Professional Documents
Culture Documents
تعتبر صناعة -اللوجستيات أساس االقتصاد و التبادل السلعي بين الدول من خالل تأثيرها اإليجابي في تقليل حلقات التداول بين
المنتج والمستهلك النهائي ،وباعتبارها المحفز الرئيس لفرص األعمال -واالستثمار في أي بلد ،حيث يساهم القطاع اللوجستي في
تنمية النشاط االقتصادي وتنويع مصادر الدخل ،وجذب االستثمارات الخارجية.
شأنها التأثير على تنافسية و أداء الصادرات وبالتالي التأثير على التنمية االقتصادية المحققة ومن االنشطة التي تتضمنها -لوجستيات
التجارة -و كفاءة -العمليات التخليص الجمركي و توفير التمويل الالزم للتجارة الدولية و كفاءة أنظمة النقل في مجال التجارة الدولية
يؤدي توافر الخدمات للوجستية إلى تحسين تنافسية صادرات الدولة كما أن توافر نظام لوجيستي جيد يسهم فيزيادة النمو -
االقتصادي المحقق اما في حالة عدم كفاءة -النظام اللوجستي فيؤدي ذلكإلى ارتفاع تكاليف التجارة و طول الزمن الالزم
للتخليص الجمركي وبالتالي التأثيرالسلبي على تدفقات االستثمار األجنبي و معدالت النمو النظام االقتصادي المحقق ألن
اللوجستيات تلعب دور مهم في توفير العديد منفرص العمل في األنشطة اللوجستية و تساهم في تسهيل عمليات التخصص
الرأسي وإقامةشبكات -اإلنتاج عبر الحدود
تقدر قيمة قطاع الخدمات اللوجيستية العالمي بنحو 4.3تريليون دوالر و هو عبارة عن شبكة الخدمات التي تدعم الحركة المالية
للبضائع داخل الحدود و عبرها و يتمثل انتقال البضائع عبر هذه األنظمة نحو وجهتها النهائية بفاعلية عامالً رئيسيا ً في تعزيز فرص
النمو التجاري واالقتصادي للدول و يزداد حجم التعامالت في قطاع الخدمات اللوجستية بنسبة %30وغالبا ً ما يكون العبء األكبر
من نصيب البلدان النامية التي تحاول التنافس في السوق العالمية .وبالتالي ،تساهم العمليات الجمركية المتقدمة والفعالة في نمو
التجارة ،كما تؤثر أيضا ً بشكل حقيقي في القدرة التنافسية القتصاد البلد.
وفي ضوء النمو المستمر للتجارة العالمية ،بات العديد من الدول تميل إلى التركيز على مراجعة وتحسين أدائها اللوجستي .حيث
كشف تقرير البنك الدولي لعام 2018بعنوان «الترابط لتعزيز المنافسة» عن وجود ثغرة مستمرة في األداء اللوجستي بين الدول
مرتفعة الدخل والدول منخفضة الدخل ،إذ تتفوق األولى بنسبة %48في المتوسط لناحية الخدمات اللوجستية ،ما يشير إلى أن تحسين
الترابط التجاري يمكن أن يحقق تنمية مباشرة -ومنافع اقتصادية واجتماعية -مجزية .لذلك أصبح تحسين األداء اللوجستي هدفا ً رئيسيا ً
في استراتيجية العديد من الدول نظراً لتأثيره في االقتصاد .في البلدان الرائدة تدين بجزء مهم من انتعاشها االقتصادي ،إلى دورها في
سالسل اإلمداد والخدمات اللوجستية الدولية.
ثمة ارتباط وثيق بين الخدمات اللوجستية و النمو االقتصادي الوطني يتمثل في تسهيل التجارة الدولية حيث شهدت البيئة االقتصادية
العالمية -زيادة كبيرة في حجم البضائع المتداولة خالل العقود الثالثة الماضية كما ادي التحول في توقعات العمالءء و نمو االستهالك
المحلي الي زيادة الطلب علي احدث المنتجات بكميات -أكبر و بوتيرة اسرع و بدورها اسهمت التجارة االلكترونية في اسواق االعمال
بين الشركات و المستهلكين مما أثر علي مالمح -المشهد من انماط النقل الى سلوك المستهلكين -.و سلط الضوء علي الحاجة الي تعزيز
الكفاءة في اتظمة تسليم و ادارة المخزون و الشحن .
1|Page
الجزء الثاني :أثر لوجستيات التجارة على النمو االقتصادي في دول الشرق األوسط وشمال أفريقيا:
فی ضوء الدراسات التطبیقیة السابقة استخدم النموذج القیاسی التالی لتقدیر أثر لوجستیات التجارة على النمو االقتصادی بالدول
محل الدراسة ،وقد أخذت معادلة التقدیر الشکل التالی:
Yیمثل المتغیر التابع ویشیر إلى الناتج المحلى اإلجمالی بالدول محل الدراسة ،ویعکس هذا المؤشر مستوى النمو
االقتصادی -المحقق بالدول محل الدراسة.
LPIویمثل متغیرمستقل -ویشیر إلى مؤشر األداء اللوجستی Logistics-Performance Indexفی الدول محل
الدراسة ،ومن المتوقع أن یکون لمؤشر األداء اللوجستی أثر موجب على معدالت النمو االقتصادی ،حیث ینعکس
التحسن فی األداء اللوجستی على التحسن فی تنافسیة الدولة ،وبالتالی زیادة معدالت النمو االقتصادی المحقق
بالدول محل الدراسة.
LSCIیمثل متغیر مستقل ویشیر إلى مؤشر الربط بخطوط النقل البحری المنتظمة Liner Shipping
Connectivity Indexفى الدول محل الدراسة ،ومن المتوقع أن یکون لمؤشر الربط بحطوط النقل البحری
المنتظمة أثر موجب على معدالت النمو االقتصادی -المحقق بالدول محل الدراسة ،حیث ینعکس التحسن فى مؤشر
الربط بخطوط النقل البحری المنتظمة على التحسن فى تنافسیة الدولة ،وبالتالی زیادة معدالت النمو االقتصادی
المحقق بالدول محل الدراسة.
EXیمثل المتغیر المستقل ویشیر إلى مؤشر أجمالی الصادرات فی الدول محل الدراسة ،ومن المتوقع أن یکون
للصادرات اثر موجب على معدالت النمو االقتصادی حیث ینعکس التحسن فی مؤشر األداء اللوجستی ومؤشر
الربط بخطوط النقل البحری المنتظمة على التحسن فی تنافسیة الدولة ومن ثم زیادة صادرات الدولة وبالتالی زیادة
معدالت النمو االقتصادی المحقق.
2|Page
بالنسبة لعینة الدراسة فقد اعتمدت الدراسة على بیانات سلسلة مقطعیة لعدد 17دولة من دول الشرق األوسط وشمال أفریقیا -خالل
الفترة محل الدراسة ،2018-2007وتتمثل الدول محل الدراسة فى کل من (األمارات -البحرین -السعودیة -الکویت -قطر– عمان--
األردن – تونس -السودان – المغرب --مصر --لبنان --لیبیا -الیمن -الجزائر -جیبوتی -العراق) ،وقد تم االعتماد على هذه البیانات فى
ضوء توافر البیانات من المصادر الدولیة.أما بالنسبة لمصادر البیانات فقد تم الحصول على بیانات الناتج المحلى اإلجمالی ،وبیانات
متغیر مؤشر األداء اللوجستی من احصاءات البنک الدولى ،World bankأما بالنسبة لمتغیر الربط بخطوط النقل البحری المنتظمة
ومتغیر اجمالی الصادرات فقد تم الحصول على بیاناتهم من احصاءات االنکتاد .Unctad Stat
وقد تم اخضاع کافة المتغیرات المستخدمة فی النموذج الختبار جذر الوحدة Unit Root Testللتعرف على مدى سکون البیانات،
وذلک من خالل اختبار ،Augmented Dickey Fuller (ADF) Testوقد أشارت نتائج االختبار إلى استقرار جمیع المتغیرات
عند المستوى (( ،At levelکما تم أجراء اختبار هیوسمان ( )Hausman Testللتأکد من التأثیرات األکثر مالئمة للبیانات -المقطعیة
وتحدید ایهما أفضل التأثیر الثابت ام التأثیر العشوائی ،وبناء على نتائج هذا االختبار تم اختیار نموذج التأثیرات الثابتة (Fixed
.)Effects Model
وقد تم إجراء تقدیر للنموذج السابق باستخدام برنامج ،EViewsوقد جاءت نتائج التقدیر کما یلى.
أتفاق نتائج القیاس مع النظریة االقتصادیة حیث جاءت قیمة وأشاره المعلمة b1موجبة ،وهو ما یتفق مع النظریة االقتصادیة
بوجود عالقة طردیة بین التحسن فی مؤشراألداء اللوجستی ومعدل النمو االقتصادی ،کما جاءت قیمة Tالمحسوبة أکبر من
قیمة Tالجدولیة.
أتفاق نتائج القیاس مع النظریة االقتصادیة حیث جاءت قیمة وأشاره المعلمة b2موجبة ،وهو ما یتفق مع النظریة االقتصادیة
بوجود عالقة طردیة بین التحسن فی مؤشر الربط بخطوط النقل البحری المنتظمة ومعدل النمو االقتصادی ،کما جاءت قیمة T
المحسوبة أکبر من قیمة Tالجدولیة.
أتفاق نتائج القیاس مع النظریة االقتصادیة حیث جاءت قیمة وأشاره المعلمة b3موجبة ،وهو ما یتفق مع النظریة االقتصادیة
بوجود عالقة طردیة بین النمو فی الصادرات ومعدل النمو االقتصادی المحقق ،کما جاءت قیمة Tالمحسوبة أعلى من قیمة T
الجدولیة.
ارتفاع القوة التفسیریة للمتغیرات المستقلة حیث أن %88من التغیر فی المتغیر -التابع یرجع إلى التغیر فی المتغیرات المستقلة،
کذلک تشیر قیمة اختبار Fإلى معنویة وجودة النموذج المقدر من الناحیة اإلحصائیة.
3|Page
تعتبر لوجستیات التجارة أساس االقتصاد العالمی الحدیث فی ضوء ذلک تناول هذا البحث لوجستیات التجارة وأثرها على النمو
االقتصادی المحقق فی دول الشرق األوسط وشمال افریقیا.
وقد توصلت الدراسة إلى أن لوجستیات التجارة لها أثر إیجابی على معدالت النمو االقتصادی المحقق بهذه الدول ،حیث تسهم
لوجستیات التجارة معبرا عنها بمؤشر األداء اللوجستی ومؤشر الربط بخطوط النقل البحری المنتظمة فی خفض تکالیف التجارة
وبالتالیزیادة حجم التجارة وتحقیق تنوع فى الصادرات ،هذا إلى جانب زیادة جاذبیة الدولة لتدفقات االستثمار األجنبی المباشر،
ومن ثم زیادة مستویات النمو االقتصادی -المحقق.
فی ضوء ذلک توصى الدراسة بتطبیق مجموعه من اإلجراءات لتحسین األداء اللوجستی للتجارة بالدول محل الدراسة وتتمثل
هذه اإلجراءات فی األتی:
تطبیق إجراءات منظمة التجارة العالمیة فیما یتعلق بتسهیالت التجارة.
تشجیع االستثمار فی البنیة األساسیة للنقل ،من خالل تطبیق خطه لتطویر قطاع النقل البحری.
التوسع فی انشاء المراکز اللوجستیة فی الدول األعضاء ،وتحسین الخدمات المقدمة بها.
التسهيل التجاري الذي يهدف الي خلق المزيد من المرونة في حركة البضائع بين االسواق المحلية و العالمية من -
خالل تكثيف فعاليات الترويج للمزايا التنافسية
الرأسمال -البشري لتنمية المهارات -و الكفاءات -لمواكبة متطلبات القطاع -
و هذه المحاور التي تحاول جميع الدول التي تسعي الي االمتياز و السباق اللوجيستي الحفاظ عليها -من خالل شراكة جميع االطراف
الحكومية و القطاع الخاص و حتي تتبوا الصدراة في المؤشرات العالمية -لتكون واحدة من افضل 10دو ل حول العالم في مؤشرات
األداء في الخدمات اللوجستية
4|Page
2.1معرفة الدول التي نمت اقتصاديا بفضل دخول اللوجستيات لها
يقوم المؤشر بتصنيف 50دولة وفقا ً للعوامل التي تعزز جاذبيتها بالنسبة لمزودي الخدمات اللوجستية ،ووكالء وخطوط الشحن،
وشركات الطيران ،والموزعين.
الصين ،والهند ،واإلمارات ،وإندونيسيا ،وماليزيا ،والسعودية ،وقطر ،والمكسيك ،وتايالند ،وتركيا .وتأتي الصين والهند وإندونيسيا
في المراكز األولى من حيث الخدمات اللوجستية المحلية؛ بينما حصدت الصين والهند والمكسيك أولى المراكز في الخدمات
اللوجستية الدولية؛ أما أفضل المراكز من حيث أساسيات مزاولة األعمال -فجاءت من نصيب اإلمارات وماليزيا والسعودية.
تحديد اسباب نجاح هذه الدول مع عمل بحث اكاديمي عن اخري 2.2
وجود نظام اتصاالت و معلومات مرن لتحقيق الترابط -و التكامل بين االعضاء -
تحديد التسهيالت الالزمة لتدفق المنتجات الي االسواق -
التخطيط الفعال لالنشطة اللوجستية -
اعتماد نظام مراقبة مشترك على المخزون -
الموقع المتميز حيث تقدم مجموعة واسعة من المنافع لعملياتها االقليمية و الدولية -
العالقات التجارية الجيدة مع كافة البلدان و المناطق -حول العالم -
يواصل الستثمار -األجنبي المباشر تدفقه في الصين بمعدل متزايد ،وذلك في األساس لتنمية قدرة الصناعة على التصدير ،وعلى نحو
ما ازيد أيضا تلبية الطلب المحلي ً ،ل وفي عام 2017استطاعت الصين اجتذاب 3,136مليار دوالر من اال ستثمارات األجنبية ،
وكان مجموع ما تدفق على الصين من استثمارات أجنبية منذ االنفتاح االقتصادي عام 1978وحتي 2010نحو 8,587مليار دوالر
أمريكي ،ارتفع إلي تريليون و 4,354مليار دوالر عام 2016
وتستثمر الشركات الجنبية في الصين في المقام األول لإلفادة من انخفاض تكلفة القوى العاملة ،ومن المكاسب متزايدة األهمية
بالنسبة للصين فرصة نقل ثمار جهود البحث والتطوير ،عن طريق نقل التقنيات الجديدة الكامنة في األجهزة والعمليات ،وتأثيرات
النماذج التطبيقية ،وانتقال المديرين والعاملين ، -والضغوط التنافسية ،والروابط التقنية التي تنشأ بين الشركات الاجنبية ومورديها
والشركات التابعة لها ً للشركات وقد بدأت الشركات الصينية تعمل في صورة عقود تحتية ،ثم أصبحت موردا أجنبية ،حتى أصبحت
هي نفسها التي تقوم بتصنيع المنتجات النهائية األسواق العالمية ،وتصدر الصين اليوم الحاسبات اآللية والقاطرات ذات السرعات
5|Page
الفائقة ، -والسيارات ،والطائرات ،والمفاعالت -النووية وغير ذلك ،وتستأثر الصين بميزة -هامة تسمح لها بجذب المزيد من
الستثمارات االجنبية المباشرة ، -وهي انخفاض تكلفة ساعة ً لبعض اإلحصاءات التي أصدرتها إحدى العمل معبرا ًر عنها بالدوالر
األمريكي ،وطبقا الشركات دولية النشاط العاملة في الصين ،فإن تكلفة ساعة العمل تقل في الصين ً بنحو 80مرة عن نظيرتها في
البلدان الغربية) أقل تكلفة ً قياسيا ( ،مما يعد رقما ساعة عمل -في العالم)) وقد قامت سياسة االنفتاح االقتصادي في الصين في
البداية على أساس المواقع ،حيث تم تحديد أربع مناطق للتصنيع المخصص للتصدير ،تتميز بقربها من دول جنوب شرق آسيا والتى
نجحت فى صناعات التصدير ،حيث تم اختيار هذه المناطق بمقاطعتي جوانج دونج ،وفوجيان القريبتين من هونج كونج وتايوان
ومكاو ،وبدأت هذه المناطق فى تطبيق سياسات تفضيلية لجذب رؤوس األموال والتكنولوجيا األجنبية .وقد نجحت بدرجة كبيرة -فى
ذلك ،وهذا ما يؤكد حجم اال ستثمارات األجنبية في الصين ،وبعد نجاح تجربة مناطق التصنيع المخصص للتصدير
قامت الصين عام 1984بإنشاء -مناطق تعرف "بمناطق التنمية االقتصادية" . Development Economic Areasويطلق عليها
المدن الساحلية Cities Coastalأو المدن الساحلية المفتوحة ،وعددها ُ 14مدينة ساحلية ،وقد سمح للسلطات المحلية بهذه المدن
بإقامة مناطق للتنمية والتطوير التكنولوجى ،واستضافة رؤوس األموال األجنبية دون الحاجة للحصول على موافقة الحكومة
المركزية -فى بكين ،كما تم إنشاء مناطق ساحلية مفتوحة على طول األنهار الممتدة فى الصين مثل نهر يانجتسى ،وبيرل ،ونهر مينج
يانج ،وفي بداية العقد األول من األلفية الجديدة كان -في الصين حو الي 291مدينة مفتوحة على العالم الخارجي ونتيجة لتلك السياسة
انتقل ما يزيد عن % 80من الصناعات -اإلنتاجية والنشاط التجاري من هونج كونج إلى جنوب الصينوتقوم المدن الساحلية المفتوحة
بدور كبير فى التنمية االقتصادية وخاصة فى المدن الساحلية األولى التي افتتحتها الصين وعددها 14مدينة ،وذلك باعتبارها -نوافذ
على العالم الخارجي لتعزيز االقتصاد الموجه نحو التصدير ،وقد أضحت هذه المدن مناطق جذب هائلة لألستثمارات األجنبية
المباشرة، -
ففى نهاية عام 1993أقرت المدن الساحلية 6211من المشرو عات األستثمارية األجنبية ،بما قيمته 7,4مليار دولر من االستثمار
األجنبى الفعلي وتتمتع هذه المناطق باألساس االلزم لألنتاج الصناعي الشامل ،حيث شهدت صناعة صهر المعادن -والماكينات،
واألليكترونيات ،واألجهزة المنزلية ،والكيماويات ،ومواد البناء ،وصناعة السفن ،وصناعة المنسوجات ،ومن ناحية أخرى اتجهت
الصين نحو المدن الداخلية بعد نجاح التنمية فى المدن الساحلية ،حيث قررت إعادة إحياء مدينة شنغهاى القديمة ومنحتها حوافز
لتشجيع األستثمار المحلى واألجنبى تفوق ما تم منحه للمدن الساحلية ،وذلك فى إطار خطة تستهدف تحويل مدينة شنغهاى -إلى أكبر
مركز مالى وصناعى فى المنطقة األسيوية ،حيث أنها تضم أكبر أسواق الصين لألسهم والسندات والعمالت وبعض الصناعات-
األساسية كصناعة السيارات والصلب وأجهزة األتصاالت والبتروكيماويات
وتبين إحدى الدراسات األحصائية أن المشروعات -الممولة بواسطة األستثمارات األجنبية المباشرة قدرت بنحو % 55من صادرات
الصين عام ، 2003وأن هيمنة الشركات األجنبية فى الصين أكثر وضوحا ً فى الصادرات الصناعية المتقدمة ،فبينما على مدى
سنوات عقد التسعينات ازدادت صادرات اآلالت الصناعية -عشرين -ضعفا ( -وصلت 83مليار دولر عام ) 2003فإن نصيب هذه
الصادرات التى أنتجتها المشروعات األجنبية قد زادت من % 35إلى % 79وارتفعت صادرات معدات الحاسوب إلى مستويات
مرتفعة للغاية من 716مليون دوالر عام 1993إلى 41مليار دوالر عام 2003مع زيادة حصة األستثمارات األجنبية من % 74
إلى % 92وبصورة مماثلة نمت صادرات الصين من األجهزة اإللكترونية وأجهزة واألتصاالت بما يوازى السبعة أضعاف منذ عام
(1993وصلت إلى 89مليار دوالر عام ) 2003مع زيادة حصة اال ستثمارات األجنبية من % 45إلى % 64خالل الفترة نفسها. -
وبالنسبة للصناعات ذات التكنولوجيا العالية المستحضرات الصيدالية ،الطائرات ،األتصاالت السلكية والمعدات الطبية زادت حصة
المشروعات -األجنبية اإلجمالية من صادرات تلك السلع من % 74إلى % 85بين عامى 2002 – 1998ويتكرر هذا النمط تقريبا-
قطاع متقدم فى الصين ،وفيما يتعلق بصور االستثمارات ً فى كل األجنبية المباشرة ،فقد سمحت الصين خالل التسعينات باالنتقال من
المشروعات -المشتركة إلى المشروعات المملوكة أجنبيا بالكامل -والتى قدرت بما نسبته % 65من جملة االستثمارات عام 2003
،ولكن هذا النوع من المشروعات أقل ميا ًل إلى نقل التكنولوجيا إلى المشروعات الصينية من المشروعات المشتركة ،وبعكس
المشروعات -المشتركة فإن المشروعات المملوكة أجنبيا بالكامل -ليست ملزمة تعاقديا باقتسام المعرفة ً مع شركاء محليين
6|Page
في محاولة لتعزيز مساعيها -لترسيخ مكانتها -مركزاً عالميا ً بحريا ً ،وتأمين سالسل اإلمدادات الحيوية ،وتعزيز قدراتها بمجال التجارة
الدولية ،أنفقت الصين مليارات الدوالرات لشراء موانئ خارج أراضيها.
وفي ظل حكم الرئيس الحالي شي جينبينغ ،جسَّدت الصين طموحاتها -في «مبادرة الحزام والطريق» ،وأنفقت الشركات الصينية مبلغا ً
ضخما ً بلغ 23مليار دوالراً خالل العام الماضي ،بهدف االستحواذ على أو االستثمار في موانئ عالمية تطل على المحيط الهادي
والبحر المتوسط وأجزاء المحيط األطلسي التي تصل بين موانئ صينية وأوروبا ،وكذلك جنوب المحيط الهادي.
وتبعا ً لدراسة أجراها كل من سام بيتسون وجيم كوك من «معهد الو تشاينا» التابع لكينغز كوليدج لندن ،فإنه منذ عام 2010أنجزت
شركات صينية وأخرى من هونغ كونغ أو أعلنت عن صفقات تتعلق بـ 40مينا ًء على األقل بقيمة إجمالية تبلغ نحو 46.6مليار
دوالر .ومع هذا ،يبقى من الصعب تقدير إجمالي تلك االستثمارات بسبب نقص المعلومات المتاحة.
المعطيات -الحالية تقول إن الصين مهيمنة نسبيا ً على الساحة البحرية العالمية ،ذلك أن ما يقرب من ثلثي أكبر 50مينا ًء على مستوى
العالم توجد بها استثمارات صينية بدرجات متفاوتة .وفيما يتعلق بموانئ الحاويات ،تسيطر خمس شركات صينية كبرى بمجال النقل
على 18في المائة من جميع نشاطات الشحن عبر الحاويات التي تديرها أكبر 20شركة في العالم ،وذلك حسب البيانات الصادرة عن
«دروري» ،شركة االستشارات في مجال الشحن.
عام ، 2016أنشأت بكين شركة وطنية عمالقة عبر دمج شركتي «تشينا أوشن شيبينغ» و«تشينا شيبينغ كمباني» لتكوين «كوسكو»،
وهي مجموعة تجارية ضخمة (سبع شركات فرعية عالمية) تتضمن خط شحن يحمل االسم ذاته ،وشركة لتشغيل الموانئ ،بجانب
نشاطات تجارية أخرى بمجال الشحن وتنافس ثالث شركات صينية تعمل في تشغيل الموانئ («تشينا مرشانتس بورت هولدينغز»
و«كوسكو غروب» و«تشينا شيبينغ ترمينال ديفلبمنت») ،وتنتمي جميعها -إلى األجزاء الرئيسية من الصين ،والشركات الثالث
الكبرى -المهيمنة عالمياً -على هذه الصناعة ،وهي «إيه بي مولر مايرسك» الهولندية ،و«بي إس إيه إنترناشونال» من سنغافورة،
و«هوتشيسون بورتس هولدينغز» من هونغ كونغ.
ورغم التحفظات التي أبدتها إدارة الرئيس األميركي دونالد ترمب إزاء ملكية الصين لميناء لونغ بيتش ،ثاني أكبر ميناء -حاويات
بالواليات المتحدة ،نالت صفقة االستحواذ على الميناء من جانب «كوسكو» عبر شركة فرعية تتبعها -في هونغ كونغ ،الموافقة
في نهاية األمر .وبفضل هذه الصفقة ،تصبح «كوسكو» ثالث أكبر شركة شحن على مستوى العالم ،وأصبحت لها السيطرة على
ميناءي -كاوهسيونغ ولونغ بيتش.
على مدار العقد الماضي ،اشترت شركات صينية حصصا ً من موانئ بحرية في بلجيكا وفرنسا واليونان وإيطاليا وهولندا
وألمانيا ،لتصبح بذلك فاعالً مهما ً في مجال الموانئ األوروبية .وتشير تقديرات إلى أن المستثمرين -الصينيين المدعومين من
الدولة يملكون على األقل 10في المائة من إجمالي جميع أسهم الموانئ في أوروبا.
الشهر الماضي ،أنجزت «كوسكو» صفقة االستحواذ على محطة بميناء -ترييستي في شمال إيطاليا .وفي وقت سابق من العام،
استحوذت الصين على زيبروغه ،ثاني أكبر موانئ بلجيكا ،ما يمثل أول مغامرة -تجارية لشركة صينية في شمال غربي أوروبا.
ونجحت في إيجاد موطئ قدم لها في ثالثة من أكبر الموانئ األوروبية على الترتيب :يروماكس في روتردام بهولندا ،الذي تملك
35في المائة من أسهمه ،وأنتويرب في بلجيكا ،وتملك 20في المائة منه ،وهامبورغ في ألمانيا ،الذي بنت فيه محطة جديدة.
7|Page
ومع انتقال أكثر عن 70في المائة من السلع التي تجتاز الحدود األوروبية عبر البحر ،تشكل الموانئ بوابة االتحاد األوروبي.
ويبلغ عدد العاملين بالموانئ األوروبية 1.5مليون نسمة وتمر عبرها حاليا ً سلع بقيمة نحو تريليون دوالر.
إال أن فصول القصة ال تنتهي هنا ،ذلك أن شركة «تشينا مرشانتس -بورت هولدينغز» ،المعروفة اختصاراً باسم «سي إم
بورت» ،تنقل اليوم مزيداً من الشحنات وتحركت بنشاط عبر الساحة العالمية بشرائها محطات في سريالنكا وميانمار -وباكستان
وجيبوتي والبرازيل ،إضافة إلى محفظة استثمارية لها في 40مينا ًء على األقل في أميركا الشمالية والجنوبية وأفريقيا والشرق
األوسط وشرق أوروبا ووسط آسيا وجنوب شرقي آسيا وأستراليا والمحيط الهادي.
كما أنجزت «سي إم بورت» منتصف هذا العام صفقة االستحواذ على ميناء -نيوكاسل األسترالي ،وهو الميناء األكبر على
مستوى الساحل الشرقي األسترالي ،وأكبر ميناء لتصدير الفحم في العالم .وتملك «سي إم بورت» اليوم موانئ منتشرة عبر ست
قارات .والالفت أن إسرائيل سمحت أخيراً للصين باالستثمار في مجال الموانئ لديها .ومن المنتظر أن تشيد «مجموعة شنغهاي
الدولية للموانئ» ميناء -جديداً في أشدود ،وكذلك تشغيل ميناء -حيفا ،أكبر موانئ البالد.
وتتمتع الشركات الصينية بميزة جوهرية على منافسيها ،مثل الوصول السهل إلى كميات هائلة من المال الرخيص الذي يمكنها
اقتراضه من البنوك الحكومية .من أبرز األمثلة على ذلك «كوسكو شيبينغ كوربوريشن» التي حصلت على 26مليار دوالر من
«تشينا ديفلبمنت بانك» الستثمارها -في مشروعات عام 2017في إطار «مبادرة الحزام والطريق»
من ناحية أخرى ،فإن بكين تقرض رؤوس أموال لدول تعاني من انعدام االستقرار المالي وتواجه صعوبات اقتصادية ،ما يجعل
من السهل السيطرة عليها -اقتصاديا ً .في هذا الصدد ،أوضح أوالف ميرك ،من «إنترناشونال ترانسبورت فورم» التابع لمنظمة
التعاون االقتصادي والتنمية ،أن «(كوسكو) و(تشينا مرشانتس -هولدينغز) ال تعمالن تبعا ً لفكر اقتصادي -خالص ،وإنما تتحالفان-
مع سياسات الدولة ،مثل (مبادرة -الحزام والطريق) .ومن هنا يظهر استعداد الشركتان -لدفع أسعار أعلى مقابل -بعض المحطات
عن شركات تشغيل أخرى.
ومن بين عناصر االختالف الرئيسية بين عمليات االستحواذ على الموانئ التي تنفذها الصين والصفقات -التي تبرمها دول
أخرى ،أن الصين في الغالب ال تتولى تطوير موانئ بحرية فحسب ،وإنما مناطق اقتصادية كاملة تدور حول نشاط النقل ،وكذلك
مراكز تجارية ومحطات لتوليد الطاقة ،إضافة إلى مشروعات سكنية من حين آلخر.
من جهته ،أكد الصحافي ماهيش جوشي أنه “يتحتم على الشركات الصينية نهاية األمر االنصياع للتوجيهات الصادرة إليها من
بكين .وتوفر الشبكة الضخمة من الموانئ والمنشآت اللوجيستية األخرى عبر أوروبا وأفريقيا وآسيا للصين درجة كبيرة -من
االعتماد على الذات وقدرات ضخمة .ومن المؤكد أن السيطرة على خطوط اإلمداد العالمية والعمليات اللوجيستية تمنح الدولة
المعنية نفوذاً سياسيا ً كبيراً ،إذا ما أبدت هذه الدولة استعدادها الستغالل هذه القدرات لغايات سياسية .وبينما هناك قيود على
الدول األوروبية واألنظمة الديمقراطية الليبرالية األخرى ضد استغالل أصول تجارية أو مدنية لتحقيق أهداف سياسية ،فإن مثل
هذه القيود ال وجود لها في الصين”
ويبدو أن بنما ،وهي دولة تمتلك اثنين من أهم الموانئ على مستوى إقليمها بالكامل( -كولون وبالباو) ،أصبحت اليوم في مرمى
الصين .وتعكف حاليا ً شركة «الندبريدج غروب» الصينية على بناء ميناء حاويات بنما كولون ،باستثمار -يتجاوز مليار دوالر.
وفي البرازيل ،تسيطر شركة «مرشانتس بورت» الصينية التابعة للدولة على ميناء -باراناغوا ،ثاني أكبر موانئ البالد بعد
سانتوس بورت .عام ، 2017أظهرت شركة «تشينا كونستركشن» الصينية اهتمامها بتطوير وتمويل البنية التحتية في أهم
موانئ المكسيك ،مانزانيلو .في بيرو ،من المقرر أن تتولى شركة «كوسكو شيبينغ» تطوير ميناء تشانساي باستثمارات -تقدر
بنحو 2مليار دوالر.
كما وقعت حكومتا كولومبيا والصين مذكرة تفاهم عام ،2016تمكن الثانية من تنفيذ سلسلة مشروعات قرب ميناء بوينافينتورا.
في أوروغواي ،قادت شركة «شانغدونغ باوما فيشري» الصينية عام 2016جهود تطوير ميناء لصيد األسماء بقيمة 200
مليون دوالر.
8|Page
وفي مختلف أرجاء أميركا الالتينية ،تحاكي الصين التكتيك ذاته .ومن خالل استثماراتها في موانئ تجارية ،تحكم الصين ببطء
قبضتها على عدد من المحاور التجارية والدفاعية االستراتيجية بالمنطقة.
9|Page