You are on page 1of 7

‫مركز التدخل المبكر‬

‫‪ ١٦‬أكتوبر ‪· ٢٠١٤‬‬

‫فروبل (فريدريش ‪)-‬‬

‫(‪)1782-1852‬‬

‫ب ألماني‪ ،‬والمؤسس الحقيقي لرياض األطفال‪ .‬ولد في مدينة «أوبرويسباش» ‪ ،Oberweissbach‬أعطى فروبل‬ ‫فريدريش فروبل ‪ Friedrich Froebel‬مر ٍ‬
‫الطفل في سنوات حياته األولى جزءاً كبيراً من اهتمامه وجهده‪ ،‬وأوجد بيوت الحضانة ورياض األطفال لكي ينشأ الطفل في مساحات‪ 8‬واسعة من االهتمام والعناية‪،‬‬
‫وسمي (أب الطفل)‪.‬‬

‫اعتمد فروبل في بيوته التي أنشأها لألطفال كل ما من شأنه إثارة التفكير والتطلع إلى البيئة المحلية المحيطة بهم‪ ،‬والنظر في مكوناتها‪ .‬وأولى تفكير الطفل اهتماما ً‬
‫خاصاً‪ ،‬حتى إنه قدس عقل الطفل‪ ،‬واعترف به مفكراً يختلف تفكيره عن تفكير الراشد‪.‬‬

‫تأثر فروبل باآلراء التربوية اإلصالحية للمربي السويسري بستالوتزي[ر] ‪ Pestalozzi‬صاحب كتاب «يوميات أب» الذي يعد أول مصدر في دراسة سيكولوجية‬
‫الطفل‪.‬‬

‫انتسب فروبل في عام ‪ 1799‬إلى جامعة يينا ‪ ،Jena‬ودرس الرياضيات‪ ،‬لكنه لم يكمل دراسته ألسباب مالية‪ .‬وفي عام ‪ 1804‬عمل مع مهندس بناء‪ ،‬لكنه اكتشف‬
‫أن هدفه بناء الرجال وليس بناء البيوت‪ ،‬وأن التعليم غايته المنشودة وبه يمكنه تحقيق ذاته‪ .‬وفي عام ‪ 1811‬التحق فروبل مرة أخرى بالجامعة‪ 8‬ودرس اللغات‬
‫الشرقية مثل العربية والعبرية والفارسية‪ ،‬بدافع من إيمانه بأن البشرية وحدة عظمى‪ ،‬ثم اقتصرت دراسته على اللغة اليونانية‪ .‬وفي عام ‪ 1812‬رحل فروبل إلى‬
‫برلين وعمل في التدريس‪ ،‬وفي عام ‪ 1826‬ألف كتابه «تربية اإلنسان»‪.‬‬

‫العوامل المؤثرة في أفكار فروبل‬

‫تأثرت أفكار فروبل التربوية بعوامل كثيرة أهمها‪:‬‬

‫ً‬
‫إضافة إلى دراسة‬ ‫‪ -1‬تفاعله واتصاله بالطبيعة‪ :‬زاول فروبل أعماالً في طفولته مثل مهنة تقطيع الخشب والزراعة‪ ،‬وعمل مسَّاحاً‪ 8،‬ومساعداً في متحف الجيولوجيا‬
‫الطبيعة وعلم النبات‪ ،‬كل ذلك أثر في تطوير عالقته مع الطبيعة وشعوره باأللفة معها‪.‬‬

‫‪ - 2‬شعوره بالحرمان واالنطوائية‪ :‬وكان سبب هذا الشعور وفاة أمه في الشهور األولى من حياته ووقوعه تحت رحمة زوجة أبيه‪ ،‬وقد حرمه ذلك من التفاعل‬
‫االجتماعي مع أقرانه من األطفال‪ ،‬والتعلق العاطفي باألم وحرمه أيضا ً الشعور باألمن والشعور بحب األفراد المحيطين به‪ ،‬مما كان سببا ً في إعاقة نموه النفسي‬
‫واالنفعالي السوي‪.‬‬

‫‪ - 3‬دراساته العلمية‪ :‬كدراسة الرياضيات والعلوم والجيولوجيا والنبات وإفادته من التقدم الحاصل في المعرفة اإلنسانية‪ ،‬والسيما في أواخر القرن الثامن عشر‬
‫وأوائل القرن التاسع عشر‪.‬‬

‫‪ - 4‬دراساته الفلسفية والتربوية‪ :‬تأثر فروبل بالتربويين والفالسفة أمثال «كنت» و«هيغل» و«فخته» و«روسو» و«بستالوتزي» وغيرهم‪ .‬وحضر دروسا ً تطبيقية‬
‫كثيرة‪ .‬وال تخفى اآلثار الناجمة في خبراته واندماجها في خبرات بستالوتزي‪.‬‬

‫‪ - 5‬مالحظته لمظاهر نمو األطفال المختلفة‪ :‬زادت مالحظاته ألنشطة األطفال معرفته بميولهم وخصائص مراحل نموهم‪ ،‬واألنشطة الخاصة في تلك المراحل‪.‬‬

‫آراء فروبل النفسية والتربوية‬

‫من مراجعة كتابات فروبل المختلفة يمكن التوصل إلى آرائه النفسية والتربوية اآلتية‪:‬‬

‫‪ - 1‬التربية عملية طبيعية يتم فيها تكيف الطفل ليتالءم مع الطبيعة وقوانينها‪.‬‬

‫‪ - 2‬للطفل كيان بيولوجي كلي متكامل‪ ،‬ينمو باألنشطة الذاتية التي يمر بها الطفل وهو محكوم بقوانين الطبيعة العضوية التلقائية‪.‬‬

‫‪ - 3‬تتكون الجماعة من مجموعة أفراد تربطهم عالقة عضوية‪.‬‬

‫‪ - 4‬يمثل الكون كيانا ً كليا ً عضويا ً تنطوي تحته كل الكيانات الجزئية الصغيرة‪.‬‬

‫‪ - 5‬لإلنسان صلة أساسية باألشياء كلها‪ ،‬وهي صلة تعبر عنها أعماله جميعها‪.‬‬

‫فروبل ورياض األطفال‬


‫في عام ‪ 1836‬أنشأ فروبل‪ ،‬بعد قيامه بجوالت كثيرة‪ ،‬معهده الجديد في مدينة بالنكينبورغ ‪ ،Blankenburg‬وأطلق عليه اسم «المدرسة القائمة على غرائز‬
‫األطفال الفعالة» ثم غير التسمية السابقة إلى اسم «مدرسة التربية النفسية» ‪ ،Psychological Educational School‬وقال إن العلوم النفسية هي أساس األنشطة‬
‫التعليمية‪ .‬وفي عام ‪ 1840‬أطلق فروبل المصطلح الذي بهره وقفز إلى مخيلته في أثناء خروجه بنزهة وهو «روضة أطفال» ‪ ،kindergarten‬وكانت مدرسته‬
‫التي سميت فيما بعد بالروضة مكانا ً يتاح فيه النمو الطبيعي للطفل على أيدي خبراء في التربية‪.‬‬

‫ويرى فروبل أن لإلنسان روابط دائمة‪ ،‬وأن الذاكرة هي أولى هذه الروابط التي تربط الطفل بالبيئة المحلية المحيطة به‪ ،‬ولكن هذه الرابطة تنمو وفق مراحل متتالية‬
‫في أثناء تفاعل الطفل مع بيئته‪ ،‬ويعرف الطفل ما يحيط به ويتعلمه ضمن نظام عالقات‪ ،‬لذلك فإن األنشطة التلقائية هي الوسائل التي تجعل الطفل يندمج فيها‬
‫ويزاول إمكاناته وفعالياته‪ ،‬وأهم هذه األنشطة «اللعب»[ر] في صوره المتعددة وهو صورة من صور الروابط مع البيئة المحلية المحيطة التي يستطيع بها تعرف‬
‫البيئة المادية المحيطة‪.‬‬

‫ويرى فروبل ضرورة توجيه الكبار الراشدين لألطفال في نواحي نموهم‪ ،‬وتهيئة الوسائل التي تسهم في ذلك وتساعد عليه‪ .‬لذلك أظهر فروبل أهمية اللعب وجعله‬
‫وسيلة ورابطة‪ ،‬واللعب عنده هو التعبير األول عن فعالية الطفل وأساس التربية‪ .‬واعتقد فروبل أيضا ً بتفوق اللعب والموسيقى في تربية األطفال على اإلصغاء أو‬
‫القراءة‪ ،‬كل ذلك منوط بتوافر التوجيه الحسن في أثناء مزاولة األنشطة‪ ،‬ولهذا يع ُّد فروبل صاحب مبدأ التعلم باللعب‪.‬‬

‫وفيما يتصل بالوسائل المادية للعب األطفال فقد اختار فروبل أشكاالً ثالثة أطلق عليها مكافآت‪ 8‬أو هدايا فروبل هي‪:‬‬

‫الكرة‪ ،‬والمكعب‪ ،‬واألسطوانة‪.‬‬

‫الكرة‪ :‬الكرة أفضل األشكال لدى الطفل‪ ،‬فهو يجد أن الدائرة تمثل صورة لكل شيء حوله وتتضمن المعاني اآلتية‪ :‬السكون والحركة‪ ،‬والخصوص والعموم‪،‬‬
‫والسطح الواحد والسطح كثير الجوانب‪ ،‬والظهور والخفاء‪ .‬ويرى فروبل أن اللعب بالكرة صرف لطاقات الطفل‪ ،‬ويرى أيضا ً أن الكرة لعبة الطفل األولى‪ ،‬وتشتمل‬
‫على صفات ينبغي أن تتوافر في لعب األطفال وهي الفائدة والجمال والصدق‪.‬‬

‫المكعب‪ :‬وجد فروبل أن الطفل يشعر باللذة والسرور حين يجد لعبة تشبه لعبته السابقة في أشياء‪ ،‬وتختلف عنها في أشياء أخرى‪ .‬والمكعب‪ 8‬يشبه الكرة ويخالفها في‬
‫الوقت نفسه‪ ،‬وعليه فال يجوز الفصل بين الكرة والمكعب‪ .‬ويتيح المكعب‪ 8‬للطفل أن يعرف الحقائق األولية عن الشكل والحجم والمساحة‪ 8‬والعدد معرفة‪ 8‬مباشرة‬
‫ومحسوسة‪.‬‬

‫األسطوانة‪ :‬يتحقق في األسطوانة توافر حلقة وسطى تجمع بين الكرة والمكعب‪ .‬وقد الحظ فروبل ميل األطفال إلى اللعب بقطع الخشب‪ 8‬التي تشبه األسطوانة‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬لم يهمل فروبل لعب األطفال مثل قص الورق واللعب بالعصي والرسم والتمثيل والجري‪.‬‬

‫أمضى فروبل بقية حياته في مدينة «مارينثال» ‪ Marienthal‬من عام ‪ 1850‬حتى وفاته‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫لمحة عن حياته‬

‫ولد في الريف األلماني بادبالنكنبيرج ‪ ،‬وبدأ حياته العملية كمدرس في فرانكفورت ‪ ،‬ثم زار العالم بستالوتزى في معهده في إيفردون وأمضى فترة كطالب ثم‬
‫كمدرس في المعهد‪.‬‬
‫بعدها عاد لبالده وافتتح مدرسة خاصة طبق فيها آراء بستالوتزى في التربية إال أنه اضطر إلغالقها لسوءحالته المادية ‪ ،‬وكسر جهده بعدها في تأليف أشهر كتبه‬
‫(تربية اإلنسان) ‪.‬‬
‫تناول في كتابه قانون الوحدة الذي حاول من خالله أن يفسر جميع مظاهر الوجود الحقيقي ‪ ،‬فاإلنسان من خالل اشتراكه واندماجه‪ 8‬في شتى مظاهر الحياة حوله‬
‫يحقق وحدة الذات ‪ ،‬وهذه الذات في حالة نشاط دائم ‪ ،‬نابع من الداخل ‪ ،‬أطلق عليه فروبل النشاط الذاتي‪.‬‬

‫بعدها سافر مرة أخرى إلى سويسرا للتدريس هناك ‪ ،‬ثم عاد إلى ألمانيا وفتح مدرسة لألطفال في بالكنبرج أسماها ‪ -‬معهد تربية الطفال الصغار‪-‬‬
‫تأسيس رياض االطفال‬
‫في النصف الثاني من القرن التاسع عشر أنشأ فريدريك فروبل أول روضة لألطفال في ألمانيا عام ‪ 1838‬م ‪ ،‬واختار لها هذا االسم ‪ Kindergarten‬أي روضة‬
‫االطفال فكلمة ‪ Kinder‬وتعنى أطفال وكلمة ‪ Garten‬حديقة أو روضة‪ ،‬فروبل كان يرى ان الطفل كالنبات الذي ينمو والذي يحتاج إلى بستانى جيد (مربي جيد )‬
‫الفكرة األساسية التي تقوم عليها رياض األطفال برأيه هي مساعدة الطفل على أن يعبر عن نفسه ‪ ،‬وبذلك يحدث النمو ‪.‬‬
‫لكي نصل لذلك يقول يجب أن نبدأ بميوله الطبيعية ونزعاته للعمل ‪ ،‬والعمل المدرسي أساسه النشاط الذاتي ‪ ،‬ولفت نظرنا إلى صور تعبير الطفل عن طبيعته أفضل‬
‫ما تكون في الحركة أو اإلشارة التعبيرية وفي الغناء وأخيرا في اللغة‪.‬‬

‫فاللغة عندما ينطق بها المعلم يجب أن يعبر بها الطفل ال بلغته الخاصة فحسب ولكن عن طريق األغاني أو الحركات‪ 8‬أو الصور أو تكوين األشياء البسيطة‬
‫المصنوعة من الورق والصلصال ونحوها‪.‬‬

‫األسس التي تقوم عليها رياض األطفال عند فروبل‬

‫جعل الطبيعة مجاال لتربية الطفل ‪ ،‬ألنها مالئمة لنموه ‪ ،‬وتعلمه القوانين التي تتحكم في الكائنات الحية ‪ ،‬والتي ترجع جميعها‪ 8‬إلى قانون واحد هو القانون األبدي‬
‫الذي يشير إلى وحدانية هللا‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية الحواس التي هي أساس تنمية الطفل جسميا وعقليا وانفعاليا‪.‬‬
‫‪ -‬مبدأ اللعب أمر ضروري للطفل ألن من خالله يكون تنمية وتهذيب الحواس‪.‬‬
‫‪ -‬العامل الخـُلقي عامة والديني خاصة أساس في تربية الطفل في سن ما قبل المدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬النشاط الذاتي والتلقائي للطفل يعتبر من أهم أركان التربية ‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون اتجاه إجتماعي يجب االهتمام به في هذه المرحلة ‪ ،‬والعمل على تنمية صلة الطفل بأقرانه‪.‬‬
‫فلسفة فروبل التربوية‬
‫تقوم أفكاره على أسس فلسفية وسيكلوجية ‪ ،‬ويتجلى فيها وبوضوح نشأته الدينية التي انعكست على أعماله ومؤلفاته ‪ ،‬وأكد على الناحية الخـُلقية في التربية ‪،‬‬
‫واعتبار التربية في حد ذاتها خـ ُلقية ألنها تربط الطفل بالحياة ‪ ،‬واهتم باألغاني واللعب التي أطلق عليها اسم الهدايا ‪ ،‬ولشدة اهتمامه‪ 8‬باللعب قام بابتكار مجموعة من‬
‫األلعاب تعرف ليومنا هذا بـ (هدايا فروبل)‪.‬‬
‫التربية في رأيه ليست إعدادا لحياة في المستقبل ‪ ،‬وليست الحياة التي يعمل الطفل على االندماج فيها وهي حياة البالغين ‪ ،‬ولكنها الحياة التي يراها من خالل ذاته في‬
‫األشياء المحيطة به ‪ ،‬وعندما يندمج الطفل بكل قواه وبتلقائية كاملة في وحدة مع الحياة فإنه يحقق النمو ‪ ،‬وهذا هو هدف التربية‪.‬‬
‫هدايا فروبل‬
‫هدايا فروبل (باأللمانية ‪Fr‬أ¶‪، belgaben‬باإلنجليزية ‪ ) Froebel Gifts‬هي عبارة عن مجموعة من المواد التعليمية تتخذ أشكال هندسية مختلفة كالمثلثات‬
‫والمربعات‪.‬تتضمن اليوم هدايا فروبل على ‪ 11‬هدية‪ ،‬خمسة منها ابتكرت من قبل فروبل‪ .‬تزداد هذه الهدايا تعقيداً مع نمو الطفل‪.‬‬
‫الروضة أو رياض األطفال أو الحضانة (باأللمانية ‪ ) Kindergarten‬مؤسسة تعليمية لألطفال قبل دخولهم المدرسة‪ .‬يختلف عمر االلتحاق بالروضة باختالف‬
‫البلدان ففي أغلب الدول يطبق هذا النظام لألطفال ما دون سن السادسة‪ 8‬وتحديدا بين عمر ‪ 5-3‬سنوات‪ .‬يرتكز هذا النظام على امرين‪ ,‬األول تعريف الطفل بمجتمع‬
‫أوسع من الذي تعود عليه واكسابه مهارات االختالط والثاني هو تعليم الطفل من خالل اللعب‪.‬‬
‫شريط بوابات أعالم تربية‬
‫تصنيف كومنز ‪Friedrich Fr‬أ¶‪bel‬‬
‫ضبط استنادي‬
‫تصنيف تعليم بديل‬
‫تصنيف تعليم ما قبل مدرسي‬
‫تصنيف تعليم ما قبل مدرسيل‬
‫تصنيف لوثريون ألمان‬
‫تصنيف مواليد ‪1782‬‬
‫تصنيف وفيات ‪1852‬‬
‫صندوق معلومات شخص‬
‫اسم فريديريك فروبل‬
‫صورة ‪Friedrich Fr‬أ¶‪bel‬‬
‫عنوان الصورة فريديريك فروبل‬
‫مذكر مذكر‬
‫ب ألماني‬ ‫العمل مر ِ‬
‫الديانة‬
‫تاريخ الوالدة ‪1782 21‬‬
‫مكان الوالدة إيقونة علم ألمانيا‬
‫تاريخ الوفاة تاريخ الوفاة والعمر ‪mf yes 21 4 1782 21 6 1852‬‬
‫مكان الوفاة إيقونة علم ألمانيا‬
‫أهم الصفات‬
‫الزوج‬
‫األهل‬
‫أوالد‬
‫التوقيع‬
‫ب ألمانيا ألماني اوجد فكرة روضة أطفال‬ ‫فريديريك فروبل (* ‪ 21‬نيسان ‪ 1782‬في أوبرفايسباخ و † ‪ 21‬حزيران ‪ 1852‬في شفاينا )هو تربية مر ِ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أقسام هدايا فروبل‬
‫ً‬
‫تتضمن اليوم هدايا فروبل على ‪ 11‬هدية‪ ،‬خمسة منها ابتكرت من قبل فروبل‪ .‬تزداد هذه الهدايا تعقيدا مع نمو الطفل‪ .‬كل هدية تتضمن مجموعة من‬
‫األجزاء ‪،‬على الطفل أن يفتح صندوق الهدية في كل مرة ويفحص كل شكل من األشكال ‪،‬ليرتبها أو يضعها بصورة معينة ليتمكن من معرفة العالقة التي تربط‬
‫بين كل شكل مع األشكال األخرى‪.‬‬

‫رقم الهدية ‪    ‬مكوناتها‬


‫األولى‪6              ‬كرات من الغزل مع وجود خيط في نهاية كل منها‬
‫الثانية‪              ‬مكعبان‪ ،‬كرتان‪ ،‬أسطوانتان‬
‫الثالثة ‪8             ‬مكعبات‬
‫الرابعة ‪8            ‬شكل متوازي مستطيالت‬
‫الخامسة ‪21          ‬مكعب ‪ 6،‬نصف مكعب‪ 12،‬ربع مكعب‬
‫السادسة ‪18          ‬متوازي مستطيالت ‪6‬منها عبارة عن أعمدة ضيقة و‪ 12‬يشبه شكلها المكعب‬
‫السابعة‪172            ‬ورقة تتخذ أشكال هندسية مختلفة‬
‫الثامنة‪             ‬تتضمن حلقات وعيدان بأطوال وأقطار مختلفة‬
‫التاسعة‪            ‬كرات صغيرة جداً بألوان مختلفة‬
‫العاشرة‪           ‬عيدان وكرات تستخدم لتكوين هياكل وشبكات‬
‫الحادية عشر‪     ‬أسطوانة مقسمة إلى أجزاء صغيرة‬

‫قد تختلف هدايا فروبل في أشكالها أو أعدادها تبعا ً للشركة المصممة‬

‫ــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حركة فروبل‪http://www.ahlolbayt.net/books/tarbah/13.htm‬‬
‫صفاتها العامة‪:‬‬
‫تتصف حركة فروبل‪ ،‬خالفا ً لما تتصف به حركة هربارت‪ ،‬بالتشديد على أهمية الطفل واهتماماته‪ ،‬وقولها بأن الخبرة والنشاط يجب أن يكون نقطة البدء في التعليم‬
‫وواسطته‪ ،‬وبتحسينها روح غرفة الصف وغايتها وجوها ومعنوياتها‪ .‬تشيد االولى بقيمة المعلم وعمله وتشيد الثانية بأهمية الطفل‪ .‬لقد قال هربارت بأهمية التعليم‬
‫على اعتباره واسطة لتكوين الخلق‪ ،‬اما فروبل فقد قال بأهمية اثارة نشاط الطفل وتوجيهه‪ .‬التربية التي تبدأ باعمال الطفل العفوية وتنتقل من ذلك إلى األفكار‬
‫واالهتمامات االرادية‪ .‬هي‪ ،‬بالنسبة إلى فروبل‪ ،‬تدريب عاطفي ارادي أكثر منه عقلي‪ .‬وصفة النفس األساسية‪ 8‬عند فروبل هي الصفة االرادية ال العقلية‪.‬‬
‫ولقد طبق فروبل أفكاره الجديدة في مرحلة واحدة من مراحل التربية ونعني بها مرحلة (روضة األطفال) ولكن مبادءه نفسها أساسية بالنسبة لمراحل التربية كلها‬
‫وما الحركة الفروبلية الحقيقية إال محاولة تطبيق هذه األفكار في المراحل العليا من التربية‪ .‬كما ان بعضا ً من اعمق التغييرات التربوية الحاضرة نتاج مباشر‬
‫لمطاليب فروبل‪ ،‬وللبرهنة على ما قلنا نضرب مثلين‪ :‬يقول أحد المبادئ التي وضعها فروبل انه إذا اردنا ان تنمي مواد التدريس نفس الطفل وطبيعته تنمية حقيقية‪،‬‬
‫فال بد من ان ننتخب مواد التدريس هذه من حياة الطفل الحقيقية ومما له صلة مباشرة بهذه الحياة‪ .‬ويقول مبدأ آخر انه إذا كنا نريد ان تنتج التربية النتائج الفردية‬
‫واالجتماعية المرغوب فيها‪ ،‬فيجب ان يكون تأثير التعليم مباشر الصلة بالحياة الحاضرة وذلك عن طريق أعمال الطفل التي تعتبر مقياس نجاح عملية التعليم‪ .‬ان‬
‫زعماء التربية في العصر الحاضر يوافقون باالجماع على هذين المبدأين وهما لذلك موجودان في أساس التغييرات العميقة التي بدأت تظهر في مواضيع الدرس‬
‫وتنظيم العمل المدرسي وطرقه‪.‬‬
‫حياة فروبل (‪ 1782‬ـ ‪ )1852‬وأعماله‪:‬‬
‫كانت تربية فروبل االولى مجزأة وبدون غاية معينة‪ ،‬وقد قال هو عنها فيما بعد بأنها لم تكن مرضية ألنه لم تكن هناك وحدة بين المواضيع المدرسة وال صلة بين‬
‫الدروس والحياة‪ .‬وقد كان شبابه مقسماً‪ 8‬بين العمل الجامعي والعمل العلمي‪ .‬لقد عمل (مأمور احراج) كما عمل محاسباً‪ 8‬في معمل ومساحا ً ومعاونا ً لمدير متحف‬
‫جيولوجي‪ .‬وقد نتج عن هذه الخبرة نتيجتان رئيسيتان‪ :‬حب للطبيعة عميق وقناعة بأن وحدة الفكرة والعمل التي كانت الدراسة الجامعية‪ 8‬تشير إليها إنما هي موجودة‬
‫في الطبيعة وليس في العمل التربوي‪ .‬وفي الثالثة والعشرين من عمره اقتنع بأن يصير معلما ً في (معهد بستالوتزي) في فرنكفورت‪ .‬وحينئذ وقع على المهنة التي‬
‫نذر لها حياته فيما بعد‪ .‬وبعد عامين من وجوده في هذا المعهد صار معلما ً خاصا ً لثالثة طالب أخذهم إلى (معهد بستالوتزي) في (ايفردون) حيث بقي مدة عامين‬
‫اخرين‪ .‬وعن هذه الخبرة نتج تحمسه لالصالح التربوي الذي هيأ له نفسه بانهائه دراسته الجامعية‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1816‬بدأ عمله االصالحي في التربية مستوحيا ً أهدافه من خبرته الماضية فأفتتح (المعهد التربوي األلماني العام) في كوخ قروي وكان عدد طالبه‬
‫خمسة‪ 8‬أطفال صغار‪ .‬لقد كان عمله أعظم قيمة من عمل بستالوتزي وذلك لمعرفته الفلسفية العميقة ولكفاءاته وكفاءات معاونيه ولقد كان هذا العمل أوسع مدى‬
‫وموجها ً بالدرجة االولى نحو الدراسة الثانوية‪ .‬فلم يوجه فروبل انتباهه إلى االمكانات التربوية في السنين الباكرة االولى اال في عام ‪ 1826‬بعد ان نشر كتابه عن‬
‫(تربية اإلنسان) ومنذئذ اهتم فروبل اشد االهتمام بدارسة األطفال وثابر على التقدم في استخدام اللعب والنشاط العضوي عند األطفال استخداما ً لم يسبق إليه من‬
‫قبل‪.‬‬
‫وخالل ثماني أو عشر سنوات من المحاوالت العملية الفاشلة تبلورت أفكار فروبل عن التربية خالل السنوات الباكرة‪ .‬وفي ‪ 1837‬انشأ أول مؤسساته الجديدة التي‬
‫سماها فيما بعد (برياض األطفال) وذلك في قرية (بالكنبرغ) وقد كرس فروبل الباقي من حياته لهذا العمل وذلك ألن هذا الحقل البكر كان أرضا ً طيبة لألفكار‬
‫الجديدة وامكان تحقيقها‪ .‬وقد كتب فروبل معظم كتبه في السنين االولى التي تلت انشاء‪ 8‬روضة األطفال االولى‪ .‬وقد كانت كتاباته تستهدف غاية وحيدة هي توسيع‬
‫فكرة (رياض األطفال) ونشرها‪.‬‬
‫قانون الوحدة‪ ،‬أو االتصال الداخلي‪ ،‬كقاعدة للتربية‪:‬‬
‫يبدأ فروبل من التربية المثالية السائدة التي قال بها (كانت) و(شلنج) و(هجل) و(فخته) والتي احتج عليها (هربارت)‪ .‬والنظرة األساسية في هذه الحركة كلها هي‬
‫تفسير الواقع والحياة بوحدة الوجود األساسية لإلنسان والطبيعة في الروح المطلقة‪ .‬فالمطلق ليس مدة ولكنه روح شاعرة بذاتها‪ .‬وهذه الروح الشاعرة بذاتها هي‬
‫تفسير أصل الوجود ومعناه في كل من اإلنسان والطبيعة‪ .‬وكان فروبل يرى ان هذا الواقع الروحي هو ينبوع الوجود كله‪ ،‬وغاية التربية هي توسيع حياة الفرد حتى‬
‫تشمل هذا الوجود عن طريق المساهمة في هذا النشاط الروحي الشامل‪ .‬و(االتصال الداخلي–‪ )Connectedness Inner‬هو تعليل كل الحقائق‪ ،‬وينحصر هدف‬
‫التربية في تحقيقه في حياة الفرد‪.‬‬
‫وهكذا نجد تعليل الشعور الديني الذي يتجلى في كتابات فروبل كلها‪ ،‬انه ليس شيئا ً عارضا ً بل هو جوهر نظامه التربوي‪ ،‬فكل مخلوق أو واقع يساهم في هذا‬
‫الجوهر وهو بهذا المعنى كفؤ للتعبير عنه أو ادراكه‪ ،‬إذا كان واعي الوجود‪ ،‬وينتج عن ذلك قدرة كل شيء في الطبيعة على الداللة على هللا‪ .‬وغاية التربية هي‬
‫ادراك هذا ال َقدَر وتوحيد هذا الجوهر مع المطلق‪.‬‬
‫ولقانون الوحدة هذا عالقة أساسية عملية بالتربية عند فروبل‪ ،‬فقد استنتج اعتقاده بأن الطبيعة تدل الطفل على هللا من اعتقاده بحقيقة الوحدة التي أشرنا إليها‪ ،‬ومن‬
‫هنا كان تشديده على ضرورة دراسة الطبيعة وحوادثها وعرضه الرمزي لهذه المادة‪ .‬لقد رأى الوحدة في الحياة العضوية فاصبح من أول القائلين بنظرية التطور‬
‫العضوي ومن هنا كان تشديده الجديد على وجوب دراسة الطفل للطبيعة والنباتات والحيوانات الخ‪ ...‬وقد اعتقد بأن الوحدة ذاتها موجودة في العالم غير العضوي‬
‫الذي يصبح رمزاً عند الطفل لكل الوحدة العليا‪ ،‬وحدة الفكر والحياة‪ .‬ومن هذه الفكرة اشتق فكرته عن استعمال (المنح) أو الهدايا في روضة األطفال‪ .‬وقد قال‬
‫بوجود وحدة عليا بين الفرد والمجتمع اللذين يكونان في الواقع حياة عضوية واحدة كبرى من واجب المدرسة تمثيلها‪ ،‬وهكذا تصبح المدرسة بالنسبة للطفل مجتمعا ً‬
‫يكتشف فيه كل العالقات‪ 8‬االجتماعية بشكل رمزي بسيط‪.‬‬
‫وهكذا فعمل المدرسة الحقيقي هو كونها أداة للرقي االجتماعي كما أنها أداة لنمو الفرد‪ .‬وفي حياة الفرد توجد الوحدة ذاتها‪ .‬وحدة بين مراحل الطفولة والشباب‬
‫والرجولة‪ .‬وحدة أخفقت المدرسة في إدراكها إخفاقا ً جعل عملها مجرد شكل فقط‪ .‬لقد ادرك فروبل الوحدة واالتصال العضوي بين مواضيع الدرس المختلفة كقاعدة‬
‫للتنظيم الجديد الضروري للمناهج المدرسية‪ ،‬إدراكا ً لم يسبقه إليه حتى هربارت‪ .‬وقد اعطى قانون االتصال الداخلي هذا لفروبل مفهومه عن النمو العقلي وقاده إلى‬
‫التشديد على وحدة المعرفة والعاطفة واالرادة‪ .‬وهذه النظرة السيكولوجية هي أقرب للنظرة الحديثة من سيكولوجية هربارت كما هو ملحوظ‪.‬‬
‫لقد وجد فروبل في كل نقطة وحدة بين الفكر والحياة واجب التربية تنميتها وإظهارها‪ ،‬وبذلك تصبح التربية تكييفا ً مستمراً متقدما ً للفرد مع الحياة التي قدر له ان‬
‫تكون حياته والتي يجب ان يرى فيها (اناه) الحقيقية‪.‬‬
‫النمو عمل التربية‪:‬‬
‫تتطلب الفكرة الفلسفية عن الوحدة متمما ً لها هو فكرة استمرار األجيال في كل شيء‪ ،‬وهكذا فإن فردية روسو وعصره تتخلى عن مكانها‪ 8‬لفكرة الوحدة العضوية‬
‫وفكرة النمو‪ .‬ويتجلى التعبير العلمي عن هذه الفكرة في نظرية التطور العضوي‪ ،‬وقد قبل فروبل هذه الفكرة وكان أول من طبقها في التربية‪ .‬وهذه هي الفكرة التي‬
‫عبر عنها في نظريته عن طبيعة التربية وعملها‪ .‬وهي التي تعطي معنى عميقا ً الستعمال (الهدايا) وعمليات الصف المحسوسة‪ .‬والمبدأ األساسي في كليهما هو أن‬
‫تال يحتوي على كل نشاط سبقه‪ .‬والتطور هو ميل هذه الوحدة للظهور في تعبيرات الروح المتعدة وما يرافقها من تعبيرات حوادثية‪ ،‬وعلى هذا فالتربية‬ ‫كل نشاطٍ ٍ‬
‫ليست إال مظهراً لعملية التطور العامة‪ ،‬انها نمو يتحقق الفرد بواسطته من حياة الوحدة التي يكون هو جزء منها‪ ،‬إنها نمو تتسع بواسطته حياة الفرد حتى تنعقد‬
‫الصلة بينها وبين الطبيعة‪ ،‬وتنتظم في فاعليات المجتمع كلها‪ ،‬وتشارك في أعمال البشر وآمالهم‪.‬‬
‫الفكرة االساسية في كتاب (تربية اإلنسان) هي التالية‪ " :‬ال ينقش هللا وال يطعم‪ ،‬انه ينمي أبسط األشياء وأقلها كماالً‪ ،‬وينظمها في مجموعات صاعدة وفقا ً لقوانين‬
‫خالدة ذاتية االساس والنمو" "‪ .‬وما التربية إال تحقيق العملية التطورية في مرحلتها العليا وكما تتجلى في الفرد البشري‪ .‬وهكذا فإن فروبل سبق الجميع إلى نظرة‬
‫تربوية سادت فيما بعد‪.‬‬
‫النشاط الذاتي‪ ،‬طريقته العملية‪:‬‬
‫دلل فروبل بتشديده على وجوب كون مبدأ النشاط الذاتي طريقة عملية النمو‪ ،‬على مشاركة في الفكرة الحياتية التي سادت في مطلع القرن التاسع عشر‪ .‬ثم انه كان‬
‫أول من طبق هذه األفكار التي كانت شائعة في الفلسفة والعلوم على مشاكل التربية‪ .‬ففي الحقل العلمي تخلت الفكرة القديمة عن التصانيف الجامعة المانعة ألشكال‬
‫الحياة عن مكانها العتقاد أعم عن تطور أشكال الحياة الدنيا إلى اشكال أرقى‪ ،‬واتصالها بها‪ .‬وما تجدر االشارة إليه في هذا المقام هو تاريخ استعمال كلمة بيولوجيا‬
‫(علم الحياة)‪ ،‬ففي هذا الوقت (‪ 1802‬ـ ‪ ) 1809‬دفع المارك بنظريته القائلة بأن االشكال العليا للحياة نمت عن االشكال الدنيا لها عن طريق استعمال األعضاء‬
‫وعدم استعمالها‪ .‬وما هذا كما يالحظ‪ ،‬إال تطبيق لمبدأ الفاعلية الذاتية (أو النشاط الذاتي)‪ .‬لقد فسر التطور قبل اآلن بالتأثيرات المختلفة للشروط الخارجية كاالقليم‬
‫مثالً ‪ ،‬أما بالنسبة إلى (المارك) فالعضوية نفسها هي العامل األهم‪ .‬يقول (المارك)‪ :‬كما ان استعمال الذراع او أي عضلة من عضالت الجسم ينتج نمواً مناسباً‪.‬‬
‫كذلك ينتج جهد العضوية الستعمال عضو ما باتجاه خاص تطوراً مناسباً‪ ،‬وعلى العكس فإن عدم االستعمال ينتج ضموراً مناسباً‪.‬‬
‫كانت الفلسفة السائدة في ذلك الحين‪ ،‬وال سيما الفلسفة التي قبلها فروبل تقول بوجود وحدة أساسية بين االشياء كلها‪ ،‬كما تقول بوجود مبدأ دائم في كل تغيرات‬
‫الحياة واشكالها‪ .‬توجد فعالية مكونة وحيدة تظهر في الطبيعة وتتجلى في الحياة الخارجية كقوة وفي الحياة الداخلية الشعورية كنفس‪ .‬وتبني هذه الفاعلية لذاتها‪،‬‬
‫وبوصفها نفس الفرد‪ ،‬عالمها الخاص‪ .‬واالنا (النفس) ليست محكومة من قبل الفاعلية بقدر ما انها هي الفاعلية‪ .‬انها تحقق ذاتها من خالل الفاعلية وتبني عالمها‬
‫وتشعر بذاتها وتكون مصيرها الخاص بها‪ ،‬وهذا صحيح في كل من التطبيقين الفكري واألخالقي‪.‬‬
‫لقد تحقق فروبل من معنى هذا المبدأ حين يطبق في العمل التربوي منذ بدء عمله حتى ان مفتشا ً حكوميا ً للتربية قال بعد زيارته لمعهد فروبل ورغما ً عن عدائه‬
‫لطريقته ما يلي‪:‬‬
‫ً‬
‫" المبدأ األولى لهذا التعليم هو فاعلية النفس الذاتية‪ ،‬ولذلك فإن نوع التعليم الذي يعطى هنا ال يجعل من النفس صندوقا نرمي فيه بأسرع ما يمكن مختلف انواع‬
‫النقود من مختلف القيم واألجناس تكتظ به النفس وفقا ً للشائع من عادات التعليم اآلن‪ .‬انه عمل بطيء مستمر متدرج دائم االتجاه نحو الداخل أي بحسب اتصال‬
‫موجود في طبيعة النفس البشرية فيتقدم التعليم باستمرار ودون تصنع‪ ،‬يتقدم من البسيط إلى المركب ومن المحسوس إلى المجرد بشكل يتفق مع الطفل وحاجاته‬
‫ويدفعه إلى الذهاب إلى عمله كما يذهب على لعبه " ‪.‬‬
‫ولقد تشدد فروبل في التأكيد بأن النشاط الذاتي هو العملية التي يحقق الطفل طبيعته الخاصة بواسطتها ويبني عن طريقها عالمه الخاص وتصوره للعالم الخارجي‬
‫وينسقهما‪ .‬وهكذا فحياة الفرد هي العملية التي‪ )1( :‬تعرفه على الطبيعة أو العالم الحسي‪ )2( .‬تعرفه على طبيعته الخاصة‪ .‬و(‪ )3‬بواسطتها يصبح جزءاً من حياة‬
‫الطبيعة اإلنسانية كلها‪ .‬وفي كل هذا يحدد الفرد نفسه فعالياته الخاصة وهو لذلك حر‪ ،‬اما حين يشتغل بدافع القوى الخارجية فانه ال يستطيع التحقق من هذه الوحدة‪.‬‬
‫والنشاط الذاتي نشاط تحدده دوافع الفرد ذاته التي تصدر عن اهتماماته‪ 8‬هو والتي تدعمها قوة الفرد نفسه‪ ،‬انه وحده قادر على احداث تطور النفس هذا‪ ،‬وهو وحده‬
‫القادر على ضمان ما يمكن اعتباره هدفا ً للتربية‪ .‬ويمكن اعتبار مثل هذا النشاط مفروضا ً وذلك ألنه رد فعل لطبيعة الكائن الكامنة فيه‪ ،‬ولكن هذا النشاط حر ألن‬
‫الفرد إنما يستجيب لقوة داخلية من أصل طبيعته وغير مفروضة عليه من الخارج‪ ،‬ولهذا سمي هذا النشاط بالذاتي‪ ،‬وبما ان هذا النشاط حر وجار في الوقت نفسه‬
‫وفق قوانين (قوانين طبيعة اإلنسان نفسه)‪ ،‬فإنه من الممكن صوغ هذه القوانين وقبولها كمرشد لكل عمل تربوي‪ .‬وينتج من ذلك وجوب ابتداء عمليات التعليم‬
‫وصدورها عن اهتمام الطفل االرادي‪ .‬وبعد أن نبدأ بهذا النشاط العضوي يمكن االبقاء على العمل وتوجيهه نحو أهداف ذات قيم اكثر دواما ً ـ وأجدى فائدة ـ مما قد‬
‫ينتجه هذا النشاط إذا لم يوجه ويؤثر عليه‪.‬‬
‫وليست النزعات الكامنة في طبيعة الطفل على صلة بالسلوك والعمل فحسب‪ .‬ولكن الطفل يظهر نفس الجهد العضوي في تدليله على مفهومه عن االشياء واظهاره‬
‫عمليات نفسه‪ .‬وهو يحاول عن طريق هذا االظهار تحقيق التناسق بين عالم االفكار وعالم الواقع الخارجي‪ .‬وهذه الجهود العضوية هي النشاط الذاتي‪ ،‬وهي تقدم‬
‫للمعلم فرصة التعليم أي خلق تناسق بين الداخلي والخارجي وبين الفكر والعالم الخارجي‪ ،‬اكمل مما يستطيع الطفل خلقه إذا لم يساعد‪ .‬وهكذا فالنشاط الذاتي بالنسبة‬
‫للمدرسة يعني رغبة الطفل في الدخول في حياة اآلخرين والحياة المحيطة به‪ ،‬رغبة المعاونة واالكتشاف والمساهمة في النشاط المشترك والخلق واكتشاف الهوية‬
‫او االتصال بين ذاته ونشاط اآلخرين‪ ،‬ذلك االكتشاف الذي هو المعرفة‪.‬‬
‫ليست التربية تهيئة لحالة مستقبلة‪ ،‬ان الحياة التي يحاول الطفل دخولها ليست حياة الراشدين بل الحياة التي تحيط به وانما تجد التربية معناها في العمل‪ ،‬او في‬
‫شرائط بعيدة خيالية‪ .‬هدف التربية هو النمو وعملها هو النمو‪ ،‬وانما يضمن النمو الحاضر عن طريق اتحاد قوى الطفل وطبيعته مع الحياة المحيطة به‪ .‬ويقاس نمو‬
‫المستقبل بالمقياس ذاته‪ .‬وهكذا يتحقق هدف التربية في الطفل كما يتحقق في الراشد‪ .‬وانما تنمى قوة التنفيذ إلى الدرجة نفسها التي تنمى إليها باقي القوى عن طريق‬
‫تأسيس التربية على نشاط الطفل وقياس نجاحها بمقدار لجوء الطفل إلى النشاط الذاتي‪ .‬ال تنافر بين المعرفة والعمل وال نزاع بين النظريات والتطبيق وال تفريق‬
‫بين المهنة واالعمال‪.‬‬
‫تأثير فروبل في العمل التربوي‪:‬‬
‫ان المدرسة‪ ،‬بالنسبة إلى فروبل‪ ،‬مكان يجب ان يتعلم فيه الطفل أشياء الحياة المهمة واالمور االساسية عن الحقيقة والعدالة والشخصية الحرة‪ ،‬والمسؤولية‪،‬‬
‫والمبادرة والعالقات‪ 8‬السببية وما إلى ذلك‪ ،‬وال يكون تعلمه عن طريق دراسته هذه االشياء بل عن طريق تمثلها تمثالً حياتياً‪.‬‬
‫وبحسب فكرة بستالوتزي االساسية عن الوحدة يجب ان تكون المدرسة مؤسسة يكتشف فيها الطفل فرديته الخاصة ويبني شخصيته وينمي فيها قوة المبادرة والتنفيذ‬
‫عنده‪ .‬وعليه ان يعمل ذلك عن طريق التعاون مع اآلخرين في محاوالت مماثلة وفي اعمال يهتم بها الجميع ومسؤوليات يتقاسمها الجميع ومكافآت يشترك فيها‬
‫الجميع‪ .‬يجب ان تصبح المدرسة‪ ،‬شأنها في ذلك شأن العالم‪ ،‬عضوية موحدة تجد فيها واحدات الفردية النامية كما لها من خالل المشاركة‪ 8‬في حياة العالم‪ ،‬وهكذا‬
‫تصبح المدرسة مجتمعاً‪ 8‬مصغراً كما تصبح التربية وجها من وجوه الحياة ال يقصد منه التهيئة بل اعطاء صورة مصغرة عن الحياة‪.‬‬
‫لم يعد التعليم مرادفا ً للتربية بل انه ليس مرادفا ً للعمل المدرسي‪ ،‬انه تعبير عن العملية التي تبدأ بنشاط الطفل العضوي واهتمامه الموروث وتنتهي باستعمال مبدع‬
‫وتعبير ملموس عن المعرفة التي قدمها التعليم‪ .‬وهكذا نستفيد من الميل الطبيعي فنبني عليه عادة أي طريقة فكر وعمل مرغوب فيها كهدف تربوي‪ .‬وهكذا فال‬
‫تحاول التربية القضاء على الطبيعة وال تتركها لشأنها بل تساعدها أي توجهها نحو أهداف أعلى من األهداف التي تصلها إذا لم تساعد‪.‬‬
‫اللعب‪:‬‬
‫اللعب الذي هو أهم مظاهر النشاط العفوي عند الطفل‪ ،‬هو الذي يجب أن يكون أساس العملية التربوية في السنين األولى‪ ،‬وبما أن مصدر اللعب المباشر هو اهتمام‬
‫الطفل الموروث فهو خير اساس طبيعي تبنى عليه عادات العمل والعاطفة والفكر التي يوافق علها المربي‪ .‬ومن خالل اللعب يتمثل الطفل العالم أول ما يتمثله‪،‬‬
‫ولذلك فمن خالل اللعب يستطيع المعلم إعطاء الطفل تفسير الحياة التي يحاول أن يتقاسمها‪ 8‬مع عالمه‪ ،‬ومن خالله يستطيع المعلم ادخال الطفل إلى عالم الصالت‬
‫االجتماعية الواقعية ومنحه االحساس باالستقالل والتعاون المتبادل‪ ،‬وتزويده بروح المبادرة والتشويق وتنميته على اعتباره واحدة في المجموع االجتماعي‪ .‬ولم‬
‫يقف فروبل عند حد البرهنة النظرية على قيمة اللعب التربوية بل حقق أفكاره في (حدائق األطفال) التي انشأها‪.‬‬
‫قيمة العمل اليدوي التربوية‪:‬‬
‫قيمة جميع انواع العمل االنشائي ال تقل عن قيمة اللعب‪ ،‬وانه دافع عفوي كاللعب‪ ،‬وهو كنشاط‪ ،‬يمثل عملية تحقيق ألفكار تلك العملية البنائية المحسوسة‪ ،‬ولذلك‬
‫فالعمل البنائي يستطيع ان يكون بداية العملية التربوية ونهايتها‪ .‬لقد قال روسو بالعمل اليدوي كمظهر من مظاهر التربية‪ ،‬ولكنه قال به ألسباب اجتماعية‬
‫واقتصادية‪ ,‬وأدخل بستالوتزي دراسة األشياء والعمل اليدوي للحصول على المعرفة وتنمية اإلدراك الحسي‪ .‬أما فروبل فقد منح العمل اليدوي والتدريب الصناعي‬
‫وكل أنواع العمل البنائي المكان الذي بدأ يحتله في مدارسنا العصرية وكان منحه هذا بناء على أسباب تربوية بحتة وذلك ألن فروبل اعتبر العمل اليدوي واسطة‬
‫لتنمية قوة الطفل‪ .‬وذلك ألن كل عمل هو بالنسبة للطفل تعبير عن فكرة (أو غرض) نالها بواسطة التعليم‪ .‬ان فائدة الشيء أو المادة أو المعرفة التي تدخل المدرسة‬
‫هو إظهار ما يمكن أن يفعل الطفل بها‪ .‬وهكذا يذهب فروبل إلى ابعد مما ذهب إليه حتى اآلن ليقول ان كل شيء متوقف على التطبيق كما يذهب إلى أبعد مما ذهب‬
‫إليه بستالوتزي فيقول بأن كل عمل مدرسي يجب أن يكون انشائياً‪.‬‬
‫ْ‬
‫الخل ُق باليد أسمى تعبير‬‫ان أهم معنى للعمل االنشائي موجود في المبدأ القائل بأن التربية ليست إال نمو القوة في سبيل التعبير الخارجي عن الذات الداخلية‪ .‬وليس َ‬
‫عن ذلك ولكن نمو قابلية هذا التعبير المادي عن األفكار هو قاعدة القوة األسمى‪ ،‬قوة التعبير عن الحياة العقلية واألخالقية والروحية وانما يوجد الطبع حين يتبلور‬
‫في عادات‪.‬‬
‫دراسة الطبيعة في المدارس‪:‬‬
‫وهنا ايضا ً يلتقي فروبل ببستالوتزي وغيره‪  ،‬فإليهم جميعهم يعود الفضل فيما وصلت إليه دراسة الطبيعة في المدارس‪ .‬ولكن المبادئ الموجودة في اساس هذه‬
‫الدراسة تختلف عند فروبل عنها عند غيره‪ ،‬فمعرفة‪ 8‬حقائق الطبيعة عند فروبل هي اقل األسباب قيمة‪ ،‬اما أهمها فالسمو األخالقي والديني والبصيرة الروحية التي‬
‫ينالها الطفل من احتكاكه‪ 8‬بالطبيعة‪ .‬لدراسة الطبيعة مكانها‪ 8‬في التعليم االبتدائي عند فروبل ألنها منبع لالهتمام الطبيعي ومصدر لنشاط متنوع وذلك بقطع النظر عن‬
‫قيمة الحقائق المعلمة أو رمزها الروحي‪ .‬ولدراسة الطبيعة وظيفة هامة في المدرسة بوصفها مادة طبيعية للقراءة والكتابة والدراسة اللغوية والعمل االنشائي‬
‫والحساب‪ .‬وحتى حين ندع كل هذا جانبا ً فقد اثر فروبل تاثيراً أساسيا ً في مفهوم هذه الدراسة ألن دراسة الطبيعة لم تعد تلك الدراسة التحليلية التي قالت بها تصانيف‬
‫العلوم بل انها دراسة الطبيعة كحياة‪ :‬النبات في نموه والحيوان في تصرفه والعضو في عمله ـ ذلك ما يجب ان يدرس‪.‬‬
‫حدائق األطفال‪:‬‬
‫ان الفكرة األساسية في (حديقة األطفال) هي معاونة الطفل في التعبير عن ذاته وبالتالي في نموه‪ .‬وال بد في سبيل تحقيق ذلك من بداية الطفل من اهتماماته‬
‫الموروثة وميوله نحو العمل‪ .‬يجب ان يبنى عمل المدرسة على (النشاط الذاتي) وان ينتهي بالتعبير أو استعمال االفكار والمعارف التي نالها الطفل في عملية‬
‫النشاط‪ .‬ليس الهدف الرئيسي الحصول على المعارف بل النمو الذي تكون فيه المعرفة واسطة لغاية‪ .‬المعرفة نتاج ولكنه أساسي في ضمان النمو‪ .‬وهكذا فعمليتا‬
‫الحصول على المعرفة وتمثلها اللتان كانتا تعتبران غايات في التعليم السابق‪ ،‬هما تبع ال أصل‪ .‬انهما تظهران في كل عملية تربوية كاملة كمراحل تمهيدية‪ ،‬أو‬
‫عارضة‪ ،‬لعملية التعبير أو البناء‪.‬‬
‫ان أشكال التعبير عن مشاعر الطفل وأفكاره التي قال فروبل باهميتها في هذا التدريب هي (‪ )1‬االشارة (‪ )2‬االغنية (‪ )3‬اللغة‪ ،‬ومن الواجب تنسيق هذه الوسائط‬
‫بقدر االمكان‪ ،‬فالقصة التي يرويها المعلم مثالً يجب أن يعبر الطفل عنها بلغته فقط بل بواسطة األغاني والحركات والصور وبناء أشياء بسيطة من الورق والغضار‬
‫وغيرها من المواد المناسبة‪ .‬وعلى هذا الشكل تعطى األفكار ويستثار الفكر ويحقق الخيال وتدرب اليد والعين ويوفق بين العضالت وتقوى الطبيعة األخالقية عن‬
‫طريق جعل الدوافع العليا والعواطف المستثارة حسية موضوعية‪ .‬ولقد قال فروبل بفكرة (الهدايا واألعمال) إلى جانب األغاني‪ .‬وتستعمل هذه بالتدريج وبحسب‬
‫نظام‪ ،‬فبعد ان يتعرف الطفل على خصائص هدية ما أو يقوم بما يستوجبه عمل ما‪ ،‬ينقل إلى الذي يليه والذي ينجم عن الهدية أو العمل السابق مقدما ً انطباعات‬
‫جديدة ومؤكداً القديمة‪ .‬والتفريق بين الهدايا واألعمال أمر اصطالحي رغم قيام الكثيرين به‪ ،‬وذلك ألن فروبل نفسه كان يسمي أنواع النشاط كلها أعماالً وموادها‬
‫هدايا‪ .‬إال أن التفريق بينهما يدل على اتجاه نحو االهتمام بالعمل أكثر من الهدية وإذا كنا ال نشك في ان فروبل قد قدم اعظم الخدمات للتربية بجعله مبادئه حقائق‬
‫أدخلها قاعة الدرس‪ ،‬فإننا ال ننكر في أن كثيراً من هداياه وأعماله وأغانيه ال توافق اال زمانه ومكانه‪ ،‬وال بد لنا‪ ،‬إذا أردنا االستفادة من مبادئه‪ ،‬من اجراء تغييرات‬
‫فيها لتوافق الحاضر والمستقبل‪.‬‬
‫أثر الحركة السيكولوجية في المدارس‬
‫تأثير بستالوتزي‪ :‬زار كثير من الباحثين والعظماء المهتمون بالتربية والطالب معاهد بستالوتزي في (بورغدورف) و(ايفردون) وقد صار المعهد‪ 8‬داراً للمعلمين‬
‫تنفق عليها الحكومة السويسرية‪ .‬وبعد ذلك انشئت معاهد بستالوتزية في (مدريد) و(نابولي) و(سان بطرسبرغ)‪ .‬وقد اهتم باالصالح ملوك روسيا وبروسيا والنمسا‬
‫والحكومات االيطالية شخصيا ً‪ ،‬وقد قال بستالوتزي نفسه انه كان يكفي ان يدعي المعلم السيء استعمال الطرائق البستالوتزية لكي ينجح‪.‬‬
‫ولكن انتشار أفكار بستالوتزي كان بطيئا ً جداً رغما ً عن كل ذلك‪ ،‬وسبب هذا البطء هو السياسات‪ 8‬الرجعية التي كانت تتحكم في اوروبا حينئذ‪ .‬لقد كانت األفكار‬
‫التربوية الجديدة‪ ،‬بوصفها نتاجا ً ألفكار روسو‪ ،‬تقترن دوما ً باألفكار الثورية‪ .‬لقد كان التقدم خارج المانيا وقبل ثورة ‪ 1830‬بسيطا ً جداً‪ ،‬إال انه بعد تلك الثورة‬
‫تقدمت التربية في فرنسا أيام (فيكتور كوزان ‪ )Victor Cousin‬وزير المعارف تقدما ً عظيما ً وال سيما فيما يتعلق بتدريب المعلمين‪.‬‬
‫وقد كانت حكومة (ورتمبرغ ‪ ) Wurtemberg‬أول حكومة تتأثر بالحركة الجديدة وذلك بسبب تعيين تالمذه بستالوتزي خالل العقد االول من القرن مفتشين للتعليم‬
‫ومدراء لدور المعلمين‪ .‬وكانت بروسيا هي التالية فقد قال الفيلسوف (فيخته) بعد هزيمة (جينا ‪ 1806 )Jena‬ان التربية البستالوتزية هي واسطة نهوض االمة‬
‫فاهتم وزير المعارف والعائلة المالكة بالحركة التربوية الجديدة اهتماما ً بالغا ً‪ ،‬فانتقي عدد من الشباب وارسلوا إلى (ايفردون) فكان لهم ولمعاوني بستالوتزي االلمان‬
‫شرف ادخال األفكار الجديدة إلى المدرسة االبتدائية االلمانية‪.‬‬
‫اما التأثير البستالوتزي في الواليات المتحدة فقد دخلها عن طريق انكلترا‪ ،‬وهذا هو السبب في شكلية األفكار البستالوتزية وسطحيتها في اميركا‪ .‬وهذا ال يعني طبعا ً‬
‫ان كل هذه األفكار كان سطحيا ً فتدريب المعلمين مثالً جرى على نهج يتفق مع أفكار بستالوتزي وذلك ألن واحداً من مساعدي بستالوتزي قدم إلى فيالدلفيا بناء‬
‫على دعوة من أحد المحسنين فعمل على نشر هذه األفكار‪ .‬هذا وال بد من االشارة إلى أثر الحركة البستالوتزية في تربية الصم والبكم والعمي والجانحين االحداث‬
‫في أميركا واستعمال الصناعات واألعمال الزراعية في هذه التربية‪ ،‬وقد كان (لدروس األشياء) أثر كبير في تسهيل تعليم أمثال هؤالء‪.‬‬
‫تاثير هربارت‪:‬‬
‫قلنا فيما سبق ان الحركة البستالوتزية تناولت المبادئ بالدرجة االولى ولذلك فليس من السهل ان نتبين معالم األثر الذي تركته‪ .‬ولكن هذا ال يمنع طبعا ً من االشارة‬
‫إلى ان أثر أفكار هربارت كان عظيما ً‪ .‬ونحن ال نشك في أن األفكار الهربارتية دخلت المدرسة العادية بشكل ملحوظ واثرت‪ ،‬ولو بصورة ال شعورية في عمل‬
‫معلمي ذلك الزمان‪.‬‬
‫لقد كان من أعظم آثار هربارت قيام دروس لمناقشة‪ 8‬مشاكل التربية ونشوء مؤسسات ومدارس للتطبيق التربوي والبحث في مشاكل التربية مرتبطة بالجامعات‬
‫االلمانية كجامعة يينا وليببزغ وهال حيث درست مبادئ هربارت وطبقت في عملها التربوي‪ .‬وقد كان االستاذ (تويسكون زيللر) من جامعة‪ 8‬ليبزغ أشهر تالمذة‬
‫هربارت‪ ،‬وقد سمح لنفسه بتوسيع مبادئ هربارت األساسية والترصف فيها كما قال بنظرية (الدور الثقافي)‪ .‬وقد كان من نتاج هذه الحركة كتابات كثيرة نشرت‬
‫أفكار هربارت وعاونت تالمذته ومريديه في التاثير العظيم الذي كان ألفكار هربارت في التربية مما جعل المدرسة األلمانية في ذلك الوقت أرقى مدارس العالم‬
‫والمثل الذي يجتذبه‪.‬‬
‫أما في الواليات المتحدة فقد كانت االعوام (‪ 1890‬ـ ‪ ) 1900‬أعوام نشر كتابات هربارت هي األعوام التي بدأ خاللها تأثير هربارت في أميركا ذلك التأثير الذي‬
‫ارتفع بالتربية االميركية ارتفاعا ً محسوسا ً عن حالتها التي وصلت إليها بعد تشبعها بأفكار بستالوتزي‪.‬‬
‫تأثير فروبل‪:‬‬
‫لتأثير مبادئ فروبل‪ ،‬في الواقع‪ ،‬صلة مباشرة مع أهم النزعات التربوية في الوقت الحاضر‪ ،‬وإذا كان فروبل قد طبق مبادءه في رياض األطفال فقط فإن أتباعه‬
‫والقائلين بآرائه قد طبقوا آراءه في مراحل التربية األخرى‪ .‬وسنقصر جهدنا هنا على تتبع انتشار (روضة األطفال) كمؤسسة تربوية‪.‬‬
‫أما في المانيا فقد أسس عدد من رياض األطفال قبل وفاة فروبل‪ ،‬إال أن الحكومة البروسية منعت انشاء مثل هذه المدارس (‪ 1851‬أي قبل وفاة فروبل بسنة) بحجة‬
‫أنها مؤسسات ثورية‪ ،‬فما كان من البارونة (برتافون مارنهولتز بولو)‪ ،‬التي يعود إليها فضل تعميم هذه المؤسسات‪ 8،‬إال ان نقلت نشاطها إلى انكلترا‪ .‬ومع ان المنع‬
‫البروسي بطل مفعلوه بعد عشر سنوات‪ .‬إال ان هذه المؤسسات لم تدخل ضمن إطار نظام التعليم العام في تلك الحكومة‪ ،‬ورغما ً عن وجود عدد من رياض األطفال‬
‫الخاصة فإنها لم تعتبر مدارس‪ :‬فلم يكن معلموها مطالبين بما يطالب به معلمو المدارس االبتدائية‪ ،‬ولم تكن الروضة نفسها مطالبة بتعليم ما يعلم في المدارس‬
‫االبتدائية رغم مراقبتها من قبل مفتشي المعارف‪ .‬وعلى هذا فإن انتشار هذه المدارس ونموها كان بطيئاً‪.‬‬
‫وفي فرنسا حيث اعتني بتربية األ‬
‫حداث‪ ،‬فإن (مدارس األمومة ‪ ) Ecoles Maternelles‬أقرب إلى المدارس األولية منها إلى (حدائق األطفال) ولذلك‪ ،‬فلم تأخذه هذه المدارس إال بقليل من أفكار‬
‫فروبل‪ .‬وبدأت هذه المدارس تنتشر بعد حرب السبعين فدخلها نصف مليون طفل تتراوح أعمارهم بين الثانية والسادسة‪.‬‬
‫وأما في انكلترا فقد دخلت فكرة الروضة عام ‪ 1854‬ودافع عنها رجال أمثال (ديكنس) الروائي الشهير‪ ،‬إال أن عددها كان محدوداً وكانت مؤسسات‪ 8‬خاصة تتوفر‬
‫على العناية بأبناء األغنياء‪ ،‬ولم تؤثر فكرة (روضة األطفال) على تعليم األطفال حتى عام ‪ 1874‬حين اعتبرت جزءاً من النظام التعليمي‪ .‬ولعل أهم ما استعارت‬
‫روضة األطفال االنكليزية من فروبل هو الطريقة وسير عمليات التعليم أكثر من المبادئ والروح‪.‬‬
‫وأما في الواليات المتحدة فقد انشئت روضة األطفال االولى عام ‪ 1860‬في مدينة (بوسطون) ثم بدأت بعض الواليات تجعلها جزءاً من نظامها التعليمي العام حتى‬
‫عمت كل مدينة أو قرية في الواليات المتحدة‬
‫‪Partager cet article‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

You might also like