :‬إعلم أتي فكرت في ما أوردته في‬
‫توحيد النصارى‪ ،‬وإتما عرضت لي شبهة أخرى تقتضي الشلن‬

‫فيهم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يذكرها ا لوزير أيده الله‪ ،‬ألقول ما عندي فيها ‪.‬‬

‫قال‪ :‬أليس النصارى يقولون باالثحاد؟‬

‫قلت ‪ :‬نعم‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكيف يصخ لكم التوحيد‪ .‬هع قولكم إذ الله تعالى‬


‫‪٠٦٠‬‬

‫ني البثري المأخوذ من مريم‪ ،‬وأتتم تعلمون أته ليس‬


‫من أن يكون قد حق فيه كمثل العرض في الجوهر‪ ،‬وهذا‬
‫ا‪:‬‬

‫ذي إلى القول إذ الله تعالى عرض‪ ،‬أو كحلول الجسم‪،‬‬


‫‪٠‬‬

‫‪٢٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬
‫وهذا دليل على أن الله جسم‪ ،‬والقوالن لقفر ‪ ٠‬ثم ليس يخلو‬
‫أيثا من أن يكون الجرهر اإللهى كته على الكمال حق في‬
‫البشري المأخرن من مريم أو بعضه‪ ،‬فإن كان كته حق فيه فقد‬
‫انحصر‪ ،.‬وإن كان حق بعضه فقد تجزأ وتبئض‪ ،‬والقوالن‬
‫كفر‪.‬‬
‫قلت‪ :‬إذ حلول البارئ سبحانه وتعالى في البشري‬
‫المأخوذ ض مريم لم يكن كحلول العرض في الجوهر‪ ،‬ألته‬
‫تعالى ليس بعرض‪ ،‬وال كحلول الجم في الجمم ألته يى‬
‫بجم‪ ،‬ولم يحق الجوهر كته على الكمال وال بعضه ألته ال‬
‫يتحصر في مكان دون مكان‪ ،‬وال يتجرأ وال يتبعض‪ ،‬فيحصل‬
‫بعضه في مكان وبعضه في مكان آخر‪ ،‬لكق حلوله تبارك‬
‫وتعالى كان حلول الوقار والرضا والمشيئة‪ ،‬ال حلول الذات‬
‫والجوهر‪ ،‬ألن ذاته وجوهره في كق مكان بالسوقة‪ ،‬وإتما‬
‫يحق في مكان دون مكان‪ ،‬وفي شخص دون شخص‪ ،‬حلول‬
‫الوقار والرضا والمشيئة كحلول في الماء دون األرض‪ ،‬وفي‬
‫البيوت المتخذة لعبادته دون غيرها‪ ،‬وفي األنبياء والمعطفين‬
‫دون غيرهم من المبترين ‪.‬‬

‫قال‪ :‬إن كان حلول البارئ في البشري المأخوذ من مريم‬


‫حلول الوقار والرضا والمشيئة كحلول في ا ألنبيا‪-‬ء واألبرار‬

‫‪٣٠‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬
‫الذين حز فيهم برضاه ومشيئته‪ ،‬فال فرق بينه وبينهم‪ ،‬وإن لم‬
‫يكن بينه وبيتهم فرق فما يجب أن تفشلوه عليهم ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬إن اسم الحلول من ا ألسماء المشتركة التى يقع كز‬


‫اسم منها على أشياء مختلفة‪ ،‬مثل اسم الوجود ألواقع على‬
‫البارئ تعالى‪ ،‬وعلى اإلنا ن وعلى األرض والنار والحجر‬
‫وغير ذلك من الموجودات‪ ،‬ومثل اسم الحيوان الواقع على‬
‫اإلنسان والثور والحمار وغير ذلك من الحيوانات‪ .‬وكما ال‬
‫يداني اإلنسان ا ليا رئ تعالى وإن كان اسم الموجود يقع‬
‫عليهما متا‪ ،‬كذلك األنبياء ال يدانون البشرتي المأخوذ من‬
‫مريم لوقوع الحلول فيه وفيهم ‪ .‬ألن الحلول فيه كان حلول‬
‫االكحاد الذي ال يلحقه افتراق‪ ،‬وحلول الرضا والمشيئة‬
‫الكاملة‪ ،‬وا لحلول فيهم غير حلول االتحاد وغير حلول‬
‫الكمال‪ .‬ولو جاز أن يساوي بعغس األنبياء البشري المأخوذ‬
‫من مريم ألجل وقوع اسم الحلول عليهم متا لجاز أن يساوي‬
‫تالميذ المسيح سيدهم في النبوة لوقوع ا سم النبوة عليهم وعليه‬
‫من موجب قوله‪!, :‬أصعد إلى أبي وأيكم وإلهي وإلهكم“‪،‬‬
‫فكما قال إذ الله تحالى أبوه وأبوهم وهم غير متساوين في‬
‫ا لنبؤة‪ ،‬كذلك يقال إذ الله حز فيه وفي األنبياء من غير أن‬
‫يساويه األنبياء في ا لحلول‪ ،‬فإذ الحلول فيه يتميز عن ا لحلول‬

‫‪٣١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫في األنبياء واألبرار ألسباب عنة منها ‪ :‬إذ االبن األزلى الذي‬
‫هو الكلمة‪ .‬اتحد به فصار مسيغا وا حذا ‪ .‬فلذلك سته نحن‬
‫المسيح‪ ،‬وتسمونه أتتم كلمة الله‪ ،‬وليس في األنبياء مرئ يسمى‬
‫عندنا وعندكم كلمة الله إال المسيح من موجب ا ال دحا د‪ .‬ومنها‬
‫أده لم يكن من جماع وال عرف الجماع ‪ .‬ومنها أن له من‬
‫اآليات ما ليس لغيره من األنبياء والمصطفين‪ .‬ومنها أن الله‬
‫رفعه إلى الماء‪ ،‬وهو هناك حتي وليس في األنبياء من رفعه‬
‫الله إليه‪ .‬ومنها أته لم يعرف ‪.‬الخطيئة ال فكرا وال قوال وال‬
‫ففهث*‪ ،‬ولبيس في األنبياء من شهد له الكتاب على مثل ذلك‪.‬‬
‫وإذا كانت هذه أوصا فه وجب أن يكون الحلول فيه غير‬
‫ا لحلول في غيره ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬إذ هذه األوصاف كتها الي تنسبونها إلى هذا‬


‫البشرى قد توجد جميعها في األنبياء‪ ،‬وذلك أن قولكم إذ‬
‫المعلمين يسمونه كلمة الله‪ ،‬فذلك ألنه خلق بأمر الله كما خلق‬
‫كق شيء من األشياء قائآل ‪ :‬كن فكان‪ .‬وتقولون إته من غير‬
‫جماع‪ ،‬فآدم أيشا كان من غير جماع ‪ .‬وتقولون إته لم يعرف‬
‫الجماع‪ ،‬فيحى بن زكريا لم يعرف الجماع‪ .‬وتقولون إذ له‬
‫آيات ومعجزات تفرد بها‪ ،‬فليس له آية وال معجزة‪ ،‬إآل‬
‫ولموسى مثلها‪ .‬وتقولون إذ الله رفعه إليه‪ ،‬إلى السماء‪،‬‬

‫‪٣٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬
‫فإدريس أيثا رفعه الله إليه إلى السماء‪ .‬وتقولون إده لم‪ .‬يعرف‬
‫الخطيئة‪ ،‬فسائر األنبياء معصومون من الخطيئة‪ .‬وإن كان‬
‫هؤالء األنبياء قد ساووه في هذه األوصاف وجب أيثا أن‬
‫يسا ووه في الحلول‪ ،‬وإذا كان األمر هكذا فال فثز له عليهم ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬لو كان األمر على ما يزعم الملمون أتهم يسمون‬


‫السيح كلمة الله ألته خلق بأمر الله كالمخلوقات كتها‪ ،‬فهذا‬
‫ينتقض إذ لو كان ذلك‪ ،‬ما كان بينه وبين سائر المخلوقات فرق‬
‫ألن كأل منهم حلى الدواب وسائر األجسام العديمة الحياة خلق‬
‫بأمر الله‪ .‬ولو كان ذلك كذلك لما كان لتخصيصى المسيح بهذا‬
‫االسم معتى‪ ،‬ومن المحال أن يختض باسم لم يختض به غيره‬
‫دون معنى ‪ ٠‬وإذا ثبت أته لم يتلم كلمة الله ألته خلق بأمر الله‪،‬‬
‫ثبت أته ستي كلمة الله القحا د الكلمة ا ألزية به‪ ،‬كما يش‬
‫الجد ناطائ التحاد القى الناطقة به‪ .‬وأما قولكم ‪ :‬إته ال فرق‬
‫بينه وبين آدم في كونهما من غير جماع‪ ،‬فجوابه أن كون آدم من‬
‫غير جماع ليس هو بغضيلة آلدم‪ ،‬إذ خلقت كز ألحيوانات‬
‫ا ألولى أيشا من غير جماع‪ .‬وذلك أن آدم كان من غير جماع‬
‫في وقت لم يكن فيه ذكر وأش يكون منهما ‪ ٠‬وا لبشر ذ‪ ٠‬المأخوذ‬
‫من مريم تفرد في ذلك في وقت كان فيه عدد الذكور ال يحصى‪،‬‬
‫فيمكنه أن يكون من نسل أحدهم‪ .‬وألذ الله أظهره في مثل ذلك‬

‫‪٣٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬
‫الوقت من غير ذكر‪ ،‬فقد شرفه بذلك على جمع البشر‪ .‬ثم إن‬
‫المسيح قد عصل على آدم وعلى سائر البشردين‪ ،‬ألة آدم خالف‬
‫ربة وعصاه في الفردوس‪ .‬واناسوت المصطفى من مريم لم‬
‫يغرف الخطيئة أصآل ‪ ٠‬وآدم أبعد من الجة وقد رفع المسيح إلى‬
‫السماء‪ .‬ثم إذ آدم توعده الله بالكن والشقاء والجوع والتعب‬
‫والعودة إلى الرميم وا لتراب‪ .‬والمسيح شرفه الله وعظمه وأعطاه‬
‫أشرف األسماء‪ ،‬وأجق األلقاب‪ ،‬ووعد تابعيه بالنعيم في‬
‫الجة ‪ ,‬فإذا كا ن على هذا الحال‪ ،‬فليبس ينبغي أن يقاس البشري‬
‫المأخوذ من مريم بآدم‪ ،‬وإن تساريا في الجوهرية والبشرية‪ .‬وإذ‬
‫تقولون إذ ال فرق ينه وين يحى بن زكريا في العثة من‬
‫الجماع‪ ،‬وإته لم يختض بهذه الفضيلة وحده‪ ،‬فنحن إتما أردنا‬
‫كون المسيح جمع شخصه الغضيلش متا ‪ ،‬أي الكون هن غير‬
‫جماع والعثة من غير جماع ‪ .‬ألن آدم لم يكن من جماع‪ ،‬لكة‬
‫عرف الجماع‪ ،‬ويحيى بن زكريا لم يعرف الجماع‪ ،‬لكته ولد‬
‫من جماع‪ .‬والناسوت المأخوذ من مريم لم يكن من الجماع‪،‬‬
‫وال عرف الجماع‪ ،‬وهذه الفضيلة لت آلدم وال ليحيى‪.‬‬
‫وقولكم إته لم يكن للمسح شيء هن اآليات والمعجزات إال‬
‫ولموس مثلها ينتقض ألن موسى‪.‬لم يذكره بعض ض تقدمه من‪.‬‬
‫المصطفين‪ .‬ولتا أرسله الله إلى فرعون لم يظهر الله على يده‬

‫‪٣٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬
‫معجزة على الغور‪ ،‬ولكن عن أمر من الله أو بعد تشرع‪ .‬وفي‬
‫آخر عمره غلط غلطا سعه ا لله بسببه من دخول ا ألرض‬
‫المقذسة ‪ .‬فتضرع وسأل وابتهل أن يفغر له ويسا محه بالدخول‬
‫إليها فلم يقبل سؤاله‪ .‬وأما السين السح فإذ األنبياء ذكروه‬
‫وبعثروا به قبل ظهوره بأكثر من ألثئ سنة‪ ،‬وقالوا فيه إته هو‬
‫وكانت آياته‬ ‫المنتظر وصاحب األمر والمرتجى لألمم‪.‬‬
‫ومعجزاته على الغور وال على التراخي‪ ،‬ومن غير تفزع إلى‬
‫الله‪ ،‬مثل قوله للميت ((قم)) فيقوم وللمقعد ((انتصب)) فينتصب‬
‫ولألبرص (اشغت فاطهر)) فيطهر‪ ،‬وللمريض «قد برئت)) فيبرأ‪،‬‬
‫ولألعلمى ا(قد أعطيت البصرا) فيبصر‪ ،‬وللشيطان ‪(,‬أخرج من‬
‫اإلنسان» فيخرج‪ ،‬ولهيجان البحر ((أسكت» فيسكت‪ ،‬وغير‬
‫ذلك متا نطق به اإلنجيل المقدس‪ .‬وقد شهد القرآن على أته‬
‫تكتم في المهد وأته كان يعمل من الطين كهيئة الطير وينفخ فيه‬
‫فيكون طيرا (سورة آل عمران ‪ .)٤٩,٤٦‬وها سبيل من كان‬
‫يعتقد ذلك هن السلمين أن يقيس أهر موس بالمسيح في أهر‬
‫اآليات والمعجزات التي جرت على أيديهما‪.‬‬

‫وقولكم إته ال فرق ين المح وبين إدريس في رفعهما‬


‫فمردود من موجب اإلنجيل عن النصارى ومن موجب القرآن‬
‫عن السلمين‪ ،‬ألن االتجيل ال يدة على أن إدريس في‬

‫‪٣٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬
‫السماء والقرآن أيثا ‪ ،‬وإن كان يدد على أته رفع إلى مكان‬
‫علتي (سورة مريم ‪ ،)٥٧,٥٦‬إال أته لم يذكر أته في الماء ‪.‬‬
‫أتا المستح فيدد اإلنجيل على أته ربع إلى أعلى الموات‪،‬‬
‫ويدد القرآن أيقا عليه (سورة آل عمران ‪ )٥٥‬بقوله‪< :‬إذ كال‬
‫اقئ‪ -‬يعيق دنى تتيق ذرائك ألغ ؤسلهرق ئ ًائيعني طبروئ‬
‫وتبعل ًاقن أبوق ؤة ًاسك يتو إق يحم‪ ٠‬آشكئده ‪ .‬فبقوله‬
‫< ورا سلق إلع‪٠‬ي يدق على رفعه‪ .‬إلى غاية العلؤ والعظمة في‬
‫المنزلة* فإذا كان األمر على هذا‪ ،‬فليس يقاس أمر المسيح‬
‫في ارتفاعه إلى السماء يأمر إدريس‪.‬‬

‫وقولكم إته ال فرق بينه ربين سائر األنبياء في العصمة من‬


‫الخطيئة فجوا به أن الخطيئة تكون إتا بالفكر وإتا بالقول وإما‬
‫بالفعل‪ ،‬وليس في األنبياء من يشهد له‪ .‬الكتاب بالعصمة هن‬
‫السهو والغلط في فكره وقوله وفعله‪ . .‬واإلنجيل وكتب األنبياء‬
‫الذين بقروا باسح تدد على أته لم يعرف الخطيئة ال فكرا‬
‫وال قوال والتة‪.‬‬

‫فإذا كان األمر هكذا وكان البشري المأخوذ من مريم قد‬


‫اتحد باالبن األزلتي الذي هو الكلمة وصار سيائ واحدا‬
‫وليس كذلك سائر األنبياء والصالحين‪ ،‬وجب القول أن تكون‬
‫فضيلة الحلول متميزة فيه عن الحلول فيهم كتميزه بينهم ‪,‬‬

‫‪٣٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫المجلس الغالث‬

‫في إقامة الدليل على توحيد النصارى من القرآن‬

‫وفي يوم الثالثاء ستهز جمادى اآلخرة حضرت مجلس‬


‫الوزير فقال لي‪ :‬تأنلت ما أوردته في معئي توحيد النصارى‬
‫فاستحسنته‪ ،‬ثم رجعت إلى القرآن الشريف فوجدته يدفعه‬
‫بقوله ‪ < :‬لمت حكعر آئدين قالوأ أورى آقة ائلحث دلدثؤه (سورة‬
‫المائدة ‪ . )٧٣‬وهو يصفهم في مواضع كثيرة بالشرك ‪ ٠‬قلت‪:‬‬
‫ليس يلزمني أدد الله الوزير ما ورد في القرآن‪ ،‬ومع أته ال‬
‫يلزمني ذلك‪ ،‬فأنا أقيم الدليل منه على أة النصارى موحدون ‪.‬‬
‫رذلك أدا نجده تارة يشهد لهم بالتوحيد وتارة بالشرك ‪ .‬وإذا‬
‫كان األمر على هذا‪ ،‬فليس يخلو من أن يكون إما متنا قشا‬
‫وإتا أن يشير بالتوحيد إلى طائفة منهم‪ ،‬وبالشرك إلى طائفة‬
‫أخرى ‪ ٠‬وما أظن أن في المسلمين حرسهم الله تز يقول إته‬
‫متناقض‪ ،‬فيلزم القول إذ المراد برصفه النصارى بالتوحيد‬
‫أشار إلى طائفة منهم‪ ،‬وبالشرك إلى طائفة أخرى ‪ .‬فأتا‬

‫‪٣٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬
‫الموحدون الذين يشهد القرآن على توحيدهم‪ ،‬ونعرف أدهم‬
‫مبذون بأن الله واحد‪ ،‬فهؤالء هم تحن [أي اناطرة؛‬
‫وا ليعاقبه والملكية وش يجري مجرانا من النصارى‪ .‬وأما‬
‫المشركون منهم فقوم يتشبهون با لنصرا نية كالمرقيونية‬
‫وا لديصا تنة وا لما تودة والطريثونية أي المغتثة‪ ،‬وغيرهم ممن‬
‫يتسب إلى النصرانية وهم بريوئن منها وبعيدون عتها ‪ .‬فأتا‬
‫المرقيوتية فيعتقدون ثالثة آلهة‪ :‬إلو عادل وإله رحيم وإله‬
‫شرير ‪ ٠‬وأ تنا ا لديصا نية وا لما نوية فيقولون بصانعين وإلبين ‪:‬‬
‫أ حدهما خالق الخير والتور وا آلخر خالق الشر والظلمة ‪ .‬وأتا‬
‫ا لطريثونية أي المثتثة فيقولون بثالثة آلهة وثالثة أرباب وثالثة‬
‫معبودين وثالثة جواهر‪ ،‬ونحن نعتقد أتهم والمرقيونية‬
‫وا لديصا نية وا لما نوية ملحدون ومخا لفون الشرع‪ .‬وأتا‬
‫األقاويل الدانة على توحيدنا من القرآن فمنها ما ورد في‬
‫سورة البقرة حيث يقول ‪1< :)٦٢(-‬بى ‪٢‬ةكئ ئ‪١‬متتل «اتوكي كادوًا‬
‫وءهـل شيائ جهم‬ ‫والتمبزئ ؤألثدعئ من تا‪٠‬ن الله نًالؤي اال‬
‫أرم نتن تؤيذ وال نوق كي ال م يحزؤنه؛ ‪ ،‬فقد دنت‬
‫هذه اآلية على أن <ش ‪:‬اس الله والتؤو آقيب ويل شيائ‬
‫ههلم أرم عتت ذبين ذال برق غنيم ذال هـلم يحذلخرنده‪.‬‬

‫قال‪ :‬قد اختلف المغترون في طه اآلية‪ ،‬فقال بعضهم‬

‫‪٣٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬
‫نخت بقوله ‪< :‬وش يبصي شر ‪١‬السلمكم دسا هرة يعبت نه ولمو في‬
‫أالغرق مي ‪٢‬لئسيلنه (سورة آل عمران ‪ . )٨٥‬وقال آخروئرإ إذ‬
‫المراد بها هو أته إتبا يستحق اليهود وا لنعارى والصابوئن‬
‫األجر في اآلخرة إذا أسلموا‪ ،‬ال إذا كانوا على أديانهم‪.‬‬

‫قلت‪ :‬إتما قول تن قال إذ صحة هذه ا آلية منسوخة‬


‫يتا قفن ما أذكره وهو أن الكال م ينقم إلى أقام عدة‪ ،‬فمنه‬
‫خبر استخبار‪ ،‬ومنه طلب‪ ،‬ومته إنذار‪ ،‬ومته أمر ‪ .‬والنسخ ال‬
‫يقع إال في األمر‪ ،‬ألته لو وقع في الخير أو غيره من أقسام‬
‫الكالم غير األمر كان اختالائ وتضادا‪ .‬وإتما جاز وقوع‬
‫اكخ في األمر ألته يحسن في األمر فيأمر المرء بأمر ما في‬
‫وقت ما لمصلحة يوجبها لذلك الوقت‪ ،‬ويأمر بعد ذلك ا لوقت‬
‫بغير ذلك األمر لمصلحة أخرى‪ .‬فأتا نن يخبر بخير ما ثم‬
‫يخبر يغير خبر ضده فقبح‪ ،‬ولن‪ .‬لك جاز وقوع النسخ في‬
‫األوامر دون غيرها من أقام الكالم‪ .‬واألوامر على ضرين‪:‬‬
‫فرائض وغير فرائض‪ ،‬والنخ ال يقع إال في الفرائض‪-‬‬
‫والغرائض على ضرن‪ :‬منها عقبة مغل فرض التوحيد‪،‬‬
‫وفرض شكر النعم‪ ،‬وطاعة الوالذئن وصلة الرحم‪ .‬ومنها‬
‫ممضة مثل تعظيم يوم بعد يوم وإجالل موضع دون موضع‬
‫وتحريم طعام دون طعام وغير ذلك من الفرائض المعية‪ ،‬فال‬

‫‪٣٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫يقع النسخ إآل فيها دون العقدة‪ ،‬ألته يستحيل أن ينسخ فرض‬
‫التوحيد أو فرض شكر انعم أو فرض طاعة الوالذش أو فرض‬
‫صلة الرحم‪ .‬وإذا كان النسخ ال يقع إال في األوامر وكانت‬
‫هذه ا آلية إخيارا ال أمزا‪ ،‬بطل أن تكون منسوخة‪ .‬ومائ يدل‬
‫على أتها لم تنسخ ما ورد في القرآن‪ً< :‬اتوم أكئن تؤم ييئة‪٢‬‬
‫وأعمت عكؤم نعتبى ه (سورة المائدة ‪ . )٣‬رما بعد التمام‬
‫والكمال شيء آخر‪ .‬وأتا قول تن يقول إذ المراد بآية البقرة‬
‫إثما هو ((أن اليهود والنصارى والصابئين يستحثون األجر في‬
‫األخرة إذا أسلموا ال إذ! كانوا على أديانهم)) فيبطل أيثا‪،‬‬
‫ألته لو كان المراد فيهاذلك‪ ،‬لما كان لذكر اليهود رالنصارى‬
‫والصابئين في اآلية معنى إذ ال فائدة في قوله ((الذين آمنوا))‪،‬‬
‫إآل أن يتوعب كل تن يدخل في اإليمان من اليهود‬
‫وانصارى والصابئين وغيرهم‪ ،‬وإال لما بقي فرق بين قوله‬
‫((الذين آمنوا والذين هادوا والنضارى والصابئين إذا آمنوا))‬
‫وبين قوله ((الذين آمنوا والذين آمنوا»‪ .‬وهذا تكرار ال يفيد‬
‫معنى‪ ،‬وليس للمسلمين أن يتسبوا مثل هذا إلى القرآن‪.‬‬

‫وأيثا فلو كان المبذول في هذه اآلية من األجر في‬


‫ا آلخرة لليهود والنصارى والصابئين مقروتا يشرط االخول في‬
‫اإلسالم‪ ،‬أوجب أن يكون المجوس والهنود إذا أسلموا‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫خارجين عن الشرط وممنوعين من البذل‪ ،‬ولزم أته لو أسلم‬


‫بعضهم وغيرهم من عبدة األصنام ال يقبل إسالمه لتخصبص‬
‫اليهود والنصارى والصابئين بذلك ‪ .‬فإذا كان هذا عندهم غير‬
‫واجب‪ ،‬بطل أن تكون هذه ا آلية منسوخة‪ ،‬وبطل أن يكون‬
‫المبذول منها لليهود والنصارى والصابئين مقروثا بشرط‬
‫الدخول في أإلسالم‪ ،‬وثبت أن المراد بها هو أة الذين آمنوا‬
‫بالله واليوم اآلخر وعملوا صالخا من اليهود والنصارى‬
‫والصابئين لهم أجرهم عند الله وال خوف عليهم وال هم‬
‫يحزنون‪ .‬وإذا ثبت ذلك‪ ،‬ثبت أن النصارى مو لحدون ‪.‬‬

‫وقال الطبري في شرح هذه ا آلية ‪|( :‬إن الذين صدقوا الله‬
‫ورسوله هم أهل اإلسالم والذين هادوا هم اليهود‪ .‬وإذ من‬
‫الصابغين نن آمن بالله وقد بئنا أمرهم والنصارى من آمن بالله‬
‫واليوم ا آلخر وصدق‪ .‬بالبعث والنشور بعد الموت عمل صالغا‬
‫لمعا ده فال خوف عليهم فيما ‪.‬قدموا عليه من أهوال القيامة وال‬
‫هم يحزنون على ما ختفوه ور‪ ،‬ء هم من الدنيا وعيشها عند‬
‫معاينتهم ما أكرمهم الله به من جزيل ثوابه»‪ .‬فقد دد هذا القول‬
‫من الطبري رحمه الله على أده كان يعتقد أن من آش بالله واليوم‬
‫اآلخر من اليهود والنصارى والصابئين وعمل صالخا استحق‬
‫النعيم في اآلخرة‪.‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ونذكر أيثا ‪ :‬روال كيوئ؛ ألثثيهت عق يووى ه (سورة‬


‫البقرة ‪ .)٢٢١‬فلو كان الهارى مشركين لما جاز أن تكح‬
‫بناتهم إال بعد أن يلمن‪ ،‬واآلن هى ينكحن ولو بقين على‬
‫مذهبهذ فثلم بذلك أن النصارى غير مشركين‪.‬‬

‫ويثبت ذلك بما ورد فى ممورة آل عمران ‪:١١٤,١١٣‬‬


‫^ليثوًا توي ين أتني أتكتب لئ هتته يتؤن ت‪١‬كت أني ذ‪١‬ئة آقزغ‬
‫وهم يجدون ه يوكن ألس وآتوي االر ورائروئ حل‪٠‬عروي‬
‫وتنهون عي آستز وبكيوئرى فى آلحمدب ؤأدزيكذمنع ‪٢‬لكئلجين‪- ٠‬‬
‫فمعلوم أن األنة القائمة المذكورة في ‪.‬هذه ا آلية هي بعض‬
‫ملل اليهود أو النصارى‪ .‬والقرآن يشهد على شذة عداوة‬
‫اليهود وقسا وة القلب والمكر‪ ،‬ويشهد على قرب موذة‬
‫النصارى والسرعة إلى الخيرات وعمل الصالحات‪ ،‬وذلك‬
‫متا يدل على أنه بقوله ((أتة قائمة)) قد أراد النصارى ال‬
‫اليهود ‪ .‬فإذا ثبت ذلك‪ ،‬ثبت أن النصارى موحدون ال‬
‫مشركون‪.‬‬

‫كذلك جاء في سورة الحلج ‪< : ٤ ٠‬وأوأل دئع ًاش ًالغس‬


‫تتقيم يعص ئدمخ) حزيم رتع ويموت وتكجن يلذدخئ يا‬
‫أسم أتح دتكثحوه ‪ .‬فلو كان النصارى غير موحدين‪ ،‬لما شهد‬
‫أتهم يذكرون اسم الله في بيعهم كما يذكره المسلمون في‬

‫‪٤٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ما جدهم‪ ،‬إذ ال يذكر اسم الله إال الموحدون‪ ،‬ولما كان‬
‫يساؤى ين الماجد والبع ‪.‬‬

‫وقي البررة السابقة (الحلج ‪ :)١٧‬وإن آليين ‪،‬امنئ ذلديح‬


‫ائهـئ وألشحين رلئتي ذنتجوس يآليين آئيطوئأ ارني آقه‬
‫ك;طبل منهر يزم ًالقككه‪٢‬ه‪ ،‬معلوم أته لو كان النصارى‬
‫مشركين‪ ،‬لما ميز في هذه اآلية بينهم وين الذين أشركوا‪.‬‬

‫وفي سورة ‪١‬لتوبة ه‪٠:‬ئت‪١‬ئ آلئثركين حث وتدوئزه‪.‬‬


‫هذه اآلية توجب قتل المشركين حيث وجدوا سواء أعطوا‬
‫الجزية أم لم يعطوها ‪ .‬ويوجب القرآن خقن دماء النصارى‪،‬‬
‫وأكل ذبائحهم‪ ،‬ومخالطتهم وحراستهم‪ ،‬إذا أعطوا الجزية‪،‬‬
‫كما يحرس ألمسلمون ‪ .‬وذلك متا يدل على أتهم موحدون ال‬
‫مشركون "‬

‫وفى سورة المائدة ‪< :٦٦‬ولؤ أمم أعامو آليررية وااليين‬


‫وتآ أنرن حهم ين ريم آلظلو‪ ١‬ين ؤتيتد ذس محب أريهن منم‬
‫أمه معصنًا وير علمت‪ ,‬كذ تا يعتثوكيح ‪ .‬قال مجاهد ‪١ :‬إلن ؛ ألمة‬
‫المقتصدة هي مؤمنة من أهل الكتاب))‪ .‬وقال قتادة‪ :‬ل(أفي من‬
‫أهل الكتاب أثة مقتصدة على كتاب الله وأوامره»‪ .‬وقال‬
‫الندفي ‪(( :‬هي المؤمتة))‪ .‬وقال ابن يزيد‪(( :‬المقتصدة هي أهل‬

‫‪٤٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الطاعة لله من أهل الكتاب وهي مئن يقبل التوراة واإلنجيل))‪،‬‬


‫ولم يقبل التوراة واإلنجيل أحد سوى النصارى فهم إدا‬
‫موحدون ‪.‬‬

‫ونجد في سورة المائدة ‪ < :٠٨٢‬كحت نى لشن القاس ‪.‬تتأوة‬


‫قلدين ء‪١‬سوأ ًالكهود و‪١‬لييكل أكئ‪ ٠‬ولينة أؤبثر كودًا تئدين‬
‫‪،‬امتوا أدردتن ائقوأ ددا ئصكثرئ د؛‪٦‬دئى ان منهلح يكيحك‪.‬‬
‫ورهكتائ وأدهكلح أل يتغدون يح‪ .‬فقد مز النصارى عن‬
‫المشركين في هذه اآلية تمييزا يدن على أن النصارى‬
‫موحدون غير مشركين ‪ ٠‬وقال أبو جعفر الطبرى في تفسير هذه‬
‫ا آلية بعد أن أورد تأويالت المتقنمين واختالف المفسرين فيها‬
‫ما شرحه‪ :‬إذ الصواب في ذلك عندنا أن يقال إذ الله تعالى‬
‫أخبر ض التغر الذين أش عليهم من التعارى بقرب موذتهم‬
‫ألهل اإليمان بالله ورسوله‪ ،‬واذ ذلك إنما كان منهم ألن منهم‬
‫أهل دين واجتهاد في العبادة وترقب في األديرة والصوامع‪،‬‬
‫وأن منهم علماء يكتبهم وأهل تالوة لها‪ ،‬فهم ال يعدون عن‬
‫المؤمنين لتوا ضعهم للحق إذا عرفوه ‪ ،‬وال يستكبرون قبوله إذا‬
‫ستوه‪ ،‬وليس كاليهود الذين قد تدذبوا بقتل األنبياء والرسل‬
‫ومعا رضة الله في أمره ونهيه وتحريف التنزيل الذي أنزل في‬
‫كتبه‪ .‬فقد دنت هذه ا آلية وتفسيرها على أن النصارى أقرب‬

‫‪٤٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الناس موذة إلى المسلمين‪ ،‬وأنهم مجتهدون في الطاعة لله‪،‬‬


‫وفي النتيجة أنهم موحدون ال مئيكون ‪.‬‬

‫قال الوزير‪ :‬إذ النصارى المذكورين في القرآن غير‬


‫نصارى هذا الزمان‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬لوكان النصارى المذكورين في القرآن غير نصارى‬


‫هذا الزمان‪ ،‬لما وجب أن يرضى منهم بالجزية المغروضة في‬
‫القرآن والتي أخذوها من نصارى ذلك الزمان‪ ،‬ولما وجب أن‬
‫تؤكل ذبائحهم وتنكح بناتهم كما كانت تنكح بنات أولئك‬
‫وتؤكل ذبائحهم‪ .‬وإذ يجري المسلمون في ط‪ ١‬الزمان مع‬
‫النصارى مجراهم مع النصارى المتقدمين في الجزية‬
‫والذبائح‪ ،‬فثبت أنهم النصارى المذكورين في القرآن‪.‬‬
‫وهكذا فهمه مفترو القرآن‪ ،‬ولم يفرقوا بين نصارى زمانهم‬
‫وغيرهم ض الذين كانوا ني عهد القرآن‪ .‬قال أبو جعفر الطبري‬
‫فى تفسير قوله (سورة المائدة ه)‪ < :‬آلنوم لل لئ‬
‫أضحت يتلتام اقين يرؤأ أركنب إ دهر ه ‪ .‬فئره العبري بما‬
‫نقه‪(( :‬وطعام الذين أوترا الكتاب حق لكم وذبائح أهل‬
‫الكتاب من اليهود والعارى وهم الذين أوترا الكتاب أي‬
‫التوراة واإلنجيل أوترا بهما أو بأحدهما حق لكم دون ذبائح‬
‫أهل الشرك الذين ال كتاب لهم من مشركي العرب وعبدة‬

‫‪٤٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫األصنام واألوثان ممن لم يذكر توحيدهم كما كان دين أهل‬


‫الكتاب فهؤالء حرام عليكم ذبائحهم)) ‪ .‬فقد يدن هذا القول‬
‫على أته قد حرم على السدين ذبائح أهل الشرك‪ ،‬وأده لم‬
‫يحتل لهم غير ذبائح الموحدين من اليهود والعارى‪ ،‬وإذا‬
‫كان ا ألمر على هذه وكان المسلمون مجمعين على أن أكل‬
‫ذبائحنا حالل‪ ،‬وجب أن يجمعوا على أتنا الموخذون‬
‫المذكورون في القرآن‪ .‬وال يمع توحيدنا إقرارنا با ألقانيم‬
‫الثالثة‪ .‬قال القاضي أبو بكر محتد بن ا لطكب المعروف باين‬
‫البافالني في كتاب الطمس ما شرحه‪ :‬أعلم أن النصارى إذا‬
‫حققنا معهم الكاالم في قولهم إذ الله جوهر ذر ثالثة أقانيم لم‬
‫يحصل بينتا وبيتهم خالف إال في االسم‪ ،‬ألتهم يقولون إذ الله‬
‫جوهر ال كا لجوا هر المخلوقة‪ ،‬بمعتى أته ‪,‬قائم بذاته والمعرى‬
‫صحح‪ ،‬ولكئ العبارة فاسدة ألن األسماء يربع فيها إلى أهل‬
‫النان ولم يطلق عليه تعالى أحد منهم اسم الجوهر* ولكئ‬
‫الكالم معهم في تثبيت البؤة كاليهود‪ .‬فإن كان هذا القاضي‬
‫يقول مثل ذلك‪ ،‬فقد وجب على كد من يفشله ويقبل قوله‬
‫ا العتراف بآن النصارى موخدون ‪.‬‬

‫قال الوزير‪ :‬أما قول ابن الباقآلني فتقليد لم نقبله‪ .‬وأتا‬


‫األقاويل األخرى التي ذكرتها فقد حن موقعها في غي‪.‬‬

‫‪٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫ألمجلس الرائع‬

‫في تثبيت مذهب التمارى‬


‫من موجب العقل والمعجز‬

‫وفي يوم الخميس الثالث من جمادى أ آلخرة استدعاني‬


‫الوزير إلى مجلسه فصرت إليه‪ ،‬ويا إن صرت إليه وجلت‬
‫حتى قال لي‪:‬‬

‫ما الحتة في محبة غالية الناس أدياتهم أكثر من محيهم‬


‫أحواتهم وأسبابهم؟ قلن‪ :‬إذ الناس في ذلك على ضرين ‪:‬‬
‫فمنهم من رححت دينه بالعادة ومتابعة أسالفه‪ ،‬ومنهم مرئ يحبه‬
‫لتحققه وصخته ‪.‬‬

‫قال‪ :‬فمن أين يتحقق اإلنسان صخة دينه؟‬

‫قلن‪ :‬إنا ض العقل الصحيح وإنا من المعجز االلهتي‪.‬‬

‫قال‪ :‬فهل محبذ أنت مذهبك مجه العادة ومتابغة‬

‫‪٤٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫آسالفك‪ ،‬أم مزجه من يتحقق صحة مذهيه؟‬

‫قلن ‪ :‬محبة تن يتحقق صخة مذهبه ‪.‬‬

‫قال‪ :‬فتحئق صخة مذهبك من أي وجه هو‪ ،‬أمن العقل‬


‫أم من المعجز اإللهى؟‬

‫قلن ‪ :‬متهما مائ ‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكيف ذلك؟‬

‫قلن ‪ :‬أتا من العقل فألني رأيت أته ال ينتقل أحد من‬


‫مذهب إأل ألحد أمرن ‪ :‬إتا رغبة وإتا رهبة ‪ .‬فأتا ألرغبة‬
‫فبمنزلة الصلة واألموال والعطايا واإلباحة في اللذات وا لتنثل‬
‫من أمر صعب إلى أمر سهل وما ثاكل ذلك من األمور ايي‬
‫تترق الغس إليها ‪ .‬وأتا الرهبة فمثل الخوف من القتل‬
‫واستباحة الحريم ويا شاكل ذلك متا تكرهه النفوس‪.‬‬

‫ووجدت المتنقلين إلى مذهب النصراتهة ينتقلون إليه ألحد‬


‫هذين األمرن‪ ،‬وذلك ألن الداعين إليه كانوا السادة الرسل‬
‫وكانوا ذوي فاقة ومسكنة‪ ،‬ال أرباب أموال فيبذلونها لمن‬
‫يتبعهم‪ ،‬إذ يستحيل أن يكونوا ذوي أموال والكتاب الذي‬
‫معهم يحقهم على طرح األموال الدنيوية‪ .‬ثم لم يبيحوا أيائ‬

‫‪٤٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫عن اللذات ألن الكتاب الذي في أيديهم يأمرهم بطرح‬


‫لذة الطعام وا لثرا ب وترك الدنيا وسائر نعيمها‪ ،‬وال نقلوا‬
‫ض أمر صب إلى أمر سهل‪ ،‬ألن كتابهم يأمرهم بعكس‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫وال نقلوا المدعوين إلى النصرانية بالخوف والسيف‬


‫وا ألمور المفزعة‪ ،‬ألن الكتاب الذي معهم يأمرهم بالتواضع‬
‫واحتمال المكاره واإلحسان إلى األعداء والدعاء لهم وعرض‬
‫الدين على الناس بالقول مع الزهد في الدنتا وجمع لذاتها ‪.‬‬
‫فتن قبل الدعوة ودخل في دين التصرا؟ ألزم تفريق أمواله‬
‫واحتمال أعدائه وترك عزة ا لئغس والتفاخر بالدنيا ‪ -‬وهن لم‬
‫يدخل فيه ناصب الداعي وقاومه‪ ،‬وإن رام فتله بذل ألداعي‬
‫نفسه له حرى يقتله من غير االستغاثة عليه ببعض المخلوقين‪.‬‬

‫فلتا رأيت ذلك ووجدت أته لم يدخن في دين النصرانية‬


‫فالسفه اليونان وحكماؤهم وأمم كثيرة وملل مختلفة وممالك‬
‫متباينة مثل الروم وا الفرنج والبلغار والقبط وأهل النوبة‬
‫واألرمن والريان والغرس والترك وأهل الصين وغيرهم من‬
‫ا ألمم لرهبة خافوها وال لرغبة رجوها ‪ ،‬علمث أتهم إتما لم‬
‫يدخلوا فيه إآل لمعجر إلهى قادهم إليه ‪ ٠‬وهذا متا استدللائ به‬
‫‪.‬من العقل على صحة مذهب النصرانية‪.‬‬

‫‪٤٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫فأثا ما استدللث به من المعجز على صخة ذلك فهو أتي‬


‫شاهدت أشياء كثيرة عجيبة يجب على من شاهدها أو بعضها‬
‫أن يلزم نفسه الموت في محبه دينه ‪ ,‬فمتا شا هدته أره كان في‬
‫غئر مار ميخائيل في الموصل راهب شيخ فافبل اسمه يوحتا‬
‫ويعرف باألعرج‪ ،‬وكنث من بعض تالميذه المتخضصين به‪,‬‬
‫ولتا حصلث بالموصل وكانت لحسام الدولة وجناح الدولة‬
‫رحمهما الله‪ ،‬أقيم ناظر عليها من قبل أحدهما هو أبو الحسن‬
‫بن سرور رحمه الله‪ ،‬فاستدعاني هذا الراهب في بعض األيام‬
‫وقال لي‪ :‬أريد أن تهفي إلى أبي الحن بن سرور وتقول له‬
‫عتي أن ينتبه إلى نفسه فيهرب أو يستتر؛ فإذ نتة صاحبه قد‬
‫تغيرت تجاهه وأنا خائف عليه‪ ،‬فقلث ‪ :‬السمع والطاعة وأنا‬
‫أدخل عليه إذا أمسى النهار وأبيت عنده وأعرفه ما رسمته ‪.‬‬
‫فانفصلت عنه على هذا‪ .‬فلتا أضحى النهار أنفن في طلبي‬
‫دفعة ثانية فمضيت إليه فقال لي‪ :‬أعلم أن أمر أبي الحسن قد‬
‫قوي وإن انتصف النهار ولم يهرب خفت عليه واآلن قلم‬
‫مسرعا فلعاك تنذره قبل أن يؤخذ‪ ..‬فقمت في الحال من باب‬
‫بآليته وتولجهت إلى الموصل مسرقا ‪ .‬فلتا وصلث إلى الدير‬
‫ا ألعلى سمعت أذان صادة الظهر فًاسرعت في المشي‬
‫ووصلث إلى دار أبي الحسن فوجدئه قد قبض عليه في ذلك‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الوقت وهو مقن‪ .‬فرجعت إلى الثغر على حالي وعرفت‬


‫الراهب ما جرى ‪ .‬فاغتز ودعا له بالخالص‪ ،‬ولغا بكرت إليه‬
‫من الغد قال لي‪ :‬إعلم أن أمر أبي الحن يقرب ويخلص‪-‬‬
‫وبعد أيام ييرة قرر أمره على شيء قريب وأفرج عته‪.‬‬

‫وشا هدن من هذا الراهب غير أشياء عجيبة ليس يحتمل‬


‫الوقت شرحها‪ .‬ولم أورد هذا الخبر وأنا أطلب إلى الوزير‬
‫حرسه الله قبوله وال غيره من الملمين أددهم الله‪ ،‬لكثي‬
‫أستغتيه استفتاة في ذلك فأقول ‪ :‬ماذا يقول الوزير في قن شاهد‬
‫هذا وحثقه‪ .‬ألبس هو حجة الله عليه فيلزمه التمتك بالمذهب‬
‫الذي شاهد ذلك مته‪ .‬قال‪ :‬إذا صح ا لخبر لزم ا لتمتك بذلك‬
‫االعتقاد‪.‬‬

‫قلن‪٠ :‬أتا أقخ بذلك وأمتثله‪ ،‬فإذا كان األمر على هذا‬
‫ثبت أل محبتي مذهبي ليست محدة العادة ومتابعة أسالفي‪،‬‬
‫لكئها محدة ئن قد تحقق صخة مذهبه من العقل والثعجزا)‪ .‬ثم‬
‫عدل الوزير إلى المفاوضة في ما ال يتعتق بالدين‪ .‬واتقضى‬
‫ا لمجلس‪.‬‬

‫‪٥١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫المجلس الخامس‬

‫في براءة التصارى من كق مذهب يخالف الحق‬

‫وني يوم السبت الخامس من جمادى اآلخرة حضرت‬


‫مجلس الوزير فقال لي‪ :‬إعلم أش شرحن للقاضي أبي يعلي‬
‫المتكتم حاه المجالس التي جرت بيئي ويينك وما سمعته‬
‫منك في التوحيد‪ ،‬فأتكره وذكر أئ النصارى ال يعتقدون شيائ‬
‫من ذلك وأتك أوردت ما أوردته رغبة في إزالة الشبهة‬
‫والفظاعة عن مذهب النصرانية‪ .‬وحكى أن التعارى ال‬
‫يتمكنون من اإلقرار برب واحد وال من القول إذ الله واحد‬
‫وحده ال شريك له‪ .‬فما عندك في ما ذكره؟‬

‫قلت ‪ :‬أنا أكتب فهة بخعئي وأعرضه في حضرة الوزير‬


‫أتده الله فيعلم منه أتنا ال نعتقد إال إلؤا واحدا ال إله غيره‪ ،‬وأن‬
‫ما أوردته في الحفرة العالية أعتقد ه أنا وأهل مذهبي‪.‬‬

‫وبعد ما جرى بيئي وبينه مذاكرة ومفاوضة في ما ال يتعلق‬

‫‪٥٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫بالمذهب‪ ،‬خرجث من عنده‪ .‬وعند حصولي في قال بي كبث‬


‫فصدح هذه نسخته ‪:‬‬

‫يقول إيابا مطران تصيبين ‪(( :‬إدنًا معشر النصارى الموحدين‬


‫نؤمن برب واحد ال إله إآل هو وحده ال شريك له في ا ألزلية وال‬
‫مثيل له في الذاتية وال نظير له في الربوبية‪ ،‬وال صاحب له‬
‫يعاونه وال ضن يقاومه وال ند ينازعه‪ ،‬وإته غير جم وغير‬
‫مرقب وغير مؤلف وغير محسوس وغير متحيز وغير مبتغى‬
‫وغير ستحيل‪ -‬فال يشغل حيرا وال يقبل عرقا وال يحويه‬
‫مكان وال يحصره زمان ‪ ٠‬قديم بال ابتداء‪ ،‬بافي بال انتهاء ‪ ٠‬خفى‬
‫في ذاته‪ ،‬ظاهر في أفعاله‪ ،‬منفرد بالقدرة والكمال‪ ،‬متوحد‬
‫بالعظمة والجالل‪ ،‬معدن النعم ويبع الحكم‪ ،‬محدث كق‬
‫شيء من ال شيء‪ ،‬منشئ كل الموجودات هن غير ماذة‪ .‬صاخ‬
‫الخالئق بأ مره ومكون البرايا بمشيئته‪ .‬عالم باألمور قبل كونها‬
‫وعارف با لسرائر قبل إضمارها ‪ .‬حتي ال يموت‪ ،‬ثابت ال‬
‫يزول‪ ،‬قوي ال يحول‪ ، .‬قادر ال يعجز‪ .‬قريب لكل أحد‪ ،‬مجيب‬
‫لمن يدعوه ‪ ،‬مغيث لمن يرجوه ‪ .‬كاي لمن يتوقل عليه‪ ،‬ملجأ‬
‫لمن يلتجئ إب‪ .‬يدس النعم إذا قوبك بالشكر ويزيلها إذا‬
‫قوبلت بالكفر؛ يعين الصالحين‪ ،‬يجيب الطائعين‪ .‬عدو‬
‫العاندين‪ ،‬قابل للتائيين‪ ،‬غياث للمستغيثين ‪ ٠‬إله رحيم‪ ،‬رب‬

‫‪٥٣‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫كريم‪ ،‬خالق حكيم ‪ .‬خلق الدنيا لما ثاء وكما شاء ويفتيها إذا‬
‫شاء كما شاء ‪ .‬ثم يأذن بالبعث والئشور ويحيي مئ في القبور‪.‬‬
‫ويجازي ا ألخيار بإيصالهم إلى النعيم‪ ،‬وا ألشرار بتخليد هم في‬
‫الجحيم‪ .‬إله واحد‪ ،‬خالق واحد‪ ،‬رلبا واحد‪ ،‬معبود واحد‪.‬‬
‫ال إله قبله‪ ،‬وال بعده‪ ،‬وال خالق إآل هو‪ .‬وال رب غيره وال‬
‫معبود سوا ه ‪.‬‬

‫ولغا كان من الغد حملث هذأ ا لفصل إلى الوزير وعرضته‬


‫عليه‪ ،‬فلتا قرأه قنت‪ ،‬له‪ :‬أيجوز أن يطلق مثلي خطه بما قد‬
‫تفتنه هذا ا لفضل‪ ،‬وهو وآهل بيته يعتقدون غير ما يقتضيه‬
‫مضمونه؟ قال ‪ :‬ال‪ .‬قلت ‪ :‬قد بطل قول من حكى في حضرة‬
‫الوزير أدده الله إذ النصارى غير موحدين ‪ ٠‬وإذ الذي أوردته‬
‫عنهم هو غير ما يقتضيه أعتقا دهم‪ ،‬وأنا ادما قصدت به فقط‬
‫إزالة الشنعة عنه‪ .‬قال‪ :‬األمر على ما ذكرت وأنا أعتقد أن كز‬
‫من هو على هذا الرأي وهن‪ ٦٠‬المذهب هو موخد وال خالف‬
‫بينه وبين المسلمين إال في نبوة محتد بن عبد الله‪ .‬ثم قال‪:‬‬
‫أريد إذا سرنا من نصيبين أن تكتب رسا لة في التوحيد ئضتمها‬
‫جمع ما أوردته على في هذه المجالس وتجعل أؤلها هذا‬
‫الفصل وتختمها بآخره وتضيف إليها ما تعلم أده مفيد متا لم‬
‫يجر في هذه المجالس‪.‬‬

‫‪٥٤‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫فآجبته بالسمع والطاعة وامتثلتا مرسومه بعد مسيره‪،‬‬


‫فكتبت الرسالة على مقتضى مشورته ورسمه وقد كنث أنفن إليه‬
‫أدام الله حراستك نسختها‪ ،‬وهي آخر ما جرى معه في أمر‬
‫! لمذهب‪ ،‬ول لسال م ‪.‬‬

‫‪٥٥‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫المجلس السادس‬

‫إعتقان النصارى المسلمين‬

‫ثم سألني وقا ل‪ :‬وكيف اعتقادكم المسلمين وغيرهم من‬


‫هخزلبكم؟‬

‫قلن‪ :‬إذ الذي نعتقده عند الملمين حرشهم الله هو أته‬


‫تلزمنا طاعتهم ومحينهم أكثر مما تلزمائ طاعة جميع أهل‬
‫الملك والممالك المخالفة إيانا‪ ،‬سواء كتا في بالدهم أم‬
‫خارجها‪ ،‬سواء أحسنوا إلينا أم لم يحنوا ب ونلكا ألن‬
‫المسلمين يرون صيانتتا وتعزيزنا واالحسان إلينا ديانة وفرصا‪.‬‬
‫وتئ تعذى علينا منهم كان صاحبهم‪ ،‬أي نبيهم خصمه يوم‬
‫القيامة‪ .‬وشرعهم يحمد نا ويميزنا هن بين سائر أهل الثلك‪،‬‬
‫وأتا المجوس والهنود والصابئة وسائر المخالفين إيانا فليس‬
‫يرون إجمال مقالتنا واالثكاء علينا إذا أصبحنا دنة لديهم‪،‬‬
‫ليس في ‪١‬لدين بل في السيا‪-‬سة‪ ،‬وليبس يبقون‪ -‬علينا إن أبقوا وال‬
‫يجملون معاملتنا إن أجملوا إال السياسة‪ .‬وإذا كان المسلمون‬

‫‪٥٦‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫حرشهم الله يرون ترك أذينا وإ جما ل معاملتنا واإلحسان إلينا‬


‫ديانة‪ ،‬وغيرهم إتما يفعل ذلك سياسة فتلزمنا طاعة المسلمين‬
‫ومحبتهم أكثر متا يلزمنا لغيرهم من مخالفينا ‪.‬‬

‫ومائ يوجب علينا أيثا ذلك أن المسلمين يعترفون‬


‫بالمسيح ويعتقدون أته كلمة الله وأته حي في السماء‪ ،‬والملل‬
‫األخرى تجحده وتعتقد أته ساحر كذاب قد مات وبلى فى‬
‫ا ألرض‪ ،‬وليس يجوز أن يكون عندنا أهل مئؤ يعتقدون‪.‬‬
‫بالمسجح االعتقاد األول ولو أساؤوا إلينا وتعدوا علينا مثل‬
‫أهل الملل األخرى التي تعتقد بالمستح االعتقاد الثاني‪ ،‬ولو‬
‫أحسن أهلها إلينا وأنعموا علينا ‪.‬‬

‫ثم إذ ألمسلمين أينا حرشهم الله إذا ظلمونا وأذونا ثم‬


‫رجعوا إلى شرعهم وجدوه غير حامد لهم على أذيتنا وظلمنا ‪،‬‬
‫وأهل الملل األخرى إذا أكرمونا وأحسنوا إلينا ورجعوا إلى‬
‫شرعهم وجدوه غير حامد على ذلك‪ .‬فأذرة المسلمين إيانا‬
‫وتعذيهم علينا وهم يعتقدون أتهم مخالفون شرقهم في ما‬
‫يفعلونه معنا من ذلك أحب إلينا من إحسان غيرهم ممن يعتقد‬
‫أته مخالف شرعه فى إحسانه إلينا ‪٠‬‬

‫وأيقما ليست مئة من الملل المخالفة اإلساللم أقرب مود؛‬

‫‪۵٧‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫إلى المسلمين من مئة النصارى ألن جمع الملل المخالفة‬


‫المسلمين تخالفهم في ما ال تخالفهم فيه مئة النصارى‪ .‬فإذ‬
‫المجوس والهنود والصابئين يخالفون المسلمين في موسى‬
‫والمسيح ومحتد بن عبد الله‪ ،‬واليهود يخا لغونهم في المسيح‬
‫ومحتد بن عبد الله‪ .‬أتا النصارى فما يخالغونهم إال في نبزة‬
‫محتد بن عبد الله ‪ .‬وهع مخالفتهم إياهم في ذلك فهم يدعون‬
‫لدولتهم‪ ،‬ويسألون الله تعالى دوامها ‪ ،‬وأن يسخ عليهم رحمته‬
‫في اآلخرة‪ ،‬ويونقهم لطاعته‪ ،‬ويغفر ذنوبهم‪ ،‬ويورثهم النعيم‬
‫في اآلخرة‪.‬‬

‫وأنا الملل األخرى فهع بعدها عن الملمين أكثر ض‬


‫بعد النصارى‪ ،‬ليس فيها مئة تستجيز أن يدعوا لهم بما يدعوه‬
‫لهم به النصارى‪ ..‬وإذا كان األمر على هذا‪ ،‬فقد وجب على‬
‫النصرانى أآل يخالف المسلم إذ سامه ما يخالف شع‬
‫أحدهما‪ ،‬أعني شرع اإلسالم أو شرع النصارى‪ ،‬ومتى خالغه‬
‫فقد خالف الله تعالى الذي قرض علينا الطاعة للسلطا ن بعد‬
‫طاعة الله‪ .‬وشرعنا يتضتن أن تن خالف أمر السلطان فقد‬
‫خالف أمر الله تعالى‪ .‬فكق نصرانى يخالف الملم إذا سامه‬
‫شرع اإلسالم أو شع النصرانية‪ ،‬فقد أطاع ذلك النصراني الله‬
‫تعالى في تلك المخالفة وأحسن إلى ذلك الملم واستحق‬

‫‪٥٨‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫الشكر منه إذ نرهه من مخالف دينه وشرعه‪ .‬وذلك أده قد‬


‫فرض على المسلم أال ئكرة النصرانى على دينه وفروضه وال‬
‫يغصبه شيائ من حقوقه وال يقصد أذينه والتحامل عليه ‪.‬‬

‫فمتى حفظ السطم هذه الغروض لزم النصرانى أال يخالغه‬


‫في سواها ‪ ,‬وذلك مثل مستور يلتمس من نصرانى موسر ما‬
‫يدفع به ضيقته ‪ .‬ومثل مسلم يقع في شذة ويلتمس من نصرا نتي‬
‫أن يساعده مساعدة يقدر عليها ‪ .‬ومثل ملم يسوم نصرا نائ أن‬
‫يعيره جاهه في حاجة تعرض له أو يدفع عنه أذدة يتمكن من‬
‫دفعها بالحيلة أو بالقؤة‪ .‬ومثل مسلم مظلوم يهرب من ظالمه‬
‫ويلتجئ إلى النصرانى وها شاكل ذلك هن المآسي التي ينتفع‬
‫بها الملم وليس فيها مخالفة للشرع‪ ،‬فإته يالزم ا لنصرا نتي‬
‫ا لسعي إليها والمساعدة عليها إذ ليعس فيها عليه مضرة في دينه ‪.‬‬

‫فهذا ما يلزمه النصارى المسلمين‪ ،‬وكذلك يلزم المسلمون‬


‫النصارى أن يقربوهم‪ ،‬ويحنو ‪ 1‬إليهم‪ ،‬ويحروهم أكثر من‬
‫سائر الملل‪ ،‬وأن يعتمدوا صيانتهم وتجتب ظلمهم وكن ا ألذية‬
‫عنهم وعن بيعهم وبيوت صلواتهم وإكرام متقذميهم‪ ،‬وأآل‬
‫يعارض يكا م الملمين حرسهم الله حكاقهم في أحكامهم‪.‬‬
‫وإذ جاء أحد التصا رى إلى حاكم ا لملمين يلتمس أن يحكم‬
‫بينه وبين نصراني آخر مثله يرذه إلى أهل دينه وحكامه‪.‬‬

‫‪٥٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫المصادر‬

‫‪ -‬إبراهيم (المطران يوحتا)‪ ،‬قبول اآلخر‪ ،‬قدموس‪ ،‬سوريا‪،‬‬


‫‪٠٢٠٠٦‬‬
‫ط‪ ،٢‬دار‬ ‫‪-‬أبونا (األب أبير)‪ ،‬أدب اللغة اآلرامجة‪،‬‬
‫المشرق‪. ١٩٩٦ ،‬‬
‫‪ -‬أبونا (األب ألبير)‪ ،‬تارخ الكنيسة السريانية الشرقية‪ ،‬ج‪،٢‬‬
‫دار المشرق‪ ،‬بيروت‪٠١٩٩٣ ،‬‬
‫‪ -‬إسكاتولين (األب يوسف بطرس) ‪ ،‬دروس ني التصؤف‬
‫محافرات ألقاها في معهد الالهوت‪،‬‬ ‫اإلسالمي‪،‬‬
‫الكايي‪-‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪٠١٩٩٠,١٩٨٩‬‬
‫‪ -‬أوليري (د‪ .‬السي)‪ ،‬علوم اليونان وسبل انتقالها إلى‬
‫العرب‪ ،‬مكتبة ا‪-‬لنهضة المصرية‪ ،‬القاهرة‪٠١٩٦٢ ،‬‬
‫‪ -‬جاشا (األب جان ماريا)‪ ،‬مجتة اللقاء‪ ،‬سنة ‪،١٤‬ع‪١‬‬
‫لة‪.١٩٩٩‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫— حبي (األب د‪ -‬يوسف)‪ ،‬حنين بن إسحاق‪ ،‬دار الحذرة‬


‫للطباعة‪ ،‬بغداد‪٠١٩٧٤ ،‬‬
‫‪ -‬حشيمه (ا ألب كميل اليسوعى) ‪ ،‬علماء النصرانية غي‬
‫اإلسالم ‪ :١٣٠ ,-٦٢٢‬لويس شيخو (سالة ‪(,‬التراث‬
‫العربتي المسيحى))‪ ،‬رقم ه)‪ ،‬المكتبة البولسية‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪٠١٩٨٣‬‬
‫— خليل (األب سمير اليسوعتي)‪ ،‬مقالة في التوحيد للشيخ‬
‫يحى بن عدي‪( ،‬سداة ‪,‬التراث العربتي اسحتيا)‪ ،‬رقم‬
‫‪ ،)٣‬المكتبة البولسية‪ ،‬لبنان‪٠١٩٨, ،‬‬
‫‪ ٠‬خليل (األب سمير اليسوعتي)‪ ،‬النبوءة في المسيحية‬
‫واإلسالم‪ ،‬محاضرات ألقاها في معهد الالهوت‪،‬‬
‫السكا كيذي‪١-‬لقا هرة‪٠١٩٩٥ ،‬‬
‫‪ -‬خليل (األب سمير اليسوعتي)‪ ،‬مقالة بعنوان‪(( :‬التراث‬
‫ا لعربتي المسيحتي القديم وتفاعله مع الفكر ا لعربتي ا إلسال متي‬
‫في كتاب بعنوان ‪ :‬وثائق عصرية في سبيل الحوار‪،)). . .‬‬
‫المكتبة البولسية‪ ،‬بيروت‪٠١٩٩٩ ،‬‬
‫‪-‬ساكو (األب لويس)‪( ،‬ابيبليوغرافيا حوارات مسيحية‪-‬‬
‫إسالمية باللغة السريانية)) (بالغرنسية)‪ ،‬مجتة إسالمو‪-‬‬
‫كرسيانا‪ ،‬عدد ‪ ،١٠‬سة ‪ ،١٩٨٤‬ص ‪٠٢٩٢,٢٧٣‬‬

‫‪٦١‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫‪ ٠‬ماكو (األب لويس) ‪ ،‬محاضرات في اإلسالم (ملزمة)‪،‬‬


‫بغداد؛ ‪,٢٠٠,‬‬
‫‪ -‬فيبه (األب جان موريس)‪ ،‬أحوال النصارى في خالفة بتي‬
‫العباس‪ ،‬دار المشرق‪,١٩٩٠ ،‬‬
‫‪ -‬قنواتي (ا ألب جورج شحاتة) ‪ ،‬المسيحية والحضارة العربية‪،‬‬
‫المؤسسة العربية للدراسات والنثر‪ ،‬بيروت‪. ١٩٨٤ ،‬‬
‫‪-‬خار (رمزي)‪ ،‬الفلسفة العربية عبر التاريخ‪ ،‬دار اآلفاق‬
‫الجديدة‪ ،‬بيروت‪٠١٩٧٧ ،‬‬
‫‪٧‬ء د»ئس‪/‬ر‪,‬ع ‪01^,‬آلد‪1‬س‪ 1‬ه‪٠،‬اكجااجب؛ ‪-‬‬ ‫ريهك‪» /‬ه‬
‫ادآلوا ‪<,‬؟‪ً١.‬اةآل ‪,‬اا‪-‬اةاال‪1‬ال ‪,.‬؛ج ئ‪-٧‬ة‪-‬ئل‪,8 ١‬لأ‪١٦‬ا؛ة‪0١٦‬اةة‪8 1٩‬ىس‪٦‬س‬

‫‪١٢‬‬
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫فهرس المحتويات‬

‫‪٦‬‬ ‫هؤلفا ته‪................ ٠,,,‬‬


‫‪٦‬‬ ‫هو أبو قاسم المغربى؟ ‪........................................‬‬

‫تأ‪.‬‬
‫‪٧‬‬ ‫ب المجالس ‪....................................................‬‬

‫ال‬
‫‪٩‬‬ ‫لويه وجخته ‪..................................................................‬‬

‫د‬
‫نصوص مختارة من المجالس ‪١ ١ ..............................................................‬‬
‫المجلس األزل ‪:‬التوحيد والتثليث‪١٢........................................‬‬
‫المجلس الثاني ‪ :‬قي حلول ابن الله وائحاده بالطبيعة‬
‫البشرية ‪٢٩ ............‬‬
‫المجلس الثالث ‪ :‬في إقامة الديل على توحيد النصارى‬
‫من القرآن ‪٣٧.....................................................‬‬
‫المجلس الرابع ‪ :‬قي تثبيت لمذهب النصارى من موجب‬
‫العقل والمعجز‪٤٧...........................................‬‬
‫المجلس الخاص ‪ :‬لمي براءة السارى من كد مذهب‬
‫يخالف الحذ ‪٥٢ .....‬‬
‫المجلى السادس ‪ :‬إعتقاد النصارى السامين ‪٥٦ .......................‬‬
‫‪٦٠‬‬ ‫المصادر‪................................................. ....................................................‬‬

‫‪٦٣‬‬
www.christianlib.com
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫صدر في «موسوعة المعرفة المباحتة))‬

‫الفكر العربي المسيحي‬

‫‪ - ١‬أبو قذة‪ :‬السيرة و لمراجع‪.‬‬


‫‪-٢‬أبو قذة‪ :‬ألمؤنقات‪.‬‬
‫‪ — ٣‬حنين بن إسحق ‪( :‬افي األعمار واآلجال‪.)،‬‬
‫دور الميحين الثقافي في العالم العربي (‪.)١‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٤‬‬
‫دور الميحين الثقافي في العالم العربي (‪.)٢‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ه‬
‫ثا ودورس أبو قرة‪ :‬ابر في الحيبةا) (‪-)١‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٦‬‬
‫ثاودورس آبو قذة‪» :‬ميمر في الحرة» (‪.)٢‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٧‬‬
‫علماء مسيحيون في ديار اإلسالم ‪٦٢٢‬م —‪١٣٠٠‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٨‬‬
‫الجاثليق طيموتاوس الكبير‪.‬‬ ‫—‬ ‫‪٩‬‬
‫‪- ١٠‬إيليا اشيبيني‪.‬‬

‫‪٦٥‬‬
www.christianlib.com
‫‪www.christianlib.com‬‬

‫جان قرلياوي‬ ‫تصميم الغالف‬

‫الصن واالخراج‪ :‬تانيا ريدان‬

‫مؤشة دائش للبائ‬ ‫الطباعة‬

‫‪٢٠٠٩/١١/٣٠-١,٥,١٧٨٩‬‬
www.christianlib.com
www.christianlib.com
‫المطران لويس ساكو رئيس أساقفة كركوك للكلدان‪ .‬عمل‬
‫مدير! للمعهد الكهنوتى البطريركى (‪،)٢٠٠١,١٩٩٧‬‬
‫وأسادا في كاتة بابل للغلفة واالنهوت‪ .‬أصدر هذة‬
‫كتب منها ‪ :‬آباؤنا الريان والكبة األولى‪ ،‬األسرار ادجة‬
‫في كبة المشرق‪ ،‬الكبة الكلداسة خالصة الهوة‪ .‬وله‬
‫أيثا عشرات المقا ال ت المنشورة ‪٠‬‬

‫منغورات‪:‬‬

‫دار المشرق ش‪.‬م‪.‬م‪.‬‬


‫ص‪.‬ب‪١٦٦٧٧٨ :‬‬
‫»‪158‬‬ ‫ح‬ ‫‪314-53)33-3‬‬
‫االربة‪ ،‬بربوت ‪ ١١٠٠ ٢١٥٠‬لبائن‬

‫الرتنح‪:‬‬
‫المكبة الشرقؤة ش‪.‬م‪.‬ل‪.‬‬
‫‪٩ 7‬‬ ‫ح‬ ‫‪ 453037‬اح‬ ‫ص ‪,‬ب‪ ٥٥٢٠٦ :‬بربوت‪ ،‬لبائ ن‬

You might also like