Professional Documents
Culture Documents
األستاذ الدكتور
خالد كبير عالل
1
بسم هللا الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على النبي الكريم محمد بن عبدد
هللا ،وعلى آله وصحبه ،وبعد:
أوال ،عنونتي كتابي هذا بد " :أباطيل وأهواء في كتاب :الكتاب والقرآن
لمحمد شحرور" ،سميته بدذل نن كتابده مملدوء بانباطيدل وانوهدام التدي
استبطنت أهواءه من جهة؛ ونن شحرورا كتب كتابده بمدنهت رحري دي عدن
سابق إصرار وررصد قصد قدراءة القدرآن قدراءة رحري يدة مدن جهدة انيدة
ولتحقيق ذل أبعدد شدحرور المدنهت اليدرعي والعلمدي فدي قراءرده للقدرآن
وأصر على قراءره قراءة رأويلية رحري ية حسب هواه لذل َك رثدر أباطيلده
وأهواؤه فأصبح يرثير في القارئ الملل والكلل ،واالشمئزاز والتقزز ،والي
والقلددق ،مددغ ال مددوج والم ازفددا وكثددرة التكددرار نباطيلدده وأوهامدده
ورحري اره مدن ناحيدة؛ مدغ ال يداب شدبه التدام للحيداا والنزاهدة العلميدة فدي
قراءرده للقددرآن الكدريم مددن ناحيدة أسددره وليا فيده مددن الصدد واإليمددان
واليقددين شدديء ؛وإنمددا ال الددب عليدده إ ددارة اليددكوب واليددبها مددغ كثددرة
التحري ا وانباطيل
علما بأن كتاب شحرور " الكتاب والقرآن " ،هو كتاب ضخم جددا جداء
في 819ص حة من الناحية اليكلية مدن جهدة؛ لكنده رضدمن مدن انباطيدل
وانوهام والتأويال ال اسدة أكثر من عدا ص حاره من جهة أسره !! وقدد
نقضتر كتابه هذا فقط ،ننده أوسدغ كتبده ورضد كمن فكدره الدذ يحملده وأمدا
2
ال ركتب التي أصدرها بعده فهي في انصل فصول ومباحث أستلها مدن كتابده
" الكتاب والقرآن " ونيرها رمن راة مغ زيااا وروضيحا هنا وهناب
ثالثا :إن الكارب محمد شحرور طبق في كتابه " الكتداب والقدرآن "مدنهت
ال رمحددرفين مددن المتقدددمين والمتددأسرين فددي اراسددارهم للقددرآن الكددريم وقددد
اعتري بن سه بأنه سديطبق ذلد المدنهت باسدم مدنهت التأويدل اون أن يحددا
المعنى الصحيح للتأويل ،واكت ى بتسميته بالتأويل مغ أن الحقيقة أنه يقصدد
منهت التأويل التحري ي ال الصدحيح كمدا أنده قدرأ القدرآن الكدريم بمن دور
م هوم " التاريخية " ،وقد أشار إليه في مقدمدة كتابد ه ،وطبقده فدي فصدوله
ومباحثه ويعني ذل الم هوم أن كل أفعال البيدر هدي وليددة ظروفهدا التدي
ظهددر فيهددا وأنهددا سددت قد وظي تهددا وفعاليتهددا عندددما رت يددر ظروفهددا التددي
ظهر فيها ،ور قدد مبدررا وجواهدا والشد أن هدذا قدانون عدام يحكدم
أفعال البير كلهم ،لكنه ال يحكم اين هللا رعالى كمدا هدو فدي القدرآن الكدريم
والسنة الصدحيحة الموافقدة لده نن هللا رعدالى جعلد ه سالددا ،وصدالحا لكدل
زمان ومكان ،وبه رستمت النبوة والرسالة اإللهية وعليه فإن القدرآن الكدريم
فو " التاريخية" ولن يخضغ لها ،وال رنطبق عليه وهذه الص ة هي التدي
جعلت اإلسالم صالحا لكل زمان ومكان ،لكن المحرفين كيدحرور وأمثالده
لم يتعاملوا مغ القرآن الكريم بمنهت علمدي وإنمدا رعداملوا معده بمدنهت ذاردي
رحري ي أقاموه على أوهامهم وأهوائهم فعلوا ذل رفضا لتل الصد ة التدي
رميدز بهدا اإلسدالم ،وإصدرارا علددى رحري ده عدن سدابق إصدرار انتصددارا
نهوائهم ولو كانوا موضوعيين محايددين رمنتصدرين للحدق السدتمعوا لمدا
يقوله القرآن الكريم عن ن سه ،م يختبرونه قبل الدزعم بأنده عمدل بيدر ،
فيختبرونه للتأكد من :هل هو كالم إلهي أم كالم بير؟ وال شد أن كدل مدن
يدرس القرآن اراسة علمية صااقة فإنه سيتأكد صد وصف القدرآن لن سده
بأنه كالم هللا من جهة؛ وأنه ال يخضغ لقانون التاريخية وال رنطبق عليه مدن
جهة أسره وإن فرضنا جددال أنهدم وجددوا شدواهد رثبدت بأنده لديا كالمدا
إلهيا ،فنحن نطالبهم بانالة التي رثبتر ذل ،إن كانوا صااقين فدي زعمهدم
وقطعا أنها ال روجدد ،ولدو وجددوا الديال واحددا صدحيحا نقداموا الددنيا ولدم
يرقعدوها ،وما رعلقوا بانوهدام واسدتال انكاذيدب وممارسدة التحريدف فدي
اراستهم للقرآن الكريم كما فعل شحرور
صنف هذا الكتاب للرا على كتاب شحرور الذ رابعا :ربما يُقال :لماذا ر
صدر أول مرة في التسعينيا من القرن العيرين ،ونحدن اليدوم فدي عدام :
3
صدنف وقدد صددر عددة ركتدب للدرا عليده؟ 1440هد2019 /م ؟ ولماذا ر
وأليا الرا على كتاب شحرور اليوم هو إحياء وررويت له ولمؤل ه؟
أقول :إنها اعتراضا وجيهة ،ولها ما يربررها ،وكنتر أقول بهدا ،لكندي
غير ر موق ي لما رأيتر أن الكتاب ما يزال يرطبغ ويدر وز ومتدوفر بالم دان
في اليبكة المعلومارية وأن مؤل ه كثير ال هور في ال ضائيا وولده نيداط
فددي مواقددغ التواصددل االجتمدداعي ااعيددا لضددالالره ورحري اردده ،وأوهامدده
وأهوائه م قرر ر الرا عليه سريعا بنقض أصول كتابده عنددما أرصدل بدي
احد اليباب ال يورين على اإلسالم وأهلده،وطلب مندي الدرا علدى شدحرور
رروج له من ضدالال ورحري دا لددين اإلسدالم مدن جهدة؛ وانده هدو فيما ي ك
وبعض اليباب منزع ون جدا مما ينيره ذل الكارب من شدبها وأباطيدل
بين النداس مدن جهدة أسدره فحمددا هلل الدذ وفقندي علدى االسدت ابة لدذل
الطلب ،وإن از هذا الرا الموجز على شحرور وكتابه
وأخيرا وليس آخرا ،وفقنا هللا لمدا يرحبده ويرضداه ،ونسدأله سدبحانه
الصد واإلسالص في القول والعمل ،والتوفيق والسداا ،إنه سميغ رم يب
*****
الفصل األول
4
نقض منهج شحرور في قراءته للقرآن الكريم
*****
5
زعم الباحث السور محمد شحرور أنه في قراءره للقرآن الكدريم طبدق
منه ا سليما من مميزارده أند ه قدراءة معاصدرة للقدرآن الكدريم ،وانده مدنهت
علمي في موضو التأويل والبحث واالستدالل فهل صحيح أنه طبق منه ا
علميا في قراءره للقرآن الكريم ،أم أن انمر سالي زعمه رماما؟
رل القراءة المعاصرة للقرآن لم رقم على منهت علمدي صدحيح ،وال هدي
قدددراءة موضدددوعية محايددددة نمدددرين أساسددديين :أولهمدددا يتعلدددق بعندددوان
الكتاب"الكتاب والقرآن " إنه عنوان رمبهم ،ليا واضحا ننده يحتمدل أكثدر
من وجه ،فأ كتاب يقصدد؟؟ وهدل يوجدد أكثدر مدن قدرآن ؟؟ وأيدن هدذا
الكتاب الذ يقارب القدرآن ،أو يرسداويه وأو يت دو عليده؟؟!! إنده عندوان
رمل َز و رمل َم و رم َحري للحقيقة ،وال ير هم معناه إال بعد قدراءة شدرش شدحرور
لعنوان كتابه ومضدمونه ومنده يتبدين أنده يعندي أن الدوحي الدذ أنزلده هللا
رعالى على نبيه الخارم محمد عليه الصالة والسالم والم مو في ال رمصدحف
اليدريف ،لدديا هدو كتابددا واحدددا وإنمدا هددو م موعددة ركتدب ،منهددا الكتدداب
والقرآن حسب زعم شحرور هذه الخرافة اليحرورية هي التي أقدام عليهدا
شحرور كتابه وهي سرافة بال ش ،وسنناقيه فيها ونبدين بطالنهدا وزي هدا
قطعا ،ننها مخال ة للقرآن وراريخه ،وللمتوارر من أمر القرآن عند المسلمين
من العهدين النبو والراشد إلى اليوم والحقيقة هي أن القرآن هو الكتاب،
والكتاب هو القرآن ،وعليه فعنوان كتاب شحرور باطل فهذا الكارب وضدغ
عنوانا سرافيا لكتابه ،وال يرمكدن أن ركدون اراسدته علميدة وال محايددة رغدم
6
أنها معاصرة فهي بذل العنوان قراءة سرافية رمعاصدرة قامدت علدى مدنهت
رحري ي ،وليست قراءة علمية معاصرة!!
األمر الثاني :إن من يقرأ القرآن الكريم من اجدل فهمده فهمدا صدحيحا
بحثا عن الحقيقة بصد وإسالص من أجدل الوصدول إليهدا؛ ي دب عليده أن
يقرأه قراءة علمية موضوعية حيااية نزيهدة ،وال يصدح لده أن يقدرأه قدراءة
معاصرة نن ال ر بين القراءرين كبير جددا ،فعبدارة " قدراءة معاصدرة "
ريهد على صاحبها بأنها قراءة ذارية رحمل سل ية مذهبية متحيدزة للباطدل ال
للعلم ننها لدو كاندت عليمدة لسدماها " قدراءة علميدة " ،أو " قدراءة علميدة
معاصرة موضوعية" نن القدراءة المعاصدرة ،ال رعندي بالضدرورة أنهدا
قراءة علمية ،لكنها رعني أنها قراءة معاصدرة رعتمدد علدى أفكدار عصدرنا
وكونها معاصرة ال ي علهدا علميدة وال محايددة وال نزيهدة بالضدرورة ،فقدد
ركون ليست من العلم وال من العقل في شيء!! واضدح مدن ذلد أن محمدد
شحرور لم يقم بدراسة علمية للقرآن الكريم وإنما قام بدراسة ذارية رحري يدة
معاصرة؛ فانحري عن المنهت العلمي الصحيح من عنوان الكتاب وسيستمر
على انحرافه إلى نهايته
لكن شحرورا لم يلتزم بالمنهت العلمي ،وأعلن من البداية أنه يقرأ القدرآن
بأوهامه وظنونه وأهوائه التي سماها قراءة معاصرة فهي عبارة ريهد على
صاحبها بأنده قالهدا عدن سدابق إصدرار وررصدد لتطبيدق منه ده المعدوج
وعليه فإنه كان عليه من البدايدة أن يعلدن ويلتدزم بأنده سديقرأ القدرآن بل تده
ومصطلحاره وطبيعته ،لكنه لم ي عل واعلن بن سه عن مدنهت زائدف سديلتزم
به
وبذل يتبين أن كل من يريد أن يقرأ القرآن قراءة علمية ال ي عل كمدا
فعل شحرور الذ انحري منه يدا مدن البدايدة واسدتمر علدى انحرافده إلدى
النهاية؛ وإنما ي ب عليه أن يقرأه قدراءة علميدة نزيهدة رتقيدد بكدل سطدوا
المنهت العلمي الصحيح في البحث واالسدتدالل ،وال يقدراه قدراءة معاصدرة
ذارية رحري ية كما فعل شحرور
وبما أن انمر كذل ،فدإن المدنهت العلمدي الصدحيح ي درج علدى كدل
باحث موضوعي علمي يريد قراءة القرآن الكريم قراءة علمية ي رج عليه
أن يقرأه كما شرش القرآن ن سه بن سه ،وكما يريد هو من النداس أن يقدرؤوه
يعرفنا بن سه من جهدة؛ وال يصدح لده أن يقدرأه
وي هموه ،وكما يريد هو أن ك
7
كما يريد هو منه من جهة أسدره وعليده فدإن مدن لدم يقدرأ القدرآن بمنه ده
العلمي فلن ركون قراءره علمية فما هي الخطوا التي أمدر القدرآن الكدريم
بإرباعها لن همه فهما صحيحا ؟ وهل شحرور اربعه ،وإن لم يتبعده فلمداذا لدم
يتبعه؟؟!! إنها سما سطوا أساسية أشار إليها القرآن الكريم ،وعليها قام
منه ه في فهمه ور سيره
أولها :ي ب فهم القدرآن الكدريم بالل دة العربيدة حسدب المع دم الل دو
القرآني وليا حسب معاجم الل ة العربية القديمدة والحديثدة علمدا بدأن رلد
المعاجم هي رابعة للقرآن وليا هو رابعدا لهدا ،وهدو أصدلها انول ،وال َحكدم
عليها وليست هي ال َحكم عليه وهي موافقة له غالبا ننه هو أحدد مصداارها
انساسية عندما ارونت الل ة العربية في القرن الثالث اله ر وما بعده فكل
مدن يريددد فهددم القدرآن واراسد ته اراسددة علميددة ي دب عليدده أن يقددرأه بل تدده
صدلَ آ
ت آيَ ر
اردهر العربية ،ننه مكتوب بلسان عربي رمبدين قدال رعدالى :كتدَ اب فر ك
ع َربيكا لكقَ آو ٍم يَ آعلَ رمونَ [فصلت ،)]3 :و َو َكذَل َ أَنزَ آلنَاهر رح آكما َ
ع َربيدك ا َو َلدئن قر آرآنا َ
ي ٍ َوالَ َوا ٍن مدن َولد ك اءب مدنَ آالع آلدم َمدا َلد َ مدنَ ك ت أ َ آه َواء رهم َب آعددَ َمدا َجد َ ار َّ َب آع َ
[الرعدددد ،) ]37 :و إ َّنددا أَنزَ آل َندداهر قر آرآندددا َ
ع َرب كيددا لَّ َعلَّ ركدد آم ر َ آعق رلددونَ [يوسدددف :
ين [اليعراء ) ]195 :وعليده فإنده ال يصدح قدراءة ي ٍ ُّمب ٍع َرب ك
ان َ
س ٍ،)]2و بل َ
القرآن ب ير مع مه الل و ،فهو بداسله وييرش به ن سه بن سه ،وال يصدح
قراءردده بل ددة مددن سارجدده فددالقرآن ييددرش ن سدده بن سدده بل تدده وم اهيمدده
ومعطياره وهو الذ يحدا م اهيمه ومصطلحاره ومعانيه ومدغ أن االلتدزام
بتل الخطوة هو أمر بديهي وضرور ،فإن شدحرورا لدم يتبعهدا وال التدزم
بها في فهمه للقرآن إال ما وافق هواه كما سيتبين الحقا
الخطوة الثانية :ي ب ر سير القرآن بالقرآن ،ننه وصف ن سه بأنه كتاب
رمحكم َحكيم رمبين رم صل ،ال يأريه الباطدل أبددا فدالقرآن الكدريم ي سدر ن سده
ت مدن َّلدد آرن َحكد ٍيم بن سه ،بدليل قوله رعالى :الَر كت َاب أرحآ ك َم آ
ت آيَاررهر ر َّم فر ك
صلَ آ
ين [النمدل ،)]1 :و َال ب ُّمبد ٍ ير [هوا ،)]1 :و طا ر آل َ آ َيا ر آالقر آرآن َوكت َا ٍ
سَب ٍ
َيأآريه آال َباط رل من َبيآن َيدَيآه َو َال م آن س آَل ه ر َنزيل كم آن َحك ٍيم َحمي ٍد [فصلت ]42 :
)،و الر ر آل َ آيَا ر آالكت َاب آال َحكيم [يدونا )]1 :رلد الخطدوة لدم يلتدزم بهدا
شحرور في قراءره التحري ية للقرآن الكريم كما سيتضح الحقا ،ننها كاندت
مخال ة له منطلقا ونتي ة إال في حاال ناارة عندما روافق هواه
الخطوة الثالثة :ي ب ر سدير القدرآن الكدريم بالسدنة النبويدة الصدحيحة
الموافقة له ،ننها هي الم سرة له وهذا أمر ضرور عقال وشرعا ،فالش
8
أن من مهام الرسول أنه يربدين للنداس مدا أندزل هللا عليده ،فير سدر لهدم مدا لدم
اب إالَّ علَ آيد َ آالكتدَ َ ي هموه ،وما أجمله القرآن بدليل قوله رعالىَ :و َمدا أَنزَ آل َندا َ
استَلَ ردواآ فيدده َو رهدده َو َرحآ َمدة لك َقد آو ٍم يرؤآ منردونَ [النحددل ]64 : آ لت ر َبديكنَ لَ رهد رم الَّدذ
الزبرر َوأَنزَ آلنَا إلَ آي َ الذك آك َر لت ر َبديكنَ ل َّلنداس َمدا رند كز َل إ َلديآه آم َولَ َعلَّ رهد آم
)،و ب آال َبيكنَا َو ُّ
سولرنَا ير َبيك رن لَ رك آم َكثيدرا َيت َ َ َّك ررونَ [النحل ،) ]44 :و َيا أ َ آه َل آالكت َاب قَ آد َجاء رك آم َر ر
ن رندور َوكتدَ اب ير َقد آد َجداء ركم كمدنَ ك عن َكث ٍ كم َّما ركنت ر آم ر ر آخ رونَ منَ آالكت َاب َويَ آع رو َ
ُّمبين [المائدة )]15 :رل الخطوة هي أمر بديهي عقال وشرعا ،نن السنة
النبوية الصحيحة هي التي ربين القرآن بعد القرآن ،لكن شدحرورا لدم يتبعهدا
غالبا ،إال في حاال ناارة جدا عندما يوافق الحديث هواه
9
علمية ،وإنما ستكون اراسة رحري ية باطلة وبما أن شحرورا لم يلتزم بتل
الخطوا فدراسته للقرآن لم ركن صحيحة وال علمية كما سيتبين الحقدا مدن
جهة ،وأنهدا سدتكون مدن جهدة أسدره اراسدة كثيدرة انسطداء والتحريدف
وانوهام وانهواء وال قيمة لها في ميزان الير والعقل والعلم
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص60- :
10
حق وعلم فإن هو رَحرب فهذا يعني أنه أصبح باطال،ومخال ا للحقائق
العلمية الثابتة من جهة ،وال يصح شرعا وواقعا وعلما أن رتطور الحقائق
العلمية ننها صحيحة من جهة انية والكون كله ساضغ لقوانين كونية ال
رت ير ورَ رحول اون حركيته التطورية ال رمستمرة؛ وإنما ي ب أن يتحرب في
إطار ابت جمعا بين الت ير والثبا غلى أن يتدهور وينتهي حسب القانون
الثاني للديناميكا الحرارية في علم ال يزياء ولو رطور حقائق الير
والعقل والعلم الضطرب الكون والنهار كل شيء لكن با النص القرآني
ال يمنغ من روسيغ م ال فهمه ورعميقه بالبحث واالجتهاا ،بل هو يطلب منا
ارب ذل عندما أمرنا بتدبره ورطبيقه ،كقوله رعالى :كت َاب أَنزَ آلنَاهر إلَ آي َ رم َب َ
لك َيدَّب رَّروا آ َياره َول َيتَذَ َّك َر أ ر آولروا آان َ آل َباب [ص ،) ]29 :و أَفَ َال َيتَدَب رَّرونَ آالقر آرآنَ أَ آم
ب أَ آق َالر َها [محمد ،)]24 :لكن هذا ال يؤا إلى ر ير معانيه، علَى قرلرو ٍ َ
وفقدان صالحية،ورضمنه للمتناقضا إن ذل الرجل جاهل ال يعي ما
يقول أو أن هواه أعماه عن إربا الحق وبما أن انمر كذل ،فوصف
شحرور للنص القرآني بالثبا وحركية محتواه بدعوه ريابه آياره هو
زعم باطل قطعا ،وشاهد عليه بال هل والتحريف وإربا الهوه
ثانيا :إن من رالعبا شحرور ورحري اره أنه شر في الكالم عن
رأ ويل القرآن اون أن ييرش معنى التأويل في القرآن وطبقه حسب هواه
وهذا موقف باطل شرعا وعقال وعلما فكان من الواجب عليه أن يحدا
معناه اليرعي ليتبين معناه الصحيح من سقيمه ،لكنه لم ي عل ل ايا في
ن سه وعليه فإننا سنبينه هنا باستصار شديد يتضح جليا من ذكر آيا
قرآن ية استخدمت ل ظ التأويل وحدا معناه حسب سيا الكالم من جهة،
وبينَت التأويل الصحيح من الباطل من جهة انية
من ذل قوله :رعالىَ :و َكذَل َ َي آ ت َبي َ َربُّ َ َويرعَلك رم َ من رَأآويل ان َ َحاايث
[يوسف )]6 :بمعنى رعبير ور سير وشرش الرؤيا ،و َقا َل َهذَا ف َرا ر َبيآني
صبآرا [الكهف )]78 :بمعنى سأرنَبكئ ر َ بتَأآويل َما لَ آم ر َ آست َطغ َّ
ع َليآه َ َوبَيآن َ َ
س رن ر َأآويال [النساء ،)]59 : البيان والتوضيح والت سير ،و ذَل َ َسيآر َوأَحآ َ
طواآ بع آلمه َولَ َّما َيأآره آم رَأآويلرهر َكذَل َ بمعنى أحسن مآال و َب آل َكذَّبرواآ ب َما لَ آم يرحي ر
آف َكانَ َعاق َبةر ال َّالمينَ [يونا ،)]39 : ب الَّذينَ من قَبآله آم َفان ر آر َكي َ َكذَّ َ
بمعنى عاقبة ذل اآلمر
واضح من ذل أن معنى التأويل فدي القدرآن يعندي بصد ة عامدة :البيدان،
واليرش ،والتوضديح ،والت سد ير ،وال هدم ،وذلد المعندى لدم يذمده القدرآن
الكريم إذا رم بطريقة صحيحة؛ لكنه ذم نوعدا منده بقولده رعدالى :رهد َو َّالدذ َ
11
َاب م آنهر آيَا ُّمحآ َك َما ره َّن أ ر ُّم آالكتدَ اب َوأ ر َسد رر رمت ََيداب َها فَأ َ َّمدا
علَ آي َ آالكت َأَنزَ َل َ
الَّذينَ في قرلروبه آم زَ يآغ فَيَتَّبعرونَ َما رَيَابَهَ م آنهر ابآت َاء آال تآنَة َوابآت َداء ر َأآويلده َو َمدا
الراس رخونَ في آالع آلم يَقرولرونَ آ َمنَّا به رك ٌّل كم آن عند َربكنَا َو َمدا نر َو َّ يَ آعلَ رم ر َأآويلَهر إالَّ ك
انل َباب [آل عمران )]7 :هذا النو المذموم يرمارسده الدذين َيذَّ َّك رر إالَّ أ ر آولرواآ آ
في قلوبهم زيغ ،وهم المنحرفون عن الير والعقل العلم ،فيرمارسون بسبب
ذل التأويل التحري ي للنصوص اليرعية وهذا هو حال شدحرور وأمثالده،
فهم زائ ون عن المنهت العلمي الصحيح في فهدم القدرآن الكدريم ،يرمارسدون
التأويددل التحري ددي ال التأويددل العلمددي الددذ يعنددي اليددرش والت سددير وال هددم
الصحيح للنصوص اليرعية؛ لكن رأويلهم يعني التحريف والتدليا وال د
والخدا انتصارا نهوائهم
ؤول القدرآن ثالثا :إن زعم شحرور بأن النبي عليه الصالة والسالم لدم يدر ك
وبلك ه اون رأويل وأعطى م اهيم عامة فقط ،هو زعم باطل قطعدا إنده كأول
سر -القرآن نصحابه حسب ما أمره به هللا رعالى ووفق متطلبا الدعوة –ف ك
اإلسالمية ولذل أمره هللا رعالى بأن يربين للناس الددين ويربيدرهم ويرندذرهم،
استَلَ رواآ فيه َو رهده َو َرحآ َمدة لك َقد آو ٍم
آ علَ آي َ آالكت َ
َاب إالَّ لت ر َبيكنَ لَ ره رم الَّذ َو َما أَنزَ آلنَا َ
يرؤآ منرونَ [النحدل )]64 :ور سديره كدان صدحيحا ومدا يدزال صدحيحا ،ولدن
يت ير وإلى جانب ذل فقد كانت للصحابة قراءارهم وفرهدومهم للقدرآن بحكدم
أن هللا أمرنا أن نقرأه ونتدبره الستخراج كنوزه واررره
12
ومن مظاهر انحراي شحرور في رأويدل القدرآن الكدريم وفسداا فهمده
له ،انه قال :وهو أننا ي ب أن نكدون وا قدين مدن أن سدنا ونقدول إنندا فدي
القرن العيرين قاارون على رحويل القرآن من مطلدق إلدى نسدبي كمدا فعدل
1
النبي صلى هللا عليه وسلم)
أقول :ذل القدول باطدل وفيده ر لديط وسددا وهدو مدن رحري دا ذلد
الكارب ورحايله على القراء ،وإصدراره علدى رأويدل القدرآن حسدب هدواه ال
حسب الير ،وال العقل ،وال العلم وذل لكي يتسنى له رحري ه ،ولم ي هدم
القرآن بالقرآن وإنما زعم أن القرآن هو في انصل رمطلق ولكدي يرطبدق فدي
والواقغ ي دب رحويلده إلدى نسدبي ،وزعدم أن هدذا ال عدل طبقده النبدي عليده
الصالة والسالم وهذا زعم باطل وكذب على هللا ورسدوله مدن جهدة ،وهدو
وسيلة استلقها شحرور ليرحري القرآن حسدب هدواه والحقيقدة أنده ال يصدح
وصف القرآن بأنه رمطلق وي ب رحويله علدى نسدبي ال يصدح ذلد نن هللا
رعالى أنزل القرآن مناسبا للبير كلهم من البداية بأصوله وفروعه وم اهيمده
وقصصه وبكدل مدا فيده فهدو صدالح لكدل زمدان ومكدان مدن القدرن انول
اله ر إلى يوم القيامة وال يحتاج إلى رحويله وال رحري ه ليرناسدب النداس،
وإنما على الناس أن يتبعوه وليا العكا ،وكل محاولدة لتحويلده كمدا زعدم
شحرور فهو رحريف له وافتراء عليه كما أنده ي دب عليندا نحدن أن نرر دغ
إليه بتطبيقنا لده ،ال أن نحولده ليرناسدب ظروفندا وأهواءندا وانحرافارندا كمدا
يريد شحرور وأمثاله
وقد اسبرنا هللا رعالى بأنه أنزل وحيده واينده مناسدبا لندا فكدرا ووجددانا
وسلوكا وأمرنا أن نؤمن به ونخلص له ،ونتدبره ونطبقه رطبيقدا كدامال قلبدا
صدكقا لك َما بَيآنَ يَدَ آيده َاب ب آال َح كق رم َ وقالبا من ذل قوله رعالىَ :وأَنزَ آلنَا إلَ آي َ آالكت َ
ع َّمدانر َوالَ رَتَّبد آغ أ َ آهد َواء ره آم َ منَ آالكت َاب َو رم َهيآمنا َ
علَيآه فَاحآ ركم بَ آيدنَ رهم ب َمدا أَندزَ َل ك
نر لَ َ َعلَ ركد آم أ ر َّمدة
شداء ك عة َوم آن َهاجدا َو َلد آو َ اءب منَ آال َح كق ل رك ٍكل َج َع آلنَا من رك آم شد آر َ
َج َ
َواحدَة َولَدكن لكيَ آبلر َو رك آم في َما آر َا ركم فَا آست َبقروا ال َخي َآرا إ َلدى هللا َمد آرجعر رك آم َجميعدا
فَيرن كَبددئ ر ركم ب َمددا ركنددت ر آم فيدده ر آَخت َل رددونَ [المائدددة ،) ]48 :و َوأ َ َّن َهدددذَا صدد َراطي
صدا ركم بده سدبيله ذَل ركد آم َو َّ عدن َ رم آست َقيما فَارَّبعروهر َوالَ رَتَّبعرواآ ُّ
السدبر َل فَت َ َد َّر َ ب ركد آم َ
ن َحد َّق ج َهدااه رهد َو اجآ ت ََبدا رك آم لَعَلَّ رك آم رَتَّقرونَ [اننعام ،) ]153 :و َو َجاهدروا في َّ
ج [الحدت ،) ]78 :و كتدَ اب أَنزَ آل َنداهر إلَ آيد َ علَ آي رك آم في الدكين مد آن َحد َر ٍ َو َما َجعَ َل َ
ارب لكيَدَّب رَّروا آيَاره َوليَتَذَ َّك َر أ ر آولروا آان َ آلبَاب [ص ،)]29 :و َوأَن احآ ركدم بَ آيدنَ رهم رمبَ َ
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص566 :
13
نرعن بَ آعدض َمدا أَندزَ َل ك نر َوالَ رَتَّب آغ أ َ آه َواء ره آم َواحآ ذَ آر ره آم أَن يَ آتنر َ
وب َ ب َما أَنزَ َل ك
نر أَن يرصيبَ رهم ببَ آعض ذرنروبه آم َوإ َّن َكثيدرا كمدنَ إلَ آي َ فَإن ر ََولَّ آواآ فَا آعلَ آم أَنَّ َما يرريدر ك
النَّاس لَ َاسقرونَ [المائدة ) ]49 :
رلد اآليددا هددي أالددة اام ددة وقطعيددة ،ر ربطددل مددزاعم شددحرور وركيددف
منه دده الزائددف القددائم علددى التحريددف والتدددليا ورعطيددل اليددر بدددعوه
رحويله من مطلق إلى نسبي هذا فكدر باطدل ،واعدوة مسدمومة هددفها هددم
اإلسالم ورحريف القرآن بدعوه الت ديد وال هم العصر لإلسدالم ومواكبدة
التطور الحضار والحقيقة أن هذا الكارب لدو كدان صدااقا مدغ ن سده كدان
ي ب عليه أن يأسذ القرآن كمدا هدو ،أو يتركده ويبحدث لن سده طريقدا آسدر
يتبعدده ،وهددذا أحسددن لدده مددن أن يتبددغ طريددق التحريددف والن ددا والكددذب،
بدعوه ال هم العصر للقرآن نن القرآن ال يقبل القراءة المعاصرة ،وإنمدا
يأمر بال هم الصحيح له القائم على الوحي ،والعقل والعلدم وبمعندى آسدر إن
القرآن يأمرنا بأن نقرأه بعلم صحيح ،وعقل صريح ،ووحي صحيح ،بددليل
ن ب آَيدر ع آلد ٍم َو َال رهدده َو َال كتدَ ا ٍ
ب قوله رعالىَ :ومنَ النَّاس َمن ير َ داا رل فدي َّ
ير [الحت ) ]8 :لكن هدذا الكاردب رفدض أن يتبدغ هدذا المدنهت وأصدر ُّمن ٍ
على أن يتبغ منهت التحريف والتالعب في فهمه للقرآن ل ايا في ن سه
وبذل يتبين أن الكارب محمد شحرور لم يتبن منه ا صحيحا فدي قراءرده
للقرآن الكريم ،وإنما ربنى منه ا رأويليا رحري يا عن سابق إصرار وررصد،
استاره بأوهامه وأهوائه ل ايا في ن سه من جهة؛ وهو بذل قدد حكدم علدى
ن سه وفكره بالضالل واإلضالل ومخال ة الوحي والعلدم واليدر مدن جهدة
أسره
ثالثا :نقض منهج شحرور في البحث واالستدالل :
ربنى الكارب محمد شحرور في قراءرده التحري يدة للقدرآن الكدريم منه دا
صله على مقاسه حسب هواه به قدرأه وحللده وحددا صد اره بحثيا استدالليا ف ك
وغاياره ،فقال :وانطالقا “مما سلف” قمنا بقراءة جديددة للدذكر الدذ رعهدد
هللا بح ه إنَّا نَحآ رن ن ََّز آلنَا الذك آك َر َوإنَّا لَهر لَ َحداف رونَ [الح در ،)]9 :و َو ُّ
الزبدر ر
َوأَنزَ آلنَا إلَ آي َ الذك آك َر لت ر َبيكنَ للنَّاس َما نر كز َل إلَيآه آم َولَ َعلَّ ره آم َيت َ َ َّكد ررونَ [النحدل ]44 :
) معتمدين على انسا التالية:
– -1مسح عام لخصائص اللسان العربدي معتمددين علدى المدنهت الل دو
نبي علي ال ارسي والمتمثل اإلمدامين ابدن جندي وعبدد القداهر ال رجداني،
ومستندين إلى اليعر ال اهلي.
14
– - 2اإلطال على آسر ما روصلت إليه علوم اللسانيا الحديثة من نتائت
وعلى رأسها أن كل انلسن اإلنسانية ال رحو ساصية الترااي ،بل العكدا
هو الصحيح ،وهو أن الكلمة الواحدة ضمن التطور التداريخي إمدا أن رهلد
أو رحمل معنى جديدا باإلضافة إلى المعنى انول وقد وجددنا هدذه الخاصدية
واضحة كل الوضوش في اللسان العربي.
لقد استعرضنا معاجم الل ة فوجدنا أن أنسبها هو مع دم مقداييا الل دة البدن
فارس “رلميذ علب” الذ ين ي وجوا الترااي فدي الل دة ،فقدد ردم االعتمداا
عليه بيكل أساسي اون إغ ال بقية المعاجم.
– - 3إذا كان اإلسالم صدالحا لكدل زمدان ومكدان ،في دب االنطدال بمدن
فرضية أن الكتاب رنزل علينا ،وأنه جاء ل يلنا في النصف الثاني من القدرن
العيرين ،وكأن النبي صلى هللا عليه وسلم روفي حدديثا وبل ندا هدذا الكتداب
لذا فإن القارئ يالحظ بيكل واضح أننا في فهمنا للكتاب نقف علدى أرضدية
القرن العيرين اون إغ ال التطور التاريخي لت اعدل انجيدال المتعاقبدة مدغ
الكتاب “الت اسير والمذاهب ال قهة” ،حيث كانت ن ررنا لهذه انابيا علدى
أنها ر اعدل رداريخي مدغ الكتداب ،ولدذا فإنهدا رددسل ضدمن التدرا العربدي
اإلسدددالمي فال قددده اإلسدددالمي المدددورو يعكدددا الميددداكل االجتماعيدددة
واالقتصددااية والسياسددية فددي مرحلددة راريخيددة معينددة ،والت اسددير رعكددا
انرضية المعرفية للمرحلة التاريخية التي كتب فيها الت سير ،واعتبرنا أنهدا
ال رحمل طابغ القدسية.
وإذا كان هناب رناقض في كتب الت سير فإننا لم نحاول رأويدل أقدوال الم سدر
لكي نخرج الم سر بأنه على صدواب اائمدا ،وهدذا مدا ن همده مدن مصدطلح
القدسية ،حيث أن القدسية هي لنص الكتاب فقط.
– - 4إن هللا سبحانه ورعالى ليا بحاجة أن يهد ن سه أو يعلم ن سده ولدذا
فقد أرسل للناس هده وليا لن سه ،لذا كدل مدا جداء فدي الكتداب قابدل لل هدم
بالضرورة ،وي هم على نحو يقتضديه العقدل ،وقدد جداء بصدي ة قابلدة لل هدم
اإلنساني هذه الصي ة هي باللسان العربي المبين وبما أنه ال يوجدد ان صدام
بين الل ة وال كر اإلنساني ،فإننا نرفض القول بأنده روجدد آيدا فدي الكتداب
غير قابلة لل هم ،ونره أن هذا ال هم راريخي نسبي مرحلي.
– - 5إن هللا سبحانه ورعالى رفغ مدن مكانده العقدل اإلنسداني فدي معدرج
سطابه له ،لذا فإننا ننطلق مما يلي:
أ – ال يوجد رناقض بين الوحي والعقل.
15
ب – ال يوجددد رندداقض بددين الددوحي والحقيقددة “صددد الخبددر ومعقوليددة
التيريغ”.
– - 6بما أن هللا سبحانه ورعالى رفغ من مكانة العقل اإلنساني فانجدر بندا
أن نرفغ من هذه المنكانة ونحترمها ،وعليه فإننا حاولندا جاهددين فدي كتابندا
احترام عقل القدارئ أكثدر مدن احترامندا لعواط ده كمدا ذكرندا فدي أول هدذه
1
المقدمة)
أقول :رل انقوال مزاعم باطلة جملة ور صديال ،وذلد المدنهت مرفدوج
شرعا وعقال وعلما ،وهو شاهد على صاحبه بأنه جاهل ،أو جاحد معاند ،أو
صاحب هوه ألنه أوال ،ال يصح لمدن يريدد أن يقدرأ القدرآن الكدريم قدراءة
علمية موافقة للير والعقل والعلم أن يقدرأه ب يدر مدنهت القدرآن ن سده ل د ة
ومضمونا ومنه ا كما بيناه سابقا وعليه فدراسة شحرور للقرآن ب ير منهت
القرآن هي اليل على أن اراسته لدن ركدون اراسدة علميدة صدحيحة موافقدة
للوحي والعقل والعلم ،وإنما هي اراسة ذاريدة ناقصدة ورحري يدة وال يرمكنهدا
أن رؤا إلى فهم صحيح للقرآن كمدا يريدد القرآن وعليده فدراسدة شدحرور
للقرآن بمنهت ل و نسبه إلى أبدي علدي ال ارسدي وابدن جندي وعبدد القداار
ال رجاني ،هو منهت بين احتماليكن :إن كدان منه دا صدحيحا موافقدا للقدرآن
فهو منهت قرآني ورابغ للقرآن ،وهذا يعندي وجدوب قدراءة القدرآن بدالقرآن
وال يرنسب منه ه إلى كتاب آسر وإن كان مخال ا له فال يصح اراسة القرآن
بمنهت مخالف له ،ننه لن يكون منه دا صدحيحا وال يصدلح لدراسدته بدذل
المنهت
وأما قول شحرور بأنه سيدرس القرآن بمنهت هؤالء باالستناا إلى اليدعر
ال اهلي ،فهذا أيضا منهت فاسد وقاصر وضدعيف جددا ،نن الل دة العربيدة
انصيلة والحقيقيدة ،روجدد أوال فدي القدرآن الكدريم ،فهدو كتداب ندزل بل دة
ع َلدى قَ آلبد َ لت رَكدونَ مدنَ الدرو رش آانَمد ر
ين َ العرب ووص ه هللا رعالى :نَزَ َل بده ُّ
ين[اليعراء ،) ]195 - 193:و ركتب مباشدرة بعدد ي ٍ رمب ٍ
ع َرب ك
ان َ
س ٍآال رم آنذرينَ بل َ
نزوله بلسان العدرب معاصدرا للعدرب قبدل اسدتالط ل دتهم بل دا اليدعوب
انسره فل ة القرآن الكريم هدي أصدل الل دة العربيدة ،وهدو الكتداب انول
لل ة العربية وأما اليعر ال اهلي ،فهذا اليعر لم يثبدت أنده كلده مدن اليدعر
دون إال بعدد نحدو قدرنين مدن ال اهلي كما هو معروي قديما وحديثا ،ولدم يدر ك
الزمن وأكثر بعدد ظهدور اإلسدالم ،وقدد ا كرون بعددما اسدتلط اللسدان العربدي
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص43 :
16
بل ا أسره وفقد كثيرا مدن أصدالته فدي انريداي والباايدة والمددن بسدبب
الت يير الكبير في كل نواحي الحياة فكدرا وسدلوكا الدذ أحد ده اإلسدالم فدي
جزيرة العرب والمير اإلسالمي كله كما أن ذل اليعر أكثدره ليسدت لده
أسانيد ،وإن روجد ليست صحيحة وبما أن انمر كدذل فدال يصدح أبددا أن
يكون اليعر ال اهلي مصدرا لدراسة القرآن الكريم ،وإنما هو رابغ للقدرآن،
وليا َحكما عليه ،وإنما يرستأنا به ويرستخدم لليرش واالستيهاا ،نن ل ة
القرآن هي انصل من جهة ،وهو يحمل مع مه الل و من ااسله مدن جهدة
أسددره وهددذا يعنددي أن المددنهت الل ددو الددذ اربعدده شددحرور لدديا منه ددا
صددحيحا وال علميددا وسددتكون مع ددم نتددائت باطلددة ،نن فسدداا مددنهت البحددث
واالستدالل يستلزم حتما كثرة انسطاء وقلة الصواب والعكا عندما يكدون
المنهت صحيحا
ثانيا :إن القول بعدم وجوا الترااي في الل دة العربيدة والل دا انسدره
هو زعم باطل قطعا ،وال ين يه إال جاهل ،أو جاحد معاند ،أو صاحب هوه،
أو باحث يعني بالترااي غير الترااي المتعاري عليه وال رممارس في حيارنا
اليومية والنتي ة هي أن الترااي موجوا في القرآن وفدي كدل العلدوم قدديما
وحديثا ،وفي كل الل ا ،وال يرمكدن االسدت ناء عنده ،ويرسدتخدم فدي انفعدال
وانسماء والترااي الذ نقصده هو الترااي العام الدذ يقدوم علدى أصدل
واحد للمعنى ،ويرطلق على ال عل أو االسم ب ض الن ر أيَن َ
طب رق انطباقا رامدا
أم نسبيا من ذل قولنا :جاء الولدد ،وأردى الولدد هدذا قددر ،وهدذه بررمدة
وهذا هارف جوال ،وهذا هارف محمول والندار مدأوه ال دالمين وجهدنم
مأوه ال المين واضح من ذل ،أن المعنى واحد ولم يت ير
ومن ذل أيضا قولنا :انمطار رسقط ،وانمطار رنزل فال ش أنندا ن هدم
معنى واحدا ،وال ن هدم معندى متناقضدا وال ن هدم معنيدين حتدى وإن فرضدنا
وجوا فوار اقيقة بين الل يكن إنه ررااي كلمتيكن حمل معنى واحدا ،هو
أصلها الذ ي مغ بينهما
وبما أن انمر كذل ،فإن وجوا استالي يسير واقيدق جددا بدين كثيدر مدن
المتراافا ال ير ير من انصل الميترب شيئا ،فال ير ير المعنى وال الم هدوم
وال ي عله متناقضا فعندما أقول :جداء المعلدم ،أو أردى المعلدم ،أو اشدتريت
قدرا أو بررمة فالمعنى واحد وال أفهدم منده إال معندى واحددا حتدى وإن روجدد
فار اقيق جدا بين الكلمتين فالترااي بذل المعندى موجدوا وهدو انصدل
17
الذ أوجد الترااي وال يرمكن أن ين يه ال ر الدقيق الموجوا بين المتراافين
مدغ وجددوا انصددل ال دامغ بينهمددا وبمددا أن انمددر كدذل فددال يصددح إنكددار
الترااي بدعوه وجوا فوار اقيقة بين متراافا انمر الواحدد فدالترااي
موجوا قطعا نقرأه في الكتب ونتعامل به في حيارنا اليومية ،ومن ينكره فهو
يتعامل به بأقواله وأفعالده وينكدره بلسدانه ،وسديبقى رراافدا حتدى وإن سدماه
باسم آسر!!
ومن ذلك أيضا أسماء النار في القرآن الكريم ،منها :ال َهاويَة ،قال رعالى:
اب َمدا ه َيد آه َندار َحام َيدة ﴾ يندهر فَأ ر ُّمدهر هَاو َيدة َو َمدا أ َ آا َر َ ت َم َواز ر ﴿ َوأ َ َّما َم آن َس َّد آ
ط َمدة َو َمدا [القارعة )11 – 8 :وال رحطمة،قال رعدالىَ ﴿ :كد َّال لَير آن َبدذَ َّن فدي آال رح َ
ع َلدى آان َ آفئددَة ﴾ [الهمدزة- 4 : َطلد رغ َ ن آال رموقَدَة ر الَّتي ر َّ َار َّط َمةر ن ر اب َما آال رح َ أ َ آا َر َ
يمط َى َوآ َد َر آال َح َيداة َ الددُّ آن َيا َفدإ َّن آال َ حد َ ) 7وال حيم ،قال رعالى ﴿:فَأ َ َّما َم آن َ ]
ي عن آال َه َوه فَإ َّن آال َ نَّةَ ه َ ا َ ام َربكه َونَ َهى النَّ آ َ َاي َمقَ َ ي آال َمأ آ َوه َوأ َ َّما َم آن س َ ه َ
{وإذَا آال َ حدددددي رم آال َمدددددأ آ َوه ﴾ النازعدددددا )41 – 37 :وقدددددال رعدددددالىَ :
صالروا آال َ حيم رد َّم ي َرقدا رل َهدذَا سعك َر آ [التكوير ]12 :وقال رعالى ﴿:ر َّم إنَّ ره آم لَ َ ر
الَّذ رك آندت ر آم بده ر ر َكدذكبرونَ ﴾ [المط دين ) 17 ،16 :وجهدنم ،قدال رعدالى ﴿:إ َّن
لطاغينَ َمآبا َالبثينَ في َها أَحآ قَابدا ﴾ [النبدأ،) 23 – 21 : صااا ل َّ َت م آر َ َج َهنَّ َم َكان آ
اب وقال رعالى ﴿:إ َّن الَّذينَ فَتَنروا آال رمؤآ منينَ َو آال رمؤآ منَا ر َّم َلد آم يَتروبدر وا فَلَ رهد آم َ
عدذَ ر
اب آال َحريق ﴾ [البروج، ) 10 :وقال رعالى ﴿:إ َّن الَّذينَ َك َد رروا عذ َ ر َج َهنَّ َم َولَ ره آم َ
م آن أ َ آهل آالكت َاب َو آال رم آيركينَ في نَار َج َهنَّ َم سَالدينَ في َها أرولَئ َ ره آم ش َُّر آالبَريَّة ﴾
[البينة) 6 :
واضح من رل انسماء أنها أسماء لمسمى واحدد هدو الندار ،موضدوعها
واحددد ولدديا متعددداا ،ون ددا انمددر ينطبددق علددى أسددماء ال نددة والمعدداا
انسرو فنحن أمام متراافا لمسمى واحد له عدة أسماء كل اسدم وصد ه
بص ة أو أكثر من ص اره يتميز بها ذل المسمى ووص ه بص ة من صد اره
ال ين ي انصل وال يرناقضه وإنما يتضمنه بالضرورة فدإذا قلندا مدثال :فدالن
سديكون مصديره جهدنم ،أو مصديره ال حديم ،أو مصديره الندار فالشد أننددا
سن هم معنى واحدا ،وال ن هم أنه سيدسل ال نة ،وال أنده سديكون فدي منزلدة
بين المنزلتين ،وال أنه سيكون في مكان آسر
وبما أن انمر كذل ،فلماذا أصر شحرور على ن ي الترااي فدي القدرآن
والل ة العربية ،بل وفي جميغ الل دا حسدب زعمده؟؟ ،واضدح مدن زعمده
الباطل أنه ن ى وجوا الترااي لديا انطالقدا مدن موقدف علمدي باحدث عدن
الحقيقة ،وال من اليل صحيح ،وإنما ربناه عن سابق إصرار وررصد ليرحري
18
به القرآن الكريم وي تر بده عليده حسدب أوهامده وأهوائده ويقدول للنداس:
القرآن ليا هو الكتاب ،والكتاب ليا هو القرآن ،والقرآن ليا هو ال رقان،
والذكر ليا هو القدرآن وال الكتداب ،وال ال رقدان هدذه المدزاعم المضدحكة
والباطلة قالها شحرور انطالقا من ن يه وجوا الترااي في الل ة العربية مدن
جهة ،ورحري ه للقرآن الكريم مدن جهدة أسدره فهدذا الكاردب ال يبحدث عدن
الحقيقة ،وال أن يدرس القرآن الكريم كما هو موجوا،وال كما يريد القرآن أن
ير همنا ن سه ،وإنما يدرسه بخل ياره المذهبيدة وب ايارده ال رمبيتدة سدل ا لتحري ده
ورطويعه حسب هواه
وأما زعمه بأن الدراسا الل وية الحديثة ن ت وجوا الترااي في الل دا
وأ بتت أن الكلمة الواحدة ضمن التطور التداريخي إمدا أن رهلد أو رحمدل
معنى جديدا باإلضافة إلى المعنى انول وقد وجددنا هدذه الخاصدية واضدحة
كل الوضوش في اللسان العربي )؛ فهدو زعدم باطدل ،نن المتراافدا مدثال
موجواة في الل ة ال رنسية باسم . ) Synonymes :مدن ذلد أن السديارة
رسدمى . Autmobil ، Voiture :كمدا أن المتراافدا موجدواة فدي
القرآن والل ة العربية قديما وحديثا كما بيناه سابقا ورطور معاني الكلمدا ال
ين ي وجوا المتراافدا وال يدر ؤا إلدى انقراضدها ،فمدغ بقداء معندى الكلمدة
القديم معموال به ،فقدد يرسد تحد معند ى آسدر متراافدا لده مدغ اسدتالي نسدبة
التطابق ،وقد يرستخرج منه معنى آسر م ايرا لمعناه انصلي كما أن التطور
الل و قد يؤا إلى استحدا متراافدا جديددة لدم ركدن موجدواة مدن قبدل
كاستحدا عدة أسماء لمسدمى واحدد ،كتسدمية الهدارف المحمدول :ال دوال،
والنقال ،والمحمول
ثالثا :إن الذ يريد اراسة القدرآن الكدريم اراسدة علميدة ،وي همده فهمدا
صحيحا ي ب عليده أن ينطلدق مدن أرضدية القدرآن ن سده ،وال ينطلدق مدن
أرضددية القددرن العيددرين المدديالا وال القددرن انول اله ددر نن القددرآن
كتاب رمحكم حكيم رم صل رمبين ،له مع مه الل دو ،ومصدطلحاره وم اهيمده
وأصوله الخاصة به وال يصح إسضاعه لمعطيا أرضية القدرن العيدرين
وال غيره من القرون إال بقدر ما ررساعد في فهم القرآن الكريم فهما صدحيحا
من جهة ،وركون رابعة له وليست َحكما عليه من جهة أسره وكدل محاولدة
ل هم القرآن اون ذل المنهت ،فهي محاولدة فاشدلة ورحريدف رمت َعمدد للقدرآن
الكريم ،وستكون نتائ ه باطلة في مع مها وبما أن الكاردب محمدد شدحرور
رفض المنهت القرآني في فهم القرآن وأصر على فهمه بمنهت فاسد ،فالشد
أن محاولته متهافتة قطعا
19
وأما بالنسبة لما قاله شحرور عن ال قده اإلسدالمي بأنده ردرا إسدالمي،
فكالمه ناقص ،وفيده رددليا ور لديط نن ال قده اإلسدالمي لديا كلهدا ررا دا
علميا ،وإنما هو يتكدون مدن قسدمين أساسد يين :انول يتمثدل فدي نصدوص
الكتاب والسنة الصحيحة التي قام عليها ذل ال قه ،وهذا وحدي ولديا ررا دا
بيريا والقسم الثاني يتمثل في اجتهااا ال قهاء وفتداويهم التدي اسدتنبطوها
من رل النصوص وهذا القسم هو عمل بير يندرج ضمن الترا العلمي
اإلسالمي لكن الكارب محمد شحرور لم يرميدز بدين القسدمين ،وألحدق القسدم
انول بالثاني وأصدر عليه رحكما واحدا بأنه ررا بير ل اية في ن سه
وأما قوله بأنه ال قدسية نقوال ال قهداء والم سدرين ،وإنمدا القدسدية لدنص
الكتاب فقط ،فهو قدول فيده حدق وباطدل وال شد أن اجتهدااا أهدل العلدم
ليست معصومة وال مقدسة بدليل الير والعقدل والعلدم ،وإنمدا الدوحي هدو
ال رمقدس والواجب إرباعده نن التقدديا وحدده ال يك دي لكدن الكاردب محمدد
شحرور كما لم يقدس اجتهااا ال قهاء والم سرين فهو لدم يقددس نصدوص
القرآن ،وليا صحيحا أنه قدسها فلو قدس القرآن اللتزم بمنهت القرآن فدي
فهم القرآن ولو قدكسه ما أهمل السنة النبوية ك
وقزمها ،والقرآن الكريم أوجدب
سره بالتأويل التحري ي عن سابق إصرار وررصد أرباعها ولو قدكسه ما ف ك
وفيما يتعلق ب هم القرآن الكريم ،فال ش أنه كتاب رضمن آيدا محكمدا
هي أصل الكتداب ،وأ رسدر متيدابها رحتمدل عددة قدراءا لكنهدا ال رحتمدل
قراءا وال فهوما متناقضة ،وإنما هي من باب استالي التندو ال التنداقض
ير سرها القرآن الكريم بن سه بآيا أسره وبما أن القدرآن الكدريم هدو كتداب
رمحكم حكيم رم صل مبين ال يأريه الباطل أبدا ،فهدو ير سدر ن سده بن سده ،فدإذا
ذكر آية متيابهة في موضدغ فهدو ير سدرها فدي موضدغ أو مواضدغ أسدره
وهذا يعني أن القرآن الكريم كله رمحكم وال يوجد فيده آيدا متيدابها غيدر
قابلة لل هم ومغ أن القرآن كذل فإن فهم أهل العلم له نسبي حسدب قددرارهم
وعلومهم وظروفهم لكن ال هم الصحيح للقرآن الكريم ال يدتم بدالمنهت الدذ
اربعه شحرور ،وإنما يتم فهمده بدالمنهت الدذ وضدعه القدرآن ل هدم القدرآن،
وهذا هو المنهت الذ يقتضيه العقل والعلم ل هم القرآن فهمدا صدحيحا وأمدا
المنهت الذ اربعده شدحرور ،فهدو مدنهت ال يقتضديه العقدل وال العلدم وإنمدا
رقتضيه انوهام وانهواء التي أقدام عليهدا شدحرور منه ده وهدو بدذل لدم
يحترم القرآن وال العقل وال العلم وال القراء ،وإنمدا احتدرم ظنونده وأوهامده
وأهواءه!!!!
20
ومن ذلك أيضا أن شحرورا قدال عدن العوائدق التدي رعدو ال كدر عدن
ممارسة البحث العلمي الصحيح :إن ال كر العربي المعاصر ومدن ضدمنه
ال كر اإلسالمي يعاني من المياكل انساسية التالية:
– 1عدم التقيد بمنهت البحدث العلمدي الموضدوعي فدي كثيدر مدن انحيدان،
وعدددم رطبيددق الكتدداب المسددلمين لهددذا المددنهت علددى الددنص القدسددي الددديني
المتمثل بآيا الكتاب الموحى إلى محمد صلى هللا عليه وسلم حيدث إن أول
شرط من شروط البحث العلمي الموضوعي هو اراسة النص بدال عواطدف
جياشة ،من شأنها أن روقغ الدارس في الوهم ،وسصوصا إذا كدان موضدو
1
الدراسة نصا اينيا أو نحو ذل ).
أقول :أوال ،ذل اليدرط لديا صدحيحا فدي مع مده ،وفيده ارهدام لل ركتداب
المسلمين وعددم ارهدام ل يدر المسدلمين عنددما يكتبدون عدن اإلسدالم ولديا
صحيحا أن ال ركتاب المسلمين ال يرطبقون المنهت العلمي في اراستهم للقدرآن،
فهم يطبقونه غالبا نن القرآن ن سه يأمرهم بتطبيقه عندما يدرسدون القدرآن،
بن ب آَيدر ع آلد ٍم َو َال رهدده َو َال كتدَ ا ٍ كقوله رعالىَ :ومنَ النَّاس َمن ير َ اا رل في َّ
ص د َر الس د آم َغ َو آال َب َ
آا َل د َ ب ده ع آل دم إ َّن َّ ف َم دا َل دي َ ُّمنيد ٍدر [الحددت ،) ]8 :و َوالَ ر آَق د ر
ع آنهر َم آسؤروال [اإلسراء ،)]36 :و أ َ َّمن َي آبدَأ ر آالخ آَلدقَ رد َّم َو آال ر َؤااَ رك ُّل أرولدئ َ َكانَ َ
ن رقد آل َهدارروا ب آرر َهدانَ رك آم إن س َماء َو آان َ آرج أَإ َلده َّمد َغ َّ يرعيدرهر َو َمن يَ آر رزقر ركم كمنَ ال َّ
سدونَ آال َحد َّق ب آالبَاطدل صااقينَ [النمل ،) ]64 :و َيدا أ َ آهد َل آالكتدَ اب لد َم ر آَلب ر ركنت ر آم َ
َور َ آكت ر رمددونَ آال َحد د َّق َوأَند دت ر آم ر َ آعلَ رمد دونَ [آل عمدددران ) ]71 :فارهدددام شدددحرور
للمسددلمين ال يصددد علدديهم غالبددا ،نن القددرآن يددأمرهم بددااللتزام بددالمنهت
العلمي الصحيح
كمددا أندده كددان ي ددب علددى شددحرور أن ينتقددد المنحددرفين عددن اإلسددالم
والطاعنين فيه ،ويبدأ بن سه أوال ،ننه هو واحد منهم ومن كبار رؤوسدهم،
والذين يقرؤون القرآن بمنهت غيدر علمدي ويرطدالبهم بدااللتزام بده ،وهدو أن
يقرؤوا القرآن بل ته ومعانيه ومنه ه ،وهذا يت دق رمامدا مدغ المدنهت العلمدي
الصحيح وي رضه على الباحثين
ثانيا :ليا شرطا في البحث العلمي النزيه أن يددرس الباحدث القدرآن أو
غيره من الكتب وانبحا بال عواطف جياشة ،من شأنها أن روقغ الددارس
2
في الوهم ،وسصوصا إذا كان موضو الدراسة نصا اينيا أو نحدو ذلد ).
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص30 :
2محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص30 :
21
هذا ليا شرطا علميدا وال يصدح قولده ،وال يرمكدن أن يوجدد ،ننده ال يرمكدن
نحد أن يقوم ببحث اون عواطف رصاحبه في بحثه ب دض الن در هدل هدي
جياشة ،أم ال ؟! وهل غايتها طلب الحقيقة أم طمسدها وكتمانهدا ؟! وعليده
فال يصح ذل اليرط بتل الصي ة ،وإنما إذا كدان الباحدث لده عاط دة قويدة
وجياشة جدا ردفعه للبحث طلبا للحقيقية وأسذا بها ،والتزمد ا بدالمنهت العلمدي
الصحيح ،فهذا أمر جيد جدا ،ويري غ عليه صاحبه وال يرعاب عليده لكدن إن
وجد باحث آسر له عاط ة قويدة وجياشدة جددا غايتده مدن البحدث االنتصدار
للباطل وكتمان الحق فهذا هو الذ ي دب أن يرنكدر عليده ،ويرطالدب بدالتخلي
عن عاط ته ال ياشة ومنه ه المنحري ويلتزم بالمنهت العلمي الصحيح
كما أن الباحث صاحب العاط ة ال ياشة الذ له اين أو مذهب يأمره أو
يي عه على التحريدف والخددا واالنتصدار للباطدل ي دب عليده أن يخال ده
ويستخدم عاط ته لرفض ما يأمره ،وينتصدر للحيداا والحدق بعاط دة قويدة
وهذا سالي الباحث صاحب العاط ة ال ياشة الذ له ايدن أو مدذهب يدأمره
بالنزاهة العلميدة واالنتصدار للحقيقيدة ،فهدذا ي دد سدندا وعوندا مدن اينده أو
مذهبه فتكدون عاط تده اافعدا قويدا لده فدي االلتدزام بالموضدوعية فدي بحثده
العلمي وهذا هو حال الباحث المسلم الملتدزم ،نن اينده يدأمره باإلنصداي
وإربا الحق واالنتصار له ،فهذا ال يرطالدب بإبعداا عاط تده ال ياشدة ،وإنمدا
انول هو الذ يرؤمر بإبعاا أو الت لب على عاط ته التدي رحثده علدى الذاريدة
والتحريف وعدم االعتراي بالحقيقدة ،وعليده أن ي تهدد لكدي يرحولهد ا اافعدا
إ ي ابيا ال سلبيا وال ش أن الباحث محمد شحرور قد كتدب كتابده :الكتداب
والقرآن بعاط ة جياشة ،وهي التي جعلته ييترط علدى الباحدث هدذا اليدرط
وغيره فهل كتبده بتلد العاط دة انتصدارا للموضدوعية والحدق أم انتصدارا
للذارية والخرافة وانوهام؟؟،إنه كتبه انتصارا للباطل ونهوائه وكتابه ييهد
عليه بالتحريف والكذب والتدليا والخدا كما بيناه في كتابندا هدذا!! وهدل
طالب شحرور الباحثين المسلمين بتلد اليدروط ليرضدعف فديهم روش النقدد
والمقاومة من جهة؛ ويبقى هو مدفوعا بعاط ته ال ياشة ليدتمكن مدن التدأ ير
فيهم ونير فكره بينهم من جهة أسره ؟ نعم إنه كتب كتابه بعاط ة رحري ية
جياشة وماكرة من جهة؛ وقدال بتلد المدزاعم ليرضدعف فدي المسدلمين روش
النقد والمقاومة من جهة أسره
22
ما قبل البحث في هذه الميكلة ،وسير مثال على ذل “المدرأة فدي اإلسدالم”
إذ نره الباحث اإلسالمي مقتنعدا مسدبقا وقبدل البحدث أن وضدغ المدرأة فدي
اإلسالم وضغ سليم وأن اإلسالم أنص ها ،فيكتب كتابدا فدي ذلد ويقدول إنده
بحث علمي وكل ما فعله أنه أوجد التبريرا لوجهة ن ره المسبقة ،وندره
الباحث المعاا لإلسالم مقتنعا مسدبقا أن اإلسدالم ظلدم المدرأة ،ويقددم بحثدا
عن ذل ويقول إنه بحث علمدي وكالهمدا وقدغ فدي الخطدأ ن سده ،إذ إن أ
ميكلة رتطلب بحثا علميا موضوعيا ،رعني أن الباحث ن سه غير رمتأكدد مدن
النتددائت ،أو ال يعددري النتددائت أصددال وبالتددالي أجددره بحثددا علميددا ليتأكددد أو
1
ليعري النتائت) ،
أقووول :إن انمددر لدديا كددذل ،نن البحددث العلمددي النزيدده والمحايددد ال
يتطلب بالضرورة عدم ارخاذ موقف أو إصدار حكم رمسبق على ميدكلة مدا
يرراا بحثها نن الباحث عنددما ييدر فدي البحدث إمدا أن يكدون علدى علدم
بأصول الميكلة ور اصيلها ونتائ هدا لكنده يريدد أن يتأكدد منهدا رأكددا يقينيدا
وموضوعيا و رمعمقا و رمبرهنا ،أو يريد أن يرقنغ بها غيره بعد اقتناعه هو بها
وإما أن ركون معرفتده بهدا معرفدة ميوشدة وناقصدة ،فيبحدث فيهدا ليعرفهدا
معرفة صحيحة وكاملة ،فيضغ لها فرضيا واحتمداال ليتأكدد منهدا وإمدا
أنه ي هلها جهال راما وهنا يبدأ من الص ر وي مغ كل ما يتعلق بالميكلة مدن
أصولها ور اصيلها ونهايارها وفي كل هذه الحاال ال رتطلب اراستها عددم
ارخاذ موقف ،أو إصدار حكم رمسبق على الميكلة ،وإنما المطلوب منده أوال
ليا ذلد وإنمدا هدو أن يكدون مدن البدايدة باحثدا نزيهد ا محايددا طالبدا للعلدم
والحقيقية وليا االنتصار لحكمه ال رمسبق من الميكلة وهدذا الحكدم ال رمسدبق
إن كان قائما على معطيا علمية مقبولة فهو ال يعو البحث وإنما هدو مدن
فرضيا الميكلة ويساعده في البحث كما أن من أب ديا البحدث العلمدي
الم دراا
فددي العلددوم الطبيعيددة واإلنسددانية وضددغ فرضدديا مسددبقة لل ددواهر ر
اراستها ،فهي من وسدائل البحدث المسداعدة لكدن عنددما رصدبح المواقدف
المسبقة من القضايا المدروسة عائقا رعو البحث العلمدي النزيده هندا ي دب
التخلص منها أو إبعااها ووضعها جانبا لكي ال رعو الحث العلمي النزيه
23
يإذالاقاية:اإلاكلا ةاأرح االسدكراالنيتةيياشدي اوالنتد اشدي ا ،در اأ ا
كلا ةا أراييابةسكايةنت اغ راذسك ا ياجاسم يةاتؤاللاسا كدلاالن ةبد ا
عا اوهوا( ةاهواالنت )؟ايض لاهذالاالس يأقاس ا ا ااعر فاالنت اإسدىا
الس و .اأ ةاإذالاقاية:اإلا ةاأرح االسدكراالنيتةيياي اغدثاوي د اي د ل اوي د ا
حقاوي ابةأل اوي ا أ اوي د اصدوال ايهدذالا عيدياأييدةايحدلاالس تدا لا
قةمرولاعاىاألايادةعلاإ ةب دةا د االسدكدراالنيتدةيياكاد امولا دوف اأوا
و ددل اوسكددلاحاددىا ددا اهددذالاالسادةعددلاالن ددةبيا د اعا يددةايحددلاالسعددر ا
والس تا لاألاي ااكا زاليةا رية ايتاأ األايادةعلاب ا االآل در ل امولا
1
وف اوهذالاالس زاللاغ را و وماعيميةايياالسوقناالسحةضر )
أقووول :ذل د القددول غيددر صددحيح فددي مع مدده ،وفيدده رحامددل كبيددر علددى
الباحثين المسلمين .ننه أوال ،ي ب أن ن ر بين العلم وال كر ال لس ي ،نن
العلم هو حقائق علمية ابتة ال يحق نحد أن يرفضدها ،لكدن ال لسد ا لديا
كددذل فهددي فرضدديا ومحدداوال واجتهددااا فكريددة رقددوم علددى ال نيددا
وانوهددام وانهددواء ولهددا سل يددا اينيددة ومذهبيددة كثيددرة حسددب ار اهددا
أصحابها ،وليا فيها من العلم إال القليل وعليه في ب عدم الخلط بينها وبين
العلم من جهة؛ وعدم انسذ بها إال بعد نقدها والتحقق من صدحتها مدن جهدة
أسره وعليه فمن من الخطأ اعوة الناس إلى االهتمدام بهدا والت اعدل معهدا
وربنيها ورطبيقها ال يصح ذل نن ضررها أكثر مدن ن عها وبمدا أن انمدر
كذل فمن يدعو إلى قبول رل ال لس ا فهو جاهل ،أو صداحب هدوه ،قدال
ذل لنوايا ليست بريئة
24
ثانيا :لديا صدحيحا أن علمداء اإلسدالم قدديما وحدديثا رفضدوا ال لسد ا
اإلنسانية لم را أنها فلس ا أو ننها صحيحة ،وإنما رفضوا ال انب ال اسد
منهدددا ،ننددده كدددان مخال دددا للدددوحي الصدددحيح والعقدددل الصدددريح ،والعلدددم
الصحيح رفضوه بانالة العلمية من جهة؛ واعترفوا بصدحيحه وانت عدوا بده
من جهة أسره
وعندما ردرجم الحدافظ شدما الددين الدذهبي للطبيدب علدي بدن رضدوان
450ه رية) ،سماه :ال يلسدوي البداهر ،و قدال عنده :كدان المصر
مسلما موحدا 2و قال عن ال خر الراز :العالمة ال يلسوي ،كدان يتوقدد
ذكاء 3و أما ابن ريمية فقد اعتري بأن في ال لس ة اليونانية مدا هدو صدحيح
معروي بالمياهدة والحساب الصحيح من أحوال ال ل ،و هو علم صدحيح
ال يردفغ ،كاستدارة ال ل ،فهدي مسدتديرة و ليسدت مضدلعة علدى حدد قدول
بعض المتكلمين م قال :إن من بد بعض المتكلمين أنهم يراون مدا قالده
ص230 ،228 : 1ابن قتيبة :رأويل مختلف الحديث ،
2السيكر ،ج 17ص35 :
3ن ا المصدر ،ج 22ص29 ،29 :
25
م أكد على أنه ي دب قبدول ال الس ة من علم صحيح معقول موافق للير
الحق الذ مدغ ال السد ة و عددم راه مدا اام يوافدق الكتداب و السدنة وقدال
أيضا :إن في فلس ة اليونان حق و باطل ،كما هدو الحدال عندد غيدرهم مدن
1
اليعوب
و عندددما قددارن ابددن ريميددة بددين المتكلمددين و ال السد ة ،قددال :إن كددالم
المتكلمة في اإللهيا فيه الصواب و الخطأ ،لكنهم أعلم بها و أكثدر صدوابا
و أسددد قددوال مددن المت لسدد ة ،الددذين هددم بدددورهم أحددذ فددي الطبيعيددا
2
والرياضيا ممن لم يعرفها كمعرفتهم ،مغ ما فيها من الخطأ
أقول :ذل القول باطل جملة ور صديال ،ال يقولده إال جاهدل ،أو صداحب
هوه ننه أوال ،إن اإلسالم يقوم على الكتداب والسدنة الصدحيحة الموافقدة
له ،وال يصح أبدا إبعااهدا كمدا فعدل شدحرور ،وال ي عدل ذلد إال جاهدل أو
جاحد معاند ،أو محري له غايا ليست بريئة سطط لهدا سدل ا وبيدان ذلد
هو أن من يؤمن بالقرآن الكريم صدقا وإسالصا والتزاما قلبا وقالبا يسدتحيل
أن يرفض السنة النبوية ويقصيها رمامدا مدن أن ركدون المصددر الثداني بعدد
القرآن الكريم نن القرآن ن سه هو الذ أمرنا في آيا كثيرة بوجوب إربا
السنة النبويدة ،وجعدل ذلد الديال علدى محبدة هللا والتدزام اينده منهدا قولده
1الرا على المنطقيين ،ص 260 :و منهاج السنة النبوية ،ج 1ص 357 :و ارء التعارج ،ج 7ص334 :
2منهاج السنة ،ج 1ص359 :
3محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص31 :
26
ش َ َر بَ آينَ ره آم رد َّم الَ يَ ددرواآوب في َما َ ى ير َح كك رم َسبحانه :فَالَ َو َربك َ الَ يرؤآ منرونَ َحت َّ َ
سلك رمواآ رَسآليما [النساء ،)]65 :و قر آل إن ركندت ر آم آت َوير َ
ضي َ في أَن رسه آم َح َرجا كم َّما قَ َ
غ ردور َّرحديم [آل نر َ نر َويَ آ د آر لَ ركد آم ذرنردوبَ رك آم َو ك نَ َفدارَّبعروني يرحآ بد آب رك رم ك
ررحبُّدونَ ك
نَ ع آنهر فَانت َ رهوا َوارَّقروا َّسو رل فَ رخذروهر َو َما نَ َها رك آم َ عمران ،)]31 :و َو َما آر َا رك رم َّ
الر ر
نَ شَديدر آالعقَاب [الحير ) ]7 :وبما أن انمر كدذل فمدن ينكدر السدنة إ َّن َّ
رماما فهو متناقض مغ ن سه ومغ اإلسالم ،وعليده أن يرراجدغ إيمانده وموق ده
ننه على سطأ كبير وانحدراي واضدح عدن الصدراط المسدتقيم؛ فدإن أصدر
على ذل فسيصبح من أهل انهواء والضالل !!
ثانيا :إن المسلمين في الحقيقة ليسوا في حاجة إلدى ن ريدة إسدالمية فدي
المعرفة اإلنسانية أصال ،نن اإلسالم اين هللا رعالى كامل شامل جمغ الددين
والدنيا ،والعبااا والمعامال ،وال كر والعلم؛ وإنما هدم فدي أمدا الحاجدة
إلى أن يعواوا إلى ايدنهم عدواة صدحيحة وبصدد وإسدالص وعمدل لكدن
المسلمين لم ي عل ذل ،فاإلسالم مثال يأمر بانسوة والوحدة بين المسدلمين،
لكن المسلمين لم يلتزموا بذل قديما وال حديثا واإلسالم يأمر بالعمل وفعدل
الخيرا واست الل روا العالم من أجل الخيدر ،لكدن المسدلمين لدم ي علدوا
ذل إال قليال واإلسالم يأمرندا بالتعداون علدى البدر والتقدوه والمسدلمون ال
ي علون ذل إال قليال واإلسالم يأمر بطلب العلم النافغ بكل أنواعده مدن أجدل
سير البيرية ،لكن المسلمين بعيدين عن ذل فالخلل لديا هدو أنندا ال نملد
مناهت للعلم والعمل والتعاون ،فهي موجدواة وواضدحة فدي الكتداب والسدنة
وسدبلمن جهة ،كما أن علمداء اإلسدالم قدد كتبدوا كتبدا كثيدرة فدي المعرفدة ر
النهوج بالمسلمين من جهة أسره؛ وإنمدا هدو أنندا لدم نلتدزم بمدا أمرندا هللا
ورسوله ،وإنما أسذنا بخالفهما!! فانمر أعمق مما قاله شحرور ،فهدب أنده
رم استخراج وبيان منهت علمي للمعرفة اإلسالمية من الكتاب والسدنة ،فهدل
هذا يحل مياكلنا؟؟!! ،طبعا لن يحلها ،نن ميكلتنا ليسدت فدي ذلد ،وإنمدا
هي أعمق ،إنها رتمثل في أننا لم نلتزم بدديننا التزامدا صدحيحا شدامال كدامال
قلبا وقالبا
ثالثا :إن الذ أاه بالمسدلمين إلدى الت كد ال كدر والتعصدب المدذهبي
ليا هو غياب " الن رية المعرفية اإلسالمية " وإنما هو أن المسلمين اليدوم
ور وا ذل التعصب والت ك والتناحر منذ ال تندة الكبدره ومدا حدد بعددها
عندما انقسمت انمة على ن سها إلى فر وطوائدف متنداحرة ومتصدارعة ،
وك كر بعضها بعضا من جهة؛ ورل ال ر والمذاهب هي ن سدها مدا ردزال
موجواة اليوم بطريقة أو أسره ،ورعمل جاهدة على نير أفكارها ،وبعضها
27
يتلقى الدعم حتى من عند أعداء المسلمين من جهة انية م نحدن إلدى اليدوم
لم نتبغ الطريق الصحيح للدتخلص ممدا وقعدت فيده انمدة اإلسدالمية ،وإنمدا
نحن اليوم ما ندزال علدى ذلد الطريدق ،أبعددنا الدوحي ورمسدكنا بخالفارندا
ومذاهبنا انتصارا لها على حساب ايننا ووحدرنا!! وهذا ليا ننندا ال نملد
" ن رية معرفية إسالمية" وإنما نننا لم نلتزم بما أمرنا هللا ورسوله التزامدا
صحيحا كامال
وليا صحيحا أن الخوج في مسائل علم الكالم وال َر سببه أننا وقعندا
في أزما فكرية في مواجهتنا لل كر ال ربي كما زعم شحرور؛ وإنما سدببه
أن رل المسائل الكالمية ما رزال رؤ ر فيندا ومطروحدة للنقدا مدن ناحيدة؛
وأن كثيرا مدن المداايين والعلمدانيين يتعمددون إ دارة رلد القضدايا انتصدار
لل ددر الضددالة وطعنددا فددي اإلسددالم وأهلدده ،ورعميقددا لخالفددا المسددلمين
وإش الهم بها من ناحية انية كما أن را المسلمين على ال ر الضالة قدديما
وحديثا ليا عيبا وال نقصا وإنما هو واجب شد رعا وعقدال وعلمدا ،نن رلد
ال ر سال دت اليدر وحرفتده حسدب مصدالحها وأهوائهدا فلمدا را علديهم
علماء اإلسالم انتصر لهم أهل الضالل وانهواء من المعاصرين ب ير حدق
وسد اروا علددى نه هددم فددي رحريددف اليددر والتالعددب بدده كمددا فعددل محمددد
شحرور!!
وموون تلووك األسووباب أيضووا ،قددول محمددد شددحرور :إن المسددلمين فددي
العصر الحاضر يعييون أزمة فقهيدة حدااة ،و مدة صديحا صدااقة رقدول:
إننا بحاجة إلى فقه جديد معاصر ،وبحاجة إلى فهدم معاصدر للسدنة النبويدة،
وقد ردم ريدخيص هدذه الميدكلة ،ولكدن اون وضدغ حدل لهدا فدإذا أراندا أ،
نختر ال قده اإلسدالمي المدورو “ال قهداء الخمسدة” وجدب عليندا إعطداء
البديل ،وهذا ما فعلناه في هذا الكتاب حيدث طرحندا منه دا جديددا فدي ال قده
اإلسالمي ،وطبقناه على أحكام المرأة فنت ت لدينا أحكام لم ركن عند ال قهداء
1
كلهم )
أقول :نعدم إن المسدلمين اليدوم يعييدون أزمدا كثيدرة فدي كدل جواندب
الحياة :سياسيا واجتماعيدا ،فقهيدا وفكريا،عسدكريا واقتصداايا ،وال يقتصدر
انمر على ال اندب ال قهدي فقدط؛ وهدذا سدببه انساسدي والمباشدر والوحيدد
ابتعاانا عن الكتاب والسنة الصحيحة؛ فلو أسذنا بصدد وإسدالص اإلسدالم
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص32 :
28
كله وطبقناه في حيارنا ل رحلت ميكلنا كلها ،منهدا ال اندب ال قهدي وال يرمكدن
رطبيدق ال قده اإلسدالمي رطبيقدا كدامال وصدحيحا وشدامال فدي غيداب الحكدم
والم تمغ اإلسالميين علما بأن ال قه اإلسدالمي ليكدون فقهدا صدحيحا بَنداء
ي ب أن يقوم أوال على فقده الكتداب والسدنة مباشدرة مدن اون رعصدب ن
مذهب من ناحية؛ ورربعد المدذاهب ال قهيدة جانبدا ويرسدت اا منهدا عندد الحاجدة
اون رعصب لها ننها مدن ررا ندا العلمدي مدن ناحيدة انيدة؛ وال نحتداج مدن
ناحية الثة إلى فقه جديد معاصر كما زعم شدحرور ،وإنمدا نحتداج إلدى فقده
قددائم علددى الددوحي وبمنه دده وم اهيمدده ومصددطلحاره وبحكمددة فددي فهمدده
ورطبيقه ،وليا إلى قدراءة معاصدرة لده ،بددعوه أنهدا معاصدرة كمدا زعدم
شحرور نن أية قراءة معاصرة لإلسالم أو ل قهه ال يرمكن أن ركدون علميدة
إال إذا قرأناه قراءة نزيهدة انطالقدا مدن الكتداب والسدنة الصدحيحة والتزامدا
بهما ،ننه ال إسالم سارج هذيكن المصدريكن وأما إذا رمت رل القدراءة اون
االلتزام بما ذكرناه فهي قراءة معاصرة لكنها ليست علمية ،وال موضوعية،
وال محايدة؛ وإنما هي قراءة رحري ية ال رختلف عدن قدراءا أهدل الضدالل
وانهواء قديما وحديثا وبذل يتبين أن المسلمين في الوقت الحاضر ليسدوا
في حاجة إلى قراءا معاصدرة لل قده اإلسدالمي وال ل يدره ،وإنمدا هدم فدي
حاجة ماسة وضرورية إلى العواة إلى اينهم بعدواة صدااقة شداملة رت داوز
كل الحواجز وانغالل والقيوا التدي وضدعتها المدذاهب بدين المسدلمين مدن
جهة ،ونن اين المسلمين يتمثل في الكتاب والسنة الصحيحة الموافقة له من
سدول إن الر ر ش آيءٍ فَ رراُّوهر إ َلدى ك
ن َو َّ جهة أسره قال رعالى :فَإن رَنَازَ آعت ر آم في َ
س رن ر َأآويال [النساء )]59 : اّلل َو آال َي آوم اآلسر ذَل َ َسيآر َوأَحآ َ
ركنت ر آم ر رؤآ منرونَ ب ك
ثم أن شحرورا زعم انه روجد معضلة متعلقة بالترا العلمدي اإلسدالمي
كال قه والت سير ،فقال :هنا قد يسأل سائل :ماذا ن عدل بكتدب التدرا مدن
فقده ور اسدير ،التددي يطبدغ منهد ا كدل عددام آالي النسدت ،وردددرس علدى أنهددا
اإلسالم؟ ال واب على هذا السؤال الصعب جدا هو أنني لدم أسدتطغ أن أقددم
هذا الكتاب ،وأصل إلى النتائت المطروحة للقدارئ ،إال بعدد أن ردم حدل هدذه
1
المعضلة مغ التأكيد على أنني عربي مؤمن مسلم )
أقووول :إن التددرا العلمددي اإلسددالمي الملتددزم باليددر لدديا ميددكلة وال
معضلة ،فهو رغم أنه رضمن كثيرا من انسطاء والددسن فهدو فدي أصدوله
الكبره ررا إسالمي موافق للكتاب والسنة الصحيحة ،ورضمن اجتهااا
1م حمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص32 :
29
كثيرة صحيحة من جهة؛ لكنه من جهة أسدره ال يرمثدل فدي ميدزان اإلسدالم
ميكلة أصال ،نن الير هو الدذ أمدر باالجتهداا وحدث عليده وجعدل لده
أجريكن عند اإلصابة وأجرا واحدا عند الخطدأ كمدا أن هللا رعدالى أمرندا فدي
آيا كثيرة بالتمس بدينه ،وبالرا إليه وإلى رسوله عند التناز قال رعالى:
سدبيله
عدن َ َوأ َ َّن هَدذَا ص َراطي رم آست َقيما فَارَّبعروهر َوالَ رَتَّبعرواآ ال ُّ
سبر َل فَت َ َ َّر َ ب رك آم َ
صا ركم به لَعَلَّ رك آم رَتَّقرونَ [اننعام ،) ]153 :و يَا أَيُّ َها الَّذينَ آ َمنرواآ أَطيعرواآ ذَل رك آم َو َّ
نش آيءٍ فَ رراُّوهر إلَى كسو َل َوأ ر آولي ان َ آمر من رك آم فَإن رَنَازَ آعت ر آم في َ الر ر نَ َوأَطيعرواآ َّ ك
س رن ر َأآويال [النساء اّلل َو آاليَ آوم اآلسر ذَل َ َسيآر َوأَحآ َ سول إن ركنت ر آم ررؤآ منرونَ ب ك الر ر
َو َّ
)]59 :فالمسلمون أمرهم هللا رعالى باالحتكام إلى اينه فقط ،وعندد التنداز
ي ب الرا إليه أيضا،وهذا يعني أن الترا اإلسالمي كال قده والت سدير لديا
وحيا م روضا علينا وإنما هو عمل بيدر أصدوله انساسدية شدرعية ،ولدم
يأمرنا هللا رعالى باالحتكام إليه وال بالتعبد بده عنددما يرخدالف الدوحي ،وإنمدا
أمرنا بااللتزام بدينه والرا إليه عندد التنداز وبمدا أن انمدر كدذل فترا ندا
نأسذ منه الصحيح الم يد لنا ،ونترب الذ ال ي يدنا وقسم منه قد فقد وظي ته
في زماننا هذا ،وبقيت له قيمة راريخية بعدما فقد قيمته التطبيقية
30
أوجه كما يدعون ،فهذا زعم باطدل قطعدا ،نن القدرآن الكدريم كتداب رمحكدم
َحكيم وال يقبل التدأويال التحري يدة مهمدا كاندت ،وسديدم ها ويربدين زي هدا
قطعا وقد أ بتندا هدذا عمليدا فدي نقددنا نوهدام اليدحرور وأباطيلده فدي هدذا
الكتاب
ومن مداعم شحرور وأباطيله المتعلقة بمنهت البحث واالستدالل ،أنده
قال :يالحظ القدارئ أنندا قدد ر اوزندا فدي كتابندا هدذا كد ل أندوا التعصدب
المذهبي والطائ ي ،وكان رائدنا هو البحث عن الحقيقدة بيدكل موضدوعي،
وقد حاولنا جاهدين ر نب التأ ر بانابيا التي كتبدت عدن اإلسدالم سدلبا أو
إي ابا.1).
أقول :ذل القول زعم باطل جملة ور صديال ،وهدو شداهد علدى الكاردب
محمد شحرور بالذارية والتعصب للباطل وقلة النزاهة والحياا العلمي وذل
أن هددذا الكارددب كددان متعصددبا للباطددل ال للحددق عندددما ارس القددرآن بمددنهت
مخالف للقرآن والعلم والعقالنية ،ننه ارسه بمنهت ذاري وليا منه ا علميا
وارس القرآن بمنهت أهل الضالل وانهواء القائم على التعامدل مدغ القدرآن
بالتأويل التحري ي ال العلمي وهو بهذا قد رعصدب نهدل انهدواء والضدالل
المتقدمين والمتأسرين وألتحق بهدم ومدارس مدنه هم التحري دي ،كالمعتزلدة
والييعة ،والعلمانيين والقاايانيين ،والحدكا يين والماركسيين ولو كان صااقا
في قولده بأنده ارس القدرآن طلبدا للحقيقيدة وبموضدوعية ،مدا ارس القدرآن
حرفه عدن سدابق إصدرار وررصدد، بمنهت مخالف للقرآن و رمحري له ،وما ك
عطدل وما رسلط عليده بالتأويدل التحري دي ،ومدا أنكدر السدنة النبويدة ،ومدا ك
القرآن بطريقة " َحدَا ية " ماكرة كاذبة ريهد عليه بدالتحريف والخددا عدن
سابق إصرار وررصد!!
وأما شهادة شحرور لنفسه بأنه مؤمن بقولده :مدغ التأكيدد علدى أنندي
عربي مؤمن مسدلم )2؛ فهدي شدهااة باطلدة ،ننده ال يصدح لمسدلم أن ييدهد
لن سه باإليمان رأكيدا ،وإنما ييدهد لن سده باإلسدالم أوال ،،دم يرعلدق وصد ه
لن سه باإليمان بقوله :إن شاء هللا ،فيقول :أنا مؤمن إنياء هللا نن مدن شدهد
لن سه باإليمان يكون قد ضمن لن سه قَبول هللا له ورضاه عنه وإاساله لل نة
وهذا انمر ال يرمكن التأكد منده إال بعدد المدو ولدذل قدال رعدالى :قَ َالدت
اب آ َمنَّا قرل لَّ آم ررؤآ منروا َولَكن قرولروا أ َ آسلَ آمنَا َولَ َّما َي آد رسل آاإلي َم ر
ان في قر رلدوب رك آم آانَع َآر ر
غ ر دور َّرح ديم نَ َ س دولَهر َال َيل دتآ ركم كم د آن أَع َآم دال رك آم َ
ش ديآئا إ َّن َّ َوإن ررطيعر دوا َّ
نَ َو َر ر
[الح را ) ]14 :
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص46 :
2محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص32 :
31
ورلدد اليددهااة باطلددة أيضددا ،نن رحري ددا شددحرور للقددرآن الكددريم
ورالعباره به وافتراءاره عليه هي أالة قطعية بأنه لم يتحقق فيه اإليمان بدين
اإلسالم وال يرمكن أن يكون رمحدري القدرآن مدن المدؤمنين ،وإنمدا هدو مدن
الزائ ين الذين وص هم هللا رعالى بقوله :فَأ َ َّما الَّذينَ في قرلروبه آم زَ يآغ فَ َيتَّبعرونَ
الراسد رخونَ نر َو َّ َما رَيَابَهَ م آنهر ابآت َاء آال تآنَة َوابآت َاء ر َأآويله َو َما يَ آعلَ رم ر َأآو َيلدهر إالَّ ك
انل َبداب [آل في آالع آلم يَقرولرونَ آ َمنَّا به رك ٌّل كم آن عندد َربك َندا َو َمدا َيدذَّ َّك رر إالَّ أ ر آو رلدواآ آ
عمدران )]7 :فيددحرور مددن أهدل الزيددغ وال تنددة ولديا مددن أهددل اإليمددان
والتسليم والراسخين في العلم
وب لك يتبين جليا أن الكارب شدحرور لد م يتدبن منه دا علميدا فدي البحدث
واالستدالل في قراءره للقرآن الكريم ؛ وإنما ربنى منه ا ذاريا فاسدا رمتعصبا
للباطل ،وليا من العقل وال العلم في شيء رغم ر اهره بهما
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص567 :
2محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص567 :
32
أقول :واضح من ذل أن هذا الكارب اعتري بأنه عاني ويرعاني من أزمة
فكرية ون سية في موق ه من ال رب ب كره وحضارره فأور ته رل انزمة
انهزامية ر اه ال رب؛ وإربا منهت استداللي منحري فاسد قاصر متهافت
ض َّل وأ َض َّل!! ور صيل ذل فيما يأري: في موق ه من اإلسالم وال رب ،فَ َ
أوال :إن ذل شحرورا أسطأ الطريق من البداية ،ننه عندما أصابته رل
انزمة ،كان عليه من البداية أن يتمس بالمنهت العلمي الصحيح في البحث
واال ستدالل والقائم على التمس بالوحي الصحيح والعقل الصريح والعلم
ن ب َيآر ع آل ٍم َو َال رهده
الصحيح ،لقوله رعالىَ :ومنَ النَّاس َمن ير َ اا رل في َّ
ير [الحت ) ]8 :م بعد ذل عليه أن يقرأ القرآن الكريم بذل َو َال كتَا ٍ
ب ُّمن ٍ
المنهت قراءة علمية الصحيحة بصدقوإسالص،وال يقرأه بالتأويل التحري ي،
وإنما يترب القرآن ييرش له ن سه بن سه ،و َيكيف له عن حقائقه وكنوزه
لكنه لم ي عل ذل ،واربغ منه ا ذاريا قاصرا متهافتا فض كل وأضل
ومن جهة أسره فإن ذل الكارب عندما ارس ال كر ال ربي ،لم يدرسه
بذل المنهت العلمي الصحيح والصارم ،وإنما ارسه بمنهت انبهار
انهزامي ،جعله يعتقد أن ال رب عنده فلس ا قوية ومنيعة ،وهذا زعم
باطل قطعا ننه وكثير من الناس ي نون أن ال رب بما انه يمل العلم
والتكنولوجيا وقوة االقتصاا فهو أيضا يمل فلس ا قوية وصحيحة
ومنيعة وهذا وهم وموقف غير صحيح قطعا نن ال رب رطور علميا
واقتصاايا ننه اربغ المنهت العلمي الصحيح في العلوم ،وشمر على
ساعديه للعمل وال د وظلم الضع اء ،فاستعمر اليعوب الضعي ة ونهب
روارها بكل ما يستطيغ لبناء حضارره فهذا هو الذ أنهض ال رب ،أما
فلس اره فال الب عليها أنها فلس ا زائ ة متهافتة مااية ن عية هاامة لل كر
وانسال من جهة ،ومخال ة للوحي الصحيح ،والعقل الصريح ،والعلم
الصحيح من جهة أسر؛ وليا هنا موضغ ر صيله 1وعليه فال يوجد رالزم
بين التطور العلمي والتكنولوجي واالقتصاا وبين سالمة ال كر في
ال لس ة وانسال والدينو وهذا الحال كما هو ينطبق على الدول المعاصرة
المتطورة علميا وركنولوجيا،فهو ينطبق أيضا على الحضارا القديمة
المتطورة ماايا ،كالحضارة ال رعونية ،والبابلية مثال فتل الحضارا
رغم رطورها الماا فقد كانت مذاهبها وأايانها باطلة قطعا
وبذل يتبين أن الكارب محمد شحرور لم يتمكن من الخروج من أزمته
ال كرية والن سية سالما ،وإنما ازااا مرضا وسقوطا وانحرافا وضالال
1عن ذل مثال أن ر :سالد كبير عالل :وق ا مغ أاعياء العقالنية ونقد العقل الملحد والكتابان منيوران ورقيا وإلكترونيا
33
و طبق ذل في كتابه " الكتاب والقرآن" ،فمأله بانباطيل والتحري ا ،
وانوهام وانهواء
ثانيووا :إن مددن م دداهر انحددراي شددحرور وانهزامدده وإفالسدده ،أندده لددم
يستطغ أن ي هم ويتأكد أن اإلنسان المعاصدر ال يختلدف عدن اإلنسدان القدديم
في فكره وعقائده وسلوكياره نن انايدان والمدذاهب القديمدة مدا ردزال إلدى
اليوم موجواة كما هي أو بأشكال أسره ،ورسديطر علدى مالييدر البيدر فدي
أوروبددا وأمريكددا واليابددان وكندددا وأسددتراليا والصددين وينطبددق هددذا علددى
المتدينين والعلمانيين والمالحدة على حدد سدواء والتطدور العلمدي لدم ير يدر
مددن حيارنددا إال ال وانددب الماايددة فددي المراكددب والمالبددا والبنايددا ،وأمددا
العقائد والسلوكيا والمياعر فلم رت ير إال قليال بحكم أن انايان والمدذاهب
القديمة ما رزال روجه أفكدار البيدر وسدلوكيارهم إلدى اليدوم ،والحديثد ة منهدا
رت ق مغ القديمة فدي انحدراي وفسداا أصدولها مدن ذلد مدثال أن شدحرورا
رغم ما قاله فهو يسير على منهت المعتزلة الدذين ظهدروا فدي القدرن الثداني
اله ر فقد ربناه وأيده واافغ عنده وبده حدري القدرآن الكدريم ،وبده قددكم
هواه على الير بدعوه رقديم العقل على الير وبه ن دى القضداء والقددر
كما بيناه في هذا الكتاب إنه فعدل ذلد ،دم زعدم أنده ال يسدتطيغ أن يعدي
على منهت الصحابة في فهدم القدرآن الكدريم والسدنة الصدحيحة فلمداذا أسدذ
بمنهت المعتزلة ورفض منهت الصحابة؟؟ ولماذا أ نى على منهت المعتزلدة
ولم يثن على منهت ال قهاء؟؟ بل ولمداذا أسدذ بمدنهت المعتزلدة فدي رحريدف
القرآن والتقدم عليه ،ورفض أن يتبغ منهت القرآن فدي فهدم القدرآن ؟؟ فعدل
ذل مغ منهت المعتزلة ورفض مدنهت القدرآن مدغ أن مدنهت المعتزلدة باطدل
قطعا ننه مخالف للوحي الصحيح والعقل الصريح والعلدم الصدحيح ولديا
صحيحا أن المعتزلة كانوا من أصحاب ال كدر الحدر ،وإنمدا كدانوا أصدحاب
منهت التحريف ورفض الدوحي والعقدل والعلدم ،وهدم مدن ابعدد النداس عدن
المنهت الصحيح في البحث واالستدالل ،ننهم أقاموا منه هم علدى أوهدامهم
وأهددوائهم ،فخددال وا الددوحي والعقددل والعلددم ،وضدديعوا جهددواهم وأوقددارهم
وأمددوالهم فددي أمددور باطلددة وال طائددل مددن ورائهددا غالبددا 1وهددذا هددو حددال
شدددحرور ،فلمدددا أسطدددأ الطريدددق ضدد َّل وأضدددل َّ ،ومدددأل كتبددده بانباطيدددل
والتحري ا وانوهام التي ال ركداا رنتهدي فانزمدة ال كريدة والن سدية التدي
أصابته هي التي أفسد منه ه ننه لم يرحسن التعامل معها ،فلم يخرج منهدا
سالما وظن المسكين أنه استار الطريدق الصدحيح دم بعدد ذلد لدم يراجدغ
والكتاب متوفر في اليبكة المعلومارية 1للتأكد من ذل أن ر كتابنا :جناية المعتزلة على العقل والير
34
موق ه وبقي مصرا عليه و رمتعصبا له ،ف مغ بين الخطدأ واإلصدرار عليده،
وفسد نيته وأصبح عبدا لهواه !!
وإنهووا ًء لهو ا الفصوول -األول -يُسووتنتج مددن نقدددنا لمددنهت الكارددب محمددد
شحرور في قراءره للقرآن الكدريم انده مدنهت فاسدد زائدف متهافدت مخدالف
للير والعقدل والعلدم ،وال يصدلح منه دا صدحيحا لدراسدة القدرآن الكدريم
اراسة موضوعية علمية نزيهة ننده قدام علدى الذاريدة والتأويدل التحري دي
للقرآن والتعصب للباطل انتصدارا نوهدام شدحرور وأهوائده ومدنهت هدذا
حاله ،ليا منه ا علميا وستكون نتائ ه باطلة في مع مها إن لم ركدن كلهدا
رقريبا وهذا أمر أ بتنا جانبدا كبيدرا منده فدي نقضدنا لكتداب شدحرور ،الدذ
بل ت أسطاؤه وانحرافاره وأباطيله ورحري ا المئا وقد رزيد عن انلدف!!
ننه أسطأ الطريق من البداية ،وفسد نيته وأربغ هواه
*****
35
الفصل الثاني
36
انعكا االنحراي المنه دي الدذ ربنداه محمدد شدحرور ومارسده فدي
قراءره للقرآن كما بيناه سابقا ونقضناه عليه؛ انعكا على كل فصدول كتابده
ومباحثه ،فال نكاا ن د فيها مبحثا واحدا صحيحا ف اء مملوءة بانباطيل
والتحري ا والتدليسا ،سنذكر منها نماذج وشواهد كثيرة رتعلق بمكوندا
القرآن ومضامينه ،وبمحكماره ومتيابهاره
37
الكتاب انول :كتاب النبوة :وييتمل على بيان حقيقة الوجوا الموضوعي،
وي ر بين الحق والباطل أ الحقيقة والوهم الكتاب الثاني :كتاب الرسالة:
وييتمل على قواعد السلوب اإلنساني الواعي ،وي ر بين الحالل
1
والحرام)
أقول :رل انقوال مزاعم باطلة ،وريهد على صاحبها بالتحريف
والتالعب والخدا ،والكالم بال علم ،والتعمد في الكذب على القرآن الكريم
ور سيره بهواه ل ايا سبيثة في ن سه
ور صيل ذل أوال ،إنه ي ب على من يتكلم في القرآن وص ا
واراسة أن يعتمد على القرآن ويتركه هو يصف ن سه بن سه ،وال يحرفه
وال يتسلط عليه بالتالعب وال االنتقاء وال اإلغ ال من جهة ،وال يروجه
معانيه حسب سل ياره المذهبية ومصالحه وأهوائه من جهة أسره لكن
شحرورا لم يلتزم بالمنهت الصحيح في التعامل مغ القرآن ،فير من
البداية في رحريف القرآن وروجيهه لخدمة أوهامه وأهوائه فأسطأ من
البداية نن منه ه لم يكن شرعيا وال عقالنيا وال علميا كما بيناه في ال صل
انول زعمه باطل نن القرآن الكريم لم يصف ن سه بأنه م موعة ركتب،
مكون من كتابين وال أكثر ،وإنما وصف ن سه في عدة آيا بأنه وال أنه ك
كتاب إلهي واحد رمحكم َحكيم رم صل رمبيكن ال يأريه الباطل أبدا قال رعالى:
ير [هوا ،)]1 :و طا ت من لَّد آرن َحك ٍيم سَب ٍ { الَر كت َاب أرحآ ك َم آ
ت آيَاررهر ر َّم فر ك
صلَ آ
ين [النمل ،)]1 :و َال يَأآريه آالبَاط رل من بَيآن يَدَيآه ب ُّمب ٍ ر آل َ آيَا ر آالقر آرآن َوكت َا ٍ
َو َال م آن س آَل ه ر َنزيل كم آن َحك ٍيم َحمي ٍد [فصلت ،) ]42 :و الر ر آل َ آيَا ر آالكت َاب
آال َحكيم [يونا } )]1 :فالقرآن كتاب واحد ،وزعم شحرور كذب ورحريف
ووقاحة وقلة أاب ومواضيغ القرآن الكبره ال رنحصر في قسميكن فقط كما
زعم شحرور ل ايا في ن سه،وهي ال رمثال كتبا بن سها ،وإنما هي من
مضامينه ،وال رمثل قسيمين من القرآن ،بل هي أكثر من ذل ويرمكن
إبرازها ورركيزها في أربعة أقسام فيما يأري:
القسم انول :يتعلق بأصول اإليمان :كاإليمان باهلل واليوم اآلسر،
واننبياء والكتب ،وغير ذل
القسم الثاني :يت علق بالعبااا والمعامال :كالصالة ،والحت ،والزكاة،
المتعلقة بانحوال اليخصية وانسال ،وانسرة ،والتيريعا
واالقتصااية والسياسية وغيرها
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص53 :
38
القسم الثالث :يتعلق بالقصص القرآني ،كأسبار اننبياء وأقوامهم ،وأسبار
ال المين والك ار ،وعقاب هللا لهم
القسم الرابغ :يتعلق بآيا اآلفا وانن ا ،كاآليا التي رتكلم عن ال طرة
وسصائص الن وس ،وعن انرحام ونمو ال نين ،وعن السماء وانرج
وال واهر الطبيعية كالمطر ،والرياش ،وانفالب وغيرها كثير
كما أن القسم القرآني المتعلق بالسلوب -انفعال -ال يسمى قضاء ،وال
القضاء يعني االستيار؛ وإنما يرسمى ريريعا ،أو فقها ،أو أحكاما والقضاء
في الير ال يعني االستيار وإنما يعني أساسا ال رحكم ،وانمر قال رعالى:
سانا إ َّما َي آبلر ََّن عندَ َب آالك َب َر ضى َربُّ َ أَالَّ ر َ آعبردرواآ إالَّ إيَّاهر َوب آال َوالدَيآن إحآ َ َو َق َ
ي َوالَ ر َ آن َه آر ره َما َوقرل لَّ ره َما َق آوال َكريما أ َ َحدر ره َما أ َ آو كالَ ره َما َفالَ رَقرل لَّ ره َما أ ر ك ٍ
ضى أَ آمرا َفإنَّ َما َيقرو رل َلهر اوا َوان َ آرج َوإذَا َق َ س َم َ [اإلسراء ،)]23 :و َبدي رغ ال َّ
نر ضى َّ ون [البقرة ،)]117 :و َو َما َكانَ ل رمؤآ م ٍن َو َال رمؤآ م َن ٍة إذَا َق َ ركن فَ َي رك ر
سو َلهر َف َق آد سولرهر أ َ آمرا أَن يَ ركونَ لَ ره رم آالخ َي َرة ر م آن أَ آمره آم َو َمن َي آعص َّ َ
ن َو َر ر َو َر ر
ض َالال ُّمبينا [انحزاب )]36 : ض َّل َ َ
ثانيا :إن الكالم في النبوة كما جاء في القرآن الكريم ي ب أن يكون
مأسو ذا من القرآن من البداية إلى النهاية وال يحق ليحرور وال ل يره أن
يرعرفها برأيه وهواه ،م ينسبها إلى القرآن وكل رعريف للنبوة في القرآن
من سارج القرآن فهو رعريف مرفوج ومتهافت وباطل قطعا فمن يعري
النبوة في القرآن ي ب أن يعرفها رعري ا ل ويا واصطالحيا كما ورا في
القرآن وال يعرفها برأيه وال بالمعاجم الل وية لكن شحرورا عرفها برأيه
وهواه ،ونسبها إلى القرآن ،وهذا فعل باطل ورحريف رمتعمد للقرآن الكريم
وبما أن انمر كذل ،فالقرآن الكريم -الكتاب -ال يحتو على نبوة
محمد -عليه الصالة والسالم -ورسالته كما زعم شحرور ،وإنما الصواب
هو أن يقال :إن القرآن هو الدليل الماا والعلمي على صد نبوة محمد
عليه الصالة والسالم ،وليا هو النبوة والكتاب هو الوحي الذ جاء به
النبي الكريم وهو الرسالة أيضا ،والمتضمنة لدين هللا بأصوله وفروعه
فالنبوة ليست هي الكتاب وال هي بداسله ،وال يصح وص ها بالكتاب وال
بالرسالة؛وإنما النبوة هي التي جاء بالكتاب ال رمتضمن للرسالة اإللهية
وبناء على ذل فإن شحرورا قد حري معنى النبوة في القرآن وعرفه
بهواه ونسبه إلى القرآن كذبا وردليسا عن سابق إصرار وررصد والحقيقة
أن النبوة ليست هي م را كلمة مأسوذة من " نبأ " ،وال هي رعني م موعة
39
المعلوما الكونية والتاريخية؛ وإنما هي مصطلح شرعي ع يم جدا يعني
اصط اء هللا رعالى نحد من البير ،وركليمه إياه بالوحي ،وركلي ه بالدعوة
ط َى آاَ َم َونروحا َوآ َل ص َ نَ ا آ لدينه والدليل على ذل قوله رعالى :إ َّن ك
علَى آال َعالَمينَ [آل عمران ،)]33 :و قرل آال َح آمدر َّّلل يم َوآ َل ع آم َرانَ َ إب َآراه َ
آّللر َسيآر أَ َّما ير آير ركونَ [النمل ]59 : ط َى َّ س َالم َعلَى ع َبااه الَّذينَ ا آ
ص َ َو َ
سميغ َبصير [الحت : نَ َ سال َومنَ النَّاس إ َّن َّ ط ي منَ آال َم َالئ َكة رر ر ص َ نر يَ آ)،و َّ
ي أَنَّ َما إلَ ره رك آم إ َله َواحد َف َمن َكانَ ) ]75و قر آل إنَّ َما أَنَا بَيَر كمثآلر رك آم يرو َحى إ َل َّ
صالحا َو َال ير آير آب بع َبااَة َربكه أَ َحدا [الكهف : ع َمال َيَ آر رجو ل َقاء َربكه فَ آل َي آع َم آل َ
وش َوالنَّبيكينَ من َب آعده َوأَ آو َح آينَا ،)]110و إنَّا أ َ آو َح آينَا إلَ آي َ َك َما أ َ آو َح آينَا إلَى نر ٍ
ا سى َوأَي َ
ُّوب َويرونر َ وب َوان َ آس َباط َوعي َ يم َوإ آس َماعي َل َوإ آس َحا َ َو َي آعقر َ إ َلى إب َآراه َ
سو رل سلَ آي َمانَ َوآرَ آينَا اَ راوواَ زَ برورا [النساء ،) ]163 :و َيا أَ ُّي َها َّ
الر ر َارونَ َو ر َوه ر
نر َي آعص رم َ منَ ت ر َسا َلتَهر َو ك بَلك آغ َما أرنز َل إلَ آي َ من َّربك َ َوإن لَّ آم ر َ آعَ آل َف َما بَلَّ آ َ
نَ الَ َي آهد آالقَ آو َم آال َكافرينَ [المائدة ) ]67 : النَّاس إ َّن ك
واضح من ذل أن اليحرورا جاهل أو صاحب هوه ،نن رعري ه للنبوة
باطل قطعا ،وسالف به القرآن والعقل مخال ة صريحة والنبوة باستصار
هي الواسطة بين هللا والبير ،وال يرمكن أن ركون جزءا من الكتاب وال
رتضمن المعلوما الكونية والتاريخية؛ وإنما هي التي أوصلت إلينا القرآن-
الكتاب -المتضمن للرسالة اإللهية ،وال رمتمثلة في اين هللا بأصوله
وفروعه وبذل التعريف يكون شحرور قد أنكر النبوة ،والتي رعني
اصط اء هللا رعالى لبعض عبااه وركليمهم وركلي هم بالدعوة لدينه بين
طغ الناس م جاء بتعريف زائف باطل حسب هواه لتحريف معنى النبوة و َق َ
القرآن الكريم عن مصدره اإللهي من جهة؛ وعرفها رعري ا زائ ا متهافتا
ماكرا ييهد على صاحبه بالضالل والتحريف من جهة انية وال ش أن
شحرورا بتحري ه للمصطلحا والم اهيم اليرعية هو يضغ انسا
التحري ية انولى ليبني عليها ما سيقوله من ضالال وأسطاء ،ويرمارسه
من ردليسا ومخااعا ورحري ا في كتابه" الكتاب والقرآن " ونقضنا
لتل انسا سينقض بناءه الزائف المتهافت من أساسه ،ويكيف زي ه
وغيه وسداعه ،وير هره بأنه رم لا علما وأسالقا
النموذج الثاني :زعم شحرور أن اسم كتاب هللا ال يطلدق علدى الدوحي
اإللهي كله بأسمائه المعروفدة ،وال هدو منهدا أيضدا ،وإنمدا هدو اسدم سداص
بانحكام اليرعية ،فقدال :أراا هللا سدبحانه ورعدالى أن يبلدغ رسدالته للنداس
انحكددام) ليبددين لهددم فيهددا ال ددر بددين الحددرام والحددالل ،ويبددين لهددم فيهددا
40
العبااا وانسال وقواعد السلوب اإلنساني هذه انحكام بم موعها رسمى
“كتاب هللا”.1 ) ،
أقول :ذل الزعم باطل بدال شد ،وهدو مدن أوهدام شدحرور ورحري ارده
وأهوائه ننه من الثابت كتابا وسنة أن اسم " كتاب هللا " أطلقه الير على
الوحي المنزل على نبينا محمد عليه الصالة والسالم بكل أسدمائه،ولم يرطلدق
فقط على انحكام اليدرعية كمدا زعدم شدحرور ،وإنمدا أرطلدق عليهدا وعلدى
صددكن رم َ سدول كمد آن عندد ك الكتاب كله من ذل قوله رعالىَ :ولَ َّما َجاء ره آم َر ر
ظ رهوره آم َكدأَنَّ ره آم الَ للا َو َراء راب ّ ِ لك َما َم َع ره آم نَ َبذَ فَريق كمنَ الَّذينَ أروررواآ آالكت َ
َاب ِكت َ َ
ص َالة َ َوأَن َقروا للا َوأَقَا رموا ال َّ اب ه ِ ون ِكت َ َيَ آعلَ رمونَ [البقرة ،) ]101 :إ َّن الَّذينَ يَتْلُ َ
رور [فاطر ،)]29 :و أ َ َلد آم ردَ َر ارة لَّن رَب َ ع َالنيَة يَ آر رجونَ ر َ َ م َّما َرزَ آقنَا ره آم س كرا َو َ
للا ليَحآ رك َم بَ آينَ ره آم ر َّم يَت ََولَّى
ب ِّ ع آونَ إلَى ِكتَا ِ إلَى الَّذينَ أ ر آوررواآ نَصيبا كمنَ آالكت َاب ير آد َ
ضدونَ [آل عمدران ،) ]23 :و َو َّالدذينَ آ َم رندواآ مدن َب آعددر فَريق كم آن ره آم َو رهدم ُّم آعر ر
ض ض ره آم أ َ آو َلدى بد َب آع ٍ َوهَا َج ررواآ َو َجا َهدرواآ َم َع رك آم فَأ ر آولَدئ َ من رك آم َوأ ر آولرواآ ان َ آر َحام َب آع ر
عليم [انن ال ) ]75 : ش آيءٍ َ نَ ب رك كل َ للا إ َّن ك
ب ِّ في ِكتَا ِ
ومن السنة النبوية ،قول النبي عليه الصالة والسالم « :إن أ رمر علديكم
أسددوا يقددواكم بكتدداب هللا رعددالى فاسددمعوا لدده وأطيعددوا عبددد م ددد
3
» )،.2و كتاب هللا فيه الهده والنور فخذوا بكتاب هللا واستمسكوا به » )
وبذل يتضح أن اسم " كتاب هللا " هو مدن أسدماء الدوحي الدذ أنزلده هللا
رعالى على نبيده محمدد ،يرضداي إلدى أسدمائه انسدره ،كدالقرآن والكتداب،
وال رقان؛ ولديا اسدما ساصدا بانحكدام ال قهيدة كمدا زعدم المحدري محمدد
شحرور
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص89 - :
2مسلم :الصحيح ،رقم ، 3198 :ج 4ص79 :
3مسلم :الصحيح ،رقم ، 6378 :ج 7ص122 :
41
– 3ولنرجغ إلى قوله رعالى في أول سورة البقرة { ذَل َ آالكت ر
َاب الَ َري َ
آب
فيه رهده لك آل رمتَّقينَ [البقرة } ]2 :
ضانَ الَّذ َ
ش آه رر َر َم َ
– 4ولنرجغ إلى قوله رعالى في سورة البقرة َ 185
أرنز َل فيه آالقر آر ر
آن رهده لكلنَّاس َو َبيكنَا ٍ كمنَ آال رهدَه َو آال ر آر َقان[البقرة )]185 :
هنا نالحظ كيف عطف القرآن على الكتاب ،وفي اللسان العربي ال رعطف
إال المت ايرا ،أو الخاص على العام فهنا لدينا احتماالن:
أ -أن القرآن شيء والكتاب شيء آسر ،وعط هما للت اير كأن نقول جاء
أحمد وسعيد حيث أن سعيدا شخص وأحمد شخص آسر وعط هما للت اير
فإذا كان القرآن شيئا والكتاب شيئا آسر فت انسهما أنهما من عند هللا ولكن
لماذا عطف القرآن على الكتاب في أول سورة الح ر؟ السبب في ذل هو
اآلية 87في هذه السور حيث ذكر فيها السبغ المثاني في قوله { َولَقَ آد آرَ آين َ
َاب
يم [الح ر }]87 :فها هنا واضح رماما أن سبآعا كمنَ آال َمثَاني َو آالقر آرآنَ آال َع َ
َ
القرآن شيء والسبغ من المثاني شيء آسر ،وهي ليست من القرآن ولكنها
من الكتاب
ب – أن يكون القرآن جزءا من الكتاب ،وعط هما من باب عطف الخاص
على العام وفي هذه الحالة يك ي عطف الخاص على العام للتأكيد ولل ت
انتباه السامغ إلى أهمية الخاص
فأ االحتمالين هو المقصوا؟!
– نالحظ أنه عندما ذكر الكتاب قال{ :هده للمتقين} نن في الكتاب أحكام
العبااا والمعامال وانسال ،أ فيه التقوه باإلضافة إلى القرآن
وعندما ذكر القرآن قال{ :هده للناس} ول ة الناس ريمل المتقين وغير
المتقين ،فالمتقون من الناس ولكن ليا كل الناس من المتقين
وهذا وحده يوجب أن نميز بين الكتاب والقرآن
– ونالحظ أنه في سورة الرعد عطف الحق على الكتاب ،فهذا يعني أن
الحق شيء والكتاب شيء آسر أو أن الحق هو جزء من الكتاب
وليا كل الكتاب
– وال واب القاطغ على هذا السؤال أعطي في سورة فاطر { َوالَّذ
أ َ آو َح آينَا إ َل آي َ منَ آالكتَاب ره َو آال َح ُّق رم َ
صدكقا لك َما َبيآنَ َيدَيآه إ َّن َّ َ
ن بع َبااه َلخَبير
بَصير [فاطر }]31 :فاطر )31هنا أعطى ال واب القاطغ بأن الحق هو
جزء من الكتاب وليا كل الكتاب ،وأن الحق جاء معرفا أ أن الحقيقة
الموضوعية بأكملها غير منقوصة “الحقيقة المطلقة” موجواة في الكتاب
42
ولكن ليست كل الكتاب ،حيث أنه في الكتاب روجد اآليا المحكما “آيا
الرسالة” وهي ليست حقا واآليا المتيابها “آيا النبوة” وآيا
ر صيل الكتاب م أعطى للحق وظي ة انية ،وهي رصديق الذ بين يديه
1
فلماذا جاء القرآن كله متيابها؟ وما معنى رصديق الذ بين يديه؟؟}
أقول :رل انقوال مزاعم باطلة جملة ور صيال ،مارس شحرور من
ساللها التحريف والتدليا عن سابق إصرار وررصد ل ايا سبيثة رمخطط
لها سل ا وأراا أن يقول بأن الكتاب والقرآن إما أنهما شيئان من صالن ،
وإما أنهما شيئان غير من صلين رماما ،وإنما أحدهما جزء من اآلسر
،وأستار االحتمال الثاني وهذا موقف باطل قطعا ،ننه أسقط وأغ ل
االحتمال الثالث وهو الصحيح وقد أغ له وأسقطه ل اية في ن سه وم ااه هو
أن الكتاب والقرآن هما اسمان لمسمى واحد هو الوحي الذ أنزله هللا رعالى
على نبيه محمد عليه الصالة والسالم وانالة على صحة ذل من القرآن
كثيرة جدا أغ لها شحرورا انتصارا نوهامه وأهوائه وسنبين رهافت
وبطالن مزاعمه بالرا الم مل الذ ينقضها من أساسها أوال ؛ م نربطلها
بالرا ال رم صل انيا
أوال :إن من الثابت شرعا وراريخا وواقعا أن هللا رعالى أنزل على نبيه
محمد عليه الصالة والسالم وحيا واحدا ،فلم ينزل عليه وحييكن وال أكثر
من جهة؛ ووص ه هللا من جهة أسره بأنه وحي واحد رمحكم حكيم مترابط
رم صل رمبين ال يأريه الباطل أبدا قال رعالى { :ا َلر كت َاب أرحآ ك َم آ
ت آيَاررهر ر َّم
بير [هوا ،)]1 :و طا ر آل َ آيَا ر آالقر آرآن َوكت َا ٍ ت من لَّد آرن َحك ٍيم سَب ٍ
صلَ آ
فر ك
ين [النمل ،)]1 :و َال َيأآريه آال َباط رل من َبيآن َيدَيآه َو َال م آن س آَل ه ر َنزيل كم آن ُّمب ٍ
َحك ٍيم َحمي ٍد [فصلت ،) ]42 :و الر ر آل َ آ َيا ر آالكت َاب آال َحكيم [يونا :
} )]1فنحن أمام وحي واحد ال يتعدا وال يتبعكض ،وير سر ن سه بن سه،
وينقض زعم شحرور ويهدمه من أساسه وهذا الوحي سماه هللا رعالى وحيا
وكالما ،وكتابا وقرآنا ،وذكرا وفرقانا فهي أسماء لمسمى واحد ،كل اسم
سمي رضمن الوحي كله وأبرز ص ة أو أكثر من ص اره انساسية ،وبها ر
الوحي المنزل على النبي محمد عليه الصالة والسالم فهو ليا وحيا
متعداا من صال في ركتب ،وال هو وحي رم زأ في أجزاء و ركتب متداسلة فيما
بينها كما زعم شحرور؛ وإنما هو وحي واحد رمحكم رمترابط سماه هللا رعلى
بعدة أسماء وانالة القرآنية اآلرية رربين ذل وررثبته:
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص57 – 56 :
43
منها آيا ذكر أن ذل الوحي ال رمنزل على محمد عليه الصالة
ش َهااة قرل ش آيءٍ أَ آك َب رر َ والسالم من أسمائه :القرآن ،كقوله رعالى { :قر آل أ َ ُّ َ
وح َي ِإلَ هي َه َا ا ْلقُ ْرآنُ نرنذ َر ركم به َو َمن َب َل َغ أَئنَّ رك آم ن شَهيد بيآني َوبَ آينَ رك آم َوأ ُ ِ ك
ن آل َهة أ ر آس َره قرل الَّ أ َ آش َهدر قر آل إنَّ َما ره َو إ َلده َواحد َوإنَّني لَت َ آي َهدرونَ أ َ َّن َم َغ ك
نا َو آال ُّن َبر ء كم َّما ر ر آير ركونَ [اننعام }]19 :و{ قرل لَّئن اجآ ت َ َم َعت اإل ر
ض ض ره آم ل َب آع ٍ آن الَ َيأآررونَ بمثآله َو َل آو َكانَ َب آع ر علَى أَن َيأآررواآ ِب ِمثْ ِل َهو َا ا ْلقُ ْر ِ َ
ث ع َلى ال َّناس َع َلى رم آك ٍ ظهيرا [اإلسراء }]88 :و{ َوقر آرآنا َف َر آقنَاهر لتَ آق َرأَهر َ َ
َون ََّز آلنَاهر ر َنزيال [اإلسراء ،}]106 :و{ َما أَنزَ آلنَا َعلَ آي َ آالقر آرآنَ لتَ آي َقى [طه :
ص َّر آفنَا فيه منَ آال َوعيد َل َع َّل ره آم َيتَّقرونَ ند ْلنَاهُ قُ ْرآنا ً َع َربيكا َو َ ،} ]2و{ َو َكذَل َ أ َ َ
نر آال َمل ر آال َح ُّق َو َال ر َ آع َ آل ب آالقر آرآن م آن قَبآل أَ آن أ َ آو يرحآ د ر َل ره آم ذ آكرا ،فَت َ َعالَى َّ
ضى إلَ آي َ َوحآ يرهر َوقر آل َربك ز آاني ع آلما [طه }]114 -113 :و{ إنَّهر لَقر آرآن ير آق َ
ط َّه ررونَ ر َ آنزيل م آن َربك آالعَالَمينَ سهر إ َّال آال رم َ ون َال يَ َم ُّب َم آكنر ٍ َكريم في كت َا ٍ
ش َمحآ روظٍ البروج21: الواقعة، } )80 - 77 :و{ بَ آل ره َو قر آرآن َم يد في لَ آو ٍ
} )22 -
ومنها آيا وص ت الوحي المنزل على محمد عليه الصالة والسالم
صدكقا كل َما َبيآنَ َيدَيآه َاب ب آال َح كق رم َ علَ آي َ آالكت َ
باسم :الكتاب ،كقوله رعالى{:ن ََّز َل َ
َاب ب آال َح كق َوأَنزَ َل الت َّ آو َراةَ َواإلن ي َل [آل عمران } ]3 :و{إنَّا أَنزَ آلنَا إلَ آي َ آالكت َ
نر َوالَ ر َ ركن لك آلخَآئنينَ سَصيما [النساء } ]105 :و اب كلتَحآ رك َم بَيآنَ النَّاس ب َما أَ َر َ
آب فيه من َّربك آال َعا َلمينَ [الس دة } ]2 :و{ َون ََّز آلنَا {ر َنزي رل آالكتَاب َال َري َ
َيءٍ َو رهده َو َرحآ َمة َوبر آي َره ل آل رمسآلمينَ [النحل : َاب ر آب َيانا لك رك كل ش آعلَ آي َ آالكت َ َ
صدكقا كل َما َبيآنَ َيدَيآه إ َّن ،} ]89و{ َوالَّذ أ َ آو َح آينَا إلَ آي َ منَ آالكتَاب ره َو آال َح ُّق رم َ
ال لت ر َب كينَ نَ بع َبااه َلخَبير َبصير [فاطر ،} ]31 :و{ َو َما أَنزَ آلنَا َعلَ آي َ آالكت َ
َاب إ َّ َّ
استَ َل رواآ فيه َو رهده َو َرحآ َمة لك َق آو ٍم يرؤآ منرونَ [النحل ]64 : آ لَ ره رم الَّذ
ض رل َاب َو آالح آك َمةَ َو َعلَّ َم َ َما لَ آم رَ رك آن رَ آع َل رم َو َكانَ َف آعلَ آي َ آالكت َ نر َ }،و{ َوأَنزَ َل ك
َاب م آنهر علَ آي َ َع يما [النساء }]113 :و{ ره َو الَّذ َ أَنزَ َل َعلَ آي َ آالكت َ ن َ ك
ره َّن أ ر ُّم آالكتَاب َوأرس رَر رمتَيَاب َها [آل عمران ،}]7 :و{إنَّا آيَا ُّمحآ َك َما
ض َّل َفإنَّ َما َيض ُّل َاب للنَّاس ب آال َح كق َف َمن ا آهتَدَه فَل َن آسه َو َمن َ علَ آي َ آالكت َ أَنزَ آلنَا َ
نت َعلَيآهم ب َوكي ٍل [الزمر ،} ]41 :و{ أ َ َولَ آم َي آك ه آم أَ َّنا أَنزَ آلنَا َع َل آي َ علَ آي َها َو َما أ َ َ َ
علَيآه آم إ َّن في ذَل َ َل َرحآ َمة َوذ آك َره لقَ آو ٍم يرؤآ منرونَ [العنكبو : َاب يرتآ َلى َ آالكت َ
}]51
ومنها آيات أطلقت على الوحي المنزل على محمد عليه الصالة
والسالم اسم :الذكر ،كقوله رعالى{ َو َقالرواآ َيا أَيُّ َها الَّذ نر كز َل َ
علَيآه الذك آك رر إ َّن َ
44
ش ٍك كمن ع َليآه الذك آك رر من بَيآننَا َب آل ره آم في َ لَ َم آ نرون [الح ر ، }]6 :و{ أَأرنز َل َ
عذَاب [ص } ]8 :و{ إنَّا نَحآ رن ن ََّز آلنَا الذك آك َر َوإ َّنا َلهر ذ آكر بَ آل َل َّما يَذروقروا َ
لَ َحاف رونَ [الح ر ،} ]9 :و{ َوأَنزَ آلنَا إلَ آي َ الذك آك َر لتربَيكنَ لل َّناس َما نر كز َل إ َليآه آم
َولَ َعلَّ ره آم َيتَ َ َّك ررونَ [النحل }]44 :و{ َوإن َي َكاار الَّذينَ َك َ رروا َلي آرزلقرو َن َ
سمعروا الذك آك َر َو َيقرولرونَ إنَّهر َل َم آ نرون [القلم }]51 : صاره آم َل َّما َبأ َ آب َ
ومنها آية وص ت الوحي المنزل على محمد عليه الصالة والسالم باسدم:
ع آبدده ليَ ركدونَع َلدى َ ار َب َّالدذ َند َّز َل آال ر آر َقدانَ َ ال رقان ،هي قولده رعدالى {:ر ََبد َ
ل آل َعالَمينَ نَذيرا [ال رقان }]1 :
45
يد اب ع َِد ٌ ومنها قوله تعالى{ :إ َّن الَّذينَ َك َ رروا بِال ِ ّك ِْر لَ َّما َجا َء ره آم َوإنَّهر لَ ِكت َ ٌ
َال يَأآريه آالبَاط رل م آن بَيآن يَدَيآه َو َال م آن س آَل ه ر َ آنزيل م آن َحك ٍيم َحمي ٍد َما يرقَا رل لَ َ
ب أَل ٍيم َولَ ْو َجعَ ْلنَاهُ سل م آن قَبآل َ إ َّن َربَّ َ لَذرو َم آ َرةٍ َوذرو عقَا ٍ لر ر إ َّال َما قَ آد قي َل ل ُّ
ي قر آل ره َو للَّذينَ آ َمنروا ع َرب ٌّ
ي َو َ ت آ َياررهر أَأ َ آع َ م ٌّ
صلَ آ قُ ْرآنًا أ َ آع َ ميا لَقَالروا لَ آو َال فر ك
عمى أ رولَئ َ يرنَااَ آونَ علَيآه آم َ رهده َوش َاء َوالَّذينَ َال يرؤآ منرونَ في آذَانه آم َو آقر َو ره َو َ
ي آع َر َو َما َين َب ي َلهر ان بَعي ٍد فصلت،} )44 - 41 :و{ َو َما َعلَّ آمنَاهر ال ك م آن َم َك ٍ
إ آن ره َو إ َّال ذ آكر َوقر آرآن ُّمبين [يا }]69 :فالوحي الذ أنزله هللا على نبيه
محمد عليه الصالة والسالم هو الذكر ،وهو الكتاب ،وهو القرآن بلسان
عربي وليا أع ميا فتل ال ة أسماء لمسمى واحد هو الوحي اإللهي
اب َما َل آي َلةر ومنها قوله سبحانهِ { ::إنها أ َ ْن َد ْل َنا ُه في َل آي َلة آالقَ آدر َو َما أ َ آا َر َ
ين ب ا ْل ُم ِب ِش آه ٍر القدر{ }) 3 - 1 :حم َوا ْل ِكتَا ِ آالقَ آدر لَ آيلَةر آالقَ آدر َسيآر م آن أ َ آلف َ
ش آه رر ار َك ٍة إنَّا ركنَّا رم آنذرينَ {الدسان } 2 - 1 :و{ َ إنَّا أ َ آنزَ آلنَاهر في لَ آيلَ ٍة رمبَ َ
ند َل فِي ِه ا ْلقُ ْرآنُ رهده لكلنَّاس َوبَيكنَا ٍ كمنَ آال رهدَه َو آال ر آرقَان ضانَ الَّذ َ أ ُ ِ َر َم َ
[البقرة } ]185 :واضح من ذل أن الوحي الذ أنزله هللا ليلة القدر من
شهر رمضان جملة واحدة ،هو الكتاب ،وهو القرآن ،فهما اسمان لمسمى
واحد هو الوحي اإللهي
وب لك يتبين من تلك اآليات أن الوحي الذ أنزله هللا رعالى على النبي
الخارم محمد عليه الصالة والسالم هو وحي واحد رمحكم رم صل رمبين
،وغير رمتعدا إلى م موعا من الوحي ،وال رم زأ إلى أجزاء متداسلة من
جهة؛ وقد سماه هللا رعالى بعدة أسماء من جهة أسره هي :الوحي ،القرآن،
الكتاب ،الذكر ،ال رقان إنها أسماء لمسمى واحد ،وليست أسماء نجزاء
من الوحي كما زعم المحري شحرور
ثانيا :بالنسبة لآليا التي احتت بها الكارب شحرور ،فهي ضده وال
رثبت مزاعمه من جهة ،وحرفها حسب هواه وأسرجها من سياقها ولم
يررجعها إلى اآليا التي ر سرها من جهة أسره من ذل أن ر سيره لقوله
ين [الح ر ،)]1 :ليا صحيحا، رعالى :ا َل َر ر آل َ آ َيا ر آالكتَاب َوقر آر ٍ
آن ُّمب ٍ
نن ا لصحيح هو أن اإلضافة ليست للت اير وال لل زئية ،وإنما هي إضافة
ص ة للكتاب هي ص ة أساسية له فهو كما انه رضمن رل اآليا فهو أيضا
قرآن مبين ولو كانت اإلضافة للت اير وال زئية لورا عبارة" وقرآن
رمبين " رمعرفة ال نكرة هكذا " :والقرآن المبين " فالكتاب هو القرآن،
والقرآن هو الكتاب وليا كما زعم شحرور وزعمه باطل بما بيناه سابقا
46
بأن اسمي الكتاب والقرآن هما من أسماء الوحي اإللهي المنزل على محمد
عليه الصالة والسالم ،وال يرمثالن كتابين من صليكن وال جزأين متداسلين
ومما يربطل زعمه أيضا وير هر أنه رمحري ويرمارس االنتقاء واإلغ ال
في رعامله مغ اآليا القرآنية حسب هواه أنه لم يورا اآليا التي رربطل
زعمه ورربين أن القرآن هو الكتاب ،والكتاب هو القرآن وقد أورانا طرفا
منها سابقا ومنها أنه لم يورا اآلية التي رقابل اآلية التي احتت بها،
وريرحها وربين مقصواها وهو سالي زعمه رل اآلية هي قوله رعالى:
عطف " قرآن ين [النمل ،)]1 :فكما ر طا ر آل َ آ َيا ر آالقر آرآن َوكتَا ٍ
ب ُّمب ٍ
ين مبين " إلى الكتاب في قوله رعالى :ا َل َر ر آل َ آ َيا ر آالكتَاب َوقر آر ٍ
آن ُّمب ٍ
عطف إلى القرآن فالكتاب ر [الح ر،)]1 :فإن " كتاب رمبين " هو الذ
قرآن رمبين ،والقرآن كتاب رمبين ،فهما اسمان لمسمى واحد هو الوحي وهذا
اليل اامغ على بطالن مزاعم شحرور فيما قاله عن الكتاب والقرآن
والمحكما والمتيابها
وأما استدالله في الت ريق بين الكتاب والقرآن بقوله :نالحظ أنه
عندما ذكر الكتاب قال{ :هده للمتقين} نن في الكتاب أحكام العبااا
والمعامال وانسال ،أ فيه التقوه باإلضافة إلى القرآن وعندما ذكر
القرآن قال{ :هده للناس} ول ة الناس ريمل المتقين وغير المتقين،
فالمتقون من الناس ولكن ليا كل الناس من المتقين وهذا وحده يوجب أن
نميز بين الكتاب والقرآن) فهو استدالل باطل ،ننه سبق أن بينا أن اسمي
الكتاب والقرآن هما اسمان لمسمى واحد هو الوحي المنزل على نبينا محمد
عليه الصالة والسالم ،فالكتاب هو القرآن والقرآن هو الكتاب ،واالستالي
بينهما حسب ورواهما في سيا اآليا ال ير ير انصل بأنهما اسمان
لمسمى واحد
كما أن استدالله في الت ريق بين الكتاب والقرآن بدعوه أن الكتاب
استخدم في مخاطبة المؤمنين ،لكن القرآن ارستخدم في مخاطبة الناس جميعا
بمؤمنهم وكافرهم ،فهذا حتى وإن صح فال ير ير انصل الذ هو أن الكتاب
والقرآن اسمان لمسمى واحد لما قلناه سابقا ،ونن استدالله بقوله رعالى:
آن رهده لكلنَّاس َو َبيكنَا ٍ كمنَ آال رهدَه ضانَ الَّذ َ أرنز َل فيه آالقر آر ر
ش آه رر َر َم َ
َ
َو آال ر آر َقان [البقرة )]185 :بدعوه أن القرآن سوطب به كل الناس ،لكن
آب فيه رهده ل آل رمتَّقينَ } سوطب به الكتاب في قوله رعالى{:ذَل َ آالكت ر
َاب َال َري َ
المتقون فانمر ليا كذل ،نن ن ا اآلية انولى التي ورا فيه اسم
القرآن ،هي ن سها رقريبا ورا في آية أسره عن إنزال الوحي اإللهي ليلة
47
القدر ذكر الكتاب ولم رذكر القرآن في قوله رعالى{ :حم َو آالكت َاب آال رمبين
إنَّا أ َ آنزَ آلنَاهر في لَ آيلَ ٍة رمبَ َ
ار َك ٍة إنَّا ركنَّا رم آنذرينَ {الدسان } 2 - 1 :فماذا نزل ليلة
القدر :القرآن أم الكتاب؟؟!! حسب زعم شحرور أن القرآن هو الذ نزل
وليا الكتاب وهذا مخالف للوحي ،والصحيح أن الذ نزل هو الوحي
اإللهي المسمى بالقرآن والكتاب ،فهما من اسميه
كما أنه ليا صحيحا أن القرآن سطابه موجه للمؤمنين والك ار -كل
الناس ،-والكتاب سطابه موجه للمؤمنين فقط ليا صحيحا بدليل قوله
آن َفا آست َمعرواآ َلهر َوأَنصترواآ َل َعلَّ رك آم ر ر آر َح رمونَ [انعراي : ئ آالقر آر ر
رعالىَ :وإذَا قرر َ
) ]204وهذا سطاب موجه للمؤمنين ننهم هم الذين يرؤمنون به،وليا
للك ار الذين ال يرؤمنون به فهم ال يرؤمنون به فكيف يوجه إليهم النداء
باالستما واإلنصا ؟؟!! بل هم يرفضون االستما له ويالمرون بعدم
االستما له،بدليل قوله رعالىَ :وقَا َل الَّذينَ َك َ رروا َال ر َ آس َمعروا ل َهذَا آالقر آرآن
َو آال آَوا فيه َل َعلَّ رك آم رَ آلبرونَ [فصلت ) ]26 :ومن ذل أيضا قوله رعالى :إ َّن
سبيل نَ ا آشت ََره منَ آال رمؤآ منينَ أَن ر َ
س ره آم َوأ َ آم َوا َل رهم بأ َ َّن َل ره رم ال َ نَّةَ ير َقارلرونَ في َ ك
ن فَ َي آقترلرونَ َوير آقتَلرونَ َوعآدا َعلَيآه َحقكا في الت َّ آو َراة َواإلن يل َو آالقر آرآن َو َم آن أَ آو َفى ك
ن َفا آستَبآي ررواآ ببَيآع رك رم الَّذ َبا َي آعترم به َوذَل َ ره َو آال َ آو رز آال َع ي رم بعَ آهده منَ ك
[التوبة )]111 :وهذا انمر موجه للمؤمنين وهو مذكور في القرآن
طان ي آي َ ومنها قوله رعالىَ { :فإذَا َق َرأآ َ آالقر آرآنَ َفا آستَع آذ ب ك
اّلل منَ ال َّ
الرجيم [النحل ،}]98 :فهو سطاب موجه للنبي والمؤمنين باسم القرآن َّ
وليا موجها للك ار وال لكل الناس ،فلماذا لم يقل " :إذا قرأ الكتاب " لو
كان انمر كما زعم شحرور بأن المخاطبة بالكتاب موجهة إلى المؤمنين؟؟
ي آما إ َلى صالَة َ لدرلروب ال َّ ون ا انمر ينطبق على قوله رعالى {:أَقم ال َّ
سق اللَّيآل َوقر آرآنَ آال َ آ ر إ َّن قر آرآنَ آال َ آ ر َكانَ َم آي رهواا [اإلسراء }]78 : غ َ َ
إنه سطاب موجه للمؤمنين باسم القرآن وليا موجها لكل الناس ،بل وال
علَيآه َو َرر كل آالقر آرآنَ ر آَرريال يصح روجيهه لهم ومنها قوله رعالى{ :أ َ آو ز آا َ
ص َ هر[المز كمل ،} ]4 :و{ إ َّن َربَّ َ َي آعلَ رم أَنَّ َ رَقرو رم أ َ آانَى من رلرثَي اللَّيآل َون آ ك
ص وه ر ار َعل َم أَن َّلن ررحآ ر نر يرقَدك رر اللَّ آي َل َوالنَّ َه َ
طائ َة كمنَ الَّذينَ َمعَ َ َو َّ َو رلرثَهر َو َ
ضى ون من ركم َّم آر َ عل َم أَن َ
س َي رك ر س َر منَ آالقر آرآن َ َاب َعلَ آي رك آم َفا آق َرؤروا َما رَيَ َّ فَت َ
ن َوآس رَرونَ ير َقارلرونَ في َوآس رَرونَ َيضآربرونَ في آان َ آرج يَ آبت َ رونَ من َفضآل َّ
[المز كمل }]20 :وهذا أمر موجه للنبي عليه ك س َر م آنهرن َفا آق َر رؤوا َما ر َ َي َّسبيل َّ َ
الصالة والسالم وأصحابه باسم القرآن ال الكتاب،وليا موجها لكل الناس
48
ومنها قوله رعالى { :إ َّن الَّذينَ يَ آكت ر رمونَ َما أ َ آنزَ آلنَا منَ آالبَيكنَا َو آال رهدَه م آن بَ آعد
الالعنرونَ البقرة : نر َويَ آل َعنر ره رم ََّما بَيَّنَّاهر للنَّاس في آالكت َاب أرولَئ َ يَ آل َعنر ره رم َّ
})]159وهذا الخطاب موجه للناس باسم الكتاب ،وليا موجها للمؤمنين
ي أ َ آولَى ب آال رمؤآ منينَ م آن أَن رسه آم كما زعم شحرور ومنها قوله رعالى { :النَّب ُّ
ن منَ ض في كتَاب َّ ض ره آم أَ آولَى ب َب آع ٍ َوأ َ آز َوا رجهر أ ر َّم َهار ر ره آم َوأ ر آولرو آان َ آر َحام َب آع ر
آال رمؤآ منينَ َو آال رم َهاجرينَ إ َّال أَن ر َ آ َعلروا إلَى أَ آول َيائ ركم َّم آع رروفا َكانَ ذَل َ في
طورا [انحزاب }]6 :موضو هذه اآلية يتعلق بالمؤمنين آالكت َاب َم آس ر
وهو مذكور في الكتاب ال بالقرآن ،فلو كان زعم شحرور صحيحا لورا
ذل باسم القرآن ال الكتاب
وأما استدالل شحرور على زعمه بقوله رعالى ورعليقه عليهَ {:و َل َق آد
يم [الح ر } ]87 :فها هنا واضح سبآعا كمنَ آال َمثَاني َو آالقر آرآنَ آالعَ َ آر َ آين َ
َاب َ
رماما أن القرآن شيء والسبغ من المثاني شيء آسر ،وهي ليست من القرآن
ولكنها من الكتاب }1؛ فهو زعم باطل وشاهد عليه بالتحريف أو ال هل ،أو
بهما معا ننه سبق أن بينا بآيا كثيرة أن القرآن والكتاب هما اسمان
لمسمى واحد هو الوحي المنزل على النبي محمد عليه الصالة والسالم
وبما أن انمر كذل ،فإن السبغ المثاني هي من القرآن والكتاب معا،
والواو الواراة في اآلية ليست عط ا ،وإنما هي واو المعية ،بمعنى " مغ "
[المز كمل : ك ين أرولي النَّ آع َمة َو َم كه آل ره آم قَليال فهي كقوله رعالىَ :وذَ ْرنِي َوا ْل ُم َك ِ ّ ِب َ
ِب ب َهذَا آال َحديث [القلم ، )]44 :بمعنى ذرني ،) ]11و َف َ ْرنِي َو َمن يُ َك ّ ُ
معهم وذل يعني أن هللا رعالى أنزل السبغ المثاني مغ القرآن فهي من
سوره وآياره ،وليست من صلة عنه وال ررقابله ،وإنما هي منه وال رن صل
ونوه بها نهميتها ومكانتها في القرآن،فهي من عنه ،وإنما أشار إليها ك
القرآن ونزلت معه
وأما استيهاا شحرور على زعمه بقوله رعالى :المر ر آل َ َآيدا ر آالكتدَ اب
النداس الَ يرؤآ م رندونَ [الرعدد ]1 : َوالَّذ َ أرنز َل إلَ آي َ من َّربك َ آال َح ُّق َولَدك َّن أ َ آكث َ َر َّ
) ور سيره بقوله :ونالحظ أنه في سورة الرعد عطف الحق علدى الكتداب،
فهذا يعني أن الحق شديء والكتداب شديء آسدر أو أن الحدق هدو جدزء مدن
الكتاب وليا كل الكتاب وال دواب القداطغ علدى هدذا السدؤال أعطدي فدي
سورة فاطر { َوالَّذ أ َ آو َح آينَا إلَ آي َ منَ آالكت َاب ره َو آال َح ُّق رم َ
صدكقا لك َما بَيآنَ يَدَ آيده
نَ بعبَااه لَخَبير بَصير [فاطر } ]31 :هنا أعطى ال واب القداطغ بدأن إ َّن َّ
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص57 – 56 :
49
الحق هو جزء من الكتاب وليا كل الكتداب ،وأن الحدق جداء معرفدا أ أن
الحقيقة الموضوعية بأكملها غير منقوصة “الحقيقدة المطلقدة” موجدواة فدي
الكتدداب ولكددن ليسددت كددل الكتدداب ،حيدد ث أندده فددي الكتدداب روجددد اآليددا
المحكما “آيا الرسالة” وهدي ليسدت حقدا واآليدا المتيدابها “آيدا
1
النبوة”)
رل المزاعم باطلة جملدة ور صديال ،وهدي مدن أوهدام شدحرور وأهوائده
ورحري اره وأباطيلده ،وال يقولهدا إلدى جاهدل ،أو صداحب هدوه ننده أوال،
سبق أن بينا بآيا كثيرة أن القرآن والكتاب همدا اسدمان لمسدمى واحدد هدو
الوحي المنزل على نبينا محمد عليه الصالة والسالم وعليه فالحق المدذكور
هو وصف عدام وشدامل للكتداب والقدرآن وهمدا اسدمان مدن أسدماء الدوحي
اإللهي مدن جهدة ،والدوحي كلده حدق مدن جهدة أسره فدالحق لديا م دايرا
للكتاب وال هو جزء فقط من الكتاب كما زعم شحرور
وبما أن انمر كذل ،فإن قوله رعدالى :المدر ر آلد َ َآيدا ر آالكتدَ اب َو َّالدذ َ
أرنز َل إلَ آي َ من َّربك َ آال َح ُّق َولَدك َّن أ َ آكث َ َر النَّاس الَ يرؤآ منرونَ [الرعد ،]1 :ليا هو
كما حرفه شحرور ،وإنما يعني أن رل الحروي هي من آيا الكتاب وهذا
الكتاب هو الوحي المنزل من هللا وهو الحدق ،حدق كلده ال بعضده فاآلية لدم
رعطف الحق على الكتداب كمدا زعدم شدحرور ،وإنمدا أرجعدت الكتداب إلدى
الوحي ،فهو انصل ،نن الكتاب اسم من أسمائه ووص ت الوحي بأنه حدق
كله فال الحق شيء م اير للوحي ،وال في الوحي جزء ليا حقا
ومما يربطل ذل الزعم أيضا ،أن وحي هللا رعالى كله حق وعلم ،وال يصح
وصف بأن منه الحق وغير الحدق فدال يقدول هدذا إال جاهدل ،أو ضدال ،أو
صاحب هوه نن هللا رعدالى وصدف وحيده الدذ أنزلده علدى محمدد عليده
الصالة والسالم بأنه كله حق وعلم ،وال يأريه الباطل أبدا ،وهو وحي رمحكم
َحكيم رم صل مبين ،وال متيابه فيه ،ننه ير سر ن سده بن سده مدن ذلد قولده
سو رل بد آال َح كق مدن َّربك ركد آم َفدآمنرواآ س آَيدرا لَّ ركد آم اس قَ آد َجاء رك رم َّ
الر ر رعالى :يَا أَيُّ َها النَّ ر
عليما َحكيما [النساء نر َاوا َوان َ آرج َو َكانَ ك َوإن ر َ آك ر ررواآ فَإ َّن َّّلل َما في ال َّ
س َم َ
اءب آال َحد ُّق مدن َّربدك َ َفدالَ ر رَكدون ََّن مدنَ آال رم آمتدَ رينَ [يدونا : ،)]170 :و لَقَ آد َج َ
اس قَ آد َجاء رك رم آال َح ُّق من َّربك رك آم فَ َمن ا آهتَدَه فَإنَّ َمدا َي آهتدَ د ،)]94و قر آل َيا أَيُّ َها النَّ ر
ع َلدد آي ركم ب َوكيدد ٍل [يددونا : علَي َآهددا َو َمددا أ َ َنددا آ َ
ضدد َّل فَإنَّ َمددا يَضدد ُّل َلنَ آسدده َو َمددن َ
يدر [هدوا : ت مدن َّلدد آرن َحكد ٍيم سَب ٍ صدلَ آ ت آيَاررهر رد َّم فر ك ،)]108و الَر كت َاب أرحآ ك َم آ
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص57 – 56 :
50
ين [النمدل ،)]1 :و َال يَأآريده آالبَاطد رل ،)]1و طا ر آل َ آيَا ر آالقر آرآن َوكت َا ٍ
ب ُّمبد ٍ
من بَيآن يَدَيآه َو َال م آن س آَل ه ر َنزيل كم آن َحك ٍيم َحمي ٍد [فصلت ،) ]42 :و الر ر آل َ
آيَا ر آالكت َاب آال َحكيم [يونا )]1 :
وأما اآلية الثانية التي استيدهد بهدا شدحرور لتأييدد زعمده ،وهدي قولده
نَ صدكقا لك َما َبديآنَ يَدَ آيده إ َّن َّ رعالىَ :والَّذ أ َ آو َح آينَا إلَ آي َ منَ آالكت َاب ره َو آال َح ُّق رم َ
بعبَااه لَخَبير بَصير [فاطر )]31 :فقد حرفهدا رحري د ا بيدعا ،ورالعدب بهدا
حسب هواه ،وافتره بها على هللا وكتابه هو زعم باطل بما بيناه سدابقا بدأن
الكتاب والقرآن هما اسمان للدوحي المندزل علدى نبيندا محمدد عليده الصدالة
والسالم ،وهو وحي إلهي كله حق قطعا ،وال يرمكن أن يكون جزءا منه حقا
وآسر ليا حقا وهذا الوحي وص ه هللا رعالى بأنه حق كله وليا بعضه حقا
ب به قَ آو رم َ َو ره َو آال َح ُّق قرل لَّ آستر َ
ع َلد آي ركم وبعضه ليا حقا كقوله رعالىَ :و َكذَّ َ
صال َحا َوآ َمنروا ب َمدا رند كز َل عملروا ال َّ ب َوكي ٍل [اننعام ،) ]66 :و َوالَّذينَ آ َمنروا َو َ
صدلَ َح َبدالَ ره آم [محمدد : سديكئَاره آم َوأ َ آ علَى رم َح َّم ٍد َو ره َو آال َح ُّق من َّربكه آم َك َّ َر َ
عد آن ره آم َ َ
)]2
كما أن ر سيره لتل اآلية ليا صحيحا ،نن قوله رعدالىَ :و َّالدذ أ َ آو َحي َآندا
نَ بع َبدااه لَخَبيدر بَصدير إلَ آي َ منَ آالكت َاب ره َو آال َح ُّق رم َ
صدكقا لك َمدا َبديآنَ يَدَ آيده إ َّن َّ
[فاطر ،)]31 :ال يعني ما زعمه ،وإنما يعني أمرين ال الدث لهمدا :انول،
هو أن الوحي الذ أنزله هللا رعالى على نبيه وال رمتمثل في الكتداب ،والقدرآن
هو الحق وهندا ال يكدون حدري " مدن " للتبعديض وإنمدا للتمييدز والبيدان
والثاني يعني أن الوحي الذ أنزله هللا على نبيه هو وحي من الكتاب اإللهي
51
العام الذ ييمل كل ال ركتب اإللهية التي أنزلها هللا سبحانه على رسدله ،فهدي
مح وظة في اللوش المح وظ فهو كتاب حق من الكتداب الحدق اليدامل لكدل
الكتب المنزلة وهنا يكون حري " من" للتبعيض ال للتمييز والبيان
النموذج الرابع :عندما ركلم الكارب محمد شحرور عن معندى الدذكر فدي
القرآن الكريم أورا قوله رعالى { :إ َّندا ن آَحد رن ن ََّز آل َندا الدذك آك َر َوإ َّندا َلدهر لَ َحداف رونَ
علَيآه الذك آك رر إنَّ َ لَ َم آ نرون [الح در و{وقَالرواآ يَا أَيُّ َها الَّذ نر كز َل َ
[الح ر َ ،} ]9 :
،} ]6 :و{ص َو آال رقدد آرآن ذ الددذك آكر [ص }]1 :ددم شددرش اآليددة الثالثددة،
معوج حسب هواه ،فقال{ :فهذه ورناسى اآليتين الباقيتين ،م روصل إلى فهم ك
الصي ة للكتاب التي بين أيدينا وهي صي ة عربية هي صي ة محد دة بلسدان
إنساني وغير قديمة وذل ليذكر بها القرآن من النداس لدذا قدالَ :مدا َيدأآريهم
كمن ذ آك ٍر َّمن َّربكهم ُّمحآ دَ ٍ إ َّال ا آست َ َمعروهر َو ره آم يَ آلعَبرونَ [اننبياء )]2 :الحظ هندا
اقة التعبير في الكتاب عندما قال عن الذكر إنه محد ولم يقدل القدرآن ،وال
ننسى أن الذكر ليا القرآن ن سه ،بل هو أحدد صد ا القدرآن ص َو آال رقد آرآن
ذ الذك آكر [صد )]1 :فإذا عرفنا اآلن أن الذكر لديا القدرآن ن سده ،وإنمدا
هو أحد سواصه وهو صي ته اللسانية حصرا يزول االلتباس لذا فقدد وضدغ
سد آلنَا قَب َآلد َ إالَّ ر َجداال ُّندوحي إ َلديآه آم الكتاب شرطا ل هم آيارده بقولدهَ :و َمدا أ َ آر َ
فَاسآأَلرواآ أ َ آه َل الذك آكر إن ركنت ر آم الَ ر َ آعلَ رمونَ [اننبياء { )]7 :هنا ي ب أن ن هدم
أن أهل الذكر هم أهل اللسان العربي.1} .
أقول :ذل الزعم باطل جملة ور صيال ،وال يقوله إال جاهدل ،أو محدري
صاحب هوه ننه أوال ،إن هذا الكارب لم يتبغ المنهت العلمي فدي فهدم رلد
اآليددا ،وإنمددا مددارس االنتقدداء واإلغ ددال والتالعددب والتحريددف والتدددليا
والخدا من جهة ،ولم يترب القرآن ير سر ن سه بن سه من جهة أسره وبيان
ذل أن معنى الذكر في القرآن ليا عنده معنى اقيقا واحددا ،وإنمدا لده عددة
معان متقاربة حسب سيا ورواه في اآلية ،والقرآن هو الذ يرحددا المعندى ٍ
المقصددوا ولدديا القددارئ هددو الددذ يحددداه ويتسددلط عليدده بهددواه كمددا فعددل
شحرور ومن ي عل ذل فهو محري وضال رمضل ،وعمله ليا مدن العقدل
وال من العلم في شيء ،وال قيمة له علميا
ثانيا :إن مما ينقض زعم شحرور من أساسه ،أن عبارة " الذكر " هدي
مدن أسدماء الددوحي اإللهدي الددذ أنزلده هللا علددى نبيندا محمددد عليده الصددالة
والسالم فهو اسم من أسمائه كالقرآن ،والكتاب ،وال رقان وهذا أمر واضح
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص63 – 62- :
52
من قطعيا القرآن ومحكماره ،لكن ذل الباحث رناسى ذل وحرفده ل ايدا
في ن سه عندما زعم أن الذكر ليا هو القرآن وزعمه هذا باطل بدليل قوله
علَ آيده الدذك آك رر إ َّند َ لَ َم آ رندون [الح در }]6 : رعالىَ {:وقَالرواآ يَا أَيُّ َها الَّذ رند كز َل َ
شد ٍك كمدن ذ آكدر َبد آل لَ َّمدا َيدذروقروا علَيآه الذك آك رر من َبيآننَا َب آل رهد آم فدي َ ،و{ أَأرنز َل َ
عذَاب [ص } ]8 :و{ إنَّا نَحآ رن ن ََّز آلنَا الذك آك َر َوإ َّندا َلدهر لَ َحداف رونَ [الح در ]9 : َ
}،و{ َوأَنزَ آلنَا إلَ آي َ الذك آك َر لتربَيكنَ للنَّاس َما نر كز َل إلَيآه آم َولَعَلَّ ره آم يَت َ َ َّكد ررونَ [النحدل
سدمعروا الدذك آك َر آصداره آم لَ َّمدا َ وند َ بأَب َ }]44 :و{ َوإن يَ َكاار الَّذينَ َك َد رروا لَي آرزلقر َ
َويَقرولرونَ إنَّهر لَ َم آ نرون [القلم }]51 :
واضح من رل اآليا أن الذكر هو الوحي الذ أنزلده هللا رعدالى علدى
نبيه الخارم محمد عليه الصالة والسالم وهذا الذكر هو ن سه القرآن والكتاب
كما بيناه سابقا ،وهما يرمثالن الذكر أيضدا فدنحن أمدام وحدي إلهدي لده عددة
أسماء ،منها ال ة ذكرناها ،فهي أسماء لمسمى واحد
ومما يؤيد ذل ويؤكده وينقض زعدم شدحرور قولده رعدالى{ :إ َّن َّالدذينَ
يد َال َيأآريه آال َباط رل مد آن َبديآن َيدَ آيده َو َال اب ع َِد ٌ َك َ رروا ِبال ِ ّك ِْر لَ َّما َجا َء ره آم َوإنَّهر لَ ِكت َ ٌ
سل م آن قَبآلد َ إ َّن لر رم آن س آَل ه ر َ آنزيل م آن َحك ٍيم َحمي ٍد َما يرقَا رل لَ َ إ َّال َما قَ آد قي َل ل ُّ
ت ب أَل ٍيم َولَ ْو َجعَ ْلنَاهُ قُ ْرآنًا أ َ آع َ ميا لَقَالروا َلد آو َال فر ك
صدلَ آ َربَّ َ لَذرو َم آ َرةٍ َوذرو عقَا ٍ
ي قر آل ره َو للَّذينَ آ َمنروا رهده َوش َاء َوالَّذينَ َال يرؤآ منرونَ فدي ع َرب ٌّي َو َ آيَاررهر أَأ َ آع َ م ٌّ
ان بَعيد ٍد فصدلت- 41 : عمى أرولَئ َ ي َرندااَ آونَ مد آن َم َكد ٍ علَيآه آم َ آذَانه آم َو آقر َو ره َو َ
اليد آع َر َو َمدا يَنبَ دي َلدهر إ آن رهد َو إ َّال ذ آكدر َو رقد آرآن ُّمبدين علَّ آمنَاهر ك ،} )44و{ َو َما َ
َاي َوعيد [قد ]45 : [يا }]69 :و(فَذَ كك آر ب آالقر آرآن َمن َيخ ر
واضح من ذل أن الوحي الذ أنزله هللا علدى نبيده محمدد عليده الصدالة
والسالم هو الذكر ،وهو الكتداب ،وهدو القدرآن بلسدان عربدي مبدين فتلد
ال ددة أسددماء لمسددمى واحددد هددو الددوحي اإللهددي ،ولدديا انمددر كمددا زعددم
المحري شحرور
ثالثا :إن ذل الوحي ال رمندزل علدى نبيندا محمدد عليده الصدالة والسدالم-
وهددو القددرآن ،والكتدداب ،والددذكر -لدديا هددو صووي ة عربيووة للووني اإللهووي
ال ُمندل كما زعم المحري شحرور ،وإنما هو وحي إلهي جديد بلسان عربي
مبين فهو يختلف عن ال ركتب اإللهية السابقة ،فهو ليا ررجمدة عربيدة لهدا ،
وإنما هو وحي إلهي جديد قائم بذاره ،فمغ رضمنه نصول الدين اإللهي فهدو
أيضا كتاب وحي فريد بمضامينه وإع ازه وسصائصه
53
كما أن تفسير شحرور لقوله رعالى :ص َو آالقر آرآن ذ الذك آكر [ص ]1 :
) ،هو ر سدير رحري دي بدال شد ،ننده َح كمدل اآليدة مدا لد م رقلد ه ،ولدم ي سدره
بددالقرآن ،وإنمددا فسددراه بهددواه نن معناهددا هددو أن مددن صد ا القددرآن أندده
موصوي بالذكر ،وهو ذكر ،وكثير الذكر بدين النداس أيضدا ،فهدو مدذكور
بينهم بكثرة والياهد على ذل أيضا قوله رعالى :فَذَ كك آر ب آالقر آرآن َمدن َي َخد ر
اي
َوعيد [قد ) ]45 :فالقرآن ذكر ،والذكر قرآن فلو لم يكن ذكرا ما أمدر هللا
رعالى نبيه بأن يرذ ككر به الناس وهذا أمر أ بتناه سابقا مدن جهدة ،وهدو شداهد
من جهة أسره على ممارسة شحرور للتحريف عن سابق إصرار وررصد،
ننه أغ ل آيا رنقض زعمه أوراناها سابقا ،والتي ذَكرها َح كرفهدا وفسدرها
حسب هواه
وأمووا قولووه { :هنددا ي ددب أن ن هددم أن أهددل الددذكر هددم أهددل اللسددان
العربي} .1فهو قول فيه حق وباطل وسدا ورحريف نن القرآن الكدريم ال
يرمكن فهمه فهما صحيحا وشامال بمعرفة الل ة العربية المع مية فقط وكونه
بلسان عربي يعني أنه مكتوب به ،وفهمه الصحيح يتوقدف أساسدا علدى فهدم
القرآن بمع مه الل و أوال ،م االستعانة بالمعداجم الل ويدة انيدا ،نن ل دة
القرآن ل ة عربية فصديحة رمبيندة رمهيمندة علدى كدل المعداجم العربيدة ،وهدو
ال َحكم عليها وليا العكا
وكددذل مددن جهددة مضددامين القددرآن ،فهددي ررمثددل علومددا كثيددرة جدددا لهددا
مصددطلحارها ومواضدديعها ومناه هددا ،وقددد فسددرها القددرآن الكددريم بمع مدده
وعلومه وهذا يعني أن أهل الذكر المذكورين في قوله رعالى :فَاسآأَلرواآ أ َ آهد َل
الذك آكر إن ركنت ر آم الَ ر َ آعلَ رمونَ [النحل ،)]43 :ليسوا هم أهل الل ة العربيدة فقدط،
وإنما هم أساسا العالمون بل ة القرآن ومصطلحاره وعلومه ومناه ه في فهم
القرآن ور سيره ورطبيقه من جهة؛ والعالمون بالعلوم المسداعدة ل همده فهمدا
صحيحا من جهة أسره وأما العالمون بل ة المعاجم العربية فقدط فدإنهم لدن
يستطيعوا فهم ل ة القرآن وعلومه فهما صحيحا شامال إال قليال
54
عزيز ذرو انت َق ٍام [آل عمران ) ]4 - 3:وزعم نر َ ن لَ ره آم َ
عذَاب شَديد َو ك ك
أيضا أن هللا رعالى أنزل على نبينا محمد عليه الصالة والسالم ال رقان
والقرآن وال رقان هو ن سه ال رمنزل على موسى عليه السالم ،واستدل على
ضانَ الَّذ َ أرنز َل فيه آالقر آر ر
آن رهده لكلنَّاس ش آه رر َر َم َ
زعمه بقوله رعالىَ {:
َو َبيكنَا ٍ كمنَ آال رهدَه َو آال ر آرقَان [البقرة }]185 :ور صيل ذل أنه قال {:أ
أن ال رقان جاء إلى موسى على حدة وجاء الكتاب على حده ،ف رقا عن
بعضهما وهذا ال رقان قال عنه في سورة آل عمران :إن ال رقان والتوراة
واإلن يل أنزلت قبل أن يأري الكتاب إلى النبي صلى هللا عليه وسلم م إن
ال رقان الذ أنزل على موسى هو ن سه الذ أنزل على النبي صلى هللا
ضانَ الَّذ َ أرنز َل فيه آالقر آر ر
آن رهده كللنَّاس ش آه رر َر َم َ
عليه وسلم في رمضان َ
َو َبيكنَا ٍ كمنَ آال رهدَه َو آال ر آر َقان [البقرة ]185 :وبما أن ال رقان جاء معطوفا
على القرآن يستنتت أن ال رقان غير القرآن ،وهو جزء من أم الكتاب
“الرسالة” وأنزل ونزل في رمضان وهذا ال زء أول ما أنزل إلى موسى
عليه السالم 1وزعم أيضا أن آيا ال رقان في سورة اننعام ليست مكية،
فهنا أسبرنا أن ال رقان أنزل على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في
معركة بدر “في رمضان” لذا سمي بيوم ال رقان بقوله :وما أنزلنا على
2
عبدنا يوم ال رقان يوم التقى ال معان( انن ال )41
أقول :ذل القول زعم باطل جملة ور صيال ،وهو من أوهام شحرور
وأباطيله وأهوائه ،روصل إليه بالتحريف والتدليا وممارسة االنتقاء
واإلغ ال في رعامله مغ اآليا القرآنية التي أوراها من جهة؛ ووجهها
روجيها ذاريا رمسبقا ل ايا في ن سه من جهة أسره ور صيل ذل أوال ،إن
الذ يربطل رل المزاعم هو أن هللا رعالى أسبرنا أنه أنزل على نبينا محمد
عليه الصالة والسالم وحيا واحدا رمحكما َحكيما ولم يقل أنه أنزل عليه أكثر
من وحي ،وال أكثر من كتاب ،وإنما أنزل وحيا واحدا سماه بعدة أسماء،
منها :الكتاب،والقرآن ،والذكر ،وال رقان واآليا الدالة على ذل كثيرة
سبق أن ذكرنا طائ ة منها فال نعيدها هنا لكني أذكر منها هنا المتعلقة
عبآده ل َي ركونَ علَى َ ار َب الَّذ ن ََّز َل آال ر آرقَانَ َ بال رقان فقط قال رعالى :ر َ َب َ
س َم َوا َو آان َ آرج َولَ آم َيتَّخ آذ َولَدا َولَ آم َي رك آن لَهر ل آل َعالَمينَ نَذيرا الَّذ لَهر رم آل ر ال َّ
َوقَا َل الَّذينَ َك َ رروا إ آن َهذَا ش آيءٍ فَقَد ََّرهر ر َ آقديرا شَري في آال رم آل َو َسلَقَ رك َّل َ
ظ آلما َو رزورا َوقَالروا علَيآه قَ آوم آس رَرونَ فَقَ آد َجا رءوا ر عانَهر َ إ َّال إ آف ا آفت ََراهر َوأ َ َ
علَيآه بر آك َرة َوأَصيال قر آل أ َ آنزَ لَهر الَّذ يَ آعلَ رم ي ر ر آملَى َ ير آان َ َّولينَ ا آكتَتَبَ َها فَه َ
ساط رأَ َ
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص65-64- :
2محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص65- :
55
س َم َوا َو آان َ آرج إنَّهر َكانَ َ
غ رورا َرحيما [ال رقان ) 5 -1 :هذه س َّر في ال َّ
ال ك
اآليا صريحة بأن ال رقان هو الوحي الذ أنزله هللا رعالى على نبيه
محمد عليه الصالة والسالم،وهو ن سه القرآن والكتاب والذكر ،وليا هو
كتابا آسر قائما بذاره مقابل كتب أسره كما زعم شحرور
وأما بالنسبة لموسى عليه السالم ،فقد أسبرنا هللا رعالى أنه أنزل عليه
وحيا واحدا أيضا أنزله عليه مكتوبا في انلواش سماه هللا رعالى التوراة،
والكتاب ،فهما اسمان لمسمى واحد والدليل على ذل قوله رعالىَ :و َكت َ آبنَا
ش آيءٍ َف رخ آذهَا بقر َّو ٍة َو آأ رم آر
ش آيءٍ َّم آوع َة َورَ آصيال لك رك كل َ لَهر في ان َ آل َواش من رك كل َ
ار آال َاسقينَ [انعراي ،) ]145 :و َو َل َّما سأرري رك آم اَ َ سن َها َقَ آو َم َ َيأآ رسذرواآ بأَحآ َ
ب أَ َسذَ ان َ آل َوا َش َوفي نر آسخَت َها رهده َو َرحآ َمة كللَّذينَ ره آم ض رسى آال َ َ عن ُّمو َ ت َ س َك َ َ
َاب َو َج َع آلنَاهر رهده سى آالكت َ ل َر كبه آم َي آر َهبرونَ [انعراي ،)]154 :و َوآرَ آينَا رمو َ
لكبَني إس َآرائي َل أَالَّ رَتَّخذرواآ من اروني َوكيال [اإلسراء ،) ]2 :و إ َّنا أَنزَ آلنَا
الت َّ آو َراة َ في َها رهده َونرور َيحآ رك رم ب َها النَّبيُّونَ الَّذينَ أ َ آس َل رمواآ للَّذينَ هَاارواآ
ش َهدَاء َفالَ ن َو َكانرواآ َع َليآه ر ار ب َما ا آسترحآ رواآ من كتَاب ك الربَّانيُّونَ َوانَحآ بَ ر
َو َّ
اسي آَون َوالَ ر َ آيت رَرواآ بآ َياري َ َمنا َقليال َو َمن لَّ آم َيحآ ركم ب َما أَنزَ َل اس َو آر آَخي رَواآ النَّ َ
نر َفأ ر آو َلدئ َ ره رم آال َكاف ررونَ [المائدة ) ]44 : ك
وأما اآليتان اللتان استيهد بهما شحرور لتأييد زعمه فيما قاله عن
الوحي الذ أنزله هللا رعالى على نبيه موسى عليه السالم ، 1وهماَ :وأ َ آنزَ َل
الت َّ آو َراة َ َو آاإل آن ي َل من قَ آب رل رهده لكلنَّاس َوأَنزَ َل آال ر آر َقانَ إ َّن الَّذينَ َك َ ررواآ بآ َيا
نر َعزيز ذرو انت َق ٍام [آل عمران ، ) ]4 - 3:و َوإ آذ آرَ آينَا عذَاب شَديد َو ك ن َل ره آم َ ك
َاب َو آال ر آر َقانَ لَ َعلَّ رك آم ر َ آهتَدرونَ [البقرة ، )]53 :فإن انمر ليا كما سى آالكت َ رمو َ
زعم ،وذل أن قوله رعالىَ :وأ َ آنزَ َل الت َّ آو َراة َ َو آاإل آن ي َل من قَ آب رل رهده لكل َّناس
َوأَنزَ َل آال ر آر َقانَ [آل عمران ،) ]4 - 3:أوراه ناقصا ،فقد أسقط ال زء
قاب بِا ْل َح ّ ِ علَ ْيكَ ا ْل ِكت َ َ
انول من اآلية انولى ،ورمامها قوله رعالى { :نَ هد َل َ
ص ِ ّدقًا ِل َما بَ ْي َن يَ َد ْي ِه َوأ َ آنزَ َل الت َّ آو َراة َ َو آاإل آن ي َل من قَ آب رل رهده لكلنَّاس َوأَنزَ َل
ُم َ
نر َعزيز ذرو انت َق ٍام [آل عذَاب شَديد َو ك ن َل ره آم َ
ك آال ر آر َقانَ إ َّن الَّذينَ َك َ ررواآ بآ َيا
عمران ) ]4 - 3:فاهلل رعالى أنزل القرآن ومن قبله ،التوراة واإلن يل
وغيرهما ،وال يعني أن ال رقان المذكور أنزله هللا على موسى كما زعم
شحرور فما معنى َوأَنزَ َل آال ر آر َقانَ ) وهل هو وحي آسر؟ إن ذل ال رقان
ال يعني وحيا جديدا نن القرآن الكريم قد حسم أمر الكتب ال رمنزلة وبيكن
على من أنزلها في رل اآلية وغيرها وعليه فقوله رعالىَ :وأَنزَ َل آال ر آر َقانَ
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص64،65- :
56
) ال يعني ما زعمه شحرور وإنما يعني أن هللا رعالى كما أنزل الكتب على
وفر بها بين الحق والباطل، أنبيائه فإنه أنزل أيضا أالة مااية أيدهم بها ك
منها مثال مع زة العصا ،وشق البحر ،وإبراء انكمه وانبرص ،وإحياء
المورى وغيرها وهذه المع زا هي من ال رقان الذ أنزله هللا رعالى
على أنبيائه ونصرهم به على أعدائهم ،وأقام بها الح ت الدام ة على
صدقهم
اب َو آال ر آر َقدانَ
وسدى آالكتدَ َ
وأما احت اج شحرور باآلية الثانيةَ (،وإ آذ آر َ آينَا رم َ
لَعَلَّ رك آم ر َ آهتَدرونَ [البقرة ، )]53 :فهي ال رؤيدد زعمده ،وهدو احت داج متهافدت
بال ش وهي رندرج ضمن اآلية السابقة ،فاهلل رعالى أنزل على نبيه موسدى
عليه السالم الكتاب ،وأراه أيضا أالة مااية مع زة أجراها على يديه ونصره
فدر هللا
بها على فرعون وحزبه منها مع زة العصا ،وشدق البحدر ،وبهدا ك
بين الحق والباطل ،ونصر المؤمنين على الكافرين ،وذل هو ال رقان
واضح من رل اآليا أن ال رقان الذ أراه هللا رعدالى لنبيده موسدى عليده
السالم هو المع زا التي أيده ونصره بها ،وليا وحيا جديدا من صال عدن
التوراة كما زعم شحرور ومغ ذل فإن معنى ال رقان قد يعني الوحي فقط،
ع آبدده ليَ ركدونَ ل آل َعدالَمينَ ار َب الَّذ ن ََّز َل آال ر آر َقدانَ َ
ع َلدى َ كما في قوله رعالى :رَبَ َ
نَذيرا [ال رقان ) 5 -1 :وقد يتسغ معناه لييدمل الدوحي والمع دزا معدا،
َارونَ آال ر آرقَانَ َوضيَاء َوذ آكرا لك آل رمتَّقدينَ
سى َوه ر بدليل قوله رعالىَ :ولَقَ آد آر َ آينَا رمو َ
[اننبياء )]48 :فاهلل رعالى أراهما ال رقدان ،وفدي كدل الحداال فدإن معندى
ال رقان ال رمنزل على اننبياء يعني الوحي ،أو المع زا ،أو هما معدا ،لكنده
ال يعني إنزال وحي جديد من صل عن الكتاب المنزل
وأما اآلية التي استيهد بها شحرور فيما قاله عن القرآن وال رقدان ،وهدي
آن رهدده لك َّلنداس َوبَيك َندا ٍ كمدنَضانَ الَّذ َ أرنز َل فيه آال رقد آر ر
ش آه رر َر َم َ
قوله رعالىَ :
آال ره ددَه َو آال ر آر َق دان [البقددرة ، )]185 :فهددي رددنقض زعمدده وال رؤيددده ،ننهددا
وص ت القرآن بأنه هده للناس ،ورضمن أالدة وبدراهين وبيندا واضدحا
روصل الناس إلى الحق وررنير لهم الطريق وير رقون بها بين الحق والباطدل
فعبارة " ال رقان " لم رأ معطوفة علدى القدرآن كمدا زعدم شدحرور وإنمدا
جدداء ال ملددة كلهددا رهدده لكلنَّداس َوبَيك َندا ٍ كمدنَ آال رهددَه َو آال ر آر َقدان [البقددرة :
)]185رمبينة وم سرة وواص ة للقدرآن وهدذا يعندي أن مدن صد ا القدرآن
انساسية انه فرقان ،و رمتضمن لل رقان ،وهذا يعني أن القدرآن هدو ال رقدان،
57
ار َب الَّذ ن ََّز َل آال ر آر َقدانَ
وال رقان هو القرآن بدليل ما قلناه وبقوله رعالى :رَبَ َ
عبآده ليَ ركدونَ ل آل َعدالَمينَ َندذيرا [ال رقدان ) 5 -1 :وبدذل يتبدين بطدالن علَى ََ
زعم شحرور في قوله بأن ال رقان غير القرآن
وبما أن انمر كما بيناه فقول شحرور بأن آيا ال رقان في سورة
اننعام ليست مكية ،فهنا أسبرنا أن ال رقان أنزل على رسول هللا صلى هللا
عليه وسلم في معركة بدر “في رمضان” لذا سمي بيوم ال رقان بقوله:
وما أنزلنا على عبدنا يوم ال رقان يوم التقى ال معان( انن ال 1 )41؛ فهو
زعم باطل قطعا ،نن ر سيره لآلية ال يصح كما بيناه أعاله من جهة؛ وأن
ربطه بين ر سيره ومعركة بدر باطل من جهة أسره نن آية َو َما أَنزَ آلنَا
ش آيءٍ قَدير [انن ال علَى رك كل َ عبآدنَا َي آو َم آال ر آرقَان َي آو َم آالتَقَى آال َ آم َعان َو ك
نر َ علَى ََ
،) ]41 :رتعلق بمعركة أحد وفيها انتصر المسلمون على ميركي قري
فر هللا رعالى بين الحق نصرا رمؤزرا ،سماها هللا رعالى يوم ال رقان ،وفيه ك
والباطل ،وال عالقة لها بت سيره المتهافت لمعنى ال رقان الوارا في اآلية
السابقة
النموذج السادس :يقول شحرور عن محتويا القرآن حسب فهمه
الزائف لمعنى القرآن :ما إذا ن رنا إلى محتويا القرآن فنره أنه يتألف
من موضوعين رئيسيين وهما –1 :ال زء الثابت َب آل ره َو قر آرآن َّم يد في
ش َّمحآ روظٍ [البروج ) 22 - 21 :وهذا ال زء هو القوانين العامة الناظمةلَ آو ٍ
للوجوا كله ابتداء من سلق الكون االن ار الكوني انول ،وفيه قوانين
التطور “المو حق” ور ير الصيرورة “التسبيح” حتى الساعة ون خة
الصور والبعث وال نة والنار وهذا ال زء ال يت ير من أجل أحد وهو ليا
مناط الدعاء اإلنساني ،وإن اعا كل أهل انرج واننبياء لت ييره فال
يت ير ،وهذا ال زء العام هو الذ رنطبق عليه عبارة َال رمبَدك َل ل َكل َماره
[الكهف ) ]27 :
– 2ال زء المت ير من القرآن :وهذا ال زء عبر عنه بأنه مأسوذ من أمام
مبين في قوله { إنَّا نَحآ رن نرحآ يي آال َم آور َى َو َن آكت ر ر
ب َما قَدَّ رموا َوآ َ َ
ار ره آم َو رك َّل َش آيءٍ
ين [يا } ]12 : ص آينَاهر في إ َم ٍام رمب ٍ
أحآ َ
فاإلمام المبين يحتو على شقين:
أ – أحدا وقوانين الطبيعة ال زئية :مثل رصريف الرياش واستالي
انلوان وهبة الذكور واإلنا والزالزل والطوفان وهي قابلة للتصريف،
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص65- :
58
وغير مكتوبة سل ا على أ إنسان وغير قديمة فمثال القانون العام في
اللوش المح وظ يقول :إن “المو حق” ،ولكن انحدا ال زئية في
الطبيعة يمكن أن رسمح بوجوا ظواهر رطيل انعمار وظواهر رقصرها
فالتصريف هو بطول العمر وقصره ،وليا بإل اء المو فأحدا الطبيعة
اوا
س َم َ ال زئية أطلق عليها مصطلح آيا هللا { َوم آن آ َياره س آَل رق ال َّ
ي أ َ آلسنَت رك آم َوأَ آل َوان رك آم إ َّن في ذَل َ َآليَا ٍ كل آل َعالمينَ [الروم : َو آان َ آرج َو آ
است َال ر
ن [ال ا ية }]6 :فآيا هللا رختص ب واهر الطبيعة { ، }]22ر آل َ آ َيا ر َّ
وقد جاء في الكتاب في مصطلح “كتاب مبين” في قوله { َوعندَهر َم َار رح
ط من َو َر َق ٍة إالَّ آال َيآب الَ يَ آعلَ رم َها إالَّ ره َو َويَ آع َل رم َما في آالبَ كر َو آال َبحآ ر َو َما رَ آسقر ر
ين
ب ُّمب ٍ ب َوالَ َياب ٍا إالَّ في كتَا ٍ ط ٍ ظلر َما ان َ آرج َوالَ َر آ َي آع َل رم َها َوالَ َحبَّ ٍة في ر
[اننعام } ]59 :وهذه انحدا ليست مبرم ة سل ا وليست قديمة
1
أفعال اإلنسان الواعية :وهو ما نسميه القصص )
أقول :ذل القول باطل جملدة ور صديال ،صداحبه جاهدل جهدال مركبدا ،أو
رمحري صاحب هوه رمصر عليه وبيان ذل أوال ،إن شحرورا زعدم ذلد
بناء على ر ريقه بين القرآن والكتاب ،وموق ده هدذا باطدل قطعدا ،كمدا بينداه
سابقا ،بأن القرآن ،والكتاب ،والذكر ،وال رقان هي أسدماء لمسدمى واحدد،
هددو الددوحي الددذ أنزلدده هللا رعددالى علددى نبيدده الخددارم محمددد عليدده الصددالة
والسالم وبما أن انمر كذل فدإن القدرآن الكدريم يتضدمن كتداب هللا ،وهدو
كتاب رمحكم حكيم رم صل رمبين ،ال يأريه الباطل أبدا ال يت يدر ،وكلده حقدائق
من جهة ،وكل ما بناه شحرور على ذل الدزعم فهدو باطدل قطعدا مدن جهدة
أسددره وال يتكددون مددن جددزأين :ابددت ،ومت يددر ،كمددا زعددم هددذا الضددال
المحري ال رمدلا ،وإنما هو يتضمن مواضيغ كثيرة كلها حق و ابتة موزعدة
على مواضيغ أصول اإليمان ،وانسال والعبااا ،وآيا اآلفا وانن دا،
وقوانين الكون والم تمغ ،والقصص القرآني ،وغير ذل
ثانيا :إن اآلية التي استدل بها شدحرور علدى ال دزء الثداني مدن القدرآن
الذ سماه :المت ير من القرآن حسب زعمده ،هدي ليسدت كدذل ،وال ردتكلم
عن القرآن الكريم كوحي وكتاب ،وإنما رتكلم عن موضدو القضداء والقددر
الذ كتبده هللا رعدالى فدي كتداب القضداء والقددر قبدل أن يخلدق الكدون بكدل
كائناره واآلية ريدهد بن سدها علدى كدذب شدحرور علدى القدرآن وممارسدته
للتحريف رمتعمدا ،ننها صريحة بأنهدا ردتكلم عدن القضداء والقددر وال ردتكلم
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص74 – 73 - :
59
ب َمدا عن القرآن اسما وال مضمونا ،فهي رقول :إنَّا نَحآ رن نرحآ يي آال َم آور َى َونَ آكت ر ر
ين [يددا ،)]12 :وهددذا صد آينَاهر فدي إ َمد ٍام رمبد ٍ شد آيءٍ أحآ َ ار ره آم َو ركد َّل َ َقددَّ رموا َوآ َد َ
المعنى ن سده ورا فدي قولده رعدالى ويعندي كتداب القضداء والقددرَ :وعنددَهر
ط مدن َو َر َقد ٍة َم َار رح آال َيآب الَ َي آعلَ رم َها إالَّ ره َو َو َي آعلَ رم َما في آال َب كر َو آال َبحآ ر َو َما ر َ آسقر ر
بب َوالَ َيداب ٍا إالَّ فدي كتدَ ا ٍ طد ٍ ظلر َمدا ان َ آرج َوالَ َر آ إالَّ َي آعلَ رم َها َوالَ َحبَّ ٍة فدي ر
آن َوالَ شدأ آ ٍن َو َمدا رَتآ رلدو م آندهر مدن رقد آر ٍ ون فدي َ ين [اننعام ،)]59 :و َو َمدا ر رَكد ر ُّمب ٍ
عدن َّربدك َ ب َ ش رهواا إ آذ ر ر يضرونَ فيه َو َما يَ آعد رز ر ع َم ٍل إالَّ ركنَّا َ
علَ آي رك آم ر ر َ آع َملرونَ م آن َ
ص ََر مدن ذَلد َ َوال أ َ آك َبد َر إالَّ س َماء َوالَ أ َ آ من كمثآقَال ذَ َّرةٍ في ان َ آرج َوالَ في ال َّ
عةر رقد آل السدا َ ين [يدونا ،) ]61 :و َو َقدا َل َّالدذينَ َك َد رروا َال ر َأآر َيندا َّ ب ُّمب ٍ في كت َا ٍ
اوا َو َال ع آندهر مثآ َقدا رل ذَ َّرةٍ فدي َّ
السد َم َ عالم آال َيآب َال َي آع رز ر
ب َ َبلَى َو َربكي لَت َأآر َينَّ رك آم َ
ين [سدبأ ،) ]3 :و ب ُّمب ٍ ص رَر من ذَل َ َو َال أ َ آك َب رر إ َّال في كت َا ٍ في آان َ آرج َو َال أ َ آ
نثدى ط َ ٍة ر َّم َجعَلَ رك آم أ َ آز َواجا َو َما رَحآ م رل م آن أ ر َ ب ر َّم من نُّ آ نر َسلَقَ ركم كمن ر ر َرا ٍ )،و َو َّ
ب ع رمدره إ َّال فدي كتدَ ا ٍ ص مد آن ر ض رغ إ َّال بع آلمه َو َما ير َع َّم رر من ُّم َع َّم ٍر َو َال يرنقَ ر َو َال ر َ َ
اب من ُّمصديبَ ٍة فدي آان َ آرج ص َ ن يَسير [فاطر ،) ]11 :و َما أ َ َ علَى َّ إ َّن ذَل َ َ
ن َيس دير ع َل دى َّ ب كم دن قَ آب دل أَن نَّب َآرأ َ َه دا إ َّن ذَل د َ َ َو َال ف دي أَن رس د رك آم إ َّال ف دي كت َدا ٍ
[الحديد ) ]22 :
واضح من رل اآليا أنها رتكلم عن القضاء والقددر الدذ كتبده هللا رعدالى
في كتاب قبل سلقده للكدون بكدل كائنارده مدن جهدة؛ وأظهدر أن شدحرورا
رمحري رمتالعب يرحدري القدرآن الكدريم رعمددا انتصدارا نهوائده مدن جهدة
انية وبما أن انمر كدذل ،فكدل مدا قالده شدحرور فدي رقسديمه للقدرآن إلدى
جزأيكن وما بناه عليه ،فهو باطل قطعا ومن أوهامه ورحري اره وأهوائه
60
سحآ ر ُّمبين [انحقاي )]7 :نستنتت أن القرآن هو م مو اآليدا البيندا
1
يونا )15وأن اآليا البينا هي الحق انحقاي ))7
أقول :رل المدزاعم باطلدة جملدة ور صديال ،وهدي مدن أوهدام شدحرور
وأهوائه ورحري اره التي ال ركاا رنتهدي ،وال أراا لهدا أن رنتهدي أوال ،سدبق
أن بينا بطالن إنكاره وجوا المتراافا في القرآن والل ة العربية مدن جهدة،
وبيندا فسدداا ورهافدت رقسدديمه للقددرآن إلدى م موعددة كتد ب مسدتقلة مددن جهددة
أسره وعليه فإن الوحي اإللهي كله له عدة أسماء كالقرآن والكتداب ،وهدي
أسماء لمسمى واحد ،وهو كله آيا بينا رمحكما رم صدال ال روجدد فيده
متيابها ننه ي سر ن سه بن سه ولهذا وص ه هللا رعالى بأنده كتداب رمحكدم،
يدر [هدوا )]1 : ت من لَّد آرن َحك ٍيم سَب ٍ ت آ َياررهر ر َّم فر ك
صلَ آ فقال :الَر كت َاب أرحآ ك َم آ
وبما أن انمر كذل فاآليا التي استيهد بها على زعمه وهي قولده رعدالى:
آن غ آَيدر اءندا آائدت ب رقد آر ٍ علَيآه آم آيَاررنَا بَيكنَا ٍ قَا َل َّالدذينَ الَ يَ آر رجدونَ لقَ َ َوإذَا ررتآلَى َ
ون لي أ َ آن أربَدكلَهر من ر آل َقداء نَ آسدي إ آن أَرَّبد رغ إالَّ َمدا يدر و َحى هَدذَا أ َ آو بَدك آلهر قر آل َما يَ رك ر
ع د ٍيم [يدونا )]15 :فهدي اب َيد آو ٍم َ عدذَ َصديآتر َربدك ي َ ع َ اي إ آن َ ي إنكي أ َ َسد ر إلَ َّ
وص ت الوحي الذ أنزله هللا على محمدد بأنده آيدا بيندا واسدمه القدرآن
الكدريم وهددذا الددوحي ن سدده سددمى ن سده فددي آيددا أسددره كثيددرة بالكتدداب،
والذكر والوحي والقرآن كما بينداه سدابقا بانالدة القرآنيدة القطعيدة فدالوحي
كله بكل أسمائه هو آيا بينا وليست ساصة بقسدم منده اسدمه القدرآن كمدا
زعم شدحرور بددليل أن ذلد الوصدف ورا فدي آيدا أسدره روصدف بهدا
الوحي المنزل على النبي عليه الصالة والسالم كله ،وفي أسره روصف بهدا
الكتاب منها قوله رعالىَ :ولَ َقد آد أَنزَ آل َندا إلَ آيد َ َآيدا ٍ َبيك َندا ٍ َو َمدا َي آك رد رر ب َهدا إالَّ
ت آال َاسقرونَ [البقدرة ،)]99 :و )،و إ َّن َّالدذينَ َي آكت ر رمدونَ َمدا أ َ َ
ند ْل َنوا ِمو َن ا ْل َب ِيّ َنوا ِ
نر َويَ آل َع دنر ره رم لع دنر ره رم كب أرولَ ددئ َ يَ َ َو آال ره ددَه م دن بَ آع دد َم دا بَيَّنَّ داهر للنَّ داس ِف وي ا ْل ِكت َ وا ِ
علَيآه آم آيَاررنَا بَيكنَا ٍ َقدا َل َّالدذينَ َك َد رروا الالعنرونَ [البقرة ،)]159 :و َوإذَا ررتآلَى َ َّ
سد رن َندديكا [مدريم ،)]73 :و َو َكدذَل َ للَّذينَ آ َمنروا أ َ ُّ آال َريقَيآن س آَيدر َّمقَامدا َوأَحآ َ
نَ يَ آه دد َم دن يرري ددر [الحددت ،)]16 :و َوإذَا ررتآ َل دى ت َوأ َ َّن َّ ت بَ ِيّ َن وا ي ند ْل َن واهُ َ
آي وا ي أَ َ
طونَ نكد َر َي َكداارونَ َي آسد ر ي في رو رجدوه َّالدذينَ َك َد رروا آال رم َ ت ر َ آعر ر علَيآه آم آيَاتُنَا بَ ِيّنَا ي َ
نر َّالدذينَ عددَهَا َّ ار َو َ يد ٍ كر كمدن ذَل ركد رم َّ
الند ر ر
علَيآه آم آ َيارنَا قر آل أَفَأنَبكئ ر ركم ب َ بالَّذينَ َيتآلرونَ َ
اب فَ َّالدذينَ ير [الحت ،)]72 :و{ َو َكذَل َ أ َ ْن َد ْلنَوا إِلَ ْيوكَ ا ْل ِكت َو َ ا آال َمص ر َك َ رروا َوبئآ َ
ون به َومد آن َهدؤ َرالء َمد آن يدر ؤآ م رن بده َو َمدا يَ آ َحددر بآيَار َندا إ َّال َاب يرؤآ منر ر آر َ آينَا ره رم آالكت َ
اب طدهر بيَميند َ إذا َال آرردَ َ ب َو َال ر َ رخ ُّ ت رَتآلرو مد آن قَبآلده مد آن كتدَ ا ٍ آال َكاف ررونَ َو َما رك آن َ
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص83 – 82 - :
61
صدرور الَّذينَ أرورروا آالع آل َم َو َما يَ آ َحددر بآيَار َندا آال رمبآطلرونَ بَ آل ره َو آيَاتٌ بَ ِيّنَاتٌ في ر
ن علَيآه آيَا مد آن َربدك ه رقد آل إنَّ َمدا آاآل َيدا ر ع آنددَ َّ إ َّال ال َّال رمونَ َوقَالروا لَ آو َال أ ر آنز َل َ
ع َلديآه آم إ َّن فدي اب يرتآ َلدى َ علَ ْيوكَ ا ْل ِكت َو َ َوإنَّ َما أَنَا نَذير رمبين أ َ َولَ آم يَ آك ه آم أَنَّا أ َ ْن َد ْل َنوا َ
ذَل َ لَ َرحآ َمة َوذ آك َره لقَ آو ٍم يرؤآ منرونَ العنكبو })51 - 47 :
واضح من رل اآليا أن زعم شحرور باطدل قطعدا ،نن صد ة { آيدا
بينا }وصف بها الوحي اإللهدي ال رمندزل علدى نبيندا محمدد عليده الصدالة،
ووصف بها أيضا باسم الكتاب وباسم القرآن وأما اآلية الثانية التي والسالم ر
استيهد بها على زعمه من سورة انحقاي فقد حرفها ورالعدب بهدا بدالقص
وقولها ما لم رقل ،وهي بتمامها ربدأ بالكتاب والحذي ،وأسرجها من سياقها ،ك
ن آال َعزيدز آال َحكديم َمدا َسلَ آق َندا ب مدنَ َّ ورنتهي به ،وهي { :حدم ت َ ْن ِديو ُل ا ْل ِكت َوا ِ
ع َّمدا سد ًّمى َو َّالدذينَ َك َد رروا َ ج َو َما َب آينَ ره َما إ َّال بد آال َح كق َوأ َ َجد ٍل رم َ س َم َوا َو آان َ آر َ ال َّ
ن أ َ رروندي َمداذَا َسلَ رقدوا مدنَ أ ر آنذ رروا رم آعرضرونَ قر آل أ َ َرأ َ آيت ر آم َما ر َ آدعرونَ م آن ارون َّ
ارةٍ مد آن ب مد آن قَ آبدل َهدذَا أ َ آو أ َ َد َ س َم َوا ائآتروني بكت َا ٍ آان َ آرج أ َ آم لَ ره آم ش آرب في ال َّ
يب َلدهر ن َم آن َال يَ آسدت َ ر عو م آن ارون َّ ض ُّل م َّم آن يَ آد ر صااقينَ َو َم آن أ َ َ ع آل ٍم إ آن رك آنت ر آم َ
اس َكدانروا لَ رهد آم أ َ آعددَاء الند ر عائه آم غَافلرونَ َوإذَا رحي َر َّ ع آن ار َإلَى َي آوم آالق َيا َمة َو ره آم َ
ت قَا َل الَّذينَ َك َ رروا ل آل َحد كق علَيآه آم آ َياتُنَا َب ِيّنَا يَو َكانروا بع َبااَره آم َكافرينَ َوإذَا ررتآلَى َ
لَ َّما َجا َء ره آم َهذَا سحآ ر رمبين أ َ آم َيقرولرونَ ا آفت ََراهر قر آل إن ا آفت ََري رآتدهر َفد َال ر َ آمل ركدونَ لدي
ور شيآئا ره َو أ َ آعلَ رم ب َما ر ر يضرونَ فيه َك َى به شَهيدا بَيآني َوبَ آينَ رك آم َو ره َو آال َ ر ر ن َ منَ َّ
سل َو َما أ َ آار َما ير آ َعد رل بدي َو َال ب ركد آم إ آن أَرَّبد رغ الر رالرحي رم قر آل َما رك آنتر ب آدعا منَ ُّ َّ
ن َو َك َ آرر ر آمي َو َما أَنَا إ َّال نَذير رمبين قر آل أ َ َرأ َ آيت ر آم إ آن َكانَ م آن ع آند َّ إ َّال َما يرو َحى إلَ َّ
نَ َال َي آهدد اسدت َ آك َب آرر ر آم إ َّن َّعلَى مثآله َفدآ َمنَ َو آ به َوشَهدَ شَاهد م آن َبني إس َآرائي َل َ
سد َبقرونَا إلَ آيده آالقَ آو َم ال َّالمينَ َوقَا َل الَّذينَ َك َ رروا للَّذينَ آ َمنروا لَ آو َكدانَ س آَيدرا َمدا َ
وسدى إ َمامدا اب رم َ سديَقرولرونَ َهدذَا إ آفد َقدديم َومد آن قَبآلده كتدَ ر َوإ آذ لَ آم يَ آهتَدروا بده فَ َ
ظلَ رم دوا َوب آري د َره ع َرب ًّيددا لي آرنددذ َر َّالددذينَ َ س دانا َ صدددك ل َ اب رم َ َو َرحآ َم دة َو َهوو َا ِك َتوو ٌ
ل آل رمحآ سنينَ [انحقاي }) 12 - 1:
وبذل يتبين ب الء أن الوحي اإللهي بكل أسمائه ،من قرآن ،وكتاب،
وذكر ،وفرقان ،هو آيا بينا ،وكله حق من أوله إلى آسره ،وبمحكماره
ومتيابهاره ،نن القرآن كتاب رمحكم حكيم ير سر ن سه بن سه فهو كله حق
وال متيابه فيه ككتاب واحد رمحكم رمبين وهذا ينقض مزاعم شحرور
وأوهامه وأهوائه ورحري اره المكيوفة
النموذج األخير -الثامن -من رحري ا شدحرور للقدرآن الكدريم :-زعدم
أن القرآن الكريم ليست له أسباب نزول ،فقال :ولهدذا فدإن القدرآن لديا لده
62
شد آه ررأسباب نزول وقد قال عنه إنه أنزل افعة واحدة عربيا وفي رمضدان َ
آن رهده لكلنَّاس… اآلية( }البقرة ،{ )185و إ َّندا ضانَ الَّذ َ أرنز َل فيه آالقر آر ر َر َم َ
1
أَنزَ آلنَاهر في لَ آيلَة آالقَ آدر [القدر )]1 :
أقول :ذل الزعم باطل قطعدا ،وشداهد علدى شدحرور بتحريدف القدرآن
والكذب عليه نن القرآن الكريم ليا هدو جدزءا مدن الدوحي ال رمندزل علدى
النبي محمد عليه الصالة والسالم ،وإنما هو اسم مدن أسدمائه ،فهدو القدرآن،
والكتاب ،والذكر ،وال رقان كما بيناه سابقا بآيا كثيرة جدا ،فدال نعيدد بيانده
هنا وبما أن انمر كذل ،فالقرآن له أسباب نزول بدال شد ،بعضدها سد له
عن آالخ آَمر َو آال َميآسر قر آل فيه َما إ آم َكبيدر القرآن الكريم كقوله رعالى :يَسآأَلرونَ َ َ
َو َمنَاف رغ للنَّاس َوإ آ رم ره َما أ َ آك َب رر من نَّ آعه َما َو َيسآأَلرونَ َ َماذَا يرن قرونَ قرل آال َع آ َو َكدذَل َ
نر لَ رك رم اآل َيا لَ َعلَّ رك آم رَت َ َ َّك ررونَ [البقرة ،) ]219 :وبعضها اآلسر س لته يربيك رن ك
روايا الحديث والسيرة النبوية
ومما يربطل زعمه أيضا وي ضحه ،أن الوحي المنزل علدى نبيندا محمدد
عليه الصالة والسالم هو الذ أنزله هللا رعالى مرة واحدة فدي رمضدان إلدى
السماء الدنيا ،م هذا الوحي بكدل أسدمائه أنزلده هللا رعدالى رم رقدا علدى نبيده
حسب الحواا وال روي وهذا الوحي هدو ن سده القدرآن ،وقدد أنزلده هللا
ثع َلدى رم آكد ٍ النداس َ ع َلدى َّ رمن ما بددليل قولده رعدالىَ :وقر آرآندا فَ َر آق َنداهر لت آَقد َرأَهر َ
آنعلَيآه آالقر آر ر َون ََّز آلنَاهر ر َنزيال [اإلسراء )]106 :و َوقَا َل الَّذينَ َك َ رروا لَ آو َال نر كز َل َ
ت به فر َؤااَ َب َو َرر َّ آلنَاهر ر آَرريال [ال رقان )]32 :فدالقرآن رج آملَة َواحدَة َكذَل َ لنرثَبك َ
الكريم هو ن سه الوحي ال رمنزل ،وهو الذ أنزله هللا رعالى افعدة واحددة ليلدة
القدددر ،ددم أنزلدده رم رقددا لكددن الع ددب مددن شددحرور ال رمحددري الددذ رعمددد
التحريددف واالفتددراء علددى القددرآن الكددريم اون حيدداء انتصددارا نوهامدده
وأهوائه!!
63
[النساء ]43 :ورل الممارسا هي أالدة قطعيدة علدى بطدالن مزاعمده ،
وانده لديا باحثدا موضدوعيا ،وال طالبدا للحقيقدة ،وإنمدا هدو كاردب رمحددري
وضال رمضل!!!!
من ذلك أنه قال :عندما قال رعالى :كت َاب أرحآ ك َم آ
ت آيَاررهر [هدوا ) ]1 :
ال يعنددي كددل آيددا المصددحف وإنمددا يعنددي “م موعددة اآليددا المحكمددا ”
وعندما قال :كت َابدا ُّمت ََيدابها ) الزمدر )23فإنده ال يعندي كدل المصدحف
1
وإنما يعني “م موعة آيا متيابها ”) ،
أقول :ذل فهم زائف متهافت باطل ،ال يقوله إال جاهل ،أو جاحد معاندد،
أو صاحب هوه قالده شدحرور رعمددا ل ايدا رأويليدة رحري يدة فدي ن سده
وبيان ذل هو أن معنى عبارة" المتيابه في القرآن" ليا لهدا معند ى واحدد،
وإنما لها أكثر من معنى يرحداه سيا اآلية لكن شحرورا لم ي ر بدين ذلد
اب م آندهر علَ آيد َ آالكتدَ َ ل اية في ن سه نن معنى قوله رعدالى :رهد َو َّالدذ َ أَندزَ َل َ
ِين فووي قُلُوو ِب ِه ْم َز ْيو ٌ آ َيا ُّمحآ َك َما ره َّن أ ر ُّم آالكت َاب َوأ ُ َخ ُر ُمتَشَا ِب َهاتٌ فَأ َ هموا الهو َ
نر ون َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ ابآت َاء آال تآ َندة َوابآت َداء ر َأآويلده َو َمدا يَ آع َلد رم ر َأآو َيلدهر إالَّ ك فَيَتهبِعُ َ
الراس رخونَ في آالع آلم يَقرولرونَ آ َمنَّا به رك ٌّل كمد آن عندد َربك َندا َو َمدا َيدذَّ َّك رر إالَّ أ ر آو رلدواآ َو َّ
انلبَاب [آل عمران ،)]7 :يعني أنه روجد في القرآن آيا متيابها يحتمل آ
ر سدديرها رمن ددراة أكثددر مددن معنددى ،أ أن معانيهددا غيددر واضددحة وال بيكنددة
ورحتاج إلى آيا بينا رمحكمدا رحددا معناهدا ورلد المتيدابها ررقابلهدا
آيا القرآن ال رمحكما الواضحا البيندا التدي هدي أم الكتداب ،أ أصدله
الذ يربين متيابهاره
لكن معنى كلمدة "المتيدابه" فدي آيدا أسدره يختلدف رمامدا عدن معندى
"وأرسر متيدابها " ،مدن ذلد قولده رعدالىَ :و َب ك
يدر َّالدذين آ َم رندواآ َو َ
عم رلدواآ
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص53 :
64
ار ركلَّ َما ررزقرواآ م آن َها من َ َمد َرةٍ صال َحا أ َ َّن لَ ره آم َجنَّا ٍ ر َ آ ر من رَحآ ت َها ان َ آن َه ر ال َّ
يهدا أ َ آز َواج شوا ِبها ً َولَ رهد آم ف َ كر آزقا قَالرواآ َهو َا اله ِت ُر ِز ْقنَوا ِمون قَ ْبو ُل َوأُت ُوواْ ِبو ِه ُمت َ َ
نيددأ َ َج َّنددا ٍ يهددا سَالدددرونَ [البقددرة ،) ]25 :و َو رهدد َو َّالددذ أ َ َ ط َّهدد َرة َو رهدد آم ف َُّم َ
الز آيترونَ َو ُّ
الر َّمانَ الز آر َ رم آخت َل ا أ ر ركلرهر َو َّ غي َآر َم آع رروشَا ٍ َوالنَّ آخ َل َو َّ َّم آع رروشَا ٍ َو َ
صدااه َوالَ ُمتَشَا ِبها ً َو َ ْي َر ُمتَشَا ِب يه ركلرواآ من َ َمره إذَا أ َ آ َمد َر َو رآردواآ َح َّقدهر َيد آو َم َح َ
سدنَ آال َحدديث نر َند َّز َل أَحآ َ ررسآرفرواآ إنَّهر الَ يرحبُّ آال رمسآرفينَ [اننعام ،)]141 :و َّ
ين رج رلدوار ره آم كت َابا ُّمتَشَا ِبها ً همثَانِ َي ر َ آقيَع ُّر م آنهر رجلروار الَّذينَ يَ آخي آَونَ َرب رَّهد آم رد َّم ر َلد ر
نر فَ َمدا َلدهر ن يَ آهد به َم آن يَيَا رء َو َمن يرضآل آل َّ ن ذَل َ رهدَه َّ َوقرلروبر ره آم إلَى ذ آكر َّ
م آن هَا ٍا [الزمر ) ]23 :
واضح من رل اآليا أن معنى " المتيابه " ال يعني عدم وضوش معاني
رل اآليا وأنها رحتمل أكثر من فهم ،وأنها رقابل اآليا المحكما ،إنها ال
رعني ذل أبدا وإنما هي رتكلم عن التيدابه الموجدوا بدين انشدياء مدن جهدة
الصد ا التددي ر مددغ بينهددا كالتيددابه الموجددوا بددين رز الدددنيا واآلسددرة
وكالتيابه واالستالي الموجوا بين فواكه و مار الدنيا وكالتيابه بدين آيدا
القرآن الكريم في ن مه وحالوره واقته وروحانيتده فتلد اآليدا ال عالقدة
شوا ِب َهاتٌ ) رمقابدل " م آندهر َآيدا ُّمحآ َك َمدا رهد َّن أ ر ُّم لها بقوله رعدالىَ :وأ ُ َخو ُر ُمت َ َ
آالكت َاب" نن هذه المتيابها هدي اآليدا التدي يحتمدل ر سديرها أكثدر مدن
معنى ،مقابل اآليا الواضحا البيكن فهمها وأما " المتيدابه الموجدوا فدي
اآليا السابقة ،فال يتعلق بصعوبة ال هم ،وإنما يتعلق بالمتيابه الموجوا بين
الثمار على استالي أنواعها ،والمتيابه الموجوا بين آيا القرآن الكريم في
ن مه وحالوره واقته وروحانيته
وبذل يتبين فساا وبطالن رأويل شحرور عنددما قدال :كت َابدا ُّمت ََيدابها
) الزمددر )23فإندده ال يعنددي كددل المصددحف وإنمددا يعنددي “م موعددة آيددا
سدنَنر َند َّز َل أَحآ َ
متيابها ” 1) ،إنه رأويل رحري ي ،نن قوله رعدالى " :و َّ
آال َحديث كت َابا ُّمت َ َ
شوا ِبها ً همث َوانِ َي [الزمدر ) ]23 :ال يدتكلم عدن آيدا القدرآن
ال رمحكما والمتيابها ،وإنما يتكلم عن بعض ص ا القدرآن بأنده متيدابه
و نائي في ن مه وحالوره واقته وروحانيته فان ر إلدى رحري دا شدحرور
ورأويالره الباطلة انتصارا نوهامه وهواه
65
آياردده( }هددوا )1بقولدده " :فهددذا ال يعنددي كددل آيددا المصددحف وإنمددا يعنددي
“م موعة اآليا المحكمدا ”) ور سديره هدذا باطدل قطعدا ،قالده جهدال أو
علَ آي َرعمدا ل اية في ن سه ور صيل ذل هو أن قوله رعالى :ره َو الَّذ َ أَنزَ َل َ
ِين فووي َاب م آنهر آ َيا ُّمحآ َك َما ره َّن أ ر ُّم آالكتدَ اب َوأ ُ َخو ُر ُمت َ َ
شوا ِب َهاتٌ فَأ َ هموا الهو َ آالكت َ
ون َما تَشَا َبهَ ِم ْنوهُ ابآت َداء آال تآ َندة َوابآت َداء ر َأآويلده َو َمدا َي آع َلد رم قُلُو ِب ِه ْم َز ْي ٌ فَ َيت ه ِبعُ َ
الراس رخونَ في آالع آلم يَقرولرونَ آ َمنَّا به رك ٌّل كم آن عند َربكنَا َو َما يَذَّ َّك رر نر َو َّ ر َأآويلَهر إالَّ ك
انلبَاب [آل عمران )]7 :أنه يعني أن من القرآن آيدا رمحكمدا إالَّ أ ر آولرواآ آ
واضددحا بينددا المعدداني هدد ي انصددل فددي فهمدده إليهددا رررجددغ اآليددا
ال امضا ومنه آيا أرسر متيابها رحتمل أكثدر مدن معندى وبراهدا إلدى
المحكما يتبين معناها الصحيح
واضح من ذل أن هللا رعالى أسبرنا بأن في القدرآن آيدا رمتيدابها فدي
معانيها عندما ررقرأ من راة ،لكنها ليست كذل ،وست ر هم ويتبين معناها عنددما
ر ردرا إلددى اآليددا ال رمحكمددا ساصددة والكتدداب عامددة وهددذا هددو الددذ ن دداه
شحرور ،لكن القرآن نقدض زعمده وبديكن رحري ده ،وأكدد أن القدرآن كتداب
ت مدن َّلدد آرن َحكد ٍيم اردهر رد َّم فر ك
صدلَ آ ت آ َي ر رمحكم بكل آياره بقوله :الَر كت َاب أرحآ ك َم آ
ير [هوا )]1 :وهذا المعنى أكده أيضا قوله رعالىَ :ال َيأآريه آال َباطد رل مدن سَب ٍ
بَيآن يَدَيآه َو َال م آن س آَل ه ر َنزيل كم آن َحك ٍيم َحمي ٍد [فصلت )]42 :فالقرآن الكريم
كله كتاب رمحكم حكيم رم صدل رمبدين ،وال يأريده الباطدل أبددا ،وال روجدد فيده
آيا متيابها ،نن اآلية ذكدر بوضدوش أن كدل آيدا الكتداب محكمدا
ككتدداب ير سددر ن سدده بن سدده ،نن معناهددا سيتضددح بإرجاعهددا إلددى محكمددا
الكتاب ننه رمحكم حكيم رم صل رمبين ير سر ن سه بن سه
وبددذل يتبددين بطددالن زعددم شددحرور ورحري دده لمعنددى المتيددابها فددي
القددرآن الكددريم ،وعليدده سدديقيم قسددما كبيددرا مددن كتابدده" الكتدداب والقددرآن"
وسيكون باطال قطعا نن ما بني على باطل فباطل بال ش
66
المحكما هن م موعة انحكام التي جاء إلى النبي صلى هللا عليه
وسلم ،والتي رحتو على قواعد السلوب اإلنساني “الحالل والحرام” أ
العبااا والمعامال وانسال والتي ريكل رسالته
– 2وإذا فرزنا م موعة اآليا المحكما على حدة ،فما ربقى من آيا
الكتاب بعد ذل هو كتابان أيضا ،وهما :الكتاب المتيابه ،وكتاب آسر ال
محكم وال متيابه وهذا الكتاب اآلسر يستنتت من قوله رعالى وأسر
متيابها ) حيث لم يقل “واآلسر متيابها ” فهذا يعني أن اآليا غير
1
المحكما فيها متيابها وفيها آيا من نو الث ال محكم وال متيابهٍ)،
أقول :ذل قول باطل ورافه متهافت ،ال يقوله إال جاهل أو صاحب
هوه إنه زعم باطل جملة ور صيال أوال ،إن القرآن الكريم مغ رضمنه
آليا متيبها فهي رم سرة بمحكماره وبذل فهو كتاب رمحكم حكيم رم صل
رمبين ال روجد فيه آيا متيابها أبدا هو كذل نن القرآن ير سر ن سه
بن سه وهذه الحقيقية القرآنية الكبره أشار إليها القرآن وأكدها بعدة آيا ،
ت من لَّد آرن َحك ٍيم سَب ٍ
ير منها قوله رعالى :الَر كت َاب أرحآ ك َم آ
ت آيَاررهر ر َّم فر ك
صلَ آ
ين [النمل ،)]1 :و َال َيأآريه ب ُّمب ٍ [هوا ،)]1 :و طا ر آل َ آ َيا ر آالقر آرآن َوكت َا ٍ
آال َباط رل من َبيآن َيدَيآه َو َال م آن س آَل ه ر َنزيل كم آن َحك ٍيم َحمي ٍد [فصلت ]42 :
)،و الر ر آل َ آ َيا ر آالكت َاب آال َحكيم [يونا )]1 :
وبما أن انمر كذل ،فإن الكتاب ال رمحكم هو القرآن كله ،وليا هو "
م موعة اآليا ال رمحكما " فقط كما زعم شحرور نن رل اآليا التي
هي أم الكتاب بمعنى أساس الكتاب واصله من جهة اإلحكام والوضوش،
قابلتها آيا متيابها فيها غموج في ال هم ورحتمل أكثر من معنى من
جهة؛ لكنها من جهة أسره ال رحتمل وجوها متناقضة ،نن المتيابها هي
رمحكما في ذارها وليست متناقضة،وكتاب هللا رمنزه عن التناقض ننه كله
حق وعلم ،وإنما رحتاج إلى فهم صحيح سليم ل هم معانيها بإرجاعها إلى
القرآن كله الذ سير سرها بن سه
ثانيا :ليا صحيحا أن اآليا المحكما هن م موعة انحكام التي
جاء إلى النبي صلى هللا عليه وسلم ،والتي رحتو على قواعد السلوب
اإلنساني “الحالل والحرام” أ العبااا والمعامال وانسال والتي
ريكل رسالته) وزعمه هذا باطل قطعا ،وهو رحريف رمتعمد للقرآن الكريم
،نن هللا رعالى وص ه بأنه كله رمحكم َحكيم رمبين رم صل ،وال يأريه الباطل
أبدا بدليل اآليا التي أوراناها أعاله والش أن هذا القول بناه شحرور
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص55 :
67
على رقسيمه الباطل وال رمحري للقرآن الكريم عندما قسمه إلى م موعة
كتب ،وعلى رعري ه الباطل لمعنى النبوة والرسالة وهذه المزاعم سبق أن
بينا بطالنها فال نعيده هنا ،كما أننا أشرنا أيضا إلى أن هذا اليحرور سيبني
على رقسيمه التحري ي للقرآن كثيرا من رحري اره وأوهامه ،منها كالمه
أعاله من جهة ،وأنه سيزااا ضالال وانحرافا ورحري ا للقرآن من جهة
أسره
وبما أن انمر كذل ،فالقرآن ككتاب واحد رمحكم حكيم ال يأريه الباطل
أبدا ،ليا هو م موعة ركتب ،وال منه آيا رمحكما ،وأسر رمتيابها ،وال
قسم الث ال رمحكم وال متيابها ،فكل هذه المزاعم باطلة ،وإنما هو
الكتاب ،والقرآن وال رقان ،والذكر ،رمحكم كله ال متيابه فيه ،وال يأريه
الباطل أبدا
وإنها ًء له ا الفصل -الثداني -يرسدتنتت منده أن الكاردب محمدد شدحرور لدم
يدرس القرآن الكريم اراسة علمية ،وإنما ارسه اراسدة ذاريدة رحري يدة عدن
سابق إصرار وررصد من جهة؛ م ه م عليه بالتحريف والتالعب وضرب
بعضه ببعض حسب هواه من جهة أسره فتوصل من ذل إلى نتائت باطلدة
جملة ور صيال ،كتقسيمه للقرآن الكريم إلى م موعة كتب ،ورعري ه الزائدف
لمعنددى النبددوة والرسددالة ورحري دده لمعند ى المتيددابها فددي القددرآن الكد ريم
وعليها أقام قسما كبيرا من كتابه" الكتداب والقدرآن" وسديكون بداطال قطعدا
نن ما بني على باطل فباطل بال ش
ورل الممارسا هي أالة قطعية على بطالن مزاعم شحرور ،وانه ليا
باحثددا موضددوعيا ،وال طالبددا للحقيقددة ،وإنمددا هددو كارددب رمحددري وضددال
رمضل!!!! وهي شاهده عليه بال هل والهوه،وأنه لم يدرس القدرآن الكدريم
بعلم ونزاهة وحياا ،وإنما ارسه بأوهامه وأهوائده ل ايدا رحري يدة سطدط
لها سل ا
*****
68
الفصل الثالث :
أباطيل شحرور في قوله بمادية المعرفة اإلنسانية والجدل
والتطور في الطبيعة والقرآن
أوال :نقض قول شحرور بأن العالم الماا هو أصل المعرفة اإلنسانية
انيا :نقض قول شحرور ب دل التناقض في الطبيعة والقرآن
الثا :نقض رأويال شحرور في قوله بالتطور العضو
69
أباطيل شحرور في قوله بمادية المعرفة اإلنسانية والجدل
والتطور في الطبيعة والقرآن
70
االعتراي بالمعرفة اإلشراقية اإللهاميدة الخاصدة بأهدل العرفدان وحددهم أو
1
من يسمون “بأهل الكيف” أو “أهل هللا)”.
– -3الكون ماا والعقل اإلنساني قاار على إاراكه ومعرفته ،وال روجد
حدوا يتوقف العقل عندها ورتصف المعرفة اإلنسانية بالتواصل ،وررربط
بدرجة التطور التي بل تها العلوم في عصر من العصور وكل ما في
الكون ماا وما ندعوه اآلن فراغا كونيا) هو فراغ ماا ،أ أن ال راغ
شكل من أشكال المااة وال يعتري العلم بوجوا عالم غير ماا يع ز
العقل عن إاراكه.
– -4بدأ المعرفة اإلنسانية بالت كير الميخص المحدا بحاستي السمغ
وا لبصر ،وارر عت ببلوغها الت كير الم را العام لذا كان عالم اليهااة
يعني في البداية العالم الماا الذ رعري عليه اإلنسان بحواسه ،م روسغ
لييمل ما أاركه بعقله ال بحواسه ،وعليه فإن عالم اليهااة وعالم ال يب
ماايان وراريت رقدم المعاري اإلنسانية والعلوم هو روسغ مستمر لما يدسل
في عالم اليهااة ،ورقلص مستمر لما يدسل في عالم ال يب ،وبهذا المعنى
ي هر أن “علم ال يب” هو عالم ماا ولكه غاب عن إاراكنا اآلن نن
ارجة رطو العلوم لم ربلغ مرحلة رمكن من معرفته.
– - 5ال يوجد رناقض بين ما جاء في القرآن الكريم وبين ال لس ة التي هي
أم العلوم ،ورنحصر ب ئة الراسخين في العلم مهمة رأويل القرآن طبقا لما
أاه إليه البرهان العلمي ،وذل وفق قانون التأويل في اللسان العربي الذ
شرحناه بيكل مست يض في الباب انول من هذا الكتاب ،وفي ضوء أحد
المن زا العلمية.
– - 6إننا نتبنى الن رية العلمية القائلة :إن ظهور الكون الماا كان
نتي ة ان ار هائل ،أاه إلى ر ير طبيعة المااة ونره أن ان ارا هائال
آسر ،مما ال لإلن ار انول في ح مه ،سيؤا حتما إلى هالب هذا الكون
ور يير طبيعة بالمااة فيه ليحل محله كون عالم) ماا آسر ويعني ذل أن
الكون لم ينيأ من عدم مغ التأكيد أنه ال قديم إال هللا) ،بل من مااة ذا
طبيعة أسره وأن هذا الكون سيزول ليحل محله كون آسر من مااة ذا
2
طبيعة م ايرة ،وهذا ما ندعوه “بالحياة اآلسرة) ”.
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص42 :
2محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص43 :
71
أقول :رل انقوال مع مها أباطيل ومزاعم باطلة وفيها رحريف وغ
وسدا ننه أوال :إن المسألة انساسية في ال لس ة ليست هي العالقة بين
الوعي والوجوا الماا كما زعم الكارب وإنما هي :هل الكون أزلي أم
مخلو ؟؟ نن معرفة ذل هو المنطلق الذ رربنى عليه الن ريا العلمية
واآلراء ال لس ية المتعلقة ب لس ة الوجوا وبما أنه من الثابت شرعا وعلما
أن ال كون مخلو وسائر إلى الزوال فإن ال لس ة المااية قد انهار بعدما
فقد أصلها انول الذ قامت عليه قديما وحديثا ،ننها كانت رقول بأزلية
الكون وال يرمكن أن ركون علمية بعدما فقد أصلها انول وبذل فإن
العالقة بين الوحي والوجوا الماا ليست كما زعم شحرور وال غيره من
الماايين ،ننه أصبح من الضرور ومن الثابت شرعا وعلما أنه بما أن
الكون مخلو ،وأنه ي م مخلوقا مااية وروحية ،فهو ليا ماايا محضا،
وال روحيا فقط ،وإنما هو كون ماا روحي فاإلنسان مثال ليا مااة ،وال
روحا فقط ،وإنما هو مااة وروش ،وال إنسان بال روش ،وال إنسان بال مااة
وال يصح شرعا وال علما القول بأن الروش هي انعكاس للمااة ،نن هللا
رعالى أسبرنا أن اإلنسان مخلو من البداية من رراب وروش ،فهو كائن
حي ي مغ بين الروش والمااة وال يرمكن أن يكون إنسانا إال بهما ،قال
ين [الس دة : سان من ط ٍ ش آيءٍ َس َلقَهر َوبَدَأَ س آَلقَ آاإلن َ سبحانه :الَّذ أَحآ َ
سنَ رك َّل َ
ساجدينَ [الح ر : س َّو آيترهر َو َن َ آختر فيه من ُّروحي فَ َقعرواآ َلهر َ ،)]7و فَإذَا َ
ار َو آان َ آفئدَةَ
ص َ س آم َغ َو آان َ آب َ
س َّواهر َو َن َ َت فيه من ُّروحه َو َج َع َل لَ رك رم ال َّ،)]29و ر َّم َ
قَليال َّما ر َ آي رك ررونَ [الس دة)]9 :
وأما علمدا فبمدا أن الكدون مخلدو ،ومدن مخلوقارده انجسدام وانرواش
والعقول كما هو رمياهد و ابت علما ،فهي بالضرورة مخلوقا أصلية وفدي
ارجة واحدة،وليا بعضها ردابغ لألسدر فدنحن أمدام اسدتالي رندو ولديا
استالي ربعية فنحن أمام أجسام مااية وأرواش وعقول بدليل أن من حقدائق
العلددم المعاصددر ،أن الحيدداة ال رددأري إال مددن الحيدداة مددن جهددة؛ وأن كددل
محاوال العلماء لتخليق الحياة في المخابر العلمية باء بال يل الذريغ مدن
جهة أسره وهذا يعني قطعا بددليل العلدم واليدر أن الدروش والعقدل ليسدا
انعكاسدا للمددااة ،وال المددااة انعكاسددا لهمدا ،وإنمددا يعنددي أن الكددون المخلددو
كون من المااة والروش والعقل ابتداء وبهدذا رسدقط مدزاعم شدحرور فيمدا رم ك
قاله عن المااية وربعية الوعي لها
ثانيا :إن مصاار المعرفة اإلنسانية ليست محصورة في معطيا العدالم
الماا فقط ،وإنما هي رنحصر عقال وشرعا في :الدوحي الصدحيح ،والعقدل
72
الصريح -بديهيا العقول وال طدرة ، -والعلدم الصدحيح هدذه هدي مصداار
المعرفة الصحيحة ،وي ب التعامل معها بطريقة علميدة بعيددة عدن انهدواء
وال نون وانوهدام ورلد المصداار أشدار إليهدا هللا رعدالى بقولده سدبحانه:
يدر [الحدت : ن ب َيآر ع آل ٍم َو َال رهدده َو َال كتدَ ا ٍ
ب ُّمن ٍ َومنَ النَّاس َمن ير َ اا رل في َّ
)]8فكل من ي اال في هللا ،أو فدي مواضديغ أسدره مدن اون أن ينطلدق
من رل المصاار ،أو من بعضها فهو ال ير اال بعلدم وإنمدا ير داال بأوهامده
وظنونه وأهوائه ،وهذه ليست مصاار علميدة ،وال يع دز عنهدا أحد وعليده
فكل من ير اال في هللا ،أو في أ موضدو ي دب عليده أن ي داال انطالقدا
مددن الددوحي ،أو العقددل البددديهي ،أو العلددم الصددحيح ،أو ببعضددها ،أو بهددا
جميعا
وبما أن انمر كذل ،فال يرمكن أن يتحصل اإلنسان على المعرفة العلميدة
بحواسه والكون المداا الدذ يدراه فقدط ،وإنمدا ليدتم ذلد البدد مدن وجدوا
معرفة فطرية في اإلنسان المتمثلة في الروش وص ارها فلو جراندا اإلنسدان
رحصدل معرفدة أصدال واإلنسدان من الروش وقدرارها فسديمو قطعدا ولدن ي ك
عو ذهنيا مثال ،لن يكون عالمدا وهدذا انمدر ابدت علميدا فمدن حقدائق ال رم ك
علم الورا ة أن كل كائن حي يولد بحقيبة ورا ية رحمل برم دة ورا يدة هدي
التي رتحكم في ص اره الروحية والعقلية وال سددية ،ولدن يسدتطيغ االن دال
منها ،وهي معلومدا رمسد لة فدي الصدب يا ،فهدي معلومدا قبليدة ومدن
الص د ا التددي رحملهددا رل د البرم ددة بدائدده العقددول والقلددوب فددنحن نولددد
بص ا فطرية عقلية وقلبية ،وجسدية ،كلها رمبرم ة فدي اليدريط الدورا ي
لكل إنسان ،وبدونها لن يكون اإلنسان إنسانا ،ولن يكتيف علما ولن يرنيئ
حضارة وعليه فليا صحيحا ما زعمه اليدحرور ،وإنمدا الصدحيح هدو أن
اإلنسان يولد بمعطيا واستعدااا ومعلوما قبلية ،ر هر ورنمدو رددري يا
حسب نموه ور اعله مغ محيطه االجتماعي والطبيعي
واليدداهد علددى ذلد أيضددا أننددا لددو أرينددا مددثال بإنسددان رمخددتص فددي علددم
االقتصاا وال يعري شيئا عن علم الكيمياء مثال ،وطلبنا منده حدل معااالرهدا
كيميائية ،فلن يحلها رغم سالمة عقله وحواسه وعلمه باالقتصداا وإاراكده
ع ز عن حلها ننه ليست عنده معطيا وال معرفة رمسبقة لما يرحيط به إنه َ
بذل العلم وهذا انمدر ينطبدق علدى كدل النداس فدي العلدوم وانمدور التدي
ي هلونهددا وبمددا أن انمددر كددذل ،فاإلنسددان انول لددم يكددن فددي مقدددوره أن
يكتيف شيئا من الكون لو لم يزواه هللا رعالى بمعطيا أولية ،بها رم ككن مدن
التعلم والت اعل مغ محيطه وهذا الذ حد نبينا آام عليه السدالم ،فبعددما
73
سلقه هللا رعالى من رراب وسواه ون ت فيه الروش علكمه وكلك ه ،لقوله رعدالى:
علَدى آال َمالَئ َكدة فَ َقدا َل أَنبئ ردوني بأ َ آسد َماء ضد ره آم َ ع َر َ علَّد َم آاَ َم ان َ آسد َماء ركلَّ َهدا رد َّم َ َو َ
ندت علَّ آمت ََندا إ َّند َ أ َ َ سد آب َحانَ َ الَ ع آلد َم لَ َندا إالَّ َمدا َ صااقينَ َقدالرواآ ر هَدؤرالء إن ركنت ر آم َ
آال َعلي رم آال َحكي رم قَا َل َيا آاَ رم أَنبئآ رهم بأ َ آس َمآئه آم فَلَ َّما أَن َبأ َ ره آم بأ َ آس َمآئه آم قَا َل أَلَ آم أ َ رقدل لَّ ركد آم
اوا َوان َ آرج َوأَع َآل د رم َم دا ر ر آب ددرونَ َو َم دا ركن دت ر آم ر َ آكت ر رم دونَ الس د َم َ
ب َّ إنكدي أَع َآل د رم غ آَي د َ
[البقرة)33-31 :
رطدون نر أ َ آسد َر َج ركم كمدن ب ر ثالثووا :إن استيدهاا اليددحرور بقولده رعددالىَ { :و ك
ار َوان َ آفئدَة َ لَ َعلَّ رك آم ر َ آيد رك ررونَ س آم َغ َوان َ آب َ
ص َ شيآئا َو َج َع َل لَ رك رم آال َّ أ ر َّم َهار رك آم الَ ر َ آعلَ رمونَ َ
[النحل )]78 :هو استيهاا زائف وضده ،وفيده رحريدف ورالعدب ور لديط
للقراء نن رل اآلية ي ب فهمها فهمدا صدحيحا أوال ،دم فهمهدا انيدا علدى
ضوء آيا أسره ،نن القرآن الكريم كتاب رمحكم َحكيم ي سر ن سده بن سدة
لكددن شددحرورا أسددذ جددزءا مددن اآليددة وأغ ددل البدداقي ،فهددي ن د ت أن يكددون
لإلنسان عندما يولد أ علم بالواقغ الذ رولد فيده ،فهدو جديدد بالنسدبة إليده،
وعندما يت اعل معه يكتي ه ويتعلم ،لكدن هدذا ال يحدد وال يدتمكن اإلنسدان
من معرفته إال ب ضل القردرا وال رائدز والددوافغ والمميدزا والمعطيدا
التي يرولد بها ،وهي ص ا رتعلق بالروش والعقل وال سد وهدذا انمدر هدو
ار َوان َ آفئدَة َ لَ َعلَّ ركد آم ص َ الذ أشار إليه اآلية بقولهاَ :و َج َع َل لَ رك رم آال َّ
س آم َغ َوان َ آب َ
ر آَيد رك ررونَ [النحددل ،) )]78 :فددال بددد مددن السددمغ والبصددر وانفئدددة ،ومددن
ص ا انفئدة أنها مقر للروش ،ومن سصائصدها العقدل والقوة قدال رعد الى:
يروا في آان َ آرج فَت َ ركونَ لَ ره آم قرلروب يَ آعقلرونَ ب َهدا أ َ آو آذَان يَ آسد َمعرونَ ب َهدا أَفَلَ آم يَس ر
صدرور [الحدت )]46 : وب الَّتي في ال ُّ ار َولَكن ر َ آع َمى آالقرلر ر ص ر فَإنَّ َها َال ر َ آع َمى آان َ آب َ
) ،و َولَقَ آد ذَ َرأآنَا ل َ َهنَّ َم َكثيرا كمدنَ آال د كن َواإلندا لَ رهد آم قر رلدوب الَّ َي آقَ رهدونَ ب َهدا
َولَ ره آم أ َ آعيرن الَّ يربآص ررونَ ب َها َولَ ره آم آذَان الَّ يَ آس َمعرونَ ب َها أ ر آولَدئ َ َكان َ آنعَام بَ آل رهد آم
ض ُّل أ ر آولَدئ َ ره رم آال َافلرونَ [انعراي ) ]179 : أَ َ
كما أن ذل الكارب استيهد بتلد اآليدة حسدب هدواه مدن جهدة ،وأغ دل
آيا أسره رنقض زعمده كلده مدن جهدة أسدره منهدا قولده رعدالىَ :ولَ َقد آد
يا لَ آم َي ركدن س َ درواآ إالَّ إبآل َ ص َّو آرنَا رك آم ر َّم قر آلنَا ل آل َمآلئ َكة ا آس ر درواآ آلاَ َم فَ َ
َسلَ آقنَا رك آم ر َّم َ
ن طد َرة َ َّالسداجدينَ [انعدراي ، ) ]11 :و َفدأَق آم َوجآ َهد َ للددكين َحني دا ف آ كمدنَ َّ
النداس ين آال َقديك رم َولَكد َّن أ َ آك َثد َر َّ
ن ذَل َ الدك ر علَ آي َها َال رَبآدي َل لخ آَلق َّ اس َ ط َر النَّ َ الَّتي فَ َ
ظ ره دوره آم َال يَ آعلَ رم دونَ [الددروم ،) ]30 :و َوإ آذ أ َ َس دذَ َربُّ د َ م دن بَن دي آاَ َم م دن ر
ولدواآ َيد آو َمشده آدنَا أَن رَقر ر علَى أَن رسه آم أَلَ آستر ب َربك رك آم َقدالرواآ بَ َلدى َ ذر كريَّت َ ره آم َوأ َ آش َهدَ ره آم َ
ع آن َهذَا غَافلينَ [انعراي ،)]172 :و َو َهدَ آينَاهر النَّ آ دَيآن [البلدد آالق َيا َمة إنَّا ركنَّا َ
74
اهدا َقد آد أ َ آف َلد َح َمد آن زَ َّك َ
اهدا س َّواهَا فَأ َ آل َه َم َها فر ر َ
ورهَا َور َ آق َو َ ،)]10 :و َونَ آ ٍا َو َما َ
ساهَا [اليما ]10 -7: َوقَ آد س َ
َاب َم آن اَ َّ
رل الحقائق القرآنية أغ لها الكارب شحرور ل ايا في ن سه وهدي ردنقض
مزاعمده مدن جهدة ،وريدهد عليده بدالتحريف والتددليا وممارسدته لالنتقدداء
واإلغ ال في رعامله مغ النصوص اليرعية من جهة أسره علمدا بدأن رلد
الحقائق التي أغ لها شحرور أ بتت الت ارب العلمية المعاصدرة جانبدا منهدا
فددي مقدددمتها أن انط ددال يرولدددون وهددم يؤمنددون بدداهلل بددال طرة وال ريددزة
والطبيعة ال باالكتسداب مدن ذلد مدثال أن سالصدة انبحدا العلميدة التدي
نير للمرة انولى عام 2001م وأجريت على المدت بتقنيدة جديددة لألشدعة
السينية بكلية الطب ب امعة بنسدل انيا فدي فيالال يدا بالواليدا المتحددة الدت
على أن" :اإليمان باهلل رصميم ااسلي ااسل المدت" وبهدذا ال يمكدن نحدد
التخلص منه إال رعاميا عن ال طرة السوية التي جعلت اإلنسان يندز للتددين
على طول التاريت ورعطيال لقدرا هائلة وإمكانا بال دة التعقيدد والتطدور
رمكنه من إاراب قدرة هللا رعالى بالت كر واالستقراء والتحليل واالسدتنتاج
ويمكددن وصددف اإلنسددان وفددق عبددارا الدددكتور /نيددوبيرج ن سدده بأندده:
"موجدده بقددوة نحددو التدددين" وأن" :الت ربددة العمليددة ال يمكنهددا أن رخبرنددا
بطريقة مباشرة عن ذا هللا ولكنها رخبرنا كيف سلدق اإلنسدان لكد ي يعرفده
ويعبده" وهى رخبرنا أن" :عبااة هللا وظي دة واإليمدان بده مطلدب طبيعدي
يما ل الطعام واليراب" وأن" :المت البيره ليا معدا ريدريحيا ووظي يدا
فحسب لإليمان باهلل وعبااره وإنما هو أيضا مهيأ عند قيامده بوظي دة العبدااة
لح ظ سالمة الن ا والبدن بتوجيه العمليا الحيوية سالل من ومدة عصدبية
وهرمونيدة متيددابكة" وهكددذا لددم يعددد اإليمدان بدداهلل رعددالى فددي الدراسددا
العلمية الحديثة ضربا من ال لس ة والخيال اليعبي كمدا كدان يد راا المالحددة
بال مستند في أوائل القرن العيرين فقدد سداب ظدنهم أن اإلنسدان قدد صدنغ
ايانته بعدما رأكد أن" :هللا قد سلقه متدينا بطبيعته ومؤهال بقدرا كي يعرفه
1
ويعبده" ))
ومنهددا أيضددا مقددال بعنددوان :بدداحثون يتوصددلون إلددى أن انط ددال
2
يولدون مؤمنين باهلل))
1فطددرة هللا التددي فطددر الندداس عليهددا ،موقددغ منتددديا حددراس العقيدددة ،علددى اليددبكة المعلوماريددة وهيددام المصددر :حقددائق هدددمت اإللحدداا مددن جددذوره ،موقددغ:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.ph p?60055-ومحمدددددددددددد اواش :اإليمددددددددددددان شددددددددددد اء للن ددددددددددددوس وانبدددددددددددددان موقددددددددددددغ:
https://www.eajaz.org/index.php/component/content/article/86 -Twenty-eighth-issue/802-Faith
2باحثون يتوصلون إلى أن انط ال يولدون مؤمنين باهلل ،موقغ منتديا حراس العقيدة ،على اليبكة المعلومارية
75
وفيه أن انط ال يولدون مدؤمنين بداهلل وال يكتسدبون انفكدار الدينيدة
عبر التلقي كما يقول الدكتور /جاستون باريت -باحث متقدم فى مركز علدم
اإلنسان والعقدل فدى جامعدة أوكسد ورا -حيدث يقدول :إن انط دال الصد ار
لديهم القابلية المسبقة لإليمان بكائن مت و ننهم يعتبرون أن كل ما في هدذا
العالم مخلو لسبب ويقول هذا الباحث بأن انط ال الصد ار لدديهم إيمدان
حتى إذا لم يتم رلقينهم ذل عبدر المدرسدة أو انهدل ويضديف بأنده حتدى إذا
نيؤوا بم راهم على جزيرة صدحراوية فسيتوصدلون لإليمدان بداهلل غالبيدة
انالة العلمية في العقد الماضي أظهدر أن الكثيدر مدن انشدياء رددسل فدي
البنية الطبيعية لعقول انط ال مما ظننا مسدبقا مدن ضدمنها القابليدة لرؤيدة
العالم الطبيعي على أنه ذو هدي ومصمم بواسطة كدائن ذكد ي مسدبب لدذل
الهدي إذا رمينا أط اال لوحدهم على جزيرة و رربدوا بأن سدهم فسديؤمنون
باهلل استبار ن سي رم القيام به على أط ال يؤكد بأنهم وبيكل فراه يؤمنون
بأن كل شيء مخلو لسبب محددا ويضديف بدأن ذلد يعندى بدأن انط دال
يميلددون لإليمددان بددالخلق ولدديا بددالتطور ب ددض الن ددر عمددا سدديقوله لهددم
المعلمون أو انهل ويقول الدكتور باريت بأن علماء اإلنسان قد وجدوا فدي
بعددض الثقافددا أط ددال يؤمنددون بدداهلل مددغ أن التعدداليم الدينيددة ليسددت فددي
متناولهم العقول الناشئة بيكل طبيعي لألط ال ر علهم يميلون لإليمان بخلدق
إلهي ورصميم ذكي بدل التطور فهو غير طبيعد ي للعقدول البيدرية وصدعب
التقبددل واالسددتيعاب بقلددم /مدداررن بيك ددورا مراسددل اليددئون الدينيددة فددي
1
صحي ة التل راي))
أما موقدف شدحرور المتعلدق بالمعرفدة الصدوفية -العرفدان ،اإلشدرا ،
ال نوصية -فالش أنه موقدف غيدر علمدي عنددما رفضدها جملدة ور صديال
والحقيقددة أن ،رل د المعرفددة رغددم أنهددا معرفددة ضددبابية ظنيددة ذاريددة كثيددرة
انوهام وانهواء ،والمخاطر والمزالق والخرافا ورنتهدي بأصدحابها إلدى
1باحثون يتوصلون إلى أن انط ال يولدون مؤمنين باهلل ،موقغ منتديا حراس العقيدة ،على اليبكة المعلومارية و اإليمان_والعلم – اإليمان بخالق وبال يب م روز فينا
وأحمد اعدو :اإللحاا ووجوا هللا ،موقغhttps://al-sabeel.net : بانبحا العلمية والمصاار ،موقغhttps://muslims-res.com/ :
76
االعتقاا بخرافة وك رية وحددة الوجدوا ،ورعندي أنده ال موجدوا إال هللا ،وأن
الكون هو هللا وهللا هو الكون؛ فإنها من جهة أسدره يرمكدن أن ركدون معرفدة
صحيحة فدي م الهدا الوجدداني بيدرط أن ررمحدص بميدزان الدوحي والعقدل
والعلم ،وال رتقدم على هذه المصاار ،وإنما ي ب أن ربقدى رابعدة لهدا اائمدا،
وإال لن ركون معرفة علمية وإنما هي أوهام وظنون وأهواء غالبا
رابعا :إن قول الكارب محمد شحرور بأن العقل البيدر ال رحدده حددوا
يتوقددف عندددها ،هددو زعددم باطددل ال يقولدده إال جاهددل ،أو جاحددد معانددد ،أو
صاحب هوه هو باطل نن اإلنسان مخلدو ،لده بدايدة وسدتكون لده نهايدة
حتمية كالكون ،والمخلو محدوا القدرا والص ا بالضرورة ،ومدن هدذا
حالدده فددال يرمكددن أن ركددون قدراردده العقليددة وال ال سدددية ليسددت محدددواة
واليواهد العلمية على ذل كثيرة جدا ،منها أن ما يعرفه العلماء عدن الكدون
بعد عيرا قرون من البحث هو قليل جدا بالمقارنة إلى ما ي هلونده عنده
وأن العلددم ع ددز عددن عددالج كثيددرا مددن انمددراج ،حتددى سددماها أمراضددا
مزمنة ،كمرج السكر ،والحساسية ،واإليدز وعندما اكتيف عالم الذرة لدم
يتمكن من معرفة كنهها وحقيقتها ورعامل معها ظاهريا ،ون ا انمر ينطبدق
على ال اذبية والكهرباء
وأما قوله بأن العلم ال يعتري بوجوا عوالم غير مااية ،هو كدالم باطدل
قطعا ،وليا من العلم في شديء ،وال يقولده إال جاهدل ،أو جاحدد معاندد ،أو
صاحب هوه نن العلم مغ أنه يبحث في المااة ،فهو لم ينكر وجدوا عدوالم
أسددره ،وال يوجددد أ اليددل ين ددي وجواهددا وال يسددتطيغ أن ينكرهددا بعدددما
رمكن مدن اكتيداي وجدوا عدوالم كثيدرة ال نراهدا بدالعين الم دراة ،وحتدى
عندما نراها بالم اهر االلكترونية نره آ ارهدا فقدط ،وأمدا هدي فدال رردره
وبذل يكون العلم المعاصر بد دأ مدن المدااة الموضدوعية وانتهدى إلدى عدالم
غير مرئي ،وأصبح يتعامدل مدغ انشدباش ،كتعاملده مدغ الدذرة ومكونارهدا،
والبكتريا وال يروسا وبما أن ذل حاله فال يرمكن للعلم أن يدعي ما زعمده
الكارب شحرور ،وإنما أقصى ما يقوله هو :إن وجوا عوالم غيدر ماايدة هدو
أمر رممكن ،وال يرمكن للعلدم المداا أن يخدوج فيهدا ،وال أن يثبتهدا وال أن
ين يها
وأما زعم شحرور بأن عالم ال يب واليهااة همدا ماايدان ،فهدو زعدم
باطددل قطعددا شددرعا وعلمددا نندده بينددا سددابقا أن الكددون رمكددون مددن المددااة
والددروش ،وعليدده فال يددب الماضددي والحاضددر والمسددتقبل هددو غيددب مدداا
وروحددي بالضددرورة وهمددا غيبددان حقيقيددان وليسددا غيبديكن وهميددين وهددذا
77
ال يب يرمكن لإلنسان أن يكتيف جانبا منه ،لكنه لن يستطيغ أن يكتيدف كدل
غيوب الماضي والحاضر والمستقبل بحكدم محدوايدة قددرا اإلنسدان كمدا
بيناه سابقا
وأما قوله بأنه ال يوجد رناقض بين ما جاء به القرآن وال لس ة ،فهو كالم
عام وغير صحيح في مع مه ،نن ال لس ة ليست فلس ة واحدة ،وال مذهبا
واحدا،وإنما هي فلس ا ومذاهب كثيرة متناقضة فيما بينها ،ومخال ة للعلم
والوحي والعقل في أكثر جوانبها وقد أظهر العلم المعاصر بطالن مع م
ال لس ا القديمة والحديثة ،كانفالطونية ،وانرسطية ،والماركسية،
والعلمانية ،وال َحدا ية1؛ ننها لم رقم على وحي صحيح ،وال على عقل
صريح ،وال على علم صحيح وليا في رل ال لس ا إال ار اه واحد
صحيح مغ كثير من الدسن وهو الموافق للوحي والعقل والعلم وهذا
االر اه يرمثله العلماء الراسخون في العلم الصحيح القائم على الوحي والعقل
والعلم وهؤالء ال يرمارسون رأويل القرآن وفق التأويل في اللسان العربي
ال رمحري ،وإنما يرمارسون ال هم واليرش الصحيحيكن – وهو التأويل
اليرعي -انطالقا من القرآن وبلسانه ومع مه الذ يتضمنه القرآن بداسله
من جهة؛ وبل ة العرب التابعة للقرآن والموافقة له من جهة أسره
وأما زعم شحرور بأن الكدون لدم يرخلدق مدن عددم وإنمدا رسلدق مدن مدااة
سابقة م ايرة ،فهو زعم باطل ،وكدالم بدال علدم نن الخلدق مدن عددم لديا
مستحيال ،وال مخال ا للير وال للعلم ،كما أن إنكار الخلق من عددم والقدول
بوجوا مااة سابقة لخلق الكون هو شرب وقول بوجدوا أزلدي مدغ هللا وهدذا
باطل قطعا بحكم أن هللا رعالى سالق كدل شديء ،وال شدري لده وبيدان ذلد
من الير والعقل والعلم ،فأما شرعا فإن القرآن الكريم قد ركلدم عدن الخلدق
بيكل واضح ،وحدا معناه ور صيل ذل هدو أن معندى عبدارة " الخ آَلدق" ،
مأسوذ من فعلَ :سلَقَ ،يَخلر رق ،وهو فعل مدن أفعدال هللا رعدالى ،فهدو الخدالق
والخال وال يتصف ب عل الخلق علدى الحقيقدة إال هللا رعدالى ،لقولده رعدالى:
شد آيءٍ َّال نر َربُّ رك آم سَال رق رك كل َ بَلَى َو ره َو آالخ ََّال ر آال َعلي رم) يا ،))81 :و ذَل رك رم َّ
ن ت َّ اس ا آذ ركد رروا ن آع َمد َإلَهَ إ َّال ره َو فَأَنَّى ررؤآ فَ ركونَ ) غافر ، ))62 :و َيا أَيُّ َها النَّ ر
س َماء َو آان َ آرج َال إلَهَ إ َّال ره َو فَأَنَّى ن َي آر رزقر ركم كمنَ ال َّ
غي رآر َّ علَ آي رك آم ه آَل م آن سَال ٍ
ق َ َ
شديآئا َو رهد آم ن الَ يَ آخلر رقدونَ َررؤآ فَ ركونَ فاطر ،)) 3 :و َوالَّذينَ يَ آدعرونَ من ارون ك
شديآئا َو رهد آم ي آرخلَقرونَ [النحل ،))]20 :و َوار َّ َخدذروا مدن ارونده آل َهدة َّال يَ آخلر رقدونَ َ
1عن ذل مثال أن ر :سالد كبير عالل :جنايا أرسطو في حق العقل والعلم وكتاب:مخال ة ال الس ة المسلمين لطبيعيا القرآن الكريم وكتاب :نقد العقل الملحد وكتاب:
وق ا مغ أاعياء العقالنية
78
نر َربُّ آال َع دالَمينَ
ار َب كي آرخلَقردونَ [ال رقددان ،)]3 :و{ أَالَ لَدهر آالخ آَل د رق َوان َ آمد رر ر ََبد َ
[انعراي } ]54 :
واضح من رل اآليا المتعلقة ب عل الخَلق أنه يعندى إي داا اليديء بعدد
أن لم يكن موجواا ،إما من عدم أو من مااة كانت مخلوقدة مدن قبدل بددليل
ون يدا ،))82 : شيآئا أ َ آن َيقرو َل لَهر ركد آن فَ َي ركد رقوله رعالى :إنَّ َما أ َ آم ررهر إذَا أ َ َرااَ َ
ع َلدى ج َو َما بَ آينَ ره َما في ستَّة أَيدَّ ٍام رد َّم اسدتوه َ اوا َو آان َ آر َ س َم َو الَّذ َسلَقَ ال َّ
الرحآ َم رن فَاسآأ َ آل به سَبيرا) ال رقان ،))59 :فلم يقل أنه سبحانه سلقها َّ آالعَ آر
من مااة كانت مخلوقة ،لكنه عندما ركلم عن الكائنا الحية التدي سلقهدا بعدد
سلق الكون من عدم كالحيوان واإلنسان وال ن فإنه أشار إلى انه سلقها مدن
نر َسلَقَ رك َّل اَابدَّ ٍة مدن َّمداء فَمد آن رهم َّمدن مااة كانت مخلوقة من قبل ،فقالَ :و َّ
ع َلدى أ َ آر َبد ٍغ
علَى رجآ لَيآن َوم آن رهم َّمن َي آميي َ طنه َوم آن رهم َّمن َي آميي َ علَى َب آ َي آميي َ
سنَ ش آيءٍ قَدير) النور ،))45 :و الَّذ أَحآ َ علَى رك كل َ نَ َ نر َما يَيَا رء إ َّن َّ يَ آخلر رق َّ
انين الس دة ،))7 :و َو َسلَقَ آال َ د َّ سان من ط ٍ ش آيءٍ َسلَقَهر َوبَدَأ َ س آَلقَ آاإلن َ رك َّل َ
ار) الرحمن ))15 :وفي الحالتين فإن هللا رعالى قداار علدى ج كمن نَّ ٍ من َّمار ٍ
الخلق من عدم ،ومن غير عدم ،ويبقى معنى الخلق هو إي اا بعد عدم
ون ا ذل المعنى نصت عليه معاجم الل ة ، ،منها قول ابن من ور في
لسددان العددرب :ومددن صد ا هللا رعددالى الخددالق والخدالَّ وال ر ددوز هددذه
الص ة بانَلف والالم ل ير هللا عز وجل وهو الذ أَوجد انَشياء جميعها بعد
أَن لم ركن موجواة وأَصل الخلق التقدير فهو باعآتبار رقدير ما منده و رجوارهدا
وباالعتبار لإلي اا على َو آفق التقدير سالق والخ آَل رق فدي كدالم العدرب ابتددا
الييء على مثال لم يرسبق إليه وكل شديء سلَقده هللا فهدو رم آبت َدئده علدى غيدر
1
سبق إليه أَال له ال َخلق وانَمر ربارب هللا أَحسن الخالقين))
مثال ر
وبما أن انمر كذل ،فد إن القدرآن الكدريم قدد ذكدر صدراحة أن هللا سلدق
الكون ،ولم يقل أبدا أنه سلقه من مدااة سدابقة ،وإنمدا سلقده ابتدداء مدن اون
مااة ،أ أنه سلقه من عدم كما أنه لم يقل أنه سلقده مدن مداء أبددا ،وال لده
عالقة بالماء الذ عليه العر ،وإنما سلقد ه سلقدا ساصدا ومدر فدي مراحدل
اامت رمداا طويلة
79
وعلى كل شيء قدير ،فإنه بالضرورة قاار على أن يخلق من عدم ومن
غيره ،وإال ما كان سالقا وهذا ليا أمرا سرافيا ،بل أنه أمر معقول
وعاا رماما وطبيعي جدا بأن يكون الخالق قاارا على الخلق من عدم
،وإنما الخرافة هي القول بأن المعدوم يخلق ن سه ،أو أن المخلو قاار
على أن َيخلق من عدم لكن انمر رمختلف رماما بالنسبة هلل رعالى ،فإنه
سبحانه قاار على الخلق من عدم ،و إال ما كان سالقا
وأما علما ،فإن العلم المعاصر كما أنه قال بخلق العالم وعدم أزليته،
فإن فكرة الخلق من عدم-أ من الشيء -أصبحت هي أيضا لها مكانتها في
علم ال يزياء الحديثة ،وعنها يقول ال يزيائي منصور حسب النبي :
وياليتها من نتي ة مذهلة يتحد عنها علماء ال يزياء اآلن ،بعدما كانوا
قديما يقولون :إن المااة والطاقة ال ر نى وال ررستحد ،وهذا صحيح طبعا
في طور التسخير-أ بعد الخلق ، -أما في طور الخلق اإللهي فهناب
قانونان ،أحدهما :كن فيكون من جهة ،والخلق من عدم من جهة أسره ))
والخلق من عدم ال يحتاج مطلقا إلى زمن سابق نن الزمان هنا هو
افتراج ذهني ال وجوا له فيزيائيا عند بداية الخلق ،و هو ما يرسمى في
ق زة كمية في الزمكان اون حاجة لمااة أو ال يزياء الحديثة بأنه
1
طاقة))
وقال أيضا :أنه ي ب التمييز بين الخلق من عدم بال زمن ،والخلق
بانمر اإللهي ال رمسخر بقوانين ابتة ،وهو الخلق من مااة سابقة و والخلق
انول ال يتم إال بد :كن فيكون ،وال يحتاج لزمان وال لمااة ،وال لطاقة فهو
سلق من ال شيء في ال زمن ،وعندما يروجد هذا النو من الخلق يصبح
ساضعا للنو الثاني من الخلق الذ هو في طور التسخير الخاضغ –في
المكان والزمان -لمقااير محداة ابتة يدرسها العلماء وقال أحد كبار
إن لح ة االن ار الع يم ال رخضغ لقوانيننا العااية ال يزيائيين:
2
ال يزيائية ،ننها رروحي لنا بالخلق من عدم ))
80
لخلق الكون في هذه اللح ة بالذا رم سر هذا القانون وهذا ما رقرره
ال يزياء المعاصرة إذن فالخلق حصل من عدم محض )) 1فهو قانون
يتعلق بالكون بعد سلقه ومحكوم به فكان هذا القانون من المخلوقا ،يخص
المخلو ال الخالق ،فال اإلنسان وال مخلو آسدر يسدتطيغ أن يخلدق شديئا ،
وإنما الخالق هو الوحيد القاار على الخلق وهذا القانون شاهد قطعدي علدى
أن الكون سلقه الخالق من عدم نن القانون يقول بأن المااة ال ر رستحد مدن
عدم بالنسبة لإلنسان في رعامله مغ المااة ،فهدو ال يسدتطيغ أن ي نيهدا وال أن
يستحد ها أو يخلقها من عدم ،لكن بما انه مدن الثابدت علميدا أن الكدون رسلدق
من عدم عندما حد االن ار الكبير والذ بدأ من الصد ر ،2فهدذا يعندي أن
الخالق سبحانه ورعالى سلق الكون من عددم ،ولدم يخلقده مدن مدااة موجدواة
مسبقا
ور ب اإلشارة هنا إلى أن القول بأن الكون رسلق من عدم ال يعني أن
العدم سلق ن سه فأصبح موجواا ،فهذا مستحيل قطعا نن العدم ال شيء،
والالشيء يستحيل أن يصبح شيئا بن سه ،وإنما المقصوا أن الخالق عز
وجل هو الذ سلق الكون من عدم بمعنى أنه سبحانه أوجده بقدرره وأمره
من عدم فأصبح شيئا وبذل ي هر بطالن زعم شحرور بأن الكون لم يرخلق
من عدم وإنما رسلق من مااة سابقة م ايرة
وبذل يتبين مما ذكرناه بطالن زعم محمد شحرور بأن العالم الماا
هو أصل المعرفة اإلنسانية ،وإنما الصحيح هو أن الكون ماا وروحي
وعقلي معا فالعلم اإلنساني أصله من المااة والروش والعقل ،وال إنسان بال
روش ،وال إنسان بال مااة ،وإنما هو روش وجسد ،وليا هو روش ال جسد،
وال هو جسد ال روش
ثم أن شحرورا واصل كالمه عن المعرفة اإلنساني ،فكان مما قاله:
وبما أن فهم اإلنسان للحقيقة هو فهم نسبي اائما له عالقة بتطور المعاري
وانرضية المعرفية لإلنسان فقد لزم أن رصاغ الحقيقة بل ة إنسانية مطواعة
لهذا ال هم النسبي عن طريق التيابه في الصي ة الثابتة واللسان العربي في
بنيته وم رااره يحمل هذه الخاصية “التيابه” بوضوش ،هذا أحد وجوه
أصالة هذا اللسان ،ولهذا كان اللسان العربي هو الوعاء الذ حمل مطلق
الحقيقة ونسبية ال هم اإلنساني ف ي الصياغة القرآنية العربية ر هر قمة
ال دل الداسلي بين الحقيقة المطلقة للوجوا وال هم النسبي اإلنساني لهذا
1محمد باسل الطائي :سلق الكون بين العلم واإليمان ،اار الن ائا ،بيرو ،1998 ،ص102 :
2محمد باسل الطائي :سلق الكون بين العلم واإليمان ،اار الن ائا ،بيرو ،1998 ،ص 100 ، 96 :وما بعذها
81
الوجوا في مرحلة ما ،وفي هذا المعنى ركمن قمة إع از القرآن للناس
جميعا ،على استالي عصورهم واستالي مداركهم ربعا الستالي أرضيارهم
1
المعرفية )
أقول :ذلد القدول باطدل فدي مع مده ،ال يقولده إال جاهدل ،أو صداحب
هوه ،وهو هدم للعقل والوحي والعلم ،ألنه أوال ،إن نسدبية ال كدر والعلدم ال
رعني أن كل ما يصل إليه اإلنسان ليا صدحيحا ،وإنمدا رعندي أن مدا يصدل
إليه ب كدره وعلمده يتضدمن الصدحيح والخطدأ ،الصدد والكدذب ،وبعضده
يحتمل انمرين ويبقى معلقا حتى يتم التأكد منه ،إما أن يصح فيرقبل ،وإمدا ال
يصح فيررفض والياهد على ذل أن العلم المعاصدر أكتيدف حقدائق كثيدرة
من العالم وردم التأكدد منهدا ،بالت ربدة ورحويلهدا إلدى ركنولوجيدا رمطبقدة فدي
الواقغ ،ولو لم ركن صحيحة قطعا ما ن ح رطبيقها ورحويلها إلى ركنولوجيا
كما انه اظهر عدم صحة كثير من الن ريدا القديمدة والحديثدة ،كإ بارده أن
الكون مخلو وليا أزليا ،وأن انرج متحركة وليست ابتة ،وأنها كروية
وليست مستطيلة وال مربعة
ثانيا :إن الل ة البيرية هي وسيلة للكتابة والعلم رحمل المطلق والنسبي
معا ،وليست هي التي جعلته كذل ،وإنما حسدب المعطيدا والحقدائق التدي
روصل إليها اإلنسان من جهة؛ كما أن الدوحي اإللهدي مدن جهدة أسدره هدو
حقائق كله وليا نسبيا ،ويمكن أن يأرينا بأ ل دة استارهدا هللا رعدالى ،فهدو
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص73 – 72- :
82
ليا ساصا بالل ة العربية اون غيرها من الل ا ،ننه سبحانه قد أنزل كتبا
بل ا أسره فكل ل ة يرمكنها أن رحمل كدالم هللا وفهدوم البيدر لده كمدا أن
فهمنا لكالم هللا ليا نسبيا اائما كما زعم شدحرور ،فهدو زعدم باطدل قطعدا
نن فهمنا لقطعياره ومحكماره هو فهم رمطلدق ولديا نسدبيا ،بمعندى أنده فهدم
حقيقي ابت مؤكد ال يت يدر ،وال يحتمدل فهمدا مناقضدا لده مدن ذلد فهمندا
نصدول اإليمدان واإلسدالم :اإليمدان بدداهلل ،واليدوم اآلسدر ،والنبدوة ،واليددوم
اآلسددر ،وال نددة والنددار ،والصددالة ، ،والزكدداة ،والحددت ،والربددا ،والصددد
والكذب ،والوحي وأما فهمنا للمتيابهاره فهو ردابغ للمحكمدا ،والقدرآن قدد
فسره ،ننه كتاب رمحكم َحكيم؛ وإنما يتطلب منا ال هم الصحيح لها من جهة،
كما أن فهمها الصحيح من جهة أسره ال يرمكن أن يكون مناقضا وال مخال دا
لمحكما القرآن فإن أوصلنا فهمنا إلى ذل ،فهذا اليل قطعدي علدى فسدااه
ورهافته ،وليا اليال على رطور حقائق الير كما زعم شحرور
وإنهاء لما ذكرناه يرستنتت منه أن أصل المعرفة اإلنسدانية لديا ماايدا
فقط كما زعم محمد شحرور ،وإنما هو ماا وروحي وعقلي معا وال يرمكن
أن ركون رل المعرفة مااية فقط ،وإنما هي بالضرورة ي ب أن ركون مااية
وروحية وعقلية وهي معرفة قائمدة علدى المطلدق والنسدبي معدا ،فدال هدي
مطلقة كلها ،وال هي نسدبية كلهدا بمعندى أنهدا معرفدة قائمدة علدى الحقدائق
والقطعيا ،وال يرمكن أن رت ير فتنقلب باطلدة مدن جهدة؛ وقائمدة أيضدا مدن
جهة أسره على المعطيا ال نية والراجحة ،والضدعي ة ،ويرمكدن أن ررثبدت
فتصبح قطعية ،أو ررنقض فيقوم الدليل على بطالنها
ثانيا :نقض قول شحرور بجدل التناقض في الطبيعة والقرآن:
زعم الكارب محمد شحرور أن الكون والقرآن قائمان على جدل التناقض
وعندما أورا قوله رعالىَ :و ره َو الَّذ أَنيَأ َ َجنَّا ٍ َّم آع رروشَا ٍ َو َ
غي َآر
غي َآرالر َّمانَ رمتَيَابها َو َ الز آر َ رم آخت َل ا أ ر ركلرهر َو َّ
الز آيترونَ َو ُّ َم آع رروشَا ٍ َوالنَّ آخ َل َو َّ
صااه َوالَ ررسآرفرواآ إنَّهر الَ رمتَيَاب ٍه ركلرواآ من َ َمره إذَا أ َ آ َم َر َوآررواآ َحقَّهر يَ آو َم َح َ
يرحبُّ آال رمسآرفينَ [اننعام ) ]141 :؛ قال :جاء هذه اآلية لتبين أن
الحركة ال دلية التي يكمن فيها سر التطور هي القانون الناظم الستالي
اننوا في النبارا ،ويؤا ذل إال االستالي في المأكل ،لذا
قال{ :والنخل والزر مختل ا أكله}وحين ذكر الزيتون والرمان بصي ة
متناقضة بقوله{ :متيابها وغير متيابهٍ} بين أن الزيتون والرمان رولدا
نتي ة لط رة نبارية ،أ أنه كان هناب نبا حصل فيه صرا عنصرين
متناقضين ااسليا أا ه إلى ط رة نتت عنها الزيتون والرمان ،وكل واحد
83
منهما {متيابه وغير متيابه} أما قوله رعالى{ :جنا ٍ معروشا ٍ وغير
معروشا } فهنا ذكر إحده مراحل التطور النباري بيكل عام بدأ الحياة
النبارية بالنبارا الزاح ة “معروشا ” ،ورطور إلى نبارا قائمة “غير
معروشا ” ،فك ان رطور النبا من نبارا زاح ة إلى نبارا غير زاح ة
“قائمة بذارها” نتي ة لصرا عنصرين متناقضين ااسليا حيث أن صي ة
“هو وغير هو” هي صي ة التناقض وهكذا نره أن المتناقضا الداسلية
المذكورة في اآليا السابقة هي السر الكامن وراء التطور في الكائنا
الحية النبارية “والحيوانية” منذ بداية الحياة على انرج وهكذا أيضا ن هم
قوله رعالىَّ :ما لَ رك آم َال ر آَر رجونَ َّّلل َوقَارا َوقَ آد َسلَقَ رك آم أ َ آ
ط َوارا [نوش -13:
1
})]14
أقووول :رلد المددزاعم زائ ددة متهافتددة ،أقامهددا علددى م هددوم باطددل للثنائيددة
والتنو في الكون ،ف اء مع م ما قاله عن حكايدة ال ددل فدي الكدون باطدل
وييهد عليه بالتحريف والتالعب انتصارا لهواه ور صيل ذل أوال ،ي دب
التنو والتناقض هو{ استالي عري معنى التناقض ،ون كر بينه وبين ك أن نر ك
قضيتين بالسلب ،واإلي اب بحيث يقتضي لذاره أن ركدون إحدداهما صدااقة
وانسره كاذبة } 2بمعنى آسر أنه استالي قضيتين بالن ي واإل با وعليه
عدريفنحن هنا أمام نوعيكن من االستالي ،هما :استالي رنداقض ،وهدو ال رم ك
أعدداله ،واسددتالي رند كدو ،ال يقددوم علددى الن ددي واإل بددا ،وإنمددا يقددوم علددى
التنو ،وييمل قضيتين فأكثر
وبما أن انمر كذل فإن الكون ال يقوم على التناقض كما زعدم شدحرور
وال اهر أنه ال يعري المعنى الصحيح للتنداقض ،والحقيقدة أن الكدون يقدوم
على الثنائية والتنو واالنس ام والتكامدل والتنداغم والتدوازن المدده بدين
الكائنا ال امدة من جهة ،وعلى الصرا والتعاون واالنس ام والتكامل بين
اإلنسان وأسيه اإلنسان وبين الحيوانا فيما بينها من جهة أسره والحقيقة
أن الثانية التي نراها في الكون هي أن الت يرا والتحوال التي رطرأ على
الكائنا الحية كلها محدواة ورتحرب في إطار ابدت ال يرمكدن أن رت داوزه،
وربقى كذل إلى أن يمو الكائن الحي ،م رتكرر العمليدة مدغ أفدراا أسدره
من ن ا اننوا إلى أن ينتهي الكون فنحن أمام رحوال في إطارا ابتة
،فكل كائن حي يولد م يمو ،م رتكرر العملية ،فنحن لسدنا أمدام رحدوال
ررطور انحياء عضويا إلدى كائندا جديددة ،وربقدى العمليدة رمسدتمرة ،وهدذه
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص229 :
2السيوطي :مع م مقاليد العلوم في الحدوا والرسوم ،مكتبة اآلااب ،القاهرة ، 2004 ،ص141 :
84
اآللية ال وجوا لها في الكون وبما أننا أمام رحوال في إطارا ابتة لدن ا
اننوا ،فزعم شحرور كله باطل ،ننه ال يوجدد رنداقض بدين انحيداء ،وال
رطور رمستمر يرطورها إلى أحياء جديدة
ثانيا :إن القول بأن الت يرا والتحوال في الطبيعة ررؤا إلى استالي
أنوا النبارا والحيوانا ،هدو زعدم باطدل وسطدأ علمدي فدااش ،ننده مدن
الثابت علميا أن كل نو من أنوا انحياء إال وله برم دة ورا يدة يولدد بهدا
ورروجه وررسيكر كل أفرااه وال يرمكن إن رت ير إلى أن ينقرج الكدائن اون أن
يحد فيه أ رطور عضو يؤا إلى ر ير نوعه وهذا انمر ابدت بأالدة
1
الح ريا والواقغ والت ارب المخبرية ،ليا هنا موضغ ر صيله
85
بالط را وال بدونها وقد فيلت كل الت ارب المخبرية التي حاولت أحدا
ط را لتطوير النو ،كمدا حدد مدغ ذبابدة ال اكهدة ،فبداء كلهدا بال يدل
1
الذريغ
وأما قول شحرور :وهكذا أيضا ن هم قوله رعالىَّ :ما لَ رك آم َال ر آَر رجونَ َّّلل
ط َوارا [نوش 2})]14 -13:؛ فهو أيضا زعم باطل قطعدا، َوقَارا َوقَ آد َسلَقَ رك آم أ َ آ
ورحريف رمتعمد للقرآن ،نن اآليدة الثانيدة لدم ردتكلم عدن التطدور العضدو
أصال ،وإنما ذكر أن هللا سلق ال نين البير في مراحل فدي بطدن أمده،
طدور اإلنسدان مدن حيدوان مدثال نن الثابدت شدرعا أن أول ولم رقل أن هللا ك
إنسان وهو آام عليه السالم سلقه هللا رعالى سلقا ساصا من الطين م ن ت فيده
ط َوارا } ،ال يعني من روحه ،ولم يرطوره كما أن قوله رعالىَ { :وقَ آد َسلَقَ رك آم أ َ آ
طوركم أطوارا،وإنما سلقكم في مراحل في بطون أمهاركم ،وهدي المدذكورة ك
ضد َةَ ضد َة فَ َخلَ آق َندا آال رم آ علَقَة فَ َخلَ آقنَا آالعَلَقَةَ رم آ
ط َةَ َفي قوله رعالى { :ر َّم َسلَ آقنَا النُّ آ
سد رن آال َخدالقينَ نر أَحآ َ ار َب َّ ام لَحآ ما ر َّم أَنيَأآنَاهر س آَلقا َ
آسد َر فَت ََبد َ س آونَا آالع َ َ ع َاما فَ َك َ
[المؤمنون } ]14 :علما بأن الخلدق ينداقض التطدور العضدو المزعدوم
نن الخلق ال يرمكن أن يكون رطورا ،والتطور ال يرمكدن أن يكدون سلقدا كمدا
سنبينه الحقا
وبما أن انمر كذل ،فكل مدا قالده شدحرور عدن رطدور الكائندا الحيدة
وصرا التناقضا الداسلية كالم باطل من أساسه وما هو إال أوهام وأهواء
من جهة ،وريهد عليه بالتحريف وال هل والتعصب للباطل من جهة أسره
ثم أنه قال { :واآلن يمكن أن نل كخص القانون انول للمااة وحركتها
في هذا الكون كما يلي :إن قانون المتناقضا الداسلي “الثنائية في الييء
الواحد” يقوم على عالقة ر اذب ورنابذ “رناقض بين عنصرين مكونين ن
شيء ماا موجواين معا في ذا الييء” يؤايان إلى حركة ضمن الييء
3
ن سه ين م عنها ر ير شكل الييء باستمرار )
أقول :ذل القانون الماا المزعوم ال وجوا له في الكون قطعا ،وإنما هدو
قانون وهمي بناه شحرور وأمثاله من المداايين واليديوعيين علدى أوهدامهم
وأهوائهم ونزعتهم المااية والحقيقة أن الكدون ال يقدوم علدى ذلد التنداقض
المزعوم ،بل وال وجوا له أصال كما بيناه سدابقا؛ وإنمدا يقدوم علدى الثنائيدة
وفضائح التطوريين والكتابان متوفران إلكترونيا و نقض سرافة التطور 1عن ذل أن ر :سالد كبير :نقض ش رة التطور العضو بالقرآن الكريم وعلم الح ريا
العضو الموجه
2محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص229 :
3محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص230 :
86
المنس مة والمتناغمة والمتكاملة والمتعاونة ،والت يرا والتحدوال البنداءة
التي ر عل الكون قائما ومتوازنا مدهيا في إطار ابت ال يرمكن أن يت داوزه
من جهة ،ورحوالره الدائمة ليست في حركة رمستمرة اائمة وإنما هدي حركدة
رسير نحو االنحدار في إطار ابت ولديا رمسدتمرا مدن جهدة أسدره وهدذه
ال دداهرة رخضددغ لهددا كددل الكائنددا ال امدددة والحيددة ،والمعروفددة فددي علددم
ال يزيدداء باننتروبيددا بمعنددى أن الكددون كلدده يسددير فددي إطددار ابددت نحددو
ال وضددى واالضددطراب إلددى أن ينتهددي وهددذه الحقيقددة كمددا ذكرهددا اليددر
مرارا ،ويراه الناس بأعينهم في الطبيعة فقد أ بتها العلم أيضا بددليل القدانون
الثاني للديناميكا الحرارية
ور صدديل ذلد أن الكددون يسددير بددوريرة ابتددة نحددو زيددااة االنتروبيددا-
ال وضى ،والتلف ،واالنهيار ،والعيوائية -ونحن نره رأ ير القدانون الثداني
حوالينا في كل شيء ،فنحن نعمل بكل جد لكي نررب غرفة وننسدقها ،ولكدن
ما أن نتركها ليأنها حتى رنتير فيها ال وضى من جديد بسرعة وبكل سهولة
حتى وان لم ندسلها ،اذ سيعلوها ال بار والع ن وكم نالقدي مدن الصدعوبا
عندما نقوم بأعمال صيانة البيو والمكدائن وصديانة أجسداانا ون علهدا فدي
أفضل وضغ ،ولكن كم يكون سهال رركها للتلف وللبلى والحقيقة هي أن ما
يتعين علينا عمله هدو ال شديء ،فكدل شديء يسدير ذاريدا نحدو التلدف ونحدو
االنهدام ونحو االنحالل والت ك والبلدى وهدذا هدو مدا يعنيده القدانون الثداني
)) فعلم ال يزياء يؤكدد لندا بدأن جميدغ الت يدرا والتحدوال والت داعال
ال ارية في الكون منذ نيدأره رسدير نحدو زيدااة االنتروبيدا ،أ نحدو زيدااة
ال وضى وزيااة الت ك واالنهددام واالنحدالل ،فكيدف يمكدن إذن أن يدتم أ
رطور نحو ن ام أفضدل واعقدد وارقدي ؟! كيدف يمكدن هدذا وفدي ظدل أ
قانون ؟ والحقيقة أن القانون الثاني قانون شامل وقانون عام ،ولعله أشدمل
1
قانون كوني على اإلطال ))
ذل القانون ال يزيائي الكوني اليامل ينص على أمرين أساسيين ين يان
التطور المزعوم ،ويرثبتان الخلق :انول هو أن الكدون بكدل مدا فيده مخلدو
وسائر إلى الزوال الثاني :إن كل أنوا انحياء بحكدم أنهدا مخلوقدة وجدزء
من الكون هي أيضا رعي اوررهدا المحدداة وفدق برم تهدا الورا يدة والتدي
رنتهددي بالضددرورة إلددى التدددهور وال ندداء وفددق القددانون الثدداني للددديناميكا
الحرارية وبما أن انمر كذل فال يرمكن ن كائن حي أن يتطور إلى كائن
1مناقضة علم ال يزياء ل رضية التطور ،مدونة نسف اإللحاا ،موقغ ،/http://antishobhat.blogspot.comعلى اليبكة المعلومارية وهيثم طلعت :موسوعة الرا
على الملحدين العرب ،ص 294 :و موسوعة ويكيبيديا :نقد التطور ،على اليبكة المعلومارية
87
آسر ،وإنما سيعي وفق طبيعته م يمو وهذا ينطبدق علدى كدل انحيداء،
مما يعني قطعا أن كل كائن حي رسلق ولم يتطور ،ولن يتطور ،وال يسدتطيغ
أن يتطور ،وال يريد أن يتطور ننه ساضغ لذل القانون ال يزيدائي الكدوني
وليا صحيحا أن ذل القانون ال ينطبدق علدى انحيداء ،فهدذا زعدم باطدل ،
نن الثابت واقعا أن انحياء هي أيضا رمر بدورة حياة ربدأ بدالوالاة ورنتهدي
بالييخوسة م المو مرورا بمراحل العمر انسره
ون ددا انمددر يحددد علددى مسددتوه الخاليددا ،فهددي أيضددا رخضددغ لددذل
القانون ،فترصاب بالألنتروبيدا ،فتتدراكم بدداسلها الط درا التد ي رع دز عد ن
إصالحها ،وبتراكمها رضعف ورنهار إلى أن رمدو ،فيع دز الكدائن الحدي
ويييت ويمرج إلدى أن يمدو وذلد أن ساليدا انحيداء بسدبب الط درا
وغيرها رعرضها لالنحطاط المعروي بد " االنتروبيا ال ينية " يحدد ذلد
بوريرة سريعة ،فزواها هللا رعالى بخاصية الصيانة الداسليدة1؛ وهدي رعمدل
بنسبة رصحيحية عالية جدا ،لكنها ال رعمل بنسدبة ،%100فتتدراكم بدداسلها
هذه النسبة الضئيلة من الط را ردري يا حتى رنتهي بالكدائن إلدى الضدعف
واالنحطاط واالنقراج 2وهذا يعني قطعا أن الط درا ال يرمكنهدا أن ر ر ك
طدور
الكددائن الحي،وإنمددا ررضددع ه وردددمره ورقتلدده وهي بد ذل ردددمر أيضددا حكايددة
ال دل والتطور المستمر!!
والياهد على ذل أيضا ما ذكره عالم الورا ة انمريكدي جدون سدان ورا
في كتابه " اننتروبيا ال ينية وسر ال ينوم" بأنه ب ض الن ر عن الط درا
التي رصيب الخلية أهي م يدة –وهي قليلة جدا -آو ضارة -كثيدرة جددا -فدإن
ذل إن أبطأ ردهور الخلية فإنه لن يوقف انحطاطها وردهورها ،3نن ظاهرة
انحطاط مور ا الخلية وردهورها رعمل على رآكلها وهذا ينطبق على جميغ
الكائنا الحية 4علما بأن الط را هي أسطاء في نست المعلومدا بدداسل
5
الخلية ررصيب الحمض النوو وبتراكمها يتدهور وي قد وظي ته في النهاية
وانطالقا من رل المعطيا العلمية ،فإن كل ما قاله شحرور عن حكاية
جدل التناقضا في الطبيعة ،ورأ يرها في رطور انحياء والنبارا والكون،
ما هو إال مزاعم باطلة ،واعاوه فارغة ،وال رت ق مغ علم ،وال شر ،وال
عقل ،وال واقغ ،وما هي إال أباطيل وأوهام وأهواء كما أن وجوا الثنائية
https://creation.com/scientific-against-evolution 1شون اويل :القضية العلمية ضد التطور /7،يناير، 2017 /
2ألياكا وليامز :الط را الم يدة حقيقة أم سيال https://creation.com/beneficial-mutations-real-or-imaginary-part-2 ،و منى زيتون :الط رة
اآللية البديلة ،مدونة نقد التطور ،موقغ Critique of Evolution
3اون بارن :علم الورا ة النباري :التطور الدارويني مستحيل https://creation.com/geneticist -evolution-impossible ،
4روبر كاررر :اإلنتروبيا ال ينية والكائنا الحية البسيطة https://creation.com/genetic-entropy-and-simple-organisms ،
5اي يد كاريبول :الوقت :ال يوجد صديق للتطور https://creation.com/time-no-friend-of-evolution ،
88
والزوجية والحركية في الكون ب مااه وأحيائه ليست قائمة على التناقض،
وال على االستمرارية ،وإنما هي قائمة على التكامل والتناغم والتعاون جمعا
بين الت ير في إطار الثبا
ثالثا :نقض تأويالت شحرور في قوله بالتطور العضوت:
عندما ركلم شحرور عن التناقض واالستمرارية في الطبيعة -وقد بينا
بطالنهما -فإنه طبق زعمه على الكائنا الحية ،وقال بتطورها العضو ،
م ألحق بها البير انول ،فقال :قد ورا مصطلح البير في الكتاب ليعبر
عن الوجوا ال يزيولوجي لكائن حي له ص ة الحياة كبقية المخلوقا الحية
وقد شرحت في القانون انول لل دل كيف نمت الحياة ورطور عن طريق
البث الذ يحتو على الط را الحيارية التي أا إلى ظهور البير وقد
متميز البير في ال هور ككائن حي مستقل في ال ترة التي ظهر فيها
اننعام { َس َل َق ركم كمن نَّ آ ٍا َواحدَةٍ ر َّم َج َع َل م آن َها زَ آو َج َها َوأَنزَ َل َل ركم كم آن آان َ آن َعام
ظلر َما ٍ َ َال ٍ ق في ر طون أ ر َّم َهار رك آم س آَلقا من َب آعد س آَل ٍ اج يَ آخلرقر رك آم في بر ر َ َمان َيةَ أَ آز َو ٍ
ص َرفرونَ [الزمر }]6 :الزمر نر َربُّ رك آم َلهر آال رم آل ر َال إ َلهَ إ َّال ره َو َفأَنَّى ر ر آ
ذَل رك رم َّ
)6ف ي هذه اآلية نالحظ أن وجوا اإلنسان البير قد رزامن مغ ظهور
اننعام وقد شرحت في بحث م راا الذكر معنى اإلنزال والتنزيل وكيف
أن اإلنسان في رحم انم يمر بكل مراحل التطور التي مر بها وهي
ال لما الثال وهي المرحلة الحيوانية البحرية والمرحلة الحيوانية
البحرية البرية والمرحلة الحيوانية البرية وعندا شرش الكتاب إحده مراحل
سلق اإلنسان بالمعنى العام وذل بالمقارنة مغ ال ان قال{ :ولقد سلقنا
اإلنسان من صلصا ٍل من حمأ مسنون} الح ر 1) )26و لقد رطور
اإلنسان من البير ورميز من “بقية البهائم” بالربط الذهني بين الييء
2
وصورره وذل من سالل صي ة ل وية )
أقول :ذل القول باطل جملة ور صيال ،وهو من أوهام شحرور وأباطيله
وأهوائه ،ومن رحري اره وردليساره وغيه وسداعه وال يقوله إال جاهدل ،او
صاحب هوه رمصر على التحريف عدن سدابق إصدرار وررصدد وتفصوويل
ذلك أوال ،إن قوله بالتطور العضو للكائنا الحية ومنها اإلنسان هو زعدم
باطل قطعا قاله من اون أن يقدم وال اليال واحد يؤيده كما أن القول بخرافة
التطور هو كالم باطل قطعا بأالة علدم الح ريدا واليدر ،وعلدم الورا دة
والواقغ ،والت ارب المخبرية مدن جهدة ،كمدا أنده ال يوجدد وال اليدل واحدد
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص281 – 280 :
2محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص281 – 280 :
89
صددحيح يثبددت سرافددة التطددور العضددو مددن جهددة أسددره ولدديا عنددد
التطوريين إال انوهدام وال ندون ،والكدذب والتحريدف ورزويدر الح ريدا
وإس اء التي يع زون عن رزويرها ،ولو عندهم اليل واحدد صدحيح نقداموا
الدددنيا ولددم يرقعدددوها كمددا أن قولدده بددأن الط ددرا الحياريددة أا إلددى رطددور
انحياء على انرج هو كالم باطل و رمضح وشداهد علدى جهدل شدحرور
طدور انحيداء ،وهديوكذبه على العلم والناس نن الط درا يسدتحيل أن ر ر ك
أمراج ررصيب الخاليا فتضرها وال رن عها كما بيناه سابقا
وأما انالة العلمية التي رنقض القدول بخرافدة التطدور العضدو ،ورربطل
مزاعم شحرور فهي كثيرة جدا ،سبق أن فصدلتها فدي بعدض كتبدي ،1لكندي
أذكر منها هنا سمسة أالة موجزة ر نبا لإلطالة ورخ ي ا على القارئ
أولها :ربين من الح ريا المكتيد ة أن انحيداء فدي العصدر الكمبدر -
منذ نحو 550مليون سنة وما قبله إلى نحو ال ة ماليير سنة ،لم ر هدر مدن
سلف واحد وال كانت لها ش رة حياة رطورية كما يدعي التطوريون وبينوه
فددي ش د ررهم المزعومددة -كمددا فددي اليددكل انول -؛وإنمددا ظهددر مت رقددة
ومتعداة ومتنوعة ومن صلة عن بعضها في شكل م موعا إحيائية منتيرة
في انرج و ييكل االن ار الكمبر حلقة رئيسدية فدي رداريت الحيداة
وإذا كان التطور صدحيحا ،يتوقدغ المدرء أن يبددأ السد ل بندو واحدد مدن
الحيدداة الحيوانيددة ،ددم يددزااا إلددى نددوعين ،وهكددذا ومددغ ذلد ،أظهددر
يعب كانت موجواة في البدايدة ،كدل منهدا الدراسا انح ورية أن جميغ ال ر
متميز عن اآلسر وكل منها م هز بالكامدل للعمدل والبقداء علدى قيدد الحيداة
وحتددى انسددماب ال قاريددة كانددت موجددواة فددي ال ددزء انس د ل مددن العصددر
الكمبددر لقددد انقرضددت بعددض انحيدداء سددالل السددنوا الالحقددة ،لكددن
مع مها استمر إلى الوقت الحاضر ال روجد شد رة رطوريدة موجدواة فدي
الح ريا ،كما ااعى ااروين ورالميذه بدال من ذل ،هدو أشدبه بالعيدب
من ش رة )) 2ولم روجد في قاعدة الكمبر أالدة ح ريدة ريدير إلدى وجدوا
3
أصول ميتركة لتل انحياء
1منها :نقد العقل الملحد ونقض سرافة التطور العضو الموجه ونقض ش رة التطور بالقرآن الكريم وعلم الح ريا
2جددددون ،ا مددددوريا :الطبيعددددة الحقيقيددددة لسدددد ل انحددددافير 1 ،فبرايددددر ، 2010موقددددغ :معهددددد أبحددددا الخلددددق ICR :التددددابغ لمركددددز ايسددددك ر :
/http://www.icr.org/article/real -nature-fossil-record
http://www.arn.org/docs/stasfig/stasis1.htm 3الن رية الداروينية مقابل الس ل انح ور
90
ومنها أيضا ،أن اليواهد الح رية أظهدر ) غيداب انالدة انح وريدة
1
للمراحل المتوسطة االنتقالية بين الكائنا )) وهو غيداب حقيقدي وواقعدي
وكانت أنوا انحيداء ر هدر فدي التسلسدل بيدكل م داجئ جددا ،ورربدد
ارجة ضئيلة أو معدومة من الت ير أ نداء وجواهدا فدي السد ل )) 2ولدم
يكيف س ل الح ريا رطورا سريعا وال شديد البطء ،وإنما أظهر حقيقتين
هددامتين ،همددا :ال هددور المكتمددل والم دداجئ لألحيدداء ،فكانددت ر هددر ف ددأة
ومكتملة رماما الثانية :الثبا والركدوا ،فكاندت انحيداء كمدا أنهدا ظهدر
مكتملة فإنها بقيدت علدى هيئتهدا مدغ رعدديال ضدئيلة 3حتدى رصد ل إليندا أو
رنقرج 4فال وجوا أصال للحلقدا االنتقاليدة التطوريدة بدين انحيداء ،ممدا
يعني بطالن القول بالتطور العضو
وقد ظلدت انحيداء ر هدر فدي حالدة ان دارا إحيائيدة متكدررة بنسدب
مختل ة ،أكبرها سمسة ان ارا ظهر بعد انقراضا كبيدرة جددا ر هدر
في شكل م موعا من صلة عن بعضها وال سدلف لهدا ويرمكدن إي داز مدا
قلناه وروضيحه بيكل مركز وشامل فدي ال ددول اآلردي كمدا هدو رمبدين فدي
اليكل الثاني وهو جدول يرمثل التاريت الحقيقي لألحياء علدى وجده انرج،
يرثبت الخلدق ويدنقض شد رة التطدور – كمدا هدي مبيندة فدي اليدكل انول-
ويرهدددمها مددن أساسددها وينسد ها نس د ا ننهددا ش د رة وهميددة زائ ددة استلقهددا
صلوها على مقاسهم التطوريون وف ك
1نقال عن :اراء اشهر علماء التطور المعاصرين حول ن رية التطور من سالل قراءا من كتبهم العلمية ،مدونة ال لإللحاا ،على اليبكة المعلومارية
2أحمد يحيى :الس ل االح وره يقول :ال للتطور ،مدونة :ن رية التطور وحقيقة الخلق ،الموقغ/http://creationoevolution.blogspot.com :
3أحمد يحيى :الس ل االح وره يقول :ال للتطور ،مدونة :ن رية التطور وحقيقة الخلق ،الموقغ/http://creationoevolution.blogspot.com :
4وذل الت ير الضئيل الذ ي هر على بعض ا نحياء ليا رطورا عضويا وإنما هو ر ير ي هر على بعض أفراا النو الواحد وليا سارج النو مثل ما نراه في أجناس
البير وفي سالال الكالب مثال فالتطور العضو المزعوم الم ير لألنوا ال وجوا له
91
لألحياء2 ش -1 :شجرة التطور كما توهمها واختلقها التطوريون 1ش 2 :يُمثل التاريخ الحقيقي
الدليل الثاني :يتمثل في ظاهرة عدم الت ير-التطور -الدذ سداا رداريت
انحياء منذ ما قبل الكمبر إلى اليوم وهدي ظداهرة عامدة وشداملة رنطبدق
على كل أنوا انحياء وم موعارها وفي كدل انزمندة ال يولوجيدة فكاندت
ظاهرة عدم الت ير -الركود الدائم -والظهور المفاجئ سمة البة علدى كدل
انحياء 3هذه ال اهرة كاندت عنددما رسدتمر ماليدين السدنين مصداحبة لكدل
انحياء إما أنها رتوقف بالنسبة لمع م انحياء بسبب االنقراضا التي كانت
رربيدها ،وهنا رنقرج اون سلف ،4ور هر بعدها أحياء جديددة كمدا سدبق أن
بيناه؛ وإما أنها رستمر على قيدد الحيداة ورعدي مئدا الماليدين مدن السدنين
وربقى حية إلى اليوم ،كما هو حدال انحيداء الم هريدة كالبكتريدا وال درا يم
وال يروسا ،ومختلف أنوا الحيرا كالنمل واليعاسيب وغيرها ف اهرة
الركوا الدائم بنوعيه التي ساا انحياء قديما وحديثا هي اليل قطعي علدى
انه ال مكان لخرافة التطور العضدو ،نن الركدوا الددائم ينقضدها بوجدواه
ونتائ ه نن انحياء المنقرضدة ظلدت راكددة اون رطدور حتدى أبيدد فلدم
رتطور وال رركت سل ا ،وانحياء الراكدة المستمرة هي على حالها وطبيعتها
فلم رتطور إلى اليوم وهذا النو بقيت مدن أجناسده نحدو %70إلدى اليدوم
أبو حب هللا )) على اليبكة المعلومارية 1أبو حب هللا :ما كي ت عنه س ال الح ريا والمتح را ،مدونة
2سالد كبير عالل :نقض ش رة التطور العضوب بالقرآن الكريم وعلم الح ريا ،الكتاب منيور إلكترونيا
3أن ر عن ركوا انحياء وعدم رطورهاhttp://www.arn.org/quotes/Stasi s.html :
4كيسي وسكين :هدية عيد ميالا ااروين ،معهد ايسك ر ،الواليا المتحدة انمريكية ،على اليبكة المعلوماريةwww.discovery.org/csc ،
92
اون أن رت ير 1وهو يرمثل بحق أالة اام ة قطعية رؤر التطوريين ورنقض
ش ررهم ورهدمها أصال وفرعا
الدليل الثالث – على بطالن التطور : -ال ياب التدام للحلقدا الوسديطة
االنتقاليددة ،فلددو كددان التطددور حقيقددة علميددة ،لوجدددنا عيددرا بددل ومئددا
الماليين من الح ريدا والمتح درا االنتقاليدة التدي ربدين حددو التطدور
حسب اآللية التطورية بحيث يتطور الكدائن رددري يا عبدر حداال رطوريدة
انتقالية ،كأن ن دها فيها نسبة التحول قد بل ت مثال السدس ،أو الخمدا ،أو
الربغ ،أو الثلث ،أو النصف حتى يتحول الكائن نهائيا من نو إلى نو آسر
حسب زعم التطوريين لكن هذا انمر ال وجوا له قطعدا فدي الح ريدا وال
الواقغ وال في الت ارب المخبرية وغيابها اليل قطعي على بطالن التطد ور
وال ين غ الزعم بوجوا كائنا رمثل حلقا وسيطة ،كخلدد المداء مدثال ،نن
الصحيح أن هذا الكائن هو على طبيعته قديما وحديثا ،وال يقبل التطور ننه
ي مغ ص ا رن ي رطوره فهو مخلو على رل الطبيعة وإال أيدن الماليدين
من الح ريا الم روج وجواها لو كان التطور حقيقة علمية؟؟ فلدو كدان
التطور " حقيقة علمية" لعثرنا على ماليين الحلقا الوسيطة ،وبمدا أنندا لدم
نعثر على ذل ،فال ش أن التطور العضو المزعوم لم ولن يحد
الدليل الرابع :يتعلق بمعطيا علم الورا ة ،وأالته اام دة بدل وقطعيدة
في إ با الخلق ونقض التطور وش رره ،وال رن غ معها رالعبا ورخمينا
ورحري ددا التطددوريين فيمددا يختلقوندده ويتعلقددون بدده مددن شددبها وشددكوب
يرثيرونها باسم علم الورا دة ويرخرجونهدا رخري دا رطوريدة علدى مقاسدهم
بمختلف وسائل ال والتحريف والخدا ليا هندا موضدغ ر صديلها 2وأمدا
أالة علم الورا ة التي رنقض التطور وش رره ،فمنها :إنه من الثابت أن كل
نو من أنوا انحياء ال يرمكنه أن يتناسل سارج نوعده ،وإن حدد ضدمن
ال نا الواحد كما يحدد بدين الحصدان والحمدار فيندتت الب دل ،دم يتوقدف
التناسل واإلنسان مثال ال يرمكنه أن يتناسل مغ القروا ،وال مغ غيرها مدن
الحيوانا ،وقد باء بال يل كل محاوال التناسدل بدين اإلنسدان وانحيداء
انسره ومنها أن كل ندو مدن انحيداء لده برم تده الورا يدة التدي رحددا
نوعه ضمن أفراا سالالره وهي التي روجهه ورتحكم فدي صد اره وال يرمكنده
مخال تها ،فال يتطور ،وال يستطيغ أن يتطور ،وال يريدد أن يتطدور ومنهدا
1هالي بابلي :التطور وال يولوجيا ال زء الثاني والعيرين ومحاوال الرا على ميكلة ان ار الكامبريان http://drghaly.com/articles/display/
2أن ر مثال كتابنا :نقض سرافة التطور العضو الموجه
93
أيضددا اندده َبر دت بالت ددارب المخبريددة والميددهواة أن الص د ا المكتسددبة ال
ردور ،ممدا يعنددي أن انحيداء ال يرمكنهددا أن رتطدور ورخددرج عدن طبيعتهددا
المح وظة في برم تها الورا ية ومنها أن الط را التي رصيب انحياء في
الطبيعة أو التي ررحد في المخابر ال يرمكنهدا أن رطدور انندوا إلدى أندوا
جديدة ،ننها عامل هدم في الخلية وال يرمكنها ر يير طبيعة الكدائن ورطدويره
عضويا كما بيناه سابقا وهذا يعني أن كل جهوا التطوريين في علم الورا ة
لتأييد العقيدة التطورية هي جهوا رحري ية ال رختلف عن جهواهم التضدليلية
في علدم الح ريدا 1فهدي كلهدا أعمدال زائ دة متهافتدة رم رضدة رمخااعدة
ركيف رحري ا التطوريين وفضائحهم مدن جهدة ،ورقددم انالدة الصدحيحة
على بطالن التطور وصحة أالة الخلق من جهة أسره
الدليل األخير -الخامس : -يتعلق بدليل الح ريا ،وم ااه أنه قد أظهر
كثير من الكيوفا أنه رم العثور على أحياء حديثة كثيرة عاصر وعاشت
مغ الديناصورا وغيرها من الزواحف منذ نحدو 70مليدون سدنة ،وجدد
معها في ن ا طبقارها الصخرية من ذل ما ذكره عالم الح ريا انمريكي
كارل فيرنر بأنه رم العثور علدى الكثيدر مدن الحيواندا الحديثدة فدي جميدغ
طبقددددا صددددخور الديناصددددورا ،هددددي :الترياسددددي ،و ال وراسددددي ،
والطباشير 2رم العثور فيها على ح ريا من مختلف انجناس وانندوا :
فقاريا ،وال فقريا ،وم صدليا ،كالحيدارا ،والقيدريا ،والمحدار،
وانس نت ،وانسدماب ،والبرمائيدا ،والزواحدف ،والطيدور ،والثددييا
ر هر كلها في ن ا رل الطبقا 3ومن انسماب التي ريبه الموجدواة اآلن:
سم السلمون ،وسم الح د ،والرن دة ومنهدا الضد اا والسدلمندر فدي
مواقغ الديناصورا 4ومن الزواحف التدي ردم العثدور عليهدا فدي ن دا رلد
الطبقددا ،وهددي ميددابهة لألحيدداء الموجددوا اآلن :انفدداعي ،والسددحالي،
والسالحف ،والتماسيح 5وأكد كدارل فيرندر علدى أن رلد انحيداء الحديثدة
التي وجد مغ الزواحف والديناصورا في ن دا طبقارهدا قدد ردم إس اؤهدا
وال رعرضددها المتدداحف العالميددة المعروفددة ،كددالمتحف انمريكددي للتدداريت
الطبيعي 6وذكر أيضا أن المتاحف الكبره لديها أعدداا كبيدرة مدن هد ذه
94
انحافير "في الطابق الس لي" لكن ال يتم عرضها .وقال :إن أمناء المعرج
قد أسبروه أن الناس "غير مهتمين" برؤيدة عدرج "عمدر الديناصدورا "
1
الذ يعرج كائنا من الطراز الحديث إلى جانب الزواحف العمالقة))
والحقيقة أن التطوريين هم الذين أس وها عن الناس ،وليا الناس ال يهتمون
بها ،فكيف يهتمون بها وهم ال علم لهم بها أصال؟؟
وبمددا أن انمددر كددذل ،والتطوريددون يزعمددون أن انحيدداء الحديثددة
كالثدييا والطيور ،لدم رعاصدر الديناصدورا وإنمدا رطدور منهدا ،فدإن
زعمهم هذا باطل من اون ش ،ويعني قطعا أن الثدييا والطيور لم رتطور
مددن الديناصددورا وال الزواحددف وال غيرهددا مددن انحيدداء نندده ال يرمكددن
للثدييا والطيور أن رتطور من الديناصورا وهي قد عاصدررها وعاشدت
معها في ن ا الزمان والمكان ومما يؤكد صحة هذا ،وصحة مدا قالده ذلد
العددالم عددن رل د الح ريددا المكتي د ة مددن جهددة ،ويثربددت عدددم صددحة قددول
التطوررين من جهة أسره؛ هو أن انالة السابقة أ بتت كلهدا بطدالن القدول
بالتطور ف اء هذا الدليل -الخاما -وأكد ما قالته من ناحية ،ورعضد بها هو
أيضددا مددن ناحيددة انيددة ،وار قددت كلهددا علددى إ بددا الخلددق ونقددض التطددور
العضو من ناحية الثة
رطور من أحياء سبقته فهو باطل بحكم ثانيووا :إن قول شحرور بأن البير ك
أن التطور العضو سرافدة رمتسدترة بدالعلم وكذبدة كبيدرة باسد مه كمدا بينداه
أعاله كما أن اسدتدالل شدحرور علدى قولده بخرافدة التطدور بقولده رعدالى:
َسلَقَ ركم كمن نَّ آ ٍا َواحدَةٍ ر َّم َج َع َل م آن َها زَ آو َج َها َوأَندزَ َل لَ ركدم كمد آن آان َ آن َعدام َ َمان َيدةَ
نر ظلر َما ٍ َ َال ٍ ذَل رك رم َّ ق في ر طون أ ر َّم َهار رك آم س آَلقا من َب آعد س آَل ٍ اج َي آخلرقر رك آم في بر رأ َ آز َو ٍ
صد َرفرونَ [الزمدر ،)]6 :هدو شداهد عليده َربُّ رك آم لَهر آال رم آل ر َال إلَهَ إ َّال ره َو فَأَنَّى ر ر آ
بأنه يكذب على القرآن ويرحرفه انتصارا لهواه نن رلد اآليدة صدريحة فدي
أن هللا سلقنا كمدا سلدق انحيداء انسدره ولدم يقدل " طدوركم " وإنمدا قدال"
سلقكم" ،وال عالن يتناقضان وال يتطابقان ،نن التطور هو حدو ر يدرا
عضوية مستمرة في الكدائن حتدى يت يدر ويصدبح كائندا جديددا؛ لكدن الخلدق
يعني اإلي اا من عدم ،أو بعد عدم فهو إي اا كائن جديد ال سلف له ،وهدذا
سالي التطدور وينقضده أيضدا وال يرمكدن ال مدغ بينهمدا كمدا أن اسدتدالله
بإنزال اننعام على زعمه هو شاهد عليه بالكذب والتحريف ،نن اآلية قالت
طورها ،فهي لم رتطدور ،وإنمدا أنزلهدا هللا بأن هللا انزل اننعام ،ولم رقل أنه ك
1أن ر مقال :التركيز :انسبار واآلراءhttps://creation.com/focus-372 ،
95
رعالى إلى انرج مدن سارجهدا مدن جهدة ،وهدي مخلوقدة أيضدا مدن جهدة
يء َو َم َنداف رغ َوم آن َهدا
يهدا ا آ أسددره بدددليل قولدده رعددالىَ :وان َ آن َعد َ
ام َسلَقَ َهدا لَ ركد آم ف َ
تطورة ،فلماذا رتكلم يا ر َأ آ ركلرونَ [النحل ) ]5 :فهي رمنزلة ومخلوقة وليست رم ك
شحرور بال علم ،ورتعمد االفتراء على هللا والقرآن والناس؟؟!!
ثالثا :إن زعم شحرور بأن اإلنسان رطور من البير ،بمعنى أن آام
عليه السالم ليا هو البير ،وإنما هو ن سه رطور من كائن سبقه اسمه
البير هو زعم باطل قطعا ،نن التطور العضو باطل بال ش وسرافة
باسم العلم كما بيناه أعاله ،ونن القول بذل باطل أيضا بأالة القرآن والسنة
الصحيحة ،التي أكد وبينت أن البير هو آام ،وآام هو البير ،وأوالاه هم
بير ،وهم اإلنسان ،وهم بنو آام أيضا وانالة على ذل كثيرة ،أهملها
وحري بعضها حسب هواه ك شحرور
وتفصيل ذلك هو أن الحقيقة هي أن آام هو أول إنسدان وأول بيدر ،وأول
إنسان وأول بير هو آام –عليه السالم -وليا صحيحا أن كدل إنسدان بيدر
وليا كل بير إنسان ،وال العكا :كل بير إنسان وليا كل إنسدان بيدر؛
وإنما الحقيقة هي أن كل إنسان بير ،وكل بير إنسان ،وكل بندي آام إنسدان
وبير ،كما أن آام هو أول بير وأول إنسان
وبيان ذلد 1هدو أن الت ريدق بدين آام وبدين اإلنسدان انول ،أو بدين آام
والبير انول بدعوه أن ذل يدل على وجوا مخلوقيكن وال يدل على وجدوا
مخلو واحد له ال دة أسدماء ،هدو ر ريدق باطدل وفيده رحريدف للنصدوص
اليرعية ورالعب بها وافتراء عليها والصحيح هو أن آام له ال دة أسدماء:
آام ،واإلنسدان ،والبيدر ،وهدي كلهدا لمسدمى واحدد هدو أام -عليده السددالم-
سمي آام بتلد انسدماء الثال دة نن ر وليست لمسميكيكن ،وال لثال ة مسميا
كال منها يرمثل ص ة أساسية أو أكثر من الص ا التدي رميدز بهدا فاسدم آام
سمي بذل لكون جسده من أايم انرج ،وقيل لسمرة في لونده، قيل أنه ر
سمي بذل لكونه من عناصر مختل ة وقوه يقال رجل آام نحو أسمر ،وقيل ر
مت رقددة )) 2وقيددل أن أصددل رسددمية آام بالبيددر مددأسوذ مددن البيددرة ظدداهر
عبكر عن اإلنسان بالبيدر اعتبدارا ب هدور ال لد ،و جمعها برير وأبيار و ر
جلده من اليعر بخالي الحيوانا التي عليهدا الصدوي أو اليدعر أو الدوبر
96
سدمي إنسدانا نن مدن
واستو في ل ظ البير الواحد وال مدغ)) 1وقيدل أنده ر
2
ص اره أنه ينسى
علما بأن إطال عدة أسماء على مسمى واحدد معدروي فدي ل دة العدرب
وفي ل دا اليدعوب انسدره كدإطالقهم عددة أسدماء علدى السديف ،منهدا:
الصددارم ،والحسددام ،والمهنددد ،والبتددار وقددد اسددتخدم القددرآن أيضددا هددذا
انسلوب ،فكما أطلقه على آام فقدد أطلقده أيضدا علدى المعداا انسدرو ،
فهو :يوم القيامة ،ويوم الحساب ،ويوم الحير ،ويوم الت ابن ،ويوم اآلسرة
ون ا انمر أطلقه على ال نة ،فهي :اار النعيم ،واار الخلدد ،وال دراوس،
واار القرار ،واار السالم ،واار اآلسرة ون ا انمر يرقال عن النار
علمددا بددأن اآليددا القرآنيددة وانحاايددث الصددحيحة فصددلت ذل د انمددر
ووضحته وريهد بن سها على بطالن ما زعمه شحرور وأمثاله ،بدليل أنهدا
أطلقت رل انسماء على مخلو واحد هو آام عليه السالم ولم رطلقهدا علدى
شخصين وال على ال ة م أطلقت رل انسدماء علدى أبنداء آام مدن بعدده
فسماهم الكتاب والسنة بندي آام ،واإلنسدان ،والبيدر والنصدوص اليدرعية
اآلريددة ررثبددت ذلدد ورددنقض مددزاعم ورحري ددا شددحرور وأمثالدده مددن
التطوريين
منهددا نصددوص رتعلددق باإلنسددان انول ،كقولدده رعددالىَ :و َب ددَأ َ س آَل دقَ
سد َّواهر َونَ َد َت فيده ين ر َّم َ س َاللَ ٍة كمن َّماء َّمه ٍ ين ر َّم َج َع َل نَ آسلَهر من ر سان من ط ٍ آاإلن َ
صدا ٍل كمد آن َح َمدإٍ ص آل َ نسدانَ مدن َ من ُّروحه) السد دةَ ،))9-7 :ولَ َقد آد َسلَ آق َندا اإل َ
ين ر َّم َجعَ آل َنداهر س َاللَ ٍة كمن ط ٍ سانَ من ر ون) الح ر،))26 :و َولَقَ آد َسلَ آقنَا آاإلن َ َّم آسنر ٍ
ضد َة فَ َخلَ آق َندا علَ َقدة فَ َخلَ آق َندا آالعَلَ َقدةَ رم آ
ط َدةَ َين رد َّم َسلَ آق َندا النُّ آ
ط َة في قَ َر ٍار َّمكد ٍنر آ
سد رن نر أَحآ َ ار َب َّ ام لَحآ ما ر َّم أَنيَأآنَاهر س آَلقدا َ
آسد َر فَت ََبد َ س آونَا آالع َ َ
ض َةَ ع َاما فَ َك َآال رم آ
آالخَالقينَ ) المؤمنون)14-12 :
اننسو َ ومنها نصوص رتعلق بالبير انول كقوله رعالىَ :ولَ َقد آد َسلَ آق َندا ِ
اإل َ
السد رموم َوإ آذ آن َسلَ آقنَاهر من قَ آبد رل مدن َّندار َّ ون َو آال َ َّ ص آل َ
صا ٍل كم آن َح َمإٍ َّم آسنر ٍ من َ
سد َّو آيترهرون فَإذَا َ صا ٍل كم آن َح َمإٍ َّم آسنر ٍ ص آل َ
قَا َل َربُّ َ ل آل َمالَئ َكة إنكي سَالق بَشَرا ً كمن َ
س َ دَ آال َمآلئ َكةر ركلُّ رهد آم أَجآ َم رعدونَ إالَّ ساجدينَ فَ َ َونَ َ آختر فيه من ُّروحي فَقَعرواآ لَهر َ
يا َم دا َل د َ أَالَّ ر رَك دونَ َم د َغ الس داجدينَ َق دا َل َي دا إبآل د ر يا أَبَ دى أَن َي رك دونَ َم د َغ َّ إبآل د َ
ون) صدا ٍل كمد آن َح َمدإٍ َّم آسدنر ٍ ص آل َ
ساجدينَ قَا َل لَ آم أ َ ركن كن َ آس ر دَ لبَي ٍَر َسلَ آقتَهر مدن َ ال َّ
1الراغب انص هاني :غريب القرآن ن ص47 :
2محمد بن ابي بكر الراز :مختار الصحاش ،ص20 :
97
ين َفدإذَا الح ر ))33-26 :و إ آذ قَا َل َربُّ َ ل آل َم َالئ َكة إنكي سَالق بَشَرا ً مدن طد ٍ
سد َ دَ آال َم َالئ َكدةر ركلُّ رهد آم
سداجدينَ فَ َ سد َّو آيترهر َونَ َ آخدتر فيدده مدن ُّروحدي فَقَعردوا لَدهر َ َ
يا َمدا َمن ََعد َ أَن يا ا آست َ آكبَ َر َو َكانَ م آن آال َكافرينَ َقدا َل َيدا إبآلد ر أَجآ َمعرونَ إ َّال إبآل َ
ندت مدنَ آال َعدالينَ َقدا َل أ َ َندا س آَيدر كم آندهر ر آَسد ر دَ ل َمدا َسلَ آقدتر ب َيددَ َّ أ َ آسدت َ آك َب آر َ أ َ آم رك َ
ار َو َسلَ آقتَهر من طي ٍن ) ص))76 -71: َسلَ آقت َني من نَّ ٍ
واضح من رل اآليا أن البيدر انول هدو ن سده اإلنسدان انول ننهمدا
روص ا بوصف واحدد فدي أصدلهما ومراحدل ركونهمدا ،فدنحن أمدام شدخص
ون ))، ص آل َ
صا ٍل كمد آن َح َمدإٍ َّم آسدنر ٍ َ واحد من ص اره :مخلو من طين ،ومن
ددم التسددوية ون ددت الددروش رد َّم َ
س د َّواهر َونَ َ د َت فيدده م دن ُّروحه) الس د دة-7 :
س َّو آيترهر َونَ َ آخدتر فيده مدن ُّروحدي) ) الح در ))29 :فاإلنسدان ،))9و فَإذَا َ
رطوره من كائن سبقه انول هو ن سه البير انول ،وقد سلقه هللا سلقا ولم ي ك
ومنهدددا نصدددوص ذكدددر آام عليددده السدددالم باسدددمه ووصدد ته بصدد تيكن
أساسيتين ،هما :انه مخلو من رراب ،وطين ،وأن هللا أسد د لده مالئكتده ،
وهما ص تان روصف بهما البير انول ،بدليل قوله رعدالىَ :ولَ َقد آد َسلَ آق َندا رك آم
يا َلد آم َي ركدن كمدنَ سد َ درواآ إالَّ إبآلد َ
اسد ر درواآ آلاَ َم فَ َ ص َّو آرنَا رك آم ر َّم قر آلنَا ل آل َمآلئ َكدة آ
ر َّم َ
ار ساجدينَ قَا َل َما َمنَ َع َ أَالَّ ر َ آس ر دَ إ آذ أ َ َم آرر ر َ قَا َل أَنَا آ َسيآر كم آنهر َسلَ آقت َني مدن َّند ٍ ال َّ
ن َك َم َثدل يسدى عنددَ ك ين) انعراي ))12-11 :و إ َّن َم َثد َل ع َ َو َسلَ آقتَهر من ط ٍ
ون) آل عمدران ))59 :و َومد آن آيَارده ب َّم قَا َل لَهر ركن فَيَ ركد ر آاَ َم َسلَقَهر من ر ر َرا ٍ
ب ر َّم إذَا أَنترم بَيَر ر َنت َي ررونَ ) الروم))20 : أ َ آن َسلَقَ ركم كمن ر ر َرا ٍ
وذلدد يعندددي أن البيدددر انول هدددو ن سددده آام ،وآام هدددو ن سددده البيدددر
انول وبما أنه ربدين أن اإلنسدان انول هدو ن سده البيدر انول ،وأن البيدر
انول هو ن سه آام ،فدإن هدذا يعندي بالضدرورة أن اإلنسدان انول هدو آام
رطوره من كائن سبقه عليه السالم ،وقد سلقه هللا رعالى سلقا ساصا ولم ي ك
رل الحقيقة رؤيدها وررثبتها ورعمقها اليواهد اليرعية اآلرية :منها أن هللا
رعددالى وصددف اإلنسددان انول والبيددر انول وآام بددأنهم سلقد وا مددن طددين،
ين) السد دة،))9-7 :و إ آذ َقدا َل نسدان مدن ط ٍ كقولده رعدالىَ :و َبددَأ َ س آَلدقَ آاإل َ
ين) ص )70:و دم قر آل َندا ل آل َمآلئ َكدة يدرا مدن طد ٍ َربُّ َ ل آل َم َالئ َكدة إ كندي َسدالق َب َ
السداجدينَ َقدا َل َمدا َمن ََعد َ أَالَّ يا َلد آم َي ركدن كمدنَ َّ سد َ درواآ إالَّ إبآلد َ اسد ر درواآ آلاَ َم فَ َ آ
ر آَس د ر دَ إ آذ أ َ َم آرر رد َ قَ دا َل أَنَ دا آ س آَي در كم آن دهر َسلَ آقت َن دي م دن نَّ د ٍ
ار َو َسلَ آقت َدهر م دن ط د ٍ
ين)
انعراي ))12-11:فنحن أمام شخص واحد مخلدو مدن الطدين لده ال دة
رطوره من كائن سبقه أسماء ،وقد سلقه هللا سلقا ساصا ولم ي ك
98
ومنها أننا نحن البير واآلاميون ريملنا آيدا قرآنيدة وننددرج فيهدا كلندا
ركلمت عن اإلنسان انول والبير انول وآام وأبنائه باسم اإلنسان ،مما يدل
على أن اشمل اسم لنا هو اإلنسان واآليدا هدي قولده رعدالىَ :و َبددَأ َ س آَلدقَ
سد َّواهر َونَ َد َت فيده ين ر َّم َ س َاللَ ٍة كمن َّماء َّمه ٍ ين ر َّم َج َع َل نَ آسلَهر من ر سان من ط ٍ آاإلن َ
ين رد َّم سد َاللَ ٍة كمدن طد ٍ سانَ من ر من ُّروحه) الس دة ،))9-7 :و َولَقَ آد َسلَ آقنَا آاإلن َ
ضد َة فَ َخلَ آق َندا علَقَة فَ َخلَ آقنَا آالعَلَقَةَ رم آ
ط َةَ َ ين ر َّم َسلَ آقنَا النُّ آ َجعَ آلنَاهر نر آ
ط َة في قَ َر ٍار َّمك ٍ
سد رن نر أَحآ َ ار َب َّ ام لَحآ ما ر َّم أَنيَأآنَاهر س آَلقدا َ
آسد َر فَت ََبد َ س آونَا آالع َ َ
ض َةَ ع َاما فَ َك َ آال رم آ
آالخَالقينَ ) المؤمنون)14-12 :
واضح مدن رلد اآليدا أنهدا ركلمدت عدن اإلنسدان انول وأبنائده ،وهدذا
يتضدمن بالضدرورة البيدر انول وآام وأوالاه فدنحن أبنداء اإلنسددان انول
والبيددر انول وآام وأشددار إلددى سلددق اإلنسددان انول مددن الطددين وهددذا
ينطبق أيضا على البير وآام كما بيناه أعاله ممدا يعندي أن اإلنسدان انول
هو ن سه البير انول وآام ،وأن اسم اإلنسان هو أشدمل وأجمدغ اسدم سدمانا
هللا رعالى به
ومن ذل أيضا أن القرآن الكريم عندما يتكلم عن اإلنسدان انول ،والبيدر
انول وآام عليه السالم يتكلم عن هؤالء على أنهم يمثلون شخصدا واحددا ال
أنهم يمثلون شخصيكن أو ال ة
ومنها أن القرآن الكريم عندما يخاطبندا نحدن عبداا هللا يخاطبندا علدى أنندا
أبناء شخص واحد هو ن سه آام واإلنسان انول والبير انول ،وال يرخاطبندا
على أننا أبناء ال ة أباء وال ا ندين مدن ذلد قولده رعدالىَ :يدا بَندي آاَ َم الَ
ع آن ره َمدا لبَ َ
اسد ره َما ليرريَ ره َمدا ان َك َما أ َ آس َر َج أَبَ َو آي ركم كمنَ آال َ َّندة يَندز ر َ
ط ر ي آي َ يَ آتنَنَّ رك رم ال َّ
اليديَاطينَث الَ ردَ َر آونَ ره آم إ َّندا َج َع آل َندا َّ
س آو َءاره َما إ َّندهر َيد َرا رك آم رهد َو َوقَب ريلدهر مد آن َح آيد ر َ
أ َ آوليَاء للَّذينَ الَ يرؤآ منرونَ ) انعراي))27 :
ومنها أيضا أن هللا رعالى ساطبنا نحن اآلاميين باإلنسان ،بمعنى أنندا أبنداء
غد د َّر َب ب َر كبد د َ
ان َمد دا َ اإلنسدددان انول ،كقولددده رعدددالىَ :يد دا أَي َُّهد دا آاإل َ
نسد د ر
نسددانَ ب َوالدَ آيدده رح آسددنا) العنكبو : صدد آينَا آاإل َ آال َكريم) االن طددار،))6 :و َو َو َّ
نسدددانَ لَ َ رلدددوم نسدددانَ لَ دددي رسس ٍآر) العصدددر ،))2 :و إ َّن اإل َ ،))8و إ َّن آاإل َ
عنرقده َونر آخدر رج َلدهر طدآئ َرهر فدي ر ان أ َ آلزَ آمنَاهر َ َك َّار) إبراهيم ،))34 :و رك َّل إن َ
س ٍ
يورا) اإلسراء ))13 :وفي الحديث يقدول النبدي – يَ آو َم آالقيَا َمة كت َابا يَ آلقَاهر َمن ر
99
س غ آَرسا أ َ آو َيد آز َر ر زَ آرعدا فَيَأ آ ركد رل عليه الصالة والسالمَ :-ما م آن رمسآل ٍم يَ آر ر
سان أ َ آو بَهي َمة إ َّال َكانَ لَهر به َ
صدَقَة)) طيآر أ َ آو إ آن َ
م آنهر َ
1
وركلم هللا عنا وأشار إلينا على أننا بير ،بمعنى أننا أبنداء البيدر انول،
ب أ َ آو
نر إ َّال َوحآ يا أ َ آو مدن َو َراء ح َ دا ٍ كقوله رعالىَ :و َما َكانَ لبَي ٍَر أَن ير َكلك َمهر َّ
ي َحكديم اليدوره ))51 : علد ٌّ يدا رء إ َّندهر َ ي بإ آذنده َمدا يَ َ سدوال فَيدر وح َ ي آررس َل َر ر
يدر أ َ َحددا فَ رقدولي إ كندي َندذَ آر ر عيآنا فَإ َّما ر ََري َّن منَ آالبَ َ و فَ ركلي َوا آش َربي َوقَ كر َ
ص آوما فَ َلد آن أ ر َك كلد َم آال َيد آو َم إنسديكا مدريم ،)) 26 :و إ آن َهدذَا إ َّال َقد آو رل لرحآ َمن َ ل َّ
اب إالَّ آال َبيَر) المدك ر ،)) 25 :و فَقَا َل آال َمأل ر الَّذينَ َك َد ررواآ مدن ق آومده َمدا َند َر َ
الدرأآ َو َمدا َند َره لَ ركد آم اب ارَّبَعَ َ إالَّ الَّذينَ ره آم أ َ َراذلرنَا َبداا َ َّ بَيَرا كمثآلَنَا َو َما ن ََر َ
ض ٍل بَ آل نَ رنُّ رك آم َكاذبينَ هوا ،)) 27 :و أ َ آو يَ ركدونَ َلد َ بَ آيدت كمدن علَ آينَا من فَ آ َ
علَي َآندا كت َابدا نَّ آقد َر رؤهر
س َماء َولَن نُّؤآ منَ ل ررقيك َ َحتَّى ررن كَز َل َ رز آس رريٍ أ َ آو ر آَرقَى في ال َّ
سدوال اإلسدراء ،)) 93 :و َو َمدا َم َند َغ س آب َحانَ َربكي ه آَل ركنتر إَالَّ َبيَرا َّر ر قر آل ر
سددوال يددرا َّر ر نر َب َ
ث ك اس أَن يرؤآ م رنددواآ إ آذ َجدداء ره رم آال رهدددَه إالَّ أَن َقددالرواآ أ َ َب َعدد َ َّ
الندد َ
يددرا مددثآلَ رك آم إنَّ ركدد آم إذا لَّخَاسدد ررونَ ط آعددترم َب َ اإلسدددراء ، )) 94 :و َو َلددئ آن أ َ َ
المؤمنون ، )) 34 :و َوقر آلنَ َحا َ كّلل َما هَدذَا بَيَرا إ آن َهددذَا إالَّ َم َلد َكدريم
يوسف )) 31 :وفي الحديث يقول النبي –عليه الصالة والسدالم :-إنمدا
أنا بيدر وإنكدم رختصدمون إلدي ولعدل بعضدكم أن يكدون ألحدن بح تده مدن
بعض وأقضي له على نحو ما أسمغ فمن قضيت له من حق أسيده شديئا فدال
2
يأسذ فإنما أقطغ له قطعة من النار))
وساطبنا هللا رعالى بأننا أبناء آام ،كقوله سبحانه :يَا بَني آاَ َم إ َّما َيدأآريَنَّ رك آم
ع َلديآه آم َوالَ رهد آم صلَ َح فَالَ َسد آوي َ علَ آي رك آم آ َياري فَ َمن ارَّقَى َوأ َ آ صونَ َ سل كمن رك آم َيقر ُّ رر ر
َيحآ زَ نردونَ انعددراي ،))35 :و أ َ َل د آم أَع َآه د آد إ َلد آي رك آم َي دا َبن دي آاَ َم أَن َّال ر َ آعبرددروا
انط ر اليد آي َ
عد ٌّرو ُّمبين) يا،))60 :و َيدا بَندي آاَ َم الَ يَ آت َندنَّ رك رم َّ طانَ إنَّهر لَ رك آم َي آي َال َّ
سد آو َءاره َما إ َّندهر ع آن ره َمدا لبَ َ
اسد ره َما ليرريَ ره َمدا َ َك َما أ َ آس َر َج أ َ َبد َو آي ركم كمدنَ آال َ َّندة يَندز ر َ
اليديَاطينَ أ َ آول َيداء ل َّلدذينَ الَ ث الَ ردَ َر آونَ ره آم إ َّندا َج َع آل َندا َّ
يَ َرا رك آم ره َو َوقَبيلرهر مد آن َح آيد ر
يرؤآ م رنددونَ ) انعراي ))27 :وفدددي الحدددديث يقدددول النبدددي –عليددده الصدددالة
3
والسالم :-إن الييطان ي ر من ابن آام م ره الدم ))
وبما أننا كذل ،وقد سلقنا هللا رعالى من ن ا واحدة ،ومن ذكدر وأنثدى،
اس ار َّ رقدواآ َرب رَّكد رم َّالدذ ولنا أبوان ،وسمانا بني آام لقوله رعالىَ :يدا أَي َُّهدا َّ
الند ر
1البخار :الصحيح ،ج ، 3ص ،103 :رقم2320 :
2البخار :الصحيح ،ج 9ص ، 25 :رقم6967 :
3البخار :الصحيح ،ج ، 3ص ، 50 :رقم2039 :
100
ث م آن ره َم دا ر َج داال َكثيددرا َسلَقَ رك دم كم دن نَّ آ د ٍا َواح ددَةٍ َوسَلَ دقَ م آن َه دا زَ آو َج َه دا َو َب د َّ
ان َك َمدا أ َ آسد َر َج أ َ َبد َو آي ركم
ط ر اليد آي َ
ساء) النساء ،))1 :و يَا بَني آاَ َم الَ يَ آت َندنَّ رك رم َّ َون َ
نثدى اس إنَّا َسلَ آق َندا ركم كمدن ذَ َكد ٍر َوأ ر َ كمنَ آال َ نَّة) انعراي ،)) 27 :و يَا أَيُّ َها النَّ ر
طانَ ) الح را ،)) 13 :و أَلَ آم أ َ آع َه آد إ َلد آي رك آم َيدا َبندي آاَ َم أَن َّال ر َ آعبدر دروا َّ
اليد آي َ
عد ٌّرو ُّمبين يا )) 60 :؛ فإنه يتبين من كل ذل أن آام عليده السدالم إنَّهر لَ رك آم َ
هو ن سه اإلنسان انول ،والبير انول ،وان اإلنسان انول هو ن سده البيدر
انول ،وآام ،وأن البير انول هدو ن سده اإلنسدان انول وآام فدنحن أبنداء
شخص واحد له ال ة أسدماء :آام ،واإلنسدان ،والبيدر ،أوجدده هللا رعدالى
بالخلق ال بالتطور فنحن :بنو آام ،وبنو اإلنسان ،وبنو البير وبذل رسقط
مزاعم شحرور وأمثاله من التطوريين في زعمهم بأن الير أشار إلدى أن
رطور منده آام إنهدا مدزاعم آام مسبو بمخلو شبه بير أو شبه إنساني ك
وشبها باطلة قطعا
رابعووا :ال يصدح االحت داج بقولده رعدالى َوإ آذ َقدا َل َر ُّبد َ ل آل َمالَئ َكدة إ كندي
يهددا َمددن ير آسدددر ف َ
يهددا َو َي آسدد ر َجاعددل فددي ان َ آرج سَلي َددة َقددالرواآ أَر َ آ َعدد رل ف َ
الدك َماء }[البقرة ،))30:للزعم بوجوا بير قبل آام عليه السالم ،بددعوه أن
اعتراج المالئكة على هللا رعالى عندما أسبرهم بأنه سيخلق بيرا هدو اليدل
علددى وجددوا بيددر ،أو أواام قبددل آام أو مددا يريددبه آام ال يصددح ذل د نندده
اعتددراج ي ددب أن يوضددغ فددي إطدداره الصددحيح ضددمن قطعيددا اليد ر
دري عدن سددياقه ومعنداه ال يصددح ذلد نندده مدن الثابددت و رمحكمارده وال يرحد ك
شرعا أننا نحن البير أبناء آام عليه السدالم ،فهدو أبوندا وأول إنسدان وأول
بير أوجده هللا رعالى بالخلق ال بدالتطور وأمدا قدول بعدض أهدل العلدم بدأن
اعتراج المالئكة ربما يددل علدى انده روجدد أواام قبدل سلدق آام وإال كيدف
عرفت المالئكة بأنه سي سد في انرج و يس فيها الددماء؟ فالحقيقدة هدي
أنه حتى وإن سلمنا بذل جدال فال يعني وجوا بير قبلنا وإنما يعندي وجدوا
مخلوقا عاقلة روجد قبلنا أفسد في انرج وس كت فيهدا الددماء ولديا
بيننا وبينها أية عالقدة عضدوية وال عقليدة وال حضدارية نن اليدر حسدم
أمرنا بأننا أبناء آام وهو أول إنسان وأول بير سلقه هللا رعالى
علما بأن اعتراج المالئكة ليا اليال قطعيا على وجوا مخلوقا عاقلة
سبقتنا وعاشت على انرج وأفسد فيها ننه يرحتمل أنهدا اعترضدت مدن
باب االحتمال والتخمين وقراءة المستقبل بناء على ص ا البير التدي ربمدا
عرفوا بعضها مدن وصدف هللا لده بأنده سديكون سلي دة فدي انرج أو ممدا
استنت وه قياسا على ص ا المخلوقا التي عاشت في انرج وكاندت فدي
101
صرا واقتتال وس للدماء فيما بينها أو ممدا رأرده مدن إفسداا ال دن فدي
انرج ورسخيرها للحيواندا لصدالحها ممدا أاه إلدى سد امائهدا لكدن
الذ الش فيه هو أن اإلنسان انول ،هو البير انول ،وهو ن سه آام عليده
السالم ،-هو الذ رسلق سلقدا ساصدا ولدم يتطدور مدن كدائن قبلده،ولم يرسدبق
بإنسان مثله
وبددذل يرسددتنتت ممددا ذكرندداه أن كددل مددا قالدده شددحرور عددن التطددور
العضو ،ورطور اإلنسدان مدن البيدر هدو كدالم باطدل ،ومدزاعم متهافتدة،
ريهد عليه بال هل والتعصدب للباطدل ،والكدالم بدال علدم ،واإلصدرار علدى
ممارسة التحريدف والتخريدف انتصدارا نوهامده وأهوائده وبمدا أن انمدر
كذل ،فالش أن كل ما قاله شحرور عن نيأة الل ة عند اإلنسان هو باطدل
قطعا ننه بناه على سرافة التطور العضو من جهة؛ كما أن رركيدزه علدى
الل ة ليا في محله ومتهافدت نن بطدالن التطدور العضدو شدرعا وعلمدا
ينقض مزاعمه المتعلقة بالل ة من أساسها ،نن عدم رطدور اإلنسدان يسدتلزم
حتما عدم رطور أجهزره وأعضائه!!
وختاما له ا الفصوول -الثالدث -يتبدين جليدا بطدالن القدول بحكايدة جددل
التناقض فدي الطبيعدة والقدرآن واسدتمراره ،نن وجدوا الثنائيدة والزوجيدة
والحركية في الكون ب مااه وأحيائه ليسدت قائمدة علدى التنداقض ،وال علدى
االستمرارية ،وإنما هي قائمة على التكامدل والتنداغم ،واالنسد ام والتعداون
جمعا بين الت ير في إطار الثبا كمدا أن قدول شدحرور بدالتطور العضدو
ورستره بالعلم والير هو قول باطل قطعا ،بددليل العلدم والدوحي والواقدغ،
وال يقول به إال جاهل ،أو جاحد معاند رمحري ،أو صاحب هوه
*****
102
الفصل الرابع
103
نقض تأويالت شحرور لمعنى اإلندال والتنديل ومعني
األمي في القرآن الكريم
104
الرئيسية ل هم الكتاب بيقيه :النبدوة والرسدالة كمدا لده عالقدة كبيدرة بمبداائ
التأويل فبدون فهم ال ر بين اإلنزال والتنزيل ال يمكن فهم قولده رعدالى{ :
ع َلد آي رك آم لبَاسدا َوأَنزَ آلنَا آال َحديدَ [الحديد ، }]25 :وقوله :يَا بَندي آاَ َم َقد آد أَنزَ آل َندا َ
س آو َءار رك آم َورييا [انعراي )]26 :إذ قال إنه رم إنزال الحديد وقدال ي َروار َ
ع َربيدك اإنه رم إندزال اللبداس علدى بندي آام وقدال أيضدا :إ َّندا أَنزَ آل َنداهر قر آرآندا َ
[يوسف )]2 :وقال { :إنَّا أَنزَ آلنَاهر في لَ آيلَة آالقَ آدر [القدر } ]1 :فكيف ن هدم
إنزال الحديد وإنزال القرآن؟ أما عدن التنزيدل فقدال :إ َّندا ن آَحد رن ن ََّز آل َندا َ
علَ آيد َ
ن آال َعزيز آال َحكديم آالقر آرآنَ ر َنزيال [اإلنسان )]23 :وقال :ر َنزي رل آالكت َاب منَ َّ
درحيم [فصددلت ،) ]2 : درحآ َمن الد َّ[ال ا يددة } )]2 :وقددال :ر َنزيددل كم دنَ الد َّ
1
وقال :ر َنزيل كمن َّربك آال َعالَمينَ [الواقعة ) ) ]80 :
و{أما التنزيل فكيف نوفق بين قوله ر َنزيل كمن َّربك آال َعالَمينَ } الواقعة
)80و { إنَّا نَحآ رن ن ََّز آلنَا َعلَ آي َ آالقر آرآنَ رَنزيال} اإلنسان )23وبين قوله{ :
س آل َوه [طه } ]80 :؟ وكيف ن هم َوأَنزَ آلنَا َع َل آي رك رم َون ََّز آلنَا َعلَ آي رك رم آال َم َّن َوال َّ
ظ َل رمونَا َو َلدكن َكانرواآ أَن ر َس ره آم طيك َبا َما َرزَ آقنَا رك آم َو َما َس آل َوه ركلرواآ من َ آال َم َّن َوال َّ
َي آ ل رمونَ [البقرة )]57 :؟ أ كيف ن هم اإلنزال والتنزيل في المن والسلوه
وفي القرآن فعن القرآن قال“ :نزلنا وأنزلنا” وعن المن والسلوه قال
ط رهورا س َماء َماء َ “نزلنا ،وأنزلنا” وعن الماء قالَ :وأَنزَ آلنَا منَ ال َّ أيضاَّ :
اركا َفأَن َبتآنَا به َج َّنا ٍ س َماء َماء ُّم َب َ [ال رقان ، )]48 :وقالَ :ون ََّز آلنَا منَ ال َّ
َو َحبَّ آال َحصيد [قد )]9 :وعن الذكر قالَ :وأَنزَ آلنَا إلَ آي َ الذك آك َر لتر َبيكنَ لل َّناس
َما نر كز َل إلَيآه آم [النحل )]44 :فما هو اإلنزال والتنزيل للقرآن؟ واإلنزال
والتنزيل للمن والسلوه؟ واإلنزال والتنزيل للماء؟ واإلنزال والتنزيل
للمالئكة والذكر حيث قال عن المالئكة َ :ولَ آو أَنَّنَا ن ََّز آلنَا إلَيآه رم آال َمآلئ َكةَ
َو َكلَّ َم ره رم آال َم آورَى [اننعام ، )]111 :و َو َقالرواآ َل آوال أرنز َل َع َليآه َم َل َو َل آو
انم رر ر َّم الَ يرن َ ررونَ [اننعام )]8 :كيف ن هم اإلنزال ي آ أَنزَ آلنَا َملَكا لَّقرض َ
والتنزيل في هذه الحاال بيكل ينس م بعضها مغ بعض وينس م مغ
قوانين الحقيقة أ ي ب أن يكون بينهما رباط منطقي مغ مطابقة
2
موضوعية}
م أنه بعدما رساءل وأَشكل كالمده ،وأ دار شدبها حدول آيدا ذكرهدا،
انتهى إلى رعريف اإلنزال والتنزيل فقدال {:واآلن لنأسدذ التنزيدل واإلندزال:
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص147 :
2محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص147 :
105
فالتنديل :هو عملية نقل موضوعي سارج الوعي اإلنسداني واإلنوودال :هدو
عملية نقل المااة المنقولدة سدارج الدوعي اإلنسداني ،مدن غيدر المددرب إلدى
المدرب ،أ اسلت م دال المعرفدة اإلنسدانية هدذا فدي حالدة وجدوا إندزال
ورنزيل لييء واحد مثل القرآن والماء والمالئكة والمدن والسدلوه أمدا فدي
حالة وجوا إنزال اون رنزيل كما في حالة الحديد واللباس ،فإن اإلندزال هدو
عملية اإلاراب فقط “أ المعرفة فقط” لنأسذ اآلن أمثلة عااية على اإلندزال
والتنزيل ،وأوا أن أنوه بدأن المكتيد ا العلميدة والتكنولوجيدة فدي النصدف
الثدداني مددن القددرن العيددرين هددي التددي سددمحت لنددا ب هددم اإلنددزال والتنزيددل
1
وال عل بهذه الدقة }
و{المثووال األول :مبدداراة حيددة فددي كددرم القدددم بددين البرازيددل وانرجنتددين
ر ر في المكسي فالالعبون انساسديون المؤل دون مدن أنداس أحيداء مدن
لحم وع م وام يلعبون فدي المكسدي وهنداب فدي اميدق شدخص يريدد أن
ييهد هذه المباراة حية فحتى ييهد هذا اليخص في اميدق المبداراة الحيدة
في المكسي وردسل ضمن إاراكه ي ب القيام بعمليا على اليكل التالي:
الوجوا الماا للمباراة فعال قبل التكلم عن أ نقل أو إاراب. 1
التقاط المباراة صورا وصورة أو صورا فقط أو صورة فقط. 2
بث المبداراة عدن طريدق انمدواج بواسدطة انقمدار الصدناعية إلدى كدل 3
أنحاء انرج بما فيها اميق.
وجوا جهاز رل زيون أو راايو القدط ،يأسدذ هدذه انمدواج ويحولهدا مدرة 4
انية إلى صو وصورة أو إلى صو فقط فعند ذلد يددرب الميداهد فدي
اميق ما حد في مباراة المكسي ).
م هناب حالة انية للنقل إذا لم يكن هناب بدث ،وذلد بدأن رسد ل المبداراة
على شريط فيديو صورا وصورة أو على شريط كاسيت صورا فقط ،وينقلهدا
شخص إلى اميق في هذه الحالة ي دب أن يكدون فدي اميدق جهداز فيدديو
ورل زيون أو جهاز رس يل لكي يعيد المباراة حتى رصل إلى إاراب الميداهد
في اميق )
و اآلن لنناق في هذا المثال أين اإلنزال وأين التنزيل :عمليدة المبداراة
انصلية عن طريق انمواج من المكسي إلى اميق هي التنزيدل ،نن هدذه
العملية رمت سارج وعي الميداهد فدي اميدق ،والنقدل حصدل ماايدا سدارج
وعددي الميدداهد بواسددطة انمددواج أمددا عمليددة اسددول انمددواج إلددى جهدداز
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص151 – 149 :
106
التل زيون ليحولها إلى صو وصورة أ إلى حالة قابلدة لدإلاراب مدن قبدل
1
المياهد فهذا هو اإلنزال}
في القداهرة و{المثال الثاني :عملية نقل واقغ جبل قاسيون إلى إنسان يعي
عن طريق مخططا :
-العملية انولى :عملية رفغ قاسيون إلى مخطط طبوغرافي.
-العملية الثانية :عملية نقل هذا المخطط إلى القاهرة ليياهد إنسان ما.
ف ددي العمليددة انولددى رددم النقد ل المدداا إلددى المخطددط بطريقددة قابلددة إلاراب
اإلنسان في القاهرة هذا المخطط مؤلف من إحدا يا ومقياس 1/100مثال
ومن سطوط رسوية “كونتور” لتبيدان التضداريا الدتالل والوايدان فعمليدة
نقل ال بل من الواقغ إلى مخطط قابل لدإلاراب هدو اإلندزال ،وعمليدة النقدل
الماا للمخططا من اميق إلى القاهرة هي التنزيل إذا فهناب حالتان:
الحالة انولى :أن يتم التنزيل قبل اإلنزال كما في المباراة.
الحالة الثانية :أن يتم اإلنزال قبل التنزيل كما في المخطط.
ولكن في هارين الحالتين ي ب أن يكون هناب وجوا مسبق للييء قبل عملية
اإلنزال والتنزيل فوجدوا الالعبدين والمبداراة فدي المكسدي فعدال قدد سدبق
عمليددة التنزيددل واإلنددزال ووجددوا ال بددل فعددال قددد سددبق عمليددة اإلنددزال
2
والتنزيل }
أقول :ذل التعريف لمعنى اإلنزال والتنزيل في القرآن الكريم باطدل
جملدة ور صديال ،وشداهد علدى شددحرور بأنده محدري ومتالعدب وصدداحب
أوهام وأهدواء ،وال يقدول ذلد إال جاهدل أو رم درج رمحدري ل ايدا فدي
ن سه كما أنه وقغ في انحراي منه ي كبير ،ورناقض صارخ صريح ،فهو
يتكلم عن اإلنزال والتنزيل ورعري هما فدي القدرآن الكدريم ،ولدم يرجدغ إليده
عندما عرفهما؛ وإنما عرفهما رعري دا ذاريدا رحري يدا حسدب هدواه ور صديل
ذل فيما يأري:
صل ،يحمل مع مه أوال :بما أن القرآن الكريم كتاب رمحكم حكيم رمبيكن رم ك
الل و بداسله ،وير سر ن سه بن سه ،فإنه ي ب على كل من يريد فهدم القدرآن
فهما صحيحا ،أو يعرضه عرضا علميا أن يرجغ إليه ويتركه يدتكلم وي سدر
ن سه بن سه وال يتدسل في روجيه معانيه أبدا وكل من ال يتعامل مدغ القدرآن
بهذا المنهت فهو جاهل ،أو رمحري يتعامل معه بهواه ومن هذا حاله ال قيمة
لما يقوله في ميزان الير والعقل والعلم
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص151 – 149 :
2محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص151 – 149 :
107
وبما أن انمر كذل ،فإن القرآن الكريم عندما استخدم كلمتي " اإلندزال
" ،والتنزيددل" ،فقددد عرفهمددا وب ديكن معانيهمددا بطريقتدده الخاصددة فبالنسددبة
لعبارة"اإلنزال " ،ومنه فعل" أندزل"،و" أنزلندا" ،فدإن القدرآن الكدريم بديكن
ج ف َراشدا معناه في عددة آيدا ،منهدا قولده رعدالىَّ { :الدذ َج َعد َل لَ ركد رم ان َ آر َ
اء َما ًء فَأ َ آس َر َج به مدنَ الث َّ َمد َرا ر آزقدا لَّ ركد آم َفدالَ س َماء بنَاء َوأ َ َ
ند َل ِم َن ال ه
س َم ِ َوال َّ
ود َل ِم و َن ر َ آ عَلر دواآ كّلل أَن ددَااا َوأَن دت ر آم ر َ آعلَ رم دونَ [البقددرة ،}]22 :و{ َو ره د َو الَّ دذ َ أَنو َ
ش آيءٍ فَأ َ آس َرجآ نَا م آنهر سَضرا نُّ آخر رج م آنهر َحبدك ا اء َما ًء فَأ َ آس َرجآ نَا به نَبَا َ رك كل َ
س َم ِ ال ه
الزي رآتدونَ
ب َو َّ ط آلع َهدا ق آند َوان اَان َيدة َو َج َّندا ٍ كمد آن أَع َآندا ٍ
ُّمت ََراكبا َومنَ النَّ آخل مدن َ
غي َآر رمتَيَاب ٍه ان ر ررواآ إلى َ َمره إذَا أ َ آ َم َر َو َي آنعه إ َّن فدي ذَل ركد آم الر َّمانَ رم آيت َبها َو َ
َو ُّ
اء َما ًء لَّ ركدم ند َل ِم َن ال ه
س َم ِ آل َيا ٍ لكقَ آو ٍم يرؤآ منرونَ [اننعام ،} ]99 :و{ ره َو الَّذ أ َ َ
ش َ ر فيه ررسي رمونَ [النحل} ]10 : كم آنهر ش ََراب َوم آنهر َ
واضح من ذل أن هللا رعالى بعدما أسبرنا أنه أنزل القرآن كامال في ليلدة
فرقده ،دم ن كَزلده رندزيال ،أ أنزلده رم رقدا شديئا فيديئا
القدر ،فإنه بعد ذلد ك
حسب ظروي وحواا الدعوة اإلسالمية
وبما أن انمدر كدذل ،فمدا هدي العالقدة بدين " اإلنزال"،والتنزيدل" فدي
القرآن الكريم ؟ رتبين لنا من ال مغ بين قولده رعدالى{ :إ َّندا أ َ آنزَ آل َنداهر فدي لَي َآلدة
شد آه ٍر القددر3 - 1 : اب َما لَ آيلَةر آالقَ آدر لَ آيلَةر آالقَ آدر َسيآر م آن أ َ آلدف َ
آالقَ آدر َو َما أ َ آا َر َ
ث َون ََّز آلنَاهر
علَى رم آك ٍ علَى النَّاس َ )}،وبين قوله سبحانهَ { :وقر آرآنا فَ َر آقنَاهر لت َ آق َرأَهر َ
ر َنزيال [اإلسراء }]106 :واضح من ذل ،أن اإلنزال انول للقرآن في ليلة
القدر ،كان إنزاال كامال من السماء إلى السدماء الددنيا وأمدا اإلندزال الثداني
للقرآن ،فهو إنزال رم َ كر على افعا حسب الحواا من السماء الدنيا إلدى
108
انرج وكالهمددا إنددزال ،انول كلددي ،والثدداني رم د ك
دزأ علددى ارفعددا ،فهددو
رنزيل وإذا ن رنا إلى التنزيل بن رة كلية ال رم زأة فهو إنزال أيضدا وبمدا
أن انمر كذل ،في وز لر ة أن يرعبكر عن اال نين باإلنزال مدن بداب الت كدوز،
أو إطال اسم الكل على ال دزء ،وال دزء علدى الكدل ،أو بحكدم أن التنزيدل
يتضمن اإلنزال ،وسيا الكالم يرحدا النو المقصوا وال يكون ذل رناقضا
كمددا أن التنزيددل يتضددمن اإلنددزال بالضددرورة ،نندده ال رنزيددل اون معنددى
اإلنزال من جهدة؛ واإلندزال ال يتضدمن بالضدرورة التنزيل،وإنمدا يتضدمنه
باإلمكان من جهة أسره
ثانيا :بالنسبة لآليا التي استيهد بهدا شدحرور وأ َشدكلها وأ دار حولهدا
شددبها وجعلهددا إشددكاال ،لي ددد لن سدده مبد ررا ليرحددري معنددى " اإلنددزال"
و"التنزيل" حسب هواه فإن الحقيقة هي أن رل اآليدا ليسدت كمدا زعدم،
وال هي متناقضة ،وإنما هي آيا رمبينا واضحا عنددما نعرضدها علدى
القرآن الكريم ون هما بم اهيمه ومع مه الل و من ذلد مدثال أن شدحرورا
رسداءل كيدف ن هدم ونوفددق بدين :قولده رعددالىَ {:وأَنزَ آل َندا آال َحديددَ [الحديددد :
، }]25وقولهَ :يا َبني آاَ َم قَ آد أَنزَ آل َندا َ
ع َلد آي رك آم ل َباسدا يدر َوار َ
سد آو َءار رك آم َورييدا
[انعراي )]26 :إذ قال إنه رم إندزال الحديدد وقدال إنده ردم إندزال اللبداس
1
على بني آام)
أٌقول :ذل ليا إشكاال وال رناقضا ،نن إنزال الحديد من السماء إلدى
انرج هو أمر علمي وطبيعي جدا ،فهو ليا مرفوضا وال مسدتحيال عقدال
وال علما بحكم أن الكون كله كان كتلة ملتهبة واحدة ،دم انقسدم علدى ن سده
إلى كواكب وشموس وغيرها م أن انرج مثال ان صلت عدن اليدما دم
برا م بعد ذل رساقطت على انرج معاان كثيرة من ال ضاء وما رزال
رسقط إلى اليوم على شكل نيازب ومذنبا وأجسام غريبة فما المانغ من أن
يكون الحديد من المعاان التي ركوندت سدارج انرج دم أسدقطه هللا رعدالى
عليهددا ؟ بددل هندداب مددن علمدداء الطبيعددة مددن قددال بددذل لدديا هنددا موضددغ
2
ر صيله
ون ا انمر يرقال في قولده رعالى{:يدا بندي آام قدد أنزلندا علديكم لباسدا
يوار سوءاركم ورييا} انعدراي )26فهدو لديا رمنكدرا وال مسدتحيال،
فيرمكن أن ير سر ذل بأن هللا رعالى علكم الناس ارردداء اللبداس بواسدطة أبديهم
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص147 :
2أن ر ذل في اليبكة المعلومارية
109
آام وأمهم حواء ،فهما قد لبسا المالبا في ال نة ،وعندما هبطدا منهدا بدأمر
مددن هللا ،كانددا يررددديان المالبددا ومنهمددا رعلددم انبندداء اررددداء اللبدداس
وصناعتها فالنموذج انول من المالبا كان رمنزال ،ولم يرصنغ في انرج
وأما رساؤل شحرور عن " كيدف نوفدق بدين إ َّندا أَنزَ آل َنداهر قر آرآندا َ
ع َربيدك ا
[يوسف )]2 :وقال { :إنَّا أَنزَ آلنَاهر في لَ آيلَة آالقَ آدر [القدر } ]1 :فكيف ن هدم
إنددزال الحديددد وإنددزال القددرآن؟ ) 1فددانمر واضددح جدددا ،أنزلدده هللا رعددالى
بلسان عربي وليا بلسان آسر والقرآن أنزله كله مدرة واحددة إلدى السدماء
الدنيا في ليلة القدر وأما الحديد فهو أيضا ردم إنزالده مدن السدماء كمدا بينداه
أعاله فأين اإلشكال ،أو التناقض؟؟
وأما اعتراج شحرور بقوله :أما عن التنزيل فقال :إنَّا ن آَحد رن ن ََّز آل َندا
ن آال َعزيدز علَ آي َ آالقر آرآنَ ر َنزيال [اإلنسان )]23 :وقال :ر َنزي رل آالكتدَ اب مدنَ َّ
َ
الدرحيم [فصدلت ]2 : آال َحكيم [ال ا ية } )]2 :وقال :ر َنزيل كمنَ َّ
الدرحآ َمن َّ
) ،وقال :ر َنزيل كمن َّربك آال َعالَمينَ [الواقعة 2) ) ]80 :فانمر هو أيضا
واضح لمن ردبر وفهم القرآن بالقرآن ،وكدان طالبدا للحدق ال للتحريدف نن
أنزل من اإلنزال ،و" نزلنا" من التنزيل ،ومعناهما بيناه سابقا وعليده فداهلل
نزل القرآن على محمد عليه الصالة والسالم م رقا في افعدا حسدب رعالى ك
حواا الدعوة وظروفها ،ولم يرنزله عليه افعة واحدة عندما انزلده كلده إلدى
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص147 :
2محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص147 :
110
السماء الدنيا وبذل يكون ذل القرآن الدذ ندزل رم رقدا هدو رنزيدل مدن هللا
رعالى ك
نزله على نبيه فهو رنزيل وليا إنزاال ،فأين اإلشكال هنا ؟؟
وأمددا قولدده { :أمددا التنزيددل فكيددف نوفددق بددين قولدده رنزيددل مددن رب
العالمين} الواقعة )80و {إنا نحن نزلندا عليد القدرآن رندزيال} اإلنسدان
)23وبين قوله{ :ونزلنا عليكم المن والسدلوه} طده )80؟ }1؛ فدال يوجدد
أ إشكال ،وال رناقض ،نن رل اآليا كلها ركلمت عن التنزيل ال اإلنزال،
وعبارة" نزلكنا " من التنزيل وليست من اإلنزال ،وفعله " أنزلندا " وعليده
فالذ حد في رل اآليا اإلنزال ال رم كزأ وليا اإلنزال الكلي مرة واحددة
فاهلل رعالى أنزل القرآن على نبيه بعدما أنزله إلى السماء الدنيا في ليلة القددر
،م أنزله بعد ذل رم رقا وكذل أنزل ذل الرز على بني إسرائيل عنددما
كانوا في أرج التيه رم رقا بمعنى أوصله إليهم م رقا حسب قبائلهم
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص147 :
2محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص147 :
111
إنزال المن والسلو على بني إسرائيل في أرج التيه رضمن إنزاليكن:انول
يتعلق باإلنزال ككل وبيكل عام من البداية إلى النهاية اون ر ريق بين
المراحل التي مر بها ،وال بالرز ال رمنزل وأما " التنزيل " فيتعلق
بالمرحلة انسيرة وحدها ،وفيها رم الت ريق بين نوعي الرز ،وروزيغ كل
نو ،م ر ريق النوعيكن على قبائل بني إسرائيل اال نتي عيرةَ {،وقَ َّ
ط آعنَا ره رم
ع آي َرة َ أ َ آسبَاطا أ ر َمما [انعراي }]160 :وهللا أعلم بالصواب
ا آنَت َ آي َ
وفيما يتعلق بالتوفيق بين " اإلنزال " ،و" التنزيل في القرآن فقد سبق
أن بيناه أعاله وأما التوفيق بين إنزال المطر ورنزيله ،فعندما نن ر إليه
ك اهرة طبيعية عامة ينزل على انرج فهو إنزال ،لكن عندما نن ر إليه
حسب سقوطه على انقاليم والمناطق المناسية كما وزمانا وفصوال ،فهو
رنزيل وأما التوفيق بين رنزيل المالئكة ،وإنزال ال َملَ ،فهو أيضا واضح،
ف ي قوله رعالىَ :ولَ آو أَنَّنَا ن ََّز آلنَا إلَيآه رم آال َمآلئ َكةَ َو َكلَّ َم ره رم آال َم آور َى َو َحي آَرنَا َ
علَيآه آم
نر َولَدك َّن أ َ آكث َ َر ره آم يَ آ َهلرونَ
ش آيءٍ قربرال َّما َكانرواآ ليرؤآ منرواآ إالَّ أَن يَيَا َء ك رك َّل َ
نزلنا" رتعلق بإنزال رمتعدا و رم َ كر للمالئكة، [اننعام ،) ]111 :فإن كلمة" ك
يتنزلون إلى الميركين ،فهو رنزيل وليا إنزاال وأما اإلنزال في قوله
انم رر ر َّم الَي آ علَيآه َملَ َولَ آو أَنزَ آلنَا َملَكا لَّقرض َ رعالىَ :وقَالرواآ لَ آوال أرنز َل َ
يرن َ ررونَ [اننعام ،)]8 :فهو يتعلق بإنزال واحد وكلي ،ال رعدا فيه وال
ر ريق
وبما أن األمر كما بيناه أعاله ،فإن اعتراضا شحرور على عبارري "
اإلنزال" ،و"التنزيل " في القرآن هي اعتراضا زائ دة متهافتدة ورعري ده
لمعنى " اإلنزال" ،و" التنزيل" هو رعريف ذاري رحري دي وباطدل ومخدالف
لمددا قالدده القددرآن الكددريم عددن معنددى الكلمتددين نندده أسددقط أصددل معنددى "
اإلنزال"،و" التنزيل" ،وهو اإلسقاط ،وال َحط ،واإلهباط من أعلى إلى أس ل
ف اء رعري ده ذاريدا رحري يدا ناقصدا فاسددا وفارغدا مدن معندى " اإلندزال "،
112
والتنزيل" ،في القرآن الكريم والل ة العربية الموافقة له وعليه فإن المثداليكن
اللذين أوراهما شحرور وشرش بهما رعري ه وال رمتعلقيكن بالمباراة وال بل ،ال
يصلحان ليرش ور سير معنى " اإلنزال" ،و" التنزيل" فدي القدرآن ننهمدا
رضمنا معندى النقدل ،والتصدوير ،والرسدم ،والكيدف ،ولدم يتضدمنا معندى
اإلنزال فمثاله انول رضمن الكيف عن شيء غير مرئي إلى مرئي غيدر ر
درب وهدذا لديا إندزاال،وال رندزيال ،الن الكيدف ال يتضدمن درب إلدى رمد َ
رم َ
بالضرورة اإلنزال ،فقدد يدتم علدى مسدتوه أفقدي وكدذل اإلندزال ال يلدزم
الكيف ،فقد يرنزل شيء ما من مكان مرئي إلدى آسدر مرئدي وأمدا المثدال
الثاني المتعلق بال بل فليا إنزاال وال رندزيال ،ولدم يتضدمن معندى اإلندزال
أصال ،وال حد فيه إنزال حقيقي وإنما هو رسم ونست
113
وهذا واضح في اآلية رقم 20من آل عمران َوقرل لكلَّذينَ أ ر آوررواآ آالكت َ
َاب
َوان ر كميكينَ [آل عمران )]20 :فالذين أوروا الكتاب هم اليهوا والنصاره
1
والباقي من الناس هم انميون )
.
أقول :ذل التعريف ناقص جدا ،وال يرعبر عن الم هوم اليامل
والصحيح والدقيق ،لمعنى انمي في القرآن والسنة والل ة العربية وهو
صله
رعريف ذاري رحري ي أكثر مما هو رعريف علمي ،قاله شحرور وف ك
على مقاسه ل ايا في ن سه وعليه فإن التعريف الصحيح لمعنى انمي
ي ب أوال رعري ه من القرآن الكريم ،م من السنة النبوية انيا ،م بأقوال
العلماء المختصين في علوم اليريعة والل ة العربية الثا وأ رعريف
لمعنى انمي ال ينطلق من رل المصاار فلن يكن رعري ا علميا صحيحا
اقيقا شامال مقبوال
أوال :إن انمي في القرآن الكريم ليا هو الذ ال علم له بكتب اليهوا
والنصاره وليا منهم ؛ وإنما هو أوسغ من ذل وأا ،ويعني أن انمي
هو الذ لم يتعلم علما من العلوم سماعا وال قراءة وهذا التعريف ينطبق
انطباقا راما على النبي انمي الخارم محمد عليه الصالة والسالم بدليل
اآليا القرآنية اآلرية:
ث في آان ر كميكينَ َر ر
سوال كم آن ره آم يَتآلرو َ
علَيآه آم آيَاره منها قوله رعالى :ره َو الَّذ بَعَ َ
ضد َال ٍل ُّمبد ٍ
ين اب َو آالح آك َمدةَ َوإن َكدانروا مدن قَ آبد رل لَ دي َ َويرزَ ككيه آم َويرعَلك رم رهد رم آالكتدَ َ
ال معة ))2 :هؤالء العرب انميون الذين أررسدل فديهم سدارم اننبيداء مدن
أحوالهم وص ارهم أنهم :لم يكن لهم علم بتزكية وال بكتاب إلهي ،وال بحكمة
ربانية ،وكانوا في ضالل رمبين ،ف اء محمد-عليه الصالة والسدالم -لديعلمهم
الكتاب والحكمة والتزكية وليخدرجهم مدن الضدالل ال رمبدين وهدو ن سده كدان
مددثلهم أيضددا قبددل نبوردده فهددم كددانوا أميددين لعدددم علمهددم بالتزكيددة والكتدداب
والحكمة ،وننهم كانوا في ضالل مبين فهم أميون بتل الص ا
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص140 – 139 :
114
هنا هو وجوا الكتاب والعلم به أ ال أمية ،أو عدم وجوا الكتداب وال العلدم
به ،أ وجوا أ رمية
وقد سمى اليهوا والنصاره غيرهم من اليعوب بانميين بددعوه انده
ال علم لهم بالكتب المنزلة عليهم قال رعالىَ :وم آن أ َ آهل آالكت َاب َم آن إن ر َأ آ َم آنهر
علَ آيده ت َ ار ي َرؤاكه إلَ آي َ َوم آن رهم َّم آن إن ر َأ آ َم آنهر بدين ٍ
َار الَّ ي َرؤاكه إلَ آيد َ إالَّ َمدا ا آرمد َ بقن َ
ط ٍ
ن آال َكدذ َ
ب ع َلدى ك سبِي ٌل َويَقرولرونَ َ ين َ علَ ْينَا فِي األ ُ ِ ّم ِيّ َ
س َقَآئما ذَل َ بأَنَّ ره آم قَالرواآ لَ ْي َ
َو ره آم يَ آعلَ رمونَ [آل عمران ) ]75 :
الثالثة ،قوله رعالى عن اليهواَ :ومد آن ره آم أ ر كميدُّ ونَ الَ يَ آعلَ رمدونَ آالكتدَ َ
اب إالَّ
ي َوإ آن ره آم إالَّ َي رنُّونَ ) البقرة ))78 :هؤالء الصنف من اليهوا وص هم أ َ َمان َّ
هللا بانميين رغم أن اليهوا من أهل الكتاب ،وسدموا غيدرهم بدانميين لعددم
معرفتهم بالكتاب اإللهي رل الطائ ة من اليهوا هي مدن انميدين ،ننهدم ال
يعلمون الكتاب فهما وال سماعا وال قراءة وال كتابة ،وإنما يتمنون وي نون،
فهم جاهلون بكتابهم وذل الوصف هو وصف عام ييدمل كدل م هدر مدن
م اهر انمية،فنحن أمام أميين من أهل الكتاب ،ننه ال علم لهم بكتابهم
ثانيا :عثر ر على حدديثين نبدويين يرسداعدان علدى رحديدد معندى انمدي:
انول صحيح ،والثاني ضعيف لكنه يصلح لتحديد معنى انمي ،بحكم أنده
أ ر قديم ،وموافق لما قاله القرآن والحديث انول ،ولما قالده كثيدر مدن أهدل
العلم
انول ،م ااه أن النبي-عليه الصالة والسالم قال :إنَّا أ ر َّمة أ ر كميَّة َال نَ آكت ر ر
ب
1
ي آه رر َه َكذَا َو َه َكذَا َي آعني َم َّرة ر آس َعة َوع آيرينَ َو َم َّرة َ َال ينَ ))
ب ،ال َّ َو َال نَحآ ر
س ر
1البخار :الصحيح ،ج 3ص28 :
115
عري انمية بعدم العلم ،فأمة العرب لم يكن لها علم واضح من الحديث أنه ك
بالكتابة وال بالحساب غالبا ،والكتابة علم ،والحساب علم أيضا وجمعه بدين
الكتابة والحساب هو شاهد قدو علدى أن انميدة رعندي عددم العلدم بالسدما
وب يره وال رقتصدر علدى عددم القدراءة والكتابدة ،بدل إن الحدديث لدم يد ذكر
القراءة هنا أصال كما أنده ذكدر جانبدا واحددا مدن أميدة العدرب التدي كدانوا
عليها فدال شد أن أميدة العدرب كاندت ريدمل جواندب أسدره ،بددليل قولده
ع َلديآه آم آيَارده َويدر زَ ككيه آم ث في آان ر كميكينَ َر ر
سوال كم آن ره آم يَتآ رلدو َ رعالى :ره َو الَّذ بَعَ َ
ين ال معدة : ضد َال ٍل ُّمبد ٍ َاب َو آالح آك َمةَ َوإن َكدانروا مدن قَ آبد رل لَ دي َ َوير َعلك رم ره رم آالكت َ
))2
علما بأن ذل الحديث ليا وص ا نمة اإلسدالم ،وإنمدا هدو وصدف نمدة
العرب قبل اإلسالم ،نن أمة اإلسالم جاء اإلسالم ليزكيهدا ويعلمهدا الكتابدة
سدوال كمد آن ره آم يَتآ رلدو َ
ع َلديآه آم ث فدي آان ر كميدك ينَ َر ر والحكمة قال رعالى :ره َو الَّذ بَعَ َ
ينضد َال ٍل ُّمبد ٍَاب َو آالح آك َمةَ َوإن َكانروا من قَ آب رل لَ ي َ آيَاره َويرزَ ككيه آم َوير َعلك رم ره رم آالكت َ
[ال معة )]2 :وقدد رحقدق ذلد فدي الواقدغ ،بدالقرآن وبتعلديم النبدي-عليده
الصالة والسالم -نمتده القدرآن والسدنة وعلدى يديده ظهدر طائ دة القدراء
الذين ر رغوا للعلم سماعا وقراءة وكتابة
الحديث الثاني :هو حديث ضعيف ،لكنه يصلح شاهدا ل ويا معبدرا عدن
معنى انمي عند السلف انول ،و يؤيد ما ذكرناه عن معنى انمي مدن جهدة
،ويتقوه معناه بالحديث الصحيح وباآليا المذكورة سابقا من جهة أسره
1
ومضمونه أن هللا يرعافي انميين يوم القيامدة ،مدا ال يرعدافي العلمداء ))
فانميون مقابل العلماء ،فهم الذين ال يعلمون ،فال علم عنددهم بالسدما وال
بالقراءة وال بالكتابة فهذا الحديث والذ سبقه بيكنا أن انمية رعني عدم العلم
بأ علدم ،وليسدت مقتصدرة علدى عددم معرفدة القدراءة والكتابدة ،وال علدى
معرفة علوم اليريعة ،وال على كتب أهل الكتاب
1ابن ال وز :العلل المتناهية ،ط ، 1رحقيق :سليل الميا اار الكتب العلمية – بيرو ، 1403 ،ج 1ص 140 :و ابن كثير :ر سير ابن كثير ،ج 1ص 124 :و
انلباني :السلسلة الضعي ة ،مكتبة المعاري – الرياج ،ج 7ص155 :
116
فَ رهدم ال علدم لهدم بالكتداب ،ولدم 1
الذ أنزله هللا على موسى-عليده السدالم-
يتعلموه ،لذا فهم من انميين
182هد د ) صداحب أبدي حني دة ، الرابع :الفقيه أبو يروسدف يعقدوب
كان يقول عن صالة انمي :و أما نحن فنره إذا صلى انمي بقوم أميين
علد َم
وبقوم يقرؤون فصلى بهم رمدام الصدالة ،و قدد قعدد قددر التيدهد ،دم َ
سورة ،إنه ر ر زيه صالره ،وصالة من سل ده ممدن ال يقدرأ وأمدا مدن كدان
يقرأ فصالره فاسدة )) 4واضح من كالمه أن انمي هو الذ ال يح ظ شديئا
علم سورة أ ح ها ارر عت أميته فعدم الح ظ من ص ا من القرآن ،فإذا َ
انمية ،والح ظ من ص ا التعلم وال رمتعلم
189هد ) ،ذكدر أنده سدأل الخامس :ال قيه محمد بن الحسن الييباني
صاحبه أبا حني ة النعمان فقال له :أرأيت رجال أميا صلى بقدوم أميدين ،
ومنهم من يقرأ ،و فديهم مدن ال يقدرأ )) و سدأله أيضدا :أرأيدت إن
افتتح بهم الصالة وهو أمي ،فصلى بهم رمام الصالة ،فلما قعد قددر ك
التيدهد
عل َم سورة )) و سأله أيضا :قرلتر :إذا افتدتح أمدي بقدوم و لم يرسلكم َ ،
عل َم سدورة قدال : الصالة ،فصلى بهم ركعة ،أو ركعتين ،أو ال ة ،م َ
5
صالرهم فاسدة قلتر :وكذل لو كان فديهم قدوم يقدرؤون قدال :نعدم ))
واضح من كالمه أن الذ ال يح ظ شيئا من القدرآن هدو مدن انميدين ،وأمدا
1الطبر :ر سير الطبر ،ج 1ص ، 416 :ج ، 10ص 152 :و ابن كثير :الت سير ،ج 1ص165 :
2محمد بن الحسن الييباني :المبسوط ،ج 1ص185 :
3السيرة النبوية ،ص22 :
4محمد بن الحسن الييباني المبسوط ،ج 1ص186 :
5محمد بن الحسن الييباني ،المبسوط ج 1ص187 ، 186 ،185 :
117
الذ يح ده فلديا مدنهم والقدراءة المدذكورة رعندي قدراءة الح دظ وليسدت
القراءة من كتاب
250أو 255هد) السابع :شيت بصر نقل عنه أبو عثمان ال احظ
أنه كان يقول عن أمية النبي-عليه الصالة والسالم : -إن هللا إنما جعل نبيه
أميا ال يكتب وال يحسب ،وال ينسب وال يقرج اليعر ،وال يتكلف الخطابة،
وال يتعمد البالغة لين را هللا بتعليمده ال قده وأحكدام اليدريعة ويقصدره علدى
معرفة مصالح الدين اون ما رتباهى به العرب من قيافة ان ر وعيافة الطيدر
عدري انميد ةومن العلدم بداننواء وبالخيدل وباننسداب )) 2ذلد اليديت ك
رعري ا صحيحا جامعا واضحا ،فالنبي-عليه الصالة والسالم -كان أميدا ننده
لم يتعلم علما من العلوم وإنما هللا رعالى هدو الد ذ ردولى رعليمده وال يدنقص
من هذا التعريف عدم معرفتنا باسم ذل الييت الذ عا في زمن ال داحظ
أو قبله ،نن الياهد هنا هو رعريف انمدي عندد أهدل العلدم مدن المتقددمين،
ع كرفوا انمية رعري ا صحيحا شدامال فكان هذا الييت البصر من بين الذين َ
موافقا للير والواقغ من جهة ،وأن معنى انمدي فدي أيامده وعصدره كدان
يعني عدم رعلم علم من العلوم من جهة أسره ،وليا معناه كما زعدم محمدد
شحرور
عري انمية بقوله: الثامن :النحو الل و أبو علي قطرب 206هد) ك
انمية ال لة وال هالة)) 3بمعنى قلة ال هم وعدم العلم فدانمي هدو الدذ
لم يتعلم العلم فهو جاهل به وغافل عنه
118
1
هم الذين ال يقرؤون كتابا ،وال وعوا من علوم أهدل الكتداب علمدا ))
جمغ الطبر بين ص تين من ص ا انمي ،هما :جهل الكتابدة وعددم العلدم
بالكتاب اراية وفهما فانمي هو الذ ال علم لده بالكتداب سدماعا وال قدراءة
وال كتابة
العاشر :الل و أبدو القاسدم الزجداج 4 :هد د) ،قدال :انمدي الدذ
على سلقة انمة لم يتعلم الكتاب فهو على جبلته)) 2فانمي هو الذ لم يتلدق
رعليما وبقي على جبلته التي رسلق عليها
الحادت عشوور :الم سر أبو الليدث السدمرقند الحن دي 4 :هد د) ،أورا
قول الزجاج وعقب عليه فقال :قال الزجاج :انمي المنسوب إلى ما عليه
جبلة انمية يعني هو على الخلقدة التدي رسلقدت نن اإلنسدان فدي انصدل ال
يعلم شيئا ما لم يتعلم)) 3فانمي هو الذ لم يتعلم علما سماعا وال قراءة وال
كتابة
وآخوورهم -الثوواني عشوور :المحددد م ددد الدددين بددن ان يددر ال ددزر
606هد) أورا حديث" :إنا أمدة أميدة ال نكتدب وال نحسدب" ك
وعلدق عليده
بقوله :أراا أنهم على أصل والاة أمهم لم يتعلمدوا الكتابدة والحسداب فهدم
على جبلتهم انولى)) 4معنى كالمه أن العرب كانوا أميين ننهم لدم يعلمدوا
العلم وبقوا على جبلتهم انولى كما ولدرهم أمهارهم
وب لك يتبين بأالة الير وأقوال العلماء أن التعريف الصحيح لألمي هو
الذ لم يتعلم علما من العلوم سماعا وال قراءة وال كتابة ،وال كدان يعدري
القراءة وال الكتابة وال كان قاارا على رأليف الكتب ،وليا هو فقدط الدذ ال
يقرأ وال يكتب فهذه صد ة جزئيدة مدن صد ا انمدي ننده يرمكدن أن يكدون
اإلنسان عالما مؤل ا وهدو ال يعدري القدراءة وال الكتابدة فتعريدف شدحرور
لمعنى انمي ليا صحيحا
ثم واصل شحرور كالمه عن انمي ،فقال :وفي سورة انعراي اآلية
ي [انعراي ) ]157 :أمي ننه ي ان ر كم َّ
سو َل النَّب َّ 157الَّذينَ َيتَّبعرونَ َّ
الر ر
ليا منهم ننه قال :الَّذ يَ درو َنهر َم آكتروبا عندَ ره آم في الت َّ آو َراة َواإل آن يل
[انعراي )]157 :وكذل جاء في اآلية 158حيث أربعها بأن محمدا
1ر سير الطبر ،ج 1ص 141 :و ما بعدها 416 ،و ما بعدها ،و ج 4ص639 :
2ابن من ور االفريقي :لسان العرب ،ج 6ص63 :
3أبو الليث السمرقند ال ن ي :بحر العلوم ،ج 1ص93 :
4أبو السعدا بن ان ير ال زر :النهاية في غريب الحديث وان ر ،ج 1ص53 :
119
صلى هللا عليه وسلم هو رسول هللا إلى الناس جميعا اليهوا والنصاره
وانميين علما بأنه لم يكن أصال يهوايا وال نصرانيا بل من ال ئة الثالثة
وهي انميون ومن ها هنا نره أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان أميا
بمعنى أنه غير يهوا وغير نصراني ،وكان أميا أيضا بكتب اليهوا
والنصاره وكانت معلوماره عن كتبهم هي بقدر ما أوحي إليه بعد بعثته
1
صلى هللا عليه وسلم) .
أقول :ذل القول هو من رحري دا شدحرور،إنه حصدر معندى انمدي فدي
معنى ضيق يعني عدم العلم بكتب أهل الكتاب ،وعدم االنتسداب إلديهم ،مدغ
أن معنى انمي أوسغ من ذل بكثير وليا محصورا فيه ،وال يصح إضدافة
شرط عدم االنتسداب إلدى أهدل الكتداب نن هدذا لديا شدرطا علميدا وإنمدا
أضافه اليهدوا والنصداره وال يصدح انسدذ بده وعليده فدإن المعندى العدام
والصحيح لألمي هو عدم رعلم علم من العلدوم ،وال يت يدر المعندى كقولندا:
هؤالء أميون لم يتعلموا علما من العلوم سماعا وال قراءة مدن الكتدب ،فهدذه
أميددة عامددة وإذا قلنددا :هددؤالء علمدداء بعلددم ال يزيدداء وأميددون فددي علددوم
اليريعة ،هذه أمية ساصة ،ننهم هم من علماء ال يزياء ،ومن انميين بعلوم
اليريعة فهل معنى انمية ر ير؟ ،وماذا يعني ذل ؟ لم يت ير معندى انميدة
والذ يعني عدم رعلم علم من العلوم سماعا وال قراءة ،وإنما الذ حدد أن
م اله في القول انول كان واسعا شمل عدم رعلم أ علم من العلوم والثداني
ضا م اله وأصبح يعني معرفة علم من العلوم وجهل علوم أسره والنبي
عليه الصالة والسالم كان أميا بالمعنى العام ال الخاص فقط ،فهو كما انه لدم
يكن له علم بكتب اليهوا والنصاره ،وال كان منهم فهو أيضدا ،لدم يدتعلم أ
علم من العلوم سماعا وال كتابة قبل نبوره وال بعدها م أصبح عالمدا بدالنبوة
َاب َو آالح آك َمدةَ َو َ
علَّ َمد َ َمدا علَ آي َ آالكت َ ال بالتعلم ،بدليل قوله رعالىَ :وأَنزَ َل ك
نر َ
ع يما [النساء ) ]113 :فهو علم نبوة ال علَ آي َ َ لَ آم ر َ رك آن ر َ آعلَ رم َو َكانَ فَ آ
ض رل ك
ن َ
علم كسبي ،وعليه فالنبي كان أميا وبقي أميا لذل ،وصد ه هللا رعدالى بدالنبي
انمي ،وهو وصف حقيقة وريريف ال وصف ذم وال رحريف للتاريت
ثم قال شحرور :أما إسقاط هذا المعنى علدى أن النبدي صدلى هللا عليده
وسلم كان أميا أ ال يقرأ وال يكتب فهدذا سطدأ ،فكمدا قلدت :إن الكتابدة هدي
ر ميغ انشياء بعضها إلى بعض إلسراج معنى م يد “موضو ” فهدل كدان
النبي صلى هللا عليه وسدلم عداجزا عدن ردأليف جملدة م يددة أو كتابدة كتداب
إن الكتاب الذ أرسله النبي صلى هللا عليه وسلم إلى كسره هدو “رأليف”؟ ك
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص140 :
120
كتاب النبي صلى هللا عليده وسدلم ننده هدو الدذ أمداله وصداغه والقدراءة
رعني العملية التعليمية “رتبغ المعلوما ” م القدرة على استقراء نتدائت منهدا
ومقارنتها بعضها ببعض فاالستقراء والمقارنة جاءا من القراءة ،فهدل كدان
النبي صلى هللا عليه وسلم ال يقرأ؟).1
أقول :قوله فيه رحريف ورالعب ،وكالم بال علم وقدد ن دى أميدة النبدي
عليه الصالة والسدالم اون اليدل كمدا أنده أسلدط بدين المعرفدة العامدة التدي
يعرفها كل الناس وال رسمى علما ،وبين العلم بمعنى التعلم ومعرفة علم مدن
العلوم ،أو أكثر والش أن انميين الذين لم يتعلمدوا علمدا مدن العلدوم لهدم
القدرة على نطق جملة م يدة وإمالء رسالة أو سطاب ليركتب ويرسل إلى من
يريدون لكدن هدذه معرفدة عامدة بحكدم إنهدم بيدر يعقلدون ويتكلمدون ولهدم
ر ارب في الحياة ،وهذه معرفة فطرية لكنهم لن يستطيعوا معرفة علم مدن
العلوم ،وال أن يقرؤوا كتابا ،وال أن يؤل وا رمصن ا ،وال أن يكتبوا رسالة وال
جملة والنبي أملى رسائل أرسلها إلى الملوب ،بحكم أنه نبي ،نن هللا رعدالى
علمه علما لدنيا ،لكنه لم يرعلمده الكتابدة والقد راءة مدن الكتدب،وال علمده علدم
النبوة بالتعلم على طريقة عامة الناس ،وبقدي أميدا طدوال حيارده وكدان لده
ركتاب يكتبون له القرآن والرسائل التي وجهها إلى الملوب وغيرهم
ثووم أن شووحرورا قووال :قددد يقددول الددبعض – وهددذه هددي الح ددة التددي
يوراها كثير من الناس – إنه عندما جاء الوحي إلدى محمدد صدلى هللا عليده
وسددلم قددال لدده :اقددرأ ،فأجدداب النبددي صددلى هللا عليدده وسددلم :مددا أنددا بقددارئ،
واستنت وا أنه ال يقرأ وأقول إنه إذا أمدر سدعيد زيددا أن يدذهب ،فقدال زيدد
“ما أنا بذاهب” فهل هذا يعني بالضرورة أن زيدا ميلول أو بدال أقددام هدل
هذا يعني أن زيدا ال يستطيغ الذهاب أو أنه ال يريد الذهاب م هل يعندي أن
جبريل قدم للنبي صلى هللا عليه وسلم مااة مخطوطة لكي يقرأها سطا فهندا
سلطنا بين إرااة النبي صلى هللا عليه وسدلم للقدراءة وبدين عددم اسدتطاعته،
وظننا أن جبريل قدم له مااة مخطوطة علدى قرطداس ليقرأهدا ،ننده عنددما
قال له فدي المدرة الثالثدة :اقدرأ فأجداب النبدي صدلى هللا عليده وسدلم :مدا أندا
اسدم َربدك َ َّالدذ س ََلدقَ [العلدق ) ]1 :فسدكت بقارئ فقال جبريل :ا آق َرأآ ب آ
النبي صلى هللا عليه وسلم بعد هذه اآليا ولم يقل ما أنا بقارئ).2
أقول :ذل القول زعم باطدل بدال شد ،وقبدل ر صديله أذكدر أوال حدديث
نددزول الددوحي علددى النبددي محمددد عليدده الصددالة والسددالم :عددن عائيددة أم
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص141 :
2محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص141 :
121
المؤمنين أنها قالت :أول مدا بددئ بده رسدول هللا صدلى هللا عليده وسدلم مدن
الوحي الرؤيا الصالحة في الندوم ؛فكدان ال يدره رؤيدا إال جداء مثدل فلدق
الصبح ،م رحبب إليه الخالء وكان يخلو ب ار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد
الليالي ذوا العدا قبل أن ينز إلى أهله ويتزوا لذل م يرجغ إلى سدي ة
فيتزوا لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء ف اءه المل فقال :اقرأ ،
قال :ما أنا بقارئ ،قال :فأسدذني ف طندي حتدى بلدغ مندي ال هدد دم أرسدلني
فقال :اقرأ ،قلت :ما أنا بقارئ فأسذني ف طني الثانية حتى بلغ مني ال هد دم
أرسلني فقال :اقرأ ،فقلت :ما أنا بقارئ فأسذني ف طني الثالثدة دم أرسدلني
فقددال{:اقرأ باسددم رب د الددذ سلددق سلددق اإلنسددان مددن علددق اقددرأ ورب د
انكرم}؛فرجغ بها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يرجف فؤااه فدسل علدى
سدي ة بنت سويلد رضدي هللا عنهدا فقدال :زملدوني زملدوني ،فزملدوه حتدى
1
ذهب عنه الرو ) )
واضددح مددن الحددديث ،أن اإلصددرار والتكددرار مددن جبريددل علددى انمددر
بالقراءة ال مدرا يريدير إلدى أنده أمدره بدالقراءة مدن شديء مكتدوب فدي
صورة ورقية أو إلكترونية ،فال يوجد أ مانغ من أن يأمره بذل ،ونحن في
عصرنا عندنا نصوص ورقية وأسره إلكترونية كما أن إصدرار وركدرار
النبي عليه الصالة والسالم على رفض القراءة بقوله :ما أنا بقارئ ) ،هدو
اليل اامغ بأنه يعني أنه ال يستطيغ أن يقرأ ننه أمي ،وليا أنده ال يريدد أن
يقرأ
كما أن روقف جبريل عليه السالم عن انمر بالقراءة ،وروقف النبدي عليده
الصالة والسالم عن قوله " :مدا أندا بقدارئ " يعندي أن جبريدل روقدف عدن
انمر بالقراءة من شيء مكتوب ،م أمره بأن يتبعه بالقراءة ل ا ال قدراءة
من كتاب بمعنى أنه أمره أن يكرر ما يقدرأ عليده وهندا روقدف النبدي عليده
الصالة والسالم عن قوله " ما أنا بقارئ" واربغ جبريل فدي القدراءة ل دا ال
كتابة وهذه هي الطريقة التي كان جبريل ينزل بها عليه بالوحي قال رعالى:
فَإذَا قَ َرأآنَاهر فَارَّب آغ قر آرآنَهر ر َّم إ َّن َ
علَ آينَا بَيَانَهر [القيامة ) 19-18 :فالنبي عليده
الصالة والسالم كان فعال أميا ،ومن أميته أنه لم يكن يقرأ وال يكتب
وأما المثال الذ اعترج به شحرور على من يستدل بأن النبي لدم يكدن
يقرأ بقوله " ما أنا بقار " ،فهو مثال ال يصلح لالعتراج ،نن القول " ما
أنا بذاهب " يختلف عن القول" ال أذهب" انول يعني أنه يوجد مدانغ يمنعده
1مسلم :الصحيح ،رقم ، 6378 :ج 1ص ، 7 :ص3 :
122
من الذهاب ،والثاني يعني أنه هو ال يريد أن يذهب مغ قدرره علدى الدذهاب
وعليه فوجوا المانغ هو الذ يمنعه من الذهاب ،فإن كدان مانعدا اائمدا كدأن
يكون ميلوال ،فهو لن يذهب بم راه وإن كان مؤقتا ،كمدرج عدارج ،أو
أمر طارئ ،فهو سيذهب عندما يزول المدانغ ،وفدي الحدالتين ال يسدتطيغ أن
يذهب حاال وأما بالنسبة للنبي عليه الصالة والسالم ،فهو عندما قال" ما أنا
بقارئ" ،فهو قد ن ى عن ن سه معرفته بالقراءة رمطلقدا وأصدر علدى موق ده،
ننه ال يعرفها وبما أن انمر كذل ،وبيندا فدي هدذا المبحدث بأالدة شدرعية
ول وية وراريخية أن النبي كدان أميدا لدم يدتعلم علمدا مدن العلدوم سدماعا وال
قراءة ،فإن قوله " ما أنا بقارئ" يعني قطعا أنه كان يعندي بده عددم معرفتده
للقراءة
ثم أن شحرورا قال :قد يقول البعض :ألم يكدن النبدي صدلى هللا عليده
وسلم أميا بم هومنا الخاطئ للقراءة والكتابة؟ أقول :نعم لقد كان النبي صدلى
هللا عليه وسلم من أول حياره إلى وفاره أميا بالخط أ كان ال يخدط وال يقدرأ
ندت رَتآ رلدو مدن قَبآلده مدن المخطوط وجاء هذا المعنى في قوله رعالى َ :و َمدا رك َ
اب آال رمبآط رلدونَ [العنكبدو ، ) ]48 :و َبد آل ب َو َال ر َ رخ ُّ
طهر ب َيمين َ إذا َّال آرردَ َ كت َا ٍ
صدرور الَّذينَ أرورروا آالع آل َم َو َما يَ آ َحددر بآيَار َندا إ َّال ال َّدال رمونَره َو آيَا بَيكنَا في ر
1
[العنكبو )]49 :
أقول :ذل القول باطل قطعا ،وهدو مدن أوهدام شدحرور وأهوائده ل ايدا
رحري ية في ن سه ،وهو قد أقام كتابه كله على التحريدف واالفتدراء وال د
والخدا والحقيقة أن النبي عليه الصالة والسدالم كدان أميدا بمعندى أنده لدم
يتعلم علمدا مدن العلدوم سدماعا وال قدراءة ،كعددم معرفتده بدالخط كتابدة وال
قراءة ،نن هذا هو أيضا من العلم الذ يرتعلم فأميته كانت عامدة رعندي عددم
رعلمه أ علم من العلوم ،وهذا ينقض زعم شحرور الذ ن دى رعلمده للخدط
وقراءره ولم ينف عنده رعلمده للعلدوم سدماعا وانالدة علدى بطدالن زعمده
وصحة ما قلتره كثيرة جدا أذكر منها ما انالة اآلرية:
أولها :بما أنه سبق أن بينا المعنى الصحيح لألمي بأالة اليدر وأقدوال
علماء اليريعة والل ة ،فتبين أن معنى انمدي هدو الدذ لدم يدتعلم علمدا مدن
العلوم سدماعا وال قدراءة ،وال سطدا وال كتابدة وبمدا أن انمدر كدذل ،وهللا
رعالى قد وصف نبيه محمد بأنه النبي انمي في قولده سدبحانه :رقد آل َيدا أَي َُّهدا
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص141 :
123
اوا َوان َ آرج ال إ َلددهَ ن إلَ آي رك آم َجميعا الَّذ َلدهر رم آلد ر َّ
السد َم َ سو رل ك اس إنكي َر ر النَّ ر
سوو ِل ِه النه ِبو ّي ِ األ ُ ِ ّمو ّي ِ َّالدذ يدر ؤآ م رن بد ك
اّلل إالَّ ره َو يرحآ يدي َويرميدتر َفدآمنرواآ بد ك
اّلل َو َر ُ
َو َكل َماردده َوارَّب رعددوهر لَ َعلَّ ركدد آم ر َ آه َتدددرونَ [انعددراي ،) ]158 :و َّالددذينَ يَتَّب رعددونَ
روندهر َم آكت روبددا عنددَ ره آم فدي الت َّد آو َراة َواإل آن يددل سدو َل النه ِبو هي األ ُ ِ ّمو هي َّالدذ َي د َالر ر
َّ
[انعراي ) ]157 :؛ فال ش أن النبي محمددا عليده الصدالة والسدالم كدان
أميا لم يتعلم علما من العلوم سماعا وال قراء كما يتعلم كل النداس؛ وإنمدا هللا
رعالى هو الذ علمه بعدما اصط اه نبيا وأنزل عليه وحيه ،علمه علم النبدوة
ال علم التعلم ،فهو ليا علما رمكتسبا وإنما هو علدم نبدوة ولدو كدان قدد رعلدم
علما من العلوم سماعا أو قراءة كما يتعلم كدل النداس لمدا سدماه هللا ووصد ه
بالنبي انمي فهو حتى بعد نبوره ما يزال رمتص ا بدذل ننده لدم يدتعلم علمدا
كما يتعلم الناس ،وما يزال ال يقرأ وال يكتب
الدليل الثالث ، :قوله رعالىَ :و َكدذَل َ أ َ آو َحي َآندا إ َل آيد َ رروحدا كمد آن أ َ آمر َندا َمدا
يداء مد آن ان َولَكن َجعَ آلنَاهر نرورا نَّ آهد به َمد آن نَّ َ نت ر َ آدر َما آالكت ر
َاب َو َال آاإلي َم ر رك َ
عبَاا َندا َوإنَّد َ لَت آَهدد إلَدى صد َراطٍ ُّم آست َق ٍيم) اليدوره )) 52 :فددالنبي-عليدده
الصالة والسالم -لم ركن له ارايدة وال معرفدة بالكتداب وال باإليمدان والددين
وشرائعه قبل أن ينزل عليه الدوحي وهد ذا يعندي أنده لدم يدتعلم أ علدم مدن
العلوم وال كانت له اراية به قبدل نبورده بالسدما وال بدالقراءة وال بالكتابدة،
فلما نزل عليه الوحي علمه هللا علما لدنيا بوحيه
124
فهذا يعني أن محمدا لم يكن عالما بأسبارهم قبل نبوره فالنبي-عليده الصدالة
والسالم -لم يكن له علم بهم ننه كان أميا
الدليل الخامس ، :قوله رعالى :ر آل َ م آن أَن َباء آال َيآب نروحي َها إ َل آي َ َما رك َ
نت
اص دب آر إ َّن آال َعاق َب دةَ ل آل رمتَّق دينَ هددوا:دت َوالَ قَ آو رم د َ م دن قَ آب دل َه ددذَا فَ آ ر َ آعلَ رم َه دا أَند َ
))49فالنبي عليه الصالة والسالم لم يكن له علم بأسبار الماضين ،ننه كان
أميا فمن م اهر أمية نبينا-عليده الصدالة والسدالم -أنده لدم يكدن علدى علدم
بأسبار الماضين هو وال قومه فلم يكن مطلعا عليه بالسما وال بالقراءة وال
ث فدي بالكتابة ولذل وص ه مغ قومه قبل النبوة بأنهم أميدون رهد َو َّالدذ بَ َعد َ
َاب َو آالح آك َمدةَ َوإن
علَيآه آم آ َياره َويرزَ ككيه آم َوير َعلك رم ره رم آالكت َ آان ر كميكينَ َر ر
سوال كم آن ره آم َيتآلرو َ
ين [ال معة ) ]2 : َكانروا من قَ آب رل لَ ي َ
ض َال ٍل ُّمب ٍ
الدليل السابع :يتعلق بتعريف النبي انمي ،هدو قولده رعدالىَ :ولَ َقد آد نَ آع َلد رم
سدان ي َو َهددذَا ل َان َّالدذ ي آرلحددرونَ إلَ آيده أ َ آع َ مد ٌّ أَنَّ ره آم يَقرولرونَ إنَّ َما ير َعلك رمهر بَيَر لك َ
سد ر
ي ُّمبين النحل ) 103 :واضح من اآلية أن قرييا لم رتهم محمدا بأنده ع َرب ٌّ َ
كان له علم أو ر َعلم من قبل ،وإنما زعمت أن بيرا يعلمه فهو لدم يكدن رعلدم
علما ،وال رعلم الذ يقول به ،ولو كان كذل لمدا ارهمتده قدري بدأن بيدرا
يعلمه لم رتهمه بذل ننها ر َعلم انه كان أميا لم يدتعلم علمدا مدن العلدوم ،وإال
كان من السهل لها أن رتهمه بذل لو كان قد رعلم علما من العلوم
125
وال كان يكتب وال يقرأ س له عليهم القرآن الكريم ووافقهم عليه مدن جهدة
وكذبهم من جهة أسره عندما أبطل زعمهم بدأن محمددا اكتتدب القدرآن عدن
رقد آل أَنزَ َلدهر َّالدذ يَ آع َلد رم أناس م هولين ،وقال لنبيه أن يقول لهم ول يرهم:
غ ردورا َّرحيما) ال رقددان)) 6 -5: اوا َو آان َ آرج إنَّدهر َك دانَ َ
الس د َم َ
السد َّر ف دي َّ
ك
فالنبي عليه الصالة والسالم لم يتعلم علما من العلوم سماعا وال قراءة ،وإنما
هللا رعالى هو الذ علمه وأنزل عليه كتابه
ثانيا :وربين أيضا أن انمي شرعا ول ة ليا هو الدذ ال علدم لده بكتدب
أهل الكتاب ،وال هو الذ ليا منهم كما زعم شحرور ،وإنمدا هدو الدذ لدم
يتعلم علما من العلوم سماعا وال قراءة سواء كان من أهل الكتاب أم لدم يكدن
منهم وذل هو حدال النبدي محمدد –عليده الصدالة والسدالم -فقدد كدان أميدا
بمعنى أنه لم يتعلم علما من العلوم سماعا وال قدراءة وال كتابدة ،ولديا فقدط
أنه لم يكن يقرأ وال يكتب كما زعم شحرور؛ فهو قد كان كذل لكنه لم يدتعلم
أصال أ علم من العلوم علما بدأن الدذين حدداوا أميدة النبدي-عليده الصدالة
والسالم -من علماء اإلسالم في أنه ال يقرأ وال يكتدب لدم يقصددوا بأنده رعلدم
بالسما وال كدان بمقددوره ردأليف الكتدب ،وال أنهدم ن دوا العلدم عدن الدذين
126
عرفوا انمي بصد ة جزئيد ة ظداهرة عبدروا بهدا عدنرعلموه بالسما ؛ وإنما ك
الكل ،وم ااه أن انمي هو الذ لم يتعلم علما من العلوم
*****
الفصل الخامس
نقض متفرقات من أباطيل شحرور وأهوائه
127
النموذج انول :نقض قول شحرور بأن القرآن عين كالم هللا
النموذج الثاني ::نقض قوله بأن القرآن رمترجم إلى الل ة العربية من الكتداب
المكنون
النموذج الثالث :نقض ر سيره آلية { فَ َويآل لكلَّذينَ َي آكتربرونَ آالكت َ
َاب بأَيآديه آم }
النموذج الرابغ :نقض قول شحرور في القضاء والقدر
النموذج الخاما :نقض قوله بأن جمغ القرآن ر َ كم نهائيا في عهد عثمان
النموذج السااس :نقض قول شحرور بأن السنة النبوية ليست وحيا
النموذج السابغ :نقض ر سيره لعدم أمر الرسول بتدوين سنته
النموذج الثامن :نقض قوله بأن السبب السياسدي هدو العامدل انساسدي فدي
جمغ السنة
النموذج التاسغ :نقض رعريف شحرور لمعنى " السل ية "
النمددوذج العاشددر :نقددض قولدده بددأن التددوراة وإلن يددل اليددوم يحمددالن طددابغ
المرحلية
النموذج الحاا عير :نقض قوله بأنه روصل إلى نتدائت ال روجدد فدي كتدب
السلف
*****
128
أسره نتدائت حتميدة لمدنهت شدحرور التحري دي فدي قراءرده للقدرآن الكدريم
برفضه لمنهت القرآن وربنيه لمنه ه الزائف المتهافت
النموذج األول :نقض قول شحرور بأن القرآن عين كالم هللا:
زعم شحرور أن القرآن الكريم هو عين كالم هللا،فقال :وكان النص
القرآني المتلو أو المكتوب الموجوا بين أيدينا هو عين كالم هللا فهذا يعني
أن هللا له جنا وجنسه عربي ،وأن كالم هللا ككالم اإلنسان يقوم على عالقة
نر أَ َحد [اإلسالص اال ومدلول ولكن بما أن هللا أحاا في الكيف قر آل ره َو َّ
، )]1 :وواحد في الكم قر آل إنَّ َما ره َو إ َلده َواحد [اننعام ) ]19 :وأن هللا
ليا عربيا وال انكليزيا ،لزم أن يكون كالمه هو المدلوال ن سها ،فكلمة
اليما عند هللا رعالى هي عين اليما ،وكلمة القمر هي عين القمر،
وكلمة اننف هي عين اننف ،أ أن الوجوا الماا “الموضوعي”
ونواميسه العامة هي عين كلما هللا وكلما هللا هي عين الوجوا
ونواميسه العامة ولهذا نقول :إن هللا هو الحق وإن كلماره حق قَ آولرهر آال َح ُّق
نَ نر آال َح َّق ب َكل َماره[يونا { } ]82 :ذَل َ بأ َ َّن َّ [اننعام َ { ) ]73 :ويرح ُّق ك
ره َو آال َح ُّق َوأ َ َّن َما َي آدعرونَ من ارونه ره َو آال َباط رل [الحت }]62 :فالوجوا
نَ ره َو الموضوعي سارج الوعي هو الوجوا اإللهي { ذَل َ بأ َ َّن َّ
آال َح ُّق} الحت )62والوجوا الكوني الذ هو كلما هللا وهو حق أيضا { َما
ج َو َما بَ آينَ ره َما إ َّال ب آال َح كق [انحقاي } ]3 :فاهلل حق اوا َو آان َ آر َ
س َم َ َسلَ آقنَا ال َّ
شيآئا أ َ آن يَقرو َلوالوجوا كلماره وهو حق أيضا ،لذا قال { :إنَّ َما أ َ آم ررهر إذَا أ َ َرااَ َ
ضى أ َ آمرا فَإنَّ َما َيقرو رل لَهر ركن ون [يا { ،} ]82 :إذَا قَ َ لَهر رك آن فَ َي رك ر
1
ون} آل عمران -47مريم ))35 فَ َي رك ر
أقول :ذل القول رضمن أباطيل وجهاال ورحري ا رتعلق بأفعدال هللا
وص اره وأسمائه ،وال يقوله إال جاهل ،أو ضدال ،أو صداحب هدوه ننده
أوال ،ي ب أن نقرر من البداية أن هللا رعالى هو الخالق ال عال لما يريد ،ليا
كمثله شيء في ذاره وال فدي صد اره ،ومتصدف بكدل صد ا الكمدال ،منهدا
ص ة الكالم وعليه فإن القرآن الكريم هو من كدالم هللا ،وكالمده مدن أفعالده
ولدديا هددو ص د ة الكددالم ،وال هددو عددين كددالم هللا ،وال هددو مددن م عوالردده-
مخلوقاره -ولذل كان القرآن الكريم مدن كدالم هللا غيدر مخلدو فهدو مدن
أفعال هللا ال من م عوالره -مخلوقاره -لكدن ذلد ال ينطبدق علدى مخلوقدا
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص72 :
129
هللا ،كاإلنسان واليما ،والسدموا ،والكدون بأسدره ننندا فدي هدذه الحدال
ن د :الخالق ،وهو ال اعل ،وال عل ،وهو عملية الخلدق ،والمخلدو ،وهدو
الم عول وهذا انمر صحيح بدليل الير والعقل والعلم فأما مدن اليدر ،
ون [النحل : ي آيءٍ إذَا أ َ َر آانَاهر أَن نَّقرو َل لَهر ركن فَ َي رك ر
فمنه قوله رعالى :إنَّ َما قَ آولرنَا ل َ
)]40وبيانه :إن هللا هو المريد والقائل ،فهدو الخدالق وال اعدل وفعلده ،هدو
قوله رعالى :ركن ) ،فهو من فعله والم عول ،هو قولده رعدالى :فَيَ ركدون )،
وهو المخلو فالمخلو ليا هو مدن أفعدال هللا وإنمدا هدو مدن م عوالرده
وأما من العقل والعلم ،فبما أن الكون مخلو بكل كائناره ،فال ش أن سالقده
رمتصف بكل ص ا الكمال وال يريبه مخلوقاره ،و رمن صدل عنهدا مدن جهدة؛
وأن مخلوقاره ال يرمكن أن ركون هي أفعاله ،وال صد اره ،وال ذارده مدن جهدة
أسره نن المخلو ليا هو الخالق ،والمصنو ليا هدو الصدانغ ،وننندا
نحن المخلوقون نحا يقينا بأننا بذوارنا وأفعالنا مخلوقون ولسنا نحن هللا!!
وبما أن انمر كذل ،فأفعال هللا منها أفعدال لهدا م عدوال -مخلوقدا -
في الواقغ ،ومنها أفعال ليست لها م عوال في الواقغ ،وهي المتعلقدة بكدالم
هللا رعالى منها الوحي اإللهي الذ أنزلده فدي كتبده علدى الرسدل ،وكالمده
سبحانه الذ ساطب بده بعدض مخلوقارده ،كمخاطبتده للمالئكدة واليديطان،
وركليمه لموسى عليه السالم فكالم هللا رعدالى الدذ ركلدم بده هدو مدن أفعالده
المتعلقددة بصد ة الكددالم ،مندده بدددأ وإليدده يعددوا وكالمدده بنوعيدده يقددوم علددى
الدالال والمدلوال ،من ذل مثال القرآن الكريم ،فهو كالم هللا ل ا ومعنى
وحرفا وال يرمكن فهمه إال بالدالال المتضمنة للمددلوال ومنهدا مخاطبدة
هللا رعالى للمالئكة وركليمه لموسى عليه السالم ،فقد ساطبهم كالما ال كتابدة،
سى أَن آائدت آال َقد آو َم ال َّدالمينَ [اليدعراء : كقوله سبحانه َ :وإ آذ نَااَه َربُّ َ رمو َ
اسلَ آغ نَ آعلَ آيد َ إ َّند َ بد آال َواا
سى إنكي أ َ َندا َربدُّ َ َفد آ ،) ]10و فَلَ َّما أَر َاهَا نروا َ يَا رمو َ
نر َال إ َلدهَ إ َّال أ َ َندا
اسدت َم آغ ل َمدا يدر و َحى إنَّندي أ َ َندا َّ طوه َوأ َ َندا آ
است آَر ررد َ فَ آ آال رمقَدَّس ر
الصد َالة َ لدذ آكر [طد ه ،))14 - 11:والكدالم يتضدمن حتمدا فَا آعبر آدني َوأَقدم َّ
الدالال -انصوا -والمدلوال ،وهي المعاني وهدذا اليدل قداطغ يدنقض
زعم شحرور في قوله بأن كلما هللا هي المدلوال ن سها
ثانيا :بما أن انمر كما بيناه ،فال ش أن قدول شدحرور بدأن الوجدوا
الماا “الموضوعي” ونواميسه العامدة هدي عدين كلمدا هللا وكلمدا هللا
هددي عددين الوجددوا ونواميسدده العامددة ) ،هددو كددالم باطددل قطعددا ال يقولدده إال
جاهل ،أو جاحد معاند ،أو صاحب هوه ،أو صوفي يقدول بوحددة الوجدوا
130
هو كذل ،ننه يستحيل أن يكون الكون بكل كائناره هو عين كلما هللا نن
كلمددا هللا هددي أفعالدده مددن صد ة الكددالم ،وانفعددال والصد ا ال رن د وال
رن صل عن فاعلها ووحيه المنزل لديا مدن مخلوقارده وإنمدا هدو مدن فعدل
ص ة الكالم،فهو من كلما هللا قرل لَّ آو َكانَ آال َب آحد رر مددَااا لك َكل َمدا َربدك ي لَنَ ددَ
آال َبحآ رر قَ آب َل أَن ر َن َددَ َكل َمدا ر َربدك ي َو َلد آو جئآ َندا بمثآلده َمددَاا [الكهدف )]109 :و
كالمه مغ انه بين أيدينا ،فإنه يوم القيامة يرجغ إليه وهذا أمر ينطبدق علدى
الخالق والمخلو ،فكل منهما أفعاله رصددر منده وعنددما رتوقدف رعدوا إلدى
مصدرها وال رنتقل إلد ى الم عدوال والمصدنوعا ،وإنمدا هدذه الم عدوال
والمصنوعا هي التي رن صل عن أفعالها وفاعلها علما بأن مقتضى كدالم
شحرور ينتهي إلى القول بخرافة وجنونية وحدة الوجدوا ننده إذا قلندا بدأن
الم عوال -المخلوقا -ال رن صل أفعال هللا ،وأفعاله منه وال رن صدل عنده،
فهذا يعني بالضرورة أن الكون بكل كائناره هو من أفعال هللا وهي امتدااا
له وجدزء ال يت دزأ مدن أفعالده وهدذا يعندي بالضدرورة أن هللا هدو الكدون،
والكون هو هللا أ أننا نحن البير مدثال جدزء مدن هللا ال نن د عنده حسدب
مقتضى قول شحرور وهذه هي عقيدة وحددة الوجدوا ،وهدي اعتقداا باطدل
ومناقض للير والعقل والعلم ال يقولده إال جاهدل ،أو م ندون ،أو صداحب
هوه وهو قول يقتضيه قول شحرور بالضرورة ،فهل رعمد قوله ننه يؤمن
به أم انه لم يكن يعي ما سينتهي إليه قوله؟؟!! وأما اآليا التي استدل بهدا
على زعمه فهي ضده قطعا ،وال ين عه رالعبه بها ورحري ه لها
ومددن رلد انباطيددل التددي ريددير إلددى أن شددحرورا يعتقددد بخرافددة وحدددة
الوجوا بقصد أو ب ير قصد قوله :فدالوجوا الموضدوعي سدارج الدوعي
نَ ره َو آال َحد ُّق} الحدت )62والوجدوا الكدوني هو الوجوا اإللهي { ذَل َ بأ َ َّن َّ
اوا َو آان َ آر َ
ج َو َمدا الذ هو كلمدا هللا وهدو حدق أيضدا { َمدا َسلَ آق َندا َّ
السد َم َ
بَ آينَ ره َما إ َّال ب آال َح كق [انحقاي } ]3 :فداهلل حدق والوجدوا كلمارده وهدو حدق
أيضا) 1ليا كذل ،نن قوله ال يصح ،بحكم أنه قد روجدد كائندا حقيقيدة
سارج الدوعي البيدر ،ننده ال يددركها إاراكدا مباشدرا وال غيدر مباشدر
وهذه الكائنا هي مخلوقدا وليسدت هدي الوجدوا اإللهدي وال جدزءا منده
والوجوا الكوني الذ نراه ليا هو كلما هللا كما زعم شحرور فهذا كدالم
جاهدل ،أو قائددل بوحددة الوجددوا نن الكدون الددذ ندراه وانكددوان التددي ال
نراها هي مخلوقا لهدا بدايدة وسدتكون لهدا نهايدة ،أمدا كلمدا هللا وأفعالده
انسره فليست مخلوقة ،وال لها بداية وال نهاية رقدل َّلد آو َكدانَ آالبَ آحد رر مددَااا
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص72 :
131
لك َكل َمدا َربكدي لَنَ ددَ آالبَ آحد رر قَ آبد َل أَن ر َن َددَ َكل َمدا ر َربكدي َولَد آو جئآ َندا بمثآلده َمددَاا
[الكهف )]109 :فهل شحرور ال يعدي مدا يقدول ،أم انده يعدي ذلد وقالده
قصدا ننه يؤمن بخرافة وجنونية وحدة الوجوا؟؟!!
النموذج الثاني :نقض قوله بأن القرآن ُمترجم إلى الل ة العربية من
الكتاب المكنون :
زعم الكارب محمد شحرور أن القرآن الكريم هو في انصل لم يكن بلسان
عربي عندما كان في كتاب مكنون م ررجمه هللا رعالى إلى ل ة العرب،
فقال { :فعندما أراا هللا أن يعطي القرآن للناس فالمرحلة انولى كانت
رحويله إلى صي ة قابلة لإلاراب اإلنساني النسبي ،أ جر عملية ر يير
في الصيرورة وهذا الت يير في الصيرورة عبر عنه في اللسان العربي في
فعل “جعل” إذ قال { :إنَّا َج َع آلنَاهر قر آرآنا َع َربيكا لَّ َعلَّ رك آم ر َ آعقلرونَ [الزسري ]3 :
} أ كان له وجوا مسبق قبل أن يكون عربيا ف عله عربيا “أ في
صيرورره” وهذا معنى ال عل
ولكنه أيضا قال { :إنَّا أَنزَ آلنَاهر قر آرآنا َع َربيكا لَّ َعلَّ رك آم ر َ آعقلرونَ [يوسف }]2 :
واإلنزال هو نقل غير المدرب إلى المدرب أ كان القرآن غير مدرب
“غير ميهر” فأصبح مدركا ،وهذا ما جاء في اإلنزال أ أن:
-ال عل :هو الت يير في الصيرورة.
-اإلنزال :هو النقل من صي ة غير مدركة إلى صي ة مدركة “اإلشهار”.
واآلن لماذا وضغ ال عل واإلنزال على أنه عربي؟ أقول إن ال عل هو
ر يير في الصيرورة فيمكن أن ر ير صيرورة القرآن من شكل غير قابل
لإلاراب إلى شكل آسر غير قابل لإلاراب ،لذا قال { :إنَّا َج َع آلنَاهر قر آرآنا َع َربيكا
) واإلنزال هو نقل من غير المدرب إلى المدرب لذا قال{ :إنا أنزلناه قرآنا
عربيا) ف ي القرآن رالزم ال عل واإلنزال أ جعل وأنزل عربيا أ أن
القرآن الموجوا بين أيدينا ليا عين القرآن الموجوا في لوش مح وظ وإمام
مبين ،وليست صي ته ن ا الصي ة الموجواة فيهما وإنما هو صورة قابلة
لإلاراب اإلنساني “اإلنزال” رم الت يير في صيروررها “ال عل” حتى
أصبحت مدركة ،م وصلت إلى النبي صلى هللا عليه وسلم ،ماايا عن
طريق الوحي “التنزيل” والنبي صلى هللا عليه وسلم نقلها آليا إلى
الناس } 1و{اآلن لنأسذ اآليتين قبل هذه اآلية ،واآلية التي بعدها :إنَّهر
ط َّه ررونَ ر َ آنزيل م آن َربك سهر إ َّال آال رم َ ب َم آكنر ٍ
ون َال يَ َم ُّ لَقر آرآن َكريم في كت َا ٍ
آال َعالَمينَ ) الواقعة )80-79-78-77قال عن القرآن إنه {في كتاب
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص152 :
132
مكنون} ،والمكنون هو المخبأ ،م بعد ذل قال{:رنزيل من رب
العالمين} فاآلية هنا رعني القرآن انصل الموجوا في الكتاب المكنون والذ
أسذ صورة عنه مترجمة إلى العربية “ال عل واإلنزال” ،م جاء هذه
الصورة إلينا عن طريق جبريل “التنزيل” منطوقة ال مخطوطة فهاهنا
يكون “المطهرون” هم المالئكة المعنيين الموكل إليهم ح ظ القرآن فال
يصل إلى القرآن انصل في الكتاب المكنون أحد من البير ،ال رقي وال
1
شقي وال متطهر وال جنب }
أقول :رل انقوال ،هي مزاعم وأهواء،وكالم بال علم ،ومع مهدا غيدر
صددحيح أوال ،ي ددب رحديددد المعند ى اليددرعي لل عددل ،واإلنددزال فبالنسددبة
لإلنددزال فددي القددرآن فقددد سددبق أن شددرحناه بوضددوش كمددا بيندده القددرآن
المددرب إلدى رمددرب كمدا زعدم الكريم وارضح انه ال يعني نقل الييء غيدر ر
شحرور ،فهذا ليا إنزاال،وإنما هو عمليدة كيدف ،وإظهدار ،وقدد ردتم بعددة
طر ال إنزال فيها ،كأن رتم على مستوه أفقي فاإلنزال ال يقدوم علدى نقدل
والحدط،
َ درب ،وإنما يقدوم أساسدا علدى معندى اإلسدقاط ، درب إلى رم َ
غير ال رم َ
واإلهباط من أعلى إلى أس ل ،ب ض الن ر أكان رمدركا أم غير رمددرب وقدد
يقوم احدنا بإنزال شيء مدن علدى اليد رة إلدى انرج ويكدون رمددركا فدي
الحالتين ،وقد ال يكون رمدركا فدي الحدالتين ل يدره مدن النداس ،أو لبعضدهم
فتعريف شحرور لإلنزال غير صحيح ،وقد روسعنا في بيانه سابقا
وأما معنى عبارة " ال عل " التي زعدم شدحرور أنده رعندي فدي القدرآن
الت يير في الصيرورة ،فانمر ليا كما زعم ،وفيده رحريدف ورالعدب نن
معرفددة ذل د فددي القددرآن يتطلددب بالضددرورة الرجددو إليدده ليرعرفنددا معنددى
فعل" َجعَل " لكن شحرورا لم ي عل ذل كعااره ،وفسدر اآليدة التدي استيدهد
بها حسب ما وافق هواه ،ف اء ر سيره لها غير صدحيح وبيدان معداني ذلد
ال عل ،هو أنه فعل عام يتضمن عدة أفعال ،ررعري معانيه من سديا ورواه
في اآليا القرآنية منها مثال أنه يعني :يضعون ،كما في قوله رعالى { :أ َ آو
صاب َع ره آم في آذَانهم كمنَ ون أ َ آ
ظلر َما َو َرعآد َو َب آر يَجْ َعلُ َ س َماء فيه ر ب كمنَ ال َّ صي ك ٍ َك َ
آت َمن ونر رمحيط ب آالكافرينَ [البقرة }]19 :و{ أَفَ َرأَي َ ك ص َواعق َحذَ َر آال َم آو ال َّ
ع َلدى سد آمعه َوقَ آلبده َو َج َعو َل َع َلدى َع َلدى ع آلد ٍم َو َسدت ََم َ
نر َ ضلَّهر َّ
ار َّ َخذَ إلَ َههر ه ََواهر َوأ َ َ
ن أَفَ َال رَذَ َّك ررونَ [ال ا ية }]23 : َاوة فَ َمن يَ آهديه من بَ آعد َّ صره غي َ بَ َ
ن ون َمد َغ ك ومنها أنه يعني :يتخذون ،كما في قوله سبحانه { :الَّذينَ يَجْ عَلُ َ
ي َي آعلَ رم دونَ [الح ددر }]96 :ومنهددا أندده يعنددي :يرقدددمون، س د آو َآس د َر فَ َ
إلدددها َ
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص156 :
133
ون ل َمدا الَ يَ آعلَ رمدونَ
ويرعطون ،ويرخصصدون ،كمدا فدي قولده رعدالىَ { :ويَجْ عَلُو َ
َاّلل لَترسآأَلر َّن َ
ع َّما ركنت ر آم ر َ آت رَرونَ [النحل } ]56 : نَصيبا كم َّما َرزَ آقنَا ره آم ر ك
ار آصد َ السد آم َغ َو آانَب َومنها أنه يعني :أوجد ،كقوله سبحانه َ { :و َج َع َل لَ رك رم َّ
اوا َو آان َ آفئدَة َ قَليال َّما ر َ آي رك ررونَ [الس دة ،}]9 :و{ آال َح آمدر كّلل الَّذ َسلَقَ َّ
السد َم َ
ور ر َّم الَّذينَ َك َد ررواآ بد َربكهم يَ آعددلرونَ [اننعدام : ج َو َجعَ َل ال ُّلر َما َوالنُّ َ َوان َ آر َ
}]1
ع َربيدك ا لَّ َعلَّ ركد آموبما أن انمر كدذل ،فهدل قولده رعدالى { :إ َّندا َج َع آل َنداهر قر آرآندا َ
ر َ آعقلرونَ [الزسري ،} ]3 :يعني :إنا صيرناه ،وغيكرنا صيرورره التي كان
عليها كما قال شحرور،أم يعني فعال آسر؟؟ إن رحقيق ذلد ،واإلجابدة عنده
يتطلب التدذكير بحقدائق قرآنيدة ضدرورية :منهدا ،إن هللا رعدالى لديا كمثلده
شد آيء آا َكمثآله َ شيء،وفعال لما يريد ،وعلى كل شيء قدير قال رعالى { :لَي َ
ور ا آل َواروار ذرو آال َع آر ير [اليوره ،} ]11 :و{ َو ره َو آال َ ر ر سمي رغ البَص ر َو ره َو ال َّ
شد آيءٍ َقددير علَى رك كل َ ن َ آال َم يدر فَعَّال ل َما يرريدر البروج،})16 -14:و { إ َّن َّ
[البقرة } ]20 :
ومنها أن من ص ا هللا رعالى أنه يتكلم ،وبما انه فعال لما يريد وعلدى
كل شيء قدير ،و رمتصف بكل ص ا الكمال ،فهو سبحانه يدتكلم بمدا ييداء،
ومتى يياء ،ومغ من يياء ،وبأ لسان يياء بدليل أنه أسبرندا سدبحانه أن
ركلم مغ المالئكة ،وآام ،والييطان ،ومغ بعض أنبيائده كدإبراهيم ،وموسدى
عليهما السالم قال رعالىَ { :وإ آذ قَا َل َربُّ َ ل آل َمالَئ َكدة إ كندي َجاعدل فدي ان َ آرج
سدبك رح ب َح آمدد َب يهدا َو َي آسد ر الددك َماء َون آَحد رن نر َ سَلي َة قَالرواآ أَر َ آ َع رل في َها َمن ير آسددر ف َ
س لَ َ قَا َل إنكي أ َ آعلَ رم َما الَ ر َ آعلَ رمونَ [البقرة ،} ]30 :و{ َنَااَا ره َما َربُّ ره َما أَلَ آم َونرقَدك ر
عد ٌّرو ُّمبين [انعدراي : طآنَ لَ رك َما َ ي َ َرة َوأَقرل لَّ رك َما إ َّن ال َّ
ي آي َ عن ر آل رك َما ال َّ أ َ آن َه رك َما َ
ار ،}]22و{قَا َل َما َمنَعَ َ أَالَّ ر َ آس ر دَ إ آذ أ َ َم آرر ر َ قَا َل أَنَا آ َسيآر كم آنهر َسلَ آقت َندي مدن َّند ٍ
ف ين [انعدراي ،} ]12 :و{ َوإ آذ َقدا َل إ آبد َراهي رم َربك أَرندي َك آيد َ َو َسلَ آقتَهر من ط ٍ
ط َمئ َّن قَ آلبي قَا َل فَ رخ آذ أ َ آربَ َعة كمنَ ررحآ يدي آال َم آور َى قَا َل أ َ َولَ آم ررؤآ من قَا َل بَلَى َولَدكن لكيَ آ
ع رهد َّن َيأآر َيند َ علَى رك كل َج َب ٍل كمد آن ره َّن رجد آزءا رد َّم ا آا ر ص آر ره َّن إلَ آي َ ر َّم اجآ َع آل َ الطيآر فَ ر َّ
وس دى عزيددز َحك ديم [البقددرة ،} ]260 :و{ َولَ َّم دا َج داء رم َ نَ َ س د آعيا َواع َآل د آم أ َ َّن ك َ
لميقَارنَا َو َكلَّ َمهر َربُّهر قَا َل َربك أَرني أَن ر آر إلَ آي َ قَا َل لَن ر ََراني َولَدكن ان رد آر إ َلدى
ي ر ََراني فَلَ َّما ر َ َ لَّى َربُّهر ل آل َ بَل َجعَ َلدهر اَ ككدا َو َسد َّر س آو َآال َ بَل فَإن ا آستَقَ َّر َم َكانَهر فَ َ
س آب َحانَ َ رربآتر إلَ آي َ َوأَنَا آ أ َ َّو رل آال رمؤآ منينَ [انعدراي صعقا فَلَ َّما أَفَا َ قَا َل ر سى َ مو َ
} ]143 :
134
ومنها أن هللا رعالى ،أسبرنا أنه يركلدم رسدله بدالوحي ،قدال سدبحانهَ { :و َمدا
ي سوال فَيروح َ ب أ َ آو ي آررس َل َر ر نر إ َّال َوحآ يا أ َ آو من َو َراء ح َ ا ٍ َكانَ لبَي ٍَر أَن ير َكلك َمهر َّ
ي َحكيم [اليوره } ]51 : بإ آذنه َما يَيَا رء إنَّهر َ
عل ٌّ
ومنها أن هللا رعالى وصف وحيه المنزل بأنه من كالمه ،لقولده سدبحانه:
{أَفَت آَط َمعر دونَ أَن يرؤآ منر دواآ لَ رك د آم َو َق د آد َك دانَ فَريددق كم د آن ره آم َي آس د َمعرونَ َك والَ َم ّ ِ
للا ر د َّم
عقَلروهر َو رهد آم يَ آعلَ رمدونَ [البقدرة ،} ]75 :و{ َوإ آن أ َ َحدد كمدنَ ير َح كرفرونَهر من بَ آعد َما َ
للا ر َّم أَبآل آهر َمأ آ َمنَهر ذَل َ بأَنَّ ره آم قَ آوم
ار َب فَأَج آرهر َحتَّى يَ آس َم َغ َكالَ َم ّ ِ آال رم آيركينَ ا آست َ َ َ
طلَ آقت ر آم إلَى َم َان َم لت َأ آ رسذروهَاسيَقرو رل آال رمخَلَّ رونَ إذَا ان َ الَّ يَ آعلَ رمونَ [التوبة ،}]6 :و{ َ
نر من قَ آب رل للا قرل لَّن رَتَّبعرونَا َكذَل رك آم قَا َل َّ ذَ ررونَا نَتَّب آع رك آم يرريدرونَ أَن يربَدكلروا ك ََال َم ه ِ
سدرونَنَا َب آل َكانروا َال َي آقَ رهونَ إ َّال قَليال [ال تح } ]15 : س َيقرولرونَ َب آل رَحآ رفَ َ
وبما أن انمر كذل ،وانطالقا منه فإن القرآن الكدريم هدو مدن كدالم هللا
رعالى ل ضا ومعنى انزله على نبيه الخارم محمد عليه الصالة والسالم وبمدا
اندده كددذل ،فإندده قولدده رعددالى { :إنَّ دا َج َع آل َن داهر قر آرآنددا َ
ع َربيك دا لَّ َعلَّ رك د آم ر َ آعقلر دونَ
[الزسري ،} ]3 :ال يعني صيرناه ،وال غ َيرنا صديرورره ،وال ررجمنداه
إلى الل ة العربية ،وإنما يعني :إنا قلناه بلسان عربدي إندا ركلمندا بده بلسدان
عربي ،إنا أوحيناه بلسان عربي
وب لك يُستنتج مما ذكرناه ،أن القرآن الكريم كدالم هللا رعدالى حقيقدة ل دا
ومعنى ،وليا م ازا وال ررجمة عربيدة مدن جهدة ،وهدو مدن جهدة أسدره
نسخة حقيقية وكاملة من نسخته انولى في اللوش المح وظ ،وبل ته انصدلية
التي ركلم هللا بها،وليا هو كما زعم شحرور
135
عند هللا وفي اآلية الثانية يتحده اإلنا وال ن على أن يأروا بمثل هذا
1
القرآن )
انمور التالية: و اآلن لنناق
– 1إذا كان المقصوا بالكتابة الخط ،والخط يكون باليد َي آكتربرونَ آالكت َ
َاب
ن [البقرة ) ]79 :فهذا يعني أن المقصوا بأَيآديه آم ر َّم َيقرولرونَ هَدذَا م آن عند ك
في هذه اآلية هم كت بة الوحي فقد سطوا الكتاب وقالوا هذا من عند هللا
وبالتالي فالويل كل الويل لكتبة الوحي
– 2أما إذا كان المقصوا بالكتابة إضافة أحكام فقط إلى الكتاب
وحصل مثل هذا انمر فعال عند اليهوا حيث أضافوا اجتهااا أحبارهم
إلى الكتاب ،وقد شرحنا أن الكتاب عند موسى وعيسى هو التييغ فقط
“الرسالة” وهذا أمر ممكن الوقو فيه وغير مستحيل لذا رم التحذير منه
فعال
– 3إذا كان الكتاب هو المصحف كما يعتقد الناس فكيف يحذرهم مرة
ويتحداهم مرة أسره؟ “هذا رناقض كبير جدا” ،ولكن إذا كان التحذير
لييء والتحد لييء آسر روضغ انمور في نصابها ،حيث أن التحذير
للتيريغ “الرسالة” والتحد للقرآن “النبوة” فاهلل سبحانه ورعالى يحذر
الناس من أمر ال يع زون عنه ،ويتحداهم بأمر يع زون عنه هكذا فقط
2
ي ب أن ن هم التحذير من أمر غير مع ز والتحد نمر مع ز }
أقول :رل مزاعم باطلة ،وريهد على صداحبها بدالتحريف ،وال يقولهدا
إال جاهددل أو صدداحب هددوه ور صدديل ذلد أوال ،إن ر ريددق شددحرور بددين
القرآن والكتاب والذكر وال رقان هو من أوهامه وأباطيله وقدد سدبق أن بيندا
اب بأ َ آيدديه آم فسااه وزي ه سابقا كما أن قوله رعالى :فَ َويآل لكلَّذينَ َي آكتربدر ونَ آالكتدَ َ
ت أ َ آيدديه آم ن ليَ آيت رَرواآ به َ َمنا قَليال فَ َويآل لَّ رهم كم َّما َكت ََبد آ ر َّم يَقرولرونَ هَدذَا م آن عند ك
َو َويآل لَّ رهد آم كم َّمدا يَ آكسدبرونَ [البقدرة ،) ]79 :ال يتعلدق بالمسدلمين وال بكتدابهم
القرآن الكريم وال بتدوينهم له ،وإنما يتعلق باليهوا ،لكدن لمدا كد ان شدحرور
رمحرفا و رمدلسا و رمتعصبا للباطل ،فقد انتقى اآلية وأسرجها مدن سدياقها علدى
طريقة " ويل للمصلين " ،و" ال رقربوا الصالة" ،لير دالط ويحدري ويكدذب
على القراء ل ايا في ن سه وسيا اآلية هو أَفَت آَط َمعرونَ أ َ آن يرؤآ منروا لَ رك آم َو َقد آد
عقَلروهر َو ره آم يَ آعلَ رمونَ ن ر َّم ير َح كرفرونَهر م آن بَ آعد َما َ
َكانَ فَريق م آن ره آم يَ آس َمعرونَ َك َال َم َّ
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص179 :
2محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص179 :
136
ض َقدالروا أَر ر َحددك رونَ ره آم ض ره آم إلَى بَ آعد ٍ َوإذَا لَقروا الَّذينَ آ َمنروا قَالروا آ َمنَّا َوإذَا س ََال بَ آع ر
نَ علَ آي رك آم لير َحا ُّجو رك آم به ع آندَ َربك ركد آم أ َ َفد َال ر َ آعق رلدونَ أ َ َو َال يَ آعلَ رمدونَ أ َ َّن َّ نر َ ب َما فَت َ َح َّ
ي َوإ آن يَ آعلَ رم َما يرس ُّرونَ َو َما ير آعلنرونَ َوم آن ره آم أ ر كميُّونَ َال يَ آعلَ رمدونَ آالكتدَ َ
اب إ َّال أ َ َمدان َّ
ن َاب بأَيآديه آم ر َّم َيقرولرونَ َهذَا م آن ع آندد َّ ره آم إ َّال َي رنُّونَ فَ َويآل للَّذينَ َي آكتربرونَ آالكت َ
ت أ َ آيدديه آم َو َو آيدل لَ رهد آم م َّمدا َي آكسدبرونَ ل َي آيت رَروا به َ َمنا قَليال فَ َو آيدل لَ رهد آم م َّمدا َكت ََبد آ
ف ع آهددا فَ َلد آن ي آرخلد َ ن َ ار إ َّال أَيَّاما َم آعدرواَة قر آل أَر َّ َخ آذر ر آم ع آنددَ َّ َوقَالروا لَ آن ر َ َم َّ
سنَا النَّ ر
ن َما َال ر َ آعلَ رمونَ )80البقرة )]80 - 75:واضح علَى َّ ع آهدَهر أ َ آم رَقرولرونَ َ نر َ َّ
مددن رل د اآليددا اآلن أن اآليددة التددي انتقاهددا شددحرور رتعلددق بدداليهوا وال
وقولهدا مدا لدم رقدل؟؟ بالمسلمين قطعا فلماذا أسرجهدا شدحرور مدن سدياقها َّ
أليا فعله هذا هو اليل اامغ على أن شحرورا رمحدري وم دالط عدن سدابق
إصرار وررصد؟؟
ثانيا :إن اآلية التي رتعلق باليهوا ليا فيها نهي عن كتابدة الدوحي اإللهدي
كمدا زعدم شدحرور ،وأسدقط ذلد علددى ركتداب الدوحي الدذين ك
اوندوا القددرآن
الكريم ،وإنما فيها رهديد واستنكار لما فعله اليهوا عندما حرفوا التوراة التدي
أنزلها هللا رعالى على موسى عليه السالم مكتوبة في انلدواش ،دم هدم كتبدوا
كتابا جديدا محرفا حسب أهوائهم فالكتاب الذ كتبوه مكدذوب رمختلدق ،وال
اونوه فان ر إلدى رحري د ا
عالقة له بالقرآن الكريم وال بتدوينه وال بالذين ك
شددحرور وجرائمدده فددي حددق القددرآن والعلددم ،والعقددل والمسددلمين!! فلدديا
صحيحا ما زعمه شحرور بأن هللا حذكر الناس من كتابة الكتاب بأيددهم كمدا
أنه ال يوجد أ رنداقض بدين اآليتدين ،نن انولد ى ساصدة بداليهوا والثانيدة
رتعلق بالقرآن ،فاهلل رعالى لم ينه المسلمين عن كتابة القدرآن ،وبدذل يدزول
التناقض الذ استلقه شحرور كذبا ورحري ا
النموذج الرابع : :نقض قوله في القضاء والقدر
قال محمد شحرور عن القضاء والقدر :لقد ظن الكثير أن عمر
اإلنسان ورزقه وعمله مكتوب عليه سل ا ،والمكتوب جاء بمعنى المقدر
عليه سل ا ،وبذل يصبح اإلنسان فاقد اإلرااة والخيار له في أعماله
وأرزاقه ويصبح الطب والعالج والعمليا ال راحية بدون معنى وكذل
1
يصبح اعاء اإلنسان هلل رعالى ضربا من ضروب العبث واللهو)
أما رأ القرآن فهو غير ذل ،ف ي بحثنا عن القرآن والكتاب عرفنا أن
فعل “كتب” رعني ر ميغ انشياء بعضها إلى بعض إلسراج موضو معين
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص411 :
137
محدا ومن هنا جاء كلمة الكتاب وهو م موعة المواضيغ التي جاء
إلى محمد صلى هللا عليه وسلم وحيا ،والتي جمغ فيها نبوره ورسالته معا
1
)
أقول :ذل القول باطل جملة ور صيال ،وال يقوله إال جاهل أو صاحب
هوه ننه أوال ،إن القضاء والقدر بمعنى أن هللا رعالى قد قضى وقدكر كل
ما سيحد في الكون بكل كائناره ومنها اإلنسان ،قد قضاه وقدكره قبل أن
يخلقه ،وعندما يخلقه لن يحيد عن ذل ؛ هو شاهد على أن هللا رعالى رمتصف
بالعلم والقدرة والحكمة وبكل ص ا الكمال نن الخالق الذ ال يكون
متص ا بذل ليا سا لقا ،وإنما هو مخلو فارصاي هللا رعالى بتل الص ا
هو اليل كمال ال اليل نقص من جهة ،وارصافه بها ال ظلم فيه أبدا ،نن
أفعاله سبحانه كلها ال رخرج عن الحق والعدل ،والحكمة والرحمة ومن
ين ي عن هللا رعالى علمه ال رمسبق ال رمطلق بكل ما سيحد ،فهو جاهل ،أو
صاحب هوه ،وقد وصف هللا رعالى بص ة نقص ال كمال ،وكذكب بكالم هللا
رعالى الذ أ بت له بأنه َكتب وقدكر كل ما سيحد في العالم قبل سلقه
ثانيا :ي ب أن نعلم أن علم هللا ال رمسبق لما سيحد في الكون وكتابته في
كتاب القضاء والقدر ال يعني ال بدر ،وال ين دي حريدة اإلنسدان ،وإنمدا هدو
أمر عاا رماما ،إنه انكياي بحكم أن هللا رعدالى عدالم ال يدوب وفعدال لمدا
يريد فمن الواجب والمنطقي جدا أن يكون هللا رعالى عالما لما سيحد وأنه
قد كتب ذل قبل سلقه فذل ال جبر فيه وال ظلم أبددا ،وإنمدا ييدهد هلل بكمدال
العلم واإلرااة والحكمة وارصافه بذل سدبحانه ال ين دي حريدة اإلنسدان فدي
م ال حريته نن سبق العلم وكتابة المقااير ليا جبدرا وإنمدا هدو انكيداي
رمسبق لما سي عله البيدر بكدل حريدة وعليده فدإن هللا رعدالى قدد َكتدب عليندا
أفعالنددا الحددرة كمددا فعلناهددا نحددن بإراارنددا ،اون أن ي رضددها هللا علينددا
فاإلنسان فاعل نفعاله بكل حرية وهللا رعالى علدى علدم بهدا ،وسد لها بحكدم
أنه عالم ال يوب ،ولم ي رضدها عليده ،ولدن يسد ل عليده أفعداال لدم ي علهدا
فاإلنسان طري فاعل في ذل ،ويتحمل مسؤولية أفعاله ومثدال ذلد لدو أن
أستاذا قال :إن التلميذ ال الني سين ح ويندال اليدهااة ،وأن التلميدذ ال الندي
سيرسب و يرعيد العام م في نهاية العام الدراسي كانت النتي ة كما رنبأ بهدا
انسددتاذ ،فددإن هددذا ال يعنددي أن انسددتاذ هددو السددبب فددي ن دداش انول و قددد
رعاطف معه وساعده ،وهو السبب في رسوب الثاني وقد ظلمه؛ وإنما يعندي
أنه قرأ المستقبل بناء على معرفته بانول أنده م تهدد ومعرفتده بالثد اني أنده
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص411 :
138
كسول فهو حيداا ولدم يتددسل فدي مسدتقبل أ طدري ،وإنمدا قدرأ قدراءة
استيرافية صحيحة فكانت النتي ة كمدا روقعهدا وبمدا أن انمدر كدذل ،وهلل
المثل انعلى فسبق علمه سبحانه لما سيحد من أفعال البير وكتابتده لديا
ظلما وال عبثا وال جبرا ،وال يحرم اإلنسان حريته ،وال يعو نياطه
علما بأن القضاء والقدر كما هو حقيقة شرعية وعقلية ،فهو أيضا حقيقة
علمية اام ة رهدم زعم شحروره ورنقضه عليه ور صيل ذل هو أنه من
الثابت في علم الورا ة ،أن كل كائن حي إال ويولد ببرم ة ورا ية رحمل
كل ص اره العقلية والروحية والعضوية ،وراريخه المستقبلي ،وال يرمكنه
مخال تها ورل البرم ة هي اليل علمي اامغ على أن هللا رعالى قد قضى
وقدر كل ما سيحد في الكون قبل سلقه ،وجعل في كل كائن نسخة من
برم ته الورا ية التي ستحدا ص اره ،ويسير ويتحرب وفقها ،ليا ننها
م روضة عليه قهرا وظلما ،وإنما جانب منها يتعلق باهلل رعالى فهو الذ
سلقه بأمره وإرااره وعلمه وقدرره وحكمته ،وجانب منه هي أعمال البير
الحرة س لها هللا لهم قبل أن ي علوها ننه يعلم بأنهم سي علونها بكل حرية
فوجوا رل البرم ة الورا ية هو اليل علمي اامغ على كتاب القضاء
والقدر ،وهو حقيقة شرعية وعقلية وعلمية
ثالثا :إن كتابة هللا رعالى لما سيحد في الكون قبل سلقه هو حقيقية
شرعية قطعا ،ومن ينكرها فهو جاهل ،أو صاحب هوه وقول شحرور
باطل اون ش ،وفيه رحريف وركذيب هلل ورسوله وال يحق له أن يصف
ما ذكره القرآن عن القضاء والقدر بأنه " رأ " ،نن القرآن ليا رأيا،
َب " في وال اقتراحا ،وإنما هو وحي وعلم وكالم إلهي كما أن معنى" َكت َ
القرآن يرحداه سياقه في اآلية ،وليا هو كما زعم شحرور وأصل معنى
الكتابة يعني التدوين والتس يل والنست ،وال يعني الت ميغ ،والكتاب هو
ر ميغ لما ركتب ،فهو كتاب جمغ المدونا والتس يال والمكتوبا
دون والمنسوسا فالقرآن الكريم هو كتاب جمغ كالم هللا المنزل ال رم ك
َب " وكتاب القضاء والقدر رضمن ما قضاه هللا رعالى وقدكره وفعل " َكت َ
ع َلى علَ ْي ُك ُم ال ِ ّ
ص َيا ُم َك َما ُك ِت ََ ، كما في قوله رعالى :يَا أَيُّ َها الَّذينَ آ َمنرواآ ُك ِت َ
َ ،
ِين من قَبآل رك آم لَ َعلَّ رك آم رَتَّقرونَ [البقرة ،]183 :هو فعل يتضمن أمرين: اله َ
واونه وس له ونسخه قبل سلق الكون ك انول ،أن هللا رعالى كتب ذل
والثاني ،يعني انه سبحانه أوجبه علينا وأمرنا بصيامه
وأما انالة اليرعية التي أ بتت كتابة هللا رعالى لكل مدا سديحد قبدل
سلقه للكون فهي كثيرة رنقض مزاعم شحرور وركيف زي ه ورحري ه وقوله
139
بقدول المعتزلددة فددي إنكددارهم للقضدداء والقدددر مددن جهددة ،وموافقتدده لهددم فددي
رحري هم للير ورقديم أهوائهم عليه من جهة انية منها قوله رعدالى :إ َّندا
صد آينَاهر فدي إ َمد ٍام شد آيءٍ أحآ َ ار ره آم َو ركد َّل َ ب َما قَدَّ رموا َوآ َ َ نَحآ رن نرحآ يي آال َم آور َى َونَ آكت ر ر
ين [يا ،)]12 :وهذا المعندى ن سده ورا فدي قولده رعدالى ويعندي كتداب رمب ٍ
القضاء والقدرَ :وعندَهر َم َدار رح آال آَيدب الَ َي آعلَ رم َهدا إالَّ رهد َو َو َي آع َلد رم َمدا فدي آال َبد كر
ظلر َمدا ان َ آرج َوالَ ط مدن َو َر َقد ٍة إالَّ يَ آعلَ رم َهدا َوالَ َحبدَّ ٍة فدي ر َو آالبَحآ ر َو َمدا ر آَسدقر ر
شدأ آ ٍن ون فدي َ ين [اننعام ،)]59 :و َو َمدا ر رَكد ر ب َوالَ يَاب ٍا إالَّ في كت َا ٍ
ب ُّمب ٍ ط ٍ َر آ
ش رهواا إ آذ ر ر يضرونَ ع َم ٍل إالَّ ركنَّا َ
علَ آي رك آم ر آن َوالَ ر َ آع َملرونَ م آن َ َو َما رَتآلرو م آنهر من قر آر ٍ
السد َماء َوالَ عدن َّر كبد َ مدن كمثآ َقدال ذَ َّرةٍ فدي ان َ آرج َوالَ فدي َّ ب َ فيه َو َمدا يَ آعد رز ر
ين [يدونا ،) ]61 :و َو َقدا َل َّالدذينَ ب ُّمب ٍ ص ََر من ذَل َ َوال أ َ آك َب َر إالَّ في كت َا ٍ أَ آ
ع آنهر مثآقَا رل ب َ عالم آال َيآب َال َي آع رز ر عةر قر آل َبلَى َو َربكي لَت َأآر َينَّ رك آم َ سا َ َك َ رروا َال ر َأآرينَا ال َّ
بص رَر من ذَل َ َو َال أ َ آكبَ رر إ َّال في كت َا ٍ اوا َو َال في آان َ آرج َو َال أ َ آ ذَ َّرةٍ في ال َّ
س َم َ
ط َ ٍة ر َّم َج َعلَ رك آم أ َ آز َواجا َو َما ب ر َّم من نُّ آ نر َسلَقَ ركم كمن ر ر َرا ٍ ين [سبأ ،) ]3 :و َو َّ ُّمب ٍ
ع رمره ص م آن ر ض رغ إ َّال بع آلمه َو َما ير َع َّم رر من ُّم َع َّم ٍر َو َال يرنقَ ر رَحآ م رل م آن أرنثَى َو َال ر َ َ
اب من ُّمصدي َب ٍة ص َ ن َيسير [فاطر ،) ]11 :و َما أ َ َ علَى َّ ب إ َّن ذَل َ َ إ َّال في كت َا ٍ
ن ع َلدى َّ ب كمن قَبآل أَن نَّب َآرأَهَا إ َّن ذَلد َ َ في آان َ آرج َو َال في أَن رس رك آم إ َّال في كت َا ٍ
علَى نر لَنَا ره َو َم آوالَنَا َو َ َب ك يَسير [الحديد ) ]22 :و{قرل لَّن يرصيبَنَا إالَّ َما َكت َ
طر ير َو َكبيد ٍدر رم آس دت َ َ صد ٍ {و رك د ُّل َ ن فَ آليَت ََو َّك دل آال رمؤآ منر دونَ }التوبددة،-51و ،و َ ك
{وإن َّمن قَ آريَ ٍة إالَّ نَحآ رن رم آهل ركوهَا قَ آب َل يَ آوم آالقيَا َمة أ َ آو رم َعدذكبروهَا }القمر،)-53و َ
طورا }اإلسراء) -58 عذَابا شَديدا َكانَ ذَل في آالكت َاب َم آس ر َ
و من انحاايث النبوية ما رواه مسلم أن النبي -عليه الصالة و السالم -
قال « :كتب هللا مقااير الخالئق قبل أن يخلق السدموا وانرج بخمسدين
ألف سنة -قال -وعرشه على الماء » 1و في حديث آسر :كدان هللا ولدم
2
يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتدب فدي الدذكر كدل شديء ))
وقوله-عليه الصالة و السالم : -يدا غدالم ! إندي أعلمد كلمدا أح دظ هللا
يح د ،أح ددظ هللا ر ددده ر اه د ،إذا سددألت فاسددأل هللا ،و إذا اسددتعنت
فاستعن باهلل و اعلم أن انمة لو اجتمعت على أن ين عوب بييء لم ين عوب
إال بيدديء قددد كتبدده هللا ل د و لددو اجتمعددوا علددى أن يضددروب بيدديء لددم
3
يضروب بييء إال قد كتبه هللا علي ج ت انقالم و رفعت الصحف ))
140
وبذل يتبين أن كتابدة هللا رعدالى لكدل مدا سديحد قبدل سلقده للكدون هدو
حقيقة شدرعية ،وعلميدة وعقليدة ،وال ينكرهدا إال جاهدل ،أو صداحب هدوه
كمحمد شحرور المحري المعتزلدي ال رمصدر علدى التحريدف والتد دليا عدن
سابق إصرار وررصد ،انتصارا نوهامه وأهوائه
وبما أن انمر كذل ،فقول شحرور :لقد ظن الكثير أن عمر اإلنسان
ورزقه وعمله مكتوب عليه سل ا ،والمكتوب جاء بمعنى المقدر عليه
سل ا ،وبذل يصبح اإلنسان فاقد اإلرااة والخيار له في أعماله وأرزاقه
ويصبح الطب والعالج والعمليا ال راحية بدون معنى وكذل يصبح اعاء
اإلنسان هلل رعالى ضربا من ضروب العبث واللهو) 1هو قول باطل قطعا
وشاهد عليه بال هل ،أو التحريف والتدليا نن سبق العلم اإللهي ال جبر
فيه وال قهر ،وإنما هو كمال ومن ضروريا انلوهية ،واإلله الذ ال يعلم
ما سيحد ليا إلها وال سالقا وهذا العلم ال رمسبق ال يرعطل حرية اإلنسان
وإنما هو كيف رمسبق لما سي عله اإلنسان بكل حريته ،وسواء كتبه هللا أو لم
يكتبه ،فسي عله اإلنسان وعليه فإن العلم اإللهي ال رمسبق وردوينه لما سيحد
في الكون ال يعطل إرااة اإلنسان ،وليا عبثا ،وال يتناقض مغ حريته ،وال
يمنعه من الدعاء ،وإنما هو ردوين رمسبق لما سي عله اإلنسان في م ال
حريته فهي أعمالنا س لها هللا رعالى قبل أن نعملها ننه سبحانه عالم
ال يوب
النموذج الخامس :نقض قوله بأن جمع القرآن ت َ ّم نهائيا في عهد عثمان
عن ذل قال محمد شحرور :بعد أن فرغ الصحابة من جمغ الوحي
“الكتاب” وقد بدأ ال مغ في أيام أبي بكر الصدديق وانتهدى رمامدا فدي زمدن
2
عثمان بن ع ان) .
أقول :قوله فيه رحريف وطعن في القدرآن ،نن جمدغ القدرآن ردم كلده فدي
بداية عهد أبي بكدر رضدي هللا عنده ،ولدم يتدأسر جمعده طيلدة عهدده 3وال
استمر جمعه إلى عهد عثمان رضي هللا عنه ،وال فيه رم جمعه كله كما زعم
شحرور إنما الحقيقة هي أن القرآن ر كم جمعه كله عند بداية سالفة أبي بكدر؛
لكن الذ حد فدي أيدام عثمدان هدو روحيدد المصدحف اليدريف مدن جهدة
الحري والقراءا 4وقد رمدت رلد العمليدة بطريقدة علميدة جماعيدة ،فلمدا
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص411 :
2محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص547 :
3البخار :الصحيح ،ج 6ص2669 :
4البخار :الصحيح ،ج ، 6ص ، 183 :رقم4987 :
141
أرمت ال ماعة ال رمكل ة بذل عملها من اون نقص أرسلت المصاحف جميعها
في وقت واحد إلى أقاليم الخالفدة اإلسدالمية فان ر إلدى رحري دا شدحرور
وردليساره الماكرة!!
النموذج السادس :نقض قول شحرور بأن السنة النبوية ليست وحيا
عن ذل قال شحرور :لنالحظ أن الني صلى هللا عليده وسدلم والصدحابة
رضوان هللا عليهم لم يعتبروا فدي وقدت مدن انوقدا أن انحاايدث النبويدة
هي وحي فهو عليه السالم من جهته لم يأمر ب معهدا كمدا فعدل مدغ الدوحي
“الكتاب” وكذل انمر مغ الخل داء الراشددين فقدد فهمدوا أنهدا كاندت نتي دة
رعامل مغ واقغ معين في ظروي معينة عاشها النبدي صدلى هللا عليده وسدلم
وجابه فيها عالم الحقيقة المكاني والزماني فهي بهذا ريكل منبعا ريا يسدت يد
1
منه المؤمنون عامة ،والعلماء الميرعون ساصة)
أقول :قوله فيه رحريف ور ليط ،نن الصحابة بال ش لم يعتبروا السنة
النبوية وحيا قرآنيا ،لكن المؤكد شرعا وراريخا أنهم اعتبدروا السدنة النبويدة
أحكاما شرعية ي ب إرباعها فهي بذل وحدي إلهدي مدن جهدة أنهدا أحكدام
وأوامر شرعية رمثل بحق حكم هللا رعالى بأمره وعصمته لنبيه فلو أن النبي
عليه الصالة والسالم جاندب الصدواب فدي أمدر مدا لتددسل الدوحي وصدحح
موق ه وال يرمكن أن يرقره هللا رعالى على سطدأ فالسدنة النبويدة ليسدت وحيدا
قرآنيا ل ا وال معنى ،لكنها من الوحي بحكم أنهدا أحكدام شدرعية أقرهدا هللا
رعالى والدليل على ذل هو كثدرة النصدوص القرآنيدة التدي أمدر بإربدا
السنة النبوية في مختلف م اال الحياة ،ولو لم ركدن وحيدا كأحكدام وأوامدر
ما أمرنا هللا رعالى بإرباعها ،وما حدذكرنا مدن م بدة مخال تهدا مدن ذلد قولده
نَنَ إ َّن َّ سو رل فَ رخذروهر َو َما ن ََهدا رك آم َ
ع آندهر َفدانت َ رهوا َوار َّ رقدوا َّ رعالىَ :و َما آر َا رك رم َّ
الر ر
يمداوب ف َى ير َح كك رمد َ شَديدر آالعقَاب [الحير ، )]7 :و فالَ َو َربدك َ الَ يرؤآ م رندونَ َح َّتد َ
سلك رمواآ رَسآليما [النساء آت َوير َ
ضي َش َ َر بَ آينَ ره آم ر َّم الَ يَ درواآ في أَن رسه آم َح َرجا كم َّما قَ َ َ
اّلل َوالَ بد آاليَ آوم اآلسدر َوالَ ير َح كر رمدونَ َموا ، ) ]65 :و قَارلرواآ الَّذينَ الَ يرؤآ منرونَ ب ك
سوولُهُ [التوبدة )]29 :ومدن الثابدت راريخيد ا أن الصد حابة بعدد للاُ َو َر ُ
َح هر َم ّ
النبي عليه الصالة والسالم كانوا يرجعدون إلدى السدنة النبويدة بعدد القدرآن،
2
وعندما لم ي دوا نصا فيها ي تهدون بآرائهم
النموذج السابع :نقض تفسير شحرور لعدم أمر الرسول بتدوين سنته
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص546 :
اإلسالمي ،ص ،54 :وما بعدها 77 ،وما بعدها 2عن ذل أن ر مثال :عمر سليمان انشقر :راريت ال قه
142
قال شحرور عن عدم أمر النبي عليه الصالة والسالم بتدوين سنته:
فإذ ا كان النبي صلى هللا عليه وسلم لم ي عل ذل بن سه ولم ي عله الصحابة
من بعده لسبب واحد وذل لعلمهم بأن جمعه ليا ضروريا وأن الحديث
هو مرحلة راريخية وأن السنة ليست عين كالم النبي صلى هللا عليه وسلم
وإذا لم يكن انمر كذل فهناب نتي ة واحدة وهي أن النبي صلى هللا عليه
وسلم والصحابة من بعده كانوا يريدون إرباب المسلمين بعدم ردوين
الحديث ،وهذا يعني أن آية آاليَ آو َم أ َ آك َم آلتر َل رك آم اينَ رك آم [المائدة ) ]3 :ال معنى
اون الصحابة الكتاب ولم لها إذ كيف أكمل الدين والحديث لم يدون؟ وكيف ك
يدونوا الحديث؟ هذه التهمة هم براء منها للسبب التالي :إن عدم أمر النبي
صلى هللا عليه وسلم ب مغ كالمه وردوينه وأمره بكتابة الوحي وحرصه
المطلق على ذل هو والصحابة يقوا إلى فهم عميق ل ر أساسي بين النبوة
والعبقرية :فالعبقر هو إنسان أنت ه عصره في ظروي معينة مااية
ومعنوية يس ل الناس عنه كالمه أو هو يس له بن سه أ ناء حياره ،ولكن
سيكون كالمه ورصرفاره نتاجا راريخيا يحمل طابغ المرحلية وبالتالي فإن
الواقغ سيت اوزه مغ رطور الحياة في سيا الزمن وبما أن محمدا صلى هللا
عليه وسلم هو نبي وليا عبقريا وحسب ،فإنه قد علم أن جانب الوحي فيه
يتصل بعالم المطلق هو هللا سبحانه ورعالى ،وقد عبر عن هذا ال انب
بالكتاب أما ال انب النسبي في اإلسالم فهو النبي صلى هللا عليه وسلم في
1
سنته)
أقول :أوال ،إن عدم أمر هللا رعالى لنبيه بتدوين السنة النبوية في عصره
ال يعني أن ردوينها ليا مطلوبا وال ضروريا ،وال أن صالحيتها مؤقتة
وليست اائمة ،وال أن التطور التاريخي سيعطلها وال حاجة لتدوينها كما
زعم شحرور كما أن الرسول عليه الصالة والسالم في الوقت الذ نهى
عن ردوين كالمه ،فإنه من جهة أسره قد أذن لبعض أصحابه بتدوين جانبا
من سنته ،منهم عبد هللا بن عمرو بن العاص ،وأبو هريرة ،وسعد بن عبااة
-رضي هللا عنهم 2-والدليل القطعي على أن الح اظ على السنة النبوية
بالح ظ والتطبيق والتدوين كان مطلوبا شرعا وعمليا هو أن هللا رعالى أمر
بإربا السنة النبوية وحذكر من مخال تها ،وجعل جانبا من م مل القرآن
رم سرا و رمبينا بالسنة النبوية ،ككي ية الصالة مثال وبما أن انمر كذل ،فعدم
أمر النبي عليه الصالة والسالم بتدوين كل السنة النبوية في زمانه ال يعني
منغ ردوينها ،وإنما يعني أنه رركها ليبقى القرآن الكريم هو الو يقة المتواررة
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص547 :
2عمر سليمان انشقر :راريت ال قه اإلسالمي ،ص57 :
143
الوحيدة،والمصدر انول وانساسي لدين اإلسالم مدة من الزمن اون أن
رنازعه و يقة أسره من جهة ،وأن هللا من جهة انية قد اعلمه بأن السنة
ستبقى موجواة بالح ظ والتطبيق والتدوين الحقا ؛ننه ال يرمكن أن رمو
السنة ور قد صالحيتها مغ بقاء القرآن وستم النبوة وعالمية اإلسالم فأمر
ردوين السنة النبوية كان مطلوبا وإنما أرسر زمن ردوينها فقط ،مغ أنها
كانت رمطبقة في الواقغ ومتداولة بين أهل العلم بيكل واسغ وباهتمام
وحرص كبيرين 1فدتأسر جمعها وردوينها ال يعني أن السنة ليست
ضرورية ،فال رالزم بين جمعها وردوينها من جهة؛ واالهتمام ووجوب
العمل بها من جهة أسره وهذا الوجوب هو الذ رطلب جمعها وردوينها
الحقا ،بحكم إنها كانت آمنة ،وال سطر يتهداها في م تمغ الصحابة رضي
هللا عنهم
ثانيا :الش أن قسما من السنة النبوية هو متوقف اآلن عن العمل ،فال
يرعمل به ،كانحكام المتعلقة بالعبيد واإلماء والتسر لت ير ال روي
البيرية ،وربما قد يعوا العمل بها رمستقبال بيكل أو بآسر إذا ر ير
ال روي اإلنسانية لكن قسما كبيرا منها مطلوب وال ي قد قيمته وحاجة
المسلمين إليه ،منها انحاايث المتعلقة بيرش وبيان العقائد وانسال
والمعامال ومنها أيضا قسم آسر ال يرمكن أن يرترب وال أن ي قد وظي ته،
كانحاايث التي ر ر سر رم مل القرآن ،كأحاايث ر اصيل الصالة ،والزكاة،
والحت مثال فالسنة النبوية في مع مها ال يرمكن أن يت اوزها الزمن ،وال
أن ر قد قيمتها العملية كما زعم شحرور
ثالثا :وأما استدالل شحرور بقوله رعالى :آال َي آو َم أَ آك َم آلتر َل رك آم اي َن رك آم
َوأَرآ َم آمتر َعلَ آي رك آم ن آع َمتي َو َرضيتر َل رك رم اإل آسالَ َم اينا [المائدة ،)]3 :بدعوه أن
اكتمال الدين يعني عدم ضرورية السنة النبوية ،ننه اركتمل قبل أن رردكون،
ولو كان جمعها وردوينها ضروريا ما صح وصف اإلسالم باإلكمال؛ فإن
هذا االستدالل ليا بصحيح ،نن اإلسالم عندما اكتمل وروقف الوحي كانت
السنة النبوية كاملة ومعروفة و رمطبقة في م تمغ الصحابة ،وعدم جمعها ال
يمنغ اكتمال الدين ،وجمعها ليا شرطا ضروريا ليكتمل الدين وبما أن
القرآن موجوا كامال ،والسنة النبوية معروفة و رمطبقة في الم تمغ فدين
اإلسالم قد اكتمل حقا
وليا صحيحا أن السنة النبوية هي ال انب النسبي في اإلسالم ،فهذا
وصف باطل في مع مه ،ننه مغ وجوا أحاايث نبوية متوق ة عن العمل
اإلسالمي ،ص 70 ، 57 :وما بعدها 1عمر سليمان انشقر :راريت ال قه
144
ننها كانت وليدة ظروفها فلما زالت روقف العمل بها؛ فإن غالب السنة
النبوية ما يزال صالحا للعمل بحكم أن قسما منها يساعد على فهم وإ راء
كثير من اآليا القرآنية من جهة؛ وأن قسما آسر ال يرمكن أن ي قد صالحيته
بحكم انه رم سر و رمبيكن لم مل القرآن من ناحية أسره وعليه فال يصح
وصف السنة النبوية بال انب النسبي في اإلسالم
النموذج الثامن :نقض قوله بأن السب ،السياسي هو العامل
األساسي في جمع السنة
زعم محمد شحرور أن :السبب انساسي ل مغ الحدديث أوال وللتأكيدد
عليه انيا هدو سدبب سياسدي بحدت رولدد عنده منطلدق فكدر عقائدد بعدد
سقوط اولة الخل داء الراشددين وظهدور الدولدة انمويدة ،ظهدر فدر فدي
اإلسددالم كلهددا ذا منيددأ سياسددي ،وكددان هددذا المنيددأ بحاجددة إلددى أرضددية
أيديولوجية “الييعة ،الخوارج” وظهر بدايدة ريدارا فكريدة فلسد ية مثدل
ال هميددة والقدريددة والمرجئددة هددذه التيددارا حاولددت ربنددي ال هددم ال لس د ي
1
للقرآن وللرسالة)
أقووول :ال شد أن العامددل السياسددي كددان لدده اور كبيددر فددي نيددأة ال ددر
والمذاهب اإلسالمية في القرنين انول والثاني اله ريين ومدا بعددهما لكدن
السبب السياسي في جمغ السنة النبوية عند أهل السنة لم يكدن هدو انساسدي
في جمعها ،وإنمدا الدذ أاه إلدى جمعهدا وأسدر فدي رددوينها هدو الخدوي
عليها من الضيا بعدما انقسمت انمة على ن سها ورقارلت ورباالت التك يدر
والت سيق والتضليل من جهة؛ وانتير الكذب بيدكل كبيد ر علدى النبدي عليده
الصددالة وصددحابته رضددي هللا عددنهم مددن جهددة أسددره وأمددام هددذا الوضددغ
الخطير الذ أصدبح يرهددا السدنة والسديرة ورداريت الصدحابة َ ،هدب علمداء
اإلسالم منذ أواسط القرن انول وما بعده هبوا إلنقاذ السدنة النبويدة ب معهدا
مددن مختلددف انمصددار ورمحيصددها إسددنااا ومتنددا وفددق مددنهت علددم ال ددرش
والتعديل وقد اكتمل هذا العلم في القرن ،الثالث اله ر ،وفيه ظهدر كبدار
المحد ين واونوا مصن ارهم الحديثيدة ،كأحمدد بدن حنبدل فدي كتابده ال رمسدند،
والبخار في كتابه الصحيح ،ومسلم في كتابه الصدحيح ،وأصدحاب السدنن
2
في سننهم ،وغيرهم كثير
وأما بالنسبة لدور العامل السياسي في نيأة ال در اإلسدالمية ،فدال شد
أنده هددو العامددل انساسددي وانول فددي نيد أرها كلهددا إال فرقددة السددبئية ،فهددذه
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص566 :
اإلسالمي ،ص 87 :وما بعده 94 ،وما بعدها 2عمر سليمان انشقر :راريت ال قه
145
ال رقة هي أول فرقة ظهر في الم تمغ اإلسالمي في عهد الخلي دة عثمدان
رضي هللا عنه ظهر نحو سنة 33لله درة ،قبدل حددو ال تندة سدنة 35
لله ددرة ،أظهددر أفكددارا مذهبيددة كيديددة لهدددم اإلسددالم ونيددر ال تنددة بددين
المسددلمين فددأظهر أفكددارا ليسددت مددن ايددن اإلسددالم ،كد القول بإمامددة علددي
والوصية ،وظلم الصحابة له ،م بعد ذل انخرطت رلد ال رقدة فدي العمدل
السياسي مغ المعارضين للخلي دة عثمدان وشداركت فدي الثدورة عليده وفدي
1
ال تنة الكبره وما بعدها ظهر ال ر انسره كالخوارج وغيرهم
أقووول :ذل د التعريددف باطددل جملددة ور صدديال ،ولدديا رعري ددا صددحيحا
للسل ية ،وال يحق لده أن يعرفندا بالسدل ية كمدا ي همهدا هدو وال كمدا يريددها؛
وإنما بما انه يتكلم عن السل ية في ب عليه أن يرجغ إلى كتبهدا القديمدة التدي
رمثلها وكتبها كبار علماء السلف من المتقدمين وال رمتأسرين فدذل التعريدف
ر مثال ،كتابي :بحو حول الخالفة وال تنة الكبر ،والكتاب منيور ورقيا وإلكترونيا 1أن
2محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص34 :
146
الذ جاء به باطل وال يصد على السل ية ،نننا إذا رجعنا إلدى كتدب كبدار
أئمة السلف الصالح كمال بن أنا ،واليافعي ،وأحمد ،والبخار ،ويحيدى
بن معدين ،وابدن سدالم ،والبخدار ،وإبدراهيم الحربدي ،وابدن قتيبدة ،وابدن
ريمية ،وابن قيم ال وزية فإننا سن د السل ية ليست كما زعم اليدحرور؛ إنمدا
ن د مذهبا شرعيا بديهيا قائمدا علدى الدوحي الصدحيح ،والعقدل الصدريح ،
والعلم الصحيح ،يتمثدل أساسدا فدي مدذهبين أساسديين :انول مدذهب يتعلدق
بأصددول الدددين ،مددن مواضدديعه :الصدد ا ،واإليمددان ،ومكانددة العقددل،
والسببية ومن ص اره أنه يثبت الصد ا بدال ريدبيه وال ركييدف وال ر سديم،
وال ين يها وال يؤولها ويقدم الوحي على العقل مغ عدم إهمال العقدل ،وإنمدا
يضعه في مكانه الصحيح والثاني مذهب يتعلق بال رو ،ويتضدمن أصدول
ال قه – مدرسة ان ر ،ومدرسة الرأ ، -وال قه ومدن سصائصده فدي ال قده
عند كبار علمائه المتقدمين والمتأسرين أنده يقدوم علدى االجتهداا وذم التقليدد
والتمددذهب 1ذلدد هددو مددذهب السددلف الصددحيح ،وهددو ال يعددو التطددور
الحضار أبدا ،وليا فيده مدا زعمده شدحرور بأنده ي دب علدى المسدلم أن
يعي زمن السدلف فدي كدل أحوالده وال يعدي زمانده هدو حسدب ظروفده
ال ديدة فان ر كم افتره اليحرور على السل ية الصحيحة!! فلماذا سدمح
لن سه أن يتكلم بال علم ،أم انه رعمد قول ذل ل ايا في ن سه؟؟!!
1عن ذل أن ر مثال :عمر سليمان انشقر :راريت ال قه اإلسالمي وسالد كبير عالل :منهت أهل الحديث في الرا على المتكلمين
147
التيابه في الصي ة وهكذا نره التوراة واإلن يل اليوم كتابين يدرسان فقط
1
في الكنائا للعبااة اون أن يكون لهما عالقة بالحياة )
أقول :ذل القول من أوهام شحرور ،وفيه رحريدف وسددا ،ننده افتدره
على القرآن وحرفه عندما لم يذكر أن القدرآن أشدارا مدرارا إلدى أن التدوراة
التي عند اليهوا اليوم هي كتاب محري استلقده اليهدوا ورالعبدوا بده حسدب
أهوائهم من جهة ،وان أصلها كان صحيحا يمثدل الدوحي اإللهدي الحدق مدن
عن َّم َواضعه جهة أسره بدليل قوله رعالى :كمنَ الَّذينَ هَاارواآ ير َح كرفرونَ آال َكل َم َ
ص آينَا [النساء ،)]46 :و أَفَت آَط َم رعدونَ أَن يرؤآ م رندواآ لَ ركد آم َو َقد آد ع َ سم آعنَا َو َ َويَقرولرونَ َ
عقَلروهر َو ره آم َي آعلَ رمونَن ر َّم ير َح كرفرونَهر من َب آعد َما َ َكانَ فَريق كم آن ره آم َي آس َمعرونَ َكالَ َم ك
سدبروهر مدنَ [البقددرة ،)]75 :و َوإ َّن مد آن ره آم لَ َريقددا َي آلد روونَ أ َ آلسدنَت َ رهم ب آالكتدَداب لتَحآ َ
ن ن َو َمدا رهد َو مد آن عندد ك ولدونَ رهد َو مد آن عندد ك آالكت َاب َو َما ره َو منَ آالكت َاب َويَقر ر
ب َو رهد آم يَ آعلَ رمدونَ [آل عمددران ،) ]78 :و إنَّدا أَنزَ آل َندا ن آال َكدذ َ علَدى ك َويَقرولردونَ َ
يه دا ره دده َونر دور يَحآ رك د رم ب َه دا النَّبيُّ دونَ الَّ دذينَ أ َ آس دلَ رمواآ للَّ دذينَ َه داارواآ الت َّ د آو َراة َ ف َ
ش َهدَاء [المائدة علَيآه ر ن َو َكانرواآ َ ار ب َما ا آسترحآ رواآ من كت َاب ك الربَّانيُّونَ َوانَحآ َب رَو َّ
)]44 :
م انه عندما أشار إلى أن العلم أظهر سطأ ما قالته التوراة المحرفة عن
سلق العالم وعمر الكون واإلنسان لم يرميز بدين التدوراة المحرفدة وانصدلية
التي رحرفت وضاعت ،وإنما أشار إلى أنها هدي ردوراة واحددة ،وهدي التدي
ن ك وص ها القرآن بأنها رهده لكلنَّاس َوأَنزَ َل آال ر آرقَانَ إ َّن الَّذينَ َك َد ررواآ ب َآيدا
عزيز ذرو انتقَ ٍام [آل عمران )]4 :وهدذا باطدل قطعدا، نر َ عذَاب شَديد َو ك لَ ره آم َ
نن التوراة التي سال ت العلم هي التوراة المحرفة وليسدت التدوراة انصدلية
التي رحرفت وضاعت إن شحرورا رعمد قول ذل ،وطعن به فدي هللا رعدالى
،بأنه أنزل كتابا أظهر العلم عدم صحة ما قاله عن سلق العالم وعمر الكون
واإلنسان
ومن ذل أيضا أنه لم يرميز بين اإلن يل الحق الذ أنزلده هللا رعدالى علدى
نبيه عيسى بدن مدريم ،والدذ بيدر أيضدا بم ديء النبدي سدارم محمدد عليده
الصالة والسالم؛وبين انناجيل انربعة المعتمدة عند النصاره اليوم ،وهدي
كتددب محرفددة استلقهددا النصدداره حسددب أوهددامهم وأهددوائهم وهددي مملددوءة
ح ق مدن بانباطيل والخرافا وانكاذيب .2فلم يرميدز بينهدا وبدين اإلن يدل ال د
جهة المضمون وال العدا نن هللا رعدالى أندزل علدى نبيده عيسدى بدن مدريم
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص60-59 :
2عن ذل أن ر كتابنا :الكتاب المقدس ليا وحيا إلهيا متوفر ورقيا وإلكترونيا
148
إن يال واحدا ،لكدن النصداره عنددهم أربعدة أناجيدل معتمدد وروجدد أناجيدل
أسره كثيرة غير معتمدة عندهم وبما أن انمر كما قلناه ،فيحرور جاهل ،
أو رمحري وصاحب هوه
1محمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،ص42 :
149
شحرور ،منها مخال ته للقرآن ورحري ه له ،وفعله هذه سدبقه إليده الضدالون
من المتقدمين كالمعتزلة والييعة اإلمامية
الخاتمة
150
أظهر قراءردي النقديدة لكتداب " الكتداب والقدرآن " للكاردب السدور
محمد شحرور ،أنه كتاب رضمن أباطيدل وانحرافدا ،ورحري دا وأهدواء
كثيرة جدا ال ركاا رنتهي
منها أوال ،إن ذل الكتاب لم يكن قراءة عقالنية ،وال شرعية ،وال علمية
للقرآن الكريم ،وإنما كان قراءة رحري ية للقرآن عن سابق إصرار وررصدد
من جهة ،ويرمكن أن نص ها بحق وبعدل أنها كانت أيضا قراءة شيطانية مدن
جهة أسره فدَ كل ذل على أن مؤل ه محمد شحرور عندما أل ه لم يكن باحثا
خرفا صداحب حرفا رم ك
موضوعيا ،وال طالبا للحقيقة العلمية،وإنما كان باحثا رم ك
هوه صنف كتابه لتحريف القرآن الكريم انتصارا نوهامه وأهوائه لدذل
ال نكاا نعثر في كتابه على فكرة صحيحة واحددة جداء بهدا شدحرور ورميدز
بها
ثانيا :ربين أن شحرورا لم يدرس القرآن الكريم اراسة نزيهة وعلميدة ،
وإنما ارسه اراسة ذاريدة متعصدبة للباطدل مدن البدايدة ،فلدم يدرسده بمدنهت
القرآن وال بمنهت علمي رمحايد قائم على طلدب الحقيقدة فضد كل الطريدق مدن
البداية ،وأوصله منه ه إلى نتدائت باطلدة جملدة ور صديال ،كتقسديمه للقدرآن
الكريم إلى م موعة كتب ورعري ه الزائف لمعنى النبوة والرسدالة وإنكداره
للترااي في القرآن والل ة العربية ورحري ه لمعنى المتيدابها فدي القدرآن
الكريم وعليها قام كتابه" الكتداب والقدرآن" ،ف داء كتابدا فاسددا بداطال قلبدا
وقالبا
ثالثا :أظهر نقدنا لكتاب شحرور أنه كتاب قام على رحريف القرآن الكريم
عن سابق إصرار وررصد من جهة؛ وأن كاربه اافغ فيه عدن ال كدر ال ربدي
عامة ،والحدَا ي والماركسي ساصة من جهة أسدره وقدد بيندا بطدالن ذلد
عندما نقضنا زعم شحرور في قوله بدأن العدالم المداا هدو أصدل المعرفدة
اإلنسانية وعندما أظهرنا فساا قوله ب ددل التنداقض فد ي الطبيعدة والقدرآن
ورأ يره في حركية الكون واستمراريته الدائمة حسدب زعمده وربدين ب دالء
أن وجوا الثنائية والزوجية والحركية في الكون ب مااه وأحيائه ليست قائمة
على التناقض ،وال علدى االسدتمرارية ،وال علدى سرافدة التطدور العضدو
وإنما هي قائمة على التكامل والتناغم ،واالنس ام والتعاون جمعا بين الت ير
في إطار الثبا ،والتنو والتعدا
رابعا :ارضدح مدن نقددنا لتعريدف شد حرور لمعندى كلمدا " اإلندزال"،و
وعرفهدا
ك "التنزيل" ،وانمي في القرآن الكريم أنده حدري معانيهدا اليدرعية
151
فصدلها علدى مقاسده رعاريف باطلة مخال ة لتعري هدا فدي القدرآن الكدريم ،و ك
التحري ددي رمسددبقا ددم رسددلط عليهددا بددالتحريف والتالعددب وقددد بينددا المعنددى
الصحيح لكلمتي" اإلنزال"،و" التنزيدل" ،وأرضدح أن انول رعدي" اإلندزال
الكلي افعة واحدة ،والثانية رعني اإلنزال ال رم در علدى افعدا ،وال رعنيدان
دركما زعم شحرور فهذا رعريف باطل بال ش وأما درب إلى رم َ نقل غير ال رم َ
رعري ه لعبارة " انمي" فهو أيضا رعريف متهافدت ،وبيندا أن انمدي شدرعا
ول ة ليا هو الذ ال علم له بكتب أهل الكتاب ،وال هو الذ ليا منهم كما
زعم شحرور ،وإنما هو الذ لدم يدتعلم علمدا مدن العلدوم سدماعا وال قدراءة
سواء كان من أهل الكتاب أم لم يكن منهم وذل هو حال النبي محمد –عليه
الصالة والسالم -فقد كان أميا بمعنى أنه لم يتعلم علما من العلوم سدماعا وال
قراءة وال كتابة ،وليا فقط أنه لم يكن يقدرأ وال يكتدب كمدا زعدم شدحرور؛
فهو قد كان كذل لكنه لم يتعلم أصدال أ علدم مدن العلدوم علمدا بدأن الدذين
حداوا معنى أمية النبدي-عليده الصدالة والسدالم -بأنده ال يقدرأ وال يكتدب لدم
يقصدوا بأنه رعلم بالسما وال كدان بمقددوره ردأليف الكتدب ،وال أنهدم ن دوا
عرفدوا انمدي بصد ة جزئيدة ظداهرة العلم عن الذين رعلموه بالسما ؛ وإنما ك
عبروا بها عن الكل ،وهو أن انمي هو الذ لم يتعلم علما من العلوم
خامسا :ربين من قراءري النقدية لكتاب شحرور" الكتداب والقدرآن " أنده
يريبه كثيرا كتاب" محنتي مغ القرآن ومدغ هللا فدي القدرآن " للمددعو عبداس
عبد النور1؛ من جهة أن كال منهما قد قرأ القدرآن قدراءة رحري يدة شديطانية
من ناحية؛ وأن كال منهما قد قرأ القرآن بمنهت رحري ي شديطاني عدن سدابق
إصرار وررصد ،ولم يقرأه بمنهت القرآن الكريم ،وال بمنهت العلم وال العقدل
من ناحية انيدة؛ وان كدال منهمدا كدان رمصدرا علدى قدراءة القدرآن بأوهامده
وأهوائه من ناحيدة الثدة فكانت نتي دة ذلد أن أسطداء الكتدابين وأباطيلهمدا
وأوهامهما كثيرة جدا ال ركاا رنتهي!!
152
كالتيريعا السياسية واالقتصااية واالجتماعية ،وانحكام المتعلقة بانسدرة
والمرأة وحسدب زعمده أن ذلد الت ييدر يد تم بتأويدل النصدوص اليدرعية
المتعلقة بتل التيريعا والحقيقة أن هذا الزعم باطل جملة ور صيال ،نن
القرآن كتاب واحد رمحكم حكيم ،وال يصح رأويلده ردأويال رحري يدا كمدا فعدل
شحرور ،وال يقبل أبدا ذل التقسديم الباطدل ،وال يخضدغ لم هدوم التاريخيدة
ننه ليا عمال بيريا ،وإنما هو كالم هللا رعالى ستم به كتبه المنزلة وذلد
ال عل هو عملية رحري ية ال اية منها رعطيدل القدرآن وشدله مدن ااسلده بدذل
التقسيم التحري ي واليديطاني وال شد أن ذلد ال عدل ييدهد علدى شدحرور
بالتحريف والتدليا وال والخدا من جهة؛ وانده مدن جهدة أسدره لديا
باحثا علميا موضوعيا وال رمنص ا ،وال باحثا عن الحقيقية ،وال قدرأ القدرآن
قراءة علمية ،وإنما قرأه قراءة رحري ية معاصرة انتصارا نوهامه وأهوائده
وطائ ته
*****
153
من مصادر الكتاب ومراجعه :
-1القرآن الكريم
-2البخار :الصحيح
- 3مسلم :الصحيح
-4أبو الليث السمرقند ال ن ي :بحر العلوم
-5أبو السعدا بن ان ير ال زر :النهاية في غريب الحديث وان ر
- 6ابن قتيبة :رأويل مختلف الحديث
- 7ابن ريمية :الرا على المنطقيين
-8ابن ريمية :منهاج السنة النبوية
-9ابن ريمية :ارء التعارج 334
- 10ابن من ور اإلفريقي :لسان العرب
- 11ابن ال وز :العلل المتناهية ،ط ، 1رحقيق :سليل المديا اار الكتدب
العلمية – بيرو 1403 ،
-12ابن كثير :ر سير ابن كثير
-13انلباني :السلسدلة الضدعي ة ،مكتبدة المعداري – الريداج ،ج 7ص:
155
-14نلباني :صحيح ال امغ الص ير
-15حمد شحرور :الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،اار انهالي ،اميق ،
ص60- :
-16الذهبي :سير أعالم النبالء
م -17حمدددددد اواش :اإليمدددددان شددد د اء للن دددددوس وانبددددددان موقدددددغ:
https://www.eajaz.org/index.php/component/content/arti
cle/86-Twenty-eighth-issue/802-Faith
-18أحمد اعدو :اإللحاا ووجوا هللا ،موقغhttps://al-sabeel.net :
-19منصور حسب النبي :الزمان بين العلم و القرآن
-20محمد باسل الطائي :سلدق الكدون بدين العلدم واإليمدان ،اار الن دائا ،
بيرو 1998،102 ،
- 21السيوطي :مع م مقاليد العلوم فدي الحددوا والرسدوم ،مكتبدة اآلااب،
القاهرة2004 ،
-22هيثم طلعت :موسوعة الرا على الملحدين العرب
- 23هيدددام المصدددر :حقدددائق هددددمت اإللحددداا مدددن جدددذوره ،موقدددغ:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?60055-
154
- 24شدددون اويدددل :القضدددية العلميدددة ضدددد التطدددور /7،ينددداير، 2017 /
https://creation.com/scientific-against-evolution
-25أليددددداكا وليدددددامز :الط دددددرا الم يددددددة حقيقدددددة أم سيدددددال ،
https://creation.com/beneficial-mutations-real-or-
imaginary-part-2
- 26منى زيتدون :الط درة اآلليدة البديلدة ،مدوندة نقدد التطدور ،موقدغ
Critique of Evolution
- 27اون بدددارن :علدددم الورا دددة النبددداري :التطدددور الددددارويني مسدددتحيل ،
https://creation.com/geneticist-evolution-impossible
- 28روبددر كدداررر :اإلنتروبيددا ال ينيددة والكائنددا الحيددة البسدديطة ،
https://creation.com/genetic-entropy-and-simple-
organisms
-29اي يددددددد كاريددددددبول :الوقددددددت :ال يوجددددددد صددددددديق للتطددددددور ،
https://creation.com/time-no-friend-of-evolution
- 30جددون ،ا مددوريا :الطبيعددة الحقيقيددة لس د ل انحددافير 1 ،فبرايددر
، 2010موقددغ :معهددد أبحددا الخلددق ICR :التددابغ لمركددز ايسددك ر :
/http://www.icr.org/article/real-nature-fossil-record
- 31الن ريددددددددة الداروينيددددددددة مقابددددددددل السدددددددد ل انح ددددددددور
http://www.arn.org/docs/stasfig/stasis1.htm
-32أحمد يحيى :السد ل االح دوره يقدول :ال للتطدور ،مدوندة :ن ريدة
التطدددددددددددددددددور وحقيقدددددددددددددددددة الخلدددددددددددددددددق ،الموقدددددددددددددددددغ:
/http://creationoevolution.blogspot.com
- 33كيسي وسكين :هدية عيد ميالا ااروين ،معهد ايسك ر ،الواليدا
المتحدددددددددددة انمريكيددددددددددة ،علددددددددددى اليددددددددددبكة المعلوماريددددددددددة،
www.discovery.org/csc
- 34اون بدارن :ح ريددا حيددة :ح ددة قويددة للقددائلين بددالخلق ،موقدغ:
https://creation.com/werner-living-fossils
- 35اون بارن :الطيور الحديثة وجد مغ الديناصورا ،يوليو 2012م
موقغhttp://creation.com :
- 36الراغب انص هاني :غريب القرآن
- 37محمد بن ابي بكر الراز :مختار الصحاش
- 38الطبر :ر سير الطبر
155
-39ال دداحظ :البيددان و التبيددين ،الطبعددة انولددى اار صددعب – بيددرو ،
1968
-40عمر سليمان انشقر :راريت ال قه اإلسالمي
- 41الراغب انص هاني :غريب القرآن
- 42هالي بابلي :التطور وال يولوجيا ال زء الثاني والعيدرين ومحداوال
الدددددددددددددرا علدددددددددددددى ميدددددددددددددكلة ان دددددددددددددار الكامبريدددددددددددددان
http://drghaly.com/articles/display/
- 43هيثم طلعت :موسوعة الرا على الملحدين العرب
44هيدددام المصدددر :حقدددائق هددددمت اإللحددداا مدددن جدددذوره ،موقدددغ:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?60055-
*****
156
المحتويات
-المقدمة:
الفصل األول
نقض منهج شحرور في قراءته للقرآن الكريم
أوال :نقض اعوه القراءة المعاصرة للقرآن :
انيا :نقض منهت شحرور في رأويل القرآن :
الثا :نقض منهت شحرور في البحث واالستدالل :
رابعا :أسباب انحراي منهت البحث عند شحرور :
الفصل الثاني:
نماذج من أباطيل شحرور في قراءته التحريفية للقرآن الكريم
أوال :نقض قول شحرور بأن العالم الماا هو أصل المعرفة اإلنسانية
انيا :نقض قول شحرور ب دل التناقض في الطبيعة والقرآن
الثا :نقض رأويال شحرور في قوله بالتطور العضو
الفصل الخامس
نقض متفرقات من أباطيل شحرور وأهوائه
النموذج انول :نقض قول شحرور بأن القرآن عين كالم هللا
157
النموذج الثاني ::نقض قوله بأن القرآن رمترجم إلى الل ة العربية من الكتداب
المكنون
النموذج الثالث :نقض ر سيره آلية { فَ َويآل لكلَّذينَ يَ آكتربرونَ آالكت َ
َاب بأَيآديه آم }
النموذج الرابغ :نقض قول شحرور في القضاء والقدر
النموذج الخاما :نقض قوله بأن جمغ القرآن ر َ كم نهائيا في عهد عثمان
النموذج السااس :نقض قول شحرور بأن السنة النبوية ليست وحيا
النموذج السابغ :نقض ر سيره لعدم أمر الرسول بتدوين سنته
النموذج الثامن :نقض قوله بأن السبب السياسدي هدو العامدل انساسدي فدي
جمغ السنة
النموذج التاسغ :نقض رعريف شحرور لمعنى " السل ية "
النمددوذج العاشددر :نقددض قولدده بددأن التددوراة وإلن يددل اليددوم يحمددالن طددابغ
المرحلية
النموذج الحاا عير :نقض قوله بأنه روصل إلى نتدائت ال روجدد فدي كتدب
السلف
-الخاتمة:
-من مصادر الكتاب ومراجعه:
158
-1ص حا من راريت أهل السنة و ال ماعة في ب داا
-2الداروينية في ميزان اإلسالم والعلم
-3قضية التحكيم في موقعة ص ين – اراسة وفق منهت علم ال رش والتعديل
-4الثورة على سيدنا عثمان بن ع ان – اراسة وفق منهت علم ال رش والتعديل-
-5مدرسة الرواة الكذابين في رواية التاريت اإلسالمي و ردوينه
-6الصحابة المعتزلون لل تنة الكبره – اراسة وفق منهت أهل ال رش والتعديل
-7انزمة العقيدية بين انشاعرة و أهل الحديث
-8أسطاء المؤرخ عبد الرحمن ابن سلدون في كتابه المقدمة
-9انسطاء التاريخية و المنه ية في مؤل ا محمد عابد ال ابر و محمد أركون
-10أباطيل و سرافا حول القرآن الكريم و النبي محمد-عليه الصالة و السالم- -
اراسة نقدية لدحض أباطيل ال ابر ،و سرافا هيام جعيط-
-11نقد فكر ال يلسوي ابن رشد الح يد –على ضوء الير و العقل و العلم
-12التعصب المذهبي في التاريت اإلسالمي -سالل العصر اإلسالمي-
-13بحو حول الخالفة و ال تنة الكبره-وفق منهت علم ال رش و التعديل-
-14مقاومة أهل السنة لل لس ة اليونانية
-15وق ا مغ أاعياء العقالنية -قراءة نقدية ل كر حسن حن ي ،و نصر حامد أبي
زيد ،وهيام جعيط ،و أمثالهم-
-16رناقض الروايا السنية والييعية حول راريت صدر اإلسالم -م اهره و آ دداره ،
أسبابه و منهت رحقيقه-
-17جنايا أرسطو في حق العقل والعلم
-18مخال ة ال الس ة المسلمين لطبيعيا القرآن الكريم
-19منهت أهل الحديث في الرا على المتكلمين-أرسسه و رطبيقاره-
-20قضايا راريخية وفكرية من راريخنا اإلسالمي
-21رهافت ابن رشد في كتابه رهافت التهافت -م اهره ،آ اره ،أسبابه-
-22جناية المعتزلة على العقل و الير – م اهرها ،آ ارها ،أسبابها –
-23الحركة الحنبلية و أ رها في ب داا من القرن 3 :إلى الخاما اله ر )
-24الحركة العلمية الحنبلة و أ رها في المير اإلسالمي 6 :إلى 7اله ر )
-25نقض كتاب بسط الت ربة النبوية للباحث اإليراني عبد الكريم سرو
-26نقض الروايددا القائلددة بتحريددف القددرآن الكددريم الددواراة فددي المصدداار السددنية-
م اهرها وآ ارها ،مصاارها و أسبابها-
-27المروايا التاريخية عند المسلمين :أسدداليب النقددد وظدداهرة الوضددغ فيهددا -مبددرة
اآلل وانصحاب ،الكويت1431 ،هد2010 /
-28نقد الروايا وانفكددار المؤسسددة للتصددوي --قددراءة نقديددة نسددانيد ومضددامين
الروايا المؤسسة للتصوي بكل مقوماره -
-29التضليل والتحريف في كتاب إحياء علوم الدين نبي حامد ال زالي
-30نقد ر ربة الي واليقين عند أبي حامد ال زالي في كتابه المنقذ من الضالل
159
-31اراسددا وأبحددا فددي ال كددر اإلسددالمي القددديم ،اار قرطبددة ،وزارة الثقافددة،
ال زائر2013 ،
-32نقض الخرافا القائلة بتأ ر القرآن الكريم بالكتاب المقدس وانفستا الزرااشتي
-33رحريف الزرااشتيين للديانة الزرااشتية في العصر اإلسالمي
-34سرافة الوحي والنبوة والتوحيد في الديانة الزرااشتية
-35الكتاب المقدس ليا وحيا إلهيا
-36مع زا القرآن من مقارنا انايان
-37نقد العقل الملحد :كيف يستدل؟ ،وبماذا يستدل؟ ،ولماذا يرلحد؟
وال ر ر آلحد !! -38ال رَررَدك
-39نقض سرافة التطور العضو الموجه
-40احضا لليبها وانتصارا لإليمان واإلسالم
-41محنت ر مغ هوابَ وشيطانر َ ال مغ هللا والقرآن
-42نقد فكر الدكتور عدنان إبراهيم
-43نقض ش رة التطور العضو بالقرآن الكريم وعلم الح ريا
-44نقد الروايا الييعية الواراة في المصاار الحديثية السنية
-45نقض الديانة انحمدية القاايانية
-46فضائح التطوريين
-47رحقيق روايددا حددديثي " النسدداء ناقصددا عقددل وايددن" و" لددن ي لددح قددوم ولددوا
أمرهم امرأة"
-48أوهام من مرويا السيرة النبوية :روايا حاا ة غدير رسم أرنموذجا
-49أوهام في اراسة انساطير والزرااشتية
-50أباطيل وأهواء في كتاب" الكتاب والقرآن " لمحمد شحرور
-51الزرااشتية ايانة ابتدعها الم وس في العصر اإلسالمي
160