Professional Documents
Culture Documents
التخطيط اللغوي تعريف نظري ونموذج تطبيقي
التخطيط اللغوي تعريف نظري ونموذج تطبيقي
ملخص:
تتمحور هذه الورقة البحثية حول "التخطيط اللغوي" ،ولكوهنا تطبق املنهج التحليلي الوصفي ،املتكئ
على منهج التشخيص الثقايف احلضاري؛ فإهنا تسلِّم بأن مثة خصوصية عربية جتاه املسألة اللغوية ،من جراء
تفرد اللغة العربية وتفرد نظرتنا حنن إليها يف بعض الزوايا الثقافية واللغوية ،مما يوجب بناء إطار علمي
املهجن وتداخل
متماسك للتخطيط اللغوي ،يأخذ يف االعتبار تلك اخلصوصية ويتأسس على األسلوب ّ
التخصصات .وللوفاء بالبعد التحليلي الوصفي ،حللت الورقة بعض أبعاد "التخطيط اللغوي" مبا يف ذلك
بعض اإلسهامات العلمية يف األدبيات الغربية والعربية ،لتحديد جماالت تركيز األحباث العربية وبعض
الفجوات البحثية ،مع القيام بتوصيف التخطيط اللغوي وأنواعه وأهدافه وطبيعة عالقته مع السياسة
اللغوية.
سعت هذه الورقة إىل التأكيد على حتمية االنعتاق من البعد التنظريي عرب ممارسة "الفعل التخطيطي" يف
اجملال اللغوي ،مع ضرورة االلتزام مبنهجية علمية دقيقة؛ تسلّم بتداخل التخصصات وجتهد ألن تفيد منها
بصورة تعاضدية تكاملية ،على أن تستقي منهجية التخطيط اللغوي أصولها ومراحلها من الفكر اإلداري
االسرتاتيجي .ونظراً لعدم بلورة تعريف حمدد للتخطيط اللغوي يف األدبيات العربية ،فقد استهدفت الورقة
بلورة تعريف شامل للتخطيط اللغوي ،واقرتاح منوذج علمي تطبيقي له ،يأخذ يف اعتباره مجله من احملددات
املنهجية واللغوية واالسرتاتيجية والذاتية .وتضمنت خامتة الورقة مجلة من التوصيات العملية.
1
مدخل
حني نتفحص األدبيات العربية يف "املسألة اللغوية" ،خنلص إىل أن اإلسهامات العلمية يف جمال
2
"التخطيط اللغوي" حمدودة للغاية مقارنة بالقضايا األخرى كالوية 1واللهجات العامية واللغات اإلثنية
ومسائل تعليم اللغة ،3وترتكز دراسات التخطيط اللغوي بصورة مكثفة على النزعة التنظريية واملفاهيمية،4
وقد تلبس بعضها بالنزعة اإلنشائية ،كما أهنا يف األغلب من غري املتخصصني يف اإلدارة االسرتاتيجية
والتخطيط االسرتاتيجي ،5مما يفقدها الصالبة العلمية يف جوانبها املنهجية واإلجرائية يف أبعادها الرئيسة
املتمثلة يف التحليل والتشخيص والتنبؤ والبلورة للمعطيات والقضايا االسرتاتيجية والرؤى واألهداف
واملبادرات االسرتاتيجية .غري أنه حيسب لذه اإلسهامات أهنا أبقت جذوة التخطيط اللغوي مشتعلة يف
امليادين البحثية والفكرية ،مع التعريف ببعض أبعاد التخطيط اللغوي وبعض تطبيقاته العملية ،ومن ذلك
مثالً تأكيد بعضها على أن " كل ختطيط يف اجملتمع بناء على شفا جرف هاو ما مل يواكبه ختطيط
لسالمة الوجود الداخلي لإلنسان ،وعلى رأس هذا التخطيط التخطيط اللغوي".6
وهذه احملدودية البحثية يف جمال التخطيط اللغوي يف حميطنا العريب تقابلها حركة حبثية نشطة يف األدبيات
الغربية ،حيث جند مئات األحباث والكتب املتخصصة ،ليس ذلك فحسب بل مثة جمالت علمية حم ّكمة
يف جمال التخطيط اللغوي على وجه التحديد ،مما أوجد ثراءً نوعياً وكمياً يف األدبيات الغربية.7
ويف هذا السياق ،أشدد بصوت عال على خطورة استمرارنا يف "النهل املفصل" من األدبيات الغربية يف
عموم مسائل اللغة ومباحثها ،ومنها "التخطيط اللغوي" ،وذلك لالختالف اجلوهري يف بعض األبعاد
ل :أحمد ( ،)2002حقوق اإلنسان بين العولمة والهوية الوطنية؛ ؛ متولي ( ،)2010اللغة العربية بين االنتماء والهوية 1راجع مث ا
والتحديات المستقبلية في عصر الرقمنة؛ برهومة ( ،)2012اللغة والهوية ..جدل الثابت والمتحول؛ البوشيخي ( ،)2012اللغة والتعليم
والهوية في الدول العربية.
2انظر مثلا :ابن تنباك ( ،)1821الفصحى ونظرية الفكر العامي؛ ميمون ( ،)2001اللغة الرسمية والهوية الوطنية في ظل المجتمع
المتعدد اللغات؛ يجيوي ( ،)2012السلم اللغوي في الوطن العربي؛ ودغيري ( ،)2012الفصحى واللهجات العربية المعاصرة –
علقة اتصال أم انفصال.
3طالع مثلا :الخولي ( ،)1828تأثير التدخل اللغوي في تعلم اللغة الثانية وتعليمها؛ السعافين ( ،)2002تطوير مناهج تدريس اللغة
العربية؛ طرابيشي ( ،)2002مناهج اللغة العربية وتأكيد الهوية الثقافية العربية اإلسلمية.
4انظر مثلا :عثمان ( ،)1821التخطيط اللغوي وتعليم اللغة العربية؛ العبد الحق ( ،)1881مرئيات التخطيط اللغوي :عرض ونقد؛
النجار ( ،)2002تأهيل معلمي اللغة العربية :الواقع والطموح؛ الزبون ( ،)2008دور التخطيط اللغوي في خدمة اللغة العربية
والنهوض بها؛ النجار ،لطيفة ( ،)2002تأهيل معلمي اللغة العربية :الواقع والطموح ،يجيوي ( ،)2012مرجع سبق ذكره.
5انظر على سبيل المثال :عيساني ( ،)2012اللغة العربية واستراتيجية رسم السياسات اللغوية.
6
عثمان ( ،)1821مرجع سبق ذكره ،ص .21
7على سبيل المثالLanguage Problems and Language Planning ، Current Issues in Language Planning :
2
اللغوية فيما بني اجملتمع العريب واجملتمع الغريب ،فنحن لنا لغة تتميز بسماهتا املعيارية والوظيفية املتفردة عن
سائر اللغات ،يف وقت ال زلنا نؤمن هبذه املعيارية وبضرورة احملافظة عليها وفق أطر علمية وتطبيقية ال
تتنكر ألمهية التلبس باملرونة واالنسيابية ،ولكن بقدر مدروس ،ومبا ال خيدش "الصالبة اللغوية" ،وال
يعرض "الوية" للخطر ،فاللغة العربية قبل أن تكون "أداة تواصل" فيما بيننا هي أداة لبناء هويتنا العربية
اإلسالمية وصيانة وحدتنا الفكرية واجملتمعية .8وما يدعوين إىل هذا الطرح ،أن بعض الباحثني العرب
جيروننا إىل مباحث لغوية (ومنها مسائل وأنشطة ختطيطية لغوية) ال حنتاج إليها يف حميطنا العريب ،وما
محلهم على االشتغال هبا سوى أهنم وجدوا مئات الدراسات يف األدبيات الغربية حول تلك املباحث،
فتنشط لديهم منط النقل امليكانيكي لألفكار ،وهو منط جيلب لنا ما ال حاجة لنا به من مصطلحات
ومناهج ومناذج يف مسائل عديدة ،9وهذا النمط ٍ
مؤذ لنا ،ليس يف مسائل اللغة فحسب بل يف عموم
مسائلنا الثقافية ،وحيد من قدراتنا على تشغيل عضالتنا البحثية والفكرية على حنو حيرك تروس اإلبداع
لدينا يف خلق املصطلحات اجلديدة جبانب بلورة النماذج التفسريية اليت تشخص واقعنا بدقة وتعيننا على
فهمه واستيعابه ومن مث بلورة احللول املالئمة وفق احتياجاتنا ومقاساتنا ومزاجنا اخلا ،،ومبا يسهم يف
إحداث "الرتاكمية الفكرية" املنشودة املفقودة ،واليت أعدها مقوماً رئيساً لنهوضنا الفكري وتعافينا
احلضاري.
وإن سلّم يل مبا فرط تقريره ،فإين أبادر بالقول بأننا مدعوون إىل بناء إطار علمي متماسك للتخطيط
املهجن وتداخل التخصصات ،مع إمكانية االغرتاف املقتصد من اللغوي ،يأخذ يف االعتبار األسلوب ّ
األدبيات الغربية يف بعض اجلوانب واإلسهامات العلمية املعمقة اليت تتقاطع مع لغتنا العربية وتشابه
حتدياتنا اللغوية اليت تتهددنا يف مساقات عديدة .وهذا يتطلب الكثري من اجلهد العلمي الرتاكمي الذي
يلتزم مبنهجية علمية دقيقة ،ويتوخى اإلفادة من خمتلف احلقول العلمية ذات الصلة باملسألة اللغوية.
المنهجية واألهداف
تتوسل هذه الوقة البحثية باملنهج التحليلي الوصفي ،املتكئ -جزئياً -على منهج التشخيص الثقايف
معمق ملسبباهتا
احلضاري؛ والذي يتم مبوجبه إخضاع الظاهرة حمل البحث ملالحظة علمية تراكمية وحتليل ّ
8
البريدي ( ،)2013اللغة هوية ناطقة.
9
سأشير إلى بعض األمثلة حين أعرض ألنواع التخطيط اللغوي.
3
الكربى ذات الطبيعة الثقافية احلضارية مبا يف ذلك املشكل السياسي واالقتصادي والثقايف واالجتماعي.
ويف ضوء ذلك ،تقر الورقة بوجود خصوصية عربية جتاه املسألة اللغوية ،األمر الذي يدفع لبناء إطار
املهجن
علمي متماسك للتخطيط اللغوي ،يأخذ يف االعتبار تلك اخلصوصية ويتأسس على األسلوب ّ
وتداخل التخصصات ،مع اإلفادة من بعض األطر العلمية التخصصية يف األدبيات الغربية ،فاملنهج املتبع
10
تؤمن لنا
هنا ال يوصد األبواب وال يقر االنكفاء املعريف ،ولكنه ينزع حنو ترسيخ "أنفتنا الثقافية" اليت ّ
احلق يف أن يكون لنا فكر يالئمنا ويفي باحتياجاتنا ،يف إطارنا احلضاري العريب اإلسالمي .ويف البعد
التحليلي الوصفي ،عمدت إىل حتليل بعض أبعاد "التخطيط اللغوي" كماهيته وأنواعه وأهدافه وعملياته،
متضمناً ذلك التحليل مجلة من اإلسهامات العلمية يف األدبيات الغربية والعربية ،لتحديد جماالت تركيز
األحباث العربية وبعض الفجوات البحثية ،مع القيام بتوصيف التخطيط اللغوي وأنواعه وأهدافه وطبيعة
عالقته مع السياسة اللغوية.
واستهدفت الورقة بشكل رئيس التأكيد على حتمية جتاوز األطر التنظريية إىل التطبيق عرب ممارسة "الفعل
التخطيطي" وفق منهجية علمية دقيقة تقر بتداخل التخصصات وجتهد ألن تفيد منها بصورة تعاضدية
تكاملية ،على أن تستقي منهجية التخطيط اللغوي أصولا ومراحلها من الفكر اإلداري االسرتاتيجي.
ويف ضوء اخللو ،إىل عدم بلورة تعريف حمدد للتخطيط اللغوي يف األدبيات العربية ،فقد سعت هذه
الورقة إىل بلورة تعريف واقرتاح منوذج علمي تطبيقي له ،يأخذ يف اعتباره مجله من احملددات املنهجية
واللغوية واالسرتاتيجية والذاتية.
هنالك مزاعم أو ختوفات يبديها بعض املتخصصني يف األدبيات العلمية مفادها بأن اللغة تستعصي على
التخطيط أصالً ،11ومرد ذلك أهنا صنيعة التطور االجتماعي احلتمي .وقد نكون قد أفلحنا نظرياً يف
جتاوز مثل تلك املزاعم ،إال أن التطبيق العملي يشي كما لو كنا نركن إليها ونسلّم هبا ،فالساحة العربية
تفتقر إىل "الفعل التخطيطي اللغوي" سواء كان يف ميدان البحث والدرس أو التشريع والتنفيذ.
10
منذ سنوات طرحت مفهوم "األنفة الثقافية" ،وأقصد به -بشكل عام – :مستوى قناعة ودرجة قبول المفكرين العرب لتبني نظريات
ونماذج ومصطلحات فلسفية وفكرية علمية ال تتناغم مع المر ّكب الحضاري العربي اإلسلمي.
11العبد الحق ( ،)1881مرجع سبق ذكرهGadelii, K. (1999), Language planning: Theory and practice ،
4
واحلفر يف مسألة استعصاء أو عدم جدوى التخطيط -وكليهما سواء من حيث النتائج – جيب أال
يقتصر على اإلشكاليات األكادميية كاليت أشرت إليها آنفاً ،إذ مثة إشكاليات تنبع من ثقافتنا العربية
اإلسالمية ذاهتا ،وهي كثرية .ولعلي ألتقط بعضاً من تلك اإلشكاليات اليت ترتبط بالتخطيط اللغوي
وتؤثر عليه بطريقة أو أخرى .فالثقافة العربية اإلسالمية أورثت لدى بعض األفراد نوعاً من اإلميان
الدوغمائي بوجود "ضمانة إلية مطلقة" حلفظ اللغة العربية على حنو تلقائي ،بزعم ما يفهمونه من اآلية
القرآنية (إنا حنن ّنزلنا الذكر وإنا له حلافظون) [احلجر ،]9 :وأولئك ال ميكن أن يؤمنوا جبدوى التخطيط
اللغوي ،فاللغة مصونة حمفوظة ،مع أن تلك اآلية الكرمية ال تفيد البتة مثل ذلك احلفظ التلقائي ،فالقرآن
الكرمي هو احملفوظ بالعناية اإللية ،أما اللغة فال حفظ لا إال جبهود البشر ،األمر الذي يستلزم أن ندرج
أنفسنا يف عداد الذين يؤمنون بضرورة "النضال اللغوي" ،12مبا يقتضيه من ختطيط اسرتاتيجي ذكي ،وما
يستتبعه من مبادرات تشريعية وتنفيذية يف خمتلف اجملاالت.
ومن تلك اإلشكاليات الثقافية اليت تعوق حتريك تروس التخطيط اللغوي لدينا ما يتعلق مببدأ "اإلميان بالقضاء والقدر"،
والذي يعد ركناً من أركان اإلميان يف الدين اإلسالمي ،فالبعض لديه فهم مغلوط لعقيدة القضاء والقدر ،حيث مييلون
إىل ما يشبه التسليم بالواقع وترك العمل حبجة أن "كل شيء مكتوب ومق ّدر" ،وقد أثبتت بعض األحباث التطبيقية أن
بعض الفئات املتدينة يف اجملتمع العريب متيل إىل مثل هذا السلوك الذي يتنكر للفعل التخطيطي واالستعداد الذكي
للمستقبل . 13ومثل هذا التفكري املعوج يتطلب جهداً كبرياً من أجل تنقية رواسبه وختليص العقل العريب من انعكاساته
إزاء التنبؤ باملستقبل وتشكيله.
وجتدر اإلشارة يف هذا السياق إىل أن "التخطيط اللغوي" استخدم كأداة ملقاومة الجمات الشرسة على
بعض اللغات الوطنية من قبل بعض الدول احملتلة ،حيث مت إقصاء تلك اللغات وإضعافها ،األمر الذي
دفع بعض الباحثني واملؤسسات الوطنية والدولية لبذل جهود ختطيطية من أجل استعادة مكانة تلك
اللغات وحل املشكالت اليت خلقتها أوضاع االحتالل املباشر أو غري املباشر كما يف بعض الدول
اآلسيوية واإلفريقية.14
وقبل التعريف بـ "التخطيط اللغوي" وأهدافه وأنواعه واحلقول املعرفية اليت أسهمت يف بنائه من حيث
املنهج والتطبيق ،أشري إىل التواشج العضوي بني موضوعي "التخطيط اللغوي" و"السياسة اللغوية" ،إذ
5
يندر أن جند إسهاماً علمياً يعاجل التخطيط دون أن يعرج على السياسة .15والفرق بينهما يكمن بشكل
ضمن بطريقة أو بأخرى يف الوثائق الرمسية اليت تعتمدها احلكومات إزاء
جوهري يف أن السياسة اللغوية ت َّ
اللغة الرمسية وحقوقها وامتيازاهتا وكل ما يصوهنا وحيافظ عليها واستخداماهتا يف احلياة والتعليم والتجارة
واإلعالم وغريه ،وأما التخطيط اللغوي فيشري إىل اجلهود اليت تبذل لتحقيق هذه السياسة يف أرض
الواقع ،16على أن بعض الباحثني يقررون بأن السياسة اللغوية غالباً ما تتخذ شكالً ضمنياً يف الدساتري
والتشريعات يف ظل ضعف أو غياب التخطيط اللغوي.17
وبعد تفحصي لبعض األدبيات واملمارسات فيما خيص املسألة السابقة ،أدركت أن هنالك بعض
اإلشكاليات ،ومنها ما يتعلق بسؤال :من يسبق من؟ هل يتوجب علينا وضع السياسة اللغوية كإطار
حاكم على ختطيطنا اللغوي؟ أم أن هذا التخطيط سيكون ضمن خمرجاته مثل تلك السياسة؟ وقد
خلصت إىل أن األمر حيتمل هذا وحيتمل ذاك ،شريطة أال يكون مثة تشوش يف الفهم لذه املسألة ،كما
يف بعض أعمالنا يف العامل العريب .ولعلي أشري إىل مثال واحد على مثل هذا التشوش .أصدرت مؤسسة
الفكر العريب يف 32نوفمرب 3103م وثيقة بعنوان "لننهض بلغتنا" 18وقد غشيها قدر من التشوش
حول العالقة بني التخطيط والسياسة ،حيث جاء يف التوصية األوىل ما يدل على أن التخطيط اللغوي
يسبق السياسة اللغوية ،فقد ذكرت هذه التوصية ما نصه" :السعي اجلاد واحلثيث إىل اختاذ سياسات
لغوية ملزمة مبنية على ختطيط لغوي شامل ،"...مث رجعت الوثيقة وقلبت املعادلة السابقة يف عنوان
رئيس (البند ثالثاً) ،حيث جاء كما يلي" :التخطيط املستقبلي يف إطار سياسة لغوية واضحة" ،أي أن
السياسة تسبق التخطيط وحتكمه.
ومن هنا فإنين أشدد على خطورة مثل هذا اللبس الذي ينعكس سلباً على جودة املخرجان فيما خيص
التخطيط اللغوي والسياسة اللغوية ،وميكن القول بأن السياسة اللغوية توضع يف البداية كإطار حاكم
وموجه وملهم يف املسألة اللغوية ،بعد القيام بنوع من التخطيط اللغوي الذي يتسم بالعمومية ،وبعد أن
يصار إىل وضع تلك السياسة ينفذ ختطيط لغوي تفصيلي ،جيهد ألن حيقق الغايات الكربى اليت تضمنها
15
المراجع عديدة ومنها Antia, (2000), Terminology and language planning; Ager (2001), Motivation in :
.language planning and policy; Kaplan and Baldauf (2008), Language planning and policyبل ثمة من
يستخدمهما كمترادفين ،انظر.Kaplan and Pladauf (1997), Language planning: from theory to practice :
انظر مثلا.Kaplan and Pladauf (1997), op. cit :
16
1
هذه السياسة ويلتزم مببادئها ومقوماهتا واشرتاطاهتا ،ومثل هذا النهج يتبىن التفاعلية فيما بينهما ،ويفيد يف
حتقيق قدر كبري من التكاملية.
وإزاء تعريف "التخطيط اللغوي" ،يرى كل من "كابلن" و "بالدوف" أن التخطيط اللغوي هو حزمة
اعتقادات وأفكار وتشريعات وقواعد تغيري وممارسات بغية إحداث تغيري (إجيايب) مستهدف يف استخدام
اللغة أو توقيف تغيري (سليب) حمتمل فيه .ويعربان عنه بأنه جهود مبذولة من قبل البعض من أجل تعديل
السلوك اللغوي يف أي جمتمع لسبب ما ،ومن ذلك احملافظة على ثقافة اجملتمع وحضارته عرب صيانة لغته.
وقد تكون هذه اجلهود على املستوى الكلي Macroأو اجلزئي ،Microمع التنويه بأن املستوى األخري
بدأ يلقى اهتماماً أكرب يف األدبيات العلمية الغربية.19
ومع أن الباحث "روبرت كوبر" -يف كتابه الشهري -20يقر فكرة أن التخطيط اللغوي يهتم بشكل
أساس حبل املشكالت ،وأن هذه الفكرة هي حمور عشرات التعريفات لذا التخطيط ،إال أنه -حبكمة
أقره عليها -يعارض أن التخطيط اللغوي يتوجه حلل مشكالت اللغة ذاهتا ،حيث يرى بأنه إمنا يرمي -
جوهرياً -إىل اخللو ،إىل توجيه "السلوكيات اللغوية" ملن يتحدث باللغة ،ومن مث فإنه وإن كان ملتحماً
باللغة إال أن خمرجاته "غري لغوية" يف الغالب.
ومؤدى هذا أن التخطيط اللغوي ال يوجه تروسه الكبرية صوب "مشكالت اللغة" بقدر ما يوجهها
حيال "مشكالت حول اللغة" ،أي أنه يشتبك مع األطر الثقافية واحملددات اجملتمعية والسياسية
واالقتصادية والعلمية والتقنية واملعلوماتية ،يف مسعى لتثبيت أركان اللغة واحملافظة عليها وصيانتها وتعزيز
وظائفها واستخداماهتا وزيادة منسوب اعتزاز أهلها هبا على كافة املستويات األسرية واجملتمعية والقطرية
والقومية .وهذا امللمح يالئمنا متاماً يف حميطنا اللغوي العريب.
19
Kaplan and Pladauf (1997), op. cit
20
يعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب في مجال التخطيط اللغوي ،ونلحظ العمق في العنوان الذي أختاره للكتاب ،حيث ربط هذا التخطيط
بالتغير االجتماعيCooper (1989), Language planning and social change :
21
Kaplan and Pladauf (1997), op. cit
7
.2اإلصالح اللغوي.
.4املعايرة اللغوية.
.2االنتشار اللغوي.
.6حتديث املعاجم.
.7توحيد املصطلحات.
.8تيسري األساليب اللغوية.
.9تعزيز الوظيفة االتصالية للغة.
.01الصيانة اللغوية.
.00تيسري اللغة لبعض ذوي احلاجات اخلاصة (كالعميان والصم والبكم).
هنالك ثالثة أنواع متداخلة مرتابطة للتخطيط اللغوي .ومن املفيد استعراضها مع اإلشارة إىل
التخصصات اليت ميكن أن تسهم يف كل نوع منها ،وذلك وفق التوصيف املختصر اآليت:23
أولا :تخطيط هيكل اللغة :Corpus Planningهذا النوع من التخطيط يشتغل على األبعاد
الداخلية للغة ذاهتا ،حيث يعىن باجلوانب اللغوية الصرفة ،ومن ذلك ما يتعلق بالقواعد واألساليب
والكلمات واملصطلحات واملعاجم ،واإلبداع واالقرتاض اللغوي مبا يف ذلك االعرتاف الرمسي بالكلمات
22
الزبون ( )2008مرجع سبق ذكره؛ .
انظر مثلاCobarrubias and Fishman (1983), Progress in language planning; Cooper (1989), op. cit; :
23
Kaplan and Pladauf (1997), op. cit; Ager (2001), op. cit.; Suleiman (2003), The Arabic language and
national identity.
2
الدخيلة وحنو ذلك .ويعد اللغويون واللسانيون األقدر على هذا التخطيط نظراً إلنطوائه على أبعاد لغوية
ختصصية.
ثاني ا :تخطيط وضع اللغة :Status Planningيركز هذا اللون من التخطيط على األبعاد
الثقافية واجملتمعية ذات الصلة بوضعية اللغة ومكانتها ومنسوب احرتامها يف اجملتمع ،ويدخل يف ذلك ما
يتعلق بوضع اللغة ودرجة إلزامية استخدامها وكوهنا اللغة الرمسية أو اللغة املستخدمة يف هذا اجملال أو
ذاك .وميكن للسانيني وعلماء اإلدارة والنفس واالجتماع أن يقدموا إسهامات ملموسة يف هذا اجملال
التخطيطي.
ويقرر "روبرت كوبر" 24أن هذه األنواع من التخطيط تستلزم اإلجابة على مثانية أسئلة:
8
تعريف مقترح للتخطيط اللغوي
األدبيات العربية – اليت اطلعت عليها – تكاد ختلو من التعريفات العلمية الدقيقة للتخطيط اللغوي،
حيث يغلب عليها البعد الوصفي ،وهذا ما يشجعين على اقرتاح تعريف نظري يأخذ يف اعتباره أربعة
أنواع من احملددات :منهجية ،ولغوية ،واسرتاتيجية ،وذاتية:
.0المحددات المنهجية ،حيث ننظر إىل التخطيط اللغوي على أنه مسلك تفكريي يلتزم
باملنهجية العلمية ،يف بعديها :العمليات واملخرجات ،مبا يف ذلك طرائق مجع البيانات
واملعلومات وأساليب حتليلها واخللو ،إىل النتائج املستهدفة.
.3المحددات اللغوية ،وأعين هبا اخلصائص واملقومات اليت ختتص هبا لغتنا العربية وما يرتبط
هبا من طموحات جمتمعنا العريب جتاهها .ولعل من أهم تلك اخلصائص واملقومات ما يتعلق
بضرورة االلتزام الدقيق مبعيارية اللغة العربية حيث نؤمن بأنها حققت "اكتمالا مستقرا" في بنائها
اللغوي (=صالبة لغوية) ،وهذا ال يتنكر ألمهية التلبس بقدر ٍ
كاف من "املرونة التكيفية"
اليت مت ّكن الضاد من رفع درجة تفاعلها احلضاري .ومن مث فإنه ميكن القول بأن التخطيط
اللغوي للعربية يكثف تركيزه على نوعني من التخطيط :الوضع واالكتساب ،وليس اليكل.
وهذا األمر يقودنا إىل مراعاة ذلك يف التعريف من حيث الوزن واألمهية واألولوية (الرتتيب).
.2المحددات الستراتيجية ،وأركز فيها على ركائز التخطيط االسرتاتيجي كما هي يف
األدبيات العلمية يف اإلدارة االسرتاتيجية .ومن الركائز احملورية ما يتصل بكون النشاط
التخطيطي االسرتاتيجي يشتغل على السياق املستقبلي للتصرفات واملوارد والقرارات ذات
التأثري االسرتاتيجي الكبري يف إطارها الزمين البعيد ،بعد القيام بـ "حتليل الوضع الراهن" يف
نطاقيه الداخلي (قوة وضعف) واخلارجي (فر ،وهتديدات) ،مع ضرورة انبثاق التخطيط
من رؤية أو غايات كلية نروم حتقيقها وفق معطيات حمددة .كما أنه من املهم ترسيخ فكرة
أن هذا التخطيط يؤمن بـ "اجملتمع املفتوح" املتفاعل مع حميطه بطريقة مالئمة ،مما يرفع
مستويات التفاعلية والتناغم واالستغالل الذكي للموارد والفر ،املتاحة.25
25
انظر :غراب ( ،)1885اإلدارة االستراتيجية؛ الحسيني ( ،)2000اإلدارة االستراتيجية؛ الركابي ( ،)2004اإلدارة االستراتيجية؛
إدريس والمرسي ( ،)2007اإلدارة االستراتيجية؛ غراب ( ،)1885اإلدارة االستراتيجية؛ Stacey (2011), Strategic
management and organizational dynamics.
10
المحددات الذاتية ،وذلك أن التخطيط اللغوي يتسم بالعديد من السمات ،ولعل .4
من أمهها:
0-4التخطيط اللغوي يتعامل مع مسائل بالغة التعقيد ،حيث أنه ال يشتبك باملعطى
اللغوي فحسب ،بل مع الثقايف والسياسي واجملتمعي أيضاً ،يف سياق ديناميكي إشكايل.
يتأثر باملنظومة الفكرية للقائمني عليه ،خاصة أن اللغة العربية ارتبطت بالبعد الديين 3-4
بعد نزول القرآن الكرمي هبا ،مما يدخل الديين يف املسألة اللغوية.
يتطلب جهداًكبرياً إلعداده بشكل منهجي دقيق. 2-4
يتضمن جانبني" :عمليات" و"خمرجات". 4-4
حيتاج إىل تضافر العديد من التخصصات العلمية (التخصصات املتداخلة). 2-4
يصعب جناحه دون توفر سياسة لغوية جيدة وإرادة جمتمعية قوية وعوامل جناح حرجة 6-4
أخرى.
يستلزم اشرتاك القطاعات احلكومية واخلاصة ومؤسسات اجملتمع املدين مع األذرع 7-4
الرتبوية واإلعالمية؛ بفاعلية ومحاسة كافيتني.
ميكن إعداده على أربعة مستويات :احلكومة ،والقطاعات ،واجملموعات ،واألفراد. 8-4
9-4حيتاج وقتاً طويالً كي تظهر نتائجه ،ورمبا استغرق أجياالً عديدة.
01-4من الصعوبة قياس نتائجه ،وخباصة إن كانت على املستوى الكلي.
"نشاط ذهني راق هادف يتوخى رسم المسار المستقبلي لوضع اللغة واكتسابها وهيكلها
توجه سلوك مستخدميها فردي ا
واستخدامها عبر تشريعات وقرارات وآليات وبرامج طويلة األجل ّ
وجماعي ا؛ بطريقة معيارية مرنة تعين على حماية بنائها ،واحترام سيادتها ،وتعزيز وظائفها ،وتحسين
إسهامها في صيانة الهوية والوحدة والذاكرة التراكمية ،وتقدم العلوم ،وتنمية المجتمع؛ في سياق
يتفاعل بروح المبادرة والبتكار مع ثورات المعرفة والتصال والتقنية".
11
مؤكد أن مثل هذا التعريف حيتاج إىل بعض التحليل والتفكيك ملكوناته األساسية ،أال أنين أضرب عن
ذلك صفحاً مراعاة للحجم املتوقع يف هذه الورقة البحثية ،على أن أقوم بذلك يف عمل حبثي آخر.
وجتدر اإلشارة إىل أن التخطيط اللغوي وإن كنت أرى ضرورة انعتاقه من بوتقة "التفكري الرغبوي" أو
حتد ٍ
كاف وطموح النزعة املثالية املسطحة يف النتائج املستهدفة ،إال أنه يتوجب أن يكون متوفراً على ٍ
ٍ
عال ،وهذا شرط أساس يف أي ختطيط اسرتاتيجي فاعل .وتتأكد هذه املالحظة إذا وضعنا يف االعتبار
تأثري بعض مناهج البحث وفق املنظومة الغربية ،حيث إهنا تتضمن ما يسمى بـ "املدخل الوضعي"
Positive Approachالذي يتأسس على "نزعة إذعانية" حيال الظواهر املبحوثة ،فهو يزعم بأن العلم
"يدرس الظواهر واألشياء كما هي يف الواقع" وليس وفق ما نريد حنن أن تكون عليه .وكعادة الفكر
الغريب يف ميوله حنو التفكري الثنائي الدوغمائي الصراعي ،يتوجه املدخل السابق إىل نسف تام للمدخل
املثايل .Normative Approachوبكل وضوح وثقة ،أقول بأننا يف العامل العريب لسنا ملزمني بل وال
مكرتثني هبذا النمط املتطرف من التفكري املنهجي الغريب ،إذ أننا نؤسس مناهجنا على املدخل املثايل يف
سياق يستوعب الواقع وحتدياته واستحقاقاته يف خمتلف املراحل ،األمر الذي يكسب مثاليتنا عقالنية
ورشداً ،مبا يوصلنا إىل التلبس بالطموح والواقعية يف آن واحد.
أحملت يف األجزاء الفارطة أننا حباجة ماسة إىل ممارسة "الفعل التخطيطي اللغوي" لكي نقطف مثرات
حقيقي ة ،ويتطلب ذلك منا جتاوز قنطرة الطروحات املفاهيمية والنظرية صوب البحوث التطبيقية
واالستشارات املهنية يف جمال التخطيط اللغوي .وأشدد هنا على أن "التخطيط اللغوي" هو "ختطيط
اسرتاتيجي" يف جمال اللغة ،وتفيد املمارسات املثلى أن هذا التخطيط ال ينجح بتكليف من يدرك
خطوات أو منهجية التخطيط االسرتاتيجي فقط بل هو مفتقر إىل "مفكرين اسرتاتيجيني".
أولا :طرح منوذج مقرتح للتخطيط اللغوي للغة العربية ،مبا يزيد من مستويات اإلفادة من علم اإلدارة يف
هذا اجملال ،وتقريب املنهجية العلمية يف التخطيط االسرتاتيجي لغري املتخصصني.
12
ثاني ا :تنفيذ التحليل البيئي (الداخلي واخلارجي) للغة العربية واخللو ،إىل نتائج مبدئية بشأن نقاط القوة
ونقاط الضعف (البيئة الداخلية) والفر ،والتهديدات (البيئة اخلارجية).
ثالثا :وضع توصيات عملية من شأهنا تعزيز الفعل التخطيطي اللغوي العريب ،على املستويات القطري
والقومية ،اجلزئية والكلية ،احلكومية والشعبية.
يهمين التنويه يف هذا اجلزء إىل أن مثة قدراً كبرياً من االتفاق بني ممارسي التخطيط االسرتاتيجي على
املكونات والعمليات الرئيسة لذا التخطيط ،مع وجود بعض التنوع يف األساليب واخلطوات الفرعية،
وهذا عائد إما إىل اختالف املدارس الفكرية داخل الرواق االسرتاتيجي أو إىل اختالف اجملاالت
واملواضيع حمل التخطيط أو إىل كليهما .ولذلك فسوف أعمد إىل اختيار ما أعتقد أنه يالئم التخطيط
مبسط والتعريف
اللغوي وفق ما استقرت عليه املمارسة االسرتاتيجية ،مع استفراغ وسعي لطرح منوذج ّ
بأبعاده ومكوناته.
األول :خيتص بالسياسة اللغوية ،وقد اخرتت أن تكون السياسة سابقة للتخطيط اللغوي ،على أن تكون
مسبوقة بتخطيط لغوي عام ،وقد أحملت إىل ذلك يف األجزاء املاضية.
الثاني :خيتص بالتخطيط اللغوي التفصيلي املقرتح القيام به إزاء اللغة العربية ،ويتضمن بعدين أساسيني:
التخطيط والتنفيذ.
ومما سبق ،ميكننا االستنتاج بأن النموذج جيهد ألن يكون شامالً ،حيث ينطلق من السياسة اللغوية ومير
بالتخطيط اللغوي وينتهي بأعمال التنفيذ واملتابعة والتقييم واملراجعة االسرتاتيجية ،ومؤدى هذا أننا ال
نتوجه إىل إصدار جمرد وثائق للتخطيط اللغوي ،وإمنا إىل تطوير مؤسساتنا وإجراءاتنا وآلياتنا لضمان
التطبيق الدقيق لذا التخطيط .ويرجى أن يسهم ذلك وإن بشكل جزئي يف تطوير "تفكرينا اللغوي" وفق
منظور اسرتاتيجي".
13
شكل ( )1نموذج تكاملي تفاعلي مقترح للتخطيط اللغوي
السياسة اللغوية
التخطيط اللغوي
بلورة مشاريع/مبادرات
14
ومن الشكل السابق يتضح لنا أن النموذج يؤمن بديناميكية التخطيط اللغوي ،من جراء التغريات
واملستجدات اليت جيب مراعاهتا على حنو مستمر ،ومن هنا فقد جرى النموذج على مبدأ التفاعلية
والتكامل واالثراء املتبادل ،فالسياسة اللغوية حتكم التخطيط اللغوي ،كما أن هذا التخطيط قد يقود إىل
مراجعة ونقد هذه السياسة وتطويرها يف ضوء بعض املتغريات ،ولذلك فقد مت استخدام األسهم
باجتاهني .وينطبق ذات الكالم على العالقة الثنائية التفاعلية بني بعدي التخطيط اللغوي والتنفيذ ،بل
يتعدى هذا ليشمل عالقة تفاعلية اثرائية بني السياسة والتنفيذ ،أي أن التنفيذ قد جيرنا إىل نوع من
املراجعة والتطوير للسياسة ،خاصة أن التنفيذ هو ما جيعل السياسة اللغوية على احملك.
ولكي يكون النموذج واضحاً فإنه يلزمين التعريف – وإن باختصار – ملكوناته ومصطلحاته ،وذلك وفق
البنود التالية:
الرؤية :Visionالصورة املستقبلية الطموحة اجلذابة اليت ترتاقص يف خميلتنا جتاه ما نرومه للغتنا العربية يف
مستقبل أيامها البعيدة .وختتص الرؤية بإطار زمين بعيد (عشر سنوات فأكثر).
الغايات الكلية :Ultimate Goalsاألهداف النهائية للغة وللسياسة اللغوية يف ضوء منظومة املعتقدات
والرؤية الكلية لنا جتاه لغتنا العربية ،مبا يف ذلك وظائفها الكربى ورسالتها احلضارية.
:Generalهنالك أسلوب مشهور يف األدبيات واملمارسات SWOT Analysis تحليل بيئي عام
االسرتاتيجية لتحليل البيئية الداخلية واخلارجية .وهذا األسلوب ميتاز بالبساطة والعمق والشمولية يف
حتليل البعدين الداخلي واخلارجي ،فهو حيدد نقاط القوة والضعف يف البيئة الداخلية واليت تشري إىل
اجلوانب اإلجيابية والسلبية -على التوايل -اليت تقع حتت تصرفنا ،وحتديدها يفيد يف تعظيم اإلجيايب
والتقليل من السليب قدر املطاق ،كما أنه حيدد الفر ،والتهديدات يف البيئة اخلارجية واليت تعين
اجلوانب اإلجيابية والسلبية -على التوايل -اليت ال تقع حتت تصرفنا ،ولكن بوسعنا هتيئة أنفسنا من أجل
استغالل الفر ،وجتنب التهديدات قدر املستطاع .وقد مسي هذا األسلوب بـ " "SWOTنظراً اللتقاط
احلروف األوىل من الكلمات :نقاط قوة " "Strengthsونقاط ضعف " "Weaknessesوفر،
" "Opportunitiesوهتديدات " ."Threatsوحني نقول حتليل بيئي عام فإننا نقصد مالمسة
15
األبعاد العامة يف البيئة الداخلية واخلارجية للغة العربية من حيث وضعها واكتساهبا وهيكلها واستخدامها،
دون الدخول يف التفاصيل.
صياغة السياسة اللغوية :Formulation of Language Policyأي إعداد مسودة لذه السياسة اليت
تعكس املوقف الرمسي من اللغة العربية متضمناً وضعها وحقوقها وامتيازاهتا واستخداماهتا وكل ما يصوهنا
وحيافظ عليها ،على حنو حيمي سيادهتا يف خمتلف السياقات واجملاالت احلياتية واملهنية.
اعتماد السياسة اللغوية :Approval of Language Policyأي إقرار هذه السياسة وتضمني جوهرها
يف الدستور بشكل صريح ،وتضمني بقية أبعادها ومكوناهتا يف التشريعات املالئمة جبانب الرؤية واخلطط
االسرتاتيجية الوطنية ،مبا يوضح الغايات الكلية للغة العربية ورسالتها ووظائفها يف البناء احلضاري
للمجتمع واالزدهار املدين يف سائر اجملاالت.
القضايا الستراتيجية :Strategic Themesتشري إىل العوامل الرئيسة اليت يتوجب مراعاهتا يف التخطيط
اللغوي .ومن املهم التأكد من اكتمال هذه القضايا وعدم إغفال أي قضية اسرتاتيجية لئال يتسطح أو
يتشوه الفكر االسرتاتيجي بسبب عدم معاجلة هذه القضية أو تلك ضمن مدخالته األساسية ،األمر
الذي قد ينتج عنه نقص وضعف يف املخرجات االسرتاتيجية .ومن أمثلة تلك القضايا ما يتعلق بوضع
اللغة ،واكتساهبا ،وهيكلها ،وطرق استخدامها ،واإلعالم االجتماعي اجلديد ،والسياقات احمللية والدولية،
األبعاد الدستورية والقانونية وحنو ذلك.
تحليلي بيئي تفصيلي :Detailed SWOT Analysisوفق ما سبق بيانه حول التحليل البيئي ،يتم يف
هذا التحليل التفصيلي البحث املكثف واالستقصاء الدقيق لكافة العوامل املؤثرة سواء يف اإلطار الداخلي
أو اخلارجي ،لتحديد نقاط القوة والضعف والفر ،والتهديدات ،على أن يتم ذلك عرب التوسل ببيانات
ثرية يتم مجعها من أطراف عديدة (األطراف ذات الصلة )Stakeholdersباستخدام أساليب
املقابالت وجمموعات الرتكيز وورش العمل واالستبانات وحتليل الوثائق.
:Strategicوتشري إىل نتائج مرجوة ومقاييس لألداء طويل Objectives األهداف الستراتيجية
األجل .وجيب أن تكون األهداف شاملة جلميع اجلوانب املهمة يف املسألة اللغوية .ويفضل ترتيبها وفق
أمهيتها وأولويتها ،مع إعطاء أوزان نسبية لكل هدف .ومن املهم اتسام األهداف بأهنا :حمددة ودقيقة،
11
متنح روح التحدي وقابلة للتحقق يف الوقت ذاته ،وشاملة ومتكاملة ،وقابلة للقياس .وقد يتم وضع
أهداف اسرتاتيجية عامة ،ويف ضوئها توضع أهداف اسرتاتيجية فرعية ،وقد يكتفى باألهداف العامة.
التهديدات: الفرص:
هنا يتم وضع أهم عشرة هتديدات هنا يتم وضع أهم عشر فر،
نقاط القوة:
كيف تستخدم نقاط القوة في كيف تستخدم نقاط القوة في هنا يتم وضع أهم عشر نقاط قوة
نقاط الضعف:
كيف يمكن تجاوز نقاط كيف تستغل الفرص في تقليل هنا يتم وضع أهم عشر نقاط ضعف
17
خطة تنفيذية :Action Planبعد االنتهاء من إعداد اخلطة االسرتاتيجية واليت عكستها املكونات
السابقة ،يتوجب وضع خطة تنفيذية تفصيلية كي نضمن وجود آلية متكاملة وواضحة للتنفيذ،
على أن تشمل كافة األبعاد املتعلقة بالتنفيذ ،واليت تشمل :توصيف تفصيلي دقيق لكل
مشروع/مبادرة ،يتضمن هدفه العام وأهدافه التفصيلية ،واألنشطة الرئيسة اليت يتوجب القيام هبا،
وفرتة التنفيذ ومدته ،وعدد مرات تكرار التنفيذ ،واملعوقات والصعوبات احملتملة ،ومؤشرات تنفيذ
األداء ،واجلهات املسؤولة عن التنفيذ واليت ميكن تصنيفها إىل :جهات مرجعية وهي املسؤولة عن
التنفيذ ووضع االشرتاطات واملعايري التفصيلية ،وجهات مشاركة وهي اليت يقع املشروع/املبادرة يف
نطاق عملها الرئيس ،وجهات داعمة وهي اليت ال يقع املشروع/املبادرة يف نطاق عملها الرئيس،
ولكن بوسعها تقدمي خدمات دعم لوجسيت من شأنه تيسري أعمال التنفيذ وإجناحها.
مؤشرات تنفيذ أداء :Key Performance Indicators , KPIsوتعكس معايري ومقاييس دقيقة
لألداء ،حبيث تعني على حتديد مستوى النجاح يف تنفيذ كل مشروع/مبادرة ،ومن مث فهي تعاوننا
على تقدير مستويات اجلودة يف أعمال التنفيذ.
التنفيذ :Implementationويشري إىل التطبيق الفعلي لكل ما ورد يف اخلطة االسرتاتيجية واخلطة
التنفيذية عرب اجلهات املعتمدة ووفق مؤشرات تنفيذ األداء .والتنفيذ هو حجر الزاوية لقياس
مستوى النجاح الكلي للتخطيط اللغوي ،وتفيد األدبيات العلمية واملمارسات العملية أن كثرياً من
الفشل يف التخطيط ال يعود إىل سوء اخلطة بقدر ما يعود إىل ضعف التنفيذ .ويعد تنفيذ اخلطة
أكثر صعوبة من إعدادها وذلك ألسباب ومنها أن التنفيذ يتطلب جهداً ووقتاً كبريين ،ويستلزم
بنوداً مالية قد ال تتوفر ،ورمبا عاد ذلك إىل االنشغال واالهنماك يف األعمال الروتينية ،كما أن
املكلفني قد ال يستطيعون التنفيذ من جراء نقض رصديهم املعريف واملهاري ،باإلضافة إىل احتمال
ظهور بعض املشاكل واملعوقات اليت مل تكن يف احلسبان أثناء عملية التخطيط .26ومن هنا فمن
املهم تبين التخطيط بأسلوب "السيناريوهات" مع حتديد احتمالية كل سيناريو واملخاطر احملتملة
وكيفية إدارة املخاطر ،وذلك وفق احملددات العلمية يف هذا اجملال.
26
المطيري وزايد ( ،)2011تحديات تطبيق الخطط االستراتيجية في المنظمات السعودية.
12
المتابعة والتقييم :Follow-up and Evaluationنظراً للصعوبة الكبرية يف أعمال التنفيذ ،فإنه
ال بد من وضع آليات فاعلة للمتابعة والتقييم من قبل اجلهات القيادية بغية التحفيز والتشجيع
وتذليل العقبات والضغط واملساءلة لكافة اجلهات التنفيذية.
المراجعة الستراتيجية :Strategic Auditأي خطة جيب أن تتسم باملرونة الكافية والقدرة على
االستجابة التكيفية للمتغريات ،وخباصة أننا أكدنا على الوضع الديناميكي للتخطيط اللغوي يف
بيئة مفتوحة تفاعلية ،ومن هنا فثمة حاجة إىل إجراء مراجعة دورية ملخرجات التخطيط اللغوي
(اخلطة االسرتاتيجية واخلطة التنفيذية) ،وميكن حتديد فرتة زمنية معينة كأن تكون كل مخس
سنوات ،مع مالحظة أنه يتوجب مهنياً مراجعة اخلطط وتطويرها يف حالة حدوث متغريات مؤثرة
حىت لو كانت قبل الفرتة احملددة للمراجعة االسرتاتيجية.
يف ضوء اهتمامي باملسألة اللغوية يف السنوات املاضية ،ميكن يل وضع بعض النتائج املبدئية
للتحليل البيئي للغة العربية ،كتطبيق لبعض أجزاء املنهج املقرتح ،واملتمثل حتديداً يف "التحليل البيئي
الداخلي واخلارجي" ،مكتفياً ببعض العناصر اليت متثل يف نظري أهم نقاط القوة والضعف والفر،
والتهديدات ،وذلك كما يلي:
18
شكل ( )2ملخص بنتائج لتحليل بيئي عام للغة العربية
التهديدات: الفرص:
.0التوهم بعدم قدرة اللغة على التفاعل احلضاري ومسايرة .0محل اللغة بذور االستمرارية يف الثورة التقنية املعلوماتية.
املستجدات. .3إقرار سياسة لغوية على املستوى القومي والقطري.
.3التوهم بصعوبة تعلم اللغة وإتقاهنا. .2ممارسة التخطيط اللغوي على املستوى القومي والقطري.
.2طروحات البعض للتلبس بـ "الرخاوة اللغوية" .
28
.4إمكانية استنهاض السياسي لدعم املسألة اللغوية.
.4اخلطاب الداعي لـ "االستسالم اللغوي" .
29
.2إمكانية استنهاض الديين لدعم املسألة اللغوية.
.2الشابكة (اإلنرتنت) وما حتمله من مهددات لغوية عديدة ،ومنها ما .6إمكانية استنهاض الثقايف لدعم املسألة اللغوية.
يسمى بـ "العربيزي" .
30
.7التوسل باملكنة اإلعالمية.
.8اإلفادة من اإلمكانيات الائلة للشابكة (اإلنرتنت) ،وتعزيز .6اإلعالم اجملايف أو املعادي للعربية الفصيحة.
.7تزايد االعتماد على اللغات األجنبية يف التعليم العام واجلامعي، احملتوى العريب الرقمي يف سياق جمتمع املعرفة واالقتصاد املعريف.
بطريقة هتدد اللغة العربية. .9تنامي الطلب على تعلم العربية من أبنائها.
.8احتدام الصراع بني اللغة الفصيحة والعاميات (الثنائية اللغوية). .01تنامي الطلب على تعلم العربية من الشعوب األخرى.
.9احتدام الصراع بني العربية واللغات األخرى (االزدواجية اللغوية).
.01العمالة األجنبية ومهدداهتا اللغوية ال سيما لألجيال اجلديدة.
27ظاهرة االزدراد اللغوي تشير إلى عملية ابتلع كم هائل من الكلمات األعجمية في وقت قصير دونما حاجة أو لنقل دونما
مسوغات مقبولة وفق معايير االقتراض اللغوي ،انظر :البريدي ( ،)2013اللغة هوية ناطقة.
" 28الرخاوة اللغوية" تشير إلى تلك الط روحات التي تروم إخراج العربية عن معياريتها أو "صلبتها اللغوية" ،ودوافع ذلك عديدة،
انظر المرجع السابق.
" 29االستسلم اللغوي" يقصد به ذلك الخطاب المشوش على مشروعية "النضال اللغوي" وبذل الجهد لحمايتها وصيانة سيادتها،
بحجة أن اللغة تنمو وتنحط بحسب مستوى التحضر للمجتمع ،وهي فكرة تزعم االتكاء على الفكرة الخلدونية بتقليد المغلوب للغالب،
وقد أثبتت اللسانيات الحديثة تفاهة هذا االدعاء ،مع ملحظة أن ابن خلدون نفسه ال يقر باالستسلم اللغوي ،بل هو على النقيض من
ذلك يؤمن بالنصال اللغوي بمختلف أشكاله ،وللمزيد ،انظر المرجع السابق.
30انظر :المنصور ( ،)2012من استعماالت اللغة المحدثة (العربيزي).
20
ثالث ا :توصيات عملية لتعزيز الفعل التخطيطي اللغوي في العالم العربي
أحسب أن الفعل التخطيطي سيتحسن عند تطبيق بعض التوصيات العملية ،مع تشديدي على أن مركز
امللك عبداهلل بن عبدالعزيز الدويل خلدمة اللغة العربية وبقية املراكز املشاهبة ميكن أن تلعب دوراً كبرياً يف
جمال تنفيذ مثل هذه التوصيات:
تبين املنظمات العربية املختصة باملسألة اللغوية دعم مشروع لتخطيط لغوي على املستوى القومي، .0
وتشجيع الدول العربية على ممارسة الفعل التخطيطي على املستويات القطرية ،يف ضوء خمرجات
التخطيط اللغوي القومي ،على أن يكون متصفاً بالدقة والشمولية والتكامل ،مع إفساح هوامش كافية
لألقطار العربية كي تتبىن ما يالئمها يف بعض التفاصيل اللغوية ،إذ لكل قطر عريب ظروفه وإمكانياته
وإجيابياته وسلبياته وحتدياته وفرصه .مع تأكيدي على ضرورة التعجيل هبذا املشروع ،وتكوين فريق حبثي
ميثل جمموعات الدول العربية (يصعب التمثيل لكل دولة وإمنا لكل جمموعة كدول اخلليج واملغرب العريب
وحنو ذلك).
دعوة اجلامعة العربية لتبين مشروع يلزم كل دولة عربية بتبين سياسة لغوية شاملة ،يتم اعتمادها من .3
تضمن يف الدساتري بطريقة مالئمة ،وبشكل صريح وملزم.
قبل أعلى السلطات يف الدولة ،على أن ّ
.2تبين موضوع "التخطيط اللغوي" ضمن برامج الدراسات العليا يف اللسانيات واللغويات ،مع
ضرورة تكوين برامج تعليمية تقوم على مبدأ "تداخل التخصصات" ،مع أمهية حتفيز الطلبة املميزين
لالنضمام إىل هذا التخصص.
.4إدراج موضوع "التخطيط اللغوي" يف بعض املقررات يف الربامج التعليمية املالئمة.
.2إصدار جملة علمية حمكمة يف جمال التخطيط اللغوي ،وميكن أن تكون سنوية يف أول صدروها،
على أن تزاد األعداد وفق مرحلية مدروسة.
.6تأليف كتب متخصصة يف التخطيط اللغوي ،على أن تكون مالئمة ألغراض متنوعة كالدراسات
العليا واملمارسة التطبيقية يف جمال التخطيط اللغوي.
.7تقدمي برامج تدريبية عالية املستوى يف جمال التخطيط اللغوي يف كافة الدول العربية عرب آلية دقيقة،
مما مي ّكن من تكوين خربات مميزة يف هذا اجملال ،تكون نواة ملشاريع التخطيط اللغوي يف كل قطر عريب.
21
المراجع:
المراجع العربية:
.0الربيدي ،عبداهلل ( ،)3102اللغة هوية ناطقة ،منظور جديد هميزج اللغةه بال ِ
وية واحلياة ،الرياض:
اجمللة العربية ،ط .0
.0
.3الزبون ،فواز عبداحلق ) ،(2009دور التخطيط اللغوي في خدمة اللغة العربية والنهوض بها .
األردن :املوسم الثقايف السابع والعشرون جملمع اللغة العربية األردين 81 - 110. ، -
.2ابن تنباك ،مرزوق ( ،)0986الفصحى ونظرية الفكر العامي ،الرياض :جامعة امللك سعود ،مركز
البحوث بكلية اآلداب ،ط .0
.4أمحد ،الصادق علي ( ،)3118حقوق اإلنسان بني العوملة والوية الوطنية ،اخلرطوم :مركز دراسات اجملتمع،
مجلة دراسات مجتمعية ،العدد .017-84 ، ،3
.2إدريس ،ثابت واملرسي ،مجال الدين ( ،)3117اإلدارة الستراتيجية ،اإلسكندرية :الدار اجلامعية،
ط .0
.6برهومة ،عيسى ( ،)3103اللغة والهوية ..جدل الثابت والمتحول ،امللخص التنفيذي ،الدوحة :املركز
العريب لألحباث ودراسة السياسات ،املؤمتر السنوي للعلوم االجتماعية واإلنسانية "الوية واللغة يف الوطن
العريب".
.7البوشيخي ،عز الدين ( ،)3103اللغة والتعليم والهوية في الدول العربية ،الدوحة :املركز العريب لألحباث
ودراسة السياسات ،املؤمتر السنوي للعلوم االجتماعية واإلنسانية "الوية واللغة يف الوطن العريب".
.8بول ،جوناثان ) ، (1976التخطيط اللغوي ،مرتجم من االجنليزية املغرب ،اللسان العربي ،مج
،14ع .149 – 151 ، ،0
.9احلسيين ،فالح ( ،)3111اإلدارة الستراتيجية – مفاهيمها ،مداخلها ،عملياتها المعاصرة،
عمان :دار وائل ،ط .0
ّ
محزة ،بركات ( ،)0988تصور طالب الجامعة للمستقبل ،رسالة ماجستري غري منشورة، .01
مصر :جامعة عني مشس ،كلية اآلداب.
.00اخلويل ،حممد ( ،)0989تأثري التدخل اللغوي يف تعلم اللغة الثانية وتعليمها ،مجلة جامعة الملك
سعود :العلوم التربوية ،مج .038-019 ، ،)3 ،0( 0
22
الركايب ،كاظم ( ،)3114اإلدارة الستراتيجية – العولمة والمنافسةّ ،
عمان :دار وائل، .03
ط .0
تأثير مجتمع المعرفة السرحيي ،صلوح مصطفى؛ قمصاين ،نبيل عبداهلل )،(2012 .02
على اللغة العربية :دراسة وصفية ،أعمال املؤمتر الثالث والعشرون لالحتاد العريب للمكتبات
واملعلومات ( اعلم ( ) احلكومة واجملتمع والتكامل يف بناء اجملتمعات املعرفية العربية ) -قطر ,ج 3
.2170 – 2181 ، ،
.04السعافني ،إبراهيم ( ،)3118تطوير مناهج تدريس اللغة العربية ،يف :اللغة العربية والتعليم – رؤية
مستقبلية للتطوير ،أبو ظيب :مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االسرتاتيجية ،ط.326-310 ، ،0
.02طرابيشي ،علي ( ،)3118مناهج اللغة العربية وتأكيد الهوية الثقافية العربية اإلسالمية ،مصر :املؤمتر
العلمي العشرون "مناهج التعليم والوية الثقافية" ،مج .0249-0226 ، ،4
.06العبد احلق ،فواز حممد الراشد ) ، (1996مرئيات التخطيط اللغوي :عرض و نقد ،األردن :مجلة
مجمع اللغة العربية األردني ,مج ،20ع .105 - 142 ، ،20
عثمان ،سيد أمحد ) ، (1986التخطيط اللغوي وتعليم اللغة العربية ،مصر :دراسات .07
تربوية ،مج ,0ج .19 – 24 ، ،4
.08عيساين ،عبداجمليد ( ،)3103اللغة العربية واستراتجية رسم السياسات اللغوية ،املدينة املنورة ،اجلامعة
اإلسالمية :مؤمتر اللغة العربية ومواكبة العصر ،احملور اخلامس.406-222 ، ،
غراب ،كامل ( ،)0992اإلدارة الستراتيجية – أصول علمية وحالت عملية ،الرياض: .09
جامعة امللك سعود ،ط .0
.31متويل ،نارميان ( ،)3101اللغة العربية بين النتماء والهوية والتحديات المستقبلية في عصر
الرقمنة ،لبنان :املؤمتر احلادي والعشرين لالحتاد العريب للمكتبات واملعلومات (اعلم).912-827 ، ،
املطريي ،ذعار وزايد ،عبدالناصر ( ،)3100تحديات تطبيق الخطط الستراتيجية في .30
المنظمات السعودية ،دراسة حالة :اليئة امللكية باجلبيل ،األردن ،املنظمة العربية للتنمية اإلدارية:
مؤمتر " منظمات متميزة يف بيئة متجددة".609-604 ، ،
املنصور ،ومسية ( ،)3103من استعمالت اللغة المحدثة (العربيزي) ،املدينة املنورة ،اجلامعة .33
اإلسالمية :مؤمتر اللغة العربية ومواكبة العصر ،احملور اخلامس.489-437 ، ،
موسى ،عطا ) ،(2009هناد املوسى و التخطيط اللغوي :مثل من ظاهرة االزدواجية، .32
مجلة إربد للبحوث والدراسات -األردن ,مج 12,ع .201 – 224 ،, 3
23
مجلة حوليات: اجلزائر، اللغة الرمسية والوية الوطنية يف ظل اجملتمع املتعدد اللغات،)3116( ميمون.34
.60-27 ، ،16 ع،التراث
– اللغة العربية والتعليم: يف، الواقع والطموح: تأهيل معلمي اللغة العربية،)3118( لطيفة، النجار.32
-327 ، ،0 ط، مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االسرتاتيجية: أبو ظيب،رؤية مستقبلية للتطوير
.362
، الفصحى واللهجات العربية المعاصرة – عالقة اتصال أم انفصال،)3103( عبدالعايل، ودغريي.36
.029-96 ، ، احملور الثاين، مؤمتر اللغة العربية ومواكبة العصر: اجلامعة اإلسالمية،املدينة املنورة
السلم اللغوي في الوطن العربي – حركية اللغة العربية وتدبير التعدد،)3103( عبدالرمحن، جييوي.37
احملور، مؤمتر اللغة العربية ومواكبة العصر: اجلامعة اإلسالمية، املدينة املنورة،اللغوي والزدواجية اللغوية
.332-061 ، ،الثاين
:المراجع األجنبية
24