You are on page 1of 37

‫آفاق تطبٌق االستدامة فً العمارة المحلٌة‬

‫ملخص المحاضرات‬
‫د‪ .‬م‪ .‬مٌساء حمدون‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ظهرت اآلراء واألفكار المناهضة والمعارضة والمصطلحات الحدٌثة مثل اإلقلٌمٌة‬
‫أو المحلٌة أو الهوٌة المعمارٌة عندما اكتسحت العمارة الحدٌثة أو عمارة العولمة ‪-‬‬
‫(باعتماد النموذج الموحد‪ ،‬القابل للتصدٌر إلى كل العالم‪ ،‬دون مراعاة أي موروث‬
‫سابق) ‪ -‬مواقع عدٌدة فً دول العالم‪ ،‬وأحكمت سٌطرتها على جمٌع المعالم‬
‫المعمارٌة ‪ ،‬وأصبحت قوة طاردة لكل ما ٌمثل التراث أو اإلقلٌمٌة‪ ،‬فعملت على‬
‫حجب الهوٌة المعمارٌة اإلقلٌمٌة كقوة مقاومة للحداثة‪ ،‬فجاءت هذه المصطلحات‬
‫للتحرر من القوى التً تلزم استعمال أنماط معٌنة من أصول ال تنتمً إلى المكان‬
‫سعٌا للحفاظ على مقوماتها ‪.‬‬
‫تبدو العمارة اإلقلٌمٌة الٌوم متماثلة فً كل أنحاء العالم ‪ ،‬وعالوة على ذلك كل الفن‬
‫العظٌم ٌمٌل ألن ٌكون إقلٌمٌا لقابلٌته للتفسٌر وعدم صعوبة تأوٌله ‪ ،‬وعلٌه ٌمكن أن‬
‫ٌحاكً أي ظروؾ ثقافٌة ‪ ،‬وبذلك وجدت المجتمعات أسلوبا ٌستمد إلهامه من‬
‫المحلٌات الكالسٌكٌة أو التقالٌد واألساطٌر فً المجتمع ‪ ،‬أو من خصوصٌة شكلت‬
‫أساسا ودافعا لتطوٌر العمارة المتكٌفة والمنتمٌة‪.‬‬

‫‪ .1‬مفاهٌم متعلقة بالعمارة المحلٌة – التقلٌدٌة ‪ -‬االقلٌمٌة‬


‫العمارة التقلٌدٌة والمحلٌة‪:‬‬
‫العمارة المحلٌة‪ :‬هً نمط العمران الذي ٌتم بناؤه بواسطة الخبرات المحلٌة التقلٌدٌة‬
‫فً منطقة معٌنة‪ ،‬أي أنها ولٌدة موقعها من مواد بناء إلى أٌدي عاملة إلى‬
‫استعمال فراغات‪ ،‬وهً ال تعمل إال فً موقعها‪.‬‬
‫وتتسم هذه العمارة بسحر خاص ٌستهوي العدٌد من المعمارٌٌن وتتمٌز هذه العمارة‬
‫بوفرة الحلول البارعة للعدٌد من المشاكل المناخٌة واالجتماعٌة المحلٌة وتعطً‬
‫طابعا بصرٌا ممٌزا ٌتوافق مع الصورة البصرٌة لالقلٌم الذي ظهرت فٌه‪.‬‬
‫العمارة اإلقلٌمٌة الحدٌثة‪:‬‬
‫اإلقلٌمٌة فً العمارة" هً مفهوم من التصمٌم المعماري مبنً على أسس ومحددات‬
‫متعلقة بالمكان كالثقافة والمناخ والموارد‪ .‬فً وقت مبكر من الحضارة‪ ،‬كان فن‬
‫العمارة ذو طبٌعة إقلٌمٌة بشكل كبٌر ألنه تطور استجابة لهذه المحددات اإلقلٌمٌة‪.‬‬
‫دل تارٌخ الحضارات على أن اإلنسان طورالعمارة على مر القرون من خالل‬
‫التجربة والخطأ ‪ ،‬والتقالٌد من منطقة ما أو من المعطٌات الثقافٌة الخاصة بكل‬

‫‪2‬‬
‫عمارة ‪ ،‬والتً التزال موجودة حتى اآلن فً المناطق الرٌفٌة فً أنحاء مختلفة من‬
‫العالم ‪ ،‬على النقٌض من المراكز الحضرٌة التً ظهرت فً أعقاب الثورة‬
‫التكنولوجٌة‪.‬‬
‫أما" اإلقلٌمٌة الحدٌثة" فهً حركة نقدٌة شملت مٌادٌن كثٌرة ‪ ،‬جاءت انعكاسا ألفكار‬
‫معمارٌٌن تبنى بعضهم الموقؾ الكالسٌكً وتبنى بعضهم اآلخر الموقؾ العصري ‪،‬‬
‫مما جعلها تحتوي ضمنا مفهوم الموقفان العصرٌة والحداثة ‪.‬‬
‫مفهومً اإلقلٌمٌة والمحلٌة فً األوساط المعمارٌة‪:‬‬
‫تثار مسألة اإلقلٌمٌة والمحلٌة فً األوساط المعمارٌة ‪ ،‬بل لعل من األصح القول إن‬
‫هاتٌن المسألتٌن تطرحان ضمن إطار الهوٌة (الهوٌه هً مجموعه السمات التً‬
‫نستطٌع بها ان نمٌز انسان او شعب عن آخر) فً معرض التساؤالت التً‬
‫تستثٌرها مسألة الهوٌة فً حال طرحها كمشكلة‪ .‬برزت قضاٌا المحلٌة واإلقلٌمٌة‬
‫وطرحت‬ ‫أٌضا فً العمارة العربٌة مع مطلع السبعٌنٌات من القرن العشرٌن ‪ُ ،‬‬
‫كمسألة جادة نظرٌا على ٌد معمارٌٌن أمثال حسن فتحً ورفعت الجادرجً من‬
‫خالل طروحاتهم ‪ ،‬ومشارٌعهم المختلفة التً بدأت تمتد خارج نطاق حدود منطقة‬
‫جؽرافٌة معٌنة‪.‬‬

‫ٌمكن رؤٌة اإلقلٌمٌة والمحلٌة على إنهما طرفً معادلة ٌقعان على نقٌضٌن‪ ،‬بٌد‬
‫أنهما فً نفس الوقت متداخلٌن‪ ،‬حٌث تشكل البٌبة الخط الرفٌع العام الذي ٌربط بٌن‬
‫المحلٌة واإلقلٌمٌة‪ .‬إال أنها‪ -‬وٌعنً اإلقلٌمٌة – أكثر شمولٌة من األخرى فً التعبٌر‬
‫عن بقعة جؽرافٌة أوسع بما فٌها من عوامل ومؤثرات بٌبٌة ومناخٌة دٌموؼرافٌة‬
‫واجتماعٌة وؼٌرها ‪.‬‬
‫وٌعتبر البعض أن الخط الذي ٌربط المحلٌة عبر المناطق المتباعدة هو خط قوي‬
‫لدرجة إذابة الفوارق الجزبٌة بٌن األقالٌم ‪ ،‬تخالؾ البعض اآلخر هذه الفكرة باعتقاد‬
‫العكس‪ ،‬أن اإلقلٌم الواحد ٌنزع لٌتجزأ لمجموعات محلٌة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وبإدارك هذه النظرات المتباٌنة بٌن الفرٌقٌن ٌمكن لنا أن نتبٌن ما تعنٌه هاتٌن‬
‫الكلمتٌن فً العمارة ‪ ،‬وبالذات فً العمارة العربٌة المعاصرة وضمن مشكلة متعلقة‬
‫بالهوٌة والعودة للتراث‪.‬‬
‫مثال‪ :‬مبنى امانة العاصمة‪ ،‬بغداد‬
‫مبنى "امانة العاصمة (مثال عن العودة إلى اإلقلٌمٌة أو المحلٌة) ‪ ،‬مصمم من قبل‬
‫مكتب هشام منٌر ومشاركٌه‪ ،‬وٌقع فً منطقة "العوٌنة" فً الرصافة ببؽداد‪ ،‬له‬
‫اهمٌة ٌستمدها ألنه مقرٌّ إلدارة شؤون العاصمة‪ ،‬ورمز معماري لها‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫اتساع فضاءاته المصممة وكتلته الضخمة التً ٌصل ارتفاعها الى تسعة طوابق‪.‬‬
‫والمبنى منشأ من عناصر خرسانٌة ذات لون ترابً‪ .‬وٌقوم المخطط التكوٌنً لمبنى‬
‫"امانة العاصمة" على نواة مركزٌة هً فناء وسطً‪ ،‬تحٌط بها فراؼات المبنى من‬
‫جهاته األربع‪ .‬وقد استطاع المصمم أن ٌوزع فراؼات المبنى بصٌؽة عقالنٌة‪،‬‬
‫تتماشى مع طبٌعة الوظابؾ التً ٌؤدٌها‪.‬‬

‫وٌمكن تلخٌص بعض جوانب االستدامة فً المبنى فٌما ٌؤتً‪:‬‬


‫الجانب البٌبً‪ :‬التأكٌد على تصؽٌر الفتحات ونحت الواجهة‪ ،‬ومراعاة التظلٌل‪،‬‬
‫وتأمٌن نوع من الراحة الحرارٌة من خالل سماكة الجدران وعطالتها الكبٌرة‪.‬‬
‫فً الجانب االقتصادي‪ :‬االعتماد على الخواص البنابٌة للمواد وعلى التظلٌل وذلك‬
‫لتحقٌق توفٌر اقتصادي بتقلٌل تكلفة التدفبة والتكٌٌؾ‪.‬‬
‫فً الجانب االجتماعً‪ :‬من الصعب لحظ هذا الجانب بسبب نقص فً المعلومات‬
‫المتوفرة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ .2‬العوامل المإثرة على العمارة المحلٌة وسماتها‬

‫العوامل المإثرة‬
‫على العمارة‬
‫المحلٌة‬

‫العوامل‬ ‫العوامل‬ ‫تؤثٌر العوامل‬ ‫العوامل‬ ‫عامل البٌئة‬


‫عامل الموقع‬
‫السٌاسٌة‬ ‫االقتصادٌة‪:‬‬ ‫الثقافٌة‬ ‫االجتماعٌة‬ ‫الطبٌعٌة‬

‫تعكس العمارة المحلٌة لكل منطقة العدٌد من المفاهٌم االجتماعٌة والدٌنٌة والروحٌة‬
‫المتمثلة فً نمط حٌاتهم ومعمارهم ‪ ،‬ومدى تأثرها بحضارات األمم األخرى‬
‫‪ .1‬عامل الموقع‪:‬‬
‫ٌؤدي تنوع الموقع و ظروؾ المنطقة‬
‫دورً ا كبٌرً ا فً تشكٌل التكوٌنات‬
‫العمرانٌة والمعمارٌة فً العمارة‬
‫المحلٌة‪ ،‬و تأتً هذه التكوٌنات متألفة‬
‫ومتناؼمة مع الموقع وانعكاس‬
‫لطبوؼرافٌته و مكوناته ‪ .‬كما ٌظهر‬
‫تأثٌر الموقع فً اختٌار مواد بناء‬
‫محلٌة متاحة بالموقع‪.‬‬
‫‪ .2‬عامل البٌئة الطبٌعٌة‪:‬‬
‫تمثل البٌبة الطبٌعٌة الشق الثابت من البٌبة الحضارٌة العامة التً تؤثر فً صٌاؼة‬
‫وتشكٌل الهوٌة المعمارٌة‪ ،‬وكذلك تنظٌم وتوزٌع الفضاءات والكتل البنابٌه ضمن‬
‫النسٌج الحضري للمدٌنة وهً التقرر الشكل النهابً للنسٌج بل تبقً عوامل البٌبة‬
‫الثقافٌة هً اساس فعال فً التشكٌل النسٌج الحضري اذ ٌتفاعال م ًعا لتشكٌل النسٌج‬
‫الحضري بما ٌتناسب مع امكانٌات االنسان وقابلٌة الموقع وتشتمل البٌبة الطبٌعٌة‬
‫على‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫• المؤثرات الطبوؼرافٌة‪ :‬تؤثر التضارٌس و طبٌعة األرض بشكل كبٌر على‬
‫النسٌج المعماري و الحضري كما تنعكس على الهوٌة المعمارٌة‪.‬‬
‫• العوامل المناخٌة‪ :‬من درجة حرارة وحركة رٌاح والتً لها دور كبٌر فً‬
‫تشكٌل النسٌج العمرانً و الحلول التصمٌمٌة و توجٌه األبنٌة‪.‬‬

‫‪ .3‬العوامل السٌاسٌة‪:‬‬
‫إن ما ٌحدث فً المجتمع من تؽٌرات سٌاسٌة و فكرٌة و إجتماعٌة البد أن‬
‫تجد لها تمثٌل فً المجال المعماري و التصمٌم الحضري ‪ ،‬و علٌة فإنه‬
‫ٌحدث للعمارة تؽٌرً ا مماثال لما ٌحدث من تؽٌر فً فكر المجتمع ‪ ،‬إذ تصبح‬
‫العمارة هً الهوٌة المعبرة لذلك الفكر السٌاسً ‪ ،‬لذلك فإن العمارة تجسد‬
‫أهم االحداث السٌاسٌة باعتبارها مؤشرً ا تارٌخًٌا لتلك الفترة من حٌاة‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫تأثٌر العمارة اإلٌطالٌة على‬
‫العمارة اللٌبٌة‬

‫‪6‬‬
‫‪ .4‬العوامل االجتماعٌة‪:‬‬
‫تلعب العوامل االجتماعٌة دورا كبٌرا فً تنظٌم وتخطٌط أي مدٌنة وتسهم بدور‬
‫كبٌرفً التأثٌر المباشر على العمارة المحلٌة على المستوى الفردي وعلى المستوى‬
‫الجماعً‪.‬‬
‫ذلك التأثٌر االجتماعً ٌتبلور فً عدة مبادئ ‪،‬‬
‫نذكرأهمها ‪:‬‬
‫• مبدأ الجوار أساس فً التخطٌط و التصمٌم‬
‫الحضري‬
‫• التكوٌن العمرانً و ارتفاعات األبنٌة وعالقتها‬
‫بالعالقات االجتماعٌة‬
‫• الفتحات الخارجٌة و عالقتها بالخصوصٌة‬
‫• الفصل الوظٌفً فً الفراؼات المعمارٌة‬
‫‪ .5‬تؤثٌر العوامل الثقافٌة‪:‬‬
‫إن العمارة المحلٌة هً نتاج تفاعل فكري بٌن أفراد و جماعات أي مجتمع‪ ،‬وهً‬
‫تعبٌر حً و صادق عن القٌم الفكرٌة و الثقافٌة للمجتمع‪ ،‬اي أن شكل العمارة ٌعبر‬
‫عن هوٌة المجتمع بما ٌحمله من عادات وتقالٌد و معتقدات روحٌة واهتمام بالتراث‬
‫و الصناعات و الحرؾ الٌدوٌة ‪ ،‬والتواصل الحضاري‪.‬‬

‫‪.6‬العوامل االقتصادٌة‪:‬‬
‫والتً لها دور كبٌر على استعماالت األراضً فً النسٌج العمرانً من فصل‬
‫للمناطق السكنٌة عن ؼٌرها من المناطق التجارٌة أو مناطق األبنٌة العامة‪ ،‬كما لها‬
‫دور فً اختٌار النظام اإلنشابً ومواد البناء المستخدمة فً العمران‪ ،‬إضافة‬
‫لالهتمام بالعناصر الجمالٌة و الزخرفٌة أو عدمه‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫سمات العمارة المحلٌة‪:‬‬
‫ٌستخلص مما سبق وجود أنواع عدٌدة من السمات المحلٌة بحسب طرٌقة تأثٌرها‬
‫ضمن النتاج المعماري كان تكون‪:‬‬
‫• سمات محلٌة متعلقة بأنظمة وعناصر إنشابٌة‪،‬‬
‫سمات محلٌة متعلقة بتنظٌم فضابً‪،‬‬ ‫•‬
‫• سمات محلٌة متعلقة بعناصر ومكونات معمارٌة‪،‬‬
‫• سمات محلٌة متعلقة بالزخرفة والتزٌٌن‪،‬‬
‫سمات محلٌة متعلقة بمعالجة الموقع وفضاءات خارجٌة‪.‬‬ ‫•‬

‫‪8‬‬
‫‪ .3‬العمارة المحلٌة فً سورٌا‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تؤكد الدراسات و المراجع التارٌخٌة وما نجده من مبان تارٌخٌة تعود إلى فترات ما‬
‫قبل العصر العثمانً‪ ،‬أنه كان لسورٌة األهمٌة الكبرى فً كثٌر من الحضارات التً‬
‫تتالت وتعاقبت علٌها‪ ،‬وذلك منذ قبل المٌالد وبعد الفتح اإلسالمً للمدن السورٌة‪،‬‬
‫مثل دمشق وحلب وحمص وحماة وؼٌرها‪.‬‬
‫إن معظم مبانً العمارة المحلٌة السورٌة والتً مازالت قابلة لالستخدام تعود للفترة‬
‫العثمانٌة ومابعد‪ ،‬لذا سٌتم التعرؾ على العوامل المؤثرة على العمارة المحلٌة فً‬
‫سورٌا وسماتها وخصابصها من الناحٌتٌن العمرانٌة والمعمارٌة‪ ،‬كذلك سٌتم التعرؾ‬
‫على جوانب االستدامة فٌها إن وجدت وآفاق تطبٌق مبادئ االستدامة علٌها وفقا‬
‫للفترات التارٌخٌة التالٌة‪:‬‬
‫• قدٌم عثمانً‬

‫• فرنسً (عمارة حداثة )‬

‫• حدٌث بعد االستقالل‪ ( :‬عمارة حداثة و ما بعد الحداثة)‬

‫‪ . 1 .3‬العمارة المحلٌة فً الفترة العثمانٌة‬

‫خضعت سورٌة للحكم العثمانً بدخول السلطان سلٌم األول سورٌة عام ‪ 1516‬م‪.‬‬
‫لٌكون هذا التارٌخ نهاٌة الحكم المملوكً وبداٌة العهد العثمانً‪.‬‬

‫العوامل المإثرة على العمارة المحلٌة فً الفترة العثمانٌة ‪:‬‬

‫‪ 1-‬عامل الموقع والطبٌعة‪:‬‬


‫بسبب وجود سورٌة فً منطقة شبه جافة تم االعتماد بشبه كلً على النسٌج‬
‫المتضام المتالحم و متوافقا مع النسٌج المتبع فً الفترات السابقة للفترة‬
‫العثمانٌة و تم االعتماد على مواد البناء المحلٌة مثل الصخور و االخشاب ‪.‬‬
‫‪ 2-‬العوامل السٌاسٌة ‪:‬‬
‫بما ان الفكر المسٌطر فً تلك الفكرة هً الفكر السٌاسً االسالمً تم‬
‫التركٌز بشكل كبٌر على المبانً الدٌنٌة و و بذلك ٌكون الجامع الكبٌر فً‬
‫المدٌنة هو مركز انتشار و توسع المدٌنة‬
‫‪ 3-‬العوامل االجتماعٌة ‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫الفترة العثمانٌة كانت فترة حكم اسالمً و نظام التخطٌط العام للمدٌنة‬
‫اسالمً ذو ارتفاعات مبانً منخفضة و متساوٌة و سٌطرة المسجد بمأذنته‬
‫على المخطط العام للمدٌنة باالضافة الً مركزٌة االسواق و الخدمات العامة‬
‫و خصوصوٌة المناطق السكنٌة‬
‫‪ 4-‬العوامل الثقافٌة ‪.‬‬
‫وهنا ٌلحظ تأثٌر بقاٌا الحضارات السابقة فً األقالٌم والبالد المختلفة على‬
‫العمارة اإلسالمٌة واالقتباس من فنون األمم األخرى التً أصبحت تحت حكم‬
‫العرب مع صبؽها بالروح اإلسالمٌة وبقاء صبؽها محلٌا‬
‫سٌطرت العادات و التقالٌد القدٌمة المحلٌة على تخطٌط المدنٌة و خاصة‬
‫الشوارع السكنٌة حٌث عدم تقابل مدخالن فً شارع االنفتاح ؼالبا للداخل و‬
‫ٌصبح الفناء الداخلً هو جنة المسكن‪ .‬كما ظهرت براعة الحرؾ الٌدوٌة فً‬
‫أعمال الخشب و المشربٌات واالشؽال المعدنٌة‬
‫‪ 5-‬العوامل االقتصادٌة ‪:‬‬
‫تمٌزت الفترة باالزدهار االقتصادي و حركة تجارٌة كبٌرة كانت دمشق و‬
‫حلب مدٌنتٌن تجارٌتٌن على مستوى عالمً بخاناتها و اسواقها و اثر بذلك‬
‫على الطابع العام العمرانً و البذخ بالفنون المعمارٌة‪.‬‬

‫سمات العمارة المحلٌة السورٌة فً الفترة االسالمٌة العثمانٌة ‪:‬‬

‫‪ 1-‬سمات محلٌة متعلقة بالتنظٌم الفراغً للعمران ‪:‬‬

‫‪ -1‬كان الحال فً التخطٌط العمرانً للمددن السدورٌة فدً الفتدرة العثمانٌدة هدو الحدال‬
‫نفسه المتبع بالتخطٌط السابق للعصور السابقة لهدم مدن ممالٌدك و عباسدٌٌن و امدوٌٌن‬
‫باالعتماد على النسٌج المتضام و شبكة الفراؼات العامدة و شدبه العامدة و الخاصدة و‬
‫شبه الخاصة من التفرعات من الساحات و القصبات و الحارات‪.‬‬

‫‪ -2‬المسجد ومركز الحكم و األمارة ٌمثل مركز المدٌنة وجمٌع الطدرق الربٌسدة فدً‬
‫المدٌنددة تصددل بددٌن المندداطق السددكنٌة ومركزهددا المتضددمن المسددجد الجددامع و قصددر‬
‫األمارة والسوق الربٌس بالمدٌنة ‪.‬‬

‫‪ -3‬دور الطبقة الؽنٌة من السكان التً تقع على امتداد الطدرق الربٌسدة وتمتداز بسدعة‬
‫مسدداحتها وتعدددد ؼرفهددا بٌنمددا تقددع أحٌدداء الطبقددة الفقٌددرة مددن السددكان خلددؾ األحٌدداء‬
‫السكنٌة للطبقدة الؽنٌدة وهدً ذات مسداكن صدؽٌرة المسداحة علدى جدانبً أزقدة طوٌلدة‬
‫ملتوٌة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -4‬التدرج فدً الشدوارع فنجدد الشدارع األعظدم فدً دمشدق ب‪ 61‬ذراعدا و‪21‬ذراعدا‬
‫لؽٌره أما األزقدة أو الددروب فقدد حدددت ب ‪ 7‬ذراع‪ .‬هدذا وقدد ارتدبط تحدٌدد مقداٌٌس‬
‫الطرقات وتدرجاتها بعوامل مختلفة منها ما هو مرتبط أصدال بنظدام تخطدٌط المدٌندة‬
‫ومنهدددا مدددا هدددو مدددرتبط بطبٌعدددة الموقدددع و المنددداخ وطرٌقدددة و نوعٌدددة االرتفددداق ‪.‬‬

‫‪ 2-‬سمات محلٌة متعلقة بالموقع و الفضاءات الخارجٌة ‪:‬‬

‫‪- 1‬نظددام األسددواق التخصصددً بحٌددث نجددد أسددواق الحدددادة – العطددارة – النجددارة‬
‫الصناعات التقلٌدٌة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تعدد مرافق المدٌنة فً المدٌنة اإلسالمٌة األولدى مدن حمامدات ومددارس و زواٌدا‬
‫و مستشفٌات وخانات‪.‬‬
‫‪ -3‬األسددوار وتحدداط أؼلددب المدددن بأسددوار وخنددادق لتحمٌهددا مددن هجمددات القبابددل‬
‫المتجولددة وأطمدداع الحكددام المجدداورٌن ‪ .‬منطقددة الضددواحً وتقددع خددارج السددور حٌددث‬
‫تتواجد الحقول الزراعٌة والمراعً التً تحتضن القرى كمراكز لالستٌطان ‪.‬‬

‫وبذلك أوجدت الدٌانة اإلسالمٌة العدٌد من المبانً مثدل المسدجد والمد‪،‬ذن‪ ،‬كمدا أثدرت‬
‫على تحسٌن العدٌد مدن العناصدر المعمارٌدة األخدرى مثدل القدوس والقبدة و العمدود و‬
‫الصددحن و اإلٌددوان حتددى أخددذت هددذه العناصددر أشددكال متطددورة حتددى وصددلت فددً‬
‫العمارة العثمانٌة الى مستوٌات عالٌة من الدقة و الروعة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ .3‬سمات محلٌة متعلقة بعناصر ومكونات معمارٌة‪،‬‬
‫الفناء الداخلً‪:‬‬
‫الفناء الداخلً عنصر فً أساسً فً تصمٌم المبانً العامة و السكنٌة لتهوٌة‬
‫وإضاءة الفراؼات الداخلٌة‬
‫القباب ‪:‬‬
‫القبة هً العنصر األساسً فً التسقٌؾ ‪.‬‬
‫‪ -‬قبة مركزٌة كبٌرة وأنصاؾ القباب والقباب الصؽٌرة حولها أو تتفرع منها‪.‬‬
‫‪ -‬بذلت جهود كبٌرة لزٌادة قطر القبة المركزٌة وارتفاعها ‪.‬‬
‫‪ -‬بلػ قطرها ‪31.5‬م فً جامع السلٌمانٌة‪.‬‬
‫‪ -‬او كروٌة تقل عن نصؾ الكرة بقلٌل مكسٌة بصفابح رخام من الخارج ومن‬
‫قبة اسطوانٌة تمٌل قلٌال نحو المخروطً مزودة بعدد كبٌر من النوافذ ٌفصل‬
‫بٌنها دعامات بارزة ‪.‬‬
‫المآذن‪:‬‬
‫لٌست مربعة أو مضلعة كما فً العقود السابقة ‪.‬‬
‫‪ -‬منها اسطوانٌة كما فً األصل السلجوقً ‪.‬‬
‫‪ -‬أكثر ارتفاعا ورشاقة ‪.‬‬
‫‪ -‬مزود باألخادٌد أو كثٌرة الوجوه ‪.‬‬
‫‪ -‬متعددة الشرفات ‪.‬‬
‫‪ -‬تنتهً برأس مخروطً دقٌق مصفح بالرصاص وتشبه بقلم الرصاص‬

‫‪ .4‬سمات محلٌة متعلقة بؤنظمة وعناصر إنشائٌة‪،‬‬


‫العضائد‬
‫استخدمت الكمرات الضخمة لحمل القباب المركزٌة الكبٌرة ‪.‬‬
‫‪ -‬أشكال الكمرات مربعة ‪ ،‬مضلعة أو مستطٌلة أو صلٌبٌة المسقط ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬التنتهً الكمرات عند ارتكاز العقود علٌها ولكنها تستمر تبرز حول رقبة‬
‫القبة كاألبراج ٌعلوها القبٌبات المزخرفة ‪.‬‬

‫العقود ‪:‬‬
‫العقود الكبرى الربٌسٌة كانت من النوع المدبب ( ٌرسم من مركزٌن ) ‪.‬‬
‫‪ -‬استخدم العقد الفارسً ( ٌرسم من ‪ 4‬مراكز ) وقوساه العلوٌان مقعران نحو‬
‫الخارج‪.‬‬
‫‪ -‬كما ظهر عقد ٌتكون من قطاع مستقٌم فً األؼلى وقوسٌن على الجانبٌن‬
‫(مثال ‪ :‬القبلة فً جامع ٌشٌل ) ‪.‬‬
‫‪ -‬العقد النصؾ دابري والعقد ( أقل من نصؾ دابرة ) أستخدما فً األبواب ‪،‬‬
‫وفوق النوافذ ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ .5‬سمات محلٌة متعلقة بالزخرفة والتزٌٌن‪:‬‬
‫‪ -‬الزخارف‪:‬‬
‫ارتقت صناعة الزخارؾ فً هذا العهد وظهرت‬
‫بأشكال متعددة منها‪:‬‬
‫القٌشانً‪ :‬الملون والذي ٌنسب إلى مدٌنة قاشان‬
‫بإٌران‬
‫العجمً ‪ :‬وهو تزٌٌنات تنفذ على الخشب فً‬
‫األسقؾ والجدران الداخلٌة للؽرؾ ونشاهده بكثرة‬
‫فً بٌوت دمشق القدٌمة وٌعتمد على رسم األشكال الهندسٌة و النباتٌة والكتابٌة‬
‫ومن ثم تملا هذه الرسوم بعجٌنة من الكلس ومواد أخرى وتلون بألوان ترابٌة‪.‬‬
‫الزخارف الرخامٌة‪ :‬وهً عبارة عن تزٌٌنات فً الرخام نجدها فً القاعة‬
‫الكبرى وفً البحرات الداخلٌة والخارجٌة وتعتمد على تدكٌك قطع الرخام‬
‫الملونة مع بعضها البعض بعد قصها بالشكل المطلوب وتسمى الزخرفة‬
‫بالرخام المجزع و هناك زخرفة بالرخام تسمى المشقؾ‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬المقرصنات‪:‬‬
‫هً بنٌة آسرة بشكل ِوحدة متكررة على طبقات‪ ،‬وكل‬
‫ِوحدة مدعمة من ِوحدة آخرى أسفلها‪ ،‬والؽاٌة األولٌة لهذه‬
‫البنٌة هو إنشاء إنتقال معماري بٌن شكل القبة والبنٌة‬
‫المكعبة الحامله لها‪.‬‬
‫‪ -‬فً أوقات الحقة إستخدمت المقرنصات فً أجزاء‬
‫عدٌدة من البناء مثل القباب الكبٌرة والمحارٌب‬
‫واألقواس و كإطار عامودي لزخارؾ مسطحة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫جوانب تحقٌق االستدامة فً العمارة المحلٌة التً تعود إلى الفترة العثمانٌة‪:‬‬

‫التقسٌم الوظٌفً الواضح و خلق فراؼات لقاءات‬ ‫‪-‬‬ ‫الجانب االجتماعً‬


‫اجتماعٌة ‪ ،‬و تأمٌن الخصوصٌة فً تقسٌم الحارات‬
‫والحارات المؽلقة‬
‫الساحة الربٌسة مكان لقاءات اجتماعٌة و اقامة االفراح‬ ‫‪-‬‬
‫وجود اماكن لقاءات اجتماعٌة حسب المكونات العمرانٌة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تأمٌن الحماٌة للسكان من خالل االسوار و القالع‬
‫التدرج فً عروض الشوارع و وجود السٌباط وتعرج‬ ‫‪-‬‬ ‫الجانب البٌئً‬
‫الشوارع وفر حركة التٌار الهوابً فً اماكن فروق‬
‫الضؽط وكذلك أجزاء مظللة محمٌة من الشمس و توجٌه‬
‫الشوارع باتجاه الرٌاح‬
‫النسٌج المتضام الذي ٌقلل من السطوح الخارجٌة للمبنى‬ ‫‪-‬‬
‫المعرضة للعوامل الجوٌة والفناء الداخلً ٌؤمن تهوٌة و‬
‫تشمٌس للمبنى‬
‫االعتماد على توزع العناصر الخضراء داخل االفنٌة و‬ ‫‪-‬‬
‫تأمٌن التهوٌة و التشمٌس المناسب حسب تخطٌط المدٌنة‬
‫و توجٌه الفتحات للداخل و الخارج‬
‫تحقٌق وفورات اقتصادٌة تنٌجة التنظٌم المتبع باستؽالل‬ ‫‪-‬‬ ‫الجانب االقتصادي‬
‫االرض و الفصل الوظٌفً‬
‫االعتماد على مواد محلٌة رخٌصة الثمن و سهل‬ ‫‪-‬‬
‫الحصول علٌها‪ ،‬من طٌن و حجر و خشب‬

‫أفاق تطبٌق االستدامة فً العمارة المحلٌة التً تعود إلى الفترة العثمانٌة‪:‬‬
‫تعد العمارة المحلٌة التً تعود إلى الفترة العثمانٌة مستدامة إلى حد كبٌر ولكن ٌمكن‬
‫اتخاذ بعض اإلجراءات و التدابٌر التً تجعلها أكثر استدامة و التً ٌمكن نلخصها‬
‫باآلتً‪:‬‬

‫‪ -‬زٌادة الوعً المجتمعً بأهمٌة المبانً التراثٌة والمدن‬ ‫الجانب‬


‫القدٌمة كإرث حضاري ٌدعم الهوٌة المحلٌّة وٌذكرنا‬ ‫االجتماعً‬
‫بعراقة وأصالة التقدم العمرانً لدى األجداد‪.‬‬

‫‪ -‬منع الوقوؾ العشوابً على محٌط المبانً التً تعود‬ ‫الجانب البٌئً‬
‫للفترة العثمانٌة ( التراثٌة ) وخلق مصفات طابقٌة فً‬
‫أقرب مكان مناسب لتخفٌؾ التلوث السمعً والهوابً‬
‫والبصري الشدٌد الناتج‬

‫‪15‬‬
‫تبدٌل الزجاج الحالً بزجاج النانو نظراً لكونه ٌمتص‬ ‫‪-‬‬
‫األشعة الضارة وٌسمح للضوء بالمرور وٌولد الطاقة‬
‫الكهربابٌة بنفس الوقت‬
‫توصٌل المسطحات المابٌة الموجودة بخزانات تحت‬ ‫‪-‬‬
‫أرضٌة إلعادة استعمال مٌاهها ألؼراض السقاٌة‬
‫استثمار مسارات تجمٌع مٌاه األمطار على األسقؾ فً‬ ‫‪-‬‬
‫األماكن المتوفرة والتدعٌم فً األماكن الالزمة وتوصٌلها‬
‫بخزانات تحت أرضٌة (للحفاظ على الشكل) إلستخدامها‬
‫فً أؼراض التنظٌؾ وري المزروعات‬
‫زٌادة كثافة الؽطاء النباتً الحالً وتشذٌبه فً األماكن‬ ‫‪-‬‬
‫التً تتطاول على المبنى أو تؤدي لوصول الرطوبة لما‬
‫لذلك من آثار سٌبة‬
‫إعادة تدوٌر مخلفات المبانً‬ ‫‪-‬‬

‫إعادة تأهٌل المبانً العامة التراثٌة لتؤدي وظٌفتها بدون‬ ‫‪-‬‬ ‫الجانب‬
‫إخالل لمقومات تمٌزها‬ ‫االقتصادي‬
‫إخالء اإلشؽاالت المالصقة للمبانً التراثٌة وتؽٌٌر‬ ‫‪-‬‬
‫األنشطة الؽٌر مالبمة أو المناسبة حول هذه المبانً بما‬
‫ٌسمح باإلدراك البصري لها وتوفٌر البعد المكانً لرؤٌتها‬
‫بطرٌقة واضحة‬
‫تحسٌن الحالة االقتصادٌة وذلك بتوفٌر فرص عمل لسكان‬ ‫‪-‬‬
‫المنطقة ووضع نظم حوافز وتسهٌالت ابتمانٌة واعفاءات‬
‫ضرٌبٌة‬
‫خلق أحداث اقتصادٌة جاذبة ألهل البلد والسواح على حد‬ ‫‪-‬‬
‫سواء‬

‫‪ .2 .3‬العمارة المحلٌة فً فترة االنتداب الفرنسً‬


‫العوامل المإثرة على التصمٌم العمرانً والمعماري المحلً فً سورٌا فترة االنتداب‬
‫الفرنسً‪:‬‬

‫‪ .1‬عامل الموقع و البٌئة الطبٌعٌة ‪:‬‬

‫أدى التنوع فً المواقع السورٌة بٌن الساحل والداخل الى إٌجاد مظاهر معمارٌة متعددة ‪.‬‬

‫أدى عدم االهتمام بالبٌبة والمناخ الى ظهور مبانً ال تالبم بٌبتها وتحتاج الى تدخالت خارجٌة‬
‫لتحقٌق الراحة البٌبٌة فٌها ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ .2‬عوامل اجتماعٌة ‪:‬‬

‫أدى النزوح من الرٌؾ الى المدٌنة ووجود الجالٌات الفرنسٌة فً المدن التً كان لها تأثٌر كبٌر‬
‫بسبب ؼناها ونفوذها الى اتساع بعض االحٌاء وظهور احٌاء جدٌدة ذات طابع أوروبً ‪.‬‬

‫وكذلك أدى االنفتاح على الؽرب الى ظهور مظاهر حٌاة جدٌدة فبنٌت الفنادق الكبٌرة والمطاعم‬
‫ودور السٌنما والمسارح وأماكن للسهر ‪.‬‬

‫أدى نزوح األرمن و األكراد الى سورٌا نتٌجة التهجٌر الذي طالهم الى التنوع الدٌنً والثقافً‬
‫فً المنطقة فبنٌت دور العبادة المختلفة من مساجد وكنابس لجمٌع الطوابؾ ‪.‬‬

‫‪ .3‬عوامل ثقافٌة ‪:‬‬

‫أدى دخول الفكر الغربً الى المنطقة ووجود الجالٌات الفرنسٌة الى تأسٌس العدٌد من النوادي‬
‫الرٌاضٌة بمختلؾ أنواعها كما تأسست النوادي الفكرٌة واألدبٌة وظهرت المكتبات والمطابع‪.‬‬

‫‪ .4‬عوامل اقتصادٌة ‪:‬‬

‫أدى فرض المفوض السامً الجنرال غورو التعامل بالنقد الفرنسً والسماح للشركات‬
‫األجنبٌة والمإسسات التجارٌة الفرنسٌة لتمنح االمتٌازات االقتصادٌة الى تقدٌم تسهٌالت لجلب‬
‫المواد األولٌة من فرنسا بقصد دعم االقتصاد الفرنسً وجعل سورٌا سوقا لتصرؾ سلعها‬

‫أدى ادخال المواد الجدٌدة الخرسانة المسلحة وتوظٌفها فً الهٌكل اإلنشائً والشكل‬
‫والزخارف الى تشٌٌد األبنٌة ذات الطبقات المتعددة باإلضافة إلى ظهور التقنٌات والمهارات‬
‫المتطورة فً البناء‪.‬‬

‫ادى اعطاءها الحق من قبل عصبة األمم المتحدة القٌام بالمشروعات العامة المحلٌة الى قٌامها‬
‫بتنظٌم اإلدارة والقضاء وإصالح الموانا وترمٌم الطرق وانشاء محطات السكك الحدٌدٌة ‪.‬‬

‫ادى ادخال وسائط النقل الحدٌثة كالسٌارات التً حلت محل العربات التً تقودها الخٌول الى‬

‫شوارعها العرٌضة المستقٌمة والمنتظمة المناسبة ‪.‬‬

‫‪ .5‬عوامل سٌاسٌة وعسكرٌة ‪:‬‬

‫أدت الهٌمنة الفرنسٌة والحاجة الى نقل القوات الفرنسٌة و الجرحى الى إٌجاد شوارع عرٌضة‬
‫تصل بٌن المناطق المتباعدة وكذلك إلى دخول الطراز األوربً على العمارة المحلٌة فً سورٌا‪.‬‬

‫سمات العمارة المحلٌة السورٌة فً فترة األنتداب الفرنسً ‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ 1-‬سمات محلٌة متعلقة بالتنظٌم الفراغً للعمران ‪:‬‬
‫‪ ‬االهتمدددام بتنظدددٌم المددددن الهامدددة وانشددداء مكاتدددب هندسدددٌة متخصصدددة للقٌدددام بدددذلك لوضدددع‬
‫المخططات المساحٌة التً تساعد على تنظٌم المدن وتحضٌر مخططات عقارٌة مدع خطدوط‬
‫التسوٌة التً الٌزال قسم كبٌـر منها مستخدما الى هذا الٌوم ‪.‬‬
‫‪ ‬التوسع العمرانً للمدن بالتوافق مع النظام العثمانً ولكن على اسس جدٌدة وحدٌثة تأخذ‬
‫بعٌن االعتبار توسُّع المدن وتنظٌمها عمرانٌا وسكنٌا على المدى البعٌد‬
‫‪ ‬االهتمام بالمعالم األثرٌة المنتشرة ‪.‬‬
‫‪ ‬اتباع النظدام الشدطرنجً فدً تنظدٌم الشدوارع الدذي أدى الدى إلؽداء (القٌداس اإلنسدانً) الدذي‬
‫ٌكرس العمارة لساكنٌها ولٌس للمدٌنة وحل القٌاس الرٌاضً الذي ٌسعى إلى تحقٌق انسدجام‬
‫الكتل المعمارٌة وفراؼاتها مع نظام الشوارع المتصالبة‪.‬‬
‫‪ ‬الشوارع العرٌضة‬
‫المستقٌمة والمنتظمة‬
‫المناسبة لوسابط النقل‬
‫الحدٌثة كالسٌارات التً‬
‫حلت محل العربات التً‬
‫تقودها الخٌول إضافة الى‬
‫تشجٌرها بشكل منتظم‬
‫‪ ‬تددم وضددع قددانون للبلدددٌات‬
‫ٌحدددددددل محدددددددل القدددددددانون‬
‫العثمددددانً تضددددمن للدولددددة‬
‫مخطط مدٌنة حمص ٌوضح دراسة التوسع‬

‫المنتدبة االستقرار وسالمة مصالحها فً البالد ‪.‬‬


‫مثدددددددددددددددددددددددددددددال‬
‫مدٌنةالقامشلً‬

‫‪18‬‬
‫‪ 2-‬سمات محلٌة متعلقة بالموقع و الفضاءات الخارجٌة ‪:‬‬

‫‪ ‬انتشار المبانً المنفصلة ذات‬


‫الطوابق المتعددة وظهور‬
‫الوجابب وانفتاح المبانً على‬
‫الشوارع‬
‫‪ ‬انتشار األسواق المكشوفة‬

‫‪ ‬انشدددداء السدددداحات و بطرٌقددددة‬


‫مشابهة لتخطٌط مدٌنة بارٌس‬
‫‪.‬‬

‫ساحة شارل دٌؽول‬ ‫ساحة السبع بحرات‬

‫‪ ‬ظهور وظٌفة جدٌدة مختلطدة للمبدانً ( كالسدكن والتجدارة ) حٌدث احتلدت الوظٌفدة التجارٌدة‬
‫معظم الطوابق األرضٌة‬
‫‪ ‬الحدابق التً تحٌط بالمبانً ذات الشكل الهندسً البسٌط وهو المربع وفق تكرار منتظم كمدا‬
‫فً عمارة القصور الفرنسٌة‬

‫‪19‬‬
‫‪ 3-‬سمات محلٌة متعلقة بعناصر و مكونات معمارٌة‪:‬‬

‫‪ ‬من ناحٌة التكوٌن المعماري للمبانً احتوت المبانً على فراغ مركزي مؽلق ٌدعى‬
‫الصالة المركزٌة له وظٌفة الفناء الداخلً ضمن المبنى التقلٌدي مع عجز هذا الفراغ‬
‫عن تأمٌن النور والتهوٌة وتحٌط به الؽرؾ المتعددة من ثالثة جهات من أجل تأمٌن‬
‫اإلنارة والتهوٌة لهذا الفراغ من الجهة الرابعة التً كانت تطل على الشارع أو الحدٌقة‬

‫تعدد الطوابق فكان عدد الطوابق فً األبنٌة السكنٌة ٌتراوح بٌن (‪ )4-2‬طوابق أما‬ ‫‪‬‬
‫عدد الطوابق فً المبانً العامة فلم ٌتجاوز الثالثة طوابق باإلضافة إلى أن القبو‬
‫أصبح مهٌأ للسكن واالستخدام‬
‫وقد تم رفع الطابق األرضً عدة درجات عن مستوى الرصٌؾ لتهوٌة األقبٌة‬ ‫‪‬‬
‫االنتقال مباشرة من المبنى إلى الشارع الربٌسً عبر المدخل الربٌسً الذي كان ؼالبا"‬ ‫‪‬‬
‫ما ٌتوسط الواجهة المطلة على الشارع وأحٌانا" ٌكون بشكل جانبً تعلوه فتحة علوٌة‬
‫والؽرض منها كان تهوٌة وإنارة مدخل المبنى‬
‫وفً األبنٌة السكنٌة تم االشتراك مع السكان اآلخرٌن فً مدخل واحد (درج)‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬استخدام األسقؾ المابلة ( الجملونات ) كما هو الحال فً أؼلب المبانً الفرنسٌة‬
‫وذلك بسبب ارتفاع نسبة الهطوالت فً فرنسا وما تسببه لألسطح النهابٌة من مشاكل‬
‫(رشح ‪ -‬تسرب)‬
‫‪ ‬واستخدمت الشرفات البارزة ( البلكونات ) وفً الؽالب كانت ذات درابزونات معدنٌة‬
‫مشؽولة وكانت تطل مباشرة على الشارع وتعتبر كمتنفس بدٌل عن الفناء الداخلً فً‬
‫البٌت العربً ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ ‬النوافذ ذات الطراز الفرنسً تتسم باالتساع وذلك ألن ساعات السطوع الشمسً قلٌلة نسبٌا"‬
‫فً فرنسا كون النهار قصٌر والسماء ملٌبة بالؽٌوم وهذا ما دفعهم العتماد الفتحات الواسعة‬
‫لتحقٌق أكبر قدر ممكن من اإلنارة الطبٌعٌة وقد انعكس هذا على العمارة المحلٌة فً سورٌة‬
‫خالل فترة االنتداب الفرنسً من خالل االنفتاح الكبٌر للنوافذ على الخارج فقد بلؽت مسامٌة‬
‫الواجهات للمبانً فً هذه الفترة ‪% 42‬‬

‫‪ 4-‬سمات محلٌة متعلقة بؤنظمة وعناصر إنشائٌة‬


‫ٌمكن تلخٌص سمات العمارة خالل فترة االنتداب الفرنسً وبحسب ما جاء فً المادة رقم‬
‫\‪\13‬أمن القرار رقم \‪ \2390‬بتارٌخ ‪ :1930\9\1‬بما ٌلً ‪:‬‬

‫‪ -‬ال ٌجوز أن تكون سماكة الجدران القابمة حول البناء أو الجدران التً تفصل بٌن‬
‫الؽرؾ أقل من ‪50 cm‬فً الطابق السفلً و ‪40cm‬فً الطوابق العلٌا ودون حساب‬
‫سماكة ما ٌؽطً الجدران‬

‫‪ -‬مع استعمال األحجار واآلجر والبٌتون من أجل بناء الجدران الداخلٌة والخارجٌة‬
‫وأساسات البناء حصرا‬
‫ﹰ‬

‫‪5 -‬سمات محلٌة متعلقة بالزخرفة والتزٌٌن‪:‬‬


‫‪ -‬حققت النوافذ درجة جمالٌة عالٌة من خالل االهتمام بالزخارؾ والنقوش المختلفة‬
‫المستخدمة فٌها باإلضافة إلى االهتمام بتأطٌر هذه النوافذ التً كانت بالؽالب على شكل‬
‫أقواس واعتمد التزٌٌن فٌها على الخط المنحنً البارز ذي الشكل النباتً أو الهندسً‬
‫وهذا ما احتاج مهارة حرفٌة عالٌة خالل استخدام مواد البناء بالتفاصٌل الدقٌقة‬

‫‪ -‬واستخدم المنجور المعدنً لحماٌة نوافذ الطابق األرضً المطلة على الشارع إضافة‬
‫الستخدام األبجورات الخشبٌة ذات الشفرات المابلة ‪.‬‬

‫‪ - -‬وكانت الشرفات تستند على أكتاؾ صؽٌرة وتتمٌز بزخارفها المتنوعة وتبنى من‬
‫البٌتون المسلح أو الحجر‬

‫‪ -‬وفً أعلى المبنى أخذت تبرز ؼرفة على السطح وهً ؼرفة مستقلة منفردة ذات سطح‬
‫جملونً جمٌل مكسو باآلجر األحمر وهً ما ٌسمٌها أهل الشام من العوام باسم‬
‫(الطٌارة) ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -3‬عالقة االستدامة مع العمارة المحلٌة فً فترة االنتداب الفرنسً‪:‬‬
‫فً فترة االنتداب الفرنسً لم تتم محاولة مراعداة الندواحً البٌبٌدة سدواء فدً المبدانً او تخطدٌط‬
‫المدن وقد وجدت بعض السلبٌات التً اؼفلت جوانب االسدتدامة وكمدا وجددت بعدض االٌجابٌدات‬
‫التً من الممكن ان تساعد فً تطبٌق االستدامة ‪.‬‬

‫تنظددددٌم التوسددددع العمرانددددً فددددً المدددددن لددددم ٌراعددددً العوامددددل‬ ‫‪-1‬‬ ‫الجانب االجتماعً‬
‫االجتماعٌة و مبدأ التدرج فً الخصوصٌة‬
‫ربددط المندداطق عددن طرٌددق شددوارع عرٌضددة ومنتظمددة اؼفلددت‬ ‫‪-2‬‬
‫المقٌاس االنسانً‪.‬‬
‫اؼفال عامل الخصوصٌة‬ ‫‪-3‬‬
‫زٌادة االرتفاع المبانً مما ٌجعلها اقل إنسانٌة‬ ‫‪-4‬‬
‫عددددم مراعددداة البٌبدددة فدددً التصدددامٌم كاندددت نقدددال عدددن العمدددارة‬ ‫‪-1‬‬ ‫الجانب البٌبً‬
‫األوروبٌة التً تختلؾ عن مناخ منطقتنا‬
‫الحدددابق األمامٌددة والخلفٌددة التددً كانددت مسدداحاتها ومكوناتهددا‬ ‫‪-2‬‬
‫تختلؾ من مسكن آلخر‪.‬‬
‫ادخال السٌارات أدى الى التلوث‬ ‫‪-3‬‬
‫ومن الجواندب االٌجابٌدة جدر مٌداه الٌندابٌع واالهتمدام بالتشدجٌر‬ ‫‪-4‬‬
‫على طرفً الشوارع‬
‫التنوع الوظٌفً فً مخططات استعماالت االراضً‬ ‫‪-1‬‬ ‫الجانب االقتصادي‬
‫ادخال االسمنت كمادة بناء أساسٌة ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫استخدام المواد المحلٌة كالحجر والقرمٌد فً البناء ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ -4‬آفااااق تطبٌباااق االساااتدامة علاااى العماااارة المحلٌاااة الساااورٌة التاااً تعاااود لفتااارة‬
‫االنتداب الفرنسً‬
‫الجوانب البٌئٌة ‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -1‬التقلٌل من الشوارع اوتحوٌلها الى شوارع وممرات مشاة مع إٌجاد مواقؾ للسٌارات ‪.‬‬

‫‪ -2‬الحفاظ على تشجٌر الشوارع ‪.‬‬

‫‪ -3‬رصؾ شوارع المشاة واالرصفة بمواد بٌبٌة تخفؾ من انعكاس اشعة الشمس ‪.‬‬

‫‪ -4‬وضع مسارات للدراجات ضمن شبكة المواصالت مع إٌجاد مواقؾ خاصة بها‪.‬‬

‫‪ -5‬الحد من الزحؾ العمرانً الى المناطق الخضراء التً تعتبر ربة المدن الحدٌثة ‪.‬‬

‫‪ -6‬وضع كاسرات شمسٌة للفتحات الخارجٌة الواسعة من مواد بٌبٌة ( خشب )‪.‬‬

‫‪ -7‬الحفاظ على الوجابب و تحوٌلها الى حدابق داخلٌة للمبانً ‪.‬‬

‫الجوانب االجتماعٌة ‪:‬‬

‫‪ -1‬مراعداة مبدددأ التدددرج فددً الخصوصددٌة مددع تددأمٌن فراؼددات للتفاعددل االجتمدداعً لوحدددات‬
‫الجوار‪.‬‬

‫‪ -2‬الحفداظ علددى المبدانً االثرٌددة مدن خددالل ترمٌمهدا وإعددادة توظٌفهدا بهدددؾ الحفداظ علٌهددا‬
‫واطالة عمرها‪.‬‬

‫‪ -3‬زرع االسطح االفقٌة اذا أمكن حٌث ٌمكن اعتبارهدا حددابق عامدة للمبندى ممدا ٌزٌدد مدن‬
‫الترابط االجتماعً ‪.‬‬

‫‪ -4‬االستفادة من الشوارع العرٌضة وتأمٌن ممرات للمشاة مظللة وجعلها اكثر انسانٌة‬

‫الجوانب االقتصادٌة ‪:‬‬

‫‪ -1‬االستفادة من شبكات تصرٌؾ المٌاه فً الطرقات لتجمٌع المٌاه وإعادة تدوٌرها ‪.‬‬

‫‪ -2‬االهتمام بقنوات الري باعتبارها من الوسابل الهامة لتجمٌع المٌاه ‪.‬‬

‫‪ٌ -3‬مكن االستفادة مدن الجهدة الجنوبٌدة مدن األسدقؾ المابلدة بوضدع األلدواح الشمسدٌة لتولدد‬
‫الطاقة الكهربابٌة وتأمٌن االحتٌاجات الخاصة بالمبانً ‪.‬‬

‫‪ -4‬االستفادة من اسقؾ الجملون فً تجمٌع مٌاه األمطار إلعادة استهالكها ‪.‬‬

‫‪ -5‬تبددٌل زجداج النوافدذ واسدتخدام زجداج عددازل أو مدزدوج للحفداظ علدى الطاقدة الحرارٌددة‬
‫داخل الؽرؾ ‪.‬‬

‫‪ -6‬استخدام أجهزة إنارة اصطناعٌة ذات كفاءة عالٌة وموفرة للطاقة ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ .3 .3‬العمارة المحلٌة فً سورٌة فً فترة الحداثة‪:‬‬
‫عمارة الحداثة هً العمارة التً تجسدت فً العالم بٌن عامً (‪ )1981 – 1891‬مدن ناحٌدة‬
‫التصمٌم المعماري والتخطٌط العمرانً‪ ،‬والتً تعدددت مدارسدها ولكدن اشدترك معظمهدا ب‪:‬‬
‫(االعتمددداد علدددى الخرسدددانة كمدددادة بنددداء ‪ -‬االعتمددداد علدددى الخطدددوط المسدددتقٌمة تصدددمٌمٌا ً‬
‫وتخطٌطٌ دا ً – التجددرد باالعتمدداد علددى الواجهددات المجددردة مددن الزخددارؾ وباالعتمدداد علددى‬
‫األشددكال المجددردة مددن مربددع ومسددتطٌل – التعبٌددر عددن الوظٌفددة)‪ .‬وقددد دخلددت ؼلددى العمددارة‬
‫المحلٌة فً سورٌا بعد االستقالل من االنتداب الفرنسً‪.‬‬

‫العوامل المإثرة على العمارة المحلٌة فً سورٌة فً عصر الحداثة‪:‬‬

‫‪ .1‬عامل الموقع ‪ :‬نظراً لموقع سورٌة االستراتٌجً والمطل على تركٌا (دولة أجنبٌدة) مدن‬
‫الشمال وعلى البحر المتوسدط مدن الؽدرب والدذي ٌعتبدر بوابتده نحدو أوربدا ومطدل علدى‬
‫أربع دول عربٌة (األردن – لبنان – العراق ‪ -‬فلسدطٌن) مدن بداقً الجهدات‪ .‬هدذا جعلهدا‬
‫منفتحة بشكل مباشر على متؽٌرات الجوار مما جعلها عرضدة لؽدزو العمدارة والعمدران‬
‫فً عصر الحداثة الذي ساد فً جمٌع الدول اآلنفة الذكر وخاصة بعد االستقالل ‪.‬‬

‫‪ .2‬عامل البٌئة الطبٌعٌة ‪:‬‬

‫‪ ‬المإثرات الطبوغرافٌة‪ :‬تتمٌز سورٌا بتنوع طبٌعة أرضها وتضارٌسها ولكن نجد المناطق‬
‫السهلٌة تأخذ النسبة األكبر من مساحة أراضٌها وهذا سهل وسرع انتشار التخطٌط العمرانً‬
‫فً عصر الحداثة (الشطرنجً والقرٌب من الشدطرنجً) فدً هدذه المنداطق السدهلٌة أمدا فدً‬
‫المناطق الجبلٌة نجد أن التخطٌط الشطرنجً لم ٌستطع أن ٌحافظ على استقامة خطوطده لدذا‬
‫أصبح التخطٌط فً تلك المناطق مزٌج من الخطوط المستقٌمة والمنحنٌة ‪.‬‬
‫‪ ‬المإثرات المناخٌة‪ :‬إن الصفة البارزة للمناخ على كامل األرض السورٌة هً التنداقض‪ :‬أي‬
‫التناقض بٌن جو ساحل البحدر المتوسدط الرطدب وبدٌن جدو المنداطق الصدحراوٌة الحدار فدً‬
‫البادٌة وهذا التناقض خلدق منداخ متوسدطً جداؾ فدً المنداطق المتوسدطة وعلدى الدرؼم مدن‬
‫وجود هذا التناقض إالّ أنّ التخطٌط العمرانً والعمارة فً عصر الحداثة لم ٌأخذ من المنداخ‬
‫أولوٌة فً تشكٌل طرقه أو توجٌه مبانٌه ‪.‬‬

‫‪ .3‬العوامل السٌاسٌة ‪:‬‬

‫على الرؼم من بزوغ شمس عمدارة وعمدران الحداثدة فدً الددول األوربٌدة وأمرٌكدا مندذ‬
‫عام ‪ 1891‬إالّ أننا النجدها متجسدة بشكل فعلً فً سورٌا إال بعد فترة االسدتقالل إذ لدم‬
‫تعد تابعا ً لدول الؽرب سٌاسٌا ً بل أصبحت مستقلة ذاتٌا ً وهذا جعلها من الناحٌة العمرانٌة‬
‫أٌضا ً ؼٌر تابعة للؽرب ولربما كان لها حرٌة اختٌار الطراز العمراندً الدذي ٌمثلهدا فدً‬
‫تلك الفترة ولكن لألسؾ لم تعٌد إحٌاء هوٌتها العمرانٌة بل فتحت الباب على مصدراعٌه‬
‫للحداثة على كافة الجوانب ومنها العمارة‬

‫‪24‬‬
‫‪ .4‬العوامل االجتماعٌة‪:‬‬

‫• كان لسٌاسة االنفتاح التً انتهجتهدا سدورٌا فدً عصدر الحداثدة تدأثٌراً كبٌدراً علدى الحٌداة‬
‫االجتماعٌة حٌث أخذت دابرة العالقات العامة العملٌة تتوسع على حساب دابرة العالقات‬
‫العابلٌة لذا فإن التخطٌط العمرانً ذو الخطوط المستقٌمة سهل عملة التنقل التً تتطلبهدا‬
‫الحٌدداة العملٌددة وخاصددة بعددد ازدٌدداد عدددد السددٌارات وازدٌدداد عدددد العمددال بدددخول المددرأة‬
‫معترك الحٌاة العملٌة وكذلك بسبب االستعانة بالخبرات االجنبٌة على الصعٌد المحلً‪.‬‬
‫• وقددد كددان فصددل اسددتعماالت األراضددً للتخطددٌط العمرانددً فددً عصددر الحداثددة انعكاس دا ً‬
‫للفصل بٌن العالقات االجتماعٌة‪.‬‬

‫• وإنّ انفتدداح الندداس علددى الؽددرب أدى لتقددبلهم األبنٌددة العالٌددة المفتوحددة للخددارج والتددً‬
‫تتعارض مع نمط منازلهم التقلٌدٌة ولكدن هدذه األبنٌدة شدكلت بنوافدذها العرٌضدة المطلدة‬
‫للخارج وتراساتها فً بعض المناطق السورٌة اقتحاما ً للخصوصٌة لذا نجد بعض الناس‬
‫قد زججوا هذه التراسات‪.‬‬

‫‪ .5‬العوامل الثقافٌة ‪:‬‬

‫إنّ تمتع سكان سورٌة بثقافدات عرٌقدة ومتنوعدة ومتعدددة واحتدرامهم لهدذا التندوع والتعددٌدة مدن‬
‫جهدة وانفتداحهم علدى الثقافدات المحٌطددة بهدم بحكدم الموقدع مدن جهددة أخدرى سداعد علدى التفاعددل‬
‫الفكري الداخلً والخارجً فً عصدر الحداثدة ولكدن هدذا التفاعدل انعكدس علدى العمدارة المحلٌدة‬
‫وكانت مجردة من الروحانٌات أو الجذور أو التراث‬

‫‪ .6‬العوامل االقتصادٌة ‪:‬‬

‫‪ ‬فً عصر الحداثة فً سورٌا ازداد الطلب على بناء العدد الكبٌر من المنشد‪،‬ت الحكومٌدة فدً‬
‫عهد الحركة التصحٌحٌة ‪.‬‬

‫‪ ‬وكذلك ازداد الطلب علدى السدكن مدن قبدل السدورٌٌن فدً فتدرة عصدر الحداثدة بسدبب ازدٌداد‬
‫أعددداد المهدداجرٌن مددن الرٌددؾ إلددى المدٌنددة ولكددن معظددم سددكان سددورٌة كددانوا مددن الطبقددة‬
‫الوسطى‪.‬‬

‫‪ ‬لذا وفرت عمارة الحداثة الخرسانٌة الهٌكلٌة الخالٌة من الزخارؾ والكلؾ اإلضافٌة وكدذلك‬
‫وفددر التخطددٌط العمرانددً الحدددٌث ذو الخطددوط المسددتقٌمة البسددٌطة والددذي ال ٌحتدداج لتكددالٌؾ‬
‫دراسدددة أو تنفٌدددذ معقدددد مدددوبالً خصدددبا ً فأخدددذت الكتدددل الخرسدددانٌة (السدددكنٌة – التجارٌدددة ‪-‬‬
‫اإلدارٌة)تحتل سورٌا فهً وفرت حٌنها بالوقت والمال‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫سمات العمارة المحلٌة فً سورٌة فً عصر الحداثة ‪:‬‬
‫‪ .1‬سمات محلٌة متعلقة بتنظٌم فضائً‪:‬‬

‫‪ ‬االعتماد على الشوارع المستقٌمة العرٌضة نسبٌا ً ذات المسارٌن والتً ٌتوسطها جزٌرة‪.‬‬

‫‪ ‬االعتماد على شبكات طرق ذات تقاطعات قابمة أو قرٌبة من القابمة‪.‬‬

‫التدرج الهرمً لطرق السٌارات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬ظهور فكرة مواقؾ السٌارات وتخصٌص زون لها ولكن بمساحات صؽٌرة نسبٌاً‪.‬‬

‫‪ ‬ظهور فكرة شارات المرور و استخدام الالفتات الطرقٌة كموجه ومنظم لحركة السٌر‬

‫‪ ‬عدم وجود ممرات مشاة صرٌحة حٌث اقتصرت ممرات المشاة على األرصفة المتوضعة‬
‫على جانبً طرق السٌارات والقلٌلة العرض نسبة الزدحام حركة المشاة‪.‬‬

‫مثدددال‪ :‬شدددرٌحة سدددكنٌة فدددً مدٌندددة السدددلمٌة ٌظهدددر‬


‫التخطددٌط الشددبه شددطرنجً و الشددوارع المتعددددة فددً‬
‫عرضها والفصل الوظٌفً فً استعماالت االراضً‬

‫‪ .2‬سمات محلٌة متعلقة بمعالجة الموقع وفضاءات خارجٌة‬

‫‪ ‬اعتماد مبدأ الفصل فً استعماالت األراضً فً التخطٌط العمرانً على جعل الشرابح‬
‫السكنٌة منفصلة عن المؤسسات والحٌاة العملٌة والحٌاة الثقافٌة وهذا المبدأ وعلى الرؼم من‬
‫أ ّنه خلق وسط شبه هادئ ولكنه عمل تدرٌجٌا ً على تفكٌك العالقات االجتماعٌة وإضعافها‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ ‬تقسٌم األبنٌة السكنٌة وفق عدد أفراد األسرة ولٌس وفق الوضع االقتصادي أي تم التخلً‬
‫عن طرٌقة التقسٌم التً كانت انعكاسا ً للتمٌٌز الطبقً االجتماعً ‪.‬‬

‫‪ ‬تخصٌص زون خاص بالمساحات الخضراء العامة واحتواء المساحة الخضراء العامة‬
‫(الحدٌقة العامة) على أماكن لعب لألطفال ولكن اتسمت هذه الحدابق بقلة المسطحات المابٌة‬
‫فٌها‪.‬‬

‫‪ ‬عدم اتخاذ االتجاهات (المسار الشمسً) واتجاه الرٌاح كأولوٌة عند التخطٌط وشق الطرق‬
‫وتحدٌد موقع المبانً ‪.‬‬

‫‪ .3‬سمات محلٌة متعلقة بعناصر ومكونات معمارٌة ‪:‬‬

‫‪ ‬كان المسقط في البناء السكني عبارة عن فراغات بسيطة متعددة األحجام والمساحات‪ ،‬تنتظم‬
‫حول موزع نياري وموزع ليمي وسطي‪ ،‬امتدادىا أفقي‪ ،‬عناصر االتصال الشاقولي تشكل‬

‫محور الدخول الرئيسي‪.‬‬


‫‪ ‬يختار مكان المدخل الرئيسي وسط الواجية المطمة عمى الشارع وأحياناً يكون بشكل جانبي‬
‫تعموه مظمة وأغمب األحيان يقع تحت ميدة الدرج الخاص بالبناء‪.‬‬

‫‪ ‬لم تتم معالجتو معالجة بيئية جيدة إال من خالل الحديقة المحيطة (الوجائب)‪.‬‬
‫‪ ‬إن ىذا التصميم لم يحقق الخصوصية واالستقاللية في الفصل بين المحيط الداخمي والخارج‪،‬‬
‫وبذلك فقد أتت الفراغات السكنية في فترة ما بعد الستقالل مشابية لفترة االنتداب الفرنسي‬
‫مخالفة لالحتياجات الوظيفية والبيئية‬

‫‪27‬‬
‫‪ ‬تمتعت كافة الفراغات السكنية بالتيوية والتشميس الجيد من خالل وجود نوافذ خارجية لجميع‬
‫الغرف وكذلك توضع الفتحات الداخمية بشكل متقابل لتأمين تيوية عابرة داخل الفراغات في‬
‫المنزل‪.‬‬
‫‪ ‬ظيور الشرفات المطمة مباشرة عمى الشارع‬
‫كمتنفس بديل عن الفناء الداخمي في البيت‬
‫العربي‪.‬‬

‫‪ .4‬سمات محلٌة متعلقة بؤنظمة وعناصر‬


‫إنشائٌة‪:‬‬
‫‪ ‬حل نظام اإلنشاء الهٌكلً مكان نظام اإلنشاء‬
‫للجدران الحمالة حٌث تم االعتماد الكبٌرعلى نظام اإلنشاء الهٌكلً فً جمٌع األبنٌة‬
‫باختالؾ وظابفها ورافق ذلك ظهور أنظمة إنشاء جدٌدة كاإلطارات وكالقشرٌات والتً‬
‫استخدمت فً األبنٌة العامة‪.‬‬

‫‪ ‬انتشار األبنٌة الخرسانٌة المتعددة الطوابق والمرتفعة ومنها البرجٌة وجمٌع هذه األبنٌة‬
‫تشترك باألسقؾ المستوٌة‬

‫‪ .5‬سمات محلٌة متعلقة بالزخرفة والتزٌٌن‪،‬‬


‫‪ ‬التجرد وخلو الواجهات المعمارٌة من الزخارؾ التً كانت سابدة‪.‬‬

‫‪ ‬استخدام مبدأ التكرار ولٌس االعتماد المطلق علٌه وتجسد ذلك ب ‪(:‬تكرار العناصر فً‬
‫الواجهه المعمارٌة ‪ -‬تكرار العناصر والكتل المعمارٌة تخطٌطاً) مما جعل العمارة والعمران‬
‫حبٌسة الرتابة ال الترتٌب‪.‬‬

‫‪ ‬افتقاد الواجهات المعمارٌة ألي هوٌة‪.‬‬

‫‪ ‬استخدام الرشة التٌرولٌة أو الحجر الطبٌعً أو الصناعً أو الدهان كمادة إلكساء األبنٌة‪.‬‬

‫عالقة االستدامة مع العمارة المحلٌةالسورٌة التً تعود لفترة الحداثة‪:‬‬


‫‪ -‬ان االبنٌة ابتعدت عن طابع المدٌنة الخاص بها وظهرت‬ ‫الجانب االجتماعً‬
‫الشوارع العرٌضة وعناصر معمارٌة ؼرٌبة وخاصة فً‬

‫‪28‬‬
‫الواجهات جعل من هذه االبنٌة ابنٌة ؼٌر منتٌمٌة الرضها‬
‫وبٌبتها وبعضها ابتعدت عن وجدان وتراث الشعب المحلً‪.‬‬
‫‪ -‬لم تحترم المستخدمٌن من الناحٌة االجتماعٌة إذ اقتحمت‬
‫الخصوصٌة وقللت الربط االجتماعً‪.‬‬

‫اعتمدت عمارة الحداثة بشكل كبٌر على البٌتون والزجاج وهً‬ ‫‪-‬‬ ‫الجانب البٌئً‬
‫مواد لٌست ؼرٌبة عن الوسط المحٌط وحققت بذلك كفاءة‬
‫المواد‪.‬‬
‫لم تراع عمارة الحداثة النواحً البٌبٌة فقد تم االبتعاد عن‬ ‫‪-‬‬
‫العمارة العربٌة ذات االفنٌة والمالقؾ والتوجه نحو االبنٌة‬
‫البٌتونٌة الشاقولٌة التً تكاد تخلو من عناصر البٌبة باستثناء‬
‫بعض االشجار فً الوجابب المحٌطة بها‪.‬‬
‫حققت راحة المستخدمٌن بشكل نسبً من خالل وجود فتحات‬ ‫‪-‬‬
‫واسعة ومتقابلة ساهمت بتأمٌن التشمٌس والتهوٌة واالضاءة‬
‫لكن لم ٌتحقق ذلك فً كل فراؼات المبنى اما فً باقً‬
‫الفراؼات فكانت راحة المستخدمٌن مرتبطة بتوفر الطاقة‬
‫لتشؽٌل اجهزة التدفبة والتكٌٌؾ‬
‫خلو معظم األفكار التخطٌطٌة من الرؤٌة المستقبلٌة التً تهدؾ‬ ‫‪-‬‬ ‫الجانب االقتصادي‬
‫الستٌعاب كثافات سكانٌة مضطردة مع مرور الزمن بل كان‬
‫هدفها استٌعاب الكثافة السكانٌة الكبٌرة اآلنٌة كحالة إسعافٌة‬
‫ولٌس تنموٌة‬
‫امنت مساكن اقتصادٌة وابنٌة ذات كلفة معقولة لبساطة‬ ‫‪-‬‬
‫تصمٌمها وخلوها من العناصر التزٌٌنٌة‬

‫آفاق تطبٌق االستدامة فً العمارة المحلٌة السورٌة التً تعود إلى فترة الحداثة‪:‬‬

‫‪ -‬تخصٌص ممرات خاصة بالمشاة وممرات خاصة بالدراجات‬ ‫الجانب االجتماعً‬


‫وأًخرى بذوي االحتٌاجات الخاصة وهذا ٌجسد االستدامة‬
‫البٌبٌة واإلنسانٌة واالجتماعٌة‪.‬‬
‫‪ -‬جعل األبنٌة السكنٌة الحدٌثة ذات إكساء خارجً منسجم ٌحافظ‬
‫على طابع وتراث المدٌنة‪.‬‬

‫إنشاء مواقؾ سٌارات تحت األرض وهذا ٌقلل من المساحات‬ ‫‪-‬‬ ‫الجانب البٌئً‬
‫اإلسفلتٌة العاكسة ألشعة الشمس‬
‫العناٌة بالمزروعات الموجودة على جانبً الطرق وفً‬ ‫‪-‬‬
‫الحدابق مما ٌزٌد من المساحات الخضراء وٌقلل من التلوث‬
‫البٌبً‪.‬‬
‫زراعة أسطح المبانً بالمسطحات الخضراء ودراستها بحٌث‬ ‫‪-‬‬
‫تكون مكان للتفاعل االجتماعً‬
‫تسقٌؾ بعض أجزاء الشوارع بإنشاء مظالت نباتٌة على‬ ‫‪-‬‬
‫جانبً الشارع‬
‫جعل نوازل األمطارالقادمة من أسطح األبنٌة تصب فً‬ ‫‪-‬‬

‫‪29‬‬
‫الخزانات إلعادة استخدامها فً ري المسطحات الخضراء‬
‫‪ -‬اضافة مواد عازلة لمح اررة لتأمين الراحة الح اررية في األبنية‬
‫‪ -‬استخدام معالجات معمارٌة لالستفادة من التهوٌة الطبٌعٌة مثل‬
‫المدخنة الهوابٌة‬

‫‪ -‬إنشاء مظالت اصطناعٌة من األلواح الشمسٌة المصمتة‬ ‫الجانب االقتصادي‬


‫والشفافة على جانبً الشوارع لالستفادة منها فً تولٌد الطاقة‬
‫‪ -‬إعادة إكساء أرصفة الشارع والمساحات المحٌطة بالحدابق‬
‫ببالط األرصفة اإلنترلوك كونه ٌصلح ممراً للمشاة والسٌارات‬
‫وألنه ٌمكن فكه وإعادة تركٌبه فً أعمال الصٌانة‬
‫‪ -‬إنشاء عناصر الحدٌقة التزٌٌنٌة من مواد ناتجة عن عملٌة‬
‫إعادة التدوٌر‬

‫‪ .4 .3‬العمارة المحلٌة فً عمارة ما بعد الحداثة‬


‫هً عمارة كالسٌكٌة مهجنة تدعم الفكر الكالسٌكً التارٌخً بشكل واضح‬
‫وهً اتجاه ٌوحد العالقة بٌن المبنى والتارٌخ وكذلك المحٌط (الموقع والمجتمع)‬
‫ظهر اتجاه عمارة ما بعد الحداثة بعد عام ‪ 1981‬م وكان محاولة للتخلص من‬
‫رتابة المبانً السابدة فً عمارة الحداثة و الوصول الى مبانً أكثر دفبا تربط‬
‫بٌن الماضً و الحاضر و المستقبل حتى تتواصل األجٌال‪.‬‬

‫العوامل المإثرة على العمارة المحلٌة فً فترة ما بعد الحداثة‪:‬‬


‫‪ -1‬عامل الموقع ‪:‬‬
‫سعت إلى إدماج المبنى بالموقع بعمارة محلٌة فكان من مبادبها األخذ بعٌن‬
‫االعتبار الظروؾ المحلٌة والتأقلم جمالٌا مع المحٌط‬
‫‪ -2‬عامل البٌئة الطبٌعٌة‪:‬‬
‫بما أن عمارة ما بعد الحداثة عادت إلى العمارة التقلٌدٌة واستوحت من‬
‫عناصرها فقد تعاملت بشكل جٌد مع البٌبة والمناخ ألن العمارة التقلٌدٌة فً‬
‫سورٌا تمٌزت‪ :‬بكونها صدٌقة للبٌبة فتكٌفت مع المناخ المحلً من درجات‬
‫الحرارة المرتفعة وحركة الرٌاح والرطوبة بالعدٌد من العناصر المعمارٌة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -3‬العوامل االجتماعٌة‪:‬‬
‫تؤثر العوامل االجتماعٌة بشكل كبٌر على العمارة المحلٌة وكان تأثٌر عمارة ما‬
‫بعد الحداثة إٌجابً ألنها نابعة من قلب المجتمع وعاداته و تقالٌده‪.‬‬
‫‪ -4‬تؤثٌر العوامل الثقافٌة‪:‬‬
‫عكست عمارة ما بعد الحداثة هوٌة المجتمع وثقافته بسبب استخدامها‬
‫لمفرداته المعمارٌة الخاصة به ورفضها للعناصر التً ال تملك هوٌة والتً‬
‫فرضتها عمارة الحداثة‪.‬‬
‫‪ -5‬العوامل االقتصادٌة‪:‬‬
‫اتجهت عمارة ما بعد الحداثة إلى اإلكثار من العناصر المعمارٌة واستخدام‬
‫الزخارؾ والحرٌة المطلقة فً تصمٌم المبانً وهذا ٌعكس وضع اقتصادي‬
‫قوي ٌسمح باالهتمام بالتفاصٌل بٌنما نجد هذا التوجه بشكل بسٌط محلٌا"‬
‫بسبب الفارق بٌن االقتصاد المحلً الضعٌؾ أمام االقتصاد فً الدول الكبرى‬
‫‪.‬‬
‫‪ -6‬العوامل السٌاسٌة‪:‬‬
‫إن التؽٌرات السٌاسٌة والفكرٌة واالجتماعٌة كانت عامل كبٌر لنشوء عمارة‬
‫ما بعد الحداثة حٌث أن االستقرار السٌاسً الذي حصل بٌن الدول الكبرى‬
‫فً العالم أدى إلى التفكٌر فً عمارة أفضل وظهرت عمارة ما بعد الحداثة‬
‫وكذلك كان واقع الحال فً سورٌا‪.‬‬

‫سمات العمارة المحلٌة فً مرحلة ما بعد الحداثة‪:‬‬ ‫ž‬


‫‪ .1‬سمات محلٌة متعلقة بالموقع والتنظٌم فضائً‪:‬‬ ‫ž‬
‫العمارة فً فترة مابعد الحداثة ظهرت عالمٌا مترافقة مع مفاهٌم متعددة منها‬
‫العمارة الخضراء والعمارة البٌبٌة والعمارة االنسانٌة والعمارة الذكٌة وكلها‬
‫تصب فً تحقٌق التصمٌم العمرانً المستدام‬

‫ومن االمثلة العربٌة مدٌنة مصدر (المدٌنة نفسها أول مجتمع حدٌث فً‬
‫العالم ٌعمل بدون مركبات تسٌر بالوقود األحفوري على مستوى الشارع فإن‬
‫المدٌنة مصممة لتشجع ثقافة السٌر‪ ،‬بٌنما توفر الشوارع واألفنٌة المظللة بٌبة‬
‫جذابة للمشاة‪ ،‬محمٌة من التقلبات المناخٌة‪ .‬وستحتوي األراضً المحٌطة‬

‫‪31‬‬
‫بالمدٌنة على مزارع لتولٌد الطاقة من الرٌاح والطاقة الشمسٌة‪ ،‬وحقول‬
‫ومزارع أبحاث االكتفاء الذاتً من الطاقة‪ٌ .‬نقسم المشروع إلى قطاعٌن‪،‬‬
‫تصل بٌنهما حدٌقة طولٌة‪ ،‬وٌتم إنشاؤهما على مراحل‪ ،‬تبدأ بالجزء األكبر‪.‬‬
‫لقد تم تصمٌم المخطط الربٌسً لٌتسم بالمرونة العالٌة‪ ،‬بما ٌسمح باالستفادة‬
‫من التقنٌات الناشبة والدروس التً ٌتم تعلمها أثناء تنفٌذ المراحل األولٌة‪ .‬لقد‬
‫كان التوسع متوق ًعا منذ البداٌة‪ ،‬بما ٌسمح بالنمو مع تجنب التمدد الذي ٌتسبب‬
‫فً إرباك العدٌد من المدن‪ .‬وبٌنما ٌمثل تصمٌم مدٌنة مصدر استجابة خاصة‬
‫لموقع المدٌنة وطبٌعة مناخها‪ ،‬فإن المبادئ األساسٌة قابلة للتطبٌق فً أي‬
‫مكان بالعالم‪ .‬وبهذه الطرٌقة فهو ٌمثل برنامج عمل لبناء المدن المستدامة فً‬
‫المستقبل)‪.‬‬
‫أما محلٌا فلم تظهر إلى النور بعد مشارٌع عمرانٌة تراعً مبادئ التصمٌم‬
‫العمرانً المستدام و هناك محاوالت متواضعة فً بعض المشارٌع مثل‬
‫مشروع سكنً الؽد فً رٌؾ دمشق على طرٌق دمشق درعا تم البدء بتنفٌذه‬
‫عام ‪ 2111‬ولكن تباطأ التنفٌذ بمنتصؾ ‪ 2111‬لواقع األزمة‪ .‬وكذلك‬
‫محاوالت فً تصمٌم بعض األبنٌة المنفردة و الموزعة فً أماكن مختلفة‬
‫مدٌنة مصدر‬

‫‪.2‬سمات محلٌة متعلقة بعناصر ومكونات معمارٌة‪،‬‬ ‫ž‬

‫‪ ‬تطوٌر استخدام المالقؾ فً المنازل‬


‫‪ ‬استخدام المقرنصات بصورة جدٌدة‪.‬‬
‫‪ٌ ‬عتمد المنزل على الطاقة الكهربابٌة المولدة من الطاقة الشمسٌة بواسطة‬
‫دارات كهرضوبٌة‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ ‬إنشاء وحدة معالجة لكل منزل بقسمٌن قسم لمعالجة مٌاه الصرؾ الصحً‬
‫والثانً لمعالجة مٌاه المطبخ التً تحتاج إلى فرز للدهون وتنقٌة المٌاه من‬
‫المواد الكٌمٌابٌة لٌصار استخدامها فً سقاٌة المزروعات‬

‫مشروع الؽد‬ ‫مصدر‬ ‫مصدر‬

‫‪.3‬سمات محلٌة متعلقة بعناصر إنشائٌة وزخارف و تزٌٌن‪:‬‬ ‫ž‬

‫‪ ‬استخدام بعض الزخارؾ مع األقواس على الواجهات‬


‫‪ ‬استخدام األقواس والرواق فً مٌنى التأمٌنات االجتماعٌة فً حمص‬
‫بمواد بناء حدٌثة من الرخام والحجر الحموي مع التناؼم بٌن األبٌض و‬
‫األسود‬

‫‪33‬‬
‫افاق تطبٌق االستدامة على عمارة ما بعد الحداثة محلٌا‪:‬‬
‫المحور االجتماعً ‪:‬‬

‫‪ ‬إن تطبٌق عمارة ما بعد الحداثة محلٌا ٌعتبر خطوة جٌدة واٌجابٌة على‬
‫المستوى االجتماعً بسبب عودة عمارة ما بعد الحداثة للعمارة المحلٌة‬
‫والتقالٌد مما ٌعزز ارتباط اإلنسان بمجتمعه وشعوره باالنتماء لعمارته‬
‫‪ ‬وٌقترح زٌادة بناء األماكن العامة مثال الحدابق والمكتبات والمسارح‬
‫وؼٌرها التً تعزز اللقاءات االجتماعٌة‪.‬‬

‫المحور البٌئً‪:‬‬

‫زٌادة االهتمام بالبٌبة ومراعاة الموقع والمناخ فً التخطٌط و التصمٌم‬ ‫‪‬‬


‫استخدام المشربٌات والمالقؾ والفناء الداخلً للتوفٌر فً استخدام التكٌٌؾ‬ ‫‪‬‬
‫داخل المنزل‪.‬‬
‫وزٌادة نسبة المساحات الخضراء‬ ‫‪‬‬
‫واستخدام مواد بناء ؼٌر ملوثة للبٌبة مثل الحجر والخشب والتوجه نحو‬ ‫‪‬‬
‫استخدام الطاقة النظٌفة‪.‬‬
‫المحور االقتصادي‪:‬‬

‫‪ ‬استخدام المعالجات ا لمناسبة فً التصمٌم المعماري و التخطٌط البٌبً‬


‫المستدام من شأنه تحقٌق التوفٌر فً الطاقة المستهلكة فً التكٌٌؾ و التهوٌة‬
‫‪ ‬االعتماد بشكل أكبر على اإلضاءة الطبٌعٌة وعلى الصناعٌة الموفرة للطاقة‪.‬‬
‫‪ ‬االعتماد على الطاقات المتجددة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -4‬أهم التحدٌات التً تواجه دول العالم النامً فً مجال التنمٌة المستدامة‪:‬‬
‫هناك بعض المعوقات التً واجهت العدٌد من تلك الدول فً تبنً خطط وبرامج التنمٌة المستدامة‪،‬‬
‫لعل من أهمها ما ٌلً‪:‬‬

‫•الفقر ‪:‬والذي ٌعد السبب الربٌسً للعدٌد من المعضالت الصحٌة واالجتماعٌة واألخالقٌة فً‬
‫العدٌد من دول العالم ‪ ،‬حٌث تزداد حدة الفقر والجوع والتهدٌدات لألمن الؽذابً فً الكثٌر من تلك‬
‫الدول ‪.‬كما ٌدفع الفقر إلى استنزاؾ الموارد الطبٌعٌة المتوفرة والقلٌلة وإلى استعمالها استعما ال‬
‫عشوابًٌا‪ ،‬حٌث تستعمل األراضً إلى درجة استنزافها‪ ،‬وتنخفض قدرتها على اإلنتاج الزراعً‪،‬‬
‫كما تقتطع أشجار الؽابات ألؼراض التدفبة بسرعة ال تسمح بتعوٌض ما تم قطعه ‪.‬وتجدراإلشارة‪،‬‬
‫إلً أن تلك الجدلٌة بٌن الفقر واستنزاؾ الموارد الطبٌعٌة قد ٌكون سببها الضؽوط التً ٌحدثها‬
‫انتشار األمٌة والجهل‪ ،‬األمر الذي ٌجعل الفقراء ال ٌستطٌعون التفكٌر فً المدى البعٌد‪ ،‬وال‬
‫ٌفكرون إال فً القوت الٌومً الذي ٌمثل بالنسبة لتلك الفبة من فبات الﻤﺠتمع أكبر التحدٌات‪.‬‬

‫•التضخم السكانً ‪ :‬وعدم وجود مواءمة بٌن النمو السكانً والموارد الطبٌعٌة المتوفرة لتلبٌة‬
‫االحتٌاجات المتزاٌدة للسكان فً العدٌد من الدول ‪ .‬فلقد أدي النمو السكانً فً تلك الدول إلً تزاٌد‬
‫الطلب على الموارد البٌبٌة والخدمات الصحٌة والتعلٌمٌة واالجتماعٌة ‪.‬كما عملت الزٌادة السكانٌة‬
‫على نمو ظاهرة التوسع الحضري‪ ،‬واستمرار الهجرة من األرٌاؾ إلى المناطق الحضرٌة‪،‬‬
‫وانتشار ظاهرة السكن ؼٌر الالبق‪ ،‬والتوسع العمرانً العشوابً‪ ،‬باإلضافة إلى تزاٌد عدد الفقراء‬
‫والعاطلٌن وتدهور األحوال المعٌشٌة بشكل عام‪ ،‬وفً المناطق العشوابٌة والتً تفتقر إلى وجود‬
‫الخدمات األساسٌة‪ ،‬بشكل خاص ‪.‬فضال عن ذلك فقد أدت الضؽوط السكانٌة إلى تزاٌد التوسع فً‬
‫زراعة مناطق الرعً الطبٌعٌة والزراعات المطرٌة‪ ،‬األمر الذي أدى إلى ازدٌاد معدالت الرعً‬
‫الجابر‪ ،‬والتصحر بٌن مختلؾ أرجاء العالم النامً ‪.‬وتجدر اإلشارة إلى أن الزٌادة السكانٌة فً‬
‫العدٌد من هذه الدول قد أدت إلى انخفاض حصة الفرد من المٌاه العذبة بشكل حاد‪.‬‬

‫‪ ‬تدهور قاعدة الموارد الطبٌعٌة ‪:‬واستمرار استنزافها لدعم أنماط اإلنتاج واالستهالك الحالٌة‪،‬‬
‫مما ٌؤدي إلى نضوب قاعدة الموارد الطبٌعٌة وانتشار كافة أشكال التلوث التً تمس الماء‬
‫والتربة والهواء وخاصة فً المناطق الحضرٌة‪ ،‬ومن ثم إعاقة تحقٌق التنمٌة المستدامة ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى وطأة التحدٌات البٌبٌة الكبرى األخرى التً تتمثل فً التؽٌرات المناخٌة‬
‫والكوارث الطبٌعٌة والتكنولوجٌة‪ ،‬مثل الفٌضانات والزالزل وحرابق الؽابات ‪.‬باإلضافة إلى‬
‫نقص الموارد المابٌة وندرتها وتدهور نوعٌتها‪ ،‬واالستؽالل ؼٌر المتوازن لخزانات المٌاه‬
‫الجوفٌة‪ ،‬واالستخدام ؼٌر الرشٌد والمبذرللمٌاه خاصة فً الﻤﺠال الزراعً ‪.‬فضال عن تدهور‬
‫التربة واألراضً الزراعٌة‪ ،‬مما ٌؤدي إلى تراجع التنوع البٌولوجً وفقدان العدٌد من‬
‫األصناؾ النباتٌة والحٌوانٌة‪ ،‬وكذلك تدهور البٌبة الساحلٌة والبحرٌة‪ ،‬واستنزاؾ الثروة‬

‫السمكٌة ‪.‬وأخٌرً ا‪ ،‬فهناك العدٌد من المخاطر البٌبٌة الناجمة عن دفن النفاٌات الخطٌرة والسامة‬
‫الناتجة عن األنشطة الصناعٌة أو األسلحة الكٌمابٌة والمبٌدات الحشرٌة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ ‬عدم كفاٌة مصادر التموٌل ‪:‬الالزم لتحقٌق التنمٌة البشرٌة والبٌبٌة المستدامة وبناء القدرات‪،‬‬
‫وعدم وفاء الدول المتقدمة بتقدٌم المساعدات التً وعدت بها للدول النامٌة ‪.‬فلقد كان من نتابج‬
‫مؤتمر قمة األرض فً رٌودي جانٌرو عام ‪ ، 1992‬تعهد الدول المتقدمة بتقدٌم ‪ 0.7 %‬من‬
‫إجمالً ناتجها المحلً إلى الدول النامٌة وذلك فً إطار تعوٌض تلك الدول ومساعدتها فً‬
‫تنفٌذ مشروعات بٌبٌة تحقق أهداؾ التنمٌة المستدامة‪ ،‬حٌث تعد الدول المتقدمة هً المسؤول‬
‫األساسً عن تلوث البٌبة ‪.‬‬

‫• ضعف مستوى فعالٌة األنظمة التعلٌمٌة والبحثٌة ‪:‬وقصورها عن مساٌرة التقدم العلمً‬
‫والتقنً فً العالم ومستلزمات تحقٌق التنمٌة المستدامة ونقل التكنولوجٌا لبلدان العالم النامً‪،‬‬
‫باإلضافة إلى مشكلة كبرى تعانً منها هذه الدول وهً هجرة العقول إلى الدول المتقدمة ‪.‬فضال‬
‫عن عدم توفر التقنٌات الحدٌثة والخبرات الفنٌة التً تلزم لتنفٌذ برامج التنمٌة المستدامة وخططها‪.‬‬

‫‪ ‬الدٌون ‪:‬وتمثل أحد أهم المعوقات التً تحول دون نجاح خطط التنمٌة المستدامة وتؤدي للتأثٌر‬
‫سلبًا فً الﻤﺠتمعات الفقٌرة بصورة خاصة‪ ،‬والﻤﺠتمع الدولً‪ ،‬بصفة عامة‪ ،‬حٌث تشكل‬
‫الدٌون وأعباء خدمتها عب ًبا كبٌرً ا على اقتصادٌات الؽالبٌة العظمى من دول العالم النامً‪.‬‬

‫‪-5‬اإلجراءات التً تسهم فً تحقٌق التنمٌة المستدامة‪،‬‬

‫هناك مجموعة من االجراءات التً تسهم فً تحقٌق التنمٌة المستدامة ومنها‪:‬‬

‫•تفعٌل دور الصندوق االجتماعً للتنمٌة فً محاربة الفقر‪ ،‬وخلق فرص عمل‪ ،‬وتنمٌة الموارد‬
‫البشرٌة‪ ،‬وتنمٌة الﻤﺠتمع‪ ،‬ومساعدة الفبات المهمشة على االندماج فً الﻤﺠتمع ‪.‬وذلك من خالل‬
‫تقدٌم الدعم والتموٌل الالزم للمشروعات والصناعات الصؽٌرة والمتناهٌة فً الصؽر‪ ،‬وخلق‬
‫كوادر فنٌة ماهرة من خالل التدرٌب المهنً والتقنً‪ ،‬ودعم برامج محو األمٌة وخدمات الرعاٌة‬
‫الصحٌة وخاصة فً المناطق الفقٌرة والمحرومة‪.‬‬

‫•العمل علً تصحٌح االختالل القابم بٌن النمو السكانً والمساحات المأهولة‪ ،‬وكذلك العمل علً‬
‫الحد من التفاوتات االقتصادٌة واالجتماعٌة بٌن األقالٌم المختلفة‪ ،‬وذلك لتخفٌؾ ظاهرة االستقطاب‬
‫الحضري نحو المدن الكبرى‪.‬‬

‫•معالجة البؤر العشوابٌة وتحسٌن خدمات البنٌة التحتٌة فً األحٌاء السكنٌة العشوابٌة‪ ،‬والتركٌز‬
‫على أعمال النظافة‪ ،‬وإنشاء األرصفة‪ ،‬وتعبٌد الشوارع والطرق‪ ،‬وإجراء الصٌانة الالزمة لها‪.‬‬

‫•المحافظة على األراضً الزراعٌة وضمان استدامة استؽاللها للزراعة‪ ،‬ووقؾ االنتشار‬
‫ً‬
‫استنادا إلى‬ ‫والتوسع العشوابً للمدن والقرى والتجمعات السكانٌة‪ ،‬وتحدٌد مواقع التوسع العمرانً‬
‫المزاٌا الطبٌعٌة والحاجة الفعلٌة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫•توزٌع األنشطة االقتصادٌة على كافة المناطق‪ ،‬لتخفٌؾ تركز األنشطة فً مركز المدن‪ ،‬وذلك‬
‫لحماٌة البٌبة من التلوث‪.‬‬

‫•العمل على تشجٌع التنمٌة المتوازنة بٌن المناطق الحضرٌة والرٌفٌة‪ ،‬والعمل علً تحقٌق التنمٌة‬
‫المستدامة فً المناطق الرٌفٌة وتوفٌر فرص العمل‪ ،‬وذلك للحد من هجرة سكان الرٌؾ إلى‬
‫الحضر‪.‬‬

‫•تشجٌع ترشٌد االستهالك وإعادة االستخدام وتوفٌر موارد مابٌة إضافٌة‪ ،‬والعمل علً معالجة‬
‫ً‬
‫حفاظا على الﻤﺠارى المابٌة التً ٌصب بها هذا الصرؾ بدون معالجات‬ ‫الصرؾ الصحً ‪ ،‬وذلك‬
‫أو بمعالجات ؼٌر كافٌة من التلوث ‪.‬فضال عن العمل علً إٌجاد بدابل للصرؾ الصناعً على‬
‫المجاري المابٌة والمصارؾ‪ ،‬وتطبٌق مبدأ المعالجة فً المصدر‪ ،‬والعمل علً إٌجاد بدابل‬
‫للتخلص من المخلفات الصلبة فً المصارؾ المابٌة‪.‬‬

‫•السعً إلى القضاء على المقالب العشوابٌة والمكشوفة‪ ،‬والقضاء على ممارسات حرق المخلفات‬
‫والسٌما المخلفات الزراعٌة‪ ،‬وتطبٌق المنهج الشامل والمتكامل والمستدام إلدارة المخلفات‬
‫الصلبة ‪.‬باإلضافة إلً رفع الوعً البٌبً العام والتؽلب على سوء السلوكٌات فً التعامل مع‬
‫المخلفات‪.‬‬

‫‪37‬‬

You might also like