You are on page 1of 36

‫المملكة العربية السعودية‬

‫وزارة التعليم‬
‫جامعة الملك عبد العزيز‬
‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬
‫الماجستير النوعي للخدمة االجتماعية‬

‫التأثيرات المتبادلة بين السلوك اإلنساني والبيئة‬


‫االجتماعية في مرحلة المراهقة‬

‫إعداد‬
‫‪ -2‬الطالب ‪ /‬علي أحمد بن عفتان‬ ‫‪ -1‬الطالب‪ /‬فايز علي ال فرج‬
‫‪ -4‬الطالب ‪ /‬طالل محمد الزبيدي‬ ‫‪-2‬الطالب‪ /‬علي إدريس عسيري‬
‫‪ -5‬الطالب‪ /‬محمد صالح ال رزق‬

‫اشراف‬
‫أ‪.‬د‪/‬أحمد فرغلي‬

‫الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي‬


‫هـ ‪ 1442 -‬هـ‪1441‬‬

‫‪1‬‬
‫الفهرس‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫الترتيب‬
‫‪3‬‬ ‫المقدمة‬ ‫‪1‬‬
‫‪4‬‬ ‫تحديد المفاهيم‬ ‫‪2‬‬
‫‪5‬‬ ‫الفرق بين المراهقة والبلوغ‬ ‫‪3‬‬
‫‪5‬‬ ‫اقسام المراهقه‬ ‫‪4‬‬
‫‪6‬‬ ‫اإلتجاهات المفسرة لمرحلة المراهقة‬ ‫‪5‬‬
‫‪8‬‬ ‫أنماط المراهقة‬ ‫‪6‬‬
‫‪10‬‬ ‫معالم النمو‬ ‫‪7‬‬
‫‪18‬‬ ‫النمو اإلدراكي ‪ /‬المعرفي وسلوك المراهقين‬ ‫‪8‬‬
‫نظرية بياجيه‪-‬نظرية تشغيل المعلومات‬

‫‪19‬‬ ‫حاجات المراهقين في السلوك اإلنساني‬ ‫‪9‬‬


‫‪23‬‬ ‫مشكالت المراهقين في بيئتهم اإلجتماعية‬ ‫‪10‬‬
‫‪29‬‬ ‫رعاية المراهق‬ ‫‪11‬‬
‫‪32‬‬ ‫المراهق السلوك العدواني‬ ‫‪12‬‬
‫‪33‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪13‬‬
‫‪34‬‬ ‫المصادر والمراجع‬ ‫‪14‬‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة‬
‫‪ ‬‬
‫تعتبر مرحلة المراهقة من أهم وأخطـرـ المراحــل التي يمـر بهــا الإنسـان ضـمن أطــوار حياتــه‬
‫المختلف ـ ـة التي تتسـ ــم بالتجديـ ــد المسـ ــتمرـ‪ ،‬وهي من أكثرهـ ــا تـ ــأثيراً على سـ ــلوكياته المختلفـ ــة‪ ،‬وتعتـ ــبرـ‬
‫لما يتبعهــا من مراحــل ُعمريــة أخــري‪ ،‬فهي تســتحوذ على أهتمــام كثــير من النــاس فهي‬
‫أساس ـاً مهم ـاً َّ‬
‫تهم الم ـ ــراهقين أنفس ـ ــهم ليتفهم ـ ــوا على أنفس ـ ــهم‪ ،‬وتهم اآلب ـ ــاء والأمه ـ ــات والمرب ـ ــيين ليفهم ـ ــوا طبيعـ ـ ـة‬
‫المرحل ـة وكيفي ـة التعامــل معها‪ ،‬فاآلبــاء واألمهــات يعــانون في هــذه المرحلــة‪ ،‬وذلــك لشــيوع عــدد من‬
‫األنماط الســلوكية الـتي تعتــبر ســمة ُممــيزة للمـراهقين في هـذه المرحلــة‪ ،‬مثــل الرغبــة في اإلســتقاللية‪،‬‬
‫والتمرد‪ ،‬والرغبـة في اإلختالف‪ ،‬وغيرهـا من السـلوكيات الـتي ليس من السـهل‬ ‫َّ‬ ‫والمغامرة‪ ،‬والعنـاد‪،‬‬
‫التعامل معها‪.‬‬
‫الخ ِـ‬
‫ط رة الــتي يعيشــها اإلنســان‪ ،‬بــل قــد تكــون األخطــر‬ ‫المراهقــة من المراحــل َ‬ ‫وتُعتــبر مرحلــة ُ‬
‫الرشـد‪ ،‬ضــمن تغيــيرات جديــدة‬ ‫طفولـة إلى ُّ‬‫ـان فيهـا من مرحلـة ال ّ‬
‫من بين ُك ّل المراحل‪ ،‬إذ ينتقـ ُل اإلنسـ ُ‬
‫صـ ـ ـراعات الخارجيـ ــة‬
‫ـان فيهـ ــا للكثـ ــير من ال ِّ‬
‫النم ـ ــو المختلفـ ــة‪ ،‬كم ـ ــا يتعـ ـ ّـرض اإلنس ـ ـ ُ‬
‫ُمتعلّقـ ــة بج ـ ــوانب ّ‬
‫والداخلية‪.‬‬‫ّ‬
‫يرتبط بمرحلة المراهقة العديد من القضايا والعناصر التي يحاول هذا البحث المرورـ عليها‬
‫وتعريفه ــا وتوض ــيحها‪ ،‬حيث يتن ــاول الب ــاحث تعري ــف المراهق ــة‪ ،‬وأقس ــامها‪ ،‬وأهم معالمه ــا وس ــمات‬
‫النمـو لهـا جسـمياً‪ ،‬ومعرفيـاً‪،‬ـ وعاطفيـاً‪ ،‬وأخالقيـاً‪ ،‬وروحيـاً‪ ،‬ويتنـاول تكـوين الهويـة لـدي المراهـق في‬
‫هــذه المرحلــة‪ ،‬ومختلــف العوامــل الــتي قــد يكــون لهــا تــأثيرـ عليهــا مثــل األقــران‪ ،‬واألســرة‪ ،‬وغــيرهم‪،‬‬
‫المراهقـون؟ مثـل سـلوك العنـف أو الجنـوح الـذي قـد يظهـر عنـد‬
‫ويتناول أبرز المشاكل التي يواجههاـ ُ‬
‫بعض المـ ــراهقين‪ ،‬والمشـ ــاكلـ المتعلقـ ــة بالتغذيـ ــة مثـ ــل فقـ ــدان الشـ ــهية‪ ،‬والشـ ــره المرض ـ ـيـ العصـ ــبي‪،‬‬
‫وقضية صورة الجسد‪ ،‬والهوية‪ .‬ألخ‪.‬‬
‫تُعتــبر مرحلــة المراهقــة مرحلــة هامــة وحساســة من الناحيــة االجتماعيــة‪ ،‬كونهـاـ هي المرحلــة‬
‫الــتي يتعلم فيهــا المراهــق تحمــل المســؤوليات االجتماعيــة وتكــوين أفكــاره عن الحيــاة األســرية‪ ،‬فضـالً‬
‫عن أنها المرحلة التي يبحث فيها المراهق لنفسه عن مكان مهم في المجتمع ليصبح شخصاً ُمستقالً‬
‫إجتماعيـاً‪ ،‬لـذلك يــبرز دورـ الخدمـة االجتماعيـة لبـذل أفضــل الجهــد وأصـدقه من أجـل إعــداد المراهـق‬
‫لمرحلة المراهقة ومساعدته في التغلب على مشكالتها بحيث تجعله يتكيف مع المجتمــع الــذي يعيش‬
‫فيه‪.‬‬

‫‪3‬‬
4
‫الطالب ‪ /‬فايز بن علي ال فرج‬
‫تحديد المفاهيم‪:‬‬
‫‪ /1‬المراهقة‪ :‬فترة من الحياة الفرد الـتي تبـدأ في نهايـة طفولتـه وتنتهي عنـد بدايـة بلوغـه وهي فـترة‬
‫انتقالية‪ ،‬فيبدأ المراهق خالل هذه الفـترة باالسـتقالل عن أسـرته إلى أن يصـبح شخصـا مسـتقال يكفي‬
‫ذات ــه‪ ،‬فالمراهـ ــقة لها فترة تخ ــتلف من ف ــرد ألخر‪( .‬برناند‪1996 .‬م‪.)50 .‬‬
‫والمراهقة هي‪ (:‬مرحلة النمو المتوسطة مـا بين سـن البلـوغ وسـن الرشـد‪ ،‬وتحيـط بهـا أزمـات ناشـئة‬
‫(العمار‪1972 .‬م‪ .‬ص‪.)362‬‬
‫َّ‬ ‫عن التغيرات الفسيولوجية والتأثيرات النفسية واإلجتماعية‪.‬‬
‫‪ /2‬البيئة‪ :‬يعرفها أحمد شفيق على أنها تلك العوامل الخارجية الــتي يســتجيب لهــا الفــرد أو المجتمــع‬
‫بأســره اس ــتجابة عقليــة أو اجتماعيــة‪ ،‬كالعوام ــل الجغرافي ــة والمناخيــة من ســطح ونب ــات وموج ــودات‬
‫وحـــرارة ورطوبـــة والعوامـــل الثقافيـــة الـــتي تســـودـ المجتمـــع وال ــتي ت ــؤثر في حي ــاة الف ــرد والمجتمـــع‬
‫وتشكلها وتطبعها بطابع معين‪( .‬جمال الدين‪2003 .‬م‪.)57 .‬‬
‫‪ /3‬التربية البيئية‪ :‬جهــد تعليمي موجــه أو مقصــودـ نحــو التعــرف‪ ،‬وتكــوينـ المــدركات لفهم العالقــات‬
‫المعقــدة بين اإلنســان وبيئتــه‪ ،‬بأبعادهــا االجتماعيــة والثقافيــة واالقتصــادية والبيولوجيــة‪( .‬أحمد‪1986.‬م‪.‬‬
‫‪.)46‬‬
‫وهي مجموع ــة الجه ــود المنظم ــة والمتكامل ــة ال ــتي تب ــذلها األجه ــزة المعني ــة في دول ــة م ــا في‬
‫قطــاعـ التربيــة والتعليم‪ ،‬أو قط ــاع اإلعالم والتوعي ــة‪ ،‬أو جمعيــات النف ــع الع ــام الــتي تس ــهم في عمليــة‬
‫التربية سواء في شكلها المقصود أو غير المقصود‪( .‬على واالنصاري‪2009 .‬م‪.)201.‬‬
‫‪ /4‬الس >>لوك البي >>ئي‪ :‬هـ ــو كـ ــل مـ ــا يصـ ــدر من الفـ ــرد من أفعـ ــال وتصـ ــرفاتـ وممارسـ ــات‪ ،‬الظـ ــاهرة‬
‫والباطنــة‪ ،‬عقليــة معرفيــة‪ ،‬مزاجيــة انفعاليــة‪ ،‬نفســية حركيــة‪ ،‬حيوية ‪ ،‬عصــبية‪ ،‬وفيزيولوجيــة اســتجابة‬
‫للسياق الذي يعمل أو يتفاعل معه‪ ،‬أو يعيش فيه‪( .‬أحمد‪2014 .‬م‪.)43.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬الفرق بين المراهقة والبلوغ‪:‬‬
‫يمكننا فهم المراهقـة (‪ )Adolescence‬بشـكل واضــح إذا ميزناهـا عن البلــوغ (‪،)Puberty‬‬
‫عنــدما نتحــدث عن ســن البلــوغ‪ ،‬فإنــه يشــير إلى التغــيرات الفســيولوجية والبيولوجيــة الــتي تحــدث في‬
‫األفــراد‪ ،‬فــالبلوغـ يشــير إلى نضــج الوظــائفـ الجنســية‪ ،‬ويحــدث في متوس ـطـ الثالثــة عشــر تقريب ـاً عنــد‬
‫الفتي ــات يص ــحبه ظه ــورـ الث ــديين‪ ،‬ويح ــدث عن ــد الفتي ــان بع ــد ذل ــك بع ــام تقريبـ ـاً يص ــحبه تغ ــيرات في‬
‫الصــوت وظهــور شــعر الوجــه‪ ،‬في حين أن جــذور المراهقــة ال تكمن في النمــو الــبيولوجي لإلنســان‪،‬‬
‫ولكن الجــانب المهم حقيقــة في المراهقــة هــو اإلتجاهــات (‪ ،)Attitudes‬والســلوك‪ ،‬فهــذا نتــاج للثقافــة‬
‫السائدة في المجتمع‪( .‬عبد اهلل‪1996 .‬م‪ .‬ص‪.)274-273‬‬

‫‪ :‬أقسام المراهقة‪:‬‬
‫قسم العلماء سن المراهقة لثالثة أقسام هي كما يلي‪:‬‬
‫المبكرة ‪( Early Adolescence‬األولي)‪ :‬وهي التي تنحصرـ بين الفئة العمرية من‬ ‫‪ /1‬المراهقة ُ‬
‫عاما)‪ ،‬وتتم ــيز بتغ ــيرات بيولوجيــة س ــريعة‪ ،‬وت ــتزامن ه ــذه المرحل ــة م ــع النم ــو الس ــريع‬
‫(‪ 11‬إلى ‪ً 14‬‬
‫الـ ــذي يصـ ــاحب البلـ ــوغ‪ ،‬وفي هـ ــذه المرحلـ ــة يهتم المراهـ ــق أهتمامـ ـ ـاً كبـ ــيراً بمظهـ ــر جسـ ــمه‪ ،‬وليس‬
‫بمستغرب أن تسمع من المراهق تعليقــات تــدل على أنـه يكــره نفسـه‪ ،‬وفي هـذه المرحلــة يمثـل ضـغط‬
‫األقران أهم ما يشغل بال المراهق‪.‬‬
‫‪ /2‬مرحلة المراهقة المتوسطة (الوسطي)‪ :‬وهي التي تنحصــر في الفئـة العمريــة من (‪ 14‬إلى ‪18‬‬
‫ويالحـظ فيهـا أسـتمرارـ النمـو في جميـع مظـاهره‪،‬‬
‫عاماً)‪ ،‬وهي مرحلـة إكتمـال التغـيرات البيولوجيـة‪ُ ،‬‬
‫وتُســميـ أحيان ـاً هــذه المرحلــة بمرحلــة التــأزم‪ ،‬وذلــك ألن المراهــق يعــاني فيهــا صــعوبة فهم محيطــه‬
‫وتكييفه مع حاجاته النفسية البيولوجية‪ ،‬ويجد أن كل ما يرغب في فعله ُيمنع باسـم العـادات والتقاليـد‬
‫دون أن يجد توضيحاً لذلك‪.‬‬
‫المت>>أخرة‪ :‬وهي المرحل ــة ال ــتي تنحص ــر في الفئ ــة العمري ــة من (‪ 18‬إلى ‪21‬‬ ‫‪ /3‬مرحل>>ة المراهق>>ة ُ‬
‫عام)‪ ،‬حيث يصبح الشاب أو الفتاة إنساناً راشــداً بــالمظهر والتصــرفات‪ ،‬وتعــرف هـذه المرحلــة غالبـاً‬
‫بســن اللياقــة‪ ،‬وذلــك ألن المراهــق في هــذه الفــترة يحس أنــه محــل أنظــار الجميــع‪ ،‬ويبــدأ المراهــق في‬
‫هذه المرحلة باإلتصال بالعالم الجديد‪ ،‬عالم الكبار وتقليد سلوكهم‪( .‬ربيع‪2011 .‬م‪ .‬ص‪.)44-43‬‬

‫‪6‬‬
‫المفسرة لمرحلة المراهقة‪:‬‬
‫االتجاهات ُ‬
‫من أبرز اإلتجاهات التي فسرت مرحلة المراهقة نجد ما يلي‪:‬‬
‫‪ /1‬اإلتج>>اه ال>>بيولوجي النفس>>ي‪ :‬يــتزعم هــذا ســتانليـ هــول (‪ ،)Stanley Hall‬وفرويــد (‪،)Freud‬‬
‫ويســتندـ على التغــيرات البيولوجيــة وعالقتهــا بالنضــج في المراهقــة كمرحلــة نمائيــة تعــرف تغــيرات‬
‫بيولوجيــة عميقــة وواضــحة تنعكس بشــكل كبــير على ســلوك المراهــق‪ ،‬وعلى نظــرة اآلخــرين إليــه‪،‬‬
‫إنهــا ميالد جديــد يتســم بــالحيرة والضــغوطـ والتغــيرات الســريعة‪ ،‬كمــا يــري هــول‪ ،‬وهي إعالن ببدايــة‬
‫الوظيفة الجسمية التناسلية حسب رأي فرويد‪.‬ـ‬
‫فبالنس ـ ــبة له ـ ــول ف ـ ــإن المراهق ـ ــة هي مرحل ـ ــة مهم ـ ــة ج ـ ــداً‪ ،‬ق ـ ــادرة على تغي ـ ــير مس ـ ــار الحي ـ ــاة‬
‫المسـتقبلية‪ ،‬فهي الــوقت الـذي تتحــدد فيــه األدوارـ االجتماعيــة‪ ،‬وتنمـوـ فيــه القيم من جديــد‪ ،‬بحيث تنمــو‬
‫قدرته على التفكير ويصبح التفاعل مع األفرادـ اآلخرين أكثر وعياً ونضجاً‪.‬‬
‫ونج ــد أن ه ــذا اإلتج ــاه يركـــز على المحـــددات للســـلوك‪ ،‬ويش ــيرـ إلي مخطـ ـطـ التط ــورـ للنـــوع‬
‫البشـــريـ ينعكس في التركيبـــة الوراثيـــة لكـــل فـــرد‪ ،‬التطـــور يك ــون من مرحل ــة التص ــور إلي مرحلـــة‬
‫النضج‪ ،‬والمراحل التي مرت البشرية بها منذ بداية تطورها‪ ،‬والتي تركت أثـر جيـني‪ ،‬وهي تعـرف‬ ‫ُ‬
‫بنظري ـ ــة الش ـ ــدة والمحن‪ ،‬حيث تق ـ ــوم على أس ـ ــاس أن الف ـ ــرد (اإلنس ـ ــان)‪ ،‬يلخص في حيات ـ ــه تجرب ـ ــة‬
‫البش ــرية كله ــا‪ -‬من البدائي ــة إلى ف ــترات المعان ــاة واآلالم والجه ــد‪ ،‬مرحل ــة إلى ال ــتي تحققت بالمدين ــة‬
‫األوربي ـــة الغربي ـــة‪ ،‬وتعتم ـــد ه ـــذه النظري ـــة على أس ـــاس بيول ـــوجي‪ ،‬وتسـ ــتند إلي وراثـ ــة الخص ـــائص‬
‫البيولوجيــة للجنس البشــري الــتي تكمن في تــركيب الموروثــات‪ ،‬فالطفــل حــتى الرابعــة يمثــل المرحلــة‬
‫أمـا المراهقـة فهي مرحلـة التحـول الصـعب من البدائيـة‬
‫البدائية (شبه الحيوانية)‪ ،‬في تـاريخ اإلنسـان‪ّ ،‬‬
‫إلى التمدن‪ ،‬ومن هنا تأتي العاصفة والمعاناة‪( .‬حجازي‪1985 .‬م‪ .‬ص‪.)40-39‬‬
‫‪ /2‬اإلتجاه الثقافي اإلجتماعي‪ :‬يــتزعم هــذا اإلتجــاه بنــدكت وميــد‪ ،‬ويركـزـ هــذا اإلتجــاه على النمطيــة‬
‫االجتماعيــة وأثــر األشــكال الثقافيــة الســائدة‪ ،‬فمراهـقـ المجتمعــات المتحضــرة يحتــاج إلى فــترة زمنيــة‬
‫ليســت بهينــة بغيــة التوافــق مــع عــالم الراشــدين كــذات إجتماعيــة فاعلــة ومندمجــة‪ ،‬وتتقلص هــذه المــدة‬
‫الزمنية كلمـا كـان المجتمـع أقـل تحضـراً‪ ،‬وال تتطلب عمليـة التكيـف واإلنـدماجـ من المراهـق مجهـوداً‬
‫كبــيراً وذلــك تبع ـاً لتشــابه وتقــارب توقعــات المجتمــع لكــل من أدوار األطفــال والمــراهقين والراشــدين‬
‫على ح ـ ـ ـ ــد س ـ ـ ـ ــواء من حيث التحديـ ـ ـ ــد والوض ـ ـ ـ ــوح‪ ،‬في حين أن أدوار الم ـ ـ ـ ــراهقين في المجتمع ـ ـ ـ ــات‬
‫المتحضـرة فهي أكــثر تحديـداً وتعقيـداً‪ ،‬األمــر الـذي يجعــل مرحلـة المرهقـة تطـول أكـثر‪ ،‬حـتى يتســنى‬
‫للمراهـق الحصـول على الـدور المناسـب‪ ،‬ممـا يمنح األشـكال الثقافيـة دوراً وأهميـة أقـوي حـدة وأكـثر‬

‫‪7‬‬
‫تأثيراً عن التأثير الفطري والنضج الجنسي في تحديـد شخصـية المراهـق‪( .‬حجــازي‪1985 .‬م‪ .‬ص‪-41‬‬
‫‪.)42‬‬
‫‪ /3‬اإلتجاه المجالي‪ :‬يتزعم هذا اإلتجاه كيرت ليفين (‪ ،)Kurt Levin‬وهذه النظرية ليســت خاصــة‬
‫بالتعلم فحسب‪ ،‬أو بعلم النفس وحده‪ ،‬وإ نمـا هي نظريـة عامـة ترتبـط بـأكثر من فـرعـ من فـروعـ العلم‬
‫والفلسفة وعلوم االجتمــاع وغيرهــا‪ ،‬وترتبــط هــذه العلــوم كلهــا بحقــائق الكــون ونظامــه العــام‪ ،‬ونظريـة‬
‫المجـ ــال اهتمت بدارسـ ــة سـ ــلوك الفـ ــرد على أسـ ــاس أنـ ــه محصـ ــلة عـ ــدد كبـ ــير من العوامـ ــل والقـ ــوي‪،‬‬
‫والفروض التي أقام ليفين عليها نظريته هي‪:‬‬
‫* أن جميع الحوادث والمعارفـ في هذا الكون تحث دائماً في مجال معين‪.‬‬
‫* كل مجال له خصائص وتركيب خاص تفسر الحوادث المحلية في نطاقه‪.‬‬
‫* خصائص أي عنصر من عناصر مجال معين ترجع إلى قويـ المجال المؤثرة عليها‪.‬‬
‫* الحاضر أهم في الواقـع من الماضـي والمسـتقبل‪ ،‬حيث أن تجـارب الماضـيـ وخبراتـه في الموقـف‬
‫الحاضر على صورة تذكر والتذكر واإلسترجاعـ بدوره يتأثر بحالة الفرد الحالية وقت التذكر‪.‬‬
‫* المجــال الحيــوي للفــرد نتيجــة تفاعــل قــوي ناتجــة من طبيعــة تــركيب الموقـفـ نفســه‪ ،‬وتنظيم مــا بــه‬
‫من‬
‫عالقـ ــات‪ ،‬ثم القـ ــوى الدافعـ ــة عنـ ــد الفـ ــرد الـ ــتي تتمثـ ــل في حاجات ــه وميول ــه واتجاهات ـ ـه وقيمـ ــه‪( .‬ملحم‪.‬‬
‫‪2004‬م‪ .‬ص‪.).345‬‬

‫‪8‬‬
‫(زهران‪1999 .‬م‪ .‬ص‪.)234‬‬ ‫أنماط المراهقة‬
‫لقد قسم زهران المراهقة إلى أربعة أنماط وهي أربعة أشكال عامة للمراهق‪:‬‬
‫‪ /1‬المراهقة المتكيفة‪ :‬تتســم هــذه المراهقــة المتكيفــة باالعتــدال والهــدوء واإلســتقرار فهي تميــل إلى‬
‫اإلتزان والخلو من العنف والتوترات واإلنفعاالت ويكون المراهق فيها متزنــا عاطفيـاً متكــامالً متفقـاً‬
‫مـــع الوالـــدين واألســـرة وكـــذلك لديـــه حالـــة من التوافـــق اإلجتم ــاعي لدي ــه ثق ــة في النفس ورضـــا عن‬
‫اآلخرين لديه إعتدال في كل شيء حتى في خياالته متزن دينياً‪.‬‬
‫وتع ــود ه ــذه المرحل ــة بس ــماتها المعتدل ــة إلى معامل ــة األس ــرة الس ــمحة ال ــتي تق ــوم على الحب‬
‫والمـودة وتوفـير الحريـة واإلحـترام للمراهـق كـذلك توفـيرـ فرصـة لإلختالط بـالجنس اآلخـر ولكن في‬
‫حــدود الــدين واألخالق إن توفــير الوالــدين لهــذا الجــو الــذي يقــوم على احــترام ذات المراهــق يجعلــه‬
‫يش ــعر بالثق ــة في نفســه وثق ــة الوال ــدين في ــه فيلج ــأ إليهم ــا عن ــدما تواجه ــه أي مش ــكلة إلحساس ــه بتق ــدير‬
‫والديــه لـه واعتزازهمــا بــه‪ .‬كمــا أن الحالــة االقتصــادية األســرة وتمتعهمـ بحــال ميســور يــوفر للمراهــق‬
‫فرص ــة لش ــغل أوق ــات فراغ ــه بمجموع ــة من النش ــاطات الرياض ــية واالجتماعي ــة األم ــر ال ــذي يش ــعره‬
‫بقيم ــة الحي ــاة فيحاف ــظ على ص ــحته ك ــذلك ي ــؤدي االنش ــغال بالرياض ــة إلى االنص ــرافـ عن الن ــواحي‬
‫الجنس ـ ــية‪ ،‬وي ـ ــواظبـ على تحقي ـ ــق التف ـ ــوق والنج ـ ــاح المدرس ـ ــي ك ـ ــل ه ـ ــذه األم ـ ــور تش ـ ــكل شخص ـ ــيته‬
‫االجتماعية ويصبح له قيمة في المجتمع‪.‬‬
‫‪ /2‬المراهق>>ة اإلنس>>حابية المنطوي>>ة‪ :‬ويمــيزـ هــذه المرحلــة أن صــاحبها يميــل إلى العزلــة واالنطــواء‬
‫والخجــل وشــعوره الــدائم بــالنقص ويظــل تفكــيره مــتركز حــول ذاتــه وهــو دائم الثــورة على الوالــدين‬
‫يعيش مرحلـ ــة المراهقـ ــة مسـ ــتغرقا في أحالم اليقظـ ــة يميـ ــل إلى التطـ ــرف في الـ ــديني معتقـ ــدا أن فيـ ــه‬
‫الخالص من الشعورـ بالذنب‪.‬‬
‫ويرجــع هــذا النمــط إلى عــدة عوامــل تــؤثرـ في ســماته أن المشــكالت األســرية والجــو النفســي‬
‫في األســرة فقــد يميــل الوالــدين الســتخدام التســلط أو العنــف أو الحمايــة الزائــدة يركــز الوالــدين على‬
‫التفـ ــوق الدراسـ ــي دون التركـ ــيز على شخصـ ــية المراهـ ــق – افتقـ ــار المراهـ ــق إلى اإلحسـ ــاس بـ ــالحب‬
‫والمــودة والحريــة من قبــل األســرة‪ ،‬كــذلك فــإن قلــة الــدخل وضــعف مســتوى األســرة االقتصــاديـ قــد‬
‫يؤدي إلى سوء الحالة الصحية واالضطراب في الجسم‪.‬‬
‫‪ /3‬المراهق >>ة العدواني >>ة المتم >>ردة‪ :‬تتسـ ــم هـ ــذه المرحلـ ــة بـ ــالتمرد والثـ ــورة ضـ ــد األسـ ــرة والمدرسـ ــة‬
‫فالمراهق ال‬

‫‪9‬‬
‫يحتـ ــاج إلى اإلحسـ ــاس بالسـ ــلطة عليـ ــه وتتس ـ ـمـ هـ ــذه المرحلـ ــة باالنحرافـ ــات الجنسـ ــية والعـ ــدوان على‬
‫اآلخرين من اإلخوة والزمالء يميل المراهق إلى العناد ويحتاج إلى األموال لإلنفاق كما أنــه ال يهتم‬
‫بالدراسة لذا فيعاني المراهق في هذا النمط إلى التأخر والفشــل الدراسـي‪ .‬وقـد يرجـع هــذا النـوع إلى‬
‫التسلط والقسوة المستخدمة في تربية المراهــق من قبــل الوالـدين اهتمــام األســرة الزائــد بالدراســة فقـط‬
‫دون االهتمــام بــالنواحي النفســية واالجتماعيــة يــؤدي إلى نشــأة هــذا النمــط‪ .‬كــذلك افتقــاد المراهــق إلى‬
‫التوجيهات من الوالدين وإ شباعـ حاجاته بسبب ضعف المستوىـ االقتصادي‪.‬‬
‫‪ /4‬المراهق >>ة المنحرف >>ة‪ :‬وه ـ ــذا الن ـ ــوع ق ـ ــد ذك ـ ــر في س ـ ــماته ن ـ ــوري الحاف ـ ــظ أن من س ـ ــماته‪ :‬يمي ـ ــل‬
‫الم ــراهقين إلى فع ــل الس ــلوكيات المنحرف ــة كالس ــرقة واله ــروب من المدرس ــة أو ال ــبيت التع ــدي على‬
‫اآلخـ ــرين بالضـ ــرب واإليـ ــذاء‪ ،‬الكـ ــذب‪ ،‬مخالفـ ــة القـ ــوانين‪ ،‬شـ ــرب السـ ــجائر والمخـ ــدرات‪ ،‬الميـ ــل إلى‬
‫االنحرافات الجنسية‪ ،‬إن كثير من هذه السلوكيات المنحرفة تنم عن اضطراب في نفــوس أصــحابها‪،‬‬
‫فيتسـ ـمـ الم ــراهقين في ه ــذا النم ــط ب ــالتوتر واالنفع ــال والقل ــق ويرج ــع الس ــبب في ه ــذه االض ــطراباتـ‬
‫الس ــلوكية للمراه ــق إلى الخالف ــات األس ــرية والمس ــتوى االقتص ــاديـ المنخفض‪( .‬الحاف ــظ‪1981 .‬م‪ .‬ص‬
‫‪)205‬‬

‫‪10‬‬
‫الطالب‪ /‬علي بن احمد عفتان‬
‫‪ -‬معالم النمو في مرحلة المراهقة‪:‬‬

‫‪ /1‬النمو الجسدي ‪:Physical Development‬‬


‫تتمــيز ســنوات المراهقــة باإلســتمرارـ في النمــو الجســمي‪ ،‬والســمة الممــيزة لمرحلــة المراهقــة‬
‫هي الوصـول إلى البلـوغ والتغـيراتـ الهرمونيـة المرتبطـة بـه‪ ،‬ويتمـيز البلـوغ بسـرعة النمـو الجسـمي‬
‫والنمـوـ الجنســي‪ ،‬وغالبـاً مــا يكــون مصــحوباًـ بتغــيرات هرمونيــة وعاطفيــة‪ .‬وتمثــل الغــدة النخاميــة في‬
‫المخ والغدد الجنسية في الذكور واإلنــاث الهياكــل الرئيســية المعنيــة بــالتغيرات الهرمونيــة خالل فــترة‬
‫ويعتـبر هرمـون األنـدروجين عنـد الـذكور‪ ،‬وهرمــون األسـتروجينـ عنـد اإلنـاث همـا اللـذان‬
‫المراهقـة‪ُ .‬‬
‫يشاركان بشكل أساسي‬
‫في نمو األعضاء التناسلية‪( .‬عوض‪2020 .‬م‪ .‬ص‪.)270‬‬
‫أحد أهم الجوانب األساسية للبلــوغ هــو نمــو الخصــائص الجنســية األساســية (المتعلقـة مباشــرةً‬
‫بالتك ــاثر) عن ــد ال ــذكور واإلن ــاث‪ ،‬ه ــذا باإلض ــافة إلى نم ــو الخص ــائص الجنس ــية الثانوي ــة‪ ،‬وهي تل ــك‬
‫الجوانب (التي ال تتعلـق مباشـرةً بالتكـاثر) المتعلقـة بمظهـرـ الجسـم الخـارجي للـذكر واألنـثى‪ ،‬وتشـمل‬
‫الخصائص الثانوية تغيرات مثل نمو الشعر‪ ،‬وتغيرـ الصوت‪( .‬عوض‪2020 .‬م‪ .‬ص‪.)270‬‬
‫ويعتبر التقدم نحـو النضـج الجسـمي لـدي المراهق هـو سـبب الأزمـات كلهـا في حياتـه‪ ،‬وذلـك‬ ‫ُ‬
‫بســبب حــدوث طفــره ســريعـة في النمــو في هــذه المرحلـة‪ ،‬وتبــدأ هــذه الطفرة قبــل عمليــه االحتالم‪ ،‬أو‬
‫تأتى معها‪ ،‬والمراهقـة تبــدأ بـأول عمليـه احتالم‪ ,‬أو حيض بالنسبة للفتـاه حـتى ســن ســت عشــره سـنه‪،‬‬
‫فعمليـة النمــو الجسمي الســريع تجعــل معظم الطاقــات النفسية تتــأثر بمثــل هــذا النمــو يالحــظ أن النمــو‬
‫الجسمي يتمــيز بســرعته الكبــيرة ويغلب على عمليــه النمــو عــدم األنتظــام في أجــزاء الجســم المختلف ـة‬
‫مما يوجد حاله من القلق و التوتر لدى المراهقين و من ثم فقدان الإتزان الحــركي‪ ،‬ويظهــر ذلــك في‬
‫سـقوط األشـياء من يـده‪ ،‬ويزيـد من النقـد الموجـه لـه من قبـل اآلخـرين كـذلك تظهـر البثـور على وجـه‬
‫المراهــق وبعض أجــزاء جســمه بســبب أضــطراب إفــرازات الغــدد‪ ،‬كمــا أن حالتــه الصــحية تــتراجع‬
‫وذلــك للجهــد والطاق ـة المبذول ـة وحال ـة النمــو الســريع وقل ـة مــا يقابلهــا من الرعاي ـة الصــحية والتغذي ـة‬

‫‪11‬‬
‫الجيدة ممــا يســبب أحياناً الإصــابة بفقــر الــدم وبالتــالي الجــوانب األخــرى تتــأثر بمثــل هــذا النمــو مثــل‪:‬‬
‫الجانب االنفعالي‪ ،‬واألجتماعي‪ ،‬والعقلي‪( .‬الغرايبة‪2008 .‬م‪ .‬ص‪.)127‬‬
‫ه ــذا ويوجـــد ســـؤال أساســـي مرتبـــط بـــالتغيرات الجســـمية الهرموني ــة وغيره ــا خالل مرحلـــة‬
‫المراهقة‪ ،‬وهو ما إذا كانت هذه التغيرات تتسبب في تغيرات جذرية في السلوك؟ على سبيل المثال‬
‫يتساءل العديد من اآلبـاء والمتخصصـينـ إلى أي مـدي تـؤدي الزيـادة في هرمـون التستوسـتيرون إلى‬
‫السلوك العدوانيـ عند الذكور؟ـ وبالمثل‪ ،‬ما مدي تـأثير هرمـون األسـتروجين عنـد اإلنـاث على زيـادة‬
‫أعــراض اإلكتئــاب؟ وفي هـذا اإلطـارـ تشـيرـ األبحـاث الحديثــة إلى عــدم وجــود عالقــة واضــحة كسـبب‬
‫ونتيجة بين الهرموناتـ والسلوك‪ .‬ومع ذلك تشير عــدد من األدلــة األخــرى إلى أن هنــاك إرتبــاط بين‬
‫اإلثـ ـ ــنين‪ .‬على سـ ـ ــبيل المثـ ـ ــال‪ ،‬أشـ ـ ــارت دراسـ ـ ــات إلى أن هنـ ـ ــاك إرتبـ ـ ــاطـ بين الزيـ ـ ــادة في هرمـ ـ ــون‬
‫األندروجين وزيادة سلوك العدوان بين الذكور‪( .‬عوض‪2020 .‬م‪ .‬ص‪.)271‬‬
‫أن المراهق ــة مرحل ــة يتم فيه ــا تك ــوين الجس ــم بأجهزت ــه العظيم ــة والعص ــبية والتناس ــلية‪ ،‬فهي‬
‫تــدرج طــبيعي يــؤدي إلى التكامــل البــدني‪ ،‬ومرحلــة إنتقــال من جســم طفــولي إلى جســم ناضــج‪ ،‬إالَّ أن‬
‫ه ــذا التغ ــير والنم ــو الس ــريع ال يتم بش ــكل ت ــدريجي مس ــتمرـ ومتص ــل‪ ،‬حيث يتجلى من ه ــذا اإلنتق ــال‬
‫أزديــاد الطــول لــدي الجنســين‪ ،‬وأتســاعـ بعض أجــزاء الجســم كــالكتفـ والصــدرـ والحــوض وضــخامة‬
‫الصوت ونضجه‪...‬ألخ‪ ،‬فهذا النمو السريع يسبب أرتباكـاً في حركــة المراهــق من ذلــك يمكن معرفــة‬
‫أن هــذا التغــير في هيئــة المراهــق لــه األثــر البعيــد والكبــير في التكــوين اإلنفعــالي‪ ،‬ممــا يســبب القلــق‬
‫واإلرباك ويجعل المهارات الحركية عند المراهق غير دقيقة نتيجة لثورة داخلية تؤثر بشكل مباشر‬
‫فيه‪ ،‬لذا فإن االهتمام بالعنصر البشري بــأي مرحلــة من مراحــل حياتـه البــد وأن يكــون أهتمــام شــامل‬
‫بمـ ــا يملكـ ــه من قـ ــدرات عضـ ــلية وفكريـ ــة معرفيـ ــة تمكنـ ــه من أسـ ــتغالل الفـ ــرص المتاحـ ــة والحـ ـ َّـد من‬
‫التحديات والتطورات‪(.‬قاسم وآخرون‪2006 .‬م‪ .‬ص‪.)257‬‬
‫فاألخصــائيين اإلجتمــاعيين لهم دورـ رئيس في عمليــة اإلرشــادـ والتوجيــه‪ ،‬بــالرغم من وجــود‬
‫العديـــد من المهن والتخصصـ ــات في هـ ــذا المجـ ــال‪ ،‬إالَّ أن مهن ــة الخدم ــة االجتماعي ــة من أكـــثر مهن‬
‫الرعاية االجتماعية تعامالً مع األفرادـ بنظرة شمولية متكاملة‪( .‬قاسم وآخرون‪2006 .‬م‪ .‬ص‪.)257‬‬
‫كمـ ــا أن الوالـ ــدين لهمـ ــا دور كبـ ــير في عمليـ ــة اإلرشـ ــاد والتوجيـ ــه‪ ،‬وذلـ ــك من خالل العنايـ ــة‬
‫بالتربية‬
‫الصـ ــحية والجـ ــانب الوقـ ــائيـ وبزيـ ــادة الإهتمـ ــام بالتغذيـ ــة وعـ ــادات النـ ــوم والراحـ ــة والنظافة‪ ،‬وتهيئـ ــة‬
‫المراه ــق للنض ــج الجسمي والتغ ــيرات الجس ــمية ال ــتي تط ــرأ في ه ــذه المرحل ــة (ب ــالحوارات والق ــراءة‬

‫‪12‬‬
‫المش ــتركة وعم ــل األبح ــاث ‪ ،)....‬ك ــذلك يجب ع ــدم الترك ــيز على النم ــو العقلي على حس ــاب النم ــو‬
‫الجســمي (في الإهتمــام بالدراســة والمــواد الدينيــة عن الرياضــة وغيرهــا)‪( .‬غبــاري‪1989 .‬م‪ .‬ص‪-173‬‬
‫‪.)174‬‬
‫كــذلك يجب على المربــيين إعــداد بــرامج تربويــة مخططــة إلعــداد المــراهقين لمرحلــة النضــج‬
‫الجسمي والتغيرات الجسمية توضح معناها والفروقـ الفرديـة فيهـا وتقبلهـا والتوافـقـ معها‪ ،‬وأسـتثمار‬
‫طاقـة المراهــق في أوجــه النشــاطات الرياضية والثقافيـة والعلميـة والإجتماعيـة داخــل المدارس‪( .‬نجم‪.‬‬
‫‪1989‬م‪ .‬ص‪.)269‬‬

‫‪ /2‬النمو المعرفي ‪:Cognitive development‬‬


‫تتضمن مرحلة المراهقة قدر كبير من النمو المعــرفي‪ ،‬حيث تصــبح المهــارات المعرفيــة في‬
‫هـ ــذه المرحلـ ــة أكـ ــثر نمـ ــواً وتعقيـ ــداً‪ .‬ولتحدي ـ ـدـ نـ ــواحي النمـ ــو المعرفيـ ــة الـ ــتي تتحقـ ــق من خالل فـ ــترة‬
‫المراهقــة يمكننــا الرجــوعـ إلى نظريــة (بياجيــه ‪ ،)Piaget 1952‬الــتي يفــترض فيهــا أن المــراهقين‬
‫يدخلون مرحلة "التفكير المجرد"‪ ،‬وهذا يعني أن المراهقين يكونواـ قـادرون على التفكـير بشـكل أكـثر‬
‫تجريديــة من األطفــال الصــغار‪ ،‬وينتقــل ويتحــركـ المراهقــون بعيــداً عن التفكــير الملمــوس إلى التفكــير‬
‫اإلفتراض ـيـ حــول المواق ـفـ الــتي يتعــاملون معهــا‪ ،‬حيث يســتخدمون العقــل والمنطــق‪ ،‬ويضــعون في‬
‫أعتب ـ ــارهم منظ ـ ــورـ ورؤي ـ ــة األخ ـ ــرين‪ ،‬وفيـ ه ـ ــذه المرحل ـ ــة أيضـ ـ ـاً يتط ـ ــورـ التفك ـ ــير المنطقي‪ ،‬ويمكن‬
‫للمراهق ــون وض ــع الفرض ــيات واإلحتم ــاالت‪ ،‬والنم ــو في التفك ــير الناق ــد‪ ،‬ومقارن ــة األش ــياء وتحليله ــا‬
‫وأختيار األنسب‪.‬‬
‫وممــا يؤكــد رؤيــة (بياجيــه ‪ ،)Piaget‬حــول النمــو المعــرفيـ الكبــير الــذي كــان يحــدث ســنوات‬
‫المراهقة عدد من الدراسات التي أعتمدت على التصويرـ بالرنين المغناطيسي(ـ‪ ،)MRI‬لفحص دمـاغ‬
‫الطف ـ ــل ك ـ ــل ع ـ ــامين‪ ،‬حيث الحظت ه ـ ــذه الدراس ـ ــات نم ـ ــو كب ـ ــير يمث ـ ــل طف ـ ــرات في من ـ ــاطقـ ال ـ ــدماغ‬
‫المختصــة باللغــة من ســنة ‪ 6‬إلى ‪ 13‬ســنة‪ ،‬وأن الــدماغ يســتمرـ في النضــج في العشــريناتـ خصوصـاًـ‬
‫في القشــرة الجبهيــة‪ ،‬وهي المنطقــة المســؤولة عن إتخــاذ القــرار واألحكــام الســليمة‪( .‬عــوض‪2020 .‬م‪.‬‬
‫ص‪.)272-271‬‬
‫يتحدد عادة بسني عمره وما يمكن أن يتعلمه‪ ،‬ومــا يــرغب في تعلمــه‪،‬‬‫النمو العقلي للفرد ّ‬
‫إن ّ‬ ‫ّ‬
‫والتي تتالئم مع ميوله ونضجه العقلي‪ ،‬وتالئمـ تلك المعرفة مع ميوله ورغباتــه‪ ،‬والمراهــق في فــترة‬
‫المراهقة تختلف قدراتـه العقليـة بين سـنة وأخـرىـ فهي تـزداد نم ّـوه ومضـي سـنواته وتنضـج من سـنة‬
‫إلى أخرى حين يـزداد نم ّـو وظائفـه العقليـة ويـزداد ذكـاؤه العـام فيقـدر على التحليـل والتعليـل وإ دراك‬

‫‪13‬‬
‫العالقـ ــات اإلنسـ ــانية المختلفـ ــة ويسـ ــتطيعـ أن يوفـ ـ ـقـ بينهـ ــا وتـ ــزداد مهارتـ ــه مـ ــع تقـ ــدم نضـ ــجه العقلي‬
‫ـالنمو الطــبيعي على أن ال يتعــرض‬
‫ـأن المراهقــة الــتي تبــدأ بـ ّ‬
‫والمعــرفي‪.‬ـ ويف ّسـر علم النفس الحــديث بـ ّ‬
‫ـإن النم ّـو يسـتمر في مجـراه الطـبيعيـ‬
‫ألية أزمات جانبية تؤثّر على هذا النمـو‪ ،‬عكس ذلـك ف ّ‬ ‫المراهق ّ‬
‫وفقـ ـاً الس ــتجابات المراه ــق االنفعالي ــة واالجتماعي ــة على ه ــذا األس ــاس تنم ــو وتتط ــورـ الحي ــاة العقلي ــة‬
‫متكيـفـ‬
‫والمعرفية الطبيعية للمراهق تطوراًـ ينمو بها الوضوحـ والتبــاين للوصــولـ إلى إعــداد شــخص ّ‬
‫بشكل صحيح مع البيئة التي يعيش فيها حسب متغيراتها المعقدة وعلى أشكالها المختلفــة وهنــا تــبرز‬
‫قابليــات مختلفــة ويكــون للموهبــة دورـ مهم في تحديــد دور الفــروق العقليــة مــا بين فــرد وآخــر‪ .‬ومن‬
‫هامـة ج ّـداً في هـذا الـدور‪ ،‬إذ‬
‫خالل النمو العقلي "تحصل في سائر القـوى والعمليـات العقليـة تغـيرات ّ‬
‫يتم في ه ــذا ظه ــور كـ ـ ّل الق ــوى الكامن ــة‪ ،‬فتعجب الطفول ــة الغري ــزيـ غ ــير المنظّم ينقلب إلى إص ــالح‬
‫ّ‬
‫ـتد فيــه الميــل إلى كشــف‬
‫علمي منظّم‪ ،‬ويصــبح الولــد شــرها بالنســبة إلى المعرفــة وحب اإلطالع ويشـ ّـ‬
‫األســباب والعلــل والعالقــاتـ الخفيــة الــتي بين األشــياء وخواصــها لمجــرد المعرفــة"‪( .‬نجم‪1989 .‬م‪ .‬ص‬
‫‪.)275‬‬
‫أن ال ــذكاء ه ــو المحص ــلة للنش ــاط العقلي‪،‬‬ ‫وي ــبرز في ه ــذه المرحل ــة ال ــذكاء والق ــدرات حيث ّ‬
‫وتـ ــد ّل ك ـ ـ ّل قـ ــدرة طائفيـ ــة على نـ ــوع من أنـ ــواع هـ ــذا النشـ ــاط العقلي‪ ،‬وتهـ ــدأ سـ ــرعة نمـ ــو الـ ــذكاء في‬
‫المراهقة ويستقر استقراراً تاماً في الرشد‪ ،‬ويرتبـطـ الــذكاء بالقــدرة الــتي ترافـقـ العمليــة العقليـة ونــوع‬
‫مثيره ــا وأش ــكالهاـ المختلف ــة الس ــتجاباتها‪ ،‬فهي تمث ــل الناحي ــة العقلي ــة البحت ــة‪ ،‬فهي تؤ ّكــد ن ــوع المث ــير‬
‫ومادتــه وشــكل االســتجابة‪ .‬ويرتبـطـ بالــذكاء الميــول الــذي "هــو شــعورـ يصــاحب انتبــاه الفــرد واهتمامــه‬
‫معين‪ ،‬أو في‬
‫يتميــز بترك ــيزـ االنتب ــاه في موض ــوع ّ‬
‫في موض ــوعـ م ــا‪ ،‬وه ــو في ج ــوهره اتج ــاه نفس ــي ّ‬
‫ميدان خاص فاالنتباه أهم عنصر من عناصر الميل"‪ ،‬ويتركز النمو العاطفي في العمليات التالية‪:‬‬
‫* عملي ــة اإلدراك‪ :‬يت ــأثّر إدراك الف ــرد بنم ـ ّـوه العض ــويـ الفس ــيولوجي العقلي االنفع ــالي االجتم ــاعي‪،‬‬
‫نموهــا من خالل إدراك المراهــق‬ ‫ولهــذا يختلــف إدراك المراهــق عن إدراك الطفــل بتفــاوت مظــاهرـ ّ‬
‫ألن ذلــك مظهــر من مظــاهر النمـ ّـو العقلي للمراهــق الــذي يمتـ ّـد عقليـاً للمســتقبل‪ ،‬في‬
‫للعــالم المحيــط بــه ّ‬
‫حين يكون إدراك الطفل فقط لألشياء الملموسة المحيطة به‪  .‬‬
‫تتميـ ــز عمليـ ــة التـ ــذ ّكر في المراهقـ ــة‪ ،‬وتنمـ ــو معهـ ــا قـ ــدرة الفـ ــرد على االسـ ــتدعاء‬
‫* عمليـ ــة التـ ــذكر‪ّ :‬‬
‫والتعــرفـ وتقــوى المحافظــة ويتســع المــدى الزمــني الــذي يقــدم بين التعلم والتــذكيرـ فــيزداد تبعـاً لــذلك‬
‫وقوتـه‪،‬‬
‫ثم يضـعفـ ويتجـ ّـدد في سـرعته ّ‬
‫التذ ّكر ويبلــغ ذروتـه في السـنة الخامسـة عشــرة لميالد الفـرد‪ّ ،‬‬
‫وترتبطـ عملية التذ ّكر بنمو قدرة الفرد على االنتباه‪   .‬‬

‫‪14‬‬
‫* عمليــة التفكــير‪ :‬يتــأثر تفكــير المراهــق بالبيئــة تــأثراً يحفــزه إلى ألــوان مختلفــة من االســتدالل وحـ ّل‬
‫تكيفـاً صــحيحاً لبيئتــه المعقــدة المتشــابكة المتطــورة مــع‬
‫المشــاكل‪ ،‬حــتى يســتطيع الفــرد أن يكيــف نفســه ّ‬
‫ألنهــا تســفر في جوهرهـاـ عن نــوع‬ ‫نمــوه‪ ،‬وتؤ ّكـ دـ البحــوث على أهميــة البيئــة في نمــو التفكــير‪ ،‬وذلــك ّ‬
‫وم ــدىـ وش ـ ّـدة المش ــكلة ال ــتي يعالجه ــا المراه ــق‪ ،‬وترتبـ ـطـ ه ــذه الظ ــاهرة بنم ــو ال ــذكاء وله ــذا يس ــتمتع‬
‫المراهق بالنشاطـ العقلي ويل ّذ له أن يمضي وقتاً طويالً في فهمه الفكر العميق ِّ‬
‫لكل ما يحيط به‪.‬‬
‫قوي ـاً خالل مراح ــل النم ــو المختلف ــة وي ــزداد ه ــذا‬
‫* عملي ــة التخي ــل‪ :‬يرتب ــط التخي ــل ب ــالتفكير ارتباطــاً ّ‬
‫ويتميــز أســلوب المراهــق بطــابع فــني جمــالي‪.‬‬‫ّ‬ ‫االرتباط كلّما اقترب الفرد من الرشد‪ ،‬وكمال النضج‪،‬‬
‫(نجم‪1989 .‬م‪ .‬ص‪.)277‬‬
‫ومن المهم أن يضــع األخصــائي االجتمــاعي في أعتبــاره أن نظريــاتـ النمــو المعــرفيـ لــديها‬
‫قيود ومحـددات‪ ،‬وأن هنالـك تبــاين كبــير في المهـارات المعرفيــة المعقــدة الـتي لــدي األشـخاص‪ ،‬حيث‬
‫ال يمتل ــك كــل األشــخاص نفس المهــارات في نفس ال ــوقت أو المرحلــة‪ ،‬حيث أنــه على س ــبيل المثــال‬
‫بعض البالغين (أي بعد مرحلـة المراهقـة)‪ ،‬قـد ال يمتلكـون المهـارات المعرفيـة الموضـحة في مرحلـة‬
‫العمليات الرسمية‪( .‬عوض‪2020 .‬م‪ .‬ص‪.)272‬‬

‫‪ /3‬النمو الجنسي ‪:Sexual development‬‬


‫إن للنمــو الجنســي أهميــة بالغــة في حيــاة المراهــق‪ ،‬فــالنمو الجنســي مرتب ـطـ بــالنمو الجســمي‪،‬‬
‫الفيزيولوجي‪ ،‬واالنفعالي‪ ،‬ويتميزـ النمو الجنسي في هذه المرحلـة بالسـرعة في النضـج خاصـة الغـدد‬
‫التناس ــلية‪ ،‬إذ تظه ــر في ه ــذه المرحل ــة ب ــوادر البل ــوغ كظه ــور الطمث عن ــد الفت ــاة عن ــد بداي ــة ال ــدورة‬
‫الش ــهرية‪ ،‬وعن ــد ال ــذكورـ يح ــدث أول ق ــذف من ــوي‪ ،‬ومن أهم الخص ــائص الجنس ــية عن ــد ال ــذكورـ نم ــو‬
‫الشـ ــعر في العانـ ــة وعلى الوجـ ــه وتحت االبـ ــط وعلى الجسـ ــم بصـ ــفة عامـ ــة‪ ،‬وتغـ ــيرـ الصـ ــوت ونم ـ ـوـ‬
‫الحج ــرة‪ ،‬وه ــذه التغ ــيرات ت ــؤثر بطبيع ــة الح ــال على س ــلوك المراه ــق ويق ــو س ــلوك المراه ــق‪ ،‬يقول‬
‫"العي ــاري" واص ــفاً س ــلوك المراهق" ت ــرى المراه ــق في ه ــذه الف ــترة يبحث في أجزاء جس ــمه وينظـ ـرـ‬
‫باستمرار إلى المرآة ويقارن جسمه بأجسام الآخرين محاوالً فهم ما يجــري على مســتوىـ جســمه من‬
‫تغيرات"‪( .‬شبشوب‪1991 .‬م‪ .‬ص‪.)214‬‬

‫‪ /4‬نمو النواحي الشخصية والعاطفية‪:‬‬


‫يس ـ ــتمرـ النم ـ ــو الع ـ ــاطفي في مرحل ـ ــة المراهق ـ ــة‪ ،‬وتنم ـ ــو وتتط ـ ــور الهوي ـ ــة أيضـ ـ ـاً خالل ه ـ ــذه‬
‫المرحلة‪ ،‬مع األخـذ في اإلعتبــار أن نمــو وتطـور هويـة الشـخص تعتـبرـ عمليـة مســتمرة مـدي الحيـاة‪،‬‬

‫‪15‬‬
‫والعديد من المراهقين تستقر إلى َّ‬
‫حد بعيد هوياتهمـ التي سوف تستمر معهم في المراحل التاليــة‪ ،‬مــع‬
‫األخ ـ ــذ في اإلعتب ـ ــار أن ه ـ ــذه الهوي ـ ــة من المحتم ـ ــل أن يتم التع ـ ــديل فيه ـ ــا إلى ح ـ ـ ّـد م ـ ــا ح ـ ــتى مرحل ـ ــة‬
‫الشــيخوخة‪ ،‬ويبــدأ المراهقــون في هــذه المرحلــة التفكــير في قيمهمـ ومعتقــداتهم المرتبطــة بالعديــد من‬
‫المجاالت (إجتماعياً‪ ،‬ودينياً‪ ،‬وسياسياً)‪ ،‬وكيف يعيشون حياتهم على أساس هذه القيم والمعتقدات‪.‬‬
‫وبعض المراهقون قـد يبــدون في هــذه المرحلـة ناضـجين تمامـاً‪ ،‬ولكن قـد ال تكـون عــواطفهم‬
‫على نفس الدرجــة من النضــج‪ ،‬حيث قــد ال يكــون نضــج العقــل بنفس درجــة نضــج الجســم (المســتوي‬
‫الم ــادي للنض ــج)‪ ،‬وه ــذا م ــا ق ــد يس ــاعد على تفس ــير كي ــف أن بعض الس ــلوكيات المتقلب ــة تظه ــر عن ــد‬
‫المـراهقين‪ ،‬وعلى تفسـير حقيقـة أن الكثـير من هـؤالء المراهقـون يسـتقرون عنـدما يكـبرون في السـن‬
‫وتصبح سلوكياتهم أكثر نضجاً‪( .‬عوض‪2020 .‬م‪ .‬ص‪.).272‬‬
‫الداخليــة‪ ،‬مثــل المشــاعر‬
‫ّ‬ ‫عمليــة نمــو األعضــاء‬
‫هنــاك مجموعــة من االنفعــاالت الــتي تراف ـقـ ّ‬
‫والكيمائيـ ــة‪ ،‬باإلضـ ــافة إلى تـ ــأثيرات العـ ــالم الخـ ــارجي‪ ،‬والبيئـ ــة‬
‫ّ‬ ‫ـيولوجية‬
‫ّ‬ ‫والتغيـ ــرات الفسـ ـ‬
‫ّ‬ ‫الوجدانيـ ــة‪،‬‬
‫ّ‬
‫أن‬
‫المحيطــة بــالمراهقين في هــذه االنفعــاالت‪ ،‬حيث تعتــبر من أكــثر المثــيرات النفعاالتــه‪ ،‬فضـالً عن ّ‬
‫أهمي ــة في‬
‫الم ــراهقين بش ــكل ع ــام يكون ــون أك ــثر عنفـ ـاً خالل مرحل ــة المراهق ــة‪ ،‬ومن أك ــثر العوام ــل ّ‬
‫ـمانية الـ ــتي تحصـ ــل‬
‫التغيـ ــرات الجسـ ـ ّ‬
‫التـ ــأثير على ه ـــذه االنفعـ ــاالت أثن ـــاء ف ـــترة المراهقـ ــة مـ ــا يـ ــأتي‪ّ :‬‬
‫وردة أفعالــه‪ .‬شــعورـ المراهــق‬
‫العقليــة‪ ،‬وتأثيره ـاـ على انفعــاالت المراهــق ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلمكانيــات‬
‫ّ‬ ‫للمراهــق‪ .‬نمــو‬
‫ـرية الموجــودة بين األبـوين‬ ‫بالتوتّر والحرج أثناء مخالطته للجنس اآلخر‪ .‬تأثير طبيعة العالقات األس ّ‬
‫واألخ ــوة واألق ــارب‪ ،‬ون ــوعـ التفاع ــل فيم ــا بينهم أثن ــاء ف ــترة الطفول ــة ومرحل ــة المراهق ــة‪ ،‬على النم ــو‬
‫ممــا ي ــدفعهم للتش ــكيك ب ــالقيم‬
‫االنفع ــالي للمراه ــق‪ .‬أحيانــاً يظه ــر نم ــو انفع ــالي دي ــني ل ــدى الم ــراهقين‪ّ ،‬‬
‫الدينية‪ ،‬مع زيادة مشاعر تأنيب الضمير‪ ،‬والشعورـ باإلثم والخطيئة بسبب ما يقوم به من أخطاء قــد‬ ‫ّ‬
‫الدينية‪( .‬نجم‪1989 .‬م‪ .‬ص‪.)281-279‬‬
‫ّ‬ ‫تكون معارضة للقيم‬
‫‪ ‬قد تسيطر على المراهق فكرة أن أنظار الناس تتجه إليه‪ ،‬وأنهم ينظرون إليه ما ينظــر هــو‬
‫إلى نفسه‪ ،‬وهـذا نـاتج عن فقـدان التـوازن االنفعـالي لديه‪ ،‬والحساسـية الزائـدة تجـاه النقـد‪ ،‬نتيجـة خيبـة‬
‫أمل ــه فيم ــا ك ــان يعتق ــده عن رأي اآلخ ــرين‪  ‬نح ــوه‪ ‬أحالم اليقظ ــة وخياالت ــه تض ــفي علي ــه ق ــوة وكم ــاال‬
‫وقيمة ‪ ،‬ولكن هذه ليس لها رصيدـ عنـد النـاس‪ ،‬فهـو عنـدهم مـازال صـغيراـ حقـيرا‪  ‬وغـير قـادرـ على‬
‫تحمــل المســؤولية‪ ،‬لــذا يصــبح في بعض األحيــان ناقمــا على والديــه وعلى النــاس والمجتمــع ويطل ـقـ‬
‫بعض العبــارات مثــل‪(:‬ال أحــد يفهمــني)‪ ،‬ومثــل (مــا يــدريكم عــني)‪ ،‬ومثــل (أنــا أفهم منكم)‪ ،‬ومثــل(ال‬

‫‪16‬‬
‫أريد أن أجلس إالَّ مع أصحابي الذين يفهمونني)‪ ،‬ومثل هذه العبارات‪ ،‬نقصــان الثقــة بــالنفس ‪ ،‬حيث‬
‫يصبح أقل ثقة بنفسه‪ ،‬وذلك راجع لعدة أسباب‪:‬‬
‫(أ) نقص المقاومة الجسمية‪ ،‬وال ـقــاب ـل ـيـة لل ـتــعب‪.‬‬
‫(ب) الضغوطـ االجتماعية التي تطلب منه أكثر مما يؤديه‪.‬‬
‫(ت) نقد الكبار لطريقته بالعمل‪.‬‬
‫وق ـدـ يعــتريـ المراهــق أحيانــا مظــاهر اليــأس والقنــوطـ والكآبــة‪ ،‬وقــد يســتبد بــه اليــأس ف ـي ـق ــدم‬
‫ع ـلـ ــى االن ـت ـحــار‪ ،‬واإلهتم ــامـ‪ ‬بمس ــائل ال ــزواج (الجنس)‪ ،‬ف ـه ـ ــو ي ـشـغ ـ ــل م ـع ـظـ ــم وقت ــه وتفك ــيره‪ ،‬كم ــا‬
‫ي ــدرك المراه ــق أن عج ــزه الم ــالي ه ــو ال ــذي يح ــول دون تحقي ــق رغبات ــه‪ ،‬وآمال ــه ويق ــف ذل ــك دون‬
‫استقالله‪( .‬مكي‪2007 .‬م‪ .‬ص‪.)148‬‬
‫وفي هـ ــذا اإلطـ ــار سـ ــاعدت التطـ ــوراتـ الحديثـ ــة في علم األعصـ ــاب في شـ ــرح سـ ــبب بعض‬
‫الســلوكيات المندفعــة المقترنــة بمرحلــة المراهقــة‪ ،‬ودخــل علم األعصــاب حــتى قاعــة المحكمــة لتقــديم‬
‫أدلــة على أن المــراهقين المفــترض أن يتم لــومهم بدرجــة أقــل على األعمــال اإلجراميــة من البــالغين‬
‫في مراحــل أخــرى‪ ،‬وكــانت حجتهم منشــقة من أدلــة من تصــوير بــالرنين المغنطيسـيـ (‪ ،)MRI‬توثــق‬
‫الفروق في صور الدماغ المرتبطة بالعمر في منطقة الفص الجبهي‪ ،‬حيث يــؤثرـ هــذا الفص الجبهي‬
‫على السلوك‪( .‬عوض‪2020 .‬م‪ .‬ص‪.)273‬‬

‫‪ /5‬النمو األخالقي‪:‬‬
‫يتبــع المراهــق في معتقداتــه األخالقيــة الــتي أكتســبها خالل مــا مضــى من ســنوات عمــره ومــا‬
‫ويبـديـ رأيـه في مـدى صـواب السـلوك‪.‬‬ ‫مر به من خبرات وما تعلمـه من معـايير السـلوك األخالقي‪ُ ،‬‬ ‫ّ‬
‫وفي بعض األحيــان نجــد تباعــداً بين الســلوك الفعلي للمراهــق وبين مــا يعرفــه من المعــايير المثاليــة‪،‬‬
‫وربما يرجع ذلك أحياناً الى ضـيقه بســلطة الكبـار ومحاولتـه تحقيـق اســتقالله ونقص مسـتوىـ نضــجه‬
‫االجتم ــاعي أو العقلي‪ ...‬وم ــع وص ــولـ المراه ــق الى المراهق ــة يك ــون ق ــد تعلّم المش ــاركة الوجداني ــة‬
‫والتس ـ ــامح واألخالقي ـ ــاتـ العام ـ ــة المتعلق ـ ــة بالص ـ ــدق والعدال ـ ــة والتع ـ ــاونـ وال ـ ــوالء‪ ،‬والم ـ ــودة وتحم ـ ــل‬
‫المس ــؤولية‪ ...‬الخ‪ ،‬وت ــزدادـ ه ــذه المف ــاهيم عمقـ ـاً م ــع النم ــو‪ .‬وتتض ــح للمراه ــق مع ــاني القيم الوطني ــة‬
‫واإلنس ــانية وأهميته ــا‪ .‬ولكن ُيالح ــظ أن المراه ــق ي ــزداد تس ــامحه وتس ــاهله بالنس ــبة لبعض مح ــددات‬
‫الســلوك األخالقي‪ ،‬فمثالً قــد يغش في االمتحــان ويــبررـ ذلــك بغــير حجــة‪ ،‬وقــد تتعــدد معــايير الســلوك‬
‫األخالقي وقدـ تتعارض‪ .‬فقد يقبل المراهق أن ُيصادق زميلتـه ويـرفض رفضـاًـ باتـاً أن تُصـادقـ أختـه‬

‫‪17‬‬
‫زميلها‪ .‬وقد يقوم في بعض األحيان بسلوك ُينــافي األخالق‪ ،‬وهــو يعــرف أنــه كــذلك‪ ،‬وقــد يكــون ذلــك‬
‫من ب ــاب التجرب ــة أو لفت األنظ ــار أو إجب ــار اآلخ ــرين على االع ــتراف بشخص ــيته وكيان ــه‪ .‬وبس ــبب‬
‫معرفــة المراهــق لمعــاييرـ الســلوك األخالقي‪ ،‬وخــروج بعض جــوانب ســلوكه عن هــذه المعــايير يشــعر‬
‫بالـ ــذنب والقلـ ــق أو حـ ــتى اإلكتئـ ــاب‪ ،‬وإ ذا عـ ــوقب على سـ ــلوكه الخـ ــارج على األخالق فإنـ ــه ُيعـ ــارض‬
‫ويثــور‪ .‬ومن أمثلــة الســلوك الخــارج على األخالق في هــذه المرحلــة‪ ،‬الخــروج على القــانون والثــورة‬
‫على القواعـ ــد الس ـــلوكية والغش وارتيـ ــادـ األم ـــاكن غـ ــير المرغوبـ ــة وبعض أشـ ــكال الجنـ ــاح‪ ،‬وبعض‬
‫الســلوكيات المضــادة للمجتمــع‪ ...‬وعلى العمــوم‪ ،‬فــإن المراهــق في هــذه المرحلــة يثــق في أنــه يعــرف‬
‫م ــاذا يفع ــل وكي ــف يفعل ــه‪ .‬وفي نهاي ــة مرحل ــة المراهق ــة تص ــل المف ــاهيم األخالقي ــة لدي ــه الى مس ــتوى‬
‫المفاهيم األخالقية للراشدين‪ ،‬وتكاد تتطابقـ مع المفـاهيم األخالقيـة اإلجتماعيـة السـليمة‪ ،‬حـتى وإ ن لم‬
‫تصادف اتفاقاً مع ما يريده هو شخصياً‪ ..‬في هـذا المجـال يجـب مراعاة ما يلـي‪:‬‬
‫‪ -‬العمــل على نم ــو الســلوك األخالقيـ لــدى المراه ــق ومن أبــرز دعائمــه‪ :‬االســتقامة‪ ،‬وضــبطـ النفس‬
‫واألمانة‪ ،‬والتواضعـ‪ ،‬ومعاش ــرة األخي ــار‪ ،‬واح ــترام الغ ــير‪ ،‬وأدب المخاطبة‪ ،‬واإلص ــالح بين الن ــاس‪،‬‬
‫وحسن الظن‪ ،‬والتعاون‪ ،‬واإلعتدال‪ ،‬واإلحسان والضمير‪..‬‬
‫‪ -‬العمــل على مقاومــة أنمــاط الســلوك غــير األخالقي الــتي قــد ُيمارســها الشــباب مثــل انتشــار ظــاهرة‬
‫الغش في االمتحـ ــان‪ ،‬والسـ ــلوكـ المخ ـ ـ ّل أدبي ـ ـاً‪ ،‬وذلـ ــك بـ ــالتركيزـ على التمسـ ــك بالمعـ ــايير اإلجتماعيـ ــة‬
‫والتعاليم الدينية والقيم األخالقية‪( .‬مكي‪2007 .‬م‪ .‬ص‪.)156‬‬

‫‪18‬‬
‫الطالب ‪ /‬علي بن ادريس عسيري‬
‫النمو اإلدراكي ‪ /‬المعرفي وسلوك المراهقين ‪ ( :‬سليمان‪1986،‬م‪،‬ص‪)165‬‬
‫يتعامــل الطفــل عنــد دخولــه إلى مرحلــة المراهقــة مــع مجموعــة من المفــاهيم المعقــدة الــتي تــؤثر في‬
‫وجهة نظره نحو العالم الذي يعيش فيه والتغيراتـ االجتماعية واالقتصادية والسياســية والتكنولوجيــة‬
‫ال ــتي يش ــاهدها ويعيش واقعهـ ـاـ ‪ ,‬ل ــذلك ف ــإن قدرت ــه على تفهم ه ــذه الظ ــروفـ وتفس ــيرها وتفهم كيفي ــة‬
‫التعايش معها تتعلق بمستوىـ ومعدالت النمو اإلدراكي ‪ /‬المعرفيـ الذي يصل إليــه في هــذه المرحلــة‬
‫‪ ,‬وهناك نظريتان رئيستان تتعرضان لمفاهيم النمو اإلدراكيـ ‪ /‬المعرفيـ ‪:‬‬

‫‪ :‬نظرية بياجيه للنمو اإلدراكي ‪ /‬المعرفي‬


‫يصل المراهق في هذه الفترة بناء على التطورـ االدراكيـ المعرفيـ الى مرحله العمليات المجردة‬
‫‪:‬حيث يتميز التفكير في هذه المرحلة‬
‫‪ :‬التركيز على االحتماالت بدال من الحقائق الواقعية فقط ‪1-‬‬
‫فيستطيعـ المراهق ان يدرك المواقفـ ولكنه يصبح قادراـ ايضا على وضع بعض التصوراتـ التي‬
‫قد تغير من اسلوبه في التعامل معها‪ .‬اذا ما سأل مدرب الفريق احد الالعبين في هذه المرحلة‬
‫السنيه عن المهارات التي يمكن التدريب عليها إلتقان السير بالكره فسوفـ يقوم المراهق لوضع‬
‫تصوراً مختلفا بناء على قدرته على التفكير الواقعي فنجده يقترح أن كل العب يتلقى الكرة أثناء‬
‫‪ .‬الجري ليسير بها فترة ثم يتوقف ويدور لالتجاه المعاكس ويعود بالكره مره اخرى‬

‫‪19‬‬
‫‪ :‬يعتمد التفكير في هذه المرحلة على خاصية المنطق العلمي ‪2-‬‬
‫وفي هذه المرحلة من التفكير يصبح الطفل أكثر استخداما ألسلوب حل لمشكالت باستخدام اساليب‬
‫وطرقـ منتظمة ‪ .‬فعلى سبيل المثال نجد أن فكرة التوصل إلى اللون البرتقالي عند خلط لونين معا‬
‫قد يتناولها المراهق بوضع مجموعة من الفروض مثل خلط (اللون األخضر مع اللون االصفر )‬
‫أو األخضر مع األزرق ثم األحمر مع األصفر وهكذا فإنه يقوم بتجريب هذه األلوان ويالحظـ‬
‫الفروق بينها حتى يتوصل أخيرا إلى طريقة محددة عن أنسب األلوان التي يمكن استخدامها‬
‫‪ .‬لتكوين اللون البرتقالي‬
‫‪ :‬الربط المنطقي بين األفكار ‪3-‬‬
‫يستطيع الفرد في هذه المرحلة أن يدرك عددا من األفكارـ فيقومـ بوضعهاـ معا بطريقة متسلسلة‬
‫ومرتبة ومنطقية ‪ .‬فإذا سألنا أحد المراهقين عن سبب تفوق بعض التالميذ علميا فإن اإلجابة ال‬
‫تنصب على سبب واحد مثل ( ألنهم تالميذ أذكياء ) العمليات المجردة يستطيعـ المراهق أن يقدم‬
‫مجموعة من األسباب مثل الذكاء – االستذكارـ الواعي – الحرص على متابعة الدروس – اإلعداد‬
‫الجيد ‪ .‬لذلك فإن " بياجه " يعتقد أن في مرحلة المراهقة المبكرة يتم نمو إدراك المراهق واالنتقال‬
‫إلى مرحلة العمليات المجردة التي تنتهي مع نهاية الدراسة الثانوية ‪ .‬وتتضمن هذه المرحلة قدرة‬
‫المراهق على التفكير المجرد الذي استخدامه بشكل علمي لحل المشكالت التي يواجهها في ذلك‬
‫‪ .‬الوقت‬

‫ثانيا ‪ :‬نظرية تشغيل المعلومات ‪ ( :‬سليمان ‪)166،2005،‬‬

‫ان العمليــات العقلية تعتــبر مثل المســتودعـ المعقد للمعلومــات الــتي يمكن اســتدعائها عن طريق نظــام‬
‫التحكم التنفيذي الذي يحــول المعلومــات من الـذاكرة متوسـطة المـدى الى الـذاكرة طويله المــدى وفقا‬
‫الهميه وفائ ــدة ه ــذه المعلوم ــات عن ــدما يصل االطف ــال الى مرحله المراهقة المبك ــرة ف ــانهم يص ــبحون‬
‫قــادرين على تنميه اســتراتيجيات تســاعدهم على تلقي كم كبــير من المعلومــات ثم تبــدا عمليه تنظيمهاـ‬
‫وترتيبها واي ـ ــداعها في احد ان ـ ــواع ال ـ ــذاكرة بحيث تس ـ ــهل عمليه اس ـ ــتدعائها واس ـ ــتخدامها ‪ ,‬فط ـ ــالب‬
‫الصف االول الثـ ــانوي الـ ــذي يـ ــدرس مجموعه من العلـ ــوم العملية والنظرية يتعامل مع كم كبـ ــير من‬
‫المعــارف و المعلومــات باإلضــافة للخــبرات الخاصة و المعلومــات الشخصــية لــذلك فــان قدرته على‬
‫تفهم وحفظ وايداع هذه المعلومات تتطلب مجهودا كبيرا في تلقيها وفرزهاـ وتنظيمها وتذكرها لــذلك‬

‫‪20‬‬
‫فـ ــان نظريه تشـ ــغيل المعلومـ ــات توضح مسـ ــتوىـ نمو قـ ــدرات المراهق على التعامل مع المعلومـ ــات‬
‫بترتيبها وتحليلها وربطهاـ ببعض واسـ ـ ــتخدامهاـ في حل مشـ ـ ــكالت الحيـ ـ ــاه اليومية او حل تمـ ـ ــرين او‬
‫تـ ـ ــدريب معين في مـ ـ ــاده الرياضـ ـ ــياتـ مثال ‪ ,‬ولـ ـ ــذلك نجد ان هنـ ـ ــاك فروقا بين المـ ـ ــراهقين في كيفيه‬
‫اتخاذهم لقرارات تتعلق في سلوكياتهم وقــدراتهمـ على التعامل مع مــؤثرات البيئة وضــغوط الرفــاقـ ‪,‬‬
‫وهن ـ ـ ـ ــاك ن ـ ـ ـ ــوع اخر من الف ـ ـ ـ ــروق التباينية وال ـ ـ ـ ــتي تظهر في النت ـ ـ ـ ــائج ال ـ ـ ـ ــتي يحصل عليها المراهق‬
‫‪ .‬االختبارات بالمقارنة بدرجات الزمالء من الطالب‬
‫‪ :‬طبيعة التفكير النقدي‬
‫لقد ظهرت برامج جديدة تشجع المراهقين على التدريب على التفكير النقدي هو ما عرف بالتفكير‬
‫اإلنعكاسي حيث يتعامل المراهق مع مجموعة من األفكارـ المعقدة من أجل التوصل إلى حلول "‬
‫نقدية " تساعده على الوصولـ إلى نوع من التبصرـ الذي يعتبر قاعدة مهمة لالختيارات الذكية ‪.‬‬
‫ولقد بدأ هذا المفهوم يغزو الجامعات فنظمت المحاضرات ونشرتـ الكتب بل خصصت شعبا‬
‫دراسية لتفهم وتنمية التفكير النقدي لدى الطالب لما له من تأثير على تنمية االنفتاح الذهني‬
‫والمهارات العملية التي تساعد الفرد على تحليل موقف معين أو كتابة تقرير علمي بشكل متطور‬
‫أو حل صراع أو توتر متعلق بالعالقات الشخصية أو باختيارـ مجال للعمل يتالئم مع مواهب‬
‫‪ :‬وقدرات الشخص وهناك خصائص محددة للتفكير النقدي منها‬
‫التنظيم العملي للتفكير ‪ :‬لكي يفكر الفرد تفكيرا ناقداـ فإن عليه أن يصنفـ ويعمم‬ ‫‪-1‬‬
‫ويستخلص النتائج ويقوم بعمليات إدراكية وعقلية أخرى مثل االستنباط والتحليل ‪.‬‬
‫المعلومات المتخصصة ‪ :‬لكي يتعامل الفرد مع مشكلة ما فإن عليه معرفة بعض‬ ‫‪-2‬‬
‫العلوم والمعارف األساسية عن المجال الذي يتعلق بمشكلة ما ‪ ,‬فإذا ما طلب على‬
‫سبيل المثال من الفرد تحليل نظامـ أو برنامج كمبيوترـ جديد فإن عليه أوالً أن يلم‬
‫بأنظمة وأنواع برامج تشغيل الكمبيوتر ‪.‬‬
‫العلوم اإلدراكية ‪ /‬المعرفية األعم ‪ :‬ويتطلب ذلك معرفة الكيفية التي يفكر بها‬ ‫‪-3‬‬
‫اإلنسان في موضوعـ معين ومتى سيحتاج إلى معلومات معينة ألن ذلك سيتيح لنا‬
‫أن نتوقع كيف يقوم اإلنسان بجمع معلوماته وعرض أفكاره في نسق واتجاهات‬
‫معينة ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫القيم والمعتقدات والميول ‪ :‬إن التفكير النقدي يعني كيفية حكم الفرد على موضوعـ‬ ‫‪-4‬‬
‫بطريقة عادلة وموضوعية ويعنيـ ذلك الثقة في أن هذا التفكير سوف يؤديـ‬
‫بالضرورة إلى حلول األمر الذي يوضح كيفية تدخل القيم والميول في تسلسل‬
‫عمليات التفكير ‪ .‬وهناك ضرورة للتعرفـ على مفاهيم التفكير النقدي ألن الطفل‬
‫عندما يصل إلى مرحلة المراهية يصبح مستعداـ لتعلم وتجريب عمليات عقلية‬
‫وإ دراكية ‪ /‬معرفية معقدة ومتطورة ‪ .‬لذلك فإن هناك ضرورة للمعلمين واالباء‬
‫على تشجيع الطفل في هذه المرحلة على هذا النوع من التفكير حتي ينمي ملكاته‬

‫وقدراته ويمكنه من أداء عمليات اكثر تطوراً‬

‫(محمد‪2009 .‬م‪ .‬ص‪)10-9‬‬ ‫حاجات المراهقين في السلوك اإلنساني‪:‬‬


‫إن التغ ــيرات ال ــتي تح ــدث في مرحل ــة المراهق ــة تص ــحبها تغ ــيرات في حاج ــات الم ــراهقين‪،‬‬
‫فتبدوا في بعض األحيان هذه الحاجات قريبة من حاجـات الراشــدين‪ ،‬إالَّ أن علمــاء الإجتمــاع يجــدون‬
‫فروقاـً واضحة‪ ،‬خاصة في مرحلة المراهقة ويمكن تلخيصها كما يلي‪:‬‬

‫‪ /1‬الحاجة إلى األمن‪:‬‬


‫‪ -‬الحاجة إلى األمن الجسمي والصحة الجسمية‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى الشعور باألمن الداخلي االسترخاء والراحة‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى تجنب الخطر واأللم والبقاء حياً‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى الحياة األسرية اآلمنة والمساعدة في حل المشكالت‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى الحماية ضد الحرمان من إشباع الدوافع‪.‬‬

‫‪ /2‬الحاجة إلى الحب والقبول‪:‬‬


‫‪ -‬الحاجة إلى الحب والمحبة‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى القبول والتقبل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى االنتماء إلى الجماعات والشعبية‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى إسعاد اآلخرين‪.‬‬

‫‪ /3‬الحاجة إلى مكانة الذات‪:‬‬


‫‪ -‬الحاجة إلى المركزـ والقيمة االجتماعية إلى أن يكون قائداً‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى اإلترافـ من اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى النجاح االجتماعي واالقتناء واالمتالك‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى تجنب اللوم والتقبل من اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى الشعورـ بالعدالة والمعاملة‪.‬‬

‫‪ /4‬الحاجة إلى اإلشباع الجنسي‪:‬‬


‫‪ -‬الحاجة إلى التربية الجنسية‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى التوافقـ الجنسي الغيري‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى أهتمام الجنس اآلخر وحبه‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى التخلص من التوتر‪.‬‬

‫‪ /5‬الحاجة إلى النمو العقلي واإلبتكار‪:‬‬


‫‪ -‬الحاجة إلى تحصيل الحقائق وتفسيرهاـ‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى التنظيم والخبرات الجديدة والتنوع‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى المعلومات ونموـ القدرات‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى النجاح والتقدم الدراسي‪.‬‬

‫‪ /6‬الحاجة إلى تحقيق وتأكيد وتحسين الذات‪:‬‬


‫‪ -‬الحاجة إلى النمو‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى أن يصبح سوياً وعادياً‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى المعلومات ونموـ القدرات‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى النجاح والتقدم‪.‬‬

‫الطالب ‪ /‬طالل محمد الزبيدي‬


‫بعض مشكالت المراهقين في بيئتهم اإلجتماعية‪( :‬محمد‪2009.‬م‪ .‬ص‪.(15-14‬‬
‫تنبثــق مشــكالت المراهقــة من تضــافر عوامــل عديــدة‪ ،‬ومن تشــابك عمليــات النمــو وتأثيره ـاـ‬
‫على المراهــق وكيفيــة تعامــل األســرة معهــا‪ ،‬هــذا وتتمــيزـ المراهقــة بمشــكالت متفاوتــة الحــدة واألثــر‬
‫على المراهــق‪ ،‬فمنهــا مــا تكــون مرحليــة مــا تلبث أن تتالشــى بمجــرد مــرور هــذه المرحلــة‪ ،‬ومنهــا مــا‬
‫تكـ ــون مرحليـ ــة مـ ــع درجـ ــة أكـ ــبر من الحـ ــدة والمتعلقـ ــة بالصـ ــراعـ الطـ ــبيعي بين معتقـ ــدات المراهـ ــق‬
‫ومف ــرزات الش ــعورـ بالمس ــؤولية من ط ــرف الوال ــدين‪ ،‬ومنه ــا أيض ــا المش ــكالت الح ــادة ال ــتي يس ــتمرـ‬
‫تأثيرها على حياة المراهق في المستقبل وحتى أثرها على المجتمع وأهدافه‪.‬‬
‫فالمراهقـ ــة فـ ــترة مليئـ ــة بالمشـ ــكالت‪ ،‬ألنهـ ــا فـ ــترة تيقـ ــظ الشـ ــعورـ والميالد النفسـ ــي الـ ــذي يتم‬
‫بــالتمييز بين األنــا واألبــوين‪ ،‬وتختلــف مشــكالت المراهقــة من فــرد آلخــر وتختلــف عنــد الفــرد الواحــد‬
‫من موقـفـ آلخـر‪ ،‬فقـد يكـون لـدى فـرد مشـكالت في أسـرته‪ ،‬ولـدى فـردـ آخـر مشـكالت في مدرسـته‪،‬‬
‫ولــدى فــرد ثــالث مشــكالت في عملــه‪ ،...‬ونحن نعــرف أن المــراهقين يتغــير ســلوكهم بتغــير معــارفهم‬
‫وخ ــبراتهم‪ ،‬ومفتـــاح الص ــحة النفس ــية ه ــو أن يحـــول اإلنس ــان مش ــكالت تس ــيطرـ علي ــه إلى مش ــكالت‬
‫يسيطر هو عليها‪ ،‬وتنحصرـ المشكالت في اآلتي‪:‬‬
‫‪ /1‬مشكالت بسيطة‪:‬‬
‫*مشكالت تتعلق بالصحة والنمو الجسمي‪ :‬تتمثل في اآلتي‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫‪-‬عدم تناسقـ الجسم‪ ،‬وظهورـ حب الشباب أو تأخر النمو مقارنة باألقران‪.‬‬
‫‪ -‬الشعور بالتعب‪ ،‬واإلرهاقـ وحاالت اإلغماء المتكرر‪ ،‬والغثيان‪.‬‬
‫والشــيء الــذي يزيــد من تفــاقم المشــكلة عــدم الــوعي األســري‪ ،‬ووصــف المراهــق بمــا يكــره‪،‬‬
‫وخاصة إذا وجد نفس الشيء من أقرانه‪.‬‬
‫* مشكالت نفسية‪ :‬حيث يتعــرض المراهــق لالضــطرابـ النفســي بســبب الــدوافعـ النفســية المتضــاربة‬
‫ال ــتي ال يتم التناس ـقـ والتكام ــل بينه ــا مم ــا يس ــبب لــه مش ــاعر "التن ــاقض الوج ــداني أو ثنائي ــة المش ــاعر‬
‫‪ Ambivalence‬التي تتلخص في التذبذب وعدم استقرار مشاعره‪ ،‬كــأن يشــعر باالنجــذاب والنفــور‬
‫والحب والكره والرضا والسخط إزاء الموضوعات والمواقف‪.‬ـ (معوض‪1994.‬م‪ .‬ص‪.(370‬‬
‫ويتـ ــأتىـ الض ـــغط النفس ـــي من تصـ ــاعد الت ـــوتر النـ ــاتج عن عـ ــدم قـ ــدرة المراهـ ــق على اتخ ـــاذ‬
‫القــرارات المناس ــبة إذ يبقى متأرجح ــا بين نزعــة طفولي ــة تتســم بالتنص ــل من المســؤولية وبين نزعــة‬
‫راشدة تحاول‬
‫إجبـ ــاره على القيـ ــام بمـ ــا هـ ــو منـ ــاط ب ـ ـه‪ ،‬ومن بين األمـ ــراض النفسـ ــية الـ ــتي تـ ــؤثرـ على حيـ ــاة بعض‬
‫المراهقين هي‪:‬‬
‫** حالــة االكتئــاب‪ :‬وهي حالــة مرضــية تصــيب الكبــار‪ ،‬كمــا تصــيب الصــغار وال تختلــف أعــراض‬
‫هذا المرض النفسي عند المراهقين عنه عند البالغين‪ ،‬ومن أعراض هذا المرض هي‪:‬‬
‫‪ -‬الحزن الشديد والنوم الدائمين‪.‬‬
‫‪ -‬النظرات التائهة (دون النظر إلى شيء معين)‪.‬‬
‫‪ -‬كذلك عدم اإلحساس والشعورـ بمتع الحياة وملذاتهاـ‪.‬‬
‫‪ -‬قلة التركيزـ واإلحباطـ والفشل في الحياة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم القدرة على التعبير عن الرأي‪.‬‬
‫‪ -‬عدم التمكن من اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫‪ -‬روح التشاؤم والقلق والخوفـ‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف الذاكرة وفقدان الشهية‪.‬‬
‫** انفصام الشخصية‪ :‬وهو مرض نفسي خطير لديه ثالث أعراض هي‪:‬‬
‫‪ -‬تشتت األفكار بحيث يصبح المراهق ال يتحكم في الربط بين األفكار‪.‬‬
‫‪ -‬الهذيان‪ :‬بحيث يتخيل وجود أشياء ليست في الواقع ويقتنع بها كخوفه من شخص يالحقه‪.‬‬
‫‪ -‬األوهام‪ :‬كرؤية شخص ما غير موجودـ في الواقع‪ ،‬بحيث يصعب إقناعه بعدم وجوده‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫* مشكالت اجتماعية‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬عجـ ــز المراهـ ــق عن إقامـ ــة عالقـ ــات خـ ــارج األسـ ــرة‪ ،‬وقـ ــد أشـ ــارت الدراسـ ــات إلى نقص القـ ــدرة‬
‫واالرتباكـ في المواقفـ االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬الخوف من ارتكاب األخطاء‪.‬‬
‫‪ -‬الخ ـ ــوف من مقابل ـ ــة الن ـ ــاس" نقص الق ـ ــدرة على االتص ـ ــال ب ـ ــاآلخرين ونقص الق ـ ــدرة على إقام ـ ــة‬
‫وصداقاتـ جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬الوحدة ونقص الشعبية ورفض الجماعة له‪ ،‬وغيرها من المشكالت االجتماعية األخرى‪.‬‬
‫كمــا قــد يلجــأ المراهــق إلى اإلســرافـ في االهتمــام بمظهــره وتغــير لهجتــه من أجــل الحصــول‬
‫على القب ــول االجتم ــاعي‪ ،‬أو يق ــدم على الت ــدخين‪ ،‬وقـ ـدـ يس ــوء األم ــر أك ــثر عن ــدما يتح ــول إلى إدم ــان‬
‫المخ ــدرات "فق ــد يك ــون الش ــخص مج ــامال أو خج ــوال لدرج ــة أن ــه ق ــد يت ــورطـ في قب ــول األش ــياء ال ــتي‬
‫يقدمها إليه أصدقاؤه في الحفالت والمناسباتـ االجتماعيــة أو في الزيــارات"‪( .‬معــوض‪1994.‬م‪ .‬ص‪37‬‬
‫‪.(7‬‬
‫‪ /2‬مشكالت متوسطة‪:‬‬
‫* المشكالت األسرية‪ :‬حين يتعــرض المراهــق للمشــكالت الســابقة فــإن األســرة تعمــل على مســاعدته‬
‫لتخطي الوضــع‪ ،‬وفيـ أحيــان أخــرى قــد ال تكــون األســرة واعيــة بهــذا الــدور أو أنهــا غــير قــادرة على‬
‫تقديم المساعدة‪ ،‬إذ يعمل المراهق كي يبرهن على أنه قـد أصـبح راشـدا قـادراـ على االســتقاللية وأنــه‬
‫لم يعــد بحاجــة إلى مســاعدة اآلخــرين" فكــل مســاعدة منهم وخصوص ـاـ من األهــل يعتبرهــا تــدخال في‬
‫شؤونه الخاصة‪ ،‬فيصبح األهل بخاصة أمام مأزقـ حقيقي‪ ،‬إذ كيف يمكنهم مساعدة أبنائهم إذا كانت‬
‫المســاعدة غــير مقبولــة؟ وكيــف يمكن التواصــل معهم إذا كــانت كــل التفاتــة منهم تعتــبرـ إهانــة؟" وفيـ‬
‫الحالــة الــتي ال تكــون فيهــا األســرة واعيــة بالــدورـ الــذي ينتظره ـاـ في مرحلــة مراهقــة أبنائهــا‪ ،‬نجــدها‬
‫تدخل في صراع محتدمـ بينها وبينهم‪ ،‬ويـرى أنصـار مدرسـة التحليـل النفسـي أن الصـراع مـع األهـل‬
‫في هـ ــذه المرحلـ ــة من الخصـ ــائص النفسـ ــية للنمـ ــو وأن األسـ ــرة تعتقـ ــد أن أبناءهـ ــا قـ ــد تمـ ــردواـ عليهـ ــا‬
‫وقابلوهاـ بالعصيان والعقوق‪.‬‬
‫وهن ـ ــاك دراس ـ ــات تن ـ ــاولت ص ـ ــراعات الم ـ ــراهقين الش ـ ــباب م ـ ــع ذويهم مث ـ ــل دراس ـ ــة الن ـ ــدز‬
‫‪ ،) )Landies1960‬ويامــا مــورا (‪ ،)Yama mura‬وآدمــز (‪ ،)Adamds 1964‬وأشــارتـ نتــائج‬
‫هذه الدراسات إلى‪:‬‬
‫‪ -‬شعور المراهق الشاب بالإغتراب الشديد عن الوالدين‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -‬كراهيــة المراهــق لســلوك الوالــدين الــذي يتعلــق بالعقــاب والتســلطـ والالمبــاالة‪ ،‬وتجــدر اإلشــارة هنــا‬
‫إلى مش ــاعر اآلب ــاء‪ ،‬ومس ــتوى نض ــجهمـ وتعليمهمـ وطريق ــة معيش ــتهمـ من األم ــور الهام ــة ال ــتي يمكن‬
‫تسبب الصراعات أو تعمل على تجنبها‪.‬‬
‫"كما أن الصراع الذي يحدث بين المراهقين وبين جيل الكبار "اآلباء‪ ،‬األمهات والمدرسين"‬
‫ظاهرة صحية وليست تقويضية‪ ،‬وليس معنى الصراع أن األسرة زلزلت زلزالها‪ ،‬أو أنهــا معرضــة‬
‫للخطــر بــل معنــاه أن الجيــل الجديــد يتــدرب عن طريــق هــذا الصــراع النتقــاء أفضــل خــبرات للجيــل‬
‫القادم‪ ،‬ونبذ الخبرات التي ال تصلح"‪( .‬محمد‪2009.‬م‪ .‬ص‪.(57-56‬‬
‫* مش>>كالت مدرس>>ية‪ :‬تمثــل المدرســة المحيــط االجتمــاعي الخصــب للتفاعــل بين المــراهقين للتنفيس‬
‫عن ض ـ ــغط الس ـ ــيطرة الوالدي ـ ــة‪ ،‬لكنه ـ ــا في نفس ال ـ ــوقت وج ـ ــه آخ ـ ــر لص ـ ــراع األجي ـ ــال بين المعلمين‬
‫والمــدراء والقــائمين على التربيــة والتعليم‪ ،‬وفي غــالب األحيــان نجــدهم يتعــاملون بســلبية مــع التمــرد‬
‫الطبيعي للمراهق لينتهي به األمر إلى اإلنذارات المتوالية‪ ،‬والتــوبيخ المســتمر‪ ،‬على مــرأى زمالئــه‪،‬‬
‫وحتى الطرد واإلقصاء ونظـراـً لحساســيته المتزايـدة فـإن تحصـيله يرتبــط مباشــرة بــالتحفيز والتشـجيعـ‬
‫فيكـون التحصـيل إيجابياً‪ ،‬وبـالتحقيرـ واإلهانــة فيكـون التحصـيل مترديــا خاصـة إذا ربطنـا ذلـك بتزايــد‬
‫ميول المراهق إلى استيقاء المعلومات من خــارج المقــرر المدرسي‪ ،‬ويمكن حصــر أســباب مشــكالت‬
‫المراهقة في المدرسة فيما يلي‬
‫‪ -‬انعدام العالقات الحميمة بين المراهق والمدرس‪.‬‬
‫‪ -‬مشاعر الخوف واتخاذـ موقفـ الدفاع عن الذات‪.‬‬
‫‪ -‬فقدان التوجيه السليم‪.‬‬
‫‪ -‬احساس المراهق بنقص الكفاءة للتحصيل المناسب‪.‬‬
‫‪ -‬عدم االستقرارـ األسري‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف ذكاء التلميذ‪.‬‬
‫‪ -‬نقص النشاط الترويحي المنظم في المدرسة‪( .‬حجازي‪2001 .‬م‪ .‬ص‪.)127‬‬
‫* مش>>كالت ح>>ادة‪ :‬ال تفص ــل المراه ــق عن احتالل ال ــدور االجتم ــاعي المناس ــب إالَّ خط ــوات قليل ــة‪،‬‬
‫ويتحول بذلك من المفعول به إلى الفاعل الحقيقي وهذا يقودنا إلى تجــاوزـ الحــديث عن اكتمــال النمــو‬
‫الجســمي والعقلي وســالمة جهــازه النفســي والصــراع المفــاهيمي بين األهــل وبينــه‪ ،‬إلى الحــديث عن‬
‫مشكلة الهوية عند المراهق‪ ،‬وهي قدرته على االنجاز وتحقيق أهــداف مجتمعــه أو االنحــرافـ عنهــا‪،‬‬
‫والشـ ــعور بـ ــاالغتراب ‪ ،‬فـ ــإذا واجـ ــه هـ ــذه المشـ ــكلة ومثيالتهـ ــا‪،‬ـ وبخاصـ ــة إذا كـ ــانت مشـ ــكالت أغلب‬

‫‪27‬‬
‫المــراهقين في مجتمــع مــا‪ ،‬فإنهــا تصــبح أكــثر من مشــكالت مرحليــة تتعلــق بفــترة من محــددة ‪،‬وممــا‬
‫الش ــك في ــه أنه ــا ناتج ــة عن التنش ــئة غ ــير الس ــوية القائم ــة على العق ــاب وال ــترهيب واإلس ــاءة اللفظي ــة‬
‫للمراهــق وكبت رغباتــه وعــدم تشــجيعه على اكتشــاف ذاتــه وإ مكانياتــه وبالتــالي التنصــل من قوميتــه‬
‫وإ نكاره لهويته‪ ،‬وفي التحليل التالي نحاول معرفة مدى اتساع الهوة الثقافية ومدى الفراغ الوجــداني‬
‫الذي يعانيه المراهق ومن هذه المشكالت ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أزمــة الهويــة‪ :‬حين تكلم اريكســون عن اكتســاب المراهــق للهويــة نتيجــة لعمليــات النمــو‪ ،‬فإنــه نــوه‬
‫إلى المش ـ ــكالت الحـ ـ ــادة والـ ـ ــتي تتعل ـ ــق بفقدانـ ـ ــه للهويـ ـ ــة مقابـ ـ ــل ذل ـ ــك‪ ،‬حيث يعجـ ـ ــز عن اإلجاب ـ ــة عن‬
‫التس ـ ــاؤالت ال ـ ــتي من ش ـ ــاكلة‪ :‬من أن ـ ــا؟ وم ـ ــا ه ـ ــو م ـ ــوقعي من أس ـ ــرتي؟ وزمالئي؟ ومحيطي؟ ولمن‬
‫أنتمي؟ وكث ــيراـً مـــا تتنـــاقض فكـــرة المراه ــق عن ذاتـــه جســـديا ونفس ــيا واجتماعي ــا وديني ــا‪ ،‬عن فك ــرة‬
‫اآلخــرين عنــه‪ ،‬ال بــل عن الصــورة المثاليــة الــتي رســمها لنفســه في المســتقبل‪ .‬األمــر الــذي يمكن أن‬
‫يــؤدي إلى زعزعــة الهويــة‪ ،‬وربمــا إلى فقــدانها‪ ،‬ومن ثم حــدوث األزمــة الــتي تنطــوي بــدورها على‬
‫أزمات فرعية‪ ،‬ولهذه المشكلة سبع محددات وفقـ ما يراه ايريكسون‪:‬‬
‫(أ) المنظ>>ور الزم>>ني مقاب>>ل االنتش>>ار الزم>>ني‪ :‬أي أن المراهــق ال يحس بقيمــة الــوقت وال يســتطيع‬
‫اســتثماره في اكتشــافـ هويتــه‪ ،‬وبالتــاليـ يحــدث انتشــار الــزمن وبمعــنىـ آخــر أنــه ال يوجــد وقت محــدد‬
‫ومنظم يستغل فيها المراهق مهاراته الخاصة والتي تميزه عن اآلخرين‬
‫(ب) الثقة ب>النفس مقاب>ل البالدة الوجداني>ة‪ :‬تحــدث البالدة الوجدانيــة أو عــدم الثقــة بــالنفس إذا كــان‬
‫هن ــاك تن ــاقض بين م ــا يدرك ــه المراه ــق عن ذات ــه وإ دراكـ اآلخ ــرين ل ــه‪ ،‬فمثال إذا وبخ أح ــد المعلمين‬
‫تلميذه بقوله‪ ":‬شخص مثلك ال يستطيع إتمام المرحلة المتوســطة فـإن التلميـذ المراهـق سـيفقد ثقتـه في‬
‫نفســه‪ ،‬إذ أنــه كــان يــرى ذاتــه قــادرة على التحصــيل بينمــا يــرى معلمــه العكس‪ ،‬وبعبــارة أخــرى فإنــه‬
‫يترك معرفة هويته إلى اآلخرين ويتخلى هو عنها (ماذا يمكن أن تحقق؟ مـاذا لــديها من إمكانيــات؟)‬
‫وينجر عن ذلك شعور بالالمباالة وعدم االكتراث والبالدة الوجدانية‪.‬‬
‫(ت) تجربة األدوار مقابل الهوية السلبية‪ :‬نتيجة عدم إدراك المراهق ذاته فإنه يعمد تجريب أدوار‬
‫ال تليــق بــه فيميــل إلى التطــرف وإ لى األدوار غــير الناجحــة‪ ،‬أو إلى األدوار الطموحــة جــدا بحيث ال‬
‫يتناسب مع إمكانياته‪.‬‬
‫(ث) توقع االنجاز مقابل ش>>لل العم>>ل‪ :‬مــاهي نتيجــة تجــريب دور ســلبي ال يليــق بــالمراهق نفســه إالَّ‬
‫شــلل العمــل والمردوديــة الضــعيفة‪ ،‬إذ يتوق ـعـ أنــه ســيحقق أهــداف بــاهرة بتــأثيرـ أحالم اليقظــة لتــبريرـ‬
‫قراراته غير الصائبة لكن سرعان ما يتالشى الحلم ويصــطدم بــالواقع‪ ،‬ومن أمثلــة ذلــك أن كثــير من‬

‫‪28‬‬
‫تالميذ المرحلة المتوسطة والثانوية يتخلون عن الدراسة ويتوقعون أنهم سوف يحققون نجاحا بــاهرا‬
‫في س ـ ــوق العم ـ ــل وأن ذل ـ ــك ه ـ ــو ال ـ ــدور المناس ـ ــب لهم ولكنهمـ في النهاي ـ ــة يفش ـ ــلون في ذل ـ ــك إذ أنهم‬
‫يربطون بين النجاح وبين المثابرة والجهد والتصميمـ‪.‬‬
‫(ج) الهوية الجنسية مقابل االنتشار الجنسي أو األثنية الجنسية‪ :‬يعيش بعض المــراهقين حالــة من‬
‫الصراع بين األنوثة والذكورة‪ ،‬حيث يرغب الذكر في أن يكون أنــثى والعكس وينجم عن اإلعجــاب‬
‫بالــدور‪ ،‬ومتطلبــاتـ الــدور بالنســبة للجنس اآلخــر وتمثــل هــذه عقبــة أخــرى تحــول دون تشــكيل مفهــوم‬
‫إيجابي عن الذات وتمنعه من اكتشاف هويته‪.‬‬
‫(ح) االس>>تقطاب القي>>ادي مقاب>>ل انتش>>ار الس>>لطة‪ :‬إن إب ــداء ال ــرأي والح ــوار والمناقش ــة في األس ــرة‬
‫مثال‪ -‬أمــر إيجــابي‪ -‬وال يختلــف عليــه اثــنين ولكن أمــر الســلطة ال يمكن أن يكــون محــل نــزاع وأن‬
‫يكــون بيد لوالــدين أمــر مفــروغ منــه إذ أنهــا تعــبر عن شــكل تنظيمي ال غــير‪ ،‬وهــو مــا يفرضــه بعض‬
‫المراهقين ويرون بأنهم غير ملزمين بأي ضبط‪ ،‬وال يجب أن تحكمهم أي حــدود وال قــوانين‪ ،‬إذ أن‬
‫تمركـزـ الســلطة بيــد الوالـدين ال يعـني الــتزمت والقهـر‪ ،‬بــل هــو خدمـة معنويـة ألهــداف المجتمــع‪ ":‬فمـا‬
‫يــدين بــه األب ــوان من قيم وم ــا يلتزم ــان بــه منه ــا ســيكون لــه أثــر ب ــالغ في حيــاة األبنــاء والم ــراهقين‪،‬‬
‫فاآلباء الذين يلتزمون بمعايير سـامية‪ ،‬ويعـتزون بقيم راسـخة إنمـا يؤلفـون معينـا ال ينضـب من القـوة‬
‫الروحية بالنسبة للمراهق‪.‬‬
‫(خ) االستقطاب االيديولوجي مقابل انتشار المثل‪ :‬كما سبق وأن ذكرنــا أن المراهـق يميــل إلى النقــد‬
‫والتساؤل ويبـني فلسـفة حيـاة خاصـة بـه‪ ،‬والمشـكلة الـتي تحـدث لبعض المـراهقين أنهم ال يسـتطيعون‬
‫تبـني مواقـفـ خاصـة‪ ،‬فتتسـمـ أفكـارهمـ بالتشـتت والضـياع‪ ،‬فقـد نجـد مراهقـا يميـل إلى التطـرف الـديني‬
‫مرة‪ ،‬ومرة أخرى نجده ملحدا أو عصـريا يسـرف في التـأنق وهـذا يـدل على عـدم وقوفـه على هويـة‬
‫محددة‪ ،‬بل هي هوية مائعة وغير متماسكة‪( .‬الجسماني‪1994 .‬م‪ .‬ص‪.)230-229‬‬

‫‪29‬‬
‫الطالب ‪ /‬محمد بن صالح رزق‬
‫(معوض‪1994 .‬م‪ .‬ص‪.)114-113‬‬ ‫رعاية المراهق من جانب إنساني‪:‬‬
‫باعتب ــار أن االبن المراه ــق يك ــون أك ــثر حساس ــية ويظهـ ـرـ تم ــرداً وث ــورة ض ــد أس ــرته وك ــذا‬
‫مدرس ــته‪ ،‬وذل ــك لتوهم ــه أن ك ــل من األب والم ــربيـ يمارس ــان س ــلطة علي ــه‪ ،‬ويقي ــدان حريت ــه ويقف ــان‬
‫كحــاجز أمــام إثبــات ذاتــه‪ ،‬وأمــام هــذه التوهمــات ال بــد على كــل أفــرادـ األســرة والمدرســة تفهم االبن‬
‫المراهق في هذه الفترة وتقديم رعاية خاصة تجعل هذه المرحلة تمر بسالم‪.‬‬
‫‪ /1‬في األس>>رة‪ :‬األس ــرة هي المحي ــط األول ال ــذي ينش ــأ ويعيش في ــه المراه ــق‪ ،‬وال يمكن االنفص ــال‬
‫عنه‪ ،‬على الرغم من محاولة ذلك‪ ،‬لتحقيق االستقاللية الفرديــة والقضــاء على القيــود األســرية‪ ،‬ولكي‬
‫تســتطيع األســرة الســيطرة على األبنــاء خالل هــذه الفــترة وتــوجيههم‪،‬ـ ال بــد أن تــوفرـ الجــو األســريـ‬
‫المالئم‪ ،‬وذلك من خالل توفر ما يلي‪:‬‬
‫* الكيان العضوي‪ :‬المراهق بصورة عامة بحاجة إلى وجود كيان عضوي متماسكـ لألسرة‪ ،‬يســمح‬
‫لــه بمواجهــة مطالبــه النفســية واالجتماعيــة‪ ،‬واألســرة الــتي تتســم بالكيــان العضــويـ تســعى جاهــدة إلى‬
‫شخصية أبنائها بصورة مستقلة‪ .‬وتتميز األسرة ذات الكيان العضوي بالصفات التالية‪- :‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -‬يجب أن يســودـ األســرة ذات الكيــان العضــويـ الوئــام‪ :‬وهــذا ال يعــني بــأن هــذه األخــيرة خاليــة من‬
‫الخالف ــات‪ ،‬ولكنه ــا من ن ــوع خ ــاص‪ ،‬هي خالف ــات في وجه ــات النظ ــر‪ ،‬وتعم ــل األس ــرة على تف ــادي‬
‫نشوبها‪ ،‬وكذلك تفادي التيارات المتصارعة لكي تحافظ على استمراريتها‪.‬‬
‫‪ -‬قض ــاء أك ــثر األوق ــات م ــع بعض ــهمـ البعض‪ ،‬الش ــيء ال ــذي يزي ــد من توثي ــق وتوطي ــد العالق ــة بين‬
‫أفرادها‪ ،‬وكذلك تمسكها بنفس القيم واألخالقـ‪.‬‬
‫* اجتماعات األسرة‪ :‬األسرة لكي تحقق تماسكها وكيانها البد لها من أجتماعات تقوم بها بصورة‬
‫منتظمة ومتقاربة حيث تضم هذه االجتماعات كــل أفــراد األســرة‪ ،‬حيث تعمـل هــذه االجتماعـات على‬
‫تنمي ــة أفك ــارـ األبن ــاء وتغ ــرس فيهم الثق ــة ب ــالنفس والتخلص من الخ ــوف والخج ــل‪ ،‬بحيث تك ــون ه ــذه‬
‫االجتماعات بمثابة تدريب وتعويد لألبناء على مواجهة مختلف المواقفـ‪.‬‬
‫* ثقاف>>ة األس>>رة‪ :‬وهي تض ــم عاداته ــا وتقالي ــدها وقيمهــاـ ومعتق ــداتها‪ ،‬ومن واجب األس ــرة نق ــل ه ــذه‬
‫الثقافة ألبنائها عن طريقـ التلقين والمحاكاة‪ ،‬واألسرة المثقفـة هي الـتي لــديها قـدر كبـير من الـثروات‬
‫الثقافيــة‪ ،‬وباســتطاعتها تقــديم أكــبر قــدر من الخــبرات ألبنائهــا عن طريــق توفــير الجرائــد والمجالت‬
‫والكتب لت ــدريبهمـ على اإلطالع‪ ،‬وتنمي ــة روح المناقش ــة والنق ــد من خالل أراء الكت ــاب والص ــحفيين‪،‬‬
‫وتوفــيرـ وســائلـ اإلعالم في المــنزل مــع ضــرورة مراقبته ـاـ حيث تلعب هــذه الوســائل دورا كبــيرا في‬
‫تنميـ ــة المعـ ــارفـ وتوجيههـ ــا‪ ،‬من خالل مـ ــا تقدمـ ــه من معلومـ ــات علميـ ــة وثقافيـ ــة‪ ،‬إلى جـ ــانب زيـ ــارة‬
‫الوال ــدان للمدرس ــة ومتابع ــة أبن ــائهم مدرس ــياـ من خالل مقابل ــة المدرس ــين ال ــذين يواج ــه أبن ــائهم معهم‬
‫مشاكل معينة‪ ،‬ومحاولة إيجاد أسباب إخفاق األبناء في بعض المواد الدراسية‪.‬‬
‫* الج >>و ال >>ديموقراطي‪ :‬إن مصـ ــطلح الديمقراطيـ ــة أو الجـ ــو الـ ــديمقراطي يـ ــوحي بصـ ــورة آليـ ــة إلى‬
‫الحرية‪ ،‬أي حرية التعبير والتصرف‪ ،‬إذا ما حاولنا إسقاط هــذا المصــطلح على الجــو األسـري‪ ،‬فإننـا‬
‫نج ـ ــد أن ه ـ ــذه األس ـ ــرة تلقائي ـ ــة ومتفتح ـ ــة ومتقبل ـ ــة لآراء أبنائه ـ ــا‪ ،‬حيث يح ـ ــاول األبن ـ ــاء وهم في س ـ ــن‬
‫المراهقة إبداء آرائهم والمشاركة في اتخاذ القرارات‪ ،‬ولـذلك كـان لزامـا على األسـرة احـترام أبنائهـا‬
‫باإلنصـ ـ ــات إليهم ومحاولـ ـ ــة توجيـ ـ ــه أفكـ ـ ــارهم وتنـ ـ ــويرهم إذا لم تكن صـ ـ ــائبة‪ ،‬دون اإلسـ ـ ــاءة إليهم أو‬
‫تــوبيخهم‪ ،‬إذا مــا قــاموا بتصــرف أو أبــدوا رأيــا معينــا مخالفــا لعــرف األســرة وتقاليــد المجتمــع‪ ،‬ومن‬
‫السمات التي تتميز بها األسرة الديمقراطية نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬حرية النقد‪ :‬فاألسرة تحاول أن تشجع األبناء على التعبير عن مشاعرهم بالرضاـ أو الرفض ألي‬
‫موقــف‪ ،‬فتعبــير المراهــق عن رفضــه أو قبولــه لمــا يــدور حولــه هــو تــدريب على المناقشــة وتوضــيح‬
‫سبب الرفض والقبول وكذا الشجاعة في المواجهة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -‬إعطــاء فرصــة لألبنــاء للتصــرف إلبــراز قــدراتهم واحــترامـ اختالف األمزجــة الفرديــة خاصــة وأن‬
‫المراهق يحـاول اإلبـداع لكي يـبين لمن حولـه أنـه قـادر على تحمـل المسـؤولية‪( .‬معــوض‪1994 .‬م‪ .‬ص‬
‫‪.)115‬‬
‫* الروح الدينية‪ :‬لكل أسرة عقيدة تؤمن بها‪ ،‬ســواء كـانت هــذه العقيـدة موروثـة أو اعتنقتهــا األسـرة‪،‬‬
‫فكلما قامت األسرة بتشجيع أبنائها وتأصيل الروح الدينية لديهم‪ ،‬كلما كـانت تنشـئتهمـ تنشـئة صـالحة‪،‬‬
‫وهــذا التشــجيع يكــون عن طريــق ممارســة الشــعائر الدينيــة من طــرف الوالــدين لتنتقــل بعــد ذلــك وعن‬
‫طريـ ــق التقليـ ــد والمحاكـ ــاة إلى األبنـ ــاء‪ ،‬وكـ ــذلك اقتنـ ــاء الكتب الدينيـ ــة وتركهـ ــا في متنـ ــاول المراهـ ــق‬
‫ومصــاحبته إلى دور العبــادة ممــا يجعلــه أكــثر اعتيــادا على الــتردد عليهــا‪ ،‬والمواظبــة على الصــالة‪،‬‬
‫إلى جــانب مناقشــة المشــكالت الدينيــة "فالتربيــة الدينيــة لهــا أهميــة بالغــة في فــترة المراهقــة حيث أن‬
‫المــراهقين في هــذه المرحلــة يلبســون المثــل العليــا‪ ،‬ولهــذا ال بــد على األســرة أن تســتغل الفرصــة لبث‬
‫الــروح الدينيــة ودعمهــا في نفســية المراهــق‪ ،‬كمــا أن هــذه الفــترة هي فــترة التشــكيك في الــدين‪ ،‬حيث‬
‫يحــاول كــل من المــراهقين والمراهقــات التشــكيك في كــل شــيء ال يقبلــه عقلهم"‪ ،‬ومــا يمكن قولــه عن‬
‫األسرة وأدوارها المتنوعة أنها ال بد أن تأخذ موضع االعتدال‪ ،‬فال إفراط وال تفريــط‪ ،‬فانعــدام الجــو‬
‫المالئم لألبناء المراهقين داخل األسرة يؤدي بهم إلى االنحرافـ نتيجة للضــغوطات الموجــودة داخــل‬
‫األسرة‪ ،‬ويتجسدـ ذلك في التمرد عليها والخروجـ عن نظمهـا وقواعـدها‪ ،‬ومنـه الخــروج عن القــوانين‬
‫والضوابطـ المجتمعية‪( .‬معوض‪1994 .‬م‪ .‬ص‪.)116‬‬
‫‪ /2‬في المدرسة‪ :‬تعد المدرسـة المحيـط الثـاني بعـد األسـرة الـتي يتفاعـل معهـا المراهـق‪ ،‬كمـا تعتـبر‬
‫الهدف الثاني بعـد األسـرة في تمـرده وثورتـه ضـد السـلطة المدرسـية واألسـتاذ‪ ،‬بحيث يالحـظ عمومـا‬
‫وجود حساسية كبيرة في التعامل بين األستاذ والتلميذ المراهق الذي يجـد صـعوبة في التكيـف نتيجـة‬
‫وجود بعض المشاكل النفسية واالجتماعية‪ ،‬حيث تظهر مشاعر المعارضة والكــره والعنــاد‪ ،‬باعتبــار‬
‫أن األستاذ هو مصدرـ السـلطة‪ ،‬ذلـك أنـه ولقيامـه بواجبـه وأدائــه لـدوره على أكمـل وجـه‪ ،‬وجب عليـه‬
‫التحكم في القسم والسيطرة على زمام األمور‪ ،‬ولـذلك فـإن على األسـتاذ وبـالرغم من وجـوب فـرض‬
‫هــذه الســيطرة يجب عليــه أن يتص ـفـ بجملــة من الصــفات تجعــل تالميــذه يثقــون بــه و يحبونــه‪ ،‬ومن‬
‫هذه الصفات نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬إخالص المعلم وثقته بنفسه‪ ،‬على أنه قادرـ على مساعدة التالميذ جميعهم‪ ،‬وإ شعارهم بأنه يحبهم‪،‬‬
‫دون تفريق وإ خفاء المشاعر السلبية اتجاه تالميذه األكثر شغباً‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -‬تجنب استخدام العقاب االنتقامي خاصة العقاب الجماعي عند خطأ ارتكبه عدد قليل من التالميذ‪،‬‬
‫فالعقاب الذي يسـتهدف إظهـار أن المـدرس هـو السـيد‪ ،‬هـو الـذي لـه أثـر كبـير في ثـورة التالميـذ ضـد‬
‫المدرس وإ شعال نار االنحراف السلوكيـ والعنف داخل القسم‪.‬‬
‫‪ -‬عــدم الســخرية من التلميــذ أو إضــحاك اآلخــرين عليــه‪ ،‬ممــا يــؤدي بالتلميــذ إلى اإلصــابة بمشــاكل‬
‫نفسية‪.‬‬
‫‪ -‬إشراك التلميذ في كل النشاطات المدرسية‪ ،‬كالمساهمة في تحضيرـ وشرح الدرس‪ ،‬أو القيام بــأي‬
‫نشـاط جمـاعي‪ ،‬بحيث يحقـق األسـتاذـ هـدفين‪ ،‬همـا مسـاعدة التلميـذ على إبـراز مواهبـه وكـذلك تدريبـه‬
‫على التعاون‪.‬‬
‫‪ -‬السماح للتلميذ التكلم بكل حرية واتخاذـ موقفـ ايجابي ووديـ بحيث يجعل التلميذ يفكر بأن المعلم‬
‫يحبه ويحترمه‪( .‬خان‪1412 .‬ه‪ .‬ص‪.)117‬‬

‫المراهق والسلوك العدواني‪:‬‬


‫إن المراهقــة هي إحــدى الحلقــات في دورة النمــو النفســي‪ ،‬وهي كمــا تخضــع في جــزء كبــير‬
‫منها للحلقات السابقة تؤثر بدورهاـ في المراحل الالحقة‪ ،‬ويــدركـ المرشــدون النفســانيون أنــه رغم أن‬
‫المراهقــة هي المرحلــة المثاليــة لآلمــال والطمــوح‪ ،‬والنمـوـ الشخصــي وتحقيــق الهويــة الذاتيــة‪ ،‬إالَّ أنهــا‬
‫المرحل ــة ال ــتي يق ــل فيه ــا اإلحس ــاس بالرض ـاـ ويظه ــر فيه ــا القل ــق واالكتئ ــاب وي ــزدادـ مع ــدل المش ــاغبة‬
‫والجنــوح وتظهــر فيهــا محــاوالت االنتحــارـ وتشــهد بدايــة التــدخين وإ دمــان العقــاقير والخــوف من فقــد‬
‫الحب‪ ،‬والمشـ ــاعرـ العدوانيـ ــة واألحاسـ ــيسـ الجنسـ ــية غـ ــير المقبولـ ــة والشـ ــعورـ بعـ ــدم الكفايـ ــة وانعـ ــدامـ‬
‫اإلحســاس بالهويــة الذاتيــة‪ ،‬كمــا يكــون الســلوك المضــادـ للمجتمــع أكــثر شــيوعا في منتصــف المراهقــة‬
‫ويأخ ــذ ش ــكل اله ــروب والت ــأخر خ ــارج الم ــنزل وت ــدمير األش ــياء وس ــرقة أش ــياء تافه ــة في البداي ــة ثم‬
‫تتحـــول إلى ســـرقة أشـــياء قيمـــة والكـــذب والتخـــريب المتعمـــد لممتلك ــات الغ ــير والإعت ــداء الجســـمانيـ‬

‫‪33‬‬
‫والإغتص ـــاب الجنس ـــي‪ ،‬ويع ـــد الع ـــداء والع ـــدوان وع ـــدم الص ـــبر من أكـ ــثر األنمـ ــاطـ شـ ــيوعا في ه ـــذه‬
‫المرحلة‪.‬‬
‫كمــا يعتــبر الغضــب من األنمــاط الشــائعة لــدى المــراهقين‪ ،‬فيغضــب عنــدما يــؤنب أو يــوبخ أو‬
‫ينتقد‪ ،‬أو يكرر له النصح والموعظة كدرس أو محاضرة‪ ،‬وفي فـترة المراهقـة أيضـا يميـل الشـخص‬
‫إلى الســلوك العــدواني ‪ ،‬وهــذا مــا يتضــح في ســلوكه نحــو الكبــار المحيطين بــه من أبــوين ومصــادرـ‬
‫الســلطة في المجتمــع‪ ،‬ولكونــه في مرحلــة ال هــو فيهــا رجــل وال هــو طفــل فــإن المراهــق يتحــرك ضــد‬
‫النـ ــاس‪ ،‬وذلـ ــك في بحثـ ــه عن الـ ــدور الـ ــذي يـ ــرغب في تحقيقـ ــه في الرشـ ــد‪ ،‬وقـ ــد يغـ ــالي في اسـ ــتخدام‬
‫الع ــدوان في عالقت ــه ب ــاآلخرين فيص ــبح ع ــدوانيا بش ــكل ظ ــاهر ويمي ــل إلى االنتق ــام لنفس ــه من ه ــؤالء‬
‫الذين نبذوه‪ ،‬وترى هورني أن هناك بعض النقاط ألبرز وأوضحـ مبررات هذا النوع من العدوان‪:‬‬
‫* إنـــه يبـــدأ من مســـلمة هي‪ :‬أن العـــالم الـــذي نعيش فيـــه عـــالم ع ــدواني‪ ،‬ول ــذا فعلي ــه ش ــعورياـ أو ال‬
‫شعورياـً أن يقاوم العدوان ويحاربه‪.‬‬
‫* االحســاس أو الرغبــة األولى لــدى المراهــق من هــذا النمــط هي الرغبــة في أن يكــون قويــا يســيطرـ‬
‫على اآلخرين ويهـزمـ أعـداءه أيـا كـانوا‪ ،‬وبسـبب حالـة عـدم الثقـة في اآلخـرين فـإن دفاعاتـه تكـون في‬
‫حالة استعداد‪ ،‬وفلسفته السائدة هي أنه" ليس هناك حق دون قوة تحميه"‪ ،‬وهو تفكير العقالني يـدعم‬
‫فكرة العدوان لديه‪ ،‬كما يدعم هذا المعتقد بأن العدوان يعمل على ارتفاع تقدير الذات‪.‬‬
‫* الميل إلى السيطرة قد يكون في صورة ضمنية أو في شكل مساعدة للغير وبطريقة إنســانية وفي‬
‫ثنايا هذه المساعدة للغير تكمن الرغبة في القوة والسيطرة على اآلخرين‪( .‬خان‪.)120 .‬‬

‫الخاتمة‬
‫خالصـ ــة القـ ــول بـ ــأن هـ ــذا البحث تنـ ــاول كـ ــل مـ ــا هـ ــو متعلـ ــق بـ ــالمراهقـ ومرحلـ ــة المراهقـ ــة‬
‫وت ــأثيراتـ الس ــلوك اإلنس ــاني والبيئ ــة االجتماعي ــة فيه ــا‪ ،‬حيث أن لمرحل ــة المراهق ــة ت ــأثير كب ــير على‬
‫تغير سلوكيات المراهقين والتأثيرـ على انفعاالتهمـ‪.‬‬
‫أتح ــدت مجموع ــة من الوح ــدات ال ــتي س ــاهمت بش ــكل كب ــير ج ــداً في تك ــوين تل ــك الت ــأثيرات‬
‫وأثرها على حياة المراهقين‪ ،‬ومديـ تأثرهم بالسلوك اإلنسانيـ والبيئة االجتماعية المحيطة بهم‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ويقع العبء األكـبر على األسـرة‪ ،‬فهي المصـدرـ األول لـبروزـ هـذه الظـاهرة‪ ،‬والحـل األوحـد‬
‫للقضــاء عليهــا‪ ،‬وهــذا من خالل رعايــة أطفالهــا وتنشــئتهمـ تنشــئة ســليمة‪ ،‬وتوفــيرـ الجــو المالئم لنمــو‬
‫شخصياتهمـ وتوافقهاـ مع البيئة االجتماعي‪.‬‬

‫المصادر والمراجع‬

‫أسم المرجع‬ ‫الترتيب‬


‫الجســماني‪ ،‬عبــد الغــني (‪1994‬م)‪ ،‬ســيكولوجية الطفولــة والمراهقــة وحقائقهــا األساســية‪ .‬ط‪ 1‬الــدار‬ ‫‪.1‬‬
‫العربية للعلوم‪ .‬بيروت‪ .‬لبنان‪.‬‬
‫الحافظ‪ ،‬نوريـ (‪1981‬م)‪ ،‬المراهقة دراسة سيكولوجية‪ .‬المؤسسة العربية للنشر‪ .‬بيروت‪ .‬لبنان‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪35‬‬
‫حجازي‪ ،‬عـزت‪1985( .‬م)‪ .‬الشـباب العـربي ومشـكالته‪ .‬عـالم المعرفـة‪ .‬سلسـلة كتب ثقافيـة شـهرية‬ ‫‪.3‬‬
‫يصدرها المجلس الوطنيـ للثقافة والفنون واآلداب‪ .‬الكويت‪.‬‬
‫خـان‪ ،‬محمــد حمـزة أمــير (‪ .)1412‬األحكـام األخالقيــة والقيم‪ :‬دراسـة مقارنــة بين السـعوديين وغـير‬ ‫‪.4‬‬
‫السعوديين في مدينة جدة‪ .‬العدد السادس‪ .‬مجلة جامعة أم القرى‪ .‬مكة المكرمة ‪.‬‬
‫زهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــران‪ ،‬حامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد عبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالم (‪1999‬م)‪ ،‬علم نف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس النم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو والطفولـة‬ ‫‪.5‬‬
‫والمراهقة‪ .‬عالم الكتب‪ .‬القاهرة‪ .‬مصر‪.‬‬
‫شبشوب‪ ،‬احمد (‪1991‬م)‪ .‬علوم التربية‪ .‬دار التونسية‪ .‬تونس‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫ســـليمان‪،‬حســـين‪،)2005(،‬الســـلوك اإلنســـاني والبئيـــة االجتماعي ــة بين النظري ــة والتطـــبيق‪،‬المؤسســـة‬ ‫‪.7‬‬
‫الجامعية للدراسات والنشر‪،‬بيروت‬
‫الغامدي‪ ،‬حسين حسن عبد الفتاح (‪ .)1997‬علم نفس النمو مدى الحياة‪ .‬دار الفكر‪ .‬جدة ‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫محم ـــد‪ ،‬عصـ ــام فري ـــد عب ـــد العزي ـــز (‪2009‬م)‪ ،‬المتغـ ــيرات النفسـ ــية المرتبطـ ــة بس ـــلوك الع ـــدوانيين‬ ‫‪.9‬‬
‫المراهقين وأثر االرشاد النفسي في تعديله‪ .‬دار العلم واإليمان للنشر والتوزيع‪ .‬القاهرة‪ .‬مصر‪.‬‬
‫‪ .10‬مع ـــوض‪ ،‬خلي ـــل ميخائي ـــل (‪1994‬م)‪ ،‬س ـــيكولوجية نمـ ــو الطفولـ ــة والمراهقـ ــة‪ .‬دار الفك ـــر الع ـــربي‪.‬‬
‫القاهرة‪ .‬مصر‪.‬‬
‫‪ .11‬ملحم‪ ،‬سامي محمد (‪2004‬م)‪ .‬علم نفس النمو‪ .‬ط‪ .1‬دار الفكر‪ .‬األردن‪.‬‬

‫‪36‬‬

You might also like