You are on page 1of 7

‫‪233‬‬

‫جلسة ‪ 5‬من بريل سنة ‪2014‬‬


‫‪ /‬عاطد عب السميع فرئ عائب رئية الم مة‬ ‫برئاسة السي ال ا‬
‫وعضوية السادا ال ضاا ‪ /‬د‪ .‬صالح حسن البرع ن م م جمار الشربين ن‬
‫عالء م كور وجمار حلية عواب رئية الم مة ‪.‬‬
‫( ‪) 23‬‬
‫ال عن رقم ‪ 19514‬لسنة ‪ 83‬ال ضائية‬
‫(‪ )1‬دعوى جنائية " ت ري ها " ‪ .‬جريمة " عواعها ‪ .‬ج ارئم ال‪،‬لسات " ‪ .‬شهادا زور ‪ .‬ح م " ما يعيبه ف‬
‫ع اق الت ليل " ‪ .‬إثبات " شهود " ‪ .‬ع ض " حاالت ال عن ‪ .‬الخ أ ف ت بيق ال اعون " ‪.‬‬
‫تحريك الدعوى الجنائية من المحكمة في جرائم الجلسات ‪ .‬أمر استثنائي ‪ .‬شرطه ‪ :‬وقوع‬
‫الجنحة أو المخالفة بالجلسة وقت انعقادها وإقامتها في الحال ‪ .‬تراخي اكتشافها إلى ما بعد‬
‫الجلسة ‪ .‬يوجب نظرها وفقاً للقواعد العادية ‪ .‬أساس ذلك ؟‬
‫إدانة المحكمة الطاعنين بجريمة الشهادة الزور باعتبارها واقعة أثناء انعقاد الجلسة رغم‬
‫عدم توجيه االتهام لهم قبل قفل باب المرافعة ‪ .‬خطأ في القانون ‪ .‬علة ذلك ؟‬
‫ال يصح تكذيب الشاهد في إحدى رواياته اعتماداً على رواية أخرى له دون قيام دليل‬
‫يؤيد ذلك ‪ .‬إدانته في جريمة شهادة الزور لمجرد أن روايته أمام المحكمة خالفت ما قاله في التحقيقات‬
‫األولية ‪ .‬غير صحيح ‪ .‬علة ذلك ؟‬
‫مثال لتسبيب معيب في حكم صادر باإلدانة في جريمة الشهادة الزور ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ع ض " ثر ال عن " ‪ .‬شهادا زور ‪.‬‬
‫نقض الحكم الصادر بإدانة طاعنين عن جنحة شهادة زور أبدوها في جناية مسندة لطاعن‬
‫آخر ‪ .‬يوجب نقضه بالنسبة لألخير ‪ .‬علة ذلك ؟‬
‫(‪ )3‬شهادا زور ‪ .‬اختصاص " االختصاص النوع " ‪ .‬م مة ال‪،‬نايات " اختصاصها " ‪ .‬م مة‬
‫ال‪،‬نح ‪ .‬ارتباط ‪.‬‬
‫إعادة محاكمة المحكوم عليهم من محكمة الجنايات في جريمة الشهادة الزور بعد نقض‬
‫الحكم لهم ‪ .‬أصلها أن تكون أمام محكمة الجنح الجزئية ‪ .‬ارتباطها بجناية ُن ِقض الحكم الصادر‬
‫فيها ‪ .‬يقتضي نظرهما أمام محكمة الجنايات ‪ .‬علة ذلك ؟‬
‫جلسة ‪ 5‬من بريل سنة ‪2014‬‬ ‫‪234‬‬
‫‪ -1‬لما كان البين من مطالعة الحكم المطعون فيه أنه أورد في مدوناته أنه بجلسة ‪....‬‬
‫مثل شهود اإلثبات الثالثة – الطاعنون من الثاني حتى الرابع – وتحت القسم شهدوا بأن المتهم‬
‫وقت قتل المجني عليه ‪ ....‬ثم عرض‬ ‫– الطاعن األول – لم يكن متواجداً على مسرح الحاد‬
‫لتهمة ال شهادة الزور المسندة للطاعنين من الثاني حتى الرابع بقوله ‪ " :‬وحيث إنه عن جريمة‬
‫الشهود ‪ ،‬ولما كان الشهود ‪ .... 3 .... 2 .... 1‬قد تعمدوا تغيير الحقيقة في وقائع شهادتهم‬
‫أمام المحكمة بإنكار الحق وتغيير الباطل بقصد تضليل القضاء وكان من شأن شهادتهم أمام‬
‫المحكمة أن تسبب ضر ًار بتبرئة مجرم وتؤثر في الحكم لصالح المتهم ولم يعدلوا عن أقوالهم‬
‫الكاذبة بجلسة المحاكمة حتى إقفال باب المرافعة في الدعوى فيكونون قد ارتكبوا جريمة الشهادة‬
‫الزور األمر المعاقب عليه بمقتضى المادة ‪ 294‬عقوبات مما يتعين أخذهم بمقتضاها " ‪ .‬لما كان‬
‫ذلك ‪ ،‬وكانت المادة ‪ 1/244‬من قانون اإلجراءات الجنائية تنص على أنه ‪ " :‬إذا وقعت جنحة أو‬
‫مخالفة في الجلسة يجوز للمحكمة أن تقيم الدعوى على المتهم في الحال ‪ ،‬وتحكم فيها بعد سماع‬
‫أقوال النيابة العامة ودفاع المتهم " ‪ ،‬وتنص المادة ‪ 246‬من ذات القانون على أن ‪ " :‬الجرائم‬
‫التي تقع في الجلسة ولم تقم المحكمة الدعوى فيها حال انعقادها يكون نظرها وفقاً للقواعد العادية " ‪،‬‬
‫فقد دل الشارع بذلك على أن حق المحكمة في تحريك الدعوى الجنائية مشروط بوقوع الجنحة أو‬
‫المخالفة بالجلسة وقت انعقادها وبأن تبادر المحكمة إلى إقامة الدعوى في الحال فور اكتشافها ‪ ،‬كما‬
‫دل على أنه إذا تراخى اكتشاف الواقعة إلى ما بعد الجلسة فإن نظرها " الجنحة أو المخالفة " يكون‬
‫وفقاً للقواعد العادية وال تملك المحكمة تحريكها من تلقاء نفسها ‪ ،‬ولما كان األصل أن النيابة‬
‫العامة هي صاحبة الدعوى الجنائية وهي التي تملك تحريكها ومباشرتها وكان ما خوله الشارع‬
‫للمحاكم – العتبارات قدرها – من حق تحريك الدعوى الجنائية بالنسبة لجرائم الجلسة أم اًر استثنائياً‬
‫فإنه ينبغي عدم التوسع في تفسيره وقصره على أضيق نطاق ‪ ،‬ولما كانت تهمة الشهادة الزور لم‬
‫توج د د دده للطاعنين قبل قفل باب المرافعة في الدعوى المطروحة على المحكمة ومن ثم فإن المحكمة‬
‫تصبح من الوقت الذي اعتبرت المرافعة فيه منتهية ال والية لها في الفصل في الجرائم التي وقعت‬
‫أمامها في الجلسة ولم تقم الدعوى منها حال انعقادها ويكون نظرها وفقاً للقواعد العادية على ما‬
‫تقضي به المادة ‪ 246‬إجراءات جنائية ‪ ،‬ومن ثم فإن المحكمة إذ خلصت إلى أن الجريمة التي‬
‫وقعت من الطاعنين من الثاني حتى الرابع تعتبر واقعة أثناء انعقاد الجلسة وأقامت الدعوى‬
‫ضدهم في الحال وأصدرت حكمها المطعون فيه تكون قد خالفت القانون ‪ ،‬هذا إلى أنه لما‬
‫كان األصل أنه ال يصح تكذيب الشاهد في إحدى رواياته اعتماد اً على رواية أخرى‬
‫‪235‬‬ ‫جلسة ‪ 5‬من بريل سنة ‪2014‬‬
‫له دون قيام دليل يؤيد ذلك ‪ ،‬ألن كلتا الروايتين مصدرهما واحد له اعتبار ذاتي واحد وألن ما‬
‫يقوله الشخص الواحد كذباً في حالة وما يقرره صدقاً في حالة أخرى إنما يرجع إلى ما تنفعل به‬
‫نفسه من العوامل التي تالبسه في كل حالة مما يتحتم معه أن ال يؤخذ برواية له دون أخرى‬
‫صدرت عنه بناء على ظروف يترجح معها صدقه في تلك الرواية دون األخرى ‪ ،‬وإذ كان مثول‬
‫الشاهد أمام هيئة المحكمة في جلسة المحاكمة بين رهبة الموقف وجالله وقدسية المكان محوطاً‬
‫بالضمانات العديدة المعلومة التي وضعها القانون للحصول منه على الحقيقة الخالصة ذلك فيه‬
‫ما من شأنه أن يشعر بعظم مسئوليته فيما يدلي به في آخر فرصة تسمع فيها أقواله مما يصح‬
‫معه في العقل أن يفترض أنه وهو في هذه الحالة يكون أدنى إلى أن تغلب عليه النزعة إلى‬
‫الحق فيؤثره وال يتمادى في الحنث بيمينه إذ كان قد حلفها من قبل ‪ ،‬إذ كان ذلك كذلك فإن‬
‫اعتبار روايته األولى ‪ -‬عند اختالف روايته ‪ -‬هي الصحيحة ال لشيء إال لكونها هي األولى ال‬
‫يكون له ما يقتضيه بل لعل شهادته أمام المحكمة تكون هي األولى بهذا االعتبار ‪ ،‬وإذن فإن‬
‫إدانة الشاهد في جريمة شهادة الزور لمجرد أن روايته أمام المحكمة قد خالفت ما قاله في‬
‫التحقيقات األولية ال تكون مقامة على أساس صحي د ددح من شأن دده في حد ذاته أن يؤدي إليها ‪،‬‬
‫وخصوصاً أنه يجب في سبيل تحقيق العدالة على الوجه األكمل أن يفسح أمام الشاهد المجال‬
‫ليقرر الحق وأال يعتد بأقواله األولى التي سبق إبداؤها في التحقيقات إلى حد تعريضه للعقوبة‬
‫الجنائية إذ هو عدل عنها وذلك حتى ال ينغلق في وجهه الباب إذا ما عاوده ضميره إلى الرجوع‬
‫إلى الحق واإلقالع عما كان عليه من باطل ‪ ،‬األمر الذي راعاه القانون نفسه إذ لم يعاقب على‬
‫شهادة الزور إذا عدل الشاهد عن الباطل وقرر الحق في أية مرحلة كانت عليها الدعوى حتى تمام‬
‫نظرها أمام المحكمة ‪ .‬لما كان ذلك ‪ ،‬وكان الحك د د ددم المطعون فيه قد خالف األنظار القانونية‬
‫المتقدمة ‪ ،‬فإنه يكون معيباً بما يوجب نقضه واإلعادة ‪.‬‬
‫‪ -2‬لما كان الحكم قد دان الطاعنين الثاني والثالث والرابع بجنحة شهادة الزور التي‬
‫أبدوها في الجناية المسندة للطاعن األول ‪ ،‬وكان نقض الحكم بالنسبة للطاعنين من الثاني حتى‬
‫الرابع يقتضي نقضه أيضاً بالنسبة إلى الطاعن األول دون حاجة إلى بحث أسباب طعنه ألن‬
‫إعادة المحاكمة بالنسبة للطاعنين الثاني والثالث والرابع وما تجري عليه أو تنتهي عنده يقتضي‬
‫لحسن سير العدالة أن تكون إعادة البحث في الواقعة من جميع نواحيها ‪.‬‬
‫‪ -3‬لما كان إعادة محاكمة المحكوم عليهم من محكمة الجنايات في جريمة شهادة الزور‬
‫جلسة ‪ 5‬من بريل سنة ‪2014‬‬ ‫‪236‬‬
‫بعد نقض الحكم بالنسبة لهم يجب ‪ -‬بحسب األصل ‪ -‬أن تكون أمام محكمة الجنح الجزئية‬
‫لتفصل في الجريمة المسندة إليهم بالطريق العادي ما دامت قد زالت حالة التلبس التي استلزمت‬
‫محاكمتهم أمام محكمة الجنايات لوقوع الجريمة منهم أمامها بالجلسة ‪ ،‬إال أنه نظ اًر لالرتباط بين‬
‫هذه الجريمة وبين الجناية المسندة إلى الطاعن األول الذي نقض الحكم بالنسبة له أيضاً يكون‬
‫من المصلحة – تحقيقاً لحسن سير العدالة – أن تنظر الدعوى بالنسبة للجميع أمام محكمة واحدة‬
‫وهي محكمة الجنايات دون أن يكون في ذلك تقليل من الضمانات القانونية بالنسبة للمتهمين‬
‫المذكورين ‪ ،‬وبالتالي فإنه يتعين نقض الحكم المطعون فيه بالنسبة إلى جميع الطاعنين واإلعادة ‪.‬‬
‫ةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة‬
‫الوقائةع‬
‫اتهمت النيابة العامة الطاعن األول وآخر سبق الحكم عليه بأنهما ‪ –1 :‬قتال وآخران‬
‫توفيا المجني عليه ‪ ....‬عمداً مع سبق االصرار والترصد بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على ذلك‬
‫وقاموا بانتظاره في المكان الذي أيقنوا تواجده فيه وأعدوا لذلك أسلحة نارية " بندقية آلية " وما أن‬
‫ظفروا بالمجني عليه حتى قاما بإطالق أعيرة نارية للشد من أذر المتهمين المتوفيين حال ارتكابهما‬
‫الجريمة وإزهاق روح المجني عليه واحدثا إصابته الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت‬
‫بحياته قاصدين من ذلك قتله ‪ -2 .‬أحر از سالحين ناريين مششخنين " بندقيتين آليتين " سريعة‬
‫الطلقات حال كونهما مما ال يجوز الترخيص بحيازتهما أو إحرازهما ‪ -3 .‬أحر از ذخائدر عدة طلقات‬
‫مما تستعمل على األسلحة النارية آنفة البيان حال كونهما مما ال يجوز الترخيص بحيازتها أو‬
‫إحرازها ‪ –4 .‬أطلقا أعيرة نارية داخل قرية ‪.‬‬
‫وأحالتهما إلى محكمة جنايات ‪ ....‬لمعاقبتهما طبقاً للقيد والوصف الواردين بأمر اإلحدالة ‪.‬‬
‫والمحكمة المذكورة قضت حضورياً عمالً بالمواد ‪6/377 ، 294 ، 232 ، 231 ، 230‬‬
‫من قانون العقوبات والمواد ‪ 5،3/26 ، 6 ، 2/1‬من القانون رقم ‪ 394‬لسنة ‪ 1954‬المعدل‬
‫والبند ب من القسم الثاني من الجدول رقم ‪ 3‬الملحق به ‪ ،‬مع إعمال المادتين ‪ 32 ، 17‬عقوبات‬
‫والً ‪ :‬بمعاقبة الطاعن األول بالسجن المؤبد عما أسند إليه ‪ .‬ثاعياً ‪ :‬بمعاقبة كل من الطاعنين‬
‫الثاني والثالث والرابع بالحبس لمدة ثال سنوات عن تهمة الشهادة الزور ‪.‬‬
‫فطعن المحكوم عليهم في هذا الحكم بطريق النقض ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬
‫ةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة‬
‫‪237‬‬ ‫جلسة ‪ 5‬من بريل سنة ‪2014‬‬

‫الم مةة‬
‫حيث إن مما ينعاه الطاعنون الثاني والثالث والرابع على الحكم المطعون فيه أنه إذ دانهم‬
‫بجريمة الشهادة الزور قد أخطأ في تطبيق القانون ‪ ،‬وشابه القصور في التسبيب ؛ ذلك بأن‬
‫المحكمة لم تقم الدعوى الجنائية عليهم حال انعقاد الجلسة وحتى قفل باب المرافعة مما يغل يدها‬
‫عن القضاء فيها ‪ ،‬ولم يبين الواقعة المستوجبة للعقوبة بياناً تتحقق به أركان الجريمة التي دانهم‬
‫بها ومؤدى األدلة التي استخلص منها ثبوتها في حقهم ‪ ،‬كما أغفل بيان الواقعة التي أدليت فيها‬
‫الشهادة وموضوع هذه الشهادة وما غاير الحقيقة فيها ومدى تأثيرها على المتهم األصلي في‬
‫الدعوى والضرر الذي ترتب عليها ولم يستظهر تعمد الطاعنين قلب الحقائق وإخفائ د د ددها عن سوء‬
‫قصد بغي د د د ددة تضليل القضداء واعتمد الحكم في إدانتهم على أن روايتهم التي أدلوا بها في التحقيقات‬
‫تخالف تلك التي أبدوها في الجلسة دون بيان األدلة التي تدل على صدقهم في تلك الرواية عما‬
‫عداها ‪ ،‬مما يعيب الحكم ويستوجب نقضه ‪.‬‬
‫وحيث إن البين من مطالعة الحكم المطعون فيه أنه أورد في مدوناته أنه بجلسة ‪....‬‬
‫مثل شهود اإلثبات الثالثة – الطاعنون من الثاني حتى الرابع – وتحت القسم شهدوا بأن المتهم‬
‫وقت قتل المجني عليه ‪ ....‬ثم عرض‬ ‫– الطاعن األول – لم يكن متواجداً على مسرح الحاد‬
‫لتهمة الشهادة الزور المسندة للطاعنين من الثاني حتى الرابع بقوله ‪ " :‬وحيث إنه عن جريمة‬
‫الشهود ‪ ،‬ولما كان الشهود ‪ .... 3 .... 2 ....1‬قد تعمدوا تغيير الحقيقة في وقائع شهادتهم‬
‫أمام المحكمة بإنكار الحق وتغيير الباطل بقصد تضليل القضاء وكان من شأن شهادتهم أمام‬
‫المحكمة أن تسبب ضر ًار بتبرئة مجرم وتؤثر في الحكم لصالح المتهم ولم يعدلوا عن أقوالهم‬
‫الكاذبة بجلسة المحاكمة حتى إقفال باب المرافعة في الدعوى فيكونون قد ارتكبوا جريمة الشهادة‬
‫الزور األمر المعاقب عليه بمقتضى المادة ‪ 294‬عقوبات مما يتعين أخذهم بمقتضاها " لما كان‬
‫ذلك ‪ ،‬وكانت المادة ‪ 1/244‬من قانون اإلجراءات الجنائية تنص على أنه ‪ " :‬إذا وقعت جنحة أو‬
‫مخالفة في الجلسة يجوز للمحكمة أن تقيم الدعوى على المتهم في الحال ‪ ،‬وتحكم فيها بعد سماع‬
‫أقوال النيابة العامة ودفاع المتهم " ‪ ،‬وتنص المادة ‪ 246‬من ذات القانون على أن ‪ " :‬الجرائم‬
‫التي تقع في الجلسة ولم تقم المحكمة الدع د ددوى فيد ددها حال انعقادها يكون نظرها وفقاً للقواعد‬
‫العادية " ‪ ،‬فقد دل الشارع بذلك على أن حق المحكمة في تحريك الدعوى الجنائية مشروط بوقوع‬
‫الجنحة أو المخالفة بالجلسة وقت انعقادها وبأن تبادر المحكمة إلى إقامة الدعوى في الحال فور‬
‫جلسة ‪ 5‬من بريل سنة ‪2014‬‬ ‫‪238‬‬
‫اكتشافها ‪ ،‬كما دل على أنه إذا تراخى اكتشاف الواقعة إلى ما بعد الجلسة فإن نظرها " الجنحة‬
‫أو المخالفة " يكون وفقاً للقواعد العادية وال تملك المحكمة تحريكها من تلقاء نفسها ‪ ،‬ولما كان‬
‫األصل أن النيابة العامة هي صاحبة الدعوى الجنائية وهي التي تملك تحريكها ومباشرتها وكان‬
‫ما خوله الشارع للمحاكم – العتبارات قدرها – من حق تحريك الدعوى الجنائية بالنسبة لجرائم‬
‫الجلسة أم اًر استثنائياً فإنه ينبغي عدم التوسع في تفسيره وقصره على أضيق نطاق ‪ ،‬ولما كانت‬
‫تهمة الشهادة الزور لم توجه للطاعنين قبل قفل باب المرافعة في الدعوى المطروحة على المحكمة‬
‫ومن ثم فإن المحكمة تصبح من الوقت الذي اعتبرت المرافعة فيه منتهية ال والية لها في الفصل‬
‫في الجرائم التي وقعت أمامها في الجلسة ولم تقم الدعوى منها حال انعقادها ويكون نظرها وفقاً‬
‫للقواعدد العاديدة على ما تقضي به المادة ‪ 246‬إجراءات جنائية ‪ ،‬ومن ثم فإن المحكم ددة إذ‬
‫خلصت إلى أن الجريمة التي وقعت من الطاعنين من الثاني حتى الرابع تعتبر واقعة أثناء انعقاد‬
‫الجلسة وأقامت الدعوى ضدهم في الحال وأصدرت حكمها المطعون فيه تكون قد خالفت القانون ‪،‬‬
‫هذا إلى أنه لما كان األصل أنه ال يصح تكذيب الشاهد في إحدى رواياته اعتماداً على رواية‬
‫أخرى له دون قيام دليل يؤيد ذلك ‪ ،‬ألن كلتا الروايتين مصدرهما واحد له اعتبار ذاتي واحد وألن‬
‫ما يقوله الشخص الواحد كذباً في حالة وما يقرره صدقاً في حالة أخرى إنما يرجع إلى ما تنفعل‬
‫به نفسه من العوامل التي تالبسه في كل حالة مما يتحتم معه أن ال يؤخذ برواية له دون أخرى‬
‫صدرت عنه بناء على ظروف يترجح معها صدقه في تلك الرواية دون األخرى ‪ ،‬وإذ كان مثول‬
‫الشاهد أمام هيئة المحكمة في جلسة المحاكمة بين رهبة الموقف وجالله وقدسية المكان محوطاً‬
‫بالضمانات العديدة المعلومة التي وضعها القانون للحصول منه على الحقيقة الخالصة ذلك فيه‬
‫ما من شأنه أن يشعر بعظم مسئوليته فيما يدلي به في آخر فرصة تسمع فيها أقواله مما يصح‬
‫معه في العقل أن يفترض أنه وهو في هذه الحالدة يكدون أدنى إلى أن تغلب عليه النزعة إلى الحق‬
‫فيؤثره وال يتمادى في الحنث بيمينه إذ كان قد حلفها من قبل ‪ ،‬إذ كان ذلك كذلك فإن اعتبار روايته‬
‫األولى ‪ -‬عند اختالف روايته ‪ -‬هي الصحيحة ال لشيء إال لكونها هي األولى ال يكون له ما يقتضيه‬
‫بل لعل شهادته أمام المحكمة تكون هي األولى بهذا االعتبار ‪ ،‬وإذن فإن إدانة الشاهد في جريمة‬
‫شهادة الزور لمجرد أن روايته أمام المحكمة ق د خالفت ما قاله في التحقيقات األولية ال تكون‬
‫مقامة على أساس صحيح من شأنه في حد ذاته أن يؤدي إليها ‪ ،‬وخصوصاً أنه يجب في سبيل‬
‫تحقيق العدالة على الوجه األكمل أن يفسح أمام الشاهد المجال ليقرر الحق وأال يعتد‬
‫بأقواله األولى التي سبق إبداؤها في التحقيقات إلى حد ت عريضه للعقوبة الجنائية إذ هو‬
‫‪239‬‬ ‫جلسة ‪ 5‬من بريل سنة ‪2014‬‬
‫عدل عنها وذلك حتى ال ينغلق في وجهه الباب إذا ما عاوده ضميره إلى الرجوع إلى الحق‬
‫واإلقالع عما كان عليه من باطل ‪ ،‬األمر الذي راعاه القانون نفسه إذ لم يعاقب على شهادة الزور‬
‫إذا عدل الشاهد عن الباطل وقرر الحق في أية مرحلة كانت عليها الدعوى حتى تمام نظرها أمام‬
‫المحكمة ‪ .‬لما كان ذلك ‪ ،‬وكان الحكم المطعون فيه قد خالف األنظار القانونية المتقدمة ‪ ،‬فإنه‬
‫يكون معيباً بما يوجب نقضه واإلعادة ‪ .‬لما كان ذلك ‪ ،‬وكان الحكم قد دان الطاعنين الثاني‬
‫والثالث والرابع بجنحة شهادة الزور التي أبدوها في الجناية المسندة للطاعن األول ‪ ،‬وكان نقض‬
‫الحكم بالنسبة للطاعنين من الثاني حتى الرابع يقتضي نقضه أيضاً بالنسبة إلى الطاعن األول‬
‫دون حاجة إلى بحث أسباب طعنه ألن إعادة المحاكمد ددة بالنسب د د ددة للطاعنين الثاني والثالث والرابع‬
‫وما تجري عليه أو تنتهدي عنده يقتضي لحسن سير العدالة أن تكون إعادة البحث في الواقعة من‬
‫جميع نواحيها ‪ .‬لما كان ذلك ‪ ،‬وكان إعادة محاكمة المحكوم عليهم من محكمة الجنايات في‬
‫جريمة شهادة الزور بعد نقض الحكم بالنسبة لهم يجب ‪ -‬بحسب األصل ‪ -‬أن تكون أمام محكمة‬
‫الجنح الجزئية لتفصل في الجريمة المسندة إليهم بالطريق العادي ما دامت قد زالت حالة التلبس‬
‫التي استلزمت محاكمتهم أمام محكمة الجنايات لوقوع الجريمة منهم أمامها بالجلسة ‪ ،‬إال أنه نظ اًر‬
‫لالرتباط بين هذه الجريمة وبين الجناية المسندة إلى الطاعن األول الذي نقض الحكم بالنسبة له‬
‫أيضاً يكون من المصلحة – تحقيقاً لحسن سير العدالة – أن تنظر الدعوى بالنسبة للجميع أمام‬
‫محكمة واحدة وهي محكمة الجنايات دون أن يكون في ذلك تقليل من الضمانات القانونية بالنسبة‬
‫للمتهمين المذكورين ‪ ،‬وبالتالي فإنه يتعين نقض الحكم المطعون فيه بالنسبة إلى جميع الطاعنين‬
‫واإلعادة ‪.‬‬
‫ةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة‬

You might also like