Professional Documents
Culture Documents
إنجيل الإبيونيين
إنجيل الإبيونيين
حر لل إنجيل بح�سب الخمر .لم يُنظَ ر � إليه على �أنّه تكييف ّ مق ّدمة
أ�صلي ،انطلق من الأناجيل َّف � ّ متّى ،بل على �أنّه م�ؤل ٌ
ينتمي � إنجيل ال إبيونيّين � إلى مجموعة �أناجيل اليهو-
أي�ضا من ال إنجيل بح�سب ال إزائيّة بمجملها ،وقد يكون � ً
م�سيحيّة التالية � :إنجيل العبرانيّين و� إنجيل النا�صريّين و� إنجيل
يوحنّا .هو ال إنجيل الذي وجده � إبّيفانيو�س بين �أيدي
ال إبيونيّين �أو � إنجيل الر�سل االثني ع�شر ،1و� إنجيل الم�صريّين،
الهراطقة الذين �أطلق عليهم ا�سم "ال إبيونيّين" .هناك
الكليمنتيني خا�صة في الأدب انعكا�س لأفكار ه� ؤالء يبق لنا من هذه الأناجيل �سوى ب�ضعة و� إنجيل بطر�س .لم َ
ّ ّ ٌ
إبيوني ،وبال إ�ضافة � إلى � إنجيل �أجزاء ومقاطع � إن لم نَ ُقلْ نُتَ ًفا ،ولو بقيت َلع ِلمنا الكثير
المزيّف؛ ففي الأدب ال ّ
أي�ضا المجموعة الكليمنتيّة المزيّفة� ،أو إبيوني ،هناك � ً الن�ص
عن تاريخ الم�سيحيّة الأولى وعن مراحل تكوين ّ
ال ّ
حلقة � إكليمن�ضو�س .
3 االنجيلي؛ فلقد اختفت مجموعة الأناجيل هذه منذ �أمد ّ
بعيد ،ويبدو � ّأن وجودها قد ا�ضمحلّ بعد بداية القرن
ُك ِتب � إنجيل ال إبيونيّين في الن�صف ال ّأول من القرن الخام�س تقريبًا ،با�ستثناء بع�ض المقتطفات الباقية هنا
الثاني ،في الزمان الذي فيه كتب � إنجيل الم�صريّين،
وهناك � ،إلى ح ّد � ّأن كلّ هذه الأناجيل � ،إذا ما ُج ِم َعت،
�شرقي
ّ وا�ستعملته الجماعات الم�سيحيّة المن�ش ّقة في ّ
�سطرا ،2وقد يكون ً ت�شكل �سوى ما مجموعه 60 ال
الأردن .يروي خبر عماد ي�سوع واختياره لالثني ع�شر،
ال�سبب اختفاءَ الجماعات اليهو-م�سيحيّة ،الأمر الذي ُ
انطالقًا من ن�صو�ص ال إزائيّين الثالثة متّى ومرق�س ولوقا.
� ّأدى بذات الفعل � إلى اختفاء ن�صو�صهم.
هو ينكر والدة ي�سوع البتوليّة ،ويعتبر � ّأن ي�سوع �صار
عر�ض عن الذبائح و�شعائر لما قَبِلَ العماد ،وي ُ ِ للهّ نُ ِظ َر � إلى � إنجيل ال إبيونيّين على �أنّه قريب من الأناجيل
ابن ا ّ َ
العبادة ،ويجعل من يوحنّا المعمدان � إن�سانًا نباتيًّا ال ال إزائيّة ،لكن مع ميول باتّجاه �شجب �أكل اللحم و�شرب
(1) H. Waitz, “Das Evangelium der zwölf Apostel (Ebioniten-Evangelium)”, Zeitschrift für die neutestamentliche Wissenschaft
13 (1912) 338-348; 14 (1913) 38-64, 117-132; “Neue Untersuchungen über die sogennanten judenchristlichen Evangelien”,
Zeitschrift für die neutestamentliche Wissenschaft 36 (1937) 60-81.
(2) Cf. Simon-Claude Mimouni, Le judéo-christianisme ancien, essais historiques, coll. Patrimoines, Cerf 1998, p. 208 ; C.-B.
Amphoux, « L’Évangile selon les Hébreux source de l’Évangile de Luc », Apocrypha 6 (1995) 67-77.
(3) H. Waitz, Die Pseudo-Klementinen (TU, NF, 10, 4), Leipzig, 1904.
بيبليا 2013/57
22 الأب �أيوب �شهوان
للو�ضوء والتطهير ،وعلى تحريم الذبائح؛ وي�ش ّددون ويتردد في جعل ي�سوع ي�أكل خروف ّ ي�أكل �إالّ البقول،
البر ،واالهتمام باليتامى ،والعناية بالفقراء
على �أعمال ّ الف�صح و�صوالً � إلى رف�ض ذلك .ونالحظ لدى قراءة هذا
والم�ساكين و�أبناء ال�سبيل ،ويو�صون ب� إعالة المحتاجين، أثيرا غنو�صيًّا في التعليم عن
ال � إلى الهرطقة وت� ً
االنجيل مي ً
و� إطعام الجياع ،و� إقراء ال�ضيوف والغرباء.7 الم�سيح.
ّ
ت�شكل الحركات ال إبيونيّة �أب ًدا كني�س ًة مركزي ّ ًة لم َ – 1من هم الإبيونيّون؟
متفرقة وم�ستقلّة ّ ذات هرميّة ،بل بالأحرى جماعات ي�شتق ا�سم ال إبيونيّين من قول الم�سيح" :طوبى ّ
كانت �أكثر تعلّ ًقا بالطقو�س منه بالعقائد .لم َ
يبق �إالّ القليل للفقراء" ،وبلغتهم العبرانيّة" :طوبى لل إبيونيّين" .تُطلَق
القليل من الم�صادر المتعلّق بال إبيونيّة؛ فبا�ستثناء بع�ض الت�سمية "� إبيونيّون"� ،أي "الم�ساكين" ،على حركة هام�شيّة
ي�سمى بـ"الأدب مقاطع من � إنجيل ال إبيونيّين ،هناك ما َّ يهودي في فل�سطين ،وبالد ّ قام بها م�سيحيّون من �أ�صل
الكليمنتيني المزيّف" �أو "المجموعة الكليمنتيّة المزيّفة"
ّ العرب ،و�سوريا ،بين القرنَين الثاني والخام�س .التحقوا
4
التي ال اتّفاق بين الباحثين حول ن�سبتها � إلى هذا الفريق عظيما من الأنبياء ،انت�شروا في بالم�سيح ور�أوا فيه نبيًّا
ً
الم�سيحي المح َّدد �أو ذاك .ذكرهم � إيريناو�س في كتابه ّ وا�ستقروا فل�سطين و�سوريا والجزيرة العربيّة وم�صر،
ّ
�ض ّد البدع ، 8و�أوريجانو�س في كتابه �ض ّد ت�شل�سو�س،9 أردن ،5حيث كان مركزهم في " ِبالّ" (خربة في عبر ال ّ
و� إبّيفانيو�س في ال�شامل في الهرطقات.10 البتولي ،ويقولون فحل)� .أنكروا �ألوهيّة ي�سوع ،وميالده
ّ
بنوته ال إلهيّة ترقى � إلى
م�سيحا يوم عماده ،و� ّأن ّ ً �إنّه �أ�صبح
من المحتمل �أن يكون معظم رهبان قمران قد دخلوا
أزلي دخلبالحري � ّأن الم�سيح المبد�أ ال ّ
ّ ذاك الحين� ،أو
في �شيعة ال إبيونيّين بعد خراب هيكل �أور�شليم �سنة 70
ي�سوع يوم عماده وفارقه يوم ا�ست�شهاده � ،إلى جانب ما
ب .م ، .وهاجروا � إلى بالد الحجاز ،وانتمى � إليهم بع�ض
الرب وموته ،وتقوم ر�سالته على ّ يعتقدون في َ�صل ِْب
القبائل العربيّة.11
التعليم والتب�شير دون الفداء والخال�ص� .أ�ضف � إلى ذلك
12
� - 2إنجيل الإبيونيّين �أنّهم يرف�ضون تعليم الق ّدي�س بول�س الر�سول.6
يهو-م�سيحي مختلف عن
ّ � إنجيل ال إبيونيّين هو � إنجيل تتركّز فرو�ض ال إبيونيّين على االغت�سال الدائم بالماء
التعرف على "ال إبيونيّة" وعلى "ال إبيونيّين" ،تح�سن العودة � إلى المقاالت العديدة والتي ت�ضاعفت ب�شكل ملفت ،وهذا بع�ض منها:
( )4من �أجل ّ
G. Bareille, « Ébionites », DTC 4/2 (1911), col. 1987-1995; H. Leclercq, « Ébionisme », DACL 4/2 (1921),
col. 1703-1709; G. Bardy, « Ébionisme et Ébionites », Catholicisme 3 (1952), col. 1230-1233; F. Fitzmyer,
« Ébionites », DS 4 (1960), col. 32-40; H. J. SchoepS, « Ébionites », DHGE 14 (1960), col 1314-1319.
(5) Épiphane, Boîte à remèdes, XXX.
(6) J. Daniélou, Théologie du judéo-christianisme, Desclée 1958, p. 76.
( )7رج جورج �سابا ،على عتبة الكتاب المق ّد�س ،من�شورات المكتبة البول�سيّة ،لبنان� ،1987 ،ص .253-239
(8) Irénée, Contre les Hérésies, I, 26, 12.
(9) Origène, Contre Celse, II, 1.
(10) Épiphane de Salamine, Panarion, XXIX-XXX.
ق�س ونبي :بحث في ن�ش� أة ال إ�سالم (� ،)1979ص 20و.23
( )11رج �أبو مو�سى الحريريّ ،
)(12) Cf. M.-É. Boismard, « Évangile des Ébionites et problèmes synoptiques (Mc 1, 2-6 et par.) », RB 73 (1966
321-352.
بيبليا 2013/57
23 �����������������������������������������������
له داخل التفا�سير ال إبيونيّة ينبغي �أن يكون ال إنجيل بح�سب � إنجيل العبرانيّين �أو � إنجيل النا�صريّين ،والمقاطع الوحيدة
الر�سل االثني ع�شر� ،أو ال إنجيل بح�سب الر�سل ،وفي الخارج الباقية منه هي تلك التي ي�ست�شهد بها � إبّيفانيو�س في م�ؤل ّفه
ال إنجيل بح�سب العبرانيّين. الم�شهور ،ال�شامل في الهرطقات.13
يبدو � ّأن � إنجيل ال إبيونيّين قد ُح ِّرر في اليونانيّة ،ولي�س �ص الأجزاء الباقية من � إنجيل ال إبيونيّينقبل تَ َف ُّح ِ
في الآراميّة �أو العبريّة ،وهذا ر�أي معظم الن ّقاد .ت�ستند ال�ضروري الأخذ بعين االعتبار المع�ضالت
ّ بالتف�صيل ،من
افترا�ض كهذا � إلى لعب على الكالم فقط في ٍ حج ُة
ّ أريخه ومكان تحريره. التي يطرحها عنوانه ،ولغته ،وت� ُ
اليونانيّة ،غير ممكن في الآراميّة �أو العبريّة ،ن�صادفه في
�أ -عنوان �إنجيل الإبيونيّين
الجزء ،2بين كلمتَي " ،evgkri,jحلوى" ،و،avkri,dej
"جراد" (رج مت 4 :3؛ مر .)6 :1بالرغم من ذلك، عنوان � إنجيل ال إبيونيّين الذي ي�ستعمله ال إبيونيّون
أي�ضا ،ف�إنّه من الممكنوفي � إطار ما نعرف عن ال إبيونيّين � ً لي�س م� ؤ َّك ًدا ج ًّدا ،كون العنوان الذي يطلقه عليه الن ّقاد
الن�ص قد كانت � ّإما الآراميّة
االعتقاد � ّأن اللغة الأ�صليّة لهذا ّ هو م�ستَح َدث .ي�ؤكّد الق ّدي�س � إيريناو�س � ّأن ال إبيونيّين
و� ّإما العبريّة. يعترفون بال إنجيل بح�سب متّى .14وي�شير � أو�سابيو�س
� إليه تحت ا�سم ال إنجيل بح�سب العبرانيّين ،م�ضي ًفا � ّأن الأمر
ب -ت�أريخ �إنجيل الإبيونيّين
العبري لل إنجيل بح�سب متّى.15 ّ يتعلّق بتكييف الأ�صل
يتّفق الن ّقاد عاد ًة على ت�أريخ � إنجيل ال إبيونيّين في
� ّأما � إبّيفانيو�س فيو�ضح � ّأن ال إبيونيّين ي�ستعملون
الن�صف ال ّأول من القرن الثاني .يرتكز هذا الت�أريخ على
"م�شوهة
ّ ا�ستنادا � إلى ن�سخة
ً ال إنجيل بح�سب متّى،
إبيوني بمتّى
أمرين :من جهة �أولى ،ي�ست�شهد الم�ؤل َّف ال ّ � َ ي�سمونها بح�سب العبرانيّين .
16
ومبتورة"ّ ،
مما يعني ت�ألي ًفا مت� ّأخ ًرا عن العام 100؛
ومرق�س ولوقاّ ،
من ناحية ثانية ،هو يجهل يوحنّا ،الأمر الذي يفر�ض أي�ضا ال إنجيل بح�سب الر�سل
دعى � إنجيل ال إبيونيّين � ً
وي ُ َ
أريخ من هذا
عدم الذهاب �أبعد من العام .150ال ي�أخذ ت� ٌ ن�ص،
خا�صة ب�سبب العنوان الخالي من ّ ّ االثني ع�شر،
خا�ص ًة ال إنجيل بح�سب ّ النوع �سوى م�س�ألة ال إزائيّين، والذي يورده �أوريجانو�س .في االتجاه ذاته ،يجب
17
بيبليا 2013/57
24 الأب �أيوب �شهوان
د -الأجزاء الباقية من �إنجيل الإبيونيّين أي�ضا �أن يرقى هذا االعتماد مبا�شر ًة � إلى من الممكن � ً
ي�شكل الف�صل 88 � إنجيل ال إبيونيّين .في هذه الحالة ،قد ّ
نقل لنا � إبّيفانيو�س �أجزءًا �سبعة من � إنجيل ال إبيونيّين،
من الحوار مع تريفون ليو�ستينو�س الح َّد الأخير لـ� إنجيل
22
ألماني ُهلّ ،21ونُ ِقلَت � إلى الفرن�سيّة
ن�شرها الباحث ال ّ ال إبيونيّين ،ح ًّدا يُعتَ َقد �أنّه حوالى العام .135
وال إيطاليّة 23وال إنجليزيّة والألمانيّة .ترتيب هذه
25 24
الجزءان 3و7 الأجزاء هو كما وردت لدى � إبّيفانيو�س؛ ُ هكذا � ،إذا ما قبلنا المعطيات التي �أَبر َزها يو�ستينو�س،
مرة ثانية لدى هذا الأخير في مالحظته هما ُمدرجان ّ ثم تلك التي يتكلّم عليها الباحث ،20Henneيمكن ّ
الواردة في م�ؤل َّفه ،علبة العالجات.26 ت�أريخ � إنجيل ال إبيونيّين ،وب�شيء من الت�أكيد ،ما بين العامين
ينبغي القبول بفر�ضيّة � ّأن الت�أثيرات الأدبيّة التي 100و 135تقريبًا.
ن�صادفها في � إنجيل ال إبيونيّين م�صدرها هو الأناجيل ج -مكان تحرير �إنجيل الإبيونيّين
ال إزائيّة .مع هذا ،ال �شيء يحول دون �أن ي�ستطيع � إنجيل
� إذا ما ا�ستندنا � إلى الأجزاء الباقية من � إنجيل ال إبيونيّين
تماما كما الأناجيل ال إزائيّة،
ال إبيونيّين �أن يجد � إلهامهً ،
في م�صدر �آخر قد يكون �ساب ًقا للجميع وم�شتَ َركًا مع فقط� ،سيكون من ال�صعب تحديد مكان تحرير هذا
الجميع. ال إنجيل� .إالّ �أنّه بال إمكان االفترا�ض � ّأن هذا ال إنجيل
�صادر عن جماعات � إبيونيّة كانت تعي�ش في �سوريا،
خا�صة �إبّيفانيو�س ،و�إنجيل
� - 3آباء الكني�سةّ ، يت�ضمنها مع أخ�ص ب�سبب الت�شابهات العديدة التي
ّ بال ّ
27
الإبيونيّين أي�ضا ،وعلى ال إنجيل بح�سب متّى ،الذي �أب�صر النور � ً
� إنجيل ال إبيونيّين ،ي�ؤكّد على وجوده � إبّيفانيو�س الأرجح ،في المنطقة عينها .من ناحية ثانية ،لقد ا�ستعملته
خ�صو�صا ،ويق ّدمه كما يلي" :في ال إنجيل الذي قبلوه،
ً بالت�أكيد الجماعات ال إبيونيّة في فل�سطين وفي العربيّة.
(20) P. Henne, « L’Évangile des Ébionites. Une fausse harmonie. Une vraie supercherie », dans : A. Kessler – T.
Ricklin – G. Wurst (éds.), Peregrina curiositas. Eine Reise durch den Orbis antiquus. Zu Ehren von Dirk van
Damme, Göttingen 1994, p. 57-75.
(21) K. Holl, Epiphanius, t. I. Ancoratus und Panarion (haer. 1-33), Leipzig 1915 (GCS 25), p. 349-351.
الرئي�سي في نقل الأجزاء الباقية من � إنجيل ال إبيونيّين � إلى الفرن�سيّة � إلى د� .أ .ب ِْرتْران:
ّ ( )22يعود الف�ضل
D. A. Bertrand, « L’Évangile des Ébionites : une harmonie évangélique antérieure au Diatessaron », NTS 26
(1980) 548-563, ici 552-558.
Voir aussi : François Bovon - Pierre Geoltrain, Écrits apocryphes chrétiens, Bibliothèque de la Pléiade,
Gallimard, Paris 1997, p. 447-453.
(23) Mario Erbetta, Gli Apocrifi del Nuovo Testamento, I/1. Vangeli, Marietti 1975, p. 132-136.
(24) P. Vielhauer – G. Strecker, « Jewish-Christian Gospels », dans W. Schneemelcher, New Testament
Apocrypha, t. I, Louisville/Kentucky, 1991, p. 166-171.
(25) P. Vielhauer – G. Strecker, « Judenchristliche Evangelien », dans W. Schneemelcher, New Testament
Apocrypha, t. I, Tübingen, 1987, p. 138-142; Howard G., « The Gospel of the Ebionites », Aufstieg und
Niedergang der römichen Welt, 2, 25, 5, Berlin u. New York, 1988, p. 4034-4053.
(26) Épiphane, Boîte à remèdes, respectivement en XXX 14, 3; XXX 22, 5.
(27) Daniel Bertrand, "Il vangelo degli Ebioniti", in Mario ERBETTA, Gli Apocrifi del Nuovo Testamento, I/1.
Vangeli, Marietti 1975, p. 132-136; Camille Focant, Les évangiles apocryphes, coll. Horizons de la foi, 58,
Connaître la Bible, Bruxelles 1994, p. 10.
بيبليا 2013/57
25 �����������������������������������������������
بح�سب الر�سل" ،يعتبره النا�صريّون �إنجيلَ العبرانيّين بح�سب متّى كما يُقال ،ولكنّه في الحقيقة ناق�ص ج ًّدا،
المقروء �آراميًّا .يبدو � ّأن بع�ض المقتطفات التي يوردها العبراني" ،وهو علىّ ي�سمونه ال إنجيل
وم�شوه ،ومبتورّ ،َّ
� إبّيفانيو�س من � إنجيل ال إبيونيّين ّ
تدل على � ّأن هذا الأخير الأرجح � إنجيل الر�سل االثني ع�شر نف�سه ،ومن المحاوالت
تم و�ضعه با�سم الر�سل ،الأمر الذي � ّأدى � إلى التقريب قد ّ وتنوعها قبل انتهائها ر�سميًّاالأولى ل�ضبط تع ُّدد الأناجيل ُّ
بين � إنجيل ال إبيونيّين وبين � إن جيل االثني ع�شر � إلى ح ّد يوناني من الن�صف ال ّأول من القرن ّ ن�ص
� إلى �أربعة� .إنّه ّ
ال واح ًدا.
اعتبارهما � إنجي ً الثاني .يح ّقره � إيرونيمو�س و�أوريجانو�س � ،إذ يعتبر �أنّه
الن�ص في ال�شيعة ال إبيونيّة ،التي
هرطقة لي�س �إالّ .ن�ش�أ ّ
ي�شهد � إبّيفانيو�س ،الكاتب الذي حفظ لنا بع�ض
ا�سمهم من كلمة متهودين ،ي�ستم ّدون َِّ ت�ضم غنو�صيّين
ّ
الم�ستالّت من � إنجيل ال إبيونيّين ،حوالى �سنة ،375بعد
عبريّة تعني "فقراء" .كان ه� ؤالء يريدون فر�ض نير
الوهمي
ّ تقرير وجيز حول � إبيون ،م� ّؤ�س�س هذه ال�شيعة
في ،وينكرون التق�ش ّ
ّ ال�شريعة على الوثنيّين ب�سلوكهم
وحول كري�ستولوجيّته ،بما يلي:
�ألوهيّة ي�سوع .وقد عار�ضوا الذبائح ،وجعلوا يوحنّا كما
أي�ضا يقبلون ال إنجيل بح�سب متّى؛ كما "هم � ً الن�ص قريبالنباتيّ . الغذائي الم�سيح يجاهران بالنظام
ّ ّ
�أنّهم ،وك�أتباع ِق ِرنْتُو و ِم ِرنْتُو (،)Cerinto et Merinto من � إنجيل العبرانيّين ،وي�ستند مثله � إلى متّى وحده" .
28
( )28رج ال أناجيل المنحولة ،ترجمة � إ�سكندر �شديد ،دير �سيّدة الن�صر ،ن�سبيه ،غو�سطا ،لبنان � ،1999ص .234-233
(29) Cf. Wilhelm Schneemelcher, Neutestamentliche Apokryphen, 5.Auflage. I, Band, Evangelien, Tübingen
1987, p. 138-142.
(30) Épiphane, Panarion, XXX 3, 7.
(31) Panarion, XXX 13, 2.
بيبليا 2013/57
26 الأب �أيوب �شهوان
ي�ستنتج ِفيل َْه ِور ( )Vielhauerمن ذلك � ّأن الفريق في كلّ حال ،يمكن اعتبار التف�سير الذي يعطيه
إبيوني لم يكن يعتر�ض على الوجود ال�سابق لي�سوع، � إبّيفانيو�س محاول ًة للتن�سيق بين �شهادتَين مختلفتَين؛ فقبل
ال ّ
�أو �أنّه لم يكن قد قر�أ ال إنجيل بح�سب العبرانيّين !39دون قرنين تقريبًا من ذلك ( ،)185-180كان � إيريناو�س
خا�صة لل إنجيل ،فلنالحظ
الحاجة � إلى اللجوء � إلى مراجعة ّ قد كتب ما يلي" :ي�ستعمل ال إبيونيّون ال إنجيل بح�سب
� ّأن مقاطع � إنجيل العبرانيّين � :إيرونيمو�س ،في � أ�شعيا ،11 متّى فقط ،ويرف�ضون بول�س الر�سول ،ويدعونه جاحد
2؛ �أوريجانو�س ،في يوحنّا ،12 ،2و� َآخر من كيريلُّ�س ال�شريعة"35؛ "ال إبيونيّون ،الذين ي�ستعملون هذا ال إنجيل
بيبليا 2013/57
27 �����������������������������������������������
مرات من خالل و�ضع ال�سماوي ب�شكل م�صطنع ثالث ّ ّ المزيَّف ،ال ت�ستعمل اال�سم "ي�سوع" � إطالقًا ،بل تدعوه
تماما
ً الكلمات ال إلهيّة الواحدة � إلى جانب الأخرى، "الرب"" ،المخلّ�ص" و"الم�سيح" .التمييز بين "ي�سوع" ّ
كما هي في الأناجيل الثاني والثالث وال ّأول (الجزء الغنو�صي.
ّ و"الم�سيح" هو �شبي ٌه بما نجده في المحيط
ين�سق الم�ؤل َّف ،وبطرق مختلفة، .)4في �أماكن �أخرى ّ لكن ،مهما كان ال�شرح ،لي�س م�ؤل َّف �أو�سابيو�س هو
معطيات متّى ومرق�س (الجزء ،)2ومتّى ولوقا (الجزء 1 الذي يتكلّم عليه � إيريناو�س ،والذي ي�ستعمله ال إبيونيّون
أي�ضا مرق�س ولوقا (الجزء )3؛ هناك ُم�ستَلٌّ و 5و� ،)7أو � ً ب�س ّماكو�س،أي�ضا �أو�سابيو�س في ما يتعلّق ِ ال َآخرون ،و� ً
إبيوني 40وناقلُ العهد القديم ،الذي كان يجد ِ
واحد فقط ،وهو ق�صير ج ًّدا ،ال ي�سمح �إالّ بظهور � إنجيل العالم ال ّ
واحد وهو متّى (الجزء ،)4كما الحظ ذلك � إبّيفانيو�س. أ�سا�سا لعقيدته في � إنجيل متّى .41لم يتنبّه � إبّيفانيو�س � إلى
� ً
ِ
الترابط في هذا هذا ال إنجيل الأخير هو الذي � ّأمن م� ِّؤ�ش َر الفرق؛ لكن ،وب�صرف النظر عن م�س�ألة العنوان ،الكاتب
التجميع ،كما ي�ؤكّده كون الر�سول متّى هو الذي يدعوه هو على ِعل ٍْم �أكثر من ال�ساب َقين في ما يتعلّق بالم�ضمون
�شك هو مكلَّف بذات خا�ص ،والذي بدون ّ ي�سوع بنوع الذي يعطي منه بع�ض المقتطفات؛ بالتالي ،الفر�ضيّة
ّ
�سر رفاقه (الجزء .)1 َّف كان بين يديه.
الأب�سط هي � ّأن الم�ؤل َ
الفعل ب�أن يكون الناطق با�سمه و�أمين ّ
حرر ب�ضمير المتكلّم الجمع� ،أي با�سمهم – 4هل �إنجيل الإبيونيين هو نتيجة عمليّة تن�سيق؟
الم�ؤل َّف ُم َّ
معا ،مبيّنًا ،من خالل هذا� ،أنّه يرمي قبل كلّ �شيء � إلى أهم في هذا ال إنجيل المنحول هي �أنّه ينتمي
ً الميزة ال ّ
الخا�صة بهذا �أو بذاك من التالميذ ا�ستبدال ال�شهادات إنجيلي.42 أدبي للتجان�س �أو للتن�سيق ال
ّ ّ � إلى النوع ال ّ
لي�صبح "�إنجيلَ االثني ع�شر ر�سوالً" ،م�ستعي ًدا هكذا وتنوعها قد خلَ َقا �صعوبات
نحن نعلم � ّأن كثرة الأناجيل ّ
خا�ص �أوريجانو�س ،43الذي قد يكون ّ عنوانًا يذكره بنوع الهوتيّة للم�سيحيّة الأولى؛ � إحدى طرق حلّ م�س�ألة
أ�صلي (الجزء .)1هذه المالحظات أ�سا�سا عنوانَه ال َّ � ً عددها وتناق�ضها� ،أقلّه طالما كان القانون في طور
لي�ست من دون وقع على ت�أريخ الكتاب ،الذي ينبغي مبني انطالقًا من بن�ص وحيد
التكون ،كان ا�ستبدالها ّ ّ
ّ
�أن ن�ضعه في القرن الثاني ،بين الزمن الذي فيه ابتد�أت عنا�صرها الرئي�سيّة �" .إنجيل ال إبيونيّين" هو ال�شاهد
م�شرعة ،وبين ذاك الذي فيه ّ الأناجيل ال إزائيّة ت�صبح ال ّأول على هذه المحاوالت .كلّ البدائل الموجودة فيه
المكو َن من الأناجيل الأربعة،
َّ و�ضع طَ طْ يانو�س م�ؤل ّ َفه بالن�سبة � إلى متّى ،ومرق�س� ،أو لوقا ،والتي ال ترتبط بنزعته
تم
الديات�سرون ( ،)Diatessaronوهو � إنجاز ّ
44
ّ �أي دمج لهذه
ف�سر في الواقع ب�أنّها عمل ٍاليهو-الم�سيحيّة ،تُ َّ
يت�ضمن ال بل يعطي ّ تحقيقه بطريقة �أف�ضل بكثير لأنّه خا�ص هي تلك التي ّ الم�صادرّ � .إن منهجيّة جليّة بنوع
امتيا ًزا ل إنجيل من نموذج �آخر ،هو يوحنّا. �ضاعف ال�صوت حيث ي ُ َ
ُ اتُّب َِعت في رواية عماد ي�سوع،
ِ
بـ"ال�س ّماكو�سيّين" ،ح�سبما ي�ؤكّد الق ّدي�س �أمبرو�سيو�س في تف�سيره للر�سالة � إلى الغالطيّين ،المق ّدمة: ( )40كان ال إبيونيّون يُدعون �أحيانًا
Ambroise, Comment. Gal., Prol.; PL, 17, 337.
(41) Eusèbe, Histoire ecclésiastique, VI 17.
(42) Daniel Bertrand, « Évangile aux Ébionites », François Bovon et Pierre Geoltrain, Écrits apocryphes
chrétiens, Bibliothèque de la Pléiade ; Gallimard 1997, p. 449-457.
(43) Origène, Homélies sur Luc, 1, 2.
(44) Daniel A. Bertrand, « L’Évangile des Ébionites : une harmonie évangélique antérieure au Diatessaron », NTS
26 (1980) 548-563.
بيبليا 2013/57
28 الأب �أيوب �شهوان
ق�سم � إلى اثنين؛ في هذه الرقم ،2بالمقابل ،يمكن �أن ي ُ َ إبيوني هو الترتيب الذي
� ّإن ترتيب الأجزاء ال إنجيل ال ّ
الحال ،اختيار االثني ع�شر ،المتوافق مع خطّ الروايات فيه تظهر عند � إبّيفانيو�س .من المف�ضلّ اعتماد ّ
ن�صها
القانونيّة ،يمكن نقله � إلى ما بعد معموديّة ي�سوع ،الذي الوارد عند هذا الأخير.
الن�ص،
يجري ال إخبار عنه في الجزء .4يبدو � ّأن �سياق ّ مرة
� ّإن الجزءين الثالث وال�سابع هما واردان جزئيًّا ّ
بالمقابل ،والرباط بين الرقم 2والرقم ،3و�صيغة المق ِّدمة
ثانية عند عالِم الهرطقات هذا في الكتاب ذاته 45مع
نقلت �أ�شياء
ُ التي ي�ستعملها � إبّيفانيو�س للجزء " :4بعد �أن
بدائل خفيفة �أُ ِخذَت بعين االعتبار.46
الترتيب المتَّبَع.49
َ �أخرى كثيرة" ،تُبَ ِّر ُر كلُّها
- 5م�ضمون �إنجيل الإبيونيّين
- 6لغة �إنجيل الإبيونيّين
يعتبر ال إبيونيّون � إنجيلهم كتابًا بيبليًّا ،ويعتبره
لغة � إنجيل ال إبيونيّين الأ�سا�سيّة هي بالطبع اليونانيّة ،كما م�شوه ًة ل إنجيل متّى ،ويُورِ ُد منه مقاطع
� إبّيفانيو�س �صيغ ًة ّ
يبيّن ذلك اللّعب على الكالم (الجزء .50)2كان ب� إمكان الحقيقي. عطي عنوانه
�سجع كلم ِة " ،avkri,jجندب" ،مع كلمة ،evgkri,j ّ ع ّدة (الأجزاء ،)7-1من دون �أن ي ُ َ
بكلّ ت�أكيد ،كان هذا الم�ؤَل َّف من النموذج ال ّ
إزائي،
"كعكة""/قالب" (الرقم )3فقط �أن يُ� ّؤدي بالم�ؤل ِّف مكونًا من تعابير م�ستعارة من الأناجيل الثالثة الأولى، َّ
بالمن ،كما هو مو�صوف في خر 31 :16 ّ � إلى �أن يذكّر تماما لم�ضمون هذه الأخيرة، م�شابها ً
ً ا�ستعاد م�ضمونًا
( ،)evgkri,j evn me,letiوفي عد evgkri,j evx( 8 :11 وبقي منه بع�ض �أجزاء ن�صو�ص تدور حول ظهور يوحنّا
.)evlai,ou المعمدان ور�سالته ،ودعوة االثني ع�شر ،وعماد ي�سوع،
أدبي أي�ضا قوالن للم�سيح حول عائلته والف�صح الأخير ،كما � ً
- 7نمط �إنجيل الإبيونيّين ال ّ
وحول الذبائح.47
إزائي.
إنجيل � ّ
أدبي لهذا ال إنجيل هو نمط � ٍ النمط ال ّ
عام يمكن القول ب� ّأن العالقات مع متّى ال تتخطّ ى تم جمعها ،على يوحنّا تتكلّم الأجزاء ال�سبعة ،التي ّ
ب�شكل ّ
كثيرا العالقات مع مرق�س ولوقا .الرقم 5له موا ٍز فقط المعمدان ،وعلى اختيار الر�سل ،وعلى معموديّة
ً
مع مت 17 :5ي ،بينما المعطيات الزمنيّة والبيوغرافيّة لن�ص مت ،50-46 :12 ي�سوع ؛ هي تق ّدم �صياغ ًة ّ
48
المتعلّقة بالمعمدان ،وبعمر ي�سوع ،والأقوال التي في وهو تعليم مواز لـ مت ،17 :5ال �سيّما ما يتعلّق بالف�صح.
كانت رواية الع�شاء الأخير والآالم حا�ضرةّ � .إن الترتيب
الرقم 7هي من لوقا .في رواية معموديّة ي�سوع يجري
الذي َوفْ َق ُه تُ َق َّدم الم�ستالّت ال يخلو من ال�صعوبة.
مرات ا�ستخدام ال إزائيّين الثالثة .ي�صدح �صوت ال�سماء ّ
ثالث ،بح�سب مر 11 :1؛ لو 22 :3د؛ مت .17 :3 يت�ضمن بالت�أكيد بداي َة ال إنجيل بو�صول
ّ الرقم 1
نظريّة االعتماد على � إنجيل النا�صريّين التي �أطلقها بع�ض المعمدان ،كما ي�ؤكّد � إبّيفانيو�س بو�ضوح.
بيبليا 2013/57
29 �����������������������������������������������
الوقت عينه� ،أقلّه جزئيًّا ،عن م�سيحيّة الكني�سة الكبرى: و�شوب�س ،52لم تكن هناك الباحثين ،مثل وايْتْ�سُ ،51
نباتي، غذائي كري�ستولوجيّا ذات نكهة غنو�صيّة ،ميل بحجج دامغة .ال ٍ ٍ
برهان عليها معلَّلٍ � إمكانيّة ل إعطاء
ّ ّ
بنوة ي�سوع وبالتالي عداوة مع طقو�س الهيكل .لي�ست ّ المادة التي بين
ّ إزائي دون تحرير الكاتب يحول الت�أثير ال ّ
ال إلهيّة مت� ّأ�صلة في والدته من عذراء (رج مت ،2-1 وحريّة من هذا النوع هي وا�ضحة، متحررة؛ ّ ّ يديه بطريقة
الذي ،كما قيل ،كانوا قد �ألغوه) ،بل في نزول الروح � ْإن من الناحية الأدبيّة ،و� ْإن من الناحية العقائديّة .في
القد�س �أو الم�سيح ودخوله في ي�سوع (الرقم .)4يتكلّم الحالة الأولى المميَّز هو الجزء المتعلّق باختيار الر�سل:
ال إزائيّون فقط على نزول (مر 10 :1؛ مت 16 :3؛ در ٌج في � إطار خب ٍر
والخبر ُم َ
ُ هو ي�سوع بالذات َمن يُخبِر،
لو .)22 :3لي�س المق�صود �إذًا التبنّي ،كما كان ينادي � َآخر للر�سل ب�صيغة المتكلّم" :اختارنا" .نحن ال نعلم � إذا
ب�شري في ال ِ
إن�سان ي�سوع ٍّ ِق ِرنْتُو و ِم ِرنْتُو ،بل �سكنى ٍ
كائن أي�ضا
كانت �صيغة المتكلّم للر�سل �أم لي�سوع قد توا�صلت � ً
ا�سمه ي�سوع .)"...عندما الن�ص .كان على ال�شهادة الر�سوليّة ،مع ذلك، في باقي ّ
رج ٌل ُ (رج في الرقم " :2كان ُ
يُقال في الجزء 5عن الم�سيح ب�أنّه خليقة ،رئي�س مالئكة، نا�شره،
َ �أن ت�ضمن �سلط َة الم�ؤل َّف ،الذي قد يكون متّى
خا�صة في � ِآخر الجدول. ّ بر ُز دعوتُه بطريقةمتّى الذي تُ َ
هو يُعتَبَر �سيّد المالئكة والخالئق ،كلّ هذا ّ
يلمح � إلى
خا�صةّ � .إن � إلغاء الذبائح الطق�سيّة هو كري�ستولوجيّا أبوة الم�ؤل َّف التي يذكرها � إيريناو�س، قد يكون هنا �أ�صل � ّ
ّ
كمهم ِة ر�سال ِة ي�سوع وتعليمه .هكذا بالتالي مو�صوف ثم � إبّيفانيو�س.
ّ
ّ
عام ،الكامن في الجزء ،7لطقو�س ي ُ َف َّ�سر الرف�ض ب�شكل ّ - 8عقيدة �إنجيل الإبيونيّين
الهيكل ،ول ّأن طعام يوحنّا ال�سابق قد تب ّدل لي�صبح
مرات ع ّدة عن الن�صو�ص يبتعد هذا المنحول ّ
"حلوى بالزيت" ،بدالً من "الجراد".
عقائدي مطابق لهرطقة ّ القانونية ،ب�سبب انحراف
- 9تاريخ �إنجيل الإبيونيّين م�ستعمليه .هكذا يظهر ي�سوع بعمر البلوغ كرجل ب�سيط
ليوجههم � إلى
ثم يختار ر�سلَه ّ
-ال وجود لرواية طفولةّ ،-
ا�ستخدام � إيريناو�س لأناجيل ال إزائيّين ومعرفته
َ � ّإن
م�سيحا �إالّ عند عماده،
ً � إ�سرائيل (الجزء )1؛ وال ي�صبح
ال
بـ� إنجيل ال إبيونيّين ،حوالى �سنة ،175يجعالن محتَ َم ً
عندما تحلّ فيه حمامة الروح (الجزء .)4يمكن اال�سم
� أ�صل الكتاب في الن�صف ال ّأول من القرن الثاني ،وقد يكون
الرباعي الأحرف (( )le tétragrammeالجزء 2و)7 ّ
الرئي�سي ،حيث
ّ مقر �شيعة ال إبيونيّين
أردنّ ،
في عبر ال ّ
أي�ضا ُ
والجدل الذي �ض ّد الذبائح (الجزء � )6أن يكونَا � ً
الن�ص ويف�صله.
تمكن � إبّيفانيو�س من �أن يعرف ّ ّ
مف�س َرين ك�سمات عن اليهو-الم�سيحية.53
َّ
55
ن�ص� 54إنجيل الإبيونيّين والتعليق عليه
ّ - 10 للن�ص نقاطًا ثالث ًا مح َّددة
ّ تق ّدم الناحية العقائديّة
ن�ص � إنجيل ال إبيونيّين
نُدرج في ما يلي ما تب ّقى من ّ بما يكفي ،تميّز الأتباع عن فريق النا�صريّين ،وفي
(51) H. Waitz, Die Pseudo-Klementinen (TU, NF, 10, 4), Leipzig, 1904 (cité par J. Daniélou, op. cit., p. 8).
(52) H.-J. Schoeps, Theologie und Geschichte des Judenchristentums, Tübingen 1949 (cité par J. Daniélou, op. cit., p. 8).
(53) Daniel Bertrand, op.cit., p. 449s.
أ�سا�سا من:
(� )54أجزاء من � :إبّيفانيو�س ،علبة ال أدوية .7-1 :13/30 ،الترجمة م�أخوذة � ً
Epiphanius, Panarion, XXX, 13, 1-7, ed. Holl, GCS 25, Leipzig 1915, 333ss.
( )55لقد اعتمدنا في الرقم 10من بحثنا على معطيات م�ؤل َّف د.برتران:
Daniel Bertrand, op.cit., p. 450-457.
بيبليا 2013/57
30 الأب �أيوب �شهوان
�أربعة �أ�سماء وهي :فيليبّ�س ،برتلماو�س ،توما ،يعقوب كما حفظه � إبّيفانيو�س ،الذي ي�ضيف تعليقاته قبل �أو بعد
مما هي في الأناجيل ال إزائيّة ،لأنّها
ابن حلفى) �أكثر ّ الن�ص بتعليقات عليه بهدف
هذا المتب ّقي المذكور .ونُتب ُِع َّ
تخبر عن � ّأول عمل ُمعلَن للمخلِّ�ص ،وال�سرد ي�أتي على خا�صة من
ّ التو�ضيح حيث �أمكن وعلى قدر ما �أمكن،
فمه (رج مت 6 ،4-2 :10؛ مر 19-16 :3؛ لو :6 خالل المقارنة مع ن�صو�ص بيبليّة على عالقة به ،بدءًا
.61)16-13 بالأناجيل ال إزائيّة ،وعلى ر�أ�سها ال إنجيل بح�سب متّى.
ن�ص � إنجيل ال إبيونيّين بحرف
ن�شير � إلى �أنّنا قد �أبرزنا ّ
لدينا في المقطع عينه اقتبا�سات ع ّدة من متّى ومن
�أ�سمك من الباقي.
لوقا ،لكن ال �شيء من هذا من مرق�س �أو من يوحنّا.
ع�شار ،وفكرة
مق ّدمة خطبة ي�سوع ،وتقديم متّى على �أنّه ّ
56
المقطع ال ّأول :دعوة االثني ع�شر
ال إر�سال � إلى � إ�سرائيل ،م�صدرها كلّها من متّى. الن�ص:
ّ
"وكان هناك رجل ا�سمه ي�سوع" :بالن�سبة � إلى الالهوت "في ال إنجيل الم�ستعمل عندهم ،والذي يُقال ب�أنّه
عادي.
ّ اليهو-م�سيحي ،يظهر المخلِّ�ص � ّأوالً ك�شخ�ص
ّ م�شوهٌ
ّ تاما وال كامالً ،بل
"بح�سب متّى" ،لكنّه لي�س ًّ
ب� إمكان بداية هذا الجزء vEge,neto, tij avnh.r - العبري"، ومبتور � إلى ح ٍّد كبير ،هم يدعونه "(ال إنجيل)
ّ ٌ
� - ovno,mati vIhsoujأن تكون بداية � إنجيل ال إبيونيّين. يُخبَ ُر ما يلي:
�أ�ضف � إلى ذلك � ّأن الكلمة avnh.rقد ت�شير � إلى ب�شريّة
الخا�صة ي�سوع ،مقابل �ألوهيّته ،وهذه � إحدى المميّزات "كان هناك رجل ا�سمه ي�سوع ،عمره حوالى الثالثين
ّ
�سنةً ،وهو الذي اختارنا .جاء كفرناحوم ،ودخل بيت
بالعقيدة ال إبيونيّة.
أمر
�سمعان الذي يُلقَّب بطر�س ،وفتح فمه وقال :بينما كنت � ّ
ي�سوعِ ،عن َد بَد ِء رِ �سال ِته،
ُ "وكان
َ "يناهز الثالثين عامًا": اخترت يعقوب ويوحنّا ابنَي زبدى، ُ قرب بحيرة طبريّا،57
الثين ِمن ُعمرِ ه" ( لو .)23 :3
حو الثَّ َ
في نَ ِ و�سمعان ،و� أندراو�س ،...وت ّدايو�س ،و�سمعان الغيور ،ويهوذا
"الذي اختارنا" :قد ي�شير ال�ضمير المتّ�صل الجمع "نا" كنت
أي�ضا ،يا متّى � ،أنا دعوتُك ،بينما َ
58
إ�سخريوطي .و� أنت � ً
ّ ال
في الفعل "اختارنا" � إلى � ّأن هذا ال إنجيل المنحول قد جال�سا � إلى طاولة الجباية ،فتبعتني � .أريد � إ ًذا � أن تكونوا اثني ع�شر
ً
كُتب با�سم الر�سل جميعهم. ر�سوالً ،لت�شهدوا � أمام � إ�سرائيل " (2 :13ي).
59
بيبليا 2013/57
31 �����������������������������������������������
بيبليا 2013/57
32 الأب �أيوب �شهوان
الروح القد�س تحت �شكل حمامة ينزل ويدخل فيه َ يوحنّا حالة �شائعة في الحركات المعمدانيّة.66
�صوت � ٍآت من ال�سماء قائالً � :أنت ابني
ٌ ثم كان
(= في ي�سوع)ّ .
ولدتك.
َ الحبيب ،الذي بك �سررت .ومن جديد � :أنا اليوم
67
المقطع الثالث :ظهور يوحنّا المعمدان
عظيم المكان .عندما ر� أى يوحنّا ذلك ،يروي ٌ فورا � أ�ضاء نورًٌ الن�ص:
ّ
�صوت
ٌ رب؟ ومن جديد �صدح أنت ،يا ّ
ال إنجيل ،قال له :مَن � َ
"� إليك بداي َة � إنجيلهم الذي يتل ّقونه:
من ال�سماء باتجاهه :هذا هو ابني الحبيب ،الذي به ارت�ضيت.
رب،أتو�سل � إليك ،يا ّ
خر (يوحنّا) � أمامه وراح يقول لهّ � : عندها ّ يعمد عما ًدا
في � أيّام هيرود�س ،ملك اليهوديّة ،راح يوحنّا ّ
لكن ي�سوع التفت � إليه قائالً له :د ْع َك من ذلك،
أنت! ّ عمدني � َ ّ للتوبة في نهر ال أرد ّن .كان يُقال ب�أنّه قد يكون من ن�سل هارون،
نتم هكذا ك َّل �شيء" (7 :13ي). ّ أن � ينبغي ألي�شبع .وكان الجميع ي� أتون � إليه" (.)6 :13
ابن زكريّا و� َ
التعليق: التعليق:
هذه الرواية حول اعتماد ي�سوع عند � إبّيفانيو�س هي ويكرر بدقّة �أكبر ،فيقول:
ّ في 3 :14ي�شرح � إبّيفانو�س
جوهر المقاطع
َ تكملة مبا�شرة للمقطع ،3وهي ت�ستعيد قلت،
"لكون ال�ساللة لدى متّى مبتور ًة ،هم يبد�أون ،كما ُ
المقابلة في الأناجيل ال إزائيّة ،مت 17-13 :3؛ مر :1 على الوجه التالي :في �أيّام هيرود�س ،ملك اليهوديّة ،في
11-9؛ لو ،22-21 :3رابط ًة معطياتها عند الحاجة عمادا
ً يعمد
دعى يوحنّا ّ �شخ�ص ي ُ َ
ٌ زمن حبريّة قيافا ،جاء
ثم "ومن جديد �أتى �صوت الربُط ("ومن جديد"ّ ،
ببع�ض ُ أردن"...؛ رج لو 18-5 :1؛ 2 :3ي؛ للتوبة في نهر ال ّ
من ال�سماء نحوه"). مر 4 :1ي.
(65) Épiphane, Boîte à remèdes, XXX 15, 3; Pseudo-Clément, Homélie XII, 6, 4.
يتفرقُ فيَلتَقِطُ ه الم ُّن كب ِْزرِ ُ
عب ّ ال�ش ُ
الم ْقل .وكان ّ
منظر ُ
ُ الكزبُرة ،ومنظره "المن" و"الحلوى بالزيت" ي�شيران بالت�أكيد � إلى عد " :8 :11وكان َ ّ ( )66
قطائف بزيت". كطعم وي�صنعه فطائر ،وكان طَ ْع ُمه ويطبخه في ال ِق ْدرِ الهاون َ
بالرحى �أو ي َ ُدقُّه في
َ ِ ُ ُ َ ويطحنُه َّ
(67) Epiphanius, Panarion, XXX, 13, 6.
�أنظر لو 5 :1؛ 3-2 :3؛ مر 4 :1؛ 5 :1؛ لو 5 :1؛ مر .5 :1
(68) Epiphanius, Panarion, XXX, 13, 7-8.
بيبليا 2013/57
33 �����������������������������������������������
بيبليا 2013/57
34 الأب �أيوب �شهوان
بيبليا 2013/57
35 �����������������������������������������������
المراجع
.)1979( بحث في ن�ش� أة ال إ�سالم:ق�س ونبي
ّ ،�أبو مو�سى الحريري
.1980 بيروت، بحث في مجتمع م ّكة:نبي الرحمة وقر�آن الم�سلمين
ّ ،___
.234-233 �ص،1999 لبنان، غو�سطا، ن�سبيه، دير �سيّدة الن�صر، ترجمة � إ�سكندر �شديد،ال أناجيل المنحولة
.253-239 �ص،1987 ، لبنان، من�شورات المكتبة البول�سيّة، على عتبة الكتاب المق ّد�س،�سابا جورج
�سل�سلة الن�صو�ص، �سل�سلة �أقدم الن�صو�ص الم�سيحيّة، والحوار مع تريفون، الدفاع عن الم�سيحيّين،يو�ستينو�س
.2007 ، الك�سليك، جامعة الروح القد�س،7 الرقم،الليتورجيّة
Amphoux C.-B., « L’Évangile selon les Hébreux source de l’Évangile de Luc », Apocrypha 6
(1995) 67-77.
Bertrand Daniel, « Évangile aux Ébionites », François Bovon et Pierre Geoltrain, Écrits
apocryphes chrétiens, Bibliothèque de la Pléiade, Gallimard, Paris 1997, p. 449-457.
___, « L’Évangile des Ébionites : une harmonie évangélique antérieure au Diatessaron », NTS
26 (1980) 548-563.
Boismard M.-É., « Évangile des Ébionites et problèmes synoptiques (Mc 1, 2-6 et par.) », RB
73 (1966) 321-352.
___, Panarion.
Erbetta Mario, Gli Apocrifi del Nuovo Testamento, I/1. Vangeli, Marietti 1975, p. 132-136.
Focant Camille, Les évangiles apocryphes, coll. Horizons de la foi, 58, Connaître la Bible,
Bruxelles 1994.
2013/57 بيبليا
36 الأب �أيوب �شهوان
Holl K., Epiphanius, t. I. Ancoratus und Panarion (haer. 1-33), Leipzig 1915 (GCS 25), p.
349-351.
Howard G., “The Gospel of the Ebionites”, Aufstieg und Niedergang der römichen Welt, 2, 25,
5, Berlin u. New York, 1988, p. 4034-4053.
Waitz H., Die Pseudo-Klementinen (TU, NF, 10, 4), Leipzig, 1904.
___, “Das Evangelium der zwölf Apostel (Ebioniten-Evangelium)”, Zeitschrift für die
neutestamentliche Wissenschaft 13 (1912) 338-348; 14 (1913) 38-64, 117-132.
2013/57 بيبليا