Professional Documents
Culture Documents
Null
Null
6
التخطيط للخدمة
Ministry Planning
ضرب السيد المسيح مثالً مهماً عن إنسان طلب من إبنيه أن يذهبا للعمل في كرمه ،فرفض األول ثم ندم أخي ًار
وذهب ،بينما بدى الثاني مطيعاً دون أن يذهب بالفعل (مت .)32 – 28 :21وأدان السيد من خالل هذا المثل
"الطاعة الكاذبة" التي أضاعت اليهود الذين رفضوا المسيح ،بينما أتاحت "الطاعة العملية" للذين قبلوه من األمم
دخول الملكوت.
ومغزي المثل الذي أراده السيد هو أن العبرة عند المسيح هو "النتائج" أو بمعني آخر"بالثمر" .وقد ذكر هذا
المثل في نفس اليوم الذي لعن فيه شجرة التين غير المثمرة (مت )22 – 18 :21في األسبوع األخير من
حياته وهو يتقدم نحو الصلي ب .والمعني الذي أراد المسيح التأكيد عليه هو أن الحياة والخدمة تقاس دائما في
مجملها بالثمار (أو النتائج) .وكما يقول المثل الشهير "الطريق الي جهنم مفروش بالنوايا الطيبة" بمعني أن
النوايا وحدها ال تكفي ،وكما قال يوحنا الرسول "يا أ ْوال ِدي ،ال ُن ِح َّب ِباْلكال ِم وال ِباللِس ِ
ان ،ب ْل ِباْلعم ِل واْلح ِق" (1
يو .)18 :3
والالفت لإلنتباه أن مناهج اإلدارة الحديثة اآلن تركز بشكل أساسي علي النتائج ،ويسمي هذا المنهج في اإلدارة
"اإلدارة بالنتائج" ( ،)Results-Based Managementوالمقصود به التركيز علي نتائج التغيير الحادث
) )Change Resultsفي حياة البشر أو في المؤسسة التي تخدمهم ،وليس مجرد األنشطة أو
األفعال ) .)Activities/Actionsوفي السياق الروحي والكنسي ،نستطيع أن نسمي هذا المنهج "اإلدارة بالثمر".
ولكن الثمر(أو النتائج) ال تأتي بشكل عشوائي ،ولكنها نتيجة تدبير واعي وإجتهاد مستمر.
وتدبير (إدارة) الخدمة (اإليكونوميا) – كما سبق وأشرنا في مقدمة هذا الكتاب – هي موهبة من مواهب الروح
القدس التي يهبها للمؤمنين لبنيان جسد الكنيسة ،مثلها مثل موهبة التعليم ،النبوة،
الوعظ ،العطاء والخدمة (رو 8 - 5 :12؛ 1كو )31 - 4 :12ولكن – كأي
موهبة – تحتاج الي توقير وإهتمام ورعاية وإجتهاد ،حتي ما تنمو – بالنعمة -الي
آفاق أرحب واوسع ”واْلق ِاد ُر أ ْن يْفعل ف ْوق ُك ِل ش ْي ٍء ،أ ْكثر ِجًّدا ِم َّما ن ْ
طُل ُب أ ْو نْفت ِك ُر،
ِبحس ِب اْلُقَّوِة َّالِتي ت ْعم ُل ِفينا“ (أف .) 20 :3
والتخطيط ال يتعارض مع إلهام الروح القدس وال يقيد من عمله في جماعة المؤمنين ،بل بالعكس تماماً ،فاهلل
يتوقع من خدامه أن يستخدموا وزنة العقل والمعرفة في تدبير الحياة والخدمة ،ألن العقل هو العضو الوحيد في
77
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
كيان األنسان الذي يستقبل رسائل هللا ،والعبادة الحقيقية هي بالروح والذهن معاً ( 1كو ،)15 :14والذهن
المتجدد والمستنير بالروح القدس أقدر علي الخدمة والتدبير (رو .)2 :12
وألن اإلدارة هي عملية مركبة تشمل جوانب أساسية :التخطيط ،التنفيذ والمتابعة ،ثم التقييم والتقويم؛ هكذا أيض ًا
تدبير (إدارة) الخدمة الكنسية يجب أن تشمل هذه العناصر الثالثة:
)1تخطيط سليم لإلثمار (الذي هو إستثمار الوزنات التي وهبها هللا للخادم) (مت )31 – 14 :25؛
)2تنفيذ ومتابعة اإلثمار (أي أمانة الوكالة حيث أن الخادم هو وكيل علي هذه الوزنات) (لو – 42 :12
)48؛
)3تقييم الثمر (أي تقييم ثمارالخدمة علي حياة الناس والكنيسة).
واإلدارة الكنسية تعني بإستخدام مناهج وأساليب وأدوات حديثة مثل منهج اإلدارة بالنتائج
(أو اإلدارة بالثمر) .فما معني هذا المنهج ،وكيف يمكن تطبيقه في سياق الخدمة،
وهل هناك أمثلة عملية يمكن اإلشارة اليها واإلستعانة بها؟ هذا ما سنتعرض له في
هذه الوحدة.
في فصول هذه الوحدة سوف نستعرض الثالثة عناصر األساسية في إدارة منظومة الخدمة :هذا الفصل سوف
نركز علي التخطيط لإلثمار(أهمية اإلثمار فى الحياة والخدمة ،هل التخطيط لإلثمار يتعارض مع اإليمان،
معني التخطيط وأنواعه مع أمثلة كتابية ،مراحل التخطيط الخمس)؛ وفي الفصل التالي سوف نركز علي التنفيذ
من خالل إدارة الموارد والنظم ،ثم في الفصل الثالث سوف نركز علي المتابعة والتقييم .ونختم الوحدة بوضوع
هام عن العمل الجماعي الذي بدونه ال يمكن أن تتم أي إدارة ناجحة.
من أكثر الوصايا التي إهتم بها هللا بها في العهدين هي اإلثمار ،فبقدر حب هللا لإلنسان ومعونته له في رحلة
حياته يتوقع منه طاعة وصاياه التي هي للحياة ،وبالطاعة يستطيع أن يثمر.
هللا
الر ُّب ألْبرام وقال ل ُه« :أنا ُ
.1هللا يطلب الثمر :إرتبط ”الثمر“ ”بالطاعة والبركة “ منذ العهد القديم" .ظهر َّ
ير ِجًّدا» (تك .)8 -1 :17طاعة امال ،فأ ْجعل َع ْه ِدي بْيِني وبْينكَ ،وأ َ
ُك ِثَر َك كِث ًا اْلق ِديرِ .سر أَم ِ
امي وُك ْن َك ِ
َ ُ ْ َ
إبراهيم ،تقود الي بركة ،والبركة تؤدي الي الثمر؛ فالثمر في حقيقة األمر هو نتاج الطاعة .وهذه المعادلة
تظل صحيحة في كل عالقات اإلنسان مع هللا ،وهي إذًا سر اإلثمار .ونالحظ أن إثمار إبراهيم لم يكن فقط
قاص اًر علي أمنيات إبراهيم أن يحظي بإبن ووريث ،ولكنها كانت مرتبطة باألكثر بخطة أكبر هلل من أجل
خالص البشرية من خالل نسل إبراهيم .بمعني آخر أن أوالد هللا يثمرون لحساب هللا في المقام األول .وهذا
ينطبق علي منظومة الخدمة .فثمر الخدمة يأتي عن طريق بركة الرب لعمل الخدمة طالما أن الخادم أطاع
وأوفي العهد مع هللا.
78
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
.2المسيح يطلب الثمر :إهتم السيد المسيح جداً باإلثمار وما أكثر المرات التي نبه فيها الي خطورة الحياة بال
الن ِار .فِإ ًذا ِم ْن ِثم ِارِه ْم
صن ُع ثم ًار جِي ًدا تُْقط ُع وُتْلقى ِفي َّ ٍ
ثمر ” ك ُّل شجرة ال ت ْ
ف َّ ِ َّ
الشجرُة (مت :12 ت ْع ِرُفون ُه ْم” (مت ) 20 – 15 :7؛ أل ْن من الثم ِر تُ ْعر ُ
.)35كما ضرب السيد المسيح أمثاالً كثيرة عن ثمر الملكوت وكيف ُيزرع،
وكيف ينمو (مثل الزارع – الزوان والحنطة – حبة الخردل – الخميرة) (مت
. )13ومن أجل إعطاء فرصة لإلثمار كشف المسيح عن دوره كشفيع أمام هللا اآلب من أجل إعطاء فرصة
جديدة لإلنسان لكي يثمر في مثل الشجرة غير المثمرة "اتركها هذه السنة أيضاً" (لو .) 9 – 6 :13كما
شرح عمل الروح القدس في تأكيد الثبوت المتبادل والمستمر بين اإلنسان والمسيح في مثل الكرمة واألغصان
(يو .) 16 -1 :15إال أنه أظهر حزماً مخيفاً مع التينة التي أظهرت شكل الثمر دون أن تثمر فلعنها
يق ،وجاء ِإليْها فلمْ ي ِج ْد ِفيها شيًًْا ين على َّ
الط ِر ِ اجعًا ِإلى اْلمِدينِة جاع ،فنظر شجرة ِت ٍ
الصبْ ِح ِإ ْذ كان ر ِ
"وِفي ُّ
ال" ( مت – 18 : 21 ط .فقال لها«:ال يكُن ِمنْ ِك ثمر بعد ِإلى األبِد!» .فيِبس ِت ِ
التينةُ ِفي اْلح ِ ِإ َّال ورقًا فق ْ
ٌ ُْ ْ
.) 20
.3الكنيسة تطلب الثمر :يوضح سفر األعمال أن الكنيسة المثمرة هي أحد أقوي وأهم صفات الكنيسة القوية
صون(” . ِ ِ َّ ِ الحية " ،وِنعْمةٌ ع ِظيمةٌ كان ْت على ج ِم ِيع ِهمْ.... ،وكان َّ
الر ُّب ُك َّل ي ْو ٍم ي ُ ِ
ض ُّم إلى اْلكنيسة الذين ي ْخلُ ُ
أع .)33 – 32 :4 ، 47 – 42 :2والروح القدس له تسع ثمار جميلة في تظهر في حياة اإلنسان الروحي
ف صالحٌِ ،إيم ٌ
ان وداعةٌ طٌطولُ أن ٍاة لُ ْ
الرو ِح فهُو :محَّبةٌ فرحٌ سالمٌُ ،
وتنعكس علي عالقاته ” وأ َّما ثم ُر ُّ
ف( ”.غل ،) 22 :5وهم مقياس حساس لإلنسان المثمر روحياً. تعُّف ٌ
.4الحياة نفسها تطلب الثمر :فالثمر عالمة الحياة ،واإلنسان الحي هو من
يم( .أم يق شجرة حي ٍاة و ارِبح ُّ ِ ِ
الص ِد ِ
يثمر لنفسه ولآلخرين (ثمر ِ
النُفوس حك ٌ ُ ُ ُ
.)30 :11
.5الثمر يستمر حتى بعد الموت .كما أوضح الكتاب أن ثمار اإلنسان تستمر بعد حياته "وس ِم ْع ُت ص ْوتًا ِمن
الرو ُح« :لِكي
ول ُّ ات َّال ِذين يموتُون ِفي َّ ِ
طوبى لِألمو ِ
اء ق ِائالً لِي« :ا ْكتُ ْبُ : ال َّسم ِ
ْ الرب ُمْن ُذ اآلن»« .نع ْم» يُق ُ ُ ْ
يحوا ِم ْن أ ْتعاِب ِه ْم ،وأ ْعماُل ُه ْم ت ْتب ُع ُه ْم»( .رؤ ) 13 :14؛” اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة هللا انظروا
ي ْست ِر ُ
الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم ” ( عب .) 7 :13
ولكن....
اإلثمار ال يأتي عشوائياً ،بل يحتاج الي إعداد وتخطيط مسبق .والتخطيط ال يتعارض مع التسليم
واإليمان ،وقد أكد الكتاب المقدس علي هذه الحقيقة في مواضع عديدة جداً عبر العهدين.
79
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
– ففي قصة نوح :بناء الفلك كان ثمر تخطيط دقيق قام هللا به بنفسه ،ونفذه
بأمانه نوح البار(تك )21 – 14 :6
– وفي قصة يوسف الصديق :إنقاذ مصر من المجاعة كان ثمر تخطيط ذكي
لحكمة يوسف ومهارته (تك)41
– وفي قصة موسى :بناء خيمة اإلجتماع كان أيضاً ثمر تخطيط دقيق قام هللا به بنفسه ونفذه بكل تدقيق
موسي النبي والقائد (خر )31- 25
– وفي قصة حزقيا الملك :بناء نفق مياة تحت األرض كان نموذج تخطيط سبق عصره ( 2أخ ،4-3 :32
)30
– وفي قصة نحميا :بناء أسوار اورشليم كان ثمر ملحمة ضخمة من اإلعداد والتخطيط المحكم (نح )7 – 2
من العهد الجديد ،ضرب السيد المسيح أمثاأل كثيرة ،كلها تؤكد – في جوهرها -أهمية التخطيط ،مثل:
80
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
هى منهج التفكير المنطقى قبل بدء العمل ،والتي تشمل تحديد األهداف (النتائج أو الثمار) المطلوب تحقيقها،
ووضع األنشطة الالزمة فى توقيتات ومواقع محددة ،وبمسؤليات محددة وبتكلفة محددة لتحقيق األهداف
المنشودة .والتخطيط يشمل أيضاً توقع بعض الصعوبات الني يمكن أن تعترض سبيل العمل والتفكير في بدائل
للحلول.
أنواع التخطيط
(إسترتيجي)
ا )1طويل المدي
81
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
اليهود الي أورشليم ،إعادة إعمار المدينة ،إستعادة العمل بالشريعة ،توبة وعهد الشعب بالرجوع هلل،
فكانت هناك نقلة نوعية في حياة الشعب.
مثال تطبيقي :ما هي خطة الكنيسة المحلية من أجل الوصول لكل البعيدين وتوصيل رسالة الخالص •
لكل الشعب في دائرة خدمتها ،خالل الخمس سنوات القادمة؟
مثال تطبيقي :مشكالت الشباب في منطقة ما :عزوف الشباب عن حضور الكنيسة وأنشطتها؛ إنتشار
اإلدمان؛ عالقات غير سوية بين الجنسين؛ إنتشار البطالة بين الشباب؛ إنتشار سلوكيات غير مسيحية.
82
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
في هذه المرحلة يتم مقارنة المشكالت من أجل إختيار المشكلة التي سيسعي البرنامج/الخدمة الي عالجها
كأولوية .وهذا اإلختيار عادة ما يتم بطريقة موضوعية ،من خالل معايير مثل :خطورة المشكلة ،مدي
إلحاحها ،عدد المتضررين منها ،وجود حلول مباشرة لها ،الموارد التي يتطلبها الحل ،أهمية المشكلة في
عالج المشاكل األخري المرتبطة بها .وبناء علي نتائج هذا التحليل يتم وضع ترتيب أولويات المشكالت
وإختيار المشكلة ذات األولوية.
في المثال التطبيقي السابق :إختيار مشكلة عزوف الشباب عن حضور أنشطة الشباب كأولوية (علي أساس
أن عالج هذه المشكلة سوف يساعد في عالج مشاكل أخري مرتبطة بها)
في هذه المرحلة يتم عمل تحليل تفصيلي ألسباب المشكلة المباشرة (أي ما الذي سبب ظهور هذه المشكلة)،
وكذلك األسباب غير المباشرة (جذور المشكلة أو أسبابها الدفينة) .وعادة هذا التحليل ليس سهالً ،ويتطلب
إشراك أصحاب المشكلة أنفسهم إذ هم أدري الناس باألسباب والعوامل التي أدت الي ظهور المشكلة .وأهمية
هذه الخطوة أنها تضع المفاتيح األولي لحل المشكلة ،إذ بدون معرفة األسباب الحقيقية لن تنجح أي حلول.
في المثال التطبيقي السابق :قد تكون األسباب مرتبطة باألنشطة نفسها (مملة ،غير جذابة ،ال تلبي
إحتياجات وإهتمام الشباب) ،أو في الخدام (سلطويين ،تقليديين ،يفتقرون للمحبة الحقيقية ،ال يتواصلون
بشكل جيد مع الشباب ،معثرين وغير تائبين ،ليس لديهم ما يقدموه ال محبة وال قدوة وال معرفة) ،أو في
الشباب انفسهم (لهم خبرات سلبية مع خدام أو قادة الكنيسة ،إغراءات صعبة أو عثرات منافسة محيطة
بهم ،إلخ) ...
في هذه المرحلة يتم وضع هدف محدد وواضح أو نتيجة نهائية يسعي البرنامج للوصول اليها (فتكون بمثابة
الوضع اإليجابي الذي يتمناه الخدام للقضاء علي هذه المشكلة) .ويجب أن يكون هذا الهدف ذكي ًا
( ،)SMARTبمعني أنه يفي بخمس صفات أساسية:
Specific محدد
Measurable يمكن قياسه
Achievable يمكن تحقيقه
Relevant مالئم
Time-bound محدد بزمن
83
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
في المثال التطبيقي السابق :بنهاية ،2015سوف يكون 250شاباً وشابة في الفًة العمرية من 22 – 18
سنة في منطقة (س) بكنيسة (ص) مواظبين علي المشاركة في قيادة أنشطة إجتماعهم
ففي هذا المثال ،صياغة الهدف توضح أنه محدد الفًة المستهدفة ،محدد المكان ،ومحدد العدد المستهدف؛
كما أن الهدف يمكن تحقيقه (ألن العدد المستهدف ممكن) ،وهو مالئم لنوع المشكلة التي يعالجها ،كما أنه
محدد بزمن.
وفي هذه المرحلة يتم وضع خطة عمل تفصيلية لتحقيق األهداف .ولكل هدف
الخطة تجيب علي ستة أسًلة أساسية :ما المطلوب عمله أو األنشطة المطلوبة
(ماذا ،)Whatاألشخاص المسؤلين عن كل نشاط (من ، ) Whoأين ستتم
(المكان ،)Whereمتي (التاريخ ،) Whenطريقة التنفيذ (كيف ،)Howالتكلفة (بكام )How much
ما التكلفة متي أين كيف (النشاط من سيقوم به النشاط
الفرعي)
بعد اإلنتهاء من الخطوات الخمس السابقة ،تبدأ مرحلة تنفيذ الخطط (وتشمل رصد وتعبًة الموارد الالزمة
ووضع هيكل تنظيمي لتوزيع األدوار والمسؤليات في العمل)؛ ومرحلة المتابعة وتقييم النتائج (أثناء و بعد
التنفيذ).
84
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
التخطيط لإلثمار
مثال عملي :لو أخذنا مثالً برنامج "إعداد الخدام" في كنيسة ما كنموذج ،ما هي الثمار المتوقعة من هذا
البرنامج؟
.1ثمار الثالثين :هي النتائج المباشرة إلكتمال األنشطة (أو المخرجات )Outputsالتي تظهر بشكل سريع.
وفي المثال السابق تكون الثمار المباشرة هي "تخريج عدد ( )#من الخدام إجتازوا بنجاح فترة اإلعداد
وأصبحوا مؤهلين للخدمة في كنيسة (س) بنهاية عام ؟؟؟؟"
.2ثمار الستين :هي النتائج غير المباشرة (أو مردودات الحقة )Outcomesوالتي تحتاج الي بعض الوقت
لكي تظهر ،وعادة يشير الي "التغيرات في السلوكيات أوالنظم"؛ ففي المثل السابق مردود تخريج هؤالء
الخدام تظهر في "تغيير سلوكيات المخدومين التي تعكس أثر الخدام الجدد فيهم"؛ كما يظهر المردود علي
نظام الخدمة نفسها ،إذ تحدث "نقلة نوعية في الخدمات واألنشطة التي توالها الخدام الجدد فتصبح أكثر
إثمارأ ،أوإستم ار اًر أوإستق ار اًر"؛ كما يظهر المردود علي برنامج إعداد الخدام نفسه ،إذ يصبح نظام مستقر
ومستمر في الكنيسة (كدليل علي نجاحه)
.3ثمار المائة :هي األثر بعيد المدي للنشاط ( ،)Impactوهو تحتاج الي وقت طويل للظهور ،قد يتجاوز
مدة البرنامج نفسه .وهذا األثر يشير الي "التغيير النوعي في نمط الحياة في إتجاه األبدية" ،وفي المثل
السابق ،فإن "تكريس بعض هؤالء الخدام تكريس ًا كامالً للخدمة" هو ثمر بعيد المدي ويعكس التأثير العميق
لبرنامج إعداد الخدام علي حياتهم.
وجدير بالذكر أن الخادم ربما ال يري بنفسه النتائج غير المباشرة أو بعيدة المدي لخدمته (أي ثمار الستين
والمائه) ،إذ أن اإلثمار يتطلب وقتاً قد يتجاوز مدة خدمة الخادم .وينبغي أال ينزعج الخادم لذلك ،وال يتعجل
النتائج ،وال يرهن مدي نجاح خدمته بالثمار السريعة ،لًال ُيحبط أو ينتفخ! ولكن المهم هو أن يكون التوجه العام
للخدمة هو التخطيط بأمانه لإلثمار ،مهما تطلبت صب اًر وإنتظا اًر؛ والسيد المسيح قد نبه :ربما يزرعها البعض
ويحصدها آخرون!
85
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
الخالصة
كلمة إدارة معناها "خدمة" ( لكي يخدم = )ad-minister؛ والمقصود باالدارة الكنسية األساليب والنظم التي
تستخدمها الكنيسة من اجل القيام برسالتها
االدارة هي تحدي معظم المؤسسات في المجتمعات المختلفة – والكنيسة كأي مؤسسة لها رؤية وأهداف وموارد
ونظم تحتاج ألساليب عصرية إلدارة التوسع الضخم في أنشطتها.
المقصود "بمنظومة الخدمة" أي "ترابط النظم المستخدمة إلدارة العمل بشكل متناغم ومتكامل"
هدف "ادارة منظومة الخدمة" هو تحقيق الثمر في حياة الفرد والجماعة؛ فاالثمار (النتائج) هو نقطة االنطالق
األولى من اجل الخدمة وهو الدافع لكل تنظيم أو قيادة أو ادارة
االثمار يحتاج لوعي وتخطيط وادارة حكيمة ،وقياس الثمار واجب كل قائد
اإلثمار عالمة الحياة الجديدة في المسيح (إرتباط ”الثمر“ ”بالطاعة والبركة “ منذ العهد القديم؛ المسيح يطلب
ويتوقع الثمر؛ الكنيسة تطلب الثمر؛ الحياة نفسها تطلب الثمر؛ وثمار حياة اإلنسان تستمر حتي بعد إنتقاله)
التخطيط من أجل اإلثمار ال يتعارض مع اإلبمان؛ والكتاب المقدس قدم أمثلة عديدة من العهد القديم والجديد عن
التخطيط
التخطيط نوعان أساسيان :بعيد المدي (إستراتيجي) ،وقصير المدي (تنفيذي) ما الفرق بينهما؟
مكونات ومراحل عملية التخطيط :تقدير اإلحتياج – تحديد المشاكل – وضع األهداف – وضع خطة العمل لتحقيق
األهداف – وضع مؤشرات لقياس تحقيق األهداف (كيف نستخدمها في الخدمة؟)
ثمار (نتائج) الخدمة المهدفة :مخرجات مباشرة (إكتمال تنفيذ اإلنشطة) – مردودات الحقة (تغيير في السلوك
والنظم) – أثر بعيد المدي (تغيير في نوعية الحياة
أهمية العضوية الكنسية إليجاد قاعدة معلومات كنقطة بداية أساسية لتخطيط الخدمة
تطبيقات عملية :التخطيط في قصة نحميا (حالة دراسيةا) ما الذي نتعلمه من هذا النموذج؟
86
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
7
مع إتساع مجاالت الخدمة أصبحت اإلدارة الكنسية Church Administrationعلماً وفن ًا ،يجتهد فيه القادة
والخدام ،بقيادة نعمة الروح القدس ،في تخطيط برامج للخدمة ) ، (Program Planningوتنفيذها
( ،)Implementationومتابعتها ( ،)Monitoringوتقويمها ( ،)Evaluationللوصول الي رسالة الكنيسة:
"لكي نحضر كل إنسان كامالً في المسيح" (كو .)28 :1ولكي تقوم الكنيسة بهذا الدور ،تحتاج أن تكتشف
وتعبئ وتدير كل الموارد ) (Resourcesالمتاحة في الجسد الواحد الذي للمسيح؛ أي الوزنات والمواهب
والمعارف والخبرات واإلمكانيات المختلفة التي أوكلها لكل عضو(أي كل فرد في الكنيسة) ،وبالتالي تؤؤل للجسد
الواحد الذي ينتمي اليه هذا العضو .فالموارد المختلفة المتاحة للكنيسة (بشرية ومالية ومادية ومعلوماتية)
( )Human, Financial, Physical, Informationهي وزنات هللا للكنيسة ،من خالل أعضاءها ،ودور
الكنيسة هو أن تستثمرها لحساب المسيح .إكتشاف وإدارة الموارد إدارة رشيدة ،هو إذن إلتزام ومسؤلية كنسية.
وواجب خدام الكنيسة هو اإلستفادة من العلم والخبرة المتخصصة في هذه المجاالت ،وتطوعيها للروح ،و"تعميدها"
لتوافق السياق الكنسي والقبطي ،في إستنارة الروح القدس وتواضع التلمذة .وإذ يشارك الكل ،إكليروس وشعب،
كهنة وعلمانين ،خدام وخادمات ،في كنيسة واحدة ،خادمة ،تخاطب الجميع وتتواصل معهم بلغة عصرية ،تحترم
كل في مجاله ،تصبح الخدمة حية ومشبعة ،وتثمر تغيي ًار حقيقياً في العلم والتخصص ،وتعتمد علي أهل الخبرة ٌ
حياة المخدومين ،فتنعكس علي شهادتهم الحية للمسيح في دوائر الشهادة المختلفة.
فما المقصود بإدارة النظم؟ وما هي موارد الكنيسة التي تحتاج الي تعبًة وحسن تدبير؟ وكيف تعمل النظم معاً
في إطار منظومة متكاملة ومترابطة؟ وهل هناك نماذج كتابية تعطي مرجعية لهذا الكالم؟ وكيف يمكن تطبيق
هذا الكالم بشكل عصري ؟ هذا هو موضوع هذا الفصل.
ربما يكون أفضل مثال يوضح الفرق بين النظام والمنظومة هو جسد اإلنسان نفسه
الذي يمثل منظومة عمل لمجموعة متكاملة من األجهزة البيولوجية والنظم
الفسيولوجية ،تعمل معاً في منظومة متكاملة ومترابطة في إعجاز إلهي خارق :فالجهاز الدوري الذي يتكون من
87
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
القلب واألوعية الدموية والدم يعمل كنظام منضبط وقائم بذاته (مضخة تعمل ذاتياً وأنابيب وسائل) .والجهاز
التنفسي الذي يتكون من جزئين علوي (األنف والحلق والبلعوم والحنجرة والقصبة الهوائية) ،وسفلي (الشعب
الهوائية والرئتين) يعمل كنظام منضبط وقائم بذاته (جهاز تنقية وضبط غازات) .ولكن الجهازان يعمال معاً لتنقية
هواء التنفس ولتحميل الدم بأكسجين الحياة وطرد "عادم" ثاني أكسيد الكربون ،وبالتالي الحفاظ علي حياة الجسم
وحيويته ،وال حياة للواحد بدون اآلخر .وهما كنظامين مستقلين ولكن متكاملين ،أيضاً يعمالن مع باقي أجهزة
ونظم الجسم :الجهاز العصبي المركزي ،الجهاز العصبي الإلرادي ،الجهاز البولي ،الجهاز الهضمي ،وهكذا..
وال يمكن أن يتمتع جسم اإلنسان بالصحة والسالمة بدون أن تعمل كل هذه األجهزة والنظم معاً في منظومة
واحدة متكاملة ،وإذا أصيب أي منها بخلل قطعاً يؤثر علي باقي األجهزة بدرجات متفاوته بحسب نوع المرض.
وإذا جاز لنا أن نستخدم نفس التشبيه :جسد المسيح (الكنيسة) ،فهي أيضاً مجموعة من النظم تعمل معاً في
إطار منظومة واحدة تميز الكنيسة األرثوذكسية .فتدبير الجسد الواحد (اإليكونوميا) ،كعبادة ورعاية ونمو ،يعمل
من خالل مجموعة من النظم (المبنية علي إيمان الكنيسة وعقيدتها) :نظام العبادة األرثوذكسية (طقوس األسرار
والتسبيح والشكروالصالة والصوم) ،نظام التعليم الكنسي (مصادر التعليم – قنوات التعليم – أدوات التعليم –
ضبط وتنقية التعليم – ثمار التعليم ) ،نظام التكريس للخدمة (اإلعداد – اإلختيار – رسم/شكل التكريس –
التوزيع -التغذية والنمو -المتابعة والتقويم – ثمار التكريس) ،وهكذا .وكل هذه النظم مستقرة وثابتة .ونفس
النظم تنطبق أيضاً علي الموارد التي تستخدمها الكنيسة في خدمتها ،وخاصة مع نمو الكنيسة الضخم ،كما
ونوعاً.
تملك الكنسية موارد مهمة وتحتاج الي نظم علمية وحديثة إلدارة هذه الموارد من أجل حسن تدبير الخدمة.
فمثالً:
88
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
وال شك أن هناك الكثيرين من شباب الكنيسة المتخصص في هذه البرامج ويستطيع أن يقدم خدمة ممتازة في
إعداد وتطوير هذا النظام تحت إشراف آباء وقادة الكنيسة.
والشك أن وجود هذا النظام سوف يساعد الكنيسة من الوصول بشكل أفضل وأسرع الي كل أوالدها البعيدين
والقريبين لخدمتهم بشكل أفضل .كما أنه يساعد علي عالج األزمات ( )Crisis Managementالطارئة (فردية
أو أسرية أو طائفية) بشكل سليم ودقيق وإتخاذ ق اررات حكيمة مبنية علي معرفة ممسوحة بالروح القدس.
وال شك أن وجود نظام لتسجيل مصروفات وإيرادات الكنيسة ( ،)Income and Expenditureوحساب التدفق
النقدي ( ،)Cash Flowوعمل موازنات سنوية (خطط مالية) ( )Budgetوميزانيات (كشوف حسابات) دورية
( ،)Balance Statementسيساعد مجالس الكنائس علي التخطيط لمشروعات وإستثمارات الكنيسة الضخمة
في الخدمة (سواء في توسعات البنية التحتية ،أو في المشروعات التنموية الكبيرة).
والكنيسة زاخرة بأوالدها الخدام المتخصصين في هذا المجال ،والذين يستطيعون أن يقدموا خدمات جليلة للكنيسة
بالمساعدة في إنشاء وتطوير هذا النظام ،تحت إشراف اآلباء وبمباركتهم .وال شك أن هذا النظام سيساعد على
89
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
تدبير تمويل إضافي وتعبًة موارد جديدة ،إذ سيشعر الشعب بحجم اإلحتياجات المالية وبحسن إدارة الموارد
المحدودة المتاحة ،فيشاركوا بشكل أكثر سخاء وعطاء.
التحفيز
التعبئة الرؤية واضحة إلختيار المكرسين والخدام وتحديد األعداد المطلوبة؛
والحشد المشتركة
توصيف وظيفي ( )job descriptionيحدد األدوار
الهيكل توزيع
والمسؤليات؛ خطة تدريب مستمرة؛ معايير واضحة للمتابعة
االتصاالت
التنظيمى االدوار
وتقويم األداء؛ نظام رعاية إجتماعية وتأمين صحي الئق
للمكرس وأسرته فيتفرغ لخدمته بال تشتت؛ نظام للترقي والنمو
القيادة القيم
التفويض
بالقدوة المشتركة داخل الخدمة؛ نظام لتداول السلطة فال يستأثر أمين خدمة
مثالً باألمانة الي أجل غير مسمي .وهكذا ..والشك يجب أن
يتم هذا كله بإرشاد الروح القدس ،مع اإلسترشاد بخبرة المتخصصين.
ويوضح سفر األعمال ورسائل العصر الرسولي (البولس والكاثوليكون) أن من أوائل جوانب التدبير الكنسي
التي إهتم بها اآلباء الرسل في الكنيسة األولي كان يمس إختيار وإنتخاب قسوس في كل كنيسة (أع ،)23 :14
وتحديد مهام ودرجات الرعاة والخدام الجدد (أساقفة وقسوس وشمامسة وشيوخ وإخوة وأخوات) (أنظر علي سبيل
المثال 1كو 3 :16؛ 2كو 6 – 3 : 8؛ في )30 – 25 : 2؛ ومتابعة الرعاة الجدد ودعم الصف الثاني
من الخدام ( 1تي 15 - 1 :3؛ 1تي )22 – 17 :5؛ 2تي ، 3 – 1تي ) 9 – 5 : 1؛ 1بط – 1 :5
4؛ 3يو .)8 - 1وكثير من مبادئ إدارة الموارد البشرية الحديثة نراها في ثنايا كتابات الرسل بطرس ويوحنا
وبولس ،مثل التحفيز ،والتدريب ،ومتابعة وتقويم األداء ،التفويض ،القيادة بالقدوة ،توزيع األدوار والتواصل،
وإرساء القيم المشتركة وإستلهام رؤية مشتركة في الخدمة.
إدرة الموارد المادية ( )Physical Resource Managementتساعد الكنيسة علي حسن إدارة المرافق والبنية
التحتية التي تملكها ( (infra structureبشكل كفء وإدارة علمية متخصصة ورشيدة (ويشمل إنشاء وصيانة
مبني الكنسية والمباني الخدمية المختلفة ألنشطتها الروحية والرعوية مثل مباني التربية الكنسية وأنشطتها
90
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
والشك أن هناك من شعب الكنيسة من هم خبراء في هذه الجوانب ،فيستطيعوا أن يشاركوا بشكل علمي وعملي
في إدارة هذه المرافق بخطط تشغيل محددة ،وميزانيات ،ومعايير أداء تحقق ترشيداً لإلستهالك rational use
of resourcesويقدموا تقارير لمجلس الكنيسة لتقييم األداء.
مبادئ اإلدارة الجيدة كلها مبادئ كتابية ووردت كوصايا كتابية للرعاة سواء في العهد القديم أو الجديد بما
تناسب مع ظروف الخدمة والمجتمع والثقافة السائدة في هذه العصور.
إدارة التطوع
وإدراة التطوع فيها عدد من التحديات التي يحتاج القائد أن يكون علي دراية بها ،منها علي سبيل المثال :توجيه
الشخص المناسب في الخدمة المناسبة بما يتفق مع إهتماماته ومواهبه؛ تتنسيق العمل بين المتطوعين بما يحقق
أعلي درجة من اإلنسجام ويتفادي اإلنقسام؛ تنظيم العمل بما يساعد علي إشراك الكل وإستيعاب أعداد أكبر؛
التنسيق بين الخدام المكرسين (اآلباء الكهنة ،والشمامسة والشماسات المكرسات كل الوقت) والخدام المتطوعين
بعض الوقت ،مع وضوح األدوار والمسؤليات بما يتفادي أي سوء فهم أو ال قدر هللا الصدام.
1أنظر كتاب "الخدمة هي الحل" للقمص داود لمعي ،كنيسة مارمرقس مصر الجديدة
91
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
المنظومة هي مجموعة من النظم التي تتكامل وتترابط معا في إطار خدمة أو مؤسسة ،من أجل تحقيق رؤية
ورسالة وأهداف ،تؤتي بثمار تحقق هذه الرؤية.
والرسالة يجب أن تُفصل في أهداف ( :)Goalsأي خطوات محددة وقابلة للقياس وممكنة التحقيق ومالئمة
ومحددة بزمن (أي .)SMARTوكل هدف يتم تحقيقه هو خطوة علي الطريق لتحقيق الرؤية.
وكل هدف يجب أن تكون له خطة عمل ( )Action Planواضحة ،ترسم بالتفصيل األنشطة والمسؤليات
واألدوار والزمان والمكان والتكلفة المطلوبة .وكلما كانت الخطة تفصيلية وواضحة المعالم ،كلما ساعدت
القائد علي تحقيق الهدف ،علي ُهدي اإلرسالية التي ستحقق الرؤية.
هذه السلسلة من الخطوات المترابطة تشكل معاً ما يسمي بالتخطيط اإلستراتيجي (،)Strategic Planning
الذي يرسم معالم الطريق للخدمة في إطار زمني ،عادة في حدود 5 – 3سنوات ،ولذلك ُيسمي بالتخطيط
اإلستراتيجي متوسط أو بعيد المدي.
وعندما تنتقل الخطة اإلستراتيجية بعيدة المدي الي حيز التنفيذ ،تتحول في الواقع الي خطط تنفيذية أقصر
(سنوية) ،تحوي عمليات تشغيل الموارد المتاحة في الخدمة من خالل ُنظم اإلدارة المختلفة (System
) .Managementفإدارة الخدام الذين يقومون بالعمل يتم تنظيم وإدارة عملهم من خالل نظام إدارة الموارد
البشرية ؛ واألموال التي تنفق من أجل الخدمة ،يتم إدارتها من خالل نظام اإلدارة المالية؛ والمعلومات التي
يتم توليدها من خالل العمل واإلنجاز اليومي يتم جمعها وإدارتها من خالل نظام إدارة المعلومات ..وهكذا.
92
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
ومع تشغيل الموارد من خالل نظم اإلدارة تبدأ الثمار (النتائج) في الظهور .وبحسب مثل الزارع والثمار
(مت )22 - 1 : 13أوضح السيد المسيح أن هناك ثالثة أنواع من الثمار :ثالثين وستين ومائة .وقد تم
شرح معني وأنواع الثمر في الفصل السابق.
قصة نحميا نموذج رائع فيها مبادئ التخطيط اإلستراتيجي ،اإلدارة التنفيذية ،وإدارة منظومة الخدمة ،وكثير من
مبادئ القيادة واإلدارة.
حدثت هذه القصة أثناء سبي اليهود (مملكة يهوذا) حوالي سنة 445ق.م .أثناء
حكم أرتحشستا الملك الفارسي الذي بدأ حكمه في سنة 464ق.م .ودام حكمه
40سنة وثالثة شهور.
تبدأ القصة بسؤال نحميا (وكان يشغل منصباً مرموقاً كساقي للملك) إلى رفقائه عن اليهود الذين عادوا في
الدفعات السابقة من المسبيين الي أورشليم .وقد أخبروه أن أسوار أورشليم منهدمة وأبوابها محروقة بالنار .وألن
نحميا كان إنساناً با ًار مخلص ًا إللهه ومثقالً بهموم شعبه ،فقد حزن كثي ًار ،ولكنه حول طاقة الحزن إلى صالة
وصوم وتذلل أمام هللا لكي يعطيه رؤية عما يجب عمله ،ويمنحه قوة لعمل شيء من أجل هذا الشعب (ص :1
.)11-4
وأصبحت إعادة بناء أسوار أورشليم وإعادة تعمير المدينة هي شغله الشاغل ورسالته الكبرى .وبعد حوالي أربعة
أشهر من الصالة والتضرع ألجل هذا األمر – عندما جاء الوقت المناسب طلب نحميا من الملك "ارتحشستا"
أن يأذن له في الذهاب إلى أورشليم إلعادة بناء األسوار المنهدمة ووافق الملك.
كان نحميا واضح ومحدد الهدف ،ووضع خطة زمنية ،وحدد الموارد التي يحتاجها ،ونال موافقة الملك ودعمه
إلتمام هذه المهمة – فأعطاه رسائل ملكية لتسهيل مهمته ولتعبًة الموارد الالزمة للعمل (بشرية – مالية –
مادية) .وبدأ نحميا عمله بتخطيط منظم .فـدرس الوضع على الطبيعة وجمع معلومات كثيرة لتقدير االحتياجات
مما ساعده على وضع خطة عملية محكمة ثم أشرك قادة اليهود في خطته وحفزهم وكل الشعب على االلتفاف
حول رؤية واضحة ومهمة محددة وهدف ممكن وخطة مرنة وتوزيع واضح لألدوار والمسًولية وتفويض للسلطة
عند اللزوم .فقدم نموذج رائع في القيادة واالدارة الرشيدة والقدوة.
93
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
وال يمر مشروع البناء بدون مقاومة خارجية ،إذ يحاول ملوك السامرة ،سنبلط
اإلهانات والسخرية والتهديدات وطوبيا وجشم ،أن يوقفوا العمل بتوجيه
والتخريب ،مما جعل بعض العمال يخافون والبعض يملون .كما واجه المشروع
أيضا مشكالت داخلية ،إذ يستغل اليهود األغنياء ظروف مواطنيهم العاملين
ً
بظلم وجشع .وعندما أوشك السور على اإلكتمال بذل سنبلط وطوبيا محاولتهم
االخرى إليقاف نحميا بالمؤامرات والخداع .وفي كل هذه المقاومات قدم نحميا
نموذجاً رائعاً إلدارة األ زمات الخارجية والداخلية ،إلى أن أتم العمل بنجاح شهد له األعداء واألصدقاء.
وبعد بناء السور (ص )6يلتفت نحميا إلى المهمة األهم واألصعب :بناء الشعب (ص . )13-7فبدأ بعمل
إحصاء دقيق لمعرفة شعبه بصورة أفضل وتنظيم الخدمة بمشاركة الجميع .كما بدأ بخطوة هامة وهي إختيار
قيادات جديدة (صف ثان) بمعاير إختيار موضوعية ،وفوض لهم السلطات وأعطاهم صالحيات .كما رتب
العمل بين البوابين والمغنيين والالويين ووزع المسًوليات واألدوار بوضوح كما وضع نظاما واضحا للعمل
يسترشد به الجميع.
وتظهر ثمار هذه النهضة الشاملة في اإلصحاحين األخيرين من السفر(ص ،)13-12إذ تم تدشين السور،
وتدشين (تكريس) الشعب للعبادة والخدمة في مرحلة جديدة من حياته ،ظهرت ثمارها في تغيير جوهري في
االتجاهات وسلوكيات الشعب وقياداته مع هللا ومع بعضهم البعض ،مما انعكس على فرح غامر مألهم هللا به.
8ا ْذ ُك ِر اْلكالم َّال ِذي أم ْرت ِب ِه ُموسى عْبدك ق ِائالً ... :وإِ ْن رج ْعتُ ْم ِإل َّي وح ِف ْظتُ ْم وصاياي الرؤية :
ان َّال ِذي
ات ،ف ِم ْن ُهناك أ ْجم ُع ُه ْم و ِآتي ِب ِه ْم ِإلى اْلمك ِ
السماو ِ
اء َّ وع ِمْلتُموهاِ ،إن كان اْلمْن ِفيُّون ِمْن ُكم ِفي أ ْقص ِ
ْ ْ ُ
لش ِديد ِة( .نح - 1:8 ِ ِ
ان اس ِمي ِفيه .فهم عِب ُيدك وش ْعُبك َّال ِذي ا ْفتدْيت ِبُقَّوِتك اْلع ِظيمة وي ِدك ا َّ ِ
ُْ اخت ْر ُت إل ْسك ِ ْ
ْ
.)11
كان هذا هو حلم (رؤية) نحميا :أن يري شعبه يسترد المكان الذي إختاره هللا له إلسكان إسمه فيه .نحميا
يذكر هللا بوعده ،وتتفق رؤيته مع رؤية هللا نفسه لشعبه .وعندما تتفق الرؤية الشخصية مع الرؤية اإللهية
البد أن تؤتي ثمار عظيمة .وقد نجح نحميا أيضاً في أن ينقل هذه الرؤية الي شعبه ،وساعدهم أن يروه
معه ،فكان مصدر إلهام للشعب كله مثلما كان لنحميا نفسه كقائد ()18 – 17 :2
94
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
رؤية نحميا كانت تعني من الناحية العملية إرسالية محددة :بناء السور وبناء الشعب؛ وهذه اإلرسالية كان
شعارها "عمل الهي وإنساني معاً البد أن ينجح" .وأصبحت هذه الرسالة هي الشغل الشاغل لنحميا كقائد
وللشعب من وراءه.
كان نحميا يعلم تماماً ماذا يطلب وماذا يريد أن يفعل؛ وكان الهدف ذكياً :محدد وقابل للقياس وممكن
التحقيق ومالئم ومحدد بزمن .وهذا الوضوح ساعد نحميا أن ينال ما طلب .إن الهدف أول خطوة في ترجمة
الرسالة الي عمل!
عناصر الخطة عند نحميا كانت مثالية :هدف واضح – أنشطة محددة –
مدة زمنية محددة – اشخاص مسًولين محددين – مكان محدد للعمل – حساب التكلفة .والشك أن تقديس
هذا العمل بالصالة المستمرة ورفع القلب الدائم ساعدت نحميا أن يرسم خطة ممتازة ومركزة ويقدمها للملك،
فتعطي مصداقية أعلي لنحميا كقائد.
ويمكن النظر لخطة نحميا أنها كانت من مكونين )1 :خطة قصيرة األجل (إعادة بناء أسوار أورشليم
وبوابات المدينة وتحفيز الشعب علي العودة والعمل) ،وهو ما إستغرق حوالي 52يوم؛ )2خطة إستراتيجية
بعيدة المدي (إعادة بناء الشعب وتسكينه أورشليم بعد إعمارها) ،وهو ما إستغرق باقي السفر (من ص 7
– )13وإستغرق حوالي 12سنة .وحكمة وحنكة نحميا كقائد – بإلهام الروح -أنه عرف ترتيب أولوياته،
ألنه بدون نجاح الخطة قصيرة األجل ما كان ممكناً أن يقوم بالخطة طويلة األجل.
95
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
الص ِالح ِة عل َّي .فأتْي ُت ِإلى ُوال ِة عْب ِر الَّن ْه ِر وأ ْعطْيتُ ُه ْم رس ِائل تعبئة الموارد" :فأ ْعط ِاني اْلمِل ُك حسب ي ِد ِإ ِ
لهي َّ
ش وُف ْرس ًانا" (.)10-8 :2 اْلملِ ِك .وأ ْرسل م ِعي اْلملِ ُك ُرؤساء جْي ٍ
الخطة وحدها ليست كافية .فكان يجب أن تدعم بالموارد التي ستساعده كقائد
أمنوا رحلته ،ثم قيادات الشعب
علي التنفيذ :موارد بشرية (فرسان وجنود ً
والكهنة واألشراف وباقي عاملي العمل) ،موارد عينية (أخشاب من فردايس
الملك) ،موارد مالية (لشراء المعدات ودفع الرواتب ،إلخ) ،وقت (فالزمن مورد
هام) ،دعم سياسي للمهمة (رسائل الملك للوالة عبر النهر لتسهيل مهمة
نحميا ،كذلك قرار الملك بتعيينه والياً لليهودية بما يعطي مهمته الشرعية
والصالحيات).
نظم إدارة :Management Systemsإستخدام هذه الموارد كلها كان يحتاج الي نظم عمل تساعد
نحميا علي توظيف كل الموارد بشكل متناسق ومتكامل حتي يتمم إرساليته .فما هي نظم الموارد التي
إستعان بها؟
إدارة الموارد البشرية (كهنة وخدام ومتطوعين من الشعب) :ص 12 – 2
96
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
97
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
المتابعة والتقويم :ومع كل هذا لم ينس نحميا أن يتابع بنفسه العمل ،فبعد عودته الي بابل ،بعدما سًلم
قيادة العمل للصف الثاني ،قرر أن يرجع مرة أخري الي أورشليم ليتابع العمل ويتدخل لتقويم و تصحيح
بعض اإلنحرافات التي حدثت( .ص )8 – 6 :13
وبذلك تحقق الهدف اإلستراتيجي (األصعب) لنحميا والذي إستغرق حوالي 12سنة عبر رحلة طويلة
من التحديات ،والنجاح والفشل.
98
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
)3العودة ألورشليم وإعداد اليهود إلستقبال المخلص (األثر بعيد المدي :) Long term Impact
اء ِفي أ ْجِنحِتها (إشارة عن مجيئ المسيح المخلص) (مل :4 ِِ ِ ِق
اسمي تُ ْشر ُ ش ْم ُس اْلبر والشف ُ
"ول ُكم أيُّها اْلمتَُّقون ِ
ْ ُ ْ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َّ ِ ِ ِ
« ،)2هأنذا أ ُْرس ُل مالكي فُيهيئُ الطريق أمامي" (مل " ،)1 :3هانذا أ ُْرس ُل إلْي ُك ْم إيليَّا َّ
النب َّي قْبل مجيء ي ْو ِم
وف (مل ( )5 :4إشارة الي مجئ يوحنا المعمدان يهيئ الطريق للمسيح) الر ِب ،اْليو ِم اْلع ِظي ِم واْلمخ ِ
َّ
ُ ْ
هذا األثر بعيد المدي تجاوز تخطيط نحميا نفسه ،إذ إستخدم هللا
نحميا كجزء من تدبيره اإللهي للخالص بإرجاع الدفعة األخيرة من
المسبيين لتعمير أورشليم تمهيداً إلستقبال المخلص المسيح بعد
400سنة .ويالحظ أن مالخي النبي (آخر أنبياء العهد القديم)
والذي عاصر نحميا ،سجل نبوته عن مجيئ المسيح ،ومجيئ يوحنا
المعمدان قبله لكي يهيئ الطريق قدامه .فكأن هللا إستخدم مالخي
كل بموهبته ووزنته -إلعداد الشعب كجزء من خطة الخالص اإللهي.
النبي ونحميا القائد – ٌ
وهكذا قدمت قصة نحميا نموذج سبق عصره في القيادة واإلدارة .وقبل أن نختم هذه القصة الرائعة ،نسجل
المالحظات اآلتية:
-لم يكن نحميا نبياً وال كاهناً وال الوياً ،ولم يحمل أي درجة كهنوتية ،وبالوصف العصري كان إنساناً
علمانياً تقي ًا .ولكن هللا إستخدمه في الوقت المناسب لقيادة اليهود في لحظة فارقة في تاريخهم؛ إستخدم
مكانته بجوار الملك ،ومواهبه القيادية وقدراته اإلدارية الفذة كجزء من خطة خالص اليهود وعودتهم
الي أورشليم تمهيداً لمجئ المسيح.
-لم يسجل سفر نحميا أي معجزة خارقة هلل وسط شعبه علي غرار معجزاته مع موسي ويشوع .ولكن
المعجزة الحقيقية المستترة في هذا السفر كانت عمله مع الشعب نفسه من خالل نحميا؛ فالشعب الذي
بني السور في 52يوم رغم كل الصعوبات ،والذي أعمر أورشليم كمدينة وكمجتمع عائد الي هللا هو
المعجزة الحقيقية في هذا السفر.
-سر عظمة هذا الرجل هو أن حقق التوازن الصعب بين فضائل ثنائية :سمو المكانة اإلجتماعية مع
تواضع القلب والروح؛ الصالة المستمرة مع العمل الدؤوب؛ إستقامةالقلب مع مهارة اليد؛ الروحانية
العميقة مع الحرفية العالية؛ القيادة مع الخدمة؛ مرونة التخطيط مع إصرار اإلنجاز.
99
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
الخالصة
من خالل نموذج قصة نحميا (حالة دراسية):
تطبيقات عملية :ما الذي نتعلمه من نموذج نحميا؟ كيف نستفيد به عمليا ً في خدمتنا
100
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
8
بالرغم من اتساع خدمة السيد المسيح إال أنه إهتم بمتابعة كل عمل بدأه .وكأنه أراد أن يرسي للتالميذ أهمية
يع ما فعُلوا" ( لو ) 10 :9حتي يكون مبدأ راسخ في وه ِبج ِم ِ
الرُس ُل أ ْخب ُر ُ
مبدأ المتابعة في الخدمة "ول َّما رجع ُّ
الرُس ُل ِإلى ي ُسوع
اجتمع ُّ خدمتهم فيما بعد .بل وحرص المسيح علي إعطائهم فرص خلوة لمراجعة خدمتهم معه "و ْ
ٍ ِ ِ ِ َّ ِ ٍ ِ ِ ِ
است ِر ُ
يحوا وأ ْخب ُروهُ ب ُكل ش ْيءُ ،كل ما فعُلوا وُكل ما عل ُموا" فقال ل ُه ْم«:تعال ْوا أْنتُ ْم ُمْنف ِردين إلى م ْوض ٍع خالء و ْ
قلِيالً» (مر .) 30 :6وبالفعل نجد الرسل يمارسون ذلك المبدأ في سفر األعمال "ثُ َّم ب ْعد أيَّا ٍم قال ُبوُل ُس
الر ِب كْيف ُه ْم»" (أع .)36 :15 لِب ْرنابا« :لِن ْر ِج ْع ونْفت ِق ْد ِإ ْخوتنا ِفي ُك ِل م ِدين ٍة نادْينا ِفيها ِبكلِم ِة َّ
كذلك أرسي ايض ًا مبدأ تقويم الخدمة وتقديم حساب الوكالة وطبقه علي نفسه ،فأخضع
نفسه ،تبارك إسمه ،للحساب ليرسي مبدأ ضرورة تقديم كشف حساب من كل الخدام،
علي جميع المستويات ،وبدأ بنفسه ،فيقول في صالته الوداعية هلل اآلب "أنا م َّج ْدتُك
ض .اْلعمل َّال ِذي أ ْعطْيتِني أل ْعمل ق ْد أ ْكمْلتُ ُهَّ ..ال ِذين أ ْعطْيتِني ح ِف ْظتُ ُه ْم ،ول ْم على األ ْر ِ
اب .أ َّما اآلن فِإِني ِآتي ِإلْيك" (يوحنا .)4 :17كما أكد للتالميذ علي ِ ِِ ِ َّ ِ ِ
ي ْهل ْك مْن ُه ْم أحٌد ِإال ْاب ُن اْلهالك ليت َّم اْلكت ُ
اح ٍد حسب عملِ ِه( .مت
يه مع مالِئكِت ِه ،و ِحينًِ ٍذ يجازِي ُك َّل و ِ
ُ
ان سوف يأِْتي ِفي مج ِد أِب ِ
ْ ِ ِ
نفس المبدأ "فإ َّن ْابن اإلْنس ِ ْ
.) 27 -16 :وقد إحتذي بولس الرسول بنفس النموذج ،فقدم كشف حساب عن خدمته في أفسس (أنظر أع
.)31 - 17 : 20
وتقديم كشف حساب عن الوزنات -والدينونة العامة -هو مبدأ اساسي في العقيدة المسيحية (أنظر مثالً مت
30 – 14:25؛ لو .)9 – 6 :13
والسؤال هو ما هي أساليب المتابعة والتقويم المختلفة التي يمكن تطبيقها في الخدمة ،وكيف نقوم بذلك؟
المتابعة ) (Monitoringهي عملية رصد مستمر ألداء العمل .هي عملية مخططة
ومنظمة ومستمرة ،تتم بصفة دورية ومنتظمة على مدار عمر برنامج الخدمة لجمع
المعلومات عن أداء ونتائج (ثمار) الخدمة ،ومدى توافق سير أنشطة الخدمة مع
101
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
الخطة الموضوعة له بحسب مؤشرات األداء .فرصد المعلومات هو أساس المتابعة ،وبدون المعلومات يصعب
إجراء متابعة سليمة .المتابعة عادة مستمرة طالما البرنامج قائم.
والتقويم ) (Evaluationهو تقدير مدي نجاح الخدمة في تحقيق أهدافها وتلبية اإلحتياج الذي قامت من أجله.
التقويم عادة يتم بعد فترة من بداية البرنامج (ويسمي التقييم المرحلي ،)Mid-term Evaluationوهدفة التدخل
عند اللزوم لتصحيح المسار فى إتجاه الهدف بعد التعرف على المشكالت والمعوقات
والعمل على حلها .ثم في نهاية البرنامج (ويسمي التقييم النهائي ،)Final Evaluation
وهدفه األساسي هو التعلم من الدروس المستفادة للنجاح أو الفشل.
المتابعة والتقويم ال تعني التفتيش علي الخدام ،وال تعني إصطياد األخطاء ،وال تعني
التشكيك في نتائج أو ثمار الخدمة ،فهذه كلها صور سلبية .ولكن المتابعة والتقويم السليمة يقوم بها فريق العمل
بشكل ذاتي ،ويطلبها المدبر ويتوقعها من قياداته ألنها مصدر دعم وتوجيه وتشجيع وتصحيح وتعلم.
لو تصورنا مريضاً تحت العالج في العناية المركزة...فأول شيئ يقوم به الطبيب عندما
يعاوده هو أن ينظر الي شاشة الرصد ( )monitorالمثبته فوق سريره والمتصلة
بالمريض ،حيث تسجل وتعرض كل العالمات الحيوية للمريض (رسم القلب ،النبض،
الضغط ،نسب الغازات في الدم ،إلخ) فتشير بشكل فوري ومباشر لحالته ومدي تقدمه،
وبالتالي هي األداة الرئيسية لمتابعة حالته .هذه الشاشة هي مرآة تكشف بشكل مستمر حالة المريض ومدي
تقدمه ،وبالتالي مدي فاعلية العالج وتحسن حالة المريض .فبدون هذا الرصد ال يستطيع الطبيب تقييم مدي
نجاح خطة العالج في شفاء المريض ،ومدي جدوي إستخدام هذا العالج مرة أخري ،وبالتالي كتابة تقرير عن
شفاء المريض أو عدمه.
فالمتابعة والتقويم إذن عمليتان منفصلتان ولكن مرتبطتان .وهما الزمتان ألي إدارة ناجحة.
المتنيح نيافة األنبا أثناسيوس مؤشرات أداء البرنامج من جهة نسبة حضور الشباب
مطران بني سويف األنشطة ،مدي تفاعلهم ،هل العدد ينمو ،هل السلوك
يتغير والفكر يتطور؟
102
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
هي عالمات لقياس التقدم نحو التغيير المطلوب (النتيجة المتوقعة) وليس هو التغيير ذاته •
هي متغير ( )Variableكمي أو كيفي يدل بطريقة بسيطة وموضوعية على حدوث تغيير •
هي أدوات موضوعية لقياس التغيير الحادث •
أمثلة المؤشرات:
نسبة الشباب الذي يستطيع تذكر ثالث حقائق صحية عن خطورة تعاطي البانجو من إجمالي الشباب •
الذي حضر ندوة المخدرات (مؤشر للتغيير في المعرفة )
عدد الشباب الذي قرر اإلمتناع عن تدخين الشيشة بنهاية برنامج (نمط صحي للحياة) (مؤشر لتغيير •
اإلتجاهات)
عدد الشباب الذي قطع عالقات عاطفية غير سوية بنهاية برنامج (حرية مجد أوالد هللا) (مؤشر لتغيير •
السلوك)
نسبة زيادة (أو نقص) عدد المترددين على إجتماع الشباب في سنة 2011عن سنة ( 2010مؤشر •
لتحسن جودة الخدمة المقدمة في اإلجتماع)
ماذا نقيم؟
هناك معايير كثيرة لتقييم برامج الخدمة ،ولكن لعل أهمها ثالثة :الفاعلية والكفاءة
واإلستم اررية.
أما الكفاءة ) (Efficiencyفهي مدي اإلستخدام األمثل للموارد المتاحة للبرنامج (مثالً :هل نجح إجتماع الشباب
في إستخدام كل مهارات الخدام لتطوير شكل ومحتوي اإلجتماع)( .مؤشرات القياس :نسبة توزيع أنشطة اإلجتماع
علي خدام اإلجتماع)
واإلستمرارية ( )Sustainabilityعادة تشير الي مدي إستمرار البرنامج بعد توقف الدعم الخارجي له (مثالً:
هل إستمر إجتماع درس الكتاب بعد غياب المتكلمين الخارجيين ؟) (مؤشرات القياس :عدد المتكلمين المحليين
الذي إنضم الي خدمة اإلجتماع)
وواضح أن الثالثة معايير مترابطة :فقد يحقق البرنامج أهدافه ولكن بتكلفة باهظة كان يمكن خفضها ،وفي هذه
الحالة البرنامج يكون فعاالً ولكن ليس كفًاً .والعكس صحيح ،فقد يمكن إستخدام كل الموارد بكفاءة عالية ولكن
ال يحقق البرنامج أهدافه ألسباب أخري .فمثالً برنامج خدمة الشباب له خدامه وموازنته وخطته ،وكلها تعمل
103
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
بكفاءة ،ولكن يتعثر البرنامج ألن هدف البرنامج غير ذكي (أي غير محدد لفًة الشباب المستهدفة ،أو غير
مالئم لطبيعة الشباب أو المنطقة)!
وقد ينجح البرناج طالما هو مدعوم من مصادر خارجية .ولكن بتوقف هذا الدعم يتوقف البرنامج تماماً؛ ففي
هذه الحالة يعتبر فعاالً ولكن غير مستم اًر .فمثالً نادي الكنيسة الذي يعتمد بالكامل علي دعم مجلس الكنيسة
دون أن يكون له إيراده الخاص من اإلشتراكات واألنشطة ذات العائد ،وبعض تبرعات أعضاء مجلس أمناء
النادي .مثال آخر :درس الكتاب الذي يبدأ قوي ًا وناجح ًا ولكن بعد فتره يتوقف إلعتماده بالكامل علي متكلمين
خارجيين من خارج الكنيسة ،دون أن يبني كوادر من الخدام المحليين القادرين علي ضمان إستم اررية النشاط.
وهكذا.
ومن المهم أن يراعي المدبر هذه المعايير الثالثة أثناء تصميم البرامج ليوفر أعلي فرص لنجاح البرنامج.
أنواع المتابعة
تحدث السيد المسيح عن ثالثة أنواع من المتابعة :متابعة خارجية " وِإ ْذ كان
ِفي اْلبي ِت سألهمِ«:بماذا ُكْنتُم تتكالمون ِفيما بين ُكم ِفي َّ
الط ِري ِق؟» فسكتُوا" ْ ْ ُ ُْ ْ
وه
الرُس ُل أ ْخب ُر ُ
(مر)33:9؛ تغذية مرتجعة (أو متابعة عكسية) "ول َّما رجع ُّ
ض ٍع خال ٍء" (لو)10:9؛ يع ما فعُلوا ،فأخذهم و ْانصرف مْنف ِردا ِإلى مو ِ
ْ ُ ً ُْ ِبج ِم ِ
اس ِمي ،ف ُهو الرو ُح اْلُق ُد ُسَّ ،ال ِذي سُي ْرِسُل ُه ا ُ ِ
متابعة داخلية "وأ َّما اْل ُمع ِزيُّ ،
آلب ب ْ
ُيعلِ ُم ُك ْم ُك َّل شي ٍء ،وُيذ ِك ُرُك ْم ِب ُك ِل ما ُقْلتُ ُه ل ُك ْم" (يو.)26:14
ْ
وقد إستخدم السيد الثالثة أساليب ،ولكنه مع الوقت إرتفع بمستواهم من الرقابة الخارجية الى الرقابة الداخلية.
ونتيجة لذلك اتبع التالميذ نفس المنهج مع األخرين (أنظر مثالً رسائل الكاثوليكون).
والمدبر يحتاج الي إستخدام األنواع الثالثة ،في التوقيت المناسب ومع الشخص المناسب.
طرق المتابعة
من الدسقولية ":يجب عليكم أيها
المالحظة الشخصية (ما يراه ويسمعه ويالحظه المدبر بنفسه في •
األساقفة أن تكونوا رقباء على
المخدومين ،والخدام والخدمة)
الشعب ،فإن رقيبكم أنتم هو الزيارة الميدانية (تواجد المدبر عن قرب من حقل الخدمة) •
المسيح" (الباب الثالث) التقارير الشهرية (التي يقدمها الخدام أو مسؤليهم الي المدبر) •
اللقاءات الدورية (بين فريق العمل والمدبر) •
المقابالت الخاصة (بين المدبر ومسؤل الخدمة أو مع بعض الخدام) •
اإلستبيانات واستمارات الفحص (لمعرفة آراء المخدومين وتقييمهم للخدمة وإقت ارحاتهم لتطويرها) •
104
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
ماذا نتابع
الموارد البشرية
(مستوي األداء) – مؤشرات أداء الخدمة بالنسبة للنتائج المتوقعة سواء كمية
تدبير الموارد
(أعداد) أو كيفية (تغيير نوعي في الخدمة أو المخدومين
الجدول الزمني
والمصادر
أو الخدام)
اإلدارة المالية ماذا سيراألنشطة
والميزانية
نتابع وفق الهدف
– مدي تنفيذ األنشطة (من جهة الجودة والجدول الزمني)
– مدي إستهالك الموازنة (اإلنفاق في البرنامج)
– مستوي األداء والجودة في الخدمة (الفردي والجماعي) من جهة :العطاء والبذل -روح الفريق والعمل
الجماعي – الجدية واإللتزام – النتائج والثمار -إلخ
أسلوب المسيح:
-تقييم عميق ومركز
-إيجابيات وسلبيات وليس سلبيات فقط
-المقارنة بين األداء فى الماضى و األداء الحالى
-تعريف بالمشكلة القائمة
-طريقة حل المشكلة
-التذكير بالهدف «المنارة»
-توضيح العواقب والمكافأه
105
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
” -كما تعلمتم أيضا من أبفراس العبد الحبيب معنا الذى هو خادم أمين
للمسيح ألجلكم الذى أخبرنا أيضا بمحبتكم فى الروح “ (كو )7 :1
-احترزوا اذا النفسكم ولجميع الرعية التي اقامكم الروح القدس فيها اساقفة
لترعوا كنيسة هللا التي اقتناها بدمه .الني اعلم هذا انه بعد ذهابي سيدخل
بينكم ذئاب خاطفة ال تشفق على الرعية .ومنكم انتم سيقوم رجال
يتكلمون بامور ملتوية ليجتذبوا التالميذ وراءهم .لذلك اسهروا متذكرين اني ثالث سنين ليال ونها ار لم
افتر عن ان انذر بدموع كل واحد (أع )28:20
« -فلما حصل لبولس وبرنابا منازعة ومباحثة ليست بقليلة معهم رتبوا ان يصعد بولس وبرنابا واناس
اخرون منهم الى الرسل والمشايخ الى اورشليم من اجل هذه المسًلة ...ولما حضروا الى اورشليم
قبلتهم الكنيسة والرسل والمشايخ فاخبروهم بكل ما صنع هللا معهم ».اع 15
106
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
الخالصة
بالرغم من اتساع خدمة السيد المسيح إلى أنه اهتم بمتابعة كل عمل بدأه (امثلة) •
اهتم السيد المسيح بمتابعة ارسالية التالميذ االثنا عشر والرسل السبعين .وإستخدم أساليب كثيرة •
في الصالة الوداعية قدم المسيح كشف حساب (تقييم( إلى االب عن خدمته .لماذا ؟ هل كان السيد المسيح مضطرا •
ان يفعل ذلك ؟
وجود خطة تنفيذية لكل برنامج في الخدمة تساعد علي المتابعة وللقائد دور أساسي في توزيع األدوار والمسؤليات •
للمتابعة
ماذا وجد نحميا عندما عاد الي أورشليم بعد إتمام مهمة بناء السور؟ (المتابعة والتقييم تساعد علي تصحيح المسار •
والتدقيق ،وإكتمال اإلصالح)
تطبيقات عملي: •
كيف أقيم خدمتي؟ معايير التقييم (الفاعلية والكفاءة)
107
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
9
قصة قصيرة
وكانت هناك مهمة هامة ال بد من أدائها :وكان ”الكل“ متأكد من أن ”البعض“ سيؤديها ،أو ”أى فرد” كان من
الممكن أن يؤديها ولكنه كان ينتظر أن ”ال أحد” يكلفة بها ،ولكن غضب ”البعض“ غضبا شديدا ألنها كانت
وظيفة ”الكل ”
ظن ”الكل ”أن ”البعض“ باستطاعته أن يؤديها ،ولكن ”ال أحد” أدرك أن ”أي فرد” لن يؤديها.
انتهت القصة بأن ”الكل” الم ”البعض“ عندما ”ال أحد ” لم يفعل ما كان يمكن أن يفعله ”أى فرد”!!
والكتاب المقدس بعهديه أوضح أهمية العمل الجماعي في رحلة عمل هللا مع اإلنسان والشعب؛ كما أن السيد
المسيح قدم نموذج رائع في بناء وتشكيل وتوجيه الفريق يجب علي كل قائد أن يقيس نفسه عليه .وسفر األعمال
108
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
بل وتاريخ الكنيسة يشهد بأن فترات نمو الشعب ونهضة الكنيسة كانت تلك المرتبطة بقيادات واعية تتمتع بنضوج
روحي عالي مكنها من تشجيع وقيادة العمل الجماعي ،فدعت ألف زهرة تتفتح.
وال يمكن أن تنجح إدارة أي منظومة للخدمة بدون تعلم القادة والخدام المهارات األساسية في تكوين وبناء
وقيادة الفريق .فما هي سمات الفريق الناجح؟ وما مراحل تكوينه؟ وكيف نتعامل مع هذه المراحل حتي يكتمل
بناء ونضوج الفريق؟ وما هي األساليب التي إستخدمها السيد المسيح في بناء فريق تالميذه والذي إستطاع به
تغيير وجه البشرية ،وهل نتمثل بها في خدمتنا؟ وما هي األدوار المختلفة التي تُ ِ
كون الفريق المتكامل؟ وكيف
يمكن تعظيم أثر الفريق بتكامل هذه األدوار؟ هذه األسًلة سيحاول أن يجيب عنها هذا الفصل.
109
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
إهتم السيد المسيح جداً ببناء الفريق ،فشكل فرق عمل متنوعة إتخذت أشكاالً مختلفة من العمل الجماعي للقيام
بمهام محددة :فإختار 12تلميذ متنوعين في كل شيء والزموه في رحلة تلمذة وتأهيل إمتدت ما يقرب من
ثالث سنين ونصف ،وكانوا بمثابة نواة كنيسة العهد الجديد ( –)Core Teamوأرسلهم في إرساليات ثنائية
للتدريب ( (Small Teamsوتابع عملهم– ثم كلف مجموعات عمل صغيرة لمهام محددة Task Forces
(إعداد الفصح– تقديم الجزية) -كما إختص ثالثة تالميذ بمواقف فريدة (التجلي –إقامة إبنة يايرس –
جسثيماني) فكانوا بمثابة أعمدة وسط الباقين ( –)Senior Teamكما وسع دائرة الخدمة بإختيار 70رسوالً
آخرين ( .)Expanded Teamوكانت هناك مجموعات مساندة أخري ) (Support Teamsمن النسوة
الالتي تبعن المسيح وكن يدعمن الخدمة من أموالهن .وجدير بالذكر أن كثير من هذه األشكال المختلفة
يستخدمها خبراء إدارة الموارد البشرية اليوم في إدارة البرامج والمؤسسات الحديثة.
منهج المسيح في إختيار وتكوين فريق تالميذه اإلثني عشر لم يكن عشوائياً ،بل
كان مبنياً علي إنتقاء دقيق .كان التباين الواسع بين التالميذ من ناحية نمط
الشخصية والخلفية ا إلجتماعية والسن والحرفة يشير الي ذلك اإلنتقاء الواعي.
وكأنه أراد أن يؤكد أن تشكيل فريق الخدمة ال يعتمد علي مدي أهلية الخدام
وتجانسهم ،بقدر ما يعتمد علي ثقة القائد فيهم وإستعداده أن يبذل الوقت والجهد والصبر والحب في عملية
التلمذة والتكوين (مرقس 19- 13 :3؛ لو .)16 – 12 :6ويسجل القديس لوقا أنه أمضي الليلة السابقة
إلختيار تالميذه في الصالة.
لم يبني السيد المسيح فريقاً من "التابعين" القائمين علي خدمته والمنفذين ألوامره .بل علي العكس لقد قام هو
بخدمتهم ،وجاهد لبنائهم ،وساند تطورهم ونموهم .لقد علمهم مبدأ القيادة الخادمة "أنا بينكم كالذي يخدم" (لو
)27 :22؛ (مر )43 :10؛ (يو ،) 15 :13وفي نفس الوقت لم يتخل عن مسؤلياته كقائد للجماعة (يو :13
. )13ولقد كان األسلوب التدريبي الذي إستخدمه يسوع مع جماعته هو إغراقهم في عمق الحياة والعمل من
أجل الملكوت ،وقدم لهم إنجيالً يت المس مع حياة اإلنسان بكافة جوانبها ،وجسد أمامهم نموذجا للحياة المثالية
وصلي "ألجلهم أقدس أن ذاتي" (يو )18 :17
يمكن وصف أسلوب المسيح في تأهيل فريقه "بالتعليم المصحوب بالقدوة" ،و"الفعل المصحوب بالتأمل" .وبعدما
ثبت هذا األساس للتعليم أرسلهم في إرسالية (لو )9وأعطاهم الصالحيات واإلمكانيات الالزمة ألداء المهمة.
110
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
لم يبخل يسوع بأي شيئ علي فريقه ،بل أعطاهم كل ما يملك من معرفه عن شخص هللا (يو )8-6 :17؛ وفي
نفس الوقت لم يغر فريقه بأي وعود براقة للكسب أو للتمتع باإلمتيازات بل واجههم بكل الحقائق مهما بدت
قاسية .وبني فيه م قيم الملكوت التي كانت في تناقض حاد مع القيم اإلجتماعية والدينية السائدة في ذلك الوقت.
وقد إتبع التالميذ نفس منهج السيد المسيح ،فنالحظ في سفر األعمال ورسائل الرسل
إهتمامهم بالكنيسة الخادمة من خالل مجموعات وفرق عمل صغيرة .2وقد أكد بولس
الرسول علي فكرة العمل الجماعي وربطها بمفهوم أعمق وهو مفهوم جسد المسيح الواحد
الذي تتنوع أعضاؤه ولكن تتحد في المسيح( 3أنظر رو 5-4 :12؛1كو 31 – 4 :12؛
أف ، 8 – 1 :4أف -12 :4؛ 16كولوسي .)19 :2 ،24 ،18 :1والشك أن المفهوم
المسيحي يري في العمل الجماعي:
شركة مع هللا في مسؤليات الخدمة ،وتطلع لقيادة هللا نفسه للعمل (نحن عامالن مع هللا ..أنتم فالحة
هللا 1( )..كو )9 :3
فرصة لتطبيق القيم المسيحية (إنكار الذات ،المحبة ،روح الوحدة ،شركة الجسد الواحد)
تشغيل مواهب وطاقات األعضاء لخدمة إحتياجات المجموعة
اإلقتداء بنموذج السيد المسيح في خدمته (انا بينكم كالذي يخدم )
ٍِ ِ
ان خْيٌر م ْن واحد ،أل َّن ل ُهما أ ْ
ُجرًة مساندة ومساءلة متبادلة " ِا ْثن ِ
يم ُه رِفيُق ُه .ووْي ٌل لِم ْن ُهو ِ ِ ِ ِ ِِ
لتعبهما صالح ًة .ألَّن ُه إ ْن وقع أح ُد ُهما ُيق ُ
وحده ِإن وقعِ ،إ ْذ ليس ث ٍ ِ ِ
اضطجع ا ْثن ِ
ان ي ُكو ُن ضا ِإ ِن ْ ان لُيقيم ُه .أ ْي ً ْ ْ ُ ْ
2أنظر مثالً أكيال وبريسكال (أع )18والشماسة فيبي (رو ،)1 :16وأسماء مجموعات الخدمة المساندة لبولس وسيال وتيموثاوس الوارد
أسماؤهم في رسائل بولس
احٌد ِفي يرين :جسٌد و ِ احٌد5 ،هكذا ن ْح ُن اْلكِث ِاء لها عمل و ِ لكن ليس ج ِميع األعض ِ اح ٍد لنا أعضاء كِثيرةٌ ،و ِ ِ و ( 3رو" ) 5-4 :12فِإنَّه كما ِفي جس ٍ
د
ٌ ُ ْ ْ ْ ْ ٌ ُ
اء اْلجس ِد احٌد وله أعضاء كِثيرةٌ ،و ُك ُّل أعض ِ
ْ ُ ْ ٌ
اح ٍد ِلآلخر"؛ (1كو ...") 31 – 4 :12ألنَّه كما أ َّن اْلجسد هو و ِ
ُ ُ
ضُ ،ك ُّل و ِ ٍ ع ب اْلم ِسي ِح ،وأعضاء بعضا ِ
ل
ْ ٌ ْ ً ْ
ودا ُكنَّا أ ْم ُيون ِانِيين ،عِب ًيدا اح ٍ اح ٍد أيضا اعتمدنا ِإلى جس ٍ ِ اْلو ِ ِ
ُ ً ه ي ، د ِ و د ًْ ْ ْ ِ و ح و
ُ ٍر ِ
ب ا نيع مِ ج اَّن
ن أل ا. ض يأ
ْ ُ ًْ ح يسِ م لا ك ِ
ذل ك ، احد ِإذا كان ْت كِثيرًة هي ٌ ٌ
د ِ
اح و د س ج
اح ًدا ب ْل أ ْعضا ٌء كِثيرةٌ".؛ (أف ، 8 – 1 :4أف ") 16-12 :4جسٌد ضوا و ِ
ضا ل ْيس ُع ْ ً
ِ
وحا واح ًدا .فِإ َّن اْلجسد أ ْي ً
ِ
يعنا ُسقينا ُر ً
ِ
أ ْم أ ْحرًارا ،وجم ُ
احٌد لِْل ُك ِلَّ ،ال ِذي على اْل ُك ِلاحدةٌِ ،إله وآب و ِ
ٌ ٌ
احٌد ،معموِدَّيةٌ و ِ
ُْ
ان و ِ اح ِد5 .ر ٌّب و ِ
احٌدِ ،إيم ٌ اء دعوِت ُكم اْلو ِ
ْ ُ
احٌد ،كما د ِعيتُم أيضا ِفي رج ِ
ُ ْ ًْ
احٌد ،وروح و ِ
ُ ٌ
وِ
صل، اس ِهب ِة اْلم ِسي ِحَّ " ....ال ِذي ِم ْنه ُك ُّل اْلجس ِد مرَّكبا معا ،ومْقت ِرنا ِبمؤاز ِرة ُك ِل مْف ِالن ْعمةُ حسب ِقي ِ اح ٍد ِمنَّا أُع ِطي ِت ِ وبِاْل ُك ِل وِفي ُكلِ ُكم .و ِ
لك ْن لِ ُك ِل و ِ
ُ ً ً ُ ً ُ ُ ْ ْ
صل نمَّو اْلجس ِد لِبني ِان ِه ِفي اْلمحب ِ
َّة". ِ ح ي ، ٍ
ء
ز ج لِ ك ِ
اس ي ِ
ق ى حسب عمل ،عل
ُْ ُ ُُ ُ ُْ ُ
111
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
وث الَ
ط اْل َمْثُل ُ ف مقابل ُه اال ْثن ِ
انَ ،واْل َخْي ُ ِِ ِ ِ
ف ٌء ،أ َّما اْلو ْح ُد فكْيف ي ْدفأُ؟ وإِ ْن غلب أحٌد على اْلواحد يق ُ ُ
ل ُهما د ْ
َيْنَق ِط ُع َس ِريعا” (جا )12 – 9 :4
الجدول التالي يلخص السمات األساسية للفريق الفعال ،أي القادر علي اإلنجاز وتحقيق الهدف من تكوينه.
التكوين
جوهرية يمر بها أي فريق في رحلته الي
التطبيع
العصف اإلنجاز:
العالقة
112
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
.1التكوين Forming
.2العصف Storming
.3التطبيع (التوافق) Norming
.4اإلنجاز Performing
.5إنتهاء المهمة Adjourning
يقوم أعضاء الفريق في هذه المرحلة بالتعرف على بعضهم دون •
تفاعل أوتعاون واضح ،لذلك هي مرحلة تعارف وجس نبض
يقوم األفراد خاللها بتحديد السلوكيات المقبولة وغير المقبولة ،وما •
هي األهداف المطلوب تحقيقها؟ وما هي طبيعة مهام الفريق
وبتطبيق هذه المرحلة علي حالة التالميذ ،يشير اإلنجيل الي الدعوات األولي التي وجهها السيد المسيح •
للتالميذ سواء فرادي أو في ثنائيات ،ولم يكن يجمعهم بعد أي رابط سوي شخص المسيح نفسه الذي
دعاهم لتبعيته “ ثم دعا تالميذه االثني عشر واعطاهم ( “ .....مت )١٠-١ :١٠انظر دعوة بطرس
واندراوس ،وابني ذبدي (متي )22 -18 :4؛ ودعوة متي (متي )13 – 9 :9؛ دعوة فيلبس ونثنائيل
(يوحنا .) 50 – 47 : 1
وبتطبيق هذه المرحلة علي حالة التالميذ ،يشير اإلنجيل الي “وجاء الى كفرناحوم.واذ كان في البيت •
سألهم بماذا كنتم تتكالمون فيما بينكم في الطريق.فسكتوا .ألنهم تحاجوا في الطريق بعضهم مع بعض
113
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
في من هو أعظم .فجلس ونادى االثني عشر وقال لهم ( “ ...مر )37 -33 :9؛ ”وكانت بينهم
ايضا مشاجرة من منهم يظن انه يكون اكبر .فقال لهم( “.....لو )25 – 24 :22
يقوم القائد بتوضيح المعايير التي تحكم سلوكيات الفريق وقواعد العمل •
فيه ،كما يقوم أعضاء الفريق بقبول وإعتماد هذه المعايير والقيم التنظيمية
لتنظيم عالقاتهم لتحقيق الهدف المطلوب،
يبدأ األعضاء في قبول بعضهم البعض ،ويتبلور وجود حس وشعور بزيادة •
التماسك بين األعضاء مما يؤدي إلى تقربهم بعضهم من بعض،
وتظهر الثقة بشكل واضح بين أعضاء الفريق في هذه المرحلة. •
وبتطبيق هذه المرحلة علي حالة التالميذ ،يشير اإلنجيل الي” فرجع السبعون بفرح قائلين يا رب حتى •
الشياطين تخضع لنا باسمك .فقال لهم ....ولكن ال تفرحوا بهذا ان االرواح تخضع لكم بل افرحوا
بالحري ان اسماءكم كتبت في السموات ...وفي تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال ...نعم ايها االب
الن هكذا صارت المسرة امامك( “.لو )21 -17 :١٠
تصبح العالقات في هذه المرحلة بين أعضاء الفريق ثابتة ومستقرة، •
واألدوار واضحة لكل واحد منهم ،كذلك الهيكل التنظيمي يتم تفعيله
بشكل أكبر
ويتم التركيز في هذه المرحلة على حل المشكالت واتخاذ الق اررات،من أجل األهداف التي تساعد الفريق •
على أداء المهام المنوطة به،
وبتطبيق هذه المرحلة علي حالة التالميذ ،يشير اإلنجيل الي “واما االحد عشر تلميذا فانطلقوا الى •
الجليل الى الجبل حيث امرهم يسوع .ولما راوه سجدوا له ولكن بعضهم شكوا .فتقدم يسوع وكلمهم
قائال.دفع الي كل سلطان في السماء وعلى االرض .فاذهبوا وتلمذوا جميع االمم وعمدوهم باسم االب
واالبن والروح القدس .وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به.وها انا معكم كل االيام الى انقضاء
الدهر” (مت )20 – 16 :28
114
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
يتم في هذه المرحلة حل الفريق وإنتهاء مهامه نتيجة لتحقيق األهداف •
المطلوبة ،وينتهي التعاون بين األعضاء بعد تحقيق الهدف ،أو البدء في
تحقيق هدف جديد.
يغلب علي الفريق شعور اإلحتفال باإلنجاز وإنتهاء المهمة بنجاح •
وبتطبيق هذه المرحلة علي حالة التالميذ ،يشير اإلنجيل الي قصة خدمة بولس وفريقه في أفسس •
والذي إنتهي بخطابه الوداعي المؤثر في (أع .) 38 – 13 :20
كل مرحلة من المراحل السابقة تحتاج الي وقت حتي تنتقل الي المرحلة التالية ،وقد يختلف إيقاع كل فريق
والمدة التي يحتاجها بحسب مدي خبرة ونضوج أعضاؤه .ومهارة القائد وحنكته هي في قدرته علي نقل الفريق
الي مرحلة اإلنجاز بسرعة ،ولكن بصورة إنتقالية سليمة ل تتجاهل ديناميكية العالقات في الفريق.
هناك مناهج كثيرة في تصنيف األدوار الرئيسية داخل أي فريق .لعال من أشهرها وأبسطها التصنيف التالي،
والذي يقسم أنواع الشخصيات الرئيسية الي أربعة أنواع،
مقسمة عبر معيارين :مدي اإلنجاز ،ومدي الحرص علي
العالقات:
الحالم Visionary
115
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
يتحدي الفريق بأفكار جديدة ورؤية جديدة للعمل ،وقد يلهث وراءه •
اآلخرون
معظم المخترعين والعباقرة من الحالمين •
مميزاته :ينقل الفريق في قفزات لألمام ويقود التطوير للعمل •
وللعاملين معه
عيوبه :قد تكون أحالمه بعيدة تماماً عن أرض الواقع فيتوه الفريق معه ويفشل العمل •
المنجز Achiever
مميزاته :ميل دائم للنجاح ،رؤساؤه يثقون فيه ألنه منجز وسريع ُ
ويعتمد عليه •
عيوبه :اإلنحصار حول الذات« ،األنا» قبل ال»نحن»؛ اآلخرين بالنسبه له وسيله لتحقيق النجاح؛ •
ربما يكون إستغاللياً في عالقاته باآلخرين
الميسر Facilitator
يهتم بالعالقات اإلنسانية ويجيد مهارة التواصل مع اآلخرين •
مصدر إرتياح لكل من يعمل معه ألنه ال يتحدي أحد وال يحب •
المنافسة
غالباً يتمتع بروح مرحة وهو «فاكهة» الفريق في أي رحلة أو حفلة •
يجيد حل المشكالت والتنسيق بين الناس وتيسير األمور •
مميزاته :ألنه محل ثقة الكل لذلك يساعد القائد في "مرحلة العصف" •
بتقليل الخسائر الناتجة عن الصدام أو الصراع بين أعضاء الفريق
عيوبه :غالباً إنجازه الشخصي محدود ،وإدارته للوقت فيها مشكلة ،قد تكون عالقاته اإلجتماعية رغم •
كثرتها وتشعبها تتميز بالسطحية
116
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
المحلل Analyzer
يتمتع بقدرة عالية علي تحليل وتقييم النتائج التي توصل •
اليها الفريق
يهتم باإلتقان في العمل والتأكد من إتباع األساليب السليمة •
لتحقيق النتائج
يتمتع بمعرفة متقدمة ومهارات عالية في النواحي الفنية للعمل •
مميزاته :قد يمثل ضمير للفريق ،إذ يتحداهم دائماً بالتمسك بالقواعد والمبادئ ،وليس فقط تحقيق اإلنجاز •
عيوبه :قد يكون بطئ ،وإنجازه قليل بالمقارنه بالوقت والجهد الذي يبذله في العمل ،إلنشغاله الدائم •
باإلتقان الشديد؛ قد يعاني منه أعضاء الفريق لتمسكه الشديد بالقواعد والنظم
.1حدد المهمة المطلوبة بوضوح :ما الذي تريد الوصول اليه من تكوين هذا الفريق (ما الهدف النهائي
الذي تريد الوصول اليه من هذه المهمة؟)
.2حدد النتائج والمخرجات المتوقعة من عمل الفريق والمدة الزمنية المتاحة لتحقيق النتائج
.3حدد األنشطة التي تتوقع أن الفريق يجب القيام بها لتحقيق الهدف
.4حدد المسًوليات والمهام المطلوبة التي ينبغي توزيعها على أفراد الفريق
.5حدد مواصفات وخصائص أعضاء الفريق الذي يستطيع إنجاز هذه المهمة
117
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
.6حدد اإلمكانيات والموارد التي سيحصل عليها أعضاء الفريق لتنفيذ األنشطة
.7حدد أيض ًا الصالحيات والسلطات التي ستُفوض للفريق إلنجاز العمل
.8حدد العدد الالزم إلنجاز المهمة
.9حدد األدوار والمسميات الالزمة ألعضاء الفريق التي توضح ”من مسًول عن
ماذا“ لمنع اإللتباس
.10حدد خطوط وأساليب واإلتصال والتواصل بين أعضاء الفريق ودوريتها
.11حدد خطوط المساءلة بين أعضاء الفريق (من مساءل أمام من)
.12أكتب كل ما سبق بوضوح ) (ToRوإحصل على الموافقات الالزمة قبل بدء اإلختيار
118
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
.2راجع مع الفريق النتائج والمخرجات المتوقعة من عمل الفريق والمدة الزمنية المتاحة لتحقيق النتائج
وأترك لهم الوقت وحرية الحركة ليضعوا خطة العمل المناسبة لهم ...ثم إتفق على أساليب التواصل
وز ِِع األدوار والمسًوليات”من مسًول عن ماذا“وتأكد من حصولهم علي الصالحيات الالزمة – راجع
ِ .3
معهم “من مساءل أمام من“
.4في متابعة فريقك إتبع أسلوب المسيح في التلمذة والتمكين : IDEA
Instruction القيادة بالتعليم
Demonstration القيادة بالقدوة
Experience القيادة بالممارسة
Assessment القيادة بالمتابعة والتوجيه
الصالة من أجل الفريق والمهمة أساس لنجاح العمل قبل أن يبدأ ،وأثناء العمل ،وبعد اإلنجاز
119
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
ولكي تتأكد أنك فعال تحفز وتشجع فريقك اسأل نفسك األسئلة التالية:
120
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
الخالصة
الفريق هو جماعة صغيرة عدداً وعلي درجة عالية من التجانس وغالباً مرتبطة بمهمة محددة لها هدف ومدة •
ومنتج و العمل الجماعي هو الجهد المشترك بين أعضاء الفريق للوصول لهذا الهدف
عضو الفريق هو الالعب ( (Team Playerالذي يقدم أفضل ما عنده للقيام بدوره مع باقي أفراد الفريق – ال •
)(one man show ألن يصبح نجماً أوحد في سماء العمل
المفهوم الكتابي يري العمل الجماعي :شركة في مسؤليات الخدمة ؛ يرتكز علي مبادئ الكتاب المقدس ،والقيم •
المسيحية ؛ يراعي أولويات الجماعة ومواهب أعضاءها وتدريبهم ؛ يتطلع لقيادة هللا نفسه للعمل و يستلهم نموذج
السيد المسيح في خدمته
المسيح هو نموذج مثالي لتشكيل وبناء الفريق (منهج المسيح في العمل الجماعي) (شواهد9 •
أربع مراحل لتكوين وعمل الفريق :التكوين ،العصف ،التطبيع ،اإلنجاز •
أربعة أدوار رئيسية داخل الفريق :الحالم ،المنجز ،المحلل ،والميسر •
وعي المجموعة بالفروق بين الفريق الفعال والفريق غير الفعال تساعدها علي العمل الجماعي الناجح (ما هي •
الفروق؟)
تكوين الفريق له خطوات :ما هي؟ (قبل ،أثناء ،وبعد) •
تطبيقات عملية:
121
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
10
تطبيق عملي
مشروع ”اجتماع شباب ناجح” 5
5هذا المشروع هو مشروع التخرج لمجموعة من المتدربين في المركز القبطي للقيادة واإلدارة .وقد تم تقديم هذا المشروع وتخريج
المجموعة السبت 25ديسمبر 2010بأسقفية الشباب تحت رعاية نيافة األنبا موسي
122
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
123
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
124
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
125
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
126
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
127
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
128
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
129
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
130
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
131
المحور الثاني :إدارة منظومة الخدمة
132