Professional Documents
Culture Documents
١٦أكتوبر · ٢٠١٤
()1782-1852
ب ألماني ،والمؤسس الحقيقي لرياض األطفال .ولد في مدينة «أوبرويسباش» ،Oberweissbachأعطى فروبل فريدريش فروبل Friedrich Froebelمر ٍ
الطفل في سنوات حياته األولى جزءاً كبيراً من اهتمامه وجهده ،وأوجد بيوت الحضانة ورياض األطفال لكي ينشأ الطفل في مساحات 8واسعة من االهتمام والعناية،
وسمي (أب الطفل).
اعتمد فروبل في بيوته التي أنشأها لألطفال كل ما من شأنه إثارة التفكير والتطلع إلى البيئة المحلية المحيطة بهم ،والنظر في مكوناتها .وأولى تفكير الطفل اهتماما ً
خاصاً ،حتى إنه قدس عقل الطفل ،واعترف به مفكراً يختلف تفكيره عن تفكير الراشد.
تأثر فروبل باآلراء التربوية اإلصالحية للمربي السويسري بستالوتزي[ر] Pestalozziصاحب كتاب «يوميات أب» الذي يعد أول مصدر في دراسة سيكولوجية
الطفل.
انتسب فروبل في عام 1799إلى جامعة يينا ،Jenaودرس الرياضيات ،لكنه لم يكمل دراسته ألسباب مالية .وفي عام 1804عمل مع مهندس بناء ،لكنه اكتشف
أن هدفه بناء الرجال وليس بناء البيوت ،وأن التعليم غايته المنشودة وبه يمكنه تحقيق ذاته .وفي عام 1811التحق فروبل مرة أخرى بالجامعة 8ودرس اللغات
الشرقية مثل العربية والعبرية والفارسية ،بدافع من إيمانه بأن البشرية وحدة عظمى ،ثم اقتصرت دراسته على اللغة اليونانية .وفي عام 1812رحل فروبل إلى
برلين وعمل في التدريس ،وفي عام 1826ألف كتابه «تربية اإلنسان».
ً
إضافة إلى دراسة -1تفاعله واتصاله بالطبيعة :زاول فروبل أعماالً في طفولته مثل مهنة تقطيع الخشب والزراعة ،وعمل مسَّاحاً 8،ومساعداً في متحف الجيولوجيا
الطبيعة وعلم النبات ،كل ذلك أثر في تطوير عالقته مع الطبيعة وشعوره باأللفة معها.
- 2شعوره بالحرمان واالنطوائية :وكان سبب هذا الشعور وفاة أمه في الشهور األولى من حياته ووقوعه تحت رحمة زوجة أبيه ،وقد حرمه ذلك من التفاعل
االجتماعي مع أقرانه من األطفال ،والتعلق العاطفي باألم وحرمه أيضا ً الشعور باألمن والشعور بحب األفراد المحيطين به ،مما كان سببا ً في إعاقة نموه النفسي
واالنفعالي السوي.
- 3دراساته العلمية :كدراسة الرياضيات والعلوم والجيولوجيا والنبات وإفادته من التقدم الحاصل في المعرفة اإلنسانية ،والسيما في أواخر القرن الثامن عشر
وأوائل القرن التاسع عشر.
- 4دراساته الفلسفية والتربوية :تأثر فروبل بالتربويين والفالسفة أمثال «كنت» و«هيغل» و«فخته» و«روسو» و«بستالوتزي» وغيرهم .وحضر دروسا ً تطبيقية
كثيرة .وال تخفى اآلثار الناجمة في خبراته واندماجها في خبرات بستالوتزي.
- 5مالحظته لمظاهر نمو األطفال المختلفة :زادت مالحظاته ألنشطة األطفال معرفته بميولهم وخصائص مراحل نموهم ،واألنشطة الخاصة في تلك المراحل.
من مراجعة كتابات فروبل المختلفة يمكن التوصل إلى آرائه النفسية والتربوية اآلتية:
- 1التربية عملية طبيعية يتم فيها تكيف الطفل ليتالءم مع الطبيعة وقوانينها.
- 2للطفل كيان بيولوجي كلي متكامل ،ينمو باألنشطة الذاتية التي يمر بها الطفل وهو محكوم بقوانين الطبيعة العضوية التلقائية.
- 4يمثل الكون كيانا ً كليا ً عضويا ً تنطوي تحته كل الكيانات الجزئية الصغيرة.
- 5لإلنسان صلة أساسية باألشياء كلها ،وهي صلة تعبر عنها أعماله جميعها.
ويرى فروبل أن لإلنسان روابط دائمة ،وأن الذاكرة هي أولى هذه الروابط التي تربط الطفل بالبيئة المحلية المحيطة به ،ولكن هذه الرابطة تنمو وفق مراحل متتالية
في أثناء تفاعل الطفل مع بيئته ،ويعرف الطفل ما يحيط به ويتعلمه ضمن نظام عالقات ،لذلك فإن األنشطة التلقائية هي الوسائل التي تجعل الطفل يندمج فيها
ويزاول إمكاناته وفعالياته ،وأهم هذه األنشطة «اللعب»[ر] في صوره المتعددة وهو صورة من صور الروابط مع البيئة المحلية المحيطة التي يستطيع بها تعرف
البيئة المادية المحيطة.
ويرى فروبل ضرورة توجيه الكبار الراشدين لألطفال في نواحي نموهم ،وتهيئة الوسائل التي تسهم في ذلك وتساعد عليه .لذلك أظهر فروبل أهمية اللعب وجعله
وسيلة ورابطة ،واللعب عنده هو التعبير األول عن فعالية الطفل وأساس التربية .واعتقد فروبل أيضا ً بتفوق اللعب والموسيقى في تربية األطفال على اإلصغاء أو
القراءة ،كل ذلك منوط بتوافر التوجيه الحسن في أثناء مزاولة األنشطة ،ولهذا يع ُّد فروبل صاحب مبدأ التعلم باللعب.
وفيما يتصل بالوسائل المادية للعب األطفال فقد اختار فروبل أشكاالً ثالثة أطلق عليها مكافآت 8أو هدايا فروبل هي:
الكرة :الكرة أفضل األشكال لدى الطفل ،فهو يجد أن الدائرة تمثل صورة لكل شيء حوله وتتضمن المعاني اآلتية :السكون والحركة ،والخصوص والعموم،
والسطح الواحد والسطح كثير الجوانب ،والظهور والخفاء .ويرى فروبل أن اللعب بالكرة صرف لطاقات الطفل ،ويرى أيضا ً أن الكرة لعبة الطفل األولى ،وتشتمل
على صفات ينبغي أن تتوافر في لعب األطفال وهي الفائدة والجمال والصدق.
المكعب :وجد فروبل أن الطفل يشعر باللذة والسرور حين يجد لعبة تشبه لعبته السابقة في أشياء ،وتختلف عنها في أشياء أخرى .والمكعب 8يشبه الكرة ويخالفها في
الوقت نفسه ،وعليه فال يجوز الفصل بين الكرة والمكعب .ويتيح المكعب 8للطفل أن يعرف الحقائق األولية عن الشكل والحجم والمساحة 8والعدد معرفة 8مباشرة
ومحسوسة.
األسطوانة :يتحقق في األسطوانة توافر حلقة وسطى تجمع بين الكرة والمكعب .وقد الحظ فروبل ميل األطفال إلى اللعب بقطع الخشب 8التي تشبه األسطوانة.
إضافة إلى ذلك ،لم يهمل فروبل لعب األطفال مثل قص الورق واللعب بالعصي والرسم والتمثيل والجري.
أمضى فروبل بقية حياته في مدينة «مارينثال» Marienthalمن عام 1850حتى وفاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمحة عن حياته
ولد في الريف األلماني بادبالنكنبيرج ،وبدأ حياته العملية كمدرس في فرانكفورت ،ثم زار العالم بستالوتزى في معهده في إيفردون وأمضى فترة كطالب ثم
كمدرس في المعهد.
بعدها عاد لبالده وافتتح مدرسة خاصة طبق فيها آراء بستالوتزى في التربية إال أنه اضطر إلغالقها لسوءحالته المادية ،وكسر جهده بعدها في تأليف أشهر كتبه
(تربية اإلنسان) .
تناول في كتابه قانون الوحدة الذي حاول من خالله أن يفسر جميع مظاهر الوجود الحقيقي ،فاإلنسان من خالل اشتراكه واندماجه 8في شتى مظاهر الحياة حوله
يحقق وحدة الذات ،وهذه الذات في حالة نشاط دائم ،نابع من الداخل ،أطلق عليه فروبل النشاط الذاتي.
بعدها سافر مرة أخرى إلى سويسرا للتدريس هناك ،ثم عاد إلى ألمانيا وفتح مدرسة لألطفال في بالكنبرج أسماها -معهد تربية الطفال الصغار-
تأسيس رياض االطفال
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر أنشأ فريدريك فروبل أول روضة لألطفال في ألمانيا عام 1838م ،واختار لها هذا االسم Kindergartenأي روضة
االطفال فكلمة Kinderوتعنى أطفال وكلمة Gartenحديقة أو روضة ،فروبل كان يرى ان الطفل كالنبات الذي ينمو والذي يحتاج إلى بستانى جيد (مربي جيد )
الفكرة األساسية التي تقوم عليها رياض األطفال برأيه هي مساعدة الطفل على أن يعبر عن نفسه ،وبذلك يحدث النمو .
لكي نصل لذلك يقول يجب أن نبدأ بميوله الطبيعية ونزعاته للعمل ،والعمل المدرسي أساسه النشاط الذاتي ،ولفت نظرنا إلى صور تعبير الطفل عن طبيعته أفضل
ما تكون في الحركة أو اإلشارة التعبيرية وفي الغناء وأخيرا في اللغة.
فاللغة عندما ينطق بها المعلم يجب أن يعبر بها الطفل ال بلغته الخاصة فحسب ولكن عن طريق األغاني أو الحركات 8أو الصور أو تكوين األشياء البسيطة
المصنوعة من الورق والصلصال ونحوها.
جعل الطبيعة مجاال لتربية الطفل ،ألنها مالئمة لنموه ،وتعلمه القوانين التي تتحكم في الكائنات الحية ،والتي ترجع جميعها 8إلى قانون واحد هو القانون األبدي
الذي يشير إلى وحدانية هللا.
-تنمية الحواس التي هي أساس تنمية الطفل جسميا وعقليا وانفعاليا.
-مبدأ اللعب أمر ضروري للطفل ألن من خالله يكون تنمية وتهذيب الحواس.
-العامل الخـُلقي عامة والديني خاصة أساس في تربية الطفل في سن ما قبل المدرسة.
-النشاط الذاتي والتلقائي للطفل يعتبر من أهم أركان التربية .
-التعاون اتجاه إجتماعي يجب االهتمام به في هذه المرحلة ،والعمل على تنمية صلة الطفل بأقرانه.
فلسفة فروبل التربوية
تقوم أفكاره على أسس فلسفية وسيكلوجية ،ويتجلى فيها وبوضوح نشأته الدينية التي انعكست على أعماله ومؤلفاته ،وأكد على الناحية الخـُلقية في التربية ،
واعتبار التربية في حد ذاتها خـ ُلقية ألنها تربط الطفل بالحياة ،واهتم باألغاني واللعب التي أطلق عليها اسم الهدايا ،ولشدة اهتمامه 8باللعب قام بابتكار مجموعة من
األلعاب تعرف ليومنا هذا بـ (هدايا فروبل).
التربية في رأيه ليست إعدادا لحياة في المستقبل ،وليست الحياة التي يعمل الطفل على االندماج فيها وهي حياة البالغين ،ولكنها الحياة التي يراها من خالل ذاته في
األشياء المحيطة به ،وعندما يندمج الطفل بكل قواه وبتلقائية كاملة في وحدة مع الحياة فإنه يحقق النمو ،وهذا هو هدف التربية.
هدايا فروبل
هدايا فروبل (باأللمانية Frأ¶، belgabenباإلنجليزية ) Froebel Giftsهي عبارة عن مجموعة من المواد التعليمية تتخذ أشكال هندسية مختلفة كالمثلثات
والمربعات.تتضمن اليوم هدايا فروبل على 11هدية ،خمسة منها ابتكرت من قبل فروبل .تزداد هذه الهدايا تعقيداً مع نمو الطفل.
الروضة أو رياض األطفال أو الحضانة (باأللمانية ) Kindergartenمؤسسة تعليمية لألطفال قبل دخولهم المدرسة .يختلف عمر االلتحاق بالروضة باختالف
البلدان ففي أغلب الدول يطبق هذا النظام لألطفال ما دون سن السادسة 8وتحديدا بين عمر 5-3سنوات .يرتكز هذا النظام على امرين ,األول تعريف الطفل بمجتمع
أوسع من الذي تعود عليه واكسابه مهارات االختالط والثاني هو تعليم الطفل من خالل اللعب.
شريط بوابات أعالم تربية
تصنيف كومنز Friedrich Frأ¶bel
ضبط استنادي
تصنيف تعليم بديل
تصنيف تعليم ما قبل مدرسي
تصنيف تعليم ما قبل مدرسيل
تصنيف لوثريون ألمان
تصنيف مواليد 1782
تصنيف وفيات 1852
صندوق معلومات شخص
اسم فريديريك فروبل
صورة Friedrich Frأ¶bel
عنوان الصورة فريديريك فروبل
مذكر مذكر
ب ألماني العمل مر ِ
الديانة
تاريخ الوالدة 1782 21
مكان الوالدة إيقونة علم ألمانيا
تاريخ الوفاة تاريخ الوفاة والعمر mf yes 21 4 1782 21 6 1852
مكان الوفاة إيقونة علم ألمانيا
أهم الصفات
الزوج
األهل
أوالد
التوقيع
ب ألمانيا ألماني اوجد فكرة روضة أطفال فريديريك فروبل (* 21نيسان 1782في أوبرفايسباخ و † 21حزيران 1852في شفاينا )هو تربية مر ِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقسام هدايا فروبل
ً
تتضمن اليوم هدايا فروبل على 11هدية ،خمسة منها ابتكرت من قبل فروبل .تزداد هذه الهدايا تعقيدا مع نمو الطفل .كل هدية تتضمن مجموعة من
األجزاء ،على الطفل أن يفتح صندوق الهدية في كل مرة ويفحص كل شكل من األشكال ،ليرتبها أو يضعها بصورة معينة ليتمكن من معرفة العالقة التي تربط
بين كل شكل مع األشكال األخرى.
ــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حركة فروبلhttp://www.ahlolbayt.net/books/tarbah/13.htm
صفاتها العامة:
تتصف حركة فروبل ،خالفا ً لما تتصف به حركة هربارت ،بالتشديد على أهمية الطفل واهتماماته ،وقولها بأن الخبرة والنشاط يجب أن يكون نقطة البدء في التعليم
وواسطته ،وبتحسينها روح غرفة الصف وغايتها وجوها ومعنوياتها .تشيد االولى بقيمة المعلم وعمله وتشيد الثانية بأهمية الطفل .لقد قال هربارت بأهمية التعليم
على اعتباره واسطة لتكوين الخلق ،اما فروبل فقد قال بأهمية اثارة نشاط الطفل وتوجيهه .التربية التي تبدأ باعمال الطفل العفوية وتنتقل من ذلك إلى األفكار
واالهتمامات االرادية .هي ،بالنسبة إلى فروبل ،تدريب عاطفي ارادي أكثر منه عقلي .وصفة النفس األساسية 8عند فروبل هي الصفة االرادية ال العقلية.
ولقد طبق فروبل أفكاره الجديدة في مرحلة واحدة من مراحل التربية ونعني بها مرحلة (روضة األطفال) ولكن مبادءه نفسها أساسية بالنسبة لمراحل التربية كلها
وما الحركة الفروبلية الحقيقية إال محاولة تطبيق هذه األفكار في المراحل العليا من التربية .كما ان بعضا ً من اعمق التغييرات التربوية الحاضرة نتاج مباشر
لمطاليب فروبل ،وللبرهنة على ما قلنا نضرب مثلين :يقول أحد المبادئ التي وضعها فروبل انه إذا اردنا ان تنمي مواد التدريس نفس الطفل وطبيعته تنمية حقيقية،
فال بد من ان ننتخب مواد التدريس هذه من حياة الطفل الحقيقية ومما له صلة مباشرة بهذه الحياة .ويقول مبدأ آخر انه إذا كنا نريد ان تنتج التربية النتائج الفردية
واالجتماعية المرغوب فيها ،فيجب ان يكون تأثير التعليم مباشر الصلة بالحياة الحاضرة وذلك عن طريق أعمال الطفل التي تعتبر مقياس نجاح عملية التعليم .ان
زعماء التربية في العصر الحاضر يوافقون باالجماع على هذين المبدأين وهما لذلك موجودان في أساس التغييرات العميقة التي بدأت تظهر في مواضيع الدرس
وتنظيم العمل المدرسي وطرقه.
حياة فروبل ( 1782ـ )1852وأعماله:
كانت تربية فروبل االولى مجزأة وبدون غاية معينة ،وقد قال هو عنها فيما بعد بأنها لم تكن مرضية ألنه لم تكن هناك وحدة بين المواضيع المدرسة وال صلة بين
الدروس والحياة .وقد كان شبابه مقسماً 8بين العمل الجامعي والعمل العلمي .لقد عمل (مأمور احراج) كما عمل محاسباً 8في معمل ومساحا ً ومعاونا ً لمدير متحف
جيولوجي .وقد نتج عن هذه الخبرة نتيجتان رئيسيتان :حب للطبيعة عميق وقناعة بأن وحدة الفكرة والعمل التي كانت الدراسة الجامعية 8تشير إليها إنما هي موجودة
في الطبيعة وليس في العمل التربوي .وفي الثالثة والعشرين من عمره اقتنع بأن يصير معلما ً في (معهد بستالوتزي) في فرنكفورت .وحينئذ وقع على المهنة التي
نذر لها حياته فيما بعد .وبعد عامين من وجوده في هذا المعهد صار معلما ً خاصا ً لثالثة طالب أخذهم إلى (معهد بستالوتزي) في (ايفردون) حيث بقي مدة عامين
اخرين .وعن هذه الخبرة نتج تحمسه لالصالح التربوي الذي هيأ له نفسه بانهائه دراسته الجامعية.
وفي عام 1816بدأ عمله االصالحي في التربية مستوحيا ً أهدافه من خبرته الماضية فأفتتح (المعهد التربوي األلماني العام) في كوخ قروي وكان عدد طالبه
خمسة 8أطفال صغار .لقد كان عمله أعظم قيمة من عمل بستالوتزي وذلك لمعرفته الفلسفية العميقة ولكفاءاته وكفاءات معاونيه ولقد كان هذا العمل أوسع مدى
وموجها ً بالدرجة االولى نحو الدراسة الثانوية .فلم يوجه فروبل انتباهه إلى االمكانات التربوية في السنين الباكرة االولى اال في عام 1826بعد ان نشر كتابه عن
(تربية اإلنسان) ومنذئذ اهتم فروبل اشد االهتمام بدارسة األطفال وثابر على التقدم في استخدام اللعب والنشاط العضوي عند األطفال استخداما ً لم يسبق إليه من
قبل.
وخالل ثماني أو عشر سنوات من المحاوالت العملية الفاشلة تبلورت أفكار فروبل عن التربية خالل السنوات الباكرة .وفي 1837انشأ أول مؤسساته الجديدة التي
سماها فيما بعد (برياض األطفال) وذلك في قرية (بالكنبرغ) وقد كرس فروبل الباقي من حياته لهذا العمل وذلك ألن هذا الحقل البكر كان أرضا ً طيبة لألفكار
الجديدة وامكان تحقيقها .وقد كتب فروبل معظم كتبه في السنين االولى التي تلت انشاء 8روضة األطفال االولى .وقد كانت كتاباته تستهدف غاية وحيدة هي توسيع
فكرة (رياض األطفال) ونشرها.
قانون الوحدة ،أو االتصال الداخلي ،كقاعدة للتربية:
يبدأ فروبل من التربية المثالية السائدة التي قال بها (كانت) و(شلنج) و(هجل) و(فخته) والتي احتج عليها (هربارت) .والنظرة األساسية في هذه الحركة كلها هي
تفسير الواقع والحياة بوحدة الوجود األساسية لإلنسان والطبيعة في الروح المطلقة .فالمطلق ليس مدة ولكنه روح شاعرة بذاتها .وهذه الروح الشاعرة بذاتها هي
تفسير أصل الوجود ومعناه في كل من اإلنسان والطبيعة .وكان فروبل يرى ان هذا الواقع الروحي هو ينبوع الوجود كله ،وغاية التربية هي توسيع حياة الفرد حتى
تشمل هذا الوجود عن طريق المساهمة في هذا النشاط الروحي الشامل .و(االتصال الداخلي– )Connectedness Innerهو تعليل كل الحقائق ،وينحصر هدف
التربية في تحقيقه في حياة الفرد.
وهكذا نجد تعليل الشعور الديني الذي يتجلى في كتابات فروبل كلها ،انه ليس شيئا ً عارضا ً بل هو جوهر نظامه التربوي ،فكل مخلوق أو واقع يساهم في هذا
الجوهر وهو بهذا المعنى كفؤ للتعبير عنه أو ادراكه ،إذا كان واعي الوجود ،وينتج عن ذلك قدرة كل شيء في الطبيعة على الداللة على هللا .وغاية التربية هي
ادراك هذا ال َقدَر وتوحيد هذا الجوهر مع المطلق.
ولقانون الوحدة هذا عالقة أساسية عملية بالتربية عند فروبل ،فقد استنتج اعتقاده بأن الطبيعة تدل الطفل على هللا من اعتقاده بحقيقة الوحدة التي أشرنا إليها ،ومن
هنا كان تشديده على ضرورة دراسة الطبيعة وحوادثها وعرضه الرمزي لهذه المادة .لقد رأى الوحدة في الحياة العضوية فاصبح من أول القائلين بنظرية التطور
العضوي ومن هنا كان تشديده الجديد على وجوب دراسة الطفل للطبيعة والنباتات والحيوانات الخ ...وقد اعتقد بأن الوحدة ذاتها موجودة في العالم غير العضوي
الذي يصبح رمزاً عند الطفل لكل الوحدة العليا ،وحدة الفكر والحياة .ومن هذه الفكرة اشتق فكرته عن استعمال (المنح) أو الهدايا في روضة األطفال .وقد قال
بوجود وحدة عليا بين الفرد والمجتمع اللذين يكونان في الواقع حياة عضوية واحدة كبرى من واجب المدرسة تمثيلها ،وهكذا تصبح المدرسة بالنسبة للطفل مجتمعا ً
يكتشف فيه كل العالقات 8االجتماعية بشكل رمزي بسيط.
وهكذا فعمل المدرسة الحقيقي هو كونها أداة للرقي االجتماعي كما أنها أداة لنمو الفرد .وفي حياة الفرد توجد الوحدة ذاتها .وحدة بين مراحل الطفولة والشباب
والرجولة .وحدة أخفقت المدرسة في إدراكها إخفاقا ً جعل عملها مجرد شكل فقط .لقد ادرك فروبل الوحدة واالتصال العضوي بين مواضيع الدرس المختلفة كقاعدة
للتنظيم الجديد الضروري للمناهج المدرسية ،إدراكا ً لم يسبقه إليه حتى هربارت .وقد اعطى قانون االتصال الداخلي هذا لفروبل مفهومه عن النمو العقلي وقاده إلى
التشديد على وحدة المعرفة والعاطفة واالرادة .وهذه النظرة السيكولوجية هي أقرب للنظرة الحديثة من سيكولوجية هربارت كما هو ملحوظ.
لقد وجد فروبل في كل نقطة وحدة بين الفكر والحياة واجب التربية تنميتها وإظهارها ،وبذلك تصبح التربية تكييفا ً مستمراً متقدما ً للفرد مع الحياة التي قدر له ان
تكون حياته والتي يجب ان يرى فيها (اناه) الحقيقية.
النمو عمل التربية:
تتطلب الفكرة الفلسفية عن الوحدة متمما ً لها هو فكرة استمرار األجيال في كل شيء ،وهكذا فإن فردية روسو وعصره تتخلى عن مكانها 8لفكرة الوحدة العضوية
وفكرة النمو .ويتجلى التعبير العلمي عن هذه الفكرة في نظرية التطور العضوي ،وقد قبل فروبل هذه الفكرة وكان أول من طبقها في التربية .وهذه هي الفكرة التي
عبر عنها في نظريته عن طبيعة التربية وعملها .وهي التي تعطي معنى عميقا ً الستعمال (الهدايا) وعمليات الصف المحسوسة .والمبدأ األساسي في كليهما هو أن
تال يحتوي على كل نشاط سبقه .والتطور هو ميل هذه الوحدة للظهور في تعبيرات الروح المتعدة وما يرافقها من تعبيرات حوادثية ،وعلى هذا فالتربية كل نشاطٍ ٍ
ليست إال مظهراً لعملية التطور العامة ،انها نمو يتحقق الفرد بواسطته من حياة الوحدة التي يكون هو جزء منها ،إنها نمو تتسع بواسطته حياة الفرد حتى تنعقد
الصلة بينها وبين الطبيعة ،وتنتظم في فاعليات المجتمع كلها ،وتشارك في أعمال البشر وآمالهم.
الفكرة االساسية في كتاب (تربية اإلنسان) هي التالية " :ال ينقش هللا وال يطعم ،انه ينمي أبسط األشياء وأقلها كماالً ،وينظمها في مجموعات صاعدة وفقا ً لقوانين
خالدة ذاتية االساس والنمو" " .وما التربية إال تحقيق العملية التطورية في مرحلتها العليا وكما تتجلى في الفرد البشري .وهكذا فإن فروبل سبق الجميع إلى نظرة
تربوية سادت فيما بعد.
النشاط الذاتي ،طريقته العملية:
دلل فروبل بتشديده على وجوب كون مبدأ النشاط الذاتي طريقة عملية النمو ،على مشاركة في الفكرة الحياتية التي سادت في مطلع القرن التاسع عشر .ثم انه كان
أول من طبق هذه األفكار التي كانت شائعة في الفلسفة والعلوم على مشاكل التربية .ففي الحقل العلمي تخلت الفكرة القديمة عن التصانيف الجامعة المانعة ألشكال
الحياة عن مكانها العتقاد أعم عن تطور أشكال الحياة الدنيا إلى اشكال أرقى ،واتصالها بها .وما تجدر االشارة إليه في هذا المقام هو تاريخ استعمال كلمة بيولوجيا
(علم الحياة) ،ففي هذا الوقت ( 1802ـ ) 1809دفع المارك بنظريته القائلة بأن االشكال العليا للحياة نمت عن االشكال الدنيا لها عن طريق استعمال األعضاء
وعدم استعمالها .وما هذا كما يالحظ ،إال تطبيق لمبدأ الفاعلية الذاتية (أو النشاط الذاتي) .لقد فسر التطور قبل اآلن بالتأثيرات المختلفة للشروط الخارجية كاالقليم
مثالً ،أما بالنسبة إلى (المارك) فالعضوية نفسها هي العامل األهم .يقول (المارك) :كما ان استعمال الذراع او أي عضلة من عضالت الجسم ينتج نمواً مناسباً.
كذلك ينتج جهد العضوية الستعمال عضو ما باتجاه خاص تطوراً مناسباً ،وعلى العكس فإن عدم االستعمال ينتج ضموراً مناسباً.
كانت الفلسفة السائدة في ذلك الحين ،وال سيما الفلسفة التي قبلها فروبل تقول بوجود وحدة أساسية بين االشياء كلها ،كما تقول بوجود مبدأ دائم في كل تغيرات
الحياة واشكالها .توجد فعالية مكونة وحيدة تظهر في الطبيعة وتتجلى في الحياة الخارجية كقوة وفي الحياة الداخلية الشعورية كنفس .وتبني هذه الفاعلية لذاتها،
وبوصفها نفس الفرد ،عالمها الخاص .واالنا (النفس) ليست محكومة من قبل الفاعلية بقدر ما انها هي الفاعلية .انها تحقق ذاتها من خالل الفاعلية وتبني عالمها
وتشعر بذاتها وتكون مصيرها الخاص بها ،وهذا صحيح في كل من التطبيقين الفكري واألخالقي.
لقد تحقق فروبل من معنى هذا المبدأ حين يطبق في العمل التربوي منذ بدء عمله حتى ان مفتشا ً حكوميا ً للتربية قال بعد زيارته لمعهد فروبل ورغما ً عن عدائه
لطريقته ما يلي:
ً
" المبدأ األولى لهذا التعليم هو فاعلية النفس الذاتية ،ولذلك فإن نوع التعليم الذي يعطى هنا ال يجعل من النفس صندوقا نرمي فيه بأسرع ما يمكن مختلف انواع
النقود من مختلف القيم واألجناس تكتظ به النفس وفقا ً للشائع من عادات التعليم اآلن .انه عمل بطيء مستمر متدرج دائم االتجاه نحو الداخل أي بحسب اتصال
موجود في طبيعة النفس البشرية فيتقدم التعليم باستمرار ودون تصنع ،يتقدم من البسيط إلى المركب ومن المحسوس إلى المجرد بشكل يتفق مع الطفل وحاجاته
ويدفعه إلى الذهاب إلى عمله كما يذهب على لعبه " .
ولقد تشدد فروبل في التأكيد بأن النشاط الذاتي هو العملية التي يحقق الطفل طبيعته الخاصة بواسطتها ويبني عن طريقها عالمه الخاص وتصوره للعالم الخارجي
وينسقهما .وهكذا فحياة الفرد هي العملية التي )1( :تعرفه على الطبيعة أو العالم الحسي )2( .تعرفه على طبيعته الخاصة .و( )3بواسطتها يصبح جزءاً من حياة
الطبيعة اإلنسانية كلها .وفي كل هذا يحدد الفرد نفسه فعالياته الخاصة وهو لذلك حر ،اما حين يشتغل بدافع القوى الخارجية فانه ال يستطيع التحقق من هذه الوحدة.
والنشاط الذاتي نشاط تحدده دوافع الفرد ذاته التي تصدر عن اهتماماته 8هو والتي تدعمها قوة الفرد نفسه ،انه وحده قادر على احداث تطور النفس هذا ،وهو وحده
القادر على ضمان ما يمكن اعتباره هدفا ً للتربية .ويمكن اعتبار مثل هذا النشاط مفروضا ً وذلك ألنه رد فعل لطبيعة الكائن الكامنة فيه ،ولكن هذا النشاط حر ألن
الفرد إنما يستجيب لقوة داخلية من أصل طبيعته وغير مفروضة عليه من الخارج ،ولهذا سمي هذا النشاط بالذاتي ،وبما ان هذا النشاط حر وجار في الوقت نفسه
وفق قوانين (قوانين طبيعة اإلنسان نفسه) ،فإنه من الممكن صوغ هذه القوانين وقبولها كمرشد لكل عمل تربوي .وينتج من ذلك وجوب ابتداء عمليات التعليم
وصدورها عن اهتمام الطفل االرادي .وبعد أن نبدأ بهذا النشاط العضوي يمكن االبقاء على العمل وتوجيهه نحو أهداف ذات قيم اكثر دواما ً ـ وأجدى فائدة ـ مما قد
ينتجه هذا النشاط إذا لم يوجه ويؤثر عليه.
وليست النزعات الكامنة في طبيعة الطفل على صلة بالسلوك والعمل فحسب .ولكن الطفل يظهر نفس الجهد العضوي في تدليله على مفهومه عن االشياء واظهاره
عمليات نفسه .وهو يحاول عن طريق هذا االظهار تحقيق التناسق بين عالم االفكار وعالم الواقع الخارجي .وهذه الجهود العضوية هي النشاط الذاتي ،وهي تقدم
للمعلم فرصة التعليم أي خلق تناسق بين الداخلي والخارجي وبين الفكر والعالم الخارجي ،اكمل مما يستطيع الطفل خلقه إذا لم يساعد .وهكذا فالنشاط الذاتي بالنسبة
للمدرسة يعني رغبة الطفل في الدخول في حياة اآلخرين والحياة المحيطة به ،رغبة المعاونة واالكتشاف والمساهمة في النشاط المشترك والخلق واكتشاف الهوية
او االتصال بين ذاته ونشاط اآلخرين ،ذلك االكتشاف الذي هو المعرفة.
ليست التربية تهيئة لحالة مستقبلة ،ان الحياة التي يحاول الطفل دخولها ليست حياة الراشدين بل الحياة التي تحيط به وانما تجد التربية معناها في العمل ،او في
شرائط بعيدة خيالية .هدف التربية هو النمو وعملها هو النمو ،وانما يضمن النمو الحاضر عن طريق اتحاد قوى الطفل وطبيعته مع الحياة المحيطة به .ويقاس نمو
المستقبل بالمقياس ذاته .وهكذا يتحقق هدف التربية في الطفل كما يتحقق في الراشد .وانما تنمى قوة التنفيذ إلى الدرجة نفسها التي تنمى إليها باقي القوى عن طريق
تأسيس التربية على نشاط الطفل وقياس نجاحها بمقدار لجوء الطفل إلى النشاط الذاتي .ال تنافر بين المعرفة والعمل وال نزاع بين النظريات والتطبيق وال تفريق
بين المهنة واالعمال.
تأثير فروبل في العمل التربوي:
ان المدرسة ،بالنسبة إلى فروبل ،مكان يجب ان يتعلم فيه الطفل أشياء الحياة المهمة واالمور االساسية عن الحقيقة والعدالة والشخصية الحرة ،والمسؤولية،
والمبادرة والعالقات 8السببية وما إلى ذلك ،وال يكون تعلمه عن طريق دراسته هذه االشياء بل عن طريق تمثلها تمثالً حياتياً.
وبحسب فكرة بستالوتزي االساسية عن الوحدة يجب ان تكون المدرسة مؤسسة يكتشف فيها الطفل فرديته الخاصة ويبني شخصيته وينمي فيها قوة المبادرة والتنفيذ
عنده .وعليه ان يعمل ذلك عن طريق التعاون مع اآلخرين في محاوالت مماثلة وفي اعمال يهتم بها الجميع ومسؤوليات يتقاسمها الجميع ومكافآت يشترك فيها
الجميع .يجب ان تصبح المدرسة ،شأنها في ذلك شأن العالم ،عضوية موحدة تجد فيها واحدات الفردية النامية كما لها من خالل المشاركة 8في حياة العالم ،وهكذا
تصبح المدرسة مجتمعاً 8مصغراً كما تصبح التربية وجها من وجوه الحياة ال يقصد منه التهيئة بل اعطاء صورة مصغرة عن الحياة.
لم يعد التعليم مرادفا ً للتربية بل انه ليس مرادفا ً للعمل المدرسي ،انه تعبير عن العملية التي تبدأ بنشاط الطفل العضوي واهتمامه الموروث وتنتهي باستعمال مبدع
وتعبير ملموس عن المعرفة التي قدمها التعليم .وهكذا نستفيد من الميل الطبيعي فنبني عليه عادة أي طريقة فكر وعمل مرغوب فيها كهدف تربوي .وهكذا فال
تحاول التربية القضاء على الطبيعة وال تتركها لشأنها بل تساعدها أي توجهها نحو أهداف أعلى من األهداف التي تصلها إذا لم تساعد.
اللعب:
اللعب الذي هو أهم مظاهر النشاط العفوي عند الطفل ،هو الذي يجب أن يكون أساس العملية التربوية في السنين األولى ،وبما أن مصدر اللعب المباشر هو اهتمام
الطفل الموروث فهو خير اساس طبيعي تبنى عليه عادات العمل والعاطفة والفكر التي يوافق علها المربي .ومن خالل اللعب يتمثل الطفل العالم أول ما يتمثله،
ولذلك فمن خالل اللعب يستطيع المعلم إعطاء الطفل تفسير الحياة التي يحاول أن يتقاسمها 8مع عالمه ،ومن خالله يستطيع المعلم ادخال الطفل إلى عالم الصالت
االجتماعية الواقعية ومنحه االحساس باالستقالل والتعاون المتبادل ،وتزويده بروح المبادرة والتشويق وتنميته على اعتباره واحدة في المجموع االجتماعي .ولم
يقف فروبل عند حد البرهنة النظرية على قيمة اللعب التربوية بل حقق أفكاره في (حدائق األطفال) التي انشأها.
قيمة العمل اليدوي التربوية:
قيمة جميع انواع العمل االنشائي ال تقل عن قيمة اللعب ،وانه دافع عفوي كاللعب ،وهو كنشاط ،يمثل عملية تحقيق ألفكار تلك العملية البنائية المحسوسة ،ولذلك
فالعمل البنائي يستطيع ان يكون بداية العملية التربوية ونهايتها .لقد قال روسو بالعمل اليدوي كمظهر من مظاهر التربية ،ولكنه قال به ألسباب اجتماعية
واقتصادية ,وأدخل بستالوتزي دراسة األشياء والعمل اليدوي للحصول على المعرفة وتنمية اإلدراك الحسي .أما فروبل فقد منح العمل اليدوي والتدريب الصناعي
وكل أنواع العمل البنائي المكان الذي بدأ يحتله في مدارسنا العصرية وكان منحه هذا بناء على أسباب تربوية بحتة وذلك ألن فروبل اعتبر العمل اليدوي واسطة
لتنمية قوة الطفل .وذلك ألن كل عمل هو بالنسبة للطفل تعبير عن فكرة (أو غرض) نالها بواسطة التعليم .ان فائدة الشيء أو المادة أو المعرفة التي تدخل المدرسة
هو إظهار ما يمكن أن يفعل الطفل بها .وهكذا يذهب فروبل إلى ابعد مما ذهب إليه حتى اآلن ليقول ان كل شيء متوقف على التطبيق كما يذهب إلى أبعد مما ذهب
إليه بستالوتزي فيقول بأن كل عمل مدرسي يجب أن يكون انشائياً.
ْ
الخل ُق باليد أسمى تعبيران أهم معنى للعمل االنشائي موجود في المبدأ القائل بأن التربية ليست إال نمو القوة في سبيل التعبير الخارجي عن الذات الداخلية .وليس َ
عن ذلك ولكن نمو قابلية هذا التعبير المادي عن األفكار هو قاعدة القوة األسمى ،قوة التعبير عن الحياة العقلية واألخالقية والروحية وانما يوجد الطبع حين يتبلور
في عادات.
دراسة الطبيعة في المدارس:
وهنا ايضا ً يلتقي فروبل ببستالوتزي وغيره ،فإليهم جميعهم يعود الفضل فيما وصلت إليه دراسة الطبيعة في المدارس .ولكن المبادئ الموجودة في اساس هذه
الدراسة تختلف عند فروبل عنها عند غيره ،فمعرفة 8حقائق الطبيعة عند فروبل هي اقل األسباب قيمة ،اما أهمها فالسمو األخالقي والديني والبصيرة الروحية التي
ينالها الطفل من احتكاكه 8بالطبيعة .لدراسة الطبيعة مكانها 8في التعليم االبتدائي عند فروبل ألنها منبع لالهتمام الطبيعي ومصدر لنشاط متنوع وذلك بقطع النظر عن
قيمة الحقائق المعلمة أو رمزها الروحي .ولدراسة الطبيعة وظيفة هامة في المدرسة بوصفها مادة طبيعية للقراءة والكتابة والدراسة اللغوية والعمل االنشائي
والحساب .وحتى حين ندع كل هذا جانبا ً فقد اثر فروبل تاثيراً أساسيا ً في مفهوم هذه الدراسة ألن دراسة الطبيعة لم تعد تلك الدراسة التحليلية التي قالت بها تصانيف
العلوم بل انها دراسة الطبيعة كحياة :النبات في نموه والحيوان في تصرفه والعضو في عمله ـ ذلك ما يجب ان يدرس.
حدائق األطفال:
ان الفكرة األساسية في (حديقة األطفال) هي معاونة الطفل في التعبير عن ذاته وبالتالي في نموه .وال بد في سبيل تحقيق ذلك من بداية الطفل من اهتماماته
الموروثة وميوله نحو العمل .يجب ان يبنى عمل المدرسة على (النشاط الذاتي) وان ينتهي بالتعبير أو استعمال االفكار والمعارف التي نالها الطفل في عملية
النشاط .ليس الهدف الرئيسي الحصول على المعارف بل النمو الذي تكون فيه المعرفة واسطة لغاية .المعرفة نتاج ولكنه أساسي في ضمان النمو .وهكذا فعمليتا
الحصول على المعرفة وتمثلها اللتان كانتا تعتبران غايات في التعليم السابق ،هما تبع ال أصل .انهما تظهران في كل عملية تربوية كاملة كمراحل تمهيدية ،أو
عارضة ،لعملية التعبير أو البناء.
ان أشكال التعبير عن مشاعر الطفل وأفكاره التي قال فروبل باهميتها في هذا التدريب هي ( )1االشارة ( )2االغنية ( )3اللغة ،ومن الواجب تنسيق هذه الوسائط
بقدر االمكان ،فالقصة التي يرويها المعلم مثالً يجب أن يعبر الطفل عنها بلغته فقط بل بواسطة األغاني والحركات والصور وبناء أشياء بسيطة من الورق والغضار
وغيرها من المواد المناسبة .وعلى هذا الشكل تعطى األفكار ويستثار الفكر ويحقق الخيال وتدرب اليد والعين ويوفق بين العضالت وتقوى الطبيعة األخالقية عن
طريق جعل الدوافع العليا والعواطف المستثارة حسية موضوعية .ولقد قال فروبل بفكرة (الهدايا واألعمال) إلى جانب األغاني .وتستعمل هذه بالتدريج وبحسب
نظام ،فبعد ان يتعرف الطفل على خصائص هدية ما أو يقوم بما يستوجبه عمل ما ،ينقل إلى الذي يليه والذي ينجم عن الهدية أو العمل السابق مقدما ً انطباعات
جديدة ومؤكداً القديمة .والتفريق بين الهدايا واألعمال أمر اصطالحي رغم قيام الكثيرين به ،وذلك ألن فروبل نفسه كان يسمي أنواع النشاط كلها أعماالً وموادها
هدايا .إال أن التفريق بينهما يدل على اتجاه نحو االهتمام بالعمل أكثر من الهدية وإذا كنا ال نشك في ان فروبل قد قدم اعظم الخدمات للتربية بجعله مبادئه حقائق
أدخلها قاعة الدرس ،فإننا ال ننكر في أن كثيراً من هداياه وأعماله وأغانيه ال توافق اال زمانه ومكانه ،وال بد لنا ،إذا أردنا االستفادة من مبادئه ،من اجراء تغييرات
فيها لتوافق الحاضر والمستقبل.
أثر الحركة السيكولوجية في المدارس
تأثير بستالوتزي :زار كثير من الباحثين والعظماء المهتمون بالتربية والطالب معاهد بستالوتزي في (بورغدورف) و(ايفردون) وقد صار المعهد 8داراً للمعلمين
تنفق عليها الحكومة السويسرية .وبعد ذلك انشئت معاهد بستالوتزية في (مدريد) و(نابولي) و(سان بطرسبرغ) .وقد اهتم باالصالح ملوك روسيا وبروسيا والنمسا
والحكومات االيطالية شخصيا ً ،وقد قال بستالوتزي نفسه انه كان يكفي ان يدعي المعلم السيء استعمال الطرائق البستالوتزية لكي ينجح.
ولكن انتشار أفكار بستالوتزي كان بطيئا ً جداً رغما ً عن كل ذلك ،وسبب هذا البطء هو السياسات 8الرجعية التي كانت تتحكم في اوروبا حينئذ .لقد كانت األفكار
التربوية الجديدة ،بوصفها نتاجا ً ألفكار روسو ،تقترن دوما ً باألفكار الثورية .لقد كان التقدم خارج المانيا وقبل ثورة 1830بسيطا ً جداً ،إال انه بعد تلك الثورة
تقدمت التربية في فرنسا أيام (فيكتور كوزان )Victor Cousinوزير المعارف تقدما ً عظيما ً وال سيما فيما يتعلق بتدريب المعلمين.
وقد كانت حكومة (ورتمبرغ ) Wurtembergأول حكومة تتأثر بالحركة الجديدة وذلك بسبب تعيين تالمذه بستالوتزي خالل العقد االول من القرن مفتشين للتعليم
ومدراء لدور المعلمين .وكانت بروسيا هي التالية فقد قال الفيلسوف (فيخته) بعد هزيمة (جينا 1806 )Jenaان التربية البستالوتزية هي واسطة نهوض االمة
فاهتم وزير المعارف والعائلة المالكة بالحركة التربوية الجديدة اهتماما ً بالغا ً ،فانتقي عدد من الشباب وارسلوا إلى (ايفردون) فكان لهم ولمعاوني بستالوتزي االلمان
شرف ادخال األفكار الجديدة إلى المدرسة االبتدائية االلمانية.
اما التأثير البستالوتزي في الواليات المتحدة فقد دخلها عن طريق انكلترا ،وهذا هو السبب في شكلية األفكار البستالوتزية وسطحيتها في اميركا .وهذا ال يعني طبعا ً
ان كل هذه األفكار كان سطحيا ً فتدريب المعلمين مثالً جرى على نهج يتفق مع أفكار بستالوتزي وذلك ألن واحداً من مساعدي بستالوتزي قدم إلى فيالدلفيا بناء
على دعوة من أحد المحسنين فعمل على نشر هذه األفكار .هذا وال بد من االشارة إلى أثر الحركة البستالوتزية في تربية الصم والبكم والعمي والجانحين االحداث
في أميركا واستعمال الصناعات واألعمال الزراعية في هذه التربية ،وقد كان (لدروس األشياء) أثر كبير في تسهيل تعليم أمثال هؤالء.
تاثير هربارت:
قلنا فيما سبق ان الحركة البستالوتزية تناولت المبادئ بالدرجة االولى ولذلك فليس من السهل ان نتبين معالم األثر الذي تركته .ولكن هذا ال يمنع طبعا ً من االشارة
إلى ان أثر أفكار هربارت كان عظيما ً .ونحن ال نشك في أن األفكار الهربارتية دخلت المدرسة العادية بشكل ملحوظ واثرت ،ولو بصورة ال شعورية في عمل
معلمي ذلك الزمان.
لقد كان من أعظم آثار هربارت قيام دروس لمناقشة 8مشاكل التربية ونشوء مؤسسات ومدارس للتطبيق التربوي والبحث في مشاكل التربية مرتبطة بالجامعات
االلمانية كجامعة يينا وليببزغ وهال حيث درست مبادئ هربارت وطبقت في عملها التربوي .وقد كان االستاذ (تويسكون زيللر) من جامعة 8ليبزغ أشهر تالمذة
هربارت ،وقد سمح لنفسه بتوسيع مبادئ هربارت األساسية والترصف فيها كما قال بنظرية (الدور الثقافي) .وقد كان من نتاج هذه الحركة كتابات كثيرة نشرت
أفكار هربارت وعاونت تالمذته ومريديه في التاثير العظيم الذي كان ألفكار هربارت في التربية مما جعل المدرسة األلمانية في ذلك الوقت أرقى مدارس العالم
والمثل الذي يجتذبه.
أما في الواليات المتحدة فقد كانت االعوام ( 1890ـ ) 1900أعوام نشر كتابات هربارت هي األعوام التي بدأ خاللها تأثير هربارت في أميركا ذلك التأثير الذي
ارتفع بالتربية االميركية ارتفاعا ً محسوسا ً عن حالتها التي وصلت إليها بعد تشبعها بأفكار بستالوتزي.
تأثير فروبل:
لتأثير مبادئ فروبل ،في الواقع ،صلة مباشرة مع أهم النزعات التربوية في الوقت الحاضر ،وإذا كان فروبل قد طبق مبادءه في رياض األطفال فقط فإن أتباعه
والقائلين بآرائه قد طبقوا آراءه في مراحل التربية األخرى .وسنقصر جهدنا هنا على تتبع انتشار (روضة األطفال) كمؤسسة تربوية.
أما في المانيا فقد أسس عدد من رياض األطفال قبل وفاة فروبل ،إال أن الحكومة البروسية منعت انشاء مثل هذه المدارس ( 1851أي قبل وفاة فروبل بسنة) بحجة
أنها مؤسسات ثورية ،فما كان من البارونة (برتافون مارنهولتز بولو) ،التي يعود إليها فضل تعميم هذه المؤسسات 8،إال ان نقلت نشاطها إلى انكلترا .ومع ان المنع
البروسي بطل مفعلوه بعد عشر سنوات .إال ان هذه المؤسسات لم تدخل ضمن إطار نظام التعليم العام في تلك الحكومة ،ورغما ً عن وجود عدد من رياض األطفال
الخاصة فإنها لم تعتبر مدارس :فلم يكن معلموها مطالبين بما يطالب به معلمو المدارس االبتدائية ،ولم تكن الروضة نفسها مطالبة بتعليم ما يعلم في المدارس
االبتدائية رغم مراقبتها من قبل مفتشي المعارف .وعلى هذا فإن انتشار هذه المدارس ونموها كان بطيئاً.
وفي فرنسا حيث اعتني بتربية األ
حداث ،فإن (مدارس األمومة ) Ecoles Maternellesأقرب إلى المدارس األولية منها إلى (حدائق األطفال) ولذلك ،فلم تأخذه هذه المدارس إال بقليل من أفكار
فروبل .وبدأت هذه المدارس تنتشر بعد حرب السبعين فدخلها نصف مليون طفل تتراوح أعمارهم بين الثانية والسادسة.
وأما في انكلترا فقد دخلت فكرة الروضة عام 1854ودافع عنها رجال أمثال (ديكنس) الروائي الشهير ،إال أن عددها كان محدوداً وكانت مؤسسات 8خاصة تتوفر
على العناية بأبناء األغنياء ،ولم تؤثر فكرة (روضة األطفال) على تعليم األطفال حتى عام 1874حين اعتبرت جزءاً من النظام التعليمي .ولعل أهم ما استعارت
روضة األطفال االنكليزية من فروبل هو الطريقة وسير عمليات التعليم أكثر من المبادئ والروح.
وأما في الواليات المتحدة فقد انشئت روضة األطفال االولى عام 1860في مدينة (بوسطون) ثم بدأت بعض الواليات تجعلها جزءاً من نظامها التعليمي العام حتى
عمت كل مدينة أو قرية في الواليات المتحدة
Partager cet article
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ