Professional Documents
Culture Documents
مدى فعالية السياسة النقدية في تحقيق التوازن الداخلي
مدى فعالية السياسة النقدية في تحقيق التوازن الداخلي
مذكرة بعنوان:
لجنة المناقشة
الصفة الجامعة اسم ولقب االستاذ
رئيسا جامعة البويرة عثمان عالم
مناقشا جامعة البويرة يوسف قاشي
مشرفا ومقررا جامعة البويرة حميد رسول
اتقدم بالشكر اىل استاذي القدير رسول محيد الذي تكرم علي بقبولو االشراف على ىذا العمل.
كما اشكر السادة اعضاء جلنة ادلناقشة لتكرمهم بقبول مناقشة ىذا العمل و تقييمو و يف االخًن
اتقدم بالشكر اىل كل من ساعدين يف اجناز ىذه الذكرة.
اإلهداء
اىدي مثرة جهدي لوالدي العزيزين اطال اهلل يف عمرمها و حفضهما يل و امتىن ان يكونا فخورين يب و راضيٌن عين
فهما سندي يف احلياة و اغلى ما املك.
اىل مجيع االىل و االقارب و كل من ساعدين من قريب او من بعيد ولو بكلمة طيبة.
اىل كل صديقايت و رفيقات دريب :بشرى ،مازيغة ،حياة ،مليكة ،لبىن ،وسام ،امينة ،اىل كل اساتذة العلوم
االقتصادية و طلبة ماسرت 2دفعة .2018/2017
فهرس المحتويات
الصفحة العنوان
التشكرات
االىداءات
فهرس احملتويات
قائمة اجلداول
قائمة األشكال
أ-و مقدمة
الفصل األول :اإلطار النظري للسياسة النقدية
02 تمهيد
03 المبحث األول :ماهية السياسة النقدية
03 ادلطلباألول :مفهوم السياسة النقدية واجتاىاهتا
05 ادلطلب الثاين :السياسة النقدية يف التحليل الكالسيكي
10 ادلطلب الثالث :السياسة النقدية يف التحليل الكينزي
18 ادلطلب الرابع :السياسة النقدية يف التحليل النقدي
22 المبحث الثاني :السياسة النقدية ،أهدافها ،أدواتهاو قنوات انتقالها
22 ادلطلب األول :أىداف السياسة النقدية
30 ادلطلب الثاين :أدوات السياسة النقدية
34 ادلطلب الثالث :قنوات انتقال السياسة النقدية
37 المبحث الثالث :فعالية السياسة النقدية .
37 ادلطلب األول :تشخيص فعالية السياسة النقدية يف الدول ادلتقدمة و النامية
40 ادلطلب الثاين :فعالية السياسة النقدية يف اقتصاد مغلق
51 ادلطلب الثالث :فعالية السياسة النقدية يف اقتصاد مفتوح
57
خالصة الفصل
فهرس المحتويات
قائمة الجداول:
138 تطور ادلعدل احلقيقي للناتج الداخلي اخلام يف اجلزائر للفرتة ( )2017-2000 06
فهرس المحتويات
قائمة األشكال:
رقم
الصفحة عنوان الشكل
الشكل
12 عرض النقود عند كينز 01
13 الطلب على النقود بدافع ادلعامالت واالحتياط 02
14 الطلب على النقود بدافع ادلضاربة 03
16 دور السياسة النقدية يف ظل التحليل الكينزي 04
40 منحىن IS 05
41 كيفية اشتقاق منحىن IS 06
42 اشتقاق منحىن LM 07
43 مرونة االستثمار بالنسبة لسعر الفائدة وفعالية السياسة النقدية 08
45 فعالية السياسة النقدية واحندار منحىن IS 09
47 فعالية السياسة النقدية واحندار منحىن LM 10
49 فعالية السياسة النقدية واحندارات منحىن LM 11
51 خط BP 12
52 التوازن الداخلي واخلارجي يف ظل اسعار الصرف الثابتة 13
54 السياسة النقدية يف ضل سعر الصرف ادلرن 14
61 الزيادة يف الطلب وسحب األسعار لألعلى 15
63 تضخم دفع التكاليف 16
78 التضخم عند كينز 17
87 منحىن فيليبس 18
مقدم ـة
السياسة النقدية من اىم السياسات االقتصادية العامة للدولة ،وذلك لكوهنا أداة فعالة يف حتقيق
األىداف االقتصادية واالجتماعية من خالل أدواهتا املختلفة ،حيث حظيت السياسة النقدية باىتمام واسع
وكبًن يف الفكر االقتصادي ،فالبداية األوىل اليت تبلورت فيها معاملها كانت مع ظهور املدرسة الكالسيكية،
مث جاء"كينز" يف القرن العشرين ليؤكد ان السياسة املالية ىي األكثر فعالية ،لكن سرعان ما اسرتجعت
بعدىا السياسة النقدية مكانتها يف اخلمسينات من القرن العشرين على يد "فريدمان" ،وازداد االىتمام
بالسياسة النقدية يف الفكر االقتصادي املعاصر ،خاصة أثناء األزمات النقدية وعدم االستقرار االقتصادي
الذي شهدتو معظم دول العامل خاصة النامية منها.
كما ان السياسة النقدية تعد من السياسات األساسية يف معاجلة خمتلف االختالالت االقتصادية
يف أية دولة من دول العامل ،حيث ختتلف طبيعة استعماهلا من دولة ألخرى وختتلف أغراضها أيضا حسب
ظروف كل بلد فنجد بعض الدول توجو سياستها النقدية من أجل حتقيق مستويات عالية من التشغيل أو
ملعاجلة التضخم وذلك من اجل حتقيق النمو االقتصادي.
لقد عاىن االقتصاد اجلزائري من اختالالت اقتصادية عديدة داخلية وخارجية ،استمرت لفرتة
طويلة من الزمن وما زال يتخبط فيها اىل يومنا ىذا ،ىذا ما جعل السلطات اجلزائرية تقوم بالعديد من
اإلصالحات النقدية واملالية ملعاجلة ىذه االختالالت خاصة الداخلية منها ،وجتسدت ىذه اإلصالحات
أساسا يف حتديد األىداف األساسية للسياسة النقدية وفق أىم التعديالت اليت طرأت على قانون النقد
والقرض الذي يعد نقطة حتول يف مسار السياسة النقدية يف اجلزائر ،بناء على ما سبق ميكن طرح
اإلشكالية التالية:
ما مدى مساهمة السياسة النقدية في معالجة االختالالت االقتصادية الداخلية في الجزائر
خالل الفترة()2017-2000؟
~ب ~
مقدم ـة
-ىل يعد استهداف التضخم ىدف هنائي للسياسة النقدية يف اجلزائر خالل الفرتة ( -2000
)2017؟
-ىل حققت السياسة النقدية املطبقة يف اجلزائر نتائج اجيابية خالل الفرتة( )2017-2000؟
ولإلجابة على اإلشكالية املطروحة والتساؤالت الفرعية ارتأينا طرح الفرضيات التالية:
فرضيات البحث:
-يؤدي جتاوب البنوك التجارية واملؤسسات املالية مع البنك املركزي اىل حتقيق األىداف النهائية
للسياسة النقدية.
-يعد حتديد أىداف السياسة النقدية بدقة ووضوح وبالشكل الذي يضمن عدم تضارهبا من أىم
عوامل جناحها.
-استهدفت اجلزائر التضخم كهدف هنائي للسياسة النقدية للفرتة( .)2017-2000
-دتكنت السياسية النقدية املطبقة يف اجلزائر من حتقيق نتائجإجيابية للتوازنات الداخلية خالل
الفرتة(.)2017-2000
أهداف الموضوع:
~ج ~
مقدم ـة
أهمية الموضوع:
.تكمن أمهية املوضوع يف املكانة اليت حتتلها السياسة النقدية يف اقتصاديات معظم الدول ودورىا
الفعال يف معاجلة معظم االختالالت االقتصادية اليت مير هبا االقتصاد خاصة يف الدول النامية واليت منها
اجلزائر .حيث شرعت منذ انتقاهلا من االقتصاد املخطط اىل االقتصاد السوق يف إصالح سياستها
االقتصادية الكلية ،حماولة تكييفها حسب متطلبات التنمية االقتصادية
صعوبات البحث:
ال يوجد أي عمل خيلو من الصعوبات والعقبات ،اليت تواجو الباحثٌن يف اجناز عملهم ،ومن
الصعوبات اليت واجهتها يف ىذا العمل:
-الوقت الذي حال بيين وبٌن مجع مجيع املعلومات اخلاصة بالبحث.
-التضارب يف اإلحصائيات للتطورات النقدية اليت يبىن عليها التحليل ما بٌن اهليئة واألخرى.
حدودالدراسة:
حددت دراسة املوضوع يف إطارين مكاين وزماين ،ففي اإلطار املكاين خصصنا الدراسة لالقتصاد
اجلزائري ،أما اإلطار الزماين فقد حددت الفرتة ما بٌن 2000و.2017
منهج الدراسة:
ملعاجلة ىذا املوضوع مت االعتماد على املنهج الوصفي التحليلي ،حيث يعد مناسبا لعرض اآلراء
واألفكار اليت قدمها االقتصاديون يف جمال السياسة النقدية ،باإلضافة اىل حتليل بعض املعطيات املتعلقة
بتطور السياسة النقدية يف االقتصاد اجلزائري ،كما مت االعتماد على املنهج التارخيي وذلك من خالل تتبع
املسار التارخيي لسياسة النقدية يف اجلزائر خالل الفرتة املدروسة.
~د ~
مقدم ـة
الدراسات السابقة:
جند العديد من الدراسات السابقة اليت هلا صلة باملوضوع نذكر منها:
-يمينةشبيرة ،مذكرة مقدمة كجزء من متطلبات نيل شهادة املاسرت يف العلوم االقتصادية جبامعة حممد
خيضر بسكرة سنة ،2016كانت املذكرة بعنوان " فعالية السياسة النقديةفي تحقيق االستقرار
النقدي في الجزائر ،"2014-2000دتحورت إشكالية البحث حول السؤال اجلوىري التايل:
"2014-2000فعالة يف حتقيق ىل تعترب السياسة النقدية املتبعة يف اجلزائر خالل الفرتة "
االستقرار النقدي؟
توصلت اىل ان مراقبة وتًنة التضخم ىي اهلدف األساسي للسياسة النقدية اليت حددىا
بنك اجلزائر ،كما أنو يعد تطبيق جمموعة من التدابًن والسياسات باإلضافة اىل الربامج اإلنعاش
االقتصادي يف اجلزائر من أسباب اخنفاض معدالت البطالة ،وبالرغم من ذلك مل توفق السياسة
النقدية يف حتقيق العمالة الكاملة.
-الشيخ أحمد ولد الشيباني ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجيستًن يف العلوم
االقتصادية جبامعة فرحات عباس سطيف سنة ،2013كانت املذكرة بعنوان " فعالية السياسة
النقدية والمالية في تحقيق التوازنات االقتصادية الكلية في ظل برامج اإلصالح االقتصادي
دراسة حالة موريتانيا" إشكالية حبثو كانت" ما ىي انعكاسات السياسة النقدية واملالية اليت مت
إتباعها واإلجراءات اليت مت تنفيذىا يف ظل برامج اإلصالحات االقتصادية على التوازناتاالقتصادية
الكلية يف موريتانيا؟
توصل اىل ان التعاون املميز بٌن وزارة املالية والبنك املركزي يف موريتانيا والذي عنوانو تنسيق
السياسة النقدية وملالية ،يعترب صمام األمان االقتصاد املوريتاين من اجل التغلب على مجيع
االختالالت اليت يتعرض هلا منذ االستقالل اىل يومنا ىذا.
-أوكيلي إلهام ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات شهادة املاسرت يف العلوم االقتصادية جبامعة أيب بكر
بلقايد تلمسان سنة ،2017حتت عنوان " مساهمة السياسة النقدية في معالجة البطالة حالة
الجزائر" إشكالية البحث كانت" ما مدى مسامهة السياسة النقدية يف معاجلة البطالة يف
اجلزائر؟" ،وتوصلت اىل ان السياسة النقدية يف اجلزائر مل تويل االىتمام مبستويات التشغيل حيث
~ه ~
مقدم ـة
أن أىداف ىذه السياسة املعلن عنها من طرف السلطة النقدية تبقى بعيدة كالبعد عن متطلبات
الشغل وأولويات التشغيل فرتكيزىا الكلي موجو ملكافحة التضخم وحتقيق استقرار األسعار.
لإلجابة على اإلشكالية املطروحة ،مت تقسيم ىذا البحث اىل ثالث فصول:
الفصل األول بعنوان اإلطار النظري للسياسة النقدية مت فيو التطرق اىل األساس الفكري
للسياسة النقدية من تتبع تطور املدارس النقدية ،مث التطرق إىل كل من أىداف وأدوات وقنوات انتقال
السياسة النقدية وفعاليتها يف االقتصاد املغلق واالقتصاد املفتوح.
أما الفصل الثاني املعنون بمؤشرات التوازن الداخلي تناولنا فيو أىم مؤشرات التوازن الداخلي
ابتداء بالتضخم مفهومو وأنواعو أثاره وأىم النظريات املفسرة لو مث البطالة واليت تعترب اخللل الثاين من
االختالالت االقتصادية الداخلية وأخًنا النمو االقتصادي واىم النظريات والنماذج املفسرة لو.
خالل والفصل الثالث بعنوان اثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر
الفترة( )2017-2000تناولنا فيو أىم التعديالت النقدية يف اجلزائر خالل الفرتة ( )2017-2000
باإلضافة اىل تتبع مسار السياسة النقدية يف معاجلة االختالالت االقتصادية الداخلية يف اجلزائر.
~و ~
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
تمهيد:
تعترب السياسة النقدية من بُت أىم السياسات االقتصادية اليت تعتمد عليها الدولة يف ٖتقيق
أىدافها ادلختلفة ،حيث ظهر االىتمام بالسياسة النقدية يف الفكر االقتصادي أثناء األزمات النقدية ،إال
أن ىذه األعلية ٗتتلف عند االقتصاديُت حسب توجهاهتم ومبادئهم.
تكون السياسة النقدية فعالة إذا ٘تكنت من استخدام أدواهتا يف التأثَت على رلمل النشاط
االقتصادي من اجل ٖتقيق أىداف السياسة االقتصادية ،إالأن ىذه الفعالية ٗتتلف إذا انتقلنا من
االقتصاديات ادلتقدمةإذل االقتصاديات النامية ،ومنو سوف نقسم ىذا الفصل إذل ثالث مباحث وىي
كالتارل:
~~2
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
تعترب السياسة النقدية إحدى أىم مكونات السياسة االقتصادية ،اليت تتخذ من ادلعطيات النقدية
موضوعاً لتدخلهاأخذة بعُت االعتبار عالقة النقود بالنشاط االقتصادي ومنو سوف نتناول يف ىذا ادلبحث
مفهوم السياسة النقدية وإتاىاهتا وأىم النظريات ادلفسرة ذلا.
نظراً للدور الذي تلعبو النقود يف االقتصاديات ادلعاصرة تعددت تعاريف السياسة النقدية واليت
نذكر منها ما يلي:
-السياسة النقدية ىي " رلموعة اإلجراءات اليت تتخذىا الدولة يف إدارة كل من النقود واالئتمان
وتنظيم السيولة العامة لالقتصاد "(.)1
-السياسة النقدية ىي " العملية اليت هتدف إذل تنظيم كمية النقود ادلتوفرة يف االقتصاد الوطٍت
بغرض ٖتقيق أىداف السياسة االقتصادية ادلتمثلة يف ٖتقيق التنمية االقتصادية " (.)2
-السياسة النقدية ىي " الطريقة أو الطرق اليت تتبعها السلطات النقدية يف الدولة وادلتمثلة يف البنك
ادلركزي لتوجيو كمية النقود يف التداول إذل التوسع أو التقلص بقصد الوصول إذل ىدف من
أىداف السياسة النقدية "(.)3
-1بلعزوز بن علي ،محاضرات في النظريات والسياسات النقدية ،الديوان الوطٍت للمطبوعات اجلامعية ،الطبعة الثانية ،اجلزائر،
،2006ص.112
-2عبد اهلل خبابة ،االقتصاد المصرفي ،مؤسسة شباب اجلامعة ،مصر ،2008 ،ص.199
-3أنس البكري و وليد صايف ،النقود والبنوك (بين النظرية والتطبيق) ،دار ادلستقبل للنشر والتوزيع ،األردن ،2009 ،ص.178
~~3
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
ؽلكن ٖتديد مفهوم السياسة النقدية يف أهنا" تلك السياسة اليت يكون رلاذلا عرض النقود وما يؤثر
فيها من حيث كميتها وسرعة دوراهنا ،والتأثَت يف حجم االئتما ن ادلمنوح وشروطو والنتائج الناٚتة عنو من
حيث ما يسمى ٓتلق النقود "(.)1
كما ؽلكن تعريفها أيضاً بأهنا ":تنظيم كمية النقود ادلتوفرة يف اجملتمع بغرض ٖتقيق أىداف
السياسة ادلتمثلة يف ٖتقيق التنمية االقتصادية ،والقضاء على البطالةٖ ،تقيق التوازن يف ميزان ادلدفوعات
واحملافظة على استقرار ادلستوى العام لألسعار "(.)2
ومن خالل التعاريف السابقة ؽلكن إعطاء تعريف شامل للسياسة النقدية ،بأهنا رلموعة
اإلجراءات والقرارات اليت تقوم هبا السلطات النقدية للتأثَت على ادلتغَتات النقدية وسلوك األعوان
االقتصاديُت لتحقيق األىداف االقتصادية ادلسطرة.
كما ٕتدر اإلشارة إذل أن للسياسة النقدية معنيُت فاألول يسمى بادلعٌت الضيق والذي يقصد بو
اإلجراءات اليت تتخذىا السلطات النقدية دلراقبة عرض النقود بقصد ٖتقيق أىداف معينة والثاين يسمى
بادلعٌت الواسع فيعٍت أهنا تشمل ٚتيع التنظيمات النقدية وادلصرفية اليت تتخذ من قبل احلكومة والبنك
ادلركزي واخلزينة بقصد التأثَت على مقدار وتوفَت واستعمال النقد واالئتمان ،وكذلك االقًتاض احلكومي أي
حجم وتركيب الدين العمومي.
تتجو السياسة النقدية ضلو التوسع أو االنكماش اعتماداً على نوع األزمة ادلراد عالجها يف اقتصاد
معُت وىي كما يلي(:)3
-1مرغاد خلضر و حوحو فطوم ،فعالية السياسة النقدية والمالية في أداء األسواق المالية ،رللة االقتصاد وادلعرفة ،سلرب التنمية احمللية
ادلستدامة ،جامعة البليدة ،العدد ،3اجلزائر ،جانفي ،2015ص.10
-2ضياء رليد ادلوسوي ،أسس علم االقتصاد ،ديوان ادلطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2011 ،ص.73
-3عبد القادر خليل ،مبادئ االقتصاد النقدي والمصرفي ،ديوان ادلطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2012 ،ص ص .151-150
~~4
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
-1الحالة التوسعية:
تعٍت ان حجم وسائل الدفع ادلتاحة وكذلك التغَت يف قيمة النقود تتجو ضلو توسع النشاط
االقتصادي وطبعاً ؽلكن ان يرافق ىذا معدل تضخم صغَت مقبوالً اقتصاديا ألنو يؤدي اذل ٖتفيز أصحاب
األعمال نتيجة ٖترك طفيف يف األسعار ،وكذلك توسيع القوة الشرائية للمستهلكُت ،وبالتارل رفع الطلب
الفعال.
وال يتم ٖتقيق احلالة التوسيعية إال إذا سعي اجلهاز ادلصريف بتخفيض معدل الفائدة وتشجيع
االئتمان ،كذلك التقليل من االحتياطي اإلجباري ،وٗتفيض معدل إعادة اخلصم والتخفيض من سعر
الصرف ،وما إذل ذلك من الوسائل اليت تراىا السلطة النقدية مناسبة.
تكون يف حالة ارتفاع معدل التضخم الناجم عن االرتفاع ادلستمر وادللحوظ يف ادلستوى العام
لألسعار والذي يقابلو دائما طلب زيادة األجور ،وىنا تقوم السلطة النقدية بسياسة نقدية انكماشية
بتدخل اجلهاز ادلصريف عكس احلالة التوسيعية.
،فهي تعتمد على زلصول واحد وعلى تصدير نظراً لتمتع ىذه الدول باقتصاديات زراعة ومومسية
ادلواد األولية للخارج ،لذا البنك ادلركزي يطبق سياسة نقدية خاصة هبذه الوضعية ،حيث يوسع حجم
وسائل الدفع ادلتاحة عند مرحلة بدأ الزراعة أو الدورة لتمويل ىذا النشاط ويقلل من حجم وسائل الدفع
عند بيع ادلنتوج ،واذلدف ىنا حصر آثار التضخم بربط حجم وسائل الدفع بالدورة اإلنتاجية.
)18وبداية ادلذىب الكالسيكي ىو التحليل الذي ظهر يف اصللًتا يف هناية القرن الثامن عشر (
القرن التاسع عشر ( ،)19حيث يقوم ىذا التحليل على أن التوازن االقتصادي يتحقق دائماً بصورة تلقائية
~~5
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
عند مستوى التشغيل الكامل ،وأن النقود بصفتها وسيط للتبادل ليست سوى حجاب ؼلفي ٖتتو اجلوانب
احلقيقية للنشاط االقتصادي دون أن يكون لو أدىن تأثَت عليها.
ومن ىنا ركز الكالسيك اىتمامهم على العالقة اليت تربط كمية النقود من جهة وادلستوى العام
ألسعار من جهة أخرى ،حيث سيطر يف تلك الفًتة قانون سايلألسواق على النشاط االقتصادي والذي
يرى أن كل عرض ؼللق الطلب اخلاص بو ،فاإلنتاج ؼللق قوتو الشرائية ،وبناءاً ما سبق يقوم ىذا التحليل
على االفًتاضات التالية(:)1
يفًتض ىذا التحليل أن حجم ادلعامالت ومستوى النشاط االقتصادي مرتبط بعوامل موضوعية
ليست ذلا عالقة بكمية النقود أو بالتغَتات اليت ٖتدث فيها ،أي أن النقود ليس ذلا تأثَت يف ٖتقيق التوازن
االقتصادي بل ىي وسيط للمبادالت فقط.
ويقصد هبا متوسط عدد ادلرات اليت انتقلت فيها كل وحدة من وحدات النقود من يد إذل أخرى
يف تسوية ادلبادالت التجارية يف فًتة زمنية معينة.
تنص ىذه النظرية على أن سرعة دوران النقود ثابتة على األقل يف ادلدى القصَت ،ألهنا ٖتدد
بعوامل بطيئة التغَت ومستقلة عن كمية النقود ،وىذه العوامل تتمثل يف درجة كثافة السكان وتطور عادات
التعامالت ادلصرفية ومستوى تطور وتقدم اجلهاز ادلصريف واألسواق ادلالية والنقدية ،وكل ىذه العوامل ال
تتغَت يف األجل القصَت.
-1رسول ٛتيد ،العولمة وضرورة تفصيل السياسة النقدية في الجزائر ،رسالة ماجستَت يف العلوم االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية
والتجارية وعلوم التسيَت ،جامعة اجلزائر ،اجلزائر ،2008،ص ص .37-36
~~6
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
وىذا االفًتاض معناه أن أي تغَت يف كميات النقود ادلعروضة سيؤدي إذل زيادة شلاثلة يف ادلستوى
العام لألسعار والعكس ( ،)1وأخذت ىذه النظرية شكلها النهائي من خالل معادلة التبادل لفيشر ومعادلة
األرصدة النقدية احلاضرة (كمربدج).
)Fisherرائد النظرية الكمية للنقود والذي أعطىلتلك النظرية صياغتها احلديثة يعترب فيشر (
األكثر اكتماالً من خالل معادلتو الشهَتة ٔتعادلة التبادل اليت تفسر العالقة بُت كمية النقود وبُت ادلستوى
()2
العام لألسعار ،وصياغة ىذه ادلعادلة رياضياً كان كما يلي:
حي ــث:
:M -كمية النقود يف التداول (نقود قانونية +نقود مصرفية).
:V -سرعة دوران النقود كجزء من الصفقات.
:P -ادلستوى العام لألسعار.
:T -حجم الصفقات اليت ٕتري يف زمن ما.
لربط كمية النقود ٔتستوى اإلنتاج فقد استبدلت ( )Tبادلتغَت ( ،)Yوالذي يشمل كمية السلع
()3
واخلدمات النهائية ادلنتجة خالل مدة زمنية معينة فأصبحت ادلعادلة كالتارل:
(M .V = P . Y)2
-1رسول ٛتيد،العولمة وضرورة تفعيل السياسة النقدية في الجزائر ،مرجع سبق ذكره ،ص.56
-2عوض فاضل و إمساعياللدؽللي ،النقود والبنوك ،دار احملكمة للطباعة والنشر ،العراق ،1990 ،ص.350
-3عباس كاظم الدعمي ،السياسات النقدية والمالية وأداء سوق األوراق المالية ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،األردن ،2010 ،ص
ص.28 – 27
~~7
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
وؽلكن ٖتويل ادلعادلة رقم ( )1إذل نظرية لتحديد مستوى السعر كما ىو موضح يف ادلعادلة
رقم()3
)3أن مستوى السعر يعتمد على كمية النقود ،وأن التغَت يف السعر يكون يتضح من ادلعادلة رقم (
Vو بنفس نسبة التغَت يف كمية النقود ،أي السعر يتضاعف إذا تضاعفت كمية النقود مع ثبات كل من
.T
()1
لتحقيق التوازن يف سوق النقد البد أن يتساوى الطلب على النقود مع عرضها أي:
(MS = Md)4
MSو Mdعرض النقود والطلب عليها على التوارل. حيث ؽلثل كل من
قام بصياغة ىذه النظرية االقتصادي االصلليزي ألفريد مارشال ،حيث تنظر ىذه النظرية إذل النقود
على أهنا جزء من ثروة األفراد وأهنم سيحتفظون ببعضها للغايات االحتياط ،وقدم ألفريد مارشال صياغة
أخرى للطلب على النقود تستند أيضا إذل نظرية كمية النقود اليت أطلق عليها معادلة كامربدج وصيغة على
()2
النحو التارل:
M = KPY
1
ؽلكن )Kوالذي ىو احلقيقة يساوي إذا ٗتتلف ىذه ادلعالة عن سابقتها فقط ٔتفهوم (
𝑉
توضيح ذلك كمايلي:
-1بن ٛتودة سكينة ،دروس في االقتصاد السياسي ،دار ادللكية للطباعة واإلعالم ،اجلزائر ،2006 ،ص.237
-2عباس كاظم الدعمي ،مرجع سبق ذكره ،ص.28
~~8
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
معادلة فيشر
M V = PT
𝑌𝑃
=𝑉
𝑀
معادلة كامربدج
𝑀
=𝐾
𝑉 𝑃.
1
= 𝑉
𝐾
1
=𝐾
𝑉
1
= 𝐾) ؽلثل الوحدة النقدية )Vيف معادلة فيشر الرغبة يف إنفاق النقود يف حُت أن ( وؽلثل (
𝑉
الواحدة اليت ػلتفظ هبا الفرد خالل السنة ،وخالل ادلدة اليت طور هبا الكالسيك نظريتهم وجدواأن الناتج
اإلٚتارل يتسم بالتوظيف الكامل للموارد ٔتعٌت أن حجم اإلنتاج ال ؽلكن تغَته خالل ادلدى القصَت ،شلا
ا ثبات V ّتعل مستوى األسعار عرضة للتغَت نتيجة التغَتات اليت تطرأ على كمية النقود،مث أهنم افًتضو
ألهنا تعتمد على عوامل ال تتغَت كثَتا و ىي متغَتات مستقرة يف ادلدى القصَت أي من منظور السياسة
النقدية أن البنك ادلركزي لن يستطيع من خالل قيامو بزيادة عرض النقود التأثَت يف معدل النمو يف
االقتصاد ،ومن ىنا يتضح أن السياسة النقدية لدى الكالسيك ىي سياسة زلايدة يتمثل دورىا يف خلق
النقود بقصد تنفيذ ادلعامالت أي حجم ادلعامالت ىو الذي ػلدد كمية النقود الواجب توفَتىا ،وىو ما
استطاعوا الوصول إليو ،ألن النقود ال تزال تعد وسيلة لتسهيل احلياة االقتصادية وتتمتع باحليادية ،وبالتارل
حيادية السياسة النقدية خال مدة الكالسيك ،فعالقة النقود موجودة فقط مع ادلستوى العام لألسعار ال
()1
غَتىا.
~~9
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
1929لعدة سنوات وعجز التحليل الكالسيكي عن إغلاد احللول إن استمرار األزمة االقتصادية
ادلناسبة للخروج من األزمة ،نتج عنو زيادة االىتمام بدراسة سلوك النقود وأثرىا على رلمل النشاط
– 1883 االقتصادي وأدى ىذا إذل ظهور أفكار جديدة لالقتصادي االصلليزي " جون ميناردكيز " (
)1964يف كتابة النظرية العامة لالستخدام والفائدة والنقود سنة 1936كما قام كينز بتقدًن احللول
ألزمة الكساد العادلي واحدث ثورة على التحليل الكالسيكي.
()1
يعتمد التحليل الكينزي على االفًتاضات التالية:
-وجو كيز اىتمامو إذل دراسة الطلب على النقود (نظرية تفضيل السيولة) وْتث يف العالقة بُت
مستوى اإلنفاق الوطٍت والدخل الوطٍت ،حيث أن األفراد قد يفضلون االحتفاظ بالنقود لذاهتا
وسبب ذلك يرجع إذل دوافع سلتلفة أعلها :ادلعامالت وادلضاربة واالحتياط.
-قام بتحليل الطلب على النقود كمخزن للقيمة (دافع ادلضاربة) ،وأخذه لتفضيل السيولة يف
االعتبار قد فتح أمامو آفاق جديدة لتحليل أثر التغَتات النقدية على النشاط االقتصادي ،بذلك
تغَتت النظرة إذل النقود أين أصبحت تشغل جيزا معتربا يف النظرية االقتصادية ،ومن مث االىتمام
بالعوامل اليت تأثر يف ٖتديد مستوى الناتج والتشغيل والدخل.
-جاء بنظرية عامة للتوظيف اليت تعاجل كل مستويات التشغيل وكما أهنا جاءت لتفسَت التضخم
والبطالة باعتبار كالعلا ينجم أساسا عن تقلبات حجم الطلب الكلي الفعال.
-اىتم بالتحليل الكلي للمعطيات االقتصادية ،فالظواىر العامة اليت يستخدمها يف ٖتليلو تدور حول
اجملامع :كحجم التشغيل ،الدخل الوطٍت،اإلنتاج الوطٍت الطلب والعرض الكلي.
-رفض يف ٖتليلو قانون ساي وبُت عدم وجود يد خفية وبذلك طالب بضرورة تدخل الدولة لعالج
أسباب األزمة وحدد معادل السياسة االقتصادية اجلديدة حىت يصل االقتصاد اذل التوظيف الكامل
ويتحقق التوازن للدخل الوطٍت.
-1إكن لونيس ،السياسة النقدية ودورها في ضبط العرض النقدي في الجزائر خالل الفترة (،)2009-2000رسالة ماجيسًت يف
علوم االقتصاد ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيَت ،جامعة اجلزائر ( ،)3اجلزائر ،2011 ،ص ص.24-23
~ ~ 10
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
-اىتم بفكرة الطلب الكلي الفعال لتفسَت أسباب عدم التوازن ،فهو يرى أن حجم كل من اإلنتاج
والتشغيل والدخل يتوقف بالدرجة األوذل على حجم الطلب الكلي الفعال الذي يتكون من
عنصرين أساسيُت علا:
الطلب على السلع االستهالكية والطلب على السلع االستثمارية ،فالطلب األول يتوقف على
عوامل موضوعية وذاتية ونفسية والثاين على الكفاية احلدية لرأس ادلال وسعر الفائدة.
-وفقا لكينزي ال يتمتع األفراد بالرشادة ،إذ ؽلكن أن يتعرض األفرا د دلا يسمى باخلداع النقدي وان
النقود سلعة كبقية السلع فتطلب لذاهتا وٙتنها يتمثل يف سعر الفائدة ،وان األجور ال تعرف ادلرونة
على التغَت بل أهنا تصبح جامدة ،أو على األقل ال تقبل االطلفاض بعد حد معُت ،وأن االدخار
يتوقف على مستوى الدخل وان سعر الفائدة يعد ٔتثابة ظاىرة نقدية يتحدد وفقا لعرض النقود
()1
والطلب عليها.
يفًتض كينز أن عرض النقود ىو متغَتة خارجية ٖتددىا الدولة متمثلة يف السلطة النقدية ويقصد
بعرض النقود ٚتيع أنواع وسائل الدفع ادلتداولة يف االقتصاد ،وتشمل األوراق النقدية القانونية وادلعدنية
والنقود ادلساعدة والنقود الكتابية ( ،)2حيث يرى كينز أن منحٌت عرض النقود عدم ادلرونة للمتغَتات يف
أسعار الفائدة كما ىو موضح يف الشكل التارل:
~ ~ 11
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
معدل الفائدة
i MS = M O
عرض النقود
M
MO
عادة ما يرغب األفراد باالحتفاظ بالنقود بصورة سائلة كأرصدة نقدية هبدف مواجهة نفقاهتم
اجلارية ادلتعلقة ٔتشًتياهتم من السلع واخلدمات االستهالكية ،والطلب على النقود بدافع ادلعامالت ىو دالة
)DT = F(Y يف الدخل ذات ميل موجب.
-2-2دوافع االحتياط:
-1ناظم زلمد نوري الشمري ،النقود والمصاريف والنظرية النقدية ،دار زىران للطباعة والنشر ،األردن ،2006 ،ص ص .281-280
~ ~ 12
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
ػلتفظ األفراد بالنقود لغرض مواجهة الظروف واألحوال الطارئة وغَت ادلتوقعة واليت تستوجب منهم
إنفاقاً نقدياً معينا.
)DP = F(Y والطلب على النقود بدافع االحتياط دالة يف الدخل ذات ميل موجب.
ؤتا أن دالة الطلب على النقود لغرض ادلعامالت واالحتياط ال عالقة ذلما بسعر الفائدة فيمكن
التعبَت عن العالقة بُت ىذا النوع من الطلب على النقود بيانياً كما ىو موضح يف الشكل ادلوارل:
سعر الفائدة
i
DTP
المصدر :عقيل جاسم عبد اهلل ،النقود والمصارف ،دار رلدالوي للنشر ،الطبعة الثانية ،األردن،
،1999ص.137
~ ~ 13
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
ػلتفظ األفراد بالنقود هبدف االستفادة من تقلبات األسعار اليت يتوقعون حدوثها يف أسواق
األوراق ادلالية ،والطلب على النقود بدافع ادلضاربة دالة يف أسعار الفائدة ذات ميل سالب.
)DS = (i
سعر الفائدة
i
مصيدة السيولة
I mim
الدخــل
المصدر :عمر صفري ،التحليل االقتصادي الكلي ،ديوان ادلطبوعات اجلامعية ،الطبعة اخلامسة ،اجلزائر،
،2005ص.233
لقد ع ّد كينزالسياسة ادلالية اكثر فعالية وتأثَت يف حل ادلشكالت االقتصادية ،إال أنو أقر ان
السياسة النقديةتلعب دور ادلساعد لتلك السياسة ويعود تأكيده على دور السياسة النقدية إذل جانب
السياسة ادلالية ،إلؽلانه على خالف الكالسيك بأن للنقود وظيفة أخرى مهمة غَت كوهنا وسيلة للمبادلة
~ ~ 14
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
وإظلا ىي سلزن للقيمة جاعالً للنقود الدور احملرك يف التغَت االقتصادي من خالل الدخل واإلنتاج
واالستخدام ،إذا إن االحتفاظ بالنقود بدالً من استثمارىا جاء نتيجة عنصر الشك وادلخاطر بادلستقبل
الذي يسيطر على األفراد ،ؤتا يؤديو ارتفاع (سعر الفائدة) من انكماش يف حجم االستثمار ومن نقص يف
الطلب الكلي الفعال والذي ينعكس بدوره على مستويات الدخل واإلنتاجواالستخدام وػلصل العكس
ٔتيل التفضيل النقدي لالطلفاض ،وىكذا يعد التفضيل النقدي طبقاً للتحليل الكينزي مصدرا مهما من
مصادر التقلبات االقتصادية.
ويركز التحليل الكينزي بصفة أساسية على أثر التغيَت يف ادلعروض النقدي على ادلتغَتات
االقتصادية الكلية ،ومن مث ادلسار االقتصادي( ،)1وؽلكن توضيح ذلك من خالل الشكل التارل:
~ ~ 15
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
R0 R0
منحٌت الكفاية
احلدية
منحٌت تفضيل
السيولة R1
R1
الستثمار
االدخار
I0
Y
Y0 Y1
-a
~ ~ 16
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
إن إؽلان كينز ٔتبدأ تدخل الدولة جعلو يفوض إدارة وٖتديد كمية النقود الالزمة لالقتصاد
للسلطات النقدية ،وعليو فإن كمية النقود ادلعروضة تعد ٔتنزلة متغَت خارجي يتحدد بتفضيل السيولة أي
أن تفضيل الرصيد النقدي يعد من أبرز شليزات التحليل الكينزي عن التحليل الكالسيكي بعد أن حدد
كينز ثالثة دوافع للطلب على النقود (دافع التبادل ،االحتياط وادلضاربة) فقيام السلطة النقدية بزيادة كمية
النقود ادلعروضة كشراء األوراق ادلالية من السوق النقدية على سبيل ادلثال سوف يؤدي إذل ٖتول منحٌت
MS1مثلمـ ــا يف منحٌت (ٔ )1تـ ــا أن ( )(Md md= L1 + L2فإن الكمية عرض النقــود من MS0
الزائدة يف ظل ثبات الدخل ستكون ( (∆𝑀𝑠 = 𝐿2أي توظيف ىذه النقود ألغراض ادلضاربة يف
السندات من لدى األفراد شلا يزيد الطلب على السندات فًتتفع أسعارىا السوقية ،ؤتا أن ىناك عالقة
R1مثلما يف ادلنحٌت R0 عكسية بُت سعر السند ومعدل الفائدة فإن معدل الفائدة سينخفض من
( ،)1وبالتارل يؤثر ذلك يف االستثمار الذي يتمتع ٔترونة عالية بالنسبة إذل معدل الفائدة على أساس
العالقة ما بُت معدل الفائدة والكفاية احلدية لرأس ادلال ( )ؤتا أن معدل الفائدة قد اطلفض فهذا يعٍت ان
I1مثلما يف منحٌت ادلنتجُت سوف يزيدون من ادلشاريع االستثمارية وعليو يرتفع االستثمار من I0
( ،)3وزيادة االستثمار حسب التحليل الكينزي تؤثر يف الطلب الكلي الفعالواالذي يتحدد وفقا
لالستهالك واالستثمار ،ؤتا أن االستثمار أحد ادلكونات الرئيسية للطلب الكل ،فزيادة االستثمار طبقاً
آلية السياسة النقدية تؤدي إذل زيادة الدخل وىو ما يظهر يف منحٌت ( )3إذا أرتفع الدخل التوازين من
Y1وىذا بسبب عمل ادلضاعف. Y0
وبذلك فإن زيادة كمية النقود يًتتب عليها حدوث زيادة يف الدخل وفقاً لتحليل كينز ،وؽلكن ان
نتصور احلالة العكسية عند ٗتفيض كمية النقود ادلعروضة.
فالنقود ىنا ليست زلايدة كما يرى الكالسيك بل تلعب دوراًكبَتاً يف التأثَت يف حجم
النشاطاالقتصادي من خالل تفعيل الطلب الكلي إذل احلد الذي يسمح بتحقيق التشغيل الكامل أليدي
العاملة يف اجملتمع.
:Mdالطلب على النقود (التفضيل النقدي يساوي L1االحتفاظ بالنقود ألغراض التبادل و L2االحتفاظ بالنقود ألغراض ادلضاربة).
-الكفاية احلدية لرأس ادلال :ىو سعر إعادة اخلصم الذي ػلقق التعادل بُت نفقات ادلشروع والقيمة ادلخصومة لتيار الدخل ادلستقبلي الذي
يولده ادلشروع.
~ ~ 17
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
ويف نفس السياق البد من اإلشارة إذل زلاولة الكينزيُت تطوير وتقدًن النظرية العامة لكينز بصورة
منتظمة وسهلة وانطلقوا يف ذلك من تفسَتىم ألثر السياسة النقدية من خالل منحنيُت أساسيُت منحٌت
تفضيل السيولة ومنحٌت الكفاية احلدية لرأس ادلال ،إذ ؽلكن التعرف على دور السياسة النقدية من خالل
مرونة التفضيل بالنسبة لسعر الفائدة أي أن تغَت الكمية ادلعروضة يكون أكثر من سعر الفائدة وبالتارل يف
االستثمار والتشغيل طادلا كان الطلب على النقود أقل مرونة وحساسية بالنسبة إذل التغَتات يف سعر الفائدة
وبالعكس ،يف حُت ان تتمتع منحٌت الكفاية احلدية لرأس ادلال ٔترونة أكرب لسعر الفائدة يؤدي إذل زيادة
االستثمار ٔتقدار أكرب جراء تغَت أقل يف سعر الفائدة وبالعكس (.)1
لقد جاءت مدرسة شيكاغو بزعامة ميلتون فريدمان لتعيد احلياة من جديد للنظرية الكمية
التقليدية ولكن يف صورة جديدة ،حيث قامت بتحويلها من رلرد نظرية للطلب على النقود إذل نظرية يف
الدخل النقدي شلا أعاد التأكيد على الدور الرئيسي للنقود يف النشاط االقتصادي أطلق على النظرية اليت
()2
جاء هبا فريدمان "النظرية ادلعاصرة لكمية النقود " تقوم على رلموعة من االفًتاضات وىي كما يلي:
طبقاً لفريدمان فإن النقود إحدى وسائل االحتفاظ بالثروة اليت ؽلكن أن تتجسد يف صورة أخرى مثل
السندات واألسهم العادية والسلع العينية ورأس ادلال البشري ،وبناءاً على ىذا التحليل ،فإن دالة الطلب
~ ~ 18
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
على النقود تعتمد على ادلقدار اإلٚتارل للثروة احملتفظ هبا على أشكال سلتلفة وتكلفة واألشكال ادلختلفة
لالحتفاظ بالثروة وعائداهتا واألذواق وتفضالت مالكي الثورة ،ويعتمد ادلقدار احلقيقي للنقود وبشكل
زلددعلى سعر الفائدة وادلعدل ادلتوقع للتضخم والثورة بوصفها تتضمن ثورة بشرية وأية متغَتاتأخرى ؽلكن
أن يكون ذلا تأثَتات فياألذواق والتفضيالت ( ،)1وؽلكن كتابةدالة الطلب على النقود وفقا لتحليل فريدمان
بالشكل التارل:
حيـ ــث:
𝑃∆ 1
:ؽلثل معدل التضخم ادلتوقع. .
𝑇∆ 𝑃
𝑃𝑦
:ؽلثل الثورة ويصفها برصيد مرتبط بالدخل الدائم عن طريق سعر الفائدة.
𝑃
يتضح من الصيغة أعاله أن الطلب على السيولة النقدية دالة يف عوائد األصول ادلالية والنقدية
وىي متغَتات خارجية ،وكذلك معدل التضخم ادلتوقع ىو متغَت خارجي ،يف حُت أن الدخل الدائم
-1الشيخ أٛتد ولد الشيباين ،فعالية السياسة النقدية والمالية في تحقيق التوازن االقتصادي الكلية في ظل اإلصالحاالقتصادي-
دراسة حالة موريتانيا ،-رسالة ماجيسًت يف العلوم االقتصادية ،جامعة فرحات عباس ،سطيف ،اجلزائر ،2013،ص.57
~ ~ 19
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
والعنصرين اآلخرين ( )w.uعلا متغَتات داخلية ،وع ّد تأثَتعلا ضئيال يف ادلدى القصَت ليصل إذل أن دالة
الطلب على النقود ىي متجانسة من الدرجة األوذل بالنسبة إذل األسعار ليعود إذل النظرية الكمية للنقود
وبطريقة ٖتليلية سلتلفة.
أما فيما يتعلق بعرض النقود فقد الحظ فريدمان أن ذلا أعلية كبَتة يف ٖتقيق االستقرار
االقتصادي ،أن للنقود دور كبَت يف النشاط االقتصادي فأي تقلبات يف عرض النقود ستعود إذل تقلبات يف
النشاط االقتصادي ،وىنا يؤكد فريدمان أنو من أجل احملافظة على ٖتقيق التوظيف دون التضخم يتطلب
ظلو الناتج القوميالصايف ٔتقدار الزيادة نفسها يف ادلعروض النقدي ،أي ضبط معدل التغَت يف عرضالنقود
وبنسبة ثابتة ومستقرة تبعا دلعدل النمو االقتصادي والذي بدروه ػلقق استقرار نقدياً وىذا ىو دور السياسة
النقدية.
وطبقا لفريدمان وشوارتز فإن زيادة عرض النقود من خالل زيادة عمليات السوق ادلفتوحة لألوراق
ادلالية احلكومية سيؤدي إذل ارتفاع أسعار األوراق ادلالية واطلفاض العائد ،شلا يتغَت معو ترتيب زلفظة األوراق
ادلالية لدى األفرادٛتلة األصول.
فاألفراد سوف ؽللكون ادلزيد من النقود مقابل ملكية قليلة من األوراق ادلالية ،ؤتا ان األفراد ال
يرغبون باالحتفاظ باألرصدة النقدية فإهنم سيحاولون إعادة ترتيب زلافظ األوراق ادلالية من أجل ٗتفيض
حيازهتم النقدية ،وىذا يدفعهم ضلو شراء أوراق مالية مرْتة ،وبالتارل سيقود ىذا الشراء إذل تزايد أسعار
السندات واطلفاض العائد عليها ،األمر الذي يزداد فيو الطلب على األصول األخرى ٔتا فيها األسهم
واألصول العينية ومع زيادة ىذه األصول فإن أسعارىا سوف تزداد وذلذه الزيادة تأثَتات إضافية شلثلة
بارتفاع األسعار وتنشيط إنتاج ىذه األصول والذي يزداد معو الطلب على ادلوارد ادلستخدمة يف إنتاجها،
وىذا يعٍت ان الزيادة يف عرض النقود ستسبب زيادة يف اإلنفاق على األصول العينية ،وبالتارل على
اخلدمات ،إذ تتضمن ىذه الزيادة يف النفقات زيادة اإلنفاق على كل من االستثمار واالستهالك.
~ ~ 20
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
فقد أشار فريدمان إذل ان الزيادة يف عرض النقود ستؤدي إذل زيادة مهمة يف الطلب الكلي ففي
األمد القصَت ستسبب زيادة ادلعروض النقدي زيادة يف الناتج واألسعار معاً .يف حُت أن الزيادة يف عرض
النقد ستؤدي وبشكل رئيسي إذل زيادة ادلستوى العام لألسعار خالل األمد الطويل .وىكذا اعترب فريدمان
أن معدل النمو طويل األجل بالنسبة إذل الناتج يتحدد بعوامل حقيقية ،معدل االدخار وىيكل الصناعة،
ومن مث فإن الزيادة السريعة يف ادلعروض النقدي خالل ادلدة الطويلة تسبب ارتفاعاً يف معدل التضخم وليس
ارتفاع معدل النمو الناتج ،طادلا أهنم ينظرون إذل التضخم على أنو ظاىرة نقدية ْتثة وبالتارل فإهنم يعطون
مكانتو األعلية القصوى يف إصالح حالة النظام الرأمسارل (.)1
~ ~ 21
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
تسعى السياسة النقدية اذل ٖتقيق عدة أىداف ٘تس جوانب سلتلفةٗ ،تتلف من دولة إذل أخرى
مستعملة يف ذلك أدواهتا ادلباشرة وغَت ادلباشرة ،وسوف نتطرق يف ىذا ادلبحث إذل أىداف السياسة النقدية
وأدواهتا وقنوات انتقاذلا.
تعترب األىداف األولية كحلقة بداية يف إسًتاتيجية السياسة النقدية ،وىي متغَتات ػلاول البنك
ادلركزي أن يتحكم فيها للتأثَت على األىداف الوسيطة ،كما تعترب صلة تربط بُت أدوات السياسة النقدية
وأىدافها الوسيطة.
-1مجاميع االحتياطي:
تشمل القاعدة النقدية ورلموع احتياطات البنوك واحتياطات الودائع اخلاصة واالحتياطات غَت
ادلقًتضة.
تتكون القاعدة النقدية من النقود ادلتداولة لدى اجلمهور واالحتياطات ادلصرفية ،حيث أن النقود
ادلتداولة تضم األوراق النقدية والنقود ادلساعدة ونقود الودائع ،أما االحتياطات ادلصرفية فتشمل ودائع
البنوك لدى البنك ادلركزي وتضم االحتياطات اإلجبارية واالحتياطات اإلضافية والنقود احلاضرة يف خزائن
البنوك ،أما االحتياطات ادلتوفرة للودائع اخلاصة فهي ٘تثل االحتياطات اإلٚتالية مطروحاً منها االحتياطات
اإلجبارية على ودائع احلكومة والودائع يف البنوك األخرى.
أما االحتياطات غَت ادلقًتضة فهي تساوي االحتياطات اإلٚتالية مطروحاً منها االحتياطات
اإلجبارية(.)1
~ ~ 22
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
ٖتتوي على االحتياطات احلرة ومعدل األرصدة البنكية وأسعار الفائدة يف سوق النقد اليت ؽلارس
البنك ادلركزي رقابة قوية عليها ،واالحتياطات احلرة ٘تثل االحتياطات الفائض ة للبنوك لدى البنك ادلركزي
مطروحاً منها االحتياطات اليت اقًتضتها ىذه البنوك من البنك ادلركزي وتسمى صايف االقًتاض.
كما استعملت أحوال سوق النقد كأرقام قياسية مثل معدالت الفائدة على أذونات اخلزينة
واألوراق التجارية ومعدل الفائدة الذي تفًتضو البنوك على أحسن العمالء ،ومعدل الفائدة على قروض
البنوك فيما بينها(.)1
األىداف الوسيطية ىي تلك ادلتغَتات النقدية اليت ؽلكن من خالل مراقبتها وإدارهتا ٖتقيق بعض
أو كل األىداف النهائية وتتمثل فيما يلي:
-1المجمعات النقدية:
ىي عبارة عن مؤشرات إحصائية لكمية النقود ادلتداولة وتعكس قدرة األعوانادلاليُت ادلقيمُت على
اإلنفاقٔ ،تعٌت أهنا تضم وسائل الدفع لدى ىؤالء األعوان ،ومن بُت وسائل التوظيف تلك ؽلكن ٖتويلها
بيسر وسرعة ودون سلاطر خسارة يف رأس ادلال إذل وسائل دفع (.)2
وقبل التطرق للتعمق اكثر يف ىذه ادلؤشرات ال بد من التطرق إذل طلب وعرض النقود وٖتديد
بعض ادلفاىيم.
-1رسول ٛتيد ،العولة وضرورة تفعيل السياسة النقدية في الجزائر ،مرجع سبق ذكره ،ص.62
-2قدي عبد اجمليد ،مدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية – دراسة تحليلية تقيمية ،ديوان ادلطبوعات اجلامعية ،الطبعة الثانية ،اجلزائر،
،2005ص.64
~ ~ 23
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
-2-1عرض النقود:
دلعرفة الوسائل ادلمكن استخدامها لتأثَت على اجملمعات النقدية ال بد من فهم وٖتليل عملية
()1
تكوين الكتلة النقدية ،وىذا ما يتطلب ٖتليل ثالث أنواع من احلسابات وىي:
ىو وسيلة ٘تكن من القيام بتحليل اجملمعات النقدية اليت تتأثر بقدر كبَت بسلوك السلطات
النقدية ،واليت ذلا دور فعال يف التأثَت على اجملمعات االقتصادية األخرى ،ولتحقيق ىذا اذلدف يتم دمج
بيانات ادليزانية العمومية جلميع ادلصارف التجارية مع ادليزانية العمومية للسلطات النقدية وتوحيدىا يف
أصناف قليلة ذات أعلية كبَتة بالنسبة لالقتصاديُت وواضعي السيادة.
يسعى ىذا احلساب إذل إظهارأنشطة البنك ادلركزي حيث يتضمن يف اخلصوم :العملة ادلتداولة
خارج اجلهاز ادلصريف ،االحتياطات البنكية ،االلتزامات اخلارجية ،ودائع احلكومة.
أما يف جهة األصول فيتضمن احلساب ادلتحصالت اخلارجية ،احلقوق على احلكومة ،احلقوق على
البنوك التجارية.
تتضمن ملخصاً ألنشطة ادلؤسسات اليت تشكل عنصر الودائع ادلؤشر يف تكوين عرض النقود يف
جهة اخلصوم يتضمن احلساب الودائع ٔتختلف أنواعها ،االلتزامات اخلارجية وقروض البنك ادلركزي ،أما يف
-1بن طالب فريد ،فعالية السياسة النقدية في ضل برامج اإلصالح االقتصادي ،حالة االقتصاد الجزائري للفترة (،)2011-1970
أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيَت ،جامعة اجلزائر ،03اجلزائر ،2013 ،ص ص -43
.44
~ ~ 24
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
جهة األصول فيتضمن االحتياطات ادلتحصالت اخلارجية ،احلقوق على احلكومة القروض ادلقدمة للهيئات
الرمسية ،احلقوق على القطاع االقتصادي اإلنتاجي ...اخل.
-3-1المضاعف النقدي:
انطالقا من العناصر ادلذكورة أعاله ،ؽلكننا أن نعرف عملية تكوين الكتلة النقدية بداللة متغَتين
()1
علا:
-التكوين األورل للنقود ادلركزية والذي ينخفض بزيادة التزامات البنك ادلركزي إتاه اجلمهور.
-التوسع الثانوي يف عرض النقود عن طريق البنوك التجارية اليت تتلقى الودائع وتقيد إقراضها شلا
يؤدي إذل مضاعفة ىذه الودائع ،وؽلكن كتابة ادلعادلة التالية:
M0= M F + D.............. ()1
R M = M F + R.............. ()2
حيث M0 :النقود على أساس أهنا رلموعة النقود القانونية ادلتداولة خارج اجلهاز ادلصريف ( )MF
والودائع ( ،)Dأما ادلعادلة ( )2فتعرف القاعدة النقدية على أساس أهنا رلموعة النقود القانونية ( )MF
واالحتياطات ادلصرفية (.)R
-2معدالت الفائدة:
إن ىذا اخليار ىو يف منتهى الدقة ،فمن جهة ىناك صعوبة فائقة يف ٖتديد معدل الفائدة اجليد
لالقتصاد ،ومن جهة أخرى تعترب معدالت الفائدة أيضاً ٔتثابة أدوات للسياسة النقدية ،ويف ىذا اخلصوص
نستخدم ىذه ادلعدالت ألغراض داخلية وخارجية يف اآلن عينو ،فضالً عن ذلك ال يفرض يف أي بلد على
اإلطالق معدل فائدة واحد على ٚتيع الوكالء االقتصاديُت .إذ أن العديد من ىؤالء األخَتين ػلصلون
~ ~ 25
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
دائماً على قروض ٔتعدالت فائدة أفضل من تلك اليت تفرضها الشروط العامة للسوق وىذا بالتأكيد بشكل
عامال مشوىا دلعٌت اذلدف الوسيط ادلتعلق ٔتعدل القائدة (.)1
()2
ويوجد العديد من معدالت الفائدة يف االقتصاديات ادلتطورة وأبرزىا ىي:
-المعدالت الرئيسة:
وىي معدالت النقد ادلركزي وىي ادلعدالت اليت يقرض هبا البنك ادلركزي البنوك التجارية كما
يستند إليها يف ٖتديد معدالت اإلقراض بُت البنوك.
وىي ادلعدالت اليت يتم على أساسها تداول األوراق ادلالية قصَتة األجل القابلة للتداول (سندات
خزينة قابلة للتداول ،شهادات إيداع ... ،اخل).
-المعدالت المدينة:
-1وسام مالك ،النقود والسياسات النقدية الداخلية – قضايا نقدية ومالية ،دار ادلنهل اللبناين للطباعة والنشر ،لبنان،2000 ،
ص.195
-2صاحل مفتاح ،النقود والسياسات النقدية (المفهوم – األهداف – األدوات) ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،اجلزائر ،2005 ،ص.127
~ ~ 26
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
-3سعر الصرف:
سعر صرف النقد ىو من حيث ادلبدأ ،مؤثر ظلوذجي حول األوضاع االقتصادية لبلد ما باحلفاظ
على ىذا ادلعدل ،قريباً من مستواه لتكافؤ القدرات الشرائية( ،سواء عرب تدخالت ادلصرف ادلركزي يف سوق
الصرف أو عرب معدالت فائدة مناسبة) ،تستطيع السياسة النقدية أن تسهم يف التوازن االقتصادي العام.
إن التدخل ادلقصود واذلادف إذل رفع سعر صرف النقد ٕتاه العمالت األخر ى قد يكون كذلك عامالً
لتخفيض التضخم ،وىذا ما يتطابق مع اذلدف النهائي للسياسة النقدية (.)1
تؤخذ عند اختيار األىداف الوسيطية ثالثة معايَت ذلا عالقة باذلدف األورل وذلا أثار على اذلدف
()2
النهائي وٕتعلو يفي بالغرض أكثر من غَته وىي:
-1-4القابلية للقياس:
لكي تكون احلسابات دقيقة غلب أن ؼلضع اذلدف للقياس الدقيق ألنو يعترب اإلشارة اليت تبُت
حقيقة إتاه سَت السياسة النقدية ضلو ٖتقيق اذلدف النهائي أو خارج إطار إتاىها احملدد ذلا وإتاحة
البيانات ؼلتلف من متغَت ألخر فبيانات سعر الفائدة متاحة ،أما البيانات عن الناتج الوطٍت تتاح بعد فًتة
قد تصل إذل ما بعد السنة ،كما ىو احلال ببعض البلدان النامية مثل اجلزائر ،ومن جهة أخرى فإن بيانات
الناتج الوطٍت أقل دقة من بيانات القاعدة النقدية والعرض النقدي أو من بيانات سعر الفائدة ومن مث فإن
االعتماد على سعر الفائدة أو العرض النقدي لتكوين أىداف وسيطية بدالً من االعتماد على أىداف
أخرى من الناتج الوطٍت ،ألن األوذل تقدم إشارات دقيقة وواضحة عن إتاىات سياسة البنك ادلركزي.
~ ~ 27
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
للتأكد من بناء اإلسًتاتيجية بشكل جيد وجٍت ٙتارىا غلب على البنك ادلركزي ان يكون لديو
القدرة على التحكم يف اذلدف الوسيط ،وال تعٍت القدرة على السيطرة معرفة خروج ادلتغَت ادلستخدم
كهدف وسيط على االٕتاه الصحيح ،إظلا غلب ان يكون لديو أيضا القدرة على إعادة ادلتغَت ادلستخدم إذل
الطريق ادلرسوم لو لتحقيق اذلدف النهائي.
باإلضافة إذل ادلعيارين السابقُت ينبغي أن يكون التنبؤ بأثر اذلدف الوسيط ادلختار على اذلدف
النهائي شلكناً أو ينبغي أن ظلتلك القدرة على توقع ذلك األثر على اذلدف النهائي (.)1
تعترب احملافظة على استقرار األسعار من أىم العوامل اليت تؤثر على النشاط االقتصادي وادلؤشرات
االقتصادية الرئيسية وتنحصر ىذه الغاية يف العمل على زلاربة التغَتات ادلستمرة والعنيفة يف مستوى
األسعار نظرا ألن أي تغيَتات كبَتة يف مستويات األسعار من العوامل اليت تؤثر سلباً على قيمة النقود،
وبالتارل أثار ضارة على مستوى الدخول والثروات وٗتصيص ادلوارد االقتصادية بُت الفروع اإلنتاجية،
وبالتارل على األداء االقتصادي.
كما أن األجور يف مثل ىذه األوقات تتخلف عن مسايرة ارتفاعات األسعار شلا يقود إذل خفض
(،)2فاالستقرار يف مستوى الدخل احلقيقي ألصحاب الدخول الثابتة وإذل زيادة أرباح رجال األعمال
األسعار يعترب من أعلأىداف السياسة النقدية حيث تسعى كل دولة إذل تاليف التضخم ومكافحة ويف نفس
~ ~ 28
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
الوقت عالج احتمال حدوث الكساد والركود ان وجدوا ،وتصبح مهمة السلطة النقدية احتواء ٖتركات
مستوى األسعار اذل اقل مستوى ذلا(.)1
-2التشغيل الكامل:
للسياسة النقدية دور ىام يف ٖتقيق التشغيل الكامل وٗتفيض البطالة عن طريق تقوية الطلب
الفعال ،فعندما تقوم السلطات النقدية بزيادة العرض النقدي تنخفضأسعار الفائدة فيقبل رجال االعمال
على االستثمار فتنخفض البطالة ،وبالتارل زيادة االستهالك مث زيادة الدخل (.)2
-3تحقيق معدل ٍ
عال من النمو االقتصادي:
إن السياسة النقدية ؽلكن ان تعدل حالة االختالل يف ميزان ادلدفوعات ،ففي حالة احلجز ؽلكن
للبنك ادلركزي أن يرفع سعر إعادة اخلصم ،شلا يشجع رؤوس األموال قصَتة األجل بالتدفق ضلو الداخل
مؤدية إذل موازنة ميزان ادلدفوعات أو حىت نقلو إذل حالة الفائض ،وكذلك فإن الطريق اآلخر يأيت من تغَت
األسعار الداخلية اليت ستنخفض ،وبالتارل يؤدي إذل زيادة حجم الصادرات ،والذي يؤدي إذل نفس
()4
النتيجة السابقة ،أو قد غلمع االثنُت معاً إلزالة العجز يف ميزان ادلدفوعات:
-1عبد احلميد عبد ادلطلب ،السياسة النقدية واستقاللية البنك المركزي ،الدار اجلامعية ،مصر ،2013 ،ص.20
-2مفتاح صاحل ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .138-137
-3باصور كمال ،أثر فعالية السياسة النقدية في تحقيق التوازن الخارجي ،باإلشارة لحالة الجزائر الفترة ( ،)2016-2000رللة
االقتصاد والتنمية ،جامعة ػلِت فارس ،ادلدية ،اجلزائر ،العدد ،06جوان ،2016ص.54
-4عبد احلسُت جليل الغاليب ،السياسات النقدية في البنوك المركزية ،دار ادلناىج للنشر والتوزيع ،األردن ،2015 ،ص ص.184-183
~ ~ 29
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
يقصد بسياسة سعر اخلصم استخدام البنك ادلركزي لسعر خصم من اجل رقابة االئتمان وذلك
عن طريق رفع ىذا السعر عندما يريد أن تقبض البنوك التجارية االئتمان الذي ٘تنحو لعمالئها وخفض ىذا
السعر عندما يريد ان تبسط البنوك ىذا االئتمان ،وسعر اخلصم ىو سعر الفائدة ،أو الثمن الذي يتقضا ه
البنك ادلركزي مقابل تقدًن القروض وخصم األوراق التجارية وادلالية يف ادلدة القصَتة وىذا السعر ال يتجدد
تبعاً لتغَت حالة طلب البنوك التجارية على االئتمان وحالة عرضو بواسطة البنك ادلركزي ،بل يتحدد بإرادة
البنك ادلركزي ادلنفردة مراعيا يف ذلك التأثَت على السوق النقدية وعلى قدرة البنوك التجارية يف خلق
االئتمان(.)1
إال أن سياسة سعر اخلصم زلاطة بعدد من العيوب اليت ٖتد من فعاليتها وجاذبيتها ،فالبنوك ال
ترغب كثَتا يف اإلقراض من البنك ادلركزي ،وتعتربه ادللجأ األخَت لإلقراض ،ومن مث فإن التغَتات الضئيلة يف
سعر اخلصم قد ال يكون ذلا تأثَت على قروض البنوك ،وبالتارل على القاعدة النقدية مث يضاف إذل ذلك أن
البنوك قد تتوفر لديها األموال ،وقد ال تكون يف حاجة إذل اإلقراض وبالتارل تشل وتضعف من فعالية تلك
األداة من أدوات السياسة النقدية(.)2
ويقصد هبا قيام البنكادلركزي ببيع وشراء السندات ادلالية احلكومية يف السوق النقدية ،وقد طبقت
ىذه السياسة ألول مرة يف أجلًتا يف الثلث الثاين من القرن التاسع عشر ،وانتهجت الواليات ادلتحدة
-1أسامة كامل وعبد الغٍت حامد ،النقود والبنوك ،مؤسسة لورد العادلية للشؤون اجلامعية ،البحرين ،2006 ،ص.139
-2عبد احلميد عبد ادلطلب ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .28-27
~ ~ 30
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
األمريكية طريقاصلليًتابدأ من سنة 1913مث عقبتها فرنسا سنة ، 1938فإذا نزل البنك ادلركزي إذل
السوق بائعاً لبعض األصول ادلالية والتجارية فإنو يهدف من وراء ذلك ٖتويلها إذل أصول نقدية ،الشيء
الذي ؽلكنو من ابتالع وامتصاص فائض العملة الرائجة ،وبالتارل اطلفاض قدرة البنوك التجارية على منح
القروض.
أما إذا رغب يف زيادة حجم ادلعروض النقدي فما عليو إال أن ينزل إذل السوق مشًتيا ذلذه
األصول (األوراق التجارية وادلالية والسندات) ويصب مقابل ذلك نقوداً يف السوق ،الشيء الذي يؤدي إذل
زيادة السيولة يف السوق ،فيمنح القروض وؼللق االئتمان(.)1
()2
غَت أن عمليات السوق ادلفتوحة قد تكون زلدودة التأثَت وقليلة يف احلاالت التالية:
حسب قوانُت رقابة البنك ادلركزي على البنوك التجارية ،فإن البنوك التجارية ملزمة باالحتفاظ
بنسبة معينة من إٚتارل ودائعها لدى البنك ادلركزي ،كاحتياطي قانوين إلزامي ،ويندرج ضمن إٚتارل الودائع:
الودائع اجلارية ،الودائع ألجل ،ودائع التوفَت.
وتورل البنوك ادلركزية اىتماما خاصا يف ان يسدد كل بنك ٕتاري ما عليو من احتياطي نقدي يف
هناية كل شهر ،وػلسب االحتياطي النقدي بناءاً على ادلتوسط الشهري حلجم ودائعو يف ذلك الشهر فإذا
-1عيجورل خالد ،فعالية أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية في الحد من انهيار األسواق المالية في ظل األزمةالعالمية الراهنة،
ادللتقى العادلي الدورل حول األزمة ادلالية واالقتصادية الدولية واحلوكمة العادلية ،جامعة فرحات عباس ،سطيف ،اجلزائر ،يومي 20و 21أكتوبر
،2009ص.20
-2عبد ادلنعم السيد عليو نزار سعد الدين العيسى ،النقود والمصارف واألسواق المالية ،دار احلامد للنشر والتوزيع ،األردن،2004 ،
ص.363
~ ~ 31
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
ٗتلف البنك التجاري عن تسديد ما عليو من احتياطي ،فإن البنك ادلركزي يفرض عليو فائدة أعلى على
ادلبالغ الناقصة ،وذلك ليحث البنوك التجارية على تسديد ما يًتتب عليو من احتياطي نقدي قانوين ،ويف
ظروف الركود االقتصادي ،فإن البنك ادلركزي يلجأ اذل ٗتفيض نسبة االحتياطي القانوين بينما يف ظروف
التضخم فإنو يرفع ىذه النسبة ،وذلك لتقليص قدرة البنوك التجارية على ضخ االئتمان (.)1
تستخدم السلطات النقدية ىذه األدوات من اجل التأثَت على حجم االئتمان ادلوجو لقطاع أو
لقطاعات ما وتعمل على احلد من حرية شلارسة ادلؤسسات ادلالية لبعض األنشطة كماً ونوعاً ومن أعلها ما
يلي:
هتدف ىذه السياسة إذل ٖتديد ظلو ادلصدر األساسي خللق النقود بشكل قانوين وىو القروض
ادلوزعة من طرف البنوك وادلؤسسات ادلالية ،وتسمى أيضا ٗتصيص االئتمان ويقوم البنك ادلركزي هبذه
السياسة هبدف منح االئتمان حسب القطاعات ذات األولوية ،ففي أوقات التضخم مثالً يقيد االئتمان
للقطاعات اليت ىي السبب يف ذلك والعكس على القطاعات األخر ى ،كما ؽلكن ان تتعلق ٔتعيار أجل
القرض ففي حاالت التضخم اجلامع تكون سياسة تأطَت القروض إجبارية ،فيقوم البنك ادلركزي بتحديد
احلد األقصى للقروض ادلمنوحة أو ٖتديد معدل ظلو القروض ،واستخدم ىذا األسلوب ألول مرة يف فرنسا
سنة ،1948كما تصاحب ىذه السياسة إجراءات هتدف إذل ٗتفيض الكتلة النقدية ،كالتقليل من
النفقات العمومية وتشجيع االدخار وإصدارالسندات(.)2
-1حسُت زلمد مسعانوسهيل اٛتد مسعان ،النقود والمصارف ،دار ادلسَت للنشر والتوزيع ،األردن ،2010 ،ص.180
-2إكن لونيس ،مرجع سبق ذكره ،ص.57
~ ~ 32
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
يقتضي ىذا األسلوب أن يقوم البنك ادلركزي بإجبار البنوك التجارية على االحتفاظ بنسبة دينا يتم
ٖتديدىا عن طريق بعض األصول منسوبة إذل بعض مكونات اخلصوم ،وىذا خلوف السلطات النقدية من
خطر اإلفراط يف اإلقراض من قبل البنوك التجارية بسبب ما لديها من أصول مرتفعة السيولة ،وىذا بتجميد
بعض ىذه األصول يف زلافظ البنوك التجارية ،وبذلك ؽلكن احلد من القدرة على إقراض القطاع
االقتصادي(.)1
د لدى البنك ادلركزي ،ونظراً لعدم رغبة (أو ٔتوجب ىذه األداة ،يقوم ادلستورد بإيداع مبلغ االستَتا
قدرة) ادلستورد ٕتميد (أو توفَت) ىذا ادلال يلجأ االقًتاض البنكي لضمان األموال الالزمة لالستَتاد ويؤدي
ىذا إذل التقليل من حجم القروض ادلمكن توجيهها لباقي االقتصاد (.)2
-4اإلقناع األدبي:
ى بأسلوب اإلقناع األديب أو ما ػلاول البنك ادلركزي التأثَت على البنوك وادلؤسسات ادلالية األخر
يسمى ادلصارحة ،فمن خالل ادلقاالت يف الصفحة واجملالت واخلطب يف ادلناسبات ػلاول صانعوا السياسة
النقدية تغيَت سلوك البنوك وادلؤسسات ادلالية إذل االٕتاه ادلرغوب (.)3
ويعتمد صلاح ىذا األسلوب على طبيعة العالقة ادلوجودة بُت البنوك التجارية والبنك ادلركزي.
وتستعمل البنوك ادلركزية ىذا األسلوب يف البلدان اليت تكون فيها أدوات السياسة النقدية زلدودة
األثر ،حيث تقوم البنوك ادلركزية ٔتنافسة البنوك التجارية بأدائها لبعض األعمال ادلصرفية بصورة دائمة
~ ~ 33
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
أواستثنائية كتقدؽلها القروض لبعض القطاعات األساسية يف االقتصاد دلا تتمتع أو تعجز البنوك التجارية
عن ذلك(.)1
إن اعتماد األسلوب ادلباشر إلدارة السياسة النقدية بدأ التخلي عنو سنة بعد سنة خاصة يف
السنوات اخلَتة من القرن العشرين لصاحل األساليب الغَت ادلباشرة سواءاً يف الدول ادلتقدمة أو الدول النامية
()2
ولعل السبب يف ذلك ما يلي:
-كبح نشاط البنوك ادلتميزة باحليوية والفعالية ،بتسقيف القروض وتقيدىا واستخدام رقابة مباشرة،
وىذا يف رلملة يؤثر سلبا على ادلنافسة يف الصناعة ادلصرفية.
-تضر ىذه األدوات بادلؤسسات الصغَتة وادلتوسطة اكثر من ادلؤسسات الكبَتة.
-ؽلكن أن تؤدي إذل حدوث مشاكل ونزاعات نتيجة التمييز بُت القطاعات ،وصعوبة ٖتديد
صفات القطاع األساسي دون غَته.
-عدم وجود ضمانا ت حول توجو (أو ٗتصيص) االئتمان ادلقدم لبعض القطاعات ألغراض زلددة
ذلا.
-نظراً لكون التميز بُت القطاعات ال يستند بالضرورة دلعيار الكفاءة ،فإن ىذه األدوات ادلباشرة
تؤدي إذل عدم الكفاءة يف ٗتصيص ادلوارد.
تعترب قناة االنتقال عن الطريق الذي من خاللو يبلغ أثر أدوات السياسة النقدية إذل اذلدف النهائي
()3
تبعاً الختيار اذلدف الوسيط ،وتنحصر ىذه القنوات يف ما يلي:
~ ~ 34
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
وىي قناة تقليدية النتقال أثر السياسة النقدية إذل ىدف النمو ،ذلك ان السياسة النقدية التقيدية
تعمل على ارتفاع أسعار الفائدة االمسية ،شلا يعمل على ارتفاع سعرىا احلقيقي ومنو ارتفاع تكلفة رأس
ادلال ،وىذا ما يؤدي إذل تقليص الطلب على االستثمار ،كما قد يضعف طلب العائالت على السلع
ادلعمرة .والتحول إذل االستثمار يف العقار ،شلا يؤدي يف النهاية إذل اطلفاض الطلب الكلي ومنو النمو.
تستخدم ىذه القناة للتأثَت على الصادرات من جهة ،ومن جهة أخرى تستعمل إذل جانب
معدالت الفائدة يف استقطاب االستثمار اجلٍت وتعود أعلية سعر الصرف إذل أن تأثَت تغَته يصل إذل
االقتصاد احمللي من خالل تأثَته على حجم التجارة اخلارجية ،وعلى حجم تدفقات االستثمار األجنيب.
وىذه القناة ىي تعبَت عن وجهات أنصار ادلدرسة النقدية يف ٖتليلهم ألثر السياسة النقدية على
االقتصاد ،حيث يعتربون أن تأثَت السياسة النقدية على االقتصاد ينتقل عرب قناتُت :قناة توبُت لالستثمار
واليت تعتمد على ما يعرف ٔتؤشر توبُت الستثمار (العالقة بُت القيمة البورصة للمؤسسة وسلزون رأس ادلال
الصايف) وقناة أثر الثروة على االستهالك.
يؤدي اطلفاض عرض النقود إذل زيادة نسبة األوراق ادلالية وتقليل نسبة األرصدة النقدية باحملفظة
االستثمارية لدى اجلمهور شلا يؤدي إذل اطلفاض اإلنفاق اخلاص على األوراق ادلالية ،شلا يدفع ادلتعاملُت إذل
التخلص من األوراق ادلالية الزائدة ببيعها ،شلا يؤدي إذل ىبوط األسعار فينخفض مؤشر توبُت ،وبالتارل
ينخفض حجم االستثمار ومنو تراجع الناتج احمللي اخلام.
~ ~ 35
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
يؤدي اطلفاض عرض النقود إذل اطلفاض أسعار األوراق ادلالية واليت يؤدي اطلفاضها إذل اطلفاض
قيمة ثروة اجلمهور ،ومنو احلد من االستهالك ،وبالتارل تراجع ظلو الناتج احمللي اخلام.
حيث يؤدي اطلفاض العرض النقدي إذل اطلفاض حجم الودائع لدى ادلصارف ،ومنو ينخفض
حجم االئتمان ادلصريف ادلمكن تقدؽلو شلا يقلل من االستثمار وبالتارل احلد من النمو.
يؤدي اطلفاض عرض النقود إذل االطلفاض يف صايف قيمة ادلؤسسات ،والضمانات اليت ؽلكن
للمقًتضُت تقدؽلها عند االقًتاض.
ويؤدي ارتفاع سعر الفائدة إذل ٗتفيض التدفقات النقدية ضلو ادلؤسسات الصغَتة ،شلا يزيد من
سلاطر إقراضها ،وىو ما يؤثر على استثمار القطاع اخلاص ،وبالتارل ظلو اإلنتاج احمللي اخلام (.)1
~ ~ 36
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
أثار موضوع فعالية السياسة النقدية جدال كبَتا ال يزال متواصال ،حيث أن صلاح السياسة النقدية
يف أي دولة ويف أي نظام اقتصادي ،يتوقف على رلموعة من العوامل ،كما أن ىذه الفعالية ٗتتلف من
اقتصاد مغلق اذل اقتصاد مفتوح.
تعٍت فعالية السياسة النقدية مدى قدرة السياسة النقدية يف التأثَت على رلمل النشاط االقتصادي
بغية ٖتقيق األىداف اليت تسعى إليها السلطة النقدية ( ،)1وٕتدر اإلشارة اذل أن مدى فعالية السياسة
النقدية يف أي دولة يظل زلكوما بطبيعة اذليكل االقتصادي واالجتماعي للدولة ،وبتارل فان ٚتود
اذلياكالالقتصادية واالجتماعية يف الدولة قد يشكل عقبة أمام فعالية السياسة النقدية.
ان صلاح السياسة النقدية يف أي دولة ويف أي نظام اقتصادي يتوقف على رلموعة من العوامل والشروط
()2
أعلها:
-نظام معلومايت فعال يشمل ٖتديد نوعية وطبيعة االختالل وٖتديد معدل النمو االقتصادي ومعدل
البطالة ونوعيتها وكذا القدرات االقتصادية للبلد.
ٖ -تديد أىداف السياسة النقدية بدقة نظرا لتعارض الكثَت من األىداف ادلسطرة.
-ىيكل النشاط االقتصادي ،السياسة احلكومية إتاه ادلؤسسات احلكومية ،حجم التجارة اخلارجية
يف السوق العادلية.
-مرونة اجلهاز اإلنتاجي للتغَتات اليت ٖتدث على ادلتغَتات االقتصادية السيما النقدية منها.
-درجة الوعي االدخاري دلختلف األعوان االقتصاديُت.
~ ~ 37
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
-سياسة االستثمار يف البلد وتشمل مناخ االستثمار ،تدفق رؤوس األموال ،التسهيالت ادلمنوحة
للمستثمرين احمللُت و األجانب ،مدى حساسية االستثمار لسعر الفائدة.
-توافر األسواق مالية و نقدية متطورة و مدى أعلية السوق ادلوازية
-استقاللية البنك ادلركزي ،حيث فرضت قضية استقالل البنك ادلركزي نفسها باعتبارىا الشرط االزم
لوضع و تنفيذ السياسة النقدية من أجل ٖتقيق استقرار.
تتبلور السياسة النقدية يف االقتصاديات الرأمسالية يف استخدام األدوات الكمية واخلاصة للتأثَت
على عرض النقود ،وبالتارل على االئتمان ،ويعتمد صلاحها على التعاون التام والثقة ادلتبادلة بُت البنوك
ادلركزية والبنوك التجارية وغَتىا من ادلؤسسات ادلالية من ناحية ،ومن ناحية أخرى يعتمد على وجود أسواق
نقدية ومالية منتظمة ومتقدمة وبالتارل يؤدي اذل ٕتاوب البنوك التجارية وادلؤسسات ادلالية مع البنك ادلركزي
إذل ٖتقيق األىداف ادلرسومة للسياسة النقدية ،وبتارل تزايد فعالية السياسة النقدية يف التأثَت على النشاط
االقتصادي ،ويؤدي وجود سوق نقدية عاملة ومنتظمة تتعامل يف قبول وخصم األوراق التجارية القصَتة اذل
زيادة فعالية سعر اخلصم يف التأثَت على االئتمان عن طريق ما ػلدثو من أثر على تكلفة خصم األوراق
التجارية الذي ؽلثل ائتمان قصَت األجل ،كذلك يؤدي وجود سوق مالية كبَتة مرنة تتعامل مع األوراق
ادلالية اذل زيادة فعالية عمليات السوق ادلفتوحة يف التأثَت على االئتمان ،ومن مث على عرض النقود ،عن
طريق البنك ادلركزي عندما يدخل ادلشًتي أو بائعا ذلذه األوراق يف ىذا السوق وإذاأضفنا اذل ذلك ان
النقود ادلصرفية ٘تثل األكرب و األىم من كمية النقود ادلتداولة و بالتارل من عرض النقود يف ىذه الدول لتبُت
لنا ان تغَت نسبة االحتياطي و السيولة يكون ذلا دور فعال يف التأثَت على عرض النقودٔ ،تعٍت ان األدوات
الكمية للسياسة النقدية إذا دعمت باألسلحة األخرى للسياسة النقدية أياألدوات اخلاصة( النوعية) ،لتبُت
لنا الدور الفعال الذي ؽلكن ان تقوم بو السياسة النقدية يف التأثَت على عرض النقود و من مث على النشاط
()1
االقتصادي يف االقتصاديات الرأمسالية.
~ ~ 38
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
ؽلكن اعتبار السياسة النقدية يف االقتصادية النامية عموما اقل فعالية منها يف االقتصاديات
ادلتقدمة بسبب االختالالت اذليكلية اليت يعاين منها االقتصاد الوطٍت وعالقاتو االقتصادية اخلارجية لذلك
صلد بعض األدوات الكمية للسياسة النقدية مثل سعر اخلصم وعمليات السوق ادلفتوحة ال يكون ذلا تأثَت
كبَت بل ضعيف ،وأن االعتماد كلو ينصب على نسبيت االحتياط والسيولة من ناحية وعلى األدواتاخلاصة(
النوعية) من ناحية أخرى.
وىناك العديد من األسباب اليت قد ٖتد من فعالية السياسة النقدية يف الدول النامية وأىم ىذه
()1
األسباهبي:
-عدم وجود أسواق نقدية ومالية منتظمة ،ويف حالة وجودىا فهي تتميز بضيق يف نطاقها وىذا ما
يؤدي اذل فعالية سياسة معدل إعادة اخلصم واستحالة تطبيق سياسة السوق ادلفتوحة.
-ضعف الدور الذي يقوم بو البنك ادلركزي يف التأثَت على البنوك التجارية من شانو ان ػلول دون
قيام البنوك التجارية بأي دور فعال يف التأثَت على النشاط االقتصادي.
-ضعف الوعي النقدي و ادلصريف ،حيث يتجو األفراد يف الدول النامية اذل االحتفاظ بأمواذلم يف
شكل سيولة وليس ودائع أوأوراق مالية األمر الذي يقلل من دور البنوك التجارية ذلذه الدول
مقارنة بالدول ادلتقدمة.
-ضالة مرونة االستثمارات للتغَتات اليت ٖتدث ألسعار الفائدة بسبب ارتفاع درجة ادلخاطر
واطلفاض الكفاية احلدية لرأس ادلال ،ولذلك فإن أي زلاولة لزيادة االستثمار يستلزم ٗتفيض كبَت
لسعر الفائدة.
-عدم وجود استقرار يف ادلناخ السياسي ،وتقلب يف موازين مدفوعات تلك الدول واألنظمة
الضريبية شلا ال يشجع على االستثمار األجنيب وبالتارل عدم ٖتقيق أىداف التنمية االقتصادية.
-يتم التداول النقدي يف الدول النامية على أساس النقود ادلادية خاصة الورقية ،أما النقود ادلصرفية
فما زال دورىا زلدودا كأداة لتسوية ادلدفوعات باستثناء تلك ادلعامالت اليت تتم بُت ادلؤسسات.
~ ~ 39
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
-و بالرغم من تلك ادلالحظات واألسباب ادلفسرة الحتماالت ضعف فعالية السياسة النقدية يف
الدول النامية إالأنو ال ؽلكن لتك االقتصاديات االستغناء عن السياسة النقدية ،حيثأن برامج
اإلصالح االقتصادي اليت تتبناىا كثَت من االقتصاديات باالتفاق مع صندوق النقد الدورل تشَت
اذل ان السياسة النقدية إحدى احملاور الرئيسية لتلك الربامج،فاإلصالحات االقتصادية تتجو اذل
تقوية سوق النقد وادلال وٖترير العملة الوطنية وغَتىا واليت تزيد بدورىا من فعالية السياسة النقدية
يف تلك الدول مستقبال.
قبل التطرق لدراسة ىذه الفعالية سوف نعرض بإغلاز كل من التوازن يف سوق السلع واخلدمات
والتوازن يف سوق النقد.
التوازن يف سوق السلع واخلدمات يتحقق بادلساواة بُت االدخار واالستثمار ؤتا ان االدخار يكون
تابعا متزايدا للدخل ،بينما االستثمار ىو تابع متناقص دلعدل الفائدة ،إذن ؽلكن كتابة:
𝑆 = 𝑠 𝑦 : 𝑆′ 𝑦 > 0 … … … … … … … … … … 1
𝐼=𝐼
~ ~ 40
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
)iتوجد قيمة وحيدة ( ٖ )yتقق ان معادلة التوازن ىذه تعٍت انو بالنسبة لكل معدل فائدة (
ادلساواة بُت االدخار واالستثمار( ،)1()Iواستمرار احتفاظ السوق بتوازنو يتطلب ٖتقيق العالقة العكسية
بُت متغَتين أساسيُت علا الدخل وسعر الفائدة ( )2و ؽلكن توضيح ذلك بيانيا كما يلي:
i
is
is
Y
Y2 Y2
أما الشكل ادلوارل يوضح مستويات الدخل وأسعار الفائدة إذا تالزم بعضها مع بعض يتحقق
التوازن بُت مستويات االدخار مع مستويات االستثمار أي يتحقق التوازن العام يف سوق السلع واخلدمات.
-1بريش السعيد ،االقتصاد الكلي ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،اجلزائر ،2007 ،ص ص.208-207
-2ناظم زلمد نوري الشمري ،مرجع سبق ذكره ،ص.308
~ ~ 41
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
i
A
A
B
B I
s
I
s Y
المصدر :ناظم زلمد النوري الثمري ،مرجع سبق ذكره ،ص .309
وادلنحٌت الناتج عن التوازن ىو ادلنحٌت ،ISوأن انتقال ىذا ادلنحٌت إذل اليمُت أواذل اليسار يكون
مرتبطا بطبيعة السياسة ادلالية احلكوميةفيما إذا كانت توسعية أو انكماشية ،فيتنقل ادلنحٌت إذل اليمُت
عندما تتوسع احلكومة يف إنفاقها ،ويتنقل اذل اليسار عندما تقلص احلكومة من حجم نفقاهتا.
ان التوازن يف سوق النقد يتحقق عندما يتعادل الطلب على النقود (التفضيل النقدي)مع كمية
LMعن طريق ٖتديد النقود ادلعروضة يف السوق خالل فًتة زمنية معينة ،حيث ؽلكن اشتقاق منحٌت
مستويات الدخل وأسعار الفائدة ادلختلفة اليت يتحقق عندما التوازن يف سوق النقد ونوضح ذلك من
خالل الشكل(.)04
~ ~ 42
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
i
LM
i2
D2
i1
D1
i3
D3
Y
Y Y Y
حيث احملور العمودي ينب مستويات سعر الفائدة واحملور األفقي ينب مستويات الدخل،وعند
النقاط() D1,D2,D3تبُت لنا التساوي بُت كمية النقود ادلعروضة مع كمية النقود ادلطلوبة عند
مستويات معينة للدخل وسعر الفائدة ،وادلنحٌت LMينتقل ضلو اليمُت أو اليسار حسب طبيعة السياسة
النقدية ادلتبعة توسعية أو انكماشية.
ويتم التوازن االقتصادي العام من خالل توازن سوقي السلع والنقود يف ذات الوقت ،وصيغة
التوازن االقتصادي العام تظهر من خالل نقطة تقاطع منحٌت ( )ISو منحٌت LMوىذه النقطة يتحدد
عندىا مستوى الدخل التوازين ومستوى سعر الفائدة التوازين أيضا.
~ ~ 43
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
تتوقف درجة اضلدار منحٌت ISعلى مدى استجابة الطلب االستثماري يف سوق السلع واخلدمات
اذل معدل الفائدة (iأي ادلرونة) ،حيث تعترب مرونة االستثمار بالنسبة لسعر الفائدة إحدى زلددات الفعالية
بالنسبة للسياسة النقدية .و لذلك نتناول يف ىذه النقطة انعكاسات زيادة عرض النقود - MSدلنحٌتISلو
ثالثة اضلدارات على الدخل من خالل iالن السياسة النقدية تعمل من خالل سعر الفائدة واالستثمار
)I2(i ) I1(iمث ادلنحٌت ) I0(iاكثر مرونة يليو واستنادا اذل الشكل( ،)05نالحظ ان ادلنحٌت
ادلنعدم ادلرونة.
i
I0
I1
)I1(i )I0(i
)I2(i
I
I2 I1 I3
وعند اطلفاض iمن i0اذل ، i1فانIيتغَت طرديا حسب مرونة االستثمار ،أي كلما كان Iقليل التغَت
كلما كانت مرونتو اقل ،ويؤدي ذلك اذل سياسة نقدية اقل مرونة ،وبالتارل كلما قلت مرونة االستثمار
بالنسبة لسعر الفائدة ،كانت السياسة النقدية اقل فعالية.
~ ~ 44
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
السياسة النقدية تؤثر على الدخل ،من خالل تأثيرها على معدل الفائدة ،وتكون هذه السياسة
غير فعالة عندما يكون منحنى ISشديد االنحدار ،أي في هذه الحالة طلب االستثمار غير مرن لسعر
الفائدة .والعكس في الحالة البديلة.
مع اإلشارة اذل ان االنتقال األفقي يف ادلنحٌت نتيجة زيادة اإلنفاق احلكومي ىو ٔتقدار ادلضاعف
مضروب بالتغَت يف عرض النقود.
~ ~ 45
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
LM0 LM0
LM0
i i
LM1 LM1
I0 i0
I1 i1
IS0
IS0
LM0
i
LM1
I0
I1
Y2=Y1
ج -حالة منحٌت Isرأسي
(عدًن مرونة)
~ ~ 46
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
وكحوصلة حول فعالية السياسة النقدية و منحٌت ISصلدان السياسة النقدية تكون اكثر فعالية
عندما يكون منحٌت ISأفقياأو قليل االضلدار( أي مرونة االستثمار بالنسبة لسعر الفائدة مرتفعة).
باعتبار ان منحٌت LMيتوقف على مرونة طلب النقد بالنسبة لسعر الفائدة ،فإن يف حالة ادلرونة
ادلرتفعة يكون منحٌت LMمستو نسبيا ( قليل االضلدار) ،و يكون ادلنحٌت اكثر اضلدارا يف حالة ادلرونة
LMيكون راسيا ،و بالتارل سوف ندرس اآلثار ادلنخفضة ،وعندما تكون ادلرونة منخفضة فان منحٌت
ادلًتتبة على زيادة عرض النقود ،عندما نكون أمام ثالث وضعيات دلنحٌت ( LMاقل ،اكثر عدًن ادلرونة)
ونوضح ذلك من خالل الشكل()07ادلوارل:
~ ~ 47
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
IM0
IM0
i
i
I0 IM1
IM1
i0
I1
IS0 i1
IS0
Y0Y1 Y
ب -حالة منحٌت LMشديد االضلدار Y0 Y1 Y
(أقل مرونة) LM -
) (
IM0 IM1
i
I0
I1 IS0
Y
Y0Y1
~ ~ 48
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
انطالقا من الشكل ( )07يف أجزاءه الثالثة ،حيث تتباين ادلرونة ،فان الزيادة ادلتساوية يف عرض
النقود نقلت منحٌت ٔ LMتقدار متساو من LM0اذل ،LM1و يعٍت ذلك بيانيا انتقاال أفقيا مستوي
األشكال الثالثةٔ ،تقداره جداء ادلضاعف يف تغيَت عرض النقود ،وعليو تكون السياسة النقدية اقل فعالية
يف اجلزء(أ)،مث اكثر فعالية يف اجلزء(ب) ،وأكثر فعالية شلا سبق يف اجلزء(ج) ،أي ان اثر التغَت يف الكمية
ادلعروضة من النقود يزداد تدرغليا كلما زاد اضلدار منحٌت .LM
iالناتج عن زيادة عرض النقود يف كل و ؽلكن تفسَت ما سبق كما يلي :عند ادلقارنة اطلفاض
iوىذا الًتاجع سوف حالة(أ،ب،ج) صلد مثال يف احلالة(أ) ان الزيادة يف عرض النقود أدت اذل تراجع
ٔ iتقدار مالئم حىت يستميل االستثمار ،ويزيد بذلك مستوى الناتج و الدخل ،و غلب ان يًتاجع
يتعادلMsو.Md
وكلما كان Mdاكثر مرونة بالنسبة لسعر الفائدة ،كان االطلفاض يف iاقل ومن مث كانت زيادة
االستثمار والدخل اقل ،ونتيجة لذلك تكون السياسة النقدية اقل فعالية ،وىوما ينطبق على اجلزء(أ).
وإذا نظرنا للجزء(ب) ،حيث منحٌت LMشديد االضلدار (قليل ادلرونة) تكون مرونة Mdبالنسبة
لـ iقليلة (مقارنة باجلزء ج) ،وبالتارل غلب ان تنخفض ٔ Iتقدار اكرب ،لتحقيقتوازن سوق النقد بعد زيادة
الكمية ادلعروضة من النقود ،وبالتارل االستثماروتبعا لذلك يرتفع الدخل ٔتقدار اكرب ومنو السياسة النقدية
– لن -استنادا للقاعدة :كلما كانت مرونة الطلب على النقد عالية كانت فعالة السياسة النقدية اقل
تعمل على اإلطالقإذا كان االقتصاد يف "مصيدة السيولة" ،ذلك ان األفراد يتوقعون ارتفاع أسعار الفائدة
يف ادلستقبل(ألهنا تكون عند أدىن مستوى ذلا) ،فيحتفظون بالنقود اإلضافية كأرصدة عاطلة بدال من
شرائهم للنقد ،و بالتارل يبقى االقتصاد عند ،i0ويضل االستثمار عند مستوى توازنو األصلي ،وبالتارل ال
يتغَت الدخل،أما يف الشكل( )08نوضح طبيعة فعالية السياسة النقدية وفقا لثالث اضلدارات دلنحٌت .LM
~ ~ 49
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
LM0 LM1
i
IS
i4
IS IS
I3
i2
i1
i0
Y
Y2 Y1 Y3
نالحظ من الشكل أعاله ،أننا قسمنا منحٌت LMاذل ثالث رلاالت ،اجملال الكينزي ذو ادلرونة
()1
ال النهائية ،اجملال األوسط ذو ادلرونة ادلوجبة ٘تاما ،واجملال الكالسيكي ذو ادلرونة ادلنعدمة وعليو يكون:
-المجال الكينزي :تكون السياسة النقدية فعالة يف تغيَت مستوي الدخل ،الن االقتصاد يف حالة
i مصيدة السيولةشلا غلعل النقود كلها على الشكل أرصدة نقدية عاطلة بسبب توقع ارتفاع
وبالتارل تغَت Msال يغَت الدخل. y
~ ~ 50
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
-المجال األوسط :السياسة النقدية فعالة يف الزيادة مستوى الدخل عن طريق تأثَت ارتفاع
Msالذي يؤدي اذل اطلفاض ،iشلا يسمح بارتفاع االستثمار ،و من مث ارتفاع الدخل تبعا لذلك
(من Y1إذل.)Y2
-المجال الكالسيكي :السياسة النقدية فعالية ٘تاما يف تغَت مستوى الدخل ،وىي اكرب شلا ىي
عليو يف اجملال األوسط ،بانتقال الدخل من Y1إذل ،Y2و ٕتدر اإلشارة انو ال يوجد طلب النقود
Msتوجو اذل زيادة اإلنفاق ،و بالتارل ارتفاع ألجل ادلضاربة يف ىذا اجملال ،و ان زيادة
)IS-LMنورد الدخل )1(.وكحوصلة إٚتالية لفعالية السياسة النقدية باستخدام منحٌت (
اجلدول التارل:
ىناك معياران لتحديد فعالية السياسة النقدية يف االقتصاد ادلفتوح علا حركة رؤوس األموال ونظام
سعر الصرف ،فعندما تكون رؤوس األموال حرة احلركة ،فان العملة تتدفق عرب احلدود استجابة للفروق
يف أسعار الفائدة وعوامل أخرى ( ،)1كما ان السعر الصرف يؤثر على فعالية السياسة النقدية سواء كان
ثابتا أو مرنا.
-1سامي خليل ،نظريات االقتصاد الكلي الحديثة ،وكالة األىرام ،مصر ،1994 ،ص.1453
~ ~ 51
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
خط ميزان ادلدفوعات BPىو عبارة عن توليفات من سعر الفائدة والدخل اليت ٖتقق التوازن
( )1أي عندما تكون للقطاع اخلارجي ،أي توازن احلساب اجلاري واحلساب الرأمسارل دليزان ادلدفوعات
الصادرات باإلضافة اذل تدفق رؤوس األموال اذل الداخل ،مساوية للواردات ؽلكن كتابتها يف الشكل معادلة
()2
رياضية على النحو التارل:
𝑋
𝑀
حيث:
:Xالصادرات.
:Mالواردات.
:Kfتدفق رؤوس األموال إذل الداخل.
تعرب ادلعادلة( )2عن تدفق رؤوس األموال داخل الدولة الالزمة لسداد العجز يف ميزان التجارة
وينحدر خط BPمن اليسار اذل اليمُت كما ىو موضح يف الشكل ( ،)11عندما يزداد الدخلمن
Yaإذل ،Ybوحىت ؽلكن احملافظة على توازن ميزان ادلدفوعات فإن سعر الفائدة غلب ان يرتفعمن iaإذل
ibحىت غلذب رؤوس األمواالألجنبية ولذلك فان خط BPيكون لو اضلدار موجب.
-1رسول ٛتيد ،تفعيل السياستين النقدية والمالية لمعالجة االختالالت االقتصادية في الجزائر ،أطروحة دكتواراه يف العلوم االقتصادية،
كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيَت ،جامعة اجلزائر ،اجلزائر ،2017 ،ص.152
-2سامي خليل ،مرجع سبق ذكره ،ص.1463
~ ~ 52
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
i
ib
i
a
Y
Ya Yb
سعر الصرف والصادرات ادلستقلة ،باإلضافة اذل عوامل أخرى ؽلكن اعتبارىا أساسية وىي
ادلستوى العام لألسعار وأسعار الفائدة الدولية ،الواردات.
يوضح الشكل( )12كيف ان االقتصاد ال يتحقق فيو التوازن كلي عام ،حيث انو عند النقطة
Aيتحقق التوازن الداخلي ()IS-LMعند مستوى التشغيل الكامل للدخل ،Yfوعند سعر الفائدة. i1
~ ~ 53
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
LM2
i LM1
BP
B
I2
I1 A
IS
Y
Y2 Yf
المصدر :رسول ٛتيد،تفعيل السياستُت النقدية وادلالية دلعاجلة االختالالت االقتصادية يف اجلزائر ،مرجع
سبق ذكره،ص .157
لكن ىذه النقطة ال تقع على خط BPوتقع أسفلو وبالتارل فالقطا ع اخلارجي يعاين من اختالل
عند ىذا ادلستوى ،أي ىناك عجز يف ميزان ادلدفوعات ،وقد تلجا الدولة اذل تصحيح ىذا اخللل من خالل
القيام ببيع كميات من الذىب والنقد األجنيب ،وىذا النقص يف االحتياطات الرمسية يؤدي اذل نقص مقابل
LMيسارا (سياسة نقدية يف احلجم القاعدة النقدية لدى البنك ادلركزي ،شلا يؤدي اذل انتقال منحٌت
Bعند انكماشية) حىت ؼلتفي ىذا العجز يف القطاع اخلارجي ويتحقق التوازن الكلي العام عند النقطة
مستوى اقل من مستوى التشغيل الكامل 𝐹𝑌 < 𝑌2وسعر فائدة زللي اكرب.
انطالقا من الشكل السابق ستقوم الدولةبإجراءات حىت يعود االقتصاد اذل مستوى التشغيل
الكامل ،ألنو كما الحظنا ان التوازن الداخلي و اخلارجي ٖتقق عند النقطة Bعند مستوى اقل للدخل من
مستوى التشغيل الكامل.
~ ~ 54
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
وذلك بإتباع سياسة نقدية توسعية فيعود ادلنحٌت LM2اذل وضعو األول ويتحقق التوازن الداخلي
عند النقطة.A
ولكن يف ظل عجز ميزان ادلدفوعات ،وكما رأينا سابقا القضاء على ىذا العجز يقودنا اذل النقطة
Bمن جديد ،وىنا توازن كلي لكن يف مستوى أقل من مستوى التشغيل الكامل ( ،)1ومنو نستنتج شلا سبق
أن السياسة النقدية سواء كانت توسعية أو انكماشية يف ظل أسعار الصرف الثابتة ،وبافًتاض ثبات
ادلستوى العام لألسعار ،تكون غَت فعالة لتحقيق التوازن الداخلي واخلارجيعند مستوى التشغيل الكامل.
aيف مستوى اقل من يتضح من الشكل( )13ان أول وضع للتوازن ىو النقطة
LMإذل اليمُت ،وينتقل وضع التشغيال لكامل،فاألثر األوذل لسياسة التوسع النقدي ىو انتقال منحٌت
التوازن من aاذل ،bولكن عند النقطة bفإن السعر الفائدة يكون قد اطلفض شلا يؤدي اذل تدىور قيمة
العملة .ويؤدي تدىور العملة اذل انتقال كل من منحٌت ISوBPاذل اليمُت ،وينتهي باالقتصاد الوطٍت اذل
تصحيح وضع التوازن عند النقطة .cحيث ىناك زيادة يف الناتج الوطٍت واطلفاض يف سعر الفائدة،
( ،)2ومنو نستنتج ان السياسة ويتحقق كل من التوازن الداخلي واخلارجي عند مستوى التشغيل الكامل
النقدية سوءا كانت توسعية أو انكماشية يف ظل سعر الصرف ادلرن وبافًتاض ثبات ادلستوى العام
لألسعار ،تكون فعالة لتحقيق التوازن الداخلي و اخلارجي عند مستوى التشغيل الكامل.
-1رسول ٛتيد ،تفعيل السياستُت النقدية وادلالية دلعاجلة االختالالت االقتصادية يف اجلزائر ،مرجع سبق ذكره ،ص .158
-سامي خليل ،مرجع سبق ذكره ،ص .1470
2
~ ~ 55
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
i LM0
BP0
A LM1
I0
BP
i1 C
b IS1
IS0
Y
Y Yf
~ ~ 56
اإلطار النظري للسياسة النقدية الفصل األول
مت يف ىذا الفصل التطرق إذل السياسة النقدية من الناحية النظرية كوهنا ٘تثل جانبا مهماً من
السياسة االقتصادية ،وىي ٘تثل رلموعة اإلجراءات واألدوات اليت تعتمدىا الدولة من خالل السلطات
النقدية هبدف ٖتقيق أىداف السياسة االقتصادية ،فقط تطور مفهوم السياسة النقدية وأعليتها يف النشاط
االقتصادي عرب سلتلف ادلدارس الفكرية ،فالفكر الكالسيكي أعطى أعلية كبَتة لتفسَت معدل التضخم ودل
يعًتف بأي سياسة أخرى ،مث جاء الفكر الكينزي وأعطى األولوية للسياسة ادلالية واعترب السياسة النقدية
ثانوية يف بناء القرارات االقتصادية ،إذل أن جاء الفكر احلديث ليعيد األساس للسياسة النقدية.
وتسعى السياسة النقدية يف أي اقتصاد كان إذل ٖتقيق رلموعة من األىداف مستخدمة يف ذلك
أدواهتا ادلختلفة واليت تنقسم إذل أدوات مباشرة وأخرى غَت مباشرة ،كما ان فعالية ىذه السياسة ٗتتلف من
اقتصاد مغلق إذل اقتصاد مفتوح ومن االقتصاديات ادلتقدمة إذل االقتصاديات النامية ،حيث يتوقف صلاحها
يف أي اقتصاد على ٚتلة من الشروط غلب ٖتقيقها.
~ ~ 57
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
تمهيد:
لبط ـ ـالة.
مدخل ل ـ المبحث الثاني:
~ ~ 59
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
يعد التضخم أحد أىم ادلشكالت اليت تواجو دول العادل بصفة عامة والنامية بصفة خاصة حيث
يأيت يف مقدمة االختالالت ادلالية والنقدية اليت تعاين منها ىذه الدول ،ومنو سوف نتطرق يف ىذا ادلبحث
إذل مفهوم التضخم ،أنواعو وأثاره ،قياسو والنظريات ادلفسرة لو.
-يعرف التضخم بأنو " ارتفاع واضح ومستمر يف ادلستوى العام لألسعار وغلب أن يكون
االرتفاع يف األسعار دائم وعام ،وىي زيادة تغذي نفسها بنفسها وتتفاقم باستمرار وترتبط
ىذه الزيادة عادة باطلفاض مستمر يف قيمة النقود " (.)1
ـوحدة النقد -كما عرف بأنو " عبارة عن االطلفاض ادلستمر وادلتواصل يف القيمة احلقيقية ل
"(.)2
-ويعرف أيضاً بأنو " حركة صعودية لألسعار تتصف باالستمرار الذايت تنتج عن فائض الطلب
الزائد عن قدرة العرض "(.)3
-التضخم ىو " النسبة ادلئوية الرتفاع السنوي يف ادلستوى العام لألسعار " (.)4
ومن خالل التعاريف السابقة نعطي تعريف شامل للتضخم وىو " االرتفاع ادلستمر وادلتواصل
للمستوى العام لألسعار لفًتة زمنية معينة عادة ما تكون سنة ".
-1طارق فاروق احلصري ،التحليل االقتصادي الكلي ،ادلكتبة العصرية للنشر والتوزيع ،مصر ،2007 ،ص.145
-2أنسى البكري ،وليد صايف ،مرجع سبق ذكره ،ص.197
-3حسُت بن سادل ،جابر الزبيدي ،التضخم والكساد ،مؤسسة الفراق للنشر والتوزيع ،األردن ،2011 ،ص.32
-4علي يوسفات ،عتبة التضخم والنمو االقتصادي في الجزائر (دراسة قياسية للفترة من ،)2009-1970رللة الباحث ،العدد ،11
جامعة أدرار ،اجلزائر ،201 ،ص.68
~ ~ 60
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
ؽليز االقتصاديون بُت تضخم مصدره الطلب ويسمى تضخم سحب الطلب ،وتضخم مصدره
العرض ويسمى تضخم دفع التكاليف وتوضح ذلك كمايلي:
-1تضخم الطلب:
أحد أىم األسباب اليت تفسر حدوث ظاىرة التضخم ىي اذلزات اليت ربدث يف الطلب الكلي
فعناصر الطلب الكلي األربعة :االستهالك اخلاص واالستثمار واإلنفاق احلكومي وصايف الصادرات (صايف
اإلنفاق اخلارجي) ؽلكن أن تتغَت وبالتارل تنقل منحٌت الطلب الكلي مؤثرة على الدخل واألسعار يف األجل
القصَت ،الشكل( )15يبُت تأثَت الزيادة يف اإلنفاق الكلي إذل مستوى يتجاوز الطاقة اإلنتاجية الالزمة
لتحقيق الدخل األمثل *.Y
SAS
P2
AD2
P1
AD1
المصدر :طالب زلمد عوض ،مدخل لالقتصاد الكلي ،معهد الدراسات ادلصريف ،األردن،2004 ،
ص.165
~ ~ 61
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
AD1إذل AD2يؤدي إذل رفع مستوى األسعار بشكل حاد من ارتفاع الطلب الكلي من
P1إذل ،P2وحيث أن االقتصاد يعمل عند مستوى التشغيل الكامل دلوارده فإن استجابة اإلنتاج زلدودة
(من * Yإذل )Y2ومعظم التوسع يف الطلب يتحول إذل زيادة يف األسعار ،والسبب واضح فالتوسع يف
الطلب أو اإلنفاق فوق مستوى اإلنتاج العادي * Yيعٍت أن ىناك كمية من النقود تطارد كميات قليلة
نسبيا من السلع ،شلا يشكل ضغوطا تضخمية على األسعار ومن األسباب الشائعة اليت ربدث ىذا النوع
من التضخم قيام احلكومات بالتوسع النقدي (سياسة نقدية توسعية) سواءاً من خالل طباعة كميات كبَتة
من النقود الورقية وطرحها يف السوق هبدف سبويل العجز يف موازنة الدولة أو مواجهة ظروف استثنائية
كاحلروب واألزمات السياسية واالقتصادية.
-2تضخم العرض:
الرتفاع اإلنتاج احملدد الرئيسي دلنحٌت العرض وبالتارل فإن زيادة التكاليف (نتيجة تعترب تكاليف
األجور أو أسعار ادلواد األولية األساسية) سيؤدي إذل انتقال منحٌت العرض الكلي وبالتارل التأثَت على
مستوى األسعار والدخل القومي ،الشكل ( )16يبُت التوازن الكلي بداية عند Y1و P1دون دخل
التشغيل الكامل * ،Yزيادة التكاليف نقل العرض من SAS1إذل SAS2شلا يؤدي إذل ارتفاع األسعار
من P1إذل P2ويف نفس الوقت تراجع الدخل من Y1إذل .Y2
ويتميز تضخم العرض عن تضخم الطلب بأنو يصيب االقتصاديات قبل وصوذلا لالستغالل
الكامل لطاقتها اإلنتاجية وعلى خالف تضخم الطلب فإن تضخم التكاليف (العرض) يرافقو تواجع يف
اإلنتاج والعمالة وتفشي يف البطالة(.)1
~ ~ 62
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
LAS
مستوى األسعار SAS2
SAS1
P2
P1
يعتقد الكثَت من االقتصاديون أن أجور العمال اليت تشكل جزءاً رئيسيا من التكاليف ىي ادلسؤولة
بشكل كبَت عن حاالت تضخم العرض ،ويستشهدون حباالت الدول اليت يتواجد فيها اربادات عمالية
قوية تعمل وتضغط باستمرار على رفع أجور العمال ،كذلك فإن اذلزات اليت تتعرض ذلا أسعار بعض ادلواد
وادلدخالت اذلامة للصناعة تسبب ارتفاع تكاليف التصنيع وبالتارل تضخم العرض ،وادلثال على ذلك
،1973حيث البًتول مصدر الطاقة التضخم الذي أعقب ىزة أسعار البًتول اليت حدثت يف عام
الرئيسي لكل الصناعات فإن ارتفاع أسعاره تنعكس يف ارتفاع تكاليف اإلنتاج دلعظم السلع ادلصنعة ،شلا
ينتج عنو حاالت من التضخم ادلصحوبة بًتاجع اقتصادي.
~ ~ 63
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
توجد تقسيمات عديدة للتضخم وفقاً لعدد من ادلعايَت لعل أعلها ما يلي:
ػلدث ىذا النوع من التضخم سبب الزيادة ادلستمرة يف الطلب الكلي على السلع واخلدمات
دبعدالت تفوق معدالت الزيادة يف العرض الكلي منها ،شلا ينعكس يف صورة ارتفاعات مستمرة يف ادلستوى
العام األسعار.
ػلدث ىذا النوع من التضخم بسبب نقص العرض الكلي من السلع واخلدمات الناتج عن زيادة
تكاليف اإلنتاج الذي يرجع بدوره إذل ارتفاع أسعار مستلزمات اإلنتاج أو زيادة األجور.
-1-2التضخم الجامع:
النقود( ،)2فتفقد قوهتا الشرائية ىو تضخم ترتفع بسببو األسعار دبعدل كبَت جداً ،وزبفض قيمة
قيمتها كوسيط للتبادل وسلزن للقيم ،شلا يدفع األفراد إذل التخلص منها ،واستثمارىا يف قطاعات غَت
إنتاجية مبددة للثروة ،شلا يًتتب عليو اطلفاض يف ادلدخرات الوطنية ،واضمحالذلا ،شلا يدفع السلطات إذل
-1السيد أمحد السَتيت ،علي عبد الوىاب صلا ،مبادئ االقتصاد الكلي ،الدار اجلامعية ،مصر ،2013 ،ص ص.319-318
-2خالد أمحد سيمان شبكة ،التضخم وأثره على الدين ،دار الفكر اجلامعي ،مصر ،2008 ،ص.18
~ ~ 64
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
التخلص من ىذه النقود بإبداذلا بعملة جديدة ،كما حصل يف كثَت من البلدان اليت عانت من تفشي ىذه
األنواع من االذباىات التضخمية خاصة عقب فًتات احلروب(.)1
األسعار ،لكن دبستوى أقل من ارتفاعها بالنسبة للتضخم اجلامع، وىو تضخم ترتفع فيو معدالت
حبيث تكون أثاره أقل خطورة على االقتصاد الوطٍت وحبيث يسهل على السلطات احلكومية عالجو،
ومكافحتو ،واحلد من آثاره ،حبيث ال يصل األمر إذل فقدان الثقة سباماً بالنقد التداول(.)2
لألسعار منخفضاً بوسيلة أو بأخرى ،لكن ىذا الثبات وىو عبارة عن حالة يظل فيو ادلستوى العام
يكون على حساب تراكم قوي ؽلكن أن يسبب ارتفاع (انفجاري) يف األسعار يف مرحلة الحقة.
ويسود ىذا النوع من التضخم يف البلدان ذات االقتصاد ادلخطط واليت هتيمن الدولة فيها على
االقتصاد.
كما ػلدث التضخم ادلكبوت يف حالة زيادة الطلب الفعال عن العرض ادلتاح من السلع
واخلدمات وخباصة عندما تصدر الدولة نقوداً وتضعها يف التداول دون غطاء من اإلنتاج أو الذىب أو من
العمالت األجنبية(.)3
-1عنا ةي عازي حسُت ،التضخم المالي ،مؤسسة شباب اجلامعة ،مصر ،2006 ،ص.62
-2السيد امحد السَتيت ،علي عبد الوىاب صلا ،مرجع سبق ذكره ،ص.319
-3وضاح صليب رجب ،التضخم والكساد-األسباب والحلول ،-دار النفائس للنشر والتوزيع ،األردن ،2001 ،ص ص.35-34
~ ~ 65
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
-2-3التضخم الطليق:
ينجم ىذا النوع من التضخم عن ارتفاع واضح يف األسعار دون تدخل من قبل السلطات
احلكومية للحد من ىذه االرتفاعات أو التأثَت فيها ،حيث تتجلى مواقف ىذه السلطات بالسلبية ،شلا
يؤدي إذل تفشي ىذه الظاىرة التضخمية ،والتسارع يف تراكمها فًتتفع ادلستويات العامة بنسبة أكرب من
زيادة التداول النقدي للكميات النقدية ادلعروضة(.)1
-1-4التضخم السلعي:
إنتاج السلع وىذا النوع من التضخم يصيب قطاع صناعات االستهالك ،وىو يعترب عن زيادة نفقة
االستثمارية على االدخار.
-2-4التضخم الربحي:
وىذا أيضا يصيب قطاع صناعات السلع االستثمارية ،ولكن يعرب عن زيادة االستثمار على
االدخار بصفة عامة.
-3-4التضخم الرأسمالي:
وىو التضخم الذي ػلصل يف قطاع صناعات االستثمار ،ويعرب عن زيادة قيمة سلع االستثمار
على نفقة إنتاجها ،وبالتارل ربدث أرباح كبَتة يف كال قطاعي االستهالك واالستثمار.
-4-4التضخم الداخلي:
اإلنتاج ،ومنها أجور العمال ،حيث يقوم كينز بتقسيم وىذا ػلصل نتيجة ارتفاع وتزايد نفقات
األسواق إذل قسمُت أسواق سلع االستهالك ،وأسواق سلع االستثمار فعندما تتعادل نفقة سلع االستثمار
~ ~ 66
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
مع االدخار ،تسود حالة التوازن يف السوق ،وىذا ما وصف حبالة االستقرار ،ويف ىذه احلالة قد ينشأ
إنتاج السلع االستثمارية مع قيمة ىذه السلع ػلدث التضخم التضخم الرحبي ،وعندما تتعادل نفقة
الداخلي.
-5-4التضخم األجري:
أكرب وىو التضخم الذي ينشأ بسبب التوسع بزيادة األجور ،شلا يزيد الطلب على السلع بشكل
من العرض الكلي.
-6-4التضخم االنفاقي:
اإلنفاق العام والفردي ،شلا يؤدي إذل تضخم إنفاقي وىو التضخم الذي ينشأ بسبب الزيادة يف
كبَت بسبب عجز يف ادليزانية العامة(.)1
-1-5التضخم المصدر:
إمكانية توفَت حصة تصديرية كبَتة خلارج الدولة بشكل أكرب من الصادرات ادلالية من الدولة ىو
األخرى ،وىذا يقود إذل زيادة الطا لبعلى عملة زللية.
مثال ذلك زيادة الصادرات األمريكية يعٍت زيادة الطلب على الدوالر واعتباره قاعدة للدفع أو
أساس يف ادلبادالت االقتصادية وبالتارل فإن حاالت التضخم اليت تواجو االقتصاد األمريكي ستنعكس
مباشرة يف اقتصاديات البلدان اليت تتعامل معها ذبارياً(.)2
~ ~ 67
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
-2-5التضخم والمستورد:
ويعرف ىذا النوع على انو الزيادة ادلتسارعة وادلستمرة يف أسعار السلع واخلدمات النهائية ادلستوردة
األسعار من اخلارج ،وىذا يعٍت أن الدول تستورد رلموعة من السلع واخلدمات اليت تأتيها بدورىا مرتفعة
وتضطر إذل بيعها يف األسواق احمللية بتلك األسعار ،فالدول الصغَتة ادلنفتحة على العادل اخلارجي ليس ذلا
أي دور ملموس يف ربديد أسعار السلع اليت تستوردىا ،فهي مستهلك صغَت ال يستطيع أن يؤثر يف حجم
السوق العادلي وأسعاره ،ومن ىنا تستورد ىذه الدول التضخم كما ىومن العادل اخلارجي(.)1
النقديالدخالالسعارالعامادلستوى
الدخل احلقيقي =
()2
ونفرق ىنا بُت أربع فئات من اجملتمع وفقا دلدى تأثرىم بالتضخم وىي كاآليت:
تكون دخوذلا النقدية ثابتة ،وبالتارل تنخفض دخوذلم احلقيقية بنفس معدل التضخم ،مثل
أصحاب اإلغلارات الثابتة احملددة بالقانون ،وىي أكثر فئات اجملتمع تضرراً من التضخم.
-1سامر بطرس جلدة ،النقود والبنوك ،دار البداية ،2009 ،ص ص .169-168
-2السيد امحد السَتيت ،على الوىاب صلا ،مرجع سبق ذكره ،ص.234
~ ~ 68
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
األسعار ،وبالتارل تنخفض دخوذلم تزداد دخوذلا الندية بنسبة أقل من نسبة االرتفاع يف مستوى
احلقيقية بالفرق بُت معدل التضخم ومعدل الزيادة يف دخوذلم النقدية ،وتتضرر ىذه الفئة يكون أقل مقارنة
بالفئة األوذل ،مثل أرباب ادلعاشات وموظفي احلكومة.
األسعار ،ولذا تظل دخوذلم احلقيقية ثابتة تزداد دخوذلم النقدية بنفس نسبة الزيادة يف مستوى
ولذا ال تتضرر وال تستفيد من التضخم مثل :طبقة العمال يف الدول ادلتقدمة يف ظل وجود نقابات عمال
قوية.
األسعار ،ولذا تزداد دخوذلم احلقيقية، تزداد دخوذلم النقدية بنسبة تفوق نسبة االرتفاع يف مستوى
وبالتارل تستفيد من التضخم مثل :التجار وأرباب األعمال واحلرفيُت وادلهنيُت.
" يترتب على التضخم إعادة توزيع الدخل الوطني في صالح أصحاب الدخول النقدية
المتغيرة وفي غير صالح أصحاب الدخول النقدية الثابتة وشبو الثابتة "
إن التغَت يف ملكية الثروة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتغَتات يف الدخول احلقيقية ،فمالك الثروات إذا ما
اطلفضت دخوذلم احلقيقية خالل عملية التضخم سيلجؤون إذل التصرف يف ثروهتم بالبيع وذلك بغية
احملافظة على مستوى معُت من االستهالك اعتادوا عليو.
فأصحاب األراضي والعقارات ما يشجعهم على البيع ىو ارتفاع القيمة النقدية ذلذه األصول
()1
دبعدالت تفوق معدالت االرتفاع العام يف األسعار ،وىذا ما يعرف بإعادة توزيع الثروات على اجملتمع.
~ ~ 69
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
األسعاروزيادة اإلنتاج ،حيث أن التضخم يؤدي إذل ارتفاع ينتج عن التضخم آثار سلبية على
معدالتاألرباح للمنتجُت ولكن يالحظ وجود تراجع يف اإلرباح الصناعية مع تزايد أرباح التجارة ،شلا يدفع
ادلنتجُت إذل التوجو ضلو التجارة أكثر من الصناعة ،فيعمدون إذل زبصيص قسم كبَت من فوائضهم ادلالية
للمضاربة بدال من استخدام ادلنتج لالدخار(.)1
يؤدي التضخم إذل خلق عجز بو وذلك لزيادة الطلب على االستَتاد واطلفاض يف حجم
الصادرات فالزيادة التضخمية يف اإلنفاق احلكومي ،وبالتارل الدخول النقدية يًتتب عليها زيادة يف الطلب
()2
ليس فقط على السلع ادلنتجة زلليا بل على ادلستوردة أيضاً.
يؤثر التضخم سلبياً على االستثمار الوطٍت من خالل أثره السليب على كل من:
-االدخار االختياري.
-ىيكل االستثمار.
اإلنفاق من الدخل ففي أوقات التضخم ومع اطلفاض القوة الشرائية للدخول النقدية تزيد نسبة
على االستهالك أي يرتفع ادليل ادلتوسط لالستهالك ،ومن مث ينخفض ادليل ادلتوسط لالدخار ،حيث
تنخفض النسبة ادلدخرة من الدخل اجلاري لعدد كبَت من أفراد اجملتمع.
ومن ناحية أخرى فإن الكثَت من األفراد يضطرون إذل سحب جانب كبَت من مدخراهتم دلواجهة
نفقات ادلعيشة ،باإلضافة إذل أن اطلفاض القيمة احلقيقية للمدخرات خالل فًتات التضخم ال تؤدي إذل
وجود أي حوافز على االدخار.
~ ~ 70
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
ويعٍت ما سبق أنو يًتتب يف أغلب األحوال اطلفاض حجم ادلدخرات االختيارية ألفراد اجملتمع
خالل فًتات التضخم ،شلا يؤثر سلبا على حجم االستثمار يف اجملتمع.
ويؤثر التضخم سلبيا على االستثمار من خالل تأثَته على ىيكل االستثمار فخالل فًتات
التضخم ترتفع أسعار السلع الرأمسالية من آالت ومعدات ومباين...اخل ،شلا يؤدي إذل ارتفاع التكاليف
االستثمارية إلقامة ادلشروعات اإلنتاجية ،ويف نفس الوقت ربتاج ىذه ادلشروعات إذل فًتة طويلة حىت
تستطيع أن تسًتد قيمة تكاليفها الرأمسالية حيث تتميز ىذه ادلشروعات باطلفاض معدل دوران رأس ادلال،
شلا غلعل االستثمار يف ادلشروعات اإلنتاجية مرتفع ادلخاطر(.)1
C.P.Iإذل التغَت يف ادلستوى العام ألسعار ينصرف مفهوم الرقم القياسي ألسعار وادلستهلك
السلع واخلدمات اليت يقوم بشرائها القطاع العائلي يف ادلدن .ويتضمن ىذا الرقم القياسي أسعار السلع
واخلدمات مثل :ادلواد الغذائية ،وادلساكن ،وادلالبس ،واألحذية والسلع األخرى اليت تستهلكها األسرة.
-1إؽلان عطية ناصف ،النظرية االقتصادية الكلية ،دار اجلامعة اجلديدة ،مصر ،2008 ،ص ص .290-289
~ ~ 71
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
()1
وػلسب معدل التضخم من خالل القانون التارل:
ويتم احلصول عليو من خالل قسمة الناتج الداخلي اخلام باألسعار اجلارية يف السنة على الناتج
الداخلياإلمجارل باألسعار الثابتة لنفس السنة مضروباً يف مائة.
حيث يتضمن ىذا ادلؤشر أسعار مجيع السلع واخلدمات ادلتاحة يف االقتصاد ،سواءاًكانت
استهالكية أو وسيطية أو إنتاجية ،كما يضم مجيع أنواع األسعار مجلة وذبزئة على السواء ،ويعرب عنو أحياناً
بادلكمش.)2(Déflateur
وينطلق ىذا ادلعيار من النظرية الكمية للنقود اليت ترى أن الزيادة يف كمية النقود اليت ال تقابلها
زيادة يف الناتج احمللي اإلمجارل احلقيقي ،تكون مناخاً مساعداً على ظهور التضخم نتيجة االختالل بُت
االتفاق النقدي والتدفق النقدي احلقيقي للسلع واخلدمات يعرب عن معامل االستقرار النقدي بادلعادلة
التالية:
-1حسام علي داود ،مبادئ االقتصاد الكلي ،دار ادليسرة ،الطبعة الثالثة ،األردن ،2013 ،ص ص .167-166
-2قدي عبد اجمليد ،مرجع سبق ذكره ،ص.46
~ ~ 72
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
𝑀∆
= نسبة التغَت يف الكتلة النقدية معرباً عنها يف العادة بـ .M2
M
𝑌∆
= نسبة التغيَت يف الناتج احمللي اإلمجارل.
Y
B = 0فإن ذلك يعٍت أن ىناك تساوي يف نسبة تغَت الكتلة النقدية وتغَت الناتج احمللي فعندما
،B 0فهذا يعٍت أن ىناك ضغطاً تضخمياً يدفع اإلمجارل وىذا يعٍت أن األسعار مستقرة ،وإذا كان
B> 0فهذا يعٍت أن ىناك ضغطا تضخميا يدفع األسعار ضلو األسعار ضلو االرتفاع،أماإذا كانت
االرتفاع(.)1
وادلعرب عن الفائض يف الكتلة النقدية عن ادلستوى ادلالئم ،فإذا استطعنا معرفة متوسط نصيب
الوحدة من الناتج احمللي اخلام احلقيقي من كمية النقود ،فإن ذلك ؽلكننا عند مستوى معُت أو مرغوب من
األسعار بتحديد حجم اإلفراط النقدي ادلولد للتضخم (.)2
𝑀
=
𝑌
حيـ ــث:
-1سعيد سامي احلالق ،زلمد زلمود العجورل ،النقود والبنك والمصاريف المركزية ،دار الباروزي العلمية للنشر والتوزيع ،األردن،
،2010ص.192
-2ادلرجع نفسو ،ص.193
~ ~ 73
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
استقرار ويتم حساب حجم اإلفراط النقدي الزائد عن ادلستوى ادلالئم الضروري للمحافظة على
()1
األسعار على النحو التارل:
حي ـ ــث:
:متوسط نصيب الوحدة من الناتج احمللي اخلام احلقيقي من كتلة النقود ادلتداولة السائدة يف
سنة األساس عند مستوى معُت من األسعار.
وينطلق ىذا ادلعيار من األطروحات الكينزية خبصوص الطلب الفعلي وربديد ادلستوى العام
األسعار ،وذلك أن الزيادة يف الطلب الفعلي إذا ما دل تقابل بزيادة يف اإلنتاج فإهنا تدفع إذل زيادة
( ،)2يتم قياس النفقاربيث ينتج عنها زيادة يف حجم الطلب الفعلي ،شلا يقود إذل حالة تضخم حقيقي
()3
فائض الطلب انطالقاً من ادلعادلة التالية:
~ ~ 74
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
ومن ىنا إذا زاد رلموع اإلنفاق الوطٍت باألسعار اجلارية على الناتج احمللي اإلمجارل باألسعار
الثابتة ،فإن ذلك يعرب عن فائض يف الطلب اإلمجارل الذي يتجلى يف صورة ارتفاع يف أسعار السلع
واخلدمات.
تعد نظرية كمية النقود دبثابة النظرية الرئيسية اليت اعتمدت من قبل االقتصاديُت الكالسيك يف
اجملال النقدي حيث كانت ىذه النظرية تعٌت بتفسَت العوامل احملددة للمستوى العام لألسعار ،حيث ساد
اعتقاد خالل تلك الفًتة بوجود عالقة وثيقة بُت كمية النقود والتضخم ،وأن التضخم يعد نتيجة طبيعية
للزيادة يف كمية النقود ،حيث يرجع التضخم وفقاً ذلذه النظرية إذل اإلفراط يف عرض النقود ،وذلك ألن
زيادة اإلصدار النقدي ،ينجم عنو زيادة يف الطلب على النقود ومن مث ارتفاع يف مستويات األسعار ويًتتب
على زيادة عرض النقود بالنسبة إذل الطلب عليها اطلفاض يف قيمتها أي ارتفاع يف ادلستوى العام األسعار،
~ ~ 75
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
ويتضح مضمون نظرية كمية النقود باالعتماد على كل من معادلة التبادل لفيشر ومعادلة كمربدج حيث
تبحث كل منهما يف ظاىرة التضخم من خالل زلاولة تفسَت العالقة فيما بُت ادلستوى العام لألسعار
وكمية النقود فمعادلة التبادل لفيشر ركزت على فكرة اإلنفاق وسرعة تداول النقود ،أي تركيزىا على
العوامل ادلرتبطة بعرض النقود وتأثَتىا على كميتها بينما ركزت معادلة كمربدج على تلك النسبة من الدخل
القومي احلقيقي احملتفظ بو يف شكل سيولة نقدية ،أي تركيزىا على العوامل اليت يتحدد دبوجبها الطلب
على النقود(.)1
إال أن على الرغم من اختالف طريقة البحث يف كال ادلعادلتُت ،فإن ذلك ال ؽلنع من حدوث
تقابل يف نتائجهما ،وذلك من خالل التقابل يبُت عرض النقود الطلب عليها ،وارتباط ذلك بقيمتها ومنو
بادلستوى العام األسعار.
اعتمد كينز يف ربليلو للتقلبات يف ادلستوى العام لألسعار ،على دراسة العوامل اليت ربدد مستوى
الدخل القومي ،كما استند على التقلبات اليت ربدث يف اإلنفاق القومي بشقيو االستهالكي واالستثماري،
وذلك باعتباره عامالً ىاماً يف التأثَت على مستويات األسعار ،كما ترى ىذه النظرية أن ادلستوى العام
لألسعار يتحديدبناءًا على التفاعل بُت قوى الطلب الكلي وقوى العرض الكلي ،ونوضح ذلك من خالل
()2
مرحلتُت أساسيتُت علا:
ال تكون فيها كل ادلواد اإلنتاجيةلالقتصاد الرأمسارل الصناعي مستغلة ،يف ىذه احلالة عند زيادة
اإلنفاق الوطٍت بزيادة إنفاق احلكومة مثال ،فإن ذلك سيؤدي إذل زيادة ادلداخيل ،وبالتارل يزيد اإلنفاق
-1أمحد زلمد صاحل اجلالل ،دور السياسات النقدية والمالية في مكافحة التضخم في البلدان النامية ،دراسة حالةالجمهورية اليمنية
( ، )2003-1990رسالة ماجسًت يف علوم التسيَت ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيَت ،جامعة اجلزائر ،اجلزائر،2006 ،
ص.38
-2بلعزوز بن علي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .144-143
~ ~ 76
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
على االستهالك أي يزيد الطلب الكلي ،فينعكس ذلك على زيادة اإلنتاج ،شلا يسبب ارتفاعاً بسيطاً يف
األسعار ألن فائض الطلب ؽلتصو التوظيف واإلنتاج ،غَت أنو مع زيادة اإلنفاق يتجو االقتصاد الوطٍت من
التشغيل التام حيث ال يقابل فائض الطلب زيادة يف اإلنتاج ،حيث تبدأ االذباىات التضخمية يف الظهور،
وىذا التضخم ىو " التضخم اجلزئي " يظهر قبل الوصل إذل مستوى التشغيل التام،وسببو ىو عجز بعض
عناصر اإلنتاج عن مواجهة الطلب ادلتزايد عليها وضغوط نقابات العمال على أصحاب األعمال لرفع
األجور ،وكذا ادلمارسات االحتكارية لبعض ادلنتجُت ،وىذا التضخم ال يثَت ادلخاوف ألنو ػلفر على زيادة
اإلنتاجبسبب ارتفاع اإلرباح.
وىي مرحلة التشغيل التام حيث تكون الطاقات اإلنتاجية قد وصلت إذل أقصى حد من تشغيلها،
فإذا افًتضنا أن أي زيادة يف الطلب ال تنجح يف أحداث أي زيادة يف اإلنتاج أو العرض الكلي للسلع
واخلدمات حيث تكون مرونة العرض الكلي قد بلغت الصفر ،ويسمى الفرق بُت الطلب الكلي والناتج
الوطٍت " فائض الطلب " والذي ينعكس على ارتفاع األسعار ،ومن ادلالحظ أن االرتفاع يف األسعار
يستمر باستمرار وجود فائض الطلب " القوة التضخمية " ،ويسمي كينز ىذا التضخ ــم " التضخم البحث
" ،ويف تقييم للتحليل الكينزي للتضخم ،فإنو يعرب أكثر عن الدول الرأمسالية الصناعية اليت تتميز بقطاع
صناعي ضخم وأسواق عالية الكفاءة ،وىذا ما ؼللق فائضاً إنتاجيا ،وال يعرب عن البلدان ادلتخلفة اليت
تتميز بقصور حجم الطاقة اإلنتاجية ،وناتج وطٍت قريب من الثبات ،شلا غلعل النظرية الكمية أكثر تعبَتاً
عنها.
ورغم ذلك فإن ىذه النظرية تلقي الضوء على االختالل بُت قوى الطلب الكلي وقوى العرض
الكلي ،وىو أمر مهم للبلدان النامية وادلتقدمة وؽلكن توضيح ذلك من خالل الشكل ادلوارل:
~ ~ 77
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
)LM(p2
سعر الفائدة
Is2
)LM(p2
Is2
i2
i1
ويفًتض الشكل ( )14أعاله ربقيق التوظيف التام لعوامل اإلنتاج عند مستوى إنتاج ،Q1وبتحقق
التوازن العام عند توازن سوق السلع وسوق النقد يف نقطة تقاطع ) LM(P1مع IS1حيث يكون عندىا
الناتج Q1بسعر الفائدة i1ومستوى األسعار ،P1بافًتاض زيادة الطلب الكلي شلثال يف انتقال ادلنحٌت
IS1إذل IS2ومن مث حصول فائض يف الطلب قدره ( ،)Q2 - Q1يؤدي إذل ارتفاع ادلستوى العام
) LM(Psإذل ) ،LM(P2حيث األسعار ومتسبباً يف االطلفاض احلقيقي للنقود ،وبالتارل انتقال منحٌت
بتحقق التوازن العام مرة أخرى ،ولكن عند مستوى سعر فائدة أعلى ومستوى عال من األسعارمع ثبات
حجم الناتج عند مستواه السابق ،إن التحليل الكينزي يقر بأن التضخم ىو مؤشر على ضعف الطاقة
()1
اإلنتاجية عن استيعاب فوائض الطلب الكلية ،وىو لذلك يتحدد بعوامل ثالث وىي:
-1سعيد سامي احلالق -زلمد زلمود العجورل ،مرجع سبق ذكره ،ص.206
~ ~ 78
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
- 1فوائض الطلب الكلية االغلابية :تعرب عن الفرق يف زادة الطلب الكلي عن العرض الكلي.
- 2فوائض العرض الكلي السلبية :وىي تعرب عن عدم مرونة العرض الكلي يف مواجهة الطلب
الكلي ادلرتفع (أي عدم ادلرونة بُت السلع ادلستهلكة وبُت اإلنفاق الكلي ادلتزايد).
- 3مستويات العمالة والتشغيل ادلتحققة :وىي تعرب عن مستويات التضخم ادلرتفعة كلما كان
التشغيل يف ظروف أقرب إذل االكتمال.
تعتمد ىذه ادلدرسة على نفس األسس اليت اعتمدهتا نظرية كمية النقود إال أهنا رباول تفسَت
التضخم من وجو نظر نقدية من خالل ربليل أو تعميق العالقة بُت ادلستوى العام لألسعار من ناحية
وعرض وطلب النقد من ناحية أخرى ،حيث تؤكد أن السبب احلقيقي للتضخم يتمثل يف الزيادة ادلستمرة
يف عرض النقود من قبل السلطات النقدية وبشكل يفوق حجم الطلب على النقود ،إال أهنا تبُت يف الوقت
نفسو أن سبب االختالالت يرجع إذل مكونات دالة الطلب على النقود وليس عرض النقود فاألخَت ؽلكن
التحكم فيو والسيطرة عليو ،حيث أن دالة الطلب على النقود تشمل حبسب ربليل فريدمان على متغَتات
عديدة كما التطرق إليها سابقاً.
حيث يرى فريدمان أن احملدد النهائي دلستوى األسعار يتمثل يف كمية النقود ،إذ أن الزيادة يف
عرض النقود سوف يؤدي إذل زيادة األسعار باعتبار أن األفراد سيحصلون على أرصدة نقدية تفوق ما
يرغبون بو يف ظل مستويات سعرية معينة وسيتصرفون يف استبدال أرصدهتم النقدية بأصول حقيقية وىذا
يؤدي باألسعار إذل االرتفاع نتيجة ارتفاع أسعار األصول احلقيقية بسبب الطلب ادلتزايد عليها ذلذا يقرر
فريدمان أن مستوى األسعار يتغَت بصورة متناسبة مع التغَت يف عرض النقد.
وتقوم ىذه العالقة ادلتشابكة بدور مهم يف ذبسيد دالة الطلب كل النقود وحىت يف تقديرىا حيث
أن لعامل ادلقارنة بُت معدل التضخم احلارل وادلعدل ادلتوقع للتضخم شأناً كَتاً حبسب مدرسة شيكاغو (.)1
~ ~ 79
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
سبثل مشكلة البطالة يف الوقت الراىن إحدىأىم ادلشكالت الرئيسية اليت تواجو دول العادل
باختالف مستويات تقدمها وأنظمتها االقتصادية واالجتماعية والسياسية،إذتعد إذل جانب التضخم من
أىم االختالالت اليت تصيب االقتصاديات النامية وادلتطورة ،ومن اجل ذالك ارتأينا يف ىذا ادلبحث إلىإلقاء
الضوء على مشكلة البطالة ،وذالك من خالل التعرف على مفهومها وسلتلف أنواعها ،أثارىا وكيفية قياسها
باإلضافةإلىأىم النظريات ادلفسرة ذلا.
اختلفت التعاريف اليت تطرقت إذل البطالة من حيث صياغتها نذكر منها ما يلي:
البطالة " ىي التوقف اإلجباري جلزء من القوة العاملة برغم قدرة ورغبة ىذه القوة العاملة يف العمل
()1
واإلنتاج".
تعرف البطالة على أهنا " عدم شلارسة الفرد ألي عمل سواء كان عمال ذىنيا أو عضليا أو غَت
ذالك من األعمالوسواء كانت عدم ادلمارسة ناذبة عن أسباب شخصية أوإراديةأو غيــر إرادية
()2
".
تعرف البطالة وفق منظمة العمل الدولية " أن العاطل عن العمل ىو ذالك الفرد الذي يكون فوق
سن معينة بال عمل وىو قادر على العمل وراغب فيو ،ويبحث عنو عند مستوى اجر سائد لكنو
ال غلده"(.)3
-1بونوة شعيب وزىرة بن ؼللف ،مدخل إلى التحليل االقتصادي الكلي ،ديوان مطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2010 ،ص.128
-2أسامة السيد عبد السميع ،مشكلة البطالة في المجتمعات العربية واإلسالمية ،دار الفكر اجلامعي ،مصر ،2008 ،ص.09
-3قدي عبد اجمليد ،مرجع سبق ذكره ،ص.37
~ ~ 80
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
ومن خالل التعاريف السابقة ؽلكن القول بصفة عامة أن البطالة تتمثل يف وجود أشخاص يف
رلتمع معُت قادرين على العمل ومؤىلُت لو وراغبُت فيو وباحثُت عنو وموافقُت على الولوج فيو يف ظل
األجرالسائد وال غلودنو خالل فًتة زمنية معينة.
ثانيا:أسبابالبطـ ــالة.
()1
ؽلكن تلخيص أسباب البطالة يف مايلي:
-تدخل الدولة يف السَت العادي لعمل السوق احلرة وخاصة فيما ؼلص تدخلها لضمان حد أدىن
لألجور ،إذ أن زبفيض األجور ،والضرائب علا الكفيالن بتشجيع االستثمار ،وبالتارل خلق
الثروات وفرص العمل.
-أشكال التعويض عن البطالة وقوانُت العمل اليت تتخللها عديد الثغرات.
-تعفف البعض عن بعض أنواع ادلهن مراعاة للمظهر االجتماعي (عمال نظافة ،أجَت يومي
،)....خاصة احلاصلُت على شهادات علمية ومهنية حيث تفضل األغلبية العمل ادلريح داخل
ادلكاتب وىو ما يستحيل ربققو على ارض الواقع.
-انفتاح العادل اخلارجي وزيادة مستوى ادلنافسة.
-النمو الدؽلوغرايف السريع ودخول ادلرأة بكثافة لعادل الشغل ضغط إضايف.
-التزايد ادلستمر يف استعمال اآلالت وارتفاع اإلنتاجية شلا يستدعي خفض مدة العمل وتسريح
العمال.
تعترب البطالة من الظواىر غَت ادلرغوب فيها يف أي رلتمع وذالك نظرا دلا زبلفو من سلاطر ،وما
تعكسو من اثأر سلبية اقتصادية واجتماعية على األفراد واجملتمع على حد سواء ،وتربز اآلثار السلبية أو
اخلسائر االقتصادية اليت تنجم عن البطالة من خالل عملية اذلدر يف ادلوارد البشرية وعدم استغالذلا على
~ ~ 81
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
وجو األكمل ،وبالتارل ضياع اإلنتاج والدخل الذي كان ؽلكن لو أمكن تشغيل ىذه ادلوارد ادلعطلة ومن
ادلستحيل بالطبع تعويض ىذا الدخل ،كما تنجم أيضا نتيجة الًتاجع والتآكل يف قيمة رأس ادلال
البشري،ومن ادلعروف أيضا أن اخلربات وادلهارات العلمية ادلًتاكمة اليت يكتسبها اإلنسان خالل العمل
تعترب يف حد ذاهتا أصالقيما ،وذات قيمة إنتاجية عالية ،إالأن تعطل اإلنسان قسرا وتوقفو عن العمل
ولفًتات طويلة،اليؤدي إذل وقف عملية اكتساب ىذه اخلربات وتراكمها فحسب ،بل إذل
تأكلهاوإصابتهابالصدا واالضمحالل،حىت لو عاد إذل العمل بعدىا الحقا فانو يصبح اقل إنتاجية بعدىا
اقل إنتاجية وعطاء.
أما اآلثار االجتماعية السلبية،أو الكلفة اإلنتاجية فمردىا أن العاطلُت عن العمل يعيشون عالة
على اجملتمع وعلى إنتاج غَتىم ،وان استمرار تعطلهم عن العمل ولفًتات طويلة ؽلثل يف حد ذاتو عبئا
ثقيال على األفرادوأسرىم وعلى اجملتمع بشكل عام ،وتنعكس ىذه اآلثار االجتماعية عادة يف زيادة البؤس
وادلعاناة اإلنسانية ،وذبريد األفراد من مصادر رزقهم عالوة على ذلك فان استمرار البطالة ودبعدالت عالية
يؤدي إذل تفشي بعض اجلرائم واألمراض وزيادة حاالت الطالق واالنتحار ...اخل.
وىكذا ،فإن الدول اليت تعاين من البطالة ربرص إلىاإلسراع يف مواجهتها والتصدي ذلا بكل السبل
والوسائل ادلمكنة ،وذالك هبدف احلد منها والقضاء آو التقليل من أثارىا ،وتقًتن مواجهة ادلشكلة عادة
خبطط مشاريع التنمية االقتصادية و االجتماعية وخاصة على ادلدى الطويل.
~ ~ 82
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
الفئة العاطلة
%100X معدل البطالة =
إمجارل القوة العاملة (ادلعاملون +ادلتعطلون)
ثانيا :أنواع البطالـ ــة.
ىناك أنواع للبطالة زبتلف تبعا للسبب الذي يكون أساس بروز ظاىرة البطالة ،غَت انو ؽلكن
التمييز بُت نوعيُت رئيسيُت للبطالة ،يندرج ربتها أنواع فرعية متعددة علا البطالة السافرة والبطالة ادلقنعة.
تتمثل البطالة السافرة يف وجود أفراد قادرين على العمل وال يشغلون أيةوظائف ،وبالتارل يكون
ذيوعا بوصفها وقت العمل بالنسبة ذلم صفرا ،وإنتاجيتهم صفرا وسبثل البطالة السافرة أكثرأشكال البطالة
الصورة الواضحة للبطالة(.)1
وؽلكن التمييز بُت نوعُت للبطالة السافرة علا :البطالة اإلجبارية والبطالة االختيارية
– 1- 1البطالةاإلجبارية.
وتعٍت البطالة اإلجبارية حالة وجود شخص قادر على العمل ويبحث عنو بشكل جاد عند اجر
سائد ،لكنو ال غلده ،حيث يبقى رلربا على التعطل من غَت إرادهتاواختياره (.)2
وؽلكن التمييز بُت عدة أنواع للبطالة اإلجبارية،ولذالك وفقا لألسباب ادلؤدية إذل كل منها وىي:
-1علي عبد الوىاب النجا ،مشكلة البطالة وأثر برامج اإلصالح االقتصادي عليها ،الدار اجلامعية ،مصر ،2015 ،ص.23
-2زلمد علي الليثي ،وآخرون ،مقدمة في االقتصاد الكلي ،الدار اجلامعية ،مصر.257 ،1997 ،
~ ~ 83
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
وىي البطالة اليت ربدث عندما يًتك شخص ما عملو ،ليبحث عن عمل أفضل بسبب الرغبة يف
زيادة اجر أو احلصول على وضع وظيفي أفضال ورغبة يف االنتقال من مكان ألخر داخل الدولة (.)1
تظهر البطالة اذليكلة يف منطقة معينة عندما تؤدي التغَتات يف أظلاطالطلب إذل عدم التوافق بُت
ادلهارات ادلطلوبة وادلعروضة فيها ،حيث تصبح مؤىالت األفرادالعاطلُت عن العمل غَت متوافقة مع
متطلبات الوظائف الشاغرة و تنشا ىذه البطالة ألسباب عدة أعلها:
وللتغلب على ىذا النوع من البطالة غلب زيادة التدريب ادلهٍت والفٍت ،من اجل اكتساب العمال
ادلهارات الفنية الالزمة لقيامهم باألعمال ادلطلوبة من جهة ومن جهة أخرى غلب تسهيل انتقال العمال
وتعريفهم بفرض العمل ادلتاحة ،وذلك عن طريق مكاتب االستخدام أو وسائل األعالم ادلختلفة (.)2
-3-1-1البطالةالدوريـ ــة:
وىي البطالة ادلرتبطة بالدورات االقتصادية اليت تتعرض ذلا النشاطات االقتصادية ،حيث تزداد
البطالة يف مرحلة االنكماش والركود أو الكساد ،ويتم تفسَت أسباهبا استثناءا على اطلفاض الطلب الكلي
والذي يؤدي إذل ضعف استخدام الطاقة اإلنتاجية يف االقتصاد ،ومن مث اطلفاض درجة استخدام الطاقة
اإلنتاجية يف االقتصاد ،وتنخفض البطالة يف حالة االنتعاش واالزدىار حيث تزداد وتتسع النشاطات
-1ناصر دادي عدون ،عبد الرمحان العايب ،البطالة وإشكالية التشغيل ضمن برامج التعديل الهيكلي لالقتصاد من خالل حالة الجزائر،
ديوان ادلطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2010 ،ص .51
،رسالة ماجستَت ،كلية العلوم -2بن جيمة عمر ،دورالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التخفيف من حدة البطالة بمنطقة بشار
االقتصادية والتجارة وعلوم التسيَت ،جامعة أيب بكر بلقايد ،تلمسان ،اجلزائر ،2011ص.52
~ ~ 84
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
االقتصادية ويزداد إنتاجها ويزداد االستخدام ( ،)1وذلذايسمى ىذا النوع من البطالة بالبطالة العابرة وىي
تظهر عادة يف الدول ادلتقدمة(.)2
قد يتطلب القضاء على ىذا النوع من البطالة إتباع سياسات اقتصادية توسعية ،متمثلة يف
السياسات ادلالية والنقدية لزيادة الطلب الكلي ولتشجيع االستثمار والصادرات ،زيادة االستهالك واإلنفاق
احلكومي وخفض الواردات والضرائب.
-4-1-1البطالة الموسمية.
تتطلب بعض القطاعات االقتصادية يف مواسم معينة إعداد كبَتة من العمال مثل الزراعة السياحة،
البناء وغَتىا عند هناية ادلوسم يتوقف النشاط فيها ،شلا يستدعي إحالة العاملُت هبذه القطاعات وىنا تظهر
ما يسمى بالبطالة ادلومسية ،وؽلكن تفادي مثل ىذا النوع من البطالة باطلراط العاملُت وتدريبهم على
أعماألخرى ؽلكن مزاولتها بعد انتهاء ادلوسم النتاجي للسلعة اليت يشتغلون فيها أساسا (.)3
-2 -1البطالة االختيارية:
وتعٍت وجود عدد من األفراد لديهم القدرة على العمل ،ولكن ليس لديهم الرغبة يف العمل وذالك
عند مستوى األجر السائد يف السوق ،وقد يرجع السبب لوجود ىذا النوع من البطالة إذل وجود نقابات
عمالية قوية تعمل على ذبديد اجر العامل احلقيقي عند مستوى أعلى من األجر التوازين (.)4
إن البطالة ادلقنعة توجد حيث يعمل األفرادبأقل من الطاقة اإلنتاجية ادلفًتضة ذلم ،أو يف حالة
وجود إعداد من العاملُت يف بعض القطاعات دون أن يًتتب على وجودىم ناتج صايف أوإضايف ،أو حىت
-1فليح حسن خلف ،االقتصاد الكلي ،جوارة للكتاب العادلي للنشر والتوزيع ،األردن ،2007 ،ص.335
-2حسام داود ومصطفى سليمان وآخرون ،مبادئ االقتصاد الكلي ،دار ادليسرة للنشر والتوزيع ،األردن ،2005 ،ص.257
-3خالد وصفي الوزين ،وأمحد حسُت الرفاعي ،مبادئ االقتصاد الكلي بين النظرية والتطبيق ،دار وائل للنشر والتوزيع ،الطبعة اخلامسة،
األردن ،2002 ،ص.270
-4القريشي مدحت ،اقتصاديات العمل ،دار وائل للنشر ،األردن ،2007 ،ص.184
~ ~ 85
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
أنو فد يًتتب أحيانا على توظيفهم نفس الناتج الكلي ،أي أهنمفي حالة عمالة ظاىريا فقط ،بينما عملهم
ال يسفر عن خلق سلع وخدمات ،وبالتارل تكون إنتاجيتهم احلدية يف احلالة األوذل صفرا وسالبة يف احلالة
الثانية(.)1
وتزداد البطالة ادلقنعة ظهورا وانتشارا يف البلدان النامية اليت تتميز دبحدودية فرص العمل نتيجة
لضيق رلاالت اإلنتاج،ويعد ىذا النوع من اخطر وأصعب أنواع البطالة ،ومن حيث التعامل معها وكذا
عالجها.
يعترب كل من التضخم و البطالة من األمراض االقتصادية اليت تسعى اإلدارة االقتصادية يف أي
دولة إذل كبح مجاح أي منهما ،حيث ينبغي أن يكون التضخم يف احلدود ادلقبولة وإال فإن تأثَتاتو السلبية
سوف تنعكس على األداء االقتصادي الكلي ،كما غلب إن تكون معدالت البطالة يف اقل احلدود
ادلمكنة ،غَت إن الدولة يف سعيها إذل ربقيق أي من األىداف السابقة قد يكون على حساب اذلدف
األخر ،دبعٌت أن خفض معدالت التضخم قد يكون على حساب زيادة معدالت البطالة نظرا الن خفض
معدالت التضخم يعٍت خفض كمية النقود وزلاولة امتصاصها ،وذلك خلفض الطلب على السلع
واخلدمات ادلختلفة ،غَت أن خفض الطلب يعٍت إقبال اقل على السلع واخلدمات األمر الذي يعٍت ضرورة
وجود فائض من ادلنتجات ،وقيام ادلنتجُت خبفض إنتاجهم ،ونظرا الن ىذا اإلنتاج يعتمد أساسا على
القوى العاملة ،فان ذالك يعٍت ضرورة تسريح عدد من العمال ومن مث انتشار البطالة ،كما أن خفض
البطالة وفتح رلاالت جديدة للتوظيف يعٍت أعلية وضرورة رفع وزيادة الطلب الكلي على السلع واخلدمات،
وىذا يعٍت خلق طلب زائد يف السوق شلا يؤدي إذل االرتفاع ادلتواصل يف األسعار ،وبالتارل زيادة معدالت
التضخم(.)2
~ ~ 86
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
1958قام فيليبس بدراسة ويشار إذل العالقة بُت التضخم والبطالة دبنحٌت فيليبس ،ففي عام
العالقة بُت معدل الزيادة يف األجور النقدية وبُت البطالة خالل الفًتة ( ،)1861-1957وقد وجد أن
ىناك عالقة عكسية مستقرة بُت التغَت يف األجور النقدية وبُت معدل البطالة ،وقد كانت ادلعدالت ادلرتفعة
من الزيادة يف األجور مرتبطة دبعدالت منخفضة من البطالة والعكس صحيح ،ونظرا لوجود عالقة قوية بُت
معدل الزيادة يف األجور النقدية ومعدل الزيادة يف األسعار لذلك ؽلكن اإلشارةإذل منحٌت فيليبس على أنو
دراسة العالقة بُت مستوى البطالة وبُت معدل تغيَت األسعار كما ىو موضح يف الشكل ادلوارل:
معدالت التضخم
استنتج فيليبس انو إذا كان معدل زيادة اإلنتاجية ىو % 2سنويا فإن وجود معدل بطالة يبلغ
% 25يتماشا مع ربقيق استقرار األسعار ،وللمحافظة على استقرار األجور فإنو يتوجب قبول معدل
~ ~ 87
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
البطالة يساوي ،% 5.5حيث يضع منحٌت فيليبس أمام واضعي السياسة عدة خيارات بُت البطالة
والتضخم وىي معدل ادلبادلة بُت ىذين اذلدفُت (.)1
إالأناألحداث خالل الثالثُت السنة ادلاضية أوضحتاجلمع بُت معدالت تضخم مرتفعة ومعدالت
بطالة مرتفعة أيضا واليت تعترب غَت متسقة مع منحٍت فيليبس ،وحقيقة األمر انو يف الزمن القصَت يف ظل
ثبات األسعار فإن ىناك عالقة عكسية بُت التضخم والبطالة ،ولكن عندما تتغَت التوقعات ومن مث تغَت
األسعار يف ادلدى الطويل ،فإن منحٌت فيليبس ينتقل إلىاألعلى شلا يعٍت معدل تضخم أعلى ونظرا الن
معدالت البطالة أساسا مستقلة عن معدالت التضخم الطويل األجل ،فانتقال منحٌت فيليبس إلىاألعلى
يعٍت زيادة معدالت التضخم والبطالة أيضا وىو ما يطلق عليو حالة الركود التضخمي أو التضخم
الركودي(.)2
إن كان قد سبتع منحٌت فيليبس دبصداقية نظرية وعلمية خالل الفًتة ( )1969-1959فإهنا قد
تعرضت لالىتزاز الشديد ،وحام حوذلا شك منذ أواخر عقد الستينات وخالل عقد السبعينات ذلك أن
العالقة العكسية بُت معدالت البطالة ومعدالت التضخم قد تعرضت لالهنيار،بسبب عجز منحٌت فيليبس
على تفسَت حالة الركود التضخمي .
إن فشل ىذه العالقة دفعت بالعديد من االقتصاديُت من بينهم "ميلتون فريدمان "و " ادموند
فالبس" إذل تطوير ظلاذج متقدمة يف القياس االقتصادي تأخذ بعُت االعتبار عامل التوقعات عند صياغة
العالقة التبادلية بُت التضخم والبطالة ،وقد سبكنت تلك النماذج من إخضاع منحٌت فيليبس إذل القياس
والتجربة،وبدا واضحا أن العالقة التبادلية بُت البطالة والتضخم اليت يقوم عليها منحٌت فيليبس ال أساس ذلا
من الصحة أو الثبات واالستقرار على ادلدى الطويل (.)3
-1رليد علي حسُت ،مقدمة في التحليل االقتصادي الكلي ،دار وائل للنشر والتوزيع ،األردن ،2004 ،ص ص .336
-2حسام علي داود ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .192-191
-3سليم عقون ،قياس أثر المتغيرات اقتصادية على معدل البطالة – دراسة قياسية تحليلية–حالة الجزائر ،رسالة ماجستَت يف علوم
التسيَت ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيَت ،جامعة فرحات عباس ،سطيف ،اجلزائر ،2010 ،ص.37
~ ~ 88
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
سوف نتطرق ألىم النظريات ادلفسرة للبطالة واألكثر شيوعا يف الفكر االقتصادي حيث صلد أن
النظرية الكالسيكية والنيوكالسيكية تعًتفان بالبطالة االختيارية واالحتكاكية فقط بينما تقر النظرية الكينزية
بوجود نوع أخرمن البطالة ىي البطالة اإلجبارية واليت ترجع حسب رأي روادىا إذل قصور الطلب الكلي
على السلع واخلدمات يف حُت صلد نظريات أخرى مساىا البعض بالنظريات احلديثة ادلفسرة للبطالة ،ترجع
سبب وجود البطالة إذل وجود اختالالت يف سوق العمل.
لقد تعددت نظريات الفكر التقليدي اليت فسرت البطالة وذلك باختالف وجهات النظر اليت
ركزت عليها لرؤية ىاتو الظاىرة.
ربليل ىذه النظرية دلشكلة البطالة ىو ربليل على ادلدى الطويل حيث يرى ادلفكرون الكالسيكيون
إن النمو السكاين وتراكم رأس ادلال وظلو طاقتو اإلنتاجية لو تأثَت بالغ على البطالة ،حيث ترتكز النظرية
على ثالث فرضيات وىي:
فرضية ذبانس وحدة العمل :يرى الكالسيك إن ربقيق التناسق يف عنصر العمل أمرا ضروريا ألن
كل منصب عمل يتوقف على متطلبات زلدودة وضرورية الصلاز عمل معُت فيو ومستوى ادلهارة
والكفاءة يسمح بالتفرقة بُت اإلجراء.
حركة عنصر العمل وادلفاوضة احلرة لعقود العمل.
وجود شفافية يف سوق العمل مع وجود إعالم حريف ىذا ادليدان حىت يسمح للمنتج والعامل
إمكانيةااللتقاء على مستوى السوق لتحديد شروط العمل(.)1
-1فارس شالرل ،دور سياسة التشغيل في معالجة مشكلة البطالة في الجزائر خالل الفترة ( ،)2004-2001رسالة ماجستَت يف
االقتصادي والتجارية وعلوم التسيَت ،جامعة اجلزائر ،اجلزائر ،2005 ،ص.14
ة العلوم االقتصادية ،كلية العلوم
~ ~ 89
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
يرى الكالسيك أن االقتصاد يتوازن دائما عند مستوى التشغيل الكامل ،أي ال رلال لوجود بطالة
وفقا للنموذج الكالسيكي لقد فرق اقتصاديو ادلدرسة الكالسيكية بُت نوعُت من البطالة علا البطالة
االختيارية والبطالة اإلجبارية ،ويرى اقتصاديو ادلدرسة الكالسيكيةأنو إذ تركت سوق العمل حرة دون
تدخل خارجي فإن مرونة األسعار واألجور تضمن ربقيق العمالة الكاملة عند وضع التوازن وبالتارل فإن يف
حالة سوق العمل احلرة ال توجد بطالة إجبارية،فإذا وجدت بطالة فال بد أن تكون اختيارية ،ويقر
الكالسيك إن السبب األساسي الستمرار بطالة يف سوق العمل ىو تدخل احلكومة أوالناقبات بغرض حد
أدىن يف األجور من اجر التوازن ففي ىذه احلالة تستمر البطالة اإلجبارية طادلا إن التدخل يف السوق أدىإذل
مجود األجر احلقيقي يف االذباه النزورل(.)1
لقد انصبت أفكار كينز بشكل أساسي على إغلاد حلول الزمة البطالة والكساد اليت أصابت
العادل آنذاك ،وىذا من خالل زلاولة تقدًن حلول موضوعية لالزمة عن طريق اقًتاح سياسات اقتصادية
فعالة جديدة ال تتوافق وال تتناسق مع متطلعات الفكر االقتصادي الكالسيكي.
وبصفةعامة ؽلكن تلخيص أفكار ادلدرسة الكنيزية يف رلال ربليل وتفسَت مشكلة البطالة يف
()2
العناصر التالية:
-ضرورة االىتمام جبانب الطلب الكلي أو الفعلي عكس قانون سايللمنافذ ،الذي يؤكد على أن
ادلشكلة ىي مشكل عرض وليست مشكلة طلب ،أي أن العرض ؼللق الطلب عليو.
-ادلناداة بتدخل الدولة يف احلياة االقتصادية لضمان تسوية وتصحيح االختالالت ادلوجودة يف
سوق العمل.
-رفض كينز فكرة البطالة اإلراديةأوإمكانية الوصول إذل حالة التوازن يف كل األسواق واليت منها
سوق العمل ،حيث يرى أن مرونة األجور واألسعار ال تسمح بالعودة إذل التوازن عن طريق
-1نوال بن فايزة ،إشكالية البطالة ودور مؤسسات سوق العمل في الجزائر خالل الفترة ( ،)2005-1990رسالة ماجستَت يف العلوم
االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارة وعلوم التسيَت ،جامعة اجلزائر ،اجلزائر ،2009 ،ص.16
-2سليم عقون ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.25-23
~ ~ 90
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
آليات السوق ،وأن التوازن ؽلكن أن يتحقق عند مستويات سلتلفة تقل عن مستوى التشغيل
الكامل.
-يرى الكثَت أن الطلب على العمل يتوقف على مستوى الطلب الفعال ،أي ادلنتجون يعملون
على توظيف حجم من اليد العاملة الضرورية لتحقيق اإلنتاج ادلوافق للطلب ادلتوقع.
-حسب كينز عرض العمل ليس دالة متزايدة يف األجر احلقيقي ،ومن منطلق أن عقود العمل
ادلربمة بُت أرباب العمل والعمال ،ال ربدد القوة الشرائية للعامل،وإظلا تكتفي فقط بتحديد
األجراالمسي،وأن العامل عند توظيفو ال يأخذ بعُت االعتبار سوى األجر احلقيقي (الفعلي).
وانطالقا شلا سبق اثبت كينز أن البطالة غَت إرادية الن ىناك عدد من العمال مستعدين لقبول
معدل األجر السائد،ولكن ادلشاريع اإلنتاجية تطلب حجما اقل ،وهبذا ال ؽلكن حصوذلم على عمل،كما
يوجد حد أدىن لألجور ال ؽلكن أن تنخفض اقل منو،وبالتارل رفض فرضية قابلية األجور للتغَت وكل ىذا
حسب رأيهم يثبت أن البطالة غَت إرادية.
يعتقد النقديون بأن ىناك معدل بطالة وحيد يتوافق ويتناسب مع حالة االستقرار النقدي
والسعري،وأن أي زلاولة لتقليل معدل البطالة دون ىذا ادلعدل فإن ذلك سيقًتن بتسريع معدل
التضخم،دبعٌت أنو الؽلكن تقليل مستوى البطالة دون ادلستوى الطبيعي ذلا ،إال من خالل تضخم مستمر
يتم سبويلو من خالل زيادة كمية النقود يف التداول،ويًتتب على ذلك أن السياسة االقتصادية اليت يتعُت
تطبيقها لتحقيق االستقرار،غلبأنتضمن سريان معدل البطالة الطبيعي،األمر الذي يتطلب أن تكون كمية
النقود مستقرة ،إال أنو ادلشكلة ىنا أن احلكومة ال تعرف على وجو الدقة ما ىو معدل البطالة الطبيعي،
لذلك فقد أرجعت ىذه النظرية حدوث البطالة الدورية إذل عوامل نقدية حبتة ،وأن عالجها يكمن يف
استخدام أدوات السياسة النقدية ،لذلك صلد النقديون ينطلقون يف ربليل البطالة من أن ىذه األخَتة
()1
السائدة يف البلدان الصناعية الرأمسالية ىي بطالة اختيارية ،أما البطالة اإلجبارية فال مكان يف ربليلهم.
-1زلمد مازن األسطل ،العوامل المؤثرة على معدل البطالة في فلسطين ،رسالة ماجستَت يف اقتصاديات التنمية من كلية التجارة باجلامعة
اإلسالمية ،بغزة ،فلسطُت ،2014/04/29 ،ص.35
~ ~ 91
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
زبتلف رباليل النظريات احلديثة حول تفسَت البطالة تبعا لسوق العمل ،حيث ؽلكن أن يتم على
مستوى ىذا السوق دبفرده أو بعالقتو مع باقي األسواق.
نشأت ىذه النظرية بوصفها نتيجة حملاوالت استخدام مكونات النظرية االقتصادية اجلزئية لفهم
ادلتغَتات الكلية وربليلها وتبٌت ىذه النظرية على أساسإسقاط فرص ادلعرفة التامة وىو فرض أساسي من
فروض النموذجي التقليدي لسوق العمل ،ذلك أن ىذه النظرية تؤكد صعوبة توافر ادلعلومات الكاملة عن
سوق العمل،األمر الذي يًتتب عليو زيادة درجة عدم التأكد عند ازباذ القرارات ،شلا يدفع األفرادإذل
السعي للتعرف على ىذه ادلعلومات وتفسر ىذه النظرية سبب البطالة بقصور ادلعلومات وعدم توافرىا
بدرجة كافية عن سوق العمل ،ولذا فإهنا سبثل خطوة متقدمة على النظريات التقليدية.
D.BDOERNBERG. M.PIORيف دراسة ميدانية ترتكز ىذه النظرية اليت ظهرت على يد
لسوق العمل األمريكية خالل الستينات ،اليت تفسر أن قوة العمل األمريكية تتعرض لنوع من التجزئة على
أساس العرق والنوع والسن وادلستوى التعليمي ،وهتدف النظرية إذل تفسَت البطالة والكشف عن أسباب
ارتفاعها يف قطاعات معينة ووجود ندرة عنصر العمل يف قطاعات أخرى ،وعلى ىذا األساس سبيز النظرية
~ ~ 92
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
بُت مخسة أنواع من سوق العمل وىي :السوق الداخلية ،السوق اخلارجية ،السوق األوليةالسوق الثانوية،
()1
السوق الرئيسية.
-4-2نظريةاألجر الكفاءة:
تعتمد على العالقة اليت ؽلكن أن تربط بُت استقرار األجور النقدية وإنتاجية العمال،فأصحاب
العمل يعتقدون أنو من ادلفيد رفع األجور عن مستوياهتا التوازين يف سوق العمل وذلك لتشجيع العمال
وزيادة إنتاجيتهم مع اإلشارةأن ىذه ادلبادرة يًتتب عنها حدوث فائض يف عرض العمل ،أي ظهور بطالة
حسبالنظرية يكون سلوك أرباب العمل والعمال يف تناسق تام مع أىدافتعظيهمادلردودية بالنسبة
()2
ألصحاباألعمال ،وتقدًن ادلنفعة واإلشباع بالنسبة للعمال حىت لو كانت األجور مرتفعة وظهور بطالة
()3
ؽلكن حصر دوافع رفع األجور من طرف أصحاب العمل يف النقاط التالية:
-الرغبة يف اجتذاب اليد العاملة ذات ادلهارات والكفاءات العاليةألهنا أكثرإنتاجية ،وىذا ما
نلمسو يف البلدان النامية.
-ربفيز العمال على التمسك دبناصب عملهم ،وبالتارل التقليل من سرعة دوران قوة عملهم من
خالل رفع تكلفت ترك العمل،ألنو كلما زاد األجر كلما شجع العامل على التمسك دبنصبو
ضعف إذل ذلك أن ادلؤسسة اليت تدفع أجورأعلى تسعى من وراء ذلك التقليص من وتَتة
االنصراف اإلراديللعمال ،كذلك االقتصاد يف ادلال والوقت حىت ال تزيد من تكلفة تكوين
وتوظيف عمال جدد خلفا للفئة العمالية األوذل.
-زيادة إنتاجية عنصر العمل،إذ يعتقد أرباب العمل أن العمال سيبذلون جهودا كبَتة يف حالة
حصوذلم على أجور أعلى ،فيحدث تقليل لضياع الوقت وترك العمل مع ربسُت مستويات
العمال وإخالصهم.
~ ~ 93
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
يرجع ذلك إذل عجزعلا عن التغَت بالسرعة الكافية لتحقيق التوازن ادلنشود ،ونتيجة لذلك يتعرض
سوق العمل حلالة اختالل متمثلة يف وجود فائض يف عرض العمل عن الطلب.شلا يقود إذل البطالة
اإلجبارية ،وال تقتصر النظرية على البحث عن أسباب البطالة يف إطار دراسة سوق العمل،إظلا تسعى أيضا
لتحليلها من خالل دراسة العالقة بُت سوق العمل وسوق السلع إذ ؽلكن أن ينتج عنو نوعان من البطالة
علا:
النوع األول :يتميز بوجود فائض يف عرض العمل عن الطلب عليو،ويًتتب على ذلك عدم قيام
أصحاب العمل أو رجال األعمال بتشغيل عمالةإضافية لوجود فائض يف اإلنتاج ،وىو ما يتطابق مع
التحليل الكنيزي.
النوعالثاني:يف ىذه احلالة تقًتن البطالة يف سوق العمل بوجود نقص يف ادلعروضات من السلع
عن الطلب عليها وتكون أسباب البطالة يف ارتفاع معدل األجور احلقيقية للعمال ،شلا يدفعادلستخدمُت إذل
عدم زيادة كل من عرض السلع ومستوى التشغيل بسبب اطلفاض رحبية االستثمارات وىو ما يتطابق
()1
والتحليل الكالسيكي.
~ ~ 94
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
يعد ىدف ربقيق معدالت للنمو االقتصادي ضمن األولويات اليت تسعى ذلا حكومات الدول
على اختالفها ،وخصوصا عندما يتعلق األمر بالدول النامية اليت تسعى دوما إذل ربقيق التنمية االقتصادية
واخلروج من دائرة التخلف وما يصاحبو من معضالت اقتصادية واجتماعية ،وسنحاول من خالل ىذا
ادلبحث التطرق إذل مفهوم النمو االقتصادي وعناصره قياسو ،واىم النظريات والنماذج ادلفسرة لو.
النمو االقتصادي ىو"حدوث زيادة يف إمجارل الناتج احمللي أوإمجارل الدخل الوطٍت دبا ػلقق
زيادة متوسط نصيب الفرد من الدخل احلقيقي" (.)1
ويعرف النمو االقتصادي أيضابأنو ":االرتفاع احلاصل يف الناتج احمللي الصايف احلقيقي خالل
فًتة زمنية معينة عادة ما تكون سنة"(.)2
النمو االقتصادي ىو" الزيادة احلقيقية يف الناتج الوطٍت لبلدما ،والنامجة عن العوامل رئيسية
أعلها التحسُت يف نوعية ادلوارد ادلتاحة لزيادة ىذا الناتج يف البلد كالتعليم مثال ،والتحسُت يف
كمية ىذه ادلوارد ومستواىا والتحسُت يف ادلستوى التكنولوجي لوسائل اإلنتاج كل ىذا
سيؤدي إذل زيادة السلع واخلدمات اليت يتم إنتاجها يف أي قطاع من قطاعات االقتصاد يف
أي بلد"(.)3
-1زلمد عبد العزيز عجمية وإؽلان ناصف عطية ،التنمية االقتصادية دراسات نظرية وتطبيقية ،قسم االقتصاد ،كلية التجارة ،اإلسكندرية،
مصر ،2000 ،ص.51
-2زلمد مدحت مصطفى وسهَت عبد الظاىر أمحد ،النماذج الرياضية للتخطيط والتنمية االقتصادية ،مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية،
مصر ،1999 ،ص.39
-3علي جدوع خبيتانالشروفات ،التنمية االقتصادية في العالم العربي ،دار جليس الزمان للنشر والتوزيع ،األردن ،2010 ،ص ص-32
.40
~ ~ 95
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
ومن خالل التعاريف السابقة نستنتج تعريف شامل لنمو االقتصادي وىو االرتفاع ادلسجل خالل
فًتة زمنية معينة عادة ما تكون سنة دلتغَت اقتصادي توسعي ىو الناتج احمللي الصايف احلقيقي.
تتمثل عناصرالنمو االقتصادي يف العمل ،رأس ادلال والتقدم التكنلوجي وتسمى أيضا عوامل النمو
االقتصادي وىي كما يلي:
-1العم ـ ــل.
ويقصد بو رلموع القدرات الفيزيائية والثقافية اليت ؽلكن لإلنسان استعماذلا يف إنتاج سلع
وخدمات ضرورية وحجم العمل مرتبط بعدد ساعات العمل اليت يبذذلا كل عامل ىذا من جهة ،ومن جهة
أخرى بإنتاجية عنصر العمل ويعٍت ىذا األخَت حاصل قسمة اإلنتاج احملقق على عدد وحدات العمل
ادلستعملة يف إنتاجو ،حيث كلما زادت إنتاجية عنصر العمل أدى ذلك إذل زيادة اإلنتاج رغم أن عدد
()1
العمال أو ساعات العمل بقيت على حاذلا.
يتعلق تراكم رأس ادلال كعامل مؤثر يف معدل النمو االقتصادي بالدرجة األوذل حبجم االدخار أي
حبجم الدخل الذي ؽلكن للمجتمع توفَته وعدم إنفاقو على السلع االستهالكية ،بل يتم
()2
توجيههإلىاإلنفاقعلى السلع الرأمسالية كادلعدات واآلالت اإلنتاجية والبٌت التحتية.
-3التقدم التكنولوجي.
()3
ؽلكن اعتبـاره تنظيم جديد لإلنتاج يسمح دبا يلــي:
-1زلمد مدحت مصطفى وسهَت عبد الظاىر أمحد ،مرجع سبق ذكره ،ص.39
-2علي جدوع خبيتانالشروفات ،مرجع سبق ذكره ،ص.44
-3زلمد مدحت مصطفى وسهَت عبد الظاىر أمحد ،مرجع سبق ذكره ،ص .39
~ ~ 96
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
باعتبار النمو االقتصادي واحد من ادلؤشرات الكمية اليت ربدد واقع األداء االقتصادي ،فقد وجب
أىم إدراك سلتلف الوسائل وادلعايَت اليت يتم بفضلها قياسو ،حيث يعترب حجم الناتج يف االقتصاد أحد
ىذه ادلعايَت ،حبكم أن النمو االقتصادي ىو عبارة عن التغَت النسيب السنوي يف حجم الناتج وينقسم ىذا
األخَتإذل:
الناتج الوطٍت اخلام ىو عبارة عن":القيمة النقدية السوقية جملموع السلع واخلدمات ادلنتجة خالل
اإلنتاج ذات اجلنسية الوطنية ،سواءا ادلوجودة يف فًتة زمنية (عادة ما تكون سنة) ،من طرف عوامل
االقتصاد احمللي أو ادلوجودة يف اخلارج "()1وعليو ؽلكن كتابة ادلعادلة اآلتية:
الناتج الوطني الخام=PNBالناتج احمللي اخلام +PIBمستحقات عوامل اإلنتاج الوطنية يف
اخلارج-مستحقات عوامل اإلنتاجاألجنبية يف الداخل.
-2الناتج المحلي الخامPIB
يعرف الناتج احمللي اخلام باألسعار اجلارية انو ":القيمة النقدية السوقية جملموع السلع واخلدمات
ادلنتجة خالل فًتة زمنية (عادة ما تكون سنة) ،وذلك من طرف عوامل اإلنتاج ادلقيمة ،اليت تتشكل من
عوامل وطنية وأخرى خارجية"( ،)2وتتجسد طرق تقدير PIBNباألسعار اجلارية فمايلي:
~ ~ 97
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
تعرف القيمة ادلضافة على أهنا":قيمة اإلنتاج النهائي للسلع واخلدمات ادلنتجة يف دولةما مطروحا
منها قيمة مستلزمات ىذا اإلنتاج من السلع الوسيطية وادلواد اخلام ،اليت اشًتيت من ادلؤسسات أخرى ،أي
ىي قيمة ما يضيفو القطاع أو ادلنتج عند إنتاج سلعة معينة من القطاعات األخرى ومنو حسابيا تقدر
القيمة ادلضافة كمايلي:
حيث أن:
ــ
-المنتجات النهائية :ىي ادلنتجات ادلوجهة لالستهالك النهائي ،سواءا من قبل العائالت أو
ادلؤسسات (إذا كانت يف شكل معدات وذبهيزات)
-المنتجات الوسيطية :وىي ادلنتجات ادلستهلكة عند استخدامها يف عملية اإلنتاج.
وتبعا ذلذه الطريقة يكون:
أيأن الناتج احمللي اخلام ىو إمجارل القيمة ادلضافة لكل السلع واخلدمات يف االقتصاد احمللي وليس
إذل تكرار قيم ادلنتجات إلىإمجارل القيم النهائية للسلع واخلدمات يف ىذا االقتصاد ،الن ذلك يؤدي
الوسيطية يف حساب ىذا الناتج مرتُت :مرة كقيمة هنائية،ومرة كقيمة وسيطية يف سلعة هنائية أخرى ،وذلذا
السبب جاءت طريقة القيمة ادلضافة لتجنب مشكلة ازدواج القيم عند حساب مقدار الناتج احمللي اخلام.
-2-1-2طريقة الدخل:
يقيس الناتج احمللي اخلام إمجارل الدخل احملصل عليو يف االقتصاد احمللي ،حيث يعرب PIBNعن
()1
إمجارل دخول عوامل اإلنتاج العاملة يف االقتصاد احمللي ،أي:
-1عبد الوىاب األمُت ،االقتصاد الكلي ،دار حامد األردن ،2002 ،ص.78
~ ~ 98
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
الناتج احمللي اخلام =PIBNالدخل الوطٍت +الضرائب غَت ادلباشرة +اىتالك رأس ادلال الثابت -صايف
دخل عوامل اإلنتاج.
حيث:
ــ
الدخل الوطٍت (:رلموع األجور +رلموع الفوائد +رلموع األرباح +رلموع الريوع).
-3-1-2طريقة اإلنفاق:
يتساوى إمجالياإلنفاق مع إمجارل الدخل الوطٍت ،على أساسأنأي عملية إنفاق(أي شراء سلع أو
أخر ىو البائع وؽلكن كتابة اإلنفاق خدمات) يقوم هبا طرف معُت ،يتولد عنها بالضرورة دخل لطرف
الكلي وفقادلعادلة اآلتية:
إن زيادة الناتج احمللي اخلام باألسعار اجلارية تؤدي حتما إذل ارتفاع معدا النمو االقتصادي لكن
أنو يف الكثَت من األحيان تكون الزيادة يف PIBNنامجة عن االرتفاع ما يعاب على ىذا ادلقياس،
األسعار 𝑖𝑃∆وبالتارل ال ؽلكن أن يصلح ىذا ادلؤشر كمقياس للنمو االقتصادي ،حيث:
أن يكون رأينا فيما سبق أن الناتج احمللي اخلام باألسعار اجلارية ليس دقيقا ،وبالتارل ال ؽلكن
PIBبالسعار الثابتة صاحلا كمقياس لنمو االقتصادي (ألنو يعمل على تضخيمو) ،لذا ابتكار طريقة
والذي ؽلكن حسابو وفق الطرق التالية:
-ؽلثل الناتج احمللي اخلام باألسعار الثابتة :القيمة السوقية جملموع السلع واخلدمات ادلنتجة(من طرف
عوامل اإلنتاج ادلقيمة) ،باالستناد إلىاألسعار يف سنة األساس ،أيأن:
~ ~ 99
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
𝑛
مع العلم إن قيمة سلفض الناتج احمللي اخلام تتجلى يف ادلعادلة أدناه:
𝑛
القيمة السوقية لكميات معينة من السلع واخلدمات يف سنة 𝑖 حيث سبثل𝑃𝑖𝑡 × 𝑄𝑖𝑡 :
𝑛
فتعرب :عن القيمة السوقية لذات السلع واخلدمات يف سنة 𝑖 معينة ،أما 𝑡𝑖𝑄 × 𝑒𝑠𝑎𝑏𝑖𝑃
األساس(.)1
ىناك عالقة بُت ارتفاع معدالت النمو االقتصادي واطلفاض نسب البطالة،إذأنأغلب االقتصاديُت
يفسرون ىذه العالقة عن طريق قانون اوكن (،Okun,(1962الذي ينسب لالقتصادي " Arthur
"Okunالذي حول من خالل اإلحصائيات ادلوجودة تقدير نسب اخلسارة يف الناتج احمللي اإلمجارل جراء
ارتفاع معدالت البطالة.
صلح اوكن يف بيان أن ىناك عالقة عكسية تبادلية بُت البطالة والنمو االقتصادي،إذ يبُت أنو إذا
اطلفضت البطالة بنسبة ( )%1فإن ذلك يكون راجعا إذل ارتفاع الناتج احمللي اإلمجارل احلقيقي بنسبة
~ ~ 100
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
( )%3والعكس صحيح،كما بُت انو عند مستوى معُت من الزيادة يف الناتج احمللي اإلمجارل احلقيقي
سوف تؤدي إذل ربقيق زيادة يف العمالة (.)1
إن النسبة اليت قدمها اوكن خاصة باالقتصاد األمريكي حيث اجري دراستو عليو،وقد ال تنطبق
ىذه النسبة على االقتصاديات األخرى،كون معدل البطالة زلسوب على أساس فئتُت :الفئة النشطة والفئة
العاطلة عن العمل ،وزبتلف الًتكيبة السكانية من دولة ألخرى وبالتارل قد ال تصح ىذه الدراسة على كل
()2
الدول.
حاول االقتصاديون الكالسيك اكتشاف أسباب النمو طويل األجل يف الدخل الوطٍت والعملية
()3
اليت سبكن النمو من أن يتحقق ،ومن ابرز أفكار النظرية الكالسيكية يف رلال النمو ما يأيت:
-اعتقد الكالسيك أناإلنتاج ىو دالة لعدد من العوامل وىي (العمل ،رأس ادلال ،وادلوارد الطبيعية،
والتقدم التكنولوجي) والتغَت يف اإلنتاج (النمو) يتحقق عندما ػلصل تغَت يف احد ىذه العوامل أو
مجيعها ،واعترب الكالسيك أن ادلوارد الطبيعية (األراضي الزراعية) ثابتة وان بقية العوامل متغَتة،
وذلذا فان عملية اإلنتاجلألرض الزراعية زبضع لقانون تناقص الغلة ،لكن صحة التحليل ادلذكور
ىي رىن بافًتاض ثبات الفن اإلنتاجي ورأس ادلال ادلستخدم.
-واستنادا إذل ما سبق اعتقد الكالسيك بان القوى الدافعة للنمو االقتصادي تتمثل بتقدم الفن
اإلنتاجي ،وعملية تكوين ادلال( االستثمار).
-1طالب سوميةشهيناز ودليف زلمد البشَت ،أثر النمو االقتصادي على البطالة في االقتصاد األردني خالل الفترة ،2012-1990
رللة البحوث االقتصادية وادلالية ،جامعة أم البواقي ،العدد السادس ،ديسمرب ،2016ص.112
-2رسول محيد ،تفعيل السياستين النقدية والمالية لمعالجة االختالالت االقتصادية في الجزائر ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.103-102
-3مدحت القريشي ،التنمية االقتصادية نظريات وسياسات وموضوعات ،دار وائل للنشر ،األردن ،2007 ،ص ص.63-62
~ ~ 101
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
-اعتقد الكالسيك بوجود عالقة بُت النمو السكاين والًتاكم الرأمسارل ،حيث أكدوا بان تزايد
الًتاكم الرأمسارل يؤدي إذل تزايد حجم السكان ،ويف نفس الوقت فان تزايد حجم السكان من
شانو أن يؤدي إذل زبفيض تكوين رأس ادلال كما يأيت:
تأثَت الًتاكم الرأمسارل على النمو السكان:إذ يرى الكالسيك أن النمو السكاين يعتمد على
عملية تكوين رأس ادلال عن طريق تأثَت ىذه العملية على الرصيد الكلي لألجور وذلك باذباه
الزيادة .وبالتارل زيادة معدل األجر شلا يزيد من حجم السكان.
تأثَت النمو السكاين على عملية تكوين رأس ادلال :إذأن النمو السكاين يقود إذل ظاىرة تناقص
الغلة يف الزراعة (بافًتاض ثبات الفن اإلنتاجي ،وثبات األرض) وىذا يعٍت ارتفاع تكلفة ادلنتجات
الزراعية ومن مث األجور واطلفاض األرباح واالدخارات .وبالتارل اطلفاض تكوين رأس ادلال.
-اذباه اإلرباح ضلو االطلفاض:إذ يقولون أناألرباح ال تزداد بشكل مستمر بل تتجو إذل االطلفاض عندما
تشتد ادلنافسة لزيادة الًتاكمالرأمسارل.والسبب طبقا إذل ادم مسيث ىو زيادة األجور النامجة عن ادلنافسة
فيما بُت الرأمساليُت.
-يعتقد الكالسيك بأنو عند وجود أسواق حرة فان اليد اخلفية من شأهنا أن تعظم الدخل الوطٍت.
-احلاجة إذل العوامل االجتماعيةوادلؤسسية ادلواتية للنمو :أكد الكالسيك األعلية الكبَتة للبيئة
االجتماعية وادلؤسسية ادلواتية للنمو ،وىذه تشمل نظام اجتماعي إداري وحكومة مستقرةومؤسسات
سبويلية منظمة ونظام شرعيقانوين،ونظام كفؤلإلنتاجوأوضاع اجتماعيةمناسبة.
~ ~ 102
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
شكلت النظرية الكينزية قاعدة عامة من حيث ادلفاىيم وأدوات التحليل ،استفاد منها العديد من
االقتصاديُت يف ربليلهم لعملية النمو االقتصادي ،فقد استغل كينز مواطن الضعف يف النظرية التقليدية
(كالتوظيفالكامل ،قانون سايلألسواق ،نظريتهم اجلزئية يف ربليل ادلتغَتات االقتصادية )...وقام بالبناء
عليها ،فرأى انو ؽلكن لالقتصاد الوطٍت أن يتوازن يف ظروف عدم التشغيل الكامل لعناصر اإلنتاج ،وأن
الطلب ؼللق العرض ،ومن ىنا جاءت فكرة الطلب الكلي الفعال الذي من شأنو أن ػلرك الدورة
االقتصادية ،وبالتارل زيادة معدل النمو االقتصادي ،حيث أن ىذا الطلب يصدر من مجيع ادلتعاملُت
االقتصاديُت سواء كانوا أفراد ،مؤسسات حكومات ،أو حىت أطرافا خارجية ،وىو بذلك يشَت إلىإمكانية
وأعلية الدولة يف النشاط االقتصادي ،والذي اعتربه ضرورة حتمية ال مناص منها يف إطار سياستها ادلالية،
()1
حبكم عجز إلية السوق عن اإلدارة التلقائية لالقتصاد.
ويشَت كينز أن عملية النمو االقتصادي تكون عربا آلية ادلضاعف والذي يفسر انتقال اثر الطلب
على اجلانب العرض (معربة عن العالقة بُت الدخل واالستثمار) ،ويكتب ادلضاعف بالصيغة الرياضية
اآلتية:
حي ــث:
يفسر ادلضاعف الذي جاء بو كينز ،أن زيادة االستثمار بوحدة واحدة ،ترفع من الدخل ب
wوحدة ،و wيف ابسط شكل ذلا تساوي مقلوب ادليل احلدي الدخار ،أومقلوب الفرق بُت الواحد
wدلا يزداد االستثمار بوحدة واحدة، الصحيح وادليل احلدي لالستهالك ،أيأن الدخل يتضاعف دبقدار
-1هباء الدين طويل ،دور السياسات المالية والنقدية في تحقيق النمو االقتصادي –دراسة حالة الجزائر ( ،)2010-1990أطروحة
دكتواه يف العلوم االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيَت ،جامعة احلاج خلضر ،باتنة ،اجلزائر ،2016 ،ص ص-103
.104
~ ~ 103
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
وعليو فإن عملية النمو عند كينز تتحد دبقدار الزيادة يف االستثمار ،لكن ىذا التحليل ال يتحقق حسب
كينز إال بتوفر سلسلة من الشروط على غرار :القدرة على التحكم يف السكان ،التصميم على ذبنب
()1
احلروب األىلية ،اإلصرار على التقدم العلمي.
جاد بعد كينز ما عرف الكينزيُت اجلدد حيث كانت ابرز مساعلاهتم يف ىذا اجملال( ،نشر ظلاذج
"Roy Harrodمن أكسفورد ،و"ايفسي رياضية للنمو االقتصادي ) تعود لكل من "روي ىارود
دومار "Evsey Domarمن معهد ماساتشوستسللتكنلوجيا ،MITحيث عٍت كال الباحثُت دبعاجلة
مسالة استمرار ظلو االقتصاد دون مروره بأزمات كساد متكررة ،وقد كان اىتمامهم ككينز منصبا أساسا
على مشاكل النمو يف الدول ادلتقدمة ،غَت أن النموذج البسيط الذي قدم من جانبها قد استخدم على
نطاق واسع يف االقتصاديات النامية ،هبدف أجراء توقعات يف ادلعدالت النمو ،فضال عن ربديد ادلتطلبات
االدخارية اليت تبٌت عليها أىدافإظلائية معينة بالنسبة لنصيب الفرد من الدخل.
وكون نظرية النمو عند ىارود ودومار الحقة للنظرية الكينزية ،فإهنا انطلقت من ادلشاكل اليت
صادفت نظرية كينز يف االستخدام ،حيث قامت ىذه األخَتة من واقع االقتصاد الساكن ادلفًتض ثبات
كل من ادلستوى التقٍت ،حجم السكان وادلوجودات الرأمسالية ويفًتض ىارود ودومار أن النمو االقتصادي
يعتمد اعتمادا حامسا على التوافق بُت زيادة رأس ادلال مع تنامي القوة العاملة وإنتاجيتها ادلتأثرة بالتطورات
التكنولوجي .كذلك انغالق االقتصاد على نفسو (أي ال ؽلكن اقًتاض رؤوس األموال من اخلارج) ،ما
ة
يسمح لالدخار بان يكون السبيل الوحيد للحصول على رأس ادلال الضروريادلتماشي مع العمالة ادلتنامية
واألكثرإنتاجية(.)2
~ ~ 104
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
إذا كان االقتصاديون الكالسيك قد اىتموا جبانب العرض فان االقتصاديُت النيو كالسيك اىتموا
بدراسة العوامل احملددة للطلب ،وتقدًن التفسَتات السيكولوجية خليارات ادلستهلك ،وقامت النظرية النيو
كالسيكية على قانون تناقص الغلة لالقتصادي " دافيد ريكاردو " ونظرية السكان لالقتصادي "مالتوس"،
فقد اعترب النيو كالسيك تغَت السكان بأنو معطى من ادلعطيات ،بذلك دل تفسر كجزء من عملية النمو،
وقام النيو كالسيك بتحسُت التحليل الكالسيكي فيما ؼلتص بعملية الًتاكم الرأمسارل ،حيث اعترب
الكالسيك ان الرأمساليُت يقومون بطريقة أوتوماتيكية بإعادة استثمار دخوذلم طادلا كان معدل الربح يفوق
مستوى الصفرقليال ( ،)1على اعتبار أن ادلدخر ىو ادلستثمر ،ولكن النيو كالسيك اعتربوا العملية رلزأة،
حيث يستطيع رجال األعمال احلصول على السلع اإلنتاجية باستخدام أرصدة مقًتضة ،ويقود ىذا
التحليل إذل وجود سوق رأس ادلال الذي غلمع ادلدخرين بادلستثمرين حيث يعمل معدل الفائدة على
التحقيق التوازن ادلطلوب من األرصدة االستثمارية وادلعروض من ىذه األرصدة ،ويلعب دورا أساسيا يف
ذبديد حجم االستثمار ،حيث أن رجال األعمال يقومون بادلقارنة بُت معدل العائد ادلتوقع من االستثمار
ومعدل الفائدة الذي ؽلكن االقًتاض على أساسهفإذا فاق معدل العائد ادلتوقع معدل الفائدة يكون
االستثمار مرحبا.
()2
ورفض االقتصاديون النيو كالسيك فكرة حالة الركود معتمدين يف ذلك على:
-التقدم التكنولوجي :حيث يرى النيوكالسيكأنو يأخذ مكانة بسرعة كافية للقضاء على أي ضغوط
ركودية قد تفرضها ندرة ادلوارد.
-مرونة الطلب على األرصدة االستثمارية :حيث يرى النيوكالسيكأنأي اطلفاض ضئيل يف
معدل الفائدة يتمخض عنو جعل عدد كبَت من الفرص االستثمارية مرحبة.
-1زلمد عبد العزيز عجمية وزلمد علي الليثي ،التنمية االقتصادية ،الدار اجلامعية ،مصر ،2004 ،ص ص.81-77
-2زلي الدين محداين ،حدود التنمية المستدامة في االستجابة لتحديات الحاضر والمستقبل ،أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية ،كلية
العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيَت ،جامعة اجلزائر ،اجلزائر ،2009 ،ص ص.26-25
~ ~ 105
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
وبذلك فان الوصول إذل حالة الركود يتطلب وقتا طويال حىت يف غياب أي تقدم تكنولوجي
وتفًتض وجهة النظر ادلتفائلة توفر الرغبة يف االدخار من جانب السكان ،كما رأىالنيو كالسيك أن النمو
ذو طبيعة تدرغلية متسقة.
نظرا لتعدد النماذج الرياضية ادلفسرة للنمو االقتصادي نأخذ ظلوذجُت فقط منها وعلا ظلوذج
"ىارود -دومار" و ظلوذج " ."AK
()1
ينطلق ظلوذج( ىارود–دومار) من رلموعة من الفرضيات كما يلي:
-االدخار ىو نسبة من الدخل حيثS = S .Y :
حيـ ــث:
𝐹=𝑌
-1بودخدخ كرًن ،أثر سياسة االنفاق العامة على النمو االقتصادي – دراسة حالة الجزائر ( ،-)2009-2001رسالة ماجستَت يف
علوم التسيَت كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيَت ،جامعة دارل إبراىيم ،اجلزائر ،2010 ،ص ص .117-115
~ ~ 106
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
وىي دالة إنتاج ليس فيها رلال لإلحالل بُت عنصر رأس ادلال والعمل ،وىذا ما قادعلا إذل التأكيد
على أن ذلك يؤدي إذل ارتفاعات حادة يف البطالة ويف اآلالت غَت ادلستعملة.
ويرى ظلوذج " ىارود -دومار" أن حجم الناتج Yىو دالة يف رأس ادلال فقط حيث تصبح دالة
اإلنتاج دالة خطية يف رأس ادلال كما يلي:
=𝑌
1
حيث 𝐴 = :معامل رأس ادلال وىو ثابت باالفًتاض.
𝑉
وإذا كان رأس ادلال يهتلك دبقدار 𝛾لرأس ادلال وظلو السكان بادلقدار nإفن االىتالك الفعلي لرأس
ادلال ىو 𝛾 𝑛 +بالتارل:
)∆𝐾 = 𝐼 − 𝛿 + 𝑛 ∆𝐾 = 𝑆𝑔 − 𝛿 + 𝑛 𝐾 … … . . (3
وباعتبار أن النمو االقتصادي ىو عبارة عن التغَت يف حجم الناتج صلد انطالقا من ادلعادلة:
𝑌∆ 𝑆
=𝑔 = − 𝛿 + 𝑛 ………………………………. 6
𝑌 𝑉
~ ~ 107
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
-معداللنموالفعلي:
∆
وىو يشَت إلىأن معدل النمو االقتصادي احملقق خالل سنة معينة و يساوي
𝑌
ىو عبارة عن معدل النمو احملقق يف حالة استغالل تام للموارد االقتصادية ادلتوفرة.
وىو معدل النمو ادلرغوب ربقيقو و ادلستهدف من خالل سياسة اقتصادية معينة.
-2نموذج.AK
()2
نتطرق إذل ىذا النموذج وفق ما يلي:
-1-2فرضيات النموذج:
~ ~ 108
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
-2-2تحليل النموذج:
وألن α = 1
𝐿 𝑌 = 𝐴 . 𝐾 1. 𝐵 . 1−1
𝐿 𝑌 = 𝐴 . 𝐾 1. 𝐵 . 0
، 𝛼 < 1واليت ينتج بينما ؼلضع تراكم رأس ادلال يف" ظلوذج صولو" للمردودات ادلتناقصة
عنها تراجع إنتاجيةرأس ادلال مع الزمن ،فان ظلوذج AKيتميز دبردودات ثابتة يف تراكم رأس ادلال ،أيأن
اإلنتاجية احلدية لكل وحدة رأس مال تساوي اليت قبلها واليت تليها بقيمة Aحيث:
𝑌 𝐾
=𝛾 = )= 𝑆 . 𝐴 − 𝛿 … … … … … … … … … … … (5
𝑌 𝐾
~ ~ 109
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
𝛾-n لذلك فان معدل النمو االقتصادي (معدل ظلو يساوي معدل ظلو رأس ادلال) ،أما ادلقدار
فيعٍت معدل ظلو اإلنتاج الفردي ،ويالحظ يف ىذا النموذج ان أي زيادة يف معدل االدخار Sأو يف معامل
التقدم التكنولوجي ،Aتساىم يف زيادة معدل النمو والعكس يتحققعند الزيادة يف معامل اىتالك رأس
ادلال.
~ ~ 110
مؤشرات التوازن الداخلي الفصل الثاني
يف ىذا الفصل التطرق إذل أىم االختالالت الداخلية اليت يعاين منها االقتصاد وادلتمثلة يف
التضخم وىو االرتفاع ادلستمر وادلتواصل للمستوى العام لألسعار لفًتة زمنية معينة عادة ما تكون سنة
باإلضافة إذل البطالة اليت تعد من أكرب ادلشاكل اليت تعرقل اقتصاديات الدول شلا جعلها زلل اىتمام العديد
من االقتصاديُت كل ىذا أدى إذل تعدد تعاريفها والنظريات ادلفسرة ذلا ،كما تطرقنا كذلك إذل النمو
االقتصادي الذي يعد ربقيق معدالت موجبة منو ضمن األولويات اليت تسعى ذلا معظم الدول ويتمثل
النمو االقتصادي يف االرتفاع احلاصل يف الناتج احمللي الصايف احلقيقي خالل فًتة زمنية معينة عادة ما
تكون سنة.
~ ~ 111
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
تمهيد:
1986بسبب اطلفاض أسعار البًتول ،األمر الذي عرف االقتصاد اجلزائري أزمة اقتصادية سنة
أدى إىل التوجو ضلو اقتصاد السوق والتخلي عن االشًتاكية ،كل ىذا خلف العديد من االختالالت يف
االقتصاد اجلزائري.
يتمثل أبرزىا يف ارتفاع معدالت التضخم والبطالة ،وارتفاع كذلك حجم ادلديونية اخلارجية
باإلضافة إىل اطلفاض معدالت النمو ونتيجة لذلك قامت السلطات اجلزائرية بتبين مجلة من اإلصالحات
لعمل أعلها اإلصالح النقدي لسنة 1990الذي غري مسار السياسة النقدية يف اجلزائر ،وذلك من خالل
1990 رد االعتبار لبنك اجلزائر باسًتجاع سلتلف وظائفو وإدارتو للسياسة النقدية،وبالتايل تعترب سنة
نقطة حتول يف النظام ادلايل والنقدي اجلزائري ،حيث مت تسيطر أىداف سلتلفة للسياسة النقدية بغرض
حتقيق كل من التوازن الداخلي واخلارجي لالقتصادي اجلزائري ،ومنو سوفنقسم ىذا الفصل إىل ثالث
مباحث كالتايل:
~ ~ 113
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
2000مرحلة تطورية جديدة تزامنت مع االرتفاع ادلتواصل والكبري دخل االقتصاد اجلزائري سنة
يف أسعار النفط ،وىو ما أصبح يعرف بالطفرة النفطية اليت أثرت باإلغلاب على االقتصاد الوطين وجعلتو
يعيش يف حببوحة مالية يف ظل تدفق ادلوارد ادلالية اذلائلة على االقتصاد الوطين ،حيث انعكسذلك علىكل
اإلصالح جوانب االقتصاد بصفة عامة واجلانب النقدي بصفة خاصة ،فبعد أكثر من عشرية من تطبيق
،1990مت إدخال العديد من النقدي وفقا لإلطار القانوين ادلتعلق بالنقد والقرض الصادر يف أفريل
التعديالت النقدية خالل الفًتة ادلمتدة من ( ،)2017-2000واليت سوف نتطرق إليها يف ىذا ادلبحث.
حيث بعدما مت التقليل من أعلية وزارة ادلالية ،أثبت بنك اجلزائر بعد سيطرة دامت عشرية كاملة
إحداث بعض التعديالت الضرورية على قانون النقد عدم فعاليتو يف حتقيق عدة أىداف مسطرة ،مت
والقرض 10-90عن طريق إصدار األمر ،01-01حيث قام بالفصل بني رللس إدارة بنك اجلزائر
ورللس النقد والقرض فتسري بنك اجلزائر وإدارتو يتواله كل من:
ــ
محافظ بنك اجلزائر.
ثالثة ( )03نواب للمحافظ.
رللس اإلدارة (بدال من رللس النقد والقرض)
~ ~ 114
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
مراقب ـ ـ ـ ــان(.)1
احملافظ ر ـ
ئيسـا.
نواب احملافظ كأعضاء.
ثالثة موظفني سامني يعينهم رئيس اجلمهورية.
-1عبد الرزاق سالم ،القطاع المصرفي الجزائري في ظل العولمة تقييم األداء ومتطلبات اإلصالح ،أطروحة دكتوراه يف علوم التسيري،
كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري ،جامعة اجلزائر ،03اجلزائر ،2014 ،ص ص .121-120
-2عبد الرزاق سالم ،مرجع نفسو ،ص.121
-3بقيق ليلى امسهان ،آلية تأثير السياسة النقدية في الجزائر ومعوقاتها الداخلية -دراسة قياسية ،-أطروحة دكتوراه يف العلوم
االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري ،جامعة أيب بكر بلقايد ،تلمسان ،اجلزائر ،2015 ،ص ص.328-326
~ ~ 115
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
للرقابة.
تأسيس ىيئة ـ ـ ـ
تدعيم استقاللية اللجنة ادلصرفية.
تعزيز االتصال والتشاور بني بنك اجلزائر واحلكومة يف اجملال ادلايل وذلك من خالل:
-إثراء زلتوى وشروط التقارير االقتصادية وادلالية وتسيري بنك اجلزائر (ادلواد من 28إىل .)31
-إنشاء جلنة مشًتكة بني بنك اجلزائرووزارة ادلالية لتسيري ادلوجودات اخلارجية وادلديونية اخلارجية.
-التداول اجليد للمعلومات ادلالية.
توفري أحسن محاية للبنوك وادلودعني وذلك من خالل:
-تعزيز الشروط وادلعايري ادلتعلقة بًتاخيص اعتماد البنوك ومسرييها وإقرار العقوبات اجلزائية على
سلالفيها (ادلواد .)95-82
-تشديد العقوبات على كل االضلرافات أو التجاوزات يف شلارسة ادلهنة ادلصرفية.
-ؽلنع على البنوك دتويل نشاط ادلؤسسات التابعة دلسرييها أو ادلساعلني فيما.
-تدعيم شروط عمل مركزية ادلخاطر.
-ادلساعلة يف صندوق ضمان الودائع ،حبيث تلتزم البنوك بادلشاركة يف ىذا الصندوق بعالوة
ضمان سنوية بنسبة %1على األكثر من مبلغ ودائعها.
-إصدار النظام 02-04ادلؤرخ يف 04مارس احملدد لشروط تكوين االحتياطات اإلجبارية
الدنيا.
()1
نت ىذا الفًتة مجلة من التعديالت دتثلت فيما يلي: تضم
-1رسول محيد ،تفعيل السياسيين النقدية والمالية لمعالجة االختالالت االقتصادية في الجزائر ،مرجع سبق ذكره ،ص.167
~ ~ 116
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
إصدار األمر رقم 04-10ادلؤرخ يف 26أوت ،2010ادلعدل وادلتمم لألمر رقم 11-03
اإلطار القانوين الذي ينظم ادلتعلق النقد والقرض ،حيث تعزز ىذه التدابري التشريعية اجلديدة
القطاع ادلصريف يف اجلائر ،وتقوي اإلرساء القانوين الستقرار ادلايل كمهمة صرػلة لبنك اجلزائر
()2
خاصة من زاوية مراقبة اخلطر النظامي إضافة إىل مهمتو ادلتعلقة بتحقيق االستقرار يف األسعار.
-1بنك اجلزائر ،التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر ،2012 ،ص ص .176-175
-2بقيق ليلى امسهان ،مرجع سبق ذكره ،ص.329
~ ~ 117
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
أدت األوضاع الصعبة اليت شهدىا االقتصاد اجلزائري ،وذلك نتيجة للصدمات اخلارجية احلادة
الناجتة عن اطلفاض أسعار احملروقات يف السوق الدولية ،إىل قيام السلطات العمومية حبكمة مبنع اللجوء إىل
ادلديونية اخلارجية للخروج من األزمة ادلالية اليت دتر هبا البالد ،وذلذه األسباب قررت احلكومة اللجوء إىل
أداة دتويل مت استعماذلا يف السنوات األخرية عرب العامل وادلعروفة حتت اسم " التمويل غري التقليدي " أو "
التسهيلة الكمية " ،حيث أن ىذه األداة ظهرت ألول مرة يف اليابان يف سنوات التسعينات ،كما استعملت
يف الواليات ادلتحددة األمريكية مث يف أوروبا بعد األزمة ادلالية اليت ظهرت سنة ،2008وقصد إدراج أداة
التمويل اجلديدة ىذه مت تعديل قانون النقد والقرض بتاريخ 11أكتوبر 2017وذلك من خالل إصدار
القانون 10-17الذي يتمم األمر 11-03ادلتعلق بالنقد والقرض حيث يعد ىذا التعديل األخري
تعديالً ذو طابع انتقايل يكون تنفيذه زلدوداً يف الزمن ،وقد دتت صياغة ىذا التعديل ضمن مادة واحدة
والقرض(،)1وعليو تنص ادلادة وىي ادلادة رقم 45مكرر .ال يؤثر يف مضمون بقية أحكام قانون النقد
األوىل من القانون رقم 10-17السابق الذكر على ما يلي ")2( :بغض النظر عن كل األحكام ادلخالفة،
يقوم بنك اجلزائر ابتداء من دخول ىذا احلكم حيز التنفيذ بشكل استثنائي ودلدة مخس سنوات ،بشراء
مباشرة عن اخلزينة العمومية السندات ادلالية اليت تصدرىا ىذه األخرية من أجل ادلساعلة على وجو
اخلصوص يف تغطية احتياجات اخلزينة ،دتويل الدين العمومي الداخلي ،دتويل الصدوق الوطين لالستثمار
".
وتنبغياإلشارة إىل أن ادلصادقة على ىذا التعديل تأيت يف ظل ختوف كبري لدى خرباء الساحة
البنكية وادلالية اجلزائرية الذين يعتربونو مبثابة عملية جتميل لطبع نقود احملفوفة بادلخاطر ،واليت ينجر عنها
زيادة كبرية لنسب التضخم وتراجع رىيب للقدرة الشرائية للدينار ،وإخالل كبري بدور البنك ادلركزي يف كبح
التضخم واحملافظة على استقرار العملة الوطنية.
-1أبو بكر خوالد ،تقييم إصالح قانون النقد والقرض الجزائري وإبراز التعديالت الطارئة عليو ،رللة العلوم السياسية والقانون ،العدد
،07اجمللد ، 02تصدر عن ادلركز الدؽلقراطي العريب أدلانيا ،برلني ،فرباير ،2018ص ص.202-201
-2القانون رقم 10-17ادلعدل وادلتمم لألمر 11-03ادلتعلق بالنقد والقرض ،ادلادة .01
~ ~ 118
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
لقد مرت السياسة النقدية يف اجلزائر بالعديد من التطورات ،شلا أدى إىل تعدد أىدافها وتغريىا اثر
كل تعديل ،كما أهنا يف سعيها ادلستمر لتحقيق سلتلف أىدافها ادلسطرة تقوم بتطبيق رلموعة من األدوات
دتاشياً مع الوضع االقتصادي السائد يف كل فًتة ومنو سوف نتطرق يف ىذا ادلبحث إىل أىداف السياسة
النقدية يف اجلزائر ،وأدواهتا وأىم نتائجها.
55من القانون 10-90ادلتعلق بالنقد والقرض واليت تنص على ":تتمثل مهمة حددت ادلادة
البنك ادلركزي يف رلال النقد والقرض والصرف يف توفري أفضل الشروط لنمو منتظم لالقتصاد الوطين
واحلفاظ عليها بإظلاء مجيع الطاقات اإلنتاجية الوطنية مع السهر على االستقرار الداخلي واخلارجي
للنقدوذلذا العرض يكلف بتنظيم احلركة النقدية ويوجو ويراقب جبميع الوسائل ادلالئمة ،توزيع القرض ويسهر
على حسن إدارة التعهدات ادلالية جتاه اخلارج واستقرار سوق الصرف " (.)1
السياسة النقدية ،حيث تعددت ىذه األىداف لتشمل ىدف يتمثل يف حتقيق معدل ظلو أىداف
اقتصادي منتظم يف ادلقام األول إىل جانب حتقيق التشغيل الكامل ،أما ىدف استقرار األسعار واحلفاظ
على استقرار العملة جعال يف ادلقام الثاين.
11-03ادلعدل وادلتمم للقانون 10-90يف مادتو 35اليت حلت زلل ادلادة 55 غري أن األمر
اليت ذكرت سابقاً واليت نصت على " تتمثل مهمة بنك اجلزائر يف ميادين النقد والقرض والصرف يف توفري
أفضل الشروط واحلفاظ عليها لنمو سريع لالقتصاد مع السهر على االستقرار الداخلي واخلارجي للنقد
"(.)2
~ ~ 119
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
اإلنعاش استبدل النمو ادلنتظم بالنمو السريع ،وىذا ما تفسره السياسة ادلالية التوسعية اليت بدأت بربنامج
االقتصادي ،غري أننا الحظنا أن ادلادة 35من األمر 11-03ألغت ىف أظلاء مجيع الطاقات اإلنتاجية
أي إعلال التشغيل الكامل وبقي اذلدف النهائي للسياسة النقدية ىو االستقرار الداخلي واخلارجي للعملة
الوطنية.
يف حني بقي التكفل باالستقرار ادلايل اذلدف الثاين للسياسة النقدية حيث تنص الفقرة الثابتة من
ادلادة 35األمر 11-03على ما يلي( :ذلذا الغرض يكلف بتنظيم احلركة النقدية ،ويوجو ويراقب بكل
الوسائل ادلالئمة توزيع القرض ،ويسهر على حسن سري التعهدات ادلالية جتاه اخلارج وضبط سوق
الصرف).
األسعار كهدف هنائي للسياسة النقدية تدعم يف اجلزائر. غري أن التأكيد على ىدف االستقرار يف
11-03مبوجب األمر رقم 04-10الصادر يف 26أوت 2010 من خالل تعديل األمر
األسعار حيث يتم تعديل ادلادة 35منو كما يلي ":تتمثل مهمة بنك اجلزائر يف احلرص على استقرار
باعتباره ىدفاً من أىداف السياسة النقدية،ويف توفري أفضل الشروط يف ميادين النقد والقرض والصرف
واحلفاظ عليها لنمو سريع لالقتصاد مع السهر على االستقرار النقدي وادلايل ،وذلذا الغرض يكلف بتنظيم
احلركة النقدية ،ويوجو ويراقب ،بكل الوسائل ادلالئمة ،توزيع القرض وتنظيم السيولة ،ويسهر على حسن
تسيري التعهدات ادلالية جتاه اخلارج وضبط سوق الصرف ،والتأكد من سالمة النظام ادلصريف وصالبتو (.)1
حيث يشكل ىذا األمر إصالحاً ىاماً إلطار السياسة النقدية مربزاً أعلية استهداف التضخم ،من
ىنا أصبح ىدف التضخم أساسياً مقارنة باذلدف الكمي للنقد والقرض والذي ؽلكن اعتباره ىدفا وبسيطاً
إىل جانب سعر الصرف ،حيث قام بنك اجلزائر يف إطار السعي للمتابعة الصارمة لعملية التضخم يف
اجلزائر بإعداد ظلوذج للتنبؤ على ادلدى القصري بالتضخم ،وتعترب سنة 2012بداية التوجو ضلو استهداف
التضخم على األفاق متوسطة األجل.
~ ~ 120
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
وحتقيق اذلدف النهائي للسياسة النقدية يف السنوات األخرية يتم عن طريق ىدفني وسيطيني
يتمثالن يف حتديد معدالت ظلو اجملاميع النقدية والقرضية سنوياً ،حيث يعرض بنك اجلزائر جمللس النقد
والقرض يف بداية كل سنة ،توقعاتو بشأن تطور اجملاميع النقدية والقرضية ويقًتح أدوات السياسة النقدية
الكفيلة بتحقيق ىذه األىداف الوسيطة ومن مث حتقيق اذلدف النهائي (.)1
2000إىل غاية 2017فيما يلي: تتمثل أىم األدوات ادلطبقة من طرف بنك اجلزائر منذ سنة
بعد أن كان يصعب تطبيق ىذا األسلوب يف التسعينات ،أصبحت ىذه األداة تستعمل بشكل
نشط طيلة ىذه الفًتة ،وذلك على اثر فائض السيولة ادلصرفية ،وعليو جلأ بنك اجلزائر إىل رفع معدل
االحتياطي اإلجباري هبدف امتصاص الفائض من السيولة يف السوق النقدية ،ومت توضيح اإلطار العملي
ذلذه األداة وفق التنظيم رقم 02-04الصادر يف 04مارس ،2004واحملدد لشروط تكوين احلد أدىن
من االحتياطات اإلجبارية حيث بلغت نسبة االحتياطات اإلجبارية ماي %6 2004وبقية ثابتة سنة
،2005مث مت رفع ىذه النسبة إىل %8بواسطة التعليمة رقم 07-13ادلؤرخة يف 24ديسمرب 2007
ادلعدلة وادلتممة لتعليمة 02-04مث انتقل إىل %9سنة 2011مث %11سنة 2012وبلغت قيمة
االحتياطات اإلجبارية حوايل 75410مليار دج يف ديسمرب ،2012وىو ما يشكل حوايل %18إىل
%20من السيولة ادلصرفية لدى بنك اجلزائر ( ،)2مث ارتفع معدل االحتياطي اإلجباري إىل %12سنة
2013وبقي ثابتاً إىل غاية 2015مث بلغ %8يف كل من سنة 2016و.)3(2017
-1بنك اجلزائر ،التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر ،2013 ،ص.171
-2بنك اجلزائر التقرير السنوي ،2012 ،مرجع سبق ذكره ،ص.199
-3بنك اجلزائر ،النشرة اإلحصائية الثالثية ديسمرب ،2017ص.17
~ ~ 121
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
2002-02الصادرة يف 11أفريل مت دخول ىذه األداة حيز التطبيق مبوجب التعليمة رقم
2002واليت أدخل مبوجبها أسلوب اسًتجاع السيولة لـ 7أيام ضمن أساليب تدخل البنك ادلركزي
اجلزائري يف السوق النقدية ،ليتم تدعيمها الحقاً بأسلوب اسًتجاع السيولة لـ ثالثة أشهر من أوت
،2005ويف 2013مت إدخال أداة جديدة تتمثل يف اسًتجاعات دلدة ستة أشهر.
ومبوجب ىذا األسلوب يعلن بنك اجلزائر عن رغبة يف امتصاص السيولة من السوق النقدية عن
طريق ادلناقصة وذلك بعرض ادلبلغ ادلراد سحبو مبعدل فائدة يعني من طرف بنك اجلزائر نفسو(.)1
ولقد ساعلت ىذه األداة يف امتصاص كمية ىائلة من السيولة النقدية منذ بداية استعماذلا سنة
ادلتداولة ،كم ا أن ىذه األداة أصبحت ،2002وبالتايل فهي تسمح بتحكم أكثر يف الكتلة النقدية
مفضلة لدى بنك اجلزائر ،خاصة وأهنا تستعمل للتنظيم النهائي للسيولة ادلصرفية(.)2
إدخال ىذه األداة يف أوت ،2005وىي تقنية تسمح للبنوك بإصلاز ودائع 24سا 24 /سا مت
لدى بنك اجلزائر ،ومت إقرارىا مبوجب التعليمة رقم 05-04الصادرة يف 14جوان ،2005وىذه
الوسيلة منحت مرونة كبرية للبنوك يف تسيري ميزانياهتا ،حيث يتم مكافأة ىذه التسهيلة مبعدل ثابت يعلن
عنو بنك اجلزائر مسبقاً ،وؽلكنو تغيريه حسب تقلبات السوق وتطور ىيكل ادلعدالت (.)3
،2005عرفت ادلبالغ ادلمتصة من خالذلا تزايد مستمر ومنذ بداية استخدام ىذه األدات سنة
للفًتة ( )2008-2005لتصل 1400.4مليار دج سنة ،2008مث عرفت تراجع يف سنة 2009و
2010نتيجة الًتاجع يف السيولة ادلصرفية لدى البنوك اليت تأثرتا بًتاجع صايف ادلوجودات اخلارجية سنة
~ ~ 122
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
،2009مث ارتفعت بعدىا يف سنيت 2011و ،2012وبعدىا اطلفضت إىل 468.9مليار دج سنة
،2014ومنو ؽلكن القول أن أداة التسهيلة اخلاصة بالوديعة ادلغلة للفائدة أداة فعالة ونشيطة حبيث أعطى
بنك اجلزائر ذلا أعلية بالغة من حيث االستخدام(.)1
10-90أصبح استعمال معدل إعادة اخلصم كأداة ىامة من بعد صدور قانون النقد والقرض
أدوات السياسة النقدية يف اجلزائر ،ومنذ ذلك الوقت وحتديداً يف سنة 1994عرف معدل إعادة اخلصم
عدة تطورات كانت يف رلملها تتماشى وحاجة السوق النقدية وادلصرفية للسيولة ،وذلذا فقد أصبح تقريباً
كل سنة ؼلضع إىل تعديالت يف معدالتو ،وذلك بسبب النمو الشديد للكتلة النقدية خاصة أثناء سنوات
األلفية الثالثة اليت شهدت إطالق احلكومة لربامج اقتصادية ضخمة على غرار برنامج اإلنعاش االقتصادي
والربنامج التكميلي لدعم النمو ،فضالً عن حتقيق بنك اجلزائر ذلدف التخفيف من حدة التضخم الذي
حدد كهدف هنائي للسياسة النقدية ،وبذلك فإن معدل إعادة اخلصم أصبح يستعمل يف إطاره الصحيح
مبا ؼلدم أىداف السياسة النقدية ،حيث سجل ىذا ادلعدل يف بداية سنة %8.5 2000لينخفض بعدىا
إىل %7.5يف هناية جانفي من نفس السنة مث استمر يف االطلفاض بعدىا حيث بلغ %6سنة 2002و
% 5.5سنة 2003لغاية استقراره عند %4سنة ،2004وىذا االطلفاض ما ىو إال نتيجة الطلفاض
جلوء البنوك إىل طلب إعادة التمويل من طرف بنك اجلزائر بسبب فائض السيولة ادلصرفية ،بعدىا ثبت
معدل إعادة اخلصم عند مستوى %4منذ سنة 2004إىل غاية سنة ،2015وأمام االجتاه التنازيل
للسيولة ادلصرفية يف سنة ،2015خفض بنك اجلزائر عتبات اسًتجاع السيولة يف سنة ،2016وذلك من
خالل ختفيض معدل االحتياطات اإلجبارية وعادة تفعيل معدل إعادة اخلصم لضمانإعادة دتويل ادلصارف
التجارية(.)2
-1بن العارية حسني وعبد السالم بلبايل ،تحليل فعالية أدوات السياسة النقدية في فائض السيولة المصرفية – حالة الجزائر – خالل
الفترة ( ،)2014-2000رللة اقتصاديات ادلال واألعمال ،جامعة عبد احلفيظ بوصوف ،مسيلة ،العدد ،4اجلزائر ،ديسمرب ،2017ص
ص.206-205
-2بنك اجلائر ،التقرير السنوي للطور االقتصادي والنقدي ،2016 ،ص.139
~ ~ 123
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
اإلجباري اسًتجاع السيولة والتسهيلة اخلاصة بالوديعة ادلغلة للفائدة) من ويعترب (معدل االحتياطي
أىم األدوات اليت يستخدمها بنك اجلزائر يف حتقيق األىداف ادلسطرة.
وبشأن نظام األمانات ومناقصات القروض ،استعملتا ىاتني األداتني يف بداية العشرية لتنخفض
معدالهتا لغاية سنة ،2005ومنذ ىذه السنة ختلى بنك اجلزائر عن استعمال ىاتني الوسيلتني ألن اذلدف
أصبح امتصاص السيولة من السوق النقدية ،كما مت الًتاجع كذلك عن استعمال عمليات السوق ادلفتوحة
يف اجلزائر واليت مل تطبق إال مرة واحدة من طرف بنك اجلزائر يف ديسمرب ،1996حيث يرجع الًتاجع يف
استعمال ىذه األداة إىل ضيق السوق النقدية يف اجلزائر وغياب سوق مالية فعالة ،إال أنو يف سنة 2016
شهدت اجلزائر تغرياً جذريا يف إدارة السياسة النقدية حيث حتول اجتاىها ضلو استعمال أدوات ضح السيولة
وذلك من خالل عمليات السوق ادلفتوحة ولذلك لضمان إعادة التمويل للنظام ادلصريف.
تعرف الكتلة النقدية بأهنا حجم النقد ادلتداول يف أي اقتصاد ،وتطور الكتلة النقدية يف اجلزائر
نوضحو وفق اجلدول التايل:
~ ~ 124
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
)01أن الكتلة ( )M2عرفت توسعاً كبرياً خالل الفًتة ( -2008 نالحظ من خالل اجلدول (
،)2000حيث بلغت قيمتها 2473.5مليار دج يف سنة 2001مقابل 2022.5ملياردج يف سنة
،2000أي مبعدل ارتفاع سنوي قدره ،%22.3ويرجع ذلك اىل الزيادة يف األرصدة النقدية الصافية
اخلارجية اليت بلغت 1310.8مليار دج سنة ،2001باإلضافة إىل إطالق احلكومة لربنامج اإلنعاش
االقتصادي الذي أقره رئيس اجلمهورية يف أفريل ،2001والذي خصص لو مبلغ 07ماليري دوالر أي ما
يعادل 520مليار دج ،لكن سرعان ما تراجع معدل ظلو الكتلة النقدية ( )M2ابتداء من سنة 2002
،2005 ،2004 ،2003ما يقارب ،%17.3 وإىل غاية سنة ،2005إذ بلغ خالل سنوات
%105 ،%15.6على التوايل وىو ما يعكس االستقرار النقدي احملقق يف ىذه الفًتة والذي اقره األمر
االرتفاع انطالقا من سنة 11-03كهدف من أىداف السياسة النقدية ،واستمرت الكتلة النقدية يف
2006حيث بلغت 4857.6مليار دج أي مبعدل ظلو قدره %18.6ويرجع سبب ذلك إىل الزيادة يف
2007 األرصدة النقدية الصافية لبنك اجلزائر ،نتيجة ارتفاع أسعار البًتول حيث بلغ سعر النفط سنة
حوايل 75دوالر للربميل.
%16بنسبة 2008و %3.1يف 2009 لكن سرعان ما اطلفض معدل ظلو الكتلة النقدية إىل
2010فقد نتيجة ألثر األزمة ادلالية العادلية اليت ترتب عنها تراجع ادلوجودات اخلارجية الصافية ،أما سنة
دتيزت بالعودة إىل التوسع النقدي بوترية %15.4مبفهوم الكتلة النقدية ( )M2مث ارتفع إىل %19.9
2010 سنة 2011ويرجع ىذا التوسع إىل ارتفاع ادلوجودات اخلارجية الصافية اليت بلغت خالل سنيت
و 2011ظلواً قدره %10.21و %15.6على التوايل ،أما سنوات ( )2013-2012عرفت نوعاً من
االستقرار.
أسعار البًتول والذي بدأ يف 2015واستمر يف لكن سرعان ما تسبب االطلفاض احلاد يف
2016يف حدوث عجوزات كبرية يف الرصيد اإلمجايل دليزان ادلدفوعات ،عكس التقلص ادلعترب لالحتياطي
)M2يف سنة النقدي ،الناجم عن ىذه العجوزات النمو الضعيف أو شبو ادلنعدم يف الكتلة النقدية (
،2017حيث بلغ )%0.81 ( 2016و ( )%0.3سنة 2015مث عادة الرتفاع رلدداً يف سنة
%5.48وذلك بسبب التحسن الطفيف يف أسعار البًتول.
~ ~ 126
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
تتكون مقابالت الكتلة من األصول اخلارجية الصافية ،القروض ادلقدمة االقتصاد والقروض ادلقدمة
للدولة ،إذ تشمل األصول اخلارجية الصافية العملة الصعبة ادلوجودة لدى اجلهاز ادلصريف ،واليت يأيت
مصدرىا من :صادرات السلع واخلدمات وادلداخيل الصافية لرؤوس األموال وحتويالت األشخاص إىل
اخلارج ،يف حني دتثل القروض ادلقدمة إىل االقتصاد رلموع القروض ادلمنوحة من طرف اجلهاز ادلصريف إىل
األعوان االقتصاديني غري ادلاليني دلواجهة احتياجاهتم ،أما القروض ادلقدمة إىل الدولة فإهنا تشمل تسبيقات
البنك ادلركزي للخزينة ،االكتتاب يف سندات اخلزينة من طرف البنوك التجارية وودائع ادلؤسسات
واألشخاص يف حسابات اخلزينة ومنها احلسابات الربيدية.
~ ~ 127
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
المصدر :منإعداد الطالبة باالعتماد على تقارير بنك اجلزائر.2017 ،2013 ،2008 ،2003 ،
،)02أن األصول اخلارجية الصافية عرفت زيادة مستمرة كل سنة نالحظ من خالل اجلدول (
حيث بلغت يف سنة 2000ما يعاد ل 775.9مليار دج مث صلت إىل 4179.4مليار دج يف سنة
،2005واستمرتفي الزيادة يف سنة 2006و 2007لتصل يف سنة 2008ما يعادل 10245.9
~ ~ 128
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
أما بالعودة إىل القروض ادلقدمة لالقتصاد ،باعتبارىا ادلقابل الثاين للكتلة النقدية ،سجلت ظلواً قوياً
خالل األلفية الثالثة ،حيث انتقلت من 993.7مليار دج سنة 2000إىل 1078.4مليار دج ويفسر
وانطالقا من سنة ىذا التطور باألثر الناجم عن استكمال برنامج إعادة ىيكلة زلافظ البنوك العمومية،
2002اليت ازداد فيها حجم السيولة النقدية لدى البنوك ،عرفت القروض ادلقدمة لالقتصاد توسعاً كبرياً إذ
بلغت 1266.8مليار دج وذلك مبعدل ظلو قدر بـ %17.47لتسجل توسعاً آخر خالل سنيت 2003
و 2004حيث بلغت على الًتتيب 1378.9مليار دج و 1535مليار دج ويرجع ذلك إىل زيادة
حجم النشاطات االستثمارية ،مث واصلت القروض ادلقدمة االقتصاد سريورهتا ضلو االرتفاع لتبلغ سنة
2009قيمة 3086.5مليار دج ويرجع سبب ىذا االرتفاع إىل برامج اإلنعاش والنمو االقتصادي اليت
ختللها تنشيط آليات التشغيل ،ومنو كان لزاماً على البنوك تقدًن قروض أكثر لالقتصاد ،مث بالرجوع إىل
هيكل القروض حسب القطاع صلد أن اجلزء األكرب منها مت ختصيصو للقطاع اخلاص.
بعدىا واصلت القروض ادلوجهة لالقتصاد تزايدىا خالل سنة 2015بوترية %16.57وبرزت
كأحد أىم مصادر التوسع النقدي.
-1بنك اجلزائر ،التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر ،2015 ،ص.134
-2بنك اجلزائر ،التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر ،2016، ،ص.131
~ ~ 129
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
أما القروض ادلقدمة للحكومة عرفت ارتفاعا و اطلفاضاً دتاشيا مع منهج التمويل ادلتبع ،فقد بلغت
قيمتها خالل الفًتة ( )2003 – 2000على التوايل ( )420.8 – 578.7 – 5697 – 6775
2004اطلفض حجم ىذه القروض بشكل ملفت النتباه حيث مليار دج ،بعدىا وبداية من سنة
أصبحت قيمتها سالبة بسبب ارتفاع أسعار احملروقات وحتسن األوضاع االقتصادية وتقليص دور اخلزينة يف
دتويل عمليات التنمية ،لكن مع بداية 2015ارتفعت القروض ادلقدمة للدولة حيث بلغت 567.5
مليار دج مث انتقلت من 2682.2مليار دج هناية ديسمرب 2016إىل 3659.7هناية سيبتمرب 2017
وىذا حتت أثر اطلفاض ادلوجودات يف صايف حسابات اخلزينة العمومية لدى بنك اجلزائر،اليت انتقلت
من 870.1يف هناية ديسمرب 2016إىل 24.8مليار دج يف هناية سبتمرب 2017على الرغم من
اطلفاض مستحقات ادلصارف على الدولة ( .)%-6.6
~ ~ 130
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
لقد سعت السلطات النقدية يف اجلزائر من خالل سياستها النقدية القضاء على أىم االختالالت
االقتصادية الداخلية ،وذلك من خالل تطبيق العديد من اإلجراءات طيلة فًتة الدراسة ،لذا سوف نتطرق
يف ىذا ادلبحث إىل دراسة مدى فعالية السياسة النقدية يف اجلزائر يف معاجلة ىذه االختالالت خالل الفًتة
.2017-2000
يرجع سبب التضخم يف اجلزائر إىل رلموعة من األسباب منها ما ىي نقدية وأخرى مالية
وىيكلية ،حيث تعود األسباب النقدية اىل زيادة حجم الكتلة النقدية m2بسبب زيادة األصول اخلارجية
الصافية وحجم القروض ادلوجهة لالقتصاد ،باإلضافة إىل اإلصدار النقدي اجلديد الذي مل يكن لو مقابل
اإليرادات مادي ،أما األسباب ادلالية فقد ترمجتها الزيادة ادلستمرة يف حجم النفقات العامة مع عدم قدرة
اذليكلي فإهنا
ة العامة اليت تسيطر عليها إيرادات اجلباية البًتويلة على مالحقتها ،أما فيما يتعلق باألسباب
عود أساساً إىل ضعف اجلهاز اإلنتاجي وضعف ادلستوى التأىيلي للعمال وعدم التوازن يف توزيع السكان
ناىيك عن زيادة وترية التضخم ادلستورد الناتج عن زيادة االستريادات ادلوجهة لتغطية العجز احلاصل يف
العرض احمللي.
واجلدول ادلوايل يبني تطور معدل التضخم يف اجلزائر خالل الفًتة ( .)2017-2000
~ ~ 131
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
الوحدة% :
2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000 السنوات
5.74 4.86 معداللتضخم 3.51 2.53 1.63 3.54 2.59 1.42 4.23 0.34
*
/ / 2017 2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 السنوات
/ / 5.60 معداللتضخم 6.4 4.78 2.92 3.26 8.89 4.52 3.91
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على:
2000 نالحظ من خالل اجلدول أن معدل التضخم يف اجلزائر سجل أدىن مستوى لو يف سنة
حيث بلغ %0.34ويعود سبب ذلك إىل تطبيق سياسة نقدية تقشفية من خالل جلوء السلطات النقدية
اجلزائرية إىل أدوات السياسة النقدية غري ادلباشر ادلتمثلة يف معدل االحتياطي اإلجباري بنسبة %3ومعدل
إعادة اخلصم بنسبة %8يف سبتمرب ،1999ويف سنة 2001سجل معدل التضخم ارتفاعاً ملحوظاً
مقارنة بسنة 2000حيث بلغ %4.23ويعود السبب يف ذلك إىل ظلو الكتلة النقدية M2جراء ظلو
احتياطات الصرف لكن سرعان ما اطلفض إىل %1.42سنة ،2002وذلك نتيجة استخدامأداة جديدة
اإلجباري إىل %6.25يف للسياسة النقدية وىي أداة اسًتجاع السيولة ،وكذلك رفع معدل االحتياطي
ديسمرب ،2002وذلك من أجل حث البنوك على حسن تسيري سيولتها ومنع األثر السليب للصدمات
اخلارجية على السيولة ادلصرفية.
كما ان ظلوالكتلة النقدية خالل ىذه السنوات دفع باحلكومة إىل إدراج االستقرار النقدي كهدف
للسياسة النقدية الذي يؤدي استقرار األسعار ويتضح ىذا جليا من خالل ادلادة 35من األمر 11-03
السابقة الذكر.
~ ~ 132
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
وبالرغم من ارتفاع معدل التضخم إىل 2.59والذي يرجع جزء مهم منو إىل ظلو فائض السيولة
)%03كهدف النقدية M2مبعدل ،%15.6إال أن السياسة النقدية حققت ادلعدل ادلستهدف (
هنائي ذلا ،مث عاد معدل التضخم لالرتفاع حيث بلغ 3.54متجاوزاً يف ذلك ادلعدل ادلستهدف للسياسة
النقدية ،غري أنو وحبلول سنة 2005اطلفض رلدداً ليبلغ %1.63وىذا ما يفسر فعالية السياسة النقدية
يف التحكم يف الكتلة النقدية ،نتيجة إدخال أداة جديدة وىي التسهيلة اخلاصة بالوديعة ادلغلة للفائدة ،أما
يف سنة 2006عاد معدل التضخم إىل االرتفاع وذلك بسبب الزيادة يف حجم النفقات العامة بفعل
السياسة ادلالية التوسعية ادلطبقة أثناء تطبيق برنامج دعم النمو االقتصادي واستمر ادلعدل يف االرتفاع طيلة
سنوات 2009 ،2008 ،2007حيث بلغ ،%5.74 ،%4.86 ،%3.51على التوايل إىل غاية
2010أين اطلفض معدل التضخم إىل %3.91والسبب يف ذلك ،استخدام أدوات السياسة النقدي
ادلفضلة لدى بنك اجلزائر واليت ساعلت بشكل ملحوظ يف زيادة نسبة السيولة ادلسًتجعة.أما بالنسبة إىل
%8.89 سنة 2012فقد سجل فيها معدل التضخم رقماً قياسياً مل يشهد لو مثيل حيث وصل إىل
مقابل %4.52سنة ،2011ويرجع السبب إىل استئناف توسع السيولة النقدية حتت التأثري ادلزدوج
لعودة تراكم ادلوجودات اخلارجية وارتفاع ودائع ادلؤسسات واألسر يف ظرف دتيز بالتوسع القوي يف نفقات
ادلوازنة العامة ،غري أن سنيت 2013و 2014عرفنا اطلفاضاً يف معدل التضخم حيث بلغت 3.26و
2.92على التوايل وىذا نتيجة رفع معدل االحتياط اإلجباري إىل 2013 %12وإدخال أداة جديدة
تتمثل يف اسًتجاع السيولة دلدة ستة أشهر مبعدل فائدة .%1.5
وبعد سنتني متتاليتني من الًتاجع القوي للتضخم ( )2014-2013وأمام االجتاه التنازيل السيولة
ادلصرفية يف سنة ،2015وذلك بادلوازاة مع العجز يف الرصيد اإلمجايل دليزان ادلدفوعاختفض بنك اجلزائر
عتبات اسًتجاع السيولة يف ،2016وذلك بتخفيض معدل االحتياطي اإلجباري وإعادة تفعيل أداة إعادة
اخلصم ،حيث شهدت سنة 2016تغرياً جذرياً يف إدارة السياسة النقدية اليت حتول اجتاىها ضلو استعمال
أدوات ضخ السيولة (عرب عمليات السوق ادلفتوحة) لضمان إعادة دتويل النظام ادلصريف.
كل ىذه التحوالت تزامنت مع ارتفاع وترية التضخم حيث بلغ %6.4سنة 2016و%4.48
سنة 2015و %5.60سنة 2017إال أن ىذا االرتفاع ليس لو صلة بالتضخم ادلستورد كون مؤشر
~ ~ 133
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
أسعار استهالك ادلنتجات ذات زلتوى مستورد كبري مل يعرف ارتفاعاً ومل تبلغ مساعلتوُ يف التضخم الكلي
M2 إال %21.8وبادلثل ال يبدو أن ىذا االرتفاع يف التضخم مًتافق مع التوسع يف الكتلة النقدية
وبالتايل تشري معاينة تطور التضخم خالل ىذه السنوات خارج ادلنتجات الزراعية الطازجة – متقلبة
األسعار – أن التضخم يكتسي طابع ىيكلي ،يف ظرف يتميز بأسواق تنافسية سيئة التنظيم وبالتايل يتميز
بعضها بتواجد وضعيات مهيمنة يفسر التضخم الضمين بتوقعات ال أساس ذلا للمتعاملني االقتصاديني
(صناع السعر) ،وىذا بالنظر إىل التغريات الفعلية أو ادلتوقعة لتطور زلددات التضخم (سعر الصرف ،الكتلة
النقدية ،اجلباية ،تكاليف العمل .)1()...
ومن خالل ما سبق صلد أن السياسة النقدية كانت فعالة يف امتصاص فائض السيولة بالرغم من
التوسع الكبري يف الكتلة النقدية يف سنوات الدراسة وذلك باستخدام أدوات كالسيكية وأدوات جديدة كل
ىذا أدى إىل حتقيق ىدف استقرار األسعار.
بالنظر إىل تطور السياسة النقدية خالل الفًتة ادلدروسة صلد أن أىداف السياسة النقدية تغريت
عقب صدور األمر 11-03ادلتعلق بالنقد والقرض الذي أكد على أن احلد من التضخم ىو اذلدف
النهائي والصريح للسياسة النقدية ،بينما ىدف التشغيل والنمو االقتصادي ػلتالن ادلرتبة الثانية ،ذلذا كانت
إدارة السياسة النقدية ادلطبقة من طرف بنك اجلزائر موجهة بشكل خاص ضلو امتصاص فائض السيولة،
لكن دون إعلالودف التشغيل والنمو االقتصادي ،وحتليل مشكلة البطالة خالل الفًتة ادلدروسة نوضحو من
خالل اجلدول ادلوايل:
-1بنك اجلزائر ،حوصلة حول تطورات النقدية وادلالية لسنة 2016توجهات سنة ،2017مرجع سبق ذكره ،ص.180
~ ~ 134
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
الوحدة% :
2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000 السنوات
11.3 13.79 12.3 15.3 17.7 23.7 25.9 27.3 29.5 معدل البطالة
*
2017 2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 2009 السنوات
12.8 9.9 11.2 10.6 9.83 11 10 9.96 10.17 معدل البطالة
المصدر :من إعداد الطالبة اعتماداً على تقارير بنك اجلزائر .2016 ،2014 ،2008 ،2003
ابتداء من سنة 2001 نالحظ من خالل اجلدول أن معدالت البطالة عرفت اطلفاضاً مستمراً
واليت تزامنت مع بدأ بتطبيق برنامج دعم االنتعاش االقتصادي حيث دتثل النظرية الكينزية ادلرجع الفكر يف
حل مشكلة البطالة عن طرق تنشيط الطلب الكلي الفعال ويتطلب ذلك تنشيط االستثمار عن طريق
ختفيض معدالت الفائدة لالقًتاب من حالة العمالة الكاملة ،وىو ما ترمجتو االطلفاضات ادلتتالية دلعدل
اإلجراءات ادلطبقة من طرف %4سنة 2004لكن كل ىذه إعادة اخلصم الذي وصل إىل غاية
السلطات صاحبتها إجراءات أخرى مضادة ذلا هتدف إىل احلد من زيادة السيولة يف االقتصاد ما أدى إىل
تضارب يف ىداف السياسة النقدية ىذا ما جعل السياسة النقدية يف حاجة إىل أساليب أخرى من شأهنا
واإلجراءات ما جسدتو حتسني وضعية التشغيل والتخفيف من حدة البطالة ولعل أىم ىذه األساليب
()1
الربامج احلكومية اليت محلت الصيغ التالية:
برامج الشبكة االجتماعية ،األنشطة ذات ادلنفعة العامة ،ادلنحة اجلزافية للتضامن ،برامج عقود ما
قبل التشغيل ،جهاز اإلدماج ادلهين ،أشغال ادلنفعة العامة ذات االستخدام ادلكثف لليد العاملة ،برنامج
-1زلمد راتول ،صالح الدين عروش ،تقييم فعالية السياسة النقدية في تحقيق م
الربع السحري لكاردور في الجزائر (-2000
،)2010حبوث اقتصادية عربية ،العدد ،66ربيع ،2014ص.116
~ ~ 135
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
اإلنعاش االقتصادي ،ادلؤسسات الصناعية الصغرية وادلتوسطة ،برنامج القرض ادلصغر وادلؤسسات ادلصغرة،
برنامج دعم النمو االقتصادي والربنامج التكميلي اإلظلاء ،لكن ما غلدر اإلشارة إليو ىو أن ىذه ادلعدالت
ال تعكس األرقام احلقيقية لالقتصاد ،ألن الفئات ادلدرجة يف حساب ىذا ادلعدل يصعب تقديرىا يف
اجلزائر ،كما أن معظم الربامج ادلطبقة مل تعط قيمة مضافة ألن أغلبها مبذر للمال العام ومن جهة أخرى
صلد أن مشكلة البطالة ترجع إىل عدم توفر البيئة ادلناسبة واجلذابة الستقطاب االستثمارات األجنبية،
وتشجيع القطاع اخلاص ،فضالً عن عدم مقدرة االقتصاد اجلزائري على النمو بأكثر من 5بشكل متسق
وتئر التشغيل لكي ينجم عنو ختفيض معًت ومتواصل للبطالة (.)1
حىت ؽلكن تسريع أ
ومن خالل ما سبق صلد أن السياسة النقدية مل تكن فعالة يف حتقيق ىدف التشغيل خالل الفًتة
ادلدروسة ،رغم االطلفاض ادلستمر دلعدالت البطالة ،والذي يرجع أساساً إىل السياسة ادلالية التوسعية اليت
انتهجتها احلكومة بإطالق برامج اقتصادية ضخمة طيلة فًتة الدراسة إىل جانب صيغ التوظيف ادلذكور
سابقاً ،حيث أن السياسة النقدية يف اجلزائر تقوم حسب النظرية الكينزية حبل مشكلة البطالة عن طريق
تنشيط الطلب الكلي الفعال بتنشيط االستثمار عن طريق ختفيض معدالت الفائدة لالقًتاب من حالة
إعادة اخلصم إىل غاية %4سنة 2004 التشغيل الكامل ،واليت ترمجها بنك اجلزائر بتخفيضو دلعدل
وبقاءه ثابتاً لسنوات عديدة ،إال أن ىذه اإلجراءات مل تكن فعالية يف تنشيط االستثمار الوطين وحتفيز
االستثمار األجنيب لتنشيط الطلب الفعال ،كل ىذا جعل من السياسة النقدية غري قادرة على حتقيق
التشغيل الكامل يف اجلزائر خالل الفًتة ادلدروسة.
يعترب النمو االقتصادي من بني أىداف السياسة النقدية يف اجلزائر ،حيث جتلى ذلك يف سلتلف
التشريعات والقوانني اليت أصدرىا بنك اجلزائر ،ففي ظل قانون النقد والقرض 10-90وبالضبط يف ادلادة
.55
~ ~ 136
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
كان ىدف حتقيق معدل ظلو اقتصادي منتظم يف ادلقام األول بادلقارنة باألىداف األخرى ادلسطرة
11-03مت استبدال النمو ادلنتظم لالقتصاد بالنمو من قبل السلطات النقدية إال أنو وبصدور األمر
السريع أي تفضيل الكم على النوع ،ومنو سوف نقوم بدراسة مدى فعالية السياسة النقدية يف اجلزائر يف
حتقيق معدالت ظلو اقتصادي مرتفعة وذلك من خالل دراسة اجلدول ادلوايل الذي بني تطور ادلعدل احلقيقي
للناتج الداخلي اخلام للفًتة ( .)2017-2000
% الوحدة
2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000 السنوات
معدل
2.4 3 2 5.1 5.2 6.8 2.1 2.1 2.4 النمو
PIB
*
2017 2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 2009 السنوات
معدل
2.2 3.3 3.7 3.8 2.8 3.3 2.8 3.6 1.6 النمو
PIB
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على :تقارير بنك اجلزائر ،2014 ،2013 ،2008 ،2003
.2016
-بنك اجلزائر حوصلة حول التطورات النقدية وادلالية لسنة ،2016وتوجهات سنة ،2017
مرجع سبق ذكره.
نالحظ من خالل اجلدول أن ىناك تذبذباً واضحاً يف معدل النمو احلقيقي للناتج الداخلي اخلام
خالل الفًتة ( )2000-2017حيث بلغ أعلى مستوى لو يف )%6.8 ( 2003وتفسر ىذه النسبة
~ ~ 137
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
ادلرتفعة باالرتفاع ادللحوظ دلعدل ظلو القيمة ادلضافة لقطاع احملروقات والذي حقق أعلى نسبة ظلو لو تقدر بـ
ـ ـ ـدر بـ ،%19.7بينما %8.8إضافة إىل قطاع الفالحة الذي سجل ىو اآلخر أعلى نسبة ظلو لو تق
يفسر االطلفاض ادلسجل يف 2009بًتاجع ظلو قطاع احملروقات بسبب أثر األزمة ادلالية العادلية على
االقتصاد الوطين.
وبالنظر إىل طور معدل النمو يف اجلزائر خالل الفًتة ادلدروسة صلد أنو ظلو ضعيف نسبياً وبعيد عن
معدل %6أو %7ادلتوقع قبل تنفيذ برنامج اإلنعاش االقتصادي وبرنامج دعم النمو االقتصادي( )1وما
ؽليز ىذا ادلعدل أنو يتحدد بصفة أساسية بتقلبات أسعار البًتول يف السوق الدولية وبالتايل ىو عرضة
للتقلبات اخلارجية.
ويف األخري صلد أن السياسة النقدية مل حتقق ىدف النمو االقتصادي ادلرتفع خالل فًتة الدراسة
11-03صلد أهنا استبدلت ىدف النمو ادلنتظم وبالرجوع إىل أىداف السياسة النقدية حسب األمر
%6و %7 بالنمو السريع إال أن ىذا مل ػلقق ألن ما مت توصل إليو يبقى بعيداً عن اذلدف احملدد بني
ولعل السبب يف ذلك ىو ارتباط معدل النمو بعوامل خارجية أكثر منها داخلية.
-1زلمد مسعي ،سياسة اإلنعاش االقتصادي في الجزائر وآثارىا على النمو االقتصادي ،رللة الباحث ،جامعة ورقلة ،العدد ،10
،2010ص ص.153-152
~ ~ 138
أثر السياسة النقدية على التوازنات الداخلية في الجزائر خالل الفترة الفصل الثالث
() 2017-2000
توصلنا من خالاللفصل اىل ان السياسة النقدية ادلتبعة يف اجلزائر خالل فًتة الدراسة كانت حذرة
التقييدي ،حيث كان ىذا من خالل إصالحات متتالية للسياسة النقدية أعلها األمر -03
ة نوعا ما دتيل اىل
11واألمر ،04-10كما اعتمد بنك اجلزائر على أدوات كالسيكية وأدوات جديدة يف حتقيق األىداف
النهائية للسياسة النقدية إالأنو بالنظر اىل نتائج السياسة النقدية ادلطبقة يف اجلزائر صلد أهنا كانت فعالة يف
حتقيق ىدف استقرار األسعار فقط أما ىديف التشغيل والنمو فلم تتمكن من حتقيقها.
~ ~ 139
الخ ـاتمة
بعد معاجلتنا ذلذا ادلوضوع من خالل اإلحاطة بكل اجلوانب النظرية ادلتمثلة يف اإلطار النظري
للسياسة النقدية ومؤشرات التوازن الداخلي ،بعد تتبع التطور التارخيي للسياسة النقدية عرب سلتلف ادلدارس
وتناول سلتلف أدواهتا ادلباشرة وغري ادلباشرة وأىدافها اليت تنقسم اىل أىداف أولية ،وسيطية وهنائية ومدى
فعاليتها يف االقتصاديات النامية وادلتطورة ،ويف االقتصاد ادلغلق وادلفتوح ،وبعد التعرف على أىم مؤشرات
التوازن الداخلي وادلتمثلة أساسا يف كل من التضخم والبطالة اللذان حيظيان باىتمام واسع من قبل
االقتصاديني إضافة اىل النمو االقتصادي الذي يعد حتقيق معدالت موجبة منو من األولويات اليت تسعى
إليها معظم الدول.
مث بعد إسقاط ىذا اجلزء النظري على االقتصاد اجلزائري حملاولة معرفة مدى فعالية السياسة النقدية
يف معاجلة أىم االختالالت االقتصادية الداخلية وذلك خالل الفرتة (.)2017-2000توصلنا اىل عدة
نتائج ،منها نتائج اختيار الفرضيات ،ونتائج عامة متعلقة بالقسمني النظري والتطبيقي:
-خبصوص الفرضية األوىل واليت نصت على ان جتاوب البنوك التجارية وادلؤسسات ادلالية مع البنك
ادلركزي يؤدي اىل حتقيق األىداف النهائية للسياسة النقدية ،ىي فرضية مؤكدة ألنو من أىم عوامل
جناح السياسة النقدية وخاصة يف االقتصاديات ادلتقدمة التعاون التام والثقة ادلتبادلة بني البنوك
ادلركزية والبنوك التجارية وغريىا من ادلؤسسات ادلالية.
-وخبصوص الفرضية الثانية واليت نصت على ان حتديد أىداف السياسة بدقة ووضوح والشكل
الذي يضمن عدم التضارب يعد من أىم عوامل جناحها ،فهي فرضية مؤكدة ألهنإذا مل يتم حتديد
أىداف السياسة النقدية بكل دقة ووضوح تنشا مشكلة التعارض بني األىداف حيث يؤدي
العمل على حتقيق احد األىداف اىل تعذر إمكانية حتقيق ىدف اخر أو حدوث تأثري سليب عليو
وتغيريه يف اجتاه معاكس وكل ىذا يقلل من جناح السياسة النقدية.
-أما الفرضية الثالثة واليت نصت على ان اجلزائر استهدفت التضخم كهدف هنائي للسياسة النقدية
للفرتة ( ،)2017-2000فهي فرضية مؤكدة ألن ىدف االستقرار يف األسعار كهدف هنائي
~ ~ 142
الخ ـاتمة
للسياسة النقدية تدعم من خالل األمرين 11-03و 04-10وأصبح حيظى باألولوية مقارنة
باألىداف األخرى.
-وخبصوص الفرضية الرابعة اليت نصت على ان السياسة النقدية ادلطبقة يف اجلزائر متكنت من حتقيق
،)2017-2000ىي فرضية غري زلققة الن نتائج إجيابية للتوازنات الداخلية خالل الفرتة (
السياسة النقدية ادلطبقة يف اجلزائر حققت نتائج إجيابية بالنسبة ذلدف التضخم فقط،ومل تكن
فعالة يف حتقيق ىدف التشغيل والنمو االقتصادي خالل فرتة الدراسة.
-2نتائج عامة:
-السياسة النقدية تعترب من اىم السياسات االقتصادية العامة للدولة كوهنا أداة فعالة يف حتقيق
األىداف االقتصادية واالجتماعية ادلسطرة من طرف الدولة.
-تعترب السياسة النقدية يف االقتصاديات النامية اقل فعالية منها يف االقتصاديات ادلتقدمة بسبب
االختالالت اذليكلية وادلالية والنقدية ،وال جناحها البد من مواصلة تطبيق اإلصالحاتالالزمة.
-السياسة النقدية سواءا كانت توسعية أو انكماشية يف ظل سعر الصرف ادلرن تكون فعالة لتحقيق
التوازن الداخلي واخلارجي عند مستوى التشغيل الكامل.
-البطالة ادلقنعة تعد من اخطروأصعب أنواع البطالة من حيث التعامل معها وعالجها.
-يعترب كل من معدل االحتياطي اإلجباري ،اسرتجاع السيولة والتسهيلة اخلاصة بالوديعة ادلغلة
للفائدة من أمهاألدوات اليت استخدمها بنك اجلزائر يف حتقيق األىداف النهائية للسياسة النقدية
يف اجلزائر خالل فرتة الدراسة.
-السياسة النقدية يف اجلزائر كانت فعالة يف امتصاص فائض السيولة بالرغم من التوسع الكبري يف
الكتلة النقدية وذلك باستخدام أدوات كالسيكية وأدوات جديدة حيث كل ىذا أدى يف األخري
اىل حتقيق ىدف استقرار األسعار.
-السياسية النقدية يف اجلزائر مل تكن فعالة يف حتقيق كل من ىدف التشغيل والنمو االقتصادي
ادلرتفع خالل فرتة الدراسة.
~ ~ 143
الخ ـاتمة
االقتراح ــات:
-تفعيل السياسة النقدية من خالل وضعها على أسس موضوعية واقتصادية من طرف متخصصني
وخرباء اقتصاديني وماليني دون إدخال احلسابات السياسة.
-تنشيط الوساطة ادلصرفية من خالل القضاء على العراقيل اإلدارية وتفعيل السوق ادلالية وذلك من
خالل تشجيع ادلؤسسات على االكتتاب يف البورصة ،قصد تفعيل آلية عمليات السوق ادلفتوحة
اليت يقوم هبا بنك اجلزائر.
-التنويع يف الصادرات وفتح اجملال لالستثمار األجنيب يف اجلزائر وذلك ال خراج االقتصاد من التبعية
لقطاع احملروقات ،اليت جعلتو اكثر عرضة من غريه ألي صدمة حتدث على مستواه.
-البد من منح استقاللية اكرب لبنك اجلزائر يف رلال إعداد وتنفيذ ومراقبة السياسة النقدية.
آفاق البحث:
رغم سعينا لإلدلام بكل جوانب ادلوضوع ،إالأننا ندرك بان ىناك بعض النقاط اليت مل ندرسها
كدراسة كل اختالل داخلي بالتفصيل ،أوإدخال دراسة قياسية على ادلوضوع ،ومنو نقرتح بعض
الدراسات ،اليت ديكن ان تكون انطالقا لبحوث قادمة:
~ ~ 144
قائمة المراجـ ـع
أ -الكتب:
- 1أمحد زىري شامية ،النقود وادلصاريف ،داتر زىران للنشر والتوزيع ،األردن.2010 ،
- 2أسامة السيد عبد السميع ،مشكلة البطالة يف اجملتمعات العربية واإلسالمية ،دار الفكر
اجلامعي ،مصر.2008 ،
- 3أسامة كامل وعبد الغين حامد ،النقود والبنوك ،مؤسسة لورد العادلية للشؤون اجلامعية،
البحرين.2006 ،
- 4إمساعيل ىاشم ،النقود والبنوك ،ادلكتب العريب احلديث ،مصر.2005 ،
( بني النظرية والتطبيق ) ،دار ادلستقبل للنشر - 5أنس البكري ووليد صايف ،النقود والبنوك
والتوزيع ،األردن.
- 6إديان ناصف عطية ،النظرية االقتصادية الكلية ،دار اجلامعة اجلديدة ،مصر.2008 ،
- 7بريش السعيد ،االقتصاد الكلي ،دار العلوم للنشر والتوزيع،اجلزائر.2007 ،
- 8بلعزوز بن علي ،زلاضرات يف النظريات والسياسات النقدية ،الديوان الوطين للمطبوعات
اجلامعية ،الطبعة الثانية ،اجلزائر.2006 ،
- 9بن محودة سكينة ،دروس يف االقتصاد السياسي ،دار ادللكية للطباعة واإلعالم ،اجلزائر،
.2006
- 10بونوة شعيب وزىرة بن خيلف ،مدخل اىل التحليل االقتصادي الكلي ،ديوان ادلطبوعات
اجلامعية ،اجلزائر.2010 ،
- 11حريب موسى عريقات ،مبادئ االقتصاد (التحليل الكلي) ،دار وائل للنشر والتوزيع ،األردن،
.2006
- 12حسام داود وآخرون ،مبادئ االقتصاد الكلي ،دار ادليسرة للنشر والتوزيع ،األردن.2005 ،
- 13حسام علي داود ،مبادئ االقتصاد الكلي ،دار ادليسرة للنشر والتوزيع ،الطبعة الثالثة ،األردن،
.2013
~ ~ 146
قائمة المراجـ ـع
- 14حسني بن سامل ،جابر الزبيدي ،التضخم والكساد ،مؤسسة الفراق للنشر والتوزيع ،األردن،
.2011
-- 15حسني زلمد مسحان وسهيل امحد مسحان ،النقود وادلصارف ،دار ادلسري للنشر والتوزيع،
األردن.2010 ،
- 16خالد أمحد سليمان شبكة ،التضخم وأثره على الدين ،دار الفكر اجلامعي ،مصر.2008 ،
- 17خالد وصفي الوزين ،وامحد حسني الرفاعي ،مبادئ االقتصاد الكلي (بني النظرية والتطبيق)
دار وائل للنشر والتوزيع ،الطبعة اخلامسة ،األردن.2002 ،
- 18خبابة عبد اهلل ،االقتصاد ادلصريف ،مؤسسة شباب اجلامعة ،مصر.2008 ،
- 19سامر بطرس جلدة ،النقود والبنوك ،دار البداية ،األردن.2009 ،
- 20سامي خليل ،نظريات االقتصاد الكلي احلديثة ،وكالة األىرام ،مصر.1994 ،
- 21سعيد سامي احلالق وزلمد العجويل ،النقود والبنوك وادلصارف ادلركزية ،دار الياروزي العلمية
للنشر والتوزيع ،األردن.2010 ،
- 22السيد أمحد السرييت ،علي عبد الوىاب جنا ،مبادئ االقتصاد الكلي ،الدار اجلامعية ،مصر،
.2013
- 23صاحل اخلصاونة ،مبادئ االقتصاد الكلي ،دار وائل للنشر ،الطبعة الثانية ،األردن.2000 ،
- 24ضياء رليد ادلوسوي ،أسس علم االقتصاد ،ديوان ادلطبوعات اجلامعية ،اجلزائر.2011 ،
- 25طارق فاروق احلصري ،التحليل االقتصادي الكلي ،ادلكتبة العصرية للنشر والتوزيع ،مصر،
.2007
- 26عباس كاظم الدعمي ،السياسات النقدية وادلالية وأداء سوق األوراق ادلالية ،دار صفاء للنشر
والتوزيع ،األردن.2010 ،
- 27عبد احلسني جليل الغاليب ،السياسات النقدية يف البنوك ادلركزية ،دار ادلناىج للنشر والتوزيع،
األردن.2015 ،
- 28عبد احلميد عبد ادلطلب ،السياسة النقدية واستقاللية البنك ادلركزي ،الدار اجلامعية ،مصر،
.2013
~ ~ 147
قائمة المراجـ ـع
- 29عبد القادر خليل ،مبادئ االقتصاد النقدي وادلصريف ،ديوان ادلطبوعات اجلامعية ،اجلزائر،
.2012
- 30عبد ادلنعم السيد علي ونزار سعد الدين العيسي ،النقود وادلصارف واألسواق ادلالية ،دار
حامد للنشر والتوزيع.2004 ،
- 31عبد الوىاب األمني ،االقتصاد الكلي ،دار حامد ،األردن.2002 ،
- 32عقيل جاسم عبد اهلل ،النقود وادلصاريف ،دار رلدالوي ،للنشر ،الطبعة الثانية ،األردن،
.1999
- 33علي جيدون خبيتان الشرفات ،التنمية االقتصادية يف العامل العريب ،دار جليس الزمان للنشر
والتوزيع ،األردن.2010 ،
- 34علي عبد الوىاب النجا ،مشكلة البطالة واثر برامج اإلصالح االقتصادي عليها ،الدار
اجلامعية ،مصر.2015 ،
- 35عمر صخري ،التحليل االقتصادي الكلي ،ديوان ادلطبوعات اجلامعية ،الطبعة اخلامسة،
اجلزائر.2005 ،
- 36عناية عازي حسني ،التضخم ادلايل ،مؤسسة شباب اجلامعة ،مصر.2002 ،
- 37عوض فاضل وإمساعيل الدديلي ،النقود والبنوك ،دار احملكمة للطباعة والنشر ،العراق،
.1990
- 38عوض زلمد ،مدخل لالقتصاد الكلي ،معهد الدراسات ادلصريف ،األردن.2004 ،
- 39فليح حسن خلف ،االقتصاد الكلي ،جدارة للكتاب العادلي للنشر والتوزيع ،األردن،
.2007
- 40قدي عبد اجمليد ،مدخل إىل السياسات االقتصادية الكلية – دراسة حتليلية تقيمية ،ديوان
ادلطبوعات اجلامعية ،الطبعة الثانية ،اجلزائر.2005 ،
- 41القريشي مدحت ،اقتصاديات العمل ،دار وائل للنشر ،األردن.2007 ،
- 42رليد علي حسني ،مقدمة يف التحليل االقتصادي الكلي ،دار وائل للنشر والتوزيع ،األردن،
.2004
~ ~ 148
قائمة المراجـ ـع
- 43زلمد عبد العزيز عجمية واديان ناصف عطية التنمية االقتصادية دراسات نظرية وتطبيقية،
قسم االقتصاد ،كلية التجارة ،اإلسكندرية ،مصر.2000 ،
- 44زلمد عبد العزيز عجمية وزلمد علي الليثي ،التنمية االقتصادية ،الدار اجلامعية ،مصر،
.2004
- 45زلمد علي الليثي وآخرون ،مقدمة يف االقتصاد الكلي ،الدار اجلامعية ،مصر.1997 ،
- 46زلمد مدحت مصطفى وسهري عبد الظاىر امحد ،النماذج الرياضية للتخطيط والتنمية
االقتصادية ،مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية ،مصر.1999 ،
- 47مدحت القريشي ،التنمية االقتصادية -نظريات وسياسات و موضوعات ،دار وائل للنشر،
األردن.2007 ،
- 48مفتاح صاحل ،النقود والسياسات النقدية (ادلفهوم – األىداف – األدوات) ،دار الفجر للنشر
والتوزيع ،اجلزائر.2005 ،
- 49ناصر دادي عدون وعبد الرمحان العايب ،البطالة وإشكالية التشغيل ضمن برامج التعديل
اذليكلي لالقتصاد من خالل حالة اجلزائر ،ديوان ادلطبوعات اجلامعية ،اجلزائر.2010 ،
- 50ناظم زلمد نوري الشمري ،النقود وادلصارف والنظرية النقدية ،دار زىران للطباعة والنشر،
األردن.2006 ،
- 51وسام مالك ،النقود والسياسات النقدية الداخلية – قضايا نقدية ومالية ،دار ادلنهل اللبناين
للطباعة والنشر ،لبنان.2000 ،
- 52وضاح جنيب رجب ،التضخم والكساد -األسباب واحللول ،-دار النفائس للنشر والتوزيع،
األردن.2001 ،
- 53يسرى مهدي السامرائي ،زكريا مطلك الدوري ،الصريفة ادلركزية والسياسة النقدية ،مطابع
ادينار ،ليبيا.1999 ،
~ ~ 149
قائمة المراجـ ـع
الرسائل واألطروحات:
- 54أمحد زلمد صاحل اجلالل ،دور السياسات النقدية وادلالية يف مكافحة التضخم يف البلدان
،)2003-1990رسالة ماجسرت يف علوم النامية ،دراسة حالة اجلمهورية اليمنية (
التسيري ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري ،جامعة اجلزائر ،اجلزائر.2006 ،
- 55إكن لونيس ،السياسة النقدية ودورىا يف ضبط العرض النقدي يف اجلزائر خالل الفرتة
( ،)2009-2000رسالة ماجيسرت يف علوم االقتصاد ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية
وعلوم التسيري ،جامعة اجلزائر ( ،)3اجلزائر.2011 ،
- 56بقيق ليلى امسهان ،آلية تأثري السياسة النقدية يف اجلزائر ومعوقاهتا الداخلية – دراس ـة قياسية
،-أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري،
جامعة أيب بكر بلقايد ،تلمسان ،اجلزائر.2015 ،
- 57بن جيمة عمر ،دور ادلؤسسات الصغرية وادلتوسطة يف التخفيف من حدة البطالة دبنطقة
بشار ،رسالة ماجستري ،كلية العلوم االقتصادية والتجارة وعلوم التسيري ،جامعة أيب بكر
بلقايد ،تلمسان ،اجلزائر .2011
- 58بن طالب فريد ،فعالية السياسة النقدية يف ضل برامج اإلصالح االقتصادي ،حالة االقتصاد
اجلزائري للفرتة ( ،)2011-1970أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية ،كلية العلوم
االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري ،جامعة اجلزائر ،03اجلزائر.2013 ،
–دراسة حالة - 59هباء الدين طويل ،دور السياسات ادلالية والنقدية يف حتقيق النمو االقتصادي
اجلزائر ( ،)2010-1990أطروحة دكتواه يف العلوم االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية
والتجارية وعلوم التسيري ،جامعة احلاج خلضر ،باتنة ،اجلزائر.2016 ،
– دراسة حالة اجلزائر ( - 60بودخدخ كرمي ،أثر سياسة االنفاق العامة على النمو االقتصادي
،-)2009-2001رسالة ماجستري يف علوم التسيري كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري،
جامعة دايل إبراىيم ،اجلزائر.2010 ،
~ ~ 150
قائمة المراجـ ـع
- 61رسول محيد ،العودلة وضرورة تفصيل السياسة النقدية يف اجلزائر ،رسالة ماجستري يف العلوم
االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري ،جامعة اجلزائر ،اجلزائر،
.2008
- 62رسول محيد ،تفعيل السياستني النقدية وادلالية دلعاجلة االختالالت االقتصادية يف اجلزائر،
أطروحة دكتواراه يف العلوم االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري،
جامعة اجلزائر ،اجلزائر.2017 ،
- 63سليم عقون ،قياس أثر ادلتغريات اقتصادية على معدل البطالة – دراسة قياسية حتليلية – حالة
اجلزائر ،رسالة ماجستري يف علوم التسيري ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري،
جامعة فرحات عباس ،سطيف ،اجلزائر.2010 ،
- 64الشيخ أمحد ولد الشيباين ،فعالية السياسة النقدية وادلالية يف حتقيق التوازن االقتصادي الكلية
يف ظل اإلصالحاالقتصادي -دراسة حالة موريتانيا ،-رسالة ماجيسرت يف العلوم االقتصادية،
جامعة فرحات عباس ،سطيف ،اجلزائر.2013 ،
- 65عبد الرزاق سالم ،القطاع ادلصريف اجلزائري يف ظل العودلة تقييم األداء ومتطلبات اإلصالح،
أطروحة دكتوراه يف علوم التسيري ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري ،جامعة
اجلزائر ،03اجلزائر.2014 ،
- 66فارس شاليل ،دور سياسة التشغيل يف معاجلة مشكلة البطالة يف اجلزائر خالل الفرتة
( ،)2004-2001رسالة ماجستري يف العلوم االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية
وعلوم التسيري ،جامعة اجلزائر ،اجلزائر.2005 ،
- 67زلمد مازن األسطل ،العوامل ادلؤثرة على معدل البطالة يف فلسطني ،رسالة ماجستري يف
اقتصاديات التنمية من كلية التجارة باجلامعة اإلسالمية ،بغزة ،فلسطني.2014/04/29 ،
- 68زلي الدين محداين ،حدود التنمية ادلستدامة يف االستجابة لتحديات احلاضر وادلستقبل،
أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري ،جامعة
اجلزائر ،اجلزائر.2009 ،
~ ~ 151
قائمة المراجـ ـع
69ن-وال بن فايزة ،إشكالية البطالة ودور مؤسسات سوق العمل يف اجلزائر خالل الفرتة
( ،)2005-1990رسالة ماجستري يف العلوم االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارة
وعلوم التسيري ،جامعة اجلزائر ،اجلزائر.2009 ،
الملتقيات والمقاالت:
- 70أبو بكر خوالد ،تقييم إصالح قانون النقد والقرض اجلزائري وإبراز التعديالت الطارئة عليو،
رللة العلوم السياسية والقانون ،العدد ،07اجمللد ،02تصدر عن ادلركز الدديقراطي العريب
أدلانيا ،برلني ،فرباير .2018
- 71باصور كمال ،أثر فعالية السياسة النقدية يف حتقيق التوازن اخلارجي ،باإلشارة حلالة اجلزائر
الفرتة ( ،)2016-2000رللة االقتصاد والتنمية ،جامعة حيىي فارس ،ادلدية ،اجلزائر ،العدد
،06جوان .2016
- 72بن العارية حسني وعبد السالم بلبايل ،حتليل فعالية أدوات السياسة النقدية يف فائض السيولة
– خالل الفرتة ( ،)2014-2000رللة اقتصاديات ادلال ادلصرفية – حالة اجلزائر
واألعمال ،جامعة عبد احلفيظ بوصوف ،مسيلة ،العدد ،4اجلزائر ،ديسمرب .2017
- 73رايس فضيل ،حتديات السياسة النقدية وزلددات التضخم يف اجلزائر ( ،)2011-2000
رللة البحوث االقتصادية العربية ،العدد .2013 ،21
- 74طالب سومية شهيناز ودليف زلمد البشري ،أثر النمو االقتصادي على البطالة يف االقتصاد
األردين خالل الفرتة ،2012-1990رللة البحوث االقتصادية وادلالية ،جامعة أم البواقي،
العدد السادس ،ديسمرب .2016
- 75علي يوسفات ،عتبة التضخم والنمو االقتصادي يف اجلزائر (دراسة قياسية للفرتة من
،)2009-1970رللة الباحث ،العدد ،11جامعة أدرار ،اجلزائر.201 ،
- 76عيجويل خالد ،فعالية أسعار الفائدة من قبل البنوك ادلركزية يف احلد من اهنيار األسواق ادلالية
يف ظل األزمة العادلية الراىنة ،ادللتقى العادلي الدويل حول األزمة ادلالية واالقتصادية الدولية
20و 21أكتوبر واحلوكمة العادلية ،جامعة فرحات عباس ،سطيف ،اجلزائر ،يومي
.2009
~ ~ 152
قائمة المراجـ ـع
- 77زلمد راتول ،صالح الدين عروش ،تقييم فعالية السياسة النقدية يف حتقيق ادلرب ع السحري
لكاردور يف اجلزائر ( ،)2010-2000حبوث اقتصادية عربية ،العدد ،66ربيع .2014
االقتصادي ،رللة - 78زلمد مسعي ،سياسة اإلنعاش االقتصادي يف اجلزائر وآثارىا على النمو
الباحث ،جامعة ورقلة ،العدد .2010 ،10
- 79مرغاد خلضر وحوحو فطوم ،فعالية السياسة النقدية وادلالية يف أداء األسواق ادلالية ،رللة
،3اجلزائر ،جانفي االقتصاد وادلعرفة ،سلرب التنمية احمللية ادلستدامة ،جامعة البليدة ،العدد
.2015
التقاريـ ــر:
- 80بنك اجلزائر ،التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر.2002 ،
- 81بنك اجلزائر ،التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر.2003 ،
- 82بنك اجلزائر ،التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر.2008 ،
- 83بنك اجلزائر ،التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر.2012 ،
- 84بنك اجلزائر ،التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر.2013 ،
- 85بنك اجلزائر ،التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر.2014 ،
- 86بنك اجلزائر ،التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر.2015 ،
- 87بنك اجلزائر ،التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر.2016 ،
- 88بنك اجلزائر ،التقرير السنوي للتطور االقتصادي والنقدي للجزائر.2017 ،
- 89بنك اجلزائر ،حوصلة حول التطورات النقدية وادلالية لسنة ،2016وتوجهات سنة ،2017
تدخل زلافظ بنك اجلزائر أمام اجمللس الشعيب الوطين ،فيفري.2018 ،
القوانين والمراسيم:
~ ~ 153
قائمة المراجـ ـع
:المواقع االلكترونية
93- www.bank.of.Algiria-dz.
94- www.ons.dz.
. باللغة األجنبية:ثانيا
~ 154 ~