You are on page 1of 6

‫من الجىء إفريقي في الستينيات لحاصل على جائزة‬

‫نوبل ‪ ..‬رحلة عبد الفتاح جرنة عبر ‪ 7‬عقود من‬


‫محاوالت درء الفجوة بين الثقافات والقارات‬

‫لجنة نوبل لآلداب عن الكاتب التنزاني ‪ « :‬رواياته‬


‫تنحرف عن األوصاف النمطية‪ ..‬وتطلعنا على شرق‬
‫إفريقيا المتنوع ثقافيًا غير المألوف للكثيرين في أنحاء‬
‫أخرى من العالم»‬

‫الكاتب التنزاني يعتبر فوزه بنوبل لآلداب بمثابة‪G‬‬


‫«الضوء األخضر» لمناقشة قضايا محورية في‬
‫عصرنا الحالي مثل أزمة الالجئين‪ G‬التي عانى منها‪G‬‬
‫بشكل شخصي‬

‫كتبت منى غنيم‬

‫منحت األكاديمية‪ G‬السويدية جائزة نوبل لآلداب صباح‬


‫الخميس للروائي التنزاني‪ ،‬عبد الفتاح جرنة‪ ،‬وتبلغ‬

‫‪C2 General‬‬
‫قيمتها ‪ 10‬ماليين‪ G‬كرونة سويدية (أي ما يعادل‪1.14 G‬‬
‫مليون دوالر ‪ 840 /‬ألف جنيه إسترليني)‪.‬‬

‫وفي أعقاب فوزه بجائزة نوبل لآلداب لعام ‪ ،2021‬قال‬


‫«جرنة» إن فوزه بالجائزة‪ G‬كان بمثابة مفاجأة كبيرة‬
‫بالنسبه له‪ ،‬وأشادت األكاديمية السويدية بمجمل أعماله‬
‫بسبب «أسلوبه الجريء في التحدث عن اآلثار ال ُمد ِّمرة‬
‫لالستعمار والذي – في نفس الوقت‪ -‬ال يخلو من‬
‫العاطفة الجيّاشة»‪.‬‬

‫وقد صدر للمؤلف ‪-‬البالغ من العمر ‪ 73‬عا ًما‪10 -‬‬


‫روايات‪ ،‬منها «الهجران» و «الجنة» التي نُشرت عام‬
‫‪ ، 1994‬وتروي قصة صبي نشأ في تنزانيا في أوائل‬
‫القرن العشرين‪ ،‬وقد سبق أن تم ترشيحها لجائزة‬
‫البوكر األدبية‪ G‬المرموقة‪ ،‬نقاًل عن شبكة «بي بي سي»‬
‫البريطانية‪.‬‬

‫‪C2 General‬‬
‫وقالت لجنة نوبل لآلداب في بيان صدر عنها‪« :‬إن‬
‫تفاني عبد الرزاق جرنة في نقل الحقيقة كما هي‪،‬‬
‫وكرهه للتبسيط لهو أمر مذهل بحق»‪ ،‬و أضافت‪:‬‬
‫«تنحرف رواياته عن األوصاف النمطية وتطلعنا على‬
‫شرق إفريقيا المتنوع‪ G‬ثقافيًا غير المألوف للكثيرين‪ G‬في‬
‫أجزاء أخرى من العالم»‪ ،‬وتابعت‪« :‬تجد شخصياته‬
‫نفسها دو ًما في حبكاته الروائية في فجوة بين الثقافات‬
‫والقارات ‪ ،‬بين حياة قديمة عاشتها وحياة ناشئة‬
‫تنتظرها ؛ وهي من المعضالت اإلنسانية عسيرة‬
‫الحل»‪.‬‬

‫و ُولد «جرنة» في زنجبار عام ‪ ، 1948‬ووصل إلى‬


‫إنجلترا كالجئ في أواخر الستينيات من القرن‬
‫الماضي‪ ،‬وقد عمل أستا ًذا للغة اإلنجليزية‪ G‬وآداب ما‬
‫بعد االستعمار في جامعة «كنت» بكانتربري ‪ ،‬حتى‬
‫تقاعده مؤخرًا‪.‬‬

‫‪C2 General‬‬
‫ويُعد «جرنة» أول كاتب أفريقي يفوز بالجائزة منذ‪G‬‬
‫الكاتب النيجيري‪ G،‬وول سوينكا‪ ،‬في عام ‪ ،1986‬وقد‬
‫كشف بعد فوزه بالجائزة‪ G‬أنه يعتبر أن فوزه بنوبل‬
‫لآلداب بمثابة‪« G‬الضوء األخضر» لمناقشة قضايا‬
‫محورية في عصرنا الحالي؛ مثل أزمة الالجئين‬
‫واالستعمار التي عانى منها‪ G‬بشكل شخصي‪.‬‬

‫وعن معاناة‪ G‬الالجئين حول العالم‪ ،‬والذين يفرون كل‬


‫يوم من بالدهم بسبب األوضاع األمنية المتردية ‪ ،‬قال‬
‫«جرنة» ‪«:‬عندما‪ G‬أتيت إلى إنجلترا لم يكن األمر‬
‫سهاًل ؛ فقد كان طلب اللجوء صعبًا للغاية‪ ،‬ولم يزل‬
‫العديد من الناس يكافحون للهرب من بالدهم بسبب‬
‫اإلرهاب حتى اآلن»‪.‬‬

‫وتابع‪« :‬أصبح العالم أكثر عنفًا بكثير مما كان عليه في‬
‫الستينيات‪ ، G‬لذلك هناك ضغط أكبر اآلن على البلدان‬
‫اآلمنة من أجل استقبال المزيد من الناس»‪.‬‬

‫‪C2 General‬‬
‫وفي مقابلة أجريت عام ‪ ، 2016‬عندما سُئل «جرنة»‬
‫عما إذا كان سيطلق على نفسه اسم "مؤلف ما بعد‬
‫االستعمار واألدب العالمي" ‪ ،‬أجاب‪« :‬لن أستخدم أيًا‬
‫من هذه الكلمات‪ ،‬ولن أصنف نفسي أب ًدا ككاتب»‪.‬‬

‫جدير بالذكر أن جوائز نوبل ‪ ،‬التي بدأت عام ‪، 1901‬‬


‫تُمنح كل عام لإلنجازات الخاصة في عدة مجاالت‬
‫إنسانية؛ كاألدب والعلوم والسالم واالقتصاد‪ G،‬وقد‬
‫حصد جائزة اآلداب في الماضي قامات أدبية على‬
‫غرار‪ :‬إرنست همنجواي‪ ،‬وجابرييل جارسيا ماركيز ‪،‬‬
‫وتوني موريسون وشعراء مثل‪ :‬بابلو نيرودا‪،‬‬
‫وجوزيف برودسكي‪ ،‬ورابندرانات طاغور‪ ،‬و ُكتّاب‬
‫مسرحيين من بينهم؛‪ G‬هارولد بينتر ‪ ،‬ويوجين أونيل‪،‬‬
‫كما فاز رئيس الوزراء البريطاني السابق‪ ،‬ونستون‬
‫تشرشل‪ ،‬بالجائزة عن مذكراته ‪ ،‬والفيلسوف وعالم‬

‫‪C2 General‬‬
‫المنطق البريطاني‪ ،‬برتراند راسل ‪،‬عن فلسفته ‪ ،‬وبوب‬
‫ديالن عن كلماته‪ ،‬وفازت بجائزة العام الماضي‬
‫الشاعرة األمريكية ‪ ،‬لويز جلوك‬

‫‪C2 General‬‬

You might also like