Professional Documents
Culture Documents
-4التراث المعماري
-1-4الموروث والتراث
الموروث ھو كل ﻣا يتركه األجداد ليصل إلى األبناء واألحفاد ،ويقترب ﻣعنى التراث في اللغة ﻣن المعنى
السابق إذ ھو كل ﻣا يخلفه اإلنسان لورثته وأصله ورث أو وارث فأبدلت الواو ﺗاء فالتراث واإلرث والورث .
كلھا ﻣترادفات لمعنى واحد وقد جاء في القرآن الكريم ﻣا يفيد ھذا المعنى وقد ظھر ﻣصطلح التراث الحضاري
لكي يطلق على ﻣا ورثناه ﻣن األجداد واآلباء في صورة ﻣنجزات ثقافية وحضارية ) ,رفعت الجادرجى,
.(1981
) (Architectural Heritageويندرج التراث المعماري ﺗحت التراث الثقافي وھو يعنى ﻣجموعة المباني
التي أثبتت قيمتھا وأصالتھا في ﻣواجھة قوى التغيير.
) (Heritage Zonesويرﺗبط التراث بمصطلح المناطق التراثية وھى المواضع التي ﺗعبر عن ذاكرة المكان
وﺗحوى الجانب الجمالي والثقافي ،وﺗشتمل على أكبر حشد ﻣن المباني ذات القيمة الحضارية أو التاريخية.
كما يرﺗبط التراث ارﺗباطا واضحً ا باألصالة إذ أن التراث ھو الذي يكون األصالة واألصالة ﻣشتقة ﻣن أصل
الشيء وجذوره وھى ﺗعنى الھوية الثقافية التي ﺗميزنا عن اآلخرين ويرﺗبط التراث أيضًا بالمعاصرة والمعاصرة
ﺗعنى " التفاعل اإليجابي ﻣع الحضارة الراھنة وﻣنجزاﺗھا وﻣعاييرھا العلمية والفكرية والتكنولوجية والفلسفية
واألخالقية والسياسية ) ,ﻣجد نجدي.(2010 ,
1
ويعتبر التراث المعماري والعمراني رﻣزا للتطور اإلنساني عبر التاريخ وﺗعبيرا عن القدرات التي وصل
إليھا اإلنسان في التغلب على ﻣشاكل البيئة المحيطة ،وكلمة التراث ﺗعنى الشيء الموروث عبر األجيال وھى
ﺗعنى األھمية االجتماعية أو الحضارية أو السياسية أو الدينية للشيء المتوارث ،والتراث المعماري ﻣرﺗبط
بتجربة عمرانية قد ﻣر بھا اإلنسان وﺗولدت عن ھذه التجربة ﻣعان وقيم وھوية عمرانية ارﺗبط بھا اإلنسان وقد
خلصت الدراسات إلى أن التراث العمراني ھو ﺗتابع لتجربة وقيم حضارية واجتماعية ودينية بين األجيال .
وبتحليل ھذه الرؤى نجد أن التراث المعماري والعمراني ﺗعبير صادق عن ثقافة المجتمعات وركن ﻣن أركانھا،
كما يمثل ﺗجسيدا لھويتھا وﺗمايزھا وبالتالي فالمحافظة عليه ﺗعنى في واقع األﻣر المحافظة على الھوية والثقافة
المحلية ،كما يمكن إسھاﻣه بصورة إيجابية في حركة البناء والتطور المجتمعي والتنمية لما له ﻣن أبعاد ﻣتجددة
واستمرارية ناﺗجة ﻣن قدرﺗه على الرد على احتياجات الجماعة .
ﺗجدر اإلشارة أن التراث قد يكون عالمي وذلك حين ﺗصنف اليونسكو ﻣوقع أو ﻣبنى أو ﻣدينة كموقع ﺗراث
عالمي ،أو عندﻣا يرﺗبط بإرث عالمي له قيمة عبر التاريخ ﻣثل سور الصين العظيم وأھراﻣات ﻣصر على سبيل
المثال ،وقد يكون التراث وطني عندﻣا ﺗحدد ﻣثال الحكوﻣة ﻣوقع أو ﻣبنى بأنه جزء ﻣن ﺗاريخ ھذه الدولة
وﺗراثھا ،وقد يكون التراث إقليمي أو ﻣحلي عندﻣا ﺗحدد بلدية ﻣثال أن ﻣوقع أو ﻣكان له قيمة وﻣعنى للسكان
المحليين ،كذلك قد يكون التراث عائلي أي ﻣرﺗبط بعائلة ﺗوارثته ﻣن جيل إلى جيل وبذلك يكون له
أھميه وﻣعنى خاص لھذه العائلة ) ,ﻣجد نجدي(2010 ,
2
في إحداث ﺗغير إيجابي في ﺗناول الموضوع ضمن إطار عملية ﺗنطوي على إعادة التأھيل واإلحياء ،وﺗخطي
الرؤية المحدودة في ﺗناول األبنية والفراغات العمرانية بمعزل عن ﻣحيطھا العمراني واالجتماعي.
3
في إقاﻣة ﻣبنى حكوﻣي أو خاص أو ﺗسرق عناصره الفنية المعمارية والزخرفية لالﺗجار بھا وﺗھريبھا إلى
الخارج واألﻣر ھنا يحتاج إلى ردع.
التوعية :وﺗتلخص بتعريف المواطن على أھمية اآلثار الثقافية واالقتصادية له ولغيره وانتھاز الفرص -4
إلثارة اھتماﻣه بالتراث الحضاري وإشعاره بالمسؤولية.
إشراك المواطنين في ﺗحمل ﻣسؤولية حماية التراث الحضاري األثري والتراثي إلشعارھم بالمسؤولية -5
وذلك بإدخالھم وﻣشاركتھم في اللجان والمؤسسات الحكوﻣية واألھلية الراعية لذلك األﻣر وﻣن الضروري
إحداث ﻣؤسسات حكوﻣية أو أھلية لتساعد على ﺗوعية المواطنين وشاغلي األبنية األثرية والتراثية واالﺗصال
بالجھات الفاعلة في ھذا المجال كالمجالس المحلية وسلطات الحكم المحلي أو سلطات الحكم المركزي
كالوزارات المختلفة وﻣجلس النواب وشرح أبعاد قضية التراث وفائدﺗھا للشعب والھوية وبالتالي ﻣطالبتھا
بتخصيص األﻣوال الالزﻣة لصيانة ﺗلك المباني وﺗرشيد استخداﻣاﺗھا وإصدار التشريعات الناظمة لذلك.
4
-7-4المواثيق والمؤتمرات الدولية المتعلقة بالحفاظ على التراث الثقافي
ﺗم بعد الحرب العالمية الثانية عقد عدد ﻣن المؤﺗمرات الدولية التي صدر عنھا ﻣا عرف بالمواثيق الدولية
الخاصة بالحفاظ على التراث الثقافي ،وھذه المؤﺗمرات والمواثيق ﺗشمل التالية.
المؤﺗمر الخاﻣس لتاريخ العمارة – بيروجيا -إيطاليا ،عام1948 .1
ﻣؤﺗمر ﻣيالنو -إيطاليا ،عام1957 -1
ﻣيثاق البندقية ،عام(The Character of Venice ) 1964e -2
االﺗفاقية الدولية لحماية التراث العالمي الثقافي و الطبيعي ،باريس عام 1972 -3
إعالن أﻣستردام ،عام1975 -4
وثيقة الحفاظ على الحدائق التاريخية ،فلورنسا – إيطاليا ،عام1981 -5
ﻣيثاق بورا ،عام (The Burra Charter ) 1981 -6
وثيقة أبيلتون ،كندا ،عام The Appleton Charter for the Protection and1983 -7
.(of the Built Environment Enhancement
ﻣيثاق واشنطن للحفاظ على المدن والمناطق التاريخية عام1987 -8
.(Urban Areas Charter for the Conservation of Historic Towns andصدر ھذا الميثاق عن
المجلس الدولي لآلثار والمواقع ) (ICOMOSواﺗفق ﻣع جميع ﻣفاھيم الحفاظ في المواثيق السابقة ،وأكد على
ضرورة التسجيل الدقيق قبل إجراء الحفاظ ،كما أضاف إلى ﺗدابير الحفاظ ،ﻣخاطر سير المركبات داخل المدن
والمناطق التاريخية وعمل االحتياط الالزﻣة للحماية ﻣن الكوارث الطبيعية ﻣثل الزالزل والبراكين والفيضانات
وغيرھا.
وثيقة الحفاظ على األﻣاكن ذات التميز و القيمة الحضارية ،أستراليا1988، -9
وثيقة الحماية و الحفاظ على اآلثار و التراث ،لوزان – سويسرا1989، -10
5
-3-5األھداف المنشودة من الحفاظ
يعتبر التراث المعماري ثروة حضارية ﺗھتم بھا الشعوب واألﻣم على اختالفھا ألنھا ﺗجد فيھا ھويتھا
وأصالتھا فتسعى إلى العناية بھا وحمايتھا وﺗعمل على إكمال ﻣسيرة ﺗطورھا فالعمارة ﺗاريخا وﺗواصال ،وﻣن
المھم إدراك ذلك ونحن ندعو إلى الحفاظ على التراث المعماري والعمراني ،أي عدم الجمود والتقوقع أﻣام ھذا
الموروث بل ﻣحاولة االستفادة ﻣن إسھاﻣات اآلخرين ،وﻣن األفكار واآلراء التي كانت سائدة بما يخدم عصرنا
ويعظم ﻣن ﻣنجزات عمارﺗنا الموروثة لتكون خالدة بنتاجھا وبتطور أفكارھا ) ,عالء الدين ﻣحمد.(1985 ,
فيما يلي عدد من أھداف الحفاظ :
إعادة أو حماية الشخصية البصرية :إضافة إلى حماية الجانب المادي أو المبني في ﻣشاريع الحفاظ -1
يجب حماية وإعادة الشخصية البصرية التي ﺗميز المكان عن غيره ،أي يجب التحكم بلوحات اإلعالنات وكوابل
الكھرباء والھاﺗف ولواقط ﻣحطات التلفزة باإلضافة إلى العناية بطرق اإلضاءة ،وغير ذلك ﻣن األﻣور التي
ﺗحافظ على االنطباع الحقيقي للمكان.
التكييف إلعادة االستخدام :إعادة استخدام المباني أو المجاورات التاريخية ھي ﻣسالة حساسة -2
اقتصاديا ،ولكنھا سياسة فعّالة لحماية الموروث المعماري ،ﻣثل ھذا األﻣر يميز بين الحفاظ كعمل ﻣثالي وبين
إطالة العمر استخدام المبنى ﻣن حيث االحتفاظ بشواھد حية ﻣقابل آثار ﻣحتجزة ،باإلضافة أيضا أن إعادة
االستخدام ﺗعمل على إطالة عمر المبنى حيث أن وجود سكان أو أشخاص فيه يقوﻣون بأعمال الصيانة
باستمرار ،إعادة االستخدام ھذه يجب أن ﺗراعي عدد ﻣن األﻣور ﻣنھا:
-األولوية ﺗعطى إلعادة الوظيفة األصلية للمبنى ،وأي استخدام آخر يطرح يجب أن يدرس ﺗأثيره.
-أي ﺗغيرات على النسيج األصلي يجب أن ﺗسبق وﺗتبع بتوثيق شاﻣل ،وھذه التغيرات يجب أن ﺗتالءم ﻣع المواد
والمحتوى األصلي.
-يجب إعالم المجتمع المحلي بھذه التغيرات وأسباب طرحھا والفوائد المجنيه ﻣن خاللھا.
-استخدام المواد المحلية والتقنيات التقليدية :يجب بشكل أساسي ﺗفضيل استخدام المواد المحلية والتقنيات
التقليدية ،البدائل الحديثة ﺗستخدم للضرورة وعندﻣا ﺗثبت حكمتھا وفاعليتھا وعدم ﺗأثيرھا على ﺗكاﻣل المبنى
التقليدي.
-3الحفاظ المتكاﻣل :بمعنى أن الحفاظ على الموروث المعماري والعمراني يجب أن يتكاﻣل ﻣع طموحات
المجتمع االجتماعية واالقتصادية ،أي أن الحفاظ الموجه للتنمية ھو اإلستراﺗيجية المفضلة للنمو االقتصادي
واالجتماعي.
-4االستداﻣة :أي أن الھدف ﻣن الحفاظ يجب أن يكون بھدف ﺗحقيق االستداﻣة للمبنى والمھارات التقليدية
أيضا،وھذه االستمرارية ﻣتطورة ﻣع الزﻣن واختبار ذلك يكون بمساھمتھا االيجابية لنوعية الحياة للمجتمع
المحلي.
6
التوسع الحضري غير ا لمخطط ،أو غير المسيطر عليه ،الذي يؤدي إلى ﺗدﻣير المراكز والمباني -4
التاريخية وﻣواقع وﻣعالم ﺗراث ثقافي أخرى.
التخريب والنھب المستمران للمواقع والمعالم الثرية ،وللمراكز والمباني التاريخية كذلك. -5
ﺗدنى الوعي االجتماعي والثقافي ألھمية وقيمة التراث الثقافي كمصدر للتنمية. -6
إرشادات ﻣحدودة لالستثمار في ھذا المجال. -7
ﺗنفيذ جائر للمشاريع ،بسبب حقوق الملكية العائلية المعقدة ،وﻣا يتصل بھا ﻣن ﻣسائل ﻣالية. -8
االفتقار إلى المصادر البشرية. -9
االفتقار إلى المصادر المالية المناسبة. -10
7
-إجراء ﻣقابالت ﻣع المختصين )المسئولين اإلداريين عن المنطقة والبلديات أو المجالس المحلية فيھا أو
الباحثين فيھا أو المؤرخين لھا والعاﻣلين والمتخصصين في ﻣجال الترﻣيم والحفاظ( واألشخاص ذوي العالقة
بالموروث المعماري أو العمراني( السكان المستخدﻣون للمبنى أو المنطقة أو الموروث إن وجدوا وﻣالك
الموروث والناس المحيطون والمتأثرون به.
-جمع المعلوﻣات استنادا إلى األدبيات والمصادر التي يمكن أن ﺗزودنا بالبيانات والوثائق والمعلوﻣات عن
الموروث المعماري أو العمراني.
ثالثا :مخطط عمل أو تصميم تبعا لمعايير الحفاظ :أي يجب أن ينجز المخطط أو التصميم بما يتماشى ﻣع ﻣعايير
الحفاظ ﻣثل ﻣبادئ الحفاظ األساسية وأخالقيات الحفاظ التي ﺗحدثنا عنھا سابقا والمعايير والقوانين الدولية
والمحلية
رابعا :مرحلة التحليل واتخاذ القرارات :بحيث ﺗكون الدراسة علمية ﺗحليلية لكافة المعلوﻣات النتائج للعملية
السابقة ويسھم في ھذه المرحلة فريق ﻣن المتخصصين في العمارة والتاريخ والتراث والتصميم الداخلي
والسياحة والترﻣيم والحرف واالجتماع واالقتصاد والقانون بحيث ﺗتضافر الجھود لتحقيق ﻣصداقية عملية
الحفاظ .
سا :اتخاذ إجراءات للصيانة :وذلك لمتابعة المبنى والتأكد ﻣن بقاء المبنى في وضع جيد ،وھو نھج خام ً
وإحساس اقتصادي بنفس الوقت حيث أن الصيانة ﺗكلف اقل ﻣن االستبدال ،كذلك إجراءات لألﻣن واألﻣان يجب
أن ﺗؤخذ بعين االعتبار.
8
وفق ﻣعايير عصرية وھذا بإدخال كافة النواقص المتعلقة بالحالة اإلنشائية والخدﻣات االجتماعية وھذا ﻣا يؤكد
إلى حد ﻣا بأن أسلوب الصيانة التطويرية له دور ھام في التعاﻣل ﻣع جميع األبنية التي ﻣسھا التخلف داخل
المدينة.
ج -أسلوب الصيانة لتقوية األبنية
يسعى أسلوب الصيانة ﻣن أجل ﺗقوية األبنية األثرية إلى وضع أسس قوية وركائز لتثبيت األبنية األثرية
اآليلة للسقوط ،وھذا ﺗحسبا للمخاطر التي ﺗشكلھا على السالﻣة العاﻣة وكذلك على الخسارة التي ﺗمس ﻣباشرة
باالحتياط الخاص بالمعالم التاريخية الرفيعة.
د -أسلوب الصيانة من أجل التنظيف
يسعى أسلوب الصيانة ﻣن أجل التنظيف القضاء على المخلفات والتخلص ﻣن الشوائب والنواقص العالقة
باألبنية األثرية والمعالم التاريخية القديمة ،وھذا برفع جميع أنواع األنقاض العالقة بھا وﺗأھيلھا لتصبح نظيفة
وفي حالة ﻣمتازة ضمن وضعھا الطبيعي ،دون نقلھا إلى أﻣاكن أخرى.
ھ -أسلوب الصيانة التكميلية
يھدف أسلوب الصيانة التكميلية إلى إﺗمام األجزاء التالفة والناقصة ﻣن األبنية التاريخية القديمة وھذا
باالعتماد على ﻣواد البناء الخاصة في أثناء إﺗمام أجزاءھا التالفة على ﻣا كانت عليه في أول نشأة لھا دون زيادة
أو نقصان.
و -أسلوب الصيانة من أجل التشييد
إن أسلوب الصيانة ﻣن أجل التشييد يھدف إلى إقاﻣة أبنية جديدة ذات صلة باألبنية والمعالم األثرية القديمة
والتي اندثرت نھائيا ،ولم يبقى لھا ھياكل ﺗذكر على سطح األرض ،إال أن أشكالھا كانت ﻣعروفة ﻣن خالل
الصور المحفوظة لھا في األرشيف ،وفي ﻣثل ھذه الحالة يبرز دور أسلوب التشييد في ﺗبنيه إقاﻣة ھيكل جديد
لتلك األبنية التي اندثرت ،والتي يحاول إعادة بناؤھا وفق المواصفات والمقاييس التي ﺗنطبق عليھا ويكون ذلك
حسب ﻣواد بناء أصلية قدر المستطاع ،ثم نقلھا إلى ﻣوقعھا األول وھذه غاية كبيرة كان ﻣن الصعب الوصول
إليھا لوال االعتماد على أسلوب الصيانة ﻣن أجل التشييد.
وﻣن ثم نجد بأن سياسة المحافظة ﺗحاول دائما ﻣراعاة ثالثة أسس ھاﻣة في أثناء التعاﻣل ﻣع األبنية األثرية
والمعالم التاريخية القديمة ھي:
-1احترام القيم التاريخية والفنية التي ﺗحملھا األبنية األثرية والمعالم التاريخية القديمة على الرغم ﻣما ﺗحمله
ﻣن أفكار وفلسفات قد ﺗكون ﻣناقضة للقيم والعقائد للمجتمع المحلي ،وھذا بإبقائھا على حالتھا دون ﺗحوير
واجتھادات ﻣن اجل إﺗمام األجزاء التالفة خاصة في حالة عدم ﺗوفير الشكل أو الصورة الحقيقة لھا.
-2التأكد ﻣن ﻣواد البناء التي ﺗستخدم في التشييد التي ﺗتطلبھا األبنية األثرية والمعالم التاريخية القديمة
المندثرة ،واالبتعاد عن جميع اإلضافات الشاذة والغريبة وھذا ال يتم إال في الحاالت القصوى التي ﺗحتاجھا
الحالة اإلنشائية لألبنية وال يوجد بديال لھا خاصة في ظل غياب ﻣواد البناء األصلية.
التفحص ﻣن نوعية المواد المخصصة الستعمال الصيانة خاصة فيما يتعلق بتقوية األبنية األثرية -3
والمعالم التاريخية القديمة خاصة ﻣنھا اآليلة للسقوط في أثناء إعادة بنائھا على أنھا ﺗوثق وﺗسجل بعد االنتھاء
ﻣن العمل .
9
رسميا في العام 1988م في جنيف كمؤسسة خيرية خاصة إلدﻣاج وﺗنسيق المبادرات المختلفة
لسمو األﻣير األغا خان فيما يتعلق بتحسين الحياة الثقافية وبصفة خاصة البيئة المبنية.
ثانيا:الحفاظ Preservation
فيطلق على األعمال التطبيقية والبحثية التي يقوم بھا أﻣا ﻣصطلح " الحفاظ Preservation
المختصون في صيانة اآلثار في سبيل المحافظة على اآلثار بشتى أنواعھا وصيانتھا ﻣن التلف في الحاضر
والمستقبل ﻣستعينين في سبيل ﺗحقيق ھذا الھدف بما وفرﺗه لھم علوم الكيمياء والفيزياء وغيرھا ﻣن العلوم
التجريبية ﻣن نتائج علمية وأجھزة حديثة يستخدﻣھا المختصون في صيانة اآلثار ،وكذلك في فحص ﻣكونات
اآلثار المختلفة وﺗعيين خصائصھا الفيزيائية والكيميائية وﺗحديد خطورة التلف الذي ألم بھا وﻣظاھره المختلفة
على أسس علمية واختيار أفضل المواد الكيميائية وأنسب طرق عالج وصيانة اآلثار وحمايتھا ﻣن التلف
حاضرا وﻣستقبال.
وھكذا نجد أن ﻣصطلح الحفاظ في ﻣدلوله أعم وأشمل ﻣن ﻣصطلح الترﻣيم وإن كان ﻣصطلح الترﻣيم يعتبر أقدم
استخداﻣا ﻣن ﻣصطلح الصيانة في ﻣيدان ﺗرﻣيم وصيانة اآلثار.
ثالثا:الصيانة Conservation
ﻣن المعروف أن ھناك عالقة وطيدة بين ﻣصطلح صيانة وﻣصطلح يعالج والذي يعني " يحفظ
ويصون فكالھما ﻣرﺗبطين بالفعل الالﺗيني Preservationوﻣن كل ﻣا سبق يمكن القول أن ﻣصطلح
صيانة Conservationيعبر عن ﺗطور ﻣيدان ﺗرﻣيم وصيانة اآلثار ،وبعد أن أصبح ھذا المصطلح
في الوقت الحاضر يربط بين ﻣصطلح حفظ ،وأن عمليات صيانة اآلثار بشمولھا و ارﺗكازھا على
Restorationوﺗرﻣيم Preservationأسس علمية وفنية ﻣتطورة أصبحت ﺗشتمل على كل العمليات
التي يقوم بھا المتخصصون في سبيل المحافظة على التراث اإلنساني المادي ﻣن الفناء والتدھور ،كما
أصبح المتخصص في صيانة اآلثار Conservatorيمثل حلقة االﺗصال بين علماء اآلثار وعلماء
العلوم التجريبية التي ﺗخدم ﻣيدان صيانة اآلثار وحفظھا ﻣن التلف.
10
عرف حياة االستقرار واﺗخذ له ﻣسكنا سواء شيده ﻣن جذوع النخيل أو األشجار وقام بتسقيفه بسعف
النخيل والنباﺗات الجافة المختلفة وغطى سطحه الخارجي في بعض المراحل التاريخية بطبقات ﻣن
الطين لسد الفراغات التي قد ﺗوجد بين جذوع األشجار والنخيل ،كما ﺗوصل اإلنسان بعد ذلك إلى ﺗشييد
ﻣنزل أكثر قوة وصالبة ﻣن ھذا المنزل البسيط حيث قام بتشييده بالطوب اللبن المخلوط بالتبن .
وعندﻣا كانت ﺗتعرض ھذه المنازل لالنھيار بفعل الزالزل أو األﻣطار أو العواصف الرعدية أو
الحرائق وغيرھا ﻣن العواﻣل الطبيعية المختلفة كان اإلنسان القديم يعيد بناء ھذه المنازل أو إصالح ﻣا
قد ﺗلف ﻣن أجزائھا ) ,ﻣجد نجدي.(2010 ,
11
ب -عمل نظام ﺗرقيم لقطع المبنى بحيث ﺗحدد أﻣاكنھا بدقة ،و ﺗوقع على الرسوﻣات.
ت -ﻣراعاة عدم التشويه أو اإلضرار بالقطع المرقمة والمحافظة عليھا ،والبد أيضا ﻣن ﺗوقيع
القطع على كافة الرسوﻣات بحيث يظھر رقم القطعة الواحدة في رسمين ﻣختلفين ﻣثل المساقط والواجھات.
ث -يتم عمل جدولة لتوصيف القطع المرقمة قبل عملية الفك ،يتم ﺗحديد رقم القطعة وﻣواصفاﺗھا
وﺗوصيفھا ﻣن ناحية الخصائص الھندسية )الشكل ،االﺗجاه ،المقاسات( والطبيعية و الكيميائية.
ج -يفضل ﺗقسيم األجزاء المراد فكھا إلى ﻣناطق لتسھيل الحصر
ح. -ال بد ﻣن ﺗخزين القطع ﺗخزينا صحيحا بعيدا عن أية ﺗأثيرات ضارة ﻣثل الرطوبة أو االنھيار أو التلوث.
خ -قبل عملية فك الزخارف أو المقرنصات أو الحليات ال بد ﻣن عمل قوالب لكافة القطع بحيث يراعى أن
ﺗكون ﻣن ﻣادة قوية وحساسة ،ويجب ﺗسليح القوالب وﺗقويتھا.
د -ال بد ﻣن اختبار القطع المفكوكة أوال بأول وذلك الستبدال التالف ﻣنھا بنفس المواصفات
ذ -ﺗبدأ إجراءات عملية الفك ﻣن أعلى أفقيا ﻣدﻣاك فمدﻣاك ،ھذا باإلضافة إلى أنه يجب ﺗغليف القطع أثناء
ﺗنزيلھا وحتى ﺗخزينھا ،ويراعى ذلك أيضا أثناء إعادة التركيب.
يراعى ﺗوصيف القطع ﺗوصيفا دقيقا بحيث ﺗوضح عالقة التجاور للقطعة المرقمة ﻣن على يمينھا
ويسارھا وفوقھا وﺗحتھا ،وﺗحديد سمك المونة وﻣواصفاﺗھا ) ,ﻣجد نجدي.(2010 ,
-6-6مبادئ عامة تحكم عمليات صيانة وترميم المباني األثرية ال بد وأن يضعھا العاملون في ھذا الحقل
نصب أعينھم وتتلخص فيما يلي :
-1عدم القيام بأعمال الصيانة والترﻣيم التي يترﺗب عليھا ﻣحو أو ﺗغيير أو ﺗشويه أو طمس
الخصائص المادية والمعنوية للمبنى األثري ﻣن حيث الشكل والمظھر والسمات والخصائص المعمارية
والفنية.
-2عدم القيام بأعمال الصيانة والترﻣيم التي قد ﺗؤدي إلى إضعاف أو اإلضرار بالمواد الداخلة في
ﺗركيب المبنى األثري.
-3اإلفراط في عمليات الترﻣيم واالكتفاء بالقدر الضروري ﻣنھا لضمان بقاء المبنى األثري.
-4القيام بأعمال الترﻣيم بالكيفية والطريقة التي ﺗسھل ﻣعھا التفريق بين األجزاء المرﻣمة واألجزاء
غير المرﻣمة ﻣن المبنى األثري.
12
-5ال بد ﻣن استخدام ﻣواد الصيانة والترﻣيم التي ﺗسھل إزالتھا دون اإلضرار بعناصر المبنى
األثري ،وذلك عندﻣا يراد ﺗعديل أسلوب وطريقة الصيانة والترﻣيم.
-6عدم البدء في عمليات الصيانة والترﻣيم إال بعد الدراسة المستفيضة والمعرفة الكافية بخواص
وﺗأثير المواد التي سيجري استخداﻣھا في الصيانة والترﻣيم على المواد الداخلة في ﺗركيب المبنى األثر
-7يجب أن ﺗتم عمليات صيانة وﺗرﻣيم المباني األثرية الھاﻣة باشتراك المسئول عنھا والمتخصص في
ﻣادﺗھا العلمية.
-8ﻣن الضروري ﻣداوﻣة الرقابة والتفتيش على المباني األثرية حتى يمكن القيام بعمليات الصيانة
والترﻣيم في الوقت المناسب.
-9لما كانت األھداف المنشودة ﻣن جميع عمليات الصيانة والترﻣيم ھي اإلبقاء على المباني األثرية
فلسوف يكون ﻣن الضروري اختيار ﻣواد الصيانة والترﻣيم التي ﺗكفل ھذا االستمرار وبحيث ال ﺗتفاعل
كيميائيا ﻣع المواد الداخلة في ﺗركيب المبنى األثري بطريقة ﺗؤدي إلى اإلضرار بھا.
-10إن سوء االستعمال يعتبر ﻣن أكثر األسباب فتكا بالمباني األثرية ،لذلك فإنه ﻣن الضروري ﻣنع
ﺗشويھھا بالكتابة على الجدران واألخذ في االعتبار األضرار التي قد ﺗنجم عن ﺗوصيالت الكھرباء
والمياه والصرف الصحي.
13
-2تجارب في المنطقة العربية
-1-7التجربة األولى :
تجربة مدين حلب التاريخية
-1-1-7موقع مدين حلب
ﺗقع ﻣدينة حلب على خط الطول 36,12
درجة و خط العرض 37,93درجة ،و ﺗرﺗفع
379ﻣترا عن سطح البحر ﻣما يجعلھا ﺗتمتع
بالمناخ المتوسط المعتدل وقد أحيطت حلب ﻣنذ
القديم بأسوار قوية وأبراج وﺗقوم أسوارھا
الحالية فوق أنقاض أسوار أقدم ﻣنھا ﺗعود إلى
شكل ) ( 1ﻣدينة حلب والقلعة التاريخية.
العھود اليونانية والروﻣانية والبيزنطية وﻣن
المصدرwww. syriantime.com : اشھر ﻣعالمھا السياحية أبوابھا المنتشرة
باألسوار وﻣنھا باب انطاكية وكذلك قلعة حلب
التي ﺗقع فوق ﻣرﺗفع طبيعي ويحيط بھا خندق
عميق كان يمأل بالماء خالل الحرب كما يشكل
), (1كما ينتشر بالمدينة العديد ﻣن الحماﻣات و
األسواق القديمة و الخانات و يقع بھا أيضا
المسجد االﻣوى الكبير كما بشكل ) (2و ).(3
14
-3-1-7السياسات المتبعة في تنفيذ المشروع
إن الحلول والمعايير المنفصلة والجزئية ال ﺗستطيع أن ﺗتماشى ﻣع حجم وﺗعقيد المشكالت الموجودة،
فالمدن التاريخية العربية اإلسالﻣية حيث ﺗعتبر ﻣدينة حلب نموذجا ﻣثاليًا لھا ،نشأت عبر قرون عديدة وﺗشمل
خليطا غنيًا ﻣن الوظائف العمرانية والقيم االجتماعية والمالﻣح المعمارية ،وقد أدرك المخططون في العديد ﻣن
ھذه المدن ھذا األﻣر وقاﻣوا بتبني سياسة ﻣتكاﻣلة لعملية اإلحياء ،وﺗربط ھذه السياسة المؤثرات االقتصادية
واالجتماعية والفنية واإلدارية ضمن عملية شاﻣلة) ،الصالح ،عماد .(2003 ,
-4-1-7المراحل و االنجازات التي مرت بھا عملية الحفاظ على مدينة حلب
قاﻣت وزارة الثقافة -
بتسجيل األحياء داخل األسوار
كمناطق أثرية يمنع فيھا الھدم
والبناء ويسمح فقط بالترﻣيم.
ﺗم ﺗكليف اليونسكو -
بوضع فريقًا ﻣن الخبراء للحفاظ
على حلب القديمة وﺗطويرھا،
ﺗم إدراج حلب في سجل -
ﻣواقع التراث العالمي .كما ﺗم
ﺗسجيل األحياء التاريخية الواقعة خارج
شكل ) (4احد المساكن بمدينة حلب القديم قبل الترﻣيم و بعدة
المصدر :ﻣجد نجدي2010 , األسوار كمناطق أثرية.
إلغاء المخطط التنظيمي -
لمدينة حلب القديمة رسميًا .و ﺗشكيل
ﻣكتب خاص بالمدينة القديمة في إدارة ﻣدينة حلب.
ﺗم ﺗوقيع اﺗفاقيتي ﺗعاون ﻣع الصندوق العربي ووزارة التعاون التقني األلمانية ) (GTZللمساھمة في -
دعم المشروع.
ﺗم إعداد ﻣخطط ارﺗقاء طويل األﻣد لبعض المناطق ﻣن قبل المخططين و المعماريين ﻣثل ﻣخططات -
المواصالت ،المياه والصرف الصحي ،المخططات االقتصادية و البيئية .و ﺗم انجاز جزء كبير ﻣن ھذه
المخططات .
ﺗم وضع نظام للتمويل له اعتمادات ﻣن جھات ﻣختلف يھَدَف إلى ﺗنشيط الجھود وفق أھداف التخطيط -
التي ﺗناولت إ صالح البيوت الخاصة المھددة باالنھيار و ﺗحديث الشبكة التحتية
ﺗم وضع خطط لمشاريع غرضھا إصالح المنطقة على كافة األصعدة وجعلھا أكثر جاذبية كمشروع -
ﺗرﻣيم نموذجي لمنطقة ذات طابع ﺗجاري وﺗحتوي على ﻣباني ﺗاريخية ھاﻣة ﻣثل الخانات والبيمارستان .وكذلك
ﺗرﻣيم نموذجي ذو طبيعة سكنية كما بشكل ) (4و ) ، (5ويھدف إلى ﻣساعدة سكان الدور ورفع ﻣستوى سكنھم
-ﺗم انجاز دراسات لعدة ﻣباني ﺗاريخية ويتم إعداد دراسات ﺗرﻣيمية وﺗوثيقية لھذه المباني
-ﺗم وضع ﻣعايير للتصميم العمراني لنقاط التقاء الشوارع لتنظيم الفراغات العمرانية.
-ﺗم ﺗحديد ﻣسار سياحي يصل بين جميع المعالم السياحية
2-7التجربة الثانية
ترميم مدينة ﺷبام التاريخية في الجمھورية اليمنية
15
احد أھم المدن األثرية في حضرﻣوت ﻣدينة المدن اليمنية وأكثرھا شموخا )ﻣدينة شبام( ،عنوان
لقدرة اليمني على اإلبداع وعبقرية البناء الذي ﻣازال حتى وقتنا الحاضر ﻣميزا ),ﻣجد نجدي.(2010 ,
16
ونظرا لضيق المساحة فقد ﺗم ﺗخطيط المدينة بطريقة
دقيقة وﻣنتظمة وكان التوسع الرأسي نتيجة ضرورية
لذلك وانحصرت المباني العاﻣة فيھا في المساجد
والجواﻣع واألسواق كما ﺗوجد آثار لمستشفى شبام
القديم على ﻣقربة ﻣن زاوية السور الشمالي والشرقي
للمدينة ونالحظ بأن التالصق الشديد للمباني أدى إلى
عمل دھاليز وﻣمرات ﺗسمح بمرور الساكنين والھدف
ﻣن ذلك ضمان الناحية األﻣنية والدفاعية للمدينة كما
بشكل ).(7
و ﺗتميز العمارة الطينية في ﻣدينة شبام بالبساطة
والفخاﻣة ،وﺗتجلى ھذه البساطة في استخدام المواد
المحلية في البناء ﻣثل الحجر والطين والخشب
وببساطة ﻣرﺗبطة بالذوق الفن كما ﺗتميز عن بقية ﻣدن
الوادي بعلو ﻣبانيھا والتي ﺗصل إلى ﺗسع طوابق ﻣن
شكل ) (7ﻣخطط لمدينة شيام القديمة الطين وھذا فيه نوع ﻣن الجرأة الھندسية حيث وفرت
المصدرhttp://www.alshibami.net :
الواجھات المرﺗفعة ذات النتؤات البارزة ﻣساحات ﻣن
الظل والمعكوس على ساحات ﺗلك المباني ،و التي كانت
ﻣعظمھا ﺗطلى بالنورة البيضاء) الجير الكلسي( وذلك
لعكس أشعة الشمس الحارة كما بشكل).(8
يمكن تلخيص الجھود التي بذلت للحفاظ على ﺷبام التاريخية على النحو التالي:
الحفاظ على المدينة التاريخية ﺗم باستخدام ﻣواد البناء القديمة واألصلية التي ﺗ ﱠم بھا إعادة النظام القديم -
ﺗرﻣيم المباني التي ﺗم ھجرھا ﻣن قبل األھالي في السبعينات وھي ﻣعرضة للخراب حاليا واالستفادة -
ﻣنھا -كونھا ﺗمثل ﻣنع البناء باالسمنت والبلوك )الباردين( إال في الحاالت التي ﺗبرر ذلك وﻣن خالل وضع
جزءا أساسيًا ﻣن المخزون العمراني
ﻣنع البناء باالسمنت والبلوك )الباردين( إال في الحاالت التي ﺗبرر ذلك وﻣن خالل وضع رخص للبناء -
لتفادي البناء العشوائي والعفوي على أن يتم ذلك بشكل ھادئ وﻣقنع ﻣع لفت انتباه األھالي وﺗعميم بعض
المالحظات المتعلقة بالتصميم الخارجي والداخلي والبناء وھذا يؤدي إلى وضع ضوابط وﺗوعية األھالي
وأصحاب البناء إلى المبادئ والعناصر المستخدﻣة
-إن إعادة ﺗأھيل أكثر ﻣن ) ( 200ﻣنزل وﺗطوير األنشطة االجتماعية وﻣشروع التطوير الحضري ساھم
في جعل ھذه المدينة أحد أحياء المجتمع بدال ﻣن كونھا ﺗحفة ﻣعمارية فقط ،فمن خالل ﺗضافر الجھود المختلفة
للجمعيات والفنانين المعماريين استطاعت ﻣدينة شبام أن ﺗتحاشى اإلھمال الذي أوشك أن يھدﻣھا ،و بذلك يمكن
17
القول إن ﻣن أھم القيم المرﺗبطة بھذا المشروع إن ﻣدينة شبام حضرﻣوت نجحت في الحفاظ على العمارة الطينية
وعلى الحياة داخل المدينة ،ولھذا حازت شبام على جائزة األغا خان الدولية.
إن ﻣشروع بشبام ليس فقط للحفاظ على المباني وإنما ﺗركز على ﺗأھيل اإلنسان الشباﻣي نفسه -
ﻣن حيث التأھيل والتدريب وإدارة ﻣثل ھذه األعمال المتعلقة بفن الترﻣيم وﺗنمية الموروث الحرفي
وإعادة إحيائه وإبرازه على الوجود ) ,ﻣجد نجدي.(2010 ,
-3-7التجربة الثالثة
مشروع تھيئة ساحة الجرابة في القيروان – تونس
ﺗكوّ ن بطحاء الجرابة فضاء ﺗاريخيًا يقوم
بدور المركز التجاري ،فھو يحتوي على عدد
ﻣن دكاكين النساجين وغازلي الصوف
والصباغين كما بشكل ), (9وقد أشرفت
ﻣؤسسة ريھابيماد بالتعاون ﻣع اإلﺗحاد
األوروبي على ﺗھيئتھا في بداية القرن
العشرين وھ ّدﻣت بعض دكاكينھا ووقعت
ﺗوسعتھا وﻣنذ ذلك التاريخ ﺗحولت إلى حلقة
وصل بين الطرق الرئيسية في قلب المدينة .
)وﺗبلغ ﻣساحة ھذه المنطقة ألف ﻣتر ﻣربع
وﺗجمع ﻣباني ﻣھمة ﻣن زوايا وﻣستوصف
وأسواق وﻣسجد األبواب الثالثة ,وﻣقام
ﻣوالي الطيب,
شكل ) ( 9ساحة الجرابة وفى سنة 1995ﺗم ﺗھيئة كاﻣل المسلك الرابط
المصدرwww.rehabimed.net : وھو بين باب المدينة الجنوبي والجاﻣع األعظم،
ﻣن أھم المسالك السياحية في المدينة إن لم يكن
أھمھا على اإلطالق ،فقد ر ّﻣمت كل الواجھات وﺗ ّم إخفاء الشبكة الكھربائية وشبكة االﺗصاالت و ﱡبلطت األرضية
ور ّﻣمت بعض الدور ووضعت عالﻣات التوجيه ولم ﺗبق سوى بطحاء الجرابة التي ﺗحتل ﻣوقعا ﻣركزيا ضمن
المسلك ) ,ﻣجد نجدي.(2010 ,
18
غربي البطحاء ،ﺗستدعي اھتماﻣا خاصا ويمكن للبلدية أو المعھد الوطني للتراث
ّ البناية المقاﻣة في شمال -
أن ﺗقترح لھا ﺗوظيفا يالئم االختيارات التي ﺗؤدي إلى ﺗنشيط السياحة.
ﻣن الجدير بالذكر اسُتكمل العمل في
ﺗجديد ھذه الساحة التاريخية التي ﺗعتبر
شريانا رئيسيا في القيروان القديمة التي
ﺗعيش داخل األسوار ،وذلك باالعتماد
على ﺗمويل ﻣن البنك الدولي وصناديق
" ).(Europe Heritageإسالﻣية
وبرناﻣج" التراث األوروبي المتوسطي
وقد حرص األوروبيون على المحافظة
على الطابع التاريخي للساحة وإبراز
قيمتھا الثقافية في إطار االندﻣاج ﻣع
المعالم العمرانية المحيطة بھا .وبھذا
المعنى عززت الترﻣيمات ﻣوقع الساحة
بوصفھا شريانا رئيسيا في المسار
السياحي الثقافي
بعد االنتھاء ﻣن أشغال التھيئة والتھذيب
شكل ) ( 10ساحة الجرابة بعد التھيئة. أصبحت بطحاء الجرابة والتي ﺗسمى
المصدرwww.eurajar.org/ar/euromed-articles : أيضا بطحاء زروق ،الممر المحبذ داخل
ﻣدينة القيروان العتيقة وعنصرا أساسيا
في المسلك السياحي الواصل بين األسواق والجاﻣع الكبير كما بشكل ), (10ولقد بدأت ﻣالﻣح انتعاش البطحاء
في الظھور ،ذلك أن بعض الدكاكين التي كانت ﻣھملة وﻣقفلة فتحت أبوابھا ودبّت فيھا الحياة ﻣن جديد ،أﻣا
السياح فقد أصبحوا يتوقفون طويال لالستمتاع بجمال المشھد المعماري الذي يوفره المكان .لقد كان أساس
ﻣشروع ﺗھيئة البطحاء وإحيائھا ھو التوفيق بين الخصوصية الثقافية المتمثلة في حيويّة بطحاء الجرابة ﻣن ناحية
وبين وجوب ﺗوفير فضاء عمراني قادر على المنافسة وعلى ﺗقديم ﻣنافع لمستعمليه ﺗضاھي المنافع التي
يحصلون عليھا في فضاء آخر .
19
-5-7التجربة الرابعة
تجربة المملكة العربية السعودية
في إطار اھتمام المملكة العربية
السعودية بالحفاظ على ﺗراث وآثار المملكة
فقد قاﻣت األﻣانة العاﻣة بترﻣيم وإعادة بناء
جسور المدينة المنورة بوادي العقيق و ﺗرجع
أھمية ﺗلك الجسور بوادي العقيق إلى كونھا
وصلة ربط في الماضي بين دﻣشق والمدينة
المنورة والذي كان يعتبر في ھذا الوقت حدث
ھام جدا انظر شكل ) ,(14ولذا ﺗعتبر ھذه
الجسور ﻣن ﻣعالم ﺗراث المدينة المنورة حيث
أنھا ﺗمثل قيمة ﺗاريخية وﻣعمارية كبيرة ،و
انه يمكن االستفادة ﻣنھا كمزار وﻣتنزه سياحي
شكل رقم ) ( 1 4قطار الحجاز الذي يمر على جسور وأدى عالمي
العقيق بالمدينة المنورة .
المصدر :حسن السيد ,يوسف الرافعى.2008 ,
-1-5-7وصف عام للجسور :
بنيت ھذه الجسور في عھد السلطان عبد
الحميد الثاني )1909 – 1876م( وذلك في
الفترة ﻣابين )1908 – 1900م( .و ﺗتكون ﻣن
أربعة جسور ﻣختلفة األطوال ،وﻣن المالحظ
بالشكل رقم ) (15إنھم على ﻣسافات ﻣختلفة
فنجد أن جسر Aوجسر Bﻣتجاورين ،وأن
جسر Cوجسر Dﻣتجاورين ويمر يھما ﻣجرى
السيل .أﻣا جسر Dھو الجسر األكبر والذي
كان أكثر عرضة للسيل فقد ﺗم إزالته نظرا
لسقوط عقدﺗين ﻣنه بعد السيول التي اجتاحت
المدينة في ذي الحجة عام 1426ھـ باإلضافة
إلى حوادث السقوط التي ﺗضرر ﻣنھا المشاة الذين
شكل رقم ) ( 15يوضح الجسور األربعة بوادي العقيق
يعبرون الجسر ،وقد ﺗم رفع األحجار وﺗخزينھا
بالمدينة المنورة
بإدارة الصيانة باألﻣانة وحفظھا ﻣن الضياع.
المصدر :حسن السيد ,يوسف الرافعى.2008,
-2-5-7مشروع الحفاظ على موقع الجسور :
اعتمدت فكرة الحفاظ على ﻣوقع الجسور التراثي على جعلھا ﻣزار سياحي ھام لكونھا ذات قيمة ﺗاريخية
وﻣعمارية حيث أنھا ﻣن المعالم التراثية بالمدينة المنورة .فمنطقة الجسر ﺗتوفر بھا عدة عناصر ھاﻣة ھي وجود
الجسور األربعة ووجود ﻣجرى السيل وكذلك ﺗقع على شبكة طرق رئيسية ھاﻣة .
ولھذا الغرض ﺗم ﺗرﻣيم الجسور الموجودة بالموقع وإعادة بناء الجسر المتھدم انظر شكل ), (16وربطه بالجسر
بمنطقة ﻣجرى السيل ﻣع إضافة ھاندريل ﻣن الحديد له حتى يحقق اآلﻣان للمشاة
،كما روعي في ھذا المشروع ﺗوفير آﻣاكن النتظار السيارات بمساحة كافية ،وكافيتريا ﺗخدم رواد المكان لھا
شكل دائري ﺗطل بمنظر بانو راﻣا على ﻣنطقة الجسور التي ﺗقع بمجرى السيل ﻣن خالل برجوالت دائرية ،
باإلضافة إلى عمل ﻣدرجات يمكن استغاللھا كمحكي يطل على الجسور ويتم إضاءﺗھا ليال على طريقة
"الصوت والضوء" انظر شكل ).(17
كما روعي ﺗنسيق الموقع بعمل ﻣمرات ﻣشاه يتخللھا ﻣسطحات خضراء وأشجار ﻣختلفة األنواع واألحجام
وﺗوفير أﻣاكن للجلوس بالمتنزه باإلضافة إلى عمل اإلضاءة المناسبة للمكان سواء المباشرة والغير ﻣباشرة .وقد
راعى ھذا الحل االحتفاظ بمكان بئر المياه الموجود بالمنطقة حيث يمكن االستفادة ﻣنه لخدﻣة ﻣنطقة الورش
وقاطني المنطقة .
20
أيضا حقق ھذا الحل ﺗوفير ﻣحالت صغيرة لبيع الصور والكتيبات التذكارية الخاصة بمنطقة الجسور واألﻣاكن
الھاﻣة المحيطة ،وھذه المحالت ﺗحقق الھدف المرجو وھو اإلرشاد السياحي .
شكل رقم ) ( 16اقتراح إعادة بناء الجسر الكبير الذي يقع في ﻣخر السيل بأسلوب إنشائي
يتحمل ويقاوم قوة دفع ﻣياه السيول وكذلك ﺗجنبا لحدوث انھيارات به ﻣرة أخرى .
المصدر :حسن السيد ,يوسف الرافعى2008,
شكل رقم ) (17الحل المقترح لمشروع الحفاظ على ﻣنطقة الجسور بوادي العقيق بالمدينة المنورة
المصدر :حسن السيد ,يوسف الرافعى2008,
21