You are on page 1of 160

‫‪ -‬نقض قراءة تحريفية للقرآن الكريم‪-‬‬

‫أباطيل وأهواء في كتاب‪:‬‬


‫"الكتاب والقرآن"لمحمد شحرور‬
‫‪ -‬قراءة نقدية تنقض وتكشف جانبا كبيرا من أباطيل وأهواء محمد شحرور‬
‫في كتابه " الكتاب والقرآن"‪-‬‬

‫األستاذ الدكتور‬
‫خالد كبير عالل‬

‫‪1‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫المقدمة‬
‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على النبي الكريم محمد بن عبدد‬
‫هللا‪ ،‬وعلى آله وصحبه‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫أوال ‪ ،‬عنونتي كتابي هذا بد ‪ " :‬أباطيل وأهواء في كتاب‪ :‬الكتاب والقرآن‬
‫لمحمد شحرور"‪ ،‬سميته بدذل نن كتابده مملدوء بانباطيدل وانوهدام التدي‬
‫استبطنت أهواءه من جهة؛ ونن شحرورا كتب كتابده بمدنهت رحري دي عدن‬
‫سابق إصرار وررصد قصد قدراءة القدرآن قدراءة رحري يدة مدن جهدة انيدة‬
‫ولتحقيق ذل أبعدد شدحرور المدنهت اليدرعي والعلمدي فدي قراءرده للقدرآن‬
‫وأصر على قراءره قراءة رأويلية رحري ية حسب هواه لذل َك رثدر أباطيلده‬
‫وأهواؤه فأصبح يرثير في القارئ الملل والكلل ‪،‬واالشمئزاز والتقزز‪ ،‬والي‬
‫والقلددق‪ ،‬مددغ ال مددوج والم ازفددا وكثددرة التكددرار نباطيلدده وأوهامدده‬
‫ورحري اره مدن ناحيدة؛ مدغ ال يداب شدبه التدام للحيداا والنزاهدة العلميدة فدي‬
‫قراءرده للقددرآن الكدريم مددن ناحيدة أسددره وليا فيده مددن الصدد واإليمددان‬
‫واليقددين شدديء ؛وإنمددا ال الددب عليدده إ ددارة اليددكوب واليددبها مددغ كثددرة‬
‫التحري ا وانباطيل‬

‫ثانيا‪ :‬بما أن ذل هو حال محمد شحرور وكتابه من جهة كثرة انباطيدل‬


‫وانوهام وانهواء‪ ،،‬فإني قد أهملتر كثيرا منها رخ ي ا علدى القدارئ ور نبدا‬
‫لتضخم الكتاب‪ ،‬فإني ركز على نقض انصول التدي أقدام عليهدا شدحرور‬
‫كتابه ‪ ،‬منها منه ه في االستدالل‪ ،‬ومنه ه في قراءة القدرآن ‪ ،‬ومنه ده فدي‬
‫التأويل‪ ،‬ور ريقه بين الكتاب والقرآن‪، ،‬وإنكداره لوجدوا التدرااي فدي الل دة‬
‫القرآن‪ ،‬ورحري اره المكيوفة آليا القرآن الكريم وقدد جمدغ شدحرور فدي‬
‫كتابه بين ال هل والتحريف ‪ ،‬وكثرة انوهام وانهواء لذل َكثرر أباطيله‬
‫ورحري اره التي ال ركاا رنتهي من جهة؛ وضربت ص حا عن كثير منها ربحا‬
‫للوقت ‪،‬ورخ ي ا على القراء ور نبا لكبر ح م الكتاب من جهة أسره‬

‫علما بأن كتاب شحرور " الكتاب والقرآن "‪ ،‬هو كتاب ضخم جددا جداء‬
‫في ‪ 819‬ص حة من الناحية اليكلية مدن جهدة؛ لكنده رضدمن مدن انباطيدل‬
‫وانوهام والتأويال ال اسدة أكثر من عدا ص حاره من جهة أسره !! وقدد‬
‫نقضتر كتابه هذا فقط‪ ،‬ننده أوسدغ كتبده ورضد كمن فكدره الدذ يحملده وأمدا‬

‫‪2‬‬
‫ال ركتب التي أصدرها بعده فهي في انصل فصول ومباحث أستلها مدن كتابده‬
‫" الكتاب والقرآن " ونيرها رمن راة مغ زيااا وروضيحا هنا وهناب‬

‫ثالثا‪ :‬إن الكارب محمد شحرور طبق في كتابه " الكتداب والقدرآن "مدنهت‬
‫ال رمحددرفين مددن المتقدددمين والمتددأسرين فددي اراسددارهم للقددرآن الكددريم وقددد‬
‫اعتري بن سه بأنه سديطبق ذلد المدنهت باسدم مدنهت التأويدل اون أن يحددا‬
‫المعنى الصحيح للتأويل ‪ ،‬واكت ى بتسميته بالتأويل مغ أن الحقيقة أنه يقصدد‬
‫منهت التأويل التحري ي ال الصدحيح كمدا أنده قدرأ القدرآن الكدريم بمن دور‬
‫م هوم " التاريخية " ‪ ،‬وقد أشار إليه في مقدمدة كتابد ه‪ ،‬وطبقده فدي فصدوله‬
‫ومباحثه ويعني ذل الم هوم أن كل أفعال البيدر هدي وليددة ظروفهدا التدي‬
‫ظهددر فيهددا وأنهددا سددت قد وظي تهددا وفعاليتهددا عندددما رت يددر ظروفهددا التددي‬
‫ظهر فيها‪ ،‬ور قدد مبدررا وجواهدا والشد أن هدذا قدانون عدام يحكدم‬
‫أفعال البير كلهم ‪ ،‬لكنه ال يحكم اين هللا رعالى كمدا هدو فدي القدرآن الكدريم‬
‫والسنة الصدحيحة الموافقدة لده نن هللا رعدالى جعلد ه سالددا‪ ،‬وصدالحا لكدل‬
‫زمان ومكان‪ ،‬وبه رستمت النبوة والرسالة اإللهية وعليه فإن القدرآن الكدريم‬
‫فو " التاريخية" ولن يخضغ لها ‪ ،‬وال رنطبق عليه وهذه الص ة هي التدي‬
‫جعلت اإلسالم صالحا لكل زمان ومكان ‪ ،‬لكن المحرفين كيدحرور وأمثالده‬
‫لم يتعاملوا مغ القرآن الكريم بمنهت علمدي وإنمدا رعداملوا معده بمدنهت ذاردي‬
‫رحري ي أقاموه على أوهامهم وأهوائهم فعلوا ذل رفضا لتل الصد ة التدي‬
‫رميدز بهدا اإلسدالم ‪ ،‬وإصدرارا علددى رحري ده عدن سدابق إصدرار انتصددارا‬
‫نهوائهم ولو كانوا موضوعيين محايددين رمنتصدرين للحدق السدتمعوا لمدا‬
‫يقوله القرآن الكريم عن ن سه‪ ،‬م يختبرونه قبل الدزعم بأنده عمدل بيدر ‪،‬‬
‫فيختبرونه للتأكد من‪ :‬هل هو كالم إلهي أم كالم بير؟ وال شد أن كدل مدن‬
‫يدرس القرآن اراسة علمية صااقة فإنه سيتأكد صد وصف القدرآن لن سده‬
‫بأنه كالم هللا من جهة؛ وأنه ال يخضغ لقانون التاريخية وال رنطبق عليه مدن‬
‫جهة أسره وإن فرضنا جددال أنهدم وجددوا شدواهد رثبدت بأنده لديا كالمدا‬
‫إلهيا‪ ،‬فنحن نطالبهم بانالة التي رثبتر ذل ‪ ،‬إن كانوا صااقين فدي زعمهدم‬
‫وقطعا أنها ال روجدد‪ ،‬ولدو وجددوا الديال واحددا صدحيحا نقداموا الددنيا ولدم‬
‫يرقعدوها‪ ،‬وما رعلقوا بانوهدام واسدتال انكاذيدب وممارسدة التحريدف فدي‬
‫اراستهم للقرآن الكريم كما فعل شحرور‬

‫صنف هذا الكتاب للرا على كتاب شحرور الذ‬ ‫رابعا‪ :‬ربما يُقال‪ :‬لماذا ر‬
‫صدر أول مرة في التسعينيا من القرن العيرين‪ ،‬ونحدن اليدوم فدي عدام ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫صدنف وقدد صددر عددة ركتدب للدرا عليده؟‬ ‫‪1440‬هد‪2019 /‬م ؟ ولماذا ر‬
‫وأليا الرا على كتاب شحرور اليوم هو إحياء وررويت له ولمؤل ه؟‬

‫أقول‪ :‬إنها اعتراضا وجيهة‪ ،‬ولها ما يربررها‪ ،‬وكنتر أقول بهدا‪ ،‬لكندي‬
‫غير ر موق ي لما رأيتر أن الكتاب ما يزال يرطبغ ويدر وز ومتدوفر بالم دان‬
‫في اليبكة المعلومارية وأن مؤل ه كثير ال هور في ال ضائيا وولده نيداط‬
‫فددي مواقددغ التواصددل االجتمدداعي ااعيددا لضددالالره ورحري اردده‪ ،‬وأوهامدده‬
‫وأهوائه م قرر ر الرا عليه سريعا بنقض أصول كتابده عنددما أرصدل بدي‬
‫احد اليباب ال يورين على اإلسالم وأهلده‪،‬وطلب مندي الدرا علدى شدحرور‬
‫رروج له من ضدالال ورحري دا لددين اإلسدالم مدن جهدة؛ وانده هدو‬ ‫فيما ي ك‬
‫وبعض اليباب منزع ون جدا مما ينيره ذل الكارب من شدبها وأباطيدل‬
‫بين النداس مدن جهدة أسدره فحمددا هلل الدذ وفقندي علدى االسدت ابة لدذل‬
‫الطلب‪ ،‬وإن از هذا الرا الموجز على شحرور وكتابه‬

‫وأخيرا وليس آخرا ‪ ،‬وفقنا هللا لمدا يرحبده ويرضداه‪ ،‬ونسدأله سدبحانه‬
‫الصد واإلسالص في القول والعمل‪ ،‬والتوفيق والسداا‪ ،‬إنه سميغ رم يب‬

‫انستاذ الدكتور سالد كبير عالل‬

‫*****‬

‫الفصل األول‬

‫‪4‬‬
‫نقض منهج شحرور في قراءته للقرآن الكريم‬

‫أوال‪ :‬نقض اعوه القراءة المعاصرة للقرآن ‪:‬‬


‫نقض اعوه القراءة العصرية للقرآن‬
‫انيا‪ :‬نقض منهت شحرور في رأويل القرآن‬
‫الثا‪ :‬نقض منهت شحرور في البحث واالستدالل‬
‫رابعا‪ :‬أسباب انحراي منهت البحث عند شحرور‬

‫*****‬

‫نقض منهج شحرور في قراءته للقرآن الكريم‬

‫‪5‬‬
‫زعم الباحث السور محمد شحرور أنه في قراءره للقرآن الكدريم طبدق‬
‫منه ا سليما من مميزارده أند ه قدراءة معاصدرة للقدرآن الكدريم‪ ،‬وانده مدنهت‬
‫علمي في موضو التأويل والبحث واالستدالل فهل صحيح أنه طبق منه ا‬
‫علميا في قراءره للقرآن الكريم‪ ،‬أم أن انمر سالي زعمه رماما؟‬

‫أوال‪ :‬نقض دعوى القراءة المعاصرة للقرآن ‪:‬‬


‫ذكر شحرور أنه قام بقراءة معاصرة للقرآن الكريم في كتابه " الكتداب‬
‫والقرآن " انطالقا من ظروي العصر وعلومه واست ابة له كمدا هدو رمبديكن‬
‫في عنوان كتابه‪:‬‬

‫رل القراءة المعاصرة للقرآن لم رقم على منهت علمدي صدحيح‪ ،‬وال هدي‬
‫قدددراءة موضدددوعية محايددددة نمدددرين أساسددديين‪ :‬أولهمدددا يتعلدددق بعندددوان‬
‫الكتاب"الكتاب والقرآن " إنه عنوان رمبهم ‪ ،‬ليا واضحا ننده يحتمدل أكثدر‬
‫من وجه‪ ،‬فأ كتاب يقصدد؟؟ وهدل يوجدد أكثدر مدن قدرآن ؟؟ وأيدن هدذا‬
‫الكتاب الذ يقارب القدرآن ‪ ،‬أو يرسداويه وأو يت دو عليده؟؟!! إنده عندوان‬
‫رمل َز و رمل َم و رم َحري للحقيقة‪ ،‬وال ير هم معناه إال بعد قدراءة شدرش شدحرور‬
‫لعنوان كتابه ومضدمونه ومنده يتبدين أنده يعندي أن الدوحي الدذ أنزلده هللا‬
‫رعالى على نبيه الخارم محمد عليه الصالة والسالم والم مو في ال رمصدحف‬
‫اليدريف‪ ،‬لدديا هدو كتابددا واحدددا وإنمدا هددو م موعددة ركتدب ‪ ،‬منهددا الكتدداب‬
‫والقرآن حسب زعم شحرور هذه الخرافة اليحرورية هي التي أقدام عليهدا‬
‫شحرور كتابه وهي سرافة بال ش ‪ ،‬وسنناقيه فيها ونبدين بطالنهدا وزي هدا‬
‫قطعا‪ ،‬ننها مخال ة للقرآن وراريخه‪ ،‬وللمتوارر من أمر القرآن عند المسلمين‬
‫من العهدين النبو والراشد إلى اليوم والحقيقة هي أن القرآن هو الكتاب‪،‬‬
‫والكتاب هو القرآن‪ ،‬وعليه فعنوان كتاب شحرور باطل فهذا الكارب وضدغ‬
‫عنوانا سرافيا لكتابه‪ ،‬وال يرمكدن أن ركدون اراسدته علميدة وال محايددة رغدم‬

‫‪6‬‬
‫أنها معاصرة فهي بذل العنوان قراءة سرافية رمعاصدرة قامدت علدى مدنهت‬
‫رحري ي‪ ،‬وليست قراءة علمية معاصرة!!‬

‫األمر الثاني‪ :‬إن من يقرأ القرآن الكريم من اجدل فهمده فهمدا صدحيحا‬
‫بحثا عن الحقيقة بصد وإسالص من أجدل الوصدول إليهدا؛ ي دب عليده أن‬
‫يقرأه قراءة علمية موضوعية حيااية نزيهدة‪ ،‬وال يصدح لده أن يقدرأه قدراءة‬
‫معاصرة نن ال ر بين القراءرين كبير جددا‪ ،‬فعبدارة " قدراءة معاصدرة "‬
‫ريهد على صاحبها بأنها قراءة ذارية رحمل سل ية مذهبية متحيدزة للباطدل ال‬
‫للعلم ننها لدو كاندت عليمدة لسدماها " قدراءة علميدة "‪ ،‬أو " قدراءة علميدة‬
‫معاصرة موضوعية" نن القدراءة المعاصدرة ‪ ،‬ال رعندي بالضدرورة أنهدا‬
‫قراءة علمية ‪ ،‬لكنها رعني أنها قراءة معاصدرة رعتمدد علدى أفكدار عصدرنا‬
‫وكونها معاصرة ال ي علهدا علميدة وال محايددة وال نزيهدة بالضدرورة‪ ،‬فقدد‬
‫ركون ليست من العلم وال من العقل في شيء!! واضدح مدن ذلد أن محمدد‬
‫شحرور لم يقم بدراسة علمية للقرآن الكريم وإنما قام بدراسة ذارية رحري يدة‬
‫معاصرة؛ فانحري عن المنهت العلمي الصحيح من عنوان الكتاب وسيستمر‬
‫على انحرافه إلى نهايته‬

‫لكن شحرورا لم يلتزم بالمنهت العلمي‪ ،‬وأعلن من البداية أنه يقرأ القدرآن‬
‫بأوهامه وظنونه وأهوائه التي سماها قراءة معاصرة فهي عبارة ريهد على‬
‫صاحبها بأنده قالهدا عدن سدابق إصدرار وررصدد لتطبيدق منه ده المعدوج‬
‫وعليه فإنه كان عليه من البدايدة أن يعلدن ويلتدزم بأنده سديقرأ القدرآن بل تده‬
‫ومصطلحاره وطبيعته‪ ،‬لكنه لم ي عل واعلن بن سه عن مدنهت زائدف سديلتزم‬
‫به‬
‫وبذل يتبين أن كل من يريد أن يقرأ القرآن قراءة علمية ال ي عل كمدا‬
‫فعل شحرور الذ انحري منه يدا مدن البدايدة واسدتمر علدى انحرافده إلدى‬
‫النهاية؛ وإنما ي ب عليه أن يقرأه قدراءة علميدة نزيهدة رتقيدد بكدل سطدوا‬
‫المنهت العلمي الصحيح في البحث واالسدتدالل‪ ،‬وال يقدراه قدراءة معاصدرة‬
‫ذارية رحري ية كما فعل شحرور‬

‫وبما أن انمر كذل ‪ ،‬فدإن المدنهت العلمدي الصدحيح ي درج علدى كدل‬
‫باحث موضوعي علمي يريد قراءة القرآن الكريم قراءة علمية ي رج عليه‬
‫أن يقرأه كما شرش القرآن ن سه بن سه‪ ،‬وكما يريد هو من النداس أن يقدرؤوه‬
‫يعرفنا بن سه من جهدة؛ وال يصدح لده أن يقدرأه‬
‫وي هموه ‪ ،‬وكما يريد هو أن ك‬

‫‪7‬‬
‫كما يريد هو منه من جهة أسدره وعليده فدإن مدن لدم يقدرأ القدرآن بمنه ده‬
‫العلمي فلن ركون قراءره علمية فما هي الخطوا التي أمدر القدرآن الكدريم‬
‫بإرباعها لن همه فهما صحيحا ؟ وهل شحرور اربعه‪ ،‬وإن لم يتبعده فلمداذا لدم‬
‫يتبعه؟؟!! إنها سما سطوا أساسية أشار إليها القرآن الكريم‪ ،‬وعليها قام‬
‫منه ه في فهمه ور سيره‬

‫أولها‪ :‬ي ب فهم القدرآن الكدريم بالل دة العربيدة حسدب المع دم الل دو‬
‫القرآني وليا حسب معاجم الل ة العربية القديمدة والحديثدة علمدا بدأن رلد‬
‫المعاجم هي رابعة للقرآن وليا هو رابعدا لهدا‪ ،‬وهدو أصدلها انول‪ ،‬وال َحكدم‬
‫عليها وليست هي ال َحكم عليه وهي موافقة له غالبا ننه هو أحدد مصداارها‬
‫انساسية عندما ارونت الل ة العربية في القرن الثالث اله ر وما بعده فكل‬
‫مدن يريددد فهددم القدرآن واراسد ته اراسددة علميددة ي دب عليدده أن يقددرأه بل تدده‬
‫صدلَ آ‬
‫ت آيَ ر‬
‫اردهر‬ ‫العربية‪ ،‬ننه مكتوب بلسان عربي رمبدين قدال رعدالى‪ :‬كتدَ اب فر ك‬
‫ع َربيكا لكقَ آو ٍم يَ آعلَ رمونَ [فصلت ‪،)]3 :‬و َو َكذَل َ أَنزَ آلنَاهر رح آكما َ‬
‫ع َربيدك ا َو َلدئن‬ ‫قر آرآنا َ‬
‫ي ٍ َوالَ َوا ٍ‬‫ن مدن َولد ك‬ ‫اءب مدنَ آالع آلدم َمدا َلد َ مدنَ ك‬ ‫ت أ َ آه َواء رهم َب آعددَ َمدا َجد َ‬ ‫ار َّ َب آع َ‬
‫[الرعدددد ‪،) ]37 :‬و إ َّنددا أَنزَ آل َندداهر قر آرآندددا َ‬
‫ع َرب كيددا لَّ َعلَّ ركدد آم ر َ آعق رلددونَ [يوسدددف ‪:‬‬
‫ين [اليعراء ‪ ) ]195 :‬وعليده فإنده ال يصدح قدراءة‬ ‫ي ٍ ُّمب ٍ‬‫ع َرب ك‬
‫ان َ‬
‫س ٍ‬‫‪،)]2‬و بل َ‬
‫القرآن ب ير مع مه الل و ‪ ،‬فهو بداسله وييرش به ن سه بن سه ‪ ،‬وال يصدح‬
‫قراءردده بل ددة مددن سارجدده فددالقرآن ييددرش ن سدده بن سدده بل تدده وم اهيمدده‬
‫ومعطياره وهو الذ يحدا م اهيمه ومصطلحاره ومعانيه ومدغ أن االلتدزام‬
‫بتل الخطوة هو أمر بديهي وضرور ‪ ،‬فإن شدحرورا لدم يتبعهدا وال التدزم‬
‫بها في فهمه للقرآن إال ما وافق هواه كما سيتبين الحقا‬

‫الخطوة الثانية‪ :‬ي ب ر سير القرآن بالقرآن ‪ ،‬ننه وصف ن سه بأنه كتاب‬
‫رمحكم َحكيم رمبين رم صل‪ ،‬ال يأريه الباطدل أبددا فدالقرآن الكدريم ي سدر ن سده‬
‫ت مدن َّلدد آرن َحكد ٍيم‬ ‫بن سه‪ ،‬بدليل قوله رعالى‪ :‬الَر كت َاب أرحآ ك َم آ‬
‫ت آيَاررهر ر َّم فر ك‬
‫صلَ آ‬
‫ين [النمدل ‪،)]1 :‬و َال‬ ‫ب ُّمبد ٍ‬ ‫ير [هوا ‪،)]1 :‬و طا ر آل َ آ َيا ر آالقر آرآن َوكت َا ٍ‬
‫سَب ٍ‬
‫َيأآريه آال َباط رل من َبيآن َيدَيآه َو َال م آن س آَل ه ر َنزيل كم آن َحك ٍيم َحمي ٍد [فصلت ‪]42 :‬‬
‫)‪،‬و الر ر آل َ آيَا ر آالكت َاب آال َحكيم [يدونا ‪ )]1 :‬رلد الخطدوة لدم يلتدزم بهدا‬
‫شحرور في قراءره التحري ية للقرآن الكريم كما سيتضح الحقا‪ ،‬ننها كاندت‬
‫مخال ة له منطلقا ونتي ة إال في حاال ناارة عندما روافق هواه‬
‫الخطوة الثالثة‪ :‬ي ب ر سدير القدرآن الكدريم بالسدنة النبويدة الصدحيحة‬
‫الموافقة له‪ ،‬ننها هي الم سرة له وهذا أمر ضرور عقال وشرعا‪ ،‬فالش‬

‫‪8‬‬
‫أن من مهام الرسول أنه يربدين للنداس مدا أندزل هللا عليده‪ ،‬فير سدر لهدم مدا لدم‬
‫اب إالَّ‬ ‫علَ آيد َ آالكتدَ َ‬ ‫ي هموه‪ ،‬وما أجمله القرآن بدليل قوله رعالى‪َ :‬و َمدا أَنزَ آل َندا َ‬
‫استَلَ ردواآ فيدده َو رهدده َو َرحآ َمدة لك َقد آو ٍم يرؤآ منردونَ [النحددل ‪]64 :‬‬ ‫آ‬ ‫لت ر َبديكنَ لَ رهد رم الَّدذ‬
‫الزبرر َوأَنزَ آلنَا إلَ آي َ الذك آك َر لت ر َبديكنَ ل َّلنداس َمدا رند كز َل إ َلديآه آم َولَ َعلَّ رهد آم‬
‫)‪،‬و ب آال َبيكنَا َو ُّ‬
‫سولرنَا ير َبيك رن لَ رك آم َكثيدرا‬ ‫َيت َ َ َّك ررونَ [النحل ‪،) ]44 :‬و َيا أ َ آه َل آالكت َاب قَ آد َجاء رك آم َر ر‬
‫ن رندور َوكتدَ اب‬ ‫ير َقد آد َجداء ركم كمدنَ ك‬ ‫عن َكث ٍ‬ ‫كم َّما ركنت ر آم ر ر آخ رونَ منَ آالكت َاب َويَ آع رو َ‬
‫ُّمبين [المائدة ‪ )]15 :‬رل الخطوة هي أمر بديهي عقال وشرعا‪ ،‬نن السنة‬
‫النبوية الصحيحة هي التي ربين القرآن بعد القرآن‪ ،‬لكن شدحرورا لدم يتبعهدا‬
‫غالبا‪ ،‬إال في حاال ناارة جدا عندما يوافق الحديث هواه‬

‫الخطوة الرابعة ‪ :‬م بعد ذل ير سر القرآن الكدريم بحقدائق العلدوم وبدائده‬


‫ن ب آَيدر ع آلد ٍم َويَتَّبد رغ‬ ‫العقول‪ ،‬بدليل قوله رعالى‪َ :‬ومنَ النَّاس َمن ير َ داا رل فدي َّ‬
‫ن ب َيآر ع آل ٍم َو َال‬ ‫ان َّمري ٍد [الحت ‪،)]3 :‬و َومنَ النَّاس َمن ير َ اا رل في َّ‬ ‫ط ٍ‬‫ش آي َ‬‫رك َّل َ‬
‫ير [الحدت ‪ ) ]8 :‬ومعندى ذلد أنده ي دب علدى كدل مدن‬ ‫رهده َو َال كت َا ٍ‬
‫ب ُّمن ٍ‬
‫ير اال في هللا ويددرس كتابده أن ير سدره وي همده ببدديهيا وحقدائق العقدول‬
‫سر القرآن بهدواه‬ ‫والقلوب والعلوم ورل الخطوة لم يلتزم بها شحرور ننه ف ك‬
‫ولم ي سره بحقائق العلوم وبدائه العقول في مع دم رأويالرده فكاندت النتي دة‬
‫ان مع م رأويالره للقرآن كانت رأويال رحري ية‪ ،‬إال ما وافق هواه‬

‫الخطوة األخيرة‪ -‬الخامسة‪ :-‬م بعد ذل ير سر القدرآن الكدريم بمدا أجمدغ‬


‫عليدده الصد حابة ‪ ،‬نن هددؤالء زكدداهم اليددر وشددهد لهددم باإليمددان والعمددل‬
‫الصالح من جهة؛ ورعلموا ورربوا على أيد النبي عليه الصالة والسالم من‬
‫جهة؛ وهم من جهة أسره أعلم الناس بالل ة العربيدة التدي هدي ل دة القدرآن‬
‫الكريم ولذل أمرنا الير بإربا مدنه هم فيمدا اجمعدوا عليده‪ ،‬بددليل قولده‬
‫سدبيل‬ ‫سو َل من بَ آعد َمدا ر ََبديَّنَ َلدهر آال رهددَه َويَتَّبد آغ غ آَيد َر َ‬ ‫الر ر‬‫رعالى‪َ :‬و َمن يريَاقق َّ‬
‫سد داء آ َمصد ديرا [النسددداء ‪:‬‬ ‫صد دله َج َهد دنَّ َم َو َ‬ ‫آال رمد دؤآ منينَ نر َو كلد ده َمد دا َرد د َولَّى َونر آ‬
‫السدابقرونَ ان َ َّو رلدونَ مدنَ آال رم َهداجرينَ َوان َ َ‬
‫نصدار َو َّالدذينَ ار َّ َبعردو رهم‬ ‫‪،)]115‬و َو َّ‬
‫عدَّ لَ ره آم َجنَّا ٍ ر َ آ ر رَحآ ت ََهدا ان َ آن َهد ر‬
‫ار‬ ‫ع آنهر َوأ َ َ‬
‫ضواآ َ‬
‫ع آن ره آم َو َر ر‬
‫نر َ‬ ‫ي ك‬ ‫ان َّرض َ‬ ‫س ٍ‬‫بإحآ َ‬
‫سَالدينَ في َها أَبَدا ذَل َ آال َ آو رز آالعَ ي رم [التوبة ‪ )]100 :‬وهذه الخطوة لم ين در‬
‫إليها شحرور‪ ،‬وال احتكم إليها في قراءره التحري ية للقرآن الكريم‬

‫تلك هي الخطوات انساسية والضرورية لدراسة القرآن الكريم اراسدة‬


‫علمية وفهمه فهما صحيحا وكل من ال يلتزم بها فدراسته للقدرآن لدن ركدون‬

‫‪9‬‬
‫علمية‪ ،‬وإنما ستكون اراسة رحري ية باطلة وبما أن شحرورا لم يلتزم بتل‬
‫الخطوا فدراسته للقرآن لم ركن صحيحة وال علمية كما سيتبين الحقدا مدن‬
‫جهة‪ ،‬وأنهدا سدتكون مدن جهدة أسدره اراسدة كثيدرة انسطداء والتحريدف‬
‫وانوهام وانهواء وال قيمة لها في ميزان الير والعقل والعلم‬

‫ثانيا‪ :‬نقض منهج شحرور في تأويل القرآن ‪:‬‬


‫أقام محمد شحرور كتابه " الكتاب والقرآن " على أصل هو أهم أصول‬
‫كتابه‪ ،‬هو " التأويل " ويقصد به التأويل التحري ي ال العلمي‪ ،‬ولو سحب‬
‫رأويله التحري ي النهار كتابه نن شحرورا هو من ابعد الباحثين عن‬
‫التأويل اليرعي‪ ،‬والذ هو أيضا رأويل عقلي وعلمي من اون ش من‬
‫ذل أنه زعم أن النص القرآني جمغ بين باره وحركية محتواه ‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫وهذه ال يمكن أن ركن إال بثبا النص وحركة المحتوه وهو التيابه الذ‬
‫يحتاج إلى التأويل باستمرار‪ ،‬ولهذا فالقرآن ال بد من أن يكون قابال‬
‫للتأويل‪ ،‬ورأويله ي ب أن يكون متحركا وفق انرضية العلمية نم ٍة ما في‬
‫عصر ما‪ ،‬على الرغم من با صي ته‪ .‬لذا ال يمكن رأويل القرآن كامال‬
‫من قبل واحد فقط إال هللا أما الراسخون في العلم فيؤولونه حسب أرضيتهم‬
‫المعرفية في كل زمان‪ ،‬وكل واحد منهم حسب استصاصه الضيق من هنا‬
‫ن هم الحقيقة بالكبيرة وهي أن النبي صلى هللا عليه وسلم لم يؤول القرآن‪،‬‬
‫وأن القرآن كان أمانة رلقاها وأااها للناس اون رأويل‪ ،‬وإنما أعطاهم م اريح‬
‫‪1‬‬
‫عامة لل هم )‬
‫أقول‪ :‬رل المزاعم باطلة جملة ور صيال‪ ،‬ال يقوها إال جاهل أو‬
‫صاحب هوه ننه أوال‪ ،‬ال يصح شرعا وال عقال وصف القرآن الكريم‬
‫بأنه نص ابت ومحتواه رمتحرب نن القرآن وص ه هللا رعالى بأنه كتاب كله‬
‫ت‬‫حق وعلم رمحكم حكيم ال يأريه الباطل أبدا قال رعالى‪ { :‬الَر كت َاب أرحآ ك َم آ‬
‫ير [هوا ‪، )]1 :‬و َال يَأآريه آالبَاط رل من بَيآن‬ ‫ت من لَّد آرن َحك ٍيم سَب ٍ‬ ‫آيَاررهر ر َّم فر ك‬
‫صلَ آ‬
‫يَدَيآه َو َال م آن س آَل ه ر َنزيل كم آن َحك ٍيم َحمي ٍد [فصلت ‪،) ]42 :‬و َو َكذَل َ أَنزَ آلنَاهر‬
‫ن من‬ ‫اءب منَ آالع آلم َما لَ َ منَ ك‬
‫ت أ َ آه َواء رهم َب آعدَ َما َج َ‬ ‫رح آكما َ‬
‫ع َربيكا َولَئن ار َّ َب آع َ‬
‫ي ٍ َوالَ َوا ٍ [الرعد ‪ )]37 :‬وبما أنه كتاب رمحكم رم صل رمبين‪،‬وآياره‬ ‫َول ك‬
‫المتيابهة رم سرة بمحكماره من ااسله بحكم أنه كتاب ير سر ن سه بن سه‪ ،‬فال‬
‫روجد فيه آيا متيابها وكتاب هذا حاله ال يرمكن أن يكون محتواه‬
‫متحركا ‪ ،‬نن رحركه يتناقض مغ باره وكونه حقا وعلما كله وبما أنه كله‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪60- :‬‬

‫‪10‬‬
‫حق وعلم فإن هو رَحرب فهذا يعني أنه أصبح باطال‪،‬ومخال ا للحقائق‬
‫العلمية الثابتة من جهة‪ ،‬وال يصح شرعا وواقعا وعلما أن رتطور الحقائق‬
‫العلمية ننها صحيحة من جهة انية والكون كله ساضغ لقوانين كونية ال‬
‫رت ير ورَ رحول اون حركيته التطورية ال رمستمرة؛ وإنما ي ب أن يتحرب في‬
‫إطار ابت جمعا بين الت ير والثبا غلى أن يتدهور وينتهي حسب القانون‬
‫الثاني للديناميكا الحرارية في علم ال يزياء ولو رطور حقائق الير‬
‫والعقل والعلم الضطرب الكون والنهار كل شيء لكن با النص القرآني‬
‫ال يمنغ من روسيغ م ال فهمه ورعميقه بالبحث واالجتهاا‪ ،‬بل هو يطلب منا‬
‫ارب‬ ‫ذل عندما أمرنا بتدبره ورطبيقه‪ ،‬كقوله رعالى‪ :‬كت َاب أَنزَ آلنَاهر إلَ آي َ رم َب َ‬
‫لك َيدَّب رَّروا آ َياره َول َيتَذَ َّك َر أ ر آولروا آان َ آل َباب [ص ‪،) ]29 :‬و أَفَ َال َيتَدَب رَّرونَ آالقر آرآنَ أَ آم‬
‫ب أَ آق َالر َها [محمد ‪ ،)]24 :‬لكن هذا ال يؤا إلى ر ير معانيه‪،‬‬ ‫علَى قرلرو ٍ‬ ‫َ‬
‫وفقدان صالحية‪،‬ورضمنه للمتناقضا إن ذل الرجل جاهل ال يعي ما‬
‫يقول أو أن هواه أعماه عن إربا الحق وبما أن انمر كذل ‪ ،‬فوصف‬
‫شحرور للنص القرآني بالثبا وحركية محتواه بدعوه ريابه آياره هو‬
‫زعم باطل قطعا ‪ ،‬وشاهد عليه بال هل والتحريف وإربا الهوه‬
‫ثانيا‪ :‬إن من رالعبا شحرور ورحري اره أنه شر في الكالم عن‬
‫رأ ويل القرآن اون أن ييرش معنى التأويل في القرآن وطبقه حسب هواه‬
‫وهذا موقف باطل شرعا وعقال وعلما فكان من الواجب عليه أن يحدا‬
‫معناه اليرعي ليتبين معناه الصحيح من سقيمه‪ ،‬لكنه لم ي عل ل ايا في‬
‫ن سه وعليه فإننا سنبينه هنا باستصار شديد يتضح جليا من ذكر آيا‬
‫قرآن ية استخدمت ل ظ التأويل وحدا معناه حسب سيا الكالم من جهة‪،‬‬
‫وبينَت التأويل الصحيح من الباطل من جهة انية‬
‫من ذل قوله‪ :‬رعالى‪َ :‬و َكذَل َ َي آ ت َبي َ َربُّ َ َويرعَلك رم َ من رَأآويل ان َ َحاايث‬
‫[يوسف ‪ )]6 :‬بمعنى رعبير ور سير وشرش الرؤيا ‪،‬و َقا َل َهذَا ف َرا ر َبيآني‬
‫صبآرا [الكهف ‪ )]78 :‬بمعنى‬ ‫سأرنَبكئ ر َ بتَأآويل َما لَ آم ر َ آست َطغ َّ‬
‫ع َليآه َ‬ ‫َوبَيآن َ َ‬
‫س رن ر َأآويال [النساء ‪،)]59 :‬‬ ‫البيان والتوضيح والت سير ‪،‬و ذَل َ َسيآر َوأَحآ َ‬
‫طواآ بع آلمه َولَ َّما َيأآره آم رَأآويلرهر َكذَل َ‬ ‫بمعنى أحسن مآال و َب آل َكذَّبرواآ ب َما لَ آم يرحي ر‬
‫آف َكانَ َعاق َبةر ال َّالمينَ [يونا ‪،)]39 :‬‬ ‫ب الَّذينَ من قَبآله آم َفان ر آر َكي َ‬ ‫َكذَّ َ‬
‫بمعنى عاقبة ذل اآلمر‬
‫واضح من ذل أن معنى التأويل فدي القدرآن يعندي بصد ة عامدة ‪ :‬البيدان‪،‬‬
‫واليرش‪ ،‬والتوضديح ‪ ،‬والت سد ير‪ ،‬وال هدم‪ ،‬وذلد المعندى لدم يذمده القدرآن‬
‫الكريم إذا رم بطريقة صحيحة؛ لكنه ذم نوعدا منده بقولده رعدالى‪ :‬رهد َو َّالدذ َ‬

‫‪11‬‬
‫َاب م آنهر آيَا ُّمحآ َك َما ره َّن أ ر ُّم آالكتدَ اب َوأ ر َسد رر رمت ََيداب َها فَأ َ َّمدا‬
‫علَ آي َ آالكت َ‬‫أَنزَ َل َ‬
‫الَّذينَ في قرلروبه آم زَ يآغ فَيَتَّبعرونَ َما رَيَابَهَ م آنهر ابآت َاء آال تآنَة َوابآت َداء ر َأآويلده َو َمدا‬
‫الراس رخونَ في آالع آلم يَقرولرونَ آ َمنَّا به رك ٌّل كم آن عند َربكنَا َو َمدا‬ ‫نر َو َّ‬ ‫يَ آعلَ رم ر َأآويلَهر إالَّ ك‬
‫انل َباب [آل عمران ‪ )]7 :‬هذا النو المذموم يرمارسده الدذين‬ ‫َيذَّ َّك رر إالَّ أ ر آولرواآ آ‬
‫في قلوبهم زيغ‪ ،‬وهم المنحرفون عن الير والعقل العلم‪ ،‬فيرمارسون بسبب‬
‫ذل التأويل التحري ي للنصوص اليرعية وهذا هو حال شدحرور وأمثالده‪،‬‬
‫فهم زائ ون عن المنهت العلمي الصحيح في فهدم القدرآن الكدريم‪ ،‬يرمارسدون‬
‫التأويددل التحري ددي ال التأويددل العلمددي الددذ يعنددي اليددرش والت سددير وال هددم‬
‫الصحيح للنصوص اليرعية؛ لكن رأويلهم يعني التحريف والتدليا وال د‬
‫والخدا انتصارا نهوائهم‬

‫ؤول القدرآن‬ ‫ثالثا‪ :‬إن زعم شحرور بأن النبي عليه الصالة والسالم لدم يدر ك‬
‫وبلك ه اون رأويل وأعطى م اهيم عامة فقط‪ ،‬هو زعم باطل قطعدا إنده كأول‬
‫سر‪ -‬القرآن نصحابه حسب ما أمره به هللا رعالى ووفق متطلبا الدعوة‬ ‫–ف ك‬
‫اإلسالمية ولذل أمره هللا رعالى بأن يربين للناس الددين ويربيدرهم ويرندذرهم‪،‬‬
‫استَلَ رواآ فيه َو رهده َو َرحآ َمدة لك َقد آو ٍم‬
‫آ‬ ‫علَ آي َ آالكت َ‬
‫َاب إالَّ لت ر َبيكنَ لَ ره رم الَّذ‬ ‫َو َما أَنزَ آلنَا َ‬
‫يرؤآ منرونَ [النحدل ‪ )]64 :‬ور سديره كدان صدحيحا ومدا يدزال صدحيحا‪ ،‬ولدن‬
‫يت ير وإلى جانب ذل فقد كانت للصحابة قراءارهم وفرهدومهم للقدرآن بحكدم‬
‫أن هللا أمرنا أن نقرأه ونتدبره الستخراج كنوزه واررره‬

‫كما أن من رحري ا شحرور قوله‪ :‬أما الراسخون في العلدم فيؤولونده‬


‫حسب أرضيتهم المعرفية في كل زمان‪ ،‬وكل واحد منهم حسدب استصاصده‬
‫الضيق ) ‪ ،‬إنه رحريف لقوله رعالى‪ :‬فَأ َ َّما الَّذينَ في قرلروبه آم زَ يآغ فَيَتَّبعرونَ َمدا‬
‫الراس رخونَ فدي‬ ‫نر َو َّ‬ ‫رَيَابَهَ م آنهر ابآت َاء آال تآنَة َوابآت َاء ر َأآويله َو َما يَ آعلَ رم ر َأآويلَهر إالَّ ك‬
‫انلبَاب [آل عمران‬ ‫آالع آلم يَقرولرونَ آ َمنَّا به رك ٌّل كم آن عند َربكنَا َو َما يَذَّ َّك رر إالَّ أ ر آولرواآ آ‬
‫‪ )]7 :‬نن اآلية لم رقل أن الراسخين في العلم لهدم القددرة علدى رأويدل وفهدم‬
‫اآليا المتيدابها ‪ ،‬وإنمدا قالدت أن رأويلهدا ال يعلمده إال هللا‪ ،‬ونحدن عنددما‬
‫نعلمه ليا بأن سنا وإنما ببيدان هللا لده فدي آيدا أسدره مدن كتابده بحكدم أن‬
‫القرآن كتاب رمحكم َحكيم م صل ير سدر ن سده بن سده وأما هدؤالء الراسدخون‬
‫فهم يرسلمون ويستسلمون وال يرمارسون التأويل التحري دي‪ ،‬ويقولدون ‪ :‬آ َم َّندا‬
‫انل َبداب [آل عمددران ‪ ،)]7 :‬ددم‬ ‫بده ركد ٌّل كمد آن عنددد َربك َندا َو َمدا َيدذَّ َّك رر إالَّ أ ر آولردواآ آ‬
‫ي تهدون في البحث عن معناها الصحيح في مواضغ أسره من القدرآن نن‬
‫هللا رعالى قد بينها لنا في كتابه وفسرها به‬

‫‪12‬‬
‫ومن مظاهر انحراي شحرور في رأويدل القدرآن الكدريم وفسداا فهمده‬
‫له‪ ،‬انه قال‪ :‬وهو أننا ي ب أن نكدون وا قدين مدن أن سدنا ونقدول إنندا فدي‬
‫القرن العيرين قاارون على رحويل القرآن من مطلدق إلدى نسدبي كمدا فعدل‬
‫‪1‬‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم)‬
‫أقول‪ :‬ذل القدول باطدل وفيده ر لديط وسددا وهدو مدن رحري دا ذلد‬
‫الكارب ورحايله على القراء‪ ،‬وإصدراره علدى رأويدل القدرآن حسدب هدواه ال‬
‫حسب الير ‪،‬وال العقل‪ ،‬وال العلم وذل لكي يتسنى له رحري ه ‪ ،‬ولم ي هدم‬
‫القرآن بالقرآن وإنما زعم أن القرآن هو في انصل رمطلق ولكدي يرطبدق فدي‬
‫والواقغ ي دب رحويلده إلدى نسدبي‪ ،‬وزعدم أن هدذا ال عدل طبقده النبدي عليده‬
‫الصالة والسالم وهذا زعم باطل وكذب على هللا ورسدوله مدن جهدة‪ ،‬وهدو‬
‫وسيلة استلقها شحرور ليرحري القرآن حسدب هدواه والحقيقدة أنده ال يصدح‬
‫وصف القرآن بأنه رمطلق وي ب رحويله علدى نسدبي ال يصدح ذلد نن هللا‬
‫رعالى أنزل القرآن مناسبا للبير كلهم من البداية بأصوله وفروعه وم اهيمده‬
‫وقصصه وبكدل مدا فيده فهدو صدالح لكدل زمدان ومكدان مدن القدرن انول‬
‫اله ر إلى يوم القيامة وال يحتاج إلى رحويله وال رحري ه ليرناسدب النداس‪،‬‬
‫وإنما على الناس أن يتبعوه وليا العكا‪ ،‬وكل محاولدة لتحويلده كمدا زعدم‬
‫شحرور فهو رحريف له وافتراء عليه كما أنده ي دب عليندا نحدن أن نرر دغ‬
‫إليه بتطبيقنا لده ‪ ،‬ال أن نحولده ليرناسدب ظروفندا وأهواءندا وانحرافارندا كمدا‬
‫يريد شحرور وأمثاله‬
‫وقد اسبرنا هللا رعالى بأنه أنزل وحيده واينده مناسدبا لندا فكدرا ووجددانا‬
‫وسلوكا وأمرنا أن نؤمن به ونخلص له‪ ،‬ونتدبره ونطبقه رطبيقدا كدامال قلبدا‬
‫صدكقا لك َما بَيآنَ يَدَ آيده‬ ‫َاب ب آال َح كق رم َ‬ ‫وقالبا من ذل قوله رعالى‪َ :‬وأَنزَ آلنَا إلَ آي َ آالكت َ‬
‫ع َّمدا‬‫نر َوالَ رَتَّبد آغ أ َ آهد َواء ره آم َ‬ ‫منَ آالكت َاب َو رم َهيآمنا َ‬
‫علَيآه فَاحآ ركم بَ آيدنَ رهم ب َمدا أَندزَ َل ك‬
‫نر لَ َ َعلَ ركد آم أ ر َّمدة‬
‫شداء ك‬ ‫عة َوم آن َهاجدا َو َلد آو َ‬ ‫اءب منَ آال َح كق ل رك ٍكل َج َع آلنَا من رك آم شد آر َ‬
‫َج َ‬
‫َواحدَة َولَدكن لكيَ آبلر َو رك آم في َما آر َا ركم فَا آست َبقروا ال َخي َآرا إ َلدى هللا َمد آرجعر رك آم َجميعدا‬
‫فَيرن كَبددئ ر ركم ب َمددا ركنددت ر آم فيدده ر آَخت َل رددونَ [المائدددة ‪،) ]48 :‬و َوأ َ َّن َهدددذَا صدد َراطي‬
‫صدا ركم بده‬ ‫سدبيله ذَل ركد آم َو َّ‬ ‫عدن َ‬ ‫رم آست َقيما فَارَّبعروهر َوالَ رَتَّبعرواآ ُّ‬
‫السدبر َل فَت َ َد َّر َ ب ركد آم َ‬
‫ن َحد َّق ج َهدااه رهد َو اجآ ت ََبدا رك آم‬ ‫لَعَلَّ رك آم رَتَّقرونَ [اننعام ‪،) ]153 :‬و َو َجاهدروا في َّ‬
‫ج [الحدت ‪،) ]78 :‬و كتدَ اب أَنزَ آل َنداهر إلَ آيد َ‬ ‫علَ آي رك آم في الدكين مد آن َحد َر ٍ‬ ‫َو َما َجعَ َل َ‬
‫ارب لكيَدَّب رَّروا آيَاره َوليَتَذَ َّك َر أ ر آولروا آان َ آلبَاب [ص ‪،)]29 :‬و َوأَن احآ ركدم بَ آيدنَ رهم‬ ‫رمبَ َ‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪566 :‬‬

‫‪13‬‬
‫نر‬‫عن بَ آعدض َمدا أَندزَ َل ك‬ ‫نر َوالَ رَتَّب آغ أ َ آه َواء ره آم َواحآ ذَ آر ره آم أَن يَ آتنر َ‬
‫وب َ‬ ‫ب َما أَنزَ َل ك‬
‫نر أَن يرصيبَ رهم ببَ آعض ذرنروبه آم َوإ َّن َكثيدرا كمدنَ‬ ‫إلَ آي َ فَإن ر ََولَّ آواآ فَا آعلَ آم أَنَّ َما يرريدر ك‬
‫النَّاس لَ َاسقرونَ [المائدة ‪) ]49 :‬‬
‫رلد اآليددا هددي أالددة اام ددة وقطعيددة‪ ،‬ر ربطددل مددزاعم شددحرور وركيددف‬
‫منه دده الزائددف القددائم علددى التحريددف والتدددليا ورعطيددل اليددر بدددعوه‬
‫رحويله من مطلق إلى نسبي هذا فكدر باطدل‪ ،‬واعدوة مسدمومة هددفها هددم‬
‫اإلسالم ورحريف القرآن بدعوه الت ديد وال هم العصر لإلسدالم ومواكبدة‬
‫التطور الحضار والحقيقة أن هذا الكارب لدو كدان صدااقا مدغ ن سده كدان‬
‫ي ب عليه أن يأسذ القرآن كمدا هدو ‪ ،‬أو يتركده ويبحدث لن سده طريقدا آسدر‬
‫يتبعدده ‪ ،‬وهددذا أحسددن لدده مددن أن يتبددغ طريددق التحريددف والن ددا والكددذب‪،‬‬
‫بدعوه ال هم العصر للقرآن نن القرآن ال يقبل القراءة المعاصرة‪ ،‬وإنمدا‬
‫يأمر بال هم الصحيح له القائم على الوحي‪ ،‬والعقل والعلدم وبمعندى آسدر إن‬
‫القرآن يأمرنا بأن نقرأه بعلم صحيح ‪ ،‬وعقل صريح‪ ،‬ووحي صحيح‪ ،‬بددليل‬
‫ن ب آَيدر ع آلد ٍم َو َال رهدده َو َال كتدَ ا ٍ‬
‫ب‬ ‫قوله رعالى‪َ :‬ومنَ النَّاس َمن ير َ داا رل فدي َّ‬
‫ير [الحت ‪ ) ]8 :‬لكن هدذا الكاردب رفدض أن يتبدغ هدذا المدنهت وأصدر‬ ‫ُّمن ٍ‬
‫على أن يتبغ منهت التحريف والتالعب في فهمه للقرآن ل ايا في ن سه‬
‫وبذل يتبين أن الكارب محمد شحرور لم يتبن منه ا صحيحا فدي قراءرده‬
‫للقرآن الكريم‪ ،‬وإنما ربنى منه ا رأويليا رحري يا عن سابق إصرار وررصد‪،‬‬
‫استاره بأوهامه وأهوائه ل ايا في ن سه من جهة؛ وهو بذل قدد حكدم علدى‬
‫ن سه وفكره بالضالل واإلضالل ومخال ة الوحي والعلدم واليدر مدن جهدة‬
‫أسره‬
‫ثالثا‪ :‬نقض منهج شحرور في البحث واالستدالل ‪:‬‬
‫ربنى الكارب محمد شحرور في قراءرده التحري يدة للقدرآن الكدريم منه دا‬
‫صله على مقاسه حسب هواه به قدرأه وحللده وحددا صد اره‬ ‫بحثيا استدالليا ف ك‬
‫وغاياره‪ ،‬فقال‪ :‬وانطالقا “مما سلف” قمنا بقراءة جديددة للدذكر الدذ رعهدد‬
‫هللا بح ه إنَّا نَحآ رن ن ََّز آلنَا الذك آك َر َوإنَّا لَهر لَ َحداف رونَ [الح در ‪،)]9 :‬و َو ُّ‬
‫الزبدر ر‬
‫َوأَنزَ آلنَا إلَ آي َ الذك آك َر لت ر َبيكنَ للنَّاس َما نر كز َل إلَيآه آم َولَ َعلَّ ره آم َيت َ َ َّكد ررونَ [النحدل ‪]44 :‬‬
‫) معتمدين على انسا التالية‪:‬‬
‫– ‪ -1‬مسح عام لخصائص اللسان العربدي معتمددين علدى المدنهت الل دو‬
‫نبي علي ال ارسي والمتمثل اإلمدامين ابدن جندي وعبدد القداهر ال رجداني‪،‬‬
‫ومستندين إلى اليعر ال اهلي‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫– ‪ - 2‬اإلطال على آسر ما روصلت إليه علوم اللسانيا الحديثة من نتائت‬
‫وعلى رأسها أن كل انلسن اإلنسانية ال رحو ساصية الترااي‪ ،‬بل العكدا‬
‫هو الصحيح‪ ،‬وهو أن الكلمة الواحدة ضمن التطور التداريخي إمدا أن رهلد‬
‫أو رحمل معنى جديدا باإلضافة إلى المعنى انول وقد وجددنا هدذه الخاصدية‬
‫واضحة كل الوضوش في اللسان العربي‪.‬‬
‫لقد استعرضنا معاجم الل ة فوجدنا أن أنسبها هو مع دم مقداييا الل دة البدن‬
‫فارس “رلميذ علب” الذ ين ي وجوا الترااي فدي الل دة‪ ،‬فقدد ردم االعتمداا‬
‫عليه بيكل أساسي اون إغ ال بقية المعاجم‪.‬‬
‫– ‪ - 3‬إذا كان اإلسالم صدالحا لكدل زمدان ومكدان‪ ،‬في دب االنطدال بمدن‬
‫فرضية أن الكتاب رنزل علينا‪ ،‬وأنه جاء ل يلنا في النصف الثاني من القدرن‬
‫العيرين‪ ،‬وكأن النبي صلى هللا عليه وسلم روفي حدديثا وبل ندا هدذا الكتداب‬
‫لذا فإن القارئ يالحظ بيكل واضح أننا في فهمنا للكتاب نقف علدى أرضدية‬
‫القرن العيرين اون إغ ال التطور التاريخي لت اعدل انجيدال المتعاقبدة مدغ‬
‫الكتاب “الت اسير والمذاهب ال قهة”‪ ،‬حيث كانت ن ررنا لهذه انابيا علدى‬
‫أنها ر اعدل رداريخي مدغ الكتداب‪ ،‬ولدذا فإنهدا رددسل ضدمن التدرا العربدي‬
‫اإلسدددالمي فال قددده اإلسدددالمي المدددورو يعكدددا الميددداكل االجتماعيدددة‬
‫واالقتصددااية والسياسددية فددي مرحلددة راريخيددة معينددة‪ ،‬والت اسددير رعكددا‬
‫انرضية المعرفية للمرحلة التاريخية التي كتب فيها الت سير‪ ،‬واعتبرنا أنهدا‬
‫ال رحمل طابغ القدسية‪.‬‬
‫وإذا كان هناب رناقض في كتب الت سير فإننا لم نحاول رأويدل أقدوال الم سدر‬
‫لكي نخرج الم سر بأنه على صدواب اائمدا‪ ،‬وهدذا مدا ن همده مدن مصدطلح‬
‫القدسية‪ ،‬حيث أن القدسية هي لنص الكتاب فقط‪.‬‬
‫– ‪ - 4‬إن هللا سبحانه ورعالى ليا بحاجة أن يهد ن سه أو يعلم ن سده ولدذا‬
‫فقد أرسل للناس هده وليا لن سه‪ ،‬لذا كدل مدا جداء فدي الكتداب قابدل لل هدم‬
‫بالضرورة‪ ،‬وي هم على نحو يقتضديه العقدل‪ ،‬وقدد جداء بصدي ة قابلدة لل هدم‬
‫اإلنساني هذه الصي ة هي باللسان العربي المبين وبما أنه ال يوجدد ان صدام‬
‫بين الل ة وال كر اإلنساني‪ ،‬فإننا نرفض القول بأنده روجدد آيدا فدي الكتداب‬
‫غير قابلة لل هم‪ ،‬ونره أن هذا ال هم راريخي نسبي مرحلي‪.‬‬
‫– ‪ - 5‬إن هللا سبحانه ورعالى رفغ مدن مكانده العقدل اإلنسداني فدي معدرج‬
‫سطابه له‪ ،‬لذا فإننا ننطلق مما يلي‪:‬‬
‫أ – ال يوجد رناقض بين الوحي والعقل‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ب – ال يوجددد رندداقض بددين الددوحي والحقيقددة “صددد الخبددر ومعقوليددة‬
‫التيريغ‪”.‬‬
‫– ‪ - 6‬بما أن هللا سبحانه ورعالى رفغ من مكانة العقل اإلنساني فانجدر بندا‬
‫أن نرفغ من هذه المنكانة ونحترمها‪ ،‬وعليه فإننا حاولندا جاهددين فدي كتابندا‬
‫احترام عقل القدارئ أكثدر مدن احترامندا لعواط ده كمدا ذكرندا فدي أول هدذه‬
‫‪1‬‬
‫المقدمة)‬
‫أقول‪ :‬رل انقوال مزاعم باطلة جملة ور صديال‪ ،‬وذلد المدنهت مرفدوج‬
‫شرعا وعقال وعلما‪ ،‬وهو شاهد على صاحبه بأنه جاهل‪ ،‬أو جاحد معاند‪ ،‬أو‬
‫صاحب هوه ألنه أوال‪ ،‬ال يصح لمدن يريدد أن يقدرأ القدرآن الكدريم قدراءة‬
‫علمية موافقة للير والعقل والعلم أن يقدرأه ب يدر مدنهت القدرآن ن سده ل د ة‬
‫ومضمونا ومنه ا كما بيناه سابقا وعليه فدراسة شحرور للقرآن ب ير منهت‬
‫القرآن هي اليل على أن اراسته لدن ركدون اراسدة علميدة صدحيحة موافقدة‬
‫للوحي والعقل والعلم‪ ،‬وإنما هي اراسة ذاريدة ناقصدة ورحري يدة وال يرمكنهدا‬
‫أن رؤا إلى فهم صحيح للقرآن كمدا يريدد القرآن وعليده فدراسدة شدحرور‬
‫للقرآن بمنهت ل و نسبه إلى أبدي علدي ال ارسدي وابدن جندي وعبدد القداار‬
‫ال رجاني‪ ،‬هو منهت بين احتماليكن‪ :‬إن كدان منه دا صدحيحا موافقدا للقدرآن‬
‫فهو منهت قرآني ورابغ للقرآن ‪ ،‬وهذا يعندي وجدوب قدراءة القدرآن بدالقرآن‬
‫وال يرنسب منه ه إلى كتاب آسر وإن كان مخال ا له فال يصح اراسة القرآن‬
‫بمنهت مخالف له‪ ،‬ننه لن يكون منه دا صدحيحا وال يصدلح لدراسدته بدذل‬
‫المنهت‬

‫وأما قول شحرور بأنه سيدرس القرآن بمنهت هؤالء باالستناا إلى اليدعر‬
‫ال اهلي‪ ،‬فهذا أيضا منهت فاسد وقاصر وضدعيف جددا ‪ ،‬نن الل دة العربيدة‬
‫انصيلة والحقيقيدة‪ ،‬روجدد أوال فدي القدرآن الكدريم‪ ،‬فهدو كتداب ندزل بل دة‬
‫ع َلدى قَ آلبد َ لت رَكدونَ مدنَ‬ ‫الدرو رش آانَمد ر‬
‫ين َ‬ ‫العرب ووص ه هللا رعالى‪ :‬نَزَ َل بده ُّ‬
‫ين[اليعراء ‪ ،) ]195 - 193:‬و ركتب مباشدرة بعدد‬ ‫ي ٍ رمب ٍ‬
‫ع َرب ك‬
‫ان َ‬
‫س ٍ‬‫آال رم آنذرينَ بل َ‬
‫نزوله بلسان العدرب معاصدرا للعدرب قبدل اسدتالط ل دتهم بل دا اليدعوب‬
‫انسره فل ة القرآن الكريم هدي أصدل الل دة العربيدة‪ ،‬وهدو الكتداب انول‬
‫لل ة العربية وأما اليعر ال اهلي‪ ،‬فهذا اليعر لم يثبدت أنده كلده مدن اليدعر‬
‫دون إال بعدد نحدو قدرنين مدن‬ ‫ال اهلي كما هو معروي قديما وحديثا‪ ،‬ولدم يدر ك‬
‫الزمن وأكثر بعدد ظهدور اإلسدالم‪ ،‬وقدد ا كرون بعددما اسدتلط اللسدان العربدي‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪43 :‬‬

‫‪16‬‬
‫بل ا أسره وفقد كثيرا مدن أصدالته فدي انريداي والباايدة والمددن بسدبب‬
‫الت يير الكبير في كل نواحي الحياة فكدرا وسدلوكا الدذ أحد ده اإلسدالم فدي‬
‫جزيرة العرب والمير اإلسالمي كله كما أن ذل اليعر أكثدره ليسدت لده‬
‫أسانيد‪ ،‬وإن روجد ليست صحيحة وبما أن انمر كدذل فدال يصدح أبددا أن‬
‫يكون اليعر ال اهلي مصدرا لدراسة القرآن الكريم‪ ،‬وإنما هو رابغ للقدرآن‪،‬‬
‫وليا َحكما عليه‪ ،‬وإنما يرستأنا به ويرستخدم لليرش واالستيهاا ‪ ،‬نن ل ة‬
‫القرآن هي انصل من جهة‪ ،‬وهو يحمل مع مه الل و من ااسله مدن جهدة‬
‫أسددره وهددذا يعنددي أن المددنهت الل ددو الددذ اربعدده شددحرور لدديا منه ددا‬
‫صددحيحا وال علميددا وسددتكون مع ددم نتددائت باطلددة‪ ،‬نن فسدداا مددنهت البحددث‬
‫واالستدالل يستلزم حتما كثرة انسطاء وقلة الصواب والعكا عندما يكدون‬
‫المنهت صحيحا‬

‫ثانيا‪ :‬إن القول بعدم وجوا الترااي في الل دة العربيدة والل دا انسدره‬
‫هو زعم باطل قطعا‪ ،‬وال ين يه إال جاهل‪ ،‬أو جاحد معاند‪ ،‬أو صاحب هوه‪،‬‬
‫أو باحث يعني بالترااي غير الترااي المتعاري عليه وال رممارس في حيارنا‬
‫اليومية والنتي ة هي أن الترااي موجوا في القرآن وفدي كدل العلدوم قدديما‬
‫وحديثا‪ ،‬وفي كل الل ا ‪ ،‬وال يرمكدن االسدت ناء عنده‪ ،‬ويرسدتخدم فدي انفعدال‬
‫وانسماء والترااي الذ نقصده هو الترااي العام الدذ يقدوم علدى أصدل‬
‫واحد للمعنى‪ ،‬ويرطلق على ال عل أو االسم ب ض الن ر أيَن َ‬
‫طب رق انطباقا رامدا‬
‫أم نسبيا من ذل قولنا‪ :‬جاء الولدد ‪ ،‬وأردى الولدد هدذا قددر ‪،‬وهدذه بررمدة‬
‫وهذا هارف جوال ‪ ،‬وهذا هارف محمول والندار مدأوه ال دالمين وجهدنم‬
‫مأوه ال المين واضح من ذل ‪،‬أن المعنى واحد ولم يت ير‬

‫ومن ذل أيضا قولنا‪ :‬انمطار رسقط ‪ ،‬وانمطار رنزل فال ش أنندا ن هدم‬
‫معنى واحدا‪ ،‬وال ن هدم معندى متناقضدا وال ن هدم معنيدين حتدى وإن فرضدنا‬
‫وجوا فوار اقيقة بين الل يكن إنه ررااي كلمتيكن حمل معنى واحدا ‪ ،‬هو‬
‫أصلها الذ ي مغ بينهما‬

‫وبما أن انمر كذل ‪ ،‬فإن وجوا استالي يسير واقيدق جددا بدين كثيدر مدن‬
‫المتراافا ال ير ير من انصل الميترب شيئا‪ ،‬فال ير ير المعنى وال الم هدوم‬
‫وال ي عله متناقضا فعندما أقول‪ :‬جداء المعلدم‪ ،‬أو أردى المعلدم‪ ،‬أو اشدتريت‬
‫قدرا أو بررمة فالمعنى واحد وال أفهدم منده إال معندى واحددا حتدى وإن روجدد‬
‫فار اقيق جدا بين الكلمتين فالترااي بذل المعندى موجدوا وهدو انصدل‬

‫‪17‬‬
‫الذ أوجد الترااي وال يرمكن أن ين يه ال ر الدقيق الموجوا بين المتراافين‬
‫مدغ وجددوا انصددل ال دامغ بينهمددا وبمددا أن انمددر كدذل فددال يصددح إنكددار‬
‫الترااي بدعوه وجوا فوار اقيقة بين متراافا انمر الواحدد فدالترااي‬
‫موجوا قطعا نقرأه في الكتب ونتعامل به في حيارنا اليومية‪ ،‬ومن ينكره فهو‬
‫يتعامل به بأقواله وأفعالده وينكدره بلسدانه‪ ،‬وسديبقى رراافدا حتدى وإن سدماه‬
‫باسم آسر!!‬
‫ومن ذلك أيضا أسماء النار في القرآن الكريم‪ ،‬منها ‪ :‬ال َهاويَة‪ ،‬قال رعالى‪:‬‬
‫اب َمدا ه َيد آه َندار َحام َيدة ﴾‬ ‫يندهر فَأ ر ُّمدهر هَاو َيدة َو َمدا أ َ آا َر َ‬ ‫ت َم َواز ر‬ ‫﴿ َوأ َ َّما َم آن َس َّد آ‬
‫ط َمدة َو َمدا‬ ‫[القارعة‪ )11 – 8 :‬وال رحطمة‪،‬قال رعدالى‪َ ﴿ :‬كد َّال لَير آن َبدذَ َّن فدي آال رح َ‬
‫ع َلدى آان َ آفئددَة ﴾ [الهمدزة‪- 4 :‬‬ ‫َطلد رغ َ‬ ‫ن آال رموقَدَة ر الَّتي ر َّ‬ ‫َار َّ‬‫ط َمةر ن ر‬ ‫اب َما آال رح َ‬ ‫أ َ آا َر َ‬
‫يم‬‫ط َى َوآ َد َر آال َح َيداة َ الددُّ آن َيا َفدإ َّن آال َ حد َ‬ ‫‪ ) 7‬وال حيم ‪،‬قال رعالى ‪ ﴿:‬فَأ َ َّما َم آن َ‬ ‫]‬

‫ي‬ ‫عن آال َه َوه فَإ َّن آال َ نَّةَ ه َ‬ ‫ا َ‬ ‫ام َربكه َونَ َهى النَّ آ َ‬ ‫َاي َمقَ َ‬ ‫ي آال َمأ آ َوه َوأ َ َّما َم آن س َ‬ ‫ه َ‬
‫{وإذَا آال َ حدددددي رم‬ ‫آال َمدددددأ آ َوه ﴾ النازعدددددا ‪ )41 – 37 :‬وقدددددال رعدددددالى‪َ :‬‬
‫صالروا آال َ حيم رد َّم ي َرقدا رل َهدذَا‬ ‫سعك َر آ [التكوير ‪ ]12 :‬وقال رعالى ‪ ﴿:‬ر َّم إنَّ ره آم لَ َ‬ ‫ر‬
‫الَّذ رك آندت ر آم بده ر ر َكدذكبرونَ ﴾ [المط دين‪ ) 17 ،16 :‬وجهدنم ‪،‬قدال رعدالى ‪ ﴿:‬إ َّن‬
‫لطاغينَ َمآبا َالبثينَ في َها أَحآ قَابدا ﴾ [النبدأ‪،) 23 – 21 :‬‬ ‫صااا ل َّ‬ ‫َت م آر َ‬ ‫َج َهنَّ َم َكان آ‬
‫اب‬ ‫وقال رعالى ‪ ﴿:‬إ َّن الَّذينَ فَتَنروا آال رمؤآ منينَ َو آال رمؤآ منَا ر َّم َلد آم يَتروبدر وا فَلَ رهد آم َ‬
‫عدذَ ر‬
‫اب آال َحريق ﴾ [البروج‪، ) 10 :‬وقال رعالى ‪ ﴿:‬إ َّن الَّذينَ َك َد رروا‬ ‫عذ َ ر‬ ‫َج َهنَّ َم َولَ ره آم َ‬
‫م آن أ َ آهل آالكت َاب َو آال رم آيركينَ في نَار َج َهنَّ َم سَالدينَ في َها أرولَئ َ ره آم ش َُّر آالبَريَّة ﴾‬
‫[البينة‪) 6 :‬‬
‫واضح من رل انسماء أنها أسماء لمسمى واحدد هدو الندار‪ ،‬موضدوعها‬
‫واحددد ولدديا متعددداا‪ ،‬ون ددا انمددر ينطبددق علددى أسددماء ال نددة والمعدداا‬
‫انسرو فنحن أمام متراافا لمسمى واحد له عدة أسماء كل اسدم وصد ه‬
‫بص ة أو أكثر من ص اره يتميز بها ذل المسمى ووص ه بص ة من صد اره‬
‫ال ين ي انصل وال يرناقضه وإنما يتضمنه بالضرورة فدإذا قلندا مدثال‪ :‬فدالن‬
‫سديكون مصديره جهدنم‪ ،‬أو مصديره ال حديم‪ ،‬أو مصديره الندار فالشد أننددا‬
‫سن هم معنى واحدا‪ ،‬وال ن هم أنه سيدسل ال نة‪ ،‬وال أنده سديكون فدي منزلدة‬
‫بين المنزلتين‪ ،‬وال أنه سيكون في مكان آسر‬

‫وبما أن انمر كذل ‪ ،‬فلماذا أصر شحرور على ن ي الترااي فدي القدرآن‬
‫والل ة العربية‪ ،‬بل وفي جميغ الل دا حسدب زعمده؟؟‪ ،‬واضدح مدن زعمده‬
‫الباطل أنه ن ى وجوا الترااي لديا انطالقدا مدن موقدف علمدي باحدث عدن‬
‫الحقيقة‪ ،‬وال من اليل صحيح‪ ،‬وإنما ربناه عن سابق إصرار وررصد ليرحري‬

‫‪18‬‬
‫به القرآن الكريم وي تر بده عليده حسدب أوهامده وأهوائده ويقدول للنداس‪:‬‬
‫القرآن ليا هو الكتاب‪ ،‬والكتاب ليا هو القرآن‪ ،‬والقرآن ليا هو ال رقان‪،‬‬
‫والذكر ليا هو القدرآن وال الكتداب‪ ،‬وال ال رقدان هدذه المدزاعم المضدحكة‬
‫والباطلة قالها شحرور انطالقا من ن يه وجوا الترااي في الل ة العربية مدن‬
‫جهة‪ ،‬ورحري ه للقرآن الكريم مدن جهدة أسدره فهدذا الكاردب ال يبحدث عدن‬
‫الحقيقة‪ ،‬وال أن يدرس القرآن الكريم كما هو موجوا‪،‬وال كما يريد القرآن أن‬
‫ير همنا ن سه‪ ،‬وإنما يدرسه بخل ياره المذهبيدة وب ايارده ال رمبيتدة سدل ا لتحري ده‬
‫ورطويعه حسب هواه‬

‫وأما زعمه بأن الدراسا الل وية الحديثة ن ت وجوا الترااي في الل دا‬
‫وأ بتت أن الكلمة الواحدة ضمن التطور التداريخي إمدا أن رهلد أو رحمدل‬
‫معنى جديدا باإلضافة إلى المعنى انول وقد وجددنا هدذه الخاصدية واضدحة‬
‫كل الوضوش في اللسان العربي )؛ فهدو زعدم باطدل‪ ،‬نن المتراافدا مدثال‬
‫موجواة في الل ة ال رنسية باسم‪ . ) Synonymes :‬مدن ذلد أن السديارة‬
‫رسدمى ‪ . Autmobil ، Voiture :‬كمدا أن المتراافدا موجدواة فدي‬
‫القرآن والل ة العربية قديما وحديثا كما بيناه سابقا ورطور معاني الكلمدا ال‬
‫ين ي وجوا المتراافدا وال يدر ؤا إلدى انقراضدها ‪،‬فمدغ بقداء معندى الكلمدة‬
‫القديم معموال به‪ ،‬فقدد يرسد تحد معند ى آسدر متراافدا لده مدغ اسدتالي نسدبة‬
‫التطابق‪ ،‬وقد يرستخرج منه معنى آسر م ايرا لمعناه انصلي كما أن التطور‬
‫الل و قد يؤا إلى استحدا متراافدا جديددة لدم ركدن موجدواة مدن قبدل‬
‫كاستحدا عدة أسماء لمسدمى واحدد‪ ،‬كتسدمية الهدارف المحمدول‪ :‬ال دوال‪،‬‬
‫والنقال‪ ،‬والمحمول‬
‫ثالثا‪ :‬إن الذ يريد اراسة القدرآن الكدريم اراسدة علميدة‪ ،‬وي همده فهمدا‬
‫صحيحا ي ب عليده أن ينطلدق مدن أرضدية القدرآن ن سده‪ ،‬وال ينطلدق مدن‬
‫أرضددية القددرن العيددرين المدديالا وال القددرن انول اله ددر نن القددرآن‬
‫كتاب رمحكم حكيم رم صل رمبين‪ ،‬له مع مه الل دو ‪،‬ومصدطلحاره وم اهيمده‬
‫وأصوله الخاصة به وال يصح إسضاعه لمعطيا أرضية القدرن العيدرين‬
‫وال غيره من القرون إال بقدر ما ررساعد في فهم القرآن الكريم فهما صدحيحا‬
‫من جهة‪ ،‬وركون رابعة له وليست َحكما عليه من جهة أسره وكدل محاولدة‬
‫ل هم القرآن اون ذل المنهت ‪ ،‬فهي محاولدة فاشدلة ورحريدف رمت َعمدد للقدرآن‬
‫الكريم‪ ،‬وستكون نتائ ه باطلة في مع مها وبما أن الكاردب محمدد شدحرور‬
‫رفض المنهت القرآني في فهم القرآن وأصر على فهمه بمنهت فاسد‪ ،‬فالشد‬
‫أن محاولته متهافتة قطعا‬

‫‪19‬‬
‫وأما بالنسبة لما قاله شحرور عن ال قده اإلسدالمي بأنده ردرا إسدالمي‪،‬‬
‫فكالمه ناقص‪ ،‬وفيده رددليا ور لديط نن ال قده اإلسدالمي لديا كلهدا ررا دا‬
‫علميا ‪ ،‬وإنما هو يتكدون مدن قسدمين أساسد يين‪ :‬انول يتمثدل فدي نصدوص‬
‫الكتاب والسنة الصحيحة التي قام عليها ذل ال قه‪ ،‬وهذا وحدي ولديا ررا دا‬
‫بيريا والقسم الثاني يتمثل في اجتهااا ال قهاء وفتداويهم التدي اسدتنبطوها‬
‫من رل النصوص وهذا القسم هو عمل بير يندرج ضمن الترا العلمي‬
‫اإلسالمي لكن الكارب محمد شحرور لم يرميدز بدين القسدمين ‪،‬وألحدق القسدم‬
‫انول بالثاني وأصدر عليه رحكما واحدا بأنه ررا بير ل اية في ن سه‬
‫وأما قوله بأنه ال قدسية نقوال ال قهداء والم سدرين‪ ،‬وإنمدا القدسدية لدنص‬
‫الكتاب فقط‪ ،‬فهو قدول فيده حدق وباطدل وال شد أن اجتهدااا أهدل العلدم‬
‫ليست معصومة وال مقدسة بدليل الير والعقدل والعلدم‪ ،‬وإنمدا الدوحي هدو‬
‫ال رمقدس والواجب إرباعده نن التقدديا وحدده ال يك دي لكدن الكاردب محمدد‬
‫شحرور كما لم يقدس اجتهااا ال قهاء والم سرين فهو لدم يقددس نصدوص‬
‫القرآن ‪ ،‬وليا صحيحا أنه قدسها فلو قدس القرآن اللتزم بمنهت القرآن فدي‬
‫فهم القرآن ولو قدكسه ما أهمل السنة النبوية ك‬
‫وقزمها‪ ،‬والقرآن الكريم أوجدب‬
‫سره بالتأويل التحري ي عن سابق إصرار وررصد‬ ‫أرباعها ولو قدكسه ما ف ك‬
‫وفيما يتعلق ب هم القرآن الكريم ‪ ،‬فال ش أنه كتاب رضمن آيدا محكمدا‬
‫هي أصل الكتداب‪ ،‬وأ رسدر متيدابها رحتمدل عددة قدراءا لكنهدا ال رحتمدل‬
‫قراءا وال فهوما متناقضة‪ ،‬وإنما هي من باب استالي التندو ال التنداقض‬
‫ير سرها القرآن الكريم بن سه بآيا أسره وبما أن القدرآن الكدريم هدو كتداب‬
‫رمحكم حكيم رم صل مبين ال يأريه الباطل أبدا‪ ،‬فهدو ير سدر ن سده بن سده‪ ،‬فدإذا‬
‫ذكر آية متيابهة في موضدغ فهدو ير سدرها فدي موضدغ أو مواضدغ أسدره‬
‫وهذا يعني أن القرآن الكريم كله رمحكم وال يوجد فيده آيدا متيدابها غيدر‬
‫قابلة لل هم ومغ أن القرآن كذل فإن فهم أهل العلم له نسبي حسدب قددرارهم‬
‫وعلومهم وظروفهم لكن ال هم الصحيح للقرآن الكريم ال يدتم بدالمنهت الدذ‬
‫اربعه شحرور‪ ،‬وإنما يتم فهمده بدالمنهت الدذ وضدعه القدرآن ل هدم القدرآن‪،‬‬
‫وهذا هو المنهت الذ يقتضيه العقل والعلم ل هم القرآن فهمدا صدحيحا وأمدا‬
‫المنهت الذ اربعده شدحرور‪ ،‬فهدو مدنهت ال يقتضديه العقدل وال العلدم وإنمدا‬
‫رقتضيه انوهام وانهواء التي أقدام عليهدا شدحرور منه ده وهدو بدذل لدم‬
‫يحترم القرآن وال العقل وال العلم وال القراء‪ ،‬وإنمدا احتدرم ظنونده وأوهامده‬
‫وأهواءه!!!!‬

‫‪20‬‬
‫ومن ذلك أيضا أن شحرورا قدال عدن العوائدق التدي رعدو ال كدر عدن‬
‫ممارسة البحث العلمي الصحيح ‪ :‬إن ال كر العربي المعاصر ومدن ضدمنه‬
‫ال كر اإلسالمي يعاني من المياكل انساسية التالية‪:‬‬
‫– ‪1‬عدم التقيد بمنهت البحدث العلمدي الموضدوعي فدي كثيدر مدن انحيدان‪،‬‬
‫وعدددم رطبيددق الكتدداب المسددلمين لهددذا المددنهت علددى الددنص القدسددي الددديني‬
‫المتمثل بآيا الكتاب الموحى إلى محمد صلى هللا عليه وسلم حيدث إن أول‬
‫شرط من شروط البحث العلمي الموضوعي هو اراسة النص بدال عواطدف‬
‫جياشة‪ ،‬من شأنها أن روقغ الدارس في الوهم‪ ،‬وسصوصا إذا كدان موضدو‬
‫‪1‬‬
‫الدراسة نصا اينيا أو نحو ذل ‪).‬‬
‫أقول‪ :‬أوال‪ ،‬ذل اليدرط لديا صدحيحا فدي مع مده‪ ،‬وفيده ارهدام لل ركتداب‬
‫المسلمين وعددم ارهدام ل يدر المسدلمين عنددما يكتبدون عدن اإلسدالم ولديا‬
‫صحيحا أن ال ركتاب المسلمين ال يرطبقون المنهت العلمي في اراستهم للقدرآن‪،‬‬
‫فهم يطبقونه غالبا نن القرآن ن سه يأمرهم بتطبيقه عندما يدرسدون القدرآن‪،‬‬
‫ب‬‫ن ب آَيدر ع آلد ٍم َو َال رهدده َو َال كتدَ ا ٍ‬ ‫كقوله رعالى‪َ :‬ومنَ النَّاس َمن ير َ اا رل في َّ‬
‫ص د َر‬ ‫الس د آم َغ َو آال َب َ‬
‫آا َل د َ ب ده ع آل دم إ َّن َّ‬ ‫ف َم دا َل دي َ‬ ‫ُّمنيد ٍدر [الحددت ‪،) ]8 :‬و َوالَ ر آَق د ر‬
‫ع آنهر َم آسؤروال [اإلسراء ‪،)]36 :‬و أ َ َّمن َي آبدَأ ر آالخ آَلدقَ رد َّم‬ ‫َو آال ر َؤااَ رك ُّل أرولدئ َ َكانَ َ‬
‫ن رقد آل َهدارروا ب آرر َهدانَ رك آم إن‬ ‫س َماء َو آان َ آرج أَإ َلده َّمد َغ َّ‬ ‫يرعيدرهر َو َمن يَ آر رزقر ركم كمنَ ال َّ‬
‫سدونَ آال َحد َّق ب آالبَاطدل‬ ‫صااقينَ [النمل ‪،) ]64 :‬و َيدا أ َ آهد َل آالكتدَ اب لد َم ر آَلب ر‬ ‫ركنت ر آم َ‬
‫َور َ آكت ر رمددونَ آال َحد د َّق َوأَند دت ر آم ر َ آعلَ رمد دونَ [آل عمدددران ‪ ) ]71 :‬فارهدددام شدددحرور‬
‫للمسددلمين ال يصددد علدديهم غالبددا‪ ،‬نن القددرآن يددأمرهم بددااللتزام بددالمنهت‬
‫العلمي الصحيح‬
‫كمددا أندده كددان ي ددب علددى شددحرور أن ينتقددد المنحددرفين عددن اإلسددالم‬
‫والطاعنين فيه ‪ ،‬ويبدأ بن سه أوال‪ ،‬ننه هو واحد منهم ومن كبار رؤوسدهم‪،‬‬
‫والذين يقرؤون القرآن بمنهت غيدر علمدي ويرطدالبهم بدااللتزام بده‪ ،‬وهدو أن‬
‫يقرؤوا القرآن بل ته ومعانيه ومنه ه‪ ،‬وهذا يت دق رمامدا مدغ المدنهت العلمدي‬
‫الصحيح وي رضه على الباحثين‬

‫ثانيا‪ :‬ليا شرطا في البحث العلمي النزيه أن يددرس الباحدث القدرآن أو‬
‫غيره من الكتب وانبحا بال عواطف جياشة‪ ،‬من شأنها أن روقغ الددارس‬
‫‪2‬‬
‫في الوهم‪ ،‬وسصوصا إذا كان موضو الدراسة نصا اينيا أو نحدو ذلد ‪).‬‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪30 :‬‬
‫‪ 2‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪30 :‬‬

‫‪21‬‬
‫هذا ليا شرطا علميدا وال يصدح قولده‪ ،‬وال يرمكدن أن يوجدد‪ ،‬ننده ال يرمكدن‬
‫نحد أن يقوم ببحث اون عواطف رصاحبه في بحثه ب دض الن در هدل هدي‬
‫جياشة‪ ،‬أم ال ؟! وهل غايتها طلب الحقيقة أم طمسدها وكتمانهدا ؟! وعليده‬
‫فال يصح ذل اليرط بتل الصي ة‪ ،‬وإنما إذا كدان الباحدث لده عاط دة قويدة‬
‫وجياشة جدا ردفعه للبحث طلبا للحقيقية وأسذا بها‪ ،‬والتزمد ا بدالمنهت العلمدي‬
‫الصحيح‪ ،‬فهذا أمر جيد جدا‪ ،‬ويري غ عليه صاحبه وال يرعاب عليده لكدن إن‬
‫وجد باحث آسر له عاط ة قويدة وجياشدة جددا غايتده مدن البحدث االنتصدار‬
‫للباطل وكتمان الحق فهذا هو الذ ي دب أن يرنكدر عليده‪ ،‬ويرطالدب بدالتخلي‬
‫عن عاط ته ال ياشة ومنه ه المنحري ويلتزم بالمنهت العلمي الصحيح‬

‫كما أن الباحث صاحب العاط ة ال ياشة الذ له اين أو مذهب يأمره أو‬
‫يي عه على التحريدف والخددا واالنتصدار للباطدل ي دب عليده أن يخال ده‬
‫ويستخدم عاط ته لرفض ما يأمره ‪ ،‬وينتصدر للحيداا والحدق بعاط دة قويدة‬
‫وهذا سالي الباحث صاحب العاط ة ال ياشة الذ له ايدن أو مدذهب يدأمره‬
‫بالنزاهة العلميدة واالنتصدار للحقيقيدة‪ ،‬فهدذا ي دد سدندا وعوندا مدن اينده أو‬
‫مذهبه فتكدون عاط تده اافعدا قويدا لده فدي االلتدزام بالموضدوعية فدي بحثده‬
‫العلمي وهذا هو حال الباحث المسلم الملتدزم ‪ ،‬نن اينده يدأمره باإلنصداي‬
‫وإربا الحق واالنتصار له‪ ،‬فهذا ال يرطالدب بإبعداا عاط تده ال ياشدة‪ ،‬وإنمدا‬
‫انول هو الذ يرؤمر بإبعاا أو الت لب على عاط ته التدي رحثده علدى الذاريدة‬
‫والتحريف وعدم االعتراي بالحقيقدة‪ ،‬وعليده أن ي تهدد لكدي يرحولهد ا اافعدا‬
‫إ ي ابيا ال سلبيا وال ش أن الباحث محمد شحرور قد كتدب كتابده ‪ :‬الكتداب‬
‫والقرآن بعاط ة جياشة‪ ،‬وهي التي جعلته ييترط علدى الباحدث هدذا اليدرط‬
‫وغيره فهل كتبده بتلد العاط دة انتصدارا للموضدوعية والحدق أم انتصدارا‬
‫للذارية والخرافة وانوهام؟؟‪،‬إنه كتبه انتصارا للباطل ونهوائه وكتابه ييهد‬
‫عليه بالتحريف والكذب والتدليا والخدا كما بيناه في كتابندا هدذا!! وهدل‬
‫طالب شحرور الباحثين المسلمين بتلد اليدروط ليرضدعف فديهم روش النقدد‬
‫والمقاومة من جهة؛ ويبقى هو مدفوعا بعاط ته ال ياشة ليدتمكن مدن التدأ ير‬
‫فيهم ونير فكره بينهم من جهة أسره ؟ نعم إنه كتب كتابه بعاط ة رحري ية‬
‫جياشة وماكرة من جهة؛ وقدال بتلد المدزاعم ليرضدعف فدي المسدلمين روش‬
‫النقد والمقاومة من جهة أسره‬

‫ثم إن شحرورا ركلم عن انسباب انساسية التي أعاقت ال كر اإلسالمي‬


‫من ممارسته للبحث العلمي الصحيح فقال‪ :‬إصدار حكم مسبق على ميكلة‬

‫‪22‬‬
‫ما قبل البحث في هذه الميكلة‪ ،‬وسير مثال على ذل “المدرأة فدي اإلسدالم”‬
‫إذ نره الباحث اإلسالمي مقتنعدا مسدبقا وقبدل البحدث أن وضدغ المدرأة فدي‬
‫اإلسالم وضغ سليم وأن اإلسالم أنص ها‪ ،‬فيكتب كتابدا فدي ذلد ويقدول إنده‬
‫بحث علمي وكل ما فعله أنه أوجد التبريرا لوجهة ن ره المسبقة‪ ،‬وندره‬
‫الباحث المعاا لإلسالم مقتنعا مسدبقا أن اإلسدالم ظلدم المدرأة‪ ،‬ويقددم بحثدا‬
‫عن ذل ويقول إنه بحث علمدي وكالهمدا وقدغ فدي الخطدأ ن سده‪ ،‬إذ إن أ‬
‫ميكلة رتطلب بحثا علميا موضوعيا‪ ،‬رعني أن الباحث ن سه غير رمتأكدد مدن‬
‫النتددائت‪ ،‬أو ال يعددري النتددائت أصددال وبالتددالي أجددره بحثددا علميددا ليتأكددد أو‬
‫‪1‬‬
‫ليعري النتائت‪) ،‬‬

‫أقووول‪ :‬إن انمددر لدديا كددذل ‪ ،‬نن البحددث العلمددي النزيدده والمحايددد ال‬
‫يتطلب بالضرورة عدم ارخاذ موقف أو إصدار حكم رمسبق على ميدكلة مدا‬
‫يرراا بحثها نن الباحث عنددما ييدر فدي البحدث إمدا أن يكدون علدى علدم‬
‫بأصول الميكلة ور اصيلها ونتائ هدا لكنده يريدد أن يتأكدد منهدا رأكددا يقينيدا‬
‫وموضوعيا و رمعمقا و رمبرهنا‪ ،‬أو يريد أن يرقنغ بها غيره بعد اقتناعه هو بها‬
‫وإما أن ركون معرفتده بهدا معرفدة ميوشدة وناقصدة‪ ،‬فيبحدث فيهدا ليعرفهدا‬
‫معرفة صحيحة وكاملة‪ ،‬فيضغ لها فرضيا واحتمداال ليتأكدد منهدا وإمدا‬
‫أنه ي هلها جهال راما وهنا يبدأ من الص ر وي مغ كل ما يتعلق بالميكلة مدن‬
‫أصولها ور اصيلها ونهايارها وفي كل هذه الحاال ال رتطلب اراستها عددم‬
‫ارخاذ موقف ‪،‬أو إصدار حكم رمسبق على الميكلة‪ ،‬وإنما المطلوب منده أوال‬
‫ليا ذلد وإنمدا هدو أن يكدون مدن البدايدة باحثدا نزيهد ا محايددا طالبدا للعلدم‬
‫والحقيقية وليا االنتصار لحكمه ال رمسبق من الميكلة وهدذا الحكدم ال رمسدبق‬
‫إن كان قائما على معطيا علمية مقبولة فهو ال يعو البحث وإنما هدو مدن‬
‫فرضيا الميكلة ويساعده في البحث كما أن من أب ديا البحدث العلمدي‬
‫الم دراا‬
‫فددي العلددوم الطبيعيددة واإلنسددانية وضددغ فرضدديا مسددبقة لل ددواهر ر‬
‫اراستها‪ ،‬فهي من وسدائل البحدث المسداعدة لكدن عنددما رصدبح المواقدف‬
‫المسبقة من القضايا المدروسة عائقا رعو البحث العلمدي النزيده هندا ي دب‬
‫التخلص منها أو إبعااها ووضعها جانبا لكي ال رعو الحث العلمي النزيه‬

‫ومن تلك األسباب‪ ،‬أنه قدال‪ :‬عدم االستدادةمما دلاالسداتددةناالنيتدةي ا‬


‫وعم االسادةعلاالألص لاالس بمعا عهة اح ثاسا كلاألايضد اكدلا دةاأيا د ا‬
‫السدكراالنيتةيي ا يذاالس ويةلاإسىا و يةاهدذال ايدياهدة لاالس أد اأواالسبةأدل ا‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪30 :‬‬

‫‪23‬‬
‫يإذالاقاية‪:‬اإلاكلا ةاأرح االسدكراالنيتةيياشدي اوالنتد اشدي ا‪ ،‬در اأ ا‬
‫كلا ةا أراييابةسكايةنت اغ راذسك ا ياجاسم يةاتؤاللاسا كدلاالن ةبد ا‬
‫عا اوهوا( ةاهواالنت )؟ايض لاهذالاالس يأقاس ا ا ااعر فاالنت اإسدىا‬
‫الس و ‪.‬اأ ةاإذالاقاية‪:‬اإلا ةاأرح االسدكراالنيتةيياي اغدثاوي د اي د ل اوي د ا‬
‫حقاوي ابةأل اوي ا أ اوي د اصدوال ايهدذالا عيدياأييدةايحدلاالس تدا لا‬
‫قةمرولاعاىاألايادةعلاإ ةب دةا د االسدكدراالنيتدةيياكاد امولا دوف اأوا‬
‫و ددل اوسكددلاحاددىا ددا اهددذالاالسادةعددلاالن ددةبيا د اعا يددةايحددلاالسعددر ا‬
‫والس تا لاألاي ااكا زاليةا رية ايتاأ األايادةعلاب ا االآل در ل امولا‬
‫‪1‬‬
‫وف اوهذالاالس زاللاغ را و وماعيميةايياالسوقناالسحةضر )‬

‫أقووول‪ :‬ذل د القددول غيددر صددحيح فددي مع مدده‪ ،‬وفيدده رحامددل كبيددر علددى‬
‫الباحثين المسلمين‪ .‬ننه أوال‪ ،‬ي ب أن ن ر بين العلم وال كر ال لس ي ‪ ،‬نن‬
‫العلم هو حقائق علمية ابتة ال يحق نحد أن يرفضدها‪ ،‬لكدن ال لسد ا لديا‬
‫كددذل فهددي فرضدديا ومحدداوال واجتهددااا فكريددة رقددوم علددى ال نيددا‬
‫وانوهددام وانهددواء ولهددا سل يددا اينيددة ومذهبيددة كثيددرة حسددب ار اهددا‬
‫أصحابها‪ ،‬وليا فيها من العلم إال القليل وعليه في ب عدم الخلط بينها وبين‬
‫العلم من جهة؛ وعدم انسذ بها إال بعد نقدها والتحقق من صدحتها مدن جهدة‬
‫أسره وعليه فمن من الخطأ اعوة الناس إلى االهتمدام بهدا والت اعدل معهدا‬
‫وربنيها ورطبيقها ال يصح ذل نن ضررها أكثر مدن ن عها وبمدا أن انمدر‬
‫كذل فمن يدعو إلى قبول رل ال لس ا فهو جاهل‪ ،‬أو صداحب هدوه‪ ،‬قدال‬
‫ذل لنوايا ليست بريئة‬

‫وبما أن انمر كذل ‪ ،‬فقول شحرور ‪ :‬يإذالاقاية‪:‬اإلاكلا ةاأرح االسدكدرا‬


‫النيتةيياشي اوالنت اشي ا‪ ،‬در اأ اكدلا دةا أدرايديابةسدكايةنتد ا‬
‫غ راذسك ا ياجاسم يةاتؤاللاسا كلاالن ةب اعا د اوهدوا( دةاهدواالنتد )؟ا‬
‫يض لاهذالاالس يأقاس ا ا ااعر فاالنت اإسىاالس و )‪ .‬فهو لديا فدي محلده‪،‬‬
‫كما أن رعريف اإلسالم ال يتوقف أبدا على معرفة رل ال لسد ا وال ربنيهدا‪،‬‬
‫نن اإلسالم ي د رعري ه أوال في الكتاب والسنة الصحيحة من جهة‪ ،‬وهدو ال‬
‫يرخددالف ن ددرا عقليددا صددريحا وال علمددا صددحيحا‪ ،‬وإنمددا يددرفض انهددواء‬
‫ن‬‫سبيل ك‬ ‫عن َ‬ ‫وال نون قال رعالى‪َ :‬وإن ررط آغ أ َ آكث َ َر َمن في ان َ آرج يرضلُّ َ‬
‫وب َ‬
‫صونَ [اننعدام ‪،) ]116 :‬و إن يَتَّب رعدونَ‬ ‫إن يَتَّبعرونَ إالَّ ال َّ َّن َوإ آن ره آم إالَّ يَ آخ رر ر‬
‫ا َولَقَ آد َجاء رهم كمن َّربكه رم آال رهدَه [الن م ‪) ]23 :‬‬ ‫إ َّال ال َّ َّن َو َما ر َ آه َوه آانَن ر ر‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪31 :‬‬

‫‪24‬‬
‫ثانيا‪ :‬لديا صدحيحا أن علمداء اإلسدالم قدديما وحدديثا رفضدوا ال لسد ا‬
‫اإلنسانية لم را أنها فلس ا أو ننها صحيحة‪ ،‬وإنما رفضوا ال انب ال اسد‬
‫منهدددا‪ ،‬ننددده كدددان مخال دددا للدددوحي الصدددحيح والعقدددل الصدددريح‪ ،‬والعلدددم‬
‫الصحيح رفضوه بانالة العلمية من جهة؛ واعترفوا بصدحيحه وانت عدوا بده‬
‫من جهة أسره‬

‫وعلمدداء اإلسددالم الملتزمددون هددم أكثددر الندداس موضددوعية وصدددقا‬


‫اس أ َ آشديَاء ره آم َو َال ر َ آع َثد آوا‬ ‫سوا َّ‬
‫الند َ‬ ‫وإسالصا‪ ،‬نن هللا رعالى يقول لهم‪َ :‬و َال ر َ آب َخ ر‬
‫نَ َيأ آ رم رر رك آم أَن ررؤاُّواآ ان َ َمانَا‬
‫في آان َ آرج رم آسدينَ [اليعراء ‪،)]183 :‬و إ َّن ك‬
‫نَ نع َّما َيع ر ركم بده إ َّن‬ ‫إلَى أ َ آهل َها َوإذَا َح َك آمترم َبيآنَ النَّاس أَن رَحآ رك رمواآ ب آال َع آدل إ َّن ك‬
‫سدميعا بَصديرا [النسدداء ‪ )]58 :‬ولهددم مواقددف علميددة ميددرفة فددي‬ ‫نَ َكدانَ َ‬ ‫ك‬
‫مددواق هم مددن ال لسد ا القديمددة ‪ ،‬فهددم رغددم إنهددم انتقدددوها كثيددرا‪ ،‬إال أنهددم‬
‫اعترفوا ب انبها االي ابي وانت عوا به‪ ،‬وشهدوا لبعض رجالها بمدا كدان لهدم‬
‫‪276‬هد)‬ ‫من فضل من ذل مثال أن المحد انايب ابن قتيبة الدينور‬
‫‪ ،‬استعان بال لس ة و رجالها عندما را على المتكلمين من المعتزلة وال همية‬
‫في راهم لحديث صحيح ‪،‬و هو حديث الذباب ‪ ،‬و فيه أن رسول هللا –صلى‬
‫هللا عليه وسلم – قال ‪ :‬إذا وقغ الذباب في إناء أحددكم فاغمسدوه فدإن فدي‬
‫أحد جناحيه سما و في اآلسر شد اء )) ‪ ،‬فقدال إنندا إذا رجعندا إلدى ال لسد ة‬
‫وجدنا أن الذباب بمنزلة الحية ‪،‬و قد قال عنها انطبداء أن لحمهدا شد اء مدن‬
‫سحق معه ‪ ،‬دم‬ ‫سمها ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬إن الذباب الذ إذا سلكط بان مد –كحل – و ر‬
‫اكتحل به زاا ذل في نور البصر ‪،‬و شدك مراكز اليعر من انج ان وحافا‬
‫‪1‬‬
‫ال ون و قد حكى أرسطو عن قوم أنهم كانوا يأكلون الذباب فال يرمدون‬

‫وعندما ردرجم الحدافظ شدما الددين الدذهبي للطبيدب علدي بدن رضدوان‬
‫‪450‬ه رية) ‪ ،‬سماه ‪ :‬ال يلسدوي البداهر ‪ ،‬و قدال عنده ‪ :‬كدان‬ ‫المصر‬
‫مسلما موحدا ‪ 2‬و قال عن ال خر الراز ‪ :‬العالمة ال يلسوي ‪ ،‬كدان يتوقدد‬
‫ذكاء‪ 3‬و أما ابن ريمية فقد اعتري بأن في ال لس ة اليونانية مدا هدو صدحيح‬
‫معروي بالمياهدة والحساب الصحيح من أحوال ال ل ‪ ،‬و هو علم صدحيح‬
‫ال يردفغ ‪ ،‬كاستدارة ال ل ‪ ،‬فهدي مسدتديرة و ليسدت مضدلعة علدى حدد قدول‬
‫بعض المتكلمين م قال ‪ :‬إن من بد بعض المتكلمين أنهم يراون مدا قالده‬
‫ص‪230 ،228 :‬‬ ‫‪ 1‬ابن قتيبة ‪ :‬رأويل مختلف الحديث ‪،‬‬
‫‪ 2‬السيكر ‪ ،‬ج ‪ 17‬ص‪35 :‬‬
‫‪ 3‬ن ا المصدر ‪ ،‬ج ‪ 22‬ص‪29 ،29 :‬‬

‫‪25‬‬
‫م أكد على أنه ي دب قبدول‬ ‫ال الس ة من علم صحيح معقول موافق للير‬
‫الحق الذ مدغ ال السد ة و عددم راه مدا اام يوافدق الكتداب و السدنة وقدال‬
‫أيضا ‪ :‬إن في فلس ة اليونان حق و باطل ‪ ،‬كما هدو الحدال عندد غيدرهم مدن‬
‫‪1‬‬
‫اليعوب‬
‫و عندددما قددارن ابددن ريميددة بددين المتكلمددين و ال السد ة ‪ ،‬قددال ‪ :‬إن كددالم‬
‫المتكلمة في اإللهيا فيه الصواب و الخطأ ‪ ،‬لكنهم أعلم بها و أكثدر صدوابا‬
‫و أسددد قددوال مددن المت لسدد ة ‪ ،‬الددذين هددم بدددورهم أحددذ فددي الطبيعيددا‬
‫‪2‬‬
‫والرياضيا ممن لم يعرفها كمعرفتهم ‪ ،‬مغ ما فيها من الخطأ‬

‫ومن األسووباب انساسدية التدي أعاقدت ال كدر اإلسدالمي مدن ممارسدته‬


‫للبحث العلمي الصحيح حسب شحرور‪ ،‬قوله‪ :‬عدم وجدوا ن ريدة إسدالمية‬
‫فددي المعرفددة اإلنسددانية‪ ،‬مصدداغة صوويا ة حديثووة معاصوورة‪ ،‬ومسووتنبطة‬
‫حصراً‪ ،‬من القوورآن الكدريم‪ ،‬لتعطيندا مدا يسدمى إسدالمية المعرفدة) بحيدث‬
‫رعطدي هددذه الن ريددة منهجوا ً فووي التفكيوور العلمووي لكوول مسوولم‪ ،‬ورمنحدده قددة‬
‫بالن ا وجرأة على التعامدل والت اعدل مدغ أ نتداج فكدر أنت ده اإلنسدان‪،‬‬
‫ب ددض الن ددر عددن عقيدردده إن غيدداب هددذه الن ريددة‪ ،‬المصدداغة صددياغة‬
‫معاصدددرة‪ ،‬أاه بالمسدددلمين إلدددى التفكوووك الفكووورت‪ ،‬والتعصووو‪ ،‬الموو هبي‪،‬‬
‫واللجوء إلى مواقف فكرية أو سياسية ررا ية‪ ،‬مضدى عليهدا مئدا السدنين‪،‬‬
‫رقوم على كيل االرهاما بالك ر واإللحوواد والدندقووة والهرطقووة والمعتدليووة‬
‫والجبرية والقدريووة لهدؤالء وهدؤالء‪ ،‬كدل هدذا بهددي الخدروج مدن مدأز‬
‫فكر ‪ ،‬يقغ فيه المسلم في مواجهة ال كر المعاصر‪ ،‬علما بأنه ليا كدل فكدر‬
‫‪3‬‬
‫أنت ه اإلنسان هو عدو لإلسالم بالضرورة‪) .‬‬

‫أقول‪ :‬ذل القول باطل جملة ور صديال‪ ،‬ال يقولده إال جاهدل ‪،‬أو صداحب‬
‫هوه ننه أوال ‪ ،‬إن اإلسالم يقوم على الكتداب والسدنة الصدحيحة الموافقدة‬
‫له‪ ،‬وال يصح أبدا إبعااهدا كمدا فعدل شدحرور‪ ،‬وال ي عدل ذلد إال جاهدل أو‬
‫جاحد معاند‪ ،‬أو محري له غايا ليست بريئة سطط لهدا سدل ا وبيدان ذلد‬
‫هو أن من يؤمن بالقرآن الكريم صدقا وإسالصا والتزاما قلبا وقالبا يسدتحيل‬
‫أن يرفض السنة النبوية ويقصيها رمامدا مدن أن ركدون المصددر الثداني بعدد‬
‫القرآن الكريم نن القرآن ن سه هو الذ أمرنا في آيا كثيرة بوجوب إربا‬
‫السنة النبويدة‪ ،‬وجعدل ذلد الديال علدى محبدة هللا والتدزام اينده منهدا قولده‬
‫‪ 1‬الرا على المنطقيين ‪ ،‬ص‪ 260 :‬و منهاج السنة النبوية ‪ ،‬ج ‪ 1‬ص‪ 357 :‬و ارء التعارج ‪ ،‬ج ‪ 7‬ص‪334 :‬‬
‫‪ 2‬منهاج السنة ‪ ،‬ج‪ 1‬ص‪359 :‬‬
‫‪ 3‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪31 :‬‬

‫‪26‬‬
‫ش َ َر بَ آينَ ره آم رد َّم الَ يَ ددرواآ‬‫وب في َما َ‬ ‫ى ير َح كك رم َ‬‫سبحانه ‪ :‬فَالَ َو َربك َ الَ يرؤآ منرونَ َحت َّ َ‬
‫سلك رمواآ رَسآليما [النساء ‪،)]65 :‬و قر آل إن ركندت ر آم‬ ‫آت َوير َ‬
‫ضي َ‬ ‫في أَن رسه آم َح َرجا كم َّما قَ َ‬
‫غ ردور َّرحديم [آل‬ ‫نر َ‬ ‫نر َويَ آ د آر لَ ركد آم ذرنردوبَ رك آم َو ك‬ ‫نَ َفدارَّبعروني يرحآ بد آب رك رم ك‬
‫ررحبُّدونَ ك‬
‫نَ‬ ‫ع آنهر فَانت َ رهوا َوارَّقروا َّ‬‫سو رل فَ رخذروهر َو َما نَ َها رك آم َ‬ ‫عمران ‪،)]31 :‬و َو َما آر َا رك رم َّ‬
‫الر ر‬
‫نَ شَديدر آالعقَاب [الحير ‪ ) ]7 :‬وبما أن انمر كدذل فمدن ينكدر السدنة‬ ‫إ َّن َّ‬
‫رماما فهو متناقض مغ ن سه ومغ اإلسالم‪ ،‬وعليده أن يرراجدغ إيمانده وموق ده‬
‫ننه على سطأ كبير وانحدراي واضدح عدن الصدراط المسدتقيم؛ فدإن أصدر‬
‫على ذل فسيصبح من أهل انهواء والضالل !!‬

‫ثانيا‪ :‬إن المسلمين في الحقيقة ليسوا في حاجة إلدى ن ريدة إسدالمية فدي‬
‫المعرفة اإلنسانية أصال‪ ،‬نن اإلسالم اين هللا رعالى كامل شامل جمغ الددين‬
‫والدنيا‪ ،‬والعبااا والمعامال ‪ ،‬وال كر والعلم؛ وإنما هدم فدي أمدا الحاجدة‬
‫إلى أن يعواوا إلى ايدنهم عدواة صدحيحة وبصدد وإسدالص وعمدل لكدن‬
‫المسلمين لم ي عل ذل ‪ ،‬فاإلسالم مثال يأمر بانسوة والوحدة بين المسدلمين‪،‬‬
‫لكن المسلمين لم يلتزموا بذل قديما وال حديثا واإلسالم يأمر بالعمل وفعدل‬
‫الخيرا واست الل روا العالم من أجل الخيدر‪ ،‬لكدن المسدلمين لدم ي علدوا‬
‫ذل إال قليال واإلسالم يأمرندا بالتعداون علدى البدر والتقدوه والمسدلمون ال‬
‫ي علون ذل إال قليال واإلسالم يأمر بطلب العلم النافغ بكل أنواعده مدن أجدل‬
‫سير البيرية‪ ،‬لكن المسلمين بعيدين عن ذل فالخلل لديا هدو أنندا ال نملد‬
‫مناهت للعلم والعمل والتعاون‪ ،‬فهي موجدواة وواضدحة فدي الكتداب والسدنة‬
‫وسدبل‬‫من جهة‪ ،‬كما أن علمداء اإلسدالم قدد كتبدوا كتبدا كثيدرة فدي المعرفدة ر‬
‫النهوج بالمسلمين من جهة أسره؛ وإنمدا هدو أنندا لدم نلتدزم بمدا أمرندا هللا‬
‫ورسوله‪ ،‬وإنما أسذنا بخالفهما!! فانمر أعمق مما قاله شحرور‪ ،‬فهدب أنده‬
‫رم استخراج وبيان منهت علمي للمعرفة اإلسالمية من الكتاب والسدنة‪ ،‬فهدل‬
‫هذا يحل مياكلنا؟؟!! ‪ ،‬طبعا لن يحلها‪ ،‬نن ميكلتنا ليسدت فدي ذلد ‪ ،‬وإنمدا‬
‫هي أعمق‪ ،‬إنها رتمثل في أننا لم نلتزم بدديننا التزامدا صدحيحا شدامال كدامال‬
‫قلبا وقالبا‬
‫ثالثا‪ :‬إن الذ أاه بالمسدلمين إلدى الت كد ال كدر والتعصدب المدذهبي‬
‫ليا هو غياب " الن رية المعرفية اإلسالمية " وإنما هو أن المسلمين اليدوم‬
‫ور وا ذل التعصب والت ك والتناحر منذ ال تندة الكبدره ومدا حدد بعددها‬
‫عندما انقسمت انمة على ن سها إلى فر وطوائدف متنداحرة ومتصدارعة ‪،‬‬
‫وك كر بعضها بعضا من جهة؛ ورل ال ر والمذاهب هي ن سدها مدا ردزال‬
‫موجواة اليوم بطريقة أو أسره‪ ،‬ورعمل جاهدة على نير أفكارها‪ ،‬وبعضها‬

‫‪27‬‬
‫يتلقى الدعم حتى من عند أعداء المسلمين من جهة انية م نحدن إلدى اليدوم‬
‫لم نتبغ الطريق الصحيح للدتخلص ممدا وقعدت فيده انمدة اإلسدالمية‪ ،‬وإنمدا‬
‫نحن اليوم ما ندزال علدى ذلد الطريدق ‪ ،‬أبعددنا الدوحي ورمسدكنا بخالفارندا‬
‫ومذاهبنا انتصارا لها على حساب ايننا ووحدرنا!! وهذا ليا ننندا ال نملد‬
‫" ن رية معرفية إسالمية" وإنما نننا لم نلتزم بما أمرنا هللا ورسوله التزامدا‬
‫صحيحا كامال‬

‫وليا صحيحا أن الخوج في مسائل علم الكالم وال َر سببه أننا وقعندا‬
‫في أزما فكرية في مواجهتنا لل كر ال ربي كما زعم شحرور؛ وإنما سدببه‬
‫أن رل المسائل الكالمية ما رزال رؤ ر فيندا ومطروحدة للنقدا مدن ناحيدة؛‬
‫وأن كثيرا مدن المداايين والعلمدانيين يتعمددون إ دارة رلد القضدايا انتصدار‬
‫لل ددر الضددالة وطعنددا فددي اإلسددالم وأهلدده ‪ ،‬ورعميقددا لخالفددا المسددلمين‬
‫وإش الهم بها من ناحية انية كما أن را المسلمين على ال ر الضالة قدديما‬
‫وحديثا ليا عيبا وال نقصا وإنما هو واجب شد رعا وعقدال وعلمدا‪ ،‬نن رلد‬
‫ال ر سال دت اليدر وحرفتده حسدب مصدالحها وأهوائهدا فلمدا را علديهم‬
‫علماء اإلسالم انتصر لهم أهل الضالل وانهواء من المعاصرين ب ير حدق‬
‫وسد اروا علددى نه هددم فددي رحريددف اليددر والتالعددب بدده كمددا فعددل محمددد‬
‫شحرور!!‬

‫وموون تلووك األسووباب أيضووا ‪ ،‬قددول محمددد شددحرور‪ :‬إن المسددلمين فددي‬
‫العصر الحاضر يعييون أزمة فقهيدة حدااة‪ ،‬و مدة صديحا صدااقة رقدول‪:‬‬
‫إننا بحاجة إلى فقه جديد معاصر‪ ،‬وبحاجة إلى فهدم معاصدر للسدنة النبويدة‪،‬‬
‫وقد ردم ريدخيص هدذه الميدكلة‪ ،‬ولكدن اون وضدغ حدل لهدا فدإذا أراندا أ‪،‬‬
‫نختر ال قده اإلسدالمي المدورو “ال قهداء الخمسدة” وجدب عليندا إعطداء‬
‫البديل‪ ،‬وهذا ما فعلناه في هذا الكتاب حيدث طرحندا منه دا جديددا فدي ال قده‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وطبقناه على أحكام المرأة فنت ت لدينا أحكام لم ركن عند ال قهداء‬
‫‪1‬‬
‫كلهم )‬

‫أقول‪ :‬نعدم إن المسدلمين اليدوم يعييدون أزمدا كثيدرة فدي كدل جواندب‬
‫الحياة‪ :‬سياسيا واجتماعيدا ‪ ،‬فقهيدا وفكريا‪،‬عسدكريا واقتصداايا‪ ،‬وال يقتصدر‬
‫انمر على ال اندب ال قهدي فقدط؛ وهدذا سدببه انساسدي والمباشدر والوحيدد‬
‫ابتعاانا عن الكتاب والسنة الصحيحة؛ فلو أسذنا بصدد وإسدالص اإلسدالم‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪32 :‬‬

‫‪28‬‬
‫كله وطبقناه في حيارنا ل رحلت ميكلنا كلها ‪ ،‬منهدا ال اندب ال قهدي وال يرمكدن‬
‫رطبيدق ال قده اإلسدالمي رطبيقدا كدامال وصدحيحا وشدامال فدي غيداب الحكدم‬
‫والم تمغ اإلسالميين علما بأن ال قه اإلسدالمي ليكدون فقهدا صدحيحا بَنداء‬
‫ي ب أن يقوم أوال على فقده الكتداب والسدنة مباشدرة مدن اون رعصدب ن‬
‫مذهب من ناحية؛ ورربعد المدذاهب ال قهيدة جانبدا ويرسدت اا منهدا عندد الحاجدة‬
‫اون رعصب لها ننها مدن ررا ندا العلمدي مدن ناحيدة انيدة؛ وال نحتداج مدن‬
‫ناحية الثة إلى فقه جديد معاصر كما زعم شدحرور‪ ،‬وإنمدا نحتداج إلدى فقده‬
‫قددائم علددى الددوحي وبمنه دده وم اهيمدده ومصددطلحاره وبحكمددة فددي فهمدده‬
‫ورطبيقه‪ ،‬وليا إلى قدراءة معاصدرة لده‪ ،‬بددعوه أنهدا معاصدرة كمدا زعدم‬
‫شحرور نن أية قراءة معاصرة لإلسالم أو ل قهه ال يرمكن أن ركدون علميدة‬
‫إال إذا قرأناه قراءة نزيهدة انطالقدا مدن الكتداب والسدنة الصدحيحة والتزامدا‬
‫بهما‪ ،‬ننه ال إسالم سارج هذيكن المصدريكن وأما إذا رمت رل القدراءة اون‬
‫االلتزام بما ذكرناه فهي قراءة معاصرة لكنها ليست علمية‪ ،‬وال موضوعية‪،‬‬
‫وال محايدة؛ وإنما هي قراءة رحري ية ال رختلف عدن قدراءا أهدل الضدالل‬
‫وانهواء قديما وحديثا وبذل يتبين أن المسلمين في الوقت الحاضر ليسدوا‬
‫في حاجة إلى قراءا معاصدرة لل قده اإلسدالمي وال ل يدره‪ ،‬وإنمدا هدم فدي‬
‫حاجة ماسة وضرورية إلى العواة إلى اينهم بعدواة صدااقة شداملة رت داوز‬
‫كل الحواجز وانغالل والقيوا التدي وضدعتها المدذاهب بدين المسدلمين مدن‬
‫جهة‪ ،‬ونن اين المسلمين يتمثل في الكتاب والسنة الصحيحة الموافقة له من‬
‫سدول إن‬ ‫الر ر‬ ‫ش آيءٍ فَ رراُّوهر إ َلدى ك‬
‫ن َو َّ‬ ‫جهة أسره قال رعالى‪ :‬فَإن رَنَازَ آعت ر آم في َ‬
‫س رن ر َأآويال [النساء ‪)]59 :‬‬ ‫اّلل َو آال َي آوم اآلسر ذَل َ َسيآر َوأَحآ َ‬
‫ركنت ر آم ر رؤآ منرونَ ب ك‬

‫ثم أن شحرورا زعم انه روجد معضلة متعلقة بالترا العلمدي اإلسدالمي‬
‫كال قه والت سير‪ ،‬فقال ‪ :‬هنا قد يسأل سائل‪ :‬ماذا ن عدل بكتدب التدرا مدن‬
‫فقده ور اسدير‪ ،‬التددي يطبدغ منهد ا كدل عددام آالي النسدت‪ ،‬وردددرس علدى أنهددا‬
‫اإلسالم؟ ال واب على هذا السؤال الصعب جدا هو أنني لدم أسدتطغ أن أقددم‬
‫هذا الكتاب‪ ،‬وأصل إلى النتائت المطروحة للقدارئ‪ ،‬إال بعدد أن ردم حدل هدذه‬
‫‪1‬‬
‫المعضلة مغ التأكيد على أنني عربي مؤمن مسلم )‬

‫أقووول‪ :‬إن التددرا العلمددي اإلسددالمي الملتددزم باليددر لدديا ميددكلة وال‬
‫معضلة ‪ ،‬فهو رغم أنه رضمن كثيرا من انسطاء والددسن فهدو فدي أصدوله‬
‫الكبره ررا إسالمي موافق للكتاب والسنة الصحيحة ‪ ،‬ورضمن اجتهااا‬
‫‪ 1‬م حمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪32 :‬‬

‫‪29‬‬
‫كثيرة صحيحة من جهة؛ لكنه من جهة أسدره ال يرمثدل فدي ميدزان اإلسدالم‬
‫ميكلة أصال ‪ ،‬نن الير هو الدذ أمدر باالجتهداا وحدث عليده وجعدل لده‬
‫أجريكن عند اإلصابة وأجرا واحدا عند الخطدأ كمدا أن هللا رعدالى أمرندا فدي‬
‫آيا كثيرة بالتمس بدينه ‪،‬وبالرا إليه وإلى رسوله عند التناز قال رعالى‪:‬‬
‫سدبيله‬
‫عدن َ‬ ‫َوأ َ َّن هَدذَا ص َراطي رم آست َقيما فَارَّبعروهر َوالَ رَتَّبعرواآ ال ُّ‬
‫سبر َل فَت َ َ َّر َ ب رك آم َ‬
‫صا ركم به لَعَلَّ رك آم رَتَّقرونَ [اننعام ‪،) ]153 :‬و يَا أَيُّ َها الَّذينَ آ َمنرواآ أَطيعرواآ‬ ‫ذَل رك آم َو َّ‬
‫ن‬‫ش آيءٍ فَ رراُّوهر إلَى ك‬‫سو َل َوأ ر آولي ان َ آمر من رك آم فَإن رَنَازَ آعت ر آم في َ‬ ‫الر ر‬ ‫نَ َوأَطيعرواآ َّ‬ ‫ك‬
‫س رن ر َأآويال [النساء‬ ‫اّلل َو آاليَ آوم اآلسر ذَل َ َسيآر َوأَحآ َ‬ ‫سول إن ركنت ر آم ررؤآ منرونَ ب ك‬ ‫الر ر‬
‫َو َّ‬
‫‪ )]59 :‬فالمسلمون أمرهم هللا رعالى باالحتكام إلى اينه فقط‪ ،‬وعندد التنداز‬
‫ي ب الرا إليه أيضا‪،‬وهذا يعني أن الترا اإلسالمي كال قده والت سدير لديا‬
‫وحيا م روضا علينا وإنما هو عمل بيدر أصدوله انساسدية شدرعية‪ ،‬ولدم‬
‫يأمرنا هللا رعالى باالحتكام إليه وال بالتعبد بده عنددما يرخدالف الدوحي‪ ،‬وإنمدا‬
‫أمرنا بااللتزام بدينه والرا إليه عندد التنداز وبمدا أن انمدر كدذل فترا ندا‬
‫نأسذ منه الصحيح الم يد لنا ‪ ،‬ونترب الذ ال ي يدنا وقسم منه قد فقد وظي ته‬
‫في زماننا هذا‪ ،‬وبقيت له قيمة راريخية بعدما فقد قيمته التطبيقية‬

‫وبذل يتبين أن الترا اإلسالمي ال يريكل ميكلة وال معضلة في ميزان‬


‫اإلسالم‪ ،‬وإنما هو معضلة عند المتعصبين لذل الترا ننهم يتعبدون بده ‪،‬‬
‫وينتصددرون لدده بحددق وب يددر حددق‪ ،‬وجعلددوه مدددسال ضددروريا لمعرفددة‬
‫اإلسددالم وهو معضددلة أيضددا بالنسددبة نهددل انهددواء الددذين وجدددوا التددرا‬
‫اإلسالمي ال رملتزم بالير ال يساعدهم علدى ممارسدارهم التحري يدة لليدر ‪،‬‬
‫فطعنوا فيه ب ير حق ورفضوه كله‪ ،‬ظنا مدنهم أن إنكدارهم للسدنة وإبعدااهم‬
‫للتدرا اإلسدالمي ال رملتدزم ير َم ككدنهم مددن رحريدف القدرآن ور سديره بددأهوائهم‬
‫انتصددارا لمددذاهبهم وأايددانهم وأهددوائهم !! وهددذا هددو ال عددل الددذ مارسدده‬
‫شحرور في كتابده " الكتداب والقدرآن ‪ :‬قدراءة معاصدرة" وقالده فدي كالمده‬
‫السابق‪ ،‬فقد أظهر إنكاره للسنة سابقا‪ ،‬م هنا طعن في الترا اإلسالمي كله‬
‫اون أن يرميز بين صحيحه وسقيمه من جهة؛ م شر مدن جهدة أسدره فدي‬
‫رأويل القرآن الكريم رأويال رحري ية مكيوفة بدعوه أنه يقرأ القرآن قراءة‬
‫معاصرة ف ن المسكين أنه ن ح في القيام بعمله التحري ي في رأويله للقرآن‬
‫الكريم‪ ،‬وهذا وهم وزعم باطل بال شد ننده فلديعلم اليدحرور وغيدره مدن‬
‫ال رمحرفين للقرآن أن إبعااهم للسنة والتدرا اإلسدالمي ال رملتدزم باليدر لدن‬
‫يرم ككنهم من رحريدف القدرآن لتبريدر ورأييدد أوهدامهم وأهدوائهم نن القدرآن‬
‫وحمدال‬
‫ك‬ ‫الكريم ‪ -‬ليا كما ي ن أهل انهواء والضالل‪ -‬بأنه سهل للتحريدف‬

‫‪30‬‬
‫أوجه كما يدعون‪ ،‬فهذا زعم باطدل قطعدا‪ ،‬نن القدرآن الكدريم كتداب رمحكدم‬
‫َحكيم وال يقبل التدأويال التحري يدة مهمدا كاندت ‪ ،‬وسديدم ها ويربدين زي هدا‬
‫قطعا وقد أ بتندا هدذا عمليدا فدي نقددنا نوهدام اليدحرور وأباطيلده فدي هدذا‬
‫الكتاب‬
‫ومن مداعم شحرور وأباطيله المتعلقة بمنهت البحث واالستدالل‪ ،‬أنده‬
‫قال‪ :‬يالحظ القدارئ أنندا قدد ر اوزندا فدي كتابندا هدذا كد ل أندوا التعصدب‬
‫المذهبي والطائ ي‪ ،‬وكان رائدنا هو البحث عن الحقيقدة بيدكل موضدوعي‪،‬‬
‫وقد حاولنا جاهدين ر نب التأ ر بانابيا التي كتبدت عدن اإلسدالم سدلبا أو‬
‫إي ابا‪.1).‬‬
‫أقول‪ :‬ذل القول زعم باطل جملة ور صديال‪ ،‬وهدو شداهد علدى الكاردب‬
‫محمد شحرور بالذارية والتعصب للباطل وقلة النزاهة والحياا العلمي وذل‬
‫أن هددذا الكارددب كددان متعصددبا للباطددل ال للحددق عندددما ارس القددرآن بمددنهت‬
‫مخالف للقرآن والعلم والعقالنية‪ ،‬ننه ارسه بمنهت ذاري وليا منه ا علميا‬
‫وارس القرآن بمنهت أهل الضالل وانهواء القائم على التعامدل مدغ القدرآن‬
‫بالتأويل التحري ي ال العلمي وهو بهذا قد رعصدب نهدل انهدواء والضدالل‬
‫المتقدمين والمتأسرين وألتحق بهدم ومدارس مدنه هم التحري دي ‪،‬كالمعتزلدة‬
‫والييعة‪ ،‬والعلمانيين والقاايانيين ‪،‬والحدكا يين والماركسيين ولو كان صااقا‬
‫في قولده بأنده ارس القدرآن طلبدا للحقيقيدة وبموضدوعية‪ ،‬مدا ارس القدرآن‬
‫حرفه عدن سدابق إصدرار وررصدد‪،‬‬ ‫بمنهت مخالف للقرآن و رمحري له‪ ،‬وما ك‬
‫عطدل‬ ‫وما رسلط عليده بالتأويدل التحري دي‪ ،‬ومدا أنكدر السدنة النبويدة ‪ ،‬ومدا ك‬
‫القرآن بطريقة " َحدَا ية " ماكرة كاذبة ريهد عليه بدالتحريف والخددا عدن‬
‫سابق إصرار وررصد!!‬
‫وأما شهادة شحرور لنفسه بأنه مؤمن بقولده‪ :‬مدغ التأكيدد علدى أنندي‬
‫عربي مؤمن مسدلم )‪2‬؛ فهدي شدهااة باطلدة‪ ،‬ننده ال يصدح لمسدلم أن ييدهد‬
‫لن سه باإليمان رأكيدا ‪ ،‬وإنما ييدهد لن سده باإلسدالم أوال‪ ،،‬دم يرعلدق وصد ه‬
‫لن سه باإليمان بقوله‪ :‬إن شاء هللا‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا مؤمن إنياء هللا نن مدن شدهد‬
‫لن سه باإليمان يكون قد ضمن لن سه قَبول هللا له ورضاه عنه وإاساله لل نة‬
‫وهذا انمر ال يرمكن التأكد منده إال بعدد المدو ولدذل قدال رعدالى‪ :‬قَ َالدت‬
‫اب آ َمنَّا قرل لَّ آم ررؤآ منروا َولَكن قرولروا أ َ آسلَ آمنَا َولَ َّما َي آد رسل آاإلي َم ر‬
‫ان في قر رلدوب رك آم‬ ‫آانَع َآر ر‬
‫غ ر دور َّرح ديم‬ ‫نَ َ‬ ‫س دولَهر َال َيل دتآ ركم كم د آن أَع َآم دال رك آم َ‬
‫ش ديآئا إ َّن َّ‬ ‫َوإن ررطيعر دوا َّ‬
‫نَ َو َر ر‬
‫[الح را ‪) ]14 :‬‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪46 :‬‬
‫‪ 2‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪32 :‬‬

‫‪31‬‬
‫ورلدد اليددهااة باطلددة أيضددا‪ ،‬نن رحري ددا شددحرور للقددرآن الكددريم‬
‫ورالعباره به وافتراءاره عليه هي أالة قطعية بأنه لم يتحقق فيه اإليمان بدين‬
‫اإلسالم وال يرمكن أن يكون رمحدري القدرآن مدن المدؤمنين‪ ،‬وإنمدا هدو مدن‬
‫الزائ ين الذين وص هم هللا رعالى بقوله‪ :‬فَأ َ َّما الَّذينَ في قرلروبه آم زَ يآغ فَ َيتَّبعرونَ‬
‫الراسد رخونَ‬ ‫نر َو َّ‬ ‫َما رَيَابَهَ م آنهر ابآت َاء آال تآنَة َوابآت َاء ر َأآويله َو َما يَ آعلَ رم ر َأآو َيلدهر إالَّ ك‬
‫انل َبداب [آل‬ ‫في آالع آلم يَقرولرونَ آ َمنَّا به رك ٌّل كم آن عندد َربك َندا َو َمدا َيدذَّ َّك رر إالَّ أ ر آو رلدواآ آ‬
‫عمدران ‪ )]7 :‬فيددحرور مددن أهدل الزيددغ وال تنددة ولديا مددن أهددل اإليمددان‬
‫والتسليم والراسخين في العلم‬

‫وب لك يتبين جليا أن الكارب شدحرور لد م يتدبن منه دا علميدا فدي البحدث‬
‫واالستدالل في قراءره للقرآن الكريم ؛ وإنما ربنى منه ا ذاريا فاسدا رمتعصبا‬
‫للباطل‪ ،‬وليا من العقل وال العلم في شيء رغم ر اهره بهما‬

‫رابعا‪ :‬أسباب انحراف منهج البحث عند شحرور‪:‬‬


‫بما أنه ربين من كتابنا هذا أن الكارب محمد شحرور طبق منه ا ذاريا‬
‫فاسدا رمتعصبا للباطل في قراءره للقرآن الكريم فأوقعه في أباطيل‬
‫وانحرافا كثيرة جدا‪ ،‬فما هي انسباب التي جعلته يتبنى ذل المنهت؟‪،‬‬
‫وهل ربناه قصدا أم سطأ؟ ن د ال واب عن ذل في قول شحرور‪ :‬فإذا‬
‫سألني سائل اآلن “أال يسع ما وسغ الصحابة في فهم الكتاب والقرآن”؟‬
‫ف وابي بكل جرأة ويقين هو‪ :‬كال ال يسعني ما وسعهم نن أرضيتي العلمية‬
‫رختلف عن أرضيتهم ومناهت البحث العلمي عند رختلف عنهم وأعي‬
‫في عصر مختلف رماما عن عصرهم والتحديا التي أواجهها رختلف عن‬
‫رحديارهم إني أواجه فلس ا قوية ومنيعة اسلت عقر اار ‪ ،‬وأواجه رقدما‬
‫علميا يؤ ر على كل حركة وكل قرار أرخذه في حياري‪ ،‬وأكون متوهما إذا‬
‫‪1‬‬
‫قلت أو قبلت أنه يسعني ما وسعهم )‬
‫و لقد ظهر أوائل الحركا ال كرية في العصر انمو بعد ال توحا‬
‫العربية الهائلة حيث رتوجت هذه الحركا في العصر العباسي ب هور‬
‫المعتزلة أصحاب ال كر الحر حيث طرحوا مسائل لم يطرحها الصحابة‬
‫‪2‬‬
‫بيكل مؤكد ف همها ال قهاء على أنها سروج عن اإلسالم )‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪567 :‬‬
‫‪ 2‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪567 :‬‬

‫‪32‬‬
‫أقول‪ :‬واضح من ذل أن هذا الكارب اعتري بأنه عاني ويرعاني من أزمة‬
‫فكرية ون سية في موق ه من ال رب ب كره وحضارره فأور ته رل انزمة‬
‫انهزامية ر اه ال رب؛ وإربا منهت استداللي منحري فاسد قاصر متهافت‬
‫ض َّل وأ َض َّل!! ور صيل ذل فيما يأري‪:‬‬ ‫في موق ه من اإلسالم وال رب‪ ،‬فَ َ‬
‫أوال‪ :‬إن ذل شحرورا أسطأ الطريق من البداية‪ ،‬ننه عندما أصابته رل‬
‫انزمة ‪ ،‬كان عليه من البداية أن يتمس بالمنهت العلمي الصحيح في البحث‬
‫واال ستدالل والقائم على التمس بالوحي الصحيح والعقل الصريح والعلم‬
‫ن ب َيآر ع آل ٍم َو َال رهده‬
‫الصحيح‪ ،‬لقوله رعالى‪َ :‬ومنَ النَّاس َمن ير َ اا رل في َّ‬
‫ير [الحت ‪ ) ]8 :‬م بعد ذل عليه أن يقرأ القرآن الكريم بذل‬ ‫َو َال كتَا ٍ‬
‫ب ُّمن ٍ‬
‫المنهت قراءة علمية الصحيحة بصدقوإسالص‪،‬وال يقرأه بالتأويل التحري ي‪،‬‬
‫وإنما يترب القرآن ييرش له ن سه بن سه‪ ،‬و َيكيف له عن حقائقه وكنوزه‬
‫لكنه لم ي عل ذل ‪ ،‬واربغ منه ا ذاريا قاصرا متهافتا فض كل وأضل‬
‫ومن جهة أسره فإن ذل الكارب عندما ارس ال كر ال ربي ‪ ،‬لم يدرسه‬
‫بذل المنهت العلمي الصحيح والصارم‪ ،‬وإنما ارسه بمنهت انبهار‬
‫انهزامي‪ ،‬جعله يعتقد أن ال رب عنده فلس ا قوية ومنيعة‪ ،‬وهذا زعم‬
‫باطل قطعا ننه وكثير من الناس ي نون أن ال رب بما انه يمل العلم‬
‫والتكنولوجيا وقوة االقتصاا فهو أيضا يمل فلس ا قوية وصحيحة‬
‫ومنيعة وهذا وهم وموقف غير صحيح قطعا نن ال رب رطور علميا‬
‫واقتصاايا ننه اربغ المنهت العلمي الصحيح في العلوم ‪ ،‬وشمر على‬
‫ساعديه للعمل وال د وظلم الضع اء ‪ ،‬فاستعمر اليعوب الضعي ة ونهب‬
‫روارها بكل ما يستطيغ لبناء حضارره فهذا هو الذ أنهض ال رب‪ ،‬أما‬
‫فلس اره فال الب عليها أنها فلس ا زائ ة متهافتة مااية ن عية هاامة لل كر‬
‫وانسال من جهة‪ ،‬ومخال ة للوحي الصحيح‪ ،‬والعقل الصريح ‪ ،‬والعلم‬
‫الصحيح من جهة أسر؛ وليا هنا موضغ ر صيله‪ 1‬وعليه فال يوجد رالزم‬
‫بين التطور العلمي والتكنولوجي واالقتصاا وبين سالمة ال كر في‬
‫ال لس ة وانسال والدينو وهذا الحال كما هو ينطبق على الدول المعاصرة‬
‫المتطورة علميا وركنولوجيا‪،‬فهو ينطبق أيضا على الحضارا القديمة‬
‫المتطورة ماايا ‪ ،‬كالحضارة ال رعونية‪ ،‬والبابلية مثال فتل الحضارا‬
‫رغم رطورها الماا فقد كانت مذاهبها وأايانها باطلة قطعا‬
‫وبذل يتبين أن الكارب محمد شحرور لم يتمكن من الخروج من أزمته‬
‫ال كرية والن سية سالما‪ ،‬وإنما ازااا مرضا وسقوطا وانحرافا وضالال‬
‫‪ 1‬عن ذل مثال أن ر ‪ :‬سالد كبير عالل‪ :‬وق ا مغ أاعياء العقالنية ونقد العقل الملحد والكتابان منيوران ورقيا وإلكترونيا‬

‫‪33‬‬
‫و طبق ذل في كتابه " الكتاب والقرآن" ‪ ،‬فمأله بانباطيل والتحري ا ‪،‬‬
‫وانوهام وانهواء‬
‫ثانيووا‪ :‬إن مددن م دداهر انحددراي شددحرور وانهزامدده وإفالسدده‪ ،‬أندده لددم‬
‫يستطغ أن ي هم ويتأكد أن اإلنسان المعاصدر ال يختلدف عدن اإلنسدان القدديم‬
‫في فكره وعقائده وسلوكياره نن انايدان والمدذاهب القديمدة مدا ردزال إلدى‬
‫اليوم موجواة كما هي أو بأشكال أسره‪ ،‬ورسديطر علدى مالييدر البيدر فدي‬
‫أوروبددا وأمريكددا واليابددان وكندددا وأسددتراليا والصددين وينطبددق هددذا علددى‬
‫المتدينين والعلمانيين والمالحدة على حدد سدواء والتطدور العلمدي لدم ير يدر‬
‫مددن حيارنددا إال ال وانددب الماايددة فددي المراكددب والمالبددا والبنايددا ‪ ،‬وأمددا‬
‫العقائد والسلوكيا والمياعر فلم رت ير إال قليال بحكم أن انايان والمدذاهب‬
‫القديمة ما رزال روجه أفكدار البيدر وسدلوكيارهم إلدى اليدوم‪ ،‬والحديثد ة منهدا‬
‫رت ق مغ القديمة فدي انحدراي وفسداا أصدولها مدن ذلد مدثال أن شدحرورا‬
‫رغم ما قاله فهو يسير على منهت المعتزلة الدذين ظهدروا فدي القدرن الثداني‬
‫اله ر فقد ربناه وأيده واافغ عنده وبده حدري القدرآن الكدريم‪ ،‬وبده قددكم‬
‫هواه على الير بدعوه رقديم العقل على الير وبه ن دى القضداء والقددر‬
‫كما بيناه في هذا الكتاب إنه فعدل ذلد ‪ ،‬دم زعدم أنده ال يسدتطيغ أن يعدي‬
‫على منهت الصحابة في فهدم القدرآن الكدريم والسدنة الصدحيحة فلمداذا أسدذ‬
‫بمنهت المعتزلة ورفض منهت الصحابة؟؟ ولماذا أ نى على منهت المعتزلدة‬
‫ولم يثن على منهت ال قهاء؟؟ بل ولمداذا أسدذ بمدنهت المعتزلدة فدي رحريدف‬
‫القرآن والتقدم عليه‪ ،‬ورفض أن يتبغ منهت القرآن فدي فهدم القدرآن ؟؟ فعدل‬
‫ذل مغ منهت المعتزلة ورفض مدنهت القدرآن مدغ أن مدنهت المعتزلدة باطدل‬
‫قطعا ننه مخالف للوحي الصحيح والعقل الصريح والعلدم الصدحيح ولديا‬
‫صحيحا أن المعتزلة كانوا من أصحاب ال كدر الحدر‪ ،‬وإنمدا كدانوا أصدحاب‬
‫منهت التحريف ورفض الدوحي والعقدل والعلدم‪ ،‬وهدم مدن ابعدد النداس عدن‬
‫المنهت الصحيح في البحث واالستدالل‪ ،‬ننهم أقاموا منه هم علدى أوهدامهم‬
‫وأهددوائهم‪ ،‬فخددال وا الددوحي والعقددل والعلددم‪ ،‬وضدديعوا جهددواهم وأوقددارهم‬
‫وأمددوالهم فددي أمددور باطلددة وال طائددل مددن ورائهددا غالبددا‪ 1‬وهددذا هددو حددال‬
‫شدددحرور‪ ،‬فلمدددا أسطدددأ الطريدددق ضدد َّل وأضدددل َّ‪ ،‬ومدددأل كتبددده بانباطيدددل‬
‫والتحري ا وانوهام التي ال ركداا رنتهدي فانزمدة ال كريدة والن سدية التدي‬
‫أصابته هي التي أفسد منه ه ننه لم يرحسن التعامل معها‪ ،‬فلم يخرج منهدا‬
‫سالما وظن المسكين أنه استار الطريدق الصدحيح دم بعدد ذلد لدم يراجدغ‬

‫والكتاب متوفر في اليبكة المعلومارية‬ ‫‪ 1‬للتأكد من ذل أن ر كتابنا‪ :‬جناية المعتزلة على العقل والير‬

‫‪34‬‬
‫موق ه وبقي مصرا عليه و رمتعصبا له ‪ ،‬ف مغ بين الخطدأ واإلصدرار عليده‪،‬‬
‫وفسد نيته وأصبح عبدا لهواه !!‬

‫وإنهووا ًء لهو ا الفصوول‪ -‬األول‪ -‬يُسووتنتج مددن نقدددنا لمددنهت الكارددب محمددد‬
‫شحرور في قراءره للقرآن الكدريم انده مدنهت فاسدد زائدف متهافدت مخدالف‬
‫للير والعقدل والعلدم‪ ،‬وال يصدلح منه دا صدحيحا لدراسدة القدرآن الكدريم‬
‫اراسة موضوعية علمية نزيهة ننده قدام علدى الذاريدة والتأويدل التحري دي‬
‫للقرآن والتعصب للباطل انتصدارا نوهدام شدحرور وأهوائده ومدنهت هدذا‬
‫حاله ‪ ،‬ليا منه ا علميا وستكون نتائ ه باطلة في مع مها إن لم ركدن كلهدا‬
‫رقريبا وهذا أمر أ بتنا جانبدا كبيدرا منده فدي نقضدنا لكتداب شدحرور‪ ،‬الدذ‬
‫بل ت أسطاؤه وانحرافاره وأباطيله ورحري ا المئا وقد رزيد عن انلدف!!‬
‫ننه أسطأ الطريق من البداية‪ ،‬وفسد نيته وأربغ هواه‬

‫*****‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫نماذج من أباطيل شحرور في قراءته التحريفية للقرآن الكريم‬

‫أوال‪ :‬رحريف شحرور لمكونا القرآن ومضامينه‬


‫انيا‪ :‬رحريف شحرور لمعنى ال رمحكم والمتيابه‬

‫نماذج من أباطيل شحرور في قراءته التحريفية للقرآن الكريم‬

‫‪36‬‬
‫انعكا االنحراي المنه دي الدذ ربنداه محمدد شدحرور ومارسده فدي‬
‫قراءره للقرآن كما بيناه سابقا ونقضناه عليه؛ انعكا على كل فصدول كتابده‬
‫ومباحثه ‪ ،‬فال نكاا ن د فيها مبحثا واحدا صحيحا ف اء مملوءة بانباطيل‬
‫والتحري ا والتدليسا ‪ ،‬سنذكر منها نماذج وشواهد كثيرة رتعلق بمكوندا‬
‫القرآن ومضامينه‪ ،‬وبمحكماره ومتيابهاره‬

‫أوال‪ :‬تحريف شحرور لمكونات القرآن ومضامينه‪:‬‬


‫وقغ شحرور في أسطاء فااحة‪ ،‬ومارس رأويال رحري يدة فاحيدة عنددما‬
‫ركلدددم عدددن مكوندددا القدددرآن ومضدددامينه رمعتمددددا علدددى منه ددده الزائدددف‬
‫المتهافت أذكر منها النماذج اآلرية‪:‬‬
‫أولها‪ :‬وصف شحرور القرآن الكريم بقوله ‪ :‬هذا الكتاب هو م موعة‬
‫المواضيغ التي أوحيت إلى محمد صلى هللا عليه وسلم من هللا في النص‬
‫والمحتوه‪ ،‬والتي رؤلف في م موعها كل آيا المصحف من أول سورة‬
‫ال ارحة إلى آسر سورة الناس هذا الكتاب يحتو على مواضيغ رئيسية‬
‫هي‪:‬‬
‫الَّذينَ يرؤآ منرونَ ب آال َيآب [البقرة ‪ )]3 :‬كتاب ال يب)‬
‫صالة َ َوم َّما َرزَ آقنَا ره آم يرن قرونَ [البقرة ‪ }]3 :‬البقرة ‪ )3‬كتاب‬
‫{ َويرقي رمونَ ال َّ‬
‫العبااا والسلوب) سلوب) أ أن هناب نوعين من الكتب‪ :‬النو انول‬
‫هو الذ يتعلق بسلوب اإلنسان‪ ،‬ككتاب الصالة الذ يتألف من الوضوء‬
‫والقيام والركو والس وا‪ ،‬وهذه الكتب غير م روضة على اإلنسان حتما‪،‬‬
‫بل له القدرة على استيار االلتزام بها أو عدم التقيد بها ويعني ذل أن‬
‫اإلنسان هو الذ يقضي “يختار” موق ه منها وأطلق على هذا النو في‬
‫المصحف مصطلح “القضاء” والنو الثاني قوانين الكون وحياة اإلنسان‬
‫ككتاب المو وكتاب سلق ا لكون والتطور والساعة والبعث‪ ،‬وهذه الكتب‬
‫م روضة على اإلنسان حتما‪ ،‬وليست له القدرة على عدم الخضو لها‬
‫وأطلق على هذا النو في المصحف مصطلح “القدر” ويتوجب على‬
‫اإلنسان أن يكتيف هذه القوانين ويتعلمها ليست يد من معرفته لها وبما أن‬
‫محمدا صلى هللا عليه وسلم هو رسول هللا‪ ،‬وهو نبي‪ ،‬فهذا الكتاب يحتو‬
‫على رسالته ونبوره فالرسالة هي م موعة التعليما التي ي ب على‬
‫اإلنسان التقيد بها “عبااا ‪ ،‬معامال ‪ ،‬أسال ” “الحالل والحرام” وهي‬
‫مناط التكليف‬
‫والنبوة من “نبأ” هي م موعة المواضيغ التي رحتو على المعلوما‬
‫الكونية والتاريخية “الحق والباطل” وعليه فالكتاب يحو كتابين رئيسيين‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫الكتاب انول‪ :‬كتاب النبوة‪ :‬وييتمل على بيان حقيقة الوجوا الموضوعي‪،‬‬
‫وي ر بين الحق والباطل أ الحقيقة والوهم الكتاب الثاني‪ :‬كتاب الرسالة‪:‬‬
‫وييتمل على قواعد السلوب اإلنساني الواعي‪ ،‬وي ر بين الحالل‬
‫‪1‬‬
‫والحرام)‬
‫أقول‪ :‬رل انقوال مزاعم باطلة ‪،‬وريهد على صاحبها بالتحريف‬
‫والتالعب والخدا ‪،‬والكالم بال علم ‪،‬والتعمد في الكذب على القرآن الكريم‬
‫ور سيره بهواه ل ايا سبيثة في ن سه‬
‫ور صيل ذل أوال‪ ،‬إنه ي ب على من يتكلم في القرآن وص ا‬
‫واراسة أن يعتمد على القرآن ويتركه هو يصف ن سه بن سه‪ ،‬وال يحرفه‬
‫وال يتسلط عليه بالتالعب وال االنتقاء وال اإلغ ال من جهة‪ ،‬وال يروجه‬
‫معانيه حسب سل ياره المذهبية ومصالحه وأهوائه من جهة أسره لكن‬
‫شحرورا لم يلتزم بالمنهت الصحيح في التعامل مغ القرآن ‪ ،‬فير من‬
‫البداية في رحريف القرآن وروجيهه لخدمة أوهامه وأهوائه فأسطأ من‬
‫البداية نن منه ه لم يكن شرعيا وال عقالنيا وال علميا كما بيناه في ال صل‬
‫انول زعمه باطل نن القرآن الكريم لم يصف ن سه بأنه م موعة ركتب‪،‬‬
‫مكون من كتابين وال أكثر‪ ،‬وإنما وصف ن سه في عدة آيا بأنه‬ ‫وال أنه ك‬
‫كتاب إلهي واحد رمحكم َحكيم رم صل رمبيكن ال يأريه الباطل أبدا قال رعالى‪:‬‬
‫ير [هوا ‪،)]1 :‬و طا‬ ‫ت من لَّد آرن َحك ٍيم سَب ٍ‬ ‫{ الَر كت َاب أرحآ ك َم آ‬
‫ت آيَاررهر ر َّم فر ك‬
‫صلَ آ‬
‫ين [النمل ‪،)]1 :‬و َال يَأآريه آالبَاط رل من بَيآن يَدَيآه‬ ‫ب ُّمب ٍ‬ ‫ر آل َ آيَا ر آالقر آرآن َوكت َا ٍ‬
‫َو َال م آن س آَل ه ر َنزيل كم آن َحك ٍيم َحمي ٍد [فصلت ‪،) ]42 :‬و الر ر آل َ آيَا ر آالكت َاب‬
‫آال َحكيم [يونا ‪ } )]1 :‬فالقرآن كتاب واحد‪ ،‬وزعم شحرور كذب ورحريف‬
‫ووقاحة وقلة أاب ومواضيغ القرآن الكبره ال رنحصر في قسميكن فقط كما‬
‫زعم شحرور ل ايا في ن سه‪،‬وهي ال رمثال كتبا بن سها ‪،‬وإنما هي من‬
‫مضامينه ‪،‬وال رمثل قسيمين من القرآن ‪ ،‬بل هي أكثر من ذل ويرمكن‬
‫إبرازها ورركيزها في أربعة أقسام فيما يأري‪:‬‬
‫القسم انول‪ :‬يتعلق بأصول اإليمان ‪ :‬كاإليمان باهلل واليوم اآلسر‪،‬‬
‫واننبياء والكتب ‪ ،‬وغير ذل‬
‫القسم الثاني‪ :‬يت علق بالعبااا والمعامال ‪ :‬كالصالة‪ ،‬والحت‪ ،‬والزكاة‪،‬‬
‫المتعلقة بانحوال اليخصية‬ ‫وانسال ‪ ،‬وانسرة ‪ ،‬والتيريعا‬
‫واالقتصااية والسياسية وغيرها‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪53 :‬‬

‫‪38‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬يتعلق بالقصص القرآني‪ ،‬كأسبار اننبياء وأقوامهم‪ ،‬وأسبار‬
‫ال المين والك ار‪ ،‬وعقاب هللا لهم‬
‫القسم الرابغ‪ :‬يتعلق بآيا اآلفا وانن ا‪ ،‬كاآليا التي رتكلم عن ال طرة‬
‫وسصائص الن وس‪ ،‬وعن انرحام ونمو ال نين‪ ،‬وعن السماء وانرج‬
‫وال واهر الطبيعية كالمطر ‪ ،‬والرياش‪ ،‬وانفالب وغيرها كثير‬
‫كما أن القسم القرآني المتعلق بالسلوب‪ -‬انفعال‪ -‬ال يسمى قضاء‪ ،‬وال‬
‫القضاء يعني االستيار؛ وإنما يرسمى ريريعا ‪ ،‬أو فقها‪ ،‬أو أحكاما والقضاء‬
‫في الير ال يعني االستيار وإنما يعني أساسا ال رحكم‪ ،‬وانمر قال رعالى‪:‬‬
‫سانا إ َّما َي آبلر ََّن عندَ َب آالك َب َر‬ ‫ضى َربُّ َ أَالَّ ر َ آعبردرواآ إالَّ إيَّاهر َوب آال َوالدَيآن إحآ َ‬ ‫َو َق َ‬
‫ي َوالَ ر َ آن َه آر ره َما َوقرل لَّ ره َما َق آوال َكريما‬ ‫أ َ َحدر ره َما أ َ آو كالَ ره َما َفالَ رَقرل لَّ ره َما أ ر ك ٍ‬
‫ضى أَ آمرا َفإنَّ َما َيقرو رل َلهر‬ ‫اوا َوان َ آرج َوإذَا َق َ‬ ‫س َم َ‬ ‫[اإلسراء ‪،)]23 :‬و َبدي رغ ال َّ‬
‫نر‬ ‫ضى َّ‬ ‫ون [البقرة ‪،)]117 :‬و َو َما َكانَ ل رمؤآ م ٍن َو َال رمؤآ م َن ٍة إذَا َق َ‬ ‫ركن فَ َي رك ر‬
‫سو َلهر َف َق آد‬ ‫سولرهر أ َ آمرا أَن يَ ركونَ لَ ره رم آالخ َي َرة ر م آن أَ آمره آم َو َمن َي آعص َّ َ‬
‫ن َو َر ر‬ ‫َو َر ر‬
‫ض َالال ُّمبينا [انحزاب ‪)]36 :‬‬ ‫ض َّل َ‬ ‫َ‬
‫ثانيا‪ :‬إن الكالم في النبوة كما جاء في القرآن الكريم ي ب أن يكون‬
‫مأسو ذا من القرآن من البداية إلى النهاية وال يحق ليحرور وال ل يره أن‬
‫يرعرفها برأيه وهواه‪ ،‬م ينسبها إلى القرآن وكل رعريف للنبوة في القرآن‬
‫من سارج القرآن فهو رعريف مرفوج ومتهافت وباطل قطعا فمن يعري‬
‫النبوة في القرآن ي ب أن يعرفها رعري ا ل ويا واصطالحيا كما ورا في‬
‫القرآن وال يعرفها برأيه وال بالمعاجم الل وية لكن شحرورا عرفها برأيه‬
‫وهواه ‪ ،‬ونسبها إلى القرآن‪ ،‬وهذا فعل باطل ورحريف رمتعمد للقرآن الكريم‬
‫وبما أن انمر كذل ‪ ،‬فالقرآن الكريم‪ -‬الكتاب‪ -‬ال يحتو على نبوة‬
‫محمد‪ -‬عليه الصالة والسالم‪ -‬ورسالته كما زعم شحرور‪ ،‬وإنما الصواب‬
‫هو أن يقال‪ :‬إن القرآن هو الدليل الماا والعلمي على صد نبوة محمد‬
‫عليه الصالة والسالم‪ ،‬وليا هو النبوة والكتاب هو الوحي الذ جاء به‬
‫النبي الكريم وهو الرسالة أيضا‪ ،‬والمتضمنة لدين هللا بأصوله وفروعه‬
‫فالنبوة ليست هي الكتاب وال هي بداسله ‪ ،‬وال يصح وص ها بالكتاب وال‬
‫بالرسالة؛وإنما النبوة هي التي جاء بالكتاب ال رمتضمن للرسالة اإللهية‬
‫وبناء على ذل فإن شحرورا قد حري معنى النبوة في القرآن وعرفه‬
‫بهواه ونسبه إلى القرآن كذبا وردليسا عن سابق إصرار وررصد والحقيقة‬
‫أن النبوة ليست هي م را كلمة مأسوذة من " نبأ "‪ ،‬وال هي رعني م موعة‬

‫‪39‬‬
‫المعلوما الكونية والتاريخية؛ وإنما هي مصطلح شرعي ع يم جدا يعني‬
‫اصط اء هللا رعالى نحد من البير‪ ،‬وركليمه إياه بالوحي‪ ،‬وركلي ه بالدعوة‬
‫ط َى آاَ َم َونروحا َوآ َل‬ ‫ص َ‬ ‫نَ ا آ‬ ‫لدينه والدليل على ذل قوله رعالى‪ :‬إ َّن ك‬
‫علَى آال َعالَمينَ [آل عمران ‪،)]33 :‬و قرل آال َح آمدر َّّلل‬ ‫يم َوآ َل ع آم َرانَ َ‬ ‫إب َآراه َ‬
‫آّللر َسيآر أَ َّما ير آير ركونَ [النمل ‪]59 :‬‬ ‫ط َى َّ‬ ‫س َالم َعلَى ع َبااه الَّذينَ ا آ‬
‫ص َ‬ ‫َو َ‬
‫سميغ َبصير [الحت ‪:‬‬ ‫نَ َ‬ ‫سال َومنَ النَّاس إ َّن َّ‬ ‫ط ي منَ آال َم َالئ َكة رر ر‬ ‫ص َ‬ ‫نر يَ آ‬‫)‪،‬و َّ‬
‫ي أَنَّ َما إلَ ره رك آم إ َله َواحد َف َمن َكانَ‬ ‫‪ ) ]75‬و قر آل إنَّ َما أَنَا بَيَر كمثآلر رك آم يرو َحى إ َل َّ‬
‫صالحا َو َال ير آير آب بع َبااَة َربكه أَ َحدا [الكهف ‪:‬‬ ‫ع َمال َ‬‫يَ آر رجو ل َقاء َربكه فَ آل َي آع َم آل َ‬
‫وش َوالنَّبيكينَ من َب آعده َوأَ آو َح آينَا‬ ‫‪،)]110‬و إنَّا أ َ آو َح آينَا إلَ آي َ َك َما أ َ آو َح آينَا إلَى نر ٍ‬
‫ا‬ ‫سى َوأَي َ‬
‫ُّوب َويرونر َ‬ ‫وب َوان َ آس َباط َوعي َ‬ ‫يم َوإ آس َماعي َل َوإ آس َحا َ َو َي آعقر َ‬ ‫إ َلى إب َآراه َ‬
‫سو رل‬ ‫سلَ آي َمانَ َوآرَ آينَا اَ راوواَ زَ برورا [النساء ‪،) ]163 :‬و َيا أَ ُّي َها َّ‬
‫الر ر‬ ‫َارونَ َو ر‬ ‫َوه ر‬
‫نر َي آعص رم َ منَ‬ ‫ت ر َسا َلتَهر َو ك‬ ‫بَلك آغ َما أرنز َل إلَ آي َ من َّربك َ َوإن لَّ آم ر َ آعَ آل َف َما بَلَّ آ َ‬
‫نَ الَ َي آهد آالقَ آو َم آال َكافرينَ [المائدة ‪) ]67 :‬‬ ‫النَّاس إ َّن ك‬
‫واضح من ذل أن اليحرورا جاهل أو صاحب هوه‪ ،‬نن رعري ه للنبوة‬
‫باطل قطعا‪ ،‬وسالف به القرآن والعقل مخال ة صريحة والنبوة باستصار‬
‫هي الواسطة بين هللا والبير‪ ،‬وال يرمكن أن ركون جزءا من الكتاب وال‬
‫رتضمن المعلوما الكونية والتاريخية؛ وإنما هي التي أوصلت إلينا القرآن‪-‬‬
‫الكتاب‪ -‬المتضمن للرسالة اإللهية‪ ،‬وال رمتمثلة في اين هللا بأصوله‬
‫وفروعه وبذل التعريف يكون شحرور قد أنكر النبوة‪ ،‬والتي رعني‬
‫اصط اء هللا رعالى لبعض عبااه وركليمهم وركلي هم بالدعوة لدينه بين‬
‫طغ‬ ‫الناس م جاء بتعريف زائف باطل حسب هواه لتحريف معنى النبوة و َق َ‬
‫القرآن الكريم عن مصدره اإللهي من جهة؛ وعرفها رعري ا زائ ا متهافتا‬
‫ماكرا ييهد على صاحبه بالضالل والتحريف من جهة انية وال ش أن‬
‫شحرورا بتحري ه للمصطلحا والم اهيم اليرعية هو يضغ انسا‬
‫التحري ية انولى ليبني عليها ما سيقوله من ضالال وأسطاء‪ ،‬ويرمارسه‬
‫من ردليسا ومخااعا ورحري ا في كتابه" الكتاب والقرآن " ونقضنا‬
‫لتل انسا سينقض بناءه الزائف المتهافت من أساسه‪ ،‬ويكيف زي ه‬
‫وغيه وسداعه ‪ ،‬وير هره بأنه رم لا علما وأسالقا‬
‫النموذج الثاني‪ :‬زعم شحرور أن اسم كتاب هللا ال يطلدق علدى الدوحي‬
‫اإللهي كله بأسمائه المعروفدة‪ ،‬وال هدو منهدا أيضدا‪ ،‬وإنمدا هدو اسدم سداص‬
‫بانحكام اليرعية‪ ،‬فقدال‪ :‬أراا هللا سدبحانه ورعدالى أن يبلدغ رسدالته للنداس‬
‫انحكددام) ليبددين لهددم فيهددا ال ددر بددين الحددرام والحددالل‪ ،‬ويبددين لهددم فيهددا‬

‫‪40‬‬
‫العبااا وانسال وقواعد السلوب اإلنساني هذه انحكام بم موعها رسمى‬
‫“كتاب هللا”‪.1 ) ،‬‬
‫أقول‪ :‬ذل الزعم باطل بدال شد ‪ ،‬وهدو مدن أوهدام شدحرور ورحري ارده‬
‫وأهوائه ننه من الثابت كتابا وسنة أن اسم " كتاب هللا " أطلقه الير على‬
‫الوحي المنزل على نبينا محمد عليه الصالة والسالم بكل أسدمائه‪،‬ولم يرطلدق‬
‫فقط على انحكام اليدرعية كمدا زعدم شدحرور‪ ،‬وإنمدا أرطلدق عليهدا وعلدى‬
‫صددك‬‫ن رم َ‬ ‫سدول كمد آن عندد ك‬ ‫الكتاب كله من ذل قوله رعالى‪َ :‬ولَ َّما َجاء ره آم َر ر‬
‫ظ رهوره آم َكدأَنَّ ره آم الَ‬ ‫للا َو َراء ر‬‫اب ّ ِ‬ ‫لك َما َم َع ره آم نَ َبذَ فَريق كمنَ الَّذينَ أروررواآ آالكت َ‬
‫َاب ِكت َ َ‬
‫ص َالة َ َوأَن َقروا‬ ‫للا َوأَقَا رموا ال َّ‬ ‫اب ه ِ‬ ‫ون ِكت َ َ‬‫يَ آعلَ رمونَ [البقرة ‪ ،) ]101 :‬إ َّن الَّذينَ يَتْلُ َ‬
‫رور [فاطر ‪،)]29 :‬و أ َ َلد آم ردَ َر‬ ‫ارة لَّن رَب َ‬ ‫ع َالنيَة يَ آر رجونَ ر َ َ‬ ‫م َّما َرزَ آقنَا ره آم س كرا َو َ‬
‫للا ليَحآ رك َم بَ آينَ ره آم ر َّم يَت ََولَّى‬
‫ب ِّ‬ ‫ع آونَ إلَى ِكتَا ِ‬ ‫إلَى الَّذينَ أ ر آوررواآ نَصيبا كمنَ آالكت َاب ير آد َ‬
‫ضدونَ [آل عمدران ‪،) ]23 :‬و َو َّالدذينَ آ َم رندواآ مدن َب آعددر‬ ‫فَريق كم آن ره آم َو رهدم ُّم آعر ر‬
‫ض‬ ‫ض ره آم أ َ آو َلدى بد َب آع ٍ‬ ‫َوهَا َج ررواآ َو َجا َهدرواآ َم َع رك آم فَأ ر آولَدئ َ من رك آم َوأ ر آولرواآ ان َ آر َحام َب آع ر‬
‫عليم [انن ال ‪) ]75 :‬‬ ‫ش آيءٍ َ‬ ‫نَ ب رك كل َ‬ ‫للا إ َّن ك‬
‫ب ِّ‬ ‫في ِكتَا ِ‬

‫ومن السنة النبوية ‪ ،‬قول النبي عليه الصالة والسالم ‪ « :‬إن أ رمر علديكم‬
‫أسددوا يقددواكم بكتدداب هللا رعددالى فاسددمعوا لدده وأطيعددوا‬ ‫عبددد م ددد‬
‫‪3‬‬
‫» )‪،.2‬و كتاب هللا فيه الهده والنور فخذوا بكتاب هللا واستمسكوا به » )‬
‫وبذل يتضح أن اسم " كتاب هللا " هو مدن أسدماء الدوحي الدذ أنزلده هللا‬
‫رعالى على نبيده محمدد‪ ،‬يرضداي إلدى أسدمائه انسدره‪ ،‬كدالقرآن والكتداب‪،‬‬
‫وال رقان؛ ولديا اسدما ساصدا بانحكدام ال قهيدة كمدا زعدم المحدري محمدد‬
‫شحرور‬

‫فر الكارب شحرور‬ ‫النموذج الثالث – من رحري ا شحرور للقرآن‪ :-‬ك‬


‫بين الكتاب والقرآن فقال‪ – 1 { :‬لنرجغ إلى قوله رعالى في أول سورة‬
‫ين [الح ر ‪ } ]1 :‬الح ر ‪)1‬‬ ‫آن ُّمب ٍ‬‫الح ر { الَ َر ر آل َ آ َيا ر آالكتَاب َوقر آر ٍ‬
‫‪ – 2‬ولنرجغ إلى قوله رعالى في أول سورة الرعد { المر ر آل َ آ َيا ر آالكتَاب‬
‫َوالَّذ َ أرنز َل إلَ آي َ من َّربك َ آال َح ُّق َو َلدك َّن أ َ آكث َ َر النَّاس الَ يرؤآ منرونَ [الرعد ‪:‬‬
‫‪ }]1‬الرعد ‪)1‬‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪89 - :‬‬
‫‪ 2‬مسلم ‪ :‬الصحيح‪ ،‬رقم‪ ، 3198 :‬ج ‪ 4‬ص‪79 :‬‬
‫‪ 3‬مسلم ‪ :‬الصحيح‪ ،‬رقم‪ ، 6378 :‬ج ‪ 7‬ص‪122 :‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ – 3‬ولنرجغ إلى قوله رعالى في أول سورة البقرة { ذَل َ آالكت ر‬
‫َاب الَ َري َ‬
‫آب‬
‫فيه رهده لك آل رمتَّقينَ [البقرة ‪} ]2 :‬‬
‫ضانَ الَّذ َ‬
‫ش آه رر َر َم َ‬
‫‪ – 4‬ولنرجغ إلى قوله رعالى في سورة البقرة ‪َ 185‬‬
‫أرنز َل فيه آالقر آر ر‬
‫آن رهده لكلنَّاس َو َبيكنَا ٍ كمنَ آال رهدَه َو آال ر آر َقان[البقرة ‪)]185 :‬‬
‫هنا نالحظ كيف عطف القرآن على الكتاب‪ ،‬وفي اللسان العربي ال رعطف‬
‫إال المت ايرا ‪ ،‬أو الخاص على العام فهنا لدينا احتماالن‪:‬‬
‫أ ‪ -‬أن القرآن شيء والكتاب شيء آسر‪ ،‬وعط هما للت اير كأن نقول جاء‬
‫أحمد وسعيد حيث أن سعيدا شخص وأحمد شخص آسر وعط هما للت اير‬
‫فإذا كان القرآن شيئا والكتاب شيئا آسر فت انسهما أنهما من عند هللا ولكن‬
‫لماذا عطف القرآن على الكتاب في أول سورة الح ر؟ السبب في ذل هو‬
‫اآلية ‪ 87‬في هذه السور حيث ذكر فيها السبغ المثاني في قوله { َولَقَ آد آرَ آين َ‬
‫َاب‬
‫يم [الح ر ‪ }]87 :‬فها هنا واضح رماما أن‬ ‫سبآعا كمنَ آال َمثَاني َو آالقر آرآنَ آال َع َ‬
‫َ‬
‫القرآن شيء والسبغ من المثاني شيء آسر‪ ،‬وهي ليست من القرآن ولكنها‬
‫من الكتاب‬
‫ب – أن يكون القرآن جزءا من الكتاب‪ ،‬وعط هما من باب عطف الخاص‬
‫على العام وفي هذه الحالة يك ي عطف الخاص على العام للتأكيد ولل ت‬
‫انتباه السامغ إلى أهمية الخاص‬
‫فأ االحتمالين هو المقصوا؟!‬
‫– نالحظ أنه عندما ذكر الكتاب قال‪{ :‬هده للمتقين} نن في الكتاب أحكام‬
‫العبااا والمعامال وانسال ‪ ،‬أ فيه التقوه باإلضافة إلى القرآن‬
‫وعندما ذكر القرآن قال‪{ :‬هده للناس} ول ة الناس ريمل المتقين وغير‬
‫المتقين‪ ،‬فالمتقون من الناس ولكن ليا كل الناس من المتقين‬
‫وهذا وحده يوجب أن نميز بين الكتاب والقرآن‬
‫– ونالحظ أنه في سورة الرعد عطف الحق على الكتاب‪ ،‬فهذا يعني أن‬
‫الحق شيء والكتاب شيء آسر أو أن الحق هو جزء من الكتاب‬
‫وليا كل الكتاب‬
‫– وال واب القاطغ على هذا السؤال أعطي في سورة فاطر { َوالَّذ‬
‫أ َ آو َح آينَا إ َل آي َ منَ آالكتَاب ره َو آال َح ُّق رم َ‬
‫صدكقا لك َما َبيآنَ َيدَيآه إ َّن َّ َ‬
‫ن بع َبااه َلخَبير‬
‫بَصير [فاطر ‪ }]31 :‬فاطر ‪ )31‬هنا أعطى ال واب القاطغ بأن الحق هو‬
‫جزء من الكتاب وليا كل الكتاب‪ ،‬وأن الحق جاء معرفا أ أن الحقيقة‬
‫الموضوعية بأكملها غير منقوصة “الحقيقة المطلقة” موجواة في الكتاب‬

‫‪42‬‬
‫ولكن ليست كل الكتاب‪ ،‬حيث أنه في الكتاب روجد اآليا المحكما “آيا‬
‫الرسالة” وهي ليست حقا واآليا المتيابها “آيا النبوة” وآيا‬
‫ر صيل الكتاب م أعطى للحق وظي ة انية‪ ،‬وهي رصديق الذ بين يديه‬
‫‪1‬‬
‫فلماذا جاء القرآن كله متيابها؟ وما معنى رصديق الذ بين يديه؟؟}‬
‫أقول‪ :‬رل انقوال مزاعم باطلة جملة ور صيال‪ ،‬مارس شحرور من‬
‫ساللها التحريف والتدليا عن سابق إصرار وررصد ل ايا سبيثة رمخطط‬
‫لها سل ا وأراا أن يقول بأن الكتاب والقرآن إما أنهما شيئان من صالن ‪،‬‬
‫وإما أنهما شيئان غير من صلين رماما‪ ،‬وإنما أحدهما جزء من اآلسر‬
‫‪،‬وأستار االحتمال الثاني وهذا موقف باطل قطعا‪ ،‬ننه أسقط وأغ ل‬
‫االحتمال الثالث وهو الصحيح وقد أغ له وأسقطه ل اية في ن سه وم ااه هو‬
‫أن الكتاب والقرآن هما اسمان لمسمى واحد هو الوحي الذ أنزله هللا رعالى‬
‫على نبيه محمد عليه الصالة والسالم وانالة على صحة ذل من القرآن‬
‫كثيرة جدا أغ لها شحرورا انتصارا نوهامه وأهوائه وسنبين رهافت‬
‫وبطالن مزاعمه بالرا الم مل الذ ينقضها من أساسها أوال ؛ م نربطلها‬
‫بالرا ال رم صل انيا‬
‫أوال‪ :‬إن من الثابت شرعا وراريخا وواقعا أن هللا رعالى أنزل على نبيه‬
‫محمد عليه الصالة والسالم وحيا واحدا ‪ ،‬فلم ينزل عليه وحييكن وال أكثر‬
‫من جهة؛ ووص ه هللا من جهة أسره بأنه وحي واحد رمحكم حكيم مترابط‬
‫رم صل رمبين ال يأريه الباطل أبدا قال رعالى ‪ { :‬ا َلر كت َاب أرحآ ك َم آ‬
‫ت آيَاررهر ر َّم‬
‫ب‬‫ير [هوا ‪،)]1 :‬و طا ر آل َ آيَا ر آالقر آرآن َوكت َا ٍ‬ ‫ت من لَّد آرن َحك ٍيم سَب ٍ‬
‫صلَ آ‬
‫فر ك‬
‫ين [النمل ‪،)]1 :‬و َال َيأآريه آال َباط رل من َبيآن َيدَيآه َو َال م آن س آَل ه ر َنزيل كم آن‬ ‫ُّمب ٍ‬
‫َحك ٍيم َحمي ٍد [فصلت ‪،) ]42 :‬و الر ر آل َ آ َيا ر آالكت َاب آال َحكيم [يونا ‪:‬‬
‫‪ } )]1‬فنحن أمام وحي واحد ال يتعدا وال يتبعكض ‪ ،‬وير سر ن سه بن سه‪،‬‬
‫وينقض زعم شحرور ويهدمه من أساسه وهذا الوحي سماه هللا رعالى وحيا‬
‫وكالما‪ ،‬وكتابا وقرآنا‪ ،‬وذكرا وفرقانا فهي أسماء لمسمى واحد ‪،‬كل اسم‬
‫سمي‬ ‫رضمن الوحي كله وأبرز ص ة أو أكثر من ص اره انساسية‪ ،‬وبها ر‬
‫الوحي المنزل على النبي محمد عليه الصالة والسالم فهو ليا وحيا‬
‫متعداا من صال في ركتب‪ ،‬وال هو وحي رم زأ في أجزاء و ركتب متداسلة فيما‬
‫بينها كما زعم شحرور؛ وإنما هو وحي واحد رمحكم رمترابط سماه هللا رعلى‬
‫بعدة أسماء وانالة القرآنية اآلرية رربين ذل وررثبته‪:‬‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪57 – 56 :‬‬

‫‪43‬‬
‫منها آيا ذكر أن ذل الوحي ال رمنزل على محمد عليه الصالة‬
‫ش َهااة قرل‬ ‫ش آيءٍ أَ آك َب رر َ‬ ‫والسالم من أسمائه ‪ :‬القرآن‪ ،‬كقوله رعالى‪ { :‬قر آل أ َ ُّ َ‬
‫وح َي ِإلَ هي َه َا ا ْلقُ ْرآنُ نرنذ َر ركم به َو َمن َب َل َغ أَئنَّ رك آم‬ ‫ن شَهيد بيآني َوبَ آينَ رك آم َوأ ُ ِ‬ ‫ك‬
‫ن آل َهة أ ر آس َره قرل الَّ أ َ آش َهدر قر آل إنَّ َما ره َو إ َلده َواحد َوإنَّني‬ ‫لَت َ آي َهدرونَ أ َ َّن َم َغ ك‬
‫نا َو آال ُّن‬ ‫َبر ء كم َّما ر ر آير ركونَ [اننعام ‪ }]19 :‬و{ قرل لَّئن اجآ ت َ َم َعت اإل ر‬
‫ض‬ ‫ض ره آم ل َب آع ٍ‬ ‫آن الَ َيأآررونَ بمثآله َو َل آو َكانَ َب آع ر‬ ‫علَى أَن َيأآررواآ ِب ِمثْ ِل َهو َا ا ْلقُ ْر ِ‬ ‫َ‬
‫ث‬ ‫ع َلى ال َّناس َع َلى رم آك ٍ‬ ‫ظهيرا [اإلسراء ‪ }]88 :‬و{ َوقر آرآنا َف َر آقنَاهر لتَ آق َرأَهر َ‬ ‫َ‬
‫َون ََّز آلنَاهر ر َنزيال [اإلسراء ‪ ،}]106 :‬و{ َما أَنزَ آلنَا َعلَ آي َ آالقر آرآنَ لتَ آي َقى [طه ‪:‬‬
‫ص َّر آفنَا فيه منَ آال َوعيد َل َع َّل ره آم َيتَّقرونَ‬ ‫ند ْلنَاهُ قُ ْرآنا ً َع َربيكا َو َ‬ ‫‪،} ]2‬و{ َو َكذَل َ أ َ َ‬
‫نر آال َمل ر آال َح ُّق َو َال ر َ آع َ آل ب آالقر آرآن م آن قَبآل أَ آن‬ ‫أ َ آو يرحآ د ر َل ره آم ذ آكرا‪ ،‬فَت َ َعالَى َّ‬
‫ضى إلَ آي َ َوحآ يرهر َوقر آل َربك ز آاني ع آلما [طه ‪ }]114 -113 :‬و{ إنَّهر لَقر آرآن‬ ‫ير آق َ‬
‫ط َّه ررونَ ر َ آنزيل م آن َربك آالعَالَمينَ‬ ‫سهر إ َّال آال رم َ‬ ‫ون َال يَ َم ُّ‬‫ب َم آكنر ٍ‬ ‫َكريم في كت َا ٍ‬
‫ش َمحآ روظٍ البروج‪21:‬‬ ‫الواقعة‪، } )80 - 77 :‬و{ بَ آل ره َو قر آرآن َم يد في لَ آو ٍ‬
‫‪} )22 -‬‬
‫ومنها آيا وص ت الوحي المنزل على محمد عليه الصالة والسالم‬
‫صدكقا كل َما َبيآنَ َيدَيآه‬ ‫َاب ب آال َح كق رم َ‬ ‫علَ آي َ آالكت َ‬
‫باسم‪ :‬الكتاب‪ ،‬كقوله رعالى‪{:‬ن ََّز َل َ‬
‫َاب ب آال َح كق‬ ‫َوأَنزَ َل الت َّ آو َراةَ َواإلن ي َل [آل عمران ‪ } ]3 :‬و{إنَّا أَنزَ آلنَا إلَ آي َ آالكت َ‬
‫نر َوالَ ر َ ركن لك آلخَآئنينَ سَصيما [النساء ‪} ]105 :‬و‬ ‫اب ك‬‫لتَحآ رك َم بَيآنَ النَّاس ب َما أَ َر َ‬
‫آب فيه من َّربك آال َعا َلمينَ [الس دة‪ } ]2 :‬و{ َون ََّز آلنَا‬ ‫{ر َنزي رل آالكتَاب َال َري َ‬
‫َيءٍ َو رهده َو َرحآ َمة َوبر آي َره ل آل رمسآلمينَ [النحل ‪:‬‬ ‫َاب ر آب َيانا لك رك كل ش آ‬‫علَ آي َ آالكت َ‬ ‫َ‬
‫صدكقا كل َما َبيآنَ َيدَيآه إ َّن‬ ‫‪ ،} ]89‬و{ َوالَّذ أ َ آو َح آينَا إلَ آي َ منَ آالكتَاب ره َو آال َح ُّق رم َ‬
‫ال لت ر َب كينَ‬ ‫نَ بع َبااه َلخَبير َبصير [فاطر ‪،} ]31 :‬و{ َو َما أَنزَ آلنَا َعلَ آي َ آالكت َ‬
‫َاب إ َّ‬ ‫َّ‬
‫استَ َل رواآ فيه َو رهده َو َرحآ َمة لك َق آو ٍم يرؤآ منرونَ [النحل ‪]64 :‬‬ ‫آ‬ ‫لَ ره رم الَّذ‬
‫ض رل‬ ‫َاب َو آالح آك َمةَ َو َعلَّ َم َ َما لَ آم رَ رك آن رَ آع َل رم َو َكانَ َف آ‬‫علَ آي َ آالكت َ‬ ‫نر َ‬ ‫}‪،‬و{ َوأَنزَ َل ك‬
‫َاب م آنهر‬ ‫علَ آي َ َع يما [النساء ‪ }]113 :‬و{ ره َو الَّذ َ أَنزَ َل َعلَ آي َ آالكت َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك‬
‫ره َّن أ ر ُّم آالكتَاب َوأرس رَر رمتَيَاب َها [آل عمران ‪،}]7 :‬و{إنَّا‬ ‫آيَا ُّمحآ َك َما‬
‫ض َّل َفإنَّ َما َيض ُّل‬ ‫َاب للنَّاس ب آال َح كق َف َمن ا آهتَدَه فَل َن آسه َو َمن َ‬ ‫علَ آي َ آالكت َ‬ ‫أَنزَ آلنَا َ‬
‫نت َعلَيآهم ب َوكي ٍل [الزمر ‪،} ]41 :‬و{ أ َ َولَ آم َي آك ه آم أَ َّنا أَنزَ آلنَا َع َل آي َ‬ ‫علَ آي َها َو َما أ َ َ‬ ‫َ‬
‫علَيآه آم إ َّن في ذَل َ َل َرحآ َمة َوذ آك َره لقَ آو ٍم يرؤآ منرونَ [العنكبو ‪:‬‬ ‫َاب يرتآ َلى َ‬ ‫آالكت َ‬
‫‪}]51‬‬
‫ومنها آيات أطلقت على الوحي المنزل على محمد عليه الصالة‬
‫والسالم اسم‪ :‬الذكر ‪ ،‬كقوله رعالى{ َو َقالرواآ َيا أَيُّ َها الَّذ نر كز َل َ‬
‫علَيآه الذك آك رر إ َّن َ‬

‫‪44‬‬
‫ش ٍك كمن‬ ‫ع َليآه الذك آك رر من بَيآننَا َب آل ره آم في َ‬ ‫لَ َم آ نرون [الح ر ‪، }]6 :‬و{ أَأرنز َل َ‬
‫عذَاب [ص ‪} ]8 :‬و{ إنَّا نَحآ رن ن ََّز آلنَا الذك آك َر َوإ َّنا َلهر‬ ‫ذ آكر بَ آل َل َّما يَذروقروا َ‬
‫لَ َحاف رونَ [الح ر ‪،} ]9 :‬و{ َوأَنزَ آلنَا إلَ آي َ الذك آك َر لتربَيكنَ لل َّناس َما نر كز َل إ َليآه آم‬
‫َولَ َعلَّ ره آم َيتَ َ َّك ررونَ [النحل ‪ }]44 :‬و{ َوإن َي َكاار الَّذينَ َك َ رروا َلي آرزلقرو َن َ‬
‫سمعروا الذك آك َر َو َيقرولرونَ إنَّهر َل َم آ نرون [القلم ‪}]51 :‬‬ ‫صاره آم َل َّما َ‬‫بأ َ آب َ‬
‫ومنها آية وص ت الوحي المنزل على محمد عليه الصالة والسالم باسدم‪:‬‬
‫ع آبدده ليَ ركدونَ‬‫ع َلدى َ‬ ‫ار َب َّالدذ َند َّز َل آال ر آر َقدانَ َ‬ ‫ال رقان ‪ ،‬هي قولده رعدالى‪ {:‬ر ََبد َ‬
‫ل آل َعالَمينَ نَذيرا [ال رقان ‪}]1 :‬‬

‫ومنها أيضا آيا أسره وص ت الوحي المنزل على محمد عليه‬


‫الصالة و السالم باسمين من رل انسماء في موضغ واحد منها قوله‬
‫رعالى‪{ :‬الر ر آل َ آيَا ر آالكت َاب آال رمبين إنَّا أ َ آنزَ آلنَاهر قر آرآنا َ‬
‫ع َربيًّا لَ َعلَّ رك آم ر َ آعقلرونَ‬
‫ين [النمل ‪:‬‬ ‫ب ُّمب ٍ‬ ‫يوسف‪ ،})2 -1 :‬و{طا ر آل َ آ َيا ر آالقر آرآن َوكتَا ٍ‬
‫‪ }]1‬فالكتاب المبين هو القرآن المنزل بلسان عربي مبين من جهة؛ والقرآن‬
‫هو ن سه كتاب رمبين من جهة أسره‬
‫ومنها قوله سبحانه‪ {:‬حم َو آالكت َاب آال رمبين إنَّا َج َع آلنَاهر قر آرآنا َ‬
‫ع َربيًّا لَ َعلَّ رك آم‬
‫ي َحكيم {الزسري‪ }4 -1:‬فالكتاب‬ ‫ر َ آعقلرونَ َوإنَّهر في أ ر كم آالكت َاب لَدَ آينَا لَعَل ٌّ‬
‫ال رمبين هو ن سه القرآن الكريم بلسان عربي من جهة؛ وهذا الكتاب من جهة‬
‫أسره هو ن سه جزء من الكتاب اإللهي ال امغ لكل الكتب اإللهية السابقة‬
‫الموجوا في اللوش المح وظ‬
‫ت‬ ‫ص َل آ‬ ‫الرحيم كت َاب فر ك‬ ‫الرحآ َمن َّ‬‫ومنها أيضا قوله رعالى‪ {:‬حم ر َ آنزيل منَ َّ‬
‫آ َياررهر قر آرآنا َع َربيكا لكقَ آو ٍم َي آع َل رمونَ [فصلت ‪ }]3 - 1:‬فالوحي المنزل على نبينا‬
‫عليه الصالة والسالم هو في كتاب محتواه هو القرآن الكريم فالكتاب هو‬
‫القرآن ‪،‬والقرآن هو الكتاب وهما اسمان لمسمى واحد هو الوحي اإللهي‬
‫ص َر آفنَا إلَ آي َ نَ َرا منَ آال كن يَ آست َمعرونَ آالقر آرآنَ‬ ‫ومنها قوله سبحانه‪َ {:‬وإ آذ َ‬
‫ي َولَّ آوا إلَى قَ آومه آم رم آنذرينَ قَالروا يَا قَ آو َمنَا‬ ‫ض رروهر قَالروا أ َ آنصتروا فَلَ َّما قرض َ‬ ‫فَلَ َّما َح َ‬
‫صدكقا ل َما َبيآنَ َيدَيآه َي آهد إلَى آال َح كق‬ ‫سى رم َ‬ ‫سم آعنَا كت َابا أ ر آنز َل م آن َب آعد رمو َ‬‫إنَّا َ‬
‫ق رم آست َق ٍيم انحقاي ‪ })30 - 29 :‬فال ن استمعوا للوحي اإللهي‬ ‫طري ٍ‬ ‫َوإلَى َ‬
‫المنزل على النبي محمد عليه الصالة والسالم‪ ،‬اسمه القرآن ‪ ،‬والكتاب‪،‬‬
‫فهما اسمان لمسمى واحد‬

‫‪45‬‬
‫يد‬ ‫اب ع َِد ٌ‬ ‫ومنها قوله تعالى‪{ :‬إ َّن الَّذينَ َك َ رروا بِال ِ ّك ِْر لَ َّما َجا َء ره آم َوإنَّهر لَ ِكت َ ٌ‬
‫َال يَأآريه آالبَاط رل م آن بَيآن يَدَيآه َو َال م آن س آَل ه ر َ آنزيل م آن َحك ٍيم َحمي ٍد َما يرقَا رل لَ َ‬
‫ب أَل ٍيم َولَ ْو َجعَ ْلنَاهُ‬ ‫سل م آن قَبآل َ إ َّن َربَّ َ لَذرو َم آ َرةٍ َوذرو عقَا ٍ‬ ‫لر ر‬ ‫إ َّال َما قَ آد قي َل ل ُّ‬
‫ي قر آل ره َو للَّذينَ آ َمنروا‬ ‫ع َرب ٌّ‬
‫ي َو َ‬ ‫ت آ َياررهر أَأ َ آع َ م ٌّ‬
‫صلَ آ‬ ‫قُ ْرآنًا أ َ آع َ ميا لَقَالروا لَ آو َال فر ك‬
‫عمى أ رولَئ َ يرنَااَ آونَ‬ ‫علَيآه آم َ‬ ‫رهده َوش َاء َوالَّذينَ َال يرؤآ منرونَ في آذَانه آم َو آقر َو ره َو َ‬
‫ي آع َر َو َما َين َب ي َلهر‬ ‫ان بَعي ٍد فصلت‪،} )44 - 41 :‬و{ َو َما َعلَّ آمنَاهر ال ك‬ ‫م آن َم َك ٍ‬
‫إ آن ره َو إ َّال ذ آكر َوقر آرآن ُّمبين [يا ‪ }]69 :‬فالوحي الذ أنزله هللا على نبيه‬
‫محمد عليه الصالة والسالم هو الذكر‪ ،‬وهو الكتاب‪ ،‬وهو القرآن بلسان‬
‫عربي وليا أع ميا فتل ال ة أسماء لمسمى واحد هو الوحي اإللهي‬
‫اب َما َل آي َلةر‬ ‫ومنها قوله سبحانه‪ِ { ::‬إنها أ َ ْن َد ْل َنا ُه في َل آي َلة آالقَ آدر َو َما أ َ آا َر َ‬
‫ين‬ ‫ب ا ْل ُم ِب ِ‬‫ش آه ٍر القدر‪{ }) 3 - 1 :‬حم َوا ْل ِكتَا ِ‬ ‫آالقَ آدر لَ آيلَةر آالقَ آدر َسيآر م آن أ َ آلف َ‬
‫ش آه رر‬ ‫ار َك ٍة إنَّا ركنَّا رم آنذرينَ {الدسان‪ } 2 - 1 :‬و{ َ‬ ‫إنَّا أ َ آنزَ آلنَاهر في لَ آيلَ ٍة رمبَ َ‬
‫ند َل فِي ِه ا ْلقُ ْرآنُ رهده لكلنَّاس َوبَيكنَا ٍ كمنَ آال رهدَه َو آال ر آرقَان‬ ‫ضانَ الَّذ َ أ ُ ِ‬ ‫َر َم َ‬
‫[البقرة ‪ } ]185 :‬واضح من ذل أن الوحي الذ أنزله هللا ليلة القدر من‬
‫شهر رمضان جملة واحدة ‪ ،‬هو الكتاب‪ ،‬وهو القرآن ‪ ،‬فهما اسمان لمسمى‬
‫واحد هو الوحي اإللهي‬
‫وب لك يتبين من تلك اآليات أن الوحي الذ أنزله هللا رعالى على النبي‬
‫الخارم محمد عليه الصالة والسالم هو وحي واحد رمحكم رم صل رمبين‬
‫‪،‬وغير رمتعدا إلى م موعا من الوحي‪ ،‬وال رم زأ إلى أجزاء متداسلة من‬
‫جهة؛ وقد سماه هللا رعالى بعدة أسماء من جهة أسره هي‪ :‬الوحي‪ ،‬القرآن‪،‬‬
‫الكتاب‪ ،‬الذكر‪ ،‬ال رقان إنها أسماء لمسمى واحد‪ ،‬وليست أسماء نجزاء‬
‫من الوحي كما زعم المحري شحرور‬
‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لآليا التي احتت بها الكارب شحرور‪ ،‬فهي ضده وال‬
‫رثبت مزاعمه من جهة‪ ،‬وحرفها حسب هواه وأسرجها من سياقها ولم‬
‫يررجعها إلى اآليا التي ر سرها من جهة أسره من ذل أن ر سيره لقوله‬
‫ين [الح ر ‪ ،)]1 :‬ليا صحيحا‪،‬‬ ‫رعالى‪ :‬ا َل َر ر آل َ آ َيا ر آالكتَاب َوقر آر ٍ‬
‫آن ُّمب ٍ‬
‫نن ا لصحيح هو أن اإلضافة ليست للت اير وال لل زئية‪ ،‬وإنما هي إضافة‬
‫ص ة للكتاب هي ص ة أساسية له فهو كما انه رضمن رل اآليا فهو أيضا‬
‫قرآن مبين ولو كانت اإلضافة للت اير وال زئية لورا عبارة" وقرآن‬
‫رمبين " رمعرفة ال نكرة هكذا‪ " :‬والقرآن المبين " فالكتاب هو القرآن‪،‬‬
‫والقرآن هو الكتاب وليا كما زعم شحرور وزعمه باطل بما بيناه سابقا‬

‫‪46‬‬
‫بأن اسمي الكتاب والقرآن هما من أسماء الوحي اإللهي المنزل على محمد‬
‫عليه الصالة والسالم‪ ،‬وال يرمثالن كتابين من صليكن وال جزأين متداسلين‬
‫ومما يربطل زعمه أيضا وير هر أنه رمحري ويرمارس االنتقاء واإلغ ال‬
‫في رعامله مغ اآليا القرآنية حسب هواه أنه لم يورا اآليا التي رربطل‬
‫زعمه ورربين أن القرآن هو الكتاب‪ ،‬والكتاب هو القرآن وقد أورانا طرفا‬
‫منها سابقا ومنها أنه لم يورا اآلية التي رقابل اآلية التي احتت بها‪،‬‬
‫وريرحها وربين مقصواها وهو سالي زعمه رل اآلية هي قوله رعالى‪:‬‬
‫عطف " قرآن‬ ‫ين [النمل ‪ ،)]1 :‬فكما ر‬ ‫طا ر آل َ آ َيا ر آالقر آرآن َوكتَا ٍ‬
‫ب ُّمب ٍ‬
‫ين‬ ‫مبين " إلى الكتاب في قوله رعالى‪ :‬ا َل َر ر آل َ آ َيا ر آالكتَاب َوقر آر ٍ‬
‫آن ُّمب ٍ‬
‫عطف إلى القرآن فالكتاب‬ ‫ر‬ ‫[الح ر‪،)]1 :‬فإن " كتاب رمبين " هو الذ‬
‫قرآن رمبين‪ ،‬والقرآن كتاب رمبين‪ ،‬فهما اسمان لمسمى واحد هو الوحي وهذا‬
‫اليل اامغ على بطالن مزاعم شحرور فيما قاله عن الكتاب والقرآن‬
‫والمحكما والمتيابها‬
‫وأما استدالله في الت ريق بين الكتاب والقرآن بقوله ‪ :‬نالحظ أنه‬
‫عندما ذكر الكتاب قال‪{ :‬هده للمتقين} نن في الكتاب أحكام العبااا‬
‫والمعامال وانسال ‪ ،‬أ فيه التقوه باإلضافة إلى القرآن وعندما ذكر‬
‫القرآن قال‪{ :‬هده للناس} ول ة الناس ريمل المتقين وغير المتقين‪،‬‬
‫فالمتقون من الناس ولكن ليا كل الناس من المتقين وهذا وحده يوجب أن‬
‫نميز بين الكتاب والقرآن) فهو استدالل باطل‪ ،‬ننه سبق أن بينا أن اسمي‬
‫الكتاب والقرآن هما اسمان لمسمى واحد هو الوحي المنزل على نبينا محمد‬
‫عليه الصالة والسالم‪ ،‬فالكتاب هو القرآن والقرآن هو الكتاب‪ ،‬واالستالي‬
‫بينهما حسب ورواهما في سيا اآليا ال ير ير انصل بأنهما اسمان‬
‫لمسمى واحد‬
‫كما أن استدالله في الت ريق بين الكتاب والقرآن بدعوه أن الكتاب‬
‫استخدم في مخاطبة المؤمنين‪ ،‬لكن القرآن ارستخدم في مخاطبة الناس جميعا‬
‫بمؤمنهم وكافرهم‪ ،‬فهذا حتى وإن صح فال ير ير انصل الذ هو أن الكتاب‬
‫والقرآن اسمان لمسمى واحد لما قلناه سابقا‪ ،‬ونن استدالله بقوله رعالى‪:‬‬
‫آن رهده لكلنَّاس َو َبيكنَا ٍ كمنَ آال رهدَه‬ ‫ضانَ الَّذ َ أرنز َل فيه آالقر آر ر‬
‫ش آه رر َر َم َ‬
‫َ‬
‫َو آال ر آر َقان [البقرة ‪ )]185 :‬بدعوه أن القرآن سوطب به كل الناس‪ ،‬لكن‬
‫آب فيه رهده ل آل رمتَّقينَ } سوطب به‬ ‫الكتاب في قوله رعالى‪{:‬ذَل َ آالكت ر‬
‫َاب َال َري َ‬
‫المتقون فانمر ليا كذل ‪ ،‬نن ن ا اآلية انولى التي ورا فيه اسم‬
‫القرآن‪ ،‬هي ن سها رقريبا ورا في آية أسره عن إنزال الوحي اإللهي ليلة‬

‫‪47‬‬
‫القدر ذكر الكتاب ولم رذكر القرآن في قوله رعالى‪{ :‬حم َو آالكت َاب آال رمبين‬
‫إنَّا أ َ آنزَ آلنَاهر في لَ آيلَ ٍة رمبَ َ‬
‫ار َك ٍة إنَّا ركنَّا رم آنذرينَ {الدسان‪ } 2 - 1 :‬فماذا نزل ليلة‬
‫القدر‪ :‬القرآن أم الكتاب؟؟!! حسب زعم شحرور أن القرآن هو الذ نزل‬
‫وليا الكتاب وهذا مخالف للوحي‪ ،‬والصحيح أن الذ نزل هو الوحي‬
‫اإللهي المسمى بالقرآن والكتاب ‪ ،‬فهما من اسميه‬

‫كما أنه ليا صحيحا أن القرآن سطابه موجه للمؤمنين والك ار‪ -‬كل‬
‫الناس‪ ،-‬والكتاب سطابه موجه للمؤمنين فقط ليا صحيحا بدليل قوله‬
‫آن َفا آست َمعرواآ َلهر َوأَنصترواآ َل َعلَّ رك آم ر ر آر َح رمونَ [انعراي ‪:‬‬ ‫ئ آالقر آر ر‬
‫رعالى‪َ :‬وإذَا قرر َ‬
‫‪ ) ]204‬وهذا سطاب موجه للمؤمنين ننهم هم الذين يرؤمنون به‪،‬وليا‬
‫للك ار الذين ال يرؤمنون به فهم ال يرؤمنون به فكيف يوجه إليهم النداء‬
‫باالستما واإلنصا ؟؟!! بل هم يرفضون االستما له ويالمرون بعدم‬
‫االستما له‪،‬بدليل قوله رعالى‪َ :‬وقَا َل الَّذينَ َك َ رروا َال ر َ آس َمعروا ل َهذَا آالقر آرآن‬
‫َو آال آَوا فيه َل َعلَّ رك آم رَ آلبرونَ [فصلت ‪ ) ]26 :‬ومن ذل أيضا قوله رعالى‪ :‬إ َّن‬
‫سبيل‬ ‫نَ ا آشت ََره منَ آال رمؤآ منينَ أَن ر َ‬
‫س ره آم َوأ َ آم َوا َل رهم بأ َ َّن َل ره رم ال َ نَّةَ ير َقارلرونَ في َ‬ ‫ك‬
‫ن فَ َي آقترلرونَ َوير آقتَلرونَ َوعآدا َعلَيآه َحقكا في الت َّ آو َراة َواإلن يل َو آالقر آرآن َو َم آن أَ آو َفى‬ ‫ك‬
‫ن َفا آستَبآي ررواآ ببَيآع رك رم الَّذ َبا َي آعترم به َوذَل َ ره َو آال َ آو رز آال َع ي رم‬ ‫بعَ آهده منَ ك‬
‫[التوبة ‪ )]111 :‬وهذا انمر موجه للمؤمنين وهو مذكور في القرآن‬

‫طان‬ ‫ي آي َ‬ ‫ومنها قوله رعالى‪َ { :‬فإذَا َق َرأآ َ آالقر آرآنَ َفا آستَع آذ ب ك‬
‫اّلل منَ ال َّ‬
‫الرجيم [النحل ‪ ،}]98 :‬فهو سطاب موجه للنبي والمؤمنين باسم القرآن‬ ‫َّ‬
‫وليا موجها للك ار وال لكل الناس ‪ ،‬فلماذا لم يقل‪ " :‬إذا قرأ الكتاب " لو‬
‫كان انمر كما زعم شحرور بأن المخاطبة بالكتاب موجهة إلى المؤمنين؟؟‬
‫ي آما إ َلى‬ ‫صالَة َ لدرلروب ال َّ‬ ‫ون ا انمر ينطبق على قوله رعالى‪ {:‬أَقم ال َّ‬
‫سق اللَّيآل َوقر آرآنَ آال َ آ ر إ َّن قر آرآنَ آال َ آ ر َكانَ َم آي رهواا [اإلسراء ‪}]78 :‬‬ ‫غ َ‬ ‫َ‬
‫إنه سطاب موجه للمؤمنين باسم القرآن وليا موجها لكل الناس‪ ،‬بل وال‬
‫علَيآه َو َرر كل آالقر آرآنَ ر آَرريال‬ ‫يصح روجيهه لهم ومنها قوله رعالى‪{ :‬أ َ آو ز آا َ‬
‫ص َ هر‬‫[المز كمل ‪،} ]4 :‬و{ إ َّن َربَّ َ َي آعلَ رم أَنَّ َ رَقرو رم أ َ آانَى من رلرثَي اللَّيآل َون آ‬ ‫ك‬
‫ص وه ر‬ ‫ار َعل َم أَن َّلن ررحآ ر‬ ‫نر يرقَدك رر اللَّ آي َل َوالنَّ َه َ‬
‫طائ َة كمنَ الَّذينَ َمعَ َ َو َّ‬ ‫َو رلرثَهر َو َ‬
‫ضى‬ ‫ون من ركم َّم آر َ‬ ‫عل َم أَن َ‬
‫س َي رك ر‬ ‫س َر منَ آالقر آرآن َ‬ ‫َاب َعلَ آي رك آم َفا آق َرؤروا َما رَيَ َّ‬ ‫فَت َ‬
‫ن َوآس رَرونَ ير َقارلرونَ في‬ ‫َوآس رَرونَ َيضآربرونَ في آان َ آرج يَ آبت َ رونَ من َفضآل َّ‬
‫[المز كمل ‪ }]20 :‬وهذا أمر موجه للنبي عليه‬ ‫ك‬ ‫س َر م آنهر‬‫ن َفا آق َر رؤوا َما ر َ َي َّ‬‫سبيل َّ‬ ‫َ‬
‫الصالة والسالم وأصحابه باسم القرآن ال الكتاب‪،‬وليا موجها لكل الناس‬

‫‪48‬‬
‫ومنها قوله رعالى‪ { :‬إ َّن الَّذينَ يَ آكت ر رمونَ َما أ َ آنزَ آلنَا منَ آالبَيكنَا َو آال رهدَه م آن بَ آعد‬
‫الالعنرونَ البقرة ‪:‬‬ ‫نر َويَ آل َعنر ره رم َّ‬‫َما بَيَّنَّاهر للنَّاس في آالكت َاب أرولَئ َ يَ آل َعنر ره رم َّ‬
‫‪ })]159‬وهذا الخطاب موجه للناس باسم الكتاب‪ ،‬وليا موجها للمؤمنين‬
‫ي أ َ آولَى ب آال رمؤآ منينَ م آن أَن رسه آم‬ ‫كما زعم شحرور ومنها قوله رعالى‪ { :‬النَّب ُّ‬
‫ن منَ‬ ‫ض في كتَاب َّ‬ ‫ض ره آم أَ آولَى ب َب آع ٍ‬ ‫َوأ َ آز َوا رجهر أ ر َّم َهار ر ره آم َوأ ر آولرو آان َ آر َحام َب آع ر‬
‫آال رمؤآ منينَ َو آال رم َهاجرينَ إ َّال أَن ر َ آ َعلروا إلَى أَ آول َيائ ركم َّم آع رروفا َكانَ ذَل َ في‬
‫طورا [انحزاب ‪ }]6 :‬موضو هذه اآلية يتعلق بالمؤمنين‬ ‫آالكت َاب َم آس ر‬
‫وهو مذكور في الكتاب ال بالقرآن‪ ،‬فلو كان زعم شحرور صحيحا لورا‬
‫ذل باسم القرآن ال الكتاب‬

‫وأما استدالل شحرور على زعمه بقوله رعالى ورعليقه عليه‪َ {:‬و َل َق آد‬
‫يم [الح ر ‪ } ]87 :‬فها هنا واضح‬ ‫سبآعا كمنَ آال َمثَاني َو آالقر آرآنَ آالعَ َ‬ ‫آر َ آين َ‬
‫َاب َ‬
‫رماما أن القرآن شيء والسبغ من المثاني شيء آسر‪ ،‬وهي ليست من القرآن‬
‫ولكنها من الكتاب }‪1‬؛ فهو زعم باطل وشاهد عليه بالتحريف أو ال هل‪ ،‬أو‬
‫بهما معا ننه سبق أن بينا بآيا كثيرة أن القرآن والكتاب هما اسمان‬
‫لمسمى واحد هو الوحي المنزل على النبي محمد عليه الصالة والسالم‬
‫وبما أن انمر كذل ‪ ،‬فإن السبغ المثاني هي من القرآن والكتاب معا‪،‬‬
‫والواو الواراة في اآلية ليست عط ا‪ ،‬وإنما هي واو المعية‪ ،‬بمعنى " مغ "‬
‫[المز كمل ‪:‬‬ ‫ك‬ ‫ين أرولي النَّ آع َمة َو َم كه آل ره آم قَليال‬ ‫فهي كقوله رعالى‪َ :‬وذَ ْرنِي َوا ْل ُم َك ِ ّ ِب َ‬
‫ِب ب َهذَا آال َحديث [القلم ‪ ، )]44 :‬بمعنى ذرني‬ ‫‪،) ]11‬و َف َ ْرنِي َو َمن يُ َك ّ ُ‬
‫معهم وذل يعني أن هللا رعالى أنزل السبغ المثاني مغ القرآن فهي من‬
‫سوره وآياره ‪ ،‬وليست من صلة عنه وال ررقابله‪ ،‬وإنما هي منه وال رن صل‬
‫ونوه بها نهميتها ومكانتها في القرآن‪،‬فهي من‬ ‫عنه‪ ،‬وإنما أشار إليها ك‬
‫القرآن ونزلت معه‬
‫وأما استيهاا شحرور على زعمه بقوله رعالى‪ :‬المر ر آل َ َآيدا ر آالكتدَ اب‬
‫النداس الَ يرؤآ م رندونَ [الرعدد ‪]1 :‬‬ ‫َوالَّذ َ أرنز َل إلَ آي َ من َّربك َ آال َح ُّق َولَدك َّن أ َ آكث َ َر َّ‬
‫) ور سيره بقوله‪ :‬ونالحظ أنه في سورة الرعد عطف الحق علدى الكتداب‪،‬‬
‫فهذا يعني أن الحق شديء والكتداب شديء آسدر أو أن الحدق هدو جدزء مدن‬
‫الكتاب وليا كل الكتاب وال دواب القداطغ علدى هدذا السدؤال أعطدي فدي‬
‫سورة فاطر { َوالَّذ أ َ آو َح آينَا إلَ آي َ منَ آالكت َاب ره َو آال َح ُّق رم َ‬
‫صدكقا لك َما بَيآنَ يَدَ آيده‬
‫نَ بعبَااه لَخَبير بَصير [فاطر ‪ } ]31 :‬هنا أعطى ال واب القداطغ بدأن‬ ‫إ َّن َّ‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪57 – 56 :‬‬

‫‪49‬‬
‫الحق هو جزء من الكتاب وليا كل الكتداب‪ ،‬وأن الحدق جداء معرفدا أ أن‬
‫الحقيقة الموضوعية بأكملها غير منقوصة “الحقيقدة المطلقدة” موجدواة فدي‬
‫الكتدداب ولكددن ليسددت كددل الكتدداب‪ ،‬حيدد ث أندده فددي الكتدداب روجددد اآليددا‬
‫المحكما “آيا الرسالة” وهدي ليسدت حقدا واآليدا المتيدابها “آيدا‬
‫‪1‬‬
‫النبوة”)‬
‫رل المزاعم باطلة جملدة ور صديال‪ ،‬وهدي مدن أوهدام شدحرور وأهوائده‬
‫ورحري اره وأباطيلده ‪،‬وال يقولهدا إلدى جاهدل‪ ،‬أو صداحب هدوه ننده أوال‪،‬‬
‫سبق أن بينا بآيا كثيرة أن القرآن والكتاب همدا اسدمان لمسدمى واحدد هدو‬
‫الوحي المنزل على نبينا محمد عليه الصالة والسالم وعليه فالحق المدذكور‬
‫هو وصف عدام وشدامل للكتداب والقدرآن وهمدا اسدمان مدن أسدماء الدوحي‬
‫اإللهي مدن جهدة‪ ،‬والدوحي كلده حدق مدن جهدة أسره فدالحق لديا م دايرا‬
‫للكتاب وال هو جزء فقط من الكتاب كما زعم شحرور‬

‫وبما أن انمر كذل ‪ ،‬فإن قوله رعدالى‪ :‬المدر ر آلد َ َآيدا ر آالكتدَ اب َو َّالدذ َ‬
‫أرنز َل إلَ آي َ من َّربك َ آال َح ُّق َولَدك َّن أ َ آكث َ َر النَّاس الَ يرؤآ منرونَ [الرعد ‪،]1 :‬ليا هو‬
‫كما حرفه شحرور‪ ،‬وإنما يعني أن رل الحروي هي من آيا الكتاب وهذا‬
‫الكتاب هو الوحي المنزل من هللا وهو الحدق ‪ ،‬حدق كلده ال بعضده فاآلية لدم‬
‫رعطف الحق على الكتداب كمدا زعدم شدحرور‪ ،‬وإنمدا أرجعدت الكتداب إلدى‬
‫الوحي ‪ ،‬فهو انصل‪ ،‬نن الكتاب اسم من أسمائه ووص ت الوحي بأنه حدق‬
‫كله فال الحق شيء م اير للوحي‪ ،‬وال في الوحي جزء ليا حقا‬

‫ومما يربطل ذل الزعم أيضا‪ ،‬أن وحي هللا رعالى كله حق وعلم‪ ،‬وال يصح‬
‫وصف بأن منه الحق وغير الحدق فدال يقدول هدذا إال جاهدل‪ ،‬أو ضدال‪ ،‬أو‬
‫صاحب هوه نن هللا رعدالى وصدف وحيده الدذ أنزلده علدى محمدد عليده‬
‫الصالة والسالم بأنه كله حق وعلم ‪ ،‬وال يأريه الباطل أبدا‪ ،‬وهو وحي رمحكم‬
‫َحكيم رم صل مبين‪ ،‬وال متيابه فيه‪ ،‬ننه ير سر ن سده بن سده مدن ذلد قولده‬
‫سو رل بد آال َح كق مدن َّربك ركد آم َفدآمنرواآ س آَيدرا لَّ ركد آم‬ ‫اس قَ آد َجاء رك رم َّ‬
‫الر ر‬ ‫رعالى‪ :‬يَا أَيُّ َها النَّ ر‬
‫عليما َحكيما [النساء‬ ‫نر َ‬‫اوا َوان َ آرج َو َكانَ ك‬ ‫َوإن ر َ آك ر ررواآ فَإ َّن َّّلل َما في ال َّ‬
‫س َم َ‬
‫اءب آال َحد ُّق مدن َّربدك َ َفدالَ ر رَكدون ََّن مدنَ آال رم آمتدَ رينَ [يدونا ‪:‬‬ ‫‪،)]170 :‬و لَقَ آد َج َ‬
‫اس قَ آد َجاء رك رم آال َح ُّق من َّربك رك آم فَ َمن ا آهتَدَه فَإنَّ َمدا َي آهتدَ د‬ ‫‪،)]94‬و قر آل َيا أَيُّ َها النَّ ر‬
‫ع َلدد آي ركم ب َوكيدد ٍل [يددونا ‪:‬‬ ‫علَي َآهددا َو َمددا أ َ َنددا آ َ‬
‫ضدد َّل فَإنَّ َمددا يَضدد ُّل َ‬‫لنَ آسدده َو َمددن َ‬
‫يدر [هدوا ‪:‬‬ ‫ت مدن َّلدد آرن َحكد ٍيم سَب ٍ‬ ‫صدلَ آ‬ ‫ت آيَاررهر رد َّم فر ك‬ ‫‪،)]108‬و الَر كت َاب أرحآ ك َم آ‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪57 – 56 :‬‬

‫‪50‬‬
‫ين [النمدل ‪،)]1 :‬و َال يَأآريده آالبَاطد رل‬ ‫‪،)]1‬و طا ر آل َ آيَا ر آالقر آرآن َوكت َا ٍ‬
‫ب ُّمبد ٍ‬
‫من بَيآن يَدَيآه َو َال م آن س آَل ه ر َنزيل كم آن َحك ٍيم َحمي ٍد [فصلت ‪،) ]42 :‬و الر ر آل َ‬
‫آيَا ر آالكت َاب آال َحكيم [يونا ‪)]1 :‬‬

‫وبما أن انمر كذل ‪ ،‬فإن وصف شحرور لآليدا المحكمدا بدالحق‪،‬‬


‫ووص ه لآليا المتيابها بأنها ليست حقدا‪ ،‬هدو وصدف باطدل قطعدا‪ ،‬نن‬
‫كل آيا القرآن الكريم حق‪ ،‬فالمحكما حق وفهمها واضح ‪ ،‬والمتيدابها‬
‫هددي أيضددا حددق لكددن فهمهددا غيددر واضددح يحتدداج إلددى فهددم صددحيح ل همدده‬
‫وروضيحه وبما أن القرآن كله حق وال يوجد فيه متيابها بحكم أنه كتداب‬
‫رمحكددم ير سددر ن سدده بن سدده‪ ،‬فددإن كددل مددا قالدده الكارددب محمد د شددحرور عددن‬
‫المحكمددا والمتيددابها وحكايددة الكتدداب والقددرآن هددو زعددم باطلددة جملددة‬
‫ور صيال وكل ما بناه عليها في كتابه زائف متهافت قطعا ننه لم يتعامل مغ‬
‫القرآن الكدريم بدالمنهت العلمدي الصدحيح الدذ حدداه القدرآن ويؤيدده العقدل‬
‫والعلم‪ ،‬وإنما رعامل معه بأوهامه وأهوائه انتصارا للباطل‬

‫وأما اآلية الثانية التي استيدهد بهدا شدحرور لتأييدد زعمده‪ ،‬وهدي قولده‬
‫نَ‬ ‫صدكقا لك َما َبديآنَ يَدَ آيده إ َّن َّ‬ ‫رعالى‪َ :‬والَّذ أ َ آو َح آينَا إلَ آي َ منَ آالكت َاب ره َو آال َح ُّق رم َ‬
‫بعبَااه لَخَبير بَصير [فاطر ‪ )]31 :‬فقد حرفهدا رحري د ا بيدعا‪ ،‬ورالعدب بهدا‬
‫حسب هواه‪ ،‬وافتره بها على هللا وكتابه هو زعم باطل بما بيناه سدابقا بدأن‬
‫الكتاب والقرآن هما اسمان للدوحي المندزل علدى نبيندا محمدد عليده الصدالة‬
‫والسالم ‪ ،‬وهو وحي إلهي كله حق قطعا ‪ ،‬وال يرمكن أن يكون جزءا منه حقا‬
‫وآسر ليا حقا وهذا الوحي وص ه هللا رعالى بأنه حق كله وليا بعضه حقا‬
‫ب به قَ آو رم َ َو ره َو آال َح ُّق قرل لَّ آستر َ‬
‫ع َلد آي ركم‬ ‫وبعضه ليا حقا كقوله رعالى‪َ :‬و َكذَّ َ‬
‫صال َحا َوآ َمنروا ب َمدا رند كز َل‬ ‫عملروا ال َّ‬ ‫ب َوكي ٍل [اننعام ‪،) ]66 :‬و َوالَّذينَ آ َمنروا َو َ‬
‫صدلَ َح َبدالَ ره آم [محمدد ‪:‬‬ ‫سديكئَاره آم َوأ َ آ‬ ‫علَى رم َح َّم ٍد َو ره َو آال َح ُّق من َّربكه آم َك َّ َر َ‬
‫عد آن ره آم َ‬ ‫َ‬
‫‪)]2‬‬

‫كما أن ر سيره لتل اآلية ليا صحيحا‪ ،‬نن قوله رعدالى‪َ :‬و َّالدذ أ َ آو َحي َآندا‬
‫نَ بع َبدااه لَخَبيدر بَصدير‬ ‫إلَ آي َ منَ آالكت َاب ره َو آال َح ُّق رم َ‬
‫صدكقا لك َمدا َبديآنَ يَدَ آيده إ َّن َّ‬
‫[فاطر ‪ ،)]31 :‬ال يعني ما زعمه‪ ،‬وإنما يعني أمرين ال الدث لهمدا‪ :‬انول‪،‬‬
‫هو أن الوحي الذ أنزله هللا رعالى على نبيه وال رمتمثل في الكتداب‪ ،‬والقدرآن‬
‫هو الحق وهندا ال يكدون حدري " مدن " للتبعديض وإنمدا للتمييدز والبيدان‬
‫والثاني يعني أن الوحي الذ أنزله هللا على نبيه هو وحي من الكتاب اإللهي‬

‫‪51‬‬
‫العام الذ ييمل كل ال ركتب اإللهية التي أنزلها هللا سبحانه على رسدله‪ ،‬فهدي‬
‫مح وظة في اللوش المح وظ فهو كتاب حق من الكتداب الحدق اليدامل لكدل‬
‫الكتب المنزلة وهنا يكون حري " من" للتبعيض ال للتمييز والبيان‬

‫النموذج الرابع‪ :‬عندما ركلم الكارب محمد شحرور عن معندى الدذكر فدي‬
‫القرآن الكريم أورا قوله رعالى‪ { :‬إ َّندا ن آَحد رن ن ََّز آل َندا الدذك آك َر َوإ َّندا َلدهر لَ َحداف رونَ‬
‫علَيآه الذك آك رر إنَّ َ لَ َم آ نرون [الح در‬ ‫و{وقَالرواآ يَا أَيُّ َها الَّذ نر كز َل َ‬
‫[الح ر ‪َ ،} ]9 :‬‬
‫‪،} ]6 :‬و{ص َو آال رقدد آرآن ذ الددذك آكر [ص ‪ }]1 :‬ددم شددرش اآليددة الثالثددة‪،‬‬
‫معوج حسب هواه‪ ،‬فقال‪{ :‬فهذه‬ ‫ورناسى اآليتين الباقيتين‪ ،‬م روصل إلى فهم ك‬
‫الصي ة للكتاب التي بين أيدينا وهي صي ة عربية هي صي ة محد دة بلسدان‬
‫إنساني وغير قديمة وذل ليذكر بها القرآن من النداس لدذا قدال‪َ :‬مدا َيدأآريهم‬
‫كمن ذ آك ٍر َّمن َّربكهم ُّمحآ دَ ٍ إ َّال ا آست َ َمعروهر َو ره آم يَ آلعَبرونَ [اننبياء ‪ )]2 :‬الحظ هندا‬
‫اقة التعبير في الكتاب عندما قال عن الذكر إنه محد ولم يقدل القدرآن‪ ،‬وال‬
‫ننسى أن الذكر ليا القرآن ن سه‪ ،‬بل هو أحدد صد ا القدرآن ص َو آال رقد آرآن‬
‫ذ الذك آكر [صد ‪ )]1 :‬فإذا عرفنا اآلن أن الذكر لديا القدرآن ن سده‪ ،‬وإنمدا‬
‫هو أحد سواصه وهو صي ته اللسانية حصرا يزول االلتباس لذا فقدد وضدغ‬
‫سد آلنَا قَب َآلد َ إالَّ ر َجداال ُّندوحي إ َلديآه آم‬ ‫الكتاب شرطا ل هم آيارده بقولده‪َ :‬و َمدا أ َ آر َ‬
‫فَاسآأَلرواآ أ َ آه َل الذك آكر إن ركنت ر آم الَ ر َ آعلَ رمونَ [اننبياء ‪ { )]7 :‬هنا ي ب أن ن هدم‬
‫أن أهل الذكر هم أهل اللسان العربي‪.1} .‬‬
‫أقول‪ :‬ذل الزعم باطل جملة ور صيال‪ ،‬وال يقوله إال جاهدل ‪ ،‬أو محدري‬
‫صاحب هوه ننه أوال‪ ،‬إن هذا الكارب لم يتبغ المنهت العلمي فدي فهدم رلد‬
‫اآليددا ‪ ،‬وإنمددا مددارس االنتقدداء واإلغ ددال والتالعددب والتحريددف والتدددليا‬
‫والخدا من جهة‪ ،‬ولم يترب القرآن ير سر ن سه بن سه من جهة أسره وبيان‬
‫ذل أن معنى الذكر في القرآن ليا عنده معنى اقيقا واحددا‪ ،‬وإنمدا لده عددة‬
‫معان متقاربة حسب سيا ورواه في اآلية‪ ،‬والقرآن هو الذ يرحددا المعندى‬ ‫ٍ‬
‫المقصددوا ولدديا القددارئ هددو الددذ يحددداه ويتسددلط عليدده بهددواه كمددا فعددل‬
‫شحرور ومن ي عل ذل فهو محري وضال رمضل ‪،‬وعمله ليا مدن العقدل‬
‫وال من العلم في شيء‪ ،‬وال قيمة له علميا‬

‫ثانيا ‪ :‬إن مما ينقض زعم شحرور من أساسه‪ ،‬أن عبارة " الذكر " هدي‬
‫مدن أسدماء الددوحي اإللهدي الددذ أنزلده هللا علددى نبيندا محمددد عليده الصددالة‬
‫والسالم فهو اسم من أسمائه كالقرآن ‪ ،‬والكتاب ‪،‬وال رقان وهذا أمر واضح‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪63 – 62- :‬‬

‫‪52‬‬
‫من قطعيا القرآن ومحكماره‪ ،‬لكن ذل الباحث رناسى ذل وحرفده ل ايدا‬
‫في ن سه عندما زعم أن الذكر ليا هو القرآن وزعمه هذا باطل بدليل قوله‬
‫علَ آيده الدذك آك رر إ َّند َ لَ َم آ رندون [الح در ‪}]6 :‬‬ ‫رعالى‪َ {:‬وقَالرواآ يَا أَيُّ َها الَّذ رند كز َل َ‬
‫شد ٍك كمدن ذ آكدر َبد آل لَ َّمدا َيدذروقروا‬ ‫علَيآه الذك آك رر من َبيآننَا َب آل رهد آم فدي َ‬ ‫‪،‬و{ أَأرنز َل َ‬
‫عذَاب [ص ‪} ]8 :‬و{ إنَّا نَحآ رن ن ََّز آلنَا الذك آك َر َوإ َّندا َلدهر لَ َحداف رونَ [الح در ‪]9 :‬‬ ‫َ‬
‫}‪،‬و{ َوأَنزَ آلنَا إلَ آي َ الذك آك َر لتربَيكنَ للنَّاس َما نر كز َل إلَيآه آم َولَعَلَّ ره آم يَت َ َ َّكد ررونَ [النحدل‬
‫سدمعروا الدذك آك َر‬ ‫آصداره آم لَ َّمدا َ‬ ‫وند َ بأَب َ‬ ‫‪ }]44 :‬و{ َوإن يَ َكاار الَّذينَ َك َد رروا لَي آرزلقر َ‬
‫َويَقرولرونَ إنَّهر لَ َم آ نرون [القلم ‪}]51 :‬‬
‫واضح من رل اآليا أن الذكر هو الوحي الذ أنزلده هللا رعدالى علدى‬
‫نبيه الخارم محمد عليه الصالة والسالم وهذا الذكر هو ن سه القرآن والكتاب‬
‫كما بيناه سابقا‪ ،‬وهما يرمثالن الذكر أيضدا فدنحن أمدام وحدي إلهدي لده عددة‬
‫أسماء‪ ،‬منها ال ة ذكرناها‪ ،‬فهي أسماء لمسمى واحد‬

‫ومما يؤيد ذل ويؤكده وينقض زعدم شدحرور قولده رعدالى‪{ :‬إ َّن َّالدذينَ‬
‫يد َال َيأآريه آال َباط رل مد آن َبديآن َيدَ آيده َو َال‬ ‫اب ع َِد ٌ‬ ‫َك َ رروا ِبال ِ ّك ِْر لَ َّما َجا َء ره آم َوإنَّهر لَ ِكت َ ٌ‬
‫سل م آن قَبآلد َ إ َّن‬ ‫لر ر‬‫م آن س آَل ه ر َ آنزيل م آن َحك ٍيم َحمي ٍد َما يرقَا رل لَ َ إ َّال َما قَ آد قي َل ل ُّ‬
‫ت‬ ‫ب أَل ٍيم َولَ ْو َجعَ ْلنَاهُ قُ ْرآنًا أ َ آع َ ميا لَقَالروا َلد آو َال فر ك‬
‫صدلَ آ‬ ‫َربَّ َ لَذرو َم آ َرةٍ َوذرو عقَا ٍ‬
‫ي قر آل ره َو للَّذينَ آ َمنروا رهده َوش َاء َوالَّذينَ َال يرؤآ منرونَ فدي‬ ‫ع َرب ٌّ‬‫ي َو َ‬ ‫آيَاررهر أَأ َ آع َ م ٌّ‬
‫ان بَعيد ٍد فصدلت‪- 41 :‬‬ ‫عمى أرولَئ َ ي َرندااَ آونَ مد آن َم َكد ٍ‬ ‫علَيآه آم َ‬ ‫آذَانه آم َو آقر َو ره َو َ‬
‫اليد آع َر َو َمدا يَنبَ دي َلدهر إ آن رهد َو إ َّال ذ آكدر َو رقد آرآن ُّمبدين‬ ‫علَّ آمنَاهر ك‬ ‫‪،} )44‬و{ َو َما َ‬
‫َاي َوعيد [قد ‪]45 :‬‬ ‫[يا ‪ }]69 :‬و(فَذَ كك آر ب آالقر آرآن َمن َيخ ر‬

‫واضح من ذل أن الوحي الذ أنزله هللا علدى نبيده محمدد عليده الصدالة‬
‫والسالم هو الذكر‪ ،‬وهو الكتداب‪ ،‬وهدو القدرآن بلسدان عربدي مبدين فتلد‬
‫ال ددة أسددماء لمسددمى واحددد هددو الددوحي اإللهددي‪ ،‬ولدديا انمددر كمددا زعددم‬
‫المحري شحرور‬
‫ثالثا‪ :‬إن ذل الوحي ال رمندزل علدى نبيندا محمدد عليده الصدالة والسدالم‪-‬‬
‫وهددو القددرآن ‪ ،‬والكتدداب‪ ،‬والددذكر‪ -‬لدديا هددو صووي ة عربيووة للووني اإللهووي‬
‫ال ُمندل كما زعم المحري شحرور ‪،‬وإنما هو وحي إلهي جديد بلسان عربي‬
‫مبين فهو يختلف عن ال ركتب اإللهية السابقة‪ ،‬فهو ليا ررجمدة عربيدة لهدا ‪،‬‬
‫وإنما هو وحي إلهي جديد قائم بذاره‪ ،‬فمغ رضمنه نصول الدين اإللهي فهدو‬
‫أيضا كتاب وحي فريد بمضامينه وإع ازه وسصائصه‬

‫‪53‬‬
‫كما أن تفسير شحرور لقوله رعالى‪ :‬ص َو آالقر آرآن ذ الذك آكر [ص ‪]1 :‬‬
‫)‪ ،‬هو ر سدير رحري دي بدال شد ‪ ،‬ننده َح كمدل اآليدة مدا لد م رقلد ه‪ ،‬ولدم ي سدره‬
‫بددالقرآن‪ ،‬وإنمددا فسددراه بهددواه نن معناهددا هددو أن مددن صد ا القددرآن أندده‬
‫موصوي بالذكر‪ ،‬وهو ذكر ‪ ،‬وكثير الذكر بدين النداس أيضدا‪ ،‬فهدو مدذكور‬
‫بينهم بكثرة والياهد على ذل أيضا قوله رعالى‪ :‬فَذَ كك آر ب آالقر آرآن َمدن َي َخد ر‬
‫اي‬
‫َوعيد [قد ‪ ) ]45 :‬فالقرآن ذكر‪ ،‬والذكر قرآن فلو لم يكن ذكرا ما أمدر هللا‬
‫رعالى نبيه بأن يرذ ككر به الناس وهذا أمر أ بتناه سابقا مدن جهدة ‪ ،‬وهدو شداهد‬
‫من جهة أسره على ممارسة شحرور للتحريف عن سابق إصرار وررصد‪،‬‬
‫ننه أغ ل آيا رنقض زعمه أوراناها سابقا‪ ،‬والتي ذَكرها َح كرفهدا وفسدرها‬
‫حسب هواه‬

‫وأمووا قولووه ‪ { :‬هنددا ي ددب أن ن هددم أن أهددل الددذكر هددم أهددل اللسددان‬
‫العربي}‪ .1‬فهو قول فيه حق وباطل وسدا ورحريف نن القرآن الكدريم ال‬
‫يرمكن فهمه فهما صحيحا وشامال بمعرفة الل ة العربية المع مية فقط وكونه‬
‫بلسان عربي يعني أنه مكتوب به‪ ،‬وفهمه الصحيح يتوقدف أساسدا علدى فهدم‬
‫القرآن بمع مه الل و أوال‪ ،‬م االستعانة بالمعداجم الل ويدة انيدا‪ ،‬نن ل دة‬
‫القرآن ل ة عربية فصديحة رمبيندة رمهيمندة علدى كدل المعداجم العربيدة‪ ،‬وهدو‬
‫ال َحكم عليها وليا العكا‬
‫وكددذل مددن جهددة مضددامين القددرآن‪ ،‬فهددي ررمثددل علومددا كثيددرة جدددا لهددا‬
‫مصددطلحارها ومواضدديعها ومناه هددا‪ ،‬وقددد فسددرها القددرآن الكددريم بمع مدده‬
‫وعلومه وهذا يعني أن أهل الذكر المذكورين في قوله رعالى‪ :‬فَاسآأَلرواآ أ َ آهد َل‬
‫الذك آكر إن ركنت ر آم الَ ر َ آعلَ رمونَ [النحل ‪ ،)]43 :‬ليسوا هم أهل الل ة العربيدة فقدط‪،‬‬
‫وإنما هم أساسا العالمون بل ة القرآن ومصطلحاره وعلومه ومناه ه في فهم‬
‫القرآن ور سيره ورطبيقه من جهة؛ والعالمون بالعلوم المسداعدة ل همده فهمدا‬
‫صحيحا من جهة أسره وأما العالمون بل ة المعاجم العربية فقدط فدإنهم لدن‬
‫يستطيعوا فهم ل ة القرآن وعلومه فهما صحيحا شامال إال قليال‬

‫النموذج الخامس‪ -‬من رحري ا شحرور للقرآن ‪ :-‬زعم شحرور أن هللا‬


‫أنزل على موسى عليه السالم الكتاب وهو التوراة ‪ ،‬وال رقان وهو كتاب‬
‫آسر رضمن وحيا لم يرا في التوراة واستدل على زعمه بقوله رعالى‪َ { :‬وإ آذ‬
‫َاب َو آال ر آرقَانَ لَعَلَّ رك آم ر َ آهتَدرونَ [البقرة ‪ ،}]53 :‬و‪َ :‬وأ َ آنزَ َل‬ ‫سى آالكت َ‬ ‫آر َ آينَا رمو َ‬
‫الت َّ آو َراة َ َو آاإل آن ي َل من قَ آب رل رهده لكلنَّاس َوأَنزَ َل آال ر آر َقانَ إ َّن الَّذينَ َك َ ررواآ بآ َيا‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪63 – 62- :‬‬

‫‪54‬‬
‫عزيز ذرو انت َق ٍام [آل عمران ‪ ) ]4 - 3:‬وزعم‬ ‫نر َ‬ ‫ن لَ ره آم َ‬
‫عذَاب شَديد َو ك‬ ‫ك‬
‫أيضا أن هللا رعالى أنزل على نبينا محمد عليه الصالة والسالم ال رقان‬
‫والقرآن وال رقان هو ن سه ال رمنزل على موسى عليه السالم‪ ،‬واستدل على‬
‫ضانَ الَّذ َ أرنز َل فيه آالقر آر ر‬
‫آن رهده لكلنَّاس‬ ‫ش آه رر َر َم َ‬
‫زعمه بقوله رعالى‪َ {:‬‬
‫َو َبيكنَا ٍ كمنَ آال رهدَه َو آال ر آرقَان [البقرة ‪ }]185 :‬ور صيل ذل أنه قال‪ {:‬أ‬
‫أن ال رقان جاء إلى موسى على حدة وجاء الكتاب على حده‪ ،‬ف رقا عن‬
‫بعضهما وهذا ال رقان قال عنه في سورة آل عمران‪ :‬إن ال رقان والتوراة‬
‫واإلن يل أنزلت قبل أن يأري الكتاب إلى النبي صلى هللا عليه وسلم م إن‬
‫ال رقان الذ أنزل على موسى هو ن سه الذ أنزل على النبي صلى هللا‬
‫ضانَ الَّذ َ أرنز َل فيه آالقر آر ر‬
‫آن رهده كللنَّاس‬ ‫ش آه رر َر َم َ‬
‫عليه وسلم في رمضان َ‬
‫َو َبيكنَا ٍ كمنَ آال رهدَه َو آال ر آر َقان [البقرة ‪ ]185 :‬وبما أن ال رقان جاء معطوفا‬
‫على القرآن يستنتت أن ال رقان غير القرآن‪ ،‬وهو جزء من أم الكتاب‬
‫“الرسالة” وأنزل ونزل في رمضان وهذا ال زء أول ما أنزل إلى موسى‬
‫عليه السالم‪ 1‬وزعم أيضا أن آيا ال رقان في سورة اننعام ليست مكية‪،‬‬
‫فهنا أسبرنا أن ال رقان أنزل على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في‬
‫معركة بدر “في رمضان” لذا سمي بيوم ال رقان بقوله‪ :‬وما أنزلنا على‬
‫‪2‬‬
‫عبدنا يوم ال رقان يوم التقى ال معان( انن ال ‪)41‬‬
‫أقول‪ :‬ذل القول زعم باطل جملة ور صيال‪ ،‬وهو من أوهام شحرور‬
‫وأباطيله وأهوائه ‪،‬روصل إليه بالتحريف والتدليا وممارسة االنتقاء‬
‫واإلغ ال في رعامله مغ اآليا القرآنية التي أوراها من جهة؛ ووجهها‬
‫روجيها ذاريا رمسبقا ل ايا في ن سه من جهة أسره ور صيل ذل أوال‪ ،‬إن‬
‫الذ يربطل رل المزاعم هو أن هللا رعالى أسبرنا أنه أنزل على نبينا محمد‬
‫عليه الصالة والسالم وحيا واحدا رمحكما َحكيما ولم يقل أنه أنزل عليه أكثر‬
‫من وحي‪ ،‬وال أكثر من كتاب‪ ،‬وإنما أنزل وحيا واحدا سماه بعدة أسماء‪،‬‬
‫منها‪ :‬الكتاب‪،‬والقرآن ‪،‬والذكر‪ ،‬وال رقان واآليا الدالة على ذل كثيرة‬
‫سبق أن ذكرنا طائ ة منها فال نعيدها هنا لكني أذكر منها هنا المتعلقة‬
‫عبآده ل َي ركونَ‬ ‫علَى َ‬ ‫ار َب الَّذ ن ََّز َل آال ر آرقَانَ َ‬ ‫بال رقان فقط قال رعالى‪ :‬ر َ َب َ‬
‫س َم َوا َو آان َ آرج َولَ آم َيتَّخ آذ َولَدا َولَ آم َي رك آن لَهر‬ ‫ل آل َعالَمينَ نَذيرا الَّذ لَهر رم آل ر ال َّ‬
‫َوقَا َل الَّذينَ َك َ رروا إ آن َهذَا‬ ‫ش آيءٍ فَقَد ََّرهر ر َ آقديرا‬ ‫شَري في آال رم آل َو َسلَقَ رك َّل َ‬
‫ظ آلما َو رزورا َوقَالروا‬ ‫علَيآه قَ آوم آس رَرونَ فَقَ آد َجا رءوا ر‬ ‫عانَهر َ‬ ‫إ َّال إ آف ا آفت ََراهر َوأ َ َ‬
‫علَيآه بر آك َرة َوأَصيال قر آل أ َ آنزَ لَهر الَّذ يَ آعلَ رم‬ ‫ي ر ر آملَى َ‬ ‫ير آان َ َّولينَ ا آكتَتَبَ َها فَه َ‬
‫ساط ر‬‫أَ َ‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪65-64- :‬‬
‫‪ 2‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪65- :‬‬

‫‪55‬‬
‫س َم َوا َو آان َ آرج إنَّهر َكانَ َ‬
‫غ رورا َرحيما [ال رقان ‪ ) 5 -1 :‬هذه‬ ‫س َّر في ال َّ‬
‫ال ك‬
‫اآليا صريحة بأن ال رقان هو الوحي الذ أنزله هللا رعالى على نبيه‬
‫محمد عليه الصالة والسالم‪،‬وهو ن سه القرآن والكتاب والذكر‪ ،‬وليا هو‬
‫كتابا آسر قائما بذاره مقابل كتب أسره كما زعم شحرور‬
‫وأما بالنسبة لموسى عليه السالم ‪ ،‬فقد أسبرنا هللا رعالى أنه أنزل عليه‬
‫وحيا واحدا أيضا أنزله عليه مكتوبا في انلواش سماه هللا رعالى التوراة‪،‬‬
‫والكتاب ‪ ،‬فهما اسمان لمسمى واحد والدليل على ذل قوله رعالى‪َ :‬و َكت َ آبنَا‬
‫ش آيءٍ َف رخ آذهَا بقر َّو ٍة َو آأ رم آر‬
‫ش آيءٍ َّم آوع َة َورَ آصيال لك رك كل َ‬ ‫لَهر في ان َ آل َواش من رك كل َ‬
‫ار آال َاسقينَ [انعراي ‪،) ]145 :‬و َو َل َّما‬ ‫سأرري رك آم اَ َ‬ ‫سن َها َ‬‫قَ آو َم َ َيأآ رسذرواآ بأَحآ َ‬
‫ب أَ َسذَ ان َ آل َوا َش َوفي نر آسخَت َها رهده َو َرحآ َمة كللَّذينَ ره آم‬ ‫ض ر‬‫سى آال َ َ‬ ‫عن ُّمو َ‬ ‫ت َ‬ ‫س َك َ‬ ‫َ‬
‫َاب َو َج َع آلنَاهر رهده‬ ‫سى آالكت َ‬ ‫ل َر كبه آم َي آر َهبرونَ [انعراي ‪،)]154 :‬و َوآرَ آينَا رمو َ‬
‫لكبَني إس َآرائي َل أَالَّ رَتَّخذرواآ من اروني َوكيال [اإلسراء ‪،) ]2 :‬و إ َّنا أَنزَ آلنَا‬
‫الت َّ آو َراة َ في َها رهده َونرور َيحآ رك رم ب َها النَّبيُّونَ الَّذينَ أ َ آس َل رمواآ للَّذينَ هَاارواآ‬
‫ش َهدَاء َفالَ‬ ‫ن َو َكانرواآ َع َليآه ر‬ ‫ار ب َما ا آسترحآ رواآ من كتَاب ك‬ ‫الربَّانيُّونَ َوانَحآ بَ ر‬
‫َو َّ‬
‫اسي آَون َوالَ ر َ آيت رَرواآ بآ َياري َ َمنا َقليال َو َمن لَّ آم َيحآ ركم ب َما أَنزَ َل‬ ‫اس َو آ‬‫ر آَخي رَواآ النَّ َ‬
‫نر َفأ ر آو َلدئ َ ره رم آال َكاف ررونَ [المائدة ‪) ]44 :‬‬ ‫ك‬
‫وأما اآليتان اللتان استيهد بهما شحرور لتأييد زعمه فيما قاله عن‬
‫الوحي الذ أنزله هللا رعالى على نبيه موسى عليه السالم‪ ، 1‬وهما‪َ :‬وأ َ آنزَ َل‬
‫الت َّ آو َراة َ َو آاإل آن ي َل من قَ آب رل رهده لكلنَّاس َوأَنزَ َل آال ر آر َقانَ إ َّن الَّذينَ َك َ ررواآ بآ َيا‬
‫نر َعزيز ذرو انت َق ٍام [آل عمران ‪، ) ]4 - 3:‬و َوإ آذ آرَ آينَا‬ ‫عذَاب شَديد َو ك‬ ‫ن َل ره آم َ‬ ‫ك‬
‫َاب َو آال ر آر َقانَ لَ َعلَّ رك آم ر َ آهتَدرونَ [البقرة ‪ ، )]53 :‬فإن انمر ليا كما‬ ‫سى آالكت َ‬ ‫رمو َ‬
‫زعم ‪ ،‬وذل أن قوله رعالى‪َ :‬وأ َ آنزَ َل الت َّ آو َراة َ َو آاإل آن ي َل من قَ آب رل رهده لكل َّناس‬
‫َوأَنزَ َل آال ر آر َقانَ [آل عمران ‪ ،) ]4 - 3:‬أوراه ناقصا ‪ ،‬فقد أسقط ال زء‬
‫ق‬‫اب بِا ْل َح ّ ِ‬ ‫علَ ْيكَ ا ْل ِكت َ َ‬
‫انول من اآلية انولى‪ ،‬ورمامها قوله رعالى‪ { :‬نَ هد َل َ‬
‫ص ِ ّدقًا ِل َما بَ ْي َن يَ َد ْي ِه َوأ َ آنزَ َل الت َّ آو َراة َ َو آاإل آن ي َل من قَ آب رل رهده لكلنَّاس َوأَنزَ َل‬
‫ُم َ‬
‫نر َعزيز ذرو انت َق ٍام [آل‬ ‫عذَاب شَديد َو ك‬ ‫ن َل ره آم َ‬
‫ك‬ ‫آال ر آر َقانَ إ َّن الَّذينَ َك َ ررواآ بآ َيا‬
‫عمران‪ ) ]4 - 3:‬فاهلل رعالى أنزل القرآن ومن قبله ‪،‬التوراة واإلن يل‬
‫وغيرهما ‪ ،‬وال يعني أن ال رقان المذكور أنزله هللا على موسى كما زعم‬
‫شحرور فما معنى َوأَنزَ َل آال ر آر َقانَ ) وهل هو وحي آسر؟ إن ذل ال رقان‬
‫ال يعني وحيا جديدا نن القرآن الكريم قد حسم أمر الكتب ال رمنزلة وبيكن‬
‫على من أنزلها في رل اآلية وغيرها وعليه فقوله رعالى‪َ :‬وأَنزَ َل آال ر آر َقانَ‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪64،65- :‬‬

‫‪56‬‬
‫) ال يعني ما زعمه شحرور وإنما يعني أن هللا رعالى كما أنزل الكتب على‬
‫وفر بها بين الحق والباطل‪،‬‬ ‫أنبيائه فإنه أنزل أيضا أالة مااية أيدهم بها ك‬
‫منها مثال مع زة العصا ‪،‬وشق البحر‪ ،‬وإبراء انكمه وانبرص‪ ،‬وإحياء‬
‫المورى وغيرها وهذه المع زا هي من ال رقان الذ أنزله هللا رعالى‬
‫على أنبيائه ونصرهم به على أعدائهم ‪،‬وأقام بها الح ت الدام ة على‬
‫صدقهم‬
‫اب َو آال ر آر َقدانَ‬
‫وسدى آالكتدَ َ‬
‫وأما احت اج شحرور باآلية الثانية‪َ (،‬وإ آذ آر َ آينَا رم َ‬
‫لَعَلَّ رك آم ر َ آهتَدرونَ [البقرة ‪ ، )]53 :‬فهي ال رؤيدد زعمده‪ ،‬وهدو احت داج متهافدت‬
‫بال ش وهي رندرج ضمن اآلية السابقة‪ ،‬فاهلل رعالى أنزل على نبيه موسدى‬
‫عليه السالم الكتاب ‪،‬وأراه أيضا أالة مااية مع زة أجراها على يديه ونصره‬
‫فدر هللا‬
‫بها على فرعون وحزبه منها مع زة العصا‪ ،‬وشدق البحدر‪ ،‬وبهدا ك‬
‫بين الحق والباطل‪ ،‬ونصر المؤمنين على الكافرين‪ ،‬وذل هو ال رقان‬

‫واضح من رل اآليا أن ال رقان الذ أراه هللا رعدالى لنبيده موسدى عليده‬
‫السالم هو المع زا التي أيده ونصره بها‪ ،‬وليا وحيا جديدا من صال عدن‬
‫التوراة كما زعم شحرور ومغ ذل فإن معنى ال رقان قد يعني الوحي فقط‪،‬‬
‫ع آبدده ليَ ركدونَ ل آل َعدالَمينَ‬ ‫ار َب الَّذ ن ََّز َل آال ر آر َقدانَ َ‬
‫ع َلدى َ‬ ‫كما في قوله رعالى ‪ :‬رَبَ َ‬
‫نَذيرا [ال رقان ‪ ) 5 -1 :‬وقد يتسغ معناه لييدمل الدوحي والمع دزا معدا‪،‬‬
‫َارونَ آال ر آرقَانَ َوضيَاء َوذ آكرا لك آل رمتَّقدينَ‬
‫سى َوه ر‬ ‫بدليل قوله رعالى‪َ :‬ولَقَ آد آر َ آينَا رمو َ‬
‫[اننبياء ‪ )]48 :‬فاهلل رعالى أراهما ال رقدان‪ ،‬وفدي كدل الحداال فدإن معندى‬
‫ال رقان ال رمنزل على اننبياء يعني الوحي‪ ،‬أو المع زا ‪ ،‬أو هما معدا‪ ،‬لكنده‬
‫ال يعني إنزال وحي جديد من صل عن الكتاب المنزل‬

‫وأما اآلية التي استيهد بها شحرور فيما قاله عن القرآن وال رقدان‪ ،‬وهدي‬
‫آن رهدده لك َّلنداس َوبَيك َندا ٍ كمدنَ‬‫ضانَ الَّذ َ أرنز َل فيه آال رقد آر ر‬
‫ش آه رر َر َم َ‬
‫قوله رعالى‪َ :‬‬
‫آال ره ددَه َو آال ر آر َق دان [البقددرة ‪ ، )]185 :‬فهددي رددنقض زعمدده وال رؤيددده‪ ،‬ننهددا‬
‫وص ت القرآن بأنه هده للناس‪ ،‬ورضمن أالدة وبدراهين وبيندا واضدحا‬
‫روصل الناس إلى الحق وررنير لهم الطريق وير رقون بها بين الحق والباطدل‬
‫فعبارة " ال رقان " لم رأ معطوفة علدى القدرآن كمدا زعدم شدحرور وإنمدا‬
‫جدداء ال ملددة كلهددا رهدده لكلنَّداس َوبَيك َندا ٍ كمدنَ آال رهددَه َو آال ر آر َقدان [البقددرة ‪:‬‬
‫‪ )]185‬رمبينة وم سرة وواص ة للقدرآن وهدذا يعندي أن مدن صد ا القدرآن‬
‫انساسية انه فرقان‪ ،‬و رمتضمن لل رقان‪ ،‬وهذا يعني أن القدرآن هدو ال رقدان‪،‬‬

‫‪57‬‬
‫ار َب الَّذ ن ََّز َل آال ر آر َقدانَ‬
‫وال رقان هو القرآن بدليل ما قلناه وبقوله رعالى‪ :‬رَبَ َ‬
‫عبآده ليَ ركدونَ ل آل َعدالَمينَ َندذيرا [ال رقدان ‪ ) 5 -1 :‬وبدذل يتبدين بطدالن‬ ‫علَى َ‬‫َ‬
‫زعم شحرور في قوله بأن ال رقان غير القرآن‬

‫وبما أن انمر كما بيناه فقول شحرور بأن آيا ال رقان في سورة‬
‫اننعام ليست مكية‪ ،‬فهنا أسبرنا أن ال رقان أنزل على رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم في معركة بدر “في رمضان” لذا سمي بيوم ال رقان بقوله‪:‬‬
‫وما أنزلنا على عبدنا يوم ال رقان يوم التقى ال معان( انن ال ‪1 )41‬؛ فهو‬
‫زعم باطل قطعا‪ ،‬نن ر سيره لآلية ال يصح كما بيناه أعاله من جهة؛ وأن‬
‫ربطه بين ر سيره ومعركة بدر باطل من جهة أسره نن آية َو َما أَنزَ آلنَا‬
‫ش آيءٍ قَدير [انن ال‬ ‫علَى رك كل َ‬ ‫عبآدنَا َي آو َم آال ر آرقَان َي آو َم آالتَقَى آال َ آم َعان َو ك‬
‫نر َ‬ ‫علَى َ‬‫َ‬
‫‪ ،) ]41 :‬رتعلق بمعركة أحد وفيها انتصر المسلمون على ميركي قري‬
‫فر هللا رعالى بين الحق‬ ‫نصرا رمؤزرا ‪،‬سماها هللا رعالى يوم ال رقان‪ ،‬وفيه ك‬
‫والباطل‪ ،‬وال عالقة لها بت سيره المتهافت لمعنى ال رقان الوارا في اآلية‬
‫السابقة‬
‫النموذج السادس‪ :‬يقول شحرور عن محتويا القرآن حسب فهمه‬
‫الزائف لمعنى القرآن‪ :‬ما إذا ن رنا إلى محتويا القرآن فنره أنه يتألف‬
‫من موضوعين رئيسيين وهما‪ –1 :‬ال زء الثابت َب آل ره َو قر آرآن َّم يد في‬
‫ش َّمحآ روظٍ [البروج‪ ) 22 - 21 :‬وهذا ال زء هو القوانين العامة الناظمة‬‫لَ آو ٍ‬
‫للوجوا كله ابتداء من سلق الكون االن ار الكوني انول‪ ،‬وفيه قوانين‬
‫التطور “المو حق” ور ير الصيرورة “التسبيح” حتى الساعة ون خة‬
‫الصور والبعث وال نة والنار وهذا ال زء ال يت ير من أجل أحد وهو ليا‬
‫مناط الدعاء اإلنساني‪ ،‬وإن اعا كل أهل انرج واننبياء لت ييره فال‬
‫يت ير‪ ،‬وهذا ال زء العام هو الذ رنطبق عليه عبارة َال رمبَدك َل ل َكل َماره‬
‫[الكهف ‪) ]27 :‬‬
‫‪ – 2‬ال زء المت ير من القرآن‪ :‬وهذا ال زء عبر عنه بأنه مأسوذ من أمام‬
‫مبين في قوله { إنَّا نَحآ رن نرحآ يي آال َم آور َى َو َن آكت ر ر‬
‫ب َما قَدَّ رموا َوآ َ َ‬
‫ار ره آم َو رك َّل َش آيءٍ‬
‫ين [يا ‪} ]12 :‬‬ ‫ص آينَاهر في إ َم ٍام رمب ٍ‬
‫أحآ َ‬
‫فاإلمام المبين يحتو على شقين‪:‬‬
‫أ – أحدا وقوانين الطبيعة ال زئية‪ :‬مثل رصريف الرياش واستالي‬
‫انلوان وهبة الذكور واإلنا والزالزل والطوفان وهي قابلة للتصريف‪،‬‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪65- :‬‬

‫‪58‬‬
‫وغير مكتوبة سل ا على أ إنسان وغير قديمة فمثال القانون العام في‬
‫اللوش المح وظ يقول‪ :‬إن “المو حق”‪ ،‬ولكن انحدا ال زئية في‬
‫الطبيعة يمكن أن رسمح بوجوا ظواهر رطيل انعمار وظواهر رقصرها‬
‫فالتصريف هو بطول العمر وقصره‪ ،‬وليا بإل اء المو فأحدا الطبيعة‬
‫اوا‬
‫س َم َ‬ ‫ال زئية أطلق عليها مصطلح آيا هللا { َوم آن آ َياره س آَل رق ال َّ‬
‫ي أ َ آلسنَت رك آم َوأَ آل َوان رك آم إ َّن في ذَل َ َآليَا ٍ كل آل َعالمينَ [الروم ‪:‬‬ ‫َو آان َ آرج َو آ‬
‫است َال ر‬
‫ن [ال ا ية ‪ }]6 :‬فآيا هللا رختص ب واهر الطبيعة‬ ‫‪ { ، }]22‬ر آل َ آ َيا ر َّ‬
‫وقد جاء في الكتاب في مصطلح “كتاب مبين” في قوله { َوعندَهر َم َار رح‬
‫ط من َو َر َق ٍة إالَّ‬ ‫آال َيآب الَ يَ آعلَ رم َها إالَّ ره َو َويَ آع َل رم َما في آالبَ كر َو آال َبحآ ر َو َما رَ آسقر ر‬
‫ين‬
‫ب ُّمب ٍ‬ ‫ب َوالَ َياب ٍا إالَّ في كتَا ٍ‬ ‫ط ٍ‬ ‫ظلر َما ان َ آرج َوالَ َر آ‬ ‫َي آع َل رم َها َوالَ َحبَّ ٍة في ر‬
‫[اننعام ‪ } ]59 :‬وهذه انحدا ليست مبرم ة سل ا وليست قديمة‬
‫‪1‬‬
‫أفعال اإلنسان الواعية‪ :‬وهو ما نسميه القصص )‬

‫أقول‪ :‬ذل القول باطل جملدة ور صديال‪ ،‬صداحبه جاهدل جهدال مركبدا‪ ،‬أو‬
‫رمحري صاحب هوه رمصر عليه وبيان ذل أوال‪ ،‬إن شحرورا زعدم ذلد‬
‫بناء على ر ريقه بين القرآن والكتاب ‪ ،‬وموق ده هدذا باطدل قطعدا‪ ،‬كمدا بينداه‬
‫سابقا‪ ،‬بأن القرآن ‪ ،‬والكتاب‪ ،‬والذكر ‪ ،‬وال رقان هي أسدماء لمسدمى واحدد‪،‬‬
‫هددو الددوحي الددذ أنزلدده هللا رعددالى علددى نبيدده الخددارم محمددد عليدده الصددالة‬
‫والسالم وبما أن انمر كذل فدإن القدرآن الكدريم يتضدمن كتداب هللا‪ ،‬وهدو‬
‫كتاب رمحكم حكيم رم صل رمبين ‪ ،‬ال يأريه الباطل أبدا ال يت يدر‪ ،‬وكلده حقدائق‬
‫من جهة‪ ،‬وكل ما بناه شحرور على ذل الدزعم فهدو باطدل قطعدا مدن جهدة‬
‫أسددره وال يتكددون مددن جددزأين ‪ :‬ابددت‪ ،‬ومت يددر‪ ،‬كمددا زعددم هددذا الضددال‬
‫المحري ال رمدلا‪ ،‬وإنما هو يتضمن مواضيغ كثيرة كلها حق و ابتة موزعدة‬
‫على مواضيغ أصول اإليمان‪ ،‬وانسال والعبااا ‪،‬وآيا اآلفا وانن دا‪،‬‬
‫وقوانين الكون والم تمغ‪ ،‬والقصص القرآني ‪ ،‬وغير ذل‬
‫ثانيا‪ :‬إن اآلية التي استدل بها شدحرور علدى ال دزء الثداني مدن القدرآن‬
‫الذ سماه ‪ :‬المت ير من القرآن حسب زعمده‪ ،‬هدي ليسدت كدذل ‪ ،‬وال ردتكلم‬
‫عن القرآن الكريم كوحي وكتاب‪ ،‬وإنما رتكلم عن موضدو القضداء والقددر‬
‫الذ كتبده هللا رعدالى فدي كتداب القضداء والقددر قبدل أن يخلدق الكدون بكدل‬
‫كائناره واآلية ريدهد بن سدها علدى كدذب شدحرور علدى القدرآن وممارسدته‬
‫للتحريف رمتعمدا‪ ،‬ننها صريحة بأنهدا ردتكلم عدن القضداء والقددر وال ردتكلم‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪74 – 73 - :‬‬

‫‪59‬‬
‫ب َمدا‬ ‫عن القرآن اسما وال مضمونا‪ ،‬فهي رقول‪ :‬إنَّا نَحآ رن نرحآ يي آال َم آور َى َونَ آكت ر ر‬
‫ين [يددا ‪ ،)]12 :‬وهددذا‬ ‫صد آينَاهر فدي إ َمد ٍام رمبد ٍ‬ ‫شد آيءٍ أحآ َ‬ ‫ار ره آم َو ركد َّل َ‬ ‫َقددَّ رموا َوآ َد َ‬
‫المعنى ن سده ورا فدي قولده رعدالى ويعندي كتداب القضداء والقددر‪َ :‬وعنددَهر‬
‫ط مدن َو َر َقد ٍة‬ ‫َم َار رح آال َيآب الَ َي آعلَ رم َها إالَّ ره َو َو َي آعلَ رم َما في آال َب كر َو آال َبحآ ر َو َما ر َ آسقر ر‬
‫ب‬‫ب َوالَ َيداب ٍا إالَّ فدي كتدَ ا ٍ‬ ‫طد ٍ‬ ‫ظلر َمدا ان َ آرج َوالَ َر آ‬ ‫إالَّ َي آعلَ رم َها َوالَ َحبَّ ٍة فدي ر‬
‫آن َوالَ‬ ‫شدأ آ ٍن َو َمدا رَتآ رلدو م آندهر مدن رقد آر ٍ‬ ‫ون فدي َ‬ ‫ين [اننعام ‪،)]59 :‬و َو َمدا ر رَكد ر‬ ‫ُّمب ٍ‬
‫عدن َّربدك َ‬ ‫ب َ‬ ‫ش رهواا إ آذ ر ر يضرونَ فيه َو َما يَ آعد رز ر‬ ‫ع َم ٍل إالَّ ركنَّا َ‬
‫علَ آي رك آم ر‬ ‫ر َ آع َملرونَ م آن َ‬
‫ص ََر مدن ذَلد َ َوال أ َ آك َبد َر إالَّ‬ ‫س َماء َوالَ أ َ آ‬ ‫من كمثآقَال ذَ َّرةٍ في ان َ آرج َوالَ في ال َّ‬
‫عةر رقد آل‬ ‫السدا َ‬ ‫ين [يدونا ‪،) ]61 :‬و َو َقدا َل َّالدذينَ َك َد رروا َال ر َأآر َيندا َّ‬ ‫ب ُّمب ٍ‬ ‫في كت َا ٍ‬
‫اوا َو َال‬ ‫ع آندهر مثآ َقدا رل ذَ َّرةٍ فدي َّ‬
‫السد َم َ‬ ‫عالم آال َيآب َال َي آع رز ر‬
‫ب َ‬ ‫َبلَى َو َربكي لَت َأآر َينَّ رك آم َ‬
‫ين [سدبأ ‪،) ]3 :‬و‬ ‫ب ُّمب ٍ‬ ‫ص رَر من ذَل َ َو َال أ َ آك َب رر إ َّال في كت َا ٍ‬ ‫في آان َ آرج َو َال أ َ آ‬
‫نثدى‬ ‫ط َ ٍة ر َّم َجعَلَ رك آم أ َ آز َواجا َو َما رَحآ م رل م آن أ ر َ‬ ‫ب ر َّم من نُّ آ‬ ‫نر َسلَقَ ركم كمن ر ر َرا ٍ‬ ‫)‪،‬و َو َّ‬
‫ب‬ ‫ع رمدره إ َّال فدي كتدَ ا ٍ‬ ‫ص مد آن ر‬ ‫ض رغ إ َّال بع آلمه َو َما ير َع َّم رر من ُّم َع َّم ٍر َو َال يرنقَ ر‬ ‫َو َال ر َ َ‬
‫اب من ُّمصديبَ ٍة فدي آان َ آرج‬ ‫ص َ‬ ‫ن يَسير [فاطر ‪،) ]11 :‬و َما أ َ َ‬ ‫علَى َّ‬ ‫إ َّن ذَل َ َ‬
‫ن َيس دير‬ ‫ع َل دى َّ‬ ‫ب كم دن قَ آب دل أَن نَّب َآرأ َ َه دا إ َّن ذَل د َ َ‬ ‫َو َال ف دي أَن رس د رك آم إ َّال ف دي كت َدا ٍ‬
‫[الحديد ‪) ]22 :‬‬
‫واضح من رل اآليا أنها رتكلم عن القضاء والقددر الدذ كتبده هللا رعدالى‬
‫في كتاب قبل سلقده للكدون بكدل كائنارده مدن جهدة؛ وأظهدر أن شدحرورا‬
‫رمحري رمتالعب يرحدري القدرآن الكدريم رعمددا انتصدارا نهوائده مدن جهدة‬
‫انية وبما أن انمر كدذل ‪ ،‬فكدل مدا قالده شدحرور فدي رقسديمه للقدرآن إلدى‬
‫جزأيكن وما بناه عليه ‪ ،‬فهو باطل قطعا ومن أوهامه ورحري اره وأهوائه‬

‫النموووذج السووابع‪ :‬واصددل الكارددب شددحرور رحري دده المتعمددد للقددرآن‬


‫الكريم ‪ ،‬فااعى أن القرآن هو الذ يرمثل اآليدا البيندا وحدده‪،‬فقال‪ :‬لقدد‬
‫سمى هللا سدبحانه ورعدالى آيدا القدرآن فقدط باآليدا البيندا اون أ شد‬
‫اءندا آائدت‬ ‫علَيآه آم آيَاررنَا بَيكنَا ٍ قَا َل الَّذينَ الَ يَ آر رجونَ لقَ َ‬ ‫وذل بقوله‪َ { :‬وإذَا ررتآلَى َ‬
‫ون لي أ َ آن أ ر َبدكلَهر من ر آلقَاء نَ آسدي إ آن أَرَّبد رغ إالَّ‬ ‫غيآر هَدذَا أ َ آو َبدك آلهر قر آل َما َي رك ر‬ ‫بقر آر ٍ‬
‫آن َ‬
‫ع د ٍيم [يددونا ‪:‬‬ ‫اب َيد آو ٍم َ‬‫ع دذ َ َ‬‫صديآتر َربكدي َ‬ ‫ع َ‬ ‫اي إ آن َ‬ ‫ي إنكدي أ َ َسد ر‬ ‫َمدا يردو َحى إ َلد َّ‬
‫‪ }]15‬ونحدددن نعلدددم أن م موعدددة هدددذه اآليدددا البيندددا هدددي الحقيقدددة‬
‫علَيآه آم آيَاررنَا بَيكنَا ٍ قَا َل الَّذينَ َك َ رروا ل آل َح كق لَ َّما َجداء ره آم َهدذَا‬
‫الحق) { َوإذَا ررتآلَى َ‬

‫‪60‬‬
‫سحآ ر ُّمبين [انحقاي ‪ )]7 :‬نستنتت أن القرآن هو م مو اآليدا البيندا‬
‫‪1‬‬
‫يونا ‪ )15‬وأن اآليا البينا هي الحق انحقاي ‪))7‬‬
‫أقول‪ :‬رل المدزاعم باطلدة جملدة ور صديال‪ ،‬وهدي مدن أوهدام شدحرور‬
‫وأهوائه ورحري اره التي ال ركاا رنتهدي‪ ،‬وال أراا لهدا أن رنتهدي أوال‪ ،‬سدبق‬
‫أن بينا بطالن إنكاره وجوا المتراافا في القرآن والل ة العربية مدن جهدة‪،‬‬
‫وبيندا فسدداا ورهافدت رقسدديمه للقددرآن إلدى م موعددة كتد ب مسدتقلة مددن جهددة‬
‫أسره وعليه فإن الوحي اإللهي كله له عدة أسماء كالقرآن والكتداب‪ ،‬وهدي‬
‫أسماء لمسمى واحد‪ ،‬وهو كله آيا بينا رمحكما رم صدال ال روجدد فيده‬
‫متيابها ننه ي سر ن سه بن سه ولهذا وص ه هللا رعالى بأنده كتداب رمحكدم‪،‬‬
‫يدر [هدوا ‪)]1 :‬‬ ‫ت من لَّد آرن َحك ٍيم سَب ٍ‬ ‫ت آ َياررهر ر َّم فر ك‬
‫صلَ آ‬ ‫فقال‪ :‬الَر كت َاب أرحآ ك َم آ‬
‫وبما أن انمر كذل فاآليا التي استيهد بها على زعمه وهي قولده رعدالى‪:‬‬
‫آن غ آَيدر‬ ‫اءندا آائدت ب رقد آر ٍ‬ ‫علَيآه آم آيَاررنَا بَيكنَا ٍ قَا َل َّالدذينَ الَ يَ آر رجدونَ لقَ َ‬ ‫َوإذَا ررتآلَى َ‬
‫ون لي أ َ آن أربَدكلَهر من ر آل َقداء نَ آسدي إ آن أَرَّبد رغ إالَّ َمدا يدر و َحى‬ ‫هَدذَا أ َ آو بَدك آلهر قر آل َما يَ رك ر‬
‫ع د ٍيم [يدونا ‪ )]15 :‬فهدي‬ ‫اب َيد آو ٍم َ‬ ‫عدذَ َ‬‫صديآتر َربدك ي َ‬ ‫ع َ‬ ‫اي إ آن َ‬ ‫ي إنكي أ َ َسد ر‬ ‫إلَ َّ‬
‫وص ت الوحي الذ أنزله هللا على محمدد بأنده آيدا بيندا واسدمه القدرآن‬
‫الكدريم وهددذا الددوحي ن سدده سددمى ن سده فددي آيددا أسددره كثيددرة بالكتدداب‪،‬‬
‫والذكر والوحي والقرآن كما بينداه سدابقا بانالدة القرآنيدة القطعيدة فدالوحي‬
‫كله بكل أسمائه هو آيا بينا وليست ساصة بقسدم منده اسدمه القدرآن كمدا‬
‫زعم شدحرور بددليل أن ذلد الوصدف ورا فدي آيدا أسدره روصدف بهدا‬
‫الوحي المنزل على النبي عليه الصالة والسالم كله‪ ،‬وفي أسره روصف بهدا‬
‫الكتاب منها قوله رعالى‪َ :‬ولَ َقد آد أَنزَ آل َندا إلَ آيد َ َآيدا ٍ َبيك َندا ٍ َو َمدا َي آك رد رر ب َهدا إالَّ‬
‫ت‬ ‫آال َاسقرونَ [البقدرة ‪،)]99 :‬و )‪،‬و إ َّن َّالدذينَ َي آكت ر رمدونَ َمدا أ َ َ‬
‫ند ْل َنوا ِمو َن ا ْل َب ِيّ َنوا ِ‬
‫نر َويَ آل َع دنر ره رم‬ ‫لع دنر ره رم ك‬‫ب أرولَ ددئ َ يَ َ‬ ‫َو آال ره ددَه م دن بَ آع دد َم دا بَيَّنَّ داهر للنَّ داس ِف وي ا ْل ِكت َ وا ِ‬
‫علَيآه آم آيَاررنَا بَيكنَا ٍ َقدا َل َّالدذينَ َك َد رروا‬ ‫الالعنرونَ [البقرة ‪،)]159 :‬و َوإذَا ررتآلَى َ‬ ‫َّ‬
‫سد رن َندديكا [مدريم ‪،)]73 :‬و َو َكدذَل َ‬ ‫للَّذينَ آ َمنروا أ َ ُّ آال َريقَيآن س آَيدر َّمقَامدا َوأَحآ َ‬
‫نَ يَ آه دد َم دن يرري ددر [الحددت ‪،)]16 :‬و َوإذَا ررتآ َل دى‬ ‫ت َوأ َ َّن َّ‬ ‫ت بَ ِيّ َن وا ي‬ ‫ند ْل َن واهُ َ‬
‫آي وا ي‬ ‫أَ َ‬
‫طونَ‬ ‫نكد َر َي َكداارونَ َي آسد ر‬ ‫ي في رو رجدوه َّالدذينَ َك َد رروا آال رم َ‬ ‫ت ر َ آعر ر‬ ‫علَيآه آم آيَاتُنَا بَ ِيّنَا ي‬ ‫َ‬
‫نر َّالدذينَ‬ ‫عددَهَا َّ‬ ‫ار َو َ‬ ‫يد ٍ كر كمدن ذَل ركد رم َّ‬
‫الند ر‬ ‫ر‬
‫علَيآه آم آ َيارنَا قر آل أَفَأنَبكئ ر ركم ب َ‬ ‫بالَّذينَ َيتآلرونَ َ‬
‫اب فَ َّالدذينَ‬ ‫ير [الحت ‪ ،)]72 :‬و{ َو َكذَل َ أ َ ْن َد ْلنَوا إِلَ ْيوكَ ا ْل ِكت َو َ‬ ‫ا آال َمص ر‬ ‫َك َ رروا َوبئآ َ‬
‫ون به َومد آن َهدؤ َرالء َمد آن يدر ؤآ م رن بده َو َمدا يَ آ َحددر بآيَار َندا إ َّال‬ ‫َاب يرؤآ منر ر‬ ‫آر َ آينَا ره رم آالكت َ‬
‫اب‬ ‫طدهر بيَميند َ إذا َال آرردَ َ‬ ‫ب َو َال ر َ رخ ُّ‬ ‫ت رَتآلرو مد آن قَبآلده مد آن كتدَ ا ٍ‬ ‫آال َكاف ررونَ َو َما رك آن َ‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪83 – 82 - :‬‬

‫‪61‬‬
‫صدرور الَّذينَ أرورروا آالع آل َم َو َما يَ آ َحددر بآيَار َندا‬ ‫آال رمبآطلرونَ بَ آل ره َو آيَاتٌ بَ ِيّنَاتٌ في ر‬
‫ن‬ ‫علَيآه آيَا مد آن َربدك ه رقد آل إنَّ َمدا آاآل َيدا ر ع آنددَ َّ‬ ‫إ َّال ال َّال رمونَ َوقَالروا لَ آو َال أ ر آنز َل َ‬
‫ع َلديآه آم إ َّن فدي‬ ‫اب يرتآ َلدى َ‬ ‫علَ ْيوكَ ا ْل ِكت َو َ‬ ‫َوإنَّ َما أَنَا نَذير رمبين أ َ َولَ آم يَ آك ه آم أَنَّا أ َ ْن َد ْل َنوا َ‬
‫ذَل َ لَ َرحآ َمة َوذ آك َره لقَ آو ٍم يرؤآ منرونَ العنكبو ‪})51 - 47 :‬‬
‫واضح من رل اآليا أن زعم شحرور باطدل قطعدا‪ ،‬نن صد ة { آيدا‬
‫بينا }وصف بها الوحي اإللهدي ال رمندزل علدى نبيندا محمدد عليده الصدالة‪،‬‬
‫ووصف بها أيضا باسم الكتاب وباسم القرآن وأما اآلية الثانية التي‬ ‫والسالم ر‬
‫استيهد بها على زعمه من سورة انحقاي فقد حرفها ورالعدب بهدا بدالقص‬
‫وقولها ما لم رقل‪ ،‬وهي بتمامها ربدأ بالكتاب‬ ‫والحذي‪ ،‬وأسرجها من سياقها‪ ،‬ك‬
‫ن آال َعزيدز آال َحكديم َمدا َسلَ آق َندا‬ ‫ب مدنَ َّ‬ ‫ورنتهي به ‪ ،‬وهي ‪ { :‬حدم ت َ ْن ِديو ُل ا ْل ِكت َوا ِ‬
‫ع َّمدا‬ ‫سد ًّمى َو َّالدذينَ َك َد رروا َ‬ ‫ج َو َما َب آينَ ره َما إ َّال بد آال َح كق َوأ َ َجد ٍل رم َ‬ ‫س َم َوا َو آان َ آر َ‬ ‫ال َّ‬
‫ن أ َ رروندي َمداذَا َسلَ رقدوا مدنَ‬ ‫أ ر آنذ رروا رم آعرضرونَ قر آل أ َ َرأ َ آيت ر آم َما ر َ آدعرونَ م آن ارون َّ‬
‫ارةٍ مد آن‬ ‫ب مد آن قَ آبدل َهدذَا أ َ آو أ َ َد َ‬ ‫س َم َوا ائآتروني بكت َا ٍ‬ ‫آان َ آرج أ َ آم لَ ره آم ش آرب في ال َّ‬
‫يب َلدهر‬ ‫ن َم آن َال يَ آسدت َ ر‬ ‫عو م آن ارون َّ‬ ‫ض ُّل م َّم آن يَ آد ر‬ ‫صااقينَ َو َم آن أ َ َ‬ ‫ع آل ٍم إ آن رك آنت ر آم َ‬
‫اس َكدانروا لَ رهد آم أ َ آعددَاء‬ ‫الند ر‬ ‫عائه آم غَافلرونَ َوإذَا رحي َر َّ‬ ‫ع آن ار َ‬‫إلَى َي آوم آالق َيا َمة َو ره آم َ‬
‫ت قَا َل الَّذينَ َك َ رروا ل آل َحد كق‬ ‫علَيآه آم آ َياتُنَا َب ِيّنَا ي‬‫َو َكانروا بع َبااَره آم َكافرينَ َوإذَا ررتآلَى َ‬
‫لَ َّما َجا َء ره آم َهذَا سحآ ر رمبين أ َ آم َيقرولرونَ ا آفت ََراهر قر آل إن ا آفت ََري رآتدهر َفد َال ر َ آمل ركدونَ لدي‬
‫ور‬ ‫شيآئا ره َو أ َ آعلَ رم ب َما ر ر يضرونَ فيه َك َى به شَهيدا بَيآني َوبَ آينَ رك آم َو ره َو آال َ ر ر‬ ‫ن َ‬ ‫منَ َّ‬
‫سل َو َما أ َ آار َما ير آ َعد رل بدي َو َال ب ركد آم إ آن أَرَّبد رغ‬ ‫الر ر‬‫الرحي رم قر آل َما رك آنتر ب آدعا منَ ُّ‬ ‫َّ‬
‫ن َو َك َ آرر ر آم‬‫ي َو َما أَنَا إ َّال نَذير رمبين قر آل أ َ َرأ َ آيت ر آم إ آن َكانَ م آن ع آند َّ‬ ‫إ َّال َما يرو َحى إلَ َّ‬
‫نَ َال َي آهدد‬ ‫اسدت َ آك َب آرر ر آم إ َّن َّ‬‫علَى مثآله َفدآ َمنَ َو آ‬ ‫به َوشَهدَ شَاهد م آن َبني إس َآرائي َل َ‬
‫سد َبقرونَا إلَ آيده‬ ‫آالقَ آو َم ال َّالمينَ َوقَا َل الَّذينَ َك َ رروا للَّذينَ آ َمنروا لَ آو َكدانَ س آَيدرا َمدا َ‬
‫وسدى إ َمامدا‬ ‫اب رم َ‬ ‫سديَقرولرونَ َهدذَا إ آفد َقدديم َومد آن قَبآلده كتدَ ر‬ ‫َوإ آذ لَ آم يَ آهتَدروا بده فَ َ‬
‫ظلَ رم دوا َوب آري د َره‬ ‫ع َرب ًّيددا لي آرنددذ َر َّالددذينَ َ‬ ‫س دانا َ‬ ‫صدددك ل َ‬ ‫اب رم َ‬ ‫َو َرحآ َم دة َو َهوو َا ِك َتوو ٌ‬
‫ل آل رمحآ سنينَ [انحقاي ‪}) 12 - 1:‬‬
‫وبذل يتبين ب الء أن الوحي اإللهي بكل أسمائه‪ ،‬من قرآن ‪ ،‬وكتاب‪،‬‬
‫وذكر‪ ،‬وفرقان‪ ،‬هو آيا بينا ‪ ،‬وكله حق من أوله إلى آسره ‪ ،‬وبمحكماره‬
‫ومتيابهاره‪ ،‬نن القرآن كتاب رمحكم حكيم ير سر ن سه بن سه فهو كله حق‬
‫وال متيابه فيه ككتاب واحد رمحكم رمبين وهذا ينقض مزاعم شحرور‬
‫وأوهامه وأهوائه ورحري اره المكيوفة‬
‫النموذج األخير‪ -‬الثامن‪ -‬من رحري ا شدحرور للقدرآن الكدريم‪ :-‬زعدم‬
‫أن القرآن الكريم ليست له أسباب نزول‪ ،‬فقال‪ :‬ولهدذا فدإن القدرآن لديا لده‬

‫‪62‬‬
‫شد آه رر‬‫أسباب نزول وقد قال عنه إنه أنزل افعة واحدة عربيا وفي رمضدان َ‬
‫آن رهده لكلنَّاس… اآلية( }البقرة ‪،{ )185‬و إ َّندا‬ ‫ضانَ الَّذ َ أرنز َل فيه آالقر آر ر‬ ‫َر َم َ‬
‫‪1‬‬
‫أَنزَ آلنَاهر في لَ آيلَة آالقَ آدر [القدر ‪)]1 :‬‬
‫أقول‪ :‬ذل الزعم باطل قطعدا‪ ،‬وشداهد علدى شدحرور بتحريدف القدرآن‬
‫والكذب عليه نن القرآن الكريم ليا هدو جدزءا مدن الدوحي ال رمندزل علدى‬
‫النبي محمد عليه الصالة والسالم‪ ،‬وإنما هو اسم مدن أسدمائه‪ ،‬فهدو القدرآن‪،‬‬
‫والكتاب‪ ،‬والذكر ‪،‬وال رقان كما بيناه سابقا بآيا كثيرة جدا‪ ،‬فدال نعيدد بيانده‬
‫هنا وبما أن انمر كذل ‪ ،‬فالقرآن له أسباب نزول بدال شد ‪ ،‬بعضدها سد له‬
‫عن آالخ آَمر َو آال َميآسر قر آل فيه َما إ آم َكبيدر‬ ‫القرآن الكريم كقوله رعالى‪ :‬يَسآأَلرونَ َ َ‬
‫َو َمنَاف رغ للنَّاس َوإ آ رم ره َما أ َ آك َب رر من نَّ آعه َما َو َيسآأَلرونَ َ َماذَا يرن قرونَ قرل آال َع آ َو َكدذَل َ‬
‫نر لَ رك رم اآل َيا لَ َعلَّ رك آم رَت َ َ َّك ررونَ [البقرة ‪ ،) ]219 :‬وبعضها اآلسر س لته‬ ‫يربيك رن ك‬
‫روايا الحديث والسيرة النبوية‬
‫ومما يربطل زعمه أيضا وي ضحه ‪ ،‬أن الوحي المنزل علدى نبيندا محمدد‬
‫عليه الصالة والسالم هو الذ أنزله هللا رعالى مرة واحدة فدي رمضدان إلدى‬
‫السماء الدنيا‪ ،‬م هذا الوحي بكدل أسدمائه أنزلده هللا رعدالى رم رقدا علدى نبيده‬
‫حسب الحواا وال روي وهذا الوحي هدو ن سده القدرآن ‪ ،‬وقدد أنزلده هللا‬
‫ث‬‫ع َلدى رم آكد ٍ‬ ‫النداس َ‬ ‫ع َلدى َّ‬ ‫رمن ما بددليل قولده رعدالى‪َ :‬وقر آرآندا فَ َر آق َنداهر لت آَقد َرأَهر َ‬
‫آن‬‫علَيآه آالقر آر ر‬ ‫َون ََّز آلنَاهر ر َنزيال [اإلسراء ‪ )]106 :‬و َوقَا َل الَّذينَ َك َ رروا لَ آو َال نر كز َل َ‬
‫ت به فر َؤااَ َب َو َرر َّ آلنَاهر ر آَرريال [ال رقان ‪ )]32 :‬فدالقرآن‬ ‫رج آملَة َواحدَة َكذَل َ لنرثَبك َ‬
‫الكريم هو ن سه الوحي ال رمنزل‪ ،‬وهو الذ أنزله هللا رعالى افعدة واحددة ليلدة‬
‫القدددر‪ ،‬ددم أنزلدده رم رقددا لكددن الع ددب مددن شددحرور ال رمحددري الددذ رعمددد‬
‫التحريددف واالفتددراء علددى القددرآن الكددريم اون حيدداء انتصددارا نوهامدده‬
‫وأهوائه!!‬

‫وب لك يُستنتج من رل النماذج أن الكاردددب محمدددد شدددحرور كأول القدددرآن‬


‫الكددريم رددأويال رحري يددة مكيددوفة عددن سددابق إصددرار وررصددد انتصددارا‬
‫نوهامه وأهوائده وطائ تده مدارس ذلد عنددما ركلدم عدن مكوندا القدرآن‬
‫الكريم ومضامينه‪ ،‬وزعم أن القرآن ليا هو كل الوحي المندزل علدى النبدي‬
‫محمد عليه الصالة والسالم؛ وإنما هو جزء منه‪ ،‬والباقي ررمثله كتب أسره‪،‬‬
‫هي الكتداب‪ ،‬وال رقدان‪ ،‬والدذكر زعم ذلد معتمددا علدى التعامدل مدغ آيدا‬
‫القرآن الكريم باالنتقاء واإلغ ال ‪،‬والتأويدل التحري دي‪ ،‬وقصدها عدن سدياقها‬
‫علددى طريقددة " فَ َو آيددل لك آل رم َ‬
‫صددلكينَ [المدداعون ‪، "]4 :‬و " الَ ر َ آق َر ربددواآ َّ‬
‫الصددالَة َ‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪93 :‬‬

‫‪63‬‬
‫[النساء ‪ ]43 :‬ورل الممارسا هي أالدة قطعيدة علدى بطدالن مزاعمده ‪،‬‬
‫وانده لديا باحثدا موضدوعيا‪ ،‬وال طالبدا للحقيقدة‪ ،‬وإنمدا هدو كاردب رمحددري‬
‫وضال رمضل!!!!‬

‫ثانيا‪ :‬تحريف شحرور لمعنى ال ُمحكم والمتشابه ‪:‬‬


‫لمدا كد ان شدحرور قدد انحدري مددن البدايدة فدي قراءرده للقدرآن الكددريم‪،‬‬
‫واعتري أنه ال يقرأه قراءة علمية‪ ،‬وإنما يقرأه قدراءة ذاريدة رمتعصدبة لهدواه‬
‫كما بيناه سابقا؛ فإنه اعتمد لتحقيق ذل على رحريف معنى رمحكما القدرآن‬
‫و رمتيابهاره كما جاء في القرآن ‪ ،‬وفسرها على مقاسه ليتسنى لده ممارسدة‬
‫التأويل التحري ي للقرآن الكريم انتصارا نوهامه وأهوائه‬

‫من ذلك أنه قال‪ :‬عندما قال رعالى ‪ :‬كت َاب أرحآ ك َم آ‬
‫ت آيَاررهر [هدوا ‪) ]1 :‬‬
‫ال يعنددي كددل آيددا المصددحف وإنمددا يعنددي “م موعددة اآليددا المحكمددا ”‬
‫وعندما قال ‪ :‬كت َابدا ُّمت ََيدابها ) الزمدر ‪ )23‬فإنده ال يعندي كدل المصدحف‬
‫‪1‬‬
‫وإنما يعني “م موعة آيا متيابها ”‪) ،‬‬

‫أقول‪ :‬ذل فهم زائف متهافت باطل‪ ،‬ال يقوله إال جاهل‪ ،‬أو جاحد معاندد‪،‬‬
‫أو صاحب هوه قالده شدحرور رعمددا ل ايدا رأويليدة رحري يدة فدي ن سده‬
‫وبيان ذل هو أن معنى عبارة" المتيابه في القرآن" ليا لهدا معند ى واحدد‪،‬‬
‫وإنما لها أكثر من معنى يرحداه سيا اآلية لكن شحرورا لم ي ر بدين ذلد‬
‫اب م آندهر‬ ‫علَ آيد َ آالكتدَ َ‬ ‫ل اية في ن سه نن معنى قوله رعدالى‪ :‬رهد َو َّالدذ َ أَندزَ َل َ‬
‫ِين فووي قُلُوو ِب ِه ْم َز ْيو ٌ‬ ‫آ َيا ُّمحآ َك َما ره َّن أ ر ُّم آالكت َاب َوأ ُ َخ ُر ُمتَشَا ِب َهاتٌ فَأ َ هموا الهو َ‬
‫نر‬ ‫ون َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ ابآت َاء آال تآ َندة َوابآت َداء ر َأآويلده َو َمدا يَ آع َلد رم ر َأآو َيلدهر إالَّ ك‬ ‫فَيَتهبِعُ َ‬
‫الراس رخونَ في آالع آلم يَقرولرونَ آ َمنَّا به رك ٌّل كمد آن عندد َربك َندا َو َمدا َيدذَّ َّك رر إالَّ أ ر آو رلدواآ‬ ‫َو َّ‬
‫انلبَاب [آل عمران ‪ ،)]7 :‬يعني أنه روجد في القرآن آيا متيابها يحتمل‬ ‫آ‬
‫ر سدديرها رمن ددراة أكثددر مددن معنددى‪ ،‬أ أن معانيهددا غيددر واضددحة وال بيكنددة‬
‫ورحتاج إلى آيا بينا رمحكمدا رحددا معناهدا ورلد المتيدابها ررقابلهدا‬
‫آيا القرآن ال رمحكما الواضحا البيندا التدي هدي أم الكتداب‪ ،‬أ أصدله‬
‫الذ يربين متيابهاره‬

‫لكن معنى كلمدة "المتيدابه" فدي آيدا أسدره يختلدف رمامدا عدن معندى‬
‫"وأرسر متيدابها " ‪ ،‬مدن ذلد قولده رعدالى‪َ :‬و َب ك‬
‫يدر َّالدذين آ َم رندواآ َو َ‬
‫عم رلدواآ‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪53 :‬‬

‫‪64‬‬
‫ار ركلَّ َما ررزقرواآ م آن َها من َ َمد َرةٍ‬ ‫صال َحا أ َ َّن لَ ره آم َجنَّا ٍ ر َ آ ر من رَحآ ت َها ان َ آن َه ر‬ ‫ال َّ‬
‫يهدا أ َ آز َواج‬ ‫شوا ِبها ً َولَ رهد آم ف َ‬ ‫كر آزقا قَالرواآ َهو َا اله ِت ُر ِز ْقنَوا ِمون قَ ْبو ُل َوأُت ُوواْ ِبو ِه ُمت َ َ‬
‫نيددأ َ َج َّنددا ٍ‬ ‫يهددا سَالدددرونَ [البقددرة ‪،) ]25 :‬و َو رهدد َو َّالددذ أ َ َ‬ ‫ط َّهدد َرة َو رهدد آم ف َ‬‫ُّم َ‬
‫الز آيترونَ َو ُّ‬
‫الر َّمانَ‬ ‫الز آر َ رم آخت َل ا أ ر ركلرهر َو َّ‬ ‫غي َآر َم آع رروشَا ٍ َوالنَّ آخ َل َو َّ‬ ‫َّم آع رروشَا ٍ َو َ‬
‫صدااه َوالَ‬ ‫ُمتَشَا ِبها ً َو َ ْي َر ُمتَشَا ِب يه ركلرواآ من َ َمره إذَا أ َ آ َمد َر َو رآردواآ َح َّقدهر َيد آو َم َح َ‬
‫سدنَ آال َحدديث‬ ‫نر َند َّز َل أَحآ َ‬ ‫ررسآرفرواآ إنَّهر الَ يرحبُّ آال رمسآرفينَ [اننعام ‪،)]141 :‬و َّ‬
‫ين رج رلدوار ره آم‬ ‫كت َابا ُّمتَشَا ِبها ً همثَانِ َي ر َ آقيَع ُّر م آنهر رجلروار الَّذينَ يَ آخي آَونَ َرب رَّهد آم رد َّم ر َلد ر‬
‫نر فَ َمدا َلدهر‬ ‫ن يَ آهد به َم آن يَيَا رء َو َمن يرضآل آل َّ‬ ‫ن ذَل َ رهدَه َّ‬ ‫َوقرلروبر ره آم إلَى ذ آكر َّ‬
‫م آن هَا ٍا [الزمر ‪) ]23 :‬‬
‫واضح من رل اآليا أن معنى " المتيابه " ال يعني عدم وضوش معاني‬
‫رل اآليا وأنها رحتمل أكثر من فهم‪ ،‬وأنها رقابل اآليا المحكما ‪ ،‬إنها ال‬
‫رعني ذل أبدا وإنما هي رتكلم عن التيدابه الموجدوا بدين انشدياء مدن جهدة‬
‫الصد ا التددي ر مددغ بينهددا كالتيددابه الموجددوا بددين رز الدددنيا واآلسددرة‬
‫وكالتيابه واالستالي الموجوا بين فواكه و مار الدنيا وكالتيابه بدين آيدا‬
‫القرآن الكريم في ن مه وحالوره واقته وروحانيتده فتلد اآليدا ال عالقدة‬
‫شوا ِب َهاتٌ ) رمقابدل " م آندهر َآيدا ُّمحآ َك َمدا رهد َّن أ ر ُّم‬ ‫لها بقوله رعدالى‪َ :‬وأ ُ َخو ُر ُمت َ َ‬
‫آالكت َاب" نن هذه المتيابها هدي اآليدا التدي يحتمدل ر سديرها أكثدر مدن‬
‫معنى‪ ،‬مقابل اآليا الواضحا البيكن فهمها وأما " المتيدابه الموجدوا فدي‬
‫اآليا السابقة‪ ،‬فال يتعلق بصعوبة ال هم‪ ،‬وإنما يتعلق بالمتيابه الموجوا بين‬
‫الثمار على استالي أنواعها‪ ،‬والمتيابه الموجوا بين آيا القرآن الكريم في‬
‫ن مه وحالوره واقته وروحانيته‬

‫وبذل يتبين فساا وبطالن رأويل شحرور عنددما قدال‪ :‬كت َابدا ُّمت ََيدابها‬
‫) الزمددر ‪ )23‬فإندده ال يعنددي كددل المصددحف وإنمددا يعنددي “م موعددة آيددا‬
‫سدنَ‬‫نر َند َّز َل أَحآ َ‬
‫متيابها ”‪ 1) ،‬إنه رأويل رحري ي‪ ،‬نن قوله رعدالى‪ " :‬و َّ‬
‫آال َحديث كت َابا ُّمت َ َ‬
‫شوا ِبها ً همث َوانِ َي [الزمدر ‪ ) ]23 :‬ال يدتكلم عدن آيدا القدرآن‬
‫ال رمحكما والمتيابها ‪ ،‬وإنما يتكلم عن بعض ص ا القدرآن بأنده متيدابه‬
‫و نائي في ن مه وحالوره واقته وروحانيته فان ر إلدى رحري دا شدحرور‬
‫ورأويالره الباطلة انتصارا نوهامه وهواه‬

‫وبمددا أن انمددر كددذل فالكارددب محمددد شددحرور حددري معنددى كلمددة"‬


‫وحددري أيضددا قولدده رعددالى ‪ :‬كتدداب أحكمددت‬
‫ك‬ ‫المتيددابه" فددي القددرآن ؛‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪53 :‬‬

‫‪65‬‬
‫آياردده( }هددوا ‪ )1‬بقولدده‪ " :‬فهددذا ال يعنددي كددل آيددا المصددحف وإنمددا يعنددي‬
‫“م موعة اآليا المحكمدا ”) ور سديره هدذا باطدل قطعدا‪ ،‬قالده جهدال أو‬
‫علَ آي َ‬‫رعمدا ل اية في ن سه ور صيل ذل هو أن قوله رعالى‪ :‬ره َو الَّذ َ أَنزَ َل َ‬
‫ِين فووي‬ ‫َاب م آنهر آ َيا ُّمحآ َك َما ره َّن أ ر ُّم آالكتدَ اب َوأ ُ َخو ُر ُمت َ َ‬
‫شوا ِب َهاتٌ فَأ َ هموا الهو َ‬ ‫آالكت َ‬
‫ون َما تَشَا َبهَ ِم ْنوهُ ابآت َداء آال تآ َندة َوابآت َداء ر َأآويلده َو َمدا َي آع َلد رم‬ ‫قُلُو ِب ِه ْم َز ْي ٌ فَ َيت ه ِبعُ َ‬
‫الراس رخونَ في آالع آلم يَقرولرونَ آ َمنَّا به رك ٌّل كم آن عند َربكنَا َو َما يَذَّ َّك رر‬ ‫نر َو َّ‬ ‫ر َأآويلَهر إالَّ ك‬
‫انلبَاب [آل عمران ‪ )]7 :‬أنه يعني أن من القرآن آيدا رمحكمدا‬ ‫إالَّ أ ر آولرواآ آ‬
‫واضددحا بينددا المعدداني هدد ي انصددل فددي فهمدده إليهددا رررجددغ اآليددا‬
‫ال امضا ومنه آيا أرسر متيابها رحتمل أكثدر مدن معندى وبراهدا إلدى‬
‫المحكما يتبين معناها الصحيح‬
‫واضح من ذل أن هللا رعالى أسبرنا بأن في القدرآن آيدا رمتيدابها فدي‬
‫معانيها عندما ررقرأ من راة‪ ،‬لكنها ليست كذل ‪ ،‬وست ر هم ويتبين معناها عنددما‬
‫ر ردرا إلددى اآليددا ال رمحكمددا ساصددة والكتدداب عامددة وهددذا هددو الددذ ن دداه‬
‫شحرور‪ ،‬لكن القرآن نقدض زعمده وبديكن رحري ده‪ ،‬وأكدد أن القدرآن كتداب‬
‫ت مدن َّلدد آرن َحكد ٍيم‬ ‫اردهر رد َّم فر ك‬
‫صدلَ آ‬ ‫ت آ َي ر‬ ‫رمحكم بكل آياره بقوله ‪ :‬الَر كت َاب أرحآ ك َم آ‬
‫ير [هوا ‪ )]1 :‬وهذا المعنى أكده أيضا قوله رعالى‪َ :‬ال َيأآريه آال َباطد رل مدن‬ ‫سَب ٍ‬
‫بَيآن يَدَيآه َو َال م آن س آَل ه ر َنزيل كم آن َحك ٍيم َحمي ٍد [فصلت ‪ )]42 :‬فالقرآن الكريم‬
‫كله كتاب رمحكم حكيم رم صدل رمبدين‪ ،‬وال يأريده الباطدل أبددا‪ ،‬وال روجدد فيده‬
‫آيا متيابها ‪ ،‬نن اآلية ذكدر بوضدوش أن كدل آيدا الكتداب محكمدا‬
‫ككتدداب ير سددر ن سدده بن سدده‪ ،‬نن معناهددا سيتضددح بإرجاعهددا إلددى محكمددا‬
‫الكتاب ننه رمحكم حكيم رم صل رمبين ير سر ن سه بن سه‬
‫وبددذل يتبددين بطددالن زعددم شددحرور ورحري دده لمعنددى المتيددابها فددي‬
‫القددرآن الكددريم‪ ،‬وعليدده سدديقيم قسددما كبيددرا مددن كتابدده" الكتدداب والقددرآن"‬
‫وسيكون باطال قطعا نن ما بني على باطل فباطل بال ش‬

‫ثم أن شحرورا رابغ رحري ه فقال‪ – 1 :‬الكتاب المحكم أ م موعة‬


‫اآليا المحكما ‪ ،‬وقد أعطاها رعري ا ساصا بها هو أم الكتاب {منه آيا‬
‫محكما هن أم الكتاب} وبما أن الكتاب هو مصطلح فقد عري بم موعة‬
‫اآليا المحكما ‪ ،‬حيث أن هذا المصطلح جديد على العرب‪ ،‬فالعرب‬
‫رعري أم الرأس‪“ :‬ضربه على أم رأسه” ولكنها ال رعري أم الكتاب‪ ،‬لذا‬
‫فقد عرفه لهم‪ ،‬ولمصطلح “أم الكتاب” معنى واحد أينما ورا في الكتاب‪،‬‬
‫أ ال يمكن أن يكون لهذا المصطلح معنى حقيقي وآسر م از ‪ ،‬بل معناه‬
‫واآليا‬ ‫الوحيد هو ما عري به‪ ،‬وهو م موعة اآليا المحكما‬

‫‪66‬‬
‫المحكما هن م موعة انحكام التي جاء إلى النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ ،‬والتي رحتو على قواعد السلوب اإلنساني “الحالل والحرام” أ‬
‫العبااا والمعامال وانسال والتي ريكل رسالته‬
‫‪ – 2‬وإذا فرزنا م موعة اآليا المحكما على حدة‪ ،‬فما ربقى من آيا‬
‫الكتاب بعد ذل هو كتابان أيضا‪ ،‬وهما‪ :‬الكتاب المتيابه‪ ،‬وكتاب آسر ال‬
‫محكم وال متيابه وهذا الكتاب اآلسر يستنتت من قوله رعالى وأسر‬
‫متيابها ) حيث لم يقل “واآلسر متيابها ” فهذا يعني أن اآليا غير‬
‫‪1‬‬
‫المحكما فيها متيابها وفيها آيا من نو الث ال محكم وال متيابهٍ‪)،‬‬
‫أقول‪ :‬ذل قول باطل ورافه متهافت‪ ،‬ال يقوله إال جاهل أو صاحب‬
‫هوه إنه زعم باطل جملة ور صيال أوال‪ ،‬إن القرآن الكريم مغ رضمنه‬
‫آليا متيبها فهي رم سرة بمحكماره وبذل فهو كتاب رمحكم حكيم رم صل‬
‫رمبين ال روجد فيه آيا متيابها أبدا هو كذل نن القرآن ير سر ن سه‬
‫بن سه وهذه الحقيقية القرآنية الكبره أشار إليها القرآن وأكدها بعدة آيا ‪،‬‬
‫ت من لَّد آرن َحك ٍيم سَب ٍ‬
‫ير‬ ‫منها قوله رعالى‪ :‬الَر كت َاب أرحآ ك َم آ‬
‫ت آيَاررهر ر َّم فر ك‬
‫صلَ آ‬
‫ين [النمل ‪،)]1 :‬و َال َيأآريه‬ ‫ب ُّمب ٍ‬ ‫[هوا ‪،)]1 :‬و طا ر آل َ آ َيا ر آالقر آرآن َوكت َا ٍ‬
‫آال َباط رل من َبيآن َيدَيآه َو َال م آن س آَل ه ر َنزيل كم آن َحك ٍيم َحمي ٍد [فصلت ‪]42 :‬‬
‫)‪،‬و الر ر آل َ آ َيا ر آالكت َاب آال َحكيم [يونا ‪)]1 :‬‬
‫وبما أن انمر كذل ‪ ،‬فإن الكتاب ال رمحكم هو القرآن كله‪ ،‬وليا هو "‬
‫م موعة اآليا ال رمحكما " فقط كما زعم شحرور نن رل اآليا التي‬
‫هي أم الكتاب بمعنى أساس الكتاب واصله من جهة اإلحكام والوضوش‪،‬‬
‫قابلتها آيا متيابها فيها غموج في ال هم ورحتمل أكثر من معنى من‬
‫جهة؛ لكنها من جهة أسره ال رحتمل وجوها متناقضة‪ ،‬نن المتيابها هي‬
‫رمحكما في ذارها وليست متناقضة‪،‬وكتاب هللا رمنزه عن التناقض ننه كله‬
‫حق وعلم‪ ،‬وإنما رحتاج إلى فهم صحيح سليم ل هم معانيها بإرجاعها إلى‬
‫القرآن كله الذ سير سرها بن سه‬
‫ثانيا‪ :‬ليا صحيحا أن اآليا المحكما هن م موعة انحكام التي‬
‫جاء إلى النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬والتي رحتو على قواعد السلوب‬
‫اإلنساني “الحالل والحرام” أ العبااا والمعامال وانسال والتي‬
‫ريكل رسالته) وزعمه هذا باطل قطعا‪ ،‬وهو رحريف رمتعمد للقرآن الكريم‬
‫‪ ،‬نن هللا رعالى وص ه بأنه كله رمحكم َحكيم رمبين رم صل‪ ،‬وال يأريه الباطل‬
‫أبدا بدليل اآليا التي أوراناها أعاله والش أن هذا القول بناه شحرور‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪55 :‬‬

‫‪67‬‬
‫على رقسيمه الباطل وال رمحري للقرآن الكريم عندما قسمه إلى م موعة‬
‫كتب‪ ،‬وعلى رعري ه الباطل لمعنى النبوة والرسالة وهذه المزاعم سبق أن‬
‫بينا بطالنها فال نعيده هنا‪ ،‬كما أننا أشرنا أيضا إلى أن هذا اليحرور سيبني‬
‫على رقسيمه التحري ي للقرآن كثيرا من رحري اره وأوهامه‪ ،‬منها كالمه‬
‫أعاله من جهة‪ ،‬وأنه سيزااا ضالال وانحرافا ورحري ا للقرآن من جهة‬
‫أسره‬
‫وبما أن انمر كذل ‪ ،‬فالقرآن ككتاب واحد رمحكم حكيم ال يأريه الباطل‬
‫أبدا‪ ،‬ليا هو م موعة ركتب‪ ،‬وال منه آيا رمحكما ‪ ،‬وأسر رمتيابها ‪ ،‬وال‬
‫قسم الث ال رمحكم وال متيابها ‪ ،‬فكل هذه المزاعم باطلة‪ ،‬وإنما هو‬
‫الكتاب‪ ،‬والقرآن وال رقان‪ ،‬والذكر‪ ،‬رمحكم كله ال متيابه فيه ‪،‬وال يأريه‬
‫الباطل أبدا‬
‫وإنها ًء له ا الفصل‪ -‬الثداني‪ -‬يرسدتنتت منده أن الكاردب محمدد شدحرور لدم‬
‫يدرس القرآن الكريم اراسة علمية‪ ،‬وإنما ارسه اراسدة ذاريدة رحري يدة عدن‬
‫سابق إصرار وررصد من جهة؛ م ه م عليه بالتحريف والتالعب وضرب‬
‫بعضه ببعض حسب هواه من جهة أسره فتوصل من ذل إلى نتائت باطلدة‬
‫جملة ور صيال‪ ،‬كتقسيمه للقرآن الكريم إلى م موعة كتب‪ ،‬ورعري ه الزائدف‬
‫لمعنددى النبددوة والرسددالة ورحري دده لمعند ى المتيددابها فددي القددرآن الكد ريم‬
‫وعليها أقام قسما كبيرا من كتابه" الكتداب والقدرآن" وسديكون بداطال قطعدا‬
‫نن ما بني على باطل فباطل بال ش‬

‫ورل الممارسا هي أالة قطعية على بطالن مزاعم شحرور ‪ ،‬وانه ليا‬
‫باحثددا موضددوعيا‪ ،‬وال طالبددا للحقيقددة‪ ،‬وإنمددا هددو كارددب رمحددري وضددال‬
‫رمضل!!!! وهي شاهده عليه بال هل والهوه‪،‬وأنه لم يدرس القدرآن الكدريم‬
‫بعلم ونزاهة وحياا ‪ ،‬وإنما ارسه بأوهامه وأهوائده ل ايدا رحري يدة سطدط‬
‫لها سل ا‬
‫*****‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثالث ‪:‬‬
‫أباطيل شحرور في قوله بمادية المعرفة اإلنسانية والجدل‬
‫والتطور في الطبيعة والقرآن‬

‫أوال‪ :‬نقض قول شحرور بأن العالم الماا هو أصل المعرفة اإلنسانية‬
‫انيا‪ :‬نقض قول شحرور ب دل التناقض في الطبيعة والقرآن‬
‫الثا ‪ :‬نقض رأويال شحرور في قوله بالتطور العضو‬

‫‪69‬‬
‫أباطيل شحرور في قوله بمادية المعرفة اإلنسانية والجدل‬
‫والتطور في الطبيعة والقرآن‬

‫زعددم الكارددب محمددد شددحرور أن العددالم المدداا هددو أصددل المعرفددة‬


‫اإلنسانية‪ ،‬وأن الكون بكل كائناره من جمااا وأحياء ساضغ ل دل التناقض‬
‫والتطور العضو في الطبيعة والقرآن الكريم فمدا ر اصديل زعمده؟‪ ،‬وهدل‬
‫رلد المددزاعم صددحيحة فددي ميددزان العلددم واليددر ‪ ،‬أم هددي مددن رحري ددا‬
‫شحرور وأباطيله؟‬
‫أوال‪ :‬نقض قول شحرور بأن العالم المادت هو أصل المعرفة اإلنسانية‪:‬‬
‫ااعى محمد شحرور أن المعرفة اإلنسانية أصلها ماا ‪ ،‬فقال‪ :‬من حق‬
‫القارئ أن يسأل ما هو المنهت المتبغ في هذا الكتاب‪ ،‬وكيف رم التوصل إلدى‬
‫هذه النتائت التي ال روجد في كتب السلف؟‬
‫إن النهت المتبغ هو ما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1-‬العالقددة بددين الددوعي والوجددوا المدداا هددي المسددألة انساسددية فددي‬
‫ال لس ة‪ ،‬وقد انطلقنا في رحديد رل العالقة من أن مصدر المعرفدة اإلنسدانية‬
‫هو العالم الماا سارج الذا اإلنسدانية‪ ،‬ويعندي ذلد أن المعرفدة الحقيقيدة‬
‫“غير الوهمية” ليست م را صور ذهنية‪ ،‬بل رقابلها أشياء فدي الواقدغ‪ ،‬نن‬
‫وجوا انشياء سارج الوعي هو عين حقيقتها‪ ،‬لذا فإننا نرفض قول ال السد ة‬
‫المثاليين‪ :‬إن المعرفة اإلنسانية ما هي إال استعااة أفكار موجواة مسبقا وقدد‬
‫رطدون أ ر َّم َهدار رك آم الَ‬
‫نر أ َ آسد َر َج ركم كمدن ب ر‬ ‫أكد القرآن الكريم هذا المنطلق بقوله{ َو ك‬
‫ار َوان َ آفئدَة َ لَ َعلَّ ركد آم ر آَيد رك ررونَ [النحدل ‪:‬‬
‫ص َ‬ ‫شيآئا َو َج َع َل لَ رك رم آال َّ‬
‫س آم َغ َوان َ آب َ‬ ‫ر َ آعلَ رمونَ َ‬
‫‪}(]78‬النحل ‪}.78‬‬
‫– ‪ - 2‬انطالقا من هذه اآلية التي رقول‪ :‬إن المعرفة رأري من سدارج الدذا‬
‫اإلنسانية فإننا ندعو إلى فلس ة إسالمية معاصرة‪ ،‬رعتمد المعرفة العقلية التي‬
‫رنطلق من المحسوسا عن طريق الحواس وعلى رأسها السمغ والبصر)‪،‬‬
‫لتبلغ المعرفة الن رية الم دراة‪ ،‬فدي ضدوء المن دزا العلميدة التدي بل تهدا‬
‫اإلنسددانية فددي بدايددة القددرن الخدداما عيددر اله ددر ‪ ،‬وندددعو إلددى رفددض‬

‫‪70‬‬
‫االعتراي بالمعرفة اإلشراقية اإللهاميدة الخاصدة بأهدل العرفدان وحددهم أو‬
‫‪1‬‬
‫من يسمون “بأهل الكيف” أو “أهل هللا‪)”.‬‬
‫– ‪ -3‬الكون ماا والعقل اإلنساني قاار على إاراكه ومعرفته‪ ،‬وال روجد‬
‫حدوا يتوقف العقل عندها ورتصف المعرفة اإلنسانية بالتواصل‪ ،‬وررربط‬
‫بدرجة التطور التي بل تها العلوم في عصر من العصور وكل ما في‬
‫الكون ماا وما ندعوه اآلن فراغا كونيا) هو فراغ ماا ‪ ،‬أ أن ال راغ‬
‫شكل من أشكال المااة وال يعتري العلم بوجوا عالم غير ماا يع ز‬
‫العقل عن إاراكه‪.‬‬
‫– ‪ -4‬بدأ المعرفة اإلنسانية بالت كير الميخص المحدا بحاستي السمغ‬
‫وا لبصر‪ ،‬وارر عت ببلوغها الت كير الم را العام لذا كان عالم اليهااة‬
‫يعني في البداية العالم الماا الذ رعري عليه اإلنسان بحواسه‪ ،‬م روسغ‬
‫لييمل ما أاركه بعقله ال بحواسه‪ ،‬وعليه فإن عالم اليهااة وعالم ال يب‬
‫ماايان وراريت رقدم المعاري اإلنسانية والعلوم هو روسغ مستمر لما يدسل‬
‫في عالم اليهااة‪ ،‬ورقلص مستمر لما يدسل في عالم ال يب‪ ،‬وبهذا المعنى‬
‫ي هر أن “علم ال يب” هو عالم ماا ولكه غاب عن إاراكنا اآلن نن‬
‫ارجة رطو العلوم لم ربلغ مرحلة رمكن من معرفته‪.‬‬
‫– ‪ - 5‬ال يوجد رناقض بين ما جاء في القرآن الكريم وبين ال لس ة التي هي‬
‫أم العلوم‪ ،‬ورنحصر ب ئة الراسخين في العلم مهمة رأويل القرآن طبقا لما‬
‫أاه إليه البرهان العلمي‪ ،‬وذل وفق قانون التأويل في اللسان العربي الذ‬
‫شرحناه بيكل مست يض في الباب انول من هذا الكتاب‪ ،‬وفي ضوء أحد‬
‫المن زا العلمية‪.‬‬
‫– ‪ - 6‬إننا نتبنى الن رية العلمية القائلة‪ :‬إن ظهور الكون الماا كان‬
‫نتي ة ان ار هائل‪ ،‬أاه إلى ر ير طبيعة المااة ونره أن ان ارا هائال‬
‫آسر‪ ،‬مما ال لإلن ار انول في ح مه‪ ،‬سيؤا حتما إلى هالب هذا الكون‬
‫ور يير طبيعة بالمااة فيه ليحل محله كون عالم) ماا آسر ويعني ذل أن‬
‫الكون لم ينيأ من عدم مغ التأكيد أنه ال قديم إال هللا)‪ ،‬بل من مااة ذا‬
‫طبيعة أسره وأن هذا الكون سيزول ليحل محله كون آسر من مااة ذا‬
‫‪2‬‬
‫طبيعة م ايرة‪ ،‬وهذا ما ندعوه “بالحياة اآلسرة‪) ”.‬‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪42 :‬‬
‫‪ 2‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪43 :‬‬

‫‪71‬‬
‫أقول‪ :‬رل انقوال مع مها أباطيل ومزاعم باطلة وفيها رحريف وغ‬
‫وسدا ننه أوال‪ :‬إن المسألة انساسية في ال لس ة ليست هي العالقة بين‬
‫الوعي والوجوا الماا كما زعم الكارب وإنما هي ‪ :‬هل الكون أزلي أم‬
‫مخلو ؟؟ نن معرفة ذل هو المنطلق الذ رربنى عليه الن ريا العلمية‬
‫واآلراء ال لس ية المتعلقة ب لس ة الوجوا وبما أنه من الثابت شرعا وعلما‬
‫أن ال كون مخلو وسائر إلى الزوال فإن ال لس ة المااية قد انهار بعدما‬
‫فقد أصلها انول الذ قامت عليه قديما وحديثا‪ ،‬ننها كانت رقول بأزلية‬
‫الكون وال يرمكن أن ركون علمية بعدما فقد أصلها انول وبذل فإن‬
‫العالقة بين الوحي والوجوا الماا ليست كما زعم شحرور وال غيره من‬
‫الماايين ‪ ،‬ننه أصبح من الضرور ومن الثابت شرعا وعلما أنه بما أن‬
‫الكون مخلو ‪ ،‬وأنه ي م مخلوقا مااية وروحية ‪ ،‬فهو ليا ماايا محضا‪،‬‬
‫وال روحيا فقط‪ ،‬وإنما هو كون ماا روحي فاإلنسان مثال ليا مااة‪ ،‬وال‬
‫روحا فقط‪ ،‬وإنما هو مااة وروش‪ ،‬وال إنسان بال روش‪ ،‬وال إنسان بال مااة‬
‫وال يصح شرعا وال علما القول بأن الروش هي انعكاس للمااة‪ ،‬نن هللا‬
‫رعالى أسبرنا أن اإلنسان مخلو من البداية من رراب وروش‪ ،‬فهو كائن‬
‫حي ي مغ بين الروش والمااة وال يرمكن أن يكون إنسانا إال بهما‪ ،‬قال‬
‫ين [الس دة ‪:‬‬ ‫سان من ط ٍ‬ ‫ش آيءٍ َس َلقَهر َوبَدَأَ س آَلقَ آاإلن َ‬ ‫سبحانه‪ :‬الَّذ أَحآ َ‬
‫سنَ رك َّل َ‬
‫ساجدينَ [الح ر ‪:‬‬ ‫س َّو آيترهر َو َن َ آختر فيه من ُّروحي فَ َقعرواآ َلهر َ‬ ‫‪،)]7‬و فَإذَا َ‬
‫ار َو آان َ آفئدَةَ‬
‫ص َ‬ ‫س آم َغ َو آان َ آب َ‬
‫س َّواهر َو َن َ َت فيه من ُّروحه َو َج َع َل لَ رك رم ال َّ‬‫‪،)]29‬و ر َّم َ‬
‫قَليال َّما ر َ آي رك ررونَ [الس دة‪)]9 :‬‬
‫وأما علمدا فبمدا أن الكدون مخلدو ‪ ،‬ومدن مخلوقارده انجسدام وانرواش‬
‫والعقول كما هو رمياهد و ابت علما‪ ،‬فهي بالضرورة مخلوقا أصلية وفدي‬
‫ارجة واحدة‪،‬وليا بعضها ردابغ لألسدر فدنحن أمدام اسدتالي رندو ولديا‬
‫استالي ربعية فنحن أمام أجسام مااية وأرواش وعقول بدليل أن من حقدائق‬
‫العلددم المعاصددر ‪ ،‬أن الحيدداة ال رددأري إال مددن الحيدداة مددن جهددة؛ وأن كددل‬
‫محاوال العلماء لتخليق الحياة في المخابر العلمية باء بال يل الذريغ مدن‬
‫جهة أسره وهذا يعني قطعا بددليل العلدم واليدر أن الدروش والعقدل ليسدا‬
‫انعكاسدا للمددااة‪ ،‬وال المددااة انعكاسددا لهمدا‪ ،‬وإنمددا يعنددي أن الكددون المخلددو‬
‫كون من المااة والروش والعقل ابتداء وبهدذا رسدقط مدزاعم شدحرور فيمدا‬ ‫رم ك‬
‫قاله عن المااية وربعية الوعي لها‬
‫ثانيا‪ :‬إن مصاار المعرفة اإلنسانية ليست محصورة في معطيا العدالم‬
‫الماا فقط‪ ،‬وإنما هي رنحصر عقال وشرعا في‪ :‬الدوحي الصدحيح‪ ،‬والعقدل‬

‫‪72‬‬
‫الصريح‪ -‬بديهيا العقول وال طدرة‪ ، -‬والعلدم الصدحيح هدذه هدي مصداار‬
‫المعرفة الصحيحة‪ ،‬وي ب التعامل معها بطريقة علميدة بعيددة عدن انهدواء‬
‫وال نون وانوهدام ورلد المصداار أشدار إليهدا هللا رعدالى بقولده سدبحانه‪:‬‬
‫يدر [الحدت ‪:‬‬ ‫ن ب َيآر ع آل ٍم َو َال رهدده َو َال كتدَ ا ٍ‬
‫ب ُّمن ٍ‬ ‫َومنَ النَّاس َمن ير َ اا رل في َّ‬
‫‪ )]8‬فكل من ي اال في هللا ‪ ،‬أو فدي مواضديغ أسدره مدن اون أن ينطلدق‬
‫من رل المصاار‪ ،‬أو من بعضها فهو ال ير اال بعلدم وإنمدا ير داال بأوهامده‬
‫وظنونه وأهوائه‪ ،‬وهذه ليست مصاار علميدة ‪ ،‬وال يع دز عنهدا أحد وعليده‬
‫فكل من ير اال في هللا ‪ ،‬أو في أ موضدو ي دب عليده أن ي داال انطالقدا‬
‫مددن الددوحي‪ ،‬أو العقددل البددديهي ‪ ،‬أو العلددم الصددحيح‪ ،‬أو ببعضددها‪ ،‬أو بهددا‬
‫جميعا‬
‫وبما أن انمر كذل ‪ ،‬فال يرمكن أن يتحصل اإلنسان على المعرفة العلميدة‬
‫بحواسه والكون المداا الدذ يدراه فقدط‪ ،‬وإنمدا ليدتم ذلد البدد مدن وجدوا‬
‫معرفة فطرية في اإلنسان المتمثلة في الروش وص ارها فلو جراندا اإلنسدان‬
‫رحصدل معرفدة أصدال واإلنسدان‬ ‫من الروش وقدرارها فسديمو قطعدا ولدن ي ك‬
‫عو ذهنيا مثال ‪ ،‬لن يكون عالمدا وهدذا انمدر ابدت علميدا فمدن حقدائق‬ ‫ال رم ك‬
‫علم الورا ة أن كل كائن حي يولد بحقيبة ورا ية رحمل برم دة ورا يدة هدي‬
‫التي رتحكم في ص اره الروحية والعقلية وال سددية‪ ،‬ولدن يسدتطيغ االن دال‬
‫منها‪ ،‬وهي معلومدا رمسد لة فدي الصدب يا ‪ ،‬فهدي معلومدا قبليدة ومدن‬
‫الص د ا التددي رحملهددا رل د البرم ددة بدائدده العقددول والقلددوب فددنحن نولددد‬
‫بص ا فطرية عقلية وقلبية‪ ،‬وجسدية ‪ ،‬كلها رمبرم ة فدي اليدريط الدورا ي‬
‫لكل إنسان ‪ ،‬وبدونها لن يكون اإلنسان إنسانا ‪ ،‬ولن يكتيف علما ولن يرنيئ‬
‫حضارة وعليه فليا صحيحا ما زعمه اليدحرور‪ ،‬وإنمدا الصدحيح هدو أن‬
‫اإلنسان يولد بمعطيا واستعدااا ومعلوما قبلية‪ ،‬ر هر ورنمدو رددري يا‬
‫حسب نموه ور اعله مغ محيطه االجتماعي والطبيعي‬
‫واليدداهد علددى ذلد أيضددا أننددا لددو أرينددا مددثال بإنسددان رمخددتص فددي علددم‬
‫االقتصاا وال يعري شيئا عن علم الكيمياء مثال‪ ،‬وطلبنا منده حدل معااالرهدا‬
‫كيميائية ‪ ،‬فلن يحلها رغم سالمة عقله وحواسه وعلمه باالقتصداا وإاراكده‬
‫ع ز عن حلها ننه ليست عنده معطيا وال معرفة رمسبقة‬ ‫لما يرحيط به إنه َ‬
‫بذل العلم وهذا انمدر ينطبدق علدى كدل النداس فدي العلدوم وانمدور التدي‬
‫ي هلونهددا وبمددا أن انمددر كددذل ‪ ،‬فاإلنسددان انول لددم يكددن فددي مقدددوره أن‬
‫يكتيف شيئا من الكون لو لم يزواه هللا رعالى بمعطيا أولية‪ ،‬بها رم ككن مدن‬
‫التعلم والت اعل مغ محيطه وهذا الذ حد نبينا آام عليه السدالم‪ ،‬فبعددما‬

‫‪73‬‬
‫سلقه هللا رعالى من رراب وسواه ون ت فيه الروش علكمه وكلك ه‪ ،‬لقوله رعدالى‪:‬‬
‫علَدى آال َمالَئ َكدة فَ َقدا َل أَنبئ ردوني بأ َ آسد َماء‬ ‫ضد ره آم َ‬ ‫ع َر َ‬ ‫علَّد َم آاَ َم ان َ آسد َماء ركلَّ َهدا رد َّم َ‬ ‫َو َ‬
‫ندت‬ ‫علَّ آمت ََندا إ َّند َ أ َ َ‬ ‫سد آب َحانَ َ الَ ع آلد َم لَ َندا إالَّ َمدا َ‬ ‫صااقينَ َقدالرواآ ر‬ ‫هَدؤرالء إن ركنت ر آم َ‬
‫آال َعلي رم آال َحكي رم قَا َل َيا آاَ رم أَنبئآ رهم بأ َ آس َمآئه آم فَلَ َّما أَن َبأ َ ره آم بأ َ آس َمآئه آم قَا َل أَلَ آم أ َ رقدل لَّ ركد آم‬
‫اوا َوان َ آرج َوأَع َآل د رم َم دا ر ر آب ددرونَ َو َم دا ركن دت ر آم ر َ آكت ر رم دونَ‬ ‫الس د َم َ‬
‫ب َّ‬ ‫إنكدي أَع َآل د رم غ آَي د َ‬
‫[البقرة‪)33-31 :‬‬
‫رطدون‬ ‫نر أ َ آسد َر َج ركم كمدن ب ر‬ ‫ثالثووا‪ :‬إن استيدهاا اليددحرور بقولده رعددالى‪َ { :‬و ك‬
‫ار َوان َ آفئدَة َ لَ َعلَّ رك آم ر َ آيد رك ررونَ‬ ‫س آم َغ َوان َ آب َ‬
‫ص َ‬ ‫شيآئا َو َج َع َل لَ رك رم آال َّ‬ ‫أ ر َّم َهار رك آم الَ ر َ آعلَ رمونَ َ‬
‫[النحل ‪ )]78 :‬هو استيهاا زائف وضده‪ ،‬وفيده رحريدف ورالعدب ور لديط‬
‫للقراء نن رل اآلية ي ب فهمها فهمدا صدحيحا أوال‪ ،‬دم فهمهدا انيدا علدى‬
‫ضوء آيا أسره‪ ،‬نن القرآن الكريم كتاب رمحكم َحكيم ي سر ن سده بن سدة‬
‫لكددن شددحرورا أسددذ جددزءا مددن اآليددة وأغ ددل البدداقي‪ ،‬فهددي ن د ت أن يكددون‬
‫لإلنسان عندما يولد أ علم بالواقغ الذ رولد فيده‪ ،‬فهدو جديدد بالنسدبة إليده‪،‬‬
‫وعندما يت اعل معه يكتي ه ويتعلم‪ ،‬لكدن هدذا ال يحدد وال يدتمكن اإلنسدان‬
‫من معرفته إال ب ضل القردرا وال رائدز والددوافغ والمميدزا والمعطيدا‬
‫التي يرولد بها‪ ،‬وهي ص ا رتعلق بالروش والعقل وال سد وهدذا انمدر هدو‬
‫ار َوان َ آفئدَة َ لَ َعلَّ ركد آم‬ ‫ص َ‬ ‫الذ أشار إليه اآلية بقولها‪َ :‬و َج َع َل لَ رك رم آال َّ‬
‫س آم َغ َوان َ آب َ‬
‫ر آَيد رك ررونَ [النحددل ‪ ،) )]78 :‬فددال بددد مددن السددمغ والبصددر وانفئدددة ‪ ،‬ومددن‬
‫ص ا انفئدة أنها مقر للروش ‪ ،‬ومن سصائصدها العقدل والقوة قدال رعد الى‪:‬‬
‫يروا في آان َ آرج فَت َ ركونَ لَ ره آم قرلروب يَ آعقلرونَ ب َهدا أ َ آو آذَان يَ آسد َمعرونَ ب َهدا‬ ‫أَفَلَ آم يَس ر‬
‫صدرور [الحدت ‪)]46 :‬‬ ‫وب الَّتي في ال ُّ‬ ‫ار َولَكن ر َ آع َمى آالقرلر ر‬ ‫ص ر‬ ‫فَإنَّ َها َال ر َ آع َمى آان َ آب َ‬
‫)‪ ،‬و َولَقَ آد ذَ َرأآنَا ل َ َهنَّ َم َكثيرا كمدنَ آال د كن َواإلندا لَ رهد آم قر رلدوب الَّ َي آقَ رهدونَ ب َهدا‬
‫َولَ ره آم أ َ آعيرن الَّ يربآص ررونَ ب َها َولَ ره آم آذَان الَّ يَ آس َمعرونَ ب َها أ ر آولَدئ َ َكان َ آنعَام بَ آل رهد آم‬
‫ض ُّل أ ر آولَدئ َ ره رم آال َافلرونَ [انعراي ‪) ]179 :‬‬ ‫أَ َ‬
‫كما أن ذل الكارب استيهد بتلد اآليدة حسدب هدواه مدن جهدة‪ ،‬وأغ دل‬
‫آيا أسره رنقض زعمده كلده مدن جهدة أسدره منهدا قولده رعدالى‪َ :‬ولَ َقد آد‬
‫يا لَ آم َي ركدن‬ ‫س َ درواآ إالَّ إبآل َ‬ ‫ص َّو آرنَا رك آم ر َّم قر آلنَا ل آل َمآلئ َكة ا آس ر درواآ آلاَ َم فَ َ‬
‫َسلَ آقنَا رك آم ر َّم َ‬
‫ن‬ ‫طد َرة َ َّ‬‫السداجدينَ [انعدراي ‪ ، ) ]11 :‬و َفدأَق آم َوجآ َهد َ للددكين َحني دا ف آ‬ ‫كمدنَ َّ‬
‫النداس‬ ‫ين آال َقديك رم َولَكد َّن أ َ آك َثد َر َّ‬
‫ن ذَل َ الدك ر‬ ‫علَ آي َها َال رَبآدي َل لخ آَلق َّ‬ ‫اس َ‬ ‫ط َر النَّ َ‬ ‫الَّتي فَ َ‬
‫ظ ره دوره آم‬ ‫َال يَ آعلَ رم دونَ [الددروم ‪ ،) ]30 :‬و َوإ آذ أ َ َس دذَ َربُّ د َ م دن بَن دي آاَ َم م دن ر‬
‫ولدواآ َيد آو َم‬‫شده آدنَا أَن رَقر ر‬ ‫علَى أَن رسه آم أَلَ آستر ب َربك رك آم َقدالرواآ بَ َلدى َ‬ ‫ذر كريَّت َ ره آم َوأ َ آش َهدَ ره آم َ‬
‫ع آن َهذَا غَافلينَ [انعراي ‪،)]172 :‬و َو َهدَ آينَاهر النَّ آ دَيآن [البلدد‬ ‫آالق َيا َمة إنَّا ركنَّا َ‬

‫‪74‬‬
‫اهدا َقد آد أ َ آف َلد َح َمد آن زَ َّك َ‬
‫اهدا‬ ‫س َّواهَا فَأ َ آل َه َم َها فر ر َ‬
‫ورهَا َور َ آق َو َ‬ ‫‪،)]10 :‬و َونَ آ ٍا َو َما َ‬
‫ساهَا [اليما ‪]10 -7:‬‬ ‫َوقَ آد س َ‬
‫َاب َم آن اَ َّ‬
‫رل الحقائق القرآنية أغ لها الكارب شحرور ل ايا في ن سه وهدي ردنقض‬
‫مزاعمده مدن جهدة‪ ،‬وريدهد عليده بدالتحريف والتددليا وممارسدته لالنتقدداء‬
‫واإلغ ال في رعامله مغ النصوص اليرعية من جهة أسره علمدا بدأن رلد‬
‫الحقائق التي أغ لها شحرور أ بتت الت ارب العلمية المعاصدرة جانبدا منهدا‬
‫فددي مقدددمتها أن انط ددال يرولدددون وهددم يؤمنددون بدداهلل بددال طرة وال ريددزة‬
‫والطبيعة ال باالكتسداب مدن ذلد مدثال أن سالصدة انبحدا العلميدة التدي‬
‫نير للمرة انولى عام ‪2001‬م وأجريت على المدت بتقنيدة جديددة لألشدعة‬
‫السينية بكلية الطب ب امعة بنسدل انيا فدي فيالال يدا بالواليدا المتحددة الدت‬
‫على أن‪" :‬اإليمان باهلل رصميم ااسلي ااسل المدت" وبهدذا ال يمكدن نحدد‬
‫التخلص منه إال رعاميا عن ال طرة السوية التي جعلت اإلنسان يندز للتددين‬
‫على طول التاريت ورعطيال لقدرا هائلة وإمكانا بال دة التعقيدد والتطدور‬
‫رمكنه من إاراب قدرة هللا رعالى بالت كر واالستقراء والتحليل واالسدتنتاج‬
‫ويمكددن وصددف اإلنسددان وفددق عبددارا الدددكتور ‪ /‬نيددوبيرج ن سدده بأندده‪:‬‬
‫"موجدده بقددوة نحددو التدددين" وأن‪" :‬الت ربددة العمليددة ال يمكنهددا أن رخبرنددا‬
‫بطريقة مباشرة عن ذا هللا ولكنها رخبرنا كيف سلدق اإلنسدان لكد ي يعرفده‬
‫ويعبده" وهى رخبرنا أن‪" :‬عبااة هللا وظي دة واإليمدان بده مطلدب طبيعدي‬
‫يما ل الطعام واليراب" وأن‪" :‬المت البيره ليا معدا ريدريحيا ووظي يدا‬
‫فحسب لإليمان باهلل وعبااره وإنما هو أيضا مهيأ عند قيامده بوظي دة العبدااة‬
‫لح ظ سالمة الن ا والبدن بتوجيه العمليا الحيوية سالل من ومدة عصدبية‬
‫وهرمونيدة متيددابكة" وهكددذا لددم يعددد اإليمدان بدداهلل رعددالى فددي الدراسددا‬
‫العلمية الحديثة ضربا من ال لس ة والخيال اليعبي كمدا كدان يد راا المالحددة‬
‫بال مستند في أوائل القرن العيرين فقدد سداب ظدنهم أن اإلنسدان قدد صدنغ‬
‫ايانته بعدما رأكد أن‪" :‬هللا قد سلقه متدينا بطبيعته ومؤهال بقدرا كي يعرفه‬
‫‪1‬‬
‫ويعبده" ))‬
‫ومنهددا أيضددا مقددال بعنددوان ‪ :‬بدداحثون يتوصددلون إلددى أن انط ددال‬
‫‪2‬‬
‫يولدون مؤمنين باهلل))‬

‫‪ 1‬فطددرة هللا التددي فطددر الندداس عليهددا ‪ ،‬موقددغ منتددديا حددراس العقيدددة ‪ ،‬علددى اليددبكة المعلوماريددة وهيددام المصددر ‪ :‬حقددائق هدددمت اإللحدداا مددن جددذوره‪ ،‬موقددغ‪:‬‬
‫‪ http://www.eltwhed.com/vb/showthread.ph p?60055-‬ومحمدددددددددددد اواش ‪ :‬اإليمددددددددددددان شددددددددددد اء للن ددددددددددددوس وانبدددددددددددددان موقددددددددددددغ‪:‬‬
‫‪https://www.eajaz.org/index.php/component/content/article/86 -Twenty-eighth-issue/802-Faith‬‬
‫‪ 2‬باحثون يتوصلون إلى أن انط ال يولدون مؤمنين باهلل ‪ ،‬موقغ منتديا حراس العقيدة ‪ ،‬على اليبكة المعلومارية‬

‫‪75‬‬
‫وفيه أن انط ال يولدون مدؤمنين بداهلل وال يكتسدبون انفكدار الدينيدة‬
‫عبر التلقي كما يقول الدكتور‪ /‬جاستون باريت ‪ -‬باحث متقدم فى مركز علدم‬
‫اإلنسان والعقدل فدى جامعدة أوكسد ورا‪ -‬حيدث يقدول‪ :‬إن انط دال الصد ار‬
‫لديهم القابلية المسبقة لإليمان بكائن مت و ننهم يعتبرون أن كل ما في هدذا‬
‫العالم مخلو لسبب ويقول هذا الباحث بأن انط ال الصد ار لدديهم إيمدان‬
‫حتى إذا لم يتم رلقينهم ذل عبدر المدرسدة أو انهدل ويضديف بأنده حتدى إذا‬
‫نيؤوا بم راهم على جزيرة صدحراوية فسيتوصدلون لإليمدان بداهلل غالبيدة‬
‫انالة العلمية في العقد الماضي أظهدر أن الكثيدر مدن انشدياء رددسل فدي‬
‫البنية الطبيعية لعقول انط ال مما ظننا مسدبقا مدن ضدمنها القابليدة لرؤيدة‬
‫العالم الطبيعي على أنه ذو هدي ومصمم بواسطة كدائن ذكد ي مسدبب لدذل‬
‫الهدي إذا رمينا أط اال لوحدهم على جزيرة و رربدوا بأن سدهم فسديؤمنون‬
‫باهلل استبار ن سي رم القيام به على أط ال يؤكد بأنهم وبيكل فراه يؤمنون‬
‫بأن كل شيء مخلو لسبب محددا ويضديف بدأن ذلد يعندى بدأن انط دال‬
‫يميلددون لإليمددان بددالخلق ولدديا بددالتطور ب ددض الن ددر عمددا سدديقوله لهددم‬
‫المعلمون أو انهل ويقول الدكتور باريت بأن علماء اإلنسان قد وجدوا فدي‬
‫بعددض الثقافددا أط ددال يؤمنددون بدداهلل مددغ أن التعدداليم الدينيددة ليسددت فددي‬
‫متناولهم العقول الناشئة بيكل طبيعي لألط ال ر علهم يميلون لإليمان بخلدق‬
‫إلهي ورصميم ذكي بدل التطور فهو غير طبيعد ي للعقدول البيدرية وصدعب‬
‫التقبددل واالسددتيعاب بقلددم ‪ /‬مدداررن بيك ددورا مراسددل اليددئون الدينيددة فددي‬
‫‪1‬‬
‫صحي ة التل راي))‬
‫أما موقدف شدحرور المتعلدق بالمعرفدة الصدوفية‪ -‬العرفدان‪ ،‬اإلشدرا ‪،‬‬
‫ال نوصية‪ -‬فالش أنه موقدف غيدر علمدي عنددما رفضدها جملدة ور صديال‬
‫والحقيقددة أن‪ ،‬رل د المعرفددة رغددم أنهددا معرفددة ضددبابية ظنيددة ذاريددة كثيددرة‬
‫انوهام وانهواء ‪ ،‬والمخاطر والمزالق والخرافا ورنتهدي بأصدحابها إلدى‬
‫‪ 1‬باحثون يتوصلون إلى أن انط ال يولدون مؤمنين باهلل ‪ ،‬موقغ منتديا حراس العقيدة ‪ ،‬على اليبكة المعلومارية و اإليمان_والعلم – اإليمان بخالق وبال يب م روز فينا‬
‫وأحمد اعدو ‪ :‬اإللحاا ووجوا هللا‪ ،‬موقغ‪https://al-sabeel.net :‬‬ ‫بانبحا العلمية والمصاار‪ ،‬موقغ‪https://muslims-res.com/ :‬‬

‫‪76‬‬
‫االعتقاا بخرافة وك رية وحددة الوجدوا‪ ،‬ورعندي أنده ال موجدوا إال هللا‪ ،‬وأن‬
‫الكون هو هللا وهللا هو الكون؛ فإنها من جهة أسدره يرمكدن أن ركدون معرفدة‬
‫صحيحة فدي م الهدا الوجدداني بيدرط أن ررمحدص بميدزان الدوحي والعقدل‬
‫والعلم‪ ،‬وال رتقدم على هذه المصاار‪ ،‬وإنما ي ب أن ربقدى رابعدة لهدا اائمدا‪،‬‬
‫وإال لن ركون معرفة علمية وإنما هي أوهام وظنون وأهواء غالبا‬
‫رابعا‪ :‬إن قول الكارب محمد شحرور بأن العقل البيدر ال رحدده حددوا‬
‫يتوقددف عندددها ‪ ،‬هددو زعددم باطددل ال يقولدده إال جاهددل‪ ،‬أو جاحددد معانددد ‪ ،‬أو‬
‫صاحب هوه هو باطل نن اإلنسان مخلدو ‪ ،‬لده بدايدة وسدتكون لده نهايدة‬
‫حتمية كالكون‪ ،‬والمخلو محدوا القدرا والص ا بالضرورة‪ ،‬ومدن هدذا‬
‫حالدده فددال يرمكددن أن ركددون قدراردده العقليددة وال ال سدددية ليسددت محدددواة‬
‫واليواهد العلمية على ذل كثيرة جدا‪ ،‬منها أن ما يعرفه العلماء عدن الكدون‬
‫بعد عيرا قرون من البحث هو قليل جدا بالمقارنة إلى ما ي هلونده عنده‬
‫وأن العلددم ع ددز عددن عددالج كثيددرا مددن انمددراج‪ ،‬حتددى سددماها أمراضددا‬
‫مزمنة‪ ،‬كمرج السكر‪ ،‬والحساسية‪ ،‬واإليدز وعندما اكتيف عالم الذرة لدم‬
‫يتمكن من معرفة كنهها وحقيقتها ورعامل معها ظاهريا‪ ،‬ون ا انمر ينطبدق‬
‫على ال اذبية والكهرباء‬
‫وأما قوله بأن العلم ال يعتري بوجوا عوالم غير مااية‪ ،‬هو كدالم باطدل‬
‫قطعا‪ ،‬وليا من العلم في شديء‪ ،‬وال يقولده إال جاهدل‪ ،‬أو جاحدد معاندد‪ ،‬أو‬
‫صاحب هوه نن العلم مغ أنه يبحث في المااة‪ ،‬فهو لم ينكر وجدوا عدوالم‬
‫أسددره‪ ،‬وال يوجددد أ اليددل ين ددي وجواهددا وال يسددتطيغ أن ينكرهددا بعدددما‬
‫رمكن مدن اكتيداي وجدوا عدوالم كثيدرة ال نراهدا بدالعين الم دراة‪ ،‬وحتدى‬
‫عندما نراها بالم اهر االلكترونية نره آ ارهدا فقدط‪ ،‬وأمدا هدي فدال رردره‬
‫وبذل يكون العلم المعاصر بد دأ مدن المدااة الموضدوعية وانتهدى إلدى عدالم‬
‫غير مرئي ‪ ،‬وأصبح يتعامدل مدغ انشدباش‪ ،‬كتعاملده مدغ الدذرة ومكونارهدا‪،‬‬
‫والبكتريا وال يروسا وبما أن ذل حاله فال يرمكن للعلم أن يدعي ما زعمده‬
‫الكارب شحرور‪ ،‬وإنما أقصى ما يقوله هو‪ :‬إن وجوا عوالم غيدر ماايدة هدو‬
‫أمر رممكن‪ ،‬وال يرمكن للعلدم المداا أن يخدوج فيهدا‪ ،‬وال أن يثبتهدا وال أن‬
‫ين يها‬
‫وأما زعم شحرور بأن عالم ال يب واليهااة همدا ماايدان ‪ ،‬فهدو زعدم‬
‫باطددل قطعددا شددرعا وعلمددا نندده بينددا سددابقا أن الكددون رمكددون مددن المددااة‬
‫والددروش‪ ،‬وعليدده فال يددب الماضددي والحاضددر والمسددتقبل هددو غيددب مدداا‬
‫وروحددي بالضددرورة وهمددا غيبددان حقيقيددان وليسددا غيبديكن وهميددين وهددذا‬

‫‪77‬‬
‫ال يب يرمكن لإلنسان أن يكتيف جانبا منه‪ ،‬لكنه لن يستطيغ أن يكتيدف كدل‬
‫غيوب الماضي والحاضر والمستقبل بحكدم محدوايدة قددرا اإلنسدان كمدا‬
‫بيناه سابقا‬
‫وأما قوله بأنه ال يوجد رناقض بين ما جاء به القرآن وال لس ة‪ ،‬فهو كالم‬
‫عام وغير صحيح في مع مه‪ ،‬نن ال لس ة ليست فلس ة واحدة‪ ،‬وال مذهبا‬
‫واحدا‪،‬وإنما هي فلس ا ومذاهب كثيرة متناقضة فيما بينها‪ ،‬ومخال ة للعلم‬
‫والوحي والعقل في أكثر جوانبها وقد أظهر العلم المعاصر بطالن مع م‬
‫ال لس ا القديمة والحديثة‪ ،‬كانفالطونية‪ ،‬وانرسطية‪ ،‬والماركسية‪،‬‬
‫والعلمانية‪ ،‬وال َحدا ية‪1‬؛ ننها لم رقم على وحي صحيح‪ ،‬وال على عقل‬
‫صريح‪ ،‬وال على علم صحيح وليا في رل ال لس ا إال ار اه واحد‬
‫صحيح مغ كثير من الدسن وهو الموافق للوحي والعقل والعلم وهذا‬
‫االر اه يرمثله العلماء الراسخون في العلم الصحيح القائم على الوحي والعقل‬
‫والعلم وهؤالء ال يرمارسون رأويل القرآن وفق التأويل في اللسان العربي‬
‫ال رمحري‪ ،‬وإنما يرمارسون ال هم واليرش الصحيحيكن – وهو التأويل‬
‫اليرعي‪ -‬انطالقا من القرآن وبلسانه ومع مه الذ يتضمنه القرآن بداسله‬
‫من جهة؛ وبل ة العرب التابعة للقرآن والموافقة له من جهة أسره‬
‫وأما زعم شحرور بأن الكدون لدم يرخلدق مدن عددم وإنمدا رسلدق مدن مدااة‬
‫سابقة م ايرة‪ ،‬فهو زعم باطل‪ ،‬وكدالم بدال علدم نن الخلدق مدن عددم لديا‬
‫مستحيال‪ ،‬وال مخال ا للير وال للعلم‪ ،‬كما أن إنكار الخلق من عددم والقدول‬
‫بوجوا مااة سابقة لخلق الكون هو شرب وقول بوجدوا أزلدي مدغ هللا وهدذا‬
‫باطل قطعا بحكم أن هللا رعالى سالق كدل شديء‪ ،‬وال شدري لده وبيدان ذلد‬
‫من الير والعقل والعلم‪ ،‬فأما شرعا فإن القرآن الكريم قد ركلدم عدن الخلدق‬
‫بيكل واضح‪ ،‬وحدا معناه ور صيل ذل هدو أن معندى عبدارة " الخ آَلدق" ‪،‬‬
‫مأسوذ من فعل‪َ :‬سلَقَ ‪،‬يَخلر رق ‪ ،‬وهو فعل مدن أفعدال هللا رعدالى‪ ،‬فهدو الخدالق‬
‫والخال وال يتصف ب عل الخلق علدى الحقيقدة إال هللا رعدالى‪ ،‬لقولده رعدالى‪:‬‬
‫شد آيءٍ َّال‬ ‫نر َربُّ رك آم سَال رق رك كل َ‬ ‫بَلَى َو ره َو آالخ ََّال ر آال َعلي رم) يا‪ ،))81 :‬و ذَل رك رم َّ‬
‫ن‬ ‫ت َّ‬ ‫اس ا آذ ركد رروا ن آع َمد َ‬‫إلَهَ إ َّال ره َو فَأَنَّى ررؤآ فَ ركونَ ) غافر ‪، ))62 :‬و َيا أَيُّ َها النَّ ر‬
‫س َماء َو آان َ آرج َال إلَهَ إ َّال ره َو فَأَنَّى‬ ‫ن َي آر رزقر ركم كمنَ ال َّ‬
‫غي رآر َّ‬ ‫علَ آي رك آم ه آَل م آن سَال ٍ‬
‫ق َ‬ ‫َ‬
‫شديآئا َو رهد آم‬ ‫ن الَ يَ آخلر رقدونَ َ‬‫ررؤآ فَ ركونَ فاطر‪ ،)) 3 :‬و َوالَّذينَ يَ آدعرونَ من ارون ك‬
‫شديآئا َو رهد آم‬ ‫ي آرخلَقرونَ [النحل ‪،))]20 :‬و َوار َّ َخدذروا مدن ارونده آل َهدة َّال يَ آخلر رقدونَ َ‬

‫‪ 1‬عن ذل مثال أن ر‪ :‬سالد كبير عالل‪ :‬جنايا أرسطو في حق العقل والعلم وكتاب‪:‬مخال ة ال الس ة المسلمين لطبيعيا القرآن الكريم وكتاب‪ :‬نقد العقل الملحد وكتاب‪:‬‬
‫وق ا مغ أاعياء العقالنية‬

‫‪78‬‬
‫نر َربُّ آال َع دالَمينَ‬
‫ار َب ك‬‫ي آرخلَقردونَ [ال رقددان ‪،)]3 :‬و{ أَالَ لَدهر آالخ آَل د رق َوان َ آمد رر ر ََبد َ‬
‫[انعراي ‪} ]54 :‬‬
‫واضح من رل اآليا المتعلقة ب عل الخَلق أنه يعندى إي داا اليديء بعدد‬
‫أن لم يكن موجواا ‪ ،‬إما من عدم أو من مااة كانت مخلوقدة مدن قبدل بددليل‬
‫ون يدا ‪،))82 :‬‬ ‫شيآئا أ َ آن َيقرو َل لَهر ركد آن فَ َي ركد ر‬‫قوله رعالى‪ :‬إنَّ َما أ َ آم ررهر إذَا أ َ َرااَ َ‬
‫ع َلدى‬ ‫ج َو َما بَ آينَ ره َما في ستَّة أَيدَّ ٍام رد َّم اسدتوه َ‬ ‫اوا َو آان َ آر َ‬ ‫س َم َ‬‫و الَّذ َسلَقَ ال َّ‬
‫الرحآ َم رن فَاسآأ َ آل به سَبيرا) ال رقان ‪ ،))59 :‬فلم يقل أنه سبحانه سلقها‬ ‫َّ‬ ‫آالعَ آر‬
‫من مااة كانت مخلوقة‪ ،‬لكنه عندما ركلم عن الكائنا الحية التدي سلقهدا بعدد‬
‫سلق الكون من عدم كالحيوان واإلنسان وال ن فإنه أشار إلى انه سلقها مدن‬
‫نر َسلَقَ رك َّل اَابدَّ ٍة مدن َّمداء فَمد آن رهم َّمدن‬ ‫مااة كانت مخلوقة من قبل‪ ،‬فقال‪َ :‬و َّ‬
‫ع َلدى أ َ آر َبد ٍغ‬
‫علَى رجآ لَيآن َوم آن رهم َّمن َي آميي َ‬ ‫طنه َوم آن رهم َّمن َي آميي َ‬ ‫علَى َب آ‬ ‫َي آميي َ‬
‫سنَ‬ ‫ش آيءٍ قَدير) النور ‪ ،))45 :‬و الَّذ أَحآ َ‬ ‫علَى رك كل َ‬ ‫نَ َ‬ ‫نر َما يَيَا رء إ َّن َّ‬ ‫يَ آخلر رق َّ‬
‫ان‬‫ين الس دة ‪ ،))7 :‬و َو َسلَقَ آال َ د َّ‬ ‫سان من ط ٍ‬ ‫ش آيءٍ َسلَقَهر َوبَدَأ َ س آَلقَ آاإلن َ‬ ‫رك َّل َ‬
‫ار) الرحمن ‪ ))15 :‬وفي الحالتين فإن هللا رعالى قداار علدى‬ ‫ج كمن نَّ ٍ‬ ‫من َّمار ٍ‬
‫الخلق من عدم‪ ،‬ومن غير عدم‪ ،‬ويبقى معنى الخلق هو إي اا بعد عدم‬

‫ون ا ذل المعنى نصت عليه معاجم الل ة‪ ، ،‬منها قول ابن من ور في‬
‫لسددان العددرب‪ :‬ومددن صد ا هللا رعددالى الخددالق والخدالَّ وال ر ددوز هددذه‬
‫الص ة بانَلف والالم ل ير هللا عز وجل وهو الذ أَوجد انَشياء جميعها بعد‬
‫أَن لم ركن موجواة وأَصل الخلق التقدير فهو باعآتبار رقدير ما منده و رجوارهدا‬
‫وباالعتبار لإلي اا على َو آفق التقدير سالق والخ آَل رق فدي كدالم العدرب ابتددا‬
‫الييء على مثال لم يرسبق إليه وكل شديء سلَقده هللا فهدو رم آبت َدئده علدى غيدر‬
‫‪1‬‬
‫سبق إليه أَال له ال َخلق وانَمر ربارب هللا أَحسن الخالقين))‬
‫مثال ر‬

‫وبما أن انمر كذل ‪ ،‬فد إن القدرآن الكدريم قدد ذكدر صدراحة أن هللا سلدق‬
‫الكون ‪ ،‬ولم يقل أبدا أنه سلقه من مدااة سدابقة‪ ،‬وإنمدا سلقده ابتدداء مدن اون‬
‫مااة‪ ،‬أ أنه سلقه من عدم كما أنه لم يقل أنه سلقده مدن مداء أبددا‪ ،‬وال لده‬
‫عالقة بالماء الذ عليه العر ‪ ،‬وإنما سلقد ه سلقدا ساصدا ومدر فدي مراحدل‬
‫اامت رمداا طويلة‬

‫وأما عقال ‪ ،‬فإنه ال يروجد أ مانغ عقلي يمنغ من أن يخلق الخالق‬


‫مخلوقاره من عدم ‪،‬فهو أمر رممكن وليا رمستحيال وبما أنه هو الخالق ‪،‬‬
‫‪ 1‬ابن من ور اإلفريقي ‪ :‬لسان العرب ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص‪171 :‬‬

‫‪79‬‬
‫وعلى كل شيء قدير ‪ ،‬فإنه بالضرورة قاار على أن يخلق من عدم ومن‬
‫غيره ‪،‬وإال ما كان سالقا وهذا ليا أمرا سرافيا ‪ ،‬بل أنه أمر معقول‬
‫وعاا رماما وطبيعي جدا بأن يكون الخالق قاارا على الخلق من عدم‬
‫‪،‬وإنما الخرافة هي القول بأن المعدوم يخلق ن سه ‪ ،‬أو أن المخلو قاار‬
‫على أن َيخلق من عدم لكن انمر رمختلف رماما بالنسبة هلل رعالى‪ ،‬فإنه‬
‫سبحانه قاار على الخلق من عدم‪ ،‬و إال ما كان سالقا‬

‫وأما علما ‪ ،‬فإن العلم المعاصر كما أنه قال بخلق العالم وعدم أزليته‪،‬‬
‫فإن فكرة الخلق من عدم‪-‬أ من الشيء‪ -‬أصبحت هي أيضا لها مكانتها في‬
‫علم ال يزياء الحديثة‪ ،‬وعنها يقول ال يزيائي منصور حسب النبي ‪:‬‬
‫وياليتها من نتي ة مذهلة يتحد عنها علماء ال يزياء اآلن ‪ ،‬بعدما كانوا‬
‫قديما يقولون‪ :‬إن المااة والطاقة ال ر نى وال ررستحد ‪،‬وهذا صحيح طبعا‬
‫في طور التسخير‪-‬أ بعد الخلق‪ ، -‬أما في طور الخلق اإللهي فهناب‬
‫قانونان‪ ،‬أحدهما‪ :‬كن فيكون من جهة ‪ ،‬والخلق من عدم من جهة أسره ))‬
‫والخلق من عدم ال يحتاج مطلقا إلى زمن سابق نن الزمان هنا هو‬
‫افتراج ذهني ال وجوا له فيزيائيا عند بداية الخلق ‪ ،‬و هو ما يرسمى في‬
‫ق زة كمية في الزمكان اون حاجة لمااة أو‬ ‫ال يزياء الحديثة بأنه‬
‫‪1‬‬
‫طاقة))‬
‫وقال أيضا‪ :‬أنه ي ب التمييز بين الخلق من عدم بال زمن ‪،‬والخلق‬
‫بانمر اإللهي ال رمسخر بقوانين ابتة ‪ ،‬وهو الخلق من مااة سابقة و والخلق‬
‫انول ال يتم إال بد‪ :‬كن فيكون ‪،‬وال يحتاج لزمان وال لمااة ‪ ،‬وال لطاقة فهو‬
‫سلق من ال شيء في ال زمن ‪،‬وعندما يروجد هذا النو من الخلق يصبح‬
‫ساضعا للنو الثاني من الخلق الذ هو في طور التسخير الخاضغ –في‬
‫المكان والزمان‪ -‬لمقااير محداة ابتة يدرسها العلماء وقال أحد كبار‬
‫إن لح ة االن ار الع يم ال رخضغ لقوانيننا العااية‬ ‫ال يزيائيين‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫ال يزيائية ‪ ،‬ننها رروحي لنا بالخلق من عدم ))‬

‫وذكر الفيديائي محمد باسل الطائي أن سلق الكون ال يخضدغ للقدانون‬


‫انول للديناميكا الحرارية الذ يقدول‪ :‬إن المدااة ال ر ندى وال رسدتحد مدن‬
‫عدم‪ 3‬نن هذا القانون ال يتعلق بالخالق‪ ،‬وال ببداية الخلق من عدم‪ ،‬و هذا‬
‫القانون صحيح في جميغ الحاال إال في لح ة واحددة هدي اللح دة انولدى‬
‫‪ 1‬منصور حسب النبي ‪ :‬الزمان بين العلم و القرآن ‪ ،‬ص‪126 ، 124 ،123 :‬‬
‫‪ 2‬ن ا المرجغ ‪ ،‬ص‪128 :‬‬
‫‪ 3‬محمد باسل الطائي‪ :‬سلق الكون بين العلم واإليمان ‪ ،‬اار الن ائا ‪ ،‬بيرو ‪ ،1998 ،‬ص‪102 :‬‬

‫‪80‬‬
‫لخلق الكون في هذه اللح ة بالذا رم سر هذا القانون وهذا ما رقرره‬
‫ال يزياء المعاصرة إذن فالخلق حصل من عدم محض ))‪ 1‬فهو قانون‬
‫يتعلق بالكون بعد سلقه ومحكوم به فكان هذا القانون من المخلوقا ‪ ،‬يخص‬
‫المخلو ال الخالق‪ ،‬فال اإلنسان وال مخلو آسدر يسدتطيغ أن يخلدق شديئا ‪،‬‬
‫وإنما الخالق هو الوحيد القاار على الخلق وهذا القانون شاهد قطعدي علدى‬
‫أن الكون سلقه الخالق من عدم نن القانون يقول بأن المااة ال ر رستحد مدن‬
‫عدم بالنسبة لإلنسان في رعامله مغ المااة‪ ،‬فهدو ال يسدتطيغ أن ي نيهدا وال أن‬
‫يستحد ها أو يخلقها من عدم‪ ،‬لكن بما انه مدن الثابدت علميدا أن الكدون رسلدق‬
‫من عدم عندما حد االن ار الكبير والذ بدأ من الصد ر‪ ،2‬فهدذا يعندي أن‬
‫الخالق سبحانه ورعالى سلق الكون من عددم‪ ،‬ولدم يخلقده مدن مدااة موجدواة‬
‫مسبقا‬
‫ور ب اإلشارة هنا إلى أن القول بأن الكون رسلق من عدم ال يعني أن‬
‫العدم سلق ن سه فأصبح موجواا‪ ،‬فهذا مستحيل قطعا نن العدم ال شيء‪،‬‬
‫والالشيء يستحيل أن يصبح شيئا بن سه‪ ،‬وإنما المقصوا أن الخالق عز‬
‫وجل هو الذ سلق الكون من عدم بمعنى أنه سبحانه أوجده بقدرره وأمره‬
‫من عدم فأصبح شيئا وبذل ي هر بطالن زعم شحرور بأن الكون لم يرخلق‬
‫من عدم وإنما رسلق من مااة سابقة م ايرة‬
‫وبذل يتبين مما ذكرناه بطالن زعم محمد شحرور بأن العالم الماا‬
‫هو أصل المعرفة اإلنسانية‪ ،‬وإنما الصحيح هو أن الكون ماا وروحي‬
‫وعقلي معا فالعلم اإلنساني أصله من المااة والروش والعقل‪ ،‬وال إنسان بال‬
‫روش‪ ،‬وال إنسان بال مااة‪ ،‬وإنما هو روش وجسد‪ ،‬وليا هو روش ال جسد‪،‬‬
‫وال هو جسد ال روش‬
‫ثم أن شحرورا واصل كالمه عن المعرفة اإلنساني‪ ،‬فكان مما قاله‪:‬‬
‫وبما أن فهم اإلنسان للحقيقة هو فهم نسبي اائما له عالقة بتطور المعاري‬
‫وانرضية المعرفية لإلنسان فقد لزم أن رصاغ الحقيقة بل ة إنسانية مطواعة‬
‫لهذا ال هم النسبي عن طريق التيابه في الصي ة الثابتة واللسان العربي في‬
‫بنيته وم رااره يحمل هذه الخاصية “التيابه” بوضوش‪ ،‬هذا أحد وجوه‬
‫أصالة هذا اللسان‪ ،‬ولهذا كان اللسان العربي هو الوعاء الذ حمل مطلق‬
‫الحقيقة ونسبية ال هم اإلنساني ف ي الصياغة القرآنية العربية ر هر قمة‬
‫ال دل الداسلي بين الحقيقة المطلقة للوجوا وال هم النسبي اإلنساني لهذا‬

‫‪ 1‬محمد باسل الطائي‪ :‬سلق الكون بين العلم واإليمان ‪ ،‬اار الن ائا ‪ ،‬بيرو ‪ ،1998 ،‬ص‪102 :‬‬
‫‪ 2‬محمد باسل الطائي‪ :‬سلق الكون بين العلم واإليمان ‪ ،‬اار الن ائا ‪ ،‬بيرو ‪ ،1998 ،‬ص‪ 100 ، 96 :‬وما بعذها‬

‫‪81‬‬
‫الوجوا في مرحلة ما‪ ،‬وفي هذا المعنى ركمن قمة إع از القرآن للناس‬
‫جميعا‪ ،‬على استالي عصورهم واستالي مداركهم ربعا الستالي أرضيارهم‬
‫‪1‬‬
‫المعرفية )‬
‫أقول‪ :‬ذلد القدول باطدل فدي مع مده‪ ،‬ال يقولده إال جاهدل‪ ،‬أو صداحب‬
‫هوه‪ ،‬وهو هدم للعقل والوحي والعلم‪ ،‬ألنه أوال‪ ،‬إن نسدبية ال كدر والعلدم ال‬
‫رعني أن كل ما يصل إليه اإلنسان ليا صدحيحا‪ ،‬وإنمدا رعندي أن مدا يصدل‬
‫إليه ب كدره وعلمده يتضدمن الصدحيح والخطدأ ‪ ،‬الصدد والكدذب‪ ،‬وبعضده‬
‫يحتمل انمرين ويبقى معلقا حتى يتم التأكد منه‪ ،‬إما أن يصح فيرقبل‪ ،‬وإمدا ال‬
‫يصح فيررفض والياهد على ذل أن العلم المعاصدر أكتيدف حقدائق كثيدرة‬
‫من العالم وردم التأكدد منهدا‪ ،‬بالت ربدة ورحويلهدا إلدى ركنولوجيدا رمطبقدة فدي‬
‫الواقغ‪ ،‬ولو لم ركن صحيحة قطعا ما ن ح رطبيقها ورحويلها إلى ركنولوجيا‬
‫كما انه اظهر عدم صحة كثير من الن ريدا القديمدة والحديثدة‪ ،‬كإ بارده أن‬
‫الكون مخلو وليا أزليا‪ ،‬وأن انرج متحركة وليست ابتة‪ ،‬وأنها كروية‬
‫وليست مستطيلة وال مربعة‬

‫وبما أن انمدر كدذل ‪ ،‬فدال يرمكدن أن رت يدر الحقدائق العقليدة واليدرعية‬


‫والعلمية التي رم التأكد منها‪ ،‬فهي لن رت ير إلى انبد‪ ،‬وإنما رت ير الن ريدا‬
‫وال هوم المطروحة التي لم يتم التأكد من صحتها‪ ،‬إمدا بدالرفض أو بدالقبول‬
‫كما أن اكتياي حقائق علمية جديدة ال ين دي الحقدائق السدابقة‪ ،‬وإنمدا يدؤا‬
‫إلى رراكم الحقدائق العلميدة يوظ هدا اإلنسدان ل ائدرده ولتطدوير العلدم أيضدا‬
‫وعليه فقول شحرور بأن فهم اإلنسدان للحقيقدة نسدبي اائمدا هدو قدول باطدل‬
‫قطعا‪ ،‬وشاهد عليه بال هل أو بالهوه فلو كان ال كدر والعلدم كمدا زعدم لمدا‬
‫قامت لل كر وال للعلم قائمدة ومدن الثابدت قطعدا أن كدل العلدوم رقدوم علدى‬
‫قطعيا ردم التأكدد منهدا ‪ ،‬ولوالهدا مد ا حقدق اإلنسدان االنتصدارا العلميدة‬
‫الحديثة في مختلف م اال العلوم ورطور انفكار والعلوم ال ين ي الحقائق‬
‫وإنما يرثبت صحيحها ويربطل سقيمها‬

‫ثانيا‪ :‬إن الل ة البيرية هي وسيلة للكتابة والعلم رحمل المطلق والنسبي‬
‫معا‪ ،‬وليست هي التي جعلته كذل ‪ ،‬وإنما حسدب المعطيدا والحقدائق التدي‬
‫روصل إليها اإلنسان من جهة؛ كما أن الدوحي اإللهدي مدن جهدة أسدره هدو‬
‫حقائق كله وليا نسبيا ‪ ،‬ويمكن أن يأرينا بأ ل دة استارهدا هللا رعدالى‪ ،‬فهدو‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪73 – 72- :‬‬

‫‪82‬‬
‫ليا ساصا بالل ة العربية اون غيرها من الل ا ‪ ،‬ننه سبحانه قد أنزل كتبا‬
‫بل ا أسره فكل ل ة يرمكنها أن رحمل كدالم هللا وفهدوم البيدر لده كمدا أن‬
‫فهمنا لكالم هللا ليا نسبيا اائما كما زعم شدحرور‪ ،‬فهدو زعدم باطدل قطعدا‬
‫نن فهمنا لقطعياره ومحكماره هو فهم رمطلدق ولديا نسدبيا‪ ،‬بمعندى أنده فهدم‬
‫حقيقي ابت مؤكد ال يت يدر‪ ،‬وال يحتمدل فهمدا مناقضدا لده مدن ذلد فهمندا‬
‫نصدول اإليمدان واإلسدالم‪ :‬اإليمدان بدداهلل‪ ،‬واليدوم اآلسدر‪ ،‬والنبدوة‪ ،‬واليددوم‬
‫اآلسددر‪ ،‬وال نددة والنددار‪ ،‬والصددالة‪ ، ،‬والزكدداة‪ ،‬والحددت‪ ،‬والربددا‪ ،‬والصددد‬
‫والكذب‪ ،‬والوحي وأما فهمنا للمتيابهاره فهو ردابغ للمحكمدا ‪ ،‬والقدرآن قدد‬
‫فسره ‪ ،‬ننه كتاب رمحكم َحكيم؛ وإنما يتطلب منا ال هم الصحيح لها من جهة‪،‬‬
‫كما أن فهمها الصحيح من جهة أسره ال يرمكن أن يكون مناقضا وال مخال دا‬
‫لمحكما القرآن فإن أوصلنا فهمنا إلى ذل ‪ ،‬فهذا اليل قطعدي علدى فسدااه‬
‫ورهافته‪ ،‬وليا اليال على رطور حقائق الير كما زعم شحرور‬

‫وإنهاء لما ذكرناه يرستنتت منه أن أصل المعرفة اإلنسدانية لديا ماايدا‬
‫فقط كما زعم محمد شحرور‪ ،‬وإنما هو ماا وروحي وعقلي معا وال يرمكن‬
‫أن ركون رل المعرفة مااية فقط‪ ،‬وإنما هي بالضرورة ي ب أن ركون مااية‬
‫وروحية وعقلية وهي معرفة قائمدة علدى المطلدق والنسدبي معدا‪ ،‬فدال هدي‬
‫مطلقة كلها‪ ،‬وال هي نسدبية كلهدا بمعندى أنهدا معرفدة قائمدة علدى الحقدائق‬
‫والقطعيا ‪،‬وال يرمكن أن رت ير فتنقلب باطلدة مدن جهدة؛ وقائمدة أيضدا مدن‬
‫جهة أسره على المعطيا ال نية والراجحة‪ ،‬والضدعي ة‪ ،‬ويرمكدن أن ررثبدت‬
‫فتصبح قطعية ‪ ،‬أو ررنقض فيقوم الدليل على بطالنها‬
‫ثانيا‪ :‬نقض قول شحرور بجدل التناقض في الطبيعة والقرآن‪:‬‬
‫زعم الكارب محمد شحرور أن الكون والقرآن قائمان على جدل التناقض‬
‫وعندما أورا قوله رعالى‪َ :‬و ره َو الَّذ أَنيَأ َ َجنَّا ٍ َّم آع رروشَا ٍ َو َ‬
‫غي َآر‬
‫غي َآر‬‫الر َّمانَ رمتَيَابها َو َ‬ ‫الز آر َ رم آخت َل ا أ ر ركلرهر َو َّ‬
‫الز آيترونَ َو ُّ‬ ‫َم آع رروشَا ٍ َوالنَّ آخ َل َو َّ‬
‫صااه َوالَ ررسآرفرواآ إنَّهر الَ‬ ‫رمتَيَاب ٍه ركلرواآ من َ َمره إذَا أ َ آ َم َر َوآررواآ َحقَّهر يَ آو َم َح َ‬
‫يرحبُّ آال رمسآرفينَ [اننعام ‪) ]141 :‬؛ قال‪ :‬جاء هذه اآلية لتبين أن‬
‫الحركة ال دلية التي يكمن فيها سر التطور هي القانون الناظم الستالي‬
‫اننوا في النبارا ‪ ،‬ويؤا ذل إال االستالي في المأكل‪ ،‬لذا‬
‫قال‪{ :‬والنخل والزر مختل ا أكله}وحين ذكر الزيتون والرمان بصي ة‬
‫متناقضة بقوله‪{ :‬متيابها وغير متيابهٍ} بين أن الزيتون والرمان رولدا‬
‫نتي ة لط رة نبارية‪ ،‬أ أنه كان هناب نبا حصل فيه صرا عنصرين‬
‫متناقضين ااسليا أا ه إلى ط رة نتت عنها الزيتون والرمان‪ ،‬وكل واحد‬

‫‪83‬‬
‫منهما {متيابه وغير متيابه} أما قوله رعالى‪{ :‬جنا ٍ معروشا ٍ وغير‬
‫معروشا } فهنا ذكر إحده مراحل التطور النباري بيكل عام بدأ الحياة‬
‫النبارية بالنبارا الزاح ة “معروشا ”‪ ،‬ورطور إلى نبارا قائمة “غير‬
‫معروشا ”‪ ،‬فك ان رطور النبا من نبارا زاح ة إلى نبارا غير زاح ة‬
‫“قائمة بذارها” نتي ة لصرا عنصرين متناقضين ااسليا حيث أن صي ة‬
‫“هو وغير هو” هي صي ة التناقض وهكذا نره أن المتناقضا الداسلية‬
‫المذكورة في اآليا السابقة هي السر الكامن وراء التطور في الكائنا‬
‫الحية النبارية “والحيوانية” منذ بداية الحياة على انرج وهكذا أيضا ن هم‬
‫قوله رعالى‪َّ :‬ما لَ رك آم َال ر آَر رجونَ َّّلل َوقَارا َوقَ آد َسلَقَ رك آم أ َ آ‬
‫ط َوارا [نوش ‪-13:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪})]14‬‬
‫أقووول‪ :‬رلد المددزاعم زائ ددة متهافتددة ‪ ،‬أقامهددا علددى م هددوم باطددل للثنائيددة‬
‫والتنو في الكون‪ ،‬ف اء مع م ما قاله عن حكايدة ال ددل فدي الكدون باطدل‬
‫وييهد عليه بالتحريف والتالعب انتصارا لهواه ور صيل ذل أوال ‪ ،‬ي دب‬
‫التنو والتناقض هو{ استالي‬ ‫عري معنى التناقض‪ ،‬ون كر بينه وبين ك‬ ‫أن نر ك‬
‫قضيتين بالسلب ‪ ،‬واإلي اب بحيث يقتضي لذاره أن ركدون إحدداهما صدااقة‬
‫وانسره كاذبة }‪ 2‬بمعنى آسر أنه استالي قضيتين بالن ي واإل با وعليه‬
‫عدري‬‫فنحن هنا أمام نوعيكن من االستالي‪ ،‬هما‪ :‬استالي رنداقض‪ ،‬وهدو ال رم ك‬
‫أعدداله‪ ،‬واسددتالي رند كدو ‪ ،‬ال يقددوم علددى الن ددي واإل بددا ‪ ،‬وإنمددا يقددوم علددى‬
‫التنو ‪ ،‬وييمل قضيتين فأكثر‬

‫وبما أن انمر كذل فإن الكون ال يقوم على التناقض كما زعدم شدحرور‬
‫وال اهر أنه ال يعري المعنى الصحيح للتنداقض‪ ،‬والحقيقدة أن الكدون يقدوم‬
‫على الثنائية والتنو واالنس ام والتكامدل والتنداغم والتدوازن المدده بدين‬
‫الكائنا ال امدة من جهة‪ ،‬وعلى الصرا والتعاون واالنس ام والتكامل بين‬
‫اإلنسان وأسيه اإلنسان وبين الحيوانا فيما بينها من جهة أسره والحقيقة‬
‫أن الثانية التي نراها في الكون هي أن الت يرا والتحوال التي رطرأ على‬
‫الكائنا الحية كلها محدواة ورتحرب في إطار ابدت ال يرمكدن أن رت داوزه‪،‬‬
‫وربقى كذل إلى أن يمو الكائن الحي‪ ،‬م رتكرر العمليدة مدغ أفدراا أسدره‬
‫من ن ا اننوا إلى أن ينتهي الكون فنحن أمام رحوال في إطارا ابتة‬
‫‪ ،‬فكل كائن حي يولد م يمو ‪ ،‬م رتكرر العملية‪ ،‬فنحن لسدنا أمدام رحدوال‬
‫ررطور انحياء عضويا إلدى كائندا جديددة‪ ،‬وربقدى العمليدة رمسدتمرة‪ ،‬وهدذه‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪229 :‬‬
‫‪ 2‬السيوطي‪ :‬مع م مقاليد العلوم في الحدوا والرسوم ‪ ،‬مكتبة اآلااب‪ ،‬القاهرة‪ ، 2004 ،‬ص‪141 :‬‬

‫‪84‬‬
‫اآللية ال وجوا لها في الكون وبما أننا أمام رحوال في إطارا ابتة لدن ا‬
‫اننوا ‪ ،‬فزعم شحرور كله باطل‪ ،‬ننه ال يوجدد رنداقض بدين انحيداء‪ ،‬وال‬
‫رطور رمستمر يرطورها إلى أحياء جديدة‬

‫ثانيا‪ :‬إن القول بأن الت يرا والتحوال في الطبيعة ررؤا إلى استالي‬
‫أنوا النبارا والحيوانا ‪ ،‬هدو زعدم باطدل وسطدأ علمدي فدااش‪ ،‬ننده مدن‬
‫الثابت علميا أن كل نو من أنوا انحياء إال وله برم دة ورا يدة يولدد بهدا‬
‫ورروجه وررسيكر كل أفرااه وال يرمكن إن رت ير إلى أن ينقرج الكدائن اون أن‬
‫يحد فيه أ رطور عضو يؤا إلى ر ير نوعه وهذا انمر ابدت بأالدة‬
‫‪1‬‬
‫الح ريا والواقغ والت ارب المخبرية‪ ،‬ليا هنا موضغ ر صيله‬

‫كما أن قول شحرور ‪ { :‬وحين ذكر الزيتون والرمان بصي ة متناقضدة‬


‫بقوله‪{ :‬متيابها وغير متيابهٍ} بيكن أن الزيتون والرمان رولدا نتي ة لط درة‬
‫نباريدة‪ ،‬أ أندده كددان هندداب نبددا حصدل فيدده صددرا عنصددرين متناقضددين‬
‫ااسليا أاه إلى ط رة نتت عنها الزيتون والرمان‪ ،‬وكل واحد منهما {متيابه‬
‫وغير متيابه}‪ ،‬هو قول باطل قطعا‪ ،‬نن االستالي بدين الزيتدون والرمدان‬
‫من جهة التيابه من عدمه ليا رناقضا‪ ،‬وإنما هو استالي رندو ال اسدتالي‬
‫رناقض وكل الثمار ليست متناقضة‪ ،‬وإنما هدي متعدداة انندوا مدغ وجدوا‬
‫التيددابه‪ ،‬كالتيددابه الموجددوا بددين أورا الرمددان والزيتددون‪،‬لكن الثمددرا‬
‫مختل ة شكال وطعما وهذا التنو والتعدا لديا رناقضدا‪ ،‬نن التنداقض هدو‬
‫استالي قضيتين أو أمرين باإل با والن ي وهذا ال وجدوا لده فدي انشد ار‬
‫وال الثمار‪ ،‬والموجوا هدو اسدتالي رندو ورعددا ال اسدتالي رنداقض فمدن‬
‫الخطأ ال ااش وال هل المركب القول بوجوا رند اقض جددلي فدي انشد ار‪،‬أو‬
‫في انحياء انسره‬
‫كما أن التنو في الثمار ال يعوا إلى الط رة كمدا زعد م شدحرور‪ ،‬فهد ذا‬
‫زعم باطل و رمضح ريهد عليده انده ال يعدري معندى الط درة التدي رصديب‬
‫الخاليا نن مار كل نو مرربطة بالبرم ة الورا ية لكل نبدا ‪ ،‬وال رت يدر‬
‫أبدا إلى أن يمو ال را فتبقى فدي الندو ‪ ،‬أو ينقدرج الندو وإمدا الط درة‬
‫فهي حالدة مرضدية رصديب الخليدة رضدرها وال رن عهدا وقدد الدت الت دارب‬
‫المخبرية أن الط را رضر وال رن غ‪ ،‬وال يرمكدن أن ر ر ك‬
‫حدول نوعدا إلدى ندو‬
‫آسددر فددي النبارددا وال الحيوانددا وربددين مددن اراسددة الح ريددا الحيوانيددة‬
‫والنباريددة أن رلدد انحيدداء عاشددت آالي وماليددين السددنين اون أن رتطددور‬
‫وفضائح التطوريين والكتابان متوفران إلكترونيا‬ ‫‪ 1‬عن ذل أن ر ‪ :‬سالد كبير‪ :‬نقض ش رة التطور العضو بالقرآن الكريم وعلم الح ريا‬

‫‪85‬‬
‫بالط را وال بدونها وقد فيلت كل الت ارب المخبرية التي حاولت أحدا‬
‫ط را لتطوير النو ‪ ،‬كمدا حدد مدغ ذبابدة ال اكهدة‪ ،‬فبداء كلهدا بال يدل‬
‫‪1‬‬
‫الذريغ‬
‫وأما قول شحرور‪ :‬وهكذا أيضا ن هم قوله رعالى‪َّ :‬ما لَ رك آم َال ر آَر رجونَ َّّلل‬
‫ط َوارا [نوش ‪2})]14 -13:‬؛ فهو أيضا زعم باطل قطعدا‪،‬‬ ‫َوقَارا َوقَ آد َسلَقَ رك آم أ َ آ‬
‫ورحريف رمتعمد للقرآن ‪ ،‬نن اآليدة الثانيدة لدم ردتكلم عدن التطدور العضدو‬
‫أصال‪ ،‬وإنما ذكر أن هللا سلق ال نين البير في مراحل فدي بطدن أمده‪،‬‬
‫طدور اإلنسدان مدن حيدوان مدثال نن الثابدت شدرعا أن أول‬ ‫ولم رقل أن هللا ك‬
‫إنسان وهو آام عليه السالم سلقه هللا رعالى سلقا ساصا من الطين م ن ت فيده‬
‫ط َوارا }‪ ،‬ال يعني‬ ‫من روحه‪ ،‬ولم يرطوره كما أن قوله رعالى‪َ { :‬وقَ آد َسلَقَ رك آم أ َ آ‬
‫طوركم أطوارا‪،‬وإنما سلقكم في مراحل في بطون أمهاركم‪ ،‬وهدي المدذكورة‬ ‫ك‬
‫ضد َةَ‬ ‫ضد َة فَ َخلَ آق َندا آال رم آ‬ ‫علَقَة فَ َخلَ آقنَا آالعَلَقَةَ رم آ‬
‫ط َةَ َ‬‫في قوله رعالى‪ { :‬ر َّم َسلَ آقنَا النُّ آ‬
‫سد رن آال َخدالقينَ‬ ‫نر أَحآ َ‬ ‫ار َب َّ‬ ‫ام لَحآ ما ر َّم أَنيَأآنَاهر س آَلقا َ‬
‫آسد َر فَت ََبد َ‬ ‫س آونَا آالع َ َ‬ ‫ع َاما فَ َك َ‬
‫[المؤمنون ‪ } ]14 :‬علما بأن الخلدق ينداقض التطدور العضدو المزعدوم‬
‫نن الخلق ال يرمكن أن يكون رطورا‪ ،‬والتطور ال يرمكدن أن يكدون سلقدا كمدا‬
‫سنبينه الحقا‬
‫وبما أن انمر كذل ‪ ،‬فكل مدا قالده شدحرور عدن رطدور الكائندا الحيدة‬
‫وصرا التناقضا الداسلية كالم باطل من أساسه وما هو إال أوهام وأهواء‬
‫من جهة‪ ،‬وريهد عليه بالتحريف وال هل والتعصب للباطل من جهة أسره‬

‫ثم أنه قال‪ { :‬واآلن يمكن أن نل كخص القانون انول للمااة وحركتها‬
‫في هذا الكون كما يلي‪ :‬إن قانون المتناقضا الداسلي “الثنائية في الييء‬
‫الواحد” يقوم على عالقة ر اذب ورنابذ “رناقض بين عنصرين مكونين ن‬
‫شيء ماا موجواين معا في ذا الييء” يؤايان إلى حركة ضمن الييء‬
‫‪3‬‬
‫ن سه ين م عنها ر ير شكل الييء باستمرار )‬
‫أقول‪ :‬ذل القانون الماا المزعوم ال وجوا له في الكون قطعا‪ ،‬وإنما هدو‬
‫قانون وهمي بناه شحرور وأمثاله من المداايين واليديوعيين علدى أوهدامهم‬
‫وأهوائهم ونزعتهم المااية والحقيقة أن الكدون ال يقدوم علدى ذلد التنداقض‬
‫المزعوم‪ ،‬بل وال وجوا له أصال كما بيناه سدابقا؛ وإنمدا يقدوم علدى الثنائيدة‬

‫وفضائح التطوريين والكتابان متوفران إلكترونيا و نقض سرافة التطور‬ ‫‪ 1‬عن ذل أن ر ‪ :‬سالد كبير‪ :‬نقض ش رة التطور العضو بالقرآن الكريم وعلم الح ريا‬
‫العضو الموجه‬
‫‪ 2‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪229 :‬‬
‫‪ 3‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪230 :‬‬

‫‪86‬‬
‫المنس مة والمتناغمة والمتكاملة والمتعاونة‪ ،‬والت يرا والتحدوال البنداءة‬
‫التي ر عل الكون قائما ومتوازنا مدهيا في إطار ابت ال يرمكن أن يت داوزه‬
‫من جهة‪ ،‬ورحوالره الدائمة ليست في حركة رمستمرة اائمة وإنما هدي حركدة‬
‫رسير نحو االنحدار في إطار ابت ولديا رمسدتمرا مدن جهدة أسدره وهدذه‬
‫ال دداهرة رخضددغ لهددا كددل الكائنددا ال امدددة والحيددة‪ ،‬والمعروفددة فددي علددم‬
‫ال يزيدداء باننتروبيددا بمعنددى أن الكددون كلدده يسددير فددي إطددار ابددت نحددو‬
‫ال وضددى واالضددطراب إلددى أن ينتهددي وهددذه الحقيقددة كمددا ذكرهددا اليددر‬
‫مرارا‪ ،‬ويراه الناس بأعينهم في الطبيعة فقد أ بتها العلم أيضا بددليل القدانون‬
‫الثاني للديناميكا الحرارية‬
‫ور صدديل ذلد أن الكددون يسددير بددوريرة ابتددة نحددو زيددااة االنتروبيددا‪-‬‬
‫ال وضى‪ ،‬والتلف‪ ،‬واالنهيار‪ ،‬والعيوائية‪ -‬ونحن نره رأ ير القدانون الثداني‬
‫حوالينا في كل شيء‪ ،‬فنحن نعمل بكل جد لكي نررب غرفة وننسدقها‪ ،‬ولكدن‬
‫ما أن نتركها ليأنها حتى رنتير فيها ال وضى من جديد بسرعة وبكل سهولة‬
‫حتى وان لم ندسلها‪ ،‬اذ سيعلوها ال بار والع ن وكم نالقدي مدن الصدعوبا‬
‫عندما نقوم بأعمال صيانة البيو والمكدائن وصديانة أجسداانا ون علهدا فدي‬
‫أفضل وضغ ‪،‬ولكن كم يكون سهال رركها للتلف وللبلى والحقيقة هي أن ما‬
‫يتعين علينا عمله هدو ال شديء ‪ ،‬فكدل شديء يسدير ذاريدا نحدو التلدف ونحدو‬
‫االنهدام ونحو االنحالل والت ك والبلدى وهدذا هدو مدا يعنيده القدانون الثداني‬
‫)) فعلم ال يزياء يؤكدد لندا بدأن جميدغ الت يدرا والتحدوال والت داعال‬
‫ال ارية في الكون منذ نيدأره رسدير نحدو زيدااة االنتروبيدا‪ ،‬أ نحدو زيدااة‬
‫ال وضى وزيااة الت ك واالنهددام واالنحدالل‪ ،‬فكيدف يمكدن إذن أن يدتم أ‬
‫رطور نحو ن ام أفضدل واعقدد وارقدي ؟! كيدف يمكدن هدذا وفدي ظدل أ‬
‫قانون ؟ والحقيقة أن القانون الثاني قانون شامل وقانون عام‪ ،‬ولعله أشدمل‬
‫‪1‬‬
‫قانون كوني على اإلطال ))‬
‫ذل القانون ال يزيائي الكوني اليامل ينص على أمرين أساسيين ين يان‬
‫التطور المزعوم‪ ،‬ويرثبتان الخلق‪ :‬انول هو أن الكدون بكدل مدا فيده مخلدو‬
‫وسائر إلى الزوال الثاني‪ :‬إن كل أنوا انحياء بحكدم أنهدا مخلوقدة وجدزء‬
‫من الكون هي أيضا رعي اوررهدا المحدداة وفدق برم تهدا الورا يدة والتدي‬
‫رنتهددي بالضددرورة إلددى التدددهور وال ندداء وفددق القددانون الثدداني للددديناميكا‬
‫الحرارية وبما أن انمر كذل فال يرمكن ن كائن حي أن يتطور إلى كائن‬
‫‪ 1‬مناقضة علم ال يزياء ل رضية التطور‪ ،‬مدونة نسف اإللحاا ‪ ،‬موقغ ‪ ،/http://antishobhat.blogspot.com‬على اليبكة المعلومارية وهيثم طلعت ‪ :‬موسوعة الرا‬
‫على الملحدين العرب ‪ ،‬ص‪ 294 :‬و موسوعة ويكيبيديا ‪ :‬نقد التطور ‪ ،‬على اليبكة المعلومارية‬

‫‪87‬‬
‫آسر‪ ،‬وإنما سيعي وفق طبيعته م يمو وهذا ينطبدق علدى كدل انحيداء‪،‬‬
‫مما يعني قطعا أن كل كائن حي رسلق ولم يتطور‪ ،‬ولن يتطور‪ ،‬وال يسدتطيغ‬
‫أن يتطور‪ ،‬وال يريد أن يتطور ننه ساضغ لذل القانون ال يزيدائي الكدوني‬
‫وليا صحيحا أن ذل القانون ال ينطبدق علدى انحيداء‪ ،‬فهدذا زعدم باطدل ‪،‬‬
‫نن الثابت واقعا أن انحياء هي أيضا رمر بدورة حياة ربدأ بدالوالاة ورنتهدي‬
‫بالييخوسة م المو مرورا بمراحل العمر انسره‬
‫ون ددا انمددر يحددد علددى مسددتوه الخاليددا‪ ،‬فهددي أيضددا رخضددغ لددذل‬
‫القانون‪ ،‬فترصاب بالألنتروبيدا ‪،‬فتتدراكم بدداسلها الط درا التد ي رع دز عد ن‬
‫إصالحها ‪ ،‬وبتراكمها رضعف ورنهار إلى أن رمدو ‪ ،‬فيع دز الكدائن الحدي‬
‫ويييت ويمرج إلدى أن يمدو وذلد أن ساليدا انحيداء بسدبب الط درا‬
‫وغيرها رعرضها لالنحطاط المعروي بد " االنتروبيا ال ينية " يحدد ذلد‬
‫بوريرة سريعة ‪ ،‬فزواها هللا رعالى بخاصية الصيانة الداسليدة‪1‬؛ وهدي رعمدل‬
‫بنسبة رصحيحية عالية جدا‪ ،‬لكنها ال رعمل بنسدبة ‪ ،%100‬فتتدراكم بدداسلها‬
‫هذه النسبة الضئيلة من الط را ردري يا حتى رنتهي بالكدائن إلدى الضدعف‬
‫واالنحطاط واالنقراج‪ 2‬وهذا يعني قطعا أن الط درا ال يرمكنهدا أن ر ر ك‬
‫طدور‬
‫الكددائن الحي‪،‬وإنمددا ررضددع ه وردددمره ورقتلدده وهي بد ذل ردددمر أيضددا حكايددة‬
‫ال دل والتطور المستمر!!‬
‫والياهد على ذل أيضا ما ذكره عالم الورا ة انمريكدي جدون سدان ورا‬
‫في كتابه " اننتروبيا ال ينية وسر ال ينوم" بأنه ب ض الن ر عن الط درا‬
‫التي رصيب الخلية أهي م يدة –وهي قليلة جدا‪ -‬آو ضارة‪ -‬كثيدرة جددا‪ -‬فدإن‬
‫ذل إن أبطأ ردهور الخلية فإنه لن يوقف انحطاطها وردهورها‪ ،3‬نن ظاهرة‬
‫انحطاط مور ا الخلية وردهورها رعمل على رآكلها وهذا ينطبق على جميغ‬
‫الكائنا الحية‪ 4‬علما بأن الط را هي أسطاء في نست المعلومدا بدداسل‬
‫‪5‬‬
‫الخلية ررصيب الحمض النوو وبتراكمها يتدهور وي قد وظي ته في النهاية‬
‫وانطالقا من رل المعطيا العلمية‪ ،‬فإن كل ما قاله شحرور عن حكاية‬
‫جدل التناقضا في الطبيعة‪ ،‬ورأ يرها في رطور انحياء والنبارا والكون‪،‬‬
‫ما هو إال مزاعم باطلة‪ ،‬واعاوه فارغة ‪ ،‬وال رت ق مغ علم‪ ،‬وال شر ‪ ،‬وال‬
‫عقل ‪ ،‬وال واقغ ‪ ،‬وما هي إال أباطيل وأوهام وأهواء كما أن وجوا الثنائية‬
‫‪https://creation.com/scientific-against-evolution‬‬ ‫‪ 1‬شون اويل‪ :‬القضية العلمية ضد التطور‪ /7،‬يناير‪، 2017 /‬‬
‫‪ 2‬ألياكا وليامز ‪ :‬الط را الم يدة حقيقة أم سيال ‪ https://creation.com/beneficial-mutations-real-or-imaginary-part-2 ،‬و منى زيتون ‪ :‬الط رة‬
‫اآللية البديلة ‪ ،‬مدونة نقد التطور ‪ ،‬موقغ ‪Critique of Evolution‬‬
‫‪ 3‬اون بارن‪ :‬علم الورا ة النباري‪ :‬التطور الدارويني مستحيل ‪https://creation.com/geneticist -evolution-impossible ،‬‬
‫‪ 4‬روبر كاررر‪ :‬اإلنتروبيا ال ينية والكائنا الحية البسيطة ‪https://creation.com/genetic-entropy-and-simple-organisms ،‬‬
‫‪ 5‬اي يد كاريبول‪ :‬الوقت‪ :‬ال يوجد صديق للتطور ‪https://creation.com/time-no-friend-of-evolution ،‬‬

‫‪88‬‬
‫والزوجية والحركية في الكون ب مااه وأحيائه ليست قائمة على التناقض‪،‬‬
‫وال على االستمرارية‪ ،‬وإنما هي قائمة على التكامل والتناغم والتعاون جمعا‬
‫بين الت ير في إطار الثبا‬
‫ثالثا ‪ :‬نقض تأويالت شحرور في قوله بالتطور العضوت‪:‬‬
‫عندما ركلم شحرور عن التناقض واالستمرارية في الطبيعة‪ -‬وقد بينا‬
‫بطالنهما‪ -‬فإنه طبق زعمه على الكائنا الحية‪ ،‬وقال بتطورها العضو ‪،‬‬
‫م ألحق بها البير انول‪ ،‬فقال‪ :‬قد ورا مصطلح البير في الكتاب ليعبر‬
‫عن الوجوا ال يزيولوجي لكائن حي له ص ة الحياة كبقية المخلوقا الحية‬
‫وقد شرحت في القانون انول لل دل كيف نمت الحياة ورطور عن طريق‬
‫البث الذ يحتو على الط را الحيارية التي أا إلى ظهور البير وقد‬
‫متميز البير في ال هور ككائن حي مستقل في ال ترة التي ظهر فيها‬
‫اننعام { َس َل َق ركم كمن نَّ آ ٍا َواحدَةٍ ر َّم َج َع َل م آن َها زَ آو َج َها َوأَنزَ َل َل ركم كم آن آان َ آن َعام‬
‫ظلر َما ٍ َ َال ٍ‬ ‫ق في ر‬ ‫طون أ ر َّم َهار رك آم س آَلقا من َب آعد س آَل ٍ‬ ‫اج يَ آخلرقر رك آم في بر ر‬ ‫َ َمان َيةَ أَ آز َو ٍ‬
‫ص َرفرونَ [الزمر ‪ }]6 :‬الزمر‬ ‫نر َربُّ رك آم َلهر آال رم آل ر َال إ َلهَ إ َّال ره َو َفأَنَّى ر ر آ‬
‫ذَل رك رم َّ‬
‫‪ )6‬ف ي هذه اآلية نالحظ أن وجوا اإلنسان البير قد رزامن مغ ظهور‬
‫اننعام وقد شرحت في بحث م راا الذكر معنى اإلنزال والتنزيل وكيف‬
‫أن اإلنسان في رحم انم يمر بكل مراحل التطور التي مر بها وهي‬
‫ال لما الثال وهي المرحلة الحيوانية البحرية والمرحلة الحيوانية‬
‫البحرية البرية والمرحلة الحيوانية البرية وعندا شرش الكتاب إحده مراحل‬
‫سلق اإلنسان بالمعنى العام وذل بالمقارنة مغ ال ان قال‪{ :‬ولقد سلقنا‬
‫اإلنسان من صلصا ٍل من حمأ مسنون} الح ر ‪ 1) )26‬و لقد رطور‬
‫اإلنسان من البير ورميز من “بقية البهائم” بالربط الذهني بين الييء‬
‫‪2‬‬
‫وصورره وذل من سالل صي ة ل وية )‬
‫أقول‪ :‬ذل القول باطل جملة ور صيال‪ ،‬وهو من أوهام شحرور وأباطيله‬
‫وأهوائه‪ ،‬ومن رحري اره وردليساره وغيه وسداعه وال يقوله إال جاهدل ‪ ،‬او‬
‫صاحب هوه رمصر على التحريف عدن سدابق إصدرار وررصدد وتفصوويل‬
‫ذلك أوال‪ ،‬إن قوله بالتطور العضو للكائنا الحية ومنها اإلنسان هو زعدم‬
‫باطل قطعا قاله من اون أن يقدم وال اليال واحد يؤيده كما أن القول بخرافة‬
‫التطور هو كالم باطل قطعا بأالة علدم الح ريدا واليدر ‪ ،‬وعلدم الورا دة‬
‫والواقغ ‪ ،‬والت ارب المخبرية مدن جهدة‪ ،‬كمدا أنده ال يوجدد وال اليدل واحدد‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪281 – 280 :‬‬
‫‪ 2‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪281 – 280 :‬‬

‫‪89‬‬
‫صددحيح يثبددت سرافددة التطددور العضددو مددن جهددة أسددره ولدديا عنددد‬
‫التطوريين إال انوهدام وال ندون ‪ ،‬والكدذب والتحريدف ورزويدر الح ريدا‬
‫وإس اء التي يع زون عن رزويرها‪ ،‬ولو عندهم اليل واحدد صدحيح نقداموا‬
‫الدددنيا ولددم يرقعدددوها كمددا أن قولدده بددأن الط ددرا الحياريددة أا إلددى رطددور‬
‫انحياء على انرج هو كالم باطل و رمضح وشداهد علدى جهدل شدحرور‬
‫طدور انحيداء‪ ،‬وهدي‬‫وكذبه على العلم والناس نن الط درا يسدتحيل أن ر ر ك‬
‫أمراج ررصيب الخاليا فتضرها وال رن عها كما بيناه سابقا‬
‫وأما انالة العلمية التي رنقض القدول بخرافدة التطدور العضدو ‪،‬ورربطل‬
‫مزاعم شحرور فهي كثيرة جدا‪ ،‬سبق أن فصدلتها فدي بعدض كتبدي‪ ،1‬لكندي‬
‫أذكر منها هنا سمسة أالة موجزة ر نبا لإلطالة ورخ ي ا على القارئ‬
‫أولها‪ :‬ربين من الح ريا المكتيد ة أن انحيداء فدي العصدر الكمبدر ‪-‬‬
‫منذ نحو ‪ 550‬مليون سنة وما قبله إلى نحو ال ة ماليير سنة ‪،‬لم ر هدر مدن‬
‫سلف واحد وال كانت لها ش رة حياة رطورية كما يدعي التطوريون وبينوه‬
‫فددي ش د ررهم المزعومددة‪ -‬كمددا فددي اليددكل انول‪ -‬؛وإنمددا ظهددر مت رقددة‬
‫ومتعداة ومتنوعة ومن صلة عن بعضها في شكل م موعا إحيائية منتيرة‬
‫في انرج و ييكل االن ار الكمبر حلقة رئيسدية فدي رداريت الحيداة‬
‫وإذا كان التطور صدحيحا ‪ ،‬يتوقدغ المدرء أن يبددأ السد ل بندو واحدد مدن‬
‫الحيدداة الحيوانيددة ‪ ،‬ددم يددزااا إلددى نددوعين ‪ ،‬وهكددذا ومددغ ذلد ‪ ،‬أظهددر‬
‫يعب كانت موجواة في البدايدة ‪ ،‬كدل منهدا‬ ‫الدراسا انح ورية أن جميغ ال ر‬
‫متميز عن اآلسر وكل منها م هز بالكامدل للعمدل والبقداء علدى قيدد الحيداة‬
‫وحتددى انسددماب ال قاريددة كانددت موجددواة فددي ال ددزء انس د ل مددن العصددر‬
‫الكمبددر لقددد انقرضددت بعددض انحيدداء سددالل السددنوا الالحقددة ‪ ،‬لكددن‬
‫مع مها استمر إلى الوقت الحاضر ال روجد شد رة رطوريدة موجدواة فدي‬
‫الح ريا ‪ ،‬كما ااعى ااروين ورالميذه بدال من ذل ‪ ،‬هدو أشدبه بالعيدب‬
‫من ش رة ))‪ 2‬ولم روجد في قاعدة الكمبر أالدة ح ريدة ريدير إلدى وجدوا‬
‫‪3‬‬
‫أصول ميتركة لتل انحياء‬

‫‪ 1‬منها‪ :‬نقد العقل الملحد ونقض سرافة التطور العضو الموجه ونقض ش رة التطور بالقرآن الكريم وعلم الح ريا‬
‫‪ 2‬جددددون ‪ ،‬ا مددددوريا‪ :‬الطبيعددددة الحقيقيددددة لسدددد ل انحددددافير ‪ 1 ،‬فبرايددددر ‪ ، 2010‬موقددددغ‪ :‬معهددددد أبحددددا الخلددددق‪ ICR :‬التددددابغ لمركددددز ايسددددك ر ‪:‬‬
‫‪/http://www.icr.org/article/real -nature-fossil-record‬‬
‫‪http://www.arn.org/docs/stasfig/stasis1.htm‬‬ ‫‪ 3‬الن رية الداروينية مقابل الس ل انح ور‬

‫‪90‬‬
‫ومنها أيضا ‪،‬أن اليواهد الح رية أظهدر ) غيداب انالدة انح وريدة‬
‫‪1‬‬
‫للمراحل المتوسطة االنتقالية بين الكائنا )) وهو غيداب حقيقدي وواقعدي‬
‫وكانت أنوا انحيداء ر هدر فدي التسلسدل بيدكل م داجئ جددا ‪ ،‬ورربدد‬
‫ارجة ضئيلة أو معدومة من الت ير أ نداء وجواهدا فدي السد ل ))‪ 2‬ولدم‬
‫يكيف س ل الح ريا رطورا سريعا وال شديد البطء ‪ ،‬وإنما أظهر حقيقتين‬
‫هددامتين‪ ،‬همددا‪ :‬ال هددور المكتمددل والم دداجئ لألحيدداء‪ ،‬فكانددت ر هددر ف ددأة‬
‫ومكتملة رماما الثانية‪ :‬الثبا والركدوا ‪ ،‬فكاندت انحيداء كمدا أنهدا ظهدر‬
‫مكتملة فإنها بقيدت علدى هيئتهدا مدغ رعدديال ضدئيلة‪ 3‬حتدى رصد ل إليندا أو‬
‫رنقرج‪ 4‬فال وجوا أصال للحلقدا االنتقاليدة التطوريدة بدين انحيداء‪ ،‬ممدا‬
‫يعني بطالن القول بالتطور العضو‬
‫وقد ظلدت انحيداء ر هدر فدي حالدة ان دارا إحيائيدة متكدررة بنسدب‬
‫مختل ة‪ ،‬أكبرها سمسة ان ارا ظهر بعد انقراضا كبيدرة جددا ر هدر‬
‫في شكل م موعا من صلة عن بعضها وال سدلف لهدا ويرمكدن إي داز مدا‬
‫قلناه وروضيحه بيكل مركز وشامل فدي ال ددول اآلردي كمدا هدو رمبدين فدي‬
‫اليكل الثاني وهو جدول يرمثل التاريت الحقيقي لألحياء علدى وجده انرج‪،‬‬
‫يرثبت الخلدق ويدنقض شد رة التطدور – كمدا هدي مبيندة فدي اليدكل انول‪-‬‬
‫ويرهدددمها مددن أساسددها وينسد ها نس د ا ننهددا ش د رة وهميددة زائ ددة استلقهددا‬
‫صلوها على مقاسهم‬ ‫التطوريون وف ك‬

‫‪ 1‬نقال عن‪ :‬اراء اشهر علماء التطور المعاصرين حول ن رية التطور من سالل قراءا من كتبهم العلمية‪ ،‬مدونة ال لإللحاا ‪ ،‬على اليبكة المعلومارية‬
‫‪ 2‬أحمد يحيى‪ :‬الس ل االح وره يقول ‪:‬ال للتطور ‪ ،‬مدونة ‪ :‬ن رية التطور وحقيقة الخلق ‪ ،‬الموقغ‪/http://creationoevolution.blogspot.com :‬‬
‫‪ 3‬أحمد يحيى‪ :‬الس ل االح وره يقول ‪:‬ال للتطور ‪ ،‬مدونة ‪ :‬ن رية التطور وحقيقة الخلق ‪ ،‬الموقغ‪/http://creationoevolution.blogspot.com :‬‬
‫‪ 4‬وذل الت ير الضئيل الذ ي هر على بعض ا نحياء ليا رطورا عضويا وإنما هو ر ير ي هر على بعض أفراا النو الواحد وليا سارج النو مثل ما نراه في أجناس‬
‫البير وفي سالال الكالب مثال فالتطور العضو المزعوم الم ير لألنوا ال وجوا له‬

‫‪91‬‬
‫لألحياء‪2‬‬ ‫ش‪ -1 :‬شجرة التطور كما توهمها واختلقها التطوريون‪ 1‬ش‪ 2 :‬يُمثل التاريخ الحقيقي‬

‫الدليل الثاني‪ :‬يتمثل في ظاهرة عدم الت ير‪-‬التطور‪ -‬الدذ سداا رداريت‬
‫انحياء منذ ما قبل الكمبر إلى اليوم وهدي ظداهرة عامدة وشداملة رنطبدق‬
‫على كل أنوا انحياء وم موعارها وفي كدل انزمندة ال يولوجيدة فكاندت‬
‫ظاهرة عدم الت ير‪ -‬الركود الدائم‪ -‬والظهور المفاجئ سمة البة علدى كدل‬
‫انحياء‪ 3‬هذه ال اهرة كاندت عنددما رسدتمر ماليدين السدنين مصداحبة لكدل‬
‫انحياء إما أنها رتوقف بالنسبة لمع م انحياء بسبب االنقراضا التي كانت‬
‫رربيدها‪ ،‬وهنا رنقرج اون سلف‪ ،4‬ور هر بعدها أحياء جديددة كمدا سدبق أن‬
‫بيناه؛ وإما أنها رستمر على قيدد الحيداة ورعدي مئدا الماليدين مدن السدنين‬
‫وربقى حية إلى اليوم‪ ،‬كما هو حدال انحيداء الم هريدة كالبكتريدا وال درا يم‬
‫وال يروسا ‪ ،‬ومختلف أنوا الحيرا كالنمل واليعاسيب وغيرها ف اهرة‬
‫الركوا الدائم بنوعيه التي ساا انحياء قديما وحديثا هي اليل قطعي علدى‬
‫انه ال مكان لخرافة التطور العضدو ‪ ،‬نن الركدوا الددائم ينقضدها بوجدواه‬
‫ونتائ ه نن انحياء المنقرضدة ظلدت راكددة اون رطدور حتدى أبيدد فلدم‬
‫رتطور وال رركت سل ا‪ ،‬وانحياء الراكدة المستمرة هي على حالها وطبيعتها‬
‫فلم رتطور إلى اليوم وهذا النو بقيت مدن أجناسده نحدو ‪ %70‬إلدى اليدوم‬

‫أبو حب هللا )) على اليبكة المعلومارية‬ ‫‪ 1‬أبو حب هللا ‪ :‬ما كي ت عنه س ال الح ريا والمتح را ‪ ،‬مدونة‬
‫‪ 2‬سالد كبير عالل‪ :‬نقض ش رة التطور العضوب بالقرآن الكريم وعلم الح ريا ‪ ،‬الكتاب منيور إلكترونيا‬
‫‪ 3‬أن ر عن ركوا انحياء وعدم رطورها‪http://www.arn.org/quotes/Stasi s.html :‬‬
‫‪ 4‬كيسي وسكين ‪ :‬هدية عيد ميالا ااروين ‪ ،‬معهد ايسك ر ‪ ،‬الواليا المتحدة انمريكية‪ ،‬على اليبكة المعلومارية‪www.discovery.org/csc ،‬‬

‫‪92‬‬
‫اون أن رت ير‪ 1‬وهو يرمثل بحق أالة اام ة قطعية رؤر التطوريين ورنقض‬
‫ش ررهم ورهدمها أصال وفرعا‬

‫الدليل الثالث – على بطالن التطور‪ : -‬ال ياب التدام للحلقدا الوسديطة‬
‫االنتقاليددة ‪ ،‬فلددو كددان التطددور حقيقددة علميددة‪ ،‬لوجدددنا عيددرا بددل ومئددا‬
‫الماليين من الح ريدا والمتح درا االنتقاليدة التدي ربدين حددو التطدور‬
‫حسب اآللية التطورية بحيث يتطور الكدائن رددري يا عبدر حداال رطوريدة‬
‫انتقالية ‪ ،‬كأن ن دها فيها نسبة التحول قد بل ت مثال السدس‪ ،‬أو الخمدا‪ ،‬أو‬
‫الربغ‪ ،‬أو الثلث‪ ،‬أو النصف حتى يتحول الكائن نهائيا من نو إلى نو آسر‬
‫حسب زعم التطوريين لكن هذا انمر ال وجوا له قطعدا فدي الح ريدا وال‬
‫الواقغ وال في الت ارب المخبرية وغيابها اليل قطعي على بطالن التطد ور‬
‫وال ين غ الزعم بوجوا كائنا رمثل حلقا وسيطة ‪ ،‬كخلدد المداء مدثال‪ ،‬نن‬
‫الصحيح أن هذا الكائن هو على طبيعته قديما وحديثا ‪ ،‬وال يقبل التطور ننه‬
‫ي مغ ص ا رن ي رطوره فهو مخلو على رل الطبيعة وإال أيدن الماليدين‬
‫من الح ريا الم روج وجواها لو كان التطور حقيقة علمية؟؟ فلدو كدان‬
‫التطور " حقيقة علمية" لعثرنا على ماليين الحلقا الوسيطة‪ ،‬وبمدا أنندا لدم‬
‫نعثر على ذل ‪ ،‬فال ش أن التطور العضو المزعوم لم ولن يحد‬

‫الدليل الرابع‪ :‬يتعلق بمعطيا علم الورا ة‪ ،‬وأالته اام دة بدل وقطعيدة‬
‫في إ با الخلق ونقض التطور وش رره‪ ،‬وال رن غ معها رالعبا ورخمينا‬
‫ورحري ددا التطددوريين فيمددا يختلقوندده ويتعلقددون بدده مددن شددبها وشددكوب‬
‫يرثيرونها باسم علم الورا دة ويرخرجونهدا رخري دا رطوريدة علدى مقاسدهم‬
‫بمختلف وسائل ال والتحريف والخدا ليا هندا موضدغ ر صديلها‪ 2‬وأمدا‬
‫أالة علم الورا ة التي رنقض التطور وش رره ‪ ،‬فمنها‪ :‬إنه من الثابت أن كل‬
‫نو من أنوا انحياء ال يرمكنه أن يتناسل سارج نوعده ‪ ،‬وإن حدد ضدمن‬
‫ال نا الواحد كما يحدد بدين الحصدان والحمدار فيندتت الب دل‪ ،‬دم يتوقدف‬
‫التناسل واإلنسان مثال ال يرمكنه أن يتناسل مغ القروا ‪ ،‬وال مغ غيرها مدن‬
‫الحيوانا ‪ ،‬وقد باء بال يل كل محاوال التناسدل بدين اإلنسدان وانحيداء‬
‫انسره ومنها أن كل ندو مدن انحيداء لده برم تده الورا يدة التدي رحددا‬
‫نوعه ضمن أفراا سالالره وهي التي روجهه ورتحكم فدي صد اره وال يرمكنده‬
‫مخال تها‪ ،‬فال يتطور‪ ،‬وال يستطيغ أن يتطور‪ ،‬وال يريدد أن يتطدور ومنهدا‬

‫‪ 1‬هالي بابلي‪ :‬التطور وال يولوجيا ال زء الثاني والعيرين ومحاوال الرا على ميكلة ان ار الكامبريان ‪http://drghaly.com/articles/display/‬‬
‫‪ 2‬أن ر مثال كتابنا‪ :‬نقض سرافة التطور العضو الموجه‬

‫‪93‬‬
‫أيضددا اندده َبر دت بالت ددارب المخبريددة والميددهواة أن الص د ا المكتسددبة ال‬
‫ردور ‪ ،‬ممدا يعنددي أن انحيداء ال يرمكنهددا أن رتطدور ورخددرج عدن طبيعتهددا‬
‫المح وظة في برم تها الورا ية ومنها أن الط را التي رصيب انحياء في‬
‫الطبيعة أو التي ررحد في المخابر ال يرمكنهدا أن رطدور انندوا إلدى أندوا‬
‫جديدة‪ ،‬ننها عامل هدم في الخلية وال يرمكنها ر يير طبيعة الكدائن ورطدويره‬
‫عضويا كما بيناه سابقا وهذا يعني أن كل جهوا التطوريين في علم الورا ة‬
‫لتأييد العقيدة التطورية هي جهوا رحري ية ال رختلف عن جهواهم التضدليلية‬
‫في علدم الح ريدا ‪ 1‬فهدي كلهدا أعمدال زائ دة متهافتدة رم رضدة رمخااعدة‬
‫ركيف رحري ا التطوريين وفضائحهم مدن جهدة‪ ،‬ورقددم انالدة الصدحيحة‬
‫على بطالن التطور وصحة أالة الخلق من جهة أسره‬
‫الدليل األخير‪ -‬الخامس‪ : -‬يتعلق بدليل الح ريا ‪ ،‬وم ااه أنه قد أظهر‬
‫كثير من الكيوفا أنه رم العثور على أحياء حديثة كثيرة عاصر وعاشت‬
‫مغ الديناصورا وغيرها من الزواحف منذ نحدو ‪ 70‬مليدون سدنة‪ ،‬وجدد‬
‫معها في ن ا طبقارها الصخرية من ذل ما ذكره عالم الح ريا انمريكي‬
‫كارل فيرنر بأنه رم العثور علدى الكثيدر مدن الحيواندا الحديثدة فدي جميدغ‬
‫طبقددددا صددددخور الديناصددددورا ‪ ،‬هددددي‪ :‬الترياسددددي ‪،‬و ال وراسددددي ‪،‬‬
‫والطباشير ‪ 2‬رم العثور فيها على ح ريا من مختلف انجناس وانندوا ‪:‬‬
‫فقاريا ‪ ،‬وال فقريا ‪ ،‬وم صدليا ‪ ،‬كالحيدارا ‪ ،‬والقيدريا ‪ ،‬والمحدار‪،‬‬
‫وانس نت‪ ،‬وانسدماب ‪ ،‬والبرمائيدا ‪ ،‬والزواحدف ‪ ،‬والطيدور ‪ ،‬والثددييا‬
‫ر هر كلها في ن ا رل الطبقا ‪ 3‬ومن انسماب التي ريبه الموجدواة اآلن‪:‬‬
‫سم السلمون‪ ،‬وسم الح د ‪ ،‬والرن دة ومنهدا الضد اا والسدلمندر فدي‬
‫مواقغ الديناصورا ‪ 4‬ومن الزواحف التدي ردم العثدور عليهدا فدي ن دا رلد‬
‫الطبقددا ‪ ،‬وهددي ميددابهة لألحيدداء الموجددوا اآلن‪ :‬انفدداعي‪ ،‬والسددحالي‪،‬‬
‫والسالحف‪ ،‬والتماسيح‪ 5‬وأكد كدارل فيرندر علدى أن رلد انحيداء الحديثدة‬
‫التي وجد مغ الزواحف والديناصورا في ن دا طبقارهدا قدد ردم إس اؤهدا‬
‫وال رعرضددها المتدداحف العالميددة المعروفددة‪ ،‬كددالمتحف انمريكددي للتدداريت‬
‫الطبيعي‪ 6‬وذكر أيضا أن المتاحف الكبره لديها أعدداا كبيدرة مدن هد ذه‬

‫‪ 1‬للتوسغ في اليل علم الورا ة أن ر‪ :‬نقض سرافة التطور العضو الموجه‬


‫‪ 2‬اون بارن ‪ :‬ح ريا حية ‪ :‬ح ة قوية للقائلين بالخلق ‪ ،‬موقغ‪https://creation.com/werner-living-fossils :‬‬
‫‪ 3‬اون بارن ‪ :‬ح ريا حية ‪ :‬ح ة قوية للقائلين بالخلق ‪ ،‬موقغ‪https://creation.com/werner-living-fossils :‬‬
‫‪ 4‬اون بارن ‪ :‬ح ريا حية ‪ :‬ح ة قوية للقائلين بالخلق ‪ ،‬موقغ‪https://creation.com/werner-living-fossils :‬‬
‫‪ 5‬اون بارن ‪ :‬ح ريا حية ‪ :‬ح ة قوية للقائلين بالخلق ‪ ،‬موقغ‪https://creation.com/werner-living-fossils :‬‬
‫‪ 6‬اون بارن ‪ :‬ح ريا حية ‪ :‬ح ة قوية للقائلين بالخلق ‪ ،‬موقغ‪https://creation.com/werner-living-fossils :‬‬
‫و اون بارن ‪ :‬الطيور الحديثة وجد مغ الديناصورا ‪ ،‬يوليو ‪2012‬م موقغ‪http://creation.com :‬‬

‫‪94‬‬
‫انحافير "في الطابق الس لي" لكن ال يتم عرضها ‪.‬وقال‪ :‬إن أمناء المعرج‬
‫قد أسبروه أن الناس "غير مهتمين" برؤيدة عدرج "عمدر الديناصدورا "‬
‫‪1‬‬
‫الذ يعرج كائنا من الطراز الحديث إلى جانب الزواحف العمالقة))‬
‫والحقيقة أن التطوريين هم الذين أس وها عن الناس‪ ،‬وليا الناس ال يهتمون‬
‫بها‪ ،‬فكيف يهتمون بها وهم ال علم لهم بها أصال؟؟‬
‫وبمددا أن انمددر كددذل ‪ ،‬والتطوريددون يزعمددون أن انحيدداء الحديثددة‬
‫كالثدييا والطيور‪ ،‬لدم رعاصدر الديناصدورا وإنمدا رطدور منهدا ‪ ،‬فدإن‬
‫زعمهم هذا باطل من اون ش ‪ ،‬ويعني قطعا أن الثدييا والطيور لم رتطور‬
‫مددن الديناصددورا وال الزواحددف وال غيرهددا مددن انحيدداء نندده ال يرمكددن‬
‫للثدييا والطيور أن رتطور من الديناصورا وهي قد عاصدررها وعاشدت‬
‫معها في ن ا الزمان والمكان ومما يؤكد صحة هذا‪ ،‬وصحة مدا قالده ذلد‬
‫العددالم عددن رل د الح ريددا المكتي د ة مددن جهددة‪ ،‬ويثربددت عدددم صددحة قددول‬
‫التطوررين من جهة أسره؛ هو أن انالة السابقة أ بتت كلهدا بطدالن القدول‬
‫بالتطور ف اء هذا الدليل‪ -‬الخاما‪ -‬وأكد ما قالته من ناحية‪ ،‬ورعضد بها هو‬
‫أيضددا مددن ناحيددة انيددة‪ ،‬وار قددت كلهددا علددى إ بددا الخلددق ونقددض التطددور‬
‫العضو من ناحية الثة‬
‫رطور من أحياء سبقته فهو باطل بحكم‬ ‫ثانيووا‪ :‬إن قول شحرور بأن البير ك‬
‫أن التطور العضو سرافدة رمتسدترة بدالعلم وكذبدة كبيدرة باسد مه كمدا بينداه‬
‫أعاله كما أن اسدتدالل شدحرور علدى قولده بخرافدة التطدور بقولده رعدالى‪:‬‬
‫َسلَقَ ركم كمن نَّ آ ٍا َواحدَةٍ ر َّم َج َع َل م آن َها زَ آو َج َها َوأَندزَ َل لَ ركدم كمد آن آان َ آن َعدام َ َمان َيدةَ‬
‫نر‬ ‫ظلر َما ٍ َ َال ٍ ذَل رك رم َّ‬ ‫ق في ر‬ ‫طون أ ر َّم َهار رك آم س آَلقا من َب آعد س آَل ٍ‬ ‫اج َي آخلرقر رك آم في بر ر‬‫أ َ آز َو ٍ‬
‫صد َرفرونَ [الزمدر ‪ ،)]6 :‬هدو شداهد عليده‬ ‫َربُّ رك آم لَهر آال رم آل ر َال إلَهَ إ َّال ره َو فَأَنَّى ر ر آ‬
‫بأنه يكذب على القرآن ويرحرفه انتصارا لهواه نن رلد اآليدة صدريحة فدي‬
‫أن هللا سلقنا كمدا سلدق انحيداء انسدره ولدم يقدل " طدوركم " وإنمدا قدال"‬
‫سلقكم" ‪ ،‬وال عالن يتناقضان وال يتطابقان‪ ،‬نن التطور هو حدو ر يدرا‬
‫عضوية مستمرة في الكدائن حتدى يت يدر ويصدبح كائندا جديددا؛ لكدن الخلدق‬
‫يعني اإلي اا من عدم‪ ،‬أو بعد عدم فهو إي اا كائن جديد ال سلف له ‪ ،‬وهدذا‬
‫سالي التطدور وينقضده أيضدا وال يرمكدن ال مدغ بينهمدا كمدا أن اسدتدالله‬
‫بإنزال اننعام على زعمه هو شاهد عليه بالكذب والتحريف‪ ،‬نن اآلية قالت‬
‫طورها‪ ،‬فهي لم رتطدور‪ ،‬وإنمدا أنزلهدا هللا‬ ‫بأن هللا انزل اننعام‪ ،‬ولم رقل أنه ك‬
‫‪ 1‬أن ر مقال‪ :‬التركيز‪ :‬انسبار واآلراء‪https://creation.com/focus-372 ،‬‬

‫‪95‬‬
‫رعالى إلى انرج مدن سارجهدا مدن جهدة‪ ،‬وهدي مخلوقدة أيضدا مدن جهدة‬
‫يء َو َم َنداف رغ َوم آن َهدا‬
‫يهدا ا آ‬ ‫أسددره بدددليل قولدده رعددالى‪َ :‬وان َ آن َعد َ‬
‫ام َسلَقَ َهدا لَ ركد آم ف َ‬
‫تطورة‪ ،‬فلماذا رتكلم يا‬ ‫ر َأ آ ركلرونَ [النحل ‪ ) ]5 :‬فهي رمنزلة ومخلوقة وليست رم ك‬
‫شحرور بال علم‪ ،‬ورتعمد االفتراء على هللا والقرآن والناس؟؟!!‬
‫ثالثا‪ :‬إن زعم شحرور بأن اإلنسان رطور من البير ‪ ،‬بمعنى أن آام‬
‫عليه السالم ليا هو البير‪ ،‬وإنما هو ن سه رطور من كائن سبقه اسمه‬
‫البير هو زعم باطل قطعا ‪،‬نن التطور العضو باطل بال ش وسرافة‬
‫باسم العلم كما بيناه أعاله‪ ،‬ونن القول بذل باطل أيضا بأالة القرآن والسنة‬
‫الصحيحة‪ ،‬التي أكد وبينت أن البير هو آام‪ ،‬وآام هو البير‪ ،‬وأوالاه هم‬
‫بير‪ ،‬وهم اإلنسان‪ ،‬وهم بنو آام أيضا وانالة على ذل كثيرة ‪ ،‬أهملها‬
‫وحري بعضها حسب هواه‬ ‫ك‬ ‫شحرور‬
‫وتفصيل ذلك هو أن الحقيقة هي أن آام هو أول إنسدان وأول بيدر‪ ،‬وأول‬
‫إنسان وأول بير هو آام –عليه السالم‪ -‬وليا صحيحا أن كدل إنسدان بيدر‬
‫وليا كل بير إنسان ‪ ،‬وال العكا‪ :‬كل بير إنسان وليا كل إنسدان بيدر؛‬
‫وإنما الحقيقة هي أن كل إنسان بير‪ ،‬وكل بير إنسان‪ ،‬وكل بندي آام إنسدان‬
‫وبير‪ ،‬كما أن آام هو أول بير وأول إنسان‬
‫وبيان ذلد ‪ 1‬هدو أن الت ريدق بدين آام وبدين اإلنسدان انول‪ ،‬أو بدين آام‬
‫والبير انول بدعوه أن ذل يدل على وجوا مخلوقيكن وال يدل على وجدوا‬
‫مخلو واحد له ال دة أسدماء‪ ،‬هدو ر ريدق باطدل وفيده رحريدف للنصدوص‬
‫اليرعية ورالعب بها وافتراء عليها والصحيح هو أن آام له ال دة أسدماء‪:‬‬
‫آام‪ ،‬واإلنسدان‪ ،‬والبيدر‪ ،‬وهدي كلهدا لمسدمى واحدد هدو أام‪ -‬عليده السددالم‪-‬‬
‫سمي آام بتلد انسدماء الثال دة نن‬ ‫ر‬ ‫وليست لمسميكيكن ‪ ،‬وال لثال ة مسميا‬
‫كال منها يرمثل ص ة أساسية أو أكثر من الص ا التدي رميدز بهدا فاسدم آام‬
‫سمي بذل لكون جسده من أايم انرج‪ ،‬وقيل لسمرة في لونده‪،‬‬ ‫قيل أنه ر‬
‫سمي بذل لكونه من عناصر مختل ة وقوه‬ ‫يقال رجل آام نحو أسمر‪ ،‬وقيل ر‬
‫مت رقددة ))‪ 2‬وقيددل أن أصددل رسددمية آام بالبيددر مددأسوذ مددن البيددرة ظدداهر‬
‫عبكر عن اإلنسان بالبيدر اعتبدارا ب هدور‬ ‫ال لد‪ ،‬و جمعها برير وأبيار و ر‬
‫جلده من اليعر بخالي الحيوانا التي عليهدا الصدوي أو اليدعر أو الدوبر‬

‫‪ 1‬نقال عن كتابنا‪ :‬نقض سرافة التطور العضو الموجه‬


‫‪ 2‬الراغب انص هاني‪ :‬غريب القرآن ن ص‪14 :‬‬

‫‪96‬‬
‫سدمي إنسدانا نن مدن‬
‫واستو في ل ظ البير الواحد وال مدغ))‪ 1‬وقيدل أنده ر‬
‫‪2‬‬
‫ص اره أنه ينسى‬
‫علما بأن إطال عدة أسماء على مسمى واحدد معدروي فدي ل دة العدرب‬
‫وفي ل دا اليدعوب انسدره كدإطالقهم عددة أسدماء علدى السديف‪ ،‬منهدا‪:‬‬
‫الصددارم‪ ،‬والحسددام‪ ،‬والمهنددد‪ ،‬والبتددار وقددد اسددتخدم القددرآن أيضددا هددذا‬
‫انسلوب ‪ ،‬فكما أطلقه على آام فقدد أطلقده أيضدا علدى المعداا انسدرو ‪،‬‬
‫فهو‪ :‬يوم القيامة‪ ،‬ويوم الحساب‪ ،‬ويوم الحير‪ ،‬ويوم الت ابن ‪ ،‬ويوم اآلسرة‬
‫ون ا انمر أطلقه على ال نة‪ ،‬فهي‪ :‬اار النعيم‪ ،‬واار الخلدد‪ ،‬وال دراوس‪،‬‬
‫واار القرار‪ ،‬واار السالم ‪ ،‬واار اآلسرة ون ا انمر يرقال عن النار‬
‫علمددا بددأن اآليددا القرآنيددة وانحاايددث الصددحيحة فصددلت ذل د انمددر‬
‫ووضحته وريهد بن سها على بطالن ما زعمه شحرور وأمثاله ‪ ،‬بدليل أنهدا‬
‫أطلقت رل انسماء على مخلو واحد هو آام عليه السالم ولم رطلقهدا علدى‬
‫شخصين وال على ال ة م أطلقت رل انسدماء علدى أبنداء آام مدن بعدده‬
‫فسماهم الكتاب والسنة بندي آام‪ ،‬واإلنسدان‪ ،‬والبيدر والنصدوص اليدرعية‬
‫اآلريددة ررثبددت ذلدد ورددنقض مددزاعم ورحري ددا شددحرور وأمثالدده مددن‬
‫التطوريين‬
‫منهددا نصددوص رتعلددق باإلنسددان انول‪ ،‬كقولدده رعددالى‪َ :‬و َب ددَأ َ س آَل دقَ‬
‫سد َّواهر َونَ َد َت فيده‬ ‫ين ر َّم َ‬ ‫س َاللَ ٍة كمن َّماء َّمه ٍ‬ ‫ين ر َّم َج َع َل نَ آسلَهر من ر‬ ‫سان من ط ٍ‬ ‫آاإلن َ‬
‫صدا ٍل كمد آن َح َمدإٍ‬ ‫ص آل َ‬ ‫نسدانَ مدن َ‬ ‫من ُّروحه) السد دة‪َ ،))9-7 :‬ولَ َقد آد َسلَ آق َندا اإل َ‬
‫ين ر َّم َجعَ آل َنداهر‬ ‫س َاللَ ٍة كمن ط ٍ‬ ‫سانَ من ر‬ ‫ون) الح ر‪،))26 :‬و َولَقَ آد َسلَ آقنَا آاإلن َ‬ ‫َّم آسنر ٍ‬
‫ضد َة فَ َخلَ آق َندا‬ ‫علَ َقدة فَ َخلَ آق َندا آالعَلَ َقدةَ رم آ‬
‫ط َدةَ َ‬‫ين رد َّم َسلَ آق َندا النُّ آ‬
‫ط َة في قَ َر ٍار َّمكد ٍ‬‫نر آ‬
‫سد رن‬ ‫نر أَحآ َ‬ ‫ار َب َّ‬ ‫ام لَحآ ما ر َّم أَنيَأآنَاهر س آَلقدا َ‬
‫آسد َر فَت ََبد َ‬ ‫س آونَا آالع َ َ‬
‫ض َةَ ع َاما فَ َك َ‬‫آال رم آ‬
‫آالخَالقينَ ) المؤمنون‪)14-12 :‬‬
‫ان‬‫نسو َ‬ ‫ومنها نصوص رتعلق بالبير انول كقوله رعالى‪َ :‬ولَ َقد آد َسلَ آق َندا ِ‬
‫اإل َ‬
‫السد رموم َوإ آذ‬ ‫آن َسلَ آقنَاهر من قَ آبد رل مدن َّندار َّ‬ ‫ون َو آال َ َّ‬ ‫ص آل َ‬
‫صا ٍل كم آن َح َمإٍ َّم آسنر ٍ‬ ‫من َ‬
‫سد َّو آيترهر‬‫ون فَإذَا َ‬ ‫صا ٍل كم آن َح َمإٍ َّم آسنر ٍ‬ ‫ص آل َ‬
‫قَا َل َربُّ َ ل آل َمالَئ َكة إنكي سَالق بَشَرا ً كمن َ‬
‫س َ دَ آال َمآلئ َكةر ركلُّ رهد آم أَجآ َم رعدونَ إالَّ‬ ‫ساجدينَ فَ َ‬ ‫َونَ َ آختر فيه من ُّروحي فَقَعرواآ لَهر َ‬
‫يا َم دا َل د َ أَالَّ ر رَك دونَ َم د َغ‬ ‫الس داجدينَ َق دا َل َي دا إبآل د ر‬ ‫يا أَبَ دى أَن َي رك دونَ َم د َغ َّ‬ ‫إبآل د َ‬
‫ون)‬ ‫صدا ٍل كمد آن َح َمدإٍ َّم آسدنر ٍ‬ ‫ص آل َ‬
‫ساجدينَ قَا َل لَ آم أ َ ركن كن َ آس ر دَ لبَي ٍَر َسلَ آقتَهر مدن َ‬ ‫ال َّ‬
‫‪ 1‬الراغب انص هاني‪ :‬غريب القرآن ن ص‪47 :‬‬
‫‪ 2‬محمد بن ابي بكر الراز ‪ :‬مختار الصحاش ‪ ،‬ص‪20 :‬‬

‫‪97‬‬
‫ين َفدإذَا‬ ‫الح ر‪ ))33-26 :‬و إ آذ قَا َل َربُّ َ ل آل َم َالئ َكة إنكي سَالق بَشَرا ً مدن طد ٍ‬
‫سد َ دَ آال َم َالئ َكدةر ركلُّ رهد آم‬
‫سداجدينَ فَ َ‬ ‫سد َّو آيترهر َونَ َ آخدتر فيدده مدن ُّروحدي فَقَعردوا لَدهر َ‬ ‫َ‬
‫يا َمدا َمن ََعد َ أَن‬ ‫يا ا آست َ آكبَ َر َو َكانَ م آن آال َكافرينَ َقدا َل َيدا إبآلد ر‬ ‫أَجآ َمعرونَ إ َّال إبآل َ‬
‫ندت مدنَ آال َعدالينَ َقدا َل أ َ َندا س آَيدر كم آندهر‬ ‫ر آَسد ر دَ ل َمدا َسلَ آقدتر ب َيددَ َّ أ َ آسدت َ آك َب آر َ أ َ آم رك َ‬
‫ار َو َسلَ آقتَهر من طي ٍن ) ص‪))76 -71:‬‬ ‫َسلَ آقت َني من نَّ ٍ‬
‫واضح من رل اآليا أن البيدر انول هدو ن سده اإلنسدان انول ننهمدا‬
‫روص ا بوصف واحدد فدي أصدلهما ومراحدل ركونهمدا ‪ ،‬فدنحن أمدام شدخص‬
‫ون ))‪،‬‬ ‫ص آل َ‬
‫صا ٍل كمد آن َح َمدإٍ َّم آسدنر ٍ‬ ‫َ‬ ‫واحد من ص اره‪ :‬مخلو من طين ‪،‬ومن‬
‫ددم التسددوية ون ددت الددروش رد َّم َ‬
‫س د َّواهر َونَ َ د َت فيدده م دن ُّروحه) الس د دة‪-7 :‬‬
‫س َّو آيترهر َونَ َ آخدتر فيده مدن ُّروحدي) ) الح در‪ ))29 :‬فاإلنسدان‬ ‫‪،))9‬و فَإذَا َ‬
‫رطوره من كائن سبقه‬ ‫انول هو ن سه البير انول‪ ،‬وقد سلقه هللا سلقا ولم ي ك‬
‫ومنهدددا نصدددوص ذكدددر آام عليددده السدددالم باسدددمه ووصدد ته بصدد تيكن‬
‫أساسيتين‪ ،‬هما‪ :‬انه مخلو من رراب‪ ،‬وطين ‪ ،‬وأن هللا أسد د لده مالئكتده ‪،‬‬
‫وهما ص تان روصف بهما البير انول‪ ،‬بدليل قوله رعدالى‪َ :‬ولَ َقد آد َسلَ آق َندا رك آم‬
‫يا َلد آم َي ركدن كمدنَ‬ ‫سد َ درواآ إالَّ إبآلد َ‬
‫اسد ر درواآ آلاَ َم فَ َ‬ ‫ص َّو آرنَا رك آم ر َّم قر آلنَا ل آل َمآلئ َكدة آ‬
‫ر َّم َ‬
‫ار‬ ‫ساجدينَ قَا َل َما َمنَ َع َ أَالَّ ر َ آس ر دَ إ آذ أ َ َم آرر ر َ قَا َل أَنَا آ َسيآر كم آنهر َسلَ آقت َني مدن َّند ٍ‬ ‫ال َّ‬
‫ن َك َم َثدل‬ ‫يسدى عنددَ ك‬ ‫ين) انعراي‪ ))12-11 :‬و إ َّن َم َثد َل ع َ‬ ‫َو َسلَ آقتَهر من ط ٍ‬
‫ون) آل عمدران‪ ))59 :‬و َومد آن آيَارده‬ ‫ب َّم قَا َل لَهر ركن فَيَ ركد ر‬ ‫آاَ َم َسلَقَهر من ر ر َرا ٍ‬
‫ب ر َّم إذَا أَنترم بَيَر ر َنت َي ررونَ ) الروم‪))20 :‬‬ ‫أ َ آن َسلَقَ ركم كمن ر ر َرا ٍ‬
‫وذلدد يعندددي أن البيدددر انول هدددو ن سددده آام‪ ،‬وآام هدددو ن سددده البيدددر‬
‫انول وبما أنه ربدين أن اإلنسدان انول هدو ن سده البيدر انول‪ ،‬وأن البيدر‬
‫انول هو ن سه آام ‪ ،‬فدإن هدذا يعندي بالضدرورة أن اإلنسدان انول هدو آام‬
‫رطوره من كائن سبقه‬ ‫عليه السالم‪ ،‬وقد سلقه هللا رعالى سلقا ساصا ولم ي ك‬
‫رل الحقيقة رؤيدها وررثبتها ورعمقها اليواهد اليرعية اآلرية‪ :‬منها أن هللا‬
‫رعددالى وصددف اإلنسددان انول والبيددر انول وآام بددأنهم سلقد وا مددن طددين‪،‬‬
‫ين) السد دة‪،))9-7 :‬و إ آذ َقدا َل‬ ‫نسدان مدن ط ٍ‬ ‫كقولده رعدالى‪َ :‬و َبددَأ َ س آَلدقَ آاإل َ‬
‫ين) ص‪ )70:‬و دم قر آل َندا ل آل َمآلئ َكدة‬ ‫يدرا مدن طد ٍ‬ ‫َربُّ َ ل آل َم َالئ َكدة إ كندي َسدالق َب َ‬
‫السداجدينَ َقدا َل َمدا َمن ََعد َ أَالَّ‬ ‫يا َلد آم َي ركدن كمدنَ َّ‬ ‫سد َ درواآ إالَّ إبآلد َ‬ ‫اسد ر درواآ آلاَ َم فَ َ‬ ‫آ‬
‫ر آَس د ر دَ إ آذ أ َ َم آرر رد َ قَ دا َل أَنَ دا آ س آَي در كم آن دهر َسلَ آقت َن دي م دن نَّ د ٍ‬
‫ار َو َسلَ آقت َدهر م دن ط د ٍ‬
‫ين)‬
‫انعراي‪ ))12-11:‬فنحن أمام شخص واحد مخلدو مدن الطدين لده ال دة‬
‫رطوره من كائن سبقه‬ ‫أسماء‪ ،‬وقد سلقه هللا سلقا ساصا ولم ي ك‬

‫‪98‬‬
‫ومنها أننا نحن البير واآلاميون ريملنا آيدا قرآنيدة وننددرج فيهدا كلندا‬
‫ركلمت عن اإلنسان انول والبير انول وآام وأبنائه باسم اإلنسان‪ ،‬مما يدل‬
‫على أن اشمل اسم لنا هو اإلنسان واآليدا هدي قولده رعدالى‪َ :‬و َبددَأ َ س آَلدقَ‬
‫سد َّواهر َونَ َد َت فيده‬ ‫ين ر َّم َ‬ ‫س َاللَ ٍة كمن َّماء َّمه ٍ‬ ‫ين ر َّم َج َع َل نَ آسلَهر من ر‬ ‫سان من ط ٍ‬ ‫آاإلن َ‬
‫ين رد َّم‬ ‫سد َاللَ ٍة كمدن طد ٍ‬ ‫سانَ من ر‬ ‫من ُّروحه) الس دة‪ ،))9-7 :‬و َولَقَ آد َسلَ آقنَا آاإلن َ‬
‫ضد َة فَ َخلَ آق َندا‬ ‫علَقَة فَ َخلَ آقنَا آالعَلَقَةَ رم آ‬
‫ط َةَ َ‬ ‫ين ر َّم َسلَ آقنَا النُّ آ‬ ‫َجعَ آلنَاهر نر آ‬
‫ط َة في قَ َر ٍار َّمك ٍ‬
‫سد رن‬ ‫نر أَحآ َ‬ ‫ار َب َّ‬ ‫ام لَحآ ما ر َّم أَنيَأآنَاهر س آَلقدا َ‬
‫آسد َر فَت ََبد َ‬ ‫س آونَا آالع َ َ‬
‫ض َةَ ع َاما فَ َك َ‬ ‫آال رم آ‬
‫آالخَالقينَ ) المؤمنون‪)14-12 :‬‬
‫واضح مدن رلد اآليدا أنهدا ركلمدت عدن اإلنسدان انول وأبنائده‪ ،‬وهدذا‬
‫يتضدمن بالضدرورة البيدر انول وآام وأوالاه فدنحن أبنداء اإلنسددان انول‬
‫والبيددر انول وآام وأشددار إلددى سلددق اإلنسددان انول مددن الطددين وهددذا‬
‫ينطبق أيضا على البير وآام كما بيناه أعاله ممدا يعندي أن اإلنسدان انول‬
‫هو ن سه البير انول وآام‪ ،‬وأن اسم اإلنسان هو أشدمل وأجمدغ اسدم سدمانا‬
‫هللا رعالى به‬
‫ومن ذل أيضا أن القرآن الكريم عندما يتكلم عن اإلنسدان انول‪ ،‬والبيدر‬
‫انول وآام عليه السالم يتكلم عن هؤالء على أنهم يمثلون شخصدا واحددا ال‬
‫أنهم يمثلون شخصيكن أو ال ة‬
‫ومنها أن القرآن الكريم عندما يخاطبندا نحدن عبداا هللا يخاطبندا علدى أنندا‬
‫أبناء شخص واحد هو ن سه آام واإلنسان انول والبير انول‪ ،‬وال يرخاطبندا‬
‫على أننا أبناء ال ة أباء وال ا ندين مدن ذلد قولده رعدالى‪َ :‬يدا بَندي آاَ َم الَ‬
‫ع آن ره َمدا لبَ َ‬
‫اسد ره َما ليرريَ ره َمدا‬ ‫ان َك َما أ َ آس َر َج أَبَ َو آي ركم كمنَ آال َ َّندة يَندز ر َ‬
‫ط ر‬ ‫ي آي َ‬ ‫يَ آتنَنَّ رك رم ال َّ‬
‫اليديَاطينَ‬‫ث الَ ردَ َر آونَ ره آم إ َّندا َج َع آل َندا َّ‬
‫س آو َءاره َما إ َّندهر َيد َرا رك آم رهد َو َوقَب ريلدهر مد آن َح آيد ر‬ ‫َ‬
‫أ َ آوليَاء للَّذينَ الَ يرؤآ منرونَ ) انعراي‪))27 :‬‬
‫ومنها أيضا أن هللا رعالى ساطبنا نحن اآلاميين باإلنسان‪ ،‬بمعنى أنندا أبنداء‬
‫غد د َّر َب ب َر كبد د َ‬
‫ان َمد دا َ‬ ‫اإلنسدددان انول ‪ ،‬كقولددده رعدددالى‪َ :‬يد دا أَي َُّهد دا آاإل َ‬
‫نسد د ر‬
‫نسددانَ ب َوالدَ آيدده رح آسددنا) العنكبو ‪:‬‬ ‫صدد آينَا آاإل َ‬ ‫آال َكريم) االن طددار‪،))6 :‬و َو َو َّ‬
‫نسدددانَ لَ َ رلدددوم‬ ‫نسدددانَ لَ دددي رسس ٍآر) العصدددر‪ ،))2 :‬و إ َّن اإل َ‬ ‫‪،))8‬و إ َّن آاإل َ‬
‫عنرقده َونر آخدر رج َلدهر‬ ‫طدآئ َرهر فدي ر‬ ‫ان أ َ آلزَ آمنَاهر َ‬ ‫َك َّار) إبراهيم ‪ ،))34 :‬و رك َّل إن َ‬
‫س ٍ‬
‫يورا) اإلسراء‪ ))13 :‬وفي الحديث يقدول النبدي –‬ ‫يَ آو َم آالقيَا َمة كت َابا يَ آلقَاهر َمن ر‬

‫‪99‬‬
‫س غ آَرسا أ َ آو َيد آز َر ر زَ آرعدا فَيَأ آ ركد رل‬ ‫عليه الصالة والسالم‪َ :-‬ما م آن رمسآل ٍم يَ آر ر‬
‫سان أ َ آو بَهي َمة إ َّال َكانَ لَهر به َ‬
‫صدَقَة))‬ ‫طيآر أ َ آو إ آن َ‬
‫م آنهر َ‬
‫‪1‬‬

‫وركلم هللا عنا وأشار إلينا على أننا بير‪ ،‬بمعنى أننا أبنداء البيدر انول‪،‬‬
‫ب أ َ آو‬
‫نر إ َّال َوحآ يا أ َ آو مدن َو َراء ح َ دا ٍ‬ ‫كقوله رعالى‪َ :‬و َما َكانَ لبَي ٍَر أَن ير َكلك َمهر َّ‬
‫ي َحكديم اليدوره ‪))51 :‬‬ ‫علد ٌّ‬ ‫يدا رء إ َّندهر َ‬ ‫ي بإ آذنده َمدا يَ َ‬ ‫سدوال فَيدر وح َ‬ ‫ي آررس َل َر ر‬
‫يدر أ َ َحددا فَ رقدولي إ كندي َندذَ آر ر‬ ‫عيآنا فَإ َّما ر ََري َّن منَ آالبَ َ‬ ‫و فَ ركلي َوا آش َربي َوقَ كر َ‬
‫ص آوما فَ َلد آن أ ر َك كلد َم آال َيد آو َم إنسديكا مدريم ‪ ،)) 26 :‬و إ آن َهدذَا إ َّال َقد آو رل‬ ‫لرحآ َمن َ‬ ‫ل َّ‬
‫اب إالَّ‬ ‫آال َبيَر) المدك ر ‪،)) 25 :‬و فَقَا َل آال َمأل ر الَّذينَ َك َد ررواآ مدن ق آومده َمدا َند َر َ‬
‫الدرأآ َو َمدا َند َره لَ ركد آم‬ ‫اب ارَّبَعَ َ إالَّ الَّذينَ ره آم أ َ َراذلرنَا َبداا َ َّ‬ ‫بَيَرا كمثآلَنَا َو َما ن ََر َ‬
‫ض ٍل بَ آل نَ رنُّ رك آم َكاذبينَ هوا ‪ ،)) 27 :‬و أ َ آو يَ ركدونَ َلد َ بَ آيدت كمدن‬ ‫علَ آينَا من فَ آ‬ ‫َ‬
‫علَي َآندا كت َابدا نَّ آقد َر رؤهر‬
‫س َماء َولَن نُّؤآ منَ ل ررقيك َ َحتَّى ررن كَز َل َ‬ ‫رز آس رريٍ أ َ آو ر آَرقَى في ال َّ‬
‫سدوال اإلسدراء ‪ ،)) 93 :‬و َو َمدا َم َند َغ‬ ‫س آب َحانَ َربكي ه آَل ركنتر إَالَّ َبيَرا َّر ر‬ ‫قر آل ر‬
‫سددوال‬ ‫يددرا َّر ر‬ ‫نر َب َ‬
‫ث ك‬ ‫اس أَن يرؤآ م رنددواآ إ آذ َجدداء ره رم آال رهدددَه إالَّ أَن َقددالرواآ أ َ َب َعدد َ‬ ‫َّ‬
‫الندد َ‬
‫يددرا مددثآلَ رك آم إنَّ ركدد آم إذا لَّخَاسدد ررونَ‬ ‫ط آعددترم َب َ‬ ‫اإلسدددراء ‪ ، )) 94 :‬و َو َلددئ آن أ َ َ‬
‫المؤمنون ‪، )) 34 :‬و َوقر آلنَ َحا َ كّلل َما هَدذَا بَيَرا إ آن َهددذَا إالَّ َم َلد َكدريم‬
‫يوسف ‪ )) 31 :‬وفي الحديث يقول النبي –عليه الصالة والسدالم‪ :-‬إنمدا‬
‫أنا بيدر وإنكدم رختصدمون إلدي ولعدل بعضدكم أن يكدون ألحدن بح تده مدن‬
‫بعض وأقضي له على نحو ما أسمغ فمن قضيت له من حق أسيده شديئا فدال‬
‫‪2‬‬
‫يأسذ فإنما أقطغ له قطعة من النار))‬
‫وساطبنا هللا رعالى بأننا أبناء آام ‪ ،‬كقوله سبحانه‪ :‬يَا بَني آاَ َم إ َّما َيدأآريَنَّ رك آم‬
‫ع َلديآه آم َوالَ رهد آم‬ ‫صلَ َح فَالَ َسد آوي َ‬ ‫علَ آي رك آم آ َياري فَ َمن ارَّقَى َوأ َ آ‬ ‫صونَ َ‬ ‫سل كمن رك آم َيقر ُّ‬ ‫رر ر‬
‫َيحآ زَ نردونَ انعددراي ‪ ،))35 :‬و أ َ َل د آم أَع َآه د آد إ َلد آي رك آم َي دا َبن دي آاَ َم أَن َّال ر َ آعبرددروا‬
‫ان‬‫ط ر‬ ‫اليد آي َ‬
‫عد ٌّرو ُّمبين) يا‪،))60 :‬و َيدا بَندي آاَ َم الَ يَ آت َندنَّ رك رم َّ‬ ‫طانَ إنَّهر لَ رك آم َ‬‫ي آي َ‬‫ال َّ‬
‫سد آو َءاره َما إ َّندهر‬ ‫ع آن ره َمدا لبَ َ‬
‫اسد ره َما ليرريَ ره َمدا َ‬ ‫َك َما أ َ آس َر َج أ َ َبد َو آي ركم كمدنَ آال َ َّندة يَندز ر َ‬
‫اليديَاطينَ أ َ آول َيداء ل َّلدذينَ الَ‬ ‫ث الَ ردَ َر آونَ ره آم إ َّندا َج َع آل َندا َّ‬
‫يَ َرا رك آم ره َو َوقَبيلرهر مد آن َح آيد ر‬
‫يرؤآ م رنددونَ ) انعراي‪ ))27 :‬وفدددي الحدددديث يقدددول النبدددي –عليددده الصدددالة‬
‫‪3‬‬
‫والسالم‪ :-‬إن الييطان ي ر من ابن آام م ره الدم ))‬
‫وبما أننا كذل ‪ ،‬وقد سلقنا هللا رعالى من ن ا واحدة‪ ،‬ومن ذكدر وأنثدى‪،‬‬
‫اس ار َّ رقدواآ َرب رَّكد رم َّالدذ‬ ‫ولنا أبوان‪ ،‬وسمانا بني آام لقوله رعالى‪َ :‬يدا أَي َُّهدا َّ‬
‫الند ر‬
‫‪ 1‬البخار ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص‪ ،103 :‬رقم‪2320 :‬‬
‫‪ 2‬البخار ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 9‬ص‪ ، 25 :‬رقم‪6967 :‬‬
‫‪ 3‬البخار ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص‪ ، 50 :‬رقم‪2039 :‬‬

‫‪100‬‬
‫ث م آن ره َم دا ر َج داال َكثيددرا‬ ‫َسلَقَ رك دم كم دن نَّ آ د ٍا َواح ددَةٍ َوسَلَ دقَ م آن َه دا زَ آو َج َه دا َو َب د َّ‬
‫ان َك َمدا أ َ آسد َر َج أ َ َبد َو آي ركم‬
‫ط ر‬ ‫اليد آي َ‬
‫ساء) النساء ‪،))1 :‬و يَا بَني آاَ َم الَ يَ آت َندنَّ رك رم َّ‬ ‫َون َ‬
‫نثدى‬ ‫اس إنَّا َسلَ آق َندا ركم كمدن ذَ َكد ٍر َوأ ر َ‬ ‫كمنَ آال َ نَّة) انعراي‪ ،)) 27 :‬و يَا أَيُّ َها النَّ ر‬
‫طانَ‬ ‫) الح را ‪ ،)) 13 :‬و أَلَ آم أ َ آع َه آد إ َلد آي رك آم َيدا َبندي آاَ َم أَن َّال ر َ آعبدر دروا َّ‬
‫اليد آي َ‬
‫عد ٌّرو ُّمبين يا ‪)) 60 :‬؛ فإنه يتبين من كل ذل أن آام عليده السدالم‬ ‫إنَّهر لَ رك آم َ‬
‫هو ن سه اإلنسان انول‪ ،‬والبير انول‪ ،‬وان اإلنسان انول هو ن سده البيدر‬
‫انول‪ ،‬وآام ‪ ،‬وأن البير انول هدو ن سده اإلنسدان انول وآام فدنحن أبنداء‬
‫شخص واحد له ال ة أسدماء ‪ :‬آام ‪ ،‬واإلنسدان ‪ ،‬والبيدر‪ ،‬أوجدده هللا رعدالى‬
‫بالخلق ال بالتطور فنحن‪ :‬بنو آام‪ ،‬وبنو اإلنسان ‪ ،‬وبنو البير وبذل رسقط‬
‫مزاعم شحرور وأمثاله من التطوريين في زعمهم بأن الير أشار إلدى أن‬
‫رطور منده آام إنهدا مدزاعم‬ ‫آام مسبو بمخلو شبه بير أو شبه إنساني ك‬
‫وشبها باطلة قطعا‬
‫رابعووا‪ :‬ال يصدح االحت داج بقولده رعدالى َوإ آذ َقدا َل َر ُّبد َ ل آل َمالَئ َكدة إ كندي‬
‫يهددا َمددن ير آسدددر ف َ‬
‫يهددا َو َي آسدد ر‬ ‫َجاعددل فددي ان َ آرج سَلي َددة َقددالرواآ أَر َ آ َعدد رل ف َ‬
‫الدك َماء }[البقرة‪ ،))30:‬للزعم بوجوا بير قبل آام عليه السالم‪ ،‬بددعوه أن‬
‫اعتراج المالئكة على هللا رعالى عندما أسبرهم بأنه سيخلق بيرا هدو اليدل‬
‫علددى وجددوا بيددر‪ ،‬أو أواام قبددل آام أو مددا يريددبه آام ال يصددح ذل د نندده‬
‫اعتددراج ي ددب أن يوضددغ فددي إطدداره الصددحيح ضددمن قطعيددا اليد ر‬
‫دري عدن سددياقه ومعنداه ال يصددح ذلد نندده مدن الثابددت‬ ‫و رمحكمارده وال يرحد ك‬
‫شرعا أننا نحن البير أبناء آام عليه السدالم ‪ ،‬فهدو أبوندا وأول إنسدان وأول‬
‫بير أوجده هللا رعالى بالخلق ال بدالتطور وأمدا قدول بعدض أهدل العلدم بدأن‬
‫اعتراج المالئكة ربما يددل علدى انده روجدد أواام قبدل سلدق آام وإال كيدف‬
‫عرفت المالئكة بأنه سي سد في انرج و يس فيها الددماء؟ فالحقيقدة هدي‬
‫أنه حتى وإن سلمنا بذل جدال فال يعني وجوا بير قبلنا وإنما يعندي وجدوا‬
‫مخلوقا عاقلة روجد قبلنا أفسد في انرج وس كت فيهدا الددماء ولديا‬
‫بيننا وبينها أية عالقدة عضدوية وال عقليدة وال حضدارية نن اليدر حسدم‬
‫أمرنا بأننا أبناء آام وهو أول إنسان وأول بير سلقه هللا رعالى‬
‫علما بأن اعتراج المالئكة ليا اليال قطعيا على وجوا مخلوقا عاقلة‬
‫سبقتنا وعاشت على انرج وأفسد فيها ننه يرحتمل أنهدا اعترضدت مدن‬
‫باب االحتمال والتخمين وقراءة المستقبل بناء على ص ا البير التدي ربمدا‬
‫عرفوا بعضها مدن وصدف هللا لده بأنده سديكون سلي دة فدي انرج أو ممدا‬
‫استنت وه قياسا على ص ا المخلوقا التي عاشت في انرج وكاندت فدي‬

‫‪101‬‬
‫صرا واقتتال وس للدماء فيما بينها أو ممدا رأرده مدن إفسداا ال دن فدي‬
‫انرج ورسخيرها للحيواندا لصدالحها ممدا أاه إلدى سد امائهدا لكدن‬
‫الذ الش فيه هو أن اإلنسان انول‪ ،‬هو البير انول‪ ،‬وهو ن سه آام عليده‬
‫السالم‪ ،-‬هو الذ رسلق سلقدا ساصدا ولدم يتطدور مدن كدائن قبلده‪،‬ولم يرسدبق‬
‫بإنسان مثله‬
‫وبددذل يرسددتنتت ممددا ذكرندداه أن كددل مددا قالدده شددحرور عددن التطددور‬
‫العضو ‪ ،‬ورطور اإلنسدان مدن البيدر هدو كدالم باطدل‪ ،‬ومدزاعم متهافتدة‪،‬‬
‫ريهد عليه بال هل والتعصدب للباطدل‪ ،‬والكدالم بدال علدم‪ ،‬واإلصدرار علدى‬
‫ممارسة التحريدف والتخريدف انتصدارا نوهامده وأهوائده وبمدا أن انمدر‬
‫كذل ‪ ،‬فالش أن كل ما قاله شحرور عن نيأة الل ة عند اإلنسان هو باطدل‬
‫قطعا ننه بناه على سرافة التطور العضو من جهة؛ كما أن رركيدزه علدى‬
‫الل ة ليا في محله ومتهافدت نن بطدالن التطدور العضدو شدرعا وعلمدا‬
‫ينقض مزاعمه المتعلقة بالل ة من أساسها‪ ،‬نن عدم رطدور اإلنسدان يسدتلزم‬
‫حتما عدم رطور أجهزره وأعضائه!!‬
‫وختاما له ا الفصوول‪ -‬الثالدث‪ -‬يتبدين جليدا بطدالن القدول بحكايدة جددل‬
‫التناقض فدي الطبيعدة والقدرآن واسدتمراره ‪ ،‬نن وجدوا الثنائيدة والزوجيدة‬
‫والحركية في الكون ب مااه وأحيائه ليسدت قائمدة علدى التنداقض‪ ،‬وال علدى‬
‫االستمرارية‪ ،‬وإنما هي قائمة على التكامدل والتنداغم ‪،‬واالنسد ام والتعداون‬
‫جمعا بين الت ير في إطار الثبا كمدا أن قدول شدحرور بدالتطور العضدو‬
‫ورستره بالعلم والير هو قول باطل قطعا‪ ،‬بددليل العلدم والدوحي والواقدغ‪،‬‬
‫وال يقول به إال جاهل‪ ،‬أو جاحد معاند رمحري‪ ،‬أو صاحب هوه‬
‫*****‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫نقض تأويالت شحرور لمعنى اإلندال والتنديل ومعني‬


‫األمي في القرآن الكريم‬

‫أوال‪ :‬نقض رأويل شحرور لمعنى اإلنزال والتنزيل في القرآن‬


‫انيا‪ :‬نقض رأويل شحرور لمعنى انمي في القرآن‬

‫‪103‬‬
‫نقض تأويالت شحرور لمعنى اإلندال والتنديل ومعني‬
‫األمي في القرآن الكريم‬

‫أ َ َّو َل الكارب محمد شحرور معاني اإلنزال والتنزيل‪ ،‬وانمي في القدرآن‬


‫الكريم ردأويال رحري يدة عدن سدابق إصدرا وررصدد ‪ ،‬وعدن مكدر وسددا‬
‫انتصارا نوهامه وأهوائه‪ ،‬ورطبيقا لما سَطط لها سل ا ووص ي له بذل ليا‬
‫كذبا عليه‪ ،‬وال رحري دا لكالمده‪ ،‬وال ارهامدا لده؛ وإنمدا هدو حدق وعددل كمدا‬
‫سيتبين من سالل المبحثيكن اآلريين‪:‬‬

‫أوال‪ :‬نقض تأويل شحرور لمعنى اإلندال والتنديل في القرآن‪:‬‬


‫ركلم شحرور عن اإلنزال والتنزيدل فدي القدرآن الكدريم وال در بينهمدا‪،‬‬
‫فكان مما قاله‪ {:‬إن شرش ال ر بين اإلندزال والتنزيدل يعتبدر أحدد الم داريح‬

‫‪104‬‬
‫الرئيسية ل هم الكتاب بيقيه‪ :‬النبدوة والرسدالة كمدا لده عالقدة كبيدرة بمبداائ‬
‫التأويل فبدون فهم ال ر بين اإلنزال والتنزيل ال يمكن فهم قولده رعدالى‪{ :‬‬
‫ع َلد آي رك آم لبَاسدا‬ ‫َوأَنزَ آلنَا آال َحديدَ [الحديد ‪ ، }]25 :‬وقوله‪ :‬يَا بَندي آاَ َم َقد آد أَنزَ آل َندا َ‬
‫س آو َءار رك آم َورييا [انعراي ‪ )]26 :‬إذ قال إنه رم إنزال الحديد وقدال‬ ‫ي َروار َ‬
‫ع َربيدك ا‬‫إنه رم إندزال اللبداس علدى بندي آام وقدال أيضدا‪ :‬إ َّندا أَنزَ آل َنداهر قر آرآندا َ‬
‫[يوسف ‪ )]2 :‬وقال‪ { :‬إنَّا أَنزَ آلنَاهر في لَ آيلَة آالقَ آدر [القدر ‪ } ]1 :‬فكيف ن هدم‬
‫إنزال الحديد وإنزال القرآن؟ أما عدن التنزيدل فقدال‪ :‬إ َّندا ن آَحد رن ن ََّز آل َندا َ‬
‫علَ آيد َ‬
‫ن آال َعزيز آال َحكديم‬ ‫آالقر آرآنَ ر َنزيال [اإلنسان ‪ )]23 :‬وقال‪ :‬ر َنزي رل آالكت َاب منَ َّ‬
‫درحيم [فصددلت ‪،) ]2 :‬‬ ‫درحآ َمن الد َّ‬‫[ال ا يددة ‪ } )]2 :‬وقددال‪ :‬ر َنزيددل كم دنَ الد َّ‬
‫‪1‬‬
‫وقال‪ :‬ر َنزيل كمن َّربك آال َعالَمينَ [الواقعة ‪) ) ]80 :‬‬

‫و{أما التنزيل فكيف نوفق بين قوله ر َنزيل كمن َّربك آال َعالَمينَ } الواقعة‬
‫‪ )80‬و { إنَّا نَحآ رن ن ََّز آلنَا َعلَ آي َ آالقر آرآنَ رَنزيال} اإلنسان ‪ )23‬وبين قوله‪{ :‬‬
‫س آل َوه [طه ‪} ]80 :‬؟ وكيف ن هم َوأَنزَ آلنَا َع َل آي رك رم‬ ‫َون ََّز آلنَا َعلَ آي رك رم آال َم َّن َوال َّ‬
‫ظ َل رمونَا َو َلدكن َكانرواآ أَن ر َس ره آم‬ ‫طيك َبا َما َرزَ آقنَا رك آم َو َما َ‬‫س آل َوه ركلرواآ من َ‬ ‫آال َم َّن َوال َّ‬
‫َي آ ل رمونَ [البقرة ‪ )]57 :‬؟ أ كيف ن هم اإلنزال والتنزيل في المن والسلوه‬
‫وفي القرآن فعن القرآن قال‪“ :‬نزلنا وأنزلنا” وعن المن والسلوه قال‬
‫ط رهورا‬ ‫س َماء َماء َ‬ ‫“نزلنا‪ ،‬وأنزلنا” وعن الماء قال‪َ :‬وأَنزَ آلنَا منَ ال َّ‬ ‫أيضا‪َّ :‬‬
‫اركا َفأَن َبتآنَا به َج َّنا ٍ‬ ‫س َماء َماء ُّم َب َ‬ ‫[ال رقان ‪، )]48 :‬وقال‪َ :‬ون ََّز آلنَا منَ ال َّ‬
‫َو َحبَّ آال َحصيد [قد ‪ )]9 :‬وعن الذكر قال‪َ :‬وأَنزَ آلنَا إلَ آي َ الذك آك َر لتر َبيكنَ لل َّناس‬
‫َما نر كز َل إلَيآه آم [النحل ‪ )]44 :‬فما هو اإلنزال والتنزيل للقرآن؟ واإلنزال‬
‫والتنزيل للمن والسلوه؟ واإلنزال والتنزيل للماء؟ واإلنزال والتنزيل‬
‫للمالئكة والذكر حيث قال عن المالئكة ‪َ :‬ولَ آو أَنَّنَا ن ََّز آلنَا إلَيآه رم آال َمآلئ َكةَ‬
‫َو َكلَّ َم ره رم آال َم آورَى [اننعام ‪، )]111 :‬و َو َقالرواآ َل آوال أرنز َل َع َليآه َم َل َو َل آو‬
‫انم رر ر َّم الَ يرن َ ررونَ [اننعام ‪ )]8 :‬كيف ن هم اإلنزال‬ ‫ي آ‬ ‫أَنزَ آلنَا َملَكا لَّقرض َ‬
‫والتنزيل في هذه الحاال بيكل ينس م بعضها مغ بعض وينس م مغ‬
‫قوانين الحقيقة أ ي ب أن يكون بينهما رباط منطقي مغ مطابقة‬
‫‪2‬‬
‫موضوعية}‬

‫م أنه بعدما رساءل وأَشكل كالمده‪ ،‬وأ دار شدبها حدول آيدا ذكرهدا‪،‬‬
‫انتهى إلى رعريف اإلنزال والتنزيل فقدال‪ {:‬واآلن لنأسدذ التنزيدل واإلندزال‪:‬‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪147 :‬‬
‫‪ 2‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪147 :‬‬

‫‪105‬‬
‫فالتنديل‪ :‬هو عملية نقل موضوعي سارج الوعي اإلنسداني واإلنوودال‪ :‬هدو‬
‫عملية نقل المااة المنقولدة سدارج الدوعي اإلنسداني‪ ،‬مدن غيدر المددرب إلدى‬
‫المدرب‪ ،‬أ اسلت م دال المعرفدة اإلنسدانية هدذا فدي حالدة وجدوا إندزال‬
‫ورنزيل لييء واحد مثل القرآن والماء والمالئكة والمدن والسدلوه أمدا فدي‬
‫حالة وجوا إنزال اون رنزيل كما في حالة الحديد واللباس‪ ،‬فإن اإلندزال هدو‬
‫عملية اإلاراب فقط “أ المعرفة فقط” لنأسذ اآلن أمثلة عااية على اإلندزال‬
‫والتنزيل‪ ،‬وأوا أن أنوه بدأن المكتيد ا العلميدة والتكنولوجيدة فدي النصدف‬
‫الثدداني مددن القددرن العيددرين هددي التددي سددمحت لنددا ب هددم اإلنددزال والتنزيددل‬
‫‪1‬‬
‫وال عل بهذه الدقة }‬
‫و{المثووال األول‪ :‬مبدداراة حيددة فددي كددرم القدددم بددين البرازيددل وانرجنتددين‬
‫ر ر في المكسي فالالعبون انساسديون المؤل دون مدن أنداس أحيداء مدن‬
‫لحم وع م وام يلعبون فدي المكسدي وهنداب فدي اميدق شدخص يريدد أن‬
‫ييهد هذه المباراة حية فحتى ييهد هذا اليخص في اميدق المبداراة الحيدة‬
‫في المكسي وردسل ضمن إاراكه ي ب القيام بعمليا على اليكل التالي‪:‬‬
‫الوجوا الماا للمباراة فعال قبل التكلم عن أ نقل أو إاراب‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫التقاط المباراة صورا وصورة أو صورا فقط أو صورة فقط‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫بث المبداراة عدن طريدق انمدواج بواسدطة انقمدار الصدناعية إلدى كدل‬ ‫‪3‬‬
‫أنحاء انرج بما فيها اميق‪.‬‬
‫وجوا جهاز رل زيون أو راايو القدط‪ ،‬يأسدذ هدذه انمدواج ويحولهدا مدرة‬ ‫‪4‬‬
‫انية إلى صو وصورة أو إلى صو فقط فعند ذلد يددرب الميداهد فدي‬
‫اميق ما حد في مباراة المكسي )‪.‬‬
‫م هناب حالة انية للنقل إذا لم يكن هناب بدث‪ ،‬وذلد بدأن رسد ل المبداراة‬
‫على شريط فيديو صورا وصورة أو على شريط كاسيت صورا فقط‪ ،‬وينقلهدا‬
‫شخص إلى اميق في هذه الحالة ي دب أن يكدون فدي اميدق جهداز فيدديو‬
‫ورل زيون أو جهاز رس يل لكي يعيد المباراة حتى رصل إلى إاراب الميداهد‬
‫في اميق )‬
‫و اآلن لنناق في هذا المثال أين اإلنزال وأين التنزيل‪ :‬عمليدة المبداراة‬
‫انصلية عن طريق انمواج من المكسي إلى اميق هي التنزيدل‪ ،‬نن هدذه‬
‫العملية رمت سارج وعي الميداهد فدي اميدق‪ ،‬والنقدل حصدل ماايدا سدارج‬
‫وعددي الميدداهد بواسددطة انمددواج أمددا عمليددة اسددول انمددواج إلددى جهدداز‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪151 – 149 :‬‬

‫‪106‬‬
‫التل زيون ليحولها إلى صو وصورة أ إلى حالة قابلدة لدإلاراب مدن قبدل‬
‫‪1‬‬
‫المياهد فهذا هو اإلنزال}‬
‫في القداهرة‬ ‫و{المثال الثاني‪ :‬عملية نقل واقغ جبل قاسيون إلى إنسان يعي‬
‫عن طريق مخططا ‪:‬‬
‫‪ -‬العملية انولى‪ :‬عملية رفغ قاسيون إلى مخطط طبوغرافي‪.‬‬
‫‪ -‬العملية الثانية‪ :‬عملية نقل هذا المخطط إلى القاهرة ليياهد إنسان ما‪.‬‬
‫ف ددي العمليددة انولددى رددم النقد ل المدداا إلددى المخطددط بطريقددة قابلددة إلاراب‬
‫اإلنسان في القاهرة هذا المخطط مؤلف من إحدا يا ومقياس ‪ 1/100‬مثال‬
‫ومن سطوط رسوية “كونتور” لتبيدان التضداريا الدتالل والوايدان فعمليدة‬
‫نقل ال بل من الواقغ إلى مخطط قابل لدإلاراب هدو اإلندزال‪ ،‬وعمليدة النقدل‬
‫الماا للمخططا من اميق إلى القاهرة هي التنزيل إذا فهناب حالتان‪:‬‬
‫الحالة انولى‪ :‬أن يتم التنزيل قبل اإلنزال كما في المباراة‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬أن يتم اإلنزال قبل التنزيل كما في المخطط‪.‬‬
‫ولكن في هارين الحالتين ي ب أن يكون هناب وجوا مسبق للييء قبل عملية‬
‫اإلنزال والتنزيل فوجدوا الالعبدين والمبداراة فدي المكسدي فعدال قدد سدبق‬
‫عمليددة التنزيددل واإلنددزال ووجددوا ال بددل فعددال قددد سددبق عمليددة اإلنددزال‬
‫‪2‬‬
‫والتنزيل }‬
‫أقول‪ :‬ذل التعريف لمعنى اإلنزال والتنزيل في القرآن الكريم باطدل‬
‫جملدة ور صديال‪ ،‬وشداهد علدى شددحرور بأنده محدري ومتالعدب وصدداحب‬
‫أوهام وأهدواء ‪ ،‬وال يقدول ذلد إال جاهدل أو رم درج رمحدري ل ايدا فدي‬
‫ن سه كما أنه وقغ في انحراي منه ي كبير‪ ،‬ورناقض صارخ صريح‪ ،‬فهو‬
‫يتكلم عن اإلنزال والتنزيل ورعري هما فدي القدرآن الكدريم ‪ ،‬ولدم يرجدغ إليده‬
‫عندما عرفهما؛ وإنما عرفهما رعري دا ذاريدا رحري يدا حسدب هدواه ور صديل‬
‫ذل فيما يأري‪:‬‬
‫صل ‪ ،‬يحمل مع مه‬ ‫أوال‪ :‬بما أن القرآن الكريم كتاب رمحكم حكيم رمبيكن رم ك‬
‫الل و بداسله‪ ،‬وير سر ن سه بن سه‪ ،‬فإنه ي ب على كل من يريد فهدم القدرآن‬
‫فهما صحيحا‪ ،‬أو يعرضه عرضا علميا أن يرجغ إليه ويتركه يدتكلم وي سدر‬
‫ن سه بن سه وال يتدسل في روجيه معانيه أبدا وكل من ال يتعامل مدغ القدرآن‬
‫بهذا المنهت فهو جاهل‪ ،‬أو رمحري يتعامل معه بهواه ومن هذا حاله ال قيمة‬
‫لما يقوله في ميزان الير والعقل والعلم‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪151 – 149 :‬‬
‫‪ 2‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪151 – 149 :‬‬

‫‪107‬‬
‫وبما أن انمر كذل ‪،‬فإن القرآن الكريم عندما استخدم كلمتي " اإلندزال‬
‫"‪ ،‬والتنزيددل" ‪ ،‬فقددد عرفهمددا وب ديكن معانيهمددا بطريقتدده الخاصددة فبالنسددبة‬
‫لعبارة"اإلنزال "‪ ،‬ومنه فعل" أندزل"‪،‬و" أنزلندا"‪ ،‬فدإن القدرآن الكدريم بديكن‬
‫ج ف َراشدا‬ ‫معناه في عددة آيدا ‪ ،‬منهدا قولده رعدالى‪َّ { :‬الدذ َج َعد َل لَ ركد رم ان َ آر َ‬
‫اء َما ًء فَأ َ آس َر َج به مدنَ الث َّ َمد َرا ر آزقدا لَّ ركد آم َفدالَ‬ ‫س َماء بنَاء َوأ َ َ‬
‫ند َل ِم َن ال ه‬
‫س َم ِ‬ ‫َوال َّ‬
‫ود َل ِم و َن‬ ‫ر َ آ عَلر دواآ كّلل أَن ددَااا َوأَن دت ر آم ر َ آعلَ رم دونَ [البقددرة ‪،}]22 :‬و{ َو ره د َو الَّ دذ َ أَنو َ‬
‫ش آيءٍ فَأ َ آس َرجآ نَا م آنهر سَضرا نُّ آخر رج م آنهر َحبدك ا‬ ‫اء َما ًء فَأ َ آس َرجآ نَا به نَبَا َ رك كل َ‬
‫س َم ِ‬ ‫ال ه‬
‫الزي رآتدونَ‬
‫ب َو َّ‬ ‫ط آلع َهدا ق آند َوان اَان َيدة َو َج َّندا ٍ كمد آن أَع َآندا ٍ‬
‫ُّمت ََراكبا َومنَ النَّ آخل مدن َ‬
‫غي َآر رمتَيَاب ٍه ان ر ررواآ إلى َ َمره إذَا أ َ آ َم َر َو َي آنعه إ َّن فدي ذَل ركد آم‬ ‫الر َّمانَ رم آيت َبها َو َ‬
‫َو ُّ‬
‫اء َما ًء لَّ ركدم‬ ‫ند َل ِم َن ال ه‬
‫س َم ِ‬ ‫آل َيا ٍ لكقَ آو ٍم يرؤآ منرونَ [اننعام ‪،} ]99 :‬و{ ره َو الَّذ أ َ َ‬
‫ش َ ر فيه ررسي رمونَ [النحل‪} ]10 :‬‬ ‫كم آنهر ش ََراب َوم آنهر َ‬

‫والحدط‬‫َ‬ ‫واضح من رل اآليا أن " اإلنزال " في القرآن يعني اإلسقاط‬


‫واإلهباط من أعلدى إلدى أسد ل فداهلل رعدالى أسدقط المطدر مدن السدماء إلدى‬
‫انرج‪ ،‬وأهبط آام وزوجه من ال نة إلى انرج‪ ،‬وأنزل القرآن على نبيده‬
‫محمد عليه الصالة والسالم‬
‫وأما معنى " التنزيل " ‪ ،‬ومنه فعل " ن كَزل " ‪ ،‬و" ن كَزلنا"‪ ،‬فقد بيَنه القرآن‬
‫ث َون ََّز آل َنداهر‬
‫ع َلدى رم آكد ٍ‬ ‫الكريم‪ ،‬بقوله رعالى‪َ { :‬وقر آرآنا فَ َر آقنَاهر لت َ آق َرأَهر َ‬
‫علَى َّ‬
‫النداس َ‬
‫علَ آي َ آال رقد آرآنَ ر َندزيال [اإلنسدان‪:‬‬
‫ر َنزيال [اإلسراء ‪،}]106 :‬و{إنَّا نَحآ رن ن ََّز آلنَا َ‬
‫‪،} ]23‬و{إنَّا نَحآ رن ن ََّز آلنَا الذك آك َر َوإنَّا لَهر لَ َحاف رونَ [الح ر ‪} ]9 :‬‬

‫واضح من ذل أن هللا رعالى بعدما أسبرنا أنه أنزل القرآن كامال في ليلدة‬
‫فرقده ‪ ،‬دم ن كَزلده رندزيال‪ ،‬أ أنزلده رم رقدا شديئا فيديئا‬
‫القدر ‪ ،‬فإنه بعد ذلد ك‬
‫حسب ظروي وحواا الدعوة اإلسالمية‬

‫وبما أن انمدر كدذل ‪ ،‬فمدا هدي العالقدة بدين " اإلنزال"‪،‬والتنزيدل" فدي‬
‫القرآن الكريم ؟ رتبين لنا من ال مغ بين قولده رعدالى‪{ :‬إ َّندا أ َ آنزَ آل َنداهر فدي لَي َآلدة‬
‫شد آه ٍر القددر‪3 - 1 :‬‬ ‫اب َما لَ آيلَةر آالقَ آدر لَ آيلَةر آالقَ آدر َسيآر م آن أ َ آلدف َ‬
‫آالقَ آدر َو َما أ َ آا َر َ‬
‫ث َون ََّز آلنَاهر‬
‫علَى رم آك ٍ‬ ‫علَى النَّاس َ‬ ‫)}‪،‬وبين قوله سبحانه‪َ { :‬وقر آرآنا فَ َر آقنَاهر لت َ آق َرأَهر َ‬
‫ر َنزيال [اإلسراء ‪ }]106 :‬واضح من ذل ‪ ،‬أن اإلنزال انول للقرآن في ليلة‬
‫القدر‪ ،‬كان إنزاال كامال من السماء إلى السدماء الددنيا وأمدا اإلندزال الثداني‬
‫للقرآن ‪ ،‬فهو إنزال رم َ كر على افعا حسب الحواا من السماء الدنيا إلدى‬

‫‪108‬‬
‫انرج وكالهمددا إنددزال‪ ،‬انول كلددي‪ ،‬والثدداني رم د ك‬
‫دزأ علددى ارفعددا ‪ ،‬فهددو‬
‫رنزيل وإذا ن رنا إلى التنزيل بن رة كلية ال رم زأة فهو إنزال أيضدا وبمدا‬
‫أن انمر كذل ‪ ،‬في وز لر ة أن يرعبكر عن اال نين باإلنزال مدن بداب الت كدوز‪،‬‬
‫أو إطال اسم الكل على ال دزء‪ ،‬وال دزء علدى الكدل‪ ،‬أو بحكدم أن التنزيدل‬
‫يتضمن اإلنزال‪ ،‬وسيا الكالم يرحدا النو المقصوا وال يكون ذل رناقضا‬
‫كمددا أن التنزيددل يتضددمن اإلنددزال بالضددرورة‪ ،‬نندده ال رنزيددل اون معنددى‬
‫اإلنزال من جهدة؛ واإلندزال ال يتضدمن بالضدرورة التنزيل‪،‬وإنمدا يتضدمنه‬
‫باإلمكان من جهة أسره‬

‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لآليا التي استيهد بهدا شدحرور وأ َشدكلها وأ دار حولهدا‬
‫شددبها وجعلهددا إشددكاال‪ ،‬لي ددد لن سدده مبد ررا ليرحددري معنددى " اإلنددزال"‬
‫و"التنزيل" حسب هواه فإن الحقيقة هي أن رل اآليدا ليسدت كمدا زعدم‪،‬‬
‫وال هي متناقضة ‪ ،‬وإنما هي آيا رمبينا واضحا عنددما نعرضدها علدى‬
‫القرآن الكريم ون هما بم اهيمه ومع مه الل و من ذلد مدثال أن شدحرورا‬
‫رسداءل كيدف ن هدم ونوفددق بدين‪ :‬قولده رعددالى‪َ {:‬وأَنزَ آل َندا آال َحديددَ [الحديددد ‪:‬‬
‫‪ ، }]25‬وقوله‪َ :‬يا َبني آاَ َم قَ آد أَنزَ آل َندا َ‬
‫ع َلد آي رك آم ل َباسدا يدر َوار َ‬
‫سد آو َءار رك آم َورييدا‬
‫[انعراي ‪ )]26 :‬إذ قال إنه رم إندزال الحديدد وقدال إنده ردم إندزال اللبداس‬
‫‪1‬‬
‫على بني آام)‬
‫أٌقول‪ :‬ذل ليا إشكاال وال رناقضا‪ ،‬نن إنزال الحديد من السماء إلدى‬
‫انرج هو أمر علمي وطبيعي جدا‪ ،‬فهو ليا مرفوضا وال مسدتحيال عقدال‬
‫وال علما بحكم أن الكون كله كان كتلة ملتهبة واحدة‪ ،‬دم انقسدم علدى ن سده‬
‫إلى كواكب وشموس وغيرها م أن انرج مثال ان صلت عدن اليدما دم‬
‫برا م بعد ذل رساقطت على انرج معاان كثيرة من ال ضاء وما رزال‬
‫رسقط إلى اليوم على شكل نيازب ومذنبا وأجسام غريبة فما المانغ من أن‬
‫يكون الحديد من المعاان التي ركوندت سدارج انرج دم أسدقطه هللا رعدالى‬
‫عليهددا ؟ بددل هندداب مددن علمدداء الطبيعددة مددن قددال بددذل لدديا هنددا موضددغ‬
‫‪2‬‬
‫ر صيله‬

‫ون ا انمر يرقال في قولده رعالى‪{:‬يدا بندي آام قدد أنزلندا علديكم لباسدا‬
‫يوار سوءاركم ورييا} انعدراي ‪ )26‬فهدو لديا رمنكدرا وال مسدتحيال‪،‬‬
‫فيرمكن أن ير سر ذل بأن هللا رعالى علكم الناس ارردداء اللبداس بواسدطة أبديهم‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪147 :‬‬
‫‪ 2‬أن ر ذل في اليبكة المعلومارية‬

‫‪109‬‬
‫آام وأمهم حواء ‪ ،‬فهما قد لبسا المالبا في ال نة‪ ،‬وعندما هبطدا منهدا بدأمر‬
‫مددن هللا‪ ،‬كانددا يررددديان المالبددا ومنهمددا رعلددم انبندداء اررددداء اللبدداس‬
‫وصناعتها فالنموذج انول من المالبا كان رمنزال ‪ ،‬ولم يرصنغ في انرج‬

‫ويرمكن ر سيره أيضا‪ ،‬بأن المقصوا من ذل اإلنزال ليا إنزال المالبدا‬


‫جاهزة‪ ،‬وإنما إنزال مصداارها ومصداار اللبداس مندذ القدديم حيوانيدة‪ ،‬أو‬
‫نبارية فانصواي وانوبار وانشعار من اننعام‪ ،‬وهي لم يخلقها هللا رعالى‬
‫علدى انرج‪ ،‬وإنمدا أنزلهدا إليهدا بددليل قولده رعدالى‪َ :‬وأَندزَ َل لَ ركدم كمد آن‬
‫اج ) الزمر ‪ )) 6 :‬فاآلية واضحة ال رقبل رأويال صدحيحا‬ ‫آان َ آن َعام َ َمانيَةَ أ َ آز َو ٍ‬
‫غير الذ صرحت به ‪،‬هو أن هللا رعالى لم يخلق اننعام فدي انرج‪ ،‬وإنمدا‬
‫سلقها سارجها‪ ،‬م أنزلها إليها‬

‫والقطن والكتان مثال من النبا ‪ ،‬ومنهمدا يصدنغ اإلنسدان اللبداس‪ ،‬لكدن‬


‫الذ يرنبتهما هو الماء‪ ،‬والماء ينزل من السماء والماء ضدرور لصدناعة‬
‫كل أنوا اللباس‬

‫وأما رساؤل شحرور عن " كيدف نوفدق بدين إ َّندا أَنزَ آل َنداهر قر آرآندا َ‬
‫ع َربيدك ا‬
‫[يوسف ‪ )]2 :‬وقال‪ { :‬إنَّا أَنزَ آلنَاهر في لَ آيلَة آالقَ آدر [القدر ‪ } ]1 :‬فكيف ن هدم‬
‫إنددزال الحديددد وإنددزال القددرآن؟ )‪ 1‬فددانمر واضددح جدددا‪ ،‬أنزلدده هللا رعددالى‬
‫بلسان عربي وليا بلسان آسر والقرآن أنزله كله مدرة واحددة إلدى السدماء‬
‫الدنيا في ليلة القدر وأما الحديد فهو أيضا ردم إنزالده مدن السدماء كمدا بينداه‬
‫أعاله فأين اإلشكال ‪ ،‬أو التناقض؟؟‬

‫وأما اعتراج شحرور بقوله ‪ :‬أما عن التنزيل فقال‪ :‬إنَّا ن آَحد رن ن ََّز آل َندا‬
‫ن آال َعزيدز‬ ‫علَ آي َ آالقر آرآنَ ر َنزيال [اإلنسان ‪ )]23 :‬وقال‪ :‬ر َنزي رل آالكتدَ اب مدنَ َّ‬
‫َ‬
‫الدرحيم [فصدلت ‪]2 :‬‬ ‫آال َحكيم [ال ا ية ‪ } )]2 :‬وقال‪ :‬ر َنزيل كمنَ َّ‬
‫الدرحآ َمن َّ‬
‫)‪ ،‬وقال‪ :‬ر َنزيل كمن َّربك آال َعالَمينَ [الواقعة ‪ 2) ) ]80 :‬فانمر هو أيضا‬
‫واضح لمن ردبر وفهم القرآن بالقرآن‪ ،‬وكدان طالبدا للحدق ال للتحريدف نن‬
‫أنزل من اإلنزال‪ ،‬و" نزلنا" من التنزيل ‪ ،‬ومعناهما بيناه سابقا وعليده فداهلل‬
‫نزل القرآن على محمد عليه الصالة والسالم م رقا في افعدا حسدب‬ ‫رعالى ك‬
‫حواا الدعوة وظروفها‪ ،‬ولم يرنزله عليه افعة واحدة عندما انزلده كلده إلدى‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪147 :‬‬
‫‪ 2‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪147 :‬‬

‫‪110‬‬
‫السماء الدنيا وبذل يكون ذل القرآن الدذ ندزل رم رقدا هدو رنزيدل مدن هللا‬
‫رعالى ك‬
‫نزله على نبيه فهو رنزيل وليا إنزاال‪ ،‬فأين اإلشكال هنا ؟؟‬

‫وأمددا قولدده ‪ { :‬أمددا التنزيددل فكيددف نوفددق بددين قولدده رنزيددل مددن رب‬
‫العالمين} الواقعة ‪ )80‬و {إنا نحن نزلندا عليد القدرآن رندزيال} اإلنسدان‬
‫‪ )23‬وبين قوله‪{ :‬ونزلنا عليكم المن والسدلوه} طده ‪)80‬؟ }‪1‬؛ فدال يوجدد‬
‫أ إشكال‪ ،‬وال رناقض‪ ،‬نن رل اآليا كلها ركلمت عن التنزيل ال اإلنزال‪،‬‬
‫وعبارة" نزلكنا " من التنزيل وليست من اإلنزال‪ ،‬وفعله " أنزلندا " وعليده‬
‫فالذ حد في رل اآليا اإلنزال ال رم كزأ وليا اإلنزال الكلي مرة واحددة‬
‫فاهلل رعالى أنزل القرآن على نبيه بعدما أنزله إلى السماء الدنيا في ليلة القددر‬
‫‪ ،‬م أنزله بعد ذل رم رقا وكذل أنزل ذل الرز على بني إسرائيل عنددما‬
‫كانوا في أرج التيه رم رقا بمعنى أوصله إليهم م رقا حسب قبائلهم‬

‫س آل َوه ركلرواآ من‬ ‫علَ آي رك رم آال َم َّن َوال َّ‬


‫وأما قوله ‪ {:‬وكيف ن هم َوأَنزَ آلنَا َ‬
‫س ره آم َي آ ل رمونَ [البقرة ‪)]57 :‬‬ ‫ظلَ رمونَا َولَدكن َكانرواآ أَن ر َ‬ ‫طيك َبا َما َرزَ آقنَا رك آم َو َما َ‬‫َ‬
‫؟ أ كيف ن هم اإلنزال والتنزيل في المن والسلوه وفي القرآن فعن القرآن‬
‫“نزلنا‪ ،‬وأنزلنا” وعن‬ ‫قال‪“ :‬نزلنا وأنزلنا” وعن المن والسلوه قال أيضا‪َّ :‬‬
‫ط رهورا [ال رقان ‪، )]48 :‬وقال‪َ :‬ون ََّز آلنَا‬ ‫س َماء َماء َ‬‫الماء قال‪َ :‬وأَنزَ آلنَا منَ ال َّ‬
‫اركا َفأَنبَتآنَا به َجنَّا ٍ َو َحبَّ آال َحصيد [قد ‪ )]9 :‬وعن‬ ‫س َماء َماء ُّم َب َ‬ ‫منَ ال َّ‬
‫الذكر قال‪َ :‬وأَنزَ آلنَا إلَ آي َ الذك آك َر لتربَيكنَ للنَّاس َما نر كز َل إلَيآه آم [النحل ‪:‬‬
‫‪ )]44‬فما هو اإلنزال والتنزيل للقرآن؟ واإلنزال والتنزيل للمن والسلوه؟‬
‫واإلنزال والتنزيل للماء؟ واإلنزال والتنزيل للمالئكة والذكر حيث قال عن‬
‫المالئكة ‪َ :‬و َل آو أَنَّنَا ن ََّز آلنَا إلَيآه رم آال َمآلئ َكةَ َو َكلَّ َم ره رم آال َم آورَى [اننعام ‪)]111 :‬‬
‫انم رر ر َّم الَ يرن َ ررونَ‬
‫ي آ‬ ‫علَيآه َم َل َولَ آو أَنزَ آلنَا َم َلكا لَّقرض َ‬‫‪،‬و َو َقالرواآ لَ آوال أرنز َل َ‬
‫[اننعام ‪ )]8 :‬كيف ن هم اإلنزال والتنزيل في هذه الحاال بيكل ينس م‬
‫بعضها مغ بعض وينس م مغ قوانين الحقيقة أ ي ب أن يكون بينهما‬
‫‪2‬‬
‫رباط منطقي مغ مطابقة موضوعية}‬

‫فأقول‪ :‬إن ال مغ بين " اإلنزال " و"التنزيل" في رل اآليا حسب‬


‫مواضعها‪ ،‬ليا إشكاال وال رناقضا إذا فهمناها فهما صحيحا وفسرناها‬
‫بالقرآن الكريم في ر ريقه بين اإلنزال والتنزيل كما بيناه سابقا وعليه فإن‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪147 :‬‬
‫‪ 2‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪147 :‬‬

‫‪111‬‬
‫إنزال المن والسلو على بني إسرائيل في أرج التيه رضمن إنزاليكن‪:‬انول‬
‫يتعلق باإلنزال ككل وبيكل عام من البداية إلى النهاية اون ر ريق بين‬
‫المراحل التي مر بها‪ ،‬وال بالرز ال رمنزل وأما " التنزيل " فيتعلق‬
‫بالمرحلة انسيرة وحدها‪ ،‬وفيها رم الت ريق بين نوعي الرز ‪ ،‬وروزيغ كل‬
‫نو ‪ ،‬م ر ريق النوعيكن على قبائل بني إسرائيل اال نتي عيرة‪َ {،‬وقَ َّ‬
‫ط آعنَا ره رم‬
‫ع آي َرة َ أ َ آسبَاطا أ ر َمما [انعراي ‪ }]160 :‬وهللا أعلم بالصواب‬
‫ا آنَت َ آي َ‬

‫وفيما يتعلق بالتوفيق بين " اإلنزال " ‪ ،‬و" التنزيل في القرآن فقد سبق‬
‫أن بيناه أعاله وأما التوفيق بين إنزال المطر ورنزيله ‪ ،‬فعندما نن ر إليه‬
‫ك اهرة طبيعية عامة ينزل على انرج فهو إنزال‪ ،‬لكن عندما نن ر إليه‬
‫حسب سقوطه على انقاليم والمناطق المناسية كما وزمانا وفصوال‪ ،‬فهو‬
‫رنزيل وأما التوفيق بين رنزيل المالئكة‪ ،‬وإنزال ال َملَ ‪ ،‬فهو أيضا واضح‪،‬‬
‫ف ي قوله رعالى‪َ :‬ولَ آو أَنَّنَا ن ََّز آلنَا إلَيآه رم آال َمآلئ َكةَ َو َكلَّ َم ره رم آال َم آور َى َو َحي آَرنَا َ‬
‫علَيآه آم‬
‫نر َولَدك َّن أ َ آكث َ َر ره آم يَ آ َهلرونَ‬
‫ش آيءٍ قربرال َّما َكانرواآ ليرؤآ منرواآ إالَّ أَن يَيَا َء ك‬ ‫رك َّل َ‬
‫نزلنا" رتعلق بإنزال رمتعدا و رم َ كر للمالئكة‪،‬‬ ‫[اننعام ‪ ،) ]111 :‬فإن كلمة" ك‬
‫يتنزلون إلى الميركين ‪ ،‬فهو رنزيل وليا إنزاال وأما اإلنزال في قوله‬
‫انم رر ر َّم الَ‬‫ي آ‬ ‫علَيآه َملَ َولَ آو أَنزَ آلنَا َملَكا لَّقرض َ‬ ‫رعالى‪َ :‬وقَالرواآ لَ آوال أرنز َل َ‬
‫يرن َ ررونَ [اننعام ‪ ،)]8 :‬فهو يتعلق بإنزال واحد وكلي‪ ،‬ال رعدا فيه وال‬
‫ر ريق‬

‫وب لك يتبين أن االعتراضا والتساؤال واليبها التي أ ارها‬


‫شحرور حول اإلنزال والتنزيل ليست إشكاال وال متناقضا ‪ ،‬وفهمها‬
‫بالقرآن الكريم ليا غامضا وال صعبا‪ ،‬وال مستحيال؛ وكان يرمكنه فهمها لو‬
‫رجغ إلى القرآن وفهمه فهما صحيحيا ورركه يتكلم وير سر ن سه بن سه لكنه‬
‫لم ي عل ذل ننه صاحب هوه يحمل ر سيرا ذاريا رحري يا رمسبقا لي رضه‬
‫على رل اآليا ل ايا في ن سه‬

‫وبما أن األمر كما بيناه أعاله‪ ،‬فإن اعتراضا شحرور على عبارري "‬
‫اإلنزال"‪ ،‬و"التنزيل " في القرآن هي اعتراضا زائ دة متهافتدة ورعري ده‬
‫لمعنى " اإلنزال"‪ ،‬و" التنزيل" هو رعريف ذاري رحري دي وباطدل ومخدالف‬
‫لمددا قالدده القددرآن الكددريم عددن معنددى الكلمتددين نندده أسددقط أصددل معنددى "‬
‫اإلنزال"‪،‬و" التنزيل"‪ ،‬وهو اإلسقاط‪ ،‬وال َحط‪ ،‬واإلهباط من أعلى إلى أس ل‬
‫ف اء رعري ده ذاريدا رحري يدا ناقصدا فاسددا وفارغدا مدن معندى " اإلندزال "‪،‬‬

‫‪112‬‬
‫والتنزيل"‪ ،‬في القرآن الكريم والل ة العربية الموافقة له وعليه فإن المثداليكن‬
‫اللذين أوراهما شحرور وشرش بهما رعري ه وال رمتعلقيكن بالمباراة وال بل‪ ،‬ال‬
‫يصلحان ليرش ور سير معنى " اإلنزال"‪ ،‬و" التنزيل" فدي القدرآن ننهمدا‬
‫رضمنا معندى النقدل‪ ،‬والتصدوير‪ ،‬والرسدم ‪ ،‬والكيدف‪ ،‬ولدم يتضدمنا معندى‬
‫اإلنزال فمثاله انول رضمن الكيف عن شيء غير مرئي إلى مرئي غيدر ر‬
‫درب وهدذا لديا إندزاال‪،‬وال رندزيال‪ ،‬الن الكيدف ال يتضدمن‬ ‫درب إلدى رمد َ‬
‫رم َ‬
‫بالضرورة اإلنزال‪ ،‬فقدد يدتم علدى مسدتوه أفقدي وكدذل اإلندزال ال يلدزم‬
‫الكيف ‪ ،‬فقد يرنزل شيء ما من مكان مرئي إلدى آسدر مرئدي وأمدا المثدال‬
‫الثاني المتعلق بال بل فليا إنزاال وال رندزيال‪ ،‬ولدم يتضدمن معندى اإلندزال‬
‫أصال‪ ،‬وال حد فيه إنزال حقيقي وإنما هو رسم ونست‬

‫وبذل يتبين أن المثداليكن اللدذيكن شدرش بهمدا شدحرور معندى اإلندزال‬


‫والح دط‪،‬‬
‫َ‬ ‫والتنزيددل ال يصددلحان لددذل ‪ ،‬ننهمددا لددم يتضددمنا معنددى اإلسددقاط‪،‬‬
‫واإلهباط من أعلى إلى أس ل فال روجد فيهما عملية إنزال وال رنزيل أصال‬
‫فال رعري ه صحيح وال المثاالن صحيحان يعبران عن اإلنزال والتنزيل كمدا‬
‫ورا في القرآن الكريم من جهة‪ ،‬وكل ما بناه من أفكار على رعري ه لهما فهو‬
‫باطل من جهة أسره فانمر كله رحري ا وأوهام وأهواء ل ايا فدي ن دا‬
‫شحرور‬

‫ثانيا‪ :‬نقض تأويل شحرور لمعنى األمي في القرآن‪:‬‬


‫عري الكارب محمد شحرور معنى انمي في القرآن الكريم‪ ،‬فقال‪ :‬أوال‪:‬‬‫ك‬
‫لنعري ما معنى كلمة انمي التي ورا في اآليا السابقة لقد أطلق‬
‫اليهوا والنصاره على الناس الذين ال يدينون بدينهم أ ليسوا يهواا وال‬
‫نصاره ل ظ انمي وجاء من كلمة غوييم العبرية “انمم”) وهو ما‬
‫نعبر عنه اليوم بالدهماء أو ال وغاء أو العامة‪ ،‬نن هؤالء الناس كانوا‬
‫جاهلين وال يعلمون ما هي انحكام في كتاب اليهوا والنصاره‪ ،‬والنبوا‬
‫التي جاء لهم ومن هنا جاء ل ظ انمي التي رعني‪:‬‬
‫‪ – 1‬غير اليهوا والنصراني‬
‫‪ – 2‬ال اهل بكتب اليهوا والنصاره‬

‫‪113‬‬
‫وهذا واضح في اآلية رقم ‪ 20‬من آل عمران َوقرل لكلَّذينَ أ ر آوررواآ آالكت َ‬
‫َاب‬
‫َوان ر كميكينَ [آل عمران ‪ )]20 :‬فالذين أوروا الكتاب هم اليهوا والنصاره‬
‫‪1‬‬
‫والباقي من الناس هم انميون )‬
‫‪.‬‬

‫أقول‪ :‬ذل التعريف ناقص جدا‪ ،‬وال يرعبر عن الم هوم اليامل‬
‫والصحيح والدقيق‪ ،‬لمعنى انمي في القرآن والسنة والل ة العربية وهو‬
‫صله‬
‫رعريف ذاري رحري ي أكثر مما هو رعريف علمي ‪ ،‬قاله شحرور وف ك‬
‫على مقاسه ل ايا في ن سه وعليه فإن التعريف الصحيح لمعنى انمي‬
‫ي ب أوال رعري ه من القرآن الكريم‪ ،‬م من السنة النبوية انيا‪ ،‬م بأقوال‬
‫العلماء المختصين في علوم اليريعة والل ة العربية الثا وأ رعريف‬
‫لمعنى انمي ال ينطلق من رل المصاار فلن يكن رعري ا علميا صحيحا‬
‫اقيقا شامال مقبوال‬
‫أوال‪ :‬إن انمي في القرآن الكريم ليا هو الذ ال علم له بكتب اليهوا‬
‫والنصاره وليا منهم ؛ وإنما هو أوسغ من ذل وأا ‪ ،‬ويعني أن انمي‬
‫هو الذ لم يتعلم علما من العلوم سماعا وال قراءة وهذا التعريف ينطبق‬
‫انطباقا راما على النبي انمي الخارم محمد عليه الصالة والسالم بدليل‬
‫اآليا القرآنية اآلرية‪:‬‬
‫ث في آان ر كميكينَ َر ر‬
‫سوال كم آن ره آم يَتآلرو َ‬
‫علَيآه آم آيَاره‬ ‫منها قوله رعالى‪ :‬ره َو الَّذ بَعَ َ‬
‫ضد َال ٍل ُّمبد ٍ‬
‫ين‬ ‫اب َو آالح آك َمدةَ َوإن َكدانروا مدن قَ آبد رل لَ دي َ‬ ‫َويرزَ ككيه آم َويرعَلك رم رهد رم آالكتدَ َ‬
‫ال معة ‪ ))2 :‬هؤالء العرب انميون الذين أررسدل فديهم سدارم اننبيداء مدن‬
‫أحوالهم وص ارهم أنهم ‪ :‬لم يكن لهم علم بتزكية وال بكتاب إلهي‪ ،‬وال بحكمة‬
‫ربانية‪ ،‬وكانوا في ضالل رمبين‪ ،‬ف اء محمد‪-‬عليه الصالة والسدالم‪ -‬لديعلمهم‬
‫الكتاب والحكمة والتزكية وليخدرجهم مدن الضدالل ال رمبدين وهدو ن سده كدان‬
‫مددثلهم أيضددا قبددل نبوردده فهددم كددانوا أميددين لعدددم علمهددم بالتزكيددة والكتدداب‬
‫والحكمة‪ ،‬وننهم كانوا في ضالل مبين فهم أميون بتل الص ا‬

‫اب َوان ر كم كيدينَ أَأ َ آسدلَ آمت ر آم َفدإ آن‬


‫الثانية‪ ،‬قوله رعالى‪ :‬وقل لك َّلدذينَ أ ر آو رردواآ آالكتدَ َ‬
‫أ َ آسلَ رمواآ فَقَد ا آهتَدَواآ))‪-‬آل عمران ‪ ،- 20 :‬نحن أمام أمتين‪ ،‬أمة كان عندها في‬
‫انصل كتاب إلهي فلها علم به ‪ ،‬فهي من أهدل الكتداب وأمدة أسدره لد يا‬
‫عندها كتاب إلهي ‪ ،‬فال علم لها به‪ ،‬فهي ليست من أهدل الكتداب‪ ،‬وهدي أمدة‬
‫العرب قبل اإلسالم وغيرها من انمم التي ليا عندها كتداب إلهي فانصدل‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪140 – 139 :‬‬

‫‪114‬‬
‫هنا هو وجوا الكتاب والعلم به أ ال أمية‪ ،‬أو عدم وجوا الكتداب وال العلدم‬
‫به ‪،‬أ وجوا أ رمية‬
‫وقد سمى اليهوا والنصاره غيرهم من اليعوب بانميين بددعوه انده‬
‫ال علم لهم بالكتب المنزلة عليهم قال رعالى‪َ :‬وم آن أ َ آهل آالكت َاب َم آن إن ر َأ آ َم آنهر‬
‫علَ آيده‬ ‫ت َ‬ ‫ار ي َرؤاكه إلَ آي َ َوم آن رهم َّم آن إن ر َأ آ َم آنهر بدين ٍ‬
‫َار الَّ ي َرؤاكه إلَ آيد َ إالَّ َمدا ا آرمد َ‬ ‫بقن َ‬
‫ط ٍ‬
‫ن آال َكدذ َ‬
‫ب‬ ‫ع َلدى ك‬ ‫سبِي ٌل َويَقرولرونَ َ‬ ‫ين َ‬ ‫علَ ْينَا فِي األ ُ ِ ّم ِيّ َ‬
‫س َ‬‫قَآئما ذَل َ بأَنَّ ره آم قَالرواآ لَ ْي َ‬
‫َو ره آم يَ آعلَ رمونَ [آل عمران ‪) ]75 :‬‬

‫الثالثة ‪ ،‬قوله رعالى عن اليهوا‪َ :‬ومد آن ره آم أ ر كميدُّ ونَ الَ يَ آعلَ رمدونَ آالكتدَ َ‬
‫اب إالَّ‬
‫ي َوإ آن ره آم إالَّ َي رنُّونَ ) البقرة ‪ ))78 :‬هؤالء الصنف من اليهوا وص هم‬ ‫أ َ َمان َّ‬
‫هللا بانميين رغم أن اليهوا من أهل الكتاب ‪،‬وسدموا غيدرهم بدانميين لعددم‬
‫معرفتهم بالكتاب اإللهي رل الطائ ة من اليهوا هي مدن انميدين‪ ،‬ننهدم ال‬
‫يعلمون الكتاب فهما وال سماعا وال قراءة وال كتابة‪ ،‬وإنما يتمنون وي نون‪،‬‬
‫فهم جاهلون بكتابهم وذل الوصف هو وصف عام ييدمل كدل م هدر مدن‬
‫م اهر انمية‪،‬فنحن أمام أميين من أهل الكتاب‪ ،‬ننه ال علم لهم بكتابهم‬

‫وبذل يتبين من رل اآليا أن معنى انمي ورعري ه هو الذ ال علدم لده‬


‫بالكتاب اإللهي فهما وال ممارسة وال قراءة من جهة؛ وهدو الدذ ال علدم لده‬
‫بالعلوم انسره أيضا نن انمية ال رقتصر على عدم العلم بالكتداب اإللهدي‬
‫فقط‪ ،‬وإنما هي ريمل أيضا كل أنوا العلوم والكتب انسره فالذ له علدم‬
‫بعلوم الكتاب اإللهي وي هل العلوم انسدره‪ ،‬فهدو أمدي فدي العلدوم التدي ال‬
‫يعرفها والذ له علم بالعلوم الطبيعية وي هل العلوم اليرعية‪ ،‬فهو أمي في‬
‫علوم اليريعة وهذا الم هوم سديتعمق أكثدر الحقدا عنددما نسدتخرج صد ا‬
‫النبي انمي محمدد عليده الصدالة والسدالم مدن سدالل اآليدا القرآنيدة التدي‬
‫نصت على أنه كان أميا ال يعلم علما من العلوم سماعا وال قراءة وال كتابة‬

‫ثانيا‪ :‬عثر ر على حدديثين نبدويين يرسداعدان علدى رحديدد معندى انمدي‪:‬‬
‫انول صحيح ‪ ،‬والثاني ضعيف لكنه يصلح لتحديد معنى انمي ‪ ،‬بحكم أنده‬
‫أ ر قديم‪ ،‬وموافق لما قاله القرآن والحديث انول‪ ،‬ولما قالده كثيدر مدن أهدل‬
‫العلم‬
‫انول‪ ،‬م ااه أن النبي‪-‬عليه الصالة والسالم قال‪ :‬إنَّا أ ر َّمة أ ر كميَّة َال نَ آكت ر ر‬
‫ب‬
‫‪1‬‬
‫ي آه رر َه َكذَا َو َه َكذَا َي آعني َم َّرة ر آس َعة َوع آيرينَ َو َم َّرة َ َال ينَ ))‬
‫ب ‪ ،‬ال َّ‬ ‫َو َال نَحآ ر‬
‫س ر‬
‫‪ 1‬البخار ‪ :‬الصحيح‪ ،‬ج ‪ 3‬ص‪28 :‬‬

‫‪115‬‬
‫عري انمية بعدم العلم ‪ ،‬فأمة العرب لم يكن لها علم‬ ‫واضح من الحديث أنه ك‬
‫بالكتابة وال بالحساب غالبا‪ ،‬والكتابة علم‪ ،‬والحساب علم أيضا وجمعه بدين‬
‫الكتابة والحساب هو شاهد قدو علدى أن انميدة رعندي عددم العلدم بالسدما‬
‫وب يره وال رقتصدر علدى عددم القدراءة والكتابدة ‪ ،‬بدل إن الحدديث لدم يد ذكر‬
‫القراءة هنا أصال كما أنده ذكدر جانبدا واحددا مدن أميدة العدرب التدي كدانوا‬
‫عليها فدال شد أن أميدة العدرب كاندت ريدمل جواندب أسدره‪ ،‬بددليل قولده‬
‫ع َلديآه آم آيَارده َويدر زَ ككيه آم‬ ‫ث في آان ر كميكينَ َر ر‬
‫سوال كم آن ره آم يَتآ رلدو َ‬ ‫رعالى‪ :‬ره َو الَّذ بَعَ َ‬
‫ين ال معدة ‪:‬‬ ‫ضد َال ٍل ُّمبد ٍ‬ ‫َاب َو آالح آك َمةَ َوإن َكدانروا مدن قَ آبد رل لَ دي َ‬ ‫َوير َعلك رم ره رم آالكت َ‬
‫‪))2‬‬
‫علما بأن ذل الحديث ليا وص ا نمة اإلسدالم‪ ،‬وإنمدا هدو وصدف نمدة‬
‫العرب قبل اإلسالم ‪ ،‬نن أمة اإلسالم جاء اإلسالم ليزكيهدا ويعلمهدا الكتابدة‬
‫سدوال كمد آن ره آم يَتآ رلدو َ‬
‫ع َلديآه آم‬ ‫ث فدي آان ر كميدك ينَ َر ر‬ ‫والحكمة قال رعالى‪ :‬ره َو الَّذ بَعَ َ‬
‫ين‬‫ضد َال ٍل ُّمبد ٍ‬‫َاب َو آالح آك َمةَ َوإن َكانروا من قَ آب رل لَ ي َ‬ ‫آيَاره َويرزَ ككيه آم َوير َعلك رم ره رم آالكت َ‬
‫[ال معة ‪ )]2 :‬وقدد رحقدق ذلد فدي الواقدغ‪ ،‬بدالقرآن وبتعلديم النبدي‪-‬عليده‬
‫الصالة والسالم‪ -‬نمتده القدرآن والسدنة وعلدى يديده ظهدر طائ دة القدراء‬
‫الذين ر رغوا للعلم سماعا وقراءة وكتابة‬

‫الحديث الثاني‪ :‬هو حديث ضعيف ‪ ،‬لكنه يصلح شاهدا ل ويا معبدرا عدن‬
‫معنى انمي عند السلف انول ‪،‬و يؤيد ما ذكرناه عن معنى انمي مدن جهدة‬
‫‪ ،‬ويتقوه معناه بالحديث الصحيح وباآليا المذكورة سابقا من جهة أسره‬
‫‪1‬‬
‫ومضمونه أن هللا يرعافي انميين يوم القيامدة ‪ ،‬مدا ال يرعدافي العلمداء ))‬
‫فانميون مقابل العلماء‪ ،‬فهم الذين ال يعلمون ‪ ،‬فال علم عنددهم بالسدما وال‬
‫بالقراءة وال بالكتابة فهذا الحديث والذ سبقه بيكنا أن انمية رعني عدم العلم‬
‫بأ علدم‪ ،‬وليسدت مقتصدرة علدى عددم معرفدة القدراءة والكتابدة‪ ،‬وال علدى‬
‫معرفة علوم اليريعة‪ ،‬وال على كتب أهل الكتاب‬

‫ثالثا‪ :‬روجد شواهد كثيرة من أقوال العلماء المتقدمين والذين من بعدهم‪،‬‬


‫ررحدا معندى انمدي رحديددا صدحيحا‪ ،‬ورت دق مدغ النصدوص اليدرعية التدي‬
‫سر معنى‬ ‫حدا معنى انمي منهم‪ :‬الم سر م اهد بن جبر ‪103‬هد ) ‪ ،‬ف ك‬
‫ي َوإ آن ره آم‬ ‫انميين في قوله رعالى ‪َ :‬وم آن ره آم أ ر كميُّونَ الَ يَ آعلَ رمونَ آالكت َ‬
‫َاب إالَّ أ َ َمان َّ‬
‫إالَّ يَ رنُّونَ )) البقرة ‪ ، )) 78 :‬بدأنهم أنداس مدن اليهدوا ال ي قهدون الكتداب‬

‫‪ 1‬ابن ال وز ‪ :‬العلل المتناهية ‪،‬ط‪ ، 1‬رحقيق ‪ :‬سليل الميا اار الكتب العلمية – بيرو ‪، 1403 ،‬ج ‪ 1‬ص‪ 140 :‬و ابن كثير ‪ :‬ر سير ابن كثير ‪ ،‬ج ‪ 1‬ص‪ 124 :‬و‬
‫انلباني‪ :‬السلسلة الضعي ة ‪ ،‬مكتبة المعاري – الرياج ‪،‬ج ‪ 7‬ص‪155 :‬‬

‫‪116‬‬
‫فَ رهدم ال علدم لهدم بالكتداب‪ ،‬ولدم‬ ‫‪1‬‬
‫الذ أنزله هللا على موسى‪-‬عليده السدالم‪-‬‬
‫يتعلموه ‪ ،‬لذا فهم من انميين‬

‫الثاني ‪ :‬إمام الحن ية أبو حني ة النعمان ‪150‬هد ) ‪ ،‬يقدول ‪ :‬إذا ك‬


‫رعلدم‬
‫‪2‬‬
‫انمي سورة أ نداء الصدالة ‪ ،‬فإنده يقرأهدا و يبندي عليهدا ‪ ،‬دم غيدك ر فتدواه‬
‫والياهد هنا قوله " إذا رعلكم انمي سورة "‪ ،‬فالذ ال يح ظ سدورة فهدو مدن‬
‫انميين‪ ،‬وإذا رعلمها فهو ليا منهم فيما يتعلق بذل انمر فانمية هنا عددم‬
‫التعلم‬
‫‪ 151‬هد ) صاحب‬ ‫الثالث‪ :‬المؤرخ محمد بن إسحا بن يسار المديني‬
‫السيرة النبوية الميهورة ‪ ،‬قال ‪ :‬كاندت العدرب أميدين ال يدرسووون كتابدا‬
‫‪،‬وال يعرفون مدن الرسدل عهددا ))‪ 3‬فهدم أميدون نن مدن صد ارهم أنهدم ال‬
‫يدرسون كتابا سماعا وال قراءة ‪ ،‬وال علم لهم بأسبار الرسل‬

‫‪ 182‬هد د ) صداحب أبدي حني دة ‪،‬‬ ‫الرابع‪ :‬الفقيه أبو يروسدف يعقدوب‬
‫كان يقول عن صالة انمي ‪ :‬و أما نحن فنره إذا صلى انمي بقوم أميين‬
‫علد َم‬
‫وبقوم يقرؤون فصلى بهم رمدام الصدالة ‪ ،‬و قدد قعدد قددر التيدهد ‪ ،‬دم َ‬
‫سورة ‪ ،‬إنه ر ر زيه صالره ‪،‬وصالة من سل ده ممدن ال يقدرأ وأمدا مدن كدان‬
‫يقرأ فصالره فاسدة ))‪ 4‬واضح من كالمه أن انمي هو الذ ال يح ظ شديئا‬
‫علم سورة أ ح ها ارر عت أميته فعدم الح ظ من ص ا‬ ‫من القرآن‪ ،‬فإذا َ‬
‫انمية‪ ،‬والح ظ من ص ا التعلم وال رمتعلم‬

‫‪189‬هد ) ‪،‬ذكدر أنده سدأل‬ ‫الخامس‪ :‬ال قيه محمد بن الحسن الييباني‬
‫صاحبه أبا حني ة النعمان فقال له ‪ :‬أرأيت رجال أميا صلى بقدوم أميدين ‪،‬‬
‫ومنهم من يقرأ ‪ ،‬و فديهم مدن ال يقدرأ )) و سدأله أيضدا ‪ :‬أرأيدت إن‬
‫افتتح بهم الصالة وهو أمي ‪ ،‬فصلى بهم رمام الصالة ‪ ،‬فلما قعد قددر ك‬
‫التيدهد‬
‫عل َم سورة )) و سأله أيضا ‪ :‬قرلتر ‪ :‬إذا افتدتح أمدي بقدوم‬ ‫و لم يرسلكم ‪َ ،‬‬
‫عل َم سدورة قدال ‪:‬‬ ‫الصالة ‪ ،‬فصلى بهم ركعة ‪ ،‬أو ركعتين ‪ ،‬أو ال ة ‪ ،‬م َ‬
‫‪5‬‬
‫صالرهم فاسدة قلتر ‪ :‬وكذل لو كان فديهم قدوم يقدرؤون قدال ‪ :‬نعدم ))‬
‫واضح من كالمه أن الذ ال يح ظ شيئا من القدرآن هدو مدن انميدين‪ ،‬وأمدا‬

‫‪ 1‬الطبر ‪ :‬ر سير الطبر ‪ ،‬ج ‪ 1‬ص‪ ، 416 :‬ج ‪ ، 10‬ص‪ 152 :‬و ابن كثير ‪ :‬الت سير ‪ ،‬ج ‪ 1‬ص‪165 :‬‬
‫‪ 2‬محمد بن الحسن الييباني‪ :‬المبسوط ‪ ،‬ج ‪ 1‬ص‪185 :‬‬
‫‪ 3‬السيرة النبوية ‪ ،‬ص‪22 :‬‬
‫‪ 4‬محمد بن الحسن الييباني المبسوط ‪ ،‬ج‪ 1‬ص‪186 :‬‬
‫‪ 5‬محمد بن الحسن الييباني ‪ ،‬المبسوط ج ‪ 1‬ص‪187 ، 186 ،185 :‬‬

‫‪117‬‬
‫الذ يح ده فلديا مدنهم والقدراءة المدذكورة رعندي قدراءة الح دظ وليسدت‬
‫القراءة من كتاب‬

‫السادس‪ :‬إمام اليافعية محمد بن إاريا اليافعي ‪ 204‬هد ) ‪ ،‬قدال‪:‬‬


‫فإن أ َ كم أمي بمن يقدرأ أعداا القدارئ ‪ ،‬وإن ائدتم مثلده أجدزأه))‪ 1‬ن دا معندى‬
‫انمي المذكور أعاله‪ ،‬فالذ ال يح ظ القرآن هو من انميين‪ ،‬والذ يح ده‬
‫عل َم شيئا من القرآن‬
‫فليا منهم‪ ،‬ننه َ‬

‫‪ 250‬أو ‪ 255‬هد)‬ ‫السابع‪ :‬شيت بصر نقل عنه أبو عثمان ال احظ‬
‫أنه كان يقول عن أمية النبي‪-‬عليه الصالة والسالم‪ : -‬إن هللا إنما جعل نبيه‬
‫أميا ال يكتب وال يحسب ‪،‬وال ينسب وال يقرج اليعر ‪،‬وال يتكلف الخطابة‪،‬‬
‫وال يتعمد البالغة لين را هللا بتعليمده ال قده وأحكدام اليدريعة ويقصدره علدى‬
‫معرفة مصالح الدين اون ما رتباهى به العرب من قيافة ان ر وعيافة الطيدر‬
‫عدري انميد ة‬‫ومن العلدم بداننواء وبالخيدل وباننسداب ))‪ 2‬ذلد اليديت ك‬
‫رعري ا صحيحا جامعا واضحا‪ ،‬فالنبي‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬كان أميدا ننده‬
‫لم يتعلم علما من العلوم وإنما هللا رعالى هدو الد ذ ردولى رعليمده وال يدنقص‬
‫من هذا التعريف عدم معرفتنا باسم ذل الييت الذ عا في زمن ال داحظ‬
‫أو قبله ‪ ،‬نن الياهد هنا هو رعريف انمدي عندد أهدل العلدم مدن المتقددمين‪،‬‬
‫ع كرفوا انمية رعري ا صحيحا شدامال‬ ‫فكان هذا الييت البصر من بين الذين َ‬
‫موافقا للير والواقغ من جهة‪ ،‬وأن معنى انمدي فدي أيامده وعصدره كدان‬
‫يعني عدم رعلم علم من العلوم من جهة أسره‪ ،‬وليا معناه كما زعدم محمدد‬
‫شحرور‬
‫عري انمية بقوله‪:‬‬ ‫الثامن‪ :‬النحو الل و أبو علي قطرب ‪ 206‬هد) ك‬
‫انمية ال لة وال هالة))‪ 3‬بمعنى قلة ال هم وعدم العلم فدانمي هدو الدذ‬
‫لم يتعلم العلم فهو جاهل به وغافل عنه‬

‫‪310‬هد د ) فسدر قولده رعدالى‪:‬‬ ‫التاسع‪ :‬الم سر ابن جريدر الطبدر‬


‫َوم آن ره آم أ ر كم ُّيدونَ الَ َي آعلَ رمدونَ آالكتدَ َ‬
‫اب إالَّ أ َ َمدان َّ‬
‫ي َوإ آن رهد آم إالَّ َي ر ُّندونَ البقدرة ‪:‬‬
‫‪ ،))78‬بقوله‪ :‬ومعناه‪ ،‬ومنهم فريدق ال يكتبدون‪ ،‬وال يددرون مدا فدي الكتداب‬
‫نص على أن انمة انمية مدن العدرب‬ ‫الذ عرفتموه الذ هو عندهم ))‪ 4‬و ك‬
‫‪ 1‬إسماعيل بن يحيى المزني ‪ :‬رمختصر المزني ‪ ،‬ص ‪26 :‬‬
‫‪ 2‬ال احظ ‪ :‬البيان و التبيين ‪ ،‬الطبعة انولى اار صعب – بيرو ‪1968 ،‬ج ‪ 1‬ص‪574 ، 405 :‬‬
‫‪ 3‬الراغب انص هاني‪ :‬غريب القرآن ‪ ،‬ص‪23 :‬‬
‫‪ 4‬الطبر ‪ :‬ر سير الطبر ‪ ،‬ج ‪ 2‬ص‪260 :‬‬

‫‪118‬‬
‫‪1‬‬
‫هم الذين ال يقرؤون كتابا ‪،‬وال وعوا من علوم أهدل الكتداب علمدا ))‬
‫جمغ الطبر بين ص تين من ص ا انمي‪ ،‬هما‪ :‬جهل الكتابدة وعددم العلدم‬
‫بالكتاب اراية وفهما فانمي هو الذ ال علم لده بالكتداب سدماعا وال قدراءة‬
‫وال كتابة‬
‫العاشر‪ :‬الل و أبدو القاسدم الزجداج ‪ 4 :‬هد د)‪ ،‬قدال‪ :‬انمدي الدذ‬
‫على سلقة انمة لم يتعلم الكتاب فهو على جبلته))‪ 2‬فانمي هو الذ لم يتلدق‬
‫رعليما وبقي على جبلته التي رسلق عليها‬

‫الحادت عشوور‪ :‬الم سر أبو الليدث السدمرقند الحن دي ‪4 :‬هد د)‪ ،‬أورا‬
‫قول الزجاج وعقب عليه فقال‪ :‬قال الزجاج ‪:‬انمي المنسوب إلى ما عليه‬
‫جبلة انمية يعني هو على الخلقدة التدي رسلقدت نن اإلنسدان فدي انصدل ال‬
‫يعلم شيئا ما لم يتعلم))‪ 3‬فانمي هو الذ لم يتعلم علما سماعا وال قراءة وال‬
‫كتابة‬
‫وآخوورهم‪ -‬الثوواني عشوور‪ :‬المحددد م ددد الدددين بددن ان يددر ال ددزر‬
‫‪606‬هد) أورا حديث‪" :‬إنا أمدة أميدة ال نكتدب وال نحسدب" ك‬
‫وعلدق عليده‬
‫بقوله‪ :‬أراا أنهم على أصل والاة أمهم لم يتعلمدوا الكتابدة والحسداب فهدم‬
‫على جبلتهم انولى))‪ 4‬معنى كالمه أن العرب كانوا أميين ننهم لدم يعلمدوا‬
‫العلم وبقوا على جبلتهم انولى كما ولدرهم أمهارهم‬

‫وب لك يتبين بأالة الير وأقوال العلماء أن التعريف الصحيح لألمي هو‬
‫الذ لم يتعلم علما من العلوم سماعا وال قراءة وال كتابة ‪ ،‬وال كدان يعدري‬
‫القراءة وال الكتابة وال كان قاارا على رأليف الكتب‪ ،‬وليا هو فقدط الدذ ال‬
‫يقرأ وال يكتب فهذه صد ة جزئيدة مدن صد ا انمدي ننده يرمكدن أن يكدون‬
‫اإلنسان عالما مؤل ا وهدو ال يعدري القدراءة وال الكتابدة فتعريدف شدحرور‬
‫لمعنى انمي ليا صحيحا‬

‫ثم واصل شحرور كالمه عن انمي‪ ،‬فقال‪ :‬وفي سورة انعراي اآلية‬
‫ي [انعراي ‪ ) ]157 :‬أمي ننه‬ ‫ي ان ر كم َّ‬
‫سو َل النَّب َّ‬ ‫‪ 157‬الَّذينَ َيتَّبعرونَ َّ‬
‫الر ر‬
‫ليا منهم ننه قال‪ :‬الَّذ يَ درو َنهر َم آكتروبا عندَ ره آم في الت َّ آو َراة َواإل آن يل‬
‫[انعراي ‪ )]157 :‬وكذل جاء في اآلية ‪ 158‬حيث أربعها بأن محمدا‬
‫‪ 1‬ر سير الطبر ‪ ،‬ج ‪ 1‬ص‪ 141 :‬و ما بعدها ‪ 416 ،‬و ما بعدها ‪ ،‬و ج ‪4‬ص‪639 :‬‬
‫‪ 2‬ابن من ور االفريقي‪ :‬لسان العرب‪ ،‬ج ‪ 6‬ص‪63 :‬‬
‫‪ 3‬أبو الليث السمرقند ال ن ي‪ :‬بحر العلوم ‪ ،‬ج ‪ 1‬ص‪93 :‬‬
‫‪ 4‬أبو السعدا بن ان ير ال زر ‪ :‬النهاية في غريب الحديث وان ر‪ ،‬ج ‪ 1‬ص‪53 :‬‬

‫‪119‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم هو رسول هللا إلى الناس جميعا اليهوا والنصاره‬
‫وانميين علما بأنه لم يكن أصال يهوايا وال نصرانيا بل من ال ئة الثالثة‬
‫وهي انميون ومن ها هنا نره أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان أميا‬
‫بمعنى أنه غير يهوا وغير نصراني‪ ،‬وكان أميا أيضا بكتب اليهوا‬
‫والنصاره وكانت معلوماره عن كتبهم هي بقدر ما أوحي إليه بعد بعثته‬
‫‪1‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪) .‬‬
‫أقول‪ :‬ذل القول هو من رحري دا شدحرور‪،‬إنه حصدر معندى انمدي فدي‬
‫معنى ضيق يعني عدم العلم بكتب أهل الكتاب‪ ،‬وعدم االنتسداب إلديهم ‪ ،‬مدغ‬
‫أن معنى انمي أوسغ من ذل بكثير وليا محصورا فيه‪ ،‬وال يصح إضدافة‬
‫شرط عدم االنتسداب إلدى أهدل الكتداب نن هدذا لديا شدرطا علميدا وإنمدا‬
‫أضافه اليهدوا والنصداره وال يصدح انسدذ بده وعليده فدإن المعندى العدام‬
‫والصحيح لألمي هو عدم رعلم علم من العلدوم‪ ،‬وال يت يدر المعندى كقولندا‪:‬‬
‫هؤالء أميون لم يتعلموا علما من العلوم سماعا وال قراءة مدن الكتدب‪ ،‬فهدذه‬
‫أميددة عامددة وإذا قلنددا‪ :‬هددؤالء علمدداء بعلددم ال يزيدداء وأميددون فددي علددوم‬
‫اليريعة ‪،‬هذه أمية ساصة‪ ،‬ننهم هم من علماء ال يزياء‪ ،‬ومن انميين بعلوم‬
‫اليريعة فهل معنى انمية ر ير؟‪ ،‬وماذا يعني ذل ؟ لم يت ير معندى انميدة‬
‫والذ يعني عدم رعلم علم من العلوم سماعا وال قراءة‪ ،‬وإنما الذ حدد أن‬
‫م اله في القول انول كان واسعا شمل عدم رعلم أ علم من العلوم والثداني‬
‫ضا م اله وأصبح يعني معرفة علم من العلوم وجهل علوم أسره والنبي‬
‫عليه الصالة والسالم كان أميا بالمعنى العام ال الخاص فقط‪ ،‬فهو كما انه لدم‬
‫يكن له علم بكتب اليهوا والنصاره‪ ،‬وال كان منهم فهو أيضدا‪ ،‬لدم يدتعلم أ‬
‫علم من العلوم سماعا وال كتابة قبل نبوره وال بعدها م أصبح عالمدا بدالنبوة‬
‫َاب َو آالح آك َمدةَ َو َ‬
‫علَّ َمد َ َمدا‬ ‫علَ آي َ آالكت َ‬ ‫ال بالتعلم‪ ،‬بدليل قوله رعالى‪َ :‬وأَنزَ َل ك‬
‫نر َ‬
‫ع يما [النساء ‪ ) ]113 :‬فهو علم نبوة ال‬ ‫علَ آي َ َ‬ ‫لَ آم ر َ رك آن ر َ آعلَ رم َو َكانَ فَ آ‬
‫ض رل ك‬
‫ن َ‬
‫علم كسبي‪ ،‬وعليه فالنبي كان أميا وبقي أميا لذل ‪ ،‬وصد ه هللا رعدالى بدالنبي‬
‫انمي‪ ،‬وهو وصف حقيقة وريريف ال وصف ذم وال رحريف للتاريت‬

‫ثم قال شحرور‪ :‬أما إسقاط هذا المعنى علدى أن النبدي صدلى هللا عليده‬
‫وسلم كان أميا أ ال يقرأ وال يكتب فهدذا سطدأ‪ ،‬فكمدا قلدت‪ :‬إن الكتابدة هدي‬
‫ر ميغ انشياء بعضها إلى بعض إلسراج معنى م يد “موضو ” فهدل كدان‬
‫النبي صلى هللا عليه وسدلم عداجزا عدن ردأليف جملدة م يددة أو كتابدة كتداب‬
‫إن الكتاب الذ أرسله النبي صلى هللا عليه وسلم إلى كسره هدو‬ ‫“رأليف”؟ ك‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪140 :‬‬

‫‪120‬‬
‫كتاب النبي صلى هللا عليده وسدلم ننده هدو الدذ أمداله وصداغه والقدراءة‬
‫رعني العملية التعليمية “رتبغ المعلوما ” م القدرة على استقراء نتدائت منهدا‬
‫ومقارنتها بعضها ببعض فاالستقراء والمقارنة جاءا من القراءة‪ ،‬فهدل كدان‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم ال يقرأ؟)‪.1‬‬
‫أقول‪ :‬قوله فيه رحريف ورالعب‪ ،‬وكالم بال علم وقدد ن دى أميدة النبدي‬
‫عليه الصالة والسدالم اون اليدل كمدا أنده أسلدط بدين المعرفدة العامدة التدي‬
‫يعرفها كل الناس وال رسمى علما‪ ،‬وبين العلم بمعنى التعلم ومعرفة علم مدن‬
‫العلوم ‪،‬أو أكثر والش أن انميين الذين لم يتعلمدوا علمدا مدن العلدوم لهدم‬
‫القدرة على نطق جملة م يدة وإمالء رسالة أو سطاب ليركتب ويرسل إلى من‬
‫يريدون لكدن هدذه معرفدة عامدة بحكدم إنهدم بيدر يعقلدون ويتكلمدون ولهدم‬
‫ر ارب في الحياة ‪،‬وهذه معرفة فطرية لكنهم لن يستطيعوا معرفة علم مدن‬
‫العلوم‪ ،‬وال أن يقرؤوا كتابا‪ ،‬وال أن يؤل وا رمصن ا‪ ،‬وال أن يكتبوا رسالة وال‬
‫جملة والنبي أملى رسائل أرسلها إلى الملوب‪ ،‬بحكم أنه نبي‪ ،‬نن هللا رعدالى‬
‫علمه علما لدنيا‪ ،‬لكنه لم يرعلمده الكتابدة والقد راءة مدن الكتدب‪،‬وال علمده علدم‬
‫النبوة بالتعلم على طريقة عامة الناس‪ ،‬وبقدي أميدا طدوال حيارده وكدان لده‬
‫ركتاب يكتبون له القرآن والرسائل التي وجهها إلى الملوب وغيرهم‬

‫ثووم أن شووحرورا قووال‪ :‬قددد يقددول الددبعض – وهددذه هددي الح ددة التددي‬
‫يوراها كثير من الناس – إنه عندما جاء الوحي إلدى محمدد صدلى هللا عليده‬
‫وسددلم قددال لدده‪ :‬اقددرأ‪ ،‬فأجدداب النبددي صددلى هللا عليدده وسددلم‪ :‬مددا أنددا بقددارئ‪،‬‬
‫واستنت وا أنه ال يقرأ وأقول إنه إذا أمدر سدعيد زيددا أن يدذهب‪ ،‬فقدال زيدد‬
‫“ما أنا بذاهب” فهل هذا يعني بالضرورة أن زيدا ميلول أو بدال أقددام هدل‬
‫هذا يعني أن زيدا ال يستطيغ الذهاب أو أنه ال يريد الذهاب م هل يعندي أن‬
‫جبريل قدم للنبي صلى هللا عليه وسلم مااة مخطوطة لكي يقرأها سطا فهندا‬
‫سلطنا بين إرااة النبي صلى هللا عليه وسدلم للقدراءة وبدين عددم اسدتطاعته‪،‬‬
‫وظننا أن جبريل قدم له مااة مخطوطة علدى قرطداس ليقرأهدا‪ ،‬ننده عنددما‬
‫قال له فدي المدرة الثالثدة‪ :‬اقدرأ فأجداب النبدي صدلى هللا عليده وسدلم‪ :‬مدا أندا‬
‫اسدم َربدك َ َّالدذ س ََلدقَ [العلدق ‪ ) ]1 :‬فسدكت‬ ‫بقارئ فقال جبريل ‪ :‬ا آق َرأآ ب آ‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم بعد هذه اآليا ولم يقل ما أنا بقارئ)‪.2‬‬
‫أقول‪ :‬ذل القول زعم باطدل بدال شد ‪ ،‬وقبدل ر صديله أذكدر أوال حدديث‬
‫نددزول الددوحي علددى النبددي محمددد عليدده الصددالة والسددالم‪ :‬عددن عائيددة أم‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪141 :‬‬
‫‪ 2‬محمد شحرور ‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪141 :‬‬

‫‪121‬‬
‫المؤمنين أنها قالت‪ :‬أول مدا بددئ بده رسدول هللا صدلى هللا عليده وسدلم مدن‬
‫الوحي الرؤيا الصالحة في الندوم ؛فكدان ال يدره رؤيدا إال جداء مثدل فلدق‬
‫الصبح ‪ ،‬م رحبب إليه الخالء وكان يخلو ب ار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد‬
‫الليالي ذوا العدا قبل أن ينز إلى أهله ويتزوا لذل م يرجغ إلى سدي ة‬
‫فيتزوا لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء ف اءه المل فقال‪ :‬اقرأ ‪،‬‬
‫قال‪ :‬ما أنا بقارئ‪ ،‬قال‪ :‬فأسدذني ف طندي حتدى بلدغ مندي ال هدد دم أرسدلني‬
‫فقال‪ :‬اقرأ ‪،‬قلت‪ :‬ما أنا بقارئ فأسذني ف طني الثانية حتى بلغ مني ال هد دم‬
‫أرسلني فقال‪ :‬اقرأ ‪ ،‬فقلت‪ :‬ما أنا بقارئ فأسذني ف طني الثالثدة دم أرسدلني‬
‫فقددال‪{:‬اقرأ باسددم رب د الددذ سلددق سلددق اإلنسددان مددن علددق اقددرأ ورب د‬
‫انكرم}؛فرجغ بها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يرجف فؤااه فدسل علدى‬
‫سدي ة بنت سويلد رضدي هللا عنهدا فقدال‪ :‬زملدوني زملدوني‪ ،‬فزملدوه حتدى‬
‫‪1‬‬
‫ذهب عنه الرو ) )‬

‫واضددح مددن الحددديث‪ ،‬أن اإلصددرار والتكددرار مددن جبريددل علددى انمددر‬
‫بالقراءة ال مدرا يريدير إلدى أنده أمدره بدالقراءة مدن شديء مكتدوب فدي‬
‫صورة ورقية أو إلكترونية‪ ،‬فال يوجد أ مانغ من أن يأمره بذل ‪ ،‬ونحن في‬
‫عصرنا عندنا نصوص ورقية وأسره إلكترونية كما أن إصدرار وركدرار‬
‫النبي عليه الصالة والسالم على رفض القراءة بقوله‪ :‬ما أنا بقارئ ) ‪ ،‬هدو‬
‫اليل اامغ بأنه يعني أنه ال يستطيغ أن يقرأ ننه أمي‪ ،‬وليا أنده ال يريدد أن‬
‫يقرأ‬
‫كما أن روقف جبريل عليه السالم عن انمر بالقراءة‪ ،‬وروقف النبدي عليده‬
‫الصالة والسالم عن قوله ‪ " :‬مدا أندا بقدارئ " يعندي أن جبريدل روقدف عدن‬
‫انمر بالقراءة من شيء مكتوب‪ ،‬م أمره بأن يتبعه بالقراءة ل ا ال قدراءة‬
‫من كتاب بمعنى أنه أمره أن يكرر ما يقدرأ عليده وهندا روقدف النبدي عليده‬
‫الصالة والسالم عن قوله " ما أنا بقارئ" واربغ جبريل فدي القدراءة ل دا ال‬
‫كتابة وهذه هي الطريقة التي كان جبريل ينزل بها عليه بالوحي قال رعالى‪:‬‬
‫فَإذَا قَ َرأآنَاهر فَارَّب آغ قر آرآنَهر ر َّم إ َّن َ‬
‫علَ آينَا بَيَانَهر [القيامة ‪ ) 19-18 :‬فالنبي عليده‬
‫الصالة والسالم كان فعال أميا ‪ ،‬ومن أميته أنه لم يكن يقرأ وال يكتب‬

‫وأما المثال الذ اعترج به شحرور على من يستدل بأن النبي لدم يكدن‬
‫يقرأ بقوله " ما أنا بقار "‪ ،‬فهو مثال ال يصلح لالعتراج‪ ،‬نن القول " ما‬
‫أنا بذاهب " يختلف عن القول" ال أذهب" انول يعني أنه يوجد مدانغ يمنعده‬
‫‪ 1‬مسلم ‪ :‬الصحيح‪ ،‬رقم‪ ، 6378 :‬ج ‪ 1‬ص‪ ، 7 :‬ص‪3 :‬‬

‫‪122‬‬
‫من الذهاب‪ ،‬والثاني يعني أنه هو ال يريد أن يذهب مغ قدرره علدى الدذهاب‬
‫وعليه فوجوا المانغ هو الذ يمنعه من الذهاب‪ ،‬فإن كدان مانعدا اائمدا كدأن‬
‫يكون ميلوال‪ ،‬فهو لن يذهب بم راه وإن كان مؤقتا‪ ،‬كمدرج عدارج‪ ،‬أو‬
‫أمر طارئ‪ ،‬فهو سيذهب عندما يزول المدانغ ‪،‬وفدي الحدالتين ال يسدتطيغ أن‬
‫يذهب حاال وأما بالنسبة للنبي عليه الصالة والسالم‪ ،‬فهو عندما قال" ما أنا‬
‫بقارئ"‪ ،‬فهو قد ن ى عن ن سه معرفته بالقراءة رمطلقدا وأصدر علدى موق ده‪،‬‬
‫ننه ال يعرفها وبما أن انمر كذل ‪ ،‬وبيندا فدي هدذا المبحدث بأالدة شدرعية‬
‫ول وية وراريخية أن النبي كدان أميدا لدم يدتعلم علمدا مدن العلدوم سدماعا وال‬
‫قراءة‪ ،‬فإن قوله " ما أنا بقارئ" يعني قطعا أنه كان يعندي بده عددم معرفتده‬
‫للقراءة‬

‫ثم أن شحرورا قال‪ :‬قد يقول البعض‪ :‬ألم يكدن النبدي صدلى هللا عليده‬
‫وسلم أميا بم هومنا الخاطئ للقراءة والكتابة؟ أقول‪ :‬نعم لقد كان النبي صدلى‬
‫هللا عليه وسلم من أول حياره إلى وفاره أميا بالخط أ كان ال يخدط وال يقدرأ‬
‫ندت رَتآ رلدو مدن قَبآلده مدن‬ ‫المخطوط وجاء هذا المعنى في قوله رعالى ‪َ :‬و َمدا رك َ‬
‫اب آال رمبآط رلدونَ [العنكبدو ‪، ) ]48 :‬و َبد آل‬ ‫ب َو َال ر َ رخ ُّ‬
‫طهر ب َيمين َ إذا َّال آرردَ َ‬ ‫كت َا ٍ‬
‫صدرور الَّذينَ أرورروا آالع آل َم َو َما يَ آ َحددر بآيَار َندا إ َّال ال َّدال رمونَ‬‫ره َو آيَا بَيكنَا في ر‬
‫‪1‬‬
‫[العنكبو ‪)]49 :‬‬

‫أقول‪ :‬ذل القول باطل قطعا‪ ،‬وهدو مدن أوهدام شدحرور وأهوائده ل ايدا‬
‫رحري ية في ن سه ‪ ،‬وهو قد أقام كتابه كله على التحريدف واالفتدراء وال د‬
‫والخدا والحقيقة أن النبي عليه الصالة والسدالم كدان أميدا بمعندى أنده لدم‬
‫يتعلم علمدا مدن العلدوم سدماعا وال قدراءة‪ ،‬كعددم معرفتده بدالخط كتابدة وال‬
‫قراءة‪ ،‬نن هذا هو أيضا من العلم الذ يرتعلم فأميته كانت عامدة رعندي عددم‬
‫رعلمه أ علم من العلوم‪ ،‬وهذا ينقض زعم شحرور الذ ن دى رعلمده للخدط‬
‫وقراءره ولم ينف عنده رعلمده للعلدوم سدماعا وانالدة علدى بطدالن زعمده‬
‫وصحة ما قلتره كثيرة جدا أذكر منها ما انالة اآلرية‪:‬‬

‫أولها ‪ :‬بما أنه سبق أن بينا المعنى الصحيح لألمي بأالة اليدر وأقدوال‬
‫علماء اليريعة والل ة‪ ،‬فتبين أن معنى انمدي هدو الدذ لدم يدتعلم علمدا مدن‬
‫العلوم سدماعا وال قدراءة‪ ،‬وال سطدا وال كتابدة وبمدا أن انمدر كدذل ‪ ،‬وهللا‬
‫رعالى قد وصف نبيه محمد بأنه النبي انمي في قولده سدبحانه‪ :‬رقد آل َيدا أَي َُّهدا‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪141 :‬‬

‫‪123‬‬
‫اوا َوان َ آرج ال إ َلددهَ‬ ‫ن إلَ آي رك آم َجميعا الَّذ َلدهر رم آلد ر َّ‬
‫السد َم َ‬ ‫سو رل ك‬ ‫اس إنكي َر ر‬ ‫النَّ ر‬
‫سوو ِل ِه النه ِبو ّي ِ األ ُ ِ ّمو ّي ِ َّالدذ يدر ؤآ م رن بد ك‬
‫اّلل‬ ‫إالَّ ره َو يرحآ يدي َويرميدتر َفدآمنرواآ بد ك‬
‫اّلل َو َر ُ‬
‫َو َكل َماردده َوارَّب رعددوهر لَ َعلَّ ركدد آم ر َ آه َتدددرونَ [انعددراي ‪،) ]158 :‬و َّالددذينَ يَتَّب رعددونَ‬
‫روندهر َم آكت روبددا عنددَ ره آم فدي الت َّد آو َراة َواإل آن يددل‬ ‫سدو َل النه ِبو هي األ ُ ِ ّمو هي َّالدذ َي د َ‬‫الر ر‬
‫َّ‬
‫[انعراي ‪) ]157 :‬؛ فال ش أن النبي محمددا عليده الصدالة والسدالم كدان‬
‫أميا لم يتعلم علما من العلوم سماعا وال قراء كما يتعلم كل النداس؛ وإنمدا هللا‬
‫رعالى هو الذ علمه بعدما اصط اه نبيا وأنزل عليه وحيه‪ ،‬علمه علم النبدوة‬
‫ال علم التعلم‪ ،‬فهو ليا علما رمكتسبا وإنما هو علدم نبدوة ولدو كدان قدد رعلدم‬
‫علما من العلوم سماعا أو قراءة كما يتعلم كدل النداس لمدا سدماه هللا ووصد ه‬
‫بالنبي انمي فهو حتى بعد نبوره ما يزال رمتص ا بدذل ننده لدم يدتعلم علمدا‬
‫كما يتعلم الناس‪ ،‬وما يزال ال يقرأ وال يكتب‬

‫طهر‬‫ب َو َال ر َ رخ ُّ‬


‫نت رَتآلرو من قَبآله من كت َا ٍ‬
‫الدليل الثاني‪ :‬قوله رعالى‪َ :‬و َما رك َ‬
‫َاب آال رمبآطلرونَ العنكبو ‪ ،)) 48 :‬التالوة هي القدراءة ‪،‬وهندا‬ ‫بيَمين َ إذا َّال آرر َ‬
‫عامة رعني انمرين ‪ :‬التالوة ح ا‪ ،‬والتالوة قراءة من كتداب‪ ،‬فدالنبي‪-‬عليده‬
‫الصالة والسالم‪ -‬لم يتعلم كتابا بالسما وال بالقراءة وال بالكتابة‪ ،‬وال كان له‬
‫علم بكتاب من الكتب وهذه اآلية ذكرهدا شدحرور فأسدذ بيدطرها انسيدر‪،‬‬
‫نص بصراحة أن النبي عليه الصالة والسالم لدم‬ ‫ك‬ ‫وأهمل شطرها انول الذ‬
‫يكن له علم بأ كتاب رعلما وال ح ا وال قراءة‪ ،‬لكند ه لمدا كدان محرفدا فقدد‬
‫أغ ل ذل وفسر اآلية حسب هواه كعااره‬

‫الدليل الثالث‪ ، :‬قوله رعالى‪َ :‬و َكدذَل َ أ َ آو َحي َآندا إ َل آيد َ رروحدا كمد آن أ َ آمر َندا َمدا‬
‫يداء مد آن‬ ‫ان َولَكن َجعَ آلنَاهر نرورا نَّ آهد به َمد آن نَّ َ‬ ‫نت ر َ آدر َما آالكت ر‬
‫َاب َو َال آاإلي َم ر‬ ‫رك َ‬
‫عبَاا َندا َوإنَّد َ لَت آَهدد إلَدى صد َراطٍ ُّم آست َق ٍيم) اليدوره ‪ )) 52 :‬فددالنبي‪-‬عليدده‬
‫الصالة والسالم‪ -‬لم ركن له ارايدة وال معرفدة بالكتداب وال باإليمدان والددين‬
‫وشرائعه قبل أن ينزل عليه الدوحي وهد ذا يعندي أنده لدم يدتعلم أ علدم مدن‬
‫العلوم وال كانت له اراية به قبدل نبورده بالسدما وال بدالقراءة وال بالكتابدة‪،‬‬
‫فلما نزل عليه الوحي علمه هللا علما لدنيا بوحيه‬

‫علَيآه رم آالعر رم رر‬


‫او َل َ‬
‫ط َ‬‫َولَكنَّا أَنيَأآنَا قر ررونا فَت َ َ‬ ‫الدليل الرابووع‪ ، :‬قوله رعالى‪:‬‬
‫علَيآه آم آيَارنَا َولَكنَّا ركنَّا رم آرسلينَ القصدص ‪:‬‬ ‫نت َاويا في أ َ آهل َم آديَنَ رَتآلرو َ‬
‫َو َما رك َ‬
‫‪ ))45‬معنى ذل ‪ :‬بما أن محمدا‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬لم يكن حاضرا مدغ‬
‫أهل مدين بما راله من أسبارهم وإنما هللا رعالى هدو الد ذ أوحدى إليده ذلد ‪،‬‬

‫‪124‬‬
‫فهذا يعني أن محمدا لم يكن عالما بأسبارهم قبل نبوره فالنبي‪-‬عليده الصدالة‬
‫والسالم‪ -‬لم يكن له علم بهم ننه كان أميا‬

‫الدليل الخامس‪ ، :‬قوله رعالى‪ :‬ر آل َ م آن أَن َباء آال َيآب نروحي َها إ َل آي َ َما رك َ‬
‫نت‬
‫اص دب آر إ َّن آال َعاق َب دةَ ل آل رمتَّق دينَ هددوا‪:‬‬‫دت َوالَ قَ آو رم د َ م دن قَ آب دل َه ددذَا فَ آ‬ ‫ر َ آعلَ رم َه دا أَند َ‬
‫‪ ))49‬فالنبي عليه الصالة والسالم لم يكن له علم بأسبار الماضين‪ ،‬ننه كان‬
‫أميا فمن م اهر أمية نبينا‪-‬عليده الصدالة والسدالم‪ -‬أنده لدم يكدن علدى علدم‬
‫بأسبار الماضين هو وال قومه فلم يكن مطلعا عليه بالسما وال بالقراءة وال‬
‫ث فدي‬ ‫بالكتابة ولذل وص ه مغ قومه قبل النبوة بأنهم أميدون رهد َو َّالدذ بَ َعد َ‬
‫َاب َو آالح آك َمدةَ َوإن‬
‫علَيآه آم آ َياره َويرزَ ككيه آم َوير َعلك رم ره رم آالكت َ‬ ‫آان ر كميكينَ َر ر‬
‫سوال كم آن ره آم َيتآلرو َ‬
‫ين [ال معة ‪) ]2 :‬‬ ‫َكانروا من قَ آب رل لَ ي َ‬
‫ض َال ٍل ُّمب ٍ‬

‫َاب َو آالح آك َمدةَ َو َ‬


‫علَّ َمد َ‬ ‫علَ آي َ آالكت َ‬ ‫الدليل السادس‪ ،‬قوله رعالى‪َ :‬وأَنزَ َل ك‬
‫نر َ‬
‫ع يما النساء‪ ،)) 113 :‬فاهلل هو الذ‬ ‫علَ آي َ َ‬ ‫َما لَ آم ر َ رك آن ر َ آعلَ رم َو َكانَ فَ آ‬
‫ض رل ك‬
‫ن َ‬
‫علم نبيه‪ ،‬فلم يكن نبينا متعلما وال عالما وال رعلم علما بالسدما وال بدالقراءة‬
‫وال بالكتابة وإنما هللا رعالى هو الذ علم نبيده عليده الصدالة والسدالم‪ ،‬ننده‬
‫كان أميا ولم يتعلم علما من العلوم سماعا وال قراءة وال كتابة‬

‫الدليل السابع‪ :‬يتعلق بتعريف النبي انمي‪ ،‬هدو قولده رعدالى‪َ :‬ولَ َقد آد نَ آع َلد رم‬
‫سدان‬ ‫ي َو َهددذَا ل َ‬‫ان َّالدذ ي آرلحددرونَ إلَ آيده أ َ آع َ مد ٌّ‬ ‫أَنَّ ره آم يَقرولرونَ إنَّ َما ير َعلك رمهر بَيَر لك َ‬
‫سد ر‬
‫ي ُّمبين النحل ‪ ) 103 :‬واضح من اآلية أن قرييا لم رتهم محمدا بأنده‬ ‫ع َرب ٌّ‬ ‫َ‬
‫كان له علم أو ر َعلم من قبل‪ ،‬وإنما زعمت أن بيرا يعلمه فهو لدم يكدن رعلدم‬
‫علما ‪ ،‬وال رعلم الذ يقول به ‪،‬ولو كان كذل لمدا ارهمتده قدري بدأن بيدرا‬
‫يعلمه لم رتهمه بذل ننها ر َعلم انه كان أميا لم يدتعلم علمدا مدن العلدوم‪ ،‬وإال‬
‫كان من السهل لها أن رتهمه بذل لو كان قد رعلم علما من العلوم‬

‫ير آان َ َّولدينَ‬


‫ساط ر‬‫الدليل األخير – الثامن ‪ :-‬يتعلق بقوله رعالى‪َ :‬وقَالروا أ َ َ‬
‫اوا‬
‫س َم َ‬ ‫علَيآه بر آك َرة َوأَصيال قر آل أَنزَ لَهر الَّذ َي آعلَ رم ال ك‬
‫س َّر في ال َّ‬ ‫ا آكتَت َ َب َها فَه َ‬
‫ي ر ر آملَى َ‬
‫غ رددورا َّرحيما) ال رقددان‪ ))6 -5:‬اليدداهد هنددا هددو أن‬ ‫َو آان َ آرج إ َّنددهر َكددانَ َ‬
‫الميركين قالوا بأن محمدا اكتتب ما جاء به من أسبار ولدم يقولدوا أنده كدان‬
‫يعلمها‪ ،‬وال رعلمها‪ ،‬وال قرأها وال كتبها بمعنى أنهم ارهموه بأنده يتلدق ذلد‬
‫من أناس م هولين ‪ ،‬وهذا اعتراي راريخي صاا وهدام جددا بدأن محمددا‪-‬‬
‫عليه الصالة والسالم‪ -‬كان أميا لم يتعلم علما من العلوم سدماعا وال قدراءة ‪،‬‬

‫‪125‬‬
‫وال كان يكتب وال يقرأ س له عليهم القرآن الكريم ووافقهم عليه مدن جهدة‬
‫وكذبهم من جهة أسره عندما أبطل زعمهم بدأن محمددا اكتتدب القدرآن عدن‬
‫رقد آل أَنزَ َلدهر َّالدذ يَ آع َلد رم‬ ‫أناس م هولين‪ ،‬وقال لنبيه أن يقول لهم ول يرهم‪:‬‬
‫غ ردورا َّرحيما) ال رقددان‪)) 6 -5:‬‬ ‫اوا َو آان َ آرج إنَّدهر َك دانَ َ‬
‫الس د َم َ‬
‫السد َّر ف دي َّ‬
‫ك‬
‫فالنبي عليه الصالة والسالم لم يتعلم علما من العلوم سماعا وال قراءة‪ ،‬وإنما‬
‫هللا رعالى هو الذ علمه وأنزل عليه كتابه‬

‫ومن سالل رل اآليا يتبين منها أنها شدرحت وبيندت وحددا صد ا‬


‫ومعنددى وصددف القددرآن للكددريم لمحمددد‪-‬عليدده الصددالة والسددالم‪ -‬بأندده النبددي‬
‫انمي وعندما ن معها يتضح لنا أن محمدا كان أميا ننه لد م يدتعلم علمدا مدن‬
‫العلوم‪ ،‬ولم يكن له علم بأ كتاب‪ ،‬وال كان يتلو كتابدا مدن الكتدب‪ ،‬وال كدان‬
‫يقرأ وال يكتب‪ ،‬وال كان عالما بأسبار المتقدمين؛ وإنمدا هللا رعدالى هدو الد ذ‬
‫علمه عندما أكرمه بالنبوة فنبينا‪-‬عليه الصدالة والسدالم‪ -‬كدان أميدا ننده لدم‬
‫يتعلم علما من العلوم ‪ ،‬وعلمه الذ رعلمه لدم يكدن رمكتسدبا وإنمدا كدان علمدا‬
‫إلهيا نبويا‬

‫وختامووا له و ا الفصوول‪ -‬الرابددغ‪ -‬يرسددتنتت مندده أوال‪ ،‬إن الكارددب محمددد‬


‫شحرور ربنى رعري دا رحري يدا لمعندى كلمتدي " اإلندزال" و" التنزيدل " فدي‬
‫فرغهمدا مدن معناهمدا‬‫القرآن الكدريم‪ ،‬حرفده قصددا ل ايدا فدي ن سده فقدد ك‬
‫انصلي‪ ،‬والذ يعني اإلسقاط ‪ ،‬وال َحط ‪ ،‬واإلهباط من أعلى إلى أس ل فدال‬
‫رعري ه لهما كان صحيحا‪ ،‬وال المثاالن اللذان أوراهمدا ليدرش رعري ده كاندا‬
‫صحيحين يعبران عن معنى اإلنزال والتنزيل كما ورا في القرآن الكريم من‬
‫جهة‪ ،‬وكل ما بناه من أفكار على رعري ه فهو باطل من جهة أسره‬

‫ثانيا‪ :‬وربين أيضا أن انمي شرعا ول ة ليا هو الدذ ال علدم لده بكتدب‬
‫أهل الكتاب‪ ،‬وال هو الذ ليا منهم كما زعم شحرور‪ ،‬وإنمدا هدو الدذ لدم‬
‫يتعلم علما من العلوم سماعا وال قراءة سواء كان من أهل الكتاب أم لدم يكدن‬
‫منهم وذل هو حدال النبدي محمدد –عليده الصدالة والسدالم‪ -‬فقدد كدان أميدا‬
‫بمعنى أنه لم يتعلم علما من العلوم سماعا وال قدراءة وال كتابدة‪ ،‬ولديا فقدط‬
‫أنه لم يكن يقرأ وال يكتب كما زعم شحرور؛ فهو قد كان كذل لكنه لم يدتعلم‬
‫أصال أ علم من العلوم علما بدأن الدذين حدداوا أميدة النبدي‪-‬عليده الصدالة‬
‫والسالم‪ -‬من علماء اإلسالم في أنه ال يقرأ وال يكتدب لدم يقصددوا بأنده رعلدم‬
‫بالسما وال كدان بمقددوره ردأليف الكتدب ‪ ،‬وال أنهدم ن دوا العلدم عدن الدذين‬

‫‪126‬‬
‫عرفوا انمي بصد ة جزئيد ة ظداهرة عبدروا بهدا عدن‬‫رعلموه بالسما ؛ وإنما ك‬
‫الكل ‪ ،‬وم ااه أن انمي هو الذ لم يتعلم علما من العلوم‬

‫*****‬

‫الفصل الخامس‬
‫نقض متفرقات من أباطيل شحرور وأهوائه‬

‫‪127‬‬
‫النموذج انول ‪ :‬نقض قول شحرور بأن القرآن عين كالم هللا‬
‫النموذج الثاني‪ ::‬نقض قوله بأن القرآن رمترجم إلى الل ة العربية من الكتداب‬
‫المكنون‬
‫النموذج الثالث‪ :‬نقض ر سيره آلية { فَ َويآل لكلَّذينَ َي آكتربرونَ آالكت َ‬
‫َاب بأَيآديه آم }‬
‫النموذج الرابغ‪ :‬نقض قول شحرور في القضاء والقدر‬
‫النموذج الخاما‪ :‬نقض قوله بأن جمغ القرآن ر َ كم نهائيا في عهد عثمان‬
‫النموذج السااس‪ :‬نقض قول شحرور بأن السنة النبوية ليست وحيا‬
‫النموذج السابغ‪ :‬نقض ر سيره لعدم أمر الرسول بتدوين سنته‬
‫النموذج الثامن‪ :‬نقض قوله بأن السبب السياسدي هدو العامدل انساسدي فدي‬
‫جمغ السنة‬
‫النموذج التاسغ‪ :‬نقض رعريف شحرور لمعنى " السل ية "‬
‫النمددوذج العاشددر‪ :‬نقددض قولدده بددأن التددوراة وإلن يددل اليددوم يحمددالن طددابغ‬
‫المرحلية‬
‫النموذج الحاا عير‪ :‬نقض قوله بأنه روصل إلى نتدائت ال روجدد فدي كتدب‬
‫السلف‬

‫*****‬

‫نقض متفرقات من أباطيل شحرور وأهوائه‬

‫يتضمن هذا ال صل نماذج مت رقا من أباطيل محمد شحرور وأهوائده‪،‬‬


‫وهي شواهد من باب التمثيل الواسغ ال الحصدر مدن جهدة؛ وهدي مدن جهدة‬

‫‪128‬‬
‫أسره نتدائت حتميدة لمدنهت شدحرور التحري دي فدي قراءرده للقدرآن الكدريم‬
‫برفضه لمنهت القرآن وربنيه لمنه ه الزائف المتهافت‬

‫النموذج األول ‪ :‬نقض قول شحرور بأن القرآن عين كالم هللا‪:‬‬
‫زعم شحرور أن القرآن الكريم هو عين كالم هللا‪،‬فقال‪ :‬وكان النص‬
‫القرآني المتلو أو المكتوب الموجوا بين أيدينا هو عين كالم هللا فهذا يعني‬
‫أن هللا له جنا وجنسه عربي‪ ،‬وأن كالم هللا ككالم اإلنسان يقوم على عالقة‬
‫نر أَ َحد [اإلسالص‬ ‫اال ومدلول ولكن بما أن هللا أحاا في الكيف قر آل ره َو َّ‬
‫‪ ، )]1 :‬وواحد في الكم قر آل إنَّ َما ره َو إ َلده َواحد [اننعام ‪ ) ]19 :‬وأن هللا‬
‫ليا عربيا وال انكليزيا‪ ،‬لزم أن يكون كالمه هو المدلوال ن سها‪ ،‬فكلمة‬
‫اليما عند هللا رعالى هي عين اليما‪ ،‬وكلمة القمر هي عين القمر‪،‬‬
‫وكلمة اننف هي عين اننف‪ ،‬أ أن الوجوا الماا “الموضوعي”‬
‫ونواميسه العامة هي عين كلما هللا وكلما هللا هي عين الوجوا‬
‫ونواميسه العامة ولهذا نقول‪ :‬إن هللا هو الحق وإن كلماره حق قَ آولرهر آال َح ُّق‬
‫نَ‬ ‫نر آال َح َّق ب َكل َماره[يونا ‪ { } ]82 :‬ذَل َ بأ َ َّن َّ‬ ‫[اننعام ‪َ { ) ]73 :‬ويرح ُّق ك‬
‫ره َو آال َح ُّق َوأ َ َّن َما َي آدعرونَ من ارونه ره َو آال َباط رل [الحت ‪ }]62 :‬فالوجوا‬
‫نَ ره َو‬ ‫الموضوعي سارج الوعي هو الوجوا اإللهي { ذَل َ بأ َ َّن َّ‬
‫آال َح ُّق} الحت ‪ )62‬والوجوا الكوني الذ هو كلما هللا وهو حق أيضا { َما‬
‫ج َو َما بَ آينَ ره َما إ َّال ب آال َح كق [انحقاي ‪ } ]3 :‬فاهلل حق‬ ‫اوا َو آان َ آر َ‬
‫س َم َ‬ ‫َسلَ آقنَا ال َّ‬
‫شيآئا أ َ آن يَقرو َل‬‫والوجوا كلماره وهو حق أيضا‪ ،‬لذا قال‪ { :‬إنَّ َما أ َ آم ررهر إذَا أ َ َرااَ َ‬
‫ضى أ َ آمرا فَإنَّ َما َيقرو رل لَهر ركن‬ ‫ون [يا ‪ { ،} ]82 :‬إذَا قَ َ‬ ‫لَهر رك آن فَ َي رك ر‬
‫‪1‬‬
‫ون} آل عمران ‪ -47‬مريم ‪))35‬‬ ‫فَ َي رك ر‬

‫أقول‪ :‬ذل القول رضمن أباطيل وجهاال ورحري ا رتعلق بأفعدال هللا‬
‫وص اره وأسمائه‪ ،‬وال يقوله إال جاهل ‪ ،‬أو ضدال ‪ ،‬أو صداحب هدوه ننده‬
‫أوال‪ ،‬ي ب أن نقرر من البداية أن هللا رعالى هو الخالق ال عال لما يريد‪ ،‬ليا‬
‫كمثله شيء في ذاره وال فدي صد اره‪ ،‬ومتصدف بكدل صد ا الكمدال‪ ،‬منهدا‬
‫ص ة الكالم وعليه فإن القرآن الكريم هو من كدالم هللا‪ ،‬وكالمده مدن أفعالده‬
‫ولدديا هددو ص د ة الكددالم‪ ،‬وال هددو عددين كددالم هللا‪ ،‬وال هددو مددن م عوالردده‪-‬‬
‫مخلوقاره‪ -‬ولذل كان القرآن الكريم مدن كدالم هللا غيدر مخلدو فهدو مدن‬
‫أفعال هللا ال من م عوالره‪ -‬مخلوقاره‪ -‬لكدن ذلد ال ينطبدق علدى مخلوقدا‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪72 :‬‬

‫‪129‬‬
‫هللا‪ ،‬كاإلنسان واليما‪ ،‬والسدموا ‪ ،‬والكدون بأسدره ننندا فدي هدذه الحدال‬
‫ن د‪ :‬الخالق‪ ،‬وهو ال اعل ‪ ،‬وال عل ‪ ،‬وهو عملية الخلدق ‪،‬والمخلدو ‪ ،‬وهدو‬
‫الم عول وهذا انمر صحيح بدليل الير والعقل والعلم فأما مدن اليدر ‪،‬‬
‫ون [النحل ‪:‬‬ ‫ي آيءٍ إذَا أ َ َر آانَاهر أَن نَّقرو َل لَهر ركن فَ َي رك ر‬
‫فمنه قوله رعالى‪ :‬إنَّ َما قَ آولرنَا ل َ‬
‫‪ )]40‬وبيانه‪ :‬إن هللا هو المريد والقائل‪ ،‬فهدو الخدالق وال اعدل وفعلده‪ ،‬هدو‬
‫قوله رعالى‪ :‬ركن )‪ ،‬فهو من فعله والم عول‪ ،‬هو قولده رعدالى‪ :‬فَيَ ركدون )‪،‬‬
‫وهو المخلو فالمخلو ليا هو مدن أفعدال هللا وإنمدا هدو مدن م عوالرده‬
‫وأما من العقل والعلم‪ ،‬فبما أن الكون مخلو بكل كائناره‪ ،‬فال ش أن سالقده‬
‫رمتصف بكل ص ا الكمال وال يريبه مخلوقاره ‪ ،‬و رمن صدل عنهدا مدن جهدة؛‬
‫وأن مخلوقاره ال يرمكن أن ركون هي أفعاله‪ ،‬وال صد اره‪ ،‬وال ذارده مدن جهدة‬
‫أسره نن المخلو ليا هو الخالق‪ ،‬والمصنو ليا هدو الصدانغ‪ ،‬وننندا‬
‫نحن المخلوقون نحا يقينا بأننا بذوارنا وأفعالنا مخلوقون ولسنا نحن هللا!!‬

‫وبما أن انمر كذل ‪ ،‬فأفعال هللا منها أفعدال لهدا م عدوال ‪ -‬مخلوقدا ‪-‬‬
‫في الواقغ‪ ،‬ومنها أفعال ليست لها م عوال في الواقغ‪ ،‬وهي المتعلقدة بكدالم‬
‫هللا رعالى منها الوحي اإللهي الذ أنزلده فدي كتبده علدى الرسدل‪ ،‬وكالمده‬
‫سبحانه الذ ساطب بده بعدض مخلوقارده‪ ،‬كمخاطبتده للمالئكدة واليديطان‪،‬‬
‫وركليمه لموسى عليه السالم فكالم هللا رعدالى الدذ ركلدم بده هدو مدن أفعالده‬
‫المتعلقددة بصد ة الكددالم‪ ،‬مندده بدددأ وإليدده يعددوا وكالمدده بنوعيدده يقددوم علددى‬
‫الدالال والمدلوال ‪ ،‬من ذل مثال القرآن الكريم‪ ،‬فهو كالم هللا ل ا ومعنى‬
‫وحرفا وال يرمكن فهمه إال بالدالال المتضمنة للمددلوال ومنهدا مخاطبدة‬
‫هللا رعالى للمالئكة وركليمه لموسى عليه السالم‪ ،‬فقد ساطبهم كالما ال كتابدة‪،‬‬
‫سى أَن آائدت آال َقد آو َم ال َّدالمينَ [اليدعراء ‪:‬‬ ‫كقوله سبحانه ‪َ :‬وإ آذ نَااَه َربُّ َ رمو َ‬
‫اسلَ آغ نَ آعلَ آيد َ إ َّند َ بد آال َواا‬
‫سى إنكي أ َ َندا َربدُّ َ َفد آ‬ ‫‪،) ]10‬و فَلَ َّما أَر َاهَا نروا َ يَا رمو َ‬
‫نر َال إ َلدهَ إ َّال أ َ َندا‬
‫اسدت َم آغ ل َمدا يدر و َحى إنَّندي أ َ َندا َّ‬ ‫طوه َوأ َ َندا آ‬
‫است آَر ررد َ فَ آ‬ ‫آال رمقَدَّس ر‬
‫الصد َالة َ لدذ آكر [طد ه ‪ ،))14 - 11:‬والكدالم يتضدمن حتمدا‬ ‫فَا آعبر آدني َوأَقدم َّ‬
‫الدالال ‪ -‬انصوا ‪ -‬والمدلوال ‪ ،‬وهي المعاني وهدذا اليدل قداطغ يدنقض‬
‫زعم شحرور في قوله بأن كلما هللا هي المدلوال ن سها‬

‫ثانيا‪ :‬بما أن انمر كما بيناه ‪ ،‬فال ش أن قدول شدحرور بدأن الوجدوا‬
‫الماا “الموضوعي” ونواميسه العامدة هدي عدين كلمدا هللا وكلمدا هللا‬
‫هددي عددين الوجددوا ونواميسدده العامددة )‪ ،‬هددو كددالم باطددل قطعددا ال يقولدده إال‬
‫جاهل‪ ،‬أو جاحد معاند‪ ،‬أو صاحب هوه‪ ،‬أو صوفي يقدول بوحددة الوجدوا‬

‫‪130‬‬
‫هو كذل ‪ ،‬ننه يستحيل أن يكون الكون بكل كائناره هو عين كلما هللا نن‬
‫كلمددا هللا هددي أفعالدده مددن صد ة الكددالم‪ ،‬وانفعددال والصد ا ال رن د وال‬
‫رن صل عن فاعلها ووحيه المنزل لديا مدن مخلوقارده وإنمدا هدو مدن فعدل‬
‫ص ة الكالم‪،‬فهو من كلما هللا قرل لَّ آو َكانَ آال َب آحد رر مددَااا لك َكل َمدا َربدك ي لَنَ ددَ‬
‫آال َبحآ رر قَ آب َل أَن ر َن َددَ َكل َمدا ر َربدك ي َو َلد آو جئآ َندا بمثآلده َمددَاا [الكهدف ‪ )]109 :‬و‬
‫كالمه مغ انه بين أيدينا‪ ،‬فإنه يوم القيامة يرجغ إليه وهذا أمر ينطبدق علدى‬
‫الخالق والمخلو ‪ ،‬فكل منهما أفعاله رصددر منده وعنددما رتوقدف رعدوا إلدى‬
‫مصدرها وال رنتقل إلد ى الم عدوال والمصدنوعا ‪ ،‬وإنمدا هدذه الم عدوال‬
‫والمصنوعا هي التي رن صل عن أفعالها وفاعلها علما بأن مقتضى كدالم‬
‫شحرور ينتهي إلى القول بخرافة وجنونية وحدة الوجدوا ننده إذا قلندا بدأن‬
‫الم عوال ‪ -‬المخلوقا ‪ -‬ال رن صل أفعال هللا‪ ،‬وأفعاله منه وال رن صدل عنده‪،‬‬
‫فهذا يعني بالضرورة أن الكون بكل كائناره هو من أفعال هللا وهي امتدااا‬
‫له وجدزء ال يت دزأ مدن أفعالده وهدذا يعندي بالضدرورة أن هللا هدو الكدون‪،‬‬
‫والكون هو هللا أ أننا نحن البير مدثال جدزء مدن هللا ال نن د عنده حسدب‬
‫مقتضى قول شحرور وهذه هي عقيدة وحددة الوجدوا‪ ،‬وهدي اعتقداا باطدل‬
‫ومناقض للير والعقل والعلم ال يقولده إال جاهدل‪ ،‬أو م ندون‪ ،‬أو صداحب‬
‫هوه وهو قول يقتضيه قول شحرور بالضرورة‪ ،‬فهل رعمد قوله ننه يؤمن‬
‫به أم انه لم يكن يعي ما سينتهي إليه قوله؟؟!! وأما اآليا التي استدل بهدا‬
‫على زعمه فهي ضده قطعا‪ ،‬وال ين عه رالعبه بها ورحري ه لها‬
‫ومددن رلد انباطيددل التددي ريددير إلددى أن شددحرورا يعتقددد بخرافددة وحدددة‬
‫الوجوا بقصد أو ب ير قصد قوله ‪ :‬فدالوجوا الموضدوعي سدارج الدوعي‬
‫نَ ره َو آال َحد ُّق} الحدت ‪ )62‬والوجدوا الكدوني‬ ‫هو الوجوا اإللهي { ذَل َ بأ َ َّن َّ‬
‫اوا َو آان َ آر َ‬
‫ج َو َمدا‬ ‫الذ هو كلمدا هللا وهدو حدق أيضدا { َمدا َسلَ آق َندا َّ‬
‫السد َم َ‬
‫بَ آينَ ره َما إ َّال ب آال َح كق [انحقاي ‪ } ]3 :‬فداهلل حدق والوجدوا كلمارده وهدو حدق‬
‫أيضا)‪ 1‬ليا كذل ‪ ،‬نن قوله ال يصح ‪ ،‬بحكم أنه قد روجدد كائندا حقيقيدة‬
‫سارج الدوعي البيدر ‪ ،‬ننده ال يددركها إاراكدا مباشدرا وال غيدر مباشدر‬
‫وهذه الكائنا هي مخلوقدا وليسدت هدي الوجدوا اإللهدي وال جدزءا منده‬
‫والوجوا الكوني الذ نراه ليا هو كلما هللا كما زعم شحرور فهذا كدالم‬
‫جاهدل ‪ ،‬أو قائددل بوحددة الوجددوا نن الكدون الددذ ندراه وانكددوان التددي ال‬
‫نراها هي مخلوقا لهدا بدايدة وسدتكون لهدا نهايدة‪ ،‬أمدا كلمدا هللا وأفعالده‬
‫انسره فليست مخلوقة ‪ ،‬وال لها بداية وال نهاية رقدل َّلد آو َكدانَ آالبَ آحد رر مددَااا‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪72 :‬‬

‫‪131‬‬
‫لك َكل َمدا َربكدي لَنَ ددَ آالبَ آحد رر قَ آبد َل أَن ر َن َددَ َكل َمدا ر َربكدي َولَد آو جئآ َندا بمثآلده َمددَاا‬
‫[الكهف ‪ )]109 :‬فهل شحرور ال يعدي مدا يقدول‪ ،‬أم انده يعدي ذلد وقالده‬
‫قصدا ننه يؤمن بخرافة وجنونية وحدة الوجوا؟؟!!‬
‫النموذج الثاني‪ :‬نقض قوله بأن القرآن ُمترجم إلى الل ة العربية من‬
‫الكتاب المكنون ‪:‬‬
‫زعم الكارب محمد شحرور أن القرآن الكريم هو في انصل لم يكن بلسان‬
‫عربي عندما كان في كتاب مكنون م ررجمه هللا رعالى إلى ل ة العرب‪،‬‬
‫فقال‪ { :‬فعندما أراا هللا أن يعطي القرآن للناس فالمرحلة انولى كانت‬
‫رحويله إلى صي ة قابلة لإلاراب اإلنساني النسبي‪ ،‬أ جر عملية ر يير‬
‫في الصيرورة وهذا الت يير في الصيرورة عبر عنه في اللسان العربي في‬
‫فعل “جعل” إذ قال‪ { :‬إنَّا َج َع آلنَاهر قر آرآنا َع َربيكا لَّ َعلَّ رك آم ر َ آعقلرونَ [الزسري ‪]3 :‬‬
‫} أ كان له وجوا مسبق قبل أن يكون عربيا ف عله عربيا “أ في‬
‫صيرورره” وهذا معنى ال عل‬
‫ولكنه أيضا قال‪ { :‬إنَّا أَنزَ آلنَاهر قر آرآنا َع َربيكا لَّ َعلَّ رك آم ر َ آعقلرونَ [يوسف ‪}]2 :‬‬
‫واإلنزال هو نقل غير المدرب إلى المدرب أ كان القرآن غير مدرب‬
‫“غير ميهر” فأصبح مدركا‪ ،‬وهذا ما جاء في اإلنزال أ أن‪:‬‬
‫‪ -‬ال عل‪ :‬هو الت يير في الصيرورة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنزال‪ :‬هو النقل من صي ة غير مدركة إلى صي ة مدركة “اإلشهار‪”.‬‬
‫واآلن لماذا وضغ ال عل واإلنزال على أنه عربي؟ أقول إن ال عل هو‬
‫ر يير في الصيرورة فيمكن أن ر ير صيرورة القرآن من شكل غير قابل‬
‫لإلاراب إلى شكل آسر غير قابل لإلاراب‪ ،‬لذا قال‪ { :‬إنَّا َج َع آلنَاهر قر آرآنا َع َربيكا‬
‫) واإلنزال هو نقل من غير المدرب إلى المدرب لذا قال‪{ :‬إنا أنزلناه قرآنا‬
‫عربيا) ف ي القرآن رالزم ال عل واإلنزال أ جعل وأنزل عربيا أ أن‬
‫القرآن الموجوا بين أيدينا ليا عين القرآن الموجوا في لوش مح وظ وإمام‬
‫مبين‪ ،‬وليست صي ته ن ا الصي ة الموجواة فيهما وإنما هو صورة قابلة‬
‫لإلاراب اإلنساني “اإلنزال” رم الت يير في صيروررها “ال عل” حتى‬
‫أصبحت مدركة‪ ،‬م وصلت إلى النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ماايا عن‬
‫طريق الوحي “التنزيل” والنبي صلى هللا عليه وسلم نقلها آليا إلى‬
‫الناس }‪ 1‬و{اآلن لنأسذ اآليتين قبل هذه اآلية‪ ،‬واآلية التي بعدها‪ :‬إنَّهر‬
‫ط َّه ررونَ ر َ آنزيل م آن َربك‬ ‫سهر إ َّال آال رم َ‬ ‫ب َم آكنر ٍ‬
‫ون َال يَ َم ُّ‬ ‫لَقر آرآن َكريم في كت َا ٍ‬
‫آال َعالَمينَ ) الواقعة ‪ )80-79-78-77‬قال عن القرآن إنه {في كتاب‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪152 :‬‬

‫‪132‬‬
‫مكنون}‪ ،‬والمكنون هو المخبأ‪ ،‬م بعد ذل قال‪{:‬رنزيل من رب‬
‫العالمين} فاآلية هنا رعني القرآن انصل الموجوا في الكتاب المكنون والذ‬
‫أسذ صورة عنه مترجمة إلى العربية “ال عل واإلنزال”‪ ،‬م جاء هذه‬
‫الصورة إلينا عن طريق جبريل “التنزيل” منطوقة ال مخطوطة فهاهنا‬
‫يكون “المطهرون” هم المالئكة المعنيين الموكل إليهم ح ظ القرآن فال‬
‫يصل إلى القرآن انصل في الكتاب المكنون أحد من البير‪ ،‬ال رقي وال‬
‫‪1‬‬
‫شقي وال متطهر وال جنب }‬
‫أقول‪ :‬رل انقوال‪ ،‬هي مزاعم وأهواء‪،‬وكالم بال علم‪ ،‬ومع مهدا غيدر‬
‫صددحيح أوال‪ ،‬ي ددب رحديددد المعند ى اليددرعي لل عددل‪ ،‬واإلنددزال فبالنسددبة‬
‫لإلنددزال فددي القددرآن فقددد سددبق أن شددرحناه بوضددوش كمددا بيندده القددرآن‬
‫المددرب إلدى رمددرب كمدا زعدم‬ ‫الكريم وارضح انه ال يعني نقل الييء غيدر ر‬
‫شحرور‪ ،‬فهذا ليا إنزاال‪،‬وإنما هو عمليدة كيدف‪ ،‬وإظهدار‪ ،‬وقدد ردتم بعددة‬
‫طر ال إنزال فيها‪ ،‬كأن رتم على مستوه أفقي فاإلنزال ال يقدوم علدى نقدل‬
‫والحدط‪،‬‬
‫َ‬ ‫درب‪ ،‬وإنما يقدوم أساسدا علدى معندى اإلسدقاط ‪،‬‬ ‫درب إلى رم َ‬
‫غير ال رم َ‬
‫واإلهباط من أعلى إلى أس ل‪ ،‬ب ض الن ر أكان رمدركا أم غير رمددرب وقدد‬
‫يقوم احدنا بإنزال شيء مدن علدى اليد رة إلدى انرج ويكدون رمددركا فدي‬
‫الحالتين‪ ،‬وقد ال يكون رمدركا فدي الحدالتين ل يدره مدن النداس‪ ،‬أو لبعضدهم‬
‫فتعريف شحرور لإلنزال غير صحيح‪ ،‬وقد روسعنا في بيانه سابقا‬

‫وأما معنى عبارة " ال عل " التي زعدم شدحرور أنده رعندي فدي القدرآن‬
‫الت يير في الصيرورة‪ ،‬فانمر ليا كما زعم‪ ،‬وفيده رحريدف ورالعدب نن‬
‫معرفددة ذل د فددي القددرآن يتطلددب بالضددرورة الرجددو إليدده ليرعرفنددا معنددى‬
‫فعل" َجعَل " لكن شحرورا لم ي عل ذل كعااره‪ ،‬وفسدر اآليدة التدي استيدهد‬
‫بها حسب ما وافق هواه‪ ،‬ف اء ر سيره لها غير صدحيح وبيدان معداني ذلد‬
‫ال عل ‪ ،‬هو أنه فعل عام يتضمن عدة أفعال‪ ،‬ررعري معانيه من سديا ورواه‬
‫في اآليا القرآنية منها مثال أنه يعني‪ :‬يضعون‪ ،‬كما في قوله رعالى‪ { :‬أ َ آو‬
‫صاب َع ره آم في آذَانهم كمنَ‬ ‫ون أ َ آ‬
‫ظلر َما َو َرعآد َو َب آر يَجْ َعلُ َ‬ ‫س َماء فيه ر‬ ‫ب كمنَ ال َّ‬ ‫صي ك ٍ‬ ‫َك َ‬
‫آت َمن‬ ‫ونر رمحيط ب آالكافرينَ [البقرة ‪ }]19 :‬و{ أَفَ َرأَي َ‬ ‫ك‬ ‫ص َواعق َحذَ َر آال َم آو‬ ‫ال َّ‬
‫ع َلدى‬ ‫سد آمعه َوقَ آلبده َو َج َعو َل َ‬‫ع َلدى َ‬‫ع َلدى ع آلد ٍم َو َسدت ََم َ‬
‫نر َ‬ ‫ضلَّهر َّ‬
‫ار َّ َخذَ إلَ َههر ه ََواهر َوأ َ َ‬
‫ن أَفَ َال رَذَ َّك ررونَ [ال ا ية ‪}]23 :‬‬ ‫َاوة فَ َمن يَ آهديه من بَ آعد َّ‬ ‫صره غي َ‬ ‫بَ َ‬
‫ن‬ ‫ون َمد َغ ك‬ ‫ومنها أنه يعني‪ :‬يتخذون ‪ ،‬كما في قوله سبحانه ‪{ :‬الَّذينَ يَجْ عَلُ َ‬
‫ي َي آعلَ رم دونَ [الح ددر ‪ }]96 :‬ومنهددا أندده يعنددي‪ :‬يرقدددمون‪،‬‬ ‫س د آو َ‬‫آس د َر فَ َ‬
‫إلدددها َ‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪156 :‬‬

‫‪133‬‬
‫ون ل َمدا الَ يَ آعلَ رمدونَ‬
‫ويرعطون‪ ،‬ويرخصصدون‪ ،‬كمدا فدي قولده رعدالى‪َ { :‬ويَجْ عَلُو َ‬
‫َاّلل لَترسآأَلر َّن َ‬
‫ع َّما ركنت ر آم ر َ آت رَرونَ [النحل ‪} ]56 :‬‬ ‫نَصيبا كم َّما َرزَ آقنَا ره آم ر ك‬

‫ار‬ ‫آصد َ‬ ‫السد آم َغ َو آانَب َ‬‫ومنها أنه يعني‪ :‬أوجد‪ ،‬كقوله سبحانه ‪َ { :‬و َج َع َل لَ رك رم َّ‬
‫اوا‬ ‫َو آان َ آفئدَة َ قَليال َّما ر َ آي رك ررونَ [الس دة ‪،}]9 :‬و{ آال َح آمدر كّلل الَّذ َسلَقَ َّ‬
‫السد َم َ‬
‫ور ر َّم الَّذينَ َك َد ررواآ بد َربكهم يَ آعددلرونَ [اننعدام ‪:‬‬ ‫ج َو َجعَ َل ال ُّلر َما َوالنُّ َ‬ ‫َوان َ آر َ‬
‫‪}]1‬‬
‫ع َربيدك ا لَّ َعلَّ ركد آم‬‫وبما أن انمر كدذل ‪ ،‬فهدل قولده رعدالى‪ { :‬إ َّندا َج َع آل َنداهر قر آرآندا َ‬
‫ر َ آعقلرونَ [الزسري ‪ ،} ]3 :‬يعني ‪ :‬إنا صيرناه ‪ ،‬وغيكرنا صيرورره التي كان‬
‫عليها كما قال شحرور‪،‬أم يعني فعال آسر؟؟ إن رحقيق ذلد ‪ ،‬واإلجابدة عنده‬
‫يتطلب التدذكير بحقدائق قرآنيدة ضدرورية‪ :‬منهدا‪ ،‬إن هللا رعدالى لديا كمثلده‬
‫شد آيء‬ ‫آا َكمثآله َ‬ ‫شيء‪،‬وفعال لما يريد‪ ،‬وعلى كل شيء قدير قال رعالى‪ { :‬لَي َ‬
‫ور ا آل َواروار ذرو آال َع آر‬ ‫ير [اليوره ‪،} ]11 :‬و{ َو ره َو آال َ ر ر‬ ‫سمي رغ البَص ر‬ ‫َو ره َو ال َّ‬
‫شد آيءٍ َقددير‬ ‫علَى رك كل َ‬ ‫ن َ‬ ‫آال َم يدر فَعَّال ل َما يرريدر البروج‪،})16 -14:‬و { إ َّن َّ‬
‫[البقرة ‪} ]20 :‬‬
‫ومنها أن من ص ا هللا رعالى أنه يتكلم‪ ،‬وبما انه فعال لما يريد وعلدى‬
‫كل شيء قدير‪ ،‬و رمتصف بكل ص ا الكمال‪ ،‬فهو سبحانه يدتكلم بمدا ييداء‪،‬‬
‫ومتى يياء‪ ،‬ومغ من يياء‪ ،‬وبأ لسان يياء بدليل أنه أسبرندا سدبحانه أن‬
‫ركلم مغ المالئكة‪ ،‬وآام‪ ،‬والييطان‪ ،‬ومغ بعض أنبيائده كدإبراهيم ‪ ،‬وموسدى‬
‫عليهما السالم قال رعالى‪َ { :‬وإ آذ قَا َل َربُّ َ ل آل َمالَئ َكدة إ كندي َجاعدل فدي ان َ آرج‬
‫سدبك رح ب َح آمدد َب‬ ‫يهدا َو َي آسد ر الددك َماء َون آَحد رن نر َ‬ ‫سَلي َة قَالرواآ أَر َ آ َع رل في َها َمن ير آسددر ف َ‬
‫س لَ َ قَا َل إنكي أ َ آعلَ رم َما الَ ر َ آعلَ رمونَ [البقرة ‪،} ]30 :‬و{ َنَااَا ره َما َربُّ ره َما أَلَ آم‬ ‫َونرقَدك ر‬
‫عد ٌّرو ُّمبين [انعدراي ‪:‬‬ ‫طآنَ لَ رك َما َ‬ ‫ي َ َرة َوأَقرل لَّ رك َما إ َّن ال َّ‬
‫ي آي َ‬ ‫عن ر آل رك َما ال َّ‬ ‫أ َ آن َه رك َما َ‬
‫ار‬ ‫‪،}]22‬و{قَا َل َما َمنَعَ َ أَالَّ ر َ آس ر دَ إ آذ أ َ َم آرر ر َ قَا َل أَنَا آ َسيآر كم آنهر َسلَ آقت َندي مدن َّند ٍ‬
‫ف‬ ‫ين [انعدراي ‪،} ]12 :‬و{ َوإ آذ َقدا َل إ آبد َراهي رم َربك أَرندي َك آيد َ‬ ‫َو َسلَ آقتَهر من ط ٍ‬
‫ط َمئ َّن قَ آلبي قَا َل فَ رخ آذ أ َ آربَ َعة كمنَ‬ ‫ررحآ يدي آال َم آور َى قَا َل أ َ َولَ آم ررؤآ من قَا َل بَلَى َولَدكن لكيَ آ‬
‫ع رهد َّن َيأآر َيند َ‬ ‫علَى رك كل َج َب ٍل كمد آن ره َّن رجد آزءا رد َّم ا آا ر‬ ‫ص آر ره َّن إلَ آي َ ر َّم اجآ َع آل َ‬ ‫الطيآر فَ ر‬ ‫َّ‬
‫وس دى‬ ‫عزيددز َحك ديم [البقددرة ‪،} ]260 :‬و{ َولَ َّم دا َج داء رم َ‬ ‫نَ َ‬ ‫س د آعيا َواع َآل د آم أ َ َّن ك‬ ‫َ‬
‫لميقَارنَا َو َكلَّ َمهر َربُّهر قَا َل َربك أَرني أَن ر آر إلَ آي َ قَا َل لَن ر ََراني َولَدكن ان رد آر إ َلدى‬
‫ي ر ََراني فَلَ َّما ر َ َ لَّى َربُّهر ل آل َ بَل َجعَ َلدهر اَ ككدا َو َسد َّر‬ ‫س آو َ‬‫آال َ بَل فَإن ا آستَقَ َّر َم َكانَهر فَ َ‬
‫س آب َحانَ َ رربآتر إلَ آي َ َوأَنَا آ أ َ َّو رل آال رمؤآ منينَ [انعدراي‬ ‫صعقا فَلَ َّما أَفَا َ قَا َل ر‬ ‫سى َ‬ ‫مو َ‬
‫‪} ]143 :‬‬

‫‪134‬‬
‫ومنها أن هللا رعالى‪ ،‬أسبرنا أنه يركلدم رسدله بدالوحي‪ ،‬قدال سدبحانه‪َ { :‬و َمدا‬
‫ي‬ ‫سوال فَيروح َ‬ ‫ب أ َ آو ي آررس َل َر ر‬ ‫نر إ َّال َوحآ يا أ َ آو من َو َراء ح َ ا ٍ‬ ‫َكانَ لبَي ٍَر أَن ير َكلك َمهر َّ‬
‫ي َحكيم [اليوره ‪} ]51 :‬‬ ‫بإ آذنه َما يَيَا رء إنَّهر َ‬
‫عل ٌّ‬
‫ومنها أن هللا رعالى وصف وحيه المنزل بأنه من كالمه‪ ،‬لقولده سدبحانه‪:‬‬
‫{أَفَت آَط َمعر دونَ أَن يرؤآ منر دواآ لَ رك د آم َو َق د آد َك دانَ فَريددق كم د آن ره آم َي آس د َمعرونَ َك والَ َم ّ ِ‬
‫للا ر د َّم‬
‫عقَلروهر َو رهد آم يَ آعلَ رمدونَ [البقدرة ‪،} ]75 :‬و{ َوإ آن أ َ َحدد كمدنَ‬ ‫ير َح كرفرونَهر من بَ آعد َما َ‬
‫للا ر َّم أَبآل آهر َمأ آ َمنَهر ذَل َ بأَنَّ ره آم قَ آوم‬
‫ار َب فَأَج آرهر َحتَّى يَ آس َم َغ َكالَ َم ّ ِ‬ ‫آال رم آيركينَ ا آست َ َ َ‬
‫طلَ آقت ر آم إلَى َم َان َم لت َأ آ رسذروهَا‬‫سيَقرو رل آال رمخَلَّ رونَ إذَا ان َ‬ ‫الَّ يَ آعلَ رمونَ [التوبة ‪،}]6 :‬و{ َ‬
‫نر من قَ آب رل‬ ‫للا قرل لَّن رَتَّبعرونَا َكذَل رك آم قَا َل َّ‬ ‫ذَ ررونَا نَتَّب آع رك آم يرريدرونَ أَن يربَدكلروا ك ََال َم ه ِ‬
‫سدرونَنَا َب آل َكانروا َال َي آقَ رهونَ إ َّال قَليال [ال تح ‪} ]15 :‬‬ ‫س َيقرولرونَ َب آل رَحآ ر‬‫فَ َ‬

‫وبما أن انمر كذل ‪ ،‬وانطالقا منه فإن القرآن الكدريم هدو مدن كدالم هللا‬
‫رعالى ل ضا ومعنى انزله على نبيه الخارم محمد عليه الصالة والسالم وبمدا‬
‫اندده كددذل ‪ ،‬فإندده قولدده رعددالى‪ { :‬إنَّ دا َج َع آل َن داهر قر آرآنددا َ‬
‫ع َربيك دا لَّ َعلَّ رك د آم ر َ آعقلر دونَ‬
‫[الزسري ‪ ،} ]3 :‬ال يعني صيرناه‪ ،‬وال غ َيرنا صديرورره‪ ،‬وال ررجمنداه‬
‫إلى الل ة العربية‪ ،‬وإنما يعني ‪ :‬إنا قلناه بلسان عربدي إندا ركلمندا بده بلسدان‬
‫عربي‪ ،‬إنا أوحيناه بلسان عربي‬

‫وب لك يُستنتج مما ذكرناه‪ ،‬أن القرآن الكريم كدالم هللا رعدالى حقيقدة ل دا‬
‫ومعنى‪ ،‬وليا م ازا وال ررجمة عربيدة مدن جهدة‪ ،‬وهدو مدن جهدة أسدره‬
‫نسخة حقيقية وكاملة من نسخته انولى في اللوش المح وظ‪ ،‬وبل ته انصدلية‬
‫التي ركلم هللا بها‪،‬وليا هو كما زعم شحرور‬

‫اب بِأ َ ْيد ِ‬


‫ِيه ْم}‪:‬‬ ‫ون ا ْل ِكت َ َ‬ ‫النموذج الثالث‪ :‬نقض تفسيره آلية { فَ َو ْي ٌل ِلّله َ‬
‫ِين يَ ْكت ُبُ َ‬
‫قال الكارب شحرور عن كتابة اليهوا لكتابهم المحري‪ ،‬وعن اإلع از‬
‫القرآني‪{ :‬إن بداية القول في إع از القرآن رأري من موازنة اآليتين التاليتين‬
‫ن‬ ‫َاب بأَيآديه آم ر َّم َيقرولرونَ هَدذَا م آن عند ك‬ ‫وهما‪ :‬فَ َويآل لكلَّذينَ َي آكتربرونَ آالكت َ‬
‫ت أَيآديه آم َو َويآل لَّ ره آم كم َّما َي آكسبرونَ‬ ‫ل َي آيت رَرواآ به َ َمنا قَليال فَ َويآل لَّ رهم كم َّما َكت َ َب آ‬
‫نا َو آال ُّن َعلَى أَن يَأآررواآ بمثآل هَدذَا‬ ‫[البقرة ‪ ) ]79 :‬قرل لَّئن اجآ تَ َمعَت اإل ر‬
‫ظهيرا [اإلسراء ‪)]88 :‬‬ ‫ض َ‬ ‫ض ره آم لبَ آع ٍ‬ ‫آالقر آرآن الَ َيأآررونَ بمثآله َولَ آو َكانَ َب آع ر‬
‫ف ي اآلية انولى يحذر هللا الناس أن يكتبوا الكتاب بأيديهم ويقولوا هذا من‬

‫‪135‬‬
‫عند هللا وفي اآلية الثانية يتحده اإلنا وال ن على أن يأروا بمثل هذا‬
‫‪1‬‬
‫القرآن )‬
‫انمور التالية‪:‬‬ ‫و اآلن لنناق‬
‫‪ – 1‬إذا كان المقصوا بالكتابة الخط‪ ،‬والخط يكون باليد َي آكتربرونَ آالكت َ‬
‫َاب‬
‫ن [البقرة ‪ ) ]79 :‬فهذا يعني أن المقصوا‬ ‫بأَيآديه آم ر َّم َيقرولرونَ هَدذَا م آن عند ك‬
‫في هذه اآلية هم كت بة الوحي فقد سطوا الكتاب وقالوا هذا من عند هللا‬
‫وبالتالي فالويل كل الويل لكتبة الوحي‬
‫‪ – 2‬أما إذا كان المقصوا بالكتابة إضافة أحكام فقط إلى الكتاب‬
‫وحصل مثل هذا انمر فعال عند اليهوا حيث أضافوا اجتهااا أحبارهم‬
‫إلى الكتاب‪ ،‬وقد شرحنا أن الكتاب عند موسى وعيسى هو التييغ فقط‬
‫“الرسالة” وهذا أمر ممكن الوقو فيه وغير مستحيل لذا رم التحذير منه‬
‫فعال‬
‫‪ – 3‬إذا كان الكتاب هو المصحف كما يعتقد الناس فكيف يحذرهم مرة‬
‫ويتحداهم مرة أسره؟ “هذا رناقض كبير جدا”‪ ،‬ولكن إذا كان التحذير‬
‫لييء والتحد لييء آسر روضغ انمور في نصابها‪ ،‬حيث أن التحذير‬
‫للتيريغ “الرسالة” والتحد للقرآن “النبوة” فاهلل سبحانه ورعالى يحذر‬
‫الناس من أمر ال يع زون عنه‪ ،‬ويتحداهم بأمر يع زون عنه هكذا فقط‬
‫‪2‬‬
‫ي ب أن ن هم التحذير من أمر غير مع ز والتحد نمر مع ز }‬
‫أقول‪ :‬رل مزاعم باطلة‪ ،‬وريهد على صداحبها بدالتحريف ‪ ،‬وال يقولهدا‬
‫إال جاهددل أو صدداحب هددوه ور صدديل ذلد أوال‪ ،‬إن ر ريددق شددحرور بددين‬
‫القرآن والكتاب والذكر وال رقان هو من أوهامه وأباطيله وقدد سدبق أن بيندا‬
‫اب بأ َ آيدديه آم‬ ‫فسااه وزي ه سابقا كما أن قوله رعالى‪ :‬فَ َويآل لكلَّذينَ َي آكتربدر ونَ آالكتدَ َ‬
‫ت أ َ آيدديه آم‬ ‫ن ليَ آيت رَرواآ به َ َمنا قَليال فَ َويآل لَّ رهم كم َّما َكت ََبد آ‬ ‫ر َّم يَقرولرونَ هَدذَا م آن عند ك‬
‫َو َويآل لَّ رهد آم كم َّمدا يَ آكسدبرونَ [البقدرة ‪ ،) ]79 :‬ال يتعلدق بالمسدلمين وال بكتدابهم‬
‫القرآن الكريم وال بتدوينهم له‪ ،‬وإنما يتعلق باليهوا‪ ،‬لكدن لمدا كد ان شدحرور‬
‫رمحرفا و رمدلسا و رمتعصبا للباطل‪ ،‬فقد انتقى اآلية وأسرجها مدن سدياقها علدى‬
‫طريقة " ويل للمصلين " ‪،‬و" ال رقربوا الصالة" ‪،‬لير دالط ويحدري ويكدذب‬
‫على القراء ل ايا في ن سه وسيا اآلية هو أَفَت آَط َمعرونَ أ َ آن يرؤآ منروا لَ رك آم َو َقد آد‬
‫عقَلروهر َو ره آم يَ آعلَ رمونَ‬ ‫ن ر َّم ير َح كرفرونَهر م آن بَ آعد َما َ‬
‫َكانَ فَريق م آن ره آم يَ آس َمعرونَ َك َال َم َّ‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪179 :‬‬
‫‪ 2‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪179 :‬‬

‫‪136‬‬
‫ض َقدالروا أَر ر َحددك رونَ ره آم‬ ‫ض ره آم إلَى بَ آعد ٍ‬ ‫َوإذَا لَقروا الَّذينَ آ َمنروا قَالروا آ َمنَّا َوإذَا س ََال بَ آع ر‬
‫نَ‬ ‫علَ آي رك آم لير َحا ُّجو رك آم به ع آندَ َربك ركد آم أ َ َفد َال ر َ آعق رلدونَ أ َ َو َال يَ آعلَ رمدونَ أ َ َّن َّ‬ ‫نر َ‬ ‫ب َما فَت َ َح َّ‬
‫ي َوإ آن‬ ‫يَ آعلَ رم َما يرس ُّرونَ َو َما ير آعلنرونَ َوم آن ره آم أ ر كميُّونَ َال يَ آعلَ رمدونَ آالكتدَ َ‬
‫اب إ َّال أ َ َمدان َّ‬
‫ن‬ ‫َاب بأَيآديه آم ر َّم َيقرولرونَ َهذَا م آن ع آندد َّ‬ ‫ره آم إ َّال َي رنُّونَ فَ َويآل للَّذينَ َي آكتربرونَ آالكت َ‬
‫ت أ َ آيدديه آم َو َو آيدل لَ رهد آم م َّمدا َي آكسدبرونَ‬ ‫ل َي آيت رَروا به َ َمنا قَليال فَ َو آيدل لَ رهد آم م َّمدا َكت ََبد آ‬
‫ف‬ ‫ع آهددا فَ َلد آن ي آرخلد َ‬ ‫ن َ‬ ‫ار إ َّال أَيَّاما َم آعدرواَة قر آل أَر َّ َخ آذر ر آم ع آنددَ َّ‬ ‫َوقَالروا لَ آن ر َ َم َّ‬
‫سنَا النَّ ر‬
‫ن َما َال ر َ آعلَ رمونَ ‪ )80‬البقرة‪ )]80 - 75:‬واضح‬ ‫علَى َّ‬ ‫ع آهدَهر أ َ آم رَقرولرونَ َ‬ ‫نر َ‬ ‫َّ‬
‫مددن رل د اآليددا اآلن أن اآليددة التددي انتقاهددا شددحرور رتعلددق بدداليهوا وال‬
‫وقولهدا مدا لدم رقدل؟؟‬ ‫بالمسلمين قطعا فلماذا أسرجهدا شدحرور مدن سدياقها َّ‬
‫أليا فعله هذا هو اليل اامغ على أن شحرورا رمحدري وم دالط عدن سدابق‬
‫إصرار وررصد؟؟‬

‫ثانيا‪ :‬إن اآلية التي رتعلق باليهوا ليا فيها نهي عن كتابدة الدوحي اإللهدي‬
‫كمدا زعدم شدحرور‪ ،‬وأسدقط ذلد علددى ركتداب الدوحي الدذين ك‬
‫اوندوا القددرآن‬
‫الكريم‪ ،‬وإنما فيها رهديد واستنكار لما فعله اليهوا عندما حرفوا التوراة التدي‬
‫أنزلها هللا رعالى على موسى عليه السالم مكتوبة في انلدواش‪ ،‬دم هدم كتبدوا‬
‫كتابا جديدا محرفا حسب أهوائهم فالكتاب الذ كتبوه مكدذوب رمختلدق‪ ،‬وال‬
‫اونوه فان ر إلدى رحري د ا‬
‫عالقة له بالقرآن الكريم وال بتدوينه وال بالذين ك‬
‫شددحرور وجرائمدده فددي حددق القددرآن والعلددم‪ ،‬والعقددل والمسددلمين!! فلدديا‬
‫صحيحا ما زعمه شحرور بأن هللا حذكر الناس من كتابة الكتاب بأيددهم كمدا‬
‫أنه ال يوجد أ رنداقض بدين اآليتدين ‪ ،‬نن انولد ى ساصدة بداليهوا والثانيدة‬
‫رتعلق بالقرآن‪ ،‬فاهلل رعالى لم ينه المسلمين عن كتابة القدرآن ‪ ،‬وبدذل يدزول‬
‫التناقض الذ استلقه شحرور كذبا ورحري ا‬
‫النموذج الرابع‪ : :‬نقض قوله في القضاء والقدر‬
‫قال محمد شحرور عن القضاء والقدر‪ :‬لقد ظن الكثير أن عمر‬
‫اإلنسان ورزقه وعمله مكتوب عليه سل ا‪ ،‬والمكتوب جاء بمعنى المقدر‬
‫عليه سل ا‪ ،‬وبذل يصبح اإلنسان فاقد اإلرااة والخيار له في أعماله‬
‫وأرزاقه ويصبح الطب والعالج والعمليا ال راحية بدون معنى وكذل‬
‫‪1‬‬
‫يصبح اعاء اإلنسان هلل رعالى ضربا من ضروب العبث واللهو)‬
‫أما رأ القرآن فهو غير ذل ‪ ،‬ف ي بحثنا عن القرآن والكتاب عرفنا أن‬
‫فعل “كتب” رعني ر ميغ انشياء بعضها إلى بعض إلسراج موضو معين‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪411 :‬‬

‫‪137‬‬
‫محدا ومن هنا جاء كلمة الكتاب وهو م موعة المواضيغ التي جاء‬
‫إلى محمد صلى هللا عليه وسلم وحيا‪ ،‬والتي جمغ فيها نبوره ورسالته معا‬
‫‪1‬‬
‫)‬
‫أقول‪ :‬ذل القول باطل جملة ور صيال‪ ،‬وال يقوله إال جاهل أو صاحب‬
‫هوه ننه أوال‪ ،‬إن القضاء والقدر بمعنى أن هللا رعالى قد قضى وقدكر كل‬
‫ما سيحد في الكون بكل كائناره ومنها اإلنسان‪ ،‬قد قضاه وقدكره قبل أن‬
‫يخلقه‪ ،‬وعندما يخلقه لن يحيد عن ذل ؛ هو شاهد على أن هللا رعالى رمتصف‬
‫بالعلم والقدرة والحكمة وبكل ص ا الكمال نن الخالق الذ ال يكون‬
‫متص ا بذل ليا سا لقا‪ ،‬وإنما هو مخلو فارصاي هللا رعالى بتل الص ا‬
‫هو اليل كمال ال اليل نقص من جهة‪ ،‬وارصافه بها ال ظلم فيه أبدا‪ ،‬نن‬
‫أفعاله سبحانه كلها ال رخرج عن الحق والعدل‪ ،‬والحكمة والرحمة ومن‬
‫ين ي عن هللا رعالى علمه ال رمسبق ال رمطلق بكل ما سيحد ‪ ،‬فهو جاهل‪ ،‬أو‬
‫صاحب هوه‪ ،‬وقد وصف هللا رعالى بص ة نقص ال كمال‪ ،‬وكذكب بكالم هللا‬
‫رعالى الذ أ بت له بأنه َكتب وقدكر كل ما سيحد في العالم قبل سلقه‬
‫ثانيا‪ :‬ي ب أن نعلم أن علم هللا ال رمسبق لما سيحد في الكون وكتابته في‬
‫كتاب القضاء والقدر ال يعني ال بدر ‪ ،‬وال ين دي حريدة اإلنسدان‪ ،‬وإنمدا هدو‬
‫أمر عاا رماما‪ ،‬إنه انكياي بحكم أن هللا رعدالى عدالم ال يدوب وفعدال لمدا‬
‫يريد فمن الواجب والمنطقي جدا أن يكون هللا رعالى عالما لما سيحد وأنه‬
‫قد كتب ذل قبل سلقه فذل ال جبر فيه وال ظلم أبددا‪ ،‬وإنمدا ييدهد هلل بكمدال‬
‫العلم واإلرااة والحكمة وارصافه بذل سدبحانه ال ين دي حريدة اإلنسدان فدي‬
‫م ال حريته نن سبق العلم وكتابة المقااير ليا جبدرا وإنمدا هدو انكيداي‬
‫رمسبق لما سي عله البيدر بكدل حريدة وعليده فدإن هللا رعدالى قدد َكتدب عليندا‬
‫أفعالنددا الحددرة كمددا فعلناهددا نحددن بإراارنددا‪ ،‬اون أن ي رضددها هللا علينددا‬
‫فاإلنسان فاعل نفعاله بكل حرية وهللا رعالى علدى علدم بهدا‪ ،‬وسد لها بحكدم‬
‫أنه عالم ال يوب‪ ،‬ولم ي رضدها عليده‪ ،‬ولدن يسد ل عليده أفعداال لدم ي علهدا‬
‫فاإلنسان طري فاعل في ذل ‪ ،‬ويتحمل مسؤولية أفعاله ومثدال ذلد لدو أن‬
‫أستاذا قال ‪ :‬إن التلميذ ال الني سين ح ويندال اليدهااة ‪ ،‬وأن التلميدذ ال الندي‬
‫سيرسب و يرعيد العام م في نهاية العام الدراسي كانت النتي ة كما رنبأ بهدا‬
‫انسددتاذ ‪ ،‬فددإن هددذا ال يعنددي أن انسددتاذ هددو السددبب فددي ن دداش انول و قددد‬
‫رعاطف معه وساعده‪ ،‬وهو السبب في رسوب الثاني وقد ظلمه؛ وإنما يعندي‬
‫أنه قرأ المستقبل بناء على معرفته بانول أنده م تهدد ومعرفتده بالثد اني أنده‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪411 :‬‬

‫‪138‬‬
‫كسول فهو حيداا ولدم يتددسل فدي مسدتقبل أ طدري‪ ،‬وإنمدا قدرأ قدراءة‬
‫استيرافية صحيحة فكانت النتي ة كمدا روقعهدا وبمدا أن انمدر كدذل ‪ ،‬وهلل‬
‫المثل انعلى فسبق علمه سبحانه لما سيحد من أفعال البير وكتابتده لديا‬
‫ظلما وال عبثا وال جبرا‪ ،‬وال يحرم اإلنسان حريته‪ ،‬وال يعو نياطه‬
‫علما بأن القضاء والقدر كما هو حقيقة شرعية وعقلية‪ ،‬فهو أيضا حقيقة‬
‫علمية اام ة رهدم زعم شحروره ورنقضه عليه ور صيل ذل هو أنه من‬
‫الثابت في علم الورا ة‪ ،‬أن كل كائن حي إال ويولد ببرم ة ورا ية رحمل‬
‫كل ص اره العقلية والروحية والعضوية‪ ،‬وراريخه المستقبلي‪ ،‬وال يرمكنه‬
‫مخال تها ورل البرم ة هي اليل علمي اامغ على أن هللا رعالى قد قضى‬
‫وقدر كل ما سيحد في الكون قبل سلقه‪ ،‬وجعل في كل كائن نسخة من‬
‫برم ته الورا ية التي ستحدا ص اره‪ ،‬ويسير ويتحرب وفقها‪ ،‬ليا ننها‬
‫م روضة عليه قهرا وظلما‪ ،‬وإنما جانب منها يتعلق باهلل رعالى فهو الذ‬
‫سلقه بأمره وإرااره وعلمه وقدرره وحكمته ‪ ،‬وجانب منه هي أعمال البير‬
‫الحرة س لها هللا لهم قبل أن ي علوها ننه يعلم بأنهم سي علونها بكل حرية‬
‫فوجوا رل البرم ة الورا ية هو اليل علمي اامغ على كتاب القضاء‬
‫والقدر ‪،‬وهو حقيقة شرعية وعقلية وعلمية‬
‫ثالثا‪ :‬إن كتابة هللا رعالى لما سيحد في الكون قبل سلقه هو حقيقية‬
‫شرعية قطعا‪ ،‬ومن ينكرها فهو جاهل ‪ ،‬أو صاحب هوه وقول شحرور‬
‫باطل اون ش ‪ ،‬وفيه رحريف وركذيب هلل ورسوله وال يحق له أن يصف‬
‫ما ذكره القرآن عن القضاء والقدر بأنه " رأ "‪ ،‬نن القرآن ليا رأيا‪،‬‬
‫َب " في‬ ‫وال اقتراحا ‪ ،‬وإنما هو وحي وعلم وكالم إلهي كما أن معنى" َكت َ‬
‫القرآن يرحداه سياقه في اآلية‪ ،‬وليا هو كما زعم شحرور وأصل معنى‬
‫الكتابة يعني التدوين والتس يل والنست‪ ،‬وال يعني الت ميغ‪ ،‬والكتاب هو‬
‫ر ميغ لما ركتب‪ ،‬فهو كتاب جمغ المدونا والتس يال والمكتوبا‬
‫دون‬ ‫والمنسوسا فالقرآن الكريم هو كتاب جمغ كالم هللا المنزل ال رم ك‬
‫َب "‬ ‫وكتاب القضاء والقدر رضمن ما قضاه هللا رعالى وقدكره وفعل " َكت َ‬
‫ع َلى‬ ‫علَ ْي ُك ُم ال ِ ّ‬
‫ص َيا ُم َك َما ُك ِت َ‪َ ،‬‬ ‫كما في قوله رعالى‪ :‬يَا أَيُّ َها الَّذينَ آ َمنرواآ ُك ِت َ‬
‫‪َ ،‬‬
‫ِين من قَبآل رك آم لَ َعلَّ رك آم رَتَّقرونَ [البقرة ‪ ،]183 :‬هو فعل يتضمن أمرين‪:‬‬ ‫اله َ‬
‫واونه وس له ونسخه قبل سلق الكون‬ ‫ك‬ ‫انول‪ ،‬أن هللا رعالى كتب ذل‬
‫والثاني‪ ،‬يعني انه سبحانه أوجبه علينا وأمرنا بصيامه‬
‫وأما انالة اليرعية التي أ بتت كتابة هللا رعالى لكل مدا سديحد قبدل‬
‫سلقه للكون فهي كثيرة رنقض مزاعم شحرور وركيف زي ه ورحري ه وقوله‬

‫‪139‬‬
‫بقدول المعتزلددة فددي إنكددارهم للقضدداء والقدددر مددن جهددة‪ ،‬وموافقتدده لهددم فددي‬
‫رحري هم للير ورقديم أهوائهم عليه من جهة انية منها قوله رعدالى‪ :‬إ َّندا‬
‫صد آينَاهر فدي إ َمد ٍام‬ ‫شد آيءٍ أحآ َ‬ ‫ار ره آم َو ركد َّل َ‬ ‫ب َما قَدَّ رموا َوآ َ َ‬ ‫نَحآ رن نرحآ يي آال َم آور َى َونَ آكت ر ر‬
‫ين [يا ‪ ،)]12 :‬وهذا المعندى ن سده ورا فدي قولده رعدالى ويعندي كتداب‬ ‫رمب ٍ‬
‫القضاء والقدر‪َ :‬وعندَهر َم َدار رح آال آَيدب الَ َي آعلَ رم َهدا إالَّ رهد َو َو َي آع َلد رم َمدا فدي آال َبد كر‬
‫ظلر َمدا ان َ آرج َوالَ‬ ‫ط مدن َو َر َقد ٍة إالَّ يَ آعلَ رم َهدا َوالَ َحبدَّ ٍة فدي ر‬ ‫َو آالبَحآ ر َو َمدا ر آَسدقر ر‬
‫شدأ آ ٍن‬ ‫ون فدي َ‬ ‫ين [اننعام ‪،)]59 :‬و َو َمدا ر رَكد ر‬ ‫ب َوالَ يَاب ٍا إالَّ في كت َا ٍ‬
‫ب ُّمب ٍ‬ ‫ط ٍ‬ ‫َر آ‬
‫ش رهواا إ آذ ر ر يضرونَ‬ ‫ع َم ٍل إالَّ ركنَّا َ‬
‫علَ آي رك آم ر‬ ‫آن َوالَ ر َ آع َملرونَ م آن َ‬ ‫َو َما رَتآلرو م آنهر من قر آر ٍ‬
‫السد َماء َوالَ‬ ‫عدن َّر كبد َ مدن كمثآ َقدال ذَ َّرةٍ فدي ان َ آرج َوالَ فدي َّ‬ ‫ب َ‬ ‫فيه َو َمدا يَ آعد رز ر‬
‫ين [يدونا ‪،) ]61 :‬و َو َقدا َل َّالدذينَ‬ ‫ب ُّمب ٍ‬ ‫ص ََر من ذَل َ َوال أ َ آك َب َر إالَّ في كت َا ٍ‬ ‫أَ آ‬
‫ع آنهر مثآقَا رل‬ ‫ب َ‬ ‫عالم آال َيآب َال َي آع رز ر‬ ‫عةر قر آل َبلَى َو َربكي لَت َأآر َينَّ رك آم َ‬ ‫سا َ‬ ‫َك َ رروا َال ر َأآرينَا ال َّ‬
‫ب‬‫ص رَر من ذَل َ َو َال أ َ آكبَ رر إ َّال في كت َا ٍ‬ ‫اوا َو َال في آان َ آرج َو َال أ َ آ‬ ‫ذَ َّرةٍ في ال َّ‬
‫س َم َ‬
‫ط َ ٍة ر َّم َج َعلَ رك آم أ َ آز َواجا َو َما‬ ‫ب ر َّم من نُّ آ‬ ‫نر َسلَقَ ركم كمن ر ر َرا ٍ‬ ‫ين [سبأ ‪،) ]3 :‬و َو َّ‬ ‫ُّمب ٍ‬
‫ع رمره‬ ‫ص م آن ر‬ ‫ض رغ إ َّال بع آلمه َو َما ير َع َّم رر من ُّم َع َّم ٍر َو َال يرنقَ ر‬ ‫رَحآ م رل م آن أرنثَى َو َال ر َ َ‬
‫اب من ُّمصدي َب ٍة‬ ‫ص َ‬ ‫ن َيسير [فاطر ‪،) ]11 :‬و َما أ َ َ‬ ‫علَى َّ‬ ‫ب إ َّن ذَل َ َ‬ ‫إ َّال في كت َا ٍ‬
‫ن‬ ‫ع َلدى َّ‬ ‫ب كمن قَبآل أَن نَّب َآرأَهَا إ َّن ذَلد َ َ‬ ‫في آان َ آرج َو َال في أَن رس رك آم إ َّال في كت َا ٍ‬
‫علَى‬ ‫نر لَنَا ره َو َم آوالَنَا َو َ‬ ‫َب ك‬ ‫يَسير [الحديد ‪ ) ]22 :‬و{قرل لَّن يرصيبَنَا إالَّ َما َكت َ‬
‫طر‬ ‫ير َو َكبيد ٍدر رم آس دت َ َ‬ ‫صد ٍ‬ ‫{و رك د ُّل َ‬ ‫ن فَ آليَت ََو َّك دل آال رمؤآ منر دونَ }التوبددة‪،-51‬و ‪،‬و َ‬ ‫ك‬
‫{وإن َّمن قَ آريَ ٍة إالَّ نَحآ رن رم آهل ركوهَا قَ آب َل يَ آوم آالقيَا َمة أ َ آو رم َعدذكبروهَا‬ ‫}القمر‪،)-53‬و َ‬
‫طورا }اإلسراء‪) -58‬‬ ‫عذَابا شَديدا َكانَ ذَل في آالكت َاب َم آس ر‬ ‫َ‬
‫و من انحاايث النبوية ما رواه مسلم أن النبي‪ -‬عليه الصالة و السالم ‪-‬‬
‫قال ‪ « :‬كتب هللا مقااير الخالئق قبل أن يخلق السدموا وانرج بخمسدين‬
‫ألف سنة ‪ -‬قال ‪ -‬وعرشه على الماء »‪ 1‬و في حديث آسر ‪ :‬كدان هللا ولدم‬
‫‪2‬‬
‫يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتدب فدي الدذكر كدل شديء ))‬
‫وقوله‪-‬عليه الصالة و السالم‪ : -‬يدا غدالم ! إندي أعلمد كلمدا أح دظ هللا‬
‫يح د ‪ ،‬أح ددظ هللا ر ددده ر اه د ‪ ،‬إذا سددألت فاسددأل هللا ‪ ،‬و إذا اسددتعنت‬
‫فاستعن باهلل و اعلم أن انمة لو اجتمعت على أن ين عوب بييء لم ين عوب‬
‫إال بيدديء قددد كتبدده هللا ل د و لددو اجتمعددوا علددى أن يضددروب بيدديء لددم‬
‫‪3‬‬
‫يضروب بييء إال قد كتبه هللا علي ج ت انقالم و رفعت الصحف ))‬

‫‪ 1‬مسلم ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 8‬ص‪51 :‬‬


‫‪ 2‬البخار ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 4‬ص‪106 :‬‬
‫‪ 3‬انلباني‪ :‬صحيح ال امغ الص ير ‪ ،‬ج ‪ 2‬ص‪191 :‬‬

‫‪140‬‬
‫وبذل يتبين أن كتابدة هللا رعدالى لكدل مدا سديحد قبدل سلقده للكدون هدو‬
‫حقيقة شدرعية‪ ،‬وعلميدة وعقليدة‪ ،‬وال ينكرهدا إال جاهدل‪ ،‬أو صداحب هدوه‬
‫كمحمد شحرور المحري المعتزلدي ال رمصدر علدى التحريدف والتد دليا عدن‬
‫سابق إصرار وررصد ‪ ،‬انتصارا نوهامه وأهوائه‬
‫وبما أن انمر كذل ‪ ،‬فقول شحرور‪ :‬لقد ظن الكثير أن عمر اإلنسان‬
‫ورزقه وعمله مكتوب عليه سل ا‪ ،‬والمكتوب جاء بمعنى المقدر عليه‬
‫سل ا‪ ،‬وبذل يصبح اإلنسان فاقد اإلرااة والخيار له في أعماله وأرزاقه‬
‫ويصبح الطب والعالج والعمليا ال راحية بدون معنى وكذل يصبح اعاء‬
‫اإلنسان هلل رعالى ضربا من ضروب العبث واللهو)‪ 1‬هو قول باطل قطعا‬
‫وشاهد عليه بال هل‪ ،‬أو التحريف والتدليا نن سبق العلم اإللهي ال جبر‬
‫فيه وال قهر‪ ،‬وإنما هو كمال ومن ضروريا انلوهية‪ ،‬واإلله الذ ال يعلم‬
‫ما سيحد ليا إلها وال سالقا وهذا العلم ال رمسبق ال يرعطل حرية اإلنسان‬
‫وإنما هو كيف رمسبق لما سي عله اإلنسان بكل حريته‪ ،‬وسواء كتبه هللا أو لم‬
‫يكتبه‪ ،‬فسي عله اإلنسان وعليه فإن العلم اإللهي ال رمسبق وردوينه لما سيحد‬
‫في الكون ال يعطل إرااة اإلنسان‪ ،‬وليا عبثا‪ ،‬وال يتناقض مغ حريته‪ ،‬وال‬
‫يمنعه من الدعاء‪ ،‬وإنما هو ردوين رمسبق لما سي عله اإلنسان في م ال‬
‫حريته فهي أعمالنا س لها هللا رعالى قبل أن نعملها ننه سبحانه عالم‬
‫ال يوب‬
‫النموذج الخامس‪ :‬نقض قوله بأن جمع القرآن ت َ ّم نهائيا في عهد عثمان‬
‫عن ذل قال محمد شحرور‪ :‬بعد أن فرغ الصحابة من جمغ الوحي‬
‫“الكتاب” وقد بدأ ال مغ في أيام أبي بكر الصدديق وانتهدى رمامدا فدي زمدن‬
‫‪2‬‬
‫عثمان بن ع ان‪) .‬‬
‫أقول‪ :‬قوله فيه رحريف وطعن في القدرآن‪ ،‬نن جمدغ القدرآن ردم كلده فدي‬
‫بداية عهد أبي بكدر رضدي هللا عنده‪ ،‬ولدم يتدأسر جمعده طيلدة عهدده‪ 3‬وال‬
‫استمر جمعه إلى عهد عثمان رضي هللا عنه‪ ،‬وال فيه رم جمعه كله كما زعم‬
‫شحرور إنما الحقيقة هي أن القرآن ر كم جمعه كله عند بداية سالفة أبي بكدر؛‬
‫لكن الذ حد فدي أيدام عثمدان هدو روحيدد المصدحف اليدريف مدن جهدة‬
‫الحري والقراءا ‪ 4‬وقد رمدت رلد العمليدة بطريقدة علميدة جماعيدة ‪ ،‬فلمدا‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪411 :‬‬
‫‪ 2‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪547 :‬‬
‫‪ 3‬البخار ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 6‬ص‪2669 :‬‬
‫‪ 4‬البخار ‪ :‬الصحيح‪ ،‬ج ‪ ، 6‬ص‪ ، 183 :‬رقم‪4987 :‬‬

‫‪141‬‬
‫أرمت ال ماعة ال رمكل ة بذل عملها من اون نقص أرسلت المصاحف جميعها‬
‫في وقت واحد إلى أقاليم الخالفدة اإلسدالمية فان ر إلدى رحري دا شدحرور‬
‫وردليساره الماكرة!!‬

‫النموذج السادس‪ :‬نقض قول شحرور بأن السنة النبوية ليست وحيا‬
‫عن ذل قال شحرور‪ :‬لنالحظ أن الني صلى هللا عليده وسدلم والصدحابة‬
‫رضوان هللا عليهم لم يعتبروا فدي وقدت مدن انوقدا أن انحاايدث النبويدة‬
‫هي وحي فهو عليه السالم من جهته لم يأمر ب معهدا كمدا فعدل مدغ الدوحي‬
‫“الكتاب” وكذل انمر مغ الخل داء الراشددين فقدد فهمدوا أنهدا كاندت نتي دة‬
‫رعامل مغ واقغ معين في ظروي معينة عاشها النبدي صدلى هللا عليده وسدلم‬
‫وجابه فيها عالم الحقيقة المكاني والزماني فهي بهذا ريكل منبعا ريا يسدت يد‬
‫‪1‬‬
‫منه المؤمنون عامة‪ ،‬والعلماء الميرعون ساصة)‬
‫أقول‪ :‬قوله فيه رحريف ور ليط‪ ،‬نن الصحابة بال ش لم يعتبروا السنة‬
‫النبوية وحيا قرآنيا‪ ،‬لكن المؤكد شرعا وراريخا أنهم اعتبدروا السدنة النبويدة‬
‫أحكاما شرعية ي ب إرباعها فهي بذل وحدي إلهدي مدن جهدة أنهدا أحكدام‬
‫وأوامر شرعية رمثل بحق حكم هللا رعالى بأمره وعصمته لنبيه فلو أن النبي‬
‫عليه الصالة والسالم جاندب الصدواب فدي أمدر مدا لتددسل الدوحي وصدحح‬
‫موق ه وال يرمكن أن يرقره هللا رعالى على سطدأ فالسدنة النبويدة ليسدت وحيدا‬
‫قرآنيا ل ا وال معنى‪ ،‬لكنها من الوحي بحكم أنهدا أحكدام شدرعية أقرهدا هللا‬
‫رعالى والدليل على ذل هو كثدرة النصدوص القرآنيدة التدي أمدر بإربدا‬
‫السنة النبوية في مختلف م اال الحياة‪ ،‬ولو لم ركدن وحيدا كأحكدام وأوامدر‬
‫ما أمرنا هللا رعالى بإرباعها ‪،‬وما حدذكرنا مدن م بدة مخال تهدا مدن ذلد قولده‬
‫نَ‬‫نَ إ َّن َّ‬ ‫سو رل فَ رخذروهر َو َما ن ََهدا رك آم َ‬
‫ع آندهر َفدانت َ رهوا َوار َّ رقدوا َّ‬ ‫رعالى‪َ :‬و َما آر َا رك رم َّ‬
‫الر ر‬
‫يمدا‬‫وب ف َ‬‫ى ير َح كك رمد َ‬ ‫شَديدر آالعقَاب [الحير ‪، )]7 :‬و فالَ َو َربدك َ الَ يرؤآ م رندونَ َح َّتد َ‬
‫سلك رمواآ رَسآليما [النساء‬ ‫آت َوير َ‬
‫ضي َ‬‫ش َ َر بَ آينَ ره آم ر َّم الَ يَ درواآ في أَن رسه آم َح َرجا كم َّما قَ َ‬ ‫َ‬
‫اّلل َوالَ بد آاليَ آوم اآلسدر َوالَ ير َح كر رمدونَ َموا‬ ‫‪، ) ]65 :‬و قَارلرواآ الَّذينَ الَ يرؤآ منرونَ ب ك‬
‫سوولُهُ [التوبدة ‪ )]29 :‬ومدن الثابدت راريخيد ا أن الصد حابة بعدد‬ ‫للاُ َو َر ُ‬
‫َح هر َم ّ‬
‫النبي عليه الصالة والسالم كانوا يرجعدون إلدى السدنة النبويدة بعدد القدرآن‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وعندما لم ي دوا نصا فيها ي تهدون بآرائهم‬

‫النموذج السابع‪ :‬نقض تفسير شحرور لعدم أمر الرسول بتدوين سنته‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪546 :‬‬

‫اإلسالمي ‪ ،‬ص‪ ،54 :‬وما بعدها‪ 77 ،‬وما بعدها‬ ‫‪ 2‬عن ذل أن ر مثال‪ :‬عمر سليمان انشقر‪ :‬راريت ال قه‬

‫‪142‬‬
‫قال شحرور عن عدم أمر النبي عليه الصالة والسالم بتدوين سنته‪:‬‬
‫فإذ ا كان النبي صلى هللا عليه وسلم لم ي عل ذل بن سه ولم ي عله الصحابة‬
‫من بعده لسبب واحد وذل لعلمهم بأن جمعه ليا ضروريا وأن الحديث‬
‫هو مرحلة راريخية وأن السنة ليست عين كالم النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫وإذا لم يكن انمر كذل فهناب نتي ة واحدة وهي أن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم والصحابة من بعده كانوا يريدون إرباب المسلمين بعدم ردوين‬
‫الحديث‪ ،‬وهذا يعني أن آية آاليَ آو َم أ َ آك َم آلتر َل رك آم اينَ رك آم [المائدة ‪ ) ]3 :‬ال معنى‬
‫اون الصحابة الكتاب ولم‬ ‫لها إذ كيف أكمل الدين والحديث لم يدون؟ وكيف ك‬
‫يدونوا الحديث؟ هذه التهمة هم براء منها للسبب التالي ‪ :‬إن عدم أمر النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم ب مغ كالمه وردوينه وأمره بكتابة الوحي وحرصه‬
‫المطلق على ذل هو والصحابة يقوا إلى فهم عميق ل ر أساسي بين النبوة‬
‫والعبقرية‪ :‬فالعبقر هو إنسان أنت ه عصره في ظروي معينة مااية‬
‫ومعنوية يس ل الناس عنه كالمه أو هو يس له بن سه أ ناء حياره‪ ،‬ولكن‬
‫سيكون كالمه ورصرفاره نتاجا راريخيا يحمل طابغ المرحلية وبالتالي فإن‬
‫الواقغ سيت اوزه مغ رطور الحياة في سيا الزمن وبما أن محمدا صلى هللا‬
‫عليه وسلم هو نبي وليا عبقريا وحسب‪ ،‬فإنه قد علم أن جانب الوحي فيه‬
‫يتصل بعالم المطلق هو هللا سبحانه ورعالى‪ ،‬وقد عبر عن هذا ال انب‬
‫بالكتاب أما ال انب النسبي في اإلسالم فهو النبي صلى هللا عليه وسلم في‬
‫‪1‬‬
‫سنته)‬
‫أقول‪ :‬أوال‪ ،‬إن عدم أمر هللا رعالى لنبيه بتدوين السنة النبوية في عصره‬
‫ال يعني أن ردوينها ليا مطلوبا وال ضروريا ‪،‬وال أن صالحيتها مؤقتة‬
‫وليست اائمة ‪ ،‬وال أن التطور التاريخي سيعطلها وال حاجة لتدوينها كما‬
‫زعم شحرور كما أن الرسول عليه الصالة والسالم في الوقت الذ نهى‬
‫عن ردوين كالمه‪ ،‬فإنه من جهة أسره قد أذن لبعض أصحابه بتدوين جانبا‬
‫من سنته‪ ،‬منهم عبد هللا بن عمرو بن العاص‪ ،‬وأبو هريرة‪ ،‬وسعد بن عبااة‬
‫‪ -‬رضي هللا عنهم‪ 2-‬والدليل القطعي على أن الح اظ على السنة النبوية‬
‫بالح ظ والتطبيق والتدوين كان مطلوبا شرعا وعمليا هو أن هللا رعالى أمر‬
‫بإربا السنة النبوية وحذكر من مخال تها‪ ،‬وجعل جانبا من م مل القرآن‬
‫رم سرا و رمبينا بالسنة النبوية‪ ،‬ككي ية الصالة مثال وبما أن انمر كذل ‪ ،‬فعدم‬
‫أمر النبي عليه الصالة والسالم بتدوين كل السنة النبوية في زمانه ال يعني‬
‫منغ ردوينها‪ ،‬وإنما يعني أنه رركها ليبقى القرآن الكريم هو الو يقة المتواررة‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪547 :‬‬
‫‪ 2‬عمر سليمان انشقر‪ :‬راريت ال قه اإلسالمي‪ ،‬ص‪57 :‬‬

‫‪143‬‬
‫الوحيدة‪،‬والمصدر انول وانساسي لدين اإلسالم مدة من الزمن اون أن‬
‫رنازعه و يقة أسره من جهة‪ ،‬وأن هللا من جهة انية قد اعلمه بأن السنة‬
‫ستبقى موجواة بالح ظ والتطبيق والتدوين الحقا ؛ننه ال يرمكن أن رمو‬
‫السنة ور قد صالحيتها مغ بقاء القرآن وستم النبوة وعالمية اإلسالم فأمر‬
‫ردوين السنة النبوية كان مطلوبا وإنما أرسر زمن ردوينها فقط ‪ ،‬مغ أنها‬
‫كانت رمطبقة في الواقغ ومتداولة بين أهل العلم بيكل واسغ وباهتمام‬
‫وحرص كبيرين‪ 1‬فدتأسر جمعها وردوينها ال يعني أن السنة ليست‬
‫ضرورية ‪ ،‬فال رالزم بين جمعها وردوينها من جهة؛ واالهتمام ووجوب‬
‫العمل بها من جهة أسره وهذا الوجوب هو الذ رطلب جمعها وردوينها‬
‫الحقا‪ ،‬بحكم إنها كانت آمنة‪ ،‬وال سطر يتهداها في م تمغ الصحابة رضي‬
‫هللا عنهم‬
‫ثانيا‪ :‬الش أن قسما من السنة النبوية هو متوقف اآلن عن العمل‪ ،‬فال‬
‫يرعمل به‪ ،‬كانحكام المتعلقة بالعبيد واإلماء والتسر لت ير ال روي‬
‫البيرية‪ ،‬وربما قد يعوا العمل بها رمستقبال بيكل أو بآسر إذا ر ير‬
‫ال روي اإلنسانية لكن قسما كبيرا منها مطلوب وال ي قد قيمته وحاجة‬
‫المسلمين إليه‪ ،‬منها انحاايث المتعلقة بيرش وبيان العقائد وانسال‬
‫والمعامال ومنها أيضا قسم آسر ال يرمكن أن يرترب وال أن ي قد وظي ته‪،‬‬
‫كانحاايث التي ر ر سر رم مل القرآن‪ ،‬كأحاايث ر اصيل الصالة‪ ،‬والزكاة‪،‬‬
‫والحت مثال فالسنة النبوية في مع مها ال يرمكن أن يت اوزها الزمن‪ ،‬وال‬
‫أن ر قد قيمتها العملية كما زعم شحرور‬
‫ثالثا‪ :‬وأما استدالل شحرور بقوله رعالى‪ :‬آال َي آو َم أَ آك َم آلتر َل رك آم اي َن رك آم‬
‫َوأَرآ َم آمتر َعلَ آي رك آم ن آع َمتي َو َرضيتر َل رك رم اإل آسالَ َم اينا [المائدة ‪ ،)]3 :‬بدعوه أن‬
‫اكتمال الدين يعني عدم ضرورية السنة النبوية‪ ،‬ننه اركتمل قبل أن رردكون‪،‬‬
‫ولو كان جمعها وردوينها ضروريا ما صح وصف اإلسالم باإلكمال؛ فإن‬
‫هذا االستدالل ليا بصحيح‪ ،‬نن اإلسالم عندما اكتمل وروقف الوحي كانت‬
‫السنة النبوية كاملة ومعروفة و رمطبقة في م تمغ الصحابة‪ ،‬وعدم جمعها ال‬
‫يمنغ اكتمال الدين‪ ،‬وجمعها ليا شرطا ضروريا ليكتمل الدين وبما أن‬
‫القرآن موجوا كامال‪ ،‬والسنة النبوية معروفة و رمطبقة في الم تمغ فدين‬
‫اإلسالم قد اكتمل حقا‬
‫وليا صحيحا أن السنة النبوية هي ال انب النسبي في اإلسالم‪ ،‬فهذا‬
‫وصف باطل في مع مه ‪ ،‬ننه مغ وجوا أحاايث نبوية متوق ة عن العمل‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ص‪ 70 ، 57 :‬وما بعدها‬ ‫‪ 1‬عمر سليمان انشقر‪ :‬راريت ال قه‬

‫‪144‬‬
‫ننها كانت وليدة ظروفها فلما زالت روقف العمل بها؛ فإن غالب السنة‬
‫النبوية ما يزال صالحا للعمل بحكم أن قسما منها يساعد على فهم وإ راء‬
‫كثير من اآليا القرآنية من جهة؛ وأن قسما آسر ال يرمكن أن ي قد صالحيته‬
‫بحكم انه رم سر و رمبيكن لم مل القرآن من ناحية أسره وعليه فال يصح‬
‫وصف السنة النبوية بال انب النسبي في اإلسالم‬
‫النموذج الثامن‪ :‬نقض قوله بأن السب‪ ،‬السياسي هو العامل‬
‫األساسي في جمع السنة‬
‫زعم محمد شحرور أن‪ :‬السبب انساسي ل مغ الحدديث أوال وللتأكيدد‬
‫عليه انيا هدو سدبب سياسدي بحدت رولدد عنده منطلدق فكدر عقائدد بعدد‬
‫سقوط اولة الخل داء الراشددين وظهدور الدولدة انمويدة‪ ،‬ظهدر فدر فدي‬
‫اإلسددالم كلهددا ذا منيددأ سياسددي‪ ،‬وكددان هددذا المنيددأ بحاجددة إلددى أرضددية‬
‫أيديولوجية “الييعة‪ ،‬الخوارج” وظهر بدايدة ريدارا فكريدة فلسد ية مثدل‬
‫ال هميددة والقدريددة والمرجئددة هددذه التيددارا حاولددت ربنددي ال هددم ال لس د ي‬
‫‪1‬‬
‫للقرآن وللرسالة)‬
‫أقووول‪ :‬ال شد أن العامددل السياسددي كددان لدده اور كبيددر فددي نيددأة ال ددر‬
‫والمذاهب اإلسالمية في القرنين انول والثاني اله ريين ومدا بعددهما لكدن‬
‫السبب السياسي في جمغ السنة النبوية عند أهل السنة لم يكدن هدو انساسدي‬
‫في جمعها‪ ،‬وإنمدا الدذ أاه إلدى جمعهدا وأسدر فدي رددوينها هدو الخدوي‬
‫عليها من الضيا بعدما انقسمت انمة على ن سها ورقارلت ورباالت التك يدر‬
‫والت سيق والتضليل من جهة؛ وانتير الكذب بيدكل كبيد ر علدى النبدي عليده‬
‫الصددالة وصددحابته رضددي هللا عددنهم مددن جهددة أسددره وأمددام هددذا الوضددغ‬
‫الخطير الذ أصدبح يرهددا السدنة والسديرة ورداريت الصدحابة ‪َ ،‬هدب علمداء‬
‫اإلسالم منذ أواسط القرن انول وما بعده هبوا إلنقاذ السدنة النبويدة ب معهدا‬
‫مددن مختلددف انمصددار ورمحيصددها إسددنااا ومتنددا وفددق مددنهت علددم ال ددرش‬
‫والتعديل وقد اكتمل هذا العلم في القرن‪ ،‬الثالث اله ر ‪ ،‬وفيه ظهدر كبدار‬
‫المحد ين واونوا مصن ارهم الحديثيدة‪ ،‬كأحمدد بدن حنبدل فدي كتابده ال رمسدند‪،‬‬
‫والبخار في كتابه الصحيح‪ ،‬ومسلم في كتابه الصدحيح‪ ،‬وأصدحاب السدنن‬
‫‪2‬‬
‫في سننهم ‪ ،‬وغيرهم كثير‬
‫وأما بالنسبة لدور العامل السياسي في نيأة ال در اإلسدالمية‪ ،‬فدال شد‬
‫أنده هددو العامددل انساسددي وانول فددي نيد أرها كلهددا إال فرقددة السددبئية‪ ،‬فهددذه‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪566 :‬‬

‫اإلسالمي‪ ،‬ص‪ 87 :‬وما بعده‪ 94 ،‬وما بعدها‬ ‫‪ 2‬عمر سليمان انشقر‪ :‬راريت ال قه‬

‫‪145‬‬
‫ال رقة هي أول فرقة ظهر في الم تمغ اإلسالمي في عهد الخلي دة عثمدان‬
‫رضي هللا عنه ظهر نحو سنة ‪ 33‬لله درة‪ ،‬قبدل حددو ال تندة سدنة ‪35‬‬
‫لله ددرة‪ ،‬أظهددر أفكددارا مذهبيددة كيديددة لهدددم اإلسددالم ونيددر ال تنددة بددين‬
‫المسددلمين فددأظهر أفكددارا ليسددت مددن ايددن اإلسددالم‪ ،‬كد القول بإمامددة علددي‬
‫والوصية ‪ ،‬وظلم الصحابة له‪ ،‬م بعد ذل انخرطت رلد ال رقدة فدي العمدل‬
‫السياسي مغ المعارضين للخلي دة عثمدان وشداركت فدي الثدورة عليده وفدي‬
‫‪1‬‬
‫ال تنة الكبره وما بعدها ظهر ال ر انسره كالخوارج وغيرهم‬

‫النموذج التاسع‪ :‬نقض تعريف شحرور لمعنى " السلفية "‬


‫يقددول محمددد شددحرور‪ :‬وفددي هددذا المقددام ي ددب علينددا أن نميددز بددين‬
‫مصطلحين يقغ االلتباس بينهما وهما انصالة والسل ية‪ ،‬فانصالة لها م هدوم‬
‫إي ابي حي‪ ،‬أما السل ية فهي عكا ذل رماما‪ ،‬السل ية كما ن همها هي اعوة‬
‫إلى إربا سطي السدلف ب دض الن در عدن م هدوم الزمدان والمكدان‪ ،‬أ أن‬
‫هناب فترة راريخية مزاهرة مر على العرب استطاعوا فيها حل ميداكلهم‬
‫االجتماعية واالقتصااية والسياسية‪ ،‬واستطاعوا أن يبنوا اولة قويدة منيعدة‪،‬‬
‫استطاعت رحقيق العدالة بم هومها النسدبي التداريخي‪ ،‬وبالتدالي فدإن هدؤالء‬
‫السلف هم النموذج‪ ،‬وي ب عليندا أن نتبدغ سطداهم ونقلددهم وال نخدرج عدن‬
‫نمطهم فالسل ي هو إنسان مقلد‪ ،‬إضافة إلدى أنده قدد أهمدل الزمدان والمكدان‬
‫واغتال التاريت وأسقط العقل‪ .‬ويعي السل ي في القرن العيرين مقلدا القرن‬
‫السابغ‪ ،‬والتقليدد مسد تحيل نن ظدروي القدرن السدابغ رختلدف عدن ظدروي‬
‫القرن العيرين‪ ،‬فمهما حاولنا الرجو إلى القرن السابغ ال يمكنندا أن ن همده‬
‫كما فهمه أهله الذين عاشوه فعال‪ ،‬نننا نرجغ إليه مدن سدالل ندص رداريخي‬
‫فقط ولهذا السبب وقغ السل ي في فراغ فكر وصل إلى حدد السدذاجة‪ ،‬فقدد‬
‫ررب القرن العيدرين عمددا ليع دز فدي الوقدت ن سده عدن أن يعدي القدرن‬
‫‪2‬‬
‫السابغ كما عاشه أهله)‬

‫أقووول‪ :‬ذل د التعريددف باطددل جملددة ور صدديال‪ ،‬ولدديا رعري ددا صددحيحا‬
‫للسل ية‪ ،‬وال يحق لده أن يعرفندا بالسدل ية كمدا ي همهدا هدو وال كمدا يريددها؛‬
‫وإنما بما انه يتكلم عن السل ية في ب عليه أن يرجغ إلى كتبهدا القديمدة التدي‬
‫رمثلها وكتبها كبار علماء السلف من المتقدمين وال رمتأسرين فدذل التعريدف‬
‫ر مثال‪ ،‬كتابي‪ :‬بحو حول الخالفة وال تنة الكبر ‪ ،‬والكتاب منيور ورقيا وإلكترونيا‬ ‫‪ 1‬أن‬
‫‪ 2‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪34 :‬‬

‫‪146‬‬
‫الذ جاء به باطل وال يصد على السل ية‪ ،‬نننا إذا رجعنا إلدى كتدب كبدار‬
‫أئمة السلف الصالح كمال بن أنا‪ ،‬واليافعي‪ ،‬وأحمد ‪ ،‬والبخار ‪ ،‬ويحيدى‬
‫بن معدين‪ ،‬وابدن سدالم‪ ،‬والبخدار ‪ ،‬وإبدراهيم الحربدي‪ ،‬وابدن قتيبدة‪ ،‬وابدن‬
‫ريمية‪ ،‬وابن قيم ال وزية فإننا سن د السل ية ليست كما زعم اليدحرور؛ إنمدا‬
‫ن د مذهبا شرعيا بديهيا قائمدا علدى الدوحي الصدحيح‪ ،‬والعقدل الصدريح ‪،‬‬
‫والعلم الصحيح‪ ،‬يتمثدل أساسدا فدي مدذهبين أساسديين‪ :‬انول مدذهب يتعلدق‬
‫بأصددول الدددين‪ ،‬مددن مواضدديعه ‪ :‬الصدد ا ‪ ،‬واإليمددان ‪ ،‬ومكانددة العقددل‪،‬‬
‫والسببية ومن ص اره أنه يثبت الصد ا بدال ريدبيه وال ركييدف وال ر سديم‪،‬‬
‫وال ين يها وال يؤولها ويقدم الوحي على العقل مغ عدم إهمال العقدل‪ ،‬وإنمدا‬
‫يضعه في مكانه الصحيح والثاني مذهب يتعلق بال رو ‪ ،‬ويتضدمن أصدول‬
‫ال قه – مدرسة ان ر‪ ،‬ومدرسة الرأ ‪ ، -‬وال قه ومدن سصائصده فدي ال قده‬
‫عند كبار علمائه المتقدمين والمتأسرين أنده يقدوم علدى االجتهداا وذم التقليدد‬
‫والتمددذهب‪ 1‬ذلدد هددو مددذهب السددلف الصددحيح‪ ،‬وهددو ال يعددو التطددور‬
‫الحضار أبدا‪ ،‬وليا فيده مدا زعمده شدحرور بأنده ي دب علدى المسدلم أن‬
‫يعي زمن السدلف فدي كدل أحوالده وال يعدي زمانده هدو حسدب ظروفده‬
‫ال ديدة فان ر كم افتره اليحرور على السل ية الصحيحة!! فلماذا سدمح‬
‫لن سه أن يتكلم بال علم ‪ ،‬أم انه رعمد قول ذل ل ايا في ن سه؟؟!!‬

‫النموذج العاشر‪ :‬نقض قول شحرور بأن التوراة وإلنجيل اليوم‬


‫يحمالن طابع المرحلية‬
‫يقول محمد شحرور‪ :‬ولذا فعندما نقرأ التوراة اآلن ونقارنها مغ‬
‫معلومارنا الحالية نراها ال رنس م مغ أرضيتنا المعرفية‪ ،‬أ أنها كانت‬
‫رحمل طابغ المرحلية‪ ،‬وأنها نزلت بصي ة كانت مطابقة لمعاري الناس‬
‫وقت نزول التوراة ولم ينتبه الم سرون المسلمون إلى هذه الناحية‬
‫الخطيرة‪ ،‬فاعتمدوا قليال أو كثيرا على التوراة في ر سير القرآن وهنا كانت‬
‫الطامة الكبره! وفي عصر النهضة في أوروبا قال العلماء‪ :‬إن العلم قضى‬
‫على الت سير التوراري لخلق الكون واإلنسان وعمر الكون واإلنسان‪،‬‬
‫وحسنا فعلوا ولهذا وصف التوراة واإلن يل بأنهما هده للناس‪ ،‬ولكن من‬
‫قبل القرآن{ َوأَنزَ َل الت َّ آو َراة َ َواإلن ي َل من قَ آب رل رهده لكلنَّاس } آل عمران‬
‫‪ )4-3‬وينطبق الحال كذل على اإلن يل إذ أن التوراة ال يحمالن ص ة‬

‫‪ 1‬عن ذل أن ر مثال‪ :‬عمر سليمان انشقر‪ :‬راريت ال قه اإلسالمي وسالد كبير عالل‪ :‬منهت أهل الحديث في الرا على المتكلمين‬

‫‪147‬‬
‫التيابه في الصي ة وهكذا نره التوراة واإلن يل اليوم كتابين يدرسان فقط‬
‫‪1‬‬
‫في الكنائا للعبااة اون أن يكون لهما عالقة بالحياة )‬

‫أقول‪ :‬ذل القول من أوهام شحرور‪ ،‬وفيه رحريدف وسددا ‪ ،‬ننده افتدره‬
‫على القرآن وحرفه عندما لم يذكر أن القدرآن أشدارا مدرارا إلدى أن التدوراة‬
‫التي عند اليهوا اليوم هي كتاب محري استلقده اليهدوا ورالعبدوا بده حسدب‬
‫أهوائهم من جهة‪ ،‬وان أصلها كان صحيحا يمثدل الدوحي اإللهدي الحدق مدن‬
‫عن َّم َواضعه‬ ‫جهة أسره بدليل قوله رعالى‪ :‬كمنَ الَّذينَ هَاارواآ ير َح كرفرونَ آال َكل َم َ‬
‫ص آينَا [النساء ‪،)]46 :‬و أَفَت آَط َم رعدونَ أَن يرؤآ م رندواآ لَ ركد آم َو َقد آد‬ ‫ع َ‬ ‫سم آعنَا َو َ‬ ‫َويَقرولرونَ َ‬
‫عقَلروهر َو ره آم َي آعلَ رمونَ‬‫ن ر َّم ير َح كرفرونَهر من َب آعد َما َ‬ ‫َكانَ فَريق كم آن ره آم َي آس َمعرونَ َكالَ َم ك‬
‫سدبروهر مدنَ‬ ‫[البقددرة ‪،)]75 :‬و َوإ َّن مد آن ره آم لَ َريقددا َي آلد روونَ أ َ آلسدنَت َ رهم ب آالكتدَداب لتَحآ َ‬
‫ن‬ ‫ن َو َمدا رهد َو مد آن عندد ك‬ ‫ولدونَ رهد َو مد آن عندد ك‬ ‫آالكت َاب َو َما ره َو منَ آالكت َاب َويَقر ر‬
‫ب َو رهد آم يَ آعلَ رمدونَ [آل عمددران ‪،) ]78 :‬و إنَّدا أَنزَ آل َندا‬ ‫ن آال َكدذ َ‬ ‫علَدى ك‬ ‫َويَقرولردونَ َ‬
‫يه دا ره دده َونر دور يَحآ رك د رم ب َه دا النَّبيُّ دونَ الَّ دذينَ أ َ آس دلَ رمواآ للَّ دذينَ َه داارواآ‬ ‫الت َّ د آو َراة َ ف َ‬
‫ش َهدَاء [المائدة‬ ‫علَيآه ر‬ ‫ن َو َكانرواآ َ‬ ‫ار ب َما ا آسترحآ رواآ من كت َاب ك‬ ‫الربَّانيُّونَ َوانَحآ َب ر‬‫َو َّ‬
‫‪)]44 :‬‬
‫م انه عندما أشار إلى أن العلم أظهر سطأ ما قالته التوراة المحرفة عن‬
‫سلق العالم وعمر الكون واإلنسان لم يرميز بدين التدوراة المحرفدة وانصدلية‬
‫التي رحرفت وضاعت‪ ،‬وإنما أشار إلى أنها هدي ردوراة واحددة ‪ ،‬وهدي التدي‬
‫ن‬ ‫ك‬ ‫وص ها القرآن بأنها رهده لكلنَّاس َوأَنزَ َل آال ر آرقَانَ إ َّن الَّذينَ َك َد ررواآ ب َآيدا‬
‫عزيز ذرو انتقَ ٍام [آل عمران ‪ )]4 :‬وهدذا باطدل قطعدا‪،‬‬ ‫نر َ‬ ‫عذَاب شَديد َو ك‬ ‫لَ ره آم َ‬
‫نن التوراة التي سال ت العلم هي التوراة المحرفة وليسدت التدوراة انصدلية‬
‫التي رحرفت وضاعت إن شحرورا رعمد قول ذل ‪ ،‬وطعن به فدي هللا رعدالى‬
‫‪ ،‬بأنه أنزل كتابا أظهر العلم عدم صحة ما قاله عن سلق العالم وعمر الكون‬
‫واإلنسان‬
‫ومن ذل أيضا أنه لم يرميز بين اإلن يل الحق الذ أنزلده هللا رعدالى علدى‬
‫نبيه عيسى بدن مدريم‪ ،‬والدذ بيدر أيضدا بم ديء النبدي سدارم محمدد عليده‬
‫الصالة والسالم؛وبين انناجيل انربعة المعتمدة عند النصاره اليوم‪ ،‬وهدي‬
‫كتددب محرفددة استلقهددا النصدداره حسددب أوهددامهم وأهددوائهم وهددي مملددوءة‬
‫ح ق مدن‬ ‫بانباطيل والخرافا وانكاذيب‪ .2‬فلم يرميدز بينهدا وبدين اإلن يدل ال د‬
‫جهة المضمون وال العدا نن هللا رعدالى أندزل علدى نبيده عيسدى بدن مدريم‬
‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪60-59 :‬‬
‫‪ 2‬عن ذل أن ر كتابنا‪ :‬الكتاب المقدس ليا وحيا إلهيا متوفر ورقيا وإلكترونيا‬

‫‪148‬‬
‫إن يال واحدا‪ ،‬لكدن النصداره عنددهم أربعدة أناجيدل معتمدد وروجدد أناجيدل‬
‫أسره كثيرة غير معتمدة عندهم وبما أن انمر كما قلناه‪ ،‬فيحرور جاهل ‪،‬‬
‫أو رمحري وصاحب هوه‬

‫النموذج األخير‪-‬الحادت عشر‪ :-‬نقض قول شحرور بأنه توصل‬


‫إلى نتائج ال توجد في كت‪ ،‬السلف‬
‫ذكر الكارب محمد شحرور أنه مدن سدالل قراءرده " المعاصدرة" للقدرآن‬
‫الكريم في كتابه " الكتاب والقرآن " روصل إلى نتائت في ال روجد فدي كتدب‬
‫‪1‬‬
‫السلف‬
‫أقول‪ :‬الش أن مع م أو كل النتدائت التدي روصدل إليهدا شدحرور فدي‬
‫كتابه " الكتاب والقدرآن" ال روجدد فدي ركتدب السدلف الصدالح ‪ ،‬ننهدا نتدائت‬
‫باطلة قطعا‪ ،‬فمن الطبيعي أن ال روجد في كتبهم؛ لكنهدا روجدد بدال شد فدي‬
‫كتددب السددلف الطددالح كالسددبئية ‪ ،‬واليدديعة اإلماميددة‪،‬والخوارج‪ ،‬والمعتزلددة‬
‫وغيرهم ‪ ،‬بدل وي دب أن روجدد فيهدا ‪،‬نن كتابده ال يختلدف عدن كتدبهم فدي‬
‫رحري هم للقرآن الكريم وقراءرده بأوهدامهم وأهدوائهم وقدد سدبق أن بيندا أن‬
‫شحرورا ضل الطريق مدن البدايدة‪ ،‬واربدغ مدنهت أهدل انهدواء فدي قراءرده‬
‫للقرآن الكريم فكانت النتي ة أنه التحق بأهل الضالل وانهواء من المتقدمين‬
‫والمتأسرين فهم قدموا أهواءهم على الير وقرؤوه بهد ا‪ ،‬وشدحرور طبدق‬
‫منه هم ‪ ،‬فقدرأ القدرآن قدراءة " معاصدرة " بهدواه ال بعقدل وال شدر ‪،‬وال‬
‫علم‪ ،‬كما أنه وافق المعتزلة فدي ن ديهم للقضداء والقددر فهدؤالء كلهدم ربندوا‬
‫المددنهت التحري ددي فددي فهددم القددرآن الكددريم مددن زمددن عبددد هللا بددن سددبأ إلددى‬
‫شحرور وما بعده !!‬
‫وهددؤالء مارسددوا التأويددل التحري ددي فددي رعدداملهم مدد غ القددرآن والسددنة‬
‫الصحيحة بدراجا مختل ة حسب ارجدة انحدرافهم عدن اليدر ‪ ،‬فكلمدا زاا‬
‫االنحدددراي عنددده زاا مسددداحة ممارسدددة التأويدددل التحري دددي للنصدددوص‬
‫اليرعية‪ ،‬وكلما رناقص االنحراي رراجعت مساحة ممارسته فكانت نتي دة‬
‫ممارسددة ذلد التأويددل أن كددل الددذين مارسددوه حرفددوا اليددر ورالعبددوا بدده‬
‫وانتهوا إلى نتائت باطلة شرعا وعقدال وعلمدا وهدذا انمدر وقدغ فيده محمدد‬
‫شحرور أيضا‪ ،‬نن المنهت الذ مارسه سبقه إليده أهدل التحريدف السدابقين‬
‫مددن جهددة؛ ونتائ دده التد ي روصددل إليهددا مع ددم أصد ولها موجددواة عنددد أهددل‬
‫انهواء والضالل قديما وحديثا من جهة أسره ولدم ركدن جديددة كمدا زعدم‬

‫‪ 1‬محمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪ ،‬ص‪42 :‬‬

‫‪149‬‬
‫شحرور‪ ،‬منها مخال ته للقرآن ورحري ه له ‪ ،‬وفعله هذه سدبقه إليده الضدالون‬
‫من المتقدمين كالمعتزلة والييعة اإلمامية‬

‫وإنهووا ًء له و ا الفصوول – الخدداما وانسيددر‪ -‬يتبددين مددن النمدداذج التددي‬


‫رضمنها أن أباطيل شحرور ورحري اره في كتابه " الكتاب والقدرآن " كثيدرة‬
‫جدددا شددملت كددل فصددوله ومباحثدده مددن جهددة ؛ ورضددمنت مددن جهددة أسددره‬
‫مواضدديغ عديدددة ومتنوعددة‪ ،‬منهددا قسددم يتعلددق بصد ا هللا رعددالى ‪ ،‬وردداريت‬
‫القرآن والحديث النبو ‪ ،‬والتوراة وانناجيل رل النماذج من بداب التمثيدل‬
‫ال الحصر‪ ،‬وهي نتائت حتمية لمنهت شحرور التحري دي فدي قراءرده للقدرآن‬
‫الكريم‪ ،‬ننه ليا منه ا شرعيا‪ ،‬وال علميا وال عقالنيا‬
‫*****‬

‫الخاتمة‬

‫‪150‬‬
‫أظهر قراءردي النقديدة لكتداب " الكتداب والقدرآن " للكاردب السدور‬
‫محمد شحرور‪ ،‬أنه كتاب رضمن أباطيدل وانحرافدا ‪ ،‬ورحري دا وأهدواء‬
‫كثيرة جدا ال ركاا رنتهي‬
‫منها أوال‪ ،‬إن ذل الكتاب لم يكن قراءة عقالنية‪ ،‬وال شرعية‪ ،‬وال علمية‬
‫للقرآن الكريم ‪ ،‬وإنما كان قراءة رحري ية للقرآن عن سابق إصرار وررصدد‬
‫من جهة‪ ،‬ويرمكن أن نص ها بحق وبعدل أنها كانت أيضا قراءة شيطانية مدن‬
‫جهة أسره فدَ كل ذل على أن مؤل ه محمد شحرور عندما أل ه لم يكن باحثا‬
‫خرفا صداحب‬ ‫حرفا رم ك‬
‫موضوعيا‪ ،‬وال طالبا للحقيقة العلمية‪،‬وإنما كان باحثا رم ك‬
‫هوه صنف كتابه لتحريف القرآن الكريم انتصارا نوهامه وأهوائه لدذل‬
‫ال نكاا نعثر في كتابه على فكرة صحيحة واحددة جداء بهدا شدحرور ورميدز‬
‫بها‬
‫ثانيا‪ :‬ربين أن شحرورا لم يدرس القرآن الكريم اراسة نزيهة وعلميدة ‪،‬‬
‫وإنما ارسه اراسة ذاريدة متعصدبة للباطدل مدن البدايدة‪ ،‬فلدم يدرسده بمدنهت‬
‫القرآن وال بمنهت علمي رمحايد قائم على طلدب الحقيقدة فضد كل الطريدق مدن‬
‫البداية‪ ،‬وأوصله منه ه إلى نتدائت باطلدة جملدة ور صديال‪ ،‬كتقسديمه للقدرآن‬
‫الكريم إلى م موعة كتب ورعري ه الزائف لمعنى النبوة والرسدالة وإنكداره‬
‫للترااي في القرآن والل ة العربية ورحري ه لمعنى المتيدابها فدي القدرآن‬
‫الكريم وعليها قام كتابه" الكتداب والقدرآن"‪ ،‬ف داء كتابدا فاسددا بداطال قلبدا‬
‫وقالبا‬
‫ثالثا‪ :‬أظهر نقدنا لكتاب شحرور أنه كتاب قام على رحريف القرآن الكريم‬
‫عن سابق إصرار وررصد من جهة؛ وأن كاربه اافغ فيه عدن ال كدر ال ربدي‬
‫عامة‪ ،‬والحدَا ي والماركسي ساصة من جهة أسدره وقدد بيندا بطدالن ذلد‬
‫عندما نقضنا زعم شحرور في قوله بدأن العدالم المداا هدو أصدل المعرفدة‬
‫اإلنسانية وعندما أظهرنا فساا قوله ب ددل التنداقض فد ي الطبيعدة والقدرآن‬
‫ورأ يره في حركية الكون واستمراريته الدائمة حسدب زعمده وربدين ب دالء‬
‫أن وجوا الثنائية والزوجية والحركية في الكون ب مااه وأحيائه ليست قائمة‬
‫على التناقض‪ ،‬وال علدى االسدتمرارية‪ ،‬وال علدى سرافدة التطدور العضدو‬
‫وإنما هي قائمة على التكامل والتناغم ‪،‬واالنس ام والتعاون جمعا بين الت ير‬
‫في إطار الثبا ‪ ،‬والتنو والتعدا‬
‫رابعا‪ :‬ارضدح مدن نقددنا لتعريدف شد حرور لمعندى كلمدا " اإلندزال"‪،‬و‬
‫وعرفهدا‬
‫ك‬ ‫"التنزيل"‪ ،‬وانمي في القرآن الكريم أنده حدري معانيهدا اليدرعية‬

‫‪151‬‬
‫فصدلها علدى مقاسده‬ ‫رعاريف باطلة مخال ة لتعري هدا فدي القدرآن الكدريم ‪،‬و ك‬
‫التحري ددي رمسددبقا ددم رسددلط عليهددا بددالتحريف والتالعددب وقددد بينددا المعنددى‬
‫الصحيح لكلمتي" اإلنزال"‪،‬و" التنزيدل"‪ ،‬وأرضدح أن انول رعدي" اإلندزال‬
‫الكلي افعة واحدة‪ ،‬والثانية رعني اإلنزال ال رم در علدى افعدا ‪ ،‬وال رعنيدان‬
‫دركما زعم شحرور فهذا رعريف باطل بال ش وأما‬ ‫درب إلى رم َ‬ ‫نقل غير ال رم َ‬
‫رعري ه لعبارة " انمي" فهو أيضا رعريف متهافدت‪ ،‬وبيندا أن انمدي شدرعا‬
‫ول ة ليا هو الذ ال علم له بكتب أهل الكتاب‪ ،‬وال هو الذ ليا منهم كما‬
‫زعم شحرور‪ ،‬وإنما هو الذ لدم يدتعلم علمدا مدن العلدوم سدماعا وال قدراءة‬
‫سواء كان من أهل الكتاب أم لم يكن منهم وذل هو حال النبي محمد –عليه‬
‫الصالة والسالم‪ -‬فقد كان أميا بمعنى أنه لم يتعلم علما من العلوم سدماعا وال‬
‫قراءة وال كتابة‪ ،‬وليا فقط أنه لم يكن يقدرأ وال يكتدب كمدا زعدم شدحرور؛‬
‫فهو قد كان كذل لكنه لم يتعلم أصدال أ علدم مدن العلدوم علمدا بدأن الدذين‬
‫حداوا معنى أمية النبدي‪-‬عليده الصدالة والسدالم‪ -‬بأنده ال يقدرأ وال يكتدب لدم‬
‫يقصدوا بأنه رعلم بالسما وال كدان بمقددوره ردأليف الكتدب ‪ ،‬وال أنهدم ن دوا‬
‫عرفدوا انمدي بصد ة جزئيدة ظداهرة‬ ‫العلم عن الذين رعلموه بالسما ؛ وإنما ك‬
‫عبروا بها عن الكل ‪ ،‬وهو أن انمي هو الذ لم يتعلم علما من العلوم‬

‫خامسا‪ :‬ربين من قراءري النقدية لكتاب شحرور" الكتداب والقدرآن " أنده‬
‫يريبه كثيرا كتاب" محنتي مغ القرآن ومدغ هللا فدي القدرآن " للمددعو عبداس‬
‫عبد النور‪1‬؛ من جهة أن كال منهما قد قرأ القدرآن قدراءة رحري يدة شديطانية‬
‫من ناحية؛ وأن كال منهما قد قرأ القرآن بمنهت رحري ي شديطاني عدن سدابق‬
‫إصرار وررصد‪ ،‬ولم يقرأه بمنهت القرآن الكريم‪ ،‬وال بمنهت العلم وال العقدل‬
‫من ناحية انيدة؛ وان كدال منهمدا كدان رمصدرا علدى قدراءة القدرآن بأوهامده‬
‫وأهوائه من ناحيدة الثدة فكانت نتي دة ذلد أن أسطداء الكتدابين وأباطيلهمدا‬
‫وأوهامهما كثيرة جدا ال ركاا رنتهي!!‬

‫وأخيوورا – سادسووا‪ : -‬اسددتنت تر مددن نقددد لكتدداب شددحرور "الكتدداب‬


‫والقرآن" أن غايته انساسية من رألي ده هدو إسضدا القدرآن الكدريم لم هدوم‬
‫التاريخية عند " ال َحدَا يين" ورطبيقها عليه ليله وهدمه من ااسله طبكق ذل‬
‫عليه بالتأويال التحري ية‪ ،‬فقسم القرآن إلى قسمين كبيرين‪ :‬قسم رمحكم ابت‬
‫ال يت ير‪ ،‬ويتمثل أساسا في العقائد والعبدااا وقسدم متيدابه رمت يدر حسدب‬
‫ال ددروي زمانددا ومكانددا‪ ،‬ويتمثددل فددي أحكددام المعددامال ال رايددة والعامددة‪،‬‬
‫‪ 1‬للمزيد أن ر نقد له في كتابي‪ :‬محنت مغ هواب وشيطان ال مغ هللا والقرآن والكتاب متوفر في اليبكة المعلومارية‬

‫‪152‬‬
‫كالتيريعا السياسية واالقتصااية واالجتماعية‪ ،‬وانحكام المتعلقة بانسدرة‬
‫والمرأة وحسدب زعمده أن ذلد الت ييدر يد تم بتأويدل النصدوص اليدرعية‬
‫المتعلقة بتل التيريعا والحقيقة أن هذا الزعم باطل جملة ور صيال‪ ،‬نن‬
‫القرآن كتاب واحد رمحكم حكيم ‪ ،‬وال يصح رأويلده ردأويال رحري يدا كمدا فعدل‬
‫شحرور‪ ،‬وال يقبل أبدا ذل التقسديم الباطدل‪ ،‬وال يخضدغ لم هدوم التاريخيدة‬
‫ننه ليا عمال بيريا ‪ ،‬وإنما هو كالم هللا رعالى ستم به كتبه المنزلة وذلد‬
‫ال عل هو عملية رحري ية ال اية منها رعطيدل القدرآن وشدله مدن ااسلده بدذل‬
‫التقسيم التحري ي واليديطاني وال شد أن ذلد ال عدل ييدهد علدى شدحرور‬
‫بالتحريف والتدليا وال والخدا من جهة؛ وانده مدن جهدة أسدره لديا‬
‫باحثا علميا موضوعيا وال رمنص ا ‪ ،‬وال باحثا عن الحقيقية‪ ،‬وال قدرأ القدرآن‬
‫قراءة علمية‪ ،‬وإنما قرأه قراءة رحري ية معاصرة انتصارا نوهامه وأهوائده‬
‫وطائ ته‬

‫رم الكتاب وهلل الحمد أوال وأسيرا‬

‫انستاذ الدكتور سالد كبير عالل‬


‫ال زائر‪ /23 :‬جمااه انول‪/29 -1440 /‬جان ي‪2019 /‬‬

‫*****‬

‫‪153‬‬
‫من مصادر الكتاب ومراجعه ‪:‬‬
‫‪ -1‬القرآن الكريم‬
‫‪ -2‬البخار ‪ :‬الصحيح‬
‫‪ - 3‬مسلم‪ :‬الصحيح‬
‫‪ -4‬أبو الليث السمرقند ال ن ي‪ :‬بحر العلوم‬
‫‪ -5‬أبو السعدا بن ان ير ال زر ‪ :‬النهاية في غريب الحديث وان ر‬
‫‪ - 6‬ابن قتيبة ‪ :‬رأويل مختلف الحديث‬
‫‪ - 7‬ابن ريمية‪ :‬الرا على المنطقيين‬
‫‪ -8‬ابن ريمية‪ :‬منهاج السنة النبوية‬
‫‪ -9‬ابن ريمية‪ :‬ارء التعارج ‪334‬‬
‫‪ - 10‬ابن من ور اإلفريقي ‪ :‬لسان العرب‬
‫‪ - 11‬ابن ال وز ‪ :‬العلل المتناهية ‪،‬ط‪ ، 1‬رحقيق ‪ :‬سليل المديا اار الكتدب‬
‫العلمية – بيرو ‪1403 ،‬‬
‫‪ -12‬ابن كثير ‪ :‬ر سير ابن كثير‬
‫‪ -13‬انلباني‪ :‬السلسدلة الضدعي ة ‪ ،‬مكتبدة المعداري – الريداج ‪،‬ج ‪ 7‬ص‪:‬‬
‫‪155‬‬
‫‪ -14‬نلباني‪ :‬صحيح ال امغ الص ير‬
‫‪ -15‬حمد شحرور‪ :‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ‪ ،‬اار انهالي ‪ ،‬اميق ‪،‬‬
‫ص‪60- :‬‬
‫‪ -16‬الذهبي ‪ :‬سير أعالم النبالء‬
‫م‪ -17‬حمدددددد اواش ‪ :‬اإليمدددددان شددد د اء للن دددددوس وانبددددددان موقدددددغ‪:‬‬
‫‪https://www.eajaz.org/index.php/component/content/arti‬‬
‫‪cle/86-Twenty-eighth-issue/802-Faith‬‬
‫‪ -18‬أحمد اعدو ‪ :‬اإللحاا ووجوا هللا‪ ،‬موقغ‪https://al-sabeel.net :‬‬
‫‪ -19‬منصور حسب النبي ‪ :‬الزمان بين العلم و القرآن‬
‫‪ -20‬محمد باسل الطائي‪ :‬سلدق الكدون بدين العلدم واإليمدان ‪ ،‬اار الن دائا ‪،‬‬
‫بيرو ‪1998،102 ،‬‬
‫‪ - 21‬السيوطي‪ :‬مع م مقاليد العلوم فدي الحددوا والرسدوم ‪ ،‬مكتبدة اآلااب‪،‬‬
‫القاهرة‪2004 ،‬‬
‫‪ -22‬هيثم طلعت ‪ :‬موسوعة الرا على الملحدين العرب‬
‫‪ - 23‬هيدددام المصدددر ‪ :‬حقدددائق هددددمت اإللحددداا مدددن جدددذوره‪ ،‬موقدددغ‪:‬‬
‫‪http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?60055-‬‬

‫‪154‬‬
‫‪ - 24‬شدددون اويدددل‪ :‬القضدددية العلميدددة ضدددد التطدددور‪ /7،‬ينددداير‪، 2017 /‬‬
‫‪https://creation.com/scientific-against-evolution‬‬
‫‪ -25‬أليددددداكا وليدددددامز ‪ :‬الط دددددرا الم يددددددة حقيقدددددة أم سيدددددال ‪،‬‬
‫‪https://creation.com/beneficial-mutations-real-or-‬‬
‫‪imaginary-part-2‬‬
‫‪ - 26‬منى زيتدون ‪ :‬الط درة اآلليدة البديلدة ‪ ،‬مدوندة نقدد التطدور ‪ ،‬موقدغ‬
‫‪Critique of Evolution‬‬
‫‪ - 27‬اون بدددارن‪ :‬علدددم الورا دددة النبددداري‪ :‬التطدددور الددددارويني مسدددتحيل ‪،‬‬
‫‪https://creation.com/geneticist-evolution-impossible‬‬
‫‪ - 28‬روبددر كدداررر‪ :‬اإلنتروبيددا ال ينيددة والكائنددا الحيددة البسدديطة ‪،‬‬
‫‪https://creation.com/genetic-entropy-and-simple-‬‬
‫‪organisms‬‬
‫‪ -29‬اي يددددددد كاريددددددبول‪ :‬الوقددددددت‪ :‬ال يوجددددددد صددددددديق للتطددددددور ‪،‬‬
‫‪https://creation.com/time-no-friend-of-evolution‬‬
‫‪ - 30‬جددون ‪ ،‬ا مددوريا‪ :‬الطبيعددة الحقيقيددة لس د ل انحددافير ‪ 1 ،‬فبرايددر‬
‫‪ ، 2010‬موقددغ‪ :‬معهددد أبحددا الخلددق‪ ICR :‬التددابغ لمركددز ايسددك ر ‪:‬‬
‫‪/http://www.icr.org/article/real-nature-fossil-record‬‬
‫‪ - 31‬الن ريددددددددة الداروينيددددددددة مقابددددددددل السدددددددد ل انح ددددددددور‬
‫‪http://www.arn.org/docs/stasfig/stasis1.htm‬‬
‫‪ -32‬أحمد يحيى‪ :‬السد ل االح دوره يقدول ‪:‬ال للتطدور ‪ ،‬مدوندة ‪ :‬ن ريدة‬
‫التطدددددددددددددددددور وحقيقدددددددددددددددددة الخلدددددددددددددددددق ‪ ،‬الموقدددددددددددددددددغ‪:‬‬
‫‪/http://creationoevolution.blogspot.com‬‬
‫‪ - 33‬كيسي وسكين ‪ :‬هدية عيد ميالا ااروين ‪ ،‬معهد ايسك ر ‪ ،‬الواليدا‬
‫المتحدددددددددددة انمريكيددددددددددة‪ ،‬علددددددددددى اليددددددددددبكة المعلوماريددددددددددة‪،‬‬
‫‪www.discovery.org/csc‬‬
‫‪ - 34‬اون بدارن ‪ :‬ح ريددا حيددة ‪ :‬ح ددة قويددة للقددائلين بددالخلق ‪ ،‬موقدغ‪:‬‬
‫‪https://creation.com/werner-living-fossils‬‬
‫‪ - 35‬اون بارن ‪ :‬الطيور الحديثة وجد مغ الديناصورا ‪ ،‬يوليو ‪2012‬م‬
‫موقغ‪http://creation.com :‬‬
‫‪ - 36‬الراغب انص هاني‪ :‬غريب القرآن‬
‫‪ - 37‬محمد بن ابي بكر الراز ‪ :‬مختار الصحاش‬
‫‪ - 38‬الطبر ‪ :‬ر سير الطبر‬

‫‪155‬‬
‫‪ -39‬ال دداحظ ‪ :‬البيددان و التبيددين ‪ ،‬الطبعددة انولددى اار صددعب – بيددرو ‪،‬‬
‫‪1968‬‬
‫‪ -40‬عمر سليمان انشقر‪ :‬راريت ال قه اإلسالمي‬
‫‪ - 41‬الراغب انص هاني‪ :‬غريب القرآن‬
‫‪ - 42‬هالي بابلي‪ :‬التطور وال يولوجيا ال زء الثاني والعيدرين ومحداوال‬
‫الدددددددددددددرا علدددددددددددددى ميدددددددددددددكلة ان دددددددددددددار الكامبريدددددددددددددان‬
‫‪http://drghaly.com/articles/display/‬‬
‫‪ - 43‬هيثم طلعت ‪ :‬موسوعة الرا على الملحدين العرب‬
‫‪ 44‬هيدددام المصدددر ‪ :‬حقدددائق هددددمت اإللحددداا مدددن جدددذوره‪ ،‬موقدددغ‪:‬‬
‫‪http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?60055-‬‬

‫*****‬

‫‪156‬‬
‫المحتويات‬
‫‪ -‬المقدمة‪:‬‬
‫الفصل األول‬
‫نقض منهج شحرور في قراءته للقرآن الكريم‬
‫أوال‪ :‬نقض اعوه القراءة المعاصرة للقرآن ‪:‬‬
‫انيا‪ :‬نقض منهت شحرور في رأويل القرآن ‪:‬‬
‫الثا‪ :‬نقض منهت شحرور في البحث واالستدالل ‪:‬‬
‫رابعا‪ :‬أسباب انحراي منهت البحث عند شحرور ‪:‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫نماذج من أباطيل شحرور في قراءته التحريفية للقرآن الكريم‬

‫أوال‪ :‬رحريف شحرور لمكونا القرآن ومضامينه‪:‬‬


‫انيا‪ :‬رحريف شحرور لمعنى ال رمحكم والمتيابه ‪:‬‬

‫الفصل الثالث ‪:‬‬


‫أباطيل شحرور في قوله بمادية المعرفة اإلنسانية والجدل‬
‫والتطور في الطبيعة والقرآن‬

‫أوال‪ :‬نقض قول شحرور بأن العالم الماا هو أصل المعرفة اإلنسانية‬
‫انيا‪ :‬نقض قول شحرور ب دل التناقض في الطبيعة والقرآن‬
‫الثا ‪ :‬نقض رأويال شحرور في قوله بالتطور العضو‬

‫نقض تأويالت شحرور لمعنى اإلندال والتنديل ومعني‬


‫األمي في القرآن الكريم‬

‫أوال‪ :‬نقض رأويل شحرور لمعنى اإلنزال والتنزيل في القرآن‬


‫انيا‪ :‬نقض رأويل شحرور لمعنى انمي في القرآن‪:‬‬

‫الفصل الخامس‬
‫نقض متفرقات من أباطيل شحرور وأهوائه‬

‫النموذج انول ‪ :‬نقض قول شحرور بأن القرآن عين كالم هللا‬

‫‪157‬‬
‫النموذج الثاني‪ ::‬نقض قوله بأن القرآن رمترجم إلى الل ة العربية من الكتداب‬
‫المكنون‬
‫النموذج الثالث‪ :‬نقض ر سيره آلية { فَ َويآل لكلَّذينَ يَ آكتربرونَ آالكت َ‬
‫َاب بأَيآديه آم }‬
‫النموذج الرابغ‪ :‬نقض قول شحرور في القضاء والقدر‬
‫النموذج الخاما‪ :‬نقض قوله بأن جمغ القرآن ر َ كم نهائيا في عهد عثمان‬
‫النموذج السااس‪ :‬نقض قول شحرور بأن السنة النبوية ليست وحيا‬
‫النموذج السابغ‪ :‬نقض ر سيره لعدم أمر الرسول بتدوين سنته‬
‫النموذج الثامن‪ :‬نقض قوله بأن السبب السياسدي هدو العامدل انساسدي فدي‬
‫جمغ السنة‬
‫النموذج التاسغ‪ :‬نقض رعريف شحرور لمعنى " السل ية "‬
‫النمددوذج العاشددر‪ :‬نقددض قولدده بددأن التددوراة وإلن يددل اليددوم يحمددالن طددابغ‬
‫المرحلية‬
‫النموذج الحاا عير‪ :‬نقض قوله بأنه روصل إلى نتدائت ال روجدد فدي كتدب‬
‫السلف‬
‫‪ -‬الخاتمة‪:‬‬
‫‪ -‬من مصادر الكتاب ومراجعه‪:‬‬

‫ُمصنفات للمؤلف ‪:‬‬

‫‪158‬‬
‫‪ -1‬ص حا من راريت أهل السنة و ال ماعة في ب داا‬
‫‪-2‬الداروينية في ميزان اإلسالم والعلم‬
‫‪ -3‬قضية التحكيم في موقعة ص ين – اراسة وفق منهت علم ال رش والتعديل‬
‫‪ -4‬الثورة على سيدنا عثمان بن ع ان – اراسة وفق منهت علم ال رش والتعديل‪-‬‬
‫‪ -5‬مدرسة الرواة الكذابين في رواية التاريت اإلسالمي و ردوينه‬
‫‪ -6‬الصحابة المعتزلون لل تنة الكبره – اراسة وفق منهت أهل ال رش والتعديل‬
‫‪ -7‬انزمة العقيدية بين انشاعرة و أهل الحديث‬
‫‪ -8‬أسطاء المؤرخ عبد الرحمن ابن سلدون في كتابه المقدمة‬
‫‪ -9‬انسطاء التاريخية و المنه ية في مؤل ا محمد عابد ال ابر و محمد أركون‬
‫‪-10‬أباطيل و سرافا حول القرآن الكريم و النبي محمد‪-‬عليه الصالة و السالم‪- -‬‬
‫اراسة نقدية لدحض أباطيل ال ابر ‪،‬و سرافا هيام جعيط‪-‬‬
‫‪ -11‬نقد فكر ال يلسوي ابن رشد الح يد –على ضوء الير و العقل و العلم‬
‫‪ -12‬التعصب المذهبي في التاريت اإلسالمي‪ -‬سالل العصر اإلسالمي‪-‬‬
‫‪ -13‬بحو حول الخالفة و ال تنة الكبره‪-‬وفق منهت علم ال رش و التعديل‪-‬‬
‫‪ -14‬مقاومة أهل السنة لل لس ة اليونانية‬
‫‪ -15‬وق ا مغ أاعياء العقالنية ‪ -‬قراءة نقدية ل كر حسن حن ي ‪ ،‬و نصر حامد أبي‬
‫زيد ‪ ،‬وهيام جعيط ‪ ،‬و أمثالهم‪-‬‬
‫‪ -16‬رناقض الروايا السنية والييعية حول راريت صدر اإلسالم‪ -‬م اهره و آ دداره ‪،‬‬
‫أسبابه و منهت رحقيقه‪-‬‬
‫‪ -17‬جنايا أرسطو في حق العقل والعلم‬
‫‪ -18‬مخال ة ال الس ة المسلمين لطبيعيا القرآن الكريم‬
‫‪ -19‬منهت أهل الحديث في الرا على المتكلمين‪-‬أرسسه و رطبيقاره‪-‬‬
‫‪ -20‬قضايا راريخية وفكرية من راريخنا اإلسالمي‬
‫‪ -21‬رهافت ابن رشد في كتابه رهافت التهافت ‪ -‬م اهره ‪ ،‬آ اره ‪ ،‬أسبابه‪-‬‬
‫‪ -22‬جناية المعتزلة على العقل و الير – م اهرها ‪ ،‬آ ارها ‪ ،‬أسبابها –‬
‫‪ -23‬الحركة الحنبلية و أ رها في ب داا من القرن‪ 3 :‬إلى الخاما اله ر )‬
‫‪ -24‬الحركة العلمية الحنبلة و أ رها في المير اإلسالمي ‪ 6 :‬إلى ‪ 7‬اله ر )‬
‫‪ -25‬نقض كتاب بسط الت ربة النبوية للباحث اإليراني عبد الكريم سرو‬
‫‪ -26‬نقض الروايددا القائلددة بتحريددف القددرآن الكددريم الددواراة فددي المصدداار السددنية‪-‬‬
‫م اهرها وآ ارها ‪ ،‬مصاارها و أسبابها‪-‬‬
‫‪ -27‬المروايا التاريخية عند المسلمين‪ :‬أسدداليب النقددد وظدداهرة الوضددغ فيهددا‪ -‬مبددرة‬
‫اآلل وانصحاب‪ ،‬الكويت‪1431 ،‬هد‪2010 /‬‬
‫‪ -28‬نقد الروايا وانفكددار المؤسسددة للتصددوي‪ --‬قددراءة نقديددة نسددانيد ومضددامين‬
‫الروايا المؤسسة للتصوي بكل مقوماره ‪-‬‬
‫‪ -29‬التضليل والتحريف في كتاب إحياء علوم الدين نبي حامد ال زالي‬
‫‪ -30‬نقد ر ربة الي واليقين عند أبي حامد ال زالي في كتابه المنقذ من الضالل‬

‫‪159‬‬
‫‪ -31‬اراسددا وأبحددا فددي ال كددر اإلسددالمي القددديم ‪ ،‬اار قرطبددة ‪ ،‬وزارة الثقافددة‪،‬‬
‫ال زائر‪2013 ،‬‬
‫‪ -32‬نقض الخرافا القائلة بتأ ر القرآن الكريم بالكتاب المقدس وانفستا الزرااشتي‬
‫‪ -33‬رحريف الزرااشتيين للديانة الزرااشتية في العصر اإلسالمي‬
‫‪ -34‬سرافة الوحي والنبوة والتوحيد في الديانة الزرااشتية‬
‫‪ -35‬الكتاب المقدس ليا وحيا إلهيا‬
‫‪ -36‬مع زا القرآن من مقارنا انايان‬
‫‪ -37‬نقد العقل الملحد ‪ :‬كيف يستدل؟‪ ،‬وبماذا يستدل؟‪ ،‬ولماذا يرلحد؟‬
‫وال ر ر آلحد !!‬ ‫‪ -38‬ال رَررَدك‬
‫‪ -39‬نقض سرافة التطور العضو الموجه‬
‫‪ -40‬احضا لليبها وانتصارا لإليمان واإلسالم‬
‫‪ -41‬محنت ر مغ هوابَ وشيطانر َ ال مغ هللا والقرآن‬
‫‪ -42‬نقد فكر الدكتور عدنان إبراهيم‬
‫‪ -43‬نقض ش رة التطور العضو بالقرآن الكريم وعلم الح ريا‬
‫‪ -44‬نقد الروايا الييعية الواراة في المصاار الحديثية السنية‬
‫‪ -45‬نقض الديانة انحمدية القاايانية‬
‫‪ -46‬فضائح التطوريين‬
‫‪ -47‬رحقيق روايددا حددديثي " النسدداء ناقصددا عقددل وايددن" و" لددن ي لددح قددوم ولددوا‬
‫أمرهم امرأة"‬
‫‪ -48‬أوهام من مرويا السيرة النبوية‪ :‬روايا حاا ة غدير رسم أرنموذجا‬
‫‪ -49‬أوهام في اراسة انساطير والزرااشتية‬
‫‪ -50‬أباطيل وأهواء في كتاب" الكتاب والقرآن " لمحمد شحرور‬
‫‪ -51‬الزرااشتية ايانة ابتدعها الم وس في العصر اإلسالمي‬

‫‪160‬‬

You might also like