You are on page 1of 5

‫ﻛﻠﯾﻠﺔ ودﻣﻧﺔ‬

‫ﺑﺎب اﻟﻧﺎﺳك واﻟﺿﯾف‬


‫إﺟﺎﺑﺔ اﻟﺗدرﯾﺑﺎت‬
‫ج)‪:(1‬‬

‫) أ ( اﻷﻏﻠب ﻓﻲ اﻟﻔن اﻟﻘﺻﺻﻲ اﻟﺳرد ‪.‬‬


‫) ب ( وﻓرة اﻟﺣوار ﻓﻲ " ﻛﻠﯾﻠﺔ ودﻣﻧﺔ " ﻷن اﻟﻛﺗﺎب ﻛﺗﺎب إرﺷﺎد وﺗوﺟﯾﮫ وﺗرﺑﯾﺔ وﺗﺄدﯾب ‪.‬‬
‫واﻟﺣوار ﻟﮫ وظﯾﻔﺔ ﺗﺷوﯾﻘﯾﺔ ذات ﻏﺎﯾﺔ ﻧﻔﻌﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﺎس ﻣن ﺣﯾث ھﻲ إﻋﻼن ﺑﺎﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺳرد ؛ وھذا أﻣر ﺑﺎﻟﻎ اﻟﺣﯾوﯾﺔ ؛ إذ ﯾﻧﻣﻲ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻗﺻﺻﯾﺔ ﯾﻘظﺔ وﻣﺗﺣﻣﺳﺔ ‪ ،‬وﯾﺟﻌل اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ‬
‫ﯾﺷﺎرك ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳرد ‪.‬‬
‫) ج ( أﺳﻠوب اﻟﻛﺗﺎب ﻓﻲ " ﻛﻠﯾﻠﺔ ودﻣﻧﺔ " ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ ‪:‬‬
‫* ﻣﻧطﻔﯾﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل ﻣن ﺧﻼل ﻋرض اﻟﻣﻘدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻧطﻘﯾﺔ ‪ .‬ﻓﻣﻘدﻣﺔ اﻟﺑﺎب‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ " ﻣﺛل ﻣن ﯾدع ﻋﻣﻠﮫ وﯾطﻠب ﺳواه ﻓﻼ ﯾدرﻛﮫ " وﻗد أﯾدھﺎ اﺑن اﻟﻣﻘﻔﻊ ﺑﻛﺎﯾﺔ "‬
‫اﻟﻧﺎﺳك واﻟﺿﯾف " ﺛم اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗوﻟدة ﻋن اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ اﻹطﺎرﯾﺔ ‪ ،‬وھﻲ ﻣﺛل " أراد أن‬
‫ﯾدرج ﻛﺎﻟﺣﺟﻠﺔ ‪ ،‬ﻋرض ﻣﺑﺎﺷر ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟطﺑﻘﺎت واﺧﺗﻼﻓﮭﺎ ‪ ،‬وﺿرورة اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺎﯾزھﺎ ‪.‬‬
‫* ﺳﮭوﻟﺔ اﻷﻟﻔﺎظ واﻟﺗراﻛﯾب ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻌﺑﺎرات واﻟﺟﻣل ﻋﻧد اﺑن اﻟﻣﻘﻔﻊ ﺳﮭﻠﺔ واﺿﺣﺔ ﻻ ﯾوﺟد ﻓﯾﮭﺎ ﺗﻌﻘﯾد ‪ ،‬ﻣﺛﺎل ﻋﻠﯾﮭﺎ ‪" :‬‬
‫واﻟوﻻة أﯾﮭﺎ اﻟﻣﻠك وأرﺑﺎب اﻷﻣر أوﻟﻰ ﺑﺎﻻﻧﺗﺑﺎه إﻟﻰ ھذا اﻟﺷﺄن وﻣﻧﻊ ﺣدوﺛﮫ ﺑﯾن اﻟﻧﺎس " ‪.‬‬
‫* ﻗﻠﺔ اﻟﺻور اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ ‪:‬‬
‫اﻷﺳﻠوب ﻋﻧد اﺑن اﻟﻣﻘﻔﻊ ﯾﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﻣﻌﺟم اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ أﻛﺛر ﻣن ﻣﯾﻠﮫ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﺟم اﻟﻣﺟﺎزي ‪ .‬ﺟﺎء‬
‫اﻟﺗﺷﺑﯾﮫ " ﻣﺛل اﻟﻐراب اﻟذي أراد أن ﯾدرج ﻛﺎﻟﺣﺟﻠﺔ " ‪ .‬وھو ﺗﺷﺑﯾﮫ ﻣﻧدرج ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺛﻠﯾﺔ ‪ ،‬أﻣﺎ ﺳﺎﺋر ﺗﻌﺑﯾرات اﻟﺑﺎب ﻓﮭﻲ ﺗﻌﺑﯾرات ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ وﻟﯾﺳت ﻣﺟﺎزﯾﺔ ‪.‬‬
‫* ﺗﻛرار ﻋﺑﺎرات ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺛﺑﯾﺗﮭﺎ ‪:‬‬
‫اﻟﺗﻛرار واﻟﺗرداد ﯾﺳﺗﺧدﻣﮫ اﺑن اﻟﻣﻘﻔﻊ ﻟﺗﺄﻛﯾد ﻛﻼﻣﮫ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺛل ھو " ﻣن ﯾدع ﻋﻣﻠﮫ وﯾطﻠب ﺳواه‬
‫ﻓﻼ ﯾدرﻛﮫ " أﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﺑﺎب أوﻻ ﺑﺻورة اﻟﻌرض اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺛم ﺑﺻورة اﻟﻘﺻﺔ " ﺣﻛﺎﯾﺔ اﻟﻧﺎﺳك‬

‫‪1‬‬
‫واﻟﺿﯾف " ﺛم اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ اﻟﻣﺛﻠﯾﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ " ﻣﺛل اﻟﻐراب اﻟذي أراد أن ﯾدرج ﻛﺎﻟﺣﺟﻠﺔ " ﺛم‬
‫اﻟﺧطﺎب اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺑﺎب ﻓﻲ ﻗوﻟﮫ ‪ " :‬وإﻧﻣﺎ ﺿرﺑت ﻟك ھذا اﻟﻣﺛل " إﻟﻰ ﻗوﻟﮫ ‪" :‬‬
‫وﻣﺿﺎدﺗﮫ ﻓﯾﮫ " ‪.‬‬
‫* اﻻﺳﺗﺷﮭﺎد واﻟﺗدﻟﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻛرة ) ﻧﻔس اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ( ‪.‬‬
‫* اﻟﺗﺷوﯾق واﻹﺛﺎرة ‪:‬‬
‫اﻟﺣوار ﺑﯾن اﻟﻔﯾﻠﺳوف واﻟﻣﻠك ﻋن ﻗﺻﺔ اﻟﻣﺛل ‪ ،‬ﻟﮫ وظﯾﻔﺔ ﺗﺷوﯾﻘﯾﺔ ؛ ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﻌﻠن اﻟﻣﻠك ﻋن‬
‫رﻏﺑﺗﮫ ﻓﻲ ﺳﻣﺎع ﻣﺛل ﺟدﯾد ﻗﺎﺋﻼ ‪ :‬ﻗد ﺳﻣﻌت ھذا اﻟﻣﺛل ﻓﺎﺿرب ﻟﻲ ‪ ...‬؛ ﯾﻠﺑﻲ اﻟﻔﯾﻠﺳوف‬
‫رﻏﺑﺔ اﻟﻣﻠك ‪.‬‬
‫* ﺗﺳﻠﺳل اﻷﻓﻛﺎر ووﺿوﺣﮭﺎ ‪:‬‬
‫ﺑدأ اﻟﺑﺎب ﺑﺎﻟﻣﺛل – ﺣﻛﺎﯾﺔ اﻟﻧﺎﺳك واﻟﺿﯾف ) ﺣﻛﺎﯾﺔ ﻓرﻋﯾﺔ ( " ﻣﺛل اﻟﻐراب اﻟذي أراد أن‬
‫ﯾدرج ﻛﺎﻟﺣﺟﻠﺔ – اﻟﻌرض اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟطﺑﻘﺎت وﺿرورة اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﯾﮭﺎ ‪.‬‬
‫* ﺟﻣل ﻣرﺳﻠﺔ إرﺳﺎﻻ ﻓﯾﮫ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﺟزاﻟﺔ " أﺳﻠوب ﺳﮭل ﻣﻣﺗﻧﻊ " ‪.‬‬
‫اﻷﺳﻠوب ﻋﻧد اﺑن اﻟﻣﻘﻔﻊ أﺳﻠوب ﻣرﺳل ‪ ،‬ﻣﺛل ﻗوﻟﮫ ‪ :‬وإﻧﻣﺎ ﺿرﺑت ﻟك ھذا اﻟﻣﺛل ﻟﻣﺎ رأﯾت‬
‫ﻣن أﻧك ﺗرﻛت ﻟﺳﺎﻧك اﻟذي طﺑﻌت ﻋﻠﯾﮫ ‪ ،‬وأﻗﺑﻠت ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎن اﻟﻌﺑراﻧﯾﺔ وھو ﻻ ﯾﺷﺎﻛﻠك ‪...‬‬
‫* اﻻﺳﺗرﺳﺎل ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر دون ﺣرص ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق أي ﺿرب ﻣن ﺿوب اﻟﺟﻣﺎل اﻟﻠﻔظﻲ‬
‫ﻛﺎﻟﺳﺟﻊ واﻟﺟﻧﺎس ‪...‬وﻣﺎ إﻟﯾﮭﺎ ‪ ،‬إﻻ ﻣﺎ أﺗﻰ ﻋﻔوا ‪.‬‬
‫ج–)‪:(2‬‬

‫ﺗﻔﺗﺗﺢ اﻟﻘﺻﺔ ﻓﻲ " ﻛﻠﯾﻠﺔ ودﻣﻧﺔ " – داﺋﻣﺎ – ﺑﻣﻐزى ﯾوﺿﺢ ﻣﻌﻧﺎھﺎ ‪،‬ى وھو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣور‬
‫وﻗد ﯾﻌﺎد ھذا اﻟﻣﻐزى ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻘﺻﺔ ﻟزﯾدة ﻓﻲ اﻹﻗﻧﺎع ‪ .‬وﯾﺗﺻل ﺑﺎﻟﻧزﻋﺔ اﻟﺣﻛﻣﯾﺔ اﻟﺑﺎرزة ﻓﻲ‬
‫ﻛﺗﺎب " ﻛﻠﯾﻠﺔ ودﻣﻧﺔ " ﻛﻠﮫ وﺿوح اﻟﻣﻐزى ؛ ﻓﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎرف أن اﻟﻘﺻﺔ ﻓﻲ " ﻛﻠﯾﻠﺔ ودﻣﻧﺔ "‬
‫أﯾﺎ ﻛﺎن ﻧوﻋﮭﺎ ﺳواء أﻛﺎﻧت ﻓﻲ اﻷﻣﺛﺎل اﻷﺻﻠﯾﺔ أواﻟﻔرﻋﯾﺔ ﺗﻔﺗﺗﺢ داﺋﻣﺎ ﺑﻣﻐزى ﯾوﺿﺢ ﻣﻧﺣﺎھﺎ‬
‫ھو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣور ﻟﮭﺎ ‪ .‬وﻗد ﯾﻌﺎد ھذا اﻟﻣﻐزى – أﺣﯾﺎﻧﺎ – وإن ﺑﺻﯾﻐﺔ أﺧرى – ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ‬
‫اﻟﻘﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺗﺄﻛﯾد ؛ زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﻗﻧﺎع ‪ ،‬وھو أﺳﻠوب ﺗﻌﻠﯾﻣﻲ واﺿﺢ ﻻ رﯾب ﻓﯾﮫ ‪.‬‬
‫وﯾﻘوم اﻟﻣﻐزى ﺑوظﯾﻔﺔ اﺳﺗﮭﻼل أو إﻓﺗﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﺳرد ‪ ،‬وﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺷﮭد ﯾﺣدد دﺑﺷﻠﯾم اﻟﻣﻠك‬
‫ﻣوﺿوع اﻟﺑﺎب أو ﺑﺎﻷﺣرى ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠﺣﻛﻲ ‪ ،‬وھﻲ ﻏﺎﯾﺔ ﺿﺎﻏطﺔ وﻣؤﺛرة ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ‬

‫‪2‬‬
‫اﻟﺳرد اﻟﻘﺻﺻﻲ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب ‪ ،‬وﻋﻧدﺋذ ﺗﻛون ﻣﮭﻣﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣوﺿوع اﻟﺳردي ﻹﺣداث اﻷﺛر‬
‫اﻟدراﻣﻲ اﻟذي ﯾﺳﮭل ﻣﻌﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻓﮭم اﻟﺗطورات اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻷﺣداث ‪ ،‬وﻣﺻﺎﺋر‬
‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت ‪ ،‬وﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺔ ﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ‪ ،‬ﯾﺗﺟدد ﻣوﺿوﻋﮭﺎ ﻣن ﺑﺎب ﻵﺧر ‪ .‬وھو ﻣﺷﮭد‬
‫اﻓﺗﺗﺎﺣﻲ ﻓﺿﻼ ﻋن وظﯾﻔﺗﮫ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ وظﯾﻔﺔ ﺗرﺑوﯾﺔ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ إﯾﺟﺎد ﺣﺎﻓز ﺗرﺑوي‬
‫أو ﻣﺛﯾر ﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﺗﻌﻠم ‪ ،‬ﯾﺗﻔق واﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ‪ ،‬ﻣﺛﺎل ‪ :‬ﻗﺎل دﺑﺷﻠﯾم اﻟﻣﻠك‬
‫ﻟﺑﯾدﺑﺎ اﻟﻔﯾﻠﺳوف ‪ :‬ﻗد ﺳﻣﻌت ھذا اﻟﻣﺛل ﻓﺎﺿرب ﻟﻲ ﻣﺛل اﻟذي ﯾدع ﺻﻧﻌﮫ اﻟذي ﯾﻠﯾق ﺑﮫ‬
‫وﯾﺷﺎﻛﻠﮫ ‪ ،‬وﯾطﻠب ﻏﯾره ﻓﻼ ﯾدري ‪ ،‬ﻓﯾﺑﻘﻰ ﺣﯾران ﻣﺗرددا ‪.‬‬
‫ج)‪:(3‬‬
‫ﺗداﺧل اﻟﻘﺻص وﺗﺷﺎﺑﻛﮭﺎ ﻓﻲ " ﻛﻠﯾﻠﺔ ودﻣﻧﺔ " ‪:‬‬
‫ﺗﺑدأ ﺣﻛﺎﯾﺎت " ﻛﻠﯾﻠﺔ ودﻣﻧﺔ " ﺑﻘﺻﺔ ﻣﺣورﯾﺔ أو رﺋﯾﺳﺔ ‪ ،‬ھﻲ ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ ﻗﺻﺔ إطﺎرﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺑﺎب اﻟذي وردت ﻓﯾﮫ ؛ ﻟﻸﻧﮭﺎ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺳﺗﺧدم إطﺎرا ﻟﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ ﻣن ﺣﻛﺎﯾﺎت ‪ ،‬وﺗﻛون ﺣﯾﻧﺋذ‬
‫ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟوﺣدة اﻟﻘﺻﺻﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﺑﺎب ‪ ،‬ﺛم ﺣﻛﺎﯾﺎت ﻗﺻﯾرة ﻓرﻋﯾﺔ ﺗﺷﻛل ﻓﻲ اﻟوﻗت‬
‫ﻧﻔﺳﮫ أﺟزاء اﻟﻘﺻﺔ اﻟرﺋﯾﺳﺔ ‪ ،‬وﺗﻛون ﺣﯾﻧﺋذ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ وﺣدات ﻗﺻﺻﯾﺔ ﻓرﻋﯾﺔ ‪ ،‬وﻗد ﺗﻛون‬
‫ﺣﻛﺎﯾﺎت ﺗوﻟدت ﻣن رﺣم ھذه اﻟﻘﺻﺔ اﻟرﺋﯾﺳﺔ وﺗﻔرﻋت ﻓﻲ اﻟوﺣدة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ‪.‬‬
‫أﻣﺎ وظﯾﻔﺔ اﻟﻘﺻﺔ اﻟرﺋﯾﺳﺔ أو اﻹطﺎرﯾﺔ ﻓﮭﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣوﺿوع أو اﻟﻣﺷﻛل أو اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﻌﺎﻟﺟﮭﺎ اﻟﺑﺎب ﻋﻠﮫ ) اﻟﻘﺻﺔ اﻟﻣﺣورﯾﺔ ( ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﺗﺣدﯾد ﻣﺳﺗوى اﻟﺳرد ‪ ،‬واﻟﺳرد اﻻﺑﺗداﺋﻲ‬
‫‪ .‬أﻣﺎ وظﯾﻔﺔ اﻟﺣﻛﺎﯾﺎت اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻓﮭﻲ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﺑﺗﻧوع وظﺎﺋف اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳردﯾﺔ ) ‪( narration‬‬
‫ﻋﻣوﻣﺎ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣﻛﺎﯾﺎت اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻗد ﺗروى ﻟﻠﺑرھﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة ﻟﮭﺎ وظﺎﺋف ﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ ﺷﺎرﺣﺔ ﻟﻠﻘﺻﺔ‬
‫اﻟﻣﺣورﯾﺔ ‪ .‬واﻟﺣﻛﺎﯾﺔ اﻹطﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﺎب " اﻟﻧﺎﺳك واﻟﺿﯾف " ھﻲ ﻗﺻﺔ اﻟﻧﺎﺳك واﻟﺿﯾف ‪.‬‬
‫واﻟﺣﻛﺎﯾﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺛل اﻟﻐراب اﻟذي أراد أن ﯾدرج ﻛﺎﻟﺣﺟﻠﺔ‪ .‬وھﻲ ﻗﺻﺔ ﻣﺛﻠﯾﺔ ﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ‬
‫ﺷﺎرﺣﺔ ﺗﺄﻛﯾدﯾﺔ ﻟﺑﯾﺎن أن اﻟﺿﯾف ﻟﻣﺎ ﺗرك ﻟﺳﺎﻧﮫ وأراد أن ﯾﺗﻌﻠم اﻟﻌﺑراﻧﯾﺔ ﻓﻠم ﯾﺣﺳﻧﮭﺎ ‪ ،‬ﻛﺎن‬
‫ﻛﺎﻟﻐراب اﻟذي أراد أن ﯾدرج ﻛﺎﻟﺣﺟﻠﺔ ؛ ﻓﺻﺎر أﻗﺑﺢ اﻟطﯾر ﻣﺷﯾﺎ ‪.‬‬
‫ج)‪:(4‬‬

‫اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﺗﻲ أراد اﻟﻛﺎﺗب اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺻﺔ ھﻲ ﻣﺛل اﻟذي ﯾدع ﺻﻧﻌﮫ اﻟذي‬
‫ﯾﻠﯾق ﺑﮫ وﯾﺷﺎﻛﻠﮫ وﯾطﻠب ﻏﯾره ﻓﻼ ﯾدرﻛﮫ ‪ ،‬ﻓﯾﺑﻘﻰ ﺣﯾران ﻣﺗرددا " ﯾﻌد ﺟﺎھﻼ ﻣن ﺗﻛﻠف ﻣن‬
‫اﻷﻣور ﻣﺎ ﻻ ﯾﺷﺎﻛﻠﮫ وﻟﯾس ﻣن ﻋﻣﻠﮫ ‪ ،‬وﻟم ﯾؤدﺑﮫ ﻋﻠﯾﮫ آﺑﺎؤه وأﺟداده ﻣن ﻗﺑل ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اﺳﺗﺧدم اﺑن اﻟﻣﻘﻔﻊ طرﯾﻘﺔ اﻟﺳرد ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺻﺔ اﻹطﺎرﯾﺔ " اﻟﻧﺎﺳك واﻟﺿﯾف " واﻟﺣﻛﺎﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺛﻠﯾﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﺛم اﺳﺗﺧدم اﻟﺳرد اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻘﺻﺔ ‪.‬‬
‫ج)‪:(5‬‬
‫ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ أن اﻹﻧﺳﺎن ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﮫ أن ﯾﻘﻧﻊ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﯾق ﺑﮫ وﯾﺷﺎﻛﻠﮫ ؛ ﻓﮭو ﺳﯾﻛون ﺳﻌﯾد‬
‫اﻟﺣظ إذا ﻗﻧﻌﺑﺎﻟذي ﯾﺟد وزھد ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﯾﺟد ‪.‬‬
‫ج)‪:(6‬‬

‫أھم ﺳﻣﺎت ﻗﺻﺔ ﺑﺎب " اﻟﻧﺎﺳك واﻟﺿﯾف " ‪:‬‬


‫* اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻘﺻﺻﻲ ‪:‬‬
‫اﻟﻣﻛﺎن ‪ :‬أرض اﻟﻛرخ ‪.‬‬
‫اﻟزﻣﺎن ‪ :‬ﻏﯾر ﻣﺣدد ﻷﻧﮫ ﻣﺗﺻل ﺑزﻣﺎن اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ اﻟﺧراﻓﯾﺔ ‪.‬‬
‫اﻷﺣداث ‪ :‬ﻧﻼﺣظ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺻص " ﻛﻠﯾﻠﺔ ودﻣﻧﺔ " ﺿﺂﻟﺔ اﻟﺣرﻛﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻷﺣداث ﻗﻠﯾﻠﺔ‬
‫ﻣﺣددة ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص ﻛل ﻗﺻﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ أﺳطر ﻗﻠﯾﻠﺔ ‪ .‬واﻟﺣرﻛﺔ ﻓﻲ " ﻛﻠﯾﻠﺔ ودﻣﻧﺔ "‬
‫داﺧﻠﯾﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻣن ﻧوع اﻟﺻراع اﻟﻣﺎدي اﻟذي ﯾﻠﺣظ ﻣﺛﻼ ﻓﻲ أﯾﺎم اﻟﻌرب ‪ .‬ﻓﺄﻓﻌﺎل‬
‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت ﻣﺎ ھﻲ إﻻ ﺗﺟﺳﯾد ﻟﻣﺎ ﻋزﻣت ﻋﻠﯾﮫ ﻣن أﻣر أو دﻓﻌت إﻟﯾﮫ دﻓﻌﺎ ﻣن ﺳﻠوك ‪،‬‬
‫وﺧوض طوﯾل ﻓﻲ ﺷﺗﻰ اﻟﺧواطر واﻷﺣﺎﺳﯾس وﺗردد ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧزﻋﺎت اﻟﻣﺗﺿﺎرﺑﺔ ز ﻻ‬
‫ﯾوﺟد ﺻراع ﻓﻲ ﺑﺎب " اﻟﻧﺎﺳك واﻟﺿﯾف ‪.‬‬
‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت ‪ :‬ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻧﺎﺳك ﯾﻣﺛل اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ اﻟﻣﺟﺳدة ﻟﺗراﺗﺑﯾﺔ طﺑﻘﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻘﺗﺻرة ﻋﻠﻰ ذوات ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﮭﺎ أن ﺗﺻﺑﺢ ﻋﺎدة ﺷﺎﻣﻠﺔ ‪ ،‬واﻟﻣراﺗب‬
‫واﻟطﺑﻘﺎت ﻣﺣﻔوظﺔ ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﺧﺗﻠط ؛ وإﻻ ﺗﺷوش اﻟﻌﺎﻟم وﻓﺳدت اﻷﻣور ‪ .‬أﻣﺎ اﻟﺿﯾف ﻓﻼ‬
‫ﯾﻌدو دوره أن ﯾﻣﺛل ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺛل ‪ :‬اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾدع ﻋﻣﻠﮫ وﯾطﻠب ﺳواه ﻓﻼ ﯾدرﻛﮫ ‪.‬‬
‫واﻟﻧﺎﺳك واﻟﺿﯾف ﺷﺧﺻﯾﺗﺎن إﻧﺳﺎﻧﯾﺗﺎن ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﺄﺗﻲ اﻟﺷﺧوص اﻟﺣﯾواﻧﯾﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﻟﻐراب‬
‫واﻟﺣﺟﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻛﺎﯾﺎت اﻟﻔرﻋﯾﺔ ‪.‬‬
‫ج)‪:(7‬‬

‫اﻟﺣﺿﺎرة اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺗواﺻل ﻣﺳﺗﻣر ﺑﯾن اﻟﺷﻌوب وﻧﺗﺎﺟﮭم ‪ .‬وﻛﺗﺎب " ﻛﻠﯾﻠﺔ ودﻣﻧﺔ " ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ‬
‫ذﻟك ‪ :‬ﻓﻘد أﻟف اﻟﻛﺗﺎب ﺑﺎﻟﺳﻧﺳﻛرﯾﺗﯾﺔ ﺛم ﺗرﺟم إﻟﻰ اﻟﻔﮭﻠوﯾﺔ اﻟﻔﺎرﺳﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ وﻋﻧﮭﺎ إﻟﻰ‬
‫‪4‬‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ .‬وﺗرﺟم ﻋن اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﺣدھﺎ إﻟﻰ أﻛﺛر ﻣن ﺧﻣﺳﯾن ﻟﻐﺔ ‪ .‬وﻣﻧذ اﻟﻘرن اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر‬
‫اﻟﻣﯾﻼدي ؛ ﻋرف ھذا اﻷﺛر ﻓﻲ رﺣﻠﺗﮫ ﻧﺣو اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ طرﯾﻘﮫ إﻟﻰ اﻷﻗطﺎر اﻷروﺑﯾﺔ ‪ ،‬وﻋرﻓﺗﮫ‬
‫اﻟﻠﻐﺎت اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ واﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ واﻹﺳﺑﺎﻧﯾﺔ واﻹﯾطﺎﻟﯾﺔ واﻟﺳﻼﻓﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ واﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ واﻟﺗﺷﯾﻛﯾﺔ‬
‫واﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ واﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻠﻐﺎت ﻓﻲ ﻣﺷﺎرق اﻷرض وﻣﻐﺎرﺑﮭﺎ ‪ .‬ﻣن ﺟﺎوة إﻟﻰ‬
‫آﯾﺳﻠﻧدة ﺣﺳب ﺗﻌﺑﯾر ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﯾوﻧس ‪ ،‬اﻟذي ﯾﺷﯾر أﯾﺿﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻛﺗﺎب ﻓﻲ ﻣوطﻧﮫ اﻷﺻﻠﻲ‬
‫اﻟﻘدﯾم ﺗﺣول إﻟﻰ ﻣﺄﺛور ﺷﻌﺑﻲ ‪ ،‬وأﺻﺑﺣت ﺣﻛﺎﯾﺎﺗﮫ ﻣﺎدة أﺻﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواد اﻟﻔوﻟﻛﻠور اﻟﮭﻧدي ‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like