You are on page 1of 16

‫�إنجيل الإبيون ّيين‬

‫�أو �إنجيل الر�سل الإثني ع�شر‬


‫الأب �أيوب �شهوان‬
‫المقد�س‬
‫ّ‬ ‫�أ�ستاذ ما ّدة الكتاب‬
‫جامعة الروح القد�س‪ ،‬الك�سليك‬

‫حر لل إنجيل بح�سب‬ ‫الخمر‪ .‬لم يُنظَ ر � إليه على �أنّه تكييف ّ‬ ‫مق ّدمة‬
‫أ�صلي‪ ،‬انطلق من الأناجيل‬ ‫َّف � ّ‬ ‫متّى‪ ،‬بل على �أنّه م�ؤل ٌ‬
‫ينتمي � إنجيل ال إبيونيّين � إلى مجموعة �أناجيل اليهو‪-‬‬
‫أي�ضا من ال إنجيل بح�سب‬ ‫ال إزائيّة بمجملها‪ ،‬وقد يكون � ً‬
‫م�سيحيّة التالية‪ � :‬إنجيل العبرانيّين و� إنجيل النا�صريّين و� إنجيل‬
‫يوحنّا‪ .‬هو ال إنجيل الذي وجده � إبّيفانيو�س بين �أيدي‬
‫ال إبيونيّين �أو � إنجيل الر�سل االثني ع�شر‪ ،1‬و� إنجيل الم�صريّين‪،‬‬
‫الهراطقة الذين �أطلق عليهم ا�سم "ال إبيونيّين"‪ .‬هناك‬
‫الكليمنتيني‬ ‫خا�صة في الأدب‬ ‫انعكا�س لأفكار ه� ؤالء‬ ‫يبق لنا من هذه الأناجيل �سوى ب�ضعة‬ ‫و� إنجيل بطر�س‪ .‬لم َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫إبيوني‪ ،‬وبال إ�ضافة � إلى � إنجيل‬ ‫�أجزاء ومقاطع � إن لم نَ ُقلْ نُتَ ًفا‪ ،‬ولو بقيت َلع ِلمنا الكثير‬
‫المزيّف؛ ففي الأدب ال ّ‬
‫أي�ضا المجموعة الكليمنتيّة المزيّفة‪� ،‬أو‬ ‫إبيوني‪ ،‬هناك � ً‬ ‫الن�ص‬
‫عن تاريخ الم�سيحيّة الأولى وعن مراحل تكوين ّ‬
‫ال ّ‬
‫حلقة � إكليمن�ضو�س ‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫االنجيلي؛ فلقد اختفت مجموعة الأناجيل هذه منذ �أمد‬ ‫ّ‬
‫بعيد‪ ،‬ويبدو � ّأن وجودها قد ا�ضمحلّ بعد بداية القرن‬
‫ُك ِتب � إنجيل ال إبيونيّين في الن�صف ال ّأول من القرن‬ ‫الخام�س تقريبًا‪ ،‬با�ستثناء بع�ض المقتطفات الباقية هنا‬
‫الثاني‪ ،‬في الزمان الذي فيه كتب � إنجيل الم�صريّين‪،‬‬
‫وهناك‪ � ،‬إلى ح ّد � ّأن كلّ هذه الأناجيل‪ � ،‬إذا ما ُج ِم َعت‪،‬‬
‫�شرقي‬
‫ّ‬ ‫وا�ستعملته الجماعات الم�سيحيّة المن�ش ّقة في‬ ‫ّ‬
‫�سطرا‪ ،2‬وقد يكون‬ ‫ً‬ ‫ت�شكل �سوى ما مجموعه ‪60‬‬ ‫ال‬
‫الأردن‪ .‬يروي خبر عماد ي�سوع واختياره لالثني ع�شر‪،‬‬
‫ال�سبب اختفاءَ الجماعات اليهو‪-‬م�سيحيّة‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫ُ‬
‫انطالقًا من ن�صو�ص ال إزائيّين الثالثة متّى ومرق�س ولوقا‪.‬‬
‫� ّأدى بذات الفعل � إلى اختفاء ن�صو�صهم‪.‬‬
‫هو ينكر والدة ي�سوع البتوليّة‪ ،‬ويعتبر � ّأن ي�سوع �صار‬
‫عر�ض عن الذبائح و�شعائر‬ ‫لما قَبِلَ العماد‪ ،‬وي ُ ِ‬ ‫للهّ‬ ‫نُ ِظ َر � إلى � إنجيل ال إبيونيّين على �أنّه قريب من الأناجيل‬
‫ابن ا ّ‬ ‫َ‬
‫العبادة‪ ،‬ويجعل من يوحنّا المعمدان � إن�سانًا نباتيًّا ال‬ ‫ال إزائيّة‪ ،‬لكن مع ميول باتّجاه �شجب �أكل اللحم و�شرب‬

‫‪(1) H. Waitz, “Das Evangelium der zwölf Apostel (Ebioniten-Evangelium)”, Zeitschrift für die neutestamentliche Wissenschaft‬‬
‫‪13 (1912) 338-348; 14 (1913) 38-64, 117-132; “Neue Untersuchungen über die sogennanten judenchristlichen Evangelien”,‬‬
‫‪Zeitschrift für die neutestamentliche Wissenschaft 36 (1937) 60-81.‬‬
‫‪(2) Cf. Simon-Claude Mimouni, Le judéo-christianisme ancien, essais historiques, coll. Patrimoines, Cerf 1998, p. 208 ; C.-B.‬‬
‫‪Amphoux, « L’Évangile selon les Hébreux source de l’Évangile de Luc », Apocrypha 6 (1995) 67-77.‬‬
‫‪(3) H. Waitz, Die Pseudo-Klementinen (TU, NF, 10, 4), Leipzig, 1904.‬‬

‫بيبليا ‪2013/57‬‬
‫‪22‬‬ ‫الأب �أيوب �شهوان‬

‫للو�ضوء والتطهير‪ ،‬وعلى تحريم الذبائح؛ وي�ش ّددون‬ ‫ويتردد في جعل ي�سوع ي�أكل خروف‬ ‫ّ‬ ‫ي�أكل �إالّ البقول‪،‬‬
‫البر‪ ،‬واالهتمام باليتامى‪ ،‬والعناية بالفقراء‬
‫على �أعمال ّ‬ ‫الف�صح و�صوالً � إلى رف�ض ذلك‪ .‬ونالحظ لدى قراءة هذا‬
‫والم�ساكين و�أبناء ال�سبيل‪ ،‬ويو�صون ب� إعالة المحتاجين‪،‬‬ ‫أثيرا غنو�صيًّا في التعليم عن‬
‫ال � إلى الهرطقة وت� ً‬
‫االنجيل مي ً‬
‫و� إطعام الجياع‪ ،‬و� إقراء ال�ضيوف والغرباء‪.7‬‬ ‫الم�سيح‪.‬‬
‫ّ‬
‫ت�شكل الحركات ال إبيونيّة �أب ًدا كني�س ًة مركزي ّ ًة‬ ‫لم‬ ‫‪َ – 1‬من هم الإبيونيّون؟‬
‫متفرقة وم�ستقلّة‬ ‫ّ‬ ‫ذات هرميّة‪ ،‬بل بالأحرى جماعات‬ ‫ي�شتق ا�سم ال إبيونيّين من قول الم�سيح‪" :‬طوبى‬ ‫ّ‬
‫كانت �أكثر تعلّ ًقا بالطقو�س منه بالعقائد‪ .‬لم َ‬
‫يبق �إالّ القليل‬ ‫للفقراء"‪ ،‬وبلغتهم العبرانيّة‪" :‬طوبى لل إبيونيّين"‪ .‬تُطلَق‬
‫القليل من الم�صادر المتعلّق بال إبيونيّة؛ فبا�ستثناء بع�ض‬ ‫الت�سمية "� إبيونيّون"‪� ،‬أي "الم�ساكين"‪ ،‬على حركة هام�شيّة‬
‫ي�سمى بـ"الأدب‬ ‫مقاطع من � إنجيل ال إبيونيّين‪ ،‬هناك ما َّ‬ ‫يهودي في فل�سطين‪ ،‬وبالد‬ ‫ّ‬ ‫قام بها م�سيحيّون من �أ�صل‬
‫الكليمنتيني المزيّف" �أو "المجموعة الكليمنتيّة المزيّفة"‬
‫ّ‬ ‫العرب‪ ،‬و�سوريا‪ ،‬بين القرنَين الثاني والخام�س ‪ .‬التحقوا‬
‫‪4‬‬

‫التي ال اتّفاق بين الباحثين حول ن�سبتها � إلى هذا الفريق‬ ‫عظيما من الأنبياء‪ ،‬انت�شروا في‬ ‫بالم�سيح ور�أوا فيه نبيًّا‬
‫ً‬
‫الم�سيحي المح َّدد �أو ذاك‪ .‬ذكرهم � إيريناو�س في كتابه‬ ‫ّ‬ ‫وا�ستقروا‬ ‫فل�سطين و�سوريا والجزيرة العربيّة وم�صر‪،‬‬
‫ّ‬
‫�ض ّد البدع‪ ، 8‬و�أوريجانو�س في كتابه �ض ّد ت�شل�سو�س‪،9‬‬ ‫أردن‪ ،5‬حيث كان مركزهم في " ِبالّ" (خربة‬ ‫في عبر ال ّ‬
‫و� إبّيفانيو�س في ال�شامل في الهرطقات‪.10‬‬ ‫البتولي‪ ،‬ويقولون‬ ‫فحل)‪� .‬أنكروا �ألوهيّة ي�سوع‪ ،‬وميالده‬
‫ّ‬
‫بنوته ال إلهيّة ترقى � إلى‬
‫م�سيحا يوم عماده‪ ،‬و� ّأن ّ‬ ‫ً‬ ‫�إنّه �أ�صبح‬
‫من المحتمل �أن يكون معظم رهبان قمران قد دخلوا‬
‫أزلي دخل‬‫بالحري � ّأن الم�سيح المبد�أ ال ّ‬
‫ّ‬ ‫ذاك الحين‪� ،‬أو‬
‫في �شيعة ال إبيونيّين بعد خراب هيكل �أور�شليم �سنة ‪70‬‬
‫ي�سوع يوم عماده وفارقه يوم ا�ست�شهاده‪ � ،‬إلى جانب ما‬
‫ب‪ .‬م‪ ، .‬وهاجروا � إلى بالد الحجاز‪ ،‬وانتمى � إليهم بع�ض‬
‫الرب وموته‪ ،‬وتقوم ر�سالته على‬ ‫ّ‬ ‫يعتقدون في َ�صل ِْب‬
‫القبائل العربيّة‪.11‬‬
‫التعليم والتب�شير دون الفداء والخال�ص‪� .‬أ�ضف � إلى ذلك‬
‫‪12‬‬
‫‪� - 2‬إنجيل الإبيونيّين‬ ‫�أنّهم يرف�ضون تعليم الق ّدي�س بول�س الر�سول‪.6‬‬
‫يهو‪-‬م�سيحي مختلف عن‬
‫ّ‬ ‫� إنجيل ال إبيونيّين هو � إنجيل‬ ‫تتركّز فرو�ض ال إبيونيّين على االغت�سال الدائم بالماء‬

‫التعرف على "ال إبيونيّة" وعلى "ال إبيونيّين"‪ ،‬تح�سن العودة � إلى المقاالت العديدة والتي ت�ضاعفت ب�شكل ملفت‪ ،‬وهذا بع�ض منها‪:‬‬
‫(‪ )4‬من �أجل ّ‬
‫ ‬ ‫‪G. Bareille, « Ébionites », DTC 4/2 (1911), col. 1987-1995; H. Leclercq, « Ébionisme », DACL 4/2 (1921),‬‬
‫‪col. 1703-1709; G. Bardy, « Ébionisme et Ébionites », Catholicisme 3 (1952), col. 1230-1233; F. Fitzmyer,‬‬
‫‪« Ébionites », DS 4 (1960), col. 32-40; H. J. SchoepS, « Ébionites », DHGE 14 (1960), col 1314-1319.‬‬
‫‪(5) Épiphane, Boîte à remèdes, XXX.‬‬
‫‪(6) J. Daniélou, Théologie du judéo-christianisme, Desclée 1958, p. 76.‬‬
‫(‪ )7‬رج جورج �سابا‪ ،‬على عتبة الكتاب المق ّد�س‪ ،‬من�شورات المكتبة البول�سيّة‪ ،‬لبنان‪� ،1987 ،‬ص ‪.253-239‬‬
‫‪(8) Irénée, Contre les Hérésies, I, 26, 12.‬‬
‫‪(9) Origène, Contre Celse, II, 1.‬‬
‫‪(10) Épiphane de Salamine, Panarion, XXIX-XXX.‬‬
‫ق�س ونبي‪ :‬بحث في ن�ش� أة ال إ�سالم (‪� ،)1979‬ص ‪ 20‬و‪.23‬‬
‫(‪ )11‬رج �أبو مو�سى الحريري‪ّ ،‬‬
‫)‪(12) Cf. M.-É. Boismard, « Évangile des Ébionites et problèmes synoptiques (Mc 1, 2-6 et par.) », RB 73 (1966‬‬
‫‪321-352.‬‬

‫بيبليا ‪2013/57‬‬
‫‪23‬‬ ‫�����������������������������������������������‬

‫له داخل التفا�سير ال إبيونيّة ينبغي �أن يكون ال إنجيل بح�سب‬ ‫� إنجيل العبرانيّين �أو � إنجيل النا�صريّين‪ ،‬والمقاطع الوحيدة‬
‫الر�سل االثني ع�شر‪� ،‬أو ال إنجيل بح�سب الر�سل‪ ،‬وفي الخارج‬ ‫الباقية منه هي تلك التي ي�ست�شهد بها � إبّيفانيو�س في م�ؤل ّفه‬
‫ال إنجيل بح�سب العبرانيّين‪.‬‬ ‫الم�شهور‪ ،‬ال�شامل في الهرطقات‪.13‬‬
‫يبدو � ّأن � إنجيل ال إبيونيّين قد ُح ِّرر في اليونانيّة‪ ،‬ولي�س‬ ‫�ص الأجزاء الباقية من � إنجيل ال إبيونيّين‬‫قبل تَ َف ُّح ِ‬
‫في الآراميّة �أو العبريّة‪ ،‬وهذا ر�أي معظم الن ّقاد‪ .‬ت�ستند‬ ‫ال�ضروري الأخذ بعين االعتبار المع�ضالت‬
‫ّ‬ ‫بالتف�صيل‪ ،‬من‬
‫افترا�ض كهذا � إلى لعب على الكالم فقط في‬ ‫ٍ‬ ‫حج ُة‬
‫ّ‬ ‫أريخه ومكان تحريره‪.‬‬ ‫التي يطرحها عنوانه‪ ،‬ولغته‪ ،‬وت� ُ‬
‫اليونانيّة‪ ،‬غير ممكن في الآراميّة �أو العبريّة‪ ،‬ن�صادفه في‬
‫�أ ‪ -‬عنوان �إنجيل الإبيونيّين‬
‫الجزء ‪ ،2‬بين كلمتَي ‪" ،evgkri,j‬حلوى"‪ ،‬و‪،avkri,dej‬‬
‫"جراد" (رج مت ‪4 :3‬؛ مر ‪ .)6 :1‬بالرغم من ذلك‪،‬‬ ‫عنوان � إنجيل ال إبيونيّين الذي ي�ستعمله ال إبيونيّون‬
‫أي�ضا‪ ،‬ف�إنّه من الممكن‬‫وفي � إطار ما نعرف عن ال إبيونيّين � ً‬ ‫لي�س م� ؤ َّك ًدا ج ًّدا‪ ،‬كون العنوان الذي يطلقه عليه الن ّقاد‬
‫الن�ص قد كانت � ّإما الآراميّة‬
‫االعتقاد � ّأن اللغة الأ�صليّة لهذا ّ‬ ‫هو م�ستَح َدث‪ .‬ي�ؤكّد الق ّدي�س � إيريناو�س � ّأن ال إبيونيّين‬
‫و� ّإما العبريّة‪.‬‬ ‫يعترفون بال إنجيل بح�سب متّى‪ .14‬وي�شير � أو�سابيو�س‬
‫� إليه تحت ا�سم ال إنجيل بح�سب العبرانيّين‪ ،‬م�ضي ًفا � ّأن الأمر‬
‫ب ‪ -‬ت�أريخ �إنجيل الإبيونيّين‬
‫العبري لل إنجيل بح�سب متّى‪.15‬‬ ‫ّ‬ ‫يتعلّق بتكييف الأ�صل‬
‫يتّفق الن ّقاد عاد ًة على ت�أريخ � إنجيل ال إبيونيّين في‬
‫� ّأما � إبّيفانيو�س فيو�ضح � ّأن ال إبيونيّين ي�ستعملون‬
‫الن�صف ال ّأول من القرن الثاني‪ .‬يرتكز هذا الت�أريخ على‬
‫"م�شوهة‬
‫ّ‬ ‫ا�ستنادا � إلى ن�سخة‬
‫ً‬ ‫ال إنجيل بح�سب متّى‪،‬‬
‫إبيوني بمتّى‬
‫أمرين‪ :‬من جهة �أولى‪ ،‬ي�ست�شهد الم�ؤل َّف ال ّ‬ ‫� َ‬ ‫ي�سمونها بح�سب العبرانيّين ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫ومبتورة"‪ّ ،‬‬
‫مما يعني ت�ألي ًفا مت� ّأخ ًرا عن العام ‪100‬؛‬
‫ومرق�س ولوقا‪ّ ،‬‬
‫من ناحية ثانية‪ ،‬هو يجهل يوحنّا‪ ،‬الأمر الذي يفر�ض‬ ‫أي�ضا ال إنجيل بح�سب الر�سل‬
‫دعى � إنجيل ال إبيونيّين � ً‬
‫وي ُ َ‬
‫أريخ من هذا‬
‫عدم الذهاب �أبعد من العام ‪ .150‬ال ي�أخذ ت� ٌ‬ ‫ن�ص‪،‬‬
‫خا�صة ب�سبب العنوان الخالي من ّ‬ ‫ّ‬ ‫االثني ع�شر‪،‬‬
‫خا�ص ًة ال إنجيل بح�سب‬ ‫ّ‬ ‫النوع �سوى م�س�ألة ال إزائيّين‪،‬‬ ‫والذي يورده �أوريجانو�س ‪ .‬في االتجاه ذاته‪ ،‬يجب‬
‫‪17‬‬

‫متّى في اليونانيّة‪.‬‬ ‫أي�ضا ذكر مالحظة � إيرونيمو�س في ما يتعلّق بـ ال إنجيل‬ ‫� ً‬


‫ا�ستنادا � إليه‪ ،‬ينبغي تحديده مع‬
‫ً‬ ‫بح�سب الر�سل‪ ،‬الذي‪،‬‬
‫في الحوار مع تريفون‪ ،‬الذي و�ضعه يو�ستينو�س‬
‫ال إنجيل بح�سب متّى ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫النابل�سي‪ ،‬في الف�صل ‪ 88‬منه‪ ،19‬هناك تقليد يتعلّق‬ ‫ّ‬
‫أردن"‪ ،‬يبدو‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫في‬ ‫التهبت‬ ‫التي‬ ‫و"النار‬ ‫ي�سوع‬ ‫ة‬‫ّ‬ ‫بمعمودي‬ ‫ت�شير ال إفادات بال إجماع � إلى وجود عالقة بين‬
‫�أنّه يعتمد على الم�صدر ذاته الذي لـ � إنجيل ال إبيونيّين‪.‬‬ ‫ال إنجيل بح�سب متّى وبين � إنجيل ال إبيونيّين؛ اال�سم المعطى‬

‫ )‪(13‬‬ ‫‪Épiphane de Salamine, Panarion.‬‬


‫ )‪(14‬‬ ‫‪Irénée de Lyon, Contre les hérésies III, 11, 7.‬‬
‫ )‪(15‬‬ ‫‪Eusèbe de Césarée, Histoire ecclésiastique III, 27, 4.‬‬
‫ )‪(16‬‬ ‫‪Épiphane de Salamine, Panarion 30, 13, 2.‬‬
‫ )‪(17‬‬ ‫‪Origène, Homélies sur Luc I, 1.‬‬
‫ )‪(18‬‬ ‫‪Jérôme, Contre les Pélagiens 3, 2.‬‬
‫(‪ )19‬يو�ستينو�س‪" ،‬الروح في عماد ي�سوع"‪ ،‬في‪ :‬الدفاع عن الم�سيحيّين‪ ،‬والحوار مع تريفون‪� ،‬سل�سلة �أقدم الن�صو�ص الم�سيحيّة‪� ،‬سل�سلة‬
‫الن�صو�ص الليتورجيّة‪ ،‬الرقم ‪ ،7‬جامعة الروح القد�س‪ ،‬الك�سليك‪� ،2007 ،‬ص ‪.288-268‬‬

‫بيبليا ‪2013/57‬‬
‫‪24‬‬ ‫الأب �أيوب �شهوان‬

‫د ‪ -‬الأجزاء الباقية من �إنجيل الإبيونيّين‬ ‫أي�ضا �أن يرقى هذا االعتماد مبا�شر ًة � إلى‬ ‫من الممكن � ً‬
‫ي�شكل الف�صل ‪88‬‬ ‫� إنجيل ال إبيونيّين‪ .‬في هذه الحالة‪ ،‬قد ّ‬
‫نقل لنا � إبّيفانيو�س �أجزءًا �سبعة من � إنجيل ال إبيونيّين‪،‬‬
‫من الحوار مع تريفون ليو�ستينو�س الح َّد الأخير لـ� إنجيل‬
‫‪22‬‬
‫ألماني ُهلّ ‪ ،21‬ونُ ِقلَت � إلى الفرن�سيّة‬
‫ن�شرها الباحث ال ّ‬ ‫ال إبيونيّين‪ ،‬ح ًّدا يُعتَ َقد �أنّه حوالى العام ‪.135‬‬
‫وال إيطاليّة‪ 23‬وال إنجليزيّة والألمانيّة ‪ .‬ترتيب هذه‬
‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬

‫الجزءان ‪ 3‬و‪7‬‬ ‫الأجزاء هو كما وردت لدى � إبّيفانيو�س؛ ُ‬ ‫هكذا‪ � ،‬إذا ما قبلنا المعطيات التي �أَبر َزها يو�ستينو�س‪،‬‬
‫مرة ثانية لدى هذا الأخير في مالحظته‬ ‫هما ُمدرجان ّ‬ ‫ثم تلك التي يتكلّم عليها الباحث ‪ ،20Henne‬يمكن‬ ‫ّ‬
‫الواردة في م�ؤل َّفه‪ ،‬علبة العالجات‪.26‬‬ ‫ت�أريخ � إنجيل ال إبيونيّين‪ ،‬وب�شيء من الت�أكيد‪ ،‬ما بين العامين‬
‫ينبغي القبول بفر�ضيّة � ّأن الت�أثيرات الأدبيّة التي‬ ‫‪ 100‬و‪ 135‬تقريبًا‪.‬‬
‫ن�صادفها في � إنجيل ال إبيونيّين م�صدرها هو الأناجيل‬ ‫ج ‪ -‬مكان تحرير �إنجيل الإبيونيّين‬
‫ال إزائيّة‪ .‬مع هذا‪ ،‬ال �شيء يحول دون �أن ي�ستطيع � إنجيل‬
‫� إذا ما ا�ستندنا � إلى الأجزاء الباقية من � إنجيل ال إبيونيّين‬
‫تماما كما الأناجيل ال إزائيّة‪،‬‬
‫ال إبيونيّين �أن يجد � إلهامه‪ً ،‬‬
‫في م�صدر �آخر قد يكون �ساب ًقا للجميع وم�شتَ َركًا مع‬ ‫فقط‪� ،‬سيكون من ال�صعب تحديد مكان تحرير هذا‬
‫الجميع‪.‬‬ ‫ال إنجيل‪� .‬إالّ �أنّه بال إمكان االفترا�ض � ّأن هذا ال إنجيل‬
‫�صادر عن جماعات � إبيونيّة كانت تعي�ش في �سوريا‪،‬‬
‫خا�صة �إبّيفانيو�س‪ ،‬و�إنجيل‬
‫‪� - 3‬آباء الكني�سة‪ّ ،‬‬ ‫يت�ضمنها مع‬ ‫أخ�ص ب�سبب الت�شابهات العديدة التي‬
‫ّ‬ ‫بال ّ‬
‫‪27‬‬
‫الإبيونيّين‬ ‫أي�ضا‪ ،‬وعلى‬ ‫ال إنجيل بح�سب متّى‪ ،‬الذي �أب�صر النور � ً‬
‫� إنجيل ال إبيونيّين‪ ،‬ي�ؤكّد على وجوده � إبّيفانيو�س‬ ‫الأرجح‪ ،‬في المنطقة عينها‪ .‬من ناحية ثانية‪ ،‬لقد ا�ستعملته‬
‫خ�صو�صا‪ ،‬ويق ّدمه كما يلي‪" :‬في ال إنجيل الذي قبلوه‪،‬‬
‫ً‬ ‫بالت�أكيد الجماعات ال إبيونيّة في فل�سطين وفي العربيّة‪.‬‬

‫‪(20) P. Henne, « L’Évangile des Ébionites. Une fausse harmonie. Une vraie supercherie », dans : A. Kessler – T.‬‬
‫‪Ricklin – G. Wurst (éds.), Peregrina curiositas. Eine Reise durch den Orbis antiquus. Zu Ehren von Dirk van‬‬
‫‪Damme, Göttingen 1994, p. 57-75.‬‬
‫‪(21) K. Holl, Epiphanius, t. I. Ancoratus und Panarion (haer. 1-33), Leipzig 1915 (GCS 25), p. 349-351.‬‬
‫الرئي�سي في نقل الأجزاء الباقية من � إنجيل ال إبيونيّين � إلى الفرن�سيّة � إلى د‪� .‬أ‪ .‬ب ِْرتْران‪:‬‬
‫ّ‬ ‫(‪ )22‬يعود الف�ضل‬
‫ ‬ ‫‪D. A. Bertrand, « L’Évangile des Ébionites : une harmonie évangélique antérieure au Diatessaron », NTS 26‬‬
‫‪(1980) 548-563, ici 552-558.‬‬
‫ ‬ ‫‪Voir aussi : François Bovon - Pierre Geoltrain, Écrits apocryphes chrétiens, Bibliothèque de la Pléiade,‬‬
‫‪Gallimard, Paris 1997, p. 447-453.‬‬
‫‪(23) Mario Erbetta, Gli Apocrifi del Nuovo Testamento, I/1. Vangeli, Marietti 1975, p. 132-136.‬‬
‫‪(24) P. Vielhauer – G. Strecker, « Jewish-Christian Gospels », dans W. Schneemelcher, New Testament‬‬
‫‪Apocrypha, t. I, Louisville/Kentucky, 1991, p. 166-171.‬‬
‫‪(25) P. Vielhauer – G. Strecker, « Judenchristliche Evangelien », dans W. Schneemelcher, New Testament‬‬
‫‪Apocrypha, t. I, Tübingen, 1987, p. 138-142; Howard G., « The Gospel of the Ebionites », Aufstieg und‬‬
‫‪Niedergang der römichen Welt, 2, 25, 5, Berlin u. New York, 1988, p. 4034-4053.‬‬
‫‪(26) Épiphane, Boîte à remèdes, respectivement en XXX 14, 3; XXX 22, 5.‬‬
‫‪(27) Daniel Bertrand, "Il vangelo degli Ebioniti", in Mario ERBETTA, Gli Apocrifi del Nuovo Testamento, I/1.‬‬
‫‪Vangeli, Marietti 1975, p. 132-136; Camille Focant, Les évangiles apocryphes, coll. Horizons de la foi, 58,‬‬
‫‪Connaître la Bible, Bruxelles 1994, p. 10.‬‬

‫بيبليا ‪2013/57‬‬
‫‪25‬‬ ‫�����������������������������������������������‬

‫بح�سب الر�سل"‪ ،‬يعتبره النا�صريّون �إنجيلَ العبرانيّين‬ ‫بح�سب متّى كما يُقال‪ ،‬ولكنّه في الحقيقة ناق�ص ج ًّدا‪،‬‬
‫المقروء �آراميًّا‪ .‬يبدو � ّأن بع�ض المقتطفات التي يوردها‬ ‫العبراني"‪ ،‬وهو على‬‫ّ‬ ‫ي�سمونه ال إنجيل‬
‫وم�شوه‪ ،‬ومبتور‪ّ ،‬‬‫َّ‬
‫� إبّيفانيو�س من � إنجيل ال إبيونيّين ّ‬
‫تدل على � ّأن هذا الأخير‬ ‫الأرجح � إنجيل الر�سل االثني ع�شر نف�سه‪ ،‬ومن المحاوالت‬
‫تم و�ضعه با�سم الر�سل‪ ،‬الأمر الذي � ّأدى � إلى التقريب‬ ‫قد ّ‬ ‫وتنوعها قبل انتهائها ر�سميًّا‬‫الأولى ل�ضبط تع ُّدد الأناجيل ُّ‬
‫بين � إنجيل ال إبيونيّين وبين � إن جيل االثني ع�شر � إلى ح ّد‬ ‫يوناني من الن�صف ال ّأول من القرن‬ ‫ّ‬ ‫ن�ص‬
‫� إلى �أربعة‪� .‬إنّه ّ‬
‫ال واح ًدا‪.‬‬
‫اعتبارهما � إنجي ً‬ ‫الثاني‪ .‬يح ّقره � إيرونيمو�س و�أوريجانو�س‪ � ،‬إذ يعتبر �أنّه‬
‫الن�ص في ال�شيعة ال إبيونيّة‪ ،‬التي‬
‫هرطقة لي�س �إالّ‪ .‬ن�ش�أ ّ‬
‫ي�شهد � إبّيفانيو�س‪ ،‬الكاتب الذي حفظ لنا بع�ض‬
‫ا�سمهم من كلمة‬ ‫متهودين‪ ،‬ي�ستم ّدون َ‬‫ِّ‬ ‫ت�ضم غنو�صيّين‬
‫ّ‬
‫الم�ستالّت من � إنجيل ال إبيونيّين‪ ،‬حوالى �سنة ‪ ،375‬بعد‬
‫عبريّة تعني "فقراء"‪ .‬كان ه� ؤالء يريدون فر�ض نير‬
‫الوهمي‬
‫ّ‬ ‫تقرير وجيز حول � إبيون‪ ،‬م� ّؤ�س�س هذه ال�شيعة‬
‫في‪ ،‬وينكرون‬ ‫التق�ش ّ‬
‫ّ‬ ‫ال�شريعة على الوثنيّين ب�سلوكهم‬
‫وحول كري�ستولوجيّته‪ ،‬بما يلي‪:‬‬
‫�ألوهيّة ي�سوع‪ .‬وقد عار�ضوا الذبائح‪ ،‬وجعلوا يوحنّا كما‬
‫أي�ضا يقبلون ال إنجيل بح�سب متّى؛ كما‬ ‫"هم � ً‬ ‫الن�ص قريب‬‫النباتي‪ّ .‬‬ ‫الغذائي‬ ‫الم�سيح يجاهران بالنظام‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫�أنّهم‪ ،‬وك�أتباع ِق ِرنْتُو و ِم ِرنْتُو (‪،)Cerinto et Merinto‬‬ ‫من � إنجيل العبرانيّين‪ ،‬وي�ستند مثله � إلى متّى وحده" ‪.‬‬
‫‪28‬‬

‫ي�ستعملونه‪ ،‬م�ستب ِعدين الأناجيل الأخرى‪ .‬في الحقيقة‪،‬‬


‫� إنجيل ال إبيونيّين‪� ،‬أو � إنجيل الر�سل االثني ع�شر‪� ،‬أخذه‬
‫هم يدعونه (ال إنجيل) بح�سب العبرانيّين‪ ،‬ل ّأن متّى فقط‪،‬‬
‫م�سيحيّو فل�سطين المن�ش ّقون عن الأناجيل الأربعة‪،‬‬
‫من بين كتبة العهد الجديد‪ ،‬ا�ستخدم اللغة والأحرف‬
‫حرفوا ن�صو�ص هذه الأخيرة‪ ،‬ف�أنكروا الهوت‬ ‫بعد �أن ّ‬
‫العبريّة من �أجل عر�ض ال إنجيل والتب�شير به"‪.30‬‬
‫يفانيو�س‬
‫ُ‬ ‫البتولي‪ .‬يدلي � إب ّ‬
‫ّ‬ ‫الم�سيح‪ ،‬ولم يذكروا الحبل‬
‫الح ًقا‪ ،‬يفيد � إبّيفانيو�س ب� ّأن ال إنجيل ذاته يحمل ا�سم‬ ‫يهو‪-‬م�سيحي‪ ،‬كانت �شيع ُة‬
‫ّ‬ ‫إنجيل‬
‫ب�شهادته حول � ٍ‬
‫"العبري"‪ ،‬فيقول‪:‬‬‫ّ‬ ‫ال إبيونيّين اليهو‪-‬م�سيحيّة ت�ستخدمه‪ ،‬وكان ينبغي �أن‬
‫زورا‬
‫اقتطاعا من ال إنجيل بح�سب متّى؛ هو يحمل ً‬ ‫ً‬ ‫يكون‬
‫"في ال إنجيل الذي يجري ا�ستعماله عندهم‪ ،‬والذي‬
‫العبري‪ .‬العنوان‬
‫ّ‬ ‫العنوان التالي‪ � :‬إنجيل العبرانيّين وال إنجيل‬
‫تام وال كامل‪ ،‬بل‬ ‫دعى ال إنجيل بح�سب متّى‪ ،‬وهو غير ّ‬ ‫يُ َ‬
‫الذي حمله في الواقع هو غير معروف‪ .‬في بقيّة الأدب‬
‫العبري –‪ ،‬يُخبَ ُر‪.31"...‬‬
‫ّ‬ ‫وم�شوه ‪ -‬يدعونه (ال إنجيل)‬
‫َّ‬ ‫ف‬ ‫مزي َّ ٌ‬
‫اقتبا�سا منه‪ .‬لدينا‬
‫ً‬ ‫الهرطوقي ال نجد �شهادة عليه وال‬
‫ّ‬
‫الن�ص بالتالي ال إنجيل بح�سب العبرانيّين‪،‬‬
‫لم يعد عنوان هذا ّ‬
‫معلومات عنه بف�ضل � إخبار � إبّيفانيو�س عنه وا�ست�شهاده‬
‫العبري! بالرغم من � ّأن الكالم يجري بالت�أكيد‬ ‫ّ‬ ‫بل ال إنجيل‬
‫به‪.29‬‬
‫حول الوحدة ذا ِتها‪ ،‬علينا �أن ن�ستنتج ً‬
‫فورا ب�أنّه هكذا لم‬
‫ح�صرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫يُعطَ لنا �أن نعرف ِم ْن � إبّيفانيو�س وال حتّى اال�سم‬ ‫ي َ ْذكُر �أوريجانو�س (عظة حول لو ‪ )1 :1‬و� إيرونيمو�س‬
‫�صحة عنوان من هذا النوع هي مقبولة‪.‬‬ ‫ومع هذا ف� ّإن ّ‬ ‫ال بح�سب‬ ‫(مق ّدمة لتف�سير متّى و�ض ّد بّالجيو�س ‪ �" )2 :3‬إنجي ً‬
‫المرة الأولى التي فيها يو�ضع متّى‬ ‫من ناحية ثانية‪ ،‬هي ّ‬ ‫ال‬
‫االثني ع�شر" (‪� )twn dw,deka euvagge,lion‬أو "� إنجي ً‬

‫(‪ )28‬رج ال أناجيل المنحولة‪ ،‬ترجمة � إ�سكندر �شديد‪ ،‬دير �سيّدة الن�صر‪ ،‬ن�سبيه‪ ،‬غو�سطا‪ ،‬لبنان ‪� ،1999‬ص ‪.234-233‬‬
‫‪(29) Cf. Wilhelm Schneemelcher, Neutestamentliche Apokryphen, 5.Auflage. I, Band, Evangelien, Tübingen‬‬
‫‪1987, p. 138-142.‬‬
‫‪(30) Épiphane, Panarion, XXX 3, 7.‬‬
‫‪(31) Panarion, XXX 13, 2.‬‬

‫بيبليا ‪2013/57‬‬
‫‪26‬‬ ‫الأب �أيوب �شهوان‬

‫فقط‪� ،‬أي ال إنجيل بح�سب متّى‪ ،‬هم �أنا�س ال ّ‬


‫يفكرون‬ ‫في عالقة مع ال إنجيل بح�سب العبرانيّين‪ .‬يُ�ضاف من ث ََّم � ّأن‬
‫بالرب"‪.36‬‬
‫ّ‬ ‫بطريقة �سليمة في ما يتعلّق‬ ‫أي�ضا ليتكلّم على التن�سيق‬ ‫� إبّيفانيو�س يذكر هذا العنوان � ً‬
‫إنجيلي الذي قام به طَ طْ يانو�س ورف�ضته الكني�سة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ال‬
‫بالمقابل‪ ،‬يعرف � أو�سابيو�س‪ ،‬حوالى �سنة ‪،300‬‬
‫عنيت به الدياتِ َّ�سرون‪ .32‬هناك ا�شتباه بالتالي في كيفيّة‬ ‫ُ‬
‫خا�ص ًة‪ ،‬وعلى خالف ال إبيونيّين‪ ،‬كانت تقبل‬ ‫ّ‬ ‫مدر�س ًة‬
‫ت�سمية ال إبيونيّين ل إنجيلهم‪.‬‬
‫بوالدة ي�سوع مع بقاء مريم عذراء‪ ،‬لكنّها كانت تعتر�ض‬
‫الن�ص المق ّد�س‪ ،‬لدى المدر�سة‬ ‫على وجود �سابقٍ لي�سوع‪ّ .‬‬ ‫تبدو العالقة بين اال�ستعمال الجاري بت�سميته‬
‫عينها‪ ،‬كان "ما ي ُ َ�س َّمى ال إنجيل بح�سب العبرانيّين؛ � ّأما‬ ‫العبري‪ ،‬وبين م�ؤل ِّ ِفه‬
‫ّ‬ ‫ال إنجيل بح�سب العبرانيّين‪� ،‬أو ال إنجيل‬
‫أهميّة"‪.37‬‬
‫(الن�صو�ص) الباقية فلم يكونوا يعيرونها � ّ‬ ‫خا�صا ب� إبّيفانيو�س �أو بالذي‬ ‫ًّ‬ ‫�شرحا تعليليًّا‬
‫ً‬ ‫المفتَ َر�ض‪،‬‬
‫تُبَي ِّ ُن طريق ُة تعبير � إيريناو�س بما فيه الكفاية �أنّه لم‬ ‫لكن ذلك غير موفَّق‪ � ،‬إذ يجري‬ ‫ّ‬ ‫جعله يعتقد ذلك‪،‬‬
‫ن�ص‬ ‫أ�سا�سا في اليونانيّة‪ ،‬ولي�س في‬ ‫ن�ص ُح ِّر َر � ً‬ ‫التعاطي مع ٍّ‬
‫إبيوني‪ ،‬المختلف ج ًّدا عن ّ‬ ‫الن�ص ال ّ‬
‫َّ‬ ‫يكن يعرف‬
‫القانوني‪ � ،‬إلى ح ّد القدرة على دح�ضهم‪ .‬بَيْ َد �أنّه‬ ‫متّى‬ ‫العبريّة وال في الآراميّة‪ .‬ما هو معقول �أكثر هو � ّأن العنوان‬
‫ّ‬
‫تماما‪ ،‬مذك ًِّرا ب� ّأن الهراطقة‬ ‫عملَ لدى‬ ‫يخ�ص الإنجيلَ الم�ستَ َ‬
‫ّ‬ ‫الذي ي�شير � إلى متّى قد‬
‫يبدو الح ًقا �أنّه يملأ الفجوة ً‬
‫الذي هو ب�صددهم كانوا قد �ألغوا عقيدة والدة ي�سوع‬ ‫النا�صريّين‪ ،‬والذي يتكلّم عليه � إبّيفانيو�س قبل ال إبيونيّين‪.‬‬
‫من عذراء‪ّ � .38‬إن ما كتبه � إيريناو�س ما هو �إالّ �شهادة غير‬ ‫قر�أُ في لغتهم في زمن � إبّيفانيو�س‪،‬‬ ‫كان � إنجيلُهم ال ُ‬
‫يزال ي ُ َ‬
‫مبا�شرة على ما كان قد فهمه‪ .‬ولدى مقارنتنا ما كتبه‬ ‫ت�ضمن � إنجي َل متّى بكامله‪،‬‬‫ّ‬ ‫ومن المحتمل �أن يكون قد‬
‫�أو�سابيو�س مع ال إنجيل بح�سب العبرانيّين‪ ،‬نجد � ّأن جزءَين‬ ‫ن�ص مبتور من الف�صلَين‬ ‫بينما في حالة ال إبيونيّين نحن �أمام ّ‬
‫�أو �أكثر من هذا ال إنجيل يبدوان وك�أنّهما يفتر�ضان‬ ‫ال ّأول َين‪33‬؛ الباقي‪ ،‬في ما يتعلّق �أقلّه بما يمكن ا�ستنتاجه‪،‬‬
‫وجودا �ساب ًقا لي�سوع‪.‬‬
‫ً‬ ‫إزائي‪.34‬‬
‫تجميع � ّ‬ ‫ٌ‬ ‫هو في الأ�سا�س‬

‫ي�ستنتج ِفيل َْه ِور (‪ )Vielhauer‬من ذلك � ّأن الفريق‬ ‫في كلّ حال‪ ،‬يمكن اعتبار التف�سير الذي يعطيه‬
‫إبيوني لم يكن يعتر�ض على الوجود ال�سابق لي�سوع‪،‬‬ ‫� إبّيفانيو�س محاول ًة للتن�سيق بين �شهادتَين مختلفتَين؛ فقبل‬
‫ال ّ‬
‫�أو �أنّه لم يكن قد قر�أ ال إنجيل بح�سب العبرانيّين‪ !39‬دون‬ ‫قرنين تقريبًا من ذلك (‪ ،)185-180‬كان � إيريناو�س‬
‫خا�صة لل إنجيل‪ ،‬فلنالحظ‬
‫الحاجة � إلى اللجوء � إلى مراجعة ّ‬ ‫قد كتب ما يلي‪" :‬ي�ستعمل ال إبيونيّون ال إنجيل بح�سب‬
‫� ّأن مقاطع � إنجيل العبرانيّين‪ � :‬إيرونيمو�س‪ ،‬في � أ�شعيا ‪،11‬‬ ‫متّى فقط‪ ،‬ويرف�ضون بول�س الر�سول‪ ،‬ويدعونه جاحد‬
‫‪2‬؛ �أوريجانو�س‪ ،‬في يوحنّا ‪ ،12 ،2‬و� َآخر من كيريلُّ�س‬ ‫ال�شريعة"‪35‬؛ "ال إبيونيّون‪ ،‬الذين ي�ستعملون هذا ال إنجيل‬

‫ )‪(32‬‬ ‫‪Panarion, XLV 1.‬‬


‫ )‪(33‬‬ ‫‪Panarion, XXX 14, 3.‬‬
‫ )‪(34‬‬ ‫‪M.-É. Boismard, « Évangile des Ébionites et problèmes synoptiques (Mc 1, 2-6 et par.) », RB 73 (1966) 3210352.‬‬
‫ )‪(35‬‬ ‫‪Ireneo, Adversus haeresis, I 26, 2.‬‬
‫ )‪(36‬‬ ‫‪Adversus haeresis, III 11, 7.‬‬
‫ )‪(37‬‬ ‫‪Eusèbe, Histoire ecclésiastique, III 27, 1-4; cf. Jérôme, In Matth. 12, 13 = PL 26, 80 A.‬‬
‫ )‪(38‬‬ ‫‪Histoire ecclésiastique, III 21, 1; V 1, 3.‬‬
‫ )‪(39‬‬ ‫‪Vielhauer, Neutestamentliche Apokryphen, 4e ed. 1968, I 78.‬‬

‫بيبليا ‪2013/57‬‬
‫‪27‬‬ ‫�����������������������������������������������‬

‫مرات من خالل و�ضع‬ ‫ال�سماوي ب�شكل م�صطنع ثالث ّ‬ ‫ّ‬ ‫المزيَّف‪ ،‬ال ت�ستعمل اال�سم "ي�سوع" � إطالقًا‪ ،‬بل تدعوه‬
‫تماما‬
‫ً‬ ‫الكلمات ال إلهيّة الواحدة � إلى جانب الأخرى‪،‬‬ ‫"الرب"‪" ،‬المخلّ�ص" و"الم�سيح"‪ .‬التمييز بين "ي�سوع"‬ ‫ّ‬
‫كما هي في الأناجيل الثاني والثالث وال ّأول (الجزء‬ ‫الغنو�صي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫و"الم�سيح" هو �شبي ٌه بما نجده في المحيط‬
‫ين�سق الم�ؤل َّف‪ ،‬وبطرق مختلفة‪،‬‬ ‫‪ .)4‬في �أماكن �أخرى ّ‬ ‫لكن‪ ،‬مهما كان ال�شرح‪ ،‬لي�س م�ؤل َّف �أو�سابيو�س هو‬
‫معطيات متّى ومرق�س (الجزء ‪ ،)2‬ومتّى ولوقا (الجزء ‪1‬‬ ‫الذي يتكلّم عليه � إيريناو�س‪ ،‬والذي ي�ستعمله ال إبيونيّون‬
‫أي�ضا مرق�س ولوقا (الجزء ‪)3‬؛ هناك ُم�ستَلٌّ‬ ‫و‪ 5‬و‪� ،)7‬أو � ً‬ ‫ب�س ّماكو�س‪،‬‬‫أي�ضا �أو�سابيو�س في ما يتعلّق ِ‬ ‫ال َآخرون‪ ،‬و� ً‬
‫إبيوني‪ 40‬وناقلُ العهد القديم‪ ،‬الذي كان يجد‬ ‫ِ‬
‫واحد فقط‪ ،‬وهو ق�صير ج ًّدا‪ ،‬ال ي�سمح �إالّ بظهور � إنجيل‬ ‫العالم ال ّ‬
‫واحد وهو متّى (الجزء ‪ ،)4‬كما الحظ ذلك � إبّيفانيو�س‪.‬‬ ‫أ�سا�سا لعقيدته في � إنجيل متّى‪ .41‬لم يتنبّه � إبّيفانيو�س � إلى‬
‫� ً‬
‫ِ‬
‫الترابط في هذا‬ ‫هذا ال إنجيل الأخير هو الذي � ّأمن م� ِّؤ�ش َر‬ ‫الفرق؛ لكن‪ ،‬وب�صرف النظر عن م�س�ألة العنوان‪ ،‬الكاتب‬
‫التجميع‪ ،‬كما ي�ؤكّده كون الر�سول متّى هو الذي يدعوه‬ ‫هو على ِعل ٍْم �أكثر من ال�ساب َقين في ما يتعلّق بالم�ضمون‬
‫�شك هو مكلَّف بذات‬ ‫خا�ص‪ ،‬والذي بدون ّ‬ ‫ي�سوع بنوع‬ ‫الذي يعطي منه بع�ض المقتطفات؛ بالتالي‪ ،‬الفر�ضيّة‬
‫ّ‬
‫�سر رفاقه (الجزء ‪.)1‬‬ ‫َّف كان بين يديه‪.‬‬
‫الأب�سط هي � ّأن الم�ؤل َ‬
‫الفعل ب�أن يكون الناطق با�سمه و�أمين ّ‬
‫حرر ب�ضمير المتكلّم الجمع‪� ،‬أي با�سمهم‬ ‫‪ – 4‬هل �إنجيل الإبيونيين هو نتيجة عمليّة تن�سيق؟‬
‫الم�ؤل َّف ُم َّ‬
‫معا‪ ،‬مبيّنًا‪ ،‬من خالل هذا‪� ،‬أنّه يرمي قبل كلّ �شيء � إلى‬ ‫أهم في هذا ال إنجيل المنحول هي �أنّه ينتمي‬
‫ً‬ ‫الميزة ال ّ‬
‫الخا�صة بهذا �أو بذاك من التالميذ‬ ‫ا�ستبدال ال�شهادات‬ ‫إنجيلي‪.42‬‬ ‫أدبي للتجان�س �أو للتن�سيق ال‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫� إلى النوع ال ّ‬
‫لي�صبح "�إنجيلَ االثني ع�شر ر�سوالً"‪ ،‬م�ستعي ًدا هكذا‬ ‫وتنوعها قد خلَ َقا �صعوبات‬
‫نحن نعلم � ّأن كثرة الأناجيل ّ‬
‫خا�ص �أوريجانو�س‪ ،43‬الذي قد يكون‬ ‫ّ‬ ‫عنوانًا يذكره بنوع‬ ‫الهوتيّة للم�سيحيّة الأولى؛ � إحدى طرق حلّ م�س�ألة‬
‫أ�صلي (الجزء ‪ .)1‬هذه المالحظات‬ ‫أ�سا�سا عنوانَه ال َّ‬ ‫� ً‬ ‫عددها وتناق�ضها‪� ،‬أقلّه طالما كان القانون في طور‬
‫لي�ست من دون وقع على ت�أريخ الكتاب‪ ،‬الذي ينبغي‬ ‫مبني انطالقًا من‬ ‫بن�ص وحيد‬
‫التكون‪ ،‬كان ا�ستبدالها ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫�أن ن�ضعه في القرن الثاني‪ ،‬بين الزمن الذي فيه ابتد�أت‬ ‫عنا�صرها الرئي�سيّة‪ �" .‬إنجيل ال إبيونيّين" هو ال�شاهد‬
‫م�شرعة‪ ،‬وبين ذاك الذي فيه‬ ‫ّ‬ ‫الأناجيل ال إزائيّة ت�صبح‬ ‫ال ّأول على هذه المحاوالت‪ .‬كلّ البدائل الموجودة فيه‬
‫المكو َن من الأناجيل الأربعة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫و�ضع طَ طْ يانو�س م�ؤل ّ َفه‬ ‫بالن�سبة � إلى متّى‪ ،‬ومرق�س‪� ،‬أو لوقا‪ ،‬والتي ال ترتبط بنزعته‬
‫تم‬
‫الديات�سرون (‪ ،)Diatessaron‬وهو � إنجاز ّ‬
‫‪44‬‬
‫ّ‬ ‫�أي‬ ‫دمج لهذه‬
‫ف�سر في الواقع ب�أنّها عمل ٍ‬‫اليهو‪-‬الم�سيحيّة‪ ،‬تُ َّ‬
‫يت�ضمن ال بل يعطي‬ ‫ّ‬ ‫تحقيقه بطريقة �أف�ضل بكثير لأنّه‬ ‫خا�ص هي تلك التي‬ ‫ّ‬ ‫الم�صادر‪ّ � .‬إن منهجيّة جليّة بنوع‬
‫امتيا ًزا ل إنجيل من نموذج �آخر‪ ،‬هو يوحنّا‪.‬‬ ‫�ضاعف ال�صوت‬ ‫حيث ي ُ َ‬
‫ُ‬ ‫اتُّب َِعت في رواية عماد ي�سوع‪،‬‬

‫ِ‬
‫بـ"ال�س ّماكو�سيّين"‪ ،‬ح�سبما ي�ؤكّد الق ّدي�س �أمبرو�سيو�س في تف�سيره للر�سالة � إلى الغالطيّين‪ ،‬المق ّدمة‪:‬‬ ‫(‪ )40‬كان ال إبيونيّون يُدعون �أحيانًا‬
‫‪ Ambroise, Comment. Gal., Prol.; PL, 17, 337.‬‬
‫‪(41) Eusèbe, Histoire ecclésiastique, VI 17.‬‬
‫‪(42) Daniel Bertrand, « Évangile aux Ébionites », François Bovon et Pierre Geoltrain, Écrits apocryphes‬‬
‫‪chrétiens, Bibliothèque de la Pléiade ; Gallimard 1997, p. 449-457.‬‬
‫‪(43) Origène, Homélies sur Luc, 1, 2.‬‬
‫‪(44) Daniel A. Bertrand, « L’Évangile des Ébionites : une harmonie évangélique antérieure au Diatessaron », NTS‬‬
‫‪26 (1980) 548-563.‬‬

‫بيبليا ‪2013/57‬‬
‫‪28‬‬ ‫الأب �أيوب �شهوان‬

‫ق�سم � إلى اثنين؛ في هذه‬ ‫الرقم ‪ ،2‬بالمقابل‪ ،‬يمكن �أن ي ُ َ‬ ‫إبيوني هو الترتيب الذي‬
‫� ّإن ترتيب الأجزاء ال إنجيل ال ّ‬
‫الحال‪ ،‬اختيار االثني ع�شر‪ ،‬المتوافق مع خطّ الروايات‬ ‫فيه تظهر عند � إبّيفانيو�س‪ .‬من المف�ضلّ اعتماد ّ‬
‫ن�صها‬
‫القانونيّة‪ ،‬يمكن نقله � إلى ما بعد معموديّة ي�سوع‪ ،‬الذي‬ ‫الوارد عند هذا الأخير‪.‬‬
‫الن�ص‪،‬‬
‫يجري ال إخبار عنه في الجزء ‪ .4‬يبدو � ّأن �سياق ّ‬ ‫مرة‬
‫� ّإن الجزءين الثالث وال�سابع هما واردان جزئيًّا ّ‬
‫بالمقابل‪ ،‬والرباط بين الرقم ‪ 2‬والرقم ‪ ،3‬و�صيغة المق ِّدمة‬
‫ثانية عند عالِم الهرطقات هذا في الكتاب ذاته‪ 45‬مع‬
‫نقلت �أ�شياء‬
‫ُ‬ ‫التي ي�ستعملها � إبّيفانيو�س للجزء ‪" :4‬بعد �أن‬
‫بدائل خفيفة �أُ ِخذَت بعين االعتبار‪.46‬‬
‫الترتيب المتَّبَع‪.49‬‬
‫َ‬ ‫�أخرى كثيرة"‪ ،‬تُبَ ِّر ُر كلُّها‬
‫‪ - 5‬م�ضمون �إنجيل الإبيونيّين‬
‫‪ - 6‬لغة �إنجيل الإبيونيّين‬
‫يعتبر ال إبيونيّون � إنجيلهم كتابًا بيبليًّا‪ ،‬ويعتبره‬
‫لغة � إنجيل ال إبيونيّين الأ�سا�سيّة هي بالطبع اليونانيّة‪ ،‬كما‬ ‫م�شوه ًة ل إنجيل متّى‪ ،‬ويُورِ ُد منه مقاطع‬
‫� إبّيفانيو�س �صيغ ًة ّ‬
‫يبيّن ذلك اللّعب على الكالم (الجزء ‪ .50)2‬كان ب� إمكان‬ ‫الحقيقي‪.‬‬ ‫عطي عنوانه‬
‫�سجع كلم ِة ‪" ،avkri,j‬جندب"‪ ،‬مع كلمة ‪،evgkri,j‬‬ ‫ّ‬ ‫ع ّدة (الأجزاء ‪ ،)7-1‬من دون �أن ي ُ َ‬
‫بكلّ ت�أكيد‪ ،‬كان هذا الم�ؤَل َّف من النموذج ال ّ‬
‫إزائي‪،‬‬
‫"كعكة"‪"/‬قالب" (الرقم ‪ )3‬فقط �أن يُ� ّؤدي بالم�ؤل ِّف‬ ‫مكونًا من تعابير م�ستعارة من الأناجيل الثالثة الأولى‪،‬‬ ‫َّ‬
‫بالمن‪ ،‬كما هو مو�صوف في خر ‪31 :16‬‬ ‫ّ‬ ‫� إلى �أن يذكّر‬ ‫تماما لم�ضمون هذه الأخيرة‪،‬‬ ‫م�شابها ً‬
‫ً‬ ‫ا�ستعاد م�ضمونًا‬
‫(‪ ،)evgkri,j evn me,leti‬وفي عد ‪evgkri,j evx( 8 :11‬‬ ‫وبقي منه بع�ض �أجزاء ن�صو�ص تدور حول ظهور يوحنّا‬
‫‪.)evlai,ou‬‬ ‫المعمدان ور�سالته‪ ،‬ودعوة االثني ع�شر‪ ،‬وعماد ي�سوع‪،‬‬
‫أدبي‬ ‫أي�ضا قوالن للم�سيح حول عائلته‬ ‫والف�صح الأخير‪ ،‬كما � ً‬
‫‪ - 7‬نمط �إنجيل الإبيونيّين ال ّ‬
‫وحول الذبائح‪.47‬‬
‫إزائي‪.‬‬
‫إنجيل � ّ‬
‫أدبي لهذا ال إنجيل هو نمط � ٍ‬ ‫النمط ال ّ‬
‫عام يمكن القول ب� ّأن العالقات مع متّى ال تتخطّ ى‬ ‫تم جمعها‪ ،‬على يوحنّا‬ ‫تتكلّم الأجزاء ال�سبعة‪ ،‬التي ّ‬
‫ب�شكل ّ‬
‫كثيرا العالقات مع مرق�س ولوقا‪ .‬الرقم ‪ 5‬له موا ٍز فقط‬ ‫المعمدان‪ ،‬وعلى اختيار الر�سل‪ ،‬وعلى معموديّة‬
‫ً‬
‫مع مت ‪17 :5‬ي‪ ،‬بينما المعطيات الزمنيّة والبيوغرافيّة‬ ‫لن�ص مت ‪،50-46 :12‬‬ ‫ي�سوع ؛ هي تق ّدم �صياغ ًة ّ‬
‫‪48‬‬

‫المتعلّقة بالمعمدان‪ ،‬وبعمر ي�سوع‪ ،‬والأقوال التي في‬ ‫وهو تعليم مواز لـ مت ‪ ،17 :5‬ال �سيّما ما يتعلّق بالف�صح‪.‬‬
‫كانت رواية الع�شاء الأخير والآالم حا�ضرة‪ّ � .‬إن الترتيب‬
‫الرقم ‪ 7‬هي من لوقا‪ .‬في رواية معموديّة ي�سوع يجري‬
‫الذي َوفْ َق ُه تُ َق َّدم الم�ستالّت ال يخلو من ال�صعوبة‪.‬‬
‫مرات‬ ‫ا�ستخدام ال إزائيّين الثالثة‪ .‬ي�صدح �صوت ال�سماء ّ‬
‫ثالث‪ ،‬بح�سب مر ‪11 :1‬؛ لو ‪22 :3‬د؛ مت ‪.17 :3‬‬ ‫يت�ضمن بالت�أكيد بداي َة ال إنجيل بو�صول‬
‫ّ‬ ‫الرقم ‪1‬‬
‫نظريّة االعتماد على � إنجيل النا�صريّين التي �أطلقها بع�ض‬ ‫المعمدان‪ ،‬كما ي�ؤكّد � إبّيفانيو�س بو�ضوح‪.‬‬

‫ )‪(45‬‬ ‫‪Épiphane, Boîte à remèdes XXX, 14, 3 et 3X, 22, 5.‬‬


‫ )‪(46‬‬ ‫‪Daniel Bertrand, op.cit., p. 449s.‬‬
‫ )‪(47‬‬ ‫‪Daniel Bertrand, op.cit., p. 449s.‬‬
‫ )‪(48‬‬ ‫‪Camille Focant, Les évangiles apocryphes, coll. Horizons de la foi, 58, Connaître la Bible, Bruxelles 1994, 10-11.‬‬
‫ )‪(49‬‬ ‫‪Cf. W. Michaelis, Die apokryphen Schriften zum NT, 31962, p. 128s.‬‬
‫ )‪(50‬‬ ‫‪Daniel Bertrand, op.cit., p. 449s.‬‬

‫بيبليا ‪2013/57‬‬
‫‪29‬‬ ‫�����������������������������������������������‬

‫الوقت عينه‪� ،‬أقلّه جزئيًّا‪ ،‬عن م�سيحيّة الكني�سة الكبرى‪:‬‬ ‫و�شوب�س‪ ،52‬لم تكن هناك‬ ‫الباحثين‪ ،‬مثل وايْتْ�س‪ُ ،51‬‬
‫نباتي‪،‬‬ ‫غذائي‬ ‫كري�ستولوجيّا ذات نكهة غنو�صيّة‪ ،‬ميل‬ ‫بحجج دامغة‪ .‬ال‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫برهان عليها معلَّلٍ‬ ‫� إمكانيّة ل إعطاء‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بنوة ي�سوع‬ ‫وبالتالي عداوة مع طقو�س الهيكل‪ .‬لي�ست ّ‬ ‫المادة التي بين‬
‫ّ‬ ‫إزائي دون تحرير الكاتب‬ ‫يحول الت�أثير ال ّ‬
‫ال إلهيّة مت� ّأ�صلة في والدته من عذراء (رج مت ‪،2-1‬‬ ‫وحريّة من هذا النوع هي وا�ضحة‪،‬‬ ‫متحررة؛ ّ‬ ‫ّ‬ ‫يديه بطريقة‬
‫الذي‪ ،‬كما قيل‪ ،‬كانوا قد �ألغوه)‪ ،‬بل في نزول الروح‬ ‫� ْإن من الناحية الأدبيّة‪ ،‬و� ْإن من الناحية العقائديّة‪ .‬في‬
‫القد�س �أو الم�سيح ودخوله في ي�سوع (الرقم ‪ .)4‬يتكلّم‬ ‫الحالة الأولى المميَّز هو الجزء المتعلّق باختيار الر�سل‪:‬‬
‫ال إزائيّون فقط على نزول (مر ‪10 :1‬؛ مت ‪16 :3‬؛‬ ‫در ٌج في � إطار خب ٍر‬
‫والخبر ُم َ‬
‫ُ‬ ‫هو ي�سوع بالذات َمن يُخبِر‪،‬‬
‫لو ‪ .)22 :3‬لي�س المق�صود �إذًا التبنّي‪ ،‬كما كان ينادي‬ ‫� َآخر للر�سل ب�صيغة المتكلّم‪" :‬اختارنا"‪ .‬نحن ال نعلم � إذا‬
‫ب�شري في ال ِ‬
‫إن�سان ي�سوع‬ ‫ٍّ‬ ‫ِق ِرنْتُو و ِم ِرنْتُو‪ ،‬بل �سكنى ٍ‬
‫كائن‬ ‫أي�ضا‬
‫كانت �صيغة المتكلّم للر�سل �أم لي�سوع قد توا�صلت � ً‬
‫ا�سمه ي�سوع‪ .)"...‬عندما‬ ‫الن�ص‪ .‬كان على ال�شهادة الر�سوليّة‪ ،‬مع ذلك‪،‬‬ ‫في باقي ّ‬
‫رج ٌل ُ‬ ‫(رج في الرقم ‪" :2‬كان ُ‬
‫يُقال في الجزء ‪ 5‬عن الم�سيح ب�أنّه خليقة‪ ،‬رئي�س مالئكة‪،‬‬ ‫نا�شره‪،‬‬
‫َ‬ ‫�أن ت�ضمن �سلط َة الم�ؤل َّف‪ ،‬الذي قد يكون متّى‬
‫خا�صة في � ِآخر الجدول‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بر ُز دعوتُه بطريقة‬‫متّى الذي تُ َ‬
‫هو يُعتَبَر �سيّد المالئكة والخالئق‪ ،‬كلّ هذا ّ‬
‫يلمح � إلى‬
‫خا�صة‪ّ � .‬إن � إلغاء الذبائح الطق�سيّة هو‬ ‫كري�ستولوجيّا‬ ‫أبوة الم�ؤل َّف التي يذكرها � إيريناو�س‪،‬‬ ‫قد يكون هنا �أ�صل � ّ‬
‫ّ‬
‫كمهم ِة ر�سال ِة ي�سوع وتعليمه‪ .‬هكذا‬ ‫بالتالي مو�صوف‬ ‫ثم � إبّيفانيو�س‪.‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫عام‪ ،‬الكامن في الجزء ‪ ،7‬لطقو�س‬ ‫ي ُ َف َّ�سر الرف�ض ب�شكل ّ‬ ‫‪ - 8‬عقيدة �إنجيل الإبيونيّين‬
‫الهيكل‪ ،‬ول ّأن طعام يوحنّا ال�سابق قد تب ّدل لي�صبح‬
‫مرات ع ّدة عن الن�صو�ص‬ ‫يبتعد هذا المنحول ّ‬
‫"حلوى بالزيت"‪ ،‬بدالً من "الجراد"‪.‬‬
‫عقائدي مطابق لهرطقة‬ ‫ّ‬ ‫القانونية‪ ،‬ب�سبب انحراف‬
‫‪ - 9‬تاريخ �إنجيل الإبيونيّين‬ ‫م�ستعمليه‪ .‬هكذا يظهر ي�سوع بعمر البلوغ كرجل ب�سيط‬
‫ليوجههم � إلى‬
‫ثم يختار ر�سلَه ّ‬
‫‪-‬ال وجود لرواية طفولة‪ّ ،-‬‬
‫ا�ستخدام � إيريناو�س لأناجيل ال إزائيّين ومعرفته‬
‫َ‬ ‫� ّإن‬
‫م�سيحا �إالّ عند عماده‪،‬‬
‫ً‬ ‫� إ�سرائيل (الجزء ‪)1‬؛ وال ي�صبح‬
‫ال‬
‫بـ� إنجيل ال إبيونيّين‪ ،‬حوالى �سنة ‪ ،175‬يجعالن محتَ َم ً‬
‫عندما تحلّ فيه حمامة الروح (الجزء ‪ .)4‬يمكن اال�سم‬
‫� أ�صل الكتاب في الن�صف ال ّأول من القرن الثاني‪ ،‬وقد يكون‬
‫الرباعي الأحرف (‪( )le tétragramme‬الجزء ‪ 2‬و‪)7‬‬ ‫ّ‬
‫الرئي�سي‪ ،‬حيث‬
‫ّ‬ ‫مقر �شيعة ال إبيونيّين‬
‫أردن‪ّ ،‬‬
‫في عبر ال ّ‬
‫أي�ضا‬ ‫ُ‬
‫والجدل الذي �ض ّد الذبائح (الجزء ‪� )6‬أن يكونَا � ً‬
‫الن�ص ويف�صله‪.‬‬
‫تمكن � إبّيفانيو�س من �أن يعرف ّ‬ ‫ّ‬
‫مف�س َرين ك�سمات عن اليهو‪-‬الم�سيحية‪.53‬‬
‫َّ‬
‫‪55‬‬
‫ن�ص‪� 54‬إنجيل الإبيونيّين والتعليق عليه‬
‫‪ّ - 10‬‬ ‫للن�ص نقاطًا ثالث ًا مح َّددة‬
‫ّ‬ ‫تق ّدم الناحية العقائديّة‬
‫ن�ص � إنجيل ال إبيونيّين‬
‫نُدرج في ما يلي ما تب ّقى من ّ‬ ‫بما يكفي‪ ،‬تميّز الأتباع عن فريق النا�صريّين‪ ،‬وفي‬

‫‪(51) H. Waitz, Die Pseudo-Klementinen (TU, NF, 10, 4), Leipzig, 1904 (cité par J. Daniélou, op. cit., p. 8).‬‬
‫‪(52) H.-J. Schoeps, Theologie und Geschichte des Judenchristentums, Tübingen 1949 (cité par J. Daniélou, op. cit., p. 8).‬‬
‫‪(53) Daniel Bertrand, op.cit., p. 449s.‬‬
‫أ�سا�سا من‪:‬‬
‫(‪� )54‬أجزاء من‪ � :‬إبّيفانيو�س‪ ،‬علبة ال أدوية‪ .7-1 :13/30 ،‬الترجمة م�أخوذة � ً‬
‫ ‬ ‫‪Epiphanius, Panarion, XXX, 13, 1-7, ed. Holl, GCS 25, Leipzig 1915, 333ss.‬‬
‫(‪ )55‬لقد اعتمدنا في الرقم ‪ 10‬من بحثنا على معطيات م�ؤل َّف د‪.‬برتران‪:‬‬
‫ ‬ ‫‪Daniel Bertrand, op.cit., p. 450-457.‬‬

‫بيبليا ‪2013/57‬‬
‫‪30‬‬ ‫الأب �أيوب �شهوان‬

‫�أربعة �أ�سماء وهي‪ :‬فيليبّ�س‪ ،‬برتلماو�س‪ ،‬توما‪ ،‬يعقوب‬ ‫كما حفظه � إبّيفانيو�س‪ ،‬الذي ي�ضيف تعليقاته قبل �أو بعد‬
‫مما هي في الأناجيل ال إزائيّة‪ ،‬لأنّها‬
‫ابن حلفى) �أكثر ّ‬ ‫الن�ص بتعليقات عليه بهدف‬
‫هذا المتب ّقي المذكور‪ .‬ونُتب ُِع َّ‬
‫تخبر عن � ّأول عمل ُمعلَن للمخلِّ�ص‪ ،‬وال�سرد ي�أتي على‬ ‫خا�صة من‬
‫ّ‬ ‫التو�ضيح حيث �أمكن وعلى قدر ما �أمكن‪،‬‬
‫فمه (رج مت ‪6 ،4-2 :10‬؛ مر ‪19-16 :3‬؛ لو ‪:6‬‬ ‫خالل المقارنة مع ن�صو�ص بيبليّة على عالقة به‪ ،‬بدءًا‬
‫‪.61)16-13‬‬ ‫بالأناجيل ال إزائيّة‪ ،‬وعلى ر�أ�سها ال إنجيل بح�سب متّى‪.‬‬
‫ن�ص � إنجيل ال إبيونيّين بحرف‬
‫ن�شير � إلى �أنّنا قد �أبرزنا ّ‬
‫لدينا في المقطع عينه اقتبا�سات ع ّدة من متّى ومن‬
‫�أ�سمك من الباقي‪.‬‬
‫لوقا‪ ،‬لكن ال �شيء من هذا من مرق�س �أو من يوحنّا‪.‬‬
‫ع�شار‪ ،‬وفكرة‬
‫مق ّدمة خطبة ي�سوع‪ ،‬وتقديم متّى على �أنّه ّ‬
‫‪56‬‬
‫المقطع ال ّأول‪ :‬دعوة االثني ع�شر‬
‫ال إر�سال � إلى � إ�سرائيل‪ ،‬م�صدرها كلّها من متّى‪.‬‬ ‫الن�ص‪:‬‬
‫ّ‬
‫"وكان هناك رجل ا�سمه ي�سوع"‪ :‬بالن�سبة � إلى الالهوت‬ ‫"في ال إنجيل الم�ستعمل عندهم‪ ،‬والذي يُقال ب�أنّه‬
‫عادي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اليهو‪-‬م�سيحي‪ ،‬يظهر المخلِّ�ص � ّأوالً ك�شخ�ص‬
‫ّ‬ ‫م�شوهٌ‬
‫ّ‬ ‫تاما وال كامالً‪ ،‬بل‬
‫"بح�سب متّى"‪ ،‬لكنّه لي�س ًّ‬
‫ب� إمكان بداية هذا الجزء ‪vEge,neto, tij avnh.r -‬‬ ‫العبري"‪،‬‬ ‫ومبتور � إلى ح ٍّد كبير‪ ،‬هم يدعونه "(ال إنجيل)‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫‪� - ovno,mati vIhsouj‬أن تكون بداية � إنجيل ال إبيونيّين‪.‬‬ ‫يُخبَ ُر ما يلي‪:‬‬
‫�أ�ضف � إلى ذلك � ّأن الكلمة ‪ avnh.r‬قد ت�شير � إلى ب�شريّة‬
‫الخا�صة‬ ‫ي�سوع‪ ،‬مقابل �ألوهيّته‪ ،‬وهذه � إحدى المميّزات‬ ‫"كان هناك رجل ا�سمه ي�سوع‪ ،‬عمره حوالى الثالثين‬
‫ّ‬
‫�سنةً‪ ،‬وهو الذي اختارنا‪ .‬جاء كفرناحوم‪ ،‬ودخل بيت‬
‫بالعقيدة ال إبيونيّة‪.‬‬
‫أمر‬
‫�سمعان الذي يُلقَّب بطر�س‪ ،‬وفتح فمه وقال‪ :‬بينما كنت � ّ‬
‫ي�سوع‪ِ ،‬عن َد بَد ِء رِ �سال ِته‪،‬‬
‫ُ‬ ‫"وكان‬
‫َ‬ ‫"يناهز الثالثين عامًا"‪:‬‬ ‫اخترت يعقوب ويوحنّا ابنَي زبدى‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫قرب بحيرة طبريّا‪،57‬‬
‫الثين ِمن ُعمرِ ه" ( لو ‪.)23 :3‬‬
‫حو الثَّ َ‬
‫في نَ ِ‬ ‫و�سمعان‪ ،‬و� أندراو�س‪ ،...‬وت ّدايو�س‪ ،‬و�سمعان الغيور‪ ،‬ويهوذا‬
‫"الذي اختارنا"‪ :‬قد ي�شير ال�ضمير المتّ�صل الجمع "نا"‬ ‫كنت‬
‫أي�ضا‪ ،‬يا متّى ‪ � ،‬أنا دعوتُك‪ ،‬بينما َ‬
‫‪58‬‬
‫إ�سخريوطي‪ .‬و� أنت � ً‬
‫ّ‬ ‫ال‬
‫في الفعل "اختارنا" � إلى � ّأن هذا ال إنجيل المنحول قد‬ ‫جال�سا � إلى طاولة الجباية‪ ،‬فتبعتني‪ � .‬أريد � إ ًذا � أن تكونوا اثني ع�شر‬
‫ً‬
‫كُتب با�سم الر�سل جميعهم‪.‬‬ ‫ر�سوالً‪ ،‬لت�شهدوا � أمام � إ�سرائيل " (‪2 :13‬ي)‪.‬‬
‫‪59‬‬

‫"ودخلَ‬ ‫"و� أتى كفرناحوم"‪ :‬رج مت ‪:5 :8‬‬


‫التعليق‪:‬‬
‫َ‬
‫"ودخلوا َك َفرناحوم"؛ لو ‪:4‬‬
‫َك َف ْرناحوم"؛ مر ‪َ :21 :1‬‬ ‫لم يكن هذا المقطع بداي َة ال إنجيل المنحول‪ ،‬الذي‬
‫الجليل‪،‬‬
‫وهي َمدين ٌة في َ‬‫َ‬ ‫ونزلَ � إِلى َك َفرناحوم‪،‬‬
‫‪َ :31‬‬ ‫يت�أل ّف من المقطع الثالث‪� ،‬إنّما هو �سيرة بدايات ي�سوع‪.‬‬
‫ال�سبْت"‪.‬‬
‫يوم َّ‬
‫فج َعلَ ي ُ َعل ُِّم ُهم َ‬
‫َ‬ ‫عر�ض با�ستفا�ضة‪( 60‬ينق�ص‬
‫ق�صة دعوة االثني ع�شر التي تُ َ‬
‫ّ‬

‫‪(56) Epiphanius, Panarion, XXX, 13, 2-3.‬‬


‫"بحر �أو بحير َة (لو ‪ )1 :5‬جنّا�شر �أو الجليل"‪ .‬اال�سم "طبريّا" ي�ستخدمه يوحنّا فقط (رج يو�سيفو�س‪ ،‬الحرب اليهوديّة‬ ‫َ‬ ‫يدعوها ال إزائيّون‬ ‫(‪ )57‬‬
‫الخا�ص في �أ�صل العنوان الذي �أعطاه � إيريناو�س وحتّى � إبّيفانيو�س لـ � إنجيل ال أبيونيّين‪� ،‬أي ال إنجيل‬
‫ُّ‬ ‫ى‬ ‫مت‬
‫ُ ّ‬ ‫موقع‬ ‫يكون‬ ‫قد‬ ‫‪45‬ب)‪.‬‬ ‫‪57 ،3‬؛ ‪،4‬‬
‫بح�سب متّى‪.‬‬
‫أي�ضا ا�سم يهوذا‪.‬‬
‫في الجدول ينق�ص �إذًا �أربعة ر�سل‪ :‬فيليبُّ�س‪ ،‬برتلماو�س‪ ،‬توما‪ ،‬ويعقوب بن حلفى‪ .‬في بع�ض المخطوطات ينق�ص � ً‬ ‫(‪) 58‬‬
‫اليهو‪-‬م�سيحي بالطريقة الأو�ضح‪ .‬ويبدو هنا � ّأن المق�صود في ر�سالة ي�سوع هم اليهود بالدرجة الأولى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الن�ص‬
‫يتم هكذا التعبير عن طابع ّ‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )59‬‬
‫رج لو ‪23 :3‬؛ ‪13 :6‬؛ مت ‪5 :8‬؛ لو ‪38 :4‬؛ مت ‪2 :5‬؛ لو ‪1 :5‬؛ ‪13 :6‬؛ مت ‪4-2 :10‬؛ ‪9 :9‬؛ ‪2 :10‬؛ ‪.6 :10‬‬ ‫(‪ )60‬‬
‫اختيار الر�سل بح�سب الأناجيل ال إزائيّة‪ :‬مت ‪6 ،4-2 :10‬؛ مر ‪19-16 :3‬؛ لو ‪.16-13 :6‬‬ ‫(‪ )61‬‬

‫بيبليا ‪2013/57‬‬
‫‪31‬‬ ‫�����������������������������������������������‬

‫فري�سيّون واعتمدوا مع ك ّل‬ ‫يعمد‪ ،‬جاءه ّ‬


‫بينما كان يوحنّا ّ‬ ‫جمع‬
‫الم َ‬ ‫"ودخل بيت �سمعان‪ :‬لو ‪" :38 :4‬ث َُم تَ َ‬
‫رك َ‬
‫� أور�شليم‪ .‬كان يوحنّا يلب�س ثوبًا من وبر ال إبل‪ ،‬وكان له حزامٌ‬ ‫يت ِ�سمعان"‪.‬‬
‫ود َخلَ بَ َ‬
‫َ‬
‫المن‪،‬‬
‫من جلد على َح ْق َويْه‪ .‬طعامه كان ع�س َل الب َ ّر الذي له مذاق ّ‬
‫"ف�ش َر َع ي ُ َعل ُِّمهم"‪.‬‬
‫"وفاه يعل ّمهم"‪ :‬مت ‪َ :2 :5‬‬
‫كحلوى بالزيت‪.63‬‬
‫هكذا هم �شا� ؤوا �أن يب ّدلوا كلمات الحقيقة � إلى‬ ‫مع‬‫الج ُ‬ ‫"على �شاطئ البحيرة"‪ :‬لو ‪" :1 :5‬وا ْز َد َح َم َ‬
‫كذب‪ ،‬وي ُ ِحلُّوا الحلوى مكان الجراد" (‪4 :13‬ي)‪.‬‬ ‫قائم على ِ‬
‫�شاط ِئ بُ َحيْ َر ِة‬ ‫ماع َك ِل َم ِة اهلل‪ُ ،‬‬
‫وه َو ٌ‬ ‫علَي ِه ِل َ�س ِ‬
‫ِجنَّ َ‬
‫ا�س ِرت"‪.‬‬
‫التعليق‪:‬‬
‫"و� أنت يا متّى"‪ :‬كان هذا الر�سول على الأرجح‬
‫هذه ال إ�شارة � إلى خدمة يوحنّا هي عند � إبّيفانيو�س‬
‫ترجمان رفاقه‪.‬‬
‫َ‬
‫التكملة للجزء ‪ .1‬ال ي�ستوحي هذا المقطع �شيئًا من لوقا‪،‬‬
‫بل من مرق�س � إذ يبدو � ّأن الكلمات الثالث الأولى هي‬ ‫فقمت وتبعتني"‪:‬‬‫َ‬ ‫جال�سا في مكتب الجباية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫"وكنت‬
‫َ‬
‫الخا�ص بهذا الأخير‪ ،‬والباقي هو بالأحرى‬ ‫ّ‬ ‫من الأ�سلوب‬ ‫ال جا ِل ً�سا في بَ ِ‬
‫يت‬ ‫َ‬
‫ي�سوع‪ ،‬فَر�أى في طَ ري ِقه َر ُج ً‬
‫ُ‬ ‫"وم�ضى‬ ‫َ‬
‫ذكرا لهم‬
‫الفري�سيّين الذي ال نجد ً‬‫من متّى‪ ،‬بدءًا من ذكر ّ‬ ‫فقام فَتَب َِعه" (مت‬ ‫الجباي َ ِة ي ُ ُ‬
‫قال ل َه َمتَّى‪َ ،‬‬
‫فقال ل َه‪ � :‬إتبَ ْعني! َ‬ ‫ِ‬
‫�إالّ في هذا ال إنجيل‪ .‬هكذا �إذًا هو ي�ستوحي من مر ‪:1‬‬ ‫‪.)9 :9‬‬
‫‪ ،4‬بالن�سبة � إلى كلماته الأولى‪ ،‬ومن مت ‪ّ ،7-5 :3‬‬
‫ثم‬
‫الن�ص‪ .64‬بالمقابل‪ ،‬يتبع‬ ‫"حتّى ت�شهد � أمام �شعب � إ�سرائيل"‪ :‬يبدو هنا � ّأن اليهو‪-‬‬
‫من مت ‪ ،4 :3‬بالن�سبة � إلى باقي ّ‬
‫المقطع ت�صميم مرق�س وفق الترتيب التالي‪ :‬ظهور يوحنّا‬ ‫نموذجي الم�ستفيدون الح�صريّون‬
‫ّ‬ ‫م�سيحيّين هم ب�شكل‬
‫(مر ‪ ،)4 :1‬نجاح عماده (مر ‪)5 :1‬؛ ُخلُقيَّة المعمدان‬ ‫زمن م�ضى‬
‫من الأمر المعطى بالقيام بالر�سالة �أكثر من � ّأي ٍ‬
‫(مر ‪)6 :1‬؛ � ّأما متّى من جهته فيقلب العن�صرين الأخيرين؛‬ ‫�أمام � إ�سرائيل‪.‬‬
‫ن�ص موازيًا له لدى لوقا‪.‬‬
‫بالمقابل‪،‬ال َّ‬ ‫‪62‬‬
‫المقطع الثاني‪ :‬خدمة يوحنّا المعمدان‬
‫إ�ستنادا � إلى‬
‫المن‪ ،‬كحلوى بالزيت"‪ً � :‬‬
‫"مذاقه هو مذاق ّ‬ ‫الن�ص‪:‬‬
‫ّ‬
‫"المن" هو �أبي�ض كبزر‬
‫ّ‬ ‫خر ‪ ،31 :16‬وعد ‪،8 :11‬‬
‫ُ‬
‫الكزبُرة‪ ،‬وطعمه كقطائف بالع�سل‪.‬‬ ‫أي�ضا‪:‬‬
‫"و� ً‬

‫‪(62) Epiphanius, Panarion, XXX, 13, 4.‬‬


‫يتمكن القارئ‪ ،‬كما المعا�صرون‪ ،‬من �أن يعرفوا من خالل‬ ‫و�صف يوحنّا ال�سابق‪ ،‬في مر ‪ 6 :1‬ومت ‪ ،4 :3‬بمفردات تكفي لأن ّ‬ ‫ُ‬ ‫يتم‬
‫(‪ّ ) 62‬‬
‫النبي القديم (‪ 2‬مل ‪.)8 :1‬‬ ‫ّ‬ ‫إلى‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫تعر‬
‫ّ‬ ‫قد‬ ‫آحاز‬ ‫�‬ ‫كان‬ ‫هكذا‬ ‫الجديد‪:‬‬ ‫ا‬‫ّ‬ ‫إيلي‬ ‫�‬ ‫اللبا�س‬
‫ا�ستنادا � إلى ال ‪ .22 :11‬يبدو يوحنّا �إذًا كرجل �ضمن ال�شريعة وكرجل‬ ‫ً‬ ‫(‪ )63‬كان الجراد واح ًدا من ح�شرات �أربع يجوز االغتذاء منها‬
‫يوما‬
‫نف�سه كان قد ح�صل ً‬ ‫البر ّي‪ ،‬وال�شيء ُ‬ ‫داخلي‪ ،‬يرمز � إليه الع�سل ّ‬ ‫ّ‬ ‫يب�شر بن�صر كبير‪ ،‬لأنّه كان يتمتّع بنور‬ ‫ال�شريعة‪ ،‬قاد ٍر ج ًّدا على �أن ّ‬
‫ليوناتان (‪� 1‬صم ‪.)31-24 :14‬‬
‫نظاما غذائيًّا نباتيًّا؛ لذلك‬ ‫ن�شير هنا � إلى اختفاء ِذكْرِ الجراد الذي كان يوحنّا يغتذي منه‪ ،‬وال�سبب في ذلك هو � ّأن الأبيونيّين كانوا يتبعون ً‬ ‫ ‬
‫ب ّدلوا في � إنجيلهم كلمة ‪" ،avkri,j‬جندب"‪ ،‬بكلمة ‪" ،evgkri,j‬قالب حلوى بالزيت"‪.‬‬
‫خر ُج‬
‫ت تَ ُ‬ ‫الخطايا"؛ مت ‪" :7-5 :3‬وكانَ ْ‬ ‫فران َ‬ ‫دان في البَ ِّريَّة‪ ،‬يُنادي ب َِمعمو ِدي َّ ِة تَوبَ ٍة ِل ُغ ِ‬ ‫عم ُ‬ ‫الم َ‬ ‫يوحنَّا َ‬ ‫وم ظَ َه َر َ‬ ‫(‪ )64‬مر ‪" :4 :1‬تَ َّم َ‬
‫ذلك ي َ َ‬
‫كثيرا ِم َن ال ِف ِّري�سي ِّ َ‬
‫ين‬ ‫ى‬ ‫فين ب َِخطاياهم‪ .‬ور�أَ‬ ‫َ‬ ‫رِ‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ن‬‫ِّ‬ ‫رد‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫هرِ‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫في‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يد‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫دون‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫في‬ ‫ُّها‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫ِّ‬ ‫رد‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ة‬‫ُ‬ ‫وناحي‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫َّ‬ ‫اليهودي‬ ‫ميع‬
‫ُ‬ ‫وج‬
‫ور�شليم َ‬ ‫� إِلي ِه �أُ َ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫اله َر ِب ِم َن ال َغ َ�ض ِب الآتي؟"؛ مت ‪ 4 :3‬للباقي من ّ‬
‫الن�ص‪:‬‬ ‫َ‬
‫والد الأفاعي‪َ ،‬من �أراكم َ�سبيلَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فقال ل َهم‪ :‬يا �أ َ‬ ‫ِلون على َمعودي َّ ِته‪َ ،‬‬ ‫ين يُقب َ‬ ‫ال�ص ُّدوقي ِّ َ‬‫َّ‬
‫الجراد والع�سلَ البَ ِّر ّي"‪.‬‬
‫َ‬ ‫طعامه‬
‫ُ‬ ‫وكان‬ ‫ْد‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫ج‬ ‫من‬ ‫ار‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ز‬
‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ط‬ ‫ِ‬ ‫�س‬
‫َ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ول‬ ‫وح‬ ‫َ‬ ‫ِبل‪،‬‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫رِ‬‫َ‬ ‫ب‬‫و‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫لبا�س‬
‫ٌ‬ ‫هذا‬ ‫ا‬ ‫َّ‬ ‫يوحن‬ ‫على‬ ‫"وكان‬

‫بيبليا ‪2013/57‬‬
‫‪32‬‬ ‫الأب �أيوب �شهوان‬

‫إبيوني �إذًا مع مت ‪3‬؛ هو لم‬


‫تتوافق بداي ُة ال إنجيل ال ّ‬ ‫"قالب حلوى بالزيت"‪ :‬ال يتوقّف � إبّيفانيو�س عن‬
‫يت�ضمن والدة ي�سوع من عذراء (مت ‪ .)1‬ول ّأن‬ ‫ّ‬ ‫يكن‬ ‫العقائدي الذي يقوم به وا�ضع‬ ‫ّ‬ ‫ال�سخرية من الت�صحيح‬
‫العبراني �أو � إنجيل‬
‫ّ‬ ‫� إيرونيمو�س يذكر بدائل في ال إنجيل‬ ‫� إنجيل ال إبيونيّين ل�صالح تقفية �أو ت�سجيع الكلمات‬
‫النا�صريّين‪ ،‬في ما يتعلّق بـ مت ‪ ،23 ،15 ،5 :2‬فيمكن‬ ‫اليونانيّة التي ت�شير � إلى هذه ال أطعمة‪ � ،‬أي ‪avkri,j‬‬
‫بالتالي �أن نتبيّن وجود تمييز وا�ضح بين الوثيقتَين‪.‬‬ ‫‪"-‬جندب"‪ ،‬و‪" - evgkri,j‬قالب حلوى بالزيت"‪ ،‬حتّى‬
‫يجعل من يوحنّا المعمدان نباتيًّا‪ .‬االمتناع عن ال ّلحم‬
‫‪68‬‬
‫المقطع الرابع‪ :‬اعتماد ي�سوع‬
‫لي�س غريبًا على من كان يهو‪-‬م�سيحيًّا‪ .‬ال ب ّد من ال إ�شارة‬
‫الن�ص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫بع ٍد‬
‫ال ذا ْ‬
‫� إلى � ّأن المقطع الذي نحن ب�صدده يذكر تف�صي ً‬
‫أمورا �أخرى كثيرة‪� ،‬أكمل‪:‬‬ ‫نموذجي‪" :‬الجراد" الذي ي�أكل‬ ‫ّ‬ ‫يهو‪-‬م�سيحي‬
‫ّ‬ ‫عقائدي‬
‫ّ‬
‫أورد � ً‬
‫"ثم‪ ،‬بعد �أن � َ‬
‫ّ‬
‫ا�ستنادا � إلى مر ‪ ،6 :1‬قد �أ�ضحى‬
‫ً‬ ‫منه يوحنّا المعمدان‪،‬‬
‫أي�ضا واعتمد على يد‬ ‫بعدما اعتمد ال�شعب‪ ،‬جاء ي�سو ُع � ً‬ ‫الن�ص "حلوى بالزيت"‪ .‬بالت�أكيد كان ال إبيونيّون‬ ‫في‬
‫ّ‬
‫يوحنّا‪ .‬وعندما خرج من الماء‪ ،‬انفتحت ال�سماوات‪ ،‬ور� أى‬ ‫نباتيّين‪ ،‬ب�سبب موقفهم من الذبائح الحيوانيّة ‪ ،‬وهذه‬
‫‪65‬‬

‫الروح القد�س تحت �شكل حمامة ينزل ويدخل فيه‬ ‫َ‬ ‫يوحنّا‬ ‫حالة �شائعة في الحركات المعمدانيّة‪.66‬‬
‫�صوت � ٍآت من ال�سماء قائالً‪ � :‬أنت ابني‬
‫ٌ‬ ‫ثم كان‬
‫(= في ي�سوع)‪ّ .‬‬
‫ولدتك‪.‬‬
‫َ‬ ‫الحبيب‪ ،‬الذي بك �سررت‪ .‬ومن جديد‪ � :‬أنا اليوم‬
‫‪67‬‬
‫المقطع الثالث‪ :‬ظهور يوحنّا المعمدان‬
‫عظيم المكان‪ .‬عندما ر� أى يوحنّا ذلك‪ ،‬يروي‬ ‫ٌ‬ ‫فورا � أ�ضاء نورٌ‬‫ً‬ ‫الن�ص‪:‬‬
‫ّ‬
‫�صوت‬
‫ٌ‬ ‫رب؟ ومن جديد �صدح‬ ‫أنت‪ ،‬يا ّ‬
‫ال إنجيل‪ ،‬قال له‪ :‬مَن � َ‬
‫"� إليك بداي َة � إنجيلهم الذي يتل ّقونه‪:‬‬
‫من ال�سماء باتجاهه‪ :‬هذا هو ابني الحبيب‪ ،‬الذي به ارت�ضيت‪.‬‬
‫رب‪،‬‬‫أتو�سل � إليك‪ ،‬يا ّ‬
‫خر (يوحنّا) � أمامه وراح يقول له‪ّ � :‬‬ ‫عندها ّ‬ ‫يعمد عما ًدا‬
‫في � أيّام هيرود�س‪ ،‬ملك اليهوديّة‪ ،‬راح يوحنّا ّ‬
‫لكن ي�سوع التفت � إليه قائالً له‪ :‬د ْع َك من ذلك‪،‬‬
‫أنت! ّ‬ ‫عمدني � َ‬ ‫ّ‬ ‫للتوبة في نهر ال أرد ّن‪ .‬كان يُقال ب�أنّه قد يكون من ن�سل هارون‪،‬‬
‫نتم هكذا ك َّل �شيء" (‪7 :13‬ي)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫ينبغي‬ ‫ألي�شبع‪ .‬وكان الجميع ي� أتون � إليه" (‪.)6 :13‬‬
‫ابن زكريّا و� َ‬
‫التعليق‪:‬‬ ‫التعليق‪:‬‬
‫هذه الرواية حول اعتماد ي�سوع عند � إبّيفانيو�س هي‬ ‫ويكرر بدقّة �أكبر‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫ّ‬ ‫في ‪ 3 :14‬ي�شرح � إبّيفانو�س‬
‫جوهر المقاطع‬
‫َ‬ ‫تكملة مبا�شرة للمقطع ‪ ،3‬وهي ت�ستعيد‬ ‫قلت‪،‬‬
‫"لكون ال�ساللة لدى متّى مبتور ًة‪ ،‬هم يبد�أون‪ ،‬كما ُ‬
‫المقابلة في الأناجيل ال إزائيّة‪ ،‬مت ‪17-13 :3‬؛ مر ‪:1‬‬ ‫على الوجه التالي‪ :‬في �أيّام هيرود�س‪ ،‬ملك اليهوديّة‪ ،‬في‬
‫‪11-9‬؛ لو ‪ ،22-21 :3‬رابط ًة معطياتها عند الحاجة‬ ‫عمادا‬
‫ً‬ ‫يعمد‬
‫دعى يوحنّا ّ‬ ‫�شخ�ص ي ُ َ‬
‫ٌ‬ ‫زمن حبريّة قيافا‪ ،‬جاء‬
‫ثم "ومن جديد �أتى �صوت‬ ‫الربُط ("ومن جديد"‪ّ ،‬‬
‫ببع�ض ُ‬ ‫أردن‪"...‬؛ رج لو ‪18-5 :1‬؛ ‪2 :3‬ي؛‬ ‫للتوبة في نهر ال ّ‬
‫من ال�سماء نحوه")‪.‬‬ ‫مر ‪4 :1‬ي‪.‬‬

‫‪(65) Épiphane, Boîte à remèdes, XXX 15, 3; Pseudo-Clément, Homélie XII, 6, 4.‬‬
‫يتفرقُ فيَلتَقِطُ ه‬ ‫الم ُّن كب ِْزرِ ُ‬
‫عب ّ‬ ‫ال�ش ُ‬
‫الم ْقل‪ .‬وكان ّ‬
‫منظر ُ‬
‫ُ‬ ‫الكزبُرة‪ ،‬ومنظره‬ ‫"المن" و"الحلوى بالزيت" ي�شيران بالت�أكيد � إلى عد ‪" :8 :11‬وكان َ‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )66‬‬
‫قطائف بزيت"‪.‬‬ ‫كطعم‬ ‫وي�صنعه فطائر‪ ،‬وكان طَ ْع ُمه‬ ‫ويطبخه في ال ِق ْدرِ‬ ‫الهاون‬ ‫َ‬
‫بالرحى �أو ي َ ُدقُّه في‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ويطحنُه َّ‬
‫‪(67) Epiphanius, Panarion, XXX, 13, 6.‬‬
‫ �أنظر لو ‪5 :1‬؛ ‪3-2 :3‬؛ مر ‪4 :1‬؛ ‪5 :1‬؛ لو ‪5 :1‬؛ مر ‪.5 :1‬‬
‫‪(68) Epiphanius, Panarion, XXX, 13, 7-8.‬‬

‫بيبليا ‪2013/57‬‬
‫‪33‬‬ ‫�����������������������������������������������‬

‫تفوه بها المخلّ�ص عندما‬


‫بالت�أكيد ب�سبب الجملة التي ّ‬ ‫‪" -‬ونزل عليه الروح القد�س في �صورة ج�سديّة ك�أنّه‬
‫خارجا‪ .‬في الواقع‪:‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫إخوتك هم‬ ‫قيل له‪ :‬ها � ّأم َ‬
‫ك و�‬ ‫حمامة"‪ :‬من الواجب ذكره هو � ّأن "الحمامة" لي�ست‬
‫لفظة للمقارنة‪ ،‬لكنّها فاعل ُة الحدث‪ ،‬وهذا ما يجعلها‬
‫مَن � أمّي ومَن � إخوتي؟ و� إذ م ّد يده على التالميذ هتف‪ :‬ه� ؤالء‬
‫مو�ضوعيًّا‪ � ،‬إذ ما � ْإن ت�أتي من العلى حتّى تدخل في‬
‫يتممون م�شيئة � أبي" (‪.)5 :14‬‬
‫هم � إخوتي‪ � ،‬أمّي و� أخواتي‪ ،‬الذين ّ‬ ‫ب�شكل مبطَّن تذوب فيه‪ .‬وتقاربًا مع‬‫ٍ‬ ‫الم َع َّمد‪� ،‬أي‬
‫ُ‬
‫التعليق‪:‬‬ ‫أردن‬
‫اليهو‪-‬م�سيحي جرى هذا الحدث في ال ّ‬
‫ّ‬ ‫الالهوت‬
‫باتّحاد ي�سوع مع الروح‪.‬‬
‫"ها � إ ّن � أمّك و� إخوتك في الخارج واقفون يطلبون � أن‬
‫يكل ّموك"‪ :‬مت ‪.47 :12‬‬ ‫إلهي‪.‬‬
‫‪ �" -‬أنت ابني الحبيب و� إيّاك ارت�ضيت"‪ّ � :‬أول �صوت � ّ‬
‫"من � أمّي؟ ومن � إخوتي؟ هو العامل بم�شيئة � أبي الذي في‬ ‫إلهي‪.‬‬
‫‪ �" -‬أنا اليوم ولدتك" (لو ‪ :)22 :3‬ثاني �صوت � ّ‬
‫ال�سماوات � أخي و� أختي و� أمّي"‪ :‬مت ‪ ،50-48 :12‬مع‬ ‫عظيم" (�أو "ان�شقّت ال�سماء")‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ٌ‬ ‫"وعم المكا َن نورٌ‬
‫ّ‬
‫ت�أثير لو ‪ 21 :8‬بالن�سبة � إلى �صيغة العبارة "هو العامل‬ ‫‪ ...‬في مت ‪�( 15 :3‬أنظر‪ .)...‬هذا النور‪ ،‬الذي يجب‬
‫بم�شيئة"‪.‬‬ ‫التمييز بينه وبين النار التي بالن�سبة � إلى �شهود كثيرين‬
‫‪70‬‬
‫المقطع ال�ساد�س‪ :‬الذبائح‬ ‫إلهي‪ ،‬كما‬
‫رافقوا هذا الحدث‪ ،‬هو � إ�شارة � إلى الح�ضور ال ّ‬
‫في لو ‪9 :2‬؛ مت ‪2 :17‬؛ �أع ‪7 :12‬؛ ‪.13 :26‬‬
‫الن�ص‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪" -‬هذا هو ابني الحبيب‪ ،‬الذي به �سررت"‪ :‬مت ‪:3‬‬
‫"وفي هذا ال�صدد �أكّدوا � ّأن ي�سوع قد ُحبِلَ به من‬ ‫إلهي‪.‬‬
‫‪ :15-14‬ثالث �صوت � ّ‬
‫ابن اهلل عبر االختيار‪ ،‬بف�ضل الم�سيح‬ ‫ود ِع َي َ‬
‫ب�شري‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫زرع‬
‫ثم يقولون ب�أنّه‬ ‫‪" -‬وقال له يوحنّا"‪ :‬الحوار الذي يتبع‪ ،‬موحى من مت‬
‫الذي جاءه من العالء تحت �شكل حمامة‪ّ .‬‬
‫(�أي الم�سيح) لم يولد من اهلل الآب‪ ،‬بل ُخ ِل َق كواحد‬ ‫‪15-14 :3‬؛ رف�ض الم�شهد‪ ،‬في نهاية المقطع‪ّ ،‬‬
‫يدل‬
‫من ر� ؤ�ساء المالئكة‪ .‬في كلّ الأحوال‪ ،‬هو ي�سمو على‬ ‫على � ّأن ال�سابق لم يعرف المخلّ�ص �إالّ بعد عماده‪� ،‬أي‬
‫ه� ؤالء‪ .‬هم يعتبرونه ك�سيّد المالئكة وكلّ خالئقِ الكل ّّي‬ ‫عندما �أ�صبح مخل ًّ�صا‪.‬‬
‫دعى‬ ‫القدر ِة‪ ،‬و�أنّه �أتى وعلّم‪ ،‬كما هو متَ َ�ض َّم ٌن في ما ي ُ َ‬ ‫‪" -‬ومنعه ي�سوع"‪ :‬نلفت االنتباه � إلى تغيير الفاعل الذي‬
‫� إنجيلهم‪:‬‬ ‫ا�ستمر‬ ‫عمد‪ ،‬كما‬
‫الم ِّ‬
‫عمد حيال ُ‬ ‫الم َّ‬
‫يقلب عالقة التبعيّة بين ُ‬
‫ّ‬
‫� أنا � أتيت ل أُ ِ‬
‫بط َل الذبائح؛ ف� إذا لم تكفّوا عن تقديم ذبائح‪ ،‬لن‬ ‫الكن�سي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫في الم�صدر‬
‫يكف الغ�ضب عن البقاء قربكم" (‪4 :16‬ي)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪69‬‬
‫المقطع الخام�س‪ :‬عائلة ي�سوع‬
‫التعليق‪:‬‬ ‫الن�ص‪:‬‬
‫ّ‬
‫"جئت � أبطل التقدمات"‪ :‬هناك تقارب‪ ،‬بالمبنى �أو‬ ‫"هم يرف�ضون �أن يعرفوه (�أي الم�سيح) ك� إن�سان‪،‬‬

‫‪(69) Epiphanius, Panarion, XXX, 14, 5.‬‬


‫�أنظر مت ‪48 :12‬؛ ‪49 :12‬؛ لو ‪21 :8‬؛ مت ‪.50 :12‬‬
‫‪(70) Epiphanius, Panarion, XXX, 16, 5.‬‬
‫�أنظر مت ‪17 :5‬؛ ‪13 :9‬؛ ‪.7 :12‬‬

‫بيبليا ‪2013/57‬‬
‫‪34‬‬ ‫الأب �أيوب �شهوان‬

‫مخت�صرة ج ًّدا عن � إنجيل متّى‪ ،‬و� ّأن ال إبيونيّين‪ ،‬الذين‬ ‫ُ‬


‫والجدل‬ ‫بال�شكل‪ ،‬من مت ‪17 :5‬؛ ‪13 :9‬؛ ‪.7 :12‬‬
‫ي�شتق ا�سمهم من كلمة "� إبيون" العبريّة التي تعني "الفقير"‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الذي �ض ّد الذبائح هو عالمة �شي ٍء من اليهو‪-‬م�سيحيّة‪:‬‬
‫وهم مجموعة يهو‪-‬م�سيحيّة راديكاليّة من حيث تعلّ ُقها‬ ‫ال درجات يعقوب في � إبّيفانيو�س‪...‬‬ ‫�أنظر مث ً‬
‫التق�شفيّة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بال�شريعة ومن حيث نزعتُها‬ ‫‪71‬‬
‫المقطع ال�سابع‪ :‬الف�صح‬
‫بقوة لأنّه‬
‫إيرونيمو�س � إنجيلَهم ّ‬
‫ُ‬ ‫أوريجانو�س و�‬
‫ُ‬ ‫انتقد �‬ ‫الن�ص‪:‬‬
‫ّ‬
‫بنوتَه ال إلهيّة بتبنّيه‬
‫ينكر والد َة ي�سوع البتوليّة‪ ،‬ويربط ّ‬
‫"و� إذ � ُأزيلَ من الو�سط التابع الأ�صيل‪ ،‬غيّر ه� ؤالء‬
‫عمده يوحنّا‪.‬‬
‫عندما ّ‬ ‫الن�ص‪ ،‬وجعلوا على‬
‫الجملة الوا�ضحة المعنى في �سياق ّ‬
‫اتّخذ ال إبيونيّون موق ًفا �ض ّد الذبائح‪ ،‬كما �ض ّد �أكل‬ ‫فم التالميذ ما يلي‪:‬‬
‫اللحم‪ ،‬نا�سبين مواقفهم الغذائيّة النباتيّة هذه � إلى ي�سوع‬
‫� أين تريد � أن نع ّد لك لت� أكل الف�صح؟ من المحتمل � أن يكون‬
‫و� إلى يوحنّا المعمدان بالذات‪ .‬لذلك‪ ،‬وعلى نقي�ض‬
‫ي�سوع قد � أجاب على هذا بقوله‪ � :‬أيمكنكم � أن ت�ص ّدقوا �أنّني رغبت‬
‫طعام يوحنّا المعمدان كان ع�سلَ‬ ‫َ‬ ‫ما يقوله متّى عن � ّأن‬
‫لحما في هذ الف�صح؟"‪.)4 :22( 72‬‬ ‫فعالً في � أن �آكل معكم ً‬
‫البَ ِّر والجراد ("�أَك ِْري�س" في اليونانيّة)‪ ،‬يقولون ب�أنّه كان‬
‫يغتذي من ع�سل البَ ِّر الذي كان له مذاق الحلوى بالزيت‬ ‫التعليق‪:‬‬
‫("� ْإج ْك ِري�س" في اليونانيّة)‪.‬‬ ‫"� أين تريد � أن نع ّد لك الف�صح لت� أكله؟"‪ :‬مت ‪.17 :26‬‬
‫في النهاية‪ � ،‬إنجيل متّى هو الأقرب � إلى � إنجيل‬ ‫لحما‪ ،‬معكم قبل‬
‫"�شهوةً ا�شتهيت � أن �آكل هذا الف�صح‪ً ،‬‬
‫طرح‪ :‬هل‬ ‫الهام الذي ي ُ َ‬
‫ّ‬ ‫ال إبيونيّين؛ من هنا كان ال�س� ؤال‬ ‫�آالمي"‪ :‬لو ‪15 :22‬؛‬
‫إبيوني‬
‫م�صدرا م�شتركًا‪� ،‬أم � ّأن ال ّ‬
‫ً‬ ‫ا�ستعمل هذان ال إنجيالن‬
‫الم�ضافتان‬
‫و"لحما"‪ُ ،‬‬
‫ً‬ ‫ترمي عبارتا "�شهوةً ا�شتهيت"‪،‬‬
‫يتح ّدر من متّى؟ من الوا�ضح تقريبًا � ّأن وا�ضع ال إنجيل‬
‫الهرطوقي الكبير‪ � ،‬إلى � إبراز ممانعة ي�سوع تجاه‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ال�شك‬ ‫� إلى‬
‫خا�ص ًة على‬
‫ن�ص الأناجيل ال إزائيّة‪ّ ،‬‬ ‫إبيوني �أعاد �صياغة ّ‬
‫ال ّ‬ ‫التغذية باللحم (�أنظر المقطع الثاني والحا�شية �أعاله)‪.‬‬
‫ما يبدو ال إنجيل بح�سب متّى‪ .‬مع ذلك‪ ،‬بما � ّأن مرق�س‬
‫نت�صور‪،‬‬ ‫أي�ضا‪ ،‬من الممكن �أن‬ ‫م�ستعملَين � ً‬ ‫ولوقا يبدوان‬ ‫خاتمة‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫إبيوني قد ا�ستقى من‬
‫�أقلّه كفر�ضيّة‪ّ � ،‬أن وا�ضع ال إنجيل ال ّ‬ ‫مما تق ّدم يتبيّن لنا �أنّنا نعرف � إنجيل ال إبيونيّين‪� ،‬أو‬
‫ّ‬
‫متّى ومرق�س ولوقا‪ ،‬و�أدرج عقيدة �شيعته القائلة بب�شريّة‬ ‫خا�ص بف�ضل � إبّيفانيو�س‬
‫ّ‬ ‫� إنجيل الر�سل االثني ع�شر‪ ،‬بنوع‬
‫ي�سوع‪.‬‬ ‫الذي من �سالمينا (‪ ،)403-315‬الذي يعتبره ن�سخ ًة‬

‫‪(71) Epiphanius, Panarion, XXX, 22, 4.‬‬


‫�أنظر مت ‪17 :26‬؛ لو ‪.15 :22‬‬
‫ف‬‫زمني)‪ .‬في ما يتعلّق بـ"التابع الأ�صيل" الذي تُ ِل َ‬
‫ّ‬ ‫"لحما في هذا الف�صح؟" (‪kre,aj touto to. Pa,sca‬؛ رج �أع ‪ ،16 :20‬مفعول به‬ ‫ً‬ ‫(‪� )72‬أو‬
‫في الرواية ال إنجيليّة‪ ،‬فهو يقوم على كون كلمات ي�سوع (لو ‪ )15 :22‬لي�ست جوابًا على ت�سا� ؤل التالميذ (مت ‪ .)17 :26‬نحن �إذًا‪ ،‬في‬
‫النباتي ذاته الوارد ذكره في الجزءين ‪ 3‬و‪ ،5‬ميل ينبغي ربطه بنهج العي�ش الذي يتبعه الأبيونيّون‬
‫ّ‬ ‫الغذائي‬
‫ّ‬ ‫ما يتعلّق بالقيمة الت�أويليّة‪� ،‬أمام الميل‬
‫الفري�سيّون‪.‬‬
‫("�أبيونيم" = فقراء‪ ،‬و�ضعاء)‪ ،‬الذين يحتقرهم ّ‬
‫المواد التي و�صلت � إلينا‪ ،‬ي�شهد الجزء ‪ 5‬على ح�ضور خطبة الجبل في � إنجيل ال أبيونيّين‪ .‬لم يكن ممكنًا �أالّ تكون تلك الخطبة‪،‬‬‫ّ‬ ‫�شح‬
‫بالرغم من ّ‬ ‫ ‬
‫حيث �أُعلنت الطوبى للفقراء كما للفقر‪ ،‬حا�ضر ًة لدى ه� ؤالء الزاهدين الأبيونيّين‪.‬‬

‫بيبليا ‪2013/57‬‬
35 �����������������������������������������������

‫المراجع‬
.)1979( ‫ بحث في ن�ش� أة ال إ�سالم‬:‫ق�س ونبي‬
ّ ،‫�أبو مو�سى الحريري‬
.1980 ‫ بيروت‬،‫ بحث في مجتمع م ّكة‬:‫نبي الرحمة وقر�آن الم�سلمين‬
ّ ،___
.234-233 ‫ �ص‬،1999 ‫ لبنان‬،‫ غو�سطا‬،‫ ن�سبيه‬،‫ دير �سيّدة الن�صر‬،‫ ترجمة � إ�سكندر �شديد‬،‫ال أناجيل المنحولة‬
.253-239 ‫ �ص‬،1987 ،‫ لبنان‬،‫ من�شورات المكتبة البول�سيّة‬،‫ على عتبة الكتاب المق ّد�س‬،‫�سابا جورج‬
‫ �سل�سلة الن�صو�ص‬،‫ �سل�سلة �أقدم الن�صو�ص الم�سيحيّة‬،‫ والحوار مع تريفون‬،‫ الدفاع عن الم�سيحيّين‬،‫يو�ستينو�س‬
.2007 ،‫ الك�سليك‬،‫ جامعة الروح القد�س‬،7 ‫ الرقم‬،‫الليتورجيّة‬

Ambroise, Comment. Gal., Prol.; PL, 17, 337.

Amphoux C.-B., « L’Évangile selon les Hébreux source de l’Évangile de Luc », Apocrypha 6
(1995) 67-77.

Bardy G., « Ébionisme et Ébionites », Catholicisme 3 (1952), col. 1230-1233.

Bareille G., « Ébionites », DTC 4/2 (1911), col. 1987-1995.

Bertrand Daniel, « Évangile aux Ébionites », François Bovon et Pierre Geoltrain, Écrits
apocryphes chrétiens, Bibliothèque de la Pléiade, Gallimard, Paris 1997, p. 449-457.

___, « L’Évangile des Ébionites : une harmonie évangélique antérieure au Diatessaron », NTS
26 (1980) 548-563.

Boismard M.-É., « Évangile des Ébionites et problèmes synoptiques (Mc 1, 2-6 et par.) », RB
73 (1966) 321-352.

Bovon François et Geoltrain Pierre, Écrits apocryphes chrétiens, Bibliothèque de la Pléiade,


Gallimard, Paris 1997.

Daniélou J., Théologie du judéo-christianisme, Desclée 1958.

Épiphane, Boîte à remèdes.

___, Panarion.

Erbetta Mario, Gli Apocrifi del Nuovo Testamento, I/1. Vangeli, Marietti 1975, p. 132-136.

Fitzmyer F., « Ébionites », DS 4 (1960), col. 32-40.

Focant Camille, Les évangiles apocryphes, coll. Horizons de la foi, 58, Connaître la Bible,
Bruxelles 1994.

2013/57 ‫بيبليا‬
36 ‫الأب �أيوب �شهوان‬

Geoltrain Pierre et Bovon François, Écrits apocryphes chrétiens, Bibliothèque de la Pléiade,


Gallimard, Paris 1997.

Holl K., Epiphanius, t. I. Ancoratus und Panarion (haer. 1-33), Leipzig 1915 (GCS 25), p.
349-351.

Howard G., “The Gospel of the Ebionites”, Aufstieg und Niedergang der römichen Welt, 2, 25,
5, Berlin u. New York, 1988, p. 4034-4053.

Irénée St., Contre les Hérésies.

Leclercq H., « Ébionisme », DACL 4/2 (1921), col. 1703-1709.

Michaelis W., Die apokryphen Schriften zum NT, 31962.

Mimouni Simon-Claude, Le judéo-christianisme ancien, essais historiques, coll. Patrimoines,


Cerf 1998.

Origène, Contre Celse.

___, Homélies sur Luc, 1, 2

Schneemelcher Wilhelm, Neutestamentliche Apokryphen, 5.Auflage. I, Band, Evangelien,


Tübingen 1987, S. 138-142.

Schoeps H.-J., Theologie und Geschichte des Judenchristentums, Tübingen 1949.

___, Auf frühchristlicher Zeit, Tübingen 1950.

___, « Ébionites », DHGE 14 (1960), col 1314-1319.

Vielhauer P. – Strecker G., “Judenchristliche Evangelien”, dans W. Schneemelcher, New


Testament Apocrypha, t. I, Tübingen, 1987, p. 138-142.

___, “Jewish-Christian Gospels”, dans W. Schneemelcher, New Testament Apocrypha, t. I,


Louisville/Kentucky, 1991, p. 166-171.

Waitz H., Die Pseudo-Klementinen (TU, NF, 10, 4), Leipzig, 1904.

___, “Das Evangelium der zwölf Apostel (Ebioniten-Evangelium)”, Zeitschrift für die
neutestamentliche Wissenschaft 13 (1912) 338-348; 14 (1913) 38-64, 117-132.

___, “Neue Untersuchungen über die sogennanten judenchristlichen Evangelien”, Zeitschrift


für die neutestamentliche Wissenschaft 36 (1937) 60-81.

2013/57 ‫بيبليا‬

You might also like