Professional Documents
Culture Documents
الجريمة منها نظرية الضغط اﻻجتماعي ونظرية التركيب الوظيفي ونظرية الصراع ونظرية
التوسيم الطبقي ويمكن تلخيصها كالتالي:
) (١الدافعية لدى الفرد أو اﻻلتزام بأهداف مجمتعية ثقافية (٢) ،اعتقاد الفرد في ميفية
تحقيق أهدافه.
وعلى هذا يوجد خمسة أنواع من اﻹنحراف بناء على هذه المحددات وهي :المطابقة –
الطقوس -اﻻبتكار -التراجع – التمرد
ويتعلق هذا أيضا بوظائف المخ المتعلقة بالسلوك واﻻستجابة لكل من الدافعية motivation
والمكافأة rewardمما يضيف لتفسير الجريمة بعدا آخر وهو البعد التشريحي البيولوجي.
ومن النظريات النفسية المستخدمة لتفسير الجريمة التظرية التحليلية لفرويد ونظرية التحكم الذاتي
وسألخصهما فيما يأتي:
-نظرية التحليل النفسي :The Psychoanalytisisيقسم فرويد في هذه النظرية مراحل النمو
إلى ثﻼثة مراحل وهي الهو ) (Idواﻷنا ) (Egoواﻷنا اﻷعلى ) (Super Egoحيث تفترض
أن يلتزم الفرد في المرحلة اﻷخيرة بالضوابط والقوانين واﻷعراف المجتمعية ،وعليه فإن
الجريمة تفسر طبقا لهذه النظرية على أنها بقاء الفرد في مرحلة اﻷنا والتي يستديب فيها
الفرد لرغباته ونزواته دون مراعاة للصحة أو الخطأ ودون النظر إلى تقبل المجتمع من
رفضه وعليه فيكون الفرد قد فشل في اﻷمرين التاليين (١) :التوفيق بين رغباته ونظام
المجتمع ،و ) (٢التحكم وضبط السلوك مراعاة للقانون والمجتمع.
أما نظرية التحكم الذاتي ) (Self Controlلهيرشي Hirschiو قوتفريدسون Gottfredson -
) (١٩٩٠فتسلط الضوء على عدم قدرة الفرد على التحكم وضبط النفس وتعزو ذلك إلى
اﻷنماط الوالدية في التربية؛ فاﻷنماط الوالدية غير الفعالة قبل سن العاشرة تنتج قدرة أقل
على التحكم في النفس مقارنة بأقرانهم في نفس العمر من اﻷطفال الذين يمتعوا بوالدية جيدة
وفعال ) (Muraven, Pogarsky&Shmueli, 2006كما أثبتت البحوث العﻼقة بين مستوى
القدرة على التحكم في النفس )اي اﻻندفاع( والسلوك اﻹجرامي.
كما توجد تفسيرات أخرى لﻼنحراف والسلوكيات المضادة للمجتمع مثل اضطراب ما بعد الصدمة
)) (Post Traumatic Stress Disorder PTSDص ،(١٩٥كما يحدث في حالة الناجين من اﻹساءة
والعنف ضد اﻷطفال سواء الجسدية أو النفسية أو الجنسية ،والناجين من الحروب وغيرها،و كما
أظهرت الدراسات حول أسباب أحداث العنف واﻻنتحار لدى العائدين من الحروب ) %٢٦يعانون
من اضطراب حاد بعد الصادمة &٢٦ ،اضطراب اﻻكتئاب الحاد %٤٨ ،يعانون من كﻼ
اﻻضطرابين بدرجة حادة(.
ويخصص الدليل التشخيصي الخامس قسما منه ﻻضطرابات التشوش والتحكم باﻻندفاع والمسلك
)The Disruptive, Impulse-Control and Conduct Disordersص ،(٢٧٧ويجمع بين أعراضها
الغضب وفقد الفرد ﻷعصابه واﻻندفاع وتدمير الممتلكات واﻻعتداء على اﻵخرين والرغبة في
اﻻنتقام ومنها اﻻضطراب اﻻنفعالي المتقطع ،Intermittent Explosive Disorderوقسما آخر
ﻻضطرابات الشخصية وخصوصا في المجوعة ،Bوأولها اضطراب ﻻشخصية المعادي للمجتمع
) (٣٨٧ومنها اضطراب الشخصية الحدية ) ، (٣٨٧واضطراب الشخصية النرجسية ) ،(٣٨٩هذا
باﻹضافة إلى اﻻضطرابات الشخصية اﻷخرى ذات العﻼقة باﻻنحراف الجنسي وذات العﻼقة
باﻹدمان وغيرها ،ومما ينبغي التنويه له أن الدليل التشخيصي ﻻ يفسر السلوك اﻹنحرافي وإنما
يكتفي بذكر اﻷعراض التشخيصية له.
ومن هذه التفسيرات ما يذكر في الدليل التشخيصي اﻹحصائي أيضا على أنه من مسببات اضطراب
التحدي اﻻعتراضي لدى المراهقين Oppositional Defiant Disorderوالذي يصيب المراهقين
وتتلخص أعراضه في اﻻعتراض على أصحاب السلطة والتدمير والعدوانية.
-وتوجد فروق بين الجنسين حيث يﻼحظ السلوك العدواني )اللفظي والجسدي( على اﻷوﻻد
أكثر من البنات ،وأكثر عنفا وأكثر تكرارا وأسرع ظهورا في سن مبكرة في الذكور مقارنة
بظهوره عند البنات ،وأظهرت التجارب أن أك
ونظرا ﻷن العوامل المرتبطة بالجريمة تتعدد لتشمل جوانب مختلفة من الحياة؛ بيولوجية واجتماعية
ونفسية واقتصادية وغيرها ،فقد ظهرت موجة جديدة من النظريات في نهاية القرن الماضي والتي
تعتبر عدة عوامل يؤثر بعضها أو جميعها في نشوء السلوك اﻹجرامي )المعادي للمجتمع( وأذكر
من هذه النظريات ما يلي:
.١نموذج التنمية اﻻجتماعية Social Development Model
حيث يستطلع هذا النموذج كﻼ من السلوك المضاد للمجتمع والسلوك المؤيد للمجتمع كنتيجة
مكتسبة لعوامل خطورة وعوامل حماية تتضمن جميع الجوانب الحياتية مثل البيولوجية
واﻻجتماعية والنفسية وغيرها مما تم تأكيده منفردا في مسودة النظريات اﻷقدم تاريخيا والتي
اعتمدت عامﻼ واحدا مسببا للجريمة
(Hawkins and Weis, 1985; Catalano and Hawkins, 1996; Hawkins and Catalano, 1987).
ويجمع نموذج التنمية اﻻجتماعية عددا من العوامل مثل التحكم ،والتعلم اﻻجتماعي ،ونظرية
اﻻرتباط التفاضلي مع اﻻعتراف بعوامل أخرى مثل الوضع في التركيبة اﻻجتماعية،
والمهارات المكتسبة ،والعوامل البيولوجية ،باﻹضافة إلى أخذ نظرية التأثيرات المتعددة للتفاعل
بين هذه العوامل في اﻻعتبار والتي لم يتم اعتبارها في نظريات سابقة.
ويقوم نموذج التنمية اﻻجتماعية على فرضية أنه خﻼل مراحل النمو في المرحلة اﻻبتدائية،
يتعلم اﻷطفال أنماطا من السلوك سواء مع المجتمع أو ضده أساسا من الوحدات مصادر التنشئة
اﻻجتماعية لﻸسرة والمدرسة مع تأثير اﻷقران والجيران والذي يتزايد مع النمو العمري
والدراسي لﻸطفال خﻼل المرحلة اﻻبتدائية.
ويذكر المتخصصون أن هذا النموذج يتميز على غيره في قدرته على تفسير السلوكيات
المضادة للمجتمع لدى اﻷطفال ولدى المراهقين وعلى أهمية اﻻستفادة منها في تطوير وسائل
التدخل اﻹيجابية لدى المراهقين والشباب في معالجة هذه السلوكيات المنحرفة وتقويمها.
تجمع هذه النظرية بين مبادئ نظريات اﻻنحراف ) (Strain Theoryوالتحكم ) (Controlوالتعلم
اﻻجتماعي ) (Social Learningفي توجه نظري واحد ،حيث تبين أن سبب اﻻنحراف يكون في
اﻹحباط والعجز من تحقيق أهداف يعتقد أنها ضرورية مما يؤدي إلى اﻹنحراف .ويلخص هذا
التوجه النظري مسار اﻹنحراف في أن العوائق تضعف الروابط اﻻجتماعية مع اﻷشخاص
والمؤسسات ،مما يؤدي إلى زيادة اﻻرتباط بالقرناء المنحرفين ،ومن ثم تعلم السلوكيات المضادة
للمجتمع والقيم الهابطة .المراهقون على وجه الخصوص والذين يعيشون في مجتمعات أو أحياء
عشوائية وغير منظمة أكثر عرضة للتأثر بما يعرف بالعوائق واﻻلتحاق بالقرناء المنحرفين وهي
فئة يحتمل فيها تزايد اﻹنسﻼخ من القيم المجتمعية والروابط العائلية والشخصية مع اﻷسوياء.
.٣نظريات دورة الحياة : Life Cycle’s Theories
Moffitt’s Theory of وتشمل هذه المجموعة عدة نظريات مثل نظرية موفيت لﻼنحراف
Farrington’s Theory of Delinquent ،Delinquencyونظرية فارينقتون لتطور اﻻنحراف
،Developmentونظرية التفاعل ، Interactional Theoryونظرية التدرج العمري Age Graded
فتشير نظرية موفيت ) (٢٠٠١إلى وجود نوعين من اﻻنحراف (١) :اﻻنحراف المحدود زمنيا وهذا
خاص بالشباب والمراهقين ،و) (٢اﻻنحراف المستمر زمنيا أو مدى الحياة ويقصد به اﻻنحراف
الذي يظهر منذ الطفولة ويستمر إلى مرحلة الكبر.
أما نظرية فارينقتون ) (2006فتتجاهل التأثير البيولوجي على تكوين اﻻنحراف وتجعل اﻻنحراف
مسؤولية فردية وهي أقرب ما يكون إلى اقتباسا من علم سيكولوجية الجريمة أو اﻻنحراف
Psychology of Crime and Devianceوالتي تجعل الجريمة مسؤولية فردية.
أما نظرية التدرج العمري Age Graded Theoryلسامسون وﻻوب Age Graded Theory
Sampson and LAub’sفتجمع بين المتغيرات التالية (١) :التركيب المجنمعي (٢) ،والعملية
Processويقصد بها التفاعﻼت البيئية (٣) ،والخصائص الشخصية لتفسير اﻻنحراف واﻻستمرار
فيه أو اﻹقﻼع عنه ) .(Laub, Sampson & Sweeten 2006, p. 315ومما يجدر بالذكر أن
هذه النظرية تشير إلى أن اﻻنحراف يظهر عندما تضعف الرابطة بين الفرد والمجتمع ،حيث يقصد
بالمجتمع في مرحلة الصغر اﻷسرة واﻷقارب واﻷصدقاء.
وتدور كل هذه النظريات حول تطور وتدرج اﻻنحراف على حسب المراحل العمرية وأثناء الفترات
اﻻنتقالية حيث تختلف حالة الفرد في تقبل السلوك المضاد للمجتمع أو مقاومته في الطفولة عنها في
المراهقة عنها في الشباب وفي الشيخوخة وغيرها ،وكذلك في حال البطالة ،أو قبل الزواج عنها في
حال العاملين أو المتزوجين.
ويمكن أن نضيف إلى هذه الوحدات المكونة للتنشئة اﻻجتماعية التقنية والفضاء اﻻلكتروني
واﻷلعاب اﻻلكترونية واﻷقران حيث أصبحت تنافس اﻷسرة والمجتمع في تشكيل عقلية وسلوكيات
اﻻطفال والشباب المستخدمين لها خصوصا مع ضعف الرقابة الوالدية أو عدمها ،مع ضعف في
أداء أدوار بعض المؤسسات المجتمعية كالتعليم والمسجد وغيرها.
.