Professional Documents
Culture Documents
محاضرات المالية العامة
محاضرات المالية العامة
ﺷرون ﻋزاﻟدﯾن
اﻟدﻛﺗورّ :
I
ﻓﻬﺮس اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت
II
ﻓﻬﺮس اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت
ﺗﻣﻬﯾد89...................................................................................................
90........................................................ اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ .....
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ 90.................................................................
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ 91.........................................................
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ 92...................................................................
III
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻣﻘدﻣﺔ.
ﯾﻌﻣل اﻹﻧﺳﺎن داﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﻣﺗﻌددة ،اﻟﻣﺗﺟددة واﻟﻣﺗزاﯾدة ،وﺗﻧﻘﺳم ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻣن ﺣﯾث
إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﺎﺟﺎت ﻓردﯾﺔ وﺣﺎﺟﺎت ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ وﯾﺗم إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺧﺎص وﻣن أﻣﺛﻠﺔ
ذﻟك اﻟﻐذاء ،اﻟﻛﺳﺎء ،اﻟدواء ،اﻟﻣﺳﻛن...اﻟﺦ ،أﻣﺎ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﺗﺗوﻟﻰ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻣر إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ.
وﺗﻣﺛل ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗطﻠب ﻣن اﻟدوﻟﺔ إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﻣﺣور اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﻟﻠدوﻟﺔ وﯾﺗﻣﺛل ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط ﻓﻲ ﻗﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﯾﺳﺗدﻋﻲ ذﻟك ﺣﺻول اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ إﯾرادات ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘدر
اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻧﻔﻘﺎت.
ﺗطور ﻣﻔﮭوم اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺗوازي ﻣﻊ ﺗطور دور اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﯾﺎدﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻘد ﺣﺻر اﻟﻛﻼﺳﯾك دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﮭﺎﻣﮭﺎ اﻹدارﯾﺔ واﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ واﻋﺗﺑرت اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛظﺎھرة
ﻟﺗﺣطﯾم اﻟﺛروات ﻣن ﺧﻼل ﻓرض اﻟﺿراﺋب وظﮭر ﻣﻔﮭوم اﻷﻋﺑﺎء اﻷﻣر اﻟذي ﺣﺗم ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣد إﻟﻰ أﻗﺻﻰ
ﺣد ﻣﻣﻛن ﻣن ﻧﻔﻘﺎﺗﮭﺎ.
وﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن اﻟدوﻟﺔ أن ﺗﺿﻊ ﺧطﺔ ﻣﺣددة اﺻطﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺗﺿﻣن ﺗﻘدﯾر ﺗﻔﺻﯾﻠﻲ ﻹﯾرادات وﻧﻔﻘﺎت اﻟدوﻟﺔ ﻟﻔﺗرة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻋﺎدة ﻫﻲ ﺳﻧﺔ.
أ
اﻟﻔﺻل اﻟﺗﻣﻬﯾدي
ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﺎﻣﻪ ﺳوف ﻧﺗﺳﺎءل ﻣﻌﺎ ﻣﺎ ﻫﻲ أﻫﻣﯾﺔ دراﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ أﺻﻼ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :أﻫﻣﯾﺔ دراﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺗﻛﺗﺳﻲ دراﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺳواء ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ أو اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء.
وﻟﻛن ﻗﺑل اﻟﺗطرق إﻟﻰ ذﻟك ﻛﺎن ﻻﺑد ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ وﺗﻘﺳﯾﻣﺎﺗﻬﺎ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﻛل إﻧﺳﺎن ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﻣﺗﻌددة واﻟﻣﺗزاﯾدة وﻫو أﺳﺎس اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻓﺎﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻧدرة اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗﻌددة ﻣﻣﺎ ﯾﺗطﻠب اﺧﺗﯾﺎر إﺷﺑﺎع ﺑﻌض
اﻟﺣﺎﺟﺎت واﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﺑﺎﻗﻲ اﻟﺣﺎﺟﺎت )وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻔرﺻﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ( ،ﻛﻣﺎ ﺗرﺗﺑط اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ
ﺷﻛﻠﻬﺎ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ وﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻠﻐﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺗطور وﺣﺿﺎرة ﻓﻬﻲ ﺗﺳﺗﻣد ﺗوﺣﯾدﻫﺎ ﻣن
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ذاﺗﻪ ﻣﺗﺄﺛرة ﺑﺎﻷوﺿﺎع اﻟﺳﺎﺋدة وﺗﻧﻘﺳم اﻟﺣﺎﺟﺎت إﻟﻰ ﺣﺎﺟﺎت ﻓردﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻔرد إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﻣﺛل:
اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻐذاء واﻟﻛﺳﺎء وﻫﻧﺎك اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﻠزم إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﺑﺻورة ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗرﺗﺑط ﺑوﺟود اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺣد
ذاﺗﻪ ﻛﺎﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ :اﻟدﻓﺎع ،اﻟﺻﺣﺔ اﻟطرق ،اﻟﻌدل ،اﻟﻛﻬرﺑﺎء وﯾﺗﻣﯾز ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺎت ﺑﻌدم اﻟﻘﺎﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ
وﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ اﻟطﺑﯾﻌﺔ إذا ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻘﯾﺎم ﻫﺑﺎ إﻻ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﺣﺎﺟﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎن ﺷﻌﺑﻬﺎ ﻋن اﻷﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم وﻫذا ﺟوﻫر اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻔردﯾﺔ
وﻫﻧﺎ ﻧﺟد أن ﺗﻠك اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺑﻌﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ﻫﻣﺎ:
أوﻻ :ﺣﺎﺟﺎت ﺧﺎﺻﺔ.
ﯾﻘوم اﻟﻔرد ﺑﺈﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﻟﻧﻔﺳﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺣﻘق ﻟﻪ وﺣدﻩ اﻟﻧﻔﻊ ﻟذﻟك ﻫو ﯾدﻓﻊ ﻗﯾﻣﺔ ﺗﻠك اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻣﺛل اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ
اﻟطﻌﺎم واﻟﻣﺳﻛن وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌود ﺑﺎﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻓﻘط.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺣﺎﺟﺎت ﻋﺎﻣﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
وﻫﻲ ﺣﺎﺟﺎت ﻻ ﺗﻌود ﺑﺎﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد وﺣدﻩ ﺑل ﺗﻌود ﺑﺎﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل ﻟذﻟك ﻻ ﯾﺷﺑﻌﻬﺎ
اﻟﻔرد ﻟﻧﻔﺳﻪ ﺑل ﯾﺳﻌﻰ اﻟﺷﻌب واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻠﻪ ﻹﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﻣﺛل اﻟدﻓﺎع واﻟﻌداﻟﺔ واﻷﻣن ،وﻫﻧﺎ ﻧﺗﺳﺎءل ﻫل ﻫﻧﺎك ﻓرد
ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌداد ﻟﺗﺣﻣل ﻧﻔﻘﺔ رﺻف طرﯾق ﻟﻣﺟرد اﻧﻪ ﯾﻣﺷﻰ ﻋﻠﯾﻪ وﻫل ﻫﻧﺎك ﻣن ﯾدﻓﻊ ﺛﻣن دﺑﺎﺑﺔ ﻟﺗﺷﺎرك ﻓﻲ
ﺣﻣﺎﯾﺗﻪ؟؟
1
ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
-اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻻ ﻷن اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺷﯾﺎء ﻻ ﺗﻌود ﻋﻠﯾﻪ ﻫو ﻓﻘط ﺑل ﺗﻌود ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل ﻟذﻟك ﯾﺟب
أن ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟﺟﻣﯾﻊ وﻧﺟد أن اﻟدوﻟﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻣل ﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ إﺷﺑﺎع ﺗﻠك اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ.
ﻣﻼﺣظﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺟدا
وﯾﺟب أن ﻧؤﻛد ﻫﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺟداً اﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﺣد ﻓﺎﺻل ﺑﯾن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺣﺎﺟﺎت
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻌداﻟﺔ واﻟدﻓﺎع واﻷﻣن )ﻓﻬم ﺣﺎﺟﺎت ﻋﺎﻣﺔ( أﻣﺎ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻓﻧﺟد أن ﺑﻌض اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻗد
ﺗﻛون ﻋﺎﻣﺔ وﻗد ﺗﻛون ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻧﺟد أن اﻟدوﻟﺔ ﻗد ﺗﺷﺑﻊ اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣدارس اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ أي أﻧﻬﺎ
ﺗﺷﺑﻊ ﺣﺎﺟﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﻣدارس اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺗﺷﺑﻊ ﻧﻔس اﻟﺣﺎﺟﺔ أي أﻧﻬﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﺧﺎﺻﺔ.
ﻟذﻟك ﯾﺟب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻫﻲ:
-ﺣﺎﺟﺎت ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ .
أي ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓرد دون ﺑﺎﻗﻲ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺛل اﻷﻣن واﻟﻌداﻟﺔ واﻟدﻓﺎع وﻫﻰ ﻻ ﺗﺷﺑﻊ إﻻ
ﻣن ﺧﻼل ﺳﻌﻰ ﺟﻣﺎﻋﻲ أي ﻣن ﺧﻼل اﻟدوﻟﺔ.
-وﺣﺎﺟﺎت ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ.
ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻌض اﻷﻓراد دون ﺑﺎﻗﻲ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺛل اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺻﺣﺔ وﻧﺟد أن اﻟدوﻟﺔ ﻗررت أن
ﺗﺷﺑﻌﻬﺎ ﺳواء ﺑﺷﻛل ﻛﻠﻲ أو ﺟزﺋﻲ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :أوﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ.
ﺗﺗﺣدد أوﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف ﻣن ﺧﻼل:
أوﻻ :اﻟﻬدف.
ﯾوزع اﻟﻔرد ﻧﻔﻘﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺑﺣﯾث ﺗﺳﺎوي ﻣﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻪ ﻓﺑﺎﺗت رﻏﺑﺗﻪ ﻓﻲ
ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ إﺷﺑﺎﻋﻪ اﻟﻛﻠﻲ ﻣن وﺣدات دﺧﻠﻪ أﻣﺎ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺗوزع ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﺳﺎوي ﻣﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﺟدﯾدة
ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻷﺳﻠوب.
ﯾﺗﺣدد دﺧل اﻟﻔرد ﺑﻣﻘدار ﻣﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻊ إﻧﻔﺎﻗﻪ ﻣﺣدود اﻟﻣﺻﺎدر إﻧﻔﺎق اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫو اﻟذي ﯾﺣدد ﻣﻘدار
ﻣﺎ ﯾﺟب إن ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﺳﺗزاد ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺳﻠطﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ وﺗﻘدﯾم واﺳﻊ ﯾﻣﻛن إن ﺗﺗﻔوق اﻟﻣﻘدر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ
وﺳﺎﺋل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻹﯾرادات ،ﺗﺗﺣﺻل اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ إﯾراداﺗﻬﺎ ﺑطرﯾﻘﻪ اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ وطرﯾق اﻟﺟﻬد
اﻟﻣﺑذول وﺑﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ أو اﻟﺟﻬد اﻟﻣﺑذول ،أﻣﺎ ﺳﻠطﺎت اﻟدول ﻓﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ إﯾراداﺗﻬﺎ ﻣن ﻣﻧطﻠق ﺳﻠطﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
2
ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
واﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﻔرض اﻟﺿراﺋب ٕواﺻدار اﻟﻘروض وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻧوع ﻣن اﻟﻣروﻧﺔ ﺑﻌد اﻟﺗطرق إﻟﻲ ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﻋﺎﻣﺔ ﻣن اﻷﻫﻣﯾﺔ ﺑﻣﻛﺎن أن ﻧﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﺿوع ﻟﻣﻧﻬﺞ طرﯾق اﻟﺑﺣث اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ إذا ﻟم ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾز ﺑﯾن ﺗﻌرﯾﻔﯾن اﺛﻧﯾن:
-Iﺗﻌرﯾف ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ:
أ -ﻋرف ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻏﺎﺳﺗون ﺟﯾز وﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻛﻼﺳﯾك ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " :ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﯾﺟب
ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت أن ﺗطﺑﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣوارد ﻟﺳد ﻫذﻩ اﻟﻧﻔﻘﺎت وﺑﺗوزﯾﻊ
أﻋﺑﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣواطﻧﯾن".
ﻧﺧﻠص ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-ﺳﺑب وﺟود اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫو اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ.
-ﺿرورة اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ واﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ.
-اﻟﻌرض ﯾﺧﻠق اﻟطﻠب اﻟﻣﺳﺎوي ﻟﻪ ،ﻣﻊ ﺣرﯾﺔ اﻧﺗﻘﺎل ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ،واﻷﺳﻌﺎر ﺗﺣﻘق اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻌرض واﻟطﻠب.
-ﻗﺎﻧون اﻟﺳوق واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ،ﯾﺣﻘﻘﺎن اﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﺣﯾﺎد اﻟدوﻟﺔ أو اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺣﺎﯾدة.
ب -اﻟﺗﻌرﯾف ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ :ﻫﻲ" :ﺳﻠوك ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺧطﯾط ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ﻛﻣﻧﺗﺞ وﺣﯾد .وﻓﻲ
ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻧﺣو إﺷﺑﺎع اﻟﺿرورﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗوﻓﯾر اﻟﻣواد اﻟﻼزﻣﺔ
1
ﻟذﻟك".
ج -اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺣدﯾث ﻟﻌﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ:
"أﻧﻪ اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﺗﻣﺛل ﻣوﺿوﻋﻪ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻟﻣﺎﻟﻲ وﻟﻸﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑذﻟﻬﺎ اﻟﻬﯾﺋﺎت
ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟﺿرورﯾﺔ ﻹﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﻗﺻد إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أﻣﺎ ﻣﻧﻬﺟﻪ أو طرﯾﻘﺔ ﺑﺣﺛﻪ
ﻓﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ أدواﺗﻪ :اﻹﯾرادات ،اﻟﻧﻔﻘﺎت واﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ .وﯾﺗﺣﻘق ذﻟك ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ ﻫذﻩ اﻷدوات ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ وﻣﻧﻌزﻟﺔ ﻋن
اﻟﻌواﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻷﺧرى".
أوﻻ -ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻹﻧﻔﺎق:
ﺗﻬدف اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣن إﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﺗﺣﻘﯾق رﺑﺢ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ان ﻫذا اﻟﻬدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻣن ﻧﺷﺎط اﻷﻓراد أﻣﺎ
اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻬدف ﻣن ﻧﺷﺎطﻬﺎ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻷول ،ﺣﺗﻰ وﻟو ﺗﻌﺎرض ﻫذا ﻣﻊ ﻫدﻓﺗﺣﻘﯾق
أﻗﺻﻰ رﺑﺢ ﻣﻣﻛن ﻣن ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط .ﺑل إن اﻟدوﻟﺔ ﻗد ﺗﻘوم ﺑﻣﺷروع ﻣﺎ رﻏم أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻠم ﺳﻠﻔﺎ أن إﯾراداﺗﻪ ﻟن ﺗﺳﻣﺢ
1ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن اﻟوادي ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ و اﻟطﺑﺎﻋﺔ ،اﻻردن ،ص25:
3
ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
ﺑﺗﻐطﯾﺔ ﻧﻔﻘﺎﺗﻪ ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺧﺳﺎرة ،وذﻟك ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﺣﻘق ﻧﻔﻌﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻟﺗﺣﻘق اﻋﺗﺑﺎرات أﺧرى
ﺑدﯾﻠﺔ ﻋن اﻟرﺑﺢ ﻗد ﺗﻛون ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،أي أن اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ وﺗﻘوم ﺑﺄدوار ذات
ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻋﺎﻣﺔ.
وﯾﺗرﺗب ﻋل اﺧﺗﻼف اﻟﻬدف ﻣن اﻹﻧﻔﺎق ﺑﯾن اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺧﺎص و اﻟدوﻟﺔ،أن ﯾﺧﺗﻠف اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻧﺟﺎح
1
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ .ﻓﻣﻌﯾﺎر ﻧﺟﺎح ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟدوﻟﺔ ﻫو ﺗﺣﻘﯾق أﻗﺻﻰ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻋﺎﻣﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻹﯾراد:
ﺗﺣﺻل اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ إﯾراداﺗﻬﺎ ﺑطرق اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ،أي ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق ،ﻋن ةطرﯾق ﺑﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ وﺧدﻣﺎﺗﻬﺎ
ﻟﻠدوﻟﺔ أو اﻷﻓراد .أﻣﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ إﯾراداﺗﻬﺎ ﺑﻣوﺟب ﻣﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻣن ﺳﻠطﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﺣﻘﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎدة .وﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺳﻠطﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن أن ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﻋﻧﺻر اﻟﺟﺑر ﻟﻠﺣﺻول
ﻋﻠﻰ اﻹﯾرادات ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺿراﺋب واﻟﻘروض اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ ٕ .وان ﻛﺎن ﻫذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ
ﻟﻠوﺳﺎﺋل اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺧﺎص ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ إﯾراداﺗﻬﺎ .وﯾظﻬر ذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ
واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﯾﻣﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺟﺎﻧب اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﺣﯾث ﺗﺳري ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧﻔس طرق اﻟﺗﺳﯾﯾر واﻟﻘواﻋد
2
اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﺳﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ
ﯾوﺟد ﻓرق ﻣن ﺣﯾث ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣوازﻧﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻣﻊ اﻹﯾرادات ﻟدى اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻟدى
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣن اﻟﺟﻬﺔ اﻷﺧرى.
ﻓﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ ،ﺑﺗﻘدﯾر ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ أوﻻ اﻷزﻣﺔ ﻟﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺛم ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻘوم ﺑﺈﻋداد اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ إﯾرادات ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻫذﻩ
اﻟﻧﻔﻘﺎت ،ﺗﻘوم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﻘدﯾر ﺣﺟم إﯾراداﺗﻬﺎ أوﻻ ﻣن دﺧول وأرﺑﺎح ﺛم ﺗﺣدد أوﺟﻪ إﻧﻔﺎق ﺗﻠك اﻹﯾرادات
3
ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ.
ﻧﺧﻠص ﻣﻣﺎ ﺗﻘدم إﻟﻰ أن ﻫﻧﺎك اﺧﺗﻼﻓﺎت ﺑﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ .وﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ اﻻﻧﻔﺻﺎل
اﻟﺗﺎم ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ.ﺑل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ،ﻻن ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ،ﯾﺷﻛل ﺟزءا ﻣن اﻗﺗﺻﺎد ﻗوﻣﻲ ،وﯾﻌﻣل ﻛل ﻣن ﻫﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﺟﺎﻧب
اﻵﺧر ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎد ﻗوﻣﻲ واﺣد ،وﯾؤﺛر ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺧر .ﻓﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ
وﻣﺎﻟﯾﺎ ذﻟك أن اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺗﯾﺎر اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻛﻠﻲ ،وﺗؤﺛر ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى دﺧول اﻷﻓراد واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ.
1ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﻓوزي":اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،ﺑﯾروت ،ص.16-1:
2ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺎس ﻣﺤﺮزي ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص39:
3ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺎس ﻣﺤﺮزي ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص39-37:
4
ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
ﻛﻣﺎ أن اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ )اﻟﺿراﺋب( ﺗﻣﺛل اﻗﺗطﺎع ﺟزء ﻣن اﻟدﺧول واﻟﺛروات اﻟﻔردﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ .وﻫﻛذا ﻓﺎن ﻫﻧﺎك
ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ وﺑﺧﺎﺻﺔ أن اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺷﻛل ﻣﺎ
ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻟدارة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﺟزءا ﻣن اﻟدارة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ،وﯾﻌﻣل ﻛﻼﻫﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻻﻗﺗﺻﺎد
1
واﺣد.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
ﻛﺎن اﻻﻋﺗﻘﺎد ﻗدﯾﻣﺎً ﻋﻧد اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾن أﻣﺛﺎل آدم ﺳﻣﯾث ودﯾﻔﯾد رﯾﻛﺎردو وﺳﺎي ﺑﺎن اﻟﻌرض ﻫو اﻟذي ﯾﺧﻠق
اﻟطﻠب )ﻗﺎﻧون ﺳﺎي ﻟﻸﺳواق أن ﻛل ﻋرض ﯾﺧﻠق طﻠب ﻣﻣﺎﺛل ﻟﻪ( وان اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾﺻل إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷﻐﯾل
اﻟﺷﺎﻣل ﻟﻠﻣوارد أي ﯾﺻل إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗوظف اﻟﻛﺎﻣل.
ﻟو اﻗﺗﻧﻌﻧﺎ ﻣﻌﻧﺎ ﺑﺎﻻﻋﺗﻘﺎد اﻟﺳﺎﺑق ﻣﺎذا ﺳﯾﺣدث:
ﺳوف ﻧؤﻣن ﺑﺄن اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﺗوازن ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻷن ﻛل ﻋرض ﯾﺧﻠق طﻠب ﻣﻛﺎﻓﺊ ﻟﻪ ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻧﻪ ﻟو زاد اﻟﻌرض
وﺣدث ﺣﺎﻟﺔ ﻛﺳﺎد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻼ ﺗﻘﻠق ﻻن آﻟﯾﺔ اﻟﺳوق وﺟﻬﺎز اﻟﺛﻣن ﺳوف ﺗﺻﺣﺢ اﻟوﺿﻊ ﻻن اﻟﻌرض اﻟزاﺋد
ﺳوف ﯾؤدى إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض اﻷﺳﻌﺎر وﻫو ﻣﺎ ﯾﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﻣزﯾد ﻣن اﻟطﻠب ﻟﯾﻼﺋم اﻟﻌرض وﻧﺧرج ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻛﺳﺎد
وﻫﻛذا إذا ﺣدث اﻟﻌﻛس واﻧﺧﻔض اﻟﻌرض وﺣدث ﺗﺿﺧم ﻓﻼ ﺗﻘﻠق أﯾﺿﺎ ﻻن اﻷﺳﻌﺎر ﺳوف ﺗرﺗﻔﻊ ﻣﻣﺎ ﯾﻘﻠل ﻣن
اﻟطﻠب ﺑﺣﯾث ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟﻌرض.
ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﺗوازن ﺗوازن ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﺑﺎﺳﺗﺧدام آﻟﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر.
ﻻ ﯾوﺟد ﺣﺎﺟﺔ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻟﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد أزﻣﺎت ﺗﺳﺗدﻋﻰ ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ.
ﻻ ﯾوﺟد ﻛﺳﺎد أو ﺗﺿﺧم ﻻن اﻟﻌرض ﯾﺧﻠق اﻟطﻠب ﻓزﯾﺎدة اﻟﻌرض ﺗزﯾد اﻟطﻠب واﻧﺧﻔﺎض اﻟﻌرض ﯾﺧﻔض
اﻟطﻠب.
ﺻﻔوة اﻟﻘول:
ﺷﻬد ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗوﺳﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻣر اﻟزﻣن ﻟﯾﺷﻣل أﻫدا أﺧرى ﻣﻧﻬﺎ :ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم ،ﺗﻛوﯾن اﺣﺗﯾﺎطﻲ
ﻟﻣواﺟﻬﺔ أﻋﺑﺎء ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ،إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل واﻟﺛروة...اﻟﺦ.
إﯾرادات اﻟدوﻟﺔ أﺻﺑﺣت أدوات ﻛﻣﯾﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ)ﻣﺗﻐﯾرات ﻣﺎﻟﯾﺔ( ﻓﻲ ﯾد اﻟدوﻟﺔ ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ وﺗوﺟﻬﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق
أﻫداﻓﻬﺎ.
أﺻﺑﺢ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﯾﻧظر إﻟﯾﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻛل ﻻ ﯾﺗﺟ أز ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ.
1ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎدة اﻟﺧطﯾب واﺣﻣد زﻫﯾر ﺷﺎﻣﯾﺔ ":أﺳس اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ" ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،اﻷردن ،2005،ص.28:
5
ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
اﻟظﺎﻫرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫﻲ ﺟزء ﻣن اﻟظﺎﻫرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﺗﺧﺿﻊ ﻟﻘواﻋد اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺿﻣن
ﺗﺧﺻﯾﺻﺎ أﻓﺿل ﻟﻠﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ،
ﻋن طرﯾق إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣواد ،ﺑﯾن إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔٕ ،واﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ أوﻻ ،وﺿﻣﺎن
ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ﺳﯾﻛل أﻓﺿل ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻔﺋﺎت واﻟطﺑﻘﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺛﺎﻧﯾﺎ ،وﺿﻣﺎن اﺳﺗﺧدام اﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد
اﻟﻘوﻣﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺿﻣﺎن ﺗوازن اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣوارد ،وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
1ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ﻣﺣرزي ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،ص ص38-37:
6
ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
7
ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
8
ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
واﻋﺗﻣد ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ داﺧل اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠﻰ رﻛﺎﺋز ﻧظرﯾﺔ ﻏدﺗﻬﺎ آراء واﺟﺗﻬﺎدات اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻔﻛرﯾن
أﺷﻬرﻫم ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻻﻧﺟﻠﯾزي "ﺟون ﻣﯾﻧﺎرد ﻛﯾﻧز" اﻟذي وﺿﺢ ﻣﺑﺎدئ اﻟﺗدﺧل اﻟﺗﻌدﯾﻠﻲ ﻟﻠﻘﺿﺎء
ﻋﻠﻰ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﺑﻌث اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل.
وﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﯾزاﻧﯾﺗﻬﺎ زﯾﺎدة ﻧﻔﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن ﺟﻬﺔ وﺗﻘﻠﯾص اﻟﺿراﺋب ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى وﻫذا
ﻣن اﺟل ﺗﻧﺷﯾط ٕواﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎد وﻣن ﺛم ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
وﯾﺗﻌﺎظم وﯾﺷﺗد ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ظروف ﻣﺛل ﻫذﻩ ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗﺎﻣﯾن إدارة ﻛل
اﻟﻧﺷﺎطﺎت وﺗدﺧﻠﻬﺎ ﯾﻛون ﻛﻠﯾﺎ إﻧﻪ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣرب أي ﺗﻛﻔل ﺗﺎم ﻣن طرف اﻟدوﻟﺔ ﻟﺑﻌض اﻷﻧﺷطﺔ وﻣﺎ إن ﺗﺿﻊ
اﻟﺣرب أوزارﻫﺎ ﯾﺗﻧﺎﻗص وﯾﺗﺿﺎءل ﺑﻌض اﻟﺷﻲء ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻟﻛن ﻻ ﯾﺧﺗﻔﻲ ﺗﻣﺎﻣﺎ.
وﯾﻣﻛن أن ﯾﺄﺧذ ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ أﺷﻛﺎﻻ ﻣﺗﻌددة:
-ﺳوءا ﻋن طرﯾق ﻗﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻹﻧﺷﺎء اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت ﻛﺎﻧت ﻣﺧﺻﺻﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ذﻟك اﻟوﻗت
ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص.
-أو ﺑﺗﺣول اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﺳﺎﻫم ﻣﺑﺎﺷر ﺑﺷﻛل ﻛﺎﻣل ﻓﻲ رأس ﻣﺎل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺄﻣﯾﻣﺎت أو
اﻣﺗﻼك ﺟزء ﻣن رأس اﻟﻣﺎل ﻋن ﺣﯾﺎزة ﺣد ﻣﻌﯾن ﻣن اﻷﺳﻬم و ﯾظﻬر ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن
ﺧﻼل اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ .زﯾﺎدة اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ب.إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣﺑدأ ﺗوازن اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ.
ج.ﺧروج اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋن ﺣﯾﺎدﯾﺗﻬﺎ.
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :ﻣرﺣﻠﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺻرﯾﺔ.
ﻋرﻓت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗطو ار اﻛﺑر ﺧﻼل اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻘرن اﻟـ 20:اﻟراﺟﻊ إﻟﻰ ﺗﻌددﻫﺎ ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ
اﻷﻫﻣﯾﺔ وطﺑﯾﻌﺔ اﻹﯾرادات واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن دوﻟﺔ ﻣﺗﻘدﻣﺔ إﻟﻰ أﺧرى ﻓﻲ طرﯾق اﻟﻧﻣو.
ﻟﻘد اﺳﺗﺣدﺛت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻣن طرف اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ وﺗﺟد ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺗﻔﺳﯾ ار ﻣﻧطﻘﯾﺎ .ﺗﺎرﯾﺧﯾﺎ،
ظﻬرت اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟدول وﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص اﻷوروﺑﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻘب اﻧﻬﯾﺎر اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻠﻛﻲ.
ﻓﻠﻠﺣد ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﻣدت اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﺔ إﻟﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻠﺧﯾص اﻟﻣﺑدﺋﻲ
ﻹﯾرادات وﻧﻔﻘﺎت اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﺎﻟس ﻗد ﺣدت ﻣن ﻣﺟﺎل اﻟﺗدﺧل اﻟﻣﻣﻛن
واﻟﻣﺳﻣوح ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ.
9
ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
10
ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
11
اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻨﻔﻘـﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﺎﺟﺳﺎ ﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟدول ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺑﻬﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﺟﺎﻫدة ﻟﺗﻐطﯾﺗﻬﺎ ،وﺗﺧﺗﻠف ﻫذﻩ
اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن دوﻟﺔ إﻟﻰ أﺧرى ،وﻣن ﻣرﺣﻠﺔ إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ أﺧرى.
ٕوان اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧﻔﻘﺎت ﯾرﺟﻊ ﺑﺎﻷﺳﺎس إﻟﻰ ﻣدى ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدٕ ،واﻟﻰ ﻗدراﺗﻬﺎ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﻬﺎﺗﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
ﻓﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺳوف ﻧرﻛز ﻋﻠﻰ ﻛراﺣل ﺗطور ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗدﺧل،
وﻛذا ﺣدود ﻫذﻩ اﻟﺗدﺧﻼت.
13
اﻟﻨﻔﻘـﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻫﻲ ﻣﺟﻣوع ﻣﺎ ﺗﻧﻔﻘﻪ اﻟدول ﺑﻣﺧﺗﻠف ﻫﯾﺋﺎﺗﻬﺎ ﻣن ﻧﻔﻘﺎت ﺑﻘﺻد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم
ﺑﺎﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺷﺑﻌﺔ ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﯾرﺳﻣﻪ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧظم ﻟﻬذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت ،وﻓﻲ اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻌﻬﺎ،
ﻓﺎﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺑﻠﻎ ﻧﻘوي ﯾﻘوم ﺑﺈﻧﻔﺎﻗﻪ ﺷﺧص ﻋﺎم ﺑﻘﺻد ﺗﺣﻘﯾق ﻧﻔﻊ ﻋﺎم.
ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺑﻠﻎ ﻧﻘدي ،ﻷﻧﻪ ﺑﻌد اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﻧظﺎم اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ﺣل ﻣﺣﻠﻪ اﻟﻧظﺎم
اﻟﻧﻘدي ،وﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ أن ﺗﻧﻔق ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻧﻘدﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﻣن ﻣزاﯾﺎ ﺟﻌل اﻹﻧﻔﺎق
اﻟﻌﺎم ﻧﻘدﯾﺎ أﻧﻪ ﯾﺗﯾﺢ ﻓرﺻﺔ أﻛﺑر ﻟﻠﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻷﻓراد واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻧﻔﻘﺎت.
ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻏرض اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘرر إذا ﻛﺎﻧت ﻋﺎﻣﺔ أو
ﻻ.
-1زﯾﻧب ﺣﺳﯾن ﻋوض اﷲ ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻧﺷر اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،1998 ،ص ص .16
-2ﺳﻌﯾد ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺑﯾدي ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻧﺷر اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻷردﻧﯾﺔ اﻟﻬﺎﺷﻣﯾﺔ 2001 ،ص .57 ،56
14
اﻟﻨﻔﻘـﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
1
-IIﻣﺻدر اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ:
اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺻدر ﻣن ﻫﯾﺋﺔ ﻋﺎﻣﺔ أو ﺷﺧص ﻣﻌﻧوي ﻋﺎم وﺗﺧﺿﻊ ﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣﻌﯾﻧﺔ:
وﻓق ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻹﻧﻔﺎق ﯾﻛون ﻋﺎم إذا ﻗﺎم ﺑﻪ ﺷﺧص ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛﺎﻟدوﻟﺔ وﻓروﻋﻬﺎ
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،وﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،ﺑﻣﺎ ﯾﺗوﻓر ﻟدﯾﻪ ﻣن ﺳﯾﺎدة وﺳﻠطﺔ آﻣرة.
-2-IIاﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟوظﯾﻔﻲ:
ﯾرﺗﻛز ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟوظﯾﻔﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻧﻔق وﻟﯾس ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻧﻔﻘﺔ ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻋﺗﺑﺎر ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻧﻔﻘﺎت
ﻋﺎﻣﺔ ،ﻣﺎ ﻋدا ﺗﻠك اﻷﻧﺷطﺔ واﻟﻣﻬﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن ﺳﻠطﺗﻬﺎ وﺳﯾﺎدﺗﻬﺎ.
ﻣﻊ اﻟﺗطورات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻓﺎﻟﻧﻔﻘﺎت ﺑدورﻫﺎ ﻫﻲ أﯾﺿﺎ ﺗﺗطور ﻋﺑر ﻣراﺣل وﻫﻲ:
2
-1-Iﻣرﺣﻠﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣﺎرﺳﺔ:
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻣﺗﻧﻊ ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،واﻗﺗﺻر ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻏرض
اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن ﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺑﻊ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﻠم ﯾﻌطﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾون
أﻫﻣﯾﺔ ﺗذﻛر ﻟﻠﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻛﺎﻧوا ﯾرﻛزون ﻋﻠﻰ إﺟراءات اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم وﻣراﻗﺑﺗﻪ.
-1د -ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ﻣﺣرزي ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2005 ،ص ص .69،72
-2د -زﯾﻧب ﻋوض اﷲ ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص .28 ،23
15
اﻟﻨﻔﻘـﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻣﻊ اﺷﺗداد اﻷزﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺑدأت اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﺑﺎﺷرة وظﺎﺋف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺟدﯾدة ،ﺗﺧرج ﺑﻬﺎ ﻋن اﻟﻧطﺎق
اﻟذي ﻟﻌﺑﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻣﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻪ اﻷﺛر ﻓﻲ ﺗزاﯾد أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ واﺗﺳﺎع ﻧطﺎﻗﻪ،
1
وأﺻﺑﺣت ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻏراض أﺧرى ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺣددﻩ اﻟﺧطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ
ﺻﻔﺔ اﻹﻟزام ،ﺣﯾث أﺻﺑﺣت اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﻲ ﺣوزة اﻟدوﻟﺔ ﺗﺗطﺎﺑق إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﻣﻊ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ
2
واﻹﻧﻔﺎق واﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻘوﻣﻲ.
-4-Iﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺧﺻﺧﺻﺔ:
ﺗم ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟرأس ﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل إﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﺟدﯾدة ،أﺻﺑﺣت ذات
طﺎﺑﻊ ﻋﺎﻟﻣﻲ ﻛﻣﺎ أﺧذت ﺣﯾز اﻟﺗطﺑﯾق ﻓﻲ ﻛﺛﯾر اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﺛر ﺗﻔﺎﻗم أزﻣﺔ اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ،
وﺿﻐط اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ.
-1ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎدة اﻟﺧطﯾب ،أﺳس اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،2005 ،ص .75
-2زﯾﻧب ﻋوض اﷲ ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص .34 ،28
16
اﻟﻨﻔﻘـﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﺗﺗﻧوع اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﺳب اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت واﻟﻧﺷﺎطﺎت وﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
1
ﺗﺗﻣﺛل أﻧواع اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ:
-1اﻟرواﺗب واﻷﺟور:
ﻫﻲ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻘﺎﺑل ﺣﺻوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧدﻣﺎﺗﻬم وﺗﺿم ﻋدة أﻧواع:
ﯾﺗﺣدد راﺗب رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻋﻧد ﺗوﻟﯾﻪ اﻟﻣﻧﺻب ﻣﻊ اﻟﻧص ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻌدﯾﻠﻪ وﻓق ﺗﻐﯾﯾر اﻟظروف.
ﺗﺣدد ﻟﻬم رواﺗب ﻟﯾﺗﻣﻛﻧوا ﻣن اﻟﺗﻔرغ ﻟواﺟﺑﺎﺗﻬم وأداءﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﻛﻣل وﺟﻪ ﻟﺗﺷﺟﯾﻌﻬم ﺣﯾث ﺗﺣدد اﻟرواﺗب
وﻓق ﻗﺎﻧون ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟدﺳﺗور.
-1ﺳﻌﯾد ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺑﯾدي ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار دﺟﻠﺔ ،2011 ،ص ص .68،69
17
اﻟﻨﻔﻘـﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻫﻲ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻌﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻊ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺗﻧﺎﻗش
1
ﻣوﺿوﻋﺎن:
ﻏﺎﻟب ﻣﺎ ﯾﺗرك أﻣر اﻟﺷراء ﻟﻺدارات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو اﻟﻔرﻋﯾﺔ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻠﻊ ﻗﻠﯾﻠﺔ اﻟﺛﻣن،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺗطﻠب أﻣر ﺷراءﻫﺎ ﺧﺑرة ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق إﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ واﻟﻣﻧﺷﺂت ﯾﻛون ذﻟك ﻣن
اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ذات ﺧﺑرة ﻋﺎﻟﯾﺔ.
-ﻗد ﺗﻛون ﻋن طرﯾق ﺗﺷﻛﯾل ﻟﺟﺎن ﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﺷراء ،وﻣن ﺳﻠﺑﯾﺎﺗﻬﺎ ﻋدم إﺧﻼص اﻟﻣوظﻔﯾن وﺗواطﺋﻬم ﻣﻊ
اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن.
-وﻗد ﺗﻛون طرﯾﻘﺔ اﻟﺷراء ﻋن طرﯾق اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺔ ﺣﯾث ﺗﻌﻠن اﻟدوﻟﺔ ﻋن ﺷروط وﻣواﺻﻔﺎت اﻟﺳﻠﻊ واﻷﻋﻣﺎل
اﻟﻣطﻠوﺑﺔ وﯾﺗطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن ﺗﻘدﯾم أﺳﻌﺎرﻫم ﺑﺳرﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ.
-1ﺳﻌﯾد ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺑﯾدي ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.70 :
18
اﻟﻨﻔﻘـﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
* ﻧﻔﻘﺎت إدارﯾﺔ :ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺳﯾر اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺿرورﯾﺔ ﻷداء اﻟدوﻟﺔ ﻟوظﺎﺋﻔﻬﺎ ﻣﺛل:
1
ﻧﻔﻘﺎت اﻟدﻓﺎع واﻷﻣن.
* ﻧﻔﻘﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ :وﻫﻲ ﻧﻔﻘﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﻫداف واﻷﻏراض اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
2
اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺑﻊ اﻟﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻣوطﻧﯾن ﻋن طرﯾق ﺗوﻓﯾر إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺻﺣﺔ.
* ﻧﻔﻘﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ ﺑﺻرﻓﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
-IIﺗﻘﺳﯾم اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻣﻌﯾﺎر اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ أو ﻧﻘﻠﻬﺎ وﺣﺟم ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ
إﻟﻰ :3
*اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ :ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻرﻓﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻊ أو ﺧدﻣﺎت أو
رؤوس اﻷﻣوال اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻛﺎﻷﺟور واﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺳﻠﻊ واﻷﺳﻌﺎر.
*اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ أو اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ :وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻹﻋﺎﻧﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻧﻔﻘﺎت
اﻟﻣﺳﺎﻋدة واﻟﺗﺿﺎﻣن ،اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل ﺑﻌض أﻧظﻣﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺣﯾث ﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻣﺛل ﻫﺎﺗﻪ
اﻟﻧﻔﻘﺎت ﺣﺻول اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت وﻫدﻓﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻫو زﯾﺎدة اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ.
*اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎدﯾﺔ :ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛرر ﺑﺻﻔﺔ دورﯾﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ أي ﺧﻼل ﻛل
ﺳﻧﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﻣن أﻣﺛﻠﺗﻬﺎ :أﺟور اﻟﻣوظﻔﯾن واﻟﻌﻣﺎل ،أﺳﻌﺎر اﻟﻣواد واﻟﻠوازم اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ
وﻧﻔﻘﺎت ﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿراﺋب وﻏﯾرﻫﺎ.
-1اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟﻣوﻟﻰ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1987ص .5
-2زﯾﻧب ﺣﺳﯾن ﻋوض اﷲ ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .37
-3ﺳﻌﯾد ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺑﯾدي ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .71
19
اﻟﻨﻔﻘـﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟدورﯾﺔ واﻟﺗﻛرار ﻫﻧﺎ ﻟﯾس ﺗﻛرار ﻛﻣﯾﺗﻬﺎ أو ﺣﺟﻣﻬﺎ وﻟﻛن ﺗﻛرار ﻧوﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺣﺗﻰ
وﻟو اﺧﺗﻠف ﻣﻘدارﻫﺎ ﻣن وﻗت ﻵﺧر.
*اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ :ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﻛرر ﺑﺻورة ﻋﺎدﯾﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ وﻟﻛن ﺗدﻋوا اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻬﺎ،
ﻣﺛل ﻧﻔﻘﺎت ﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺧﻠﻔﺎت اﻟﻛوارث اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻛﻔﯾﺿﺎﻧﺎت ﺣﻲ ﺑﺎب اﻟوادي ﻓﻲ 10ﻧوﻓﻣﺑر 2001أو اﻟﻬزة
اﻷرﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺿرﺑت ﻣدﯾﻧﺔ ﺑوﻣرداس وﺿواﺣﯾﻬﺎ ﻓﻲ 21ﻣﺎي 2003ﺣﯾث ﺗم رﺻد أﻏﻠﻔﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ
ﻗﺎﻧون ﻣﺎﻟﯾﺔ 2002وﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﻲ .2003
-إن ﺗﺳدﯾد اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﯾﺗم ﻣن إﯾرادات ﻋﺎدﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻐﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ﺗﺳدد ﻣن إﯾرادات ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ
ﻛﺎﻟﻘروض.
-Vاﻹﻋﺎﻧﺎت.
ﻫﻲ ﻧﻔﻘﺎت ﺗﻘرر اﻟدوﻟﺔ ﻣﻧﺣﻬﺎ ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﺧﺎﺻﺔ أو اﻷﻓراد دون ﻣﻘﺎﺑل ظﻬر ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻹﻧﻔﺎق ﺑﻌد ﺗطور دور اﻟدوﻟﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻣﻌﯾﻧﺔ.
أ -إﻋﺎﻧﺎت ﺧﺎرﺟﯾﺔ :ﻫﻲ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﺗﻘدﻣﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ أو اﻷﺣزاب أو اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ،وﺗﻘدم ﻫذﻩ اﻹﻋﺎﻧﺎت
ﻷﻏراض ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
ب -إﻋﺎﻧﺎت داﺧﻠﯾﺔ :ﻫﻲ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻧﻘدﯾﺔ ﺗﻘدم إﻟﻰ ﺟﻬﺎت ﻣﺣﻠﯾﺔ وﺗﻛون ﻋﻠﻰ ﻋدة أﺷﻛﺎل ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻸﻏراض:
* إﻋﺎﻧﺎت إدارﯾﺔ :ﺗﻘدم ﻟﺑﻌض اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑﻘﺻد ﻣﺳﺎﻋدﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ أداء واﺟﺑﺎﺗﻬﺎ.
* إﻋﺎﻧﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :ﺗﻘدم ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺗﺻدﯾر.
* إﻋﺎﻧﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ :ﺗﻘدم ﻟﺟﻬﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻛﺈﻋﺎﻧﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ.
20
اﻟﻨﻔﻘـﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻗد ﺗﻠﺟﺄ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ اﻻﻗﺗراض ﻣن اﻟﺧﺎرج ﻷﺳﺑﺎب ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻗد ﺗﻛون ﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺣﯾث أن ﺗﺳدﯾد ﻓواﺋد
أﻗﺳﺎط اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم ﯾﻌﺗﺑر أﺣد أﻫم أﻧواع اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﻔﺎق ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ ﺷروط اﻻﻗﺗراض وﻓق ﻋﻘد
اﻟﻘرض .وﯾﻣﻛن ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ أن ﺗﺳﺗﺧدم اﻹﻧﻔﺎق ﻣن ﺣﯾث ﻣوﻋد اﻟﺳداد وﻛﻣﯾﺗﻪ ﻛﺄداة ﻣن أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﺛر ﻣرﻏوب ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ.1
-5ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻓق ﻣﻌﯾﺎر ﺷﻣوﻟﯾﺗﻬﺎ وﻣدى اﺳﺗﻔﺎدة أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﻧﻬﺎ إﻟﻰ:
* ﻧﻔﻘﺎت وطﻧﯾﺔ )اﻟﻣرﻛزﯾﺔ( :ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ وﺗﺗوﻟﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ أو اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﻬﺎ ﻣﺛل :ﻧﻔﻘﺔ اﻟدﻓﺎع اﻟوطﻧﻲ ،واﻷﻣن ﻓﻬﻲ ﻧﻔﻘﺎت ذات طﺎﺑﻊ وطﻧﻲ.
* ﻧﻔﻘﺎت ﻣﺣﻠﯾﺔ )إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ( :ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻛﺎﻟوﻻﯾﺎت واﻟﺑﻠدﯾﺎت ،وﺗرد ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ
ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت ﻣﺛل :ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺎء واﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻣوﺻﻼت داﺧل اﻹﻗﻠﯾم أو اﻟﻣدﯾﻧﺔ.2
ﻟﻠﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗواﻋد ﺗﻣﻧﺢ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ وأﺣﺟﺎم ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
ظﺎﻫرة زﯾﺎدة ﻣﺳﺗﻣرة وذﻟك ﻷﺳﺑﺎب ﻋدة.
-1ﻗﺎﻋدة اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ :ﻫﻧﺎ ﯾﻬدف اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻗﺻﻰ ﻣﻧﻔﻌﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ وﻣن اﻟﻣﻬم اﻟﺗﺄﻛﯾد
ﻋﻠﻰ أن ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻫﻧﺎ ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ واﻟدﺧل اﻟﻌﺎﺋد ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻘط ﺑل ﺗﺗﺳﻊ ﻟﺗﺷﻣل
ﻛل اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟطﺎﻗﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻠﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
21
اﻟﻨﻔﻘـﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
-2ﻗﺎﻋدة اﻻﻗﺗﺻﺎد :ﻫﻧﺎ ﻧﻌﻧﻲ اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻣن اﻟﺗﺑذﯾر واﻹﺳراف ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم وﺗﺣوي اﻟرﺷد واﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ ﻋﻧد
اﻹﻧﻔﺎق أي أن ﻋدم اﻻﻟﺗزام ﺑﻬذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﯾﻌﻧﻲ إﺿﺎﻋﺔ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣرﻣﺎن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﻣﻧﺎﻓﻊ أﻛﺑر ﯾﻣﻛن
أن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟو ﻟم ﺗﺗﺳﻊ ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻣﺛل ﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ أزﻣﺔ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺣﯾث أن زﯾﺎدة
اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع اﻟﻘروض اﻟﻐﯾر ﻣﺟدﯾﺔ ﻟدى اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺻرﻓﻲ.
-3ﻗﺎﻋدة اﻟﺗرﺧﯾص :أي أن اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺗرﺧﯾص ﻣﺳﺑق ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ أي اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻓﻘط ﺣق ﻣﻧﺢ ﻫذا اﻟﺗرﺧﯾص وﯾﻛون ﺑﻘﺎﻧون ﺧﺎص واﺟب اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
ﻟﻛﻲ ﺗﻌرف ﺣﺟم اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺟب اﻟﻧظر ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺗﯾن :اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
-1اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ 1:ﻫﻧﺎﻟك ﻧظرﯾﺗﯾن ﻣﺗﻌﺎرﺿﺗﯾن :اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ .اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ
اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗوﺳﻊ ﻣدى ﻧﺷﺎط اﻷﻓراد إﻟﻰ أﻗﺻﻰ اﻟﺣدود ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺣرﯾﺔ اﻷﻓراد ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻧﺷطﺔ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
أﻣﺎ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺗوﺳﻊ ﻣن ﻧﺷﺎط ﻟﻠدوﻟﺔ إﻟﻰ أﻗﺻﻰ ﺣد ﺣﯾث ﯾﺷﻣل ﻛل اﻟﻣﺟﺎﻻت وﺣﺟﺗﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك
أن اﻟدوﻟﺔ أﻗدر ﻣن اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ ﺗﻧظﯾم وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻌﺎون وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﺣدوث اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺗﺄﺛر ﺑﺎﻟﻧظﺎم
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻘﺎﺋم ﺑﺎﻟدوﻟﺔ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن دﺳﺗورﻫﺎ.
ﻫو أن اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺗﺧذ ﺑﻘدرة اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻣﻘدرة
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ واﻟﻣﻘدرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ ﺗﺗﺣدد ﺑدورﻫﺎ ﺑﻘدرة اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣل اﻷﻋﺑﺎء اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻟﺷﺑﻪ
2
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ دون إﺿرار ﺑﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾﺷﺔ اﻷﻓراد أو ﺑﺎﻟﻣﻘدرة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻸﻓراد.
-1ﻣﺣﻣود إﺑراﻫﯾم اﻟواﻟﻲ ،ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،د م ج ،اﻟﺟزاﺋر ،1987 ،ص ص .25
-2ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،ﯾﺳري أﺑو اﻟﻌﻼ ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻌﻠوم ،ص ص .45 ،43
22
اﻟﻨﻔﻘـﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
إذا اﺗﺑﻌﻧﺎ أرﻗﺎم اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻷﻧﻪ دوﻟﺔ ﻣن اﻟدول ﻓﻲ ﺳﻧوات ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟوﺟدﻧﺎ أﻧﻬﺎ ﺗزداد ﺑﺎﺳﺗﻣرار وﻫذا
ﻟوﺟود أﺳﺑﺎب ظﺎﻫرﯾﺔ وأﺧرى ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺗﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺗزاﯾد ﻣﺳﺗﻣر.
-1اﻷﺳﺑﺎب اﻟظﺎﻫرﯾﺔ :ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻷﺳﺑﺎب اﻟظﺎﻫرﯾﺔ زﯾﺎدة وﺗﺻﺎﻋد اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻋددﯾﺎ دون أن ﯾﻘﺎﺑل ذﻟك
ﺗﺣﺳن ﻣﻠﻣوس ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﺳﺑﺎب ﻓﻲ:
-ﺗدﻫور ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘود ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺟم ﻋﻧﻬﺎ اﻧﺧﻔﺎض ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ وﻫﺑوط ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻟﺷراﺋﯾﺔ.
-اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ أﺳﺎﻟﯾب وآﻟﯾﺎت وﺿﻊ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺎت اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻛﺎﻧت ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ ﻓﻼ
ﺗﺳﺟل اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ إﻻ ﺻﺎﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب أﻣﺎ اﻵن ﻓﺈن اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وطﺑﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ
ﺗدرج ﻛﺎﻓﺔ ﻧﻔﻘﺎت ﻣراﻓق اﻟدوﻟﺔ ٕواﯾراداﺗﻬﺎ دون إﺟراء أﯾﺔ ﻣﻘﺎﺻﺔ.
اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ:
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻷﺳﺑﺎب اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ وﺗﻛون ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-أﺳﺑﺎب ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ :أدت إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺛل :اﻧﺗﺷﺎر ﻣﺑﺎدئ اﻟﺣرﯾﺔ واﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ وﺗﻘرﯾر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻹدارة ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺄ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺗﻌوﯾض ﻣن اﻟدوﻟﺔ وﯾﺣدد اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺷروط اﻟﺗﻌوﯾض وﻛﯾﻔﯾﺎﺗﻪ.
اﻷﺳﺑﺎب اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ:
ﺗﺄﺧذ اﻷﺳﺑﺎب اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣظﺎﻫر ﻋدﯾدة ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ زﯾﺎدة اﻟﺛروة ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن إﯾرادات اﻟﺿراﺋب.
اﻟﺗوﺳﯾﻊ ﻓﻲ إﻧﺷﺎء اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﺻرف ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﻌﺗﺑرة.
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟدﻋم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﺑﻌض اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ﻟﺗﺗﻣﻛن ﻣن ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺳﻠﻊ أﺟﻧﺑﯾﺔ.
-1ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،ﯾﺳري أﺑو اﻟﻌﻼ ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .46،47،
23
اﻟﻨﻔﻘـﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ:
-ﺳﻬوﻟﺔ ﻟﺟوء اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﻘروض ﺧﺎﺻﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن اﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
اﻷﺳﺑﺎب اﻹدارﯾﺔ:
وذﻟك ﺑﺳﺑب ﺳوء اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري واﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب زﯾﺎدة اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﺗﻛﺎﻟﯾف إﻗﺎﻣﺔ
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ودﻓﻊ ﻣرﺗﺑﺎت وأﺟور اﻟﻣوظﻔﯾن ﺑﻬﺎ.1
ﺗﻌﺗﻣد اﻟدوﻟﺔ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻏراض اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ
ﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻷدوات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺧرى )اﻟﺿراﺋب ،اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ (...ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌدل ﻣرﺗﻔﻊ ﻣن اﻟﻧﻣو
اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﯾﺗم ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺧﺻﯾص ﺟزء ﻣﻬم ﻣن اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌدل ﻣرﺗﻔﻊ ﻣن اﻟﺗراﻛم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ،
وﯾﺗم ﻋن طرﯾق زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎم أو ﻋن طرﯾق زﯾﺎدة اﻹﻋﺎﻧﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬدف
زﯾﺎدة اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ.2
-1ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،ﯾﺳري أﺑو اﻟﻌﻼ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .48
-2زﯾﻧب ﺣﺳﯾن ﻋوض اﷲ ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص .29
24
اﻟﻨﻔﻘـﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ واﻟدول اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أﻣﺎ اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ اﻹﻋﺎﻧﺎت.
ﺗﺧﺻﯾص ﺟزء ﻣن اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻷﻏراض اﻟﺑﺣوث وﺑﻬذا ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﻧﺗﺎج
وﺗﻘوﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد.
ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟدى اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺑوﺟود ﻗوي ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺗﺿﻣن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن
اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
وﻧﺗﯾﺟﺔ اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ )ﻋن ﺧطﺄ( ﻋﺑرت ﻋن ﺧطﺄ ﺗﻠك
اﻟﻧظرﯾﺔ.
ﻓﻛﺎن ﻟﻬﻧﺳن ﻓﺿل ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌوﺿﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻘرار اﻷﺳﻌﺎر
ﻓﺎﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﯾﻪ ﻛﺄداة ﻟزﯾﺎدة اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم أو ﺧﻔﺿﻪ واﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧﺟﺎح
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌوﺿﺔ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ:
ﻛﺑر ﺣﺟم اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻛﺑ ار ﻛﺎﻓﯾﺎ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﯾﻪ وﺗﻐﯾرﻩ؛
ﺗﻐﯾر ﻛل ﻣن اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب؛
إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌوﺿﺔ ﻗد ﻻﻗت ﻧﺟﺎﺣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﺈن اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻻ ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ ظروﻓﻬﺎ.
ﻓﺎﺗﺧذت اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺟدﯾدة ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫو ﺗﺣﻘﯾق ﻧﻘﺻﺎن ﻓﻲ ﻣﺳﺗواﻫﺎ
اﻟﻣرﺗﻔﻊٕ ،واﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وأوﻟوﯾﺎﺗﻬﺎ ﻟﺗﺣﺳﯾن اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم.
25
اﻟﻨﻔﻘـﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
-ﺧﻠق دﺧول ﻟﻌواﻣل اﻹﻧﺗﺎج :ﻋن طرﯾق اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺗؤﺛر ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻘوﻣﻲ وﺗؤدي إﻟﻰ
ﺧﻠق دﺧول ﺟدﯾدة ﻟﻠدﻧﯾﺎ ﺷﺎرﻛوا ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج وﺗﺣدﯾد ﻣﻛﺎﻓﺂت ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج :اﻷﺟور ،اﻟرﯾﻊ.
ﻫدف اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫو إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت ﻋﺎﻣﺔ )ﻛﺎﻷﻣن ،اﻻﺳﺗﻘرار ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻌدوان اﻟداﺧﻠﻲ
واﻟﺧﺎرﺟﻲ وﻏﯾرﻫﺎ.(..
1
ﻓﻼ ﺑد أن ﺗﻬدف اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻼ ﺗﺻرف ﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻓردﯾﺔ أو أﻓراد ﻋﯾﻧﯾﯾن
ﺗﺗﻌدد آﺛﺎر اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾنٕ ،واﺟﻣﺎﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺑﺎﺷرة
وﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة.
ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدﺛﻬﺎ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺻورة ﻓورﯾﺔ وأوﻟﯾﺔ ،وﺗطول ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر ﻋدة ﻣﺗﻐﯾرات اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
ﺣﯾث ﺗؤدي اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ رﻓﻊ ﻣﻘدرة اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ ﻋن طرﯾق
2
ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ﻛﻣﺎ وﻛﯾﻔﺎ ،ﻧﻔرق ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن:
-1ﻫﺷﺎم ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺟﻣل ،دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص .184
زﯾﻧب ﺣﺳﯾن ﻋوض اﷲ ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص .81-68
2
26
اﻟﻨﻔﻘـﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
-1ﻧﻔﻘﺎت ﻋﺎﻣﺔ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻛوﯾن رؤوس أﻣوال ﻋﯾﻧﯾﺔ وﻫﻲ إﺣدى اﻟﻘوى اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﺗؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻣﻘدرة اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ.
-2واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗؤدي أﯾﺿﺎ إﻟﻰ رﻓﻊ اﻟﻣﻘدرة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﻟﻛن ﺑﺷﻛل أﻗل ﻣن اﻟﻧﻔﻘﺎت
اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ.
ب -اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة :ﻻ ﯾﻘﺗﺻر اﻹﻧﻔﺎق إﻟﻰ إﻋطﺎء اﻷﺛر اﻷوﻟﻲ اﻟﺳﺎﺑق اﻟﺗﻌرض إﻟﯾﻪ
ﯾﻌطﻲ آﺛﺎ ار ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج واﻟدﺧل واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر.
-1أﺛر اﻟﻣﺿﺎﻋف :ﻫو اﻟﻣﻌﺎﻣل اﻟﻌددي اﻟذي ﯾوﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣﻘدار اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ اﻟذي ﯾﺗوﻟد ﻋن
اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق ﻋن طرﯾق ﻣﺎ ﺗزاوﻟﻪ ﻫذﻩ اﻟزﯾﺎدة اﻷﺧﯾرة ﻣن ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻘوﻣﻲ وﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك.
وﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺿﺎﻋف ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد آﺛﺎر ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﯾﻠزم أن ﺗﺣدد أوﻻ :ﻛﻣﯾﺔ
اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺗﻲ ﺳوف ﺗﺣدث اﻟﺗﺿﺎﻋف ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ وﯾﻠزم ﺛﺎﻧﯾﺎ أن ﻧﺄﺧذ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر طرﯾﻘﺔ ﺗﻣوﯾل
اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ.
-2أﺛر اﻟﻣﻌﺟل :ﯾﺑﯾن ﻟﻧﺎ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺗﻐﯾر اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﺳواء ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻻﺳﺗﻬﻼك أو اﻹﺷﻬﺎر.
27
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
1
ﻣﺣﻣد طﺎﻗﺔ ﻫدى اﻟﻌزاوي ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ –ﻋﻣﺎن ،دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ –طﺑﻌﺔ2007م – 1427ه ،ص75 :
2
ﻣﺣﻣود ﺣﺳﯾن اﻟوادي ،أﺣﻣد ﻋزام ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻋﻣﺎن دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ طﺑﻌﺔ 2007م1427،ه ،ص52 :
3
ﻧوزاد ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن اﻟﻬﯾﺗﻲ ،ﻣدﺧل اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ –اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ص32 :
4
ﻣﺣرزي ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ – دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،ص115:
29
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
ﺑﺎﻷﻣوال اﻟﻣوﺟودة ﺿﻣن ﺣدود ﺑﻼدﻩ ﯾﻣﻧﺣﻬﺎ ﻟﻠﻣﻘرﺑﯾن واﻟﺣﺎﺷﯾﺔ وﯾﺣﺗﻔظ ﺑﻬﺎ ﻋﻣوﻣﺎ ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن رﯾﻌﻬﺎ
ٕواﯾراداﺗﻬﺎ.
وﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟداﻟك ﻛل إﯾرادات ﯾﺄﺗﻲ ﻣن ﻫدﻩ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ إﻧﻣﺎ ﻫو إﯾراد اﻟﺗﺎج ﺗﺻرﯾف أﻣور اﻟدوﻟﺔ وﺗﻠﺑﯾﺔ
ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ﻓﻠم ﺗﻌرف اﻟﻣﻣﻠك واﻟﺣﺿﺎرات اﻟﻘدﯾﻣﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌرف ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺣﺎﻛم
وﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﻛﺎﻧت اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻠﻛﯾﺔ أﻣرﯾﺔ ﺗﻌود ﻟﺷﺧص اﻷﻣﯾن وﻛﺎن ﻣﺎل اﻟﺣﺎﻛم ﻫو ﻣﺎل اﻟدوﻟﺔ
وﺧزﯾﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻫﻲ ﺧزﯾﻧﺔ اﻟﺣﺎﻛم اﻟﺧﺎﺻﺔ وﻟم ﺗﺳﺎﻋد ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ إﯾﺟﺎد ﻣﻔﻬوم اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن
إﯾراد اﻟﺣﺎﻛم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻛﺎﻧت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻐﺎﻟﺑﺔ ﺣﯾن اﻧﺗﺷر ﻧظﺎم اﻹﻗطﺎع ﻓﻲ اﻟﻘرون اﻟوﺳطﻰ أن اﻷرض ﻟﻼﻩ ﻋز
وﺟل ﯾﺳﺗﺧﻠف ﻋﻠﯾﻬﺎ أوﻟﯾﺎء اﻷﻣر ﻓﺗﻛون ﻟﻬم وﯾوزﻋون أﻗﺎﻟﯾﻣﻬﺎ ﺑﯾن أﻣراء اﻷﺟﻧﺎد ﻋﻧدﻫم وﯾوزع اﻷﻣﯾر إﻗﻠﯾﻣﻪ
ﺑﯾن ﺗﺎﺑﻌﯾﯾﻪ واﻟﺗﺎﺑﻊ ﯾوزع ﻣﻘﺎطﻌﺗﻪ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﺎرﯾﻪ واﻟﻣﺧﺗﺎر ﯾوزع ﺛروﺗﻪ ﺑﯾن ﺟﻣﺎﻋﺗﻪ وﻫﻛذا ﺗﺟري اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ ﻧزوﻻ
ﺣﺗﻰ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﺎﻟزراع ﻓﯾدﻋﻰ اﻷﻋﻠﻰ ﺷﯾوﻋﺎ واﻷدﻧﻰ ﺗﺎﺑﻌﺎ وﺣﻘوق اﻟﻣﺗﺑوع وﻋﻠﻰ اﻟﺗﺎﺑﻊ أن ﯾﻠﺑﻲ دﻋوﺗﻪ ﻟﻠﺣزب ﺑﻌدد
ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﺟﻧد اﻟﺟﺎﻫز وﯾﻔدﯾﻪ ﺑﻣﺎﻟﻪ وروﺣﻪ ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ وﯾدﻓﻊ ﻟﺧزﯾﻧﺗﻪ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻷﻣوال.
وﻣﻊ ﺿﻌف ﻋﻬد اﻹﻗطﺎع ﺗواﺟدت اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت وﻋﻘد اﻟﻠواء ﻟﻠﻣﻠك ﺻﺎﺣب اﻟﺳﻠطﺎن اﻟﻣطﻠق ،ﻟﻛن ﻫذا
اﻟﺗطور ﻟم ﯾﻐﯾر اﻟﻧظرة إﻟﻰ ﻣﻔﻬوم اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺣﺗﻰ إن ﺑﻌض اﻟﻣﻠوك ﻛﺎﻧوا ﯾدﻋون أن أراﺿﻲ اﻟدوﻟﺔ
ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﻣﻠك ﻟﻬم ﯾﺗﺻرﻓون ﺑﻬﺎ وﻓق رﻏﺑﺎﺗﻬم وﺑﻘﯾت اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻌﺗﻣد أﺳﺎس ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺟد
اﻟﻌرب اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب واﻟﺳﻧﺔ ﻗواﻋد أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﺣدد أﻧواع اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﺻﺎدرﻫﺎ ﻛﻣﺎ اﻗﺗﺑﺳوا ﻣﺎ ﻛﺎن
ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﺣﺗﻰ ﺗوﺻﻠوا ﻏﻠﻰ ﺗﻧظﯾم دﯾوان اﻟﺧراج ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ اﻟراﺷدي ﻋﻣر ﺑن
اﻟﺧطﺎب.
وﻟﻣﺎ ﺗطور ﻣﻔﻬوم اﻟدوﻟﺔ وﻋظﻣت وظﺎﺋﻔﻬﺎ وازدادت ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ ﻟﻣﺗﻌد إﯾرادات أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ ﺗﻛﻔﻲ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ
ﺗﺑرﻋﺎت اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗزاﯾدة ،ﻓﻛﺎن ﯾﺗوﺟﻪ إﻟﻰ اﻟرﻋﯾﺔ ﻟطﻠب اﻟﻌون واﻟﻣﺳﺎﻋدة وﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ ﺻورة
اﺧﺗﯾﺎرات ﺣﯾت ﺗﻠم ﺑﺎﻟﺑﻼد ﻧﺎﺋﺑﺔ أو ﺣﯾث ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟدﻓﺎع ﻋن اﻷﻣﺔ وﻋن ﻛﯾﺎﻧﻬﺎ وﻟم ﺗﻠﺑث ﻫدﻩ اﻟﺗﺑرﻋﺎت
اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ أن ﺻﺎرت ﻓراﺋض إﺟﺑﺎرﯾﺔ وداﺋﻣﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻧﺎﻗص اﻹﯾرادات اﻹﻗطﺎﻋﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ وﻋدم
اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟرﻋﺎﯾﺎ ﻟطﻠﺑﺎت اﻟﺣﺎﻛم اﻟﻣﺗزاﯾدة ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓظﻬر ﻣﻔﻬوم اﻻﻗﺗطﺎﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣورد أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ
ﺗﻐطﻲ ﺑﻪ ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ وﺗﺣﻘق اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻛﺎن ﻻﺑد ﻣن أن ﯾﻘﺎﺑل دﻟك ﺗﺑدل ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻹﯾرادات ،ﻓﻠم ﺗﻌد ﺗﻠك
اﻹﯾرادات ﺗﺄﺗﻲ ﻣن أﻣﻼك ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺣﺎﻛمٕ ،واﻧﻣﺎ ﺻﺎرت إﯾرادات ﻣﺻدرﻫﺎ اﻟرﻋﯾﺔ ﺗوﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرف ﺟﻬﺔ ﻋﺎﻣﺔ
ﺗﺳﺗﺧدم اﻣﺗﯾﺎزاﺗﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ إدارﺗﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﯾرادات ﻋﺎﻣﺔ وﯾﺗم ﺗوزﯾﻊ اﻟﻌبء اﻟﻧﺎﺟم ﺑﯾن اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺗوزﯾﻌﺎ
ﻋﺎدﻻ ووﻗف ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓظﻬر ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم اﻟذي ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﻣﺎل اﻟﺣﺎﻛم اﻟﺧﺎص وﻧﺷﺄت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﻧظم اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ واﻟﺳﯾﺎدة ﻓﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫذا
30
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
اﻟﺗطور أن ﺗﺻﺑﺢ اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗوﻓﯾر اﻟﻣﺎل اﻟﻼزم ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت
1
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وأداة ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
1
ﻋﺻﺎم ﺑﺷور ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،دﻣﺷق ،1984،1985 ،ص84:
2
ﻣﺣﻣود ﺣﺳن اﻟوادي وزﻛرﯾﺎء أﺣﻣد ﻋزام ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ – ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص53:
3
ﻣﺣﻣد ﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ – ﯾﺳري أﺑو ﻋﻼء –اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ – دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ – ﻗﺎﻫرة ﻣص:در ) ،2001طﺑﻌﺔ ( 1ص52 :
4
ﻧوازد ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن اﻟﻬﯾﺗﻲ وﻣﻧﺟد ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف اﻟﺧﺷﺎﻟﻲ ،اﻟﻣدﺧل اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ – دار اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﻋﻣﺎن ،2005طﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ،2006
1426ه – ص.56:
5
ﻣﺣﻣد طﺎﻗﺔ – ﻫدى اﻟﻌزاوي – اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ – دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ –اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ 2007م 1427ه ،ص75 :
31
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
1
www.ahlalhdeeth.com،10 03 2012 ،h16.12
2
ﻣﺣﻣد طﺎﻗﺔ ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،2007،ص77:
3
ﻣﻧﺟد ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف وآﺧرﯾن ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻋﻣﺎن دار اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ – ﻋﻣﺎن – اﻟطﺑﻌﺔ
4
ﻣﺣﻣد ﯾﺳرى أﺑو اﻟﻌﻼ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ –دار اﻟﻌﻠوم ،2003 ،ص54:
32
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
1
ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ﻣﺣرزي ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص271:
2
ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر اﻟﺑﻌﻠﻲ وﯾﺳري أﺑو اﻟﻌﻼء –اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص53 :
3
ﻣﺣرزي ﻣﺣﻣد اﻟﻌﺑﺎس ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص271 :
33
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
34
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
1
ﻏﺎزي ﺣﺳﯾن ﻋﻧﺎﯾﺔ ،اﻟزﻛﺎة واﻟﺿرﯾﺑﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷورات دار اﻟﻛﺗﺎب – اﻟﺟزاﺋر –1991م ص60:
2
اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟﻣوﻟﻲ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة 1978 ،م ،ص215:
3
ﺳوزي ﻋﺎدل ﻧﺎﺷد ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ2000 ،م ،ص115:
4
ﻋﻠﻲ زﻏدود ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺑن ﻋﻛﻧون ،اﻟﺟزاﺋر ،ط ،3ص 176
5
ﻋﺎدل أﺣﻣد ﺣﺷﯾش ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ 2006 ،م ،ص151 :
35
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
وﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ طﺎﺑﻊ ﺟﺑري ،إﻛراﻫﻲ ﯾدل ﻋﻠﯾﻪ أﺳﻣﻬﺎ ﻧﻔﺳﻪ ﻓﺎﻟﻣﻛﻠف ﻣﻠزم ﺑﺄداﺋﻬﺎ ،وﻟﯾس ﻟﻪ أي ﺧﯾﺎر ﻓﻲ
أداﺋﻬﺎ وﻋدﻣﻪ وﻻ ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟدﻓﻊ وﻣوﻋدﻩ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻣﺗﻧﺎﻋﻪ ﻋن ﺗﺄدﯾﺗﻬﺎ ﺗﺟﺑﻲ ﻣﻧﻪ ﻗﺻ ار ﺑﺎﻟﻘوة وﻫذﻩ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ
ﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻋن اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺎت اﻟطوﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻘدم ﺑﻬﺎ اﻷﻓراد ﻣن ﺗﻠﻘﺎء أﻧﻔﺳﻬم ﻓﻲ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎت وطﯾﻧﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ .وﺗؤدي
اﻟﺿرﯾﺑﺔ دون ﻣﻘﺎﺑل ﻓﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻻ ﺗﺳﺗوﺟب ﺗﻘدﯾم أﯾﺔ ﺧدﻣﺔ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ،ﻣﺑﺎﺷرة ،ﻣن ﻗﺑل اﻟدوﻟﺔ.
وﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺻﻔﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ أي أن اﻟﻣﻛﻠف ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ اﺳﺗرداد اﻟﻣﺎل اﻟذي ﯾدﻓﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺄي ﺷل
ﻣن اﻹﺷﻛﺎل وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو ﻣطرح اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻫو اﻟﻣﺎدة أو اﻟﻣوﺿوع اﻟذي ﯾﻔرض ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﻗد ﯾﻛون ﻫذا
اﻟﻣوﺿوع دﺧل اﻷﻓراد ،أو دﺧل اﻷﻋﻣﺎل ،أو اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻣﺑﯾﻌﺎت ﺷرﻛﺔ ﻣﺎ ،أو ﻗﯾﻣﺔ
ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ،أو اﻟﻌﻘﺎر اﻟذي ﯾﺗرﻛﻪ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ،أو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋﺑور اﻟﺳﻠﻊ ﻟﻠﺣدود اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ )اﻟرﺳوم
اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ( .وﺗﻌرﯾف اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ " ﻓرﯾﺿﺔ " ﻧﻘدﯾﺔ ﯾﺟﺑر اﻷﻓراد ﺳواء ﻛﺎﻧوا أﺷﺧﺎﺻﺎ
طﺑﯾﻌﯾﺔ أو اﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ أداﺋﻬﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ،دون ﻣﻘﺎﺑل ﻣﻌﯾن ،وﻓﻘﺎ ﻟﻘواﻋد ﻣﻘررة ﺑﻘﺻد ﺗﺣﻘﯾق
ﻣﻧﻔﻌﺔ أو ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﺎﻣﺔ.
وﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف أن ﻓﻛرة اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻋﻧﺎﺻر ﻫﻲ:
-اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﻔرض وﺗدﻓﻊ ﺟﺑ ار.
-اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗدﻓﻊ ﺑﺻﻔﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ.
-اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟﯾس ﻟﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑل ﻣﻌﯾن.
-اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺟﺑﻲ طﺑﻘﺎ ﻟﻘواﻋد ﻣﻘررة.
-اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺣﻘق ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻋﺎﻣﺔ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ.
ﺗﻌرﺿت أﻏﻠب دﺳﺎﺗﯾر اﻟدول ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ اﻟراﻫن إﻟﻰ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﻣؤﻛدة ﻋﻠﻰ أن ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﯾدﺧل ﻓﻲ
اﻟﺳﯾﺎدة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وأن ﻓرض أو ﺗﺑدﯾل أو إﻟﻐﺎء أي ﺿرﯾﺑﺔ ﯾﺟب أن ﯾﺗم ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ أوﻣن
ﯾﻘوم ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ.
إن اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻛﺎن ﻣﺛﺎر ﺟدل ﺑﯾن ﻧظرﯾﺎت ﻛﺛﯾرة اﻧﺗﺷرت ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ﻣﻧﻬﺎ ﻣن
ﻗﺎل إن ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﯾﺳﺗﻧد إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدوﻟﺔ وﻣﻧﻬم ﻣن اﻋﺗﺑر ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﺟﺑﺎ وطﻧﯾﺎ
)ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣن( ﻟذﻟك ﺳﻧدرس ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺎت.
36
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
1
ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎﺗﺔ اﻟﺧطﯾب وأﺣﻣد زﻣﯾر ﺷﺎﻣﯾﺔ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر،ط ،2ص ص157-156 :
37
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
وﻫﻛذا ﻓﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻫﻲ أﻛﺛر ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠواﻗﻊ ﻷن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻻ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻋﻘد ﺑﯾن
اﻟدوﻟﺔ واﻟﻔرد ﺑل ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣن ﺳﻠطﺔ ﻣﺑﻌﺛﻬﺎ اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ.
واﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﺿرورة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻏﺎﯾﺔ ﻣﺎدﯾﺔ وﻣﻌﻧوﯾﺔ وﻫذﻩ اﻟﻐﺎﯾﺎت ﺗﺗطﻠب
إﯾرادات ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ،ﻟذﻟك ﻛﺎن ﻻﺑد ﻟﻠدوﻟﺔ أن ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟﻬﺎ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ أوﻟﺋك اﻟﻘﺎطﻧﯾن ﻓوق
أرﺿﻬﺎ أو اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﻣﻧﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻬم ﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻫﻲ إﺣدى وﺳﺎﺋل اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ
اﻟﻣﻧظم ﻟﻠﻧﻬوض ﺑﺄﻋﺑﺎء اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :أﻫداف اﻟﺿرﯾﺑﺔ.
ﻛﺎﻧت اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ أول اﻷﻣر ﻻ ﺗﻬدف إﻻ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻐطﻲ ﻧﻔﻘﺎت اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻣن
ﺛم ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﻣﺣﺎﯾدة ﻻ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ أﺣداث أﯾﺔ أﺛﺎر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أو ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
وﻟﻛن ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﺗﺣدﺛﻪ اﻟﺿراﺋب ﻣن ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﻣراﻛز اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻛﻠﻔﯾن ﻓﻘد ﻧﺑﻬت اﻟدول إﻟﻰ ﺗﺣﻘﻘﻪ
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣن أﺛﺎر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﻘﺻودة ﻓﺑﻌد اﻧﺗﺷﺎر اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺗﺑدل اﻟدول اﻷﻓﻛﺎر
اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻋن ﺣﯾﺎة اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﺗﺧذت اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ
اﺳﺗﺧدام اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻛﺄداة ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻧﺳل ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﺗﻲ ﻧرى ﻣن ﺻﺎﻟﺣﻬﺎ زﯾﺎدة ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن ﻓﯾﻬﺎ وﻣن ذﻟك ﻣﺎ ﺗﻠﺟﺄ
إﻟﯾﻪ اﻟدول ﻣن ﺗﺿﻣﯾن ﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺟزاﺋري وﻛذﻟك اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت
1
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ.
وﻗد ﻟﺟﺄت أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﻧﺎزﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻐﺎﻻة ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾزداد ﻋدد ﺳﻛﺎﻧﻬﺎ
إﻻ أﻧﻪ ﺑﻌد أن اﻧﺗﻬت اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻬزﯾﻣﺗﻬﺎ ﻋدل ﻣﺟﻠس رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺣﻠﻔﺎء ﺳﻧﺔ 1946اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ
اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ وأﻏﻔﻠت ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻣدا اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ازدﯾﺎد اﻟﻧﺳل.
وﻛذﻟك ﻓﻘد اﺳﺗﺧدﻣت إﯾطﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﻔﺎﺷﯾﺔ اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻸﻋﺑﺎء اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺳﺧﺎء ﺛم
ﺗﻐﯾرت ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺑﻌد ﻓﺷﻠﻬﺎ ﻓﺄﻟﻐت ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗﺎﻧون 08ﻣﺎرس 1954ﺟﻣﯾﻊ اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺗﻲ ﻫدﻓت ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ
اﻟﻧﺳل ﻓﻲ ﺿرﯾﺑﺔ اﻟدﺧل ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ.
وﻗد أﺧذ ﻣﻠﺊ وﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻧﺳل أﻧﻪ ﻣن اﻟﺟﺎﺋز أﻻ ﯾﺷﻌر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﻣﻘدار
اﻹﻋﻔﺎء اﻟذي ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﺑدرﺟﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﺗﺣﻔزﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻫذا اﻟﻬدف وﻟذﻟك ﺗﻠﺟﺄ ﺑﻌض اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻫذا اﻟﻬدف إﻟﻰ ﺗﻘدﯾم إﻋﺎﻧﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑدﻻ ﻣن اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﺔ.
1ﻋﻠﻲ زﻏدود ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﺑن ﻋﻛﻧون اﻟﺟزاﺋر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .180 ،178
38
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
-1ﻗﺎﻋدة اﻟﻌداﻟﺔ ) اﻟﻣﺳﺎواة( :La règle de justiceوﻣﻌﻧﺎﻩ أن ﯾﺳﺎﻫم وﯾﺷﺎرك ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ
أداء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺳﺗﻧد اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣل اﻟﻣﻣول ﻋبء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﻘدرﺗﻪ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ،
أﻣﺎ اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺣدﯾث ﻓﯾﻘﯾﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﻘدرة اﻟﺗﻛﻠﻔﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﺻﺎﻋدﯾﺔ.
-2ﻗﺎﻋدة اﻟﯾﻘﯾن : La règle de certitudeﯾﻘﺻد ﺑﻬذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة أن ﺗﻛون اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﺿﺣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟم ﻣن
ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺟواﻧب اﻟﻘﯾﻣﺔ ،اﻟوﻋﺎء ،ﻣﯾﻌﺎد اﻟدﻓﻊ ،اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل ،وطرق اﻟطﻌن اﻹداري
واﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ...إﻟﺦ ،ﯾؤدي اﺣﺗرام ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة وﺿوح اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻣول ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ وﻗﯾﺎم اﻟﺟﻬﺔ
اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون وﻋدم اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ.
-3ﻗﺎﻋدة اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدﻓﻊ :La règle de commodité :ﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة إﻟﻰ إﻗﺎﻣﺔ ﺟﺑﺎﺋﻲ ﯾﺳﺗﻧد إﻟﻰ
إﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻧﺎﻓرﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدوﻟﺔ وداﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣدﯾد ﻣﯾﻌﺎد اﻟدﻓﻊ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻼءم وﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟﻘدرة
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻛﻠف ﻛﺄن ﯾﻛون ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌد ﺟﻧﻲ اﻟﻣﺣﺻول أو ﻋﻧد اﻟﻣﺻدر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ،أو اﻋﺗﻣﺎد
ﻧظﺎم اﻟﺗﻘﺳﯾط ﻓﻲ اﻟدﻓﻊ ...إﻟﺦ.
-4ﻗﺎﻋدة اﻻﻗﺗﺻﺎد :La règle d’économie :ﯾراد ﺑﻬذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة أن ﻣﺎ ﺻرف ﻣن ﻧﻔﻘﺎت وﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣن
أﺟل ﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﺿﺋﯾﻠﺔ وﻣﺗدﻧﯾﺔ إﻟﻰ أﻗﺻﻰ ﺣد ﻣﻣﻛن ،وﻫﻛذا ﻓﺈن إﻗﺎﻣﺔ أﺟﻬزة إدارﯾﺔ
ﺿﺧﻣﺔ وﺗوظﯾف ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﺟﺑﺎة ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻘﺎﻋدة اﻻﻗﺗﺻﺎد ،إذ ﻻ ﺧﯾر ﻓﻲ ﺿرﯾﺑﺔ ﺗﻛﻠف ﺟزءا
ﻛﺑﯾر ﻣن ﺣﺻﯾﻠﺗﻬﺎ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻣﺎدة اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ وﯾﺗم ﺗﺣدﯾد وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎﻷﺳﻠوﺑﯾن اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻛﯾﻔﻲ ﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ،
اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻛﻣﻲ ﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ:
1
ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ وﯾﺳرى أﺑو ﻋﻼء ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﺣﻠق اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻌﻠوم ،ص ص 65 ،63
39
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
(1اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻛﯾﻔﻲ ﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ :ﻋﻧد ﺗﺣدﯾد وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﯾﺗم أﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟظروف اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻔرد
واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ:
-ﻣرﻛزﻩ اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ :ﻓﯾﺳﺗﺑﻌد ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺟزء ﻣن اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺈﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﻔرد
وﻋﺎﺋﻠﺗﻪ.
-ﻣﺻدر اﻟدﺧل :ﺗﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﯾﺧﺗﻠف ﺣﺳب ﻣﺻدر اﻟدﺧل إذا ﻛﺎن ﻋﻣﻼ أو رأﺳﻣﺎل.
-اﻟﻣرﻛز اﻟﻣﺎﻟﻲ :ﺗﻣﯾز اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﻣرﻛز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻛل ﻣﻛﻠف ﺑﻬﺎ ﻣن ﺣﯾث ﺣﺟم دﺧﻠﻪ.
(2اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻛﻣﻲ ﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ :ﺗﺳﺗﺧدم ﻋدة طرق ﻟﺗﻘدﯾر ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺎدة اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ:
-طرﯾﻘﺔ اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ :ﺗﻌﺗﻣد إدارة اﻟﺿراﺋب ﻋﻧد ﺗﺣدﯾد وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻛﻠف ﺑﻬﺎ ﻛﺄن ﺗﻘدر دﺧﻠﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻹﯾﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻣﻧزﻟﻪ.
-طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺣدﯾد دﺧل اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺣدﯾد ﺟزاﻓﯾﺎ اﺳﺗﻧﺎد
إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﻣؤﺷرات ﻣﺛل رﻗم اﻷﻋﻣﺎل اﻟذي ﯾﻌد دﻟﯾﻼ ﻋﻠﻰ رﺑﺢ اﻟﺗﺎﺟر وﻋدد ﻋﻣل ﺳﺎﻋﺎت اﻟطﺑﯾب ﯾﻌد دﻟﯾل
ﻋﻠﻰ دﺧﻠﻪ.
-طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة :ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد وﻋﺎء اﻟﻣﺎدة اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺻورﺗﯾن :إﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗﺻرﯾﺢ أوﻋن طرﯾق اﻟﺗﻘدﯾر
اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑواﺳطﺔ اﻹدارة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺻرﯾﺢ ﯾﺗم ﻣن طرف اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﺗﺣﺗﻔظ اﻹدارة ﺑﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ رﻗﺎﺑﺔ ﻫذا
اﻟﺗﺻرﯾﺢ وﺗﻌدﯾﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻏش أو ﺧطﺄ وﻗد ﯾﺻدر اﻟﺗﺻرﯾﺢ اﻟذي ﯾﻘدم ﻟﻠﻐدارة ﻋن ﺷﺧص آﺧر ﻏﯾر
اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺷرﯾطﺔ أن ﺗﻛون ﻫﻧﺎك راﺑطﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻛﻌﻼﻗﺔ داﺋن وﻣدﯾن.
-اﻟﺗﻘدﯾر ﺑواﺳطﺔ إدارة اﻟﺿراﺋب :ﯾﺧول اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻺدارة ﺗﻘدﯾر وﻋﺎء اﻟﻣﺎل أو اﻟﻣﺎدة اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺻﻔﺔ
ﻣﺑﺎﺷرة وﺗﺳﻣﻰ ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔﺗﯾش اﻹداري ﻣﺛل ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ أو ﻓﺣص دﻓﺎﺗرﻩ وﺳﺟﻼﺗﻪ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ
وﻗد أﻋطﻰ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺣق اﻟطﻌن ﻓﻲ ﺻﺣﺔ ﺗﻘدﯾر اﻹدارة وﻓﻘﺎ ﻟﻘواﻋد ٕواﺟراءات ﻣﺣددة.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :أﻧواع اﻟﺿراﺋب.
1
-1اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص واﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال:
أ( اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد اﻋﺗﺑﺎ ار ﻟوﺟودﻫم ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﺗﺣت ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ،وﻗد ﻋرﻓت ﻗدﯾﻣﺎ ﺑﺿرﯾﺑﺔ
اﻟرؤوس ﻓﻲ ﺟل اﻟدول اﻟﻘدﯾﻣﺔ )ﻓرﻧﺳﺎ ،روﺳﯾﺎ اﻟﻘﯾﺻرﯾﺔ ...إﻟﺦ( .وﯾذﻫب اﻟﺑﻌض إﻟﻰ اﻹﺷﺎرة ﻫﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺟزﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻋرﻓت ﻓﻲ اﻟدول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ أﻫل اﻟذﻣﺔٕ ،وان ﻛﺎﻧت أﺳﺳﻬﺎ وﻣﺑرراﺗﻬﺎ ﻣﻐﺎﯾرة ﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﺔ.
1ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ وﯾﺳرى أوﻋﻼء ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص66 ،
40
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
ب( ﺗﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال أي ﻋﻠﻰ اﻷﺷﯾﺎء واﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺣوزﻫﺎ اﻷﺷﺧﺎص ﺳواء ﻛﺎﻧت أﻣواﻻ ﻋﻘﺎرﯾﺔ أو
ﻣﻧﻘوﻟﺔ.
-2اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟواﺣدة واﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺗﻌددة:
أ( اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟواﺣدة :وﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ ﻻ ﺗﻔرض إﻻ ﺿرﯾﺑﺔ واﺣدة ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص وﻫﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺑﺳﺎطﺔ واﻟﻌداﻟﺔ وﺳﻬوﻟﺔ
أداﺋﻬﺎ واﻗﺗﺿﺎﺋﻬﺎ.
ب( اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺗﻌددة :وﻣؤداﻫﺎ أن ﺗﻔرض ﻋدة ﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص ،ﺗﺗﻧوع ﺑﺗﻧوع ﻣواردﻩ وﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﻪ وﻧﺷﺎطﻪ ،وﻫﻲ
ﻣﺣل اﻧﺗﻘﺎدات ﻣن ﻋدة أوﺟﻪ.
-3اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة:
أ( اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة :اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟوﻋﺎء ﻣن ﺣﯾث اﻛﺗﺳﺎﺑﻪ أو اﻣﺗﻼﻛﻪ ،واﻟوﻋﺎء ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎﻫو إﻻ أﻣوال اﻟﻣﻛﻠف.
اﻟﻣزاﯾﺎ:
ﺛﺎﺑﺗﺔ وﻣﺳﺗﻘرة وﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ.
واﺿﺣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟم.
ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ.
اﻟﻌﯾوب:
أﻗل ﻣروﻧﺔ ﻣن اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺣﯾث ﻻ ﺗﺗﺄﺛر ﺑﺎﻻﻧﺗﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي أواﻟرﻛود
اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
ﻻ ﺗﺗﺻف ﺑﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ اﻧﺧﻔﺎض ﺣﺻﯾﻠﺗﻬﺎ ﺑﺎﻻﻧﺗﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي أو
اﻟرﻛود اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
ﻧظ ار ﻷن اﻟﻣﻣول ﯾدﻓﻌﻬﺎ ﻋﺎدة ﺳﻧوﯾﺎ ﻓﻬﻲ ﻗد ﺗﻛون ﻣرﻫﻘﺔ ﻟﻪ ﻣﻣﺎ ﯾﻔﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﺗﻬرب
اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
ب( اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة :وﺗرﺗﺑط ﻫذﻩ اﻟﺿراﺋب ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻷﻣوال أ ٕواﻧﻔﺎﻗﻬﺎ وﺗﻌﺗﺑر اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻣن أﻗدم
اﻷﺷﻛﺎل اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻌظم دول اﻟﻌﺎﻟم وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺿراﺋب ﻓﻲ اﻟدول
41
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺗﻧﺎﻗﺻت وذﻟك ﺑﺳﺑب ازدﯾﺎد اﻹﯾرادات ﻣن اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣﺻﺎدر اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ
ﻹﯾرادات اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ وﯾرﺟﻊ اﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ اﻋﺗﻣﺎد اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
اﻟﻣزاﯾﺎ:
-ﺳﻬوﻟﺔ دﻓﻌﻬﺎ ﻣن طرف اﻟﺷﺧص ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺣﺗﻔﻲ ﻓﻲ ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ.
-ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،ﻓﺈن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﻣروﻧﺔ ،ﻓﻣﯾزﺗﻬﺎ أن ﺣﺻﯾﻠﺗﻬﺎ ﻓﻲ وﻗت
اﻻﻧﺗﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
اﻟﻌﯾوب:
-ﺿﺂﻟﺔ وﻗﻠﺔ ﺣﺻﯾﻠﺗﻬﺎ ﻓﻲ وﻗت اﻟرﻛود اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
-ﻣﻛﻠﻔﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ وﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج.
-ﻋدم اﻟﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟﻣﻘدرة اﻟﺗﻛﻠﯾﻔﯾﺔ ﻟﻠﻣﻣول ،ﻓﻬﻲ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺿرورﯾﺔ وﻟﻬذا ﺗﻛون أﻛﺛر ﺛﻘﻼ ﻋﻠﻰ
اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻔﻘﯾرة.
-4اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻣﺎل واﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل واﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﻔﺎق.
ﺳﯾﺳﺗﻧد ﻫذا اﻟﺗﻘﺳﯾم ﻋﻠﻰ ﻣدى اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ.
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻣﺎل :ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟرأﺳﻣﺎل capitalﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻣﻠﻛﻪ اﻟﺷﺧص ﻣن أﻣوال أ(
وﻗﯾم ﻓﻲ زﻣن ﻣﺎ ،ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ :ﻋﻘﺎرات ،ﻣﻧﻘوﻻت ،أدوات إﻧﺗﺎج ،أﺳﻬم ﺳﻧدات...،إﻟﺦ .وﻟﺗﺣدﯾد
رأس اﻟﻣﺎل ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﯾﺟب ﺣﺻر وﺟرد وﺗﻘوﯾم أﺻول وﺧﺻوم اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن رأس
اﻟﻣﺎل اﻟﻣﻛﻠف ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻷﺻول ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺧﺻوم
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل :ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟدﺧل ﺑﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟواﺳﻊ ﻛل زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣﻣول ،أي ﻛل زﯾﺎدة ب(
ﻓﻲ ذﻣﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﻣن ﺛم ﻓﻬو ﻋﺑﺎرة ﻋﻣﺎ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺷﺧص ﻣن ﻣﺻدر ﻣﻌﯾن ﻗد ﯾﻛون ﻣﻠﻛﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ إﻧﺗﺎج
)ﻣﺻﻧﻊ( أو ﯾﻛون ﻋﻣﻠﻪ وﻣﻬﻣﺗﻪ أوﻫﻣﺎ ﻣﻌﺎ ،آﺧذ ﺑذﻟك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺻور واﻷﺷﻛﺎل :أﺟور ،ﻓواﺋد ،أرﺑﺎح ...،إﻟﺦ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﺿﯾق ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻔرد ﻣن ﻧﻘود أو ﺧدﻣﺎت ﺑﺻورة ﻣﻧﺗظﻣﺔ وﻣﺳﺗﻣرة ،طﺑﻘﺎ
ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺑﻊ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟدﺧل إﻟﻰ:
-دﺧل إﺟﻣﺎﻟﻲ ) :(globalﯾﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﻣول ﻣن إﯾرادات دون ﺧﺻم ﻟﺗﻛﺎﻟﯾﻔﻬﺎ.
-دﺧل ﺻﺎف ) :(netاﻟذي ﯾﺗﺣدد ﺑﻌد ﺧﺻم اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟدﺧل ،وﻫو أﻛﺛر دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻘدرة اﻟﺗﻛﻠﯾﻔﯾﺔ ﻟﻠﻣﻣول ،وأﻛﺛر ﻋداﻟﺔ.
42
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎق :وﺗﺗﻣﺛل أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،وﻫﻲ ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﻣظﺎﻫر ج(
اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟدﺧل .وﺗﺄﺧذ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﺻور اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗداول :وﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻷﻓراد واﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗداول
واﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ :ﻛﺿراﺋب اﻟطﺎﺑﻊ واﻟﺗﺳﺟﯾل.
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻔﺎق أو اﻻﺳﺗﻬﻼل :وﻫﻲ ﻣﻧن أﻫم اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،ﺣﯾث ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ
اﻟدﺧل ﻋﻧد إﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﺷراء اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت أو)اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج أو اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ أو رﻗم اﻷﻋﻣﺎل(.
اﻟﺿراﺋب )اﻟرﺳوم( اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ) اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ( :ﺣﯾث ﺗﻔرض ﻟدى اﺟﺗﯾﺎز ﻟﺣدود اﻟدوﻟﺔ ﺳواء
اﺳﺗرداد أو ﺗﺻدﯾ ار وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج اﻟوطﻧﻲ.
راﺑﻌﺎ :ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﺿراﺋب.
ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﺿراﺋب :اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻬﺎ ﻫو ﺣﺳﺎب ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻟﻠﺧزاﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وذﻟك ﺗﺣدﯾد وﺗﻘدﯾر وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ
ﺣﺳب اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﺗم ذﻛرﻫﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﺑﻌد ﺗﺣدﯾد اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺗم ﺣﺳﺎب ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟواﺟﺑﺔ اﻟدﻓﻊ ﻟﻠدواﺋر
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻫذا اﻟﺣﺳﺎب ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺗم ﻣن ﻗﺑل اﻟدواﺋر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺟﺑﺎة ﺑﻣوﺟب ﻣﺛل
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرواﺗب واﻷﺟور وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﺗم ﺣﺳﺎب اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻠف ﻣن ﻗﺑل ﺗﻘﺳﻣﻪ ،وﯾﺗم دﻓﻊ
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻗﺳﺎط ﺑﻌد اﻟﺗدﻗﯾق ﻣن ﻗﺑل اﻟدواﺋر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
ﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ :ﯾدﺧل اﻟﻌﺎﺋد اﻟﺿرﯾﺑﻲ إﻟﻰ ﺧزاﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻸﺻول واﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﺣﯾث ﯾﺗرك
ﻟﻠدواﺋر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أﻣر اﺗﺧﺎذ اﻟﺗداﺑﯾر واﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺟﻣﻊ إﯾرادات اﻟﺿراﺋب ،ﻓﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺣﻲ دﻋﺎة
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ طرح اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻣﻌدﻟﻬﺎ اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗدﻓﻊ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻣؤﯾدات واﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ
ﺑﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﺗﺄﻣﯾﻧﯾﺎ ﻟﺟﺑﺎﯾﺔ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻫﻧﺎك أﻛﺛر ﻣن ﺷﻛل ﻟﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟﺿراﺋب ﻣﻧﻬﺎ:
اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﻣﻧظم :وﺑﻪ ﯾﺗم اﻟﻌﻣل ﺑﻣوﺟب ﺟداول ﻣﻬﯾﺄة ﻣن ﻗﺑل اﻹدارة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺈﻋداد
ﺟداول ﺗﺣﻘق ،وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺗﺑﯾن أﺳﻣﺎء اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ،وﻣﻛﺎن وﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻧوﻋﻬﺎ واﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﺗﻲ ﺗﻘرر
ﺑﻣوﺟﺑﻪ اﻟﺿرﯾﺑﺔ.
اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟطوﻋﻲ :ﯾﺗم اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﻓق ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ دون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺻدور ﺟداول
ﺗﺣﻘق ﻓﺎﻟﻣﻛﻠف ﯾﻘوم ﺑﻧﻔﺳﻪ ﺑﺗورﯾد اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻟﻠدواﺋر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ
ﺑﻔرﻧﺳﺎ ﺣﯾث ﯾﺗم ﺗورﯾد اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟﻠﺧزاﻧﺔ ﻛل ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر وﻛذﻟك اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت ﻓﻲ اﻷردن.
اﻟﺗﺣﺻﯾل ﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻣﻧﻊ :وﺑﻬﺎ ﯾﻘوم اﻟﻐﯾر ﺑدﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ إﻟﻰ اﻹدارة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن
اﻟﻣﻛﻠف ،وأﻛﺛر اﻟﺿراﺋب ﺣﺟ از ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺑﻊ ﻫﻲ ﺿرﯾﺑﺔ اﻟرواﺗب واﻷﺟور ﺣﯾث ﯾﻘوم ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺳواءا ﻛﺎن
ﺷﺧﺻﺎ ﺑﺗورﯾد اﻟﺿرﯾﺑﺔ إﻟﻰ اﻟدواﺋر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻘواﻋد اﻟﻧﺎظﻣﺔ ﻟذﻟك.
43
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻟﺻق اﻟطﺎﺑﻊ :ﺣﯾث ﺗﺳﺗوﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋن طرﯾق اﺳﺗﻌﻣﺎل ورﻗﺔ ﻣدﻓوﻋﺔ ﻣن
ﻓﺋﺎت أو إﻟﺻﺎق طواﺑﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ.
/1اﺳﺗﻘرار اﻟﺿرﯾﺑﺔ.
ﯾﺗﻣﺛل اﺳﺗﻘرار اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺷﺧص ﻣن ﯾﺗﺣﻣل اﻟﻌبء اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻬﺎ .ﻓﺈن ﺗﺣﻣل اﻟﻣﻛﻠف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻻ ﺗﺛﯾر ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﺻﻌوﺑﺔ ﻷﻧﻬﺎ
ﺗﻘﻠص ﻣن اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ اﻟﺻﺎﻓﻲ ﻟﻣن ﯾدﻓﻌﻬﺎ .إﻣﺎ إدا ﺗﻣﻛن اﻟﻣﻛﻠف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻣن ﻧﻘل اﻟﺿرﯾﺑﺔ إﻟﻰ ﺷﺧص أﺧر
1
ﻓﺈن ﻫذﻩ ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﺳﺗﻘرار ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﺗﺛﯾر اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺎت.
/2اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺿرﯾﺑﺔ.
ﯾﺗﺄﺛر اﻟدﺧل اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﺑﻌﺑﺋﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﻘﺻﺎن ﺑﻣﻘدار ﻣﺎ ﺗدﻓﻌﻪ ﻣن دﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،وذﻟك ﯾؤﺛر
ﺑﺻورة ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ إﻧﻔﺎﻗﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺗﻧﺎﻗص اﻟدﺧول ﻣن ﯾزودوﻧﻪ ﺑﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ.
/3اﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﻋبء اﻟﺿرﯾﺑﺔ.
ﺗﺗﻣﺛل اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﺑﺋﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﻬﺎ ﯾدﻓﻌﻪ إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﻬﺎ ’ﻣﺎ ﺑﻧﻘل ﻋﺑﺋﻬﺎ إﻟﻰ ﺷﺧص أﺧر
أو اﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﻋﺑﺋﻬﺎ ﺑﺻورة أو ﻛﻠﯾﺔ وﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾﺳﻌﻰ ﺑﻛل اﻟطرق إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﻬﺎ واﻟﺗﺧﻠص ﻣﺳﻣوح
ﻻ ﯾﺧﺎﻟف اﻟﻘﺎﻧون وﯾﺳﻣﻰ "اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ" واﻟﺗﺧﻠص اﻟﻐﯾر ﻣﺳﻣوح وﯾﺣدث ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ
وﯾﺳﻣﻰ "اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ".
أ /اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ :ﻓﺎ ﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﻌﻧﻲ إذن اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻌبء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ دون ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أو
اﻧﺗﻬﺎك اﻟﻘﺎﻧون ،ﺣﯾث ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﻣﻛﻠف ﺣﻘﺎ ﻣن ﺣﻘوق اﻟدﺳﺗورﯾﺔ.
1
ﻣﺣرزي ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.268 :
44
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
ب/اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ :وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺗﻠك اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت واﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﻬدف ﺗﺣﺎﯾل وﺗﺟﻧب أداء
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،أي أن اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺿرﯾﺑﺔ ﯾﺗﻬرب ﻣن دﻓﻌﻬﺎ ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ﺑﺎﺳﺗﻔﺎدة ﻣن إﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﺛﻐرات اﻟﻘﺎﻧون
1
واﻟﻧﻘص اﻟذي ﯾﻛﺗﺳﻲ ﻧﺻوﺻﻪ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة.
ﺗﻧﺷﺄ اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﺿراﺋب ﺑﻌد اﺳﺗﻘرار ﻋبء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻛﻠف ﻣﻌﯾن ،وﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ
اﻷﻣر ،إن آﺛﺎر اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ ﻧﻣط اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻹﻧﺗﺎج واﻻدﺧﺎر وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ،
ﯾﺗﺣدد ﺑﺄﻣرﯾن أوﻟﻬﻣﺎ :ﻣﻘدار ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ،وﺛﺎﻧﯾﻬﻣﺎ :اﻷوﺟﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﯾﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﺣﺻﯾﻠﺔ
اﻟﺿراﺋب.
2
/1أﺛر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻬﻼك.
ﺗﻘوم اﻟﺿراﺋب ﺑﺻورة ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ ﻣﻘدار دﺧل اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﻘﺻﺎن ،وﯾﺗﺣدد ذﻟك ﺑﺣﺳب ﻣﻌدل
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻛل ن اﻟﻣﻌدل ﻣرﺗﻔﻌﺎ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻘدار اﻟدﺧل أﻛﺑر واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ.
وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﯾﺗوﻗف أﺛر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻋﻠﻰ ﺧطﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻟﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
ﻓﺈذا ﻗﺎﻣت اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗﺟﻣﯾد اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﺈن اﻻﺳﺗﻬﻼك ﯾﺗﺟﻪ ﻧﺣو اﻻﻧﺧﻔﺎض .أﻣﺎ إذا اﺳﺗﺧدﻣت اﻟدوﻟﺔ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت ،ﻓﺈن ﻧﻘص اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻣن ﺟﺎﻧب اﻷﻓراد ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﯾﻌوﺿﻪ زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟذي ﯾﺣدﺛﻪ
إﻧﻔﺎق اﻟدوﻟﺔ.
3
/2أﺛر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر.
ﯾﺗﻛون اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺗﺣدﯾد ﻣن اﻻدﺧﺎر اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻷﻓراد ،واﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎم اﻟذي ﺗﻘوم
ﺑﻪ اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﻠﻛﻲ ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻠﺟﺄ ﻋﺎدة إﻟﻰ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟﺗﻣوﯾل ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات .وﯾﻣﻛن اﻟﻘول
أن أﺛر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎم )اﻟدوﻟﺔ( ﯾﻛون أﺛ ار إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ إﻻ أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر ﻻ ﯾﻛون ﻛذﻟك ﻓﻲ
اﻟﻐﺎﻟب ﻣن اﻟﺣﺎﻻت.
ﻓﻛﻣﺎ رأﯾﻧﺎ أن ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﯾؤﺛر ﻓﻲ دﺧول اﻷﻓراد ﺑﺎﻟﻧﻘﺻﺎن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻘﻠﯾل إﻧﻔﺎﻗﻬم ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻣﻣﺎ
ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣدﺧراﺗﻬم ،إﻻ أن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻟﻣدﺧرات ﻻ ﯾﻛون واﺣدا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدﺧول
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻓﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗؤدي ﺑﺎﻷﻓراد إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ دﺧوﻟﻬم اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﺑﯾن اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر وﻓﻘﺎ ﻟﻣروﻧﺔ ﻛل
1
ﻣﺣرزي ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص269 :
2
اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟﻣوﻟﻰ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.320 :
3
ﺳوزي ﻋدﻟﻲ ﻧﺎﺷد ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.66 :
45
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
ﻣﻧﻬﻣﺎ ،وﻛذﻟك إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر وﻓﻘﺎ ﻟﻣروﻧﺔ ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ وﻛذﻟك إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻹﻧﻔﺎق
ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ وﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻏﯾر اﻟﺿرورﯾﺔ.
1
/3أﺛر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗوزﯾﻊ.
إذا ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻓرض اﻟﺿراﺋب ﻧﻘص ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻓﺈن ذﻟك ﯾؤدي ﺑدورﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺗﺎد إﻟﻰ ﻧﻘص اﻹﻧﺗﺎج
وﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻌروف ﻋن اﻻﺳﺗﻬﻼك أﻧﻪ وﺛﯾق اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج ،ﻓﺈن ﺗوزﯾﻊ اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺟم ﻋن ﻓرض
اﻟﺿراﺋب ﺑﯾن اﻹﻧﺗﺎج واﻻﺳﺗﻬﻼك ،ﯾﺗوﻗف اﻟﺗﻐﯾر ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ،وﻋﻠﻰ ﺳﻬوﻟﺔ أو ﺻﻌوﺑﺔ
اﻧﺗﻘﺎل ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ إﻟﻰ ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى.
ﻛذﻟك ﯾﺗﺄﺛر اﻹﻧﺗﺎج ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺿراﺋب ﻓﻲ ﻋرض وطﻠب اﻷﻣوال اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻓﻌرض رؤوس اﻷﻣوال
اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر اﻟذي ﯾﺗﺑﻌﻪ اﺳﺗﺛﻣﺎر ،واﻟﺿراﺋب إذ ﺗﻘﻠل ﻣن اﻟدﺧل ،ﺗؤدي إﻟﻰ ﻧﻘص اﻻدﺧﺎر وﻗﻠﺔ
رؤوس اﻷﻣوال ،أﻣﺎ ﻋن طﻠﺑﻬﺎ ﻓﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻓرص اﻟرﺑﺢ اﻟﺗﻲ ﺗﻌرض ﻟﻠﻘﺎﺋﻣﯾن ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻣن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻓرض
اﻟﺿرﯾﺑﺔ أن ﺗﻘل ﻓرص اﻟرﺑﺢ ،ﻓﻠطﻠﺑﻬم ﻟرؤوس اﻷﻣوال ،ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟﻧﻘص ﻗد ﯾﻌوﺿﻪ طﻠب اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻲ
ﯾزداد اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ إﻧﻔﺎق اﻟدوﻟﺔ ﻣﺎ ﺗﺣﺻﻠﻪ ﻣن ﺿراﺋب ﻏﯾرﻫﺎ.
ﻛﻣﺎ أن اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﺑﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻧﻣط اﻟﺗوزﯾﻊ ﻓﺈذا أﻧﻔﻘت اﻟدوﻟﺔ ﻫذﻩ
اﻟﺣﺻﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻧﻔﻘﺎت ﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ أو ﻧﺎﻗﻠﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺗﺣوﯾل اﻟدﺧول ﻣن طﺑﻘﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ إﻟﻰ طﺑﻘﺎت أﺧرى
دون أي زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺧل ،ﺑﺣﯾث ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻔﻘﯾرة ﻓﺈن ﻫذا ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾل اﻟﺗﻔﺎوت ﺑﯾن اﻟدﺧول.
2
/4أﺛر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر.
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺟزء ﻣن دﺧول اﻷﻓراد أن ﯾﻘﻠل اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب
ﻫؤﻻء اﻷﻓراد ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾؤدي ذﻟك إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ ﺑﺷرط أﻻ ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل اﻟﺗداول ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺳدﯾد ﻗروض ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﺛﻼ ،أو ﺗﻛوﯾن ﻓﺗرات اﻟﺗﺿﺧم .أﻣﺎ ﻓﺗرات
اﻻﻧﻛﻣﺎش ،ﺣﯾث ﺗﻠﺟﺄ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾل اﻻﻗﺗطﺎع اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣن دﺧول اﻷﻓراد ،رﻏﺑﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻹﻧﻔﺎق ﻣﻣﺎ
ﯾؤدي إﻟﻰ ﺣدوث ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻻﻧﺗﻌﺎش وزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ اﻟﻔﻌﺎل.
وﻣﻣﺎ ﻫو ﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن أﺛر ﻛل ﻣن اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر ﻟﯾس واﺣدا ،ﻓﻛل ﺿرﯾﺑﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﺛﻣن
اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟظروف ﻓرﺿﻬﺎ.
،1ﻋﺎدل أﺣﻣد ﺣﺷﯾش ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.254 :
،2ﻣﺣرزي ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.271 :
46
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
47
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋن ﺣﻘﯾﻘﺔ أرﺑﺎﺣﻪ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أو إذا ﺣﺎول ﺗﺿﺧﯾم ﻣﻘﺎدﯾر اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻧزﯾل ﻣن اﻷرﺑﺎح ﻟﻛﻲ
ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟزﻋم ﺑﺿﺂﻟﺔ أرﺑﺎﺣﻪ اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻠﯾف اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﺈن اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺗﺷف ﻫذﻩ اﻟوﻗﺎﺋﻊ
ﻣن ﺧﻼل درس ﻣﻠﻔﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑواﺳطﺔ ﻣراﻗﺑﻲ اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن واﻟﻣراﻗﺑﯾن اﻟرﺋﯾﺳﯾﯾن ورؤﺳﺎﺋﻬم اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﯾﯾن
ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺻدر ﺟداول ﺗﻛﻠﯾف ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﺗﺳﺗدرك ﺑواﺳطﺗﻬﺎ ﺣﻘوق اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻣﺿﯾﻌﺔ اﻟﻣﻘررة ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘواﻧﯾن
اﻟﺿرﯾﺑﺔ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﻣﻘررة ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :أﺳﺑﺎب اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ:
ﯾﻌزو ﻋﻠﻣﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﻣﺎل واﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﺗﻬرب ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ إﻟﻰ ﻋواﻣل ﻛﺛﯾرة ،ﺑﻌﺿﻬﺎ
ذاﺗﻲ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻛﻠف وﺑﻌﺿﻬﺎ إداري ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ﺑﺗﺣﻘق اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﻣن ﺟﻬﺎت ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﺟﺑﺎﯾﺗﻬﺎ
وﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ وﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ ،ﺟﻬﺎت إﻧﻔﺎق اﻟواردات اﻟﻣﺗﺣﺻﻠﺔ ﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ وﺑﻌﺿﻬﺎ اﻷﺧﯾر اﻗﺗﺻﺎدي اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
1
ﯾﻌود إﻟﻰ ظروف اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟري ﻓﯾﻬﺎ إﺷﺗراط اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﺗﺣﻘﻘﻬﺎ وﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ.
أ( اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ:
ﻓﻘد أﺳﻠﻔﻧﺎ ﺑﺳطﻬﺎ ﻓﻲ ﻣطﺎﻟﻊ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ وﻫﻲ ﺗﻌزى ﺑﺻورة أﺳﺎﺳﯾﺔ إﻟﻰ ﻋﻼﻗﺔ " اﻟود اﻟﻣﻔﻘود" ﺑﯾن اﻟدوﻟﺔ
واﻟﻣواطن أو ﺑﺗﻌﺑﯾر أﺷﻣل إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻹدارة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺷﻛﯾك وﻓﻘدان اﻟﻣﺻداﻗﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث أن
اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺿﻌف اﻟوﻋﻲ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟدى اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﯾﺻﺑﺢ ﺣدﯾﺛﻧﺎ ﻏﯾر ذي ﺑﺎل إذا ﻣﺎ ﻗﯾس ﺑﺎﻟﻔﻧون اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻘﻧﻬﺎ
اﻟﻣﻛﻠﻔون وﻫم ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺎم اﻟوﻋﻲ ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ اﻟﺿراﺋب وأﺛرﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر ﻣراﻓق اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﺗﻬرب أو اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﯾﯾن ٕواذا
ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻬم ﺷﻲء ﻣن ﺗﻠك اﻟﻔﻧون ﻛﺎن ﺑﻌض ﻧواطﯾر اﻟﻛرم ﻛﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ﻏﯾر ﻣرة ﺣﺎﺿرﯾن ﻧﺎﺿرﯾن ﻟﯾس ﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻬم ﻛﯾﻔﯾﺔ
اﻟﺗﻬرب واﻟﻐش وﺣﺳبٕ ،واﻧﻣﺎ أﯾﺿﺎ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﻠك اﻟﻔﻧون ﻋﻧﻬم ﻟﻘﺎء ﻛﺣﺎﻻت ﻻ ﺗﺧرج ﻋن ﻛوﻧﻬﺎ رﺷوة ،أوﻓﻲ
أﺣﺳن اﻷﺣوال اﺳﺗﻐﻼﻻ ﻟﻠﻣوﻗﻊ اﻟوظﯾﻔﻲ.
ورﻏم ﻫذا ﻓﻼ رﯾب ﻓﻲ أن ﺛﻣﺔ ﺿرورة ﻣﻠﺣﺔ ﻟﻧﺷر اﻟوﻋﻲ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﯾن اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺣﺗﻰ وﻫم ﺑﻌد ﻋﻠﻰ
ﻣﻘﺎﻋد اﻟدراﺳﺔ ﻟﻛﻲ ﯾﻧﺷﺄ اﻟﻣواطن وﻫو ﻋﻠﻰ ﺑﻧﯾﺔ ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾوﻓﯾﻬﺎ ﺗﺟﺎﻩ دوﻟﺗﻪ وﻫﻲ
اﻟﺗزاﻣﺎت ﺗﻘﺎﺑل ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻣﺎ ﯾطﻠب ﺑﻪ دوﻟﺗﻪ ﻣن ﺣﻘوق وﺗﻘدﯾﻣﺎت وﺧدﻣﺎت ﻋﺎﻣﺔ.
وﻧﺿﯾف إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم أن ﺷﻌور اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺛﻘل اﻷﻋﺑﺎء اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﯾﺢ ﻟﻪ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻬرب ﻣن
اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻻﺳﯾﻣﺎ أن ﺑﻌض اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل اﻷوﻟوﯾﺔ ﻟﻣﻘدار اﻹﯾرادات اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﻘوﻣﯾﺔ ﻓﻲ آن ﺗﻌﻣد ﻓﻲ أﺣوال
ﻛﺛﯾرة إﻟﻰ رﻓﻊ اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻠﻘﻰ ﺻدى طﯾﺑﺎ ﻓﻲ ﻧﻔوس اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن وﻻ ﺗﺷﺟﻊ رؤوس اﻷﻣوال اﻟوطﻧﯾﺔ
1
ﻋﻠﻲ زﻏدود ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص.208 ،207 :
48
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
أو اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺧوض ﻣﯾﺎدﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟدول ﻓﺿﻼ ﻋن ﻛوﻧﻬﺎ ﺗدﻓﻊ اﻟﻣواطﻧﯾن إﻟﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣزﯾد
ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ﺑواﺳطﺔ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻠﻬم.
اﻷﺳﺑﺎب اﻹدارﯾﺔ: ب(
ﻓﺗﻌود ﻣن ﺟﻬﺔ إﻟﻰ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ طرح اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم وﻣﺎ ﯾﺷوب أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ أﺣﯾﺎﻧﺎ
ﻛﺛﯾرة ﻣن ﺗﺟﺎوزات ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺗﻘدﯾر اﻟﻣداﺧﯾل ﻟﻘﻧﺎﻋﺗﻬﺎ ﻏﯾر اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺻورة داﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﺳس دﻗﯾﻘﺔ ﺑﺄن اﻟﻣﻔﺗرض
ﻫو ﻛون اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﻻ ﯾﺗﻘدﻣون ﺑﺎﻟﺗﺻﺎرﯾﺢ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ﻋن ﻣداﺧﻠﯾﻬم وﻫو ﻣﻧطق ﺧﺎطﺊ ﯾﺳﺗﺗﺑﻊ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻓﺗراﺿﺎ آﺧر
ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣﻛﻠف اﻟﺷرﯾف ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻬﻣﺎ ﺗوﺧﻰ اﻟدﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﺻﺎرﯾﺣﻪ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠدواﺋر اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،ﻓﻠن ﺗﻛون ﺗﺻﺎرﯾﺣﻪ
ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟدواﺋر ﻓﯾﻌﺗﻣد ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻟﻰ إﺣدى ﻋﻣﻠﯾﺗﻲ اﻟﺗﻬرب أو اﻟﻐش ﻓﻲ اﻟﺿرﯾﺑﺔ.
وﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺈن اﻷﺳﺑﺎب اﻹدارﯾﺔ ﺗﻌود أﯾﺿﺎ إﻟﻰ اﻹدارة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﺟﺑﺎﯾﺔ واﻟﺗﺣﺻﯾل ،رﻏم ﻛل ﻣﺎ
وﺿﻌﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ أﯾدي ﻣوظﻔﻲ ﻫذﻩ اﻹدارة ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل واﻹﺟراءات اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﻌدم إﺿﺎﻋﺔ ﺣﻘوق اﻟﺧزﯾﻧﺔ ،ﻓﻛﻣﺎ
أن اﻟﻣﻛﻠف ﻻ ﯾﻌدم وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗﻬرب أو اﻟﻐش ﻓﻲ اﻟﺿراﺋب ﻓﻛذﻟك ﻻ ﯾﻌدم ﺑﻌض اﻟراﻏﺑﯾن ﻣن اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﺣﺻﯾل وﺳﺎﺋل أﺧرى ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ إﺳﻘﺎط ﺑﻌض اﻟﺿراﺋب ﺑﻌﺎﻣل ﻣرور اﻟزﻣن.
وﻧﺿﯾف إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺗﯾن اﻟﻣذﻛورﺗﯾن أﻋﻼﻩ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ اﻷﻛﺛر أﻫﻣﯾﺔ وﺧطورة ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾر اﻟﻣواطن واﻟﻣﻛﻠف
ﺣﻘﺎ ﻣن اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم وﻫﻲ ﺟﻬﺎت إﻧﻔﺎق اﻟواردات أي اﻹدارات واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻔﺳﺢ
أﺳﻠوب إﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ووﺟﻬﺎت ﻫذا اﻹﻧﻔﺎق وﻣﻘﺎدﯾرﻩ ،ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم داﻓﻌﻲ اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم ﻟﻠﺗﺷﻛﯾك ٕواﻟﻘﺎء اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت
إزاء اﻟﺗﺟﺎوزات اﻟﻣﻠﻣوﺳﺔ ﺣﯾﻧﺎ واﻟﻣﺗﺧﻠﯾﺔ ﺣﯾﻧﺎ آﺧر.
ج( اﻷﺳﺑﺎب اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ:
اﻟﻌﺎﺋدة إﻟﻰ ظروف اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟري ﻓﯾﻬﺎ إﺷﺗراع اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ وﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ ﺗﺳﺎﻫم إﺳﻬﺎﻣﺎ
واﺿﺣﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺗﻲ اﻟﻐش واﻟﺗﻬرب ﻣن أداء اﻟﺿراﺋب ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ذﻟك أن أي ﺗﺷرﯾﻊ أو ﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ ﻻ ﯾراﻋﻲ ظروف اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ٕواﻟﯾﻬﺎ ﯾﻛﺗب ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ ﻣﻐﺑﺔ اﻟﺳﻘوط واﻟﻔﺷل وﯾﺣﻣل ﻓﻲ ﺗﻛوﯾﻧﻪ ﺑدور ﻫﻼﻛﻪ ﻛﻣﺎ أﻟﻣﺣﻧﺎ ﻣن ﻗﺑل.
ﻓﺈن ﻛﺎن ﺿﻌف اﻟوﻋﻲ اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﻣﺎ ﺳﯾﺗﺑﻌﻪ ﻣن ﺿﻌف ﻓﻲ اﻷﺟﻬزة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺳواء ﻣﻧﻬﺎ أﺟﻬزة اﻟﺗﺣﻘق
أو أﺟﻬزة اﻟﺗﺣﺻﯾل أو أﺟﻬزة اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺛم إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺛﻐرات واﻟﻧواﻗص اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗور اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣن ﺷﺎﻧﻬﺎ
ﺟﻣﯾﻌﺎ أن ﺗﺗﯾﺢ اﻟﻔرﺻﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﻛﻠف اﻟﻣﺗداﻋﻲ ﻟﻠﺗﻬرب ﻣن اﻟﺿراﺋب أو ﻻرﺗﻛﺎب اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟذي ﯾﻘﻊ
ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ ظل ﺗﻌزﯾز اﻷﺟﻬزة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﻗﯾﺎم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ ﻓﺈن ﻣراﻋﺎة اﻟﻣﺷرع اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد ﯾﻛﻔل ﻟﺗﺷرﯾﻌﺎﺗﻪ ﻣﺟﺎﻻت ﺳﻠﯾﻣﺔ ﻟﻠﺗطﺑﯾق
49
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻔﺳر ﻟﻧﺎ ﻛﯾف أن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ وأن ﻣﺎ أﺳﺗن
ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد ذات اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻣﺧﺗﻠف ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد ذات اﻟﻧظﺎم اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ اﻟﺣر.
وﻟﻌل أﻧﻣﺎط اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻟدى اﻟﺷﻌوب وﻫﻲ ﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ ﺗﺳﻬم ﺑدورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل اﻟظروف اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻬرب اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ أو ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﺗرﻓﻊ اﻷداء اﻟﺿرﯾﺑﻲ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﻧﺗﻣﺎء
اﻟوطﻧﻲ.
وﯾذﻛر اﻟﻣؤﻟﻔون أن ﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت ﻗد ﺷق ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﺛﻣﺔ أﻧﻣﺎط ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﯾﻧﺷﺄ
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣواطﻧون ﻓﻲ أﺣد اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻓﯾﺷﻌرون ﺑﻣدى اﻟواﺟب اﻟذي ﯾﺣدو ﺑﻬم إﻟﻰ اﻹﺳﻬﺎم ﻓﻲ ﺗﻐذﯾﺔ ﺧزﯾﻧﺔ
اﻟدوﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺣﺎل ﻣﺛﻼ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺳﺗﻬﺟن اﻟﻣواطن ﻣﺟرد اﺗﻬﺎﻣﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﯾدﻓﻊ
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻷن ﻣﺛل ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﻧﺣو ﺑﻼدﻩ ،ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﻪ ﻟﻪ ﻣن ﺣﻘوق وﺗﻘدﯾﻣﺎت وﻣﺳﺎﻋدات ﻋﻠﻰ ﻛل
ﺻﻌﯾد.
وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺈن ﻫؤﻻء اﻟﻣؤﻟﻔﯾن ﯾذﻛرون أن ﺛﻣﺔ أﯾﺿﺎ أﻧﻣﺎطﺎ ﻓردﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﻛﯾر ﻛﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ
وﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗﺄﺛرة ﺑﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن ﻓﺈذا ﻧﺷﺄ اﻟﻣواطن ﻋﻠﻰ وﺗﯾرة ﻫذﻩ اﻷﻧﻣﺎط اﻟﻔردﯾﺔ أﺣس أﻧﻪ ﻏﯾر
ﻣﺣرج إطﻼﻗﺎ إن ﻫو ﻋﻣد إﻟﻰ اﻟﺗﻬرب ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻻﻋﺗﻘﺎدﻩ ﻋن ﺧطﺄ أو ﻋن ﺻواب أﻧﻪ ﺑذﻟك ﯾﺳرق اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺳرﻗﻪ ،ﻓﻔﻌﻠﺗﻪ واﻟﺣﺎل ﻫذﻩ ﻻ ﺗﺷﻛل ﺳرﻗﺔ وﻫﺎﻣﺎت ﻧطوي ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ اﻟﺷﻬﯾرة اﻟﺗﻲ أﺷرﻧﺎ إﻟﯾﻬﺎ ﻗﺑل اﻵن
"ﺳرﻗﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻟﯾﺳت ﺳرﻗﺔ".
1ﻋﻠﻲ زﻏدود ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص،211 ،210 :
50
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
إﻣﻛﺎﻧﺎت ﺗﺳﯾﯾر ﻣراﻓﻘﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺈﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،واﻟﺗرﺑوﯾﺔ واﻟزراﻋﯾﺔ ،واﻟﺻﺣﯾﺔ
وﻣﺎ إﻟﯾﻬﺎ .ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻣﺟﻣﻠﻬﺎ ﺷدﯾدة اﻹﻟﺣﺎح ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻧطﻘﻲ أﯾﺿﺎ
ﺗﺻور ﻣدى اﺿطرار اﻟدوﻟﺔ أﯾﺿﺎ إﻣﺎ إﻟﻰ ﻓرض اﻟﺿراﺋب اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗزﯾد اﻷﻋﺑﺎء اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺗﻛﻠﯾﻔﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ واﻟوطﻧﯾﺔ وﻫﻲ أﻋﺑﺎء ﺗﺿطر اﻟﻣﻛﻠف ﻣرة ﺟدﯾدة إﻟﻰ ﺗﻠﻣس اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺟدﯾدة
ﻟﻠﺗﻬرب واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ٕواﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﻠﺟوء ﻟﻠﻘروض اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وﻫذﻩ اﻟﻘروض ﻛﻣﺎ ﺑﺎت ﻣﻌروﻓﺎ ﻻ ﺗﻌدو
ﻛوﻧﻬﺎ ﺿراﺋب ﻣؤﺟﻠﺔ ﺗرﻫق ﻛﺎﻫل اﻷﺟﯾﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :وﺳﺎﺋل ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺗﻬرب واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
اﻟواﻗﻊ أن ظﺎﻫرة اﻟﺗﻬرب وظﺎﻫرة اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻧﻘﻠﺑﺗﺎ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ
ﻣﺷﻛﻼت ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺗﺗطﻠب ﻋﻼﺟﺎ ﻧﺎﺟﻌﺎ ﯾﺟول دون اﻟﺗﺳﯾب اﻟﺣﺎﺻل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل أداء اﻟﺣﻘوق واﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟواﺟﺑﺎت
اﻟﺗﻲ ﯾﻔرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣواطن ﻋﺎﻣﺔ واﻟﻣﻛﻠف ﺧﺎﺻﺔ ،ﺷﻌورﻩ ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﻪ واﻻﻧﺗﻣﺎء إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻋﺎﻩ ﺑﺣﻛم ﻛوﻧﻬﺎ
دوﻟﺔ اﻟرﻋﺎﯾﺔ واﻟﻌﻧﺎﯾﺔ واﻹﻧﻣﺎء ﻋﻠﻰ ﻛل ﺻﻌﯾد.
وﻻ رﯾب ﻓﻲ أن اﺷﺗراع اﻟﻘواﻧﯾن واﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟرﺷﯾدة واﻟدﻗﯾﻘﺔ واﻟﻣﺑرأة ﻣن اﻟﻧواﻗص واﻟﺛﻐرات اﻟﺗﻲ
ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻧﻔد ﻣﻧﻬﺎ اﻟراﻏﺑون ﻓﻲ اﻟﻐش أوﻓﻲ اﻟﺗﻬرب ،ﻟﻘﺿم ﺣﻘوق اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻫو ﻣن اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ
ﻓﻲ ﻟﺟم ظﺎﻫرﺗﻲ اﻟﺗﻬرب واﻟﻐش ﻣﻌﺎ ،وﻟﻛن ﺑﺷرط أن ﺗوﺿﻊ ﺗﻠك اﻟﻘواﻧﯾن واﻷﻧظﻣﺔ ﻣوﺿﻊ اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﺳﻠﯾم ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ
إدارة ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﻛﻔﺎءة واﻟﺧﺑرة واﻟﺧﻠﻘﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ،وﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻣﺎرس أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘق واﻟﺟﺑﺎﯾﺔ واﻟرﻗﺎﺑﺔ وذﻟك
1
ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟواﺳﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣوﻟﻬﺎ إﯾﺎﻫﺎ اﻟﻧﺻوص اﻟﻣرﻋﯾﺔ اﻹﺟراء.
ٕواذا ﻛﺎن اﻟﻣطﻠوب أﯾﺿﺎ ﻫو اﺳﺗﺧدام اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻣن ﻣﻣﻛﻧﺔ وأﺟﻬزة إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺗﺄﺧذ ﺑﻌﯾن
اﻻﻋﺗﺑﺎر ﺿرورة اﻟﺗﻧﺳﯾق واﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟدواﺋر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﻛز واﻷﻗﺎﻟﯾم ﻟﻠﺟوء دون ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻬرب واﻟﻐش
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﺎﻟﻣطﻠوب أﯾﺿﺎ إﺗﺑﺎع ﺳﯾﺎﺳﺗﻲ اﻟﺗرﻏﯾب واﻟﺗرﻫﯾب ﻓﺗﺗﺟﻠﻰ أوﻟﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﺷر اﻟوﻋﻲ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ ﺻﻔوف
اﻟﻣواطﻧﯾن اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم واﻟﻧﺷر واﻻﺗﺻﺎل ،وﻓﻲ ﺗﺑﺻﯾر اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﻣﺣﺎذﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ظﺎﻫرﺗﻲ اﻟﻐش واﻟﺗﻬرب ﻣن اﻟﺿراﺋب واﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ أن اﻟﻬروب اﻟﻔردي ﻣن ﺗﺣﻣل اﻟﻌبء
اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﺣﺗﻣل ﻗد ﯾؤدي وﻫو ﺳﯾؤدي ﺣﺗﻣﺎ إﻟﻰ ﺗراﻛم اﻷﻋﺑﺎء واﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻫل ﺗﻣﺗﻠﺊ ﻓﯾﻪ اﻟﺧزاﺋن
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺣق وﺑﻐﯾر ﺣق.
وأﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻬرﯾب ﻓﺗﺗﺟﻠﻰ ﻫذﻩ ﺧﻼل ﻓرض اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟرادﻋﺔ واﻟﻘﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗردع ﻫواة
اﻟﺗﻬرب واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﺗﺟﻌﻠﻬم ﯾﺣﺳﺑون أﻟف ﺣﺳﺎب ﻟﻣﺎ ﯾرﺗﻛﺑوﻧﻪ ﻣن ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﺗﺣرم اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن
1
ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎذة اﻟﺧطﯾب وأﺣﻣد زﻫﯾر ﺷﺎﻣﯾﺔ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،ط ،2ص .220 ،219
51
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
ﺣﻘوﻗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺿراﺋب أو ﻟﻠرﺳوم وأﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻻ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣن ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟردع أو
اﻟرﺟز ﻓﻠن ﺗﺗﻌدى ﻛﻣﺎ أﺳﻠﻔﻧﺎ ﻛوﻧﻬﺎ ﺷﺑﯾﻬﺔ ﺑﺗﻣﺎﺛﯾل اﻷﺳود اﻟﻣﻧﺻوﺑﺔ ﻋﻧد ﻣدﺧل ﻗﻠﻌﺔ ﺑﻌﻠﺑك ﻻ ﺗﺧﯾف أﺣدا وﻻ
ﺗردع ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ.
وﻻ رﯾب ﻋﻧدﻧﺎ أن اﻟدوﻟﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﻋﻠو ظﺎﻫرﺗﻲ اﻟﻐش واﻟﺗﻬرب ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ
وذﻟك ﺑﺈﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ وﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﻌﯾد إﻟﻰ اﻟﻣواطن ﺛﻘﺗﻪ ﺑﺻﺣﺔ اﻟﺗﻘدﯾرات ﻓﺿﻼ ﺛﻘﺗﻪ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ
اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم وﻋدم اﺳﺗﺧدام اﻟواردات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺻﺎرف اﻟواﺿﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻘق ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺻﺎﻟﺢ
اﻟوطﻧﻲ اﻟﻌﺎم.
واﻟواﻗﻊ أن اﻟﻣﺷرع ﺣﺎول ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ظﺎﻫرﺗﻲ اﻟﺗﻬرب واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺳواء ﺑﺎﻟﺗﻣﻠص ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو
ﺑﺗزوﯾر اﻟﺳﺟﻼت واﻟﺣﺳﺎﺑﺎت ﻓﺻدر ﻣرﺳوم ﻣﺗﺿﻣﻧﺎ ﻋﻘوﺑﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ وﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم ﻓﻲ ﺛﻼث
ﻣواد وردة ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
ﻣن ﺗﻣﻠص ﻋﻣدا أو ﺣﺎول اﻟﺗﻣﻠص وﻣن ﺳﺎﻋد ﻏﯾرﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﺳدﯾد ﻛﺎﻣل ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم اﻟﺗﻲ
اﻗﺗطﻌﻬﺎ ﻣن اﻟﻐﯾر ﻟﺣﺳﺎب اﻟﺧزﯾﻧﺔ أو ﺗﺄﺧر ﻓﻲ ﺗﺳدﯾد إﯾرادات وﺣﺻص أرﺑﺎح ﻋﺎﺋدﻩ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣدة ﺗزﯾد ﻋن اﻟﺷﻬر
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن إﻧذارﻩ ﻋوﻗب ﺑﻐراﻣﺔ ﺗﺗراوح ﺑﯾن ﻣﻠﯾون وﻋﺷرون ﻣﻠﯾون ﻟﯾرة أو ﺑﺎﻟﺳﺟن ﻣن ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر إﻟﻰ ﺳﻧﺔ ،وﻓﻲ
ﺣﺎل اﻟﺗﻛرار ﺗﻔرض اﻟﻌﻘوﺑﺗﺎن ﻣﻌﺎ ،وﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﺗﺳدﯾد ﻋﺷرﯾن ﺿﻌف اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو
اﻟرﺳم اﻟﻠذﯾن ﻟم ﯾﺳددا.
وأﺧﯾ ار ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﻣﻌدل ﻧﻔﺳﻪ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺟري اﻟﻣﻼﺣﻘﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ أﻣﺎ ﻋﻔوا ﻣن ﻗﺑل
اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﺑواﺳطﺗﻬﺎ ﺑﻧﺎء ﻟطﻠب ﻣدﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎم وﯾﺗﻘطﻊ ﻣرور اﻟزﻣن ﺑﻣﺟرد اﻟﺷروع ﺑﺎﻟﻣﻼﺣﻘﺔ.
ﺣﺳب ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎﻩ ﻓﺈن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻓرﯾﺿﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﺟﺑرﯾﺔ دﻓﻌﻬﺎ ﺑﻼ ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺑﺎﺷر وﻧﻬﺎﺋﻲ،
ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ واﻟﻘواﻋد ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺑدأ اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﯾﻘﯾن ،اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل وأﺧﯾ ار ﻗﺎﻋدة
اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل واﻟﻬدف ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﻫو اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟدوﻟﺔ أو ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن أي أﻧﻬﺎ
ﺗﺣﻘق ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﻟﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺗﺣﻘق ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﻧﻔﻲ إﻟﻰ ﻋدة أﻧواع وﻫذا
وﻓﻘﺎ ﻟﻌدة ﻣﻌﺎﯾﯾر.
ﻛﻣﺎ ﻧﺳﺗﺧﻠص أﯾﺿﺎ أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ﻓﻬﻲ أﯾﺿﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟدوﻟﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
وﻟﻘد اﺗﺿﺢ أن ﻛل دوﻟﺔ ﺗﺧﺗﺎر ﻣزﯾﺟﺎ ﺿرﯾﺑﯾﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ إذ أن ﻫذﻩ اﻟﻧظم ﻻ ﺗﻛون ﺷرطﺎ ﻓﻲ ﻛل دوﻟﺔ،
اﻟﻣﻬم أن ﺗﺣﻘق ﻣﺎ ﺧططﺗﻪ ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻛﻣﺎ ﻧﺟد أن ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﺿراﺋب وﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﯾﻧﺟر ﻋﻧﻪ وﻗوع ﻋدة آﺛﺎر اﻟﺗﻲ
52
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
ﺑدورﻫﺎ ﺗﺄﺛر ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ أﻫﻣﻬﺎ :ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ،اﻹﻧﺗﺎج،
اﻻﺳﺗﻬﻼك ،اﻷﺳﻌﺎر واﻻدﺧﺎر.
وﻋﻠﯾﻪ ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣوارد ﻓﻲ زﯾﺎدة ﺗﺣﺻﯾل اﻹﯾرادات ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة أن ﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﯾﻪ.
1
ﻣﺣرزي ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص115 :
2
ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد ﻓرﻫود ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﻧﺷورة ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﻠب – ﺣﻠب – اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ 1979م ،ص155 :
3
ﻋﺎدل اﺣﻣد ﺣﺷﯾش ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق – ص132 :
53
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻓﻘط وﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻧص ﻋﻠﻰ إﺣداث اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ وﯾﺗﻣﺣور ﺣول ﺛﻼث ﻣﺣﺎور
أﺳﺎﺳﯾﺔ :
-ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎل اﻟﺗطﺑﯾق
-ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺣﺳم
-اﻟﺗﻘﻠﯾص ﻣن اﻟﻣﻌدﻻت
-وﺑﻌد اﻻﺳﺗﻐﻼل ﻗﺎﻣت اﻟﺟزاﺋر ﺑﺈﺗﺑﺎع اﻟرﺳوم ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣﺎل ﺑﻬدف ﺗطوﯾر اﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ وﻟﻛن ﻟم ﯾﻧﺟﺢ اﻟﻬدف
اﻟﻣﺳطر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﯾﺗﺿﻣن ﻋدة ﺳﻠﺑﯾﺎت ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ أن ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾﻘﻪ ﻣﺣدود ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﺟود رﺳﻣﯾن
).(TUGP.S) (TVG.P
وﻫذا دﻟﯾل ﻋﻠﻰ أن ﻧظﺎم اﻟرﺳم اﻟوﺣﯾد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج واﻟرﺳم اﻟوﺣﯾد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺄدﯾﺔ
اﻟﺧدﻣﺎت ﻏﯾر واﻗﻌﻲ ﺣﯾث ﯾﺣﺳب اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻌر اﻟﻛﺎﻣل ﺣﯾث أن اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﻌدل اﻟرﺳم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺑﻪ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻛﻣﺛل اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟزاﺋدة.
1
ﯾﺣﻣل ﻣﺻطﻠﺢ اﻟرﺳم ﺛﻼث ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ:
اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻷﻋﻣﺎل واﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ﻛﺎﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ واﻟرﺳوم اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟرﺳوم اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ -1
اﻟرﺳم اﻟﺗﻘﻠﯾدي واﻟذي ﯾﻔرض ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻣﻘطوع ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎ ﯾﻘدﻣﻪ ﻣرﻓق ﻋﺎم وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟرﺳوم -2
ﻣﺻطﻠﺢ أﺟر ﻟﺧدﻣﺔ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻛﺑﻌض اﻟرﺳوم اﻹدارﯾﺔ
اﻟرﺳوم اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟرﺳوم اﻟﺷﺑﻪ ﺿرﯾﺑﺔ وﻫﻲ اﻟرﺳوم اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض ﻣﻘﺎﺑل ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺔ أو ﻣﻧﻔﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ -3
ﻟﻸﻓراد
ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ذﻟك أن ﻟﻠرﺳم ﻋدة ﻣﻌﺎﻧﻲ :اﻷول ﻫو اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣرادف ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ واﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﺣﻣل ﺻﻔﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ -
واﻟﺛﺎﻟث ﻫو اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟواﺳﻊ واﻟﺣدﯾث واﻟذي ﯾﻛون ﻣﻘﺎﺑل ﺧدﻣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ.
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟرﺳم.
ﻫو ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ إﻟزاﻣﻲ ﯾدﻓﻌﻪ اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدون ﻣن اﻟدوﻟﺔ أو اﻟوﻻﯾﺔ أو اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑل ﺧدﻣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ذات ﻧﻔﻊ ﻋﺎم -
وﺧﺎص
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺧﺻﺎﺋص اﻟرﺳم.
ﻟﻠرﺳم ﻋدة ﺧﺻﺎﺋص.
1
ﺑن ﻋﻣﺎرة ﻣﻧﺻور ،اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ،دار اﻟﺟزاﺋر 2010 ،ص -02 -2-19
54
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ :ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺔ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ طﺎﻟﺑﻬﺎ أن ﯾدﻓﻊ ﺳﻠﻔﺎ ﻣن اﻟﻧﻘود إﻣﺎ أن ﯾﻛون -1
ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺋوﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣﻘطوﻋﺎ وﺛﺎﺑﺗﺎ
اﻟﺻﻔﺔ اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ :أي أن ﻋﻠﻰ طﺎﻟب اﻟﺧدﻣﺔ أن ﯾدﻓﻊ ﺑﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻘﺎﺑل ﺣﺻوﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ -2
اﻟﺧدﻣﺔ وأن ﻋﻧﺻر اﻹﺟﺑﺎر ﻓﻲ اﻟرﺳم إﻣﺎ ﯾﻛون
ذو ﺻﻔﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ :وﻫو اﻹﺟﺑﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ أي اﻟﺗزام اﻟﻔرد ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون ﻣﺿط ار ﻟطﻠب اﻟﺧدﻣﺔ -
واﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ وأداء اﻟرﺳم اﻟﻣﻘرر ﻋﻧﻬﺎ ،وﻻ ﺣرﯾﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻋدم دﻓﻊ اﻟرﺳم ﺑل ﯾﻛون اﻹﺟﺑﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ إﻟﻰ أﻗص
ﻣداﻩ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻔرد ﻣﺧﺎطﺑﺎ ﺑﻘﺎﻋدة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ آﻣرة ﺗﻠزﻣﻪ ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﻣن ﺟﺎﻧب ﺑﻌض
اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗم ﺗﺛﺑﯾت ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟرﺳوم ﺑﻘﺎﻧون وﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻛرﺳم اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻹﺟﺑﺎري
ورﺳوم اﺳﺗﺧراج ﻫوﯾﺔ اﻷﺣوال اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﺗﺑﻠﯾط اﻟﺷوارع واﻟﺗطﻌﯾم اﻹﺟﺑﺎري ....اﻟﺦ
إﻣﺎ أن ﯾﻛون ﻓﯾﻪ إﺟﺑﺎر ﻣﻌﻧوي: -
واﻟذي ﯾﻠﺗزم ﻓﯾﻪ اﻟﻔرد ﺑدﻓﻊ اﻟرﺳم ﻓﻘط ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ أراد وﻗرر اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﺧدﻣﺔ واﻟذي ﯾﻠﺗزم ﻓﯾﻪ اﻟﻔرد
ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون ﺑطﻠب اﻟﺧدﻣﺔ ٕواﻧﻣﺎ ﻣﺧﯾر وﺑﻣﺣض إرادﺗﻪ ﻓﻲ طﻠب اﻟﺧدﻣﺔ وﻟﻛن ﻣﺗﻰ ﻗرر اﻟﺧدﻣﺔ واﻻﻧﺗﻔﺎع
ﺑﻣﺎ اﻟﺗزم وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون ﺑﺄداء اﻟرﺳم اﻟﻣﻘرر ﻋﻧﻬﺎ وﻣﺛﺎل ذﻟك ﻣﺎ ﯾﻘدﻣﻪ ﻣن ﺧدﻣﺎت ﻛﺎﺗب اﻟﻌدل ﻓﻲ إﺿﻔﺎء رﺳﻣﯾﺔ
ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ أو ﺳﻧد اﻟدﯾن ﻟﯾﺗﺣول ﻣن ﺳﻧد ﻋﺎدي إﻟﻰ ﺳﻧد رﺳﻣﻲ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻓﻲ دواﺋر اﻟﺗﺳﺟﯾل
اﻟﻌﻘﺎري...اﻟﺦ
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﯾرى ﺑﻌض اﻟﻛﺗﺎب أﻧﻬم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺟﺑﺎر اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﺈن اﻟﻔرد ﻻ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣرﯾﺗﻪ ﻓﻲ طﻠب -
اﻟرﺳم ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺧدﻣﺔ وﺧﯾر ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك رﺳوم اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾدﻓﻊ اﻟﺷﺧص اﻟرﺳم ﻋﻧﻬﺎ
ﺗﻌرض ﻟﻣﺷﺎﻛل ﻗد ﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﺿﯾﺎع ﺣﻘﻪ إذا ﻟم ﯾﺳﺟل اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺎﺳﻣﻪ.
وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﻋﻧﺻر اﻹﺟﺑﺎر ﻣﺗوﻓر ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻛن درﺟﺔ ﻫذا اﻹﺟﺑﺎر ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺧدﻣﺔ -
ﻷﺧرى.
ﺗدﻓﻊ ﺑﻣﻘﺎﺑل. -3
ﯾدﻓﻊ اﻟﻔرد اﻟرﺳم ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺧدﻣﺔ ﻣن اﻟدوﻟﺔ أو ﻫﯾﺋﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻗد ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺧدﻣﺔ ﺗﺗوﻻﻫﺎ
إﺣدى اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻷﺷﺧﺎص ﻛﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺛﻼ.
طﺎﺑﻊ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ. -4
ﯾﺷﻛل طﺎﺑﻊ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻓﻲ اﻟرﺳم أﻫﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻧظ ار ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﺗﻣﯾز ﻋن أﻫم ﻣﺻﺎدر اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻫﻲ
اﻟﺿراﺋب ،ﻓﺎﻟذي ﯾطﻠب اﻟﺧدﻣﺔ ﯾﺳﻌﻰ ﻣن وراء ذﻟك إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﻧﻔﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻪ وﺣدﻩ دون أن ﯾﺷﺎرﻛﻪ
ﻓﯾﻬﺎ ﺷﺧص آﺧر.
55
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
56
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
1
ﯾﺳري أﺑو اﻟﻌﻼء ،ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ -دار اﻟﻌﻠوم ،اﻟﺟزاﺋر ،2003ص 60
57
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
اﻟﺿرﯾﺑﺔ إﺟﺑﺎرﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻘدار ووﻗت ﻣﺣدد ﯾﺟب اﻟﺗﻘﯾد ﺑﻬﺎ ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟرﺳم ﻓﻬو اﺧﺗﯾﺎري ﯾﻛون رﻏﺑﺔ ﻓﻲ -2
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺧدﻣﺔ.
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺳﻧوﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟرﺳم آﻧﯾﺎ ﺑﻣﺟرد اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﺑﺎﻟﺧدﻣﺔ. -3
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ.
-1ﺗﻌرﯾﻔﻪ :ﯾﻌﺗﺑر اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻣن اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﻣﺣﺻﻠﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ
)اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟوﻻﯾﺔ( ،ﺣﯾث ﻗﺑل 1986اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻛﺎﻧت ﺗﻘﺳم ﻋﻠﻰ ﻓﺋﺗﯾن:
ﻓﺋﺔ ﺗﺧص اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري واﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﺧدﻣﺎت
ﻓﺋﺔ ﺗﺧص اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻐﯾر ﺗﺟﺎرﯾﺔ ) اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺣرة ﻣن ﻣﺣﺎﻣﯾن وأطﺑﺎء ،ﺑﺣﯾث ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ 1996
ﺗم دﻣﺞ ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻔﺋﺗﯾن ﻓﻲ ﻓﺋﺔ واﺣدة وأﺻﺑﺣت ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻧﻔس اﻟرﺳم 2.55ﻫذا ﯾﺑرز ﺧﺿوع ﻧﺷﺎط اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﺣرة إﻟﻰ اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ وﯾﺟدر اﻟذﻛر أن اﻟﻔﺋﺗﯾن اﻟﻣذﻛورﺗﯾن أﻋﻼﻩ ﻛﺎﻧت ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻣﻌدل ﺿرﯾﺑﺔ
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﺎﻟﻔﺋﺔ اﻷوﻟﻰ TATCﺗﺧﺿﻊ إﻟﻰ 2.55وﻓﺋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ TANCﺗﺧﺿﻊ إﻟﻰ .6.05
-2ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ.
-ﯾﻔرض اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﻌﯾن واﻟﻣﻌﻧوﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾﻣﺎرﺳون ﻧﺷﺎطﺎ ﺻﻧﺎﻋﻲ أو ﺗﺟﺎري
أو ﻏﯾر ﺗﺟﺎري وﻫو ﯾﺣﺳب ﻋﻠﻰ أﺳﺎس رﻗم اﻷﻋﻣﺎل اﻟذي ﺣﻘﻘﻪ ﻫؤﻻء اﻷﺷﺧﺎص ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋﻠﻰ ﻧﺗﯾﺟﺗﻬم
1
اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﻧص اﻟﻣﺎدة 217ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟرﺳوم اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-ﯾﺳﺗﺣق اﻟرﺳم ﺑﺻدد اﻹﯾرادات اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ اﻟﻣﻛﻠﻔون ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟدﯾن ﻟدﯾﻬم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﺣﻼ ﻣﻬﻧﯾﺎ
داﺋﻣﺎ وﯾﻣﺎرﺳون ﻧﺷﺎطﺎ ﺗﺧﺿﻊ أرﺑﺎﺣﻪ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺻف اﻷرﺑﺎح ﻏﻲ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ،ﻣﺎ ﻋدا ﻣدا
ﺧﯾل اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﺳﺗﻐﻼل اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﯾن أو اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻛذﻟك ﻟﻠرﺳم.
-رﻗم اﻷﻋﻣﺎل ﯾﺣﻘﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﻠﻔون ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟذﯾن ﯾﻣﺎرﺳون ﻧﺷﺎطﺎ ﻧﺧﺿﻊ أرﺑﺎﺣﻪ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ
ﻓﻲ ﺻف اﻷرﺑﺎح ﻏﯾر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣﺎ ﻋدا ﻣدا ﺧﯾل اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﺳﺗﻐﻼل اﻷﺷﺧﺎص
اﻟﻣﻌﻧوﯾﯾن أو اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻛذﻟك ﻟﻠرﺳم رﻗم اﻷﻋﻣﺎل ﯾﺣﻘﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﻠﻔون ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟذﯾن ﯾﻣﺎرﺳون ﻧﺷﺎطﺎ
ﺗﺧﺿﻊ أرﺑﺎﺣﻪ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﺿف اﻷرﺑﺎح اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت
ﻣﻌدل اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ: -
-ﯾﺣدد اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ ب 2ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺣﻘق وﺗوزع ﺣﺻﯾﻠﺗﻪ ﺣﺳب اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ
1
ﻣﺣﻣد ﺣﻣو ،ﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ،2009 ،ص 86
58
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
اﻟﻣﺻدر :اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻗرار اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻣطﺑﻌﺔ /2004ص2-
59
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
-وﯾﻣﻧﺢ ﺗﺟﺎر اﻟﺗﺟزﺋﺔ اﻟذﯾن ﻟﻬم ﺻﻔﺔ ﻋﺿو ﺟﯾش اﻟﺗﺣرﯾر اﻟوطﻧﻲ أو اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺟﺑﻬﺔ اﻟﺗﺣرﯾر اﻟوطﻧﻲ
وأراﻣل اﻟﺷﻬداء ﺗﺧﻔﯾﺿﺎت ﺑﻧﺳﺑﺔ 30ﻣن رﻗم اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ.
-4اﻹﻋﻔﺎءات ﻣن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ.
-ﻟﻘد وﺿﻊ اﻟﻣﺷرع ﻋدة إﻋﻔﺎءات ﻣن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ ،وذﻟك ﻹﻋﺗﺑﺎرات اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻧﺟد
اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1رﻗم اﻷﻋﻣﺎل اﻟذي ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز ﺛﻣﺎﻧون أﻟف دج )80.000دج( إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟذﯾن ﺗﺗﻌﻠق
ﻧﺷﺎطﺎﺗﻬم ﺑﺑﯾﻊ اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ أواﻟﻣواد أواﻟﻠوازم واﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺄﺧوذة أواﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺔ ﻓﻲ ﻋﯾن اﻟﻣﻛﺎن ،وﺧﻣﺳون أﻟف دج
) 50.000دج( إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻧﺎﺷطﯾن ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت.
-2ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣواد ذات اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟواﺳﻊ اﻟﻣدﻋﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ أو اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﺗﻌوﯾض
-3ﻣﺑﻠﻎ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﻧﻘل أو اﻟﺳﻣﺳرة اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣواد واﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﺗﺻدﯾر ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻛﻠﻔﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎت
اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻗﺻد إﻧﺗﺎج اﻟﻣواد اﻟﺑﺗروﻟﯾﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﺗﺻدﯾر
-4ﻣﺑﻠﻎ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺗﺟزﺋﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣواد اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 31.96
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 15ﺟﺎﻧﻔﻲ 1996اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗﺣدﯾد أﺳﻌﺎر ﺑﻌض اﻟﻣواد واﻟﺧدﻣﺎت اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ
ﺗﻔوق ﺣدود اﻟرﺑﺢ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺗﺟزﺋﺔ ﻧﺳﺑﺔ 10
-5اﻟﺟزء اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳدﯾد اﻟﻘرض ﻓﻲ إطﺎر ﻋﻘد اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻹﯾﺟﺎري اﻟﻣﺎﻟﻲ
-6اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﻧﺟزة ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻧﻔس اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ
-7اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺣﻘق ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ واﻟﻔﻧدﻗﯾﺔ واﻟﺣﻣوﯾﺔ واﻹطﻌﺎم اﻟﻣﺻﻧف واﻷﺳﻔﺎر
-8اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺧﺎﺿﻌون اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻣﻛﺎن ﻓرﺿﻬﺎ
ﻟﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 223ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟرﺳوم اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ :ﯾؤﺳس اﻟرﺳم ﻛﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ:
-ﺑﺎﺳم اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن اﻹﯾرادات اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،ﺣﺳب ﻣﻛﺎن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣﻬﻧﺔ أو ﺑﺎﺳم اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻋﻧد
اﻻﻗﺗﺿﺎء
-ﺑﺎﺳم ﻛل ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس رﻗم اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺣﻘق ﻣن طرف ﻛل ﻣؤﺳﺳﺔ ﻓرﻋﯾﺔ ﻣن ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ اﻟﻔرﻋﯾﺔ أو وﺣدة
ﻣن وﺣداﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻛل ﺑﻠدﯾﺔ ﻣن ﺑﻠدﯾﺎت ﻣﻛﺎن وﺟودﻫﺎ
-ﯾؤﺳس اﻟرﺳم ﻓﻲ اﻟﺷرﻛﺎت ،ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﺷﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏرار ﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﺑﺎﺳم اﻟﺷرﻛﺔ.
60
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
61
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
1
ﺑن ﻋﻣﺎرة ﻣﻧﺻور ،اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2010 ،ص ص .45-44
2
ﻫوام ﺟﻣﻌﺔ ،ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2002 ،ص ص 136-135
62
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
-اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣودع ﺑﺎﻷﻣﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻐﻠﯾﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب إﻋﺎدﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﻘﺎﺑل ﺗﺳدﯾد ﻫذا اﻟﻣﺑﻠﻎ
-اﻟﻣدﻓوﻋﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘل
-ﻛﻣﺎ أن ﻣن أﺟل ﺗﺣدﯾد رﻗم اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺧﺎﺿﻊ ل TVAﻻﺑد ﻣن إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻷﺷﻐﺎل أو اﻟﺧدﻣﺎت
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﻛل اﻟﻣﺻﺎرﯾف -
-اﻟﺣﻘوق واﻟرﺳوم اﻟﻣﻧﺷﺄة
-اﻟﻣﻘﺑوﺿﺎت اﻟﻣﻠﺣﻘﺔ
راﺑﻌﺎ :ﻣﻌدﻻت اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ.
1
-ﻟﻘد ﺣدد ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ 1992أرﺑﻌﺔ ﻣﻌدﻻت ﻟﻠرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-اﻟﻣﻌدل اﻟﻣﺧﻔض اﻟﺧﺎص %7
اﻟﻣﻌدل اﻟﻣﺧﻔض13% -
-اﻟﻣﻌدل اﻟﻣﺧﻔض اﻟﻌﺎدي% 21
-اﻟﻣﻌدل اﻟﻣﺿﺎﻋف% 40
وﻗد أﻟﻐﻲ اﻟﻣﻌدل اﻟﻣﺿﺎﻋف % 40ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ،1995ﻛﻣﺎ ﺗم ﺗﻌدﯾل ﻣﻌدل اﻟﻣﺧﻔض إﻟﻰ
4ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ، 1991وﻗد ﺗم إﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ ﻣﻌدﻻت اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 2001أﺻﺑﺢ ﯾﺷﻣل
ﻣﻌدﻟﯾن وﻛل ﻫذا ﻣن أﺟل زﯾﺎدة ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎف.ة
اﻟﻣﻌدل اﻟﻣﺧﻔض اﻟﺧﺎص %7ﯾطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﻓﺎﺋدة ﺧﺎﺻﺔ. -
-اﻟﻣﻌدل اﻟﻣﺧﻔض اﻟﻌﺎدي %17ﯾطﺑق ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت واﻟﺧدﻣﺎت.
-ﻣﯾﻛﺎﻧﯾزم اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت :
-اﻻﺳﺗرﺟﺎع ﻻ ﯾﺗم إﻟﻰ وﻓق ﻗﺎﻋدة اﻟﺗﻔﺎوت اﻟزﻣﻧﻲ ﻟﺷﻬر اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﺳﺗرﺟﺎع اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت ،
اﻷﺷﻐﺎل ،اﻟﺧدﻣﺎت أو ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹﺳﺗراد أو اﻟﻣﺧﻔﺿﺔ ﺧﻼل اﻟﺷﻬر اﻟﺣﺎﻟﻲ إﻻ ﻋﻠﻰ ﺗﺻرﯾﺣﺎت رﻗم اﻷﻋﻣﺎل
ﻟﻠﺷﻬر اﻟﻣﺎﻟﻲ
ﺧﺎﻣﺳﺎ :اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ.
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ل TVAوﺟوﺑﺎ:
-ﻫو ﻣﺳﺗﺣق وﺟوﺑﺎ ﻋﻠﻰ:
1
ﻧﺎﺻر دادي ﻋدن ،اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﺎﻟﻲ ،دار اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،ص . 10
63
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
-ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻻﺳﺗراد
-ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﯾﻊ واﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ وﻛذﻟك ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﺗﺟﺎري أو اﻟﺣرﻓﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻓﻲ
اﻟﺟزاﺋر ﺑﺻﻔﺔ اﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ أو ﻋرﯾﺿﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾطﺑق ﻫذا اﻟرﺳم ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن:
-اﻟوﺿﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺗدﺧﻠون ﻓﻲ إﻧﺟﺎز اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ وﺿﻌﯾﺗﻬم إزاء ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﺿراﺋب اﻷﺧرى
-ﻛﻣﺎ ﺗدرج اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻟزوﻣﺎ وذﻟك ﯾﺗﺿﻣن :
-اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﻘوﻻت
-اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎرات
وﻣن ﻫﻣﻧﺎ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺧﺎﺿﻌون ﻟﻠرﺳم ﻫم:
-اﻟﻣﻧﺗﺟون ﺑﺎﻟﺟﻣﻠﺔ
-اﻟﻣﺳﺗوردون
-اﻟﺑﺎﺋﻌون ﺑﺎﻟﺗﺟزﺋﺔ
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ل TVAاﺧﺗﯾﺎ ار ﯾﺎ:
وﻫﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻟﻔﺎﺋدة
-اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺑﯾﺗروﻟﯾﺔ
-اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟرﺳم اﻵﺧرﯾن
-ﻣؤﺳﺳﺎت ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻧظﺎم اﻟﺷراء أواﻹﻋﻔﺎء
ﻛﯾﻔﯾﺎت اﻹﺧﺗﯾﺎر:
-ﺣﯾث ﯾﻣﻛن طﻠﺑﻪ ﻓﻲ أي وﻗت ﻣن اﻟﺳﻧﺔ وذﻟك ﺣﺳب اﻟﺗﺻرﯾﺢ اﻟذي ﯾدﻟﻲ ﺑﻪ اﻟﻣﻌﻧﻲ
-ﯾﺻﺑﺢ ﻧﺎﻓدا ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌد اﻟﯾوم اﻷول اﻟذي ﯾﻠﻲ اﻟﺷﻬر اﻟذي ﯾﻛﺗب ﻓﯾﻪ اﻻﺧﺗﯾﺎر وﯾﻧﻘض ﺑﺻﻔﺔ إﺟﺑﺎرﯾﺔ ﻓﻲ 31
دﯾﺳﻣﺑر اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺑدأ ﻓﯾﻬﺎ ﺳرﯾﺎن اﻻﺧﺗﯾﺎر
-ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻻﺧﺗﯾﺎر:
ﯾﺧﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﺻﻔﺔ إﺟﺑﺎرﯾﺔ اﻟﺷﺧص ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻣﻠزم ﺑﻛل اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻪ.
64
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
-ﺣﻘوق اﻟطﺎﺑﻊ:
-ﺗﻔرض ﻫذﻩ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗداول اﻷﻣوال واﻧﺗﻘﺎﻟﻬﺎ ﻣن ﺷﺧص إﻟﻰ آﺧر وﯾﺗم ذﻟك ﻋن طرﯾق ﺗﺣرﯾر وﺛﺎﺋق
ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻛﺎﻟﻌﻘود أواﻟﺷﯾﻛﺎت واﻟﺟدول ﯾﻣﺛل ﺣﻘوق اﻟطﺎﺑﻊ.
اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺣﺟﻣﻲ
60دج ورق ﺳﺟل
65
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
1
ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻌﻠوم ،اﻟﺟزاﺋر. 2003 ،
66
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
67
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﻠدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔرز ﯾﺗم ﺗﻌوﯾض ﻛل ﻣﻧزل ﻓﻲ ﺣدود 15ﻣن ﻣﺑﻠﻎ اﻟرﺳم اﻟﻣطﺑق ﻋﻠﻰ
رﻓﻊ اﻟﻘﻣﺎﻣﺎت اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ
-ﺣﻘوق اﻟﺗﺳﺟﯾل:
-ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺷرﻛﺔ ﺷﺧﺻﺎ ﻣﻌﻧوﯾﺎ ،ﻟﻪ ذﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺳﺗﻐﻠﺔ ﻋن ذﻣﺔ اﻟﺷرﻛﺎء ﺗﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟذﻣﺔ ﻣن ﺣﺻص ﻋﺎدﯾﺔ وﻓﻲ
ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻣن ﺣﺻص ﻟﻘﺎء ﻋوض وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺳﺟﯾل ،وﻫذا ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻘﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣدرﺟﺔ ﺿﻣن ﻣﺟﺎل ﻧﺷﺎطﻬﺎ.
68
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
69
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
ورﻏم ﻧل ﻫدﻩ اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬذا اﻟرﺳم إﻻ أﻧﻧﺎ ﻧﺟد ﺣﺳب ﻣﺎ ورد ﺑﻌد اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻟﻌﺎم1992ﻣن ﺧﻼل
ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1995ﯾﺧﺿﻊ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﻧوك واﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ﻋﻠﻰ اﻟرﺳم ﻛل اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻋﻔﺔ ﺑﻣﻌدل 13
واﻟذي ﻏﯾر ﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1947ﺑـ 14 :ﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ .2001
– 3اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﺗطﻬﯾر.
ﻫو رﺳم ﺗدﻓﻌﻪ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ ﻣﺎﻟﻛﺔ ﯾﻌﺗﺑر رﺳم ﻣﻠﺣق ﻛﺎﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎري ﺗدﻓﻌﻪ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻠﻛﯾﺎت اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ ﻛﻣﺎ إن رﺳوم ﻋﻠﻰ اﻟﺗطﻬﯾر رﺳوم ﻋﻠﻰ اﻟﺗطﻬﯾر.
أّ -ﺗدﺧل ﺿﻣن اﻟرﺳوم ﻣﺑﺎﺷرة ﺣﯾث ﯾﺣددﻩ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﺳم أﺻﺣﺎب اﻟﻣﻠك وﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع وﯾﺗﻣﺛل اﻟرﺳم
اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﻔﻌﻪ ﺳﻧوﯾﺎ وﺗﺿﺎﻣﻧﺎ ﻣﻊ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻠك وﯾﺣدد ﺑﻣﺑﻠﻎ.
ب -اﻟﺧﺎص ﺑﺗﺻرﯾف اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﻐﯾر ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠﺷرب.
ﯾﺣﺻل ﻣن طرف ﻫﯾﺋﺔ أو ﻣؤﺳﺳﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل وﺗدﻓﻊ ﻗﯾﻣﺔ ﻫذا اﻟرﺳم إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺑض اﻟﺑﻠدي أﻣﺎ
ﻗﯾﻣﺔ 10ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﻬﻼك.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺧﺎﻣس :اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟرﺳم واﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟرﺳم واﻟﺛﻣن اﻟﻌﺎم.
أوﻻ :اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟرﺳم واﻟﺿرﯾﺑﺔ:
ﯾﺗﺷﺎﺑﻪ ﻛل ﻣن اﻟرﺳم واﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ ﻋﻧﺻر اﻹﺟﺑﺎر ،إﻟﻰ أن اﻻﺧﺗﻼف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ إن
اﻟرﺳم ﯾرﻓض ﻣﻘﺎﺑل ﺧدﻣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾطﻠﺑﻬﺎ اﻟﺷﺧص وﯾﺣﺻل ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﯾﺷﺑﻪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻣﺑﺎﺷرة
ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌود ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل ﺑﺻورة ﻣﺑﺎﺷرة.
أﻣﺎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻛﻣﺻدر ﻫﺎم ﻟﻺﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻔرض ﺑدون ﻣﻘﺎﺑل ،ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻣن اﻟﺷﺧص
ﻓﻲ ﺗﻐطﯾﺔ ﺟزء ﻣن اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ.
وﺗرﺗﯾﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻫدا ﻓﺈن ﺗﺣدﯾد ﻗﯾﻣﺔ اﻟرﺳم ﯾﺗم ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻔرد،
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺣدﯾد ﻣﻘدار اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﯾﺗم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﻘدرة اﻟﺗﻛﻠﻔﯾﺔ أو اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ.
ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻟرﺳم ﯾﻔرض ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﺻورة ﻗ اررات إدارﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻼ ﺗﻔرض إﻻ
1
ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص وﯾﺻدر ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻧظ ار ﻟﺣﺳﺎﺳﯾﺔ وﺧطورة ﻫدا اﻟﻣﺻدر اﻟﺗﻣوﯾﻠﻲ.
1
ﻣﺣرزي ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص. 142 ،141 :
70
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
/3ﯾﺗم دﻓﻊ ﻗﯾﻣﺔ اﻟرﺳم ﺑﺻﻔﺔ إﺟﺑﺎرﯾﺔ ﻣن طرف اﻷﺷﺧﺎص ،أﻣﺎ اﻟﺛﻣن اﻟﻌﺎم ﻓﻬو اﺧﺗﯾﺎري.
/4ﯾﻣﻛن ﺗﺣوﯾل اﻟرﺳم إﻟﻰ ﺿرﯾﺑﺔ ﻋن طرﯾق إﺻدار اﻟﻘﺎﻧون ) ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ( ،أﻣﺎ اﻟﺛﻣن اﻟﻌﺎم ﻓﻼ ﯾﻣﻛن
2
ﺗﺣوﯾﻠﻪ إﻟﻰ ﺿرﯾﺑﺔ.
/5أن أﻫﻣﯾﺔ اﻟرﺳم ﻛﻣﺻدر ﻟﻺﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أﺧذت ﺗؤول ﺷﯾﺋﺎ ﻧﺣوى اﻟﺗﻘﻠص ،ﺑﯾﻧﻣﺎ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺛﻣن اﻟﻌﻣوﻣﻲ
ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣدى اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
1
اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟﻣوﻟﻲ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص99 :
2
ﻣﺣرزي ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص141 140 :
71
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
1
Louis trotabas.” finances publiques “. op ct.1967.paje 273
2ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ وﯾﺳري أﺑو اﻟﻌﻼء ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻌﻠوم ،ﻣﺻر ، 2003 ،ص.78 :
3
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص.78
72
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻘرض ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺣﯾث ﺗوﺟد ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ أوﺟﻪ ﺗﺷﺎﺑﻪ ﻛﻣﺎ ﺗوﺟد أوﺟﻪ اﺧﺗﻼف ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷوﺟﻪ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﻧﺟد أن اﻟﻘرض اﻟﻌﺎم ﯾﻌﺗﺑر ﻣوردا ﻣن ﻣوارد اﻟدوﻟﺔ وﺑذﻟك ﻫو ﯾﺗﺷﺎﺑﻪ ﻣﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ
ﻣن أﻫم اﻟﻣوارد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق وأﯾﺿﺎ ﻧﺟد أن اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن أو اﻻﻋﺗﺑﺎرﯾﯾن ﻫم اﻟذﯾن ﯾﺗﺣﻣﻠون
ﻋبء ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻛﻣﺎ أن ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﯾﺳﺗﻠزم ﺻدور ﻗﺎﻧون ﺑﻬﻣﺎ.
أﻣﺎ ﻋن وﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف ﻓﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ :
أن اﻟﻘرض ﺗﻠﺗزم اﻟدوﻟﺔ ﺑردﻩ ﻣﻊ ﻓواﺋدﻩ وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻹﺻدار اﻟﻘرض ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗدﻓﻊ ﺑﺻورة
ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ وﻻ ﺗﻠﺗزم اﻟدوﻟﺔ ﺑردﻫﺎ وﻻ ﺑدﻓﻊ ﻓواﺋدﻫﺎ » اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗدﻓﻊ ﺟﺑ ار ﺑﻣوﺟب اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺳﯾﺎدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻟذﻟك
ﻓﻬﻲ ﺗﻌد ﻣن ﻣوارد اﻟدوﻟﺔ اﻟﺳﯾﺎدﯾﺔ ﻋﻛس اﻟﻘروض ﻓﺎﻷﺻل ﻓﯾﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺗدﻓﻊ ﺑﺻورة اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب
1
اﻟﻣﻘرض رﻏﺑﺔ ﻣﻧﻪ ﻓﻲ اﺳﺗﺛﻣﺎر أﻣواﻟﻪ «
إن ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻻ ﺗوﺟﻪ إﻟﻰ اﻹﻧﻔﺎق ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻌﯾن وذﻟك اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻋدم ﺟواز ﺗﺧﺻﯾص
ﻟﺳد اﻟﻌﺟز اﻟطﺎرئ ﻓﻲ
اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻣﺎ ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﻘرض اﻟﻌﺎم ﻓﺗﺧﺻص ﻟﻺﻧﻔﺎق ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻌﯾن ّ
ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ أو ﻟﺗﻣوﯾل ﺷراء أﺳﻠﺣﺔ وﻣﻌدات ﺣرﺑﯾﺔ أو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺷروع إﻧﺗﺎﺟﻲ ﻗوﻣﻲ ﻣﺛل :ﻣﺗرو
اﻷﻧﻔﺎق.
أﺳﺑﺎب اﻟﻘروض :إن أﺳﺑﺎب اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘرض اﻟﻌﺎم وﺑﺎﻟذات ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋدﯾدة وﻣﺗﻧوﻋﺔ وﻣﻧﻬﺎ :
اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﯾﺎت ﻣﻌظم اﻟدول واﻟﻧﺎﺟم ﻋن زﯾﺎدة ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋن إﯾراداﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ .1
» اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻻﻗﺗراض ﻣن أﺟل ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾوﻓرﻫﺎ .2
)(2
اﻻﻗﺗراض ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗوﺳﯾﻊ ﻗدرة اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﻣﻧﻪ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ «
اﻻﻗﺗراض ﻣن أﺟل ﺗوﻓﯾر اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻌﻣل اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻣﺎء .3
واﻟطرق واﻟﺟﺳور واﻟﺳدود وﻏﯾرﻫﺎ.
أن ﺗﻠﺟﺄ اﻟدول إﻟﻰ اﻻﻗﺗراض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻛﺳﺎد ﺣﯾث ﯾﻘل اﻻﺳﺗﺧدام واﻟﻧﺷﺎط واﻹﻧﺗﺎج. .4
ﯾﻣﻛن أن ﺗﻠﺟﺄ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻼﻗﺗراض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻗوة ﺷراﺋﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﺑوﺟود طﻠب ﻟﻛﻲ ﯾﻔوق اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ .5
ﺣﯾث ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل اﻻﻗﺗراض ﺗﻘﻠﯾل اﻟطﻠب اﻟﻧﻘدي.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت اﻟﻘرض اﻟﻌﺎم :ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘﺳم اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ﻣﺗﻌددة ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣﻌﯾﺎر
اﻟذي ﯾﺳﺗﻧد إﻟﯾﻪ ﻛل ﺗﻘﺳﯾم ﻓﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﻣﺻدر اﻟﻘرض اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﻗروض داﺧﻠﯾﺔ وﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وﻣن
1
ﺳوزي ﻋدﻟﻲ ﻧﺎﺷد اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﺻر ،2009 ،ص .296
2
ﻓﻠﯾﺢ ﺣﺳن ﺧﻠف ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب اﻟﺣدﯾث ،اﻷردن ،2008 ،ص .243
73
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺣرﯾﺔ اﻻﻛﺗﺳﺎب ﻓﯾﻬﺎ ،ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﻗروض اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ٕواﺟﺑﺎرﯾﺔ ،وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺗوﻗﯾت اﻟﻘرض )ﻣداﻫﺎ
اﻟزﻣﻧﻲ( ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﺑﯾن اﻟﻘروض اﻟﻣؤﺑدة واﻟﻘروض اﻟﻣؤﻗﺗﺔ.
أوﻻ :ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﻣﺻدر اﻟﻘرض اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ.
ﯾﻛون اﻟﻘرض داﺧﻠﯾﺎ إذا ﻗﺎم ﺑﺎﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ ﺳﻧداﺗﻪ أﺷﺧﺎص طﺑﯾﻌﯾون أو اﻋﺗﺑﺎرﯾون داﺧل اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻘﺗرﺿﺔ
أي ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟذي ﯾﻌﻘد ﻓﯾﻪ اﻟﻘرض داﺧل اﻟدوﻟﺔ وﯾﺳﺗﻠزم ﻋﻘد اﻟﻘرض اﻟداﺧﻠﻲ ﺗواﻓر اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣدﺧرات وطﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔﻲ ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﻘرض وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﻘرض اﻟداﺧﻠﻲ أﯾﺿﺎ اﺳم اﻟﻘرض اﻟوطﻧﻲ ،وذﻟك
ﻷﻧﻪ ﯾﺳﺗﺧدم ﺑﻐرض ﺗﺣﻘﯾق ﻣﻧﻔﻌﺔ وطﻧﯾﺔ ﻛﻧﻔﻘﺎت اﻟﺣروب أو ﺗﻣوﯾل ﻣﺷروﻋﺎت أو إﻋﺎدة اﻟﺑﻧﺎء ﻋﻘب اﻟﻛوارث
اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﺣروب واﻟﻬدف ﻣﻧﻪ ﺗﺧﻠﯾص اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﻋبء دﯾن ﻋﺎم ﺧﺎرﺟﻲ ﻗد ﯾﺛﻘل ﻛﺎﻫﻠﻬﺎ.
أﻣﺎ اﻟﻘرض اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻓﺈن اﻟﻣﻛﺗﺗﺑﯾن ﻓﻲ ﺳﻧداﺗﻪ ﻫم اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾون واﻻﻋﺗﺑﺎرﯾون اﻟذﯾن ﯾﻘﯾﻣون ﺧﺎرج
اﻟدوﻟﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧوا رﻋﺎﯾﺎ أﺟﺎﻧب ،دول ﻣﻧظﻣﺔ وﻫﯾﺋﺎت دوﻟﯾﺔ ) ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ( .وﯾﻛون اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﯾﻪ ﯾطرح
ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،ﻓﺎﻟدوﻟﺔ ﺗﺗوﺟﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﻣدﺧرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ أﺧرى ،أو ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ
ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣن ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻣوﯾل اﻟدوﻟﻲ ﻹﻗراﺿﻬﺎ ﻛﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ وﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ أن ﺗﻘوم ﺑﻣﻧﺢ ﺿﻣﺎﻧﺎت وﻣزاﯾﺎ
إﺿﺎﻓﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻔواﺋد ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ ﻧﻣﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣﻘﺗرﺿﺔ وﺗﻠﺟﺄ اﻟدوﻟﺔ ﻋﺎدة إﻟﻰ ﻋﻘد اﻟﻘروض
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﺗﻛون ﻫﻧﺎك ﻣدﺧرات أو رؤوس أﻣوال وطﻧﯾﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﺿرورﯾﺔ،
ﺣﯾث ﺗرى اﻟدوﻟﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑرؤوس اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻫﻲ ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ﻻ أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ اﻷﺟﺎﻧب ٕواﻣﺎ
ﺑﻌدم ﻛﻔﺎﯾﺔ ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﻣﯾزان ﻣدﻓوﻋﺎﺗﻬﺎ.
وﻧﺷﯾر إﻟﻰ أﻧﻪ ﻗد ﯾﺗﺣول اﻟﻘرض اﻟﺧﺎرﺟﻲ إﻟﻰ ﻗرض داﺧﻠﻲ ﻛﺄن ﺗﻌﻣد اﻟدوﻟﺔ ﻋﻧد ﺗﺣﺳن ظروﻓﻬﺎ وأوﺿﺎﻋﻬﺎ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ) ﺗوﻓر اﻟﺳﯾوﻟﺔ ( إﻟﻰ ﺗﺣوﯾل اﻟﻘرض اﻟﻌﺎم اﻟﺧﺎرﺟﻲ إﻟﻰ ﻗرض ﻋﺎم داﺧﻠﻲ وطﻧﻲ ﻗﺑل ﺣﻠول ﺗﺎرﯾﺦ
اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻪ ،وذﻟك ﺑﻘﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ أو ﻣواطﻧﯾﻬﺎ ﺑﺷراء ﺳﻧدات اﻟﻘرض ﻣن اﻟداﺋﻧﯾن اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج.
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻗد ﯾﺗﺣول اﻟﻘرض اﻟداﺧﻠﻲ إﻟﻰ ﻗرض ﺧﺎرﺟﻲ وذﻟك ﺑﺗﺣوﯾل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺳﻧدات ﻣن اﻷﺷﺧﺎص
اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن داﺧل اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﻠﻛﯾﺔ أﺷﺧﺎص ﯾﻧﺗﻣون إﻟﻰ دول أﺧرى.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻛﺗﺗﺎب.
»اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ أن ﺗﻛون اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻣﯾزﻫﺎ ﻋن اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺟﺑرﯾﺔ «)(1وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻘرض
اﻻﺧﺗﯾﺎري أن ﯾﻛون اﻷﻓراد أﺣ ار ار ﻓﻲ اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ ﺳﻧدات اﻟﻘرض أو ﻋدم اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﯾﻬﺎ دون إﻛراﻩ ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣراﻋﯾن ﻓﻲ ذﻟك ظروﻓﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﻬم.
74
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
وﻟﻛن ﻗد ﺗﻠﺟﺄ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ إﺻدار ﻗرض إﺟﺑﺎري ﻻ ﯾﺗرك ﻟﻸﻓراد ﺣرﯾﺔ اﻻﻛﺗﺗﺎب وﺗﻠﺟﺄ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ ﻓرض ﻗروض
إﺟﺑﺎرﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻣﺗﺻﺎص أﻛﺑر ﻗدر ﻣن اﻟﻧﻘود اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ ﻟﻠﺣد ﻣن آﺛﺎر اﻟﺗﺿﺧم اﻟذي ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﻘوﻣﻲ ،وﻗد ﺗﻔﺿل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻹﺻدار اﻟﻧﻘدي اﻟﺟدﯾد ﺑدﻻ ﻣن ﻋﻘد اﻟﻘروض
اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺗوﻗﯾت اﻟﻘرض.
ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻗروض ﻣؤﺑدة وﻗروض ﻣؤﻗﺗﺔ :
اﻟﻘرض اﻟﻣؤﺑد أو اﻟداﺋم ﻫو اﻟذي ﺗﺣدد اﻟدوﻟﺔ ﻣﯾﻌﺎد اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ ﻣﻊ اﻟﺗزاﻣﻬﺎ ﺑدﻓﻊ اﻟﻔواﺋد اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ طوال ﻓﺗرة
اﻟﻘرض إﻟﻰ أن ﯾﺗم اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ ،دون أن ﯾﻛون ﻣن ﺣق اﻟﻣﻘرﺿﯾن اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ ﻫذا وطﻠب اﺳﺗﻣرار اﻟﻘرض
وﺗﺣﺻﯾل ﻓواﺋدﻩ وﯾﻛون ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد أﺟل اﻟﺳداد ﻛﺄن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﻓﺎﺋض ﻓﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻘروض اﻟﻣؤﻗﺗﺔ )اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك( وﺗﺣدد اﻟدوﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺎ أﺟﻼ ﻟﻠوﻓﺎء ﺑﻬﺎ ،وﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻗروض ﻣؤﻗﺗﺔ ﻣن
ﺣﯾث ﻣدﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﻗروض ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ،وﻣﺗوﺳطﺔ وطوﯾﻠﺔ اﻷﺟل.
ﻓﺎﻟﻘروض ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ﺗﻛون آﺟﺎل دﻓﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻗﺻﯾرة ﻻ ﺗزﯾد ﻋن اﻟﺳﻧﺔ وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻧدات اﻟﺗﻲ
ﺗﺻدر ﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻘروض ﺑﺄدوات اﻟﺧزاﻧﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻘروض اﻟﻣﺗوﺳطﺔ وطوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ﻓﻼ ﯾوﺟد ﻓرق ﻛﺑﯾر ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺣﯾث أن اﻟﻣﺗوﺳطﺔ ﻣدﺗﻬﺎ ﻣن ﺳﻧﺔ إﻟﻰ
ﺧﻣس ﺳﻧوات واﻟطوﯾﻠﺔ ﻣن ﺧﻣس ﺳﻧوات ﻓﻣﺎ ﻓوق وﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺻدر ﻟﺗﻣوﯾل ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗطور
اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
ﺗﺛﯾر دراﺳﺔ اﻟﻘروض ﻣﺷﻛﻠﺗﯾن ﻫﺎﻣﺗﯾن ﻫﻣﺎ ﺗﺣدﯾد اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻘرض اﻟﻌﺎم.
أوﻻ :اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻘرض اﻟﻌﺎم.
إن اﻟﺗطور اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺣﺎﺻل أدى إﻟﻰ زﯾﺎدة أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗطور اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ.
-1اﻟﻘروض ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾدي :اﺗﺳم ﻣوﻗف اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﯾن ﻣن اﻟﺗﺟﺎء اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ اﻻﻗﺗراض
ﺑطﺎﺑﻊ ﻋداﺋﻲ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ اﻹﯾﻣﺎن ﺑﻣزاﯾﺎ اﻟﺣرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋدم ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻻ ﻓﻲ
أﺿﯾق اﻟﺣدود .ﻓﻘد اﻧﺷﻐل اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﺑظﺎﻫرة اﻟﺗزاﯾد اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﺿطرار اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ
ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ أي اﻟﺧروج ﻋن ﻣﺑدأ ﺗوازن اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺟﺄ ﻓﯾﻬﺎ
اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺿراﺋب وﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻠﺟﺄ ﻓﯾﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻘروض واﻧﺗﻬﻰ ﻫذا اﻟﻔﻛر إﻟﻰ ﺿرورة ﻋدم اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ
اﻟﻘروض ٕواﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎدﯾﺔ )ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ واﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ( ﺑﺎﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ أن ﺗﻐطﻰ اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻏﯾر
اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟﻘروض.
75
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
»وﻗد ذﻫب آدم ﺳﻣﯾث إﻟﻰ أن اﻗﺗراض اﻟدوﻟﺔ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻧﻘص رؤوس اﻷﻣوال اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻸﻓراد وأن اﻟدوﻟﺔ ﺑﻘﯾﺎﻣﻬﺎ
1
ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎم ﻻ ﺗﻛﻣل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﻧﺎﻓﺳﻪ«
وﻋﻣوﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻘول أن اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾدي إذ ﯾﺣرص ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺗوازن اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾرﻓض اﻻﻟﺗﺟﺎء إﻟﻰ
اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،وﯾﻘﺻرﻫﺎ ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ وﺣدﻫﺎ.
-2اﻟﻘروض ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺣدﯾث )اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ(.
ﻓﻘد اﻟﻔﻛر اﻟﺗﻘﻠﯾدي أﺳﺎﺳﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﺳﺗﻠزم ظﻬور ﻓﻛر
ﺑﻌد اﻧﺗﺷﺎر اﻷزﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ أزﻣﺔ َ ،1929
ﺟدﯾد أﺳﺎﺳﻪ ﺿرورة ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت وﻗد ﺗﺟﻠﻰ ﻫذا اﻟﻔﻛر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ ﻟﺗواﺟﻪ
اﻟﻧﻣوذج اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺟدﯾد اﻟذي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ وﺟود ﺟﻬﺎز إﻧﺗﺎﺟﻲ ﯾﺷﻛو ﻣن ﻧﻘص اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻋن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻼزم
ﻟﺗﺷﻐﯾل ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز.
وﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ أﻧﻬﺎ ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺄداة ﻣن اﻷدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
وذﻟك ﺑﻐرض ﺗﺣﻘﯾق ﺗوازن اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻫﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن ﻓﻬﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻣن ﺧﻼل
اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ورﻓﻊ اﻟطﻠب اﻟﻔﻌﻠﻲ وﻛذا ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻣن ﺧﻼل ﺣﻔظ اﻟﻘوة اﻟﺷ ارﺋﯾﺔ وﺣﻔظ اﻟطﻠب اﻟﻔﻌﻠﻲ ،ﻛﻣﺎ
ﻧﺟد أن اﻟﻘروض اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺗﻠﻌب دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﯾﺗم اﻟﻘرض اﻟﻌﺎم ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻋﻘد أي ﺗﺑﺎدل إدارة طرﻓﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﺷﺧص ﻋﺎم )اﻟدوﻟﺔ( ﻣﻔﺗرض
ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ واﻟﻣﻘرﺿون ) أﻓراد أو ﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ ( ...ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى وﯾﻧﺗﺞ ﻋن ﻫذا اﻟﻌﻘد اﻟﺗزام اﻟﻣﻘرض ﺑﺗﺳﻠﯾم
ﻣﺑﻠﻎ ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﻣﺎل ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻠزم اﻟﻣﻘﺗرض ﺑدﻓﻊ اﻟﻔواﺋد وﺗﺳوﯾﺔ أﺻل اﻟدﯾن ﻋﻧد ﻣوﻋد ﺳدادﻩ .وﻟﻘد اﺧﺗﻠف اﻟﻣﺎﻟﯾون
واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون واﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻣوﻣﺎ ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘرض ﻟﻛن اﻟرأي اﻟراﺟﺢ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻌﺎم ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘواﻋد واﻷﺣﻛﺎم.
وﯾﺗطﻠب إﺻدار اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺿرورة ﻣواﻓﻘﺔ ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﺷﻌب أي اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ ﺑﻘﺎﻧون ،وﻫو
ﻗﺎﻧون إﺟراﺋﻲ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ )اﻟﺣﻛوﻣﺔ( ﺑﺈﺻدار اﻟﻘرض.
وﯾﻌود اﺷﺗراط ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ إﻟﻰ أﺳﺑﺎب ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﻫﻣﻬﺎ:
-ﺿرورة ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ )ﺳﻠطﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ( ﻋﻠﻰ اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ إﻧﻔﺎﻗﻬﺎ،
ﺣﯾث أﻧﻪ إذا ﺳﻣﺢ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻻﻟﺗﺟﺎء إﻟﻰ اﻻﻗﺗراض دون ﻣواﻓﻘﺗﻬﺎ ﻟﻌﻣدت إﻟﻰ ذﻟك ﻓﻲ ﻛل ﺣﺎﻟﺔ ﯾرﻓض
ﻓﯾﻬﺎ ﻧواب اﻟﺷﻌب ﻓرض ﺿراﺋب ﺟدﯾدة.
-1ﻋﺎدل أﺣﻣد ﺣﺷﯾش ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،2006 ،ص229
76
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
-ﻛﻣﺎ ﺗﻬﻲء ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻘرض اﻟﻌﺎم ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟرأي اﻟﻌﺎم ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺑررات اﻟﻘرض وﻧواﺣﻲ إﻧﻔﺎﻗﻪ وذﻟك
ﻟزﯾﺎدة ﺛﻘﺔ أﺻﺣﺎب اﻷﻣوال ﻓﻲ اﻻﺋﺗﻣﺎن ،وﻛذا اﻟﺣد ﻣن اﻹﺳراف اﻟﺣﻛوﻣﻲ.
اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ :اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻔﻧﻲ ﻟﻠﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻧﻌﻧﻲ ﺑﻬﺎ اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ إﺻدار اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻧﻘﺿﺎء ﻫذﻩ اﻟﻘروض ﺑﺎﻧﺗﻬﺎء
اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻬﺎ واﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣﻧﻬﺎ.
أوﻻ :ﻋﻣﻠﯾﺔ إﺻدار اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل اﻟدوﻟﺔ ﻋن طرﯾﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﻛﺗﺗب ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻧدات اﻟﻘرض
ﻣن اﻟﻣﻛﺗﺗﺑﯾن ﻓﻲ ﻧظﯾر ﺗﻌﻬدﻫﺎ ﺑردﻫﺎ ودﻓﻊ ﻓواﺋدﻫﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﺷروط اﻟﻌﻘد.
-1ﺷروط اﻟﻘرض اﻟﻌﺎم:
وﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷوﺿﺎع اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﺈﺻدار اﻟﻘرض اﻟﻌﺎم.
أ( ﻣﺑﻠﻎ اﻟﻘرض اﻟﻌﺎم :ﻗد ﯾﺻدر اﻟﻘرض ﺑﻘﯾﻣﺔ ﻣﺣددة وذﻟك إذا ﻗﺎﻣت اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذي ﯾﺻدر ﺑﻪ ﻣﻘدﻣﺎ
ٕواﺻدار اﻟﺳﻧدات ﻓﻲ إطﺎر ﻫذا اﻟﻣﺑﻠﻎ » وﻗد ﺗﻛون ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﻋﻧد اﻻﻛﺗﺗﺎب اﻟﻣﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺗﻌدى ﻫذﻩ اﻟﻘﯾﻣﺔ
ﻓﺗﻠﺟﺄ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟطرﯾﻘﺔ ﺣﺳﺎﺑﯾﺔ واﺣدة ﺗﺳري ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗﺗﺑﯾن ﻓﻲ ﺳﻧدات
1
اﻟﻘرض ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذي طﻠب اﻟﻔرد اﻻﻛﺗﺗﺎب ﺑﻪ وذﻟك ﻟﻣراﻋﺎة ﺻﻐﺎر اﻟﻣﻛﺗﺗﺑﯾن «
وﻗد ﻻ ﺗﺣدد اﻟدوﻟﺔ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻘرض ٕواﻧﻣﺎ ﺗﺣدد ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﻘﺑل ﻓﯾﻬﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻻﻛﺗﺗﺎﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﺧﻼﻟﻬﺎ.
ب( ﺷﻛل ﺳﻧدات اﻟﻘرض اﻟﻌﺎم » :ﻗد ﺗﺄﺧذ اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺷﻛل ﺳﻠﻔﯾﺎت أو ﺗﺳﻬﯾﻼت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﺗﺄﺧذ ﺷﻛل ﺳﻧدات
ﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺗﺻدرﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ وﺗطرﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﻛﺗﺗﺎب «) ،(2وﺗﺄﺧذ ﻫذﻩ اﻟﺳﻧدات ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻛﺎل :
اﻟﺳﻧدات اﻻﺳﻣﯾﺔ :ﺗﺷﻣل ﻋﻠﻰ اﺳم ﻣﺎﻟﻛﻬﺎ ،ﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ ﺑوﺿﻊ ﺳﺟل ﺧﺎص ﺑﺎﻟدﯾن وﺗﺳﻠم إﻟﻰ ﻣﺎﻟﻛﻬﺎ
ﺷﻬﺎدة ﺑﺎﺳﻣﻪ ﺗﺛﺑت ﺣﻘﻪ اﺗﺟﺎﻩ اﻟدوﻟﺔ.
اﻟﺳﻧدات ﻟﺣﺎﻣﻠﻬﺎ :ﻻ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﺳم ﻣﺎﻟﻛﻬﺎ وﺗﻧﺗﻘل ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﺎﻟﯾد طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ اﻟﺣﯾﺎزة
ﻓﻲ )اﻟﻣﻧﻘول ﺳﻧد اﻟﺣﺎﺋز( ،وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻠﺣق ﺑﻬذﻩ اﻟﺳﻧدات ﻗﺳﺎﺋم أو ﻛوﺑوﻧﺎت ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻧﻔﺻﺎل ﻋن اﻟﺳﻧد اﻷﺻﻠﻲ
واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﻌﯾن وﺗدﻓﻊ ﻋن طرﯾق ﺗﻘدﯾم اﻟﻛوﺑون اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻘرر ﻟﻛل
ﻓﺎﺋدة ﻓﻲ ﻣوﻋدﻩ ،وﺗﻣﺗﺎز ﻫذﻩ اﻟﺳﻧدات ﺑﺳﻬوﻟﺔ اﻟﺗداول إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻠﺣق اﻟﺿرر ﺑﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻋﻧد اﻟﺿﯾﺎع أو اﻟﺳرﻗﺔ.
77
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
اﻟﺳﻧدات اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ :ﻧﺟد أﻧﻬﺎ ﺗﻘﺗرب ﻣن اﻟﺳﻧدات اﻻﺳﻣﯾﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﻛﺗﺗب ﺑﻪ وﯾﺗم ﻗﯾد أﺳﻣﺎء اﻟﻣﻛﺗﺗﺑﯾن
ﻓﻲ ﺳﺟل ﺧﺎص ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻘﺗرب ﻣن اﻟﺳﻧدات ﻟﺣﺎﻣﻠﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺣﺻﯾل اﻟﻔواﺋد ﻓﺗدﻓﻊ ﻟﻣن ﯾﺗﻘدم ﺑﺎﻟﻛوﺑوﻧﺎت
دون اﻟﻧظر إﻟﻰ اﺳم اﻟﺳﻧد.
ت( ﺳﻌر اﻹﺻدار واﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﻘررة :ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺳﻌر اﻹﺻدار ﻓﻘد ﯾﺻدر اﻟﻘرض ﺑﺳﻌرﯾن إﻣﺎ ﺑﺳﻌر اﻟﺗﻛﺎﻓؤ إذا
ﻛﺎﻧت ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻧد اﻹﺳﻣﻲ ﺗﺳﺎوي ﻗﯾﻣﺔ اﻹﺻدار ،وذﻟك ﻋﻧد ﺗوﻓر اﻷﻣوال ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،أو ﺑﺄﻗل ﻣن
ﺳﻌر اﻟﺗﻛﺎﻓؤ ،إذا ﻛﺎﻧت ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻧد اﻻﺳﻣﻲ أﻛﺑر ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻹﺻدار ،ﻫذا اﻟﻔرق ﻫو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﻛﺎﻓﺄة ﻟﻐرض ﺗﺣﻔﯾز
اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ اﻟﻘرض.
أﻣﺎ ﻋن ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ،ﻓﺗراﻋﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻋدة اﻋﺗﺑﺎرات أﻫﻣﻬﺎ :ﺣﺎﻟﺔ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ،
وﺣﺟم ﻣﺑﻠﻎ اﻟﻘرض اﻟﻣطﻠوب وﻣدﺗﻪ واﺣﺗﻣﺎل ﺗﻐﯾر ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ،واﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ ﻟﻠﻣﻘرﺿﯾن وﺗﻌﯾن اﻟدوﻟﺔ
ﻣواﻋﯾد دﻓﻊ اﻟﻔواﺋد ﺣﯾث ﺗﻘوم ﺑدﻓﻊ اﻟﻔواﺋد اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺳطﯾن وذﻟك ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺿﺎر ﺻﻐﺎر اﻟﻣﻘرﺿﯾن.
اﻟﻣزاﯾﺎ واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘررة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺗﺗﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﻘرض :ﺗﻠﺟﺄ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ ﺗرﻏﯾب اﻷﻓراد ﻣن أﺟل ث(
اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ ﺳﻧدات اﻟﻘرض اﻟﻌﺎم ،وذﻟك ﺑﻣﻧﺢ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ ﻟﺗﺣﻔﯾزﻫم وأﻫﻣﻬﺎ :ﻣﻛﺎﻓﺄة اﻟﺳداد ،وﺟواﺋز
اﻟﯾﺎﻧﺻﯾب * * LOTOإﻻ أن أﻫم اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻣﻘرﺿﯾن ﻫو ﺗﺄﻣﯾن ﻫؤﻻء ﺿد ﺧطر اﻧﺧﻔﺎض
ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘود ذﻟك أن اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر وﺑﺳﺑب اﻟﺗﺿﺧم ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻌرض اﻟﻣﻛﺗﺗﺑﯾن ﻓﻲ
اﻟﻘرض ﻟﺧطر اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺄﻧﻬم ﻻ ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻧد رد ﻗﯾﻣﺗﻪ ﻟﻬم ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﻘﺗرض وﻗت
اﻗﺗراﺿﻪ ،وﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟﻬذا اﻟﺧطر ﻓﺈن اﻟدوﻟﺔ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ أﻓﺿل ﺧﯾﺎر ﻣﺗﺎح وﻫو رﺑط اﻟﻘرض ﺑﺎﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر.
-2طرق إﺻدار اﻟﻘرض اﻟﻌﺎم.
ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ أن ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﻋدة طرق ﻹﺻدار اﻟﻘرض اﻟﻌﺎم وﻫﻲ :
اﻻﻛﺗﺗﺎب اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺑﺎﺷر :ﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ ﺑطرح ﺳﻧدات ﺣﻛوﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺟﻣﻬور ﻟﻼﻛﺗﺗﺎب ﻓﯾﻬﺎ ،ﻣﻊ أ(
ﺗﺣدﯾد ﺑداﯾﺔ ﻣﯾﻌﺎد اﻻﻛﺗﺗﺎب وﻧﻬﺎﯾﺗﻪ واﻟﺷروط واﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ » ،ﺗﺗﻣﯾز ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗوﻓر ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺑﻧوك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺻدار اﻟﻘرض ﻋن طرﯾق اﻟﺑﯾﻊ ﻟﻠﺑﻧوك «.1
ب( اﻻﻛﺗﺗﺎب ﺑﺎﻟﻣزاﯾدة :وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻓﻲ أن اﻟدوﻟﺔ ﺗﻌرض ﻟﻠﻣزاﯾدة ﻓﻲ ﺳﻧدات اﻟﻘرض ﻋﻠﻰ
اﻟﺟﻣﻬور أو ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أوﻋﻠﯾﻬم ﺟﻣﯾﻌﺎ ،وذﻟك ﺑﻌد أن ﺗﺣدد ﺳﻌر أدﻧﻰ ﻟﻠﻘرض.
ت( اﻹﺻدار ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ :وﯾﻌﻧﻲ ﻫذا أن ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ ﻋﻧد إﺻدار اﻟﻘرض ﺑﺑﯾﻊ ﺳﻧدات ﻓﻲ ﺳوق اﻷوراق
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ )اﻟﺑورﺻﺔ( وﺑﺣﺳب اﻟﺳﻌر اﻟذي ﺗراﻩ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺣﻬﺎ ،وﺗﻣﺗﺎز ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻓﻲ أﻧﻬﺎ ﺗﻣﻛن اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ
78
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﺑورﺻﺔ واﻧﺗﻬﺎز اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﺑﯾﻊ اﻟﺳﻧدات وﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﻣراﻋﺎة اﻟﺗدرج ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻧدات ﺣﺗﻰ ﻻ
ﺗﻧﺧﻔض ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ )إﻧﻬﺎء اﻟﻌبء اﻟﻣﺎﻟﻲ(
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫو اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻌبء اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟدوﻟﺔ،
اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷﺻل واﻟﻔﺎﺋدة وﯾﺗم اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻘروض ﺑﺄﺳﻠوﺑﯾن اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﻘرض اﻟﻌﺎم واﺳﺗﻬﻼﻛﻪ.
-1اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﻘرض اﻟﻌﺎم:
ﯾﻌﺗﺑر اﻟوﻓﺎء ﻫو اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻻﻧﻘﺿﺎء اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم ،وﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﺗﺳدﯾدﻩ دﻓﻌﺔ واﺣدة ﺑرد
اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻹﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺳﻧدات إﻟﻰ أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ ،ﻓﯾﻣﻛن اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻌبء اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻘروض ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ﻋن طرﯾق
ﻣوارد اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘروض اﻟﺿﺧﻣﺔ واﻟﻘروض طوﯾﻠﺔ وﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ﻓﺎﻟدوﻟﺔ ﻻ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻟوﻓﺎء ﺑﻬﺎ
ﺑل اﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋدة ﺳﻧوات.
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘروض اﻟﻣؤﺑدة ﺣﯾث ﻻ ﺗﺣدد اﻟدوﻟﺔ آﺟﺎل اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻬﺎ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟوﻓﺎء ﺑﻬﺎ ﻣﺗﻰ
أرادت ذﻟك » ،أﻣﺎ اﻟﻘروض ﻷﺟل ﻓﺎﻷﺻل ﻓﯾﻪ أن ﯾﺳدد ﻓﻲ ﻣﯾﻌﺎد اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻪ طﺑﻘﺎ ﻟﻸوﺿﺎع اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻋﻘد
اﻟﻘرض «.1
-2اﺳﺗﻬﻼك اﻟﻘرض اﻟﻌﺎم :ﯾﻘﺻد ﺑﺎﺳﺗﻬﻼك اﻟﻘرض ﺳﻌﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﺗﺣرر ﻣﻧﻪ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ،ﻋن طرﯾق ﺳداد ﻗﯾﻣﺗﻪ
إﻟﻰ ﺣﺎﻣﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ دﻓﻌﺎت ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ،وﯾﺗم اﺳﺗﻬﻼﻛﻪ إﻣﺎ ﻋﻠﻰ أﻗﺳﺎط ﺳﻧوﯾﺔ ﻣﺣددة ﺣﯾث ﺗدﻓﻊ اﻟدوﻟﺔ ﺳﻧوﯾﺎ ﻟﺣﺎﻣﻠﻲ
اﻟﺳﻧدات ﺟزءا ﻣن ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﺑﻬﺎ.
أو اﺳﺗﻬﻼك اﻟﻘرض ﻋن طرﯾق اﻟﻘرﻋﺔ وﯾﺗم ذﻟك ﻋﻧد ﺣﻠول أﺟل اﺳﺗﻬﻼك اﻟدﯾن ،ﺑﺈﺧراج ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ
ﻣن اﻟﺳﻧدات ﻛل ﻋﺎم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ * اﻟﻘرﻋﺔ * وﺗدﻓﻊ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻧدات اﻟﺗﻲ ﺗﺧرج ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﺣب ﺑﺎﻟﻘرﻋﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ
ﻷﺻﺣﺎﺑﻬﺎ.
وﻫﻧﺎك أﺳﻠوب آﺧر وﻫو اﺳﺗﻬﻼك اﻟﻘرض ﻋن طرﯾق ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻟﺷراء اﻟﺳﻧدات ﻣن ﺳوق اﻷوراق
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ )اﻟﺑورﺻﺔ( وﯾﺣدث ذﻟك ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺣﯾن ﯾﻛون ﺳﻌر اﻟﺳﻧدات ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ أﻗل ﻣن ﺳﻌر اﻟﺗﻌﺎدل.
وﻣن أﻫم اﻟطرق اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣوارد اﻟﻼزﻣﺔ ﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻘرض اﻟﻌﺎم ﻫﻲ ﻓﻲ اﻻﻗﺗطﺎع ﻣن إﯾرادات
اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ أو إﻧﺷﺎء ﺻﻧدوق اﺳﺗﻬﻼك اﻟﻘرض أو اﻹﺻدار اﻟﻧﻘدي اﻟﺟدﯾد.
79
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
1
-http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t
80
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
81
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
ﻟذﻟك أﻋﺗﻘد ﺑﺄن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘروض اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑﺄن ﯾﺗم ﺿﻣن ﺣدود ﺿﯾﻘﺔ وأن ﯾﻛون ﻟﻔﺗرات ﻗﺻﯾرة
وﺑﻣﻌدﻻت ﻓﺎﺋدة ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ وذﻟك ﻷن اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ﺗدل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾر اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻸوﺿﺎع اﻟﺗﻲ ﯾﺗم
ﻓﯾﻬﺎ اﻻﻗﺗراض وﺗدل أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﯾﺎب ﺛﻘﺔ اﻟﺟﻣﻬور ﺑﺄذون اﻟﺧزاﻧﺔ.
وﻧﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻛل ﻫذا أن اﻟﻘروض إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛوﻧﻬﺎ ﻣورد ﻏﯾر ﻣﻧﺗظم ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر أداة ﻣن أدوات
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أي وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻧﺑﻐﻲ اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻟﺧدﻣﺔ اﻷﻏراض
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺳطرة ﻣن طرف اﻟدوﻟﺔ.
-5أﺛر اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر.
ﺗؤﺛر اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗؤدي إﻟﯾﻪ ﻣن إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ.
وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺗم ﻫذا اﻟﺗوزﯾﻊ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﯾل ﻻدﺧﺎر ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻓﺎﻟﻘروض ﺗﻣﻧﺢ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ
واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت واﻟﺗﺳﻬﯾﻼت ﻟﺻﻐﺎر اﻟﻣدﺧرﯾن ،ﻣن أﺟل ﺗﺷﺟﯾﻌﻬم ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر واﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ ﺳﻧدات اﻟﻘروض
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻣن ﺟﻬﺔ ﻧظر ﺻﻐﺎر اﻟﻣدﺧرﯾن ،ﯾﻛون اﻟﺗوظﯾف ﻣدﺧراﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺳﻧدات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ أﻛﺛر ﺳﻬوﻟﺔ وأﻣﻧﺎ
وأﻗل ﺧط ار ﻣن ﺗوظﯾﻔﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻧدات اﻟﺧﺎﺻﺔ .ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ رﻓﻊ اﻟﻣﯾل ﻟﻼدﺧﺎر واﻧﺧﻔﺎض اﻟﻣﯾل اﻻﺳﺗﻬﻼك.
وﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ﻓﺈن اﻷﻓراد ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻔﺿﻠون اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ ﺳﻧدات اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﻣدﺧراﺗﻬم اﻟﻣﻌدة ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر،
1
ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻻدﺧﺎر ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻻﺳﺗﻬﻼك.
1
ﻋﺎدل أﺣﻣد ﺣﺷﯾش ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.249 :
2
ﻓوزي ﻋطوي ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.288 :
82
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
ﺗﻔﯾد ﺳوى طﺑﻘﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ .أﻣﺎ إذا أﻧﻔﻘت اﻟﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻟﺗﻣوﯾل ﻣﺷروﻋﺎت ﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻓﺈن
ذﻟك ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﻋبء ﺧدﻣﺔ اﻟدﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﺑﺎﻟﻧظر ﻏﻠﻰ أن اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺗدر دﺧﻼ
ﺗدﻓﻊ ﻣﻧﻪ اﻟﻔواﺋد وأﺻل اﻟدﯾن ،ﻫذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﺳرع ﻓﻲ ﻣﻌدل ﺗدﻓق رأس اﻟﻣﺎل وﻫو ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة
1
اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻘوﻣﻲ اﻟذي ﯾؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻣو وازدﯾﺎد اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :أﺛر اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ وﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻌبء اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎم.
-1أﺛر اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ.
ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﺳﺗظﻬر آﺛﺎر اﻟﻘروض ﻫﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺄﺛﯾر إﻧﻔﺎق اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻘﺗرﺿﺔ ،وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ دﻓﻊ
ﻓواﺋدﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺗﺗﺑﯾن ﻓﯾﻬﺎ.
ﻓﻌﻧد إﻧﻔﺎق اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻘﺗرﺿﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ إﻧﻔﺎق اﻟدوﻟﺔ ﻟﻬذﻩ اﻷﻣوال ارﺗﻔﺎع اﻟدﺧل اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻸﺷﺧﺎص
اﻟذﯾن ﯾﺳﺗﻔﯾدون ﻣن ﻫذا اﻹﻧﻔﺎق دون أن ﯾﻧﺧﻔض اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾق ﻷﺻﺣﺎب اﻟﺳﻧدات .ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻣﻌظم ﻣن
ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ اﻟدﺧول اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ ﻣن ذوي اﻟدﺧل اﻟﻣﺣدود )اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ واﻟﻔﻘﯾرة( ﻓﺈن إﻧﻔﺎق اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻘﺗرﺿﺔ
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻘرﯾب ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺑﯾن اﻟطﺑﻘﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔٕ ،واذا ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻹﻧﻔﺎق زﯾﺎدة
اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن زﯾﺎدة اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻓﺈﻧﻪ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻧﻘدي ،ﻓﺈذا ﻟم ﺗﻌﻣل اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ
زﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﺳﻠﻊ أوﺗﺣد ﻣن اﻟطﻠب ﻓﺈن أﺻﺣﺎب اﻟدﺧول اﻟﻣﺣدودة ﯾﺿﺎرون ﻣن اﻟﻘروض ،إذ ﺗرﺗﻔﻊ اﻷﺳﻌﺎر
وﺗوزع اﻟدﺧول اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻏﯾر ﺻﺎﻟﺣﻬم.
أﻣﺎ ﻋﻧد دﻓﻊ اﻟﻘروض ﻓﺈن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻔواﺋد ﻋﻠﻰ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ ﺗوزﯾﻊ ﺳﻧدات
2
اﻟﻘروض ﻋﻠﻰ طﺑﻘﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻋﻠﻰ ﻧوع اﻟﺿراﺋب اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﺣﺻﯾﻠﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺳدﯾد اﻟﻔواﺋد.
-6أﺛر اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻌبء اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎم.
3
ﯾوزع اﻟﻘرض اﻟﻌبء ﻟﻪ ﺑﯾن اﻟﻣﻘرﺿﯾن واﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿراﺋب ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺗرﺗب ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻷﻋﺑﺎء.
أ -اﻟﻧوع اﻷول :ﻋبء ﻋﻠﻰ اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ أي اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻣﻛﺗﺗﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﻘرض اﻟﻌﺎم وﯾﺳﻣﻰ
اﻟﻌبء "ﺑﺎﻟﻌبء اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻘرض".
ب -اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻓﻬو ﻋبء ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ أي ﻣدى ﺛﻘل اﻟﻘرض ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﻛل ﺟواﻧﺑﻬﺎ
ﻣﻧذ ﻟﺣظﺔ اﻹﺻدار ﺣﺗﻰ اﻟﺳداد وﯾﻌرف ﻫذا اﻟﻌبء "ﺑﺎﻟﻌبء اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻘرض" ﻓﺎﻟﻘرض ﻫذا ﻻ ﯾﻠﻘﻰ ﻓﻘط ﻋﺑﺋﺎ
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ،ﺑل ﯾوزﻋﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻷﺟﯾﺎل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
1
ﻣﺣرزي ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.289 :
2
ﻋﺎدل أﺣﻣد ﺣﺷﯾش ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.251 :
3
ﻣﺣرزي ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.311 :
83
ﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻌبء اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻘروض ﯾرﺗﺑط أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﺗﺣﻣﻠون ﻫذا اﻟﻌبء ،وﻻ
ﯾﻣﺛل اﻟﻘرض ﻋﺑﺋﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ إﻻ إذا ﻛﺎﻧت أﺿ اررﻩ ﺗﻔوق ﻣﻧﺎﻓﻌﻪ.
ﻓﺈن اﻟﻌبء اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻘرض ﯾﺗﺣﻣﻠﻪ اﻟﺟﯾل اﻟﺣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﻘرﺿﯾن وﺗﺿﺣﯾﺎﺗﻬم ،واﻷﺟﯾﺎل اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ
واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑدﻓﻊ اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻬم.
ﺻﻔوة اﻟﻘول:
ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﻣﻛن أن ﻧﻠﺧص إﻟﻰ أن اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ ﻣﻛون أﺳﺎﺳﻲ ﻣن ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وذﻟك ﻟدورﻫﺎ اﻟﺗﻲ ﺗؤدﯾﻪ اﻹﯾرادات اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم ٕواﯾرادات أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ واﻟﻘروض ﻓﻲ
ﺗﻐطﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠف ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺳﯾﯾر واﻟﺗﺟﻬﯾز وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗدﻋﯾم اﻟدوﻟﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻓﻲ
إطﺎر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻛون ﺑﻬﺎ أﺛﺎر ﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد.
84
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
اﳌ اﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
86
اﳌ اﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
1
ﻣﺣﻣود ﺣﺳﯾن اﻟوادي ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻲ ،دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر وﺗوزﯾﻊ واﻟطﺑﺎﻋﺔ ،ﻋﻣﺎن1427 -2007 ،ه ص158:
2
ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎذة اﻟﺧطﯾب ،أﺳس اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر 2005 ،ص270:
3
ﻧوزاد ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن اﻟﻬﯾﺛﻲ ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻲ ،دار اﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن 2005 ،ص ص. 147،146 :
4
ﻣﺣﻣد اﻟص:ﻏﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻧﺎﺑﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،ص88:
87
اﳌ اﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
1
ﻣﺣﻣود اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص89:
88
اﳌ اﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
وﯾﺗم دﻟك ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﺧدام ﻋﺟز اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ أو ﻗﺎﺋﻣﺗﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻘوﻣﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗزداد ﻗوى
1
اﻟﺗﺿﺧم وﻓﺗرات اﻟﻛﺳﺎد.
اﻷﻫداف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ :ﻫدﻩ اﻷﻫداف ﺗﻌﻛس اﻟﻣرﻛز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺣﯾث ﺗﺑﯾن ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﯾل واردات اﻟدوﻟﺔ وﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ
واﻷﻏراض اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺻص ﻟﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺗﻛﺷف اﻟوﺿﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ
2
اﻷﻫداف اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ :وﺗﺳﻌﻰ اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻹﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ٕواﻋدادﻫﺎ.
ﺗﺧﺗص اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ ﻧذﻛرﻫﺎ ﺑﺷﻲء ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﯾزاﻧﯾﺔ:
ﻫﻧﺎك ﻋدة ﻣﺑﺎدئ أو ﻗواﻋد ﺗﺗﺑﻊ ﻋﻧد إﻋداد اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻫدﻩ اﻟﻘواﻋد ﻣن ﻧﺷﺄﺗﻬﺎ أن ﺗﺳﻬل ﻣن
اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﻛز اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟدوﻟﺔ وأﻫم ﻫدﻩ اﻟﻘواﻋد ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1ﻣﺑدأ اﻟﺳﻧوﯾﺔ:
ﯾﻘﺻد ﺑﻣﺑدأ ﺳﻧوﯾﺔ أن ﯾﺗم ﺗﻘدﯾر إﯾرادات وﻧﻔﻘﺎت اﻟدوﻟﺔ ﺑﺻﻔﺔ دورﯾﺔ وﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻛل ﻋﺎم ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن
ﺗﻘرر ﺑﺎﻋﺗﻣﺎد ﺳﻧوي ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﯾرﺟﻊ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎرات ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ اﻻﻋﺗﺑﺎرات
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ :ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ أن ﻣﺑدأ ﺳﻧوﯾﺔ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﯾﻛﻔل دوام رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
3
اﻟﺗﻲ ﺗﺟد ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣﺿطرة إﻟﻰ اﻟرﺟوع إﻟﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣواﻓﻘﺗﻬﺎ ﺑﺻﻔﺔ دورﯾﺔ
ﻛل ﻋﺎم ﺛم إن اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺗﺟﻌل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺗﻘف ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺻﯾل ﻧﺷﺎط اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ورﻗﺎﺑﺗﻬﺎ ورﺳم ﺣدودﻫﺎ أﻣﺎ اﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ أن ﻓﺗرة اﻟﺳﻧﺔ ﻫﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس ﻓﻲ ﻧطﺎﻗﻬﺎ أ
ﻏﻠب اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺿﻣن دﻗﺔ ﺗﻘدﯾر إﯾرادات اﻟدوﻟﺔ وﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ دﻟك ﻟﺻﻌوﺑﺔ ﺗﻘدﯾر
ﻫدﻩ اﻹﯾرادات واﻟﻧﻔﻘﺎت ﻓﻲ ﻓﺗرة وﻣﺎ ﻗد ﯾﻘﺗرن ﺑدﻟك ﻣن أﺧطﺎء ﻓﺗﻘدﯾر اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون ﻣدة اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ أطول
ﻣن ﺳﻧﺔ ﺳﯾﻛون ﺻﻌﺑﺎ ﻻﺣﺗﻣﺎل ﺗﻐﯾر اﻷﺳﻌﺎر واﻷﺟور ﺑﺻورة ﻣﺣﺳوﺳﺔ .
-2ﻣﺑدأ اﻟوﺣدة:
ﺗﻘﺗﺿﻲ ﻫدﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﺑﺿرورة وﺿﻊ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ واﺣدة ﺗدﻣﺞ ﻓﯾﻬﺎ ﺟﻣﯾﻊ ﻧﻔﻘﺎت اﻟدوﻟﺔ ووﺳﺎﺋل ﺗﻣوﯾﻠﻬﺎ اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ
ﻟﻠﺳﻧﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ.
أي ﻋﻠﻰ و ازرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺟﻣﯾﻊ وﺗوﺣﯾد ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت ودﻣﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻣوﺣدة
وﻓواﺗﯾر ﻫدﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻣﻧﺢ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣرﻛز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﺑوﺿوح وﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺟز واﻟﻔﺎﺋض
1
ﺳﻌﯾد ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺑﯾدي ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻲ ،دار دﺟﻠﺔ ،ﻋﻣﺎن ،2011ص189:
2
ﺳوزي ﻋدﻟﻲ ﻧﺎﺷد ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ 2009 ،ﺑﯾروت ،ص319:
3
ﻣﺣﻣود اﻟص:ﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص89:
89
اﳌ اﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻓﻲ ﻫدﻩ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ أﻣﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﺗوﻓر ﻫدﻩ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺳﻬوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺟﺎﻟس
1
اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ.
-3ﻣﺑدأ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ )ﺷﻣوﻟﯾﺔ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ(.
ﺗﻌﻧﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة أن ﺗدرج ﻓﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻹﯾرادات واﻟﻧﻔﻘﺎت دون أﺟراء ﻣﻘﺎﺻﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻓﻼ
ﯾﺟوز ﺗﺧﺻﯾص إﯾراد ﻟﻧﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻻ ﯾﺟوز أن ﻧﺧﺻص ﻣﺑﻠﻎ ﺣﺻﯾﻠﺔ ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻧﻔق
ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﻣﺎ وﯾﺟب إن ﺗﺗﺿﻣن اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻣﺻﺎدر اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻻﺳم واﻟﻣﺑﻠﻎ وﺑﻧﻔس اﻟوﻗت ﯾﺟب أن ﺗظﻬر
ﺑﺎﺳم واﻟﻣﺑﻠﻎ ﺟﻣﯾﻊ أوﺟﻪ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم.
ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﯾظﻬر ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣرﻛز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻛذﻟك ﺗﺳﻬﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
ٕواﻋطﺎء ﺻورة دﻗﯾﻘﺔ ﻋن اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ.
-4ﻣﺑدأ ﻋدم اﻟﺗﺧﺻﯾص.
وﺗﻌﻧﻲ ﺑﻬﺎ ﻻ ﯾﺟوز ﺗﺧﺻﯾص إﯾراد ﻣﻌﯾن ﻟﺗﻣوﯾل إﻧﻔﺎق ﻣﻌﯾن ﺑل ﺗﺟﻣﻊ اﻹﯾرادات ﻓﻲ ﺟﺎﻧب واﺣد
وﯾﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻷﺧر ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺎت ﺗدرج ﻓﯾﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل
ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺧﺻص إﯾرادات اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻟﻺﻧﻔﺎق ﻋﻠﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾم أو أﯾراد اﻟﺿراﺋب ﻟﻺﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣﺔ
ﻓﻬدﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﺗوﺟﯾﻪ إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻹﯾراد اﻟﻌﺎم ﻟﺗﻣوﯾل إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﺑﺷﻛل ﻣﺗوازن ودون ﺗﺧﺻﯾص .
-5ﻣﺑدأ اﻟﺗوازن.
ﯾﻘﺻد ﺑﺗوازن اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أن ﻻ ﺗزﯾد اﻹﯾرادات ﻋن اﻟﻧﻔﻘﺎت أو اﻟﻌﻛس وﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺟز
إدا زادت اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻋن اﻹﯾرادات ﻣﻣﺎ ﯾﺿطر اﻟدوﻟﺔ إﻟﻲ ﺗﻣوﯾل دﻟك اﻟﻌﺟز إﻣﺎ ﻋن طرﯾق اﻻﻗﺗراض اﻟﻌﺎم اﻟداﺧﻠﻲ
2
أو اﻟﺧﺎرﺟﻲ واﺳﺗﺧدام اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت .
وﻣﻊ ﺗطور دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻬﺗم ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻲ ﺣﺳﺎب
اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ وﯾﻛون دﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﺟز اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻓﻲ اﻟﻣﯾ ازﻧﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ ﻛﯾﻧز ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻛﺳﺎد
اﻟﻌظﯾم ﻋﺎم . 1929
اﻟﻘوﻣﻲ ﻋن طرﯾق ﻓرض ﺑﻌض اﻟﺿر اﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﺻﺎﻋدﯾﺔ واﺳﺗﺧدام ﺣﺻﯾﻠﺗﻬﺎ ﻟﺗﻣوﯾل ﺑﻌض أﻧواع
3
اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ اﻟطﺑﻘﺎت اﻟﻔﻘﯾرة .
1
ﻣﺣﻣود اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص89:
2
طﺎرق ﻣﺣﻣد اﻟﺣﺎج ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ1430 2009 ،ه :دار ﺻﻐﺎء ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن 2008 ،ص166 :
3
طﺎرق ﻣﺣﻣد اﻟﺣﺎج ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص167 :
90
اﳌ اﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
91
اﳌ اﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺗﺳﻣﻰ ﻓﻲ
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺗطﻠﻊ ﺑﻪ ﻟﺟﻧﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻣﺗﻔرﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻧﯾﺎﺑﻲ ّ
ﻣﺻر ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺧطﺔ واﻟﻣوازﻧﺔ وﻫﻲ ﺗﺗﻛون ﻣن ﻋدد ﻣﺣدود ﻣن اﻷﻋﺿﺎء وﻫﻲ ﺗﺳﺗﻌﯾن ﺑﻣﺎ ﺗراﻩ ﻣن ﺧﺑراء
اﺳﺗﺷﺎرﯾﯾن ﻣن ﺧﺎرج اﻟﻣﺟﻠس.
وﺗﻘوم اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻣﺷروع اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺟواﻧﺑﻬﺎ اﻟﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ﺛم ﺗﻘدم ﺑﻌد دﻟك ﺗﻘرﯾرﻫﺎ إﻟﻲ اﻟﻣﺟﻠس.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﯾﻧﺎﻗش اﻟﻣﺟﻠس ﻣﺟﺗﻣﻌﺎ ﺗﻘرﯾ ار ﻟﻠﺟﻧﺔ ﺛم اﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺄﺑواﺑﻬﺎ
وﻓروﻋﻬﺎ وﻓق ﻟﻠدﺳﺗور واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن.
- 3ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ:
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻘوم اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻓﺗﺗوﻟﻰ اﻟو ازرات واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم
ﺑﺎﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ واﻟﻣﺷروﻋﺎت وﺗﺳﯾر اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدﺗﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻣﻬﻣﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺟرد ﺗﺣﺻﯾل اﻹﯾرادات ودﻓﻊ اﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﺗﻲ أدرﺟت ﻓﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺑل ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﺗﺑﻊ أﺛﺎر ﻫدﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﻋﻠﻰ
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ وان ﺗراﻗب اﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬﺎ ﻧﺣو اﻷﻫداف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻧﺷودة ﺣﺗﻰ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﻣواﺟﻬﺔ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ
1
اﻟﺗﻲ ﺗﺗرب ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺗﻘدﯾرات ﺑﺎﻟواﻗﻊ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :اﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ:
أوﻻ :اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ.
ﺑﻌد إﯾداع ﻣﺷروع ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣرﻓﻘﺎ ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻪ إﻟﻰ ﻣﻛﺗب رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ
اﻟوطﻧﻲ ﯾﻘوم ﻫدا اﻷﺧﯾر طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون واﻟﻘواﻧﯾن واﻷﻧظﻣﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﺑﺈﺣﺎﻟﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻘطﺎع اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ واﻟﺗﺧطﯾط .
ﺗﻘوم ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﺑدراﺳﺔ وﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون ﻣﻊ ﻣﻣﺛل اﻟﺣﻛوﻣﺔ
وزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺗﻧﺗﻬﻲ أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑوﺿﻊ ﺗﻘرﯾر ﺗﻣﻬﯾدي ﺗﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣﻼﺣظﺎت واﻗﺗ ارﺣﺎت ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 121
ﻣن اﻟدﺳﺗور.
ﯾﺗم ﻋرض اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺗﻣﻬﯾدي ﻋﻠﻲ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻛون ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ
اﻟﻧواب ﻟطرح اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ واﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻣدى اﻻﻟﺗزام ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول ﻣن
طرف ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘطﺎﻋﺎت واﻟو ازرات.
1
ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎذة اﻟﺧطﯾب ،ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص ص161-160 :
92
اﳌ اﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺗﻌدﯾل.
ﺗﺧﺗﻠف ﺳﻠطﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻣن ﺑﻠد ﻷﺧر ﻓﻔﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﯾﻘﯾد دﺳﺗور اﻟﻌﺎم 1958ﻣن
ﺣق اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل ﻣﺷروع اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟذي ﺗﻘدﻣﻪ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻻن دﻟك ﻣن ﺷﺎﻧﻪ اﻹﻧﻘﺎص ﻣن اﻹﯾرادات وزﯾﺎدة
اﻟﻧﻔﻘﺎت دﻟك أن اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺗﻣﺛل ﻛﯾﻼ ﻣﺗﺟﺎﻧﺳﺎ وأن إطﻼق اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻗد ﯾﺿر ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
وﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻧواب واﻟﺣﻛوﻣﺔ وأﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺗﻘدم ﺑﺎﻗﺗراح ﺗﻌدﯾﻼت ﻣﻛﺗوﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ
وﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﻟوزﯾر اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺷرط اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 121ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺗﻲ ﺑﻧص ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﻻ ﯾﻘﺑل اﻗﺗراح أي ﻗﺎﻧون ﻣﺿﻣوﻧﻪ أو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻣوارد اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو زﯾﺎدة اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻻ إذا
ﻛﺎن ﻣرﻓوﻗﺎ ﺑﺗداﺑﯾر ﺗﺳﺗﻬدف اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ إﯾرادات اﻟدوﻟﺔ أو ﺗوﻓﯾر ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﺻل أﺧر ﻣن اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﺗﺳﺎوي ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﻘﺗرح إﻧﻔﺎﻗﻬﺎ" وﯾﻣﻛن ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﻣﻘدﻣﺔ اﻷﻣر اﻟذي ﻗد ﯾؤدي
إﻟﻰ ﺳﯾﺎﺳﺔ دﺳﺗورﯾﺔ .
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﺗﺻوﯾت:
ﺗﺧول اﻟﻔﻘرة 12ﻣن اﻟﻣﺎدة 122ﻣن اﻟدﺳﺗور ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﺣق اﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﻰ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ
اﻟدوﻟﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻘوم ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻻﺣﻘﺎ ﺑﻣﻧﺎﻗﺷﺔ واﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 120ﻣن
1
اﻟدﺳﺗور:
-1ﯾواﺻل ﻣؤﻗﺗﺎ ﺗﻧﻔﯾذ إﯾرادات وﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺣﺳب اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ– ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻹﯾرادات طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺷروط واﻟﻧﺳب وﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﺗطﺑﯾق ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑق.
ب -ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺳﯾﯾر ﻓﻲ ﺣدود 1/12ﻣن ﻣﺑﻠﻎ اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﯾزاﻧﯾﺔ
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ودﻟك ﺷﻬرﯾﺎ وﻟﻣدة 3أﺷﻬر.
ج -ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻓﻲ ﺣدود رﺑﻊ اﻟﺣﺻﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻛل ﻗطﺎع وﻟﻛل ﻣﺳﯾر ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺗﺞ ﻋن
ﺗوزﯾﻊ اﻋﺗﻣﺎد اﻟدﻓﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺧطط اﻟﺳﻧوي ﻟﻠﺳﻧﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
-2ﯾواﺻل ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻣﻠﺣﻘﺔ واﻷﺣﻛﺎم ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ واﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ
2
ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ أﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾرﻫﺎ ﻗﺑل ﺑداﯾﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻣﯾزاﻧﯾﺔ .
1
ﻣﺣﻣود اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص104-101 :
2
ﻣﺣﻣود اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص ص105-104 :
93
اﳌ اﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
1
ﺳﻌﯾد ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺑﯾدي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص213 :
2
طﺎرق اﻟﺣﺎج ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص178 :
94
اﳌ اﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
1
ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص180-178 :
2
ﺧﻠﯾﻔﻲ ﻋﯾﺳﻰ ،ﻫﯾﻛل اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻧﻔﺎﺋس ،ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن 2010 ،ص42 :
95
اﳌ اﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
1
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص43 :
2
طﺎرق ﻣﺣﻣد اﻟﺣﺎج ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص149 :
96
اﳌ اﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
وﯾﺗم ﺑﻧﻔس اﻟوﻗت ﺑرﻣﺟﺔ إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻛل ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ اﻟزﻣن اﻟﻼزم ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف ﻓﻘد ﺗﻛون
اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل أوﻗد ﺗﻛون طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﺳﻌﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ .ﻓﻣن ﻣزاﯾﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ:
اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟوظﺎﺋف اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺗﺧطﯾط ورﻗﺎﺑﺔ وﻣﺣﺎﺳﺑﺔ.
ﺗﺳﻌﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺧطط اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ.
-4اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺻﻔرﯾﺔ:
اﻷﺳﺎس اﻟذي ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻪ ﻫدﻩ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻫو ﺗوﻓﯾر اﻷﻣوال اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺑراﻣﺞ دون اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن
اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟﻣﺎ ﺗم إﻧﻔﺎﻗﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎ وﺑﺷﻛل ﻓﻌﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺗﻠك اﻟﺑراﻣﺞ وﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﺑدأ ﻣن ﻧﻘطﺔ اﻟﺻﻔر وﻛﺎن ﺗﻠك اﻟﺑراﻣﺞ ﻟم
ﺗﻛن ﺳﺎﺑﻘﺎ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺧﺎﻣس :ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﻣﻛن إﯾﺟﺎز ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺛﻼث ﻧﻘﺎط أﺳﺎﺳﯾﺔ:
-1اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺗﻘدﯾر ﻣﻔﺻل ﻹﯾرادات اﻟدوﻟﺔ وﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ :ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﯾﺳت ﻓﻘط أرﻗﺎم إﺟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻟﻺﯾرادات واﻟﻧﻔﻘﺎت ﺑل أﯾﺿﺎ ﺗوﺿﯾﺢ ﻣﻔﺻل ﻟﻣﺻﺎدر اﻹﯾرادات وأوﺟﻪ ﻹﻧﻔﺎق ﻓﯾﺟب أن ﺗﺣﺗوي اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺻﺎدر ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻣن ﺿراﺋب وﻗروض ورﺳوم وأﯾن ﺳﯾﺗم إﻧﻔﺎق اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم وﺗﺣدد
اﻟدوﻟﺔ إﯾراداﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ.
-2اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ وﺛﯾﻘﺔ ﻣﻌﺗﻣدة ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ :اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﺗﻘدﯾر اﻹﯾرادات واﻟﻧﻔﻘﺎت
اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻻ ﺑﻌد اﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻗﺑل ﻫذا
اﻹﺟراء ﻓﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻣﺷروع اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ،وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﺑدء ﺑﺗطﺑﯾق ﺑﻧود اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ وﻫﻲ ﻓﻲ
ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺷروع اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻟذا ﻓﺈن اﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ أﻣر ﺿروري وﻫﺎم ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن
ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ وﺑﻌد ذﻟك اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ.
-3اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺗﻌﺑﯾر ﻣﺎﻟﻲ ﻋن أﻫداف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ :اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻫﻲ وﺳﯾﻠﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻌﻣل اﻟذي
ﺗﻌﺗزم ﺗﻧﻔﯾذﻩ أي أﺻﺑت اﻹطﺎر اﻟذي ﯾوﺿﺢ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻷﻫداﻓﻬﺎ ووﺳﺎﺋل اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺗﻠك اﻷﻫداف وﯾﻣﻛن
اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻷﻫداف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل
1
اﻟﺿراﺋب واﻟﻘروض.
ﻣﺛﻼ وﻛذﻟك ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻹﯾرادات وأوﺟﻪ اﻹﻧﻔﺎق .
1
طﺎرق ﻣﺣﻣد اﻟﺣﺎج ،ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص ص153-150 :
97
اﳌ اﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
-4اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﺧطﺔ ﻋﻣل ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻗﺎدﻣﺔ :وﻗد ﺟﻌﻠت ﻣدة ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﻧﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ،ﻷﻧﻪ
إذا وﺿﻌت اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺗﯾن أو ﺛﻼث ﺳﻧوات ﻟﻛﺎن ﻣن اﻟﺻﻌب اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻣﺎ ﺳﺗﻛون ﻋﻠﯾﻪ اﻹﯾرادات واﻟﻧﻔﻘﺎت طوال
ﻫذﻩ اﻟﻣدة وﺧﺎﺻﺔ ﺣﯾث ﺗﻛﺛر ﺗﻘﻠﺑﺎت اﻷﺳﻌﺎر ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻟو ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻣدة أﻗل ﻣن ﺳﻧﺔ ﻟﻛﺎﻧت
اﻹﯾرادات ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﻛل ﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻻﺧﺗﻼف اﻟﻣواﺳم وﺗﺑﺎﯾن اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟزراﻋﯾﺔ .
اﻟﻣﺑﺣث اﻟراﺑﻊ:ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
ﺗرﺗﺑط اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧظرﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺣددة واﻟﻣﻔﺳرة ﻟﻬﺎ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﯾزاﻧﯾﺎت اﻷﺧرى.
1
ﻣﺣﻣود ﺣﺳﯾن اﻟوادي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص159:
2
ﺳﻌﯾد ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺑﯾدي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص187:
98
اﳌ اﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺧﺗﺎﻣﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻟﺳﻧﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﺗﺷﺎﺑﻪ ﻣﻊ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻧﻔس اﻟﺳﻧﺔ ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء ﻣﺎ ﻋدا اﻷرﻗﺎم
اﻟﻣوﺟودة ﻓﯾﻬﺎ ﺣﯾث ﺗﻛون أرﻗﺎم اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ وأرﻗﺎم اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺧﺗﺎﻣﯾﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ أن ﻟﻛل ﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺣﺳﺎب ﺧﺗﺎﻣﻲ وﻫو أداة ﻟﻣراﺟﻌﺔ ﻣﺎ ﻗﺎﻣت ﺑﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﻣﺎ ﺗﻌﻬدت
1
ﺑﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﻫو ﻛذﻟك وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺎ اﻋﺗدﺗﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻣن ﺑراﻣﺞ وﺳﯾﺎﺳﺎت.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :دور اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
1
ﻣﺣﻣد اﻟﺑﻧﺎ ،إﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،2009،ص46:
2
ﺧﻠﯾﻔﻲ ﻋﯾﺳﻰ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.29:
99
اﳌ اﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
1
ﺳﻌﯾد ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺑﯾدي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص188:
100
اﳌ اﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﺳﻧدات اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷط اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺻﺎدرات وﻫو ﻣﺎ ﯾﺣﻘق
1
ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻓورﯾﺔ ﻛﺑﯾرة وﯾﻘﻠل ﻣن ﻋﺟز اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺻﻔوة اﻟﻘول.
إن ﺗطور دور اﻟدول ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﻪ اﻟدور اﻻﻗﺗﺻﺎدي أدى إﻟﻲ ﺑروز اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ أداة ﻣﻬﻣﺔ وﻣؤﺛرة ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ،ﺣﯾث ﯾﺗم
إﻋداد اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
وﯾﺗم ﺗوﺿﯾﺢ اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻷول واﻟﺟﺎﻧب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺧﺻص ﻟوﺿﻊ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ وﺗطرح ﻟﻠﻣﻧﺎﻗﺷﺔ واﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﯾﺗم اﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ وﻣراﻗﺑﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﻔذﻫﺎ ﻣن طرف ﻫﯾﺋﺎت
ﻣﺧﺗﺻﺔ وﻫذا ﻧﺿ ار ﻟﻸﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
1
ﺳﻌﯾد ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺑﯾدي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص188:
101
ﺧﺎﺗﻣﺔ
ﺧﺎﺗﻤﺔ
ﺗﺳﺎﻫم اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﺻﻠﻧﺎ إﻟﻰ اﻧﻪ ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن
اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣن ﺧﻼل ﻣﺣﺎورﻧﺎ ﺗﻣﻛﻧﺎ ﻣن ﺗﺷﺧﯾص ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾرات.
ﻓﻬﻲ ﻣﻛون أﺳﺎﺳﻲ ﻣن ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وذﻟك ﻟﻠدور اﻟذي ﺗؤدﯾﻪ اﻹﯾرادات اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم ٕواﯾرادات أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ واﻟﻘروض ﻓﻲ ﺗﻐطﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠف ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺳﯾﯾر واﻟﺗﺟﻬﯾز وداﻟك ﻣن ﺧﻼل
ﺗدﻋﯾم اﻟدوﻟﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن
ﺗﻛون ﺑﻬﺎ أﺛﺎر ﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد .
وﻫذا اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن أن ﻟﻣوارد اﻟدوﻟﺔ وﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾ ار ﻛﺑﯾ ار وﻣﺑﺎﺷ ار ﻋﻠﻰ ﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ وﻋﻠﻰ ﺗوازﻧﻪ
أﯾﺿﺎ .ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺎن أي ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺳواء ﺑﺎﻻزدﻫﺎر أو ﺑﺎﻟرﻛود ﻓﻣن ﺷﺎﻧﻪ أن ﯾؤﺛر ﺗﺄﺛﯾ ار
ﻣﻠﻣوﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣوارد اﻟدوﻟﺔ و ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳواء ﺑﺎﻹﯾﺟﺎب أو ﺑﺎﻟﺳﻠب.
ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﺻﺎدر إﯾرادات اﻟدوﻟﺔ ﻛﺑﯾرة وﻛﺛﯾرة ﻛﻠﻣﺎ اﺳﺗطﺎﻋت أداء ﻧﺷﺎطﻬﺎ وﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ
وﺗﻐطﯾﺔ ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ رأﯾﻧﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣﻼﺣظﺔ أن اﻟﺗﻌرض ﻟﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗﻧظﯾم أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻧﻔﺎق
اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﯾ ازﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺷﻛل ﺻﺣﯾﺢ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ.
-1زﯾﻧب ﺣﺳﯾن ﻋوض اﷲ ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻧﺷر اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر.1998 ،
-2ﺳﻌﯾد ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺑﯾدي ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻧﺷر اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻷردﻧﯾﺔ
اﻟﻬﺎﺷﻣﯾﺔ. 2001 ،
-3ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ﻣﺣرزي ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2005 ،
-4ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎدة اﻟﺧطﯾب ،أﺳس اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ.2005 ،
-5ﺳﻌﯾد ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺑﯾدي ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار دﺟﻠﺔ ،ﻋﻣﺎن .2011
-6اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟﻣوﻟﻰ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة .1987
-7ﻣﺣﻣود إﺑراﻫﯾم اﻟواﻟﻲ ،ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،د م ج ،اﻟﺟزاﺋر.1987 ،
-8ﻣﺣﻣد طﺎﻗﺔ ﻫدى اﻟﻌزاوي ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ2007،م ﻋﻣﺎن
-9ﻣﺣﻣود ﺣﺳﯾن اﻟوادي ،أﺣﻣد ﻋزام ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻋﻣﺎن دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ طﺑﻌﺔ.2007
-10ﻋﺻﺎم ﺑﺷور ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،دﻣﺷق.1984،1985 ،
-11ﻣﺣﻣد ﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ وﯾﺳري أﺑو اﻟﻌﻼ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة ﻣﺻر.2001،
-12ﻧوازد ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن اﻟﻬﯾﺗﻲ وﻣﻧﺟد ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف اﻟﺧﺷﺎﻟﻲ ،اﻟﻣدﺧل اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ –
دار اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﻋﻣﺎن ،2005طﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ.2006 ،
-13ﻣﺣﻣد طﺎﻗﺔ وﻫدى اﻟﻌزاوي ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ.2007،
-14ﻣﻧﺟد ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف وآﺧرﯾن ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻋﻣﺎن دار اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ،ﻋﻣﺎن.
-15ﻏﺎزي ﺣﺳﯾن ﻋﻧﺎﯾﺔ – اﻟزﻛﺎة واﻟﺿرﯾﺑﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷورات دار اﻟﻛﺗﺎب ،اﻟﺟزاﺋر1991،م.
-16اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟﻣوﻟﻲ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ –اﻟﻘﺎﻫرة 1978 ،م.
-17ﺳوزي ﻋﺎدل ﻧﺎﺷد ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
2000م.
-18ﻋﻠﻲ زﻏدود ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﺑن ﻋﻛﻧون اﻟﺟزاﺋر ،ط.3
-19ﻋﺎدل أﺣﻣد ﺣﺷﯾش ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ 2006 ،م.
-20ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎذة اﻟﺧطﯾب وأﺣﻣد زﻫﯾر ﺷﺎﻣﯾﺔ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر،ط.2005 ،2
-21ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد ﻓرﻫود ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﻧﺷورة ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﻠب – ﺣﻠب – اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ 1979م.
-22ﺑن ﻋﻣﺎرة ﻣﻧﺻور ،اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ،دار اﻟﺟزاﺋر . 2010
-23ﯾﺳري أﺑو اﻟﻌﻼء ،ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ -دار اﻟﻌﻠوم اﻟﺟزاﺋر . 2003
-24ﻓﻠﯾﺢ ﺣﺳن ﺧﻠف ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب اﻟﺣدﯾث ،اﻷردن.2008 ،
-25ﻋﺎدل أﺣﻣد ﺣﺷﯾش ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة.2006 ،
107
-26ﻣﺣﻣود ﺣﺳﯾن اﻟوادي ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻲ ،دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر وﺗوزﯾﻊ واﻟطﺑﺎﻋﺔ ،ﻋﻣﺎن،
.2007
-27ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻧﺎﺑﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.
-28ﺧﻠﯾﻔﻲ ﻋﯾﺳﻰ ،ﻫﯾﻛل اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻧﻔﺎﺋس ،ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن.2010 ،
-29ﻣﺣﻣد اﻟﺑﻧﺎ ،إﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر.2009 ،
108