You are on page 1of 18

‫ماهية األنتروبولوجيا‬

‫مقــدمـة‬
‫ّ‬

‫المبحث األول ‪  :‬مفهوم األنثروبولوجيا وطبيعتها وأهدافها‬

‫المطلب الأول‪ :‬مفهوم األنثروبولوجيا‪ ‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طبيعة األنثروبولوجيا‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف األنثروبولوجيا‪ ‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نشأة األنثروبولوجيا وتاريخها‬

‫المطلب األول‪ :‬العصر القديم‪ ‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العصور الوسطى‪ ‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عصر النهضة األوربية‪ ‬‬

‫خاتمة‬

‫قائمة المرجع‬
‫مقدمــة ‪:‬‬
‫ّ‬

‫يجمع الباحثون في علم " األنثروبولوجيا " على ّأنه علم حديث العهد‪ ،‬إذا ما قيس ببعض العل&&وم‬
‫أن البحث في ش &&ؤون اإلنس &&ان والمجتمع&&&ات‬
‫األخ&&&رى كالفلس&&&فة والطب والفل&&&ك ‪ ..‬وغيره&&&ا‪ .‬إالّ ّ‬
‫اإلنس &&انية ق &&ديم ق &&دم اإلنس &&ان‪ ،‬م &&ذ وعى ذات &&ه وب &&دأ يس &&عى للتفاع &&ل اإليج &&ابي م &&ع بيئت &&ه الطبيعي &&ة‬
‫واالجتماعية ‪.‬‬

‫لق&&د درج العلم&&اء والفالس&&فة في ك&&ل مك&&ان وزم&&ان ع&&بر الت&&اريخ اإلنس&&اني‪ ،‬على وض&&ع نظري&&ات‬
‫ثم‬
‫عن طبيع& &&ة المجتمع& &&ات البش& &&رية‪ ،‬وم& &&ا ي& &&دخل في نس& &&يجها وأبنيته & &ا& من دين أو س& &&اللة‪ ،‬ومن ّ‬
‫تقس&&يم ك & ّل مجتم&&ع إلى طبق&&ات بحس&&ب عاداته&&ا ومش&&اعرها& ومص&&الحها‪ .‬وق&&د أس&&همت ال&&رحالت‬
‫التجارية واالكتشافية‪ ،‬وأيضاً الحروب‪ ،‬بدور& ه&&ام في ح&&دوث االتص&&االت المختلف&&ة بين الش&&عوب‬
‫والمجتمع&&ات& البش&&رية‪ ،‬حيث ق& ّ&ربت فيم&&ا بينه&&ا وأت&&احت معرف&&ة ك & ّل منه&&ا ب&&اآلخر‪ ،‬وال س& ّ&يما م&&ا‬
‫معين لبداي& & &&ة‬
‫يتعلّ& & &&ق باللغ& & &&ة والتقالي& & &&د والقيم ‪ ..‬ول& & &&ذلك‪ ،‬فمن الص& & &&عوبة بمك& & &&ان‪ ،‬تحدي& & &&د ت& & &&اريخ ّ‬
‫األنثروبولوجيا‪&.‬‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول ‪  :‬مفهوم األنثروبولوجيا وطبيعتها وأهدافها‬

‫المطلب األو ًل‪ :‬مفهومـ األنثروبولوجيا‬

‫إن لفظة أنثروبولوجيا& ‪ ،Anthropology‬هي كلمة إنكليزية مش&تقّة من األص&ل اليون&اني& المك ّ&ون‬
‫ّ‬
‫من مقطعين ‪ :‬أن&&ثروبوس‪ ، Anthropos‬ومعن&&اه " اإلنس&&ان " و لوج&&وس ‪ ،Locos‬ومعن&&اه " علم‬
‫"‪ .‬وب &&ذلك يص &&بح مع &&نى األنثروبولوجي& &ا& من حيث اللف &&ظ " علم اإلنس &&ان " أي العلم ال &&ذي ي &&درس‬
‫بأنه &&ا العلم ال &&ذي ي &&درس اإلنس &&ان من حيث ه &&و ك &&ائن‬
‫اإلنس &&ان ول &&ذلك‪ ،‬تع & ّ&رف األنثروبولوجي &&ا‪ّ ،‬‬
‫معين &&ة ‪ ..‬ويق &&وم‬
‫عض &&وي حي‪ ،‬يعيش في مجتم &&ع تس &&وده نظم وأنس &&اق اجتماعي &&ة في ظ & ّل ثقاف &&ة ّ‬
‫بأعم&&ال متع& ّ&ددة‪ ،‬ويس&&لك& س &&لوكاً مح & ّ&دداً؛ وه&&و أيض &اً العلم ال &&ذي ي&&درس الحي &&اة البدائي &&ة‪ ،‬والحي &&اة‬
‫التنب&&ؤ بمس&&تقبل اإلنس&ان معتم&&داً على تط& ّ&وره ع&بر الت&&اريخ اإلنس&اني&‬ ‫الحديثة المعاص&&رة‪ ،‬ويح&اول& ّ‬
‫الطوي &&ل‪ . .‬ول &&ذا يعت &&بر علم دراس &&ة اإلنس &&ان (األنثروبولوجي &&ا) علم& &اً متط & ّ&وراً‪ ،‬ي &&درس اإلنس &&ان‬
‫بأنه&ا علم (األناس&ة) العلم ال&ذي ي&درس اإلنس&ان‬
‫وس&لوكه وأعماله وتع&رف األنثروبولوجي&ا أيض&اً‪ّ ،‬‬
‫‪1‬‬

‫كمخل & &&وق‪ ،‬ينتمي إلى الع & &&الم الحي & &&واني من جه & &&ة‪ ،‬ومن جه & &&ة أخ & &&رى ّأن& &&ه الوحي & &&د من األن & &&واع‬
‫يتميز& عنها جميعاً ‪ .2‬‬
‫الحيوانية كلّها‪ ،‬الذي يصنع الثقافة ويبدعها‪ ،‬والمخلوق الذي ّ‬

‫بأنه& &&ا " علم دراس& &&ة اإلنس& &&ان طبيعي& & &اً‬
‫كم& &&ا تع& & ّ&رف األنثروبولوجي& &&ا بص& &&ورة مختص& &&رة وش& &&املة ّ‬
‫أن األنثروبولوجي& & &&ا ال ت& & &&درس اإلنس& & &&ان‬
‫واجتماعي& & &اً وحض& & &&ارياً " (س& & &&ليم‪ ،1981 ،‬ص ‪ )56‬أي ّ‬
‫ككائن وحيد& بذاته‪ ،‬أو منعزل عن أبناء جنس&ه‪ّ ،‬إنم&&ا تدرس&ه بوص&&فه كائن&اً اجتماعي&اً بطبع&ه‪ ،‬يحي&ا‬
‫معين لـه ميزاته الخاصة في مكان وزمان معينين ‪.‬‬
‫في مجتمع ّ‬

‫فاألنثروبولوجي & & &ا& بوص& & &&فها دراس& & &&ة لإلنس& & &&ان في أبع& & &&اده المختلف& & &&ة‪ ،‬البيوفيزيائي& & &&ة واالجتماعي& & &&ة‬
‫والثقافي& &&ة‪ ،‬فهي علم ش& &&امل يجم& &&ع بين مي& &&ادين ومج& &&االت متباين& &&ة ومختلف& &&ة بعض& &&ها عن بعض‪،‬‬
‫تطور الجنس البشري والجماعات العرقي&&ة‪ ،‬وعن دراس&&ة النظم‬ ‫اختالف علم التشريح عن تاريخ ّ‬
‫االجتماعي&&ة من سياس& ّ&ية واقتص&&ادية وقرابي&&ة وديني&&ة وقانوني&&ة‪ ،‬وم&&ا إليه&&ا ‪ ..‬وك&&ذلك عن اإلب&&داع‬

‫عمانص ‪.15‬‬
‫مقد مة في األنثروبولوجيا التربوية‪ ،‬المطابع التعاونية‪ ،‬األردن‪ّ ،‬‬
‫أبو هالل‪ ،‬أحمد (‪ّ )1874‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ 2‬الجباوي‪ ،‬علي (‪ )1996/1997‬األنثروبولوجيا – علم اإلناسة‪ ،‬جامعة& دمشق ‪ ،‬ص ‪9‬‬


‫‪2‬‬
‫المتنوع&ة ال&تي تش&&مل ‪ :‬ال&تراث الفك&ري وأنم&اط& القيم وأنس&اق& الفك&ر‬
‫اإلنساني في مجاالت الثقاف&ة ّ‬
‫واإلب &&&داع األدبي والف &&&ني‪ ،‬ب &&&ل والع &&&ادات والتقالي &&&د ومظ &&&اهر& الس& &&لوك في المجتمع& &&ات اإلنس &&&انية‬
‫المختلفة‪ ،‬وإ ن كانت ال تزال تعطي عناية خاصة للمجتمعات التقليدية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طبيعة األنثروبولوجيا‬

‫إن الش&&عوب الناطق&&ة باللغ&&ة اإلنكليزي&&ة جميعه&&ا‪ ،‬تطل&&ق على علم األنثروبولوجي&ا& ‪ " :‬علم اإلنس&&ان‬
‫ّ‬
‫وأعمال &&ه " بينم &&ا يطل &&ق المص &&طلح ذات &&ه في البل &&دان األوروبي &&ة غ &&ير الناطق &&ة باإلنكليزي &&ة‪ ،‬على "‬
‫دراس&ة الخص&ائص الجس&مية لإلنس&ان"‪ .‬ويص&ل ه&ذا االختالف إلى طبيع&ة علم األنثروبولوجي&ا& ‪..‬‬
‫فبينم&ا& يع&&ني في أوروب&&ا‪ ،‬األنثروبولوجي&ا& الفيزيقي&&ة‪ ،‬وينظ&&ر إلى علمي اآلث&ار واللغوي&ات كف&رعين‬
‫&إن األمريك & & &&يين يس & & &&تخدمون مص & & &&طلح (اإلثنولوجي& & & &ا& أو اإلثنوغرافي & & &&ا)& لوص & & &&ف‬
‫منفص & & &&لين‪ ،‬ف & & & ّ‬
‫(اإلثنوجرافيا& الثقافية) والتي يطلق عليها البريطانيون (األنثروبولوجيا& االجتماعية) ‪.‬‬

‫ففي إنكل&&ترا مثالً‪ ،‬يطل&&ق مص&&طلح األنثروبولوجي&&ا‪ ،‬على دراس&&ة الش&&عوب وكياناته &ا& االجتماعي&&ة‪،‬‬
‫أن‬
‫أم& &&ا في أمريك & &&ا‪ ،‬ف & &&يرى العلم & &&اء ّ‬
‫م & &&ع مي & &&ل خ & &&اص للتأكي & &&د على دراس & &&ة الش & &&عوب البدائي & &&ة‪ّ .‬‬
‫أن علماء فرنس&&ا‬
‫األنثروبولوجيا‪ &،‬هي علم دراسة الثقافات البشرية البدائية والمعاصرة‪ ،‬في حين ّ‬
‫يعنون بهذا المصطلح‪ ،‬دراسة اإلنسان من الناحية الطبيعية‪ ،‬أي " العضوية "‬

‫فعلم األنثروبولوجيا ير ّكز اهتمامه على كائن واحد‪ ،‬هو اإلنسان‪ ،‬ويحاول& فهم أن&&واع الظ&&اهرات‬
‫المختلف& &&ة ال& &&تي ت& &&ؤثّر في& &&ه ‪ ..‬في حين تر ّك& & ز& العل& &&وم األخ& &&رى& اهتمامه& &&ا على أن& &&واع مح& & ّ&ددة من‬
‫الظ &&اهرات ّأنى وج &&دت في الطبيع &&ة ‪.‬وك &&ان علم األنثروبولوجي &&ا‪ ،‬وم &&ا زال‪ ،‬يح &&اول فهم ك&& ّل م &&ا‬
‫يمكن فهم&&ه أو معرفت&&ه عن طبيع&&ة ه&&ذا المخل&&وق& الغ&&ريب ال&&ذي يس&&ير على ق&&دمين‪ ،‬وك&&ذلك فهم‬
‫سلوكه الذي يفوق طبيعته الجسمية غرابة ‪.‬‬

‫طورته& & &ا& العل & &&وم‬


‫أن علم & &&اء األنثروبولوجي & &&ا‪ ،‬اس & &&تطاعوا اس & &&تخدام بعض األس & &&اليب ال & &&تي ّ‬
‫وم & &&ع ّ‬
‫أن إس&&هامهم&‬
‫&إنهم قلّم&&ا اض&&طروا& إلى انتظ&&ار تط& ّ&ور مث&&ل ه&&ذه األس&&اليب ‪ ..‬والواق&ع& ّ‬ ‫االجتماعي&&ة‪ ،‬ف& ّ‬
‫في تط & ّ&ور& العل &&وم االجتماعي &&ة‪ ،‬ال يق& & ّل ش &&أناً عن إس &&هام ه &&ذه العل &&وم في تط & ّ&ور& األنثروبولوجي &&ا‪.‬‬
‫ول& &&ذلك‪ ،‬ينقس& &&م علم األنثروبولوجي& &&ا إلى قس& &&مين أساس& &&يين كب& &&يرين ‪ :‬يبحث األول في اإلنس& &&ان‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫ويع& & & &&رف باألنثروبولوجي& & & &&ا الطبيعي& & & &&ة‪ ،‬في حين يبحث الث& & & &&اني في أعم& & & &&ال اإلنس& & & &&ان‪ ،‬ويع& & & &&رف&‬
‫‪1‬‬
‫باألنثروبولوجيا الثقافية ‪ /‬الحضارية ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف دراسة األنثروبولوجيا‪ ‬‬

‫&إن دراس&&تها تحقّ&&ق مجموع&&ة من األه&&داف‪ ،‬يمكن‬


‫اس&&تناداً إلى مفه&&وم االنثروبولوجي&&ا وطبيعته&&ا‪ ،‬ف& ّ‬
‫حصرها في األمور التالية ‪ :‬‬

‫‪ -3/1‬وص& &&ف مظ& &&اهر الحي& &&اة البش& &&رية والحض& &&ارية وص& &&فاً دقيق & &اً‪ ،‬وذل& &&ك عن طري& &&ق معايش& &&ة‬
‫الب&&احث المجموع&&ة أو الجماع&&ة المدروس&&ة‪ ،‬وتس&&جيل ك & ّل م&&ا يق&&وم ب&&ه أفراده &ا& من س&&لوكات في‬
‫اليومية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تعاملهم‪ ،‬في الحياة‬

‫‪ -3/2‬تصنيف مظاهر الحياة البشرية والحضارية بع&&د دراس&تها& دراس&&ة واقعي&ة‪ ،‬وذل&&ك للوص&&ول‬
‫إلى أنم&&&اط إنس&&&انية عام&&&ة‪ ،‬في س&&&ياق ال&&&ترتيب التط&& ّ&وري الحض &&اري& الع &&ام لإلنس &&ان ‪( :‬ب&&&دائي‪-‬‬
‫زراعي‪ -‬صناعي – معرفي& – تكنولوجي)‪ ‬‬

‫التغي&&ر وعمليات&&ه بدقّ&&ة علمي&&ة ‪..‬‬


‫التغي&&ر ال&&ذي يح&&دث لإلنس&&ان‪ ،‬وأس&&باب ه&&ذا ّ‬
‫‪ -3/3‬تحدي&&د أص&&ول ّ‬
‫وذل &&ك ب &&الرجوع& إلى ال &&تراث اإلنس&&&اني وربط&&&ه بالحاض&&&ر من خالل المقارن &&ة‪ ،‬وإ يج &&اد عناص&&&ر‬
‫التغيير المختلفة ‪.‬‬

‫والتوقع& & &&ات التّج& & &&اه التغي& & &&ير المحتم& & &&ل‪ ،‬في الظ& & &&واهر& اإلنس& & &&انية ‪/‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -4/3‬اس& & &&تنتاج المؤ ّش & & &رات‬
‫وبالتصور بالتالي إلمكانية التنبؤ بمس&&تقبل الجماع&&ة البش&&رية ال&&تي‬
‫ّ‬ ‫تتمم دراستها‪،‬‬
‫الحضارية التي ّ‬
‫أجريت عليها الدراسة‪.‬‬

‫أن التب&&اين الع&&رقي& بين ب&&ني البش&&ر‪ ،‬ه&&و الخاص&&ة البيولوجي&&ة ال&&تي تس&&تأثر باهتم&&ام الع& ِ&الم‬
‫ويب&&دو ّ‬
‫الحديث‪ ،‬أكثر من سائر الخواص البيولوجية األخرى عند اإلنس&&ان‪ .‬ويب&&ذل المص& ّ&نفون العرقي&&ون‬
‫ص& & & &ل إلى تص& & & &&نيف ع & & &&رقي مث & & &&الي‪ .‬فك & & &&ان من نت& & & &&ائج انش & & &&غال علم & & &&اء‬
‫مح & & &&اوالت دائب & & &&ة للتو ّ‬
‫األنثروبولوجيا& الجسمية بمشكلة العرق‪ ،‬أن اكتسب مفهوم النوع (الع&&رق) رس&وخاً& أع&اق التفك&&ير‬

‫‪1‬لينتون‪ ،‬رالف (‪ ) 1967‬األنثروبولوجيا وأزمة العالم الحديث‪ ،‬ترجمة ‪ :‬عبد الملك الناشف‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت‬
‫ص ‪ .16-15‬‬
‫‪4‬‬
‫بالك&&ائن البش&&ري ذات&&ه‪ .‬فاألص&&ناف العرقي&&ة البش&&رية ظلّت‪ ،‬وإ لى عه&&د ق&&ريب‪ ،‬تعت&&بر كيان&&ات ثابت&&ة‬
‫التغير الفطرية‪ .‬‬
‫نسبياً‪ ،‬وقادرة على الصمود أمام تأثيرات البيئة أو قوى ّ‬

‫أدى إلى ف& &&رض ع& &&دد مح& &&دود& من التص& &&نيفات‬
‫أن التط& & ّ&رف في تمجي& &&د فك& &&رة الع& &&رق‪ّ ،‬‬
‫ويالح& &&ظ ّ‬
‫وأدى بالتالي إلى زج األفراد في ه&&ذه‬
‫حد له‪ّ ،‬‬
‫بتنوع ال ّ‬
‫الصارمة على بني البشر الذين يمتازون ّ‬
‫التصنيفات‪ ،‬بصورة تطمس صفاتهم األصلية الخاصة‪ 1.‬‬

‫إن اهتمام األنثروبولوجيا بدراسة المجتمعات اإلنسانية كلّها‪ ،‬وعلى المستويات& الحضارية كاف&&ة‪،‬‬
‫ّ‬
‫يعت&&بر منطلق&اً أساس&&ياً& في فلس&&فة علم األنثروبولوجي&&ا وأه&&دافها‪ .‬ولكن على ال&&رغم من التو ّس&ع في‬
‫مج& &&ال الدراس& &&ات األنثروبولوجي& &&ة‪ ،‬فم& &&ا زالت االهتمام& &&ات التقليدي& &&ة لألنثروبولوجي& &&ا‪ ،‬وال س& & ّ&يما‬
‫وص &ف& الثقاف&&ات وأس&&لوب حي&&اة المجتمع&&ات‪ ،‬ودراس&&ة اللغ&&ات واللهج&&ات المحلي&&ة وآث&&ار م&&ا قب&&ل‬
‫عم&ا ع&&داها من العل&&وم األخ&&رى‪ ،‬وال س& ّ&يما‬
‫تؤك&&د وال ش&&ك‪ ،‬تف& ّ&رد مج&&ال األنثروبولوجي&&ا ّ&‬
‫الت&&اريخ‪ّ ،‬‬
‫‪2‬‬
‫علم االجتماع‪.‬‬

‫أهمي&&ة الدراس&&ات األنثروبولوجي&&ة في تحدي&&د ص&&فات الكائن&&ات البش&&رية‪ ،‬وإ يج&&اد‬


‫ومن هن&&ا ك&&انت ّ‬
‫التعصب واألحكام& المسبقة التي ال تس&تند إلى أي&ة أص&ول‬
‫ّ‬ ‫القواسم المشتركة فيما بينها‪ ،‬بعيداً عن‬
‫علمية‪ .‬‬

‫وإ ذا ك &&ان علم األنثروبولوجي &&ا‪ ،‬بدراس &&اته المختلف &&ة‪ ،‬ق &&د اس &&تطاع أن ينجح في إثب &&ات الكث &&ير من‬
‫أهم م&&ا‬‫&إن ّ‬
‫الظ&&واهر& الخاص&&ة بنش&&أة اإلنس&&ان وطبيعت&&ه‪ ،‬ومراح&&ل تط& ّ&وره الثق&&افي ‪ /‬الحض&&اري‪ ،‬ف& ّ‬
‫أن الش & &&عوب البش & &&رية بأجناس& & &&ها المتع& & & ّ&ددة‪ ،‬تتش & &&ابه إلى ح & & ّ&د التط& & &&ابق في طبيعته & &&ا‬
‫أثبت & &&ه ه & &&و‪ّ ،‬‬
‫سيما في النواحي العضوية والحيوية ‪.‬‬
‫األساسية‪ ،‬وال ّ‬

‫‪1‬‬
‫مرجع سابق ‪:‬لينتون‪ ،1967 ،‬ص ‪46‬‬
‫قص ة األنثروبولوجيا – فصول في تاريخ علم اإلنسان‪ ،‬عالم المعرفة (‪ ،)98‬شباط‪ ،‬الكويت ‪،‬ص‬
‫فهيم‪ ،‬حسين (‪ّ )1986‬‬
‫‪2‬‬

‫‪.35‬‬
‫‪5‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نشأة األنثروبولوجيا وتاريخها‬

‫المطلب األول‪ :‬األنثروبولوجيا في العصر القديم ‪:‬‬

‫أن الرحل&&ة ال&&تي ق&&ام به&&ا المص&&ريون الق&&دماء‬


‫يجم&&ع معظم علم&&اء االجتم&&اع واألنثربولوجي&&ا‪ ،‬على ّ‬
‫في ع&&ام ‪ 1493‬قب&&ل الميالد إلى بالد ب&&ونت (الص&&ومال حالي &اً)به&&دف التب&&ادل التج&&اري‪ ،‬تع& ّ&د من‬
‫أقدم الرحالت التاريخية في التعارف بين الشعوب‪ .‬وقد كانت الرحلة مؤلّفة من خمسة م&&راكب‪،‬‬
‫على متن ك& & ّل منه &&ا ‪ /31/‬راكب& &اً‪ ،‬وذل &&ك به &&دف تس &&ويق& بض &&ائعهم& النفيس &&ة ال &&تي ش &&ملت البخ &&ور‬
‫والعط& &&ور ‪.‬ونتج عن ه& &&ذه الرحل& &&ة اتص& &&ال المص& &&ريين الق& &&دماء ب& &&أقزام أفريقي& &&ا‪ .‬وتأكي& &&داً إلقام& &&ة‬
‫صورت النقوش في معبد الدير البحري‪ ،‬استقبال ملك وملكة بالد ‪/‬‬
‫عالقات معهم فيما بعد‪ ،‬فقد ّ‬
‫بونت ‪ /‬لمبعوث مصري&‬

‫‪-1‬عند اإلغريق (اليونانيين القدماء )‪:‬‬

‫يع & ّ&د الم &&ؤرخ اإلغ &&ريقي (اليون &&اني) ه &&يرودوتس& ‪ ،‬ال &&ذي ع &&اش في الق &&رن الخ &&امس قب &&ل الميالد‪،‬‬
‫محب&اً لألس&&فار‪ ،‬أول من ص ّ&ور& أحالم الش&&عوب وع&اداتهم وط&رح& فك&رة وج&&ود تن ّ&وع‬
‫وكان رحال&ة ّ‬
‫وفوارق فيما بينها‪ ،‬من حيث النواحي الساللية والثقافية واللغوية والدينية‪ .‬ول&&ذلك‪ ،‬يعت&&بره معظم‬
‫األول في التاريخ ‪.‬‬
‫مؤرخي األنثربولوجيا الباحث األنثروبولوجي& ّ‬
‫ّ‬

‫‪ -2‬عند الرومان ‪:‬‬

‫امت& & ّ&د عص& &&ر اإلمبراطوري& &&ة الروماني& &&ة ح& &&والي س& &&تة ق& &&رون‪ ،‬ت& &&ابع خالله& &&ا الروم& &&ان م& &&ا طرح& &&ه‬
‫اليون & &&انيون من مس & &&ائل وأفك & &&ار ح & &&ول بن & &&اء المجتمع & &&ات اإلنس & &&انية وطبيعته & &&ا‪ ،‬وتفس & &&ير التب & &&اين‬
‫وجه&&وا‬
‫المجردة للحياة اإلنسانية‪ ،‬ب&&ل ّ‬
‫ّ‬ ‫ولكنهم لم يأخذوا بالنماذج المثالية‪/‬‬
‫واالختالف فيما بينها‪ّ ..‬‬
‫دراس &&اتهم& نح &&و الواق &&ع الملم &&وس والمحس &&وس‪ .‬وم &&ع ذل &&ك‪ ،‬ال يج &&د األن &&ثروبولوجيون في الفك &&ر‬
‫الروم&&اني& م&&ا يمكن اعتب&&اره كإس&&هامات أص&&يلة في نش&&أة علم مس&&تق ّل لدراس&&ة الش&&عوب وثقاف&&اتهم‪،‬‬
‫أو تقاليد راسخة لمثل هذه الدراسات ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ولكن‪ ،‬يمكن أن يس & &&تثنى من ذل & &&ك‪ ،‬أش & &&عار ‪ /‬ك & &&اروس لوكرتي & &&وس& ‪ /‬ال & &&تي احت & &&وت على بعض‬
‫&منها&‬
‫األفكار االجتماعية الهامة‪ .‬فقد تناول موض&&وعات ع ّ&دة عرض&ها في س&تة أب&واب رئيس&ة‪ ،‬ض ّ‬
‫ص& &ص‬
‫أفك &&اره ونظريات &&ه عن الم &&ادة وحرك &&ة األج &&رام الس &&ماوية وش &&كلها‪ ،‬وتك &&وين الع &&الم ‪ ..‬وخ ّ‬
‫األول والعق & &&د‬
‫الب & &&اب الس & &&ادس لع & &&رض فك & &&رتي& ‪ :‬التط & & ّ&ور والتق & & ّ&دم‪ ،‬حيث تح & & ّ&دث عن اإلنس & &&ان ّ‬
‫االجتم&&&اعي‪ ،‬ونظ&&&امي الملكي&&&ة والحكوم&&&ة‪ ،‬ونش&&&أة اللغ&&&ة‪ ،‬إض &&افة إلى مناقش &&ة الع &&ادات والتقالي&&&د‬

‫والفنون واألزياء والموسيقى‪-3 1‬عند الصينيين القدماء‪:‬‬

‫&ؤرخين‪ ،‬وال س&ّ&يما األن&&ثروبولوجيون منهم‪ّ ،‬أن&ه على ال&رغم من اهتم&&ام الص&&ينيين‬
‫يعتق&د بعض الم ّ‬
‫القدماء بالحضارة الرومانية وتقديرها‪ ،‬فلم يجدوا فيها ما ينافس حضارتهم‪ .‬‬

‫ك&&ان الص&&ينيون الق&&دماء يش&&عرون ب&&األمن واله&&دوء& داخ&&ل ح&&دود بالدهم‪ ،‬وك&&انوا مكتفين ذاتي &اً من‬
‫الناحي& &&ة االقتص& &&ادية المعاش& &&ية‪ ،‬ح& &&تى أن تج& &&ارتهم& الخارجي& &&ة انحص& &&رت فق& &&ط في تب& &&ادل الس& &&لع‬
‫والمن&&افع‪ ،‬من دون أن يك&&ون له&&ا ت&&أثيرات ثقافي&&ة عميق&&ة‪ .‬فلم يعب&&أ الص&&ينيون& في الق&&ديم بالثقاف&&ات‬
‫األخ&&&رى خ&&&ارج ح&&&دودهم‪ ،‬وم&&&ع ذل&&&ك‪ ،‬لم يخ && ُل ت&&&اريخهم من بعض الكتاب &&ات الوص &&فية لع&&&ادات‬
‫الجماعات البربرية‪ ،‬والتي كانت تتّسم باالزدراء واالحتقار‬

‫المطلب الثاني‪ -‬األنثربولوجيا في العصور الوسطى‬

‫&ؤرخين أن ه & &&ذه العص & &&ور‪ ،‬تمت & & ّ&د من الق & &&رن الراب & &&ع إلى الق & &&رن الراب & &&ع عش & &&ر‬
‫يجم & &&ع معظم الم & & ّ‬
‫الميالدي‪ .‬وق & &د& اص& &&طلح على تس& &&ميتها& بالعص& &&ور الوس& &&طى& كونه& &&ا ارتبطت بت& &&دهور& الحض& &&ارة‬
‫وألنه &ا& من جه &&ة وقعت بين عه &&دين هم &&ا‪:‬‬
‫األوربي &&ة وارت &&داد& الفك &&ر إلى حقب &&ة مظلم &&ة من جه &&ة‪ّ ،‬‬
‫نهاي&&ة ازده&&ار& الفلس&&فات األوربي&&ة القديم&&ة (اليوناني&&ة والروماني&&ة) وبداي&&ة عص&&ر النهض&&ة األوربي&&ة‬
‫(عص&ر التن&وير) واالنطالق& إلى مج&االت جدي&دة من استكش&اف الع&والم األخ&رى‪ ،‬وإ حي&اء ال&تراث‬
‫الفك &&ري الق &&ديم‪ ،‬وإ ب &&داعات في الفن &&ون واآلداب المختلف &&ة‪ ،‬في ال &&وقت ال &&ذي ك &&انت في &&ه الحض &&ارة‬
‫العربية اإلسالمية تزدهر‪ ،‬وتتّسع لتشمل مجاالت العلوم المختلفة ‪.‬‬

‫‪ -1‬العصور الوسطى في أوربا ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫قص ة األنثروبولوجيا‪ -‬فصول في تاريخ اإلنسان‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬الكويت ص‪- 47‬‬
‫فهيم‪ ،‬حسين (‪ّ )1986‬‬
‫‪7‬‬
‫المؤرخون& ّأنه في ه&&ذه العص&ور الوس&&طى& (المظلم&ة) ت&&دهور التفك&ير العقالني‪ ،‬وأدينت ّأي&ة‬
‫ّ‬ ‫يذكر‬
‫تقدم&&ه الكنيس&&ة من تفس &&يرات للك&&ون والحي&&اة اإلنس &&انية‪،‬‬
‫&يحية‪ ،‬أو م&&ا ّ‬
‫أفك&&ار& تخ&&الف التع&&اليم المس& ّ‬
‫وجهت منطلق &&ات‬
‫س &&واء في منش &&ئها أو في مآله &&ا‪ .‬ولكن إلى ج &&انب ذل &&ك‪ ،‬ك &&انت مراك &&ز أخ &&رى ّ‬
‫المعرف&&ة‪ ،‬وح& ّ&ددت طبيع&&ة الحض&&ارة الغربي&&ة في تل&&ك العص&&ور‪ ،‬كبالط المل&&وك مثالً‪ ،‬ال&&ذي ك&&ان‬
‫‪1‬‬
‫يضم في العادة‪ ،‬فئات من المثقفين كرجال اإلدارة والسياسة والشعراء‪.‬‬
‫ّ‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األنثروبولوجيا في عصر النهضة األوروبية‪ ‬‬

‫أن عص&ر النهض&ة في أورب&ا‪ ،‬ب&دأ في نهاي&ة الق&رن الراب&ع عش&ر الميالدي‪،‬‬
‫المؤرخ&ون على ّ‬
‫ّ‬ ‫يتّفق‬
‫حيث ش&&رع األوروبي&&ون بعملي&&ة دراس&&ة انتقائي&&ة للعل&&وم والمع&&ارف& اإلغريقي&&ة والعربي&&ة ‪ ،‬مترافق&&ة‬
‫بحركة ريادية نشطة لالستكشافات الجغرافية‪ .‬وتبع ذلك االنتقال من المنهج الفلس&&في إلى المنهج‬
‫العلمي التجري&&بي‪ ،‬في دراس&&ة الظ&&واهر الطبيعي&&ة واالجتماعي&&ة‪ ،‬وال&&ذي تبل&&ور وتكام&&ل في الق&&رن‬
‫السابع عشر‬

‫أدت إلى ترس & &&يخ عص & &&ر النهض & &&ة أو م & &&ا س & & ّ&مي (عص & &&ر التن & &&وير)‬
‫التغي & &&رات مجتمع & &&ة ّ‬
‫إن ه & &&ذه ّ‬
‫ّ‬
‫وأس &&همت بالت &&الي في بل &&ورة االنثربولوجي &&ا في نهاي &&ة الق &&رن التاس &&ع عش &&ر‪ ،‬كعلم ي &&درس تط & ّ&ور‬
‫الحض & &&ارة البش & &&رية في إطاره & &&ا الع & &&ام وع & &&بر الت & &&اريخ اإلنس & &&اني‪ .‬األم & &&ر ال & &&ذي اس & &&تلزم& ت & &&وافر&‬
‫الموض & &&وعات& الوص & &&فية عن ثقاف & &&ات الش & &&عوب وحض & &&اراتها‪ &،‬في أوروب & &&ا وخارجه & &&ا‪ ،‬من أج & &&ل‬
‫معين&&ة‪،‬‬
‫تطوري&&ة ّ‬
‫ّ‬ ‫المقارن&&ات‪ ،‬والتع& ّ&رف إلى أس&&اليب حي&&اة ه&&ذه الش&&عوب وترتيبه &ا& بحس&&ب مراح&&ل‬
‫بحيث يضع ذلك أساساً لنشأة علم األنثروبولوجيا& ‪.‬‬

‫&افية مش&&هورة أثّ&&رت في علم األنثروبولوجي &&ا‪ ،‬م&&ا ق&&ام به&&ا ‪/‬‬
‫أهم رحل&&ة أو( رحالت) استكش& ّ‬
‫لع & ّل ّ‬
‫كريس&&توف& كولومب&&وس ‪/‬إلى الق&&ارة األمريكيـة م&&ا بين (‪ )1502 &-1492‬حيث زخ&&رت مذ ّكرات&&ه‬
‫عن مش&&اهداته واحتكاكات&&ه بس&&كان الع&&الم الجدي&&د‪ ،‬ب&&الكثير من المعلوم&&ات والمع&&ارف& عن أس&&اليب‬
‫حياة تلك الشعوب وعاداتها وتقاليدها‪ ،‬اتّسمت بالموضوعية نتيجة للمشاهدة المباشرة ‪.‬‬

‫إن أه&&ل تل&&ك الج&&زركلّهم&‬


‫ومم&&ا قال&&ه في وص&&ف س&&كان ج&&زر الكاريبي&&ان في المحي&&ط األطلس&&ي ‪ّ " :‬‬
‫ّ‬
‫فثم&&ة بعض النس&&اء الل&&واتي‬
‫أمه&&اتهم‪ .‬وم&&ع ذل&&ك‪ّ ،‬‬
‫ع&&راة تمام&اً‪ ،‬الرج&&ال منهم والنس&&اء‪ ،‬كم&&ا ول&&دتهم َّ‬

‫‪1‬‬
‫مرجع سابق ‪ ،1986 ،‬ص ‪50‬‬
‫‪8‬‬
‫&ورتهن ب&&ورق الش&&جر‪ ،‬أو قطع&&ة من نس&&يج األلي&&اف تص&&نع له&&ذا الغ&&رض‪ .‬ليس&&ت ل&&ديهم‬
‫ّ‬ ‫يغطين ع&‬
‫أس &&لحة وم &&واد& من الحدي &&د أو الص &&لب وهم ال يص &&لحون الس &&تخدامها& على ّأي&&ة ح &&ال‪ .‬وال يرج &&ع‬
‫السبب في ذلك إلىضعف أجسادهم‪ ،‬وإ ّنما إلى كونهم خجل&&ون ومس&&المون بش&&كل يث&&ير اإلعج&&اب‪..‬‬
‫"‬

‫والخلُ&&ق‪ ،‬وق& ّ&وة البني&&ة‬


‫الخل&&ق ُ‬
‫وكتب في وص&&فه لس&&كان أمريك&&ا األص&&ليين ‪ّ " :‬إنهم يتمتّع&&ون بحس&&ن َ‬
‫يترددون في إعط&&اء‬ ‫حد ّأنهم ال ّ‬
‫التصرف فيما يمتلكون‪ ،‬إلى ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجسدية‪ .‬كما ّأنهم يشعرون بحرية‬
‫من يقصدهم ّأياً من ممتلكاتهم‪ ،‬عالوة على ّأنهم يتقاسمون ما عندهم برضى& وسرور ‪ "..‬وهك&&ذا‬
‫ك&&ان ل&&رحالت كول&&ومبس& واكتش&&افه الع&&الم الجدي&&د (أمريك&&ا) ع&&ام ‪1492‬أثره&&ا الكب&&ير في إدخ&&ال‬
‫مما أثّ&&ر‬
‫أوروبا& حقبة جديدة‪ ،‬وفي& تغيير النظرة إلى اإلنسان عامة‪ ،‬واإلنسان األوروبي خاصة‪ّ ،‬‬
‫ألن هذه االكتشافات الجغرافية ‪ /‬االجتماعية وما تبعه&&ا‬
‫بالتالي في الفكر األنثروبولوجي‪ .‬وذلك‪ّ ،‬‬
‫من معرف & &&ة س & &&كان ه & &&ذه األرض بم& & &&يزاتهم وأنم & &&اط& حي& & &&اتهم‪ ،‬أظه & &&رت بوض & &&وح& تن & & ّ&وع الجنس‬
‫البش&&ري‪ ،‬وأث&&ارت كث&&يراً من المس&&ائل والدراس&&ات ح&&ول قض&&ايا النش&&وء والتط& ّ&ور& عن&&د الكائن&&ات‬
‫البشرية‪ .‬‬

‫تمي&&ز عص&&ر النهض&&ة األوربي&&ة‪ ،‬بظ&&اهرة ك&&ان له&&ا ت&&أثير في تولي&&د نظري&&ات جدي&&دة عن الع&&الم‬
‫لق&&د ّ‬
‫أن المف ّك& &&رين اتفق& &&وا‪ ،‬على ال& &&رغم من تب& &&اين وجه& &&ات نظ& &&رهم‪ ،‬على مناهض& &&ة‬
‫واإلنس& &&ان‪ ،‬وهي ّ‬
‫فلس &&فة العص &&ور& الوس &&طى الالهوتي &&ة‪ ،‬ال &&تي أع &&اقت فض &&ول العق &&ل اإلنس &&اني إلى معرف &&ة أص &&ول‬
‫األش&&ياء ومص&&ادرها‪ &،‬وتك&&وين الطبيع&&ة وقوانينه&&ا‪ ،‬وص&&فات اإلنس&&ان الجس&&دية والعقلي&&ة واألخالقي&&ة‪.‬‬
‫‪1‬وظه&&ر نتيج&&ة له&&ذا الموق&&ف الجدي&&د اتّج&&اه لدراس&&ة اإلنس&&ان‪ ،‬ع&&رف بالم&&ذهب اإلنس&&اني (العلمي)‬
‫اقتضى دراسة الماضي من أجل فهم الحاضر‪ ،‬حيث اتّجهت دراسة الطبيع&&ة اإلنس&&انية وفهم ماهيته&&ا‬
‫التطورية لإلنسان ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وأبعادها وفق المراحل التاريخية‪/‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مجاالت االنتربولوجيا‬

‫المطلب األول‪ :‬األنثروبولوجيا الثقافية‬

‫‪ -1‬تعريف األنثروبولوجيا الثقافية‬

‫‪1‬‬
‫‪. ‬مرجع سابق ‪ ،1986 ،‬ص‪86‬‬
‫‪9‬‬
‫بأنه &&ا العلم ال &&ذي ي &&درس اإلنس &&ان من حيث ه &&و‬
‫تع & ّ&رف األنثروبولوجي &&ا الثقافي &&ة ‪-‬بوج &&ه ع &&ام ‪ّ -‬‬
‫معين &&ة‪ .‬وعلى ه &&ذا اإلنس &&ان أن يم &&ارس س &&لوكاً يتواف &&ق م &&ع س &&لوك‬
‫عض &&و في مجتم &&ع لـه ثقاف &&ة ّ‬
‫األفراد في المجتمع (الجماعة) المحيط به‪ ،‬يتحلّى بقيم&&ه وعادات&&ه وي&&دين بنظام&ه ويتح& ّ&دث بلغ&&ة‬
‫قومه ‪.‬‬

‫يهتم بدراس&ة الثقاف&&ة اإلنس&انية‪ ،‬ويع&نى&‬


‫&إن األنثروبولوجي&ا& الثقافي&&ة ‪:‬هي ذل&ك العلم ال&&ذي ّ‬
‫ولذلك‪ ،‬ف& ّ‬
‫بدراس&&ة أس&&اليب حي&&اة اإلنس&&ان وس&&لوكاته النابع&&ة من ثقافت&&ه‪ .‬وهي ت&&درس الش&&عوب القديم&&ة‪ ،‬كم&&ا‬
‫‪1‬‬
‫تدرس الشعوب المعاصرة‪.‬‬

‫فاألنثروبولوجيا& الثقافية إذن‪ ،‬تهدف إلى فهم الظاهرة الثقافية وتحديد عناصرها‪ .‬كم&&ا ته&&دف إلى‬
‫دراس&&ة عملي&&ات التغي&&ير الثق&&افي والتم&&ازج& الثق&&افي‪ ،‬وتحدي &د& الخص&&ائص المتش&&ابهة بين الثقاف&&ات‪،‬‬
‫معين ‪.‬‬
‫معينة في مجتمع ّ‬
‫التطورية لثقافة ّ‬
‫ّ‬ ‫وتفسر بالتالي المراحل‬
‫ّ‬

‫وله&&ذا اس&&تطاع علم&&اء األنثروبولوجي&ا& الثقافي&&ة أن ينجح&&وا في دراس&&اتهم ال&&تي أجروه&&ا على حي&&اة‬
‫اإلنسان‪ ،‬سواء م&&ا اعتم&&د منه&ا على ال&تراث المكت&وب لإلنس&ان الق&ديم وتحلي&&ل آثاره&&ا‪ ،‬أو م&&ا ك&ان‬
‫منها يتعلّق باإلنسان المعاصر& ضمن إطاره االجتماعي المعاش ‪.‬‬

‫‪-2‬أقسام األنثروبولوجيا الثقافية ‪:‬‬

‫على ال &&رغم من تع & ّ&دد العناص &&ر الثقافي &&ة‪ ،‬وت &&داخل مض &&موناتها وتفاعله &&ا في النس &&يج الع &&ام لبني &&ة‬
‫المجتم &&ع اإلنس &&اني‪ ،‬فق &&د اتّف &&ق األن &&ثروبولوجيون على تقس &&يم األنثروبولوجي &&ا الثقافي &&ة إلى ثالث &&ة‬
‫أقس&&ام& أساس& ّ&ية‪ ،‬هي ‪( :‬علم اآلث&&ار – علم اللغوي&&ات – وعلم الثقاف&&ات المق&&ارن) وفيم&&ا يلي ش&&رح‬
‫لك ّل منها‪:‬‬

‫‪-1‬علم اللغويات ‪:‬‬

‫والحي&&ة‪ ،‬وال س & ّ&يما المكتوب &&ة‬


‫ّ‬ ‫ه &&و العلم ال &&ذي يبحث في ت &&ركيب اللغ &&ات اإلنس &&انية‪ ،‬المنقرض &&ة‬
‫الحي&&ة المس&&تخدمة‬ ‫منه&&ا في الس&&جالّت التاريخي&&ة فحس&&ب‪ ،‬كالالتيني&&ة أو اليوناني&&ة القديم&&ة‪ ،‬واللغ&&ات ّ‬
‫ويهتم دارسو& اللغات بالرموز& اللغوي&&ة المس&&تعملة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫في الوقت كالعربية والفرنسية واإلنكليزية‪. .‬‬
‫إلى جانب العالقة القائمة بين لغة شعب ما‪ ،‬والجوانب األخرى من ثقافته‪ ،‬باعتب&ار اللغ&&ة وع&&اء‬
‫ناقالً للثقافة‪.‬‬

‫‪ 1‬بيلز‪ ،‬رالف ؛ هويجرا‪ ،‬هاري (‪ )1977‬مقدّمة في األنثروبولوجيا‪ #‬العامة‪ ،‬ترجمة ‪ :‬محمد الجوهري وآخرون‪ ،‬دار النهضة‬
‫المصرية‪ ،‬القاهرة ‪ ،.‬ص ‪21‬‬
‫‪10‬‬
‫الحي&&ة األخ&&رى‪،‬‬
‫يتمي&&ز به&&ا الك&&ائن اإلنس&&اني عن غ&&يره من الكائن&&ات ّ‬
‫إن اللغ&&ة من الص&&فات ال&&تي ّ‬
‫ّ‬
‫فهي طريق&ة التخ&اطب والتف&اهم بين األف&راد والش&عوب‪ ،‬بواس&طة رم&وز ص&وتية وأش&كال كالمي&ة‬
‫متّف&&ق عليه&&ا‪ ،‬ويمكن تعلّمه&&ا ‪ ..‬عالوة على ّأنه&&ا وس&&يلة لنق&&ل ال&&تراث الثق&&افي ‪ /‬الحض&&اري‪ ،‬حيث‬
‫يمكن استخدام& معظم اللغات في كتابة هذا التراث ‪.‬‬

‫ي&&&درس علم&&&اء األنثروبولوجي&&&ا‪ ،‬اللغ&&&ة في س&&&ياقها& االجتم &&اعي والثق &&افي‪ ،‬في المك &&ان والزم&&&ان‪.‬‬
‫بالمقوم& &&ات العام& &&ة للغ &&ة وربطه& &&ا بالتم &&اثالت الموج& &&ودة في‬
‫ّ‬ ‫ويق&&&وم& بعض&&&هم& باس& &&تنتاجات تتعلّ&&&ق‬
‫بالمتحدرات عنه&&ا‬
‫ّ‬ ‫الدماغ اإلنساني‪ .‬ويقوم& آخرون بإعادة بناء اللغات القديمة من خالل مقارنتها&‬
‫في الوقت الحاضر‪ ،‬ويحصلون من ذلك على اكتشافات تاريخية عن اللغة‪.‬‬

‫ص&لوا من‬ ‫أن علماء اللغة لم يتم ّكنوا& من تحدي&&د أس&&بقية لغ&&ة على أخ&&رى‪ ،‬فق&&د تو ّ‬ ‫وعلى الرغم من ّ‬
‫خالل دراس&&&اتهم إلى تص&&&نيف& اللغ&&&ات المختلف&&&ة بحس&&&ب طبيعته &&ا واس &&تخدامها‪ ،‬في ثالث&&&ة أقس&&&ام&‬
‫هي ‪:‬‬

‫‪-‬اللغــات المنعزلــة ‪ :‬وهي اللغ &&ات ال &&تي تتخ &&اطب به &&ا فئ &&ات منعزل &&ة عن الفئ &&ات األخ &&رى‪ ،‬وال‬
‫المتحدثة بها‪ .‬وهي لغة ال تكتب وليس لها تاريخ ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تفهمها إالّ تلك الفئات‬

‫ولكنه& & &ا& ملتص & &&قة بهم‬


‫‪-‬اللغ ــات الملتص ــقة ‪ :‬وهي اللغ & &&ات ال & &&تي تتخ & &&اطب به & &&ا ش & &&عوب كب & &&يرة‪ّ ،‬‬
‫وبتراثهم‪ .‬وهي لغات معروفة‪ ،‬ولكن ليس لها قواعد‪ ،‬وإ ّنما تعتمد على المقاطع والكلم&&ات‪ ،‬مث&&ل‬
‫الصينية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ :‬اللغة‬

‫‪-‬اللغــــات ذات القواعــــد (النحــــو والصــــرف) ‪ :‬وهي اللغ & & &&ات الحديث & & &&ة ال & & &&تي تس & & &&تخدمها األمم‬
‫ض&رة‪ ،‬له&&ا قواع&&د نحوي&&ة وص&&رفية‪ ،‬تض&&بط& جمله&&ا وقوالبه&&ا اللغوي&&ة‪ ،‬مث&&ل ‪ :‬اللغ&&ة العربي&&ة‪،‬‬
‫المتح ّ‬
‫‪1‬‬
‫واللغات األوربية‬

‫&إن اللغ&ات المس&تعملة في الع&الم‪ ،‬جميعه&ا‪ُ ،‬ش& ّكلت من أص&وات متناس&قة‬ ‫ومهما يكن هذا التقسيم‪ ،‬ف ّ‬
‫ت&&د ّل على ه&&ذه اللغ&&ة أو تل&&ك‪ ،‬وف &ق& أص&&ول وقواع&&د خاص&&ة به&&ا‪ .‬وله&&ذا يقس&&م علم اللغوي&&ات إلى‬
‫أهمها ‪ :‬علم اللغات الوصفي‪ ،‬وعلم أصول اللغات ‪.‬‬
‫فرعية‪ ،‬من ّ‬
‫ّ‬ ‫أقسام‬

‫يهتم بتحلي&&&ل اللغ&&&ات في زمن مح & ّ&دد‪ ،‬وي &&درس النظم الص&&&وتية‪،‬‬ ‫‪ -1/1‬علم اللغــات الوصــفي ‪ّ :‬‬
‫وقواع &&د اللغ &&ة والمف &&ردات‪ .‬ويعتم &&د ع &&الم اللغ &&ات في دراس &&اته هن &&ا على اللغ &&ة الكالمي &&ة‪ ،‬ول &&ذلك‬

‫‪ ، 1‬زرقانة‪ ،‬ابراهيم (‪ )1958‬األنثروبولوجيا‪ #،‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪148‬‬


‫‪11‬‬
‫سيما إذا ك&انت الدراس&ة متعلّق&ة بلغ&ات لم تكتب‪ .‬فيق&وم ع&الم اللغ&ة بكتاب&ة‬
‫يستمع إلى األفراد‪ ،‬وال ّ‬
‫تلك اللغات عن طريق استخدام الرموز& المتعارف& عليها ‪.1‬‬

‫وت&&تر ّكز معظم تل&&ك الدراس&&ات في المجتمع&&ات البدائي&&ة ال&&تي تس&&تخدم اللغ&&ة الكالمي&&ة‪ ،‬ولم تع&&رف‬
‫الق&&راءة والكتاب&&ة‪ .‬فال يوج&&د مجتم&&ع إنس&&اني& – مهم&&ا تخلّفت ثقافت&&ه – من دون لغ&&ة كالمي&&ة يتف&&اهم‬
‫بها أبناؤه‬

‫‪-1/2‬علم أصول اللغات ‪:‬‬

‫يختص بالج&&انب الت&&اريخي والمق&&ارن‪ ،‬حيث‬


‫ّ‬ ‫يه&&دف إلى تحدي&&د أص&&ول اللغ&&ات اإلنس&&انية‪ .‬ول&&ذلك‪،‬‬
‫التاريخي&&ة بين اللغ&&ات ال&&تي يمكن متابع&&ة تاريخه&&ا‪ &،‬عن طري&&ق وث&&ائق& مكتوب&&ة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ي&&درس العالق&&ات‬
‫وتك&ون المش&كلة أك&ثر تعقي&&داً بالنس&بة للغ&&ات القديم&&ة ال&&تي لم ت&&ترك أي&ة وث&ائق& مكتوب&ة ت&د ّل عليه&&ا‪.‬‬
‫ثمة وسائل خاصة يمكن للباحث أن يستخدمها& في دراسة تاريخ تلك اللغات‪.2‬‬ ‫ولكن ّ‬
‫‪ -2‬علم اآلثار القديمة (الحفريات ‪:)Archeology‬‬

‫ويبحث ه&&ذا الف&&رع من علم األنثروبولوجي&&ا الثقافي&&ة‪ ،‬في األص&&ول األولى للثقاف&&ات اإلنس&&انية‪ ،‬وال‬
‫س & ّ&يما الثقاف &&ات المنقرض &&ة‪ .‬ولع & ّل علم اآلث &&ار القديم &&ة أك &&ثر ش &&يوعاً بين ف &&روع& األنثروبولوجي &&ا‪،‬‬
‫وربما كانت مكتشفاته مألوفة لدى الشخص الع&&ادي أك&&ثر من مكتش&&فات الف&&روع األخ&&رى‪ .‬ومث&&ال‬ ‫ّ‬
‫أن اسم (توت عنخ آمون) أحد ملوك ق&دماء المص&ريين‪ ،‬يك&&اد يك&ون معروف&اً& ل&&دى األوس&اط&‬
‫ذلك‪ّ ،‬‬
‫الشعبية العامة‪.3‬‬

‫‪-3‬علم الثقافات المقارن (األثنولوجيا‪: )Ethnology‬‬

‫بأنه&ا ‪ :‬دراس&ة الثقاف&ة على أس&س مقارن&ة وفي& ض&وء نظري&ات وقواع&د ثابت&ة‪،‬‬ ‫تع ّ&رف األثنولوجي&ا ّ‬
‫وتطوره&&ا‪ ،‬وأوج&&ه االختالف فيم&&ا بينه&&ا‪ ،‬وتحلي&&ل‬
‫ّ‬ ‫بقص&&د اس&&تنباط تعميم&&ات عن أص&&ول الثقاف&&ات‬
‫انتشارها تحليالً تاريخياً‪)(، 4‬‬

‫وتهتم النظري &&ة األثنولوجي &&ة بدراس &&ة الثقاف &&ة‪ ،‬عن طري& &ق& الق &&وانين المقارن &&ة‪ ،‬وال س & ّ&يما مقارن &&ة‬
‫ّ‬
‫يهتم علم& &&اء الق& &&انون المق& &&ارن بدراس& &&ة بعض الع& &&ادات والنظم‬ ‫ق& &&وانين الش& &&عوب البدائي& &&ة‪ ،‬حيث ّ‬
‫والقيم والتقالي& &&د‪ ،‬مث& &&ل ‪ :‬النس& &&ب األب& &&وي أو األم& &&ومي‪ ،‬س& &&لطة األب‪ ،‬الحي& &&اة اإلباحي& &&ة‪ ،‬االختالط‬
‫الجنسي‪ ،‬وطرائق& الزواج المختلفة‪.‬‬

‫‪ 1‬لينتون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪20‬‬


‫‪ 2‬وصفي‪ ،‬عاطف (‪ )1971‬األنثروبولوجيا‪ #‬الثقافية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ص ‪32-31‬‬
‫‪ 3‬لينتون‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص ‪182‬‬
‫‪ 4‬كلوكهون‪ ،‬كاليد (‪ )1964‬اإلنسان في المرآة‪ ،‬ترجمة ‪ :‬شاكر سليم‪ ،‬بغداد ‪ ،‬ص ‪31‬‬
‫‪12‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األنثروبولوجيا التطبيقية‬

‫&ون عن طري&&&ق التج&&&ارة والتبش &&ير وأإلس &&تعمار بالش &&عوب البدائي &&ة‪ ،‬نش&&&أت‬ ‫وحين إتص &&ل أالوربي&& َ‬ ‫َ‬
‫الحاج & &&ة إلى فهم الش & &&عوب البدائي & &&ة بق & &&در م & &&ا تقتض & & ِ‬
‫&يه مص & &&لحة أالوربي ـ ـــين في حكم الش & &&عوب‬
‫ك الش&&عوب وأعانته&&ا على اللح&&اق‬ ‫ِ‬
‫تقتضيه مساعدة تل َ‬ ‫ٍ‬
‫حاالت نادرة جداً بقدر ما‬ ‫وإ ستغاللها‪ ،‬وفي&‬
‫بتلك الش&&عوب‬
‫جديد من األنثروبولوجيا& يدرس مشاكل االتصال َ‬ ‫بقافلة المدنية الحديثة‪ .‬فنشأ فرعٌ ٌ‬
‫البدائية ومعضالت& أدارتها وتصريف& شؤونها ووجوه تحسينها‪.‬‬

‫ويدعى هذا الفرع " األنثروبولوجيا التطبيقية "‪.‬‬


‫ُ‬

‫&ور ه&&ذا الف&&رع " األنثروبولوجي&ا& التطبيقي&&ة " كث&&يراً ‪ ،‬خاص&&ة ُمن&&ذ الح&&رب العالمي&&ة الثاني&&ة‪،‬‬
‫وق&&د تط& َ&‬
‫وتن&&وعت مجاالت&&ه بتط&&ور أقس&&ام األنثروبولوجي &ا& وفروعه&&ا‪ &،‬إذ إن&&ه يمث&&ل الج&&انب التط&&بيقي له& ِ‬
‫&ذه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫األقسام والفروع‪ ،‬وال يعد فرع&اً ُمس&تقالً عنه&ا وإ نم&ا ه&و األداة الرئيس&ة لتط&بيق& نت&ائج بح&وث ك&ل‬
‫والمجتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع‪.‬‬
‫فروع األنثروبولوجيا& والتي تجد طموحاتها& لخدمة اإلنسان ُ‬
‫وقد شملت تطبيقاتهُ مجاالت كثيرة أهمها ‪:‬‬

‫ض& & & &ر& وال ُس& & & &كان‪ ،‬والتنمي & & &&ة اإلجتمـ ـــاعية واإلقتص & & &&ادية‪ ،‬خاص & & &&ة تنمي & & &&ة‬
‫التربي & & &&ة والتعليم‪ ،‬والتح ّ‬
‫العامة‪ ،‬والنفسية‪ ،‬واإلعالم‪ ،‬واالتصال وب&&رامج‬ ‫المجتمعات المحلية‪ ،‬والمجاالت الطبية والصحة ّ‬ ‫ُ‬
‫اإلذاع&ة والتلفزي&&ون‪ ،‬والت&&أليف ال&&روائي والمس&&رحي‪ ،‬والفن‪ ،‬ومج&&ال الفلكل&&ور " ال&&تراث الش&&عبي"‪،‬‬
‫الصناعية‪ ،‬والعسكرية والحرب النفسية‪ ،‬والسياسة‬
‫ّ‬ ‫والمتاحف االثنولوجية‪ ،‬إضافة إلى المجاالت‬
‫ومشكالت اإلدارة والحكم‪ ،‬والجريمة والسجون‪....‬الخ‪.1‬‬
‫ُ‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األنثروبولوجيا العضوية‬

‫‪ -1‬تعريف األنثروبولوجيا العضوية (الطبيعية)‬

‫بأنه& & &&ا العلم ال& & &&ذي يبحث في ش& & &&كل اإلنس& & &&ان من حيث س& & &&ماته العض& & &&وية‪،‬‬
‫تع& & & ّ&رف بوج& & &&ه ع& & &&ام‪ّ ،‬‬
‫المورث& &&ات‪ .‬كم& &&ا يبحث في الس& &&الالت اإلنس &&انية‪ ،‬من حيث‬‫ّ‬ ‫والتغي&&&رات& ال&&&تي تط& &&رأ عليه&&&ا بفع& &&ل‬‫ّ‬
‫أن األنثروبولوجي& &&ا‬
‫األن& &&واع البش& &&رية وخصائص& &&ها‪ ،‬بمع& &&زل عن ثقاف& &&ة ك & & ّل منه& &&ا‪ .‬وه& &&ذا يع& &&ني ّ‬
‫ثم دراس&&ة‬‫العض&&وية‪ ،‬ت&&تر ّكز ح&&ول دراس&&ة اإلنس&&ان ‪ /‬الف&&رد بوص&&فه نتاج&اً لعملي&&ة عض&&وية‪ ،‬ومن ّ‬
‫التجمعات البشرية ‪ /‬السكانية‪ ،‬وتحليل خصائصها‪.‬‬
‫ّ‬

‫وتهتم هذه الدراسة بمجاالت ثالثة هي ‪:‬‬


‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫حمدان‪ ،‬محمد زياد (‪ )1989‬الثقافات االجتماعية المعاصرة‪ ،‬دار التربية الحديثة‪ ،‬عمّان ‪ ،.‬ص ‪103‬‬
‫‪13‬‬
‫األول ‪ :‬ويش &&مل إع &&ادة بن &&اء الت &&اريخ التط & ّ&وري& للن &&وع اإلنس &&اني‪ ،‬ووص &&ف (تفس &&ير)‬
‫المجــال ّ‬ ‫‪-‬‬
‫التغيرات التي كانت السبب في انحراف النوع اإلنساني‪ ،‬عن السلسلة ال&&تي ك&&ان يش&&ترك به&&ا‬ ‫ّ‬
‫مع صنف الحيوانات الرئيسة ‪.‬‬

‫التغي& & &&رات البيولوجي& & &&ة عن& & &&د األحي& & &&اء من الجنس‬
‫يهتم بوص & & &ف& (تفس& & &&ير) ّ‬
‫المجـ ــال الثـ ــاني ‪ّ :‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنس&&اني‪ .‬وتمت& ّ&د ه&&ذه األبح&&اث لتش&&مل ‪ :‬العالق&&ة الكامن&&ة بين ال&&تركيب ال&&بيولوجي& من جه&&ة‪،‬‬
‫والثقافة والسلوك من جهة أخرى‪.‬‬

‫ص& & & &ص ه & & &&ام في علم األنثروبولوجي& & & &ا& العض & & &&وية‪ ،‬ويبحث في‬
‫المج ـ ــال الث ـ ــالث ‪ :‬وه & & &&و تخ ّ‬ ‫‪-‬‬
‫تطورها‪ ،‬سلوكها& الجماعي‪.‬‬ ‫الرئيسات ‪ :‬عالقاتها مع بيئاتها‪ّ ،‬‬
‫الطبيعية (العضوية) في ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ويستخدم& مصطلح األنثربولوجيا&‬

‫تم الكش&&ف عن&&ه من خالل التق&&ارير& ال&&تي نجمت عن‬‫نش&&وء الك&&ائن الش&&بيه باإلنس&&ان‪ ،‬كم&&ا ّ‬ ‫‪-1‬‬
‫البحث في المستحاثات (األنثروبولوجيا& القديمة )‪.‬‬

‫التركيب الوراثي لإلنسان ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫وتطوره ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نمو اإلنسان‬
‫ّ‬ ‫‪-3‬‬

‫التكي&&ف م &&ع‬
‫المرون &&ة (المطواعي &&ة) الموج &&ودة في بيولوجي&&ا& اإلنس &&ان (ق &&درة الجس &&م على ّ‬ ‫‪-4‬‬
‫ضغوطات‪ ،‬مثل ‪ :‬الحرارة‪ ،‬البرودة‪ ،‬درجة حرارة الشمس‪)..‬‬

‫القوقازي‪ ،‬المغولي‪ ،‬األثيوبي‪ ،‬األمريكي‪ ،‬والمالوي‪(.‬سليم‪ ،1981،‬ص ‪)122‬‬ ‫‪-5‬‬

‫ثانياً‪ -‬فروع األنثروبولوجيا العضوية‬

‫تقسم األنثروبولوجيا& العضوية بحسب طبيعة الدراسة‪ ،‬إلى فرعين أساسيين‪ ،‬هما‪:‬‬

‫‪ -1‬فرع الحفريات البشرية ‪: ))Paleontology‬‬

‫ثم مراحل&&ه األولي&&ة وتط ّ&وره‪ ،‬من خالل‬ ‫وهو العلم ال&&ذي ي&درس الجنس البش&&ري من&&ذ نش&أته‪ ،‬ومن ّ‬
‫م &&ا ت &&د ّل علي &&ه الحفري &&ات واآلث &&ار المكتش &&فة‪ .‬أي ّأن&&ه يتن &&اول ب &&البحث نوعن &&ا البش &&ري واتجاه &&ات‬
‫تط& ّ&وره‪ ،‬وال س& ّ&يما م&&ا ك&&ان منه&&ا متّص&الً ب&&النواحي& ال&&تي تكش&&فها األح&&افير‪( .‬لينت&&ون‪ ،1967 ،‬ص‬
‫‪)17‬‬

‫‪ -2‬فرع األجناس البشرية أو األجسام البشرية ‪:))Somatology‬‬

‫‪14‬‬
‫وه&&و العلم ال&&ذي ي&&درس الص&&فات العض&&وية لإلنس&&ان الب&&دائي (المنق&&رض) واإلنس&&ان الح&&الي‪ ،‬من‬
‫حيث المالمح األساس&&ية والس&&مات العض&&وية العام&&ة‪ .‬ول&&ذا ك& ّ&رس علم&&اء األجس&&ام معظم& جه&&ودهم‬
‫لدراس &&ة األص &&ناف البش &&رية ورص &&د الفروق &&ات& بينه &&ا‪ ،‬ومحاول &&ة معرف &&ة األس &&باب المحتمل &&ة له &&ذه‬
‫&ب – إلى عه &&د ق &&ريب ج & ّ&داً – على تص &&نيف األجن &&اس‬
‫أن اهتم &&امهم انص & ّ‬
‫الفروق &&ات ‪ ..‬ويالح &&ظ ّ‬
‫البشرية المختلفة على أساس العرق‪ ،‬وإ يجاد& العالقات المحتملة بين هذه األجناس ‪.1‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬االنتروبولوجية االجتماعية‪:‬‬

‫‪ -1‬مفهومـ االنتروبولوجية االجتماعية‪:‬‬

‫ال يخفى على احد أن االنتروبولوجيا االجتماعية ‪،‬تعت&بر دراس&ة للس&لوك االجتم&اعي ال&ذي يش&مل‬
‫النظم و التنظيم &&ات االجتماعي &&ة و عالقاته &&ا ال &&تي تختل &&ف داخ &&ل األنس &&اق االجتماعي &&ة للتفاع &&ل و‬
‫التواصل ‪ ، ‬وهي ذات طابع شبه مس&تقر كنظ&ام& "األس&رة ( وه&و نظ&ام ق&رابي& و ترب&وي& و أحيان&ا‬
‫تصبح نظاما لمجموع&ة عم&ل ) ‪ .‬و ك&دا نظ&ام الجماع&ات السياس&ية أو الديني&ة أو المدني&ة أو نظ&ام‬
‫األنش &&طة اللعبي &&ة أو الجماع &&ات المهني &&ة‪ ،‬فيع &&رف& "‪ " guy rocher‬التنظيم &&ات االجتماعي &&ة بأنه &&ا‬
‫أنظم&&&ة ش&&&مولية لعناص&&&ر مختلف&&&ة تس&&&مح بهيكل&&&ة الفع&&&ل االجتم &&اعي ( تربي &&ة ك &&انت أو تب&&&ادال أو‬
‫ممارسة للسلطة أو فعال دينيا ) و قد تنش&ا ه&ده التنظيم&ات كاس&تجابة الكراه&ات خارجي&ة تف&رض‬
‫ذاته &&ا على اإلنس &&ان‪ ،‬و ك &&ل تنظيم اجتم &&اعي يش &&كل ظ &&اهرة ش &&به مس &&تقلة تخض &&ع لق &&وانين عمله &&ا‬
‫الداخلي‪ ،‬و لكن ه&ل يمكنن&ا أن نض&&ع الف&رق بين اإلنس&ان كحي&&وان اجتم&اعي كالس&&يكيا و اإلنس&&ان‬
‫الذي يحمل ثقافة ؟ و هل يمكن اعتبار السلوك ضربا من الثقافة ؟‬

‫‪2-‬نشأة االنتروبولوجيا االجتماعية و تطورها‪:‬‬

‫تش&كل االنتروبولوجي&ا& االجتماعي&ة حالي&ا اح&د أهم المب&احث االجتماعي&ة ال&تي تن&درج في م&ا يس&مى‬
‫بالعلوم االجتماعية ‪ ،‬و تقترح ذاتها كمعرفة لإلنسان و عالقاته و س&&لوكاته و تنظيمات&&ه ‪،‬فمعرف&&ة‬
‫اإلنسان ليست جديدة مع هده المدرسة ‪ ،‬و لم تظهر فق&&ط داخ&&ل الدراس&&ات االجتماعي&&ة الحديث&&ة ‪،‬‬
‫و لكن تض& & & &&منتها& الفلس& & & &&فات القديم& & & &&ة و المع& & & &&ارف& الديني& & & &&ة و الثقاف& & & &&ات التقليدي& & & &&ة‪ ،‬لكن مهم& & & &&ة‬
‫االنتروبولوجي&ا& االجتماعي&&ة هي دراس&&ة المجتمع&&ات اإلنس&&انية ‪ ‬على المس&&تويات الحض&&ارية كاف&&ة‪،‬‬
‫و السيما دراس&ة أس&اليب حي&اة المجتمع&ات المحلي&ة من خالل لغاته&ا و لهجاته&ا ‪ ،‬و ه&دا م&ا جع&ل‬
‫هده ‪ ‬المدرسة تنوه االنتروبولوجي&ة على كاف&ة العل&وم اإلنس&انية ‪ ،‬و لع&ل م&ا ي&دل على حداث&ة ه&دا‬
‫العلم هو النزاع القائم بين علماء االجتماع على هده التس&&مية ( االنتروبولوجي&&ة االجتماعي&&ة) ‪ ،‬و‬

‫‪1‬‬
‫لينتون ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪17/18/19‬‬
‫‪15‬‬
‫هدا النزاع جعله&ا تم&ر بع&دة مراح&ل أساس&ية وفق&ا أله&داف معين&ة ‪ .‬ادن فم&ا هي أهم مراح&ل ه&دا‬
‫العلم الجديد ؟ و ما هي خلفياته و أهدافه الرئيسية‪ 2‬؟‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫إن مجال األنثروبولوجيا& واسع سعة الحياة‪ ،‬ويشمل الكثير من مظاهر الحياة الفكري&&ة باتّجاهاته&ا&‬
‫ّ‬
‫وتياراتها& ومذاهبها& العديدة‪ ،‬وه&و األم&ر ال&ذي لم يفهم&ه الكث&يرون من األنثروبولوج&يين في الع&الم‬
‫ممن ض &&اقت آف &&اق أفك &&ارهم& بحيث انحص &&رت في ع &&دد من الموض &&وعات التقليدي &&ة‪ ،‬ال‬
‫الع &&ربي‪ّ ،‬‬
‫يك&&ادون يخرج&&ون عنه&&ا‪ ،‬دون أن يج&&دوا في أنفس&&هم الج&&رأة الكافي&&ة على ارتي&&اد مي&&ادين المعرف&&ة‬
‫المتنوعة والمتباين&ة ‪ ..‬وق&د& يك&ون ذل&ك راج&ع إلى ض&عف في اإلع&داد العلمي والتك&وين‬
‫ّ‬ ‫المختلفة‪،‬‬
‫الثقافي‪ ،‬وعدم إدراك مدى اتساع البحث‬

‫‪ 2‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪48‬‬


‫‪16‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫مقدم& &&ة في األنثروبولوجي& &&ا التربوي& &&ة‪ ،‬المط& &&ابع التعاوني& &&ة‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.1‬أب& &&و هالل‪ ،‬أحم& &&د (‪ّ )1874‬‬
‫عمان‬
‫ّ‬
‫مقدمة في األنثروبولوجيا العامة‪ ،‬ترجمة ‪ :‬محمد‬
‫‪ .2‬بيلز‪ ،‬رالف ؛ هويجرا‪ ،‬هاري (‪ّ )1977‬‬
‫الجوهري وآخرون‪ ،‬دار النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ .3‬الجباوي‪ ،‬علي (‪ )1996/1997‬األنثروبولوجيا& – علم اإلناسة‪ ،‬جامعة دمشق ‪.‬‬
‫عمان ‪.‬‬
‫‪ .4‬حمدان‪ ،‬محمد زياد (‪ )1989‬الثقافات االجتماعية المعاصرة‪ ،‬دار التربية الحديثة‪ّ ،‬‬
‫‪ .5‬زرقانة‪ ،‬ابراهيم (‪ )1958‬األنثروبولوجيا‪ &،‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ .6‬سليم‪ ،‬شاكر (‪ )1981‬قاموس& األنثروبولوجيا‪ ،‬جامعة الكويت ‪.‬‬
‫ص&ة األنثروبولوجي&&ا – فص&&ول في ت&&اريخ علم اإلنس&&ان‪ ،‬ع&&الم المعرف&&ة (‬
‫‪ .7‬فهيم‪ ،‬حس&&ين (‪ )1986‬ق ّ‬
‫‪ ،)98‬شباط‪ ،‬الكويت ‪.‬‬
‫‪ .8‬كلوكهون‪ ،‬كاليد (‪ )1964‬اإلنسان في المرآة‪ ،‬ترجمة ‪ :‬شاكر سليم‪ ،‬بغداد‬
‫‪.9‬لينت&&ون‪ ،‬رال&&ف (‪ )1967‬األنثروبولوجي &ا& وأزم&&ة الع&&الم الح&&ديث‪ ،‬ترجم&&ة ‪ :‬عب&&د المل&&ك الناش&&ف‪،‬‬
‫المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ .10‬وصفي‪ ،‬عاطف (‪ )1971‬األنثروبولوجيا الثقافية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪17‬‬

You might also like