You are on page 1of 286

‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫البهائية‬
‫اترخيها وعقيدهتا‬
‫وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬

‫أتليف‬
‫عبدالرمحن الوكيل‬
‫الرئيس العام جلماعة أنصار السنة احملمدية‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫حقيقة البهائية‬
‫بقلم‬
‫الشيخ حممد اخلضر حسني‬
‫شيخ األزهر األسبق‬

‫الناشر‬
‫دار املدين للطباعة والنشر والتوزيع‬
‫جدة ‪ -‬حي مشرفة ‪ -‬شارع الثقافة‬
‫ت‪ 6713424 :‬ص ب‪ 18485 :‬رمز بريدي ‪26142‬‬
‫الطبعة األوىل ‪ 1381‬هـ = ‪1962‬م‬
‫الطبعة الثانية ‪ 1407‬هـ = ‪1986‬م‬

‫راجعه وضبطه ونسقه‬


‫أمحد محدي إمام‬

‫رقم اإليداع‪1986/5905 :‬م‬

‫مطبعة املدين املؤسسة السعودية مبصر‬


‫‪ 68‬شارع العباسية ‪ -‬القاهرة ت‪827851:‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬


‫َّاس َوُه ًدى َوَر مْحَةٌ لَِق موٍم يُوقِنُو َن‪[ ‬سورة اجلاثية‪]20:‬‬
‫صائُِر لِلن ِ‬
‫‪َ ‬ه َذا بَ َ‬
‫تصدير‬
‫بقلم‪ :‬أمحد محدى إمام‬
‫احلمدهلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على حممد خامت األنبياء واملرسلني‪ ،‬نـزل هللا عليه الكتاب‬
‫ابحلق ‪ -‬وهلل الدين اخلالص ‪ -‬مصدقاً ملا بني يديه من الكتاب ومهيمناً عليه‪.‬‬
‫أما بعد‪ :‬فهذا الكتاب عن البهائية؛ بل كتاابن‪ ،‬أوهلما‪ :‬موجز ٍ‬
‫كاف يبني حقيقة البهائية‪ ،‬بقلم‬
‫الشيخ حممد اخلضر حسني‪ .‬واثنيهما‪ :‬مطول واف ‪ -‬يشفى صدور قوم مؤمنني ‪ -‬عن البهائية‪،‬‬
‫اترخيها وعقيدهتا‪ ،‬مث صلتها بالباطنية والصهيونية‪ ،‬لألستاذ عبدالرْحن الوكيل‪.‬‬
‫واجمللد الذي بني يديك حييط ابلبابية أصل البهائية‪ ،‬مث يصل بك إىل خباايها ونواايها‪ ،‬وأسسها‬
‫ودعاواها‪ ،‬وكتبها وأقوال مدعيها‪ ،‬وأتثرها وآاثرها الفاسدة‪ ،‬وأفعاهلا املريبة‪.‬‬
‫هدم وختريب‬
‫أما البابية‪ :‬فمؤسسها علي بن حممد ابن املرزا رضى البزاز الشريازى؛ إيراين‪ ،‬ولد بشرياز يتيماً‬
‫(‪1235‬هـ ‪1819 -‬م) ويف اخلامسة والعشرين من عمره جاهر بعقيدة ظاهرها توحيد األداين‪،‬‬
‫أو ظاهرها اإلصالح الديين واالجتماعي‪ ،‬وابطنها تلفيق عقيدة جديدة من أداين ومبادئ خمتلفة‪،‬‬
‫ولقب نفسه ابلباب‪ ،‬وتبعته مجاعة وأذاع أنه املهدي املنتظر‪ ...‬مث قبض عليه وسجن‪ ،‬مث أعدم رمياً‬
‫ابلرصاص يف تربيز (‪1266‬هـ ‪1850 -‬م) ويف حيفاً بفلسطني قرب ضخم للبهائية‪ ،‬يقولون إهنم‬
‫نقلوا إليه جثة الباب خلسة‪.)1(...‬‬
‫وأما البهائية‪ :‬فمؤسسها حسني على نورى بن عباس بن بزرك‪ ،‬املريزا‪ ،‬املعروف ابلبهاء‪ ،‬أو هباء‬
‫هللا‪ ،‬وهو إيراين مستعرب‪ ،‬ولد يف بلدة نور (‪1233‬هـ ‪1817 -‬م) واعتنق دعوة الباب‪ ،‬مث خلفه‬
‫يف دعوته‪ ،‬واهتم ابالشرتاك يف مؤامرة لقتل شاه إيران انتقاماً ملقتل الباب‪ ،‬فاعتقل مث نفى إىل‬
‫بغداد‪ ،‬مث أخرج منها إىل تركيا حيث نفى يف (أدرنة) مث سجن بعكا يف فلسطني ‪1868‬م‪ ،‬مث أفرج‬
‫عنه فمات ودفن يف حيفا (‪1309‬هـ ‪1892 -‬م)(‪.)2‬‬
‫واملالحظ أن ظهور البابية والبهائية وهنضتهما كان يف القرن التاسع عشر امليالدي‪ ،‬وهو قرن‬
‫صراع الدول االستعمارية على العامل اإلسالمي‪ ،‬وهذا ما يسمى الغزو الداخلي عن طريق األفكار‬

‫(‪ )1‬بتصرف من األعالم للزر كلى ‪ 171/5‬ط ‪.3‬‬


‫(‪ )2‬بتصرف من األعالم للزر كلى ‪ 271/2‬ط ‪.3‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اهلدامة لتدمري جسم األمة اإلسالمية‪ ،‬مث اعترب ابختاذ فلسطني مدفناً وقبلة للبهائيني‪ ،‬ومداهنتهم‬
‫للصهيونية يف منشئها وابتداء دعوهتا‪.‬‬
‫مث قام يف فلسطني عباس عبدالبهاء ابن مؤسس البهائية‪ ،‬وكان أنشط دعاهتا وأدهاهم‪ ،‬فقد ساح‬
‫يف البالد داعياً إىل البهائية‪ ،‬كما تعد الوالايت املتحدة موطناً رئيسا للبهائية حيث النشاط‬
‫الصهيوين الكبري‪.‬‬
‫مث كانت مصر وكان األزهر يف مطلع هذا القرن العشرين هدفاً لدعوة البهائية يعضدها‬
‫االستعمار الربيطاين‪ ،‬ولكن هللا سلم وقيض هلا رجاالً عارضوها‪ ،‬وكتبوا عن أسرارها وفضحوها؛ عن‬
‫فهم وحبث وخمالطة واطالع‪ ،‬وليس عن ختمني أو استماع‪.‬‬
‫ولعل من أول ما كتب عن البابية مقالة "دائرة معارف البستاين" مادة "اببية"‪ ،‬فقد كتب بطرس‬
‫البستاين ما خالصته‪":‬أسس الباب ذلك الدين من عناصر إسالمية ونصرانية ويهودية ووثنية‪...‬‬
‫وادعى أنه ليس نبياً بسيطاً؛ بل هو مشخص لآلهلة‪ ...،‬وقد قال إنه هو النيب وإن هللا قد أنـزل‬
‫عليه كتاابً يسمى البيان‪ ...‬ويزعم أتباعه أن جثته بعد موته قد صعدت إىل السماء‪...‬‬
‫وأما داينة الباب فتحكم بصدق مجيع املرسلني السابقني‪ ،‬وتقرتب من قول النصارى حبلول‬
‫الالهوت يف الناسوت‪ ...‬كما تؤمن ابلتناسخ‪ ...‬ورئيسهم الباب عندهم أعظم من حممد صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ...‬ومن أحكامه أنه جيب ختريب مجيع البقاع املقدسة كمكة وبيت املقدس وقبور‬
‫األنبياء واألولياء عند أول سلطة ألحد من أتباع دينه‪" ...‬‬
‫كما ساهم الشيخ رشيد رضا يف جملة املنار مبقاالته‪ ،‬ونشرت مطبعة اجمللة أول كتاب خطري ضد‬
‫البابية والبهائية‪ ،‬ألفه طبيب فارسي‪ ،‬وحكيم فيلسوف وشاعر يكتب ابلعربية والفارسية والرتكية‪،‬‬
‫وصحفي ومؤرخ هو الدكتور مريزا حممد مهدي خان‪ ،‬وكان يقيم مبصر فألف كتاابً ضخماً عن‬
‫البابية والبهائية‪ ،‬أصدر مقدمته يف ‪ 450‬صفحة من القطع املتوسط بعنوان (مفتاح ابب األبواب)‬
‫وهو أول وأوىف كتاب عن هذه النحلة ملا احتواه من معلومات أكيدة وألن مؤلفه فارسي‪ ،‬كما كان‬
‫أبوه وجده ممن انقشوا الباب وحضروا حماكمته يف إيران‪ ...‬وقد طبع الكتاب عام ‪1321‬هـ‬
‫(‪1903‬م) ابلقاهرة‪ ،‬وهو اندر الوجود‪.‬‬
‫واثين الكتب اليت يعتد هبا يف هذا اجملال كتاب " احلراب يف صدر البهاء والباب" كتبه حممد‬
‫فاضل وطبع عام ‪1329‬هـ (‪1911‬م) وأتيت قيمته من أن مؤلفه تتلمذ على داعية البهائية يف‬
‫العامل اإلسالمي مث يف مصر وهو أبو الفضل اجلرفادقاىن واطلع على كتب البهائية وأسرارها‪ ،‬مث‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫كتب يف الصحف مندداً هبا‪ ،‬بعد أن جنا من شركها‪ ،‬وطبع كتابه يف حوايل ‪ 400‬صفحة من‬
‫القطع الوسط(‪ .)1‬وهو حيتوي مقاالت وفتاوى هامة‪.‬‬
‫مث توالت الكتيبات وأعجبها بعنوان "تنوير األلباب إلبطال دعوة البهاء والباب" بقلم جالل‬
‫الدين مشس أْحدي وهو من القاداينية ومع ذلك فهو هام ملا به من نصوص من كتب للبهائية‬
‫يندر احلصول عليها‪ ،‬وقد التزم كاتبه أمانة النقل والتوثيق‪ ،‬وقد يذكر النص الفارسي املرتجم أحياانً‪.‬‬
‫مث َكتب الشيخ حممد اخلضر حسني أايم كان رئيساً لتحرير جملة نور اإلسالم (جملة األزهر حالياً)‬
‫إجابة مركزة عن سؤال عن البابية والبهائية يف العدد اخلامس وما يليه من اجمللد األول‪ .‬وهي‬
‫املنشورة هنا بعنوان (حقيقة البهائية) وسيكون لنا عنها كالم‪.‬‬
‫وبعد ذلك نشر األستاذ حمب الدين اخلطيب حبثه عن البهائية يف اجمللد السادس والعشرين من‬
‫جملة األزهر يف جزأي رجب وشعبان ‪1374‬هـ (‪1953‬م) ونشره مستقالً بنفس العنوان يف‬
‫مطبعته السلفية يف العام التايل‪ ،‬وهو على إجيازه غزير املعلومات‪ ،‬دقيق النظام‪ ...‬وقد طبع بعد‬
‫ذلك مرات‪...‬‬
‫وطوال النصف األول من القرن العشرين نشطت البهائية‪ ،‬وأخذت تنشر كتبها‪ ،‬وترتجم كتب‬
‫الغربيني عنها(‪ ،)2‬واختذت هلا مركزاً ضخماً هو احملفل الروحاين املركزي للبهائيني مبصر والسودان‪،‬‬
‫وكان مكانه القبة الفداوية ابلعباسية ‪ -‬وقد حتول حبمد هللا إىل معهد ديين أزهري يعلو فيه صوت‬
‫القرآن‪ ،‬ويذكر فيه اسم هللا‪ .‬ونشطت البهائية بعد ثورة ‪ - 1952‬وقد أطلت األفعى برأسها منذ‬
‫هزمية فلسطني ‪ -‬وبدأ البهائيون يقيمون القضااي يطالبون ابالعرتاف مبذهبهم ديناً رمسياً‪ ...‬ومنذ‬
‫ذلك الوقت تنبه هلم األستاذ عبدالرْحن الوكيل فألف كتابه "البهائية" ‪1379‬هـ (‪1959‬م) ونشره‬
‫سنة ‪ 1382‬هـ (‪ )1962‬وسوف نتكلم عنه وعن صاحبه تفصيالً‪.‬‬
‫كما نشر فصالً عنها الشيخ حممد أبو زهرة يف كتابه (اتريخ املذاهب اإلسالمية) اجلزء األول‪.‬‬
‫والراصد للبهائية جيدها تنشط كلما نشطت الصهيونية(‪ ،)3‬وظهرت األفكار ‪ -‬املضادة لإلسالم‪،‬‬
‫ودعاة التفرقة بني املسلمني‪ .‬وتتخذ هلا وسائل جديدة يف كل مرة‪ ،‬متخفية يف ثوب الفن واألدب‬

‫(‪ )1‬طبع هذا الكتاب اثنية هذا العام (‪1407‬هـ ‪1986 /‬م) طبعة أنيقة بدار املدين ابلقاهرة وجدة‪ ،‬وأصبح من السهل‬
‫احلصول عليه‪.‬‬
‫(‪ )2‬ال أنسى يف هذا اجملال رسالة ضخمة عن البهائية ابلفرنسية لعامل أزهري جليل‪ ،‬وقد ضاعت مين يوم اشرتيتها‪ ،‬فال أستطيع‬
‫أن أتكلم عنها‪ ،‬وهى بعنوان ‪.Babism‬‬
‫(‪ )3‬انظر حتذير جبهة علماء األزهر من البهائية املنشور يف سنة ‪1947‬م ورد البهائيني عليه‪ .‬جلنة النشر املركزية للبهائيني‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،1947‬مطبعة رمسيس‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫والفكر والتجديد واملعاصرة‪ .‬حىت بعد أن منعت قانوانً يف مصر منذ عام ‪1962‬م بقرار مجهوري‪،‬‬
‫وتناوهلا ابهلجوم صحفيون شرفاء‪.‬‬
‫ويف ‪1392‬هـ (‪1972‬م) أصدر جممع البحوث اإلسالمية نشرة توجيهية موجزة برقم (‪)34‬‬
‫عن البابية والبهائية‪ ،‬اترخياً ومذهباً‪ ،‬بقلم الشيخ عطية صقر‪ .‬كما أصدر الدكتور أْحد حممد عوف‬
‫كتااب هاما بعنوان (خفااي الطائفة البهائية) حيتوي نصني هامني مها (كتاب البيان) و(كتاب‬
‫األقدس) ومها الكتاابن املقدسان لدى البابيني والبهائيني‪.‬‬
‫مث تسربت إىل العامل اإلسالمي يف أايمنا هذه آراء هبائية؛ متخذة من معجزة القرآن العظيم وسيلة‬
‫لبث أتثري الرقم (‪ )19‬البهائي يف عقول املسلمني‪ .‬وتصدى هلا كتاب وعلماء وصحفيون‪ ،‬يدفعون‬
‫موجة اإلحلاد والتدمري‪ .‬ومن هذه الكتاابت ما هو عميق دقيق‪ ،‬ومنها ما هو سريع ْحاسي‪ ،‬ولكن‬
‫لكل كاتب أجر‪ ،‬وهو مشكور حلسن النية‪ ،‬وصدق اإلخالص‪ ،‬وحماصرة الفتنة قبل أن تضرمنا‬
‫بنارها‪.‬‬
‫ومن هذه الكتب (أضواء وحقائق على البابية والبهائية والقاداينية) للدكتورة آمنة حممد نصري‪.‬‬
‫و(البهائية يف ميزان اإلسالم) للدكتورين عمارة جنيب‪ ،‬وحممود عتمان‪ ،‬وقد صدر عن وزارة‬
‫األوقاف املصرية‪ .‬و(حقيقة البهائية) للدكتور مصطفى حممود‪ .‬وكانت يف األصل مقاالت أربع‬
‫نشرت أسبوعيا جبريدة (أخبار اليوم) القاهرية يف مايو ويونية ‪1985‬م كما ساهم األستاذ أْحد‬
‫هبجت بنشر عشر مقاالت صغرية يف األهرام خالل شهر شوال ‪1405‬هـ (يولية ‪1986‬م)‪.‬‬
‫وقد استقبلت الدكتورة عائشة عبدالرْحن (بنت الشاطئ) شهر رمضان املعظم ‪1405‬هـ بنشر‬
‫مقاالت متوالية يف الصفحة الدينية جبريدة (األهرام)‪ ،‬خلصت فيها تلك النحلة‪ ،‬وفتشت عن‬
‫خباايها‪ ،‬وأابنت عن كفرها ابحثة مدققة فجزاها هللا خريا حلسن عملها وإخالصها وجهادها مث‬
‫ُمجع ذلك كله وصدر يف كتاب كبري بعنوان (قراءة يف واثئق البهائية) ‪1406‬هـ ‪1986 /‬م عن‬
‫مؤسسة األهرام ابلقاهرة فأفادت إفادة مضاعفة‪ ،‬ومل تتوقف عن الكتابة بل نشرت مقاالت أخرى‬
‫جديدة يف نفس اجلريدة بعنوان (جديد من واثئق البهائية)‪.‬‬
‫ومل يصمت األزهر ورجاله أمام هذه األفعى فصدرت فتاوى شيوخه‪ ،‬ومقاالت رجاله منذ‬
‫بروزها‪ ،‬وتوالت الفتاوى والبياانت‪ .‬وكان آخرها بيان شيخ األزهر جاد احلق على جاد احلق ‪-‬‬
‫املنشور جبريدة األهرام ابلصفحة السادسة يف ‪1986/1/21‬م ‪ -‬معلناً أن "البهائية فرقة ابطلة‬
‫ومعتنقها كافر ومرتد عن اإلسالم" وكان األجدر أن ينشر يف الصفحة األوىل ألمهيته‪.‬‬
‫وقد أحلقنا هبذا التصدير صورة جلزء من هذا البيان‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وكذلك بذلت رابطة العامل اإلسالمي ورجاهلا ‪ -‬مبكة املكرمة‪ ،‬ابململكة العربية السعودية ‪-‬‬
‫جهوداً عظيمة يف حماربة البهائية‪ ،‬وأصدرت الكتب والنشرات والبياانت؛ تفضحها وحتذر منها‬
‫ومن مسومها‪.‬‬
‫وال يتسع املقام حلصر وذكر كل ما صدر من كتب أو نشرات أو مقاالت يف العامل اإلسالمي‬
‫الواسع اإلرجاء‪ .‬يؤدي هبا كاتبوها واجبهم يف الدفاع عن اإلسالم‪.‬‬
‫ومما جيدر التنويه به هنا كتاب (البهائية يف نظر الشريعة والقانون) بقلم املستشار على على‬
‫منصور‪ .‬فهو صورة حكم َكتبه وأصدره سنة ‪ 1952‬حني كان رئيسا حملكمة القضاء اإلداري‬
‫مبجلس الدولة مبصر‪ .‬وقد عرف حبكم البهائية‪ .‬وهو كبري األمهية‪ .‬وقد طبع منذ عشر سنوات‬
‫تقريب يف لبنان‪.‬‬
‫* * *‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫كتاب وكتاب‬
‫حيتوي هذا اجمللد الذي نقدم له كتابني‪:‬‬
‫أوهلما‪ :‬حقيقة البهائية‪ ،‬وهذا عنوان قد اخرتانه ملقاالت العامل اجلليل الشيخ حممد اخلضر‬
‫حسني‪ ،‬وهو غين عن التعريف ‪ -‬وأساس هذه املقاالت سؤال ورد إىل جملة نور اإلسالم(‪ .)1‬وحنن‬
‫نالحظ تفصيل السؤال واإلجابة املفصلة عن جزئياته إبجياز دقيق‪ ،‬ومشول وحتقيق‪ ،‬موضحا‬
‫للنواحي التارخيية‪ ،‬معتمدا على املراجع املعتمدة يف املذاهب والعقائد مبينا الكيد لإلسالم وأبنائه‬
‫فكراي‪ ،‬بعد العجز عن رده وردهم حربيا‪ ،‬وهبذا يبني األصول اليت يبىن عليها كل مسلم فكره يف‬
‫عصره‪ ،‬ليميز بني ما يعرفه من املذاهب والنحل‪ .‬وخاصة يف عصران احلديث من أمثال الشيوعية‬
‫والوجودية والعصرية والتحررية وغريها من الفرق اليت تتسرب إىل املسلمني يف هذه األايم؛ إلحياء‬
‫أفكار كانت خطرا على اإلسالم واملسلمني‪ .‬ويهدف الشيخ هبذا حتريك األفهام للبحث والتنبه‬
‫لألخطار‪ ،‬وبناء العقل املسلم الواعي ملا حييط به من اآلراء؛ لتمحيصها والثبات أمام ابطلها‬
‫ودجلها‪ ،‬كما يبني األصول اليهودية لتأويل البهائية أتسيا بفيلون الفيلسوف اليهودي‪ ،‬وأدابء‬
‫اليهود السكندريني‪.‬‬
‫فإجابة الشيخ اخلضر حسني خالصة وافية‪ ،‬وأسس عريضة توضح مذهب البابية والبهائية‪،‬‬
‫مستمدا من كتبهم املعتمدة لديهم‪ ،‬فهي حبث فكري فلسفي عقائدي اترخيي‪ ،‬يبني الصلة بني‬
‫البهائية وضياع فلسطني واالستعمار الصهيوين‪.‬‬
‫كما يكتب إجابته أبسلوب تعليمي واضح‪ ،‬فلم يرتك استفهاما إال أجاب عنه‪ ،‬وال شكا إال‬
‫أزاله‪ ،‬وال مرجعا إال استفاد منه‪ ،‬وال رأاي إال ذكره يف موضعه‪.‬‬
‫ولقد بدأان به هذا اجمللد لسبقه اترخييا‪ ،‬وألمهيته فكراي‪ ،‬ونسقناه وراجعناه وضبطناه ليكون أصح‬
‫ما يكون أبذن هللا‪ ،‬ورحم هللا الشيخ حممد اخلضر حسني‪ ،‬وجزاه خريا كِفاء ما قدمه لربه ونبيه‬
‫ودينه وللمسلمني‪.‬‬
‫* * *‬
‫واثنيهما‪ :‬البهائية‪ ،‬اترخيها وعقيدهتا‪ ،‬وصلتها ابلباطنية والصهيونية‪ .‬أتليف األستاذ‬
‫عبدالرمحن الوكيل‪ ،‬الرئيس العام جلماعة أنصار السنة احملمدية مبصر‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر ص(هـ) من هذا التصدير‪ ،‬وخنص ابلذكر هنا الصديق الدكتور حممد إبراهيم الفيومي‪ .‬عميد معهد الدراسات‬
‫اإلسالمية ابألزهر جلمعه هذه املقاالت وإصدارها كاملة أايم كان طالبا بكلية أصول الدين‪ ،‬ابألزهر الشريف‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫واألستاذ عبدالرْحن الوكيل‪ :‬ولد يف زاوية البقلى‪ ،‬مركز الشهداء‪ ،‬ابملنوفية مبصر‪ .‬وكان مولده يف‬
‫‪ 23‬يونية ‪1913‬م‪ .‬وكان والده الشيخ عبدالوهاب الوكيل من ْحلة كتاب هللا‪ ،‬وشيخ البلد يف‬
‫زاوية البقلى‪ ،‬وقد حفظ ابنه الصيب عبدالرْحن (املوطأ) جبانب القرآن العظيم‪ ،‬وكان هذا من شروط‬
‫اإللتحاق ابملعهد األْحدي التابع لألزهر بطنطا‪ ،‬ويف طنطا رأى مجاعات الصوفية واملوالدية‪ ،‬بل‬
‫أتثر هبم حينًا‪ ،‬مث ملا أكمل دراسته التحق بكلية أصول الدين ابألزهر‪ ،‬حىت أهنى تعليمه ‪1947‬م‪.‬‬
‫مث عمل مدرسا بوزارة الرتبية والتعليم مبصر‪ ،‬لتدريس الدين واللغة العربية فرتة من الزمان‪ ،‬ويف‬
‫الستينيات انتقل إىل كلية أصول الدين؛ ليعمل هبا مدرسا‪ ،‬تزكيه مؤلفاته وأحباثه وحتقيقاته‪.‬‬
‫وبعد نـزوحه عن طنطا‪ ،‬ودراسته يف األزهر أصول العقيدة الصحيحة أدرك احلق‪ ،‬فمحا عن‬
‫نفسه آاثر التصوف‪ ،‬والتحق جبماعة أنصار السنة احملمدية برائسة الشيخ حامد الفقي‪ ،‬وأصبح‬
‫كيال هلا‪ ،‬مث رئيساً بعد وفاة شيخه‪ ،‬وأصبح يكتب ضد الصوفية يف حدة مقاالت بعنوان‬ ‫و ً‬
‫(الطواغيت) يفضح فيها خمازي الصوفية واملوالدية‪ ،‬وقدم إىل احملاكمة‪ ،‬فربئ ألنه كان يكتب عن‬
‫علم وحبث ومعرفة خببااي الصوفية‪ ،‬وظل طيلة حياته يرصد احلركات اهلدامة دارسا حمققا‪ .‬وقد رىب‬
‫على يده كثري من أبناء أنصار السنة احملمدية‪.‬‬
‫ويف عام ‪1969‬م طلبه ‪ -‬من مجاعة أنصار السنة احملمدية ‪ -‬الشيخ حسن عبدهللا آل الشيخ‪،‬‬
‫مدرسا للعقيدة يف جامعة امللك عبدالعزيز ‪ -‬جامعة أم القرى حاليًا‬
‫وزير املعارف السعودية؛ ليعمل ً‬
‫‪ -‬بقسم الدراسات العليا‪ ،‬فلم يكمل العام‪ ،‬وتويف مبكة املكرمة يوم اجلمعة من شهر ربيع األول‬
‫‪1390‬هـ (‪1970/7/17‬م) وكان يرافقه ابنه "ايسر"‪ ،‬وممن حضر جنازته وصلى عليه الشيخ‬
‫عبدهللا خياط‪ ،‬والشيخ األودن‪ ،‬والشيخ العشماوي املصراين‪ ،‬وبعض العلماء‪ .‬ودفن ابملعلى‬
‫(احلجون) يف مكة املكرمة‪ .‬رْحه هللا رْحة واسعة‪.‬‬
‫وقد ترك ثالثة أوالد‪ :‬ابنة كربى‪ ،‬واألوسط "حممد ايسر" واألخرية هي االبنة الصغرى‪ .‬وكلهم‬
‫متزوجون‪ ،‬ويعيشون حبلوان مبنـزله الذي أقام به‪.‬‬
‫وقد ترك مؤلفات منها‪:‬‬
‫‪ )1‬صوفيات (رسالة صغرية)‪.‬‬
‫‪ )2‬مصرع التصوف‪ .‬للبقاعي (حتقيق)‪.‬‬
‫‪ )3‬الصفات اإلهلية بني السلف واخللف (رسالة)‪.‬‬
‫‪ )4‬دعوة احلق (رسالة)‪.‬‬
‫‪ )5‬زندقة اجليلي (رسالة)‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ )6‬الروض األنف للسهيلى (حتقيق)‪.‬‬


‫‪ )7‬إعالم املوقعني‪ .‬البن القيم (حتقيق)‪.‬‬
‫‪ )8‬البهائية (أتليف)‪.‬‬
‫‪ )9‬القاداينية (خمطوط حتت التحضري مل يكمل وقد اطلعت عليه)‪.‬‬
‫‪ )10‬تفسري للقرآن ومقاالت مل جتمع (جملة اهلدى النبوي اليت كانت تصدرها أنصار السنة)‪.‬‬
‫‪ )11‬احلسبة يف اإلسالم‪ .‬البن تيمية (حتقيق) (أعلن عن نشره يف آخر البهائية‪ .‬ومل أره)‪.‬‬
‫‪ )12‬مقدمات لبعض الكتب اليت كان يصدرها الشيخ حامد الفقي‪.‬‬
‫وال شك أن عمله يف التدريس‪ ،‬وأعباء الدعوة الدينية شغلته عن التأليف والبحث‪ .‬وقد‬
‫اهتممت هبذه الرتمجة املوجزة وفاء لرجل قرأت له يف أايم صباي‪ ،‬وملست صدقه وإخالصه‪،‬‬
‫ولنسيان الناس ألهل الفضل يف هذا الزمان‪ ،‬فذكر فإن الذكرى تنفع املؤمنني‪.‬‬
‫* * *‬
‫وأما كتابه (البهائية) فقد أمت أتليفه ‪1379‬هـ ‪1959‬م‪ ،‬وهو كما يقول‪":‬ألفته ذايداً عن‬
‫اإلسالم‪ ،‬عن احلق‪ ،‬عن قيم الفكر السامية‪ ،‬ومقدسات األخالق‪ ...‬فالبهائية تبذل كل جهدها‬
‫يف سبيل أن تكون للصهيونية السيطرة الباغية على الشرق كله‪ ،‬مث على العامل أمجع‪ ...‬ولعلي أسهم‬
‫يف إنقاذ شبابنا وأسراتنا من ذلك الفساد العقدي واخللقي الذي ينتشر ابسم صوفية مرة‪ ،‬وهبائية‬
‫مرة‪ ،‬ووجودية أو شيوعية مرة أخرى"‪.‬‬
‫فهو مراقب لتلك احلركات اهلدامة‪ ،‬ويهتم أبخبارها يف الصحف‪ ،‬ويتتبع ما ينشر عنها‪ ،‬ويتنبه‬
‫إىل استخدام النساء يف هذه احلركات وهي طريقة صهيونية لالستيالء على النفوس والعقول‬
‫واألرواح‪ .‬وينبه إىل جناية التصوف وعلم الكالم واملذهبية املقيتة‪.‬‬
‫متأن؛ يقرأ كتب البهائية قراءة فاحصة‪ ،‬ونظرة إىل مراجعه تدلك على صدق‬ ‫مث هو دارس واع ٍ‬
‫الرجل‪ ،‬ولقد راجعت بنفسي بعض نقوله على ما عندي من كتب البهائية ‪ -‬ويف خزانيت كثري منها‬
‫وعنها ‪ -‬فوجدت صدق الرجل وحتريه لكل ما نشر من البهائية وعنها إىل سنة أتليف الكتاب‪.‬‬
‫دارسا فامهًا‪ ،‬ولذلك‬
‫عاقال ً‬‫مسلما ً‬
‫وقد حاول أن يكون منص ًفا‪ ،‬ولكنه طرف يف القضية ابعتباره ً‬
‫جنده حمتداً يف الدفاع وفضح اخلصوم‪ ،‬ألنه خصم يف قضية احلق والباطل والصاحل والفاسد‪ ،‬ولذلك‬
‫أفادتنا هذه احلماسة‪ .‬فقد اجتهد يف الدرس‪ ،‬وجهد يف العمل‪ ،‬وانقش البهائيني يف حمافلهم‪،‬‬
‫فانتفعنا حنن مبا وصل إليه وبقي عمله مكتواب له يزيد يف أجره عند ربه‪ ،‬يدعو له كما ندعو له حنن‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ -‬أبناءه وإخوانه املسلمني‪ .‬وإن نظرة إىل املراجع(‪ )1‬الكثرية اليت رجع إليها؛ من مراجع أساسية‬
‫عن البهائية من حمافلها ونشرها‪ ،‬ومراجع حول البهائية وردود عليها‪ ،‬ومراجع إسالمية سنية‬
‫وشيعية‪ ،‬ومراجع حديثة ملؤلفني معتربين ‪ -‬ترينا هذه النظرة كيف يؤكد رأيه يف سراين الكيد‬
‫لإلسالم منذ ظهوره‪.‬‬
‫هذا جبانب تعليقاته الشارحة املوضحة‪ ،‬وتطور الفكرة‪ ،‬مع زكانته وقوة ذهنه يف الربط بني‬
‫األحداث واألشخاص‪ ،‬مما يظهر يف ثنااي الكتاب‪ ،‬ويف هوامشه الكثرية(‪ .)2‬وإن هذه التعليقات‬
‫ميكن أن تؤلف كتااب قائما بذاته يف فلسفة التاريخ وتفسري األحداث‪.‬‬
‫أما النصوص املؤيدة للفكرة‪ ،‬فهو يتتبعها‪ ،‬ويذكر أكثر من صفحة يف عدة كتب‪ ،‬فهو عارف‬
‫مبا بني السطور(‪ .)3‬ولو أنه سجل النصوص اليت أشار إليها يف اهلوامش لكان كتابه ضعف هذا‬
‫احلجم‪ ،‬ولكنه يكتفي ببعض النصوص وحييل على ابقيها يف أماكنها من الكتب املختلفة أو‬
‫املتفقة‪.‬‬
‫أما معرفته الواسعة ابلتصوف واترخيه‪ ،‬والفلسفة ومباحثها واترخيها من يواننية وإسالمية‪ ،‬وعلم‬
‫الكالم ومذاهبه ‪ -‬فلو مل يكن له إال ما يف هذا الكتاب لكفاه إكبارا واحرتاماً‪.‬‬
‫وحنن نلحق الوكيل بثقافته اإلسالمية األصيلة ‪ -‬اليت مل تدنسها دراسة غربية ‪ -‬أبسالفه من‬
‫الباحثني يف الفرق وامللل والنحل‪ ،‬من أمثال الشهرستاين‪ ،‬والبغدادي‪ ،‬واإلسفراييين‪ ،‬وابن حزم‪ .‬فهو‬
‫مرجع أساسي شامل و ٍاع متفرد‪ ،‬يغىن عن غريه‪ ،‬وال يغىن غريه عنه‪.‬‬
‫ولو كان األمر بيدي لقمت برتمجة هذا الكتاب إىل عدة لغات‪ ،‬ليقرأه املسلمون وغريهم‪،‬‬
‫فيطلعوا على حقيقة البهائية وطوية أصحاهبا‪ ،‬والداعني إليها‪.‬‬
‫***‬

‫كتااب‬
‫(‪ )1‬انظر مصادر الكتاب الذي بني يديك‪ ،‬وهي اليت اطلع عليها مؤلف البهائية‪ ،‬وقد بني ما هو "هبائي" فقاربت ‪ً 15‬‬
‫ورسالة‪.‬‬
‫‪ )2‬انظر على اخلصوص ص‪ 46‬مؤامرة ابن سبأ‪ ،‬وص ‪ 57‬وما بعدها عن املختار الثقفي‪ ،‬وانظر ص‪ ،176‬وهامش ‪.187‬‬
‫‪ )3‬انظر فصل املظاهر اإلهلية والرسل ص‪.208‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫هذه الطبعة‬
‫وهذه الطبعة اجلديدة إسهام أرادت به إدارة مطبعة املدين (املؤسسة السعودية مبصر) ممثلة يف‬
‫صاحبها ومديرها حممود علي املدين‪ ،‬املشاركة يف الدفاع عن كتاب هللا‪ ،‬ودين اإلسالم وسنة نبيه‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ .‬فلم يبخل على الكتاب‪ ،‬ووضع كل اإلمكاانت العلمية واملادية إلخراج هذا‬
‫اجا حديثًا؛ يليق ابملوضوع‪.‬‬ ‫اجمللد إخر ً‬
‫لذلك ملا وكل إيل العمل يف مراجعته وتنسيقه وإخراجه التزمت مبراجعة املطبوعة السابقة على‬
‫نسخة املؤلف املخطوطة‪ ،‬واليت تفضل ابنه "ايسر" إبحضارها‪ .‬وأسعدين هذا العمل حىت أؤدي‬
‫واجيب ابلكتابة مستقبال‪.‬‬
‫اتما‪ ،‬وخرجتها ابلنص على اسم السورة ورقمها‬ ‫‪ -‬كذلك ضبطت اآلايت الكرمية ضبطًا ً‬
‫بعدها‪ ،‬وليس قبلها‪ ،‬وأعرضت عن طريقة املستشرقني من حتويل القرآن وسوره وآايته إىل أرقام‬
‫صماء‪.‬‬
‫‪ -‬كذلك روجعت العناوين على فهرس الكتاب‪ ،‬ومت ضبط العناوين اليت سقطت يف الطبعة‬
‫األوىل‪ ،‬وضبط الفهرس‪ .‬ووضعنا عناوين إيضاحية جديدة وهذه قليلة‪ ،‬ولكنها ضرورية‪.‬‬
‫‪ -‬ومت ضبط مراجع الكتاب واستكماهلا‪ ،‬فقد سقط بعضها يف الطبعة السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬هذا إىل جانب تصحيح أخطاء الطبعة السابقة نتيجة للجمع اليدوي وسرعة الطبع‪،‬‬
‫واستفدان ابلتقدم الطباعي‪ ،‬فأبرزت العناوين‪ ،‬وبعض الضروري من الكالم حبرف ثقيل‪ .‬وكتبت‬
‫خطوط جديدة جيدة لبعض العناوين‪.‬‬
‫ولعلنا نكون هبذا قد أدينا َديمـنًا واجبًا حنو من علمتنا كلماهتم‪ ،‬وحافظنا على أمانة علمهم‪ ،‬وقمنا‬
‫بواجبنا يف نشر تراث حترص البهائية على طمسه‪ ،‬وإخفاء آاثر كاتبيه‪ .‬ونسأل هللا أن يعيننا‪،‬‬
‫ِ‬
‫ويسرتان ويفرج عنا كرابتنا‪ ،‬وهو القائل يف حمكم كتابه‪:‬فَِإََّّنَا يَ َّس مرَانهُ بِل َسانِ َ‬
‫ك لَ َعلَّ ُه مم يَـتَ َذ َّك ُرو َن (‪)58‬‬
‫ب إِ َّهنُمم ُم مرتَِقبُو َن‪[ ‬سورة الدخان‪.]59 ،58 :‬‬ ‫ِ‬
‫فَ مارتَق م‬
‫وصدق هللا العظيم‬

‫‪ 21‬من صفر اخلري ‪1407‬هـ‬ ‫القاهرة يف السبت‪:‬‬


‫‪ 25‬من أكتوبر ‪1986‬م‬
‫أمحد محدي إمام‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫حقيقة البهائية‬

‫بقلم‬
‫الشيخ حممد اخلضر حسني‬
‫شيخ األزهر األسبق‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫البابية أو البهائية‬
‫جاءان من حضرة صاحب التوقيع السؤال اآليت‪:‬‬
‫ما البهائية؟ وما اعتقاد مؤسسيها وأتباعهم؟ وهل يعتقدون يف احلشر واجلنة والنار؟ وهل يعتقد‬
‫البهائيون بنبوة سيدان حممد عليه الصالة والسالم؟ وإذا كانوا يعرتفون بنبوة سيدان حممد صلى هللا‬
‫عليه وسلم فكيف يعتقدون بنيب بعده ودين غري دينه؟‬
‫وما الواجب عمله إلحباط مساعيهم حىت ال يقع أحد يف شراكهم؟‬
‫بورسعيد‬
‫مصطفى حممد عبدالفتاح‬
‫اجلواب‬
‫احلمدهلل والصالة والسالم على رسول هللا "أما بعد" فقد احتوى هذا اخلطاب مسائل متعددة‪،‬‬
‫وحنن نورد كل سؤال ونقفى على أثره ابجلواب عنه مستندين فيما نكتب إىل مؤلفات(‪ )1‬للبهائيني‬
‫أنفسهم‪ ،‬وكتب(‪ )2‬ألفها بعض من اطلع على كتبهم املؤلفة ابللغة الفارسية والعربية بقصد بيان‬
‫أمرهم نصيحة لإلسالم واملسلمني‪.‬‬
‫ما البهائية؟‬ ‫س‪ -‬ـ‬
‫ج‪ -‬ـ البهائية نسبة إىل هباء هللا؛ لقب يدعى به مريزا حسني علي‪ ،‬وهو الزعيم الثاين للمذهب‬
‫الذي تتواله الطائفة املسماة ابلبهائية‪ .‬وتسمى هذه الطائفة البابية نسبة إىل "الباب" وهو لقب‬
‫"مريزا علي حممد" ذلك الذي ابتدع هذه النحلة‪.‬‬
‫وإليك ملخص القول يف نشأهتا‪:‬‬
‫أصل نشأة هذه النحلة أن "مريزا علي حممد" امللقب بـ"الباب" نشأ يف شرياز جبنوب إيران‪،‬‬
‫وأخذ شيئا من مبادئ العلوم مث اشتغل ابلتجارة‪ ،‬وملا بلغ من العمر اخلامسة والعشرين ادعى أنه‬
‫املهدي املنتظر‪ ،‬وكان إعالنه هبذه الدعوة سنة ‪1260‬هـ‪ ،‬نعق هبذه الدعوة فأخذها ابلتسليم طائفة‬
‫من اجلاهلني‪ ،‬وأرسل بعض هؤالء إىل نواح خمتلفة من إيران لإلعالم بظهوره وبث شيء من‬
‫مزاعمه‪ ،‬وتنبه العلماء هلذه الدعاية فقاموا يف وجهها‪ ،‬وعقد بعض الوالة بينهم وبني مريزا علي هذا‬
‫جمالس للمناظرة‪ ،‬فرأى بعضهم ما يف أقواله من غواية وخروج عن الدين فأفىت بكفره‪ ،‬ورأى آخرون‬
‫ما فيها من لغو وسخافة فنسبه إىل اجلنون واختالل الفكر‪.‬‬

‫(‪ )1‬ككتاب (الدرر البهية)‪ ،‬وكتاب (عبدالبهاء والعصر اجلديد)‪.‬‬


‫(‪ )2‬ككتاب (مفتاح ابب األبواب)‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫واعتقل يف شرياز مث أبصفهان‪ ،‬وساقته احلكومة اإليرانية يف عهد امللك انصر الدين شاه إىل‬
‫تربيز‪ ،‬واثرت بني أشياعه وبني املسلمني فنت وحروب سفكت فيها الدماء‪ ،‬وكانت عاقبته أن‬
‫أعدمته احلكومة يف تربيز صلبا عام ‪1265‬هـ‪.‬‬
‫وقعت بعد قتله فرتة كان أتباعه فيها على اختالف يف شأن من ينوب عنه إىل أن دبروا اغتيال‬
‫امللك انصر الدين انتقاما لزعيمهم‪ ،‬فهجم عليه اثنان منهم فخاب سعيهم‪ .‬وأخذت احلكومة‬
‫بعد‬
‫تتقصى أثر البابيني وتسوق زعماءهم إىل جملس التحقيق‪ ،‬وكان املريزا حسني علي الذي لقبوه ُ‬
‫بـ"هبا هللا" من شيعة الباب ودعاة حنلته‪ ،‬فقبض عليه وسجن بطهران بضعة أشهر؛ مث أبعد إىل‬
‫بغداد سنة ‪1269‬هـ‪.‬‬
‫ملا أدركت احلكومة اإليرانية خطر هذه الفئة وما يبيتونه من فنت جعلت ترقبهم حبذر واحرتاس‪،‬‬
‫فالتحق طوائف منهم ببغداد‪ ،‬واجتمعوا حول مريزا حسني امللقب ببهاء هللا‪ ،‬مث حدث بينهم وبني‬
‫الشيعة ببغداد شقاق كاد يفضي إىل قتال‪ ،‬فقررت احلكومة العثمانية وقتئذ إبعاد البابيني من‬
‫العراق‪ ،‬فنقلتهم إىل اآلستانة ونفتهم إىل أدرنة‪.‬‬
‫قام املسمى "هبا هللا" هلذا العهد يدعو إىل نفسه‪ ،‬ويزعم أنه هو املوعود به الذي أخرب عنه‬
‫الباب(‪ ،)1‬وقَبِل دعوته أكثر البابيني وتسموا حينئذ ابلبهائيني‪ ،‬وممن رفض دعوته أخوه مريزا حيىي‬
‫امللقب "صبح أزل"‪.‬‬
‫مث إن احلكومة العثمانية أمرت إببعاد الفريقني من أدرنة فنفت املريزا حيىي وأتباعه(‪ )2‬إىل‬
‫"قربص"‪ ،‬ونفت البهاء وأتباعه إىل "عكة" بفلسطني‪ ،‬وبقي البهاء بعكة إىل أن هلك عام‬
‫‪1309‬هـ فتوىل رائسة الطائفة ابنه "عباس" الذي لقبوه بـ (عبدالبهاء) فأخذ يدعو إىل هذا‬
‫املذهب ويتصرف فيه كما يشاء‪ ،‬ومل يرض عن صنيعه هذا أصحاب البهاء فانشقوا عنه والتفوا‬
‫حول أخيه "املريزا علي" وألفوا كتبا ابلفارسية والعربية وطبعوها يف اهلند؛ يطعنون هبا يف سرية عباس‬
‫ويصفونه ابملروق من دين البهاء‪.‬‬
‫***‬
‫س‪ -‬ما اعتقاد مؤسسيها وأتباعهم؟‬

‫(‪ )1‬يزعم البهائية أن الباب كان يشري إىل شخص يظهر بعده‪ ،‬وكانوا يعربون عنه بلفظ "من يظهره هللا"‪.‬‬
‫(‪ )2‬يسمى هؤالء البابية "األزلية" إذ يزعمون أن حيىي هذا هو مصداق ما أشار إليه الباب يف كتاب (البيان) ابسم "من يظهره‬
‫هللا" وهؤالء يكفرون ابلبهاء ويتناولونه وأتباعه ابللعن يف السر والعالنية‪ ،‬وليحىي هذا كتاب أراد أن حياكى به القرآن الكرمي يف‬
‫ترتيب اآلايت والسور‪ ،‬وحاول أن حياذي به أسلوبه احلكيم فافتضح أمره وظهر سخفه (وهللا ال يهدي كيد اخلائنني)‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ج‪ .‬ليست البهائية ابلنحلة احملدثة اليت مل يتقدم هلا يف النحل املارقة من اإلسالم ما يشاهبها؛ أو‬
‫أصال تبين عليه مزاعمها‪ ،‬وإَّنا هي وليدة من والئد الباطنية‪ ،‬تغذت من دايانت وآراء‬
‫تتخذه ً‬
‫فلسفية ونـزعات سياسية‪ ،‬مث اخرتعت لنفسها صورا من الباطل؛ وخرجت تزعم أهنا وحي مساوي‪،‬‬
‫ولوال أن يف الناس طوائف يتعلقون بذيل كل انعق ملا وجدت داعيا وال جميبا لندائها‪ .‬وها حنن‬
‫أوالء نسوق إليك كلمة يف مذهب الباطنية وحندثك عن البابية أو البهائية حىت تعلم أهنا ساللة‬
‫من ذلك املذهب األثيم‪.‬‬
‫تقوم دعوة الباطنية على إبطال الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وأصل نشأة هذه الدعوة‪":‬أن طائفة (‪ )1‬من‬
‫اجملوس راموا عند شوكة اإلسالم أتويل الشرائع على وجوه تعود إىل قواعد أسالفهم‪ ،‬وذلك أهنم‬
‫اجتمعوا فتذكروا ما كان عليه أسالفهم من امللك؛ وقالوا‪ :‬ال سبيل لنا إىل دفع املسلمني ابلسيف‬
‫لغلبتهم واستيالئهم على املمالك‪ ،‬لكنا حنتال بتأويل شرائعهم إىل ما يعود إىل قواعدان ونستدرج به‬
‫الضعفاء منهم‪ ،‬فإن ذلك يوجب اختالفهم واضطراب كلمتهم"‪.‬‬
‫وقد رمسوا هلذا املذهب خطة دبروها بنوع من املكر‪ ،‬وهو أهنم جعلوا الدعوة مراتب‪:‬‬
‫‪ )1‬تفرس حال املدعو أقابل هو للدعوة أو ال؟‬
‫‪ )2‬استهواء كل أحد مبا مييل إليه من زهد أو خالعة‪.‬‬
‫‪ )3‬التشكيك يف أصول الدين‪.‬‬
‫‪ )4‬أخذ امليثاق على الشخص أبن ال يفشي هلم سرا‪.‬‬
‫‪ )5‬دعوى موافقة أكابر رجال الدين والدنيا هلم ليزداد اإلقبال على مذهبهم‪.‬‬
‫‪ )6‬متهيد مقدمات يراعون فيها حال املدعو لتقع لديه موقع القبول‪.‬‬
‫‪ )7‬الطمأنينة إىل إسقاط األعمال البدنية‪.‬‬
‫‪ )8‬سلخ املدعو من العقائد اإلسالمية مث أيخذون بعد هذا يف أتويل الشريعة على ما تشاء‬
‫أهواؤهم‪.‬‬
‫اختذ هذه اخلطة وسيلة إىل حماربة الدين اإلسالمي طوائف كانوا يتظاهرون أبهنم من شيعة آل‬
‫البيت‪ ،‬وهم ال يؤمنون بنيب من األنبياء‪ ،‬وال بشيء من الكتب املنـزلة‪ ،‬وال بيوم اجلزاء‪ ،‬وال أن للعامل‬
‫خال ًقا‪ .‬وتراهم يستدلون ابلقرآن واحلديث؛ ولكن حيرفوهنما عما أراد هللا ورسوله منهما‪.‬‬

‫(‪ )1‬كتاب (املواقف وشرحه) للسيد اجلرجاين‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ومن الباطنية املتظاهرين ابلتشيع آلل البيت من ادعى النبوة لبعض آل البيت كفرقة‬
‫اإلمساعيلية؛ قالوا بنبوة "حممد بن إمساعيل بن جعفر"؛ بل زعمت هذه الفرقة أنه ال خيلو زمان من‬
‫نبوة نيب إىل يوم القيامة‪ .‬ومل يقفوا عند دعوى النبوة؛ بل جتاوزوها إىل القول إبهلية مجاعة من آل‬
‫البيت وغريهم‪ .‬فقالوا إبهلية علي عليه السالم وإهلية كثري من أوالده وأحفاده‪.‬‬
‫وكم أحدث هؤالء الذين يدعون املهدية أو النبوة أو اإلهلية من فنت!! وكم جروا على العامل‬
‫اإلسالمي من بالء!!‬
‫وكان أهل العلم يقاومون ابطلهم‪ ،‬ويهتكون أستارهم‪ ،‬وممن تصدى للرد عليهم‪:‬‬
‫أبو حامد الغزايل فألف كتابه املسمى (حجة احلق)(‪ )1‬وكتابه املسمى (فضائح الباطنية)(‪،)2‬‬
‫وذكر يف مقدمة هذا الكتاب أنه طالع الكتب املصنفة فيهم فوجدها مشحونة بفنني‪ :‬فن يف تواريخ‬
‫أخبارهم وأحواهلم من بدء أمرهم إىل ظهور ضالهلم‪ ،‬وتسمية كل واحد من دعاهتم يف كل قطر من‬
‫األقطار‪ ،‬وبيان وقائعهم فيما انقرض من األعصار‪ .‬وفن يف إبطال تفاصيل مذاهبهم وعقائد تلقوها‬
‫من الثنوية والفالسفة وحرفوها عن أوضاعها وغريوا ألفاظها قصدا للتغطية والتلبيس‪ ،‬مث بني أنه‬
‫قصد يف كتابه إىل اإلعراب عن خصائص مذهبهم‪ ،‬والتنبيه على مدارج حيلهم‪ ،‬والكشف عن‬
‫بطالن شبههم‪.‬‬
‫وأليب بكر بن العريب مع بعض زعمائهم مناظرات ذكرها يف كتاب (القواصم والعواصم)(‪.)3‬‬
‫وتناول الشيخ ابن تيمية مذهب الباطنية ورد على بعض فرقهم يف بعض مؤلفاته‪.‬‬
‫عرفنا اتريخ الباطنية وقرأان بعض كتب البابية والبهائية؛ فوجدان روح الباطنية حلت يف جسم‬
‫مريزا علي ومريزا حسني علي‪ ،‬فخرجت ابسم البابية والبهائية‪.‬‬
‫الباطنية يستدلون بكالم النبوة وحيرفون كلم القرآن واحلديث عن مواضعه‪ ،‬كما فسروا حج‬
‫البيت العتيق بزايرة شيوخهم‪ .‬والبابية أو البهائية يستدلون ابلقرآن واحلديث ويذهبون يف أتويلهما‬
‫إىل مثل هذا اهلذاين نفسه‪ ،‬وملريزا علي املسمى بـ"الباب" تفسري لسورة يوسف مشى فيه على هذا‬
‫س‬ ‫ش َر َك ْوَكبًا َو َّ‬ ‫ف ِألَبِ ِيه َي أَب ِ‬
‫ت إِِين َرأَيْ ُ‬ ‫النمط؛ فقال يف قوله تعاىل‪:‬إِ ْذ قَ َ‬
‫الش ْم َ‬ ‫َح َد َع َ‬
‫تأَ‬ ‫َ َ‬ ‫وس ُ‬
‫ال يُ ُ‬
‫(‪ )1‬ألفه ابللسان الفارسي‪.‬‬
‫(‪ )2‬ألفه ابللغة العربية وطبع يف لندن‪ ،‬ويف إدارة هذه اجمللة نسخة منه‪.‬‬
‫"وقد طبع يف مصر بتحقيق د‪ .‬عبدالرْحن بدوي‪ .‬أْحد ْحدي"‪.‬‬
‫(‪ )3‬كتاب (العواصم من القواصم) طبع يف جزئني ابجلزائر سنة ‪1347‬هـ‪ .‬وأشرف على طبعه اإلمام اجلزائري الثائر "عبداحلميد‬
‫بن ابديس"‪ .‬واملوجود منه بني الناس قسم من اجلزء الثاين‪ .‬أما الكتاب الكامل فيكفي أن الذي وقف على طبعه "ابن ابديس"‬
‫ملا فيه من الفوائد يف اآلراء والعقائد (أْحد ْحدي)‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ِِ‬
‫ين (‪[ )4‬اآلية‪ ،]4 :‬املراد من يوسف‪ :‬حسني بن علي‪ ،‬واملراد‬ ‫َوالْ َق َم َر َرأَيْـتُـ ُه ْم ِِل َساجد َ‬
‫ابلشمس‪ :‬فاطمة‪ ،‬وابلقمر‪ :‬حممد‪ ،‬وابلنجوم‪ :‬أئمة احلق‪ ،‬فهم الذين يبكون على يوسف ُس َّج ًدا‪.‬‬
‫وهذا أحد دعاهتم املسمى "أاب الفضل اجلرفادقاين" قد أورد يف كتابه املسمى (الدرر البهية) قوله‬
‫تعاىل‪:‬بَ ْل َك َّذبُوا ِمبَا ََلْ ُُِييطُوا بِ ِعل ِْم ِه َول ََّما ََيْهتِِ ْم ََتْ ِويلُهُ‪[ ‬يونس‪ .]39 :‬وقوله تعاىل‪َ :‬ه ْل‬
‫سوهُ ِم ْن قَـ ْب ُل قَ ْد َجاءَ ْ‬
‫ت ُر ُسلُ َربِنَا ِاب ْْلَ ِق‪‬‬ ‫ين نَ ُ‬
‫يـ ْنظُرو َن إََِّّل ََتْ ِويلَهُ يـوم َيِِْت ََتْ ِويلُهُ يـ ُق ُ َّ ِ‬
‫ول الذ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫[األعراف‪ .]53 :‬وقال‪":‬ليس املراد من أتويل آايت القرآن معانيها الظاهرية ومفاهيمها اللغوية؛‬
‫بل املراد املعاين اخلفية اليت أطلق عليها األلفاظ على سبيل االستعارة والتشبيه والكناية" مث قال بعد‬
‫هذا‪":‬قرر هللا تنـزيل تلك اآلايت على ألسنة األنبياء‪ ،‬وبيان معانيها وكشف السرت عن مقاصدها‬
‫إىل روح هللا حينما ينـزل من السماء" وقال‪":‬إَّنا بعثوا عليهم السالم لسوق اخللق إىل النقطة‬
‫املقصودة‪ ،‬واكتفوا منهم ابإلميان اإلمجايل حىت يبلغ الكتاب أجله‪ ،‬وينتهي سري األفئدة إىل رتبة‬
‫البلوغ فيظهر روح هللا املوعود ويكشف هلم احلقائق املكنونة يف اليوم املشهود" وقال‪":‬ويف نفس‬
‫الكتب السماوية تصرحيات أبن أتويل آايهتا إىل معانيها األصلية املقصودة ال تظهر إال يف اليوم‬
‫اآلخر‪ ،‬يعين يوم القيامة وجميء مظهر أمر هللا‪ ،‬وإشراق آفاق األرض ببهاء وجه هللا" مث‬
‫قال‪":‬ولذلك جاءت تفاسري العلماء من لدن نـزول التوراة إىل نـزول البيان(‪ )1‬اتفهة ابردة عقيمة‬
‫جامدة؛ بل مضلة مبعدة حمرفة مفسدة"‪.‬‬
‫كنا نود أن نصرف القلم عن نقل مثل هذا السخف‪ ،‬ونصون صحف اجمللة(‪ )2‬عن أن حتمل‬
‫لقرائها شيئا من الزيغ واإلحلاد يف آايت هللا‪ ،‬واالعتداء على علماء اإلسالم الذين رفعوا منار احلق‬
‫وأذاقوا حبججهم أعداء اإلنسانية عذااب أليما‪ ،‬ولكن دعاة هذا املذهب قد استهووا فريقا من أبناء‬
‫املسلمني‪ ،‬وأصبحوا يدعون إىل مذهبهم يف النوادي‪ ،‬ويتحدثون عنه يف الصحف‪ ،‬وألفوا كتبا تقع‬
‫يف أيدي بعض الشباب فذلك ما اضطران إىل أن نبسط القول يف بيان حنلتهم وسرد أقواهلم؛ حىت‬
‫يكون املسلمون على بينة من أمرهم‪.‬‬
‫هلج البابية البهائية مقتفني أثر إخواهنم الباطنية هبذا النوع من التأويل ليدخلوا منه إىل العبث يف‬
‫ِ‬
‫تفسري القرآن واحلديث‪ ،‬وصرفهما عن ما يراد هبما من حكمة وهداية ‪‬إِ َّان َمحن ُن نـزلمنَا الذ مكَر َوإِ َّان لَهُ‬
‫َحلَافِظُو َن‪[ ‬احلجر‪.]9 :‬‬

‫(‪ )1‬هو الكتاب الذي وضعه (مريزا علي حممد) امللقب ابلباب‪.‬‬
‫(‪ )2‬هي (جملة األزهر) اليت نشرت هذه املقاالت يف أعدادها‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أنـزل هللا تعاىل القرآن بلسان عريب مبني‪ ،‬ودلنا على أن الرسول األعظم صلى هللا عليه وسلم‬
‫ني لِلن ِ‬
‫َّاس َما نـزَل إِلَمي ِه مم‪‬‬ ‫يقوم ببيان ما خفي على الناس علمه فقال تعاىل‪:‬وأَنـزلمنا إِلَي ِ ِ‬
‫ك الذ مكَر لتُـبَِ َ‬
‫َ َ مَ‬
‫[النحل‪ .]44 :‬وما زال السلف ‪ -‬من الصحابة والراسخني يف العلم من بعدهم ‪ -‬يفسرون القرآن‬
‫مبا يروونه عن الرسول عليه الصالة والسالم‪ ،‬ومبا يفهمونه منه على مقتضى استعمال لغتهم‬
‫أساليب بالغتهم‪ ،‬فجاؤوا بعلم كثري وأدب غزير‪ ،‬وتركوها حكما رائعة وشريعة مسحة ابهرة وقوانني‬
‫اجتماع طاهرة‪ ،‬حىت قام مجاعة من أوشاب الناس يزعمون أن هذا القرآن الذي أنـزله هللا بلسان‬
‫العرب مل يوكل بيانه إىل من كان يقرؤه على الناس بكرة وعشيا‪ ،‬ومل يفهم املراد منه أولئك الذين‬
‫يتهجدون به يف األسحار سجداً هلل وبكياً‪ ،‬وإَّنا وكل بيانه إىل أمثال "مريزا علي حممد" ومريزا‬
‫حسني "وعباس" و"أيب الفضل اجلرفادقاين" ليخوضوا فيه بلغو من القول ويعثوا يف أتويله مفسدين‪.‬‬
‫قال "أبوبكر بن العريب" يف كتاب (القواصم والعواصم) يرد على إخواهنم الباطنية ‪ -‬قوهلم إن‬
‫خليفة هللا هو الذي يبلغ عنه‪":‬اخلليفة هو النيب الذي بني مث استأثر هللا به وال معصوم بعده"‪.‬‬
‫ويف كتاب (فضائح الباطنية) بسطة يف رد ما يدعونه من ظهور اإلمام املعصوم؛ وحصر مدارك‬
‫احلق يف أقواله‪ ،‬وقد عرفت أن اإلمام املعصوم الذي يدعيه الباطنية هو ما يسميه البابية والبهائية‬
‫بـ"من يظهره هللا" ويزعمون أنه هو الذي يعرف أتويل ما جاء به الرسل عليهم السالم‪ ،‬ويصرح هذا‬
‫اإليراين يف كتابه هذا أبن قصص القرآن غري واقعة وقال‪":‬ال ميكن للمؤرخ أن يستمد يف معارفه‬
‫التارخيية من آايت القرآن" وقال‪":‬إن األنبياء عليهم السالم تساهلوا مع األمم يف معارفهم التارخيية‬
‫وأقاصيصهم القومية ومبادئهم العلمية‪ ،‬فتكملوا مبا عندهم‪ ،‬وسرتوا احلقائق حتت أستار اإلشارات‪،‬‬
‫وسدلوا عليها ستائر بليغ االستعارات"‪.‬‬
‫قصصا غري واقعية بزعم أهنا رمز إىل معان خفية‪ ،‬ليس هلا من داع سوى‬
‫ً‬ ‫دعوى أن يف القرآن‬
‫ما يضمره أصحاهبا من الكيد للقرآن الكرمي‪ ،‬وإدخال الريب يف أنه تنـزيل من لدن حكيم عليم‪.‬‬
‫مل يقم حىت اآلن دليل اترخيي أو نظري يطعن يف صحة قصة ساقها القرآن احلكيم‪ ،‬وحنن نستند‬
‫يف صحتها إىل اآلايت الدالة على أن املبعوث به ال ينطق عن اهلوى‪ ،‬فاملؤرخ املسلم ومعلم التاريخ‬
‫ألبناء املسلمني يستمد يف معارفه التارخيية من آايت الذكر احلكيم‪ ،‬وهى عندان أصدق قيال وأقوى‬
‫سندا مما يقصه املؤرخ من حوادث تقع يف عصره أو قريب منه‪ ،‬وهذه الثقة ابلطبيعة ال حتصل ملن‬
‫ينكر أو يراتب يف أن القرآن حجة هللا على العاملني‪ ،‬فال نطالب اجملوسي أو البهائي أبن يدخلوا يف‬
‫مؤلفاهتم التارخيية ما جاء يف القرآن من أنباء األولني‪ ،‬وهم مل يطمئنوا إىل أن حممدا صلى هللا عليه‬
‫وسلم رسول صادق أمني‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يزعم هذا اإليراين أن الرسول ينطق ببعض املبادئ العلمية جماراة لقومه وهي يف الواقع غري‬
‫صحيحة‪ ،‬وهذه جهالة غيب وجراءة غوي‪ ،‬والرسول عليه الصالة والسالم وإن مل يبعث لتقرير‬
‫املسائل العلمية اليت تدركها عقول البشر بسهولة أو بعد جهد كالطبيعيات والرايضيات ال يتحدث‬
‫عن شيء منها حديث من يصدق هبا إال أن تكون صوااب‪ ،‬ودعوى أن هلا رموزا إَّنا اخرتعها‬
‫اإليراين وأمثاله ليسرتوا هبا وجه جحودهم‪ ،‬والربقع الشفاف ال حيجب ما وراءه‪.‬‬
‫ومل يكن َتويل البهائية وأسالفهم الباطنية لنصوص الشريعة على هذا الوجه الناقض ألصوهلا‬
‫بشيء ابتدعوه من أنفسهم ابتداعا‪ ،‬وإَّنا هو صنع عملوا فيه على شاكلة طائفة من فالسفة‬
‫اليهود من قبل‪ .‬فإان نقرأ يف ترمجة "فيلون" الفيلسوف اليهودي ‪ -‬املولود ما بني عشرين وثالثني‬
‫قبل ميالد املسيح ‪ -‬أنه ألف كتااب يف أتويل التوراة ذاهبا إىل أن كثريا مما فيها رموز إىل أشياء غري‬
‫ظاهرة‪.‬‬
‫موجودا معروفًا عند أدابء‬
‫ً‬ ‫ويقول الكاتبون يف اتريخ الفلسفة‪ :‬إن هذا التأويل الرمزي كان‬
‫اليهود ابإلسكندرية قبل زمن " فيلون"‪ ،‬ويذكرون من أمثلة أتويلهم أهنم فسروا آدم ابلعقل‪ ،‬واجلنة‬
‫برايسة النفس‪ ،‬وإبراهيم ابلفضيلة الناجتة من العلم‪ ،‬وإسحاق عندهم هو الفضيلة الغريزية‪،‬‬
‫ويعقوب الفضيلة احلاصلة من التمرين‪ ،‬وهذا الكالم ال يقول به إال اجلاحدون املراؤون‪ ،‬وال يقبله‬
‫منهم إال قوم هم عن مواقع احلكمة ودالئل احلق غافلون‪.‬‬
‫و"أبو الفضل" هذا من أبعد دعاة البهائية يف اهلذاين شأواً‪ ،‬وأشدهم لعلماء اإلسالم ضغينة‪،‬‬
‫وإذا أخذ يف شتمهم ال يشفى غليله إال أن يصب كل اجلمل اليت يعرفها يف املعىن الذي أراد‬
‫شتمهم به‪ ،‬انظروا إىل قوله يف صفحة ‪ 147‬من ذلك الكتاب املسمى بـ (الدرر البهية)‪":‬فتمادوا‬
‫يف غيهم‪ ،‬وأصروا على ابطلهم‪ ،‬واتهوا يف ضاللتهم‪ ،‬ومردوا يف جهاالهتم‪ ،‬وعموا يف سكرهتم‬
‫واهنمكوا يف غوايتهم"‪.‬‬
‫فالرجل حفظ مجال التقطها من بعض الصحف السائرة‪ ،‬أو من الكتب الغابرة‪ ،‬صار يلقيها فيما‬
‫يكتب من غري وزن‪ ،‬حاسبا أن هذا الصنيع من تزويق القول ينقل الناس من اجلد إىل اهلزل‪ ،‬ومن‬
‫احلق إىل الضالل‪.‬‬
‫يف الباطنية من يدعي أنه نيب أو يعتقد يف آخر أنه نيب يوحى إليه‪ .‬ومريزا علي امللقب بـ"الباب"‬
‫يدعي أنه رسول من هللا‪ ،‬ووضع كتااب ادعى أن ما فيه شريعة منـزلة ومساه (البيان) وقال يف رسالة‬
‫بعث هبا إىل الشيخ حممود األلوسي صاحب التفسري املشهور املسمى (روح املعاين) يدعوه فيها إىل‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫مذهبه‪":‬إنين أان عبدهللا قد بعثين هللا ابهلدى من عنده" ومسى يف هذه الرسالة مذهبه دين هللا‬
‫فقال‪":‬ومن مل يدخل يف دين هللا مثله كمثل الذين مل يدخلوا يف اإلسالم"‪.‬‬
‫وكذلك يدعي زعيمهم املسمى "هباء هللا" ففي كتاب (هباء هللا والعصر اجلديد)‪":‬وقرر هباء هللا‬
‫أن رسالته هي لتأسيس السالم على األرض"‪ .‬وقال صاحب هذا الكتاب يتحدث عن الباب‬
‫والبهاء‪":‬من املستحيل إجياد أي تغيري لعظمهما إال ابالعرتاف أبهنما إَّنا عمال بوحي من هللا"‪.‬‬
‫يدعي الباب الرسالة‪ ،‬ويزعم أن شريعته انسخة للشريعة اإلسالمية فابتدع ألتباعه أحكاما‬
‫خالف هبا أحكام اإلسالم وقواعده‪ ،‬فجعل الصوم تسعة عشر يوما من شروق الشمس إىل غروهبا‪،‬‬
‫وعني هلذه األايم وقت االعتدال الربيعي‪ ،‬حبيث يكون عيد الفطر عندهم هو يوم النريوز على‬
‫الدوام‪ ،‬ويف كتابه (البيان)‪":‬أايم معدودات وقد جعلنا النريوز عيدا لكم بعد إكماهلا" وجعل "مريزا‬
‫حسني" امللقب ببهاء هللا الصالة تسع ركعات يف اليوم والليلة‪ ،‬وكان "عبدهللا ابن اخلراب الكندي"‬
‫الذي اعتقد إهليته كثري من أشباه الناس قد جعلها تسع عشرة صالة يف اليوم والليلة‪.‬‬
‫وقبلة البهائيني يف صالهتم التوجه أين يكون مريزا حسني املسمى "هباء هللا" فإنه يقول هلم‪":‬إذا‬
‫أردمت الصالة فولوا وجوهكم شطري األقدس" وقال ابنه "عباس"‪":‬يلزمنا التوجه إىل مركز معلوم وهو‬
‫مظهر هللا" ومظهر هللا يف زعمهم هو هذا املسمى هباء هللا‪.‬‬
‫أما اْلج فقد أبطله البهاء‪ ،‬وأوصى هبدم بيت هللا احلرام عند ظهور رجل مقتدر من أشياعه‪.‬‬
‫ومن الباطنية من منع العوام من مدارسة العلوم‪ ،‬واخلواص من النظر يف الكتب املتقدمة حىت‬
‫يبقوا يف عماية‪ ،‬وهو "احلسن بن حممد الصباح" وجند مريزا علي املسمى "الباب" قد حرم يف كتابه‬
‫(البيان) التعلم وقراءة كتب غري كتبه‪ ،‬فكان كل من يؤمن ابلباب حيرق القرآن الكرمي وما وقع يف‬
‫يده من كتب العلم‪ ،‬ولكن املريزا حسني املسمى "هبا هللا" أدرك ما يف هذا التحجري من خطا‬
‫مكشوف وأنه مما يصرف عنهم ذوي العقول الناهبة فأتى يف كتابه الذي مساه (األقدس) مبا ينسخه‬
‫فقال‪":‬قد عفا هللا عنكم ما نـزل يف البيان من حمو الكتب وأذانكم أبن تقرؤوا من العلوم ما‬
‫ينفعكم"‪.‬‬
‫ويف الباطنية من يدعي حلول ا ِإلله يف بعض األشخاص؛ كما قال القرامطة إبهلية حممد بن‬
‫إمساعيل بن جعفر‪ ،‬وهذه الدعوى أعىن دعوى احللول تظهر يف بعض مقاالت البهائية‪.‬‬
‫قال "عباس" املقلب بـ"عبدالبهاء"‪":‬وقد أخربان هباء هللا أبن جميء رب اجلنود واألب األزيل‪،‬‬
‫وخملص العامل الذي البد منه يف آخر الزمان ‪ -‬كما أنذر مجيع األنبياء ‪ -‬عبارة عن جتليه يف اهليكل‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫البشري‪ ،‬كما جتلى يف هيكل عيسى الناصري؛ إال أن جتليه يف هذه املرة أمت وأكمل وأهبى‪ ،‬فعيسى‬
‫وغريه من األنبياء هيأوا األفئدة والقلوب الستعداد هذا التجلي األعظم"‪.‬‬
‫يريد هبذا أن هللا جتلى فيه أبعظم من جتليه يف أجسام األنبياء على ما يزعم‪.‬‬
‫وقال مهذارهم "أبو الفضل" اإليراين‪":‬فكل ما توصف به ذات هللا ويضاف ويستند إىل هللا من‬
‫العزة والعظمة والقدرة والعلم واحلكمة واإلرادة واملشيئة وغريها من األوصاف والنعوت إَّنا يرجع‬
‫ابحلقيقة إىل مظاهر أمره ومطالع نوره ومهابط وحيه ومواقع ظهوره"‪.‬‬
‫ويظهر هذا من اللوح الذي كتبه املسمى "هبا هللا" يف التنويه بشأن ابنه "عباس" فإنه قال‪":‬إن‬
‫لسان القدم(‪ )1‬يبشر أهل العامل بظهور االسم األعظم(‪ )2‬الذي أخذ عهده بني األمم أنه نفسي‬
‫ومطلع ذايت ومشرق أمري‪ .‬من توجه إليه فقد توجه إىل وجهي؛ واستضاء من أنوار مجايل؛‬
‫واعرتاف بواحدانييت؛ وأقر بفردانييت‪ ...‬اخل"‪.‬‬
‫وقلد البهائية الفالسفة فيما يدعونه من قدم العامل‪ ،‬ففي كتاب (هباء هللا والعصر اجلديد)‪":‬علم‬
‫هباء هللا أن الكون بال مبدأ زمين‪ ،‬فهو صادر أبدي من العلة األوىل‪ ،‬وكان اخللق دائما مع خالقه‬
‫وهو دائما معهم" وقد تصدى أهل العلم الراسخ لتزييف ما تعلق به هؤالء يف اإلستدالل على هذا‬
‫الرأي‪ ،‬وحققوا أن املعلول البد أن يتأخر عن العلة يف الوجود‪ ،‬إذ معىن العلة ما أفاض على الشيء‬
‫الوجود‪ ،‬واملعلول ما قبل منه هذا الوجود‪ ،‬وال معىن إلفاضة الوجود على املمكن إال إخراجه إىل‬
‫الوجود بعد أن كان يف عدم‪ ،‬وذلك معىن احلدوث‪.‬‬
‫ومن عجيب أمر هذه الطائفة أهنم يدعون النبوة والرسالة وما فوق الرسالة وينكرون املعجزات‬
‫بدعوى أهنا غري معقولة‪ ،‬جتدون هذا اإلنكار يف كتاب داعيتهم املسمى "أاب الفضل" فقد ذكر‬
‫انفالق البحر وانفجار العيون من احلجر ملوسى عليه السالم‪ ،‬وإبراء عيسى عليه السالم لألكمة‬
‫واألبرص وإحياءَه املوتى إبذن هللا‪ ،‬ونبع املاء من بني أصابع حممد صلى هللا عليه وسلم وقال‪":‬وكثري‬
‫من أهل الفضل وفرسان مضمار العلم اعتقدوا أبن مجيع ما ورد يف الكتب واألخبار من هذا القبيل‬
‫كلها استعارات عن األمور املعقولة واحلقائق املمكنة مما جيوزه العقل املستقيم"‪ ،‬مث أخذ يؤول ما‬
‫ورد يف تلك املعجزات من قرآن وحديث وحيمله على معان ال يقبلها منه إال من فقد عقله قبل أن‬
‫يفقد إميانه‪ ،‬وإنكارهم للمعجزات ينبئكم أن القوم ميشون مكبني على وجوههم وراء الفلسفة اليت‬
‫فعاال ملا يريد‪.‬‬
‫ال تؤمن أبن هلذا العامل خالقا ً‬

‫(‪ )1‬يفسره البهائية ببهاء هللا‪.‬‬


‫(‪ )2‬يفسرونه بعباس عبدالبهاء‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وملخص القول يف البابية والبهائية أنه مذهب مصنوع من دايانت وحنل وآراء فلسفية‪ .‬قال‬
‫صاحب كتاب (مفتاح ابب األبواب) يصف البابيني‪":‬هلم دين خاص مزيج من أخالط الدايانت‬
‫البوذية(‪ ،)1‬والربمهية الوثنية(‪ ،)2‬والزرادشتية(‪ ،)3‬واليهودية‪ ،‬واملسيحية‪ ،‬واإلسالمية‪ ،‬ومن اعتقادات‬
‫الصوفية والباطنية"‪.‬‬
‫قائما على أطالل الباطنية‪ ،‬حيمل يف سريرته القصد إىل هدم اإلسالم‬ ‫وما زالت البهائية مذهبًا ً‬
‫مبعول التأويل‪ ،‬ودعوى الرسالة والوحي بشريعة انسخة ألحكامه‪ ،‬حىت جاء "عباس عبدالبهاء" إىل‬
‫هذا املذهب املصنوع وأراد أن يكسوه ثواب جديدا فخلطه‪ ،‬آبراء التقطها مما يتحدث به بعض‬
‫الناس على أهنا من مقتضيات املدنية‪ ،‬أو مما كشفه العلم حديثا‪ ،‬حنو التساوي بني الرجال والنساء‬
‫يف التعليم ونـزع السالح‪ ،‬واتفاق األمم على لغة واحدة تدرس يف العامل كله‪ ،‬وأتسيس حمكمة‬
‫عمومية حتل مشاكل األمم‪ ،‬وأن اإلنسان تدرج ابإلرتقاء من أبسط األنواع حىت وصل شكله‬
‫احلايل (نظرية دروين) وهلجوا بعد هذا بكلمة نشر السالم العام‪ ،‬ونبذ التعصبات الدينية‪.‬‬
‫وقد ختيل "عباس" أنه إبدخال مثل هذه اآلراء يف مذهب البهائية يستدرج املولعني ابجلديد من‬
‫النابتة احلديثة‪ ،‬وهلذا الطمع ترونه يقول‪":‬حتتوي تعاليم هباء هللا على مجيع آمال ورغائب فرق العامل‬
‫سواء كانت دينية أو سياسية أو أخالقية‪ ،‬وسواء كانت من الفرق القدمية أو احلديثة‪ ،‬فاجلميع‬
‫جيدون فيها دينا عموميا يف غاية املوافقة للعصر احلاضر(‪ )4‬وأعظم سياسية للعامل اإلنساين" وصرح‬
‫يف مقال آخر "أبنه يريد أن يوحد بني املسلمني والنصارى واليهود وجيمعهم على أصول نواميس‬
‫مجيعا"(‪.)5‬‬
‫موسى عليه السالم الذين يؤمنون به ً‬
‫عباسا يقصد من هذا احلديث إال التزلف لليهود والتظاهر مبواالهتم‬ ‫وال أحسب عبدالبهاء ً‬
‫ليجعلهم من أشياعه‪ ،‬وإال فكيف يقع يف خاطر من عرف القرآن أن يعمل على صرف الناس عن‬
‫شريعة اإلسالم‪ ،‬ويرجع هبم إىل شفا حفرة من النار بعد أن أنقذهم هللا منها‪.‬‬
‫دائما مع كل عدو للمسلمني" وقال‪":‬إن التتار ما‬ ‫يذكر الشيخ "ابن تيمية" أن الباطنية "هم ً‬
‫دخلوا بالد اإلسالم وقتلوا خليفة بغداد وغريه من ملوك اإلسالم إال مبعاونتهم" وكذا جند يف البابية‬
‫حتيزا إىل أعداء املسلمني‪ ،‬وانظروا إىل "عباس عبدالبهاء" كيف يتحيز إىل اليهود ويبشر أبن‬

‫(‪ )1‬دين الصينيني والياابنيني‪.‬‬


‫(‪ )2‬أصل داينة اهلنود‪.‬‬
‫(‪ )3‬داينة قدمية تنسب إىل إبراهيم زرادشت اإليراين‪ ،‬وال يزال ألتباعها طائفة ابلبالد اهلندية وأخرى ابلبالد اإليرانية‪.‬‬
‫(‪ )4‬كتاب (عبدالبهاء والبهائية) ص‪.87‬‬
‫(‪ )5‬كتاب (عبدالبهاء والبهائية) ص‪.93‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فلسطني ستصري وطنا هلم فقال‪":‬سيجتمع بنو إسرائيل يف األرض املقدسة وتكون أمة اليهود اليت‬
‫تفرقت يف الشرق والغرب واجلنوب والشمال جمتمعة" وقال‪":‬أتيت طوائف اليهود إىل األرض‬
‫مجيعا وطنًا هلا"‪.‬‬
‫املقدسة‪ ،‬ويزدادون تدرجيا إىل أن تصري ً‬
‫فالبهائية شأهنم شأن الباطنية يف بغض اإلسالم ومواالة خصومه‪ ،‬ولنا األمل الوثيق يف أن العرب‬
‫وسائر املسلمني من ورائهم سيقفون يف وجه االستعمار الصهيوين والدعاية البهائية اليت تظاهرها‬
‫وتسندها حىت تبقى فلسطني وطنا عربيا إسالميا على الرغم من عبدالبهاء والبهائيني‪.‬‬
‫***‬
‫س‪ -‬هل يعتقدون يف احلشر واجلنة والنار؟‬
‫ج‪ -‬ال يؤمن البهائيون ابلبعث وال اجلنة والنار‪ ،‬ويفسرون يوم اجلزاء ويوم القيامة مبجيء "مريزا‬
‫حسني" امللقب ببهاء هللا‪ ،‬قال يف كتاب (هباء هللا والعصر اجلديد)‪":‬وطب ًقا للتفاسري البهائية يكون‬
‫جميء كل مظهر إهلي عبارة عن يوم اجلزاء‪ ،‬إال أن جميء املظهر األعظم هباء هللا هو يوم اجلزاء‬
‫األعظم للدورة الدنيوية اليت نعيش فيها" وقال "ليس يوم القيامة أحد األايم العادية؛ بل هو يوم‬
‫يبتدئ بظهور املظهر ويبقى ببقاء الدورة العاملية"‪.‬‬
‫هذا ما يفسرون به يوم اجلزاء ويوم القيامة‪ ،‬ويفسرون اجلنة ابحلياة الروحانية والنار ابملوت‬
‫الروحاين‪ ،‬قال يف هذا الكتاب‪":‬إن اجلنة والنار يف الكتب املقدسة حقائق مرموزة" فعندمها ‪ -‬أي‬
‫البهاء وابنه عباس‪ : -‬اجلنة هي حالة الكمال والنار النقص‪ ،‬فاجلنة هي احلياة الروحانية والنار هي‬
‫املوت الروحاين‪.‬‬
‫هذا ما يقوله البهائية‪ ،‬وكذلك ينقل لنا "أبو حامد الغزايل" أن الباطنية يقولون‪":‬كلما ورد من‬
‫الظواهر يف التكاليف واحلشر واألمور اإلهلية فكلها أمثلة ورموز إىل بواطن" وساق بعد هذا أمثلة‬
‫من أتويلهم الفاسق عن قانون اللغة والعقل‪ ،‬وقال‪":‬هذا من هذايهنم يف التأويالت حكيناها‬
‫ليضحك منها‪ .‬ونعوذ ابهلل من صرعة العاقل وكبوة اجلاهل"‪.‬‬
‫وقد قلدوا يف إنكار البعث طائفة الدهريني‪ ،‬وأخذهتم شبههم اليت ال تستطيع أن تنهض أمام‬
‫يم ُمبِ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪‬‬ ‫أدلة القرآن احلكيم‪ ،‬قال تعاىل‪:‬أ ََوَملم يـََر ماإلنم َسا ُن أ ََّان َخلَ مقنَاهُ م من نُطم َفة فَإذَا ُه َو َخص ٌ‬
‫ال َم من ُمحييِي المعِظَ َام وِهي رِميم ‪ ‬قُل ُمحييِ َيها الَّ ِذي أَنم َشأ ََها أ ََّوَل َمَّرةٍ‬ ‫ب لَنَا َمثَ ًال َونَ ِس َي َخ مل َقهُ قَ َ‬
‫ضَر َ‬
‫َو َ‬
‫م‬ ‫َ ََ ٌ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫يم‪[ ‬يس‪.[79 - 77 :‬‬ ‫َوُه َو ب ُك ِل َخ ملق َعل ٌ‬
‫***‬
‫س‪ -‬هل يعتقد البهائيون بنبوة سيدان حممد صلى هللا عليه وسلم؟‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ج‪ -‬خمالفة البهائيني ملا جاء به رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من معتقدات وأحكام‪،‬‬
‫وهتجمهم على أتويل القرآن واحلديث مبثل ما نقلناه عن زعمائهم شاهد على أن قلوهبم جاحدة‬
‫لرسالته‪ ،‬وإذا حتدثوا عنه يف بعض كتبهم متظاهرين بتصديق نبوته فما هم إال كسائر األفراد أو‬
‫الطوائف الذين يعملون هلدم اإلسالم حتت ستار‪ ،‬ومن َخبال زعيمهم األول دعواه يف تفسريه‬
‫لسورة يوسف‪ :‬أنه أفضل من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وعلل هذا الكالم مبا ال يفهمه إال‬
‫املرب َِمسني إذ قال‪":‬ألن مقامه الباب هو مقام النقطة‪ ،‬ومقام النيب صلى هللا عليه وسلم‬ ‫من يفهم لغة َ م‬
‫حممدا أفضل من عيسى فكتابه (البيان) أفضل من القرآن" وقال‪":‬إن‬ ‫مقام األلف" وقال‪":‬كما أن ً‬
‫أمر هللا يف حقي أعجب من أمر حممد رسول هللا من قبل لو أنتم فيه تتفكرون"‪.‬‬
‫ولسنا يف حاجة إىل الرد عليه يف دعوى أنه أفضل من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وال يف‬
‫دعوى أن كتابه (البيان) أفضل من القرآن‪ ،‬فعامة املسلمني كخاصتهم يعلمون أن هذه الدعوى من‬
‫صنف الدعاوى اليت تنادى على نفسها ابلزور واهلذاين‪ ،‬وأولو العقول من غري املسلمني يعرفون‬
‫عظمة حممد بن عبدهللا صلى هللا عليه وسلم وما بثه يف العامل من إصالح‪ ،‬فمن يدعي أنه مثل‬
‫حممد أو أنه أتى بكتاب حياكي القرآن كان يف حاجة إىل عالج يعيد عليه شيئًا من رشده وجيعله‬
‫على بصرية من نفسه‪.‬‬
‫***‬
‫س‪ -‬إذا كانوا يعرتفون بنبوة سيدان حممد عليه الصالة والسالم فكيف يعتقدون بنيب بعده ودين‬
‫غري دينه؟‬
‫ج‪ -‬البهائيون ال يعرتفون بنبوة سيدان حممد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وهلذا سهل على زعمائهم أن‬
‫ول َِّ‬‫َح ٍد ِم من ِر َجالِ ُك مم َولَكِ من َر ُس َ‬
‫اَّلل َو َخ َامتَ‬ ‫يدعوا النبوة من بعده‪ ،‬قال تعاىل‪َ :‬ما َكا َن ُحمَ َّم ٌد أ ََاب أ َ‬
‫ني‪[ ‬األحزاب‪ .[40 :‬ومعىن اآلية الذي ال يذهب الفهم إىل خالفه‪ :‬أنه النيب الذي انقطع‬ ‫النَّبِيِ َ‬
‫به وصف النبوة فال يتحقق يف أحد من اخلليقة بعده‪.‬‬
‫وورد هذا مبينا يف صريح السنة الصحيحة‪ ،‬ففي صحيح اإلمام (البخاري) وصحيح (مسلم) أن‬
‫النيب صلى هللا عليه وسلم قال‪":‬مثلي ومثل األنبياء من قبلي كمثل رجل بىن دارا بناء فأحسنه‬
‫وأمجله إال موضع لبنة من زاوية‪ ،‬فجعل الناس يطوفون به ويتعجبون له ويقولون هال وضعت هذه‬
‫اللبنة‪ .‬فأان اللبنة وأان خامت النبيني" وقد انعقد إمجاع املسلمني على هذا جيال بعد جيل؛ وأصبح‬
‫معلوما من الدين ابلضرورة‪ ،‬فمن أنكره وادعى لنفسه أو لغريه النبوة بعد رسول هللا فقد انسلخ من‬
‫اإلسالم وكان من الغاوين‪ ،‬وإذا شهد لسانه بنبوة حممد صلى هللا عليه وسلم فهو من أولئك الذين‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يقولون أبفواههم ما ليس يف قلوهبم‪ ،‬فالبابيون ال يدخلون يف املعرتفني بنبوة رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم يف حال‪.‬‬
‫ول َِّ‬‫وقد ذكرهم العالمة "األلوسي" يف تفسري قوله تعاىل‪َ :‬ولَ ِك من َر ُس َ‬
‫ني ‪‬‬ ‫اَّلل َو َخ َامتَ النَّبِيِ َ‬
‫[األحزاب‪ .[40 :‬فقال‪":‬وقد ظهر يف هذا العصر عصابة من غالة الشيعة لقبوا أنفسهم ابلبابية‬
‫هلم يف هذا الباب فصول حيكم بكفر معتقدها كل من انتظم يف سلك ذوي العقول‪ ،‬وقد كاد‬
‫عرفهم يتمكن يف العراق لوال مهة واليه النجيب الذي وقع على مهته وداينته االتفاق حيث خذهلم‬
‫‪ -‬نصره هللا تعاىل ‪ -‬وشتت مشلهم وغضب عليهم رضي هللا عنه‪ ،‬وأفسد عملهم؛ فجزاه هللا تعاىل‬
‫عن اإلسالم خريا‪ ،‬ودفع عنه يف الدارين ضيما وضريا"‪.‬‬
‫***‬
‫س‪ -‬ما هو الواجب عمله إلحباط مساعيهم؛ حىت ال يقع أحد يف شراكهم؟‬
‫ومقررا يف مجيع مدارسها‪ ،‬مل جيد أشباه‬ ‫ج‪ -‬لو كان التعليم الديين يف الشعوب اإلسالمية إلزاميًا ً‬
‫الباطنية إىل إزاغة قلب الفىت املسلم طري ًقا‪ .‬وتَـ مرُك كثري من أبنائنا ال يعرفون من اإلسالم إال أمساء‪،‬‬
‫أو ال يلقنون إال مبادئ مقطوعة عن حججها العقلية أو النقلية؛ قد يسر ألمثال البهائية أن‬
‫كثريا‪.‬‬
‫قليال أو ً‬
‫ينصبوا حبائلهم بني املسلمني ويصطادوا من النفوس ً‬
‫وال ننسى أن الذي ساعد البهائية على أن تستهوى فري ًقا من املسلمني تظاهرها أبهنا فرقة‬
‫إسالمية‪ ،‬واحتجاجها ابلقرآن واحلديث؛ وكتمها بعض معتقداهتا املنكرة على البداهة‪ ،‬وعدم‬
‫انتشار كتبها‪ ،‬فكثري من أهل العلم مل تصل إليهم كتب هذه الطائفة حىت يستبينوا منها حقيقة‬
‫حنلتهم وحيذروا الناس من الوقوع يف شراكهم‪.‬‬
‫أما اليوم فقد أخذهم الغرور‪ ،‬وصاروا يذيعون شيئا من أسرار حنلتهم على املنابر وعلى صفحات‬
‫اجلرائد‪ ،‬ويتحدثون عنها يف مؤلفات تطبع وتعرض على الناس يف املكاتب‪ ،‬فهي مبا حتمله من‬
‫مقاالت ملفقة ودعاوى غري معقولة قد حبثت عن حتفها بظلفها‪ ،‬فال ختشى على من له نباهة أو‬
‫فطرة سليمة أن يعتقد بنبوة "مريزا حسني" أو "عباس عبدالبهاء"‪ ،‬وال خنشى على من وصل إىل‬
‫نفسه أثر من هداية اإلسالم أن يتبدل هبا مزاعم" أيب الفضل اإليراين"‪ ،‬وإذا جاز أن يكون يف‬
‫طبقة العامة أو أشباههم من ال يتنبه ملا يف البهائية من كيد لإلسالم‪ ،‬وإغواء عن شريعته الغراء‪،‬‬
‫فإن العلماء والوعاظ أينما كانوا سيكشفون للناس عن بطانة هذا املذهب ليحرتسوا من دعاته‪،‬‬
‫وحيذروا أن ميسهم شيء من نـزعاته‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وقد علم طائفة من دعاة اإلابحية واخلروج على الدين ما ينطوي عليه هذا املذهب من مناوأة‬
‫للدين احلق‪ ،‬فقاموا يظاهرونه يف النوادي والصحف؛ ويزينونه يف أعني الناس ظنا منهم أن علماء‬
‫اإلسالم ما زالوا عن سريرة هذا املذهب غافلني‪.‬‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫البهائية‬
‫اترخيها وعقيدهتا‬
‫وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬

‫أتليف‬
‫عبدالرمحن الوكيل‬
‫الرئيس العام جلماعة أنصار السنة احملمدية‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬


‫[مقدمة الكتاب]‬

‫احلمدهلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على خامت النبيني واملرسلني حممد الذي أرسله هللا رْحة‬
‫للعاملني‪.‬‬
‫"وبعد"‪ :‬فقد نشرت صحيفة مصرية بتاريخ "‪ "1954/4/9‬ما أييت‪":‬إن معتنقي البهائية‬
‫يصرون على أن يكتب يف خانة داينة املولود‪":‬هبائي"؛ وهلذا كتبت وزارة الصحة إىل إدارة الشعبة‬
‫كتااب بتاريخ ‪ 1954/3/18‬جاء فيه‪:‬‬ ‫االجتماعية والثقافية مبجلس الدولة تسأهلا الرأي‪ ،‬فتلقت ً‬
‫إن "موضوع الدين البهائي سبق أن عرض على حمكمة القضاء اإلداري‪ ،‬وقد جاء يف حكمها‪ :‬إن‬
‫تدا عن الدين؛ وهلذا قررت‬ ‫هذا الدين ليس له وجود قانوين‪ ،‬وإن من يعتنقه من املسلمني يعترب مر ً‬
‫الشعبة‪ :‬أنه ال جيوز إدراج أي بيان يف اخلانة املخصصة للداينة" وجاء يف فتوى أخرى جمللس الدولة‬
‫عن هذه الطائفة‪":‬إهنا ترمي إىل بث عقائد فاسدة تناقض أصول الدين اإلسالمي وعقائده‪،‬‬
‫وتنتهي إىل تشكيك املسلمني يف آايت كتبهم ونبيهم‪ ،‬بل إهنا ختالف األداين السماوية"‪.‬‬
‫من هذا يتبني لنا جبالء أن هذه الفئة كانت تكافح يف سبيل أن ترغم الدولة على اإلعرتاف هبا؛‬
‫لتقيم شعائر الكفر‪ ،‬وتقرتف جرائم الصهيونية حتت مسع القانون وبصره‪ .‬ومن احملزن املؤمل أن بعض‬
‫الناس يف الشرق قد تردوا يف ردغة البهائية فهلكوا‪ ،‬وأهلكوا‪ .‬وكانت مأساة تتلوها مأساة!!‬
‫وإليك بعض ما عرفت من تلك الفواجع‪:‬‬
‫رآها يف اجلامعة‪ ،‬فرأى اجلمال املشبوب‪ ،‬وسحر األنوثة الفاتكة‪ ،‬ورأت هي يف عينيه هنماً‬
‫وشهوة حممومة‪ ،‬فمارست هواه‪ ،‬حىت تزوج هبا‪ ،‬وهو يظن أهنا مسلمة‪.‬‬
‫مث تبني له أهنا تغشى احملفل البهائي يف القاهرة ملمارسة شعائر البهائية فيه وللعربدة يف أحفاله‬
‫املاجنة‪ ،‬فراح يتوسل إليها أن ترتدع عن غيها‪ ،‬وأن تعود إىل اإلميان الصادق ابهلل‪ .‬غري أهنا كانت‬
‫على ثقة من أن فتنتها اجلسدية كفيلة ابلقضاء على ثورته‪ ،‬فأبت يف عناد أن تستجيب له‪ ،‬فهفا‬
‫مجيعا من زاندقة‬
‫الزوج إىل أهلها يستغيث هبم‪ ،‬وإذا ابحلقيقة تبدهه صاعقة!!؛ إذ تبني له أهنم ً‬
‫البهائية‪.‬‬
‫وعصف بسكينة الزوج قلق رهيب وحرية عاصفة!! أنه ال يدري كيف يتجلد هلذا السعري الذي‬
‫يضطرم يف جسده حني يرى هذه الفتنة الوحشية‪ ،‬وقد تقتَّلت له يف املخدع السكران‪ ،‬وال يدري‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ماذا يفعل هلذه السفلة اجلميلة الوديعة اليت أمثرهتا صلته هبذه املرأة‪ ،‬وال كيف يستطيع أن يصم مسعه‬
‫عن ذلك النذير املدوي يف أعماقه بوعيد هللا؟!‪.‬‬
‫وسكن الصراع الدامي يف نفسه إىل نتيجة اطمأن إليها‪ ،‬فأسرع إىل القضاء يطلب ـ ـ كما جاء يف‬
‫صحيفة الدعوى ـ ـ‪":‬احلكم ببطالن الزواج بسبب الغش الذي أدخلته الزوجة عليه‪ ،‬وإخفائها عنه‬
‫عيبًا جوهرًاي لو علمه ما أمت العقد‪ ،‬وهذا العيب هو اعتناقها مذهب البهائية" وغري ذلك مما فصلته‬
‫صحيفة الدعوى(‪!)1‬‬
‫ودمرت أسرة‪ ،‬وضلت يف تيه الشقاء طفلة!!‬
‫امرأة مؤمنة‪ :‬ومن شرفة شبايب رأيت امرأة تشرق على وجهها اهلضيم صباحة اإلميان‪ ،‬ويرف‬
‫على جبينها امللتاع شفق جراح وأحزان‪ ،‬ويف عينيها الذاويتني دموع مأساة يكفكفها الصرب اجلميل‪،‬‬
‫وحوهلا أربعة أطفال هم صور زاهية للرْحة والرباءة‪ ،‬وعلى شفاههم الذوابل بسمات تندى طهرا‬
‫ووداعة‪ ،‬بسمات ال تشعر أن ليال طاغيا من اهلموم يوشك أن يطغى على سنها اجلميل!‬
‫إن قصة هذه املرأة هي قصة اإلميان املتعايل بقداسته عن أن تدنس‪ ،‬وبكرامته عن أن متتهن‪،‬‬
‫وبكربايئه عن أن تستذل‪.‬‬
‫لقد ظفرت البهائية يف "احمللة الكربى" بزوجها الفقري‪ ،‬فجردته من دينه ورجولته وإنسانيته بثمن‬
‫خبس من املال‪ .‬مث حاولت البهائية بكل وسائلها مع هذه املرأة؛ لتفسق عن دينها‪ ،‬فأبت إال أن‬
‫تعتصم به‪ ،‬فجيء هلا بكبري البهائية ‪ -‬وهو شيطان احتشدت لتزيني كفره كل أابلسة الكفر ‪ -‬فلم‬
‫جيد منها إال قوة مالئكية تسحق أابلسته‪ ،‬وإال كربايء ترديه صريعا يف حقارته وتفاهته‪ ،‬وإال نورا‬
‫يبدد مادمهها به من ظلمات‪ ،‬وإال إمياان يعلن يف جالل اليقني وقوة احلق أن البهائية كفر صراح‪.‬‬
‫ويئس دعاة الصهيونية من قهر هذه املؤمنة‪ ،‬ففرضوا على زوجها أال يطلقها‪ ،‬حىت تعيش معه يف‬
‫ردغة اخلطيئة‪ ،‬فيهون عليها إمياهنا الطهور‪.‬‬
‫وفهمت املرأة الشريفة ما يريدون‪ ،‬فهربت من البيت أبطفاهلا؛ لتتنسم نسمات الطهر الوادعة‬
‫الرقيقة‪ ،‬ومل يقلقها املصري اجملهول؛ ألهنا أودعت بني يدي هللا مصريها ومصري أطفاهلا‪ ،‬ومل يثنها أهنا‬
‫ال جتد من القوت حىت ما يسد خلة‪ ،‬أو حيفظ رمقا؛ ألهنا تؤمن بقول الرْحن‪َ :‬وَما ِم من َدابٍَّة ِيف‬
‫اَّللِ ِرمزقُـ َها‪[ ‬هود‪.]6 :‬‬
‫ض إَِّال َعلَى َّ‬
‫ماأل مَر ِ‬
‫هربت إىل الرحاب الفساح واجملاىل الوضاء من رْحة هللا ورضوانه‪ ،‬وطالبت احملكمة أبن تصدر‬
‫حكمها ابلتفريق بينها وبني الرجل الذي كفر‪ ،‬فقضى هلا ابحلق الذي طلبت‪ ،‬وهبذا احلكم العادل‬

‫)‪ )1‬عدد رقم ‪ 727‬من صحيفة املساء الصادر بتاريخ ‪.1958/10/11‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫حتطم الغل الظلوم الذي كان ميسك هبا أسرية مرغمة‪ .‬وإين لعلى يقني من أن هذه املرأة املسلمة‬
‫الصبور قد وجدت القلوب الرحيمة اليت تعيش هي وأطفاهلا يف ربيع حمبتها‪.‬‬
‫شاب يرتدى‪:‬‬
‫وهنالك مأساة أخرى ما زلت أعرفها مبا ذرفت هلا من دموع ومبا أحسست هلا من شجى‬
‫عميق!! كنت أجلس يف بيت صديق(‪ ،)1‬فجئ يل بشاب جامعي أخربين الصديق أنه يراتب يف‬
‫أمر دينه‪ ،‬فأخذت أستدرج الشاب حىت نَ َّدت عنه كلمة "هبائية" فرتاءيت أبنين مل أشعر بعثرته‬
‫هذه‪ ،‬ولعله خدع مبا تراءيت به؛ إذ رأيته يسألين يف غري ريبة عما أعرفه عن البهائية‪ ،‬فمضيت‬
‫أحدثه عنها‪ ،‬وأان أحدق يف عينيه لعلين استشف منهما ما يعتمل يف نفسه‪ ،‬فندت من الشاب‬
‫كلمات جعلتين أصمم على سرب أغوار نفسه يف غري ما تشف وال حنق‪ ،‬وأجنح إىل اليقني من أن‬
‫وخلَّب وعودها‪ .‬وكان ما أبديته من‬ ‫هذا الشاب ضحية سفحتها البهائية على نصب أوهامها ُ‬
‫إشفاق عليه هو الشعاعة اليت راحت هتديين يف ليل أعماقه الغريقة يف الظلمات‪ ،‬وهو يقص‬
‫مأساته يف قوله‪":‬لقد ماتت أمي‪ ،‬ومل يعوضين أيب عن حناهنا الذي كان يشيع الدفء يف شتاء‬
‫أحالمي املقرورة؛ إذ كان يف شغل عين بزوجة أخرى‪ ،‬فأكرهت على اللجوء إىل منـزل أخي األكرب"‬
‫مث تنهد الشاب‪ ،‬فخيل إيل أن صدره يكاد ينشق عن قلبه‪ ،‬فقلت له‪ :‬وما قصة أخيك هذا الذي‬
‫تصدع بذكره قلبك؟ فقال‪":‬كان أخي يف عمل يدر عليه القليل من املال مث سدت طريقه امرأة هلا‬
‫سلطان طاغ من أنوثتها اجلياشة ابلفتنة الصاخبة اليت تشعرك أبهنا ملهوفة الرغبة‪ ،‬ولكن عليك‬
‫أنت أن تبدأ!‪ ،‬وسلطان من دنياها اليت فجر فيها الرتف‪ ،‬وسلطان من ثقافتها اليت تفسد الدين‬
‫والفكر واخللق‪ ،‬وجتعل من الشيطان الدميم امرأة مجيلة ساحرة الفتنة واخلطيئة‪ ،‬فعربدت نفس أخي‬
‫بشهوة الوحش املنهوم‪ ،‬والفريسة اجلميلة الرخصة تغريه أبن يغرس يف حلمها أنيابه‪ ،‬ويلغ يف دمها‬
‫كما يهوى‪ ،‬كان أخي جائع الدنيا جائع النفس جائع اجلسد‪ ،‬وقد جعل جوع الفقر من دنياه اليت‬
‫ال يعصمها دين‪ ،‬وال خلق أهواء خمبولة‪ ،‬فامتدت خمالبه؛ ليأكل الفريسة‪ ،‬ولكنها ‪ -‬واي أسفاه ‪-‬‬
‫افرتسته؛ فقد كانت هذه األنثى القتول هبائية‪ ،‬فاستطاعت بغمغماهتا اليت ينفث فيها الشيطان‬
‫غواية سحره أن جترد أخي من بقية كان يعتصم هبا من دينه‪ ،‬وأن تدنسه مبا دنست به فطرهتا‪ ،‬فما‬
‫هي إال أن تقتلت له بفتوهنا وأن تؤجج فيه سعري شهوته حىت صار هبائيا‪ ،‬بل من كبار دعاة‬
‫البهائية"‪.‬‬

‫)‪ (1‬هو الضابط األخ سعد عمران‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫قليال‪ ،‬مث أفاق ليتابع قصته ‪ -‬وقد شرقت ابلدموع كلماته وغص جبنان الشجو‬ ‫وصمت الشاب ً‬
‫صوته ‪ -‬فقال‪ :‬قلت لك إنين أكرهت على أن أجلأ إىل بيت أخي لألسباب اليت ذكرهتا لك‪ ،‬واليت‬
‫كان من أمهها رغبيت يف إمتام دراسيت‪ .‬ويف بيت أخي تكشفت يل زوجته عن صدر حنون يسطع‬
‫منه عبري حب وردى األحالم‪ ،‬وراي حنان حييل مأسايت عرسا يف ربيع اجلنة‪ ،‬فأنسيت أيب وأمي‪،‬‬
‫ورويدا رويدا راحت تنساب يف دمي خبمرة هبائيتها‪ ،‬وشعرت أنين أنداح أمامها‪ ،‬وأنه ليس هناك ما‬
‫يقاومها يف سوى أطياف وذكرايت‪ .‬ذكرايت الريف الطيب الوديع يف عذرى أمساره‪ ،‬وفتنة العبري‬
‫والنور يف نسماته وأسحاره ذكرايت املسجد الطهور‪ ،‬وأان أهتف مع املصلني يف صباح العيد‪ :‬هللا‬
‫أكرب هللا أكرب! ذكرايت القبل السواحر اليت هي أقدس تعبري عن روحانية احلب حتنو هبا أمي على‬
‫وجنيت عقب عوديت من املسجد هازجة بدعائها الطيب‪ :‬كل سنة وأنت طيب‪ .‬ذكرايت! واهاً هلا‬
‫من ذكرايت!! إهنا تؤكد يل اليوم أين مضيَّع الدين واحلياة‪ .‬فما أدري على أي دين أان اليوم"‪ .‬وكان‬
‫هذا القول الطافح ابلشك واحلرية دليال على أن الشاب يصيح يب من أعماق هاويته‪ ،‬وكان ما‬
‫بدهين به بعد ذلك من جدل هبائي حجة على أنه ضالع مع البهائية حباضره حان على اإلسالم‬
‫خبياالته وذكرايته‪ ،‬فحسب‪.‬‬
‫مظاهر الشرك‪ :‬وقلت للتعس احلزين‪":‬إن البهائية تدين بربوبية البهاء وابنه عبدالبهاء وال أدري‬
‫كيف يطمئن قلب إىل عبادة رب غافَصهُ املوت‪ .‬رب كان يسيطر عليه عدوه‪ ،‬ويقضي على‬
‫مشيئته بوعد اتفه‪ ،‬أو وعيد بسوط! رب كانت حياته جاسوسية قذرة حمتقرة من أجل درهم!"‬
‫ومتلمل الشاب قليال‪ ،‬مث اندفع جيادلين يف موت اإلله‪ ،‬فكان مما قاله‪:‬‬
‫حممدا وهو ميت؟!" فقلت‪":‬لك أن ترمي هبذا بعض من ينتسبون إىل اإلسالم‬ ‫"ألستم تعبدون ً‬
‫كابن عريب وأتباعه الصوفية أولئك الذين هم من شياطني وحي البهائية‪ .‬أما املسلمون الذين‬
‫يتدبرون القرآن‪ ،‬ويعملون هبديه‪ ،‬فال يعبدون إال راب واحدا هو هللا احلي القيوم الذي ال أتخذه سنة‬
‫وال نوم‪ ،‬وال يعتقدون يف حممد سوى أنه بشر ورسول‪ ،‬هو خامت النبيني واملرسلني" فقال‬
‫الشاب‪":‬قول خيالفه العمل‪ ،‬ودعوى جيحد هبا الواقع بكل ما له من مؤكدات الواقعية احملسة‪ .‬أال‬
‫ترى ألوف األلوف منكم يستغيثون مبحمد وآل بيته‪ .‬يف حركاهتم وسكناهتم‪ .‬يف سجوات الليايل‪،‬‬
‫وجلوات األسحار‪ .‬يف غسق العشااي ووضاءة األبكار‪ ،‬يف جناوى اإلعالن واإلسرار‪ ،‬يف كل ذلك‬
‫وغريه ال ترى من املسلمني إال ضراعة الذل إليه‪ ،‬وإال السجود على عتبات أضرحة آل بيته‬
‫يسفحون عليه ذل العبودية ودموعها! أال تسمعهم يقسمون بقرب حممد‪ ،‬بل برتاب قرب حممد‪،‬‬
‫وشباك ضريح حممد؟ ما ابلك تعيب البهائية بعبادة اثنني مها‪ :‬البهاء وابنه‪ ،‬وعندكم مئات من‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أرابب وآهلة تلوذ هبا آمالكم وقلوبكم وتعبدوهنا من دون هللا! من ذلك الذي تسمونه السيد‬
‫البدوي؟ أو ما تلك األسطورة اليت كانت أخس فرية زيفها اتريخ األساطري على عشاقه‪ ،‬فعشقوها‪،‬‬
‫وعبدوها؟ ومن الدسوقي الذي افرتى أنه عرش هللا وقلمه وكرسيه؟ ومن ابن الفارض الذي يؤكد أنه‬
‫الذات اإلهلية صفة وماهية؟ ومن الشعراين الذي جعل من أحط اجلرائم وأفحش اخلطااي كرامات‬
‫والايت‪ ،‬ومعجزات قداسات؟ ومن هذا ومن ذاك؟ وما ذلك النسب الروحي املؤله الذي تصلون‬
‫به بني األلوهية واجليف؟ وما ذلك اخلنوع الذي تقتفونه حيال قبور أوليائكم؟ أليس خنوع العابد‬
‫بني يدي املعبود؟ ملن هذه "املوالد" تفرتى؛ ليستباح اإلمث فيها والغواية‪ ،‬وتقرتف املنكرات ابسم‬
‫الدين؟ وإىل أية قبلة تتوجه منكم القلوب‪ ،‬وتقام الوجوه يف حشود تدافع دراكا متالحقة ابملناكب؟‬
‫انظر إىل هذه األلوف من الزمر العاكفة على القبور املشيدة على رمم وأوهام!! أال تراهم يعبدون‬
‫أحجارها وأستارها؟ أال تراهم يهوون على مواطئ األقدام منها ميرغون اجلباه عليها ذال وضراعة‪ ،‬أو‬
‫ابتغاء بركة امرأة رمبا كانت خطيئة اخلطااي يف غيوب التاريخ‪ ،‬أو هالك فَ ِزع التاريخ‪ ،‬وكلت يداه من‬
‫كثرة ما سجل له من خماز وسوءات‪ ،‬أو وهم كذوب خدع به الناس هوى عصوف الضاللة؟؟‬
‫جيدا إىل ما ُهتَ مم ِهم به الشفاه‪ ،‬وأنت جتوب الطرق‪ ،‬أو تستوي على مركب يف الرب والبحر‪،‬‬
‫أصغ ً‬
‫وهنالك سوف تصك مسمعك ضراعتهم إىل كل شيء ولكنك لن تسمع واحدا من هؤالء يذكر‬
‫اسم هللا أو يرجو رْحته! ولئن نسى أحدهم‪ ،‬فذكر هللا‪ ،‬فإنه يقرنه ابسم معبود آخر له من دون‬
‫هللا!! أصغ بسمعيك عقيب كل صالة يف معابد األضرحة‪ ،‬ومثت لن تسمع إال خشوع النجاوى‬
‫تنوح هبا الشفاه والقلوب جليف خينق الريح نتنها‪ ،‬أو يعيث الدود الشره يف حلومها‪ .‬وعذراك أن‬
‫استبدت يب ثورة غضيب مما أرى‪ ،‬وحذارك أن تتعصب‪ ،‬فتنكر واقعا يبده مسعك وبصرك يف كل‬
‫حلظة وتركت الشاب ينفس عن غليل صدره‪ ،‬وينفث مقت هبائيته‪ ،‬ويقص احلقيقة اليت جتردت هلا‬
‫اليقظة والواقعية احملزنة املروعة‪ ،‬ويروي جريرة "ابن عريب" وسلف شياطينه وخلفهم!! وروه عين قليال‬
‫أن الشاب مل يكن على بينة من كل ما جناه "ابن عريب" وأتباعه على املسلمني‪ ،‬فلم يعرف مثال‬
‫أن هذا الشيطان األكرب يؤله هذا الكون احملس بكل ما فيه‪ ،‬وبكل من فيه‪ ،‬وأنه يصوب كل خطأ‪،‬‬
‫وأنه يرى الشرك عني التوحيد‪ ،‬ويرى الضاللة حقيقة اهلدى‪ ،‬ويرى الباطل إهلام احلق وقدس احلق!!‬
‫ويوقن أن كل خطيئة يقرتفها جمرم جيب أن تنسب إىل هللا حقيقة ال جمازا‪ ،‬إذ ما َمثَّ غري هللا حىت‬
‫ميكن نسبة شيء إىل غريه!! فهذه اخلاطئة اهللوك اليت يفتك هبا وحش اخلطااي‪ ،‬وتفري هي جلده‬
‫إَّنا هي جتسد احلقيقة اإلهلية يف أحلى جتسداهتا املعبودة‪ ،‬فال يروعنك أن جتد الصوفية نـزاعة إىل‬
‫تقديس اخلطيئة! كما كان يرى ابن عريب أن فرعون كان أعلم حبقيقة األمر من موسى وأعظم منه؛‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ألن احلقيقة اإلهلية اليت كانت متجسدة فيه أعظم من احلقيقة اإلهلية اليت كانت متجسدة يف‬
‫موسى‪ .‬وإبليس‪ -‬كما زعم اجليلي يف كتابه اإلنسان الكامل ‪ -‬كان أعلم اخللق آبداب حضرة‬
‫الربوبية‪ ،‬وهو جليس الرب وأنسيه يوم الدين! روه عين كما ذكرت أن الشاب مل يكن على بينة من‬
‫كل هذا‪ ،‬وإال لبدهين به‪ ،‬وصرفين عن وجهي مبا يثري من جدل يف شأن هذا وعالقته ابإلسالم‪ ،‬مث‬
‫درت بعيين حمدقا إليه يف ذلك الضباب املعتم املسف؛ ألراه‪ ،‬وألقول له‪ :‬ما زلت حتكم على‬
‫اإلسالم مبا جيرتح بعض الذين ينتسبون إليه أبمسائهم‪ ،‬وحتمل على احلق والنور جرائر الباغني‬
‫فظننت أنه هو ما ترى‪ ،‬وما‬ ‫َ‬ ‫العادين عليه‪ ،‬وتبهت اإلسالم بضاللة من زعموا أهنم كهانه وأحباره‪،‬‬
‫تسمع!! إنك قصصت الواقع الذي يتلطخ به كثري من الناس‪ ،‬غري أن هذا الواقع يربأ منه اإلسالم‬
‫براءة احلق والتوحيد واهلدى من الباطل والشرك والضاللة! قصصت جناية "ابن عريب" عليك وعلى‬
‫أمثالك‪ ،‬وعلى البهاء نفسه!! إنك استهدفت‪ ،‬فأصبت اهلدف‪ ،‬غري أن سهمك مل ميسس صدر‬
‫مسلم؛ فاإلسالم هو هذا التعايل اجلليل ابلروح عن اخلشوع لغري هللا‪ ،‬وعن أن تدين بعبوديتها‬
‫اخلالصة لسواه‪ ،‬هو هذا اليقني الراسخ يستحوذ على املشاعر واخلواطر‪ ،‬والذي جيرد النفس‪ -‬وقد‬
‫أخلصت هلل دينها ‪ -‬من كل ما يربطها بغريه سبحانه من شعور ابخلوف‪ ،‬أو إحساس ابلرهبة‪ ،‬أو‬
‫انعطاف ابلرجاء‪ ،‬أو نـزوع ابحلب‪ ،‬فيصبح املسلم‪ ،‬وال سلطان أيخذ بقلبه‪ ،‬أو يسيطر على سلوكه‬
‫يف العبادات واملعامالت إال سلطان هللا وحده‪ ،‬وال رغبة توجه دنياه إال الرغبة يف رضوان هللا وحده؛‬
‫وال خوف تقشعر منه حياته إال اخلوف من هللا وحده؛ وهبذا يشعر املسلم أنه قوي عزيز‪ ،‬ألنه هلل‬
‫عبد خالص العبودية‪ ،‬وهللا ‪ -‬جل شأنه ‪ -‬هو الذي بيده ملكوت السموات واألرض‪ ،‬وهو العزيز‬
‫القهار‪ ،‬خالق كل شيء‪ .‬أحكم على اإلسالم بكتابه‪ ،‬ومبا بينه به رسوله صلى هللا عليه وسلم من‬
‫قول أو عمل‪ .‬أان ال ألومك على ثورتك‪ ،‬وال أجحد مبا قصصت‪ ،‬ولكين ألومك كل اللوم إن‬
‫أمسه أبنه هبتان أثيم‪ ،‬فما هو إال وثنية حقود كنود شرعها طواغيت‬ ‫نسبت هذا إىل اإلسالم‪ ،‬و ِ‬
‫اَّللِ أ َُر ِوين َماذَا‬ ‫اجلاهلية‪ ،‬ال رب اإلسالم! أال تقرأ قول هللا سبحانه‪:‬قُل أَرأَيـتُم ما تَ مدعو َن ِمن د ِ‬
‫ون َّ‬ ‫م َم م َ ُ م ُ‬
‫اب ِم من قَـمب ِل َه َذا أ مَو أَ َاث َرةٍ ِم من ِع مل ٍم إِ من ُكمنـتُ مم‬ ‫ات اِئمـتُ ِوين بِ ِكتَ ٍ‬
‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخلَ ُقوا ِم َن ماأل مَر ِ‬
‫ض أ مَم َهلُمم ش مرٌك ِيف َّ َ َ‬
‫يب لَهُ إِ َىل يَـ موِم الم ِقيَ َام ِة َوُه مم َع من‬ ‫ِ‬ ‫ون َِّ‬ ‫َض ُّل ِممَّن ي مدعو ِمن د ِ‬ ‫ِِ‬
‫اَّلل َم من َال يَ مستَج ُ‬ ‫ني ‪َ ‬وَم من أ َ م َ ُ م ُ‬ ‫صادق َ‬ ‫َ‬
‫دعائِ ِهم َغافِلُون ‪ ‬وإِذَا ح ِشر النَّاس َكانُوا َهلم أَع َداء وَكانُوا بِعِب ِِ ِ‬
‫ين‪[ ‬األحقاف‪- 4 :‬‬ ‫ادهت مم َكاف ِر َ‬
‫ََ‬ ‫ُم م ً َ‬ ‫َ ُ َ ُ‬ ‫َُ م‬
‫ت بِ مد ًعا ِم َن‬ ‫‪ .[6‬وأال تقرأ قول هللا الذي يهدي به الرسول والبشرية إىل سواء السبيل‪:‬قُ مل َما ُكمن ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني‪[ ‬األحقاف‪:‬‬ ‫يل َوَما أ ََان إَِّال نَذ ٌير ُمبِ ٌ‬ ‫وحى إِ ََّ‬ ‫ِ‬
‫الر ُس ِل َوَما أ مَد ِري َما يـُ مف َع ُل ِيب َوَال ب ُك مم إ من أَتَّبِ ُع إَّال َما يُ َ‬
‫ُّ‬
‫‪ .[9‬وما هذه من صفات الربوبية اخلالقة املهيمنة‪ ،‬وإَّنا هي من صفات البشرية النبيلة اليت من هللا‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يل أَََّّنَا إِ َهل ُكم إِلَه و ِ‬


‫وحى إِ ََّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اح ٌد فَ َم من‬ ‫ُ م ٌَ‬ ‫عليها ابلنبوة‪ .‬مث تدبر قوله سبحانه‪:‬قُ مل إََّّنَا أ ََان بَ َشٌر مثمـلُ ُك مم يُ َ‬
‫َح ًدا‪[ ‬الكهف‪ .[110 :‬هذا‬ ‫احلا وَال ي مش ِرمك بِعِب ِ ِِ‬ ‫َكا َن يـرجوا لَِقاء ربِِه فَـ مليـعمل عم ًال ِ‬
‫ادة َربه أ َ‬ ‫ََ‬ ‫ص ً َ ُ‬ ‫َ َ َمَ م ََ َ‬ ‫َم ُ‬
‫قبس مشرق من هدى اإلسالم يف الدعوة إىل إخالص الدين كله هلل‪ ،‬وهبذا نقوم كل أمر ديين‬
‫تقوميا يفصل يف جالء اتم بني صفات الربوبية وصفات البشرية‪ ،‬فهذه اآلية تثبت وتؤكد بشرية‬
‫النيب األعظم الرسول اخلامت‪ ،‬وتنفي عنه نفيا ابات صفات األلوهية‪ ،‬يستوي يف هذا ظاهره وابطنه‪،‬‬
‫فإذا كان هذا هو شأن خامت النبيني واملرسلني‪ ،‬فما ابلك مبن هم دونه‪ ،‬وهم مل يشارفوا مقامه‬
‫بدال من "بشر مثلي" أو "بشر" فحسب‬ ‫األعظم؟! أتمل كيف جاء يف اآلية الكرمية "بشر مثلكم" ً‬
‫فكلمة "مثلكم" هذه تكفي يف اهلداية إىل احلقيقة اليت يتعامى عن رؤيتها امللحدون احللوليون!!‬
‫ألهنا هتدينا إىل أن بشريتنا هذه اليت َّنارس غرائزها وعواطفها وميوهلا‪ ،‬هي عني بشرية حممد صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ ،‬بل هتدينا إىل أن جنعلها لنا مقياسا نقيس به بشرية الرسول األعظم‪ ،‬حىت نعرف‬
‫هذه البشرية الطهور معرفة ال خيدع يقينها ظن‪ ،‬وال يهمس يف مسعه ريب‪ ،‬ولو مل تذكر "مثلكم"‬
‫وهم يصور لنا أن بشريته قد تكون من نوع آخر مل َّنارس حنن فطرته‪ ،‬مث تدبر هذا‬ ‫هذه‪ ،‬لعبث بنا ٌ‬
‫احلصر الدقيق احملكم يف قوله جل شأنه‪:‬إََِّّنَا أ ََان بَ َشٌر ِمثمـلُ ُك مم‪‬؛ ليشرق احلق األبلج يف قلبك‪،‬‬
‫ولتوقن أن حممدا صلى هللا عليه وسلم مل يكن إال بشرا مثلنا يف ظاهره وابطنه‪ ،‬وأنه بذاته وصفاته‬
‫يشع منه التعبري الصادق عن البشرية اخلالصة اليت فطر هللا الناس عليها‪ ،‬فليس فيه انفصام جيعل‬
‫منه بشرا يف آن‪ ،‬وإهلا يف آن آخر‪ ،‬أو جيعله ذا طبيعتني‪ :‬انسوت والهوت‪ ،‬أو بشرية تكمن فيها‬
‫األلوهية‪ ،‬كال! وإال فليؤمن هؤالء الذين فسقوا عن أمر هللا وهدى الفطرة ويقني الواقع أبننا مجيعا‬
‫بشر وآهلة يف وقت واحد؛ ألن حممدا الذي وصفه هللا أبنه بشر مثلنا يزعمون له ذلك!! وإذا هم‬
‫آمنوا هبذا الكفر مل يبق آلهلتهم خصوصية تدعوان إىل أن خنصهم ابلعبادة!‬
‫إن حممدا صلى هللا عليه وسلم كان بشرا‪ ،‬وظل ـ ـ وهو رسول ـ ـ ـ بشرا‪ ،‬وصعد إىل الرفيق األعلى‬
‫وهو بشر‪ ،‬وجاء القرآن يف إعجازه البالغي أيمر رسوله أن يؤكد هذه احلقيقة للناس‪ ،‬وتبقى آية هللا‬
‫شهيدة على ذلك‪ .‬ولكن بشريته ـ ـ صلى هللا عليه وسلم ـ ـ مل حتلق يف مساء إمياهنا بشرية أخرى‪،‬‬
‫فهي البشرية اليت جتردت عواطفها الشريفة وغرائزها الطيبة عن كل ما ميس كرامة اإلنسانية وكماهلا‬
‫بعاب واحد‪ .‬البشرية اليت عبَّدها حب هللا لتقوى هللا وحده‪ ،‬البشرية اليت كرم هللا صاحبها‪،‬‬
‫واصطفاه‪ ،‬فجعله خامت الرسل‪ ،‬وهللا أعلم حيث جيعل رسالته!‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫جرد الفكر من مرياث قرون تفشت يف سرائرها زندقة الصهيونية ومكائدها؛ لتفهم‪ ،‬وتعقل عن‬
‫فعل يب وال بكم" أهذه صفة ربوبية حتيط بكل شيء علما‪ ،‬أم هذه‬ ‫القرآن‪ ،‬فتؤمن‪" ..‬ما أدري ما يُ َ‬
‫صفة بشرية ال تدري ماذا تكسب غدا؟‬
‫وشعرت كأن الشاب يرعوي جحوده‪ ،‬ويتطامن عناده؛ إذ راح يلح يف الرجاء يف أن أسعى إىل‬
‫لقاء أخيه؛ ليسمع مين‪ ،‬وأمسع منه‪ ،‬فقلت له‪":‬بل أان الذي يسرف يف رجائك يف أن تبذل جهدك‬
‫كله يف سبيل ذلك" فقال‪":‬كن على حذر؛ ففي بيت أخي وعقله مكتبة كربى من كتب‬
‫الفلسفة" فقلت‪":‬من هذا أُيت أخوك‪ ،‬فقد آمن مبتناقضات تلك الكتب‪ ،‬مث راح خيضع كل حقيقة‬
‫دينية أو عقلية لسطوة الباطل املبثوث يف هذه الكتب‪ ،‬وسآيت أخاك‪ ،‬وما معي من كتاب إال‬
‫كتاب هللا" فقال الشاب‪":‬سأسعى بك إليه" فقلت‪":‬يسرين أن أكون أان الساعي إليه‪ .‬حسيب أن‬
‫ألقاه‪ ،‬وإن يكن يف احملفل البهائي"‪.‬‬
‫ولبثت حىت اليوم أنتظر‪ ،‬وقد مر أكثر من عشرة أعوام!! ولعل أنوثة املرأة اليت استعبدت أخاه‪،‬‬
‫استطاعت أن تقنعه أبن ابتسامة منها خري له من نور اإلميان الذي كان يود أن يسعى إليه‪ ،‬فدلف‬
‫وراء الظالم هراب من النور!!‬
‫لقد كان مما قاله يل الشاب‪":‬مل يبق يل ابإلسالم من صلة إال ذكرايت وإال قراءة سورة يس‬
‫أهديها إىل روح أمي يف كل يوم مجعة" ولكنها القراءة اليت هتتز هبا شفتاه‪ ،‬وال يتدبرها قلبه وعقله‪،‬‬
‫وإال الطمأن إىل اليقني اجلليل من حقيقة اإلميان‪ .‬ولعل الوحش األنثى زوجة أخيه مل تدع له مهراب‬
‫من خطاايها‪ ،‬فجثمت على صدره مدى العمر‪ ،‬وخاطت شفتيه حىت عن قراءة السورة‪ ،‬وبغضت‬
‫إليه أمه وذكرايته!!‬
‫جناية التصوف‪:‬‬
‫تلك مأساة يقصها أساي املعترب‪ ،‬قصة مل يبتدعها خيال‪ ،‬ومل ينمقها تصور‪ ،‬ولكنها حقيقة‬
‫سجلها التاريخ يف سجل الضحااي التعساء وما قصصتها إال لكي يعلم من حيبون أن يعلموا‪،‬‬
‫وألشهدهم على من ال حيبون أن يعلموا أن تراث ابن عريب وأتباعه وأساتذته هو الذي صور‬
‫اإلسالم هلذا الشاب يف هذه الصورة النكراء‪ ،‬وأنه هو الذي يثري يف شبابنا نوازع الشكوك اليت‬
‫تدفع هبم إىل الرتدي يف درك العقائد الفاسدة والنحل املارقة‪ ،‬واملذاهب اليت تنفث يف صدورهم‬
‫السم الناقع الزعاف؛ ألهنم يرون اإلسالم ـ ـ كما تصوره الصوفية ـ ـ دين عبودية للجيف‪ ،‬وصفار‬
‫مهني حتت أقدام الطواغيت‪ ،‬وخطااي يزعم هلا أهنا معارج الروح إىل قدس األقداس‪ .‬يرونه دجال‬
‫خسيساً‪ ،‬وشعبذة دنيئة ومرقعات صبغها الرايء أبلوانه‪ ،‬وعمائم زركشتها نـزوات النفس وشهوات‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫احلس‪ ،‬ومسابح ضخاما طواال يدمدم عليها علوج النفاق‪ ،‬وأجسادا تستخفها نشوة املخدرات‪،‬‬
‫وفسق الصبوات‪ ،‬فتتكسر على النغم الوثين يف حلقات الرقص الذاكر‪ ،‬حمطمة يف تكسرها كل‬
‫فضيلة خمدرة!!‬
‫يرونه "موالد" هي ردغة لكل ما يفنت الشيطان يف تزيينه من غواية!!‬
‫جناية علم الكالم‪ :‬مث اي ويل شبابنا من ذلك اجلدل احملموم يف كتب علم الكالم! أتراهم ‪ -‬إن‬
‫طالعوها ‪ -‬يلقون منها سوى الشك والقلق الذي جيعل منهم فرائس للهموم أو للمخالب القذرة‬
‫الباغية اليت تعمل يف الظالم ضد اإلسالم!؟ إهنم ال يطالعون فيها ما يهدي‪ ،‬ويكشف عن جالل‬
‫التوحيد الصادق اخلالص الذي إليه دعا اإلسالم‪ .‬إهنم ال يرون فيها نضاال يف سبيل أتييد احلق‪،‬‬
‫وإَّنا يرون صراعا داميا يف سبيل أتييد رأي عصف به اهلوى‪ ،‬وجلت بباطله العصبية املذهبية‪،‬‬
‫وتدرع به من قبل كهنة األساطري يف كفاحهم ضد دين هللا‪ .‬ويرون صراعا يتالشق فيه مقرتفوه‬
‫ابلتكفري دون أن يتبينوا يف حومة هذا الصراع ال وجه الكفر‪ ،‬وال وجه اإلميان‪ .‬إهنم يطالعون يف‬
‫أمهات هذه الكتب اليت يزعم أرابهبا أهنا متثل عقيدة أهل السنة واجلماعة أن اإلميان ابجلوهر الفرد‪،‬‬
‫أو اجلزء الذي ال يتجزأ‪ ،‬أو الذرة اليت ال تنقسم كاإلميان بوحدانية هللا‪ ،‬أو هو الركن السادس من‬
‫أركان اإلسالم ويهول شبابنا هذا القول‪ ،‬ويثري يف نفوسهم الرعب والريب‪ .‬فقد أثبت العلم التجرييب‬
‫الصادق تفتت الذرة‪ ،‬وأقام على أساس هذا قوى جبارة فتاكة مدمرة‪ .‬أتراهم يصدقون ذلك الوهم‬
‫األسطوري؟ أم يصدقون هذه احلقيقة العلمية اليت يشهدون آاثرها اجللية؟ إهنم إن جنحوا إىل‬
‫احرتام العقل‪ ،‬فآمنوا هبذه احلقيقة‪ ،‬فسيوصم كل منهم أبنه كفر ابلركن السادس من اإلسالم! فماذا‬
‫يصنع الشاب منهم؟ ال ريب يف أنه سيؤمن حبقائق العلم‪ ،‬وليكن ما يكون!! غري أن كفره مبا‬
‫أهناره ولياليه!! ألهنا ـ ـ ـ كما‬
‫تفزع َ‬‫سطرت اخلرافة يف كتب "علم الكالم" سيظل مرتائيا له يف صورة ِ‬
‫صورت الكتب ـ ـ كفر حبقيقة من حقائق اإلسالم‪.‬‬
‫متمردا هذه الصفحة؛ ليطالع صفحة أخرى‪ ،‬فيشهد جدال‬ ‫اثئرا ً‬‫ويطوي أحد هؤالء الشباب ً‬
‫عنيفا اثئرا حول صفات هللا سبحانه وعالقتها ابلذات اإلهلية‪ .‬يقرأ‪ :‬أهنا عني الذات‪ ،‬مث يقرأ ما‬
‫يبطل هذا الرأي! فيثور‪ ،‬ويقلب الصفحات يف عجل ملهوف‪ ،‬لريى نتيجة الصراع‪ ،‬فماذا يرى؟!‬
‫يرى أهنم يلزمونه ابإلميان أبن الصفات اإلهلية ليست عني الذات‪ ،‬وال غري الذات! فال هي هو‪،‬‬
‫بعيدا مث يعود‪ ،‬فيستفزه‬ ‫وال هي غريه‪ ،‬وحياول أن يفهم‪ ،‬فيستحيل عليه الفهم! فيقذف ابلكتاب ً‬
‫الرعب مما فعل! أمل يرم بكتاب مقدس كما صوروا له؟! ويقرأ مرة أخرى يف هذه الكتب رأي من‬
‫يقولون‪ :‬إن العبد خيلق أفعال نفسه‪ ،‬ويراتع من كلة "اخللق" هذه‪ ،‬ويفزع إىل حجة تقضي على‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫هذا الرأي‪ ،‬فال يرى إال من من يقول إال من يقول له‪ :‬إن هللا خالق‪ ،‬والعبد كاسب‪ .‬وحياول أن‬
‫يفهم هذا القول الذي يقرر‪ :‬أن هللا هو اخلالق لفعلك‪ ،‬وأنت الكاسب لفعلك‪ ،‬ويستحيل عليه‬
‫الفهم! وهكذا يظل يضرب يف تيه ال يعرف يف ظلمائه حملة من نور‪ ،‬وال يستنشى لليله نفحة من‬
‫صباح!‬
‫جناية املذهبية‪ :‬مث اي ويل شبابنا أيضا من املذاهب الفقهية املتصارعة! لقد وقع يف يد أحدهم‬
‫كتاب من الكتب اليت تعىن ببسط هذه املذاهب‪ ،‬فمضى يقرأ فيها عن الوضوء‪ ،‬وسامه الكتاب‬
‫التخبط يف مصطلحات مذهبية غُ ٍم ال يلمح هلا صفاء وجه‪ ،‬وال وضح جبني‪ .‬وظل يكابد الصرب‬
‫العنيف لعله يعرف من هذا الكتاب كيف يتوضأ‪ ،‬ولكنه رأى الصرب يتمرد عليه‪ ،‬فرمى ابلكتاب‬
‫سأم َمان ملوالً يتميز من الغيظ‪ ،‬وتلهبه احلسرة! إنه ضل بني شروط الصحة‪ ،‬والفروض والواجبات‬
‫والسنن واملستحبات‪ ،‬وغري ذلك مما زجمرت به أنواء الكتاب! فلجأ إىل كتاب آخر ألفه شيخ يدين‬
‫مبذهب آخر لعله يهديه! فماذا رأى؟ مل ير إال ما زاده جهالة مبا يريد أن يعرفه‪ .‬فلقد رأى هذا‬
‫الكتاب يقول عن أمر ما‪ :‬إنه سنة‪ ،‬على حني كان الكتاب األول يؤكد له أن هذا األمر فرض أو‬
‫واجب! فماذا يفعل؟ لقد هفا إىل شيخ كبري يسأله ويستهديه فبدهه الشيخ بسؤال حمري‪ :‬ما‬
‫مذهبك؟! وحار الشاب! إنه يعلم أنه مسلم‪ ،‬ولكنه ال يعلم على أي مذهب هو؟ وأخريا استطاع‬
‫أن يقول للشيخ‪ :‬أان مسلم اي أبتاه! فَـَزَّم الشيخ شفتيه ممتعضا مزدراي‪ ،‬مث قال‪ :‬اي ولدي أان على‬
‫مذهب فالن‪ ،‬وال جيوز يل أن أفىت إال به! ومضى الشاب حريان متثاقل اخلطو! وساقته قدماه إىل‬
‫مسجد ما‪ ،‬فدلف إليه‪ ،‬ونظر كيف يتوضأ الناس‪ ،‬وفعل كما فعل أحدهم‪ ،‬مث جلس يصغي إىل‬ ‫ٍ‬
‫خطبة اجلمعة‪ ،‬ومسع اخلطيب يتحدث عن زكاة الفطر‪ ،‬فكان مما مسعه‪ :‬إن عليك أن خترج مقدار‬
‫كذا إن كنت شافعيا‪ ،‬وكذا إن كنت حنفيا‪ ،‬وكذا إن كنت مالكيا‪ ،‬وكذا إن كنت حنبليا‪ ،‬وتساءل‬
‫الشاب‪ :‬أهؤالء أربعة رسل جاءوا أبربعة أداين‪ ،‬وهو يعلم أن دين هللا واحد هو اإلسالم‪ ،‬وأن‬
‫رسوله واحد هو حممد صلى هللا عليه وسلم؟! وعصف القلق واهلم برأسه‪ ،‬وراح يغمغم‪ :‬اي ترى‬
‫كيف خيرج الزكاة‪ ،‬وما له من مذهب؟‬
‫الص َالةِ فَا مغ ِسلُوا‬
‫ين آَ َمنُوا إِذَا قُ ممتُ مم إِ َىل َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫مث هداه هللا إىل كتابه‪ ،‬فتال قوله تعاىل‪َ :‬اي أَيـُّ َها الذ َ‬
‫ني َوإِ من ُكمنـتُ مم ُجنُـبًا فَاطَّ َّه ُروا‪‬‬ ‫ِ ِ‬
‫وس ُكم وأ مَر ُجلَ ُكم إِ َىل الم َك معبَ م ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫م‬ ‫وه ُك مم َوأَيمديَ ُك مم إ َىل الم َمَرافق َو مام َس ُحوا ب ُرءُ م َ‬
‫ُو ُج َ‬
‫[املائدة‪ .[6 :‬فذهب‪ ،‬وتوضأ كما أمره هللا‪ ،‬وغمر الفرح بنور اهلدى قلبه‪ ،‬وحدث شيخا كبريا مبا‬
‫فعل‪ ،‬وإذا ابلشيخ يتوعده بعقاب رهيب من هللا‪ ،‬ويقول له‪ :‬اي بين أنت تلحن يف القول‪ ،‬ولعلك‬
‫حلنت يف تالوة اآلية‪ ،‬فأصابتك لعنات هللا ومالئكته! مث إنك لست أهال لتدبر كتاب هللا‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫واستنباط األحكام منه‪ ،‬فمالك إال أن تقلد مذهبا معينا‪ ،‬وظل الشيخ يهدد‪ ،‬ويتوعد‪ ،‬فطوي‬
‫الشاب كتاب هللا‪ ،‬وانطلق يف احلياة يطويه التمرد على كل شيء يتصل أبمر دينه‪ .‬لقد قال له من‬
‫ظن أهنم شيوخه عن تلك الكتب‪ :‬إهنا كتب اإلسالم‪ ،‬وهو مل يعرف منها كيف يتوضأ‪ ،‬فهل‬
‫يعرف منها كيف يؤمن؟! أما القرآن فقد حرم الشيوخ عليه تدبره‪ ،‬فماذا يفعل؟!‬
‫أما وهللا لو أن هذا الشاب ‪ -‬ومثله كثري ‪ -‬فقه دين هللا من كتابه‪ ،‬وفقه كيف نفذ الرسول ـ ـ‬
‫صلى هللا عليه وسلم ـ ـ ـ أحكامه‪ ،‬وأقام أركانه ما أضلته ابتسامة هبائية عن احلق‪ ،‬بل وال أجساد‬
‫فجرت فيها خالعة الفتنة‪ ،‬وال كتب حشد الشيطان فيها كل مكره! ولكنه تراث ابن عريب وأمثاله‪.‬‬
‫إنه هو الذي حيمل أوزار كل هؤالء الضحااي‪ .‬إنه هو الذي حرض الريب والشكوك؛ لتفتك‬
‫بقلوهبم فاندفعوا ‪ -‬كما زعموا ‪ -‬يتلمسون احلقيقة واحلق يف شيء آخر‪ ،‬فتلقفتهم شيوعية أو هبائية‬
‫أو وجودية‪ ،‬وما َمث إال صوفية ترتاءى أبقنعة شىت‪ .‬لقد حالت بني بين إسرائيل‪ ،‬وبني تدبر التوراة‬
‫املنـزلة‪ ،‬وصرفتهم إىل ما حرف منها‪ ،‬وإىل التلمود‪ .‬وحالت بني قوم املسيح وبني اإلميان ابإلجنيل‬
‫الصحيح‪ ،‬وكذلك جنت على هذه األمة‪ ،‬فصرفت الكثري منها عن القرآن إىل مفرتايت وشهوات‬
‫مسيت كتبا‪ ،‬فصرف هللا عنهم نوره وهداه‪ .‬وعونه ورضاه‪.‬‬
‫إن يف معتقدات كثري ممن ينتسبون إىل اإلسالم مرياث قرون عاثت الصوفية فيها بضالالهتا‪،‬‬
‫مريااث يتعصب له مقرتفوه تعصبا مل ترتدد حىت اجلاهلية يف مثله‪ ،‬تعصبًا يدفعهم ‪ -‬يف غل موتور ‪-‬‬
‫إىل معارضة احلق اجللي من القرآن بذلك الباطل امللعون‪ .‬ولطاملا حبت أصواتنا حتذر من مهالك‬
‫هذا الرتاث‪ ،‬فكنا ال نلقي ممن يقتاتون من ُس محته سوى الصياح حىت ال يصل إىل األمساع دعاء‬
‫اهلدى‪ ،‬غري أان يف عهد يعمل لتصحيح معاين القيم حىت ال يشتبه حق بباطل‪ ،‬وال هدى بضالل‬
‫وال خري بشر‪.‬‬
‫إن التوحيد حق‪ ،‬ومما يوجبه علينا أن نؤمن أبن هللا ليس كمثله شيء‪ .‬فجاءت صوفية ابن عريب‬
‫ـ ـ مثال ـ ـ وأعطت التوحيد مفهوم "وحدة الوجود" مث قالت‪ :‬نعم‪ .‬إن هللا ليس كمثله شيء‪ ،‬ألنه هو‬
‫عني كل شيء‪ ،‬وما مث غريه من شيء‪ ،‬فالكافر عني املؤمن‪ ،‬واملشرك عني املوحد‪ ،‬وإبليس عني‬
‫جربيل وفرعون عني موسى‪ ،‬وأبو جهل هو عني أيب بكر‪ ،‬واخللق عني اخلالق‪ .‬فكل هو احلقيقة‬
‫اإلهلية اخلالقة املخلوقة‪.‬‬
‫هذا ما تدين به صوفية ابن عريب‪ ،‬وعنها أخذت البهائية‪.‬‬
‫***‬
‫غايتنا من هذا الكتاب‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ابسم هللا ألفنا هذا الكتاب؛ لنكشف السرت عن حقيقة هؤالء الذين علمهم االستعمار‬
‫والصهيونية كيف خيونون ابسم الدين‪ ،‬ويقرتفون اخلطااي ابسم الدين‪ ،‬ويلونون الكفر األصم اجلحود‬
‫احلقود بوشائع من صور اإلميان اجلميل‪ .‬ألفته ابسم هللا ذايدا عن اإلسالم‪ ،‬عن احلق‪ ،‬عن قيم‬
‫الفكر السامية‪ ،‬ومقدسات األخالق‪ ،‬ذايدا عن اإلسالم‪ ،‬عن شرف كل إنسان حر وكرامته‬
‫وحريته؛ فالبهائية تبذل كل جهدها يف سبيل أن تكون للصهيونية السيطرة الباغية على الشرق كله‪،‬‬
‫مث على العامل أمجع؛ ألهنا تؤمن أن من معجزات معبودها "مريزا حسني علي" ظفر الصهيونية هبذا‬
‫احللم الدموي الرهيب‪ ،‬وستأتيك األدلة جلية واحلجج دامغة‪ ،‬ومنها اعرتافات "مريزا حسني علي"‬
‫وابنه "عباس"‪ ،‬واالعرتاف كما يقال‪ :‬سيد األدلة! إننا لن أنذن خلائن أن يكون يف مجاعتنا؛ ليدمر‬
‫ما نشيد من أجماد‪ ،‬وما نرسي من قواعد إلقامة حضارة إسالمية تنشر بني الناس مجيعا عقيدهتا‬
‫وعدالتها ورْحتها وبرها احلفي بكل إنسان ال يتعمد إهانة احلق‪ ،‬وال يقف عقبة يف سبيله‪.‬‬
‫ولعلي هبذا الكتاب أسهم يف إنقاذ شبابنا وأسراتنا من ذلك الفساد العقدي واخللقي الذي‬
‫ينتشر ابسم صوفية مرة‪ ،‬وهبائية مرة‪ ،‬ووجودية أو شيوعية مرة أخرى‪.‬‬
‫بذلت اجلهد كله لإلنصاف‪ :‬ولقد بذلت كل ما جيب أن يبدل يف سبيل إنصاف احلقيقة‪،‬‬
‫فعكفت على كتب البهائية اليت يقدسوهنا أطالعها مطالعة من ينشد احلقيقة ال مطالعة من حيب‬
‫تصيد السوءات‪ ،‬وقضيت يف هذا زمنا طويال أدافع احلقيقة اليت بدهتين عند أول نظرة يف كتبهم‪،‬‬
‫ولكين مل أجد بدا من االستسالم إليها مطمئنا‪ .‬وكنت قد طالعت كتب الباطنية‪ ،‬وتراث صوفية‬
‫ابن عريب أو صهيونيته‪ ،‬فلم أر ما يفصل بني البهائية وبني الباطنية أو الصوفية‪ ،‬أو الصهيونية‬
‫سوى املغايرة يف االسم‪ .‬وجدت اهلدف واحدا‪ ،‬والسبيل الذي سلك لبلوغه واحدا‪ .‬ذلك اهلدف‬
‫هو القضاء على اإلسالم! وجدت البهاء صورة حقرية من عبدهللا بن سبأ‪ ،‬من عبدهللا بن ميمون‬
‫القداح‪ ،‬من املقنع اخلراساين‪ ،‬من احلسن الصباح‪ ،‬من الشلمغاين‪ ،‬من ابن عريب‪ ،‬من عبدالكرمي‬
‫اجليلي‪ .‬نفس الصورة‪ ،‬ونفس احللم الدينء الذي قضت الصهيونية أحقااب طواال حتلم به‪ ،‬وهو أن‬
‫صورت أدلة‪ ،‬نفس التأويل األْحق الفاسد لبعض آايت‬ ‫تبغي وتبطش وتسيطر! نفس األوهام اليت ِ‬
‫القرآن‪ ،‬وافرتاء األحاديث على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ابتغاء أتييد ضاللتهم‪.‬‬
‫غري أن "مريزا حسني علي" أهون على اجلهد من أن يبذل كله‪ ،‬أو حىت بعضه يف سبيل كشف‬
‫عواره وسوء ضاللته‪ ،‬فما هو إال سارق فتات عفن من بقااي سادته أولئك‪ ،‬ولكنه رغم هذا يتوقح‬
‫يف جرأة ساطية‪ ،‬فيزعم أن الكفر احلقري الذي سرقه ما هو إال وحي من السماء! وإذا كنا قد آمنا‬
‫هبذا عن بصرية‪ ،‬فإنين أبيت إال أن أغلو يف بذل اجلهد يف سبيل جتلية احلقيقة‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫مع وكيل احملفل البهائي‪ :‬وكان مما بذلته أين سعيت حىت التقيت بوكيل احملفل البهائي يف‬
‫القاهرة‪ ،‬وأشهد أن الرجل ـ ـ وقد مات ـ ـ قد رحب يب الرتحيب الذي قد ينفثئ به الغضب‪ ،‬أو‬
‫يذهل الفكر عما هم للمناقشة فيه‪ ،‬وقلت للرجل‪":‬ما جئت إال ألعرف وأتبني‪ ،‬فحسب‪ ،‬فال‬
‫حتاول أن ختفي عين شيئا‪ .‬إنين سأكتب عنكم‪ ،‬وسيكون اإلنصاف رائدي‪ .‬فما دين البهائية؟"‬
‫فابتسم الرجل‪ ،‬ويف ابتسامته هم إبشفاق وسخرية‪ ،‬مث قال‪":‬تسألين عن ديين‪ ،‬وهو دينك اي أستاذ؟‬
‫كالان يدين ابإلسالم" ولذت بكل ما أملك من صرب‪ ،‬وتركته حيتال‪ ،‬وأيفك حتت عيين ومسعي‬
‫وفكري الزور‪ .‬فلقد كنت على بينة ـ ـ مما قرأته يف كتب البهائية ـ ـ من أهنا تزور املعاين املتناقضة‬
‫املتباينة للكلمة الواحدة هراب من احلق‪ ،‬وهي يف هذا متبعة ال مبتدعة‪ ،‬وأخذت أحتال عليه؛ ليقر‬
‫بلسانه‪ ،‬وسألته عن صفات هللا وأمسائه‪ ،‬فأجاب مبا أكد يل ما وعيته من قبل عنهم‪.‬‬
‫وكان مما سألته‪":‬أتؤمنون ابلقيامة كما أخرب عنها القرآن؟" فصاح الرجل يف وجهي صيحة‬
‫"اجملذوب"‪ ،‬فلم أفزع من هذه الصيحة اليت كنت أترقب صخبها‪ ،‬وأن يقرتفها الرجل؛ ليمنعين عن‬
‫التمادي يف السؤال عن القيامة‪ ،‬وبعد قليل بدأ جييب مرتعد الغضب والكلمات "ما هذا اي أستاذ؟‬
‫عيب وهللا عيب! كيف تقرتف هذا السؤال‪ ،‬وحنن أصدق الناس إمياان ابلقرآن وأعظمهم فقها‬
‫آلايته؟!" فقلت‪ :‬آسف اي أستاذ‪ ،‬فَ مأل َُوِجهه إليك بطريقة أخرى‪":‬هل تؤمنون ابلقيامة كما يؤمن هبا‬
‫مستدرجا له‪":‬عوامهم" فقال‪":‬أتعين بعث‬‫ً‬ ‫علماء املسلمني؟" فقال‪":‬عوامهم أم خواصهم؟" فقلت‬
‫األجساد من قبورها‪ :‬مث حشر الناس أبجسادهم وأرواحهم بعد ذلك؟" قلت "أعين ما ذكرت"‬
‫فقهقه الرجل يف أتنيب وازدراء‪ .‬أتنيب؛ ألين أسأل عن ضاللة وازدراء ابلعقول اليت تطامنت هلذا‬
‫احلق الذي تصفه البهائية أبنه أسطورة جهالة‪ ،‬مث قال‪":‬أما هذه‪ ،‬فال‪ ،‬ال! فليس هذا معىن القيامة‬
‫وأؤكد أن آايت القيامة مل تفهمها مجيع عقول العلماء واحلكماء السابقني مجيعاً‪ ،‬وأقسم لك أين ما‬
‫وعيتها‪ ،‬وال وعيت معاين القرآن إال بعد أن صرت مسلماً هبائياً!" مث مضى وكيل احملفل البهائي‬
‫سورا من القرآن تفسريا زعم يل أنه جديد‪ ،‬وأشهد أنه مبثوث يف كتب الصوفية‪ ،‬وخرجت‬ ‫يفسر يل ً‬
‫من عند وكيل احملفل‪ ،‬وأان مقتنع أبين كنت عند صهيوين أو صويف كبري‪.‬‬
‫***‬
‫مصادري ومنهجي‬
‫إن مصادري هي كتب البهائيني املقدسة‪ ،‬وال سيما معبودهم األول املريزا "حسن علي" امللقب‬
‫ابلبهاء مثل "اإليقان واألقدس واإلشراقات" غريها‪ ،‬وكتب معبودهم اآلخر "السري عباس" ابن املريزا‬
‫حسني امللقب بعبدالبهاء مثل "مكاتيب" وغريه‪ .‬وكتب أكرب داعية هبائي وهو "أبو الفضائل‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اجلرفادقاين" وقد لقبته ابيب الرذائل‪ .‬أما اترخيهم‪ ،‬فأخذته عن مؤرخهم الكبري صاحب "الكواكب‬
‫الدرية"‪ .‬أما املصادر األخرى‪ ،‬فلم نستعن هبا إال يف أتييد ما وصلت إليه من نتائج تنـزو من‬
‫كتبهم‪.‬‬
‫ولكي يرتبط أول الكتاب آبخره‪ ،‬ويتضح املوضوع كتبت عن املؤامرة السبئية اليت قام هبا عبدهللا‬
‫بن سبأ‪ ،‬وتتبعت إبجياز ما جنم من فرق عن السبئية حىت البهائية‪ .‬كما ذكرت بعض ما دانت به‬
‫هذه الفرق‪ ،‬ليبدو لنا يف جالء أن البهائية ما هي إال نفثات من ضاللة كل فرقة‪.‬‬
‫صراحة‪:‬‬
‫قد يقال‪ :‬إنين أغلظ على البهائية وأعنف‪ ،‬ولكين أقول‪ :‬إنين أمسي األشياء أبمسائها‪ ،‬وأعرب عن‬
‫املعىن ابلكلمة الدقيقة اليت تدل عليه‪ .‬فهل علينا من معتبة إذا قلنا عن الباطل‪ :‬إنه ابطل؟ أو اي‬
‫ترى يراد مين أن أدهن يف القول‪ ،‬وأداجي فيما أكتب عن خطر يلم بديين وعروبيت ووطين‪ ،‬فأقول‬
‫عن الشر‪ :‬إنه ابتسامة اخلري‪ ،‬وعن غيهب الليل املركوم‪ :‬إنه وضاءة الصبح اجلميل‪ ،‬أو أقول كما‬
‫اعتاد املخادعون‪ :‬إنه ليل‪ ،‬ومن الليل ما هو مجيل؟! كال‪ ،‬فمثل هذه املداهنات نفاق يغتال‬
‫العقل‪ .‬نفاق جيتاح العقيدة‪ .‬نفاق جيرد الدعوة من كل سالح وقوة وهي أيضا ازدراء‪ ،‬واستخفاف‬
‫ابلعقول وابلقيم‪ ،‬وعدوان منكر على احلق‪ ،‬والتواء ابلبحث عن منهج الصدق والصواب‬
‫واإلستقامة‪ ،‬وجبانة قد يرتضيها من مرنوا عليها‪ ،‬أو اعتادوا أن يقولوا القول‪ ،‬وهم يتخيلون أن يداً‬
‫ستمتد إليهم خفية بشيء ما! ولكن هذه اجلبانة ال يرتضيها احلق الذي يوجب هللا علينا أن‬
‫نتعصب له عن بصرية وأن جنرد نفوسنا من الرغبة يف رضا الناس الذين يودون طمس معامل احلق‪.‬‬
‫مث‪ :‬إن البهائية ال حترتم حقا‪ ،‬وال حقيقة واحدة‪ ،‬فيكف نُ مدعى إىل احرتام شيء مما تدجل به‬
‫البهائية وهي ال حترتم الدين‪ ،‬وال اخللق وال العقل‪ ،‬وال اللغة‪ ،‬وال اإلنسان؛ ألهنا ال متجد هللا‬
‫سبحانه؛ وألهنا تعيش على أتريث األحقاد ضد كل حق وخري وحب وسالم واستقامة‪.‬‬
‫ضراعة‪:‬‬
‫وإىل هللا أضرع أن يهب لنا النصر يف هذه املعركة احلامسة؛ لنرى سالم اإلسالم‪ ،‬وقد فاض على‬
‫العامل كله بروحه ورحيانه إنه سبحانه هو السميع اجمليب؟‬

‫‪ 3‬من مجادى األوىل سنة ‪1379‬هـ‬ ‫القاهرة ‪ -‬حدائق حلوان‪:‬‬


‫‪ 4‬من نوفمرب سنة ‪1959‬م‬
‫عبدالرمحن الوكيل‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الرئيس العام جلماعة أنصار السنة احملمدية‬


‫* * *‬
‫حل احملافل البهائية‬
‫بعد كتابة هذه املقدمة صدر عن رايسة اجلمهورية هذا القرار العظيم الذي قضى على هذه‬
‫الطائفة الصهيونية‪ ،‬وإليكم بعض ما نص عليه قرار رئيس اجلمهورية العربية املتحدة ابلقانون رقم‬
‫‪ 263‬لسنة ‪ 1960‬يف شأن حل احملافل البهائية‪:‬‬
‫مادة ‪":1‬حتل مجيع احملافل البهائية ومراكزها املوجودة إبقليمي اجلمهورية ويوقف نشاطها‪ ،‬وحيظر‬
‫على األفراد واملؤسسات واهليئات القيام أبي نشاط مما كانت تباشره هذه احملافل واملراكز"‪.‬‬
‫وقد جاء يف املادة الرابعة‪":‬كل خمالفة ألحكام هذا القانون يعاقب مرتكبها ابحلبس مدة ال تقل‬
‫عن ستة أشهر‪ ،‬وبغرامة ال تتجاوز مائة جنية أو إبحدى هاتني العقوبتني" وقد صدر برايسة‬
‫اجلمهورية يف ‪ 25‬من حمرم سنة ‪ 19 ،1380‬يولية سنة ‪ 1960‬ونشر ابجلريدة الرمسية يف ‪19‬‬
‫يولية سنة ‪ 1960‬العدد ‪.161‬‬
‫ِمن السبئية إىل البابية‬
‫اجملتمع اإلسالمي يف عهده األول‪:‬‬
‫التوحيد اخلالص‪ ،‬واإلميان الصادق واإلخاء النبيل‪ ،‬والتجاوب الروحي الذي يستشعر حىت األنة‬
‫احلريى يف أعماق الليل‪ ،‬والعدالة املطلقة اليت يؤاخيها اإلحسان والسماحة والرْحة‪ ،‬واجلهاد‬
‫الصادق يف سبيل دعم هذه القيم املقدسة‪ ،‬والفدائية اليت تستلهم دائما شرف التضحية وروعتها‪.‬‬
‫تلك كانت من خصائص اجلماعة اإلسالمية يف عهدها األول‪ .‬تلك اجلماعة اليت وحد اإلسالم‬
‫وسالما وحمبة‪ ،‬أمة تذكر‬
‫ً‬ ‫غاايهتا الساميات‪ ،‬وجعل منها أمة واحدة تسعى يف الوجود هدى‪ ،‬ورْحة‬
‫كل إنسان إبنسانيته‪ ،‬وتكشف له عما فيها من خري وصفاء ومسو وإشراق‪ ،‬وتعمل معه؛ لرتتبط‬
‫هذه اإلنسانية بتقوى هللا وحده‪ ،‬فإذا هي حمبة ونور وقوة تؤيد احلق‪ ،‬وتلهم احلياة حب الكفاح‬
‫الدائب يف سبيل إقامتها على أسس سليمة قوية هدى إليها اإلسالم وحده‪ ،‬فال شرك وال أثرة‪ ،‬وال‬
‫حقد‪ ،‬وال بغضاء‪ ،‬وال عدوان‪ ،‬وال تواكل‪ ،‬وال جبانة؛ ألن هذا الدين احلق الكامل يطهر نفس من‬
‫يدين به من كل ما يشوب نقاءها األصيل‪ ،‬ومن كل ما يعدو به الشيطان؛ ليطمس معامل فطرهتا‬
‫الصافية‪ .‬دين يطلق الفكر من إسار التقليد وواثق األوهام وأصفاد األساطري اليت حتول بينه وبني‬
‫معرفة احلق والوصول إىل اليقني‪ ،‬وخيلص به جنياً إىل حيث يفرض احلق عليه سلطانه‪ ،‬ويكشف له‬
‫عن سرائره وجالله‪ .‬دين يشيع يف القلوب طمأنينة اخللود ويقني األبد‪ ،‬فال تعرف حرية الشكوك‪،‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وال ضاللة الظنون‪ ،‬وال كراهية إال ملا يكره هللا‪ .‬دين حيكم النفس رضية بشرعة هللا‪ ،‬فال تستنـزهلا‬
‫شهوة‪ ،‬وال جيمح هبا هوى‪ ،‬وال تطرف عينها لفتنة انعسة‪ ،‬وال يظمى إحساسها رغبة هاجسه‪ ،‬وال‬
‫تثنيها عن غاايهتا السماوية قسوة الكفاح‪ ،‬وال صم العقبات‪ ،‬وال أتخذ هبا رعدة من قلق‪ ،‬أو زلزلة‬
‫من خوف؛ ألهنا تعمل وهي تكاد تبصر وضاءة العاقبة وفجر املصري الوضيء‪ ،‬فاملصري وعد من‬
‫أبدا وعده‪.‬‬
‫هللا وهو بيده ‪ -‬سبحانه ‪ -‬وحده‪ ،‬وهللا قدير‪ ،‬وال خيلف ً‬
‫تعمل يف شعور اتم كامل أبهنا هلل وحده‪ ،‬فال يستعبدها ذل لبشر‪ ،‬وال خنوع لوثن‪ .‬تعمل يف‬
‫دأب ال خيفق به نعاس اخلمول‪ ،‬ويف تعال كرمي عن الفردية الصماء؛ فما يف ذهن املسلم ‪ -‬وهو‬
‫يعمل ‪ -‬صورة فرديته‪ ،‬وإَّنا يف ذهنه صورة فرد ال ميكن أن ينفصل عن اجلماعة‪ ،‬أو تنفصل‬
‫سعادته عن سعادهتا‪ .‬وهبذا الشعور حييا كل مسلم ويكافح‪ ،‬وتتجاوب معه اجلماعة يف هذا الشعور‬
‫والكفاح‪ ،‬فتبنيه كما يبنيها‪ ،‬وتسعى إليه حبقه‪ ،‬كما يسعى هو إليها بواجبه‪ ،‬فكالمها يقدس احلق‬
‫والواجب‪ .‬فإن وهنت قواه عن العمل‪ ،‬وجد القوى اليت جتعل من ضعفه قوة مضاعفة‪ ،‬وإن عجز‬
‫عن الوصول إىل الغاية‪ ،‬وجد القدرات اليت حتيل عجزه قدرة غالبة‪ ،‬دون أن حيس يف هذا العون‬
‫حرجا‪ ،‬أو يستشعر ما ميس كرمي حيائه‪ ،‬ألن اجلماعة فيما تعنيه به إَّنا تؤدي إليه حقه‪ ،‬وترد إليه‬
‫أوالده ابألبوة الرحيمة اليت حتمل عنهم ال َك َّل‪ ،‬وتقضى الدين‪ ،‬وتصل ما‬ ‫دينه‪ ،‬وإذا قضى حنبَه نَعم ُ‬
‫ظنوا أنه انقطع من األسباب دون أن حيسوا أَاثرة من ذلة؛ ألن ما تؤديه إليهم اجلماعة إَّنا هو مما‬
‫ادخره هلم أبوهم ملثل هذا اليوم‪ .‬لقد كان يعمل من قبل ألبناء غريه مثل ما تعمل اجلماعة اليوم‬
‫لبنيه‪.‬‬
‫فلم ال تقطع يف هذه األمة يد السارق؟ إنه ال يسرق مال فرد‪ ،‬وإَّنا يسرق مال مجاعة متآخية‬
‫متكافلة‪ .‬يسرق ذخر اليتامى وتراث األرامل‪ ،‬يسرق قوام احلياة للجماعة كلها‪ .‬ومل ال جيلد اخلاطئ‬
‫الذي يدنس شرف هذه اجلماعة ويرميها ابلشك القاتل يف شرف أنساهبا وكرمها؟ ومل ال نـُ َقطَّع‬
‫أيدي العصاابت اجملرمة وأرجلهم من خالف‪ ،‬وهم يبغون على سالم اجلماعة الوريف‪ ،‬وأمنها الذي‬
‫يغمر العشااي واألبكار‪ ،‬وعلى احلقوق املؤَّداة يف مساحة وأرحيية؟!‬
‫أال إن يف عدل هللا حياة اجلماعة ونظامها واستقامتها‪ .‬فما فيه شائبة من قسوة كما يزعم‬
‫املفرتون املاجنون‪ ،‬وإَّنا فيه الرْحة اليت أتسو كل جرح‪ ،‬وتسد كل ثلمه‪ ،‬وتفرض برت كل عضو‬
‫فاسد لو أنه بقى الستشرى داؤه الوبيل يف اجلماعة كلها‪ ،‬فضرهبا ابلوهن‪ ،‬وقضى عليها!‬
‫ما حدث من خالف‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فإذا َه َّم بوحدة اجلماعة خالف قضت عليه ابلرضا مبا حيكم به كتاب هللا‪ .‬هكذا عاشت‬
‫اجلماعة يف عهد الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ويف عهد أيب بكر وعمر وأول عهد عثمان‪ ،‬فما‬
‫نشبت بينهم خالفات تؤدي إىل قطيعة رحم وتدبري كيد‪ ،‬أو وثوب حباكم(‪)1‬؛ إذ كان هوى كل‬
‫مسلم تبعا ملا جاء به رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ .‬وقد بلغ جناح هذه اجلماعة قمة اخللود‪ ،‬وما‬
‫سجل التاريخ لغري هذه اجلماعة ما سجله هلا من آتخ كرمي ويف َو ُدود حيرص كل فرد عليه حرصه‬
‫على نفسه‪ ،‬فإذا مسه طائف من الشيطان تذكر‪ ،‬فأبصر‪ ،‬فأسرع يعرتف بذنبه؛ ليقام عليه احلد‪،‬‬
‫فيتطهر‪ ،‬وجيد من نفسه أهال ملشاركة هذه اجلماعة سعيها وكفاحها بعد أن اتب وتطهر‪ .‬ترى ما‬
‫الذي دفعه إىل االعرتاف‪ ،‬وما رآه إنسان؟ أهنا خشية هللا وحده!!‪ .‬وهل يف احلياة اليت حيكمها‬
‫الضمري املؤمن مثل أرفع وأشرف من هذا؟‬
‫وهفا الناس حيتشدون حتت لواء هذه اجلماعة نشدان هلذا السالم الوريف اجلميل الذي يغمر‬
‫النفس واحلياة من هذه العقيدة النقية الصافية‪ ،‬ومما شرع هللا ‪ -‬لتثبيتها يف القلوب ‪ -‬من شرعة‬
‫حمكمة تظل عرب القرون حىت تقوم الساعة‪ ،‬وهي وحدها مصدر احلق واخلري والعدالة واألخوة‬
‫والسالم والسعادة! ولست ابحلامل وال ابملتعصب فيما كتبت‪ ،‬فإَّنا هي حقيقة أقصها‪ ،‬وقد جمَّد‬
‫شرف الصدق من التاريخ‪.‬‬
‫جال َهلا ُ‬
‫أحقاد تتآمر‪ :‬بيد أن هذا النجاح املخلد ذكره أاثر على اإلسالم أحقاد الذين يكرهون أن‬
‫ينتصر احلق‪ ،‬ويسود اخلري‪ ،‬ويهدي النور احليارى يف الظالم‪ .‬أولئك الذين حيبون أن يعيش الناس‬
‫عبيد ضالالت وأسارى أوهام؛ لتظل هلم السيطرة الباغية على نفوسهم‪ ،‬فيسخروهم ألهوائهم‬
‫وشهواهتم‪ .‬كما تلظت على اإلسالم واملسلمني أضغان الصهيونية؛ ألنه قضى على ماديتها اليت‬

‫(‪ ) 1‬حيدثنا الشهرستاين عن اخلالفات اليت وقعت بني الصحابة يف مرض النيب وبعد وفاته فيقول‪ :‬إهنا اختالفات اجتهادية كان‬
‫غرضهم فيها إقامة مراسم الشرع وإدامة مناهج الدين‪ .‬مث يعدد هذه اخلالفات‪ ،‬وهي ابختصار‪ )1(:‬اخلالف حول الكتاب الذي‬
‫طلب رسول هللا أن يكتبه يف حال مرضه (‪ )2‬اخلالف حول جتهيز جيش أسامة (‪ )3‬اخلالف حول موته‪ ،‬فقد دفع اجلزع عمر‬
‫إىل تكذيب نبأ موته‪ ،‬حىت مسع من أيب بكر‪ ،‬فتطامن حزينا موجعا (‪ )4‬اخلالف حول مكان دفنه (‪ )5‬اخلالف حول من خيلف‬
‫الرسول (‪ )6‬اخلالف حول فدك (‪ )7‬اخلالف حول قتال مانعي الزكاة يف أول خالفة أيب بكر (‪ )8‬اخلالف حول عهد أيب بكر‬
‫إىل عمر ابخلالفة (‪ ) 9‬اخلالف حول أمر الشورى بعد وفاة عمر‪ ،‬إىل أن استقر رأي اجلميع على بيعة عثمان (‪ )10‬اخلالف‬
‫الذي نشب بعد عقد البيعة لعلي من بعض الصحابة‪.‬‬
‫ويقول الشهرستاين عقب هذا عن الصحابة‪(:‬وإَّنا أ هم أمورهم االشتغال بقتال الروم وغزو العجم‪ ،‬وفتح هللا الفتوح على‬
‫املسلمني‪ ،‬وكانوا كلهم يصدرون عن رأي عمر‪ ،‬وانتشرت الدعوة‪ ،‬وظهرت الكلمة ودانت العرب‪ ،‬والنت العجم) ويقول عن‬
‫عهد عثمان‪(:‬وانتظم امللك‪ ،‬استقرت الدعوة يف زمانه‪ ،‬وكثرت الفتوح‪ ،‬وامتأل بيت املال‪ ،‬وعاشر اخللق على أحسن خلق‬
‫وعاملهم أببسط يد) جـ‪ 1‬ص‪ 13‬وما بعدها امللل والنحل‪ .‬ط مكتبة احلسني التجارية‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫تنشب خمالبها املسممات يف كل روحانية‪ ،‬وعلى جمانتها اليت تتاجر يف األعراض‪ ،‬وسلع األجساد‬
‫يف ردغات اخلطااي؛ وهلذا هبت مذعورة جتمع حول أهدافها كل ذي ضغن من أولئك الذين أنقذ‬
‫اإلسالم اإلنسانية املعذبة من سياطهم الباغية‪ ،‬وجعل من أصحاب هذه اإلنسانية ‪ -‬وكانوا عبيداً‬
‫‪ -‬أحرارا هتتف أجماد التاريخ ببطوالهتم املعطرة ابلنبل والعزة والكرامة(‪ ،)1‬وتقدمهم ُم ًثال عليا لبطولة‬
‫اإلميان وشجاعة العقيدة وقوهتا‪ ،‬وجالل التضحية امللهمة يف سبيل هللا‪ .‬حشدت الصهيونية البغاة‬
‫من أولئك الذين أهلوا النار‪ ،‬واختذوا من الكواكب والشياطني واإلنسان أراباب معبودة يسخرون‬
‫ابمسها لشهواهتم أقوات الشعوب وتوارخيها‪ .‬حشدت أولئك الذين أدال اإلسالم من سطاهم‬
‫وطغواهم‪ ،‬مث قذفت منهم بعصابة سوداء حتالفت لقتل عمر بقيادة الصهيوين "كعب األحبار"(‪،)2‬‬
‫فقتل عمر‪ .‬وقد ظن هؤالء أهنم بقضائهم على هذا البطل العظيم‪ ،‬يقضون على اإلسالم ودولته‪،‬‬
‫ولكن الصهيونية مل تسعد هبذا السراب‪ ،‬وإن كانت قد قضت عل أمل كبري وقوة عظيمة ظافرة‪،‬‬
‫وعدل سجل التاريخ بيد العدو جالله ومسوه‪ .‬مث انشق الغيب اجملهول عن الفهد املاكر اخلاتل‬
‫عبدهللا بن سبأ(‪ .)3‬وقد ظهر امللعون يف عهد عثمان يف صورة زاهد ورع يفيض حبًا لإلسالم‪،‬‬
‫ويبشر بسماحة مبادئه‪ ،‬ويصطنع الغرية على شريعته من أن ينال منها حاكم وأخذ يقعد لفرائسه‬
‫كل مرصد‪ ،‬ومن ورائه عصابة مقنعة ابحلذر والدهاء حترس خطاه‪ ،‬وحتمي ظهره‪ ،‬وتبشر مبفرتايته‬
‫السود‪ ،‬وتعينه يف اإلجهاز على ضحاايه‪ .‬لقد تلمس املاكر السبيل إىل عاطفتني يضطرب هبما‬
‫القلب إذا اضطربتا فيه؟ عاطفيت احلب والكراهية‪ ،‬فوجد يف القلوب حبا مشبواب آلل البيت‪ ،‬وهوى‬
‫حينو على علي‪ ،‬ويرمض بعضها األسى حلرمانه من اخلالفة(‪ ،)4‬فهفا يؤجج أوار عاطفة احلب هذه‪،‬‬

‫(‪ ) 1‬أمثال بالل وعمار بن ايسر وصهيب الرومي وسلمان الفارسي‪ ،‬وحسبك ما قاله عمر‪ ،‬وهو يفكر يف اخلالفة من‬
‫بعده‪(:‬لو كان سامل موىل أيب حذيفة حيا استخلفته‪ ،‬وقلت لريب إن سألين‪ :‬مسعت نبيك يقول‪ :‬إن ساملا شديد احلب هلل) ص‪34‬‬
‫جـ‪ 3‬ابن األثري‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬كان املؤمترون هم (كعب األحبار) وهو يهودي واهلرمزان وهو جموسي وجفينة وهو صلييب من نصارى احلرية‪ .‬وأبو لؤلؤة‬
‫اجملوسي‪ ،‬وهو الذي نفذ املؤامرة‪ .‬وهكذا اشرتك يف قتل عمر كل خصوم اإلسالم‪.‬‬
‫(‪ )3‬يهودي من صنعاء نـزل أول ما نـزل ابحلجاز مدعيًا اإلسالم‪ ،‬مث راح ينساب كالصل يف األمصار اإلسالمية‪ ،‬وقد رغب إىل‬
‫كبريا‪ ،‬لعله يستطيع به السيطرة على اخلليفة نفسه‪ ،‬فرفض اخلليفة‪ ،‬وقد كان وراء كل فتنة‬
‫عثمان رضي هللا عنه يف أن يوليه منصبًا ً‬
‫يف عهد عثمان مث يف عهد علي‪ ،‬وقد ظفر علي ابلسبئيني فحرقهم‪ .‬أما ابن سبأ نفسه‪ ،‬فنفاه علي إىل املدائن‪.‬‬
‫(‪ ) 4‬كان علي وقت بيعة أيب بكر مشغوال إبعداد ما يلزم لدفن الرسول‪ ،‬وحينما مسع ببيعة أيب بكر خرج عجالن يف قميص ما‬
‫عليه إزار وال رداء حىت ابيعه‪ .‬وقيل مل يبايع إال بعد موت فاطمة ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬انظر ص‪ 220‬جـ‪ 2‬ابن األثري‪ ،‬ويروي‬
‫عنه قول‪(:‬وهللا ما كان قعودي يف كسر هذا البيت قصدا للخالف‪ ،‬وال إنكارا للمعروف‪ ،‬وال زراية على مسلم‪ ،‬بل ملا وقدين ‪-‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫حىت استزهلا إىل الغلو النـزاع إىل أتليه احملبوب‪ ،‬وإىل العمل يف سبيل القضاء حىت على من تتخيل‬
‫أنه يعاديه‪ ،‬أو يظلمه! كما ملس يف نفوس بعض املوايل ومن على شاكلتهم ‪ -‬كراهية مقيتة للعرب‪،‬‬
‫ويف نفوس قلة من العرب كراهية لبين أمية فظل هبذه الكراهية يهيجها حىت صممت على أن‬
‫تعمل؛ لتدمر العرب وبين أمية‪ِ ،‬‬
‫فرتوه عن الغليل املسعور يف أعماقها‪.‬‬
‫مفهوم كلمة الشيعة‬
‫وقد جتمع كثري من هؤالء حتت اسم خادع خالب ساحر الوشى‪ ،‬اسم "الشيعة" أي أنصار علي‬
‫وقد مكروا هبذا االسم ومفهومه الذي ذكران يف هذه اآلونة‪ ،‬فلم يسفروا عن غايته وأهدافه اليت‬
‫ظهرت فيما بعد‪ ،‬فال عجب ‪ -‬إذن ‪ -‬من أن ينضوي كثريون حتت هذا االسم دون أن جيدوا يف‬
‫هذا االنضواء الذي يعرب عن احلب ‪ -‬فحسب ‪ -‬ما ينال من املكانة العظيمة اليت يف قلوهبم أليب‬
‫بكر وعمر وعثمان‪.‬‬
‫كيد ابن سبأ‪:‬‬
‫وسلك ابن سبأ سبيال آخر‪ ،‬وهو العمل يف سبيل أن يفقد املسلون الثقة يف حكامهم‪َّ ،‬‬
‫فجد‬
‫يدمغ ابلبهتان األسود والة املسلمني الذين يشعر أهنم خطر ابلغ عليه(‪ )1‬والذين هلم من فتوهتم‬
‫وشباهبم وبطوالهتم ما جيعلهم مثال عليا يف نظر شبيبة اإلسالم‪ ،‬وما جيعل مستقبل الدولة رفافا‬
‫عليهم‪ ،‬وكان يعد ملا يبهت به هؤالء شهود زور ممن هلم وجوهٌ ترتاءى بسيماء السجود‪ ،‬وذمم‬
‫يشريها كأس من اخلمر‪ ،‬أو وعد به‪ ،‬وممن يسلكون الدروب املظلمات من النفاق‪ ،‬فال تبصر هبم‬
‫عيون العدالة‪ .‬اجرتح ابن سبأ هذا‪ ،‬وهو يفرتي ْحاس الداعني إىل تطهري اجملتمع اإلسالمي من‬
‫الفساد واملفسدين‪ ،‬وغايته املغيبة وراء نفاقه ورايئه تدمري كل عقبة تعرتض طريقه‪.‬‬
‫ويزحف هذا األفعوان ‪ -‬الذي قذفت به الصهيونية؛ لينجح فيما فشل فيه كعب األحبار ‪ -‬هنا‬
‫وهناك انفثا مسومه يف كئوس ذات ألوان متباينة خيدع هبا الشاربني عما فيها‪ ،‬فهو امليتم حبب آل‬
‫البيت تتيما ينـزع إىل العبادة‪ ،‬وهو الفوار احلقد على من قيل أهنم سلبوا عليا حقه‪ ،‬وهو الثائر على‬

‫أي تركين عليال ‪ -‬به رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من فراقه‪ ،‬وأودعين من حزنه) ص‪ 229‬جـ‪ 7‬هناية األرب‪ ،‬وسواء أكان هذا‬
‫أم ذاك‪ ،‬فالثابت أن عليا رضي هللا عنه طابت نفسه ببيعة أيب بكر‪ ،‬وظل له عضدا قواي ووزيرا صدق وإخالص يف املشورة‪.‬‬
‫(‪ ) 1‬كما حدث للبطل اإلسالمي العريب الشاب (الوليد بن عقبة)‪ ،‬فقد دبرت له مكيدة حمكمة وهو أمري الكوفة يف عهد‬
‫عثمان‪ ،‬فبهت أبنه شرب اخلمر‪ ،‬وصل ى ابملسلمني صالة الصبح وهو خممور وشهد ضده موتوران خراب الذمة من عرابيد الليل‬
‫السكران‪ .‬على حني كان الوليد من مغاوير األبطال‪ ،‬وكان موضع السر يف الرسائل احلربية املتبادلة بني أيب بكر وخالد‪ ،‬وقاد‬
‫الفيالق اإلسالمية إىل شرق األردن‪ ،‬وقد كشف عن هذا األستاذ الكبري حمب الدين اخلطيب يف تعليقه على العواصم من‬
‫القواصم‪ ،‬وأتى ابألدلة القاطعة‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫العصبية العربية مع احلاقدين عليها من املوايل‪ ،‬وهو الداعي إىل حتقري شأن هؤالء‪ ،‬وهو احلزين‬
‫املؤرق املسهد ملا يسود اجملتمع من سفه‪ ،‬وهو الناقم من عثمان ‪ -‬كما يزعم املفرتون ‪ -‬إيثاره لبين‬
‫أمية بغيا وعدواان‪ ،‬وهو املندد ابضطهاد األمويني لغريهم من أبناء البطون األخرى! ويشهد اتريخ‬
‫احلقيقة أن "ابن سبأ" وعصابته هم الذين افرتوا هذه الظنون‪ ،‬وأفكوا هذا البهتان‪ ،‬حىت اضطراب‬
‫اجملتمع‪ ،‬واراتب يف كثري من والته‪ .‬ومل يكتف "ابن سبأ" هبذا‪ ،‬بل ثور اإلفك ضد عثمان نفسه‪،‬‬
‫فقد كان هو اهلدف‪ ،‬فاستجاب هلذا اإلفك فئة أمشاج ممن ظفر هبم "ابن سبأ"‪ ،‬فقتلوا يف الفتنة‬
‫الشعواء عثمان ذا النورين شهيد األرحيية والسماحة والكرم‪ ،‬فاحتدم الصراع‪ ،‬واضطرم به اجملتمع‬
‫اإلسالمي كله‪ ،‬وقذف ابن سبأ وعصابته بشواظ منه‪ ،‬فأجج الفتنة به بني علي ومعاوية‪،‬‬
‫فانقسمت األمة على نفسها‪ ،‬وْحلت السالح تدفنه يف صدورها‪ ،‬وهي ال تدري أن الصهيونية هي‬
‫اليت وضعت هذا السالح يف يدها‪ ،‬وسعرت هذه الكراهية يف قلبها‪ ،‬ولقد مهت الطائفتان أن تفيئا‬
‫إىل السالم‪ ،‬فأدرك ابن سبأ وأنصاره ‪ -‬وهم بني مجاعة علي ‪ -‬أن يف هذا السالم قضاء على‬
‫أحالمهم وعليهم‪ ،‬فأاثروا فتنة اخلوارج؛ ليشغلوا حبرهبم عليا‪ ،‬فتتحطم قوته هذه اليت كان من‬
‫الواضح حينئذ أن سيكون هلا الغلب‪ ،‬فإذا ما انلوا من هذه القوة عن طريق ثورة اخلوارج‪ ،‬حتطمت‬
‫بعد ذلك القواتن قوة علي و قوة معاوية حني يدور بينها الصراع مرة أخرى‪ ،‬ومثت يرثون هم الدولة‬
‫اليت أصبحت من غري قائد! ولكن الصهيونية‪ ،‬وقد أسكرهتا بوادر انتصارها‪ ،‬أرادت أن تتعجله قبل‬
‫ميقاته‪ ،‬فدبرت قتل علي وعمرو بن العاص ومعاوية؛ ليخلو امليدان من صفوة أبطاله‪ ،‬ويصبح‬
‫اجلنود من غري قائد جمرب حمنك له مكانته يف القلوب‪ ،‬فقتل علي(‪ )1‬وجنَّى هللا البطلني اآلخرين‪.‬‬
‫وأقبل احلسن بن علي بكل ما يفيض به قلبه الطهور من إميان وخشية وإيثار كرمي وحرص ابلغ‬
‫ثجاجا من حكمته وبر إميانه‪ ،‬فتنازل رضي‬ ‫ً‬ ‫فيضا‬
‫على وحدة اجلماعة يصب على سعري الفتنة ً‬
‫النفس ملعاوية‪ ،‬وخلد التاريخ ذكر العام الذي تنازل فيه‪ ،‬فسماه‪ :‬عام اجلماعة(‪.)2‬‬
‫وحقدت الصهيونية امللثمة ابسم "الشيعة" على احلسن أنه عرف هدفها‪ ،‬فأبت حكمته وعزة‬
‫إميانه أن يكون خنجرا يف يدها تغرسه يف صدر أمته‪ ،‬فدست له السم الذي مات منه بعد أن‬
‫فشلت يف اغتياله قبل ذلك‪ ،‬وحاولت أن تطمس معامل تضحيته الرائعة‪ ،‬وأن تلوث اترخيه(‪.)1‬‬

‫(‪ ) 1‬قتله اخلارجي عبدالرْحن بن ملجم‪ .‬بيد أنه كان وراء مؤامرة قتله أحد املوايل هو (زادويه) موىل بين العنرب‪ .‬وكان املواىل مثت‬
‫حتت إمرة السبئية‪ .‬انظر ص‪ 429 ،433‬جـ‪ 2‬مروج الذهب ط ‪ 2‬سنة ‪ ،1948‬وص‪ 129‬جـ‪ 7‬الكامل للمربد بشرح‬
‫املرصفى‪.‬‬
‫(‪ )2‬سنة ‪41‬هـ‪661 :‬م‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫شيعة وخوارج‬
‫حرب وحرب‪ :‬ويف خالل تلك الفنت اجلوامح اليت سفكت فيها دماء مطهرة بريئة كانت‬
‫الصهيونية تبث العقائد الضالة اليت هي أمشاج من اليهودية واجملوسية والصليبية وغريها من تراث‬
‫الوثنيات القدمية‪ ،‬ومن كل ما افرتت من بدع وأساطري حاربت هبا دين احلق‪ ،‬وأفسدت عليه‬
‫العقول والقلوب‪ ،‬وما كان يهم الصهيونية ‪ -‬وقد فضح جرميتها نور اإلسالم وهداه ‪ -‬أن تنتشر‬
‫اليهودية‪ ،‬وإَّنا كان يهمها قبل كل شيء القضاء على هذا الدين العظيم الذي عصف حقه‬
‫بباطلها‪ ،‬فال عجب إذا رأيناها تستعني بكل بدعة منكرة سواء أكانت يهودية أم جموسية‪ ،‬أم‬
‫صليبية ‪ -‬يف حرهبا لإلسالم(‪)2‬؛ لكي جتهز على هذه القوة الباهرة اليت ال تعرف إال النصر والظفر‬
‫يف اجلهاد يف سبيل هللا‪ ،‬وإال تعبيد كل سبيل ملواكب احلب واإلخاء واحلق والنور‪ .‬وقوة اإلميان‬
‫الصادق يف قلوب املسلمني‪.‬‬
‫ولقد كان املسلمون ‪ -‬والصهيونية ختتل هبذه البدع ‪ -‬يف شغل ابلفتنة عن القرآن‪ ،‬فاستطاعت‬
‫أن تستميل بعض القلوب اليت هجرت النور‪ ،‬فكرهت اخلري الذي كان يهديها يف الظلمات! وما‬
‫أتعس من يرتك مصباحه الوهاج‪ ،‬وهو يتجشم السرى يف الليل الرهيب!‬
‫طائفتان‪ :‬كان هناك يف اجملتمع طائفتان ابرزاتن تنابذان األمة اإلسالمية العداء مها اخلوارج‬
‫والشيعة(‪ )3‬وكانت هذه ال تزال ختاتل ابملعىن الساحر لكلمة الشيعة أي أنصار علي فحسب‪ ،‬ولقد‬

‫حقدا مر ًيرا على احلسن‪ .‬دالئله قلة ما ينسبون إليه من كرامات وكثرة ما ينسبون إليه من‬
‫(‪ )1‬تلمح فيما يكتب شيعة ابن سبأ ً‬
‫مساوئ فلقد وضعوا على لسان أبيه قوله‪(:‬احلسن كثري السخاء ال هم له إال الطعام والضيافة‪ ،‬أما احلسني فهو مين وأان منه)‬
‫ص‪ 90‬عقيدة الشيعة‪ .‬ولقد سجل التاريخ للحسن أنه رمى يف وجه السبئية مبا كشف عن سوء دخلهم وخيانتهم‪ ،‬فقال‪(:‬لو مل‬
‫تذهل نفسي عنكم إال لثالث خصال‪ ،‬لذهلت‪ .‬مقتلكم أليب‪ ،‬وسلبكم وطعنكم يف بطين‪ ،‬وأنتها بكم متاعي‪ .‬وإين قد ابيعت‬
‫معاوية فامسعوا له وأطيعوا) ص‪ 9‬جـ‪ 3‬مروج الذهب‪ ،‬ص‪ 95 ،92‬جـ‪ 6‬الطربي‪ ،‬ص‪ 203‬جـ‪ 3‬الكامل البن األثري وقد شق‬
‫على احلسني أن يصاحل احلسن معاوية فاستحث أخاه على القتال‪ ،‬فانبعثت حكمة احلسن وأخوته يف زجرة واعية صادقة وجهها‬
‫إىل أخيه احلسني يف قوة رحيمة مؤمنه بغايتها‪(:‬وهللا لقد مهمت أن أسجنك يف بيت‪ ،‬وأطبق عليك اببه‪ ،‬حىت أفرغ من هذا‬
‫الشأن‪ ،‬مث أخرجك) ص‪ 150‬جـ‪ 8‬البداية والنهاية البن كثري‪.‬‬
‫‪ )2‬نضرب مثال مبا دسه كعب األحبار ووهب بن منبه وغريمها ممن مل يذكر التاريخ أمساءهم‪ ،‬وإن كانوا قد سجلوا على‬
‫صفحاته آاثرهم‪.‬‬
‫‪ (3‬يقول ابن حزم‪(:‬إن مجيع فرق الضاللة مل جير هللا على أيديهم خريا‪ ،‬وال فتح هبم من بالد الكفر قرية‪ ،‬وال رفع لإلسالم راية‪،‬‬
‫ومازالوا يسعون يف قلب نظام املسلمني‪ ،‬ويفرقون كلمة املؤمنني‪ ،‬ويسلون السيف على أهل الدين‪ ،‬ويسعون يف األرض مفسدين‪،‬‬
‫أما اخلوارج والشيعة فأمرهم يف هذا أشهر من أن يتكلف ذكره‪ ،‬وما توصلت الباطنية إىل كيد اإلسالم وإخراج الضعفاء منه إىل‬
‫الكفر إال على ألسنة الشيعة) مث يقول‪(:‬واعلموا أن كل من كفر هذه الكفرات الفاحشة ممن ينتمي إىل اإلسالم‪ ،‬فإَّنا عنصرهم‬
‫الشيعة والصوفية) إهنا نظرة من نظرات ابن حزم الثاقبة! انظر ص‪ 227‬جـ‪ 4‬ط ‪ 1321‬الفصل‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ْحلت الفرقة األوىل مهمة تدمري قوى املسلمني املادية مبا أججت من حروب‪ ،‬وسعرت من ثورات‬
‫وصراع‪ ،‬وكانوا صربا على القتال مستلئمني يف اجلالد‪ .‬أما الطائفة األخرى‪ ،‬فكانت مهمتها تدمري‬
‫قوى املسلمني الروحية مبا بثت من بدع ومعتقدات فاسدة(‪ )1‬جعلت من كثري أشباحا واهنة هزيلة‬
‫ختيفها النأممة‪ ،‬ونفوساً خبا فيها الشعور ابحلياة‪ ،‬وعقوال متقت النور‪ ،‬فال أتذن لشعاعه منه أن‬
‫هتدى ملا حرية!‬
‫ووراء الفرقتني كانت الصهيونية بكيدها ومكرها وآلمتها‪ .‬وال يروعنا أن نراها مع مجاعة تغلو يف‬
‫التعبد والتهجد‪ ،‬وتنهك قواها يف طول السجود‪ ،‬ونراها مع مجاعة أخرى تسرف يف املروق عن‬
‫الدين‪ ،‬وتشيح بوجهها عن احملاريب وتنـزع إىل التحلل واجملانة‪ .‬فلقد أمدت الصهيونية كل طائفة‬
‫مبا تعرف أنه هواها وحسبها أن تدمر املسلمني‪ ،‬وأن جتمع هاتني الطائفتني املتباينتني على هدفها‪،‬‬
‫وأن تسخرمها هلواها وغايتها اليت تريد حتقيقها تلك هي القضاء على أمة اإلسالم ودينها‪ ،‬أال ترى‬
‫الصهيونية اليوم وراء الشيوعية‪ ،‬ووراء الرأمسالية‪ ،‬يف وقت واحد‪ ،‬لتدفع هبما إىل الطغيان والتدمري‪،‬‬
‫فكل مهها أن خترب‪ ،‬فمسيحها املوعود لن يظهر إال على أطالل خرائب الكون!‬
‫سكون العاصفة‪ :‬وقاد معاوية السفينة يف قوة وحكمة وشجاعة وأرحيية‪ ،‬ومضى يشق هلا طريق‬
‫النجاة يف البحر العاصف املوار املضطرب‪ .‬ومل جيد بداً من أن جيتث بعض األعشاب اليت أصرت‬
‫على أن تعوق جمراها‪ ،‬وأن حيطم بعض الصخور اليت كانت تقف يف طريقها‪ ،‬فنعمت اجلماعة‬
‫اإلسالمية يف عهده املبارك بوحدهتا القوية‪ ،‬واسرتدت الكثري مما فقدته من أمنها‪ ،‬وشعرت أن مد‬
‫الفتوح قد آن أوانه‪.‬‬
‫***‬
‫فتنة اْلسني‬
‫قتلة اْلسني‪ :‬وتوىل يزيد‪ ،‬وطمعت فيه السبئية‪ ،‬وصممت على أن تسحقه فانطلقت مسعورة‬
‫متهد هلذا مبا ذهبت تشيعه عن فسق يزيد وظلمه وكفره‪ ،‬وجور بين أمية وطغياهنم‪ ،‬وما كان يزيد‬

‫(‪ (1‬يقول املستشرق األملاين الكبري فِمل َه موِزن يف كتابه اتريخ الدولة العربية (غري السبئية اإلسالم من أساسه‪ ...‬فذهب السبئية إىل‬
‫أن شخص النيب مل ميت مبوت حممد‪ ،‬بل هو ابق يف ساللته واحدا بعد واحد‪ ،‬وبنوا مذهبهم على القول بتناسخ األرواح‪ ،‬ووجهوه‬
‫توجيها خاصا‪ ،‬فقالوا‪ :‬إن روح هللا الذي يسري يف األنبياء ينتقل بعد موت كل نيب إىل النيب الذي بعده‪ .‬وإن روح حممد خاصة‬
‫انتقل إىل علي‪ ،‬وإنه ابق يف ساللته‪ ،‬وعلى هذا فإن عليا مل يكن يف نظرهم هو اخلليفة الشرعي ملن قبله وحسب‪ ،‬بل كان يف‬
‫مرتبة أعلى من مرتبة أيب بكر وعمر اللذين يزعم الشيعة أهنما دخال بينه وبني حممد واغتصبا حقه‪ ،‬بل ذهب السبئية إىل أن عليا‬
‫هو الروح اإلهلي املتجسد‪ ،‬وأنه وارث النبوة‪ .‬وكانت هلم أوكار يف بعض قبائل العرب يف الكوفة‪ ،‬لكنهم بعد ذلك درجوا منها‪،‬‬
‫وانتشروا يف الكوفة نفسها خصوصا بني موايل الفرس الكثريين) ص‪.64‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫كما زعمت(‪ )1‬إَّنا كان ضحية هبتان وقرابن مفرتايت‪ ،‬وما كان بنو أمية يف جمموعهم ظاملني‪ ،‬وإَّنا‬
‫كانت األكثرية الغالبة منهم ْحاة دين بغى عليه‪ ،‬وحراس عروبة حياول القضاء عليها‪ ،‬ويف سبيل‬
‫هذا جالدوا السبئية‪ ،‬وأغلظوا عليها حىت ختنس إىل األبد‪ ،‬وضاع يف حومة الصراع من مل يَِ م‬
‫ِب‬
‫وجهه‪.‬‬
‫وقد استغلت السبئية املوايل والسبااي من الفرس والولدان يف بث شناعاهتا‪ ،‬وكانوا حشدا كبريا‪،‬‬
‫فهمسوا هبذه التخرصات يف املتاجر والبيوت والقصور‪ ،‬واملنتدايت‪ ،‬وبني مسار الليل‪.‬‬
‫وما كان يزيد يف قوة أبيه وال حكمته‪ ،‬ومل تكن له املكانة املهيبة اليت كانت ألبيه يف قلوب‬
‫املسلمني‪ ،‬واليت مسا هبا أنه صحايب كرمي وكاتب وحي‪ ،‬ومبذول الكرم لكل مراتد‪ ،‬ورغم هذا مل‬
‫تستطع السبئية أن جتابه يزيد جبنودها‪ ،‬ففكرت يف رجل من بيت النبوة تقدمه وقودا ملعركة تثريها‬
‫ضد يزيد‪ ،‬وراحت جتهد مكرها حىت استطاعت أن ختدع احلسني‪ ،‬فدعته إىل ما صوروه أنه حق‬
‫وخري‪ ،‬واىل ما ظنه هو كذلك‪ ،‬وهو إنقاذ األمة اإلسالمية من ظلم بين أمية وجور يزيد وفسوقه!‬
‫فاستجاب هلذه الدعوة‪ ،‬ظاان أن الذين دعوه فوارس إسالم وأبطال استشهاد‪ ،‬فقد أكدوا له ذلك‬
‫يف مئات الرسائل اليت طارت إليه منهم أكدوا له أهنم عشرات ألوف يف يد كل منهم صارم بتار‬
‫تضرب به عزمية جبارة‪.‬‬
‫اْلسني يرفض النصيحة‪ :‬وخرج احلسني من مأمنه يقصد الكوفة حيث احتشدت األلوف رايء‬
‫حول مسلم بن عقيل ابن عم احلسني ورسوله إىل أولئك فأسرع عبدهللا بن عباس إىل احلسني‬
‫ينصحه بقوله‪":‬إين أعيذك ابهلل أتسري إىل قوم قتلوا أمريهم‪ ،‬وضبطوا بالدهم‪ ،‬ونفوا عدوهم؟ فان‬
‫كانوا فعلوا ذلك فسر إليهم‪ ،‬وإن كانوا إَّنا دعوك إليهم‪ ،‬وأمريهم عليهم قاهر هلم‪ ،‬وعماله جتىب‬
‫بالدهم‪ ،‬فإَّنا دعوك إىل احلرب‪ ،‬وال آمن عليك أن يغروك وخيالفوك وخيذلوك‪ ،‬ويستنفروا إليك‪،‬‬
‫فيكونوا أشد الناس عليك" وأشاح احلسني بوجهه عن النصيحة‪ ،‬بيد أن ابن عباس مل ييأس‪ .‬فعاد‬
‫يكرر نصحه بقوله‪":‬إنك أتيت قوما قتلوا أابك‪ ،‬وطعنوا أخاك‪ ،‬وما أراهم إال خاذليك"(‪ )2‬مث تشبث‬
‫سائرا‪ .‬فال تسر بنسائك وصبيتك فإين خلائف أن‬ ‫ابن عباس ببقية من رمق‪ .‬مث قال‪":‬فإن كنت ً‬

‫(‪ (1‬اهتم عبدهللا بن مطيع داعية ابن الزبري يزيد بن معاوية أمام حممد بن احلنيفة بشرب اخلمر وترك الصالة وجمافاة احلكم‬
‫ابلكتاب والسنة‪ ،‬فقال له حممد بن علي بن أيب طالب‪(:‬ما رأيت منه ما تذكرون وقد حضرته‪ ،‬وأقمت عنده‪ ،‬فرايته مواظبا على‬
‫الصالة متحراي للخري‪ ،‬يسأل عن الفقه‪ ،‬مالزما للسنة) ص‪ 233‬جـ‪ ،8‬البداية البن كثري‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 256‬جـ‪ 3‬الكامل‪ ،‬ص‪ 64‬جـ‪ 3‬مروج الذهب‪ ،‬ص‪ 162‬جـ‪ 8‬البداية‪ ،‬ص‪ 109‬مقاتل الطالبيني‪ ،‬ومثت نصائح‬
‫كثرية تقرأها يف هذه املصادر‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫تقتل كما قتل عثمان ونساؤه‪ ،‬وولده ينظرون إليه"(‪ )1‬وأىب احلسني إال أن يرب بوعده مع أولئك‬
‫الذين ائتمروا مع الشيطان واخليانة‪ ،‬وحينما شارف شفا املأساة‪ ،‬وعلم الذين خدعوه أنه قد سدت‬
‫عليه املسالك‪ .‬بدأ املؤمترون يف تنفيذ مؤامرهتم‪ ،‬فانفضوا من حول مسلم بن عقيل‪ ،‬وتلفت هذا‬
‫يبحث وينقل عن هذه األلوف اليت كانت تومض سيوفها معه يف الصباح‪ ،‬فلم ير إال ومها كذواب‬
‫وأشباحا تفر حتت غياهب الليل!‬
‫مأساة مسلم بن عقيل‪ :‬أسرع عبيد هللا بن زايد جبربوته وحزمه الصارم إىل الكوفة؛ لريدع هؤالء‬
‫الذين خرجوا على اخلليفة الشرعي‪ ،‬واحتشدوا حول "مسلم" بغية تدمري الدولة واألمة‪ ،‬مث اعتلى‬
‫املنرب‪ ،‬وصاح هبا هادرة زاجرة انصحة‪":‬أان حملسنكم كالوالد الرب‪ ،‬وملطيعكم كاألخ الشقيق‪ ،‬وسيفي‬
‫وسوطي على من ترك أمري‪ ،‬وخالف عهدي‪ ،‬فليبق امرؤ على نفسه(‪ ،)2‬وتلفت مسلم عند صالة‬
‫املغرب هنا وهناك يبحث من األلوف من السيوف واألبطال الذي كانوا معه يف ضحى اليوم‪ ،‬فلم‬
‫جيد سوى ثالثني رجال‪ ،‬وحينما فرغ من صالته‪ ،‬وخرج من املسجد‪ ،‬تلفت‪ ،‬فلم جيد من الثالثني‬
‫إال ذكرى‪ ،‬ومل يسمع إال أصداء خفق نعال ملهوفة مذعورة السرى حتت جنح الليل!! مل جيد إال‬
‫مكيدة دبرت إبتقان وإحكام؛ لتقضي هبا السبئية على احلسني‪ ،‬مث تولول بعدها أبد الدهر على‬
‫دمه صدعا لوحدة اجلماعة! وطوي الليل مسلما طريدا شريدا يف الدروب التائهات املظلمات‪ ،‬ال‬
‫جيد عاطفة حتنو‪ ،‬وال يدا تعني‪ ،‬وال بيتا يؤوي‪ ،‬وال عينا تسارقه النظر؛ لتهديه يف حريته‪ ،‬مث هتاوى‬
‫من اإلعياء على ابب امرأة‪ ،‬فبصرت به‪ ،‬فسقته كما أراد مث أمرته أن ينصرف‪ ،‬فقال الضحية‬
‫املفجوع قولته اليت سجلت على السبئية أهنم هم الذين حيملون وزر قتل احلسني‪":‬ليس يل يف هذا‬
‫املصر منـزل وال عشرية‪ ،‬فهل لك إىل أجر ومعروف‪ ،‬ولعلى أكافئك به بعد اليوم؟!" فقالت املرأة‬
‫الطيبة‪":‬وما ذاك قال‪":‬أان مسلم بن عقيل‪ .‬كذبين هؤالء القوم‪ ،‬وغروين" فآوته املرأة‪ ،‬ولكن ابنها ‪-‬‬
‫وكان أموي اهلوى ‪ -‬فضح سر مسلم‪ ،‬فقبض عليه جنود ابن زايد‪ ،‬مث سيق إىل املوت‪ ،‬فتضرع إىل‬
‫عمر بن سعد أن يقرب منه؛ ليسمع منه وصيته‪ ،‬وهم عمر أن ميتنع‪ ،‬فقال له ابن زايد‪":‬ال متتنع‬
‫علي ابلكوفة دينا‪،‬‬
‫من حاجة ابن عمك" فمضى عمر إىل مسلم؛ ليسمع وصيته‪ ،‬فقال مسلم‪":‬إن َّ‬
‫فاقضه عين‪ ،‬وانظر جثيت‪ ،‬فاستوهبها‪ ،‬فوارها‪ ،‬وبعث إىل احلسني من يرده" ومسع ابن زايد من عمر‬
‫ما قاله مسلم له فقال لعمر‪":‬أما مالك‪ ،‬فهو لك تصنع به ما شئت‪ ،‬وأما احلسني‪ ،‬فإن مل يردان‪ ،‬مل‬
‫نرده‪ ،‬وإن أرادان مل نكف عنه‪ ،‬أما جثة مسلم‪ ،‬فإان إذا قتلناه‪ ،‬ال نبايل ما صنع هبا" مث قال‬

‫(‪ )1‬ص ‪ 276‬جـ‪ 3‬الكامل‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص ‪ 269‬املصدر السابق‪ 97 ،‬مقاتل الطالبيني‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ملسلم‪":‬أتيت الناس‪ ،‬وأمرهم مجيع‪ ،‬وكلمتهم واحدة؛ لتشتت بينهم‪ ،‬وتفرق كلمتهم" وحينما أيقن‬
‫مسلم أنه البد مقتول‪ ،‬قال حملمد بن األشعث‪":‬هل تستطيع أن تبعث من عندك رجال خيرب‬
‫احلسني حبايل‪ ،‬ويقول له عين؛ لريجع أبهل بيته‪ ،‬وال يغرك أهل الكوفة؛ فإهنم أصحاب أبيك الذين‬
‫كان يتمىن فراقهم ابملوت أو القتل" فقال ابن األشعث‪":‬وهللا ألفعلن" مث أرسل إىل احلسني رسوال‬
‫مبا قال مسلم(‪ ،)1‬وقتل مسلم‪ ،‬واحلسني يف تصميمه على الوفاء بوعده‪.‬‬
‫ضراعة إىل اْلسني‪ :‬وبينما كان احلسني يف طريقه إىل الكوفة‪ ،‬جاءه كتاب من ابن عمه عبدهللا‬
‫بن جعفر‪ ،‬وفيه يقول‪":‬إين مشفق عليك من هذا الوجه أن يكون فيه هالكك‪ ،‬واستئصال أهل‬
‫بيتك" غري أن احلسني ظل يصعد حىت انتهى إىل ماء من العرب‪ ،‬فإذا عليه عبدهللا بن مطيع‪ ،‬فلما‬
‫تبني ما يريد احلسني‪ ،‬قال له‪":‬أذكرك هللا اي ابن رسول هللا‪ ،‬وحرمة اإلسالم أن تنتهك‪ ،‬فال تفعل‪،‬‬
‫وال أتت الكوفة" وأىب احلسني إال مضيا‪ ،‬فمضى‪ ،‬فبغته وهو يف طريقه مقتل مسلم‪ ،‬فهم ابلعودة‬
‫غري أن صرخة الثأر اليت انطلقت من آل ابن عقيل دفعت ابحلسني إىل األمام يف سباق مع‬
‫املصري‪ ،‬ومثت لقيه شيخ عريب‪ ،‬فقال له‪":‬أنشدك هللا ملا انصرفت فوهللا ما تقدم إال على األسنة‬
‫وحد السيوف‪ .‬إن هؤالء الذين بعثوا إليك‪ ،‬لو كانوا كفوك مؤنة القتال‪ ،‬ووطَّأوا لك األشياء‪،‬‬
‫فقدمت عليهم‪ ،‬لكان ذلك رأاي‪ .‬فأما على هذه احلال اليت تذكرها‪ ،‬فال أرى لك أن تفعل" ولكن‬
‫عاطفة احلسني كانت أقوى من كل رجاء وتوسل ونصيح‪ ،‬فمضى يف طريقه‪.‬‬
‫بني اْلسني وبني قواد األمويني‪ :‬أقبل احلر بن يزيد التميمي يف ألف فارس ليحمل احلسني إىل‬
‫ابن زايد‪ ،‬فحدثه احلسني عن الكتب اليت أرسلت إليه‪ ،‬فقال احلر‪":‬إان وهللا ما ندري ما هذه‬
‫الكتب‪ ،‬والرسل اليت تذكر" فأخرج احلسني خرجني مملوأين صفحا‪ ،‬فنثرها‪ ،‬فقال احلر‪":‬فإان لسنا‬
‫من هؤالء الذين كتبوا إليك‪ ،‬وقد أمران أان إذا حنن لقيناك أال نفارقك‪ ،‬حىت نقدمك الكوفة على‬
‫عبيد هللا ابن زايد" فقال احلسني‪":‬املوت أدىن إليك من ذلك" وأمر احلسني صحبه‪ ،‬فركبوا؛‬
‫ليستأنفوا املسري‪ ،‬فمنعهم احلر‪ ،‬فقال احلسني‪":‬ثكلتك أمك ما تريد؟" فقال احلر‪":‬أما وهللا لو‬
‫غريك من العرب يقوهلا يل‪ ،‬ما تركت ذكر أمه ابلثكل كائنا من كان‪ ،‬ولكين وهللا مايل إىل ذكر‬
‫أمك من سبيل إال أبحسن ما يقدر عليه" فقال احلسني‪ :‬ما تريد! فقال احلر‪ :‬أريد أن أنطلق بك‬
‫إىل ابن زايد فقال احلسني‪ :‬إذن وهللا ال أتبعك! فقال احلر‪ :‬إذن وهللا ال أدعك‪ ..‬فرتادا الكالم‬
‫ثالث مرات‪ ،‬مث قال احلر‪":‬إين مل أُومر بقتالك‪ ،‬وإَّنا أمرت أال أفارقك‪ ،‬حىت أقدمك الكوفة‪ ،‬فإذا‬

‫(‪ )1‬ص‪ 272‬وما بعدها جـ‪ 3‬الكامل‪ ،‬ص‪ 105‬وما بعدها مقاتل الطالبيني‪ ،‬وقد أدرك رسول ابن األشعث احلسني وهو‬
‫بزابلة‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أبيت‪ ،‬فخذ طري ًقا ال تدخلك الكوفة‪ ،‬وال تردك إىل املدينة‪ ،‬حىت أكتب إىل ابن زايد‪ ،‬فلعل هللا أن‬
‫أييت أبمر يرزقين فيه العافية من أن أبتلى بشيء من أمرك"‪ .‬فسار احلسني بصحابه متياسرا عن‬
‫طريق العذيب والقادسية‪ ،‬واحلر يسايره حىت لقيا عمر ابن سعد يف أربعة آالف‪ ،‬فاجتمع به‬
‫احلسني‪ ،‬وخرج عمر من هذا االجتماع الطويل مسرورا‪ ،‬وكتب إيل ابن زايد‪":‬أما بعد‪ :‬فإن هللا أطفأ‬
‫الثائرة‪ ،‬ومجع الكلمة‪ ،‬وقد أعطاين احلسني أن يرجع إىل املكان الذي أقبل منه‪ ،‬أو أن نسريه إىل‬
‫أي ثغر من الثغور شئنا‪ ،‬أو أن أييت يزيد أمري املؤمنني‪ ،‬فيضع يده يف يده‪ ،‬ويف هذا لكم رضا‪،‬‬
‫ولألمة صالح" وقال ابن زايد بعد أن قرأ كتاب عمر‪":‬هذا كتاب رجل انصح ألمريه مشفق على‬
‫قومه‪ .‬نعم قد قبلت(‪ )1‬ولكن مشر بن ذي اجلوشن نصح ابن زايد أبن يطلب من احلسني اجمليء إىل‬
‫الكوفة‪ ،‬ليجدد العهد الذي نقضه بني يديه‪ ،‬وانصاع ابن زايد لنصيحة مشر‪ ،‬ولكن احلسني أىب أن‬
‫يستسلم البن زايد‪ ،‬فكان ال بد من الصراع‪ ،‬وْحت الفاجعة‪.‬‬
‫هناية املأساة‪ :‬فجع احلسني أن جيد يف مقدمة اجليش الذي احتشد لقتاله زعماء الذين دعوه؛‬
‫ليكونوا معه إلمباً ضد بين أمية‪ ،‬فنادى من أغوار فاجعته النفسية‪":‬اي شبث بن ربعي‪ ،‬اي حجار بن‬
‫أجبر‪ ،‬اي قيس بن األشعث‪ ،‬اي زيد بن احلارث‪ .‬أمل تكتبوا إيل يف القدوم عليكم؟ " فقالوا‪ :‬مل نفعل!‬
‫فقال احلسني‪ :‬بلى وهللا لقد فعلتم‪ .‬أمل تكتبوا إيل أنه قد أينعت الثمار‪ ،‬واخضر اجلناب‪ ،‬فاقدم‬
‫علينا‪ ،‬فإنك إَّنا تقدم على جند جمندة! فقالوا‪ :‬مل نفعل‪ ،‬فقال احلسني‪ :‬سبحان هللا‪ ،‬وهللا لقد‬
‫فعلتم(‪ .)2‬وْحت املعركة‪ ،‬فالتفت احلسني إىل حرمه وإخوته ‪ -‬وهن خيرجن من أخبيتهن جزعا لقتل‬
‫من يقتل معه ‪ -‬مث قال‪":‬هلل در ابن عباس فيما أشار به علي"(‪ )3‬مث قذف بنفسه يف سعري املعركة‪.‬‬
‫وعلى دوي أجيجها زأر احلسني بصرخته اليت أشهد هللا هبا على غدر الشيعة‪ .‬وأدان قاتليه‪":‬اللهم‬
‫احكم بيننا وبني قوم يدعوننا؛ لينصروان‪ ،‬مث هم يقتلوننا"(‪ .)4‬وقتل احلسني البطل املخدوع(‪ ،)5‬فمن‬
‫قتله؟ إن احلسني نفسه أدان الذين اقرتفوا هذه اجلرمية اليت تتسم ابلغدر والدانءة‪ .‬لقد دعاه شيعة‬
‫ابن سبأ إلنقاذ األمة اإلسالمية من ظلم بين أمية كما زعموا‪ ،‬فلما أقبل غدروا به‪ ،‬وتركوه لعدوه‪.‬‬
‫وأوغلوا يف الكيد والشماتة‪ .‬فرفعوا السيوف يف وجهه‪ .‬وسددوا احلراب إىل صدره‪ ،‬ليقتل‪ ،‬وليصبغ‬

‫(‪ )1‬انظر يف كل ما ذكران من ص‪ 276‬إىل ص‪ 284‬جـ‪ 3‬الكامل البن األثري وص ‪ 172‬جـ‪ 8‬البداية والنهاية البن كثري‪،‬‬
‫وانظر ص‪ 113‬مقاتل الطالبيني‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 286‬جـ‪ 3‬ابن األثري‪ ،‬ص‪ 179‬جـ‪ 8‬البداية والنهاية‪ ،‬ص‪ 61‬جـ‪ 6‬الطربي‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪ 109‬مقاتل الطالبيني‪.‬‬
‫(‪ )4‬ص‪ 70‬جـ‪ 3‬مروج الذهب‪ ،‬وانظر حوادث سنة ‪60‬هـ جـ‪ 6‬الطربي‪ ،‬وص ‪ 294‬جـ‪ 3‬ابن األثري‪.‬‬
‫(‪ )5‬قتل سنة ‪61‬هـ ‪685 -‬م بكربالء‪ ،‬وكان عمره مخسا ومخسني سنة‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫دمه الشريف أفق األمة اإلسالمية بشفق املأساة الدامية‪ .‬وليتخذوا من مصرعه مناحة يلطم فيها‬
‫احلقد األسود خديه ختال ونفاقا ويعربد بصرخة الثأر‪ .‬ولقد برهن هؤالء هبذا الغدر الوضيع(‪،)1‬‬
‫وهذا التدبري اللئيم أهنم ال يتورعون عن ارتكاب كل جرمية خسيسة ومنكر يف سبيل الوصول إىل‬
‫هدفهم‪ .‬ولقد مضوا بعد مقتله يذكون ضرام الفنت اهلوج‪ .‬ويربزون املأساة يف صور ال يسكن هبا‬
‫شجن‪ ،‬وال خيمد أسى‪ ،‬وال ترقأ دموع‪ ،‬وقد افنت يف تصويرها هتويالت اخلياالت من نوائح التاريخ‬
‫ونوادبه‪ ،‬وما أكثر الذين يلذ هلم اللطم يف املنادب واملناحات! ولقد سفكت من قبل دماء زكيات‬
‫كانت أعز وأغلى‪ .‬دم اخلليفة البطل العادل عمر‪ .‬دم اخلليفة األرحيي النبيل عثمان‪ .‬دم اخلليفة‬
‫الشجاع علي‪ .‬ولكن هذه الدماء اليت بغي عليها ال تلهج السبئية بذكرها‪ ،‬بل أهنا لتلعن بعضها‪،‬‬
‫حىت لنرى الذين اندسوا أبهوائهم يف كتب التاريخ يكادون ميرون مبقتل عمر‪ ،‬وكأَّنا هو أمر هني ال‬
‫يستحق أن يقف التاريخ عنده إال ليحاول أن يلقى سرتا على اجلناة البغاة من السبئية‪ .‬أما حني‬
‫أييت مقتل احلسني‪ ،‬فيخيل إليك أن أولئك الذين كتبوا قصته كانوا يريدون أن تتفطر معهم‬
‫السموات واألرض‪ ،‬وأن تقف دورة الفلك‪ .‬وخييل إليك أيضا أهنم يعجبون كيف ظلت احلياة‬
‫جياشة والوجود قائما بعد مقتل احلسني! نعم كان مقتله رضي هللا عنه نكبة وصدعا كبريا‪ ،‬بيد أنه‬
‫ال يقارن مبقتل عمر‪ ،‬فلماذا ينسى نوادب التاريخ فجيعة اإلسالم واملسلمني يف عمر‪ ،‬على حني‬
‫يذكرون ابلدموع الغزار والعويل والنحيب وشق اجليوب ولطم اخلدود مقتل احلسني يف كل عام‬
‫وكتاب؟ هذا هو السؤال الذي نوجهه يف هدوء ال حنب أن تعصف به جلاجة احلقد من املقلدة‬
‫واملقنعني‪ ،‬وجدل البغضاء من رادة النفاق وزيف العواطف‪ ،‬وأكلة اللحوم من رمم املقابر!‬
‫إننا نعرتف أبن الذين أحكموا مؤامرة قتل احلسني‪ ،‬قد جنحوا فيما مل ينجح فيه سلفهم‪ ،‬وهو‬
‫صدع اجلماعة صدعني متنافرين متباغضني حىت اآلن‪ ،‬وزلزلة أركان الدولة األموية‪ ،‬دولة العروبة‬
‫اخلالصة واإلسالم القوى الدولة اليت قاومت من بني ما قاومت تيار البدع اجلارف الذي اجتاح‬
‫بعدها بقااي اإلسالم يف صدور املسلمني‪.‬‬
‫* * *‬

‫(‪ )1‬يقول اليعقويب وهو مؤرخ شيعي‪(:‬إن علي بن احلسني حني مسع نساء الكوفة يصرخن ويبكني قال‪ :‬هؤالء يبكون علينا‪.‬‬
‫فمن قتلنا؟ ص‪ 218‬جـ‪.2‬‬
‫وإليك ما يقوله الشيعة يف زايرهتم لضريح احلسني يف كربالء‪(:‬أشهد أن دمك سكن يف اخللد واقشعرت له أظلة العرش‪ ،‬وبكت‬
‫له السموات السبع‪ .‬وأشهد أنك اثر هللا وابن اث ره‪ ،‬وأشد أنك وتر هللا املوتور يف السموات واألرض لعنت أمة قتلتكم‪ ،‬وأمة‬
‫خالفتكم‪ ،‬وأمة جحدت واليتكم‪ .‬واحلمدهلل الذي جعل النار مأواهم‪ ،‬وبئس الورد املورود)ص‪ 359‬جـ‪ ،2‬من ال حيضره الفقيه‬
‫ويراد هبذه اللعنة أيضا كل من ابيعو أاب بكر‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫املختار الثقفي والنبوة‬


‫دعي نبوة‪ :‬مث ظفرت السبئية ابلثعلب املاكر املختار بن أيب عبيد الثقفي(‪ )1‬ذلك األفاك الذي‬
‫استحوذت عليه أطماعه‪ ،‬واستبدت به‪ ،‬حىت أضلته ضالال بعيدا‪ .‬لقد عرض نفسه على كل‬
‫مشرت‪ ،‬فكان خارجيا‪ ،‬مث ُزبًمرياي‪ ،‬مث شيعيا‪ .‬وكان تشيعه صفقة راحبة للسبئية؛ إذ اشرتته بثمن خبس‪،‬‬
‫فقدم هلا أكثر مما كانت تطمع فيه حينئذ‪ .‬جلج الدماء النوازف من آالف الضحااي‪ ،‬ترنح الدول‬
‫األموية‪ ،‬القضاء على أمن اجلماعة وسكينتها اليت كانت قد بدأت ستنشى رَّايها‪ ،‬غري أن أعظم ما‬
‫ظفرت به منه هو الرضى ابدعاء النبوة‪ .‬أهنا هلجت من قبل بتأليه علي(‪ )2‬غري أن عليًا حرق ابلنار‬
‫من افرتوا هذا اإلفك‪ ،‬ومل تظفر حىت عهد املختار مبن يرتضى اجلهر أبنه يوحى إليه ممن ينتسبون‬
‫إىل اجلماعة اإلسالمية‪ .‬وكانت تريد الظفر هبذا؛ لتهز ركنا قواي من أركان اإلسالم‪ ،‬هو االعتقاد‬
‫أبن حممدا خامت النبيني‪ ،‬فتصرف قلوب الناس عن وحي هللا إىل وحي الشيطان‪ ،‬وحي الوثنية والشر‬
‫والكراهية‪ ،‬وتربط ضحاايها ابلعهد مع نيب‪ ،‬ال مع زعيم‪ ،‬فللنبوة قدسية تدفع نفس املؤمن هبا إىل‬
‫التضحية يف سبيلها‪ ،‬وليس من يقاتل يف سبيل زعيم كمن يقاتل يف سبيل نيب!‪.‬‬
‫وهكذا هللت السبئية للمختار‪ ،‬ودقت له الطبول‪ ،‬وبشرت به نبيا يوحى إليه وتقاتل املالئكة‬
‫دونه‪ ،‬مث اندفعت معه جتالد كما مل تفعل من قبل؛ لرتسخ يف أعماق املخدوعني عقيدة أنه نيب‬
‫سجعا ينضح ابلتعايل زاعمة أنه وحي يتنـزل‬
‫عقدت له السماء ألوية النصر‪ ،‬وصنعت على لسانه ً‬
‫به الروح األمني على قلب املختار وصنعت له كرسيا زعمت أنه من بقااي التابوت الذي كانت فيه‬
‫سكينة ورْحة لبين إسرائيل(‪ ،)3‬وقد خدع كثري من الناس بدجل املختار وكرسيه‪ ،‬وابلظفر تلو الظفر‬
‫يناله يف كثري من املعارك اليت كان خيوضها‪ .‬وال يدهشنا أن تقاتل السبئية هذا القتال املرير مع‬
‫املختار‪ ،‬وهي اليت خنست عن نصرة احلسني‪ ،‬وتركته وحده ملصريه‪.‬‬
‫ال يدهشنا هذا؛ ألهنا كانت تريد أن يقتل احلسني؛ لتتصدع اجلماعة مبقتله ولتتخذ من مقتله‬
‫مناحة األبد اليت ال تسكن هلا اثرات وال أحقاد؛ ألهنا وجدت يف املختار إرهبا‪ ،‬فقد ادعى‬

‫(‪ (1‬ولد عام اهلجرة‪ .‬أبوه صحايب ج ليل‪ .‬وأخته زوجة البن عمر‪ ،‬قتل معظم من اشرتكوا يف مقتل احلسني إىل أن ظفر به‬
‫مصعب بن الزبري‪ ،‬فقتله سنة ‪.67‬‬
‫(‪ ) 2‬قال ابن سبأ بعد قتل علي‪(:‬لو أتيتموان بدماغه سبعني مرة ما صدقنا موته‪ ،‬وال مبوت حىت ميأل األرض عدال كما ملئت‬
‫جورا) وحينما حرق علي ابلنار أتباع ابن سبأ قال الناجون منهم‪(:‬اآلن صح عندان أنه هللا‪ ،‬ألنه ال يعذب ابلنار إال هللا) انظر‬
‫ص‪ 186 ،180‬جـ‪ 4‬الفصل البن حزم ط ‪.1321‬‬
‫(‪ )3‬انظر قصة هذا الكرسي ووصفه يف ص‪ 378‬جـ‪ 3‬الكامل‪ ،‬وحنن نلحظ الصهيونية اليت تربط بني كرسي املختار وبني‬
‫اتبوت اليهود‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫النبوة(‪ .)1‬وادعاؤها بني اجلماعة اإلسالمية حدث خطري‪ ،‬وجرأة ابلغة ميهدان لدعاوى أشد نكرا!‬
‫كانت السبئية ال حتب أن ينتصر احلسني‪ ،‬إذ كانت علي بينة من أهنا لن تستطيع السيطرة على‬
‫عقيدته‪ ،‬أو أن جتعل منه سبئيا‪ ،‬كانت تؤمن أنه سيدمرها إن ادعت له نبوة أو ألوهية كما فعل أبوه‬
‫البطل من قبل‪ .‬أما املختار‪ ،‬فكفر جهرة‪ ،‬وكفر معه مجاعة جهرة‪ ،‬وقدموا هذا الكفر يف صورة من‬
‫اإلميان تتألق هبدى اخللود‪ ،‬فأغناها بذلك عن النصب املضين الذي عانته يف ِس ِريتها! واستطاعت‬
‫أن تربز كفرقة هلا خصائصها ومميزاهتا وأهدافها وعقيدهتا اليت تفصلها فصال اتما عن اجلماعة‬
‫اإلسالمية‪ .‬وتعارض عالنية ويف وضوح أصول اإلسالم‪ ،‬وهلا أساطريها احملددة املفهوم يف غري ما‬
‫إلغاز وال تعمية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫أسطورة املهدي(‪ )2‬املنتظر‬
‫الرجعة والبداء(‪ :)3‬وكان "حممد بن احلنفية" هو أول رجل قدمته السبئية كإمام تنتظر رجعته فقد‬
‫كان املختار حيارب ابمسه على أنه اإلمام املهدي رغم براءة ابن احلنفية منه ولعنه له‪ ،‬وبعد أن‬

‫(‪ )1‬يقول أبو املظفر اإلسفراييين‪(:‬إن السبئية خدعوا املختار‪ ،‬وقالوا له‪ :‬أنت حجة الزمان‪ ،‬وْحلوه على دعوى النبوة‪ ،‬فادعاها‪،‬‬
‫وزعم أن أسجاعه وحي يوحى إليه) ص‪ 20‬التبصري‪ ،‬وانظر ص‪ 184‬جـ‪ 4‬الفصل البن حزم ويقول فلهوزن عن السبئية‪(:‬صار‬
‫هلم شأن سياسي على يد املختار‪ ،‬وهو الذي اختذهم جيشا له) ويقول ابن قتيبة عن املختار إنه زعم‪(:‬أن جربيل وميكال أيتيان‬
‫إىل جهته‪ ،‬فصدقه قوم واتبعوه وهم الكيسانية) ص‪ 88 - 84‬أتويل خمتلف احلديث‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬يقول رونلدسن يف كتابه (عقيدة الشيعة) أول من لقب به حممد بن احلنفية‪ ،‬فلما مات‪ ،‬قالوا برجعته‪ ،‬فأصبح املهدي‬
‫املنتظر) ص‪ 232‬وتقول الشيعة على لسان شاعرها‪:‬‬
‫والة احلق أربعة سواء‬ ‫إال إن األئمة من قريش‬
‫وسبط غيبته كربالء‬ ‫فسبط سبط إميان وبر‬
‫يقود اخليل يقدمها اللواء‬ ‫وسبط ال يذوق املوت حىت‬
‫برضوى عنده عسل وماء‬ ‫تغيب ال يرى عنهم زماان‬
‫وتنسب هذه األبيات إىل السيد احلمريي وإىل كثري عزة ص‪ 238‬جـ‪ 7‬األغاين ط بريوت‪ ،‬ويعين ابألسباط احلسن واحلسني‬
‫وحممد بن احلنفية وقد خصه ابلبيتني اآلخرين‪.‬‬
‫(‪ (3‬يقول جولدزيهر (وفكرة الرجعة ذاهتا ليست من وضع الشيعة أو من عقائدها اليت اختصوا هبا‪ ،‬وحيتمل أن تكون قد‬
‫تسربت عن املؤثرات اليهودية واملسيحية‪ ،‬فعند اليهود والنصارى أن النيب إيليا ‪ -‬يعين إلياس ‪ -‬قد رفع إىل السماء‪ ،‬وأنه البد أن‬
‫يعود إىل األرض يف آخر الزمان‪ ،‬إل قامة احلق والعدل‪ ،‬وال شك أن إيليا هو األَّنوذج األول الئمة الشيعة الغائبني الذين حييون ال‬
‫يراهم أحد‪ ،‬والذين سيعودون يوما كمهديني منقذين للعامل) مث يقول‪(:‬هذا وقد امتزج ابلفكرة املهدية اليت ترجع يف أصلها إىل‬
‫العناصر اليهودية واملسيحية بعض خصائص (ساوسخايت) الزرادشيت‪ ،‬كما امتزج هبا ما كان جيول يف أذهان العاطلني البارعني‬
‫من خياالت وتصورات جاحمة أنتجت على مدى األايم كثريا من األساطري‪ ،‬وقد خاض احلديث يف موضوع هذه العقيدة اليت كثر‬
‫نقاش املسلمني فيها‪ ،‬ونسبت للرسول (صلى هللا عليه وسلم) أحاديث صور فيها على وجه الدقة الصفات اليت يتصف هبا منقذ‬
‫العامل الذي وعد به يف آخر الزمان‪ .‬على أهنا مل جتد يف احلقيقة منفذا تتسرب منه إىل مصنفات احلديث الصحيحة املتشددة يف‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫مات استعانت السبئية بدينها القدمي يف الرجعة‪ ،‬فزعمت أن ابن احلنفية مل ميت‪ ،‬وإَّنا هو حي يقيم‬
‫يف جبل رضوى‪ ،‬وسيظهر مرة أخرى‪ ،‬ليحارب الطغاة‪ ،‬ويقضي عليهم‪ ،‬وميال األرض عدال كما‬
‫ملئت جورا‪ ،‬ولقد افرتت السبئية هذا؛ لتظل قلوب الضحااي مرتبطة بوالئها الوثين هلذا الغائب‬
‫املنتظر‪ ،‬وابسم هذا الوالء تشكل حياهتا وعقائدها وجمتمعها‪ ،‬وابسم هذا الوالء تقاتل من يرفضون‬
‫اإلميان هبذا الوثن املوهوم‪ ،‬وابسم هذا الوالء تظل يف معارضتها احلقود لإلسالم‪ ،‬أما البداء ‪ -‬وهو‬
‫يف حقيقته هبتان أثيم يبهت هللا ابجلهل بعواقب األمور ‪ -‬فقد أفرتته الصهيونية للمختار؛ ليوارى به‬
‫خزى كذبه وسوءة افرتائه؛ فقد كان خيرب املفتونني به أبنه سينتصر‪ ،‬فتحيق به اهلزمية النكراء‪ ،‬فيفرتي‬
‫أن هللا قد بدا له اخلري يف غري ما وعده به‪ ،‬وغري ما قدره له!‪.‬‬
‫وهكذا سجل التاريخ قصة أول فرقة "شيعية"‪ ،‬منظمة هلا مذهبها اخلاص هبا ابسم الكيسانية‬
‫نسبة إىل "كيسان" رئيس شرطة املختار‪ ،‬أو املختارية‪ ،‬وقد ظفر مصعب بن الزبري ابملختار‪ ،‬فقتله‪،‬‬
‫ودمر كرسيه‪ ،‬فأسرعت الصهيونية ختتار غريه ممن هم على شاكلة املختار؛ ليبلغوا بدعوى املختار‬
‫غايتها‪.‬‬
‫تطور األساطري‪ :‬لقد زعم املختار أنه نيب‪ ،‬تكاد صفاته تواكب صفات األلوهية ولكن‬
‫الصهيونية تريد الكفر السليط الوقح الذي يضيف إىل بشر أنه ميثل احلقيقة اإلهلية يف ذاهتا‬
‫وصفاهتا! فظفرت بعدد من هؤالء ومن أشهرهم " بيان بن مسعان‪ ،‬وعمرو بن حرب‪ ،‬واملغرية بن‬
‫سعيد البجلي‪ ،‬وأبو منصور العجلي‪ ،‬وأبو اخلطاب األسدي‪ ،‬وعطاء الساخر امللقب ابملقنع‬

‫ضبط الرواية‪ ،‬ولكن أخرجتها الكتب األخرى اليت كانت أقل تشددا يف صحة ختريج األحاديث) ويقول‪(:‬وتبىن الفرق الشيعية‬
‫املختلفة اعتقادها خبلود اإلمام الذي تعده خامت األئمة كما تدعم إمياهنا بعودته إىل الظهور يف يوم من األايم على أحاديث‬
‫موضوعة خمتلفة يؤيدون هبا عقيدهتم هذه‪ ..‬فالرجعة إذن هي إحدى العناصر اجلوهرية يف نظرية اإلمامة عند كافة الفرق الشيعية‬
‫املختلفة‪ ،‬وال ختتلف هذه الفرق إال يف هوية اإلمام املختفي الذي قدرت له العودة) انظر ص‪ 191‬إىل ص‪ ،195‬من كتاب‬
‫العقيدة والشريعة ط ‪ 1‬جلولدزيهر‪ .‬ويقول فلهوزن‪ ،‬وهو بصدد شرح مفهوم الرجعة‪(:‬وأقيم أتليه آل بيت الرسول على أساس‬
‫فلسفي بواسطة مذهب الرجعة أو تناسخ األرواح‪ ،‬فاألرواح تنتقل ابملوت من جسم إىل جسم‪ ،‬ومثت بعث مستمر يف اجملرى‬
‫الطبيعي للحياة الدنيا‪ .‬ويستفيد هذا املذهب أمهية عملية خصوصا عن طريق رفعه إىل روح هللا اليت حتل يف نفوس األنبياء‪ ،‬فهذه‬
‫الروح تنتقل من نيب إىل آخر بعد وفاة السابق‪ ،‬وال يوجد يف الوقت الواحد غري نيب واحد‪ ،‬ويتتابعون حىت يبلغوا ألف نيب‪ ،‬وتبعا‬
‫هلذا‪ ،‬فإن األنبياء مجيعا واحد مبا يبعث يف كل منهم من روح هللا‪ ،‬واحلق أن النيب الصادق احلق واحد يعود أبدا من جديد‪ ،‬وهبذا‬
‫املعىن قالوا ‪ -‬أي الشيعة ـ‪ :‬إن حممدا يبعث يف علي وال علي‪ .‬وهذا يذكر كثريا ابلفكرة احملتمل جدا أهنا يهودية وإن كانت من‬
‫البدع اليهودية اليت وردت يف املواعظ املنحولة على كليمانس‪ .‬فروح هللا تتحد يف آدم مع شخص إنسان يظهر بصفة النيب‬
‫الصادق يف صور متعددة‪ ،‬وقدر له السيادة على امللكوت الدائم‪ .‬ولكن املتأخرين قد فهموا فيما يبدو الرجعة على حنو آخر‪،‬‬
‫فقالوا بفرتة غيبة دورية لإلمام الصادق‪ ،‬مث مسوا يف مقابل ذلك ظهوره من جديد رجعة‪ ،‬واملعىن األصيل للرجعة يظهر جليا من‬
‫مرادفتها لتناسخ األرواح) ص‪ 248‬وما بعدها‪ ،‬اخلوارج والشيعة للمستشرق فلهوزن‪ ،‬ترمجة الدكتور عبدالرْحن بدوي‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اخلراساين‪ ،‬والشلمغاين" وكثري غريهم‪ .‬وتتابع املدعون لأللوهية تتابع قصفات الرعود يف ليل مسف‬
‫الركام! ولقد كان لكل زنديق من هؤالء أتباع يبشرون أبلوهيته‪ ،‬وقد ظهر بعضهم يف عهد الدولة‬
‫األموية‪ ،‬والبعض اآلخر يف عصر الدولة العباسية‪ .‬وهكذا جنمت عن السبئية عدة فرق خمتلفة‬
‫األمساء متحدة الغاية واهلدف‪.‬‬
‫أساطري الشيعة‬
‫وأساس دين هذه الفرق مجيعها واحد‪ ،‬فكل فرقة تؤمن بتجسد احلقيقة اإلهلية؛ وجتليها على‬
‫أدوار أو أكوار يف صورة هيكل بشري يتحد فيه الالهوت ابلناسوت‪.‬‬
‫وجمايل احلقيقة اإلهلية‪ ،‬أو جتسداهتا هم الرسل واألوصياء‪ .‬وأول هؤالء هو علي بن أيب طالب‪.‬‬
‫ومل ختتلف هذه الفرق إال حول أمساء من ختتارهم‪ ،‬لتقدمهم للناس آهلة‪ ،‬فأتباع ابن حرب مثال‬
‫يزعمون أن روح هللا تناسخت حىت حلت فيه‪ ،‬فظهرت فيه أمساء هللا وصفاته‪ .‬وأتباع بيان يزعمون‬
‫أن جزءا إهليا قد حل يف علي‪ ،‬واحتد جبسده‪ ،‬وأن هذا اجلزء قد انتقل إىل بيان بنوع من التناسخ‪.‬‬
‫وأن عليا هو هللا الذي جاء يف ظلل من الغمام‪ .‬وأنه يظهر يف صور متعاقبة يف كل زمن‪.‬‬
‫وأبو اخلطاب األسدي يزعم أن هللا سبحانه قد نـزل إىل العامل(‪ ،)1‬وجتسد يف صورة جعفر‬
‫الصادق‪ ،‬فرأى الناس هللا يف صورة جعفر!‬
‫والنصريية تزعم أن هللا قد ظهر يف صورة علي‪ ،‬وخلق بيده وأمر بلسانه‪ ،‬فعلي كان موجودا قبل‬
‫خلق السموات واألرض! مث أسبغوا هذا البهتان على كل أئمتهم(‪.!)2‬‬
‫كما دان كثري من هذه الفرق أبن الرسالة ال تنقطع أبدا‪ ،‬كما كفر كثري من هذه الفرق ابلقيامة‬
‫كما بينها القرآن‪ ،‬وكما فهمها الرعيل األول الصادق من صفوة املسلمني وخيارهم‪ ،‬فال بعث‬
‫للناس من قبورهم‪ ،‬وال ثواب وال عقاب يف جنة أو انر‪ ،‬وإَّنا يف تناسخ الروح فحسب! أو يف‬
‫اإلميان مبظهر إهلي‪ ،‬أو الكفر به(‪!)3‬‬
‫ولكيال تظهر هذه الفرق يف صورة اللدد واخلصومة واملعارضة اجلهرية للقرآن‪ ،‬زعمت ما زعمه‬
‫كل معارضي الوحي من قبل‪ ،‬وهو أن لكل ظاهر ابطنا‪ ،‬وتبعا هلذه األسطورة الغنوصية أولت‬

‫(‪ )1‬ص‪ 246‬جـ‪ 1‬امللل والنحل‪.‬‬


‫الس َم ِاء‬
‫(‪ )2‬ص‪ 317‬جـ‪ 1‬امللل والنحل‪ ،‬وقد زعم أبو منصور العجلي أنه املقصود بقوله سبحانه‪َ :‬وإِ ْن يَـ َرْوا كِ ْس ًفا ِم َن َّ‬
‫َساقِطًا‪ ‬اآلية [الطور‪ ]44 :‬وهلذا لقب نفسه ابلكسف‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬من هؤالء أتباع عبدهللا بن معاوية بن عبدهللا بن جعفر بن أيب طالب وقد عبده شيعته‪ ،‬وزعموا إن العقاب والثواب‬
‫ابلتناسخ فحسب يف الدنيا‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫آايت القرآن أتويال ال تقره لغة وال دين وال عقل‪ ،‬فإذا عز عليها اقرتاف حتريف الكلم عن مواضعه‬
‫افرتوا األحاديث على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫ولكيال تبطش هبم السلطة احلاكمة يف حال ضعفهم‪ ،‬أو تقع على خيانتهم عني‪ ،‬ابتدعوا‬
‫"التقية" ولكي تظل هلم السطوة اليت تنشب خمالبها احلداد يف قلوب الضحااي التعسة ربطوا املصري‬
‫ابإلمام والقائم املنتظر‪.‬‬
‫اإلمام والقائم‪ :‬واإلمام ‪ -‬كما يقول الشهرستاين ‪ -‬هو من يقدر اآلفاق على األنفس‪ ،‬وميكنه‬
‫أن يبني مناهج العاملني عامل اآلفاق وعامل األنفس‪ ،‬وأوهلما هو العامل العلوي واثنيهما هو عامل‬
‫األنفس‪ .‬أما القائم فهو من يقدر الكل يف ذاته‪ ،‬وميكنه أن يبني كل ُكلِ ِي يف شخصه املعني اجلزء‪.‬‬
‫وحينما يظهر القائم يرد كل كائن إىل حال الكمال‪ ،‬وتظهر الروحانيات حمل اجلسمانيات(‪.)1‬‬
‫وقد عكف شياطني هذه الفرق على أسطورة اإلمام والقائم يتعهدوهنما ابلغلواء‪ ،‬وأيفكون على‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم عشرات من األحاديث(‪ )2‬يصور اإلمام والقائم يف صورة ألوهية‬
‫معبودة وربوبية خالقة قهارة‪ ،‬أو على األقل‪ :‬نبوة ليس هلا من النبوات كفو‪ ،‬وال مثيل!‬
‫التجسد واإلمساعيلية‪ :‬وقد وجدت أسطورة جتسد احلقيقة اإلليهة ودميومة الرساالت أوسع‬
‫تعبري عنها يف مذهب اإلمساعيلية؛ فهم يزعمون ‪ -‬كما يبني جولدزيهر ‪ -‬أن الروح اإلهلية تتجلى‬
‫يف درجاهتا املختلفة ومراحلها املتوالية‪ ،‬وتظهر لإلنسانية منذ بدء اخلليقة يف صورة يتزايد كماهلا‬
‫وهباؤها يف مظاهر بشرية‪ ،‬وكل مظهر من هذه املظاهر الدورية للعقل الكلي يبدو يف وقته؛ ليتم‬
‫العمل الذي يبدؤه املظهر السابق‪ .‬أي أن الوحي اإلهلي ال ينقطع‪ ،‬وال ينتهي يف فرتة زمنية من‬
‫فرتات اتريخ اخلليقة‪ ،‬وهبذا النظام الدوري املتكرر يلي املهدي الناطق السابع آتيا برسالة تعد من‬
‫حيث هي مظهر من املظاهر الدورية أكمل وأعظم مما سبقها‪ .‬بل تفوق رساالت من سبقه حىت‬
‫رسالة النيب حممد!‪ .‬مث يكشف جولدزيهر عن الغاية من هذا الزعم فيقول‪":‬وهذا التطبيق لفكرة‬
‫املهدي يهدم إحدى دعائم اإلسالم األساسية‪ ،‬وهي أن حممدا قد ختم إىل األبد سلسلة من‬
‫األنبياء‪ ،‬وأنه احلامل آلخر رسالة بعث هللا هبا إىل اجلنس البشري‪ .‬وحتت لواء هذه اجلماعة‬

‫(‪ )1‬ص‪ 304‬جـ‪ 1‬امللل والنحل‪ .‬وقد زعم الكيايل أن القائم أفضل من األنبياء ألن األنبياء هم قادة أهل التقليد‪ ،‬وأهل التقليد‬
‫عميان والقائم قائد أهل البصرية‪ ،‬وأهل البصرية أولو األلباب‪ ،‬ص‪ 307‬املصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )2‬ضج عبدامللك بن مروان من كثرة انتشار األحاديث املوضوعة فخطب قائال‪(:‬اي أهل املدينة‪ :‬أان أحق الناس أن يلزم األمر‬
‫األول‪ ،‬وقد سالت علينا أحاديث من قبل هذا املشرق‪ ،‬وال نعرفها‪ ،‬وال نعرف منها إال قراءة القرآن‪ ،‬فألزموا ما يف مصحفكم‬
‫الذي ْحلكم عليه اإلمام املظلوم) ص‪63‬جـ‪ 9‬بداية وص ‪ 104‬جـ‪ 3‬مروج الذهب‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الشيعية‪ ،‬وهي اإلمساعيلية‪ ،‬روجت الدعاية السرية مبادئ هادمة لإلسالم مقوضة ألركانه(‪ )1‬وصار‬
‫أمرا هينًا"؛ وهلذا يقول آدم متز‪":‬كلما زاد عدد من يدعى املهدية واأللوهية أصبح‬
‫ادعاء األلوهية ً‬
‫ادعاء النبوة شيئًا قدميًا ال يستهوى األدعياء"(‪.)2‬‬
‫تصدع الدولة األموية‬
‫حتت هذه الضرابت املتالحقة اليت مكرت هبا السبئية وأعواهنا اهنارت دولة بين أمية اليت كانت‬
‫ْحى منيعا للعروبة ولإلسالم‪ ،‬وقد عرب البطل املسلم العريب "نصر بن سيار"(‪ )3‬عن هذه الفاجعة‪،‬‬
‫وهتك القناع عن هدف السبئية يف صرخته اليت استنهض هبا مهة املسلمني والعرب؛ ليتحدوا يف‬
‫سبيل القضاء على فتنة أيب مسلم اخلراساين الذي أوقع بينهم العداوة والبغضاء واحلرب‪ ،‬وصمم‬
‫على تقويض دعائم اإلسالم وتدمري دولته‪ ،‬واستئصال كل ما هو عريب أو إسالمي وهذه هي‪:‬‬
‫أن اغض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبوا قب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل أَّال ينف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع‬ ‫أَبملِ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مغ ربيعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة يف َم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مرٍو‪ ،‬ويف ميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن‬
‫الغض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب‬ ‫م ـ ـ ـ ـ ـ ــا ابلك ـ ـ ـ ـ ـ ــم تنش ـ ـ ـ ـ ـ ــبون احل ـ ـ ـ ـ ـ ــرب بي ـ ـ ـ ـ ـ ــنكم‬
‫ب‬ ‫ِ‬
‫ك ـ ـ ــأن أه ـ ـ ــل احلج ـ ـ ــا ع ـ ـ ــن رأيك ـ ـ ــم غُيَّـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫وترتك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدواً ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد أح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاط بك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم‬
‫مم ـ ـ ـ ـ ـ ــن أتَشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب‪ ،‬ال دي ـ ـ ـ ـ ـ ــن وال حس ـ ـ ـ ـ ـ ــب‬ ‫ال ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــثلهم يف الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاس نعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرفهم‬
‫وال ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريح م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوال إن هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم نسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبوا‬ ‫ـنهم‬
‫مـ ـ ـ ـ ــن كـ ـ ـ ـ ــان يسـ ـ ـ ـ ــألين عـ ـ ـ ـ ــن أصـ ـ ـ ـ ــل ديـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ـنهم أن يهل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬ ‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإن دي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫قـ ـ ـ ـ ـ ــوم يقول ـ ـ ـ ـ ـ ــون قـ ـ ـ ـ ـ ــوال م ـ ـ ـ ـ ـ ــا مسع ـ ـ ـ ـ ـ ــت ب ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬
‫ع ـ ـ ــن الن ـ ـ ــيب‪ ،‬وال ج ـ ـ ــاءت(‪ )4‬ب ـ ـ ــه الكت ـ ـ ــب‬

‫وصرخ صرخة أخرى بدأها بقوله‪:‬‬


‫فيوش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك أن يك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرام‬ ‫أرى خل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل الرم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيض انر‬
‫علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى اإلسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالم والعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالم‬ ‫فَِف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِرى ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن رحال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك مث ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــويل‬

‫(‪ )1‬ص‪ 114‬العقيدة والشريعة‪ .‬ويكشف جولدزيهر أيضا عن اهلدف املسترت وراء القول ابإلمامة‪ ،‬بقوله‪(:‬وفكرة اإلمامة‬
‫عندهم ‪ -‬يعين الشيعة ‪ -‬مل تكن إال قناعا سرتوا وراء براجمهم اهلدامة‪ ،‬ومل تكن إال تكأة إسالمية املظهر اعتمدوا عليها كأداة‬
‫للتقويض والتدمري) انظر ص‪ 213‬الصدر السابق‪ ،‬وقد زعم كثري من زعماء هذه الفرق أن لكل حرف من أمسائهم داللة روحية‪.‬‬
‫كما فعل الكرماين ابسم احلاكم أبمر هللا‪ ،‬وكما زعم أْحد بن الكيال‪ ،‬وسنرى البهاء يسلك نفس التيه!‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 53‬جـ‪ 2‬احلضارة اإلسالمية‪.‬‬
‫(‪ (3‬كان واليًا على خراسان من قبل بين أمية أايم قيام أيب مسلم اخلراساين ابلدعوى لبين العباس وكان أفتك سالح استعمله‬
‫أبو مسلم ضد العرب هو إاثرة الفتنة بني العرب أنفسهم‪ ،‬فراح بعضهم يقتل بعضا‪ ،‬مث أهوى هو عليهم بعد أن استنفذ قواهم يف‬
‫قتل بعضهم بعضا‪.‬‬
‫(‪ (4‬ص‪ 304‬جـ‪ 3‬الكامل البن األثري‪ ،‬ص‪ 478‬جـ‪ 4‬العقد الفريد‪ ،‬ط اللجنة مع اختالف قليل‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أذان؛ إذ كان الذين يستصرخهم على شفا جرف هار‪،‬‬


‫بيد أن هذا النذير اجلليل املدوي مل يقرع ً‬
‫ودوي الريح يعصف حتت غياهب الليل‪ ،‬فال أذن تسمع‪ ،‬وال عني تبصر!‬
‫الدولة العباسية‬
‫وعلى أنقاض الدولة األموية أقامت الصهيونية الدولة العباسية‪ ،‬ظنا منها أهنا ستكون هلا‪ ،‬بيد‬
‫أهنا ما لبثت أن تبينت أهنا كانت وامهة‪ ،‬وأن قوة اإلسالم يف نفوس أوائل خلفائها كانت أقوى‬
‫وأعز من أن هتطع ألطماع الصهيونية‪.‬‬
‫مصري أيب مسلم‪ :‬لقد ظن "أبو مسلم اخلراساين" وأشياعه‪ ،‬وسادته أهنم ظفروا ابلعروبة‪،‬‬
‫وابإلسالم‪ ،‬غري أنه آمن أنه حفر مصرعه بيديه؛ فقد عرف "أبو جعفر املنصور" ‪ -‬كما قال نصر‬
‫‪ -‬أن دين أيب مسلم اخلراساين هو أن يهلك العرب وأن تؤله النار مرة أخرى(‪ ،)1‬فقتل املنصور أاب‬
‫مسلم وخاطبه‪ ،‬وهو طريح بني يديه‪:‬‬
‫أم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َّـر يف احلل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن العلق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم‬ ‫اشـ ـ ـ ـ ـ ــرب بكـ ـ ـ ـ ـ ــأس كنـ ـ ـ ـ ـ ــت تسـ ـ ـ ـ ـ ــقى هبـ ـ ـ ـ ـ ــا‬

‫املنصور والراوندية‪ :‬وفتك "ابلرواندية" الذين طافوا حول قصره هاتفني أبلوهيته‪ ،‬إنه رفض هذه‬
‫الرشوة الكافرة املاكرة‪ ،‬وأىب إال أن يستعصم يف هذه اللحظة بدينه‪ ،‬وأن يهوى عليهم يف يوم جمد‬
‫التاريخ فيه بطولة املنصور‪ ،‬وخلد ذكر يومه‪ .‬وآمن "السبئية" أهنم أمام رجل قد صمم على أن‬
‫جيعلها إسالمية‪ ،‬فحشدوا له ما أمكنهم حشده من شياطني احلقد‪ ،‬وراودوا كثرياً من آل "علي"‬
‫عن آماهلم يف أن يكون هلم األمر‪ ،‬وراودوا غريهم ممن يريدوهنا فارسية جموسية‪ ،‬فظفروا ابألخوين‬
‫حممد وإبراهيم ولدي عبدهللا بن احلسن بن علي‪ ،‬فثار حممد يف املدينة‪ ،‬واثر إبراهيم يف البصرة‪.‬‬

‫(‪ (1‬يقول فلهوزن‪(:‬نبذ العباسيون خاصة أنصارهم‪ ،‬وهم الشيعة الغالة (الراوندية) الذين كانوا منتشرين يف فارس بنوع خاص‪،‬‬
‫وعلى هذا فإن العباسني فيما يتعلق ابلدين‪ ،‬قد انصرفوا عن الفرس إىل العرب‪ .‬وانقادوا ملذهب اجلماعة اليت ليس هلا آراء خاصة‪،‬‬
‫بل أتخذ الدين ابلقبول على أنه مأثور منقول‪ ،‬وتكتفي ابملأثور املنقول‪ ..‬على أن العباسيني من هذه الوجهة ساروا يف الطريق‬
‫الذي سار فيه األمويون رغم ما يبدو خالفا لذلك‪ .‬غري أهنم كانوا أشد من األمويني متسكا مبا عليه اجلماعة وأشد ضراب على‬
‫أيدي الفرق اليت تنحرف عن مذهب اجل ماعة‪ ،‬وتفسد الوحدة الدينية والسياسية‪ .‬وقد استعملوا من يطارد الزاندقة‪ ..‬ويظهر أن‬
‫هؤالء كانوا من انبغة الشيعة الغالة يف فارس) ص‪ 533‬اتريخ الدولة العربية‪ .‬ويبدو العباسيون أشد ضراب على أيدي الفرق؛‬
‫لكثرة ما جنم يف أايمهم من هذه الفرق اليت كانت تظن أول األمر أن العباسيني لقمة سائغة! وأهنم سينسون عروبتهم وإسالمهم!‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وكانت اجلرمية السبئية مع األخوين نفس اجلرمية اليت اقرتفت ضد علي واحلسني وزيد بن علي‬
‫وولده حيىي؛ فقد ترك السبئيون األخوين حممدا وإبراهيم يف النهاية ملصريمها الفاجع‪ ،‬فقتل حممد‪،‬‬
‫كارها"(‪.)1‬‬
‫وقتل إبراهيم‪ ،‬وبكى املنصور لقتله‪ ،‬وقال‪":‬وهللا لقد كنت هلذا ً‬
‫لقد كانت السبئية أو الصهيونية وراء كل معركة‪ ،‬بيد أن الوقود كان ‪ -‬واي أسفاه ‪ -‬أكثره من‬
‫املسلمني‪ ،‬وكان للصهيونية الظفر على كل حال؛ فحسبهم ظفرا أن تتدفق الدماء العربية اإلسالمية‬
‫ممن يقاتلون معهم أو ضدهم‪ ،‬وأن يزلزلوا ما يريدون زلزلته من أركان وعمد‪.‬‬
‫فنت شيعية‬
‫مث ظفر السبئيون "أبستاذ سيس" يف خراسان معقل أيب مسلم األول‪ ،‬فدوخ جيوش الدولة‬
‫العباسية‪ ،‬ولكنها قضت عليه يف النهاية(‪.)2‬‬
‫مث ظفروا ابملقنع اخلراساين‪ ،‬وحشدوا لنصرته كل من أسلموا هلم مقادهم من خصوم العروبة‬
‫واإلسالم وبعضهم من الرتك ‪ -‬فقد أسهموا يف هذه املعركة وراء املقنع ‪ -‬وظل سعري احلرب‬
‫متأججا بضع سنني‪ ،‬فلما حوصر املقنع جلأ دهاة الكيد الصهيوين كدأهبم إىل ترك الفريسة للمصري‬
‫احملتوم‪ ،‬واستأمنوا قائد جيوش املهدي العباسي فأمنهم‪ ،‬فانفض عن املقنع ثالثون ألفا‪ ،‬وهنالك‬
‫أجج املقنع انرا كاليت تضطرم يف نفسه مث صاح‪":‬من أحب أن يرتفع معي إىل السماء‪ ،‬فليلق نفسه‬
‫معي يف هذه النار" والتهمت النار هذا احلطام النجس الذي زعم أنه ربوبية قاهرة(‪ .)3‬وقالت‬
‫الصهيونية عن املقنع نفس الكلمة اليت قالتها بعد عن البهاء يوم أن هلك‪ :‬لقد صعد الرب إىل‬
‫مقره األقدس!‬
‫وأىب السبئيون إال أن يدنسوا قدس املدينة املنورة أبرجاسهم مرة أخرى‪ ،‬فأاثروا هبا احلسني بن‬
‫علي بن احلسن الذي ينتهي نسبه إىل علي‪ ،‬وقد اختذ هو ومن معه‪ ،‬والذين أاثروه من املسجد‬

‫(‪ )1‬ص‪ 82‬وما بعدها جـ‪ 10‬البداية البن كثري‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 106‬املصدر السابق‪ ،‬وكان القضاء على فتنته سنة ‪136‬هـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪ 58‬جـ‪ 5‬الكامل‪ ،‬ص‪145‬جـ‪ 10‬البداية‪ .‬ويقول الوطواط عن املقنع‪(:‬كان أصل معتقده احللول والتناسخ‪ ،‬فادعى‬
‫الربوبية يف قومه‪ ،‬فتابعوه‪ ،‬وقالوا بقوله‪ ،‬وأسقط عمن تبعه الصالة والزكاة والصوم واحلج‪ ،‬فمن مفصل أابطيله أنه زعم أن هللا ‪-‬‬
‫تعاىل عما يقول الظاملون واجلاحدون علوا كبريا ‪ -‬حل يف آدم مث من آدم يف نوح‪ .‬مث إىل صورة بعد صورة من صور األنبياء‬
‫واحلكماء حىت وصل إىل صورة أيب مسلم اخلراساين فحل فيها‪ ،‬مث منه إليه) ودامت فتنته أربع عشرة سنة‪ ،‬وانتهت يف سنة‬
‫‪163‬هـ أو ‪160‬هـ انظر ص‪ 141‬غرر اخلصائص الواضحة أليب إسحاق برهان الدين إبراهيم بن حيىي بن علي الكتيب املعروف‬
‫ابلوطواط‪ ،‬طبعة سنة ‪1330‬هـ‪ .‬وما ادعاه املقنع سرقه البهاء‪ ،‬ونسبه إىل نفسه كما هو مل يزد عليه شيئًا‪ ،‬مث زعم أنه وحي من‬
‫السماء!!‪ .‬وليتدبر البهائيون لعلهم يهتدون!‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الطهور معقال هلم‪ ،‬ومنعوا الناس من إقامة الصالة فيه‪ .‬واذكر ماذا حيدث حني حتتشد مجاعة كثرية‬
‫العدد أايما طواال يف مكان واحد ال تربحه!‬
‫وما إن حاصر جيش موسى اهلادي أولئك الذين دنسوا املسجد حىت تركت السبئية احلسني‬
‫لنهايته احملتومة‪ ،‬فقتل(‪!)1‬‬
‫جموسية الربامكة‬
‫واستبد الربامكة ابألمر يف زمن الرشيد‪ ،‬وهبت جموسيتهم حتاول اكتساح لغة القرآن ودينه‬
‫وأخالقه‪ ،‬واحلضارة اليت شيدها‪ ،‬والعلم النافع الذي نشر نوره‪ .‬وتصاحيت الصهيونية أبجماد الفرس‪.‬‬
‫فأعلنها األصمعي خالصة صرحية يدمغ الربامكة أبهنم صاروا إلباً ضد اإلسالم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ك‬‫أض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاءت وج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوه ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــين بـرم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫إذا ذُك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرك يف جمل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬
‫َمَ‬
‫أتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا ابألحادي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــث ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن َمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مزَد ِك‬ ‫وإن تليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت عنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدهم آيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫ومزدك دع ُّي اجملوسية الفارسي الفاجر الداعر الداعي إىل الشيوعية املطلقة يف األموال والنساء‪،‬‬
‫والذي فر مذهبه إىل آسية وأوربة‪ ،‬فتلقفه فيهما املنتظرون! ويصطنع الربامكة ثورات‪ ،‬مث يقفون منها‬
‫موقفا يرتاءون به أهنم أرابب الفضل يف القضاء عليها ابحلكمة‪ ،‬كما فعلوا حينما دفعوا بيحىي بن‬
‫عبدهللا بن احلسن إىل الثورة(‪ ،)2‬مث ْحلوه على الرضا ابلصلح الذي قضى به الفضل بن حيىي‬
‫الربمكي الذي كان الرشيد قد انتدبه لقمع ثورة حيىي! مث أوحوا إىل الرشيد ابلعفو عن الثائر‪ ،‬فعفا‪،‬‬
‫وغاىل يف إكرامه‪ ،‬فكان أن هتف الشعراء بفضل الربمكية أو بتعبري أصرح‪ :‬بفضل اجملوسية‪ .‬يقول‬
‫أحدهم مادحا الفضل‪:‬‬
‫رتق ـ ـ ـ ـ ـ ــت هب ـ ـ ـ ـ ـ ــا الفت ـ ـ ـ ـ ـ ــق ال ـ ـ ـ ـ ـ ــذي ب ـ ـ ـ ـ ـ ــني‬ ‫ظف ـ ـ ـ ـ ـ ــرت ف ـ ـ ـ ـ ـ ــال ش ـ ـ ـ ـ ـ ــلت ي ـ ـ ـ ـ ـ ــد برمكي ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫هاش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم‬ ‫علـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى حـ ـ ـ ـ ـ ـ ــني أعي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراتقني التئام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬
‫فكف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا‪ ،‬وق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالوا‪ :‬ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيس ابمل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتالئم‬ ‫فأص ـ ـ ـ ـ ـ ــبحت ق ـ ـ ـ ـ ـ ــد ف ـ ـ ـ ـ ـ ــازت ي ـ ـ ـ ـ ـ ــداك خبط ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اجملـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ابق ذكرهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا يف املواسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫(‪ )1‬ص‪ 74‬جـ‪ 5‬الكامل‪ ،‬ص‪ 157‬البداية‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 168‬البداية‪ ،‬ص‪ 91‬وما بعدها جـ‪ 5‬الكامل‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ويتبني الرشيد أنه أخطاء يف العفو؛ فالثائر ال يزال يعمل بغية القضاء على الرشيد؛ فيأمر‬
‫بسجنه‪ ،‬ولكن جعفر الربمكي أيمر إبطالق سراحه‪.‬‬
‫مث يتحول الربامكة بفتنتهم الضارية إىل الشام؛ إذ كان الدرع القوية للعروبة ولإلسالم يف كل‬
‫تلك األحداث اجلسام اليت عصفت؛ وهلذا دبر الربامكة ‪ -‬ليخلص هلم األمر ‪ -‬فتنة بغية حتطيم‬
‫فحم القتال بني املضرية واليمانية‪،‬‬
‫هذه الدرع القوية الفوالذية‪ ،‬فأاثروا الشقاق بني عرب الشام‪َّ ،‬‬
‫وأسرع الربامكة يرتاءون إبطفاء الفتنة‪ ،‬وهم مضرموها؛ ليسيطروا ابلصنيع اجلميل على قلوب هؤالء‬
‫العرب الذين نـزغ بينهم شيطان الربامكة‪ ،‬فكان أن أمخدت انر الفتنة ابلصلح‪ ،‬وكان أن ْحل‬
‫رؤساء اجلماعتني إىل الرشيد‪ ،‬فأىب هذا أن يكون له فضل‪ ،‬فوكل أمرهم إىل كبري الربامكة حيىي‪،‬‬
‫فعفا عنهم‪ ،‬وصفح! فلم ال ميجد الناس صنيع الربامكة؟!‬
‫مل ال يندفع الشعوبيون والزاندقة الذين تلهب ظهورهم سياط الصهيونية إىل متجيد اجملوسية‬
‫الفارسية‪ ،‬وأصالة اجلنس الفارسي‪ ،‬واحلط من شأن العروبة اليت يرتق الفرس يف كل آونة فتقها؟! ملَ‬
‫ويسمعون مبثالب أيفكوهنا؟ لقد مكنهم العرب ‪ -‬واي‬ ‫ينالون ابلبهتان املسمم من كل ما هو عريب‪ِ ،‬‬
‫أسفاه ‪ -‬من رقاهبم بتالحيهم وتقاتلهم!‬
‫ولكن هذا كله مل ينقع غلة الربامكة‪ ،‬فما زال يف يد عرب الشام سالحهم وما زالت هنالك‬
‫حم اخلطر األكرب؛ هلذا نفث دعاهتم مسوم الفتنة مرة أخرى‪،‬‬ ‫الروح اليت تدعوهم إىل التوحد إذا َّ‬
‫فأسرع جعفر الربمكي إىل هذه الفتنة‪ ،‬فأمخدها بكل ما يرتاءى به الدهاء الذكي من رقة ومساحة‪،‬‬
‫مث أسرع يلهث إىل هدفه املنشود فجرد عرب الشام من خليهم وأسلحتهم‪.‬‬
‫وهبذا خال الشرى من أسوده األشاوس للربامكة‪ ،‬فجدوا يف الكيد لإلجهاز على رمق الواهن من‬
‫النفوذ العريب اإلسالمي‪ .‬وتدمري صروح احلضارة اإلسالمية‪.‬‬
‫بيد أن الغشاوة كلها اجنابت عن عني الرشيد يف حلظة ظن الزاندقة فيها أهنم أولو األمر وسادة‬
‫امللك‪ ،‬وأن الدولة اإلسالمية تكابد احلشرجة األخرية‪ .‬لقد رأى الرشيد الشعوبية اخلاتلة جتتاح معامل‬
‫العروبة‪ ،‬وبدا له كل شيء وكأَّنا هو معد لعبادة النار‪ ،‬فما يف كثري من العقائد إال شعاع خافت‬
‫من نور احلق وما يف كثري من القلوب إال هوى حينو على الزندقة‪ .‬رأى اللغة واألخالق ونظم احلكم‬
‫ووزراءه والكثري من قادته ووالته وحكامه‪ ،‬رأى كل هذا وكل هؤالء حتت سلطان الربامكة وسطوهتم‬
‫ومصبوغا أو مصبوغني بصبغتهم‪ .‬بل رأى نفسه هو يكاد حيطم النري الربمكي عنقه‪ ،‬فجاشت يف‬
‫أعماقه عزمية العريب األصيل‪ ،‬والتهبت يف نفسه ْحية إسالمية‪ ،‬فاجتاح الربامكة إبعصار قوي‬
‫مدمر‪ ،‬فأصبحوا ال يرى إال مساكنهم‪ ،‬فأثبت هبذا البطش العارم أبعداء العروبة واإلسالم أن‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫العريب قوة رائعة قد تذهل أحياان عن نفسها‪ ،‬ولكنها حني تستثار بعنف تسيطر‪ ،‬وجتتاح مردة‬
‫البغى وأابلسة الشر‪.‬‬
‫وحتاول السبئية أن تثأر لنفسها من هذا اخلليفة الذي نكل هبا‪ ،‬ودمر أحالمها يف اللحظة اليت‬
‫حسبت فيها أنه مل يبق بينها وبني النصر األعظم سوى خطوة قصرية يرتك هلا هي حتديد ميقاهتا‪،‬‬
‫فتصور هذه املعركة اليت خاضها الرشيد ضد الربامكة تصويرا يثري العطف احلنون على الربامكة‬
‫غدرا اجتاح‬
‫تصويرا جيعلنا نعتقد أن ما فعله الرشيد مل يكن إال ً‬
‫ً‬ ‫والغضب الناقم من الرشيد خيانته‪.‬‬
‫الربامكة به؛ فقد زعموا أن جعفر الربمكي استجاب للهفة العباسة أخت الرشيد‪ ،‬فعقد عليها سرا‪،‬‬
‫وجاء منها يف املخدع الظنني بغالم‪ ،‬ففتك الرشيد ابلربامكة هلذا! وقد جازت هذه الفرية اخلسيسة‬
‫على بعض املؤرخني الذين ينتسبون إىل أهل السنة‪ ،‬فلم ال ينقم الناس من الرشيد أنه دافع عن‬
‫عرض ال يستحق أن يدافع عنه أحد؛ ألن هذا العرض هو الذي سعى إىل أن ميتهن‪ .‬وما فكر‬
‫هؤالء أن األمر لو كان كذلك‪ ،‬لقضى الرشيد على جعفر وحده‪ ،‬فهو صاحب اجلرمية كما‬
‫يزعمون‪ ،‬ال كل الربامكة‪.‬‬
‫بني األمني واملأمون‬
‫ُّ‬
‫وجتد فتنة السبئية بكيدها حىت توقع بني األخوين األمني واملأمون فتشتعل احلرب بينهما‪ ،‬وحتمل‬
‫السبئية سالحها ضد األمني؛ ألنه عريب خالص‪ ،‬أما املأمون ففيه شائبة‪ ،‬مث إنه مضيع الفكر‬
‫واليقني بثقافة غري إسالمية‪ ،‬فهو إذن صيد مثني يسهل عليهم صيده‪.‬‬
‫وحتصد انر احلرب آالف القرابني من العرب وتقضى على األمني‪.‬‬
‫غري أن املنهزمني واملنتصرين من العرب يتناسون جراح املعركة وآالمها ويقفون دون املأمون‬
‫يذودون عنه السبئية حىت ال تطبق عليه بكل مكائدها(‪ )1‬وتندلع ثورة "اببك اخلرمي"(‪ ،)2‬ويهرع‬
‫ألوف وألوف‪ ،‬وخينس األفشني قائد جيوش املعتصم عن مناجزته؛ ألنه كان أفعواان من أفاعي‬
‫املؤامرة‪ ،‬ولكن ْحية أبطال العروبة واإلسالم ترغمه مكرها على أن يقاتل صنوه فيقهر "اببك"‪،‬‬
‫وينفذ فيه املعتصم احلكم الذي حكم هللا به على ن حياربونه‪ ،‬ولوال عزائم األبطال الذين أعدهم‬
‫اإلسالم خلوالد أايمه‪ ،‬لقضى اببك ‪ -‬خبيانة األفشني ‪ -‬على املسلمني(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أشعل السبئية يف عهد املأمون ثورات كثرية منها ثورة ابن طباطبا وقائده أيب السرااي سنة ‪199‬هـ‪ .‬وثورة احلسني بن احلسن‬
‫األفطس مبكة‪.‬‬
‫(‪ )2‬بدأت سنة ‪201‬هـ يف عهد املأمون‪ ،‬وأمخدت سنة ‪223‬هـ يف عهد املعتصم‪.‬‬
‫(‪ )3‬انظر يف ص‪ 240‬جـ‪ 5‬الكامل هناية اببك‪ ،‬وقد قَتل امللعون من املسلمني قرابة ثالمثائة ألف‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫سقوط بغداد‬
‫وتضطرم ثورات وثورات‪ .‬ويقتحم احلمى عداه من كل انحية‪ ،‬وتظل ‪ -‬رغم ذلك كله ‪ -‬قوى‬
‫اإلسالم صامدة شاخمة رغم أهنا مثخنة ابجلراح ال ينال منها سوى اخليانة اآلمثة كما صنع الوزير‬
‫الشيعي ابن العلقمي(‪ )1‬حينما سعى ابخليانة إىل التتار‪ ،‬ففتح هلم بغداد عاصمة اخلالفة اإلسالمية‪،‬‬
‫فنكلوا أبهلها وابخلليفة نفسه(‪ ،)2‬وما هو إال مثل نضربه ال اتريخ للخيانة نفصله‪.‬‬
‫من ينسى نضال اإلسالم هلذه الثورات املتتابعة‪ ،‬وللقرامطة(‪ )3‬وللصليبيني وللتتار وغريهم وغريهم‬
‫‪ -‬والذي يذكر هذا يذكر معه أن هذه الثورات السفاحة قد انلت وال شك من دولة اإلسالم‪،‬‬
‫فقضت على اخلالفة العباسية يف بغداد‪ ،‬وأحالت الدولة الشاخمة الكربى دويالت ال توحد بني‬
‫حكامها عقيدة وال غاية‪ ،‬بل يباعد بينهم منازع متباينة‪ ،‬وأهواء متشاكسة‪ ،‬كما قضت البدع اليت‬
‫بثتها تلك الثورات على إميان الكثري‪ ،‬وجعلت عقائدهم أمشاجا ما هلا من صلة بعقيدة القرآن‪،‬‬

‫(‪ )1‬قال اإلسحاقي يف اترخيه أخبار األول ص‪(:108‬ومن أعظم أسباب زواهلا ‪ -‬يعين الدولة العباسية ‪ -‬أن مؤيد الدين‬
‫العلقمي كان وزير املعتصم‪ ،‬وكان رافضيا ‪ -‬أي شيعيا ‪ -‬مستوليا على املعتصم عدوا له‪ ،‬وألهل السنة يداريهم يف الظاهر‪،‬‬
‫وينافقهم يف الباطن‪ ،‬وكان يريد إزالة اخلالفة من بين العباس‪ ،‬وإعادهتا إىل العلويني‪ ،‬وصار يكاتب هوالكو‪ ،‬ويطمعه يف ملك‬
‫بغداد‪ ،‬ويطالعه أبخبارها‪ ،‬ويعلمه كيفية أخذها‪ ،‬وخيربه بضعف اخلليفة واحنالل العسكر عنه) نقلنا النص عن كتاب حياة شيخ‬
‫اإلسالم ابن تيمية لعالمة الشام الشيخ حممد هبجت البيطار‪.‬‬
‫(‪ (2‬سقطت بغداد يف يد هوالكو سنة ‪656‬هـ ‪1258 -‬م‪ .‬وكان النصري الطوسي أحد أعوان هوالكو يف هذه اجلرمية املنكرة؛‬
‫إذ كان شيعيا‪ ،‬وإليك ما يقوله مؤرخ شيعي‪(:‬ومن مجلة أمره ‪ -‬أي الطوسي ‪ -‬املشهور واملعروف واملنقول حكاية استيزاره‬
‫للسلطان احملتشم يف حمروسة إيران هوالكو خان بن قويل خان بن جنكيز خان من عظماء سالطني التااترية وأتراك املغول‬
‫وحجيته يف موكب السلطان املؤيد مع كمال االستعداد إىل دار السالم بغداد إلرشاد العباد وإصالح البالد‪ ،‬وقطع دابر سلسلة‬
‫البغي والفساد‪ ،‬وإمخاد اثئرة اجلور واإللباس‪ ،‬إببداد دائرة ملك بين العباس‪ ،‬وإيقاع القتل العام من أتباع أولئك الطغاة إىل أن‬
‫أسال من دمائهم األقذار كأمثال األهنار‪ .‬فاهنار هبا يف ماء دجلة ومنها إىل انر جهنم دار البوار) روضات اجلنات ملريزا حممد ابقر‬
‫املوسوي الشيعي (نقال عن ص‪ 189‬املصدر السابق)‪ .‬وهذه الشماتة من املؤرخ تكشف لنا عن سعار احلقد الذي يضطرب به‬
‫قلبه‪ .‬وعن الطوسي يقول اإلمام اب ن القيم‪(:‬وملا انتهت النوبة إىل نصري الشرك والكفر امللحد وزير املالحدة النصري الطوسي وزير‬
‫هوالكو شفا نفسه من أتباع الرسول وأهل دينه‪ ،‬فعرضهم على السيف‪ ،‬حىت شفا إخوانه من املالحدة‪ .‬واشتفى هو‪ ،‬فقتل‬
‫اخلليفة والقضاة والفقهاء واحملدثني‪ ،‬واستبقى الفالسفة واملنجمني والطبائعيني والسحرة‪ ،‬ونقل أوقاف املدارس واملساجد والربط‬
‫إليهم‪ ..‬واختذ للمالحدة مدارس‪ ،‬ورام جعل إشارات إمام امللحدين ابن سيناء مكان القرآن‪ ،‬فلم يقدر على ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬هي‬
‫قرآن اخلواص‪ ،‬وذاك قرآن العوام‪ ،‬ورام تغيري الصالة وجعلها صالتني) ص‪ 267‬جـ‪ 2‬إغاثة اللهفان‪.‬‬
‫(‪ )3‬بدأت يف عهد اخلليفة املعتضد الذي توىل سنة ‪278‬هـ ‪891 -‬م مؤسسها ْحدان قرمط يف املنطقة احمليطة بواسط من‬
‫العراق ويف سنة ‪ 929 - 317‬استوىل القرامطة على مكة ونـزعوا احلجر األسود‪ ،‬وظل يف عاصمتهم األحساء ثالثني عاما‪ ،‬مث‬
‫رد إىل مكانه يف خالفة املطيع ويقول عنهم اإلمام اجلليل ابن القيم‪(:‬وكان هؤالء زندقة يتسرتون ابلرفض‪ ،‬ويبطنون اإلحلاد احملض‪،‬‬
‫وينتسبون إىل أهل بيت الرسول صلى هللا عليه وآله وسلم‪ ،‬وهو وأهل بيته براء منهم نسبا ودينا‪ ،‬وكانوا يقتلون أهل العلم‬
‫حالال) ص‪ 267‬جـ‪ 2‬إغاثة اللهفان‪.‬‬‫واإلميان‪ ،‬ويدعون أهل اإلحلاد والشرك والكفران وال حيرمون حراما‪ ،‬وال حيلون ً‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ولكنها مل تستطع ‪ -‬ولن تستطيع بقوة هللا ‪ -‬أن تقضى على القرآن؛ ألنه بوعد هللا وأمره مصون‬
‫حمفوظ‪ ،‬فظل يسطع نوره وهداه يف تلك الظلمات الدامسة يهدى حيارى السراة‪ ،‬ويبعث يف‬
‫النفوس ما مخد فيها من الشعور ابحلياة‪ ،‬ويف القلوب الرجاء واألمل الكبري‪ ،‬ويدهلا على دائها‪،‬‬
‫ويهديها إىل دوائها‪ ،‬وميدها به‪ ،‬ويصل أسباهبا ‪ -‬كلما انقطعت ‪ -‬أبسباب احلق‪ ،‬ويعشى‬
‫اخلفافيش اليت حتاول أن تطري يف جلج ضوئه الغامر‪ .‬لقد بلغت الثورات الباغية بعض غاايهتا‪ .‬أما‬
‫اهلدف األكرب‪ ،‬وهو القضاء على القرآن ودينه ولغته‪ ،‬فلم تبلغه‪ ،‬وما هي ببالغته إن شاء هللا‪ ،‬مهما‬
‫أججوا من فنت‪ ،‬ومهما أشعلوا ضده من حروب!‬
‫ولو أن أمة أخرى دمهت مبثل هذه الثورات العارمة الباغية املتالحقة ما بقى منها‪ ،‬وال من دينها‬
‫شيء‪ ،‬ولكنه القرآن‪ ،‬وأمة القرآن!‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الشيعة اَّلنثنا عشرية‬


‫يف أثناء هذه الثورات جنمت فرق شيعية متعددة من أظهرها "االثنا عشرية"‪ .‬وقد لقبت هبذا‪،‬‬
‫ألهنا تدين ابثين عشر إماما هلم العصمة من هللا واملعجزات‪ .‬وهم ‪ -‬أبلقاهبم عند الشيعة ‪ -‬علي‬
‫بن أيب طالب(‪ )1‬املرتضى‪ .‬فأبو احلمد احلسن ابن على الزكي (‪ 2‬ـ ـ ‪ )50‬فأبو عبدهللا احلسني بن‬
‫علي سيد الشهداء (‪ 3‬ـــ ‪ )61‬فأبو حممد علي بن احلسني زين العابدين (‪ 38‬ـ ـ ‪ )95‬فأبو جعفر‬
‫حممد بن على الباقر (‪ 57‬ـ ‪ )114‬فأبو عبدهللا جعفر بن الصادق (‪ 83‬ـ ـ ‪ )148‬فأبو إبراهيم‬
‫موسى بن جعفر الكاظم (‪ 128‬ـ ـ ـ ‪ )183‬فأبو احلسن علي بن موسى الرضا (‪ 148‬ـ ـ ‪)203‬‬
‫فأبو جعفر حممد بن علي اجلواد (‪ 195‬ـ ـ ‪ )220‬فأبو احلسن علي بن حممد اهلادي (‪ 212‬ـ ـ‬
‫‪ )254‬فأبو حممد احلسن بن علي العسكري (‪ 232‬ـ ـ ‪ )260‬فأبو القاسم حممد بن احلسن‬
‫املهدي (‪ 256‬ـ ـ ‪ )000‬وهو كما يقول أحد كبار علماء الشيعة‪":‬احلجة يف عصران الغائب املنتظر‬
‫وجورا"‪.‬‬
‫ظلما ً‬‫عدال وقسطًا بعد ما ملئت ً‬ ‫عجل هللا فرجه وسهل خمرجه‪ ،‬ليمأل األرض ً‬
‫ويقول نفس العامل الشيعي العامل الكبري املعاصر عن األئمة هؤالء‪":‬هم مرجعنا يف األحكام‬
‫الشرعية املنصوص عليهم‪ .‬نص عليهم النيب صلى هللا عليه وسلم وآله مجيعا أبمسائهم‪ ،‬مث نص‬
‫املتقدم منهم على من بعده"(‪.)2‬‬
‫قصة الغائب املنتظر‪ :‬وحادي عشرهم احلسن العسكري مل يكن له عقب وال ذرية غري أن‬
‫االثين عشرية تزعم أن احلسن أجنب حممدا‪ ،‬وهو املهدي أو القائم أو صاحب الزمان الذي ولد‬
‫سنة ‪256‬هـ‪ .‬يف سامرا‪ ،‬وعلى عضده األمين‪(:‬جاء احلق وزهق الباطل)‪ .‬وتزعم الشيعة أنه قد تكلم‬
‫يف املهد‪ ،‬وأن طيورا من اجلنة رفرفت عليه وقت والدته‪ ،‬فناداها والده احلسن‪ ،‬وطلب منها أن‬
‫ترضعه أربعني يوما‪ ،‬مث تعود به‪ ،‬فارتفعت الطيور به إىل السماء‪ ،‬مث عادت به‪ ،‬مث مات احلسن‬

‫(‪ ) 1‬مما تقوله الشيعة عند زايرهتم لقرب علي‪(:‬السالم عليك اي حجة هللا‪ ،‬اي عمود الدين‪ ،‬ووراث علم األولني واآلخرين‪ ..‬لعن‬
‫هللا من غصبك‪ ،‬ولعن هللا من بلغه ذلك فرضي به‪ ..‬اللهم العن اجلوابيت والطواغيت والفراعنة‪ ،‬والالت والعزى واجلبت‪ ،‬اللهم‬
‫العنهم وأشياعهم وأتباعهم وأولياءهم وأعواهنم وحمبيهم لعنا كثرياً)‪ .‬وجيلس الزائر على رأسه ويقول‪(:‬أشهد أنك جنب هللا وأنك‬
‫ابب هللا وأنك وجه هللا الذي يؤتى منه) مث يصلون عند قربه ست ركعات‪ ،‬ألن يف قربه عظام آدم وجسد نوح! انظر كتاب من ال‬
‫حيضره الفقيه أليب جعفر القمي ط النجف ج‪ 2‬من ص‪ ،356‬وال لعنة هنا تنصب على أهل السنة مجيعا ويعنون ابجلبت‬
‫والطاغوت أاب بكر وعمر بن اخلطاب وعمرو بن العاص ومعاوية ومن واالهم‪ .‬كما يطلقون على أيب بكر وعمر (حبرت وزريق)‬
‫ويزعمون أن كل ما ورد يف القرآن عن (الفجار) فاملقصود أبو بكر وعمر وأصحاهبما‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 62‬عقائد اإلمامية جـ‪.1‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وعمر ابنه مخس سنوات‪ ،‬فنصبه هللا إماما هلداية البشر مجيعا(‪ !)1‬ولكن هذا اإلمام الطفل مل‬
‫يستطع مغالبة اجلور والظلم‪ ،‬فاختفى عن العامل يف مدينة جمهولة عن طريق السرداب الذي بداره‪.‬‬
‫وكانت سنه حينما اختفى ‪ -‬علي أكثر تقدير شيعي ‪ -‬تسع سنوات‪ ،‬وقد شهد جعفر أخو‬
‫احلسن العسكري أبن أخاه قد مات دون أن ينجب أحدا؛ وهلذا حتقد الشيعة على جعفر هذا‪،‬‬
‫وتلقبه ابلكذاب ألنه صدق!‪.‬‬
‫وكالء اإلمام‪ :‬روع كهنة االثين عشرية أن ينقطع نسب أئمتهم‪ ،‬فأشاعوا ‪ -‬كما ذكران ‪ -‬أن‬
‫احلسن قد أجنب طفال‪ ،‬وأنه أخفاه عن عيون أعدائه‪ .‬وملا كانوا على ثقة ويقني من كذب هذه‬
‫أصال‪ ،‬فقد زعموا أن هذا الغائب قد اختذ له‬ ‫الدعوى‪ ،‬وأن هذا املختفي لن يعود‪ ،‬ألنه مل يولد ً‬
‫وكيال حيمل عنه يف غيبته رسالته إىل الناس‪ ،‬وأول من افرتى هذا هو‪ :‬عثمان بن سعيد‪ ،‬وقد مضى‬
‫يروي لذوي الغفلة أن اإلمام احلسن ْحل ابنه الصغري‪ ،‬وقال للشيعة‪":‬هذا إمامكم من بعدي‪،‬‬
‫وخليفيت عليكم‪ ،‬وإنكم ال ترونه من بعد يومكم هذا حىت يتم له عمر فاقبلوا من عثمان ما يقوله‪،‬‬
‫وانتهوا إىل أمره‪ ،‬واقبلوا قوله خليفة إمامكم" وكان اهلدف من وراء هذا هو اإلبقاء على سطوة‬
‫الطاغوت واحلصول على اخلمس (‪ )2‬من األموال ابسم اإلمام‪.‬‬
‫وهلذا أصبح من دين الشيعة أن حيمل اخلمس إىل اإلمام إن كان ظاهرا وإىل انئبة إن كان غائبا‬
‫كيال اثنيًا لإلمام الغائب‪ .‬وقد نص عثمان على هذا قبل‬ ‫(‪ .)3‬ومات عثمان‪ ،‬وخلفه ابنه حممد و ً‬
‫موته! واندفع الوكيل الثاين ينشر املفرتايت عن حياة اإلمام يف املدينة اجملهولة‪ ،‬وعن لقائه له‪ ،‬ويؤكد‬
‫مجيعا‪ ،‬ولكن ال يراه سوى اخلاصة منهم‪ ،‬وأنه يشهد احلج يف كل عام‪ .‬ومات‬ ‫أن اإلمام يرى الناس ً‬

‫(‪ (1‬يقول العامل الشيعي الكبري الشيخ حممد رضا املظفر عميد كلية الفقه ابلنجف‪(:‬إن اإلمامية تعتقد أن املصلح املهدي هو‬
‫شخص معني معروف ولد سنة ‪ 256‬هـ‪ .‬وال يزال حيا‪ .‬وذلك مبا ثبت عن النيب وآل البيت من الوعد به‪ ،‬وما تواتر عندان من‬
‫والدته واحتجابه) ص‪ 65‬عقيدة اإلمامية‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬تروي الرافضة عن الصادق قوله‪(:‬إن هللا ملا حرم علينا الصدقة أنـزل لنا اخلمس‪ ،‬فالصدقة علينا حرام‪ ،‬واخلمس لنا فريضة‪،‬‬
‫والكرامة لنا حالل) وذكروا يف تفسري قوله تعاىل‪:‬واعلموا أمنا غنمتم‪ ..‬اآلية أما مخس هللا فللرسول يضعه يف سبيل هللا وأما‬
‫مخس الرسول صلى هللا عليه وآله وسلم‪ ،‬فألقاربه‪ .‬ومخس ذوي القرىب‪ ،‬فهم قرابه‪ ،‬واليتامى يتامى أهل بيته‪ ،‬فجعل هذه األربعة‬
‫األسهم فيهم) ويؤخذ اخلمس من األموال والتجارات واألرابح ومما خيرج من البحر‪ ،‬ومن األرض ومن الغنائم‪ ،‬بل يروون عن أيب‬
‫عبدهللا قوله‪(:‬إن جربيل عليه السالم كرى برجله مخسة أهنار ولسان املاء يتبعه الفرات ودجلة ونيل مصر ومهران وهنر بلخ‪ ،‬فما‬
‫سقت أو سقي منها فلإلمام والبحر املطيف ابلدنيا وهو أبسكون) أي حبر قزوين‪ .‬ومثل هذا اخلمس واألمل يف احلصول على‬
‫بعض بعضه يدفع إىل ما يدفع‪ .‬انظر ص‪21‬جـ‪ 2‬وما بعدها من كتاب من ال حيضره الفقيه‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪ 109‬أصل الشيعة وأصوهلا ط ‪.6‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الوكيل الثاين سنة ‪305‬هـ ‪917 -‬م وخلفه من بعده‪ :‬احلسني بن روح(‪ )1‬وكيال اثلثا وقد لقب‬
‫نفسه "ابلباب" وقد اتبع خطوات سلفه يف نشر األكاذيب حول تالقيه ابإلمام(‪ )2‬ويف تزييف‬
‫القصص األسطوري عن حياته اخلرافية اليت جيد فيها عشاق اجملهول لذة ساحرة‪ .‬وهكذا ظل ابن‬
‫روح يكافح يف سبيل تشييد صنم هذه األسطورة‪ ،‬حىت استطاع أن خيدع هبا الكثري‪ ،‬وأن حيملهم‬
‫على اإلميان هبا وال سيما أولئك الذين كانوا يقطنون اهلند واجلهات النائية من األقاليم اإليرانية مث‬
‫مات سنة ‪326‬هـ‪ ،‬فخلفه من بعده أبو احلسن علي بن حممد السمرى وكيال رابعا‪ ،‬وكان قد‬
‫انقضى على غيبة اإلمام قرابة سبعني عاما دون أن يتحقق ذلك احللم األسطوري الفاتن املبشر‬
‫برجعة اإلمام‪ ،‬فيمأل األرض عدال بعد أن ملئت جورا‪ ،‬فاضطر الوكيل الرابع إىل أن يعلن أنه لن‬
‫يوصي ألحد من بعده وقد مات أبو احلسن هذا سنة ‪329‬هـ‪.‬‬
‫الغَيبة الصغرى والغَيبة الكرب لإلمام(‪:)3‬‬
‫زعم عبد الطاغوت غيبة اإلمام الثاين عشر‪ ،‬وهو طفل‪ ،‬ويف خالل هذا كانوا مينون عبد‬
‫األساطري برجعة قريبة له حني يتم له عمر‪ .‬ولكن الوكيل الرابع ‪ -‬كما سبق ‪ -‬وجد أنه لو ظل‬
‫يبشر بقرب رجعة اإلمام‪ ،‬فسوف ينتزع اليأس من قلوب الشيعة اإلميان هبذه األسطورة اخللقة‬
‫األسرار واألستار فقد اشتد اجلور‪ ،‬واستعلن البغي‪ ،‬ومث لإلمام الغائب عمر‪ ،‬ومل يظهر اإلمام! هلذا‬
‫أعلن الوكيل الرابع أنه قد حدث البداء ‪ -‬أي بدا هلل أن اخلري يف أال يظهر اإلمام بعد أن كان قدر‬
‫ظهوره ‪ -‬وهبذا اإلعالن بدأت الغيبة الكربى لإلمام‪ ،‬ومل تنته هذه الغيبة حىت اآلن‪ ،‬فما زال اإلمام‬
‫يف "اجلابلصا" املدينة السحرية اجملهولة هتلك األشواق املضنية إليه قلوب الذين يعشقون اجملهول!‬
‫أبدا‪ .‬وهل يظهر عدم أو وهم قدر له أن يظل كذلك عرب‬ ‫ولكن هذا اجملهول الغائب لن يظهر ً‬
‫اتريخ الوجود؟! وما زال أنضاء هذا الوهم املعبود خيشعون يف كل يوم سجدا على عتبات سرداب‬
‫(‪ )4‬يف سامرا أن الوهم الثاين عشر فر هاراب منه!‪.‬‬

‫(‪ )1‬ص‪ 241‬جـ‪ 6‬ابن األثري‪.‬‬


‫(‪ ) 2‬لعل هذا يذكرك مبا هو مثبوت يف كتب الصوفية من مفرتايت تزعم أن األولياء يقومون على خدمة أهلهم بعد موهتم (أي‬
‫موت األولياء) وأن السيد البدوي ‪ -‬كما يزعم الشعراين ‪ -‬كان يدعو العرب والعجم يف كل عام إىل مولده‪ ،‬وأنه ‪ -‬أي الشعراين‬
‫‪ -‬رآه ووراءه خلق كثري وأنه دعاه إىل أكلة (ملوخية)‪.‬‬
‫(‪ )3‬بدأت الغَيبة الصغرى من سنة ‪256‬هـ‪ ،‬أو بعد هذا بقليل وانتهت سنة ‪329‬هـ‪ ،‬أما مىت تنتهي هذه الغيبة؟ سلوا عنها‬
‫الذين افرتوها؟؟‬
‫(‪ )4‬يقول عامل الشيعة الكبري الشيخ حممد احلسني آل كاشف الغطاء‪(:‬إن السرداب ال عالقة له بغيبة اإلمام أصال‪ ،‬وإَّنا نـزوره‪،‬‬
‫ونؤدي بعض املراسم العبادية فيه؛ ألنه موضع هتجد اإلمام وآابئه العسكريني‪ ،‬وحمل قيامهم يف األسحار لعبادة احلق جل شأنه)‬
‫ص‪ 109‬أصل الشيعة ط ‪ ،6‬وسواء أكان هذا أم ذاك‪ ،‬فما زال األمر مبعزل عن الدين والعقل‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ومع فيض زاخر من الدموع ومع نشيج األحزان‪ ،‬وتلهب األشواق تنبعث هذه الصالة من‬
‫أولئك اخلاشعني‪":‬ابسم هللا اي صاحب الزمان‪ ،‬ابسم هللا اخرج‪ ،‬فقد ظهر الفساد‪ ،‬وكثر الظلم‪،‬‬
‫وهذا أوان خروجك‪ ،‬فيفرق هللا بك بني احلق والباطل"‪.‬‬
‫صاحب الزمان والبيعة له‪ :‬صاحب الزمان هو هو نفس الغائب املنتظر حممد بن احلسن‬
‫العسكري إمام الشيعة الثاين عشر‪ .‬ومما يدين به الشيعة أن من ال يؤمن هبذا الوهم الغائب؛ أو‬
‫يبايعه‪ ،‬فإنه ميوت ميتة جاهلية‪ ،‬وهلذا يؤكدون أن من ماتوا من الشيعة قبل ظهور الغائب‪،‬‬
‫فسيبعثون من قبورهم عند ظهوره ملبايعته واجلهاد معه‪ .‬وقد ذكر اجمللسي عالمة الشيعة يف كتابه‬
‫(حتفة الزائرين) نص بيعة العهد؛ وقرر بسنده عن جعفر الصادق أن من قرأها أربعني صباحا صار‬
‫من األئمة الربرة‪ ،‬ومنها‪":‬اللهم إن حال بيين وبينه املوت الذي جعلت على عبادك حتما‪،‬‬
‫فأخرجين من قربي مؤتزرا كفين شاهرا سيفي جمردا إقنايت ملبيا دعوة الداعي"(‪.)1‬‬
‫رجعة صاحب الزمان‪ :‬يئس السبئيون من رْحة هللا ونعماه‪ ،‬فربطوا آمال القلوب ابلغائب‬
‫املنتظر‪ .‬كما ربطت الصهيونية من قبل آمال القطيع امللعون ابملسيح املنتظر‪ ،‬وتدين الشيعة أبنه إذا‬
‫أطبق اجلور على العاملني فإن اإلمام سيظهر للعامل كله جهرة‪ .‬هذا الظهور هو الرجعة الكربى‬
‫لإلمام‪ .‬ويذكر اجمللسي يف (حبار األنوار) ما سيحدث يوم رجعة اإلمام‪ ،‬فيقول‪":‬ويرجع للدنيا يوم‬
‫ظهور حضرة القائم عليه السالم من حمض اإلميان حمضا‪ ،‬أو حمض الكفر حمضا‪ ،‬فريجع أعداؤه؛‬
‫لينتقم منهم يف هذا العامل‪ ،‬ويشاهدون من ظهور كلمة احلق‪ ،‬وعلو كلمة أهل البيت ما أنكروه‬
‫عليه‪ ،‬فتكون رجعة الكفار؛ ليناهلم عقاب شديد أما ابقي الناس‪ ،‬فيبقون يف قبورهم إىل يوم‬
‫القيامة"(‪.)2‬‬
‫ويؤكد اجمللسي أن احلسني بن علي سريجع عند ظهور اإلمام الثاين عشر هو ومن استشهدوا‬
‫معه يف كربالء‪ ،‬وسريجع أيضا يزيد بن معاوية وأنصاره‪ ،‬ومثت يقضي عليهم احلسني قضاء مربما‪،‬‬
‫ويفنيهم عن آخرهم(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬انظر هلذا وملا سبق كتاب اجمللسي نقال عن عقيدة الشيعة لرونلدسن‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 239‬عقيدة الشيعة‪ ،‬وتنسب الشيعة إىل جعفر الصادق أنه قال‪(:‬ما بعث هللا نبيا من لدن آدم‪ ،‬فهلم جرا‪ ،‬وإال‬
‫ويرجع إىل الدنيا‪ ،‬وينصر أمري املؤمنني) ص‪ 333‬مذاهب التفسري‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪ 239‬املصدر السابق نقال عن حبار األنوار للمجلسي ويقول أخوان األستاذ الكبري حمب الدين اخلطيب‪(:‬وألجل أن‬
‫تعلم عقيدة الرجعة من كتبهم املعتربة أذكر لك ما قاله شيخ الشيعة أبوعبدهللا حممد ابن حممد بن النعمان املعروف عندهم ابسم‬
‫الشيخ املفيد يف كتابه (اإلرشاد يف اتريخ حجج هللا على العباد) ص‪ 402 - 398‬وهو مطبوع على احلجر يف إيران طبعة‬
‫قدمية‪ ،‬عن حممد الباقر قال‪(:‬كأين ابلقائم عليه السالم على جنف الكوفة وسار إليها من مكة يف مخسة آالف من املالئكة‪،‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أما علي‪ ،‬فستكون معه حني يرجع عصا موسى وخامت سليمان‪ ،‬ويلتقي بصحابه قرب الكوفة‪،‬‬
‫فيسوقهم معه إىل قتال الشيطان الذي احتشد معه كل الغاوين من أبناء آدم حىت عهد ظهور‬
‫اإلمام‪ ،‬ومثت حتتدم معركة رهيبة ترجف األرض من هوهلا فيتقهقر علي وجيشه‪ ،‬وهنا ينـزل حممد‬
‫واملالئكة معه من السماء على غمامة‪ ،‬فيفر الشيطان‪ ،‬فيتبعه حممد‪ ،‬ويقتله برحمه‪ ،‬ويفين جيشه‪،‬‬
‫إذن لسنا يف حاجة إىل جهاد أو كفاح ضد الشيطان حىت يظهر اإلمام! وقد استفاضت كتب‬
‫الشيعة أبنباء الرجعة‪ ،‬ووضعوا هلا أحاديث زعموا أهنا متواترة وقد قدرها مفسرهم املوىل عبداللطيف‬
‫الكازراين مبائيت حديث‪ .‬وحسبك أن اإلميان هبا عند الشيعة أصل من أصول الدين كإميان املسلم‬
‫بيوم القيامة‪.‬‬
‫الرقاع‪ :‬يقرر الشيعة يف كتبهم أنه ميكن االتصال ابإلمام الغائب عن طريق رقعة يكتبها من‬
‫يريد‪ ،‬مث يضعها عند قرب أحد األئمة‪ ،‬أو يقذف هبا يف البحر أو يلقي هبا يف بئر عميقة بعد طيها‬
‫وختمها‪ ،‬ووضعها يف طني نظيف‪ ،‬ومثت يطلع عليها اإلمام الغائب‪ ،‬فريسل ابجلواب عنها يف‬
‫رسالة موقعا عليها منه‪.‬‬
‫وقد استغل وكالء اإلمام وغريهم هذه الرقاع يف حتليل ما حرم هللا‪ ،‬ونسخ ما ال يرضى أهواءهم‬
‫من أحكام هللا‪ .‬وهلذه الرقاع عند الشيعة سلطان كبري‪ ،‬فهي ترجح عندهم أصح األحاديث إذا‬
‫تعارضت معها‪ ،‬وقد تسمى هذه الرقاع ابلتوقيعات؛ لتوقيع اإلمام عليها‪.‬‬
‫عقيدة اإلمامة يف نظر اَّلنثين عشرية‬

‫جربيل عن ميينه وميكائيل عن مشاله واملؤمنون بني يديه‪ ،‬وهو يفرق اجلنود يف البالد‪ .‬وروى عبدهللا بن املغرية عن أيب عبدهللا (أي‬
‫جعفر الصادق) عليه السالم قال‪ :‬إذا قام القائم من آل حممد أقام مخسمائة من قريش فضرب أعناقهم‪ ،‬مث أقام مخسمائة أخرى‬
‫حىت يفعل ذلك ست مرات‪ .‬قلت‪ :‬ويبلغ عدد هؤالء هذا؟ (وإَّنا أستغرب ذلك ألن اخللفاء الراشدين وبين أمية‪ ،‬وبين العباس‪.‬‬
‫وسائر حكام املسلمني إىل زمن جعفر الصادق ال يبلغ عددهم عشر معشار هذا العدد) قال جعفر الصادق‪ :‬نعم‪ ،‬منهم ومن‬
‫مواليهم‪ .‬وروي عن أيب عبدهللا عليه السالم قال‪ :‬إذا قام قائم آل حممد حكم الناس حبكم داود‪ ،‬وروى املفضل بن عمر عن أيب‬
‫عبدهللا قال‪ :‬خيرج م ع القائم عليه السالم من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجال من قوم موسى‪ ،‬وسبعة من أهل الكهف‪ ،‬ويوشع‬
‫بن نون‪ ،‬وسليمان‪ ،‬وأبو دجانة األنصاري‪ ،‬واملقداد‪ ،‬ومالك األشرت‪ ،‬فيكونون بني يديه أنصارا وحكاما)‪ .‬وهذه النصوص منقولة‬
‫ابحلرف‪ ،‬و بكل أمانة‪ ،‬من كتاب عامل من أعظم علماء الشيعة وهو الشيخ املفيد‪ ،‬وكتاب الشيخ املفيد مطبوع يف إيران‪ ،‬ونسخته‬
‫األثرية حمفوظة وموجودة) وتدبر وصفهم للقائم أبنه سيحكم الناس حبكم داود‪ .‬وأبن سبعة وعشرين من بين إسرائيل سيكونون‬
‫معه! إهنا مسة بينة من صهيونية تشى أبصحاهبا!! ويعرب عامل شيعي كبري معاصر عن عقيدة الشيعة يف الرجعة فيقول‪(:‬إن هللا‬
‫تعاىل يعيد قوما من األموات إىل الدنيا يف صورهتم اليت كانوا عليها‪ ،‬فيعز فريقا ويذل فريقا آخر وذلك عند قيام مهدي آل حممد‪،‬‬
‫وال يرجع إال من علت درجته يف اإلميان‪ ،‬أو من بلغ الغاية من الفساد) ص‪( 67‬عقائد اإلمامية) ط ‪ ،2‬ويعين مبن بلغ غاية‬
‫الفساد من ليسوا على دين الشيعة!‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يقول أحد كبار علماء الشيعة عن اإلمامة‪":‬إن هذا هو األصل الذي امتازت به اإلمامية‪،‬‬
‫وافرتقت عن سائر فرق املسلمني‪ ،‬وهو فرق جوهري أصلي‪ ،‬وما عداه من الفروق فرعية عرضية‪...‬‬
‫وعرفت أن مرادهم ابإلمامة كوهنا منصبا إهليا خيتاره هللا بسابق علمه بعباده كما خيتار النيب‪ ،‬وأيمر‬
‫النيب أبن يدل األمة عليه‪ ،‬وأيمرهم ابتباعه‪ ،‬ويعتقدون أن هللا سبحانه أمر نبيه أبن ينص على‬
‫علي‪ ،‬وينصبه علما للناس من بعده"‪ .‬مث يذكر العامل الشيعي الكبري أن النيب خشى أول أمره من‬
‫ول بَـلِ مغ َما‬ ‫النص على ابن عمه علي خمافة أن يتهم مبحاابة أهله‪ ،‬فأنـزل هللا عليه قوله‪َ :‬اي أَيـُّ َها َّ‬
‫الر ُس ُ‬
‫ت ِر َسالَتَهُ‪[ )1(‬سورة املائدة‪ .]67 :‬مث يذكر شبه الذين‬ ‫ك ِم من َربِ َ‬
‫ك َوإِ من َملم تَـ مف َع مل فَ َما بـَلَّ مغ َ‬ ‫أُنـزَل إِلَمي َ‬
‫ينكرون هذا‪ ،‬وال يؤمنون به‪ ،‬وأوىل هذه الشبه هي‪":‬استبعاد بقاء اإلمام طول هذه املدة اليت‬
‫تتجاوز األلف سنة" مث يرد على هذه الشبهة بقوله‪":‬وكأهنم ينسون‪ ،‬أو يتناسون حديث عمر نوح"‬
‫مث يذكر ‪ -‬كدليل له ‪ -‬ما ورد يف بعض الكتب اليت ينتمي أصحاهبا إىل أهل السنة عن بقاء‬
‫إلياس واخلضر قروان متطاوالت إىل أن ينقضي الدهر‪ ،‬ويذكر خمتلقات الصوفية اليت تنسب إىل‬
‫بعض الشيوخ أهنم تالقوا ابخلضر‪ ،‬وسألوه‪ ،‬وأجاهبم عما سألوا‪ ،‬واليت تؤكد أيضا أن اخلضر يوجد‬
‫يف املواضع الشريفة(‪.)2‬‬
‫واستشهاد الشيخ بعمر نوح ال يصحح له دينه‪ ،‬فهذه كانت سنة هللا يف أايمه إذ كانت األرض‬
‫قروان؛ ليقوموا بعمارهتا‪ ،‬أما اليوم فليست األرض حباجة إىل من‬ ‫يف حاجة إىل من يعيشون فيها ً‬
‫يعيش عليها ألف سنة‪ ،‬وإال لضاقت األرض ابلبشرية‪ ،‬وانفجرت هبم‪ .‬مث أية منفعة تعود على عباد‬
‫هللا من غيبة إمامهم املعصوم أكثر من ألف عام‪ ،‬وهو الذي تتوقف على إمامته النجاة‪ ،‬وعلى‬
‫اإلميان هبا الفوز اخلالد األبدي؟! على أن نوحا ظل قرابة ألف عام بني الناس يدعو إىل هللا يف‬
‫جالد قوي‪ ،‬ال غائبا يف مدينة جمهولة مرتف النعيم وحده كاإلمام املصور يف تلك األوهام‪ .‬أما‬
‫استشهاده ابملفرتايت اليت تلوكها ظنون الصوفية عن خلود اخلضر وإلياس يف الدنيا‪ ،‬فما زاد على‬
‫أن احتج خبرافة خرقاء‪ ،‬وإن كانت مسطورة يف ألف كتاب‪ ،‬فما يف دين هللا الذي يعرفه أهله شيء‬
‫مما يذكر‪ .‬على أن الباطل ال يلد إال ابطال‪ ،‬وال يقيم من بنائه املتصدع أن يستند إىل ألف ابطل!!‪.‬‬
‫ويقول عامل شيعي كبري معاصر‪":‬اإلمامة أصل من أصول الدين ال يتم اإلميان إال ابالعتقاد هبا كما‬
‫نعتقد أهنا كالنبوة لطف من هللا تعاىل‪ .‬فال بد أن يكون يف كل عصر إمام هاد خيلف النيب يف‬

‫(‪ )1‬وادعاء أن هذه اآلية نـزلت يف هذا الشأن قول على هللا بغري علم‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 88‬وما بعدها أصل الشيعة وأصوهلا‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وظائفه من هداية البشر‪ .‬وله ما للنيب من الوالية(‪ ")1‬وهلذا حيكم الشيعة على أهل السنة والكثرة‬
‫الغالبة من الصحابة ابلكفر؛ ألهنم ال يؤمنون ابإلمامة إميان الشيعة‪ ،‬ولن خنفى قوال لنظلم احلق‬
‫ونرضى هوى املكر اللئيم!‬
‫دعوى نقص املصحف‪ :‬ويؤكد الشيعة أن النيب صلى هللا عليه وسلم قد نص على إمامة علي‪.‬‬
‫ولكن ظلمه أبو بكر وعمر‪ .‬واإلميان هبذا القول يبيد الثقة كلها يف كل عمل قام به اخللفاء األُول‬
‫رضوان هللا عليهم؛ ألنه يدمغهم ابلبغي واجلور واملخالفة عن أمر هللا يف أصل هام من أصول الدين‬
‫يرتتب عليه صالح املسلمني يف معاشهم ومعادها‪ .‬وإن هبتنا الصفوة املختارة من أجالء الصحابة‬
‫ابقرتاف هذه اخلطيئة السافلة فأي عاصم يعصمنا من الشك يف كل عمل صدر عنهم‪ ،‬واهتامهم‬
‫ابلفسوق واملروق‪ .‬وال سيما فيما يتعلق جبمع القرآن؟؟‪ .‬فالذين يبغون على الوصي املنصوص عليه‬
‫من هللا‪ ،‬ويغصبون عن ظلم آمث حقه‪ ،‬ويدفعهم الطمع واجلشع يف زينة الدنيا إىل التجرد ملعصية هللا‬
‫يف هذا األمر اجلليل‪ ،‬وال يريبنا شك يف أهنا قد حرفوا القرآن‪ ،‬أو اختلقوا بعض ما يف املصحف‪،‬‬
‫علي والنص على وصايته‬ ‫أو حذفوا منه‪ ،‬حىت يطمسوا هبذا التحريف واالختالق معامل فضل ٍ‬
‫وإمامته‪ ،‬وإن آمنا هبذا‪ ،‬فما حنن مبسلمني‪ ،‬أو ما حنن مجيعا بنجوة من تيه ضالل عميق‪ ،‬أو ترد يف‬
‫هلكة أبدية؛ إذ نعبد هللا بكتاب حمرف‪ ،‬وفيه تبديل واختالق‪ .‬هذه هي القاصمة اليت تسترت وراء‬
‫اهتام اخللفاء األُول(‪.)2‬‬
‫األئمة‪ :‬يكفي يف هذا أن ننقل عناوين بعض الفصول اليت وردت يف كتاب "الكايف" أليب جعفر‬
‫حممد بن يعقوب الكليين(‪ )3‬وهو عند الشيعة مبنـزلة البخاري عند أهل السنة‪.‬‬

‫(‪ )1‬ص‪ 49‬عقائد اإلمامية ط‪.2‬‬


‫(‪ )2‬إن ما نستنتجه هنا قد صرح به كبار أئمة الشيعة‪ ،‬فقد روى حمدثهم الكبري (الكليين) عن جابر اجلعفي قوله‪ :‬مسعت أاب‬
‫جعفر يقول‪ :‬ما ادعى أحد من الناس أنه مجع القرآن كله كما أنـزل إال كذاب‪ .‬وما مجعه وحفظه كما أنـزل هللا إال علي بن أيب‬
‫طالب واألئمة من بعده) ونسبوا إىل جعفر الصادق قوله‪(:‬إن عندان ملصحف فاطمة‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬وما مصحف فاطمة؟ قال‪:‬‬
‫مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثالث مرات وهللا ما فيه من قرآنكم حرف واحد) ص‪ .57‬كما يروي الكليين عن الصادق أن‬
‫القرآن الذي نـزل به جربيل على حممد سبعة عشر ألف آية واليت أبيدينا منها ستة آالف ومائتان وثالث وستون آية‪ ،‬والبواقي‬
‫خمزونه عند أهل البيت ويقول املفسر الشيعي عبداللطيف الكازراين‪(:‬القرآن الذي يف أيدينا قد وقع فيه بعد رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وآله شيء من التغيريات وأسقط الذين مجعوه بعده كثريا من الكلمات واآلايت) وذكر املفسر الشيعي مال حمسن الكاشى‬
‫أن عليا عقب وفاة الرسول جاء إىل أيب بكر وعمر ابلقرآن كامال‪ ،‬وفيه فضائحهما فرده عمر به‪ ،‬وطلب من زيد بن اثبت مجع‬
‫قرآن آخر ففعل زيد‪ ،‬ص‪ 157 ،62‬جـ‪ 2‬التفسري واملفسرون للشيخ حممد حسني الذهيب‪.‬‬
‫(‪ )3‬قتل سنة ‪328‬هـ‪ ،‬وكتابه مطبوع سنة ‪1281‬هـ يف طهران‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يقول‪":‬ابب أن األئمة يعلمون مجيع العلوم اليت خرجت إىل املالئكة واألنبياء والرسل‪ .‬ابب أن‬
‫األئمة يعلمون مىت ميوتون‪ ،‬وأهنم ال ميوتون إال ابختيارهم‪ ،‬ابب أن األئمة يعلمون علم ما كان وما‬
‫يكون‪ ،‬وأنه ال خيفى عليهم شيء‪ .‬ابب أن األئمة عندهم مجيع الكتب يعرفوهنا على اختالف‬
‫ألسنتها‪ .‬ابب أنه مل جيمع القرآن كله إال األئمة‪ ،‬وأهنم يعلمون علمه كله‪ .‬ابب ما عند األئمة من‬
‫آايت األنبياء‪ .‬ابب أن األئمة إذ ظهر أمرهم حكموا حبكم داؤود!؟ وآل داؤود؟! وال يسألون‬
‫البينة‪ .‬ابب أنه ليس شيء من احلق يف أيدي الناس إال ما خرج من عند األئمة وأن كل شيء مل‬
‫خيرج من عندهم فهو ابطل‪ ،‬ابب أن األرض كلها لإلمام"‪.‬‬
‫ويقول العامل الشيعي الكبري الشيخ حممد رضا املظفر عن اإلمام إنه‪":‬ال خيتار وال ينتخب‪ ،‬وإَّنا‬
‫ينص عليه على لسان النيب‪ ،‬أو لسان اإلمام الذي قبله وجيوز له أن يغيب‪ ،‬وأن يتوىل اإلمامة‪ ،‬وهو‬
‫طفل صغري‪ ،‬وهو ال يتعلم على يد معلم حىت القراءة والكتابة‪ ،‬وال يقول أبدا‪ :‬ال أدري‪ ،‬وال يؤجل‬
‫جوااب إىل املراجعة‪ ،‬وهو الشهيد على الناس‪ ،‬واألمان ألهل األرض" وحق قول الشهرستاين عن‬
‫رأي الشيعة يف أئمتهم‪":‬أخرجوهم من حدود اخلليقة‪ ،‬وحكموا فيهم أبحكام اإلهلية‪ ،‬فرمبا شبهوا‬
‫احدا من األئمة ابإلله‪ ،‬ورمبا شبهوا اإلله ابخللق وإَّنا نشأت شبهاهتم من مذاهب احللولية‬ ‫و ً‬
‫والتناسخية واليهود والنصارى" وبرأى الشهرستاين أخذت دائرة املعارف اإلسالمية‬
‫فقالت‪":‬وملذهب األثناء عشرية أمهية كربى عند الفرس‪ ،‬فلقد نظر هؤالء إىل األئمة كما نظر‬
‫النصارى إىل أقانيمهم‪ ،‬وقالوا‪ :‬إن يف أيديهم مقادير العامل‪.‬‬
‫عليهم حفظه وهدايته‪ .‬واخلالص معهم‪ ،‬واهلالك بدوهنم"(‪.)1‬‬
‫اَّلنثنا عشرية تسيطر‪ :‬كانت األسرة الصفوية اليت حكمت فارس من ‪907‬هـ إىل ‪1148‬هـ‪.‬‬
‫"‪ 1501‬إىل ‪1735‬م" على دين االثين عشرية‪ ،‬فمكنت له هناك‪ ،‬وجعلته املذهب الرمسي‬
‫للدولة‪ ،‬وما زال حىت اليوم هو املذهب الرمسي إليران‪ ،‬وقد ندبت األسرة الصفوية اجمللسي عالمة‬
‫الشيعة يف زمانه لتأييد املذهب فألف الكتب الطوال اليت يدور معظمها حول رجعة اإلمام‪ ،‬أو‬
‫ظهور القائم صاحب الزمان‪ ،‬وقد حشد فيها ما افرتته الصهيونية من مفرتايت حول رجعة‬
‫موعودها املسيح املنتظر‪ ،‬ومساها أحاديث‪ .‬وبه اقتدى كثري من الشيوخ الذين ظهروا بعده‪ ،‬حىت‬
‫استحوذ اإلميان بغيبة اإلمام ورجعته وقدسيته على القلوب والعقول يف الدولة الصفوية‪ .‬وجد عباد‬
‫األساطري واملفتونون بسحر اجملهول يذيعون خترصات اهلوى‪ ،‬وزيف األابطيل‪ ،‬فمن زاعم أنه رأى‬

‫(‪ )1‬انظر مادة (اثنا عشرية) من الرتمجة العربية لدائرة املعارف اإلسالمية‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اإلمام الغائب جهرة‪ ،‬ومن مفرت أنه جناه من الغرق‪ ،‬ومن مؤتفك أنه رأى مدينة اإلمام اجملهولة‪،‬‬
‫وشاهده يعيش على أرضها املقدسة النوراء‪.‬‬
‫واملختلقون هلذه املفرتايت أو املتحدثون هبا شيوخ وخطهم الشيب احلزين وأذبل الدمع منهم‬
‫اجلفون‪ ،‬ورآهم الليل سجدا للرايء يف احملاريب‪ .‬كل هذا أو بعضه حيول دون النفوس اليت يبطش هبا‬
‫مثل هذا النفاق الساحر‪ ،‬واملظهر اخلالب‪ ،‬وبني أن تراتب فيما يقص أولئك الشيوخ‪.‬‬
‫قليال على هذا املذهب وكان الشوق إىل رجعة‬
‫ويف القرن الثالث عشر اهلجري صارت إيران إال ً‬
‫القائم وظهوره يعصف ابلقلوب‪ ،‬ويسيطر على األحالم واآلمال‪ ،‬ويسخر احلياة‪ ،‬ويتوهج سعريه‬
‫على األسحار واآلصال!‬
‫إيران مسرح األحداث‪ :‬ظلت إيران ‪ -‬بعد أن هدأت عاصفة املغول اليت احتاجتها ‪ -‬يتنازع‬
‫حكمها أمراء من قبائل متنافسة متباينة‪ ،‬فبعضها ينتسب إىل الرتك‪ ،‬والبعض اآلخر إىل املغول‪،‬‬
‫وختم هذا الصراع أبن توطد السلطان لألسرة الصفوية(‪ )1‬مبا بذل االجنليز هلم من عون كبري وأتييد‬
‫ضد الرتك‪ ،‬وال سيما يف عهد عباس الكبري الذي توىل حكم فارس يف هناية القرن السادس عشر‬
‫امليالدي‪ ،‬مث سقطت هذه األسرة على يد مري حممود زعيم األفغانيني‪ ،‬ولكن اندر قويل زعيم قبيلة‬
‫األفشار الرتكمانية‪ ،‬استطاع أن يسقط األفغانيني وأن يتوج طفال صغريا من األسرة الصفوية‪ ،‬بيد‬
‫أن هذا الطفل ما لبث أن مات فتوىل اندر احلكم‪ ،‬ودان ابلوالء للخليفة العثماين للتقريب بني‬
‫الشيعة وأهل السنة؛ هلذا اغتيل اندر‪ ،‬واستطاع كرمي خان أحد زعماء قبيلة زند خلع ابن اندر‪،‬‬
‫وتوىل امللك‪ ،‬مث استطاع حفيد اندر الظفر ابمللك‪ ،‬مث قتل غيلة‪ .‬وتوىل بعده ابن أخيه فتح علي‬
‫شاه‪ .‬ويف عهده خضعت الدولة خضوعا مطلقا للدول األجنبية‪ .‬وال سيما روسية واجنلرتا‪ ،‬مث قضى‬
‫حنبه سنة ‪1240‬هـ ‪1834 -‬م وتوىل بعده حفيده حممد عباس مريزا فجعل لروسية النفوذ األكرب‪،‬‬

‫(‪ )1‬جدهم صفي الدين اآلردبيلي املتوىف سنة ‪735‬هـ ‪1334 -‬م‪ .‬وقد كان شعار هذه األسرة‪ :‬ال إله إال هللا علي ويل هللا‪.‬‬
‫وقد بذلت كل جهد يف سبيل نشر املذهب االثين عشري فسامت الشعب فنوان من العذاب‪ ،‬ونكلت بغري الشيعة‪ ،‬وفرضت‬
‫سب أيب بكر وعمر وعثمان‪ ،‬ومنعوا الناس احلج‪ ،‬وْحلوهم على احلج إىل األضرحة مفرتين على الرسول أحاديث توجب تعظيم‬
‫هذه األضرحة‪ ،‬وإليك طائفة منها‪ :‬رووا أن الرسول صلى هللا عليه وسلم قال لعلي‪ :‬من زارين يف حيايت‪ ،‬أو بعد وفايت‪ ،‬أو زارك‬
‫يف حياتك‪ ،‬أو بعد وفاتك‪ ،‬أو زار ابنيك يف حياهتما أو بعد وفاهتما ضمنت له يوم القيامة أن أخلصه من أهواهلا‪ ،‬وشدائدها‬
‫حىت أصريه معي يف درجيت)‪( ،‬إن املؤمن إذا أتى قرب احلسني يوم عرفة فاغتسل ابلفرات‪ ،‬مث توجه إليه كتب هللا عز وجل له بكل‬
‫خطوة حجة مبناسكها)‪( ،‬يف طني قرب احلسني عليه السالم شفاء من كل داء‪ ،‬وهو الدواء األكرب)‪ ..‬وهكذا رووا ألئمتهم االثين‬
‫عشر‪ .‬انظر ابب ثواب زايرة النيب واألئمة‪ .‬واألبواب اليت بعده يف الزايرة من اجلزء الثاين من كتاب من ال حيضره الفقيه‪ .‬فقد روى‬
‫أحاديث متأل أكثر من ثالثني صفحة‪ .‬ودين اإلسالم برئ من هذه الرتهات واألابطيل‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وابع بعض املقاطعات لشهواته ومات سنة ‪1265‬هـ ‪1848 -‬م وتوىل بعده ابنه الشاب انصر‬
‫الدين؛ ويف عهد انصر وأبيه كانت فتنة البابية‪.‬‬
‫إيران وقت ظهور الباب‪ :‬ظهر "الباب" بدعوته اهلدامة يف حقبة كانت تفكر فيها الدول‬
‫الكربى يف تقسيم البالد الشرقية‪ .‬وكانت احلياة يف إيران حياة يعصف هبا القلق‪ ،‬وتتنازع السيطرة‬
‫عليها أطماع الدول األجنبية‪ ،‬وترتصدها اخلصومات العنيفة بني األسرتني اللتني كانتا تتجاذابن‬
‫زمام امللك يف إيران‪ ،‬ومها أسرة األفشار‪ ،‬وأسرة القاجار‪ ،‬وتدمر أمنها ثورات داخلية عنيفة تدفع‬
‫ابلثوار إىل االستعانة ابألجنيب‪ ،‬ويصرف زمامها ملك ضعيف‪ ،‬أو مريض‪ ،‬ووزراء مرتشون يشرتى‬
‫ذممهم األجانب‪ .‬أما شيوخ الدين فكانوا شيوخ خرافة ال شيوخ إسالم‪ ،‬ومعهم صوفية يزعمون‬
‫للناس أهنم مطالع احلقيقة اإلهلية اليت حيكى عنها الوجود مبظاهره‪ .‬هكذا كانت احلياة يف إيران‪.‬‬
‫كانت خليطًا من فساد ديين‪ ،‬وفساد عقلي‪ ،‬وفساد خلقي‪ ،‬وفساد سياسي‪ ،‬وفساد اقتصادي‪،‬‬
‫وفساد اجتماعي‪ .‬فقد كان الفساد هو قوام احلياة يف إيران حينما ظهر املأفون "الباب" وكان أكثر‬
‫أهلها يدينون مبذهب االثين عشرية‪ ،‬ويرقبون ظهور اإلمام الغائب‪ .‬أما البقية فكان منهم‬
‫زرادشتيون يرقبون ظهور موعودهم "هبرام شاه" أو "شوى"‪ ،‬ومنهم يهود يرتقبون ظهور املسيح‬
‫املوعود‪ .‬ومنهم مسيحيون يرتقبون رجعة املسيح‪ ،‬ومنهم مسلمون يرتقبون ظهور "املهدي" وهكذا‬
‫كانت كل فرقة ترتقب منتظرا‪ ،‬وترجو غائبا استكن وراء روعة الغيب وسحر اجملهول‪.‬‬
‫الشيخية‪ :‬تنسب هذه الفرقة إىل الشيخ أْحد األحسائي املولود سنة ‪1744 - 1157‬م وقد‬
‫قرر الشيخ أن البعث روحاين ال جثماين؛ ألن الروح جوهر اجلواهر‪ ،‬أما اجلسم فمصريه الفناء‬
‫األبدي؛ ألنه مؤلف من عناصر األرض‪ .‬و "الشخصية اإلنسانية اليت متيز األفراد عن بعضهم‬
‫ليست أكثر من جمموعة صفات وأخالق إن وجدت اتمة يف شخصية أخرى يف أي زمان أو‬
‫مكان دلت على رجوع الشخصية السابق وجودها إىل املوجود"(‪ )1‬وهلذا أنكر األحسائي الرجعة‬
‫يف مفهومها عند االثين عشرية‪ ،‬وحكم مبوت اإلمام الثاين عشر‪ ،‬وأبن روحه طارت إىل املأل‬
‫األعلى ولكنها ستعود؛ لتحل مرة أخرى جبميع خصائصها يف إنسان جديد يولد والدة حقيقية من‬
‫أب وأم جديدين غري والدي اإلمام الثاين عشر الغائب املزعوم؛ هلذا اثر عليه شيعة إيران‪ ،‬غري أهنم‬
‫مل يستطيعوا أخذه بتهمة؛ ألنه كان يغلف آراءه ابلرمزية‪ ،‬ويقنعها ابإلهبام املصمت‪ ،‬هذا إىل ما‬
‫كان يسبغه على أئمة االثين عشرية من قدسية‪ ،‬وال سيما عليا‪.‬‬

‫(‪ )1‬العقائد لعمر عنايت‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫تقول دائرة املعارف اإلسالمية‪":‬إذا أخذان مبا يقوله براون‪ ،‬فإن األحسائي يكون من الشيعة‬
‫احللولية الذي يعبدون عليًا"(‪.)1‬‬
‫ومضى الشيخ يؤجج ضرام األشواق إىل ظهور املنتظر‪ ،‬وحيض أتباعه على اجلد الدائم يف البحث‬
‫عنه مؤكدا هلم أنه قد دان ميقات ظهوره‪ ،‬ومات الشيخ‪ ،‬وقد سجل التاريخ فرقة شيعية أخرى ابسم‬
‫"الشيخية"‪.‬‬
‫شأان‪ ،‬هو‪ :‬كاظم الرشىت املولود سنة‬
‫وقد ورث زعامة الشيخية من بعده أعظم تالميذه ً‬
‫‪1205‬هـ ‪1790 -‬م‪ ،‬وقد هنج الرشىت هنج شيخه‪ ،‬وال سيما يف التبشري بقرب ظهور القائم‪،‬‬
‫حااث أتباعه على السعي اجلاد يف سبيل العثور عليه‪ .‬وهلك الرشىت والوله يستبد بقلوب تالميذه‪،‬‬
‫ويرقرق أعذب األحالم يف لياليهم الظامئة إىل الغائب املنتظر الذي بشرهم بقرب ظهوره‪ ،‬وحبس‬
‫حياهتم على التفكري فيه‪ ،‬والتحدث عنه "وكانوا ‪ -‬كما يقول البهائيون ‪ -‬دائما مشغولني ابلبحث‬
‫املتتايل عن شخص عظيم فريد أمني دعوه يف اصطالحهم ابلركن الرابع‪ ،‬ومبركز سنوحات حقائق‬
‫الدين املبني"(‪.)2‬‬
‫وتناولت هبذه األوهام واألحالم مشاعر الشاب املراهق "علي حممد" واستحوذت عليها‪،‬‬
‫وأظمأت إليها أمانيه وأهناره ولياليه!‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر مادة األحسائي يف دائرة املع ارف اإلسالمية‪ ،‬ويقول جولدزيهر عن الشيخية إهنم خيصون اإلمام املستور ومن سبقه‬
‫من األئمة ابلقداسة الزائدة والعبادة اخلالصة ويرون ‪ -‬على أسلوب الغنوصيني ‪ -‬أن الصفات اإلهلية قد حلت يف أشخاصهم‪،‬‬
‫وأهنم القوى اخلالقة‪ ،‬ص‪ ،241‬ط‪ ،1‬العقيدة والشريعة‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 4‬مقالة سائح ط ‪.1923‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الباب والبابيَّة‬

‫يف دوامة هذه األساطري واألشواق ولد مريزا علي حممد سنة ‪1235‬هـ ‪1819 -‬م بشرياز‪ ،‬وقد‬
‫مات أبوه وهو طفل‪ ،‬فكفله خاله التاجر سيد علي‪ ،‬مث أرسل به إىل معلم ليتعلم على يديه‪ ،‬وكان‬
‫املعلم يسمى مدرسته‪":‬قهوة األنبياء واألولياء" مث رحل اخلال اببن أخته إىل "بوشهر" وافتتح له‬
‫متجرا هناك‪ ،‬وبدال من أن يعني خاله الذي بذل يف سبيل تربيته ما بذله‪ ،‬عكف على كتب‬
‫الصوفية يرتع وثنيتها منطواي على نفسه ذاهال عن كل ما حوله‪ .‬كان إذا اتقدت اهلاجرة يرقى إىل‬
‫سطح البيت مث جيلس عاري الرأس‪ ،‬وهو يغمغم أبوراد صوفية هي أمشاج من رموز وألغاز‬
‫وطلسمات تفنت مثل هذا املراهق احلامل املشغوف ابجملهول‪ ،‬وتغريه ابلبحث عما وراء ذلك كله‪.‬‬
‫وقد ظل يقرتف هذا العمل حىت مسته لوثة كانت تعرتيه بسببها غواش عصبية‪ .‬ويف أثناء ذلك‬
‫التقى به جواد الطباطبائي أحد تالميذ الرشىت‪ ،‬فافتنت ابلغالم‪ ،‬ومكث مثت معه يف بيت خاله‬
‫ستة أشهر يناغيه ويسمر معه يف خلوة ساجية‪ ،‬ويغريه مبا يلقي على مسامعه من ثناء خلوب‪،‬‬
‫ويقص عليه بشارات األحسائي والرشىت ابملهدي‪ ،‬وبقرب ظهوره‪ ،‬فسعر وله الشاب وأشواقه‪،‬‬
‫وجعله يزداد عكوفا على كتب الصوفية واحلروفية واملشعبذين‪ ،‬والسيما الكتب اليت تتحدث عن‬
‫فن تسخري روحانيات الكواكب وأتثري مشارقها ومغارهبا وتنقالهتا على أقدر الناس والوجود‪.‬‬
‫وخشي خاله عليه ‪ -‬وكان به ابرا ‪ -‬فأرسل به إىل النجف وكربالء لالستشفاء بزايرة مشهد علي‬
‫واحلسني وبعد الزايرة استقر يف كربالء‪ ،‬وهناك استعاد سريته اليت كان عليها يف "بوشهر" فبصر‬
‫بعض تالمذة الرشىت هبذا الشاب املنطوي على هتجده وتالوته وذهوله واستغراقه يف ترتيل أذكاره‬
‫الصوفية‪ ،‬فحملوه إىل جملس الرشىت‪ ،‬فشعر الشاب أنه حيال حبر خضم زاخر العباب يف التصوف‪،‬‬
‫فالزم الشيخ حىت عب فيضا زاخرا من صوفيته‪ ،‬وبدأ يقلده فيما يكتب‪ ،‬كما بدأ يشعر أبن‬
‫أحالمه تلحف عليه يف أن يعلن عنها‪ ،‬فأوى إىل مسجد‪ ،‬واعتكف فيه‪.‬‬
‫ادعاء الباب املهدية‬
‫الغالم يزعم أنه ابب املهدي‪ :‬وأهنى الباب خلوته؛ ليبدأ اهلمس مبا زينته له هواجسه‪ ،‬وقد‬
‫استنكر منه بعض الناس هذا اهلمس الذي يزعم به أنه "الباب" املوصل إىل صاحب الزمان أو‬
‫القائم أو اإلمام املنتظر! وأنه وكيله أو السفري بينه وبني اخللق‪ .‬وآخرون خدعوا مبظهره الورع الزاهد‪،‬‬
‫فجنحوا إليه‪ ،‬ففتنوا بزيفه الذي يوحى ابلورع والزهادة‪ ،‬فآمنوا به "اباب" يلجون عن طريقه إىل‬
‫ساحة اإلمام‪ .‬وقد وصى "الباب" هؤالء الذين امنوا به أن يكونوا على حذر ابلغ‪ ،‬وهم يبشرون‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫بظهوره‪ ،‬وأن يكتموا عن الناس امسه‪ .‬فمضوا يبشرون الناس بظهور "ابب" القائم يف سرية هامسة‬
‫دون أن يذكروا اسم هذا "الباب"‪ .‬أما الغالم املفتون‪ ،‬فقد جاء إىل املتجر يف "بوشهر" وبعد قليل‬
‫َّنى إليه أن بعض الناس يلوكون امسه‪ ،‬ويرمونه أبنه ينال من دين اإلمامية‪ ،‬ويدعو بدعوة جديدة‪،‬‬
‫ففزع وكتب إىل بعض تالميذه يقول‪":‬أعلموا الطالب أن األمر مل يصل إىل حد البلوغ بعد‪ ،‬ومل‬
‫أيت زمانه‪ ،‬فلذلك أكون أان وأجدادي الطاهرين غري راضني يف الدنيا واآلخرة عمن ينسب إيل‬
‫غري ما أان عليه من أتباع الفروع واملعتقدات اإلسالمية"‪.‬‬
‫مث مضى ‪ -‬كما يقول مؤرخ البهائية ‪":-‬يفيض يف البيان عن املهدي املنتظر ويرخى العنان لرياعه‬
‫يف وصفه‪ ،‬وكبحه عن النقد والتعرض لعقائد الشيعة‪ .‬بل كان يثين عليها‪ ،‬ويقرر صحتها ومتانتها‬
‫حىت وجود املنتظر الغائب"(‪ .)1‬وهكذا خسر الباب وأعوانه اجلولة األوىل يف سبيل إعالن قائميته‪.‬‬
‫من ابب إىل قائم‪ :‬مات الرشىت وقلوب أتباعه تتوهج حنينًا إىل رؤية املهدي الذي بشرهم بقرب‬
‫ظهوره‪ ،‬وقد وصاهم قبيل موته ابلبحث عنه فذهب فريق منهم إىل الكوفة؛ إذ كانت األخبار اليت‬
‫يف بطون الكتب تزعم أن اإلمام سيظهر يف مسجد الكوفة؛ ومكثوا هنالك يف مسجدها أربعني‬
‫يوما يبتهلون إىل هللا أن يدهلم على صاحب الزمان أو القائم! أما بقية أتباع الرشىت‪ .‬فظلوا يف‬
‫كربالء يدرسون على "قرة العني" عقائد الشيخية!‪.‬‬
‫متوجها تلقاء شرياز اليت كان‬
‫ً‬ ‫وأما كبري تالميذ "الرشىت" مال حسني البشروئي‪ ،‬فقد تسلل وحده‬
‫الباب قد أسرع إليها عقب وفاة الرشىت!‪.‬‬
‫تسلل إىل حيث كان الدهاة الدعاة يصنعون اخلرافة اجلديدة‪ ،‬ويبنون الصنم اجلديد!‪ ...‬ملاذا‬
‫أسرع الباب عقب وفاة الرشىت إىل "شرياز"؟ وملاذا ميم "البشروئي" وجهه وحيدا شطر "شرياز"؟ ومل‬
‫مل يذهب إىل الكوفة مع الذاهبني؟ أال يدلك هذا على أن األمر كان مبيتا ومتفقا عليه سرا بني‬
‫مجاعة من الشيخية؟!‪.‬‬
‫ماثال حبضور الباب؛ إذ أعلن له دعواه‬ ‫ويقول مؤرخ البهائية‪":‬وبينما كان مال حسني البشروئي ً‬
‫بغتة‪ ،‬وظهر مبقام املهدوية والقائمة‪ ،‬ودعاه إىل اإلميان به‪ .‬وكان عمر جنابة ‪ -‬يعين عمر الباب ‪-‬‬
‫عاما‪ .‬وقد اعترب ذلك اليوم عيد املبعث؛ إذ أظهر فيه حضرة الباب دعوته‪،‬‬ ‫حالتئذ مخسة وعشرين ً‬
‫ورفع هبا الصوت جهرا"(‪ )2‬فهل كان األمر بغتة كما يزعمون؟ أو أنه كان متثيال ابرعا متقنا أراد به‬
‫أصحابه أن يظهر هذا األمر للناس يف صورة املفاجأة الرائعة اليت ال تدل على آتمر سابق‪ .‬وقد‬

‫(‪ (1‬ص‪ 67 ،46‬الكواكب‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 72‬الكواكب الدرية‪ ،‬وكان هذا سنة ‪1260‬هـ ‪1844 -‬م‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اختري البشروئي؛ ليكون أول مبشر ابملهدي‪ .‬ألنه كان عبدا للشهرة‪ .‬ومن مسات عبدة الشهرة أهنم‬
‫ال يهمهم أجاءت عن طريق بطولة‪ ،‬أو عن طريق اقرتاف جرمية تدوي لعنتها!‪.‬‬
‫أشواق تغلي إىل رؤية املوعود‪ ،‬وسطوة ابغية من حب الشهرة مستبدة ابلبشروئي حىت ال‬
‫يستحيي أن يبذل يف سبيلها عرضه‪ ،‬واستعمار يكيد يف جد وآلمة؛ ليقضي على الرمق الواهن من‬
‫إيران‪ ،‬وترنيمات ساحرة عن زهادة هذا الشاب وورعه!‪.‬‬
‫كل هذا كان بني يدي هذا الشاب اجملنون األحالم‪ ،‬وبني يدي البشروئي العاصف الشهوات‪.‬‬
‫كال األْحقني كان الصيد الذي يتمىن أن يصاد‪ ،‬ال أن ينجو من الشرك! فعثر كالمها مبن‬
‫يصطاده! عثر البشروئي ابلشاب الذي غلبته املراهقة على أمره‪ ،‬ومبن يضع اللقمة يف جوفه‪،‬‬
‫والكلمة يف فمه‪ ،‬واخلنجر يف يده‪ ،‬وعثر الشاب ابلشيخ الذي كان يناد حتت ثقل عبوديته‬
‫ألطماعه! وكالمها ظن يف صاحبه أنه صيده الذي دار يف الغاب طويال يبحث عنه‪ .‬وكالمها خنع‬
‫ذليال هلذا الظن‪ ،‬فلتلتهم النار اهلشيم‪ ،‬وليؤجج اهلشيم النار اليت تلتهمه!‪.‬‬
‫ومن ورائهما كانت األيدي القذرة الباغية تعمل يف حذر ودهاء لتحطيم إيران والقضاء على ما‬
‫بقي فيها من أرماق واهنة‪ .‬أو قل‪ :‬كان هنالك أولئك الذين تراءوا أبهنم صفوة املؤمنني بدعوة‬
‫الباب‪ ،‬وهم الذين كان االستعمار يعرف الطريق جيدا إىل قلوهبم‪ ،‬وألسنتهم وأيديهم؛ ليضع فيها‬
‫حقد اخليانة وكلمة اخليانة ومثن اخليانة‪ .‬وأشد خطر على األمة أن تضطرب يف دينها‪ ،‬وأن تراتب‬
‫فيه‪ ،‬وأن تتقاتل حوله‪.‬‬
‫ولقد كان البعض من عشاق اإلمام املكنون وراء سجف الغيب ‪ -‬حينما أعلن الباب دعوته ‪-‬‬
‫أشبه ما يكونون ابألم اليت ضل عنها طفلها الوحيد منذ سنني فهي متأل العشااي واألصائل مناغاة‬
‫مسة من‬‫له‪ ،‬وتسأل عنه كل نسمة هافية فيها نفحة من عطره‪ ،‬وتصيخ إىل كل أنمة حريى فيها َّ‬
‫سحره‪ .‬حىت إذا كان اليأس يرحنها على صحراء عدمه‪ ،‬جيء هلا بفىت جياش الفتنة مشرق الصباحة‬
‫وقيل هلا‪ :‬هذا طفلك احلبيب اي أم الشجون! فهل تفعل شيئا سوى أن تندفع يف هلف جمنون إىل‬
‫احتضانه وتقبيله!؟ ولكنها بعد هدوء العاصفة تشعر بقلبها يؤكد هلا أنه ليس وليدها؛ إذ ال جتد‬
‫فيه أاثرة من مسات ابنها وال خصائصه اليت كانت تالزمه‪ ،‬واليت ربطت بعض عواطفها به غري أهنا‬
‫رغم ذلك أتىب إال أن حتتفظ هبذا اجلديد‪ ،‬وتؤكد للناس‪ -‬ال لقلبها ‪ -‬أنه وليدها‪ .‬إنه ‪ -‬على آية‬
‫حال ‪ -‬عوض ما يسكن بعض ما يسكن من وقد الشجن وثورة الصبابة مث أهنا ال تستطيع أن‬
‫تظهر أمام الناس أن عاطفتها قد خدعتها يف اللمسة احلاملة اليت ملست هبا أول مرة ذاك اجلديد!‬
‫أو أهنا كانت غري صادقة فيما أشرق على وجهها من فرح‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فلتحتفظ هبذا الشيء سلوة هلا وحفاظًا على ثقة الناس هبا‪ .‬رغم أن قلبها يؤكد هلا أهنا تكذب‬
‫معا‪.‬‬
‫على نفسها‪ ،‬وعلى الناس ً‬
‫كذلك كان بعض الذين آمنوا هبذا املراهق الطموح األحالم‪ .‬أهنا مأساة قلوب أجنتها اخلرافة‬
‫الساحرة يف ليلها الطويل العميق‪ ،‬وأرمضتها األشواق إىل رفيف ابتسامة من وضح الفجر‪،‬‬
‫واستغلتها شهوات الذين ورثوا عن أسالفهم حب الكيد لإلسالم‪ ،‬وحب التدمري لألمم!‬
‫ويزعم البهائيون أن البشروئي قد غمره الذهول حينما فجأه الباب بدعوى أنه القائم‪ ،‬أو‬
‫صاحب الزمان‪ ،‬أو املهدي املنتظر‪ ،‬وأنه حينما أفاق من غاشية الذهول طلب من الباب حجة‬
‫تؤيد دعواه! ومل تكن هذه احلجة اليت رددت البهائية أنباءها سوى بعض أجوبة من الباب على‬
‫بعض أسئلة كالمية اختارها البشروئي مما كان يتحذلق به متكلمو الشيخية!‬
‫فلم ال تضفي‬‫إذن كان البشروئي يف مقام األستاذ املمتحن‪ ،‬وكان الباب يف مقام التلميذ اجمليب! َ‬
‫البهائية طيلسان القائمية واملهدوية على "البشروئي"؟ أليس هو الذي كان يضع مقاييس اخلطأ‬
‫والصواب ملا جيب به الباب؟‬
‫وتزعم البهائية أن الباب بعد أن شهد له البشروئي ابلنجاح يف االختبار سأل‪ :‬ما آية املهدي‬
‫جيدا ما سيجيب به البشروئي‪ ،‬وكان البشروئي يعرف جيدا من‬ ‫املنتظر؟! ولقد كان الباب يعرف ً‬
‫قبل أن الباب سيوجه إليه هذا السؤال‪ ...‬وهلذا أسرع البشروئي جييب بقوله‪ :‬آية املهدي أنه يكتب‬
‫(‪)1‬‬
‫معدا من قبل‪ ،‬كما كانت تلك األسئلة وأجوبتها معدة‬ ‫تفسريا لسورة يوسف ! ولقد كان التفسري ً‬
‫من قبل كذلك! وهلذا أسرع الباب‪ ،‬وأخرج‪ -‬كما تقول البهائية ‪ -‬التفسري املطلوب من داخل‬

‫(‪ )1‬كتب الباب هذا التفسري الوثين وهو يف كربالء وكثريون من أتباع الرشىت كانوا على بينة من هذا‪ .‬وإليك بعض ما جاء فيه‪:‬‬
‫قصد الرْحن من ذكر يوسف نفس الرسول ومثرة البتول حسني بن علي بن أيب طالب مشهودا‪ .‬قد أراد هللا فوق العرش مشعر‬
‫الفؤاد أن الشمس والقمر والنجوم قد ك انت لنفسه ساجدة هلل احلق مشهودا‪ .‬إذ قال حسني ألبيه يوما‪ :‬إين رأيت أحد عشر‬
‫كوكبا والشمس والقمر رأيتهم ابإلحاطة يل على احلق هللا القدمي سجاداً‪ ...‬ولقد سجدوا جنوم العرش يف كتاب هللا لقتل احلسني‬
‫ابحلق على احلق‪ .‬وكان عدهتم يف أم الكتاب إحدى وعشر هو هللا الذي قد جعل التوحيد يف حقائق األشياء من أشعته‪ ...‬وإن‬
‫هللا قد أراد ابلشمس فاطمة وابلقمر حممداً وابلنجوم أئمة احلق يف أم الكتاب معروفا فهم الذين يبكون على يوسف إبذن هللا‬
‫سجدا وقياما‪ ..‬أحيسب الناس أان كنا عن اخللق بعيداً؟ كال‪ .‬يوم نكشف الساق عن ساقهم ينظرون إىل الرْحن وذكره يف األرض‬
‫احملشر قريباً‪ ،‬فيقولون‪ :‬اي ليتنا اختذان مع الباب سبيال‪ .‬أمامكم هذا كتايب قد كان من عند هللا يف أم الكتاب ابحلق على احلق‬
‫مسطورا‪ ...‬فتقدرون أن أتتوا مبثل هذا الكتاب من عند هللا احلق ابحلق على احلق مشهودا‪ .‬لو اجتمعت اإلنس واجلن على أن‬
‫أيتوا مبثل هذا الكتاب ابحلق على أن يستطيعوا‪ ،‬ولو كان أهل األرض‪ ،‬ومثلهم معهم على احلق ظهريا‪ .‬فوربك احلق لن يقدروا‬
‫مبثل بعض من حروفه وال على أتويالته من بعض السر قطمريا) انظر ص‪ 309‬وما بعدها اتريخ البابية للدكتور مريزا حممد مهدي‬
‫خان‪ ...‬هذا اخللط واخلبط والعمة يظنه احلمقى أصدق حجة على أن الباب جتسد للحقيقة اإلهلية‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ثوبه! فخر البشروئي ساجدا معلنا يف صراحة أن هذا املراهق املخنث هو املهدي املنتظر‪ ،‬والقائم‬
‫صاحب الزمان!‬
‫هذا ما تقدمه البهائية من أتويل إلميان "البشروئي"(‪ )1‬بقائميه الباب‪ ،‬وهو ‪ -‬كما ترى ‪ -‬أتويل‬
‫ْحاقة اتفهة ترخص يف ميزان التفاهات عن الغثاء الننت العفن! ومن يطالع ما زعم الباب أنه تفسري‬
‫لسورة يوسف يدرك أن الباب عميق اجلهالة بعيد الضاللة صريع اخلبال‪ ،‬وأن البشروئي ‪ -‬يف إميانه‬
‫أبن هذا التفسري حجة إهلية تؤيد دعوى "الباب" ‪ -‬ثعلب خداع مكرت به نـزواته‪ ،‬ومنافق لئيم‬
‫تستعبده شهواته‪ ،‬وإال فأي إنسان به مسكة من عقل‪ ،‬أو على أاثرة واهية من معرفة يدرك ‪ -‬بعد‬
‫أن يقرأ مجلتني فقط من هذا التفسري ‪ -‬أنه ليس تفسريا‪ ،‬وإَّنا هو هراء يكشف عن هذاين حمموم‪،‬‬
‫وخلط خمبول‪ ،‬واستبداد جهالة بغيب!‪.‬‬
‫العنكبوت والذابب‪ :‬وخرج البشروئي ملعون التآمر‪ ،‬مث اندفع جيوب القرى واألمصار مبشرا‬
‫بظهور القائم دون أن يذكر شيئًا عن امسه أو مكانه‪ ،‬أو يذكر من صفاته إال ما جيذب القلوب‬
‫ابللهفة املضنية إىل معرفة هذا اجملهول‪ .‬وقد فعل البشروئي هذا؛ حلماية الباب من الدولة‪ ،‬ولكيال‬
‫يدع للناس فرصة يطابقون فيها بني الدعوة والداعية‪ ،‬وحسب البشروئي رحبا أن يثري يف القلوب‬
‫التشوق إىل معرفته‪ ،‬وأن يصدع العقول أبنبائه والتفكري يف شأنه وأن يصدع أمن الدولة‪،‬‬
‫وسكينتها!‪.‬‬
‫وهفا العطاش ا مهلِي ُم إىل معرفة القائم يستنبئون البشروئي عنه! والثعلب املاكر خيفي امسه‪ ،‬ولكنه‬
‫كان يضين شغفهم ابلثناء على القائم وسنائه األعظم‪ .‬ويعثر البشروئي بصيد جديد من النوع‬
‫الذي يبيع دنياه وآخرته بلقب فيه طرافة‪ ،‬وله دوي‪ .‬ذلك الصيد هو "مال حممد علي" الذي لقب‬
‫بعد‪":‬ابلقدوس"‪ .‬وكان والده من مريدي األحسائي والرشىت‪ .‬أما القدوس نفسه‪ ،‬فكان ِأم َّي الفكر‬
‫وضيع اهلمة‪ .‬واضطبع البشروئي به‪ .‬وراح يسكره مبا يسبغ عليه من حمامد تذهله عن حقيقته هو!‬
‫مث بشره بظهور القائم‪ ،‬وذكر من سجاايه وصفاته ما شد إليه مشاعر القدوس وعواطفه! وكان‬
‫البشروئي يلوح ويلمح مبا يدل على الباب داللة ترتنح بني الوضوح واإلهبام‪ ،‬حىت استطاع القدوس‬
‫أن ميسك أبذن البشروئي‪ ،‬وأن يهمس يف مسعه ابسم القائم الذي يتحدث عنه! فيشيع البشر‬

‫(‪ ) 1‬نسبة إىل (بشروية) إحدى قرى خراسان‪ .‬ويقول عنه الدكتور حممد مهدي خان‪ :‬إنه ظل يقدح زاند فكره للحصول على‬
‫الشهرة‪ ،‬وإنه صارع وكافح يف سبيلها‪ ،‬وأنه قنط أخريا من شدة األتراح‪ ،‬فما إن مسع ابلباب حىت هرول إليه ساعيا إىل الشهرة‪،‬‬
‫فأصبح خصيص الباب ابخللوة واجللوة‪ .‬ص‪ 198‬اتريخ البابية‪ ،‬وتسميه البهائية (ابب الباب) ألنه يف زعمهم أول من بشره‬
‫الباب بقائميته‪ .‬ويقول عنه البهاء إنه (لواله ما استوى هللا على عرش رْحانيته وما استقر على كرسي صمدانيته) ص‪ 154‬إيقان‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الغامر يف وجه البشروئي‪ ،‬ويفيض لسانه ابحلمد لذكاء القدوس وفطنته‪ ،‬مث يستحثه على أن يعمل؛‬
‫ليكون له السبق يف اإلميان ابلقائم‪ ،‬فتصري له املنـزلة العظمى عنده‪ ،‬فيهرول القدوس إىل مقر‬
‫الباب‪ ،‬ومثت خير ساجدا بني يديه! هكذا بال حجة وال بينة سوى ما تشدق به البشروئي عن‬
‫عظمة القائم وجالله‪ .‬وكما هتاوى القدوس هتاوى خمرف آخر هو‪":‬مال علي البسطامي" وآخر‬
‫مثله هو‪":‬حيىي الدرايب" امللقب عند البهائية "ابلوحيد"‪ .‬وما كان هذا "الوحيد" إال طريدا من طرائد‬
‫اللعنة اإلهلية‪ ،‬وإليك قصة إميانه ابلباب‪.‬‬
‫ذلوال ملن يريد استعباده‪ .‬فظل به‬ ‫اتفها فار ًغا‪ ،‬وقلبًا ً‬
‫عقال ً‬
‫عثر أحد دعاة الباب به‪ ،‬فوجد أمامه ً‬
‫يرهبه ويرغبه‪ ،‬وينوه ابملهدي اجلديد وعزته وعظمته‪ ،‬حىت هتاوى مذعنا‪ .‬بيد أنه رغب إىل حمدثه‬
‫يف أن يظهر الباب معجزة أمامه؛ ليطمئن قلبه‪ .‬فقيل له‪ :‬إن طلب املعجزة من هوس أصاغر الناس‬
‫أو الساقطني منهم‪ ،‬فسكت عن طلب املعجزة‪ ،‬ولكنه ‪ -‬وهو يغوص يف أعماق اللجة الطاغية ‪-‬‬
‫رغب يف رجاء واحد هو أن حيملوا عنه إىل القائم كراسة فيها أسئلة ينشد عنها اجلواب من القائم‪.‬‬
‫قال هذا وهو يف بيت القائم املزعوم ال يراه‪ ،‬وال ينعم بنجواه! فقد ضرب احلجاب بينه وبينه حىت‬
‫يؤمن! وحقق له صانعو الصنم ما أراد‪ ،‬وتعاونوا سرا على اإلجابة عن أسئلة الوحيد‪ ،‬مث ْحلوا هذه‬
‫األجوبة إليه مكتوبة خبط "املهدي" اجلميل‪ ،‬فقد كان مشهورا جبودة اخلط ومجاله‪ .‬ويقول مؤرخ‬
‫البهائية‪":‬إن وحيدا جتلت عليه مسات اجلذب ومالمح الوجد واهليام‪ ،‬وأنه خر مذعنا مؤمنا بعد أن‬
‫قرأ األجوبة"(‪ )1‬وهكذا كانت تصيد العناكب الذابابت‪ .‬وتلك هي أدلة القائمية أو املظهرية الرابنية‬
‫للباب! وتلك صور من إميان أتباعه‪ ،‬وتلك فنون من عقلياهتم وعقلية الباب نفسه‪ ،‬وابب الباب‬
‫وكبار األصحاب ذكرهتا؛ لتعلم أي اتفه هو‪ ،‬وأي قوم هم!‪.‬‬

‫جهل البابية بدعوهتم‬


‫الدعاة جيهلون ما يدعون إليه‪ :‬كان أصحاب الباب جيوبون البالد معلنني أهنم رأوا القائم‪،‬‬
‫وتلقوا فيض بركاته دون أن حيدثوا الناس عن امسه‪ ،‬أو عن دعوته‪ ،‬وعلة هذا أن الدعاة(‪ )2‬أنفسهم‬

‫(‪ (1‬ص‪ 100 ،58‬الكواكب الدرية‪.‬‬


‫(‪ ) 2‬يقرر مؤرخو البابية أنفسهم أن دعوة الباب مل تكن مفهومة وال واضحة‪ ،‬وأنه ادعى مقامات متعددة‪ ،‬فقد زعم أول أمره‬
‫أنه املبشر بظهور حممد بن احلسن العسكري اإلمام الثاين عشر الغائب‪ .‬أو الواسطة بني حجة هللا القائم املوعود وبني اخللق‪ ،‬أو‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫مل يكونوا يعرفون ما يدعون إليه املهدي اجلديد‪ .‬بل إن املهدي نفسه مل يكن يعرف ما يدعو إليه‬
‫سوى أنه مهدي فأعجب لداعية ليست له من دعوة‪ ،‬وملن يزعم أنه مهدي‪ ،‬وهو ال يعرف هدى!‬
‫حروف حي والتوقيعات‪ :‬بلغ عدد املؤمنني بقائميه الباب سبعة عشر رجال وامرأة هي‪":‬قرة‬
‫العني" وقد لقبهم حبروف حي(‪ ،)1‬وأعطى لكثري منهم توقيعا؛ ليكون حجة له على أنه سفري بني‬
‫القائم‪ ،‬وبني اخللق‪ .‬وقد علمت شأن هذه الرقاع والتوقيعات عند االثين عشرية‪.‬‬
‫وال يثري العجب أن يكون ملثل هذا الزور اخللق سلطاان‪ ،‬وأن يتخذ حجة لنبوة مزعومة! فما مث‬
‫من إنسان حيتجب بضاللة عن نور احلق إال ويصري للخرافات اهليمنة على فكره وقلبه‪.‬‬
‫وقد كان لكتمان امسه‪ ،‬وهلذه التوقيعات أثر يف نفوس بعض الناس‪ ،‬فصدقوا أن اإلمام الغائب‬
‫قد ظهر‪ ،‬غري أن كثريا منهم لعنوها‪ ،‬ولعنوا مقرتفيها حينما عرفوا اسم القائم املزعوم‪ ،‬وعرفوا أنه هو‬
‫هذا الغالم املأفون‪ .‬وقد كان هذا هو أشد ما خيشاه الدعاة والغالم(‪.)2‬‬
‫الباب وإعالن دعوته يف مكة‪ :‬زعم كهنة األساطري أن القائم سيظهر بني الركن واملقام يف مكة‬
‫شاهرا سيفه؛ وهلذا زعمت البهائية أن الباب رفع الصوت جهرة جتاه الكعبة بقوله‪":‬أيها الناس أان‬
‫القائم الذي كنتم به تنتظرون"‪ .‬وينكر الثقاة هذا مؤكدين أن الباب إَّنا خرج مع أتباعه قاصدا‬
‫مكة‪ ،‬فاضطرب البحر فخشي الغرق‪ ،‬فاختفى يف "بوشهر" إىل أن انتهى موسم احلج‪ ،‬مث ظهر‬
‫زاعما هو وأصحابه أنه أعلن الدعوة يف مكة‪ .‬ويقول هؤالء‪ :‬لو أن الباب أعلن دعوته هناك‪ ،‬بني‬

‫الباب الذي يهدي إليه‪ ،‬أو وساطة الفيض من حضرة صاحب الزمان‪ ،‬أو هو اإلنسان الذي يستطيع البشر عن طريقه االحتاد‬
‫مع اإلمام احلق الغائب املنفذ لإلرادة اإلهلية مث زعم الغالم بعد هذا أنه هو هذا املوعود نفسه أي القائم صاحب الزمان‪ ،‬والنقطة‬
‫األوىل يف مقام الوجود‪ ،‬أو ا حلقيقة احملمدية كما تعرب الصوفية‪ .‬والنقطة األوىل أو احلقيقية احملمدية هي احلقيقة اإلهلية مع التعني‬
‫األول‪ .‬وقد طور البهائيون معىن كلمة (الباب) لتتالءم مع فرية البهاء بعد‪ ،‬فقالوا‪(:‬وكان مقصوده ‪ -‬أي الباب ‪ -‬من كلمة اببية‬
‫أنه واسطة الفيوضات من شخص عظيم حمتجب لآل ن خلف ستار العزة ومتصف بكماالت ال تعد وال حتصى‪ ،‬وأنه متحرك‬
‫إبرادته ومتمسك حببل واليته) ص‪ 22‬هباء هللا‪ 3 ،‬مقالة سائح‪ .‬مث قالوا‪(:‬وملا ظهر هباء هللا جتلت احلقيقة على منصة اليقني)‬
‫ص‪ 90‬الكواكب‪ .‬ومعىن هذا أن الغالم علي حممد مل يزعم شيئا سوى أنه مبشر بظهور هللا يف صورة مريزا حسني علي‪ .‬وكلمة‬
‫ابب كانت معروفة من قبل عند الصوفية وكثري من الفرق‪ .‬وقد أطلقته الصوفية على الباب الذي يلج منه اإلنسان إىل امللكوت‬
‫الباطين أي شيخ الطريقة‪ ،‬وأرادت منها اإلمساعيلية الداللة على الشيخ أو األساس الذي يعم الناس أسرار الدين‪ .‬وكانت النصريية‬
‫تطلق على سلمان الفارسي أنه الباب؛ ألن أمر الدعوة كان موكوالً إليه‪ ،‬ويطلق الدروز اسم الباب على الوزير الروحاين األول‬
‫الذي يشمل العقل األول‪ .‬انظر مادة ابب يف دار املعارف اإلسالمية‪ ،‬وقد وضع املفرتون حديثا نصه‪(:‬أان مدينة العلم وعلى‬
‫ابهبا) وفيه نـزغه األسطورة بضاللتها‪ ،‬وهلذا قال أبو حامت وحيىي بن سعيد عن احلديث‪ :‬ال أصل له‪.‬‬
‫(‪ ) 1‬مساهم هبذا؛ ألن كلمة حي حبساب اجلمل (أجبد هوز) تساوي مثانية عشر فإذا أضيف إليهم صار عددهم تسعة عشر‪.‬‬
‫والباب يقدس رقم ‪.19‬‬
‫(‪ (2‬ص‪ 171‬الكواكب الدرية‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أولئك األلوف من احلجاج الوافدين من شىت األقطار اإلسالمية لكان لدعوته هذه الدوي الذي‬
‫ميور به كل بلد إسالمي‪ ،‬ولقامت عليه قيامة احلجاج هناك‪ ،‬ولتسامع به حكام مكة وأمراؤها من‬
‫العرب والرتك‪ ،‬وألخذوه إبفكه أخذا شديدا‪ ،‬ولكن شيئا من هذا مل حيدث مما يدل على أن الباب‬
‫مل يذهب إىل مكة‪ .‬أو على أنه ذهب‪ ،‬ولكن مل يهمس هناك هبمسة!‬
‫القبض على الباب‪ :‬اثر العلماء على دعاة البابية يف شرياز‪ .‬فقبض واليها حسني خان عليهم‪،‬‬
‫ورمى هبم يف جب عميق بعد أن قطع أعصاب كعوهبم(‪.)1‬‬
‫مث أمر احلاكم إبحضار "الباب" من بوشهر‪ ،‬فأحضر‪ ،‬وْحل إىل جملس احلاكم‪ ،‬فخر على‬
‫األرض ترتعد فرائصه‪ ،‬وتعول مشاعره من الرعب‪ ،‬واحلاكم يلطمه‪ ،‬ويبصق يف وجهه‪ ،‬ويدمغه‬
‫بنقائصه‪ .‬مث رمى به يف السجن‪ ،‬مث بدا للحاكم أن يسرب أغوار الباب‪ ،‬فاستدعاه إليه‪ ،‬وأدانه منه‬
‫يف رفق وبشاشة مث سكب بني يديه دموعا زعم أهنا دموع توبة وندامة على ما فرط منه يف حق‬
‫الباب وحق أتباعه مث قال له‪ :‬لقد زرتين اي سيدي يف حلم من أحالمي‪ ،‬وقلت يل‪":‬إيه اي حسني‬
‫إين أرى نور اإلميان يلوح من وجهك‪ ،‬فقمت من نوين‪ ،‬وقد أشرق نور اإلميان يف قليب أبنك‬
‫املهدي املنتظر" وسقط الغر املأفون يف الفخ األسود الذي نصبه له احلاكم‪ ،‬واستبدت به لوثة فرح‬
‫وثىن‪ ،‬مث صاح ‪ -‬والصدق يلعنه ‪": -‬طوىب لك! إن الذي رأيته مل يكن يف املنام‪ ،‬بل كان يف‬
‫اليقظة‪ .‬وإين بنفسي حضرت مضجعك‪ ،‬وخاطبتك مبا مسعت" وأيقن احلاكم أنه أمام حدث‬
‫يتخبطه الشيطان من املس‪ ،‬ويتخذه اإلفك تعبريا متجسدا عنه‪ ،‬ورغم إميان احلاكم أبن الغالم‬
‫الذي بني يديه حيلو له احرتاف الكذب احلقري‪ ،‬فإنه تراءى ابلتصديق بغية اجتالء هدفه السياسي‪،‬‬
‫وابدر يهمس يف مسع الباب أبنه يشرف؛ إذ يضع حنت إمرته جنوده وخزينة مال احلكومة مىت أراد!‬
‫فتجرع الباب هذا السم الناقع يظنه شهدا‪ ،‬ومضى ميىن احلاكم أبنه سيجعل منه سلطاان فيما بعد‬
‫على الدولة العثمانية حينما تدين الدنيا كلها له‪ ،‬ولكن احلاكم أخربه أن يكفيه أن يكون الباب‬
‫راضيا عنه‪ ،‬مث طلب منه أن أيمر دعاته ابلكف عن الدعوة‪ ،‬حىت ال يثريوا غضب احلكومة‪،‬‬
‫فتحشد جيشها للقضاء على الدعوة قبل أن يتمكن هو من حشد جنوده لنصرها ونشرها! ونفذ‬
‫الباب ما طلب احلاكم‪ ،‬ومكث غري بعيد‪ ،‬ففوجئ حبشد من العلماء يف قصر احلاكم‪ ،‬ففزع‬
‫فطمأنه احلاكم‪ ،‬وادعى أنه ما مجع هؤالء الشيوخ إال ليمكن الباب من إعالن دعوته أمامهم‪ ،‬وإال‬
‫لريغمهم بعدها على اإلميان به‪ ،‬وأكد له أن من سيجرؤ منهم على إظهار الكفر به‪ ،‬فسيكون‬
‫القتل مصريه‪ ،‬فاطمأن الباب‪ ،‬وحضر جملس العلماء اثبت اجلنان طاغي اجلرأة‪ ،‬مث بده اجلميع‬

‫(‪ )1‬ص‪ 79‬الكواكب الدرية‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫بقوله‪":‬إن نبيكم مل خيلف لكم بعده غري القرآن‪ ،‬فهاكم كتايب البيان(‪ ،)1‬فاتلوه‪ ،‬واقرءوه جتدوه‬
‫أفصح عبارة من القرآن"(‪ )2‬وكظم العلماء ثورهتم فقد أمرهم احلاكم من قبل أن يصابروا الباب‬
‫طويال‪ ،‬حىت يعرتف كتابة بدينه‪ .‬وبعد قليل طلب منه احلاكم أن يسجل ما يدعو إليه كتابة؛ لتتم‬
‫احلجة على العلماء‪ ،‬ففعل‪ ،‬ونظر العلماء فيما كتب‪ ،‬فلم جيدوا إال كفرا بواحا‪ ،‬وخلطا وخبطا‬
‫ختبط به عشواء يف مهمة مظلم‪ ،‬وأخطاء تدمغه ابلعي واجلهالة‪ .‬وحينما نبه إىل هذه األخطاء‬
‫الدون ألقى التبعة على الوحي اإلهلي! واستفىت احلاكم العلماء يف شأن الباب‪ ،‬فأفىت بعضهم‪:‬‬
‫بكفره‪ ،‬واآلخرون‪ :‬جبنونه‪ .‬وهنا هتك احلاكم القناع عن وجهه‪ ،‬فقد ظفر بسر الباب وعالنيته‪.‬‬
‫وكان مما رمى به يف وجه الباب قوله‪":‬كيف تدعى الرسالة‪ ،‬وترجح نفسك على خامت النبيني‪،‬‬
‫وأنت عاجز عن التعبري عن مكنون نفسك‪ .‬إين أرى قرائن أحوالك تثبت اختالل عقلك‪ ،‬وفساد‬
‫دماغك وعتهك وبلهك‪ ،‬فأل عذبنك لعلك ترجع عن غيك" مث أمر فعلق الباب من ساقيه‪،‬‬
‫وهتاوت على جسده اهلضيم عصا غليظة يف غلطة جحوده وكفرانه‪ ،‬وهو يف عوائه املقيت يستغيث‬
‫ويستغفر‪ ،‬ويطلب التكفري عن سيئاته!‬
‫كفر الباب بدعوته‪ :‬ورضي الباب أن يطاف به يف األسواق على دابة شوهاء‪ ،‬وأن يعلن التوبة‬
‫من كفره على منرب املسجد الكبري‪ ،‬وحينما ختطى الباب عتبة املسجد هرول إىل شيخ العلماء‪ ،‬مث‬
‫خر ساجدا بني يديه مسرتْحا‪ ،‬مث ارتقى املنرب‪ ،‬وأعلن رجوعه عن كل ما ادعاه‪ ،‬وأنه على دين‬
‫االثين عشرية؛ ألنه احلق اليقني(‪ .)3‬وبعد هذا ألقي به يف غيابة السجن‪.‬‬
‫أجت أنباء الباب! ومن خصائص الدمهاء أهنم ال يستبطنون حقائق‬ ‫ذيوع أنباء الباب‪ :‬و َّ‬
‫األحداث‪ ،‬وإَّنا أيخذهم منها ذلك املظفر اخللوب الذي يتخايل يف شفوف من روعة الفداء‬
‫والتضحية والبطولة من أولئك الذين يدعون ابلدعوة اجلديدة دون أن يفكر أولئك املختولون‪:‬‬
‫أتستحق هذه الدعوة تضحية وفداء أم ال؟ فحينما عذب حاكم شرياز دعاة الباب‪ ،‬وقطع منهم‬
‫أعصاب كعوهبم اختذ بعض احلمقى من جتلد هؤالء دليال على صدق ما يدعون إليه! وما أهون‬
‫قيمة احلق إذا اختذان من مثل عمل هؤالء التافهني املأفونني دليال يثبته وحجة تؤيده!‪.‬‬
‫هذا شيء! وشيء آخر‪ ،‬هو احتشاد هذه الطائفة الكربى من العلماء املشهود هلم عند الناس‬
‫حينئذ ابملكانة العلمية الفائقة ملناقشة غالم مسكني‪ ،‬مث هذا الطواف به يف األسواق مهينا على‬

‫(‪ )1‬ألفه وهو يف (بوشهر)‪.‬‬


‫(‪ (2‬ص‪ 38‬وما بعدها اتريخ البابية‪.‬‬
‫(‪ (3‬ص‪ 141 ،138‬وما بعدها‪ ،‬اتريخ البابية‪ 88 .‬الكواكب‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫دابة شوهاء‪ ،‬والضرب املربح املهلك الذي عاانه الفىت اليتيم املنتسب إىل بيت النبوة‪ ،‬كما كان‬
‫يشاع بني القوم(‪ )1‬كل هذا آاثر يف بعض القلوب اليت تسيطر عليها العواطف اهلوج عطفا على‬
‫الشاب ولو أن الباب جهر بدعوته يف بيئة تعرف احلق‪ ،‬وتؤمن به ما وجد له نصريا‪ ،‬وما تردد‬
‫صدى دعوته إال يف حلقة‪ ،‬والنطوى كأحقر الدود على نفسه خيبط ذيله برأسه‪ ،‬ورأسه بذيله‪،‬‬
‫ولكن الباب ظهر بني قوم عاشوا لعبادة األساطري(‪.)2‬‬
‫تفاهة‪ :‬حيدثنا اتريخ البابية املكتوب أبقالمهم أن كل الشيوخ الذين آمنوا ابلباب قد اختذوا من‬
‫أجوبة الباب عن أسئلة كالمية برهاان هلم على أنه هو القائم كما اختذوا كذلك من تفسريه لبعض‬
‫آايت القرآن تفسريا مل يسبقه ‪ -‬كما زعموا ‪ -‬إليه سابق! وايلنيب ال تكون له من حجة سوى اهلذر‬
‫بتفاايت من ضاللة يزعم أهنا فلسفة وتصوف! ولقد عرف الباب تفاهة الذين آمنوا به؛ إذ كان‬
‫اليقني الثابت يف نفسه‪ :‬هو أنه أحقر أكذوبة تستحق أن يلعنها كل من حيتقر الكذب كما كان‬
‫اليقني الثابت يف نفسه أيضا هو‪ :‬أن أصحابه هؤالء إما سفهاء العقول مظلمو القلوب‪ ،‬وأما‬
‫خمادعون منافقون رواد للدىنء من املطامع! إلمياهنم أو ادعائهم اإلميان به‪ ،‬أو بكذب يعلن جهرة‬
‫أنه كذب ملعون!‬
‫هذا هو اليقني الذي كان ال يستطيع الباب أن يغالبه‪ ،‬أو أن يصرف عنه نفسه‪ ،‬غري أنه كان‬
‫حياول أن خيادع أصحابه عن حقيقة نفسه وحقيقة أنفسهم‪ ،‬وعما استقر يف نفسه من التحقري‬
‫البالغ لشأهنم فلم جيد ما خيدعهم به سوى التغايل فيما خيلع عليهم من نعوت هي أقرب إىل نعوت‬
‫املالئكة أو الرسل أو اإلله ليسرت هبذا الغلو حقيقة ما يكنه هلم‪ .‬لقد نعت هذه احلثاالت من أو‬
‫شاب الضاللة أبهنم‪ :‬واسطة الفيوضات الرابنية‪ ،‬ومناط الرْحات اإلهلية‪ .‬وقد كان لكل واحد من‬
‫هؤالء أتباع وأشياع يرفعون مقامه فوق مقام اآلخرين‪ ،‬حىت لقد غال أشياع "القدوس" فرفعوا مقامه‬
‫فوق مقام الباب نفسه‪ .‬وكان البشروئي ‪ -‬وهو ابب الباب ‪ -‬يعرف أيضا تفاهة أتباع سيده أو‬
‫عبدة الباب‪ ،‬وأهنم مثله رواد خطااي‪ ،‬وعبيد شهوات‪ ،‬وذائب خيانة‪ ،‬وطالب شهرة ومناصب‪،‬‬

‫(‪ )1‬نشر عنه أصحابه هذا؛ لينال احرتام الناس وليصدقوه يف زعمه أنه القائم‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬كان الشيوخ يعتلون املنابر‪ ،‬وحيتجون هبذه الكلمات‪(:‬ما الذي جرى جبابلقا‪ ،‬وأين ذهبت جابلصا ‪ -‬املدينتان السحريتان‬
‫اخلاصتان بغيبة اإلمام ‪ -‬وما معىن الغيبوبة الصغرى وماذا حدث للغيبوبة الكربى؟ كيف نعمل بطريان النقباء والنجباء إىل أين‬
‫نذهب بفتوح الشرق والغرب‪ .‬أين ْحار الدجال) ص‪ 18‬مقالة سائح‪ ،‬هذا ما كان حيتج به أئمة االثين عشرية إلثبات ضاللة‬
‫الباب‪ ،‬وال ريب يف أنه احتجاج بباطل كسيح‪ ،‬وهلذا استطاع الباب العيش سنني بينهم!‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فاقتدى ابلباب يف إضفاء األلقاب على هذه الذابابت كما فعل حني خلع على القدوس مثال‬
‫لقب "احلضرة العليا" وكان يسجد له(‪)1‬؛ ليشرتى هبذا والءه وخضوعه‪.‬‬
‫* * *‬

‫الباب يف محاية الصليبية‬


‫كان "منوجهر خان" حاكم أصفهان صلييب العقيدة واهلوى‪ .‬ولكنه تراءى ابإلسالم قبيل ظهور‬
‫الباب بدعوته بقليل؛ ليتمكن هبذا النفاق اخلسيس من أن يسيطر‪ ،‬فينتقم ويدمر! وما إن ظهر‬
‫الباب بدعوته حىت أسرع "منوجهر" يسبغ على دعاة البابية رعايته وْحايته؛ ألنه رأى يف البابية‬
‫سالحا من األسلحة اليت يستطيع أن يغمدها يف صدور املسلمني‪ .‬وحينما سجن الباب‪ ،‬سعى‬
‫"منوجهر خان"‪ ،‬إىل إطالق سراحه سرا‪ ،‬وْحله خفية إىل أصفهان وقبل أن يدخلها مجع "منوجهر‬
‫خان" علماء أصفهان‪ ،‬مث راح يرعد فرائصهم أبنباء فرار الباب‪ ،‬ويتوعد ابلعقاب الشديد من سهل‬
‫للباب الفرار زاعما أن أحد كبار العلماء يف املدينة هو الذي اقرتف هذا‪ .‬مث أخربهم أنه سيجمعهم‬
‫ابلباب؛ إصدار فتوى يف شأنه عن بينة‪ ،‬وأنه هلذا يقرتح عليهم استقبال الباب استقباال كرميا‬
‫يرتاءون به أهنم يكرمونه كفرد كرمي شريف ينتسب إىل بيت النبوة‪ ،‬فيطمئن‪ ،‬ويفضى بذات نفسه‪.‬‬
‫ودخل الباب أصفهان‪ ،‬وأنـزل منـزلة املكرم يف دار سلطان العلماء‪ ،‬وطال الزمن‪ ،‬فأحل العلماء على‬
‫احلاكم أن جيمعهم ابلباب‪ ،‬فاضطر أن يرضخ‪ ،‬ومجع له طائفة من العلماء الذين مكن هلم يف‬
‫قلوب العامة أن عقوهلم حمشوة ابجلدل الكالمي واألصويل والفلسفي التافه أو بتعبري أدق‪ :‬حمشوة‬
‫هبذه الثقافة التافهة اليت ال تغين فتيال‪ ،‬وال تقف يف ميدان الصراع ضد الباطل؛ ألهنا هي نفسها‬
‫من أساطريه‪ ،‬وقد جادلوا الباب جمادلة تؤكد أن هؤالء الشيوخ كانوا حريصني فقط على إظهار‬
‫مقدرهتم يف فنون اجلدل واحملاورة‪ ،‬ال على إثبات زندقة الباب فقد سألوه مثال عن السريين‬
‫املتضادين للزمان يف عهود أئمة اجلور والقسط‪ ،‬وعن طي األرض لألولياء‪ ،‬هل تطوى مبدهنا وقراها‬
‫وبرها وحبرها وسهلها وحزهنا وجباهلا وصحاريها‪ ،‬فيالقي بعضها بعضا أو ال؟ هذه املناقشة تدلك‬
‫على عقول أولئك الذين احتشدوا؛ إلزهاق ابطل صغري‪ ،‬فأمدوه بباطل كبري يعضده‪ ،‬وانتهى األمر‬
‫أبن أفىت بعض الشيوخ بكفره وبوجوب قتله‪ ،‬والبعض اآلخر أبنه جمنون! وال مرية يف أن هذه‬
‫األخرية كانت يف صاحل الباب! فاجملنون ال يقتل‪ ،‬وال يعزر!‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬لقد ارتد بعض هؤالء عن البابية بعد أن وصف الباب مقاماهتم اإلهلية العظيمة اليت زعم أنه أوحى هبا إليه ص‪ 209‬اتريخ‬
‫البابية‪ ،‬ص‪ 21‬مقالة سائح‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ولقد خشي "منوجهر" أن يغلبه الشيوخ املفتون بقتل الباب على أمره‪ ،‬فأذاع أن الشاه قد‬
‫استدعى الباب إليه! مث أخرج احلاكم الباب من أصفهان عالنية يراه الناس‪ ،‬مث أعاده إىل املدينة‬
‫حتت جنح الليل‪ ،‬وأنـزله يف قصره معززا مكرما معاان على أمره بكل ما ميلك من قوة‪..‬‬
‫سجن الباب‪ :‬وهلك "منوجهر خان" ووىل أمر أصفهان بعده أخوه ‪ -‬أو ابن أخيه ‪" -‬كركني‬
‫خان"‪ ،‬فعثر ابلباب ميرح يف القصر‪ ،‬فأخربه والة األمر‪ ،‬فكان أن نفى الباب إىل أذربيجان‪،‬‬
‫وسجن يف قلعة هناك‪.‬‬
‫* * *‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫قرة العني‬

‫هذه املرأة اليت صنعت منها الشهوة والذكاء وتوهج الشباب واجلمال والعواطف فتنة متوقدة‬
‫عاصفة هي اليت صنعت اتريخ البابية ودينها؛ ولذا أفردان هلا هذا الباب‪ .‬امسها "أم سلمى" وقد‬
‫ولدت يف "سنة ‪1230‬هـ ‪1814 -‬م" ومل يكن ألبيها مال صاحل القزويين ابنة سواها‪ .‬وقد لقبت‬
‫"بزرين اتج" أي التاج الذهيب؛ إذ كان شعرها ذهيب اللون‪ .‬رضعت لبان الشيخية على‬ ‫يف صغرها ِ‬
‫يد عمها "مال علي"‪ .‬وقد زوجت من ابن عمها "مال تقي"‪ ،‬وهي صغرية ال تتوجه هبا الرغبة إىل‬
‫رجل‪ ،‬وال حتس من األنوثة يف جسدها بوهج‪ ،‬مث اشتعل شباهبا‪ ،‬فإذا هو يشب مجاهلا ونضرهتا‪،‬‬
‫وأنوثتها‪ ،‬فاستشعرت ‪ -‬رغم وجود الزوج‪ -‬أهنا يف حاجة ماسة إىل رجل‪ ،‬ولكنها كتمت يف‬
‫نفسها هذه الرغبة الرعناء؛ ملا كان للبيئة اليت نشأت فيها من سلطان ديين قاهر‪ ،‬وراحت تتفجر‬
‫لوعا‪.‬‬
‫شعرا غزليًا شجيًا يشكو لوعة احلب وقسوة احلرمان‪ .‬غري أن هذا الشعر مل يزدها إال ظمأ وو ً‬ ‫ً‬
‫فهفت إىل كتب الدين لعلها تسكن من هذه الثورة اليت جتتاح أنوثتها‪ ،‬وتعصف جبسدها‪ .‬ولكنه مل‬
‫يكن الدين املطيَّب هبدى هللا‪ ،‬وإَّنا كان دين أهواء ونـزوات ونـزعات فلم ينقع منها غلة‪ ،‬ومل يهف‬
‫حبس منها إىل هدوء‪ ،‬فكاتبت الشيخ "الرشىت" زعيم الشيخية فأخذ هذا الشيخ الذي ذوت أايمه‬
‫مبا يف رسائلها من رقة وسعري يثري يف شيخوخته الباردة اخلامدة وقدة احلياة والغزل املشبوب‬
‫مفرا من السفر إىل‬‫ابللهفة‪ ،‬فجد يف مكاتبتها‪ ،‬ولقبها يف رسائله "بقرة العني" فلم جتد الغانية ً‬
‫"كربالء"؛ لتلقى ذلك الشيخ الذي سعر النار يف جسدها هبذا اللقب الذي وسوس إليها أبن‬
‫للخطيئة حالوة‪ ،‬فسافرت إىل كربالء‪ .‬غري أهنا مل تصل إليها إال بعد وفاة الشيخ‪ ،‬ورآها تالميذه‪،‬‬
‫فرأوا الشيطان يف صورة أمجل امرأة تشيع الدفء الساحر يف أجسادهم املقرورة‪ ،‬ولياليهم الباردة‪.‬‬
‫سجدا يتلمسون منها لفحة حترقهم‪ ،‬أو نفحة تسكرهم‪ ،‬فجعلها هذا أقوى‬ ‫ً‬ ‫خشعا‬
‫فطافوا هبا ً‬
‫بعيدا عن زوجها ذلك املسخ الذي كانت حتس‪ -‬وهي جبانبه ‪ -‬أهنا‬ ‫تصميما على البقاء يف كربالء ً‬
‫ً‬
‫جسدا تسري فيه قشعريرة املوت الباردة‪ ،‬كان زوجها التعس يرفعها إىل‬ ‫قربا مننت اجليف‪ ،‬أو ً‬‫جتاور ً‬
‫مقام القداسة املعبودة‪ ،‬ولكنها كانت يف حاجة إىل طاغية يستذهلا‪ ،‬ويستعبدها‪ ،‬وميرغها يف أوحال‬
‫اخلطيئة؛ هلذا أبت العودة إىل زوجها‪ ،‬وبقيت يف كربالء تدرس لتالميذ الرشىت‪ ،‬وختتار منهم لفتنة‬
‫الليل من تشاء‪.‬‬
‫مث أرسلت إىل البشروئي‪ ،‬وهو يف رحلته املاكرة‪ ،‬تسأله عن املوعود املنتظر‪ ،‬وكان قد اختار مريزا‬
‫مهداي‪ ،‬فوضع رسالتها الرقيقة بني يديه‪ ،‬فراعته‪ ،‬وضمها إىل "حروف حى" فأسرع‬ ‫"علي حممد" ً‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫البشروئي يبشرها أبنه قد عثر على املوعود‪ ،‬وأبن املوعود قد اختذها واسطة إلبالغ فيضه!‬
‫قائما أو صاحبًا للزمان‪ ،‬مث‬
‫فأسكرت هذه األنباء هواها ‪ -‬ملا سنذكر ‪ -‬وآمنت هبذا الفىت الرقيق ً‬
‫خرجت تشد رحاهلا إليه سالكة طريق بغداد‪ .‬ومثت نـزلت يف منـزل رفيق هلا‪ ،‬فاحتشد يف منـزهلا‬
‫طالب املتعة مع الليل‪ ،‬وقد أسفرت عن مجاهلا‪ ،‬وهتتكت يف جمالسها‪ ،‬فضج من هول ما تقرتف‬
‫بعض أتباع الباب الذين مل ينالوا منها إرًاب‪ ،‬والذين مل تسكرهم مخرهتا اآلمثة‪ ،‬فرفعوا أمرها إىل الباب‪،‬‬
‫كثريا من‬
‫وكان يعرف عن طريق الذين صنعوه مقدار ما بذلته هذه املرأة يف سبيله‪ ،‬وأهنا اشرتت له ً‬
‫األتباع جبسدها اهللوك‪ ،‬فكان أن أرسل إىل الثائرين ضدها يزجرهم‪ ،‬ويلقب البغي "ابلطاهرة"‪،‬‬
‫إماما يف الدين حتل ما تشاء‪ ،‬وحترم ما تشاء‪ ،‬فصدمت‬ ‫ويوجب على أتباعه أن يتخذوها هلم ً‬
‫كثريا من أتباعه صدمة عنيفة‪ ،‬فانفضوا من حوهلا يلعنون ذلك املهدي الذي جيعل‬ ‫رسالته هذه ً‬
‫اخلطيئة قديسة معبودة؛ والبغي أطهر نيب! لقد هتكت رسالة الباب هذه القناع عن حقيقته‬
‫وحقيقة أتباعه‪ ،‬فأيقن كثري منهم أن الباب وأتباعه ال يهمهم أمر شرف‪ ،‬وال أمر فضيلة‪ ،‬وال أمر‬
‫دين وإَّنا يهمهم قبل كل شيء أن يكون هلم سلطان‪ ،‬وأن يصلوا إىل هذا السلطان‪ ،‬وإن يك على‬
‫أشالء األعراض املسفوحة‪.‬‬
‫وما لبثت بغداد أن فزعت كلها مما يقرتفه هذا الشيطان املتجسد يف جسد قرة العني‪ ،‬فقد‬
‫أفسدت الرجال على نسائهم‪ ،‬وأفسدت النساء على رجاهلم‪ ،‬فرفعوا أمرها إىل اخلليفة العثماين‪،‬‬
‫فأمر بطردها من بغداد‪.‬‬
‫القرة يف كرمان شاه‪ :‬واستقر هبا النوى بعد طردها من بغداد يف كرمان شاه‪ ،‬وهنالك استأجرت‬
‫ثالثة منازل‪ .‬أحدها هلا وللنساء اللوايت أفسدهتن والثاين للرجال الذين اتبعوا خطوات شيطاهنا‪،‬‬
‫سائال‬
‫وكان عددهم يدنو من الثالثني‪ ،‬وأعدت اآلخر لعربدة الشيطان وليايل خطاايه‪ .‬ولعل ً‬
‫يسأل‪ :‬من أين جاءت قرة العني بكل هذه األموال اليت استأجرت هبا هذه املنازل‪ ،‬واليت تنفق منها‬
‫على هذه القافلة امللعونة؟ وإنه ليستطيع أن يعرف اجلواب إذا تذكر أن الذين يعشقون شيطان‬
‫املرأة اهللوك يبذلون يف سبيله دنياهم‪ ،‬وأن الذين وراء فتنة الباب كانوا يبذلون املال الكثري‪ ،‬وكما‬
‫ضجت بغداد ضجت "كرمان شاه"‪ ،‬فأاتها نفر من ذوي قرابتها حياولون ردعها عن غيها‪ ،‬وردها‬
‫إىل زوجها‪ ،‬ولكنها مل تكن متلك الرجوع؛ فقد ابعت للشيطان كل ما متلك‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أستري(‪ )1‬البابية‪ :‬علمت قرة العني عن طريق عيوهنا أن أخويها يف الطريق إليها‪ ،‬ففرت إىل‬
‫"مهدان" مقر اليهودية يف إيران‪ ،‬أو البلدة اليت عاشت فيها من قبل منذ قرون طوال البغي اليهودية‬
‫"أستري" ولعل قرة العني تذكرت‪ ،‬وهي يف مهدان قصة هذه البغي‪ ،‬قصة اجلسد الذي تقصمه‬
‫الشيطان‪ ،‬فأهلكت به صاحبته مل ًكا وشعبًا‪ .‬فصممت "قرة العني" على أن يسجل التاريخ قصة‬
‫"أستري" مرة أخرى يف صورة جعلها الشيطان من أواثنه‪ ،‬ولعل يهود مهدان تذكروا بقرة العني أستري‪،‬‬
‫أيضا على أن يتخذوا من غانية البابية "أستري" أخرى تقدم هلم ما قدمت األوىل‪،‬‬ ‫صمموا هم ً‬
‫فخبوا‪ ،‬ووضعوا يف فتنتها‪ ،‬ومنهم أكرب حربين يف املدينة!‬
‫وقد عاشت قرة العني مع رجاهلا األشداء املختارين يف منـزل واحد كما عاشت توقع بنساء‬
‫املدينة يف حبائل الشيطان‪ ،‬فهب رجاهلا يذودون عن أعراضهم اليت لطختها هذه املرأة ابلدنس‬
‫دانان للخطااي تعب منها شهوة من يريد‪ ،‬وإن‬ ‫والعار‪ ،‬فلقد أفسدت حىت األمريات‪ ،‬وجعلت منهن ً‬
‫كان من احلثالة احملتقرة‪ ،‬حسبه أن يدفع الثمن! ومل ينقذ املدينة منها إال أخواها؛ فقد التقيا هبا‬
‫هناك وأرغماها على أن تعود معهما إىل قزوين‪ .‬فعادت دون أن حتمل معها من رجاهلا سوى نفر‬
‫قليل!‪.‬‬
‫البغي القاتلة‪ :‬رفضت قرة العني أن تستأنف احلياة مع زوجها‪ ،‬فطلقت دون أن يثري شجو‬
‫أطفاهلا يف قلبها دمعة واحدة‪ ،‬كما رفضت مغادرة قزوين قبل أن تنتقم جلسدها الذي حاول أهلها‬
‫تطهريه ابلتوبة‪ ،‬فأمرت بعض أتباعها أن يقعدوا لعمها كل مرصد‪ ،‬فعثروا به‪ ،‬وهو قائم يصلي يف‬
‫سحرا‪ ،‬فهووا على رأسه بعصي من حديد‪ ،‬مث فروا‪ ،‬ولكن استطاع الناس القبض على أحد‬ ‫احملراب ً‬
‫مجيعا أعدموا ما عدا‬
‫القتلة‪ ،‬فاعرتف أبنه هو وحده القاتل؛ لتنجو قرة العني‪ ،‬وبقية القتلة‪ ،‬ولكنهم ً‬
‫قرة العني‪ ،‬فقد شفعت هلا اخلطيئة اليت اقرتفتها يف قصر حاكم قزوين وكان قد آواها بعد مقتل‬

‫دنسا ألحد ملوك فارس الذين حكموا قبل امليالد حينما عرف‬ ‫متاعا ً‬
‫(‪ )1‬أستري غانية يهودية قدمها عمها اليهودي مردخاي ً‬
‫أن هذا امللك مصمم على إابدة اليهود الذين يف مملكته لتطهريها من شرورهم وفسادهم وآاثمهم‪ .‬وقد استطاعت أستري بفتنتها‬
‫الساحرة‪ ،‬ومبعاونة من دهاء عمها أن جتعل من امللك كلمة تلفظها من فمها؛ وأن تسيطر عليه سيطرة اخلمر على مدمنها وأن‬
‫حتمله على قتل وزيره األكرب املخلص الويف‪ ،‬ألنه هو الذي كشف للملك عن فواحش اليهود كما استطاعت أن حتمل امللك‬
‫على أن يسلط اليهود على شعبه‪ ،‬ففتكوا أبطفال الوزير األكرب وأهله‪ ،‬وفتكوا ابأللوف من الشعب الربيء‪ ،‬ومل يرْحوا منه إال من‬
‫دان هلم وخنع‪ ،‬وقدم الزلفى والقرابني‪ ،‬وما زال قرب (أستري) وقرب عمها (مردخاي) مزارين مقدسني عند اليهود‪ ،‬وما زالت قصة‬
‫هذه البغي تتلى يف خشوع يف معابد الصهيونية والصليبية‪ .‬انظر قصتها يف السفر السابع عشر من العهد القدمي وانظر مادة أستري‬
‫من قاموس الكتاب املقدس للدكتور بوست‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫عمها‪ ،‬وما كفا قرة العني أن تقتل عمها؛ هلذا فكرت يف قتل أبيها ومطلقها غري أن احملاولة فشلت‬
‫رغما عنها‪.‬‬
‫قرة العني مع البهاء‪ :‬وذعرت قرة العني من الفشل‪ ،‬وخافت أن يغتاهلا املوتورون من آل عمها‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫سرا إىل‬
‫ً‬ ‫ْحلها‬ ‫مبن‬ ‫فأغاثها‬ ‫ابلبهاء‪،‬‬ ‫بعد‬ ‫فيما‬ ‫لقب‬ ‫الذي‬ ‫فاستغاثت ابلشاب مريزا "حسني علي"‬
‫مقره يف طهران‪ .‬وقر املطاف هناك هبذه األنوثة العارمة‪ ،‬فقد وجدت من يشعرها أبهنا أنثى! إهنا‬
‫كانت مسعورة اللهفة إىل حيوان تتقد الرغبة الفاجرة يف عينيه وكفيه وقدميه‪ ،‬وتتلمظ على أنيابه‬
‫إهنا عصفت هنا وهناك يف عرام شديد‪ ،‬ولكنها كانت مل تعثر بعد مبن يستطيع الصمود يف قوة أمام‬
‫عاصفتها اهلوجاء! أهنا أحبت "القدوس"؛ ليكون سيد هذا اجلسد الثائر الشيطان‪ ،‬ولكنها رأته خير‬
‫ساجدا على نعلها‪ ،‬فحرمها من نشوة العبودية جلسد فاجر!‬
‫ً‬
‫يف ضرامها هذا وجدت الفىت العارم الفتوة اجلميل املتأنق(‪ )2‬الذي يشتعل شبابه وسامة ونضرة‬
‫وقوة‪ ،‬فاستسلمت له جبسدها وفكرها وعاطفتها واترخيها كله‪ ،‬وكان ابئع أعراض‪ ،‬وعابد‬
‫شهوات!‪.‬‬
‫مجيعا‪ ،‬ولكن حتت‬ ‫كانت قبل أن تلقاه هي املسيطرة القاهرة اليت حتكم إرادهتا إرادة البابيني ً‬
‫سطوة البهاء وغوايته تالشت إرادهتا‪ ،‬وفنت مشيئتها‪ ،‬وابتت طوع اهلمسة اخلافتة هتمس هبا‬
‫شفتاه‪ ،‬وقد عرف البهاء كيف يستغل فتنة هذه املرأة يف سبيل استعباد اآلخرين ملا يريده‪ .‬ولقد‬
‫أفتت قرة العني من قبل أبنه جيوز للمرأة أن تتزوج تسعة رجال(‪ )3‬فقدمت للبابية أشنع خطيئة يف‬
‫صورة زعمت أهنا حالل طيب من السماء! ولكن البهاء كان يريد منها أن ختطو اخلطوة اليت كان‬
‫يرتقبها صانعو البابية‪.‬‬
‫قرة العني يف مؤمتر بدشت(‪ :)4‬الباب سجني‪ ،‬والبابيون يشعرون أن احلكومة تشد من واثقهم؛‬
‫فرأى الذين ميدوهنم يف الغي أن تقوم ثورة عامة مسلحة‪ ،‬وأن ميهدوا هلذه الثورة مبا يثري االضطراب‬
‫يف اجملتمع الساكن‪ .‬ولقد كان أكثر املعارضني للبابية حينذاك من شيوخ الشيعة وأئمتهم‪ ،‬أما‬
‫العوام‪ ،‬فكانوا ال يعرفون شيئا عن حقيقة املعركة الدائرة بني الباب ومعارضيه؛ إذ كانوا يسمعون من‬
‫أئمة الدين أن البابية كفرة مارقون عن الدين‪ ،‬على حني كانوا يسمعون من البابيني مجيعا الرباءة إىل‬

‫(‪ )1‬كانت سنه أقل من الثالثني‪ ،‬أما هي فكان عمرها يقارب الثالثني‪.‬‬
‫(‪ )2‬وصف مؤرخ البهائية البهاء يف مؤمتر بدشت أبنه‪(:‬شاب ذو شعر مرسل كشعر األوانس) ص‪ 218‬الكواكب‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪ 176‬اتريخ البابية‪.‬‬
‫(‪ )4‬بدشت بلدة فارسية تقع على هنر شاهرور بني خراسان ومازندران جتاورها صحراء واسعة‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫هللا مما ينسب إليهم‪ .‬بل لقد مسعوا عن الباب نفسه أنه أعلن بنفسه من على منرب املسجد الكبري‬
‫أنه على دين اإلمامية؛ وهلذا صمم الذين صنعوا إفك البابية على أن جتتاح الفتنة العوام مع‬
‫اخلواص؛ ليضطرب اجملتمع كله‪ ،‬ويقتتل اجلميع حول الصنم اجلديد‪ ،‬ويشقق اجلدل احملموم‬
‫األرحام!‪.‬‬
‫وكانت أول وسيلة أعدت؛ لتبلغ املؤامرة غايتها عقد مؤمتر عام يف صحراء "بدشت" بدعوى‬
‫االستماع إىل البشائر اليت وردت من قبل اإلمام املنتظر الذي ظهر‪ .‬وقبل تفصيل ما دار يف املؤمتر‬
‫نذكر أن البابيني ‪ -‬كما بينا ‪ -‬مل يكونوا على عقيدة واحدة‪ ،‬وال رأى واحد يف أمر الباب‪ ،‬وإليك‬
‫ما يقوله مؤرخهم األكرب عبداحلسني آواره‪":‬كانت تكاليف األمر اجلديد مغلقة غامضة على‬
‫األحباء‪ ،‬حىت ذهب بعضهم إىل أن هذه احلركة اتبعة للشرع اإلسالمي يف اجلزئيات والكليات‪،‬‬
‫ومتسك البعض أبهنا أمر مستقل‪ ،‬وشرع مستأنف‪ ،‬وكان األحباء ابدئ ذي بدء يستفتون الطاهرة‬
‫‪ -‬أي قرة العني ‪ -‬كلما عرض هلم أمر مشكل‪ ،‬فتجيبهم عليه‪ .‬ولكن ملا تشرفت حبضور حضرة‬
‫هباء هللا ‪ -‬يعين مريزا حسني علي ‪ -‬رهنت اإلفتاء إبشارته"(‪ )1‬هذا النص يؤكد أن قرة العني هي‬
‫ربة هذا الدين الزائف وموئله‪ ،‬وأن البابيني مل يكونوا على بينة ما مما كان يدعو إليه الباب‪ ،‬وأن‬
‫مضرمي فتنة البابية كانوا يعملون جبد من وراء ستار؛ لتربز البابية يف معارضتها السافرة‪ ،‬وحتديها‬
‫الوقح ألصول اإلسالم‪.‬‬
‫وكان البابيون يف املؤمتر فريقني أحدمها حتت رائسة البشروئي والقدوس‪ .‬واآلخر حتت رائسة‬
‫البهاء وقرة العني‪ .‬كما كانت منتدايت املؤمتر نوعني‪ .‬أما أحدمها فكان يباح للجميع شهوده‪،‬‬
‫واالشرتاك يف مناقشاته‪ .‬وأما اآلخر‪ ،‬فكان ال يشهده إال أئمة البابية‪ ،‬وكان ما يدور حوله البحث‬
‫يف هذه املنتدايت اخلاصة هو‪ :‬مسألة نسخ البابية للشريعة اإلسالمية‪ .‬وقد انتهى رأى هؤالء إىل‬
‫أن الباب أعظم وأجل مقاما من مجيع الرسل‪ ،‬وأن ما أوحى إليه من دين أمث وأكمل من كل وحي‪،‬‬
‫ودين سابق‪ .‬ولقد أصرت قرة العني ‪ -‬إبيعاز من البهاء ‪ -‬على وجوب إفهام اجلميع ‪ -‬كما يقول‬
‫مؤرخهم نفسه ‪ -‬أبن للقائم مقام املشرع وحق التشريع‪ .‬كما أصرت على وجوب الشروع فعال‬
‫وفورا يف إجراء بعض التغيريات كإفطار رمضان وحنوه‪ .‬وهذا الذي انتهى إليه رأي املؤمترين سجله‬
‫مؤرخهم بقلمه(‪ .)2‬كما انتهى رأيهم أيضا إىل وجوب إنقاذ الباب ابلقوة‪.‬‬
‫***‬

‫(‪ )1‬ص‪ 217‬وما بعدها الكواكب الدرية‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 219‬الكواكب‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اْلكم بنسخ اإلسالم‬


‫القرة تقود محلة النسخ‪ :‬على أن البشروئي والقدوس رفضا القول بنسخ البابية للشريعة‬
‫اإلسالمية‪ .‬ولكن قرة العني أرغمتهما على السكوت‪ ،‬وعلى أن حيتجبا عن املؤمتر إىل أن تنتهي‬
‫هي من إعالم املؤمترين أبن البابية انسخة للشريعة اإلسالمية‪ .‬أما البهاء‪ ،‬فادعى أنه مريض؛ ليكون‬
‫بنجوة من اهللكة إذا فشلت قرة العني يف إقناع املؤمترين‪ ،‬وقبض عليها؛ إذ كانت العادة املتبعة أال‬
‫حيكم إبعدام املرأة؛ وهلذا استرت البابيون خلف قرة العني‪.‬‬
‫خطبة قرة العني يف املؤمتر‪ :‬واندفعت قرة العني مسفرة تتلهب أنوثتها الفاجرة‪ ،‬وتتقتل فتنتنها‬
‫الطاغية‪ ،‬واعتلت منصة اخلطابة‪ ،‬وراحت تقول‪":‬امسعوا أيها األحباب واألغيار(‪ .)1‬اعلموا أن‬
‫أحكام الشريعة احملمدية قد نسخت اآلن بظهور الباب‪ ،‬وأن أحكام الشريعة اجلديدة البابية مل‬
‫تصل إلينا‪ ،‬وأن اشتغالكم اآلن ابلصوم والصالة والزكاة وسائر ما أتى به حممد كله عمل لغو‪،‬‬
‫وفعل ابطل‪ ،‬وال يعمل هبا بعد اآلن إال كل غافل وجاهل‪ .‬إن موالان البااب سيفتح البالد‪ ،‬ويسخر‬
‫العباد‪ ،‬وستخضع له األقاليم السبع املسكونة‪ ،‬وسيوحد األداين املوجودة على وجه البسيطة‪ ،‬حىت‬
‫ال يبقى إال دين واحد‪ ،‬وذلك الدين احلق هو‪ :‬دينه اجلديد‪ ،‬وشرعه احلديث الذي مل يصل إلينا‬
‫إىل اآلن منه إال نـزر يسري‪ ،‬فبناء على ذلك أقول لكم ‪ -‬وقويل هو احلق ‪ -‬ال أمر اليوم‪ ،‬وال‬
‫تكليف‪ ،‬وال هني‪ ،‬وال تعنيف‪ ،‬وإان حنن اآلن يف زمن الفرتة‪ .‬فاخرجوا من الوحدة إىل الكثرة‪ ،‬ومزقوا‬
‫هذا احلجاب احلاجز بينكم‪ ،‬وبني نسائكم أبن تشاركوهن ابألعمال‪ ،‬وتقامسوهن ابألفعال‪.‬‬
‫واصلوهن بعد السلوى‪ ،‬وأخرجوهن من اخللوة إىل اجللوة‪ ،‬فما هن إال زهرة احلياة الدنيا‪ ،‬وإن الزهرة‬
‫البد من قطفها ومشها؛ ألهنا خلقت للضم وللشم‪ ،‬وال ينبغي أن يعد وال حيد َش ُّاموها؛ ابلكيف‬
‫والكم؛ فالزهرة جتىن‪ ،‬وتقطف‪ ،‬ولألحباب هتدى وتتحف‪ .‬وأما ادخار املال عند أحدكم‪ ،‬وحرمان‬
‫غريكم من التمتع به‪ ،‬واالستعمال فهو أصل كل وزر‪ ،‬وأساس كل وابل‪ .‬ساووا فقريكم بغنيكم‪ ،‬وال‬
‫حتجبوا حالئلكم عن أحبابكم؛ إذ ال ردع اآلن‪ ،‬وال حد وال منع‪ ،‬وال تكليف‪ ،‬وال صد‪ .‬فخذوا‬
‫حظكم من هذه احلياة‪ ،‬فال شيء بعد املمات)(‪.)2‬‬
‫لقد فجر إسراف اخلاطئة يف الدعوة إىل اخلطيئة‪ ،‬وإىل الكفر ابإلسالم وإىل الشيوعية املطلقة يف‬
‫النساء‪ ،‬كما كشفت عن اهلدف السياسي للبابية‪.‬‬

‫(‪ )1‬تعين ابألحباب البابية‪ ،‬وابألغيار سواهم‪.‬‬


‫(‪ 180 )2‬وما بعدها اتريخ البابية‪ ،‬وهي تطابق جممل ما ذكر مؤرخ البابية يف ص‪ 219‬وانظر مادة الباء من دائرة املعارف‬
‫للبستاين‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وإن تعجب‪ ،‬فعجب أن يدين نيب البابية بدين تبتدعه امرأة زعمت أن اخلطيئة من قداسة النبوة‪،‬‬
‫وأن حيكم البابيون بنسخ اإلسالم ونبيهم سجني! لقد صار الباب هو التابع ال املتبوع‪ ،‬والذليل ال‬
‫دائما هي األسوة والقدوة‪ ،‬أما هذا الدعي‪،‬‬ ‫الدليل‪ .‬إن اتريخ النبوات يهدينا إىل أن النبوة كانت ً‬
‫األخساء من أدعياء النبوة! تقود خصامه خطيئة امرأة‪ ،‬ومل يكن يستطيع الدعي‬ ‫فأمره عجب بني ِ‬
‫أن يقف غري هذا املوقف؛ ألنه مل يكن يعرف إىل أي شيء يدعو! فأعجب مرة أخرى ملهدي من‬
‫غري هدى‪ ،‬ولداع ليس له دعوة!‬
‫جيدا ‪ -‬أن أجل اإلسالم قد انقضى‪ .‬ولقد اثرت‬ ‫كل ما كان يعرفه هو وأتباعه ‪ -‬فقد علموه ً‬
‫األكثرية الغالبة من املؤمترين على فجور هذه الدعوة اليت نفثت مسها قرة العني‪ ،‬واليت تزعم أهنا‬
‫روحانية السماء! فذهبوا يشكون إىل القدوس‪ ،‬فأظهر معارضة ملا قالته القرة‪ ،‬وعلمت هي‬
‫مبعارضته‪ ،‬فابتسمت ابتسامة الواثق من النصر‪ ،‬وحتدثه أن يباشر نصحها‪ ،‬حىت تعود إىل اإلسالم‬
‫‪ -‬وهذا نص تعبريها ‪ -‬مث تسللت إليه متارس هواه املشبوب خبطاايها‪ ،‬حىت أقنعه ذلك األرج‬
‫السحري املسكر الذي كان يفوح من جسدها املضمخ ابلفتنة‪ ،‬املرجوم ابللعنة‪ ،‬فاستخذى العاشق‬
‫الواهن‪ ،‬ودعا املؤمترين إىل اإلميان مبا دعت إليه قرة العني‪ ،‬فلم يزدد املؤمترون إال متردا على ألعن‬
‫فاحشة تقدم إليهم يف صورة يزعم آمثوها أهنا مطيبة بوحي السماء!‬
‫لقد كانت الكثرة الغالبة ممن خدعتهم الربوق اخللب من دعوة الباب يؤمنون أبنه القائم‪،‬‬
‫واملهدي الذي سيدعو إىل االعتصام ابلشريعة اإلسالمية ولكنهم ‪ -‬حينما رأوا هؤالء املالحدة‬
‫يسفرون عن خبث طويتهم ‪ -‬اثروا على هذه القلة املوغلة يف صفاقة اإلحلاد‪.‬‬
‫وهجم املسلمون واملنفضون عن البابية على أولئك الذين ظهر جليا أهنم ال يعملون إال لتدمري‬
‫الدين واألمة‪ ،‬ففر أتباع الباب سراعا‪ ،‬وتوجه البهاء إىل طهران‪ ،‬أما البشروئي‪ ،‬فتوجه إىل خراسان‪،‬‬
‫وأما القدوس فتوجه إىل "مازندران" مع معشوقته قرة العني‪ .‬وتواعدوا على االلتقاء يف جهريق‬
‫إلنقاذ الباب ابلقوة بعد حشد ما ميكن حشده من جنود؛ ليخوضوا هبم املعركة ضد جيش الدولة‪.‬‬
‫ولقد اضطرت قرة العني إىل مصاحبة القدوس؛ لتقضي على ما بقي يضطرب يف أعماق نفسه‬
‫الغائرة من شك حول نسخ البابية للشريعة اإلسالمية‪ ،‬إذ كان القدوس‪ -‬رغم كل شيء ‪ -‬حريصا‬
‫على أداء الصالة‪ .‬وأداء الصالة شف يوحى أبنه من مسات اإلسالم‪ .‬ولقد أىب البهاء كذلك أن‬
‫حيملها معه إىل طهران خمافة أن يفوح ننت خطيئتها معه‪ ،‬وقد ظلت الغانية تراود القدوس عن هذه‬
‫البقية احلريى من اإلميان يف قلبه‪ ،‬حىت استشعرت أنه انتهى‪ ،‬ومثت غرقا يف دنس شهواهتما‪ ،‬وأسرفا‬
‫يف اجلهر ابقرتاف اخلطيئة حد أن دخال معا "ْحام" إحدى القرى‪ ،‬فرفض أهل هذه القرية أن‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫تلوث اخلطيئة أرضهم ابسم الدين‪ .‬فهبوا للفتك ابلعاشقني‪ ،‬ولكنهما استطاعا الفرار تطاردمها‬
‫رجوم كل لعنة!‬
‫هناية قرة العني‪ :‬وزكمت األنوف رائحة فحشها مع القدوس‪ ،‬فخلفته يذهب مع الذاهبني‬
‫إلنقاذ الباب من سجنه‪ ،‬وانطلقت هي مسعورة األحقاد على اإلسالم وأهله داعية إىل اإلميان‬
‫ابملهدي اجلديد الذي نسخ شرعة خامت النبيني واملرسلني حممد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وهتاوى يف‬
‫قليال‪ ،‬مث ظهرت بعد سنتني من‬ ‫جحيم خطاايها عشرات وعشرات إىل أن قتل الباب‪ .‬فخنست ً‬
‫إعدامه حتاول سريهتا األوىل مستغلة ذلك االضطراب السياسي العنيف الذي ساد إيران كلها عقب‬
‫انتقاما إلعدام الباب‪ .‬وقد ظفر الشاه‬
‫رفض الشاه إصدار الدستور‪ ،‬وعقب حماولة البابيني اغتياله ً‬
‫خبصومه السياسيني‪ ،‬ومبن حاولوا اغتياله‪ ،‬فنكل هبم‪ ،‬وقضى على الثورة السياسية والفتنة البابية‪.‬‬
‫ولقيت قرة العني حتفها مع من أعدمهم الشاه سنة ‪1269‬هـ ‪ -‬سنة ‪1852‬م(‪ .)1‬فقتلت هذه‬
‫الفتنة املستطرية اليت استطاعت جبسد قذر أن تقيم دين البابية‪ ،‬وأن تشد من عضد البهاء بينهم‪.‬‬
‫وال جتد اببيًا أو هبائيًا إال وهو يسبح حبمد هذه املرأة من أجل أهنا سفحت أشرف ما تعتز به املرأة‬
‫دليال على مدى جحودها وسيطرهتا أهنا زعمت أهنا الصور‬ ‫يف سبيل وهم دينء حقري! وحسبك ً‬
‫الذي جاء ذكره يف القرآن‪ ،‬والبهائيون يرددون قوهلا هذا حبمد وتقديس‪":‬إن الصور الذي ينتظرون‬
‫يف اليوم اآلخر هو أان"(‪.)2‬‬
‫* * *‬

‫(‪ )1‬وقيل إهنا لقيت مصرعها يف شوال سنة ‪.1264‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 21‬املبادئ البهائية‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫نثورات البابية املسلحة‬

‫مات الشاه سنة ‪1264‬هـ‪ ،‬فأسرع "ابب الباب" مبن مجعهم‪ ،‬وحتصن يف قلعة الطربسى‪ ،‬وراح‬
‫يف كل ليلة يغري على القرى اجملاورة هنااب سفاكا للدماء‪ .‬فأعدت احلكومة ْحلة للقضاء على‬
‫فتنتهم‪ ،‬وأرسل قائد احلملة إىل السفاكني خطااب يطلب منهم فيه أن يفيئوا إىل املوادعة والسالم‪.‬‬
‫فرد القدوس ردا خادعا يف كتاب مأله مبكر النفاق؛ فقد بدأه ابلدعاء لقائد احلملة‪ ،‬مث راح يتنصل‬
‫من كل ما يقال عن البابيني زاعما أهنم مجع منكسر ضعيف‪ ،‬مل يقوموا إال مبا وجب عليهم من‬
‫التبشري بظهور القائم‪ ،‬مث ختم كتابه ابلتضرع إىل قائد احلملة يف أن جيمعه ابلعلماء حملاجتهم‪ ،‬فوافق‬
‫القائد على ما اقرتحه القدوس حبا يف جتنب إراقة الدماء‪ .‬وأخفى القدوس ابتسامة كادت تتوهج‬
‫كرغبة الشيطان على فمه‪ .‬ومل ال؟ وقد خدع القائد‪ ،‬فجعله يظن اخلري يف البابيني‪ .‬وحيسب أهنم‬
‫دعاة سالم؛ وهلذا ابت القائد حيلم ابلسالم‪ ،‬وال أيخذ من البابيني حذره‪.‬‬
‫ومضى القدوس والبشروئي يفتنان بعض الذين معهم يف القلعة من قاطعي الطريق عن حقيقتهم‬
‫مبا خيلعان عليهم من نعوت وأمساء؛ فقد مسياهم جمايل األنوار‪ ،‬وأمناء األسرار‪ ،‬ونعتاهم أبهنم قطعوا‬
‫سالسل التعلقات بشجاعة وجذبة إهلية‪ ،‬وأبهنم يرون ما ال ترى األعني‪ ،‬ويسمعون ما ال تسمع‬
‫األذان‪ .‬مث آاثر يف النفوس ذكرايت استشهاد احلسني يف كربالء مقارنني بينه وبني الباب‪.‬‬
‫ومن خالل ضباب التاريخ ملعت مأساة كربالء اليت ارتبطت هبا حياة بعض هؤالء‪ .‬ويف نفوس‬
‫عشاق الوهم الساحر تقديس عابد هلذه املأساة‪ ،‬فلم ال يكافح هذا البعض يف سبيل أن يكونوا عم‬
‫أبطاهلا الشهداء مرة أخرى؟ ومل تكون أايم الباب رجعة هلذا املاضي الشجي احلزين؟ ومل ال يكون‬
‫الباب رجعة للحسني‪ ،‬ويكونون هم رجعة لألبطال الذين استشهدوا مع احلسني؛ لينتقموا من‬
‫هؤالء الكفرة الذين هم رجعة لقتلة احلسني؟!‪.‬‬
‫وحتت أجنحة الليل كان القائد املسكني وجنوده ينعمون ابلنوم‪ ،‬وحيلمون ابلسالم!‬
‫وعند منتصف الليل فُـ ِزع الظالم الرهيب أبشباح تتسلل من القلعة يف صمت يتلفع ابحلذر‪ ،‬ويف‬
‫حال يفغر اهلول فمه دهشة من هوهلا؛ إذ كان األشباح حفاة عراة إال من قمص قصار انئيات عن‬
‫الركب‪ ،‬وقالنس ذوات لون واحد‪ ،‬ويف أيديهم أسلحة تفجر ضراوهتا إىل الدم املسفوح من أكباد‬
‫األرامل واأليتام!‪.‬‬
‫ودمهت هذه األشباح ‪ -‬أو هؤالء البابيون امللعونون بغتة جنود اجليش‪ ،‬وهم يف السنة احللوة من‬
‫الكرى احلامل ابلسالم‪ ،‬مث صاحوا صيحة الوثنية النجسة والشرك اخلسيس‪":‬اي صاحب الزمان" ويف‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫صيحاهتم رجفات األحقاد الطاغية‪ ،‬مث أوغلوا يف حتطيم رءوس النائمني‪ ،‬وجز رقاهبم‪ ،‬فلم ينج إال‬
‫من استطاع فرارا‪ .‬ومل يكتف هؤالء السفاحون مبا اقرتفوا‪ ،‬بل زادوا اجلرمية شناعة‪ ،‬فأججوا انرا‪،‬‬
‫وقذفوا يف حومتها بكثري من اجلنود اجلرحى‪ ،‬ومنهم بعض قادة احلملة‪.‬‬
‫وخال امليدان ألتباع الباب‪ ،‬فلجوا يف النهب والسلب‪ ،‬وقد استبدت هبم غمرات لذهتم‬
‫الوحشية‪ ،‬فلم يروا الفجر املسفر‪ ،‬وكان هناك وراء األدغال من يرصدهم من اجلنود الناجني من‬
‫اجلحيم‪ ،‬فأصلوا البابيني انرا حامية‪ .‬فاندفع هؤالء مذعورين إىل قلعتهم‪.‬‬
‫وجن ليل آخر‪ ،‬فاقتحم جمايل األنوار‪ ،‬وأمناء األسرار طرق الليل يفتكون بكل سار فيها‪،‬‬
‫ويغضبون متاعه وظلوا هكذا مع اجلرمية ليايل غادرة!‪.‬‬
‫مقتل ابب الباب‪ :‬تسلل البابيون حتت جنح الظالم يسفكون ما يسفكون فبصر بباب الباب‬
‫قائد من قواد احلملة كان له ابملرصاد‪ ،‬فأطلق عليه قذافته‪ .‬فخر صريعا يتشحط يف دمه النجس‪،‬‬
‫ففت يف عضد العصابة هالك طاغيتها األكرب ومضرم فتنتها احلقود‪ .‬غري أن العصابة وجدت يف‬
‫القدوس عوضا غري قليل‪ ،‬فراحوا حتت إمرته يغتالون‪ ،‬ويفتكون‪ ،‬ويسرقون املال ينهبون املتاع حتت‬
‫غياهب الليل‪ ،‬مث يعودون إىل القلعة‪ .‬ولقد ابشرت احلكومة نصح القدوس وأتباعه ابللني‬
‫والسماحة‪ .‬فلم يرعووا‪ ،‬بل جلوا يف عنادهم وعتوهم‪ ،‬فلم يكن من اجليش إال أن أحاط هبم‪ ،‬ومثت‬
‫أهنتك السرت عن القدوس؛ ليبدو يف مظهره الذي حاول أن خيفيه! فإذا به يرتعد خوفا‪ ،‬ويرتفض‬
‫جبانة‪ ،‬ويعمد إىل بيع الذين معه؛ لعله ينجو‪ ،‬فدعاهم إىل االستسالم يف خزي وصغار فأخذ‬
‫املستسلمون‪ ،‬وقتلوا إال الذين ابعوهم‪ ،‬ومنهم زعيم العصابة القدوس! غري أن شيخ علماء الشيعة‬
‫أىب إال أن ينتقم ملئات الضحااي من القدوس‪ .‬فاتوا به إليه‪ ،‬فنكل به‪ ،‬مث جرعه النهاية الرهيبة‪ .‬لقد‬
‫قاتل الغيب يف ضراوة‪ ،‬مث استسلم يف دانءة ومهانة! أما الباقون ممن مل يقتلوا ‪ -‬وبعضهم من حروف‬
‫حي ‪ -‬فقد اشرتوا أنفسهم من املوت أبمثان متباينة منها لعن الباب والكفر به‪ ،‬وهكذا أسدل‬
‫الستار على هذه املعركة سنة ‪1265‬هـ سنة ‪1849‬م‪.‬‬
‫وقد أاثرت البابية ثورة رهيبة يف زجنان وقضي عليها سنة ‪1850‬م وأضرموا ثورة أخرى بقيادة‬
‫حيىي الدارايب‪ .‬وهكذا ظلوا يؤججون ثورة بعد ثورة‪ ،‬حىت التهمت املعارك عشرات األلوف من أبناء‬
‫الشعب‪.‬‬
‫رأى يف نثورات البابية‬
‫هذه املعارك‪ :‬يف أتون معارك البابية قال ابب الباب لرجال اجليش "إننا مجيعا نؤمن ابهلل‬
‫ورسوله‪ ،‬ونعرتف لألئمة اهلداة بقيادة أمور الدين‪ ،‬ونقر أبن هذا القرآن الكرمي هو كالم هللا‪ .‬غاية‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ما هنالك أننا بعد اجلهد والتحقيق وصلنا إىل نقطة هي إمياننا أبن القائم هبذه الدعوة هو موعود‬
‫اإلسالم"‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬إن النضال يشرف بشرف عقيدته وغايته‪ ،‬ووسائله وابلدماء اليت تراق يف سبيله‪ .‬وما‬
‫كانت عقيدة البابية إال وثنية جاحدة‪ ،‬ومل تكن غايتهم إال خيانة هلل ولرسوله‪ ،‬ومل تكن وسائلهم‬
‫إال الغدر واللؤم والعرض املستباح‪ ،‬ومل يكن املناضلون إال أو شااب لفظتهم مقومات الدين واخللق‪.‬‬
‫ويقول شيخ شيعي عقب هذه املعارك‪":‬إننا معشر اجملتهدين نؤكد أن اإلمام الثاين عشر ال يزال‬
‫ابقيًا خلف الغيب"(‪ :)1‬كان النضال ‪ -‬إذن ‪ -‬بني ضاللة وضاللة‪ ،‬بني مجاعة تزعم أن اإلمام ال‬
‫يزال غيبا مكنوان‪ ،‬وبني مجاعة تزعم أن هذا الغائب قد جتسد! أال ما أتفه النضال!؛ فإنه بني خرافة‬
‫أفتنت الشهوات يف تصوير إعجازها وسحرها‪ ،‬وبني اخلرافة نفسها‪ ،‬وقد جسدهتا الصباابت‬
‫واألهواء يف مسخ يرتاءى يف صورة بشر‪ .‬كان بني خرافة نسجتها عناكب احلقد والكيد لإلسالم‪،‬‬
‫وبني هذه اخلرافة نفسها‪ ،‬وقد صورها وله احلرمان وشهوة االستعمار يف صورة كائن ترعشه قشعريرة‬
‫من حياة‪ .‬إن السبئية تعمل؛ ليظل اإلمام غيبا أبداي‪ ،‬لتسيطر على مصائر العبيد‪ ،‬ليشدوا إىل هواه‬
‫مشدودا إىل إفك مفرتى‪ ،‬وأعينهم‬
‫ً‬ ‫مشاعر األذالء الذين أينفون احلرية؛ وحيبون أن يظل واثقهم‬
‫تدور زائغة يف كهوف املاضي الرهيبة الظالم ابحثة يف ظلمائه عن األمل! عن املعبود الذي غاب!‬
‫فال يعملون حلاضر‪ ،‬وال يبنون ملستقبل! كأَّنا قذف هبم يف غيابة قرب‪ ،‬وسد عليهم‪ ،‬وحينما ادعى‬
‫أولئك البابيون أن املوعود قد ظهر‪ ،‬شعر كهنة الصنم ابخلطر! شعروا بزلزلة يرجف منها سلطان‬
‫ذلك املغيب املهول اجملنح ابألسرار‪ ،‬فثاروا يدفعون عن شهوات هيم فرضت على العبيد اإلميان مبا‬
‫تشتهيه‪.‬‬
‫أما البابيون‪ ،‬فقد ملوا اخلنوع والعبودية لصنم جمهول‪ ،‬وعملوا؛ لكي ترتبط النفوس بصنم يرونه‪،‬‬
‫وتستلم شفاههم أعتابه‪ ،‬ال بصنم مدرج يف أكفان عدم يرتاءى أبنه جلوة اخللود‪ ،‬وليحققوا من‬
‫ورائه ذلك السلطان الكبري الذي هولت األحاديث الزائفة يف تصوير شأنه‪ ،‬وزعمت أنه يتحقق‬
‫على يدي القائم‪ ،‬وهو عني ما حتلم به الصهيونية مع مسيحها املوعود‪.‬‬
‫هذه هي املعركة الطاحنة اليت شبها املستعمرون؛ ليسفكوا هبا الرمق الواهن الباقي من شعب‬
‫طاملا استنـزفوا دماءه‪ ،‬ومضغوا أكباده‪ ،‬وما كانت هذه اخلرافة اليت اقتتل يف سبيلها أبناء شعب‬
‫واحد لتستحق أن يراق من أجلها حىت دم ذاببه!‬
‫* * *‬

‫(‪ )1‬ص‪ 451 ،368‬الكواكب‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫هناية الباب‬
‫الباب يف جملس العلماء‪ :‬حينما اشتدت فتنة البابية‪ ،‬فزع رجال الدين والدولة إىل الشاه‪،‬‬
‫فأرسل إىل ويل عهده انصر الدين ‪ -‬وهو يف تربيز ‪ -‬أن حيضر الباب من سجنه إىل جملس علماء؛‬
‫ليناقشوه؛ ولريوا فيه رأيهم‪ ،‬فجئ به‪ ،‬ونوقش‪ ،‬فأقر بعد مراوغة مبا صدر عنه من كتب‪ ،‬وأبنه هو‬
‫صاحب الزمان‪ ،‬وهبذا سعى الباب إىل حتفه بظلفه؛ ألن األساطري الشيعية املوروثة تؤكد أن القائم‬
‫بكل شيء عليم‪ ،‬وأنه ال يقول أبدا‪ :‬ال أدري‪ ،‬وأن عنده لكل سؤال جوااب‪ .‬فاهنمرت األسئلة عليه‬
‫من الشيوخ‪ ،‬فلم جيب إال كما جييب اجملرم افتضحت جرميته‪ ،‬وحاقت به األدلة الدامغة تلعن‬
‫كذبه‪ ،‬فآونة كان يرجو إمهاله حىت يهتدي إىل جواب‪ ،‬وأخرى كان يقر أبنه جيهل اجلواب!‬
‫أما السؤال احملكم الذي وجه إىل الباب‪ ،‬فكان مضمونة‪ :‬أن الباب يفرتي أنه جاء بدين جديد‪،‬‬
‫ومن سنن هللا أن الشرع الالحق أييت مكمال للشرع السابق‪ ،‬فإن كان الباب صادقا يف زعمه‪،‬‬
‫فليبني النقص الذي زعم أنه كان يف اإلسالم‪ ،‬وليبني ما كمله هو به! فارتج على الدعي‪ ،‬وحبث‬
‫عن دعوته‪ ،‬فلم جيد شيئا!‬
‫وهبذا املوقف الذي فضح فيه الباب نفسه أثبت من حيث ال يدري أنه مفرت أْحق‪ ،‬فما هذه‬
‫مسة نبوة تعتز بوحي هللا‪ ،‬وتسمو بكرامتها أن متتهن! مث رغب الباب إىل هؤالء يف أن أيذنوا له يف‬
‫ارجتال خطبة؛ ألن معجزته الكربى هي ارجتال اخلطب‪ ،‬فأذنوا له‪ ،‬فوقف املعتوه خيطب‪ ،‬أو بتعبري‬
‫فكرا ابنتباهة‪ ،‬وال يستميل عاطفة‬‫أدق‪ :‬يهرف بكلم ال يستدين أذان إبصغاءة واحدة! وال يستأين ً‬
‫إباثرة من شوق‪ ،‬وال يوصوص حىت بلمحة خافتة من نور البيان! فهو أمشاج متباينة يلفظها خرف‬
‫خمبول‪ .‬لقد كان يف خطبته يعدو عدواان طاغيا على كل قواعد البيان ومقاييسه اليت البد منها؛‬
‫ليؤدي القول معناه‪ ،‬كان من املمكن أن حتنو بعض القلوب على هذا اإلنسان لو أنه أثبت يف مثل‬
‫هذا املوقف أنه مؤمن قوي يستحوذ على قلبه حب هللا‪.‬‬
‫وهلذا آمن ويل العهد ‪ -‬الشاه انصر الدين بعد ‪ -‬أبن الباب داعية ضاللة وأخيذ أفن وْحاقة‪،‬‬
‫فأسلمه إىل شيخ العلماء؛ ليعيد إليه صوابه‪ ،‬بعصا غليظة‪ ،‬فدفعته هذه العصا ‪ -‬وهي تتهاوى‬
‫على جسده ‪ -‬إىل أن يربأ من كل حول وطول‪ ،‬ويعلن كفره بكل ما ادعاه‪ ،‬ويسب أمه سبا أقله‬
‫فحشا النيل من عرضها‪ ،‬مث أعيد إىل سجنه‪.‬‬
‫فتوى جديدة بقتل الباب‪ :‬ثبت للحكومة أن بقاء الباب حيًا يؤجج فتنة البابية‪ ،‬فطلب الصدر‬
‫األعظم املوافقة على قتل الباب‪ ،‬فوافق الشاه‪ ،‬وأرسل إىل عمه األمري ْحزه وايل "أذربيجان" يف‬
‫تنفيذ هذا بعد جتديد الفتوى بقتل الباب‪ ،‬فأحضر األمري الباب إىل تربيز‪ ،‬واستدعى العلماء‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ملناقشته إلصدار فتوى جديدة يف شأنه‪ ،‬فرفض العلماء؛ إذ شعروا أن يف األمر امتهاان لكرامتهم‬
‫وطعنا فيما أفتوا به من قبل‪ ،‬وأرسلوا إىل األمري يقولون‪":‬إن رجل اليوم هو رجل أمس‪ ،‬وقد استحق‬
‫لدينا القتل من زمن‪ ،‬لفساد معتقده وكفره" فكان أن عقد األمري جملسا عرفيا يف قصره‪ ،‬وأحضر‬
‫الباب؛ وأوقفه بني يديه‪ ،‬ونوقش يف بعض األمور‪ ،‬فثبت جهله املطبق‪ ،‬وغباؤه األْحق‪ .‬ولكن‬
‫األمري أىب إال أن يستشف بنفسه دخيلة الباب من حيث ال يدري‪ ،‬فطلب منه أن يرجتل خطبة‬
‫يصف فيها هبر األنوار يف قصره! وسقط الغر يف الشرك؛ إذ قام خيطب‪ ،‬وما نظن إال أن قهقهة‬
‫ساخرة كانت جتلجل يف أعماق نفس األمري‪ ،‬وإال أنه آمن إمياانً أبن الباب دعى مأفون منذ رآه‬
‫ينصاع ملا طلب منه! فما من مسات الوحي اإلهلي أن يسيطر عليه بشر‪ ،‬فينـزل عليه مىت أراد‪ ،‬وما‬
‫من مساته أيضاً أن يكون يف مثل هذه التفاهة اليت تصرف عنها الفكر مزدرايً‪ .‬فأية هداية أو‬
‫حكمة تشرق من وصف أنوار قصر وزينته؟!‬
‫وسأل األمري الباب‪ :‬هل نـزلت عليك هذه اآلايت بطريق الوحي؟ فقال الباب‪ :‬نعم! فقال‬
‫األمري‪ :‬إن الوحي ال ميحى من خاطر املوحى إليه‪ .‬فقال الباب‪ :‬نعم! مث صرف األمري احلديث عن‬
‫وجهته‪ ،‬وشغل الباب بشيء آخر‪ ،‬وبغتة فجأ األمري الباب بطلب تالوة اخلطبة السالفة‪ ،‬فسقط يف‬
‫يد الباب‪ ،‬وغشته رجفة عاتية‪ ،‬فقد أيقن أنه ‪ -‬بسوء كذبه ‪ -‬مكن خصمه من مقاتله‪ .‬غري أنه مل‬
‫ميلك سوى أن خيبت لطلب األمري‪ ،‬فوقف مرجتف الذعر يتلو اخلطبة‪ ،‬وهو يوقن أنه بنفسه يفضح‬
‫هبتانه‪ .‬وعقب التالوة قيل له إن خطبته الثانية مغايرة لألوىل‪ ،‬فقال مرتعدا‪":‬نـزلت علي يف هذه املرة‬
‫على هذا النمط" مث أطرق مرجتفا‪ ،‬فما كان الوحي سفها‪ ،‬حىت ينـزل على مأفون مرتني يف وصف‬
‫أضواء قصر!‬
‫ولعل األمري قد لفحه اإلشفاق على مصري هذا التعس‪ ،‬فصرفه عن جملسه مث ْحل إىل رئيس‬
‫علماء الشيخية امللقب حبجة اإلسالم ملناقشته‪ .‬وهناك زعم أنه القائم‪ ،‬أو املهدي املنتظر‪ .‬فقال‬
‫الشيخ‪ :‬اآلن وجب قتلك! مث هب قائما فتشبث الباب بردائه متضرعاً بقوله‪ :‬أيها احلجة وأنت‬
‫أيضاً تفيت بقتلي؟! فانتهره الشيخ قائالً‪ :‬أنت أنت الذي أفتيت بقتل نفسك أيها الكافر‪.‬‬
‫مث طيف ابلباب على شيوخ آخرين‪ ،‬فصدرت عنهم الفتوى إبعدامه‪.‬‬
‫اهنيار الباب‪ :‬علم الباب بفتوى الشيوخ‪ ،‬فأسقط يف يده‪ ،‬واهنارت بقية التجلد الواهية اليت كان‬
‫يتشبث هبا‪ ،‬وغمره الشرود والذهول العميق(‪ .)1‬ويروي مؤرخ البهائية أنه راح يندب فاجعته‪ ،‬ونفسه‬
‫هبذا الشعر‪:‬‬

‫(‪ )1‬ص‪ 432‬الكواكب الدرية‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وعن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد هللا جتتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع اخلص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم‬ ‫إىل ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداين ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدين َّنض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫فمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيء مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدنيا يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدوم‬ ‫هل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوت ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن الفن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء‪ ،‬وأن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت تف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــىن‬

‫هكذا أرغمه احلق على أن يؤمن به‪ ،‬وهو يرى املنية ترميه ابلنظر الشرر! مث استبدت به غاشية‬
‫من الرعب شردت عنه تصربه الواهن‪ ،‬ورمق الرجولية اخلافت فيه فصرخ‪":‬اي حبذا لو وجد من‬
‫يقتلين هذه الليلة يف هذا السجن! إنه لو فعل لكان عمله عني الصواب"(‪ .)1‬هذا هو من يزعم له‬
‫البهائية أنه مظهر احلقيقة اإلهلية! يسلمه اجلزع إىل وضاعة كفر آخر‪.‬‬
‫كاتب الوحي يكفر برب وحيه‪ :‬كان مع الباب يف سجنه ثالثة من أتباعه هم كاتب وحيه‬
‫املزعوم وشقيقه‪ ،‬وشاب آخر أعماه حب الباب عن فهم حقيقة معبوده الباب‪ .‬ويف ضحى اليوم‬
‫الذي تقرر فيه إعدام الباب‪ ،‬ويف غرفة السجن اليت اصطرخت فيها أشباح املوت فوجئ الباب مبا‬
‫زلزل كل ثقته يف الناس‪ .‬فقد أاته من يسوقه إىل املوت‪ ،‬وإذا به يرى كاتب وحيه‪ ،‬وقد هب يعلن‬
‫كفره ابلباب‪ ،‬وبراءته منه‪ ،‬ويقذف يف وجهه ببصقات من فمه امللوث ابخلطيئة تقعقع هبا وجه‬
‫الباب املغرب اهلضيم! ومع البصقات لعنات تضطرم كراهية ومقتاً وسباابً يتنـزى قذارة وفحشاً‪.‬‬
‫وكذلك فعل شقيق كاتب الوحي‪ ،‬فأطلق سراحهما‪ ،‬واندفعا حيتشدان مع الناس‪ ،‬ليشهدا مصرع‬
‫الباب يف جذل جمنون فيه ْحاقة الشماتة وجفوة الغدر واخليانة‪.‬‬
‫البهاء واجلرمية‬
‫اجملرم املسترت‪ :‬وهنا تشري احلقيقة ابالهتام إىل البهاء‪ ،‬وتبصق يف وجهه خلسته ودانءته‪ .‬فقد‬
‫صمم على أن يغمض املوت عيين الباب على أن أبشع ما يشهد اإلنسان يف دنياه من صور‬
‫لدانءة الغدر‪ .‬على بصقه قذرة تستقر على وجه الباب من فم رجل يقال عنه إنه كاتب وحيه‪،‬‬
‫وعلى ضحكة راعدة السخرية يضطرب هبا مشفره‪ ،‬ولعلها يف مقياس الشعور املرهف أشد قسوة‬
‫من املوت نفسه!‬
‫ولكي تنقذ البهائية مسعة كاتب الوحي ومسعة البهاء زعمت أن الباب قبيل مصرعه قال لكاتب‬
‫الوحي وشقيقه‪":‬من الواجب عليكما أن تنكراين‪ .‬حىت تتوفر لكما وسائط النجاة"(‪ )2‬مث توجه إىل‬

‫(‪ )1‬ص‪ 436‬الكواكب الدرية‪.‬‬


‫(‪ ) 2‬ولكننا نسائل البهائية‪ :‬أي كاتب وحي هذا الذي يكفر مبعبوده يف هذه اللحظة اليت هي الفيصل بني شجاعة اإلميان‬
‫وإقدامه‪ ،‬وجبانة الكفر وإحجامه؟ وأي نيب هذا الذي يوجب على كاتب وحيه أن يكفر به يف هذه اللحظة احلامسة؟ أي كاتب‬
‫وحي هذا الذي جتعله البهائية مصدر وحيها‪ ،‬وال تعتمد إال عليه يف إثبات ربوبية البهاء‪ ،‬وهو كاتب اإلفك والزور واخلديعة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫كاتب وحيه قائالً‪":‬أما أنت فإنك ستتشرف ابملثول بني يدي من يظهره هللا" والوضع ظاهر جداً‬
‫يف هذا الكالم الذي افرتته البهائية إنقاذاً لسمعة كاتب الوحي الذي ادخره البهاء؛ ليكون له سنداً‬
‫وذخراً يف مدعاه‪ ،‬فيفرتى له على الباب رسائل تبشر أبن البهاء هو املعين مبن سيظهره هللا بعد‬
‫الباب!‪ ،‬فما ظهرت هذه املفرتايت إال على لسان كاتب الوحي الغامض‪.‬‬
‫حماولة إلنقاذ الباب‪ْ :‬حل الباب من سجنه‪ ،‬ومعه الشاب التعس الذي صمم على أن يقوم‬
‫بتضحية ظن أهنا معراج روحه إىل قدس اخللود‪ ،‬ولكنها التضحية اليت ال تزن شيئا يف ميزان القيم؛‬
‫ألهنا تضحية يف سبيل تفاهة حقرية‪.‬‬
‫ويف ميدان عسكري فسيح كان املوت يرصدمها‪ ،‬وكان امليدان على سعته مكتظا بفئات كثرية‬
‫إيل أنه كان يعاجل على فمه ابتسامة ما‪ ،‬وعلى‬ ‫من الناس كان من بينهم القنصل الروسي‪ ،‬وخييل َّ‬
‫وجهه إاثرة من قلق حتاول أن تفضح سره‪ ،‬إذ كان قد دبر إما أن ينقذ الباب‪ ،‬وإما أن خيلد ذكراه‬
‫رفافة ابلقداسة واجلالل‪ ،‬وقد توسل إىل هذه الغاية برشوة كربى دسها يف يد رئيس فرقة اجلند‬
‫الصلييب الذي كلف هو وفرقته الصليبية إبطالق الرصاص على الباب‪.‬‬
‫ودوت‬‫ُش َّد الباب واتبعه إىل عمود طويل غليظ‪ ،‬والناس يلعنونه‪ ،‬ويستعجلونه ابلفتك به‪َّ .‬‬
‫صرخات الباب‪ ،‬ولكن ضيعها دوى اللعنات الراعدة املتوعدة من الناس‪ ،‬فلم يسمعها أحد‪ ،‬ولو‬
‫أهنا مسعت ما استثارت نفحة من رْحة وأطلق اجلنود مثاَّنائة رصاصة استقرت كلها ‪ -‬إال واحدة ‪-‬‬
‫يف جسد التابع املسكني‪.‬‬
‫أما هذه الواحدة‪ ،‬فوجهت إبحكام إىل احلبل الذي كان الباب مشدوداً به وحينما اجناب‬
‫الدخان الكثيف رأى الناس جسد التابع ممزقاً حتت العمود أما الباب‪ ،‬فلم يقفوا له على أثر! فقد‬
‫فر ‪ -‬بعد أن قطعت الرصاصة حبله ‪ -‬واختفى يف مكان ال خيطر على ابل أحد‪ .‬هو الغرفة اليت‬
‫كان سجينا هبا‪ .‬وما ابلسجن مثت من حارس؛ فقد كان احلراس يف شغل بشهود مصرع الباب‪.‬‬
‫كان يعتقد أن مهربه مل ِ‬
‫يهتد إليه أحد‪ ،‬وأنه سيتمكن من النجاة‪ .‬غري أن اجلند ما لبثوا أن عثروا‬
‫به‪ ،‬وعلى وجهه اجلزع الذاهل‪ ،‬واخلوف القاتل؛ فمؤرخ البابية نفسه يقول‪":‬إن اجلزع والذهول‬
‫أحدقا ابلباب‪ ،‬ولوال ذلك ألمكنه أن يتحدى هبذا اخلارق‪ ،‬ويدعيه معجزة كربى أمام احلضور"(‪.)1‬‬

‫والغدر؟ وأي مثل دينء ترمسه البهائية ألتباع هذا الدين‪ ،‬فتدعوهم به إىل التخلق أبسوأ ما يتسم به اخللق من نذالة وخسة مقيتة؟!‬
‫ال مفر للبهائية من أن تعرتف أبن هذا الكاتب الزنيم قد ضرب أدأن مثل للخيانة‪ .‬ومثل هذا اخلسيس الغدور ال يصدَّق يف قول‪.‬‬
‫(‪ )1‬ص‪ 454‬الكواكب الدرية‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫كانت هناك غاية من وراء هذه اخلدعة املفتضحة هي إنقاذ الباب؛ ليحمله االستعمار إىل‬
‫حيث جيعل منه دائماً صداعاً وحشياً للدولة‪ ،‬وفتنة للشعب‪ ،‬بعد أن يقدمه إىل املخدوعني مرة‬
‫أخرى‪ ،‬وقد حفت به معجزة كربى هي أن الرصاص أىب أن ميس جسده! فهذه من دالئل القائم!!‬
‫وكان املدبرون هلذا يظنون أنه ال بد من وقوع أحد أمرين يرتتب على كل منهما جناة الباب؛ فقد‬
‫يتمكن من الفرار‪ ،‬بعد أن يقطع الرصاص حبله‪ ،‬فإن مل يستطع‪ ،‬فسيطالب الناس ابلعفو عنه؛ إذ‬
‫كانت العادة املرعية ‪ -‬كما يقول مؤرخ البابية ‪ -‬هي إخالء سبيل املتهم إذا استطاع أن ينجو من‬
‫املوت!‬
‫ولكن ضل ما دبروا‪ ،‬واستطاع جنود آخرون متزيق جسد الباب؛ إذ مل تستطع الرشوة أن ترعش‬
‫أيديهم‪ ،‬واهنار قنصل الروس "وبكى أسفاً وحسرة من هول وقع هذه الكارثة" وفضحت دموعه‬
‫سر املؤامرة‪ .‬مث تركت جثة الباب يف خندق طعاماً للوحوش‪ ،‬وللجوارح‪ .‬فلم يبق منها إال ما عافت‬
‫هذه طعامه‪.‬‬
‫استخدام اجلثة يف الفتنة‪ :‬زعمت البهائية ‪ -‬ومعها حشد كبري من دعاوى الروس آنذاك ‪ -‬أن‬
‫جثة الباب قد سرقت بتدبري من البهاء‪ ،‬دون أن أتكلها الوحوش أو تنهشها اجلوارح‪ .‬مث أخفيت‬
‫عند رجل مشمول ابحلماية الروسية إىل أن ْحلت إىل فلسطني بعد أن استقرت البهائية هناك‪،‬‬
‫وبنت للوهم احلقري مزاراً كبرياً فوق جبل الكرمل‪ .‬وقد نشرت البهائية هذه الفرية؛ لتشد عبيد‬
‫اخلرافة إىل الصنم ميتاً‪ ،‬كما شدوا إليه حياً؛ وليشرتوا هبا َعبَ َد الباب للبهاء‪ .‬فقد كان من املعتقدات‬
‫السائدة يف دين الشيعة أن السباع ال ميكن أن تفتك جبسد اإلمام هذا ما دعا البهائيني والبابيني‬
‫إىل إشاعة أن جثة الباب مل ينل منها سبع وال جارح! وهذا هو أيضا الذي دفع ابلشيعة إىل ترك‬
‫جثة الباب هنباً للوحش والطري؛ ليقولوا بعد هذا للناس‪":‬ها قد ظهر بطالن ما يدعيه الباب ظهور‬
‫الشمس"(‪.)1‬‬
‫ولكي تظل صورة الصنم الروسي البايب حية الذكرى يف سجل اخلونة الذين صنعتهم روسيا‪ ،‬أقبل‬
‫قنصل الروس‪ -‬قبل أن تلتقم السباع جسد الباب ‪ -‬فصوره وبعث ابلصورة إىل حكومته(‪.)2‬‬
‫حقيقة الباب‬

‫(‪ )1‬انظر ص‪ 445‬املصدر السابق‪ ،‬وكان إعدام الباب سنة ‪1267‬هـ ‪1850 -‬م‪.‬‬
‫(‪ (2‬ص‪ 446‬الكواكب‪ ،‬ص‪ 33‬مقالة سائح‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وهكذا قضي على أحقر أكذوبة جهد االستعمار حينذاك يف أن تذكر يف التاريخ حتفها مهابة‬
‫الصدق‪ ،‬وجالل االستشهاد! حتطم الصنم الذي أقامته أيد ابغية؛ لتصرف الناس إما إىل القتال‬
‫دونه‪ ،‬وأما إىل القتال ضده‪ .‬فيشغلوهم عما يدبر من مكائد ومؤامرات لألمة‪.‬‬
‫وما كان الباب سوى حدث غر مأفون دفعه إىل ادعاء ما ادعى هوس استبد به حتت إغواء‬
‫عصابة مهدرة األخالق‪ ،‬اثئرة األحقاد ضد اإلسالم‪ ،‬عاصفة الرغبة يف السيطرة‪ .‬ما كان إال خنوثة‬
‫كريهة‪ ،‬ينفر منها رفيف املس من الرجولة وضعفاً شائن املذلة‪ ،‬ومهة خامدة‪ ،‬ال تدفع‪ ،‬وال تدافع‪،‬‬
‫فلم تقف موقفاً ينسبه التاريخ إىل قوة أو مسو أو كرامة‪ .‬كانت طبيعته األفن يف الرأي والنفاق الذي‬
‫ال يعرف جمناً غري ذل اجلِب‪ ،‬ووضاعة الزلفى‪ .‬كان التابع املستكني الذي ال يثري يف القلب إال‬
‫النفار منه‪ ،‬وحق ما يقوله األستاذ العقاد يف شأنه‪ ،‬وهو يتكلم عن دعاة املهدية‪":‬منهم من خيالطه‬
‫الوسواس‪ ،‬فيفعل أفعال اجملانني‪ ،‬وحنسب أن الباب أشد هؤالء ثقة بنفسه يف البداية‪ ،‬وأقلهم ثقة‬
‫هبا يف النهاية؛ هلذا كان أبعدهم عن العقيدة السوية يف اإلسالم" كان الباب قواي يف أول أمره؛ ألن‬
‫الذين صنعوه كانوا معه!‪.‬‬
‫كتب الباب وأسلوبه‬
‫شعورا صادقًا يطابق احلقيقة والواقع أنه رجل خولط يف عقله‪،‬‬ ‫إن القارئ لكتب الباب يشعر ً‬
‫وأن ما يف هذه الكتب أمشاج متباينة متناقضة اختارها غالم يتنازعه فكر مضطرب‪ ،‬وخياالت‬
‫هاذية‪ ،‬فال ترى فيها فكرة انهبة‪ ،‬أو عاطفة صادقة‪ ،‬أو تصويراً مجيالً‪ ،‬أو أسلواب مشرقا‪ ،‬وإَّنا ترى‬
‫مجالً ينفر بعضها من بعض‪ ،‬ويناقض أوهلا آخرها‪ ،‬وأشد ما يثري دهشتك وسخريتك تلك‬
‫السجعات اليت خيتم هبا فقراته‪ ،‬فهي حروف مركبة تركيباً ال يوحي مبعىن‪ ،‬وال يومئ إىل داللة‪ ،‬وال‬
‫صلة أبداً هلا مبا يسبقها من القول‪ .‬وكان حياول تقليد أساتذته من الصوفية‪ ،‬فينـزع إىل ما يظنه‬
‫رموزاً‪ .‬بيد أنه كان مكرهاً على هذا؛ إذ مل يكن ميلك وسيلة البيان‪ ،‬وال الفكرة السوية‪ ،‬وال القدرة‬
‫على التعبري‪ .‬أما الصوفية فكانوا جينحون إىل هذه الرمزية سرتا لزندقة ابغية وإحلاد طاغية يف قدرة‬
‫على التعبري‪ ،‬ومتكن من فن البيان وإليك مثالً من كتابته‪":‬تبارك هللا من سلط مستلط رفيع‪ ،‬تبارك‬
‫هللا من وزر مؤتزر وزير‪ ،‬تبارك هللا من حكم حمتكم بديع‪ ،‬تبارك هللا من مجل جمتمل مجيل"‬
‫ويقول‪":‬بسم هللا الواحد القدام‪ ،‬بسم هللا املقدم املقدم‪ ،‬بسم هللا القادم القدام‪ ،‬بسم هللا القادم‬
‫القدام‪ ،‬بسم هللا القادم والقدوم‪ ،‬بسم هللا القادم القدمان" ويقول عن نفسه‪":‬إان قد جعلناك عظيما‬
‫عظيماان للعاظمني‪ ،‬وإان قد جعلناك نورا نوراان للناورين‪ .‬إان قد جعلناك متاما متيما للتامني‪ .‬إان‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫جعلناك كماال كميال للكاملني"(‪ )1‬وهكذا تراه يف كل كتاابته‪ .‬وهو خلط وخبط أعشى تستبد به‬
‫جهالة وضاللة!‪.‬‬
‫أما كتبه‪ ،‬فأمهها "البيان" ألنه كتاب دينه املزعوم‪ ،‬والبهائية تزعم ما أييت‪":‬يتضح لكل من يطلع‬
‫على البيان‪ :‬أن حضرته عهد مبهمة إمتام بقية الكتاب إىل حضرة هباء هللا"(‪ )2‬وهو قول خمرتع ال‬
‫يستحق مناقشة!‪.‬‬
‫شكوك حول البيان‪ :‬ألف الباب كتاب البيان يف "بوشهر"‪ .‬وتزعم البهائية أن الرتتيب األخري‬
‫لكتاب البيان قد مت‪ .‬والباب سجني‪ ،‬وأنه عدل فيه ابلزايدة ‪ -‬واحلذف! وأن كاتب وحي الباب‬
‫"أقا حسني يزدى" الذي قصصنا من قبل قصة كفره ابلباب ‪ -‬هو الذي كان يكتب أبمر الباب‬
‫ما ينبجس يف أعماقه من الوحي‪ .‬واتريخ هذا الكاتب املزعوم غامض كل الغموض‪ ،‬واتريخ صلته‬
‫ابلبابية كذلك؛ فمؤرخ البهائية ‪ -‬على تعصبه ‪ -‬يقول‪":‬وقد تعذر على املؤلف ‪ -‬يعين نفسه ‪-‬‬
‫الوقوف على شرح أحواله"(‪ )3‬هذا الرجل الغامض هو الذي ْحلته كل أوزارها‪.‬‬
‫فقد افرتت على لسانه ‪ -‬وصدقها هو يف كل مفرتايهتا ‪ -‬رسائل معزوه إىل الباب زاعمة أنه‬
‫قضى حياته كلها مبشرا بظهور البهاء‪ ،‬وأنه كان يستمد وحيه من روح البهاء‪ .‬وأنه كان يسبح‬
‫حبمده‪ ،‬ويقدس له‪ .‬وإليك َّنطا من هذه املفرتايت؛ فقد نسب إىل الباب ما أييت‪":‬إن ترَّنه بذكر‬
‫الشخص الغائب أشغله عن كل شغل‪ .‬ومن ترنيماته اليت كان يرتمن هبا‪":‬إن كان حبر البالاي يف‬
‫التالطم من كل جهاته‪ ،‬وسهام القضاء متتابعة‪ ،‬وظلمات اآلالم واحملن على روحي وجسدي‬
‫مستولية‪ ،‬لكن قليب ابلتأمل يف وجهك املنري مستنري‪ ،‬وروحي رايض بعطرك اجلميل"(‪ )4‬ومن يقارن‬
‫بني أسلوب هذه الرسائل املزيفة‪ ،‬وبني أسلوب الباب‪ ،‬يتجلى له جيداً أهنا منحولة‪ ،‬وأن الباب ال‬
‫يعرف عنها شيئاً‪.‬‬
‫وجنزم أبن كل ما هو منسوب إىل الباب مبشراً بظهور البهاء ما هو إال إفك مفرتى من البهاء‪،‬‬
‫وابنه عباس‪ .‬ومما يعني على رسوخ ذلك الشك أن كاتب الوحي مل يظهر‪ ،‬ومل تنسب إليه كتابة‬
‫الوحي إال والباب سجني‪ ،‬ومل يظهر شيء من مفرتايت كاتب الوحي وسيده البهاء إال بعد مصرع‬
‫الباب‪ ،‬وإال بعد أن صار الكاتب من عبيد البهاء أيكل من مثنه!‬

‫(‪ )1‬ص‪ 276‬وما بعدها اتريخ البابية‪.‬‬


‫(‪ 41 )2‬الكواكب‪.‬‬
‫(‪ (3‬ص‪ 170‬الكواكب الدرية‪.‬‬
‫(‪ )4‬ص‪ 14‬مقالة سائح‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وإال فما كان ألتباع الباب أن خيتلفوا عقيب موته كل هذا االختالف احلاد الذي مزقهم كل‬
‫ممزق‪ ،‬لو كان عهد الباب إىل البهاء جلياً بيناً هبذه الصراحة وهذا الوضوح الذي تزعمه البهائية‪.‬‬
‫وما كان خللص البابيني أن يرمجوا يف كل حلظة كاتب الوحي ابللعنة هو والبهاء‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫دين البابية‬

‫الباب‪ :‬يعتقد فيه البابيون أنه أمت‪ ،‬وأكمل هيكل بشري ظهرت فيه احلقيقة اإلهلية‪ ،‬وأنه هو‬
‫الذي خلق كل شيء بكلمته‪ ،‬واملبدأ الذي ظهرت عنه مجيع األشياء‪ ،‬أو هو ‪ -‬كما يعرب‬
‫جولدزيهر ـ‪":‬أرفع مراتب احلقيقة اإلهلية اليت حلت يف شخصه حلوالً مادايً وجثمانيًا"(‪ )1‬وهو‬
‫حقيقة كل نيب ورسول وقديس‪.‬‬
‫نوحا‪ ،‬ويف يوم إبراهيم إبراهيم‪،‬‬
‫وإليك نص ما قاله الباب نفسه عن نفسه‪":‬كنت يف يوم نوح ً‬
‫ويف يوم موسى موسى‪ ،‬ويف يوم عيسى عيسى‪ ،‬ويف يوم حممد حممداً‪ ،‬ويف يوم "علي قبل نبيل"(‪،)2‬‬
‫علي‪ ،‬وألكونن يف يوم من يظهره هللا من يظهره هللا‪ ،‬ويف يوم من يظهره من بعد من يظهره هللا من‬
‫بعد من يظهره هللا إىل آخر الذي ال آخر له قبل أول الذي ال أول له‪ .‬كنت يف كل ظهور حجة‬
‫هللا على العاملني"(‪ )3‬أي هو احلقيقة اإلهلية اليت ظهرت من قبل‪ ،‬وستظل تظهرا أبدا يف أجسام‬
‫بشرية‪ .‬وهذا النص الثابت يهدم ما تزعمه البهائية من أن الباب مل يكن سوى مبشر بظهور البهاء‪.‬‬
‫وكفر الباب قدمي هلج به الغنوصيون(‪ )4‬والصوفيون‪ ،‬غري أن الباب مل جيد التعبري عنه‪ ،‬ليخفي‬
‫معامل سرقة الكفر أو ليظهر الكفر جديداً‪.‬‬
‫أمور اآلخرة‪:‬‬
‫كفر الباب ابلقيامة كما فصل أمورها‪ ،‬ووصفها القرآن‪ ،‬وأخذ بتفسري الباطنية هلا‪ ،‬أو جبحود‬
‫الباطنية هبا‪ ،‬فقد قال عن القيامة‪ :‬إهنا قيام الروح اإلهلية يف مظهر بشري جديد‪ ،‬وعن البعث‪ :‬إنه‬
‫هو اإلميان أبلوهية هذا املظهر! وعن لقاء هللا يوم القيامة‪ :‬إنه لقاء الباب؛ ألنه هو هللا!‬
‫وعن اجلنة‪ :‬إهنا الفرح الروحي الذي يشعر به من يؤمن ابملظهر اإلهلي‪.‬‬
‫وعن النار‪ :‬إهنا احلرمان من معرفة هللا يف جتلياته يف مظاهره البشرية(‪ ،)5‬وزعم أنه الربزخ املذكور‬
‫يف القرآن؛ ألنه كان بني موسى وعيسى‪.‬‬
‫فهل مث من جديد يف هذا الكفر الذي أرسى عليه الباب أصول دينه؟ كال‪ ،‬وسيأيت الدليل‪.‬‬

‫(‪ )1‬مادة ابب‪ ،‬دائرة املعارف اإلسالمية‪ ،‬ص‪ 256‬اتريخ البابية‪ ،‬ص‪ 242‬العقيدة والشريعة‪.‬‬
‫حممدا بلقب (نبيل) فمعىن (علي قبل نبيل) ‪ -‬وهو مصطلح شيعي ‪( -‬علي قبل حممد)‪.‬‬ ‫(‪ )2‬تلقب الشيعة ً‬
‫(‪ )3‬ص‪ 237‬الرتاث اليوانين ترمجة الدكتور عبدالرْحن بدوي‪.‬‬
‫(‪ )4‬مجاعة عاشوا يف أربعة القرون األوىل من ميالد املسيح‪ ،‬منهم املسيحيون واليهود والوثنيون‪ ،‬وهلذا كان مذهبهم أمشاجاً من‬
‫املسيحية املفلسفة‪ ،‬واألساطري الفارسية القدمية والالهوت اليهودي‪ ،‬والفلسفة اليواننية‪ ،‬وخباصة األفالطونية والفيثاغورية والرواقية‪.‬‬
‫‪ )5‬ص‪ 411‬الكواكب الدرية جـ‪ 1‬ص‪ ،28‬هباء هللا والعصر اجلديد ص‪ 251‬اتريخ البابية‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الرجعة‪:‬‬
‫فسرها الباب ‪ -‬أخذاً عن الشيخية ‪ -‬برجوع الصفات اإلهلية‪ ،‬وجتليها مع أاثرها يف مظهر‬
‫جديد للحقيقة اإلهلية(‪.)1‬‬
‫شرعة الباب‪:‬‬
‫ألغى الباب الصلوات اخلمس‪ ،‬وصالة اجلمعة‪ ،‬وصالة اجلماعة إال يف اجلنازة! وقرر أن الطهر‬
‫من اجلنابة غري واجب‪ ،‬وأن القبلة هي البيت الذي ولد فيه بشرياز‪ ،‬أو مكان سجنه‪ ،‬أو البيوت‬
‫اليت عاش فيها هو وأتباعه‪ .‬وهي نفس األماكن اليت فرض على أتباعه احلج إليها(‪.)2‬‬
‫أما الصوم‪ :‬فمن شروق الشمس إىل غروهبا‪ ،‬ومدته شهر ابيب‪ ،‬وعدته تسعة عشر يوما‪ ،‬وهذا‬
‫الشهر يقع دائما يف أول الربيع‪ .‬وقد أابح الباب إلتباعه قضاء مخسة أايم قبل الصيام يف هلو وجمانة‬
‫تنطلق فيها النفس انطالق الشهوة العارمة ال أتبه بدين وال قانون‪ ،‬وال جمتمع‪.‬‬
‫أما الزكاة فخمس العقار‪ ،‬وتؤخذ يف آخر العام من رأس املال وتعطى للمجلس البايب املؤلف‬
‫من تسعة عشر عضواً(‪.)3‬‬
‫أما الزواج‪ :‬فإجباري بعد بلوغ احلادية عشرة‪ ،‬ويكفي فيه رضاء الطرفني‪.‬‬
‫وجيوز إيقاع الطالق تسع عشرة مرة‪ ،‬وعدة املطلقة تسعة عشر يوماً‪.‬‬
‫وال جيوز الزواج أبرملة إال بعد دفع دية‪ ،‬وإال بعد انقضاء عدهتا‪ ،‬ومقدارها مخسة وتسعون يوماً‪.‬‬
‫وقد حرم على املرأة احلجاب طواعية لشهوة قرة العني اليت عاشت حياهتا كلها مسفرة إسفار‬
‫الدنس واجملانة‪ ،‬تدمر األعراض‪ ،‬وتوحي إىل الباب بدينه! ويعيش معها شيوخ البابية يف فجور‬
‫اجلسد املمتهن‪.‬‬
‫وقد ألغت البابية مجيع العقوابت املادية واألدبية‪ ،‬ومل تبق سوى الدية اليت يدفعها من يريد الزواج‬
‫أبرملة!‬
‫وال حتكم البابية على شيء ابلنجاسة‪ ،‬فاإلنسان حينما يعتنق البابية يصبح طاهرا‪ ،‬ويصبح كل‬
‫ما ميلكه كذلك‪.‬‬

‫(‪ )1‬ص‪ 412‬الكواكب الدرية جـ‪.1‬‬


‫(‪ ) 2‬وصى الباب عند ظهور رجل مقتدر من أتباعه هبدم مجيع األماكن املقدسة عند مجيع الطوائف‪ ،‬ومنها الكعبة‪ .‬ص‪353‬‬
‫اتريخ البابية‪ ،‬ص‪ 158‬العقائد لعمر عنايت‪.‬‬
‫(‪ (3‬مادة ابب دائرة املعارف اإلسالمية ‪.57‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وتوجب البابية دفن امليت يف قرب من البلور‪ ،‬أو املرمر املصقول‪ ،‬ووضع خامت يف ميناه منقوش‬
‫عليه فقرة من كتاب البيان‪.‬‬
‫واملرياث لسبعة أنواع‪ :‬الولد والزوج أو الزوجة واألب واألم واألخ واألخت واملعلم‪ .‬والنصيب‬
‫األوىف من املرياث يكون للولد‪.‬‬
‫والعيد الرئيسي عند البابية هو عيد النريوز ومدته تسعة عشر يوما‪ .‬ويف صباح كل مجعة جيب‬
‫استقبال الشمس ابلسالم (‪.)1‬‬
‫نسخ مجيع األدَين‬
‫قال الباب يف رسالة بعث هبا إىل الشيخ حممود األلوسي صاحب تفسري (روح املعاين) عن دينه‬
‫الذي يدعو إليه‪":‬من مل يدخل يف دين هللا ‪ -‬أي دينه ‪ -‬مثله كمثل الذين مل يدخلوا يف‬
‫اإلسالم"(‪ )2‬وقال ‪ -‬وشيطانه املوحي قرة العني ـ‪":‬كل من كان على شريعة القرآن كان انجيا إىل‬
‫ليلة القيامة أي من يوم الساعة‪ ،‬وهي الساعة الثانية والدقيقة احلادية عشرة من غروب مشس اليوم‬
‫الرابع‪ ،‬وأول الليلة اخلامسة من شهر مجادي األوىل سنة ‪1260‬هـ"(‪ )3‬يعين الساعة اليت أعلن فيها‬
‫أنه القائم‪ ،‬أو املظهر اإلهلي اجلديد!؛ وهلذا حرم الباب على أتباعه مجيعا قراءة القرآن‪ ،‬فقام البابيون‬
‫بتحريق املصاحف وذر رمادها! وكل امرئ ال يدخل دين البابية كافر جاحد مهدور الدم‪.‬‬
‫يفضل نفسه على خامت النبيني‪ :‬يقول الباب‪":‬إنين أفضل من حممد كما أن قرآين أفضل من قرآن‬
‫حممد‪ ،‬وإذا قال حممد بعجز البشر عن اإلتيان بسورة من سور القرآن‪ ،‬فأان أقول بعجز البشر عن‬
‫اإلتيان حبرف مثل حروف قرآين‪ .‬إن حممداً كان مبقام األلف‪ ،‬وأان مبقام النقطة"(‪.)4‬‬
‫مصدر البابية‬
‫يقول بروكلمان يف حديثه عن الباب‪":‬والواقع أن التفنن يف اصطناع األعداد الذي احتل مكاان‬
‫واسعا يف الصوفية اإلسالمية القدمية ساعده على تفسري عقيدته وأتويلها‪ .‬وكان العدد "‪ "19‬ذا‬
‫قدسية خاصة؛ ألنه ميثل القيمة العددية لكل من جمموع أحرف الكلمتني العربيتني "واحد"(‪ )5‬أو‬
‫"وجود"‪.‬‬

‫(‪ )1‬اتريخ البابية‪ ،‬ص‪ 165‬جـ‪ 3‬اتريخ الشعوب اإلسالمية‪.‬‬


‫(‪ (2‬ص‪ 98‬جـ‪ 3‬رسائل اإلصالح للشيخ حممد اخلضر احلسني شيخ األزهر األسبق‪.‬‬
‫(‪ (3‬ص‪ 251‬اتريخ البابية‪.‬‬
‫(‪ ) 4‬النقطة هي احلقيقة اإلهلية يف التعني األول‪ .‬أما األلف فالصورة احلاكية عنه‪ ،‬يريد من هذا أنه هو األصل الذي تفرع عنه‬
‫كل كائن‪ ،‬ومنهم حممد‪.‬‬
‫(‪ )5‬ص‪ 162‬جـ‪ 4‬اتريخ الشعوب اإلسالمية‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ويقول جولدزيهر عن البابية‪":‬وهذه احلركة صدرت دون ريب عن ضرب من ضروب التشيع‪.‬‬
‫غري أن مبادئها األساسية ترتبط اترخيياً بفكرة صادفتنا يف القسم السابق‪ ،‬ونوهنا أبهنا الفكرة‬
‫الرئيسية(‪ )1‬يف مذهب اإلمساعيلية‪ ،‬ونعين هبا حتقيق الكمال الذايت للوحي اإلهلي عن طريق التجلي‬
‫التدرجي االرتقائي للعقل الكلي" مث يقول عن الباب‪":‬إنه اعتمد على مقدمات غنوصية كما مزج‬
‫آراء الثقافة العصرية ابلدقائق الفيثاغورية(‪ ،)2‬ولعب كاحلروفيني(‪ )3‬بتجمعات احلروف‪ ،‬واهتم مبا هلا‬
‫من خطر كبري من حيث قيمتها العددية‪ ،‬وكان أخطرها شأان يف تقديراته الرقم ‪ 19‬الذي جعل منه‬
‫نقطة مركزية استند عليها يف حساابته اليت تشغل جانباً كبرياً من مباحثه وأفكاره"(‪.)4‬‬
‫كذلك يقول عنه أنه‪":‬رأى يف شخصه املمثل احلقيقي لألنبياء السابقني واملعرب عن رساالهتم‪،‬‬
‫وهي فكرة ترجع يف أصلها إىل الغنوصية‪ ،‬وجاءت هبا الفرق املسيحية اليت خرجت على الكنيسة‬
‫قبل ظهور اإلسالم"(‪.)5‬‬
‫وتراث البابية شاهد حق وعدل على أن دعوة الباب هي أصداء لذلك الرتاث الوثين‪ ،‬وشاهد‬
‫أيضا على أن الباب حينما ادعى أنه الباب‪ ،‬أو املهدي مل يكن يطمع يف أن ينال حىت ثقة نفسه‪.‬‬
‫غري أن أتباعه استطاعوا أن خيدعوه عن حقيقتيه‪ ،‬ويقنعوه أبن العناية اإلهلية قد اصطفته ‪ -‬كما‬

‫(‪ ) 1‬يعين ما تدين به اإلمساعيلية من أن للعقل الكلي جتليات يف مظاهر متعاقبة بدئت آبدم‪ ،‬وختمت ابإلمام السابع‪.‬‬
‫وللمظهر الالحق األفضلية على املظهر السابق؛ ألنه ينجز العمل الذي مل تنجزه املظاهر السابقة‪ ،‬وهو يستلزم القول بعدم انقطاع‬
‫الوحي‪ ،‬ويعلق جولدزيهر على هذا بقوله‪(:‬إن القول هبذا يهدم إحدى دعائم اإلسالم األساسية‪ ،‬وإن هدف اإلمساعيلية هو‬
‫التقويض والتدمري ألركان اإلسالم) ص‪ 213‬العقيدة والشريعة‪.‬‬
‫(‪ )2‬نسبة إىل الفيلسوف اليوانين فيثاغورس‪ ،‬الذي ولد قبل امليالد يف ساموس‪ ،‬ويرى فيثاغورس أن العامل عدد ونغم‪.‬‬
‫(‪ (3‬يضرب لنا جولدزيهر مثال هلذه الفرق اليت ترى يف األحرف أسراراً كامنة بفرقة احلروفية اليت أسسها فضل هللا االسرتاابذي‬
‫يف سنة ‪800‬هـ‪ .‬فيقول‪(:‬وهذا املذهب مبين على نظرية التطور للروح الكلية اليت أقحم فضل هللا شخصه يف دائرهتا زاعماً أنه‬
‫أحد مظاهر األلوهية‪ ،‬وأن تعا ليمه هي أمت وحي وأصدقه‪ ،‬وقد مزج فضل هللا مذهبه بدعاوى رمزية وسفسطائية خالبة املظهر‪،‬‬
‫وهي نظرايت رمزية عن احلروف وقيمتها العددية‪ ،‬وأوجدوا بذلك أتويالً للقرآن قل ما أبقى على معانيه األصلية) ص‪217‬‬
‫العقيدة والشريعة‪ ،‬ويقول الدكتور حممد كامل حسني يف ص‪ 90‬من كتابه طائفة الدروز‪(:‬واختذ الفاطميون األعداد أصوال آلراء‬
‫دينية يثبتون هبا عقيدهتم يف اإلمامة‪ .‬واختاذ األعداد ليس جبديد على الفكر البشري‪ ،‬فنحن نعرف أن الفلسفة الفيثاغورية تقوم‬
‫على أن كل عدد أصل ألرائهم‪ ،‬واختذ العربانيون العدد سبعة أصالً لكثري من عقائدهم‪ ،‬وانتقل التسبيع إىل البابلية القدمية واختذ‬
‫احلراننيون العدد مخسة أصال لعقيدهتم) والبابية والبهائية تسري يف نفس املهلكة‪.‬‬
‫(‪ )4‬ص‪ 443‬وما بعدها العقيدة والشريعة ط ‪.1‬‬
‫(‪ )5‬ص‪ 243 ،241‬العقيدة والشريعة‪ ،‬ويقول بروكلمان عن الباب‪(:‬وبينا مل يرغب أول األمر إال يف أن يعترب اإلمام املهدي‪،‬‬
‫فإننا جنده يدعو نفسه بعد ذلك املرآة اليت يستطيع املؤمنون أن يشاهدوا هباء هللا نفسه) ص‪ 161‬جـ‪ 4‬الشعوب اإلسالمية‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يقول جولدزيهر ‪ -‬لغاية أمسى وأجل‪ ،‬فكان هلذا اإلحياء األثر القوي يف عقله‪ ،‬فأسرف يف دعاويه‬
‫بعد ذلك حتت أتثري اتبعيه‪.‬‬
‫وصية الباب‪:‬‬
‫تفرتي البهائية أن الباب وصى إىل مريزا حسني علي يف الباطن وعهد إىل أخيه غري الشقيق حيىي‬
‫يف الظاهر حىت ال يلحق مريزا حسني أذى‪ ،‬وقد لقب الباب حيىي أبلقاب منها‪ :‬األزل والوحيد‬
‫واملرآة ولكن البهائية تزعم أن الباب لقبه هبذه األلقاب؛ ألن هلا معنيني متباينني ككلمة وحيد فإهنا‬
‫تفيد معنيني متناقضني‪ :‬الوحيد يف اإلميان‪ ،‬والوحيد يف الطغيان‪ .‬ويف سبيل دعم ابطل حقود لن‬
‫تتورع البهائية كما ترى ‪ -‬عن اهتام معبودها األول ابلتدليس واخلداع والتزوير والنفاق والتضليل‬
‫السفيه!‬
‫ويف كتاب آخر منسوب إىل سائح تزعم البهائية أن البهاء هو الذي أمر الباب أبن يتظاهر‬
‫ابلعهد إىل حيىي؛ ليحمي هبذا صاحب العهد احلقيقي‪ ،‬وهو البهاء(‪ !)1‬وهكذا تثبت البهائية دائما‬
‫أهنا ال تطيق أن تقول الصدق مرة واحدة‪ ،‬أو تستطيع احرتامه؛ فتاريخ احلقيقة حيدثنا أن الباب مل‬
‫يعهد مطلقا إىل البهاء‪ ،‬وأن أتباع الباب قد اضطرب أمرهم عقب مقتله‪ ،‬فمضى كل منهم يزعم‬
‫أنه هو ويل أمر البابية!‪ ،‬وأن مريزا حسني علي كان يزيف الرسائل‪ .‬وينسبها إىل الباب‪ ،‬وينشرها‬
‫بني البابيني‪ .‬وقد استعان يف هذا بكاتب الوحي املزعوم‪.‬‬

‫(‪ )1‬ص‪ 409‬الكواكب الدرية‪ ،‬ص‪ 30‬مقالة سائح‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫من البابية إىل البهائية‬

‫خنست البابية ‪ -‬مكرهة ‪ -‬بعد مقتل الباب‪ ،‬ولكنها كانت تسارق الثورة النظر‪ ،‬وتعمل جبد يف‬
‫اخلفاء بغية األخذ بثأر الباب! وكان البابيون خمتلفني على أنفسهم يف عقيدهتم وشريعتهم؛ إذ‬
‫كانت آراء الباب املوروثة نفسها متناقضة متباينة‪ ،‬وكان ما عند مجاعة من كتبه وأقواله‪ ،‬خيالف ما‬
‫عند اآلخرين؛ وهلذا كثر القول ابلنسخ‪ ،‬وما كانت حتكم مجاعة منهم بنسخة تثبته مجاعة أخرى‪.‬‬
‫هذا إىل ما كان يقرتفه البابيون من خطااي وفواحش جعلت كلمة "ابيب" مرادفة يف مفهومها‬
‫لكلميت "الكفر واخلطيئة" على أن البابية ‪ -‬رغم اختالفهم ‪ -‬كان يوحد بينهم هدف واحد هو‪:‬‬
‫الرغبة يف الثأر واالنتقام؛ هلذا ألفوا مجعية سرية كانت غايتها الفتك بكل معارض‪ ،‬وخباصة إذا كان‬
‫من املسلمني‪ ،‬وكانت هذه اجلمعية برائسة "سليمان خان" أحد رجال "تشريفات الشاه" وابن أكرب‬
‫زعيم يف قبيلة األفشار‪ .‬وكان املريزا "حسني علي" الذي لقب بعد "ابلبهاء" هو الرأس املدبر املفكر‬
‫هلذه اجلماعة‪ .‬وكان أعضاء هذه اجلماعة يقضون على أعدائهم إما ابلذبح‪ ،‬وإما ابلسم‪ ،‬وإما‬
‫ابخلناجر املسممة‪.‬‬
‫البابية حتاول قتل الشاه‪ :‬كلفت اجلمعية السرية البابية اثنني من أعضائها بقتل الشاه‪ ،‬ولكنهما‬
‫فشال‪ ،‬وقبض عليهما‪ ،‬فقتل أحدمها‪ ،‬وجرح اآلخر فأفضى هذا أبمساء أعضاء اجلمعية‪ ،‬مث جترع‬
‫املوت‪.‬‬
‫إابدة‪ :‬قرر الشاه وحكومته إابدة البابيني‪ ،‬ففتكت مبن وقع يف يدها منهم‪ .‬وعلى رأسهم سليمان‬
‫خان‪ .‬أما مريزا حسني علي وهو رأس الفتنة‪ ،‬فقد أودع السجن فقط! إذ أسرع االستعمار الروسي‬
‫ملساندة اخلائن اجلديد!‬
‫البهاء والبهائية‬
‫البهائية حنلة ورثت البابية‪ .‬ورثت الدماء اليت هريقت يف سبيل أوهام‪ ،‬وضاللتها البعيدة لتعبد‬
‫من دون هللا صنماً جديداً يلقب‪ :‬ابلبهاء‪ ،‬وامسه "حسني علي" بن املريزا عباس بزرك املزندراين‬
‫النوري‪.‬‬
‫مولد البهاء‪ :‬ولد بطهران سنة ‪1233‬هـ ‪1817 -‬م وقد ورث زعامة العائلة بعد موت أبيه‬
‫عاما‪ ،‬وقد تويف أبوه عن‬
‫الذي كان "مأمور مالية"‪ .‬وكان عمر البهاء إذ ذاك يقارب اثنني وعشرين ً‬
‫زوجتني وسبعة ذكور‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫تعليمه‪ :‬لقنه املعلمون يف املنـزل مبادئ العلوم اليت كانت منتشرة يف زمنه‪ ،‬مث عكف بعد هذا‬
‫على التلقي من شيوخ التصوف أسراره ورموزه‪ ،‬وعلى تدبر كتبه واستيعاهبا!‬
‫صلته ابلبابية‪ :‬عرف البهاء البابية على يد أحد دعاهتا يف طهران‪ ،‬فآمن هبا‪ ،‬وعمره سبع‬
‫وعشرون سنة‪ ،‬وقد تلبدت آفاق نفسه أبطماعه‪ ،‬فعمل منذ أن اتصل ابلبابية على أن يكون‬
‫صاحب الكلمة النافذة‪ ،‬وقد استغل يف سبيل هذا تلك الغانية اهللوك "قرة العني" بعد أن عرك‬
‫أنوثتها كما قدمنا‪ ،‬فكان أن دعت بتوجيه منه إىل اإلميان بنسخ الشريعة اإلسالمية‪ .‬على أنه مل يرم‬
‫بنفسه يف أتون أية معركة أججتها البابية‪ ،‬وإَّنا كان يدع هؤالء املأفونني يقتحمون املوت‪ ،‬ويرتدون‬
‫يف هاويته؛ ليبقى حىت يرث الزعامة على من يبقى منهم‪ ،‬فقد كانت السيطرة على هؤالء هي احللم‬
‫احلقري الذي استخف أطماعه ونـزوات شبابه‪ .‬كان حيرض الفتنة على البغي‪ ،‬ويكيد هبا‪ ،‬ويدبر‬
‫جلرائمها وهو قابع وراء سدل صفيق من الرايء والنفاق حفظ عليه حياته زمنا‪ ،‬فلم يقبض عليه من‬
‫قبل‪ ،‬ومل يلق عنتا أو مالمة‪ .‬كان يعد اخلنجر‪ ،‬ويلوثه ابلسموم الفتاكة‪ ،‬ويضعه يف يد السفاح‪،‬‬
‫ويدله على الطريق‪ ،‬وعلى كيفية القتل‪ ،‬حىت إذا متت اجلرمية‪ ،‬وقف على جثة القتيل يندهبا‬
‫بدموعه‪ ،‬ويلعن القاتل‪ .‬بل كان يضع أحياان يف ثياب اجملرم الذي يدفع به إىل اقرتاف اجلرمية خطااب‬
‫يربأ فيه من القتل والقاتل؛ لينجو هو إذا وقع اجملرم يف يد القصاص‪ .‬وقد ظل هكذا إىل أن حدثت‬
‫حماولة قتل الشاه‪ ،‬فأخذ هبا بعد أن ثبت أنه هو اجملرم املدبر للجرمية‪ ،‬فذاق ألول مرة مرارة‬
‫السجن‪ ،‬وجرد من أمالكه اليت ورثها عن أبيه‪ ،‬وترك بيته هنبا للذين خرجوا عقب حادث الشاه‬
‫يدمرون على البابيني بيوهتم ويقتصون من جرائرهم‪ .‬أما أخوه حيىي ‪ -‬وكان له عند البابية املقام‬
‫األعظم ‪ -‬فقد استطاع الفرار‪ ،‬ومضى يضرب يف األرض صعداً يف زي "الدراويش"‪.‬‬
‫اإلستعمار الروسي يتدخل إلنقاذ البهاء‪:‬‬
‫ظل البهاء سجينًا أربعة أشهر يرتقب يف كل ساعة منها املصري الرهيب الذي لقيه أعضاء‬
‫اجلمعية السرية‪.‬‬
‫مث كان أن تقدم السفري الروسي إىل الشاه‪ ،‬واقرتف شهادة زور قرر هبا أن البهاء طاهر اليد من‬
‫حماولة قتل الشاه‪ ،‬واستطاع بدهائه وسطوته ْحل الشاه على إصدار قرار ابلعفو عن اجملرم اآلمث‪،‬‬
‫وبنفيه إىل عراق العرب‪ ،‬وأىب الروس إال أن يثبتوا‪ ،‬ويظهروا جهرة للمأل أهنم يبسطون على هذا‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اجملرم ْحايتهم‪ ،‬فأرسلوا مجاعة من الفرسان حلراسته(‪ ،)1‬وهو يف طريقه إىل العراق‪ ،‬ومعه من أهل‬
‫بيته اثنان وعشرون‪.‬‬
‫البهاء ميهد للفتنة يف العراق‪ :‬استقر البهاء يف بغداد‪ ،‬فجد يعبد لنفسه السبيل إىل زعامة‬
‫البابيني الذين فروا إىل العراق‪ .‬وكان جلهم يدينون بزعامة حيىي‪ .‬وهذا مما جعل نفس أخيه البهاء‬
‫دائما إىل الكيد بغية القضاء عليه‪ .‬فكان أن‬ ‫متور ابلكراهية له‪ ،‬وتغلي ابحلقد عليه‪ ،‬ويستفزها ً‬
‫شجر النـزاع بني عصبته القليلة‪ ،‬وبني عصبة أخيه حيىي‪ ،‬وكان أن جاء كبار زعماء البابية إىل‬
‫بدا من الفرار‪ ،‬حىت تسكن‬ ‫البهاء‪ ،‬يذكرونه بنقائصه اليت تشينه كرجل‪ ،‬وكإنسان‪ ،‬فلم جيد البهاء ً‬
‫مربما على أخيه حيىي‬‫اثئرة هؤالء‪ ،‬ويستطيع بعيداً التفكري يف مؤامرة جديدة يقضى هبا قضاء ً‬
‫ومجاعته‪.‬‬
‫وفر اللئيم إىل ابدية السليمانية ابلعراق‪ ،‬وما عليه سوى رداء واحد‪ .‬وعلى شعاف جبل سركلو‬
‫يف كردستان العثمانية‪ ،‬ويف مغاراته السود كان الناس يرون ِضمبعاانً أشعث أغرب يف مرقعات‬
‫الدارويش البله تشمئز اجلواء من نتنه الكريه‪ ،‬وتنساب من حتت مشفريه هينمة مبهمة غامضة تثري‬
‫يف النفس الفزع‪ ،‬إذ كانت أشبه ما تكون بفحيح صل أسود الحت له ْحامة وديعة!‬
‫إنه البهاء خياتل مكره أبوراده الصوفية‪ ،‬ونفاق زهادته املدعاة!‬
‫وشم علماء السليمانية ‪ -‬وأكثرهم من أهل السنة ‪ -‬من حديث البهاء ننت كفره‪ ،‬فهموا به‪،‬‬
‫ففر‪ ،‬وعاد مكرها إىل بغداد‪ .‬ويقص البهاء قصته يف السليمانية‪ ،‬فيقول‪":‬إنه أقام يف صحاري‬
‫الفراق‪ ،‬وصرف سنتني وحده يف فيايف اهلجر‪ ،‬وجرت من العيون عيون‪ ،‬ومن القلب حبور ومياه‪،‬‬
‫فكم من الليايل مل أملك فيها قوات" مث يفرتي كعادته الكذب ‪ -‬وما أوقح جرأته فيه ‪-‬‬
‫فيقول‪":‬وأخريا صربان إىل أن صدر احلكم من مصدر األمر ابلرجوع‪ ،‬وقد امتثلت"(‪ )2‬يزعم‬
‫الكذوب أنه ما أعاد إىل بغداد إال بوحي من هللا‪ ،‬وأمر صريح منه‪ .‬على حني يذكر كتاب‬
‫البهائيني "مقالة سائح" كذبة أخرى‪ ،‬فيزعم أن نفرا من البابيني أسرعوا إىل البهاء يف تلك الناحية‬
‫انحية السليمانية‪ ،‬وتضرعوا إليه‪ ،‬وانتحبوا بني يديه مستعطفني‪ ،‬فحدا به ذلك االسرتحام إىل‬
‫العودة(‪ !)3‬إن التلطخ أبشنع الكذب ال يضري هبائيا واحدا؛ فهو من خلق رهبم البهاء‪.‬‬

‫(‪ )1‬ص‪ 126‬إشرافات‪ .‬والذي سجل هذا هو البهاء نفسه‪ ،‬ولكن أتباعه يكذبونه ‪ -‬وهو معبودهم ‪ -‬إذ يقول صاحب مقالة‬
‫سائح‪ ،‬وهو هبائي متعصب أن البهاء بعد ثبوت براءته استأذن يف املهاجرة لزايرة املشاهد املقدسة ابلعراق‪ ،‬فأذن له فرحل إبذن‬
‫امللك ويف حراسة فرسان امللك! ص‪ 39‬مقالة سائح‪.‬‬
‫(‪ (2‬ص‪ 57‬هباء هللا‪.‬‬
‫(‪ 47 )3‬مقالة سائح‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وصمم البهاء على التمادي يف غيه‪ ،‬فزعم أن وحيًا إهليًا تفجر يف نفسه ‪ -‬وهو يف هجرته ‪-‬‬
‫أيمره بنسخ بعض أحكام البابية! فأج سعري الفتنة يف بغداد‪ ،‬وأسرع كثري من البابيني يرمجون البهاء‬
‫ابللعنة‪ .‬ويصور لنا البهاء هذه الفتنة يف قوله‪":‬الحظنا بعد الرجوع ما يعجز القلم عن ذكره‪ ،‬وها‬
‫قد مضى اآلن سنتان‪ ،‬واألعداء قائمون بنهاية اجلد واالهتمام على إهالك هذا العبد الفاين‪ .‬مع‬
‫ذلك ما قام أحد من األحباب لنصرتنا"(‪.)1‬‬
‫مجيعا ‪ -‬حىت أحبابه منهم ‪ -‬ابلغدر احلقود‪ ،‬ويصمهم ابلسفه يف أسلوب‬ ‫تراه يرمي البابيني ً‬
‫انئحة تستدر الدموع على ميت ال أهل له! انسيا أنه كان دائما وراء فنت البابية وجموهنا منذ استغل‬
‫جسد امرأة خاطئة يف الدعوة إىل نفسه!‬
‫وهفا إىل البهاء من يهود العراق من أعدهتم الصهيونية لقيادة البهاء ودعوته اجلديدة‪ ،‬والبهاء يف‬
‫مكره السري جاد يف استدراج البابيني إليه وصرفهم عن أخيه حيىي‪ ،‬وشيوخ الدين يعلنون احلرب‬
‫عليه؛ ملا يبثه من وثنية غري أهنا كانت أحياان احلرب اليت تثار بني ابطل وابطل‪ ،‬فال تكون الغلبة‬
‫فيها حبجة من يقني احلق‪ ،‬أو منطق العقل‪ ،‬وإَّنا تكون بشقشقة اللسان‪ ،‬أو بقوة السلطان‪ .‬كان‬
‫كثري من الشيوخ ال يعرفون إسالما‪ ،‬وإَّنا يعرفون صوفية تزعم أن هللا سبحانه هو عني كل شيء‪،‬‬
‫فجاء البهاء‪ ،‬وزعم أنه هو هللا؛ ألنه شيء! فلماذا يثور عليه الشيوخ؟ ومن هنا نعلم ملاذا مل يهتم‬
‫البهاء كثريا مبعارضة هؤالء الشيوخ؟ إنه كان على بينة من ضاللتهم؛ ألهنا نفس ضاللته‪ .‬وقد كان‬
‫خلفه من يعينه‪.‬‬
‫جمون‪ :‬من عادة الشيعة ‪ -‬إذا بدأ شهر احملرم ‪ -‬إقامة املناحات واملآمت واملنادب إحياءً لذكرى‬
‫مقتل احلسني‪ .‬ومن عادة البابيني اإلسراف يف اللهو واجملون كلما استهل شهر حمرم احتفاء بذكرى‬
‫مولد الباب‪ ،‬وقد اقرتف البابيون هذه املنكرات‪ ،‬وهم يف بغداد‪ ،‬فهم الشيعة ابلفتك هبم‪ ،‬ولوال‬
‫حكمة سيطرت من عقالء بغداد‪ ،‬لقضى عليهم!‬
‫هذا اجملون املوغل يف التحدي‪ ،‬وهذه اهلمسات اليت يهمس هبا املريزا حسني حول قدسيته مع‬
‫حماولته إاثرة فتنة بني العجم لصاحل الروس(‪ ،)2‬كل هذا ْحل شيوخ الدين‪ ،‬وزعماء العراق على أن‬
‫يطلبوا طرد البابيني‪ ،‬فانتظم هؤالء يف سلك التبعية للدولة العثمانية؛ لينالوا ْحايتها!‬

‫(‪ (1‬ص‪ 174‬إيقان‪.‬‬


‫(‪ )2‬يقول العالمة األلوسي يف تفسريه الكبري عند قوله تعاىل‪:‬ولكن رسول هللا وخامت النبيني‪ ‬عن البابيني‪(:‬كاد عرقهم‬
‫يتمكن يف العراق لوال مهة واليه النجيب الذي وقع على مهته وداينته االتفاق حيث خذهلم ‪ -‬نصره هللا تعاىل ‪ -‬وشتت مشلهم‬
‫وغضب عليهم)‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وخنس الشيطان‪ ،‬وشعر البهاء أنه حيفر بيديه لنفسه القرب املظلم‪ ،‬والح له من وراء املاضي‬
‫الرهيب شبح خميف يذكره مبصرع الباب‪ ،‬فالذ ابلصمت غري أن هذا األفعوان كان إذا جن الظالم‪،‬‬
‫يزحف يف الدروب املظلمة؛ ليلتقي مبن خدعهم‪ ،‬ويوزع رسائله على من فتنهم‪ .‬وما كانت هذه‬
‫الرسائل جتشمه من النصب إال ما يتجشمه الناقل من الكتب؛ فقد كان البهاء ينفض األكفان‬
‫مستغال جهالة أتباعه ‪ -‬أن ما يكتبه إَّنا‬
‫ً‬ ‫عن وثنيات شيطانية‪ :‬اإلمساعيلية والصوفية‪ ،‬مث يزعم ‪-‬‬
‫هو فيض من الوحي اإلهلي املقدس!‬
‫نفي البابية من بغداد‪ :‬أكدت األحداث لشاه إيران أن البابيني ‪ -‬رغم مقامهم يف بغداد‪ ،‬وهي‬
‫ليست بعيدة عن حدوده ‪ -‬ما زالوا ميثلون خطر دامها فطلب من اخلليفة العثماين إخراجهم من‬
‫العراق‪ ،‬ونفيهم إىل مكان بعيد‪ ،‬فاستجيب للشاه‪ ،‬وصدر األمر ابلنفي إىل األستانة "سنة‬
‫‪1281‬هـ سنة ‪1864‬م"‪.‬‬
‫البهاء يعلن أنه املوعود‬
‫وزلزل القرار سكينة البهاء وأحالمه‪ ،‬فأسرع ‪ -‬قبل أن يتفرق البابيون ‪ -‬يعلن للذين وثقوا به أنه‬
‫هو املوعود الذي بشر الباب بظهوره(‪.)1‬‬
‫البابيون يف تركيا‪ :‬وصل البهاء وأسرته والبابيون مجيعا إىل اآلستانة(‪ )2‬غري أن السفري اإليراين‬
‫طلب من الباب العايل نقلهم إىل مكان بعيد عن العاصمة‪ ،‬فنقلوا بعد أربعة أشهر إىل أدرنة(‪،)3‬‬
‫وفيها كما يقول البهائيون‪":‬مل يكن هلم طعام‪ ،‬وال ألبسة الئقة‪ ،‬فتضاعفت لذلك آالمهم"(‪.)4‬‬
‫انشقاق البابية‪:‬‬
‫وهنالك جد البهاء يف اجلهر مبا كان يسر به إىل طائفة ممن فتنهم‪ ،‬وصمم على أن يقضى قضاء‬
‫مربما على أخيه حيىي وزعامته‪ ،‬وعلى أن يكون له وحده األمر والسيطرة دون منازع‪ .‬وكان البهاء‬
‫ميتاز عن أخيه ابلدهاء والنعومة اخلاتلة يف احلديث‪ ،‬وبسعة االطالع على تراث الصوفية والباطنية‪،‬‬

‫(‪ )1‬أعلن البهاء هذا وأسرته تقضي أايمها األخرية قبل النفي يف حديقة جنيب ابشا يف بغداد‪ ،‬وقد مكثت فيها األسرة اثين‬
‫عشر يوما؛ وهلذا يسمى البهائيون هذه احلديقة (حديقة الرضوان) أي جنة هللا الذي جتلى يف البهاء‪.‬‬
‫(‪ (2‬كانت عدة البابيني وأسرة البهاء أقل من تسعني‪.‬‬
‫(‪ )3‬يسميها البهائيون أرض السر‪ ،‬فقد زعم البهاء وهو فيها أنه املظهر لإلرادة اإلهلية‪.‬‬
‫(‪ (4‬ص‪ 38‬هباء هللا‪ ،‬وقد عنينا بنقل هذا؛ ألن له عالقة مبا سيأيت حينما ترى البهائيني وقد أترفوا‪ ،‬وأختمهم الرتف! على أن‬
‫صاحب مقالة سائح يؤكد أنه كانت للبهائيني مرتبات تعينهم هبا الدولة العثمانية‪ ،‬وأن البهاء ‪ -‬وقد زعم أنه الرئيس ‪ -‬كان‬
‫يستويل على مجيع مرتبات البهائيني‪ ،‬فنازعه أخوه حيىي‪ ،‬وحم بينهما الشقاق من أجل هذا‪ .‬وقائل هذا هبائي متعصب ص ‪68‬‬
‫وما بعدها‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫واستيعاب الكثري منه‪ ،‬وكان يتوسل إىل حتقيق مأربه الدون بكل وسيلة دون‪ .‬أهوهنا شرا النفاق‬
‫وسفالة الغدر؛ وهلذا استطاع البهاء أن يزلزل مكانة أخيه حيىي‪ ،‬وأن يشطر البابيني شطرين‬
‫متعاديني شطرا معه‪ ،‬وشطرا مع أخيه‪.‬‬
‫اببيون وهبائيون‪ :‬وهكذا انشق البابيون على أنفسهم‪ ،‬وحالوا فرقتني متنابذتني بقيادة أخوين‬
‫متطاحنني يف بضع سنني‪ ،‬وقد عرف أتباع حيىي ابألزليني؛ إذ كان من ألقابه‪":‬صبح أزل"‪ ،‬وعرف‬
‫أتباع البهاء يف أواخر أايمه‪ :‬ابلبهائيني حينما اختارت له الصهيونية لقب‪ :‬هباء هللا‪ ،‬وقد كان من‬
‫ألقابه‪":‬الذكر والطلعة املباركة واجلمال املبارك‪ ،‬ومجال القدم‪ ،‬واحلق" غري أن الصهيونية يف النهاية‬
‫لقبته مبا قلنا ملا سيأيت‪ .‬واندفع كال األخوين يف الكيد لصاحبه‪ ،‬حىت دس البهاء السم ألخيه‪،‬‬
‫وحاول قتله غيلة‪ ،‬مما حدا ابحلكومة إىل نفي حيىي إىل قربص‪ ،‬وقد ظل هبا حىت هلك‪ ،‬ونفى البهاء‬
‫وأتباعه إىل عكا‪ ،‬وكانوا سبعني ونيفا‪ ،‬فحل هبا سنة ‪1285‬هـ ‪1868 -‬م وهكذا استطاعت‬
‫الصهيونية أن حتمل أجريها اجلديد إىل حيث أعدت الفتنة‪ ،‬وقد عينت احلكومة على كال األخوين‬
‫عيوان من أتباع اآلخر‪.‬‬
‫األزليون وزعيمهم‪ :‬يؤكد البابيون أن الباب كان يعين حيىي مبا قاله يف كتابه البيان‪":‬ال إله إال‬
‫أنت‪ ،‬لك األمر واحلكم‪ ،‬وإن البيان هدية مين إليك" ويقول حيىي يف بعض كتبه‪":‬خذوا ما أظهران‬
‫بقوة‪ ،‬وأعرضوا عن اإلمث لعلكم ترْحون‪ ،‬إن الذين يتخذون العجل من بعد نور هللا‪ .‬أولئك هم‬
‫املشركون" ويقصد ابإلمث والعجل أخاه البهاء‪ ،‬والبابيون يلعنون البهاء وأتباعه‪ ،‬ويرتاءون أبهنم‬
‫مسلمون‪ ،‬فيؤدون شعائر اإلسالم‪ .‬غري أهنم يستبيحون دماء املسلمني وأمواهلم(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬ص‪ ،367‬ص‪ 434‬اتريخ البابية‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اْلال السياسية يف اإلمرباطورية العثمانية‬

‫عاش البهاء وابنه بقية عمرمها يف فلسطني اليت كانت ترزح حتت حكم العثمانيني‪ ،‬وقبل أن أنيت‬
‫على بقية اترخيهما نذكر طرفًا من اتريخ اإلمرباطورية العثمانية يعيننا على فهم األسباب اليت أدت‬
‫إىل انتشار البهائية وسعة نفوذها‪ .‬وقد دخل البهاء عكا يف عهد عبدالعزيز الذي اهنارت‬
‫اقتصاداي أدى إىل خضوع ماليتها إلشراف الدول الكربى‪ ،‬وخلع‬ ‫ً‬ ‫اهنيارا‬
‫اإلمرباطورية يف عهده ً‬
‫معوجا‪ ،‬ومل يقم‬
‫عبدالعزيز سنة ‪1293‬هـ ‪ .1876 -‬وتوىل مراد اخلامس‪ ،‬فلم خيمد ثورة‪ ،‬ومل يقوم ً‬
‫بناء‪ ،‬حىت عزل بعد أن اهتم ابجلنون‪ ،‬وتوىل بعده الطاغية عبداحلميد الثاين‪ .‬وعاشت اإلمرباطورية‬
‫يف عهد الطاغية عبداحلميد حمل نقمة من الداخل‪ ،‬ومن اخلارج‪ .‬أما من الداخل‪ ،‬فمن رجال تركيا‬
‫الفتاة الذين هاهلم بطش عبداحلميد‪ ،‬واستبداده‪ ،‬فراحوا يعملون جبد للخالص منه‪ ،‬أما من اخلارج‬
‫فمن الصليبية(‪ )1‬كراهية منها لإلسالم‪ ،‬وكراهية منها لعبداحلميد الذي كان يعمل حينئذ بوحي من‬
‫بررة رجال الدين على أن يبسط ظل احلضارة اإلسالمية ليصد هبا خطر تيار احلضارة الصليبية‪،‬‬
‫وقد لقيت هذه الفكرة ‪ -‬كما يذكر بروكلمان ‪ -‬تعضيد طائفة كبرية من املثقفني بعامة‪ ،‬ومن‬
‫علماء الدين خباصة إذ كان اإلسالم ‪ -‬كما يقول بروكلمان ‪ -‬يقوم يف نظر هؤالء مقام الوعي‬
‫القومي املفقود(‪ )2‬وقد جد هؤالء العلماء جملاهبة تيار الصليبية بتيار إسالمي حاولوا أن ينتظم كل‬
‫البالد اإلسالمية‪ ،‬ولو أن غايتهم هذه وجدت القائد القوي املؤمن‪ ،‬واجلنود األشداء األولياء‪،‬‬
‫لتحقق هبا لإلنسانية ذلك اجملتمع املثايل األعظم الذي حتلم به‪ ،‬والذي ال يتحقق إال هبدى‬
‫اإلسالم‪ .‬إذن كان األمر أمر إسالم تعمل الصليبية للقضاء عليه‪ ،‬ال أمر شعب حتاول إنقاذه من‬
‫طغيان حاكم‪ .‬نعم كان عبداحلميد طاغية‪ ،‬ولكن كم من طاغية جمنون تركته الصليبية يبطش بشعبه‬
‫أخريا استطاع زعماء مجعية االحتاد والرتقي القيام بثورهتم‬
‫ما دام مشدود الواثق إىل أطماعها‪ ،‬و ً‬
‫(‪ ) 1‬يلخص عارف بك املارديين أطماع الدول يف ذلك الوقت‪ ،‬فيقول‪(:‬إن اإلنكليز قصدهم االستيالء على املمالك الشرقية‬
‫قميصا على بدنه‪ .‬والروس مقصدهم حتويل سكان ممالك الدولة‬ ‫بصورة ال تبقى مع أحد من أفراد أهلها درمهًا يف جيبه وال ً‬
‫العثمانية للجنس الساليف أو القازاين‪ ،‬وأن يكون هلم منفذ للبحر األبيض املتوسط حىت يتمكنوا من االستيالء على ممالك أخرى‬
‫غري ممالك الدولة العثمانية‪ ،‬والفرنسيون مقصدهم االستيالء على مجيع البالد العربية‪ ،‬ال سيما سوراي‪ .‬واليوانن مقصدهم‬
‫االستيالء على استانبول وحتويل جامع أاي صوفية املشهور فيها إىل كنيسة تدق النواقيس على أطرافها‪ ،‬واألرمن مقصدهم أن‬
‫تكون هلم ظاهرة سياسية يتمكنون هبا من قهر املسلمني الذين هم جبوارهم والتصرف هبم‪ ،‬واليهود مقصدهم أال يبقى من‬
‫املسلمني والنصارى داير‪ ،‬وال انفخ انر‪ ،‬حىت يتمكنوا من االستيالء على بالد فلسطني والقدس الشريفة‪ ،‬وحيكمون فيها كيفما‬
‫شاءوا) ص‪ .244‬ألف حديث وحديث‪.‬‬
‫(‪ (2‬ص‪ 69‬جـ‪ 4‬اتريخ الشعوب اإلسالمية‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يعينهم يهود سالونيك(‪ .)1‬ومل ال يفعلون‪ ،‬وهم يقضون على اخلالفة اإلسالمية أبيد إسالمية؟ وأرغم‬
‫عبداحلميد على إصدار الدستور‪ ،‬ولكنه عاد‪ ،‬فألغاه‪ ،‬فاقتحم قادة اجليش يف سالونيك العاصمة‬
‫بقيادة حسني حسين ومصطفى كمال وخلعوا عبداحلميد‪ ،‬وأجلسوا على العرش أخاه حممد رشاد‬
‫اخلامس مث جاء دور االحتضار األخري لإلمرباطورية‪ ،‬وقد بدأ ابشرتاكها يف احلرب العاملية األوىل‬
‫سنة ‪ ،1914‬وقد انتهت بتدمريها‪ ،‬ويتجلى حقد الصليبية على اإلسالم ومشاتتها فيما سطره‬
‫بروكلمان؛ إذ يقول‪":‬لقد قضت ‪ -‬يعين اإلمرباطورية العثمانية ‪ -‬بوصفها ممثلة ملبدأ أبلته األايم‪،‬‬
‫وطرحته وراءها ظهرًاي؛ لتنهض على أنقاضها الدولة الرتكية القومية احلديثة"(‪ )2‬ويقصد املؤرخ‬
‫الصلييب ابملبدأ الذي أبلته األايم‪ :‬اإلسالم‪ ،‬ويريد من قوله‪ :‬الدولة الرتكية احلديثة‪ :‬الدولة اليت‬
‫تنكرت لإلسالم‪ ،‬وصممت على القضاء عليه!‬
‫إن كتاب هللا ابق يضيء لإلنسانية سبيلها إىل سعادة اخللود‪ ،‬ولن يبليه كر القرون‪ ،‬وما كان‬
‫سقوط العثمانيني إال برهاانً قوايً على أن هللا ينتقم دائماً هلذا الكتاب اجلليل من أولئك الذين‬
‫يزعمون أهنم خلفاء هللا وأولياؤه‪ ،‬وهم يبغون على دينه وكتابه‪.‬‬
‫البهاء يف عكا‪:‬‬
‫ظل البهاء والبهائيون قرابة أربعة أشهر حتت الرقابة يف عكا‪ ،‬ويف خالهلا امتدت يد االستعمار‬
‫اجلديد إىل الطريد الشريد تضع املال الوفري يف يده‪ ،‬ويف يد احلكام هناك‪ ،‬فأطلق سراحه‪ ،‬وانل من‬
‫احلرية والسعة ما أريد له(‪ )3‬غري أنه أسرف يف استغالل هذه احلرية املشرتاة؛ إذ دبر مؤامرة إلابدة‬
‫عيوان عليه؛ فأابدهم ليالً ابحلراب والساطور‪ ،‬وأثبت السفاح‬
‫أتباع أخيه الذين عينتهم احلكومة ً‬

‫(‪ )1‬يسمون (الدوَّن ة) أي اليهود الذين صاروا مسلمني‪ ،‬وكانوا مثت يسيطرون على احلياة االقتصادية‪ ،‬وقد ثبت والء هذه‬
‫الطائفة إلسرائيل رغم أمسائها اإلسالمية‪ .‬ويقول األستاذ الكبري حممد التابعي‪(:‬إن كمال أاتتورك من أصل يهودي‪ ،‬وإن الطبقة‬
‫احلاكمة يف تركيا ويف كل العهود من طائفة الدوَّنا) أخبار اليوم العدد ‪ .884‬ص‪ 83‬جـ‪ 4‬اتريخ الشعوب اإلسالمية‪.‬‬
‫(‪ (2‬ص‪ 89‬املصدر السابق‪ ،‬وقد قال األستاذ الكبري حيىي حقي يف مقال له (مع الناس) جبريدة املساء عدد ‪ 1915‬بتاريخ‬
‫‪ 16‬شعبان سنة ‪ 22 – 1381‬يناير سنة ‪ 1962‬ما أييت‪(:‬طاملا رأيت صوره ‪ -‬يقصد مصطفى كمال‪ ،‬أو أاتتورك ‪ -‬أثناء‬
‫املعركة وهو جالس بني مشايخ اإلسالم يف األانضول يده يف يدهم حيلفون على القرآن‪ ،‬فلما انتصر‪ .‬مزق القرآن‪ ،‬ولبس الربنيطة‬
‫وشنقهم مجيعاً دون أن تطرف له عني‪ .‬وكنت يف مدينة جدة ابحلجاز يوم إلغاء اخلالفة‪ ،‬فرأيت مجيع قناصل الدولة االستعمارية‪،‬‬
‫وكلهم من رجال وزارة املستعمرات ‪ -‬ال اخلارجية ‪ -‬يقيمون احلفالت ويسكرون ابتهاالً هبذا اإللغاء)‪.‬‬
‫(‪ (3‬يف هذه الفرتة استصرخ شاه إيران برسالة جاء فيها‪(:‬أنكرين املعارف وضاقت علي املخارف‪ ،‬وقد استهل مدمعي حىت بل‬
‫مضجعي) وقوله هذا ال تشم منه سوى رائحة عاشقة بغيضة تسهر على فراشها املهجور‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الوحش هبذا أنه سليل أسالفه اخلناقني(‪ )1‬سلوًكا وعقيدة‪ ،‬وخشي احلكام املرتشون الفضيحة‪،‬‬
‫فاضطروا إىل اعتقال البهائيني يف أحد معسكرات عكا‪.‬‬
‫البهاء يطعم مثر اخليانة‪ :‬استطاعت الرشوة أن خترج ابلبهاء وأسرته إىل منـزل مجيل‪ ،‬وأبتباعه إىل‬
‫منـزل آخر‪ .‬وأذن ألتباعه ولغريهم يف زايرته والتحدث إليه‪.‬‬
‫عبدالبهاء يسيطر‪ :‬كرب عباس ابن البهاء‪ ،‬وكربت معه أطماعه‪ ،‬فمضى يسيطر على إرادة أبيه‪،‬‬
‫ويصنع له اترخيه‪ .‬مضى هذا األفعوان الناعم امللمس الفاتك السم‪ ،‬الشيطان املريد املرتقب املتوثب‬
‫الذي يزعم أنه مالك رْحة وحمبة‪ .‬مضى حيتل هوى أبيه وفكره ولسانه وقلمه وأهدافه! مضى يشيد‬
‫الصنم‪ ،‬ويضع عليه طيالسة‪ ،‬ويبين مقاصريه‪ .‬كان كل مهه ‪ -‬ليستطيع حتقيق حلمه ‪ -‬أن تظل اليد‬
‫اخلفية ممدودة إليه حتت الظالم بثمن خيانته ووالئه لالستعمار والصهيونية؛ وهلذا حنى يد أبيه‬
‫جانبا‪ ،‬ومد هو يديه‪ .‬لقد شاهد أابه من قبل خيون‪ ،‬ويغدر‪ ،‬وخياتل‪ ،‬وينـزو على كل مقدس بدنس‬
‫أطماعه يف سبيل غثاء اتفه حقري مننت‪ ،‬هو أن يصري أكرب صنم تطوف حوله الوثنيات خاشعة‪،‬‬
‫وأن ميأل املشركون صندوق نذوره ابلسحت الدينء! والولد سر أبيه!‬
‫ولقد شاهد أابه يف طفولته سجيناً‪":‬وقد انتفخ عنقه وتسلخ جلده‪ ،‬واحنىن جسمه‪ ،‬فأثر منظره‬
‫على فكر الصيب وإحساسه" كما يقول صاحب كتاب هباء هللا‪.‬‬
‫وشب عبدالبهاء‪ ،‬وشبت معه أطماعه وأحقاده ضد أولئك الذين ساموا أابه هذا اخلسف‬
‫واهلوان‪ ،‬فاندفع يروي غليل أحقاده من كل أعداء أبيه وال سيما املسلمني والبابيني والعثمانيني‪.‬‬
‫وهو يف كيده اخلفي يصور كفره وخيانته وغدره تصويرا جيعل املخدوعني يظنون فيه أنه داعية إميان‬
‫وأمانة وحمبة ووفاء‪ .‬كان يبتسم‪ ،‬وحتت أضراسه تئن عظام الضحية‪ ،‬ويسبل عينيه إسبالة الراهب‬
‫اخلَشوع‪ ،‬ودم الفريسة التعسة يسيل من مشفريه‪ .‬كان أبوه داهية‪ ،‬ولكنه كان أشد منه دهاء‪،‬‬
‫وأخبث لؤماً‪ ،‬وأألم كيداً‪ ،‬وأنبغ يف التحرف القرتاف الشر واجلرمية دون أن يراه القانون‪ ،‬أو يسمع‬
‫به‪ .‬وقد استطاع بدهائه اخلاتل إقناع كل طائفة أنه معها‪ ،‬فعاش مع السحت يشيد به القصور!‬
‫أحفال ومآدب‪ :‬صمم عبدالبهاء على أن يعيش أبوه مرتفا كملوك فارس‪ ،‬فاستأجر قصرا منيفا‬
‫يف سواد عكا‪ ،‬وجعل منه ‪ -‬بعد أن زينه بروائع الزينة ‪ -‬روعة وفتنة ساحرة‪ ،‬وقبل أن ينتقل إليه‬
‫أبوه‪ ،‬أعد مائدة كربى حتت أشجار الصنوبر السامقة يف حديقة القصر الفيحاء‪ ،‬ودعا إليها ذوي‬
‫املناصب الكبرية واملكانة املرموقة يف عكا‪.‬‬

‫(‪ (1‬ص‪ 355‬اتريخ البابية واخلناقون أتباع أيب منصور العجلي واملغرية بن سعيد وكانوا يقتلون الناس ابخلنق واحلجارة‪ ،‬ألهنم ال‬
‫يستحلون ْحل السالح حىت يظهر القائم ص‪ 185‬جـ‪ ،4‬الفصل البن حزم ط ‪1321‬هـ‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أىن لك هذا؟‪ :‬ونقول للبهائية‪ :‬أىن لعبدالبهاء كل هذه الثروة الطاغية‪ ،‬وهذا الرتف الغوي كله‪،‬‬‫َّ‬
‫وقد كان البهائيون قبل هذا أبشهر قليلة ‪ -‬كما يقول مؤرخهم ‪ -‬جيأرون ابلشكوى من شظف‬
‫العيش‪ ،‬وسوء احلال؟!‪.‬‬
‫وأىن لعبدالبهاء كل هذا املال الذي اشرتى به ذمم احلاكمني يف عكا‪ ،‬فرتكوه حرا يقفز ملعون‬
‫الكيد هنا وهناك؟‪ .‬امسع لعبدالبهاء يصور لك مدى ما نعم به من حرية‪":‬ورغما عما ورد يف‬
‫"الفرماانت" املتعددة من األوامر املتكررة أبننا ال ميكن أن نتعدى حدود حوائط املدينة‪ ،‬فإىن‬
‫متشيت خارج ابب املدينة‪ .‬ويف اليوم الثاين ذهبت مع بعض األصحاب واملوظفني بدون أن‬
‫يعارضنا أحد‪ ،‬أو يعرتضنا مع أن احلراس كانوا واقفني على اجلانبني من أبواب املدينة"(‪ )1‬ومع أن‬
‫أوامر السلطان كانت حترم على عبدالبهاء نفسه لقاء أبيه‪ ،‬فإن هذه األوامر املتكررة مل تكن تنفذ‬
‫مطلقا‪ ،‬فعالم يدل هذا؟‪ ،‬إن عبدالبهاء حياول إيهامنا أن وراء هذا قوة إهلية‪ ،‬وسلطاان روحيا كان‬
‫يهيمن به على احلراس‪ ،‬أما احلقيقة‪ ،‬فإهنا تدمغ عبدالبهاء أبنه ابع نفسه‪ ،‬واشرتى ببعض مثنه ذمم‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫إرادة واهية وتدلل‪ :‬كان البهاء يعرف جيدا أن سادته يعملون يف سبيل إلغاء أوامر السلطان؛‬
‫ليقفز حيث يشاء يف كل أحناء فلسطني‪ ،‬داعيا للصهيونية يف الوقت الذي تلظى فيه أوار الدعوة‬
‫إىل اختاذ فلسطني وطنا لليهود‪ ،‬كان البهاء يعرف جيدا ذلك‪ ،‬فقال ألتباعه "ال ختافوا؛ فإن‬
‫األبواب ستفتح‪ ،‬ويرتفع خبائي على جبل الكرمل" نفس اجلبل الذي حتدثت عنه أسفار اليهود‬
‫عند ظهور املسيح املوعود كما تزعم الصهيونية‪ .‬وحتقق ما قاله البهاء؛ إذ كان يعلم جيدا من سادته‬
‫أنه سيحدث‪ ،‬وظنها املخدوعون‪ ،‬نبوءة وراحوا يسجدون هلا خشعا‪ .‬ولو أن هؤالء كانوا يعرفون‬
‫الرب ابحلقيقة‪ ،‬لدمروا الطاغية وصنمه؛ فعبدالبهاء حيدثنا أنه طلب من شيخ عريب مسلم أن يراود‬
‫أابه؛ لينتقل إىل ذلك القصر الضخم الذي أعده ألبيه‪ ،‬وظل الشيخ العريب يراود الطاغية‪ ،‬ويف كل‬
‫مرة كان يقول الطاغية‪ :‬إين مسجون! ولكن الشيخ استطاع مبا طبع على يد الطاغية من قبالت‪،‬‬
‫ومبا أبدع به من وصف لفتنة القصر أن يزلزل إرادة الطاغية‪ ،‬وأن حيمله على االنتقال إىل‬
‫القصر(‪ .)2‬فهل تزلزل إرادة الرب قبلة رايء على اليد؟ أهنا بشرية ال تنتسب إىل الرجولية إال بلحية‬
‫وفرة تتناوح على الصدر!‬

‫(‪ )1‬ص‪ 43‬هباء هللا‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 43 ،42‬هباء هللا‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ترف وخيالء‪ :‬وبعد عامني نقل عبدالبهاء أابه إىل قصر أعظم‪ ،‬وقد وصفه البهاء أبنه جنات‬
‫عدن‪ ،‬وأبن عني اإلبداع مل تر له شبهاً منذ بدء اخلليقة(‪ )1‬ويصف عبدالبهاء حياة أبيه يف هذا‬
‫القصر‪ ،‬فيقول‪":‬وهناك فتحت أبواب العظمة والسلطنة‪ ،‬وكان يعيش يف البهجة كأمري ‪ -‬رغما عن‬
‫"الفرماانت" املشددة ابلسجن"‪ .‬وجد عبدالبهاء يغلف الصنم اجلديد أبخذة اإللغاز‪ ،‬ورهبة‬
‫األسرار‪ ،‬ويضع احلجب الصم بينه‪ ،‬وبني أولئك الذين يتعشقون رؤية األصنام‪ ،‬فال أيذن هلم سادن‬
‫الصنم إال بعد شفاعات تبذل‪ ،‬ووحى بقرابني تقرب؛ لتمتلئ ساحة الصنم ابإلنعام واألغنام! وأفلح‬
‫عبدالبهاء‪ ،‬وسادته يف أن يثريوا تطلع الناس إىل رؤية ذلك الذي يبتسم‪ ،‬وقلبه حقد اسود‪ ،‬وقرب‬
‫كفر مننت!‬
‫كان عبدالبهاء إذا ما أذن لزائر يف زايرة أبيه يوحى إىل زابنيته‪ ،‬فيتلقفونه‪ ،‬ويعصفون حوله‬
‫ابإلرهاب الذي ال يعرف الزائر من أين يغاور نفسه‪ ،‬مث أيخذون بيمينه ومشاله‪ ،‬وخيرتقون به يف‬
‫تؤدة مسالك القصر املفعمة ابلعطور والبخور‪ ،‬املوشاة ببدائع الفن‪ ،‬وروائع الصور اليت تسطو على‬
‫النفس‪ ،‬وتبهر احلس والشعور‪ ،‬وحتلق به مع ساحر الرؤى واألحالم‪ .‬فإذا شارفوا معبد الصنم‪ ،‬أمروا‬
‫الزائر أن خيلع نعليه يف خشوع وسكينة‪ ،‬وراحوا حيذرونه من أن جيلس‪ ،‬أو يتكلم إال بعد أن أيذن‬
‫له البهاء‪ .‬فإذا مثل الزائر أمام الباب الضخم من البهو الكبري الذي يقبع يف هنايته البهاء‪ .‬وقفوا به‬
‫قليال يبشرونه بقرب املثول بني يدي اجلمال املبارك‪ ،‬ويطلبون منه حشد كل قوة فكرية ونفسية‬
‫ميلكها؛ لعله يستطيع شهود اإلشراق الوهاج من مظهر هللا األمت األكمل‪ .‬مث يباغت الزائر بيد‬
‫راعشة متتد بسرعة؛ لتهتك عن الباب ستارة خمملية كربى‪ ،‬ويباغت بيد أخرى تدفع به إىل ما وراء‬
‫الستارة‪ .‬ومثت يرى نفسه وحيدا يف هبو فسيح خالب الفتنة‪ ،‬يكاد ال يرى البصر آخره‪ ،‬وهنالك‬
‫عند هناية املقاعد ويف صدر املكان يرى هيكل البهاء الضخم معمماً بقلنسوة من الصوف من‬
‫النوع املسمى عند الدراويش‪ :‬ابلتاج‪ .‬هكذا كان يفعل بكل زائر‪ ،‬حىت يقلى البهاء‪ ،‬وقد وهنت‬
‫مقاومته‪ ،‬ويف أعماق نفسه شعور يغريه ابالستسالم!‬

‫(‪ (1‬ص‪ 44‬املصدر السابق‪ .‬وقد حاولت البهائية اقرتاف علة هلذه الثروة فزعمت أهنا كانت من هبات مئات األلوف من‬
‫األتباع (ص ‪ 45‬املصدر السابق) ولتقل البهائية احلقيقة وهي أن هذه الثروة العظيمة من هبات االستعمار مث أي إله‪ ،‬أو نيب‪ ،‬بل‬
‫أي رجل هذا الذي يعيش يف قصر كبري يبنيه من هبات اليتامى واألرامل؟‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وقد وصف لنا هذه الزايرة من تزعم البهائية أنه املستشرق براون(‪ )1‬فإن كان هو‪ ،‬فقد تعمد أن‬
‫يكون املستشرق الكبري ابلغ التفاهة والصغر‪ ،‬وما رأينا املستشرقني إال يف خدمة االستعمار؛ فهم‬
‫ميهدون له إبفساد الدين والفكر يف أمم الشرق‪.‬‬
‫شيشة يف املعبد‪ :‬يقول مؤرخ هبائي‪ :‬إن حاكم عكا طلب هو وقائد كبري مقابلة البهاء فلم‬
‫جدا من حمضر البهاء‪ ،‬وأهنما‬
‫يؤذن هلما إال بعد جهد جهيد‪ ،‬مث يذكر أن احلاكم وصاحبه قد أتثرا ً‬
‫مل يشراب الشيشة اليت قدمت هلما إال بعد تكرار الطلب من البهاء‪ ،‬ومثت وضعاها على شفتيهما‪،‬‬
‫مث حنياها جانبًا‪ ،‬وجلسا وأيديهما على صدريهما يف خضوع وخشوع(‪ .)2‬وكل من يقرأ هذا الذي‬
‫إمياان صادقًا أبن مثل هذا اجمللس املتغطرس املتعجرف الذي يسوده‬
‫يعتز البهائيون بذكره يؤمن ً‬
‫اإلذالل واإلرهاب ال ينتسب أبدا إىل جمالس النبوة؛ ألنه يستهدف حتطيم الكرامة اإلنسانية‬
‫إبذالهلا بني يدي طاغوت ليس له ما مييزه إال فساد يف العقيدة‪ ،‬ووضاعة يف اخليانة تدر عليه‬
‫الذهب‪ ،‬وتشيد له أفخم القصور‪ ،‬وتضع على جسمه أزهى وأمثن الطيالس‪ ،‬وعلى رأسه أكرب‬
‫القالنس‪ ،‬وتعد له بني يديه‪ ،‬وحتت قدميه عشرات اخلدم والعبيد؛ ليقبلوا قدميه؛ وليقدموا‬
‫"الشيشة" للعظماء من زائريه!‬
‫جملس النبوة‪:‬‬
‫أما جمالس النبوة‪ ،‬فكانت تستهدف رفع كرامة اإلنسانية‪ ،‬والتسامي هبا‪ ،‬وبث اليقني يف نفس‬
‫اإلنسان أبنه يستطيع إبميانه القوي أن يصل إىل هللا‪ ،‬وأن يرغم التاريخ على أن يلتفت إليه يف‬
‫إعجاب‪ ،‬وإكبار يسجل له قصة اجملد اخلالد الذي يبين الدنيا على أساس من اإلميان القوي‬
‫ابآلخرة‪.‬‬
‫كرما ومساحة وأرحيية ال متييز فيه بني غين أو فقري‪،‬‬
‫وهدى و ً‬
‫نورا ً‬
‫كان جملس خامت النبيني واملرسلني ً‬
‫وال حجب‪ ،‬وال أستار‪ ،‬وال ألغاز‪ ،‬وال أسرار‪ ،‬وال زابنية وال عبيد‪ ،‬وال "شيشة"‪ :‬كان صلى هللا‬
‫عليه وسلم يسري يف الطريق‪ ،‬فتستوقفه امرأة ابئسة تسأله عن دينها‪ ،‬فيقف مسبغا عليها من رفقه‬
‫واحرتامه ما يشعرها أهنا امرأة عظيمة‪ ،‬كان ميشى‪ ،‬فيقوده الطفل إىل حيث ال يدري‪ ،‬فيسري معه‬
‫جياش القلب ابحلنان‪ ،‬واألبوة الصافية‪ ،‬حسبه أن يفرح الطفل‪ ،‬وأن يغمره السرور‪ ،‬وهو يقص‬

‫(‪ (1‬ص‪ 43‬هباء هللا‪ ،‬ومن عادة البهائية نسبة أقوال ‪ -‬فيها متجيد هلم ‪ -‬إىل العظماء زوراً وهبتاانً‪ ،‬وإليك ما يقوله األستاذ‬
‫عمر عنايت‪(:‬هلم نشرات تشابه بطاقات عيد امليالد) مث قال‪(:‬إن بطاقة منها تبدأ بكلمة قال األستاذ الكبري‪ ،‬وأخرى تبدأ مبثل‬
‫أفضى جاللة امللك كذا‪ .‬أو القائد العام للجيش كذا أو ملكة كذا‪ :‬إن تعاليم البهائية مستقاة من وحي إهلي) مث يقول‪(:‬فهل من‬
‫يقرأ مثل هذه البطاقة يتوجه إىل جاللة ملك كذا؛ ليتحقق) ص‪ 164‬العقائد ط ‪.1928 ،1‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 14‬هباء هللا‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ألهله أنه قاد يف الطريق أعظم نيب قاد العامل كله هبدى هللا‪ .‬وكان صلى هللا عليه وسلم جيلس بني‬
‫أصحابه يف تواضع جليل مجيل‪ ،‬فال مييزه الوافد الغريب! وكان حيذر أصحابه من أن يعظموه‪ ،‬أو‬
‫ينظروا إليه نظرة األعاجم إىل ملوكهم وقد عاش حياته كلها أيكل من عمل يده‪ ،‬ال من سحت‬
‫أعداء البشرية‪ ،‬ومستعبدي الشعوب‪.‬‬
‫عباس واجلهر بدعوى الربوبية‬
‫ويف تلك الفرتة جهر بدعوى الربوبية العظمى للبهاء بعد أن كان يهمس هبا يف حذر ورعدة‪.‬‬
‫ويقيين أن عبدالبهاء هو الذي دفع أببيه إىل هذا‪ ،‬فقد كان خبريا بكل ما افرتاه الذين ادعوا النبوة‬
‫واأللوهية والربوبية‪ ،‬ومبا أفكوه من أدلة يضطبع هبا الباطل؛ ليسرت من عوراته لقد استوعب الداهية‬
‫يف فكره كل ما خلف هؤالء من تراث وال سيما أساطري الفلسفة اليت استهوت املخابيل املفاليك‬
‫من أمثاله‪ ،‬وخبل التصوف املمعن يف اإلغراق الذاهل عن الواقع واحلقيقة‪ ،‬وحاول املواءمة بني‬
‫متناقضات كل هذا كما هنل من الثقافة العلمية اليت كانت تسود عصره‪ .‬وبذل اجلهد اخلائب‬
‫املضين يف سبيل أن يؤيد هبا صوفيته‪ .‬كما كان على بينة من طرق اجلدل الذي يتعمد أال يصل إىل‬
‫نتيجة‪ ،‬ومن منازع التشكيك الذي اصطنعته اإلمساعيلية‪ ،‬وكان إذا اصطدم مبسلم صادق اإلسالم‬
‫قوي احلجة حياول الفرار منه‪ ،‬فإن مل يستطع راح يقسم له أنه مسلم ال ميرتي يف دينه‪ ،‬ويقيم األدلة‬
‫على أن اإلسالم الذي جاء به حممد‪ :‬هو خامت األداين‪ ،‬وخري األداين‪ ،‬معلنا براءته من كل ما‬
‫ينسبه الناس إليه أو إىل أبيه من قول خيالف دين هللا‪ .‬ووجد البهاء نفسه قد صار تلميذا البنه؛ فلم‬
‫ميلك سوى أن ميكنه من خطامه؛ وهبذا صار عبدالبهاء هو رب هذا الدين ال البهاء‪ .‬وكان‬
‫عبدالبهاء ال أيذن إال لذوي املناصب الرفيعة يف مقابلة أبيه‪ ،‬مشرتطا عليهم التزام الصمت يف‬
‫حمضره املقدس‪ .‬فال يسمع هؤالء من البهاء سوى النجاوى الناعمة اليت تتغىن ابحلب واإلخاء‬
‫والسالم‪ ،‬فيظنون أهنم بني يدي مالك مجيل ختفق أجنحتة ابلرْحة‪ ،‬دون أن يروا يف عينيه هنم‬
‫السفاح الذي يطحن عظام األيتام بني أضراسه‪ ،‬وهو يلثم أيدي أمهاهتم‪.‬‬
‫هبذا املكر اللئيم استطاع عبدالبهاء أن جيد ألبيه من يؤمنون به‪ ،‬بيد أنه كان اإلميان املتباين‬
‫الذي ال يدري مبن يلوذ‪ ،‬وال مباذا يعتصم‪ .‬فلم يكن أولئك املفتونون على عقيدة واحدة؛ ألن‬
‫عبدالبهاء كان يهجس يف مسمع كل منهم مبا يرضى خياله وخباله‪ .‬فمنهم من كان يعتقد أن‬
‫البهاء جمدد ديين فحسب‪ ،‬ومنهم من كان يعتقد أنه داعية إخاء وسالم‪ ،‬ومنهم من كان يعتقد أنه‬
‫مصلح للشيعة االثين عشرية‪ ،‬ومنهم من كان يعتقد أنه شارح للبابية‪ ،‬ومنهم من كان يعتقد أنه‬
‫مسلم‪ ،‬ومنهم من كان يعتقد أنه صاحب إهلام‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وعاش البهاء غوى الرتف يف قصره يستعبد أتباعه مبا مين به عليهم من فتات موائده النجسة‪،‬‬
‫واقتدى يف سيطرته هذه أبستاذه القدمي الساحر عطاء امللقب ابملقنع؛ فهو مثله األعلى‪ ،‬فبمثل‬
‫دعوته دعا‪ ،‬ومبثل حيله احتال‪ ،‬وبنفس ألفاظه كتب‪ ،‬وإىل نفس أهدافه صوب‪ .‬عاش املقنع يعبد‬
‫الوهم الكبري الذي خدعه به الشيطان‪ ،‬وهو أنه أعظم جتسد للحقيقة اإلهلية‪ ،‬وبه اقتدى البهاء‪.‬‬
‫دعاوى البهاء‪ :‬ادعى البهاء أول أمره أنه خليفة الباب‪ ،‬أو مبعىن آخر خليفة القائم‪ ،‬مث زعم أنه‬
‫هو القائم نفسه‪ ،‬مث خلع على نفسه صفة النبوة‪ ،‬فاأللوهية والربوبية زاعما أن احلقيقة اإلهلية مل تنل‬
‫كماهلا األعظم إال بتجسدها فيه(‪.)1‬‬
‫ملاذا لقب نفسه ببهاء هللا‪:‬‬
‫يف الرتاث الصهيوين والشيعي دندانت كثرية حول هباء هللا كصفة من صفات اجلمال اإلهلي‪.‬‬
‫وقد تلقف كاظم الرشىت هذا‪ ،‬ومضى يقنعه ابلطلسمات واأللغاز واألسرار والغموض‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كذلك يوجد يف أسفار العهد القدمي‪ ،‬وال سيما املزامري وسفر أشعياء ترنيمات حول هباء هللا‬
‫وقد أمدته الصهيونية اليت سيطرت عليه‪ ،‬وعلى ابنه عباس بكل هذا؛ ومبا أولت به هذه الصفة؛‬
‫لتخلعها على البهاء‪.‬‬
‫هالك البهاء(‪:)3‬‬

‫(‪ ) 1‬يؤكد جولدزيهر وبروكلمان أن البهاء ادعى وهو يف أدرنة أنه املظهر األمت األكمل لإلرادة اإلهلية؛ وهلذا يسميها البهائيون‬
‫أرض السر‪ ،‬وإليك قول جولدزيهر‪(:‬أعلن أبنه املظهر األكمل الذي بشر به أستاذه الباب ‪ -‬والذي تيسر بواسطته إبالغ رسالته‬
‫إىل مرتبة أعلى من مراتب الكمال‪ .‬ويف شخص هباء هللا عادت الروح اإلهلية للظهور؛ لكي تنجز على الوجه األكمل العمل‬
‫الذي مهد له هذا الداعية الذي بعث قبله؛ فبهاء هللا أعظم من الباب؛ ألن الباب هو القائم‪ .‬والبهاء هو القيوم أي الذي يظل‬
‫ويبقى) ص‪ 244‬العقيدة والشريعة‪.‬‬
‫ويقول بروكلمان‪(:‬وهناك ‪ -‬أي يف أدرنة ‪ -‬ادعى هباء هللا أنه املظهر األول لإلرادة اإلهلية اليت بشر هبا الباب) ص‪165‬جـ‪4‬‬
‫اتريخ الشعوب اإلسالمية‪ .‬وهناك هبائيون يزعمون أنه أسر هبذا إىل ابنه وهو يف بغداد ص‪ 58‬هباء هللا‪ ،‬والبهائية ال تثبت على‬
‫قول!‪.‬‬
‫(‪ )2‬ورد يف املزامري‪(:‬إن السموات حتكي عن هبا ء هللا) وورد غري هذا‪ ،‬فزعم املريزا هلذا أنه هباء هللا‪ ،‬وكل فرقة جنمت بني‬
‫املسلمني زعمت مثل هذا الزعم‪ ،‬فالكرماين يقول عن احلاكم أبمر هللا‪(:‬وحكم هللا يف كتابه الكرمي إشارة إليه وبشارة به‪ ،‬وتعريفا‬
‫بقوله‪ :‬إهنم هلم املنصورون) ص‪ 67‬طائفة الدروز‪ ،‬وقد كانوا يلقبون احلاكم ابملنصور‪ ،‬فزعموا أن املقصود هبذه اآلية هو احلاكم‪،‬‬
‫وهو مثل ال تفصيل‪.‬‬
‫(‪ (3‬يقول أبو الرذائل تعبرياً عن هالك املريزا حسني علي‪(:‬وصعد الرب إىل مقر عزه األقدس األعلى‪ ،‬وغابت حقيقته املقدسة‬
‫يف هويته اخلفية القصوى‪ ،‬وكانت هذه احلادثة يف اثين شهر ذي العقدة سنة ‪ 1309‬وسادس عشر شهر مايو ‪1892‬م)‬
‫ص‪ 13‬احلجج‪ ،‬ويشري إىل أن روح هللا اليت زعم أهنا كانت حالة يف البهاء عادت إىل حال التجرد من اجلسمية‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وسلط هللا على الطاغية املتمرد جرثومة احلمى‪ ،‬فجندل هذا اخللق الواهن الدقيق الصغري احملجب‬
‫ذلك العتل الضخم املتجرب الذي شيد االستعمار صنمه يف أربعني عاماً! لقد أملى له هللا سبحانه‪،‬‬
‫وأمده يف طغيانه الكنود؛ ليمحقه يف هذه اللحظة اليت غال فيها مترده‪ ،‬وأسرف جحوده‪ .‬ويف‬
‫اللحظة اليت كانت حوله كل قوى االستعمار والصهيونية تشد من طُنُبه‪ ،‬وتشيع األساطري عن قوة‬
‫حوله وطوله‪ .‬يف اللحظة اليت كاد خيدعه فيها الوهم‪ ،‬فيظن أنه رب الوجود‪ ،‬وواهب اخللود‪.‬‬
‫وهتاوى العبد اآلبق امللعون صريع جرثومة صغرية برأها هللا سبحانه؛ لتكون أحياانً من جند نقمته‬
‫اليت يدمر هبا أمثال هؤالء اجلفاة العتاة الغالظ الكفر والقلوب‪ ،‬ولتكون من آايته على أنه الواحد‬
‫املهيمن القهار! ومل يستطع رب البهائية األكرب ‪ -‬وحوله كل تلك القوى ‪ -‬أن يصمد يف حومة‬
‫ذلك الصراع الرهيب الذي دار بينه وبني خلق دقيق ضعيف كانت تزعم البهائية أنه من صنع رهبا‬
‫امللعون‪ ،‬فاهنار رهبا فاغر الفم من الرعب‪ ،‬مسكر البصر من اهلول! ايللمباهلة اليت ختيلت أهنا‬
‫قامت بني تلك اجلرثومة‪ ،‬وبني رب البهائية‪ ،‬واي للنتيجة الرائعة! انتصار ساحق للجرثومة الدقيقة‪،‬‬
‫وهزمية ساحقة هتدم هبا الطاغوت‪ ،‬مث دلف بعدها إىل غيابة القرب‪ .‬واي للمقارنة اليت خير هبا العقل‬
‫ساجدا هلل رب العاملني مر ًتال يف ضراعة اإلميان‪ ،‬وصفاء العبودية اخلاشعة قول هللا تعاىل‪ :‬يف سورة‬ ‫ً‬
‫اَّللِ لَ من َخيملُ ُقوا ذُ َاب ًاب َولَ ِو‬
‫ون َّ‬‫ض ِرب مثَل فَاستَ ِمعوا لَه إِ َّن الَّ ِذين تَ مدعو َن ِمن د ِ‬
‫َ ُ م ُ‬ ‫َّاس ُ َ َ ٌ م ُ ُ‬ ‫احلج‪َ :‬اي أَيـُّ َها الن ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اجتَ َمعُوا لَهُ َوإِ من يَسلُمبـ ُهم ُّ‬
‫وب‪[ ‬اآلية ‪73‬‬ ‫ب َوالم َمطملُ ُ‬ ‫ف الطَّال ُ‬
‫ضعُ َ‬
‫ب َشميـئًا َال يَ مستَـمنق ُذوهُ ممنهُ َ‬ ‫الذ َاب ُ‬ ‫م ُ‬ ‫م‬
‫سورة احلج]‪ ،‬وسلبه هذا اخللق الدقيق احملجب حياته‪ ،‬فماذا صنع؟ وماذا صنع أشياعه؟ أغرقوا‬
‫جيفته بفيوض من العطور حىت ال تفضح الريح نتنها اخلبيث‪ ،‬مث زجوا هبا يف ظلمات القرب خللق‬
‫آخر يفرتسها! للسوس الشره‪ ،‬والدود املنهوم! حىت هذه العظة اليت ترغم العقل واحلس على‬
‫ف‪ ،‬فظلوا ينتظرون رهبم على ابب قربه‪ ،‬وظلوا‬ ‫السجود مل جتد طريقا إىل قلوب البهائية؛ ألهنا غ مل ٌ‬
‫ينتظرون أن يُطعمهم‪ ،‬والدود يَطم َع ُمه!‬
‫نسل البهاء‪ :‬خلف البهاء وراءه من زوجتيه ثالث بنات‪ ،‬وأربعة أبناء‪ ،‬وكان يطلق على الذكور‪:‬‬
‫األغصان‪ ،‬وأكربهم عباس امللقب‪ :‬بعبدالبهاء‪ .‬كان لعباس أخ شقيق وأخت شقيقة‪.‬‬
‫وصية البهاء‪ :‬عهد البهاء من بعده إىل من لقبه‪ :‬ابلفرع العظيم‪ ،‬املتشعب من األصل القدمي‪،‬‬
‫ويزعم عبدالبهاء وأتباعه أنه املقصود هبذا‪ ،‬ويزعم إخوته اآلخرون أن املقصود أخوهم مريزا حممد‬
‫علي‪ .‬ولكن عبدالبهاء بطش إبخوته ووجد فيه الكفر شيطانه املريد‪ ،‬واجلاسوسية القذرة كلبها‬
‫العقور‪ ،‬وذئبها الغدور‪ .‬وقد لقب عبدالبهاء وأتباعه ابملارقني‪ ،‬ولقب اآلخرون ابلناقضني!‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫شخصية البهاء‪ :‬عاش البهاء يعشق أطماعه الباغية‪ ،‬ويعبد شهواته الطاغية اليت دفعته إىل ادعاء‬
‫الربوبية‪ .‬وقد كان خايب اهلمة‪ ،‬خوار العزمية يف الشدائد‪ ،‬بيد أنه كان يصري كالشيطان يف عربدته‪،‬‬
‫والنمر يف ضراوته إذا سنحت له الفرصة اليت يستطيع أن يفتك فيها بفرائسه بعيدا عن عني‬
‫القانون‪ .‬كان يدبر للجرمية تدبريا حمكما‪ ،‬ويدفع بغريه إىل اقرتافها‪ ،‬ويكمن هو خلف قناع زائف‬
‫من الرباءة يرتقب رؤية الدم على الناب الذي غرسه‪ ،‬فإن أصابت اجلرمية اهلدف ظهر على مسرح‬
‫األحداث متوحشا بوشاح البطولة‪ .‬وإذا انتكست جبارمها ‪ -‬ودلت‪ ،‬على من وراءه ‪ -‬هفا يتنصل‬
‫منها‪ ،‬ويلعن مقرتفها! كان الطمع املسرف يف البغي يسيطر على نفسه‪ ،‬ويستعبد هواه‪ ،‬ويصنع له‬
‫اترخيه؛ هلذا عاش يتخذ من أطماعه أصناما معبودة له‪ .‬لقد علقت خمالب أطماعه ابلبابية‪،‬‬
‫واستخفه أن يكون سيدها‪ ،‬ولكنه مل يقدم يف سبيل هذه الغاية احلقرية تضحية‪ ،‬وإَّنا قدم دانءة‬
‫املكر‪ ،‬وآلمة التدبري للجرمية‪ ،‬وعرض امرأة دنسة‪ .‬ووطد صالته ابلروس‪ .‬ومشى يف ركب العبيد‬
‫يلهب السوط ظهره‪ ،‬عبيد الروس الذين كانوا يعملون للوثوب إبيران‪ ،‬وْحل كاتب الوحي املزعوم‬
‫على أن يغدر ابلباب؛ ليتخذ من كذبه ظهريا له‪ .‬وحينما أبيد إخوانه البابيون استطاع الظفر‬
‫ابلنجاة‪ .‬ابلذلة والنفاق وراح يرمي من بقي من أخوانه البابيني بسوء اخللق‪ ،‬وآلمة الطمع‪ ،‬ووثب‬
‫أبخيه حيىي‪ ،‬واغتال صفوة أصحابه‪ ،‬وحينما تربجت فنون الدنيا بني يديه احتقر الذين ضحوا من‬
‫أجله‪ ،‬وخلفهم يف سغبهم‪ ،‬يرتقبون مع الذل الفتات النجس من موائده‪ .‬وكانت أبرز صفة فيه‬
‫هي‪ :‬وضاعة النفاق‪ ،‬امسع قوله‪":‬كنت مع كل إنسان صديقا مبنتهى احملبة‪ ،‬ومع العلماء والعظماء‬
‫بكمال التسليم والرضا"(‪ )1‬وأول كالمه يكذبه اترخيه‪ ،‬وحسبك أنه دس السم ألخيه‪ .‬أما الفقرة‬
‫األخرية‪ ،‬فتسمه ابلصغار؛ فالرجل ال يستسلم للعظماء أاي كانوا‪ ،‬فما ابلك مبن يزعم أنه رب؟‬
‫نثقافته‪ :‬مما تصف به الشيعة أئمتها‪ :‬أهنم خزائن علم هللا‪ ،‬وإهنم ال يتعلمون على يد معلم حىت‬
‫القراءة والكتابة؛ وهلذا قال املريزا يف األقدس وغريه‪":‬إان ما دخلنا املدارس‪ ،‬وما طالعنا املباحث‪،‬‬
‫امسعوا ما يدعوكم إليه هذا األمي" وزعم أنه مل يقرأ حىت كتب الباب(‪ )2‬وهو أبرص الكذب؛ فلقد‬
‫عب من زندقة اإلمساعيلية‪ ،‬واحلاد الصوفية‪ ،‬وأعانه ابنه مبا عب من زندقة‪ ،‬يقول هبائي متعصب‬
‫عن ثقافة معبودة‪":‬يوجد يف البعض من كتاابته كثري من تصورات األسفار الروحانية‪ ،‬والفلسفة‬
‫العميقة‪ ،‬واإلشارات إىل اآلايت‪ ،‬والكتب املقدسة اإلسالمية والزرادشتية‪ ،‬واآلداب‪ ،‬واحلكاايت‬

‫(‪ )1‬ص‪ 172‬إيقان‪.‬‬


‫(‪ )2‬انظر ص‪ 53‬هباء هللا‪ 77 ،‬مقالة سائح‪ ،‬ويف هذا الكتاب رسالة منه مللك إيران يقول له فيها إنه سيعرض له ابلفارسية‬
‫مجالً من الصحيفة الفاطمية‪ ،‬ويروي أحاديث موضوعة ويقص سرية بعض اليهود وحيكي بعض نبوءات التوراة واإلجنيل!‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫العربية والفارسية" فهل يشري إىل ذلك كله إال من قرأه من قبل؟ وهل ينسج على منواهلا إال الذي‬
‫مترس هبا؟! ويقول نفس ذلك البهائي عن طفولة عبدالبهاء‪":‬وكانت تسليته الوحيدة كتابة ألواح‬
‫الباب وحفظها"(‪ )1‬فمن أتى هبذه األلواح إىل هذا الطفل الصغري‪ ،‬وكتبها له؟ مث إنك جتد يف كل‬
‫كتب البهاء نقوال كثرية عن الشيعة‪ ،‬ومصطلحات صوفية يقيم عليها أصول دينه‪ ،‬وتلمس مدى‬
‫أتثره العميق ابحلروفية والعددية‪ .‬حىت ليتخذ من بعض القيم العددية لبعض احلروف دليال على‬
‫(‪)2‬‬
‫ربوبيته‪ .‬ويفتخر هبائي متعصب‪ ،‬فيقول عن البهاء‪":‬إنه شرح النقطة واأللف حىت هبت العلماء"‬
‫ومها مصطلحان صوفيان يشار أبوهلما إىل وجود املطلق‪ ،‬وابآلخر إىل الوجود املتعني‪ .‬ترى أهو‬
‫نيب‪ ،‬أم صويف؟ وإن البهاء ليؤمن يف أعماق نفسه أبنه كذوب يف زعمه أنه مل يعرف املباحث!‬
‫أما الدليل األكرب على أنه مدمن شطارة ولصوصية من كتب غريه فكتبه مجيعها‪ ،‬ودينه اخلرايف‪،‬‬
‫فهو مسبوق بكل ما ذكر فيها‪ ،‬وبكل ما افرتاه لدينه من عقائد‪.‬‬
‫أسلوبه‪ :‬صويف فج يعتمد على التقليد يف الغموض والتلوحيات والرموز وكثرة ملصطلحات‪ ،‬وتبدو‬
‫لك عمايته السوداء النكدة حني حياول تقليد القرآن‪ ،‬فيأيت ببعض آية ميزجه ببعض آية أخرى‪ ،‬أو‬
‫يضع معه شيئا من عنده‪ ،‬فيبدو لك جهلة العميق العريض بلغة القرآن‪ .‬وتعثر يف كتبه أبنثى تشكو‬
‫لوعة احلرمان على فراشها املهجور‪ ،‬فتقرأ مثل‪ :‬بل مدمعي خدودي ومضجعي وأنه يعلم النوح‬
‫واألنني‪ ،‬وقواعد العشق‪ ،‬وسحر الدالل‪ ،‬وجري الدموع على اخلدود‪ .‬وقد متتزج هذه اخلنوثة‬
‫الكريهة بشتائم تكشف عن حقد مسعور‪ .‬وغل موتور‪ ،‬وال سيما إذا كانت للمسلمني الذين‬
‫يبهتهم مجيعا يف أكثر من موضع أبهنم مهج رعاع‪ ،‬ويقول خماطبا هلم‪":‬اي مأل اجلهال" ويقول عن‬
‫الذين صدقوا عدوه كرمي خان‪":‬إهنم اكتفوا بنعيب الغراب عن نغمة البلبل‪ ،‬وقنعوا مبنظر غراب‬
‫البني عن مجال الورد"(‪ )3‬إن األنثى قد تستحي أن تصف مجاهلا أبنه مجال الورد‪ ،‬فما ابلك برجل‬
‫يزعم أنه رب أكرب؟!‬
‫الزقُّ ِوم‬
‫مث يتهور حقده‪ ،‬فيؤكد أن هللا قد لعن عدوه "كرمي خان"(‪ )4‬بقوله سبحانه‪:‬إِ َّن َش َجَرَة َّ‬
‫أيضا‪:‬ذُ مق إِنَّ َ‬ ‫ِ‬
‫ت الم َع ِز ُيز‬
‫ك أَنم َ‬ ‫‪ ‬طَ َع ُام ماألَثي ِم‪[ ‬الدخان‪ .]44 ،43 :‬وبقوله سبحانه يف السورة ً‬
‫الم َك ِرميُ‪[ ‬اآلية‪ .]49 :‬مث يقول‪":‬فانظر كيف أن وصفه مذكور يف حكم الكتاب بغاية الوضوح‬

‫(‪ )1‬ص‪ 58 - 54‬هباء هللا‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 43‬مقالة سائح‪.‬‬
‫(‪ )3‬انظر ما سبق يف ص‪ 130 ،60 ،41 ،32‬اإليقان‪.‬‬
‫(‪ )4‬كان زعيم الشيخية بعد الرشىت‪ ،‬واهتم الباب وأتباعه ابإلحلاد‪ ،‬وكان يوقع ما يكتب ابألثيم تواض ًعا‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫والصراحة" وهبذه الفرية النجسة أثبت البهاء أن حقده ميلك عليه كل أزمته‪ ،‬ويرتدى به يف كل‬
‫مهلكة دون أن يفزع؛ إذ حسبه أن حيقد؛ ففي احلقد لذته الكربى! مث يتكلم عن البشر‬
‫بقوله‪":‬انظروا اآلن إىل الناس كيف أهنم كالنسناس يف أفعاهلم الدنيئة‪ ..‬ويركضون خلف جيف‬
‫إنساان بعيب خلقي ال يد له فيه‪،‬‬
‫عديدة" مث تبلغ به بالدة الشعور‪ ،‬ومخود احلس حد أنه يسب ً‬
‫أعورا من رؤساء القوم يقوم على معارضتنا"(‪.)1‬‬
‫فيقول‪":‬إننا نرى ً‬
‫هذا كل من كثر ال جتد فيه‪ ،‬ويف غريه مما كتب البهاء إال نفثات من طمع ابغ‪ ،‬وأثرة مسعورة‪،‬‬
‫وهوى معربد‪ .‬وقد نقلناه من أعظم كتبه شأانً عند عابديه؛ ليتبني للقارئ الكرمي حقد عمايته‪،‬‬
‫وخبث طويته‪ ،‬ولنرمى هبا يف وجه دعواه اليت يزعم فيها أنه عظيم االحرتام للجنس البشري!‬
‫كتبه‪ :‬أشهرها اإليقان‪ ،‬واألقدس‪.‬‬
‫وقد ألف األول يف بغداد(‪ ،)2‬وموضوعه‪ :‬إثبات مهدوية "الباب" وقائميته‪ ،‬وفيه إمياض ابهت‬
‫إىل مدعاه هو‪ ،‬وقد ألف هذا الكتاب تلبية لرغبة بعض من سألوه عن شأن الباب‪ .‬ومقامه‬
‫يقول‪":‬إن هذا البيان الذي ذكرانه اآلن مل يكن إال من فرط احلب جلنابكم"(‪ )3‬مث حيكم على نفسه‬
‫أبنه اقرتف معصية بتأليف هذا الكتاب فيقول‪":‬إن هذا العبد يعد االشتغال هبذه املقاالت ذنبا‬
‫عظيما‪ ،‬وحيسبه عصياان كبريا"(‪.)4‬‬
‫وال أدري كيف يقال عن الرب إنه ال ينـزل كتابه إال من أجل فرط احلب جلناب إنسان واحد‬
‫ويلغ يف‬
‫اتفه مشرك هو‪ :‬خال الباب!‪ .‬وال أدري كيف يقال عن الرب‪ :‬إنه يرتدي يف الذنب‪ُ ،‬‬
‫املعصية؟‬
‫أما كتابه األقدس‪ ،‬فلم يؤلفه إال من أخرايت أايمه بعد إحلاح اثئر عنيف من أتباعه الذين ظنوا‬
‫أنه إله‪ ،‬مث رأوا أهنم ال جيدون كتااب يبني هلم فيه هذا اإلله كيف يعبد؟! فأسرع هو وابنه يلفقان من‬
‫خرافات الباب نفسها شريعة يف كتاب مسياه‪ :‬األقدس فكان وحده دليال على أن املريزا املذكور‬
‫فضحية كافرة‪.‬‬
‫وله كذلك كتب أخرى مسيت‪ :‬األلواح‪ ،‬واإلشراقات‪ ،‬والكلمات الفردوسية‪ ،‬واهليكل‪ ،‬والعهد‪،‬‬
‫وبعضها ابلفارسية‪ .‬وقد كان يسمى كتبه أبمساء‪ ،‬مث يغريها مرة بعد مرة‪.‬‬

‫(‪ )1‬هذه النصوص عن كتاب اإليقان ص‪.171 ،161 ،131‬‬


‫(‪ )2‬ألفه ما بني ‪1866 - 1861‬م‪ ،‬ص‪ 164‬جـ‪ 4‬بروكلمان اتريخ الشعوب اإلسالمية‪.‬‬
‫(‪ )3‬يقال إنه خال الباب نفسه‪ ،‬وهلذا مسى كتابه اإليقان أوالً‪(:‬نسخة خال) ‪ 358‬اتريخ البابية‪.‬‬
‫(‪ )4‬ص‪ 44‬اإليقان‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أيضا أنه يعارض أمساء الكتب املقدسة‪ ،‬فاإليقان يعارض ابمسه "القرآن" واألقدس‬ ‫ونلحظ ً‬
‫يعارض ابمسه "الكتاب املقدس" عند املسيحيني‪ ،‬واأللواح يعارض هبا بقية الكتب‪ ،‬وخباصة ألواح‬
‫التوراة‪ .‬مستهدفا من وراء هذه التسمية إفهام الناس أن كتبه هي جممع كتب األداين مجيعها‪ ،‬وأن‬
‫دينه هو النبع األصيل الذي عنه فاض كل دين‪.‬‬
‫حقده على املسلمني‪:‬‬
‫حقده على أمة خامت املرسلني‪ ،‬وحسبك أنه يبهت السلف‪ ،‬واخللف‬ ‫حقد املريزا على أمة َ‬
‫ما َ‬
‫مجيعا‪ :‬أبهنم مل يفقهوا شيئاً من القرآن‪ ،‬فيقول‪":‬انقضى ألف سنة ومائتان ومثان من السنني من‬‫ً‬
‫ظهور نقطة الفرقان‪ ،‬ومجيع هؤالء اهلمج الرعاع يتلون الفرقان يف كل صباح‪ ،‬وما فازوا لآلن حبرف‬
‫من املقصود"(‪ .)1‬هكذا يقول! وإين ألسأل البهائيني مجيعاً‪ :‬أين املقصود الذي بينه معبودهم؟؟‬
‫الناس مجيعا مشركون‪ :‬يزعم البهاء أن غري البهائيني مشركون فيقول‪":‬إن الذي ما شرب من‬
‫رحيقنا املختوم‪ ،‬الذي فككنا ختمه ابمسنا القيوم‪ .‬إنه ما فاز أبنوار التوحيد‪ ،‬وما عرف املقصود من‬
‫كتب هللا‪ ،‬وكان من املشركني"(‪ )2‬إنه ما فك ختماً عن رحيق‪ ،‬وإَّنا رفع غطاء جب تكدست فيه‬
‫منتنات اجليف!‬

‫عبدالبهاء والبهائية‬
‫امسه عباس‪ ،‬وقد ولد بطهران سنة ‪1260‬هـ ‪1844‬م‪ ،‬وحينما بلغ الثامنة رأى احلكومة تقذف‬
‫أببيه يف السجن؛ ألنه كان املدبر ملؤامرة قتل الشاه ورأى كذلك كيف هجم الشعب على بيتهم‪،‬‬
‫وهو مضطرم الرغبة يف الثأر من اجملرم الذي يسفك الدم‪ ،‬ويف يده مسبحة‪ ،‬وشهد أابه يف السجن‪،‬‬
‫وكأَّنا هو ميت قام بعد دهر ينفض عنه هباء كفنه‪ ،‬وتراب قربه‪ .‬مث رافق أابه حينما نفى إىل‬
‫العراق‪ ،‬وحينما هاجر أبوه إىل السليمانية‪ ،‬كان شغله كتابة ألواح الباب وحفظها(‪.)3‬‬
‫وهكذا مل ي ِع عقله منذ نشأته إال ضاللة الباب وكفره‪ ،‬فاستخف عقله الصغري زعم الباب‪ ،‬فآمن‬
‫به يف طفولته‪ ،‬كما استخف هذا اهلوس أابه‪ ،‬فلم ال تسحره فتنة أبيه‪ ،‬وتستهويه دعواه‪ ،‬وهو الذي‬

‫(‪ )1‬ص‪ 4‬إشراقات‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 119‬إيقان‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪ 58‬هباء هللا‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يعتقد أن أابه ال ميكن أن يتهم أبدا بسوء الكذب على هللا‪ ،‬أو على الناس؟ ولئن جاز أن يتهم‬
‫هبذا‪ ،‬فإنه ال ميكن أن يتهم بسوء الكذب على ابنه‪.‬‬
‫وهنَم تراث الصوفية‪ ،‬وأدعياء النبوة واأللوهية‪ ،‬وكتب‬
‫وشب الصيب‪ ،‬وراح يلتهم يف ضراوة َ‬
‫الباطنية‪ ،‬وتراث الفلسفة اليواننية‪ ،‬وقد استهوته الفيثاغورية لنـزعتها العددية‪ ،‬وألزمته الفلسفة املادية‬
‫نتائجها اليت جتحد ابهلل‪ ،‬ولئن كان قد تراءى بنقدها‪ ،‬فإَّنا فعل هذا؛ ليلتقي معها فعال‪ ،‬ومثت‬
‫أدرك عبدالبهاء أن أابه كاذب يف دعواه أنه يوحي إليه‪ ،‬وعرف أنه سارق كفر‪ ،‬ال مبتدع كفر!‬
‫وطالب أابه ابلثمن؛ ليسكت‪ ،‬وأعطى الثمن‪ ،‬وهو السيطرة على عقل أبيه‪ ،‬وقوله‪ ،‬وقلمه‪ ،‬ويده‪،‬‬
‫ليتناول مثن اخليانة بدال منه! واستمرأ عبدالبهاء الكفر ابهلل‪ ،‬وحاول أن يقيم دين أبيه على مبادئ‬
‫ال تناقض أصول الفلسفة املادية الصماء اليت تكفر بقدرة اخلالق‪ ،‬أو جتحد بوجوده(‪ ،)1‬وتنفي عن‬
‫هللا صفة اخلالقية!‬
‫لقد أفاق الشاب من سحر أبيه‪ ،‬ولكنه مل يكن يستطيع أن يرجع؛ ألنه غري بطل‪ ،‬بل غري‬
‫رجل! وألنه وجد الكفر يدر ذهباً‪ ،‬ويشيد قصوراً ويغرس حدائق‪ ،‬وكانت شهوته أكرب من عقله‪،‬‬
‫وسيدة دنياه‪ .‬وتراه يف مكاتيبه يفخر أبنه يعرف ضاللة الفلسفة‪ ،‬ال هدى النبوة‪ ،‬وحيرتم الفالسفة‪،‬‬
‫ويهزأ ابألنبياء‪ ،‬فيفيض ‪ -‬ليربهن على تبعيته ‪ -‬يف احلديث عن األجرام األثريية واخلالء واملالء‬
‫والعناصر والطبائع واملعادن والفلزات‪ ،‬ولكنه حديث التقليد ال حديث العبقرية‪ ،‬أو حديث الفهم‬
‫الدقيق‪ ،‬وميجد فيثاغورس؛ ألنه اهتدى إىل دوران األرض‪ .‬وقد كان للفلسفة املادية التأثري الكبري‬
‫عليه يف نظرته إىل أصل الوجود والنواميس الكونية اليت تسيطر عليه‪ ،‬كما كان للتصوف التأثري‬
‫الغالب عليه يف نظرته إىل تنـزالت الوجود اإلهلي وتعيناته‪ ،‬أو جتسداته‪ .‬ولإلمساعيلية يف جتليات‬
‫"العقل الكلي" كما أنه أخذ بنظامها السري يف الدعوة؛ هلذا تكفل عبدالبهاء ‪ -‬بعد هذا الوعي‬
‫األسطوري ‪ -‬أبمر الدعوة كما قلت‪ ،‬وترك ألبيه الزمزمات واهلمسات اخلافتة الناعمة(‪ ،)2‬والدعوة‬
‫إىل احلب العام والسالم العاملي‪ .‬كما كان يفعل كبار كتاب عصره‪.‬‬
‫تكفل عبدالبهاء بدين أبيه يبتدع أصوله‪ ،‬وفروعه‪ ،‬وابجلدال عنه‪ ،‬واحلجاج ابملشككات يف‬
‫سبيله‪ ،‬حىت صار األمر يف البهائية أمره‪ ،‬واليد اليت تعرف األيدي القذرة املعطية هي يده!‬

‫(‪ )1‬يقول البهائية عن رأي داروين وغريه من الذين ينكرون اخللق ابملعىن الديين‪(:‬إنه أقرب إىل الدين) ص‪ 251‬هباء هللا‪.‬‬
‫(‪ )2‬كان البهاء إذا سئل عن شيء حييل السائل إىل ابنه خمافة الزلل‪ ،‬وكان عبدالبهاء يقول يف مثل هذه احلال‪(:‬صدر األمر من‬
‫مطلع إرادة ربك ‪ -‬يعين إرادة أبيه ‪ -‬هلذا العبد أن أحرر ما جيريه على قلمي بنفثات روح أتييده) ص‪ 37‬مكاتيب‪ .‬فإذا ما خال‬
‫أحدمها بصاحبه ضحك كالمها سخرية من بالهة هؤالء الذين آمنوا هبما‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫كان يغشى مساجد عكا‪ ،‬ويؤدي الصالة‪ ،‬وحياور‪ ،‬ويداور‪ ،‬ويقذف ابلشكوك على النفوس‬
‫القلقة اليقني‪ ،‬وكان يستطيع ‪ -‬ملعرفته مبذاهب الدايانت ‪ -‬أن يقنع (‪ )1‬كثريا من الطوائف يف‬
‫عصره ‪ -‬على تباين آرائها ومعتقداهتا ‪ -‬أنه معها‪ ،‬وأن البهائية هي هذا الكفر الذي ينـزع إليه‬
‫هؤالء‪ ،‬أو ذلك اإلميان الذي يسكن إليه أولئك‪ ،‬أو هي هذه املادية اجلامدة اجلاحدة‪ ،‬أو تلك‬
‫ابيب تيوزويف ماسوين‬
‫الروحية املغرقة يف التجريد والنسك‪ ،‬فهو مسلم‪ ،‬مسيحي‪ ،‬يهودي‪ ،‬صويف‪ ،‬ي‬
‫طَبَعِ ٌي‪ .‬هو حرابء تصطبغ دائما ابللون الذي ينسجم مع بيئتها‪.‬‬
‫متجيدا للتجسد‬
‫مستعربا‪ ،‬ويسمع منه الصلييب ً‬‫ً‬ ‫خاشعا‪،‬‬
‫ً‬ ‫مؤداي للصالة‪،‬‬
‫يراه املسلم يف املسجد ً‬
‫وللثالوث‪ ،‬ويراه عاك ًفا على مذبح الرب يف اهليكل يرتل الضراعة ابسم األب‪ ،‬واالبن‪ ،‬والروح‬
‫القدس‪ .‬أما هو يف حقيقته‪ ،‬فصهيوين يؤمن أن اليهود هم شعب هللا املختار‪ ،‬وأن فلسطني جيب‬
‫أن تكون هلم‪ ،‬وأن أابه هو مسيح الصهيونية املوعود الذي سيعيد إليهما ملك سليمان‪.‬‬
‫ويسمع منه امللحد ثناء على إحلاده‪ ،‬ويسمع منه الزرادشيت والربمهي والبوذي والتيوزويف أنه‪:‬‬
‫راهب دينه‪ ،‬وحرب الهوته‪.‬‬
‫صلته ابَّلستعمار‪ :‬كد عبدالبهاء حىت وطد صالته ابلصهيونية واالستعمار‪ ،‬ومن كل أخذ مثنه‪،‬‬
‫فتربجت فتون الدنيا بني يديه‪ ،‬واستطاع ابملال الذي وضع حتت أمره أن يوطئ ظهور العبيد من‬
‫أمثاله لالستعمار والصهيونية‪.‬‬
‫عبدالبهاء والوصية‪:‬‬
‫يصف عبدالبهاء حاله قبل فتح وصية أبيه وبعدها بقوله إنه‪":‬اشتدت عليه األحزان‪ ،‬وأثقلت‬
‫عليه وطأهتا اآلالم‪ ،‬حىت مسع نداء امليثاق وتال كتاب‬
‫العهد املنشور يف اآلفاق‪ ،‬فانشرح صدره‪ ،‬وقرت عينه‪ ،‬وطابت نفسه‪ ،‬وانكشف ظالمه"(‪.)2‬‬

‫(‪ (1‬لقد بلغ من دهائه أنه خدع عن حقيقة دعوته األستاذ الكبري الشيخ حممد عبده يقول الشيخ رشيد رضا يف اتريخ األستاذ‬
‫جـ‪ 1‬ص‪(:930‬وقد دهشت أشد الدهشة؛ إذ رأيت اإلمام غري واقف على حقيقة دينهم ‪ -‬يعين دين البهائية ‪ -‬ومصدقا ما‬
‫كان مسعه من زعيمهم الداهية عباس أفندي جنل البهاء ومنظم دعوته وانشرها‪ ،‬حىت أوقفته على ذلك‪ .‬كان جيتمع بعباس أفندي‬
‫أايم إقامته يف بريوت؛ إذ كان عباس أفندي يرتدد إليها‪ ،‬ويصلي الصلوات اخلمس واجلمعة‪ ،‬وحيضر بعض دروس اإلمام وجمالسه‪،‬‬
‫واستمر على مكاتبته بعد عودته إىل مصر‪ ،‬ولدى عدة كتب منه إليه) مث يقول الشيخ رشيد رضا‪ :‬إنه سأل الشيخ عن عبدالبهاء‬
‫وعما يقول عن براعته يف العلم والسياسة‪ ،‬فقال‪(:‬إن عباس فوق هذا‪ ،‬إنه رجل كبري هو الرجل الذي يصح إطالق هذا اللقب‬
‫عليه‪ ،‬مث يقول الشيخ رشيد بعد هذا عن الشيخ‪(:‬والظاهر أنه مل يقرأ ما نقلته دائرة املعارف العربية عن رأي أستاذه السيد مجال‬
‫الدين فيهم بل كان غشه داهيتهم عباس بقوله‪ :‬إن قيامهم مل يكن إال ملقاومة غلو الشيعة‪ ،‬وتقريبهم من أهل السنة)‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 169‬مكاتيب‪ ،‬وهناك من إخوة عبدالبهاء من يقول‪(:‬إن البهاء جن يف أواخر أايمه‪ ،‬وكان ابنه يعمل كحاجب له‪،‬‬
‫فاستأثر ابألمر وأغدق على اجلماعة أمواالً‪ ،‬فحبب فيه األتباع‪ .‬ص‪ 156‬العقائد لعمر عنايت‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وهبذا هتك عبدالبهاء السرت عن طويته‪ ،‬وبني لنا يف جالء أنه مل يقم مبا قام به إال لريث زعامة‬
‫البهائية‪ ،‬وترفها‪ ،‬وماهلا بعد أبيه‪ .‬فما نظن أن رجال له دين يطمئن إليه‪ ،‬ويعتقد أنه نبيه األكرب‬
‫يتلبس مبثل هذا الشعور العاصف الذي يعطينا الدليل األكرب على أن األمر كان أمر سلطان زائف‬
‫يورث‪ ،‬ال أمر دين تعتقد صحته‪.‬‬
‫ولقد حم الشقاق بني عبدالبهاء‪ ،‬وإخوته غري األشقاء‪ ،‬مما جعل عبدالبهاء يصفهم أبهنم عصبة‬
‫ذائب كاسرة‪ ،‬وثلة سباع مفرتسة‪ ،‬نكصوا على أعقاهبم(‪ ،)1‬أما أبو الرذائل داعية البهائية األكرب‪،‬‬
‫فيقول عن إخوة عبدالبهاء "ظهرت طالئع النكس يف صفوف أصحاب الشقاق‪ ،‬فامتاز أصحاب‬
‫الشمال من أصحاب اليمني‪ ،‬ومتيز السجني من العليني"(‪ )2‬أألهنم رفضوا أن هتطع أعناقهم بطاغية‬
‫كنود حقود يوصفون هبذه األوصاف من أخيهم الذي يزعم أنه نيب البهائية‪ ،‬وداعية حبها‬
‫وسالمها؟ أتصدق ‪ -‬إذن ‪ -‬أن البهائية دين احلب اإلنساين اخلالص؟‬
‫معوال من املعاول اليت تصدع اجلماعة‪ ،‬وتدمر ألفتها وأمنها‪ .‬وحسبك أهنا‬‫وهكذا كانت البهائية ً‬
‫دمرت أسرة أرابهبا!‬
‫فأين هذه القوة اإلهلية اليت ينسبوهنا إىل البهائية‪ ،‬واليت يزعمون أهنا ستوحد العامل كله حتت راية‬
‫واحدة‪ ،‬وهي مل تستطيع توحيد أسرة واحدة يف نصف قرن؟!‬
‫وكان املستعمرون على بينة من أمر عبدالبهاء‪ ،‬كانوا يؤمنون أبنه يعيش ويف أعماقه عبد مهني‬
‫هلم‪ ،‬ولشهواته‪ ،‬يعيش وكل مهه أن يرى بعض األكف تصفق له‪ ،‬وبعض الصحف تكتب عنه‪،‬‬
‫وبعض املاجنات يتغزلن فيه‪ ،‬وبعض الناس يعرفون عنه أنه سيد أبيه‪ ،‬ورب وحيه‪ ،‬ومبتدع دينه‪،‬‬
‫فشد االستعمار من أزره‪ ،‬فكان لعبدالبهاء الغلب على إخوته‪ ،‬وأوغل عبدالبهاء يف مظاهرة‬
‫الصهيونية‪ ،‬ومؤازرة االستعمار؛ لتحقيق مأربه الدون الذي يؤرق لياليه‪ ،‬وهو متكني الصهيونية من‬
‫فلسطني‪ ،‬فمضى يشيد على جبل الكرمل الذي ورد ذكره يف األسفار اليهودية احلصون والقالع‪،‬‬
‫زاعما أن هذه األبنية إَّنا هي ضريح للباب وجمالس أذكار للبهائيني‪ .‬ولسائل أن يسأل‪ :‬وأىن‬
‫لعبدالبهاء كل هذه األموال اليت شيد هبا كل هذه األبنية الضخمة على جبل الكرمل‪ ،‬وهو الذي‬
‫رزئت به فلسطني‪ ،‬مفلسا صفر الكف‪ ،‬وال حرفة وال وظيفة؟ ومرة أخرى أقول‪ :‬يستطيع السائل‬
‫أن حي ُزر اجلواب جيدا‪ ،‬إذا علم أن البهائيني مجيعا من لدن البهاء إىل عصران احلاضر يباعون دائما‬
‫يف سوق الرقيق لالستعمار وللصهيونية‪.‬‬

‫(‪ (1‬ص‪ 267‬مكاتيب‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 64‬احلجج‪ .‬ص‪ 61‬هباء هللا‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وظهر للحكومة الرتكية يف وضوح ما يهدف إليه عبدالبهاء‪ ،‬بيد أهنا مل تستطيع أن تفعل شيئا‬
‫سوى أن تفرض عليه اإلقامة يف عكا‪.‬‬
‫لقد استطاع سادته أن حيولوا بينه‪ ،‬وبني أن يـُمنفى‪ ،‬أو بني أن يلقي به يف غياهب السجون‪ ،‬ومل‬
‫ال‪ ،‬وقد أثبت أنه عبد يستحق الثمن الذي دفع من أجله؟!‬
‫اَّلستعمار ينشر البهائية‬
‫مل حيل ما حدث بني عبدالبهاء‪ ،‬وبني أن يبث فتنته شرقا وغراب‪ .‬فقد مجع له املستعمرون كتاب‬
‫صحفهم يف مقره‪ ،‬وقد كتب هلؤالء ما يسألون عنه عبدالبهاء‪ ،‬ولعبدالبهاء ما جييب به عن هذه‬
‫األسئلة‪ ،‬مث ينشر كل هذا يف صحف الغرب‪ ،‬وفيه ما فيه من متجيد للبهائية؛ ألهنا تستهدف‬
‫التقريب بني الشرق والغرب‪ ،‬والعمل يف سبيل أن يصبح العامل أمة واحدة شعارها اإلخاء واحلب‬
‫والسالم‪ ،‬فيطرب الغربيون ‪ -‬وسواهم من عدو العرب واملسلمني ‪ -‬لدعوة هذا الشرقي املسلم‬
‫الكبري كما يزعمون‪ ،‬ويكتبون عنه املقاالت احلسان‪ ،‬ألنه داعية حمبة وسالم أو ألنه يف احلقيقة‬
‫داعية هدم‬
‫لإلسالم كما فهموا‪ ،‬ومن أجله طربوا‪ ،‬وهكذا دوى ذكر البهائية يف اجنلرتا وأمريكا وروسيا(‪.)1‬‬
‫ومل ال؟ وعبدالبهاء ميجد الصهيونية والصليبية‪ ،‬وهو شيخ أشيب يزعم أنه مسلم؟!‬
‫يف ردغة النفاق‪ :‬ورأى سادة العبد أن يفتنوا اجلماهري عن حقيقته‪ ،‬فكان يغشى املساجد‬
‫الكربى‪ ،‬ويقوم بزايرة املرضى‪ ،‬وهو مغيب يف ثيابه الكهنوتية املكونة من اتج فاره ضخم كتاج‬
‫الدراويش‪ .‬وعباءة مزركشة حتتضن يف غزل جسده الناعم‪ .‬هذا إىل حلية وفرة يتناوح شعرها الكثيف‬
‫على صدره العريض وعينني ساجيتني على فنت خواتل من آلمة املكر‪ ،‬وخبث الدهاء‪ .‬تربقان‬
‫أحياان بنظرات حيسبها بعض الناس نورا ورْحة وهي توقد الضراوة‪ .‬من وحش ساغب‪.‬‬
‫وحشدوا له من أماكن‪ ،‬وبالد شىت فئات كثرية من النساء والرجال؛ وملئوا هبم قصره على أعني‬
‫الناس‪ ،‬وأعدوا له فيه املوائد املرتفة؛ ليزدردوا مع الطعام دعوته‪ ،‬ومسوم فتنته‪ ،‬وليفتنت هبم الذين‬
‫يشهدون‪ .‬فيظنون عبدالبهاء رجل بر‪ ،‬وحبر جود وعطاء! فإذا عاد أولئك إىل أوطاهنم راحوا‬
‫يلهجون ابلثناء على كرم الشيخ الوقور وصالحه وتقواه وعلمه‪ ،‬وشفافية روحانيته‪ ،‬وحبه العظيم‬

‫(‪ )1‬أسرعت روسية القيصرية إىل مؤازرة البهائية وكفلت هلم احلرية التامة أايم البهاء وبنَت هلم معبدين أحدمها يف ابكو‪ ،‬واآلخر‬
‫يف عشق آابد؛ فقد كان هم روسية التهام إيران وكان من وسائلها تقوية أمر هؤالء‪ ،‬ليعملوا معها يف هذا السبيل‪.‬‬
‫ويقول بروكلمان‪(:‬ويف سنة ‪ 1893‬كانت البهائية قد ظهرت يف أمريكا‪ ..‬وما هي إال فرتة يسرية حىت نشأ يف مجيع املدن‬
‫األمريكية الكربى جاليات هبائية) انظر ص‪ 165‬جـ‪ 4‬اتريخ الشعوب اإلسالمية‪ ،‬وعزا الفضل يف نشرها إىل حسناء اجنليزية امسها‬
‫لورا‪ .‬قرة العني نشرت البابية‪ ،‬ولورا االجنليزية نشرت البهائية ومها امرأاتن رقص جبسدمها الشيطان لكل آمث!‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫لبىن اإلنسان‪ .‬وزادوا‪ ،‬فجمعوا على موائده يف حدائق قصره الغُ ِن مسلمني ومسيحيني ويهود‪ .‬ومثت‬
‫أيخذ عبدالبهاء حبلو احلديث عن السالم الذي جيب أن يسود البشر على اختالف مللهم‬
‫وأدايهنم‪ ،‬وعن وجوب العمل يف سبيل حتطيم الفوارق اليت حتول بني البشر‪ ،‬وبني التوحد‪.‬‬
‫إهنا دعوة حتنو عليها القلوب‪ ،‬وكانت تستحق العطف عليها وعبدالبهاء يدعو هبا‪ ،‬لو أهنا‬
‫كانت تتحدث عن قلبه‪ ،‬ولكنها ‪ -‬كما يؤكد اترخيه وكتبه ‪ -‬خدعة من الشيطان‪ ،‬ومكر من‬
‫الباطل‪ ،‬وسم زعاف يرتاءى أبنه الرحيق!‪ .‬وإن الشر الصريح أهون من الشر يرتاءى لنا يف شفوف‬
‫من اخلري‪ ،‬والكفر الواضح أقل خطرا من النفاق اللئيم‪ .‬وهللا سبحانه ال يقبل إال ما طاب ظاهره‬
‫وابطنه‪ ،‬وال ما طاب ظاهره‪ ،‬وخبث ابطنه!‬
‫ويف مثل هذه اجملالس كان عبدالبهاء يطرف زواره بطرائف من فكاهاته ونوادره التارخيية أو‬
‫األدبية أو العلمية‪ ،‬فيستثري نوازع الطرب والسرور واإلعجاب‪.‬‬
‫ويف أثناء ذلك كان يسر يف أذن هذا هبمسة تشيع الفرحة العميقة يف نفسه ويرمق هذا بنظرة‬
‫حيتال هو حىت جيعلها تشعر املرموق هبا أبنه بني يدي أب حنون عطوف‪ ،‬ويربت على كتف آخر‪،‬‬
‫وقد تفجرت على شفتيه ابتسامة أودع الرايء فيها خبث مكره ودهائه‪ .‬وهكذا ال يبقى يف اجمللس‬
‫إنسان إال ويشعر أبنه مهوى عطف عبدالبهاء واحرتامه‪.‬‬
‫مث زادوا‪ ،‬فأبدعوا لعبدالبهاء رواية ميثلها يف كل يوم مجعة‪ .‬رواية ختلب العاطفة مبظهرها اإلنساين‬
‫الرحيم‪.‬‬
‫جيمعون على اببه عشرات البائسني من الرجال والنساء الاليت حيملن على أكتافهن األيتام‪ ،‬ويف‬
‫قلوهبن الفواجع‪ ،‬ويظل هؤالء ساعات وعيوهنم شاخصة إىل ابب القصر الضخم الذي سيظهر منه‬
‫املوىل عبدالبهاء؛ ليمنح اجلميع صدقاته وبركاته‪ .‬وعندما يوقن عبدالبهاء أن مشهد هؤالء الذين‬
‫ينتظرونه قد اسرتعى انتباه الناس يربز متخطراً يف ثيابه املوشاة الساحرة العاطرة‪ ،‬مث يسري بني صفني‬
‫من هؤالء يف خطى ترتمن‪ ،‬فيعطى هذا وذاك من صدقاته‪ ،‬أو يقف عند عجوز علمتها املسكنة‬
‫كيف يكون ذل الضراعة‪ ،‬فتجثو ابكية على قدميه‪ ،‬متشبثة بردائه‪ ،‬فيحنو عليها داعيا مواسيا‪ ،‬أو‬
‫يقف عند طفل ْحلته أمه‪ ،‬فيمسح وجهه بكفه الرخصة الناعمة املعطرة مث يسأل عن الذين ختلفوا‬
‫ممن كانوا يشهدون من قبل مثل هذا اليوم‪ .‬كل هذه املشاهد اليت ترف برقة اإلنسانية‪ ،‬وكرم‬
‫عاطفتها‪ ،‬يؤديها ممثل ابرع ملاع الذكاء ذو وجه يشع منه وضح مجال‪ ،‬وتقبع حتت أهدابه ا ُلوطمف‬
‫عينان ماكراتن ساحراتن تعرفان كيف تغازالن العاطفة‪ ،‬وال ريب يف أن سحر هذه املشاهد يوحى‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فأج‬
‫إىل بعض الناس أبن هذا السراب واحة وريفة الظل‪ ،‬ثرة الينابيع‪ .‬وقد آتى هذا الرايء مثره‪َّ ،‬‬
‫صيت عبدالبهاء معطراً ابألمداح الثناء‪.‬‬
‫وما كانت النبوة اليت جتل كرامة اآلدمية لرتضي أبداً مبثل هذا االمتهان على مدرجة الطريق‬
‫إلنسانية مستضعفة‪ .‬مل تكن لرتضى أبداً أن ينتظرها األرامل واألايمى واليتامى والعجزة على قارعة‬
‫الطريق‪ ،‬وهم ينأدون حتت وطأة الذل ساعات مرتقبني صدقة املن واألذى واملهانة‪ ،‬صدقة يشهد‬
‫التاريخ أهنا أفالذ أكباد الشعوب‪ .‬وأهنا ما زالت تفوح منها رائحة الدم املسفوح‪.‬‬
‫لقد عاش بعض فقرا املهاجرين يف صفة من مسجد املدينة‪ ،‬وكان إخواهنم حيملون إليهم رزق هللا‬
‫يف مقرهم الكرمي‪ .‬ومل يقف هؤالء املهاجرون على ابب الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬أو على‬
‫مدارج الطرق يرتقبون صدقاته‪ ،‬وما كان لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم أن يرضى مبثل هذا‬
‫االمتهان الذي حيقر من آدميتهم اليت كرمها هللا يف قوله‪َ :‬ولََق مد َكَّرممنَا بَِين آَ َد َم‪[ ‬اإلسراء‪.]70 :‬‬
‫مث جاء عمر رضي هللا عنه‪ .‬فحمل أصحاب الصفة على تركها؛ ألهنم قادرون على العمل‪ ،‬وقد‬
‫وجدت الفرص الكثرية للعمل‪.‬‬
‫ولكي يشغف ذلك املشهد البهائي القلوب‪ ،‬ويستطري بثنائها أيخذ عبدالبهاء طريقه بعد هذا‬
‫إىل مسجد اجلمعة يف مست الوقور التقي اخلشوع‪ .‬وطرق حبات مسبحته ميتزج بغمغمة أذكاره يف‬
‫آتلف نغم شجي‪ .‬مث جيلس يف تواضع سخي بني املصلني‪ ،‬حىت ينتهي من صالة اجلمعة‪ .‬وهي يف‬
‫دين البهائيني منسوخة‪ .‬وال جيوز أن تؤدي‪ .‬والبهائيون حىت اليوم ال يؤدون اجلمعة‪ ،‬فكيف نثق يف‬
‫رجل يزعم أنه النيب األكرب‪ ،‬مث هو يقرتف مثل هذا النفاق الوضيع‪ ،‬ويسف فيه هذا اإلسفاف‬
‫الدينء‪ ،‬فيؤدي صالة يؤمن هو أبهنا عمل ابطل؟ إن اجملرم الذي شغفته اجلرمية حبا‪ ،‬يهاب أحياان‬
‫أن يقرتف مثل هذا النفاق خوفا من هللا إنه جيل هللا الذي طاملا عصاه عن أن يرتكب بني يديه‬
‫مثل هذا النفاق الدينء‪.‬‬
‫لقد خرج عبدالبهاء من بيته يوم اجلمعة ينافق اجملتمع‪ ،‬مث انتهى به األمر إىل موقف خيادع فيه‬
‫هللا مع اجملتمع‪ .‬وأين؟ يف بيت هللا‪ .‬ولعل عبدالبهاء كان يغالب يف أعماق نفسه كفرا ابلبهائية‪،‬‬
‫ومتردا على ما دعا الناس إليه‪ ،‬فدفعه هذا إىل التعبري عنه يف صورة تناقضه‪ ،‬فكانت صالة اجلمعة!‬
‫مشهد آخر‪ :‬ويف قصر عبدالبهاء املنيف كان سادة عبدالبهاء يبدعون له مسرحاً آخر ميثل عليه‬
‫أمام كتاب صحف الشرق والغرب مشهداً آخر أخاذاً خالب الفتنة أجيلس عبدالبهاء على مائدته‬
‫املرتفة بني فراد أسرته‪ ،‬ومع بناته اجلميالت الرقيقات املسفرات‪ ،‬وقد نثرت هنا‪ ،‬وهناك يف نسق‬
‫بديع طاقات بديعة من الزهر اجلميل الندي الفواح العبري‪ .‬وعلى حفايف هبو قصره الرحيب املنيف‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يقف أطفال ودعاء يف أرديتهم الزاهية يرتَّنون ابالبتهاالت‪ ،‬وعبدالبهاء وأسرته يتناولون أكواب‬
‫الشاي‪ ،‬وقد علم هؤالء األطفال كيف يتقنون القيام مبا كلفوا به؛ فال يعبثون بشيء‪ ،‬وال يصرفهم‬
‫صارف عن مكاهنم وابتهاالهتم‪ ،‬وال تطرف عيوهنن ملشهد "لعب" توضع صوب عيوهنم‪ ،‬وال خيتل‬
‫هلم نظام‪ ،‬وال نسق‪ ،‬وال يتقبلون شيئا قد يقدم إليهم من الوافدين الغرابء! اي للصغار األبرايء! ما‬
‫تقع عيوهنم إال على مشاهد خداع لئيم أرغموهم على اقرتافه يف هذه السن الصغرية‪ ،‬فتقمع فيهم‬
‫فطرهم‪ ،‬وتنشئهم على النفاق‪ ،‬والذل‪ ،‬والعبودية‪ ،‬والتمرد على اخلري وتدفع هبم إىل اإلميان أبن‬
‫الفضيلة ما هي إال وهم جائر‪ ،‬واحتيال ماكر القرتاف أخس الرذائل‪.‬‬
‫مشهد آخر‪ :‬يقدم عبدالبهاء لكل زائر زهرة مجيلة سحرية العبري من حديقته الرائعة‪ ،‬ويهتبل‬
‫فرصة تصويب العيون إليه‪ ،‬فيغمس وجهه يف أوراق زهرة من زهور اخلزامى مسبالً عينيه مرتائياً أبنه‬
‫مستغرق يف غيبوبة حاملة مغمغما بكلمات مبهمات‪ .‬كأَّنا هو ‪ -‬كما يزعم البهائيون ‪ -‬يوحى إىل‬
‫الزهرة أبسراره الروحية‪ ،‬وكأَّنا توحي إليه الزهرة بصالهتا يف حمراب اجلمال‪ ،‬ويصنع عبدالبهاء مثل‬
‫هذا أمام صحيفة غريبة مجيلة راينة الشباب‪ ،‬مسحورة بروحية الشرق‪ ،‬وعطر غيوبه السواحر؛‬
‫فتكتب عن هذا املشهد الذي أسر عاطفتها الرقيقة‪ ،‬فتقول‪":‬إن اإلنسان ليندهش عند ما يستنشق‬
‫عبدالبهاء رائحة الزهور‪ ،‬حىت إنه ليخيل له أن زهرة اخلزامى ختاطبه أبمرها عند ما يغمس وجهه يف‬
‫أوراقها‪ ،‬وكأن آذانه جتتهد يف أن تسمع نغمة جليلة منها‪ ،‬وهي بكمال اإلصغاء" هذه الشاعرية‬
‫اليت يذكى عبدالبهاء وهجها‪ ،‬وتوحي أبنه عاشق للطبيعة‪ ،‬يدرك أسرارها‪ ،‬وتدرك أسراره وتناغيه‬
‫ويناغيها‪ ،‬هذه الشاعرية تستهوي قلوب الغربيني‪ ،‬وال سيما النساء‪ .‬وكان عبدالبهاء ‪ -‬كما‬
‫سنعرف ‪ -‬على بينة من طبائع أولئك النسوة‪ ،‬ويعرف السبيل إىل مقاتلهن‪ ،‬فال يغادرن جملسه إال‬
‫وقد آمن أبن خيط العنكبوت الذي اصطادهن به ما هو إال شعاع من النور يعرج هبن إىل أقداس‬
‫اخللود‪ ،‬وأبن اخلطااي اليت يقرتفنها مع هذا الرجل ما هي إال سجدات املالئكة حتت عرش هللا!‬
‫طنطنة فارغة‪ :‬هذه احلرية الوسيعة الفسيحة اليت كان ينعم هبا عبدالبهاء يسميها عبدالبهاء‪:‬‬
‫سجنا‪ ،‬وميضي يف متجيد صربه عليه‪ ،‬فيقول‪":‬ال حتزن من بالئي وسجين؛ ألن السجن جنيت‬
‫العليا"(‪ )1‬ولست أدري أي بالء كان يكابده عبدالبهاء‪ ،‬وهو الذي كان يرفل يف هذه املتع املسرفة‬
‫يف ترفها ووشيها وهلوها وغوايتها‪ ،‬ويكتب ما يشاء‪ ،‬ويصل ما يكتبه جهرة إىل من يشاء‪ ،‬وكان‬
‫جيتمع مبن يشاء‪ ،‬ويسري خمتاال يف شوارع عكا ودروهبا وأزقتها‪ ،‬ويقتحم نواديها وأمسارها بدسائسه‬
‫ومؤامراته‪ ،‬ويغشى معابدها بنفاقه ورايئه؟!‬

‫(‪ )1‬ص‪ 64 ،63‬هباء هللا‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ولكن كان البد لعبدالبهاء من أن يـُ مع ِول يف شكواه؛ ليشرك يف دك عرش آل عثمان‪ ،‬فهكذا‬
‫كان يريد سادته‪.‬‬
‫نعم كان البغاة من آل عثمان يقرتفون البغي واجلور‪ ،‬غري أن البهائيني منذ أن رزئت هبم أرض‬
‫فلسطني مل يلقوا عنتا إال بضعة أسابيع قليلة؛ ملا اقرتفوا من جرائم‪ ،‬ومل ينكل هبم العثمانيون كما‬
‫نكلوا ابلعرب؛ هذا ألن االستعمار كان حيمي البهائية‪ ،‬ويبسط عليهم رعايته‪ ،‬ويدع احلراب الباغية‬
‫تصل إىل قلوب العرب‪ ،‬ويعني على هذا‪.‬‬
‫حتقيق‪ :‬أوغل عبدالبهاء يف "جاسوسيته" وهتك ‪ -‬رغم حذره ‪ -‬عن وجهه النقاب‪ ،‬فلم جتد‬
‫احلكومة بدا من التحقيق معه‪ ،‬متهمة إايه أبنه يدعو إىل دين جديد‪ ،‬ويعمل لتأسيس أمة جديدة‪،‬‬
‫وأبنه يشيد احلصون‪ ،‬ويشرتي مساحات شاسعة من األرض يف حيفا(‪ )1‬واقرتحت جلنة التحقيق‬
‫نفيه إىل فزان طرابلس‪ ،‬أو إعدامه(‪)2‬؛ إذ ثبت صدق ما اهتم به‪ .‬غري أن عبدالبهاء كان يقسم أمام‬
‫احملققني ‪ -‬فاجر الكذب ‪ -‬أنه شيخ مسلم‪ .‬ومل يبال مبا اقرتحوه؛ إذ كان واثقا من أن سادته لن‬
‫يتخلوا عنه‪ ،‬ومضى يغرس األشجار يف حدائقه‪ ،‬ويرأس بعض أحفال الزواج يف املدينة(‪.)3‬‬
‫سيد جديد‪ :‬كانت إيطاليا تعد عدهتا اللتهام طرابلس‪ ،‬وجتد يف مجع العدد الوفري من اخلونة‬
‫الذين ميهدون هلا الطريق‪ ،‬وقد راعها ما قام به عبدالبهاء من أجل اجنلرتا والصهيونية‪ ،‬فبادرت إىل‬
‫شراء عبدالبهاء‪ ،‬وكانت مقدمة الثمن عرض القنصل اإليطايل عليه الفرار إىل طرابلس على سفينة‬
‫حربية إيطالية أعدت من أجله‪ ،‬ولكنه رفض أن حيطم أغالل الصهيونية(‪ )4‬وقيودها اليت غاصت‬
‫يف عنقه وقدميه‪ .‬رفض ألنه مل يكن حينئذ يستطيع أن يفعل ما ال يقدر عليه؛ فلقد كان غريقا يف‬
‫عبوديته لسيد آخر‪ ،‬فكيف يبيع للسيد اجلديد ما ال ميلك؟ وما ال أيذن به سيده القدمي‪ .‬مث ملاذا‬
‫يهرب‪ ،‬وقد كان على بينة من أن هناية الطاغية عبداحلميد ابتت وشيكة الوقوع؟!‬

‫(‪ )1‬وهذا عني ما كانت تفعله الصهيونية حينذاك‪.‬‬


‫(‪ )2‬كان ذلك عام سنة ‪1325‬هـ ‪1907 -‬م‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪ ،55‬هباء هللا‪.‬‬
‫(‪ (4‬ص‪ ، 81‬حماداثت وخماطبات عبدالبهاء‪ ،‬ويزعم البهائيون أن عبدالبهاء رفض اهلرب اقتداء ابلباب والبهاء اللذين مل حياوال‬
‫قط اهلرب من أعدائهما ص‪ 65‬هباء هللا‪ .‬وهبذا يثبت البهائيون دائما أهنم ال يطيقون قول الصدق مرة واحدة‪ ،‬فالباب حينما‬
‫سنحت له الفرصة فر هاراب يف رعب وفزع شديدين‪ ،‬أما البهاء‪ ،‬فقد استشفع بروسيا اليت كان يعمل هلا‪ ،‬وسكب دموع التوبة‬
‫والندم يف رسائله للشاه حىت يعفو عنه فأطلق الشاه سراحه إطالقا كان اهلرب أفضل منه‪ ،‬ألنه انله بعد ذل سجد به للشاه‪،‬‬
‫وبعد أن امتدت إليه يد استعمارية خبيثة‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وبقى عبدالبهاء راين الطمأنينة يف عكا يرتقب نتيجة املؤامرة اليت كانت حتاك ضد الطاغية‬
‫عبداحلميد‪ ،‬وأبقى معه القليل من أنصاره الذين يعلمون سره‪ ،‬وصرف سواهم من البهائيني عن‬
‫عكا‪ ،‬حىت ال حيمل االستعمار ‪ -‬إن فشلت الثورة ضد عبداحلميد ‪ -‬سوى مهه‪ ،‬وهم القلة الذين‬
‫ظلوا معه‪ ،‬وأفلحت الثورة‪ ،‬وزلزل عرش الطاغية عبداحلميد‪ ،‬وحنى عن احلكم‪ ،‬وانطلق األفعوان‬
‫اخلبيث عبدالبهاء يفزع بفحيحه الناس زاعما إلتباعه‪ ،‬ولغريهم أن الوحي اإلهلي بشره من قبل مبا‬
‫حدث‪ ،‬وينشر االستعمار له هذا الزعم الكاذب؛ لعله يستطيع إخفاء حقيقة الصل األسود‬
‫ويشرتي األنصار‪ .‬وأقول نعم‪ :‬إن الوحي كان ينـزل عليه‪ ،‬ولكنه وحي االستعمار والصهيونية اليت‬
‫مسنته يف حظائرها ليخور معها خبوارها‪ ،‬واتريخ الثورة على عبداحلميد حيدثنا أنه كان وراءها كثري‬
‫من اليهود ميدوهنا ابلكثري من املال‪.‬‬
‫ومضى عبدالبهاء يقفز كالفهد هنا وهناك‪ ،‬فانتقل من عكا إىل حيفا‪ ،‬مث من حيفا إىل‬
‫اإلسكندرية؛ ليطمئن على ما فعل دعاته يف مصر‪.‬‬
‫عبدالبهاء يغري دينه يف أوراب‬
‫يف لندن‪:‬‬
‫دعا اإلجنليز عبدالبهاء إىل نـزهة يف أورواب‪ ،‬فلىب الدعوة‪ ،‬فوصل إىل سويسرة سنة ‪ ،1911‬ونـزل‬
‫يف فندق فخم يطل على حبرية "جنوا"‪.‬‬
‫مترا صحفيًا‪ ،‬وقد هبر عبدالبهاء َم من شهدوه مبنظره اجلليل‪ ،‬وأرديته اليت‬
‫وهناك عقد له سادته مؤ ً‬
‫نسجتها أكف األساطري‪ ،‬ووشتها أحالم السحرة‪ ،‬وأسكرهم حبديثه الراعش الصوت‪ ،‬الشجي‬
‫النربات‪ ،‬وإبمياءات ُه مدبَيه األوطََفني اللذين تربق حتتهما عينان فيهما بريق ذكاء لدهاء‪ ،‬وفتنة‬
‫سراب من خشوع‪ ،‬وضراعة ودموع‪.‬‬
‫أفناان وأوراقًا من دوحة واحدة؟! ألستم‬
‫وهبرهم أيضاً هبذه الدعوة اليت عرب عنها بقوله‪":‬ألستم ً‬
‫مشمولني بلحظات أعني الرْحانية؟! اي قوم البدار البدار إىل األلفة"(‪ )1‬وما لعبدالبهاء أن يفخر‬
‫هبذا‪ ،‬فاخلِ ِمري الذي تلوكه خطااي الليل يستطيع أن يدعو هبا؛ ألهنا ال تكلف غري ألفاظ حلوة‬
‫النرب؛ شجية النغم‪ .‬وإهنا لتدمغه ابلرايء األسود؛ فقد كان سلوكه يف احلياة‪ ،‬وسلوك أبيه مناقضاً ملا‬
‫يدعو إليه من األلفة واالحتاد‪ .‬وما جنت دعوة على وحدة مجاعة كما جنت البهائية‪ ،‬حسبك أهنا‬
‫دمرت أسر القائمني هبا‪.‬‬

‫(‪ (1‬ص‪ 7‬خطاابت عبدالبهاء‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وخيرج عبدالبهاء يتخطر يف شوارع "سويسرا" ومجاعة من صحابه يف أردية "الدراويش" حافون‬
‫من حوله‪ ،‬وعيناه تغازالن يف هنم كل حسن يراه‪.‬‬
‫ومتر به امرأاتن مجيلتان‪ ،‬فريمقهما بكل شهواته‪ ،‬فتقول إحدامها‪ :‬إن له منظراً هبياً حنوانً‪ ،‬وتقول‬
‫األخرى‪ :‬وله عينان وقاداتن!‬
‫وكان من خلق عبدالبهاء أنه يتجمع بكل مشاعره وعواطفه‪ ،‬لكل فتاة‪ ،‬ويرتبص هبا بكل مكره‬
‫وغزله؛ ليثري وهج أنوثتها الراغبة‪ ،‬فتكتب يف الصحف عن نور مجاله‪ ،‬وحسن صورته‪ ،‬وسحر‬
‫عينيه‪ ،‬وشجو جنواه‪.‬‬
‫جلس مرة يف منتدى ليلي مع بعض الفتيات الاليت يسمني بفراشات الليل‪ ،‬فتحدث عن مجال‬
‫أبيه‪ ،‬وشبهه ابملصباح الذي أشرق‪ ،‬فتهافتت حوله الفراشات! فقالت إحداهن‪ :‬هل نستعد ألن‬
‫نغمس أجنحتنا يف هذا النور؟!‬
‫فهفا جييب يف هلفة مشوقة‪ :‬حسناً قلت‪ ،‬فإين مسرور من جوابك(‪.)1‬‬
‫اإلْلاد هو دين اْلق‪ :‬سئل عبدالبهاء عن إنسان ترك الدين‪ ،‬وعكف على دراسة االقتصاد‬
‫جهدا يف أن يفجر كفره‪ ،‬ويتزلف به‪ ،‬فقد اعتاده‪ ،‬فقال للسائل‪":‬إن‬
‫وحده‪ ،‬ومل جيد عبدالبهاء ً‬
‫أمثال هؤالء النفوس يشتغلون ابلدين احلق"(‪.)2‬‬
‫آراء عبدالبهاء يف لندن‪:‬‬
‫كثريا من الكتاب على تسخري أقالمهم‬
‫حرضت احلروب الدامية اليت شبت يف ذلك الزمن ً‬
‫شأان كاتب روسية األكرب "تولستوي" الذي كان عبدالبهاء‬
‫للدعوة إىل السالم‪ .‬وكان أعظمهم ً‬
‫يسطو على آرائه‪ ،‬وينسبها إىل نفسه؛ لعل الناس يظنونه من جنود السالم‪ ،‬فال حتذره ضحية؛‬
‫وهلذا ارتفع صوته حينما نـزل لندن ابلدعوة إىل السالم‪.‬‬
‫البهائي ُيب كل إنسان‪ :‬ورد يف سفر مىت‪":‬ال تقاوموا الشر‪ ،‬بل من لطمك على خدك األمين‪،‬‬
‫أيضا" وورد كذلك فيه‪":‬أحبوا أعدائكم‪ ،‬ابركوا العنيكم‪ ،‬أحسنوا إىل مبغضيكم‪،‬‬ ‫فحول له اآلخر ً‬
‫وصلوا ألجل من يسيئون إليكم‪ ،‬ويطردونكم(‪ ")3‬وسرق عبدالبهاء هذا يف لندن‪ ،‬فقال هلم هناك‬
‫"البهائي حيب مجيع العامل كأهنم إخوته‪ ،‬فإذا ضربه أحد‪ ،‬فال يعامله ابملثل‪ ،‬وال يتكلم عنه بسوء"‬

‫(‪ )1‬ص‪ 10 ،8‬املصدر السابق‪ ،‬وقد كانت البهائية توجب على املرأة أن تنـزع حجاهبا وحتث البهائيات يف إيران ومصر والشام‬
‫على بث هذه الفتنة بني املسلمات‪ ،‬ودعوهتن ‪ -‬دون أن يظهرن هبائيتهن ‪ -‬إىل التمرد الفاجر على احلجاب‪ .‬انظر ص‪151‬‬
‫هباء هللا‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 9‬خطاابت‪.‬‬
‫(‪ (3‬ص‪15‬خطاابت‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أراد أن يؤكد أنه صلييب صميم‪ ،‬وأن يرتاءى ‪ -‬يف أسوأ نفاق ‪ -‬أبنه داعية فدائية يف سبيل البشر!‬
‫على حني عاشت الصليبية تقتل وتفتك وتدمر‪ ،‬وتستعبد أبرايء الشعوب‪ .‬كذلك عاشت ربيبتها‬
‫البهائية تقتل ابلسم وتفتك ابلسواطري‪.‬‬
‫إن البهائية تزعم أهنا متثل قمة الكمال للرساالت اإلهلية‪ ،‬فهل ترى هذا الضعف اخللقي‪ ،‬واخلور‬
‫كماال‪ ،‬أو يصلح لقيادة أمة قوية‪ ،‬أو السمو هبا؟ أو تراه‬ ‫النفسي الذي يدعو إليه عبدالبهاء ميثل ً‬
‫استغراق "بوذية" جتمح هبا الشاعرية الوامهة عن فطرة اإلنسان وواقعة‪ ،‬وحتمله على أن يقمع يف‬
‫نفسه أقوى غرائزه ويسلمه إىل الوحدة الكابية اليت تسلمه بنفسها إىل اخلبال؟‪ .‬لقد زعمت‬
‫الصليبية أهنا تدين هبذا الدين! فهل كانت مع الشرق هبذا الدين؟ إن اترخيها يشهد أبهنا كانت‬
‫تفرض على الشرق أن يكون صليبيا‪ ،‬فال يقاوم العدوان‪ ،‬بل يستخذي حني يلطمه االستعمار‬
‫على خده األمين‪ ،‬فيدير له خده األيسر‪ ،‬أو يبارك العنيه‪ ،‬وهي الالعنة الالطمة خلدود اآلخرين‪،‬‬
‫وجـاءت البهائية تلعق يف هذا نعـل الصليبية‪ .‬مث اقرأ اهلدى والنور يف قوله سبحانه‪ُ :‬خ ِذ الم َع مف َو َوأم ُم مر‬
‫اعتَ ُدوا َعلَمي ِه مبِِثم ِل َما‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪[ ‬األعراف‪ .]199 :‬فَ َم ِن ماعتَ َدى َعلَمي ُك مم فَ م‬ ‫ِابلمعُ مرف َوأ مَع ِر م‬
‫ض َع ِن ا مجلَاهل َ‬
‫اج موا ِاب مِإل مِمث َوالمعُ مد َو ِان‪‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫اجميـتُ مم فَ َال تَـتَـنَ َ‬ ‫ماعتَ َدى َعلَمي ُك مم‪[ ‬البقرة‪َ  .]194 :‬اي أَيـُّ َها الذ َ‬
‫ين آَ َمنُوا إ َذا تَـنَ َ‬
‫[اجملادلة‪ .]9 :‬وهبذه األخالق القوية استقامت الفطرة‪ ،‬وحققت اجلماعة اإلسالمية املثل العليا‪.‬‬
‫البهاء جمدد فحسب‪ :‬وأىب عبدالبهاء إال أن يتزلف التزلف الوضيع الذي يطيح بعقيدته؛ إذ‬
‫قال يف لندن‪":‬الناس قد نسوا تعاليم بين إسرائيل وتعاليم املسيح وغريه من معلمي األداين‪،‬‬
‫فجددها البهاء"(‪ )1‬ففي هذا القول يؤكد عبدالبهاء أن أابه جمدد فحسب‪ ،‬فأين ما ينسبه إليه من‬
‫ربوبية خالقة قهارة؟‬
‫نثناؤه على اإلجنليز‪ :‬وكان ال بد لعبدالبهاء من أن يعلن على املأل أنه عبد إجنليزي صميم‪،‬‬
‫فمضى يقول‪":‬إن مغناطيس حبكم هو الذي جذبين إىل هذه اململكة" ويقول‪ :‬إين عرفت األمة‬
‫اإلجنليزية‪ .‬والذين قابلتهم هم أنفس طيبة يشتغلون للسالم واالحتاد" ويقول‪":‬إن لندن ستكون مركزا‬
‫لنشر األمر"(‪ )2‬أي مركزا لنشر البهائية‪.‬‬

‫(‪ )1‬ص‪ 43‬املصدر السابق‪ .‬واحلظ زلفاه إىل الصهيونية والصليبية‪ ،‬وإغفال النص ابالسم على حممد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر ص‪ 119 ،87 ،40 ،12‬خطاابت عبدالبهاء‪ ،‬ووالء البهائية لإلجنليز موروث عن البهاء نفسه‪ ،‬وقد حتدث البهاء‬
‫مرة عن سعة رقعة اإلمرباطورية اإلجنليزية‪ ،‬مث قال‪(:‬فهل تسىن ذلك االستيالء إال بدستور التسوية بني مجيع الفرق واألشياع‪ .‬أجل‬
‫بدواء قانون حرية الوجدان العادل‪ ،‬وتوحيد احلقوق‪ ،‬وتسويتها بني املفضول والفاضل‪ ،‬جعلوا حتت حكمهم ما يناهز ربع‬
‫املعمور‪ ،‬وبواسطة هذه املبادئ أصبح أهل األرض‪ ،‬أو جلهم لساان واحدا يلهج بعدالتهم) ص‪ 114‬مقالة سائح‪ ،‬وهو كالم‬
‫يشهد بعبودية قائلة لإلجنليز‪ .‬فما كان االجنليز يوما كذلك!‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وكان يف أحاديثه ينال من األمة العربية اإلسالمية‪ ،‬ويطعن فيها؛ وهلذا أحيط عبدالبهاء‪ ،‬وهو يف‬
‫لندن بكل مظاهر احلفاوة اليت تعدها اجنلرتا ملن خيلصون لبغيها الوالء والعبودية‪.‬‬
‫وقد أىب رؤساء الكنائس اليت خطب فيها عبدالبهاء إال أن يكشفوا حقيقة البهائية‪ ،‬ومدى‬
‫سيطرة الصليبية عليها؛ فقال رئيس كنيسة "سىت متبل" معقبا على عظة البهاء يف كنيسته‪":‬إهنا يف‬
‫روحها مطابقة جلميع اخلطاابت الدينية اليت تسمعوهنا كل أسبوع‪ ،‬ولقد تصافح هذه الليلة الشرق‬
‫والغرب يف هذه الكنيسة"(‪ )1‬وكذلك فعل رئيس كنيسة "سنت جونس"‪ ،‬حىت لقد طلب من‬
‫عبدالبهاء مناجاة هللا‪ ،‬وهم ركوع‪ ،‬وقد بلغ سرور اإلجنليزايت منه مبلغا عظيما‪ ،‬حىت لقد قالت‬
‫إحداهن عن أحد جمالسه‪":‬وقد كان اإلنسان يشعر بقدرته على خلع العذار" هذا أثر البهائية يف‬
‫النساء! جتعلهن قادرات على اقرتاف اخلطااي يف جمامع الرجال‪ ،‬دون خشية من هللا أو لذعة من‬
‫ضمري‪ ،‬أو شعور أبهنن اقرتفن خطيئة!‬
‫ت بدهه أحد رؤسائه بقوله‪":‬إن أفكار هباء هللا‬ ‫وقد شهد عبدالبهاء مؤمتر األجناس يف لندن‪ ،‬ومث َ‬
‫الغربية خمتلفة عن أفكار األنبياء السابقني" ومل ُختمز هذه احلقيقة عبد االستعمار‪ ،‬وإَّنا جلت به يف‬
‫املروق عن كل حياء ودفعته إىل توكيد "إجنليزيته" إذ قال‪":‬أصبحت املدنية الغربية متقدمة عن‬
‫الشرقية‪ ،‬وأصبحت اآلراء الغربية أقرب إىل هللا من آراء الشرقيني" وزاد‪ ،‬فأكد أن املدنية الشرقية مل‬
‫تكن يف يوم من األايم أرقى من املدنية العربية إال يف عهد "بوذا" وعهد "زرادشت"‪.‬‬
‫مث بدأت بعدمها األوهام واخلرافات تفسدان على الشرقيني معتقداهتم‪ ،‬على حني كان الغربيون‬
‫جيتهدون يف الرتقي حنو النور(‪ .)2‬ومعناه أن حضارة الغرب أمسى من دين هللا‪ .‬والبوذية اليت ميجدها‬
‫عبد االستعمار صوفية سلبية تقدم لإلنسانية مثلها األعلى مقنعا ابألحاجي والرموز واألسرار داعيا‬
‫إىل الفناء يف طلسم جمهول‪ ،‬و"الزرادشتية" كما يعرفها التاريخ ثنوية تعبد ابحلب إله اخلري وابخلوف‬
‫إله الشر‪ .‬هااتن مها الداينتان الوضعيتان اللتان يزعم عبد االستعمار أن الشرق قد سبق هبما مدنية‬
‫الغرب‪ .‬ويزعم يف جرأة يقبل هبا نعل سادته أن دين التوحيد الذي جاء به رسل هللا وخامتهم قد‬
‫أفسدمها‪.‬‬
‫متجيد اخلرافة‪ :‬جمد عبدالبهاء اخلرافة احلسنة‪ ،‬وقد مثل هلا مبا يعتقده بعض الناس من أن ملكاً‬
‫مساوايً هو الذي يعاقبهم على اخلطااي‪.‬‬

‫‪ )1‬ص‪ 31‬وما بعدها املصدر السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 70‬خطاابت‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫والدين احلق عدو اخلرافة‪ ،‬ومدمر أصنامها؛ ألهنا الران الذي حيجب عن الفكر والقلب نور‬
‫احلقيقة وهداها؛ وألهنا تفصم أقوى العالئق بني العبد وربه‪ ،‬وبني العقل والعلم الصحيح‪.‬‬
‫الشعور املتموجة‪ :‬ومترق أمام عينيه أنثى مجيلة‪ ،‬تتموج شعورها‪ ،‬وهي تلهب ظهر جوادها‬
‫السابح ابلسوط‪ ،‬فيتأوه الشيخ املتصايب‪ ،‬ويقول ملن معه‪":‬يف هذا العصر ينبغي أن أتخذ املرأة حظا‬
‫من العلم مساواي للرجل‪ ،‬وتتمتع بنفس االمتيازات"(‪ .)1‬إن جالل النبوة ال تستهويه أبداً امرأة‬
‫تتحدى قداسة الفضيلة بفتنتها العارية‪ ،‬وال تستخفه عن وقاره شعور مواجه‪ ،‬قد تلهب ابحلب‬
‫عواطف الشعراء‪ ،‬ولكنها تثري غضب األنبياء! إن عبدالبهاء عاش يسجد لفتنة املرأة؛ وهلذا‬
‫قال‪":‬إن تربية البنت اآلن أهم من تربية الولد" قاهلا زلفى إىل النسوة املارقات‪ ،‬وخدعة يستزل هبا‬
‫من يستهويها ملع هذا السراب وإال فهل يستهوى خيال إنسان تصور عامل قد تربت نساؤه أكثر‬
‫من رجاله(‪.)2‬‬
‫البهائية تيوزوفية(‪ :)3‬سئل عبدالبهاء عن اجلمعية التيوزوفية‪":‬فقال‪ :‬إين أعرف أعمال اجلمعية‪،‬‬
‫وأفتكر يف أمرها كثريا وكلمة "أفتكر" هذه وضاعة من سوء النفاق! فعقب السائل على هذا‬
‫بقوله‪":‬تعلمنا التيوزوفية أن احلق يف مجيع األداين واحد‪ ،‬فهل عمل هذه اجلمعية من هذه الناحية‬
‫يرضي عبدالبهاء؟" لقد كان السائل يعرف نفاق عبدالبهاء فيما جييب به؛ هلذا أراد أن يستدرجه‬
‫حىت ينال منه جوااب صرحيا‪ ،‬ال لبس فيه‪ ،‬وكان ما أراد السائل؛ إذ أسرع عبد االستعمار جييب‬
‫بقوله‪":‬بدون شك"(‪ !)4‬إذن مل قاتلت البهائية‪ ،‬واغتالت‪ ،‬وحكمت بكفر املسلمني‪ ،‬وافرتت‬
‫الكذب األسود على هللا‪ ،‬ما دام األمر كذلك؟ إنه ليس هلل أداين متعددة‪ ،‬وإَّنا له دين واحد هو‬

‫(‪ )1‬ص‪ 84 ،74‬املصدر السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬على أكتاف املرأة املستباحة قامت البابية والبهائية‪ ،‬وحنن نذكر ما قامت به قرة العني‪ ،‬ونذكر داعيات التربج من البهائيات‬
‫يف الشرق‪ ،‬ونذكر هنا ما يقوله جولدزيهر‪(:‬توجه عدد كبري من السيدات األمريكيات للحج إىل مقر النيب الفارسي ‪ -‬عبدالبهاء‬
‫‪ -‬جبوار جبل الكرمل؛ لكي يلتقطن من فيه حكم اهلداية‪ ،‬مث يعملن على نشرها يف وطنهن الغريب‪ ،‬وإان ندين أبوىف مرجع يف آراء‬
‫عباس أفندي إىل اآلنسة (لورا كليفورابريت) اليت استطاعت أن تصحب عبدالبهاء وقتاً طويالً‪ ،‬وأن تدون تعاليمه) ص‪ 248‬ط ‪1‬‬
‫العقيدة والشريعة‪ ،‬وعن هذه احلسناء يقول بروكلمان إهنا نشرت تعاليم عبدالبهاء يف ترمجات إجنليزية وفرنسية وأمدت دينه‬
‫ابألتباع ص‪ 165‬جـ‪ 4‬اتريخ الشعوب اإلسالمية!‪.‬‬
‫(‪ (3‬مجاعة تدين حبلول الروح اإلهلية يف كل شيء‪ ،‬وبوحدة األداين سواء منها السماوي والوضعي‪ ،‬وأبنه ال قيمة مطلقاً‬
‫للشعائر الدينية كالصيام والصالة‪ ،‬يقوم أحد هم‪(:‬إن كل دين طريق إىل املثل األعلى‪ ،‬وجيب أن تعلم أن الرسوم والشعائر ليست‬
‫أمراً حمتوماً‪ .‬وإن هللا قدير على كل شيء حيل فيك‪ ،‬وإين إلنسان‪ ،‬ولكنين كذلك هللا يف اإلنسان) ص‪ 56 ،47‬رسالة عند‬
‫قدمي اإلمام ط ‪ 1927‬عن اجلمعية التيوزوفية مبدارس ابهلند‪.‬‬
‫(‪ (4‬ص‪ 91‬خطاابت‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اإل مس َالِم ِدينًا فَـلَ من يـُ مقبَ َل ِممنهُ َوُه َو‬


‫اإلسالم الذي أكمله هللا ابلقرآن‪ .‬يقول سبحانه‪:‬وَم من يَـمبـتَ ِغ َغ مري مِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِِ‬
‫ين‪[ ‬آل عمران‪ .]85 :‬وهذا التيوزويف إَّنا يريد مجيع ما تدين به البشر سواء‬ ‫يف ماآلَخَرة م َن ا مخلَاس ِر َ‬
‫يف ذلك ما أوحى به الرْحن‪ ،‬وما أوحى به الشيطان‪ .‬وكان البد لعبدالبهاء من أن جييب بذلك‬
‫اجلواب ألن امرأة مجيلة كانت ترأس هذه اجلمعية!‬
‫الفنون اجلميلة عني العبادة‪ :‬وسألته إحدى خطااي الليل من الاليت يشتغلن ابلتصوير‪":‬هل‬
‫الفنون اجلميلة تستحق االشتغال هبا"؟ فأجاب عبد الشهوات مبا آاثر عجب السائلة الفاتنة؛ إذ‬
‫قال‪":‬هي عني العبادة" لقد كانت املصورة ابلغة الدقة واالحرتاس يف سؤاهلا‪ ،‬ومل تكن تطمع من نيب‬
‫البهائية األكرب إال يف أن يبيح هلا االشتغال ابلفنون اجلميلة‪ ،‬غري أن عبد الشهوات أىب إال أن يلعق‬
‫كفر اخلطيئة كله؛ ليستزل قدم املصورة احلسناء‪ ،‬فقال‪ :‬إهنا عني العبادة!‬
‫وسأله رجل بعد سؤال تلك املصورة عن التمثيل‪ ،‬وكان الرجل يطمع ‪ -‬وال شك ‪ -‬يف أن يقول‬
‫العجوز املتصايب‪ :‬إن التمثيل عبادة! إن مل يقل له "عني العبادة" غري أن عبد الشهوات خشي أن‬
‫يصاب رضا املصورة احلسناء بقشعريرة من غضب‪ ،‬فلم جيب إال مبا يفيد أن التمثيل ذو أمهية‪ ،‬ولو‬
‫أن امرأة سألته عن التمثيل لقال عنه‪ :‬إنه عني العبادة‪.‬‬
‫شعار ونثين‪ :‬سئل عبد االستعمار عن لبس الصليب‪ ،‬فمجده‪ ،‬وذكر أن البهائيني يلبسون خامتا‬
‫منقوشا عليه اسم البهاء؛ لريدعهم عن السوء إذا مهوا به(‪ .!)1‬وهكذا يلبسون إهلهم يف اإلصبع!‬
‫وإذا كانت نعم هللا وآايت قدرته ال تذكر القلوب برهبا‪ ،‬فهل يذكر به خامت نقش عليه اسم‬
‫الشيطان؟!‪.‬‬
‫تولستوي(‪ )2‬وعبدالبهاء‪ :‬يف مؤمتر من املؤمترات بده أحد احلاضرين عبدالبهاء بقوله‪":‬قرأت‬
‫كتب تولستوي‪ ،‬ووجدت مشاهبة بني تعاليمه وتعاليمكم" فتفصد جبني عبد االستعمار عرقا‪،‬‬
‫وجتشم ازدراد خزيه يف مشقة‪.‬‬
‫لقد عرف اللص أنه كان ضحية وهم كبري حني ظن أنه جنا بسرقة أفكار تولستوي‪ ،‬غري أنه‬
‫وجد فجأة أمامه من يعتصر بشدة عنقه الغليظ!‬

‫(‪ )1‬ص‪ 99‬املصدر السابق‪.‬‬


‫(‪ (2‬من أكرب أدابء روسيا توىف سنة ‪1910‬م عاش أكثر عمره يندد ابحلرب‪ ،‬ويدعو إىل السالم‪ ،‬وقد انتهى األمر بتولستوي‬
‫إىل صوفية حاملة ال يتصل ما تصوره وتدعو إليه من مثل اجتماعية وخلقية وسياسية بواقع اإلنسان‪ ،‬وال توائم فطرته‪ ،‬ومن‬
‫أقواله‪(:‬ال تكن ألحد عدوا‪ .‬املك زمام نفسك‪ ،‬وال تركن إىل العنف)‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫لإلنسان أن يتدين مبا شاء‪ :‬سأله ملحد وصفته البهائية أبنه أحد طالب األفكار العالية‪":‬أليس‬
‫من املستحسن بقائي يف الطريقة اليت درجت فيها طول أايم حيايت" فأسرع عبدالبهاء جييب‬
‫بقوله‪":‬ينبغي لك أال تنفصل عنها فاعلم أن امللكوت ليس خاصاً جبمعية خمصوصة‪ .‬فإنك ميكنك‬
‫أن تكون هبائياً مسيحياً‪ ،‬وهبائياً ماسونياً‪ ،‬وهبائياً يهودايً‪ ،‬وهبائياً مسلماً" (‪ )1‬هبذا حكم عبدالبهاء‬
‫أنه جيوز لإلنسان أن يتدين ابإلميان‪ ،‬وابلكفر معا‪ ،‬وحكم على البهائية أهنا نفاق خسيس‪ ،‬وأهنا‬
‫دعوة إىل اجلمود على الضاللة‪.‬‬
‫البهائية برمهية‪ :‬زار عبد االستعمار مقر الربمهية يف لندن‪ ،‬وتكلم رئيس الربامهة‪ ،‬فكان مما قرره‪:‬‬
‫أنه ال خالف بني الربمهية والبهائية! ومل ميتعض عبدالبهاء بل استخف حليته اجلذل واجملون‪ ،‬وهو‬
‫يعبث فيها أبصابعه‪ ،‬فتعرب حبركاهتا عن التأييد واإلعجاب!‬
‫سقوط الغر‪ :‬مكث عبدالبهاء يف لندن قرابة شهر‪ .‬وحينما اعتزم السفر إىل ابريس‪ ،‬أقيم له‬
‫حفل كبري‪ .‬وقد حرص الذين أقاموه ممن مكروا بعبدالبهاء وفتنوه عن الدين الذي وضعه ألبيه ‪-‬‬
‫حرصوا على أن يسجلوا عليه يف هذا احلفل آراءه اجلديدة اليت جرد هبا البهائية من أهم خصائصها‬
‫اليت كان ينسبها إليها‪ ،‬وهي أهنا دين إهلي! فقال أحدهم‪":‬إن عبدالبهاء أيمران أن نكون صادقني‬
‫يف كل ما نعتقد"‪ .‬وقال آخر‪":‬إن أمر البهائية هو لالحتاد بقطع النظر عن األلوان والعقائد"‬
‫فالبهائية إذن ليست دينا! وهو وأبوه يؤكدان يف كل كتبهما أهنا دين خالد! فلم هذه املداهنة؟ إن‬
‫هذه املداهنة الوضيعة ال يقرتفها صاحب دين يؤمن بقدسية دينه‪ ،‬فمن مسات الدعاة إىل الدين‬
‫احلق اجلهر ابحلق واجلد يف سبيل تصحيح معاين القيم يف أذهان البشر‪ ،‬واإلميان مبفهوم الكلمة‬
‫اإلهلية إمياان ال أيذن أبدا لوسوسة الشيطان أن تلبس عليه يف فهمها‪ ،‬والفصل الدقيق احملكم البني‬
‫الشجاع بني احلق والباطل‪ .‬وما رأينا نبيا أيذن للناس يف أن يدينوا مبا شاءوا‪ .‬إنه لو فعل ألقام‬
‫احلجة على أنه دعي‪ ،‬ال نيب!‬
‫لقد وطئ عبدالبهاء لندن‪ ،‬وهو يزعم أنه أكرب األنبياء‪ ،‬وخرج منها مسخا تالحقه لعنات نبواته‪،‬‬
‫وخزي نـزواته‪ ،‬وما تركه اإلجنليز إال بعد أن جعلوه صليبيا‪ ،‬ميجد الصليب وأحاجيه واثلوثه‪.‬‬
‫فقد قال عن مسيح الصليبية‪":‬املسيح هو احلقيقة اإلهلية‪ ،‬والكلمة اجلامعة السماوية اليت ال أول‬
‫هلا‪ ،‬وال آخر‪ .‬وهلا ظهور وإشراق وطلوع وغروب يف كل دور من األدوار" يعين أن املسيح هو‬

‫(‪ )1‬ص‪ 99‬املصدر السابق‪ ،‬واقرأ ما جاء يف كتاب قواعد آل حممد ص‪ 27‬عن الباطنية‪(:‬من وجدوه جموسيا‪ ،‬فيظهرون عنده‬
‫تعظيم النار‪ ،‬ومن وجدوه يهوداي يظهرون عنده شتم النصارى واملسلمني مجيعاً‪ ،‬ومن وجدوه نصرانياً يظهرون عنده أن القول‬
‫ابألب واالبن وروح القدس حق) والبهائية كذلك‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫هللا(‪ ،)1‬وأنه يتجلى زماان بعد زمان يف هياكل بشرية‪ .‬وقال‪":‬مع أن مشس املسيح قد أشرقت من‬
‫الشرق إال أن نورها قد ظهر يف الغرب‪ .‬وفيه كان إشراق أنواره أشد" واحلق يشهد أن اإلسالم‬
‫الذي أرسل به عيسى ليس هو الصليبية اليت سادت الغرب‪.‬‬
‫فاإلسالم توحيد خالص‪ ،‬والصليبية تثليث غامض‪ .‬اإلسالم يشهد أن عيسى ابن مرمي بشر‪،‬‬
‫وعبد هللا ورسوله‪ .‬أما الصليبية‪ ،‬فاألمر معروف قالت عنه‪ :‬إنه إله ابن إله!‬
‫ملاذا كتبت عن رحلة عبدالبهاء؟ دعاين إىل هذا إثبات أن عبدالبهاء حور البهائية يف لندن‪.‬‬
‫فبعد أن كان يزعم أهنا خري األداين‪ ،‬وخامتتها‪ .‬راح يؤكد أهنا دعوة إنسانية فقط غايتها توحيد بين‬
‫اإلنسان دون ما نظر إىل دين أو عقيدة! ولست أدري أي مسخرة تستفز سخرية كل إنسان أكثر‬
‫من رجل يدعو الناس إىل اإلميان بشيء‪ ،‬مث يكون هو أول كافر به‪ ،‬وداع إىل الكفر به‪.‬‬
‫أيضا إثبات أن عبدالبهاء ما هو يف حقيقته سوى إمعة يقوده الرأي‪ ،‬وال‬ ‫كما دعاان إىل ذلك ً‬
‫يقود هو برأي‪ ،‬ما دام صاحب ذلك الرأي له فضلة من سلطة صيت‪ ،‬أو مال‪ ،‬أو امرأة! أو‬
‫صاحب قوة فكرية جتدع أنف اخلصم‪ ،‬وتثرم أنيابه‪ ،‬وأيضا إثبات أنه منافق خسيس‪ ،‬حيرص كل‬

‫(‪ )1‬ص‪ 172 ،221‬هباء هللا‪ ،‬ويقول املؤرخ املسيحي الكبري ول ديورانت‪(:‬نشأت املسيحية من اإلحياء الغامض العجيب‬
‫حبلول امللكوت‪ ،‬واختذت صورة العقائد يف الهوت بولس‪ ،‬مث َّنت ابستيعاهبا العقائد والطقوس الوثنية) ص‪ 241‬جـ‪ 11‬قصة‬
‫احلضارة‪ .‬ويتهم املعلم ميخائيل مشاقة الكنيسة الغربية ابلعدول عن روح املسيحية إىل روح الوثنية‪ ،‬وأنه مل يبق منها سوى رسم‬
‫املسميات اليت حتت برقعها يصاد البسطاء‪ ،‬ويقادون لعبادة األواثن ص‪ 3‬الرباهني اإلجنيلية‪ ،‬وقد استقرت الصليبية على التثليث‬
‫الذي قرره جممع نيقية‪ ،‬وإليك ما أصدره اجملمع من عقيدة مساها األمانة‪(:‬نؤمن إبله واحد ضابط الكل‪ ،‬خالق السموات واألرض‬
‫كل ما يرى‪ ،‬وما ال يرى‪ ،‬وبرب واحد يسوع املسيح بن هللا الوحيد‪ ،‬املولود من األب قبل كل الدهور‪ .‬نور من نور‪ ،‬إله حق‪،‬‬
‫مولود غري خملوق‪ ،‬مساو األب يف اجلوهر الذي من أجلنا حنن البشر ومن أجل خالصنا نـزل من السماء‪ ،‬وجتسد من روح‬
‫القدس‪ ،‬ومن مرمي العذراء وأتنس‪ ،‬وصلب على عهد بيالطس النبطي‪ ،‬وأتمل وقرب وقام يف اليوم الثالث كما يف الكتب‪ ،‬وصعد‬
‫إىل السماء‪ ،‬وجلس عن ميني األب‪ ،‬وأيضاً فسيأيت مبجده ليدين األحياء واألموات‪ ،‬الذي ال فناء مللكه‪ ،‬وبروح القدس الرب‬
‫احمليي املميت املنبثق من األب املتحد مع األب‪ ،‬واالبن املسجود له‪ ،‬ونعتقد بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية‪ ،‬ونعرتف‬
‫مبعمودية واحدة ملغفرة اخلطااي ونرتجى قيامة املوتى وحياة الدهر اآليت‪ .‬آمني)‪ .‬وما كانت هذه عقيدة املسيحية قبل جممع نيقية‬
‫الذي عقد سنة ‪ 325‬م وتدخل فيه قسطنطني ضد املوحدين من أتباع املسيح‪ ،‬وقد ذكر مالفري يف كتابه املطبوع يف ابريس سنة‬
‫‪1895‬م والذي ترمجه إىل العربية (خنلة شفوات) سنة ‪ 1913‬ما أييت‪(:‬لقد ذكر يف الكتب القدمية اهلندية الدينية اليت ترمجت إىل‬
‫اللغة االجنليزية عن عقي دة اهلنود القدماء ما أييت‪(:‬نؤمن بسافسرتي) أي (الشمس) إله واحد ضابط الكل خالق السموات‬
‫واألرض‪ ،‬واببنه الوحيد آىن (أي النار) نور من نور مولود غري خملوق مساو لألب يف اجلوهر جتسد من خايو (أي الروح) يف بطن‬
‫مااي العذراء ونؤمن بفاير الروح احمليي املنبثق من األب واالبن الذي هو مع األب واالبن يسجد له وميجد)‪ .‬مث يقول صاحب‬
‫الكتاب‪(:‬فالثالوث القدمي وهو سافسرتي أي األب السماوي و(آىن النار أي االبن وهو النار املنبعثة من الشمس‪ ،‬وفايو (نفحة‬
‫اهلواء) أي الروح هو أساس املذاهب عند الشعوب األراينية‪( ،‬أي اهلنود القدماء) ولسنا حباجة إىل تعليق! غري أان نقول للبهائية‪:‬‬
‫أتعرفني احلياء مرة واحدة؟؟‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫احلرص على رضا الناس‪ ،‬دون أن مييل مرة إىل إرضاء احلق‪ ،‬فهو ميجد اإلحلاد‪ ،‬والتيوزوفية‪ ،‬واملادية‬
‫الصرفة والصليبية‪ ،‬والصهيونية‪ ،‬والربمهية‪ ،‬والبوذية‪ ،‬واجملوسية‪ ،‬والشعور املواجه على ظهور تعربد‬
‫تؤج ابلفتنة اآلمثة على الزوارق املنسابة مبن دعاهم الشيطان إىل مخره‪،‬‬‫فوقها اخلطااي‪ ،‬واألنوثة اليت ُّ‬
‫وسكره‪ ،‬ورجسه على صفحات البحرية حتت غواية الليل(‪.)1‬‬
‫عبدالبهاء يف فرنسا وأمريكا‪:‬‬
‫زار عبد االستعمار ابريس ففتحت له حضنيها يف شغف وربتت على كتفه يف حنان‪ ،‬فكان مما‬
‫أحياان منصورين يقتلون‪ ،‬وينهبون‪ ،‬وخيربون"‪،‬‬
‫قاله هلم هناك عن احلروب الصليبية‪":‬كان املسلمون ً‬
‫وزار أمريكا سنة ‪ 1912‬وقال هناك‪":‬إن أمريكا أمة جميدة‪ ،‬وهي حاملة للواء السالم يف العامل‪،‬‬
‫وتستنري منها مجيع اآلفاق"(‪.)2‬‬
‫وخطب يف الكنائس‪ ،‬ويف معابد اليهود‪ .‬وقد لقيه هناك األمري حممد علي(‪ )3‬الذي كان يف مصر‬
‫وليا للعهد‪ ،‬وأثىن عليه يف الصحف‪ .‬مث زار أملانيا‪ ،‬وبودابست‪ ،‬وفينا‪ .‬مث استقر يف رمل‬

‫(‪ )1‬كان حيلو لعبدالبهاء مشاركة عرابيد الليل‪ ،‬فينساب به الزورق معهم حتت جنح الليل على صفحات حبرية جنوا‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 235 ،159‬هباء هللا‪ .‬وزعم أيضاً أن كل امللل ستقتدي أبمريكا يف اتباع تعاليم هباء هللا‪ ،‬فأين؟ وقال‪(:‬حيق للمسلمني‬
‫أن يذهبوا إىل كنائس النصارى‪ ،‬وصوامع اليهود‪ ،‬ففي أمريكا دخلت صوامع اليهود‪ ،‬ورأيتهم يعبدون هللا‪ ،‬وال أحد منهم يعبد‬
‫الشيطان) ص‪ 124‬هباء هللا‪ .‬وهذه ال يدعو هبا نيب‪ ،‬إذ يستحيل أن يدعو النيب بصليبية أو يهودية فالصلييب يعتقد أن هللا اثلث‬
‫ثالثة‪ ،‬واليهودي يعتقد أن هللا يندم ويتعب!‬
‫(‪ (3‬صج خطاابت‪ .‬وقد عاش حممد علي عوانً للبهائية‪ ،‬وكان سكرتريه أْحد فائق راشد من كبار البهائيني‪ .‬وكانت له كاتبة‬
‫حسناء تعتنق البهائية‪ ،‬وتدعو إليها‪ ،‬وهبذا العون الكبري من األسرة الباغية اليت كانت حتكم مصر انتشرت البهائية حتت زعامة‬
‫مال علي التربيزي‪ ،‬واملريزا حسن ا خلراساين‪ ،‬وعبدالكرمي الطهراين‪ ،‬واملريزا أيب الفضائل اجلرفادقاين داعية البهائية األكرب وداهيتهم‬
‫بعد عبدالبهاء‪ ،‬وقد عاش يف مصر طويالً يكتم أول األمر إميانه ابلبهائية‪ ،‬انفثا مسومه يف خفاء‪ ،‬مث استعلن حينما استوثق من‬
‫األمان لنفسه‪ ،‬وراح جيادل ويناضل‪ ،‬ويكتب يف الصحف‪ ،‬وال سيما املقتطف إلقامة الرباهني على كمال دين البهائية وقد بلغ‬
‫من دهائه أنه خدع عن حقيقته الزعيم مصطفى كامل‪ ،‬فجعله يثين عليه‪ ،‬وعلى كتابه الدرر البهية يف صحيفة اللواء‪ ،‬وكاد خيدع‬
‫صاحب املؤيد لوال أن تداركه الشيخ اجلليل حممد رشيد رضا الذي ْحل على البهائية ْحلة صادقة يف املنار جعلت الناس يتبينون‬
‫أن البهائية ما هي إال وثنية غليظة‪ ،‬ولقد كان العهد حينئذ عهد فساد مطبق‪ ،‬ومصر ترزح حتت نري االحتالل‪ ،‬ومقاليدها بيد‬
‫طغمة مسخرة لإلجنليز‪ ،‬هلذا وجدت البهائية جسما عليال تستطيع أن تفتك به ومضى املستعمرون يشرتون هلا األنصار ابملال‬
‫والنساء‪ ،‬ويف عهد الشيخ حسونة النواوي عثر على بعض البهائيني يف األزهر‪ ،‬فطردوا منه‪ ،‬وعلى رأسهم فرج هللا الكردي‪ ،‬ولكنه‬
‫بقي يف مصر يطبع كتب البهائية‪ ،‬ويف عهد الشيخ اجليزاوي سنة ‪1314‬هـ ‪1925 -‬م عثر على هبائيني من األكراد يف األزهر‪،‬‬
‫فطردوا‪ ،‬وهم والة األمر مبحاكمتهم‪ ،‬ولكن االجنليز طلبوا االكتفاء بنفيهم‪ ،‬ولكن قرار النفي نفسه مل ينفذ‪ ،‬وظلوا يف مصر‬
‫يعملون حتت رعاية اإلجنليز وعوهنم وْحايتهم حىت انتشر أمرهم‪ ،‬وبنوا هلم حمافل عديدة أمهها ‪ -‬وهو املركز العام ‪ -‬كان ابلقاهرة‬
‫عند مستشفى الدمرادش وقد تبينت حكومة الثورة خطرهم‪ ،‬فأغلقت مقارهم‪ ،‬وأعطتها جلمعية احملافظة على القرآن الكرمي‪،‬‬
‫فحققت هبذا أمال كان حيلم به كل مسلم‪ ،‬وقد التقى عبدالبهاء بكثري من العلماء يف مصر وقد خدعهم منه وفرة اطالعه ومكره‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اإلسكندرية‪ ،‬وفجأة عجل ابلسفر إىل حيفا يف ديسمرب ‪1333‬هـ ‪ .1913 -‬لقد أمر هبذا‬
‫السفر من سادته؛ لعيد العدة ملا سوف يكون‪.‬‬
‫عبدالبهاء مع اإلجنليز يف احلرب العظمى‪ :‬يقول ويلز‪":‬إن دول أورواب الكبرية كانت يف سنة‬
‫‪ 1914‬يف حال من القومية العدوانية‪ ،‬وكانت تسري يف طريق احلرب‪ .‬وتبلورت الفكرة األملانية يف‬
‫عبارة "برلني إىل بغداد" وكانت أحالم الروسيا عدوة ألحالم أملانيا‪ ،‬فالروسيا كانت تدبر اخلطط‬
‫الرامية إىل امتداد السيادة السالفية (الصقلبية) إىل القسطنطينية بطريق سربيا إىل البحر األدراييت‪،‬‬
‫وكانت هذه األطماع تقطع بعضها بعضا‪ ،‬ويتعارض أحدها مع اآلخر"(‪ ،)1‬وقد تناسى الكاتب‬
‫اإلجنليزي أطماع قومه يف الشرق األوسط‪ ،‬وأطماع الصليبية يف القضاء على نفوذ اإلسالم!‬
‫وهكذا كانت عودة عبدالبهاء إىل حيفا يف الوقت الذي كان فيه التهديد إبشعال احلرب من‬
‫أقوى العوامل أتثريا يف السياسة الدولية‪ .‬وقد عاد؛ ليكون حتت أمرة بريطانيا يف املكان الذي كانت‬
‫تعد العدة للوثوب به‪ ،‬والذي كانت الصهيونية تتشوف إليه‪ ،‬وهناك بدأ يف صرف البهائية فئة بعد‬
‫فئة‪ ،‬ومنع الناس عن زايراته؛ ليصنع اجلرمية يف حرية‪ ،‬ومل يبق معه من البهائية سوى األشياع الذين‬
‫يعينونه على اخليانة‪ .‬وفيما ذكرت دليل قاطع على أنه كان على بينة مما يدبر يف اخلفاء‪ ،‬والبهائية‬
‫جتعله دليال على أنه كان يلتقى الوحي‪ ،‬وأان ال أنكر أنه كان يتلقى الوحي من االستعمار‬
‫والصهيونية! مث اندلعت احلرب العاملية األوىل‪ ،‬سنة ‪1914‬م‪ ،‬وجد عبدالبهاء يدمر القوى املعنوية‪،‬‬
‫ويبشر بقرب النجاة‪ ،‬واخلالص على يد احللفاء من طغيان الرتك ‪ -‬وما أكثر الذين كانوا يتمنون‬
‫هذا اخلالص ‪ -‬جد يعمل مع العبيد يف سبيل متهيد السبيل لالستعمار يف مهة ونشاط؛ ليثبت هبذا‬
‫أنه أخلص العبيد‪ ،‬وأشدهم والء‪ ،‬وهو يقفز من عكا إىل حيفا‪ ،‬ومن حيفا إىل عكا‪ ،‬وغريمها‬
‫يفسد ويدمر وينذر ويتوعد‪ ،‬ويرهب من املقاومة‪ ،‬وجيمع األنباء‪ ،‬ويرسل هبا إىل سادته‪ ،‬ويهجم‬
‫على األسرار‪ ،‬ويفشيها هلم‪ ،‬وقد اهتبل الفرصة‪ ،‬فزرع قطعة أرض كبرية جبوار حبرية طربية أنتجت له‬
‫الوفري من القمح‪ ،‬مث مضى يبيعه يف السوق السوداء بثمن ابهظ‪ .‬ودق اجلنرال "ألنىب" أبواب‬
‫فلسطني جبيوش احللفاء‪ ،‬فراح عبدالبهاء يقفز يف كل مكان مستطار الفرح‪ ،‬حمموم النشوة‪ ،‬يبشر‬
‫ابلوعد‪ ،‬ويرهب ابلوعيد‪ .‬وسقطت حيفا يف ‪ 23‬سبتمرب سنة ‪ 1918‬بعد قتال مل يدم أكثر من‬

‫يف دعواه أنه داعية إخاء وزعمه أنه يرد على املاديني‪ ،‬واحلق أن رده عليهم أتييد هلم‪ .‬وكان أشد ما لقيت البهائية يف مصر خروج‬
‫أكرب دعاهتا وعودته إىل اإلسالم وهو احلاج عبدالكرمي الطهراين‪ ،‬فقد فضح أمر البهائية‪ ،‬وإين أعرف من شأهنم الكثري‪ ،‬ولكن‬
‫حسيب‪.‬‬
‫(‪ )1‬ص‪ 1157‬معامل اتريخ اإلنسانية ابختصار‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫عظيما عند ما استولت اجلنود‬


‫يوم‪ ،‬وتعرب البهائية عن فرحتها بسقوط حيفا بقوهلا‪":‬وكان االبتهاج ً‬
‫الربيطانية واهلندية عليها" وبقوهلا‪":‬ومنذ االحتالل الربيطاين طلب عدد عظيم من العسكريني‬
‫واملوظفني من كل الطبقات حىت العليا مقابلة عبدالبهاء‪ ،‬وكانوا يبتهجون مبحادثته النوراء"‪.‬‬
‫السري عبدالبهاء‪ :‬ويف أبريل سنة ‪ ،1920‬أقيم بدار احلاكم الصهيوين اإلجنليزي العسكري‬
‫لفلسطني حفل كبري تكرميًا لعبدالبهاء‪ ،‬ويف هذا احلفل ابدر احلاكم وقدم إىل عبدالبهاء ابسم‬
‫اإلمرباطورية الربيطانية أرفع وسام إجنليزي يعطيه لقب‪":‬سري" أو فارس اإلمرباطورية الربيطانية(‪ )1‬وإن‬
‫هذه املبادرة املفتضحة إىل منح هذا الوسام ‪ -‬مع اشتهار اإلجنليز بربودة الثلج ‪ -‬لدليل قوي على‬
‫قيمة ما أداه العبد لسادته‪ ،‬وعلى أنه تسفل يف اخليانة‪ ،‬وفجر فيها!‬
‫وعجيب أن تسجل هذا العار أقالم هبائية‪ ،‬وأن تعلن يف صراحة واعتزاز أن نبيها األعظم كان‬
‫عبداً ذلوالً للذين عاشوا يستنـزفون دماء الشعوب‪ ،‬وإين ألتساءل‪ :‬مىت رضيت النبوات أبومسة من‬
‫طغاة البشر‪ ،‬وأكله أكباد اليتامى واألرامل؟ لقد وقفت النبوات دائما يف عزة اإلميان وقوته وغلب‬
‫احلق وْحيته‪ ،‬تتحدى بغي اجلائرين‪ ،‬وظلم البغاة‪ ،‬وترمجهم بلعنة هللا‪ ،‬وتنذرهم بوعيده وعقابه ما‬
‫رأينا نبيا يسري يف ركب طاغية‪ ،‬ويستخذى لظامل‪ .‬ويسعى يف صغار املهانة إىل بيت احلاكم‬
‫اإلجنليزي‪ ،‬ويتلقى من يده اليت تتقاطر منها دماء اليتامى وسام اخليانة‪ ،‬ويقبل هذه اليد!‬
‫فليفخر البهائية بلقب سيدهم عبدالبهاء‪ ،‬وليعلنوا يف زهو وخيالء أن نبيهم األكرب "سر إجنليزي"‬
‫فيما يقيمون هبذا الفخر والزهو إال أصدق األدلة على أهنم يف اترخيهم ودينهم وحياهتم عبيد‬
‫للشيطان‪ ،‬ويف أخس ما للعبودية املهينة املقيتة من مفهوم وهوان!‬
‫خامتة السوء‪َّ :‬قر عبدالبهاء عيناً مبا مجع من ثروة مسرفة الرتف‪ ،‬ومبا شيد من قصور فخمة له‪،‬‬
‫وألسرته‪ .‬ومن قباب ضخمة على جبل الكرمل شيد بعضها على قرب جثة الباب املزعومة‪ ،‬وبعضها‬
‫أيضا مبا انل من صيت ٍ‬
‫مدو يلعنه الرب‬ ‫على قرب البهاء‪ ،‬أما األخرى فأعدت لعبدالبهاء‪ ،‬وقرت عينه ً‬
‫ابحلق‪ ،‬ويصفق له الشيطان‪ ،‬ومبا حشد لدينه من ذابب ال يستهويه إال مننت الرمم‪ ،‬ومن فجرة‬
‫يعيشون على اخلطااي‪ ،‬ومن مكرة هم ثعالب الصهيونية‪ ،‬ومن نسوة يرين الدين مخرة وجمانة‪ .‬ونظر‬
‫عبدالبهاء إىل أولئك الذين آمنوا به‪ ،‬أو ظن أهنم آمنوا‪ ،‬فيسرف يف الزهو واخليالء على كرسيه‬
‫الذهيب‪ ،‬ويغازل أبصابعه حليته يف إعجاب مث يتهادى أبانمله على صدره؛ ليلمس وسام‬
‫اإلمرباطورية الربيطانية‪ ،‬مث يبتسم ابتسامة هي مزيج من الرضا عن شيطانه‪ ،‬ومن السخرية أبولئك‬
‫الذين صدقوا ألعن أكذوبة جمها اتريخ الكذب! أبولئك الذين صدقوا أنه نيب كبري!‬

‫(‪ )1‬انظر هلذا وما قبله ص‪ 71 ،70‬هباء هللا‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وقد ظل عبدالبهاء ‪ -‬حىت وهو حفاف اهلاوية ‪ -‬متشبثا بسوء نفاقه حريصا كل احلرص على‬
‫دنس رايئه‪ .‬فقبل أن يهلك بيومني ذهب إىل املسجد الكبري‪ ،‬وأدى صالة اجلمعة‪ ،‬وصالة اجلمعة‬
‫يف دينه ابطله‪ ،‬مث هلك يف يوم اإلثنني "‪ 6‬من ربيع األول سنة ‪1340‬هـ ‪ 8‬من نوفمرب سنة‬
‫‪1921‬م" عن مثان وسبعني سنة‪ ،‬ومشى وراء الصندوق الفخم الذي حيمل جثته احلاكم اإلجنليزي‬
‫الصهيوين ملدينة القدس‪ ،‬وغريه من احلكام اإلجنليز‪ ،‬مطرقني يف حزن عميق على ذلك العبد الذي‬
‫ومكرا‪.‬‬
‫أثبت أنه كان أخلص عبيد اإلمرباطورية والء‪ ،‬وأطوهلم ابعا يف اجلاسوسية‪ ،‬وأعتاهم دهاء ً‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫عبدالبهاء والبهائية‬

‫تعترب البهائية مدينة بكل شيء لعبدالبهاء؛ فقد كانت البهائية قبل أن يشب الداهية رجعة‬
‫خلرافات نبش البهاء قبورها املنتنة‪ ،‬وجاء حيمل رممها بنفس أكفاهنا مث شب عبدالبهاء فنحى أابه‬
‫عنها‪ ،‬وتوىل هو أمرها‪ ،‬وأسرع املاكر ينـزع األكفان اخللقة‪ ،‬ويلبس رمم اخلرافات ثيااب جديدة زاهية‬
‫الوشي‪ ،‬ويصبغ وجوهها املقيتة أبصباغ ظن أهنا جتعل من تلك الرمم عرائس فاتنة! غري أهنا ظلت‬
‫رمما؛ إذ مل يستطع الدعي أن ميدها بنفحة من احلياة! وكان جلمال منظره ووفره اطالعه على فنون‬
‫الثقافات املختلفة يف عصره‪ ،‬ونشاطه اجلم الوفري يف الكتابة واخلطابة واجلدال وكثرة رحالته‪ ،‬ونفاقه‬
‫ورايئه ودهائه‪ ،‬والنساء الاليت أوقعهن يف شباكه من الغرب‪ .‬كان هلذا كله أثر كبري فيما فازت به‬
‫البهائية من جناح يف أايمه‪ .‬غري أن العامل الفعال يف جناحها كان هو أن عبدالبهاء ربط مصريها‬
‫إبرادة الصهيونية واالستعمار‪ ،‬وجعل الوالية عليها هلذين‪ ،‬فجد احلليفان يف نشرها والتمكني‬
‫ألمرها‪ ،‬للقضاء على اإلسالم‪ .‬والذي يدرس البهائية حني كان البهاء هو املوجه وحده هلا‪،‬‬
‫ويدرسها يف عهد ابنه جيدها يف عهد االبن غريها يف عهد األب يف كثري من اخلصائص والسمات‬
‫واملقومات واألصول والفروع‪ .‬ومن يقارن بني ما كتبه البهاء وهو بغداد مثال‪ ،‬وبني ما كتبه وهو يف‬
‫عكا‪ ،‬يطالع الفرق بني السذاجة البلهاء‪ ،‬وبني فتنة الدهاء‪ .‬ترى البهاء يف كتابه اإليقان ‪ -‬وقد‬
‫ألفه يف بغداد ‪ -‬قزما صغريا يستدر دمعة العطف عليه‪ ،‬ويسرتوح نفحة الرجاء‪ .‬تراه ضحال يف‬
‫تعبريه ساذجا يف تفكريه‪ ،‬أعشى يتخبط يف قيد شرب‪ ،‬مث تراه يف كتبه اليت ألفها بعد أن توىل ابنه‬
‫أمره يزعم أنه جبار السموات واألرض؛ تراه متخطراً يف غلوائه وخيالئه‪ .‬بل تكاد ترى االبن قابعا‬
‫وراء األب يلهمه‪ ،‬ويوحي إليه‪ ،‬بل ميسك أبانمله وهو يكتب! لقد كان هم البهاء يف كتابه اإليقان‬
‫هو إقامة األدلة املزعومة على صدق الباب يف دعواه‪ .‬أما يف كتبه اليت ألفها يف عكا‪ ،‬فقد راح يزعم‬
‫فيها أنه هو الرب األكرب‪ ،‬وأن روحه هي اليت كانت متد الباب بوحيه‪ ،‬وأن الباب لو كان حيا‬
‫لسجد له‪ ،‬وسبح ابمسه‪ .‬هذا التطور يف الزعم من عمل صهيونية عبدالبهاء‪ ،‬وهو الذي مهس به يف‬
‫مسع أبيه‪ ،‬وأعانه عليه‪ ،‬وْحل عبء النضال يف سبيله‪.‬‬
‫سيطرة عبدالبهاء على أبيه‪:‬‬
‫وقد قدر البهاء البنه ‪ -‬أو قل‪ :‬إنه أرغم على هذا التقدير ‪ -‬ما بذله يف سبيله وما أمده به من‬
‫أفكار فقرر ‪ -‬ولعله أكره على هذا أيضا ‪ -‬أنه هو وحده الذي يوكل إليه شرح كتبه‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وإليك هذا النص الذي حيدد العالقة بني االبن واألب‪ ،‬ويؤكد لك تبعية األب لالبن‪ ،‬وليس‬
‫العكس‪ .‬يقول البهاء‪":‬إن لسان القدم ‪ -‬يعين نفسه ‪ -‬يبشر أهل العامل بظهور االسم األعظم‪،‬‬
‫الذي أخذ عهده بني األمم‪ ،‬إنه نفسي‪ ،‬ومطلع ذايت‪ ،‬ومشرق أمري‪ ،‬ومساء موهبيت وأصل أمري‪.‬‬
‫من توجه إليه‪ ،‬فقد توجه إيل وجهي‪ .‬واستضاء من أنوار مجايل‪ ،‬واعرتف بوحدانييت‪ ،‬وأقر‬
‫بفردانييت!" وقد وضع البهاء هلذا اللوح عنواانً هو‪":‬ابمسه املشرق من أفق االقتدار"‪ .‬وهكذا تقاسم‬
‫الدعيان افرتاء هذا البهتان األثيم؛ فاألب هو الرب األكرب‪ ،‬واالبن هو النيب األكرب‪ ،‬أو هو الرب‬
‫األكرب نفسه؛ فبني االثنني ‪ -‬كما تقول البهائية ‪ -‬وحدة ابطنية اتمة‪.‬‬
‫ونسبة الربوبية الكربى إىل عبدالبهاء عقيدة البهائية‪ .‬يدلك على هذا وصف أبيه له أبنه ‪ -‬أي‬
‫عبدالبهاء ‪ -‬هو االسم األعظم‪ .‬ووصفه هبذا يعىن إسباغ صفات وأمساء األلوهية والربوبية يف أمسى‬
‫وأشرف وأمت وأكمل جتلياهتا على عبدالبهاء؛ فاالسم األعظم هو مجاع كل صفات احلقيقة اإلهلية‬
‫وأمسائها‪ .‬ومن يتأمل قول البهاء عن ابنه‪":‬مساء موهبته‪ ،‬وأصل أمره" جيد البهاء كاتب وحي‬
‫للشيطان‪ ،‬أما الشيطان نفسه فهو عبدالبهاء الذي استحوذ على لسان أبيه وقلبه وإرادته‪ ،‬كما كان‬
‫يفعل ْحرة بن علي الداعية الدرزي ابحلاكم!‬
‫َتليه عبدالبهاء‪ :‬أسبغت فئة كبرية من البهائيني الربوبية على عبدالبهاء‪ ،‬وزعموا أنه هو هللا‬
‫الذي كان ينتظر العامل جميئه يوم القيامة‪ ،‬ومسيح اليهود املوعود‪ ،‬أما والده البهاء فلم يكن سوى‬
‫مبشر فحسب بظهور الرب يف صورة ابنه‪ ،‬وجهر هؤالء هبذا الزعم يف كثري من اجملامع‪ ،‬فاضطرب‬
‫األمر‪ ،‬واضطرمت الفتنة والشحناء بني البهائيني‪ ،‬وخشي عبدالبهاء أن متد هذه الفتنة إخوته‬
‫ابلعون‪ ،‬وأن يؤمن الكثري مبا يتهمه به إخوته‪ ،‬وهو أنه مارق عبد أطماع‪ ،‬فأسرع مرغما يطفئ‬
‫الفتنة‪ ،‬ويقمع الطمع الذي يستبد بنفسه‪ ،‬أسرع يقول‪":‬قد كتبت أبنه يوجد خالف بني األحباء‬
‫خاص مبجيء املسيح الثاين‪ .‬فكم من مرة واحلمدهلل سألوا هذا السؤال‪ ،‬ونـزل اجلواب من قلم‬
‫عبدالبهاء‪ :‬أبن ما قصد من النبوات عن رب اجلنود واملسيح املوعود‪ ،‬هو اجلمال املبارك ‪ -‬أي‬
‫البهاء ‪ -‬إن عبدالبهاء مظهر العبودية‪ ،‬وليس املسيح"‪.‬‬
‫وعبدالبهاء منافق كبري‪ ،‬ومراء كذوب يف هذه الرباءة من دعوى الربوبية! ولكي نتبني حقيقة‬
‫موقفه ممن أسبغوا عليه الربوبية نعود بك إىل كالمه‪ ،‬فنجد أنه وصف هؤالء أبهنم "أحباء"! هل‬
‫يرضى نيب مرسل‪ ،‬أو عبد مؤمن عن وثىن يعبده من دون هللا‪ ،‬فيصفه أبنه حبيب؟! أو تراه يلعنه‬
‫ويقاتله لردته؟! إن أاب بكر قاتل مانعي الزكاة‪ ،‬فما ابلك مبن يعبدون غري هللا؟! واملنصور قاتل‬
‫الذين أهلوه من الرواندية‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ونذكر أيضا أنه قيل عنه يف كتاب راجعه هو‪ :‬إن هناك وحدة ابطنية بني البهاء وابنه‪ ،‬كالوحدة‬
‫اليت بني األب واالبن يف املسحية‪ ،‬وأن كل ما يقوله عبدالبهاء أو يعمله يكون له نفس القوة‬
‫والقبول الذي للمظهر اإلهلي‪ ،‬وأن تعاليمه كانت أوسع من تعاليم أبيه(‪ ..)1‬وأبو الرذائل يصفه‬
‫أبنه‪":‬موىل الورى ومليك قلوب أويل النهى"(‪ )2‬كل هذا يدلك على أن معارضة عبدالبهاء ملن أهلوه‬
‫كانت شف رايء‪ ،‬ويدلك أيضا على أن البهائية ال متس قلبًا بنفحة من يقني‪ .‬أمل تر إىل كبار‬
‫زعمائها كيف آمنوا أبن عبدالبهاء هو الرب األكرب‪ ،‬وأبن البهاء مل يكن سوى مبشر به كيوحنا‬
‫املعمدان يف الصليبية‪ .‬وحيدث هذا يف حياة عبدالبهاء وحتت مسعه وبصره‪ ،‬فكيف يطمئن قلب إىل‬
‫دين هو نفسه‪ ،‬ال يفصل جبالء بني ربه ونبيه‪ ،‬بل خيلط بينهما‪ ،‬ويضع رأس هذا على جسم ذاك‪،‬‬
‫ويلصق لسان هذا يف فم اآلخر!‬
‫كذب تنبؤات عبدالبهاء‪ :‬افرتت البهائية بعض النبوءات للبهاء‪ ،‬ولعبدالبهاء بغية إثبات‬
‫صدقهما فيما زعماه‪ ،‬وسنعرض عليك اآلن أهم نبوءة تنبأ هبا عبدالبهاء وقد مر على هذه النبوءة‬
‫أكثر من مخسني عاما‪ .‬أقسم عبدالبهاء أن البهائيني ستؤثر نواايهم الطيبة يف األمم الكربى‪ ،‬وحتيط‬
‫أرواحهم ابلكائنات كلها‪ ،‬وأهنم سيكونون ملوكا يف أقاليم امللكوت‪ ،‬وقوادا جليوش السالم وأمراء‬
‫األنوار بني األانم(‪ .)3‬فهل حتققت إاثرة من هذا؟ إن البهائية ما زالت تعيش إما يف رعب يزلزل‬
‫دنياها خمافة أن يفتك هبا احلق‪ ،‬وأما مطية متكن ‪ -‬راضية ‪ -‬بغاة املستعمرين من ظهرها املعبد‪ .‬مث‬
‫أين أتثري نوااي البهائيني الطيبة يف األمم الكربى؟ وهل بني هذه األمم إال التناحر‪ ،‬واصطدام بغي‬
‫ببغي‪ ،‬وأحقاد أبحقاد؟ وأين الكائنات اليت أحاطت هبا أرواح البهائيني؟ دعاوى ال تكلف من‬
‫يبغي التحرف الفرتاء الكذب سوى شطحات من اخليال الغرور!‬
‫كما تنبأ عبدالبهاء بدخول أمريكا يف البهائية‪ ،‬وأبن الصلح العام سيتم مع انتشار البهائية سنة‬
‫‪ !)4(1957‬وحنن اآلن يف سنة ‪ 1962‬فأين؟؟‬
‫بشرية واهنة‪ :‬على أن الدعي الكذوب كان يغلبه احلق‪ ،‬وهتزمه فطرته‪ ،‬فينسى أنه قد ادعى‬
‫الربوبية‪ ،‬أو النبوة‪ ،‬وأن روح القدس حالة فيه‪ .‬ويف مثل هذه احلال يبدو لك عبدالبهاء يف بشرية‬

‫(‪ )1‬النصوص ص‪ 74 ،73 ،75‬هباء هللا‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 2‬احلجج‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪ 163‬مكاتيب‪.‬‬
‫(‪ )4‬ورد يف سفر دانيال (طوىب ملن ينتظر ويبلغ إىل األلف والثالمثائة واخلمسة والثالثني يوماً) فجعل عبدالبهاء األايم عبارة عن‬
‫سنني مشسية‪ ،‬وقال إهنا تبدأ من يوم اهلجرة‪ .‬وقد حدثت اهلجرة سنة ‪622‬م وقد أضاف هذه إىل تلك (‪)622 - 1335‬‬
‫فساوت سنة ‪ .1957‬فتدبر خرفه انظر ‪ 240‬هباء هللا‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫مستخذية تسحقها ملسة واحدة من تشاؤم أو مسة من قلق‪ ،‬فيقول مناجيا أابه‪":‬إهلي إهلي تفتت‬
‫كبدي واحرتقت أحشائي يف مصيبتك الكربى‪ ،‬ورزيتك العظمى" "األرض ضاقت علي‪ ،‬وحيايت‬
‫حسرات‪ ،‬وأوقايت سكرات‪ ،‬وعزتك ال أقتدر على املناجاة‪ ،‬وال أستطيع أن أذكرك يف هذه‬
‫البليات"‪ .‬ويقول‪":‬ال تؤاخذين مبا جرى من هبوطي‪ ،‬وقنوطي‪ ،‬وسقوطي‪ .‬تركتين من دون انصر أو‬
‫معني"(‪ .)1‬ولن يَ مستَـمن ِش َى قلب عطراً من روحانية اإلميان من هذا اليحموم‪ .‬ويف قوله‬
‫ملعبوده‪":‬مصيبتك الكربى اخل" سوء أدب وكفر ال يعرفه إال أوشاب احلانة املعربدة‪ ،‬ويف قوله‬
‫ملعبوده‪":‬ال استطيع أن أذكرك يف هذه البليات" تعبري عن حقد الكفر وسوئه‪ ،‬فإذا كان ال يذكره‬
‫يف مثل هذا‪ ،‬فمىت يذكره‪ ،‬أو من سواه يذكر؟ واحلقيقة أن عبدالبهاء ال يعرب يف هذا عن عاطفة‬
‫صادقة‪ ،‬فهذه ال يشعر هبا أبدا قلب حيقد على هللا‪ .‬وإَّنا كان يستدر عطف أشياعه واستثارة‬
‫سخطهم على إخوته الذين كانوا يهتكون السرت عن سوء دخله! ترى أي مثل للتجلد‪ ،‬واحتمال‬
‫املكارة يضربه عبد االستعمار‪ ،‬وحنن نراه هكذا يف سقوطه وقنوطه من رْحة هللا بل شتمه هلل‪،‬‬
‫والبغي على جالله؛ ألن إخوته ينازعونه على أمر حقري!‬
‫ضراعة النبوة‪ :‬ولكي تسرتوح طهر الروحانية املثلى‪ ،‬وقداسة اإلميان األمسى‪ ،‬أذكرك بدعاء النبوة‬
‫ت‬‫الطهور عند الشدائد‪ ،‬كدعاء يونس عليه السالم ‪ -‬كما ذكره هللا يف القرآن ‪َ -‬ال إِلَهَ إَِّال أَنم َ‬
‫ِِ‬ ‫ك إِِين ُكمن ِ‬
‫ني‪[ ‬األنبياء‪ .]87 :‬تضرع هبذا الدعاء‪ ،‬وهو يف جوف احلوت‪،‬‬ ‫ت م َن الظَّالم َ‬
‫ُ‬ ‫ُسمب َحانَ َ‬
‫يف أعماق البحر‪ ،‬حتت غياهب الليل‪ ،‬ظلمات بعضها فوق بعض‪ ،‬ولكن نور اإلميان القوي جعل‬
‫س َشميـبًا‪[ ‬مرمي‪ .]4 :‬مل ينس‬ ‫ب إِِين َوَه َن الم َعظم ُم ِم ِين َوا مشتَـ َع َل َّ‬
‫الرأم ُ‬
‫منها صباح جنة‪ .‬ودعاء زكراي‪:‬ر ِ‬
‫َ‬
‫هللا‪ ،‬ومل ينس دعاءه‪ ،‬ومل يقنط حلظة من رْحة هللا؛ فالقنوط من رْحة هللا كفر صريح‪ .‬ودعاء خامت‬
‫النبيني يف أشد حلظة مرت به يف حياته‪":‬اللهم إليك أشكو ضعف قويت وقلة حيليت‪ ،‬وهواين على‬
‫الناس اي أرحم الراْحني! أنت رب املستضعفني‪ ،‬وأنت ريب‪ .‬إىل من تكلين؟ إىل قريب يتجهمين‪ ،‬أم‬
‫إىل عدو ملكته أمري؟" مث تتجلى نفس الرسول يف إشراقها األعظم‪ ،‬فرتسل النجوى هدى ونورا‬
‫ويقينا وإمياان كأَّنا تعتذر هبا عن تلك اللحظة اهلافية اآلسية اليت استشعرت فيها ضعفا وهواان‪،‬‬
‫فيقول صلى هللا عليه وسلم‪":‬إن مل يكن بك سخط علي‪ ،‬فال أابيل‪ ،‬غري أن عافيتك هي أوسع‬
‫يل‪ ،‬أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات‪ ،‬وصلح عليه أمر الدنيا واآلخرة أن حيل علي‬
‫غضبك‪ ،‬وأن ينـزل يب سخطك‪ ،‬لك العتىب حىت ترضى‪ ،‬وال حول وال قوة إال بك" دعا هبذا النور‬

‫(‪ )1‬ص‪ 212 ،207 ،202‬مكاتيب‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫واإلميان واألمل والرجاء الكبري يف رْحة هللا‪ ،‬وعداوة األحقاد تضطرم حوله‪ ،‬وحتيط به ‪ -‬صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ -‬من كل جانب‪ ،‬وإين ألسوم النور واحلق واإلميان بغيا جائرا أن طلبت املقارنة‪.‬‬
‫البهائية بعد عبدالبهاء‪َ :‬ع ِهد عبدالبهاء من بعده ‪ -‬نكاية يف أخيه مريزا حممد علي ‪ -‬إىل‬
‫سبطه من ابنته "ضيائية خامت" "شوقي أفندي رابين" ومل أيت شوقي جبديد سوى أنه كان طاغي‬
‫العربدة والفجور‪ ،‬وقد هلك منذ زمن قريب‪ ،‬وقد عاش املريزا حممد علي يشاقه وخياصمه‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اْلقيقة اإلهلية يف رأي البهائية‬

‫تقول البهائية عن هللا سبحانه‪":‬إنه حقيقة رابنية‪ ،‬وكينونة صمدانية‪ ،‬وهو غيب يف ذاته‪ ،‬وكنـز‬
‫خمزون يف صفاته‪ ،‬وجمرد حبث يف حقيقته وهويته‪ ،‬وال يوصف بوصف‪ ،‬وال يسمى ابسم‪ ،‬مل تزل‬
‫كانت ذاته‪ ،‬وال تزال تكون مقدسة عن كل اسم‪ ،‬ومنـزهة عن كل وصف‪ ،‬ليس جلواهر األمساء يف‬
‫ساحة قدسها طريق‪ ،‬وال للطائف الصفات يف ملكوت عزها سبيل‪ ،‬وكل تسبيح أو تقديس أو‬
‫تنـزيه ومتثيل وتشبيه ذكر من حيز العجز والنسيان‪ .‬ولو تكون طائرا يف هواء قدس‪ -‬كان هللا ومل‬
‫يكن معه شيء ‪ -‬لرتى أن مجيع هذه األمساء لدى تلك الساحة؛ معدومة عدما صرفا‪ ،‬مفقودة‬
‫فقدا حبتًا"(‪.)1‬‬
‫ً‬
‫هذه هي عقيدة البهائية بنفس ألفاظهم‪ ،‬وهي مسبوقة هبذه الزندقة من خمانيث الفلسفة‬
‫والصوفية والباطنية‪ ،‬واإلمساعيلية والدرزية‪ ،‬وهي زندقة حريى بني عبادة عدم‪ ،‬وعبادة صنهم‪،‬‬
‫فاجملرد الصرف‪ ،‬والكلى البحت‪ .‬وجوده ذهين‪ ،‬ال عيين‪ ،‬أي ال حقيقة له خارج األذهان‪ ،‬وهم‬
‫يقولون يف غلو التجريد أو السلب أو النفي‪ :‬إن هللا سبحانه ال يوصف بوصف‪ ،‬وال يسمى ابسم‪،‬‬
‫وال يذكر بذكر‪ ،‬ويضلون مع هذا التجريد‪ ،‬وهذا السلب أو النفي يف تيهه الذي ليس له من‬

‫(‪ )1‬ص‪ 133‬مكاتيب‪ ،‬ص‪ 24‬احلجج‪ ،‬ص‪ 113 ،25‬إيقان‪ ،‬ص‪ 220‬مكاتيب‪ ،‬ص‪ 12‬إشراقات‪ ،‬والبهاء يشري إىل‬
‫احلديث املنسوب إىل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم (كان هللا وال شيء معه‪ ،‬وهو اآلن على ما عليه كان) والبهاء يف هذا نضو‬
‫تقليد أصم‪ ،‬فقد استشهد هبذا نفاة الصفات وأرابب وحدة الوجود‪ .‬يقول اإلمام اجلليل ابن تيمية‪(:‬وهذه الزايدة ‪ -‬يعين‪ :‬وهو‬
‫اآلن ما عليه كان ‪ -‬كذب مفرتى على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم اتفق أهل العلم ابحلديث على أنه موضوع خمتلق‪ ..‬وإَّنا‬
‫تكلم هبذه الكلمة بعض متأخري اجلهمية‪ ،‬وهذه الزايدة اإلحلادية قصد هبا املتكلمة اجلهمية نفي الصفات اليت وصف هللا هبا‬
‫نفسه‪ .‬أما هؤالء اجلهمية االحتادية ‪ -‬يعين ابن عريب وأمثاله ‪ -‬فقالوا‪ :‬وهو اآلن على ما عليه كان‪ ،‬ليس معه غريه وال سواه‪،‬‬
‫فليس إال هو‪ ،‬فليس معه شيء آخر ال أزال وال أبدا‪ ،‬بل هو عني املوجودات ونفس الكائنات) ص‪ 93‬رسالة وحدة الوجود‪.‬‬
‫والبهائية على دين اجلهمية ودين الصوفية اليت تقول عن هللا‪(:‬اعلم أن حقيقة الذات اإلهلية ‪ -‬من حيث هي كذلك ‪ -‬ال وصف‬
‫هلا وال رسم‪ ،‬فهي العماء؛ إذ ال ميكن معرفتها بوجه من الوجوه ما مل تتعني بصفة) ص‪ 93‬جامع األصول يف األولياء‪ .‬ويقول‬
‫القاشاين عن هللا‪(:‬هو من حيث هو مقدس عن النعوت واألمساء‪،‬ال نعت له وال رسم وال اسم‪ ،‬وال اعتبار للكثرة فيه بوجه من‬
‫الوجوه) ص‪ 3‬شرح فصوص احلكم للقاشاين طبع حجر ‪1399‬هـ‪ ،‬وقارن بني هذا وبني قول البهائية جتده هو هو‪ ،‬والبهائية اليت‬
‫أتىب أن تسمى هللا أبمسائه‪ ،‬وتصفه بصفاته تفرتي له سبحانه أمساء توحي بسوء احلقد‪ ،‬فيطلقون عليه يف مرتبة التجريد اسم‬
‫العماء‪ ،‬والعماء كما يعرفه عبدالبهاء هو‪(:‬احلقيقة الكلية‪ ،‬فالتعيينات موجودة بنحو البساطة والوحدة‪ ،‬ليست ممتازة عن الذات‪.‬‬
‫تعني وال تعني‪ .‬وهذا املقام يعربون عنه ابألحدية والعماء) ص‪ 198‬من كتاب خدعنا عنوانه‪ ،‬إذ رأيناه معنوانً مبا أييت‪(:‬هللا‬
‫إذن ُّ‬
‫ابللغتني الفارسية والعربية‪ ،‬وهبا رسالة للعالمة الشيخ حممد جنيب مفيت الداير املصرية سابقا) فاشرتيته‪ ،‬ففوجئت أبنه ال حيتوي إال‬
‫على رسائل لعبدالبهاء ابللغتني العربية والفارسية‪ ،‬فتبينت أية خدعة قذرة خيدع البهائيون هبا القراء‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫آخر!‪ ،‬فهل جتد أو ترى بعد هذا التجريد الصرف‪ ،‬أو السلب اخلالص وجودا‪ ،‬أو حتس به‪ ،‬أو‬
‫انك يف احلقيقة ال تتصور وال جتد سوى مفهوم العدم!‪ .‬قد يقال‪ :‬كيف يتهمون أبهنم حيكمون‬
‫على احلقيقة اإلهلية أبهنا عدم؟ وهم حيكمون عليها أبهنا وجود‪ ،‬وفرق كبري بني الوجود والعدم؟‬
‫ردا على هذا‪ :‬إن التفرقة هنا تفرقة امسية‪ ،‬أو لفظية‪ ،‬أو تصورية‪ ،‬فحسب؛ ألن مفهوم‬ ‫وأقول ً‬
‫الوجود مع هذا التجريد‪ ،‬هو‪ :‬مفهوم العدم؛ فالتفرقة احلقيقة تستلزم وجود شيئني‪ ،‬ووجود صفة يف‬
‫أحدمها ليست موجودة يف اآلخر‪ ،‬فبماذا نفرق بني الوجود البهائي وبني العدم؟ والبهائية تنفي عن‬
‫وجود كل اسم وصفة إجيابيه‪ ،‬أو سلبية‪ .‬وبتعبري آخر نقول‪ :‬إن كل موجود البد له من صفة تبني‪:‬‬
‫ما هو‪ ،‬وهبا يثبت وجوده‪ ،‬وصفة سلبية هبا يتميز عن غريه‪ ،‬وإال فلن نستطيع التفرقة بني اثنني‪،‬‬
‫والبهائية تنفي عن رهبا كل صفة اجيابية فكيف تسميه وجودا‪ ،‬أو مباذا تثبت وجوده؟ وتنفي عنه‬
‫أيضا‪ :‬إن التفرقة تستلزم التحديد‪ ،‬والتحديد‬ ‫كل صفة سلبية‪ ،‬فكيف متيزه عن سواه؟ وأقول ً‬
‫يستلزم وجود الصفات‪ ،‬وهم ينفوهنا‪ ،‬مث هم يقولون عن هللا‪ :‬إنه كلي‪ ،‬فإن كان كليهم هذا وجودا‬
‫مطلقا بشرط اإلطالق لزمهم احلكم على هللا أبنه عدم‪ ،‬أو جمرد تصور ذهين فحسب‪ .‬وإن كان‬
‫وجودا مطلقا ‪ -‬ال بشرط اإلطالق ‪ -‬لزمهم احلكم على هللا‪ :‬أبنه جزء من املعينات‪ ،‬أو أبن‬
‫وجوده جزء من وجود خلقه‪ ،‬أو أبن اخلالق صنعة اخللق‪ ،‬أو هو هو‪ ،‬وهذا دينهم‪ ،‬والعقل ال‬
‫يتصور أبدا أن يكون اخللق عني اخلالق أو خالقا له‪ ،‬وهذا الذي ال يتصوره عقل‪ ،‬وال يقره دين‪،‬‬
‫هو‪ :‬دين البهائية الذي يعبد عدما ويسميه وجودا‪ ،‬وصنما ويسميه راب معبودا!‬
‫على أن أكثر نصوص البهائية ‪ -‬وما أشنع حدة التناقض بينها ‪ -‬تؤكد لنا ‪ -‬وإن حاولت‬
‫اإلنكار ‪ -‬أهنا تدين أبن هللا سبحانه بعض خلقه‪ ،‬وأنه ليس قيوما‪ ،‬وال قائما بذاته‪ ،‬وإَّنا يستمد‬
‫قيوميته وقيامه من غريه‪ ..‬امسع ما يقول عبدالبهاء يف غلو التجريد‪ ،‬أو إسفاف التجسيم‪":‬كل ما‬
‫يف الكون اي إهلي راجع إىل حيز احملدود والقيود‪ ،‬حىت اإلطالق‪ ،‬وإنك متعال عن ذلك"(‪ ،)1‬وهذا‬
‫معناه أن عبدالبهاء يدين أبن هللا وجود مطلق‪ ،‬ال بشرط اإلطالق‪ ،‬ومعناه أيضا أنه يدين أبن‬
‫الوجود اإلهلي اتبع للوجود اإلنساين‪ ،‬أو جزء منه ‪ -‬فاملطلق ال بشرك اإلطالق ‪ -‬ال وجود له‬
‫بذاته‪ ،‬وإَّنا يكون وجوده اتبعا لوجود غريه‪ .‬وتؤكد البهائية إمياهنا بتبعية الوجود اإلهلي للوجود‬
‫اإلنساين بزعمها أن هللا ال يتحقق وجوده إال معينا يف هيكل بشري به يتحقق وجود هللا‪ ،‬وقيوميته‪.‬‬

‫(‪ (1‬ص‪ 220‬مكاتيب‪ .‬والقاشاين يف شرح الفصوص يقول‪(:‬وهللا منـزه عن التقييد واإلطالق) ص‪ 70‬ط ‪.1309‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ومن يزعم أن هللا شيء غري ذلك‪ ،‬وعبده‪ ،‬فقد عبد ‪ -‬كما يؤكد عبدالبهاء ‪":-‬حقيقة موهومة‬
‫مقصورة يف األذهان خملوقة مردودة ضراب من األوهام‪ ،‬دون الوجدان يف عامل اإلنسان"(‪.)1‬‬
‫نور من احلق‪ :‬ويف هذا التيه املظلم يتجلى لنا نور احلق هاداي إىل اليقني من القرآن يف قوله‬
‫صريُ‪[ ‬الشورى‪ ]11 :‬وصف ابلنفي‪ ،‬ووصف‬ ‫الس ِميع المب ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫س َكمثمله َش ميءٌ َوُه َو َّ ُ َ‬ ‫سبحانه‪:‬لَمي َ‬
‫ابإلثبات‪ .‬ومن يتدبر الذكر احلكيم‪ ،‬جيد أنه جاء يف صفات هللا إبثبات مفصل‪ ،‬ونفي جممل‪ .‬على‬
‫نقيض ما يدين به املعطلة‪ ،‬وعبد العجل من القائلني ابحللول ووحدة الوجود‪ ،‬فقد أسرف األولون‬
‫يف النفي حىت صريوا معبودهم عدما‪ ،‬وأسرف اآلخرون يف اإلثبات‪ ،‬فلم ينفوا عنه شيئا‪ ،‬فكان أن‬
‫أهلوا كل شيء!‬
‫الس َال ُم الم ُم مؤِم ُن الم ُم َهمي ِم ُن‬ ‫ِ‬ ‫مث تدبر قوله سبحانه‪:‬هو َّ ِ‬
‫ُّوس َّ‬ ‫ك الم ُقد ُ‬ ‫اَّللُ الَّذي َال إِلَهَ إَِّال ُه َو الم َمل ُ‬ ‫َُ‬
‫ص ِوُر لَهُ ماأل م‬
‫َمسَاءُ‬ ‫ئ الم ُم َ‬ ‫اَّللُ ا مخلَالِ ُق المبَا ِر ُ‬
‫اَّللِ َع َّما يُ مش ِرُكو َن (‪ُ )23‬ه َو َّ‬ ‫الم َع ِز ُيز ا مجلَبَّ ُار الم ُمتَ َكِربُ ُسمب َحا َن َّ‬
‫ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬
‫يم (‪[ )24‬احلشر‪ .]24 ،23 :‬وكل‬ ‫ِ‬ ‫ات َو ماأل مَر ِ‬
‫ض َوُه َو الم َعز ُيز ا محلَك ُ‬ ‫ا محلُ مس َىن يُ َسب ُح لَهُ َما ِيف َّ َ َ‬
‫اسم إهلي جليل من هذه األمساء له معناه اجلليل وداللته على صفة إهلية جليلة‪ ،‬وإال هبتنا هللا‪ :‬أبنه‬
‫يسمى نفسه مبا ليس له معىن‪ .‬فما الذي يدعوان إىل إغماض العني والقلب عن هذا النور اإلهلي؛‬
‫لنخبط يف دايجري ليل اغتال األبد السحيق فجره؟!‬
‫مراتب اْلقيقة اإلهلية أو تعيناهتا‬
‫زعمت البهائية أن احلقيقة اإلهلية جمرد صرف‪ ،‬واجملرد الصرف يف حاجة إىل هيكل يتعني‪ ،‬أو‬
‫يتجسد فيه؛ حىت ميكن أن يرى‪ ،‬ويعرف‪ ،‬ويعمل‪ .‬بيد أن هذه احلقيقة قد مرت قبل التجسد يف‬
‫هيكل أبطوار أو أكوار‪:‬‬
‫التعني األول‪ :‬وأول تعني للحقيقة اإلهلية تسمية البهائية‪":‬النقطة األوىل‪ ،‬أو احلقيقة احملمدية"‬
‫ويعرفها عبدالبهاء بقوله‪ :‬إهنا "األلف اللينة اليت هي ابطن الباء وعينها يف غيبها‪ ،‬وتعينها‬
‫وتشخصها‪ ،‬ومتيزها يف شهادهتا"(‪ )2‬فالنقطة األوىل ‪ -‬إذن ‪ -‬هي اليت هبا متيز الوجود اإلهلي وتعني‬
‫وتشخص‪ ،‬فانتقل من مرتبة التجريد احملض إىل مرتبة التعني‪ ،‬أو من الغيب إىل الشهود‪ ،‬أو من أفق‬
‫الوجوب إىل أفق اإلمكان‪ ،‬أو من األحدية إىل الواحدية‪ ،‬أو من اإلطالق إىل التقييد‪ .‬والفرق بني‬
‫املرتبتني هو أن أمساء هللا يف املرتبة األوىل ليس هلا ظهور‪ .‬وال مسة وال إشارة‪ ،‬وال داللة وال معىن‪.‬‬

‫(‪ )1‬ص‪ 220‬مكاتيب‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 41‬مكاتيب‪ .‬واأللف هي‪(:‬الذات األحدية أي احلق من حيث هو أول األشياء يف أزل اآلزال‪ ،‬والباء‪ :‬يشار هبا إىل‬
‫أول املوجودات املمكنة؛ وهي املرتبة الثانية من الوجود) ص‪ 95 ،91‬جامع األصول يف األولياء‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أما يف املرتبة الثانية‪ ،‬فلألمساء ظهور وتعني وحتقق وثبوت ووجود فائض من احلقيقة الرْحانية‪،‬‬
‫والكينوانت امللكية يف حضرة األعيان الثابتة (‪ .)1‬وإليك نصا آخر يعرف فيه عبدالبهاء "النقطة‬
‫األوىل" وقد هذى به يف مناجاة لربه البهاء‪ .‬وهذه هي النجوى‪":‬أبدعت كينونة المعة‪ ،‬وحقيقة‬
‫ساطعة‪ ،‬وأرجعت الوجود إليها‪ ،‬ودعوت السجود لديها‪ ،‬وما دون ذلك أوهام وصور خالية"(‪ )2‬ما‬
‫هلل وجود منفصل عن وجود هذه النقطة‪ ،‬بل ال وجود له إال بوجودها‪ ،‬وال جيوز أن يعبد هللا إال‬
‫وهو متعني فيها ومتجسد يف مظاهرها‪ ،‬ومن يعبد هللا الذي دعت إىل عبادته الرسل‪ ،‬فقد عبد‬
‫ومها‪ ،‬أو سجد لصورة ذهنية!‬
‫تلك هي تعينات احلقيقة اإلهلية عند البهائية‪ ،‬فهل ترى فيها إال ابطالً معاداً‪.‬‬
‫مادية صرفة‪ :‬إن اجلاحدين بربوبية هللا‪ ،‬ووجوده ال يؤمنون إال بشيء واحد‪ :‬هو أن هذا الوجود‬
‫احلسي العيين املتقوم يف مادة هو هللا؛ فوجود الكون هو وجود هللا سبحانه‪ .‬ومن هؤالء من رأى أن‬
‫اإلنسان هو الذي تتمثل فيه حقيقة الوجود يف كماهلا األعظم‪ ،‬فأهلوه‪ ،‬ومنهم من رأى بعض‬
‫الكواكب‪ ،‬ومنهم من رأى النار‪ ،‬فأله كل ما ظن أن حقيقة الوجود اإلهلي تتجلى فيه أظهر وأجلى‬
‫وأكمل مما تتجلى يف غريه‪ ،‬ومنهم من رأى حقيقة الوجود تتمثل يف كل شيء‪ ،‬فأله كل شيء!‪.‬‬
‫وتعاىل هللا عما يقول الظاملون علوا كبريا! وجاءت البهائية تقلد تقليداً أعمى أصم دون حملة فكر أو‬
‫أاثرة رأي!‬
‫ض َوَال َخ مل َق أَنمـ ُف ِس ِه مم‬ ‫السماو ِ‬
‫ات َو ماأل مَر ِ‬ ‫شهادة من اْلق‪ :‬يقول ربنا سبحانه‪َ :‬ما أَ مش َه مد ُهتُ مم َخ مل َق َّ َ َ‬
‫ض ًدا‪[ ‬الكهف‪.]51 :‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني َع ُ‬ ‫ت ُمتَّخ َذ الم ُمضل َ‬ ‫َوَما ُكمن ُ‬
‫ِِ‬ ‫اَّلل الَّ ِذي خلَق َّ ِ‬
‫استَـ َوى َعلَى الم َع مر ِش يُ َدبُِر‬ ‫ض ِيف ستَّة أ ََّايٍم ُمثَّ م‬‫الس َم َاوات َو ماأل مَر َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬
‫ويقول‪:‬إ َّن َربَّ ُك ُم َُّ‬
‫اعبُ ُدوهُ أَفَ َال تَ َذ َّك ُرو َن‪[ ‬يونس‪ .]3 :‬فأين‬ ‫ماأل مَمَر َما ِم من َش ِفي ٍع إَِّال ِم من بَـ مع ِد إِ مذنِِه َذلِ ُك ُم َّ‬
‫اَّللُ َربُّ ُك مم فَ م‬

‫(‪ (1‬سرق عبدالبهاء من الصوفية ما عرف به املرتبتني‪ ،‬ومساه وحيا إهليا‪ .‬وإليك الدليل القاطع‪ .‬تعرف الصوفية األحدية مبا‬
‫أييت‪(:‬األحدية عبارة عن جملي الذات ليس لألمساء‪ ،‬وال للصفات‪ ،‬وال لشيء من مؤثراهتا فيه ظهور‪ ،‬فهي اسم لصرافة الذات‬
‫اجملردة عن االعتبارات احلقية واخللقية‪ ،‬والواحدية عبارة عن جملي ظهور الذات فيها صفة‪ ،‬والصفة فيها ذات‪ ،‬فبهذا االعتبار ظهر‬
‫كل من األوصاف عني اآلخر‪ .‬والفرق بني األحدية والواحدية أن األوىل ال يظهر فيها شيء من األمساء والصفات‪ ،‬أما الثانية‪،‬‬
‫فتظهر فيها األمساء والصفات حبكم ما يستحقه كل واحد من اجلميع) انظر ص‪ 30‬وما بعدها جـ‪ 1‬اإلنسان الكامل ط ‪1293‬‬
‫عبدالكرمي اجليلي‪ ،‬وجامع األصول يف األولياء ص‪ .126‬أما الرْحانية (فهي الظهور حبقائق األمساء والصفات) ص‪ 32‬جـ‪1‬‬
‫اإلنسان الكامل‪ .‬أما األعيان الثابتة فهي حقائق األشياء قبل إفاضة الوجود عليها‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ ،49‬ص‪ 221‬مكاتيب‪ .‬وأقول مل ال يرجع الوجود إىل نفسه هو ما دام ميلكه؟ وكيف كان هو حينما أرجع الوجود‬
‫إىل الكينونة؟ أكان عدما! إن العدم ال يستطيع أن يهب الوجود! أم كان وجودا‪ ،‬مث سلب الوجود عن نفسه‪ ،‬ووهبه لغريه؟ القول‬
‫هبذا فيه احلكم ابلعدم على واهب الوجود وابلسفه على واهب احلكمة والعقول‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫احلديث عن النقطة األوىل اليت تعني فيها الوجود اإلهلي؟ وأين مراتب الذات وتعييناهتا؟ وهل شهد‬
‫البهاء وابنه خلق السموات واألرض‪ ،‬حىت يتحداث عن حقيقة إهلية كانت عماء جمهوالً‪ ،‬فأرادت أن‬
‫تعرف وترى‪ ،‬فتعينت يف النقطة األوىل‪ ،‬أو احلقيقة احملمدية؟!‬
‫أمساء اْلقيقة اإلهلية وصفاهتا‬
‫زعمت البهائية أن هللا ال يسمى‪ ،‬وال يوصف‪ ،‬فما له عنوان على اإلطالق‪ ،‬وال نعت عند أهل‬
‫اإلشراق "الصوفية"‪.‬‬
‫هلذا جيب أن نطلق على اهليكل البشري الذي تتجسد فيه احلقيقة اإلهلية كل األمساء والصفات‬
‫اإلهلية الواردة يف القرآن‪ ،‬فيقال عنه‪ :‬إنه هو هللا اخلالق الذي بيده ملكوت كل شيء! كما تطلق‬
‫عليه الصفات البشرية فيحكم عليه أبنه جيوع‪ ،‬ويظمأ‪ ،‬وينسى ويتذكر‪ ،‬وميرض‪.‬‬
‫يقول البهاء‪":‬كم من العباد من شريف ووضيع كانوا دائما ينتظرون ظهورات األحدية يف اهلياكل‬
‫القدسية" ويفسر البهاء قوله تعاىل‪َ :‬ه مل يَـمنظُُرو َن إَِّال أَ من َأيمتِيَـ ُه ُم ا ََّّللُ ِيف ظُلَ ٍل ِم َن المغَ َم ِام َوالم َم َالئِ َكةُ‪‬‬
‫[البقرة‪ .]210 :‬بقوله‪":‬يقصد به ظهور ذلك اجلمال األزيل خاضعا للحدودات البشرية مثل‬
‫األكل‪ ،‬والشرب‪ ،‬والفقر‪ ،‬والغىن‪ ،‬والعزة‪ ،‬والذلة‪ ،‬والنوم واليقظة"(‪ )1‬ويقول أبو الرذائل عن اجلسم‬
‫البشري الذي تتجسد فيه احلقيقة اإلهلية‪":‬ويظهر يف املرتبة األوىل‪ ،‬واملقام األول علم هللا‪ ،‬وحكمته‪،‬‬
‫وقوته‪ ،‬وقدرته‪ ،‬وسلطنته‪ ،‬وعظمته‪ ،‬ووحدانيته‪ ،‬وفردانيته‪ ،‬وإرادته‪ ،‬ومشيئته‪ ،‬ومجاله‪ ،‬وجالله‬
‫وفضله‪ ،‬وكماله ورْحته‪ ،‬وأفضاله؛ فهو ‪ -‬أي اهليكل البشري الذي جتسدت فيه احلقيقة اإلهلية ‪-‬‬
‫املسمى جبميع األمساء النازلة يف الكتب اإلهلية" ويقول‪":‬ميتاز هذا املظهر الكرمي‪ ،‬واإلنسان العظيم‬
‫عن غريه من أفراد البشر بظهور صفات هللا ‪ -‬تعاىل ‪ -‬منه‪ ،‬وبروز أمسائه وخصائصه به‪ ،‬فيظهر‬
‫منه العلم واحلكمة والعزة والقدرة والقوة والغلبة والقاهرية"(‪.)2‬‬
‫ولكن كيف َّنيز بني مظهر ومظهر‪ ،‬أو بني جسدين جتسدت يف كليهما احلقيقة اإلهلية؟ يزعم‬
‫املريزا حسني علي‪ :‬أن احلقيقة اإلهلية تتخذ هلا يف كل هيكل تتجسد فيه امسا خاصا‪ ،‬ورمسا‬
‫مثال ‪ -‬نوح وموسى‪ ،‬وكان هلا يف كل جتسد مميزات خاصة‬ ‫خمصوصا(‪ ،)3‬فكان من أمسائها ‪ً -‬‬
‫كالبياض والسواد والطول‪ ،‬والقصر‪ ،‬واألبوة واألمومة‪ ،‬والعمومة واخلئولة‪ ،‬والبنوة واألخوة‪ ،‬وهبذا‬

‫(‪ (1‬انظر ص‪ 153 ،52 ،50 ،46 ،3‬اإليقان‪.‬‬


‫(‪ (2‬ص‪ 35 ،25‬احلجج‪ .‬واقرأ للجيلي عن اإلنسان الذي تتجلى فيه احلقيقة اإلهلية جتليا ذاتيا‪(:‬هو الفرد الكامل والغوث‬
‫اجلامع‪ ،‬عليه يدور أمر الوجود‪ ،‬وله يكون الركوع والسجود‪ ،‬وبه حيفظ هللا العامل‪ ،‬وهو املعرب عنه ابملهدي واخلامت‪ ،‬وهو اخلليفة‬
‫الذي تنجذب حقائق املوجودات إىل امتثال أمره‪ .‬ويقهر الكون بعظمته‪ ،‬ويفعل ما يشاء بقدرته) ص‪ 51‬جـ‪ 1‬اإلنسان الكامل‪.‬‬
‫(‪ (3‬ص‪ 16‬إيقان‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫امتازت احلقيقة اإلهلية اليت كانت متجسدة يف موسى ‪ -‬مثال ‪ -‬عن احلقيقة اإلهلية اليت كانت‬
‫متجسدة يف عيسى! كانت احلقيقة اإلهلية يف آدم طويلة‪ ،‬مث أصبحت يف غريه قصرية!؟ اي جلحود‬
‫البهائية الذي ال ترعوي له ضاللة! أتىب أن تصف هللا أبنه خالق‪ ،‬مث تصفه أبنه مريض‪ ،‬وطويل‪،‬‬
‫وقصري‪ ،‬ووالد ومولود‪ ،‬وتصف لصا حقريا كاملريزا أبنه اخلالق العلي الكبري!‪.‬‬
‫تطور اْلقيقة يف تعيناهتا‬
‫ال تظهر احلقيقة اإلهلية بكل كماهلا مرة واحدة؛ ألهنا "وجوب"‪ ،‬وهو قوة‪ ،‬واجلسد البشري‬
‫"إمكان" وهو ضعف؛ هلذا تدرجت احلقيقة اإلهلية يف جتلياهتا؛ ألن "اإلمكان" ال يستطيع حتمل‬
‫جتليها فيه مرة واحدة‪ ،‬مث إهنا تتجلى يف كل شيء حبسب استعداده وقابليته‪ ،‬فتارة تتجلى‬
‫كالشمس‪ ،‬واترة كالسراج الوهاج‪ ،‬واترة كاحمليط‪ ،‬واترة كالسحاب الفياض(‪.)1‬‬
‫اإلمكان يسيطر على الوجوب‪ :‬من معاين "الواجب" عند أصحاب التقسيم العقلي أنه‪ :‬ما‬
‫كان وجوده من مقتضى ذاته‪ ،‬أو أنه‪ :‬ما ميتنع عند العقل عدمه‪ ،‬ومن معاين "املمكن" أنه‪ :‬ماال‬
‫تقتضي ذاته وجودا وال عدما‪ ،‬أو هو‪ :‬ما ال ميتنع وجوده وال عدمه‪ ،‬وما هو من مقتضى الذات‪،‬‬
‫فإنه ال يتخلف عنها‪ .‬ومن خصائص املمكن احتياجه دائما "الواجب" يف وجوده وبقائه‪ ،‬ومن‬
‫خصائص "الواجب" أن له وجودا خاصا به‪ ،‬وأن ذاته تقتضي الوجود‪ ،‬وأنه مستغن عن غريه‪ ،‬وقد‬
‫أطلق أصحاب هذا التقسيم على هللا سبحانه اسم "الواجب"‪.‬‬
‫أما البهائية فإهنا حتكم على الواجب ‪ -‬أي هللا سبحانه وتعاىل ـ‪ :‬أبنه هو احملتاج إىل املمكن يف‬
‫حتققه وظهوره‪ ،‬فإذا شاء الواجب أن يكون‪ ،‬وأن خيلق ويعلم ويسمع‪ ،‬ويرى وحييي‪ ،‬ومييت‪ ،‬فإن‬
‫مشيئته ال تتحقق إال حني يتعني يف ممكن‪ ،‬يقول عبدالبهاء‪":‬مشس احلقيقة الرْحانية هلا طلوع‬
‫وأفول‪ ،‬وظهور وبطون‪ ،‬وبظهورها وطلوعها على مطلع اإلمكان تتنور مطالع األكوان بفيض‬
‫الرْحن"‪ .‬وحيدد عبدالبهاء العالقة بني الواجب واملمكن‪ ،‬فيقول عن املمكن‪":‬إنه هو الواجب‬
‫جبميع معانيه ومبانيه؛ وإشاراته وبشاراته‪ ،‬وشئونه وحقائقه‪ ،‬وآاثره وأنواره وأسراره‪ ،‬وابطنه وظاهره‬
‫وغيبه وشهوده"(‪.)2‬‬

‫(‪ (1‬ص‪ 19 ،24 ،68 ،242‬مكاتيب‪.‬‬


‫واقرأ للجيلي قوله عن جتلي الصفات اإلهلية‪(:‬والناس يف جتليات الصفات على قدر قوابلهم وحبسب وفور العلم وقوة العزم‪،‬‬
‫فمنهم من جتلى احل ق له ابلصفة احلياتية‪ ،‬فكان هذا العبد حياة العامل أبمجعه يرى سراين حياته يف املوجودات مجيعها جسمها‬
‫وروحها)‪ ،‬جـ‪ 1‬ص‪ 44 ،43‬اإلنسان الكامل‪.‬‬
‫(‪ (2‬ص‪ 54 ،46‬مكاتيب‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫إهنا وحدة وجود صرحية حتكم ابلعدم على اخلالق واهب الوجود‪ ،‬وابلوجود األزيل األبدي على‬
‫من أصله العدم ومصريه الفناء! ولست أدري ملاذا اختارت احلقيقة اإلهلية اإلمكان مطلعا هلا‪ ،‬وهو‬
‫عدم قبل خلقه‪ ،‬وفناء بعد موته؟ إهنا حلماقة يعصف هبا الغباء أن ختتار القوة القهارة الضعف‬
‫العدم؛ ليكون صفة من صفاته‪ ،‬وأن يتخذ‬ ‫الوجود َ‬
‫ُ‬ ‫مظهرا هلا للتعبري عن قاهريتها‪ ،‬وأن يصطفي‬
‫الفقر املطلق آية له‪ .‬والبهائية مبا‬
‫البقاءُ الفناءَ امسا له‪ ،‬ومقوما ملعناه‪ ،‬وأن جيتيب الغين املطلق الدائم َ‬
‫صورت تعطي أسوأ قدوة‪ ،‬وتعلم ضعة النفس وسفاهة اإلرادة‪ ،‬فمعبودها الذي تدعو إليه ينتقل من‬
‫واجب إىل ممكن‪ ،‬ومن رب إىل عبد‪ ،‬ومن قوة إىل ضعف‪ ،‬ومن غىن إىل فقر‪ ،‬ومن قاهر إىل‬
‫مقهور! فأية قدوة تدعو البهائية إىل االقتداء هبا؟! ترى ماذا حيدث لو أن البشرية انصاعت إىل‬
‫هذه الدعوة امللعونة؟ سيكون ِج ُّدها‪ ،‬ال يف سبيل أن تبلغ القمة‪ ،‬بل يف سبيل أن تنحدر إىل‬
‫احلضيض‪ ،‬ومل ال‪ ،‬ورهبا يتطور من الكمال إىل النقص؟‬
‫حاجة اْلقيقة اإلهلية إىل بدن(‪ :)1‬زعمت البهائية أن هللا ‪ -‬جل شأنه ‪ -‬جمرد حبت‪ ،‬كما‬
‫زعمت أنه ال يعقل التعطيل يف صدور األفعال عن اجملردات‪ ،‬وأن اجملردات ال يصدر فعلها عنها‬
‫إال آبلية األبدان العنصرية(‪)2‬؛ وهلذا قالت عن هللا سبحانه‪":‬إن الناس ال يبصرونه‪ ،‬وال يسمعونه‬
‫آبذاهنم‪ ،‬وال يعرفونه إال إذا جتلى هلم يف هيكل مرئي‪ ،‬وتكلم معهم بلغة بشرية" وقالت‬
‫أيضاً‪":‬أخربان هباء هللا أبن جميء رب اجلنود‪ ،‬واآلب األزيل عبارة عن جتليه يف اهليكل البشري كما‬
‫جتلى يف هيكل عيسى(‪ )3‬وقالت عن هللا سبحانه‪ :‬إنه ال يستطيع أن يعمل إال وهو حال يف بدن‪،‬‬
‫وأنه مل خيل عن بدن؛ ألن مظاهر مجاله ال يعرف هلا بداية!‬
‫مىت تتجسد اْلقيقة اإلهلية؟!‪ :‬تزعم البهائية أنه ليس للحقيقة اإلهلية ميعاد خمصوص؛ لتتعني يف‬
‫جسد بشري؛ فإهنا كلما رأت استعدادا وقبوال يف هيكل بشري جتسدت فيه(‪ !)4‬ولكن ال يد لإلله‬
‫فيما عليه هذه احلقائق الوجودية‪ ،‬واألجسام البشرية من استعداد وقبول‪ ،‬فهو قد وجدها هكذا!‬

‫واقرأ للجيلي (كل موجود يوجد فيه ذات هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬حبكم االستيالء) وقوله‪(:‬الرْحانية هي الظهور حبقائق األمساء‬
‫والصفات‪ ،‬وأول رْحة رحم هللا هبا املوجودات أن أوجد العامل من نفسه؛ وهلذا سرى ظهوره يف املوجودات‪ ،‬فظهر كماله يف كل‬
‫جزء وفرد من أفراد وأجزاء العامل‪ ،‬ومل يتعدد بتعدد مظاهره‪ ،‬بل هو واحد يف مجيع تلك املظاهر) ص‪ 33 ،32‬جـ‪ 1‬اإلنسان‬
‫الكامل‪.‬‬
‫(‪ (1‬أفردته ابلذكر لألمهية‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 26‬وما بعدها احلجج‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪ 209‬هباء هللا‪.‬‬
‫(‪ )4‬ص‪ 109‬جمموعة الرسائل‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وإذا كانت احلقيقة اإلهلية ‪ -‬وهى غيب ‪ -‬مل تستطيع أن متنح نفسها علما وقدرة وجالال‬
‫وهيمنة‪ ،‬فكيف استطاعت ‪ -‬وهي أسرية القيود البشرية ‪ -‬أن متنح اجلسد البشري كل هذه‬
‫الصفات اليت هبا خيلق ويرزق وحييي ومييت؟ إذا كانت ‪ -‬وهي جمرد ‪ -‬عجماء بكماء! فكيف‬
‫استطاعت منح هذا اجلسد القدرة على الكالم والتصرف يف فنون البيان‪ ،‬واإلحسان فيه؟!‬
‫أال إنه حلُ مك ٌم على هللا أبن الذي يعطيه وجوده وقدرته وخالقيته بدن ميحقه الفناء‪ .‬مث أسأل مرة‬
‫أخرى‪ :‬إذا كان والبد للحقيقة اإلهلية من التعني يف جسد‪ ،‬فلماذا ختتار جسداً فانياً ينسفها‬
‫العذاب فيه كل حلظة‪ ،‬وتسام مكابدة املرض‪ ،‬وحشرجات املنون ألوف األلوف من املرات؟ ملاذا مل‬
‫ختلق هلا جسدا أزليا أبدي البقاء‪ ،‬سرمدي الدوام واخللود؛ لتستطيع أن تتكلم دائما‪ ،‬وتعلم دائما‪،‬‬
‫وتنعم ابحلياة دائما‪ ،‬وتسرتيح من اجلوع واملرض واملوت الذي يغافصها يف كل حلظة؟ ملاذا ملاذا؟‬
‫ألن اإلله الذي تؤمن به البهائية إله عاجز مكبوت مقهور‪ ،‬ال يريد شيئا‪ ،‬وال خيتار‪ ،‬وال خيلق‪ .‬وإَّنا‬
‫هو جمبور جرباً ‪ -‬يقمع فيه كل إرادة ‪ -‬على أن حيل يف مثل هذه األجساد البالية!‬
‫اي له من إله عاجز مسكني! يزعمون أنه مالك السموات واألرض‪ ،‬مث هو ال ميلك أن يغالب يف‬
‫نفسه اجلوع والظمأ والشهوات‪ ،‬أو يغلب قدم الفدم الذي كان يركله!‬
‫إن حقد البهاء على كل عظيم‪ ،‬وحسده لكل جليل‪ ،‬جعال منه إنساان حيقد على هللا‪ ،‬ويفتك‬
‫به حسده جلالل هللا‪ ،‬فمضى تنفيسا عن غليل حقده وأوار حسده يصف هللا أبرذل صفات العبيد‬
‫ويصف نفسه أبجل صفات هللا!‪.‬‬
‫ماذا صنعت البهائية للبشرية؟ ال شيء سوى أهنا ضمت أبوهامها إىل جنس البشر إهلا تعول‬
‫إرادته من القمع والقهر‪ ،‬ويستجدي ظامليه العطف والرْحة‪ ،‬مل تصنع سوى أهنا ضمت إىل‬
‫املمكنات مسخا‪ ،‬وال يدري هو نفسه؛ أكان "واجبًا" قهر على أن يكون "ممكنًا"‪ ،‬أم كان "ممكنًا"‬
‫خاب يف أن يصري "واجبًا"؟!‬
‫مل تصنع سوى أهنا ضمت إىل قافلة العبيد األذالء عبدا قزما‪ ،‬يرتاءى أبنه رب وعمالق‪ ،‬كلما‬
‫أراد سادته أن يتخذوا منه سخرة وملهاة!‬
‫التنـزيه والتشبيه‪ :‬يقول اإلمام ابن تيمية ‪ -‬وهو يقرر عقيدة سلفنا الصاحل يف صفات‬
‫هللا‪":‬ومذهب السلف بني التعطيل والتمثيل‪ ،‬فال ميثلون صفات هللا بصفات خلقه‪ ،‬وال ينفون عنه‬
‫ما وصف به نفسه‪ ،‬أو وصفه به رسوله‪ ،‬فيعطلون أمساءه احلسىن وصفاته العليا‪ ،‬وحيرفون الكلم عن‬
‫مواضعه‪ ،‬ويلحدون يف أمساء هللا وآايته"‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫س َك ِمثملِ ِه‬‫هذا‪ ،‬وقد جاء القرآن يف الصفات اإلهلية بنفي جممل واثبات مفصل ومثال األول‪:‬لَمي َ‬
‫َح ٌد‪[ ‬سورة اإلخالص] أما‬ ‫ِ‬
‫َش ميءٌ‪[ ‬الشورى‪َ  .]11 :‬ملم يَل مد َوَملم يُولَ مد ‪َ ‬وَملم يَ ُك من لَهُ ُك ُف ًوا أ َ‬
‫اإلثبات‪ ،‬فآايته كثريات يف القرآن‪ ،‬وقد وصف فيها أبنه مسيع بصري‪ ،‬قادر عليم‪ ،‬وأبنه استوى على‬
‫عرشه‪ .‬وقد آمن الرسول صلى هللا عليه وسلم وصحبه بكل ذلك إمياان ال حياول الشك أن يدنو‬
‫من قدسه‪ ،‬آمنوا به كما ورد؛ ألهنم ليسوا أبعلم من هللا مبا جيب له‪ ،‬فما نفوا عنه صفة أثبتها‪ ،‬وال‬
‫أثبتوا صفة نفاها‪ ،‬وال مسوه بغري ما مسى به نفسه‪ .‬وهبدى الرسول الكرمي اهتدى املتقون‪.‬‬
‫أما دين البهائية‪ ،‬فال صلة له بدين‪ ،‬وال بعقل؛ فإنه يصف هللا أبخس صفات البشر‪ ،‬ويصف‬
‫بعض أرذل البشر أبجل وأخص صفات هللا مث أييت عبدالبهاء‪ ،‬فيقول‪ :‬إنه سبحانه منـزه عن‬
‫التشبيه والتنـزيه! ويف مناجاة لربه يذكر علة هذا بقوله‪":‬ألن التنـزيه شأن من شئون عبادك‪،‬‬
‫والتقديس مسة من خصائص أرقائك‪ ،‬والتشبيه حقيقة منبعثة من أفكار خلقك‪ ،‬فالعزة والكمال‬
‫والعظمة واجلالل من خصائص أصفيائك"‪.‬‬
‫وهذا القول يطابق دينه يف جترد احلقيقة اإلهلية‪ ،‬فما مث هلا ‪ -‬وهي غيب جمرد ‪ -‬صفات حىت‬
‫تنـزه‪ ،‬أو تشبه‪ ،‬ويطابق دينه يف أن الصفات اليت وردت يف القرآن ال تطلق على هللا‪ ،‬وإَّنا تطلق‬
‫على مظاهره‪ :‬أي األجساد البشرية اليت جتسد فيها‪.‬‬
‫غري أننا نرى عبدالبهاء يقول يف نفس املوضع‪":‬ونثين عليك ابلتسبيح والتقديس‪ ،‬اي من تنـزه عن‬
‫التشبيه والتنـزيه؛ فكل تسبيح وتقديس وتنـزيه ومتثيل وتشبيه‪ ،‬ذكر من حيز العجز والنسيان‪ ،‬وإنك‬
‫متعال عن ذلك"(‪ )1‬يثين على هللا ابلتسبيح وهو تنـزيه‪ ،‬مث يقول‪ :‬إنه سبحانه منـزه عن التنـزيه!!‬
‫تناقض يعمد إليه عبدالبهاء‪ ،‬ويصطنعه ختايال منه بعمق الفكرة! وليبطش بسطوة مثل هذا‬
‫األسلوب ابألغرار من أتباعه؛ فيحملهم على الظن أبنه حميط من املعرفة الرابنية!‪ .‬وقد مارسنا مثل‬
‫هذا شياطينه من الصوفية كابن عريب وغريه‪.‬‬
‫إنه ينفي عن معبوده التسبيح والتقديس‪ ،‬وهو جمرد صرف؛ فما له من مرتبة التجريد اسم وال‬
‫صفة‪ ،‬مث يثين على ربه ابلتسبيح والتقديس‪ ،‬وهو متجسد يف هيكل بشري‪ ،‬فبه ظهرت أمساؤه‬
‫وصفاته‪ .‬وهو ينـزه ربه عن التشبيه؛ ألنه هو عني الوجود‪ ،‬وما مث من وجود آخر حىت يشبه به‪.‬‬
‫وينـزه ربه عن التنـزيه؛ ألن التنـزيه حتديد‪ ،‬والتحديد يقتضي الوصف ووجود غري ما‪ ،‬ومقابل له‪ ،‬وما‬
‫مث هلل يف دين عبدالبهاء صفة‪ ،‬وما مث موجود غريه؛ ألنه عني الوجود! مث يقول عن احلقيقة‬

‫(‪ (1‬انظر النصوص السابقة ص‪ 221‬مكاتيب‪ .‬ال يشبه املسلم ربه؛ إذ ليس كمثله شيء ولكنه ينـزهه عما نـزه عنه نفسه‪ :‬مثل‬
‫(ه مل تَـ معلَ ُم لَهُ َِمسيًّا)‪.‬‬ ‫ص ُار َوُه َو يُ مد ِرُك ماألَبم َ‬
‫ص َار) َ‬
‫ِ‬
‫َ(ال َأتم ُخ ُذهُ سنَةٌ َوَال نَـ موٌم) َ(ال تُ مد ِرُكهُ ماألَبم َ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اإلهلية‪":‬ال اتصال وال انفصال‪ ،‬وال الوجدان‪ ،‬وال الفقدان" إنه ينفي االتصال والوجدان‪ ،‬ويثبتهما‪.‬‬
‫وينفي االنفصال والفقدان ويثبتهما‪ ،‬وهي زندقة صرحية ليس فيها تناقض‪.‬‬
‫فاالتصال منفي‪ ،‬واحلقيقة اإلهلية غيب كلي جمرد ال توصف‪ ،‬وال تسمى وال يراها أحد‪ ،‬وال‬
‫يتصل هبا شيء‪ ،‬وال تتصل هي بشيء! واالتصال مثبت واحلقيقة اإلهلية متعينة يف هيكل بشري‬
‫جتلت منه صفات هللا وأمساؤه‪ ،‬واتصلت به حقيقته أي روحه! وكذلك قل عن الوجدان والفقدان!!‬
‫واقرأ البن عريب يف التشبيه والتنـزيه يف الفص النوحى من (فصوص احلكم) لتعلم من أين أخذ‬
‫عبدالبهاء!‬
‫وإن قل ـ ـ ـ ـ ــت ابلتش ـ ـ ـ ـ ــبيه كن ـ ـ ـ ـ ــت حم ـ ـ ـ ـ ــددا‬ ‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ــإن قل ـ ـ ـ ـ ـ ــت ابلتن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزيه كن ـ ـ ـ ـ ـ ــت مقي ـ ـ ـ ـ ـ ــدا‬
‫وكن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت إمام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاً يف املع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارف س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيدا‬ ‫وإن قلـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ابألم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرين‪ ،‬كنـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــددا‬
‫وإايك‪ ،‬والتنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزيه إن كنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت مفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــردا‬ ‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإايك والتشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيه‪ ،‬إن كنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت اثنيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــني األم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور مس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َّـرحا ومقيَّـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا‬ ‫فمـ ـ ــا أنـ ـ ــت هـ ـ ــو‪ ،‬بـ ـ ــل أنـ ـ ــت هـ ـ ــو‪ ،‬وت ـ ـ ـراه يف‬

‫ويشرح القاشاين‪":‬فإايك والتشبيه إن كنت اثنيًا" بقوله‪":‬أي إن كنت مثنيًا للخلق مع احلق‬
‫فاحذر التشبيه؛ أبن تثبت خل ًقا غريه بل اجعل اخللق عينه"‪" .‬وإايك والتنـزيه إن كنت مفردا"‬
‫ويشرح القاشاين قول ابن عريب هذا بقوله‪":‬أي وإن مل تثبت اخللق معه‪ ،‬فال جترده عن التعدد‪ ،‬حىت‬
‫يلزم وجود متعددات غريه لغلوك يف التنـزيه‪ ..‬بل اجعله الواحد ابحلقيقة الكثري ابلصفات‪ ،‬فال‬
‫شيء بعده‪ ،‬وال شيء غريه‪ ،‬واجعله عني اخللق حمتجبا بصورهم" "فما أنت هو" أي لست أنت‬
‫احلقيقة اإلهلية‪ ،‬وهي وجود مطلق قبل التعني‪":‬بل أنت هو" أي‪ :‬أنت ‪ -‬كما يقول القاشاين ‪-‬‬
‫من حيث احلقيقة عني هو‪ .‬وقوله‪":‬وتراه يف عني األمور مسرحا ومقيدا" يشرحه القاشاين‬
‫"مسرحا" أي مطلقاً بكوهنا ‪ -‬أي‬
‫ً‬ ‫بقوله‪":‬تراه يف صور أعيان األشياء مقيداً بكل واحد منها‪.‬‬
‫احلقيقة اإلهلية ‪ -‬يف الكل؛ إذ احلقيقة يف صور الكل واحدة‪ .‬وكل مقيد‪ ،‬عني املقيد اآلخر‪ ،‬وعني‬
‫املسرح"(‪ )1‬يعين أنك لست وحدك احلقيقة اإلهلية‪ ،‬بل كل شيء تراه هو مثلك عني احلقيقة‬
‫اإلهلية!؛ فاحلقيقة اإلهلية عند ابن عريب متصلة منفصلة موجودة مفقودة!‪ ،‬وعنه أخذ عبدالبهاء‪،‬‬
‫بيد أن هذا مل حيسن التعبري عن كفره!‬
‫املعبود‪ :‬للحقيقة اإلهلية عند البهائية حاالن‪ :‬حال التجرد الصرف‪ ،‬وحال التعني‪ .‬وتعينها‬
‫األعظم إَّنا يكون يف هيكل بشري‪ ،‬وقد حكمت البهائية أبنه ال جتوز عبادة احلقيقة اإلهلية إال‬

‫(‪ (1‬ص‪ 77‬شرح فصوص احلكم للقاشاين‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وهي متعينة يف جسم بشري‪ ،‬وإال توجهنا بعبادتنا إىل وهم‪ ،‬أو تصور ذهين! يقول البهاء‪":‬ليس لنا‬
‫إال التوجه يف مجيع الشئون إىل ذلك املركز املعهود‪ ،‬واملظهر املوعود‪ ،‬واملطلع املشهود‪ ،‬وأال نعبد‬
‫حقيقة موهومة مقصورة يف األذهان"(‪ )1‬لقد زعمت البهائية أن عبادة احلقيقة اإلهلية يف مرتبة‬
‫التجريد عبادة ملوهوم‪ ،‬أو معدوم‪ ،‬وقد هلك البهاء من زمن بعيد‪ .‬فعادت احلقيقة اإلهلية اليت‬
‫كانت متعينة فيه إىل حال جتردها! فكيف ظلت البهائية حىت اآلن على عبادة البهاء؟! أتعبده‬
‫ابعتباره روحا جمردا؟ إن كان كذلك‪ ،‬فهي إذن تعبد ‪ -‬كما قالت ‪ -‬ومها وعدما! أم تعبده ابعتباره‬
‫جثة عفنة؟ إن كان كذلك‪ ،‬فقد عبدت جيفة‪ ،‬فأي األمرين ختتار؟‬
‫مشارق اْلقيقة اإلهلية ومغارهبا‪ :‬تقرر البهائية أن فيض احلقيقة الرْحانية ال ينقطع‪ ،‬وتقرر يف‬
‫عدة أماكن أن مشس احلقيقة هلا طلوع وأفول‪ ،‬وظهور وبطون‪ ،‬وأنه "أتتى أايم تغرب مشس‬
‫األحدية‪ ..‬وتنقطع مائدة العرفان من مساء اإليقان" كما يقول البهاء‪.‬‬
‫وهذا يستلزم احلكم على الفيض ابالنقطاع‪ ،‬بل هو تصريح به! وقد شعر عبدالبهاء هبذا‬
‫التناقض‪ ،‬فكد يف سبيل رفع هذا التناقض‪ ،‬فزعم أن هوية األلوهية ليس هلا يف احلقيقة أفول‪ ،‬فهي‬
‫مستقرة أبدا سرمدا يف نقطة االحرتاق‪ ،‬وطلوعها وغروهبا ابلنسبة لدوران اإلمكان واألكوان(‪.)2‬‬
‫فحينما ميوت مظهر من مظاهرها‪ ،‬يقال عنها‪ :‬إهنا غربت‪ .‬وحينما تظهر يف مظهر جديد‪ ،‬يقال‬
‫عنها‪ :‬إهنا شرقت وهكذا! وال ندري ‪ -‬وال أحد يدري ‪ -‬كيف يعيش العامل حني يهلك مظهر‬
‫احلقيقة اإلهلية‪ ،‬وينقطع الفيض‪ ،‬وتتعطل الروح اإلهلية عن العمل بعد أن طارت؟! إله قلق‬
‫مضطرب مقهور مستبعد ميوت وحييا‪ ،‬وأيفل ويغيب‪ .‬ذلكم هو إله البهائية‪ ،‬فقل ما قال خليل هللا‬
‫ني‪[ ‬األنعام‪.]76 :‬‬ ‫ال َال أ ُِح ُّ ِِ‬
‫ب ماآلَفل َ‬ ‫إبراهيم‪:‬قَ َ‬
‫كيفية اخللق‪ :‬البهائية مضطربة متناقضة جتمع بني فنون شىت من املتناقضات‪ ،‬ولكين جشمت‬
‫نفسي الصرب على قراءة كتبهم رغم ما فيها من كالم يثري غثيان النفس‪ ،‬ويعدو ابغيا على احلق‪.‬‬
‫ولقد رأيت هنا ‪ -‬لتناقضهم احلاد ‪ -‬بسط النصوص قبل احلكم؛ لتكون بني يدي القارئ الكرمي‪،‬‬
‫فيحكم هو بنفسه حكما ال أراتب يف أنه سيكون حقا وصدقا وعدال‪ .‬يقول داعيتهم األكرب أبو‬
‫الرذائل‪":‬خلق هللا لظهور الذات املقدسة‪ ،‬واحلقيقة اجملردة نفسا كرمية من النفوس البشرية‪ ،‬وخصص‬

‫(‪ )1‬ص‪ 189‬مكاتيب‪ .‬وللدرزية يف كتاهبم املقدس حديث طويل عن األدوار اليت أظهر فيها املعبود انسوته؛ ليعبد؛ ألنه إن مل‬
‫يظهر انسوته من حني إىل آخر لكان الناس يعبدون عدما‪ ،‬ص‪ ،106‬طائفة الدروز‪.‬‬
‫(‪ (2‬ص‪ 147 ،146 ،79‬مكاتيب‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫لربوز أنوارها وآاثرها جواهر نفيسة من اجلواهر املقدسة اإلنسانية؛ لتكون عرشا لسلطان ذاته‪ ،‬وأُفقاً‬
‫إلشراق أنوار جتلياته‪ ،‬ومظهر املكنون حقيقته‪ ،‬ومظهر الغيب هويته‪ ،‬ومنـزعاً ألمسائه وصفاته"(‪.)1‬‬
‫ويقول عبدالبهاء‪":‬إن األمساء اإلهلية يف مقام األحدية ليس هلا ظهور وال تعني‪ ،‬وال مسة‪ ،‬وال‬
‫إشارة‪ ،‬وال داللة‪ ،‬بل هو شئون للذات بنحو البساطة والوحدة األصلية‪ .‬أما يف مقام الواحدية‪،‬‬
‫فلها ظهور وتعني وحتقق وثبوت ووجود فائض منبعث من احلقيقة الرْحانية على احلقائق الروحانية‪،‬‬
‫والكينوانت امللكية يف حضرة األعيان الثابتة"(‪ )2‬ويتحدث عن الرْحة اإلهلية‪ ،‬فيقول‪":‬أهنا تنقسم‬
‫قسمني‪ :‬ابلرْحة الذاتية اإلهلية‪ ،‬وهو عبارة عن إفاضة الوجود ابلفيض األقدس األعلى يف مجيع‬
‫املراتب واملقامات اليت ال هناية هلا للحقائق واألعيان الثابتة يف حضرة العلم الذايت األعلى‪ :‬وابلرْحة‬
‫الصفاتية الفائضة من احلضرة الرْحانية ابلفيض املقدس األول(‪ )3‬حبسب االستعداد والقابليات‬
‫املستفيضة من التجليات الظاهرة الباهرة يف أعيان املوجودات‪ ،‬ويقول‪":‬احملبة هي سبب ظهور احلق‬
‫يف العامل اإلمكاين" مث حيمد ربه على "إنشاء حقيقة نورانية‪ ،‬وكينونة رْحانية‪ ،‬وهوية رابنية‪ ،‬ونقطة‬
‫كلية جتلى عليها جبماله وجالله وكماله وجالله وأمسائه وصفاته وشئونه وأفعاله‪ ،‬فتفصلت وتشعبت‬
‫وتفرقت وتكثرت‪ ،‬وأحاطت بشئوهنا‪ ،‬وظهورها وشهودها ووجودها‪ ،‬ومثلها وآاثرها وأطوارها‬
‫حقائق املمكنات‪ ،‬وهوايت املوجودات" ويقول‪":‬اعلم أن احلقائق املمكنة‪ ،‬املستنأة املستفيضة من‬
‫فيض القدم‪ ،‬املستشرقة من أنوار االسم األعظم حكمها حكم األرض الطيبة الطاهرة‪ ،‬والبقعة‬
‫املباركة‪ ،‬فإذا فاض عليها سحائب اجلود‪ ،‬ونـزل ماء الوجود‪ ،‬من غمام فياض الغيب والشهود‪ ،‬عند‬
‫ذلك تراها اهتزت‪ ،‬وربت‪ ،‬وأنبتت من كل زوج هبيج" ويقول البهاء‪":‬ملا أراد اخللق البديع فصل‬
‫النقطة الطاهرة املشرقة من أفق اإلرادة‪ .‬وإهنا دارت يف كل بيت على كل هيئة‪ ،‬إىل أن بلغت‬
‫منتهى املقام أمرا من لدى هللا موىل األانم‪ ،‬وأهنا مركز دائرة األمساء‪ ،‬وخمتتم ظهورات احلروف يف‬
‫ملكوت اإلنشاء"‪.‬‬
‫ويقول أبو الرذائل‪":‬وهي ‪ -‬أي احلقيقة اإلهلية ‪ -‬املتصرفة يف األشياء والقاهرة على ما يف األرض‬
‫والسماء وتصرفها يف األشياء هو املعرب عنه‪ :‬ابخللق واجلعل واإلنشاء" ويقول‪":‬الفرد الذي تتجلى‬
‫فيه تلك احلقيقة متحقق قبل التجلي‪ ،‬ومستحضر موجود"(‪ )4‬وهذه النصوص من أهم كتبهم‬

‫(‪ )1‬ص‪ 24‬حجج‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 49‬مكاتيب‪.‬‬
‫(‪ (3‬سيأيت احلديث عن الفيض األقدس والفيض املقدس يف‪ :‬ابب الروح‪.‬‬
‫(‪ (4‬اقرأ النصوص السابقة يف مكاتيب عبدالبهاء ص‪ 134 ،151 ،159 ،106 ،60‬ويف اإلشراقات ص‪ 2‬ويف جمموعة‬
‫الرسائل ص‪.114 ،75‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫املقدسة‪ .‬يدين البهائيون أبن كل حقائق املمكنات‪ ،‬أو املوجودات مل تكن قبل ظهورها عدما‬
‫صرفا‪ ،‬وإَّنا كانت اثبتة متحققة قبل أن يفاض عليها الوجود‪ ،‬وتربز من عامل الغيب إىل عامل‬
‫الشهود‪ .‬كما يدينون أبن احلقيقة اإلهلية كانت عماء أو غيباً مكنوانً‪ ،‬مث أحبت هذه احلقيقة أن‬
‫تعرف وأن تظهر‪ ،‬وأن تتعني‪ ،‬لتسمى‪ ،‬وتوصف‪ ،‬وليكون ألمسائها وصفاهتا معان ودالالت وآاثر‬
‫وإشارات‪ ،‬فتعينت يف "النقطة األوىل أو احلقيقة احملمدية" وهبذا انتقلت احلقيقة من مرتبة التجرد‬
‫إىل مقام التعني‪ ،‬مث قامت هذه النقطة إبضافة الوجود على احلقائق املسماة‪ :‬ابألعيان الثابتة كل‬
‫منها حبسب استعداده وقابليته‪ ،‬فربزت هذه احلقائق ‪ -‬أو األعيان الثابتة املتحققة من قبل ‪ -‬من‬
‫عامل الغيب إىل عامل الشهود‪ ،‬فتجلت الكثرة بعد الوحدة غري أهنا كثرة ومهية‪ ،‬فما مث شيء من هذه‬
‫املوجودات‪ ،‬إال وهو النقطة األوىل‪ ،‬أو احلقيقة اإلهلية‪ ،‬وما مث إال اختالف يسري بني بعض هذه‬
‫املوجودات وبعض؛ فبعضها تتعني فها احلقيقة اإلهلية بكل ما هلا من أمساء وصفات‪ ،‬وهي احلقائق‬
‫اإلنسانية النورانية‪ ،‬أو الرسل واألولياء؛ فكل رسول أو ويل هو هللا ذااتً وصفات وأمساء‪ ،‬وبعضها‬
‫اآلخر تتجلى فيه احلقيقة اإلهلية ببعض ما هلا من صفات وأمساء‪ ،‬فال يتكون حاكية عن كل‬
‫كماالت الذات اإلهلية وإَّنا عن بعض األمساء والصفات‪ ،‬كاحلقائق احليوانية والنباتية واجلمادية‪.‬‬
‫وهكذا يصري كل موجود جملي‪ ،‬أو مظهر للذات اإلهلية‪ ،‬وهكذا أيضا نرى الواحد كثريا غري أن‬
‫هذه الكثرة ليست سوى وهم يوقعنا فيه خداع النظر؛ ألن حقائق املمكنات اليت تفصلت‪،‬‬
‫وتشعبت وتكثرت حتيط إحاطة اتمة بشئون النقطة األوىل‪ ،‬أو احلقيقة اإلهلية‪ ،‬بل إهنا ‪ -‬أي‬
‫املمكنات ‪ -‬هي عني احلقيقة‪ .‬وهذا هو املراد من قول البهاء عن النقطة‪":‬إهنا دارت يف كل بيت"‬
‫أي ظهرت يف كل حقيقة من حقائق املمكنات‪ .‬أما قوله "على كل هيئة" فمعناه‪ :‬أهنا تتلبس‬
‫ابلصورة اجلسيمة اليت تالئم كل حقيقة‪.‬‬
‫واخلالصة‪ :‬أن البهائية تكفر أبن هللا خالق‪ ،‬وال يغرنك التعبري عنه يف كتبهم أبنه خالق؛ فمفهوم‬
‫"اخللق" عندهم هو التصرف يف األشياء‪ ،‬فحسب‪ ،‬أو "الفيض" فإذا قرأت يف كتاب هبائي كلمة‬
‫"خالق" فليس معناه أن هللا أنشأ املوجودات بعد أن مل تكن أو أنه أوجدها بعد عدم‪ .‬وإَّنا معناه‬
‫"املتصرف" أو "املفيض"‪ ،‬ألن كل حقيقة جمهولة من األزل‪ ،‬اثبتة متحققة يف غيب القدم‪ ،‬وال يد‬
‫هلل يف خلقها أو منحها فطرها‪ .‬كذلك تدين البهائية أبن العامل ال أول له‪ ،‬وبقدم املادة‪ .‬يدلك على‬
‫هذا قوهلم ابألعيان الثابتة‪ ،‬وقول أيب الرذائل السابق‪":‬إن الفرد الذي تتجلى فيه تلك احلقيقة‬
‫متحقق قبل التجلي ومستحضر موجود"‪" ،‬وقول عبدالبهاء"‪ :‬هذا الكون الالمتناهي ليس له بداية‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫(‪)1‬‬
‫أيضا أبن‬
‫وال هناية" وقوله‪":‬لو كانت الكائنات عدما حمضا‪ ،‬فال يتحقق منه الوجود" وتدين ً‬
‫أعياان اثبتة أمامه‪ ،‬مل خيلقها‪ ،‬ومل‬
‫اإلله ال يستطيع أن يغري شيئًا من نواميس الكون‪ ،‬فهو قد رأى ً‬
‫خاصا‪ ،‬ففاض على هذه األعيان‪ ،‬أو قل‪:‬‬ ‫استعدادا ً‬
‫ً‬ ‫يعط لشيء منها فطرته‪ ،‬وقد رأى لكل منها‬
‫حل فيها‪ .‬كذلك تدين البهائية ابجلربية احملضة اليت حتكم السلوك اإلنساين‪ ،‬وابحلتمية املطلقة اليت‬
‫حتكم نواميس الوجود‪ ،‬ولكن تلك اجلربية أو احلتمية ال ترجع إحدامها إىل مشيئة هللا‪ ،‬فما له يد يف‬
‫هذا ‪ -‬تعاىل هللا ‪ -‬وإَّنا ترجع إىل طبيعة األشياء‪ ،‬وطبيعة اإلنسان‪ ،‬فقد كان كل شيء متحققاً‬
‫اثبتاً ابستعداده وقابليته قبل إفاضة الوجود‪ .‬وعلم اإلله البهائي ابألشياء ‪ -‬ومنها اإلنسان ‪ -‬اتبع‬
‫ملا تعطيه أعياهنا الثابتة مبا هي عليه يف األزل من االستعدادات والقابليات واخلواص‪ .‬وإرادته ‪ -‬إن‬
‫كانت له إرادة ‪ -‬ال تتعلق حتما إال مبا علم‪ ،‬وما علمه إَّنا هو اتبع ملعلوم سابق على علمه‪،‬‬
‫فأفاض الوجود عليها كما هي خبصائصها اليت هي هلا‪ ،‬واليت مل ختل منها أزال‪ ،‬وال تنفك عنها أبدا‬
‫مثلها يف هذا مثل الشكول اهلندسية‪ ،‬فكما أنك ال تستطيع مطلقا أن تغري من خواص املثلث‪ ،‬أو‬
‫تبدل فيها تبديال معقوال‪ ،‬أو حمسوسا‪ ،‬كذلك اإلله البهائي املسروق من عدة آهلة أمشاج‪ ،‬فإنه ال‬
‫يستطيع أن يغري‪ ،‬أو يبدل من طبيعة األشياء‪ ،‬أو قابلياهتا واستعدادهتا‪ .‬وهذا يستلزم احلكم على‬
‫هللا سبحانه أبنه ليس له من إرادة‪ ،‬وال مشيئة‪ ،‬وال اختيار‪ ،‬وأنه جل شأنه جمبور مغلوب على أمره‪،‬‬
‫وأنه حيل يف األشياء‪ ،‬فتسيطر عليه طبائعها‪ ،‬وال يسيطر هو على شيء منها! كما تدين البهائية‬
‫أبن علة الفيض أو اخللق هي حب اإلله البهائي لعرفان نفسه‪ ،‬أو عرفان حقائق املمكنات له‪ ،‬ال‬
‫ليعبد؛ فهذا ما مل يدر منه شيء يف خلده! أساس ما تعتقده البهائية يف معبودها أنه ال يد له‬
‫مطلقا يف إبداع حقائق املمكنات‪ ،‬وال فيما هي عليه من استعداد وقابلية‪ .‬أي ال يد له يف خلق‬
‫املادة وتصويرها‪ .‬وال حيق للبهائية أن تصدق أن قلبا فيه نفحة من عاطفة حيب مثل هذا اإلله‬
‫الذي ال يستطيع أن يفعل شيئا‪ ،‬أو يستجيب دعاء‪ ،‬والذي حييا حياة مسخرة لطبائع األشياء‪.‬‬
‫وحدة الوجود‪ :‬ملذهب‪":‬الوحدة" صوراتن‪ :‬إحدامها‪ :‬تزعم أن هناك حقيقة واحدة أو موجودا‬
‫واحدا تقوم حقيقته صفتان مها‪ :‬العقل واملادة‪ ،‬ويسمى هذا املذهب‪ :‬مبذهب الوحدة الواقعي‪ .‬وهو‬
‫من أقدم املذاهب الفلسفية‪ .‬أما الصورة األخرى‪ ،‬فتقرر أن العقل واملادة مظهران فحسب ملوجود‬
‫واحد متميز عنهما‪ .‬ويسمى هذا‪ :‬مبذهب الوحدة املعنوي‪.‬‬
‫وأخص من مذهب "الوحدة العام" مذهب "وحدة الوجود" وله صوراتن أيضا‪ .‬إحدامها‪ :‬تقرر‬
‫أن هللا‪ :‬هو الوجود الكلي املطلق‪ ،‬وأرابب هذا املذهب ال حيددون مفهوم ذلك الوجود الكلي‪ ،‬وال‬

‫(‪ (1‬ص‪ 201‬هباء هللا‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يقيدونه بصفات‪ .‬أما اآلخرون وهم أصحاب الصورة األخرى فيحددون مفهوم ذلك الوجود‬
‫الكلي‪ ،‬ويصفونه‪ .‬ويف إطار هاتني الصورتني حيدثنا اتريخ الفلسفة عن عدة مذاهب لوحدة‬
‫الوجود‪.‬‬
‫منها مذهب "وحدة الوجود املادية"‪ ،‬وبه قال الفالسفة "اإليليون" "فإكسنوفانيس"‬
‫"وابرمنيدس" يراين‪ :‬أن هللا هو هذا الوجود املادي بعينه‪.‬‬
‫ومنها مذهب "وحدة الوجود الروحية" وبه دان الرواقيون الذين يرون أن ابطن العامل هو النفس‬
‫الكلية‪.‬‬
‫ومنها مذهب "وحدة الوجود اخلُلُقية" وبه دان الفيلسوف "فختة"‪ ،‬ويرى هذا الفيلسوف أن‬
‫هناك قانوانً أو نظاماً ُخلُقياً واحداً يشمل الوجود أبسره‪ ،‬وليس هذا النظام سوى رمز األلوهية‬
‫ومظهرها‪.‬‬
‫ومنها "مذهب وحدة الوجود املنطقية" وبه دان الفيلسوف "هيجل"(‪ ،)1‬وقد قرر هذا الفيلسوف‬
‫أن "الوجود املطلق" يؤخذ يف تعريف كل نوع من أنواع الوجود‪ ،‬وأن هذه الفكرة املطلقة تعكس يف‬
‫نفسها الوجود اإلهلي؟ هذه هي أشهر مذاهب وحدة الوجود عند الفالسفة‪.‬‬
‫وقد دان "بوحدة الوجود الصوفية" اإلشراقيون كابن عريب وغريه‪ ،‬وقد لفقوا دينهم يف الوحدة من‬
‫مذاهب شىت(‪ .)2‬ويف كتاب "فصوص احلكم" البن عريب التفصيل التام ملذهبه يف وحدة الوجود‪.‬‬
‫ودينه يف الوحدة يقوم على أصلني‪ ،‬أحدمها‪ :‬القول ابألعيان الثابتة‪ ،‬فما مث من شيء موجود إال‬
‫وكان متحققا اثبتا يف األزل قبل ظهوره‪ .‬أما اآلخر‪ :‬فاإلميان أبن وجود هللا‪ ،‬هو عني وجود تلك‬
‫األعيان الثابتة‪ .‬وتراه يف جل ما يكتب ال يفرق بني الظاهر واملظاهر‪ ،‬أو بني اخلالق واخللق‪ ،‬بل‬
‫حيكم على أحدمها بعني ما حيكم به على اآلخر‪ ،‬ويؤمن ابلعينية التامة املطلقة بني هللا والعامل‪،‬‬
‫فالعامل هو هللا‪ ،‬وهللا هو العامل‪ ،‬وأنصار ابن عريب حياولون إثبات أنه يؤمن بوحدة الوجود الروحية‪،‬‬
‫غري أن آراءه يف كتابيه "الفصوص" و"الفتوحات" وغريمها تؤكد أنه يدين بوحدة الوجود املادية‪،‬‬

‫(‪( (1‬اإليليون) نسبة إىل إيليا وهي مدينة بناها األيونيون اهلاربون من وجه الفرس على الشاطئ الغريب يف إيطاليا سنة ‪540‬‬
‫قبل امليال د‪ ،‬وبرمنيدس يعترب املؤسس احلقيقي للمدرسة اإليلية‪ .‬أما إكسنوفانس‪ .‬فأعلن أصل املذهب‪ ،‬مث وضعه يف صورته‬
‫الكاملة‪ ،‬وفالسفة هذه املدرسة ينكرون الكثرة واحلركة‪ ،‬والرواقيون نسبة إىل رواق أنشأ فيه الفيلسوف الرواقي (زينون) مدرسة يعلم‬
‫فيها فلسفته‪ .‬وزينون هو واضع أصول الرواقية وقد ولد يف أكتيوم من أعمال قربص سنة ‪ 336‬قبل امليالد‪ .‬وفختة فيلسوف أملاين‬
‫شهري وقد تويف سنة ‪ ،1814‬وهيجل من أشهر فالسفة أملانيا‪ ،‬وقد تويف سنة ‪1831‬م‪.‬‬
‫(‪ (2‬يقول اإلمام الصبار الشكور ابن تيمية عن مذاهب وحدة الوجود‪(:‬إَّنا حدثت هذه املقاالت حبدوث دولة التتار‪ .‬وإَّنا‬
‫احللول العام أو االحتاد أو احللول اخلاص)‪.‬‬
‫الكفر َ‬‫كان ُ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وحسبك قوله‪":‬ال يشاهد احلق جمردا عن املواد أبدا" وقوله‪":‬اإلله املطلق ال يسعه شيء؛ ألنه عني‬
‫األشياء وعني نفسه"(‪ )1‬وقوله‪":‬إن احلق غيور على عبده أن يعتقد أنه يلتذ بغريه؛ فإذا شاهد‬
‫الرجل احلق يف املرأة‪ ،‬كان شهودا يف منفعل‪ ،‬وإذا شاهده يف نفسه من حيث ظهور املرأة عنه ‪-‬‬
‫شاهده يف فاعل‪ ..‬فشهوده للحق يف املرأة أمت وأكمل؛ ألنه يشاهد احلق من حيث هو فاعل‬
‫منفعل"(‪ )2‬فهل رأيت مادية مسرفة يف اجلحود كهذه املادية؟ أال تراه حيكم على هللا سبحانه أبنه يف‬
‫جالله وكماله هو عني املرأة حني يقارف معها الرجل دنس اخلطيئة؟! وجاءت البهائية ختلط‬
‫جموسيتها بصوفية ابن عريب‪ ،‬وغريه‪ ،‬وإليك نصوصهم‪.‬‬
‫نصوص وحدة الوجود‪ :‬يقول عبدالبهاء‪":‬إن للحقيقة الكلية واهلوية الالهوتية الظهور يف مجيع‬
‫املراتب واملقامات والشئون؛ ألهنا واحدة املراتب ساطعة الربهان‪ ،‬المعة احلجة يف كل كيان" ويقول‬
‫البهاء‪":‬إن كل املمكنات واملخلوقات حاكية عن ظهور العز املعنوي وبروزه" مث يستشهد البهاء‬
‫صميـنَاهُ كِتَ ًااب‪‬‬ ‫ٍ‬
‫َح َ‬
‫على أن احلقيقة اإلهلية هي كل حقائق املمكنات بقوله سبحانه‪َ :‬وُك َّل َش ميء أ م‬
‫[النبأ‪ ]29 :‬فاحلقائق الوجودية حروف وكلمات واحلقيقة اإلهلية هي الكتاب احلاوي لكل حرف‬
‫وكلمة‪ ،‬ويقول أبو الرذائل‪":‬إن مظاهر أمر هللا كلهم مظاهر حقيقة واحدة‪ ،‬وهم مجيعهم يف حكم‬
‫إنسان متفرد‪ ،‬ونفس مفردة‪ .‬أوهلم عني آخرهم‪ ،‬وسابقهم عني الحقهم" ويقول عبدالبهاء‪":‬إن الباء‬
‫التدويين‪ ،‬هي احلقيقة اجململة اجلامعة الشاملة للمعاين اإلهلية‪ ،‬واحلقائق الرابنية‪ ،‬والدقائق‬
‫الصمدانية‪ ،‬واألسرار الكونية‪ ،‬وهي يف مبدأ البيان‪ ،‬وجوهر التبيان عنوان الكتاب اجمليد ‪ -‬أي‬
‫الكون ‪ -‬وفاحتة منشور التجريد‪ ،‬وإن الباء التكويين هي الكلمة العليا والفيض اجلامع الالمع‬
‫الشامل اجململ احلائز للمعاين والعوامل اإلهلية‪ ،‬واحلقائق اجلامعة الكونية ابلوجه األعلى؛ ألن التدوين‬
‫طبق التكوين‪ ،‬وهذا الرق املنشور ‪ -‬أي العامل ‪ -‬وحقيقة الزبور احملتوي على كلمات الوجود منظوما‬
‫ومنثورا تاله علينا الرب(‪ )3‬الغفور تالوة آايت الكينونة‪ ،‬إمجاال وتفصيال‪ ،‬من حيث اإلمجال من‬
‫عامل الغيب إىل الشهود" هذه بعض نصوصهم املبثوثة يف كتبهم املقدسة لديهم‪.‬‬

‫(‪ (1‬ص‪ 226 ،23‬فصوص احلكم‪ ،‬ط احلليب‪ ،‬ومثله قوله يف الفتوحات املكية‪(:‬جتده يف صور املعادن والنبات واحليوان‬
‫واألفالك واألمالك؛ فسبحان من أظهر األشياء‪ ،‬وهو عينها) ص‪ 604‬الفصل احلادي والثالثون جـ‪ 2‬م ‪ ،2‬وكلمته هذه حمور‬
‫دين البهائية‪.‬‬
‫(‪ (2‬ص‪ 217‬فصوص احلكم‪ .‬ط احلليب‪.‬‬
‫(‪ (3‬الكلمة عند الصوفية يعرب هبا عن كل موجود‪ ،‬وتقال عند البهائية أحياان على املظهر األمت األكمل للذات اإلهلية‪ ،‬وهو‬
‫احلقيقة النورانية‪ .‬انظر ص‪ 126‬إيقان‪ 79 ،‬جمموعة الرسائل‪ ،‬ولكلمة (الرب) تعريف صويف وهو أنه (اسم للحق ابعتبار نسب‬
‫الذات اإلهلية إىل األعيان الثابتة من منشأ أمساء الربوبية كالرازق واخلالق‪ ،‬وكل ما ظهر يف األكوان) ‪ 102‬جامع األصول‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫قالت البهائية ‪ -‬كما سبق بيانه ‪ -‬ابألعيان الثابتة‪ ،‬وزعمت أن وجود هذه األعيان هو عني‬
‫وجود احلقيقة اإلهلية؛ إذ ما مث إال وجود واحد‪ ،‬وال يتكثر‪ ،‬وال يتعدد بتكثر أو تعدد صوره‬
‫ومظاهر‪ .‬مثله يف هذا مثل فكرة الوجود املطلق الواقع حتت التصور واإلدراك؛ فإنه يؤخذ يف تعريف‬
‫كل شيء؛ ولكنه ال يتكثر هبذا؛ وإَّنا يظل مفهومه واحدا مهما تكثرت األجناس واألنواع واألفراد‬
‫اليت يؤخذ يف تعريفها‪.‬‬
‫وقد جتلت تلك الوحدة أول ما جتلت بني احلقيقة اإلهلية‪ ،‬وهي غيب‪ ،‬وبني نفسها وهي يف‬
‫تعينها األول‪ .‬يقول عبدالبهاء‪":‬النقطة هي األلف اليت هي ابطن الباء وعينها وغيبها وتعينها‪،‬‬
‫وتشخصها ومتيزها يف شهادهتا" واأللف اللينة هي احلقيقة اإلهلية يف مرتبة األحدية‪ ،‬والباء يشار هبا‬
‫إىل أول املوجودات املمكنة‪ .‬والنقطة هي احلقيقة اإلهلية يف تعينها األول‪ .‬وهبذا حيكم عبدالبهاء‬
‫ابلعينية التامة بني الوجود اجملرد‪ ،‬والوجود املعني‪ ،‬أو بتعبري أصرح‪ :‬حيكم على اخلالق سبحانه أبنه‪:‬‬
‫هو عني اخللق‪ .‬وقد أفصح عبدالبهاء عن إميانه التام هبذه الوحدة يف قوله‪":‬الباء ألف مطلقة إهلية‬
‫يف غيبها‪ ،‬وألف مبسوطة يف شهادهتا وغيبها‪ ،‬فاجتمعت الشهادة والغيب والعلم والعني والباطن‬
‫والظاهر واحلقيقة والشئون يف هذا احلرف الساطع البارع الصادع العظيم‪ ،‬وإن سائر احلروف‬
‫والكلمات(‪ )1‬شئوهنا وأطوارها وآاثرها وأسرارها" وقد تشعبت احلقيقة اإلهلية بعد تعينها األول‬
‫وتفصلت؛ لتمنح كل كائن هويتها وحقيقتها‪ ،‬وهذا هو معىن قول عبدالبهاء‪":‬وإن سائر احلروف‬
‫والكلمات شئوهنا وأطوارها" فاحلروف والكلمات هي هذا العامل املشهود‪ ،‬ويزيد عبدالبهاء األمر‬
‫توكيداً بقوله‪":‬وهذه الكتب أبمجعها وأمتها وأكملها‪ ،‬ومجيع معانيها اإلهلية املندرجة املندجمة يف‬
‫حقيقة كلماهتا سارية جارية يف هوية هذا احلرف الكرمي" ويعين ابلكتب كل مظاهر الوجود‪ ،‬وأنواع‬
‫املمكنات‪ .‬ويعين ابحلرف الكرمي "الباء" فتدبر النصوص املاضية مرة أخرى؛ لرتى اإلميان بوحدة‬
‫الوجود واضحا صرحيا‪ ،‬رغم قناع الغموض الذي تقنع به‪ .‬على أن عبدالبهاء يشري حبديثه الطويل‬
‫عن معىن "الباء"(‪ )2‬إىل شيء آخر‪ .‬هو أن أابه‪ :‬هو هللا والوجود؛ ألن الباء أول حرف من حروف‬

‫(‪ (1‬احلروف هي احلقائق البسيطة من األعيان‪ .‬أما احلروف العاليات فهي الشئون الذاتية الكامنة يف غيب الغيوب كالشجرة‬
‫يف النواة‪ .‬ويعرف اجليلي الكلمات أبهنا عبارة عن حقائق املخلوقات املتعينة يف عامل الشهادة‪.‬‬
‫(‪ (2‬يذكران ما قاله عبدالبهاء عن الباء وجتلي احلقيقة اإلهلية يف هيكل بشري بتلك القصيدة الصوفية املسماة (دعاء سورة يس)‬
‫وإليك بعضها‪:‬‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ابلس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنا ُمسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُّـوه س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاطع‬ ‫ـاء ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ـدء س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــره الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع‬ ‫بب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫وقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاف قهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيفه قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاطع‬ ‫ومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيم حم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو حم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوه ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاطع‬
‫وحا حملق الضد إذ هو بَطَل‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫لقبه "هباء"‪ .‬ترى أيوجد من يصدق أن مريزا "حسني علي" اخلائن األثيم هو هللا‪ ،‬وهو الوجود؟؟‬
‫وينسى عبدالبهاء ‪ -‬وهو يسرق ‪ -‬أنه ادعى النبوة‪ ،‬فيرتك دليال يدمغه أبنه سارق‪ ،‬فيقول‪":‬قال‬
‫حميي الدين ‪ -‬يعين ابن عريب ‪ -‬ابلباء ظهر الوجود‪ ،‬وابلنقطة متيز العابد من املعبود" أي صارت‬
‫احلقيقة اإلهلية ابلباء ذات وجهني‪ :‬وجه خالق أو رب‪ ،‬وهو الباطن‪ ،‬ووجه خملوق‪ ،‬أو عبد‪ ،‬وهو‬
‫الظاهر‪َ .‬أو يريد البهائيون نصوصاً أخرى تؤكد إمياهنم بوحدة الوجود؟ ليسمعوا ما يقول نبيهم‬
‫األكرب‪ ،‬أو رهبم األكرب عبدالبهاء‪":‬منها ‪ -‬أي من احلقيقة احملمدية أو النقطة األوىل ‪ -‬ظهرت‬
‫األشياء‪ ،‬وإليها أعيدت‪ ،‬ومنها بدئت‪ ،‬وإليها رجعت؛ فكانت أحدية الذات‪ ،‬وواحدية الصفات‪،‬‬
‫مث تكثرت ابلظهور واآلاثر" وقوله‪":‬ظهرت أنوار الوحدة األصلية يف كينوانت احلقائق الفرعية"‬
‫وقوله‪":‬جتلى الرْحن يف سيناء األكوان‪ ،‬والح على مطالع األنفس واآلفاق‪ ،‬فائتلفت‪ ،‬واستأنست‪،‬‬
‫واقرتبت‪ ،‬واجتمعت‪ ،‬واجنذبت القابليات واملقبوالت واملوجودات واملاهيات ائتالفا‪ ،‬به ظهرت آية‬
‫التوحيد‪ ،‬وارتفعت راية التفريد‪ ،‬وزالت الكثرات‪ ،‬وفنت اإلنِيات‪ ،‬واضمحلت احلدودات"(‪.)1‬‬
‫لقد أسرفنا يف ذكر النصوص؛ لعلمي أن البهائية أخبث اجلماعات يف التحرف للتفلت مما‬
‫يدانون به‪ ،‬وما أان حباجة إىل شيء آخر بعد هذا لإلثبات؛ فقد جتلى لنا يف غري ما غموض‪ ،‬وال‬
‫إهبام أن البهائية تدين‪ :‬أبن هللا هو عني اخللق‪ .‬غري أهنم خيصون بكمال الوحدة ومتامها إمعة عاش‬
‫حقريا خائنا يطعم روث اخليانة وطفاسنها‪ ،‬وانتهى خائنا‪ .‬ذلكم هو‪ :‬مريزا "حسني علي"‪.‬‬
‫الثالوث‪ :‬تزعم البهائية ‪ -‬تزلفا منها للصليبية ‪ -‬أن احلقيقة اإلهلية تتجلى يف صورة الثالوث يف‬
‫ودور‪ .‬ويصوره عبدالبهاء بقوله‪":‬هو الفائض والفيض واملستفيض‪ ،‬اجمللى والتجلى‪،‬‬ ‫كل َكور َ‬
‫واملتجلى عليه‪ ،‬املضيء والضياء واملستضيء؛ ففي الدور املوسوي‪ :‬الرب وموسى‪ ،‬والواسطة النار‬
‫ويف دور املسيح‪ :‬األب واالبن‪ ،‬والواسطة روح القدس‪ ،‬ويف الدور احملمدي‪ :‬الرب والرسول‪،‬‬

‫بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه انطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى التفصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيل يف جممـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬ ‫مبظه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدرة يف هيك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬
‫األول م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن أول‬
‫واألل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف َّ‬
‫ونقط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الوص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلة م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن منـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزل‬
‫جلَّت عن الكيف وضرب املثل‬
‫(‪ (1‬يعين بسيناء األكوان حقائق الكون املادي‪ .‬وهناك عند الصوفية قابليتان‪ ،‬األوىل هي أصل األصول‪ ،‬وهي التعني األول‪،‬‬
‫واألخرى قابلية الظهور‪ ،‬وهي احملبة األوىل املشار إليها بقوله‪ :‬أحببت أن أعرف‪ ،‬ص‪ 113‬جامع األصول‪ ،‬وحديث (أحببت أن‬
‫أعرف) موضوع مفرتى‪ ،‬واملاهيات مجع ماهية وهي ما به الشيء هو هو واإلنيات مجع إنِيَّة وهي حتقق الوجود العيين يف مرتبته‬
‫الذاتية‪ ،‬وانظر نصوص وحدة الوجود ص‪ ،210 ،96 ،44 ،40 ،51 ،38 ،105‬مكاتيب‪ ،‬و‪ 95‬إيقان‪ ،‬و‪34 ،27‬‬
‫احلجج‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫والواسطة جربيل‪ .‬وهذا هو جوهر التوحيد وحقيقة التفريد وساذج التقديس"(‪ )1‬يعين أن هللا اثلث‬
‫ث ثََالثٍَة‪[ ‬املائدة‪.]73 :‬‬ ‫ثالثة‪ ،‬وربنا يقول‪:‬لََق مد َك َفر الَّ ِذين قَالُوا إِ َّن َّ ِ‬
‫اَّللَ َاثل ُ‬ ‫َ َ‬

‫(‪ (1‬ص‪ 130‬مكاتيب‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫املظاهر اإلهلية(‪ )1‬أو الرسل‬

‫تدين البهائية أبن كل رسول هو حقيقة هللا اليت تتجسد عرب األحقاب واألزمان يف صور األنبياء‬
‫واملرسلني‪ .‬ويصف البهاء الرسل هبذا االعتبار بقوله‪":‬هم مواقع مجيع الصفات األزلية‪ ،‬ومظاهر‬
‫األمساء اإلهلية‪ ،‬وهم املرااي اليت حتكي عنه متاما‪ ،‬وكل ما هو راجع إليهم يف احلقيقة راجع إىل حضرة‬
‫الظاهر املستور" ويقول عنهم‪":‬ولو أن هذه الكينوانت القدمية قد ظهرت من بطون األمهات‬
‫حبسب الظاهر‪ ،‬إال أهنم يف احلقيقة انزلون من مساوات األمر‪ ،‬ويف كل آن ميرون على ملكوت‬
‫الغيب والشهادة‪ ،‬مستقرون على عرش ال يشغله شأن عن شأن‪ ،‬وجالسون على كرسي كل يوم‬
‫هو يف شأن"(‪.)2‬‬
‫الرسل أعظم من ِ‬
‫املرسل‪:‬‬
‫لقد زعم البهاء أن الرسل هلم األمر والتدبري وعلم الغيب والشهادة‪ ،‬وغري ذلك مما هو من‬
‫صفات هللا‪ ،‬غري أن هذا كله مل يره البهاء كافيا يف متجيد الرسل‪ ،‬فال بد ‪ -‬إذن ـ؛ لينتهي إىل‬
‫متجيد نفسه هو من تفضيل الرسل على هللا نفسه‪ ،‬فقرر‪":‬أن هذه اجلواهر اجملردة‪ .‬والوجودات‬
‫القدسية منـزهة عن العوارض البشرية" فهم ‪ -‬إذن ‪ -‬أعظم من هللا ‪ -‬جل شأنه ‪ -‬عند البهائية؛‬
‫ألن هللا يف دينهم خاضع للعوارض البشرية‪ ،‬أما هؤالء الرسل‪ ،‬فليس فيهم إال ربوبية خالصة‪،‬‬
‫وألوهية حبتة؛ ألهنم ‪ -‬كما زعموا ‪" -‬مستقرون على العرش األعظم‪ ،‬وقائمون على كرسي السلطنة‬
‫واالقتدار‪ ،‬وهلم كل ما هلل من علم وقدرة وسلطنة وعظمة ورْحة وحكمة وعزة وكرم"‪.‬‬
‫حاجة اإلله إىل الرسل‪:‬‬

‫(‪ )1‬تلقيب الرسل ابملظاهر اإلهلية ضاللة صوفية قدمية‪ ،‬وإليك بعضا من رد اإلمام اجلليل ابن تيمية على هذه الضاللة‪(:‬إن‬
‫قالوا املظاهر غري الظاهر لزم التعدد وبطلت الوحدة‪ ،‬وإن قالوا‪ :‬املظاهر هي الظاهر مل يكن قد ظهر شيء يف شيء‪ ،‬وال جتلى‬
‫شيء يف شيء‪ ،‬وال ظهر شيء لشيء) ص‪ 87‬جـ‪ 1‬جمموعة الرسائل واملسائل‪ ،‬وابن تيمية يذكر يف رده تعبريات كان يعرب هبا‬
‫الصوفية‪ ،‬مثل (ظهر احلق وجتلى‪ ،‬وهذه مظاهر احلق وجماليه‪ ،‬وهذا مظهر إهلي‪ ،‬وجملى إهلي‪ ،‬وحنو ذلك‪ )،‬مث يعقب عليها مبا‬
‫يكشف عن خبيئتها امللحدة‪ ،‬ونقرأ يف كتب البهاء وابنه هذه املصطلحات أبلفاظها ومعانيها‪ ،‬مما يدلك على أن البهائية مل جتدد‬
‫حىت يف مصطلحات الكفر ومدلوالهتا‪ ،‬وإَّنا آمنت ابلكفر كما هو بعجره وجبره‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 46 ،97‬اإليقان‪ ،‬واقرأ للجيلي‪(:‬إذا جتلى احلق لعبده من حيث امسه هللا فىن العبد عن نفسه وكان هللا عوضا عنه له‬
‫فيه‪ ،‬فخلص هيكله من رق احلداثن‪ ،‬وفك قيده من قيد األكوان‪ ،‬فهو أحدي الذات‪ ،‬وأحدي الصفات ال يعرف اآلابء‬
‫واألمهات‪ ،‬فمن ذكر هللا فقد ذكره‪ ،‬ومن نظر هللا فقد نظره) ص‪ 43‬جـ‪ 1‬اإلنسان الكامل‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫تزعم البهائية أن‪":‬من علم الرسل يظهر علم هللا‪ ،‬ومن وجههم يلوح وجه هللا ومن أولية هذه‬
‫اجلواهر اجملردة وآخريتها وظاهريتها وابطنيتها‪ ،‬يثبت على من هو مشس احلقيقة ‪ -‬أي هللا سبحانه‬
‫‪ -‬أبنه هو األول واآلخر والظاهر والباطن؛ وهلذا أطلقت ‪ -‬وال تزال تطلق ‪ -‬على جواهر الوجود‬
‫هؤالء يف مقام التوحيد وعلم التجريد صفات الربوبية واأللوهية‪ ،‬واألحدية الصرفة‪ ،‬واهلوية‬
‫البحتة"(‪ ،)1‬وغلو زندقة مريزا حسني علي املدعو ابلبهاء ال يقف عند حد؛ فأنت تراه هنا يقرر‪:‬‬
‫أن كل رسول هو األحدية الصرفة أي احلقيقة اإلهلية يف مرتبة التجريد‪ .‬كل هذا؛ ليقول ذلك عن‬
‫نفسه‪ .‬عن جمرم تعس عاش يلعنه احلق يف حمرابه الطهور!‬
‫الرسول رب وعبد‪:‬‬
‫لكل رسول عند البهائية مقامان ورتبتان‪ :‬مقام التوحيد‪ ،‬ورتبة التفريد‪ ،‬واآلخر مقام التفصيل‬
‫وعامل اخللق‪ ،‬ويف املقام األول‪ :‬تطلق عليهم صفات الربوبية واأللوهية الصرفة واهلوية البحتة‪ ،‬فإذا‬
‫قال أحدهم‪ :‬إين أان هللا‪ ،‬فهو حق ال ريب فيه‪ .‬ويف املقام الثاين تطلق عليهم صفات البشرية(‪.)2‬‬
‫ذاباب‪ ،‬وال أن‬
‫وعجب ال ينفد أن تتعني يف الرسول اخلالقية والقاهرية‪ ،‬مث هو ال يستطيع أن خيلق ً‬
‫يقهر يف نفسه نوازع البشرية وعوارضها من اشتهاء وندم وسقم؟! وأي إله هذا الذي يقهره خلقه‬
‫وتستعبده رغباته!‬
‫قيومية الرسل‪:‬‬
‫يقول البهاء عن الرسل‪":‬إن ما سواهم موجود إبرادهتم‪ ،‬ومتحركون إبفاضتهم‪ ،‬بل الكل يف ساحة‬
‫قدسهم عدم صرف وفناء‪ .‬هبم ظهرت األشياء‪ ،‬وإىل خزائن أمرهم رجعت‪ ،‬ومنهم بدئت‬
‫املمكنات‪ ،‬وإىل كنائز حكمهم عادت" كما تزعم أن الرسول حييط إحاطة اتمة روحية ابطنية‬
‫مبلكوت السموات واألرض"(‪ ،)3‬وال ميكن أن يتصور العقل يف حق الرسل نوعا من العجز الذي‬
‫يتصور يف حق البشر‪ ،‬أو أن يظن أنه ميتنع عليهم أمر ميتنع على البشر(‪!)4‬‬

‫(‪ (1‬انظر النصوص السابقة يف اإليقان ص‪.197 ،89 ،69 ،55 ،50‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 121‬إيقان‪ ،‬واقرأ البن عريب يف فصوص احلكم‪:‬‬
‫مل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه في ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه أن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت عب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬ ‫وأنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت عبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد وأنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت رب‬
‫مل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه يف اخلط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب عه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬ ‫وأنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت رب وأنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت عبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫واقرأ للجيلي‪(:‬إن العبد إذا ترقى من املرتبة الكونية إىل املرتبة القدسية‪ ،‬وكشف له عنه علم أن ذات هللا هي عني ذاته‪ ،‬فقد‬
‫أدرك الذات وعلمها) ص‪ 44‬جـ‪ 1‬اإلنسان الكامل‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪ 72 ،24 ،69‬إيقان‪.‬‬
‫(‪ )4‬ص‪ 189‬مكاتيب‪ 56 ،‬احلجج‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫هذا اإلسراف امللعون يف الكفر تقرتفه البهائية من أجل عتلها احلقود مريزا "حسني علي"؛‬
‫لتثبت له كل هذه القوى والقدر؛ فاألمر ليس أمر حب جمنون للرسل‪ ،‬كال؛ بل األمر أمر أتليه‬
‫عجل خسيس‪ ،‬مل يستطع أن جيعل من نفسه إنساان له كرامة!‬
‫عبادة الرسل‪:‬‬
‫وت فَ ِممنـ ُه مم َم من‬ ‫اَّلل و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫اجتَنبُوا الطَّاغُ َ‬ ‫يقول ربنا سبحانه‪َ :‬ولََق مد بَـ َعثمـنَا ِيف ُك ِل أ َُّمة َر ُس ًوال أَن اُ معبُ ُدوا ََّ َ م‬
‫اَّللُ َال‬
‫ال َّ‬ ‫َّاللَةُ‪[ ‬النحل‪ .]36 :‬ويقول جل شأنه‪َ :‬وقَ َ‬ ‫َّت َعلَمي ِه الض َ‬ ‫ه َدى َّ ِ‬
‫اَّللُ َوممنـ ُه مم َم من َحق م‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ َِّ‬
‫ين‬
‫ض َولَهُ الد ُ‬ ‫ات َو ماأل مَر ِ‬ ‫ي فَ مارَهبُون (‪َ )51‬ولَهُ َما ِيف َّ َ َ‬ ‫تَـتَّخ ُذوا إ َهلَمني اثمـنَ مني إَّنَا ُه َو إلَهٌ َواح ٌد فَإ َّاي َ‬
‫اَّللِ تَـتَّـ ُقو َن‪[ ‬النحل‪ ]52 ،51 :‬هذا قول هللا سبحانه‪.‬‬ ‫وِ‬
‫اصبًا أَفَـغَ م َري َّ‬ ‫َ‬
‫(‪)1‬‬
‫أما البهائية‪ ،‬فتزعم أن هللا ‪ -‬سبحانه ‪ -‬وهم‪ ،‬وصورة افرتهتا التخيالت فال جيوز أن يعبد‪ .‬أما‬
‫الذي جيب أن توجه إليه كل عبادة فهو الرسول؛ ألنه اجلسد الذي تعينت فيه احلقيقة اإلهلية‪.‬‬
‫وهكذا تؤكد البهائية إمياهنا بربوبية اجلسد البشري‪ ،‬فبه استطاعت احلقيقة اإلهلية أن تكون‪ ،‬وأن‬
‫توجد‪ ،‬وبه استحقت أن تعبد! اي عبيد الشهوات‪ .‬أأرابب متفرقون خري أم هللا الواحد القهار؟‬
‫وحدة الرسل‪:‬‬
‫يقول البهاء‪":‬إنك لو نـزهت النظر‪ ،‬لرأيت اجلميع ابسم واحد‪ ،‬ورسم واحد‪ ،‬وذات واحدة‪،‬‬
‫وحقيقة واحده"(‪ )2‬فآدم هو نوح‪ ،‬ونوح هو عني حممد‪ .‬والبهائية يف هذا تقلد زندقة شياطينها من‬
‫أدعياء األلوهية‪ ،‬يقول جولدزيهر‪":‬وجد االعتقاد بوجود حممد وجودا سابقا أعظم صورة وصل إليها‬
‫يف النظرية القائلة‪ :‬أبنه هو كل التجليات اليت جتلت فيها الروح القدسية‪ ،‬فإنه رسول واحد بعث‬
‫إىل العاملني‪ ،‬وما آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى مبختلف الواحد منهم عن اآلخر‪ ،‬ولكنهم‬
‫مجيعا روح قدسية واحدة متجلية يف صور‪ ،‬ومظاهر جسمانية خمتلفة‪ .‬وهذه النظرية ترجع إىل‬
‫الغنوصية املسيحية‪ .‬ولعل املقنع الدجال أن يكون من أول القائلني هبذه النظرية‪ ،‬وهي ادعاؤه‪ :‬أنه‬
‫أحد التجسدات اليت تتجسدها الروح القدس على أدوار متكررة‪ ،‬وأنه أحد الصور اليت جتلت فيها‬
‫الروح القدس يف آدم ومجيع األنبياء‪ ،‬بل هو قد فاق الصور السابقة عليه‪ ،‬أبن الطبيعة اإلهلية مل‬
‫تتجل فيهم كاملة‪ ،‬كما جتلت يف آخر جتلياهتا يف صورة املقنع"(‪ )3‬عني إفك البهاء نفسه‪ .‬فهل‬

‫(‪ ) 1‬البهائية‪ .‬واجليلي يتحدث عمن جتلى هللا عليه ابلصفة العلمية فيقول‪(:‬علم العوامل أبمجعها على ما هي عليه من تفاريعها‬
‫من املبدأ إىل املعاد وعلم كل شيء كيف كان‪ ،‬وكيف يكون وعلم ما مل يكن)‪ .‬ويقول يف مكان آخر‪(:‬تظهر آاثر الربوبية يف‬
‫جسده‪ ،‬فيكون يده هلا القدرة ولسانه له التكوين وعينه ال حيجب عنها شيء) ص‪ 188 ،45‬اإلنسان الكامل جـ‪.1‬‬
‫(‪ )2‬انظر نصوص وحدة الرسل‪ :‬ص‪ 110 ،15‬إيقان‪ 99 ،‬خطاابت‪ ،‬ص‪ 129‬مكاتيب‪ ،‬ص‪ 29‬احلجج‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪ 236‬الرتاث اليوانين ترمجة الدكتور عبدالرْحن بدوي‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫عرف البهائيون املثل األعلى ملعبودهم؟ ويقول اجليلي عن اإلنسان الكامل‪":‬هو القطب الذي تدور‬
‫عليه أفالك الوجود‪ ،‬وهو واحد منذ كان الوجود إىل أبد اآلبدين‪ ،‬مث له تنوع يف مالبس‪ ،‬ويظهر يف‬
‫كنائس! وامسه األصلي حممد‪ ،‬وله يف كل زمان اسم يليق بلباسه"(‪ )1‬فكيف تصدق البهائية املريزا‬
‫يف زعمه أنه يوحى إليه؟‬
‫معىن ختم النبوة وبدئها‬

‫الرسل عند البهائية حقيقة واحدة تتناسخ يف اهلياكل البشرية‪ ،‬وهبذا ‪ -‬كما يقول البهاء ‪-‬‬
‫"يصدق ذكر صيغة اخلتمية على طلعة البدء‪ ،‬وذكر صيغة البدئية على طلعة اخلتم‪ ،‬وإذا اندى كل‬
‫واحد منهم بنداء‪ :‬أان خامت النبيني‪ ،‬فهو أيضا حق‪ ،‬فكلهم نفس واحدة‪ ،‬وجسد واحد‪ ،‬وأمر‬
‫واحد‪ ،‬وكلهم مظهر البدئية واخلتمية واألولية واآلخرية"‪ :‬ويقول‪":‬إنه كما تصدق اآلخرية على ذاك‬
‫املريب للغيب والشهود يف األول الذي ال أول له‪ ،‬كذلك تصدق على مظاهره ‪ -‬أي الرسل ‪-‬‬
‫بنفس هذه الكيفية‪ ،‬ففي احلني الذي يصدق فيه عليهم اسم األولية‪ ،‬يصدق فيه عليهم اسم‬
‫اآلخرية ويف احلني الذي يكونون فيه جالسني على سرير البدئية يكونون يف احلني مستقرين على‬
‫عرش اخلتمية(‪ )2‬مث يبهت الكذوب املسلمني مجيعا أبهنم‪":‬قد احتجبوا بذكر خامت النبيني‪ ،‬وصاروا‬
‫حمجوبني وممنوعني عن مجيع الفيوضات مع أن احلضرة احملمدية قد قالت‪ :‬أما النبيون‪ ،‬فأان‪،‬‬
‫وكذلك قالت‪ :‬إنين آدم ونوح وموسى وعيسى‪ .‬ومع هذا مل يتفكروا كيف أنه بعد أن جاز لذلك‬
‫اجلمال األزيل أن يقول عن نفسه‪ :‬إنين آدم األول‪ ،‬كيف ال جيوز له كذلك أن يقول‪ :‬إين آدم‬
‫اآلخر‪ ،‬وكما أطلق على نفسه أنه بدأ األنبياء أي آدم‪ ،‬كذلك مبثل هذه الكيفية يطلق على ذلك‬
‫اجلمال اإلهلي‪ :‬إنه ختم األنبياء"(‪ )3‬أكل هذا اهلراء يهرف به األْحق؛ ليزعم أن الباب "هو خامت‬

‫(‪ )1‬ص‪ 50‬جـ‪ 2‬اإلنسان الكامل‪.‬‬


‫ويقول الدكتور حممد كامل حسني يف كتابه طائفة الدروز ص‪ 89‬عن الدرزية‪(:‬تقول بظهور األنبياء واألئمة يف صور متعددة‪،‬‬
‫ولكن أصلهم واحد‪ ،‬فآدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى وحممد ظهروا يف هذه الصورة اآلدمية املختلفة ويف عصور متفاوتة‪،‬‬
‫ولكنهم شخص واحد يف احلقيقة)‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 113‬إيقان‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪ 112‬إيقان‪ .‬وهو هنا يتحدث عن أسطورة معبودة مساها حممدا‪ ،‬أما حممد خامت النبيني صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فلم يقل‬
‫شيئا مما افرتاه البهاء الكذوب الذي يعلم أنه يفرتي الكذب على رسول هللا والبهاء يف هذا يسلك سبيل أسالفه من عبد‬
‫الطاغوت‪ ،‬ويكفر كفرهم‪ ،‬يقول جولدزيهر‪ ،‬وهو يتحدث عن مسألة إنكار ختم النبوة حملمد صلى هللا عليه وسلم‪(:‬وطبيعي أن ال‬
‫يكون من املمكن أن جتد جتليات الروح النبوية بعد حممد جتليات متكررة مكاان هلا يف داخل مذهب أهل السنة املسلمني ما داموا‬
‫يؤمنون ابلعقيدة القائلة‪ :‬أبن حممدا خامت األنبيا ء‪ ،‬وهي العقيدة اليت حاول املبتدعة يف زمن مبكر جدا أن يزعزعوها) ص‪238‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫املرسلني‪ ،‬وأول املرسلني" وليزعم أنه هو ‪ -‬أي البهاء ‪ -‬رب العاملني! ولكن مىت كانت احلماقة‬
‫نبوة‪ ،‬واخلطيئة ألوهية؟!‬
‫املغايرة بني الرسل‪ :‬دانت البهائية بوحدة الرسل‪ .‬ولكن البهاء أيىب إال أن جيعل نفسه فوقهم‬
‫مجيعا‪ ،‬وسيدهم مجيعا‪ ،‬ورهبم مجيعا‪ .‬ويف هذا الفصل بيان لذلك‪ :‬لقد زعمت البهائية أن احلقيقة‬
‫اإلهلية يف تعيناهتا تنـزع إىل الكمال والذي دعا البهائية إىل هذا رغبتها اآلمثة يف إثبات أن البهاء هو‬
‫أكمل وأمت جتسدات احلقيقة اإلهلية؛ وهلذا تقول عن الرسل‪":‬هم من حيث احلق يف مقام واحد‪،‬‬
‫وأما من حيث اخللق‪ ،‬فإن بعضهم يظهر أبشد نور تبعا الستعدادات ودرجة تقدم العصر(‪ )1‬ومعىن‬
‫هذا أن الذي قوم األفضلية هو اخلصائص البشرية‪ ،‬فكيف يسموا اجلسد البشري عن خالق البشر؟‬
‫هكذا البهائية كفر ال يستحي أبدا‪.‬‬
‫اَّللِ مِ‬
‫ين ِعمن َد َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫اإل مس َال ُم‪[ ‬آل عمران‪ ]19 :‬هذا حق ال‬ ‫رسالة الرسل ومطالعهم وألقاهبم‪:‬إ َّن الد َ‬
‫أيتيه الباطل من بني يديه‪ ،‬وال من خلفه؛ ألنه تنـزيل من حكيم ْحيد‪ ،‬وقد تعاقب‪ ،‬رسل هللا ‪-‬‬
‫صلوات هللا وسالمه عليهم ‪ -‬يبشرون ابإلسالم وينذرون به حىت أكمله هللا ابلقرآن‪ ،‬وختم رسله‬
‫مبحمد صلى هللا عليه وسلم‪ .‬بيد أن البهاء ‪ -‬على إميانه بوحدة الرسل ‪ -‬يغاير بينهم يف دعوهتم‪،‬‬
‫فيزعم عن نوح‪ :‬أنه دعا الناس إىل وادي الروح األمين‪ ،‬وعن هود‪ :‬أنه دعا العباد إىل شريعة القرب‬
‫الباقية‪ ،‬وإىل مدينة األحدية‪ ،‬وعن إبراهيم‪ :‬أنه دعا األرض إىل نور التقى‪ ،‬وعن موسى‪ :‬أنه دعا‬
‫مجيع من يف امللك إىل ملكوت البقاء‪ ،‬وأمثار شجرة الوفاء‪.‬‬
‫معميات ومبهمات تلتوي على التجاوب معها أرق العواطف وأنبلها‪ .‬ومير هبا الفكر هازائ دون‬
‫أن أيذن لشعاعة منه أن تلم هبا؛ للكشف عن طلسماهتا املزعومة؛ ألهنا هذاين ابطل مارس الفكر‬
‫من قبل عداوته له وللحق‪ ،‬وصارعه حىت صرعه‪ ،‬مث جاءت البهائية تنبش قبور رممه الباليات‪.‬‬

‫الرتاث اليوانين‪ .‬أما املركز البهائي يف القاهرة‪ ،‬فيقول يف جبانته قوال آخر‪(:‬إن اخلتم الذي صرح به هللا تعاىل على مقام النبوة‪،‬‬
‫وليس على مقام الرسالة) ص‪ 21‬البهائية‪ ،‬وهكذا ال تثبت البهائية على دين‪ ،‬وال تستحي من أن خيالف معبودها وتقول‬
‫للبهائية‪ :‬إن احلكم حملمد أبنه خامت النبيني يستلزم قطعا احلكم له أبنه خامت املرسلني؛ ألن النبوة من مقومات الرسالة‪ ،‬وال يوجد‬
‫ني ِمن ُد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْت لِلنَّ ِ َِّ‬
‫ون‬ ‫اس اخت ُذ ِوين َوأُم َي إِ َهلَْ ِ ْ‬ ‫ت قُـل َ‬‫رسول من دون نبوة‪ ،‬وليقرأ البهائيون قول اجليلي يف تفسري قوله تعاىل لعيسى‪:‬أَأَنْ َ‬
‫س ِِل ِِبَق‪‬‬ ‫ك‪[ ‬املائدة‪ .]116 :‬ويقول اجليلي‪(:‬قدم التنـزيه يف هذا التشبيه‪َ :‬ما يَ ُكو ُن ِِل أَ ْن أَقُ َ‬ ‫َِّ‬
‫ول َما ل َْي َ‬ ‫ال ُس ْب َحانَ َ‬
‫اَّلل قَ َ‬
‫يعين‪ :‬كيف أنسب املغايرة بيين وبينك‪ ،‬فأقول هلم‪ :‬اعبدوين من دون هللا‪ ،‬وأنت عني حقيقيت وذايت‪ ،‬وأان عني حقيقتك وذاتك‪،‬‬
‫فال مغايرة بيين وبينك) ص‪ 8‬جـ‪ 1‬اإلنسان الكامل‪ .‬هذا ما قاله اجليلي قبل املريزا بعدة قرون‪ ،‬فهل عرف البهائيون أن معبودهم‬
‫سارق كفر؟!‪.‬‬
‫(‪ )1‬ص‪ 32‬البهائية‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫مث يتحدث عن مطالع الرسل‪ ،‬فيقول عن نوح‪ :‬إنه أشرق من مشرق اإلبداع‪ ،‬وعن صاحل‪ :‬إنه‬
‫طلع من رضوان الغيب املعنوي‪ ،‬وعن موسى‪ :‬إنه ظهر من سيناء النور إىل عرصة الظهور‪ ،‬وأتى‬
‫من فاران احملبة اإلهلية‪ .‬وملا مل يسعفه وحي األساطري مبطالع الرسل الباقني‪ ،‬ذكر هلم مطلعا عاما‪،‬‬
‫هو‪ :‬مطلع القدم‪ .‬وأما ما أطلقته البهائية على الرسل من ألقاب فكثري مثل "املظاهر اإلهلية الكلية‬
‫القدسية‪ ،‬اجلمال األزيل‪ ،‬مشوس اهلوية‪ ،‬املطالع األحدية‪ ،‬املرااي األولية األزلية‪ ،‬اجلواهر اجملردة‪،‬‬
‫احلروفات األحدية‪ ،‬ورقاء اهلوية"(‪ )1‬وغري ذلك مما هو مبثوث يف كتب البهائية‪ ،‬وكان قبلهم مبثواث‬
‫يف كتب الصوفية(‪.)2‬‬
‫َّل خيلو الوجود من الرسل‪ :‬تزعم البهائية أنه البد من وجود مظهر إهلي يف كل زمن؛ ليكون‬
‫هيكل عبادة هللا؛ وأنه ال يعقل أن يستغين أهل العامل يوما عن الظهورات اإلهلية! ويقول‬
‫البهاء‪":‬وهذه املدينة تتجدد‪ ،‬وتتزين يف رأس كل ألف سنة‪ ،‬أو ما يقل عن ذلك‪ ،‬أو يزيد" وهو‬
‫يفسر املدينة‪ :‬أبهنا الكتب اإلهلية‪ ،‬وشرائع هللا! والكتب ال تتجدد إال على يد مظهر أو رسول!!‬
‫لقد زعمت البهائية كما بينا‪ :‬أن هللا ال يعمل‪ ،‬وال يُعبد إال وهو متعني يف جسد بشري‪ ،‬وأنه ال‬
‫يعقل انقطاع صدور األفعال عنه‪ ،‬وهذا يستلزم القول بدميومة جتسده البشري حبيث ال خيلو الوجود‬
‫حلظة من جسد بشري تتعني فيه احلقيقة اإلهلية‪ ،‬وإال انقطع صدور الفعل‪.‬‬
‫أحياان‪ ،‬غري أن البهاء ‪ -‬لكي يضمن ألبنائه وأسباطه وأحفاده السلطة‬
‫وهذا ما تقول به البهائية ً‬
‫زمنا طويال ‪ -‬خالف دينه هنا؛ إذ قرر أن العامل لن ينعم مبظهر جديد بعده إال بعد مرور ألف سنة‬
‫قد تزيد‪ ،‬وقد تنقص! "احتياطًا للمستقبل"‪ .‬فأي عامل هذا الذي يظل ألف سنة‪ ،‬دون أن يكون له‬
‫رب يعمل وإله يُعبد؟!‬
‫الوحي وعدم انقطاعه‪:‬‬
‫تزعم البهائية أن الوحي عبارة عن املعاين اليت تنبجس يف قلب مظهر أمر هللا بوساطة روح‬
‫القدس املتجلي فيه‪ ،‬مث تظهر على هيئة الكلمات من لسانه‪ ،‬وتنسبك يف قوالب األلفاظ بنطقه‬
‫وبيانه(‪ )3‬وهذا معناه أن الوحي ينبع من داخل نفس املظهر؛ ألنه هو هللا‪ .‬غري أن املعاين صادرة‬
‫عن ربوبيته‪ ،‬أما األلفاظ فعن بشريته‪.‬‬

‫(‪ (1‬ص‪ ، 24 ،6 ،2‬اإليقان‪ .‬والورقاء يف اللغة‪ :‬احلمامة‪ ،‬ولكنها يف اصطالح الصوفية (النفس الكلية اليت هي قلب العامل‬
‫واللوح احملفوظ والكتاب املبني)‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر صفحات ‪ 204 ،184 ،114 ،101‬مكاتيب‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪ ،79 ،26 ،25‬احلجج‪ ،‬ص‪ 137‬إيقان‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يقول البهاء يف رسالة تزلف هبا إىل ملك العجم عن نفسه‪ ،‬وعن البهائية‪":‬إن هؤالء العباد ال‬
‫يقولون ابستحالة ظهور مظاهر األحدية ‪ -‬أي الرسل ‪ -‬ولو أن قائال قال هبذا‪ ،‬فأي فرق بينه‬
‫وبني قوم يقولون‪ :‬يد هللا مغلولة؟! "‪.‬‬
‫أما البهائية يف القاهرة فتقول يف رسالة هلا‪":‬إن القول ابنقطاع الوحي بعد حممد صلى هللا عليه‬
‫وسلم ليس له سند يف منطق الواقع"(‪.)1‬‬
‫وال ندري أي واقع تريد‪ ،‬وما مثت من واقع يزعمونه إال ويدمغهم ابلبهتان‪ ،‬وأقرب واقع هو واقع‬
‫معبودهم‪ ،‬فهو ال يقص إال واقع الزور واإلمث واخليانة‪.‬‬
‫الكفر مبعجزات الرسل‪:‬‬
‫كنت أظن أين سأرى اإلميان ابملعجزات واضحا جليا يف البهائية‪ ،‬فهم ينسبون إىل الرسول‪ :‬أنه‬
‫اخلالق القهار املقتدر‪ ،‬ولكين رأيت البهائية تكفر هبا يف صورة من التشكيك‪ ،‬أو من أتويلها‬
‫أتويال هو أخبث من اجلحود‪ ،‬وقد اقرتفوا هذا؛ ليسدلوا سدال صفيقا على عجز معبودهم وهتاويه‬
‫يف ذل على أقدام عدوه‪ ،‬من أجل هذا كفرت البهائية ابملعجزات‪ ،‬فرتى البهاء يفسر معجزات‬
‫موسى بقوله‪":‬عصا األمر‪ ،‬وثعبان املقدرة‪ ،‬وبيضاء املعرفة" وأخبث ما للبهاء من مكر هنا أنه‬
‫يصبغ مكره بدهان زاه خلوب! قد يفنت النظر الذي ليس وراءه عقل يتدبر‪ ،‬وقلب يشعر فإضافة‬
‫العصا إىل األمر‪ ،‬والثعبان إىل املقدرة‪ ،‬والبيضاء إىل املعرفة خييل إىل بعضهم أن البهاء رجل إميان‬
‫روحي وتسام ابملعجزات‪ ،‬وإجالل ملقام األنبياء‪ .‬هذه هي صدمة السحر األوىل‪ ،‬غري أن هذا‬
‫القارئ سيبحث ‪ -‬بعد أن يفيق منها ‪ -‬عن احلديث عن املعجزات اليت من هللا هبا على موسى‪،‬‬
‫فال جيد! ويبحث عن موسى النيب القوي يف قول البهاء‪ ،‬فال يراه‪ ،‬ولكنه جيد مكانه شيخا من‬
‫شيوخ املعرفة البشرية‪ ،‬وملكا بيده صوجلانه‪ .‬ويقول أبو الرذائل‪":‬هب أن موسى ‪ -‬كما تزعمه‬
‫اليهود ‪ -‬فلق البحر‪ ،‬وجفف النهر‪ ،‬وبدل العصا حبية تسعى‪ ،‬وأخرج اليد البيضاء‪ ،‬وغريها من‬
‫اآلايت الكربى‪ ،‬وأن املسيح ‪ -‬له اجملد ‪ -‬أحيا ميتا‪ ،‬وأبرأ أكمها‪ ،‬وشفى أبرصا‪ ..‬فإن تلك‬
‫اآلايت ‪ -‬لو صحت على الظاهر ‪ -‬مل يرها غري نفوس معدودة من اجلمهور" ويقول عن معجزات‬
‫عيسى عليه السالم‪ :‬أراد ابلعمى‪ :‬اجلهل والضاللة‪ ،‬وابلبصر‪ :‬العلم واهلداية‪ .‬مث يزعم أن ما ذكر يف‬
‫اإلجنيل عن معجزات عيسى مغلف ابالستعارات الغامضة‪ ،‬مث يقول‪":‬إن سنة هللا تعاىل أبت أن‬
‫جتري األمور إال على النواميس الطبيعية" ومعىن هذا أن هذه النواميس الطبيعية هي اليت تسيطر‬

‫(‪ (1‬ص‪ 95‬مقالة سائح‪ ،‬ص‪ 21‬البهائية‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫على قدرة هللا‪ ،‬وقدره‪ ،‬وأهنا هي اليت هتيمن على اخلالق‪ ،‬وأن اخلالق مل خيلق هذه النواميس‪ ،‬أمل‬
‫يسمها طبيعية؟ أمل يزعم أهنا أقدر؟‪.‬‬
‫مث نقول للبهائي النجس‪ :‬إن الذي ذكر لنا هذه املعجزات هو هللا‪ ،‬وذكرها يف القرآن‪ .‬ولكن أاب‬
‫الرذائل يتجاهل هذا عن عمد خبيث الكفر؛ ليوحي أن هذه املعجزات ما هي إال دسيسة يهودية‬
‫دسها اليهود يف القرآن‪ ،‬مث إن قوله‪":‬هب‪ ..‬ولو صحت" يدل على مدى ارتيابه يف شأهنا‪ ،‬ولكنه‬
‫يعود‪ ،‬فيناقض نفسه‪ ،‬أو يسبل على كفره شفا من الرايء‪ ،‬فيقول‪":‬إن األمم الكربى طلبوا املعجزات‬
‫من األنبياء‪ ،‬مث كذبوا هبا‪ ،‬وأنكروها‪ ،‬فأهلكهم هللا تعاىل بسبب إنكارهم وتكذيبهم"(‪ )1‬وهو يناقض‬
‫وجنة‪ ،‬فإذا لقي عدو اإلسالم تلقاه بقوله األول‪،‬‬‫نفسه عمدا؛ ليتخذ له من هذا التناقض دريئة ُ‬
‫وأكد له أنه يشكك املسلمني يف كتاب رهبم‪ ،‬وإذا لقي مسلما زعم له أنه مؤمن ابملعجزات‪ ،‬وأيتيه‬
‫بقوله اآلخر‪ ،‬وهكذا البهائية يف كل ما تكتب!‬
‫وأتويل البهائية ملعجزات عيسى ابلبصارة القلبية واحلياة الروحية مأخوذ عن الباطنية؛ فقد أولوا‬
‫إحياء املوتى‪ :‬بتعليم اجلهال الباطن‪ ،‬وإبراء األعمى‪ :‬بتعريفه الضالل(‪ .)2‬ولو كان هذا هو عني‬
‫معىن املعجزة‪ ،‬ما بقيت هلا حكمة‪ ،‬وال مفهوم وما صح أن تكون برهاان للرسول على أنه رسول؛‬
‫فكم من ألوف من دعاة احلق من غري الرسل‪ ،‬استطاعوا بفضل هللا إبراء األلوف من الضاللة هبدى‬
‫رسال؟‪.‬‬
‫هللا فأبصرت قلوهبم‪ ،‬وحيت أرواحهم‪ ،‬أفنعترب هؤالء ً‬
‫اَّللِ َوالم َفمت ُح‪ ‬ال يصلح أن‬ ‫وتزعم البهائية أيضا إن األخبار عن األمور اآلتية مثل‪:‬إِ َذا َجاءَ نَ م‬
‫ص ُر َّ‬
‫يكون معجزة؛ "إذ يلزم حينئذ أن يكون الناس معذورين يف عدم اإلميان قبل حتقق اخلرب"!!‬
‫وسنرتك أليب الرذائل الرد على نفسه بنفسه إذ يقول‪":‬ال يوجد إعجاز لكلمات هللا أعظم من‬
‫اإلخبار عن وقائع تتحقق ظاهرة ابرزة بعد أجيال وأجيال"‪.‬‬
‫الطعن يف إعجاز القرآن‪:‬‬
‫يقول أبو الرذائل‪":‬ال يعرف‪ ،‬وال ميتاز كالم هللا من كالم البشر بفصاحته وبالغته‪ ،‬وال بشهادة‬
‫اآلاثر العتيقة وبقااي مصنوعات امللل البائدة‪ ،‬وال ابلتلقي عن اآلابء واألمهات واألكابر"(‪ )3‬ومن‬
‫ينكر غري أيب الرذائل أن كالم هللا ال يتسامى إىل قدسه األمسى كالم آخر يف فصاحته وبالغته؟!‬
‫وقد احتشد ملعارضته قرون بلغاء الوجود وفصحائه‪ ،‬فدكت أعناقهم دون أقرب غاية؟! ومن ينكر‬

‫(‪ )1‬ص‪ 78‬إيقان‪ 103 ،67 ،102 ،36 ،‬حجج‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 19‬قواعد عقائد آل حممد‪.‬‬
‫(‪ 119 ،37 ،41 ،39 (3‬احلجج‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫غري أيب الرذائل أن من معجزات القرآن اإلخبار عن أحوال األمم املاضية أبخص مقوماهتا احلضارية‬
‫واالعتقادية واخللقية‪ ،‬وقد تضافرت النقول القطعية على صحة وصدق ما أخرب به؟ ومن ينكر غري‬
‫أيب الرذائل وشيعته أن التوتر احلق الكامل الشروط دليل قطعي على أن ما يف املصاحف اليت‬
‫أبيدينا اليوم‪ ،‬هو كالم هللا الذي نـزله سبحانه على خامت املرسلني؟! لقد حتدى هللا إبعجاز‬
‫الفصاحة والبالغة يف قرآنه أعظم فحول البالغة والفصاحة أن أيتوا بسورة من مثله‪ ،‬فقهرهم حتديه‬
‫املعجز‪ ،‬وانداحوا أمامه صاغرين رغم تضافر القوى والدوافع اليت كانت تدفع هبم‪ ،‬وتدعوهم إىل‬
‫معارضته وحممد ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬أمي مل يكن جيوب البالد‪ ،‬ومل يكن جيوس خالل القرون‬
‫يبحث‪ ،‬أو ينقب عن اترخيها البعيد‪ ،‬ومل جيلس إىل معلم يعلمه التاريخ‪ ،‬وكان ‪ -‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ -‬قبل بعثته مهاجرا ابلروح والفكر إىل فاطر السموات واألرض‪ ،‬ال يشرك الناس فيما‬
‫يعبدون أو يسلكون‪ ،‬إال أن يكون سلوك صالح وخري‪ ،‬وال هتفو خبواطره أو إحساساته منتدايت‬
‫القوم‪ ،‬فيسمع ما يثرثرون به‪ ،‬أو جيادلون فيه‪ ،‬أو يقصونه‪ .‬مث سيطر عليه الشعور ابلفرار إىل الغار‬
‫يتحنث فيه نشداان لسكينة الروح ورحيان القلب ومثت كان يبصر يف عزلته الروحية واملادية‪ ،‬وفيما‬
‫يرى ويسمع وحيس دالئل وحدانية هللا وقدرته الغالبة‪ ،‬وحكمته البالغة وجالله األعظم‪ ،‬ومجاله‬
‫األمسى‪ ،‬ونـزل عليه الوحي‪ ،‬وكان مما نـزل عليه بعض قصص القرون األوىل مما فيه عظة هادية‪،‬‬
‫وعربة شافية‪ ،‬وخيرب به قومه‪ ،‬فيشده الذين جيحدون ابحلق مما أخربهم به هذا األمي الصدوق‪ ،‬مث‬
‫يفيقون قليال‪ ،‬فتدفعهم عربدة الشرك إىل أن يضجوا على ما أخربهم به الرسول ببهتان يعلمون أنه‬
‫ني ا مكتَـتَـبَـ َها فَ ِه َي‬ ‫ِ‬ ‫هبتان‪ ،‬ويقولون هذا القول الذي ذكره هللا عنهم يف القرآن‪:‬وقَالُوا أ ِ‬
‫َساطريُ ماأل ََّول َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫َص ًيال‪[ ‬الفرقان‪ .]5 :‬ويرد هللا عليه ابحلق الذي يفحم‪:‬قُ مل أَنـزلَهُ الَّذي يَـ معلَ ُم‬ ‫متُملَى علَي ِه ب مكرةً وأ ِ‬
‫َم ُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫السَّر ِيف َّ ِ‬
‫ات و ماألَر ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يما‪[ ‬الفرقان‪ .]6 :‬وتدبر يف كتاب هللا احلق هذه‬ ‫ض إنَّهُ َكا َن َغ ُف ًورا َرح ً‬ ‫الس َم َاو َ م‬
‫ُوىل ‪‬‬ ‫ون ماأل َ‬ ‫ال فَما اب ُل الم ُقر ِ‬
‫ُ‬ ‫احملاورة اليت دارت بني رسول هللا موسى‪ ،‬وبني عدو هللا فرعون‪:‬قَ َ َ َ‬
‫ض ُّل َرِيب َوَال يَـمن َسى‪[ ‬طه‪ .]52 ،51 :‬فمن الذي علم ً‬
‫حممدا‬ ‫اب َال ي ِ‬ ‫ال ِعلممها ِعمن َد رِيب ِيف كِتَ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫قَ َ ُ َ‬
‫‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬من قصص هذه القرون األوىل‪ ،‬وهو الذي مل يكن على أاثرة من علم‬
‫هبا‪ ،‬وال كان الذين يعيش بينهم؟ ما قصها إال هللا الذي ال ختفى عليه خافية يف األرض وال يف‬
‫السماء‪.‬‬
‫وأبو الرذائل ال يسف يف افرتاء هذا البهتان‪ ،‬إال رغبة يف مواراة اخلزي الشائن الذين تلطخت به‬
‫وجوه أراببه وآهلته‪ ،‬فما كان الباب يف كتاابته إال عيا وجهالة مطبقة أبساليب البيان‪ ،‬حىت لتعثر يف‬
‫كل سطر من سطوره أبخطاء فاحشة‪ ،‬ال يقع يف مثلها تلميذ مبتدئ‪ ،‬أما البهاء وابنه‪ ،‬فعاشا‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫للمحاكاة والتقليد األعمى فيما يكتبان‪ ،‬فال جتد هلما فكرة تدل على إبداع‪ ،‬وال أسلواب يدل على‬
‫أصالة واي ويل التاريخ إن راح البهاء يكتب عنه(‪ !)1‬هذا ما حدا أبيب الرذائل إىل الدفاع عن ركاكة‬
‫األسلوب وعجمته‪ ،‬وإىل الطعن يف إعجاز القرآن بفصاحته وبالغته‪ ،‬غري أن أاب الرذائل انقض يف‬
‫مكان آخر ما قاله هنا؛ إذ يقول عن الرسل‪":‬فاقوا مجيع الفصحاء والبلغاء يف سبك املعاين يف‬
‫قوالب البيان‪ ،‬ورصف األلفاظ‪ ،‬وانسجام الكالم‪ ،‬وسالسة العبارات‪ ،‬ولطف اإلشارات‪ ،‬وتسجيع‬
‫الكلمات‪ ،‬وترصيع اآلايت" فما ابلك ابهلل الذي علمهم البيان؟ مث إنه هبذا دمغ الباب والبهاء‬
‫وابنه أبهنم أدعياء؛ فما كان أحدهم كذلك‪.‬‬
‫املعجزات والنبوات‪:‬‬
‫زعمت البهائية أن املعجزات ‪ -‬وقد كفرت هبا ‪ -‬ال تثبت النبوات‪ .‬وأحياان تزعم أن داللتها‬
‫اثنوية‪ .‬يقول أبو الرذائل‪":‬إذا ادعى أحد أنه مهندس‪ ،‬وحجته أنه حييي املوتى‪ ،‬أو ادعى أنه كاتب‪،‬‬
‫برهاان"(‪ )2‬والضاللة بشبهتها قدمية‪ ،‬وقد رد‬
‫قوال وال ً‬‫وحجته أنه ينطق األحجار‪ .‬كل ذلك ال يثبت ً‬
‫عليها قدميا كثري من الباحثني وإليك رد اجلويين عليها‪":‬يقول النيب يف خماطبة من سبق اعتقاده‬
‫لإلهلية‪ :‬قد علمتم أن ابتعاث النيب غري منكر عقالً‪ ،‬وأان رسول هللا إليكم‪ ،‬وآية صدقي‪ :‬أنكم‬
‫تعلمون تفرد الرب ابلقدرة على إحياء املوتى‪ ،‬وتعلمون أن هللا عامل بسران وعالنيتنا‪ ،‬وما خنفيه من‬
‫سرائران‪ ،‬ونبديه من ظواهران‪ ،‬وإَّنا أان رسول هللا إليكم‪ ،‬فإن كنت صادقا‪ ،‬فاقلب اي رب هذه‬
‫اخلشبة حية تسعى‪ .‬فإذا انقلبت ‪ -‬كما قال ‪ -‬وأهل اجلمع عاملون ابهلل تعاىل‪ ،‬فحينئذ يعلمون‬
‫على الضرورة أن الرب تعاىل قصد إببداع ما أبدع تصديقه‪ ،‬ومن كان غائبا عن اجمللس املوصوف‪،‬‬
‫فبلغه ما جرى شارك احلاضرين يف العلم ابلرسالة‪ ،‬وإن مل حيس حاال"(‪ .)3‬أما مهندس أيب الرذائل‪،‬‬
‫فليس مرسال من قبل أحد؛ هلذا ال يوجد ارتباط بني صنعته‪ ،‬وبني إحياء املوتى‪ ،‬أما الرسول فثمت‬
‫ارتباط قوي بني رسالته ومعجزته‪ ،‬فهو يدعي أنه رسول هللا‪ ،‬فظهور املعجزة على يديه ‪ -‬وهي من‬
‫قدرة هللا وحده ‪ -‬تصديق له أميا تصديق‪ .‬مث يعدو أبو الرذائل يف بغيه على احلق‪ ،‬فيقول‪":‬ظهور‬
‫خوارق العادات مل يكن سببا يف هداية املنكرين"‪ .‬وتدبر بعد هذا البغي قول هللا سبحانه‬

‫(‪ (1‬ذكر الشيخ اجلليل حممد رشيد رضا يرْحه هللا يف تفسري املنار عن البهائية‪(:‬قد كان ألعرضهم ‪ -‬يعين البهاء ‪ -‬كتاب مساه‪:‬‬
‫األقدس حاول فيه حماكاة القرآن يف فواصل آايته ويف أنباء الغيب‪ ،‬ولكن أتباعه األذكياء مل جيدوا بدا من إخفاء هذا الكتاب‪،‬‬
‫ومجع ما كان تفرق من نسخه املطبوع يف األقطار‪ ،‬وال يدري إال هللا ماذا يفعلون فيه ‪ -‬بعد أن يثقوا أبهنم اسرتدوا سائر نسخه ‪-‬‬
‫من تصحيح وتنقيح)‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 69 ،121 ،72 ،70‬احلجج‪.‬‬
‫(‪ (3‬ص‪ 329‬اإلرشاد‪ .‬ط اخلاجني‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬‫وسى أَقمبِ مل َوَال َختَ م‬ ‫ب َاي ُم َ‬ ‫اك فَـلَ َّما َرآَ َها َهتمتَـُّز َكأ ََّهنَا َجا ين َوَّىل ُم مدبًرا َوَملم يـُ َعق م‬
‫صَ‬‫ملوسى‪َ :‬وأَ من أَلم ِق َع َ‬
‫ك ِم َن‬ ‫ٍ‬
‫اح َ‬
‫ك َجنَ َ‬ ‫ضاءَ ِم من َغ مِري ُسوء َو م‬
‫اض ُم مم إِلَمي َ‬ ‫ك َختمُر مج بَـمي َ‬‫ك يَ َد َك ِيف َجميبِ َ‬ ‫اسلُ م‬‫ني ‪ ‬م‬
‫إِنَّ َ ِ ِ ِ‬
‫ك م َن ماآلَمن َ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪[ ‬القصص‪،31 :‬‬ ‫ك إِ َىل ف مر َع مو َن َوَملَئه إِ َّهنُ مم َكانُوا قَـ موًما فَاسق َ‬ ‫اان ِن ِم من َربِ َ‬‫ك بـُمرَه َ‬‫ب فَ َذانِ َ‬‫الرمه ِ‬
‫َّ‬
‫‪ .]32‬لو أهنا كانت عصا األمر كما يزعم البهاء ما وىل موسى مدبرا‪ ،‬ولو أنه كان ثعبان املقدرة‪،‬‬
‫ما فر خائفا مذعورا‪ ،‬ولو أهنا كانت بيضاء املعرفة‪ ،‬ما كانت هناك حكمه ما يف األمر أبن يسلك‬
‫يده يف جيبه‪ .‬فكيف يزعم البهائيون أن داللة املعجزات اثنوية‪ ،‬وأنه ال صلة بينها وبني النبوات‪،‬‬
‫وقد أيد هللا هبا رسوله موسى يف حلظة التبليغ األوىل؛ لتبده الكفور الطاغية فرعون؟! وال يوجد‬
‫عاقل يظن أن هللا يرسل موسى إىل جحود جبار كنود مدع للربوبية كفرعون بدليل "اثنوي" أو‬
‫ضعيف يثبت به الرسول صدق دعواه‪ .‬ال يوجد إال أبو الرذائل ومن على شاكلته‪ ،‬فهو وحده‬
‫الذي يصف هللا مبثل هذا البله والسفه‪ ،‬وتعاىل هللا عما أيفك اخلراصون! وتدبر قصة إميان السحرة‬
‫بعد أن حشروا؛ لتكذيب موسى‪ ،‬فألقوا حباهلم وعصيهم فخيل إليه من سحرهم أهنا‬
‫ك‬‫َعلَى ‪َ ‬وأَلم ِق َما ِيف َميِينِ َ‬ ‫ت ماأل م‬ ‫ك أَنم َ‬ ‫ف إِنَّ َ‬‫وسى ‪ ‬قُـ ملنَا َال َختَ م‬ ‫ِِ ِ‬
‫س ِيف نـَ مفسه خي َفةً ُم َ‬ ‫تسعى‪:‬فَأ مَو َج َ‬
‫ث أَتَى ‪ ‬فَأُلم ِق َي َّ‬
‫الس َحَرةُ ُس َّج ًدا‬ ‫اح ُر َحمي ُ‬ ‫اح ٍر َوَال يـُ مفلِ ُح َّ‬
‫الس ِ‬ ‫ف ما صنَـعوا إََِّّنَا صنَـعوا َكي ُد س ِ‬
‫َُ م َ‬ ‫تَـ مل َق م َ َ ُ‬
‫وسى‪[ ‬طه‪ .]70 - 67 :‬فبأية قدرة إهلية أخبت هؤالء السحرة إىل‬ ‫ِ ِ‬
‫قَالُوا آَ َمنَّا بَرب َه ُارو َن َوُم َ‬
‫رهبم‪ ،‬وآمنوا به؟ إهنا املعجزة‪ ،‬فالكتاب مل يكن قد نـزل‪ ،‬وقد جاءت "الفاء" يف قوله‬
‫دليال على أهنم أذعنوا مؤمنني عقب حدوث املعجزة مباشرة‪،‬‬ ‫الس َحَرةُ ُس َّج ًدا‪ً ‬‬ ‫سبحانه‪:‬فَأُلم ِق َي َّ‬
‫فكيف تنكر البهائية داللة املعجزات على صدق النبوات‪ ،‬وتزعم أن املعجزات مل تكن سببا يف‬
‫هداية املنكرين‪ ،‬والقرآن يثبت أن املعجزة كانت هي السبب األول يف إميان السحرة وهم كثري؟؟‬
‫النسخ هو املعجزة‪:‬‬
‫يزعم أبو الرذائل أن نسخ الشرائع‪ ،‬وجتديدها هو املعىن احلقيقي املعقول من خارق العادة‪ ،‬ال ما‬
‫تومهه أصحاب السفاسف واخلرافات(‪ !)1‬أكل املعجزات املذكورة يف القرآن سفاسف وخرافات؟‬
‫من يزعمها؟ أبو الرذائل‪ ،‬وهو حقود عاش سيده البهاء ال يستطيع أن يرفع جبينه املوسوم ابلذل‬
‫من سجوده على عتبات الطغاة‪ .‬عاش يستجدي ‪ -‬بعبوديته املسخرة للعبيد ‪ -‬أيدي اللؤماء!‬
‫أال ما أهون شأن املعجزات إن اعتربان النسخ ‪ -‬دون معجزة تؤيده ‪ -‬هو املعجزة! ففي مقدور‬
‫كل مأفون استخفه الشيطان أن يقرتفه‪ ،‬وكم من خراص زعمه‪ ،‬فجاء مبا حيل به حراما‪ ،‬أو حيرم به‬
‫حالال‪ ،‬أو يهدم به أصال من أصول الدين‪ ،‬أمل يفعلها مسيلمة؟‬

‫(‪ (1‬ص‪ 67 ،35‬احلجج‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫عالئم ظهور الرسل‪ :‬يزعم البهاء أن لكل رسول عالمتني تدالن على قرب ظهوره‪ .‬إحدامها‪:‬‬
‫جنم يظهر يف السماء‪ ،‬واألخرى‪ :‬إنسان يبشر بقرب ظهوره على األرض‪.‬‬
‫ويقول عن حممد صلى هللا عليه وسلم‪ :‬إنه قد تعاقب قبل ظهوره أربعة رجال كان كل منهم‬
‫يبشر من أييت بعده بقرب ظهور حممد! وإنه قد شرف خبدمتهم رجل امسه "روزبة"‪ ،‬وهو املسمى‪:‬‬
‫بسليمان الفارسي‪ ،‬وعقب موت الرابع أسرع روزبة إىل احلجاز؛ ليشرف بلقاء الشمس احملمدية‪،‬‬
‫كما طلب منه الرابع قبل موته‪ .‬وحيكي عن الباب أن أكثر املنجمني أخربوا حينذاك عن ظهور‬
‫جنم يف السماء‪ ،‬وأنه كان هناك جنمان يف األرض يبشران به مها األحسائي والرشيت(‪ )1‬ومل يذكر‬
‫البهاء شيئا عن عالئم ظهوره هو؛ ألنه مل يكن قد انتهى إىل قرار بعد‪ ،‬أيدعي اخلالفة عن الباب‪،‬‬
‫أم يدعي النبوة‪ ،‬أم يدعي الربوبية؟! هذه التفاهة العفنة اليت تدمغ راويها ابلتفاهة‪ ،‬وأبنه مدخول‬
‫يف عقله‪ ،‬يوجب علينا البهاء اإلميان هبا والكفر بقصص القرآن‪ ،‬ومعجزات األنبياء! ويف أساطريه‬
‫اليت يرويها تعبري عن جموسيته‪ ،‬فكل املبشرين جموس‪ ،‬وهم قوم املريزا!‬
‫عقيدة البهائية يف البهاء‬
‫ربوبية البهاء‪:‬‬
‫زعمت البهائية ‪ -‬كما بينا من قبل ‪ -‬أن احلقيقة اإلهلية البد هلا من التعني يف جسد بشري‪،‬‬
‫وأهنا تظل تنتقل من جسد إىل جسد حىت تبلغ كماهلا األعظم يف هيكل إنساين يكون هو أعظم‬
‫هياكلها‪ ،‬أو جتسداهتا‪ ،‬أو تناسخاهتا‪ ،‬وال يهم أن تغضب البهائية من التعبريين اآلخرين‪ ،‬فمن‬
‫يعرفها يؤمن بنفاق غضبها‪.‬‬
‫وقد زعمت البهائية أن "املريزا" حسني علي النوري" هو هذا اجلسد البشري الذي جتسدت فيه‬
‫صفًّا‪‬‬
‫صفًّا َ‬
‫ك َ‬‫ك َوالم َملَ ُ‬
‫احلقيقة اإلهلية بكماهلا األعظم‪ ،‬وأنه هو املقصود بقوله تعاىل‪َ :‬و َجاءَ َربُّ َ‬
‫[الفجر‪ .]22 :‬وأنه هو قيوم الوجود أزال وأبدا وأنه هو الروح اإلهلي الذي كان يوحى إيل األنبياء‬
‫والرسل‪ ،‬وأنه هو هللا الذي كلم موسى‪ ،‬ورفع عيسى‪ ،‬ونـزل القرآن على حممد‪.‬‬
‫أما موسى وعيسى وحممد وكل الرسل‪ ،‬فلم تكن هلم من مهمة سوى التبشري بظهور هللا يف‬
‫جسد البهاء‪ ،‬وإعداد القلوب‪ ،‬وهتيئتها لقبول جتلي هللا األمت األكمل األهبى يف املريزا "النوري"! ومما‬
‫يصف به عبدالبهاء دور ظهور هللا يف جسد أبيه قوله‪":‬دور احلقائق واألسرار يف هوية عوامل ربك‬

‫(‪ )1‬ص‪ 43‬اإليقان‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫العزيز املختار" يعين أن هللا حينما اختذ جسد أبيه مظهرا حلقيقته أظهر كل ما ادخر من سر وقدر‬
‫وحقيقة‪ ،‬وأشرق بكل اسم له وصفة‪ ،‬وما ننقل عنهم إال ما قالوه يف كتبهم املقدسة(‪.)1‬‬
‫ولكن ما رأي البهائية فيما وصف به البهاء الباب‪":‬كل األمور حمتاج ألمره‪ ،‬وما سواه خملوق‬
‫أبمره‪ ،‬وموجود حبكمه"(‪)2‬؟ وإليك تفصيل عقيدهتم يف البهاء مكتوبة بنفس ألفاظهم؟‬
‫التبشري ابلبهاء‪:‬‬
‫تؤكد البهائية أن مريزا "حسني علي" هو املقصود بكل آية بشرت مبجيء هللا يوم القيامة‪ ،‬وبكل‬
‫ما ورد يف أسفار الصهيونية والصليبية عن جميء املسيح املوعود‪ ،‬أو رب اجلنود‪ .‬يقول أبو‬
‫الرذائل‪":‬املراد من بشارات الكتب السماوية‪ ،‬هو ظهور هباء هللا األهبى‪ ،‬وقيامه القدس األعلى؛‬
‫فإنه ‪ -‬جل ذكره‪ ،‬وعز امسه ‪ -‬هو وحده ادعى أن ظهوره هو ظهور هللا املوعود‪ ،‬ووجهه هو وجه‬
‫هللا املعبود‪ ،‬ويومه هو يوم هللا املعهود" ويقول أيضا‪ :‬إن تلكم الزبر واألسفار‪ ،‬والصحف واآلاثر‬
‫مجيعها أانشيد تغردت هبا طيور القدس يف حمامد ربنا األهبى‪ :‬تنوروا‪ ،‬تنوروا من أنوار وجه هباء هللا‪،‬‬
‫قد مت وعد النبيني‪ ،‬وكملت بشارات املرسلني"‪.‬‬
‫وقد وضع احلق على لسان عدوه أيب الرذائل كلمة تدمغ معبوده بعداوة هللا ورسله‪ ،‬تلك هي‬
‫كلمة "وحده"! فهي تؤكد أن مجيع الرسل بريئون من هذه الزندقة وأن أحدا منهم مل يدعها!‬
‫ويقول هبائي آخر‪":‬طبقا للتعاليم البهائية تشري النبوات اخلاصة بوقت النهاية وجميء رب اجلنود‬
‫واألب األبدي‪ :‬على جميء هباء هللا‪ ،‬ال على يسوع املسيح" وهكذا تسرق البهائية من كل ملة‬
‫ضالة ضاللة‪.‬‬
‫ويقول املريزا نفسه خماطبا البابيني‪":‬هذا هو الذي بشر به حممد رسول هللا ومن قبله الروح‪ ،‬ومن‬
‫قبله الكليم"(‪ )3‬وهو يتحدث يف هذا عن نفسه‪.‬‬
‫البهاء هو هللا رب اآلخرة واألوىل‬

‫(‪ (1‬اقرأ نصوص الفصل يف ص‪ 168‬إيقان‪ 130 ،58 ،45 ،34 ،19 ،10 ،18 ،‬مكاتيب‪،210 ،247 ،217 ،‬‬
‫هباء هللا‪ .‬واقرأ للجيلي وهو يزعم أن موسى هو هللا كما زعمت البهائية عن البهاء‪(:‬ما رأى موسى ربه‪ ،‬وإَّنا هللا رأى هللا‪ .‬وما مث‬
‫إال املعرب عنه مبوسى) ص‪ 92‬جـ‪ 1‬اإلنسان الكامل‪.‬‬
‫(‪ )2‬من تفسري البهائية لكلمة (ابب) أهنا إشارة إىل أنه ابب ظهور احلقيقة اإلهلية يف جسد البهاء ص‪ 7‬احلجج‪ ،‬وحينما سئل‬
‫عبدالبهاء يف لندن عن الباب‪ :‬أكد أنه مل يكن غري مصلح فحسب ومبشر بظهور البهاء ص‪ 45‬خطاابت‪ .‬فقارن بني الكذبني‪.‬‬
‫(‪ (3‬نصوص الفصل يف ص‪ 83 ،77 ،55‬مكاتيب‪ 17 ،16 ،14 ،11 ،3 ،‬و ‪ 12‬احلجج ‪ 142‬إشراقات‪ .‬ص‪21‬‬
‫هباء‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫زعمهم أنه رب األرابب وسيد املظاهر‪ :‬يقول عبدالبهاء عن أبيه‪":‬جتلى رب األرابب واجملرمون‬
‫خلاسرون‪ ،‬وهو الذي أنشأ لكم النشأة األخرى‪ ،‬وأقام الطامة الكربى‪ ،‬وحشر النفوس املقدسة يف‬
‫امللكوت األعلى" وإَّنا كان له وحده هذا املقام األعظم؛ ألنه كما يزعم ابنه ‪ -‬هيكل اجلالل‬
‫الذي بسببه استقر الرْحن على عرش األكوان‪ ،‬وتألألت فيه حقيقة هللا‪ ،‬وتشعشعت على آفاق‬
‫اإلمكان؛ وألنه كان هباء السموات واألرض أزال‪ ،‬وسيظل كذلك أبدا ولقد أشرقت مشس احلقيقة‬
‫اإلهلية من أفقه بقوة وشعاع مل يسبق هلما مثيل! هلذا ال يقارن به مطلع من املطالع‪ ،‬فما ألحد‬
‫منهم نفوذه الباهر‪ ،‬وقدره القاهر وكيف وهو عني احلقيقة اإلهلية يف غيبها وشهودها‪ ،‬والسماء اليت‬
‫صعد إليها عيسى وعامل الغيب الذي ظهرت منه رسالة الرسل‪ ،‬والعرش الذي عرج إليه الرسول‬
‫وهو الوجود‪ ،‬واملوجود‪ .‬إنه فوق ما ظهر‪ ،‬وفوق ما سيظهر‪ ،‬ولن يظهر بعده من هو أكمل منه(‪.)1‬‬
‫البهاء واملشيئة املطلقة والعلم احمليط‪ :‬يقول البهاء عن نفسه خماطبا إخوانه البابيني‪":‬اي أهل‬
‫النفاق‪ :‬قد ظهر من ال يعزب عن علمه شيء" مث يزعم أنه لو حكم على الصواب حكم على‬
‫اخلطأ‪ ،‬وعلى الكفر حكم اإلميان؛ وعلى اليمني حكم اليسار‪ ،‬وعلى اجلنوب حكم الشمال‪،‬‬
‫فحكمه حق ال ريب فيه؛ ألنه ليس له شريك يف حكمه‪ .‬يفعل ما يشاء‪ ،‬وحيكم ما يريد‪ ،‬ومن‬
‫جنوده القدرة واالختيار هذا وهللا نص ما يقوله املريزا عن نفسه‪ .‬وما قرأان يف كتاب إهلي أن الرب‬
‫حيل خبيثا‪ ،‬وحيكم على الشيء بنقيضه‪ ،‬أو يقلب القيم رأسا على عقب‪ .‬أما الذي مسعناه من هللا‬
‫واب ِعمن َد ُه مم‬ ‫ول النِ َّ ِ ِ ِ‬ ‫ين يَـتَّبِعُو َن َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫َّيب ماألُم َّي الَّذي َجي ُدونَهُ َم مكتُ ً‬ ‫الر ُس َ‬ ‫رب العاملني‪ ،‬فهو قوله جل شأنه‪:‬الذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِيف التـَّوراةِ و مِ ِ‬
‫ث‬‫ات َوُحيَ ِرُم َعلَمي ِه ُم ا مخلَبَائِ َ‬
‫وف ويـمنـهاهم ع ِن المممن َك ِر وُِحي ُّل َهلم الطَّيِب ِ‬
‫اإل مجن ِيل َأيم ُم ُرُه مم ِابلم َم مع ُر َ َ َ ُ م َ ُ َ ُُ َ‬ ‫مَ َ‬
‫ت َعلَمي ِه مم‪[ ‬األعراف‪ .]157 :‬ولكن البهاء ‪ -‬وهو مأفون‬ ‫ض ُع َعمنـ ُه مم إِ م‬
‫صَرُه مم َو ماألَ مغ َال َل الَِّيت َكانَ م‬ ‫َويَ َ‬
‫سليب الرشد جمنون الشهوات ‪ -‬خشي أن حيل ما يثبت أنه خبيث‪ ،‬أو حيرم ما يثبت أنه طيب‪،‬‬
‫كما خشي نقد الناس له حني يرونه مقرتفا للحرام‪ .‬جمرتحا اخلبائث‪ ،‬فقال ما قال من زور‬
‫اإلحلادية وهبتاهنا‪ .‬مث هم يبهتون هللا أبنه ال يستطيع تغيري النواميس الطبيعية‪ ،‬فكيف حيكمون عليه‬
‫أبنه يغري النواميس اخللقية‪ ،‬فيجعل الطيب خبيثا‪ ،‬واخلبيث طيبًا؟!‬
‫صكوك الغفران‪ :‬كفر هبائي كبري ابلبهاء‪ ،‬فقدم له البهاء الرشا‪ ،‬حىت رده إليه‪ ،‬وقال له يف‬
‫وضاعة زلفاه‪":‬ليس لك ذنب‪ ،‬وال خطأ‪ ،‬قد طهرك هللا من كوثر بيانه يف سجنه العظيم"‪.‬‬

‫(‪ )1‬نصوص الفصل ص‪ 208 ،156 ،148 ،102 ،138‬مكاتيب‪ ،‬والبهائية تزعم أنه سيظهر بعد ألف سنة مظهر إهلي‬
‫آخر‪ ،‬ولكنه سيكون حتت ظل أمر هباء هللا! ص‪ 131‬هباء هللا‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫زعمه أنه هو هللا اخلالق لكل شيء‪ :‬يقول اخلنـزير املنكود عن نفسه إنه ال شريك له يف ملكه‬
‫أو حكمه‪ ،‬وأن كل ما سواه خملوق بكلمته وأمره‪ ،‬وليس ألحد من حركة أو سكون إال إبذنه؛ ألنه‬
‫هو احلاكم اآلمر العليم اخلبري(‪ )1‬ويستفتح كلماته اليت مساها فردوسية بقوله‪":‬كلمة هللا يف الورق‬
‫األول" هذا إىل ما قاله يف اهليكل‪":‬قل‪ :‬ال يرى يف هيكلي إال هيكل هللا‪ ،‬وال يف مجايل إال مجاله‪،‬‬
‫وال يف كينونيت إال كينونته‪ ،‬وال يف ذايت إال ذاته‪ ،‬قل‪ :‬مل يكن يف نفسي إال احلق‪ ،‬وال يرى يف ذايت‬
‫إال هللا"(‪ )2‬ويقول للعلماء يف األقدس‪":‬لو آمنتم ابهلل حني ظهوره ما أعرض عنه الناس"‪.‬‬
‫البهاء بني الربوبية والعبودية‪ :‬عقيدة البهائية يف املريزا أنه إله يف صورة إنسان‪ ،‬أو أنه ذو‬
‫طبيعيتني مها‪ :‬الالهوت والناسوت‪ .‬ولكن ال ميكن فيه الفصل بينهما ألهنما جوهر واحد‪ ،‬أو‬
‫حقيقة واحدة هي احلقيقة اإلهلية(‪ .)3‬فإذا تكلم كرب فهو يصدر يف هذا عن الهوته‪ ،‬وإذا تكلم‬
‫كعبد‪ ،‬فهو يصدر عن انسوته فاعجب إلله ظاهره يسجد لباطنه؟!‬
‫يرعى الكون وهو ميت‪ :‬ينعي عبدالبهاء أابه يف موته بقوله" "إهلي إهلي ذاب حلمي يف‬
‫مصيبتك الكربى‪ .‬صعدت اي إهلي إىل قدس ملكوتك‪ ،‬وأنس الهوتك‪ ،‬وعزة جربوتك"(‪ )4‬أتصلح‬
‫هذه العربدة من وقاحة الزندقة ملناجاة هللا؟!‬
‫وكيف يرتك الرب عامله‪ ،‬فصري خليا من رب يرعاه! وإله ختشع له قلوبه؟!‬
‫ويناجي عبدالبهاء معبوده اهلالك مرة أخرى بقوله‪":‬اي مالك اآلخرة واألوىل‪ ،‬أنـزل عليه رْحتك اي‬
‫هباء األهبى‪ ،‬اي مليك األرض والسماء‪ ،‬إنك أنت املقتدر العزيز الوهاب"(‪ )5‬لقد عاد معبود البهائية‬
‫روحا جمردا‪ ،‬واجملرد يف دينهم ال يسمع‪ ،‬وال يرى‪ ،‬وال يعمل‪ ،‬فكيف يطلب نيب البهائية من الصمم‬
‫مسعا‪ ،‬ومن العمى بصرا‪ ،‬ومن العجزة قدرة‪ ،‬ومن اجليفة نبوة‪ ،‬ومن املوت حياة اخللود ومن اإلفالس‬
‫ملك الدنيا واآلخرة؟!‬
‫لقد كان عبدالبهاء يؤمن هبول الكارثة إذا حتطم الطاغوت خمافة انصراف املفتونني عن عبادة‬
‫أبيه‪ ،‬فيحرم من السحت الوفري واملنصب اخلطري؛ وهلذا أعد لألمر عدته قبل هالك أبيه‪ ،‬فأوحى‬
‫إليه أن يقول‪":‬إذا غربت مشس هبائي وسرتت مساء هيكلي‪ ،‬قوموا على نصرة أمري؛ أان معكم يف‬

‫(‪ (1‬ص‪ 144‬إشراقات ويعين ابلسجن عكا وانظر ص‪ 10 ،9 ،8 ،4 ،3‬من إشراقات‪.‬‬


‫(‪ (2‬يقول ْحزة بن علي داعية الدرزية عن احلاكم‪(:‬موالان امللك اجلبار العزيز الغفار املعز القهار احلاكم األحد الفرد الصمد‬
‫املنـزه عن الصاحبة والولد) ص‪ 108‬طائفة الدروز‪ .‬وقد زعم البهاء أنه كذلك‪ ،‬وزعم له دعاته‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪ 50‬هباء هللا‪.‬‬
‫(‪ 212 ،202 )4‬مكاتيب‪.‬‬
‫(‪ (5‬ص‪ 233‬مكاتيب‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫كل األحوال‪ ،‬وننصركم ابحلق‪ .‬إان كنا قادرين" قال البهاء هذا يف كتابه األقدس الذي ألفه قبيل‬
‫هالكه بوحي من ابنه‪ ،‬وما على عبدالبهاء‪ ،‬من أن يرى أابه يناقض دينه يف جترد احلقيقة اإلهلية‬
‫وجتسدها‪ .‬حسبه أن يظل الكفار كفارا‪ ،‬وأن يظل الكفر املستعلن هو كفره‪ ،‬وأن يظل رجس‬
‫السحت مركوم القذر يف بطنه؛ وهلذا أسرع عبدالبهاء إىل مساندة هذا التناقض عقب هالك أبيه‬
‫فقال‪":‬إن مشس البهاء مشرقة من ملكوته األهبى‪ ،‬ويرى أحباءه من أفقه األعلى"(‪ )1‬لقد صمم على‬
‫أن يظل العبيد مشدودي الواثق إىل الطاغية‪.‬‬
‫ولقد استطاع أن يستخفهم من قبل إىل عبادة صنم‪ ،‬فكيف ال يستطيع أن يستخفهم إىل عبادة‬
‫عدم؟!‬
‫يزعم أن كتبه هي املهيمنة‪ :‬يتحدى املريزا املسلمني بكتبه‪ ،‬ويفضلها على مجيع الكتب اإلهلية‬
‫فيقول‪":‬قل‪ :‬اي قوم اقرءوا ما عندكم من الكتب‪ ،‬ونقرأ ما عندان‪ .‬لعمر هللا ال يذكر عند ذكره‬
‫أذكار العامل‪ ،‬وما عند األمم"(‪ )2‬ويقول يف األقدس‪":‬من يقرأ آية من آاييت خلري له من أن يقرأ كتب‬
‫األولني واآلخرين" فهل يصدق مسلم أن البهائية فئة مسلمة‪ ،‬وهي تؤمن أن وضاعة زنديق أجل‬
‫من عظمة خامت الرسل؟ وأن تفاهة الضاللة من اإليقان هتيمن على هدى الفرقان؟! وإليك ما‬
‫يقوله أبو الرذائل عن اإليقان‪":‬أكمل بتنـزيله فضله على نوع اإلنسان‪ ،‬فبني يف هذا الكتاب الكرمي‬
‫مجيع احلقائق النازلة على األنبياء واملرسلني‪ .‬وفك به ختوم األصفياء والنبيني" ويف مكان آخر يقول‬
‫أبو الرذائل للبهائيني عن املريزا "حسني علي"‪":‬ميكنكم أن تعرفوا مقدار عظمة رْحة هللا على عباده‬
‫بتنـزيل كتاب اإليقان؛ فإنه ‪ -‬جلت عظمته‪ ،‬وأحاطت قدرته ‪ -‬بني يف هذا اللوح املبارك املنري‬
‫مجيع الشبهات اليت متسكت هبا األمم يف رد األنبياء واملرسلني‪ ،‬وأجاب عنها أبوضح بيان"(‪ )3‬كل‬
‫هذا يف كتابه احلجج وعجيب أن جيد هذا الزور من يصدقه مع وضوح أنه أخس زور!‬
‫أدلتهم على ربوبية البهاء‪:‬‬
‫ترى البهائية أن األدلة على صدق الرسول أو "املظهر اإلهلي" كما تسميه‪ ،‬ال خترج عن أربعة‪:‬‬
‫أوهلا‪ :‬الكتاب واثنيها‪ :‬الدليل العقلي‪ ،‬واثلثها‪ :‬البشارات اليت وردت يف الكتب السماوية‪،‬‬
‫ورابعها‪ :‬املعجزات اخلاصة‪ .‬ونلحظ أن هذه األدلة تصلح إلثبات صدق دعوى الرسول‪ ،‬ال‬
‫إلثبات أنه جسد هللا!‬

‫(‪ )1‬ص‪ 253‬مكاتيب‪.‬‬


‫(‪ (2‬ص‪ 57‬إشراقات‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪ 172 ،170‬احلجج‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الدليل األول الكتاب‪ :‬يقول أبو الرذائل عن الكتاب اإلهلي‪ :‬إنه ميتاز بتأثريه التام يف هداية‬
‫النفوس‪ ،‬وإحياء األمم‪ ،‬وهتذيب أخالق الشعوب‪ ،‬وإجياد أمة جديدة مستقلة انمية‪ ،‬وتشريع شريعة‬
‫مهذبة ابقية‪ ،‬وقهر من يقاومه من األمم‪ ،‬والغلبة على من ميانعه(‪.)1‬‬
‫وأقول للبهائية‪ :‬أية أمة انمية جديدة مستقلة أنشأها البهاء‪ ،‬أو شيدهتا البهائية وهم كما هم‬
‫عبيد يف حظائر الصهيونية واالستعمار؟ وأين هذه الشعوب اليت هذبتها البهائية؟ إن قوهتا تتمثل‬
‫يف أولئك الذين يعيشون يف أمريكا(‪ ،)2‬وهي ملا تزل حراب على الشعوب عوان للصهيونية‪ .‬وقطب‬
‫البهائية األعظم يعيش يف إسرائيل مسخرا ألحقادها‪ ،‬ومسخرا أتباعه يف كل بلد لشهواهتا! وأين‬
‫خالقية البهاء وقاهريته‪ ،‬ويف جبينه آية السجود على عتبات الطغاة‪ ،‬ويف لسانه متتمة الضراعة إىل‬
‫البغاة؟‬
‫وما أثرت البهائية إال بعون كبري من قوى خارجية كان يهمها القضاء على اإلسالم‪ .‬ويفرتي‬
‫البهاء أن كل احلضارات العاملية السابقة والالحقة ‪ -‬قبس من نور قلمه األعلى‪ ،‬حىت الصحف‬
‫السيارة(‪ !)3‬والعامل مل يسمع ببهائي واحد يستطيع التاريخ أن يشري إليه إذا حتدث عن خلق فاضل‪،‬‬
‫أو جهاد كرمي‪ ،‬أو علم انفع‪ ،‬ولكنه مسع أبشياء أخرى سجلها التاريخ‪ ،‬وليس فيها ما يشرف به‬
‫خلق‪ ،‬أو يعتز به قبيل!‬
‫والبهائيون حيقرون من شأن كل الكتب اإلهلية اليت نـزهلا هللا على رسله‪ ،‬ويزعمون أبن ما عندهم‬
‫من كتب يفوق يف كثرته ما عند ملل األرض مجيعا‪ .‬وإليك ما يقول أبو الرذائل‪":‬مع ما كانت‬
‫تصادف ربنا األهبى طول أايم ظهوره من البالاي واملصائب(‪ )4‬اجلسيمة والرزااي والدواهي العظيمة‪،‬‬
‫ومع أنه مل يكن من أهل العلم‪ ،‬ومل يدخل املدارس العلمية‪ ،‬فقد مأل اآلفاق من ألواحه املقدسة‬
‫مجيعا من كتبهم السماوية‪،‬‬
‫الفارسية والعربية مما ال نبالغ إذا قلنا‪ :‬إهنا تزيد على ما عند ملل األرض ً‬
‫وصحفهم اإلهلية‪ .‬هتذبت هبا أخالق أخشن امللل‪ ،‬وهبا ميكن أن حتفظ حقوق كل األمم‪ ،‬ويتفق‬
‫هبا مجيع أهل العامل" مث يتحدث عن كتب عبدالبهاء فيقول‪":‬يعجز قلم الكاتب البليغ عن وصف‬

‫(‪ )1‬يقول البهائية يف مصر‪(:‬مل يكن مطلب البهائية تكوين أمة جديدة) فأيهما الكذوب؟ ص‪ 5‬البهائية‪ ،‬ص‪ 37‬وما بعدها‬
‫احلجج‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬يوجد البهائيون بكثرة يف أمريكا واهلند وبرما وتركستان وإسرائيل‪ ،‬وكذلك يف إجنلرتا وأملانيا وإيطاليا وسويسرا وفرنسا‬
‫والياابن‪ ،‬غري أهنم مجيعا يدينون ابلوالء والعبودية ملن يسمى‪(:‬ويل أمر هللا)‪ .‬ومقره دائما يف أرض فلسطني احملتلة اليت اغتصبتها‬
‫إسرائيل‪.‬‬
‫ت‪ ‬دليل على هذا‪.‬‬‫ف نُ ِش َر ْ‬
‫(‪ )3‬ص‪ 155‬إشراقات‪ .‬ويزعم أن قوله تعاىل‪َ  :‬وإِذَا الص ُح ُ‬
‫(‪ )4‬تدبر تعبريه أبن ربه كان يصاب جبسيم البالاي فكيف مينع هذا الرب البالء‪ ،‬وهو مل يستطع له دفعا عن نفسه؟!‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ألواحه املقدسة" خضعت هلا رقاب الفصحاء‪ ،‬وزلت هلا أعناق البلغاء"(‪ )1‬وأقول للبهائية‪ :‬إذا كان‬
‫األمر أمر كثرة وخرافات هبائية‪ ،‬فليعبدوا الشيطان الذي كان يوحي إىل البهاء وابنه بدينهما‪ ،‬وهو‬
‫ابن عريب‪ ،‬فكتاب واحد من كتبه اليت ألفها‪ ،‬وهو‪":‬الفتوحات املكية" تربو صفحاته(‪ )2‬على ما‬
‫اختلسه البهاء وابنه من كتب الصوفية‪ ،‬وألفوا منه كتبا!‬
‫الدليل الثاين‪ ،‬هو املسمى ابلدليل العقلي‪ :‬يقولون‪ :‬إن وراء كل دين قوة إهلية‪ ،‬تعمل على‬
‫انتشاره دون استناد إىل أسباب بشرية(‪ .)3‬مث يزعمون أن هذه األسباب البشرية قد انتفت عن‬
‫البهائية‪ ،‬فلم يبق إال أن تكون مستندة إىل إرادة إهلية‪ ،‬وقدرة ملكوتية مساوية أدت إىل انتشارها‬
‫بسرعة‪ ،‬وأقول‪ :‬إن كل دعوة مارقة تستطيع أن تزعم ما زعمته البهائية ‪ -‬ما دام األمر أمر زعم‪،‬‬
‫مثال بالباطنية‪ ،‬فقد بدأت دعوهتا يف سجن ابلعراق(‪ ،)4‬مث رأيناها‪،‬‬ ‫وادعاء دون بينة ‪ -‬ولنضرب ً‬
‫وقد أنشأت هلا دولة كربى يف مشال إفريقية‪ .‬أما البهائية‪ ،‬فظلت حىت اآلن تساقط على الفشل‬
‫املرير‪ .‬أما املعارف االكتسابية‪ ،‬فقد استندت إليها البهائية يف أصوهلا وفروعها‪ ،‬فعقائدها بشروحها‬
‫‪ -‬وابلكثري من ألفاظ هذه الشروح ‪ -‬مستمدة من كل تراث قام ملعارضة الوحي اإلهلي‪ ،‬ومناهضة‬
‫هدى النبوات‪ ،‬وال سيما تراث الصوفية‪ ،‬واإلمساعيلية‪ .‬وأتويالهتا الكافرة لآلايت القرآنية مسبوقة‬
‫هبا من الباطنني‪ ،‬وإشاراهتا الفلسفية‪ ،‬وما حشت به كتبها من أسرار األعداد واحلروف كل هذا‬
‫مبثوث يف كتب احلروفية والعددية‪ ،‬ونـزعتها اخللقية مزيج من املسيحية والبوذية والربمهية‪ .‬أو من ميأل‬
‫كتبه ابحلديث عن "فيثاغورس وأفالطون وبطليموس" وكتابه "اجملسطي"‪ ،‬وترمجة "الفارايب" له‪ ،‬وعن‬
‫"كوبرنيك"‪ ،‬وعن األفالك‪ ،‬ودوران األرض‪ ،‬وعن "اجلواهر واألعراض والكليات واجلزئيات"‪،‬‬
‫ومقاييس املعرفة عند الفالسفة وبعشرات من املصطلحات الصوفية(‪ ،)5‬أو من يفعل هذا‪ ،‬وأيخذ‬
‫ابلكثري منه كما هو ننفي عنه استمداده من املعارف االكتسابية؟!‬

‫(‪ )1‬ص‪ 124‬وما بعدها‪ ،‬احلجج‪.‬‬


‫(‪ )2‬تبلغ قرابة ‪ 3400‬صفحة من القطع الكبري واحلروف الدقيقة‪ ،‬هذا غري ما خلفه وراءه من كتب تربو على أربعمائة‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪ ،41‬احلجج‪.‬‬
‫(‪ (4‬ص‪ 43‬التبصري‪ 169 ،‬الفرق بني الفرق‪.‬‬
‫(‪ ) 5‬نضرب أمثلة هلذه املصطلحات مبا أييت‪(:‬النقطة األوىل احلقيقة احملمدية‪ ،‬األلف‪ ،‬الباء‪ ،‬احلروف‪ ،‬الكلمات‪ ،‬الفيض‬
‫األقدس واملقدس‪ ،‬والعماء‪ ،‬األحد ية الواحدية‪ ،‬قوسا النـزول والصعود‪ ،‬اإلنية‪ ،‬املاهية الورقاء) وغريها‪ ،‬وتفسر البهائية كل هذه‬
‫املصطلحات بنفس تفسريها الصويف‪ ،‬وتقيم عليها دينها‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الدليل الثالث‪ ،‬البشارات‪ :‬يقول أبو الرذائل‪":‬من نظر يف الكتب السماوية فلن جيدها إال‬
‫أانشيد هلجت هبا ألسنة األنبياء يف حمامد رهبم األهبى"(‪ .)1‬وقد بينت من هذا شيئا من قبل‪ ،‬وقد‬
‫جتلى لنا أن الصهيونية هي اليت أمدت املريزا مبا جاء يف أسفارها عن هباء هللا ‪ -‬بعد أن لقبته به ‪-‬‬
‫ودفعته إىل أن يزعم املقصود مبا ورد يف كتبها عن هباء هللا‪ ،‬وقد فعلت هذا كل فرقة قامت تناهض‬
‫اإلسالم‪ ،‬يقول الدكتور حممد كامل حسني يف كتابه طائفة الدروز‪":‬استشهد الكرماين بنصوص من‬
‫الكتب املقدسة التوراة واإلجنيل والقرآن يف البشارة ابحلاكم" وقد جاء يف رسالة مباسم البشارات‬
‫للكرماين هذا استشهاده بفقرات من سفر أشعياء ‪ -‬وهي نفس الفقرات اليت استشهدت هبا‬
‫البهائية ‪ -‬وقد زعم الكرماين أن هذه الفقرات اليت استشهد هبا ال تدل على عيسى وإَّنا تدل على‬
‫احلاكم(‪ ،)2‬وكذلك زعمت البهائية‪ .‬والتاريخ يذكر لنا عديدا من الذين افرتوا مثل هذا‪ ،‬وقد سبق‬
‫ذكر بعضهم‪ ،‬ونذكر هنا منهم سليمان بن احلسن القرمطي‪ ،‬ومن شعره‪:‬‬
‫ألس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت أان املبع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوث يف س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورة‬ ‫ألسـ ـ ـ ـ ــت أان املـ ـ ـ ـ ــذكور يف الكمتـ ـ ـ ـ ــب كلهـ ـ ـ ـ ــا‬
‫(‪)3‬‬
‫الزمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر؟‬

‫الدليل الرابع واألخري‪ :‬هنا نرى البهائية أشبه ما تكون برجل جتثم فوق صدره صخرة صماء ال‬
‫يستطيع منها خالصا رغم جهده املبذول املوصول‪ ،‬ولكنه رغم ذلك يزعم يف حشرجة احملتضر‪ :‬أنه‬
‫قد حطم الصخرة؛ فلقد عاش البهاء أخيذ اهلوان يوطأ ابملناسم‪ ،‬ورغم هذا يقول أبو الرذائل‪":‬إن‬
‫معجزات البهاء أقرب إىل القبول من معجزات سائر األنبياء" مث ينفض حواة البهائية كل ما هلم من‬
‫جعاب‪ ،‬فال يساقط منها إال أوهام يسموهنا معجزات‪ ،‬وإال ادعاء الكذب الصراح‪ :‬أنه صدق‬
‫جليل؛ فيقول أبو الرذائل‪":‬قل من أدرك أايم ربنا األقدس األهبى جل ذكره‪ ،‬وعز امسه مدة من‬
‫الذين يوثق أبقواهلم إال وشاهد منه معجزه"(‪ )4‬وما تلك املعجزات؟ جييب عبدالبهاء عن هذا بقوله‬

‫(‪ )1‬ص‪ 149‬احلجج‪.‬‬


‫(‪ (2‬ص‪ 53‬وما بعدها طائفة الدروز‪.‬‬
‫(‪ )3‬اقتحم القرمطي مكة سنة ‪317‬هـ ‪929 -‬م وفتك ابلطائفني‪ ،‬ورمى جبثثهم يف بئر زمزم‪ ،‬واقتلع احلجر األسود‪ ،‬وظل يف‬
‫حوزته حىت اسرتده املطيع اخلليفة العباسي وقد استبد القرمطي حبكم البحرين واليمامة واألحساء‪ .‬ص‪ 173‬الفرق بني الفرق‪.‬‬
‫وهو يشري إىل اآلايت القرآنية اليت وردت يف آخر سورة الزمر‪ .‬وخترب عن إشراق األرض بنور رهبا‪ ،‬ويزعم أنه املقصود هبذه‬
‫اآلايت!‬
‫(‪ )4‬ص‪ 131‬احلجج‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫عن أبيه إنه‪":‬أنشأ النشأة األخرى‪ ،‬وأقام الطامة الكربى‪ ،‬وحشر النفوس املقدسة يف امللكوت‬
‫األعلى"(‪ )1‬فهو إذن رب اآلخرة واألوىل!‬
‫ال نيب حيتاج إىل معجزة‪ :‬غري أن عبدالبهاء قد آمن ‪ -‬رغم ما بذل من جهد هو ودعاته ‪ -‬أبن‬
‫هذه املفرتايت كلها لن تعطف عليها فكرة من لب‪ ،‬ولن يهتز هلا وتر قلب‪ ،‬فهفا يزعم أن ربوبية‬
‫(‪)2‬‬
‫أبيه تثبت ابملكاشفة والشهود ! لقد فصم كل سبب يصله بدين أو عقل‪ ،‬وطوح بعيداً بعيداً فراراً‬
‫من النور!‬
‫الطعن على أدلة الرسل‬
‫زعمت البهائية أن األدلة على ربوبية املريزا النوري أقوى من كل دليل يف الوجود على ربوبية‬
‫غريه‪ ،‬فيقول أبو الرذائل عن البهائية‪":‬لو أنكرها أحد أصحاب تلك الدايانت‪ ،‬ليستحيل عليه‬
‫إثبات حقية دينه" وكرر هذا كثريا‪ ،‬ويقول البهاء عن ربوبيته‪":‬لو ينكر هذا األمر‪ ،‬فأي أمر يف‬
‫األرض قابل لإلثبات‪ ،‬أو الئق لإلقرار؟!"(‪ )3‬يزعمون أن من ينكر البهائية فإنه ال يستطيع إثبات‬
‫أن حممدا رسول هللا‪ ،‬أو أن القرآن كتاب هللا‪ ،‬مث تطعن البهائية على أدلة ربوبية الرسل‪ ،‬وأكرر ما‬
‫قلته وهو‪ :‬أن رسل هللا مجعيا ليست هلم شية من أاثرة من وهم دليل تدل على أهنم آهلة‪ ،‬فما ادعى‬
‫مجيعا‪ :‬إهنم عباد هللا ورسله‪ ،‬ال مظاهره‪ ،‬وال جماليه‪ ،‬وال‬
‫أحدهم هذا الكفر األثيم‪ ،‬وإَّنا قالوا ً‬
‫هياكله وال أجساده!‬
‫رأيهم يف براهني الرسالة املوسوية‪:‬‬
‫يقول أبو الرذائل‪":‬إن التوراة املوجودة يف يد اليهود ليس فيها ما هو منسوب إىل موسى إال‬
‫القليل(‪ ،)4‬أما أكثرها‪ ،‬فمن أتليف يوشع بن نون‪ ،‬وعزرا الكاهن‪ ،‬وفوق هذا فالصحيح منها‬
‫حمرف"(‪.)5‬‬
‫وأبو الرذائل يناقض معبوده البهاء‪ ،‬فقد زعم هذا أن التوراة مل ميسسها حتريف‪.‬‬

‫(‪ )1‬ص‪ 138‬مكاتيب‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 81‬مكاتيب‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪ 104‬إشراقات‪.‬‬
‫(‪ )4‬طائفة القرائني من اليهود ‪ -‬وهم القلة ‪ -‬أيخذون ابلتوراة اليت دخلها التحريف طبعا‪ .‬أما الرابنيون فيأخذون عن التلمود‪.‬‬
‫(‪ 99 )5‬احلجج‪ .‬والبهاء وابنه وأبو الرذائل نفسه يستمدون من األسفار اليهودية احملرفة ما يزعمون أنه أدلة على ربوبية املريزا‪.‬‬
‫وإليك ما يقوله عن التحريف السموأل بن حيىي احلرب اليهودي الكبري الذي أسلم‪(:‬علماء اليهود وأحبارهم يعلمون أن هذه التوراة‬
‫اليت أبيديهم ال يعتقد أحد منهم أهنا املنـزلة على موسى‪ .‬وملا رأى عزرا أن القوم قد أحرق هيكلهم وتفرق مجيعهم‪ .‬ورفع كتاهبم‬
‫مجع من حمفوظاته ومن الفصول اليت حيفظها الكهنة ما لفق منه هذه التوراة اليت أبيديهم) ص‪ 33‬بذل اجملهود‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أما الدليل العقلي‪ ،‬فيزعم أبو الرذائل أن كلمة موسى مل تؤثر إال يف أمة واحدة يف مدى مخسة‬
‫عشر قران‪ ،‬مما يدل على أن القوة اإلهلية اليت كانت معه أضعف من القوة اإلهلية اليت كانت مع‬
‫البهاء! وأسائل البهائية‪ :‬وأين هي األمة البهائية؟!‬
‫أما البشارات‪ ،‬فيزعم أبو الرذائل‪ ،‬أنه ال توجد عن موسى بشارة واحدة يف كتب األداين اليت‬
‫كانت قبله مثل البوذية والربمهية والزرادشتية والصابئة وما هلذه الفرق اليت ذكرها أبو الرذائل من‬
‫كتب إال وفيها وثنية جاحدة وجموسية طاغية تعبد الشيطان‪ ،‬وما للوثنية واجملوسية أن تبشرا برسول‬
‫يدعو إىل هللا‪ .‬أما املعجزات‪ ،‬فيزعم أبو الرذائل أنه ليس هلا من مصدر يثبتها سوى مخسة األسفار‬
‫املنسوبة إىل موسى‪ ،‬أو كالم املسيح‪ ،‬أو حممد يف اعتقاد املسلمني مث حيكم بضعف هذه املصادر‪.‬‬
‫رأيهم يف براهني رسالة عيسى‪:‬‬
‫يقول أبو الرذائل عن اإلجنيل‪ :‬إنه ليس فيه من كالم هللا سوى بضع صفحات‪ ،‬وما عدا هذا‬
‫فأخبار وأحاديث دونت بعد رفع املسيح يف أزمنة خمتلفة! على حني ينكر البهاء حتريف األانجيل‪،‬‬
‫فأيهما نصدق؟! والبهائية تنتفع يف جداهلا مبثل هذا التناقض‪ ،‬وليت شعري ‪ -‬وهذا رأيهم يف‬
‫التوراة واإلجنيل ‪ -‬كيف تدعوان البهائية إىل الثقة بكتاب معبودهم "اإليقان"؟ وقد بناه على أتويل‬
‫نصوص من العهد القدمي واجلديد زاعما أهنا تثبت أن الغالم املراهق "الباب" هو رب اجلنود‬
‫املوعود!‬
‫أما معجزات عيسى فيزعم أبو الرذائل‪ :‬أنه ليس هلا مصدر سوى أربعة األانجيل اليت ال‬
‫تعتمد إال على سند ضعيف‪ ،‬وأكثر نصوصها اليت تتحدث عن املعجزات تنـزع إىل الرمزية اليت‬
‫توجب صرفها عن ظاهرها‪ .‬أما الدليل العقلي‪ ،‬فيزعم أبو الرذائل‪ :‬أن املسيحية مل تنفذ بقوة الكلمة‬
‫اإلهلية وإَّنا بقوة بطش قياصرة الرومان‪ ،‬وحبد السيف واإلحراق‪ ،‬وابغتصاب مل يسبق له مثيل‪،‬‬
‫وبتدوين مفرتايت حدث بكثري من كبار املؤرخني إىل الشك يف وجود املسيح(‪ !)1‬ولكن أاب الرذائل‬
‫ينفي يف مكان آخر من كتابه نفسه ما أثبته هنا؛ إذ ينسب إىل النصرانية أهنا نفذت وانتشر أمرها‬
‫قبل إميان قسطنطني‪ ،‬وأن إميان قياصرة الرومان وجهدهم املبذول يف سبيل نشر املسيحية مل يكن‬
‫سوى تنفيذ لإلرادة اإلهلية‪.‬‬
‫أما البشارات الواردة يف أسفار بين إسرائيل عن عيسى‪ ،‬فيقول عنها‪":‬ال شك أن أكثر تلك‬
‫البشارات ال تنطبق على ظهوره األول" مث يزعم أنه لن جيحد أحد بوجود عيسى بعد أن شهد له‬

‫(‪ (1‬من ص‪ 101‬إىل ص‪ 104‬احلجج‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الرب البهي األهبى‪ ،‬جل امسه األعلى! يعين شهادة املريزا النوري! وهل حيتاج احلق يف غلبه وقهره‬
‫إىل ابطل متهافت؟ وهل حيتاج نيب هللا عيسى إىل خنـزير زنديق كالبهاء يشهد له؟‬
‫الطعن يف براهني اإلسالم‪:‬‬
‫يستفتح أبو الرذائل احلديث عنها بكالم يتنـزى هتكما وسخرية إذ يقول‪":‬انظروا أيها األحباء يف‬
‫أمر اإلسالم‪ ،‬واألدلة اليت يريد املسلمون أن يستدلوا هبا على حقية سيدان الرسول عليه السالم" مث‬
‫يستعرض هذه الرباهني‪ ،‬ويقول‪":‬أما الكتاب السماوي‪ ،‬والوحي اإلهلي ابعتقادهم ‪ -‬يعين املسلمني‬
‫‪ -‬فهو القرآن الشريف"(‪ )1‬ملزة تنم عن جحود وحقد!‬
‫مث يبهت القرآن بضعف الشأن من انحييت كميته ونسبته‪ ،‬فيقول عنه يف أسلوب أضرم فيه احلقد‬
‫مقته للقرآن‪ :‬إنه ال يزيد عن جملد واحد كتبه حممد يف ثالث وعشرين سنة‪ ،‬وحممد كان من قريش‪،‬‬
‫وهم أعظم العرب فصاحة وبالغة! حىت عد أكثر العلماء فصاحة بيانه وبالغة كالمه معجزة‪ .‬مث‬
‫يقول أبو الرذائل‪":‬ولكننا فندان هذا الرأي يف كتب عديدة"‪ .‬لكأَّنا يوزن اهلدى ويقوم بثقل‬
‫جملداته! ويتجاهل احلقود املأفون أن كلمة حق واحدة يف جذاذة صغرية من أاثرة جزء من ورقة‪ ،‬ال‬
‫توزن هبا آالف اجمللدات من الباطل‪ ،‬وال تدنو من مساء جالهلا كل كتب البهائية! ولسنا بصدد‬
‫الدفاع عن القرآن؛ ففي كل كلمة منه حجة احلق القاهرة‪ ،‬وإَّنا بصدد بيان رأي هؤالء احلاقدين‪.‬‬
‫أما الدليل العقلي‪ ،‬فخالصته‪ :‬أن اإلسالم مل يظهر ظهورا اتما إال يف القرنني الثاين والثالث من‬
‫اهلجرة(‪ ،)2‬ولكن البهائية ظهرت يف أقل من هذا! واحلقود الكذوب يتعامى هنا عن احلقيقة الرائعة‬
‫اليت أذهلت إبعجازها الرائع كبار مؤرخي العامل‪ ،‬تلك هي سرعة انتشار اإلسالم بصورة مل يسبق هلا‬
‫مثيل يف اتريخ آية دعوة‪ ،‬وحسبنا هنا ما يقرره املستشرق "توماس أرنولد"‪":‬وبعد انقضاء مائة عام‬
‫على وفاة الرسول ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬وصل أتباعه غراب إىل أسبانيا وشرقا إىل أن عربوا هنر‬
‫السند‪ ،‬فما لبثوا أن وجدوا أنفسهم سادة على إمرباطورية أعظم من إمرباطورية روما يف أوج‬
‫قوهتا"(‪ )3‬و"أرنولد" يقرر حقيقة مشرقة‪ ،‬ستظل أشعتها ساطعة على جبني الزمن عزة خالدة‪ ،‬ولكن‬
‫احلقد يعمي‪ ،‬ويصم! وإليك ما يقوله غوستاف لوبون يف كتابه الكبري حضارة العرب‪":‬قضى أعداء‬
‫اإلسالم من املؤرخني العجب من سرعة انتشار القرآن العظيمة"‪ .‬مث أكد أن اإلسالم انتشر‬
‫ابلدعوة وحدها ال ابلسيف‪ ،‬وعزا سرعة انتشاره إىل ما يدعو إليه من توحيد خالص‪ ،‬وإىل نظامه‬

‫(‪ )1‬كل النصوص السابقة ص‪ 118 ،117 ،112 ،109 ،107 ،93 ،51‬احلجج‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 119‬احلجج‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪ 18‬الدعوة إىل اإلسالم‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اخللقي الرائع‪ ،‬وبعده عن اخلرافات‪ .‬مث قول‪":‬مل يكد القرن األول من اهلجرة ينقضي‪ ،‬حىت كانت‬
‫راية النيب ختفق من اهلند إىل احمليط األطلنطي‪ ،‬ومن القفقاس إىل اخلليج الفارسي‪ ،‬وكانت إسبانية‬
‫اليت هي إحدى املمالك النصرانية الكربى يف أوروبة خاضعة لشريعة حممد"(‪.)1‬‬
‫وأبو الرذائل نفسه يعرتف يف موضع آخر مبا أعماه احلقد عنه هنا فيقول‪":‬بلغت فتوحات أمراء‬
‫اإلسالم يف القرن األول شرقا إىل فرغانة وغراب إىل سيسليا وأسبانيا‪ ،‬ومل يعهد من أمراء اإلسالم إال‬
‫قليال منهم‪ :‬أهنم أجربوا أمة على قبول داينتهم"‪.‬‬
‫أما املعجزات‪ ،‬فيقول عنها‪ :‬إهنا هي القرآن‪ ،‬وقد استخف به امللعون من قبل‪ .‬مث إنه يطعن يف‬
‫أصح األحاديث اليت روت أنباء معجزات الرسول‪ ،‬ويبهت كثريا من خيار الصحابة‪ :‬أبهنم مرتشون‬
‫كذبة دنسوا الذمم(‪ - )2‬رمتين بدائها وانسلت ‪ -‬فالرشوة مل تتسلخ منها أيد‪ ،‬كما تسلخت أيدي‬
‫البهائية‪ ،‬والكذب الدينء مل يفجر كفجوره يف البهائية‪ .‬وأبو الرذائل هذا القزم املقيت كان إذ حبس‬
‫عبدالبهاء عنه املال‪ ،‬جيحد قلمه ولسانه‪ ،‬إىل أن يدفع عبدالبهاء الثمن مرة أخرى‪ ،‬فيهب منتفخ‬
‫األوداج؛ انعق الباطل‪ .‬وكم من مرة استغاث به عبدالبهاء؛ لينافح عن البهائية خالعا عليه ‪ -‬كدأبه‬
‫يف نفاق الزلفى ‪ -‬أضخم األلقاب‪ ،‬وأفخم النعوت‪ ،‬غري أن املاكر اخلبيث كان يعرف حقيقة‬
‫عبدالبهاء‪ ،‬وتفاهة ما يلقبه به‪ ،‬فيظل مدعيا الصمم‪ ،‬حىت يصلصل الذهب يف يده‪ ،‬وحينئذ جتره‬
‫أغالل عبدالبهاء من عنقه على الوحل(‪!)3‬‬
‫على أن هناك نوعا خاصا من األحاديث املوضوعة جند أاب الرذائل خيتصها بتمجيده‪ ،‬وهي تلك‬
‫اليت يزعم أهنا خترب عن انقضاء أجل األمة احملمدية قبل أن تقوم القيامة‪ ،‬وتلك اليت تتحدث عن‬
‫أشراط ومهية للساعة(‪ )4‬وهو خيتص هذا النوع من األحاديث ابلتصديق احلفي؛ ليقرر هبا أن أجل‬
‫األمة احملمدية قد انقضى‪ ،‬وأن األمة البهائية هي األمة اخلالدة اليت قامت بعدها؛ وليزعم أيضا أن‬
‫األحاديث اليت تتحدث عن القيامة إَّنا تدل على ظهور هللا سبحانه يف جسد البهاء‪ ،‬وأن الرسول‬
‫‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬بشر أمته بظهور هللا يف جسد البهاء‪ .‬أما البشارات‪ ،‬فيزعم أن ما ورد‬

‫(‪ )1‬ص‪ 177‬حضارة العرب لغوستاف لوبون‪ ،‬ترمجة عادل زعيرت‪.‬‬


‫(‪ )2‬انظر هذا وما قبله يف ص‪ 120 ،119‬احلجج‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬كان ذلك دين كبار البهائية‪ .‬فقد دفع البهاء رشوة كربى ألحد أتباعه حىت ال يفضح أمره‪ ،‬ولكن الرجل فضح البهاء على‬
‫املنابر‪ ،‬وبني خيانته هلل‪ ،‬فقال البهاء‪(:‬ومع ظهور كمال العناية يف حق ذلك الشخص املعلوم وإجراء العطاء له فعل ما بكت به‬
‫عني هللا‪ ..‬وسرتانه سنني‪ ،‬لعله ينتبه ويرجع‪ ،‬فلم يظهر لذلك أثر‪ ،‬وقام أخريا بتضييع أمر هللا أمام وجوه اخللق) ص‪123‬‬
‫إشراقات‪ .‬لقد أراد البهاء أن يفضح الرجل‪ ،‬ففضح نفسه‪.‬‬
‫(‪ )4‬ص‪ 121‬احلجج‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫منها يف التوراة عن الرسول صلى هللا عليه وسلم يشبه نقطا تنضب من خالل االستعارات املعقدة‬
‫كاجلالميد الصلبة‪ .‬أما ما ورد عنه يف اإلجنيل من بشارات فما هو إال مقدمات وأشراط للتبشري‬
‫بظهور "مريزا حسني علي النوري"؛ ألنه هو رب القيامة(‪ !)1‬وهو تكذيب صريح ملا نص القرآن‬
‫عليه ‪ -‬والبهائية يف نفاقها تزعم أهنا تؤمن ابلقرآن ‪ -‬يقول ربنا سبحانه‪:‬وإِ مذ قَ َ ِ‬
‫يسى ابم ُن َم مرَميَ‬ ‫ال ع َ‬ ‫َ‬
‫ول َأيمِيت ِم من بَـ مع ِدي‬
‫ي ِمن التـَّوراةِ ومب ِشرا بِرس ٍ‬
‫ني يَ َد َّ َ م َ َ َُ ً َ ُ‬
‫اَّللِ إِلَي ُكم م ِ ِ‬
‫صدقًا ل َما بَم َ‬ ‫ول َّ م م ُ َ‬ ‫يل إِِين َر ُس ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫َاي بَِين إ مسَرائ َ‬
‫ول النِ ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َّيب ماألُم َّي الَّذي َِجي ُدونَهُ‬ ‫الر ُس َ َّ‬ ‫ين يـَتَّبِعُو َن َّ‬
‫َْحَ ُد‪[ ‬الصف‪ ]6 :‬ويقول جل شأنه‪:‬الذ َ‬ ‫امسُهُ أ م‬ ‫م‬
‫وف ويـمنـهاهم ع ِن المممن َك ِر وُِحي ُّل َهلم الطَّيِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫م مكتُواب ِعمن َدهم ِيف التـَّوراةِ و مِ ِ‬
‫ات َوُحيَ ِرُم‬ ‫اإل مجن ِيل َأيم ُم ُرُه مم ِابلم َم مع ُر َ َ َ ُ م َ ُ َ ُُ َ‬ ‫مَ َ‬ ‫َ ً ُم‬
‫ت َعلَمي ِه مم‪[ ‬األعراف‪.]157 :‬‬ ‫ض ُع َعمنـ ُه مم إِ م‬
‫صَرُه مم َو ماألَ مغ َال َل الَِّيت َكانَ م‬ ‫ث َويَ َ‬‫َعلَمي ِه ُم ا مخلَبَائِ َ‬
‫عالئم ظهور هللا يف جسد البهاء‪:‬‬
‫تزعم البهائية أن من عالئم جتسد احلقيقة اإلهلية يف مظهرها األمت األكمل‪ ،‬أو ظهور هللا سبحانه‬
‫(‪)2‬‬
‫يف هيكله البشري األعظم يوم القيامة العظمى ‪ -‬أن يغشى الكفر العامل قبل ظهور صبح اهلداية‬
‫ومعىن هذا أن العامل كله كان غريقا يف الكفر قبل ظهور البهاء؛ ألنه يزعم أنه هو رب القيامة‬
‫الكربى‪ .‬والواقع امللموس يكذب البهائية يف زعمها الذي تستهدف من ورائه احلكم على املسلمني‬
‫ابلكفر‪ ،‬وعلى القرآن ابنقضاء أجله‪ .‬مث إن البهائية حتكم هبذا على معبودها ابلكفر‪ ،‬وعلى‬
‫اإليقان أبنه كتاب كفر وكافر؛ ألنه مؤلف قبل القيامة الكربى‪ ،‬وحتكم على "الباب واألحسائي‬
‫أيضا!‪..‬‬ ‫والرشيت وقرة العني"‪ ،‬وحروف "حي" ابلكفر ً‬
‫مث إان نسأل البهائية‪ :‬أين الروح واملالئكة الذين قاموا صفا صفا‪ ،‬وأين إشراق األرض بنور رهبا‪،‬‬
‫واألرض يف واقعها تتلمس حتت ركام ظلماهتا شعاعة من النور؟!‬
‫ويف يوم القيامة يقف اخللق مجيعا مؤمنهم‪ ،‬وكافرهم بني يدي هللا خاشعني ال يتكلمون إال من‬
‫إذن له الرْحن‪ ،‬وقال صو ًااب‪ ،‬فأين الذين فعلوا ذلك بني يدي البهاء‪ ،‬وهو الذي كان يضرب‬
‫ويصفع على قفاه الغليظ‪ ،‬ويساق سوق البليد من البغال‪ ،‬ويسام اخلسف واهلوان؟‬
‫وهللا يقول عن األمر يوم القيامة‪َ :‬و ماأل مَم ُر يـَ موَمئِ ٍذ ََِّّللِ‪[ ‬االنفطار‪ ]19 :‬وقد عاش البهاء مأمورا‬
‫أيمتر أبمر غريه!‬

‫(‪ )1‬ص‪ 123‬احلجج‪.‬‬


‫(‪ (2‬ص‪ 22‬إيقان‪ ،‬وهو ينقل عن سفر أشعياء فقد جاء فيه يف خطاب إىل صهيون‪(:‬ها هي الظلمة تغطي األرض أما عليك‪،‬‬
‫فيشرق الرب) واملريزا النوري يزعم أنه الرب الذي أشرق على صهيون‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وتقول البهائية عن دالئل يوم القيامة‪":‬وتـ َّمحى كافة البليات‪ ،‬وتنقشع سحب العقائد اخلرافية‪،‬‬
‫ويزول اختالف األداين‪ ،‬وتتحد األمم على عبادة الرْحن‪ ،‬ومتحق وتـ َّمحى عبادة الشيطان‪ ،‬ويبيد‬
‫الرب بقدرته آاثر الظلم واجلور‪ ،‬وينشر مآثر العدل واإلنصاف‪ ،‬فيقضي بني األمم‪ ،‬ويتصف‬
‫للشعوب"‪.‬‬
‫وواقع العامل حيدثنا أن مساءه ملبدة ابلبالء واألرزاء‪ ،‬وواقعه حيدثنا أن سحب العقائد اخلرافية ما‬
‫أطبق ركامها إال بعد ظهور البهاء؛ فاالنقالب الشيوعي حدث يف عهد زعامة ابنه عبدالبهاء‪،‬‬
‫والشيوعية إحلاد حقود جيحد ابهلل‪ .‬والوجودية يف عهرها املاجن‪ ،‬وحمادهتا هلل‪ ،‬وكفرها به‪ ،‬مل ينتشر‬
‫وابؤها إال بعد ظهور البهاء‪ ،‬وغريمها‪ ،‬وغريمها!‬
‫وما زالت احلرب مسعورة النار ضد اإلسالم من الصليبية والصهيونية وما زالت األمم املفتونة‬
‫بقواها املادية ضالعة مع الشيطان تعبده بسفك الدماء‪ ،‬وعدواهنا على كل املقدسات‪ ،‬وإزهاقها‬
‫لكل حرية وفضيلة وحياة!‬
‫مث يقولون‪":‬وتنقضي أايم احلروب‪ ،‬فال ترفع أمة على أمة سيفا"(‪ )1‬والواقع حيدثنا بدموعه‬
‫وجراحه ومآسيه‪ :‬أنه قد اضطرمت عقب ظهور البهاء حرابن عامليتان‪ ،‬أهلكتا احلرث والنسل‪،‬‬
‫ودكتا معامل احلضارة اإلنسانية‪ .‬هذا إىل ما نشب من حروب طاحنات أخرى يف عهد البهاء نفسه‬
‫تصوب‪ ،‬ومل حيدث هذا؟ والقنابل الذرية والصواريخ‬ ‫وعهد ابنه‪ ،‬ومل تعد السيوف ترفع‪ ،‬وال احلراب َّ‬
‫اجلهنمية هتوي على الكون رعادة فوارة موارة تصهر احلديد وتذيب اجلبال‪ .‬وتفين ألوف األلوف؟!‬
‫وهل زال اختالف األداين‪ ،‬واحتدت األمم على عبادة الرْحن؟‬
‫شيوعية جتتاح أقدس القيم‪ ،‬وجتحد بوجود هللا‪ ،‬واستعمار ضاري املخالب‪ ،‬يعرق عظام‬
‫الشعوب‪ ،‬وصهيونية ابغية تكيد لكل خري وحق‪ ،‬ووجودية تسرف يف جمانتها الطاغية‪ ،‬وأثرهتا‬
‫الباغية‪ ،‬وأوبئة خلقية مدمرة‪ ،‬وصواريخ تقتحم الفضاء ابملنااي الصواعق‪ ،‬هذا هو شأن العامل بعد‬
‫ظهور البهاء‪ ،‬وانتشار كفره‪ ،‬وما مسعنا ببهائي واحد استنكر البغي اجلائر على الشرق‪ ،‬ولكن الذي‬
‫مسعناه هو‪ :‬أن البهائية هللت ابسم البهاء يوم أن دنست الصهيونية أرض فلسطني العربية‪ ،‬وساعة‬
‫أن اعرتف ترومان مسعور اللهفة إبسرائيل؛ إذ عد البهائيون هذا االعرتاف من أدلة ربوبية البهاء‪،‬‬
‫وأنه مسيح الصهيونية املوعود‪.‬‬
‫وحي البهاء وصاحب وحيه‪:‬‬

‫(‪ )1‬ص‪ 5 ،4‬احلجج‪ ،‬وهو يشري إىل ما ورد يف سفر أشعيا‪(:‬من صهيون خترج الشريعة من أورشليم كلمة الرب فيقضى بني‬
‫األمم‪ ،‬فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل‪ .‬ال ترفع أمة سي ًفا)‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يصور البهاء انبجاس الوحي يف نفسه بقوله‪":‬مر الشذى الروحاين من الصبح الصمداين‪ ،‬وهب‬
‫نسيم الصباح من مدينة سبأ البقاء‪ ،‬ومبروره بشر النفس ببشارة جديدة وأتى هبدااي مثينة إلعداد هلا‬
‫من قبل احملبوب‪ ،‬يكشف رمز املعاين من غري لفظ‪ ،‬وينطق أبسرار التبيان من دون لسان‪ ،‬ولقد‬
‫تدفقت حياض عنايته يف هذه الساعة على شأن يغتبط له روح القدس غاية الغبطة"(‪ .)1‬ما مدينة‬
‫سبأ البقاء؟ وما الصبح الصمداين؟ مث ملاذا يغتبط روح القدس؟ يريد البهاء أن تشري إىل أن روح‬
‫القدس مل تسعد بتدفق فيوق وحيها كما سعدت‪ ،‬وهى يف جسد البهاء!‬
‫أال تشعر أن الرجل أشبه ما يكون "مبجذوب" تعرتيه غواش ختتل بقية الرمق من رشده؟!‬
‫ويصف البهاء صاحب وحيه أبن قده لطيف‪ ،‬وقامته منرية‪ ،‬أما وحيه‪ ،‬فيلقن بالبل أغصان اهلجر‬
‫والفراق النوح واألنني‪ ،‬ويعلمهم قواعد العشق وسحر الدالل! رجل خيدعنا بلحيته عن األنثى‬
‫املولعة املهجورة اخلدر اهلائمة يف أعماقه!‬
‫نسخ البهائية لإلسالم‪:‬‬
‫قال البهاء قبل أن يزعم أنه الرب‪":‬طويت مساوات األداين‪ ،‬وارتفعت مساء البيان" والبيان هو‬
‫كتاب الباب‪ .‬وعبدالبهاء يكذب أابه‪ ،‬فيزعم أن الباب مل أيت بشرع جديد! وحينما زعم البهاء‬
‫أنه الرب زعم أن شريعته اليت سرقها من الباب انسخة لكل شريعة‪ ،‬فيقول عن نفسه‪":‬وأنـزل لكم‬
‫ما تبقى به أذكاركم‪ ،‬وأمساؤكم يف كتاب ال أيخذه احملو‪ ،‬وال تبدله شبهات املغرضني ضعوا ما عند‬
‫القوم‪ ،‬وخذوا ما أمرمت به من لدن آمر قدمي"؛ ألن هللا سبحانه ‪ -‬كما تفرتي البهائية ‪ -‬قد قدر‬
‫حمو كل دين‪ ،‬وإبطال كل ملة عند ظهوره ‪ -‬جل شأنه ‪ -‬يف صورة البهاء(‪ .)2‬ويقول البهاء‪":‬اي مأل‬
‫األرض اتركوا ما عندكم‪ ،‬وخذوا ما أمرمت به من لدن قوي أمني" ويقول هبائي كبري عن البهاء‪":‬إنه‬
‫معلم مجيع العامل املوصل إىل نعمة عجيبة تفوق مجيع ما تقدم من الفيوضات‪ ،‬وأن مجيع األوضاع‬
‫الدينية راجعة إليه" ويقول" "يف تعاليم موسى نرى أكمام الزهرة‪ .‬ويف تعاليم حممد واملسيح نرى‬
‫الزهرة متفتحة‪ ،‬ويف تعاليم هباء هللا نرى الثمرة من الزهرة‪ ،‬والبد من سقوط األكمام حىت تتفتح‬
‫الزهرة‪ ،‬وال بد وأن تسقط أوراق الزهرة؛ لتنمو وتنضج الثمرة"(‪ )3‬يعين أنه جيب ترك اإلسالم؛ ألنه‬
‫أوراق الزهرة‪ ،‬أما البهائية فهي الثمرة!‬

‫(‪ (1‬ص‪ 34 ،41‬اإليقان‪ 27 ،‬هباء هللا‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 34‬إيقان‪ ،‬ص‪ 80‬احلجج‪ ،‬ويقول الدكتور حممد كامل حسني يف كتابه (طائفة الدرزية) ص‪(:120‬أول ما بدأه‬
‫الدعاة بعد إعالن توحيد احلاكم هو نقض الشريعة القائمة املنتشرة‪ ..‬وجتد يف رسالة النقض اخلفي رأيهم يف نقض الشريعة‬
‫اإلسالمية) واهلدفان متطابقان‪.‬‬
‫(‪ )3‬انظر هباء هللا ص‪.129 ،249 ،124 ،127‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أما عالقته ابلبابية‪ ،‬فقد قرر البهاء أهنا منسوخة أيضا‪ ،‬وينسب إىل الباب أنه قال عنه‪":‬ال‬
‫يعادل بكلمة منك ما نـزل يف البيان‪ .‬إنك أنت املقتدر على ما تشاء"(‪ )1‬وهكذا ابتلى عبد‬
‫الطاغوت بنسخ دينهم مرتني يف أقل من ربع قرن‪ .‬والثابت أن الباب هو معلم البهاء وربه يف‬
‫اخلرافة! وأن البهاء ما ألف اإليقان إال ليثبت أن الباب هو رب القيامة الكربى‪.‬‬
‫شرعة الذل والنفاق واألحقاد‪:‬‬
‫من آايت الدين احلق أنه يقوم أمته خبصائص ذاتية‪ ،‬جتعل منها وحدة قوية‪ ،‬جلية املعامل‪ ،‬مشرقة‬
‫السمات‪ ،‬مستقلة استقالال اتما‪ ،‬فال تنماع ذاتيتها يف غريها من األمم‪ ،‬وال تشتبه مقوماهتا‬
‫أبخرى‪ ،‬والعهد األول األعظم الذي يرتبط به كل فرد يف هذه األمة هو عهده مع هللا وحده‪ .‬إنه‬
‫كمسلم يفين حياته يف سبيل صيانة عهده مع هللا‪ ،‬واحملافظة عليه‪ .‬أما العهود األخرى اليت يرتبط‬
‫هبا مع األفراد واجلماعات‪ ،‬فإهنا تكون اتبعة لعهده مع هللا ال تناقضه‪ ،‬وال تقتحم بريبة ما قدسية‬
‫اإلميان به‪ .‬فإن رأى يف عهد منها ما ينال من جالل عهده مع هللا‪ ،‬امتنع عليه‪ ،‬وأاثر احلرب‬
‫ضده‪ ،‬وضد الذين حياولون إرغامه‪ ،‬أو إرغام أخ له على أن يلتزم ابلوفاء له! فاملسلم ‪ -‬إذن ‪ -‬يف‬
‫عقيدته‪ ،‬ويف خلقه‪ ،‬ويف سلوكه الفردي واجلماعي‪ ،‬فيما يريده‪ ،‬أو يفكر فيه‪ ،‬فيما يرضى به‪ ،‬أو‬
‫يغضب له أو منه‪ ،‬يف ظاهره ويف ابطنه‪ ،‬إنه يف كل ذلك مرتبط كل االرتباط بعهده مع هللا وحده‪،‬‬
‫ال حييد عنه‪ ،‬وال حياول التنكر له؛ ألن حريته وعزته وقوته وسعادته وحياته يف أن يظل موصول‬
‫األسباب ابهلل‪ .‬أما أن حييا إنسان هبواه مع الرْحن‪ ،‬وبسلوكه مع الشيطان‪ .‬وإما أن يقدم للدين‬
‫عمال يناهض دينه‪ ،‬ويعاديه‪ .‬أما أن يعيش بباطنه ‪ -‬كما خييل‬ ‫عاطفة مقهورة مكبوتة‪ ،‬ولغري الدين ً‬
‫إليه ‪ -‬مع هللا‪ ،‬وهو بظاهره مع غري هللا‪ ،‬فهذه إَّنا تكون حياة إنسان مقطع األوصال واألرحام‪،‬‬
‫منفصل متام االنفصال عن دينه‪ ،‬ورب دينه حياة إنسان يعيش بذاتني متناقضتني متنابذتني جتاذب‬
‫إحدامها األخرى أسباب املنافرة واملشاحنة والبغضاء‪ ،‬وهو بينهما موزع يتجرع اهلزائم النكر‪ ،‬إىل أن‬
‫خير حطاما ال تنافحه حياة‪ ،‬وال أاثرة من حياة من طول وقسوة ذلك النـزاع احملتدم بني إرادة‬
‫مقهورة حيبسها اخلوف من أن تدفع إىل قول يعرب عنها‪ ،‬وعمل ينم عليها‪ .‬وبني إرادة أخرى ال‬
‫تنتسب إىل إرادته حتتم عليه أن يقول وأن يعمل ما ال حيب‪ ،‬وما ال يرضى‪ ،‬وما ال يوافق دينه‪ .‬إن‬
‫الدين احلق يوحد بني ابطن اإلنسان وظاهره‪ ،‬بني بواعثه وغاايته‪ ،‬بني إرادته وسلوكه‪ ،‬بني نيته‬
‫وعمله‪ ،‬بني عقيدته وعبادته وخلقه‪ ،‬أي جيعل من اإلنسان وحدة اتمة تعرب بظاهرها عن ابطنها‪،‬‬
‫ومبا تقوم به عن قوهتا امللهمة الفادية لكل حق جليل‪ ،‬الباذلة لكل خري نبيل‪ ،‬فال يقبل منا الدين‬

‫(‪ )1‬ص‪ 105‬إشراقات‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫إرادة خرية‪ ،‬وعمال نـزاعا إىل خدمة الشر‪ ،‬أو عمال يلمع ظاهره بنضرة اخلري‪ ،‬ووراءه نية يعوي فيها‬
‫الشر؛ هلذا جتد اإلسالم حيرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن‪.‬‬
‫أما البهائية فإهنا تفرض على أتباعها أن يعيشوا بذاتني متنافرتني متباغضتني‪ ،‬توجب عليهم أن‬
‫يعيشوا ابلعاطفة مع الدين‪ ،‬وابلعمل يف سبيل نصر من حياربون هذا الدين‪ ،‬وتدعوهم إىل أن‬
‫يعيشوا بظاهر يتمرد على الباطن‪ ،‬وبباطن يلعن الظاهر‪ .‬إىل أن يعيشوا وطابعهم العام الذايت‪ .‬كما‬
‫يقال‪":‬ازدواج الشخصية" يقول أبو الرذائل عن معبوده البهاء‪ :‬إنه أمر البهائيني ابلرضوخ لقوانني‬
‫الدول‪ ،‬وحرضهم على طاعة امللوك واألمراء(‪ :)1‬ويقول البهاء‪":‬إن هذا احلزب إذا أقام يف بالد أي‬
‫دولة جيب عليه أن يسلك مع تلك الدولة ابألمانة والصدق والصفاء‪ .‬هذا ما نـزل من لدن آمر‬
‫قدمي"(‪ )2‬ومن القوانني ما يصدر عن مادية اإلحلاد ويفرضه‪ ،‬ومنها ما يوجب التفرقة بني املرء وأخيه‬
‫اإلنسان؛ ألن هللا وهب ألحدمها اجللد األبيض ووهب لآلخر األمسر‪ .‬والقانون مسخر للزمان‬
‫واملكان وهوى اإلنسان‪.‬‬
‫ومن احلكام طغاة بغاة يسحقون اآلدمية ابجلور‪ ،‬وينتهبون األعراض بسطوة الشهوة‪ ،‬فكيف حييا‬
‫اإلنسان بنصفني‪ ،‬أحدمها للرْحن‪ ،‬واآلخر للشيطان؟!‬
‫إن البهائية هبذا النفاق اجلبان الذليل تفرض على أتباعها أن يكونوا شيعا تلعن الشيعة منهم‬
‫األخرى‪ ،‬وأتمتر لتقضي عليها؛ فالبهائي الروسي يدين ابلشيوعية‪ ،‬ويفتك مبن حياول العدوان‬
‫عليها؛ فمعبوده يفرض عليه طاعة القانون وطاعة احلاكم‪ ،‬وهكذا القانون يف روسيا‪ ،‬وهكذا‬
‫احلاكم‪ .‬والبهائي األمريكي ميكن للصهيونية‪ ،‬ويكدح يف سبل تدمري الشيوعية وماديتها وأحقادها‪،‬‬
‫ويسوم امللونني اضطهادا سد مسعه عن الرْحة؛ فهكذا القانون يف أمريكا‪ ،‬وهكذا احلاكم! والبهائي‬
‫اإلجنليزي يعمل يف سبيل أن يعب من دماء اليتامى‪ ،‬وأن يستعبد شعوب األرض‪ ،‬وأن ينحسر ظل‬
‫أمريكا وروسية عن األرض!‬
‫فهكذا القانون يف إجنلرتا‪ ،‬وهكذا احلاكم! والبهائي الفرنسي جيد لذة يف الطغيان ويف سفك دماء‬
‫األبرار‪ ،‬ويف التنكيل بكل حر جثمت فرنسا على صدره ابستعمارها‪.‬‬
‫والبهائي يف إسرائيل ‪ -‬وهي مقر معبودهم ‪ -‬يفسد يف األرض‪ ،‬ويتاجر يف العرض‪ ،‬ويقطع‬
‫الثدي يف فم الرضيع‪ ،‬ويكيد للحق وللخري‪ ،‬ويفجر بغيه على أصحاب األرض الطيبة‪ ،‬ويسعى يف‬
‫سبيل أن يصبح النيل والفرات واملدينة املنورة مغدى ومراحا لذائب الصهيونية‪.‬‬

‫(‪ )1‬ص‪ 12‬احلجج‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 11‬إشراقات‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فكهذا القانون‪ ،‬وهكذا احلاكم يف إسرائيل‪ ،‬وقل كذلك‪ :‬وهذا هو الدين! فالبهائي يتجاوب‬
‫دينا وقانوان وحكما مع الصهيونية؛ ألنه عبد من عبيدها‪ ،‬وكان معبوده "مريزا حسني علي" خيانة‬
‫الصهيونية ولؤمها وكيدها‪ ،‬وكذلك كل هبائي يف الشرق!‬
‫فهل مبثل ذلك الدين املزعوم تقام أمة‪ ،‬أو ينهض خلق‪ ،‬أو حييا ضمري؟‬
‫وهل ميكن أن تتحقق به الوحدة بني امللل املتباعدة واألمم املتباينة ومعبود البهائية ميكن لبغي‬
‫القانون‪ ،‬ال لعدالة الدين؟ وجيعل للحاكم ‪ -‬أاي كان خلقه ودينه ‪ -‬األمر املطاع من دون هللا؟‬
‫فماذا بقى الدين‪ ،‬وقد عزل عن شئون اإلنسان واحلياة؟‬
‫يدارأ هبا البهائيون‪ ،‬وزلفى إىل الباطشني حبقوق الشعوب‬ ‫لقد وضع البهاء هذه املبادئ تقية َّ‬
‫ظلما إىل املسيح‪":‬أعطوا ما لقيصر لقيصر‪،‬‬ ‫وتقليدا للصليبية يف قوهلا املنسوب ً‬
‫ً‬ ‫وكرامة اإلنسانية‪،‬‬
‫وما هلل هلل"(‪ )1‬وضعه؛ ليجعل منه قناعا ختادع به البهائية؛ فَـ َه ُّم البهائية من وراء هذا النفاق كما‬
‫يتهامس أرابهبا يف جحورهم هو أن تصعد هبذا النفاق إىل القمة على أشالء غري البهائيني‬
‫ومجامجهم!!‬
‫أما أحقاد البهائية؛ فيبدو عرامها يف سباهبا الفاحش وهجوما املقذع لإلسالم وللمسلمني‪ ،‬وقد‬
‫تزعم البهائية أهنا تنهي عن السب واللعن والفخار والشموخ واجلدال(‪ ،)2‬وقد تفاخر بقول‬
‫البهاء‪":‬جيب على أهل الصفاء والوفاء أن يعاشروا مجيع أهل العامل ابلروح والرحيان"‪.‬‬
‫غري أن البهائية رغم هذا ال تستطيع أن تنكر أن كبار معبوديها "البهاء" و"عبدالبهاء"‬
‫و"اجلرفادقاين" كانوا أفحش الناس يف السب واللعن وسالطة اللسان وأألمهم يف أتريث األحقاد‬
‫واألضغان‪ ،‬وافرتاء البهتان على الناس! يصف البهاء من عارضوه من البابيني ‪ -‬وهم أمس الناس به‬
‫رْحا ‪ -‬أبهنم امللحدون الذين بدلوا نعمة هللا كفرا‪ ،‬ومائدة السماء نفاقا‪ ،‬وأبهنم قادوا أولياءهم إىل‬
‫بئس القرار‪ ،‬وأبهنم خامدون وأموات غري أحياء‪ .‬فإذا كان هذا هو ظنه إبخوانه‪ ،‬فما ابلك بظنه‬
‫ابملسلمني؟ إنه يبهتهم ابإلعراض عن هللا والكفر به سبحانه‪ ،‬وال لشيء إال ألهنم آمنوا ابهلل ‪ -‬ال‬
‫بعجل السامري ‪ -‬راب ومبحمد خامتا للمرسلني‪ ،‬وكفروا بفرية البهاء أنه رب األانم‪ ،‬ويبهتهم كلما‬

‫(‪ )1‬يعلق الدكتور نظمي لوقا املسيحي على هذه الفقرة بقوله‪(:‬قسمت األمر بني ما هو هلل وما هو لقيصر‪ ،‬فجعلت من قيصر‬
‫الدنيا ندا هلل يف عامل الغيب والسريرة‪ ..‬وهلذه تصدى القرآن فمحا تلك القسمة حموا‪ ،‬ووحد مملكة احلق سفال وعلوا؛ فجاء يف‬
‫السماو ِ‬
‫ات َو ْاأل َْر ِ‬ ‫مج ًيعا الَّ ِذي لَهُ ُمل ُ‬ ‫ول َِّ‬
‫اَّلل إِل َْي ُكم َِ‬ ‫َّاس إِِين َر ُس ُ‬
‫ض‪( ‬اآلية‪ .)158 :‬فمن‬ ‫ْك َّ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫سورة األعراف‪:‬قُ ْل ََي أَيـ َها الن ُ‬
‫يكون هنا قيصر؟ بل‪ :‬أين هو؟ ال قيصر بعد اليوم‪ ،‬بل األمر هلل مجيعا‪ .‬وهلل املشرق واملغرب‪ .‬وهللا أكرب‪ ،‬وال قيصر بعد اليوم)‬
‫ص‪ 127‬وما بعدها (حممد الرسالة والرسول) ط ‪.2‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 43‬احلجج‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫جاء ذكرهم يف كتابه أبهنم مهج رعاع ‪ -‬وقد تكرر اهتامه هلم هبذا عدة مرات ومرات ‪ -‬وأبهنم مل‬
‫يفهموا كلمة واحدة من القرآن‪ ،‬وأبهنم ضلوا‪ ،‬وأضلوا الناس‪ ،‬وأبهنم يعبدون األوهام‪ ،‬ويتخذون من‬
‫الظنون أراباب‪ .‬ويبده أحد جمادليه بقوله‪":‬اي أيها اجلاهل الغري مطلع"‪ .‬بل حيكم صراحة على اخللق‬
‫مجيعا ابلشرك ما عدا البهائيني إذ يقول‪":‬إن الذي ما شرب من رحيقنا املختوم الذي فككنا ختمه‬
‫ابمسنا احلي القيوم‪ ،‬إنه ما فاز أبنوار التوحيد‪ ،‬وما عرف املقصود من كتب هللا‪ ،‬وكان من‬
‫املشركني"(‪ )1‬ويرتاءى عبدالبهاء ابلدعاء إلخوته‪ ،‬فيقول‪":‬رب ال تؤاخذهم بنفاقهم؛ ألهنم جهالء‬
‫بلهاء وسفهاء‪ .‬ال يفرقون بني اخلري والشر يتبعون شهوات أنفسهم‪ ،‬ويقتدون أبنقصهم وأجهلهم"‬
‫ويقول‪":‬سباع ضارية؛ يقتلون الرجال‪ ،‬ويفتكون ابألطفال‪ ،‬ويهتكون حرمة رابت احلجال‪ ،‬وحيرقون‬
‫األجسام‪ ،‬وخيرجون األموات من األجداث‪ .‬رب فرق مجعهم وشتت مشلهم" حىت وهو يزعم أنه‬
‫بني يدي هللا ال ينسى سفاهة حقده‪.‬‬
‫أما أبو الرذائل فيسب علماء املسلمني بقوله‪":‬ما أصربهم على انر العار‪ ،‬وما أصلب أعناقهم‬
‫على حتمل ثقل الشنار" "متادوا يف غيهم‪ ،‬وأصروا على ابطلهم‪ ،‬واتهوا يف ضالهلم‪ ،‬ومردوا يف‬
‫جهالتهم‪ ،‬وعموا يف سكرهتم‪ ،‬واهنمكوا يف غوايتهم"(‪.)2‬‬
‫هذا هو دين البهائية يف غلظ أحقاده املوروثة عن أراببه‪ ،‬فهل نظن أن البهاء كان صادقا يف‬
‫قوله‪":‬عاشروا ابلروح والرحيان"؟! إين ألبصر وراء قوله سفاكا خاتال يقبل أيتام فرائسه‪ ،‬وعلى شفتيه‬
‫الباغيتني دماء آابئهم‪ ،‬وعلى انبيه أفالذ من أكباد أمهاهتم!‬
‫الطبع يغلب التطبع‪ :‬وأيىب هللا سبحانه إال أن تقهر قدرته ذلك الدعي فيخط بيده ما يدمغه‬
‫أبنه أفاك‪ .‬وهكذا جيعل هللا من فطرته اليت فطر الناس عليها معجزة تدل على أنه القهار املهيمن‪.‬‬
‫يقول البهاء‪ ،‬وهو يكتب كتابه اإليقان‪":‬إنه كان كلما أراد االختصار يفلت زمام القلم من يده"‪،‬‬
‫وإذا كان الرب ال يستطيع أن يهيمن على قلمه‪ ،‬فكيف يهيمن على اخللق‪ ،‬وهللا جل شأنه يقول‪:‬‬
‫ني الم َم مرِء َوقَـ ملبِ ِه‪[ ‬األنفال‪ .]24 :‬هذه هي الربوبية‪ ،‬وهذا هو سلطاهنا‬
‫ول بَم َ‬
‫اَّللَ َحيُ ُ‬
‫َن َّ‬‫‪َ ‬و ماعلَ ُموا أ َّ‬
‫األعظم‪ ،‬وينسب البهاء إىل نفسه أن عينه وقعت صدفة على أمر أنكره يف كتاب كان قد قرأه‬
‫مرتني من قبل‪ ،‬ومل تقع عيناه فيهما على ذلك املنكر وأنه بعد االطالع واملعرفة سيجيب من سألوه‬
‫عما ورد يف بعض الكتب‪ .‬والعليم اخلبري ال يعلم األشياء صدفة‪ ،‬فهو هبا العليم اخلبري قبل أن‬

‫(‪ )1‬انظر كل هذه النصوص السابقة يف ص‪ 121 ،159 ،7 ،5 ،4 ،104 ،3 ،151‬إشراقات ويف ص‪،128 ،119‬‬
‫‪ 172‬إيقان‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 178‬مكاتيب‪ 254 ،‬هباء هللا‪ 246 ،‬مكاتيب‪ 124 ،‬احلجج‪ 147 ،‬الدرر البهية‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫تكون!! فبماذا حتكم على من يزعم أنه رب امللكوت؟ مث هو يقرأ كتااب فال يرى ما ينكره فيه إال‬
‫صدفة وبعد قراءته مرتني! لقد أعمى احلقد البهاء‪ ،‬ودمر رشده حبه لتحقري شأن الكتاب‬
‫وصاحبه؛ فنسى أنه افرتى أنه صاحب الوحي األعظم‪ ،‬فكان أن حكم على نفسه أبنه بشرى‬
‫ِ‬
‫ذاهل غافل! وهللا يصف إحاطة علمه سبحانه ابلكليات واجلزئيات يف قوله جل شأنه‪َ :‬وعمن َدهُ‬
‫ط ِم من َوَرقٍَة إَِّال يَـ معلَ ُم َها َوَال َحبَّ ٍة ِيف‬ ‫َم َفاتِح المغَمي ِ‬
‫ب َال يَـ معلَ ُم َها إَِّال ُه َو َويَـ معلَ ُم َما ِيف المَِرب َوالمبَ مح ِر َوَما تَ مس ُق ُ‬ ‫ُ‬
‫اب ُمبِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫س إَِّال ِيف كتَ ٍ‬ ‫ب َوَال َايبِ ٍ‬ ‫ض وَال رطم ٍ‬ ‫ِ‬
‫ني‪[ ‬األنعام‪.]59 :‬‬ ‫ظُلُ َمات ماأل مَر ِ َ َ‬
‫ويقول البهاء‪":‬جرت العربات من عيوين كالعيون‪ ،‬وسالت حبور الدم من قليب" وال ريب يف أنك‬
‫ستذكر بكالمه هذا أولئك الغلمة الذين ينقلون من كتب رسائل الغرام رسائلهم إىل املعشوقة‬
‫اهلاجرة‪.‬‬
‫مث ينسب إىل نفسه أن لسانه وقلمه قد حتريا فيما يقوالن عن أمر من األمور! واحلرية مسة البشرية‬
‫إذا غم عليها أمر‪ .‬فهل جيوز المرئ أن يصدق البهاء يف قوله‪":‬يعرف من صرير قلمي األعلى ما‬
‫أراده رب اآلخرة واألوىل‪ ،‬وإن لطيور ممالك ملكويت وْحامات رايض حكميت تغردات ونغمات ما‬
‫اطلع عليها إال هللا مالك امللك واجلربوت"(‪.)1‬‬
‫* * *‬

‫(‪ )1‬اقرأ النصوص السابقة ص‪ .173 ،84 ،128 ،49‬اإليقان‪ ،‬ص‪ 6 ،5‬إشراقات‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫دين البهائية‬

‫البهائية كفر جبان‪ ،‬ويف حلظات قوة األمة تنكر البهائية أهنا تدعو إىل دين جديد‪ ،‬ولقد ذكرت‬
‫لك بعض النصوص اليت تؤكد إميان البهائية أبهنا دين جديد‪ ،‬وأبهنا انسخة لإلسالم وللعمل‬
‫ابلقرآن‪ .‬ولكين أذكرك بنص آخر غري ما سبق‪ .‬يقول هبائي كبري‪":‬إن الدين البهائي ال يضارعه‬
‫غريه من جهة صحة كتبه املقدسة وكثرهتا"‪ :‬ويقول املريزا يف األقدس‪":‬حضرت لدى العرش عرائض‬
‫شىت من الذين آمنوا‪ ،‬وسألوا فيها هللا ‪ -‬يعين نفسه ‪ -‬لذا نـزلنا اللوح بطراز األمر" يعين ابلشريعة!‬
‫رأيهم يف التوحيد‪:‬‬
‫قال املريزا يف األقدس‪":‬أول ما كتب هللا على العباد عرفان مشرق وحيه‪ ،‬ومطلع أمره" فالتوحيد‬
‫‪ -‬إذن ‪ -‬هو معرفة األجساد البشرية اليت حلت‪ ،‬أو جتلت فيها احلقيقة اإلهلية‪ .‬وكل ما يقال عن‬
‫حقيقة التوحيد‪ ،‬وعن هللا جيب أن يقال عن اجلسد البشري الذي حلت فيه روح هللا‪ ،‬فيقال عنه ‪-‬‬
‫ال عن هللا ‪ :-‬إنه اخلالق البارئ املصور الرْحن(‪.)1‬‬
‫جهل ونثين‪ :‬حيكم أبو الرذائل على زمر من الناس ابلشرك والوثنية؛ ألهنم يعتقدون يف معبوداهتم‬
‫أهنا مظاهر للحقيقة اإلهلية املقدسة‪ ،‬ومطالع هلا‪ ،‬ووسائط االستفاضة من فيوضها‪ ،‬وروابط العبادة‬
‫للهوية(‪ ،)2‬والبهائية نفسها ملطخة هبذه الوثنية اجلاحدة اليت تكفر بوجود هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬فهي‬
‫تقول عن معبوداهتا هذا القول نفسه‪ ،‬وما مث من فرق بني وثنية البهائية‪ ،‬وبني وثنية عبدة العجل‬
‫إال يف شيء واحد‪ ،‬هو أن بين إسرائيل عبدوا عجال له خوار‪ ،‬أما البهائية فتعبد عجال كان ينطق‬
‫ويفسق‪ ،‬فاحلكم ابلوثنية والشرك يصدق على كل من يصرف أي نوع من أنواع العبادة إىل غري‬
‫هللا‪ ،‬أو ينسب إىل غري هللا ما هو هلل وحده‪ ،‬سواء يف ذلك عبد الشيطان‪ ،‬وعبد اإلنسان‪ .‬ولكن‬
‫البهائية يفسرون الوثنية تفسريا يشهد هلم ابلغباوة؛ إذ يزعمون أن من يصرف العبادة إىل عجل أو‬
‫كوكب فهو مشرك‪ ،‬أما من يصرفها إىل ويل أو رسول أو عجل البهائية فموحد!‬
‫َّل بد من وسائط يف الدين‪:‬‬
‫وكما عبدت الصهيونية والصليبية أحبارها ورهباهنا عبدت البهائية شيوخ دينها وقد مستهم‪ْ":‬حلة‬
‫أسرار األحدية"‪:‬أي الذين حلت فيهم إشراقات روح هللا‪ ،‬وقد حرمت البهائية على غريهم التكلم‬
‫يف أمور الدين؛ ألهنم وحدهم الذين يعرفون تغنيات ورقاء اهلوية‪ ،‬وورقاء اهلوية ‪ -‬يف زعمهم ‪ -‬هي‬

‫(‪ )1‬ص‪ 132‬هباء هللا‪ ،‬ص‪ 27‬احلجج‪.‬‬


‫(‪ 73 )2‬جمموعة الرسائل‪ .‬واهلوية ابطن احلقيقة اإلهلية‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫روح هللا وحقيقته املتجسدة يف جسم بشري‪ ،‬أما التغنيات فوحي احلقيقة اإلهلية! أما يف حياة‬
‫عبدالبهاء فما كان ألحد أن يرجع يف أمر من أمور الدين إال إليه(‪)1‬؛ ألنه مشرق مواهب البهاء‪،‬‬
‫ومعني فيضه!‬
‫معبود البهائية‪:‬‬
‫تعبد البهائية ‪ -‬كما بينا ‪ -‬مريزا "حسني علي"؛ فله يصلون وإىل قربه حيجون‪ ،‬وجبيفته‬
‫إيل‪ ،‬فقد توجه إىل املعبود" أما الذين يتوجهون‬‫يستغيثون‪ ،‬فقد قال هلم املريزا يف األقدس‪":‬من توجه َّ‬
‫بعبادهتم إىل هللا فإَّنا يتوجهون هبا إىل وهم أفكته الظنون! وفيما سبق تفصيل لدينهم يف هذا األمر‪.‬‬
‫وترى البهائية أن املريزا "حسني علي" هو وحده املعبود األعظم؛ ألنه ‪ -‬كما يقول عبدالبهاء ‪-‬‬
‫الظاهر ابسم هللا األعظم‪ ،‬ورب القيامة املوعود يف كل الكتب وال سيما التوراة واإلجنيل والقرآن‪،‬‬
‫وقد جتلى هللا فيه ‪ -‬كما تزعم البهائية ‪ -‬وهو يف أمت وأكمل وأهبى ما له من جتليات‪ ،‬أما عيسى‬
‫وغريه من األنبياء‪ ،‬فلم تكن هلم من مهمة سوى إعداد النفوس لظهور هللا يف صورة املريزا(‪.)2‬‬
‫شريعة البهائية‬
‫الصالة‪ :‬يقول البهاء يف األقدس‪":‬قد كتب عليكم الصالة تسع ركعات(‪ )3‬هلل منـزل اآلايت حني‬
‫الزوال‪ ،‬ويف البكور واآلصال‪ .‬وعفوان عن عدة أخرى أمرا يف كتاب هللا ‪ -‬يعين الكتاب األقدس‪-‬‬
‫أنه هلو اآلمر املقتدر املختار"‪.‬‬
‫الطهارة‪ :‬يقول البهاء يف األقدس‪":‬انغمست األشياء يف حبر الطهارة يف أول الرضوان؛ إذ جتلينا‬
‫على من يف اإلمكان أبمسائنا احلسىن‪ ،‬وصفاتنا العليا" يزعم أن كل شيء أصبح طاهرا منذ حلت‬
‫فيه روح هللا‪ ،‬وهو يف حديقة جنيب ابشا ببغداد‪ ،‬وقد مستها البهائية" حديقة الرضوان‪.‬‬

‫(‪ )1‬ص‪ 120‬إشراقات‪ ،‬ص‪ 267‬مكاتيب‪.‬‬


‫(‪ 208 ،242 ،95 (2‬هباء هللا‪ .‬والدروز يزعمون أيضا (أن احلاكم هو رب القيامة الذي نصت عليه مجيع الكتب‬
‫السماوية) ص‪ 61‬طائفة الدروز‪.‬‬
‫(‪ )3‬تقدس البهائية الرقم (‪ )9‬ألسباب منها‪ :‬أنه يساوي حبساب الدجل جمموع األعداد اليت تعطيها حروف كلمة (هباء) وأنه‬
‫يساوي الفرق بني جمموع أعداد كلمة (القائم) وجمموع أعداد كلمة (القيوم)‪ .‬وقد كان الباب يزعم أنه القائم‪ ،‬فجاء البهاء يزعم‬
‫أنه (القيوم) وإليك نص قول البهاء يف األقدس‪(:‬هبذه التسعة أراد ‪ -‬جل ذكره‪ .‬يعين‪ :‬ذكره هو ‪ -‬ظهور التسع يف مقام هذا‪ :‬ما‬
‫مأفوان كهذا العتل الزنيم؟! وصالة‬
‫خمبوال ً‬
‫نرى الفرق يف ظاهر االمسني‪ :‬القائم والقيوم)‪ .‬هلذا تقدس البهائية رقم (‪ !)9‬فهل رأيت ً‬
‫البهائية هي بعينها صالة الصابئة الوثنية‪ .‬يقول ابن القيم‪(:‬وهم ‪ -‬أي الصابئة ‪ -‬إذا طلعت الشمس سجدوا كلهم هلا‪ ،‬وإذا‬
‫غربت‪ ،‬وإذا توسطت الفلك) ص‪ 223‬إغاثة اللهفان‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القبلة‪ :‬يقول البهاء يف األقدس‪":‬إذا أردمت الصالة ولوا وجوهكم شطرى األقدس املقام املقدس‬
‫الذي جعله هللا مطاف املأل األعلى" يعين قصره الباذخ يف عكا‪ .‬أما بعد هالكه‪ ،‬فقربه هو قبلة‬
‫البهائية‪.‬‬
‫الزكاة‪ :‬من ميلك مائة مثقال من الذهب يؤخذ منه تسعة عشر ً‬
‫مثقاال‪.‬‬
‫أما الصوم‪ :‬فكما هو عند البابية(‪.)1‬‬
‫أما اْلج‪ :‬فمفروض على الرجال فقط‪ ،‬ومهوى حجهم قرب مريزا حسني علي‪ .‬أما يف حياته‪،‬‬
‫فكان إىل املكان الذي ينـزل فيه (‪.)2‬‬
‫الزواج‪ :‬كان للمريزا "حسني علي" زوجتان؛ وهلذا حرم الزواج أبكثر من اثنتني‪ .‬وللرجل احلق يف‬
‫توثيق صلته ابملرأة اليت يرغب يف الزواج منها قبل أن يستشري والديها‪ ،‬وقبل العقد يف احملفل‬
‫البهائي‪ .‬ومهر من يف املدينة أكثر من مهر من يف القرية‪ ،‬ومل يصرح املريزا بتحرمي امرأة سوى األم‪.‬‬
‫الطالق‪ :‬يفرتق الزوجان عاما كامال‪ ،‬فإذا مل ميكن التوفيق انفصال ابلطالق‪.‬‬
‫املرياث‪ :‬هو عني ما يف البابية‪ ،‬غري أن البهاء زاد من نصيب الذرية‪ ،‬ونذكر هنا نص كالم‬
‫البهاء يف األقدس؛ ليعلم القراء ‪ -‬فوق ما علموا ‪ -‬أي خمبول كان البهاء‪":‬قسمنا املرياث على عدد‬
‫الزاء منها قدر لذرايتكم من كتاب الطاء على عدد املقت‪ .‬ولألزواج من كتاب احلاء على عدد‬
‫التاء والفاء ‪ -‬ولآلابء من كتاب الزاء على عدد التاء والكاف(‪ ")3‬فهل يصلح خرف كتاب‬
‫التعويذات والتمائم لقيادة أمة؟‬
‫مث تدبر آايت املرياث يف كتاب هللا؛ ليتجلى لنا سفه البهائية يف جهالتها؛ إذ تظن أن ابطلها‬
‫األْحق يستطيع أن حيل حمل احلق األبلج‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬اتبع البهاء الباب يف جعل السنة تسعة عشر شهرا‪ ،‬والشهر تسعة عشر يوما وأمساء الشهور هي‪(:‬البهاء‪ ،‬اجلالل‪ ،‬اجلمال‪،‬‬
‫العظمة‪ ،‬النور‪ ،‬الرْحة‪ ،‬الكلمات‪ ،‬األمساء‪ ،‬الكمال‪ ،‬العزة‪ ،‬املشيئة‪ ،‬العلم‪ ،‬القدرة‪ ،‬القول‪ ،‬املسائل‪ ،‬الشرف‪ ،‬السلطان‪ ،‬امللك‪،‬‬
‫العال) وأول شهر من التقومي البهائي يقابل ‪ 21‬من مارس‪ .‬وتقع مخسة األايم النسيء من ‪ 26‬فرباير إىل أول مارس‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬ينكر البهائيون أهنم يتواصون هبدم البيت احلرام‪ .‬ويقولون‪ :‬أين النصوص؟ وأقول لقد فرض البهاء احلج إىل قربه‪ ،‬أو إىل‬
‫القصور اليت نـزل فيها‪ ،‬يقول يف األقدس‪(:‬ارفعن البيتني يف املقامني أو املقامات اليت فيها عرش ربكم الرْحن كذلك أيمركم موىل‬
‫العارفني)‪ .‬أيمرهم بتشييد بيوت حج وعبادة متعددة يف األمكنة اليت أقام فيها‪.‬‬
‫(‪ )3‬يبدو لك جلياً مبلغ أتثر البهاء ابحلروفية والعددية‪ .‬ومعىن ما يقول أنه قسم املرياث على سبعة أنواع ألن الزاي يف حساب‬
‫الدجالني = ‪ 7‬للذرية منها ‪ 60/1‬ألن الطاء = ‪ 9‬و(مقت) = ‪ 540‬وجيعل الـ ‪ 9‬بسطًا فوق ذلك العدد تنتج ‪ .60/1‬وهكذا‬
‫يف بقية ما عرف به‪.‬‬
‫وجيوز أن يهب البهائي كل أمالكه لفرد خيتاره ص‪ 147‬هباء هللا‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫إابحة الراب‪ :‬أحل هللا البيع‪ ،‬وحرم الراب‪ .‬هذا أصل من أصول اإلسالم يف التوراة‪ ،‬ويف اإلجنيل ويف‬
‫القرآن‪ .‬غري أن اليهود جعلوا "للتلمود"(‪ - )1‬وهو كتاب أحقاد الصهيونية وطفاستها ‪ -‬اهليمنة‬
‫على التوراة‪ ،‬وقد أوجبت فيه الصهيونية على كل يهودي أن أيكل الراب من كل أجنيب‪ ،‬وأابحت له‬
‫أكله من أوالده وأهل بيته! وقد أبت الصهيونية املسيطرة على املريزا إال أن تدس أنفه يف الرغام ‪-‬‬
‫أكثر مما دست ‪ -‬فأوجبت عليه إابحة سحت الراب؛ ليقيم الدليل تلو الدليل على أن حذاء‬
‫الصهيونية يضغط على عنقه؛ فقد سأل يهودي املريزا عن حكم الراب ‪ -‬وهو يعرف قبال ما‬
‫سيجيب به املريزا ‪ -‬فكان جواب املريزا‪":‬وأما ما سألت عن أرابح منافع الذهب والفضة‪ ،‬فقد‬
‫صدر البيان اآليت من ملكوت الرْحن منذ عدة سنني خاصا السم هللا زين املقربني ‪ -‬عليه هباء هللا‬
‫األهبى ‪ -‬قوله تعاىل ‪ -‬يعين قوله هو‪ :‬فضال على العباد قرران الراب كسائر املعامالت املتداولة بني‬
‫الناس‪ -‬أي ربح النقود ‪ -‬صار ربح النقود حالال طيبا طاهرا وقد توقف القلم األعلى ‪ -‬يعين قلمه‬
‫هو ‪ -‬يف حتديده حكمة من عنده وسعة لعباده" (‪.)2‬‬
‫ويبدو لك من أسلوبه يف إطنابه وتفصيله مبلغ حرصه الشديد على توكيد أنه يبيح خبث الراب‪،‬‬
‫وهو الذي يلوذ ابلرمزية والتلويح يف البيان عن دينه! كما يبدو لك أيضا أنه ‪ -‬يف أول األمر ‪-‬‬
‫كان حيل الراب خلاصة أصحابه‪ ،‬بل لفرد واحد منهم دون الباقني‪ ،‬وأنه كان حريصا على إخفاء هذا‬
‫لوال بطش الصهيونية بعبوديته هلا وإرغامها له على اجلهر به‪ .‬وقد ترك مقداره غري حمدد؛ لتطحن‬
‫الصهيونية ابلراب من تشاء ابسم دين جديد! ومىت أذن الدين لدنس الراب أن يلوث قدس روحانيته؟‬
‫وهل جيوز للبهائية أن تزعم ‪ -‬وقد أابحت الراب ‪ -‬أهنا دين إنسانية وأخوة عاملية؟‬
‫العقوابت‪ :‬يقول البهاء يف األقدس‪":‬كتب على السارق النفي واحلبس‪.‬ويف الثالث‪ ،‬فاجعلوا يف‬
‫جبينه عالمة يعرف هبا؛ لئال تقبله مدن هللا ودايره" ويقول عن الزانة‪":‬حكم هللا لكل زان وزانية دية‬
‫مسلمة إيل بيت العدل وهي تسعة مثاقيل من الذهب‪ ،‬وإن عاد مرة أخرى عودوا بضعف اجلزاء‬
‫هذا ما حكم هللا به مالك األمساء يف األوىل‪ ،‬ويف األخرى قدر هلا عذاب مهني" ولكنه مل حيدد‬
‫نوع هذا العذاب! وهكذا يعيش بيت عدله على مثن األعراض ويكفي من يريد اقرتاف هذه‬
‫اخلطيئة أن يدفع مثنها لبيت العدل!‪.‬‬

‫(‪ )1‬التلمود من وضع (حاخاميم) اليهود‪ .‬وهو مؤلف من قسمني (املشنا)‪ ،‬وهو خالصة الشريعة اليهودية الشفوية‪ ،‬وجمموعة‬
‫القوانني السياسية والدينية لليهود والقسم اآلخر (اجلمارا) وهو عبارة عن شروح احلاخاميم للمشنا اليت بدأ مجعها احلرب مشعون سنة‬
‫‪ 166‬وأمتها يهوذا سنة ‪ .216‬ومما جاء فيه‪(:‬ال شغل هلل يف الليل غري تعلم التلمود مع املالئكة)‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 15‬إشراقات‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫حترمي اجلهاد‪ :‬يقول البهاء‪":‬البشارة األوىل اليت منحت من أم الكتاب يف هذا الظهور األعظم‬
‫جلميع أهل العامل حمو حكم اجلهاد من الكتاب‪ .‬وقد نـزل هذا األمر املربم من أفق إرادة مالك‬
‫القدم" وقد ردد هذا القول مرارا يف كتبه‪ ،‬ويف كل مرة يؤكد أن احلكم بنسخ اجلهاد حكم أبدي ال‬
‫يقبل النسخ! واالستعمار هو الذي كان يعمل يف سبيل أن يبغض اجلهاد إىل املسلمني‪ ،‬حىت ال‬
‫(‪)1‬‬
‫يرفعوا يف وجه بغيه سيفا! ويقول عبدالبهاء عن أبيه‪":‬حما آية السيف ونسخ حكم اجلهاد"‬
‫والبهائية هبذا تثبت أهنا ربيبة الصهيونية يف قناعها الصويف؛ فالصوفية هي اليت حولت املثل األعلى‬
‫للمسلم من مؤمن فدائي البطولة يضع عزميته اجلبارة يف سيفه املشرع زايدا عن دين احلق وكرامة‬
‫اإلنسان وسالم العامل إىل شبح واهن تقعقع عظامه حتت داجري املغاور والكهوف‪ .‬وهو عاكف‬
‫على مسبحته الرعناء زائغ العينني‪ ،‬ذاهل الفكر‪ ،‬خلق الثياب أشعث أغرب‪ ،‬مننت الريح‪ ،‬ال نفع له‬
‫أن يفزع منه‪ ،‬ويفر السراة! ولقد عاش كبار أئمة الصوفية كالغزايل وابن عريب وابن الفارض يف‬
‫عهود كانت الصليبية فيها تدمر مساجد هللا‪ ،‬وتبيح حماريبها للخنازير‪ ،‬وحترق املصاحف‪ ،‬وتذبح‬
‫اليتامى فلم هتف أبحدهم نـزعة إميان حترضه على أن حيمل السيف‪ ،‬أو حىت على الدعوة إىل ْحل‬
‫السيف!!‬
‫البهائية اتبعة لألهواء‪ :‬العقيدة اليت كانت تسيطر على أعماق املريزا‪ ،‬وال يستطيع اخلالص منها‬
‫هو أنه دجال كذوب‪ .‬ولقد كان يؤمن أن احلياة بواقعها ستفضح كذبه األبرص‪ ،‬كما كان يؤمن‬
‫أن هوى أتباعه يقهر هواه‪ ،‬وهلذا قرر أن البهائية اتبعة هلوى الناس‪ ،‬وملا تتطلبه احلياة‪ .‬أي حياة!‬
‫وإن كانت حياة املواخري! يقول‪":‬مبا أن كل يوم يقتضي أمرا‪ ،‬وكل حني يستدعي حكمة؛ فلذلك‬
‫ترجع األمور إىل بيت العدل؛ ليقرر ما يراه موافقا ملقتضى الوقت‪ ،‬وقد فرض على الكل إطاعتهم"‬
‫(‪.)2‬‬
‫غاية العابد‪ :‬وغاية العابد يف البهائية‪":‬فناء ذاته وصفاته وكينونته وإنيته كلها بسطوات آايت‬
‫التوحيد‪ ،‬كما تفىن األظالل عند شروق شارق القدمي‪ ،‬ومثت يصبح وإرادته عني إرادة هللا‪ ،‬ويرتفع‬
‫احلجاب‪ ،‬ويضمحل الشرك يف حقيقة الفؤاد"(‪ )3‬ويعين ابضمحالل الشرك يف حقيقة الفؤاد‪ :‬فناء‬
‫الشعور يف النفس بثنائية الوجود‪ ،‬فال ترى إال وجودا واحدا‪ ،‬أو ذاات واحدة تتجلى حبقيقتها‬
‫وأمسائها وصفاهتا يف كون مشهود ظاهره خلق عابد‪ ،‬وابطنه خالق معبود! والذي يعرف "النرقاان"‬

‫(‪ (1‬ص‪ 109 ،108‬إشراقات‪ ،‬ص‪ 169‬هباء‪ .‬وقائل هذا قاتل ألهله ابلسم والساطور‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 101‬وما بعدها إشراقات‪.‬‬
‫(‪ (3‬ص‪ 91‬مكاتيب‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يف التصوف اهلندي‪ ،‬والوله واجلذب عند "أفلوطني" و"الفناء واالحتاد" عند الصوفية يعرف جيدا‬
‫مصدر البهائية يف هذا‪ .‬يقول البسطامي‪":‬للخلق أحوال‪ ،‬وال حال للعارف؛ ألنه حميت رسومه‪،‬‬
‫وفنيت هويته هبوية غريه‪ ،‬وغيبت آاثره آباثر غريه" (‪ )1‬ويقول املستشرق نيكلسون عن أسطورة‬
‫البسطامي هذه‪":‬والفكرة الصوفية يف فناء النفس الذاتية يف الوجود الكلي هي عنده دون ريب من‬
‫أصل هندي"(‪.)2‬‬
‫أمور اآلخرة‬
‫من صفات املؤمن احلق أنه يؤمن ابلغيب‪ .‬ومن الغيب يوم القيامة الذي فصل هللا وصفه تفصيال‬
‫جليا‪ ،‬وفصل ما سيحدث فيه‪ ،‬وما سيكون بعده تفصيال شافيا هاداي ال أيذن لريبة ما يف أن تلم‬
‫بقدسه املشرق الطهور‪ ،‬فماذا تقول البهائية عن يوم القيامة وأمور اآلخرة؟ تقول‪":‬املراد من األمور‬
‫املكتومة منذ أتسيس العامل هو رموز احلشر والنشر‪ ،‬ودقائق القيامة والبعث وغريها من اآلايت‬
‫النازلة يف الكتب مما كانت ‪ -‬ومل تزل ‪ -‬معانيه ومفاهيمه غامضة مستورة مغلقة"(‪ )3‬وحتكم البهائية‬
‫ابجلهل وابلكفر على كل من يستمد من القرآن إميانه أبمور اآلخرة‪ ،‬وعلى من يؤمن هبا إميان خامت‬
‫املرسلني‪.‬‬
‫ويرتاءى "أبو الرذائل" بنقد الفالسفة املاديني يف جحودهم أبمور اآلخرة‪ ،‬فيقول‪":‬إهنم وجدوها‬
‫مباينة متام املباينة مع مبادئهم العلمية‪ ،‬ومناقضة متام املناقضة مع أصوهلم املؤيدة ابلرباهني القطعية‪،‬‬
‫فلم يشكوا يف أهنا كلها أوهام وخياالت" إنه يؤكد أن أصول الفلسفة املادية أصول اثبتة مؤيدة‬
‫ابلرباهني اليت ال تنقض‪ ،‬ومن أجل هذه األصول اليت يزعم أبو الرذائل أهنا قطعية الرباهني جيب‬
‫الكفر أبصول القرآن؛ ألهنا خمالفة ألصول الفلسفة املادية‪ .‬مث يقول أبو الرذائل‪":‬إن هؤالء‬
‫الفالسفة مل يفتكروا يوما أنه رمبا تكون لتلك األلفاظ معان غري ظواهرها العرفية‪ ،‬ومقاصد غري‬
‫مفاهيمها الظاهرية" ويقول‪":‬والقيامة ابملعىن الذي تعتقده‪ ،‬وتنتظره األمم أمر غري معقول؛ إذ هو‬
‫خمالف للنواميس الطبيعية"(‪ )4‬ترى هل أحاط أبو الرذائل علما ابلنواميس الطبيعية‪ ،‬وهو الذي عاش‬
‫يعبد اخلرافة ويؤله األساطري؟‬

‫(‪ )1‬ص‪ 184‬الرسالة للقشريي‪ ،‬واهلوية حقيقة الذات‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 22‬التصوف يف اإلسالم‪.‬‬
‫(‪ (3‬ص‪ 95‬احلجج‪.‬‬
‫(‪ )4‬ص‪ 168 ،30‬احلجج‪ ،‬وهو دين الفالسفة من قدمي يقول اإلمام ابن القيم عن الفالسفة‪(:‬وأما اإلميان ابليوم اآلخر‪ ،‬فهم‬
‫ال يقرون ابنفطار السموات‪ ،‬وانتثار الكواكب‪ ،‬وقيامة األبدان‪ ،‬وال يقرون أبن هللا خلق السموات واألرض يف ستة أايم‪ ،‬وأوجد‬
‫هذا العامل بعد عدمه) ص‪ 262‬جـ‪ 2‬إغاثة اللهفان‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ومما عرضته يتبني لنا أن البهائية هي عني دين الفلسفة املادية يف جحودها األصم الغليظ‪ ،‬وعلى‬
‫أطالهلا اخلربة بنت عقيدهتا يف هللا‪ ،‬ويف الوجود‪ .‬غري أن الفلسفة املادية كانت صرحية الكفر‪ ،‬أما‬
‫البهائية فرتاءت يف شف رقيق من اإلميان الذي تبتليه‪ ،‬فتجده سوء الكفر‪ ،‬وعماية األحقاد؛ ألن‬
‫البهائية تؤول آايت القرآن املتعلقة ابآلخرة أتويال جيرد كل لفظ من معناه‪ ،‬وكل كلمة من داللتها‬
‫ومفهومها‪ .‬إنه أتويل يلتقي مع جحود أولئك الفالسفة يف إخاء وأتييد حمموم الفرحة! وإن من‬
‫يصرح بكفره مبفهوم كلمة "احلق" مثال‪ ،‬فشأنه شأن من يزعم أنه مؤمن هبا‪ ،‬ولكنه يؤوهلا أتويال‬
‫يقرهنا بكلمة "الباطل" يف الداللة واملفهوم! غري أن األول صريح الكفر يعدك للحذر منه‪ ،‬أما‬
‫اآلخر فملتو فيه‪ ،‬يعدك ملصافحته واحتضانه‪ ،‬فإذا فعلت غرس اخلنجر املسموم يف الظهر الربيء!‬
‫إن البهائية مل أتتنا بنفحة إميان‪ ،‬وإَّنا جاءت جبحود الفلسفة املادية يف وثنيته وضاللته وْحاقته‪،‬‬
‫وجعلت منه دينا‪ ،‬وحاولت أن ترفعه يف وجه القرآن!‬
‫ولقد قالت الباطنية ‪ -‬كما حيكى الغزايل يف كتابه "فضائح الباطنية" ‪ -‬عن أمور اآلخرة‪":‬كل‬
‫ما ورد من الظواهر يف التكليف واحلشر واألمور األهلية‪ ،‬فكلها أمثلة ورموز إىل بواطن" مث ساق‬
‫أمثلة من أتويالهتم ‪ -‬وهي اليت سرقت منها البهائية أتويالهتا ‪ -‬مث قال‪":‬وهذا من هذايهنم يف‬
‫التأويالت ذكرهتا؛ لتضحك منها"‪.‬‬
‫َتويل البهائية ألمور اآلخرة‪ :‬يزعم البهائية ‪ -‬يف تبجح مل يسبق له مثيل ‪ -‬أن معبودهم "املريزا‬
‫حسني علي" هو أول من بني املراد احلقيقي من أمور اآلخرة‪ ،‬وأنه يف كتابه "اإليقان" ‪ -‬كما يقول‬
‫أبو الرذائل ‪" -‬بني مجيع احلقائق النازلة على األنبياء واملرسلني‪ ،‬ومعاين اآلايت اليت عجزت عن‬
‫حلها مجيع العقول"(‪.)1‬‬
‫ولعل أبلغ رد على هذا هو نفس كتاب "اإليقان" فما فيه إال كفر منقول أبلفاظه ومعانيه عن‬
‫عصاابت الكفر القدمي‪ .‬بل قراءة كل كتب املريزا‪ ،‬فما فيها إال نعيق ابطل خييل إليه جنونه أنه‬
‫حق‪ .‬والبهائيون أنفسهم يعرتفون أبن تفسري "املريزا حسني علي" ألمور اآلخرة هو عني تفسري‬
‫الغالم املأفون "الباب" فكيف ينسب البهائية كل هذا الفضل املتوهم إىل معبودهم‪ ،‬وهو سارق‬
‫فتات جنس عفن قذر من سيده الباب؟! و"الباب" نفسه سارق لكفره من شياطني الكفر الذين‬
‫مثال ‪ -‬لعبدالكرمي اجليلي عن القيامة‪":‬من عالمة قيامة ساعة‬ ‫اقتدى هبم حسبك أن تقرأ ‪ً -‬‬
‫اإلنسان اخلاصة به ظهور ربوبيته سبحانه يف ذاته"(‪ )2‬فهل تظل البهائية مصرة على أن معبودها هو‬

‫(‪ )1‬ص‪ 170‬احلجج‪.‬‬


‫(‪ (2‬ص‪ 53‬جـ‪ 2‬اإلنسان الكامل‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫مبتدع هذا الكفر؟! وإليك من أتويالت البهائية ألمور اآلخرة‪ .‬أما النفخ يف الصور فكان خطب‬
‫قرة العني‪ ،‬مث نداء املريزا أبنه رب القيامة‪ ،‬وإفاضة الوجود اإلهلي على كل املمكنات‪ .‬أما انفطار‬
‫السماء فمعناه نسخ األداين السابقة‪ ،‬وبطالهنا‪ ،‬وال سيما دين اإلسالم وكتابه القرآن!‬
‫أما تبديل األرض غري األرض‪ ،‬فمعناه تبديل أراضي القلوب مبا نـزل عليها من أمطار امللكوت‪،‬‬
‫أما اجلبال اليت ستسري فهي الوجودات العظيمة‪ ،‬أما الدجال فيحىي أخو البهاء‪ ،‬أما انكدار النجوم‬
‫وتكوير الشمس‪ ،‬فضاللة العلماء واحتجاب التعاليم الدينية ابألوهام ونسخ األحكام يف الشريعة‬
‫السابقة‪ ،‬أما األرض اليت يقبضها هللا‪ ،‬فالعلم واملعرفة‪ ،‬والسموات اليت تطوى بيمينه سبحانه‪،‬‬
‫فسموات األداين املنسوخة‪ ..‬أما الدخان املبني الذي أتيت به السماء‪ ،‬فهو االختالفات يف الرسوم‬
‫العادية يف الشريعة ونسخها وهدمها‪.‬‬
‫القيامة‪:‬‬
‫القيامة نوعان‪ :‬صغرى وكربى‪.‬‬
‫أما األوىل‪ :‬فقيام روح هللا أبحد مظاهره الكلية‪ ،‬أو بتعبري أصرح‪ :‬حلول روح هللا يف جسد‬
‫بشري‪ ،‬وتقول البهائية عن هذا اخلرف‪":‬وهذا هو املسطور يف كل الكتب السماوية‪ ،‬واليت هبا وعد‬
‫مجيع الناس"‪.‬‬
‫ومعىن هذا أن العامل قد شهد عدة قيامات‪ ،‬وأن العامل منذ نشأته حىت اآلن يف قيامة؛ فاحلقيقة‬
‫اإلهلية عند البهائية ال تغيب عن اهلياكل البشرية‪ ،‬فأايم آدم كانت قيامة‪ ،‬وكذلك كانت أايم نوح‬
‫وإبراهيم وموسى وعيسى وحممد‪ ،‬وأايم كل نيب‪ ،‬وأايم كل رسول! فكل واحد من هؤالء قامت به‬
‫نفس هللا ‪ -‬تعاىل هللا عما أيفك الكافرون! يقول البهاء‪ ،‬وهو يتحدث عن قيام الروح اإلهلية يف‬
‫حممد‪":‬إن القيامة كانت قائمة بقيام حضرته" ويزعم أن الناس مل يكفروا مبحمد صلى هللا عليه‬
‫وسلم إال ألنه أطلق عليهم أحكام البعث والنشر واحلشر؛ إذ عجبوا كيف يطلق عليه هذه‬
‫األحكام‪ ،‬وهم مل ميوتوا بعد‪ ،‬ومل يدفنوا يف القبور ومل خيرجوا منها سراعا إىل احملشر! ويعقب البهاء‬
‫على هذا بقوله‪":‬ولو أهنم علموا أن املقصود ابملوت واحلياة املذكورين يف القرآن املوت واحلياة‬
‫اإلميانيني ملا خالفوا"(‪.)1‬‬
‫س أَ من يـُ مؤِمنُوا إِ مذ َجاءَ ُه ُم ا مهلَُدى إَِّال‬
‫وتدبر بعد هذه الضاللة امللحدة قوله سبحانه‪َ :‬وَما َمنَ َع النَّا َ‬
‫اَّللُ بَ َشًرا َر ُس ًوال‪[ ‬اإلسراء‪ .]94 :‬إذن مل مينع الناس من اإلميان ذلك اهلراء الذي‬ ‫أَ من قَالُوا أَبَـ َع َ‬
‫ث َّ‬

‫(‪ )1‬انظر كل النصوص السابقة يف ص‪ 28‬هباء هللا‪ 98 ،77 ،79 ،53 ،34 ،29 ،32 ،31 ،78 ،‬اإليقان‪،102 ،‬‬
‫‪ 108‬جمموعة الرسائل‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫هذى به البهاء‪ ،‬وإَّنا منعهم من اإلميان جحودهم أبن يكون الرسل بشرا‪ .‬فما ظنك ابلبهائية وهي‬
‫تزعم أن هللا نفسه جسد بشري وأن الرسول هو رب القيامة؟ فأي انتكاس ابلعقلية اإلنسانية حتدوه‬
‫البهائية!‬
‫القيامة الكربى‪ :‬تزعم البهائية أن قيام الروح اإلهلية يف جسد املريزا (النوري) هو القيامة الكربى‪،‬‬
‫أما قيامها يف أجساد الرسل السابقني مجيعا‪ ،‬فكان قيامة صغرى‪ .‬يقول البهاء يف نفسه‪":‬اتهلل قد‬
‫أتى الرْحن بقدرة وسلطان‪ ،‬قل‪ :‬هذا يوم فيه استوى مكلِم الطور على عرش الظهور‪ ،‬وقام الناس‬
‫هلل رب العاملني"‪.‬‬
‫والبعث‪ :‬هو اليقظة الروحية‪.‬‬
‫واْلساب‪ :‬هو الفصل بني املؤمنني بتجسد هللا يف البهاء‪ ،‬وبني الكافرين هبذا‪.‬‬
‫وصحف األعمال‪ :‬هي الصحف السيارة‪.‬‬
‫ورؤية هللا‪ :‬هي رؤية اجلسد البشري الذي حلت فيه روح هللا‪.‬‬
‫ولقاء هللا‪ :‬يف جالله األعظم؛ هو لقاء مريزا حسني علي؛ ألنه العزيز اجلبار الذي جاء يف ظلل‬
‫من األنوار! هللا أييت يف ظلل من الغمام‪ .‬أما النوري ففي ظلل من األنوار!‬
‫واجلنة‪ :‬هي رايض املعرفة اليت فتحت أبواهبا يف عهد البهاء‪ ،‬ومعرفة رموز الكتب اإلهلية بواسطة‬
‫مريزا حسني علي‪ ،‬وهي اإلميان أبن املريزا هو رب السموات واألرض وأبواب اجلنة هي "حروف‬
‫حي" وهم كبار أتباع الباب‪ ،‬والثابت أن كثريا منهم قد ارتد عن البابية‪ ،‬ولعنها‪.‬‬
‫أما نعيم اجلنة‪ :‬فإليك تصوير عبدالبهاء له‪ .‬يزعم الطاغية الكنود أن من يؤمن بربوبية البهاء فإنه‬
‫يرتقي إىل مقام اجلربوتية الرْحانية‪ ،‬فتكون له قدرة هللا وقوته وعزته وهيمنته! وعلى هذا الوهم‬
‫األسطوري متضي حياة البهائيني!‬
‫وأما اْلور العني‪ :‬فهي املعاين العالية اليت بينها البهاء لكتب رب العاملني وكانت خفية على‬
‫مجيع املرسلني‪ ،‬أما النار‪ ،‬فكانت أوال هي‪ :‬احلرمان من معرفة احلقيقة اإلهلية اليت ظهرت يف جسد‬
‫"الباب"‪ ،‬أو هي‪ :‬الكفر أبن "الباب" هو رب القيامة الكربى‪ ،‬فلما ادعى البهاء الربوبية صارت‬
‫النار هي‪ :‬الكفر أبن البهاء هو هللا رب العاملني!‬
‫أما املالئكة‪ :‬فهم أئمة املهدي‪ ،‬وأئمة الضالل‪ .‬أما مالئكة النار املذكورون يف قوله‬
‫تعـاىل‪َ :‬علَميـ َها تِ مس َعةَ َع َشَر‪[ ‬املدثر‪ .]30 :‬فهم التسعة عشر ً‬
‫رجال الذين كفروا مبريزا "حسني‬
‫علي"‪ ،‬واتبعوا أخاه "حيىي" يقول أبو الرذائل‪":‬املراد مبالئكة النار‪ ،‬هو هذه الرجال من أصحاب‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الدجال"(‪ )1‬والدجال هو حيىي أخو الدجال مريزا "حسني علي"‪ .‬أما يف أايم عبدالبهاء‪ ،‬فأصبح‬
‫عدد أبواب النار ثالثة فقط! هي إخوة عبدالبهاء الذين كفروا بزعامته‪.‬‬
‫وإليك هذا النص الشامل الذي كتبه البهاء على صورة أسئلة وأجوبة مؤكدا فيه أنه هو رب‬
‫القيامة الكربى‪":‬وهل القيامة قامت؟ بل‪ :‬القيوم ‪ -‬يعين نفسه ‪ -‬مبلكوت اآلايت‪ .‬وهل ترى الناس‬
‫صرعى؟ بلى‪ :‬وريب األعلى األهبى‪ .‬قال‪ :‬أين اجلنة والنار؟ قل‪ :‬األوىل لقائي‪ ،‬واألخرى‪ :‬نفسك‬
‫أيها املشرك‪ .‬قال‪ :‬هل سقطت النجوم؟ قل‪ :‬أي! إذا كان القيوم ‪ -‬يعين نفسه ‪ -‬يف أرض السر‪،‬‬
‫وظهرت العالمات كلها‪ .‬إان نفخنا يف الصور‪ ،‬وهو‪ :‬قلمي األعلى"(‪ )2‬ويقول عبدالبهاء‪":‬قامت‬
‫القيامة‪ ،‬وقام من يف القبور‪ ،‬وسعرت النريان‪ ،‬وأزلفت اجلنان‪ ،‬وجتلى رب األرابب" أي‪ :‬مريزا‬
‫"حسني علي النوري" وكل هذا الذي قالته البهائية عن هذا "النوري" قاله البهاء نفسه يف اإليقان‬
‫عن الباب‪ ،‬وإليك نص قوله‪":‬مجيع العالمات قد ظهرت‪ ،‬وصراط األمر قد امتد"‪ .‬فإذا كانت‬
‫"مجيع العالمات قد ظهرت"(‪ )3‬بظهور الباب‪ ،‬فماذا بقي منها للبهاء‪ ،‬وما فائدة ظهورها مرة‬
‫أخرى‪ ،‬ومل يكن قد مر أكثر من عشر سنني؟‬
‫جحود أصم ابلقرآن‪ :‬وهكذا نرى البهائية يف جحودها األصم مبا ورد يف القرآن عن البعث‬
‫واحلساب واجلنة والنار‪ ،‬غري أهنا تقنِع هذا اجلحود األصم هبذه التأويالت اخلرقاء اليت هي يف‬
‫حقيقتها أخبث صور للجحود أبوضح وأحكم وأجلى احلقائق‪ ،‬مث تقول بعد تلك التأويالت‬
‫الكافرة‪":‬أما غري هذا من األفكار السائدة اخلاصة بقيام اجلسم املادي‪ ،‬وابجلنة والنار املادية‪،‬‬
‫وأمثاهلا‪ ،‬فاخرتاع ومهي"(‪ )4‬وما تنعته البهائية أبنه اخرتاع ومهي‪ ،‬هو قول هللا جل شأنه!‬
‫ولقد غالت البهائية غلواً ‪ -‬ميجه حىت عبد األساطري ‪ -‬يف جتريد اللفظ من كل مفهوم‪ ،‬ومن‬
‫كل داللة له‪ .‬وإليك مثال من هذا‪ .‬سئل أبو الرذائل عن معىن قوله سبحانه‪:‬انمطَلِ ُقوا إِ َىل ِظ ٍل ِذي‬
‫ب‪[ ‬املرسالت‪ ]31 - 30 :‬فأجاب أبن املقصود"‬ ‫ب ‪َ ‬ال ظَلِي ٍل وَال يـُ مغ ِين ِمن اللَّ َه ِ‬ ‫ثََال ِ‬
‫ث ُش َع ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫(‪ )1‬اقرأ النصوص السابقة يف ‪ 156 ،7‬إشراقات‪ 28 ،‬هباء هللا‪ 95 ،93 ،81 ،‬مكاتيب‪ 97 ،‬احلجج‪ 108 ،‬جمموعة‬
‫الرسائل‪ ،‬ص‪ 80‬إيقان‪ ،‬وقد فسرت الدرزية كذلك اجلنة ابلدعوة‪ ،‬والنار بعدم مواالة األئمة واملالئكة ابلدعاة والكرسي والعرش‬
‫ابلدعوة‪ ،‬ص‪ 90‬طائفة الدروز‪.‬‬
‫(‪ (2‬ص‪ 125‬إشراقات‪ .‬وأرض السر هي أدرنة‪ ،‬وقد زعم البهاء فيها أنه صار قيوما بعد أن كان قائما‪ .‬ويقصد من النجوم‬
‫اليت سقطت‪ :‬دين اإلسالم‪ ،‬وغريه من األداين‪.‬‬
‫(‪ (3‬انظر النصوص ص‪ 137‬مكاتيب‪ 119 58 ،‬اإليقان‪.‬‬
‫(‪ )4‬ص‪ 29‬هباء‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ثالثة رجال كفروا! ويعين هبم إخوة عبدالبهاء الذين رفضوا اخلضوع لزعامته(‪ !)1‬وهكذا من أجل‬
‫عبادة الطاغوتني املريزا وابنه‪ ،‬تدمر احلقائق ‪ -‬أو متزق أوصاهلا!‬
‫سرقة الكفر أبلفاظه ومعانيه‪:‬‬
‫يعلو نباح البهائية وعواؤها زاعمة أن معبودها املريزا "حسني" هو مبتدع هذا الكفر‪ ،‬ويزهو‬
‫فخرها هبذا‪ .‬ومن يطالع كتب الكافرين جيد املريزا املذكور سارقا من كل كتاب ضاللة‪ ،‬ومن كل‬
‫كفر تعبريا وقد أحست البهائية يف مصر هبذا‪ ،‬فابتدعت ردا جديدا ظنت أنه يواري سوءة معبودها‬
‫يف سرقة الكفر‪ ،‬قالت‪":‬إن البهائية كاإلسالم واملسيحية واليهودية والزرادشتية والبوذية والربمهية‬
‫وغريها من األداين حلقة من حلقات التاريخ الروحي‪ ،‬تصل بني اإلبداع القدمي والطراز احلديث‪،‬‬
‫وأهنا أشبه ما تكون ابلبوتقة اليت توضع فيها العقائد والفلسفات اخلاصة والعامة‪ ،‬مث خترج صافية‬
‫بعد إذابة ما علق هبا من بدع وخرافات وأوهام"(‪.)2‬‬
‫وهذا اعرتاف من البهائية أبهنا أمشاج أو خليط‪ .‬ولكنه اخلليط الذي ال ينتج إال ما تعافه‬
‫النفس‪ ،‬كما حيدث حني ختلط كثريا من الننت بنفحة من طيب أو قارا وحنظال بقطرة من حليب‪.‬‬
‫إسالما‪ ،‬وإَّنا جند فيها كل ما ذكره البهائيون بعد ذلك‪ ،‬وإال فأين جند‬
‫وحنن ال جند يف البهائية ً‬
‫يف كتاب هللا‪ :‬إنه تعاىل روح جمرد البد أن يتعني يف هيكل بشري‪ ،‬وأن البهاء هو رب اآلخرة‬
‫واألوىل‪ ،‬وأنه حيرم العمل أبحكام القرآن‪ .‬إن البهائية ‪ -‬ونعرتف هلا هبذا أمشاج من الكفر القدمي؛‬
‫فهي نفاية بوذية برمهية زرادشتية مانوية مزدكية صهيونية صليبية‪ ،‬صوفية إمساعيلية درزية‪ ،‬ولكنها‬
‫إسالما‪ ،‬وال متثل ابرقة نور من هداه‪ .‬مث أية بوتقة انصهرت فيها‬‫ً‬ ‫ليست على كل حال ووجه‬
‫الفلسفات العامة واخلاصة‪ ،‬مث خرجت صافية؟! لقد عرضت عليك أهم أصول البهائية‪ .‬فهل رأيت‬
‫جديدا زادته البهائية على ما استمدته من األداين الوضعية‪ ،‬واملذاهب الباطنية‪ ،‬واألوهام‬
‫الفلسفية؟ إهنا كما رأيت ‪ -‬وكما سرتى ‪ -‬أخذت األصول والفروع واأللفاظ والشروح كما هي‪.‬‬
‫وأسأل املركز البهائي يف القاهرة‪ :‬ماذا يقول‪ ،‬والبهاء نفسه يزعم يف قحة سليطة أن كل ما كتبه عن‬
‫أمور اآلخرة إَّنا هو من إبداعه‪ ،‬وأنه مل يسبقه إليه سابق‪ .‬فكيف يالئم دعاة البهائية يف مصر بني‬
‫زعمهم‪ ،‬وزعم معبودهم؟ واملركز البهائي نفسه يف هذه الدعوى مل أيت جبديد وإَّنا جلأ إىل تراث‬

‫(‪ )1‬ص‪ 108‬حجج‪.‬‬


‫(‪ (2‬ص‪ 51‬البهائية‪ .‬وحىت هذه الدعوة مسروقة من زعم الصابئة ومن على شاكلتهم أمثال إخوان الصفا والباطنية‪ .‬يقول‬
‫اإلمام ابن القيم عن الصابئة‪(:‬وأصل دين هؤالء ‪ -‬فيما زعموا ‪ -‬أهنم أيخذون مبحاسن دايانت العامل‪ ،‬ومذاهبهم‪ ،‬وخيرجون من‬
‫قبيح ما هم عليه قوال وعمال؛ وهلذا مسوا‪ :‬صابئة أي خارجني‪ .‬فقد خرجوا عن تقيدهم جبملة كل دين وتفصيله إال ما رآه فيه من‬
‫احلق) ص‪ 251‬جـ‪ 2‬إغاثة اللهفان والدعوى واحدة‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الباطنية؛ ليذود به عن زندقة البهائية‪ .‬وإذا كانوا يزعمون أن البهائية هي آخر حلقة للتطور الروحي‬
‫بعضا ‪ -‬أن يبينوا هذا التطور الروحي الذي جاءت به‬‫مجيعا ‪ -‬يظاهر بعضهم ً‬ ‫للدين‪ ،‬فإين أرجوهم ً‬
‫البهائية‪ .‬أجاءت بعقيدة سوية يسمو هبا اإلنسان؟ إهنا تدعو البشرية إىل عبادة ميت جديد غري ما‬
‫عبدت البشرية من موتى‪ .‬أجاءت خبلق سوي؟! إنه خلق الضعيف واهلوان والذلة الكابية‪ .‬أجاءت‬
‫بشريعة مهذبة؟ إهنا شريعة األساطري واألحقاد!‬
‫ما مث من جديد يف البهائية سوى نسبة الكفر القدمي إىل شيطان جديد قام يدعو إليه؛ ليعبد هو‬
‫من دون هللا‪ .‬وكل امرئ ال يعصمه دين قومي‪ ،‬وال خلق شريف‪ ،‬وال عقل صحيح يستطيع أن‬
‫يدعي ما يشاء‪ ،‬ولكنه لن يستطيع إقناع إنسان عاقل إال إذا كانت مع دعواه براهينها وآايهتا‪ .‬فهل‬
‫رأيت سوى هوى مجوح‪ ،‬وابطل جلوج‪ ،‬ال ترف عليه حملة من حجة‪ ،‬وال تعطف عليه أاثرة من‬
‫دليل؟!‬
‫ولقد قيل عن الباطنية‪":‬إن مذهبهم ملتقط من فنون البدع والكفر‪ ،‬وال نوع من الكفر إال وقد‬
‫اختاروا منه شيئا يسهل عليهم خماطبة تلك الفرقة"(‪ )1‬لكأَّنا هو يتحدث عن البهائية! ومل ال‪ ،‬وهي‬
‫امتداد للباطنية؟!‪.‬‬
‫ولو كان أمر اآلخرة كما تصوره البهائية‪ ،‬وما بقى يف الدنيا إنسان واحد حيب هللا أو خيشاه أو‬
‫يتقيه‪ ،‬وما بقيت يف النفس إرادة تدفعها إىل عمل الصاحلات‪ ،‬والندفعت الغرائز تسلك تيه كل‬
‫شر‪ ،‬وتعب من َد ِن كل شهوة!‪.‬‬
‫وسعادة اجلنة كما تصورها البهائية سعادة ومهية؛ ألهنا منوطة بوهم حقري‪ ،‬ووعد كذوب‪ ،‬فهي ال‬
‫تثري وجداان‪ ،‬وال تستميل عاطفة‪ ،‬وال توجه غاية‪ ،‬وال تنـزع بباعث حيرك اإلرادة إليها! وعذاب‬
‫اجلحيم عند البهائية ال ميس القلب برعشة من خوف‪ ،‬وال رغبة يف أاثرة من تقوى؛ فهو شقاء‬
‫ومهي تنذر به خرافة‪ ،‬فما هو إال احلرمان من اإلميان أبن "مريزا حسني علي" هو الرب األعظم‪،‬‬
‫وأنعم به حرماان‪ ،‬وأنعم به شقاء! وإذا جتردت نفس اإلنسان من الرغبة يف السعادة احلقيقية اخلالدة‬
‫الدائمة عند هللا‪ ،‬ومن اخلوف من الشقاء األبدي جتردت النفس من أنبل عواطفها وأشرف إرادهتا‪،‬‬
‫ووقفت دون نـزوات الشهوات تكد يف سبيلها‪ ،‬وتتوسل إىل حتقيقها بكل وسيلة دون سرا وعالنية؛‬
‫فما مث ما ترغب فيه إال ذلك!‬
‫الرجعة والتناسخ‪:‬‬

‫(‪ )1‬ص‪ 38‬قواعد عقائد آل حممد‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫(‪)1‬‬
‫هي الغيبة والرجعة والبداء والتناسخ واحللول‬ ‫يقرر "الشهرستاين" أن أسس دين الرافضة‬
‫والتشبيه(‪.)2‬‬
‫وعلى نفس األسس أقامت البهائية دينها‪ .‬غري أهنا فسرت الغيبة‪ :‬بغيبة روح هللا عن هيكله‬
‫البشري‪ ،‬والرجعة‪ :‬أبهنا رجوع روح هللا إىل الشروق من جسد آخر‪ ،‬ورجوع أرواح املؤمنني والكفار‬
‫السابقني إىل أجساد أخرى(‪ .)3‬وتفسري الرجعة هبذا يستلزم حتما القول ابلتناسخ والتشبيه‬
‫واحللول(‪.)4‬‬
‫حممدا كان رجعة األنبياء األولني؛ فكذلك‬
‫وإليك نصوصهم‪ ،‬يقول البهاء‪(:‬لو تقول‪ :‬إن ً‬
‫أصحابه أيضا؛ هم رجعة أصحاب األنبياء األولني)‪.‬‬
‫ويقول عن رجعة األنبياء واألولياء ‪ -‬أو تناسخ روحهم اإلهلي يف أجساد أخرى ـ‪":‬لو يقول أحد‬
‫من هذه املظاهر القدسية‪ :‬إين رجعة كل األنبياء‪ ،‬فهو صادق‪ ،‬وإذا كان قد ثبت رجوع األنبياء‪،‬‬
‫أيضا"‪.‬‬
‫كذلك يثبت ويتحقق رجوع األولياء ً‬
‫ويقول عن رجعة املؤمنني السابقني‪":‬كل الذين سبقوا ابإلميان يف أي ظهور الحق‪ ،‬يكون هلم‬
‫حكم رجوع األنفس الذين فازورا هبذه املراتب يف الظهور السابق‪ ،‬وينطبق على هؤالء األصحاب‬

‫(‪ (1‬هم الشيعة الذين رفضوا إمامة زيد بن علي؛ ألنه أىب أن حيكم بكفر أيب بكر وعمر وعثمان‪ ،‬وأثىن عليهم خريا‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 272‬جـ‪ 1‬امللل والنحل‪ .‬وللتناسخ صور خمتلفة منها تناسخ الروح اإلهلي يف أئمة الشيعة‪ ،‬أي انتقاله من إمام إىل إمام‬
‫حىت تتم الدورة‪ ،‬ومنها تنقل النفوس الناقصة من بدن إىل آخر حىت تبلغ كماهلا‪ ،‬ومنها تنـزل الروح إىل أبدان حيوانية مناسبة هلا‪،‬‬
‫أو إىل مجادية أو نباتية‪ .‬أما احللول‪ ،‬فمنه ما هو عام‪ .‬وأصحابه يزعمون أن روح هللا حتل يف كل كائن‪ ،‬وهو دين احلالج وأضرابه‪.‬‬
‫ومنه ما هو خاص‪ ،‬وأصحابه يزعمون‪ :‬أن روح هللا حيل يف فرد بعينه‪ ،‬وهو دين الصليبية يف عيسى‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪ 29‬احلجج‪.‬‬
‫(‪ ) 4‬من الصوفية من ينفي احللول؛ ألن احللول يستلزم الثنائية‪ ،‬وهم يؤمنون بوحدة الوجود وإليك ما يقوله اجليلي‪(:‬كل موجود‬
‫يوجد فيه ذات هللا سبحانه) مث خشي أن يتهم ابحللول‪ ،‬فقال‪(:‬وكيف جيوز احللول‪ ،‬واملماسة وهو عني املوجودات نفسها)‬
‫ص‪ 33‬جـ‪ 1‬اإلنسان الكامل‪ .‬والبهائية تنفي احللول كما ينفيه اجليلي متاما؛ ألهنا تؤمن ابلوحدة بني احلقيقة اإلهلية ومظاهرها‪.‬‬
‫ومن الصوفية أيضا من ينفي التناسخ إلميانه مبا هو أشنع‪ .‬وإليك ما يقوله اجليلي عن احلقيقة احملمدية‪ ،‬وظهورها يف كل‬
‫صورة‪(:‬وسر هذا األمر متكنه صلى هللا عليه وسلم من التصور بكل صورة‪ ...‬وإذا كشف لك عن احلقيقة احملمدية أهنا متجلية يف‬
‫كل صورة من صور اآلدميني‪ ،‬فيلزمك إيقاع اسم تلك الصورة على احلقيقة احملمدية‪ ،‬مث إايك أن تتوهم شيئا يف قويل من مذهب‬
‫التناسخ حاشا هللا‪ ،‬وحاشا رسول هللا (ص) أن يكون ذلك مرادي‪ ،‬بل إن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم له من التمكني يف‬
‫التصور بكل صورة حىت يتجلى يف هذه الصور‪ ،‬وقد جرت سنته صلى هللا عليه وسلم أنه ال يزال يتصور يف كل زمان بصورة‬
‫أكملهم؛ فهم خلفاؤه يف الظاهر‪ ،‬وهو يف الباطن حقيقتهم) ص‪ 50‬جـ‪ 2‬اإلنسان الكامل والتطابق اتم بني قول اجليلي وقول‬
‫البهائية‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يف الظهور الالحق حكم رجعة أصحاب الظهور السابق امسا ورمسا وفعال‪ ،‬وقوال وأمرا"(‪ )1‬ويف نفس‬
‫الصفحة يثبت أن أصحاب الباب كانوا هم أصحاب حممد حقيقة ال جمازا‪ .‬ترى أكان العامل يف‬
‫عهد أول رسول هبذه الكثرة اليت نراها اآلن‪ ،‬حىت ميكن أن نقول‪ :‬إن ألوف ألوف األلوف رجعة‬
‫عدة أفراد أو عشرات قليلة؟ لقد كان عدد املؤمنني ‪ -‬كما ذكر البهاء نفسه ‪ -‬يف عهد نوح ال‬
‫يزيد عن اثنني وسبعني‪ ،‬أما املؤمنون مبحمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فصاروا ألوف ألوف يف مشرق‬
‫األرض ومغرهبا‪ ،‬فهل نعتربهم رجعة الثنني وسبعني؟؟! وما فائدة ظهور احلقيقة اإلهلية يف صورة‬
‫فرد‪ ،‬مث يف صورة سبعني‪ ،‬مث يف صورة ألوف ألوف األلوف إن صدقنا البهائية يف زعمها أن هؤالء‬
‫املؤمنني حقيقة واحدة هي حقيقة هللا؟! أان ال أرد على البهائية‪ ،‬فباطلها يرد على نفسه‪ ،‬وإَّنا أشري‬
‫إىل بعض متناقضاهتا أو مضحكاهتا املبكيات! والبهائيون حيكمون على العامل كله ابلكفر‪ ،‬فرجعة‬
‫من هذا العامل الكافر كله‪ ،‬وما كان يف البدء سوى كافر واحد؟‪ .‬ما احلكمة يف إرسال كل أولئك‬
‫الرسل إذا كان عدد املؤمنني والكافرين ال يزيدون‪ ،‬وال ينقصون؟ إال إنه حلكم على العامل ابجلمود‬
‫على حال واحدة ال تتغري أبدا‪ ،‬وال حتول إىل كمال‪ ،‬ودفع ابإلنسانية إىل هوة اليأس العميق من‬
‫مثرة الكفاح والنضال يف سبيل اإلصالح‪ ،‬والتقومي‪ ،‬وإىل التمرد الثائر على اإلله(‪ )2‬وأقول أيضا‪ :‬ما‬
‫فائدة جميء هللا يف صورة البهاء كما تزعم البهائية ما دام الكفر هو الكفر‪ ،‬واإلميان هو اإلميان‪ ،‬وما‬
‫دام أصحاب اإلميان‪ ،‬وأصحاب الكفر ال يتغريون؟!‬
‫منـزلة الرجعة يف دين البهائية‪ :‬تقول البهائية عن الرجعة إهنا القطب الذي يدور حوله رحى‬
‫اإلرسال والتشريع‪ ،‬واألصل الذي يتفرع عليه كل دين غاية التفريع(‪.)3‬‬
‫تناقض‪ :‬تتخبط البهائية دائما يف تناقضها؛ فقد تبينت من قبل دينهم يف أمور اآلخرة‪ .‬غري أن‬
‫البهاء يزعم أنه قد أعد يف اآلخرة ملن كفروا بربوبية الباب عذاب حترتق به أجسادهم وأرواحهم‪،‬‬
‫فما هذه اآلخرة! وما هذا العذاب الروحي واجلسدي بعد املوت‪ ،‬وهم ينكرون هذا وذاك؟!‬
‫ولقد سألت امرأة عبدالبهاء عن الرجوع إىل الدنيا‪ ،‬فتخنث األشيب‪ ،‬وأجاب‪":‬هذه الدنيا دار‬
‫العذاب‪ ،‬ودار البالء‪ ،‬ودار الشقاء‪ ،‬ودار املعيشة الضنك احملاطة أبنواع البالء‪ ،‬ودار الكروب"‬
‫ويصف الدنيا‪ :‬أبهنا ال يسرتيح فيها إنسان‪ ،‬وال يطمئن قلب‪ ،‬وال يستبشر روح‪ .‬ويقول‪":‬تنقضي‬

‫(‪ )1‬ص‪ 103‬إىل ‪ 109‬إيقان‪.‬‬


‫(‪ ) 2‬أبت طائفة الدرزية أن تناقض دينها يف الرجعة؛ هلذا حكمت أبن عدد املؤمنني والكفار يف العامل منذ أن وجد هو هو مل‬
‫يزد‪ ،‬ومل ينقص‪ ،‬ص‪ 109‬طائفة الدروز‪.‬‬
‫(‪ (3‬ص‪ 37‬جمموعة الرسائل‪ :‬وهو أصل ومهي ال ينتج إال ومها‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أايمنا سداً‪ ،‬وتنطوي بساط النعمة اليت كسراب بقيعة" من أجل آهة امرأة كفر الشيخ املتصايب‬
‫بدينه! أين اجلنة اليت أزلفت للبهائيني يوم ظهر "املريزا حسني علي"‪ ،‬وآمنوا به‪ ،‬وهذا بينهم األكرب‬
‫يستبد به اليأس العميق من روح هللا‪ ،‬ومن كل نعيم يف هذه الدنيا؟‪.‬‬
‫والبهاء حيكم برجعة األنبياء واألولياء إىل هذه الدنيا‪ ،‬ولكن مفسر وحيه عبدالبهاء ينكر هذا‬
‫إنكارا صرحيا يف بعض ما كتب؛ ألن الدنيا ‪ -‬كما يقول ‪ -‬دار البالء ودار الشقاء؛ فالرجوع إليها‬
‫عقاب لكل إنسان من امللوك واململوك (‪.)1‬‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪‬‬ ‫ب َوَما ُه مم ممنـ َها مبُ مخَرج َ‬ ‫صٌ‬ ‫حق من القرآن‪ :‬يقول ربنا عن أهل اجلنة‪َ:‬ال َميَ ُّس ُه مم ف َيها نَ َ‬
‫[احلجر‪ .]48 :‬وقد عاش البهاء نفسه يف نصب روحي وجسمي أقله القلق واخلوف والرعب‬
‫والسجن والسياط تلهب ظهره‪ ،‬والسالسل يسحب هبا يف سجنه واجلنون يستبد بعقله‪ ،‬وكثري من‬
‫الذين آمنوا ابلبهاء عادوا إىل الكفر به‪ ،‬فكيف أخرجوا من اجلنة‪ ،‬وهللا يقول‪ :‬وما هم منها‬
‫مبخرجني؟!‬
‫وهللا خيربان عن أهل اجلنة أبن هلم فيها ما يشاءون‪ ،‬وقد عاش البهاء وابنه وكل البهائيني‪ ،‬وعلى‬
‫مشيئتهم يهيمن من يعتقد فيهم البهائيون أهنم كافرون‪.‬‬
‫ض ِأب مَم ِرهِ ُمثَّ إِ َذا َد َعا ُك مم َد مع َوًة ِم َن ماألَمر ِ‬
‫ض إِ َذا أَنمـتُ مم‬ ‫الس َماءُ َو ماأل مَر ُ‬
‫وم َّ‬ ‫ِ ِِ‬
‫وهللا يقول‪َ :‬وم من آَ َايته أَ من تَـ ُق َ‬
‫َختمُر ُجو َن‪[ ‬الروم‪ .]25 :‬وقد عاش البهاء نفسه مستعبد اإلرادة‪ ،‬فكيف يزعم أنه هللا الذي تقوم‬
‫السماء واألرض أبمره؟! وحينما نتدبر دين البهائيني جنده عني دين الذين أنكروا البعث‪ ،‬وحكم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هللا بكفرهم يف القرآن‪:‬أَيَع ُد ُك مم أَنَّ ُك مم إِذَا مت مُّم َوُكمنـتُ مم تـَُر ًااب َوعظَ ًاما أَنَّ ُك مم خمُمَر ُجو َن ‪َ ‬هميـ َه َ‬
‫ات‬
‫ني‪[ ‬املؤمنون‪35 :‬‬ ‫ِ ِ‬
‫وت َوَمحنيَا َوَما َمحن ُن مبَمبـعُوث َ‬ ‫وع ُدو َن ‪ ‬إِ من ِه َي إَِّال َحيَاتُـنَا ُّ‬
‫الدنمـيَا ََّنُ ُ‬
‫هيـه ِ‬
‫ات ل َما تُ َ‬ ‫َم َ َ‬
‫‪ .]37 -‬وكذلك تزعم البهائية؛ ألن حقد املادية الكنود حيكم أبن هللا ال يستطيع أن يفعل ذلك‪.‬‬
‫مثال يهدينا إىل ما جيمع احلس والواقع والتجربة‬ ‫وهللا ‪ -‬سبحانه يف جليل هدايته ‪ -‬يذكر لنا ً‬
‫احلقيقية والعقل على تصديقه واإلذعان له طواعية؛ وهو أن من يبدع شيئا وحده أول مرة‪ ،‬يكون‬
‫يدهُ‬ ‫صنعه هلذا الشيء يف املرة األخرى أهون عليه‪ .‬تدبر قوله سبحانه‪َ :‬وُه َو الَّ ِذي يَـمب َدأُ ا مخلَمل َق ُمثَّ يُعِ ُ‬
‫ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫َوُه َو أ مَه َو ُن َعلَمي ِه َولَهُ الم َمثَ ُل ماأل م‬
‫يم‪[ ‬الروم‪ .]27 :‬فما‬ ‫ِ‬
‫ض َوُه َو الم َعز ُيز ا محلَك ُ‬ ‫ات َو ماأل مَر ِ‬ ‫َعلَى ِيف َّ َ َ‬
‫للبهائية ال تذعن! ألهنا تؤكد أن هللا يعجزه أن خيلق ذاببة! مث تنسب املقدرة على اخللق إىل صدفة‬
‫عمياء‪ ،‬وطبيعة صماء‪ ،‬وبشرية حقود رعناء تنسب إىل ذلك خلق السمع والبصر‪ ،‬والقوى والقدر‪،‬‬
‫واحلكمة واجلالل واجلمال!‬

‫(‪ )1‬النصوص ص‪ 197 ،246 ،198 ،289 ،196‬مكاتيب‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وأخس ما هلذا الكفر البهائي من صفة هو أنه‪ :‬مقلد ال يعرف حىت ملاذا كفر! إذ ليس للبهائية‬
‫من رأي تبديه‪ ،‬أو علم تدعيه سوى حتقيق شهوة الفاسق املفسوق "مريزا حسني علي" فقد وجد‬
‫أن هذا الكفر يلبسه الطيلسان‪ ،‬ويشيد له سامق البنيان‪ ،‬وجيمع له ذاباب يطن ابمسه أنه هو الواحد‬
‫املقتدر القهار‪.‬‬
‫رموز وأسرار‪ ،‬وظاهر وابطن‪:‬‬
‫يقول البهاء‪ :‬إن أتويل كلمات احلمامات األزلية ال يدركه إال اهلياكل األزلية"(‪ )1‬واحلمامات هي‬
‫املظاهر اإلهلية اليت جتسدت فيها احلقيقة اإلهلية‪ .‬أما اهلياكل األزلية‪ .‬فهم القديسون‪ ،‬أو األولياء!‬
‫وهي فرية ابطنية قدمية ابتدعت؛ لتصرف الناس عن احلق‪ ،‬ولتحملهم على العبودية اخلانعة ألحبار‬
‫الدين وكهانه فيما يفرتون على هللا‪ .‬ومل تستطع الباطنية أن تكون صرحية الكفر ابلقرآن‪ ،‬خمافة أن‬
‫يفر الناس منها‪ ،‬فقضى هذا على بواكري كيدها اللئيم للقرآن وأمته‪ ،‬فلجأت إىل أتويل آايت القرآن‬
‫أتويال يلتقي مع الكفر الصريح‪ ،‬زاعمة أن هذا التأويل الكافر‪ :‬نفثات روح القدس يف أرواح‬
‫القديسني!‬
‫وجاءت البهائية يف تقليدها األْحق تزعم أن كل عبارات الوحي اإلهلي بقيت مرموزة خفية‬
‫املقاصد حىت على الرسل أنفسهم إىل أن ظهر "املريزا حسني علي"‪ ،‬فبني هو ما كان خافيا على‬
‫كل الرسل! كما تزعم أيضا أنه استكن يف كل حرف من كلمات هللا أسرار وحقائق مل حيط هبا‬
‫أحد علما سوى املريزا "حسني علي"! ويؤكد أبو الرذائل أن معاين آايت القرآن ظلت خفية‬
‫مستورة حىت جتسدت روح هللا يف املريزا "حسني علي"‪ ،‬وأن آايت القرآن ال يراد هبا معانيها اليت‬
‫هي هلا اللغة العربية وتسأل البهائية‪ :‬إذا كان هللا ‪ -‬وأنتم تبهتونه ابلبغي ‪ -‬قد سرت كلماته اليت هي‬
‫مصدر النجاة بظاهر ال يريده مئات من األحقاب‪ ،‬فمن الذي بني مراد هللا؟‬
‫وجييب أبو الرذائل أبنه هو املريزا‪":‬حسني علي"؛ إذ جاء كتابه "اإليقان" على وجازته كاشفا‬
‫لكل الرموز؛ فبه فك ختم النبيني‪ ،‬وبني ما خفي على املرسلني؛ ألنه هو هللا الذي اختص نفسه‬
‫ابلتأويل‪ .‬أما الرسل السابقون مجيعا‪ ،‬فقد اختصهم املريزا "حسني علي" األزيل األبدي ابلتنـزيل‬
‫فقط(‪!)2‬‬
‫ويقول هبائي كبري‪":‬إذا كان هللا قد ختم النبوات إىل ميقات اليوم املعلوم ومل يظهر التأويل‪ ،‬ومل‬
‫يبني هذه األمور‪ ،‬بل كتمها حىت على األنبياء الذين نطقوا هبا‪ ،‬فإنه يعلم من ذلك ابلضرورة أنه ال‬

‫(‪ )1‬ص‪ 12‬وما بعدها اإليقان‪.‬‬


‫(‪ )2‬النصوص ص‪ 97 ،96 ،87 ،81‬احلجج‪ ،‬ص‪ 65‬مكاتيب‪ 36 ،‬جمموعة الرسائل‪ ،‬ص‪ 119‬خطاابت‪ 208 ،‬هباء‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يقدر أي شخص سوى املظهر اإلهلي املوعود أن يفك هذا اخلتم؛ ويبني جواهر املعاين املكنونة يف‬
‫حقيقة األمثال النبوية‪ ..‬وأقوال هباء هللا "املريزا حسني علي" وحياته تشهد له أنه هو املوعود يف كل‬
‫الكتب السماوية‪ ،‬وأن له القدرة على أن يفتح أختام النبوات‪ ،‬ويسقي الناس من رحيق األسرار‬
‫الرابنية املختوم‪ ،‬فلنسرع إليه؛ لنسمع بياانته"(‪.)1‬‬
‫أرأيت إىل هؤالء املالحدة كيف يبهتون هللا أبنه كتم احلق واخلري واهلدى على أنبيائه ورسله‪،‬‬
‫ويبهتون رسل هللا أبهنم ما كانوا سوى ببغاوات تنطق مبا ال تعي‪ ،‬ومبا ال تفقه؟!‬
‫لقد استغل املريزا "حسني علي" جهالة أتباعه‪ ،‬ومقتهم لإلسالم‪ ،‬فزعم ما زعم‪ ،‬وآفة البهائية‬
‫جهلها وحقدها‪.‬‬
‫تعقيب‪ :‬تؤمن البهائية بوحدة األنبياء‪ ،‬وأن أوهلم عني آخرهم؛ ألهنم مظاهر حقيقة واحدة‪ ،‬هي‬
‫احلقيقة اإلهلية‪ ،‬فلماذا مل تظهر دالالت هذه الرموز واألسرار عند تعني احلقيقة اإلهلية يف أول‬
‫هيكل بشري من هياكلها؟ أهو البغي منها‪ ،‬أم اجلور‪ ،‬أم اجلهل‪ ،‬أم الشح الكنود‪ ،‬أم العجز املهني‬
‫الذي الزمها حىت َم َّن عليها جسد مريزا "حسني علي" ابلبيان؟ كل هذه املوبقات هبتت البهائية‬
‫هبا "رب العاملني"!‬
‫أم تريد البهائية أن تؤكد ‪ -‬مرات ومرات ‪ -‬إمياهنا أبن احلقيقة اإلهلية ال تكتسب علمها‬
‫وحكمها إال من األجساد البشرية اليت حتل فيها‪ ،‬وأبن تلك األجساد السابقة كانت أضعف من‬
‫أن متنح احلقيقة اإلهلية تفسري ما تتكلم به‪ ،‬وأبن جسد مريزا "حسني علي" هو اجلسد الوحيد‬
‫الذي استطاع أن يهب للحقيقة اإلهلية علمها الشامل احمليط‪.‬‬
‫ولقد شعرت البهائية مبا يصفعها من تناقض بسبب القول بوحدة املظاهر اإلهلية‪ ،‬مع القول أبن‬
‫مريزا "حسني علي" هو وحده الذي بني املقصود من أمور اآلخرة؛ هلذا نراها يف عدة مواضع‬
‫تناقض دينها يف وحدة املظاهر اإلهلية؛ لتزعم أن املريزا اجلهول األكول هو الرب األكرب‪ ،‬أو املظهر‬
‫األمت األكمل‪ .‬أما كل املظاهر اإلهلية السابقة‪ ،‬فلم يكونوا سوى رسل يُلهمون الوحي من روح مريزا‬
‫"حسني علي" األزلية‪ ،‬فكانت له وحده ‪ -‬كما يقول أبو الرذائل ‪ -‬املنة على العاملني‪.‬‬
‫مث ما أليب الرذائل يذكر يف بعض كتبه أنه سيتكلم يف بعض مطالب كلية يتوقف عليها فهم‬
‫آايت الكتب املقدسة‪ ،‬ومقاصدها املرموزة من قدمي الدهور واألجيال (‪ )2‬وقد ألف أبو الرذائل‬

‫(‪ )1‬ص‪ 208‬وما بعدها هباء هللا‪.‬‬

‫(‪ )2‬ص‪ 83 ،23 ،2‬احلجج‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫كتابه هذا يف بدء عهد زعامة عبدالبهاء فمن الذي أابن املقصود من أمور اآلخرة‪ ،‬ورموز الكتب‬
‫السماوية‪ .‬املريزا "حسني علي" أم "أبو الرذائل"؟!‪ .‬وإذا كان البهائيون مل يفهموا ما تتوقف عليه‬
‫النجاة‪ ،‬وهم على قيد كلمة أو شرب من معبودهم‪ ،‬فكيف يزعمون له أنه فك أختام النبيني؟! مث إن‬
‫هذه الفرية البهائية تبهت كل الرسل أبهنم كانوا أنضاء اجلهالة والضاللة‪ ،‬وتبهت الناس مجيعا أبهنم‬
‫مل يكن فيهم ‪ -‬قبل ظهور املريزا ‪ -‬مؤمن واحد‪ ،‬حىت صفوة أصحاب نوح‪ ،‬وأصحاب حممد صلى‬
‫هللا عليه وسلم! فكيف يزعم املريزا أن املؤمنني به هم رجعة املؤمنني الذين كانوا يف عهد نوح وعهد‬
‫حممد‪ ،‬واحلال ‪ -‬كما تصوره البهائية ‪ -‬أنه مل يكن بني البشر مؤمن واحد منذ بدأت اخلليقة حىت‬
‫ظهر املأفون املريزا؟!‬
‫ويف عورة من عورات تناقض املريزا يقول يف كتابه "اإليقان"‪":‬بعيد جدا عن فيض الفياض‪،‬‬
‫نفسا من بني مجيع العباد هلداية خلقه‪ ،‬وال يؤتيها احلجة الكافية‬‫وبعيد عن واسع رْحته أن جيتيب ً‬
‫الوافية" فهل تعترب هذه الرمزية املقنعة ابلغموض املوغلة يف اإلهبام املستعصية على إدراك عقول‬
‫املرسلني حجة كافية؟ وهل نعترب جهل الرسول بكل ما نـزل عليه برهاان هاداي له؟ ومن سوءات‬
‫تناقض املريزا قوله أيضا‪":‬إن الناس لو سألوا الرسل عن داللة هذه الرموز‪ ،‬لدلوهم عليها‪ ،‬ولكنهم مل‬
‫يسألوا فحجبوا عن اهلداية‪ ،‬وعن رْحة هللا"‪.‬‬
‫ولو أن ما يفرتيه األكول اجلهول كان ح ًقا‪ ،‬لكانت اخلطيئة خطيئة الرسل‪ ،‬ال خطيئة الناس؛‬
‫ألن الناس ال يعلمون أن املعاين احلقيقية لآلايت غري مراد‪ ،‬ومهمة الرسل البالغ والبيان‪ .‬فكان‬
‫الواجب عليهم أن يبينوا للناس أمرين‪ .‬أوهلما‪ :‬أن املعاين احلقيقة لآلايت غري مراد‪ .‬األمر اآلخر‪:‬‬
‫املراد اخلفي من اآلايت! بل لكانت اخلطيئة خطيئة من أرسل الرسل؛ إذ مل يبني لرسله أنه ال يريد‬
‫مبا أنـزله معناه! ومل يبني مراده‪ ،‬أو مل أيمرهم أن يبينوا املقصود من رموزه وهو يعلم أن الناس مجيعا مل‬
‫يفقهوا مراده احلقيقي من تلك الرموز!‬
‫مث إن هؤالء الرسل ‪ -‬يف دين البهائية ‪ -‬هم احلقيقة اإلهلية‪ ،‬وهي عليمة بذات الصدور‪ ،‬فكيف‬
‫خفي على هؤالء الرسل أن عباد هللا مل يفقهوا مراد هللا‪ ،‬أو كيف عجزوا عن بيان مراد هللا‪ ،‬وهم‬
‫عني هللا وحقيقته؟ أو كيف سكتوا عن البيان وهم يعلمون أن معاين اآلايت غري مراد‪ ،‬والسيما‬
‫اآلايت اليت تتعلق أبصول الدين وحقيقة التوحيد؟!‬
‫وقد أكد لنا القرآن أن أصحاب خامت النبيني واملرسلني قد سألوا عن األنفال واليتامى واألهلة‬
‫واحمليض‪ ،‬وغريها من األمور اليت ال يتعلق كثري منها أبصول الدين‪ ،‬فلو أن صحابة حممد ‪ -‬صلى‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫هللا عليه وسلم ‪ -‬مل يفقهوا املراد من آايت التوحيد وأصول الدين لسألوا عنها‪ ،‬كما سألوا عن هذه‬
‫األشياء اليت تتفرع عن فروع أصول الدين‪ ،‬واليت ال تبلغ قيمة العلم هبا قيمة العلم حبقيقة التوحيد‪.‬‬
‫ومن متناقضات املريزا املكنود قوله يف "اإليقان" ‪ -‬وهو يفسر فقرة من كتاب الصليبية‬
‫املقدس‪":‬إشارة إىل زمان تغلق فيه أبواب التوحيد واملعرفة اليت هي املقصد األصلي من خلق‬
‫اإلنسان" إنه يثبت أن الناس كانوا على بينة من التوحيد وعلى علم أبصول الدين قبل ظهوره‪،‬‬
‫وهذا نقيض ما سبق‪ ،‬ونقيض ما هبت به كل الناس من أهنم كانوا على الضاللة قبل ظهوره؛ ألهنم‬
‫ْحلوا اآلايت اليت تتعلق ابلتوحيد واآلخرة على ظواهرها‪ ،‬وعموا عن املراد منها(‪ !)1‬والبهائية هبذا‬
‫تشهد رغم أنفها للذين فعلوا ذلك أبهنم كانوا على بصرية؛ ألهنم حبملهم آايت التوحيد واآلخرة‬
‫على ظواهرها قد قاموا حبق اإلميان الصادق‪ ،‬وحق الفكر الرشيد‪ ،‬وحق البصر احلكيم ابللغة‬
‫وفقهها‪ ،‬وحق القلب الويف الذي يريد أن يطمئن ابليقني املشرق من كتاب هللا‪.‬‬
‫وهللا قد فرض على رسله البالغ والبيان‪ ،‬وقد عصمهم من اخليانة فلم يكتموا شيئا مما نـزل‬
‫إليهم‪ ،‬ومل يفرتوا سواه‪ ،‬ومل يؤوله أحدهم أتويال جيرد اللفظ من مفهومه وداللته اللغوية احلقيقية‪ ،‬ومل‬
‫يدع أحدهم إىل القيام هبذا‪ ،‬فلو أهنم كانوا يعلمون أن كلمة واحدة مما نـزل هللا يراد هبا غري‬
‫ظاهرها‪ ،‬لبينوا للناس‪ ،‬فهذه هي مهمتهم‪ ،‬وإال هلكوا خبيانة أممهم وخيانة هللا الذي أرسلهم‪ ،‬وجل‬
‫مقام الرسل ‪ -‬وما أعظمه ‪ -‬عن هذه اللعنة املهلكة‪ .‬مث هل جيوز لنا أن نبهت هللا احلكيم الرحيم‪،‬‬
‫أبنه يكلفنا بفهم ما مل يفهمه هو ‪ -‬كما أيفكون ‪ -‬ومبا مل يفهمه رسله؟ وأبنه أيمر مبا ال يريد أن‬
‫أيمر به‪ ،‬وينهى عما ال حيب النهي عنه‪ ،‬ويتكلم مبا ال يفقه‪ ،‬ويوجب علينا اإلميان بشيء جيب أن‬
‫نكفر به‪ ،‬ويوجب علينا أن نكفر أبمر جيب اإلميان به‪ ،‬ويعجز عن بيان مراده‪ ،‬ويكتم أصول دينه‬
‫وحقيقة توحيده طيلة عمر البشرية كلها إىل أن يظهر يف جسد عتل زنيم هو املريزا "حسني‬
‫علي"؟!‬
‫معاذ هللا ‪ -‬جل شأنه ‪ -‬أن نبغي على كربايئه بسفه من القول أو نتهمه يف رْحته بسوء من‬
‫الظن!‬
‫وحتاول زندقة البهائية بزعم آخر أيفك أن للرسل بيانني‪ .‬أحدمها‪ :‬مرموز واآلخر‪ :‬غري مرموز‪.‬‬
‫وهو عني الزعم األول‪ ،‬ولكن قناعه اللفظي خمتلف وحنن نسأل‪ :‬مباذا يفصل الناس بني ما هو‬
‫مرموز‪ ،‬وبني ما ليس مبرموز؟ أو بني ما يراد ابطنه‪ ،‬وبني ما ال يراد به ظاهره؟ البد من فيصل أو‬
‫بيان آخر يبني للعباد ذلك‪ ،‬ويفصل بني البيانني؛ لتتحقق الفائدة واحلكمة من إرسال الرسل لئال‬

‫(‪ )1‬ص‪ 55 ،21 ،20‬اإليقان‪ ،‬ص‪ 209‬هباء هللا‪ ،‬ص‪ 7‬احلجج‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يكون للناس على هللا حجة بعد الرسل‪ ،‬وهذا البيان الثالث إما أن يكون مرموزا أو غري مرموز‪.‬‬
‫فإن كان األول‪ ،‬فهو يف حاجة إىل بيان آخر‪ ،‬وهلم جرا إىل أن ينقضي عمر البشرية دون أن تصل‬
‫إىل ما يهديها إىل عبادة هللا‪ ،‬وإن كان غري مرموز ثبت أن مجيع املؤمنني السالفني قد فهموا حقيقة‬
‫التوحيد‪ ،‬ومعاين آايت القيامة قبل ظهور الدعي مريزا حسني علي بعشرات احلقب أو مئاهتا‪ ،‬وهذا‬
‫نقيض ما يفرتون‪ ،‬مث إن البهائية تزعم أن بيان الرسل عن أصول الدين هو املرموز! فهل يبقى لبيان‬
‫فروع الدين مثت فائدة‪ ،‬أو هل توجد فروع من غري أصول؟‬
‫أوهام يف التفسري والتأويل‪ :‬كما يستشهد البهائية على ابطلها هذا بقول احلق سبحـانه‪َ :‬ه مل‬
‫ت ُر ُس ُل َربِنَا ِاب محلَ ِق فَـ َه مل لَنَا‬ ‫ِ‬ ‫يـمنظُرو َن إَِّال َأتم ِويلَه يـوم أيمِيت َأتم ِويلُه يـ ُق ُ َّ ِ‬
‫ين نَ ُسوهُ م من قَـمبلُ قَ مد َجاءَ م‬ ‫ول الذ َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ َم َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َّل َعمنـ ُه مم َما َكانُوا‬ ‫م من ُش َف َعاءَ فَـيَ مش َفعُوا لَنَا أ مَو نـَُرُّد فَـنَـ مع َم َل َغ م َري الَّذي ُكنَّا نـَ مع َم ُل قَ مد َخس ُروا أَنمـ ُف َس ُه مم َو َ‬
‫يَـ مف َرتُو َن‪[ ‬األعراف‪ .]53 :‬فتزعم أن هذه اآلية تؤكد أن تفسري آايت القرآن اليت تتعلق أبصول‬
‫الدين‪ ،‬وأمور اآلخرة لن يكون إال يوم القيامة الكربى‪ ،‬أي يوم جتلي احلقيقة اإلهلية بكماهلا األعظم‬
‫يف صورة مريزا "حسني علي" وقد حتقق هذا؛ إذ ما بني املقصود من القرآن إال املريزا املذكور‬
‫ويفسر أبو الرذائل "التأويل" أبنه هو الكشف عن املعاين الباطنة غري الظاهرة اليت أطلقت عليها‬
‫تلك األلفاظ! وما يزعمه ال ينتسب إىل معىن الكلمة يف اآلية مطلقا‪ .‬فمعىن التأويل يف اآلية هو‬
‫حتقق ما أخرب به القرآن من وعد ووعيد وغريمها يف يوم القيامة‪ .‬مث إنه جاء يف اآلية اليت استشهدوا‬
‫ين نَ ُسوهُ ِم من قَـمبلُ‪ ‬وهذا يؤكد وجود مجاعة مؤمنة فقهت جيدا ما نـزل‬ ‫هبا قوله سبحانه‪:‬يـ ُق ُ َّ ِ‬
‫ول الذ َ‬ ‫َ‬
‫هللا قبل يوم القيامة‪ ،‬ومل ختالف عن أمر هللا‪ ،‬ويؤكد وجود مجاعة أخرى فقهت‪ ،‬ولكنهم أعرضوا‬
‫ظاملني عن هديه سبحانه وهم الذين سيشهدون يوم القيامة أبن رسل هللا قد جاءوا ابحلق‪ ،‬ويتمنون‬
‫العودة إىل الدنيا؛ ليعملوا صاحلا‪ ،‬فأين من فعلوا هذا حينما افرتى البهاء فريته‪ ،‬وزعم أنه رب‬
‫القيامة املوعود؟ إن ألوف األلوف يرمجونه بكل لعنة هو هبا احلري يف الدنيا ويف اآلخرة‪.‬‬
‫وتتناسى البهائية يف عدواهنا الباغي على احلق تلك اآلية احملكمة املذكورة قبل اآلية اليت‬
‫ص ملنَاهُ َعلَى ِع مل ٍم ُه ًدى َوَر مْحَةً لَِق موٍم‬ ‫اهم بِ ِكتَ ٍ‬
‫اب فَ َّ‬ ‫ِ‬
‫استشهدوا هبا‪ ،‬وهي قوله جل شأنه‪َ :‬ولََق مد جمئـنَ ُ م‬
‫يـُ مؤِمنُو َن‪[ ‬األعراف‪ .]52 :‬يؤكد هللا أنه نـزل على عبده حممد صلى هللا عليه وسلم كتااب فصل فيه‬
‫هاداي أصول دينه وفروعه وحقائق أوامره ونواهيه‪ ،‬فهل‬ ‫بياان ً‬ ‫فصال جليًا بني احلق والباطل‪ ،‬وبني ً‬ ‫ً‬
‫اللغز املبهم‪ ،‬والرمز املغلق واألحجية الغريقة يف الغموض وبقاؤها كذلك عدة قرون تفصيل على‬
‫علم؟ وهل إخفاء أصول الدين وراء سجف صم من األستار‪ ،‬واألسرار‪ ،‬وجهل الرسل مبا نـزل‬
‫إليهم هدى ورْحة؟‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫مث إن علينا بيانه‪ :‬ويستشهد البهائية يف مصر بقوله سبحانه‪ُ :‬مثَّ إِ َّن َعلَميـنَا بَـيَانَهُ‪ ‬معقبني عليه‬
‫بقوهلم‪":‬إن لفظة مث حسب قواعد اللغة عطف يدل على الرتتيب والرتاخي‪ ،‬وجميء "إن علينا بيانه"‬
‫بعدها تصريح من جانب احلق سبحانه وتعاىل أبنه قد اختص نفسه وذاته ابلبيان والتأويل‪ .‬وإن‬
‫هذا التأويل ال يظهر إال عن طريق شخص يصطفه هللا‪ ،‬وخيتصه بكشف هذه األسرار وإظهار‬
‫املعاين املستورة" ومن هذا الشخص؟ إنه مريزا حسني علي كما يفرتون! على أن البهائية تستدل‬
‫هبذه اآلية نفسها يف مواضع كثرية على أن "البيان" كتاب الباب هو املقصود هبذه اآلية‪ .‬فايل أي‬
‫الزعمني جينحون؟‬
‫ولنتكلم عن مث فنقول‪ :‬أهنا قد تفيد الرتاخي الزمين يف بعض حاالهتا غري أن هذا الرتاخي غري‬
‫حمدد بزمن معني‪ ،‬فقد يطول حىت يبلغ قروان‪ ،‬وقد يقصر جدا حىت لتحدده حلظة واحدة؛ إذ‬
‫اإلنمسا َن ِم من ُس َاللٍَة ِم من ِط ٍ‬
‫ني‬ ‫ِ‬
‫يكفي لتحقيق وجوده وجود فاصل زمين ما‪ .‬يقول ربنا‪َ :‬ولََق مد َخلَ مقنَا م َ‬
‫ضغَةَ‬ ‫ضغَةً فَ َخلَ مقنَا الم ُم م‬
‫ني ‪ُ ‬مثَّ َخلَ مقنَا النُّطم َفةَ َعلَ َقةً فَ َخلَ مقنَا الم َعلَ َقةَ ُم م‬ ‫‪ُ ‬مثَّ َج َع ملنَاهُ نُطم َفةً ِيف قَـرا ٍر َم ِك ٍ‬
‫َ‬
‫ني ‪ُ ‬مثَّ إِنَّ ُك مم بَـ مع َد‬ ‫ِِ‬ ‫ِعظَ ًاما فَ َك َس مو َان المعِظَ َام َحلم ًما ُمثَّ أَنم َشأم َانهُ َخ مل ًقا آَ َخَر فَـتَـبَ َارَك َّ‬
‫َح َس ُن ا مخلَالق َ‬ ‫اَّللُ أ م‬
‫ك لَ َميِتُو َن ‪ُ ‬مثَّ إِنَّ ُك مم يَـ موَم الم ِقيَ َام ِة تُـمبـ َعثُو َن‪[ ‬املؤمنون‪ .]16 – 12 :‬فهل تساوي الرتاخي‬ ‫ِ‬
‫َذل َ‬
‫الزمين املستفاد من "مث" يف هذه اآلايت‪ ،‬ومقدار بعضه أشهر‪ ،‬ومقدار بعضه حقب قصار‪،‬‬
‫ومقدار بعضه قرون طوال؟ فأية قرينة استندت البهائية إليها يف زعمها أن "مث" يف قوله تعاىل‪ُ :‬مثَّ‬
‫إِ َّن َعلَميـنَا بَـيَانَهُ‪ ‬قد أفادت هذه احلقب الطوال اليت تزيد عن ألف عام ظل فيها القرآن غري ِبني‬
‫حىت جاء "مريزا حسني علي"‪ ،‬فأنعم على اخللق ابلبيان؟ ال قرينة سوى اهلوى املعربد ابلسوء على‬
‫جالل احلق ومجاله‪.‬‬
‫مث أية فائدة نعمت هبا اإلنسانية من نـزول القرآن؛ وأية حكمة كانت يف تنـزيله‪ ،‬والبهائية تزعم‬
‫أنه ‪ -‬جل شأنه ‪ -‬ترك خري أمة ومعهم رسوهلم قروان متطاوالت هنب اجلهالة مبا نـزل عليهم دون‬
‫أن مين عليهم ببيان‪ ،‬مث هو يسأهلم يوم القيامة‪ :‬ملاذا خالفوا عن أمره؟!‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يت‬‫ت َعلَمي ُك مم ن مع َم ِيت َوَرض ُ‬ ‫ت لَ ُك مم دينَ ُك مم َوأَممتَ مم ُ‬ ‫إننا نتدبر قول احلكيم العليم سبحانه‪:‬الميَـ موَم أَ مك َم مل ُ‬
‫اإل مس َال َم ِدينًا‪[ ‬املائدة‪ .]3 :‬فهل يكمل الدين وتتم النعمة وأصول الدين اليت ال ميكن النجاة‬ ‫لَ ُكم مِ‬
‫ُ‬
‫بدوهنا مستورة جمهولة عليها ركام وركام من غموض ال تبني منها شعاعة حىت خلامت الرسل؟‬
‫ت ا مجلِ َّن‬ ‫إن احلكمة من خلق اجلن واإلنس هي أن يعبدوا هللا وحده ال شريك له‪َ :‬وَما َخلَ مق ُ‬
‫اإلنمس إَِّال لِيـعب ُد ِ‬
‫ون‪[ ‬الذارايت‪ .]56 :‬هذا قول هللا‪.‬‬ ‫َو مِ َ َ م ُ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ولكن البهائية تفرتي أن آايت التوحيد‪ ،‬وأصول الدين ظلت لغزا مغيبا وسرا حمجبا من لدن آدم‬
‫إىل أن ظهر املدعو مريزا "حسني علي"‪ ،‬فهل يعقل امرؤ هذا‪ ،‬أو يعطف فكره مرة إليه؟!‬
‫أمثلة من َتويل البهائية للقرآن‪:‬‬
‫زعمت الباطنية أن لكل ظاهر ابطنا‪ ،‬وهلا هدف من وراء هذا الزعم يوضحه أحد الباحثني‬
‫بقوله‪":‬اعلم أن مقصودهم أبن كل ظاهر ابطنا هو حقيقة االنسالخ من الدين واإلحلاد املبني؛ فإن‬
‫من ترك االستشهاد ابللغة‪ ،‬فقد ترك القرآن مجلة‪ ،‬وذلك ألن االعتماد على ظواهر اآلايت‬
‫واألخبار كالرتس الذي يدفع به‪ ،‬فإذا ترك ظاهرها‪ ،‬فيقول كل مبطل مبا يشاء كما هو مرادهم‬
‫خذهلم هللا" (‪ )1‬وكأَّنا يتحدث عن البهائية اليت جنمت بعدة قرون‪ ،‬وإليك أمثلة من جحود البهائية‬
‫مبعاين القرآن‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مائدة السماء‪ :‬يقول عنها البهاء إهنا‪":‬الطعام الذي به حتيا القلوب واألرواح واألفئدة املنرية"‬
‫مث يعقب على هذا مبا يفيد أنه هو رب هذه املائدة!‬
‫ان‪[ )3(‬الرْحن‪ .]5 :‬يقول البهاء عن العلماء‪ :‬إهنم نوعان‪،‬‬ ‫قوله تعاىل‪:‬الشَّمس والم َقمر ِحبسب ٍ‬
‫م ُ َ َُ ُ مَ‬
‫أما األول فهم الشموس العاليات احلاكون عن احلقيقة اإلهلية‪ ،‬وأما اآلخرون فهم مشوس سجني‪ ،‬مث‬
‫ان‪.‬‬ ‫يستشهد على هذا قول هللا سبحانه‪:‬الشَّمس والم َقمر ِحبسب ٍ‬
‫م ُ َ َُ ُ مَ‬
‫مث يعقب على اآلية الكرمية بقوله‪":‬كل من كان من عنصر هذه الشمس وذاك القمر أعين‪ :‬أنه‬
‫مقبل على الباطل‪ ،‬ومعرض عن احلق‪ ،‬فال بد وأنه قد ظهر من احلسبان‪ ،‬وإىل احلسبان راجع "مث‬
‫يتمزع البهاء هبذا السخف األعرج األعور األصم املخبول‪ ،‬فيقول‪":‬كذلك نعطيك من أمثار شجرة‬
‫العلم لتكونن يف رضوان حكمة هللا ملن احملربين"(‪.)4‬‬
‫فاحلسبان إذن هو مصدر علماء السوء‪ ،‬فأية صلة بني معىن احلسبان يف اللغة وبني ما يفرتيه‬
‫البهاء؟!‬
‫اها بِ َع مش ٍر‪[ ‬األعراف‪ .]142 :‬يزعم أبو الرذائل‬ ‫ِ‬
‫ني لَميـلَةً َوأَممتَ ممنَ َ‬
‫وسى ثََالث َ‬
‫اع مد َان ُم َ‬
‫قوله تعاىل‪َ :‬وَو َ‬
‫أن هذه الليايل املتممة لألربعني عبارة عن األربعني سنة اليت غابت فيها مشس احلقيقة اإلهلية(‪ )5‬عن‬

‫(‪ )1‬ص‪ 95‬قواعد عقائد آل حممد‪.‬‬


‫الس َم ِاء تَ ُكو ُن لَنَا ِعي ًدا‪ )‬أْحد‬
‫ـزل َعلَْيـنَا َمائِ َدةً ِم َن َّ‬
‫(‪ )2‬ص‪ 16‬إيقان‪( ،‬إشارة إىل قوله تعاىل يف سورة املائدة ‪َ :114‬ربَّـنَا أَن ْ‬
‫ْحدي‪.‬‬
‫(‪ )3‬أي حبساب معلوم وتقدير سوي حمكم‪.‬‬
‫(‪ )4‬ص‪ 26‬إيقان وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )5‬وهم يف موضع آخر يزعمون أن مشس احلقيقة ال تغيب‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫التجلي‪ ،‬مث يزعم أن مشس هذه احلقيقة قد جتلت يف موسى عليه السالم بعد أن بلغ أربعني‬
‫سنة(‪.)1‬‬
‫هذه أمثلة قليلة من حتريف البهائية اليهودي للقرآن‪ ،‬أو قل‪ :‬من العبث العادي على كل‬
‫املقاييس العقلية والتقلية واللغوية والعرفية‪ .‬وهكذا يفعلون يف كل آايت هللا! مقتدين يف هذا‬
‫ابلصوفية والباطنية!‬
‫قصص القرآن‪ :‬تزعم البهائية أن قصص القرآن رموز وأسرار‪ ،‬وأنه ليس هلا سند من العلم‬
‫والواقع والتاريخ(‪)2‬؛ وهلذا يقول عبدالبهاء عن قصة آدم‪":‬إذا صرفنا القصة على ظاهرها‪ ،‬وعلى‬
‫مقتضى مصطلح العوام‪ ،‬فإهنا تكون يف هناية الغرابة‪ ،‬ويكون العقل معذورا يف عدم تصديقها‬
‫وتصورها؛ ألن مثل هذا الرتتيب والتفصيل واخلطاب والعتاب يستبعد حصوهلم شخص عاقل‬
‫فكيف من هللا تعاىل؟!"(‪.)3‬‬
‫وقد اقرتف عبدالبهاء هذا البهتان؛ ليطابق دينه يف أصل العامل؛ فقد افرتت البهائية‪ :‬أن هللا روح‬
‫جمرد‪ ،‬واجملرد ال يعمل إال بواسطة األبدان العنصرية‪ ،‬وقد تعني هذا اجملرد يف هيكل بشري مسى فيه‪:‬‬
‫آدم‪ ،‬فكيف يكلف نفسه وكيف أيمر بطرد نفسه من اجلنة؟ مث مع من تكلم اجملرد املتعني يف‬
‫هيكل بشري! أمع املالئكة؟ إن املالئكة الذين أخرب عنهم القرآن ما هم ‪ -‬كما تدين البهائية إال‬
‫أوهام ‪-‬؛ إذ مل يك مثت يف األزل إال هذه الكائنات على صورة أعيان اثبتة‪ ،‬فأفيض عليها‬
‫الوجود‪ ،‬وليس هللا خبالق لشيء منها أو عليم هبا‪.‬‬
‫ويقول أبو الرذائل يف كتابه [الدرر البهية]‪":‬ال ميكن للمؤرخ أن يستمد معارفه التارخيية من آايت‬
‫القرآن" ويبني سبب هذا بقوله‪":‬إن األنبياء عليهم السالم تساهلوا مع األمم يف معارفهم التارخيية‪،‬‬
‫وأقاصيصهم القومية‪ ،‬ومبادئهم العلمية‪ ،‬فتكلموا مبا عندهم‪ ،‬وسرتوا احلقائق حتت أستار اإلشارات‪،‬‬
‫وسدلوا عليها ستائر بليغ االستعارات"(‪ )4‬وهو كفر صريح وسب صريح للقرآن ومنـزل القرآن‬

‫(‪ )1‬من ص‪ 97‬إىل ‪ 102‬جمموعة الرسائل‪ .‬وإين ألتساءل كيف كان حال العامل يف هذه السنوات األربعني اليت غابت فيها‬
‫روح هللا عن هيكلها البشري فأصبحت عاجزة عن العمل؟ ومن يقرأ تفسري أيب الرذائل يتجلى له أنه سرق ما قاله اجليلي عن‬
‫جتليات هللا أبمسائه على اخللق‪ .‬وإليك قول اجليلي‪(:‬وأعلى منه جتليه له يف امسه هللا‪ ،‬فيصطلم العبد هلذا التجلي‪ ،‬ويندك جبله‪،‬‬
‫فيناديه احلق على طور حقيقته‪ :‬إنه أان هللا) ويقول يف مكان آخر عن قصة موسى على اجلبل‪(:‬واندكاك اجلبل عبارة عن فناء‬
‫نفسه ابهلل وصعقه عبارة عن احملق والسحق‪ ،‬فعدم موسى وصار العبد كأن مل يكن‪ ،‬واحلق كما مل يزل‪ ،‬فما رأى موسى ربه‪ ،‬وإَّنا‬
‫هللا رأى هللا‪ ،‬وما مث إال املعرب عنه مبوسى) ص‪ 92 ،41‬جـ‪ 1‬اإلنسان الكامل‪.‬‬
‫(‪ (2‬ص‪ 13‬البهائية‪ ،‬ص‪ 103‬مكاتيب‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪ 204‬هباء‪.‬‬
‫(‪ )4‬ص‪ 96‬جـ‪ 3‬رسائل اإلصالح‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ورسول القرآن‪ ،‬وقد قلدهم فيه كثري ممن ظنوا‪ ،‬وممن يظنون يف هذه األايم أهنم أئمة يف البيان‬
‫والدين‪ ،‬وهو كفر مستمد من خبثاء الباطنية فهم أساتذة البهاء وابنه‪.‬‬
‫يقول إخوان الصفا عن قصص القرآن‪:‬‬
‫ـاحلمر‬
‫ع ـ ـ ـ ـ ــن ظ ـ ـ ـ ـ ــاهر ب ـ ـ ـ ـ ــني رع ـ ـ ـ ـ ــاع ك ـ ـ ـ ـ ـ م‬ ‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا أم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور خفي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت أنباؤه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مـر‬
‫آدم م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــني النب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات واخلُ َ‬ ‫وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي احلنط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة (‪ )1‬إذ ُح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِـذرها‬
‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوأته‪ ،‬وك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان قب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل مس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــترت‬ ‫وكي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف مل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ذاقه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدت ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬
‫قابيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل دفنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ألخيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه إذ حفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫وكيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف تعلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيم الغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراب أوالً‬
‫لي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل إبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراهيم ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــردا إذ ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكر‬ ‫ومـ ـ ـ ــا هـ ـ ـ ــي النـ ـ ـ ــار الـ ـ ـ ــيت كانـ ـ ـ ــت علـ ـ ـ ــى اخلـ ـ ـ ـ ـ‬
‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفينة األل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواح في ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه والدس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫ومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو الطوفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان إذ عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم‪ ،‬ومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫(‪)2‬‬
‫وال ـ ـ ـ ـ ـ ــدم إذ ج ـ ـ ـ ـ ـ ــاء إبف ـ ـ ـ ـ ـ ــك مش ـ ـ ـ ـ ـ ــتهر!‬ ‫وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا قم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيص يوس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف وذئب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬

‫وقد افرتى الباب أن قصة يوسف ‪ -‬كما سبق بيانه ‪ -‬وإخوته إَّنا هي قصة فاطمة واحلسني‬
‫وأئمة الشيعة‪.‬‬
‫مث أي علم وأي اتريخ تضرب هبما البهائية القرآن؟ أهي أساطري داروين؟ أهنا ما زالت فروضا‬
‫حتتاج إىل ما ال يتناهى من الرباهني؛ لتطرق ابب اليقني‪ .‬وإال فلرتان البهائية حقيقة علمية تناهض‬
‫قصص القرآن‪ .‬أما التاريخ املعروف الذي تؤيده الكشوف األثرية‪ ،‬والنقل الصحيح‪ ،‬فلم يعرض‬
‫بقصص القرآن إال ابلتصديق‪ .‬أما التاريخ الذي يعتمد على احلدس والظن واهلوى فما للبهائية أن‬
‫تتخذه هلا سندا يف الكفر ابحلق الثابت‪ ،‬واليقني الراسخ‪ .‬ولكنه احلقد املوروث ينفس عن جحيمه!‬
‫فما هنالك من حجة للبهائية سوى زعمهم أن القصص رموز؟! فهل ميكن أن جنعل من زعم احلقد‬
‫والوهم حجة؟!‬
‫اب َما َكا َن َح ِديثًا‬
‫ُويل ماألَلمب ِ‬ ‫وهللا سبحانه يقول عن قصص القرآن‪:‬لََق مد َكا َن ِيف قَ ِ ِ ِ‬
‫صص ِه مم ع م َربةٌ أل ِ َ‬ ‫َ‬
‫يل ُك ِل َش مي ٍء َوُه ًدى َوَر مْحَةً لَِق موٍم يـُ مؤِمنُو َن‪[ ‬يوسف‪:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫يـ مفرتى ولَكِن تَص ِد ِ‬
‫يق الَّذي بَم َ‬
‫ني يَ َديمه َوتَـ مفص َ‬ ‫ُ ََ َ م م َ‬
‫‪.]111‬‬

‫(‪ )1‬يقصدون الشجرة اليت هني آدم عن األكل منها‪ .‬والقرآن مل حيدد نوع الشجرة ومل يذكر امسها‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 192‬و‪ 4‬رسائل إخوان الصفا‪ .‬وفيما نقلناه عنهم كفر بقصص القرآن‪ .‬وكذلك فعل الفاطميون والدروز‪ ،‬انظر‬
‫ص‪ 89‬وما بعدها طائفة الدروز‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ولكن البهائية هبتت قصص القرآن أبنه حديث مفرتى ال سند له من العلم والتاريخ! فهل‬
‫تصدق أهنم مسلمون؟!‬
‫جهل البهاء ابلتاريخ‪ :‬وما كان للبهائية أن تذكر على لساهنا كلمة "التاريخ"‪ ،‬حىت ال توجه‬
‫النظر إىل سبة لطخت حياة رهبا مريزا‪:‬حسني علي"‪ ،‬تلك هي جهالته التامة حبقائق التاريخ الثابتة؛‬
‫فقد كان إذا ما تكلم فيه أتى ابلعجب العجاب من مضحكات األساطري‪ ،‬ولكنه اإلضحاك الذي‬
‫تثريه السخرية من جهالة راويها وبالهته! فال جتد فيما يسجله يف كتبه من اتريخ شيئا صحيحا إال‬
‫ما يستمده من القرآن‪.‬‬
‫أما يف غري هذا‪ ،‬فيلوذ أبساطري العجائز البلهاوات يرددها ترديد الببغاء وال سيما يف كتابه‬
‫اإليقان‪.‬‬
‫مث ما للبهائية تؤمن بنبوة زرادشت‪ ،‬وتسمية‪ :‬إبراهيم‪ ،‬وبنبوة بوذا‪ ،‬وبقداسة برامها‪ ،‬وتؤمن‬
‫ابلصلب‪ ،‬ووثنيات بولس‪ ،‬ومركبة إيليا السماوية‪ ،‬وتطعن يف قصص القرآن؟! إنه ضرام الكراهية‪.‬‬
‫تقية وكتمان‪ :‬يقول سليمان بن جرير(‪ )1‬وهو من كبار أئمة الشيعة املتقدمني‪ :‬إن أئمة الرافضة‬
‫قد وضعوا مقالتني لشيعتهم‪ ،‬إحدامها‪ :‬القول ابلبداء‪ .‬فإذا أظهروا قوال‪ :‬إنه سيكون هلم قوة وشوكة‬
‫وظهور‪ ،‬مث ال يكون األمر على ما أخربوه قالوا‪ :‬بل بدا هلل تعاىل يف ذلك‪ ،‬والثانية‪ :‬التقية‪ ،‬فإذا ما‬
‫تكلموا بشيء‪ ،‬وظهر هلم بطالنه‪ ،‬قالوا‪ :‬إَّنا قلناه تقية‪ ،‬وفعلناه تقية (‪.)2‬‬
‫وهبذين أخذت البهائية‪ .‬يقول البهاء عن نوح‪":‬إنه وعد أصحابه وعدا معينا عدة مرات إبنـزال‬
‫النصر عليهم‪ ،‬ويف كل مرة كان حيصل البداء"‪ .‬أما التقية‪ ،‬فيقول عبدالبهاء عقب أتويل يهودي‬
‫آلية قرآنية‪":‬اكتفيت هبذا املختصر؛ ألن اآلذان حمدودة‪ ،‬لتسمع كلمة‪ ،‬يعرتضوا هبا"‪ .‬ويقول‬
‫املريزا‪":‬إن كنوز اإلنسان بيانه‪ .‬وهذا املظلوم توقف عن إظهاره؛ إذ املنكرون مرتصدون"‪ .‬والبهائية‬
‫(‪)3‬‬
‫يف مصر تقول‪":‬إن البهائية ال تنفى ختم النبوة عن الرسل‪ ،‬وال تنفي أن اإلسالم خامت األداين"‬
‫وقد عرفنا رأيها يف األمرين‪ .‬مث تنفي عن الباب أنه ادعى الرسالة‪ ،‬وتسكت عما ادعاه‪ ،‬وهو أعظم‬
‫من الرسالة! كما تسكت أحياان عن التصريح اجللي بعقيدهتا يف مريزا "حسني علي"‪ .‬كما تنفي أن‬
‫غاية البهائية إجياد أمة جديدة أو الدعوة إىل دين جديد‪ ،‬وقد مرت النصوص اليت تثبت ما تدين‬

‫(‪ )1‬اهتم الصحابة أبهنم تركوا األصلح؛ ألهنم مل يبايعوا عليا وهو أحق ابخلالفة من اجلميع وحكم على عثمان ابلكفر‪ ،‬وظهر‬
‫أايم املنصور‪ ،‬ص‪ 80‬جـ‪ 3‬لسان امليزان للذهيب وغريه‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 259‬جـ‪ 1‬امللل والنحل‪.‬‬
‫(‪ (3‬انظر النصوص السابقة ابلرتتيب ص‪ 5‬إيقان‪ ،‬ص‪ 177‬مكاتيب‪ 125 ،‬إشراقات‪ 18 ،‬البهائية‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫به‪ ،‬ومنه إمياهنا أبن البهائية انسخة لإلسالم‪ ،‬وأن املريزا رب اآلخرة واألوىل‪ ،‬وأن الغالم املراهق‬
‫"الباب" أجل شأان من خامت النبيني‪.‬‬
‫وحق ما يقول جولدزيهر عن املبادئ اخلفية "للمريزا حسني علي"‪ :‬إنه احتفظ هبا للنخبة‬
‫املختارة من مريديه‪ ،‬فال يبوح هبا ألحد سواهم" ويقول يف مكان آخر‪ :‬إهنم يبتعدون عن اجلهر‬
‫مبعقداهتم املناقضة للدين اإلسالمي مناقضة اتمة مصطنعني التقية لكتماهنا(‪.)1‬‬
‫البهائية والروح‪:‬‬
‫أحياان على الوجود واحلياة‪ ،‬وهي هبذا اإلطالق تعترب عند البهائيني حقيقة‬ ‫تطلق البهائية الروح ً‬
‫واحدة‪ ،‬ال تتعدد إال ابلنظر إىل املراتب واملقامات؛ فلها يف كل مرتبة تعني خاص وتشخص‬
‫خاص‪ ،‬وقابلية خاصة‪ ،‬وهلا جتل يف احليوان والنبات واجلماد‪ .‬غري أن جتليها األعظم ال يكون إال‬
‫يف اإلنسان‪ ،‬وما قالته البهائية يشبه حلولية الفلسفة األملانية اليت تقول‪(:‬إن هللا هو العامل‪ ،‬وقد جتلى‬
‫هللا بنوع حياة يف اجلماد ‪ -‬حياة مغناطيسية ال تنبيهية ‪ ،-‬وجتلى يف احليوان حبياة تشبه حياة‬
‫النائم؛ فهو حيس نوع إحساس‪ :‬أبن له وجودا‪ ،‬مث جتلى أعظم جتلي يف اإلنسان‪ ،‬فهو يشعر‬
‫ويفكر‪.‬‬
‫ظهر هللا يف اإلنسان مبظهر الشاعر بنفسه‪ .‬ولست أعين ف ًردا من أفراد اإلنسان‪ ،‬وإَّنا أعين النوع‬
‫اإلنساين كله‪ ،‬فيحق لنا أن نقول‪ :‬إن هللا قد جتسد يف ذلك النوع اإلنساين"‪ .‬وإىل مثل هذا بل إىل‬
‫أكثر منه ذهبت البهائية؛ فهي تؤمن أبن مفهوم الوجود أو الروح هو مفهوم احلقيقة اإلهلية يف‬
‫غيبها وشهودها‪ ،‬وأن كل شيء هو حمل‪ ،‬أو مظهر لتجلي الوجود اإلهلي‪ ،‬ومرآة تعكس أنوار‬
‫مشسه‪ ،‬وحاك عن ظهور النور اإلهلي املعنوي وبروزه كما يقول "املريزا"‪.‬‬
‫أنواع الروح‪ :‬الروح النبايت‪ ،‬والروح احليواين‪ ،‬والروح اإلنساين‪ ،‬والروح اإلمياين امللكويت‪ ،‬والروح‬
‫القدسي‪ ،‬ولكل منها حقيقتها اليت متتاز هبا‪.‬‬
‫أما الروح اإلنسانية‪ ،‬فيقول عنها عبدالبهاء‪ :‬أهنا النفس الناطقة املدركة حلقائق األشياء وهي‬
‫متكثرة ابلذات متباينة ابحلقيقة‪ ،‬وهي ال تعد روحا يف احلقيقة‪ ،‬فهي ككل الكائنات يعرتيها التغري‬
‫والفساد؛ وهلذا كتب عليها الفناء‪ ،‬وأنه ال عود هلا بعد املوت‪ ،‬وال رجوع‪.‬‬
‫أما الروح اإلمياين امللكوِت فهو التجلي الرْحاين من مشس احلقيقة اإلهلية على احلقائق النورانية‪.‬‬
‫وهلذا الروح العود والرجوع؛ ألنه نور هللا‪ ،‬وفيضه املطلق(‪.)1‬‬

‫(‪ 249 ،245 )1‬العقيدة والشريعة ط‪.1‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وحدة أصحاب الروح اإلمياين امللكوِت‪ :‬إن الذين ينعمون حبلول هذه الروح فيهم يصري الواحد‬
‫جمازا‪ ،‬وال اختالف بينهم إال يف الشكل‪ ،‬ومثلهم يف هذا ‪ -‬كما تقول‬
‫منهم عني اآلخر حقيقة ال ً‬
‫البهائية ‪ -‬مثل السرج؛ فهي من حيث النور حقيقة واحدة‪ .‬أما من حيث الزجاجات واملشاكي‬
‫فمختلفة!‬
‫الروح القدس‪ ،‬أو روح هللا‪ :‬تعرفها البهائية أبنه قدمية احلقيقة أزلية أبدية الصفات‪ ،‬وأبهنا هي‬
‫العقل الكلي‪ ،‬أو النفس الكلية‪ ،‬أو الروح األمني‪ .‬وتزعم أن كل فرد تتجلى فيه هذه الروح قدمي‬
‫أيضا‪ ،‬ألنه متحقق قبل التجلي‪ ،‬ومستحضر موجود‪ .‬ومرآة جتليها صدور األولياء‪ ،‬ومشارقها‬
‫الكلمات واحلقائق النورانية‪ .‬أي‪ :‬الرسل‪ ،‬وهي مل تزل كانت طالعة من مطالعها‪ ،‬وال تزال تكون‬
‫كذلك‪ .‬وإذا أخذت بنفس احتدت معها‪ ،‬فتصري هي حقيقة هللا‪ .‬وقد يطلق الروح القدس على‬
‫القوى واملواهب اليت يتمتع هبا بعض الناس‪ ،‬وجيتهد غريهم يف سبيل احلصول عليها(‪.)2‬‬
‫الفيضان املقدس واألقدس‪ :‬والروح اإلمياين امللكويت يطابق ما تسميه البهائية ‪ -‬نقال عن‬
‫الصوفية ‪ -‬ابلفيض املقدس‪ ،‬أو الرْحة الصفاتية‪ ،‬وهو عبارة عن جتلي الواحد "هللا سبحانه" يف‬
‫صورة الكثرة العددية‪ ،‬أو انتقال األعيان الثابتة "حقائق الكائنات" من مرتبة املعقوالت إىل مرتبة‬
‫احملسوسات‪ ،‬أو من عامل الغيب إىل عامل الشهادة‪ .‬أما روح القدس‪ ،‬فتطابق ما تسميه البهائية‬
‫والصوفية ابلفيض األقدس‪ ،‬وهو عبارة عن جتلي هللا لذاته يف الصور العقلية للكائنات‪ ،‬وهذا‬
‫التجلي هو أول مرتبة من مراتب تعينات احلقيقة اإلهلية‪ ،‬أما الفيض املقدس‪ ،‬فهو املرتبة الثانية‪.‬‬
‫ابلفيض األقدس يتجلى هللا يف احلقائق النورانية‪ ،‬ولكن لنفسه‪ ،‬ويتعني ولكن يف صور معقولة!‬
‫وابلفيض املقدس تظهر مجيع الصفات واألمساء األزلية للحقيقة اإلهلية‪ ،‬وتتعني يف هياكل بشرية‬
‫حتكي متاما عن األولية واآلخرية والظاهرية والباطنية للحقيقة اإلهلية فالفيض األقدس‪ -‬إذن ‪ -‬هو‬
‫جتلي الذات للذات‪ ،‬أما الفيض املقدس فهو جتلي األمساء والصفات‪.‬‬
‫متناقضات‪ :‬قالت البهائية بفناء الروح اإلنسانية فناء ً‬
‫أبداي(‪ ،)3‬وأبهنا ال ترجع وال تعود وال‬
‫تبعث؛ ألن الروح اإلميانية امللكوتية هي الروح األبدية األزلية اخلالدة اليت هلا العود والرجوع‪،‬‬
‫وكذلك روح القدس!‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر النصوص السابقة ابلرتتيب ص‪ 217‬مكاتيب‪ ،‬ص‪ 204‬مبادئ الفلسفة لرابوبورت ص‪ 95‬إيقان‪ ،‬ص‪،218‬‬
‫‪ 129 ،219 ،128‬مكاتيب‪.‬‬
‫(‪ (2‬انظر النصوص السابقة ص‪ 219 ،129‬مكاتيب‪ ،‬ص‪ 75‬جمموعة الرسائل‪ 196 ،‬مكاتيب‪ ،‬ص‪ 83‬خطاابت‪.‬‬
‫(‪ (3‬حكم يف مكان آخر خبلودها يف ص‪ 99‬خطاابت‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ومها خمتصان ‪ -‬كما سبق بيانه ‪ -‬ابألنبياء واألولياء‪ ،‬وهذا يستلزم حتما القول أبن األنبياء‬
‫واألولياء هم وحدهم الذين هلم العود والرجوع‪ .‬أما غريهم‪ ،‬فال عود هلم‪ ،‬وال رجوع‪ ،‬ولكن البهائية‬
‫يف مكان آخر تؤمن برجعة الكفار‪ ،‬وتؤكد أن الذين كفروا ابلبهاء هم رجعة ملن كفروا مبحمد‬
‫وغريه‪ ،‬فأولئك هم عني هؤالء يف األرواح والذوات والصفات‪.‬‬
‫ويزعم عبدالبهاء أن موسى وإيليا واملسيح والبهاء وغريهم من النفوس العليا يف املأل األعلى‪ ،‬وأن‬
‫هنالك بينهم اتصاال‪ .‬فما هذا الوجود الذي خلعه على هؤالء يف املأل األعلى؟ وكيف يوجدون‬
‫منفصلني متميزين‪ ،‬وهم حقيقة واحدة جمردة‪ .‬هي احلقيقة اإلهلية؟ مث ما تلك احلقيقة اإلهلية اليت‬
‫تعينت يف هيكل بشري آخر بعد فناء هياكل أولئك؟ أهي هؤالء الذين زعم أهنم يف املأل األعلى‪،‬‬
‫أم هي غريهم؟ تناقض ابد وخلل بني‪ ،‬وكذلك الباطل دائما‪ .‬ولقد سألت امرأة عبدالبهاء عن‬
‫مسألة الرجوع بعد املوت إىل الدنيا‪ ،‬فأسكرها ‪ -‬قبل أن جييب ‪ -‬ابلغزل املخمور‪ ،‬مث قال‪":‬أما‬
‫مسألة الرجوع إىل هذه الدنيا الفانية‪ ،‬فهذه الدنيا دار العذاب‪ ،‬ودار البالء‪ ،‬ودار الشقاء‪ ،‬فالرجوع‬
‫إليها عقاب"‪ .‬وقال هلا أيضا "إن الروح كطري حمصور يف قفص اجلسد‪ .‬ومىت تكسر هذا القفص‬
‫طارت إىل رايض امللكوت بكل سرور وحبور"(‪ .)1‬وقد قرر من قبل أن روح األنبياء واألولياء‬
‫سرمدية اإلشراق من مطالعها‪ ،‬كلما غابت عن جسد أشرقت من جسد آخر‪ .‬وهنا حيكم أن‬
‫الرجوع إىل الدنيا عقاب! فكيف حيكم على مطالع األحدية أبهنم يف عذاب سرمدي وهم مقيم‪،‬‬
‫قصرا‪ ،‬أو يسمع‬ ‫هبذا الرجوع؟ متناقضات مركوم بعضها فوق بعض‪ ،‬حسب عبدالبهاء أن يبين ً‬
‫هتافًا‪ ،‬أو يرتشف وعد امرأة بليلة خاطئة!‬
‫ما بعد املوت‪:‬‬
‫تؤمن البهائية أبن القيامة هي قيام احلقيقة اإلهلية يف هيكل بشري‪ ،‬وأبن القيامة الكربى هي‬
‫قيامها يف هيكل مريزا "حسني علي"‪ ،‬وتؤمن كذلك أنه ما من امرئ إال ويدخل اجلنة أو النار قبل‬
‫مفارقة الروح للجسد(‪ )2‬وتؤمن أحياان ببقاء الروح اإلنسانية‪ ،‬وخبلود الروح امللكوتية‪ ،‬وسرمدية‬
‫جتليها يف أجساد بشرية‪.‬‬
‫ولكن البهائية ال ختجل أبداً من أن جتمع بني اإلميان والكفر بشيء واحد يف حلظة واحدة؛ فقد‬
‫قررت أن لكل روح حياة مستقلة بعد املوت يف عامل اجملردات؛ فعبدالبهاء يقول عن املوتى‪":‬أهنم‬
‫يرون أحباء هللا من األولني واآلخرين جمموعني يف الرفيق األعلى" كما يؤكد أنه ميكن االتصال هبم‬

‫(‪ )1‬ص‪ 186‬هباء‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 99 ،97‬حماداثت‪ ،‬ص‪ 195‬مكاتيب‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يف الصالة‪ ،‬وأهنم يصلون لنا ويشفعون‪ ،‬وقد سألت امرأة عبدالبهاء عن القول أبن مجيع األجناس‬
‫خاصا‪":‬يكون‬‫متظاهرا أبن له ر ًأاي ً‬
‫ً‬ ‫يصلون إىل درجة الكمال‪ ،‬ويتساوون فيها بعد املوت؟ فأجاب‬
‫هناك تنوع وامتياز ودرجات خمتلفة كما يف هذا العامل" ومل تدعه املرأة يسرتد أنفاسه‪ ،‬أو يطمع يف‬
‫غزل فقالت‪ :‬وكيف نتصور حقائق غري مادية خمتلفة يف األخالق ما دام الكل عارًاي عن البدن‪،‬‬
‫مقتال من الدعي فلم جيب إال كما جييب‬ ‫ويف مستوى واحد من الوجود؟ وقد أصاب السؤال ً‬
‫وْحَاه(‪ .)1‬كما يقول عبدالبهاء "اعلم أن الروح بعد خروجها من‬ ‫اخلَ ِمري الذي عربدت به كأسه ُ‬
‫اجلسد تصعد إىل ابرئها يف صورة دائمة بدوام ملكوت هللا وسلطنته واقتداره‪ ،‬ومنها تظهر آاثر هللا‬
‫وصفاته"(‪ )2‬أية روح؟ إن الروح اإلنسانية عندهم فانية‪ ،‬والروح امللكوتية تتجسد سرمداً!‬
‫ونسأل البهائية‪ :‬من أين جاءت البهائية هبذه األمشاج الصوفية املتباينة؟ أعن وحي كما تفرتي؟‬
‫إن الوحي اإلهلي يشرق من كل كلمة من كلماته برهان صدقه‪ ،‬وآية إعجازه‪ ،‬وأنه احلق‪ ،‬وأنه من‬
‫وفسادا‪ ،‬فأين إشراقة الوحي‪،‬‬
‫ً‬ ‫وتناقضا‬
‫ً‬ ‫خلال‬
‫عند هللا‪ .‬ولكنك ترى يف كالم البهائية عما بعد املوت ً‬
‫وعبدالبهاء يزعم أنه النيب األكرب؟‬
‫ولكن لنذكر رأي البهائية يف عامل ما بعد املوت رغم هذه املتناقضات‪ .‬ترى البهائية أنه عامل‬
‫روحاين فحسب‪ ،‬وأنه ال بعث وال حساب‪ ،‬وال عقاب وال ثواب ابملعىن الذي يقرره القرآن‪ ،‬ويدين‬
‫به املسلمون‪.‬‬
‫نتيجة وهدف‪ :‬وإذا كان األمر كذلك‪ ،‬فلم ال يندفع النـزاعون إىل اخلطااي سر ً‬
‫اعا إىل هذه الداينة‬
‫اليت ال تربط قلوهبم برب اآلخرة‪ ،‬وال ابلرغبة يف ثوابه أو اخلوف من عقابه؟‪ .‬ملاذا خيشون اقرتاف‬
‫املنكر‪ ،‬وما مث من خيشونه أو ما خيشونه؟! وملاذا ال ينتهبون كل لذة جسدية قبل أن يهلك اجلسد‬
‫الذي لن يعود مرة أخرى؛ فليكفر كل امرئ ابلقيم اجلليلة السامية‪ ،‬وليلوث نفسه أبوحال اخلطيئة؛‬
‫فإنه لن جيد له رًاب حياسبه على شيء بعد املوت‪ .‬هذه هي الردغة اليت يدعو إىل التلطخ هبا أرابب‬
‫البهائية؟!‬
‫وكيف يرغب الربرة يف دين ينذرهم ابحلرمان األبدي من ثواب هللا الروحي واملادي؟ وكيف حينو‬
‫عليها أولئك الذين تتمثل كل غاية هلم يف غاية واحدة هي أمسى الغاايت‪ ،‬تلك هي رؤية هللا يوم‬
‫روحا‬
‫القيامة‪ ،‬والبهائية تفرتي أن الرب قد هلك يوم مات النجس مريزا "حسني علي"‪ ،‬وصار ً‬
‫جمردا ال يُرى‪ ،‬وال يَرى‪ ،‬وال يريد وال يعمل‪ ،‬وال يقدر على شيء؟ ماذا تقدم البهائية من عزاء‬ ‫ً‬

‫(‪ )1‬انظر ص‪ 184‬وما بعدها هباء‪ ،‬ص‪ 73‬خطاابت‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 176‬هباء‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ألولئك البائسني الذين تنهب الفواجع حياهتم‪ ،‬وماهلم من عزاء إال فيما وعدهم به هللا يف الدار‬
‫اآلخرة‪ ،‬وهبذا الوعد ينوطون كل آماهلم‪ ،‬وحوله يدور فلك حياهتم؟‬
‫إن ذوى البالء من املؤمنني يشعرون يف الدنيا بنوع ما من السعادة‪ ،‬بيد أهنا السعادة السلبية‪.‬‬
‫سعادة الرضى ابألمل والصرب عليه‪ .‬وابتغاء مرضاة هللا وثوابه‪ ،‬وهللا جل شأنه أبر وأكرم من أن‬
‫يرتكهم دون أن يثيبهم على صربهم النبيل‪ ،‬وأن حيقق هلم ما وعدهم به من النعيم املقيم يف جنات‬
‫جتري من حتتها األهنار ال يشعرون وهم فيها أباثرة من خوف أو قلق يثريه يف النفس تصور احلرمان‬
‫منها وهللا أجل من أن يفصل كل هذا التفصيل لنعيم اجلنة وعذاب النار‪ ،‬مث نبهته أبنه ال يريد مبا‬
‫قال معناه! أو أبنه خيربان عن أوهام ويعدان أبوهام!‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫املعرفة‬

‫ما مصادر املعرفة أو ما مقاييسها؟‬


‫جييب عبدالبهاء عن هذا أبن املعرفة أربعة مصادر أو مقاييس‪:‬‬
‫أوال‪ :‬امليزان اْلسي‪ :‬ويشري هبذا إىل مذهب الفالسفة احلسيني الذين يقولون‪ :‬إن أصل املعرفة‬‫ً‬
‫هو اإلدراك احلسي املستمد من احلواس الظاهرة أو الباطنة‪.‬‬
‫اثنيًا‪ :‬امليزان العقلي‪ :‬ويشري هبذا إىل مذهب الفالسفة العقليني الذين يرون أن العقل قوة فطرية‬
‫هبا يتصف العلم أبهم صفتني له مها‪ :‬الصدق والضرورة!‬
‫اثلثًا‪ :‬النقل‪.‬‬
‫ابعا‪ :‬اإلهلام‪ ،‬وهو مذهب صويف يقرر أن املعرفة اإلهلامية فوق العقل والوحي‪ ،‬وعبدالبهاء مل‬ ‫رً‬
‫أيت جبديد‪ ،‬وال عيب يف أن يستعني اإلنسان ابلنتائج اليقينية اليت استنبطها من سبقوه‪ .‬وإَّنا‬
‫اخلزي الشائن يف أن يسرق خرافات غريه‪ ،‬مث يزعم مع هذا أهنا وحي الروح اإلهلية احلالة فيه! وقد‬
‫نقد عبدالبهاء النقل أبنه ال يوصل إىل اليقني‪ ،‬أما اإلهلام فنقده أبنه قد يكون وساوس شيطانية‪ .‬مث‬
‫دعا إىل نبذ كل معرفة عقلية أو نقلية‪ ،‬فيقول‪":‬اترك املعقول واملنقول تتابع عليك مالئكة اإلهلام"؛‬
‫مجيعا‬
‫مجيعا‪ ،‬وال سيما احلقائق اإلهلية فالناس عنها ً‬
‫ألن احلقيقة خالف ما هو مسلم به عند الناس ً‬
‫غافلون‪ ،‬ولقائلها وانقلها والظاهر هبا منكرون(‪ .)1‬وتزعم أن من ظهر هبذه احلقائق وأظهرها هو‪:‬‬
‫املريزا "حسني علي"‪ .‬وتؤكد البهائية أن البشرية ‪ -‬قبل ظهور املريزا "حسني علي" ‪ -‬مل هتتد إىل‬
‫حقيقة علمية أو تطمئن إىل يقني ديين؛ ألن كل احلقائق العلمية والدينية‪ ،‬مل تلح منها شعاعة‬
‫واحدة إال حني جتسدت روح هللا يف "املريزا" املذكور‪ ،‬ففاضت منه على الوجود الكماالت اإلهلية‪،‬‬
‫وانلت روح هللا كماهلا األعظم! ومن يبتغ الوصول إىل كنه غيوب احلقائق الكامنة يف كل كلمة‬
‫إهلية‪ ،‬بل يف كل حرف‪ ،‬بل يف كل نقطة‪ ،‬فليؤمن أبن املريزا املذكور هو رب القيامة األعظم! ومن‬
‫يزعمون له هذا عاش حلس جهالته وعمايته وعبد شهواته! فهل ميد اجلهول الكنود بعطاء العلم‬
‫واملعرفة؟!‬

‫(‪ )1‬ص‪ 153 ،118 ،113‬مكاتيب‪ ،‬ص‪ 23‬احلجج‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫املقياس البهائي‪ :‬ال تؤمن البهائية مبصدر للمعرفة سوى املكاشفة والشهود! وتفرض األخذ‬
‫بنتائج هذه املعرفة‪ ،‬وإن خالفت املعقول‪ ،‬وصحيح املنقول؛ فهي فوق العقل والنقل والوحي!!‬
‫ويعرف عبدالبهاء هذا املقياس‪ :‬أبنه جتليات سطوع أنوار الفيض اإلهلي والسر الرْحاين!‬
‫جمال املعرفة الكشفية‪ :‬وجمال هذه املعرفة كل احلقائق الغيبية والدينية والعلمية‪ ،‬وصاحب هذه‬
‫علما(‪.)1‬‬
‫املعرفة حييط بكل شيء ً‬
‫أصحاب املعرفة الكشفية‪ :‬وال ينعم هبذه املعرفة إال طائفة خاصة هم كبار البهائيني الذين‬
‫أيقنوا أن البهاء هو رب األرابب!‬
‫* * *‬
‫تعقيب‪ :‬لقد الذ البهاء وابنه بتلك األسطورة كما الذت الصوفية والباطنية‪ ،‬ليتخلصا من حكم‬
‫سفها دعوهتا البشرية‬
‫العقل الرشيد‪ ،‬وحكم النقل الصحيح عليهما أبهنما مفرتاين وحسب البهائية ً‬
‫إىل التنكر للعقل وبدائه الفكر وإىل الكفر حبقائق الوحي اإلهلي‪.‬‬
‫ولقد نقد عبدالبهاء اإلهلام أبنه جيوز أن يكون وساوس شيطانية‪ ،‬فلم ال تكون املعرفة الكشفية‬
‫املزعومة كذلك؟‬
‫مث إن عبدالبهاء يوجب نبذ املعقول واملنقول؛ لتهبط علينا مالئكة اإلهلام! ومن املالئكة يف دين‬
‫البهائية من هم أضل من األابلسة‪ .‬مث هم ‪ -‬كما سبق ‪ -‬يرفضون األخذ ابملعرفة اإلهلامية‪ ،‬مث أية‬
‫مكاشفة وشهود؟ أشهود احلقيقة اإلهلية وهي غيب‪ ،‬أم شهودها وهي متجلية يف هيكل بشري؟‬
‫إن كان األول انقضوا أنفسهم؛ ألن البهاء نفسه حيكم أبن شهودها ‪ -‬وهي غيب ‪ -‬مقام ال تطري‬
‫إليه أفئدة املقربني(‪ ،)2‬وهذا يستلزم استحالة املعرفة ابستحالة الشهود!‬
‫وإن كان اآلخر ‪ -‬أي شهودها متجسدة ‪ -‬فهذا يستلزم استحالة الوصل إىل حقيقة علمية‬
‫واحدة بعد هالك هذا اجلسد البشري الذي تعينت فيه احلقيقة اإلهلية‪ ،‬فهل مبثل هذا يستقيم أمر‬
‫اإلنسانية؟ أو يصلح حاهلا‪ ،‬وهل يؤيد يقني الواقع هذا الزعم؟‬
‫مث أبي مقياس نقيس نتائج املعرفة الكشفية الشهودية‪ ،‬والبهائية قد عزلت العقل والنقل واإلهلام‬
‫احدا ممن يدينون هبذه األسطورة يتفق مع اآلخر يف نتائج هذه املعرفة‬ ‫والوحي؟! وأنت ال جتد و ً‬
‫الشهودية املزعومة!‬

‫(‪ )1‬النصوص ص‪ 120 ،113 ،112 ،152 ،113 ،155 ،100 ،154‬مكاتيب‪.‬‬
‫(‪ )2‬ص‪ 96‬إيقان‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وتزعم البهائية أهنا تستمد من القرآن حجتها يف مسألة املعرفة‪ ،‬فلننظر يف كتاب هللا؛ لنعرف‬
‫كيف افرتوا على هللا الكذب‪.‬‬
‫ك َكا َن َعمنهُ‬ ‫صَر َوالم ُف َؤ َاد ُك ُّل أُولَئِ َ‬ ‫ك بِِه ِع مل ٌم إِ َّن َّ‬
‫الس مم َع َوالمبَ َ‬ ‫س لَ َ‬ ‫ف َما لَمي َ‬ ‫يقول ربنا سبحانه‪َ :‬وَال تَـ مق ُ‬
‫َم مسئُ ًوال‪[ ‬اإلسراء‪ .]36 :‬ولنتدبر فيما ورد من آايت يف سورة عبس؛ ليتجلى لنا أن القرآن ال‬
‫أبدا من شأن املعرفة (احلسية)‪ ،‬بل يدعو إىل استخدام حواس السمع والبصر واللمس والشم‬ ‫حيقر ً‬
‫كثريا من اآلايت بقوله سبحانه‪ :‬إن يف ذلك‬ ‫والذوق‪ ،‬وقد بلغ من حفاوة القرآن ابلعقل أنه ختم ً‬
‫آلايت لقوم يعقلون‪ ،‬أو لقوم يتفكرون‪ ،‬ووصف الذين ال يعقلون أبهنم شر الدواب ‪‬إِ َّن َشَّر‬
‫ين َال يَـ مع ِقلُو َن‪[ ‬األنفال‪ .]22 :‬من هذه اآلية ‪ -‬ومثلها كثري ‪-‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫اَّللِ ُّ‬
‫الص ُّم المبُ مك ُم الذ َ‬ ‫اب ِعمن َد َّ‬
‫الدَّو ِ‬
‫َ‬
‫يتبني لنا جبالء أن القرآن يقدر اإلدراك احلسي‪ ،‬واإلدراك العقلي‪ ،‬وحيرتم النقل الصحيح‪ .‬تدبر قوله‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صو َن‪‬‬ ‫سبحانه‪:‬قُ مل َه مل عمن َد ُك مم م من ع مل ٍم فَـتُ مخ ِر ُجوهُ لَنَا إِ من تَـتَّبِعُو َن إَِّال الظَّ َّن َوإِ من أَنمـتُ مم إَِّال َختمُر ُ‬
‫[األنعام‪.]148 :‬‬
‫ويقول سبحانه عن اجلن الذين صرفهم هللا إىل الرسول صلى هللا عليه وسلم؛ ليستمعوا‬
‫ين ‪ ‬قَالُوا َاي قَـ موَمنَا إِ َّان َِمس معنَا‬ ‫ِ َّ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ُروهُ قَالُوا أَنمصتُوا فَـلَ َّما قُض َي َول موا إ َىل قَـ مومه مم ُممنذر َ‬ ‫القرآن‪:‬فَـلَ َّما َح َ‬
‫ني يَ َديمِه يَـ مه ِدي إِ َىل ا محلَ ِق َوإِ َىل طَ ِر ٍيق ُم مستَ ِقي ٍم‪[ ‬األحقاف‪:‬‬ ‫كِتااب أُنـزَل ِمن بـع ِد موسى م ِ ِ‬
‫صدقًا ل َما بَم َ‬ ‫م َم ُ َ ُ َ‬ ‫ًَ‬
‫صحيحا عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فهل‬ ‫ً‬ ‫نقال‬
‫‪ .]30 ،29‬يدعوهنم إىل اإلميان مبا نقلوه ً‬
‫يعادي القرآن النقل الصحيح عن احلق كما تزعم البهائية؟‬
‫غري أن القرآن يوجب أن جنعل وحي هللا سبحانه هو الفيصل األكرب‪ ،‬واحلكم املطاع عند‬
‫ٍ‬
‫التنازع‪ ،‬وأن جنعله وحده هو املصدر الذي نستمد منه معارفنا الدينية‪:‬فَِإ من تَـنَ َاز معتُ مم ِيف َش ميء فَـ ُرُّدوهُ‬
‫ول‪[ ‬النساء‪.]59 :‬‬ ‫الرس ِ‬ ‫إِ َىل َِّ‬
‫اَّلل َو َّ ُ‬
‫إهنا دعوة احلق اليت تتفتح هلا القلوب وختشع‪ ،‬وتتطامن العقول وتذعن‪ .‬دعوة توجب على‬
‫السمع أن يسمع‪ ،‬وعلى البصر أن يبصر‪ ،‬وعلى العقل أن يتدبر‪ ،‬وعلى الفكر أن يتفكر؛ لتتعاون‬
‫كل هذه القوى يف سبيل إمداد النفس بيقني املعرفة‪ ،‬وصدق اإلميان أبن ما جاء به رسول هللا هو‬
‫احلق‪.‬‬
‫وقد حارب القرآن هذه الطائفة اليت تقول‪ :‬إان وجدان آابءان على أمة؛ ألهنا عطلت عقوهلا‬
‫وحواسها‪ ،‬فأبت أن تعقل‪ ،‬وأبت أن تشعر!‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اللغة والفكر‬

‫بني الفكر واللغة صلة وثيقة؛ فهي أجل وسيلة يتوسل هبا الفكر؛ ليعرب عن مضمونه؛ وهلذا جيب‬
‫حتديد معاين األلفاظ‪ ،‬ومعرفة ما تدل عليه جبالء؛ فإنه إذا اختلف مدلول اللفظ عند املتكلم عن‬
‫مدلوله عند املخاطب استحال الوصول إىل حقيقة واحدة‪ .‬هل ميكن التفاهم أو الفهم إذا كان‬
‫القارئ يفهم يف حرف "األَلِف" مدلوله احلقيقي الذي ليس له من مدلول سواه‪ ،‬وهو أنه أحد‬
‫حروف اهلجاء‪ ،‬وكان الكاتب يريد هبا التعبري عن املرتبة األوىل لتعني احلقيقة اإلهلية؟!‬
‫هكذا تفعل البهائية؛ فإهنا تقطع كل صلة ميكن أن تكون بني اللفظ ومعناه‪ ،‬وقد ابتدعت‬
‫للكلمة الواحدة مدلوالت ومهية متقابلة تقابل النقيضني‪.‬‬
‫ولو أننا تركنا لكل إنسان احلرية يف أن يقرتف لأللفاظ ما شاء هواه من معان ما بقيت يف‬
‫الوجود حقيقة دينية أو علمية‪ ،‬أو أدبية ميكن أن يلتقي على اإلميان هبا اثنان‪ .‬بل ما بقي‬
‫لإلنسانية ما تؤمن به سوى شيء واحد‪ ،‬هو‪ :‬أنه ال توجد حقيقة!‬
‫أمثلة من حتريف األلفاظ عند البهائية‪ :‬سئل عبدالبهاء عن معىن كلمة "الروم" يف قوله‬
‫وم‪[ ‬الروم‪ .]2 :‬فذكر هلا معاين عديدة منها‪ :‬أن الروم هي جنود النفس‬ ‫تعاىل‪:‬غُلِب ِ‬
‫الر ُ‬
‫ت ُّ‬ ‫َ‬
‫واهلوى‪ ،‬أو هي النفوس اليت استضاءت وجوههم عند شروق مشس القدم من مشرق امسه األعظم‪،‬‬
‫أو هي شرائع هللا وسننه‪ ،‬وحدود هللا وحكمه‪ ،‬أو هي احلقائق املمكنة املتجلية أبمساء هللا وصفاته‪،‬‬
‫أو هي مقام النظر واالستدالل‪ ،‬أو هي مقام الظنون واألوهام‪ ،‬أو هي مقامات النفس ومراتبها‬
‫ودرجاهتا‪ .‬وبعد هذا الركام العفن من اهلراء واألفن يقول‪":‬إنه لو يريد أن يفسر هذه اآلية الالهوتية‬
‫بكل املقامات الغيبية واحلقائق اإلهلية‪ ،‬واملراتب اجلربوتية وامللكوتية‪ ،‬واحلقائق الكونية‪ ،‬والعوامل‬
‫الغيبية والشهودية‪ ،‬والظهورات األحدية والشئوانت الواحدية‪ ،‬والكينوانت الروحية‪ ،‬واألركان‬
‫القلبية‪ ،‬واملشاعر احلقيقية والنفسية وتوابعها ولواحقها أبمت بيان وأكمل تبيان ألقدر بعون هللا"(‪.)1‬‬
‫إنه خرف دجال ملعون يدمدم به يف ظلمات كهف سحيق؛ وضحااي البهائية مشدودون إليها‬
‫مبثل هذه اخلرافات اليت يفرتيها عبدالبهاء؛ ليزعم هبا أن فيوض الروح القدس متوج يف روحه‪ ،‬مث‬
‫ليحول بني البهائيني‪ ،‬وبني التطلع إىل فهم حقيقة دينية‪ ،‬أو إىل التدبر يف آية‪ ،‬والنظر يف حجة!‬
‫لقد زعم شيطاهنم الذي يعبدونه أن للكلمة الواحدة كل هذه األسرار واملقامات السماوية‪ ،‬فهل‬
‫ينـزع أحدهم إىل أتويل كلمة‪ ،‬أو يتطلع إىل تدبر آية؟!‬

‫(‪ )1‬ص‪ 68‬إىل ‪ 100‬مكاتيب‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وإين ألسائل عبيد الشيطان‪ :‬أمثَّت صلة‪ ،‬أو أاثرة وهم من صلة بني ما ذكره شيطاهنم‪ ،‬وبني‬
‫بعضا؟! وإذا كان للكلمة الواحدة كل‬
‫كلمة الروم‪ ،‬وكل ما ذكره أنقاض متناقضات يلعن بعضها ً‬
‫هذا‪ ،‬فإن تفسري كلمة واحدة يتطلب عدة قرون‪ ،‬وآجال أمم‪ ،‬وألوف اجمللدات‪ .‬أو أقل‪ :‬إنه‬
‫يستحيل الوصول إىل يقني!‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫السياسة‬

‫اتما بني الدين والدولة‪ ،‬أو بني الشريعة والقانون وفرضت على البهائيني‬
‫فصال ً‬
‫فصلت البهائية ً‬
‫م‬
‫(‪)1‬‬
‫طاعة القانون قبل الدين‪ ،‬وطاعة امللوك واحلكام قبل طاعة هللا ‪.‬‬
‫نظام اْلكم‪ :‬يف دم البهاء تراث اجملوسية املضطرم‪ ،‬وقد كان الفرس يؤمنون أبن ملوكهم هم‬
‫املمثلون الصادقون إلرادة هللا‪ ،‬أو أبهنم أبناء هللا‪ ،‬وقد ورث البهاء عن أسالفه هذه العقيدة‪ .‬امسع‬
‫إليه يف ذل الضراعة يزلفها إىل ملك إيران‪":‬انصره جبنود الغيب والشهادة؛ ليسخر املدائن ابمسك‪،‬‬
‫وحيكم على من على األرض كلها بقدرتك وسلطانك" ويقول لنفس امللك‪":‬إن هللا قد جعلك ظله‬
‫بني العباد‪ ،‬وآية قدرته ملن يف البالد"(‪ .)2‬وهذا امللك الذي تزلف البهاء إليه هبذه الوضاعة هو يف‬
‫دين البهائية كافر؛ ألنه ليس هبائيًا‪ ،‬بل كان يقتل البهائيني‪ ،‬مث إنه ملك كان بيد الشيطان خطامه؛‬
‫وهلذا أعتقد أن كلمة البهاء هذه تكفي وحدها يف احلكم عليه أنه دجال غيب‪ ،‬ال يساوي شسع‬
‫نعل نيب!‬
‫عبدا رقي ًقا لكل هذه‬
‫وكانت روسية قيصرية‪ ،‬واجنلرتا ملكية‪ ،‬وأمريكا مجهورية‪ ،‬وكان البهاء ً‬
‫اجعا‬
‫الدول‪ ،‬فماذا يفعل؟ لقد ا َّدارأ كعادته حبرابء الرايء فقال‪":‬إن اجلمهورية ‪ -‬وإن كان نفعها ر ً‬
‫إىل عموم أهل العامل ‪ -‬ولكن شوكة السلطنة آية من آايت هللا ال حنب أن حيرم منها مدن‬
‫العامل"(‪.)3‬‬
‫ويصف امللوك ‪ -‬وإن كانوا سفه الكفر‪ ،‬وْحاقة الظلم ‪ -‬أبهنم مشارق قدرة هللا ومطالع عزته‪.‬‬
‫ومل يصف هؤالء بوصف جيعلنا نظن أنه يقصد امللوك الرْحاء الطيبني العادلني؛ فهو ال يعنيه إميان‬
‫قصورا‪ ،‬وأن يؤدي حق اجملوسية والصهيونية؛ فاألوىل تؤله‬‫منهم‪ ،‬وال كفر‪ ،‬وإَّنا يعنيه أن يشيدوا له ً‬
‫امللوك‪ ،‬وهو وليدها واألخرى تعبد مل ًكا يف الغيب من نسل داود تزعم أنه سيعيد إليها جمدها‪،‬‬
‫والبهاء ربيبها‪.‬‬
‫عداوة البهائية للحرية‪ :‬أبغض كلمة يسمعها مستعمر من رجل شرقي هي كلمة "احلرية"‬
‫ويراها مرادفة "للهمجية والفوضى"‪ ،‬وقد أسرع البهاء‪ ،‬فمجد هذه الشهوة االستعمارية الدنسة‪،‬‬
‫فقال يف كتابه "األقدس" ‪ -‬وهو أهم كتاب تقدسه البهائية‪":‬نرى بعض الناس أرادوا احلرية‪،‬‬

‫(‪ )1‬ص‪ 111‬إشراقات‪ 146 ،‬حجج‪ 254 ،‬هباء هللا‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ ،84 ،89 ،78‬مقالة سائح‪.‬‬
‫(‪ (3‬ص‪ 98 ،117‬إشراقات‪ ،‬وقد تكرر هذا القول يف كتابه‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ويفتخرون هبا؟ أولئك يف جهل مبني" ويشبه طالب احلرية ابحليواانت‪ ،‬مث يقول‪":‬إن احلرية خترج‬
‫اإلنسان عن شئون األدب والوقار‪ ،‬وجتعله من األرذلني" ويهلل هبائي من الغرب هلذا‪ ،‬وميهد له‬
‫بقوله‪":‬لو منحت احلكومة الدستورية املستقلة لشعب مل يكن لديه الرتبية الكافية‪ ،‬وتغلبت عليه‬
‫األغراض النفسية‪ ،‬ومل يكن له من احلنكة ما يكفي لتيسري دفة األمور العامة‪ ،‬فإن ذلك يكون‬
‫خطرا"‪ .‬نفس النباح االستعماري!‬
‫ً‬
‫ويدعو عبدالبهاء الغرب عقب انتهاء احلرب العاملية األوىل إىل التنكيل ابلشعوب اليت تطالب‬
‫ابحلرية‪ ،‬ويلوم الغرب؛ ألنه منح بعض الشعوب الشرقية استقالهلا‪ ،‬فيقول‪":‬تنبأ هباء هللا أبنه جييء‬
‫وقت يسود فيه عدم التدين‪ ،‬وتنتشر الفوضى وحيصل االختالل؛ بسبب إعطاء احلرية الزائدة ملن‬
‫هو غري مستعد هلا‪ ،‬وبعد ذلك تعود مؤقتًا‪ .‬حكومة القوة يف مصلحة الناس أنفسهم؛ ألجل منع‬
‫متاما‪ ،‬وهلا‬
‫االختالل‪ ،‬وعدم النظام‪ ،‬فمن الواضح أن كل حكومة تسعى اآلن أن تكون مستقلة ً‬
‫حرية العمل‪ ،‬ولكن بعض هذه احلكومات غري مستعدة اآلن"(‪ .)1‬وما مثت فرق بني دعواه‪،‬‬
‫ودعوى االستعمار يف عصران‪.‬‬
‫لقد سن االستعمار قوانني العقوابت الباغية؛ ليقضي هبا على كل مناد ابجلهاد احلق يف سبيل‬
‫هللا‪ ،‬وعلى كل حلم يرف على نبع احلرية!‪.‬‬
‫ولكن البهاء أىب إال أن يكون أذل عبيد االستعمار‪ ،‬فحكم بنسخ اجلهاد‪ ،‬وجعله البشارة األوىل‬
‫عبدا استعمارًاي أرذل من االستعماريني؛ فاالستعمار قد ربط بغيه‬ ‫يف دينه‪ ،‬وهجا احلرية‪ ،‬فكان ً‬
‫ابلقانون‪ ،‬أما عبده املريزا‪ ،‬فقد ربطه ابلدين!‪ .‬ترى هل ينكص هبائي واحد عن سفك دماء العرب‬
‫واملسلمني إن سنحت له ابدرة من فرصة‪ ،‬وقد كان نبيهم عبدالبهاء أجري االستعمار يف احلرب‬
‫العاملية األوىل‪ ،‬وكلبه النجس العقور‪ ،‬وخملبه الدنس الذي أنشبه يف رقاب األبرايء من العرب‬
‫واملسلمني؟! إن البهائيني الذين يؤمنون بنسخ اجلهاد‪ ،‬ويبشرون بنسخه هم الذين يعيشون يف بالد‬
‫دائما للشرقيني قول‬
‫جثم االستعمار على صدرها الرقيق‪ .‬وهم الذين يعيشون يف الشرق؛ لريددوا ً‬
‫معبود البهائية‪[:‬ألن تُقتلوا خري من أن تَقتلوا]‪ .‬أما يف الغرب‪ ،‬ويف ردغة الصهيونية‪ ،‬فهم اخلناجر‬
‫امللوثة ابلسم الفاتك‪ ،‬املعدة؛ لتغرس يف صدور العرب واملسلمني‪.‬‬
‫نظام الكهنوت يف البهائية‪ :‬لعبدالبهاء األثر األكرب يف تنظيم أمر البهائية‪ ،‬وقد وضع هلا ً‬
‫نظاما‬
‫كهنوتيًا جعل على رأسه من مساه‪":‬ويل أمر هللا" وال ميكن اختياره إال من ذرية املريزا حسني علي‪،‬‬

‫(‪ (1‬ص‪ 238 ،140‬هباء‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وأول من عني يف هذا املنصب الديين هو‪":‬شوقي أفندي رابين"(‪ )1‬أكرب أوالد "ضيائية خامت" كربى‬
‫مجيعا أن‬
‫بنات عبدالبهاء‪ .‬وقد عهد إليه عبدالبهاء قبيل موته‪ ،‬وطلب يف وصيته من البهائيني ً‬
‫يتوجهوا إىل فرع السدرتني الذي نبت من الشجرتني املقدستني(‪)2‬؛ ألنه آية هللا ومبني آايته‪ .‬وطاعة‬
‫ويل األمر فرض مقدس؛ ألن مشيئته هي مشيئة هللا‪ ،‬وألنه حمفوظ حبفظ املريزا "حسني علي" يف‬
‫ملكوته األعلى‪ .‬وعلى ويل األمر أن يوصي قبل موته إىل ولده البكر‪ ،‬فإن مل يكن صاحلًا‬
‫للمنصب‪ ،‬وصى إىل غريه من أوالده‪.‬‬
‫أيدي أمر هللا‪ :‬هم أعوان ويل أمر هللا‪ ،‬وعليهم اخلنوع املطلق ألمره‪ ،‬والقيام على نشر البهائية‪.‬‬
‫وعلى ويل األمر تعيينهم‪ ،‬مث اختيار تسعة منهم للقيام خبدمته اخلاصة! وللتصديق على من خيتاره‬
‫هو وليًا ألمر هللا من بعده(‪.)3‬‬
‫بيت العدل‪ :‬يؤلف يف كل مدينة ما يسمى‪ :‬ببيت العدل‪ ،‬وخيتار أعضاؤه من خلص البهائيني‪،‬‬
‫وتقوم بيوت العدل هذه ابنتخاب "بيت عدل" عام يسري هو املرجع لكل أمور امللة ومؤسس‬
‫القوانني واألحكام اليت خال منها كتاب "األقدس" وهكذا يقضي العبيد فيما نسي رهبم أن يقضي‬
‫فيه! وويل أمر هللا هو الرئيس املقدس لبيت العدل األكرب‪ ،‬ومرجعه األعظم املمتاز الذي ال جيوز‬
‫ألحد من أعضائه أن خيالف عن أمره‪ ،‬أو يفكر يف عزله أو معارضته‪ ،‬وليس من الواجب على ويل‬
‫أمر هللا حضور جمالس بيت العدل بنفسه‪ ،‬بل له أن يعني انئبًا عنه يقوم مقامه يف تلك‬
‫اجملالس‪":‬وكلما حتقق من األوامر من بيت العدل هو حق‪ ،‬وهو مراد هللا‪ .‬من جتاوز عنه ممن أحب‬
‫الشقاق‪ ،‬وأظهر النفاق‪ ،‬وأعرض عن رب امليثاق"(‪ )4‬هذا ما يقوله عبدالبهاء‪ .‬ولقد أكد املريزا وابنه‬
‫أن لبيت العدل أن ينسخ ما شاء من األحكام اليت ذكرت يف كتب املريزا وابنه ومن األحكام اليت‬
‫قررهتا بيوت العدل السابقة(‪ )5‬وهبذا تزعم البهائية أهنا تساير مقتضيات احلياة! وليتها تعرتف ابحلق‪،‬‬
‫فتقول‪ :‬أهنا تساير األهواء؛ ألهنا مفرتايت أهواء! ويذكران هذا النظام الكهنويت ابلقطب واألواتد‬
‫واألبدال عند الصوفية‪ ،‬فمن حق القطب ‪ -‬كما تفرتي الصوفية ‪ -‬التصرف يف أقدار الوجود‪ ،‬وال‬
‫معقب حلكمه يف دين الصوفية! وهكذا حتكم البهائية على عقول أتباعها ابإلعدام‪ ،‬وتقضي على‬
‫ص ِوص فيهم من شعاعة تنـزع إىل حرية أو كرامة‪ ،‬أال تراها تفرض عليهم اخلنوع الذليل‬ ‫ما قد َيو م‬
‫عاما‪..‬‬
‫(‪ (1‬كان يوم عني طالبًا يف جامعة أكسفورد ابجنلرتا‪ ،‬وكان عمره مخسة وعشرين ً‬
‫(‪ )2‬ألن جدته كانت تنتسب إىل الباب مث هو يف الوقت نفسه من نسل البهاء!‪.‬‬
‫(‪ 250 )3‬هباء هللا‪.‬‬
‫(‪ )4‬ص‪ 252‬هباء‪.‬‬
‫(‪ )5‬ص‪ 253‬هباء‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫طفال ‪ -‬يصري هو احلاكم املطلق املستبد‪ ،‬واإلمام املعصوم‬


‫الشائن هلوى رجل واحد ‪ -‬وقد يكون ً‬
‫الذي ال ميكن عزله‪ ،‬وليس بيت العدل معه سوى ببغاوات قد حتول الرهبة حىت بينها وبني أن تردد‬
‫ما يقول سيدها الظلوم خمافة أال حتسن التقليد!‬
‫والبهائية يف هذا تنـزع عن لوثتها االستبدادية‪ ،‬ومقتها الشديد للحرية‪ .‬فهل نصدق البهائية حني‬
‫تزعم أهنا حترتم إرادة الفرد‪ ،‬أو أهنا دعوة إنسانية عاملية؟ وهي اليت تفرض على العامل أن يسلم مقاده‬
‫طفال ال مييز بني أبيه وبغلته! ترى أعقم العامل‬
‫إىل يد فرد واحد من ذرية طاغوت جمنون‪ ،‬قد يكون ً‬
‫أبدا حتت سطوة أسرة كان رهبا جمنون العقل‪ ،‬جمنون‬ ‫كله حىت يفرض عليه أن تظل مقاليده ً‬
‫الشهوات‪ ،‬غدور اخلناجر والسموم! وما تقوله البهائية هو عني نظام حكومة حكماء صهيون اليت‬
‫حيلم هبا اليهود!‬
‫مجاعة دجل وشعبذة‪ :‬تزعم البهائية أبن القدرة على عالج األمراض اجلسمية ابلقوة الروحية‬
‫موهبة يتمتع هبا كل هبائي‪ .‬غري أنه يوجد أانس يتمتعون مبوهبة رائعة‪ ،‬وهؤالء يناديهم البهاء‬
‫بقوله‪":‬لعمري الطبيب الذي شرب مخر حيب لقاؤه شفاء‪ ،‬متسكوا به الستقامة املزاج‪ ،‬إنه مؤيد من‬
‫هللا للعالج" ويقول ابنه عبدالبهاء‪":‬إن الذي امتأل مبحبة عبدالبهاء يسمع من شفتيه نداء روح‬
‫القدس‪ ،‬ومن أثر يده تشفى مجيع األمراض واألوجاع" ويقول هبائي آخر‪":‬من املمكن أن يصبح‬
‫كل فرد واسطة اإلرادة للقوة الشافية من الروح القدس‪ ،‬وبذلك يشفى‪ ،‬ويكون له أتثري انجع على‬
‫الذين يلمسهم‪ ،‬ويقارهبم"(‪ ..)1‬وقد فرضت البهائية على كل هبائي يتمتع هبذه املوهبة أن يتخذها‬
‫مهنة له! فهل جتد دعوة تفرض الشعبذة‪ ،‬وتفرض التحرف الغتيال األموال واألعراض كالبهائية؟‬
‫وما الفرق بني فتنة هؤالء امللعونني‪ ،‬وفتنة أصحاب التعويذات والتمائم؟‬
‫مجيعا عاصم‬
‫وهل يستطيع البهائيون وقاية بيوهتم وأعراضهم من خطر هؤالء الدجالني! وما هلم ً‬
‫من دين وال خلق وال ضمري؟! كل امرئ منهم يستطيع أن يقول‪ :‬إين أحب عباس أفندي‬
‫أجسادا؛ ليسمعوا من شفتيه نداء روح القدس؛‬ ‫عبدالبهاء‪ ،‬فتستسلم له بيوت البهائية أمو ًاال و ً‬
‫ولتشفى من أثر يده مجيع األمراض واألوجاع!‬
‫* * *‬

‫(‪ )1‬ص‪ 117 ،114‬هباء‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الصهيونية(‪ )1‬عرب التاريخ‬

‫َّنهد بكلمة موجزة عن الصهيونية‪ ،‬تعني على فهم ما تبيته البهائية للعروبة‪ ،‬ولإلسالم‪ ،‬فالبهائية‬
‫قذارة صهيونية!‬
‫فسادا‪ ،‬فوجه الرومان إليهم يف عهد االمرباطور "فسبازاين" ْحلة‬ ‫عاث اليهود يف األرض ً‬
‫لتأديبهم‪ ،‬فتم القضاء على مملكة يهوذا سنة ‪70‬م يف عهد "طيطس" الروماين‪ ،‬وكان الذين قتلوا‬
‫أبيدي اليهود أنفسهم أكثر ممن قتلوا أبيدي الرومان‪ ،‬وهتامس اليهود حبلم عودة ملك يهوذا إليهم‬
‫يف فلسطني األرض الطهور اليت دنسوها يف حقبة من احلقب‪ ،‬وصورت شهوات األحبار هذا احللم‬
‫وهبتاان‪ .‬منها أن هللا سبحانه قد‬
‫زورا ً‬ ‫يف صورة عقيدة دينية زيفت هلا دالئل وبشائر معزوة إىل هللا ً‬
‫(‪)2‬‬
‫أبدا يف أيديهم‪ ،‬وأن "املسيح" أو رب اجلنود‬ ‫وعد ذرية إسحاق بن إبراهيم ‪ :‬أبن فلسطني ستبقى ً‬
‫الذي سيأيت لنشر اإلسالم سيعيد اليهود بعد التشريد إىل أرض امليعاد‪.‬‬
‫وهم استحوذ على مشاعر اليهود‪ ،‬وصريته شهوات أحبارهم عقيدة دينية جند هلا يف أسفارهم ‪-‬‬
‫كالما ينسب بعضه إىل هللا سبحانه اترة‪ ،‬وبعضه اآلخر إىل موسى؛ ففي‬ ‫وال سيما التلمود ‪ً -‬‬
‫مثال‪":‬ثواب العيش يف أرض امليعاد يعادل ثواب طاعة هللا يف كل ما أوصى به موسى" وقد‬ ‫التلمود ً‬

‫(‪ ) 1‬نسبة إىل صهيون وهو كما يقول ايقوت يف معجمه‪(:‬موضع معروف ببيت املقدس وحملة فيها كنيسة صهيون أو حصن‬
‫علما على حركة سياسية خاصة تستهدف إرجاع ملك سليمان إىل‬ ‫حصني من أعمال سواحل الشام) مث صارت هذه الكلمة ً‬
‫اليهود‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬الفقرة اليت وردت يف العهد القدمي ال تنص على إسحاق‪ ،‬وإَّنا تذكر وعد هللا لذرية إبراهيم‪ ،‬وأكرب أوالد إبراهيم هو أبو‬
‫العرب إمساعيل‪ ،‬فلم ال يكون هو املقصود؟ وإليك ما جاء يف اإلصحاح الثاين عشر من سفر التكوين‪(:‬واجتاز إبرام) (إبراهيم)‬
‫إىل مكان شكيم بلوطة موزه‪ ،‬وكان الكنعانيون حينئذ يف األرض‪ ،‬وظهر الرب إلبرام‪ ،‬وقال‪ :‬لنسلك أعطي هذه األرض) وشكيم‬
‫هي انبلس‪ .‬أما بلوطة موزة فموضع قرب شكيم‪ ،‬وهبذا يكون الوعد متعل ًقا بغرب األردن‪ .‬وجاء يف سفر يوشع أن هللا كلمه‬
‫بقوله‪(:‬كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته‪ .‬ولبنان هذا إىل النهر الكبري هنر الفرات‪ .‬مجيع أرض احليثيني‪ ،‬واىل البحر‬
‫الكبري حنو مغرب الشمس) والبحر الكبري هو البحر األبيض‪ .‬كل هذه األرض تسعى إسرائيل اليوم للسيطرة عليها‪ ،‬فهل يتدبر‬
‫يهودَي‪ ،‬وَّل نصرانيًا‪،‬‬
‫ً‬ ‫يهوداي‪ ،‬بل ألنه مسلم فاهلل يقول‪:‬ما كان إبراهيم‬
‫العرب واملسلمون؟! وأقول‪ :‬إن هللا مل يعد إبراهيم بصفته ً‬
‫إماما‪ ‬فقال إبراهيم‪:‬ومن‬‫مسلما‪ ،‬وما كان من املشركني‪ .‬وقد قال هللا إلبراهيم‪:‬إين جاعلك للناس ً‬ ‫ً‬ ‫ولكن كان حني ًفا‬
‫ذرييت؟‪ ‬فقال هللا‪َّ:‬ل ينال عهدي الظاملني‪ ‬وهل ظلم احلق والشرف واخلري قوم كاليهود؟ وهل وجدت فئة حترتف فجور البغي‬
‫كاليهود؟‪.‬‬
‫أما عن عودة املسيح‪ ،‬فيقول (ول ديورانت) يف كتابه الكبري قصة احلضارة عن أسفار أشعياء وعاموس‪(:‬وهذه األسفار هي‬
‫منشأ العقيدة اليهودية األوىل اليت تقول مبجيء مسيح يقبض على زمام احلكم‪ ،‬ويعيد إىل اليهود سلطاهنم الدنيوي‪ ،‬وجيعل‬
‫الصعاليك اململقني احلاكمني أبمرهم يف العامل كله) ‪ ،354‬جـ‪ 22‬الشرق األدىن‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ظل اليهود يبتهلون ابتهال اللص أن مين هللا عليه جبرمية؛ ليعود ملكهم الذي كان هلم يف أرض‬
‫امليعاد! ويف خالل القرن السادس عشر اختلط العنصر الديين ابلعنصر السياسي؛ إذ قام أحد‬
‫اليهود داعيًا إىل امتشاق احلسام لغزو فلسطني واالستيالء على أرضها‪ ،‬وإقامة دولة لليهود فيها‪.‬‬
‫ويف مستهل القرن التاسع عشر هنض بعض كبار املسيحيني من ساسة اجنلرتا وأدابئها يدعون إىل‬
‫العمل يف سبيل إعادة اليهود إىل فلسطني متأثرين يف دعوهتم بنـزعة دينية؛ إذ كانوا يعتقدون ‪ -‬كما‬
‫جاء يف بعض بشارات األانجيل ‪ -‬أن اليهود سيكرزون ابإلجنيل حني يعودون إىل أرض امليعاد‪،‬‬
‫وسيصريون من خلص املسيحيني؛ واستجابت اجنلرتا‪ ،‬وراحت تبذل مساعيها لدى السلطان‬
‫عبداحلميد‪ .‬مث قامت مجاعة عشاق صهيون داعية إىل اهلجرة إىل فلسطني‪ ،‬واالستيالء على‬
‫أرضها‪ ،‬وقد أمدهم البارون "أدوموند روتشليد" وغريه هببات مالية ضخمة أعانت على إنشاء‬
‫مستعمرات لليهود يف أرض فلسطني‪.‬‬
‫هرزل(‪ :)1‬على أن الصهيونية مل يعل نباحها إال بعد أن تزعمها املدعو "تيودور هرزل"‪.‬‬
‫وقد كتب هذا الداهية يقول‪":‬إن املشكلة اليهودية ليست بدينية‪ ،‬وال اجتماعية‪ ،‬وإَّنا هي‬
‫مشكلة قومية ال ميكن حلها إال إذا اعتربت مسألة سياسية عاملية" ورأى أنه البد من منح اليهود‬
‫السيادة على رقعة متسعة من األرض تقوم مبطالب أمة حمرتمة" كما دعا إىل أتسيس وكالة يهودية‬
‫تشرف على الناحية السياسية‪ ،‬وشركة يهودية تشرف على الناحية االقتصادية‪ ،‬ومل حيدد هرزل‬
‫"فلسطني"‪ ،‬وإَّنا ترك اليهود اخليار بني فلسطني‪ ،‬وبني األرجنتني‪ ،‬فهب كثري من اليهود يف وجهه‬
‫متهمني إايه ابملروق عن الدين؛ ألنه جرد أمنية اليهود من صبغتها الدينية‪ ،‬غري أهنم ما لبثوا أن‬
‫صاروا صدى له! وأقر املؤمتر الصهيوين الكبري الذي عقد سنة ‪ 1897‬مبدينة ابل بسويسرا مبادئ‬
‫هرزل الذي صرح بعده بقوله‪":‬إنين أسست الدولة اليهودية‪ ،‬وقد يثري هذا القول عاصفة من‬
‫عاما قيام الدولة اليهودية"‪.‬‬
‫الضحك‪ ،‬ولكن العامل قد يشهد بعد مخسة أعوام‪ ،‬أو مخسني ً‬
‫"مليوان ونص ًفا" من اجلنيهات مقابل منح‬
‫ً‬ ‫وسعى الداهية عند السلطان عبداحلميد‪ ،‬فطلب هذا‬
‫اليهود حرية اإلقامة‪ ،‬وحق شراء األرض يف األانضول‪ ،‬والعراق‪ ،‬وسورية‪ ،‬وفلسطني‪ ،‬ورفض "هرزل"‬
‫أرضا يف شرق إفريقية‪ ،‬فرفض هرزل؛ إذا‬ ‫دفع الثمن‪ ،‬وسعى عند تشمربلني‪ ،‬فاقرتح هذا منح اليهود ً‬
‫كان أحالمه تصبوا إىل وادي العريش لقرية فلسطني‪ ،‬مث عاد فقبل أن ميكن اليهود من أرض قريبة‬
‫من "نريويب" عاصمة "كينيا"‪ ،‬وأن يكون هلم مثت استقالل ذايت‪ ،‬مث هلك "هرزل" سنة ‪،1904‬‬
‫فذرفت عليه الصهيونية أكثر ما كانت تدخره من دموع‪ ،‬وتلقف احلركة من بعده كثريون‪.‬‬

‫(‪ )1‬صحفي دعا أول ما دعا إىل أن يعتنق اليهود املسيحية؛ ليعينهم هذا على سرعة خالصهم‪..‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫منهم‪":‬حاييم وايزمان" وجد االستعمار يف مساندة الصهيونية‪ ،‬وراح يرسل ابملهاجرين من اليهود ‪-‬‬
‫بكثرة ‪ -‬إىل فلسطني‪ ،‬ويعينهم على شراء األرض هناك واستثمارها إىل أن اندلعت احلرب العاملية‬
‫األوىل‪ ،‬فخب فيها اليهود‪ ،‬ووضعوا مع املعسكرين‪ ،‬مما جعل الصليبية ‪ -‬غالبة ومغلوبة ‪ -‬تعمل يف‬
‫سبيل متكني الصهيونية من فلسطني!‬
‫خطريا يف مادة تستخدم يف صناعة املتفجرات‪ ،‬فقام‬ ‫ً‬ ‫نقصا‬
‫وقد حدث أن عانت اجنلرتا ً‬
‫الصهيوين الداهية "حاييم وايزمان" ببحوث أدت إىل إنتاج هذه املادة بوفرة‪ ،‬وكان يتوىل منصب‬
‫"أستاذ الكيميا" جبامعة "مانشسرت" ابجنلرتا‪.‬‬
‫وعد بلفور‪ :‬وصممت إجنلرتا على مكافأة الرجل الذي أعاهنا على اإلسراف يف التدمري وسفك‬
‫الدماء فاقرتح "وايزمان" أن تكون مكافأته هي العون الفعال تبذله اجنلرتا يف سبيل إقامة وطن قومي‬
‫هوى شاغ ًفا يف نفوس الغاصبني‪ ،‬وصدر وعد بلفور املشئوم يف‬ ‫لليهود يف فلسطني‪ ،‬ولقي املقرتح ً‬
‫‪ 2‬من نوفمرب سنة ‪ 1917‬أبن اجنلرتا ستبذل كل جهدها يف سبيل إقامة وطن قومي لليهود يف‬
‫فلسطني وهبذا الوعد أكدت اجنلرتا أن احلقد الصلييب على اإلسالم ال تسكن له اثئرة(‪.)1‬‬
‫ويقول األستاذ العقاد يف كتابه الصهيونية العاملية‪":‬خييل إىل بعضهم من اليهود‪ ،‬ومن العرب أن‬
‫هذا الوعد منتزع‪ ،‬أو مغصوب حبكم الضرورات احلربية‪ ،‬ولكنه يف الواقع جزء من سياسة عامة‬
‫تتناول الشرق األدىن برمته‪ ،‬ومنه فلسطني وسائر البالد العربية"‪.‬‬
‫ووضعت احلرب أوزارها‪ ،‬وكفرت اجنلرتا بكل ما وعدت به العرب‪ ،‬وقرر مؤمتر الصلح الذي‬
‫انعقد يف سنة ‪ 1920‬إدماج تصريح بلفور يف معاهدة الصلح مع تركيا‪ ،‬ووضع فلسطني حتت‬
‫مندواب ساميًا يف فلسطني‪ ،‬وهفا‬
‫االنتداب االجنليزي‪ ،‬وعني الصهيوين االجنليزي "هربرت صامويل" ً‬
‫الصهيوين إىل املعبد‪ ،‬وراح مثت يرتمن أبغنية دينية تقول‪":‬عز نفسك‪ ..‬عز نفسك اليوم اي شعيب"‬
‫ومضى امللعون يشد من أزر قومه هناك بكل كيد وعون‪ ،‬والصليبية تؤيده‪ ،‬وتؤازره‪ ،‬وراع الصليبية‬
‫أن جتد اليهود يفرون من فلسطني رغم ما تبذل من عون كبري‪ ،‬وأقلق الصهيونية تلك املقاومة‬
‫الباسلة العظيمة اليت يقاوم هبا عرب فلسطني مكائد الصليبية والصهيونية ومؤامرهتم؛ ولكن بدد‬
‫قلقها ما صرحت به احلكومة الربيطانية يف سنة ‪ 1930‬من أهنا مصممة على الوفاء مبا وعد به‬
‫وزير خارجيتها "بلفور" فهب العرب يدقون رأس األفعى اجنلرتا‪ ،‬فنشبت بينهم وبني جنودها يف‬

‫(‪ (1‬وقف (غالدستون) أحد رؤساء الوزارات االجنليزية خيطب يف بعض اجلمعيات املاسونية‪ ،‬فأخرج القرآن من حتت إبطه‪،‬‬
‫مشريا إليه‪(:‬ما دام هذا الكتاب بني املسلمني‪ ،‬فال ميكن استئصاهلم بوجه من الوجوه‪ ،‬فعلينا أن نعمل إلفساد ما يف هذا‬
‫وقال ً‬
‫الكتاب؛ لنفسد العامل اإلسالمي أبمجعه) ص‪ 244‬من كتاب ألف حديث وحديث لعارف املارديين‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فلسطني معارك شديدة‪ ،‬وطالب عرب فلسطني بوقف هجرة اليهود‪ ،‬وحترمي بيع األرض وأتليف‬
‫حكومة وطنية متثل عناصر الشعب‪ ،‬فرفضت اجنلرتا فتلقى العرب رفضها بثورة عارمة أقضت‬
‫مضاجع اإلجنليز وأرعدت فرائصهم فاقرتحت اجنلرتا تقسيم فلسطني بني العرب وبني اليهود‪ ،‬على‬
‫أن خيتص كل منهما بشئونه الداخلية‪ ،‬أما الشئون اخلارجية واالقتصادية واملواصالت ورعاية‬
‫األماكن املقدسة‪ ،‬فتظل حتت سيطرة اإلجنليز‪.‬‬
‫واندلعت نريان احلرب العاملية الثانية‪ ،‬فسكنت ثورة العرب يف فلسطني ألسباب شىت‪ ،‬وانتهت‬
‫احلرب ابنتصار احللفاء على أملانية النازية وحلفائها‪ ،‬وكفرت اجنلرتا ‪ -‬كدأهبا ‪ -‬بكل ما منت به‬
‫العرب من وعود خلب‪ ،‬وأعانت الصهيونية مبا جعلها تعدو عدو ًاان ابغيًا على عرب فلسطني يف‬
‫خسة وغدر‪ .‬مث عرضت اجنلرتا شأن فلسطني على هيئة األمم‪ ،‬فاقرتحت إحدى جلاهنا يف ‪ 29‬من‬
‫نوفمرب سنة ‪ 1947‬تقسيم فلسطني إىل حكومتني مستقلتني إال يف الشئون االقتصادية على أن‬
‫يكون بيت املقدس حتت الوصاية الدولية‪ ،‬وعارضت احلكومات العربية قرار التقسيم‪ ،‬وقرر جملس‬
‫األمن يف أبريل سنة ‪ 1948‬إعادة قرار التقسيم إىل هيئة األمم؛ لتنظره من جديد‪ ،‬وأرادت اجنلرتا‬
‫أن تعجل ابلنصر للصهيونية‪ ،‬فجلت عن فلسطني يف ‪ 15‬من مايو ‪ ،1948‬فأعلنت العصاابت‬
‫الصهيونية قيام إسرائيل‪ ،‬وأسرعت أمريكا ملهوفة إىل االعرتاف إبسرائيل‪ ،‬وملا متض ساعة واحدة‬
‫على إعالن ميالد خلاطئة اخلئون!‬
‫واجتاحت اجليوش العربية عصاابت الصهيونية‪ ،‬فأسرعت الصليبية تطلب من جملس األمن األمر‬
‫بوقف القتال‪ ،‬ورضخت احلكومات العربية ملا فرضه جملس األمن من هدنة‪ ،‬وجدت الصليبية‬
‫االستعمارية يف إمداد العصابة الصهيونية بكل عون‪ ،‬وراحت تنذر احلكومات العربية‪ ،‬وتتوعدها؛‬
‫لتخنس عن أتديب العصابة الباغية‪ ،‬مث دفع االستعمار ابلعصابة إىل نقض اهلدنة‪ ،‬وكانت مقاليد‬
‫أكثر اجليوش العربية بيد حكام خونة‪ ،‬وقادة مرتشني يعملون للهزمية ال للنصر‪ ،‬فكانت الكارثة‪،‬‬
‫وكان األمر بفرض اهلدنة الدائمة‪ ،‬ومضت الصهيونية تزهو بوشي أحالمها‪ ،‬وتسرتق النظر إىل‬
‫النيل والفرات ومشارف البحر األبيض‪ ،‬واملدينة املنورة بضراوة الذئب الغدور!‬
‫تلك سطور من قصة اخليانة والغدر‪ ،‬قصة احلقد الصلييب الذي أعان الصهيونية يف عدواهنا‬
‫الباغي؛ للقضاء على اإلسالم وأمته‪ .‬إن اتريخ القرون اليت حم فيها النضال بيننا وبني الغرب‪ ،‬يؤكد‬
‫أن احلقد حقد صلييب‪ ،‬وأن احلرب حرب صليبية‪ ،‬ولوال الصليبية حبقدها وضغنها وسالحها ما‬
‫ظفرت الصهيونية بشرب واحد من فلسطني‪ ،‬ولقد غلب هذا احلقد الصلييب "املاريشال ألنيب" على‬
‫أمره‪ ،‬فأرغمه على أن يعرب عنه يوم أن استوىل على فلسطني يف احلرب العاملية األوىل‪":‬اآلن وضعت‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫احلرب الصليبية أوزارها"‪ .‬كما غلبت القائد الفرنسي الذي اقتحم دمشق‪ ،‬فقال قوله املوتور‪":‬لقد‬
‫عدان اي صالح الدين"‪.‬‬
‫أحقاد صليبية‪:‬‬
‫وما زال االستعمار حياربنا بصليبيته؛ ليحول بيننا وبني التوحد‪ ،‬ولينكس العلم الذي ارتفع يف عزة‬
‫وكرامة‪ .‬إنه يرى القلوب تتجاوب يف حب مع روح البعث اجلديد‪ ،‬وتتنادى بصيحات احلرية‬
‫الكاملة‪ ،‬والوحدة الشاملة‪ .‬إن الصليبية االستعمارية ختشى أن تعود الروح اإلسالمية علوية‬
‫اإلشراق‪ ،‬قدسية الغاايت‪ ،‬تفيض احلياة اليت يقومها صدق اإلميان‪ ،‬وجالل احلق‪ ،‬ومجال اخلري‪ ،‬وبر‬
‫بيعا‬
‫األخوة املؤمنة‪ .‬تلك احلياة اليت استطاعت من قبل يف عدة قرون أن جتعل من الدنيا لإلنسانية ر ً‬
‫نضرا‪ ،‬يزهو أبعراس النور‪ ،‬وأفراح اجلنة‪ ،‬وأرفع األجماد! وينتشي ابألانشيد اليت تنشدها مواكب‬ ‫ً‬
‫النصر األعظم على لعنة الشر‪ ،‬ونذالة األحقاد‪ .‬إن ذنب اإلسالم عند عدوه أنه هدى اإلنسانية‬
‫احلائرة إىل حقيقة اإلميان‪ .‬واإلميان توحيد وعزة وشرف وبر وأخوة شاملة واستقامة‪ ،‬وما يكره عدو‬
‫اإلسالم شيئًا كما يكره هذه القيم الرفيعة‪.‬‬
‫أيضا هو أن هللا فرض على املسلمني أن يربوا النصارى واليهود ما داموا ال‬ ‫إن ذنب اإلسالم ً‬
‫كيدا!‪.‬‬
‫يرفعون يف وجه احلق سي ًفا‪ ،‬وال يدبرون له ً‬
‫وه مم َوتُـ مق ِسطُوا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين َملم يـُ َقاتلُوُك مم ِيف الدي ِن َوَملم ُخيم ِر ُجوُك مم م من د َاي ِرُك مم أَ من تََربُّ ُ‬
‫اَّللُ َع ِن الذ َ‬
‫‪َ‬ال يَـمنـ َها ُك ُم َّ‬
‫ني‪[ ‬املمتحنة‪ .]8 :‬وعدو اإلسالم ال حيب هذا الرب‪ ،‬وال هذا القسط‬ ‫ِِ‬ ‫اَّللَ ُِحي ُّ‬
‫إِلَمي ِه مم إِ َّن َّ‬
‫ب الم ُم مقسط َ‬
‫مع اإلنسان‪.‬‬
‫ومن اخلري أن أنقل هذه الفقرة املنصفة اليت كتبها "السري توماس أرنولد" يف كتابه القيم "الدعوة‬
‫شاسعا بني املعاملة الرحيمة‬ ‫ً‬ ‫إيل اإلسالم" ص‪ 81‬وهو يتكلم عن احلروب الصليبية‪":‬كان البون‬
‫اليت لقيها احلجاج‪ -‬يعين املسيحيني الذاهبني إىل بيت املقدس‪ -‬من املسلمني‪ ،‬وبني ما عانوه من‬
‫قسوة إخواهنم املسيحيني من اإلغريق الذين فرضوا عليهم السخرة‪ ،‬وضربوهم‪ ،‬وابتزوا ما ترك هلم من‬
‫كثريا منهم دخلوا يف دين منقذيهم مبحض إرادهتم"‪.‬‬ ‫متاع قليل‪ ،‬حىت إن ً‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫البهائية صهيونية‬

‫البهائية قناع حتاول الصهيونية أن تكتم وراءه وجهها الكاحل الدميم‪ .‬ولقد اعتدان أن نرى‬
‫الصهيونية ماكرة احلذر‪ ،‬ولكنها يف البهائية مفتضحة تراها يف كل سطر من اتريخ البهائية وكتبها‪.‬‬
‫وصلة الصهيونية ابلبهائية صلة قدمية بدأت مع غانية البابية "قرة العني"‪ ،‬وإليك ما يقوله أكرب‬
‫مؤرخ هبائي عن صلة اليهود ابلبهائية‪":‬أقبل فوج عظيم على هذا األمر‪ ،‬واعتنقوه‪ ،‬ودخلوا يف ظل‬
‫البهائية‪ ...‬وأصبحوا يشار إليهم ابلبنان‪ ،‬يف مجيع بلدان إيران‪ ،‬وكان أول من بذر بذور تلك‬
‫التطورات هناك قرة العني"‪ .‬وهفا الصهيونيون يسخرون البهائية ملكائدهم‪ ،‬ويسترتون وراء القناع‬
‫اجلديد؛ فقد ثبت هلم أن أرابب البهائية عصابة مهدرة األخالق‪ ،‬يبيعون الدين والشرف والوطن‬
‫بثمن خبس جنس!!‬
‫وإليك ما يقوله أبو الرذائل يف فرحته الطاغية ابليهود الذين سيطروا على مصري البهائية‪":‬إن‬
‫رؤساء الدين اإلسالمي مل يتمكنوا من جلب أفراد من اليهود إىل اإلسالم إال بطريق اإلجبار‬
‫واالغتصاب‪ ،‬ولكن أهل البهاء هدوا آالفًا منهم برباهينهم الباهرة هداية تنورت هبا أرواحهم‪ ،‬حىت‬
‫قاموا هلداية سائر الشعوب"(‪.)1‬‬
‫ونرتك "للسموأل بن حيىي" ‪ -‬وقد كان من أكرب أحبار اليهود ‪ -‬الرد على البهائي النجس‪":‬ما‬
‫من أمة من األمم إال طلب استئصاهلم ‪ -‬يعين اليهود ‪ -‬وابلغ يف إحراق بالدهم‪ ،‬وإحراق كتبهم‬
‫إال املسلمني ‪ -‬وأشد على اليهود من مجيع هذه املمالك ما انهلم من ملوكهم"‪.‬‬
‫املسيح املوعود‪ ،‬أو رب اجلنود‪ :‬يبهت اليهود عيسى ‪ -‬رسول هللا وكلمته ‪ -‬أبنه صنم ودجال‬
‫كبري‪ ،‬وأنه يعيش يف غواش من جهنم بني النار والقار‪ ،‬وأنه زنيم‪ ،‬وابن خطيئة!؛ وهلذا ينتظر اليهود‬
‫مسيحا آخر من آايته ‪ -‬كما ورد يف التلمود ‪ -‬اشتعال حروب تدمر ثلثي العامل‪ ،‬ويقضي اليهود‬ ‫ً‬
‫بعدها سبع سنني يف إحراق‪ ،‬ما غنموه من أسلحة‪ ،‬وأن ميلك كل يهودي ثالمثائة والية‪ ،‬ومثاَّنائة‬
‫وألفني من العبيد‪ ،‬وأن يسيطر اليهود على العامل كله‪ .‬وجتمع هلم كنوز األرض وتنص البهائية على‬
‫هذا بقوهلا‪":‬تنبأ موسى عن مدة كبرية من النفي واالضطهاد لبين إسرائيل قبل ظهور رب اجلنود‬
‫الذي جيمعهم من بني كل امللل واألمم‪ ،‬ويهلك الظاملني‪ ،‬ويؤسس مملكته على األرض"(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬اقرأ النصني يف ص‪ 197‬جـ‪ 1‬الكواكب الدرية‪ ،‬ص‪ 130‬احلجج‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 51‬هباء‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ولقبت الصهيونية عبدها اجلديد املريزا "حسني علي"‪ :‬ببهاء هللا‪ ،‬وزعمت أنه املقصود مبا ورد يف‬
‫أسفار اليهود عن "هباء هللا" كسفر أشعياء‪" .‬يدفع إليه جمد لبنان‪ .‬هباء كرمل وشارون(‪ ،)1‬وهم‬
‫يرون جمد الرب إهلنا هباء إهلنا"‪.‬‬
‫لقد اعتادت البهائية التعبري ابلرموز والطلسمات عن أصول دينها‪ ،‬ولكنها يف التعبري عن‬
‫صهيونيتها اخلبيثة ال ترضى بغري الكلمات الواضحة‪ ،‬والدالئل اجللية‪ ،‬ويلوك الغم وجهها إن ظننت‬
‫جنسا صهيونيًا‪.‬‬
‫هبا أهنا ليست ً‬
‫عبودية ذليلة لليهود‪ :‬زعم اليهود أهنم سيملكون العامل كله يوم جميء رب اجلنود؛ وأن األمم‬
‫أبدا‪ ،‬وأهنم سيحكمون منها الدنيا‬ ‫اجا‪ ،‬وأن فلسطني ستبقى حتت أيديهم ً‬ ‫ستدخل يف دينهم أفو ً‬
‫كلها‪ ،‬وأن األمة اليت ال ختدم اليهود سيبيدها هللا‪ .‬وتؤكد البهائية أن هذا الزعم اليهودي حقيقة ال‬
‫ريب فيها‪ ،‬وأنه لتحقيقها قام دين البهائية‪ ،‬وحلت روح هللا يف املريزا "حسني علي"؛ ألنه هو رب‬
‫اجلنود موعود اليهود! وقد ورد يف سفر أشعياء عن "أورشليم" أي بيت املقدس‪":‬أييت بناتك على‬
‫األيدي‪ ..‬ليؤتى إليك بغىن األمم‪ ،‬وتقاد ملوكهم؛ ألن األمة واململكة اليت ال ختدمك تبيد‪ ،‬وخر ًااب‬
‫خترب األمم" والبهائية تؤكد أن هذا كله آت ال ريب فيه‪ ،‬و"أورشليم" حتت يد اليهود‪ ،‬وعاصمة‬
‫مملكتهم الكربى!‬
‫ولكن عبودية البهائية للصهيونية كعبودية العبد الوضيع لسيده الطاغية‪ ،‬فرتاه يسرف فيما ينسب‬
‫إىل سيده من أجماد ال جيرؤ نفس السيد على أن ينسبها إىل نفسه؛ ألن واقعه دليل كذبه؛ فقد‬
‫زعـم "أبو الرذائل" أن الصهيونيني يف عصره قـد حتقق فيهم وعد هللا املذكور يف القرآن‪َ :‬وَجنم َعلَ ُه مم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪ ،‬وحتقق فيهم ما جاء يف سفر زكراي‪":‬ميسك عشرة رجال من مجيع ألسنة‬ ‫أَئ َّمةً َوَمجن َعلَ ُه ُم الم َوا ِرث َ‬
‫األمم بذيل رجل يهودي‪ ،‬قائلني‪ :‬نذهب معكم؛ ألننا مسعنا أن هللا معكم" واليهود أنفسهم ال‬
‫يزعمون هذا الزعم ألن الواقع يكذهبم!‬
‫نصوص دامغة عن صهيونية البهائية‪ :‬يقول أبو الرذائل عن بشائر أسفار اليهود أهنا تقول‪":‬إن‬
‫سلطنة بين إسرائيل تزول إىل أن أييت الرب اجمليد‪ ،‬وجيمع شتاهتم‪ ،‬ويغرسهم يف منابتهم األصلية‬
‫غرسا ال يعرتيه القلع واالستئصال" مث يقول‪ :‬إن هذا مل يتم يف عهد املظاهر اإلهلية السابقة ‪ -‬أي‬
‫ً‬
‫الرسل ‪ -‬مث يقول‪":‬ال ميكن ‪ -‬واحلالة هذه ‪ -‬أن حيسب ظهورهم ظهور الرب املوعود‪ ،‬وال أايمهم‬
‫أايم الرب احملمود" فمن الرب املوعود الذي مبجيئه يتحقق كل هذا اجملد لليهود؟ تقول البهائية‪ :‬إنه‬

‫(‪ )1‬كرمل‪ :‬سلسلة جبلية تبتدئ يف اجلليل من فلسطني وتنتهي جنويب حيفا‪.‬‬
‫وشارون‪ :‬هو الساحل املوجود بني قيصرية وايفا‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫املريزا "حسني علي"‪ .‬وإليك ما يقوله أبو الرذائل‪":‬املراد من بشارات الكتب املقدسة هو ظهور هباء‬
‫هللا األهبى؛ فإنه ‪ -‬جل ذكره ‪ -‬هو وحده ادعى أن ظهوره هو ظهور هللا املوعود‪ ،‬ووجهه هو وجه‬
‫هللا املعبود‪ ،‬ويومه هو يوم هللا املعهود‪ :‬ويقول هبائي كبري ‪ -‬لعله عبدالبهاء نفسه ‪ -‬عن بشارات‬
‫األنبياء السابقني بيوم القيامة‪":‬إن هذا الوعد املبارك لن حيصل إال بعد جميء الرب يف آخر‬
‫األايم‪ ...‬وتدل كتاابت هباء هللا أنه هو موعود كل األنبياء" إن املريزا ‪ -‬إذن ‪ -‬هو رب اجلنود‬
‫أبداي؛ ألنه كما تزعم‬‫غرسا ً‬‫الذي يعيد ملك سليمان إىل اليهود‪ ،‬ويغرسهم يف فلسطني ً‬
‫أيضا‬
‫البهائية‪":‬مظهر األب الذي بشر به أشعياء‪ ،‬أما املسيح فابن األب فقط" ويقول أبو الرذائل ً‬
‫عن بشارات أسفار اليهود‪ :‬إهنا تقول‪":‬يظهر الرب القدير‪ ،‬ويطلع من املشرق مجاله املشرق املنري‪،‬‬
‫وينـزل يف األرض املقدسة‪ ،‬ويرتفع نداؤه من اجلبل املقدس‪ -‬جبل الكرمل ‪ ، -‬فيجمع شتيت بين‬
‫إسرائيل‪ ،‬وجيليهم من بني مجيع الشعوب‪ ،‬فيخرجون من الظلمة إىل النور‪ ،‬ويتبدل حزهنم ابلسرور‪،‬‬
‫وكفرهم ابإلميان‪ ،‬وذلتهم ابلعزة‪ ،‬فيصريون مربوكني بعد ما كانوا ملعونني‪ ،‬وغالبني بعد ما كانوا‬
‫مغلوبني‪ ،‬ويرجع عز األراضي املقدسة‪ ،‬وتتربك برتاهبا امللل املتباعدة‪ ،‬ويغري امسها فم الرب املوعود‪،‬‬
‫أرضا مقصودة بعد ما كانت مطرودة‪ ،‬فرتجع عزة‬ ‫ويبين هيكلها الغصن املبارك احملمود‪ ،‬فتسمى ً‬
‫غرسا ال يتضعضع‪ ،‬وال حيول"(‪ )1‬ويعين‬ ‫رجوعا ال يزول‪ ،‬ويغرس الشعب فيها ً‬ ‫األرض املقدسة ً‬
‫ابملشرق‪ :‬إيران حيث ولد املريزا‪ ،‬وإن هذا النص وحده من أكرب داعية هبائي يكفي يف أن يستقر‬
‫ابليقني يف قلب كل مسلم‪ ،‬وكل عريب أن البهائية لعنة "صهيونية"‪ ،‬وأهنا ال تتورع عن اقرتاف أألم‬
‫الكيد‪ ،‬وأنكى اجلرائم؛ لتثبت أهنا طفاسة الصهيونية‪ ،‬وبغلتها الذلول! فقول أيب الرذائل‪":‬ويغري‬
‫امسها فم الرب املوعود" إشارة إىل ما حدث يف عهد احلاكم الصهيوين لفلسطني "هربرت‬
‫صامويل"؛ إذ اقرتح تسمية فلسطني‪":‬ارض إسرائيل" وقوله‪":‬يبين هيكلها الغصن املبارك احملمود"‬
‫عبدا للصهيونية يعمل معها يف سبيل‬ ‫يدلك على أن "عبدالبهاء" ‪ -‬فهو الغصن املقصود ‪ -‬كان ً‬
‫اغتصاب األرض الطيبة‪ .‬أما الرب اجمليد الذي طلع من املشرق مجاله املنري‪ ،‬وجدد مملكة إسرائيل‪،‬‬
‫وبشرهم ابلسيطرة على مقاليد العامل‪ ،‬فهو ‪ -‬يف زعم البهائية ‪ -‬معبودهم مريزا "حسني علي"‬
‫دليال آخر غري ما تقدم من أدلة؟ يقول أحد كبار دعاة البهائية يف كتاب ألفه حتت إشراف‬ ‫وإليك ً‬

‫(‪ (1‬ص‪ 113 ،112‬احلجج‪ ،‬وهو ينقل كالمه عن سفر أشعياء يف حق أورشليم‪(:‬ترى األمم برك وكل امللوك جمدك‪ ،‬وتسمني‬
‫ابسم جديد يعينه فم الرب املوعود‪ .‬ال يقال بعد لك‪ :‬مهجورة‪ .‬قولوا البنة صهيون‪ :‬هو ذا خملصك آت أجرته معه‪ ،‬وجراؤه‬
‫مقدسا مف دىي الرب‪ ،‬وأنت تسمني املطلوبة املدينة غري املهجورة) والتطابق اتم بني كالم‬
‫أمامه‪ .‬ويسموهنم ‪ -‬يعين اليهود ‪ -‬شعبًا ً‬
‫السفر‪ ،‬وبني كالم أيب الرذائل‪ .‬وانظر النصوص السابقة يف احلجج من ص‪ 115‬إىل ‪ ،120‬ص‪ 212 ،51‬هباء‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫عبدالبهاء‪":‬نذكر نبوءات عن خملص إسرائيل هباء الرب‪ ،‬فإنه أييت إىل األرض املقدسة من الشرق‬
‫من مطلع الشمس‪ .‬واآلن ظهر هباء هللا من أفق إيران الذي هو شرق فلسطني يف جهة مطلع‬
‫الشمس‪ ،‬وجاء إىل األرض املقدسة"‪ .‬ويقول عن لقب "هباء هللا" هذا اللقب يف نبوات بين إسرائيل‬
‫يدل على املوعود الذي أييت يف آخر الزمان" مث يذكر إحدى النبوءات اليت وردت يف سفر أشعياء‬
‫واليت تتحدث عن خالص إسرائيل على يد رب اجلنود‪ ،‬مث يقول‪":‬مبجيء الباب وهباء هللا مت وعد‬
‫البشارة على التمام"‪.‬‬
‫كما زعمت البهائية أن أسفار اليهود بشرت مبجيء "عبدالبهاء"‪ .‬وإليك قوهلم‪":‬وأعظم‬
‫النبوءات يف التوراة اخلاصة بعبدالبهاء هي يف الفصل احلادي عشر من سفر أشعياء حيث يقول‪:‬‬
‫وخيرج قضيب من جذع يسي(‪ ،)1‬وينبت غصن من أصوله‪ ،‬وحيل عليه روح الرب‪ ،‬روح احلكمة‬
‫والفهم‪ ،‬روح املشورة والقوة‪ ،‬روح املعرفة‪ ،‬وخمافة الرب‪ .‬ولذته تكون يف خمافة هللا‪ ...‬حيكم‬
‫ابإلنصاف لبائسي األرض‪ ،‬ويرفع راية لألمم‪ ،‬وجيمع منفيي إسرائيل‪ ،‬ويضم شتييت يهوذا من أربعة‬
‫أطراف األرض" يزعمون أن هذه النبوءة خاصة بعبدالبهاء‪ ،‬وأهنا تؤكد أن روح هللا حتل يف "السري‬
‫عباس أفندي بن املريزا النوري" امللقب بعبدالبهاء!‪ .‬وأن مجيع األمم تؤمن به‪ ،‬وتلجأ إليه؛ ليحكم‬
‫مجيعا من شىت أقطار األرض‪ ،‬وجيعل منهم أمة واحدة حتكم‬ ‫بينها ابلعدل‪ ،‬وأنه سيجمع اليهود ً‬
‫العامل كله من فلسطني! أعبدالبهاء يرفع راية لألمم؛ وللسالم؟!‬
‫لقد استطاعت البهائية أن تفرتي أن املريزا الطاغية اجملنون هو رب القيامة‪ ،‬فهل تعجز عن افرتاء‬
‫مثل تلك املفرتايت اليت تزعم هبا أن عبدالبهاء الشيطان نيب الرْحن؟! إن عبدالبهاء عاش أيكله‬
‫احلقد واحلسد والبغضاء لكل خري‪ ،‬فكيف حيقق سالم العامل‪ ،‬وهو مل يستطع أن حيقق سالم نفسه‪،‬‬
‫وسالم أسرته؟!‬
‫وهلذه النبوءة اليت زعموا أهنا تتحدث عن عبدالبهاء بقية تعمدت البهائية السكوت عنها‪ ،‬حىت‬
‫ال تكشف السرت كله عما تدبره ضد األمة اإلسالمية‪ ،‬والشعوب العربية‪ .‬وإليك بقية هذه النبوءة‬
‫املذكورة يف سفر أشعياء وهي تتحدث عن اليهود‪":‬ينهبون بين املشرق‪ ،‬ويبيد الرب لسان حبر‪...‬‬
‫ويهز يده على النهر بقوة رحيه‪ ،‬ويضربه إىل سبع سواق‪ ،‬وتكون سكة لبقية شعبه" أرأيت جرمية‬
‫البهائية؟! إهنا تؤكد أهنا ‪ -‬حتت إمرة الصهيونية ‪ -‬ستعمل يف سبيل القضاء على العرب واملسلمني‬
‫يبسا‬
‫مجيعا‪ ،‬وتدمري كل واد خصيب يف الشرق العريب‪ ،‬وحجز املياه عن كل هنر جيري فيه؛ ليصري ً‬ ‫ً‬

‫(‪ )1‬انظر ص‪ 213‬وما بعدها هباء‪ ،‬وص ‪ 175 ،13‬احلجج‪ .‬ويشار ابلقضيب يف املسيحية إىل املسيح وإسرائيل وداود‪ ،‬أما‬
‫البهائية‪ ،‬فتقصد به "عبدالبهاء" أما يسي فهو والد داود‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫تزحف فوقه أحناش الصهيونية! وقد تلقف "عبدالبهاء" هذه النبوءة اليت نفثها شيطان احلقد‬
‫الصهيوين‪ ،‬واندفع يكدح بكل ما ميلك من جهد اخلونة والعبيد يف سبيل حتقيقها‪ ،‬ويتخذ من‬
‫كدا‬
‫دليال على أنه ابن رب اجلنود‪ ،‬فيقول بنفسه عن نفسه مؤ ً‬ ‫خيانته اآلمثة للشعب العريب املسلم ً‬
‫أنه املقصود بتلك النبوءة‪":‬من مجلة احلوادث اجلسيمة اليت تقع يف يوم ظهور الغصن املمتاز ‪ -‬يعين‬
‫نفسه ‪ -‬أن مجيع امللل والقبائل يدخلون يف ظل ذلك العلم اإلهلي الذي هو نفس الغصن الرابين‪،‬‬
‫ويصريون ملة واحدة‪ ،‬ويف زمان ذلك الغصن املمتاز سيجتمع بنو إسرائيل يف األرض املقدسة‪،‬‬
‫وتكون أمة اليهود اليت تفرقت يف الشرق والغرب واجلنوب والشمال جمتمعة‪ ،‬واآلن انظروا‪ :‬إن هذه‬
‫احلوادث مل تقع يف زمان املسيح؛ ألن األمم مل تدخل يف ظل العلم الواحد الذي هو ذلك الغصن‬
‫املمتاز اإلهلي‪ .‬وأما يف دورة رب اجلنود ‪ -‬يعين أابه ‪ -‬فإن كل األمم سوف تدخل يف ظل هذا‬
‫العلم‪ - ،‬أي يف ظله هو عبدالبهاء ‪ -‬وكذلك بنو إسرائيل املشتتون يف مجيع العامل مل جيتمعوا يف‬
‫األرض املقدسة يف الدورة املسيحية‪ ،‬وأما يف دورة اجلمال املبارك ‪ -‬لقب من ألقاب أبيه ‪ -‬يتحقق‬
‫فخرا‪ ،‬وهو يشري إىل‬
‫منصوصا عليه يف مجيع الكتب" مث يتنـزى ً‬
‫ً‬ ‫ظهور هذا الوعد اإلهلي الذي كان‬
‫رويدا يف فلسطني‪ ،‬فيقول‪":‬فانظروا‬‫رويدا ً‬‫املأساة الرهيبة‪ ،‬واخليانة امللعونة‪ ،‬وهي تنشب خمالبها ً‬
‫اآلن‪ :‬أتيت طوائف من اليهود إىل األرض املقدسة‪ ،‬وميتلكون األراضي والقرى‪ ،‬ويسكنون فيها‪،‬‬
‫مجيعا وطنًا هلم" فهل ميسنا ريب يف أن هذا الشيطان املريد‬
‫ويزدادون تدرجييًا إىل أن تصري فلسطني ً‬
‫كان أجري السوء وعبده عند الصهيونية؟! ويعقب هبائي ‪ -‬لعله عباس نفسه ‪ -‬على هذا الكالم‬
‫فعال من يد األتراك بعد كتابة ما تقدم‪ ،‬وأمضت الدول اتفاقًا‬ ‫بقوله‪":‬واآلن قد خرجت فلسطني ً‬
‫على جعل فلسطني وطنًا قوميًا لليهود"(‪.)1‬‬
‫لقد خدعت عبدالبهاء أوهامه وشهواته عن حقيقته وحقيقة أتباعه‪ ،‬وقد هلك والنبوءة مل يتحقق‬
‫منها إال برهان واحد قوي هو‪ :‬أن عبدالبهاء اتجر الكذب واخليانة‪ ،‬وصهيوين جنس!‬
‫املسحاء الكذبة‪ :‬ولست أدري ‪ -‬والبهائية تزعم أهنا تؤمن ابألانجيل ‪ -‬مل أغفلت ما جاء يف‬
‫منسواب إىل املسيح‪ ،‬وهو‪":‬سيقوم مسحاء كذبة‪ ،‬وأنبياء كذبة" ويقول الدكتور بوست‬
‫ً‬ ‫سفر "مىت"‬
‫يف قاموسه‪":‬ظهر بني اليهود أربعة وعشرون مسيحا كاذاب‪ ،‬وأشهرهم "بركوكبة" الذي عاش يف أول‬
‫القرن الثاين‪ ،‬وادعى ذلك الدجال أبنه رئيس األمة اليهودية وملكهم‪ ،‬فاحنازوا إليه ضد اململكة‬
‫الرومانية‪ ،‬فمات منهم يف احلرب اليت أثريت هلذا قرابة ستمائة ألف نسمة وآخر املسحاء الكذبة‬
‫الذين اشتهروا بكثرة اتبعيهم مردخاي وهو رجل أملاين ظهر سنة ‪1682‬م وملا اشتد االضطهاد‬

‫(‪ )1‬ص‪ 266‬هباء هللا‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫بسببه هرب‪ ،‬فلم يعثر له على خرب" ويقص "السموأل بن حيىي" نبأ دجال آخر نشأ يف سواد‬
‫املوصل يقال له‪":‬مناجيم بن سليمان"‪ ،‬ويعرف‪ :‬اببن الروجي‪ ،‬وقد زعم أنه القائم الذي يرتقبه‬
‫اليهود؛ لينتقم هلم من املسلمني‪ ،‬وكان مصريه القتل‪ .‬مث يذكر السموأل أنه رأى مجاعة من يهود‬
‫األعاجم يف سلماس وتربيز ومراغة يقسمون ابمسه األعظم(‪ .)1‬وقد اقتدى مريزا حسني علي هبؤالء‪،‬‬
‫والشبه قريب بني دعواه‪ ،‬ودعوى "مناجيم"!‬
‫مجع العاَل على الدَينة اليهودية‪ :‬وكان من أحالم عبدالبهاء ‪ -‬كما جاء يف كتاب "عبدالبهاء‬
‫والبهائية" ‪ -‬أن جيمع املسلمني والنصارى واليهود على أصول الداينة اليهودية!‬
‫حقد البهائية على عمر‪:‬‬
‫وتلطم البهائية وجهها املتقيح ابخلطيئة حزان على ما أصاب اليهود ‪ -‬يف زعمهم ‪ -‬على يد‬
‫الفاروق عمر بن اخلطاب‪ ،‬فيقول أبو الرذائل عن اليهود‪":‬وزادهم ذلة وشقاء وتشتتًا وبالء فتح‬
‫عمر خليفة اإلسالم مدينه إيليا ‪ -‬بيت املقدس‪ ،-‬وعاهد أسقف أورشليم ‪ -‬القدس‪ -‬أال يسكن‬
‫يهودي فلسطني‪ ،‬فأبطلت هبذا احلكم والعهد حمرقتهم الدائمة"(‪ )2‬وحقائق التاريخ تشهد بدانءة‬
‫حقد الصهيوين اخلبيث وكذبه؛ فالتاريخ حيدثنا أن الفرس استولوا على الشام يف سنة ‪615‬م‪ ،‬وأن‬
‫اليهود اشرتوا من الفرس تسعني أل ًفا من أسرى املسحيني‪ ،‬وذحبوهم(‪ )3‬مث قاموا إبحراق كل كنائس‬
‫القدس‪ ،‬مث انتصر هرقل‪ ،‬فشكا إليه املسيحيون ما أنـزله هبم اليهود‪ ،‬فطردهم من القدس‪ ،‬وحينما‬
‫فتح عمر املدينة فعل ما كان جيب أن يفعل‪ ،‬حمافظة منه ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬على السالم مث هو مل‬
‫عرضا كما أجرمت الصهيونية‬‫ماال‪ ،‬ومل ميسس له بريبة ما ً‬ ‫يدمر ليهودي بيتًا‪ ،‬ومل يغصب له ً‬
‫والصليبية‪ ..‬أما احملرقة فقد أنقذ مبا أنـزله هبا شعب بين إسرائيل من شهوات األحبار الكهان‬
‫وبغيهم‪ ،‬وأكلهم أموال الناس ابلباطل وإليك ما يقوله "غوستاف لوبون" ‪ -‬وهو يتحدث عن‬
‫طبيعة فتوح العرب ‪": -‬يثبت لنا سلوك أمري املؤمنني عمر بن اخلطاب يف مدينة القدس مقدار‬
‫الرفق العظيم الذي كان يعامل به العرب الفاحتون األمم املغلوبة‪ ،‬فناقضه ما اقرتفه الصليبيون يف‬

‫(‪ (1‬ص‪ 60‬وما بعدها‪ ،‬بذل اجملهود‪.‬‬


‫تكفريا عن اخلطااي‪ ،‬وكان وكالء الشعب اليهودي‬
‫ً‬ ‫وقودا للرب‬
‫(‪ )2‬ص‪ 144‬احلجج‪ ،‬وقرابني احملرقات كانت تقدم يف كل يوم ً‬
‫يضعون أيديهم على رأس القرابن‪ ،‬والكاهن اليهودي يعرتف خبطااي الشعب‪ ،‬فتنتقل ‪ -‬كما يزعم اليهود ‪ -‬خطااي الشعب إىل‬
‫القرابن‪ ،‬فيقدم حينئذ إىل احملرقة‪ ،‬والكهنة يطلقون البخور‪ ،‬والشعب ساجد يف عرصات املذبح!‬
‫(‪ )3‬ورغم هذا يعطف الصليبيون على الصهيونية معتقدين ‪ -‬كما يقول املسيحي الكبري صاحب كتاب مرشد الطالبني ‪ -‬أن‬
‫اليهود ‪( -‬سوف يزول كفرهم‪ ،‬وأيتون إىل كنيسة املسيح مع مجهور األمم) ص‪ 483‬وهو نفس قول البهائية‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫املقدس بعد بضعة قرون مناقضة اتمة"(‪ .)1‬مث ما رأى البهائية فيمن يزعمون أن عمر العادل قد‬
‫ظلمهم‪ ،‬ويف ذحبهم تسعني أل ًفا من األسرى املسيحيني؟ وسفكهم ظلما دماء ألوف األبرايء من‬
‫الشيوخ والنساء واألطفال يف فلسطني‪ ،‬وتشريدهم ملئات األلوف‪ ،‬وتدمريهم احملاريب على‬
‫الساجدين يف األسحار‪ ،‬واملالجئ على اليتامى‪ ،‬واملستشفيات على ابئسي املرضى؟! وما زالوا‬
‫يثريون يف كل يوم عدو ًاان ابغيًا على أشرف مقدسات القيم الدينية واخللقية واإلنسانية!‬
‫لقد جنت فرحة البهائيني ملا اقرتفته الصهيونية ضد العروبة واإلسالم‪ ،‬ويوم أن أعلن قيام‬
‫برهاان صادقًا على أن املريزا النوري هو مسيح الصهيونية املوعود‪ ،‬ورب اجلنود!!‬ ‫إسرائيل‪ ،‬ورأته ً‬
‫ويعتذر أبو الرذائل عن كفر اليهود بعيسى عليه السالم‪ ،‬فيقول‪":‬رأوا رأى العني أن بشارات‬
‫وخصوصا املنبئة عن عواقب هذه األمة ال توافق‪ ،‬وال تنطبق على ظهور سيدان‬ ‫ً‬ ‫الكتب املقدسة‪.‬‬
‫عيسى" فمن هو املقصود هبذه البشارات؟ إنه املريزا احلقود! يقول أبو الرذائل‪":‬قام هباء هللا األهبى‪،‬‬
‫وظهر مجال هللا األعلى واندى بنداء ملئت منه اآلفاق‪ :‬قد أتى الرب املوعود‪ ،‬وظهر مجال هللا‬
‫(‪)2‬‬
‫كثريا ما يزعم أبو‬ ‫املعبود وطلع يوم هللا املعهود‪ ،‬وأشرقت األرض أبنوار وجه رهبا الوهاب" ‪ .‬و ً‬
‫الرذائل ‪ -‬كما زعم سادته اليهود ‪ -‬أن هللا أعطى لليهود عهده ابعتبار أهنم شعب هللا املختار! وما‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫يل َعلَى‬ ‫ين َك َف ُروا م من بَِين إ مسَرائ َ‬ ‫خمتارا‪ ،‬وإَّنا كانوا غري ذلك؛ فاهلل يقول‪:‬لُع َن الذ َ‬ ‫كان اليهود شعبًا ً‬
‫ان داوود و ِعيسى اب ِن مرَمي‪ .‬ذَلِ َ ِ‬‫ِ ِ‬
‫اه مو َن َع من ُممن َك ٍر فَـ َعلُوهُ‬
‫ص موا‪َ .‬وَكانُوا يـَ معتَ ُدو َن‪َ .‬كانُوا َال يَـتَـنَ َ‬
‫ك مبَا َع َ‬ ‫ل َس َ ُ َ َ َ م َ م َ‬
‫س َما َكانُوا يـَ مف َعلُو َن‪[ ‬املائدة‪.]79 ،78 :‬‬ ‫ِ‬
‫لَبمئ َ‬
‫متجيد البهائية لليهودية‪:‬‬
‫وأبو الرذائل ميجد هؤالء الذين كفروا‪ .‬ميجد يهوديتهم بعبادهتا للعجل‪ ،‬وبقتلها لألنبياء(‪.)3‬‬
‫وجبحودها بعيسى وحممد‪ .‬وهنا أقول للبهائي‪ :‬إننا هبذا نعرتف أبن "مريزا حسني علي" هو موعود‬
‫فحشا‪ ،‬وموعود الصهيونية كجاسوس قذر!‪.‬‬‫هؤالء! موعود اجلرمية؛ لتزداد ً‬

‫(‪ (1‬ص‪ 170‬حضارة العرب‪.‬‬


‫(‪ )2‬ص‪ 13 ،12‬احلجج‪ .‬والبهائي النجس يسطو على الكتاب املسيحي (مرشد الطالبني) فقد أخذ البشائر اليت زعم‬
‫الكتاب أهنا تبشر ابملسيح‪ .‬والنبوات اليت زعم الكتاب أهنا تؤكد غلبة الكنيسة يف املستقبل ووضع اسم مريزا حسني علي‪ .‬واملرشد‬
‫مطبوع سنة ‪1869‬م يف بريوت وأبو الرذائل انتهى من أتليف احلجج سنة ‪1900‬م‪.‬‬
‫(‪ )3‬من خطا ب املسيح لليهود الذي ورد يف اإلصحاح الثالث والعشرين من سفر مىت‪(:‬أيها احليات أوالد األفاعي! كيف‬
‫هتربون من دينونة جهنم! لذلك ها أان أرسل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة‪ ،‬فمنهم تقتلون‪ ،‬وتصلبون‪ ،‬ومنهم جتلدون يف جمامعكم‪،‬‬
‫وتطردون من مدينة؛ لكي أييت عليكم كل دم زكي سفك على األرض من دم هابيل الصديق إىل دم زكراي) كما جاء يف‬
‫اإلصحاح األول من سفر أشعياء عن اليهود‪(:‬ويل لألمة اخلاطئة‪ ،‬الشعب الثقيل اإلمث‪ ،‬نسل فاعلي الشر‪ ،‬أوالد مفسدين‪ ،‬كيف‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫تعقيب‪ :‬أعتقد أننا بعد هذه النصوص ال حنتاج إىل شيء آخر يؤكد لنا أن البهائية‪ :‬هم اجلرمية‬
‫اليت تبغي هبا يد الصهيونية‪ ،‬والكلمة النجسة اليت ينطق هبا لساهنا‪ ،‬هم خناجرها املسمة اليت أتمتر‬
‫إلغمادها يف صدور العرب واملسلمني‪ ،‬وجواسيسها الذين تبثهم يف الشرق بعون كبري من أمريكا‬
‫للقضاء على قيمة وقواه وآماله يف العزة والكرامة! وبعد هذا نساءل البهائية‪ :‬هل متت أاثرة من‬
‫بشارة تساند ظنها يف أن املريزا "حسني علي" هو رب اجلنود؟‬
‫إن أسفار اليهود تؤكد أن تلك البشائر تتم كلها يوم ظهور الرب اجمليد! فلرتين البهائية بشارة‬
‫عاما! ولقد جاء يف املزامري عن املسيح املوعود‬‫متت‪ ،‬وقد ظهر معبودهم‪ ،‬ومر على هالكه سبعون ً‬
‫أنه "ميلك من البحر إىل البحر‪ ...‬أمامه جتثو الربية‪ ،‬وأعداؤه يلحسون الرتاب‪ ،‬ويسجد له كل‬
‫امللوك‪ .‬كل األمم تتعبد له" فأين؟ أروين شطر ملك سجد للمريزا‪ ،‬وهو الذي كان يسجد لفساق‬
‫امللوك وبغاهتم!‬
‫لقد وصم أبو الرذائل إابء الكنيسة ابجلهالة؛ ألهنم زعموا أن تلك البشائر انطبقت على املسيح‪،‬‬
‫مث خاطبهم بقوله "(هل وقعت‪ ،‬ومتت بشارات هذه اآلايت؟ وهل آمن مجيع بين إسرائيل؟" وإين‬
‫أوجه للصهيوين البهائي النجس نفس سؤاله‪ ،‬وأسأله سؤ ًاال آخر‪ :‬هل سادت الداينة اليهودية كما‬
‫تزعم البشائر الكاذبة؟ هل يكرز العامل كله ابإلجنيل؟ هل جثت الربية حتت أقدام املريزا؟ هل ميلك‬
‫كل يهودي يف العامل مثاَّنائة والية؟ هل ميسك كل عشرة بذيل يهودي؟‬
‫ما أظن أن البهائية جترؤ على إثبات اجلواب‪ ،‬إال أن قالت إن الوالية كناية عن اجلرمية‪ ،‬وإن كل‬
‫عشرة هبائيني ميسكون بذيل يهودي!‬
‫وليت البهائية يتدبرون؛ لريوا املريزا املذكور ‪ -‬كما كان يف واقعه وظاهره وابطنه ‪ -‬خسة يف ميزان‬
‫القيم‪ ،‬ولعنة كفر‪ ،‬وهبتان ضاللة‪ ،‬وأجري السوء عند جرائم الصهيونية!‬
‫رجاء إىل العرب واملسلمني‬
‫كل امرئ له بصر بكيد الصهيونية وضراوة أحقادها‪ ،‬وكدها يف سبيل تسعري احلروب؛ لتدمري‬
‫احلضارات‪ ،‬وللقضاء على ثلثي العامل؛ ليظهر رب اجلنود املوعود ‪ -‬كل امرئ له بصر هبذا سيعلم‬
‫علم اليقني أن البهائية إَّنا حتيا هلدف واحد! هو أن تنفذ جرمية الصهيونية‪ ،‬ولتزج أبلوف األلوف‬
‫من الضحااي األبرايء يف حمرقات الصهيونية؛ ولرتوي غليلها احملموم الغليل إىل الدم املظلوم‪ ،‬ومثت‬

‫صارت القرية األمينة زانية‪ .‬كان العدل يبيت فيها‪ ،‬وأما اآلن فالقاتلون‪ ...‬رؤساؤك متمردون‪ .‬كل واحد منهم حيب الرشوة ال‬
‫يقضون للئيم‪ ،‬ودعوى األرملة ال تصل إليهم) هؤالء هم اليهود الذين متجدهم البهائية!‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫تصيح ابلفرحة الطاغية‪ ،‬ودم األيتام يشخب من أفواهها الدنسة‪ :‬لقد حتقق وعد ربنا "املريزا‬
‫النوري"!‪.‬‬
‫تدبر فيما تنبأ به عبدالبهاء لعكا وحيفا! إنه ال يتنبأ‪ ،‬وإَّنا يفرض على كل هبائي أن يعمل؛‬
‫لتلتقم الصهيونية كل قيد أَّنلة يف أرض فلسطني؟ إنه يزعم أن حيفا ستصبح ‪ -‬بعد اتصاهلا بعكا‬
‫‪ -‬أعظم مدن العامل كله‪ ،‬بل عاصمته الكربى اليت حيكم اليهود منها العامل‪ ،‬والكعبة العظمى اليت‬
‫حتج إليها البشرية مجعاء‪ ،‬وسيغرق جبل "الكرمل" يف جلج من الضوء الغامر‪ ،‬وسرتتفع من كل‬
‫جهة ضراعات القلوب مناجية الرب اجمليد‪":‬املريزا حسني علي" املدفون فوق جبل الكرمل‪،‬‬
‫هاتفة‪":‬اي هباء األهبى! ويف الفجر ترتفع أصوات املوسيقا الساحرة مصحوبة ‪ -‬كما يقول عبدالبهاء‬
‫‪ -‬بنغمات مطربة للروح حنو عرش الرب اجمليد"(‪.)1‬‬
‫أبدا يف أن كل ضمري حر سيدمغ البهائية مبا يدمغ به كل آبق عن الشرف والكرامة‬ ‫أان ال أراتب ً‬
‫والرجولة‪ .‬وأان ال أراتب يف أن البهائية ستلوذ بولولة اخلاطئة اخلئون اليت كانت ختتال كأهنا أمرية‬
‫قديسة مطيبة بروح اجلنة‪ ،‬وبغتة بصرت هبا العيون وهي تقارف أدأن خطيئة مع صعلوك دنس من‬
‫أوشاب الليل املعربد يف حمراب مسجد‪ ،‬يف إشراقة الفجر‪ ،‬يف رمضان! وال أراتب يف أهنا ستطلب‬
‫احرتام دعوهتا إىل وحدة البشرية! فهكذا تفعل كلما هتكت يد القناع عن وجهها الذي أكلته‬
‫الثآليل!‬
‫غري أين أقول للبهائية اليت طاملا تنـزت على صحفنا براءة وعامليةَ إخوة‪ :‬ال جيوز لك ايمشطاء‬
‫اإلمث واخليانة أن تفزعي إىل أحد برجاء‪ ،‬فما وحدتك اليت تنادين هبا إال وحدة القطيع املذعور‬
‫حتت بغي الذائب الشرهة الضارية! وحدة العامل ‪ -‬يف ذلته ومهانته ‪ -‬حتت وحشية الصهيونية!‬
‫فالصهيونية حتلم إبقامة مملكة يهودية تسيطر على مقاليد الوجود كله‪ ،‬ويتعاقب على عرشها ملوك‬
‫مستبدون‪ ،‬يربون على يد حكماء صهيون‪ ،‬والبهائية جارية الصهيونية الفاجرة!‬
‫دانءة نفاق‪ :‬إن عثرت ببهائي‪ ،‬وجادلته‪ ،‬فسيبدهك أبنه‪ :‬مؤمن ابهلل وكتبه ورسله‪ ،‬وسينطق‬
‫ابلشهادتني‪ ،‬وسيقرأ القرآن‪ ،‬وسريافقك إىل املسجد‪ ،‬ليصلي معك! ولكننا رأينا البهائية يف‬
‫مباحا! فمعبودها ليس هو رب العاملني‪ ،‬وإَّنا هو معبود آخر‬
‫احا‪ ،‬وفسوقًا ً‬ ‫كفرا بو ً‬
‫عقيدهتا‪ .‬رأيناها ً‬
‫تؤمن البهائية أن الذي أعطاه وجوده احلقيقي‪ ،‬وقيوميته الكربى هو جسد العتل‪":‬مريزا حسني‬
‫علي"‪ .‬معبود صورته أساطري الغنوصية والصوفية واإلمساعيلية والدرزية والصليبية والصهيونية‪ ،‬فكان‬
‫مسخا مضحكا‪ ،‬ومرقعات السخرية!‬

‫(‪ 240 (1‬هباء‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أما الرب الذي دعا إليه الرسل ويعبده املسلمون‪ ،‬فهو هللا الذي خلق كل شيء أبمره‪ ،‬وخلق‬
‫تكليما‪ ،‬ونـزل هذا القرآن أبلفاظه‬
‫آدم بيديه‪ ،‬وعلمه أمساء كلها‪ ،‬وأسجد له املالئكة‪ ،‬وكلم موسى ً‬
‫ومعانيه على عبده وخامت أنبيائه ورسله‪ :‬حممد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وله ‪ -‬جل جالله ‪ -‬أمساؤه احلسىن‪ ،‬وصفاته العليا‪ .‬وإن لنا ‪ -‬حنن العبيد ‪ -‬من أحوالنا النفسية‬
‫اليت تنشأ عن واقع مرير‪ ،‬أو جتربة مؤملة‪ ،‬أو خيبة رجاء يف أحد‪ .‬لنا من هذه األحوال ما يدفع بنا‬
‫إىل رغبة‪ ،‬إما يف سعة رزق‪ ،‬وإما يف غفران ذنب‪ ،‬وإما يف شفاء مرض‪ ،‬وغري هذا مما تفزع إليه‬
‫أحالم النفس وآماهلا‪ ،‬ومثت جيد املسلم يف أمساء ربه اليت يدعوه هبا ما يشفي‪ ،‬ويهدي‪ .‬جيد الرْحة‬
‫اليت ترحم‪ ،‬والقوة اليت تنصر‪ ،‬واهلداية اليت هتدي‪ ،‬جيد ذلك من هللا رب العاملني الرْحن الرحيم‪.‬‬
‫كال منا تنتابه حلظات يشعر فيها أنه يتيم مضيع‪ ،‬فإىل من نتوجه يف مثل هذه اللحظات؟‬ ‫إن ًّ‬
‫أإىل املريزا الذي كان املرض خيتلب عقله ورشده وراحته‪ ،‬وسكون ليله‪ ،‬ويرمي به هو والذل على‬
‫األرض طرحيًا يتلوى من الزحار "الدوسنتاراي"‪ ،‬ويستدر نفحة راحة من املرض‪ ،‬أو من ابغ‬
‫يسوطه؟! أإىل بشر أكد واقعه امللطخ ابجلرمية والعار أنه مل يستطيع أن يرحم نفسه من شهواته؟!‬
‫وإين ألرجو أن يتدبر البهائيون ضراعات معبودهم "املريزا" إىل شاه العجم؛ لريوا أي تعس ذليل‬
‫كان يلعق نعال هذا امللك الطاغية!‬
‫اعما أنه‬
‫إين أطنب يف تذكريك مبعتقدات البهائية؛ لعلك تلقى هبائيًا‪ ،‬فريكع بني يديك يف ذل ز ً‬
‫مؤمن مظلوم‪ ،‬ويقسم على ذلك! فيظن من لن ِ‬
‫يبتل البهائية أهنا تنـزع إىل خري أو سالم!‪.‬‬
‫دما‪ ،‬مث ترتاءى به بني يديك؛ لتظن أهنا تبكي بدم مأساة‪ ،‬وملا‬ ‫إن الصهيونية تضع يف عينها ً‬
‫جيف على خنجرها الغدور دم يتيم اغتالته على ثدي أمه‪ .‬والبهائية ربيبة الصهيونية!‪.‬‬
‫قلق من خيانة البهائية‪:‬‬
‫مثال ‪ -‬يف‬‫إين ليستبد يب القلق الرهيب حني تعرب خبيايل هذه الصور الرهيبة‪ .‬صورة شبابنا ‪ً -‬‬
‫املدارس واملعاهد‪ ،‬وقد رزئوا مبدرس هبائي‪.‬‬
‫ترى أية مفرتايت سيبهت هبا اإلسالم والعروبة يف حذر ومكر؟! وما الذي سيحدثهم به عن‬
‫حممد ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬وعن القرآن‪ ،‬والبهائي مسعور احلقد ضد اإلسالم‪ ،‬وخامت رسل‬
‫حممدا‪ ،‬فتسحر هذه الصورة الزائفة‬
‫حممدا يف صورة يرتاءى هبا أنه يقدس ً‬‫اإلسالم؟ إنه سيصور هلم ً‬
‫حممدا هو أصل الوجود الذي من نوره خلق‬ ‫بعض الطالب‪ ،‬كأن يزعم ‪ -‬كما علمته الصوفية ‪ -‬أن ً‬
‫كل شيء‪ ،‬وهو النقطة املتعينة يف كل موجود‪ ،‬فإذا ما وقفوا بني يدي هللا‪ ،‬عرفوا أهنم كانوا يقتدون‬
‫بشيطان ضاللة‪ ،‬وال برسول أعظم رسالة!‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أيضا‪ :‬ما الذي سيحدثهم به هذا املدرس البهائي عن جهادان ضد الصليبية‬ ‫وأتساءل ً‬
‫والصهيونية‪ ،‬وهو من عبيدمها؟ وال يبغض كلمة كما يبغض كلمة احلرية‪ ،‬وال يسد مسعه عن شيء‬
‫كما يسده عن دعوة اجلهاد يف سبيل هللا‪ .‬بل إنه ليقف يف طريق هذه الدعوة‪ ،‬وحيارهبا! فمعبوده‬
‫املريزا قد حرم اجلهاد‪ .‬ويقول عن احلرية يف "الكتاب األقدس"‪":‬إننا نرى بعض الناس أرادوا احلرية‪،‬‬
‫ويفتخرون هبا‪ .‬أولئك يف جهل مبني‪ .‬إن احلرية تنتهي عواقبها إىل الفتنة اليت ال ختمد انرها‪ .‬إن‬
‫احلرية خترج اإلنسان عن شئون األدب والوقار‪ ،‬وجتعله من األرذلني"‪.‬‬
‫إن أبناءان لن يسمعوا من ذلك املدرس إال كل ما ينال من ربنا‪ ،‬ومن رسوله اخلامت‪ ،‬ومن كتاب‬
‫هللا‪ ،‬وسيحقر أمامهم من دماء شهدائنا‪ ،‬وسيؤكد هلم أن اجلهاد عبث جمانني‪ ،‬وأن التضحية تصور‬
‫خمابيل‪.‬‬
‫وما للبهائي عاصم من دين أو خلق حيول بينه وبني املكر اخلبيث أببنائنا‪ ،‬وما له من مسة‬
‫تصرف عنه مسع التالميذ وقلوهبم؛ فامسه إسالمي "كمحمد وحسني" ولالسم سحره وفتنته اليت‬
‫ختيل إىل هؤالء الطلبة األبرايء أهنم بني يدي مسلم‪ ،‬وال سيما وهو يتلو أمامهم من القرآن! فهل‬
‫يراتبون يف دينه؟ وهل حتدثهم نفوسهم ابلتمرد عليه‪ ،‬وهو أستاذهم‪ ،‬ويف يده طرف من مصائرهم‬
‫الدراسية؟‬
‫أيضا صورة أسرار تتعلق أبمن الدولة وسالمتها‪ ،‬وقد وضعت حتت يد وبصر‬ ‫والصورة اليت ترهبين ً‬
‫موظف هبائي خدعنا امسه‪.‬‬
‫ترى هل يروض هذا البهائي نفسه على كتماهنا‪ ،‬ودينه يفرض عليه أن يعني هبا الصهيونية؛‬
‫ليحقق بشائر معبوده "النوري"؟!‬
‫وصور أخرى أشد هوًَّل ورهبة!‬
‫إين ألحذر من هذه الفئة الباغية يف هذه الفرتة احلامسة من اتريخ نضالنا ضد الصهيونية‬
‫واالستعمار‪ ،‬وأرجو من كل حكومة إسالمية أو عربية أن تطردهم من املناصب املهمة‪ ،‬وال سيما‬
‫من هذه الوزارات‪":‬الرتبية والتعليم‪ ،‬الدفاع‪ ،‬الثقافة واإلرشاد‪ ،‬اخلارجية‪ ،‬مناصب األعالم"؛ فالبهائية‬
‫جواسيس الصهيونية املنبثون يف الشرق حتت شف رقيق من الدعوة إىل اإلخاء العاملي‪ ،‬وإين ألرجو‬
‫أن يدق هذا الرجاء ابب القلوب يف حنو وإشفاق‪ ،‬وأن تنفتح له؛ فإين كلما أعتم خيايل بتلك‬
‫الصور الرهيبة الدامسة أشعر بضيق شديد‪ ،‬فأفزع إىل كتاب هللا‪ ،‬فأسرتوح روح السكينة‪ ...‬تدبر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّللِ ِأبَفمـو ِاه ِهم و َّ ِ‬ ‫معي‪:‬ي ِر ُ ِ ِ‬
‫اَّللُ ُمت ُّم نُوِرهِ َولَ مو َك ِرهَ الم َكاف ُرو َن‪ُ .‬ه َو الَّذي أ مَر َس َل َر ُسولَهُ‬ ‫يدو َن ليُطمفئُوا نُ َور َّ َ م َ‬ ‫ُ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الدي ِن ُكلِ ِه َولَمو َك ِرَه الم ُم مش ِرُكو َن‪[ .‬الصف‪ .]9 ،8 :‬وإان بوعد هللا‬ ‫ِاب مهل َدى وِدي ِن ا محل ِق لِيظم ِهره علَى ِ‬
‫َ ُ َُ َ‬ ‫ُ َ‬
‫نؤمن‪.‬‬
‫اب‪[ ‬آل عمران‪:‬‬ ‫ك أَنم َ‬
‫ت الم َوَّه ُ‬ ‫ب لَنَا ِم من لَ ُدنم َ‬
‫ك َر مْحَةً إِنَّ َ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ‬ربـَّنَا َال تُِز مغ قُـلُوبَـنَا بَـ مع َد إ مذ َه َديمـتَـنَا‪َ ،‬وَه م‬
‫‪.]8‬‬
‫الدنمـيا و ماآلَ ِخرةِ تَـوفَِّين مسلِما وأَ محلِمق ِين ِاب َّ ِِ‬ ‫ض أَنم َ ِِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪‬‬‫لصاحل َ‬ ‫ت َوليي ِيف ُّ َ َ َ َ ُ م ً َ‬ ‫ات َو ماأل مَر ِ‬ ‫‪‬فَاطَر َّ َ َ‬
‫[يوسف‪.]101 :‬‬
‫عبدالرمحن الوكيل‬
‫الرئيس العام جلماعة أنصار السنة احملمدية‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫مراجع الكتاب ومصادره‬


‫(أ )‬
‫‪ )1‬هللا ‪ -‬لعبدالبهاء‪.‬‬
‫‪ )2‬األقدس‪ -‬للمرزا حسني علي "هبائي"‪.‬‬
‫‪ )3‬أبو األنبياء ‪ -‬عباس حممود العقاد‪.‬‬
‫‪ )4‬أخبار األول ‪ -‬لإلسحاقي‪.‬‬
‫‪ )5‬اإلرشاد ‪ -‬للجويين‪.‬‬
‫‪ )6‬اإلرشاد يف اتريخ حجج هللا على العباد ‪ -‬أليب عبدهللا حممد بن حممد ابن النعمان‪.‬‬
‫‪ )7‬اإلسالم يف القرن العشرين ‪ -‬عباس حممود العقاد‪.‬‬
‫‪ )8‬إشراقات ‪ -‬ملريزا حسني علي [البهاء]‪.‬‬
‫‪ )9‬أصل الشيعة وأصوهلا ‪ -‬حملمد احلسني آل كاشف الغطاء‪.‬‬
‫‪ )10‬أصول الدين ‪ -‬لعبدالقاهر البغدادي‪.‬‬
‫‪ )11‬إظهار احلق ‪ -‬للشيخ رْحة هللا اهلندي‪.‬‬
‫‪ )12‬إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان ‪ -‬البن قيم اجلوزية‪.‬‬
‫‪ )13‬األغاين ‪ -‬أليب الفرج األصفهاين ‪ -‬طبع بريوت‪.‬‬
‫‪ )14‬ألف حديث وحديث ‪ -‬لعارف املارديين‪.‬‬
‫‪ )15‬اإلنسان الكامل ‪ -‬للجيلي‪.‬‬
‫‪ )16‬اإليقان ‪ -‬ملريزا حسني علي "هبائي"‪.‬‬
‫(ب)‬
‫‪ )17‬بذل اجملهود يف إفحام اليهود ‪ -‬للسموأل بن حيىي‪.‬‬
‫‪ )18‬الرباهني اإلجنيلية ‪ -‬مليخائيل مشاقة‪.‬‬
‫‪ )19‬البهائية ‪[ -‬رد البهائية على جبهة علماء األزهر]‪.‬‬
‫‪ )20‬هباء هللا والعصر اجلديد ‪ -‬إلسلمنت "هبائي"‪.‬‬
‫‪ )21‬البيان‪" .‬هبائي"‪.‬‬
‫(ت)‬
‫‪ )22‬أتويل خمتلف احلديث ‪ -‬ابن قتيبة‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ )23‬اتريخ األستاذ اإلمام ‪ -‬للشيخ حممد رشيد رضا‪.‬‬


‫‪ )24‬اتريخ ابن األثري ‪ -‬الكامل يف التاريخ‪ .‬البن األثري‪.‬‬
‫‪ )25‬اتريخ ابن كثري ‪ -‬البداية والنهاية‪ ،‬البن كثري‪.‬‬
‫‪ )26‬اتريخ بين إسرائيل ‪ -‬حملمد عزة دروزة‪.‬‬
‫‪ )27‬التاريخ اجلغرايف للقرآن ‪ -‬لسيد مظفر الدين اندىف‪.‬‬
‫‪ )28‬اتريخ الدولة العربية ‪ -‬للمستشرق األملاين فلهوزن‪ .‬مرتجم‪.‬‬
‫‪ )29‬اتريخ الشعوب اإلسالمية ‪ -‬لربوكلمان‪ .‬مرتجم‪.‬‬
‫‪ )30‬اتريخ الطربي ‪ -‬أبو جعفر حممد بن جرير الطربي ‪ -‬طبع احلسينية‪.‬‬
‫‪ )31‬اتريخ العرب العام ‪ -‬لفليب ِح ِىت‪.‬‬
‫‪ )32‬اتريخ الفلسفة يف اإلسالم ‪ -‬لدى بور ‪ -‬ترمجة الدكتور أبو ريدة‪.‬‬
‫‪ )33‬اتريخ الفلسفة اليواننية ‪ -‬ليوسف كرم‪.‬‬
‫‪ )34‬اتريخ املسعودي ‪ -‬مروج الذهب‪.‬‬
‫‪ )35‬اتريخ اليعقويب ‪ -‬شيعي‪.‬‬
‫‪ )36‬التبصري يف الدين ‪ -‬لعصام الدين اإلسفراييين‪.‬‬
‫‪ )37‬التحفة االثنا عشرية ‪ -‬لشاه عبدالعزيز غالم‪.‬‬
‫‪ )38‬الرتاث اليوانين يف احلضارة اإلسالمية ‪ -‬ترمجة الدكتور عبدالرْحن بدوي‪.‬‬
‫‪ )39‬التصوف يف اإلسالم ‪ -‬لنيكلسون ‪ -‬ترمجة الدكتور أبو العال عفيفي‪.‬‬
‫‪ )40‬التعريفات ‪ -‬للجرجاين‪.‬‬
‫‪ )41‬تفسري األلوسي‪.‬‬
‫‪ )42‬تفسري الزخمشري‪.‬‬
‫‪ )43‬تفسري الطربي‪.‬‬
‫‪ )44‬تفسري املنار ‪ -‬للشيخ حممد رشيد رضا‪.‬‬
‫‪ )45‬التفسري واملفسرون ‪ -‬للشيخ حممد حسني الذهيب‪.‬‬
‫‪ )46‬التلمود ‪ -‬من وضع "حاخاميم" اليهود‪.‬‬
‫‪ )47‬متييز الطيب من اخلبيث ‪ -‬للشيباين‪.‬‬
‫(ج)‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ )48‬جامع األصول يف أحاديث الرسول ‪ -‬البن األثري‪.‬‬


‫‪ )49‬جامع األصول يف األولياء وكرامتهم‪( ،‬ألْحد ضياء الدين الكمشخانلي)‪.‬‬
‫(ح)‬
‫‪ )50‬احلجج البهية ‪ -‬للجرفادقاين "هبائي"‪.‬‬
‫‪ )51‬احلضارة اإلسالمية ‪ -‬آلدم متز‪ .‬ترمجة حممد عبداهلادي أبو ريدة‪.‬‬
‫‪ )52‬حضارة العرب ‪ -‬لغوستاف لوبون ‪ -‬ترمجة عادل زعيرت‪.‬‬
‫‪ )53‬حياة شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪ -‬للشيخ حممد هبجة البيطار‪.‬‬
‫(خ)‬
‫‪ )54‬اخلوارج والشيعة ‪ -‬لفلهوزن‪ .‬ترمجة عبدالرْحن بدوي‪.‬‬
‫(د)‬
‫‪ )55‬دائرة املعارف اإلسالمية ‪ -‬مادة (اإلحسائي) "ترمجة عربية"‪.‬‬
‫‪ )56‬دائرة املعارف اإلسالمية ‪ -‬مادة (اثنا عشرية)‪.‬‬
‫‪ )57‬دائرة املعارف اإلسالمية ‪ -‬مادة (ابب)‪.‬‬
‫‪ )58‬دائرة املعارف ‪ -‬للبستاين‪.‬‬
‫‪ )59‬الدعوة إىل اإلسالم ‪ -‬لتوماس أرنولد‪ .‬ترمجة حسن إبراهيم حسن‪.‬‬
‫‪ )60‬الدرر البهية ‪ -‬للجرفادقاين "هبائي"‪.‬‬
‫(ر)‬
‫‪ )61‬رسائل إخوان الصفا‪.‬‬
‫‪ )62‬رسائل اإلصالح ‪ -‬للشيخ حممد اخلضر حسني‪.‬‬
‫‪ )63‬الرسالة ‪ -‬للقشريي‪.‬‬
‫‪ )64‬رسالة وحدة الوجود‪.‬‬
‫‪ )65‬روضات اجلنات ‪ -‬ملريزا حممد ابقر املوسوي‪.‬‬
‫(ز)‬
‫‪ )66‬الزمان الوجودي ‪ -‬لعبدالرْحن بدوي‪.‬‬
‫(س)‬
‫‪ )67‬السنة والشيعة ‪ -‬للشيخ حممد رشيد رضا‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫(ش)‬
‫‪ )68‬شرح اتئية ابن الفارض للقاشاين (كشف الوجوه الغر)‪.‬‬
‫‪ )69‬شرح حكم ابن عطاء هللا السكندري ‪ -‬البن عجيبة‪.‬‬
‫‪ )70‬شرح فصوص احلكم ‪ -‬للقاشاين‪.‬‬
‫(ص)‬
‫‪ )71‬صحيفة أخبار اليوم‪.‬‬
‫‪ )72‬صحيفة املساء‪.‬‬
‫‪ )73‬الصابئة قدميًا وحديثًا ‪ -‬لعبدالرزاق احلسين‪.‬‬
‫‪ )74‬الصلح مع إسرائيل ‪ -‬لعميد اإلمام‪.‬‬
‫‪ )75‬الصهيونية سافرة ‪ -‬مطبعة السنة احملمدية‪.‬‬
‫‪ )76‬الصهيونية العاملية ‪ -‬عباس حممود العقاد‪.‬‬
‫‪ )77‬الصوفية يف اإلسالم ‪ -‬لنيكلسون‪ .‬ترمجة الدكتور نور الدين شريبة‪.‬‬
‫(ض)‬
‫‪ )78‬ضحى اإلسالم ‪ -‬ألْحد أمني‪.‬‬
‫(ط)‬
‫‪ )79‬طائفة الدروز ‪ -‬د‪ .‬حممد كامل حسني‪.‬‬
‫‪ )80‬طبقات الشعراين‪.‬‬
‫‪ )81‬طبقات املناوي ‪ -‬الكواكب الدرية‪.‬‬
‫(ع)‬
‫‪ )82‬عبدالبهاء والبهائية‪.‬‬
‫‪ )83‬عقائد اإلمامية ‪ -‬حملمد رضا املظفر "شيعي"‪.‬‬
‫‪ )84‬العقائد ‪ -‬لعمر عنايت‪.‬‬
‫‪ )85‬عقيدة الشيعة ‪ -‬لرونلدسن ‪ -‬مرتجم‪.‬‬
‫‪ )86‬العقيدة والشريعة – جلولد زيهر‪ .‬مرتجم‪.‬‬
‫‪ )87‬العقد الفريد ‪ -‬البن عبد ربه‪( ،‬جلنة التأليف والرتمجة والنشر)‪.‬‬
‫‪ )88‬علم املنطق احلديث ‪ -‬حملمد عبدالرزاق حسنني‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ )89‬عند قدمي اإلمام ‪ -‬عن اجلمعية التيوزوفية مبدراس ابهلند‪.‬‬


‫‪ )90‬العهد القدمي واجلديد ‪ -‬التوراة واإلجنيل‪.‬‬
‫‪ )91‬العواصم من القواصم ‪ -‬أليب بكر بن العريب ‪ -‬تعليق حمب الدين اخلطيب‪.‬‬
‫(غ)‬
‫‪ )92‬غرر اخلصائص الواضحة ‪ -‬أليب إسحاق برهان الدين (الوطواط)‪.‬‬
‫(ف)‬
‫‪ )93‬الفتوحات املكية ‪ -‬البن عريب‪.‬‬
‫‪ )94‬فجر اإلسالم ‪ -‬ألْحد أمني‪.‬‬
‫‪ )95‬الفرق بني الفرق ‪ -‬لعبدالقاهر البغدادي‪.‬‬
‫‪ )96‬فرق الشيعة ‪ -‬للنوخبيت‪.‬‬
‫‪ )97‬الفصل يف امللل والنحل ‪ -‬البن حزم‪.‬‬
‫‪ )98‬فصوص احلكم ‪ -‬البن عريب‪ .‬ط احلليب‪.‬‬
‫‪ )99‬الفهرست ‪ -‬البن الندمي‪.‬‬
‫(ق)‬
‫‪ )100‬قاموس الكتاب املقدس‪ -‬للدكتور بوست‪.‬‬
‫‪ )101‬قصة احلضارة ‪ -‬للمؤرخ ول ديورانت‪ .‬مرتجم‪.‬‬
‫‪ )102‬قواعد عقائد آل حممد ‪ -‬حملمد بن احلسن الديلمي‪.‬‬
‫(ك)‬
‫‪ )103‬الكامل ‪ -‬للمربد‪ .‬بشرح الشيخ سيد املرصفي (رغبة اآلمل)‪.‬‬
‫‪ )104‬كشف أسرار الباطنية ‪ -‬حملمد بن مالك بن أيب الفضائل احلمادي‪.‬‬
‫‪ )105‬كشف اإللباس‪ -‬حديث‪.‬‬
‫‪ )106‬الكواكب الدرية يف اتريخ البابية والبهائية "هبائي"‪.‬‬
‫(ل)‬
‫‪ )107‬لسان العرب ‪ -‬البن منظور‪.‬‬
‫‪ )108‬لسان امليزان ‪ -‬للذهيب وغريه‪.‬‬
‫(م)‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ )109‬املبادئ البهائية‪.‬‬
‫‪ )110‬مبادئ الفلسفة ‪ -‬لرابوبورت‪.‬‬
‫‪ )111‬مباهج الفلسفة ‪ -‬لول ديورانت‪.‬‬
‫‪ )112‬حماضرة عن البهائية ‪ -‬لعبداجلليل سعد "هبائي"‪.‬‬
‫‪ )113‬حممد الرسالة والرسول ‪ -‬لنظمي لوقا‪.‬‬
‫‪ )114‬جملة األزهر‪.‬‬
‫‪ )115‬جمموعة الرسائل الكربى ‪ -‬البن تيمية‪.‬‬
‫‪ )116‬جمموعة الرسائل واملسائل ‪ -‬البن تيمية‪.‬‬
‫‪ )117‬جمموعة الرسائل ‪ -‬للجرفادقاين "هبائي"‪.‬‬
‫‪ )118‬حماداثت وخماطبات عبدالبهاء‪" .‬هبائي"‪.‬‬
‫‪ )119‬املدخل إىل الفلسفة ‪ -‬ألزفلدكولبه‪ .‬ترمجة‪.‬‬
‫‪ )120‬مذاهب التفسري – جلولد زيهر‪ ،‬مرتجم‪.‬‬
‫‪ )121‬مرشد الطالبني ‪ -‬إىل الكتاب املقدس الثمني‪" .‬مسيحي"‪.‬‬
‫‪ )122‬املواقف وشرحه‪.‬‬
‫‪ )123‬معامل اتريخ اإلنسانية ‪ -‬هـ‪ .‬ج‪ .‬ولز‪ .‬مرتجم‪.‬‬
‫‪ )124‬معجم البلدان ‪ -‬لياقوت‪.‬‬
‫‪ )125‬معجم مقاييس اللغة ‪ -‬البن فارس‪.‬‬
‫‪ )126‬مفتاح ابب األبواب ‪ -‬للدكتور مرزا حممد مهدي خان‪( .‬اتريخ البابية)‪.‬‬
‫‪ )127‬مقاتل الطالبيني ‪ -‬لألصفهاين‪.‬‬
‫‪ )128‬مقاالت اإلسالميني ‪ -‬أليب احلسن األشعري‪.‬‬
‫‪ )129‬مقالة سائح يف البابية والبهائية‪" .‬هبائي"‪.‬‬
‫‪ )130‬مقالة يف البهائية ‪ -‬للجمعية العلمية البهائية يف مصر‪.‬‬
‫‪ )131‬مكاتيب عبدالبهاء "هبائي"‪.‬‬
‫‪ )132‬امللل والنحل ‪ -‬للشهرستاين‪ .‬طبع التجاربة‪.‬‬
‫‪ )133‬من ال حيضره الفقيه ‪ -‬أليب جعفر القمي‪" .‬فقه شيعي"‪.‬‬
‫(ن)‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ )134‬نصيحة ملكة رومانيا "هبائي"‪.‬‬


‫‪ )135‬هناية األرب ‪ -‬للنويري‪.‬‬
‫‪َّ )136‬نوذج لألعمال اخلريية ‪ -‬املطبعة املنريية‪.‬‬
‫(هـ)‬
‫‪ )137‬هذه هي الصهيونية ‪ -‬اخرتان لك‪.‬‬
‫(و)‬
‫‪ )138‬وفيات األعيان ‪ -‬البن خلكان‪.‬‬
‫* * *‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فهرس‬

‫ج–ن‬ ‫أمحد محدي إمام‬ ‫تصدير‪:‬‬

‫* *‬ ‫*‬

‫حقيقة البهائية‬
‫الشيخ حممد اخلضر حسني‬

‫الصفحـ ــة‬ ‫املوضوع‬


‫‪3‬‬ ‫البابية أو البهائية‬
‫‪5‬‬ ‫البهائية والباطنية‬
‫‪11‬‬ ‫دعاوى الباب والبهاء‬
‫‪14‬‬ ‫ملخص القول يف البابية والبهائية‬
‫‪15‬‬ ‫البهائيون والبعث‬
‫‪16‬‬ ‫البهائيون ونبوة سيدان حممد صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪18‬‬ ‫الواجب إلحباط مساعي البهائية‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فهرس‬
‫عبدالرمحن الوكيل‬
‫(‪)313 - 21‬‬

‫الصفحــة‬ ‫الصفحــة املوضوع‬ ‫املوضوع‬


‫‪55‬‬ ‫هناية املأساة‬ ‫‪23‬‬ ‫مقدمة الكتاب‬
‫‪57‬‬ ‫املختار الثقفي والنبوة‬ ‫‪24‬‬ ‫امرأة مؤمنة‬
‫‪57‬‬ ‫دعي النبوة‬ ‫‪25‬‬ ‫شاب يرتدى‬
‫‪59‬‬ ‫أسطورة املهدي املنتظر‬ ‫‪27‬‬ ‫مظاهر الشرك‬
‫‪59‬‬ ‫الرجعة والبداء‬ ‫‪32‬‬ ‫جناية التصوف‬
‫‪60‬‬ ‫تطور األساطري‬ ‫‪32‬‬ ‫جناية علم الكالم‬
‫‪61‬‬ ‫أساطري الشيعة‬ ‫‪34‬‬ ‫جناية املذهبية‬
‫‪62‬‬ ‫اإلمام والقائم‬ ‫‪36‬‬ ‫غايتنا من هذا الكتاب‬
‫‪63‬‬ ‫التجسد واإلمساعيلية‬ ‫‪37‬‬ ‫بذلت اجلهد كله لإلنصاف‬
‫‪63‬‬ ‫تصدع الدولة األموية‬ ‫‪37‬‬ ‫مع وكيل احملفل البهائي‬
‫‪64‬‬ ‫الدولة العباسية‬ ‫‪38‬‬ ‫مصادري ومنهجي‬
‫‪65‬‬ ‫مصري أيب مسلم‬ ‫‪39‬‬ ‫صراحة‬
‫‪65‬‬ ‫املنصور والراوندية‬ ‫‪40‬‬ ‫حل احملافل البهائية‬
‫‪66‬‬ ‫فنت شيعية‬ ‫‪40‬‬ ‫ضراعة‬
‫‪67‬‬ ‫جموسية الربامكة‬ ‫‪41‬‬ ‫من السبئية إىل البابية‬
‫‪70‬‬ ‫بني األمني واملأمون‬ ‫‪41‬‬ ‫اجملتمع اإلسالمي يف عهده األول‬
‫‪70‬‬ ‫سقوط بغداد‬ ‫‪43‬‬ ‫ما حدث من خالف‬
‫‪73‬‬ ‫الشيعة االثنا عشرية‬ ‫‪44‬‬ ‫أحقاد وآتمر‬
‫‪74‬‬ ‫قصة الغائب املنتظر‬ ‫‪45‬‬ ‫مفهوم لكلمة الشيعة‬
‫‪74‬‬ ‫وكالء اإلمام‬ ‫‪46‬‬ ‫كيد ابن سبأ‬
‫‪75‬‬ ‫الغيبة الصغرى والغيبة الكربى لإلمام‬ ‫‪48‬‬ ‫شيعة وخوارج‬
‫‪76‬‬ ‫صاحب الزمان والبيعة له‬ ‫‪48‬‬ ‫حرب وحرب‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪77‬‬ ‫رجعة صاحب الزمان‬ ‫‪49‬‬ ‫طائفتان‬


‫‪78‬‬ ‫الرقاع‬ ‫‪50‬‬ ‫فتنة احلسني‬
‫‪78‬‬ ‫عقيدة اإلمامة يف االثنا عشرية‬ ‫‪50‬‬ ‫قتلة احلسني‬
‫‪80‬‬ ‫دعوة نقص املصحف‬ ‫‪51‬‬ ‫احلسني يرفض النصيحة‬
‫‪81‬‬ ‫األئمة‬ ‫‪52‬‬ ‫مأساة مسلم بن عقيل‬
‫‪82‬‬ ‫االثنا عشرية تسيطر‬ ‫‪53‬‬ ‫ضراعة إىل احلسني‬
‫‪82‬‬ ‫إيران مسرح األحداث‬ ‫‪54‬‬ ‫بني احلسني وبني قواد األمويني‬
‫‪116‬‬ ‫كاتب الوحي يكفر برب وحيه‬ ‫‪83‬‬ ‫إيران وقت ظهور الباب‬
‫‪117‬‬ ‫البهاء واجلرمية‬ ‫‪84‬‬ ‫الشيخية‬
‫‪117‬‬ ‫اجملرم املسترت‬ ‫‪87‬‬ ‫الباب والبابية‬
‫‪117‬‬ ‫حماولة إلنقاذ الباب‬ ‫‪88‬‬ ‫ادعاء الباب املهدية‬
‫‪119‬‬ ‫استخدام اجلثة يف الفتنة‬ ‫‪88‬‬ ‫الغالم يزعم أنه ابب املهدي‬
‫‪119‬‬ ‫حقيقة الباب‬ ‫‪88‬‬ ‫من ابب إىل قائم‬
‫‪120‬‬ ‫كتب الباب وأسلوبه‬ ‫‪92‬‬ ‫العنكبوت والذابب‬
‫‪121‬‬ ‫شكوك حول البيان‬ ‫‪94‬‬ ‫جهل البابية بدعوهتم‬
‫‪123‬‬ ‫دين البابية‬ ‫‪94‬‬ ‫الدعاة جيهلون ما يدعون إليه‬
‫‪124‬‬ ‫أمور اآلخرة‬ ‫‪94‬‬ ‫حروف حي والتوقيعات‬
‫‪124‬‬ ‫الرجعة‬ ‫‪95‬‬ ‫الباب وإعالن دعوته يف مكة‬
‫‪124‬‬ ‫شرعة الباب‬ ‫‪95‬‬ ‫القبض على الباب‬
‫‪126‬‬ ‫نسخ مجيع األداين‬ ‫‪97‬‬ ‫كفر الباب بدعوته‬
‫‪126‬‬ ‫يفضل نفسه على خامت النبيني‬ ‫‪97‬‬ ‫ذيوع أنباء الباب‬
‫‪126‬‬ ‫مصدر البابية‬ ‫‪98‬‬ ‫تفاهة‬
‫‪128‬‬ ‫وصية الباب‬ ‫‪99‬‬ ‫الباب يف ْحاية الصليبية‬
‫‪131‬‬ ‫من البابية إىل البهائية‬ ‫‪10‬‬ ‫سجن الباب‬
‫‪131‬‬ ‫البابية حتاول قتل الباب‬ ‫‪0‬‬ ‫قرة العني‬
‫‪131‬‬ ‫إابدة‬ ‫‪10‬‬ ‫القرة يف كرمان شاه‬
‫‪131‬‬ ‫البهاء والبهائية‬ ‫‪1‬‬ ‫أستري البابية‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪132‬‬ ‫مولد البهاء‪ :‬تعليمه وصلته ابلبابية‬ ‫‪10‬‬ ‫البغي القاتلة‬


‫‪133‬‬ ‫االستعمار الروسي يتدخل إلنقاذ‬ ‫‪2‬‬ ‫قرة العني مع البهاء‬
‫‪133‬‬ ‫البهاء‬ ‫‪10‬‬ ‫قرة العني يف مؤمتر بدشت‬
‫‪135‬‬ ‫البهاء ميهد للفتنة يف العراق‬ ‫‪3‬‬ ‫احلكم بنسخ اإلسالم‬
‫‪136‬‬ ‫جمون‬ ‫‪10‬‬ ‫القرة تقود ْحلة النسخ‬
‫‪136‬‬ ‫نفي البابية من بغداد‬ ‫‪4‬‬ ‫خطبة قرة العني يف املؤمتر‬
‫‪136‬‬ ‫البهاء يعلن أنه املوعود‬ ‫‪10‬‬ ‫هناية قرة العني‬
‫‪136‬‬ ‫البابيون يف تركيا‬ ‫‪4‬‬ ‫ثورات البابية املسلحة‬
‫‪137‬‬ ‫انشقاق البابية‬ ‫‪10‬‬ ‫مقتل ابب الباب‬
‫‪137‬‬ ‫اببيون وهبائيون‬ ‫‪5‬‬ ‫رأي يف ثورات البابية‬
‫‪138‬‬ ‫األزليون وزعيمهم‬ ‫‪10‬‬ ‫هذه املعارك‬
‫‪140‬‬ ‫احلال السياسية يف اإلمرباطورية‬ ‫‪6‬‬ ‫هناية الباب‬
‫‪140‬‬ ‫العثمانية‬ ‫‪10‬‬ ‫الباب يف جملس العلماء‬
‫‪140‬‬ ‫البهاء يف عكا‬ ‫‪6‬‬ ‫فتوى جديدة بقتل الباب‬
‫‪141‬‬ ‫البهاء يطعم مثر اخليانة‬ ‫‪10‬‬ ‫اهنيار الباب‬
‫‪171‬‬ ‫عبدالبهاء يسيطر‬ ‫‪7‬‬ ‫أىن لك هذا؟‬
‫‪171‬‬ ‫أحفال ومآدب‬ ‫‪10‬‬ ‫إرادة واهية وتذلل‬
‫‪172‬‬ ‫الفنون اجلميلة عني العبادة‬ ‫‪9‬‬ ‫ترف وخيالء‬
‫‪172‬‬ ‫شعار وثين‬ ‫‪11‬‬ ‫شيشة يف املعبد‬
‫‪172‬‬ ‫تولستوي وعبدالبهاء‬ ‫‪0‬‬ ‫جملس النبوة‬
‫‪173‬‬ ‫لإلنسان أن يتدين مبا يشاء‬ ‫‪11‬‬ ‫عباس واجلهر بدعوى الربوبية‬
‫‪174‬‬ ‫البهائية برمهية‬ ‫‪1‬‬ ‫دعاوى البهاء‬
‫‪175‬‬ ‫سقوط الغر‬ ‫‪11‬‬ ‫ملاذا لقب نفسه ببهاء هللا؟‬
‫‪176‬‬ ‫ملاذا كتبت عن رحلة عبدالبهاء‬ ‫‪2‬‬ ‫هالك البهاء‬
‫‪177‬‬ ‫عبدالبهاء يف فرنسا وأمريكا‬ ‫‪11‬‬ ‫نسل البهاء‬
‫‪178‬‬ ‫عبدالبهاء مع اإلجنليز يف احلرب‬ ‫‪2‬‬ ‫وصية البهاء‬
‫‪179‬‬ ‫العظمى‬ ‫‪11‬‬ ‫شخصية البهاء‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪180‬‬ ‫السري عبدالبهاء‬ ‫‪3‬‬ ‫ثقافته‬


‫‪181‬‬ ‫خامتة السوء‬ ‫‪11‬‬ ‫أسلوبه‬
‫‪182‬‬ ‫عبدالبهاء والبهائية‬ ‫‪3‬‬ ‫كتبه‪ :‬أشهرها اإليقان واألقدس‬
‫‪182‬‬ ‫سيطرة عبدالبهاء على أبيه‬ ‫‪11‬‬ ‫حقده على املسلمني‬
‫‪183‬‬ ‫أتليه عبدالبهاء‬ ‫‪4‬‬ ‫مجيعا مشركون‬
‫الناس ً‬
‫‪184‬‬ ‫كذب تنبؤات عبدالبهاء‬ ‫‪11‬‬ ‫عبدالبهاء والبهائية‬
‫‪185‬‬ ‫بشرية واهنة‬ ‫‪6‬‬ ‫صلته ابالستعمار‬
‫‪187‬‬ ‫ضراعة النبوة‬ ‫‪14‬‬ ‫عبدالبهاء والوصية‬
‫‪188‬‬ ‫البهائية بعد عبدالبهاء‬ ‫‪1‬‬ ‫االستعمار ينشر البهائية‬
‫‪188‬‬ ‫احلقيقة اإلهلية يف رأي البهائية‬ ‫‪14‬‬ ‫يف ردغة النفاق‬
‫‪189‬‬ ‫نور من احلق‬ ‫‪2‬‬ ‫مشهد آخر‬
‫‪189‬‬ ‫مراتب احلقيقة اإلهلية أو تعيناهتا‬ ‫‪14‬‬ ‫طنطنة فارغة‬
‫‪190‬‬ ‫التعني األول‬ ‫‪3‬‬ ‫حتقيق‬
‫‪191‬‬ ‫مادية صرفة‬ ‫‪14‬‬ ‫سيد جديد‬
‫‪191‬‬ ‫شهادة من احلق‬ ‫‪4‬‬ ‫عبدالبهاء يغري دينه يف أوراب‬
‫‪193‬‬ ‫أمساء احلقيقة اإلهلية وصفاهتا‬ ‫‪14‬‬ ‫اإلحلاد هو دين احلق‬
‫‪193‬‬ ‫تطور احلقيقة يف تعيناهتا‬ ‫‪4‬‬ ‫آراء عبدالبهاء يف لندن‬
‫‪194‬‬ ‫اإلمكان يسيطر على الوجوب‬ ‫‪14‬‬ ‫البهاء حيب كل إنسان‬
‫‪196‬‬ ‫حاجة احلقيقة اإلهلية إىل بدن‬ ‫‪5‬‬ ‫البهاء جمدد فحسب‬
‫‪197‬‬ ‫مىت تتجسد احلقيقة اإلهلية‬ ‫‪14‬‬ ‫ثناؤه على اإلجنليز‬
‫‪198‬‬ ‫التنـزيه والتشبيه‬ ‫‪6‬‬ ‫متجيد اخلرافة‬
‫‪198‬‬ ‫اإلهلية‬ ‫‪14‬‬ ‫الشعور املتموجة‬
‫‪201‬‬ ‫املعبود‬ ‫‪7‬‬ ‫البهائية تيوزفية‬
‫‪230‬‬ ‫مشارق احلقيقة اإلهلية ومغارهبا‬ ‫‪14‬‬ ‫وحدة الوجود‬
‫‪231‬‬ ‫كيفية اخللق‬ ‫‪7‬‬ ‫نصوص وحدة الوجود‬
‫‪231‬‬ ‫واخلالصة‬ ‫‪14‬‬ ‫الثالوث‬
‫‪232‬‬ ‫الدليل الرابع واألخري‬ ‫‪8‬‬ ‫املظاهر اإلهلية أو الرسل‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪233‬‬ ‫ال نيب حيتاج إىل معجزة‬ ‫‪14‬‬ ‫رسل‬‫الرسل أعظم من امل ِ‬
‫‪233‬‬ ‫الطعن على أدلة الرسل‬ ‫‪8‬‬ ‫حاجة اإلله إىل الرسل‬
‫‪236‬‬ ‫رأيهم يف براهني الرسالة املوسوية‬ ‫‪14‬‬ ‫الرسول رب وعبد‬
‫‪238‬‬ ‫رأيهم يف براهني رسالة عيسى‬ ‫‪9‬‬ ‫قيومية الرسل‬
‫‪239‬‬ ‫الطعن يف براهني اإلسالم‬ ‫‪14‬‬ ‫عبادة الرسل‬
‫‪240‬‬ ‫عالئم ظهور هللا يف جسد البهاء‬ ‫‪9‬‬ ‫وحدة الرسل‬
‫‪245‬‬ ‫وحي البهاء وصاحب وحيه‬ ‫‪15‬‬ ‫معىن ختم النبوة وبدئها‬
‫‪246‬‬ ‫نسخ البهائية لإلسالم‬ ‫‪1‬‬ ‫املغايرة بني الرسل‬
‫‪246‬‬ ‫شرعة الذل والنفاق واألحقاد‬ ‫‪15‬‬ ‫رسالة الرسل ومطالعهم وألقاهبم‬
‫‪246‬‬ ‫الطبع يغلب التطبع‬ ‫‪2‬‬ ‫ال خيلو الوجود من الرسل‬
‫‪247‬‬ ‫دين البهائية‬ ‫‪15‬‬ ‫الوحي وعدم انقطاعه‬
‫‪247‬‬ ‫رأيهم يف التوحيد‬ ‫‪3‬‬ ‫الكفر مبعجزات الرسل‬
‫‪248‬‬ ‫جهل وثين‬ ‫‪15‬‬ ‫الطعن يف إعجاز القرآن‬
‫‪248‬‬ ‫البد من وسائط يف الدين‬ ‫‪3‬‬ ‫املعجزات والنبوات‬
‫‪249‬‬ ‫معبود البهائية‬ ‫‪15‬‬ ‫النسخ هو املعجزة‬
‫‪250‬‬ ‫شريعة البهائية‬ ‫‪4‬‬ ‫عالئم ظهور الرسل‬
‫‪251‬‬ ‫الصالة‪ .‬الطهارة‪ .‬القبلة‪ .‬الزكاة‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫عقيدة البهائية يف البهاء‬
‫‪251‬‬ ‫الصوم‬ ‫‪6‬‬ ‫ربوبية البهائية‬
‫‪252‬‬ ‫احلج‪ .‬الزواج‪ .‬الطالق‪ .‬املرياث‪ .‬إابحة‬ ‫‪15‬‬ ‫التبشري ابلبهاء‬
‫‪252‬‬ ‫الراب‬ ‫‪6‬‬ ‫البهاء هو هللا رب اآلخرة واألوىل‬
‫‪254‬‬ ‫العقوابت‬ ‫‪15‬‬ ‫زعمهم أنه رب األرابب وسيد املظاهر‬
‫‪255‬‬ ‫حترمي اجلهاد‬ ‫‪8‬‬ ‫البهاء واملشيئة املطلقة والعلم احمليط‬
‫البهائية اتبعة لألهواء‬ ‫‪15‬‬ ‫صكوك الغفران‬
‫غاية العابد‬ ‫‪9‬‬ ‫زعمه أنه هو هللا اخلالق لكل شيء‬
‫‪256‬‬ ‫أمور اآلخرة‬ ‫‪16‬‬ ‫البهاء بني الربوبية والعبودية‬
‫‪257‬‬ ‫أتويل البهائية ألمور اآلخرة‬ ‫‪2‬‬ ‫يرعى الكون وهو ميت‬
‫‪258‬‬ ‫القيامة‬ ‫‪16‬‬ ‫يزعم أن كتبه هي املهيمنة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪258‬‬ ‫القيامة الكربى‪ :‬البعث‪ ،‬احلساب‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أدلتهم على ربوبية البهاء‬
‫‪263‬‬ ‫صحف األعمال‪ .‬رؤية هللا‪ .‬لقاء هللا‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الدليل األول الكتاب‬
‫‪263‬‬ ‫اجلنة‪ .‬نعيم اجلنة‪ .‬احلور العني‬ ‫‪3‬‬ ‫الدليل الثاين هو املسمى ابلدليل‬
‫‪263‬‬ ‫املالئكة‬ ‫‪16‬‬ ‫العقلي‬
‫‪287‬‬ ‫جحود أصم ابلقرآن‬ ‫‪4‬‬ ‫الدليل الثالث البشارات‬
‫‪289‬‬ ‫سرقة الكفر أبلفاظه ومعانيه‬ ‫‪16‬‬ ‫حق من القرآن‬
‫‪289‬‬ ‫الرجعة والتناسخ‬ ‫‪5‬‬ ‫رموز وأسرار‪ ،‬وظاهر وابطن‬
‫‪290‬‬ ‫منـزلة الرجعة يف دين البهائية‬ ‫‪16‬‬ ‫تعقيب‬
‫‪291‬‬ ‫تناقض‬ ‫‪6‬‬ ‫أوهام يف التفسري والتأويل‬
‫أمثلة من حتريف األلفاظ عند البهائية ‪291‬‬ ‫‪16‬‬ ‫مث إن علينا بيانه‬
‫‪291‬‬ ‫السياسة‬ ‫‪6‬‬ ‫أمثلة من أتويل البهائية للقرآن‬
‫‪293‬‬ ‫نظام احلكم‬ ‫‪16‬‬ ‫مائدة السماء‬
‫‪294‬‬ ‫عداوة البهائية للحرية‬ ‫‪7‬‬ ‫قصص القرآن‬
‫‪295‬‬ ‫نظام الكهنوت يف البهائية‬ ‫‪16‬‬ ‫جهل البهاء ابلتاريخ‬
‫‪296‬‬ ‫أيدي أمر هللا‬ ‫‪7‬‬ ‫تقية وكتمان‬
‫‪299‬‬ ‫بيت العدل‬ ‫‪16‬‬ ‫البهائية والروح‬
‫‪300‬‬ ‫مجاعة دجل وشعبذة‬ ‫‪8‬‬ ‫أنواع الروح‬
‫‪300‬‬ ‫الصهيونية عرب التاريخ‬ ‫‪16‬‬ ‫وحدة أصحاب الروح اإلمياين امللكويت‬
‫‪301‬‬ ‫هرزل‬ ‫‪9‬‬ ‫الروح القدس أو روح هللا‬
‫‪302‬‬ ‫وعد بلفور‬ ‫‪17‬‬ ‫الفيضان املقدس واألقدس‬
‫‪305‬‬ ‫أحقاد صليبية‬ ‫‪0‬‬ ‫متناقضات‬
‫‪306‬‬ ‫البهائية صهيونية‬ ‫‪17‬‬ ‫ما بعد املوت‬
‫‪306‬‬ ‫املسيح املوعود‪ .‬أو رب اجلنود‬ ‫‪0‬‬ ‫نتيجة وهدف‬
‫‪308‬‬ ‫عبودية ذليلة لليهود‬ ‫‪20‬‬ ‫املعرفة‬
‫‪308‬‬ ‫نصوص دامغة عن صهيونية البهائية‬ ‫‪2‬‬ ‫املقياس البهائي‬
‫‪309‬‬ ‫املسحاء الكذبة‬ ‫‪20‬‬ ‫جمال املعرفة الكشفية‬
‫‪310‬‬ ‫مجع العامل على الداينة اليهودية‬ ‫‪4‬‬ ‫أصحاب املعرفة الكشفية‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪312‬‬ ‫حقد البهائية على عمر‬ ‫‪20‬‬ ‫تعقيب‬


‫متجيد البهائية لليهودية‬ ‫‪7‬‬ ‫اللغة والفكر‬
‫تعقيب‬ ‫‪20‬‬
‫رجاء إىل العرب واملسلمني‬ ‫‪8‬‬
‫دانءة نفاق‬ ‫‪20‬‬
‫قلق من خيانة البهائية‬ ‫‪8‬‬
‫‪20‬‬
‫‪9‬‬
‫‪20‬‬
‫‪9‬‬
‫‪21‬‬
‫‪0‬‬
‫‪21‬‬
‫‪0‬‬
‫‪21‬‬
‫‪1‬‬
‫‪21‬‬
‫‪2‬‬
‫‪21‬‬
‫‪3‬‬
‫‪21‬‬
‫‪3‬‬
‫‪21‬‬
‫‪4‬‬
‫‪21‬‬
‫‪5‬‬
‫‪21‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪5‬‬
‫‪21‬‬
‫‪7‬‬
‫‪21‬‬
‫‪9‬‬
‫‪22‬‬
‫‪1‬‬
‫‪22‬‬
‫‪1‬‬
‫‪22‬‬
‫‪2‬‬
‫‪22‬‬
‫‪2‬‬
‫‪22‬‬
‫‪3‬‬
‫‪22‬‬
‫‪3‬‬
‫‪223‬‬
‫‪224‬‬
‫‪225‬‬
‫‪225‬‬
‫‪225‬‬
‫‪225‬‬
‫‪226‬‬
‫‪227‬‬
‫‪227‬‬
‫‪229‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪230‬‬
‫‪26‬‬
‫‪3‬‬
‫‪26‬‬
‫‪4‬‬
‫‪26‬‬
‫‪6‬‬
‫‪27‬‬
‫‪0‬‬
‫‪27‬‬
‫‪0‬‬
‫‪27‬‬
‫‪2‬‬
‫‪27‬‬
‫‪2‬‬
‫‪27‬‬
‫‪3‬‬
‫‪27‬‬
‫‪5‬‬
‫‪27‬‬
‫‪6‬‬
‫‪27‬‬
‫‪7‬‬
‫‪277‬‬
‫‪278‬‬
‫‪278‬‬
‫‪278‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫البهائية اترخيها وعقيدهتا وصلتها ابلباطنية والصهيونية‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪279‬‬
‫‪280‬‬
‫‪281‬‬
‫‪283‬‬
‫‪284‬‬
‫‪284‬‬
‫‪284‬‬
‫‪284‬‬
‫‪287‬‬

‫* * *‬
‫صف هذا الكتاب بطريقة اجلمع التصويري مبكتبة اخلاجني‬

‫مطبعة املدين املؤسسة السعودية مبصر‬


‫‪ 68‬شارع العباسية ‪ -‬القاهرة‪ :‬ت ‪827851‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

You might also like