You are on page 1of 9

‫تأثير الخدمات اللوجيستية باألقتصاد‬

‫تعتبر صناعة‪ -‬اللوجستيات أساس االقتصاد و التبادل السلعي بين الدول من خالل تأثيرها اإليجابي في تقليل حلقات التداول بين‬
‫المنتج والمستهلك النهائي‪ ،‬وباعتبارها المحفز الرئيس لفرص األعمال‪ -‬واالستثمار في أي بلد‪ ،‬حيث يساهم القطاع اللوجستي في‬
‫تنمية النشاط االقتصادي وتنويع مصادر الدخل‪ ،‬وجذب االستثمارات الخارجية‪.‬‬

‫شأنها التأثير على تنافسية و أداء الصادرات وبالتالي التأثير على التنمية االقتصادية المحققة ومن االنشطة التي تتضمنها‪ -‬لوجستيات‬
‫التجارة‪ -‬و كفاءة‪ -‬العمليات التخليص الجمركي و توفير التمويل الالزم للتجارة الدولية و كفاءة أنظمة النقل في مجال التجارة الدولية‬

‫يؤدي توافر الخدمات للوجستية إلى تحسين تنافسية صادرات الدولة كما أن توافر نظام لوجيستي جيد يسهم فيزيادة النمو‬ ‫‪-‬‬
‫االقتصادي المحقق اما في حالة عدم كفاءة‪ -‬النظام اللوجستي فيؤدي ذلكإلى ارتفاع تكاليف التجارة و طول الزمن الالزم‬
‫للتخليص الجمركي وبالتالي التأثيرالسلبي على تدفقات االستثمار األجنبي و معدالت النمو النظام االقتصادي المحقق ‪ ‬ألن‬
‫اللوجستيات تلعب دور مهم في توفير العديد منفرص العمل في األنشطة اللوجستية و تساهم في تسهيل عمليات التخصص‬
‫الرأسي وإقامةشبكات‪ -‬اإلنتاج عبر الحدود‪ ‬‬

‫حجم التعامالت اللوجستية في االقتصاد العالمي‬ ‫‪1.1‬‬

‫تقدر قيمة قطاع الخدمات اللوجيستية العالمي بنحو ‪ 4.3‬تريليون دوالر و هو عبارة عن شبكة الخدمات التي تدعم الحركة المالية‬
‫للبضائع داخل الحدود و عبرها و يتمثل انتقال البضائع عبر هذه األنظمة نحو وجهتها النهائية بفاعلية عامالً رئيسيا ً في تعزيز فرص‬
‫النمو التجاري واالقتصادي للدول و يزداد حجم التعامالت في قطاع الخدمات اللوجستية بنسبة ‪ %30‬وغالبا ً ما يكون العبء األكبر‬
‫من نصيب البلدان النامية التي تحاول التنافس في السوق العالمية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تساهم العمليات الجمركية المتقدمة والفعالة في نمو‬
‫التجارة‪ ،‬كما تؤثر أيضا ً بشكل حقيقي في القدرة التنافسية القتصاد البلد‪.‬‬

‫وفي ضوء النمو المستمر للتجارة العالمية‪ ،‬بات العديد من الدول تميل إلى التركيز على مراجعة وتحسين أدائها اللوجستي‪ .‬حيث‬
‫كشف تقرير البنك الدولي لعام ‪ 2018‬بعنوان «الترابط لتعزيز المنافسة» عن وجود ثغرة مستمرة في األداء اللوجستي بين الدول‬
‫مرتفعة الدخل والدول منخفضة الدخل‪ ،‬إذ تتفوق األولى بنسبة ‪ %48‬في المتوسط لناحية الخدمات اللوجستية‪ ،‬ما يشير إلى أن تحسين‬
‫الترابط التجاري يمكن أن يحقق تنمية مباشرة‪ -‬ومنافع اقتصادية واجتماعية‪ -‬مجزية‪ .‬لذلك أصبح تحسين األداء اللوجستي هدفا ً رئيسيا ً‬
‫في استراتيجية العديد من الدول نظراً لتأثيره في االقتصاد‪ .‬في البلدان الرائدة تدين بجزء مهم من انتعاشها االقتصادي‪ ،‬إلى دورها في‬
‫سالسل اإلمداد والخدمات اللوجستية الدولية‪.‬‬

‫ارتباط الخدمات اللوجستية بالنمو االقتصادي‬ ‫‪1.2‬‬

‫ثمة ارتباط وثيق بين الخدمات اللوجستية و النمو االقتصادي الوطني يتمثل في تسهيل التجارة الدولية حيث شهدت البيئة االقتصادية‬
‫العالمية‪ -‬زيادة كبيرة في حجم البضائع المتداولة خالل العقود الثالثة الماضية كما ادي التحول في توقعات العمالءء و نمو االستهالك‬
‫المحلي الي زيادة الطلب علي احدث المنتجات بكميات‪ -‬أكبر و بوتيرة اسرع و بدورها اسهمت التجارة االلكترونية في اسواق االعمال‬
‫بين الشركات و المستهلكين مما أثر علي مالمح‪ -‬المشهد من انماط النقل الى سلوك المستهلكين‪ -.‬و سلط الضوء علي الحاجة الي تعزيز‬
‫الكفاءة في اتظمة تسليم و ادارة المخزون و الشحن ‪.‬‬

‫‪1|Page‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬أثر لوجستيات التجارة على النمو االقتصادي في دول الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪:‬‬

‫فی ضوء الدراسات التطبیقیة السابقة استخدم النموذج القیاسی التالی لتقدیر أثر لوجستیات التجارة على النمو االقتصادی بالدول‬
‫محل الدراسة‪ ،‬وقد أخذت معادلة التقدیر الشکل التالی‪:‬‬

‫𝑔𝑜𝐿‪Y = b0 + b1 𝐿𝑜𝑔 (LPI) + b2 𝐿𝑜𝑔 (LSCI)+ b3 𝐿𝑜𝑔 (EX)+ e‬‬

‫ویمکن توصیف المتغیرات المستخدمة فى التقدیر کما یلى‪:‬‬

‫‪ Y‬یمثل المتغیر التابع ویشیر إلى الناتج المحلى اإلجمالی بالدول محل الدراسة‪ ،‬ویعکس هذا المؤشر مستوى النمو‬ ‫‪‬‬
‫االقتصادی‪ -‬المحقق بالدول محل الدراسة‪.‬‬

‫‪ LPI‬ویمثل متغیرمستقل‪ -‬ویشیر إلى مؤشر األداء اللوجستی ‪ Logistics-Performance Index‬فی الدول محل‬ ‫‪‬‬
‫الدراسة‪ ،‬ومن المتوقع أن یکون لمؤشر األداء اللوجستی أثر موجب على معدالت النمو االقتصادی‪ ،‬حیث ینعکس‬
‫التحسن فی األداء اللوجستی على التحسن فی تنافسیة الدولة‪ ،‬وبالتالی زیادة معدالت النمو االقتصادی المحقق‬
‫بالدول محل الدراسة‪.‬‬

‫‪ LSCI‬یمثل متغیر مستقل ویشیر إلى مؤشر الربط بخطوط النقل البحری المنتظمة ‪Liner Shipping‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ Connectivity Index‬فى الدول محل الدراسة‪ ،‬ومن المتوقع أن یکون لمؤشر الربط بحطوط النقل البحری‬
‫المنتظمة أثر موجب على معدالت النمو االقتصادی‪ -‬المحقق بالدول محل الدراسة‪ ،‬حیث ینعکس التحسن فى مؤشر‬
‫الربط بخطوط النقل البحری المنتظمة على التحسن فى تنافسیة الدولة‪ ،‬وبالتالی زیادة معدالت النمو االقتصادی‬
‫المحقق بالدول محل الدراسة‪.‬‬

‫‪ EX‬یمثل المتغیر المستقل ویشیر إلى مؤشر أجمالی الصادرات فی الدول محل الدراسة‪ ،‬ومن المتوقع أن یکون‬ ‫‪‬‬
‫للصادرات اثر موجب على معدالت النمو االقتصادی حیث ینعکس التحسن فی مؤشر األداء اللوجستی ومؤشر‬
‫الربط بخطوط النقل البحری المنتظمة على التحسن فی تنافسیة الدولة ومن ثم زیادة صادرات الدولة وبالتالی زیادة‬
‫معدالت النمو االقتصادی المحقق‪.‬‬

‫‪b3 b2 b1 b0‬معلمات یتم تقدیرها من خالل النموذج المستخدم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ e‬حد الخطأ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪2|Page‬‬
‫بالنسبة لعینة الدراسة فقد اعتمدت الدراسة على بیانات سلسلة مقطعیة لعدد ‪17‬دولة من دول الشرق األوسط وشمال أفریقیا‪ -‬خالل‬
‫الفترة محل الدراسة ‪ ،2018-2007‬وتتمثل الدول محل الدراسة فى کل من (األمارات‪ -‬البحرین‪ -‬السعودیة‪ -‬الکویت‪ -‬قطر– عمان‪--‬‬
‫األردن – تونس‪ -‬السودان – المغرب‪ --‬مصر‪ --‬لبنان‪ --‬لیبیا‪ -‬الیمن‪ -‬الجزائر‪ -‬جیبوتی ‪-‬العراق)‪ ،‬وقد تم االعتماد على هذه البیانات فى‬
‫ضوء توافر البیانات من المصادر الدولیة‪.‬أما بالنسبة لمصادر البیانات فقد تم الحصول على بیانات الناتج المحلى اإلجمالی‪ ،‬وبیانات‬
‫متغیر مؤشر األداء اللوجستی من احصاءات البنک الدولى‪ ،World bank‬أما بالنسبة لمتغیر الربط بخطوط النقل البحری المنتظمة‬
‫ومتغیر اجمالی الصادرات فقد تم الحصول على بیاناتهم من احصاءات االنکتاد ‪.Unctad Stat‬‬

‫وقد تم اخضاع کافة المتغیرات المستخدمة فی النموذج الختبار جذر الوحدة ‪ Unit Root Test‬للتعرف على مدى سکون البیانات‪،‬‬
‫وذلک من خالل اختبار ‪ ،Augmented Dickey Fuller (ADF) Test‬وقد أشارت نتائج االختبار إلى استقرار جمیع المتغیرات‬
‫عند المستوى ((‪ ،At level‬کما تم أجراء اختبار هیوسمان (‪ )Hausman Test‬للتأکد من التأثیرات األکثر مالئمة للبیانات‪ -‬المقطعیة‬
‫وتحدید ایهما أفضل التأثیر الثابت ام التأثیر العشوائی‪ ،‬وبناء على نتائج هذا االختبار تم اختیار نموذج التأثیرات الثابتة (‪Fixed‬‬
‫‪.)Effects Model‬‬

‫وقد تم إجراء تقدیر للنموذج السابق باستخدام برنامج ‪ ،EViews‬وقد جاءت نتائج التقدیر کما یلى‪.‬‬

‫‪𝐿𝑜𝑔 Y = -2.85 + 1.114 LPI + 0.333LSCI + 0.727LEX‬‬

‫(‪)23.11‬‬ ‫( ‪) 4.48‬‬ ‫(‪)2.89‬‬ ‫(‪)8.50-‬‬

‫‪R-squared= 88.4%‬‬ ‫‪Adjusted R-squared= 88%‬‬ ‫‪Prob(F-statistic) = 0.000000‬‬

‫وبتحلیل النتائج السابقة یتضح ما یلى‪:‬‬

‫أتفاق نتائج القیاس مع النظریة االقتصادیة حیث جاءت قیمة وأشاره المعلمة ‪ b1‬موجبة‪ ،‬وهو ما یتفق مع النظریة االقتصادیة‬
‫بوجود عالقة طردیة بین التحسن فی مؤشراألداء اللوجستی ومعدل النمو االقتصادی‪ ،‬کما جاءت قیمة ‪ T‬المحسوبة أکبر من‬
‫قیمة ‪ T‬الجدولیة‪.‬‬

‫أتفاق نتائج القیاس مع النظریة االقتصادیة حیث جاءت قیمة وأشاره المعلمة ‪b2‬موجبة‪ ،‬وهو ما یتفق مع النظریة االقتصادیة‬
‫بوجود عالقة طردیة بین التحسن فی مؤشر الربط بخطوط النقل البحری المنتظمة ومعدل النمو االقتصادی‪ ،‬کما جاءت قیمة ‪T‬‬
‫المحسوبة أکبر من قیمة ‪ T‬الجدولیة‪.‬‬

‫أتفاق نتائج القیاس مع النظریة االقتصادیة حیث جاءت قیمة وأشاره المعلمة ‪ b3‬موجبة‪ ،‬وهو ما یتفق مع النظریة االقتصادیة‬
‫بوجود عالقة طردیة بین النمو فی الصادرات ومعدل النمو االقتصادی المحقق‪ ،‬کما جاءت قیمة ‪ T‬المحسوبة أعلى من قیمة ‪T‬‬
‫الجدولیة‪.‬‬

‫ارتفاع القوة التفسیریة للمتغیرات المستقلة حیث أن ‪ %88‬من التغیر فی المتغیر‪ -‬التابع یرجع إلى التغیر فی المتغیرات المستقلة‪،‬‬
‫کذلک تشیر قیمة اختبار ‪ F‬إلى معنویة وجودة النموذج المقدر من الناحیة اإلحصائیة‪.‬‬

‫ملخص وتوصیات الدراسة‪:‬‬

‫‪3|Page‬‬
‫تعتبر لوجستیات التجارة أساس االقتصاد العالمی الحدیث فی ضوء ذلک تناول هذا البحث لوجستیات التجارة وأثرها على النمو‬
‫االقتصادی المحقق فی دول الشرق األوسط وشمال افریقیا‪.‬‬

‫وقد توصلت الدراسة إلى أن لوجستیات التجارة لها أثر إیجابی على معدالت النمو االقتصادی المحقق بهذه الدول‪ ،‬حیث تسهم‬
‫لوجستیات التجارة معبرا عنها بمؤشر األداء اللوجستی ومؤشر الربط بخطوط النقل البحری المنتظمة فی خفض تکالیف التجارة‬
‫وبالتالیزیادة حجم التجارة وتحقیق تنوع فى الصادرات‪ ،‬هذا إلى جانب زیادة جاذبیة الدولة لتدفقات االستثمار األجنبی المباشر‪،‬‬
‫ومن ثم زیادة مستویات النمو االقتصادی‪ -‬المحقق‪.‬‬

‫فی ضوء ذلک توصى الدراسة بتطبیق مجموعه من اإلجراءات لتحسین األداء اللوجستی للتجارة بالدول محل الدراسة وتتمثل‬
‫هذه اإلجراءات فی األتی‪:‬‬

‫تطبیق إجراءات منظمة التجارة العالمیة فیما یتعلق بتسهیالت التجارة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫خفض کافة القیود غیر التعریفیة على التجارة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تشجیع االستثمار فی البنیة األساسیة للنقل‪ ،‬من خالل تطبیق خطه لتطویر قطاع النقل البحری‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التوسع فی انشاء المراکز اللوجستیة فی الدول األعضاء‪ ،‬وتحسین الخدمات المقدمة بها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 2.0‬محاور النمو االقتصادي للدول اللوجستيا ً‬

‫ترتكز علي اربع محاور أساسية و هى‬

‫التسهيل التجاري الذي يهدف الي خلق المزيد من المرونة في حركة البضائع بين االسواق المحلية و العالمية من‬ ‫‪-‬‬
‫خالل تكثيف فعاليات الترويج للمزايا التنافسية‬

‫القيم المضافة التي يوفرها القطاع اللوجيستي‬ ‫‪-‬‬

‫الرأسمال‪ -‬البشري لتنمية المهارات‪ -‬و الكفاءات‪ -‬لمواكبة متطلبات القطاع‬ ‫‪-‬‬

‫التقنية لدراسة و تبني أفضل التقنيات اللوجستية‬ ‫‪-‬‬

‫و هذه المحاور التي تحاول جميع الدول التي تسعي الي االمتياز و السباق اللوجيستي الحفاظ عليها‪ -‬من خالل شراكة جميع االطراف‬
‫الحكومية و القطاع الخاص و حتي تتبوا الصدراة في المؤشرات العالمية‪ -‬لتكون واحدة من افضل ‪ 10‬دو ل حول العالم في مؤشرات‬
‫األداء في الخدمات اللوجستية‬

‫‪4|Page‬‬
‫‪ 2.1‬معرفة الدول التي نمت اقتصاديا بفضل دخول اللوجستيات لها‬

‫يقوم المؤشر بتصنيف ‪ 50‬دولة وفقا ً للعوامل التي تعزز جاذبيتها بالنسبة لمزودي الخدمات اللوجستية‪ ،‬ووكالء وخطوط الشحن‪،‬‬
‫وشركات الطيران‪ ،‬والموزعين‪.‬‬

‫وجاءت المراكز العشرة األولى على النحو التالي‪ ،‬بالترتيب‪:‬‬

‫الصين‪ ،‬والهند‪ ،‬واإلمارات‪ ،‬وإندونيسيا‪ ،‬وماليزيا‪ ،‬والسعودية‪ ،‬وقطر‪ ،‬والمكسيك‪ ،‬وتايالند‪ ،‬وتركيا‪ .‬وتأتي الصين والهند وإندونيسيا‬
‫في المراكز األولى من حيث الخدمات اللوجستية المحلية؛ بينما حصدت الصين والهند والمكسيك أولى المراكز في الخدمات‬
‫اللوجستية الدولية؛ أما أفضل المراكز من حيث أساسيات مزاولة األعمال‪ -‬فجاءت من نصيب اإلمارات وماليزيا والسعودية‪.‬‬

‫تحديد اسباب نجاح هذه الدول مع عمل بحث اكاديمي عن اخري‬ ‫‪2.2‬‬

‫اسباب نجاح هذه الدول‬

‫وجود نظام اتصاالت و معلومات مرن لتحقيق الترابط‪ -‬و التكامل بين االعضاء‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد التسهيالت الالزمة لتدفق المنتجات الي االسواق‬ ‫‪-‬‬
‫التخطيط الفعال لالنشطة اللوجستية‬ ‫‪-‬‬
‫اعتماد نظام مراقبة مشترك على المخزون‬ ‫‪-‬‬
‫الموقع المتميز حيث تقدم مجموعة واسعة من المنافع لعملياتها االقليمية و الدولية‬ ‫‪-‬‬
‫العالقات التجارية الجيدة مع كافة البلدان و المناطق‪ -‬حول العالم‬ ‫‪-‬‬

‫الصين و اسباب التقدم‬

‫يواصل الستثمار‪ -‬األجنبي المباشر تدفقه في الصين بمعدل متزايد ‪ ،‬وذلك في األساس لتنمية قدرة الصناعة على التصدير ‪ ،‬وعلى نحو‬
‫ما ازيد أيضا تلبية الطلب المحلي ‪ ً ،‬ل وفي عام ‪ 2017‬استطاعت الصين اجتذاب ‪ 3,136‬مليار دوالر من اال ستثمارات األجنبية ‪،‬‬
‫وكان مجموع ما تدفق على الصين من استثمارات أجنبية منذ االنفتاح االقتصادي عام ‪ 1978‬وحتي ‪ 2010‬نحو ‪ 8,587‬مليار دوالر‬
‫أمريكي ‪ ،‬ارتفع إلي تريليون و ‪ 4,354‬مليار دوالر عام ‪2016‬‬
‫وتستثمر الشركات الجنبية في الصين في المقام األول لإلفادة من انخفاض تكلفة القوى العاملة ‪ ،‬ومن المكاسب متزايدة األهمية‬
‫بالنسبة للصين فرصة نقل ثمار جهود البحث والتطوير ‪ ،‬عن طريق نقل التقنيات الجديدة الكامنة في األجهزة والعمليات ‪ ،‬وتأثيرات‬
‫النماذج التطبيقية ‪ ،‬وانتقال المديرين والعاملين‪ ، -‬والضغوط التنافسية ‪ ،‬والروابط التقنية التي تنشأ بين الشركات الاجنبية ومورديها‬
‫والشركات التابعة لها ً للشركات وقد بدأت الشركات الصينية تعمل في صورة عقود تحتية ‪ ،‬ثم أصبحت موردا أجنبية ‪ ،‬حتى أصبحت‬
‫هي نفسها التي تقوم بتصنيع المنتجات النهائية األسواق العالمية ‪ ،‬وتصدر الصين اليوم الحاسبات اآللية والقاطرات ذات السرعات‬

‫‪5|Page‬‬
‫الفائقة‪ ، -‬والسيارات ‪ ،‬والطائرات ‪ ،‬والمفاعالت‪ -‬النووية وغير ذلك ‪ ،‬وتستأثر الصين بميزة‪ -‬هامة تسمح لها بجذب المزيد من‬
‫الستثمارات االجنبية المباشرة‪ ، -‬وهي انخفاض تكلفة ساعة ً لبعض اإلحصاءات التي أصدرتها إحدى العمل معبرا ًر عنها بالدوالر‬
‫األمريكي ‪ ،‬وطبقا الشركات دولية النشاط العاملة في الصين ‪ ،‬فإن تكلفة ساعة العمل تقل في الصين ً بنحو ‪ 80‬مرة عن نظيرتها في‬
‫البلدان الغربية)‪ ‬أقل تكلفة ً قياسيا ( ‪ ،‬مما يعد رقما ساعة عمل‪ -‬في العالم)) وقد قامت سياسة االنفتاح االقتصادي في الصين في‬
‫البداية على أساس المواقع‪ ،‬حيث تم تحديد أربع مناطق للتصنيع المخصص للتصدير‪ ،‬تتميز بقربها من دول جنوب شرق آسيا والتى‬
‫نجحت فى صناعات التصدير‪ ،‬حيث تم اختيار هذه المناطق بمقاطعتي جوانج دونج‪ ،‬وفوجيان القريبتين من هونج كونج وتايوان‬
‫ومكاو‪ ،‬وبدأت هذه المناطق فى تطبيق سياسات تفضيلية لجذب رؤوس األموال والتكنولوجيا األجنبية‪ .‬وقد نجحت بدرجة كبيرة‪ -‬فى‬
‫ذلك‪ ،‬وهذا ما يؤكد حجم اال ستثمارات األجنبية في الصين‪ ،‬وبعد نجاح تجربة مناطق التصنيع المخصص للتصدير‬
‫قامت الصين عام ‪  1984‬بإنشاء‪ -‬مناطق تعرف "بمناطق التنمية االقتصادية" ‪. Development Economic Areas‬ويطلق عليها‬
‫المدن الساحلية ‪ Cities Coastal‬أو المدن الساحلية المفتوحة‪ ،‬وعددها ‪ ُ 14‬مدينة ساحلية‪ ،‬وقد سمح للسلطات المحلية بهذه المدن‬
‫بإقامة مناطق للتنمية والتطوير التكنولوجى‪ ،‬واستضافة رؤوس األموال األجنبية دون الحاجة للحصول على موافقة الحكومة‬
‫المركزية‪ -‬فى بكين‪ ،‬كما تم إنشاء مناطق ساحلية مفتوحة على طول األنهار الممتدة فى الصين مثل نهر يانجتسى‪ ،‬وبيرل‪ ،‬ونهر مينج‬
‫يانج‪ ،‬وفي بداية العقد األول من األلفية الجديدة كان‪ -‬في الصين حو الي ‪ 291‬مدينة مفتوحة على العالم الخارجي ونتيجة لتلك السياسة‬
‫انتقل ما يزيد عن ‪% 80‬من الصناعات‪ -‬اإلنتاجية والنشاط التجاري من هونج كونج إلى جنوب الصينوتقوم المدن الساحلية المفتوحة‬
‫بدور كبير فى التنمية االقتصادية وخاصة فى المدن الساحلية األولى التي افتتحتها الصين وعددها ‪ 14‬مدينة‪ ،‬وذلك باعتبارها‪ -‬نوافذ‬
‫على العالم الخارجي لتعزيز االقتصاد الموجه نحو التصدير‪ ،‬وقد أضحت هذه المدن مناطق جذب هائلة لألستثمارات األجنبية‬
‫المباشرة‪، -‬‬
‫ففى نهاية عام‪ 1993‬أقرت المدن الساحلية ‪ 6211‬من المشرو عات األستثمارية األجنبية‪ ،‬بما قيمته ‪ 7,4‬مليار دولر من االستثمار‬
‫األجنبى الفعلي وتتمتع هذه المناطق باألساس االلزم لألنتاج الصناعي الشامل‪ ،‬حيث شهدت صناعة صهر المعادن‪ -‬والماكينات‪،‬‬
‫واألليكترونيات‪ ،‬واألجهزة المنزلية‪ ،‬والكيماويات‪ ،‬ومواد البناء‪ ،‬وصناعة السفن‪ ،‬وصناعة المنسوجات ‪ ،‬ومن ناحية أخرى اتجهت‬
‫الصين نحو المدن الداخلية بعد نجاح التنمية فى المدن الساحلية‪ ،‬حيث قررت إعادة إحياء مدينة شنغهاى القديمة ومنحتها حوافز‬
‫لتشجيع األستثمار المحلى واألجنبى تفوق ما تم منحه للمدن الساحلية‪ ،‬وذلك فى إطار خطة تستهدف تحويل مدينة شنغهاى‪ -‬إلى أكبر‬
‫مركز مالى وصناعى فى المنطقة األسيوية ‪ ،‬حيث أنها تضم أكبر أسواق الصين لألسهم والسندات والعمالت وبعض الصناعات‪-‬‬
‫األساسية كصناعة السيارات والصلب وأجهزة األتصاالت والبتروكيماويات‬
‫وتبين إحدى الدراسات األحصائية أن المشروعات‪ -‬الممولة بواسطة األستثمارات األجنبية المباشرة قدرت بنحو ‪% 55‬من صادرات‬
‫الصين عام ‪، 2003‬وأن هيمنة الشركات األجنبية فى الصين أكثر وضوحا ً فى الصادرات الصناعية المتقدمة‪ ،‬فبينما على مدى‬
‫سنوات عقد التسعينات ازدادت صادرات اآلالت الصناعية‪ -‬عشرين‪ -‬ضعفا‪ ( -‬وصلت ‪ 83‬مليار دولر عام ‪ ) 2003‬فإن نصيب هذه‬
‫الصادرات التى أنتجتها المشروعات األجنبية قد زادت من ‪ % 35‬إلى ‪ % 79‬وارتفعت صادرات معدات الحاسوب إلى مستويات‬
‫مرتفعة للغاية من ‪ 716‬مليون دوالر عام ‪ 1993‬إلى ‪ 41‬مليار دوالر عام ‪ 2003‬مع زيادة حصة األستثمارات األجنبية من ‪% 74‬‬
‫إلى ‪ % 92‬وبصورة مماثلة نمت صادرات الصين من األجهزة اإللكترونية وأجهزة واألتصاالت بما يوازى السبعة أضعاف منذ عام‬
‫‪ (1993‬وصلت إلى ‪ 89‬مليار دوالر عام ‪ ) 2003‬مع زيادة حصة اال ستثمارات األجنبية من ‪% 45‬إلى ‪% 64‬خالل الفترة نفسها‪. -‬‬
‫وبالنسبة للصناعات ذات التكنولوجيا العالية المستحضرات الصيدالية‪ ،‬الطائرات‪ ،‬األتصاالت السلكية والمعدات الطبية زادت حصة‬
‫المشروعات‪ -‬األجنبية اإلجمالية من صادرات تلك السلع من ‪ % 74‬إلى ‪ % 85‬بين عامى ‪ 2002 – 1998‬ويتكرر هذا النمط تقريبا‪-‬‬
‫قطاع متقدم فى الصين ‪ ،‬وفيما يتعلق بصور االستثمارات ً فى كل األجنبية المباشرة‪ ،‬فقد سمحت الصين خالل التسعينات باالنتقال من‬
‫المشروعات‪ -‬المشتركة إلى المشروعات المملوكة أجنبيا بالكامل‪ -‬والتى قدرت بما نسبته ‪ % 65‬من جملة االستثمارات عام ‪2003‬‬
‫‪،‬ولكن هذا النوع من المشروعات أقل ميا ًل إلى نقل التكنولوجيا إلى المشروعات الصينية من المشروعات المشتركة‪ ،‬وبعكس‬
‫المشروعات‪ -‬المشتركة فإن المشروعات المملوكة أجنبيا بالكامل‪ -‬ليست ملزمة تعاقديا باقتسام المعرفة ً مع شركاء محليين‬

‫الصين تسعى إلى الهيمنة على التجارة البحرية‬


‫تستثمر في ثلثي أكبر ‪ 50‬ميناء دولياً‪ ...‬وتسيطر على ‪ % 18‬من الشحن العالمي‬

‫‪6|Page‬‬
‫في محاولة لتعزيز مساعيها‪ -‬لترسيخ مكانتها‪ -‬مركزاً عالميا ً بحريا ً‪ ،‬وتأمين سالسل اإلمدادات الحيوية‪ ،‬وتعزيز قدراتها بمجال التجارة‬
‫الدولية‪ ،‬أنفقت الصين مليارات الدوالرات لشراء موانئ خارج أراضيها‪.‬‬
‫وفي ظل حكم الرئيس الحالي شي جينبينغ‪ ،‬جسَّدت الصين طموحاتها‪ -‬في «مبادرة الحزام والطريق»‪ ،‬وأنفقت الشركات الصينية مبلغا ً‬
‫ضخما ً بلغ ‪ 23‬مليار دوالراً خالل العام الماضي‪ ،‬بهدف االستحواذ على أو االستثمار في موانئ عالمية تطل على المحيط الهادي‬
‫والبحر المتوسط وأجزاء المحيط األطلسي التي تصل بين موانئ صينية وأوروبا‪ ،‬وكذلك جنوب المحيط الهادي‪.‬‬

‫وتبعا ً لدراسة أجراها كل من سام بيتسون وجيم كوك من «معهد الو تشاينا» التابع لكينغز كوليدج لندن‪ ،‬فإنه منذ عام ‪ 2010‬أنجزت‬
‫شركات صينية وأخرى من هونغ كونغ أو أعلنت عن صفقات تتعلق بـ‪ 40‬مينا ًء على األقل بقيمة إجمالية تبلغ نحو ‪ 46.6‬مليار‬
‫دوالر‪ .‬ومع هذا‪ ،‬يبقى من الصعب تقدير إجمالي تلك االستثمارات بسبب نقص المعلومات المتاحة‪.‬‬
‫المعطيات‪ -‬الحالية تقول إن الصين مهيمنة نسبيا ً على الساحة البحرية العالمية‪ ،‬ذلك أن ما يقرب من ثلثي أكبر ‪ 50‬مينا ًء على مستوى‬
‫العالم توجد بها استثمارات صينية بدرجات متفاوتة‪ .‬وفيما يتعلق بموانئ الحاويات‪ ،‬تسيطر خمس شركات صينية كبرى بمجال النقل‬
‫على ‪ 18‬في المائة من جميع نشاطات الشحن عبر الحاويات التي تديرها أكبر ‪ 20‬شركة في العالم‪ ،‬وذلك حسب البيانات الصادرة عن‬
‫«دروري»‪ ،‬شركة االستشارات في مجال الشحن‪.‬‬

‫عام ‪ ، 2016‬أنشأت بكين شركة وطنية عمالقة عبر دمج شركتي «تشينا أوشن شيبينغ» و«تشينا شيبينغ كمباني» لتكوين «كوسكو»‪،‬‬
‫وهي مجموعة تجارية ضخمة (سبع شركات فرعية عالمية) تتضمن خط شحن يحمل االسم ذاته‪ ،‬وشركة لتشغيل الموانئ‪ ،‬بجانب‬
‫نشاطات تجارية أخرى بمجال الشحن وتنافس ثالث شركات صينية تعمل في تشغيل الموانئ («تشينا مرشانتس بورت هولدينغز»‬
‫و«كوسكو غروب» و«تشينا شيبينغ ترمينال ديفلبمنت»)‪ ،‬وتنتمي جميعها‪ -‬إلى األجزاء الرئيسية من الصين‪ ،‬والشركات الثالث‬
‫الكبرى‪ -‬المهيمنة عالمياً‪ -‬على هذه الصناعة‪ ،‬وهي «إيه بي مولر مايرسك» الهولندية‪ ،‬و«بي إس إيه إنترناشونال» من سنغافورة‪،‬‬
‫و«هوتشيسون بورتس هولدينغز» من هونغ كونغ‪.‬‬

‫االستحواذ على شركات شحن عالمية‬ ‫‪-‬‬


‫بدأت «كوسكو» تشغيل ميناء حاويات في بيرايوس باليونان عام ‪ ،2008‬في وقت كانت الحكومة اليونانية على وشك اإلفالس‪.‬‬
‫العام الماضي‪ ،‬أنفقت الشركة أكثر عن ‪ 6.3‬مليار دوالر لالستحواذ على منافستها «أورينت أوفرسيز إنترناشونال ليمتد»‬
‫المنتمية‪ -‬لهونغ كونغ‪ ،‬األمر الذي عزز مكانتها بمجال الشحن‪.‬‬
‫اليوم‪ ،‬تسيطر «كوسكو» على واحدة من كبرى شركات الشحن عالميا ً (واألكبر من نوعها خارج أوروبا) وكذلك واحدة من أكبر‬
‫شركات تشغيل الموانئ في العالم‪ ،‬التي ال يتفوق على أسطولها المؤلف من ‪ 400‬سفينة سوى أسطول شركة «مايرسك الين»‬
‫الهولندية و«ميديترينيان شيبينغ كمباني» السويسرية‪.‬‬

‫ورغم التحفظات التي أبدتها إدارة الرئيس األميركي دونالد ترمب إزاء ملكية الصين لميناء لونغ بيتش‪ ،‬ثاني أكبر ميناء‪ -‬حاويات‬
‫بالواليات المتحدة‪ ،‬نالت صفقة االستحواذ على الميناء من جانب «كوسكو» عبر شركة فرعية تتبعها‪ -‬في هونغ كونغ‪ ،‬الموافقة‬
‫في نهاية األمر‪ .‬وبفضل هذه الصفقة‪ ،‬تصبح «كوسكو» ثالث أكبر شركة شحن على مستوى العالم‪ ،‬وأصبحت لها السيطرة على‬
‫ميناءي‪ -‬كاوهسيونغ ولونغ بيتش‪.‬‬

‫موطئ قدم في أوروبا وأميركا الالتينية وآسيا‬ ‫‪-‬‬

‫على مدار العقد الماضي‪ ،‬اشترت شركات صينية حصصا ً من موانئ بحرية في بلجيكا وفرنسا واليونان وإيطاليا وهولندا‬
‫وألمانيا‪ ،‬لتصبح بذلك فاعالً مهما ً في مجال الموانئ األوروبية‪ .‬وتشير تقديرات إلى أن المستثمرين‪ -‬الصينيين المدعومين من‬
‫الدولة يملكون على األقل ‪ 10‬في المائة من إجمالي جميع أسهم الموانئ في أوروبا‪.‬‬
‫الشهر الماضي‪ ،‬أنجزت «كوسكو» صفقة االستحواذ على محطة بميناء‪ -‬ترييستي في شمال إيطاليا‪ .‬وفي وقت سابق من العام‪،‬‬
‫استحوذت الصين على زيبروغه‪ ،‬ثاني أكبر موانئ بلجيكا‪ ،‬ما يمثل أول مغامرة‪ -‬تجارية لشركة صينية في شمال غربي أوروبا‪.‬‬
‫ونجحت في إيجاد موطئ قدم لها في ثالثة من أكبر الموانئ األوروبية على الترتيب‪ :‬يروماكس في روتردام بهولندا‪ ،‬الذي تملك‬
‫‪ 35‬في المائة من أسهمه‪ ،‬وأنتويرب في بلجيكا‪ ،‬وتملك ‪ 20‬في المائة منه‪ ،‬وهامبورغ في ألمانيا‪ ،‬الذي بنت فيه محطة جديدة‪.‬‬

‫‪7|Page‬‬
‫ومع انتقال أكثر عن ‪ 70‬في المائة من السلع التي تجتاز الحدود األوروبية عبر البحر‪ ،‬تشكل الموانئ بوابة االتحاد األوروبي‪.‬‬
‫ويبلغ عدد العاملين بالموانئ األوروبية ‪ 1.5‬مليون نسمة وتمر عبرها حاليا ً سلع بقيمة نحو تريليون دوالر‪.‬‬

‫إال أن فصول القصة ال تنتهي هنا‪ ،‬ذلك أن شركة «تشينا مرشانتس‪ -‬بورت هولدينغز»‪ ،‬المعروفة اختصاراً باسم «سي إم‬
‫بورت»‪ ،‬تنقل اليوم مزيداً من الشحنات وتحركت بنشاط عبر الساحة العالمية بشرائها محطات في سريالنكا وميانمار‪ -‬وباكستان‬
‫وجيبوتي والبرازيل‪ ،‬إضافة إلى محفظة استثمارية لها في ‪ 40‬مينا ًء على األقل في أميركا الشمالية والجنوبية وأفريقيا والشرق‬
‫األوسط وشرق أوروبا ووسط آسيا وجنوب شرقي آسيا وأستراليا والمحيط الهادي‪.‬‬
‫كما أنجزت «سي إم بورت» منتصف هذا العام صفقة االستحواذ على ميناء‪ -‬نيوكاسل األسترالي‪ ،‬وهو الميناء األكبر على‬
‫مستوى الساحل الشرقي األسترالي‪ ،‬وأكبر ميناء لتصدير الفحم في العالم‪ .‬وتملك «سي إم بورت» اليوم موانئ منتشرة عبر ست‬
‫قارات‪ .‬والالفت أن إسرائيل سمحت أخيراً للصين باالستثمار في مجال الموانئ لديها‪ .‬ومن المنتظر أن تشيد «مجموعة شنغهاي‬
‫الدولية للموانئ» ميناء‪ -‬جديداً في أشدود‪ ،‬وكذلك تشغيل ميناء‪ -‬حيفا‪ ،‬أكبر موانئ البالد‪.‬‬

‫وتتمتع الشركات الصينية بميزة جوهرية على منافسيها‪ ،‬مثل الوصول السهل إلى كميات هائلة من المال الرخيص الذي يمكنها‬
‫اقتراضه من البنوك الحكومية‪ .‬من أبرز األمثلة على ذلك «كوسكو شيبينغ كوربوريشن» التي حصلت على ‪ 26‬مليار دوالر من‬
‫«تشينا ديفلبمنت بانك» الستثمارها‪ -‬في مشروعات عام ‪ 2017‬في إطار «مبادرة الحزام والطريق»‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬فإن بكين تقرض رؤوس أموال لدول تعاني من انعدام االستقرار المالي وتواجه صعوبات اقتصادية‪ ،‬ما يجعل‬
‫من السهل السيطرة عليها‪ -‬اقتصاديا ً‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬أوضح أوالف ميرك‪ ،‬من «إنترناشونال ترانسبورت فورم» التابع لمنظمة‬
‫التعاون االقتصادي والتنمية‪ ،‬أن «(كوسكو) و(تشينا مرشانتس‪ -‬هولدينغز) ال تعمالن تبعا ً لفكر اقتصادي‪ -‬خالص‪ ،‬وإنما تتحالفان‪-‬‬
‫مع سياسات الدولة‪ ،‬مثل (مبادرة‪ -‬الحزام والطريق)‪ .‬ومن هنا يظهر استعداد الشركتان‪ -‬لدفع أسعار أعلى مقابل‪ -‬بعض المحطات‬
‫عن شركات تشغيل أخرى‪.‬‬

‫ومن بين عناصر االختالف الرئيسية بين عمليات االستحواذ على الموانئ التي تنفذها الصين والصفقات‪ -‬التي تبرمها دول‬
‫أخرى‪ ،‬أن الصين في الغالب ال تتولى تطوير موانئ بحرية فحسب‪ ،‬وإنما مناطق اقتصادية كاملة تدور حول نشاط النقل‪ ،‬وكذلك‬
‫مراكز تجارية ومحطات لتوليد الطاقة‪ ،‬إضافة إلى مشروعات سكنية من حين آلخر‪.‬‬
‫من جهته‪ ،‬أكد الصحافي ماهيش جوشي أنه “يتحتم على الشركات الصينية نهاية األمر االنصياع للتوجيهات الصادرة إليها من‬
‫بكين‪ .‬وتوفر الشبكة الضخمة من الموانئ والمنشآت اللوجيستية األخرى عبر أوروبا وأفريقيا وآسيا للصين درجة كبيرة‪ -‬من‬
‫االعتماد على الذات وقدرات ضخمة‪ .‬ومن المؤكد أن السيطرة على خطوط اإلمداد العالمية والعمليات اللوجيستية تمنح الدولة‬
‫المعنية نفوذاً سياسيا ً كبيراً ‪ ،‬إذا ما أبدت هذه الدولة استعدادها الستغالل هذه القدرات لغايات سياسية‪ .‬وبينما هناك قيود على‬
‫الدول األوروبية واألنظمة الديمقراطية الليبرالية األخرى ضد استغالل أصول تجارية أو مدنية لتحقيق أهداف سياسية‪ ،‬فإن مثل‬
‫هذه القيود ال وجود لها في الصين”‬

‫ويبدو أن بنما‪ ،‬وهي دولة تمتلك اثنين من أهم الموانئ على مستوى إقليمها بالكامل‪( -‬كولون وبالباو)‪ ،‬أصبحت اليوم في مرمى‬
‫الصين‪ .‬وتعكف حاليا ً شركة «الندبريدج غروب» الصينية على بناء ميناء حاويات بنما كولون‪ ،‬باستثمار‪ -‬يتجاوز مليار دوالر‪.‬‬
‫وفي البرازيل‪ ،‬تسيطر شركة «مرشانتس بورت» الصينية التابعة للدولة على ميناء‪ -‬باراناغوا‪ ،‬ثاني أكبر موانئ البالد بعد‬
‫سانتوس بورت‪ .‬عام ‪ ، 2017‬أظهرت شركة «تشينا كونستركشن» الصينية اهتمامها بتطوير وتمويل البنية التحتية في أهم‬
‫موانئ المكسيك‪ ،‬مانزانيلو‪ .‬في بيرو‪ ،‬من المقرر أن تتولى شركة «كوسكو شيبينغ» تطوير ميناء تشانساي باستثمارات‪ -‬تقدر‬
‫بنحو ‪ 2‬مليار دوالر‪.‬‬
‫كما وقعت حكومتا كولومبيا والصين مذكرة تفاهم عام ‪ ،2016‬تمكن الثانية من تنفيذ سلسلة مشروعات قرب ميناء بوينافينتورا‪.‬‬
‫في أوروغواي‪ ،‬قادت شركة «شانغدونغ باوما فيشري» الصينية عام ‪ 2016‬جهود تطوير ميناء لصيد األسماء بقيمة ‪200‬‬
‫مليون دوالر‪.‬‬

‫‪8|Page‬‬
‫وفي مختلف أرجاء أميركا الالتينية‪ ،‬تحاكي الصين التكتيك ذاته‪ .‬ومن خالل استثماراتها في موانئ تجارية‪ ،‬تحكم الصين ببطء‬
‫قبضتها على عدد من المحاور التجارية والدفاعية االستراتيجية بالمنطقة‪.‬‬

‫‪9|Page‬‬

You might also like