You are on page 1of 168

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة أكلي محند أولحاج ‪ -‬البويرة‬


‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫مذكرة بعنوان‪:‬‬

‫مدى فعالية السياسة النقدية في تحقيق التوازن الداخلي‬


‫– دراسة حالة الجزائر خالل الفترة (‪-)2017-2000‬‬

‫مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية‬


‫تخصص اقتصاد نقدي وبنكي‬

‫من إعداد الطالبة‪:‬‬


‫تحت إشراف‪:‬‬
‫‪ -‬قاسيمي نوال‬
‫‪ -‬األستاذ‪ /‬محيد رسول‬

‫لجنة المناقشة‬
‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫اسم ولقب االستاذ‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة البويرة‬ ‫عثمان عالم‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة البويرة‬ ‫يوسف قاشي‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة البويرة‬ ‫حميد رسول‬

‫السنة الجامعية‪2018/2017 :‬‬


‫شكر وتقدير‪:‬‬
‫اتقدم جبزيل الشكر و االمتنان اوال و قبل كل شيء لرب العزة الذي انعم علينا بنعمتو و فضلو‬
‫العظيم‪ ،‬فلو احلمد كما يليق جبالل وجهو و عظيم سلطانو‪.‬‬

‫الشكر خلًن الربية‪ ،‬للحبيب حممد صلى اهلل عليو و سلم‪.‬‬

‫اتقدم بالشكر اىل استاذي القدير رسول محيد الذي تكرم علي بقبولو االشراف على ىذا العمل‪.‬‬

‫كما اشكر السادة اعضاء جلنة ادلناقشة لتكرمهم بقبول مناقشة ىذا العمل و تقييمو و يف االخًن‬
‫اتقدم بالشكر اىل كل من ساعدين يف اجناز ىذه الذكرة‪.‬‬
‫اإلهداء‬
‫اىدي مثرة جهدي لوالدي العزيزين اطال اهلل يف عمرمها و حفضهما يل و امتىن ان يكونا فخورين يب و راضيٌن عين‬
‫فهما سندي يف احلياة و اغلى ما املك‪.‬‬

‫اىل مجيع االىل و االقارب و كل من ساعدين من قريب او من بعيد ولو بكلمة طيبة‪.‬‬

‫اىل كل صديقايت و رفيقات دريب‪ :‬بشرى‪ ،‬مازيغة‪ ،‬حياة‪ ،‬مليكة‪ ،‬لبىن‪ ،‬وسام‪ ،‬امينة‪ ،‬اىل كل اساتذة العلوم‬
‫االقتصادية و طلبة ماسرت ‪ 2‬دفعة ‪.2018/2017‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫التشكرات‬
‫االىداءات‬
‫فهرس احملتويات‬
‫قائمة اجلداول‬
‫قائمة األشكال‬
‫أ‪-‬و‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري للسياسة النقدية‬
‫‪02‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪03‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية السياسة النقدية‬
‫‪03‬‬ ‫ادلطلباألول‪ :‬مفهوم السياسة النقدية واجتاىاهتا‬
‫‪05‬‬ ‫ادلطلب الثاين‪ :‬السياسة النقدية يف التحليل الكالسيكي‬
‫‪10‬‬ ‫ادلطلب الثالث‪ :‬السياسة النقدية يف التحليل الكينزي‬
‫‪18‬‬ ‫ادلطلب الرابع‪ :‬السياسة النقدية يف التحليل النقدي‬
‫‪22‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬السياسة النقدية‪ ،‬أهدافها‪ ،‬أدواتهاو قنوات انتقالها‬
‫‪22‬‬ ‫ادلطلب األول‪ :‬أىداف السياسة النقدية‬
‫‪30‬‬ ‫ادلطلب الثاين‪ :‬أدوات السياسة النقدية‬
‫‪34‬‬ ‫ادلطلب الثالث‪ :‬قنوات انتقال السياسة النقدية‬
‫‪37‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬فعالية السياسة النقدية ‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫ادلطلب األول‪ :‬تشخيص فعالية السياسة النقدية يف الدول ادلتقدمة و النامية‬
‫‪40‬‬ ‫ادلطلب الثاين‪ :‬فعالية السياسة النقدية يف اقتصاد مغلق‬
‫‪51‬‬ ‫ادلطلب الثالث‪ :‬فعالية السياسة النقدية يف اقتصاد مفتوح‬
‫‪57‬‬
‫خالصة الفصل‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الفصل الثاني‪ :‬مؤشرات التوازن الداخلي‬


‫‪59‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪60‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية التضخم‬
‫‪60‬‬ ‫ادلطلب األول‪ :‬مفهوم التضخم وأسبابو‬
‫‪64‬‬ ‫ادلطلب الثاين‪ :‬أنواع التضخم وأثاره‬
‫‪71‬‬ ‫ادلطلب الثالث‪ :‬قياس التضخم والنظريات ادلفسرة لو‬
‫‪80‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مدخلللبطـ ـ ــالة‬
‫‪80‬‬ ‫ادلطلب األول‪ :‬مفهوم البطالة‪ ،‬أسباهبا‪ ،‬وأثارىا‬
‫‪82‬‬ ‫ادلطلب الثاين‪ :‬قياس البطالة وأنواعها‬
‫‪86‬‬ ‫ادلطلب الثالث‪ :‬عالقة البطالة بالتضخم وأىم النظريات ادلفسرة ذلا‬
‫‪95‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬النمو االقتصادي والنظريات المفسرة له‬
‫‪95‬‬ ‫ادلطلب األول‪ :‬مفهوم النمو االقتصادي وعناصره‬
‫‪97‬‬ ‫ادلطلب الثاين‪ :‬قياس النمو االقتصادي وعالقتو بالبطالة‬
‫‪101‬‬ ‫ادلطلب الثالث‪ :‬أىم النظريات والنماذج ادلفسرة للنمو االقتصادي ‪.‬‬
‫‪111‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل‬
‫الفترة (‪.)2017-2000‬‬
‫‪113‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪114‬‬ ‫‪-2000‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬أهم التعديالت النقدية في الجزائر خالل الفترة(‬
‫‪.)2017‬‬

‫‪114‬‬ ‫ادلطلب األول‪ :‬التعديالت النقدية يف اجلزائر من ( ‪. )2004 -2000‬‬

‫‪117‬‬ ‫ادلطلب الثاين‪ :‬التعديالت النقدية يف اجلزائر من ( ‪.)2009-2005‬‬

‫‪118‬‬ ‫ادلطلب الثالث‪ :‬التعديالت النقدية يف اجلزائر من (‪.)2017-2010‬‬


‫فهرس المحتويات‬

‫‪-2000‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تطور السياسة النقدية في الجزائرخالل الفترة (‬


‫‪120‬‬
‫‪)2017‬‬
‫ادلطلب األول‪ :‬أىداف السياسة النقدية يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪120‬‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬أدوات السياسة النقدية يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪122‬‬
‫ادلطلب الثالث‪ :‬تطور الكتلة النقدية و مقابالهتا يف اجلزائر خالل‬
‫‪125‬‬
‫الفرتة(‪.)2000-2017‬‬
‫‪-2000‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬فعالية السياسة النقدية في الجزائر خالل الفترة (‬
‫‪132‬‬
‫‪)2017‬‬
‫‪132‬‬ ‫ادلطلب األول‪ :‬السياسة النقدية والتضخم يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪135‬‬ ‫ادلطلب الثاين‪ :‬السياسة النقدية والبطالة يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪138‬‬ ‫ادلطلب الثالث‪ :‬السياسة النقدية والنمو يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪140‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪-141‬‬
‫الخاتمة‬
‫‪144‬‬
‫‪-145‬‬ ‫المصادر والمراجع‬
‫‪154‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫قائمة الجداول‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم‬


‫الجدول‬

‫‪50‬‬ ‫فعالية السياسة النقدية باستخدام منحىن( ‪)IS-LM‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪126‬‬ ‫تطور الكتلة النقدية يف اجلزائر للفرتة( ‪)2017-2000‬‬ ‫‪02‬‬

‫‪129‬‬ ‫تطور مقابالت الكتلة يف اجلزائر خالل الفرتة( ‪)2017-2000‬‬ ‫‪03‬‬

‫‪133‬‬ ‫تطور معدل التضخم يف اجلزائر خالل الفرتة( ‪)2017-2000‬‬ ‫‪04‬‬

‫‪136‬‬ ‫تطور معدالت البطالة يف اجلزائر للفرتة( ‪)2017-2000‬‬ ‫‪05‬‬

‫‪138‬‬ ‫تطور ادلعدل احلقيقي للناتج الداخلي اخلام يف اجلزائر للفرتة ( ‪)2017-2000‬‬ ‫‪06‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫قائمة األشكال‪:‬‬

‫رقم‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬
‫الشكل‬
‫‪12‬‬ ‫عرض النقود عند كينز‬ ‫‪01‬‬
‫‪13‬‬ ‫الطلب على النقود بدافع ادلعامالت واالحتياط‬ ‫‪02‬‬
‫‪14‬‬ ‫الطلب على النقود بدافع ادلضاربة‬ ‫‪03‬‬
‫‪16‬‬ ‫دور السياسة النقدية يف ظل التحليل الكينزي‬ ‫‪04‬‬
‫‪40‬‬ ‫منحىن ‪IS‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪41‬‬ ‫كيفية اشتقاق منحىن ‪IS‬‬ ‫‪06‬‬
‫‪42‬‬ ‫اشتقاق منحىن ‪LM‬‬ ‫‪07‬‬
‫‪43‬‬ ‫مرونة االستثمار بالنسبة لسعر الفائدة وفعالية السياسة النقدية‬ ‫‪08‬‬
‫‪45‬‬ ‫فعالية السياسة النقدية واحندار منحىن ‪IS‬‬ ‫‪09‬‬
‫‪47‬‬ ‫فعالية السياسة النقدية واحندار منحىن ‪LM‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪49‬‬ ‫فعالية السياسة النقدية واحندارات منحىن ‪LM‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪51‬‬ ‫خط ‪BP‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪52‬‬ ‫التوازن الداخلي واخلارجي يف ظل اسعار الصرف الثابتة‬ ‫‪13‬‬
‫‪54‬‬ ‫السياسة النقدية يف ضل سعر الصرف ادلرن‬ ‫‪14‬‬
‫‪61‬‬ ‫الزيادة يف الطلب وسحب األسعار لألعلى‬ ‫‪15‬‬
‫‪63‬‬ ‫تضخم دفع التكاليف‬ ‫‪16‬‬
‫‪78‬‬ ‫التضخم عند كينز‬ ‫‪17‬‬
‫‪87‬‬ ‫منحىن فيليبس‬ ‫‪18‬‬
‫مقدم ـة‬

‫السياسة النقدية من اىم السياسات االقتصادية العامة للدولة‪ ،‬وذلك لكوهنا أداة فعالة يف حتقيق‬
‫األىداف االقتصادية واالجتماعية من خالل أدواهتا املختلفة‪ ،‬حيث حظيت السياسة النقدية باىتمام واسع‬
‫وكبًن يف الفكر االقتصادي‪ ،‬فالبداية األوىل اليت تبلورت فيها معاملها كانت مع ظهور املدرسة الكالسيكية‪،‬‬
‫مث جاء"كينز" يف القرن العشرين ليؤكد ان السياسة املالية ىي األكثر فعالية‪ ،‬لكن سرعان ما اسرتجعت‬
‫بعدىا السياسة النقدية مكانتها يف اخلمسينات من القرن العشرين على يد "فريدمان"‪ ،‬وازداد االىتمام‬
‫بالسياسة النقدية يف الفكر االقتصادي املعاصر‪ ،‬خاصة أثناء األزمات النقدية وعدم االستقرار االقتصادي‬
‫الذي شهدتو معظم دول العامل خاصة النامية منها‪.‬‬

‫كما ان السياسة النقدية تعد من السياسات األساسية يف معاجلة خمتلف االختالالت االقتصادية‬
‫يف أية دولة من دول العامل‪ ،‬حيث ختتلف طبيعة استعماهلا من دولة ألخرى وختتلف أغراضها أيضا حسب‬
‫ظروف كل بلد فنجد بعض الدول توجو سياستها النقدية من أجل حتقيق مستويات عالية من التشغيل أو‬
‫ملعاجلة التضخم وذلك من اجل حتقيق النمو االقتصادي‪.‬‬

‫لقد عاىن االقتصاد اجلزائري من اختالالت اقتصادية عديدة داخلية وخارجية‪ ،‬استمرت لفرتة‬
‫طويلة من الزمن وما زال يتخبط فيها اىل يومنا ىذا‪ ،‬ىذا ما جعل السلطات اجلزائرية تقوم بالعديد من‬
‫اإلصالحات النقدية واملالية ملعاجلة ىذه االختالالت خاصة الداخلية منها‪ ،‬وجتسدت ىذه اإلصالحات‬
‫أساسا يف حتديد األىداف األساسية للسياسة النقدية وفق أىم التعديالت اليت طرأت على قانون النقد‬
‫والقرض الذي يعد نقطة حتول يف مسار السياسة النقدية يف اجلزائر‪ ،‬بناء على ما سبق ميكن طرح‬
‫اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫ما مدى مساهمة السياسة النقدية في معالجة االختالالت االقتصادية الداخلية في الجزائر‬
‫خالل الفترة(‪)2017-2000‬؟‬

‫تندرج حتت ىذه اإلشكالية التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ما ىو مفهوم السياسة النقدية؟ وما ىي شروط جناحها؟‬


‫‪ -‬ما ىي أىم االختالالت االقتصادية الداخلية؟‬

‫~‌ب ~‬
‫مقدم ـة‬

‫‪ -‬ىل يعد استهداف التضخم ىدف هنائي للسياسة النقدية يف اجلزائر خالل الفرتة ( ‪-2000‬‬
‫‪)2017‬؟‬
‫‪ -‬ىل حققت السياسة النقدية املطبقة يف اجلزائر نتائج اجيابية خالل الفرتة( ‪)2017-2000‬؟‬
‫ولإلجابة على اإلشكالية املطروحة والتساؤالت الفرعية ارتأينا طرح الفرضيات التالية‪:‬‬

‫فرضيات البحث‪:‬‬

‫‪ -‬يؤدي جتاوب البنوك التجارية واملؤسسات املالية مع البنك املركزي اىل حتقيق األىداف النهائية‬
‫للسياسة النقدية‪.‬‬
‫‪ -‬يعد حتديد أىداف السياسة النقدية بدقة ووضوح وبالشكل الذي يضمن عدم تضارهبا من أىم‬
‫عوامل جناحها‪.‬‬
‫‪ -‬استهدفت اجلزائر التضخم كهدف هنائي للسياسة النقدية للفرتة( ‪.)2017-2000‬‬
‫‪ -‬دتكنت السياسية النقدية املطبقة يف اجلزائر من حتقيق نتائجإجيابية للتوازنات الداخلية خالل‬
‫الفرتة(‪.)2017-2000‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫ىناك عدة أسباب دفعتين الختيار ىذا املوضوع منها‪:‬‬

‫‪ -‬حماولة تعميق املعارف املكتسبة يف جمال السياسات االقتصادية الكلية‪.‬‬


‫‪ -‬الرغبة يف التعرف على أىم اجتاىات السياسة النقدية يف اجلزائر خالل الفرتة املدروسة‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة يف حتليل املواضيع االقتصادية الكلية‪.‬‬

‫أهداف الموضوع‪:‬‬

‫‪ -‬التعرف على موضوع السياسة النقدية بشكل أوسع‪.‬‬


‫‪ -‬حتديد أىم احملطات اليت مرت هبا السياسة النقدية يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة ما إذا كانت السياسة النقدية يف اجلزائر فعالة يف حتقيق التوازن الداخلي‪.‬‬

‫~‌ج ~‬
‫مقدم ـة‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫‪.‬تكمن أمهية املوضوع يف املكانة اليت حتتلها السياسة النقدية يف اقتصاديات معظم الدول ودورىا‬
‫الفعال يف معاجلة معظم االختالالت االقتصادية اليت مير هبا االقتصاد خاصة يف الدول النامية واليت منها‬
‫اجلزائر‪ .‬حيث شرعت منذ انتقاهلا من االقتصاد املخطط اىل االقتصاد السوق يف إصالح سياستها‬
‫االقتصادية الكلية‪ ،‬حماولة تكييفها حسب متطلبات التنمية االقتصادية‬

‫صعوبات البحث‪:‬‬

‫ال يوجد أي عمل خيلو من الصعوبات والعقبات‪ ،‬اليت تواجو الباحثٌن يف اجناز عملهم‪ ،‬ومن‬
‫الصعوبات اليت واجهتها يف ىذا العمل‪:‬‬

‫‪ -‬الوقت الذي حال بيين وبٌن مجع مجيع املعلومات اخلاصة بالبحث‪.‬‬
‫‪ -‬التضارب يف اإلحصائيات للتطورات النقدية اليت يبىن عليها التحليل ما بٌن اهليئة واألخرى‪.‬‬

‫حدودالدراسة‪:‬‬

‫حددت دراسة املوضوع يف إطارين مكاين وزماين‪ ،‬ففي اإلطار املكاين خصصنا الدراسة لالقتصاد‬
‫اجلزائري‪ ،‬أما اإلطار الزماين فقد حددت الفرتة ما بٌن ‪ 2000‬و‪.2017‬‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬

‫ملعاجلة ىذا املوضوع مت االعتماد على املنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬حيث يعد مناسبا لعرض اآلراء‬
‫واألفكار اليت قدمها االقتصاديون يف جمال السياسة النقدية‪ ،‬باإلضافة اىل حتليل بعض املعطيات املتعلقة‬
‫بتطور السياسة النقدية يف االقتصاد اجلزائري‪ ،‬كما مت االعتماد على املنهج التارخيي وذلك من خالل تتبع‬
‫املسار التارخيي لسياسة النقدية يف اجلزائر خالل الفرتة املدروسة‪.‬‬

‫~‌د ~‬
‫مقدم ـة‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫جند العديد من الدراسات السابقة اليت هلا صلة باملوضوع نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬يمينةشبيرة‪ ،‬مذكرة مقدمة كجزء من متطلبات نيل شهادة املاسرت يف العلوم االقتصادية جبامعة حممد‬
‫خيضر بسكرة سنة ‪ ،2016‬كانت املذكرة بعنوان " فعالية السياسة النقديةفي تحقيق االستقرار‬
‫النقدي في الجزائر ‪ ،"2014-2000‬دتحورت إشكالية البحث حول السؤال اجلوىري التايل‪:‬‬
‫‪ "2014-2000‬فعالة يف حتقيق‬ ‫ىل تعترب السياسة النقدية املتبعة يف اجلزائر خالل الفرتة "‬
‫االستقرار النقدي؟‬
‫توصلت اىل ان مراقبة وتًنة التضخم ىي اهلدف األساسي للسياسة النقدية اليت حددىا‬
‫بنك اجلزائر‪ ،‬كما أنو يعد تطبيق جمموعة من التدابًن والسياسات باإلضافة اىل الربامج اإلنعاش‬
‫االقتصادي يف اجلزائر من أسباب اخنفاض معدالت البطالة‪ ،‬وبالرغم من ذلك مل توفق السياسة‬
‫النقدية يف حتقيق العمالة الكاملة‪.‬‬
‫‪ -‬الشيخ أحمد ولد الشيباني ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجيستًن يف العلوم‬
‫االقتصادية جبامعة فرحات عباس سطيف سنة ‪ ،2013‬كانت املذكرة بعنوان " فعالية السياسة‬
‫النقدية والمالية في تحقيق التوازنات االقتصادية الكلية في ظل برامج اإلصالح االقتصادي‬
‫دراسة حالة موريتانيا" إشكالية حبثو كانت" ما ىي انعكاسات السياسة النقدية واملالية اليت مت‬
‫إتباعها واإلجراءات اليت مت تنفيذىا يف ظل برامج اإلصالحات االقتصادية على التوازناتاالقتصادية‬
‫الكلية يف موريتانيا؟‬
‫توصل اىل ان التعاون املميز بٌن وزارة املالية والبنك املركزي يف موريتانيا والذي عنوانو تنسيق‬
‫السياسة النقدية وملالية‪ ،‬يعترب صمام األمان االقتصاد املوريتاين من اجل التغلب على مجيع‬
‫االختالالت اليت يتعرض هلا منذ االستقالل اىل يومنا ىذا‪.‬‬
‫‪ -‬أوكيلي إلهام‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات شهادة املاسرت يف العلوم االقتصادية جبامعة أيب بكر‬
‫بلقايد تلمسان سنة ‪ ،2017‬حتت عنوان " مساهمة السياسة النقدية في معالجة البطالة حالة‬
‫الجزائر" إشكالية البحث كانت" ما مدى مسامهة السياسة النقدية يف معاجلة البطالة يف‬
‫اجلزائر؟"‪ ،‬وتوصلت اىل ان السياسة النقدية يف اجلزائر مل تويل االىتمام مبستويات التشغيل حيث‬
‫~‌ه ~‬
‫مقدم ـة‬

‫أن أىداف ىذه السياسة املعلن عنها من طرف السلطة النقدية تبقى بعيدة كالبعد عن متطلبات‬
‫الشغل وأولويات التشغيل فرتكيزىا الكلي موجو ملكافحة التضخم وحتقيق استقرار األسعار‪.‬‬

‫خطة وهيكل البحث‪:‬‬

‫لإلجابة على اإلشكالية املطروحة‪ ،‬مت تقسيم ىذا البحث اىل ثالث فصول‪:‬‬

‫الفصل األول بعنوان اإلطار النظري للسياسة النقدية مت فيو التطرق اىل األساس الفكري‬
‫للسياسة النقدية من تتبع تطور املدارس النقدية‪ ،‬مث التطرق إىل كل من أىداف وأدوات وقنوات انتقال‬
‫السياسة النقدية وفعاليتها يف االقتصاد املغلق واالقتصاد املفتوح‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني املعنون بمؤشرات التوازن الداخلي تناولنا فيو أىم مؤشرات التوازن الداخلي‬
‫ابتداء بالتضخم مفهومو وأنواعو أثاره وأىم النظريات املفسرة لو مث البطالة واليت تعترب اخللل الثاين من‬
‫االختالالت االقتصادية الداخلية وأخًنا النمو االقتصادي واىم النظريات والنماذج املفسرة لو‪.‬‬

‫خالل‬ ‫والفصل الثالث بعنوان اثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر‬
‫الفترة(‪ )2017-2000‬تناولنا فيو أىم التعديالت النقدية يف اجلزائر خالل الفرتة ( ‪)2017-2000‬‬
‫باإلضافة اىل تتبع مسار السياسة النقدية يف معاجلة االختالالت االقتصادية الداخلية يف اجلزائر‪.‬‬

‫~‌و ~‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تعترب السياسة النقدية من بُت أىم السياسات االقتصادية اليت تعتمد عليها الدولة يف ٖتقيق‬
‫أىدافها ادلختلفة‪ ،‬حيث ظهر االىتمام بالسياسة النقدية يف الفكر االقتصادي أثناء األزمات النقدية‪ ،‬إال‬
‫أن ىذه األعلية ٗتتلف عند االقتصاديُت حسب توجهاهتم ومبادئهم‪.‬‬

‫تكون السياسة النقدية فعالة إذا ٘تكنت من استخدام أدواهتا يف التأثَت على رلمل النشاط‬
‫االقتصادي من اجل ٖتقيق أىداف السياسة االقتصادية‪ ،‬إالأن ىذه الفعالية ٗتتلف إذا انتقلنا من‬
‫االقتصاديات ادلتقدمةإذل االقتصاديات النامية‪ ،‬ومنو سوف نقسم ىذا الفصل إذل ثالث مباحث وىي‬
‫كالتارل‪:‬‬

‫‪-‬المبحث األول‪ :‬ماىية السياسة النقدية‪.‬‬


‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬السياسة النقدية‪ ،‬أىدافها‪ ،‬أدواهتا وقنوات انتقاذلا‪.‬‬
‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬فعالية السياسة النقدية‪.‬‬

‫~‪~2‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية السياسة النقدية‪.‬‬

‫تعترب السياسة النقدية إحدى أىم مكونات السياسة االقتصادية‪ ،‬اليت تتخذ من ادلعطيات النقدية‬
‫موضوعاً لتدخلهاأخذة بعُت االعتبار عالقة النقود بالنشاط االقتصادي ومنو سوف نتناول يف ىذا ادلبحث‬
‫مفهوم السياسة النقدية وإتاىاهتا وأىم النظريات ادلفسرة ذلا‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم السياسة النقدية واتجاهاتها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم السياسة النقدية‪.‬‬

‫نظراً للدور الذي تلعبو النقود يف االقتصاديات ادلعاصرة تعددت تعاريف السياسة النقدية واليت‬
‫نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬السياسة النقدية ىي " رلموعة اإلجراءات اليت تتخذىا الدولة يف إدارة كل من النقود واالئتمان‬
‫وتنظيم السيولة العامة لالقتصاد "(‪.)1‬‬
‫‪ -‬السياسة النقدية ىي " العملية اليت هتدف إذل تنظيم كمية النقود ادلتوفرة يف االقتصاد الوطٍت‬
‫بغرض ٖتقيق أىداف السياسة االقتصادية ادلتمثلة يف ٖتقيق التنمية االقتصادية " (‪.)2‬‬
‫‪ -‬السياسة النقدية ىي " الطريقة أو الطرق اليت تتبعها السلطات النقدية يف الدولة وادلتمثلة يف البنك‬
‫ادلركزي لتوجيو كمية النقود يف التداول إذل التوسع أو التقلص بقصد الوصول إذل ىدف من‬
‫أىداف السياسة النقدية "(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬بلعزوز بن علي‪ ،‬محاضرات في النظريات والسياسات النقدية‪ ،‬الديوان الوطٍت للمطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪،2006‬ص‪.112‬‬
‫‪ -2‬عبد اهلل خبابة‪ ،‬االقتصاد المصرفي‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص‪.199‬‬
‫‪ -3‬أنس البكري و وليد صايف‪ ،‬النقود والبنوك (بين النظرية والتطبيق)‪ ،‬دار ادلستقبل للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص‪.178‬‬

‫~‪~3‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫ؽلكن ٖتديد مفهوم السياسة النقدية يف أهنا" تلك السياسة اليت يكون رلاذلا عرض النقود وما يؤثر‬
‫فيها من حيث كميتها وسرعة دوراهنا‪ ،‬والتأثَت يف حجم االئتما ن ادلمنوح وشروطو والنتائج النا‪ٚ‬تة عنو من‬
‫حيث ما يسمى ٓتلق النقود "(‪.)1‬‬

‫كما ؽلكن تعريفها أيضاً بأهنا‪ ":‬تنظيم كمية النقود ادلتوفرة يف اجملتمع بغرض ٖتقيق أىداف‬
‫السياسة ادلتمثلة يف ٖتقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬والقضاء على البطالة‪ٖ ،‬تقيق التوازن يف ميزان ادلدفوعات‬
‫واحملافظة على استقرار ادلستوى العام لألسعار "(‪.)2‬‬

‫ومن خالل التعاريف السابقة ؽلكن إعطاء تعريف شامل للسياسة النقدية‪ ،‬بأهنا رلموعة‬
‫اإلجراءات والقرارات اليت تقوم هبا السلطات النقدية للتأثَت على ادلتغَتات النقدية وسلوك األعوان‬
‫االقتصاديُت لتحقيق األىداف االقتصادية ادلسطرة‪.‬‬

‫كما ٕتدر اإلشارة إذل أن للسياسة النقدية معنيُت فاألول يسمى بادلعٌت الضيق والذي يقصد بو‬
‫اإلجراءات اليت تتخذىا السلطات النقدية دلراقبة عرض النقود بقصد ٖتقيق أىداف معينة والثاين يسمى‬
‫بادلعٌت الواسع فيعٍت أهنا تشمل ‪ٚ‬تيع التنظيمات النقدية وادلصرفية اليت تتخذ من قبل احلكومة والبنك‬
‫ادلركزي واخلزينة بقصد التأثَت على مقدار وتوفَت واستعمال النقد واالئتمان‪ ،‬وكذلك االقًتاض احلكومي أي‬
‫حجم وتركيب الدين العمومي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اتجاهات السياسة النقدية‪.‬‬

‫تتجو السياسة النقدية ضلو التوسع أو االنكماش اعتماداً على نوع األزمة ادلراد عالجها يف اقتصاد‬
‫معُت وىي كما يلي(‪:)3‬‬

‫‪ -1‬مرغاد خلضر و حوحو فطوم‪ ،‬فعالية السياسة النقدية والمالية في أداء األسواق المالية‪ ،‬رللة االقتصاد وادلعرفة‪ ،‬سلرب التنمية احمللية‬
‫ادلستدامة‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،‬العدد ‪ ،3‬اجلزائر‪ ،‬جانفي ‪ ،2015‬ص‪.10‬‬
‫‪ -2‬ضياء رليد ادلوسوي‪ ،‬أسس علم االقتصاد‪ ،‬ديوان ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.73‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر خليل‪ ،‬مبادئ االقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬ديوان ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2012 ،‬ص ص ‪.151-150‬‬

‫~‪~4‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1‬الحالة التوسعية‪:‬‬

‫تعٍت ان حجم وسائل الدفع ادلتاحة وكذلك التغَت يف قيمة النقود تتجو ضلو توسع النشاط‬
‫االقتصادي وطبعاً ؽلكن ان يرافق ىذا معدل تضخم صغَت مقبوالً اقتصاديا ألنو يؤدي اذل ٖتفيز أصحاب‬
‫األعمال نتيجة ٖترك طفيف يف األسعار‪ ،‬وكذلك توسيع القوة الشرائية للمستهلكُت‪ ،‬وبالتارل رفع الطلب‬
‫الفعال‪.‬‬

‫وال يتم ٖتقيق احلالة التوسيعية إال إذا سعي اجلهاز ادلصريف بتخفيض معدل الفائدة وتشجيع‬
‫االئتمان‪ ،‬كذلك التقليل من االحتياطي اإلجباري‪ ،‬وٗتفيض معدل إعادة اخلصم والتخفيض من سعر‬
‫الصرف‪ ،‬وما إذل ذلك من الوسائل اليت تراىا السلطة النقدية مناسبة‪.‬‬

‫‪ -2‬الحالة التقييدي ــة‪:‬‬

‫تكون يف حالة ارتفاع معدل التضخم الناجم عن االرتفاع ادلستمر وادللحوظ يف ادلستوى العام‬
‫لألسعار والذي يقابلو دائما طلب زيادة األجور‪ ،‬وىنا تقوم السلطة النقدية بسياسة نقدية انكماشية‬
‫بتدخل اجلهاز ادلصريف عكس احلالة التوسيعية‪.‬‬

‫‪ -3‬السياسة النقدية للدول النامية‪.‬‬

‫‪ ،‬فهي تعتمد على زلصول واحد وعلى تصدير‬ ‫نظراً لتمتع ىذه الدول باقتصاديات زراعة ومومسية‬
‫ادلواد األولية للخارج‪ ،‬لذا البنك ادلركزي يطبق سياسة نقدية خاصة هبذه الوضعية‪ ،‬حيث يوسع حجم‬
‫وسائل الدفع ادلتاحة عند مرحلة بدأ الزراعة أو الدورة لتمويل ىذا النشاط ويقلل من حجم وسائل الدفع‬
‫عند بيع ادلنتوج‪ ،‬واذلدف ىنا حصر آثار التضخم بربط حجم وسائل الدفع بالدورة اإلنتاجية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬السياسة النقدية في التحليل الكالسيكي‪.‬‬

‫‪ )18‬وبداية‬ ‫ادلذىب الكالسيكي ىو التحليل الذي ظهر يف اصللًتا يف هناية القرن الثامن عشر (‬
‫القرن التاسع عشر (‪ ،)19‬حيث يقوم ىذا التحليل على أن التوازن االقتصادي يتحقق دائماً بصورة تلقائية‬

‫~‪~5‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫عند مستوى التشغيل الكامل‪ ،‬وأن النقود بصفتها وسيط للتبادل ليست سوى حجاب ؼلفي ٖتتو اجلوانب‬
‫احلقيقية للنشاط االقتصادي دون أن يكون لو أدىن تأثَت عليها‪.‬‬

‫ومن ىنا ركز الكالسيك اىتمامهم على العالقة اليت تربط كمية النقود من جهة وادلستوى العام‬
‫ألسعار من جهة أخرى‪ ،‬حيث سيطر يف تلك الفًتة قانون سايلألسواق على النشاط االقتصادي والذي‬
‫يرى أن كل عرض ؼللق الطلب اخلاص بو‪ ،‬فاإلنتاج ؼللق قوتو الشرائية‪ ،‬وبناءاً ما سبق يقوم ىذا التحليل‬
‫على االفًتاضات التالية(‪:)1‬‬

‫‪ -‬ثبات حجم المعامالت‪:‬‬

‫يفًتض ىذا التحليل أن حجم ادلعامالت ومستوى النشاط االقتصادي مرتبط بعوامل موضوعية‬
‫ليست ذلا عالقة بكمية النقود أو بالتغَتات اليت ٖتدث فيها‪ ،‬أي أن النقود ليس ذلا تأثَت يف ٖتقيق التوازن‬
‫االقتصادي بل ىي وسيط للمبادالت فقط‪.‬‬

‫‪ -‬ثبات سرعة دوران النقود‪:‬‬

‫ويقصد هبا متوسط عدد ادلرات اليت انتقلت فيها كل وحدة من وحدات النقود من يد إذل أخرى‬
‫يف تسوية ادلبادالت التجارية يف فًتة زمنية معينة‪.‬‬

‫تنص ىذه النظرية على أن سرعة دوران النقود ثابتة على األقل يف ادلدى القصَت‪ ،‬ألهنا ٖتدد‬
‫بعوامل بطيئة التغَت ومستقلة عن كمية النقود‪ ،‬وىذه العوامل تتمثل يف درجة كثافة السكان وتطور عادات‬
‫التعامالت ادلصرفية ومستوى تطور وتقدم اجلهاز ادلصريف واألسواق ادلالية والنقدية‪ ،‬وكل ىذه العوامل ال‬
‫تتغَت يف األجل القصَت‪.‬‬

‫‪ -1‬رسول ‪ٛ‬تيد‪ ،‬العولمة وضرورة تفصيل السياسة النقدية في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستَت يف العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيَت‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬اجلزائر‪ ،2008،‬ص ص ‪.37-36‬‬

‫~‪~6‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬ارتباط تغير المستوى العام لألسعار بتغير كميات النقود‪:‬‬

‫وىذا االفًتاض معناه أن أي تغَت يف كميات النقود ادلعروضة سيؤدي إذل زيادة شلاثلة يف ادلستوى‬
‫العام لألسعار والعكس (‪ ،)1‬وأخذت ىذه النظرية شكلها النهائي من خالل معادلة التبادل لفيشر ومعادلة‬
‫األرصدة النقدية احلاضرة (كمربدج)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬معادلة التبادل لفيشر‪:‬‬

‫‪ )Fisher‬رائد النظرية الكمية للنقود والذي أعطىلتلك النظرية صياغتها احلديثة‬ ‫يعترب فيشر (‬
‫األكثر اكتماالً من خالل معادلتو الشهَتة ٔتعادلة التبادل اليت تفسر العالقة بُت كمية النقود وبُت ادلستوى‬
‫(‪)2‬‬
‫العام لألسعار‪ ،‬وصياغة ىذه ادلعادلة رياضياً كان كما يلي‪:‬‬

‫‪M .V = P . T‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫حي ــث‪:‬‬
‫‪ :M -‬كمية النقود يف التداول (نقود قانونية ‪ +‬نقود مصرفية)‪.‬‬
‫‪ :V -‬سرعة دوران النقود كجزء من الصفقات‪.‬‬
‫‪:P -‬ادلستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫‪:T -‬حجم الصفقات اليت ٕتري يف زمن ما‪.‬‬

‫لربط كمية النقود ٔتستوى اإلنتاج فقد استبدلت ( ‪ )T‬بادلتغَت ( ‪ ،)Y‬والذي يشمل كمية السلع‬
‫(‪)3‬‬
‫واخلدمات النهائية ادلنتجة خالل مدة زمنية معينة فأصبحت ادلعادلة كالتارل‪:‬‬

‫(‪M .V = P . Y)2‬‬

‫‪ -1‬رسول ‪ٛ‬تيد‪،‬العولمة وضرورة تفعيل السياسة النقدية في الجزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.56‬‬
‫‪ -2‬عوض فاضل و إمساعياللدؽللي‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬دار احملكمة للطباعة والنشر‪ ،‬العراق‪ ،1990 ،‬ص‪.350‬‬
‫‪ -3‬عباس كاظم الدعمي‪ ،‬السياسات النقدية والمالية وأداء سوق األوراق المالية‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2010 ،‬ص‬
‫ص‪.28 – 27‬‬

‫~‪~7‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫وؽلكن ٖتويل ادلعادلة رقم ( ‪ )1‬إذل نظرية لتحديد مستوى السعر كما ىو موضح يف ادلعادلة‬
‫رقم(‪)3‬‬

‫‪P = M . V / T‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪ )3‬أن مستوى السعر يعتمد على كمية النقود‪ ،‬وأن التغَت يف السعر يكون‬ ‫يتضح من ادلعادلة رقم (‬
‫‪V‬و‬ ‫بنفس نسبة التغَت يف كمية النقود‪ ،‬أي السعر يتضاعف إذا تضاعفت كمية النقود مع ثبات كل من‬
‫‪.T‬‬

‫(‪)1‬‬
‫لتحقيق التوازن يف سوق النقد البد أن يتساوى الطلب على النقود مع عرضها أي‪:‬‬

‫(‪MS = Md)4‬‬

‫‪MS‬و ‪Md‬عرض النقود والطلب عليها على التوارل‪.‬‬ ‫حيث ؽلثل كل من‬

‫ثانيا‪ :‬معادلة األرصدة النقدية الحاضرة‪.‬‬

‫قام بصياغة ىذه النظرية االقتصادي االصلليزي ألفريد مارشال‪ ،‬حيث تنظر ىذه النظرية إذل النقود‬
‫على أهنا جزء من ثروة األفراد وأهنم سيحتفظون ببعضها للغايات االحتياط‪ ،‬وقدم ألفريد مارشال صياغة‬
‫أخرى للطلب على النقود تستند أيضا إذل نظرية كمية النقود اليت أطلق عليها معادلة كامربدج وصيغة على‬
‫(‪)2‬‬
‫النحو التارل‪:‬‬

‫‪M = KPY‬‬
‫‪1‬‬
‫ؽلكن‬ ‫‪ )K‬والذي ىو احلقيقة يساوي‬ ‫إذا ٗتتلف ىذه ادلعالة عن سابقتها فقط ٔتفهوم (‬
‫𝑉‬
‫توضيح ذلك كمايلي‪:‬‬

‫‪ -1‬بن ‪ٛ‬تودة سكينة‪ ،‬دروس في االقتصاد السياسي‪ ،‬دار ادللكية للطباعة واإلعالم‪ ،‬اجلزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.237‬‬
‫‪ -2‬عباس كاظم الدعمي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.28‬‬

‫~‪~8‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫معادلة فيشر‬
‫‪M V = PT‬‬
‫𝑌𝑃‬
‫=𝑉‬
‫𝑀‬

‫معادلة كامربدج‬

‫𝑀‬
‫=𝐾‬
‫𝑉 ‪𝑃.‬‬
‫‪1‬‬
‫= 𝑉‬
‫𝐾‬
‫‪1‬‬
‫=𝐾‬
‫𝑉‬

‫‪1‬‬
‫= 𝐾) ؽلثل الوحدة النقدية‬ ‫‪ )V‬يف معادلة فيشر الرغبة يف إنفاق النقود يف حُت أن (‬ ‫وؽلثل (‬
‫𝑉‬
‫الواحدة اليت ػلتفظ هبا الفرد خالل السنة ‪،‬وخالل ادلدة اليت طور هبا الكالسيك نظريتهم وجدواأن الناتج‬
‫اإل‪ٚ‬تارل يتسم بالتوظيف الكامل للموارد ٔتعٌت أن حجم اإلنتاج ال ؽلكن تغَته خالل ادلدى القصَت‪ ،‬شلا‬
‫ا ثبات ‪V‬‬ ‫ّتعل مستوى األسعار عرضة للتغَت نتيجة التغَتات اليت تطرأ على كمية النقود‪،‬مث أهنم افًتضو‬
‫ألهنا تعتمد على عوامل ال تتغَت كثَتا و ىي متغَتات مستقرة يف ادلدى القصَت أي من منظور السياسة‬
‫النقدية أن البنك ادلركزي لن يستطيع من خالل قيامو بزيادة عرض النقود التأثَت يف معدل النمو يف‬
‫االقتصاد‪ ،‬ومن ىنا يتضح أن السياسة النقدية لدى الكالسيك ىي سياسة زلايدة يتمثل دورىا يف خلق‬
‫النقود بقصد تنفيذ ادلعامالت أي حجم ادلعامالت ىو الذي ػلدد كمية النقود الواجب توفَتىا‪ ،‬وىو ما‬
‫استطاعوا الوصول إليو‪ ،‬ألن النقود ال تزال تعد وسيلة لتسهيل احلياة االقتصادية وتتمتع باحليادية‪ ،‬وبالتارل‬
‫حيادية السياسة النقدية خال مدة الكالسيك‪ ،‬فعالقة النقود موجودة فقط مع ادلستوى العام لألسعار ال‬
‫(‪)1‬‬
‫غَتىا‪.‬‬

‫‪ -1‬عوض فاضل و إمساعياللدؽللي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.494-493‬‬

‫~‪~9‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثالث‪ :‬السياسة النقدية في التحليل الكينزي‪.‬‬

‫‪ 1929‬لعدة سنوات وعجز التحليل الكالسيكي عن إغلاد احللول‬ ‫إن استمرار األزمة االقتصادية‬
‫ادلناسبة للخروج من األزمة‪ ،‬نتج عنو زيادة االىتمام بدراسة سلوك النقود وأثرىا على رلمل النشاط‬
‫‪– 1883‬‬ ‫االقتصادي وأدى ىذا إذل ظهور أفكار جديدة لالقتصادي االصلليزي " جون ميناردكيز " (‬
‫‪ )1964‬يف كتابة النظرية العامة لالستخدام والفائدة والنقود سنة ‪ 1936‬كما قام كينز بتقدًن احللول‬
‫ألزمة الكساد العادلي واحدث ثورة على التحليل الكالسيكي‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يعتمد التحليل الكينزي على االفًتاضات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬وجو كيز اىتمامو إذل دراسة الطلب على النقود (نظرية تفضيل السيولة) وْتث يف العالقة بُت‬
‫مستوى اإلنفاق الوطٍت والدخل الوطٍت ‪،‬حيث أن األفراد قد يفضلون االحتفاظ بالنقود لذاهتا‬
‫وسبب ذلك يرجع إذل دوافع سلتلفة أعلها‪ :‬ادلعامالت وادلضاربة واالحتياط‪.‬‬
‫‪ -‬قام بتحليل الطلب على النقود كمخزن للقيمة (دافع ادلضاربة)‪ ،‬وأخذه لتفضيل السيولة يف‬
‫االعتبار قد فتح أمامو آفاق جديدة لتحليل أثر التغَتات النقدية على النشاط االقتصادي‪ ،‬بذلك‬
‫تغَتت النظرة إذل النقود أين أصبحت تشغل جيزا معتربا يف النظرية االقتصادية‪ ،‬ومن مث االىتمام‬
‫بالعوامل اليت تأثر يف ٖتديد مستوى الناتج والتشغيل والدخل‪.‬‬
‫‪ -‬جاء بنظرية عامة للتوظيف اليت تعاجل كل مستويات التشغيل وكما أهنا جاءت لتفسَت التضخم‬
‫والبطالة باعتبار كالعلا ينجم أساسا عن تقلبات حجم الطلب الكلي الفعال‪.‬‬
‫‪ -‬اىتم بالتحليل الكلي للمعطيات االقتصادية‪ ،‬فالظواىر العامة اليت يستخدمها يف ٖتليلو تدور حول‬
‫اجملامع‪ :‬كحجم التشغيل‪ ،‬الدخل الوطٍت‪،‬اإلنتاج الوطٍت الطلب والعرض الكلي‪.‬‬
‫‪ -‬رفض يف ٖتليلو قانون ساي وبُت عدم وجود يد خفية وبذلك طالب بضرورة تدخل الدولة لعالج‬
‫أسباب األزمة وحدد معادل السياسة االقتصادية اجلديدة حىت يصل االقتصاد اذل التوظيف الكامل‬
‫ويتحقق التوازن للدخل الوطٍت‪.‬‬

‫‪ -1‬إكن لونيس‪ ،‬السياسة النقدية ودورها في ضبط العرض النقدي في الجزائر خالل الفترة (‪،)2009-2000‬رسالة ماجيسًت يف‬
‫علوم االقتصاد‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيَت‪ ،‬جامعة اجلزائر (‪ ،)3‬اجلزائر‪ ،2011 ،‬ص ص‪.24-23‬‬

‫~ ‪~ 10‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬اىتم بفكرة الطلب الكلي الفعال لتفسَت أسباب عدم التوازن‪ ،‬فهو يرى أن حجم كل من اإلنتاج‬
‫والتشغيل والدخل يتوقف بالدرجة األوذل على حجم الطلب الكلي الفعال الذي يتكون من‬
‫عنصرين أساسيُت علا‪:‬‬
‫الطلب على السلع االستهالكية والطلب على السلع االستثمارية‪ ،‬فالطلب األول يتوقف على‬
‫عوامل موضوعية وذاتية ونفسية والثاين على الكفاية احلدية لرأس ادلال وسعر الفائدة‪.‬‬
‫‪ -‬وفقا لكينزي ال يتمتع األفراد بالرشادة‪ ،‬إذ ؽلكن أن يتعرض األفرا د دلا يسمى باخلداع النقدي وان‬
‫النقود سلعة كبقية السلع فتطلب لذاهتا و‪ٙ‬تنها يتمثل يف سعر الفائدة ‪،‬وان األجور ال تعرف ادلرونة‬
‫على التغَت بل أهنا تصبح جامدة‪ ،‬أو على األقل ال تقبل االطلفاض بعد حد معُت‪ ،‬وأن االدخار‬
‫يتوقف على مستوى الدخل وان سعر الفائدة يعد ٔتثابة ظاىرة نقدية يتحدد وفقا لعرض النقود‬
‫(‪)1‬‬
‫والطلب عليها‪.‬‬

‫‪ -1‬عرض النقود عند كينز‪:‬‬

‫يفًتض كينز أن عرض النقود ىو متغَتة خارجية ٖتددىا الدولة متمثلة يف السلطة النقدية ويقصد‬
‫بعرض النقود ‪ٚ‬تيع أنواع وسائل الدفع ادلتداولة يف االقتصاد‪ ،‬وتشمل األوراق النقدية القانونية وادلعدنية‬
‫والنقود ادلساعدة والنقود الكتابية (‪ ،)2‬حيث يرى كينز أن منحٌت عرض النقود عدم ادلرونة للمتغَتات يف‬
‫أسعار الفائدة كما ىو موضح يف الشكل التارل‪:‬‬

‫‪ -1‬إكن لونيس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.24‬‬


‫‪ -2‬أ‪ٛ‬تد زىَت شامبية‪ ،‬النقود والمصارف‪ ،‬دار زىران‪ ،‬للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2010 ،‬ص‪.100‬‬

‫~ ‪~ 11‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل رقم (‪ :)1‬عرض النقود عند كينز‪.‬‬

‫معدل الفائدة‬
‫‪i‬‬ ‫‪MS = M O‬‬

‫عرض النقود‬
‫‪M‬‬
‫‪MO‬‬

‫المصدر‪:‬إكن لونيس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.24 ،‬‬

‫‪ -2‬الطلب على النقود عند كبيز‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫ؽليز كينزيُت ثالث دوافع للطلب على النقود وىي‪:‬‬

‫‪- 1- 2‬دافع المعامالت‪:‬‬

‫عادة ما يرغب األفراد باالحتفاظ بالنقود بصورة سائلة كأرصدة نقدية هبدف مواجهة نفقاهتم‬
‫اجلارية ادلتعلقة ٔتشًتياهتم من السلع واخلدمات االستهالكية‪ ،‬والطلب على النقود بدافع ادلعامالت ىو دالة‬
‫)‪DT = F(Y‬‬ ‫يف الدخل ذات ميل موجب‪.‬‬

‫‪ -2-2‬دوافع االحتياط‪:‬‬

‫‪ -1‬ناظم زلمد نوري الشمري‪ ،‬النقود والمصاريف والنظرية النقدية‪ ،‬دار زىران للطباعة والنشر‪ ،‬األردن‪ ،2006 ،‬ص ص ‪.281-280‬‬

‫~ ‪~ 12‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫ػلتفظ األفراد بالنقود لغرض مواجهة الظروف واألحوال الطارئة وغَت ادلتوقعة واليت تستوجب منهم‬
‫إنفاقاً نقدياً معينا‪.‬‬

‫)‪DP = F(Y‬‬ ‫والطلب على النقود بدافع االحتياط دالة يف الدخل ذات ميل موجب‪.‬‬

‫ؤتا أن دالة الطلب على النقود لغرض ادلعامالت واالحتياط ال عالقة ذلما بسعر الفائدة فيمكن‬
‫التعبَت عن العالقة بُت ىذا النوع من الطلب على النقود بيانياً كما ىو موضح يف الشكل ادلوارل‪:‬‬

‫الشكل (‪ :)02‬الطلب على النقود بدافع العامالت واالحتياط‪.‬‬

‫سعر الفائدة‬
‫‪i‬‬
‫‪DTP‬‬

‫الطلب على النقود يدافع‬


‫ادلعامالت واالحتياط‬
‫‪DTP‬‬

‫المصدر‪ :‬عقيل جاسم عبد اهلل‪ ،‬النقود والمصارف‪ ،‬دار رلدالوي للنشر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،1999‬ص‪.137‬‬

‫‪- 3-2‬دوافع المضاربة‪:‬‬

‫~ ‪~ 13‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫ػلتفظ األفراد بالنقود هبدف االستفادة من تقلبات األسعار اليت يتوقعون حدوثها يف أسواق‬
‫األوراق ادلالية‪ ،‬والطلب على النقود بدافع ادلضاربة دالة يف أسعار الفائدة ذات ميل سالب‪.‬‬

‫)‪DS =  (i‬‬

‫ويتم توضيح ذلك بيانياً كمايلي‪:‬‬

‫الشكل (‪ :)03‬الطلب على النقود بدافع ادلضاربة‪.‬‬

‫سعر الفائدة‬
‫‪i‬‬

‫مصيدة السيولة‬

‫‪I mim‬‬

‫الدخــل‬

‫المصدر‪ :‬عمر صفري‪ ،‬التحليل االقتصادي الكلي‪ ،‬ديوان ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة اخلامسة‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص‪.233‬‬

‫لقد ع ّد كينزالسياسة ادلالية اكثر فعالية وتأثَت يف حل ادلشكالت االقتصادية‪ ،‬إال أنو أقر ان‬
‫السياسة النقديةتلعب دور ادلساعد لتلك السياسة ويعود تأكيده على دور السياسة النقدية إذل جانب‬
‫السياسة ادلالية ‪،‬إلؽلانه على خالف الكالسيك بأن للنقود وظيفة أخرى مهمة غَت كوهنا وسيلة للمبادلة‬

‫~ ‪~ 14‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫وإظلا ىي سلزن للقيمة جاعالً للنقود الدور احملرك يف التغَت االقتصادي من خالل الدخل واإلنتاج‬
‫واالستخدام‪ ،‬إذا إن االحتفاظ بالنقود بدالً من استثمارىا جاء نتيجة عنصر الشك وادلخاطر بادلستقبل‬
‫الذي يسيطر على األفراد‪ ،‬ؤتا يؤديو ارتفاع (سعر الفائدة) من انكماش يف حجم االستثمار ومن نقص يف‬
‫الطلب الكلي الفعال والذي ينعكس بدوره على مستويات الدخل واإلنتاجواالستخدام وػلصل العكس‬
‫ٔتيل التفضيل النقدي لالطلفاض‪ ،‬وىكذا يعد التفضيل النقدي طبقاً للتحليل الكينزي مصدرا مهما من‬
‫مصادر التقلبات االقتصادية‪.‬‬

‫ويركز التحليل الكينزي بصفة أساسية على أثر التغيَت يف ادلعروض النقدي على ادلتغَتات‬
‫االقتصادية الكلية‪ ،‬ومن مث ادلسار االقتصادي(‪ ،)1‬وؽلكن توضيح ذلك من خالل الشكل التارل‪:‬‬

‫الشكل (‪ :)04‬دور السياسة النقدية في ظل التحليل الكينزي‪.‬‬

‫‪ -1‬عباس كاظم الدعيمي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.31-30‬‬

‫~ ‪~ 15‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ MS0‬معدل الفائدة‬ ‫‪MS1‬‬ ‫معدل الفائدة‬


‫‪R‬‬

‫‪R0‬‬ ‫‪R0‬‬
‫منحٌت الكفاية‬
‫احلدية‬
‫منحٌت تفضيل‬
‫السيولة‬ ‫‪R1‬‬

‫‪R1‬‬

‫‪MS0‬‬ ‫‪MS1‬‬ ‫‪MS0‬‬ ‫‪MS1‬‬

‫الكمية ادلعروضة وادلطلوبة من النقود‬ ‫االستثمـار‬


‫ألغراض ادلضاربة‬

‫منحنى رقم ‪01‬‬ ‫منحنى رقم ‪02‬‬

‫الستثمار‬
‫االدخار‬

‫‪I1‬‬ ‫)‪S = -a + (1 -by‬‬

‫‪I0‬‬

‫‪Y‬‬
‫‪Y0‬‬ ‫‪Y1‬‬

‫‪-a‬‬

‫منحنى رقم ‪03‬‬

‫المصدر‪:‬عباس كاظم الدعيمي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.32‬‬

‫~ ‪~ 16‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫إن إؽلان كينز ٔتبدأ تدخل الدولة جعلو يفوض إدارة وٖتديد كمية النقود الالزمة لالقتصاد‬
‫للسلطات النقدية‪ ،‬وعليو فإن كمية النقود ادلعروضة تعد ٔتنزلة متغَت خارجي يتحدد بتفضيل السيولة أي‬
‫أن تفضيل الرصيد النقدي يعد من أبرز شليزات التحليل الكينزي عن التحليل الكالسيكي بعد أن حدد‬
‫كينز ثالثة دوافع للطلب على النقود (دافع التبادل‪ ،‬االحتياط وادلضاربة) فقيام السلطة النقدية بزيادة كمية‬
‫النقود ادلعروضة كشراء األوراق ادلالية من السوق النقدية على سبيل ادلثال سوف يؤدي إذل ٖتول منحٌت‬
‫‪MS1‬مثلمـ ــا يف منحٌت (‪ٔ )1‬تـ ــا أن (‪ )(Md md= L1 + L2‬فإن الكمية‬ ‫عرض النقــود من ‪MS0‬‬
‫الزائدة يف ظل ثبات الدخل ستكون ( ‪ (∆𝑀𝑠 = 𝐿2‬أي توظيف ىذه النقود ألغراض ادلضاربة يف‬
‫السندات من لدى األفراد شلا يزيد الطلب على السندات فًتتفع أسعارىا السوقية‪ ،‬ؤتا أن ىناك عالقة‬
‫‪R1‬مثلما يف ادلنحٌت‬ ‫‪R0‬‬ ‫عكسية بُت سعر السند ومعدل الفائدة فإن معدل الفائدة سينخفض من‬
‫(‪ ،)1‬وبالتارل يؤثر ذلك يف االستثمار الذي يتمتع ٔترونة عالية بالنسبة إذل معدل الفائدة على أساس‬
‫العالقة ما بُت معدل الفائدة والكفاية احلدية لرأس ادلال (‪ )‬ؤتا أن معدل الفائدة قد اطلفض فهذا يعٍت ان‬
‫‪I1‬مثلما يف منحٌت‬ ‫ادلنتجُت سوف يزيدون من ادلشاريع االستثمارية وعليو يرتفع االستثمار من ‪I0‬‬
‫(‪ ،)3‬وزيادة االستثمار حسب التحليل الكينزي تؤثر يف الطلب الكلي الفعالواالذي يتحدد وفقا‬
‫لالستهالك واالستثمار‪ ،‬ؤتا أن االستثمار أحد ادلكونات الرئيسية للطلب الكل‪ ،‬فزيادة االستثمار طبقاً‬
‫آلية السياسة النقدية تؤدي إذل زيادة الدخل وىو ما يظهر يف منحٌت ( ‪ )3‬إذا أرتفع الدخل التوازين من‬
‫‪Y1‬وىذا بسبب عمل ادلضاعف‪.‬‬ ‫‪Y0‬‬

‫وبذلك فإن زيادة كمية النقود يًتتب عليها حدوث زيادة يف الدخل وفقاً لتحليل كينز‪ ،‬وؽلكن ان‬
‫نتصور احلالة العكسية عند ٗتفيض كمية النقود ادلعروضة‪.‬‬

‫فالنقود ىنا ليست زلايدة كما يرى الكالسيك بل تلعب دوراًكبَتاً يف التأثَت يف حجم‬
‫النشاطاالقتصادي من خالل تفعيل الطلب الكلي إذل احلد الذي يسمح بتحقيق التشغيل الكامل أليدي‬
‫العاملة يف اجملتمع‪.‬‬

‫‪ :Md‬الطلب على النقود (التفضيل النقدي يساوي ‪L1‬االحتفاظ بالنقود ألغراض التبادل و ‪ L2‬االحتفاظ بالنقود ألغراض ادلضاربة)‪.‬‬
‫‪ -‬الكفاية احلدية لرأس ادلال‪ :‬ىو سعر إعادة اخلصم الذي ػلقق التعادل بُت نفقات ادلشروع والقيمة ادلخصومة لتيار الدخل ادلستقبلي الذي‬
‫يولده ادلشروع‪.‬‬

‫~ ‪~ 17‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫ويف نفس السياق البد من اإلشارة إذل زلاولة الكينزيُت تطوير وتقدًن النظرية العامة لكينز بصورة‬
‫منتظمة وسهلة وانطلقوا يف ذلك من تفسَتىم ألثر السياسة النقدية من خالل منحنيُت أساسيُت منحٌت‬
‫تفضيل السيولة ومنحٌت الكفاية احلدية لرأس ادلال‪ ،‬إذ ؽلكن التعرف على دور السياسة النقدية من خالل‬
‫مرونة التفضيل بالنسبة لسعر الفائدة أي أن تغَت الكمية ادلعروضة يكون أكثر من سعر الفائدة وبالتارل يف‬
‫االستثمار والتشغيل طادلا كان الطلب على النقود أقل مرونة وحساسية بالنسبة إذل التغَتات يف سعر الفائدة‬
‫وبالعكس‪ ،‬يف حُت ان تتمتع منحٌت الكفاية احلدية لرأس ادلال ٔترونة أكرب لسعر الفائدة يؤدي إذل زيادة‬
‫االستثمار ٔتقدار أكرب جراء تغَت أقل يف سعر الفائدة وبالعكس (‪.)1‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬السياسة النقدية في التحليل النقدي‪.‬‬

‫لقد جاءت مدرسة شيكاغو بزعامة ميلتون فريدمان لتعيد احلياة من جديد للنظرية الكمية‬
‫التقليدية ولكن يف صورة جديدة‪ ،‬حيث قامت بتحويلها من رلرد نظرية للطلب على النقود إذل نظرية يف‬
‫الدخل النقدي شلا أعاد التأكيد على الدور الرئيسي للنقود يف النشاط االقتصادي أطلق على النظرية اليت‬
‫(‪)2‬‬
‫جاء هبا فريدمان "النظرية ادلعاصرة لكمية النقود " تقوم على رلموعة من االفًتاضات وىي كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬استقالل الكمية النقدية (عرض النقود) عن الطلب على النقود‪.‬‬


‫‪ -‬استقالل دالة الطلب على النقود وأعليتها‪.‬‬
‫‪ -‬رفض فكرة مصيدة السيولة عند بناء دالة الطلب النقدي‪.‬‬
‫‪ -‬الطلب على النقود يتوقف على نفس االعتبارات اليت ٖتكم ظاىرة الطلب على السلع واخلدمات‪.‬‬
‫‪ -‬عدم خضوع األعوان االقتصادية إذل اخلداع النقدي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الطلب على النقود‪.‬‬

‫طبقاً لفريدمان فإن النقود إحدى وسائل االحتفاظ بالثروة اليت ؽلكن أن تتجسد يف صورة أخرى مثل‬
‫السندات واألسهم العادية والسلع العينية ورأس ادلال البشري‪ ،‬وبناءاً على ىذا التحليل‪ ،‬فإن دالة الطلب‬

‫‪ -1‬عباس كاظم الدعمي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.35‬‬


‫‪ -2‬إمساعيل ىاشم‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬ادلكتب العريب احلديث‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص‪.189‬‬

‫~ ‪~ 18‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫على النقود تعتمد على ادلقدار اإل‪ٚ‬تارل للثروة احملتفظ هبا على أشكال سلتلفة وتكلفة واألشكال ادلختلفة‬
‫لالحتفاظ بالثروة وعائداهتا واألذواق وتفضالت مالكي الثورة‪ ،‬ويعتمد ادلقدار احلقيقي للنقود وبشكل‬
‫زلددعلى سعر الفائدة وادلعدل ادلتوقع للتضخم والثورة بوصفها تتضمن ثورة بشرية وأية متغَتاتأخرى ؽلكن‬
‫أن يكون ذلا تأثَتات فياألذواق والتفضيالت (‪ ،)1‬وؽلكن كتابةدالة الطلب على النقود وفقا لتحليل فريدمان‬
‫بالشكل التارل‪:‬‬

‫𝑃∆‬ ‫‪1‬‬ ‫𝑃𝑦‬


‫‪Md=𝐹 𝑃 . 𝑟𝑏 . 𝑟𝑒 .‬‬ ‫‪. .‬‬ ‫𝑢‪.𝑤 .‬‬
‫𝑇∆‬ ‫𝑃‬ ‫𝑃‬

‫حيـ ــث‪:‬‬

‫‪ :Md‬دالة الطلب على النقود‪.‬‬

‫‪:P‬ادلستوى العام لألسعار‪.‬‬

‫‪:rb‬عائد السندات الذي يتمثل بسعر الفائدة السوقي‪.‬‬

‫‪ :re‬عائد األسهم ويتمثل باألرباح السنوية‪.‬‬

‫𝑃∆‬ ‫‪1‬‬
‫‪ :‬ؽلثل معدل التضخم ادلتوقع‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫𝑇∆‬ ‫𝑃‬

‫𝑃𝑦‬
‫‪ :‬ؽلثل الثورة ويصفها برصيد مرتبط بالدخل الدائم عن طريق سعر الفائدة‪.‬‬
‫𝑃‬

‫𝑤‪ :‬ؽلثل رأس ادلال البشري ورأس ادلال غَت البشري‪.‬‬

‫𝑢‪ :‬ؽلثل تفضيالت وأذواق ادلستهلكُت‪.‬‬

‫يتضح من الصيغة أعاله أن الطلب على السيولة النقدية دالة يف عوائد األصول ادلالية والنقدية‬
‫وىي متغَتات خارجية‪ ،‬وكذلك معدل التضخم ادلتوقع ىو متغَت خارجي‪ ،‬يف حُت أن الدخل الدائم‬

‫‪ -1‬الشيخ أ‪ٛ‬تد ولد الشيباين‪ ،‬فعالية السياسة النقدية والمالية في تحقيق التوازن االقتصادي الكلية في ظل اإلصالحاالقتصادي‪-‬‬
‫دراسة حالة موريتانيا‪ ،-‬رسالة ماجيسًت يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬اجلزائر‪ ،2013،‬ص‪.57‬‬

‫~ ‪~ 19‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫والعنصرين اآلخرين ( ‪ )w.u‬علا متغَتات داخلية‪ ،‬وع ّد تأثَتعلا ضئيال يف ادلدى القصَت ليصل إذل أن دالة‬
‫الطلب على النقود ىي متجانسة من الدرجة األوذل بالنسبة إذل األسعار ليعود إذل النظرية الكمية للنقود‬
‫وبطريقة ٖتليلية سلتلفة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عرض النقود‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بعرض النقود فقد الحظ فريدمان أن ذلا أعلية كبَتة يف ٖتقيق االستقرار‬
‫االقتصادي‪ ،‬أن للنقود دور كبَت يف النشاط االقتصادي فأي تقلبات يف عرض النقود ستعود إذل تقلبات يف‬
‫النشاط االقتصادي‪ ،‬وىنا يؤكد فريدمان أنو من أجل احملافظة على ٖتقيق التوظيف دون التضخم يتطلب‬
‫ظلو الناتج القوميالصايف ٔتقدار الزيادة نفسها يف ادلعروض النقدي‪ ،‬أي ضبط معدل التغَت يف عرضالنقود‬
‫وبنسبة ثابتة ومستقرة تبعا دلعدل النمو االقتصادي والذي بدروه ػلقق استقرار نقدياً وىذا ىو دور السياسة‬
‫النقدية‪.‬‬

‫وطبقا لفريدمان وشوارتز فإن زيادة عرض النقود من خالل زيادة عمليات السوق ادلفتوحة لألوراق‬
‫ادلالية احلكومية سيؤدي إذل ارتفاع أسعار األوراق ادلالية واطلفاض العائد‪ ،‬شلا يتغَت معو ترتيب زلفظة األوراق‬
‫ادلالية لدى األفراد‪ٛ‬تلة األصول‪.‬‬

‫فاألفراد سوف ؽللكون ادلزيد من النقود مقابل ملكية قليلة من األوراق ادلالية‪ ،‬ؤتا ان األفراد ال‬
‫يرغبون باالحتفاظ باألرصدة النقدية فإهنم سيحاولون إعادة ترتيب زلافظ األوراق ادلالية من أجل ٗتفيض‬
‫حيازهتم النقدية‪ ،‬وىذا يدفعهم ضلو شراء أوراق مالية مرْتة‪ ،‬وبالتارل سيقود ىذا الشراء إذل تزايد أسعار‬
‫السندات واطلفاض العائد عليها‪ ،‬األمر الذي يزداد فيو الطلب على األصول األخرى ٔتا فيها األسهم‬
‫واألصول العينية ومع زيادة ىذه األصول فإن أسعارىا سوف تزداد وذلذه الزيادة تأثَتات إضافية شلثلة‬
‫بارتفاع األسعار وتنشيط إنتاج ىذه األصول والذي يزداد معو الطلب على ادلوارد ادلستخدمة يف إنتاجها‪،‬‬
‫وىذا يعٍت ان الزيادة يف عرض النقود ستسبب زيادة يف اإلنفاق على األصول العينية‪ ،‬وبالتارل على‬
‫اخلدمات‪ ،‬إذ تتضمن ىذه الزيادة يف النفقات زيادة اإلنفاق على كل من االستثمار واالستهالك‪.‬‬

‫~ ‪~ 20‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫فقد أشار فريدمان إذل ان الزيادة يف عرض النقود ستؤدي إذل زيادة مهمة يف الطلب الكلي ففي‬
‫األمد القصَت ستسبب زيادة ادلعروض النقدي زيادة يف الناتج واألسعار معاً‪ .‬يف حُت أن الزيادة يف عرض‬
‫النقد ستؤدي وبشكل رئيسي إذل زيادة ادلستوى العام لألسعار خالل األمد الطويل‪ .‬وىكذا اعترب فريدمان‬
‫أن معدل النمو طويل األجل بالنسبة إذل الناتج يتحدد بعوامل حقيقية‪ ،‬معدل االدخار وىيكل الصناعة‪،‬‬
‫ومن مث فإن الزيادة السريعة يف ادلعروض النقدي خالل ادلدة الطويلة تسبب ارتفاعاً يف معدل التضخم وليس‬
‫ارتفاع معدل النمو الناتج‪ ،‬طادلا أهنم ينظرون إذل التضخم على أنو ظاىرة نقدية ْتثة وبالتارل فإهنم يعطون‬
‫مكانتو األعلية القصوى يف إصالح حالة النظام الرأمسارل (‪.)1‬‬

‫‪-1‬الشيخ أ‪ٛ‬تد ولد الشيباين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.59-58‬‬

‫~ ‪~ 21‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬السياسة النقدية‪ ،‬أهدافها‪ ،‬أدواتها وقنوات انتقالها‪.‬‬

‫تسعى السياسة النقدية اذل ٖتقيق عدة أىداف ٘تس جوانب سلتلفة‪ٗ ،‬تتلف من دولة إذل أخرى‬
‫مستعملة يف ذلك أدواهتا ادلباشرة وغَت ادلباشرة‪ ،‬وسوف نتطرق يف ىذا ادلبحث إذل أىداف السياسة النقدية‬
‫وأدواهتا وقنوات انتقاذلا‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أهداف السياسة النقدية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األهداف األولية‪:‬‬

‫تعترب األىداف األولية كحلقة بداية يف إسًتاتيجية السياسة النقدية‪ ،‬وىي متغَتات ػلاول البنك‬
‫ادلركزي أن يتحكم فيها للتأثَت على األىداف الوسيطة‪ ،‬كما تعترب صلة تربط بُت أدوات السياسة النقدية‬
‫وأىدافها الوسيطة‪.‬‬

‫‪ -1‬مجاميع االحتياطي‪:‬‬

‫تشمل القاعدة النقدية ورلموع احتياطات البنوك واحتياطات الودائع اخلاصة واالحتياطات غَت‬
‫ادلقًتضة‪.‬‬

‫تتكون القاعدة النقدية من النقود ادلتداولة لدى اجلمهور واالحتياطات ادلصرفية‪ ،‬حيث أن النقود‬
‫ادلتداولة تضم األوراق النقدية والنقود ادلساعدة ونقود الودائع‪ ،‬أما االحتياطات ادلصرفية فتشمل ودائع‬
‫البنوك لدى البنك ادلركزي وتضم االحتياطات اإلجبارية واالحتياطات اإلضافية والنقود احلاضرة يف خزائن‬
‫البنوك‪ ،‬أما االحتياطات ادلتوفرة للودائع اخلاصة فهي ٘تثل االحتياطات اإل‪ٚ‬تالية مطروحاً منها االحتياطات‬
‫اإلجبارية على ودائع احلكومة والودائع يف البنوك األخرى‪.‬‬

‫أما االحتياطات غَت ادلقًتضة فهي تساوي االحتياطات اإل‪ٚ‬تالية مطروحاً منها االحتياطات‬
‫اإلجبارية(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬إكن لونيس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.39-38‬‬

‫~ ‪~ 22‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬أحوال سوق النقد‪:‬‬

‫ٖتتوي على االحتياطات احلرة ومعدل األرصدة البنكية وأسعار الفائدة يف سوق النقد اليت ؽلارس‬
‫البنك ادلركزي رقابة قوية عليها‪ ،‬واالحتياطات احلرة ٘تثل االحتياطات الفائض ة للبنوك لدى البنك ادلركزي‬
‫مطروحاً منها االحتياطات اليت اقًتضتها ىذه البنوك من البنك ادلركزي وتسمى صايف االقًتاض‪.‬‬

‫كما استعملت أحوال سوق النقد كأرقام قياسية مثل معدالت الفائدة على أذونات اخلزينة‬
‫واألوراق التجارية ومعدل الفائدة الذي تفًتضو البنوك على أحسن العمالء‪ ،‬ومعدل الفائدة على قروض‬
‫البنوك فيما بينها(‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬األهداف الوسيطية للسياسة النقدية‪.‬‬

‫األىداف الوسيطية ىي تلك ادلتغَتات النقدية اليت ؽلكن من خالل مراقبتها وإدارهتا ٖتقيق بعض‬
‫أو كل األىداف النهائية وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬المجمعات النقدية‪:‬‬

‫ىي عبارة عن مؤشرات إحصائية لكمية النقود ادلتداولة وتعكس قدرة األعوانادلاليُت ادلقيمُت على‬
‫اإلنفاق‪ٔ ،‬تعٌت أهنا تضم وسائل الدفع لدى ىؤالء األعوان‪ ،‬ومن بُت وسائل التوظيف تلك ؽلكن ٖتويلها‬
‫بيسر وسرعة ودون سلاطر خسارة يف رأس ادلال إذل وسائل دفع (‪.)2‬‬

‫وقبل التطرق للتعمق اكثر يف ىذه ادلؤشرات ال بد من التطرق إذل طلب وعرض النقود وٖتديد‬
‫بعض ادلفاىيم‪.‬‬

‫‪ -1-1‬الطلب على النقود‪:‬‬

‫ؽليز كينز ثالث دوافع للطلب على النقد وىي‪:‬‬

‫‪ -1‬رسول ‪ٛ‬تيد‪ ،‬العولة وضرورة تفعيل السياسة النقدية في الجزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ -2‬قدي عبد اجمليد‪ ،‬مدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية – دراسة تحليلية تقيمية‪ ،‬ديوان ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص‪.64‬‬

‫~ ‪~ 23‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫دافع ادلعامالت‪ ،‬دافع االحتياط ودافع ادلضاربة‪.‬‬

‫‪ -2-1‬عرض النقود‪:‬‬

‫دلعرفة الوسائل ادلمكن استخدامها لتأثَت على اجملمعات النقدية ال بد من فهم وٖتليل عملية‬
‫(‪)1‬‬
‫تكوين الكتلة النقدية‪ ،‬وىذا ما يتطلب ٖتليل ثالث أنواع من احلسابات وىي‪:‬‬

‫‪ -1-2-1‬المسح أو الوضع النقدي‪:‬‬

‫ىو وسيلة ٘تكن من القيام بتحليل اجملمعات النقدية اليت تتأثر بقدر كبَت بسلوك السلطات‬
‫النقدية‪ ،‬واليت ذلا دور فعال يف التأثَت على اجملمعات االقتصادية األخرى‪ ،‬ولتحقيق ىذا اذلدف يتم دمج‬
‫بيانات ادليزانية العمومية جلميع ادلصارف التجارية مع ادليزانية العمومية للسلطات النقدية وتوحيدىا يف‬
‫أصناف قليلة ذات أعلية كبَتة بالنسبة لالقتصاديُت وواضعي السيادة‪.‬‬

‫‪ -2-2-1‬حساب البنك المركزي (السلطة النقدية)‪:‬‬

‫يسعى ىذا احلساب إذل إظهارأنشطة البنك ادلركزي حيث يتضمن يف اخلصوم‪ :‬العملة ادلتداولة‬
‫خارج اجلهاز ادلصريف‪ ،‬االحتياطات البنكية‪ ،‬االلتزامات اخلارجية‪ ،‬ودائع احلكومة‪.‬‬

‫أما يف جهة األصول فيتضمن احلساب ادلتحصالت اخلارجية‪ ،‬احلقوق على احلكومة‪ ،‬احلقوق على‬
‫البنوك التجارية‪.‬‬

‫‪ -3-2-1‬حساب البنوك التجارية‪:‬‬

‫تتضمن ملخصاً ألنشطة ادلؤسسات اليت تشكل عنصر الودائع ادلؤشر يف تكوين عرض النقود يف‬
‫جهة اخلصوم يتضمن احلساب الودائع ٔتختلف أنواعها‪ ،‬االلتزامات اخلارجية وقروض البنك ادلركزي‪ ،‬أما يف‬

‫‪ -1‬بن طالب فريد‪ ،‬فعالية السياسة النقدية في ضل برامج اإلصالح االقتصادي‪ ،‬حالة االقتصاد الجزائري للفترة (‪،)2011-1970‬‬
‫أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيَت‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ ،03‬اجلزائر‪ ،2013 ،‬ص ص ‪-43‬‬
‫‪.44‬‬

‫~ ‪~ 24‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫جهة األصول فيتضمن االحتياطات ادلتحصالت اخلارجية‪ ،‬احلقوق على احلكومة القروض ادلقدمة للهيئات‬
‫الرمسية‪ ،‬احلقوق على القطاع االقتصادي اإلنتاجي ‪...‬اخل‪.‬‬

‫‪ -3-1‬المضاعف النقدي‪:‬‬

‫انطالقا من العناصر ادلذكورة أعاله‪ ،‬ؽلكننا أن نعرف عملية تكوين الكتلة النقدية بداللة متغَتين‬
‫(‪)1‬‬
‫علا‪:‬‬

‫‪ -‬التكوين األورل للنقود ادلركزية والذي ينخفض بزيادة التزامات البنك ادلركزي إتاه اجلمهور‪.‬‬
‫‪ -‬التوسع الثانوي يف عرض النقود عن طريق البنوك التجارية اليت تتلقى الودائع وتقيد إقراضها شلا‬
‫يؤدي إذل مضاعفة ىذه الودائع‪ ،‬وؽلكن كتابة ادلعادلة التالية‪:‬‬
‫‪M0= M F + D..............‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪R M = M F + R..............‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫حيث‪ M0 :‬النقود على أساس أهنا رلموعة النقود القانونية ادلتداولة خارج اجلهاز ادلصريف ( ‪)MF‬‬
‫والودائع ( ‪ ،)D‬أما ادلعادلة ( ‪ )2‬فتعرف القاعدة النقدية على أساس أهنا رلموعة النقود القانونية ( ‪)MF‬‬
‫واالحتياطات ادلصرفية (‪.)R‬‬

‫‪ -2‬معدالت الفائدة‪:‬‬

‫إن ىذا اخليار ىو يف منتهى الدقة‪ ،‬فمن جهة ىناك صعوبة فائقة يف ٖتديد معدل الفائدة اجليد‬
‫لالقتصاد‪ ،‬ومن جهة أخرى تعترب معدالت الفائدة أيضاً ٔتثابة أدوات للسياسة النقدية‪ ،‬ويف ىذا اخلصوص‬
‫نستخدم ىذه ادلعدالت ألغراض داخلية وخارجية يف اآلن عينو‪ ،‬فضالً عن ذلك ال يفرض يف أي بلد على‬
‫اإلطالق معدل فائدة واحد على ‪ٚ‬تيع الوكالء االقتصاديُت‪ .‬إذ أن العديد من ىؤالء األخَتين ػلصلون‬

‫‪ -1‬قدي عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.66‬‬

‫~ ‪~ 25‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫دائماً على قروض ٔتعدالت فائدة أفضل من تلك اليت تفرضها الشروط العامة للسوق وىذا بالتأكيد بشكل‬
‫عامال مشوىا دلعٌت اذلدف الوسيط ادلتعلق ٔتعدل القائدة (‪.)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫ويوجد العديد من معدالت الفائدة يف االقتصاديات ادلتطورة وأبرزىا ىي‪:‬‬

‫‪ -‬المعدالت الرئيسة‪:‬‬

‫وىي معدالت النقد ادلركزي وىي ادلعدالت اليت يقرض هبا البنك ادلركزي البنوك التجارية كما‬
‫يستند إليها يف ٖتديد معدالت اإلقراض بُت البنوك‪.‬‬

‫‪ -‬معدالت السوق النقدية‪:‬‬

‫وىي ادلعدالت اليت يتم على أساسها تداول األوراق ادلالية قصَتة األجل القابلة للتداول (سندات‬
‫خزينة قابلة للتداول‪ ،‬شهادات إيداع‪ ... ،‬اخل)‪.‬‬

‫‪ -‬معدالت السوق المالية أو المعدالت طويلة األجل‪:‬‬

‫وىي اليت على أساسها تصدر السندات‪.‬‬

‫‪ -‬معدالت التوظيف في األجل القصير‪:‬‬

‫(حسابات على الدفاتر‪ ،‬ادخار سكٍت ‪...‬اخل)‬

‫‪ -‬المعدالت المدينة‪:‬‬

‫وىي ادلطبقة على القروض ادلمنوحة‪.‬‬

‫‪ -1‬وسام مالك‪ ،‬النقود والسياسات النقدية الداخلية – قضايا نقدية ومالية‪ ،‬دار ادلنهل اللبناين للطباعة والنشر‪ ،‬لبنان‪،2000 ،‬‬
‫ص‪.195‬‬
‫‪ -2‬صاحل مفتاح‪ ،‬النقود والسياسات النقدية (المفهوم – األهداف – األدوات)‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،2005 ،‬ص‪.127‬‬

‫~ ‪~ 26‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -3‬سعر الصرف‪:‬‬

‫سعر صرف النقد ىو من حيث ادلبدأ‪ ،‬مؤثر ظلوذجي حول األوضاع االقتصادية لبلد ما باحلفاظ‬
‫على ىذا ادلعدل‪ ،‬قريباً من مستواه لتكافؤ القدرات الشرائية‪( ،‬سواء عرب تدخالت ادلصرف ادلركزي يف سوق‬
‫الصرف أو عرب معدالت فائدة مناسبة)‪ ،‬تستطيع السياسة النقدية أن تسهم يف التوازن االقتصادي العام‪.‬‬
‫إن التدخل ادلقصود واذلادف إذل رفع سعر صرف النقد ٕتاه العمالت األخر ى قد يكون كذلك عامالً‬
‫لتخفيض التضخم‪ ،‬وىذا ما يتطابق مع اذلدف النهائي للسياسة النقدية (‪.)1‬‬

‫‪ -4‬معايير اختيار األهدافالوسيطية‪:‬‬

‫تؤخذ عند اختيار األىداف الوسيطية ثالثة معايَت ذلا عالقة باذلدف األورل وذلا أثار على اذلدف‬
‫(‪)2‬‬
‫النهائي وٕتعلو يفي بالغرض أكثر من غَته وىي‪:‬‬

‫‪ -1-4‬القابلية للقياس‪:‬‬

‫لكي تكون احلسابات دقيقة غلب أن ؼلضع اذلدف للقياس الدقيق ألنو يعترب اإلشارة اليت تبُت‬
‫حقيقة إتاه سَت السياسة النقدية ضلو ٖتقيق اذلدف النهائي أو خارج إطار إتاىها احملدد ذلا وإتاحة‬
‫البيانات ؼلتلف من متغَت ألخر فبيانات سعر الفائدة متاحة‪ ،‬أما البيانات عن الناتج الوطٍت تتاح بعد فًتة‬
‫قد تصل إذل ما بعد السنة‪ ،‬كما ىو احلال ببعض البلدان النامية مثل اجلزائر‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن بيانات‬
‫الناتج الوطٍت أقل دقة من بيانات القاعدة النقدية والعرض النقدي أو من بيانات سعر الفائدة ومن مث فإن‬
‫االعتماد على سعر الفائدة أو العرض النقدي لتكوين أىداف وسيطية بدالً من االعتماد على أىداف‬
‫أخرى من الناتج الوطٍت‪ ،‬ألن األوذل تقدم إشارات دقيقة وواضحة عن إتاىات سياسة البنك ادلركزي‪.‬‬

‫‪ -1‬وسام مالك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.205‬‬


‫‪ -2‬صاحل مفتاح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.132‬‬

‫~ ‪~ 27‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2-4‬القدرة على التحكم في الهدف الوسيط‪:‬‬

‫للتأكد من بناء اإلسًتاتيجية بشكل جيد وجٍت ‪ٙ‬تارىا غلب على البنك ادلركزي ان يكون لديو‬
‫القدرة على التحكم يف اذلدف الوسيط‪ ،‬وال تعٍت القدرة على السيطرة معرفة خروج ادلتغَت ادلستخدم‬
‫كهدف وسيط على االٕتاه الصحيح‪ ،‬إظلا غلب ان يكون لديو أيضا القدرة على إعادة ادلتغَت ادلستخدم إذل‬
‫الطريق ادلرسوم لو لتحقيق اذلدف النهائي‪.‬‬

‫‪ -3-4‬امكانية التنبؤ باألثر على الهدف النهائي‪:‬‬

‫باإلضافة إذل ادلعيارين السابقُت ينبغي أن يكون التنبؤ بأثر اذلدف الوسيط ادلختار على اذلدف‬
‫النهائي شلكناً أو ينبغي أن ظلتلك القدرة على توقع ذلك األثر على اذلدف النهائي (‪.)1‬‬

‫ثالثا‪ :‬األهداف النهائية للسياسة النقدية‪.‬‬

‫تتمثل األىداف النهائية للسياسة النقدية يف ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تحقيق االستقرار في األسعار‪:‬‬

‫تعترب احملافظة على استقرار األسعار من أىم العوامل اليت تؤثر على النشاط االقتصادي وادلؤشرات‬
‫االقتصادية الرئيسية وتنحصر ىذه الغاية يف العمل على زلاربة التغَتات ادلستمرة والعنيفة يف مستوى‬
‫األسعار نظرا ألن أي تغيَتات كبَتة يف مستويات األسعار من العوامل اليت تؤثر سلباً على قيمة النقود‪،‬‬
‫وبالتارل أثار ضارة على مستوى الدخول والثروات وٗتصيص ادلوارد االقتصادية بُت الفروع اإلنتاجية‪،‬‬
‫وبالتارل على األداء االقتصادي‪.‬‬

‫كما أن األجور يف مثل ىذه األوقات تتخلف عن مسايرة ارتفاعات األسعار شلا يقود إذل خفض‬
‫(‪،)2‬فاالستقرار يف مستوى‬ ‫الدخل احلقيقي ألصحاب الدخول الثابتة وإذل زيادة أرباح رجال األعمال‬
‫األسعار يعترب من أعلأىداف السياسة النقدية حيث تسعى كل دولة إذل تاليف التضخم ومكافحة ويف نفس‬

‫‪ -1‬صاحل مفتاح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.133‬‬


‫‪ -2‬يسرى مهدي السامرائي‪ ،‬زكريا مطلك الدوري‪ ،‬الصيرفة المركزية والسياسة النقدية‪ ،‬مطابع ادينار‪ ،‬ليبيا‪ ،1999 ،‬ص‪.212‬‬

‫~ ‪~ 28‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫الوقت عالج احتمال حدوث الكساد والركود ان وجدوا‪ ،‬وتصبح مهمة السلطة النقدية احتواء ٖتركات‬
‫مستوى األسعار اذل اقل مستوى ذلا(‪.)1‬‬

‫‪ -2‬التشغيل الكامل‪:‬‬

‫للسياسة النقدية دور ىام يف ٖتقيق التشغيل الكامل وٗتفيض البطالة عن طريق تقوية الطلب‬
‫الفعال‪ ،‬فعندما تقوم السلطات النقدية بزيادة العرض النقدي تنخفضأسعار الفائدة فيقبل رجال االعمال‬
‫على االستثمار فتنخفض البطالة‪ ،‬وبالتارل زيادة االستهالك مث زيادة الدخل (‪.)2‬‬

‫‪ -3‬تحقيق معدل ٍ‬
‫عال من النمو االقتصادي‪:‬‬

‫كان ينظر يف البداية إذل معدل ٍ‬


‫عال من النمو االقتصادي بأنو مرتبط بتحقيق العمالة الكاملة‬
‫لكن تغَتت النظرة بعد اخلمسينات من القرن العشرين وأصبح ينظر إذل النمو االقتصادي كهدف من‬
‫األىداف النهائية للسياسة النقدية‪ ،‬غَت أن ىذا اذلدف ال ؽلكن ٖتقيقو إال بتوفر سياسة اجتماعية مالئمة‬
‫(‪)3‬‬
‫وذلذا صلد دور السياسة النقدية يعمل بالتنسيق مع ىذه العوامل بغية ٖتقيق ىذا اذلدف‬

‫‪ -4‬تحسين ميزان المدفوعات‪:‬‬

‫إن السياسة النقدية ؽلكن ان تعدل حالة االختالل يف ميزان ادلدفوعات‪ ،‬ففي حالة احلجز ؽلكن‬
‫للبنك ادلركزي أن يرفع سعر إعادة اخلصم‪ ،‬شلا يشجع رؤوس األموال قصَتة األجل بالتدفق ضلو الداخل‬
‫مؤدية إذل موازنة ميزان ادلدفوعات أو حىت نقلو إذل حالة الفائض‪ ،‬وكذلك فإن الطريق اآلخر يأيت من تغَت‬
‫األسعار الداخلية اليت ستنخفض‪ ،‬وبالتارل يؤدي إذل زيادة حجم الصادرات‪ ،‬والذي يؤدي إذل نفس‬
‫(‪)4‬‬
‫النتيجة السابقة‪ ،‬أو قد غلمع االثنُت معاً إلزالة العجز يف ميزان ادلدفوعات‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد احلميد عبد ادلطلب‪ ،‬السياسة النقدية واستقاللية البنك المركزي‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬مصر‪ ،2013 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -2‬مفتاح صاحل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.138-137‬‬
‫‪ -3‬باصور كمال‪ ،‬أثر فعالية السياسة النقدية في تحقيق التوازن الخارجي‪ ،‬باإلشارة لحالة الجزائر الفترة (‪ ،)2016-2000‬رللة‬
‫االقتصاد والتنمية‪ ،‬جامعة ػلِت فارس‪ ،‬ادلدية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،06‬جوان ‪ ،2016‬ص‪.54‬‬
‫‪ -4‬عبد احلسُت جليل الغاليب‪ ،‬السياسات النقدية في البنوك المركزية‪ ،‬دار ادلناىج للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2015 ،‬ص ص‪.184-183‬‬

‫~ ‪~ 29‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أدوات السياسة النقدية‪.‬‬

‫وتتمثل يف األدوات غَت ادلباشرة و األدوات ادلباشرة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األدواتغير المباشرة‪.‬‬

‫‪ -1‬سياسة سعر الخصم‪:‬‬

‫يقصد بسياسة سعر اخلصم استخدام البنك ادلركزي لسعر خصم من اجل رقابة االئتمان وذلك‬
‫عن طريق رفع ىذا السعر عندما يريد أن تقبض البنوك التجارية االئتمان الذي ٘تنحو لعمالئها وخفض ىذا‬
‫السعر عندما يريد ان تبسط البنوك ىذا االئتمان‪ ،‬وسعر اخلصم ىو سعر الفائدة‪ ،‬أو الثمن الذي يتقضا ه‬
‫البنك ادلركزي مقابل تقدًن القروض وخصم األوراق التجارية وادلالية يف ادلدة القصَتة وىذا السعر ال يتجدد‬
‫تبعاً لتغَت حالة طلب البنوك التجارية على االئتمان وحالة عرضو بواسطة البنك ادلركزي‪ ،‬بل يتحدد بإرادة‬
‫البنك ادلركزي ادلنفردة مراعيا يف ذلك التأثَت على السوق النقدية وعلى قدرة البنوك التجارية يف خلق‬
‫االئتمان(‪.)1‬‬

‫إال أن سياسة سعر اخلصم زلاطة بعدد من العيوب اليت ٖتد من فعاليتها وجاذبيتها‪ ،‬فالبنوك ال‬
‫ترغب كثَتا يف اإلقراض من البنك ادلركزي‪ ،‬وتعتربه ادللجأ األخَت لإلقراض‪ ،‬ومن مث فإن التغَتات الضئيلة يف‬
‫سعر اخلصم قد ال يكون ذلا تأثَت على قروض البنوك‪ ،‬وبالتارل على القاعدة النقدية مث يضاف إذل ذلك أن‬
‫البنوك قد تتوفر لديها األموال‪ ،‬وقد ال تكون يف حاجة إذل اإلقراض وبالتارل تشل وتضعف من فعالية تلك‬
‫األداة من أدوات السياسة النقدية(‪.)2‬‬

‫‪ -2‬عمليات السوق المفتوحة‪:‬‬

‫ويقصد هبا قيام البنكادلركزي ببيع وشراء السندات ادلالية احلكومية يف السوق النقدية‪ ،‬وقد طبقت‬
‫ىذه السياسة ألول مرة يف أجلًتا يف الثلث الثاين من القرن التاسع عشر‪ ،‬وانتهجت الواليات ادلتحدة‬

‫‪ -1‬أسامة كامل وعبد الغٍت حامد‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬مؤسسة لورد العادلية للشؤون اجلامعية‪ ،‬البحرين‪ ،2006 ،‬ص‪.139‬‬
‫‪ -2‬عبد احلميد عبد ادلطلب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.28-27‬‬

‫~ ‪~ 30‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫األمريكية طريقاصلليًتابدأ من سنة ‪ 1913‬مث عقبتها فرنسا سنة ‪ ، 1938‬فإذا نزل البنك ادلركزي إذل‬
‫السوق بائعاً لبعض األصول ادلالية والتجارية فإنو يهدف من وراء ذلك ٖتويلها إذل أصول نقدية‪ ،‬الشيء‬
‫الذي ؽلكنو من ابتالع وامتصاص فائض العملة الرائجة‪ ،‬وبالتارل اطلفاض قدرة البنوك التجارية على منح‬
‫القروض‪.‬‬

‫أما إذا رغب يف زيادة حجم ادلعروض النقدي فما عليو إال أن ينزل إذل السوق مشًتيا ذلذه‬
‫األصول (األوراق التجارية وادلالية والسندات) ويصب مقابل ذلك نقوداً يف السوق‪ ،‬الشيء الذي يؤدي إذل‬
‫زيادة السيولة يف السوق‪ ،‬فيمنح القروض وؼللق االئتمان(‪.)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫غَت أن عمليات السوق ادلفتوحة قد تكون زلدودة التأثَت وقليلة يف احلاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إذ توفرت لدى البنوك التجارية احتياطات نقدية فائضة كبَتة‪.‬‬


‫‪ -‬إذا كان غرض البنك ادلركزي من ىذه العمليات مساعدة اخلزينة على بيع وشراء األوراق ادلالية‬
‫احلكومية‪ ،‬فإن مثل ىذه العمليات إذ ما جرت بشك ل واسع‪ ،‬قد تؤدي إذل تقلبات كبَتة يف‬
‫أسعار ىذه األوراق‪ ،‬وبالتارل يف أسعار الفائدة السائدة‪.‬‬

‫‪ -3‬سياسة االحتياط النقدي القانوني (االلزامي)‪:‬‬

‫حسب قوانُت رقابة البنك ادلركزي على البنوك التجارية‪ ،‬فإن البنوك التجارية ملزمة باالحتفاظ‬
‫بنسبة معينة من إ‪ٚ‬تارل ودائعها لدى البنك ادلركزي‪ ،‬كاحتياطي قانوين إلزامي‪ ،‬ويندرج ضمن إ‪ٚ‬تارل الودائع‪:‬‬
‫الودائع اجلارية‪ ،‬الودائع ألجل‪ ،‬ودائع التوفَت‪.‬‬

‫وتورل البنوك ادلركزية اىتماما خاصا يف ان يسدد كل بنك ٕتاري ما عليو من احتياطي نقدي يف‬
‫هناية كل شهر‪ ،‬وػلسب االحتياطي النقدي بناءاً على ادلتوسط الشهري حلجم ودائعو يف ذلك الشهر فإذا‬

‫‪ -1‬عيجورل خالد‪ ،‬فعالية أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية في الحد من انهيار األسواق المالية في ظل األزمةالعالمية الراهنة‪،‬‬
‫ادللتقى العادلي الدورل حول األزمة ادلالية واالقتصادية الدولية واحلوكمة العادلية‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬يومي ‪20‬و ‪ 21‬أكتوبر‬
‫‪ ،2009‬ص‪.20‬‬
‫‪ -2‬عبد ادلنعم السيد عليو نزار سعد الدين العيسى‪ ،‬النقود والمصارف واألسواق المالية‪ ،‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،2004 ،‬‬
‫ص‪.363‬‬

‫~ ‪~ 31‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫ٗتلف البنك التجاري عن تسديد ما عليو من احتياطي‪ ،‬فإن البنك ادلركزي يفرض عليو فائدة أعلى على‬
‫ادلبالغ الناقصة‪ ،‬وذلك ليحث البنوك التجارية على تسديد ما يًتتب عليو من احتياطي نقدي قانوين‪ ،‬ويف‬
‫ظروف الركود االقتصادي‪ ،‬فإن البنك ادلركزي يلجأ اذل ٗتفيض نسبة االحتياطي القانوين بينما يف ظروف‬
‫التضخم فإنو يرفع ىذه النسبة‪ ،‬وذلك لتقليص قدرة البنوك التجارية على ضخ االئتمان (‪.)1‬‬

‫ثانيا‪:‬األدوات المباشرة للسياسة النقدية‪.‬‬

‫تستخدم السلطات النقدية ىذه األدوات من اجل التأثَت على حجم االئتمان ادلوجو لقطاع أو‬
‫لقطاعات ما وتعمل على احلد من حرية شلارسة ادلؤسسات ادلالية لبعض األنشطة كماً ونوعاً ومن أعلها ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬سياسة تأطير القروض‪:‬‬

‫هتدف ىذه السياسة إذل ٖتديد ظلو ادلصدر األساسي خللق النقود بشكل قانوين وىو القروض‬
‫ادلوزعة من طرف البنوك وادلؤسسات ادلالية‪ ،‬وتسمى أيضا ٗتصيص االئتمان ويقوم البنك ادلركزي هبذه‬
‫السياسة هبدف منح االئتمان حسب القطاعات ذات األولوية‪ ،‬ففي أوقات التضخم مثالً يقيد االئتمان‬
‫للقطاعات اليت ىي السبب يف ذلك والعكس على القطاعات األخر ى‪ ،‬كما ؽلكن ان تتعلق ٔتعيار أجل‬
‫القرض ففي حاالت التضخم اجلامع تكون سياسة تأطَت القروض إجبارية‪ ،‬فيقوم البنك ادلركزي بتحديد‬
‫احلد األقصى للقروض ادلمنوحة أو ٖتديد معدل ظلو القروض‪ ،‬واستخدم ىذا األسلوب ألول مرة يف فرنسا‬
‫سنة ‪ ،1948‬كما تصاحب ىذه السياسة إجراءات هتدف إذل ٗتفيض الكتلة النقدية‪ ،‬كالتقليل من‬
‫النفقات العمومية وتشجيع االدخار وإصدارالسندات(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬حسُت زلمد مسعانوسهيل ا‪ٛ‬تد مسعان‪ ،‬النقود والمصارف‪ ،‬دار ادلسَت للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2010 ،‬ص‪.180‬‬
‫‪ -2‬إكن لونيس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.57‬‬

‫~ ‪~ 32‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬النسبة الدنيا من السيولة‪:‬‬

‫يقتضي ىذا األسلوب أن يقوم البنك ادلركزي بإجبار البنوك التجارية على االحتفاظ بنسبة دينا يتم‬
‫ٖتديدىا عن طريق بعض األصول منسوبة إذل بعض مكونات اخلصوم‪ ،‬وىذا خلوف السلطات النقدية من‬
‫خطر اإلفراط يف اإلقراض من قبل البنوك التجارية بسبب ما لديها من أصول مرتفعة السيولة‪ ،‬وىذا بتجميد‬
‫بعض ىذه األصول يف زلافظ البنوك التجارية‪ ،‬وبذلك ؽلكن احلد من القدرة على إقراض القطاع‬
‫االقتصادي(‪.)1‬‬

‫‪ -3‬ودائع مشروطة لالستيراد‪:‬‬

‫د لدى البنك ادلركزي‪ ،‬ونظراً لعدم رغبة (أو‬ ‫ٔتوجب ىذه األداة‪ ،‬يقوم ادلستورد بإيداع مبلغ االستَتا‬
‫قدرة) ادلستورد ٕتميد (أو توفَت) ىذا ادلال يلجأ االقًتاض البنكي لضمان األموال الالزمة لالستَتاد ويؤدي‬
‫ىذا إذل التقليل من حجم القروض ادلمكن توجيهها لباقي االقتصاد (‪.)2‬‬

‫‪-4‬اإلقناع األدبي‪:‬‬

‫ى بأسلوب اإلقناع األديب أو ما‬ ‫ػلاول البنك ادلركزي التأثَت على البنوك وادلؤسسات ادلالية األخر‬
‫يسمى ادلصارحة‪ ،‬فمن خالل ادلقاالت يف الصفحة واجملالت واخلطب يف ادلناسبات ػلاول صانعوا السياسة‬
‫النقدية تغيَت سلوك البنوك وادلؤسسات ادلالية إذل االٕتاه ادلرغوب (‪.)3‬‬

‫ويعتمد صلاح ىذا األسلوب على طبيعة العالقة ادلوجودة بُت البنوك التجارية والبنك ادلركزي‪.‬‬

‫‪ -5‬قيام البنك المركزي ببعض العمليات المصرفية‪:‬‬

‫وتستعمل البنوك ادلركزية ىذا األسلوب يف البلدان اليت تكون فيها أدوات السياسة النقدية زلدودة‬
‫األثر‪ ،‬حيث تقوم البنوك ادلركزية ٔتنافسة البنوك التجارية بأدائها لبعض األعمال ادلصرفية بصورة دائمة‬

‫‪ -1‬قدي عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.81‬‬


‫‪ -2‬عبد القادر خليل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.166‬‬
‫‪ -3‬عبد احلسُت جليل الغارل‪ ،‬السياسات النقدية في البنوك المركزية‪ ،‬دار ادلنهج للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2015 ،‬ص‪.226‬‬

‫~ ‪~ 33‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫أواستثنائية كتقدؽلها القروض لبعض القطاعات األساسية يف االقتصاد دلا تتمتع أو تعجز البنوك التجارية‬
‫عن ذلك(‪.)1‬‬

‫إن اعتماد األسلوب ادلباشر إلدارة السياسة النقدية بدأ التخلي عنو سنة بعد سنة خاصة يف‬
‫السنوات اخلَتة من القرن العشرين لصاحل األساليب الغَت ادلباشرة سواءاً يف الدول ادلتقدمة أو الدول النامية‬
‫(‪)2‬‬
‫ولعل السبب يف ذلك ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬كبح نشاط البنوك ادلتميزة باحليوية والفعالية‪ ،‬بتسقيف القروض وتقيدىا واستخدام رقابة مباشرة‪،‬‬
‫وىذا يف رلملة يؤثر سلبا على ادلنافسة يف الصناعة ادلصرفية‪.‬‬
‫‪ -‬تضر ىذه األدوات بادلؤسسات الصغَتة وادلتوسطة اكثر من ادلؤسسات الكبَتة‪.‬‬
‫‪ -‬ؽلكن أن تؤدي إذل حدوث مشاكل ونزاعات نتيجة التمييز بُت القطاعات‪ ،‬وصعوبة ٖتديد‬
‫صفات القطاع األساسي دون غَته‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود ضمانا ت حول توجو (أو ٗتصيص) االئتمان ادلقدم لبعض القطاعات ألغراض زلددة‬
‫ذلا‪.‬‬
‫‪ -‬نظراً لكون التميز بُت القطاعات ال يستند بالضرورة دلعيار الكفاءة‪ ،‬فإن ىذه األدوات ادلباشرة‬
‫تؤدي إذل عدم الكفاءة يف ٗتصيص ادلوارد‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬قنوات انتقال السياسة النقدية‪.‬‬

‫تعترب قناة االنتقال عن الطريق الذي من خاللو يبلغ أثر أدوات السياسة النقدية إذل اذلدف النهائي‬
‫(‪)3‬‬
‫تبعاً الختيار اذلدف الوسيط‪ ،‬وتنحصر ىذه القنوات يف ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬قدي عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.82‬‬


‫‪ -2‬عبد القادر خليل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.167‬‬
‫‪ -3‬قدي عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.79-77‬‬

‫~ ‪~ 34‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬قناة سعر الفائدة‪.‬‬

‫وىي قناة تقليدية النتقال أثر السياسة النقدية إذل ىدف النمو‪ ،‬ذلك ان السياسة النقدية التقيدية‬
‫تعمل على ارتفاع أسعار الفائدة االمسية‪ ،‬شلا يعمل على ارتفاع سعرىا احلقيقي ومنو ارتفاع تكلفة رأس‬
‫ادلال‪ ،‬وىذا ما يؤدي إذل تقليص الطلب على االستثمار‪ ،‬كما قد يضعف طلب العائالت على السلع‬
‫ادلعمرة‪ .‬والتحول إذل االستثمار يف العقار‪ ،‬شلا يؤدي يف النهاية إذل اطلفاض الطلب الكلي ومنو النمو‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬قناة سعر الصرف‪.‬‬

‫تستخدم ىذه القناة للتأثَت على الصادرات من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى تستعمل إذل جانب‬
‫معدالت الفائدة يف استقطاب االستثمار اجلٍت وتعود أعلية سعر الصرف إذل أن تأثَت تغَته يصل إذل‬
‫االقتصاد احمللي من خالل تأثَته على حجم التجارة اخلارجية‪ ،‬وعلى حجم تدفقات االستثمار األجنيب‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬قناة أسعار السندات المالية‪.‬‬

‫وىذه القناة ىي تعبَت عن وجهات أنصار ادلدرسة النقدية يف ٖتليلهم ألثر السياسة النقدية على‬
‫االقتصاد‪ ،‬حيث يعتربون أن تأثَت السياسة النقدية على االقتصاد ينتقل عرب قناتُت‪ :‬قناة توبُت لالستثمار‬
‫واليت تعتمد على ما يعرف ٔتؤشر توبُت الستثمار (العالقة بُت القيمة البورصة للمؤسسة وسلزون رأس ادلال‬
‫الصايف) وقناة أثر الثروة على االستهالك‪.‬‬

‫‪ -‬عبر القناة األولى‪:‬‬

‫يؤدي اطلفاض عرض النقود إذل زيادة نسبة األوراق ادلالية وتقليل نسبة األرصدة النقدية باحملفظة‬
‫االستثمارية لدى اجلمهور شلا يؤدي إذل اطلفاض اإلنفاق اخلاص على األوراق ادلالية‪ ،‬شلا يدفع ادلتعاملُت إذل‬
‫التخلص من األوراق ادلالية الزائدة ببيعها‪ ،‬شلا يؤدي إذل ىبوط األسعار فينخفض مؤشر توبُت‪ ،‬وبالتارل‬
‫ينخفض حجم االستثمار ومنو تراجع الناتج احمللي اخلام‪.‬‬

‫~ ‪~ 35‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬عبر القناة الثانية‪:‬‬

‫يؤدي اطلفاض عرض النقود إذل اطلفاض أسعار األوراق ادلالية واليت يؤدي اطلفاضها إذل اطلفاض‬
‫قيمة ثروة اجلمهور‪ ،‬ومنو احلد من االستهالك‪ ،‬وبالتارل تراجع ظلو الناتج احمللي اخلام‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬قناة االئتمان‪:‬‬

‫وتنقسم ىذه القناة بدرىا إذل قناتُت‪:‬‬

‫‪-‬قناة اإلقراض المصرفي‪:‬‬

‫حيث يؤدي اطلفاض العرض النقدي إذل اطلفاض حجم الودائع لدى ادلصارف‪ ،‬ومنو ينخفض‬
‫حجم االئتمان ادلصريف ادلمكن تقدؽلو شلا يقلل من االستثمار وبالتارل احلد من النمو‪.‬‬

‫‪ -‬قناة ميزانية المؤسسات‪:‬‬

‫يؤدي اطلفاض عرض النقود إذل االطلفاض يف صايف قيمة ادلؤسسات‪ ،‬والضمانات اليت ؽلكن‬
‫للمقًتضُت تقدؽلها عند االقًتاض‪.‬‬

‫ويؤدي ارتفاع سعر الفائدة إذل ٗتفيض التدفقات النقدية ضلو ادلؤسسات الصغَتة‪ ،‬شلا يزيد من‬
‫سلاطر إقراضها‪ ،‬وىو ما يؤثر على استثمار القطاع اخلاص‪ ،‬وبالتارل ظلو اإلنتاج احمللي اخلام (‪.)1‬‬

‫‪ -1‬قدي عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.79‬‬

‫~ ‪~ 36‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثالث‪ :‬فعالية السياسة النقدية‪.‬‬

‫أثار موضوع فعالية السياسة النقدية جدال كبَتا ال يزال متواصال‪ ،‬حيث أن صلاح السياسة النقدية‬
‫يف أي دولة ويف أي نظام اقتصادي‪ ،‬يتوقف على رلموعة من العوامل‪ ،‬كما أن ىذه الفعالية ٗتتلف من‬
‫اقتصاد مغلق اذل اقتصاد مفتوح‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تشخيص فعالية السياسة النقدية في الدول المتقدمة والنامية‪.‬‬

‫تعٍت فعالية السياسة النقدية مدى قدرة السياسة النقدية يف التأثَت على رلمل النشاط االقتصادي‬
‫بغية ٖتقيق األىداف اليت تسعى إليها السلطة النقدية (‪ ،)1‬وٕتدر اإلشارة اذل أن مدى فعالية السياسة‬
‫النقدية يف أي دولة يظل زلكوما بطبيعة اذليكل االقتصادي واالجتماعي للدولة‪ ،‬وبتارل فان ‪ٚ‬تود‬
‫اذلياكالالقتصادية واالجتماعية يف الدولة قد يشكل عقبة أمام فعالية السياسة النقدية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شروط نجاح السياسة النقدية‪.‬‬

‫ان صلاح السياسة النقدية يف أي دولة ويف أي نظام اقتصادي يتوقف على رلموعة من العوامل والشروط‬
‫(‪)2‬‬
‫أعلها‪:‬‬

‫‪ -‬نظام معلومايت فعال يشمل ٖتديد نوعية وطبيعة االختالل وٖتديد معدل النمو االقتصادي ومعدل‬
‫البطالة ونوعيتها وكذا القدرات االقتصادية للبلد‪.‬‬
‫‪ٖ -‬تديد أىداف السياسة النقدية بدقة نظرا لتعارض الكثَت من األىداف ادلسطرة‪.‬‬
‫‪ -‬ىيكل النشاط االقتصادي‪ ،‬السياسة احلكومية إتاه ادلؤسسات احلكومية‪ ،‬حجم التجارة اخلارجية‬
‫يف السوق العادلية‪.‬‬
‫‪ -‬مرونة اجلهاز اإلنتاجي للتغَتات اليت ٖتدث على ادلتغَتات االقتصادية السيما النقدية منها‪.‬‬
‫‪ -‬درجة الوعي االدخاري دلختلف األعوان االقتصاديُت‪.‬‬

‫‪ -1‬ناظم زلمد نوري الشمري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.435‬‬


‫‪ -2‬بلعزوز بن علي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.133‬‬

‫~ ‪~ 37‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬سياسة االستثمار يف البلد وتشمل مناخ االستثمار‪ ،‬تدفق رؤوس األموال‪ ،‬التسهيالت ادلمنوحة‬
‫للمستثمرين احمللُت و األجانب‪ ،‬مدى حساسية االستثمار لسعر الفائدة‪.‬‬
‫‪ -‬توافر األسواق مالية و نقدية متطورة و مدى أعلية السوق ادلوازية‬
‫‪ -‬استقاللية البنك ادلركزي‪ ،‬حيث فرضت قضية استقالل البنك ادلركزي نفسها باعتبارىا الشرط االزم‬
‫لوضع و تنفيذ السياسة النقدية من أجل ٖتقيق استقرار‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬فعالية السياسة النقدية في االقتصاديات المتقدمة‪.‬‬

‫تتبلور السياسة النقدية يف االقتصاديات الرأمسالية يف استخدام األدوات الكمية واخلاصة للتأثَت‬
‫على عرض النقود‪ ،‬وبالتارل على االئتمان‪ ،‬ويعتمد صلاحها على التعاون التام والثقة ادلتبادلة بُت البنوك‬
‫ادلركزية والبنوك التجارية وغَتىا من ادلؤسسات ادلالية من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى يعتمد على وجود أسواق‬
‫نقدية ومالية منتظمة ومتقدمة وبالتارل يؤدي اذل ٕتاوب البنوك التجارية وادلؤسسات ادلالية مع البنك ادلركزي‬
‫إذل ٖتقيق األىداف ادلرسومة للسياسة النقدية‪ ،‬وبتارل تزايد فعالية السياسة النقدية يف التأثَت على النشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬ويؤدي وجود سوق نقدية عاملة ومنتظمة تتعامل يف قبول وخصم األوراق التجارية القصَتة اذل‬
‫زيادة فعالية سعر اخلصم يف التأثَت على االئتمان عن طريق ما ػلدثو من أثر على تكلفة خصم األوراق‬
‫التجارية الذي ؽلثل ائتمان قصَت األجل‪ ،‬كذلك يؤدي وجود سوق مالية كبَتة مرنة تتعامل مع األوراق‬
‫ادلالية اذل زيادة فعالية عمليات السوق ادلفتوحة يف التأثَت على االئتمان‪ ،‬ومن مث على عرض النقود‪ ،‬عن‬
‫طريق البنك ادلركزي عندما يدخل ادلشًتي أو بائعا ذلذه األوراق يف ىذا السوق وإذاأضفنا اذل ذلك ان‬
‫النقود ادلصرفية ٘تثل األكرب و األىم من كمية النقود ادلتداولة و بالتارل من عرض النقود يف ىذه الدول لتبُت‬
‫لنا ان تغَت نسبة االحتياطي و السيولة يكون ذلا دور فعال يف التأثَت على عرض النقود‪ٔ ،‬تعٍت ان األدوات‬
‫الكمية للسياسة النقدية إذا دعمت باألسلحة األخرى للسياسة النقدية أياألدوات اخلاصة( النوعية)‪ ،‬لتبُت‬
‫لنا الدور الفعال الذي ؽلكن ان تقوم بو السياسة النقدية يف التأثَت على عرض النقود و من مث على النشاط‬
‫(‪)1‬‬
‫االقتصادي يف االقتصاديات الرأمسالية‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد احلميد عبد ادلطلب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.33-32‬‬

‫~ ‪~ 38‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬عوائق فعالية السياسة النقدية في االقتصاديات النامية‪.‬‬

‫ؽلكن اعتبار السياسة النقدية يف االقتصادية النامية عموما اقل فعالية منها يف االقتصاديات‬
‫ادلتقدمة بسبب االختالالت اذليكلية اليت يعاين منها االقتصاد الوطٍت وعالقاتو االقتصادية اخلارجية لذلك‬
‫صلد بعض األدوات الكمية للسياسة النقدية مثل سعر اخلصم وعمليات السوق ادلفتوحة ال يكون ذلا تأثَت‬
‫كبَت بل ضعيف‪ ،‬وأن االعتماد كلو ينصب على نسبيت االحتياط والسيولة من ناحية وعلى األدواتاخلاصة(‬
‫النوعية) من ناحية أخرى‪.‬‬

‫وىناك العديد من األسباب اليت قد ٖتد من فعالية السياسة النقدية يف الدول النامية وأىم ىذه‬
‫(‪)1‬‬
‫األسباهبي‪:‬‬

‫‪ -‬عدم وجود أسواق نقدية ومالية منتظمة ‪ ،‬ويف حالة وجودىا فهي تتميز بضيق يف نطاقها وىذا ما‬
‫يؤدي اذل فعالية سياسة معدل إعادة اخلصم واستحالة تطبيق سياسة السوق ادلفتوحة‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف الدور الذي يقوم بو البنك ادلركزي يف التأثَت على البنوك التجارية من شانو ان ػلول دون‬
‫قيام البنوك التجارية بأي دور فعال يف التأثَت على النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف الوعي النقدي و ادلصريف‪ ،‬حيث يتجو األفراد يف الدول النامية اذل االحتفاظ بأمواذلم يف‬
‫شكل سيولة وليس ودائع أوأوراق مالية األمر الذي يقلل من دور البنوك التجارية ذلذه الدول‬
‫مقارنة بالدول ادلتقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬ضالة مرونة االستثمارات للتغَتات اليت ٖتدث ألسعار الفائدة بسبب ارتفاع درجة ادلخاطر‬
‫واطلفاض الكفاية احلدية لرأس ادلال‪ ،‬ولذلك فإن أي زلاولة لزيادة االستثمار يستلزم ٗتفيض كبَت‬
‫لسعر الفائدة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود استقرار يف ادلناخ السياسي‪ ،‬وتقلب يف موازين مدفوعات تلك الدول واألنظمة‬
‫الضريبية شلا ال يشجع على االستثمار األجنيب وبالتارل عدم ٖتقيق أىداف التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬يتم التداول النقدي يف الدول النامية على أساس النقود ادلادية خاصة الورقية‪ ،‬أما النقود ادلصرفية‬
‫فما زال دورىا زلدودا كأداة لتسوية ادلدفوعات باستثناء تلك ادلعامالت اليت تتم بُت ادلؤسسات‪.‬‬

‫‪ -1‬بلعزوز بن علي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.132-131‬‬

‫~ ‪~ 39‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬و بالرغم من تلك ادلالحظات واألسباب ادلفسرة الحتماالت ضعف فعالية السياسة النقدية يف‬
‫الدول النامية إالأنو ال ؽلكن لتك االقتصاديات االستغناء عن السياسة النقدية‪ ،‬حيثأن برامج‬
‫اإلصالح االقتصادي اليت تتبناىا كثَت من االقتصاديات باالتفاق مع صندوق النقد الدورل تشَت‬
‫اذل ان السياسة النقدية إحدى احملاور الرئيسية لتلك الربامج‪،‬فاإلصالحات االقتصادية تتجو اذل‬
‫تقوية سوق النقد وادلال وٖترير العملة الوطنية وغَتىا واليت تزيد بدورىا من فعالية السياسة النقدية‬
‫يف تلك الدول مستقبال‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬فعالية السياسة النقدية في اقتصاد مغلق‪.‬‬

‫قبل التطرق لدراسة ىذه الفعالية سوف نعرض بإغلاز كل من التوازن يف سوق السلع واخلدمات‬
‫والتوازن يف سوق النقد‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التوازن في سوقي السلع و النقد‪.‬‬

‫‪ -1‬التوازن في سوق السلع و الخدمات‪:‬‬

‫التوازن يف سوق السلع واخلدمات يتحقق بادلساواة بُت االدخار واالستثمار ؤتا ان االدخار يكون‬
‫تابعا متزايدا للدخل‪ ،‬بينما االستثمار ىو تابع متناقص دلعدل الفائدة‪ ،‬إذن ؽلكن كتابة‪:‬‬
‫‪𝑆 = 𝑠 𝑦 : 𝑆′ 𝑦 > 0 … … … … … … … … … … 1‬‬

‫𝐼=𝐼‬

‫و منو شرط التوازن سوق السلع و اخلدمات يكون‬


‫𝐼‬

‫~ ‪~ 40‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ )i‬توجد قيمة وحيدة ( ‪ٖ )y‬تقق‬ ‫ان معادلة التوازن ىذه تعٍت انو بالنسبة لكل معدل فائدة (‬
‫ادلساواة بُت االدخار واالستثمار( ‪ ،)1()I‬واستمرار احتفاظ السوق بتوازنو يتطلب ٖتقيق العالقة العكسية‬
‫بُت متغَتين أساسيُت علا الدخل وسعر الفائدة (‪ )2‬و ؽلكن توضيح ذلك بيانيا كما يلي‪:‬‬

‫الشكل(‪ :)5‬منحنـ ــى‪.IS‬‬

‫‪i‬‬

‫‪is‬‬

‫‪is‬‬

‫‪Y‬‬
‫‪Y2‬‬ ‫‪Y2‬‬

‫المصدر‪ :‬بريش السعيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.208‬‬

‫أما الشكل ادلوارل يوضح مستويات الدخل وأسعار الفائدة إذا تالزم بعضها مع بعض يتحقق‬
‫التوازن بُت مستويات االدخار مع مستويات االستثمار أي يتحقق التوازن العام يف سوق السلع واخلدمات‪.‬‬

‫‪ -1‬بريش السعيد‪ ،‬االقتصاد الكلي‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،2007 ،‬ص ص‪.208-207‬‬
‫‪ -2‬ناظم زلمد نوري الشمري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.308‬‬

‫~ ‪~ 41‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل(‪ :)6‬كيفية اشتقاق منحنى ‪.IS‬‬

‫‪i‬‬

‫‪A‬‬
‫‪A‬‬
‫‪B‬‬

‫‪B‬‬ ‫‪I‬‬
‫‪s‬‬
‫‪I‬‬
‫‪s‬‬ ‫‪Y‬‬

‫المصدر‪ :‬ناظم زلمد النوري الثمري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.309‬‬

‫وادلنحٌت الناتج عن التوازن ىو ادلنحٌت ‪ ،IS‬وأن انتقال ىذا ادلنحٌت إذل اليمُت أواذل اليسار يكون‬
‫مرتبطا بطبيعة السياسة ادلالية احلكوميةفيما إذا كانت توسعية أو انكماشية‪ ،‬فيتنقل ادلنحٌت إذل اليمُت‬
‫عندما تتوسع احلكومة يف إنفاقها‪ ،‬ويتنقل اذل اليسار عندما تقلص احلكومة من حجم نفقاهتا‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن في سوق النقد‪:‬‬

‫ان التوازن يف سوق النقد يتحقق عندما يتعادل الطلب على النقود (التفضيل النقدي)مع كمية‬
‫‪ LM‬عن طريق ٖتديد‬ ‫النقود ادلعروضة يف السوق خالل فًتة زمنية معينة‪ ،‬حيث ؽلكن اشتقاق منحٌت‬
‫مستويات الدخل وأسعار الفائدة ادلختلفة اليت يتحقق عندما التوازن يف سوق النقد ونوضح ذلك من‬
‫خالل الشكل(‪.)04‬‬

‫~ ‪~ 42‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل(‪ :)07‬اشتقاق منحنى ‪.LM‬‬

‫‪i‬‬
‫‪LM‬‬

‫‪i2‬‬
‫‪D2‬‬

‫‪i1‬‬
‫‪D1‬‬
‫‪i3‬‬
‫‪D3‬‬

‫‪Y‬‬
‫‪Y‬‬ ‫‪Y‬‬ ‫‪Y‬‬

‫المصدر‪:‬ناظم زلمد نوري الشمري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.311‬‬

‫حيث احملور العمودي ينب مستويات سعر الفائدة واحملور األفقي ينب مستويات الدخل‪،‬وعند‬
‫النقاط(‪) D1,D2,D3‬تبُت لنا التساوي بُت كمية النقود ادلعروضة مع كمية النقود ادلطلوبة عند‬
‫مستويات معينة للدخل وسعر الفائدة‪ ،‬وادلنحٌت ‪LM‬ينتقل ضلو اليمُت أو اليسار حسب طبيعة السياسة‬
‫النقدية ادلتبعة توسعية أو انكماشية‪.‬‬

‫‪ -3‬التوازن االقتصادي العام‪.‬‬

‫ويتم التوازن االقتصادي العام من خالل توازن سوقي السلع والنقود يف ذات الوقت‪ ،‬وصيغة‬
‫التوازن االقتصادي العام تظهر من خالل نقطة تقاطع منحٌت ( ‪ )IS‬و منحٌت ‪ LM‬وىذه النقطة يتحدد‬
‫عندىا مستوى الدخل التوازين ومستوى سعر الفائدة التوازين أيضا‪.‬‬

‫~ ‪~ 43‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬فعالية السياسة النقدية و انحدار منحنى ‪.IS‬‬

‫تتوقف درجة اضلدار منحٌت ‪IS‬على مدى استجابة الطلب االستثماري يف سوق السلع واخلدمات‬
‫اذل معدل الفائدة ‪(i‬أي ادلرونة)‪ ،‬حيث تعترب مرونة االستثمار بالنسبة لسعر الفائدة إحدى زلددات الفعالية‬
‫بالنسبة للسياسة النقدية‪ .‬و لذلك نتناول يف ىذه النقطة انعكاسات زيادة عرض النقود ‪ - MS‬دلنحٌت‪IS‬لو‬
‫ثالثة اضلدارات على الدخل من خالل ‪i‬الن السياسة النقدية تعمل من خالل سعر الفائدة واالستثمار‬
‫)‪I2(i‬‬ ‫)‪ I1(i‬مث ادلنحٌت‬ ‫)‪ I0(i‬اكثر مرونة يليو‬ ‫واستنادا اذل الشكل( ‪ ،)05‬نالحظ ان ادلنحٌت‬
‫ادلنعدم ادلرونة‪.‬‬

‫الشكل(‪ :)08‬مرونة االستثمار بالنسبة لسعر الفائدة وفعالية السياسة النقدية‪.‬‬

‫‪i‬‬

‫‪I0‬‬

‫‪I1‬‬

‫)‪I1(i‬‬ ‫)‪I0(i‬‬
‫)‪I2(i‬‬
‫‪I‬‬
‫‪I2‬‬ ‫‪I1‬‬ ‫‪I3‬‬

‫المصدر‪ :‬عبد القادر خليل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.194‬‬

‫وعند اطلفاض ‪i‬من ‪i0‬اذل‪ ، i1‬فان‪I‬يتغَت طرديا حسب مرونة االستثمار‪ ،‬أي كلما كان ‪I‬قليل التغَت‬
‫كلما كانت مرونتو اقل‪ ،‬ويؤدي ذلك اذل سياسة نقدية اقل مرونة‪ ،‬وبالتارل كلما قلت مرونة االستثمار‬
‫بالنسبة لسعر الفائدة‪ ،‬كانت السياسة النقدية اقل فعالية‪.‬‬

‫واستنادا لتحليل األشكاالألخرى ادلرتبطة ٔتنحٌت‪IS‬الواردة يف الشكل(‪ )06‬نتوصل للنتيجة التالية‪:‬‬

‫~ ‪~ 44‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫السياسة النقدية تؤثر على الدخل‪ ،‬من خالل تأثيرها على معدل الفائدة‪ ،‬وتكون هذه السياسة‬
‫غير فعالة عندما يكون منحنى ‪ IS‬شديد االنحدار‪ ،‬أي في هذه الحالة طلب االستثمار غير مرن لسعر‬
‫الفائدة‪ .‬والعكس في الحالة البديلة‪.‬‬

‫مع اإلشارة اذل ان االنتقال األفقي يف ادلنحٌت نتيجة زيادة اإلنفاق احلكومي ىو ٔتقدار ادلضاعف‬
‫مضروب بالتغَت يف عرض النقود‪.‬‬

‫~ ‪~ 45‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل(‪ :)09‬فعالية السياسة النقدية و انحدار منحنى ‪IS‬‬

‫‪LM0‬‬ ‫‪LM0‬‬
‫‪LM0‬‬
‫‪i‬‬ ‫‪i‬‬
‫‪LM1‬‬ ‫‪LM1‬‬
‫‪I0‬‬ ‫‪i0‬‬

‫‪I1‬‬ ‫‪i1‬‬
‫‪IS0‬‬
‫‪IS0‬‬

‫‪Y0Y1‬‬ ‫‪Y0‬‬ ‫‪Y1‬‬ ‫‪Y‬‬


‫ب‪ -‬حالة منحٌت ‪ Is‬أقل االضلدار‬ ‫أ‪ -‬حالة منحٌت ‪ Is‬شديد االضلدار‬
‫(أكثر مرونة)‬ ‫(أقل مرونة)‬

‫‪LM0‬‬
‫‪i‬‬
‫‪LM1‬‬
‫‪I0‬‬

‫‪I1‬‬

‫‪Y2=Y1‬‬
‫ج‪ -‬حالة منحٌت ‪ Is‬رأسي‬
‫(عدًن مرونة)‬

‫المصدر‪ :‬عبد القادر خليل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪195‬‬

‫~ ‪~ 46‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫وكحوصلة حول فعالية السياسة النقدية و منحٌت ‪IS‬صلدان السياسة النقدية تكون اكثر فعالية‬
‫عندما يكون منحٌت ‪IS‬أفقياأو قليل االضلدار( أي مرونة االستثمار بالنسبة لسعر الفائدة مرتفعة)‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬فعالية السياسة النقدية وانحدار منحنى ‪.LM‬‬

‫باعتبار ان منحٌت ‪LM‬يتوقف على مرونة طلب النقد بالنسبة لسعر الفائدة‪ ،‬فإن يف حالة ادلرونة‬
‫ادلرتفعة يكون منحٌت ‪LM‬مستو نسبيا ( قليل االضلدار)‪ ،‬و يكون ادلنحٌت اكثر اضلدارا يف حالة ادلرونة‬
‫‪LM‬يكون راسيا‪ ،‬و بالتارل سوف ندرس اآلثار‬ ‫ادلنخفضة‪ ،‬وعندما تكون ادلرونة منخفضة فان منحٌت‬
‫ادلًتتبة على زيادة عرض النقود‪ ،‬عندما نكون أمام ثالث وضعيات دلنحٌت ‪( LM‬اقل‪ ،‬اكثر عدًن ادلرونة)‬
‫ونوضح ذلك من خالل الشكل(‪)07‬ادلوارل‪:‬‬

‫~ ‪~ 47‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل(‪ :)10‬فعالية السياسة النقدية و انحدار منحنى ‪.LM‬‬

‫‪IM0‬‬
‫‪IM0‬‬
‫‪i‬‬
‫‪i‬‬
‫‪I0‬‬ ‫‪IM1‬‬
‫‪IM1‬‬
‫‪i0‬‬

‫‪I1‬‬
‫‪IS0‬‬ ‫‪i1‬‬
‫‪IS0‬‬

‫‪Y0Y1‬‬ ‫‪Y‬‬
‫ب‪ -‬حالة منحٌت ‪ LM‬شديد االضلدار‬ ‫‪Y0‬‬ ‫‪Y1‬‬ ‫‪Y‬‬
‫(أقل مرونة)‬ ‫‪LM‬‬ ‫‪-‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫‪IM0‬‬ ‫‪IM1‬‬
‫‪i‬‬

‫‪I0‬‬

‫‪I1‬‬ ‫‪IS0‬‬
‫‪Y‬‬
‫‪Y0Y1‬‬

‫ج‪ -‬حالة منحٌت ‪ LM‬رأسياً‬


‫(عدًن مرونة)‬

‫المصدر‪:‬عبد القادر خليل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.199‬‬

‫~ ‪~ 48‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫انطالقا من الشكل ( ‪ )07‬يف أجزاءه الثالثة‪ ،‬حيث تتباين ادلرونة‪ ،‬فان الزيادة ادلتساوية يف عرض‬
‫النقود نقلت منحٌت ‪ٔ LM‬تقدار متساو من ‪LM0‬اذل ‪،LM1‬و يعٍت ذلك بيانيا انتقاال أفقيا مستوي‬
‫األشكال الثالثة‪ٔ ،‬تقداره جداء ادلضاعف يف تغيَت عرض النقود‪ ،‬وعليو تكون السياسة النقدية اقل فعالية‬
‫يف اجلزء(أ)‪،‬مث اكثر فعالية يف اجلزء(ب)‪ ،‬وأكثر فعالية شلا سبق يف اجلزء(ج)‪ ،‬أي ان اثر التغَت يف الكمية‬
‫ادلعروضة من النقود يزداد تدرغليا كلما زاد اضلدار منحٌت ‪.LM‬‬

‫‪i‬الناتج عن زيادة عرض النقود يف كل‬ ‫و ؽلكن تفسَت ما سبق كما يلي‪ :‬عند ادلقارنة اطلفاض‬
‫‪i‬وىذا الًتاجع سوف‬ ‫حالة(أ‪،‬ب‪،‬ج) صلد مثال يف احلالة(أ) ان الزيادة يف عرض النقود أدت اذل تراجع‬
‫‪ٔ i‬تقدار مالئم حىت‬ ‫يستميل االستثمار‪ ،‬ويزيد بذلك مستوى الناتج و الدخل‪ ،‬و غلب ان يًتاجع‬
‫يتعادل‪Ms‬و‪.Md‬‬

‫وكلما كان ‪ Md‬اكثر مرونة بالنسبة لسعر الفائدة‪ ،‬كان االطلفاض يف ‪ i‬اقل ومن مث كانت زيادة‬
‫االستثمار والدخل اقل‪ ،‬ونتيجة لذلك تكون السياسة النقدية اقل فعالية‪ ،‬وىوما ينطبق على اجلزء(أ)‪.‬‬

‫وإذا نظرنا للجزء(ب)‪ ،‬حيث منحٌت ‪LM‬شديد االضلدار (قليل ادلرونة) تكون مرونة ‪Md‬بالنسبة‬
‫لـ ‪ i‬قليلة (مقارنة باجلزء ج)‪ ،‬وبالتارل غلب ان تنخفض ‪ٔ I‬تقدار اكرب‪ ،‬لتحقيقتوازن سوق النقد بعد زيادة‬
‫الكمية ادلعروضة من النقود‪ ،‬وبالتارل االستثماروتبعا لذلك يرتفع الدخل ٔتقدار اكرب ومنو السياسة النقدية‬
‫– لن‬ ‫‪-‬استنادا للقاعدة‪ :‬كلما كانت مرونة الطلب على النقد عالية كانت فعالة السياسة النقدية اقل‬
‫تعمل على اإلطالقإذا كان االقتصاد يف "مصيدة السيولة"‪ ،‬ذلك ان األفراد يتوقعون ارتفاع أسعار الفائدة‬
‫يف ادلستقبل(ألهنا تكون عند أدىن مستوى ذلا)‪ ،‬فيحتفظون بالنقود اإلضافية كأرصدة عاطلة بدال من‬
‫شرائهم للنقد‪ ،‬و بالتارل يبقى االقتصاد عند ‪ ،i0‬ويضل االستثمار عند مستوى توازنو األصلي‪ ،‬وبالتارل ال‬
‫يتغَت الدخل‪،‬أما يف الشكل(‪ )08‬نوضح طبيعة فعالية السياسة النقدية وفقا لثالث اضلدارات دلنحٌت ‪.LM‬‬

‫~ ‪~ 49‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل(‪ :)11‬فعالية السياسة النقدية وانحدارات منحنى ‪.LM‬‬

‫‪LM0‬‬ ‫‪LM1‬‬
‫‪i‬‬
‫‪IS‬‬

‫‪i4‬‬
‫‪IS‬‬ ‫‪IS‬‬

‫‪I3‬‬

‫‪i2‬‬
‫‪i1‬‬
‫‪i0‬‬

‫‪Y‬‬
‫‪Y2‬‬ ‫‪Y1‬‬ ‫‪Y3‬‬

‫المصدر‪:‬عمر صخري التحليل االقتصادي الكلي‪ ،‬ديوان ادلطبوعات اجلامعية‪،‬الطبعة‬


‫اخلامسة‪،2005،‬ص‪.265‬‬

‫نالحظ من الشكل أعاله‪ ،‬أننا قسمنا منحٌت ‪ LM‬اذل ثالث رلاالت‪ ،‬اجملال الكينزي ذو ادلرونة‬
‫(‪)1‬‬
‫ال النهائية‪ ،‬اجملال األوسط ذو ادلرونة ادلوجبة ٘تاما‪ ،‬واجملال الكالسيكي ذو ادلرونة ادلنعدمة وعليو يكون‪:‬‬

‫‪ -‬المجال الكينزي‪ :‬تكون السياسة النقدية فعالة يف تغيَت مستوي الدخل‪ ،‬الن االقتصاد يف حالة‬
‫‪i‬‬ ‫مصيدة السيولةشلا غلعل النقود كلها على الشكل أرصدة نقدية عاطلة بسبب توقع ارتفاع‬
‫وبالتارل تغَت‪ Ms‬ال يغَت الدخل‪. y‬‬

‫‪ -1‬عبد القادر خليل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.203 ،‬‬

‫~ ‪~ 50‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬المجال األوسط‪ :‬السياسة النقدية فعالة يف الزيادة مستوى الدخل عن طريق تأثَت ارتفاع‬
‫‪Ms‬الذي يؤدي اذل اطلفاض ‪ ،i‬شلا يسمح بارتفاع االستثمار‪ ،‬و من مث ارتفاع الدخل تبعا لذلك‬
‫(من ‪Y1‬إذل‪.)Y2‬‬
‫‪ -‬المجال الكالسيكي‪ :‬السياسة النقدية فعالية ٘تاما يف تغَت مستوى الدخل‪ ،‬وىي اكرب شلا ىي‬
‫عليو يف اجملال األوسط‪ ،‬بانتقال الدخل من ‪Y1‬إذل ‪ ،Y2‬و ٕتدر اإلشارة انو ال يوجد طلب النقود‬
‫‪ Ms‬توجو اذل زيادة اإلنفاق‪ ،‬و بالتارل ارتفاع‬ ‫ألجل ادلضاربة يف ىذا اجملال‪ ،‬و ان زيادة‬
‫‪ )IS-LM‬نورد‬ ‫الدخل‪ )1(.‬وكحوصلة إ‪ٚ‬تالية لفعالية السياسة النقدية باستخدام منحٌت (‬
‫اجلدول التارل‪:‬‬

‫الجدول (‪ :)01‬فعالية السياسة النقدية يف ظل استخدام منحٌت ‪.IS-LM‬‬

‫غير فعالة‬ ‫فعالة‬


‫مستو( اضلدار صغَت)‬ ‫شديد االضلدار‬
‫منحٌت‪LM‬‬
‫شديد االضلدار‬ ‫مستو( اضلدار صغَت)‬
‫منحٌت‪IS‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على التحاليل السابق ‪.‬‬

‫المطلب الثلث‪ :‬فعالية السياسة النقدية في اقتصاد مفتوح ‪.‬‬

‫ىناك معياران لتحديد فعالية السياسة النقدية يف االقتصاد ادلفتوح علا حركة رؤوس األموال ونظام‬
‫سعر الصرف‪ ،‬فعندما تكون رؤوس األموال حرة احلركة‪ ،‬فان العملة تتدفق عرب احلدود استجابة للفروق‬
‫يف أسعار الفائدة وعوامل أخرى (‪ ،)1‬كما ان السعر الصرف يؤثر على فعالية السياسة النقدية سواء كان‬
‫ثابتا أو مرنا‪.‬‬

‫‪ -1‬سامي خليل‪ ،‬نظريات االقتصاد الكلي الحديثة‪ ،‬وكالة األىرام‪ ،‬مصر‪ ،1994 ،‬ص‪.1453‬‬

‫~ ‪~ 51‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬اشتقاق خـ ــط ‪.BP‬‬

‫خط ميزان ادلدفوعات ‪ BP‬ىو عبارة عن توليفات من سعر الفائدة والدخل اليت ٖتقق التوازن‬
‫(‪ )1‬أي عندما تكون‬ ‫للقطاع اخلارجي‪ ،‬أي توازن احلساب اجلاري واحلساب الرأمسارل دليزان ادلدفوعات‬
‫الصادرات باإلضافة اذل تدفق رؤوس األموال اذل الداخل‪ ،‬مساوية للواردات ؽلكن كتابتها يف الشكل معادلة‬
‫(‪)2‬‬
‫رياضية على النحو التارل‪:‬‬
‫𝑋‬

‫و ؽلكنإعادة كتابة ىذه ادلعادلة على الوجو التارل‪:‬‬

‫𝑀‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ :X‬الصادرات‪.‬‬
‫‪ :M‬الواردات‪.‬‬
‫‪:Kf‬تدفق رؤوس األموال إذل الداخل‪.‬‬

‫تعرب ادلعادلة(‪ )2‬عن تدفق رؤوس األموال داخل الدولة الالزمة لسداد العجز يف ميزان التجارة‬

‫وينحدر خط ‪BP‬من اليسار اذل اليمُت كما ىو موضح يف الشكل ( ‪ ،)11‬عندما يزداد الدخلمن‬
‫‪Ya‬إذل ‪ ،Yb‬وحىت ؽلكن احملافظة على توازن ميزان ادلدفوعات فإن سعر الفائدة غلب ان يرتفعمن ‪ ia‬إذل‬
‫‪ ib‬حىت غلذب رؤوس األمواالألجنبية ولذلك فان خط ‪ BP‬يكون لو اضلدار موجب‪.‬‬

‫‪ -1‬رسول ‪ٛ‬تيد‪ ،‬تفعيل السياستين النقدية والمالية لمعالجة االختالالت االقتصادية في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتواراه يف العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيَت‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬اجلزائر‪ ،2017 ،‬ص‪.152‬‬
‫‪ -2‬سامي خليل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.1463‬‬

‫~ ‪~ 52‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل(‪ :)12‬خ ــط ‪. BP‬‬

‫‪i‬‬

‫‪ib‬‬

‫‪i‬‬
‫‪a‬‬

‫‪Y‬‬
‫‪Ya‬‬ ‫‪Yb‬‬

‫المصدر‪ :‬سامي خليل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ‪.1465‬‬


‫أما انتقال خط‪ BP‬فإنو يكون بفعل عامالن أساسيان علا‪:‬‬

‫سعر الصرف والصادرات ادلستقلة‪ ،‬باإلضافة اذل عوامل أخرى ؽلكن اعتبارىا أساسية وىي‬
‫ادلستوى العام لألسعار وأسعار الفائدة الدولية‪ ،‬الواردات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬فعالية السياسة النقدية في ظل أسعار الصرف الثابتة ‪.‬‬

‫يوضح الشكل( ‪ )12‬كيف ان االقتصاد ال يتحقق فيو التوازن كلي عام‪ ،‬حيث انو عند النقطة‬
‫‪A‬يتحقق التوازن الداخلي (‪)IS-LM‬عند مستوى التشغيل الكامل للدخل‪ ،Yf‬وعند سعر الفائدة‪. i1‬‬

‫~ ‪~ 53‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل(‪ :)13‬التوازن الداخلي والخارجي في ظل نظام أسعار الصرف الثابتة‪.‬‬

‫‪LM2‬‬
‫‪i‬‬ ‫‪LM1‬‬

‫‪BP‬‬
‫‪B‬‬

‫‪I2‬‬

‫‪I1‬‬ ‫‪A‬‬

‫‪IS‬‬

‫‪Y‬‬
‫‪Y2‬‬ ‫‪Yf‬‬

‫المصدر‪ :‬رسول ‪ٛ‬تيد‪،‬تفعيل السياستُت النقدية وادلالية دلعاجلة االختالالت االقتصادية يف اجلزائر‪ ،‬مرجع‬
‫سبق ذكره‪،‬ص ‪.157‬‬

‫لكن ىذه النقطة ال تقع على خط ‪BP‬وتقع أسفلو وبالتارل فالقطا ع اخلارجي يعاين من اختالل‬
‫عند ىذا ادلستوى‪ ،‬أي ىناك عجز يف ميزان ادلدفوعات‪ ،‬وقد تلجا الدولة اذل تصحيح ىذا اخللل من خالل‬
‫القيام ببيع كميات من الذىب والنقد األجنيب‪ ،‬وىذا النقص يف االحتياطات الرمسية يؤدي اذل نقص مقابل‬
‫‪LM‬يسارا (سياسة نقدية‬ ‫يف احلجم القاعدة النقدية لدى البنك ادلركزي‪ ،‬شلا يؤدي اذل انتقال منحٌت‬
‫‪ B‬عند‬ ‫انكماشية) حىت ؼلتفي ىذا العجز يف القطاع اخلارجي ويتحقق التوازن الكلي العام عند النقطة‬
‫مستوى اقل من مستوى التشغيل الكامل 𝐹𝑌 < ‪ 𝑌2‬وسعر فائدة زللي اكرب‪.‬‬

‫انطالقا من الشكل السابق ستقوم الدولةبإجراءات حىت يعود االقتصاد اذل مستوى التشغيل‬
‫الكامل‪ ،‬ألنو كما الحظنا ان التوازن الداخلي و اخلارجي ٖتقق عند النقطة ‪B‬عند مستوى اقل للدخل من‬
‫مستوى التشغيل الكامل‪.‬‬

‫~ ‪~ 54‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫وذلك بإتباع سياسة نقدية توسعية فيعود ادلنحٌت ‪LM2‬اذل وضعو األول ويتحقق التوازن الداخلي‬
‫عند النقطة‪.A‬‬

‫ولكن يف ظل عجز ميزان ادلدفوعات‪ ،‬وكما رأينا سابقا القضاء على ىذا العجز يقودنا اذل النقطة‬
‫‪B‬من جديد‪ ،‬وىنا توازن كلي لكن يف مستوى أقل من مستوى التشغيل الكامل (‪ ،)1‬ومنو نستنتج شلا سبق‬
‫أن السياسة النقدية سواء كانت توسعية أو انكماشية يف ظل أسعار الصرف الثابتة‪ ،‬وبافًتاض ثبات‬
‫ادلستوى العام لألسعار‪ ،‬تكون غَت فعالة لتحقيق التوازن الداخلي واخلارجيعند مستوى التشغيل الكامل‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬فعالية السياسة النقدية في ظل أسعار الصرف المرنة‪.‬‬

‫‪a‬يف مستوى اقل من‬ ‫يتضح من الشكل( ‪ )13‬ان أول وضع للتوازن ىو النقطة‬
‫‪LM‬إذل اليمُت‪ ،‬وينتقل وضع‬ ‫التشغيال لكامل‪،‬فاألثر األوذل لسياسة التوسع النقدي ىو انتقال منحٌت‬
‫التوازن من ‪a‬اذل ‪ ،b‬ولكن عند النقطة ‪b‬فإن السعر الفائدة يكون قد اطلفض شلا يؤدي اذل تدىور قيمة‬
‫العملة‪ .‬ويؤدي تدىور العملة اذل انتقال كل من منحٌت ‪ IS‬و‪BP‬اذل اليمُت‪ ،‬وينتهي باالقتصاد الوطٍت اذل‬
‫تصحيح وضع التوازن عند النقطة ‪ .c‬حيث ىناك زيادة يف الناتج الوطٍت واطلفاض يف سعر الفائدة‪،‬‬
‫(‪ ،)2‬ومنو نستنتج ان السياسة‬ ‫ويتحقق كل من التوازن الداخلي واخلارجي عند مستوى التشغيل الكامل‬
‫النقدية سوءا كانت توسعية أو انكماشية يف ظل سعر الصرف ادلرن وبافًتاض ثبات ادلستوى العام‬
‫لألسعار‪ ،‬تكون فعالة لتحقيق التوازن الداخلي و اخلارجي عند مستوى التشغيل الكامل‪.‬‬

‫‪ -1‬رسول ‪ٛ‬تيد ‪،‬تفعيل السياستُت النقدية وادلالية دلعاجلة االختالالت االقتصادية يف اجلزائر ‪،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص ‪.158‬‬
‫‪ -‬سامي خليل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.1470‬‬
‫‪2‬‬

‫~ ‪~ 55‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل (‪ :)14‬السياسة النقدية يف ظل سعر الصرف ادلرن‪.‬‬

‫‪i‬‬ ‫‪LM0‬‬
‫‪BP0‬‬

‫‪A‬‬ ‫‪LM1‬‬
‫‪I0‬‬
‫‪BP‬‬

‫‪i1‬‬ ‫‪C‬‬

‫‪b‬‬ ‫‪IS1‬‬

‫‪IS0‬‬

‫‪Y‬‬
‫‪Y‬‬ ‫‪Yf‬‬

‫المصدر‪ :‬سامي خليل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.1470‬‬

‫~ ‪~ 56‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬

‫مت يف ىذا الفصل التطرق إذل السياسة النقدية من الناحية النظرية كوهنا ٘تثل جانبا مهماً من‬
‫السياسة االقتصادية‪ ،‬وىي ٘تثل رلموعة اإلجراءات واألدوات اليت تعتمدىا الدولة من خالل السلطات‬
‫النقدية هبدف ٖتقيق أىداف السياسة االقتصادية‪ ،‬فقط تطور مفهوم السياسة النقدية وأعليتها يف النشاط‬
‫االقتصادي عرب سلتلف ادلدارس الفكرية‪ ،‬فالفكر الكالسيكي أعطى أعلية كبَتة لتفسَت معدل التضخم ودل‬
‫يعًتف بأي سياسة أخرى‪ ،‬مث جاء الفكر الكينزي وأعطى األولوية للسياسة ادلالية واعترب السياسة النقدية‬
‫ثانوية يف بناء القرارات االقتصادية‪ ،‬إذل أن جاء الفكر احلديث ليعيد األساس للسياسة النقدية‪.‬‬

‫وتسعى السياسة النقدية يف أي اقتصاد كان إذل ٖتقيق رلموعة من األىداف مستخدمة يف ذلك‬
‫أدواهتا ادلختلفة واليت تنقسم إذل أدوات مباشرة وأخرى غَت مباشرة‪ ،‬كما ان فعالية ىذه السياسة ٗتتلف من‬
‫اقتصاد مغلق إذل اقتصاد مفتوح ومن االقتصاديات ادلتقدمة إذل االقتصاديات النامية‪ ،‬حيث يتوقف صلاحها‬
‫يف أي اقتصاد على ‪ٚ‬تلة من الشروط غلب ٖتقيقها‪.‬‬

‫~ ‪~ 57‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تعاين معظم االقتصاديات يف العادل سواءاًكانت متقدمة أو نامية من االختالالت االقتصادية‬


‫الداخلية واخلارجية‪ ،‬فاالختالل الداخلي يتمثل يف البطالة والتضخم والنمو ادلتذبذب‪ ،‬حبيث تسعى العديد‬
‫من الدول للتخلص من ىذا االختالل من خالل سلتلف سياساهتا االقتصادية وذلك من أجل ربقيق‬
‫أىم مؤشرات التوازن‬ ‫التوازن الداخلي القتصادياهتا‪ ،‬لذا سوف نتطرق يف ىذا الفصل إذل التعرف على‬
‫الداخلي واليت تتمثل يف كل من التضخم الذي يعد من أصعب ادلشاكل اليت تواجو االقتصاديات يف‬
‫العادل‪،‬باإلضافة إذل البطالة اليت أصبحت تعاين منها سلتلف الدول سواءً كانت متقدمة أو نامية ‪ ،‬كما صلد‬
‫كذلك النمو االقتصادي الذي تسعى العديد من الدول إذل ربقيق معدالت عالية منو‪ ،‬وبناءاً على ما سبق‬
‫سوف نقسم ىذا الفصل إذل ثالث مباحث كالتارل‪:‬‬

‫ماىيةالتضخـ ـم‪.‬‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫لبط ـ ـالة‪.‬‬
‫مدخل ل ـ‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫والنظريات المفسرة لو‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬النمو االقتصادي‬

‫~ ‪~ 59‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬ماىيةالتضخ ـ ـم‪.‬‬

‫يعد التضخم أحد أىم ادلشكالت اليت تواجو دول العادل بصفة عامة والنامية بصفة خاصة حيث‬
‫يأيت يف مقدمة االختالالت ادلالية والنقدية اليت تعاين منها ىذه الدول‪ ،‬ومنو سوف نتطرق يف ىذا ادلبحث‬
‫إذل مفهوم التضخم‪ ،‬أنواعو وأثاره‪ ،‬قياسو والنظريات ادلفسرة لو‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التضخم وأسبابو‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم التضخم‪.‬‬

‫ما يلي‪:‬‬ ‫ىناك عدة تعاريف لظاىرة التضخم نذكر منها‬

‫‪ -‬يعرف التضخم بأنو " ارتفاع واضح ومستمر يف ادلستوى العام لألسعار وغلب أن يكون‬
‫االرتفاع يف األسعار دائم وعام‪ ،‬وىي زيادة تغذي نفسها بنفسها وتتفاقم باستمرار وترتبط‬
‫ىذه الزيادة عادة باطلفاض مستمر يف قيمة النقود " (‪.)1‬‬
‫ـوحدة النقد‬ ‫‪ -‬كما عرف بأنو " عبارة عن االطلفاض ادلستمر وادلتواصل يف القيمة احلقيقية ل‬
‫"(‪.)2‬‬
‫‪ -‬ويعرف أيضاً بأنو " حركة صعودية لألسعار تتصف باالستمرار الذايت تنتج عن فائض الطلب‬
‫الزائد عن قدرة العرض "(‪.)3‬‬
‫‪ -‬التضخم ىو " النسبة ادلئوية الرتفاع السنوي يف ادلستوى العام لألسعار " (‪.)4‬‬

‫ومن خالل التعاريف السابقة نعطي تعريف شامل للتضخم وىو " االرتفاع ادلستمر وادلتواصل‬
‫للمستوى العام لألسعار لفًتة زمنية معينة عادة ما تكون سنة "‪.‬‬

‫‪ -1‬طارق فاروق احلصري‪ ،‬التحليل االقتصادي الكلي‪ ،‬ادلكتبة العصرية للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص‪.145‬‬
‫‪ -2‬أنسى البكري‪ ،‬وليد صايف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.197‬‬
‫‪ -3‬حسُت بن سادل‪ ،‬جابر الزبيدي‪ ،‬التضخم والكساد‪ ،‬مؤسسة الفراق للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2011 ،‬ص‪.32‬‬
‫‪ -4‬علي يوسفات‪ ،‬عتبة التضخم والنمو االقتصادي في الجزائر (دراسة قياسية للفترة من ‪ ،)2009-1970‬رللة الباحث‪ ،‬العدد ‪،11‬‬
‫جامعة أدرار‪ ،‬اجلزائر‪ ،201 ،‬ص‪.68‬‬

‫~ ‪~ 60‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬أسباب التضخم‪.‬‬

‫ؽليز االقتصاديون بُت تضخم مصدره الطلب ويسمى تضخم سحب الطلب‪ ،‬وتضخم مصدره‬
‫العرض ويسمى تضخم دفع التكاليف وتوضح ذلك كمايلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تضخم الطلب‪:‬‬

‫أحد أىم األسباب اليت تفسر حدوث ظاىرة التضخم ىي اذلزات اليت ربدث يف الطلب الكلي‬
‫فعناصر الطلب الكلي األربعة‪ :‬االستهالك اخلاص واالستثمار واإلنفاق احلكومي وصايف الصادرات (صايف‬
‫اإلنفاق اخلارجي) ؽلكن أن تتغَت وبالتارل تنقل منحٌت الطلب الكلي مؤثرة على الدخل واألسعار يف األجل‬
‫القصَت‪ ،‬الشكل(‪ )15‬يبُت تأثَت الزيادة يف اإلنفاق الكلي إذل مستوى يتجاوز الطاقة اإلنتاجية الالزمة‬
‫لتحقيق الدخل األمثل *‪.Y‬‬

‫الشكل (‪ :)15‬الزيادة يف الطلب وسحب األسعار لألعلى‪.‬‬

‫مستوى األسعار‬ ‫‪LAS‬‬

‫‪SAS‬‬

‫‪P2‬‬
‫‪AD2‬‬
‫‪P1‬‬

‫‪AD1‬‬

‫*‪Y‬‬ ‫‪Y2‬‬ ‫الدخل القومي‬


‫احلقيقي‬

‫المصدر‪ :‬طالب زلمد عوض‪ ،‬مدخل لالقتصاد الكلي‪ ،‬معهد الدراسات ادلصريف‪ ،‬األردن‪،2004 ،‬‬
‫ص‪.165‬‬
‫~ ‪~ 61‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ AD1‬إذل ‪ AD2‬يؤدي إذل رفع مستوى األسعار بشكل حاد من‬ ‫ارتفاع الطلب الكلي من‬
‫‪ P1‬إذل ‪ ،P2‬وحيث أن االقتصاد يعمل عند مستوى التشغيل الكامل دلوارده فإن استجابة اإلنتاج زلدودة‬
‫(من *‪ Y‬إذل ‪)Y2‬ومعظم التوسع يف الطلب يتحول إذل زيادة يف األسعار‪ ،‬والسبب واضح فالتوسع يف‬
‫الطلب أو اإلنفاق فوق مستوى اإلنتاج العادي *‪ Y‬يعٍت أن ىناك كمية من النقود تطارد كميات قليلة‬
‫نسبيا من السلع‪ ،‬شلا يشكل ضغوطا تضخمية على األسعار ومن األسباب الشائعة اليت ربدث ىذا النوع‬
‫من التضخم قيام احلكومات بالتوسع النقدي (سياسة نقدية توسعية) سواءاً من خالل طباعة كميات كبَتة‬
‫من النقود الورقية وطرحها يف السوق هبدف سبويل العجز يف موازنة الدولة أو مواجهة ظروف استثنائية‬
‫كاحلروب واألزمات السياسية واالقتصادية‪.‬‬

‫‪ -2‬تضخم العرض‪:‬‬

‫الرتفاع‬ ‫اإلنتاج احملدد الرئيسي دلنحٌت العرض وبالتارل فإن زيادة التكاليف (نتيجة‬ ‫تعترب تكاليف‬
‫األجور أو أسعار ادلواد األولية األساسية) سيؤدي إذل انتقال منحٌت العرض الكلي وبالتارل التأثَت على‬
‫مستوى األسعار والدخل القومي‪ ،‬الشكل ( ‪ )16‬يبُت التوازن الكلي بداية عند ‪Y1‬و ‪ P1‬دون دخل‬
‫التشغيل الكامل *‪ ،Y‬زيادة التكاليف نقل العرض من ‪ SAS1‬إذل ‪ SAS2‬شلا يؤدي إذل ارتفاع األسعار‬
‫من ‪ P1‬إذل ‪ P2‬ويف نفس الوقت تراجع الدخل من ‪ Y1‬إذل ‪.Y2‬‬

‫ويتميز تضخم العرض عن تضخم الطلب بأنو يصيب االقتصاديات قبل وصوذلا لالستغالل‬
‫الكامل لطاقتها اإلنتاجية وعلى خالف تضخم الطلب فإن تضخم التكاليف (العرض) يرافقو تواجع يف‬
‫اإلنتاج والعمالة وتفشي يف البطالة(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬طالب زلمد عوض‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.165‬‬

‫~ ‪~ 62‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشكل (‪ :)16‬تضخم دفع التكاليف‪.‬‬

‫‪LAS‬‬
‫مستوى األسعار‬ ‫‪SAS2‬‬

‫‪SAS1‬‬

‫‪P2‬‬

‫‪P1‬‬

‫‪Y2‬‬ ‫‪Y1‬‬ ‫*‪Y‬‬ ‫الدخل القومي‬


‫احلقيقي‬

‫المصدر‪ :‬طا لب زلمد عوض‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.166‬‬

‫يعتقد الكثَت من االقتصاديون أن أجور العمال اليت تشكل جزءاً رئيسيا من التكاليف ىي ادلسؤولة‬
‫بشكل كبَت عن حاالت تضخم العرض‪ ،‬ويستشهدون حباالت الدول اليت يتواجد فيها اربادات عمالية‬
‫قوية تعمل وتضغط باستمرار على رفع أجور العمال‪ ،‬كذلك فإن اذلزات اليت تتعرض ذلا أسعار بعض ادلواد‬
‫وادلدخالت اذلامة للصناعة تسبب ارتفاع تكاليف التصنيع وبالتارل تضخم العرض‪ ،‬وادلثال على ذلك‬
‫‪ ،1973‬حيث البًتول مصدر الطاقة‬ ‫التضخم الذي أعقب ىزة أسعار البًتول اليت حدثت يف عام‬
‫الرئيسي لكل الصناعات فإن ارتفاع أسعاره تنعكس يف ارتفاع تكاليف اإلنتاج دلعظم السلع ادلصنعة‪ ،‬شلا‬
‫ينتج عنو حاالت من التضخم ادلصحوبة بًتاجع اقتصادي‪.‬‬

‫~ ‪~ 63‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع التضخم وأثاره‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أنواع التضخم‪.‬‬

‫توجد تقسيمات عديدة للتضخم وفقاً لعدد من ادلعايَت لعل أعلها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬معيار سبب التضخم‪.‬‬


‫(‪)1‬‬
‫ـ ـم إذل نوعُت‪:‬‬ ‫ينقسم التضخ‬

‫‪ -1-1‬تضخم بسبب الطلب‪:‬‬

‫ػلدث ىذا النوع من التضخم سبب الزيادة ادلستمرة يف الطلب الكلي على السلع واخلدمات‬
‫دبعدالت تفوق معدالت الزيادة يف العرض الكلي منها‪ ،‬شلا ينعكس يف صورة ارتفاعات مستمرة يف ادلستوى‬
‫العام األسعار‪.‬‬

‫‪ -2-1‬تضخم بسبب العرض‪:‬‬

‫ػلدث ىذا النوع من التضخم بسبب نقص العرض الكلي من السلع واخلدمات الناتج عن زيادة‬
‫تكاليف اإلنتاج الذي يرجع بدوره إذل ارتفاع أسعار مستلزمات اإلنتاج أو زيادة األجور‪.‬‬

‫‪ -2‬معيار مدى حدة الضغط التضخمي‪.‬‬

‫ؽلكن تقسيم التضخم من حيث حدتو ودرجة قوتو إذل‪:‬‬

‫‪ -1-2‬التضخم الجامع‪:‬‬

‫النقود(‪ ،)2‬فتفقد قوهتا الشرائية‬ ‫ىو تضخم ترتفع بسببو األسعار دبعدل كبَت جداً‪ ،‬وزبفض قيمة‬
‫قيمتها كوسيط للتبادل وسلزن للقيم‪ ،‬شلا يدفع األفراد إذل التخلص منها‪ ،‬واستثمارىا يف قطاعات غَت‬
‫إنتاجية مبددة للثروة‪ ،‬شلا يًتتب عليو اطلفاض يف ادلدخرات الوطنية‪ ،‬واضمحالذلا‪ ،‬شلا يدفع السلطات إذل‬

‫‪ -1‬السيد أمحد السَتيت‪ ،‬علي عبد الوىاب صلا‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬مصر‪ ،2013 ،‬ص ص‪.319-318‬‬
‫‪ -2‬خالد أمحد سيمان شبكة‪ ،‬التضخم وأثره على الدين‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص‪.18‬‬

‫~ ‪~ 64‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التخلص من ىذه النقود بإبداذلا بعملة جديدة‪ ،‬كما حصل يف كثَت من البلدان اليت عانت من تفشي ىذه‬
‫األنواع من االذباىات التضخمية خاصة عقب فًتات احلروب(‪.)1‬‬

‫‪ -2-2‬التضخم الغير الجامع (المتوسط)‪:‬‬

‫األسعار‪ ،‬لكن دبستوى أقل من ارتفاعها بالنسبة للتضخم اجلامع‪،‬‬ ‫وىو تضخم ترتفع فيو معدالت‬
‫حبيث تكون أثاره أقل خطورة على االقتصاد الوطٍت وحبيث يسهل على السلطات احلكومية عالجو‪،‬‬
‫ومكافحتو‪ ،‬واحلد من آثاره‪ ،‬حبيث ال يصل األمر إذل فقدان الثقة سباماً بالنقد التداول(‪.)2‬‬

‫‪ -3‬من حيث تدخل الدولة بو‪:‬‬

‫ينقسم التضخم من حيث تدخل الدولة بو إذل‪:‬‬

‫‪ -1-3‬التضخم المكبوت (المقيد)‪:‬‬

‫لألسعار منخفضاً بوسيلة أو بأخرى‪ ،‬لكن ىذا الثبات‬ ‫وىو عبارة عن حالة يظل فيو ادلستوى العام‬
‫يكون على حساب تراكم قوي ؽلكن أن يسبب ارتفاع (انفجاري) يف األسعار يف مرحلة الحقة‪.‬‬

‫ويسود ىذا النوع من التضخم يف البلدان ذات االقتصاد ادلخطط واليت هتيمن الدولة فيها على‬
‫االقتصاد‪.‬‬

‫كما ػلدث التضخم ادلكبوت يف حالة زيادة الطلب الفعال عن العرض ادلتاح من السلع‬
‫واخلدمات وخباصة عندما تصدر الدولة نقوداً وتضعها يف التداول دون غطاء من اإلنتاج أو الذىب أو من‬
‫العمالت األجنبية(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬عنا ةي عازي حسُت‪ ،‬التضخم المالي‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ -2‬السيد امحد السَتيت‪ ،‬علي عبد الوىاب صلا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.319‬‬
‫‪ -3‬وضاح صليب رجب‪ ،‬التضخم والكساد‪-‬األسباب والحلول‪ ،-‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2001 ،‬ص ص‪.35-34‬‬

‫~ ‪~ 65‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2-3‬التضخم الطليق‪:‬‬

‫ينجم ىذا النوع من التضخم عن ارتفاع واضح يف األسعار دون تدخل من قبل السلطات‬
‫احلكومية للحد من ىذه االرتفاعات أو التأثَت فيها‪ ،‬حيث تتجلى مواقف ىذه السلطات بالسلبية‪ ،‬شلا‬
‫يؤدي إذل تفشي ىذه الظاىرة التضخمية‪ ،‬والتسارع يف تراكمها فًتتفع ادلستويات العامة بنسبة أكرب من‬
‫زيادة التداول النقدي للكميات النقدية ادلعروضة(‪.)1‬‬

‫‪ -4‬التضخم من حيث القطاعات االقتصادية‪:‬‬


‫(‪)2‬‬
‫ـ ـم إل ــى‪:‬‬ ‫وينقسـ‬

‫‪ -1-4‬التضخم السلعي‪:‬‬

‫إنتاج السلع‬ ‫وىذا النوع من التضخم يصيب قطاع صناعات االستهالك‪ ،‬وىو يعترب عن زيادة نفقة‬
‫االستثمارية على االدخار‪.‬‬

‫‪ -2-4‬التضخم الربحي‪:‬‬

‫وىذا أيضا يصيب قطاع صناعات السلع االستثمارية‪ ،‬ولكن يعرب عن زيادة االستثمار على‬
‫االدخار بصفة عامة‪.‬‬

‫‪ -3-4‬التضخم الرأسمالي‪:‬‬

‫وىو التضخم الذي ػلصل يف قطاع صناعات االستثمار‪ ،‬ويعرب عن زيادة قيمة سلع االستثمار‬
‫على نفقة إنتاجها‪ ،‬وبالتارل ربدث أرباح كبَتة يف كال قطاعي االستهالك واالستثمار‪.‬‬

‫‪ -4-4‬التضخم الداخلي‪:‬‬

‫اإلنتاج‪ ،‬ومنها أجور العمال‪ ،‬حيث يقوم كينز بتقسيم‬ ‫وىذا ػلصل نتيجة ارتفاع وتزايد نفقات‬
‫األسواق إذل قسمُت أسواق سلع االستهالك‪ ،‬وأسواق سلع االستثمار فعندما تتعادل نفقة سلع االستثمار‬

‫‪ -1‬بلعزوز بن علي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.147‬‬


‫‪ -2‬وضاح صليب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.39-38‬‬

‫~ ‪~ 66‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مع االدخار‪ ،‬تسود حالة التوازن يف السوق‪ ،‬وىذا ما وصف حبالة االستقرار‪ ،‬ويف ىذه احلالة قد ينشأ‬
‫إنتاج السلع االستثمارية مع قيمة ىذه السلع ػلدث التضخم‬ ‫التضخم الرحبي‪ ،‬وعندما تتعادل نفقة‬
‫الداخلي‪.‬‬

‫‪ -5-4‬التضخم األجري‪:‬‬

‫أكرب‬ ‫وىو التضخم الذي ينشأ بسبب التوسع بزيادة األجور‪ ،‬شلا يزيد الطلب على السلع بشكل‬
‫من العرض الكلي‪.‬‬

‫‪ -6-4‬التضخم االنفاقي‪:‬‬

‫اإلنفاق العام والفردي‪ ،‬شلا يؤدي إذل تضخم إنفاقي‬ ‫وىو التضخم الذي ينشأ بسبب الزيادة يف‬
‫كبَت بسبب عجز يف ادليزانية العامة(‪.)1‬‬

‫‪ -5‬التضخم المرتبط بالعالقات االقتصادية الدولية‪.‬‬

‫ؽلكن أن ينقسم ىذا النوع إذل قسمُت علا‪:‬‬

‫‪ -1-5‬التضخم المصدر‪:‬‬

‫إمكانية توفَت حصة تصديرية كبَتة خلارج الدولة بشكل أكرب من الصادرات ادلالية من الدولة‬ ‫ىو‬
‫األخرى‪ ،‬وىذا يقود إذل زيادة الطا لبعلى عملة زللية‪.‬‬

‫مثال ذلك زيادة الصادرات األمريكية يعٍت زيادة الطلب على الدوالر واعتباره قاعدة للدفع أو‬
‫أساس يف ادلبادالت االقتصادية وبالتارل فإن حاالت التضخم اليت تواجو االقتصاد األمريكي ستنعكس‬
‫مباشرة يف اقتصاديات البلدان اليت تتعامل معها ذبارياً(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬وضاح صليب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.39‬‬


‫‪ -2‬أنس البكري‪ ،‬وليد صايف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.203‬‬

‫~ ‪~ 67‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2-5‬التضخم والمستورد‪:‬‬

‫ويعرف ىذا النوع على انو الزيادة ادلتسارعة وادلستمرة يف أسعار السلع واخلدمات النهائية ادلستوردة‬
‫األسعار‬ ‫من اخلارج‪ ،‬وىذا يعٍت أن الدول تستورد رلموعة من السلع واخلدمات اليت تأتيها بدورىا مرتفعة‬
‫وتضطر إذل بيعها يف األسواق احمللية بتلك األسعار‪ ،‬فالدول الصغَتة ادلنفتحة على العادل اخلارجي ليس ذلا‬
‫أي دور ملموس يف ربديد أسعار السلع اليت تستوردىا‪ ،‬فهي مستهلك صغَت ال يستطيع أن يؤثر يف حجم‬
‫السوق العادلي وأسعاره‪ ،‬ومن ىنا تستورد ىذه الدول التضخم كما ىومن العادل اخلارجي(‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار التضخ ـ ـم‪.‬‬

‫يًتتب على التضخم العديد من اآلثار االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫تتمثل ىذه اآلثـ ــار فيما يل ــي‪:‬‬

‫‪ -1‬األثر على توزيع الدخل الوطني‪:‬‬

‫النقديالدخالالسعارالعامادلستوى‬
‫الدخل احلقيقي =‬

‫(‪)2‬‬
‫ونفرق ىنا بُت أربع فئات من اجملتمع وفقا دلدى تأثرىم بالتضخم وىي كاآليت‪:‬‬

‫‪ ‬فئة أصحاب الدخول النقدية الثابتة‪:‬‬

‫تكون دخوذلا النقدية ثابتة‪ ،‬وبالتارل تنخفض دخوذلم احلقيقية بنفس معدل التضخم‪ ،‬مثل‬
‫أصحاب اإلغلارات الثابتة احملددة بالقانون‪ ،‬وىي أكثر فئات اجملتمع تضرراً من التضخم‪.‬‬

‫‪ ‬فئة أصحاب الدخول النقدية شبو الثابتة‪:‬‬

‫‪ -1‬سامر بطرس جلدة‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬دار البداية‪ ،2009 ،‬ص ص ‪.169-168‬‬
‫‪ -2‬السيد امحد السَتيت‪ ،‬على الوىاب صلا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.234‬‬

‫~ ‪~ 68‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫األسعار‪ ،‬وبالتارل تنخفض دخوذلم‬ ‫تزداد دخوذلا الندية بنسبة أقل من نسبة االرتفاع يف مستوى‬
‫احلقيقية بالفرق بُت معدل التضخم ومعدل الزيادة يف دخوذلم النقدية‪ ،‬وتتضرر ىذه الفئة يكون أقل مقارنة‬
‫بالفئة األوذل‪ ،‬مثل أرباب ادلعاشات وموظفي احلكومة‪.‬‬

‫‪ ‬فئة أصحاب الدخول الحقيقية الثابتة‪:‬‬

‫األسعار‪ ،‬ولذا تظل دخوذلم احلقيقية ثابتة‬ ‫تزداد دخوذلم النقدية بنفس نسبة الزيادة يف مستوى‬
‫ولذا ال تتضرر وال تستفيد من التضخم مثل‪ :‬طبقة العمال يف الدول ادلتقدمة يف ظل وجود نقابات عمال‬
‫قوية‪.‬‬

‫‪ ‬فئة أصحاب الدخول النقدية المتغيرة‪:‬‬

‫األسعار‪ ،‬ولذا تزداد دخوذلم احلقيقية‪،‬‬ ‫تزداد دخوذلم النقدية بنسبة تفوق نسبة االرتفاع يف مستوى‬
‫وبالتارل تستفيد من التضخم مثل‪ :‬التجار وأرباب األعمال واحلرفيُت وادلهنيُت‪.‬‬

‫" يترتب على التضخم إعادة توزيع الدخل الوطني في صالح أصحاب الدخول النقدية‬
‫المتغيرة وفي غير صالح أصحاب الدخول النقدية الثابتة وشبو الثابتة "‬

‫‪ -2‬األثر على توزيع الثروة‪:‬‬

‫إن التغَت يف ملكية الثروة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتغَتات يف الدخول احلقيقية‪ ،‬فمالك الثروات إذا ما‬
‫اطلفضت دخوذلم احلقيقية خالل عملية التضخم سيلجؤون إذل التصرف يف ثروهتم بالبيع وذلك بغية‬
‫احملافظة على مستوى معُت من االستهالك اعتادوا عليو‪.‬‬

‫فأصحاب األراضي والعقارات ما يشجعهم على البيع ىو ارتفاع القيمة النقدية ذلذه األصول‬
‫(‪)1‬‬
‫دبعدالت تفوق معدالت االرتفاع العام يف األسعار‪ ،‬وىذا ما يعرف بإعادة توزيع الثروات على اجملتمع‪.‬‬

‫‪ -1‬بلعزوز بن علي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.155-154‬‬

‫~ ‪~ 69‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -3‬األثر على اإلنتاج‪:‬‬

‫األسعاروزيادة‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬حيث أن التضخم يؤدي إذل ارتفاع‬ ‫ينتج عن التضخم آثار سلبية على‬
‫معدالتاألرباح للمنتجُت ولكن يالحظ وجود تراجع يف اإلرباح الصناعية مع تزايد أرباح التجارة‪ ،‬شلا يدفع‬
‫ادلنتجُت إذل التوجو ضلو التجارة أكثر من الصناعة‪ ،‬فيعمدون إذل زبصيص قسم كبَت من فوائضهم ادلالية‬
‫للمضاربة بدال من استخدام ادلنتج لالدخار(‪.)1‬‬

‫‪ -4‬األثر على ميزان المدفوعات‪:‬‬

‫يؤدي التضخم إذل خلق عجز بو وذلك لزيادة الطلب على االستَتاد واطلفاض يف حجم‬
‫الصادرات فالزيادة التضخمية يف اإلنفاق احلكومي‪ ،‬وبالتارل الدخول النقدية يًتتب عليها زيادة يف الطلب‬
‫(‪)2‬‬
‫ليس فقط على السلع ادلنتجة زلليا بل على ادلستوردة أيضاً‪.‬‬

‫‪ -5‬األثر على االستثمار‪:‬‬

‫يؤثر التضخم سلبياً على االستثمار الوطٍت من خالل أثره السليب على كل من‪:‬‬

‫‪ -‬االدخار االختياري‪.‬‬
‫‪ -‬ىيكل االستثمار‪.‬‬

‫اإلنفاق من الدخل‬ ‫ففي أوقات التضخم ومع اطلفاض القوة الشرائية للدخول النقدية تزيد نسبة‬
‫على االستهالك أي يرتفع ادليل ادلتوسط لالستهالك‪ ،‬ومن مث ينخفض ادليل ادلتوسط لالدخار‪ ،‬حيث‬
‫تنخفض النسبة ادلدخرة من الدخل اجلاري لعدد كبَت من أفراد اجملتمع‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى فإن الكثَت من األفراد يضطرون إذل سحب جانب كبَت من مدخراهتم دلواجهة‬
‫نفقات ادلعيشة‪ ،‬باإلضافة إذل أن اطلفاض القيمة احلقيقية للمدخرات خالل فًتات التضخم ال تؤدي إذل‬
‫وجود أي حوافز على االدخار‪.‬‬

‫‪ -1‬وضاح صليب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.90 ،‬‬


‫‪ -2‬أنس البكري وليدصايف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.206‬‬

‫~ ‪~ 70‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ويعٍت ما سبق أنو يًتتب يف أغلب األحوال اطلفاض حجم ادلدخرات االختيارية ألفراد اجملتمع‬
‫خالل فًتات التضخم‪ ،‬شلا يؤثر سلبا على حجم االستثمار يف اجملتمع‪.‬‬

‫ويؤثر التضخم سلبيا على االستثمار من خالل تأثَته على ىيكل االستثمار فخالل فًتات‬
‫التضخم ترتفع أسعار السلع الرأمسالية من آالت ومعدات ومباين‪...‬اخل‪ ،‬شلا يؤدي إذل ارتفاع التكاليف‬
‫االستثمارية إلقامة ادلشروعات اإلنتاجية‪ ،‬ويف نفس الوقت ربتاج ىذه ادلشروعات إذل فًتة طويلة حىت‬
‫تستطيع أن تسًتد قيمة تكاليفها الرأمسالية حيث تتميز ىذه ادلشروعات باطلفاض معدل دوران رأس ادلال‪،‬‬
‫شلا غلعل االستثمار يف ادلشروعات اإلنتاجية مرتفع ادلخاطر(‪.)1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬قياس التضخم والنظريات المفسرة لو‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قياس التضخم‪.‬‬

‫يتم قياس التضخم باستخدام عدة مؤشرات أعلها‪:‬‬

‫‪ -1‬الرقم القياسي ألسعار المستهلك‪:‬‬

‫‪ C.P.I‬إذل التغَت يف ادلستوى العام ألسعار‬ ‫ينصرف مفهوم الرقم القياسي ألسعار وادلستهلك‬
‫السلع واخلدمات اليت يقوم بشرائها القطاع العائلي يف ادلدن‪ .‬ويتضمن ىذا الرقم القياسي أسعار السلع‬
‫واخلدمات مثل‪ :‬ادلواد الغذائية‪ ،‬وادلساكن‪ ،‬وادلالبس‪ ،‬واألحذية والسلع األخرى اليت تستهلكها األسرة‪.‬‬

‫‪ -1‬إؽلان عطية ناصف‪ ،‬النظرية االقتصادية الكلية‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص ص ‪.290-289‬‬

‫~ ‪~ 71‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫(‪)1‬‬
‫وػلسب معدل التضخم من خالل القانون التارل‪:‬‬

‫الرقم القياسي ألسعار ادلستهلك يف الرقم القياسي ألسعار ادلستهلك‬


‫يف السنة القادمة‬ ‫سنة ادلقارنة–‬
‫معدل التضخم =‬
‫الرقم القياسي ألسعار ادلستهلك يف السنة القادمة‬

‫‪ -2‬الرقم القياسي الضمني‪:‬‬

‫ويتم احلصول عليو من خالل قسمة الناتج الداخلي اخلام باألسعار اجلارية يف السنة على الناتج‬
‫الداخلياإلمجارل باألسعار الثابتة لنفس السنة مضروباً يف مائة‪.‬‬

‫حيث يتضمن ىذا ادلؤشر أسعار مجيع السلع واخلدمات ادلتاحة يف االقتصاد‪ ،‬سواءاًكانت‬
‫استهالكية أو وسيطية أو إنتاجية‪ ،‬كما يضم مجيع أنواع األسعار مجلة وذبزئة على السواء‪ ،‬ويعرب عنو أحياناً‬
‫بادلكمش‪.)2(Déflateur‬‬

‫‪ -3‬معيار االستقرار النقدي‪:‬‬

‫وينطلق ىذا ادلعيار من النظرية الكمية للنقود اليت ترى أن الزيادة يف كمية النقود اليت ال تقابلها‬
‫زيادة يف الناتج احمللي اإلمجارل احلقيقي‪ ،‬تكون مناخاً مساعداً على ظهور التضخم نتيجة االختالل بُت‬
‫االتفاق النقدي والتدفق النقدي احلقيقي للسلع واخلدمات يعرب عن معامل االستقرار النقدي بادلعادلة‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬حسام علي داود‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪ ،‬دار ادليسرة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬األردن‪ ،2013 ،‬ص ص ‪.167-166‬‬
‫‪ -2‬قدي عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.46‬‬

‫~ ‪~ 72‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حي ــث أن‪:‬‬

‫‪ : B‬معامل االستقرار النقدي‪.‬‬

‫𝑀∆‬
‫= نسبة التغَت يف الكتلة النقدية معرباً عنها يف العادة بـ ‪.M2‬‬
‫‪M‬‬

‫𝑌∆‬
‫= نسبة التغيَت يف الناتج احمللي اإلمجارل‪.‬‬
‫‪Y‬‬

‫‪ B = 0‬فإن ذلك يعٍت أن ىناك تساوي يف نسبة تغَت الكتلة النقدية وتغَت الناتج احمللي‬ ‫فعندما‬
‫‪ ،B  0‬فهذا يعٍت أن ىناك ضغطاً تضخمياً يدفع‬ ‫اإلمجارل وىذا يعٍت أن األسعار مستقرة‪ ،‬وإذا كان‬
‫‪ B> 0‬فهذا يعٍت أن ىناك ضغطا تضخميا يدفع األسعار ضلو‬ ‫األسعار ضلو االرتفاع‪،‬أماإذا كانت‬
‫االرتفاع(‪.)1‬‬

‫‪ -4‬معيار اإلفراط النقدي‪:‬‬

‫وادلعرب عن الفائض يف الكتلة النقدية عن ادلستوى ادلالئم‪ ،‬فإذا استطعنا معرفة متوسط نصيب‬
‫الوحدة من الناتج احمللي اخلام احلقيقي من كمية النقود‪ ،‬فإن ذلك ؽلكننا عند مستوى معُت أو مرغوب من‬
‫األسعار بتحديد حجم اإلفراط النقدي ادلولد للتضخم (‪.)2‬‬

‫𝑀‬
‫= ‪‬‬
‫𝑌‬

‫حيـ ــث‪:‬‬

‫‪ : ‬متوسط نصيب الوحدة من الناتج احمللي اخلام احلقيقي من كتلة النقود‪.‬‬

‫‪ -1‬سعيد سامي احلالق‪ ،‬زلمد زلمود العجورل‪ ،‬النقود والبنك والمصاريف المركزية‪ ،‬دار الباروزي العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص‪.192‬‬
‫‪ -2‬ادلرجع نفسو‪ ،‬ص‪.193‬‬

‫~ ‪~ 73‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ :M‬كمية النقود معرباً عنها يف العادة بـ ‪.M2‬‬

‫‪ :Y‬الناتج احمللي اخلام باألسعار الثابتة‪.‬‬

‫‪‬استقرار‬ ‫ويتم حساب حجم اإلفراط النقدي الزائد عن ادلستوى ادلالئم الضروري للمحافظة على‬
‫(‪)1‬‬
‫األسعار على النحو التارل‪:‬‬

‫𝑡𝑀 ‪M′ = Y𝑡 −‬‬

‫حي ـ ــث‪:‬‬

‫’‪ :M‬حجم اإلفراط النقدي‪.‬‬

‫‪ :‬متوسط نصيب الوحدة من الناتج احمللي اخلام احلقيقي من كتلة النقود ادلتداولة السائدة يف‬
‫سنة األساس عند مستوى معُت من األسعار‪.‬‬

‫‪ :Yt‬حجم الناتج احمللي اخلام احلقيقي باألسعار الثابتة يف السنة‪.‬‬

‫‪ :M‬كمية النقود ادلتداولة بالفعل يف السنة‪.‬‬

‫‪ -5‬معيار فائض الطلب‪:‬‬

‫وينطلق ىذا ادلعيار من األطروحات الكينزية خبصوص الطلب الفعلي وربديد ادلستوى العام‬
‫األسعار‪ ،‬وذلك أن الزيادة يف الطلب الفعلي إذا ما دل تقابل بزيادة يف اإلنتاج فإهنا تدفع إذل زيادة‬
‫(‪ ،)2‬يتم قياس‬ ‫النفقاربيث ينتج عنها زيادة يف حجم الطلب الفعلي‪ ،‬شلا يقود إذل حالة تضخم حقيقي‬
‫(‪)3‬‬
‫فائض الطلب انطالقاً من ادلعادلة التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬قدي عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.47‬‬


‫‪ -2‬سعيد سامي احلالق‪ ،‬زلمد زلمود العجورل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.194‬‬
‫‪ -3‬قدي عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.47‬‬

‫~ ‪~ 74‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حي ـ ــث أن‪:‬‬

‫‪ :D‬ف ـ ــائض الطلب اخلــام‪.‬‬

‫‪ :CP‬االستهالك اخلاص باألسعار اجلارية‪.‬‬

‫‪ :Cg‬االستهالك العام باألسعار اجلاريـة‪.‬‬

‫‪ :I‬االستثمار يف األصول الثابتة باألصول اجلارية‪.‬‬

‫‪ :∆S‬االستثمار يف ادلخزون السلعي باألسعار اجلارية‪.‬‬

‫‪ :Y‬النتائج احمللي اخلام باألسعار اجلارية‪.‬‬

‫ومن ىنا إذا زاد رلموع اإلنفاق الوطٍت باألسعار اجلارية على الناتج احمللي اإلمجارل باألسعار‬
‫الثابتة‪ ،‬فإن ذلك يعرب عن فائض يف الطلب اإلمجارل الذي يتجلى يف صورة ارتفاع يف أسعار السلع‬
‫واخلدمات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬النظريات المفسرة للتضخم‪.‬‬

‫‪ -1‬تفسير التضخم في الفكر الكالسيكي‪:‬‬

‫تعد نظرية كمية النقود دبثابة النظرية الرئيسية اليت اعتمدت من قبل االقتصاديُت الكالسيك يف‬
‫اجملال النقدي حيث كانت ىذه النظرية تعٌت بتفسَت العوامل احملددة للمستوى العام لألسعار‪ ،‬حيث ساد‬
‫اعتقاد خالل تلك الفًتة بوجود عالقة وثيقة بُت كمية النقود والتضخم‪ ،‬وأن التضخم يعد نتيجة طبيعية‬
‫للزيادة يف كمية النقود‪ ،‬حيث يرجع التضخم وفقاً ذلذه النظرية إذل اإلفراط يف عرض النقود‪ ،‬وذلك ألن‬
‫زيادة اإلصدار النقدي‪ ،‬ينجم عنو زيادة يف الطلب على النقود ومن مث ارتفاع يف مستويات األسعار ويًتتب‬
‫على زيادة عرض النقود بالنسبة إذل الطلب عليها اطلفاض يف قيمتها أي ارتفاع يف ادلستوى العام األسعار‪،‬‬

‫~ ‪~ 75‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ويتضح مضمون نظرية كمية النقود باالعتماد على كل من معادلة التبادل لفيشر ومعادلة كمربدج حيث‬
‫تبحث كل منهما يف ظاىرة التضخم من خالل زلاولة تفسَت العالقة فيما بُت ادلستوى العام لألسعار‬
‫وكمية النقود فمعادلة التبادل لفيشر ركزت على فكرة اإلنفاق وسرعة تداول النقود‪ ،‬أي تركيزىا على‬
‫العوامل ادلرتبطة بعرض النقود وتأثَتىا على كميتها بينما ركزت معادلة كمربدج على تلك النسبة من الدخل‬
‫القومي احلقيقي احملتفظ بو يف شكل سيولة نقدية‪ ،‬أي تركيزىا على العوامل اليت يتحدد دبوجبها الطلب‬
‫على النقود(‪.)1‬‬

‫إال أن على الرغم من اختالف طريقة البحث يف كال ادلعادلتُت‪ ،‬فإن ذلك ال ؽلنع من حدوث‬
‫تقابل يف نتائجهما‪ ،‬وذلك من خالل التقابل يبُت عرض النقود الطلب عليها‪ ،‬وارتباط ذلك بقيمتها ومنو‬
‫بادلستوى العام األسعار‪.‬‬

‫‪ -2‬تفسير التضخم في الفكر الكينزي‪:‬‬

‫اعتمد كينز يف ربليلو للتقلبات يف ادلستوى العام لألسعار‪ ،‬على دراسة العوامل اليت ربدد مستوى‬
‫الدخل القومي‪ ،‬كما استند على التقلبات اليت ربدث يف اإلنفاق القومي بشقيو االستهالكي واالستثماري‪،‬‬
‫وذلك باعتباره عامالً ىاماً يف التأثَت على مستويات األسعار‪ ،‬كما ترى ىذه النظرية أن ادلستوى العام‬
‫لألسعار يتحديدبناءًا على التفاعل بُت قوى الطلب الكلي وقوى العرض الكلي‪ ،‬ونوضح ذلك من خالل‬
‫(‪)2‬‬
‫مرحلتُت أساسيتُت علا‪:‬‬

‫المرحل ـ ــة األولى‪:‬‬

‫ال تكون فيها كل ادلواد اإلنتاجيةلالقتصاد الرأمسارل الصناعي مستغلة‪ ،‬يف ىذه احلالة عند زيادة‬
‫اإلنفاق الوطٍت بزيادة إنفاق احلكومة مثال‪ ،‬فإن ذلك سيؤدي إذل زيادة ادلداخيل‪ ،‬وبالتارل يزيد اإلنفاق‬

‫‪ -1‬أمحد زلمد صاحل اجلالل‪ ،‬دور السياسات النقدية والمالية في مكافحة التضخم في البلدان النامية‪ ،‬دراسة حالةالجمهورية اليمنية‬
‫(‪ ، )2003-1990‬رسالة ماجسًت يف علوم التسيَت‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيَت‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬اجلزائر‪،2006 ،‬‬
‫ص‪.38‬‬
‫‪ -2‬بلعزوز بن علي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.144-143‬‬

‫~ ‪~ 76‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫على االستهالك أي يزيد الطلب الكلي‪ ،‬فينعكس ذلك على زيادة اإلنتاج‪ ،‬شلا يسبب ارتفاعاً بسيطاً يف‬
‫األسعار ألن فائض الطلب ؽلتصو التوظيف واإلنتاج‪ ،‬غَت أنو مع زيادة اإلنفاق يتجو االقتصاد الوطٍت من‬
‫التشغيل التام حيث ال يقابل فائض الطلب زيادة يف اإلنتاج‪ ،‬حيث تبدأ االذباىات التضخمية يف الظهور‪،‬‬
‫وىذا التضخم ىو " التضخم اجلزئي " يظهر قبل الوصل إذل مستوى التشغيل التام‪،‬وسببو ىو عجز بعض‬
‫عناصر اإلنتاج عن مواجهة الطلب ادلتزايد عليها وضغوط نقابات العمال على أصحاب األعمال لرفع‬
‫األجور‪ ،‬وكذا ادلمارسات االحتكارية لبعض ادلنتجُت‪ ،‬وىذا التضخم ال يثَت ادلخاوف ألنو ػلفر على زيادة‬
‫اإلنتاجبسبب ارتفاع اإلرباح‪.‬‬

‫المرحلة الثاني ـ ــة‪:‬‬

‫وىي مرحلة التشغيل التام حيث تكون الطاقات اإلنتاجية قد وصلت إذل أقصى حد من تشغيلها‪،‬‬
‫فإذا افًتضنا أن أي زيادة يف الطلب ال تنجح يف أحداث أي زيادة يف اإلنتاج أو العرض الكلي للسلع‬
‫واخلدمات حيث تكون مرونة العرض الكلي قد بلغت الصفر‪ ،‬ويسمى الفرق بُت الطلب الكلي والناتج‬
‫الوطٍت " فائض الطلب " والذي ينعكس على ارتفاع األسعار‪ ،‬ومن ادلالحظ أن االرتفاع يف األسعار‬
‫يستمر باستمرار وجود فائض الطلب " القوة التضخمية "‪ ،‬ويسمي كينز ىذا التضخ ــم " التضخم البحث‬
‫"‪ ،‬ويف تقييم للتحليل الكينزي للتضخم‪ ،‬فإنو يعرب أكثر عن الدول الرأمسالية الصناعية اليت تتميز بقطاع‬
‫صناعي ضخم وأسواق عالية الكفاءة‪ ،‬وىذا ما ؼللق فائضاً إنتاجيا‪ ،‬وال يعرب عن البلدان ادلتخلفة اليت‬
‫تتميز بقصور حجم الطاقة اإلنتاجية‪ ،‬وناتج وطٍت قريب من الثبات‪ ،‬شلا غلعل النظرية الكمية أكثر تعبَتاً‬
‫عنها‪.‬‬

‫ورغم ذلك فإن ىذه النظرية تلقي الضوء على االختالل بُت قوى الطلب الكلي وقوى العرض‬
‫الكلي‪ ،‬وىو أمر مهم للبلدان النامية وادلتقدمة وؽلكن توضيح ذلك من خالل الشكل ادلوارل‪:‬‬

‫~ ‪~ 77‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشكل (‪:)17‬التضخم عند كينز‪.‬‬

‫)‪LM(p2‬‬
‫سعر الفائدة‬
‫‪Is2‬‬
‫)‪LM(p2‬‬
‫‪Is2‬‬

‫‪i2‬‬
‫‪i1‬‬

‫‪Q1‬‬ ‫‪Q2‬‬ ‫الدخل احلقيقي‬

‫المصدر‪ :‬ضياء رليد ادلوسوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫ويفًتض الشكل ( ‪)14‬أعاله ربقيق التوظيف التام لعوامل اإلنتاج عند مستوى إنتاج ‪ ،Q1‬وبتحقق‬
‫التوازن العام عند توازن سوق السلع وسوق النقد يف نقطة تقاطع )‪ LM(P1‬مع ‪ IS1‬حيث يكون عندىا‬
‫الناتج ‪ Q1‬بسعر الفائدة ‪ i1‬ومستوى األسعار ‪ ،P1‬بافًتاض زيادة الطلب الكلي شلثال يف انتقال ادلنحٌت‬
‫‪ IS1‬إذل ‪ IS2‬ومن مث حصول فائض يف الطلب قدره ( ‪ ،)Q2 - Q1‬يؤدي إذل ارتفاع ادلستوى العام‬
‫)‪ LM(Ps‬إذل )‪ ،LM(P2‬حيث‬ ‫األسعار ومتسبباً يف االطلفاض احلقيقي للنقود‪ ،‬وبالتارل انتقال منحٌت‬
‫بتحقق التوازن العام مرة أخرى‪ ،‬ولكن عند مستوى سعر فائدة أعلى ومستوى عال من األسعارمع ثبات‬
‫حجم الناتج عند مستواه السابق ‪،‬إن التحليل الكينزي يقر بأن التضخم ىو مؤشر على ضعف الطاقة‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلنتاجية عن استيعاب فوائض الطلب الكلية‪ ،‬وىو لذلك يتحدد بعوامل ثالث وىي‪:‬‬

‫‪ -1‬سعيد سامي احلالق‪ -‬زلمد زلمود العجورل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.206‬‬

‫~ ‪~ 78‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪- 1‬فوائض الطلب الكلية االغلابية‪ :‬تعرب عن الفرق يف زادة الطلب الكلي عن العرض الكلي‪.‬‬
‫‪- 2‬فوائض العرض الكلي السلبية‪ :‬وىي تعرب عن عدم مرونة العرض الكلي يف مواجهة الطلب‬
‫الكلي ادلرتفع (أي عدم ادلرونة بُت السلع ادلستهلكة وبُت اإلنفاق الكلي ادلتزايد)‪.‬‬
‫‪- 3‬مستويات العمالة والتشغيل ادلتحققة‪ :‬وىي تعرب عن مستويات التضخم ادلرتفعة كلما كان‬
‫التشغيل يف ظروف أقرب إذل االكتمال‪.‬‬

‫‪ -3‬التضخم والتحليل النقدي‪:‬‬

‫تعتمد ىذه ادلدرسة على نفس األسس اليت اعتمدهتا نظرية كمية النقود إال أهنا رباول تفسَت‬
‫التضخم من وجو نظر نقدية من خالل ربليل أو تعميق العالقة بُت ادلستوى العام لألسعار من ناحية‬
‫وعرض وطلب النقد من ناحية أخرى‪ ،‬حيث تؤكد أن السبب احلقيقي للتضخم يتمثل يف الزيادة ادلستمرة‬
‫يف عرض النقود من قبل السلطات النقدية وبشكل يفوق حجم الطلب على النقود‪ ،‬إال أهنا تبُت يف الوقت‬
‫نفسو أن سبب االختالالت يرجع إذل مكونات دالة الطلب على النقود وليس عرض النقود فاألخَت ؽلكن‬
‫التحكم فيو والسيطرة عليو‪ ،‬حيث أن دالة الطلب على النقود تشمل حبسب ربليل فريدمان على متغَتات‬
‫عديدة كما التطرق إليها سابقاً‪.‬‬

‫حيث يرى فريدمان أن احملدد النهائي دلستوى األسعار يتمثل يف كمية النقود‪ ،‬إذ أن الزيادة يف‬
‫عرض النقود سوف يؤدي إذل زيادة األسعار باعتبار أن األفراد سيحصلون على أرصدة نقدية تفوق ما‬
‫يرغبون بو يف ظل مستويات سعرية معينة وسيتصرفون يف استبدال أرصدهتم النقدية بأصول حقيقية وىذا‬
‫يؤدي باألسعار إذل االرتفاع نتيجة ارتفاع أسعار األصول احلقيقية بسبب الطلب ادلتزايد عليها ذلذا يقرر‬
‫فريدمان أن مستوى األسعار يتغَت بصورة متناسبة مع التغَت يف عرض النقد‪.‬‬

‫وتقوم ىذه العالقة ادلتشابكة بدور مهم يف ذبسيد دالة الطلب كل النقود وحىت يف تقديرىا حيث‬
‫أن لعامل ادلقارنة بُت معدل التضخم احلارل وادلعدل ادلتوقع للتضخم شأناً كَتاً حبسب مدرسة شيكاغو (‪.)1‬‬

‫‪ -1‬ناظم زلمد نوري الشمري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.394-393‬‬

‫~ ‪~ 79‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪:‬مدخل البطال ـ ــة‪.‬‬

‫سبثل مشكلة البطالة يف الوقت الراىن إحدىأىم ادلشكالت الرئيسية اليت تواجو دول العادل‬
‫باختالف مستويات تقدمها وأنظمتها االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪،‬إذتعد إذل جانب التضخم من‬
‫أىم االختالالت اليت تصيب االقتصاديات النامية وادلتطورة‪ ،‬ومن اجل ذالك ارتأينا يف ىذا ادلبحث إلىإلقاء‬
‫الضوء على مشكلة البطالة‪ ،‬وذالك من خالل التعرف على مفهومها وسلتلف أنواعها‪ ،‬أثارىا وكيفية قياسها‬
‫باإلضافةإلىأىم النظريات ادلفسرة ذلا‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم البطالة‪ ،‬أسبابهاوأثارىا‬

‫أوال‪:‬مفهوم البط ـ ــالة‪:‬‬

‫اختلفت التعاريف اليت تطرقت إذل البطالة من حيث صياغتها نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬البطالة " ىي التوقف اإلجباري جلزء من القوة العاملة برغم قدرة ورغبة ىذه القوة العاملة يف العمل‬
‫(‪)1‬‬
‫واإلنتاج"‪.‬‬
‫‪ ‬تعرف البطالة على أهنا " عدم شلارسة الفرد ألي عمل سواء كان عمال ذىنيا أو عضليا أو غَت‬
‫ذالك من األعمالوسواء كانت عدم ادلمارسة ناذبة عن أسباب شخصية أوإراديةأو غيــر إرادية‬
‫(‪)2‬‬
‫"‪.‬‬
‫‪ ‬تعرف البطالة وفق منظمة العمل الدولية " أن العاطل عن العمل ىو ذالك الفرد الذي يكون فوق‬
‫سن معينة بال عمل وىو قادر على العمل وراغب فيو‪ ،‬ويبحث عنو عند مستوى اجر سائد لكنو‬
‫ال غلده"(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬بونوة شعيب وزىرة بن ؼللف‪ ،‬مدخل إلى التحليل االقتصادي الكلي‪ ،‬ديوان مطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.128‬‬
‫‪ -2‬أسامة السيد عبد السميع‪ ،‬مشكلة البطالة في المجتمعات العربية واإلسالمية‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص‪.09‬‬
‫‪ -3‬قدي عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.37‬‬

‫~ ‪~ 80‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومن خالل التعاريف السابقة ؽلكن القول بصفة عامة أن البطالة تتمثل يف وجود أشخاص يف‬
‫رلتمع معُت قادرين على العمل ومؤىلُت لو وراغبُت فيو وباحثُت عنو وموافقُت على الولوج فيو يف ظل‬
‫األجرالسائد وال غلودنو خالل فًتة زمنية معينة‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬أسبابالبطـ ــالة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ؽلكن تلخيص أسباب البطالة يف مايلي‪:‬‬

‫‪ -‬تدخل الدولة يف السَت العادي لعمل السوق احلرة وخاصة فيما ؼلص تدخلها لضمان حد أدىن‬
‫لألجور‪ ،‬إذ أن زبفيض األجور‪ ،‬والضرائب علا الكفيالن بتشجيع االستثمار‪ ،‬وبالتارل خلق‬
‫الثروات وفرص العمل‪.‬‬
‫‪ -‬أشكال التعويض عن البطالة وقوانُت العمل اليت تتخللها عديد الثغرات‪.‬‬
‫‪ -‬تعفف البعض عن بعض أنواع ادلهن مراعاة للمظهر االجتماعي (عمال نظافة‪ ،‬أجَت يومي‬
‫‪،)....‬خاصة احلاصلُت على شهادات علمية ومهنية حيث تفضل األغلبية العمل ادلريح داخل‬
‫ادلكاتب وىو ما يستحيل ربققو على ارض الواقع‪.‬‬
‫‪ -‬انفتاح العادل اخلارجي وزيادة مستوى ادلنافسة‪.‬‬
‫‪ -‬النمو الدؽلوغرايف السريع ودخول ادلرأة بكثافة لعادل الشغل ضغط إضايف‪.‬‬
‫‪ -‬التزايد ادلستمر يف استعمال اآلالت وارتفاع اإلنتاجية شلا يستدعي خفض مدة العمل وتسريح‬
‫العمال‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اآلثار االجتماعية و االقتصادية للبطالة ‪.‬‬

‫تعترب البطالة من الظواىر غَت ادلرغوب فيها يف أي رلتمع وذالك نظرا دلا زبلفو من سلاطر‪ ،‬وما‬
‫تعكسو من اثأر سلبية اقتصادية واجتماعية على األفراد واجملتمع على حد سواء‪ ،‬وتربز اآلثار السلبية أو‬
‫اخلسائر االقتصادية اليت تنجم عن البطالة من خالل عملية اذلدر يف ادلوارد البشرية وعدم استغالذلا على‬

‫‪ -1‬بونوة شعيب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.129‬‬

‫~ ‪~ 81‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وجو األكمل‪ ،‬وبالتارل ضياع اإلنتاج والدخل الذي كان ؽلكن لو أمكن تشغيل ىذه ادلوارد ادلعطلة ومن‬
‫ادلستحيل بالطبع تعويض ىذا الدخل‪ ،‬كما تنجم أيضا نتيجة الًتاجع والتآكل يف قيمة رأس ادلال‬
‫البشري‪،‬ومن ادلعروف أيضا أن اخلربات وادلهارات العلمية ادلًتاكمة اليت يكتسبها اإلنسان خالل العمل‬
‫تعترب يف حد ذاهتا أصالقيما‪ ،‬وذات قيمة إنتاجية عالية‪ ،‬إالأن تعطل اإلنسان قسرا وتوقفو عن العمل‬
‫ولفًتات طويلة‪،‬اليؤدي إذل وقف عملية اكتساب ىذه اخلربات وتراكمها فحسب‪ ،‬بل إذل‬
‫تأكلهاوإصابتهابالصدا واالضمحالل‪،‬حىت لو عاد إذل العمل بعدىا الحقا فانو يصبح اقل إنتاجية بعدىا‬
‫اقل إنتاجية وعطاء‪.‬‬

‫أما اآلثار االجتماعية السلبية‪،‬أو الكلفة اإلنتاجية فمردىا أن العاطلُت عن العمل يعيشون عالة‬
‫على اجملتمع وعلى إنتاج غَتىم ‪ ،‬وان استمرار تعطلهم عن العمل ولفًتات طويلة ؽلثل يف حد ذاتو عبئا‬
‫ثقيال على األفرادوأسرىم وعلى اجملتمع بشكل عام‪ ،‬وتنعكس ىذه اآلثار االجتماعية عادة يف زيادة البؤس‬
‫وادلعاناة اإلنسانية‪ ،‬وذبريد األفراد من مصادر رزقهم عالوة على ذلك فان استمرار البطالة ودبعدالت عالية‬
‫يؤدي إذل تفشي بعض اجلرائم واألمراض وزيادة حاالت الطالق واالنتحار ‪...‬اخل‪.‬‬

‫وىكذا‪ ،‬فإن الدول اليت تعاين من البطالة ربرص إلىاإلسراع يف مواجهتها والتصدي ذلا بكل السبل‬
‫والوسائل ادلمكنة‪ ،‬وذالك هبدف احلد منها والقضاء آو التقليل من أثارىا‪ ،‬وتقًتن مواجهة ادلشكلة عادة‬
‫خبطط مشاريع التنمية االقتصادية و االجتماعية وخاصة على ادلدى الطويل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬قياس البطالة وأنواعها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قياس البطـ ــالة‪.‬‬

‫‪unemployment‬‬ ‫تقاس البطالة يف اجملتمعات عادة من خالل ما يسمى دبعدل البطالة‬


‫‪ rate‬وىو يساوي نسبة عدد ادلتعطلُت عن العمل (سواء الذين كانوا يعملون سابقاآو الداخلُت اجلدد إذل‬
‫سوق العمل ) إذل حجم القوة العاملة آو الناشطُت اقتصاديا‪ ،‬وىؤالء ؽلثلون السكان يف سن العمل‬
‫(‪)1‬‬
‫سوءاكانوا عاملُت آو متعطلُت‪.‬‬

‫‪ -1‬اخلصاونة صاحل ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص ‪.164‬‬

‫~ ‪~ 82‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفئة العاطلة‬
‫‪%100X‬‬ ‫معدل البطالة =‬
‫إمجارل القوة العاملة (ادلعاملون ‪ +‬ادلتعطلون)‬
‫ثانيا ‪:‬أنواع البطالـ ــة‪.‬‬

‫ىناك أنواع للبطالة زبتلف تبعا للسبب الذي يكون أساس بروز ظاىرة البطالة‪ ،‬غَت انو ؽلكن‬
‫التمييز بُت نوعيُت رئيسيُت للبطالة‪ ،‬يندرج ربتها أنواع فرعية متعددة علا البطالة السافرة والبطالة ادلقنعة‪.‬‬

‫‪ -1‬البطالة السافرة (الصريحة)‪.‬‬

‫تتمثل البطالة السافرة يف وجود أفراد قادرين على العمل وال يشغلون أيةوظائف‪ ،‬وبالتارل يكون‬
‫ذيوعا بوصفها‬ ‫وقت العمل بالنسبة ذلم صفرا‪ ،‬وإنتاجيتهم صفرا وسبثل البطالة السافرة أكثرأشكال البطالة‬
‫الصورة الواضحة للبطالة(‪.)1‬‬

‫وؽلكن التمييز بُت نوعُت للبطالة السافرة علا‪ :‬البطالة اإلجبارية والبطالة االختيارية‬

‫‪– 1- 1‬البطالةاإلجبارية‪.‬‬

‫وتعٍت البطالة اإلجبارية حالة وجود شخص قادر على العمل ويبحث عنو بشكل جاد عند اجر‬
‫سائد‪ ،‬لكنو ال غلده‪ ،‬حيث يبقى رلربا على التعطل من غَت إرادهتاواختياره (‪.)2‬‬

‫وؽلكن التمييز بُت عدة أنواع للبطالة اإلجبارية‪،‬ولذالك وفقا لألسباب ادلؤدية إذل كل منها وىي‪:‬‬

‫‪ -1‬علي عبد الوىاب النجا‪ ،‬مشكلة البطالة وأثر برامج اإلصالح االقتصادي عليها‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬مصر‪ ،2015 ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ -2‬زلمد علي الليثي‪ ،‬وآخرون‪ ،‬مقدمة في االقتصاد الكلي‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬مصر‪.257 ،1997 ،‬‬

‫~ ‪~ 83‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -1-1- 1‬البطالة االحتكاكية‪:‬‬

‫وىي البطالة اليت ربدث عندما يًتك شخص ما عملو‪ ،‬ليبحث عن عمل أفضل بسبب الرغبة يف‬
‫زيادة اجر أو احلصول على وضع وظيفي أفضال ورغبة يف االنتقال من مكان ألخر داخل الدولة (‪.)1‬‬

‫‪ -2-1 -1‬البطالة الهيكلية‪:‬‬

‫تظهر البطالة اذليكلة يف منطقة معينة عندما تؤدي التغَتات يف أظلاطالطلب إذل عدم التوافق بُت‬
‫ادلهارات ادلطلوبة وادلعروضة فيها‪ ،‬حيث تصبح مؤىالت األفرادالعاطلُت عن العمل غَت متوافقة مع‬
‫متطلبات الوظائف الشاغرة و تنشا ىذه البطالة ألسباب عدة أعلها‪:‬‬

‫‪ -‬التطور التكنولوجي يف وسائل اإلنتاج ونظم ادلعلومات ووسائل االتصال‪.‬‬


‫‪ -‬التغَت يف ىيكل الطلب‪.‬‬
‫‪ -‬انتقال الصناعة من مكان ألخر شلا يؤدي إذل تعطل العمال عن عملهم‪.‬‬

‫وللتغلب على ىذا النوع من البطالة غلب زيادة التدريب ادلهٍت والفٍت‪ ،‬من اجل اكتساب العمال‬
‫ادلهارات الفنية الالزمة لقيامهم باألعمال ادلطلوبة من جهة ومن جهة أخرى غلب تسهيل انتقال العمال‬
‫وتعريفهم بفرض العمل ادلتاحة‪ ،‬وذلك عن طريق مكاتب االستخدام أو وسائل األعالم ادلختلفة (‪.)2‬‬

‫‪ -3-1-1‬البطالةالدوريـ ــة‪:‬‬

‫وىي البطالة ادلرتبطة بالدورات االقتصادية اليت تتعرض ذلا النشاطات االقتصادية‪ ،‬حيث تزداد‬
‫البطالة يف مرحلة االنكماش والركود أو الكساد‪ ،‬ويتم تفسَت أسباهبا استثناءا على اطلفاض الطلب الكلي‬
‫والذي يؤدي إذل ضعف استخدام الطاقة اإلنتاجية يف االقتصاد‪ ،‬ومن مث اطلفاض درجة استخدام الطاقة‬
‫اإلنتاجية يف االقتصاد‪ ،‬وتنخفض البطالة يف حالة االنتعاش واالزدىار حيث تزداد وتتسع النشاطات‬

‫‪ -1‬ناصر دادي عدون‪ ،‬عبد الرمحان العايب‪ ،‬البطالة وإشكالية التشغيل ضمن برامج التعديل الهيكلي لالقتصاد من خالل حالة الجزائر‪،‬‬
‫ديوان ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ ،‬رسالة ماجستَت‪ ،‬كلية العلوم‬ ‫‪ -2‬بن جيمة عمر‪ ،‬دورالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التخفيف من حدة البطالة بمنطقة بشار‬
‫االقتصادية والتجارة وعلوم التسيَت‪ ،‬جامعة أيب بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر ‪ ،2011‬ص‪.52‬‬

‫~ ‪~ 84‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫االقتصادية ويزداد إنتاجها ويزداد االستخدام (‪ ،)1‬وذلذايسمى ىذا النوع من البطالة بالبطالة العابرة وىي‬
‫تظهر عادة يف الدول ادلتقدمة(‪.)2‬‬

‫قد يتطلب القضاء على ىذا النوع من البطالة إتباع سياسات اقتصادية توسعية‪ ،‬متمثلة يف‬
‫السياسات ادلالية والنقدية لزيادة الطلب الكلي ولتشجيع االستثمار والصادرات‪ ،‬زيادة االستهالك واإلنفاق‬
‫احلكومي وخفض الواردات والضرائب‪.‬‬

‫‪ -4-1-1‬البطالة الموسمية‪.‬‬

‫تتطلب بعض القطاعات االقتصادية يف مواسم معينة إعداد كبَتة من العمال مثل الزراعة السياحة‪،‬‬
‫البناء وغَتىا عند هناية ادلوسم يتوقف النشاط فيها‪ ،‬شلا يستدعي إحالة العاملُت هبذه القطاعات وىنا تظهر‬
‫ما يسمى بالبطالة ادلومسية‪ ،‬وؽلكن تفادي مثل ىذا النوع من البطالة باطلراط العاملُت وتدريبهم على‬
‫أعماألخرى ؽلكن مزاولتها بعد انتهاء ادلوسم النتاجي للسلعة اليت يشتغلون فيها أساسا (‪.)3‬‬

‫‪ -2 -1‬البطالة االختيارية‪:‬‬

‫وتعٍت وجود عدد من األفراد لديهم القدرة على العمل‪ ،‬ولكن ليس لديهم الرغبة يف العمل وذالك‬
‫عند مستوى األجر السائد يف السوق‪ ،‬وقد يرجع السبب لوجود ىذا النوع من البطالة إذل وجود نقابات‬
‫عمالية قوية تعمل على ذبديد اجر العامل احلقيقي عند مستوى أعلى من األجر التوازين (‪.)4‬‬

‫‪ -2‬البط ــالة المقنعة‪.‬‬

‫إن البطالة ادلقنعة توجد حيث يعمل األفرادبأقل من الطاقة اإلنتاجية ادلفًتضة ذلم‪ ،‬أو يف حالة‬
‫وجود إعداد من العاملُت يف بعض القطاعات دون أن يًتتب على وجودىم ناتج صايف أوإضايف‪ ،‬أو حىت‬

‫‪ -1‬فليح حسن خلف‪ ،‬االقتصاد الكلي‪ ،‬جوارة للكتاب العادلي للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2007 ،‬ص‪.335‬‬
‫‪ -2‬حسام داود ومصطفى سليمان وآخرون‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪ ،‬دار ادليسرة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2005 ،‬ص‪.257‬‬
‫‪ -3‬خالد وصفي الوزين‪ ،‬وأمحد حسُت الرفاعي‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة اخلامسة‪،‬‬
‫األردن‪ ،2002 ،‬ص‪.270‬‬
‫‪ -4‬القريشي مدحت‪ ،‬اقتصاديات العمل‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪ ،2007 ،‬ص‪.184‬‬

‫~ ‪~ 85‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أنو فد يًتتب أحيانا على توظيفهم نفس الناتج الكلي‪ ،‬أي أهنمفي حالة عمالة ظاىريا فقط‪ ،‬بينما عملهم‬
‫ال يسفر عن خلق سلع وخدمات‪ ،‬وبالتارل تكون إنتاجيتهم احلدية يف احلالة األوذل صفرا وسالبة يف احلالة‬
‫الثانية(‪.)1‬‬

‫وتزداد البطالة ادلقنعة ظهورا وانتشارا يف البلدان النامية اليت تتميز دبحدودية فرص العمل نتيجة‬
‫لضيق رلاالت اإلنتاج‪،‬ويعد ىذا النوع من اخطر وأصعب أنواع البطالة‪ ،‬ومن حيث التعامل معها وكذا‬
‫عالجها‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عالقة البطالة بالتضخم واىم النظريات المفسرة لها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العالقة بين التضخم و البطالة‪.‬‬

‫يعترب كل من التضخم و البطالة من األمراض االقتصادية اليت تسعى اإلدارة االقتصادية يف أي‬
‫دولة إذل كبح مجاح أي منهما‪ ،‬حيث ينبغي أن يكون التضخم يف احلدود ادلقبولة وإال فإن تأثَتاتو السلبية‬
‫سوف تنعكس على األداء االقتصادي الكلي‪ ،‬كما غلب إن تكون معدالت البطالة يف اقل احلدود‬
‫ادلمكنة‪ ،‬غَت إن الدولة يف سعيها إذل ربقيق أي من األىداف السابقة قد يكون على حساب اذلدف‬
‫األخر‪ ،‬دبعٌت أن خفض معدالت التضخم قد يكون على حساب زيادة معدالت البطالة نظرا الن خفض‬
‫معدالت التضخم يعٍت خفض كمية النقود وزلاولة امتصاصها‪ ،‬وذلك خلفض الطلب على السلع‬
‫واخلدمات ادلختلفة‪ ،‬غَت أن خفض الطلب يعٍت إقبال اقل على السلع واخلدمات األمر الذي يعٍت ضرورة‬
‫وجود فائض من ادلنتجات‪ ،‬وقيام ادلنتجُت خبفض إنتاجهم‪ ،‬ونظرا الن ىذا اإلنتاج يعتمد أساسا على‬
‫القوى العاملة‪ ،‬فان ذالك يعٍت ضرورة تسريح عدد من العمال ومن مث انتشار البطالة‪ ،‬كما أن خفض‬
‫البطالة وفتح رلاالت جديدة للتوظيف يعٍت أعلية وضرورة رفع وزيادة الطلب الكلي على السلع واخلدمات‪،‬‬
‫وىذا يعٍت خلق طلب زائد يف السوق شلا يؤدي إذل االرتفاع ادلتواصل يف األسعار‪ ،‬وبالتارل زيادة معدالت‬
‫التضخم(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬علي عبد الوىاب النجا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.36‬‬


‫‪ -2‬حسام علي داود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.190‬‬

‫~ ‪~ 86‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 1958‬قام فيليبس بدراسة‬ ‫ويشار إذل العالقة بُت التضخم والبطالة دبنحٌت فيليبس‪ ،‬ففي عام‬
‫العالقة بُت معدل الزيادة يف األجور النقدية وبُت البطالة خالل الفًتة ( ‪ ،)1861-1957‬وقد وجد أن‬
‫ىناك عالقة عكسية مستقرة بُت التغَت يف األجور النقدية وبُت معدل البطالة‪ ،‬وقد كانت ادلعدالت ادلرتفعة‬
‫من الزيادة يف األجور مرتبطة دبعدالت منخفضة من البطالة والعكس صحيح‪ ،‬ونظرا لوجود عالقة قوية بُت‬
‫معدل الزيادة يف األجور النقدية ومعدل الزيادة يف األسعار لذلك ؽلكن اإلشارةإذل منحٌت فيليبس على أنو‬
‫دراسة العالقة بُت مستوى البطالة وبُت معدل تغيَت األسعار كما ىو موضح يف الشكل ادلوارل‪:‬‬

‫الشكل(‪ :)18‬منحنى فيليبس‬

‫معدالت التضخم‬

‫‪0‬‬ ‫معدالت البطالة‬

‫المصدر ‪ :‬حسام علي داود‪ ،‬مرجع من مذكرة‪ ،‬ص ‪.191‬‬

‫استنتج فيليبس انو إذا كان معدل زيادة اإلنتاجية ىو ‪ % 2‬سنويا فإن وجود معدل بطالة يبلغ‬
‫‪ % 25‬يتماشا مع ربقيق استقرار األسعار‪ ،‬وللمحافظة على استقرار األجور فإنو يتوجب قبول معدل‬

‫~ ‪~ 87‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫البطالة يساوي ‪ ،% 5.5‬حيث يضع منحٌت فيليبس أمام واضعي السياسة عدة خيارات بُت البطالة‬
‫والتضخم وىي معدل ادلبادلة بُت ىذين اذلدفُت (‪.)1‬‬

‫إالأناألحداث خالل الثالثُت السنة ادلاضية أوضحتاجلمع بُت معدالت تضخم مرتفعة ومعدالت‬
‫بطالة مرتفعة أيضا واليت تعترب غَت متسقة مع منحٍت فيليبس‪ ،‬وحقيقة األمر انو يف الزمن القصَت يف ظل‬
‫ثبات األسعار فإن ىناك عالقة عكسية بُت التضخم والبطالة‪ ،‬ولكن عندما تتغَت التوقعات ومن مث تغَت‬
‫األسعار يف ادلدى الطويل‪ ،‬فإن منحٌت فيليبس ينتقل إلىاألعلى شلا يعٍت معدل تضخم أعلى ونظرا الن‬
‫معدالت البطالة أساسا مستقلة عن معدالت التضخم الطويل األجل‪ ،‬فانتقال منحٌت فيليبس إلىاألعلى‬
‫يعٍت زيادة معدالت التضخم والبطالة أيضا وىو ما يطلق عليو حالة الركود التضخمي أو التضخم‬
‫الركودي(‪.)2‬‬

‫ثانيا‪:‬االنتقادات الموجهة لمنحنى فيليبس‪.‬‬

‫إن كان قد سبتع منحٌت فيليبس دبصداقية نظرية وعلمية خالل الفًتة ( ‪ )1969-1959‬فإهنا قد‬
‫تعرضت لالىتزاز الشديد‪ ،‬وحام حوذلا شك منذ أواخر عقد الستينات وخالل عقد السبعينات ذلك أن‬
‫العالقة العكسية بُت معدالت البطالة ومعدالت التضخم قد تعرضت لالهنيار‪،‬بسبب عجز منحٌت فيليبس‬
‫على تفسَت حالة الركود التضخمي ‪.‬‬

‫إن فشل ىذه العالقة دفعت بالعديد من االقتصاديُت من بينهم "ميلتون فريدمان "و " ادموند‬
‫فالبس" إذل تطوير ظلاذج متقدمة يف القياس االقتصادي تأخذ بعُت االعتبار عامل التوقعات عند صياغة‬
‫العالقة التبادلية بُت التضخم والبطالة‪ ،‬وقد سبكنت تلك النماذج من إخضاع منحٌت فيليبس إذل القياس‬
‫والتجربة‪،‬وبدا واضحا أن العالقة التبادلية بُت البطالة والتضخم اليت يقوم عليها منحٌت فيليبس ال أساس ذلا‬
‫من الصحة أو الثبات واالستقرار على ادلدى الطويل (‪.)3‬‬

‫‪ -1‬رليد علي حسُت‪ ،‬مقدمة في التحليل االقتصادي الكلي‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2004 ،‬ص ص ‪.336‬‬
‫‪ -2‬حسام علي داود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.192-191‬‬
‫‪ -3‬سليم عقون‪ ،‬قياس أثر المتغيرات اقتصادية على معدل البطالة – دراسة قياسية تحليلية–حالة الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستَت يف علوم‬
‫التسيَت‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيَت‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬اجلزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.37‬‬

‫~ ‪~ 88‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثالثا‪ :‬أىم النظريات المفسرة للبطالة‪:‬‬

‫سوف نتطرق ألىم النظريات ادلفسرة للبطالة واألكثر شيوعا يف الفكر االقتصادي حيث صلد أن‬
‫النظرية الكالسيكية والنيوكالسيكية تعًتفان بالبطالة االختيارية واالحتكاكية فقط بينما تقر النظرية الكينزية‬
‫بوجود نوع أخرمن البطالة ىي البطالة اإلجبارية واليت ترجع حسب رأي روادىا إذل قصور الطلب الكلي‬
‫على السلع واخلدمات يف حُت صلد نظريات أخرى مساىا البعض بالنظريات احلديثة ادلفسرة للبطالة‪ ،‬ترجع‬
‫سبب وجود البطالة إذل وجود اختالالت يف سوق العمل‪.‬‬

‫‪ -1‬نظريات الفكر االقتصادي التقليدي‪:‬‬

‫لقد تعددت نظريات الفكر التقليدي اليت فسرت البطالة وذلك باختالف وجهات النظر اليت‬
‫ركزت عليها لرؤية ىاتو الظاىرة‪.‬‬

‫‪- 1- 1‬النظرية الكالسيكية‪:‬‬

‫ربليل ىذه النظرية دلشكلة البطالة ىو ربليل على ادلدى الطويل حيث يرى ادلفكرون الكالسيكيون‬
‫إن النمو السكاين وتراكم رأس ادلال وظلو طاقتو اإلنتاجية لو تأثَت بالغ على البطالة‪ ،‬حيث ترتكز النظرية‬
‫على ثالث فرضيات وىي‪:‬‬

‫‪ ‬فرضية ذبانس وحدة العمل ‪ :‬يرى الكالسيك إن ربقيق التناسق يف عنصر العمل أمرا ضروريا ألن‬
‫كل منصب عمل يتوقف على متطلبات زلدودة وضرورية الصلاز عمل معُت فيو ومستوى ادلهارة‬
‫والكفاءة يسمح بالتفرقة بُت اإلجراء‪.‬‬
‫‪ ‬حركة عنصر العمل وادلفاوضة احلرة لعقود العمل‪.‬‬
‫‪ ‬وجود شفافية يف سوق العمل مع وجود إعالم حريف ىذا ادليدان حىت يسمح للمنتج والعامل‬
‫إمكانيةااللتقاء على مستوى السوق لتحديد شروط العمل(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬فارس شالرل‪ ،‬دور سياسة التشغيل في معالجة مشكلة البطالة في الجزائر خالل الفترة ( ‪ ،)2004-2001‬رسالة ماجستَت يف‬
‫االقتصادي والتجارية وعلوم التسيَت‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬اجلزائر‪ ،2005 ،‬ص‪.14‬‬
‫ة‬ ‫العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم‬

‫~ ‪~ 89‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يرى الكالسيك أن االقتصاد يتوازن دائما عند مستوى التشغيل الكامل‪ ،‬أي ال رلال لوجود بطالة‬
‫وفقا للنموذج الكالسيكي لقد فرق اقتصاديو ادلدرسة الكالسيكية بُت نوعُت من البطالة علا البطالة‬
‫االختيارية والبطالة اإلجبارية‪ ،‬ويرى اقتصاديو ادلدرسة الكالسيكيةأنو إذ تركت سوق العمل حرة دون‬
‫تدخل خارجي فإن مرونة األسعار واألجور تضمن ربقيق العمالة الكاملة عند وضع التوازن وبالتارل فإن يف‬
‫حالة سوق العمل احلرة ال توجد بطالة إجبارية‪،‬فإذا وجدت بطالة فال بد أن تكون اختيارية‪ ،‬ويقر‬
‫الكالسيك إن السبب األساسي الستمرار بطالة يف سوق العمل ىو تدخل احلكومة أوالناقبات بغرض حد‬
‫أدىن يف األجور من اجر التوازن ففي ىذه احلالة تستمر البطالة اإلجبارية طادلا إن التدخل يف السوق أدىإذل‬
‫مجود األجر احلقيقي يف االذباه النزورل(‪.)1‬‬

‫‪- -‬النظرية الكينزية‪:‬‬


‫‪2 1‬‬

‫لقد انصبت أفكار كينز بشكل أساسي على إغلاد حلول الزمة البطالة والكساد اليت أصابت‬
‫العادل آنذاك‪ ،‬وىذا من خالل زلاولة تقدًن حلول موضوعية لالزمة عن طريق اقًتاح سياسات اقتصادية‬
‫فعالة جديدة ال تتوافق وال تتناسق مع متطلعات الفكر االقتصادي الكالسيكي‪.‬‬

‫وبصفةعامة ؽلكن تلخيص أفكار ادلدرسة الكنيزية يف رلال ربليل وتفسَت مشكلة البطالة يف‬
‫(‪)2‬‬
‫العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة االىتمام جبانب الطلب الكلي أو الفعلي عكس قانون سايللمنافذ‪ ،‬الذي يؤكد على أن‬
‫ادلشكلة ىي مشكل عرض وليست مشكلة طلب‪ ،‬أي أن العرض ؼللق الطلب عليو‪.‬‬
‫‪ -‬ادلناداة بتدخل الدولة يف احلياة االقتصادية لضمان تسوية وتصحيح االختالالت ادلوجودة يف‬
‫سوق العمل‪.‬‬
‫‪ -‬رفض كينز فكرة البطالة اإلراديةأوإمكانية الوصول إذل حالة التوازن يف كل األسواق واليت منها‬
‫سوق العمل‪ ،‬حيث يرى أن مرونة األجور واألسعار ال تسمح بالعودة إذل التوازن عن طريق‬

‫‪ -1‬نوال بن فايزة‪ ،‬إشكالية البطالة ودور مؤسسات سوق العمل في الجزائر خالل الفترة ( ‪ ،)2005-1990‬رسالة ماجستَت يف العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارة وعلوم التسيَت‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬اجلزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ -2‬سليم عقون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.25-23‬‬

‫~ ‪~ 90‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫آليات السوق‪ ،‬وأن التوازن ؽلكن أن يتحقق عند مستويات سلتلفة تقل عن مستوى التشغيل‬
‫الكامل‪.‬‬
‫‪ -‬يرى الكثَت أن الطلب على العمل يتوقف على مستوى الطلب الفعال‪ ،‬أي ادلنتجون يعملون‬
‫على توظيف حجم من اليد العاملة الضرورية لتحقيق اإلنتاج ادلوافق للطلب ادلتوقع‪.‬‬
‫‪ -‬حسب كينز عرض العمل ليس دالة متزايدة يف األجر احلقيقي‪ ،‬ومن منطلق أن عقود العمل‬
‫ادلربمة بُت أرباب العمل والعمال‪ ،‬ال ربدد القوة الشرائية للعامل‪،‬وإظلا تكتفي فقط بتحديد‬
‫األجراالمسي‪،‬وأن العامل عند توظيفو ال يأخذ بعُت االعتبار سوى األجر احلقيقي (الفعلي)‪.‬‬

‫وانطالقا شلا سبق اثبت كينز أن البطالة غَت إرادية الن ىناك عدد من العمال مستعدين لقبول‬
‫معدل األجر السائد‪،‬ولكن ادلشاريع اإلنتاجية تطلب حجما اقل‪ ،‬وهبذا ال ؽلكن حصوذلم على عمل‪،‬كما‬
‫يوجد حد أدىن لألجور ال ؽلكن أن تنخفض اقل منو‪،‬وبالتارل رفض فرضية قابلية األجور للتغَت وكل ىذا‬
‫حسب رأيهم يثبت أن البطالة غَت إرادية‪.‬‬

‫‪- -‬النظرية النقدية‪:‬‬


‫‪3 1‬‬

‫يعتقد النقديون بأن ىناك معدل بطالة وحيد يتوافق ويتناسب مع حالة االستقرار النقدي‬
‫والسعري‪،‬وأن أي زلاولة لتقليل معدل البطالة دون ىذا ادلعدل فإن ذلك سيقًتن بتسريع معدل‬
‫التضخم‪،‬دبعٌت أنو الؽلكن تقليل مستوى البطالة دون ادلستوى الطبيعي ذلا‪ ،‬إال من خالل تضخم مستمر‬
‫يتم سبويلو من خالل زيادة كمية النقود يف التداول‪،‬ويًتتب على ذلك أن السياسة االقتصادية اليت يتعُت‬
‫تطبيقها لتحقيق االستقرار‪،‬غلبأنتضمن سريان معدل البطالة الطبيعي‪،‬األمر الذي يتطلب أن تكون كمية‬
‫النقود مستقرة‪ ،‬إال أنو ادلشكلة ىنا أن احلكومة ال تعرف على وجو الدقة ما ىو معدل البطالة الطبيعي‪،‬‬
‫لذلك فقد أرجعت ىذه النظرية حدوث البطالة الدورية إذل عوامل نقدية حبتة‪ ،‬وأن عالجها يكمن يف‬
‫استخدام أدوات السياسة النقدية‪ ،‬لذلك صلد النقديون ينطلقون يف ربليل البطالة من أن ىذه األخَتة‬
‫(‪)1‬‬
‫السائدة يف البلدان الصناعية الرأمسالية ىي بطالة اختيارية‪ ،‬أما البطالة اإلجبارية فال مكان يف ربليلهم‪.‬‬

‫‪ -1‬زلمد مازن األسطل‪ ،‬العوامل المؤثرة على معدل البطالة في فلسطين‪ ،‬رسالة ماجستَت يف اقتصاديات التنمية من كلية التجارة باجلامعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬بغزة‪ ،‬فلسطُت‪ ،2014/04/29 ،‬ص‪.35‬‬

‫~ ‪~ 91‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬النظريات الحديثة المفسرة للبطالة‪:‬‬

‫زبتلف رباليل النظريات احلديثة حول تفسَت البطالة تبعا لسوق العمل‪ ،‬حيث ؽلكن أن يتم على‬
‫مستوى ىذا السوق دبفرده أو بعالقتو مع باقي األسواق‪.‬‬

‫‪ -1-2‬نظرية رأس المال البشري‪:‬‬

‫من مؤسسيها ال ‪ ،Behershult‬خالل الستينات وبالتحديد عام ‪ ،1964‬إذ يفسر اختيار‬


‫الوظيفة على أساس الفوائد اليت غلنيها العامل من وراءىا قصد ربسُت إنتاجيتو واالستفادة من أكرب دخل‬
‫شلكن‪ ،‬وبالتارل سيضحي األفراد بالوقت الضروري للتكوين من اجل رفع قدراهتم ومؤىالهتم‪ ،‬باعتبار أن‬
‫السوق العمل يبحث عن اليد ادلؤىلة‪ ،‬وبالتارل فان االىتمام يرتكز على الوظيفة وليس على من يشرفون‬
‫(‪)1‬‬
‫عليو‪.‬‬
‫‪ -3-2‬نظرية البحث عن العمل‪:‬‬

‫نشأت ىذه النظرية بوصفها نتيجة حملاوالت استخدام مكونات النظرية االقتصادية اجلزئية لفهم‬
‫ادلتغَتات الكلية وربليلها وتبٌت ىذه النظرية على أساسإسقاط فرص ادلعرفة التامة وىو فرض أساسي من‬
‫فروض النموذجي التقليدي لسوق العمل‪ ،‬ذلك أن ىذه النظرية تؤكد صعوبة توافر ادلعلومات الكاملة عن‬
‫سوق العمل‪،‬األمر الذي يًتتب عليو زيادة درجة عدم التأكد عند ازباذ القرارات‪ ،‬شلا يدفع األفرادإذل‬
‫السعي للتعرف على ىذه ادلعلومات وتفسر ىذه النظرية سبب البطالة بقصور ادلعلومات وعدم توافرىا‬
‫بدرجة كافية عن سوق العمل‪ ،‬ولذا فإهنا سبثل خطوة متقدمة على النظريات التقليدية‪.‬‬

‫‪ -3-2‬نظرية تجزئة سوق العمل‪:‬‬

‫‪D.BDOERNBERG. M.PIOR‬يف دراسة ميدانية‬ ‫ترتكز ىذه النظرية اليت ظهرت على يد‬
‫لسوق العمل األمريكية خالل الستينات‪ ،‬اليت تفسر أن قوة العمل األمريكية تتعرض لنوع من التجزئة على‬
‫أساس العرق والنوع والسن وادلستوى التعليمي‪ ،‬وهتدف النظرية إذل تفسَت البطالة والكشف عن أسباب‬
‫ارتفاعها يف قطاعات معينة ووجود ندرة عنصر العمل يف قطاعات أخرى‪ ،‬وعلى ىذا األساس سبيز النظرية‬

‫‪ -1‬ناصر دادي عدون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.32‬‬

‫~ ‪~ 92‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بُت مخسة أنواع من سوق العمل وىي‪ :‬السوق الداخلية‪ ،‬السوق اخلارجية‪ ،‬السوق األوليةالسوق الثانوية‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫السوق الرئيسية‪.‬‬

‫‪ -4-2‬نظريةاألجر الكفاءة‪:‬‬
‫تعتمد على العالقة اليت ؽلكن أن تربط بُت استقرار األجور النقدية وإنتاجية العمال‪،‬فأصحاب‬
‫العمل يعتقدون أنو من ادلفيد رفع األجور عن مستوياهتا التوازين يف سوق العمل وذلك لتشجيع العمال‬
‫وزيادة إنتاجيتهم مع اإلشارةأن ىذه ادلبادرة يًتتب عنها حدوث فائض يف عرض العمل‪ ،‬أي ظهور بطالة‬
‫حسبالنظرية يكون سلوك أرباب العمل والعمال يف تناسق تام مع أىدافتعظيهمادلردودية بالنسبة‬
‫(‪)2‬‬
‫ألصحاباألعمال‪ ،‬وتقدًن ادلنفعة واإلشباع بالنسبة للعمال حىت لو كانت األجور مرتفعة وظهور بطالة‬
‫(‪)3‬‬
‫ؽلكن حصر دوافع رفع األجور من طرف أصحاب العمل يف النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الرغبة يف اجتذاب اليد العاملة ذات ادلهارات والكفاءات العاليةألهنا أكثرإنتاجية‪ ،‬وىذا ما‬
‫نلمسو يف البلدان النامية‪.‬‬
‫‪ -‬ربفيز العمال على التمسك دبناصب عملهم‪ ،‬وبالتارل التقليل من سرعة دوران قوة عملهم من‬
‫خالل رفع تكلفت ترك العمل‪،‬ألنو كلما زاد األجر كلما شجع العامل على التمسك دبنصبو‬
‫ضعف إذل ذلك أن ادلؤسسة اليت تدفع أجورأعلى تسعى من وراء ذلك التقليص من وتَتة‬
‫االنصراف اإلراديللعمال‪ ،‬كذلك االقتصاد يف ادلال والوقت حىت ال تزيد من تكلفة تكوين‬
‫وتوظيف عمال جدد خلفا للفئة العمالية األوذل‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة إنتاجية عنصر العمل‪،‬إذ يعتقد أرباب العمل أن العمال سيبذلون جهودا كبَتة يف حالة‬
‫حصوذلم على أجور أعلى‪ ،‬فيحدث تقليل لضياع الوقت وترك العمل مع ربسُت مستويات‬
‫العمال وإخالصهم‪.‬‬

‫‪ -1‬ناصر دادي عدون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.33‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Tremblay .R,"Macroéconomique Moderns,Théories et réaliti ", Edition Etudes‬‬
‫‪vivantes,Québec, 1992,p 286.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Gregory .N .Makin, Macroéconomie, De Boeck, Paris, 3éme édition,2006,p196.‬‬

‫~ ‪~ 93‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -5-2‬نظرية اختالل التوازن‪:‬‬

‫ظهرت على يد االقتصادي الفرن‪E.Malinvand ،‬كمحاولة لتفسَت معدالت البطالة ادلرتفعة‬


‫يف الدول الصناعية خالل فًتة السبعينات من القرن ادلاضي‪ ،‬ويرتكز ربليلو للبطالة على سوقُت اثنُت علا‪:‬‬
‫سوق السلع وسوق العمل‪ ،‬وتبٍت ىذه النظرية على فرض مجود األجور يف األجل القصَت‪.‬‬

‫يرجع ذلك إذل عجزعلا عن التغَت بالسرعة الكافية لتحقيق التوازن ادلنشود‪ ،‬ونتيجة لذلك يتعرض‬
‫سوق العمل حلالة اختالل متمثلة يف وجود فائض يف عرض العمل عن الطلب‪.‬شلا يقود إذل البطالة‬
‫اإلجبارية‪ ،‬وال تقتصر النظرية على البحث عن أسباب البطالة يف إطار دراسة سوق العمل‪،‬إظلا تسعى أيضا‬
‫لتحليلها من خالل دراسة العالقة بُت سوق العمل وسوق السلع إذ ؽلكن أن ينتج عنو نوعان من البطالة‬
‫علا‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬يتميز بوجود فائض يف عرض العمل عن الطلب عليو‪،‬ويًتتب على ذلك عدم قيام‬
‫أصحاب العمل أو رجال األعمال بتشغيل عمالةإضافية لوجود فائض يف اإلنتاج‪ ،‬وىو ما يتطابق مع‬
‫التحليل الكنيزي‪.‬‬
‫النوعالثاني‪:‬يف ىذه احلالة تقًتن البطالة يف سوق العمل بوجود نقص يف ادلعروضات من السلع‬
‫عن الطلب عليها وتكون أسباب البطالة يف ارتفاع معدل األجور احلقيقية للعمال‪ ،‬شلا يدفعادلستخدمُت إذل‬
‫عدم زيادة كل من عرض السلع ومستوى التشغيل بسبب اطلفاض رحبية االستثمارات وىو ما يتطابق‬
‫(‪)1‬‬
‫والتحليل الكالسيكي‪.‬‬

‫‪-1‬ناصر دادي عدون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.35‬‬

‫~ ‪~ 94‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثالث‪ :‬النمو االقتصادي والنظريات المفسرة لو‪.‬‬

‫يعد ىدف ربقيق معدالت للنمو االقتصادي ضمن األولويات اليت تسعى ذلا حكومات الدول‬
‫على اختالفها‪ ،‬وخصوصا عندما يتعلق األمر بالدول النامية اليت تسعى دوما إذل ربقيق التنمية االقتصادية‬
‫واخلروج من دائرة التخلف وما يصاحبو من معضالت اقتصادية واجتماعية‪ ،‬وسنحاول من خالل ىذا‬
‫ادلبحث التطرق إذل مفهوم النمو االقتصادي وعناصره قياسو‪ ،‬واىم النظريات والنماذج ادلفسرة لو‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم النمو االقتصادي و عناصره‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم النمو االقتصادي‪.‬‬

‫ىناك عدة تعاريف للنمو االقتصادي ونذكر منها‪:‬‬

‫‪ ‬النمو االقتصادي ىو"حدوث زيادة يف إمجارل الناتج احمللي أوإمجارل الدخل الوطٍت دبا ػلقق‬
‫زيادة متوسط نصيب الفرد من الدخل احلقيقي" (‪.)1‬‬
‫‪ ‬ويعرف النمو االقتصادي أيضابأنو‪ ":‬االرتفاع احلاصل يف الناتج احمللي الصايف احلقيقي خالل‬
‫فًتة زمنية معينة عادة ما تكون سنة"(‪.)2‬‬
‫‪ ‬النمو االقتصادي ىو" الزيادة احلقيقية يف الناتج الوطٍت لبلدما‪ ،‬والنامجة عن العوامل رئيسية‬
‫أعلها التحسُت يف نوعية ادلوارد ادلتاحة لزيادة ىذا الناتج يف البلد كالتعليم مثال‪ ،‬والتحسُت يف‬
‫كمية ىذه ادلوارد ومستواىا والتحسُت يف ادلستوى التكنولوجي لوسائل اإلنتاج كل ىذا‬
‫سيؤدي إذل زيادة السلع واخلدمات اليت يتم إنتاجها يف أي قطاع من قطاعات االقتصاد يف‬
‫أي بلد"(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬زلمد عبد العزيز عجمية وإؽلان ناصف عطية‪ ،‬التنمية االقتصادية دراسات نظرية وتطبيقية‪ ،‬قسم االقتصاد‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،2000 ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ -2‬زلمد مدحت مصطفى وسهَت عبد الظاىر أمحد‪ ،‬النماذج الرياضية للتخطيط والتنمية االقتصادية‪ ،‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية‪،‬‬
‫مصر‪ ،1999 ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ -3‬علي جدوع خبيتانالشروفات‪ ،‬التنمية االقتصادية في العالم العربي‪ ،‬دار جليس الزمان للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2010 ،‬ص ص‪-32‬‬
‫‪.40‬‬

‫~ ‪~ 95‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومن خالل التعاريف السابقة نستنتج تعريف شامل لنمو االقتصادي وىو االرتفاع ادلسجل خالل‬
‫فًتة زمنية معينة عادة ما تكون سنة دلتغَت اقتصادي توسعي ىو الناتج احمللي الصايف احلقيقي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عناصر النمو االقتصادي‪.‬‬

‫تتمثل عناصرالنمو االقتصادي يف العمل‪ ،‬رأس ادلال والتقدم التكنلوجي وتسمى أيضا عوامل النمو‬
‫االقتصادي وىي كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬العم ـ ــل‪.‬‬

‫ويقصد بو رلموع القدرات الفيزيائية والثقافية اليت ؽلكن لإلنسان استعماذلا يف إنتاج سلع‬
‫وخدمات ضرورية وحجم العمل مرتبط بعدد ساعات العمل اليت يبذذلا كل عامل ىذا من جهة‪ ،‬ومن جهة‬
‫أخرى بإنتاجية عنصر العمل ويعٍت ىذا األخَت حاصل قسمة اإلنتاج احملقق على عدد وحدات العمل‬
‫ادلستعملة يف إنتاجو‪ ،‬حيث كلما زادت إنتاجية عنصر العمل أدى ذلك إذل زيادة اإلنتاج رغم أن عدد‬
‫(‪)1‬‬
‫العمال أو ساعات العمل بقيت على حاذلا‪.‬‬

‫‪-2‬رأس الم ـ ــال‪.‬‬

‫يتعلق تراكم رأس ادلال كعامل مؤثر يف معدل النمو االقتصادي بالدرجة األوذل حبجم االدخار أي‬
‫حبجم الدخل الذي ؽلكن للمجتمع توفَته وعدم إنفاقو على السلع االستهالكية‪ ،‬بل يتم‬
‫(‪)2‬‬
‫توجيههإلىاإلنفاقعلى السلع الرأمسالية كادلعدات واآلالت اإلنتاجية والبٌت التحتية‪.‬‬

‫‪ -3‬التقدم التكنولوجي‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫ؽلكن اعتبـاره تنظيم جديد لإلنتاج يسمح دبا يلــي‪:‬‬

‫‪ -‬إنتاج كمية اكرب من ادلنتوج لنفس كميات عناصر اإلنتـاج‪.‬‬

‫‪ -1‬زلمد مدحت مصطفى وسهَت عبد الظاىر أمحد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ -2‬علي جدوع خبيتانالشروفات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪-3‬زلمد مدحت مصطفى وسهَت عبد الظاىر أمحد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫~ ‪~ 96‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬إنتاج نفس الكمية من ادلنتوج بكميات اقل من عوامل اإلنتاج‪.‬‬


‫‪ -‬أيأن التقدم التقٍت يعٍت االستخدام األمثل لعوامل اإلنتـاج‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬قياس النمو االقتصادي وعالقتو بالبطالة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قياس النمو االقتصادي‪.‬‬

‫باعتبار النمو االقتصادي واحد من ادلؤشرات الكمية اليت ربدد واقع األداء االقتصادي‪ ،‬فقد وجب‬
‫أىم‬ ‫إدراك سلتلف الوسائل وادلعايَت اليت يتم بفضلها قياسو‪ ،‬حيث يعترب حجم الناتج يف االقتصاد أحد‬
‫ىذه ادلعايَت‪ ،‬حبكم أن النمو االقتصادي ىو عبارة عن التغَت النسيب السنوي يف حجم الناتج وينقسم ىذا‬
‫األخَتإذل‪:‬‬

‫‪ -1‬الناتج الوطني الخام‪ PNB‬باألسعار الجارية‪.‬‬

‫الناتج الوطٍت اخلام ىو عبارة عن‪":‬القيمة النقدية السوقية جملموع السلع واخلدمات ادلنتجة خالل‬
‫اإلنتاج ذات اجلنسية الوطنية‪ ،‬سواءا ادلوجودة يف‬ ‫فًتة زمنية (عادة ما تكون سنة)‪ ،‬من طرف عوامل‬
‫االقتصاد احمللي أو ادلوجودة يف اخلارج "(‪)1‬وعليو ؽلكن كتابة ادلعادلة اآلتية‪:‬‬

‫الناتج الوطني الخام‪=PNB‬الناتج احمللي اخلام ‪+PIB‬مستحقات عوامل اإلنتاج الوطنية يف‬
‫اخلارج‪-‬مستحقات عوامل اإلنتاجاألجنبية يف الداخل‪.‬‬
‫‪ -2‬الناتج المحلي الخام‪PIB‬‬

‫‪ -1-2‬الناتج المحلي الخام باألسعار الجارية‪:PIBN‬‬

‫يعرف الناتج احمللي اخلام باألسعار اجلارية انو‪ ":‬القيمة النقدية السوقية جملموع السلع واخلدمات‬
‫ادلنتجة خالل فًتة زمنية (عادة ما تكون سنة)‪ ،‬وذلك من طرف عوامل اإلنتاج ادلقيمة‪ ،‬اليت تتشكل من‬
‫عوامل وطنية وأخرى خارجية"(‪ ،)2‬وتتجسد طرق تقدير ‪PIBN‬باألسعار اجلارية فمايلي‪:‬‬

‫‪ -1‬عمر صخري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.21‬‬


‫‪ -2‬حريب موسى عرقات‪ ،‬مبادئ االقتصاد (التحليل الكلي)‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2006 ،‬ص‪.60‬‬

‫~ ‪~ 97‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-1-1-2‬طريقة القيمة المضافة‪:‬‬

‫تعرف القيمة ادلضافة على أهنا‪":‬قيمة اإلنتاج النهائي للسلع واخلدمات ادلنتجة يف دولةما مطروحا‬
‫منها قيمة مستلزمات ىذا اإلنتاج من السلع الوسيطية وادلواد اخلام‪ ،‬اليت اشًتيت من ادلؤسسات أخرى‪ ،‬أي‬
‫ىي قيمة ما يضيفو القطاع أو ادلنتج عند إنتاج سلعة معينة من القطاعات األخرى ومنو حسابيا تقدر‬
‫القيمة ادلضافة كمايلي‪:‬‬

‫القيمة ادلضافة دلنتوج ما = قيمة ادلنتوج النهائي – قيمة ادلنتجات الوسيطية‪.‬‬

‫حيث أن‪:‬‬
‫ــ‬

‫‪ -‬المنتجات النهائية‪ :‬ىي ادلنتجات ادلوجهة لالستهالك النهائي‪ ،‬سواءا من قبل العائالت أو‬
‫ادلؤسسات (إذا كانت يف شكل معدات وذبهيزات)‬
‫‪ -‬المنتجات الوسيطية‪ :‬وىي ادلنتجات ادلستهلكة عند استخدامها يف عملية اإلنتاج‪.‬‬
‫وتبعا ذلذه الطريقة يكون‪:‬‬

‫الناتج احمللي اخلام= رلموعة القيمة ادلضافة يف كل قطاعات االقتصاد احمللي‪.‬‬

‫أيأن الناتج احمللي اخلام ىو إمجارل القيمة ادلضافة لكل السلع واخلدمات يف االقتصاد احمللي وليس‬
‫إذل تكرار قيم ادلنتجات‬ ‫إلىإمجارل القيم النهائية للسلع واخلدمات يف ىذا االقتصاد‪ ،‬الن ذلك يؤدي‬
‫الوسيطية يف حساب ىذا الناتج مرتُت‪ :‬مرة كقيمة هنائية‪،‬ومرة كقيمة وسيطية يف سلعة هنائية أخرى‪ ،‬وذلذا‬
‫السبب جاءت طريقة القيمة ادلضافة لتجنب مشكلة ازدواج القيم عند حساب مقدار الناتج احمللي اخلام‪.‬‬

‫‪ -2-1-2‬طريقة الدخل‪:‬‬

‫يقيس الناتج احمللي اخلام إمجارل الدخل احملصل عليو يف االقتصاد احمللي‪ ،‬حيث يعرب ‪ PIBN‬عن‬
‫(‪)1‬‬
‫إمجارل دخول عوامل اإلنتاج العاملة يف االقتصاد احمللي‪ ،‬أي‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد الوىاب األمُت‪ ،‬االقتصاد الكلي‪ ،‬دار حامد األردن‪ ،2002 ،‬ص‪.78‬‬

‫~ ‪~ 98‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الناتج احمللي اخلام ‪=PIBN‬الدخل الوطٍت‪ +‬الضرائب غَت ادلباشرة‪ +‬اىتالك رأس ادلال الثابت‪ -‬صايف‬
‫دخل عوامل اإلنتاج‪.‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫ــ‬

‫‪ ‬الدخل الوطٍت‪ (:‬رلموع األجور‪ +‬رلموع الفوائد‪ +‬رلموع األرباح‪ +‬رلموع الريوع)‪.‬‬

‫‪ -3-1-2‬طريقة اإلنفاق‪:‬‬

‫يتساوى إمجالياإلنفاق مع إمجارل الدخل الوطٍت‪ ،‬على أساسأنأي عملية إنفاق(أي شراء سلع أو‬
‫أخر ىو البائع وؽلكن كتابة اإلنفاق‬ ‫خدمات) يقوم هبا طرف معُت‪ ،‬يتولد عنها بالضرورة دخل لطرف‬
‫الكلي وفقادلعادلة اآلتية‪:‬‬

‫إن زيادة الناتج احمللي اخلام باألسعار اجلارية تؤدي حتما إذل ارتفاع معدا النمو االقتصادي لكن‬
‫أنو يف الكثَت من األحيان تكون الزيادة يف ‪PIBN‬نامجة عن االرتفاع‬ ‫ما يعاب على ىذا ادلقياس‪،‬‬
‫األسعار 𝑖𝑃∆وبالتارل ال ؽلكن أن يصلح ىذا ادلؤشر كمقياس للنمو االقتصادي‪ ،‬حيث‪:‬‬

‫= 𝑁𝐵𝐼𝑃‬ ‫= 𝑁𝐵𝐼𝑃∆ 𝑖𝑃 ‪𝑄𝑖,‬‬ ‫𝑖𝑃∆ ‪∆𝑄𝑖 ,‬‬

‫‪ -2-2‬الناتج المحلي الخام باألسعار الثابتة‪:PIBR‬‬

‫أن يكون‬ ‫رأينا فيما سبق أن الناتج احمللي اخلام باألسعار اجلارية ليس دقيقا‪ ،‬وبالتارل ال ؽلكن‬
‫‪PIB‬بالسعار الثابتة‬ ‫صاحلا كمقياس لنمو االقتصادي (ألنو يعمل على تضخيمو)‪ ،‬لذا ابتكار طريقة‬
‫والذي ؽلكن حسابو وفق الطرق التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ؽلثل الناتج احمللي اخلام باألسعار الثابتة‪ :‬القيمة السوقية جملموع السلع واخلدمات ادلنتجة(من طرف‬
‫عوامل اإلنتاج ادلقيمة)‪ ،‬باالستناد إلىاألسعار يف سنة األساس‪ ،‬أيأن‪:‬‬

‫~ ‪~ 99‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫𝑛‬

‫= 𝑅𝐵𝐼𝑃‬ ‫𝑡𝑖𝑄 × 𝑒𝑠𝑎𝑏𝑖𝑃‬


‫𝑖‬

‫فن ‪PIB‬باألسعار الثابتة ؽلثل‪:‬حاصل قسمة الناتج احمللي اخلام‬


‫كذلك إ‬ ‫‪-‬‬
‫باألسعار اجلارية على سلفضو أي‪:‬‬

‫مع العلم إن قيمة سلفض الناتج احمللي اخلام تتجلى يف ادلعادلة أدناه‪:‬‬

‫𝑛‬
‫القيمة السوقية لكميات معينة من السلع واخلدمات يف سنة‬ ‫𝑖‬ ‫حيث سبثل‪𝑃𝑖𝑡 × 𝑄𝑖𝑡 :‬‬
‫𝑛‬
‫فتعرب‪ :‬عن القيمة السوقية لذات السلع واخلدمات يف سنة‬ ‫𝑖‬ ‫معينة‪ ،‬أما 𝑡𝑖𝑄 × 𝑒𝑠𝑎𝑏𝑖𝑃‬
‫األساس(‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬عالقة النمو االقتصادي بالبطالة (قانون اوكن)‪.‬‬

‫ىناك عالقة بُت ارتفاع معدالت النمو االقتصادي واطلفاض نسب البطالة‪،‬إذأنأغلب االقتصاديُت‬
‫يفسرون ىذه العالقة عن طريق قانون اوكن (‪،Okun,(1962‬الذي ينسب لالقتصادي " ‪Arthur‬‬
‫‪"Okun‬الذي حول من خالل اإلحصائيات ادلوجودة تقدير نسب اخلسارة يف الناتج احمللي اإلمجارل جراء‬
‫ارتفاع معدالت البطالة‪.‬‬

‫صلح اوكن يف بيان أن ىناك عالقة عكسية تبادلية بُت البطالة والنمو االقتصادي‪،‬إذ يبُت أنو إذا‬
‫اطلفضت البطالة بنسبة ( ‪)%1‬فإن ذلك يكون راجعا إذل ارتفاع الناتج احمللي اإلمجارل احلقيقي بنسبة‬

‫‪ -1‬عبد الوىاب األمُت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.80‬‬

‫~ ‪~ 100‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫(‪ )%3‬والعكس صحيح‪،‬كما بُت انو عند مستوى معُت من الزيادة يف الناتج احمللي اإلمجارل احلقيقي‬
‫سوف تؤدي إذل ربقيق زيادة يف العمالة (‪.)1‬‬

‫إن النسبة اليت قدمها اوكن خاصة باالقتصاد األمريكي حيث اجري دراستو عليو‪،‬وقد ال تنطبق‬
‫ىذه النسبة على االقتصاديات األخرى‪،‬كون معدل البطالة زلسوب على أساس فئتُت‪ :‬الفئة النشطة والفئة‬
‫العاطلة عن العمل‪ ،‬وزبتلف الًتكيبة السكانية من دولة ألخرى وبالتارل قد ال تصح ىذه الدراسة على كل‬
‫(‪)2‬‬
‫الدول‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أىم النظريات والنماذج المفسرة للنمو االقتصادي‪.‬‬

‫أوال‪:‬أىم النظريات المفسرة للنمو االقتصادي‪.‬‬

‫‪ -1‬نظرية النمو الكالسيكية‪:‬‬

‫حاول االقتصاديون الكالسيك اكتشاف أسباب النمو طويل األجل يف الدخل الوطٍت والعملية‬
‫(‪)3‬‬
‫اليت سبكن النمو من أن يتحقق‪ ،‬ومن ابرز أفكار النظرية الكالسيكية يف رلال النمو ما يأيت‪:‬‬

‫‪ -‬اعتقد الكالسيك أناإلنتاج ىو دالة لعدد من العوامل وىي (العمل‪ ،‬رأس ادلال‪ ،‬وادلوارد الطبيعية‪،‬‬
‫والتقدم التكنولوجي) والتغَت يف اإلنتاج (النمو) يتحقق عندما ػلصل تغَت يف احد ىذه العوامل أو‬
‫مجيعها‪ ،‬واعترب الكالسيك أن ادلوارد الطبيعية (األراضي الزراعية) ثابتة وان بقية العوامل متغَتة‪،‬‬
‫وذلذا فان عملية اإلنتاجلألرض الزراعية زبضع لقانون تناقص الغلة‪ ،‬لكن صحة التحليل ادلذكور‬
‫ىي رىن بافًتاض ثبات الفن اإلنتاجي ورأس ادلال ادلستخدم‪.‬‬
‫‪ -‬واستنادا إذل ما سبق اعتقد الكالسيك بان القوى الدافعة للنمو االقتصادي تتمثل بتقدم الفن‬
‫اإلنتاجي‪ ،‬وعملية تكوين ادلال( االستثمار)‪.‬‬

‫‪ -1‬طالب سوميةشهيناز ودليف زلمد البشَت‪ ،‬أثر النمو االقتصادي على البطالة في االقتصاد األردني خالل الفترة ‪،2012-1990‬‬
‫رللة البحوث االقتصادية وادلالية‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬ديسمرب ‪ ،2016‬ص‪.112‬‬
‫‪ -2‬رسول محيد‪ ،‬تفعيل السياستين النقدية والمالية لمعالجة االختالالت االقتصادية في الجزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.103-102‬‬
‫‪ -3‬مدحت القريشي‪ ،‬التنمية االقتصادية نظريات وسياسات وموضوعات‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪ ،2007 ،‬ص ص‪.63-62‬‬

‫~ ‪~ 101‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬اعتقد الكالسيك بوجود عالقة بُت النمو السكاين والًتاكم الرأمسارل‪ ،‬حيث أكدوا بان تزايد‬
‫الًتاكم الرأمسارل يؤدي إذل تزايد حجم السكان‪ ،‬ويف نفس الوقت فان تزايد حجم السكان من‬
‫شانو أن يؤدي إذل زبفيض تكوين رأس ادلال كما يأيت‪:‬‬
‫‪ ‬تأثَت الًتاكم الرأمسارل على النمو السكان‪:‬إذ يرى الكالسيك أن النمو السكاين يعتمد على‬
‫عملية تكوين رأس ادلال عن طريق تأثَت ىذه العملية على الرصيد الكلي لألجور وذلك باذباه‬
‫الزيادة‪ .‬وبالتارل زيادة معدل األجر شلا يزيد من حجم السكان‪.‬‬
‫‪ ‬تأثَت النمو السكاين على عملية تكوين رأس ادلال‪ :‬إذأن النمو السكاين يقود إذل ظاىرة تناقص‬
‫الغلة يف الزراعة (بافًتاض ثبات الفن اإلنتاجي‪ ،‬وثبات األرض) وىذا يعٍت ارتفاع تكلفة ادلنتجات‬
‫الزراعية ومن مث األجور واطلفاض األرباح واالدخارات‪ .‬وبالتارل اطلفاض تكوين رأس ادلال‪.‬‬
‫‪ -‬اذباه اإلرباح ضلو االطلفاض‪:‬إذ يقولون أناألرباح ال تزداد بشكل مستمر بل تتجو إذل االطلفاض عندما‬
‫تشتد ادلنافسة لزيادة الًتاكمالرأمسارل‪.‬والسبب طبقا إذل ادم مسيث ىو زيادة األجور النامجة عن ادلنافسة‬
‫فيما بُت الرأمساليُت‪.‬‬
‫‪ -‬يعتقد الكالسيك بأنو عند وجود أسواق حرة فان اليد اخلفية من شأهنا أن تعظم الدخل الوطٍت‪.‬‬
‫‪ -‬احلاجة إذل العوامل االجتماعيةوادلؤسسية ادلواتية للنمو‪ :‬أكد الكالسيك األعلية الكبَتة للبيئة‬
‫االجتماعية وادلؤسسية ادلواتية للنمو‪ ،‬وىذه تشمل نظام اجتماعي إداري وحكومة مستقرةومؤسسات‬
‫سبويلية منظمة ونظام شرعيقانوين‪،‬ونظام كفؤلإلنتاجوأوضاع اجتماعيةمناسبة‪.‬‬

‫واخلالصة النهائيةىي أن االقتصاديُت الكالسيك اعتربوا أن الًتاكمالرأمسارل ىو السبب للنمو وان‬


‫األرباح ىي ادلصدر الوحيد االدخار‪ ،‬وأن توسيع السوق ىو عامل مساعد يف توسيع فياالقتصاد كما أن‬
‫وجود ادلؤسسات وكذلك ادلواقفوااألوضاع االجتماعية ادلالئمة علا شرطان ضروريان للتنمية‬
‫االقتصادية‪،‬واعتقدوا بأن النظام الرأمسارل زلكوم عليو بالركود ومن أجل أن ربصل عملية النمو‬
‫االقتصادي‪،‬ايدو سياسة عدم التدخل يف النشاط االقتصادي من قبل احلكومة‪.‬‬

‫~ ‪~ 102‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬النمو االقتصادي عند الكينزيين‪:‬‬

‫شكلت النظرية الكينزية قاعدة عامة من حيث ادلفاىيم وأدوات التحليل‪ ،‬استفاد منها العديد من‬
‫االقتصاديُت يف ربليلهم لعملية النمو االقتصادي‪ ،‬فقد استغل كينز مواطن الضعف يف النظرية التقليدية‬
‫(كالتوظيفالكامل‪ ،‬قانون سايلألسواق‪ ،‬نظريتهم اجلزئية يف ربليل ادلتغَتات االقتصادية‪ )...‬وقام بالبناء‬
‫عليها‪ ،‬فرأى انو ؽلكن لالقتصاد الوطٍت أن يتوازن يف ظروف عدم التشغيل الكامل لعناصر اإلنتاج‪ ،‬وأن‬
‫الطلب ؼللق العرض‪ ،‬ومن ىنا جاءت فكرة الطلب الكلي الفعال الذي من شأنو أن ػلرك الدورة‬
‫االقتصادية‪ ،‬وبالتارل زيادة معدل النمو االقتصادي‪ ،‬حيث أن ىذا الطلب يصدر من مجيع ادلتعاملُت‬
‫االقتصاديُت سواء كانوا أفراد‪ ،‬مؤسسات حكومات‪ ،‬أو حىت أطرافا خارجية‪ ،‬وىو بذلك يشَت إلىإمكانية‬
‫وأعلية الدولة يف النشاط االقتصادي‪ ،‬والذي اعتربه ضرورة حتمية ال مناص منها يف إطار سياستها ادلالية‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حبكم عجز إلية السوق عن اإلدارة التلقائية لالقتصاد‪.‬‬

‫ويشَت كينز أن عملية النمو االقتصادي تكون عربا آلية ادلضاعف والذي يفسر انتقال اثر الطلب‬
‫على اجلانب العرض (معربة عن العالقة بُت الدخل واالستثمار)‪ ،‬ويكتب ادلضاعف بالصيغة الرياضية‬
‫اآلتية‪:‬‬

‫حي ــث‪:‬‬

‫‪ :w‬ادلضاعف‪ :mpc ،‬ادليل احلدي لالستهالك‪ : mps،‬ادليل احلدي لالدخار‬

‫يفسر ادلضاعف الذي جاء بو كينز‪ ،‬أن زيادة االستثمار بوحدة واحدة‪ ،‬ترفع من الدخل ب‬
‫‪w‬وحدة‪ ،‬و ‪w‬يف ابسط شكل ذلا تساوي مقلوب ادليل احلدي الدخار‪ ،‬أومقلوب الفرق بُت الواحد‬
‫‪w‬دلا يزداد االستثمار بوحدة واحدة‪،‬‬ ‫الصحيح وادليل احلدي لالستهالك‪ ،‬أيأن الدخل يتضاعف دبقدار‬

‫‪ -1‬هباء الدين طويل‪ ،‬دور السياسات المالية والنقدية في تحقيق النمو االقتصادي –دراسة حالة الجزائر (‪ ،)2010-1990‬أطروحة‬
‫دكتواه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيَت‪ ،‬جامعة احلاج خلضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2016 ،‬ص ص‪-103‬‬
‫‪.104‬‬

‫~ ‪~ 103‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وعليو فإن عملية النمو عند كينز تتحد دبقدار الزيادة يف االستثمار‪ ،‬لكن ىذا التحليل ال يتحقق حسب‬
‫كينز إال بتوفر سلسلة من الشروط على غرار ‪ :‬القدرة على التحكم يف السكان‪ ،‬التصميم على ذبنب‬
‫(‪)1‬‬
‫احلروب األىلية‪ ،‬اإلصرار على التقدم العلمي‪.‬‬

‫‪ -3‬النمو االقتصادي عند الكينزيين الجدد‪.‬‬

‫جاد بعد كينز ما عرف الكينزيُت اجلدد حيث كانت ابرز مساعلاهتم يف ىذا اجملال‪( ،‬نشر ظلاذج‬
‫‪ "Roy Harrod‬من أكسفورد‪ ،‬و"ايفسي‬ ‫رياضية للنمو االقتصادي ) تعود لكل من "روي ىارود‬
‫دومار ‪ "Evsey Domar‬من معهد ماساتشوستسللتكنلوجيا ‪ ،MIT‬حيث عٍت كال الباحثُت دبعاجلة‬
‫مسالة استمرار ظلو االقتصاد دون مروره بأزمات كساد متكررة‪ ،‬وقد كان اىتمامهم ككينز منصبا أساسا‬
‫على مشاكل النمو يف الدول ادلتقدمة‪ ،‬غَت أن النموذج البسيط الذي قدم من جانبها قد استخدم على‬
‫نطاق واسع يف االقتصاديات النامية‪ ،‬هبدف أجراء توقعات يف ادلعدالت النمو‪ ،‬فضال عن ربديد ادلتطلبات‬
‫االدخارية اليت تبٌت عليها أىدافإظلائية معينة بالنسبة لنصيب الفرد من الدخل‪.‬‬

‫وكون نظرية النمو عند ىارود ودومار الحقة للنظرية الكينزية‪ ،‬فإهنا انطلقت من ادلشاكل اليت‬
‫صادفت نظرية كينز يف االستخدام‪ ،‬حيث قامت ىذه األخَتة من واقع االقتصاد الساكن ادلفًتض ثبات‬
‫كل من ادلستوى التقٍت‪ ،‬حجم السكان وادلوجودات الرأمسالية ويفًتض ىارود ودومار أن النمو االقتصادي‬
‫يعتمد اعتمادا حامسا على التوافق بُت زيادة رأس ادلال مع تنامي القوة العاملة وإنتاجيتها ادلتأثرة بالتطورات‬
‫التكنولوجي‪ .‬كذلك انغالق االقتصاد على نفسو (أي ال ؽلكن اقًتاض رؤوس األموال من اخلارج)‪ ،‬ما‬
‫ة‬
‫يسمح لالدخار بان يكون السبيل الوحيد للحصول على رأس ادلال الضروريادلتماشي مع العمالة ادلتنامية‬
‫واألكثرإنتاجية(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬هباء الدين طويل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.104‬‬


‫‪-2‬ادلرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.106-105‬‬

‫~ ‪~ 104‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -4‬النمو االقتصادي عند النيو كالسيك‪.‬‬

‫إذا كان االقتصاديون الكالسيك قد اىتموا جبانب العرض فان االقتصاديُت النيو كالسيك اىتموا‬
‫بدراسة العوامل احملددة للطلب‪ ،‬وتقدًن التفسَتات السيكولوجية خليارات ادلستهلك‪ ،‬وقامت النظرية النيو‬
‫كالسيكية على قانون تناقص الغلة لالقتصادي " دافيد ريكاردو " ونظرية السكان لالقتصادي "مالتوس"‪،‬‬
‫فقد اعترب النيو كالسيك تغَت السكان بأنو معطى من ادلعطيات‪ ،‬بذلك دل تفسر كجزء من عملية النمو‪،‬‬
‫وقام النيو كالسيك بتحسُت التحليل الكالسيكي فيما ؼلتص بعملية الًتاكم الرأمسارل‪ ،‬حيث اعترب‬
‫الكالسيك ان الرأمساليُت يقومون بطريقة أوتوماتيكية بإعادة استثمار دخوذلم طادلا كان معدل الربح يفوق‬
‫مستوى الصفرقليال (‪ ،)1‬على اعتبار أن ادلدخر ىو ادلستثمر‪ ،‬ولكن النيو كالسيك اعتربوا العملية رلزأة‪،‬‬
‫حيث يستطيع رجال األعمال احلصول على السلع اإلنتاجية باستخدام أرصدة مقًتضة‪ ،‬ويقود ىذا‬
‫التحليل إذل وجود سوق رأس ادلال الذي غلمع ادلدخرين بادلستثمرين حيث يعمل معدل الفائدة على‬
‫التحقيق التوازن ادلطلوب من األرصدة االستثمارية وادلعروض من ىذه األرصدة‪ ،‬ويلعب دورا أساسيا يف‬
‫ذبديد حجم االستثمار‪ ،‬حيث أن رجال األعمال يقومون بادلقارنة بُت معدل العائد ادلتوقع من االستثمار‬
‫ومعدل الفائدة الذي ؽلكن االقًتاض على أساسهفإذا فاق معدل العائد ادلتوقع معدل الفائدة يكون‬
‫االستثمار مرحبا‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫ورفض االقتصاديون النيو كالسيك فكرة حالة الركود معتمدين يف ذلك على‪:‬‬

‫‪ -‬التقدم التكنولوجي ‪ :‬حيث يرى النيوكالسيكأنو يأخذ مكانة بسرعة كافية للقضاء على أي ضغوط‬
‫ركودية قد تفرضها ندرة ادلوارد‪.‬‬
‫‪ -‬مرونة الطلب على األرصدة االستثمارية ‪ :‬حيث يرى النيوكالسيكأنأي اطلفاض ضئيل يف‬
‫معدل الفائدة يتمخض عنو جعل عدد كبَت من الفرص االستثمارية مرحبة‪.‬‬

‫‪ -1‬زلمد عبد العزيز عجمية وزلمد علي الليثي‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص ص‪.81-77‬‬
‫‪ -2‬زلي الدين محداين‪ ،‬حدود التنمية المستدامة في االستجابة لتحديات الحاضر والمستقبل‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيَت‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬اجلزائر‪ ،2009 ،‬ص ص‪.26-25‬‬

‫~ ‪~ 105‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وبذلك فان الوصول إذل حالة الركود يتطلب وقتا طويال حىت يف غياب أي تقدم تكنولوجي‬
‫وتفًتض وجهة النظر ادلتفائلة توفر الرغبة يف االدخار من جانب السكان‪ ،‬كما رأىالنيو كالسيك أن النمو‬
‫ذو طبيعة تدرغلية متسقة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬بعض النماذج الرياضية للنمو االقتصادي‪.‬‬

‫نظرا لتعدد النماذج الرياضية ادلفسرة للنمو االقتصادي نأخذ ظلوذجُت فقط منها وعلا ظلوذج‬
‫"ىارود‪ -‬دومار" و ظلوذج " ‪."AK‬‬

‫‪ -1‬نموذج ىارود –دومار‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ينطلق ظلوذج( ىارود–دومار) من رلموعة من الفرضيات كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬االدخار ىو نسبة من الدخل حيث‪S = S .Y :‬‬

‫حيـ ــث‪:‬‬

‫‪ :S‬ادليل ادلتوسط و ادليل احلدي لالدخار ‪.‬‬


‫𝐿∆‬
‫=𝑛‬ ‫‪ -‬قوة العمل تنمو دبعدل ‪n‬حيث ‪:‬‬
‫𝐿‬
‫‪ -‬وجود فائض يف العمالة وندرة يف رأس ادلال ‪.‬‬
‫‪ -‬ثبات معامل رأس ادلال حيث‪:‬‬

‫ويقوم ىذا النموذج على دالة معامالت اإلنتاج الثابتة كمايلي‪:‬‬

‫𝐹=𝑌‬

‫‪ -1‬بودخدخ كرًن‪ ،‬أثر سياسة االنفاق العامة على النمو االقتصادي – دراسة حالة الجزائر ( ‪ ،-)2009-2001‬رسالة ماجستَت يف‬
‫علوم التسيَت كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيَت‪ ،‬جامعة دارل إبراىيم‪ ،‬اجلزائر‪ ،2010 ،‬ص ص ‪.117-115‬‬

‫~ ‪~ 106‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حيث‪ A >0 :‬و‪ B < 0‬وعلا ثابتان‪.‬‬

‫وىي دالة إنتاج ليس فيها رلال لإلحالل بُت عنصر رأس ادلال والعمل‪ ،‬وىذا ما قادعلا إذل التأكيد‬
‫على أن ذلك يؤدي إذل ارتفاعات حادة يف البطالة ويف اآلالت غَت ادلستعملة‪.‬‬

‫ويرى ظلوذج " ىارود‪ -‬دومار" أن حجم الناتج ‪ Y‬ىو دالة يف رأس ادلال فقط حيث تصبح دالة‬
‫اإلنتاج دالة خطية يف رأس ادلال كما يلي‪:‬‬

‫=𝑌‬
‫‪1‬‬
‫حيث ‪𝐴 = :‬معامل رأس ادلال وىو ثابت باالفًتاض‪.‬‬
‫𝑉‬

‫وإذا كان رأس ادلال يهتلك دبقدار 𝛾لرأس ادلال وظلو السكان بادلقدار ‪n‬إفن االىتالك الفعلي لرأس‬
‫ادلال ىو 𝛾 ‪ 𝑛 +‬بالتارل‪:‬‬

‫)‪∆𝐾 = 𝐼 − 𝛿 + 𝑛 ∆𝐾 = 𝑆𝑔 − 𝛿 + 𝑛 𝐾 … … . . (3‬‬

‫وباعتبار أن النمو االقتصادي ىو عبارة عن التغَت يف حجم الناتج صلد انطالقا من ادلعادلة‪:‬‬

‫𝐾∆‬ ‫𝑌∆‬ ‫𝐾∆‬


‫= 𝑌∆‬ ‫=𝑔‬ ‫=‬ ‫)‪… … … … … … … … . . (4‬‬
‫𝑉‬ ‫𝑌‬ ‫𝑌‪𝑉.‬‬

‫وبتعويض ادلعادلة (‪ )3‬يف ادلعادلة(‪ )4‬صلد‪:‬‬

‫𝑌∆‬ ‫𝐾 𝑛‪𝑆𝑌− 𝛿+‬‬


‫=𝑔‬ ‫=‬ ‫)‪… … … … … … … … … . … … (5‬‬
‫𝑌‬ ‫𝑌‪𝑉.‬‬

‫𝑌∆‬ ‫𝑆‬
‫=𝑔‬ ‫‪= − 𝛿 + 𝑛 ………………………………. 6‬‬
‫𝑌‬ ‫𝑉‬

‫~ ‪~ 107‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتشَت ىذه ادلعادلة إذل ما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬االدخار ىو العامل الرئيسي يف عملية النمو االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة احلد من معامل رأس ادلال احلدي‪،‬أي الرفع من كفاءة وفعالية اآلالت وادلعدات‪ ،‬إذأن‬
‫ارتفاعو يؤثر سلبا على النمو االقتصادي والعكس صحيح‪ ،‬يرى كل من ىارود ودومار أن ربقيق‬
‫ظلو اقتصادي متوازن أي ظلو الطلب مساوي إذل ظلو العرض غَت شلكن‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ويتبُت لنا من خالل ظلوذج "ىارود‪ -‬دومار" وجود ثالثة أنواع دلعدالت النمو‬

‫‪ -‬معداللنموالفعلي‪:‬‬

‫∆‬
‫وىو يشَت إلىأن معدل النمو االقتصادي احملقق خالل سنة معينة و يساوي‬
‫𝑌‬

‫‪ -‬معدل النمو الطبيعي‪:‬‬

‫ىو عبارة عن معدل النمو احملقق يف حالة استغالل تام للموارد االقتصادية ادلتوفرة‪.‬‬

‫‪ -‬معدل النمو المرغوب‪:‬‬

‫وىو معدل النمو ادلرغوب ربقيقو و ادلستهدف من خالل سياسة اقتصادية معينة‪.‬‬

‫‪ -2‬نموذج‪.AK‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نتطرق إذل ىذا النموذج وفق ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1-2‬فرضيات النموذج‪:‬‬

‫يقوم ظلودج‪AK‬على عدة فرضيات وشلثلة يف األيت ‪:‬‬


‫‪ -‬االقتصاد مكون من قطاعي العائالت وادلؤسسات‪.‬‬

‫‪ -1‬بودخدخ كرًن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.117‬‬


‫‪ -2‬هباء الدين طويل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.122-121‬‬

‫~ ‪~ 108‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬تأخذ دالة إنتاج النموذج ‪AK‬الشكل التارل‪:‬‬


‫‪𝑌 = 𝑓 𝐾. 𝐿 = min 𝐴𝐾. 𝐵𝐿 … … … … … … … … . . 1‬‬

‫حيث‪A:‬و ‪B‬علا من ادلعامالت الثابتة وادلوجبة‪.‬‬


‫‪K‬و‪ ،L‬فانو من ادلستحيل تعويض‬ ‫‪ -‬إذا كانت الكمية غَت كافية من أحد عاملي اإلنتاج‬
‫أحدعلاباألخر‪.‬‬
‫𝐿‬
‫‪=n =0‬‬ ‫‪ -‬افًتاض ثبات عدد السكان أي‪:‬‬
‫‪L‬‬
‫‪ -‬إلغاء فرضية تناقص اإلنتاجية احلدية أي‪𝛼 = 1 :‬‬

‫‪ -2-2‬تحليل النموذج‪:‬‬

‫تأخذ دالة اإلنتاج الصيغة التالية‪:‬‬


‫𝛼‬ ‫‪1−𝛼 1‬‬
‫𝐾‪𝑌 = 𝐴 .‬‬ ‫𝐿‪. 𝐵 .‬‬ ‫)‪… … … … … … … … … … … (2‬‬

‫وألن ‪α = 1‬‬

‫𝐿 ‪𝑌 = 𝐴 . 𝐾 1. 𝐵 .‬‬ ‫‪1−1‬‬
‫𝐿 ‪𝑌 = 𝐴 . 𝐾 1. 𝐵 .‬‬ ‫‪0‬‬

‫فيما يتم التعبَت عن تراكم راس ادلال بادلعادلة التالية‪:‬‬


‫𝐾𝛿 ‪𝐾 = 𝑆 . 𝑌 – 𝛿𝐾𝐾 = 𝑆 . 𝐴𝐾 −‬‬
‫𝐾‬
‫𝛿 ‪= 𝑆 .𝐴 −‬‬
‫𝐾‬

‫‪ ، 𝛼 < 1‬واليت ينتج‬ ‫بينما ؼلضع تراكم رأس ادلال يف" ظلوذج صولو" للمردودات ادلتناقصة‬
‫عنها تراجع إنتاجيةرأس ادلال مع الزمن‪ ،‬فان ظلوذج ‪ AK‬يتميز دبردودات ثابتة يف تراكم رأس ادلال‪ ،‬أيأن‬
‫اإلنتاجية احلدية لكل وحدة رأس مال تساوي اليت قبلها واليت تليها بقيمة ‪A‬حيث‪:‬‬
‫𝑌‬ ‫𝐾‬
‫=𝛾‬ ‫=‬ ‫)‪= 𝑆 . 𝐴 − 𝛿 … … … … … … … … … … … (5‬‬
‫𝑌‬ ‫𝐾‬

‫~ ‪~ 109‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪𝛾-n‬‬ ‫لذلك فان معدل النمو االقتصادي (معدل ظلو يساوي معدل ظلو رأس ادلال)‪ ،‬أما ادلقدار‬
‫فيعٍت معدل ظلو اإلنتاج الفردي‪ ،‬ويالحظ يف ىذا النموذج ان أي زيادة يف معدل االدخار ‪ S‬أو يف معامل‬
‫التقدم التكنولوجي ‪ ،A‬تساىم يف زيادة معدل النمو والعكس يتحققعند الزيادة يف معامل اىتالك رأس‬
‫ادلال‪.‬‬

‫~ ‪~ 110‬‬
‫مؤشرات التوازن الداخلي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬

‫يف ىذا الفصل التطرق إذل أىم االختالالت الداخلية اليت يعاين منها االقتصاد وادلتمثلة يف‬
‫التضخم وىو االرتفاع ادلستمر وادلتواصل للمستوى العام لألسعار لفًتة زمنية معينة عادة ما تكون سنة‬
‫باإلضافة إذل البطالة اليت تعد من أكرب ادلشاكل اليت تعرقل اقتصاديات الدول شلا جعلها زلل اىتمام العديد‬
‫من االقتصاديُت كل ىذا أدى إذل تعدد تعاريفها والنظريات ادلفسرة ذلا‪ ،‬كما تطرقنا كذلك إذل النمو‬
‫االقتصادي الذي يعد ربقيق معدالت موجبة منو ضمن األولويات اليت تسعى ذلا معظم الدول ويتمثل‬
‫النمو االقتصادي يف االرتفاع احلاصل يف الناتج احمللي الصايف احلقيقي خالل فًتة زمنية معينة عادة ما‬
‫تكون سنة‪.‬‬

‫~ ‪~ 111‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫‪ 1986‬بسبب اطلفاض أسعار البًتول‪ ،‬األمر الذي‬ ‫عرف االقتصاد اجلزائري أزمة اقتصادية سنة‬
‫أدى إىل التوجو ضلو اقتصاد السوق والتخلي عن االشًتاكية‪ ،‬كل ىذا خلف العديد من االختالالت يف‬
‫االقتصاد اجلزائري‪.‬‬

‫يتمثل أبرزىا يف ارتفاع معدالت التضخم والبطالة‪ ،‬وارتفاع كذلك حجم ادلديونية اخلارجية‬
‫باإلضافة إىل اطلفاض معدالت النمو ونتيجة لذلك قامت السلطات اجلزائرية بتبين مجلة من اإلصالحات‬
‫لعمل أعلها اإلصالح النقدي لسنة ‪ 1990‬الذي غري مسار السياسة النقدية يف اجلزائر‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫‪1990‬‬ ‫رد االعتبار لبنك اجلزائر باسًتجاع سلتلف وظائفو وإدارتو للسياسة النقدية‪،‬وبالتايل تعترب سنة‬
‫نقطة حتول يف النظام ادلايل والنقدي اجلزائري‪ ،‬حيث مت تسيطر أىداف سلتلفة للسياسة النقدية بغرض‬
‫حتقيق كل من التوازن الداخلي واخلارجي لالقتصادي اجلزائري‪ ،‬ومنو سوفنقسم ىذا الفصل إىل ثالث‬
‫مباحث كالتايل‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أىم التعديالت النقدية يف اجلزائر خالل الفًتة ( ‪.)2017-2000‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬طور السياسة النقدية يف اجلزائر خالل الفًتة ( ‪.)2017-2000‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬فعالية السياسة النقدية يف اجلزائر خالل الفًتة ( ‪.)2017-2000‬‬

‫~ ‪~ 113‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫المبحث األول‪:‬أىم التعديالت النقدية في الجزائر خالل الفترة ( ‪)2017-2000‬‬

‫‪ 2000‬مرحلة تطورية جديدة تزامنت مع االرتفاع ادلتواصل والكبري‬ ‫دخل االقتصاد اجلزائري سنة‬
‫يف أسعار النفط‪ ،‬وىو ما أصبح يعرف بالطفرة النفطية اليت أثرت باإلغلاب على االقتصاد الوطين وجعلتو‬
‫يعيش يف حببوحة مالية يف ظل تدفق ادلوارد ادلالية اذلائلة على االقتصاد الوطين‪ ،‬حيث انعكسذلك علىكل‬
‫اإلصالح‬ ‫جوانب االقتصاد بصفة عامة واجلانب النقدي بصفة خاصة‪ ،‬فبعد أكثر من عشرية من تطبيق‬
‫‪ ،1990‬مت إدخال العديد من‬ ‫النقدي وفقا لإلطار القانوين ادلتعلق بالنقد والقرض الصادر يف أفريل‬
‫التعديالت النقدية خالل الفًتة ادلمتدة من ( ‪ ،)2017-2000‬واليت سوف نتطرق إليها يف ىذا ادلبحث‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التعديالت النقدية في الجزائر من ( ‪ 2000‬إلى ‪.)2004‬‬

‫دتثلت ىذه التعديالت فمايلي‪:‬‬

‫‪ ‬إصدار النظام ‪ 01-2000‬ادلؤرخ يف ‪ 13‬فيفري ‪ 2000‬ادلتعلق بعمليات إعادة اخلصم‬


‫والقروض وادلصارف‪.‬‬
‫‪ ‬صدور األمر ‪ 01-01‬ادلعدل وادلتمم للقانون ‪ 10-90‬وادلؤرخ يف ‪ 27‬فيفري ‪ 2001‬حيث‬
‫مس ىذا األمر الرئاسي وبصفة مباشرة اجلوانب اإلدارية يف تسيري بنك اجلزائر فقط دون ادلساس‬
‫بصلب القانون وموارده ادلط قبة‪.‬‬

‫حيث بعدما مت التقليل من أعلية وزارة ادلالية‪ ،‬أثبت بنك اجلزائر بعد سيطرة دامت عشرية كاملة‬
‫إحداث بعض التعديالت الضرورية على قانون النقد‬ ‫عدم فعاليتو يف حتقيق عدة أىداف مسطرة‪ ،‬مت‬
‫والقرض ‪ 10-90‬عن طريق إصدار األمر ‪ ،01-01‬حيث قام بالفصل بني رللس إدارة بنك اجلزائر‬
‫ورللس النقد والقرض فتسري بنك اجلزائر وإدارتو يتواله كل من‪:‬‬

‫‪ ‬ــ‬
‫محافظ بنك اجلزائر‪.‬‬
‫‪ ‬ثالثة (‪ )03‬نواب للمحافظ‪.‬‬
‫‪ ‬رللس اإلدارة (بدال من رللس النقد والقرض)‬

‫~ ‪~ 114‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫‪ ‬مراقب ـ ـ ـ ــان(‪.)1‬‬

‫أما رللس اإلدارة يتكون من‪:‬‬

‫‪ ‬احملافظ ر ـ‬
‫ئيسـا‪.‬‬
‫‪ ‬نواب احملافظ كأعضاء‪.‬‬
‫‪ ‬ثالثة موظفني سامني يعينهم رئيس اجلمهورية‪.‬‬

‫أما رللس النقد والقرض يتكون من‪:‬‬

‫‪ ‬أعضاء رللس إدارة بنك اجلزائر‪.‬‬


‫‪ ‬ثالثة شخصيات ؼلتارون حبكم كفاءهتم يف ادلسائل االقتصادية والنقدية(‪.)2‬‬
‫‪ ‬إصدار التعليمة رقم ‪ 2000-02‬ادلؤرخة يف ‪ 11‬أفريل ‪ ،2002‬ادلتضمنة إدخال اسًتجاع‬
‫‪ 24‬ساعة أو ألجل‬ ‫السيولة يف السوق النقدية عن طريق مناقصات فورية يف شكل ودائع دلدة‬
‫مقابل سعر الفائدة زلدد لكل عملية‪.‬‬
‫‪ ‬صدور األمر ‪ 11-03‬ادلعدل وادلتمم للقانون ‪10-90‬وادلؤرخ يف ‪ 26‬أوت ‪،2003‬ففي ظل‬
‫ىشاشة اجلهاز ادلصريف مقارنة بالتحوالت االقتصادية العادلية‪ ،‬وظهور فضيحيت بنك اخلليفة‬
‫والبنك الصناعي التجاري أدخل العديد من التعديالت على قانون النقد والقرض مبوجب ىذا‬
‫(‪)3‬‬
‫األمر هتدف إىل حتقيق مجلة من األىداف وىي كاآليت‪:‬‬
‫‪ -‬دتكني بنك اجلزائر من شلارسة أفضل لصالحياتو من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬التفرقة على مستوى بنك اجلزائر بني رللس اإلدارة ورللس النقد والقرض‪.‬‬
‫‪ ‬توسيع صالحيات رللس النقد والقرض‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق سالم‪ ،‬القطاع المصرفي الجزائري في ظل العولمة تقييم األداء ومتطلبات اإلصالح‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف علوم التسيري‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ ،03‬اجلزائر‪ ،2014 ،‬ص ص ‪.121-120‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاق سالم‪ ،‬مرجع نفسو‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪ -3‬بقيق ليلى امسهان‪ ،‬آلية تأثير السياسة النقدية في الجزائر ومعوقاتها الداخلية ‪ -‬دراسة قياسية ‪ ،-‬أطروحة دكتوراه يف العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة أيب بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪ ،2015 ،‬ص ص‪.328-326‬‬

‫~ ‪~ 115‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫للرقابة‪.‬‬
‫‪ ‬تأسيس ىيئة ـ ـ ـ‬
‫‪ ‬تدعيم استقاللية اللجنة ادلصرفية‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز االتصال والتشاور بني بنك اجلزائر واحلكومة يف اجملال ادلايل وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬إثراء زلتوى وشروط التقارير االقتصادية وادلالية وتسيري بنك اجلزائر (ادلواد من ‪ 28‬إىل ‪.)31‬‬
‫‪ -‬إنشاء جلنة مشًتكة بني بنك اجلزائرووزارة ادلالية لتسيري ادلوجودات اخلارجية وادلديونية اخلارجية‪.‬‬
‫‪ -‬التداول اجليد للمعلومات ادلالية‪.‬‬
‫‪ ‬توفري أحسن محاية للبنوك وادلودعني وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬تعزيز الشروط وادلعايري ادلتعلقة بًتاخيص اعتماد البنوك ومسرييها وإقرار العقوبات اجلزائية على‬
‫سلالفيها (ادلواد ‪.)95-82‬‬
‫‪ -‬تشديد العقوبات على كل االضلرافات أو التجاوزات يف شلارسة ادلهنة ادلصرفية‪.‬‬
‫‪ -‬ؽلنع على البنوك دتويل نشاط ادلؤسسات التابعة دلسرييها أو ادلساعلني فيما‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم شروط عمل مركزية ادلخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬ادلساعلة يف صندوق ضمان الودائع‪ ،‬حبيث تلتزم البنوك بادلشاركة يف ىذا الصندوق بعالوة‬
‫ضمان سنوية بنسبة ‪ %1‬على األكثر من مبلغ ودائعها‪.‬‬
‫‪ -‬إصدار النظام ‪ 02-04‬ادلؤرخ يف ‪ 04‬مارس احملدد لشروط تكوين االحتياطات اإلجبارية‬
‫الدنيا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التعديالت النقدية في الجزائر من ‪ 2005‬إلى ‪.2009‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نت ىذا الفًتة مجلة من التعديالت دتثلت فيما يلي‪:‬‬ ‫تضم‬

‫‪ ‬إصدار التعليمة رقم ‪ 05-04‬ادلؤرخة يف جوان ‪ 2005‬ادلتعلقة بالتسهيلة ادلغلة للفائدة‪.‬‬

‫‪ -1‬رسول محيد‪ ،‬تفعيل السياسيين النقدية والمالية لمعالجة االختالالت االقتصادية في الجزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.167‬‬

‫~ ‪~ 116‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫‪ ‬إصدار التعليمة ‪ 07-13‬ادلؤرخة يف ‪ 27‬ديسمرب ‪ 2007‬ادلعدلة وادلتممة للتعليمة رقم ‪-02‬‬


‫اإلجبارية‪ ،‬وفقاً دلادة ‪ 03‬من ىذه التعليمة حدد معدل‬ ‫‪ 04‬ادلتعلقة بنظام االحتياطات‬
‫االحتياطي اإلجباري عند ‪.%8‬‬
‫‪ ‬إصدار التعليمة رقم ‪ 08-02‬ادلؤرخة يف ‪ 11‬مارس ‪ 2008‬ادلعدلة للتعليمة رقم ‪05-01‬‬
‫اإلجبارية بنسبة‬ ‫ادلتعلقة بنظام االحتياطات اإلجبارية حتدد ىذه التعليمة مكافأة االحتياطات‬
‫‪.%0.75‬‬
‫‪ ‬إصدار النظام رقم ‪ 02-09‬ادلؤرخ يف ‪ 26‬ماي ‪ 2009‬ادلتعلق بعمليات السياسة النقدية حبيث‬
‫(‪)1‬‬
‫ػلدد ىذا النظام بشكل خاص ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬األطراف ادلقابلة لعمليات السياسة النقدية لبنك اجلزائر والعقوبات اليت ؽلكن ان تتعرض ذلا‬
‫يف حالة عدم احًتام التزاماهتا‪.‬‬
‫‪ -‬األوراق ادلؤىلة اليت يقبلها بنك اجلزائر يف السوق النقدية‪.‬‬
‫‪ -‬التسهيالت الدائمة (تسهيلة التسليفة اذلامشية‪ ،‬تسهيلة الودائعادلغلة للفائدة) اليت تتم مببادرة‬
‫من ادلصارف بصفتهم أطراف مقابلة لعمليات السياسة لنقدية‪.‬‬
‫‪ -‬إجراءات تدخل بنك اجلزائر يف السوق النقدية‪ ،‬وإجراءات حركة األموال اخلاصة بعمليات‬
‫السياسة لنقدية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التعديالت النقدية في الجزائر من ‪ 2010‬إلى ‪.2017‬‬

‫‪ ‬إصدار األمر رقم ‪ 04-10‬ادلؤرخ يف ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬ادلعدل وادلتمم لألمر رقم ‪11-03‬‬
‫اإلطار القانوين الذي ينظم‬ ‫ادلتعلق النقد والقرض‪ ،‬حيث تعزز ىذه التدابري التشريعية اجلديدة‬
‫القطاع ادلصريف يف اجلائر‪ ،‬وتقوي اإلرساء القانوين الستقرار ادلايل كمهمة صرػلة لبنك اجلزائر‬
‫(‪)2‬‬
‫خاصة من زاوية مراقبة اخلطر النظامي إضافة إىل مهمتو ادلتعلقة بتحقيق االستقرار يف األسعار‪.‬‬

‫‪ -1‬بنك اجلزائر‪ ،‬التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪ ،2012 ،‬ص ص ‪.176-175‬‬
‫‪ -2‬بقيق ليلى امسهان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.329‬‬

‫~ ‪~ 117‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫أدت األوضاع الصعبة اليت شهدىا االقتصاد اجلزائري ‪ ،‬وذلك نتيجة للصدمات اخلارجية احلادة‬
‫الناجتة عن اطلفاض أسعار احملروقات يف السوق الدولية‪ ،‬إىل قيام السلطات العمومية حبكمة مبنع اللجوء إىل‬
‫ادلديونية اخلارجية للخروج من األزمة ادلالية اليت دتر هبا البالد‪ ،‬وذلذه األسباب قررت احلكومة اللجوء إىل‬
‫أداة دتويل مت استعماذلا يف السنوات األخرية عرب العامل وادلعروفة حتت اسم " التمويل غري التقليدي " أو "‬
‫التسهيلة الكمية "‪ ،‬حيث أن ىذه األداة ظهرت ألول مرة يف اليابان يف سنوات التسعينات‪ ،‬كما استعملت‬
‫يف الواليات ادلتحددة األمريكية مث يف أوروبا بعد األزمة ادلالية اليت ظهرت سنة ‪ ،2008‬وقصد إدراج أداة‬
‫التمويل اجلديدة ىذه مت تعديل قانون النقد والقرض بتاريخ ‪ 11‬أكتوبر ‪ 2017‬وذلك من خالل إصدار‬
‫القانون ‪ 10-17‬الذي يتمم األمر ‪ 11-03‬ادلتعلق بالنقد والقرض حيث يعد ىذا التعديل األخري‬
‫تعديالً ذو طابع انتقايل يكون تنفيذه زلدوداً يف الزمن‪ ،‬وقد دتت صياغة ىذا التعديل ضمن مادة واحدة‬
‫والقرض(‪،)1‬وعليو تنص ادلادة‬ ‫وىي ادلادة رقم ‪ 45‬مكرر‪ .‬ال يؤثر يف مضمون بقية أحكام قانون النقد‬
‫األوىل من القانون رقم ‪ 10-17‬السابق الذكر على ما يلي‪ ")2( :‬بغض النظر عن كل األحكام ادلخالفة‪،‬‬
‫يقوم بنك اجلزائر ابتداء من دخول ىذا احلكم حيز التنفيذ بشكل استثنائي ودلدة مخس سنوات‪ ،‬بشراء‬
‫مباشرة عن اخلزينة العمومية السندات ادلالية اليت تصدرىا ىذه األخرية من أجل ادلساعلة على وجو‬
‫اخلصوص يف تغطية احتياجات اخلزينة‪ ،‬دتويل الدين العمومي الداخلي‪ ،‬دتويل الصدوق الوطين لالستثمار‬
‫"‪.‬‬

‫وتنبغياإلشارة إىل أن ادلصادقة على ىذا التعديل تأيت يف ظل ختوف كبري لدى خرباء الساحة‬
‫البنكية وادلالية اجلزائرية الذين يعتربونو مبثابة عملية جتميل لطبع نقود احملفوفة بادلخاطر‪ ،‬واليت ينجر عنها‬
‫زيادة كبرية لنسب التضخم وتراجع رىيب للقدرة الشرائية للدينار‪ ،‬وإخالل كبري بدور البنك ادلركزي يف كبح‬
‫التضخم واحملافظة على استقرار العملة الوطنية‪.‬‬

‫‪ -1‬أبو بكر خوالد‪ ،‬تقييم إصالح قانون النقد والقرض الجزائري وإبراز التعديالت الطارئة عليو‪ ،‬رللة العلوم السياسية والقانون‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،07‬اجمللد ‪ ، 02‬تصدر عن ادلركز الدؽلقراطي العريب أدلانيا‪ ،‬برلني‪ ،‬فرباير ‪ ،2018‬ص ص‪.202-201‬‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 10-17‬ادلعدل وادلتمم لألمر ‪ 11-03‬ادلتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬ادلادة ‪.01‬‬

‫~ ‪~ 118‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تطور السياسة النقدية في الجزائر خالل الفترة ( ‪.)2017-2000‬‬

‫لقد مرت السياسة النقدية يف اجلزائر بالعديد من التطورات‪ ،‬شلا أدى إىل تعدد أىدافها وتغريىا اثر‬
‫كل تعديل‪ ،‬كما أهنا يف سعيها ادلستمر لتحقيق سلتلف أىدافها ادلسطرة تقوم بتطبيق رلموعة من األدوات‬
‫دتاشياً مع الوضع االقتصادي السائد يف كل فًتة ومنو سوف نتطرق يف ىذا ادلبحث إىل أىداف السياسة‬
‫النقدية يف اجلزائر‪ ،‬وأدواهتا وأىم نتائجها‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬أىداف السياسة النقدية في الجزائر‪.‬‬

‫‪ 55‬من القانون ‪ 10-90‬ادلتعلق بالنقد والقرض واليت تنص على‪ ":‬تتمثل مهمة‬ ‫حددت ادلادة‬
‫البنك ادلركزي يف رلال النقد والقرض والصرف يف توفري أفضل الشروط لنمو منتظم لالقتصاد الوطين‬
‫واحلفاظ عليها بإظلاء مجيع الطاقات اإلنتاجية الوطنية مع السهر على االستقرار الداخلي واخلارجي‬
‫للنقدوذلذا العرض يكلف بتنظيم احلركة النقدية ويوجو ويراقب جبميع الوسائل ادلالئمة‪ ،‬توزيع القرض ويسهر‬
‫على حسن إدارة التعهدات ادلالية جتاه اخلارج واستقرار سوق الصرف " (‪.)1‬‬

‫السياسة النقدية ‪ ،‬حيث تعددت ىذه األىداف لتشمل ىدف يتمثل يف حتقيق معدل ظلو‬ ‫أىداف‬
‫اقتصادي منتظم يف ادلقام األول إىل جانب حتقيق التشغيل الكامل‪ ،‬أما ىدف استقرار األسعار واحلفاظ‬
‫على استقرار العملة جعال يف ادلقام الثاين‪.‬‬

‫‪ 11-03‬ادلعدل وادلتمم للقانون ‪ 10-90‬يف مادتو ‪ 35‬اليت حلت زلل ادلادة ‪55‬‬ ‫غري أن األمر‬
‫اليت ذكرت سابقاً واليت نصت على " تتمثل مهمة بنك اجلزائر يف ميادين النقد والقرض والصرف يف توفري‬
‫أفضل الشروط واحلفاظ عليها لنمو سريع لالقتصاد مع السهر على االستقرار الداخلي واخلارجي للنقد‬
‫"(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬ادلادة ‪ 55‬من قانون النقد والقرض ‪.10-90‬‬


‫‪ -2‬ادلادة ‪ 35‬من األمر ‪.11-03‬‬

‫~ ‪~ 119‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫اإلنعاش‬ ‫استبدل النمو ادلنتظم بالنمو السريع‪ ،‬وىذا ما تفسره السياسة ادلالية التوسعية اليت بدأت بربنامج‬
‫االقتصادي‪ ،‬غري أننا الحظنا أن ادلادة ‪ 35‬من األمر ‪ 11-03‬ألغت ىف أظلاء مجيع الطاقات اإلنتاجية‬
‫أي إعلال التشغيل الكامل وبقي اذلدف النهائي للسياسة النقدية ىو االستقرار الداخلي واخلارجي للعملة‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫يف حني بقي التكفل باالستقرار ادلايل اذلدف الثاين للسياسة النقدية حيث تنص الفقرة الثابتة من‬
‫ادلادة ‪ 35‬األمر ‪ 11-03‬على ما يلي‪( :‬ذلذا الغرض يكلف بتنظيم احلركة النقدية‪ ،‬ويوجو ويراقب بكل‬
‫الوسائل ادلالئمة توزيع القرض‪ ،‬ويسهر على حسن سري التعهدات ادلالية جتاه اخلارج وضبط سوق‬
‫الصرف)‪.‬‬

‫األسعار كهدف هنائي للسياسة النقدية تدعم يف اجلزائر‪.‬‬ ‫غري أن التأكيد على ىدف االستقرار يف‬

‫‪ 11-03‬مبوجب األمر رقم ‪ 04-10‬الصادر يف ‪ 26‬أوت ‪2010‬‬ ‫من خالل تعديل األمر‬
‫األسعار‬ ‫حيث يتم تعديل ادلادة ‪ 35‬منو كما يلي‪ ":‬تتمثل مهمة بنك اجلزائر يف احلرص على استقرار‬
‫باعتباره ىدفاً من أىداف السياسة النقدية‪،‬ويف توفري أفضل الشروط يف ميادين النقد والقرض والصرف‬
‫واحلفاظ عليها لنمو سريع لالقتصاد مع السهر على االستقرار النقدي وادلايل‪ ،‬وذلذا الغرض يكلف بتنظيم‬
‫احلركة النقدية‪ ،‬ويوجو ويراقب‪ ،‬بكل الوسائل ادلالئمة‪ ،‬توزيع القرض وتنظيم السيولة‪ ،‬ويسهر على حسن‬
‫تسيري التعهدات ادلالية جتاه اخلارج وضبط سوق الصرف ‪ ،‬والتأكد من سالمة النظام ادلصريف وصالبتو (‪.)1‬‬

‫حيث يشكل ىذا األمر إصالحاً ىاماً إلطار السياسة النقدية مربزاً أعلية استهداف التضخم‪ ،‬من‬
‫ىنا أصبح ىدف التضخم أساسياً مقارنة باذلدف الكمي للنقد والقرض والذي ؽلكن اعتباره ىدفا وبسيطاً‬
‫إىل جانب سعر الصرف‪ ،‬حيث قام بنك اجلزائر يف إطار السعي للمتابعة الصارمة لعملية التضخم يف‬
‫اجلزائر بإعداد ظلوذج للتنبؤ على ادلدى القصري بالتضخم‪ ،‬وتعترب سنة ‪ 2012‬بداية التوجو ضلو استهداف‬
‫التضخم على األفاق متوسطة األجل‪.‬‬

‫‪ -1‬ادلادة ‪ 2‬من األمر ‪.10-04‬‬

‫~ ‪~ 120‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫وحتقيق اذلدف النهائي للسياسة النقدية يف السنوات األخرية يتم عن طريق ىدفني وسيطيني‬
‫يتمثالن يف حتديد معدالت ظلو اجملاميع النقدية والقرضية سنوياً‪ ،‬حيث يعرض بنك اجلزائر جمللس النقد‬
‫والقرض يف بداية كل سنة‪ ،‬توقعاتو بشأن تطور اجملاميع النقدية والقرضية ويقًتح أدوات السياسة النقدية‬
‫الكفيلة بتحقيق ىذه األىداف الوسيطة ومن مث حتقيق اذلدف النهائي (‪.)1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أدوات السياسة النقدية في الجزائر‪.‬‬

‫‪ 2000‬إىل غاية ‪ 2017‬فيما يلي‪:‬‬ ‫تتمثل أىم األدوات ادلطبقة من طرف بنك اجلزائر منذ سنة‬

‫أوال‪ :‬االحتياطي اإلجباري‪.‬‬

‫بعد أن كان يصعب تطبيق ىذا األسلوب يف التسعينات‪ ،‬أصبحت ىذه األداة تستعمل بشكل‬
‫نشط طيلة ىذه الفًتة‪ ،‬وذلك على اثر فائض السيولة ادلصرفية‪ ،‬وعليو جلأ بنك اجلزائر إىل رفع معدل‬
‫االحتياطي اإلجباري هبدف امتصاص الفائض من السيولة يف السوق النقدية‪ ،‬ومت توضيح اإلطار العملي‬
‫ذلذه األداة وفق التنظيم رقم ‪ 02-04‬الصادر يف ‪ 04‬مارس ‪ ،2004‬واحملدد لشروط تكوين احلد أدىن‬
‫من االحتياطات اإلجبارية حيث بلغت نسبة االحتياطات اإلجبارية ماي ‪ %6 2004‬وبقية ثابتة سنة‬
‫‪ ،2005‬مث مت رفع ىذه النسبة إىل ‪ %8‬بواسطة التعليمة رقم ‪ 07-13‬ادلؤرخة يف ‪ 24‬ديسمرب ‪2007‬‬
‫ادلعدلة وادلتممة لتعليمة ‪ 02-04‬مث انتقل إىل ‪%9‬سنة ‪ 2011‬مث ‪ %11‬سنة ‪ 2012‬وبلغت قيمة‬
‫االحتياطات اإلجبارية حوايل ‪ 75410‬مليار دج يف ديسمرب ‪ ،2012‬وىو ما يشكل حوايل ‪ %18‬إىل‬
‫‪ %20‬من السيولة ادلصرفية لدى بنك اجلزائر (‪ ،)2‬مث ارتفع معدل االحتياطي اإلجباري إىل ‪ %12‬سنة‬
‫‪ 2013‬وبقي ثابتاً إىل غاية ‪ 2015‬مث بلغ ‪ %8‬يف كل من سنة ‪ 2016‬و‪.)3(2017‬‬

‫‪ -1‬بنك اجلزائر‪ ،‬التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.171‬‬
‫‪ -2‬بنك اجلزائر التقرير السنوي‪ ،2012 ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.199‬‬
‫‪ -3‬بنك اجلزائر‪ ،‬النشرة اإلحصائية الثالثية ديسمرب ‪ ،2017‬ص‪.17‬‬

‫~ ‪~ 121‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫ثانيا‪ :‬استرجاع السيولة‪:‬‬

‫‪ 2002-02‬الصادرة يف ‪ 11‬أفريل‬ ‫مت دخول ىذه األداة حيز التطبيق مبوجب التعليمة رقم‬
‫‪ 2002‬واليت أدخل مبوجبها أسلوب اسًتجاع السيولة لـ ‪ 7‬أيام ضمن أساليب تدخل البنك ادلركزي‬
‫اجلزائري يف السوق النقدية‪ ،‬ليتم تدعيمها الحقاً بأسلوب اسًتجاع السيولة لـ ثالثة أشهر من أوت‬
‫‪ ،2005‬ويف ‪ 2013‬مت إدخال أداة جديدة تتمثل يف اسًتجاعات دلدة ستة أشهر‪.‬‬

‫ومبوجب ىذا األسلوب يعلن بنك اجلزائر عن رغبة يف امتصاص السيولة من السوق النقدية عن‬
‫طريق ادلناقصة وذلك بعرض ادلبلغ ادلراد سحبو مبعدل فائدة يعني من طرف بنك اجلزائر نفسو(‪.)1‬‬

‫ولقد ساعلت ىذه األداة يف امتصاص كمية ىائلة من السيولة النقدية منذ بداية استعماذلا سنة‬
‫ادلتداولة‪ ،‬كم ا أن ىذه األداة أصبحت‬ ‫‪ ،2002‬وبالتايل فهي تسمح بتحكم أكثر يف الكتلة النقدية‬
‫مفضلة لدى بنك اجلزائر‪ ،‬خاصة وأهنا تستعمل للتنظيم النهائي للسيولة ادلصرفية(‪.)2‬‬

‫ثالثا‪ :‬التسهيلة الخاصة بالوديعة المغلة للفائدة‪:‬‬

‫إدخال ىذه األداة يف أوت ‪ ،2005‬وىي تقنية تسمح للبنوك بإصلاز ودائع ‪24‬سا ‪24 /‬سا‬ ‫مت‬
‫لدى بنك اجلزائر‪ ،‬ومت إقرارىا مبوجب التعليمة رقم ‪ 05-04‬الصادرة يف ‪ 14‬جوان ‪ ،2005‬وىذه‬
‫الوسيلة منحت مرونة كبرية للبنوك يف تسيري ميزانياهتا‪ ،‬حيث يتم مكافأة ىذه التسهيلة مبعدل ثابت يعلن‬
‫عنو بنك اجلزائر مسبقاً‪ ،‬وؽلكنو تغيريه حسب تقلبات السوق وتطور ىيكل ادلعدالت (‪.)3‬‬

‫‪ ،2005‬عرفت ادلبالغ ادلمتصة من خالذلا تزايد مستمر‬ ‫ومنذ بداية استخدام ىذه األدات سنة‬
‫للفًتة ( ‪ )2008-2005‬لتصل ‪ 1400.4‬مليار دج سنة ‪ ،2008‬مث عرفت تراجع يف سنة ‪ 2009‬و‬
‫‪ 2010‬نتيجة الًتاجع يف السيولة ادلصرفية لدى البنوك اليت تأثرتا بًتاجع صايف ادلوجودات اخلارجية سنة‬

‫‪ -1‬بقيق ليلى امسهان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.335‬‬


‫‪ -2‬رايس فضيل‪ ،‬تحديات السياسة النقدية ومحددات التضخم في الجزائر (‪ ،)2011-2000‬رللة البحوث االقتصادية العربية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2013 ،21‬ص‪.199‬‬
‫‪ -3‬بنك اجلزائر‪ ،‬التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي‪ ،2008 ،‬ص‪.182‬‬

‫~ ‪~ 122‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫‪ ،2009‬مث ارتفعت بعدىا يف سنيت ‪ 2011‬و ‪ ،2012‬وبعدىا اطلفضت إىل ‪ 468.9‬مليار دج سنة‬
‫‪ ،2014‬ومنو ؽلكن القول أن أداة التسهيلة اخلاصة بالوديعة ادلغلة للفائدة أداة فعالة ونشيطة حبيث أعطى‬
‫بنك اجلزائر ذلا أعلية بالغة من حيث االستخدام(‪.)1‬‬

‫‪ -‬معدل إعادة الخصم‪:‬‬

‫‪ 10-90‬أصبح استعمال معدل إعادة اخلصم كأداة ىامة من‬ ‫بعد صدور قانون النقد والقرض‬
‫أدوات السياسة النقدية يف اجلزائر‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت وحتديداً يف سنة ‪ 1994‬عرف معدل إعادة اخلصم‬
‫عدة تطورات كانت يف رلملها تتماشى وحاجة السوق النقدية وادلصرفية للسيولة‪ ،‬وذلذا فقد أصبح تقريباً‬
‫كل سنة ؼلضع إىل تعديالت يف معدالتو‪ ،‬وذلك بسبب النمو الشديد للكتلة النقدية خاصة أثناء سنوات‬
‫األلفية الثالثة اليت شهدت إطالق احلكومة لربامج اقتصادية ضخمة على غرار برنامج اإلنعاش االقتصادي‬
‫والربنامج التكميلي لدعم النمو‪ ،‬فضالً عن حتقيق بنك اجلزائر ذلدف التخفيف من حدة التضخم الذي‬
‫حدد كهدف هنائي للسياسة النقدية‪ ،‬وبذلك فإن معدل إعادة اخلصم أصبح يستعمل يف إطاره الصحيح‬
‫مبا ؼلدم أىداف السياسة النقدية‪ ،‬حيث سجل ىذا ادلعدل يف بداية سنة ‪ %8.5 2000‬لينخفض بعدىا‬
‫إىل ‪ %7.5‬يف هناية جانفي من نفس السنة مث استمر يف االطلفاض بعدىا حيث بلغ ‪ %6‬سنة ‪ 2002‬و‬
‫‪ % 5.5‬سنة ‪ 2003‬لغاية استقراره عند ‪ %4‬سنة ‪ ،2004‬وىذا االطلفاض ما ىو إال نتيجة الطلفاض‬
‫جلوء البنوك إىل طلب إعادة التمويل من طرف بنك اجلزائر بسبب فائض السيولة ادلصرفية‪ ،‬بعدىا ثبت‬
‫معدل إعادة اخلصم عند مستوى ‪ %4‬منذ سنة ‪ 2004‬إىل غاية سنة ‪ ،2015‬وأمام االجتاه التنازيل‬
‫للسيولة ادلصرفية يف سنة ‪ ،2015‬خفض بنك اجلزائر عتبات اسًتجاع السيولة يف سنة ‪ ،2016‬وذلك من‬
‫خالل ختفيض معدل االحتياطات اإلجبارية وعادة تفعيل معدل إعادة اخلصم لضمانإعادة دتويل ادلصارف‬
‫التجارية(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬بن العارية حسني وعبد السالم بلبايل‪ ،‬تحليل فعالية أدوات السياسة النقدية في فائض السيولة المصرفية – حالة الجزائر – خالل‬
‫الفترة (‪ ،)2014-2000‬رللة اقتصاديات ادلال واألعمال‪ ،‬جامعة عبد احلفيظ بوصوف‪ ،‬مسيلة‪ ،‬العدد ‪ ،4‬اجلزائر‪ ،‬ديسمرب ‪ ،2017‬ص‬
‫ص‪.206-205‬‬
‫‪ -2‬بنك اجلائر‪ ،‬التقرير السنوي للطور االقتصادي والنقدي‪ ،2016 ،‬ص‪.139‬‬

‫~ ‪~ 123‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫اإلجباري اسًتجاع السيولة والتسهيلة اخلاصة بالوديعة ادلغلة للفائدة) من‬ ‫ويعترب (معدل االحتياطي‬
‫أىم األدوات اليت يستخدمها بنك اجلزائر يف حتقيق األىداف ادلسطرة‪.‬‬

‫وبشأن نظام األمانات ومناقصات القروض‪ ،‬استعملتا ىاتني األداتني يف بداية العشرية لتنخفض‬
‫معدالهتا لغاية سنة ‪ ،2005‬ومنذ ىذه السنة ختلى بنك اجلزائر عن استعمال ىاتني الوسيلتني ألن اذلدف‬
‫أصبح امتصاص السيولة من السوق النقدية‪ ،‬كما مت الًتاجع كذلك عن استعمال عمليات السوق ادلفتوحة‬
‫يف اجلزائر واليت مل تطبق إال مرة واحدة من طرف بنك اجلزائر يف ديسمرب ‪ ،1996‬حيث يرجع الًتاجع يف‬
‫استعمال ىذه األداة إىل ضيق السوق النقدية يف اجلزائر وغياب سوق مالية فعالة‪ ،‬إال أنو يف سنة ‪2016‬‬
‫شهدت اجلزائر تغرياً جذريا يف إدارة السياسة النقدية حيث حتول اجتاىها ضلو استعمال أدوات ضح السيولة‬
‫وذلك من خالل عمليات السوق ادلفتوحة ولذلك لضمان إعادة التمويل للنظام ادلصريف‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬نتائج السياسة النقدية في الجزائر خالل الفترة ( ‪.)2017-2000‬‬

‫أوال‪ :‬تطور الكتلة النقدية في الجزائر‪.‬‬

‫تعرف الكتلة النقدية بأهنا حجم النقد ادلتداول يف أي اقتصاد‪ ،‬وتطور الكتلة النقدية يف اجلزائر‬
‫نوضحو وفق اجلدول التايل‪:‬‬

‫~ ‪~ 124‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫الجدول (‪ :)02‬تطور الكتلة النقدية يف اجلزائر للفًتة (‪.)2017-2000‬‬


‫ودائع لدى‬ ‫معدل نمو‬ ‫التداول‬
‫الخزينةولدى‬ ‫‪M2‬‬ ‫النقدي خارج‬ ‫الكتلة النقدية‬
‫أشباه النقود‬ ‫النقد‬ ‫السنوات‬
‫الصكوك‬ ‫البنك‬ ‫‪M2‬‬
‫البريدية‬ ‫المركزي‬
‫‪96.2‬‬ ‫‪%13‬‬ ‫‪484.5‬‬ ‫‪2022.5‬‬ ‫‪974.3‬‬ ‫‪1048.5‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪106.4‬‬ ‫‪%22.3‬‬ ‫‪577.2‬‬ ‫‪2473.5‬‬ ‫‪1235‬‬ ‫‪1238.5‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪109.4‬‬ ‫‪%17.3‬‬ ‫‪664.7‬‬ ‫‪2901.53‬‬ ‫‪1485.2 1416.3‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪130.1‬‬ ‫‪%15.6‬‬ ‫‪781.4‬‬ ‫‪3354.41‬‬ ‫‪1723.9‬‬ ‫‪1631‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪158.3‬‬ ‫‪%10.5‬‬ ‫‪874.3‬‬ ‫‪3738‬‬ ‫‪1478.7 2165.6‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪276‬‬ ‫‪%11.7‬‬ ‫‪921‬‬ ‫‪4160.90‬‬ ‫‪1632.9 2437.5‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪335.8‬‬ ‫‪%18.6‬‬ ‫‪1081.4‬‬ ‫‪4857.87‬‬ ‫‪1649.8 3177.8‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪378.7‬‬ ‫‪%24.2‬‬ ‫‪1284.4‬‬ ‫‪5994.60‬‬ ‫‪1761‬‬ ‫‪4233.6‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪459.8‬‬ ‫‪%16‬‬ ‫‪1540‬‬ ‫‪6955.9‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫‪4964.9‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪572.9‬‬ ‫‪%3.1‬‬ ‫‪1829.4‬‬ ‫‪7173.1‬‬ ‫‪2228.9 4944.2‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪735.5‬‬ ‫‪%15.4‬‬ ‫‪2098.6‬‬ ‫‪8162.8‬‬ ‫‪2524.3 5756.4‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪1034‬‬ ‫‪%19.9‬‬ ‫‪2571.5‬‬ ‫‪9929.2‬‬ ‫‪2787.5 7171.7‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪1349‬‬ ‫‪%10.9‬‬ ‫‪2952.3‬‬ ‫‪11015.1‬‬ ‫‪3333.6 7681.5‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪1481.3‬‬ ‫‪%8.4‬‬ ‫‪3204‬‬ ‫‪11941.5‬‬ ‫‪3691.7 8249.8‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪1483.3‬‬ ‫‪%12.06‬‬ ‫‪3658.9‬‬ ‫‪13686.7‬‬ ‫‪4083.7 9580.2‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪1244.6‬‬ ‫‪%0.13‬‬ ‫‪4108.1‬‬ ‫‪13704.5‬‬ ‫‪4443.3 9261.1‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪1164.4‬‬ ‫‪%0.81‬‬ ‫‪4497.2‬‬ ‫‪13816.3‬‬ ‫‪4409.3‬‬ ‫‪9407‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪1090.4‬‬ ‫‪%5.48‬‬ ‫‪4822.6‬‬ ‫‪14573.8‬‬ ‫‪4653.7 9920.1‬‬ ‫‪2017‬‬
‫المصدر‪ :‬منإعداد الطالبة باالعتماد على تقارير بنك اجلزائر‪-2013-2008-2003-2002 ،‬‬
‫‪.2017-2014‬‬
‫~ ‪~ 125‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫‪ )01‬أن الكتلة ( ‪ )M2‬عرفت توسعاً كبرياً خالل الفًتة ( ‪-2008‬‬ ‫نالحظ من خالل اجلدول (‬
‫‪ ،)2000‬حيث بلغت قيمتها ‪ 2473.5‬مليار دج يف سنة ‪ 2001‬مقابل ‪ 2022.5‬ملياردج يف سنة‬
‫‪ ،2000‬أي مبعدل ارتفاع سنوي قدره ‪ ،%22.3‬ويرجع ذلك اىل الزيادة يف األرصدة النقدية الصافية‬
‫اخلارجية اليت بلغت ‪ 1310.8‬مليار دج سنة ‪ ،2001‬باإلضافة إىل إطالق احلكومة لربنامج اإلنعاش‬
‫االقتصادي الذي أقره رئيس اجلمهورية يف أفريل ‪ ،2001‬والذي خصص لو مبلغ ‪ 07‬ماليري دوالر أي ما‬
‫يعادل ‪ 520‬مليار دج‪ ،‬لكن سرعان ما تراجع معدل ظلو الكتلة النقدية ( ‪ )M2‬ابتداء من سنة ‪2002‬‬
‫‪ ،2005 ،2004 ،2003‬ما يقارب ‪،%17.3‬‬ ‫وإىل غاية سنة ‪ ،2005‬إذ بلغ خالل سنوات‬
‫‪ %105 ،%15.6‬على التوايل وىو ما يعكس االستقرار النقدي احملقق يف ىذه الفًتة والذي اقره األمر‬
‫االرتفاع انطالقا من سنة‬ ‫‪ 11-03‬كهدف من أىداف السياسة النقدية‪ ،‬واستمرت الكتلة النقدية يف‬
‫‪ 2006‬حيث بلغت ‪ 4857.6‬مليار دج أي مبعدل ظلو قدره ‪ %18.6‬ويرجع سبب ذلك إىل الزيادة يف‬
‫‪2007‬‬ ‫األرصدة النقدية الصافية لبنك اجلزائر‪ ،‬نتيجة ارتفاع أسعار البًتول حيث بلغ سعر النفط سنة‬
‫حوايل ‪ 75‬دوالر للربميل‪.‬‬

‫‪ %16‬بنسبة ‪ 2008‬و‪ %3.1‬يف ‪2009‬‬ ‫لكن سرعان ما اطلفض معدل ظلو الكتلة النقدية إىل‬
‫‪2010‬فقد‬ ‫نتيجة ألثر األزمة ادلالية العادلية اليت ترتب عنها تراجع ادلوجودات اخلارجية الصافية‪ ،‬أما سنة‬
‫دتيزت بالعودة إىل التوسع النقدي بوترية ‪ %15.4‬مبفهوم الكتلة النقدية ( ‪ )M2‬مث ارتفع إىل ‪%19.9‬‬
‫‪2010‬‬ ‫سنة ‪ 2011‬ويرجع ىذا التوسع إىل ارتفاع ادلوجودات اخلارجية الصافية اليت بلغت خالل سنيت‬
‫و‪ 2011‬ظلواً قدره ‪%10.21‬و‪ %15.6‬على التوايل‪ ،‬أما سنوات ( ‪ )2013-2012‬عرفت نوعاً من‬
‫االستقرار‪.‬‬

‫أسعار البًتول والذي بدأ يف ‪ 2015‬واستمر يف‬ ‫لكن سرعان ما تسبب االطلفاض احلاد يف‬
‫‪ 2016‬يف حدوث عجوزات كبرية يف الرصيد اإلمجايل دليزان ادلدفوعات‪ ،‬عكس التقلص ادلعترب لالحتياطي‬
‫‪ )M2‬يف سنة‬ ‫النقدي‪ ،‬الناجم عن ىذه العجوزات النمو الضعيف أو شبو ادلنعدم يف الكتلة النقدية (‬
‫‪ ،2017‬حيث بلغ‬ ‫‪ )%0.81 ( 2016‬و ( ‪ )%0.3‬سنة ‪ 2015‬مث عادة الرتفاع رلدداً يف سنة‬
‫‪ %5.48‬وذلك بسبب التحسن الطفيف يف أسعار البًتول‪.‬‬

‫~ ‪~ 126‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫ثانيا‪ :‬تحليل تطور مقابالت الكتلة النقدية‪.‬‬

‫تتكون مقابالت الكتلة من األصول اخلارجية الصافية‪ ،‬القروض ادلقدمة االقتصاد والقروض ادلقدمة‬
‫للدولة‪ ،‬إذ تشمل األصول اخلارجية الصافية العملة الصعبة ادلوجودة لدى اجلهاز ادلصريف‪ ،‬واليت يأيت‬
‫مصدرىا من‪ :‬صادرات السلع واخلدمات وادلداخيل الصافية لرؤوس األموال وحتويالت األشخاص إىل‬
‫اخلارج‪ ،‬يف حني دتثل القروض ادلقدمة إىل االقتصاد رلموع القروض ادلمنوحة من طرف اجلهاز ادلصريف إىل‬
‫األعوان االقتصاديني غري ادلاليني دلواجهة احتياجاهتم‪ ،‬أما القروض ادلقدمة إىل الدولة فإهنا تشمل تسبيقات‬
‫البنك ادلركزي للخزينة ‪،‬االكتتاب يف سندات اخلزينة من طرف البنوك التجارية وودائع ادلؤسسات‬
‫واألشخاص يف حسابات اخلزينة ومنها احلسابات الربيدية‪.‬‬

‫وتطور مقابالت الكتلة النقدية يف اجلزائر يوضحو اجلدول التايل‪:‬‬

‫~ ‪~ 127‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫الجدول (‪ :)03‬تطور مقابالت الكتلة النقدية يف اجلزائر خالل الفًتة ( ‪.)2017-2000‬‬

‫القروض المقدمة‬ ‫القروض المقدمة‬ ‫األصول الخارجية‬


‫السنة‬
‫لالقتصاد‬ ‫للحكومة‬ ‫الصافية‬
‫‪993.7‬‬ ‫‪677.5‬‬ ‫‪775.9‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪1078.4‬‬ ‫‪569.7‬‬ ‫‪1310.8‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪1266.8‬‬ ‫‪578.7‬‬ ‫‪1755.7‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪1378.9‬‬ ‫‪420.8‬‬ ‫‪2342.6‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪1535.0‬‬ ‫‪-20.06‬‬ ‫‪3119.2‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪1779.8‬‬ ‫‪-939.3‬‬ ‫‪4179.4‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪1905.4‬‬ ‫‪-1304.1‬‬ ‫‪5515.0‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪2205.2‬‬ ‫‪-2139.1‬‬ ‫‪7415.5‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪2615.5‬‬ ‫‪-3627.3‬‬ ‫‪10246.9‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪3086.5‬‬ ‫‪-3488.9‬‬ ‫‪10885.7‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪3268.1‬‬ ‫‪-3992.9‬‬ ‫‪11996.5‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪3726.5‬‬ ‫‪-3406.6‬‬ ‫‪13922.4‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪4287.6‬‬ ‫‪-3334.1‬‬ ‫‪14940‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪5156.3‬‬ ‫‪-3235.4‬‬ ‫‪15225.2‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪6504.6‬‬ ‫‪-1992.4‬‬ ‫‪15734.5‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪7277.2‬‬ ‫‪567.5‬‬ ‫‪15375.4‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪7909.9‬‬ ‫‪2682.2‬‬ ‫‪12596.0‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪8664.5‬‬ ‫‪3659.7‬‬ ‫‪11636.7‬‬ ‫‪2017‬‬

‫المصدر‪ :‬منإعداد الطالبة باالعتماد على تقارير بنك اجلزائر‪.2017 ،2013 ،2008 ،2003 ،‬‬

‫‪ ،)02‬أن األصول اخلارجية الصافية عرفت زيادة مستمرة كل سنة‬ ‫نالحظ من خالل اجلدول (‬
‫حيث بلغت يف سنة ‪2000‬ما يعاد ل ‪ 775.9‬مليار دج مث صلت إىل ‪ 4179.4‬مليار دج يف سنة‬
‫‪ ،2005‬واستمرتفي الزيادة يف سنة ‪ 2006‬و ‪ 2007‬لتصل يف سنة ‪ 2008‬ما يعادل ‪10245.9‬‬

‫~ ‪~ 128‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫مليار دج مث ‪ 15734.5‬مليار دج يف ‪ ،2014‬وترجع ىذه الزيادة ادلسجلة يف األصول اخلارجية الصافية‬


‫إىل ارتفاع أسعار احملروقات يف السوق الدولية واليت بلغت سنة ‪ 2005‬ما يعادل ‪ 54.64‬دوالر للربميل‬
‫مقابل ‪ 28.59‬دوالر للربميل يف سنة ‪ ،2000‬ووصلت إىل ‪ 109.55‬دوالر سنة ‪ 2013‬مث سرعان ما‬
‫اطلفضت سنة ‪2014‬اىل ‪ 91‬دوالر للربميل وشكل ىذا االطلفاض ابتداء من جوان ‪ 2014‬واستمراره‬
‫طوال سنة ‪ 2015‬صدمة كبرية على االقتصاد حيث عرفت األصول اخلارجية الصافية تقلصاً بنسبة‬
‫‪ %2.28‬سنة ‪ )1(2015‬لتشهد بعدىا تقلصاً قويا بنسبة ‪ %18.2‬يف ‪ ،)2(2016‬حيث بلغت قيمتها‬
‫‪ 153754‬مليار دج و ‪ 12596‬مليار دج على التوايل مث بلغت يف سنة ‪ 2017‬ما يعادل ‪11636.7‬‬
‫مليار دج‪.‬‬

‫أما بالعودة إىل القروض ادلقدمة لالقتصاد‪ ،‬باعتبارىا ادلقابل الثاين للكتلة النقدية‪ ،‬سجلت ظلواً قوياً‬
‫خالل األلفية الثالثة‪ ،‬حيث انتقلت من ‪993.7‬مليار دج سنة ‪ 2000‬إىل ‪ 1078.4‬مليار دج ويفسر‬
‫وانطالقا من سنة‬ ‫ىذا التطور باألثر الناجم عن استكمال برنامج إعادة ىيكلة زلافظ البنوك العمومية‪،‬‬
‫‪ 2002‬اليت ازداد فيها حجم السيولة النقدية لدى البنوك‪ ،‬عرفت القروض ادلقدمة لالقتصاد توسعاً كبرياً إذ‬
‫بلغت ‪ 1266.8‬مليار دج وذلك مبعدل ظلو قدر بـ ‪ %17.47‬لتسجل توسعاً آخر خالل سنيت ‪2003‬‬
‫و ‪ 2004‬حيث بلغت على الًتتيب ‪ 1378.9‬مليار دج و ‪ 1535‬مليار دج ويرجع ذلك إىل زيادة‬
‫حجم النشاطات االستثمارية‪ ،‬مث واصلت القروض ادلقدمة االقتصاد سريورهتا ضلو االرتفاع لتبلغ سنة‬
‫‪ 2009‬قيمة ‪ 3086.5‬مليار دج ويرجع سبب ىذا االرتفاع إىل برامج اإلنعاش والنمو االقتصادي اليت‬
‫ختللها تنشيط آليات التشغيل‪ ،‬ومنو كان لزاماً على البنوك تقدًن قروض أكثر لالقتصاد‪ ،‬مث بالرجوع إىل‬
‫هيكل القروض حسب القطاع صلد أن اجلزء األكرب منها مت ختصيصو للقطاع اخلاص‪.‬‬

‫بعدىا واصلت القروض ادلوجهة لالقتصاد تزايدىا خالل سنة ‪ 2015‬بوترية ‪ %16.57‬وبرزت‬
‫كأحد أىم مصادر التوسع النقدي‪.‬‬

‫‪ -1‬بنك اجلزائر‪ ،‬التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪ ،2015 ،‬ص‪.134‬‬
‫‪ -2‬بنك اجلزائر‪ ،‬التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪ ،2016، ،‬ص‪.131‬‬

‫~ ‪~ 129‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫‪ 2016‬و ‪ 2017‬ما يعادل ‪ 7909.9‬مليار دج و ‪ 8664.5‬مليار دج‬ ‫كما بلغتفي سنيت‬


‫على التوايل ومنو نالحظ أن القروض ادلقدمة لالقتصاد يف تزايد مستمر‪.‬‬

‫أما القروض ادلقدمة للحكومة عرفت ارتفاعا و اطلفاضاً دتاشيا مع منهج التمويل ادلتبع‪ ،‬فقد بلغت‬
‫قيمتها خالل الفًتة ( ‪ )2003 – 2000‬على التوايل ( ‪)420.8 – 578.7 – 5697 – 6775‬‬
‫‪ 2004‬اطلفض حجم ىذه القروض بشكل ملفت النتباه حيث‬ ‫مليار دج‪ ،‬بعدىا وبداية من سنة‬
‫أصبحت قيمتها سالبة بسبب ارتفاع أسعار احملروقات وحتسن األوضاع االقتصادية وتقليص دور اخلزينة يف‬
‫دتويل عمليات التنمية‪ ،‬لكن مع بداية ‪ 2015‬ارتفعت القروض ادلقدمة للدولة حيث بلغت ‪567.5‬‬
‫مليار دج مث انتقلت من ‪ 2682.2‬مليار دج هناية ديسمرب ‪ 2016‬إىل ‪ 3659.7‬هناية سيبتمرب ‪2017‬‬
‫وىذا حتت أثر اطلفاض ادلوجودات يف صايف حسابات اخلزينة العمومية لدى بنك اجلزائر‪،‬اليت انتقلت‬
‫من‪ 870.1‬يف هناية ديسمرب ‪ 2016‬إىل ‪ 24.8‬مليار دج يف هناية سبتمرب ‪ 2017‬على الرغم من‬
‫اطلفاض مستحقات ادلصارف على الدولة ( ‪.)%-6.6‬‬

‫~ ‪~ 130‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬فعالية السياسة النقدية في الجزائر للفترة ( ‪.)2017-2000‬‬

‫لقد سعت السلطات النقدية يف اجلزائر من خالل سياستها النقدية القضاء على أىم االختالالت‬
‫االقتصادية الداخلية‪ ،‬وذلك من خالل تطبيق العديد من اإلجراءات طيلة فًتة الدراسة‪ ،‬لذا سوف نتطرق‬
‫يف ىذا ادلبحث إىل دراسة مدى فعالية السياسة النقدية يف اجلزائر يف معاجلة ىذه االختالالت خالل الفًتة‬
‫‪.2017-2000‬‬

‫المطلب األول‪ :‬السياسة النقدية والتضخم في الجزائر‪.‬‬

‫يرجع سبب التضخم يف اجلزائر إىل رلموعة من األسباب منها ما ىي نقدية وأخرى مالية‬
‫وىيكلية‪ ،‬حيث تعود األسباب النقدية اىل زيادة حجم الكتلة النقدية ‪m2‬بسبب زيادة األصول اخلارجية‬
‫الصافية وحجم القروض ادلوجهة لالقتصاد‪ ،‬باإلضافة إىل اإلصدار النقدي اجلديد الذي مل يكن لو مقابل‬
‫اإليرادات‬ ‫مادي‪ ،‬أما األسباب ادلالية فقد ترمجتها الزيادة ادلستمرة يف حجم النفقات العامة مع عدم قدرة‬
‫اذليكلي فإهنا‬
‫ة‬ ‫العامة اليت تسيطر عليها إيرادات اجلباية البًتويلة على مالحقتها‪ ،‬أما فيما يتعلق باألسباب‬
‫عود أساساً إىل ضعف اجلهاز اإلنتاجي وضعف ادلستوى التأىيلي للعمال وعدم التوازن يف توزيع السكان‬
‫ناىيك عن زيادة وترية التضخم ادلستورد الناتج عن زيادة االستريادات ادلوجهة لتغطية العجز احلاصل يف‬
‫العرض احمللي‪.‬‬

‫واجلدول ادلوايل يبني تطور معدل التضخم يف اجلزائر خالل الفًتة ( ‪.)2017-2000‬‬

‫~ ‪~ 131‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫الجدول (‪ :)04‬تطور معدل التضخم في الجزائر خالل الفترة (‪.)2017-2000‬‬

‫الوحدة‪% :‬‬

‫‪2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000‬‬ ‫السنوات‬
‫‪5.74 4.86‬‬ ‫معداللتضخم ‪3.51 2.53 1.63 3.54 2.59 1.42 4.23 0.34‬‬
‫*‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2017 2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010‬‬ ‫السنوات‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪5.60‬‬ ‫معداللتضخم ‪6.4 4.78 2.92 3.26 8.89 4.52 3.91‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على‪:‬‬

‫‪ -‬تقارير بنك اجلزائر ‪.2016 ،2013 ،2008 ،2003‬‬


‫‪ -‬بنك اجلزائر‪ ،‬حوصلة حول التطورات النقدية وادلالية لسنة ‪ 2016‬وتوجيهات سنة ‪،2017‬‬
‫تدخل زلافظ بنك اجلزائر أمام اجمللس الشعيب الوطين‪ ،‬فيفري ‪.2018‬‬

‫‪2000‬‬ ‫نالحظ من خالل اجلدول أن معدل التضخم يف اجلزائر سجل أدىن مستوى لو يف سنة‬
‫حيث بلغ ‪ %0.34‬ويعود سبب ذلك إىل تطبيق سياسة نقدية تقشفية من خالل جلوء السلطات النقدية‬
‫اجلزائرية إىل أدوات السياسة النقدية غري ادلباشر ادلتمثلة يف معدل االحتياطي اإلجباري بنسبة ‪ %3‬ومعدل‬
‫إعادة اخلصم بنسبة ‪ %8‬يف سبتمرب ‪ ،1999‬ويف سنة ‪ 2001‬سجل معدل التضخم ارتفاعاً ملحوظاً‬
‫مقارنة بسنة ‪ 2000‬حيث بلغ ‪ %4.23‬ويعود السبب يف ذلك إىل ظلو الكتلة النقدية ‪ M2‬جراء ظلو‬
‫احتياطات الصرف لكن سرعان ما اطلفض إىل ‪ %1.42‬سنة ‪ ،2002‬وذلك نتيجة استخدامأداة جديدة‬
‫اإلجباري إىل ‪ %6.25‬يف‬ ‫للسياسة النقدية وىي أداة اسًتجاع السيولة‪ ،‬وكذلك رفع معدل االحتياطي‬
‫ديسمرب ‪ ،2002‬وذلك من أجل حث البنوك على حسن تسيري سيولتها ومنع األثر السليب للصدمات‬
‫اخلارجية على السيولة ادلصرفية‪.‬‬

‫كما ان ظلوالكتلة النقدية خالل ىذه السنوات دفع باحلكومة إىل إدراج االستقرار النقدي كهدف‬
‫للسياسة النقدية الذي يؤدي استقرار األسعار ويتضح ىذا جليا من خالل ادلادة ‪ 35‬من األمر ‪11-03‬‬
‫السابقة الذكر‪.‬‬

‫~ ‪~ 132‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫وبالرغم من ارتفاع معدل التضخم إىل ‪ 2.59‬والذي يرجع جزء مهم منو إىل ظلو فائض السيولة‬
‫‪ )%03‬كهدف‬ ‫النقدية ‪ M2‬مبعدل ‪ ،%15.6‬إال أن السياسة النقدية حققت ادلعدل ادلستهدف (‬
‫هنائي ذلا‪ ،‬مث عاد معدل التضخم لالرتفاع حيث بلغ ‪ 3.54‬متجاوزاً يف ذلك ادلعدل ادلستهدف للسياسة‬
‫النقدية‪ ،‬غري أنو وحبلول سنة ‪ 2005‬اطلفض رلدداً ليبلغ ‪%1.63‬وىذا ما يفسر فعالية السياسة النقدية‬
‫يف التحكم يف الكتلة النقدية‪ ،‬نتيجة إدخال أداة جديدة وىي التسهيلة اخلاصة بالوديعة ادلغلة للفائدة‪ ،‬أما‬
‫يف سنة ‪ 2006‬عاد معدل التضخم إىل االرتفاع وذلك بسبب الزيادة يف حجم النفقات العامة بفعل‬
‫السياسة ادلالية التوسعية ادلطبقة أثناء تطبيق برنامج دعم النمو االقتصادي واستمر ادلعدل يف االرتفاع طيلة‬
‫سنوات ‪ 2009 ،2008 ،2007‬حيث بلغ ‪ ،%5.74 ،%4.86 ،%3.51‬على التوايل إىل غاية‬
‫‪ 2010‬أين اطلفض معدل التضخم إىل ‪ %3.91‬والسبب يف ذلك‪ ،‬استخدام أدوات السياسة النقدي‬
‫ادلفضلة لدى بنك اجلزائر واليت ساعلت بشكل ملحوظ يف زيادة نسبة السيولة ادلسًتجعة‪.‬أما بالنسبة إىل‬
‫‪%8.89‬‬ ‫سنة ‪ 2012‬فقد سجل فيها معدل التضخم رقماً قياسياً مل يشهد لو مثيل حيث وصل إىل‬
‫مقابل ‪ %4.52‬سنة ‪ ،2011‬ويرجع السبب إىل استئناف توسع السيولة النقدية حتت التأثري ادلزدوج‬
‫لعودة تراكم ادلوجودات اخلارجية وارتفاع ودائع ادلؤسسات واألسر يف ظرف دتيز بالتوسع القوي يف نفقات‬
‫ادلوازنة العامة‪ ،‬غري أن سنيت ‪ 2013‬و ‪ 2014‬عرفنا اطلفاضاً يف معدل التضخم حيث بلغت ‪ 3.26‬و‬
‫‪ 2.92‬على التوايل وىذا نتيجة رفع معدل االحتياط اإلجباري إىل ‪ 2013 %12‬وإدخال أداة جديدة‬
‫تتمثل يف اسًتجاع السيولة دلدة ستة أشهر مبعدل فائدة ‪.%1.5‬‬

‫وبعد سنتني متتاليتني من الًتاجع القوي للتضخم ( ‪ )2014-2013‬وأمام االجتاه التنازيل السيولة‬
‫ادلصرفية يف سنة ‪ ،2015‬وذلك بادلوازاة مع العجز يف الرصيد اإلمجايل دليزان ادلدفوعاختفض بنك اجلزائر‬
‫عتبات اسًتجاع السيولة يف ‪ ،2016‬وذلك بتخفيض معدل االحتياطي اإلجباري وإعادة تفعيل أداة إعادة‬
‫اخلصم‪ ،‬حيث شهدت سنة ‪ 2016‬تغرياً جذرياً يف إدارة السياسة النقدية اليت حتول اجتاىها ضلو استعمال‬
‫أدوات ضخ السيولة (عرب عمليات السوق ادلفتوحة) لضمان إعادة دتويل النظام ادلصريف‪.‬‬

‫كل ىذه التحوالت تزامنت مع ارتفاع وترية التضخم حيث بلغ ‪ %6.4‬سنة ‪ 2016‬و‪%4.48‬‬
‫سنة ‪ 2015‬و ‪ %5.60‬سنة ‪ 2017‬إال أن ىذا االرتفاع ليس لو صلة بالتضخم ادلستورد كون مؤشر‬

‫~ ‪~ 133‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫أسعار استهالك ادلنتجات ذات زلتوى مستورد كبري مل يعرف ارتفاعاً ومل تبلغ مساعلتوُ يف التضخم الكلي‬
‫‪M2‬‬ ‫إال ‪ %21.8‬وبادلثل ال يبدو أن ىذا االرتفاع يف التضخم مًتافق مع التوسع يف الكتلة النقدية‬
‫وبالتايل تشري معاينة تطور التضخم خالل ىذه السنوات خارج ادلنتجات الزراعية الطازجة – متقلبة‬
‫األسعار – أن التضخم يكتسي طابع ىيكلي‪ ،‬يف ظرف يتميز بأسواق تنافسية سيئة التنظيم وبالتايل يتميز‬
‫بعضها بتواجد وضعيات مهيمنة يفسر التضخم الضمين بتوقعات ال أساس ذلا للمتعاملني االقتصاديني‬
‫(صناع السعر)‪ ،‬وىذا بالنظر إىل التغريات الفعلية أو ادلتوقعة لتطور زلددات التضخم (سعر الصرف‪ ،‬الكتلة‬
‫النقدية‪ ،‬اجلباية‪ ،‬تكاليف العمل ‪.)1()...‬‬

‫ومن خالل ما سبق صلد أن السياسة النقدية كانت فعالة يف امتصاص فائض السيولة بالرغم من‬
‫التوسع الكبري يف الكتلة النقدية يف سنوات الدراسة وذلك باستخدام أدوات كالسيكية وأدوات جديدة كل‬
‫ىذا أدى إىل حتقيق ىدف استقرار األسعار‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬السياسة النقدية والبطالة في الجزائر‪.‬‬

‫بالنظر إىل تطور السياسة النقدية خالل الفًتة ادلدروسة صلد أن أىداف السياسة النقدية تغريت‬
‫عقب صدور األمر ‪ 11-03‬ادلتعلق بالنقد والقرض الذي أكد على أن احلد من التضخم ىو اذلدف‬
‫النهائي والصريح للسياسة النقدية‪ ،‬بينما ىدف التشغيل والنمو االقتصادي ػلتالن ادلرتبة الثانية‪ ،‬ذلذا كانت‬
‫إدارة السياسة النقدية ادلطبقة من طرف بنك اجلزائر موجهة بشكل خاص ضلو امتصاص فائض السيولة‪،‬‬
‫لكن دون إعلالودف التشغيل والنمو االقتصادي‪ ،‬وحتليل مشكلة البطالة خالل الفًتة ادلدروسة نوضحو من‬
‫خالل اجلدول ادلوايل‪:‬‬

‫‪ -1‬بنك اجلزائر‪ ،‬حوصلة حول تطورات النقدية وادلالية لسنة ‪ 2016‬توجهات سنة ‪ ،2017‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.180‬‬

‫~ ‪~ 134‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫الجدول (‪ :)05‬تطور معدالت البطالة يف اجلزائر للفًتة ( ‪.)2017-2000‬‬

‫الوحدة‪% :‬‬

‫‪2008‬‬ ‫‪2007 2006 2005 2004 2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬

‫‪11.3‬‬ ‫‪13.79 12.3‬‬ ‫‪15.3‬‬ ‫‪17.7‬‬ ‫‪23.7‬‬ ‫‪25.9‬‬ ‫‪27.3‬‬ ‫‪29.5‬‬ ‫معدل البطالة‬
‫*‬
‫‪2017 2016 2015 2014 2013 2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫السنوات‬

‫‪12.8‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪11.2‬‬ ‫‪10.6‬‬ ‫‪9.83‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9.96‬‬ ‫‪10.17‬‬ ‫معدل البطالة‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة اعتماداً على تقارير بنك اجلزائر ‪.2016 ،2014 ،2008 ،2003‬‬

‫‪ -‬الديوان الوطين لإلحصائيات‪ ،‬العمل والبطالة تاريخ االطالع ‪ 7‬جوان ‪.2018‬‬

‫ابتداء من سنة ‪2001‬‬ ‫نالحظ من خالل اجلدول أن معدالت البطالة عرفت اطلفاضاً مستمراً‬
‫واليت تزامنت مع بدأ بتطبيق برنامج دعم االنتعاش االقتصادي حيث دتثل النظرية الكينزية ادلرجع الفكر يف‬
‫حل مشكلة البطالة عن طرق تنشيط الطلب الكلي الفعال ويتطلب ذلك تنشيط االستثمار عن طريق‬
‫ختفيض معدالت الفائدة لالقًتاب من حالة العمالة الكاملة‪ ،‬وىو ما ترمجتو االطلفاضات ادلتتالية دلعدل‬
‫اإلجراءات ادلطبقة من طرف‬ ‫‪ %4‬سنة ‪ 2004‬لكن كل ىذه‬ ‫إعادة اخلصم الذي وصل إىل غاية‬
‫السلطات صاحبتها إجراءات أخرى مضادة ذلا هتدف إىل احلد من زيادة السيولة يف االقتصاد ما أدى إىل‬
‫تضارب يف ىداف السياسة النقدية ىذا ما جعل السياسة النقدية يف حاجة إىل أساليب أخرى من شأهنا‬
‫واإلجراءات ما جسدتو‬ ‫حتسني وضعية التشغيل والتخفيف من حدة البطالة ولعل أىم ىذه األساليب‬
‫(‪)1‬‬
‫الربامج احلكومية اليت محلت الصيغ التالية‪:‬‬

‫برامج الشبكة االجتماعية‪ ،‬األنشطة ذات ادلنفعة العامة‪ ،‬ادلنحة اجلزافية للتضامن‪ ،‬برامج عقود ما‬
‫قبل التشغيل‪ ،‬جهاز اإلدماج ادلهين‪ ،‬أشغال ادلنفعة العامة ذات االستخدام ادلكثف لليد العاملة‪ ،‬برنامج‬

‫‪ -1‬زلمد راتول‪ ،‬صالح الدين عروش‪ ،‬تقييم فعالية السياسة النقدية في تحقيق م‬
‫الربع السحري لكاردور في الجزائر (‪-2000‬‬
‫‪ ،)2010‬حبوث اقتصادية عربية‪ ،‬العدد ‪ ،66‬ربيع ‪ ،2014‬ص‪.116‬‬

‫~ ‪~ 135‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬ادلؤسسات الصناعية الصغرية وادلتوسطة‪ ،‬برنامج القرض ادلصغر وادلؤسسات ادلصغرة‪،‬‬
‫برنامج دعم النمو االقتصادي والربنامج التكميلي اإلظلاء‪ ،‬لكن ما غلدر اإلشارة إليو ىو أن ىذه ادلعدالت‬
‫ال تعكس األرقام احلقيقية لالقتصاد‪ ،‬ألن الفئات ادلدرجة يف حساب ىذا ادلعدل يصعب تقديرىا يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬كما أن معظم الربامج ادلطبقة مل تعط قيمة مضافة ألن أغلبها مبذر للمال العام ومن جهة أخرى‬
‫صلد أن مشكلة البطالة ترجع إىل عدم توفر البيئة ادلناسبة واجلذابة الستقطاب االستثمارات األجنبية‪،‬‬
‫وتشجيع القطاع اخلاص‪ ،‬فضالً عن عدم مقدرة االقتصاد اجلزائري على النمو بأكثر من ‪ 5‬بشكل متسق‬
‫وتئر التشغيل لكي ينجم عنو ختفيض معًت ومتواصل للبطالة (‪.)1‬‬
‫حىت ؽلكن تسريع أ‬

‫ومن خالل ما سبق صلد أن السياسة النقدية مل تكن فعالة يف حتقيق ىدف التشغيل خالل الفًتة‬
‫ادلدروسة‪ ،‬رغم االطلفاض ادلستمر دلعدالت البطالة‪ ،‬والذي يرجع أساساً إىل السياسة ادلالية التوسعية اليت‬
‫انتهجتها احلكومة بإطالق برامج اقتصادية ضخمة طيلة فًتة الدراسة إىل جانب صيغ التوظيف ادلذكور‬
‫سابقاً‪ ،‬حيث أن السياسة النقدية يف اجلزائر تقوم حسب النظرية الكينزية حبل مشكلة البطالة عن طريق‬
‫تنشيط الطلب الكلي الفعال بتنشيط االستثمار عن طريق ختفيض معدالت الفائدة لالقًتاب من حالة‬
‫إعادة اخلصم إىل غاية ‪ %4‬سنة ‪2004‬‬ ‫التشغيل الكامل‪ ،‬واليت ترمجها بنك اجلزائر بتخفيضو دلعدل‬
‫وبقاءه ثابتاً لسنوات عديدة‪ ،‬إال أن ىذه اإلجراءات مل تكن فعالية يف تنشيط االستثمار الوطين وحتفيز‬
‫االستثمار األجنيب لتنشيط الطلب الفعال‪ ،‬كل ىذا جعل من السياسة النقدية غري قادرة على حتقيق‬
‫التشغيل الكامل يف اجلزائر خالل الفًتة ادلدروسة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬السياسة النقدية والنمو االقتصادي في الجزائري‪.‬‬

‫يعترب النمو االقتصادي من بني أىداف السياسة النقدية يف اجلزائر‪ ،‬حيث جتلى ذلك يف سلتلف‬
‫التشريعات والقوانني اليت أصدرىا بنك اجلزائر‪ ،‬ففي ظل قانون النقد والقرض ‪ 10-90‬وبالضبط يف ادلادة‬
‫‪.55‬‬

‫‪ -1‬زلمد راتول‪ ،‬صالح الدين كروش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.116‬‬

‫~ ‪~ 136‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫كان ىدف حتقيق معدل ظلو اقتصادي منتظم يف ادلقام األول بادلقارنة باألىداف األخرى ادلسطرة‬
‫‪ 11-03‬مت استبدال النمو ادلنتظم لالقتصاد بالنمو‬ ‫من قبل السلطات النقدية إال أنو وبصدور األمر‬
‫السريع أي تفضيل الكم على النوع‪ ،‬ومنو سوف نقوم بدراسة مدى فعالية السياسة النقدية يف اجلزائر يف‬
‫حتقيق معدالت ظلو اقتصادي مرتفعة وذلك من خالل دراسة اجلدول ادلوايل الذي بني تطور ادلعدل احلقيقي‬
‫للناتج الداخلي اخلام للفًتة ( ‪.)2017-2000‬‬

‫الجدول (‪ :)06‬تطور المعدل الحقيقي للناتج الداخلي الخام في الجزائر ( ‪.)2017-2000‬‬

‫‪%‬‬ ‫الوحدة‬

‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬
‫معدل‬
‫‪2.4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪5.2‬‬ ‫‪6.8‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫النمو‬
‫‪PIB‬‬
‫*‬
‫‪2017 2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫السنوات‬
‫معدل‬
‫‪2.2‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫النمو‬
‫‪PIB‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على‪ :‬تقارير بنك اجلزائر ‪،2014 ،2013 ،2008 ،2003‬‬
‫‪.2016‬‬

‫‪ -‬بنك اجلزائر حوصلة حول التطورات النقدية وادلالية لسنة ‪ ،2016‬وتوجهات سنة ‪،2017‬‬
‫مرجع سبق ذكره‪.‬‬

‫نالحظ من خالل اجلدول أن ىناك تذبذباً واضحاً يف معدل النمو احلقيقي للناتج الداخلي اخلام‬
‫خالل الفًتة ( ‪ )2000-2017‬حيث بلغ أعلى مستوى لو يف ‪ )%6.8 ( 2003‬وتفسر ىذه النسبة‬

‫~ ‪~ 137‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫ادلرتفعة باالرتفاع ادللحوظ دلعدل ظلو القيمة ادلضافة لقطاع احملروقات والذي حقق أعلى نسبة ظلو لو تقدر بـ‬
‫ـ ـ ـدر بـ ‪ ،%19.7‬بينما‬ ‫‪ %8.8‬إضافة إىل قطاع الفالحة الذي سجل ىو اآلخر أعلى نسبة ظلو لو تق‬
‫يفسر االطلفاض ادلسجل يف ‪ 2009‬بًتاجع ظلو قطاع احملروقات بسبب أثر األزمة ادلالية العادلية على‬
‫االقتصاد الوطين‪.‬‬

‫وبالنظر إىل طور معدل النمو يف اجلزائر خالل الفًتة ادلدروسة صلد أنو ظلو ضعيف نسبياً وبعيد عن‬
‫معدل ‪ %6‬أو ‪ %7‬ادلتوقع قبل تنفيذ برنامج اإلنعاش االقتصادي وبرنامج دعم النمو االقتصادي(‪ )1‬وما‬
‫ؽليز ىذا ادلعدل أنو يتحدد بصفة أساسية بتقلبات أسعار البًتول يف السوق الدولية وبالتايل ىو عرضة‬
‫للتقلبات اخلارجية‪.‬‬

‫ويف األخري صلد أن السياسة النقدية مل حتقق ىدف النمو االقتصادي ادلرتفع خالل فًتة الدراسة‬
‫‪ 11-03‬صلد أهنا استبدلت ىدف النمو ادلنتظم‬ ‫وبالرجوع إىل أىداف السياسة النقدية حسب األمر‬
‫‪ %6‬و ‪%7‬‬ ‫بالنمو السريع إال أن ىذا مل ػلقق ألن ما مت توصل إليو يبقى بعيداً عن اذلدف احملدد بني‬
‫ولعل السبب يف ذلك ىو ارتباط معدل النمو بعوامل خارجية أكثر منها داخلية‪.‬‬

‫‪ -1‬زلمد مسعي‪ ،‬سياسة اإلنعاش االقتصادي في الجزائر وآثارىا على النمو االقتصادي‪ ،‬رللة الباحث‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬العدد ‪،10‬‬
‫‪ ،2010‬ص ص‪.153-152‬‬

‫~ ‪~ 138‬‬
‫أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪) 2017-2000‬‬

‫خالصة الفصل الثالث‪:‬‬

‫توصلنا من خالاللفصل اىل ان السياسة النقدية ادلتبعة يف اجلزائر خالل فًتة الدراسة كانت حذرة‬
‫التقييدي‪ ،‬حيث كان ىذا من خالل إصالحات متتالية للسياسة النقدية أعلها األمر ‪-03‬‬
‫ة‬ ‫نوعا ما دتيل اىل‬
‫‪ 11‬واألمر ‪ ،04-10‬كما اعتمد بنك اجلزائر على أدوات كالسيكية وأدوات جديدة يف حتقيق األىداف‬
‫النهائية للسياسة النقدية إالأنو بالنظر اىل نتائج السياسة النقدية ادلطبقة يف اجلزائر صلد أهنا كانت فعالة يف‬
‫حتقيق ىدف استقرار األسعار فقط أما ىديف التشغيل والنمو فلم تتمكن من حتقيقها‪.‬‬

‫~ ‪~ 139‬‬
‫الخ ـاتمة‬

‫بعد معاجلتنا ذلذا ادلوضوع من خالل اإلحاطة بكل اجلوانب النظرية ادلتمثلة يف اإلطار النظري‬
‫للسياسة النقدية ومؤشرات التوازن الداخلي‪ ،‬بعد تتبع التطور التارخيي للسياسة النقدية عرب سلتلف ادلدارس‬
‫وتناول سلتلف أدواهتا ادلباشرة وغري ادلباشرة وأىدافها اليت تنقسم اىل أىداف أولية‪ ،‬وسيطية وهنائية ومدى‬
‫فعاليتها يف االقتصاديات النامية وادلتطورة‪ ،‬ويف االقتصاد ادلغلق وادلفتوح‪ ،‬وبعد التعرف على أىم مؤشرات‬
‫التوازن الداخلي وادلتمثلة أساسا يف كل من التضخم والبطالة اللذان حيظيان باىتمام واسع من قبل‬
‫االقتصاديني إضافة اىل النمو االقتصادي الذي يعد حتقيق معدالت موجبة منو من األولويات اليت تسعى‬
‫إليها معظم الدول‪.‬‬

‫مث بعد إسقاط ىذا اجلزء النظري على االقتصاد اجلزائري حملاولة معرفة مدى فعالية السياسة النقدية‬
‫يف معاجلة أىم االختالالت االقتصادية الداخلية وذلك خالل الفرتة (‪.)2017-2000‬توصلنا اىل عدة‬
‫نتائج‪ ،‬منها نتائج اختيار الفرضيات‪ ،‬ونتائج عامة متعلقة بالقسمني النظري والتطبيقي‪:‬‬

‫‪ -1‬نتائج اختبار الفرضيات‪:‬‬

‫‪ -‬خبصوص الفرضية األوىل واليت نصت على ان جتاوب البنوك التجارية وادلؤسسات ادلالية مع البنك‬
‫ادلركزي يؤدي اىل حتقيق األىداف النهائية للسياسة النقدية‪ ،‬ىي فرضية مؤكدة ألنو من أىم عوامل‬
‫جناح السياسة النقدية وخاصة يف االقتصاديات ادلتقدمة التعاون التام والثقة ادلتبادلة بني البنوك‬
‫ادلركزية والبنوك التجارية وغريىا من ادلؤسسات ادلالية‪.‬‬
‫‪ -‬وخبصوص الفرضية الثانية واليت نصت على ان حتديد أىداف السياسة بدقة ووضوح والشكل‬
‫الذي يضمن عدم التضارب يعد من أىم عوامل جناحها ‪ ،‬فهي فرضية مؤكدة ألهنإذا مل يتم حتديد‬
‫أىداف السياسة النقدية بكل دقة ووضوح تنشا مشكلة التعارض بني األىداف حيث يؤدي‬
‫العمل على حتقيق احد األىداف اىل تعذر إمكانية حتقيق ىدف اخر أو حدوث تأثري سليب عليو‬
‫وتغيريه يف اجتاه معاكس وكل ىذا يقلل من جناح السياسة النقدية‪.‬‬
‫‪ -‬أما الفرضية الثالثة واليت نصت على ان اجلزائر استهدفت التضخم كهدف هنائي للسياسة النقدية‬
‫للفرتة ( ‪ ،)2017-2000‬فهي فرضية مؤكدة ألن ىدف االستقرار يف األسعار كهدف هنائي‬

‫~ ‪~ 142‬‬
‫الخ ـاتمة‬

‫للسياسة النقدية تدعم من خالل األمرين ‪ 11-03‬و ‪ 04-10‬وأصبح حيظى باألولوية مقارنة‬
‫باألىداف األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬وخبصوص الفرضية الرابعة اليت نصت على ان السياسة النقدية ادلطبقة يف اجلزائر متكنت من حتقيق‬
‫‪،)2017-2000‬ىي فرضية غري زلققة الن‬ ‫نتائج إجيابية للتوازنات الداخلية خالل الفرتة (‬
‫السياسة النقدية ادلطبقة يف اجلزائر حققت نتائج إجيابية بالنسبة ذلدف التضخم فقط‪،‬ومل تكن‬
‫فعالة يف حتقيق ىدف التشغيل والنمو االقتصادي خالل فرتة الدراسة‪.‬‬

‫‪-2‬نتائج عامة‪:‬‬

‫‪ -‬السياسة النقدية تعترب من اىم السياسات االقتصادية العامة للدولة كوهنا أداة فعالة يف حتقيق‬
‫األىداف االقتصادية واالجتماعية ادلسطرة من طرف الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬تعترب السياسة النقدية يف االقتصاديات النامية اقل فعالية منها يف االقتصاديات ادلتقدمة بسبب‬
‫االختالالت اذليكلية وادلالية والنقدية‪ ،‬وال جناحها البد من مواصلة تطبيق اإلصالحاتالالزمة‪.‬‬
‫‪ -‬السياسة النقدية سواءا كانت توسعية أو انكماشية يف ظل سعر الصرف ادلرن تكون فعالة لتحقيق‬
‫التوازن الداخلي واخلارجي عند مستوى التشغيل الكامل‪.‬‬
‫‪ -‬البطالة ادلقنعة تعد من اخطروأصعب أنواع البطالة من حيث التعامل معها وعالجها‪.‬‬
‫‪ -‬يعترب كل من معدل االحتياطي اإلجباري‪ ،‬اسرتجاع السيولة والتسهيلة اخلاصة بالوديعة ادلغلة‬
‫للفائدة من أمهاألدوات اليت استخدمها بنك اجلزائر يف حتقيق األىداف النهائية للسياسة النقدية‬
‫يف اجلزائر خالل فرتة الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬السياسة النقدية يف اجلزائر كانت فعالة يف امتصاص فائض السيولة بالرغم من التوسع الكبري يف‬
‫الكتلة النقدية وذلك باستخدام أدوات كالسيكية وأدوات جديدة حيث كل ىذا أدى يف األخري‬
‫اىل حتقيق ىدف استقرار األسعار‪.‬‬
‫‪ -‬السياسية النقدية يف اجلزائر مل تكن فعالة يف حتقيق كل من ىدف التشغيل والنمو االقتصادي‬
‫ادلرتفع خالل فرتة الدراسة‪.‬‬

‫~ ‪~ 143‬‬
‫الخ ـاتمة‬

‫االقتراح ــات‪:‬‬

‫‪ -‬تفعيل السياسة النقدية من خالل وضعها على أسس موضوعية واقتصادية من طرف متخصصني‬
‫وخرباء اقتصاديني وماليني دون إدخال احلسابات السياسة‪.‬‬
‫‪ -‬تنشيط الوساطة ادلصرفية من خالل القضاء على العراقيل اإلدارية وتفعيل السوق ادلالية وذلك من‬
‫خالل تشجيع ادلؤسسات على االكتتاب يف البورصة‪ ،‬قصد تفعيل آلية عمليات السوق ادلفتوحة‬
‫اليت يقوم هبا بنك اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬التنويع يف الصادرات وفتح اجملال لالستثمار األجنيب يف اجلزائر وذلك ال خراج االقتصاد من التبعية‬
‫لقطاع احملروقات‪ ،‬اليت جعلتو اكثر عرضة من غريه ألي صدمة حتدث على مستواه‪.‬‬
‫‪ -‬البد من منح استقاللية اكرب لبنك اجلزائر يف رلال إعداد وتنفيذ ومراقبة السياسة النقدية‪.‬‬

‫آفاق البحث‪:‬‬

‫رغم سعينا لإلدلام بكل جوانب ادلوضوع‪ ،‬إالأننا ندرك بان ىناك بعض النقاط اليت مل ندرسها‬
‫كدراسة كل اختالل داخلي بالتفصيل‪ ،‬أوإدخال دراسة قياسية على ادلوضوع‪ ،‬ومنو نقرتح بعض‬
‫الدراسات‪ ،‬اليت ديكن ان تكون انطالقا لبحوث قادمة‪:‬‬

‫‪ -‬أثر السياسة النقدية على التضخم يف البلدان النامية‪.‬‬


‫‪ -‬تقييم فعالية السياسة النقدية يف معاجلة البطالة ‪-‬دراسة قياسية حلالة اجلزائر ‪.-‬‬
‫‪ -‬أثر االجتاىات احلديثة الستقاللية البنك ادلركزي على فعالية السياسة النقدية يف الدول النامية‪.‬‬

‫~ ‪~ 144‬‬
‫قائمة المراجـ ـع‬

‫أوال‪ :‬باللغة العربية‪.‬‬

‫أ ‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ - 1‬أمحد زىري شامية‪ ،‬النقود وادلصاريف‪ ،‬داتر زىران للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪ - 2‬أسامة السيد عبد السميع‪ ،‬مشكلة البطالة يف اجملتمعات العربية واإلسالمية‪ ،‬دار الفكر‬
‫اجلامعي‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪ - 3‬أسامة كامل وعبد الغين حامد‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬مؤسسة لورد العادلية للشؤون اجلامعية‪،‬‬
‫البحرين‪.2006 ،‬‬
‫‪ - 4‬إمساعيل ىاشم‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬ادلكتب العريب احلديث‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬
‫( بني النظرية والتطبيق )‪ ،‬دار ادلستقبل للنشر‬ ‫‪ - 5‬أنس البكري ووليد صايف‪ ،‬النقود والبنوك‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ - 6‬إديان ناصف عطية‪ ،‬النظرية االقتصادية الكلية‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪ - 7‬بريش السعيد‪ ،‬االقتصاد الكلي‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪،‬اجلزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ - 8‬بلعزوز بن علي‪ ،‬زلاضرات يف النظريات والسياسات النقدية‪ ،‬الديوان الوطين للمطبوعات‬
‫اجلامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬اجلزائر‪.2006 ،‬‬
‫‪ - 9‬بن محودة سكينة‪ ،‬دروس يف االقتصاد السياسي‪ ،‬دار ادللكية للطباعة واإلعالم‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪.2006‬‬
‫‪- 10‬بونوة شعيب وزىرة بن خيلف‪ ،‬مدخل اىل التحليل االقتصادي الكلي‪ ،‬ديوان ادلطبوعات‬
‫اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪- 11‬حريب موسى عريقات‪ ،‬مبادئ االقتصاد (التحليل الكلي)‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2006‬‬
‫‪- 12‬حسام داود وآخرون‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪ ،‬دار ادليسرة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2005 ،‬‬
‫‪- 13‬حسام علي داود‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪ ،‬دار ادليسرة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2013‬‬

‫~ ‪~ 146‬‬
‫قائمة المراجـ ـع‬

‫‪- 14‬حسني بن سامل‪ ،‬جابر الزبيدي‪ ،‬التضخم والكساد‪ ،‬مؤسسة الفراق للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪-- 15‬حسني زلمد مسحان وسهيل امحد مسحان‪ ،‬النقود وادلصارف‪ ،‬دار ادلسري للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪- 16‬خالد أمحد سليمان شبكة‪ ،‬التضخم وأثره على الدين‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪- 17‬خالد وصفي الوزين‪ ،‬وامحد حسني الرفاعي‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي (بني النظرية والتطبيق)‬
‫دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة اخلامسة‪ ،‬األردن‪.2002 ،‬‬
‫‪- 18‬خبابة عبد اهلل‪ ،‬االقتصاد ادلصريف‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪- 19‬سامر بطرس جلدة‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬دار البداية‪ ،‬األردن‪.2009 ،‬‬
‫‪- 20‬سامي خليل‪ ،‬نظريات االقتصاد الكلي احلديثة‪ ،‬وكالة األىرام‪ ،‬مصر‪.1994 ،‬‬
‫‪- 21‬سعيد سامي احلالق وزلمد العجويل‪ ،‬النقود والبنوك وادلصارف ادلركزية‪ ،‬دار الياروزي العلمية‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪- 22‬السيد أمحد السرييت‪ ،‬علي عبد الوىاب جنا‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2013‬‬
‫‪- 23‬صاحل اخلصاونة‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬األردن‪.2000 ،‬‬
‫‪- 24‬ضياء رليد ادلوسوي‪ ،‬أسس علم االقتصاد‪ ،‬ديوان ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪- 25‬طارق فاروق احلصري‪ ،‬التحليل االقتصادي الكلي‪ ،‬ادلكتبة العصرية للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪- 26‬عباس كاظم الدعمي‪ ،‬السياسات النقدية وادلالية وأداء سوق األوراق ادلالية‪ ،‬دار صفاء للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪- 27‬عبد احلسني جليل الغاليب‪ ،‬السياسات النقدية يف البنوك ادلركزية‪ ،‬دار ادلناىج للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪.2015 ،‬‬
‫‪- 28‬عبد احلميد عبد ادلطلب‪ ،‬السياسة النقدية واستقاللية البنك ادلركزي‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2013‬‬

‫~ ‪~ 147‬‬
‫قائمة المراجـ ـع‬

‫‪- 29‬عبد القادر خليل‪ ،‬مبادئ االقتصاد النقدي وادلصريف‪ ،‬ديوان ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪- 30‬عبد ادلنعم السيد علي ونزار سعد الدين العيسي‪ ،‬النقود وادلصارف واألسواق ادلالية‪ ،‬دار‬
‫حامد للنشر والتوزيع‪.2004 ،‬‬
‫‪- 31‬عبد الوىاب األمني‪ ،‬االقتصاد الكلي‪ ،‬دار حامد‪ ،‬األردن‪.2002 ،‬‬
‫‪- 32‬عقيل جاسم عبد اهلل‪ ،‬النقود وادلصاريف‪ ،‬دار رلدالوي‪ ،‬للنشر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.1999‬‬
‫‪- 33‬علي جيدون خبيتان الشرفات‪ ،‬التنمية االقتصادية يف العامل العريب‪ ،‬دار جليس الزمان للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪- 34‬علي عبد الوىاب النجا‪ ،‬مشكلة البطالة واثر برامج اإلصالح االقتصادي عليها‪ ،‬الدار‬
‫اجلامعية‪ ،‬مصر‪.2015 ،‬‬
‫‪- 35‬عمر صخري‪ ،‬التحليل االقتصادي الكلي‪ ،‬ديوان ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة اخلامسة‪،‬‬
‫اجلزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪- 36‬عناية عازي حسني‪ ،‬التضخم ادلايل‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬
‫‪- 37‬عوض فاضل وإمساعيل الدديلي‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬دار احملكمة للطباعة والنشر‪ ،‬العراق‪،‬‬
‫‪.1990‬‬
‫‪- 38‬عوض زلمد‪ ،‬مدخل لالقتصاد الكلي‪ ،‬معهد الدراسات ادلصريف‪ ،‬األردن‪.2004 ،‬‬
‫‪- 39‬فليح حسن خلف‪ ،‬االقتصاد الكلي‪ ،‬جدارة للكتاب العادلي للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪- 40‬قدي عبد اجمليد‪ ،‬مدخل إىل السياسات االقتصادية الكلية – دراسة حتليلية تقيمية‪ ،‬ديوان‬
‫ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬اجلزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪- 41‬القريشي مدحت‪ ،‬اقتصاديات العمل‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪.2007 ،‬‬
‫‪- 42‬رليد علي حسني‪ ،‬مقدمة يف التحليل االقتصادي الكلي‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2004‬‬

‫~ ‪~ 148‬‬
‫قائمة المراجـ ـع‬

‫‪- 43‬زلمد عبد العزيز عجمية واديان ناصف عطية التنمية االقتصادية دراسات نظرية وتطبيقية‪،‬‬
‫قسم االقتصاد‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬
‫‪- 44‬زلمد عبد العزيز عجمية وزلمد علي الليثي‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪- 45‬زلمد علي الليثي وآخرون‪ ،‬مقدمة يف االقتصاد الكلي‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬مصر‪.1997 ،‬‬
‫‪- 46‬زلمد مدحت مصطفى وسهري عبد الظاىر امحد‪ ،‬النماذج الرياضية للتخطيط والتنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬مصر‪.1999 ،‬‬
‫‪- 47‬مدحت القريشي‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ -‬نظريات وسياسات و موضوعات‪ ،‬دار وائل للنشر‪،‬‬
‫األردن‪.2007 ،‬‬
‫‪- 48‬مفتاح صاحل‪ ،‬النقود والسياسات النقدية (ادلفهوم – األىداف – األدوات)‪ ،‬دار الفجر للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪- 49‬ناصر دادي عدون وعبد الرمحان العايب‪ ،‬البطالة وإشكالية التشغيل ضمن برامج التعديل‬
‫اذليكلي لالقتصاد من خالل حالة اجلزائر‪ ،‬ديوان ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪- 50‬ناظم زلمد نوري الشمري‪ ،‬النقود وادلصارف والنظرية النقدية‪ ،‬دار زىران للطباعة والنشر‪،‬‬
‫األردن‪.2006 ،‬‬
‫‪- 51‬وسام مالك‪ ،‬النقود والسياسات النقدية الداخلية – قضايا نقدية ومالية‪ ،‬دار ادلنهل اللبناين‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬لبنان‪.2000 ،‬‬
‫‪- 52‬وضاح جنيب رجب‪ ،‬التضخم والكساد ‪ -‬األسباب واحللول ‪ ،-‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪.2001 ،‬‬
‫‪- 53‬يسرى مهدي السامرائي‪ ،‬زكريا مطلك الدوري‪ ،‬الصريفة ادلركزية والسياسة النقدية‪ ،‬مطابع‬
‫ادينار‪ ،‬ليبيا‪.1999 ،‬‬

‫~ ‪~ 149‬‬
‫قائمة المراجـ ـع‬

‫الرسائل واألطروحات‪:‬‬

‫‪- 54‬أمحد زلمد صاحل اجلالل‪ ،‬دور السياسات النقدية وادلالية يف مكافحة التضخم يف البلدان‬
‫‪ ،)2003-1990‬رسالة ماجسرت يف علوم‬ ‫النامية‪ ،‬دراسة حالة اجلمهورية اليمنية (‬
‫التسيري‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬اجلزائر‪.2006 ،‬‬
‫‪- 55‬إكن لونيس‪ ،‬السياسة النقدية ودورىا يف ضبط العرض النقدي يف اجلزائر خالل الفرتة‬
‫(‪ ،)2009-2000‬رسالة ماجيسرت يف علوم االقتصاد‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية‬
‫وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة اجلزائر (‪ ،)3‬اجلزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪- 56‬بقيق ليلى امسهان‪ ،‬آلية تأثري السياسة النقدية يف اجلزائر ومعوقاهتا الداخلية – دراس ـة قياسية‬
‫‪ ،-‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪،‬‬
‫جامعة أيب بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪.2015 ،‬‬
‫‪- 57‬بن جيمة عمر‪ ،‬دور ادلؤسسات الصغرية وادلتوسطة يف التخفيف من حدة البطالة دبنطقة‬
‫بشار‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارة وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة أيب بكر‬
‫بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر ‪.2011‬‬
‫‪ - 58‬بن طالب فريد‪ ،‬فعالية السياسة النقدية يف ضل برامج اإلصالح االقتصادي‪ ،‬حالة االقتصاد‬
‫اجلزائري للفرتة ( ‪ ،)2011-1970‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ ،03‬اجلزائر‪.2013 ،‬‬
‫–دراسة حالة‬ ‫‪- 59‬هباء الدين طويل‪ ،‬دور السياسات ادلالية والنقدية يف حتقيق النمو االقتصادي‬
‫اجلزائر ( ‪ ،)2010-1990‬أطروحة دكتواه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة احلاج خلضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬اجلزائر‪.2016 ،‬‬
‫– دراسة حالة اجلزائر (‬ ‫‪- 60‬بودخدخ كرمي‪ ،‬أثر سياسة االنفاق العامة على النمو االقتصادي‬
‫‪ ،-)2009-2001‬رسالة ماجستري يف علوم التسيري كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪،‬‬
‫جامعة دايل إبراىيم‪ ،‬اجلزائر‪.2010 ،‬‬

‫~ ‪~ 150‬‬
‫قائمة المراجـ ـع‬

‫‪- 61‬رسول محيد‪ ،‬العودلة وضرورة تفصيل السياسة النقدية يف اجلزائر‪ ،‬رسالة ماجستري يف العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪- 62‬رسول محيد‪ ،‬تفعيل السياستني النقدية وادلالية دلعاجلة االختالالت االقتصادية يف اجلزائر‪،‬‬
‫أطروحة دكتواراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪،‬‬
‫جامعة اجلزائر‪ ،‬اجلزائر‪.2017 ،‬‬
‫‪- 63‬سليم عقون‪ ،‬قياس أثر ادلتغريات اقتصادية على معدل البطالة – دراسة قياسية حتليلية – حالة‬
‫اجلزائر‪ ،‬رسالة ماجستري يف علوم التسيري‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪،‬‬
‫جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬اجلزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪- 64‬الشيخ أمحد ولد الشيباين‪ ،‬فعالية السياسة النقدية وادلالية يف حتقيق التوازن االقتصادي الكلية‬
‫يف ظل اإلصالحاالقتصادي‪ -‬دراسة حالة موريتانيا‪ ،-‬رسالة ماجيسرت يف العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬اجلزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪- 65‬عبد الرزاق سالم‪ ،‬القطاع ادلصريف اجلزائري يف ظل العودلة تقييم األداء ومتطلبات اإلصالح‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه يف علوم التسيري‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة‬
‫اجلزائر ‪ ،03‬اجلزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪- 66‬فارس شاليل‪ ،‬دور سياسة التشغيل يف معاجلة مشكلة البطالة يف اجلزائر خالل الفرتة‬
‫(‪ ،)2004-2001‬رسالة ماجستري يف العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية‬
‫وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬اجلزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪- 67‬زلمد مازن األسطل‪ ،‬العوامل ادلؤثرة على معدل البطالة يف فلسطني‪ ،‬رسالة ماجستري يف‬
‫اقتصاديات التنمية من كلية التجارة باجلامعة اإلسالمية‪ ،‬بغزة‪ ،‬فلسطني‪.2014/04/29 ،‬‬
‫‪- 68‬زلي الدين محداين‪ ،‬حدود التنمية ادلستدامة يف االستجابة لتحديات احلاضر وادلستقبل‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة‬
‫اجلزائر‪ ،‬اجلزائر‪.2009 ،‬‬

‫~ ‪~ 151‬‬
‫قائمة المراجـ ـع‬

‫‪ 69‬ن‪-‬وال بن فايزة‪ ،‬إشكالية البطالة ودور مؤسسات سوق العمل يف اجلزائر خالل الفرتة‬
‫(‪ ،)2005-1990‬رسالة ماجستري يف العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارة‬
‫وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬اجلزائر‪.2009 ،‬‬

‫الملتقيات والمقاالت‪:‬‬

‫‪- 70‬أبو بكر خوالد‪ ،‬تقييم إصالح قانون النقد والقرض اجلزائري وإبراز التعديالت الطارئة عليو‪،‬‬
‫رللة العلوم السياسية والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،07‬اجمللد ‪ ،02‬تصدر عن ادلركز الدديقراطي العريب‬
‫أدلانيا‪ ،‬برلني‪ ،‬فرباير ‪.2018‬‬
‫‪- 71‬باصور كمال‪ ،‬أثر فعالية السياسة النقدية يف حتقيق التوازن اخلارجي‪ ،‬باإلشارة حلالة اجلزائر‬
‫الفرتة ( ‪ ،)2016-2000‬رللة االقتصاد والتنمية‪ ،‬جامعة حيىي فارس‪ ،‬ادلدية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،06‬جوان ‪.2016‬‬
‫‪- 72‬بن العارية حسني وعبد السالم بلبايل‪ ،‬حتليل فعالية أدوات السياسة النقدية يف فائض السيولة‬
‫– خالل الفرتة ( ‪ ،)2014-2000‬رللة اقتصاديات ادلال‬ ‫ادلصرفية – حالة اجلزائر‬
‫واألعمال‪ ،‬جامعة عبد احلفيظ بوصوف‪ ،‬مسيلة‪ ،‬العدد ‪ ،4‬اجلزائر‪ ،‬ديسمرب ‪.2017‬‬
‫‪- 73‬رايس فضيل‪ ،‬حتديات السياسة النقدية وزلددات التضخم يف اجلزائر ( ‪،)2011-2000‬‬
‫رللة البحوث االقتصادية العربية‪ ،‬العدد ‪.2013 ،21‬‬
‫‪- 74‬طالب سومية شهيناز ودليف زلمد البشري‪ ،‬أثر النمو االقتصادي على البطالة يف االقتصاد‬
‫األردين خالل الفرتة ‪ ،2012-1990‬رللة البحوث االقتصادية وادلالية‪ ،‬جامعة أم البواقي‪،‬‬
‫العدد السادس‪ ،‬ديسمرب ‪.2016‬‬
‫‪- 75‬علي يوسفات‪ ،‬عتبة التضخم والنمو االقتصادي يف اجلزائر (دراسة قياسية للفرتة من‬
‫‪ ،)2009-1970‬رللة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ،11‬جامعة أدرار‪ ،‬اجلزائر‪.201 ،‬‬
‫‪- 76‬عيجويل خالد‪ ،‬فعالية أسعار الفائدة من قبل البنوك ادلركزية يف احلد من اهنيار األسواق ادلالية‬
‫يف ظل األزمة العادلية الراىنة‪ ،‬ادللتقى العادلي الدويل حول األزمة ادلالية واالقتصادية الدولية‬
‫‪ 20‬و ‪ 21‬أكتوبر‬ ‫واحلوكمة العادلية‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬يومي‬
‫‪.2009‬‬

‫~ ‪~ 152‬‬
‫قائمة المراجـ ـع‬

‫‪- 77‬زلمد راتول‪ ،‬صالح الدين عروش‪ ،‬تقييم فعالية السياسة النقدية يف حتقيق ادلرب ع السحري‬
‫لكاردور يف اجلزائر (‪ ،)2010-2000‬حبوث اقتصادية عربية‪ ،‬العدد ‪ ،66‬ربيع ‪.2014‬‬
‫االقتصادي‪ ،‬رللة‬ ‫‪- 78‬زلمد مسعي‪ ،‬سياسة اإلنعاش االقتصادي يف اجلزائر وآثارىا على النمو‬
‫الباحث‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬العدد ‪.2010 ،10‬‬
‫‪- 79‬مرغاد خلضر وحوحو فطوم‪ ،‬فعالية السياسة النقدية وادلالية يف أداء األسواق ادلالية‪ ،‬رللة‬
‫‪ ،3‬اجلزائر‪ ،‬جانفي‬ ‫االقتصاد وادلعرفة‪ ،‬سلرب التنمية احمللية ادلستدامة‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،‬العدد‬
‫‪.2015‬‬

‫التقاريـ ــر‪:‬‬

‫‪- 80‬بنك اجلزائر‪ ،‬التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪.2002 ،‬‬
‫‪- 81‬بنك اجلزائر‪ ،‬التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪- 82‬بنك اجلزائر‪ ،‬التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪- 83‬بنك اجلزائر‪ ،‬التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪.2012 ،‬‬
‫‪- 84‬بنك اجلزائر‪ ،‬التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪- 85‬بنك اجلزائر‪ ،‬التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪- 86‬بنك اجلزائر‪ ،‬التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪.2015 ،‬‬
‫‪- 87‬بنك اجلزائر‪ ،‬التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪.2016 ،‬‬
‫‪- 88‬بنك اجلزائر‪ ،‬التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪.2017 ،‬‬
‫‪- 89‬بنك اجلزائر‪ ،‬حوصلة حول التطورات النقدية وادلالية لسنة ‪ ،2016‬وتوجهات سنة ‪،2017‬‬
‫تدخل زلافظ بنك اجلزائر أمام اجمللس الشعيب الوطين‪ ،‬فيفري‪.2018 ،‬‬

‫القوانين والمراسيم‪:‬‬

‫‪- 90‬القانون ‪ 10-90‬ادلؤرخ يف ‪ 10‬أفريل ‪ ،1990‬ادلتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬


‫‪- 91‬القانون رقم ‪ 10-17‬ادلعدل وادلتمم لألمر ‪ 11-03‬ادلتعلق بالقد والقرض‪.‬‬
‫‪- 92‬األمر ‪ 10-03‬ادلعدل وادلتمم للقانون ‪ 10-90‬الصادر يف ‪ 26‬أوت ‪.2003‬‬

‫~ ‪~ 153‬‬
‫قائمة المراجـ ـع‬

:‫المواقع االلكترونية‬

93- www.bank.of.Algiria-dz.
94- www.ons.dz.

.‫ باللغة األجنبية‬:‫ثانيا‬

95- Tremblay .R,"Macroéconomique Moderns,Théories et


réaliti ", Edition Etudes vivantes, Québec, 1992.
96- Gregory .N .Makin, Macroéconomie, De Boeck, Paris,
3éme édition, 2006

~ 154 ~

You might also like