You are on page 1of 192

‫جمهورية العراق‬

‫وزارة التربية‬
‫المديرية العامة للمناهج‬

‫علم األحياء‬
‫للصف الرابع العلمي‬

‫تأليف‬

‫اأ‪.‬د‪ .‬ن�صر فرح ــان عبداهلل‬ ‫اأ‪.‬د‪ .‬ح�صين عبد المنع ـ ــم داود‬
‫رابحة اإ�صم ــاعيل ال�صاهين‬ ‫اأ‪.‬م‪.‬د‪ .‬مازن ن ـ ـ ــواف عب ـ ـ ـ ـ ــود‬
‫�صالـم ع ـ ـ ـ ـ ــداي ع�صـ ـ ـ ـ ـ ــل‬ ‫اأ‪.‬م‪.‬د‪ .‬ناديـ ــة ح�صين يونـ ــ�س‬

‫‪1440‬هـ‪201٩ /‬م‬ ‫‪1‬‬


‫الطبعة العاشرة‬
‫الم�شرف العلمي على الطبع‬

‫حيدر ناصر علي‬

‫الم�شرف الفني على الطبع‬


‫وديان جابر عبيد‬

‫استنادا ً الى القانون يوزع مجانا ً ومينع بيعه وتداوله في االسواق‬


‫مقدمة‬
‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫الحمد هلل رب العالمين وال�صالة وال�صالم على ر�صولنا محمد (�صلى اهلل عليه واآله و�صحبه)‪.‬‬
‫لقد اأ�صبح التعليم في بلدان العالم‪ ،‬المتقدمة منها والنامية‪ ،‬عام ًال مهم ًا من عوامل التطور والتقدم االقت�صادي‬
‫واالجتماعي والثقافي‪ ......‬وقد اأ�صهمت حركة التطور العلمي واالقت�صادي في العالم‪ ،‬وتعدد مطالب الحياة‬
‫المعا�صرة في ح�صول تغيير جوهري في النظم التعليمية الخا�صة في جميع دول العالم‪.‬‬
‫اإن ما �صهدته العقود االأخيرة من تغيير نظم التعليم في العالم و َّلد حاجة ملحة ال�صتمرارية اإعادة النظر في‬
‫المناهج الدرا�صية وتحديث مفرداتها وم�صامينها وبال�صكل الذي يتنا�صب مع الخ�صائ�س ال�صيا�صية اأو االجتماعية اأو‬
‫االإدارية اأو ربما الجغرافية لكل دولة‪.‬‬
‫وانطالق ًا من حر�س المديرية العامة للمناهج في اإعداد كتب مدر�صية موازية لتلك التي في البلدان المتقدمة‪،‬‬
‫نع ُّد كتاب علم االأحياء لل�صف الرابع العلمي الذي تم التركيز فيه على المدخل البيئي وال�صلوكي للكائنات الحية‪،‬‬
‫كما تم رفده بمو�صوعات اإحيائية �صيقة تتنا�صب مع الفئة العمرية للطلبة في هذا الجانب العلمي المتخ�ص�س ولقد‬
‫احتوى الكتاب على ع�صرة ف�صول حول البيئة واأنظمتها وعواملها ومواطنها واأنواعها‪ ،‬وتك ّيف �صفات الكائنات الحية‬
‫مع البيئة‪ ،‬ف�ص ًال على العالقة بين الكائنات الحية وال�صلوك والتعاي�س البيئي‪ ،‬وكذلك عوامل االنحراف في التوازن‬
‫البيئي‪ ،‬كما يت�صمن كل ف�صل االأغرا�س ال�صلوكية والمعلومات االإثرائية واالأ�صئلة العلمية ذات العالقة بالمو�صوع‪.‬‬
‫لقد حر�صنا على عر�س الكتاب باأ�صلوب م�صوق ي�صجع الطالب على التفاعل مع المادة العلمية م�صتند ًا في ذلك‬
‫اإلى االأ�صكال التو�صيحية والر�صوم وال�صور الملونة والمعبرة‪ ،‬متوخين في ذلك اإثراء ف�صول الكتاب وربطها ببيئة‬
‫الطالب‪.‬‬

‫واأخير ًا ناأمل اأن نكون قد وفقنا في تقديم �صورة اأكثر حداثة لمفردات علم االأحياء �صمن حقول علم البيئة‪ ،‬ونهيب‬
‫بزمالئنا المدر�صين قراءة ف�صول الكتاب بدقة واإبداء مالحظاتهم ال�صائبة‪ ،‬بغية تر�صين الكتب المنهجية ومواكبتها‬
‫للتطورات العلمية والتكنولوجية في العالم الجديد‪.‬‬
‫واهلل ولي التوفيق‬

‫الموؤلفون‬
‫العلم والبيئة‬
‫تمثل البيئة المحيطة بنا تنوعا ً مذهالً في الكائنات الحية ومصدرا ً مهما ً من مصادر‬
‫المعرفة منذ ان خُ لق اإلنسان على األرض حيث يُعد العلم العامل الرئيسي في تحسين‬
‫نوعية حياة اإلنسان وازدهارها وقد تطور العلم في عصرنا الحالي بشكل كبير بفضل تطور‬
‫التكنولوجيا ومن هنا يوصف العلماء العلم بانه مادة وطريقة فماذا نعني بذلك ؟ وكيف‬
‫يتوصل العلماء للمعرفة العلمية ؟ ومتى تُعد المعرفة علما ً ؟‬
‫ولكي تكون عالما ً متميزا ً‬
‫اقتفي سلوكيات العالم المتميز‪:‬‬
‫‪ -‬االهتمام بدراسة عجائب الطبيعة‪.‬‬
‫‪ -‬االنفتاح العقلي والرغبة في االستماع لآلخرين وقبول آرائهم‪.‬‬
‫‪ -‬االستعداد لتعديل آرائه عند مواجهة دليل جديد‪.‬‬
‫‪ -‬السلوك المحايد عند البحث عن البيانات والمعلومات إلثبات صحة المالحظات او‬
‫التغيرات‪.‬‬
‫‪ -‬الميل لالبتكار واليجاد حلول إبداعية وعدم التسرع لالستنتاجات‪.‬‬
‫‪ -‬احترام اآلخرين‪.‬‬
‫العملية العلمية‪:‬‬
‫يعمل العلماء بطريقة منهجية فيستخدمون مدخالً يطلق عليه المنهج العلمي‪.‬‬

‫يرفض‬ ‫فرضا ً‬
‫ويعدل الفرض‬ ‫اضافيا ً‬

‫يقوم علماء آخرون بإجراء‬


‫تجارب وتكوين ردود افعال‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫تصنيف الكائنات الحية‬

‫محتويات الفصل‬

‫أهمية تصنيف علم االحياء‬ ‫‪1-1‬‬

‫‪ 1-2‬المراحل التاريخية لعلم التصنيف‬

‫‪ 3-1‬انظمة التصنيف‬

‫‪ 4-1‬أسس التصنيفالحديث‬

‫‪ 5-1‬تنوع االحياء‬

‫نشاط‬

‫أسئلة الفصل‬
‫النواتج التعليمية‬
‫بعد االنتهاء من دراسة هذا الفصل‬
‫يكون الطالب قادرا ً على أن‪:‬‬

‫يو�شح لماذا ترتب الكائنات الحية في مجموعات ت�شنيفية‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫يبين المراحل التاريخية لعلم الت�شنيف‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫يقارن بين انظمة الت�شنيف المختلفة‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫ي�شرح اأ�ش�س الت�شنيف الحديث‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫يتعرف نظام الت�شمية الثنائية لالحياء‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫يتعرف عوالم الت�شنيف التي اقترحها علماء االحياء‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫يتعرف التنوع االحيائي واأهمية المحافظة عليه‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪6‬‬
‫اأهمية ت�صنيف االحياء‬ ‫‪1-1‬‬

‫كان االن�شان منذ اأقدم الع�شور مهتم ًا بالتعرف على ما يحيط به من احياء لما لها من عالقة مبا�شرة‬
‫بحياته‪ ،‬وقد ازدادت معرفة االن�شان باالحياء ب�شكل تدريجي عبر الزمن من خالل التعرف على �شلوكيات‬
‫هذه االحياء وامكانية اال�شتفادة منها كغذاء اأو ك�شاء اأو دواء‪ ،‬كما كان عليه ان يتعرف على ما هو �شار‬
‫منها وما هو مفيد‪.‬‬
‫�شخ�شت العديد من االنواع للكائنات الحية فهناك ما يقرب من ن�شف مليون نوع ًا من النباتات وحوالي‬
‫مليون ون�شف المليون من الحيوانات ناهيك عن الكائنات الحية االخرى كالبكتريا والفطريات‪ ،‬ف�ش ًال عن‬
‫االنواع التي لم تكت�شف لحد االآن والتي يوؤكد علماء الت�شنيف انها �شترفع اعداد االحياء اإلى ما يزيد على‬
‫ع�شرة ماليين نوعاً‪ ،‬كما ي�شير الباحثون اإلى االأنواع المنقر�شة من االحياء والتي ت�شل اأي�ش ًا اإلى عدة ماليين‪.‬‬
‫وجد علماء االحياء ان عليهم ان ال يكتفوا باطالق ا�شماء على الكائنات الحية بل عليهم اأي�ش ًا ان ي�شنفوها‪،‬‬
‫ولم ينبع هذا من مجرد الرغبة في ترتيب اال�شياء �شمن نظام وانما الأن اأي نظام للتق�شيم هو و�شيلة لخزن‬
‫المعلومات الحياتية وا�شترجاعها‪ ،‬وهذا هو علم الت�شنيف اأو التق�شيم (‪ ،)Taxonomy‬وهو يتعلق بت�شمية‬
‫كل نوع من الكائنات بنظام موحد‪ ،‬يعبر باأف�شل ما يكون عن درجة الت�شابه بين الكائنات الحية‪.‬‬
‫علم الت�شنيف اأو التق�شيم (‪ :)Taxonomy‬ا�شتق الم�شطلح من اليونانية حيث يدل لفظ ‪ Taxis‬معنى‬
‫ترتيب ويعني لفظ ‪ Nomos‬قانون‪ .‬وعليه يمكن تعريف علم الت�شنيف باأنه العلم الذي يتناول ت�شخي�ص‬
‫وت�شمية الكائنات الحية ف�ش ًال عن تق�شيمها اإلى مجموعات‪ ،‬وكل مجموعة تمثل مرتبة ت�شنيفية هي النوع‪.‬‬

‫المراحل التاريخية لعلم الت�صنيف‬ ‫‪2-1‬‬

‫لقد مر علم الت�شنيف بمراحل عدة وكان لكل مرحلة اهميتها وفق توفر االمكانات العلمية ووجود‬
‫المهتمين بالتعرف على الكائنات الحية‪ ،‬ويمكن اأيجاز هذه المراحل باالآتي‪:‬‬

‫المرحلة القديمة‬ ‫‪1‬‬

‫وتمثل المرحلة ما قبل التاريخ حيث كان االن�شان القديم يعي�ص مع الكائنات التي تحيط ببيئته وكانت‬
‫ذات عالقة مبا�شرة بحياته‪ ،‬وهذا ما ي�شتدل عليه من النقو�ص والر�شوم الخا�شة باالحياء والتي زين بها‬
‫االن�شان القديم مالجئه‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مرحلة درا�شة االحياء المحلية‬ ‫‪2‬‬

‫المرحلة التي ت�شمنت و�شع بع�ص اال�شماء المحلية لبع�ص النباتات والحيوانات‪ .‬وبعدها �شعر المهتمون‬
‫بهذا المجال باأن اال�شماء المحلية ال يمكن لها ان ت�شتمر النها ترتبط بمنطقة معينة اأو بلد معين‪ ،‬ويتغير هذا‬
‫اال�شم لنف�ص الكائن الحي في منطقة اأخرى اأو بل ٍد اآخر‪.‬‬

‫مرحلة الت�شمية العلمية‬ ‫‪3‬‬

‫اهتدى المهتمون بت�شمية االحياء في هذه المرحلة اإلى‬


‫ايجاد نظام موحد ُيعتمد في �شتى مناطق العالم‪ .‬وقد جاء‬
‫العالم ال�شويدي كارلو�ص لينيو�ص (‪)Carlous Linnaeus‬‬
‫(‪1778-1707‬م)‪ ،‬ال�شكل (‪ )1-1‬بقانون الت�شمية العلمية‬
‫الثنائية‪ ،‬واو�شح هذا القانون في كتابه المن�شور عام ‪1758‬م‬
‫�شكل (‪ .)1-1‬العالم كارلو�ص لينيو�ص‬ ‫حيث اورد ما ي�شمى بالنظام الطبيعي‪.‬‬
‫ت�شمل الت�شمية الثنائية التي و�شعها كارلو�ص لينيو�ص على‬
‫ا�شمين االأول هو ا�شم الجن�ص (‪ )Genus‬والثاني ا�شم النوع‬
‫(‪ .)species‬كما اورد لينيو�ص في قانونه المراتب الت�شنيفية‬
‫(‪ )Taxon‬ابتداءاً من النوع ثم الجن�ص ثم العائلة (‪)Family‬‬
‫ثم الرتبة (‪ )Order‬ثم ال�شنف (‪ ،)Class‬وهي المراتب الرئي�شة‬
‫التي ال تزال ت�شتخدم في تق�شيم االحياء‪.‬‬

‫مرحلة التطور الع�شوي‬ ‫‪4‬‬


‫�شكل (‪ .)2-1‬العالم داروين‬
‫رافقت هذه المرحلة ظهور نظرية التطور الع�شوي للعالمين‬
‫دارون ووال�ص (‪� ،)Darwin-Wallace‬شكل (‪ ،)2-1‬في‬
‫العام ‪1858‬م‪ ،‬حيث او�شحت هذه النظرية ان هناك تغيراً م�شتمراً‬
‫للكائنات الحية بما يوؤدي اإلى ظهور انواع جديدة‪. .‬‬

‫مرحلة الوراثة‬ ‫‪5‬‬


‫�شنفت الكائنات الحية في هذه المرحلة من مراتب ت�شنيفية‬
‫دنيا وبالتدريج و�شو ًال اإلى مراتب عليا‪ ،‬ا�شتناداً اإلى ال�شفات‬
‫�شكل (‪ .)3-1‬العالم غريغور مندل‬ ‫الوراثية لتلك االحياء‪ ،‬وقد قاد هذه المرحلة العالم مندل‬
‫(‪1884-1822( )Mendel‬م)‪� .‬شكل (‪.)3-1‬‬
‫‪8‬‬
‫مرحلة الت�شنيف الحديث‬ ‫‪6‬‬

‫اتفق معظم علماء الت�شنيف في هذه المرحلة على التو�شل لمفهوم علمي يحدد تو�شيف النوع‪ ،‬من خالل‬
‫المفهوم ال�شكاني للنوع بكل ابعاده مع االأخذ بنظر االعتبار العالقة الطبيعية بين مجموعات الكائنات الحية‬
‫والعلوم الحياتية ذات العالقة كالتركيب الداخلي واالأن�شجة والوراثة والكيمياء الحياتية وغيرها‪.‬‬

‫اأنظمة الت�صنيف‬ ‫‪3-1‬‬

‫تو�شل العلماء اإلى عدد من االنظمة تم بموجبها ايجاد ترتيب اأو نظام يق�شم الكائنات الحية �شمن‬
‫مجموعات ذات �شفات محددة مت�شابهة مما ي�شهل درا�شتها بعد ت�شخي�شها‪ ،‬وقد حددت هذه االنظمة باالآتي‪:‬‬

‫النظام اال�شطناعي (‪)Artificial System‬‬ ‫‪1‬‬

‫يعد النظام اال�شطناعي في الت�شنيف اقدم االنظمة وكان البابليون اأول من و�شع قوائم توؤ�شر ت�شنيف‬
‫بدائي للنباتات والحيوانات‪ .‬وفي اإتجاه اآخر يعد الفيل�شوف االغريقي ار�شطو (‪ 322-384‬ق‪ .‬م) من اأوائل‬
‫الذين حاولوا ت�شنيف االحياء معتمداً على �شفات ت�شابه ظاهرية محددة‪ ،‬وهو اأول من اقترح ت�شنيف‬
‫الحيوانات بح�شب بيئتها اإلى حيوانات مائية وار�شية وهوائية ‪.‬‬
‫يعتمد النظام اال�شطناعي في الت�شنيف على تق�شيم الكائنات الحية اإلى مجموعات ذات �شفات ظاهرية‬
‫محددة‪ ،‬وعلى �شبيل المثال ا�شتخدام لون االأزهار في تق�شيم النباتات الزهرية اإلى نباتات ذات ازهار حمر‬
‫اللون والتي تكون في مجموعة تختلف عن مجموعة النباتات ذات االأزهار ال�شفر وهكذا‪ .‬اأو ا�شتخدام المظهر‬
‫العام للنبات حيث �شنفت اإلى مجموعة ا�شجار واخرى �شجيرات والبقية اع�شاب‪ .‬اأو تق�شم الحيوانات اإلى‬
‫مجموعة مائية واخرى ار�شية وثالثة هوائية ‪.‬‬

‫النظام الطبيعي (‪)Natural System‬‬ ‫‪2‬‬

‫يعتمد هذا النظام العالقات الطبيعية التي تظهر بين الكائنات الحية عند تق�شيمها اإلى مجموعات وذلك‬
‫من خالل المعلومات وال�شفات المعروفة للكائن الحي‪ .‬والمق�شود بالعالقات الطبيعية الت�شريح الداخلي‬
‫واالن�شجة ووظائف االع�شاء واع�شاء التكاثر والتكوين الجنيني‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫النظام التطوري اأو الن�شوئي (‪)Phylogenetic System‬‬ ‫‪3‬‬

‫يعتمد هذا النظام على العالقة التطورية لمجاميع االحياء‪ ،‬وبموجب هذا النظام تترتب الكائنات الحية‬
‫في �شلم تطوري يو�شح ن�شوء بع�شها من البع�ص االآخر ب�شكل متفرع‪.‬‬

‫اأ�ص�س الت�صنيف الحديث‬ ‫‪4-1‬‬

‫يرى علماء الت�شنيف في الوقت الحا�شر انه ال يمكن االعتماد ب�شكل دائم على الو�شف المظهري العام‬
‫لت�شخي�ص االحياء‪ ،‬حيث من ال�شعوبة تحديد ال�شفات التي تعطي اأهمية اكبر من غيرها اأو ايها ا�شلح‬
‫الظهار العالقات الوراثية بين المراتب الت�شنيفية المختلفة‪.‬‬
‫هناك اأ�ش�ص اأخرى يمكن اعتمادها ف�ش ًال عن المظاهر الخارجية العامة‪ ،‬ومن هذه االأ�ش�ص تلك التي لها‬
‫عالقة بالت�شريح الداخلي والوراثة ووظائف االع�شاء والبيئة‪ .‬وكلما زاد عدد الخ�شائ�ص التي يعتمد عليها في‬
‫المقارنة بين نوعين من االحياء تكون العالقة بينها اقرب اإلى ال�شواب وي�شتعمل التماثل* (‪)Homology‬‬
‫والم�شاهاة* (‪ )Analogy‬لتبيان العالقة بين التراكيب المتناظرة في الكائنات الحية‪.‬‬
‫ان التطور الذي طراأ على الحقائق العلمية اأو�شح عدم مالئمة الت�شنيف التقليدي القديم (النظام‬
‫اال�شطناعي) الذي ق�شمت بموجبه االحياء اإلى عالمين نباتي وحيواني‪ ،‬فظهرت انظمة ت�شنيفية جديدة‬
‫تو�شح العالقة بين الم�شتويات الواطئة من الكائنات الحية‪ ،‬والتي ال يمكن ف�شلها نباتي ًا اأو حيواني ًا لوجود‬
‫�شفات م�شتركة بينهما (حاول ان تتذكر مثا ًال لكائن حي يحوي �شفات نباتية واخرى حيوانية من خالل‬
‫درا�شتك ال�شابقة)‪.‬‬
‫ابتداء‬
‫ً‬ ‫تم توحيد المراتب الت�شنيفية (‪ )Taxa‬ويق�شد بها الوحدات الت�شنيفية التي تق�شم الكائنات الحية‬
‫من النوع (‪ )Species‬الذي هو الوحدة اال�شا�شية في الت�شنيف‪ ،‬ثم الجن�ص (‪)Genus‬الذي ي�شم نوع ًا واحداً‬
‫او اكثر‪ ،‬والعائلة (‪ )Family‬التي ت�شمل اجنا�ش ًا ت�شترك ب�شفات عامة مت�شابهة‪ ،‬والرتبة (‪ )Order‬وت�شم‬
‫عائلة اأو اكثر ‪ ،‬وال�شنف (‪ )Class‬الذي ي�شم رتبة واحدة اأو اكثر‪ ،‬وال�شعبة ( ‪ ، )Phylum‬والتي ت�شم عدداً‬
‫من ال�شنوف واخيراً اعلى رتبة ت�شنيفية وهي العالم اأو المملكة (‪ )Kingdom‬التي ت�شم عدداً من ال�شعب‪.‬‬
‫ان الت�شنيف االأكثر قبو ًال في الوقت الحا�شر هو الذي و�شعه روبرت ويتكر (‪)Robert Whittaker‬‬
‫في عام ‪ 1969‬م واقترح بموجبه نظام ًا لخم�شة عوالم �شكل (‪ )4-1‬وهي‪:‬‬

‫* التماثل (‪ :)Homology‬الت�شابه في الن�شوء والتركيب بغ�ص النظر عن الوظيفة كما هو الحال في االطراف االمامية‬
‫للطير واالن�شان‪.‬‬
‫* الم�شاهاة (‪ :)Analogy‬الت�شابه في الوظيفة بغ�ص النظر عن الن�شوء والتكوين كما هو الحال في جناح الفرا�شة‬
‫وجناح الطير‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫عالم البدائيات (االأوليات) (‪ :)Monera‬وي�شم احياء بدائية النوى (‪ )Prokaryotes‬مثل البكتريا‬ ‫‪.1‬‬
‫(‪ )Bacteria‬والطحالب الخ�شر المزرقة (‪.)Cyanobacteria Or Cyanophyta‬‬
‫عالم الطليعيات (‪ :)Protista‬وي�شم الطحالب االخرى حقيقية النواة (‪ )Eukaryotes‬واالحياء االأولية‬ ‫‪.2‬‬
‫(‪ )Protozoa‬كالبرامي�شيوم واليوغلينا ‪.‬‬
‫عالم الفطريات (‪ :)Fungi‬وي�شم انواع الفطريات كعفن الخبز و العرهون وغيرها‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫عالم النبات (‪ :)Plantae‬وي�شم الحزازيات (‪ )Bryophyta‬وال�شرخ�شيات (‪)Pteridophyta‬‬ ‫‪.4‬‬
‫والنباتات الزهرية الراقية واالأخيرة ت�شم نباتات ذوات الفلقة* الواحدة وذوات الفلقتين*‪.‬‬
‫عالم الحيوان (‪ :)Animalia‬ويتمثل بالحيوانات متعددة الخاليا �شمن مجموعتين كبيرتين هما‬ ‫‪.5‬‬
‫الالفقريات (‪ )Invertebrata‬والفقريات (‪ )Vertebrata‬ب�شمنها االإن�شان‪.‬‬

‫�شكل (‪ )4-1‬الممالك (العوالم) الخم�شة بموجب ت�شنيف ويتكر عام ‪1969‬م (للحفظ)‬

‫* نباتات ذوات الفلقة الواحدة (‪ :)Monocotyledon‬نبات ذو ورقة بذرية جنينية واحدة (‪ )Cotyledon‬ومثال‬
‫ذلك الذرة والحنطة والرز وغير ذلك‪.‬‬
‫* نباتات ذوات الفلقتين (‪ :)Dicotyledon‬نبات ذو ورقتين بذرية جنينية ومثال ذلك الباقالء والفا�شوليا‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وحديث ًا يرى بع�ص الباحثين اعتماد �شتة ممالك بد ًال من خم�شة حيث تم تق�شيم مملكة اأو عالم االأوليات‬
‫اإلى مملكتين هما البكتريا الحقيقية و البكتريا القديمة (‪� ،)Archaea‬شكل (‪.)5-1‬‬
‫الحيوانات ‪Animalia‬‬

‫‪Earliest cells‬‬ ‫الفطريات ‪Fungi‬‬


‫(‪)prokaryote microfossils‬‬
‫‪3.5 b.y.a.‬‬
‫الخاليا المبكرة (اأولية النواة)‬ ‫النباتات ‪Plantae‬‬
‫احافير دقيقة‬

‫الطليعيات ‪Protista‬‬
‫اأ�شل حقيقية النواة ‪Origin of eukaryotes‬‬
‫‪Last‬‬
‫البكتريا القديمة ‪Archaea‬‬
‫‪common ancestor‬‬
‫ال�شلف الم�شترك‬
‫البكتريا ‪Bacteria‬‬

‫�شكل (‪ .)5-1‬الت�شنيف الحديث الذي يعتمد �شت ممالك (للحفظ)‪.‬‬

‫فيما ياأتي امثلة لتتبع المراتب الت�شنيفية المختلفة الأحد اأنواع المملكة النباتية واآخر من المملكة‬
‫الحيوانية‪:‬‬
‫اإلنسان‬ ‫نبات الصنوبر‬
‫الحيوان (‪)Animalia‬‬ ‫النبات (‪)Plantae‬‬ ‫العالم اأو المملكة (‪)Kingdom‬‬
‫الحبليات (‪)Chordata‬‬ ‫النباتات الوعائية (‪)Tracheophyta‬‬ ‫ال�شعبة (‪)Phylum‬‬
‫اللبائن (‪)Mammalia‬‬ ‫المخروطيات (‪)Coniferae‬‬ ‫ال�شنف (‪)Class‬‬
‫اللبائن المتقدمة (‪)Primates‬‬ ‫‪Coniferales‬‬ ‫الرتبة (‪)Order‬‬
‫االن�شانية (‪)Homonidae‬‬ ‫النباتات ال�شنوبرية (‪)Pinaeceae‬‬ ‫العائلة (‪)Family‬‬
‫االن�شان (‪)Homo‬‬ ‫ال�شنوبر (‪)Pinus‬‬ ‫الجن�ص (‪)Genus‬‬
‫(‪)Sapiens‬‬ ‫(‪)Longaeva‬‬ ‫النوع (‪)Species‬‬
‫‪Homo sapiens‬‬ ‫‪Pinus longaeva‬‬ ‫اال�شم العلمي (‪)Scientific name‬‬

‫تنوع االأحياء ‪Biodiversity‬‬ ‫‪5-1‬‬

‫ان عدد االنواع للكائنات الحية على الكرة االر�شية بما فيها من انواع بيئة الياب�شة والبيئة المائية‬
‫غير محدد بدرجة دقيقة وذلك ب�شبب االكت�شافات الم�شتمرة النواع جديدة ف�ش ًال عن ان هناك مناطق عديدة‬
‫في العالم ال تزال غير مدرو�شة ب�شكل كامل مثل الغابات المطرية اال�شتوائية‪ .‬وت�شير الم�شادر الحديثة ان‬
‫التقديرات لعدد االنواع الكلي للكائنات الحية المعروفة ت�شل اإلى ما يقرب من ‪1.5‬مليون نوع‪ ،‬ويمكن زيادة‬
‫العدد على ذلك ا�شعاف ًا م�شاعفة عند اإكت�شاف االأنواع االأخرى غير المعروفة في العالم‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ي�شل عدد االنواع المعروفة والتابعة لمملكتي االأوليات (البدائيات) والفطريات اإلى ‪ 100‬األف نوع لكل‬
‫منهما‪ ،‬وي�شل عدد االنواع في مملكة الطليعيات اإلى ‪ 60‬األف نوع‪ .‬اما مملكة النبات فيبلغ عدد انواعها اكثر‬
‫من ‪ 270‬األف نوع ال�شكل (‪ )7-1 ، 6-1‬ويتجاوز عدد االنواع في المملكة الحيوانية المليون نوع‪.‬‬
‫يتاأثر التنوع االحيائي ايجابيا بعوامل عدة مثل ح�شول تغيرات فيزيائية لموطن الكائنات الحية تقود‬
‫اإلى ازدهار المغذيات نتيجة �شقوط االمطار اأو تدفق المياه اإلى بركةٍ ما واعتدال درجة الحرارة اأو بتعبير اآخر‬
‫تح�شن ظروف البيئة‪ .‬كما ان هناك عوامل اخرى تميل اإلى تقلي�ص التنوع االحيائي وت�شمل‪ ،‬اإدخال اأنواع‬
‫غريبة قادمة من مناطق اخرى وان�شاء المدن ال�شكنية وازدهار الزراعة من خالل تو�شيع الرقعة الزراعية‬
‫وهذه كلها تقلل من فر�ص التنوع االحيائي حيث تعمل على تقلي�ص عدد مواطن االحياء ‪.‬‬
‫كما ان التقدم ال�شناعي ي�شبب ا�شتهالك ًا كبيراً لموجودات البيئة وبال�شكل الذي يغير طبيعتها‪ .‬وال يخفى‬
‫على اح ٍد ما لتاأثير مخرجات الم�شانع من تاأثير �شلبي على البيئة وبالتالي التاأثير على التنوع الحيوي‪،‬‬
‫حيث اأ�شبح العديد من االنواع غير قادر على تحمل الظروف البيئية القا�شية من خالل النق�ص الكبير في‬
‫موارد البيئة اال�شا�شية‪.‬‬

‫(أ)‬

‫(ب)‬

‫�شكل (‪ ( )6-1‬اأ ) التغاير في الوان وا�شكال واحجام بذور محفوظة النواع مختلفة من النباتات‪( ،‬ب) التباين‬
‫في الوان بذور نبات الفا�شوليا والعالمات الموجودة على تلك البذور‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫�شكل (‪ )7-1‬بع�ص االنواع المعروفة من الكائنات الحية التي تعي�ص على االأر�ص مع اال�شكال التو�شيحية‬
‫جزء �شغيراً جداً من التنوع االحيائي‪ ،‬اما‬
‫ذات القيا�ص المتنا�شب مع وفرتها‪ .‬ويتبين بان الثدييات ت�شكل ً‬
‫الح�شرات والنباتات فت�شكل ن�شبة كبيرة من هذا التنوع‪.‬‬

‫عزيزتي الطالبة عزيزي الطالب دعنا ندر�ص مثا ًال لقيا�ص التنوع لح�شرة العث ‪:‬‬
‫عند النظر اإلى ال�شكل(‪ ،)8-1‬تظهر فيه عدد من افراد اربعة انواع من ح�شرة العث تم جمعها من اربع‬
‫مناطق (مواقع) ‪ ،‬حيث يت�شح من ال�شكل ان المنطقة ( اأ ) ذات تنوع اكبر من التنوع في المنطقة (ب)‪ ،‬ولكنها‬
‫اقل من التنوع في المنطقتين (جـ) و (د) ‪ .‬ومن ال�شروري معرفة ان عدد انواع الكائنات في موقع معين‬
‫تمثل الوفرة‪ ،‬وفي هذا المثال تبلغ الوفرة في االنواع االأربعة هي‪ :‬ثالثة في المنطقة ( اأ ) وواحد في المنطقة‬
‫(ب) واربعة في كال المنطقتين (جـ) و ( د )‪ .‬والجراء مقارنة �شريعة بين المناطق يجد علماء التنوع في اغلب‬
‫االحيان باأن ا�شتق�شاء الوفرة في االنواع يعتبر طريقة مفيدة جداً في تقدير التنوع االحيائي ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الموقع ) ب (‬ ‫الموقع ) أ (‬
‫حلقة‬ ‫حلقة‬
‫فاتحة‬ ‫غامقة‬
‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫الموقع ) د (‬ ‫الموقع ) جـ (‬
‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬

‫�شكل (‪ )8-1‬وفرة اأربعة اأنواع من ح�شرة العث تم جمعها من اأربع مناطق مختلفة جغرافي ًا (االرقام من‬
‫‪ 4-1‬ت�شير اإلى اأنواع هذه الح�شرة)‬
‫يت�شح في ال�شكل الم�شار األيه في اعاله وجود اربعة اأنواع من ح�شرة العث في كل من المنطقتين (جـ) و (د)‪،‬‬
‫اال ان المجتمعات االحيائية لح�شرة العث في المنطقتين غير متكافئة‪ ،‬ففي المنطقة (جـ) يوجد ثالثة افراد‬
‫من كل نوع‪ ،‬بينما يوجد فرد واحد من كل نوع من االأنواع الثالثة في المنطقة (د)‪ ،‬ا�شافة اإلى ت�شعة اأفراد من‬
‫النوع الرابع (رقم ‪ .)4‬وعلى الرغم من ان الوفرة في االأنواع االربعة والعدد االجمالي لالفراد ‪ 12‬في كل من‬
‫المنطقتين (جـ ) و ( د)‪ ،‬فان علماء التنوع االحيائي يتنبوؤن بوجود �شلوك متغاير في كل من المجموعتين‬
‫االحيائيتين‪ .‬ويحدد المخت�شون في التنوع عدد اأفراد الكائنات الحية التي تنتمي اإلى كل نوع منها‪ ،‬وهي‬
‫عملية قيا�ص ي�شار اليها بم�شطلح التكافوؤ‪ .‬وفي هذا المثال تتميز المنطقة (جـ) بتكافوؤ اعلى من المنطقة (د)‪.‬‬

‫نشاط‬
‫حر�شت ال�شعوب على ان يكون لها تراث علمي ومعرفي في مجال علوم الحياة وب�شكل خا�ص في‬
‫ت�شخي�ص وت�شمية الكائنات الحية التي تعي�ص في بيئتها‪ ،‬معتمدة في ذلك على �شلوكيات هذه االحياء‬
‫واماكن تواجدها‪ ،‬فمث ًال ي�شتطيع �شكان الغابات اال�شتوائية ت�شمية ‪ 450‬نوع ًا من النبات و ‪75‬نوع ًا من‬
‫الطيور على االقل واكثر من ذلك من الح�شرات واال�شماك وغير ذلك من الكائنات الحية ‪،‬ويعطوها م�شميات‬
‫محلية ‪.‬‬
‫هل بامكانك عزيزي الطالب تقديم جدول باأ�شماء محلية لنباتات لها م�شميات مختلفة في البلدان‬
‫العربية‪ ،‬واآخر با�شماء محلية لحيوانات لها م�شميات مختلفة اي�ش ًا في البلدان العربية االأخرى ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫أسئلة الفصل األول‬

‫�ص‪ / 1‬اكتب تقريراً مب�شطاًعن المراحل التاريخية التي مر بها علم الت�شنيف مو�شح ًا �شمات كل مرحلة‬
‫من هذه المراحل‪.‬‬

‫�ص‪ / 2‬ما مفهوم الت�شمية الثنائية للكائن الحي؟ اذكر امثلة مختارة لكل مملكة من الممالك الخم�شة‬
‫المعتمدة في الت�شنيف ‪( .‬ا�شتعن بم�شدر اأو م�شادر خارجية لالجابة )‪.‬‬

‫�ص‪� / 3‬شع عالمة (✓) في المربع جنب العبارة ال�شحيحة وعالمة (×) في المربع جنب العبارة الخاطئة‬
‫لكل مما ياأتي ‪:‬‬

‫اأ ‪ -‬تمثل الت�صمية العلمية الثنائية نظام ًا موحد ًا يعتمد في �صتى مناطق العالم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تظهر الكائنات الحية تغير ًا م�صتمر ًا بما يوؤدي اإلى ظهور انواع جديدة ‪.‬‬
‫جـ‪ -‬يعد البابليون اأول من ا�صتخدم النظام اال�صطناعي في الت�صنيف ‪.‬‬
‫د ‪ -‬تعد البكتريا جميعها من الكائنات الحية حقيقية النواة ‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬ت�صم الرتبة جن�ص ًا واحد ًا اأو اكثر ‪.‬‬

‫�ص‪ / 4‬ما نظام العوالم الخم�شة؟ من اقترح ُه؟ لماذا حل محل نظام العالمين ؟‬

‫�ص‪ / 5‬اكتب مقالة عن تنوع االحياء‪( .‬ا�شتعن بم�شادر من مكتبة المدر�شة)‪.‬‬

‫‪16 16‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫‪2‬‬
‫علم البيئة‬
‫والنظام البيئي‬

‫محتويات الفصل‬

‫‪ 2-1‬علم البيئة‬

‫‪ 2-2‬النظام البيئي‬

‫‪ 3-2‬مكونات النظام البيئي‬

‫نشاط‬

‫أسئلة الفصل‬
‫النواتج التعليمية‬
‫بعد االنتهاء من دراسة هذا الفصل‬
‫يكون الطالب قادرا ً على أن‪:‬‬

‫يعرف علم البيئة‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫ي�شتخل�ص اأهمية درا�شة علم البيئة‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫يبين عالقة علم البيئة بالعلوم الحياتية االأخرى‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫يو�شح مفهوم النظام البيئي وما ي�شتمل عليه من الجماعات ال�شكانية والمجتمع‬
‫والمواطن والبيئات‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫ي�شرح مكونات النظام البيئي االحيائية و الالاإحيائية‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫ي�شتخل�ص اأهمية الطاقة ال�شم�شية في النظام البيئي‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫يقارن بين الكائنات المنتجة‪ ،‬والكائنات الم�شتهلكة والمحللة‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪18‬‬
‫علم البيئة‬ ‫‪1-2‬‬
‫علم البيئة (‪:)Ecology‬‬
‫هو العلم الذي يهتم بدرا�شة الكائنات الحية وعالقة بع�شها ببع�ص من جهة وبمحيطها الخارجي الذي‬
‫تعي�ص فيه من جهة اخرى‪.‬‬
‫وجد االن�شان نف�شه منذ تاأ�شي�ص اأول مجتمع ب�شري‬
‫على االأر�ص بحاجة اإلى تفهم ظروف البيئة المختلفة‬
‫بق�شد اال�شتفادة منها في غذائه وملب�شه وماأواه ف�ش ًال‬
‫عن �شرورات الدفاع عن وجوده وتجنب االخطار ‪.‬‬
‫ولقد كان للعرب دور متميز في مجاالت الدرا�شات‬
‫البيئية واأحياوؤها‪ ،‬فقد ا�شهم الجاحظ في ت�شنيف‬
‫الحيوانات على ا�شا�ص عاداتها وبيئاتها‪ ،‬ويعد الرازي‬
‫اأول من طبق عملي ًا علم البيئة في الطب‪ ،‬ودر�ص مواقع‬
‫المدن المختلفة من حيث درجة الحرارة والرطوبة‬
‫والرياح وغيرها من العوامل البيئية ذات العالقة‬
‫الجاحظ‬
‫ب�شحة االن�شان واالمرا�ص التي ت�شيبه‪.‬‬
‫ي�شمل علم البيئة على درا�شة الكائنات الحية‬
‫وعالقتها ببع�شها وبمحيطها الخارجي‪ .‬ولما كانت‬
‫الظروف التي يعي�ص فيها الكائن الحي كثيرة ومتنوعة‬
‫فقد تاأ�ش�شت عالقة مبا�شرة بين الكائنات الحية‬
‫والظروف المحيطة بها‪ .‬وعليه يمكن و�شع تعريف‬
‫مب�شط لعلم البيئة باأنه العلم الذي يهتم بدرا�شة الطبيعة‬
‫الحية وغير الحية والعالقات التي تربط االحياء‬
‫ببع�شها من جهة وبما يحيط بها من العوامل الموؤثرة‬
‫من جهة اخرى‪� ،‬شواء كانت هذه العوامل كائنات حية‬
‫ام عوامل غير حية كالحرارة وال�شوء والرياح وغيرها‪.‬‬
‫لذا فاأن لعلم البيئة عالقة بالعلوم االخرى �شكل (‪.)1-2‬‬

‫‪19‬‬
‫السلوك‬ ‫علم وظائف األعضاء‬
‫‪Behavior‬‬ ‫‪Physiology‬‬
‫الوراثة البيئية‬ ‫علم التصنيف‬
‫‪Ecological Genetics‬‬ ‫‪Taxonomy‬‬
‫الكيمياء‪ -‬الفيزياء‬ ‫علم‬ ‫علم المظهر‬
‫‪Physics - chemistry‬‬
‫البيئة‬ ‫‪Morphology‬‬
‫‪Ecology‬‬
‫الحساب الحياتي‬ ‫الكيمياء الحياتية‬
‫‪Biometry‬‬ ‫‪Biochemistry‬‬
‫علم األرض‬ ‫الجغرافية الحياتية‬
‫‪Geology‬‬ ‫‪Biogeography‬‬

‫�شكل (‪ .)1-2‬بع�ص العالقات لعلم البيئة مع العلوم االأخرى (للحفظ)‬

‫النظام البيئي‬ ‫‪2-2‬‬

‫يمكن تعريف النظام البيئي (‪ )Ecosystem‬باأنه وحدة تنظيمية في مكان ما‪ .‬وهو ي�شتمل على‬
‫المكونات الحية والمكونات غير الحية بال�شكل الذي يجعلها متفاعلة مع بع�شها‪ ،‬وبما يوؤدي اإلى تبادل‬
‫العنا�شر والمركبات بين االجزاء الحية وغير الحية في ذلك النظام‪.‬‬
‫ي�شمل النظام البيئي‪ ،‬الجماعات (‪ )Populations‬والمجتمعات (‪ )Communities‬والمواطن‬
‫(‪ )Habitats‬والبيئات (‪ .)Environments‬وهو ي�شير ب�شكل خا�ص اإلى التفاعل الحركي في اجزاء اأو‬
‫مكونات البيئة جميعها‪ ،‬مع التركيز على تبادل المواد بين االجزاء الحية وغير الحية‪ ،‬فالبرك واالهوار‬
‫واالأنهار والمراعي والغابات على �شبيل المثال ت�شكل انظمة بيئية معينة‪.‬‬

‫الجماعة (‪ :)Population‬مجموعة من‬


‫االفراد المتفاعلة مع ًا (من النوع نف�شه وفي‬
‫مكان محدود)‪.‬‬
‫مثال‪ :‬جماعة من الوز العراقي في اهوار‬
‫الجنوب‪.‬‬
‫جماعة من ا�شماك ال�شبوط في بحيرة‬
‫الحبانية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫المجتمع (‪: )Community‬‬ ‫ي�شكل العالم باأكمله نظام ًا بيئي ًا �شخم ًا‬
‫ي�شمل المجتمع جماعات مختلفة من النباتات‬ ‫ومتوازناً‪ ،‬يعرف بالمحيط البيئي (‪)Ecosphere‬‬
‫والحيوانات واالحياء االخرى والتي تعي�ص مع ًا في‬ ‫والذي يدعى اأي�ش ًا بالغالف الحياتي اأو الحيوي‬
‫مكان معين‪ .‬وعلى �شبيل المثال ي�شار اإلى مجتمع‬ ‫(‪ )Biosphere‬وهذا الغالف يغطي الكرة االر�شية‬
‫بحيرة ما مثل بحيرة الحبانية او مجتمع غابة مثل‬ ‫من اعمق نقطة تحت �شطح االأر�ص اإلى اعلى نقطة‬
‫غابة بلوط في ال�شمال او مجتمع �شحراوي مثل‬ ‫في الجبال التي تقطنها االحياء وقد ي�شل مداه‬
‫ال�شحراء الغربية‪.‬‬ ‫اإلى االجواء المحيطة التي تتواجد فيها االحياء‪.‬‬

‫لذا يمكن عد النظام البيئي بمثابة وحدة م�شتقلة ومتزنة لها االمكانات الذاتية على ا�شتمرار الحياة‬
‫وا�شتقرارها‪ ،‬من خالل نوع من التوازن بين العنا�شر والعوامل المختلفة وبال�شكل الذي يعطي النظام البيئي‬
‫حالة من االكتفاء الذاتي عن طريق �شل�شلة من العالقات االغتذائية �شمن م�شتويات مختلفة‪.‬‬

‫البيئة (‪: )Environment‬‬


‫ي�شمل م�شطلح البيئة كل الحاالت والظروف‬
‫والتاأثيرات المحيطة الموؤثرة على كائن حي منفرد‬
‫اأو مجموعة من كائنات حية في مكان محدد‪.‬‬

‫الموطن (‪ :)Habitat‬هو الملجاأ اأو البقعة‬


‫الطبيعية للكائن الحي ان�شان ًا كان اأَ ْم‬
‫حيوان ًا ا ْأم نبات ًا اأَ ْم اأي كائن حي اآخر‪،‬‬
‫وي�شتمل الموطن اأي�ش ًا معالم البيئة جميعها‬
‫في موقع معين‪.‬‬

‫التفاعل بين مكونات البيئة الحية‪ ،‬حيث تموه ال�شمكة‬


‫ال�شخرية نف�شها بين ال�شخور‬

‫مكونات النظام البيئي‬ ‫‪3-2‬‬

‫كل‬
‫لكل نظام بيئي مكونات ال اإِحيائية ومكونات اإِحيائية‪ .‬و�شوف نحاول التعرف على هذه المكونات ٍ‬
‫على حدة‪ .‬ال�شكل (‪.)2-2‬‬

‫‪21‬‬
‫النظام البيئي‬

‫المكونات الحية‬ ‫المكونات غير‬


‫الحية‬
‫كائنات مستهلكة‬
‫كائنات محللة‬ ‫كائنات‬ ‫تربة‬ ‫هواء‬ ‫ماء‬ ‫شمس‬
‫منتجة‬
‫فطريات‬ ‫بكتريا‬ ‫نباتات خضر‬
‫‪22‬‬

‫تعتمد في غذائها‬

‫آكلة النباتات آكلة اللحوم‬


‫متعددة التغذية‬

‫االنسان‬ ‫الضواري‬ ‫االغنام‬

‫تتحلل جميعها بوساطة المحلالت‬

‫ال�شكل (‪ )2-2‬مكونات النظام البيئي (للحفظ)‪.‬‬


‫المكونات الالاحيائية (‪)Abiotic Components‬‬ ‫‪1-3-2‬‬

‫ت�شمل المكونات الالاحيائية على العديد من المواد التي قد تتواجد داخل اج�شام الكائنات الحية وت�شبح‬
‫جزءاً من العالم االحيائي‪ ،‬في حين تعد ال احيائية عندما تتواجد خارج ج�شم الكائن الحي‪ ،‬وت�شمل المكونات‬
‫الالاحيائية المواد االآتية‪:‬‬

‫‪ .1‬المواد المعدنية وال�شلبة تت�شكل منها التربة‪ ،‬وهذه ت�شمل جميع العنا�شر والمركبات الكيميائية‬
‫ال�شرورية ال�شتمرارية الحياة �شمن النظام البيئي‪ .‬وتكون المواد الع�شوية والالع�شوية مواداً ا�شا�شية‬
‫في مكونات التربة‪.‬‬

‫‪ .2‬المياه ت�شكل الحجم االأكبر للنظم البيئية ممثلة باالأنهار والبحار والمحيطات‪ ،‬وتعد حا�شنات للعديد‬
‫من العنا�شر والمركبات الكيميائية المذابة‪ .‬وهذه المواد ت�شتعمل في الفعاليات الحيوية‪ .‬كما ان الماء‬
‫بحد ذاته يعتبر من ال�شروريات اال�شا�شية ال�شتمرار ديمومة الحياة فهو ي�شكل ن�شبة عالية من مكونات‬
‫الخلية الحية ت�شل اإلى اكثر من ‪ % 90‬في بع�ص الخاليا‪.‬‬
‫وفي بيئة الياب�شة يعد الماء �شروري ًا الكمال عملية البناء ال�شوئي ا�شافة اإلى دوره في مختلف العمليات‬
‫الحيوية للكائنات الحية‪.‬‬

‫‪ .3‬الغازات ‪ :‬ذات دور مهم في النظام البيئي‪ ،‬و تتمثل بمزيج من االنواع المختلفة للغازات الموجودة‬
‫في الغالف الجوي الذي يحيط باأي نظام بيئي‪ .‬وب�شكل ا�شا�شي يتكون هذا المزيج من النتروجين‬
‫واالوك�شجين وثنائي اأوك�شيد الكاربون وبخار الماء والغازات االخرى‪ ،‬وبرغم اهميتها جميع ًا اإال اإن‬
‫االأوك�شجين يعد من االأ�شا�شيات الرئي�شة التي يجب توافرها للكائن الحي �شمن النظام البيئي‪.‬‬

‫‪ .4‬الطاقة ال�شم�شية‪ :‬ذات تاأثيرات وا�شحة في النظام البيئي‪ ،‬وتاأثيراتها تختلف باختالف موقع النظام‬
‫البيئي على الكرة االأر�شية وحركة االأر�ص حول ال�شم�ص‪ ،‬ويت�شح هذا التاأثير فيما نالحظه من اختالف‬
‫في كثافة الكائنات الحية من ف�شل اإلى اآخر ومن موقع الآخر ف�ش ًال عن تاأثيرات اخرى على كمية الطاقة‬
‫المتدفقة اإلى النظام البيئي‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫المكونات االحيائية (‪)Biotic Components‬‬ ‫‪2-3-2‬‬
‫ت�شمل المكونات االحيائية كافة الكائنات الحية المتواجدة في النظام البيئي باأنواعها المختلفة‬
‫واحجامها وطرق تغذيتها‪ .‬واعتماداً على م�شادر التغذية يمكن تق�شيمها اإلى ما ياأتي‪:‬‬

‫‪ .1‬الكائنات المنتجة (‪:)Producer Organisms‬‬

‫كائنات حية لها القابلية على تحويل المواد الالع�شوية‬


‫اإلى مواد ع�شوية‪ .‬وت�شم النباتات الخ�شر التي لها القابلية‬
‫على انتاج مركبات ع�شوية (�شكريات) بو�شاطة عملية البناء‬
‫ال�شوئي‪ .‬وتعد بع�ص انواع البكتريا كائنات منتجة كونها‬
‫ت�شتغل الطاقة الناتجة من اك�شدة المواد الكيميائية في‬
‫البناء الكيميائي‪ ،‬كما هو الحال في بكتريا الكبريت والحديد‬
‫ال�شكل (‪ .)3-2‬كائنات منتجة‬ ‫وغيرها‪ .‬ويطلق على الكائنات الحية المنتجة ذاتية التغذية‬
‫(‪� .)Autotrophic‬شكل (‪.)3-2‬‬

‫‪ .2‬الكائنات الم�شتهلكة (‪:)Consumer Organisms‬‬

‫كائنات حية غير قادرة على انتاج مركباتها الع�شوية‬


‫الخا�شة لالغرا�ص الغذائية اال�شا�شية‪ .‬لذا يطلق عليها مختلفة‬
‫التغذية (‪ )Heterotrophic‬مما يعني انها متباينة من‬
‫حيث الم�شدر الغذائي‪ .‬ت�شم الكائنات الم�شتهلكة الحيوانات‬
‫التي تعتمد في غذائها على كائنات حية اخرى نباتية اأو‬
‫حيوانية اأو كليهما كم�شدر لغذائها‪.‬‬
‫تق�شم اإلى كائنات م�شتهلكة ابتدائية (اأولية) (‪Primary‬‬
‫‪ )Consumers‬اأو اآكــــــالت االع�شاب (‪ ،)Herbivores‬وهذه‬
‫ت�شتهلك ب�شورة مبا�شرة المركبات الع�شوية للنبات‪ ،‬والق�شم‬
‫الثاني يمثل الكائنات الم�شتهلكة الثانوية (‪Secondary‬‬
‫‪ ،)Consumers‬وهذه قد تكون اآكالت ع�شب ولحوم‬
‫(قوارت) (‪ )Omnivores‬اأو اآكالت لحوم (‪)Carnivores‬‬
‫وتعتمد جزئي ًا اأو كلي ًا على الحيوانات االخرى في الح�شول‬
‫على حاجاتها الغذائية‪ .‬وقد تكون الكائنات الم�شتهلكة ثالثية‬
‫ال�شكل (‪ .)4-2‬كائنات م�شتهلكة‬
‫ورابعية مثل المفتر�شات‪� ،‬شكل (‪.)4-2‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ .3‬الكائنات المحللة (‪:)Decomposers Organisms‬‬

‫كائنات دقيقة مثل البكتريا والفطريات لها‬


‫القابلية على تحويل المركبات الع�شوية اإلى مواد‬
‫الع�شوية يمكن ا�شتفادة المنتجات (النباتات) منها‬
‫مرة اخرى في تغذيتها‪ .‬وت�شمى الكائنات المحللة‪،‬‬
‫بالكائنات الطفيلية (‪)Parasitic Organisms‬‬
‫عندما تعتمد في غذائها على كائنات حية‬
‫اخرى‪ ،‬وقد ت�شمى كائنات رمية (‪Saprophytic‬‬
‫‪ )Organisms‬حيث تعي�ص على المواد الع�شوية‬
‫ال�شكل (‪ .)5-2‬كائنات محللة‬ ‫الميتة‪ .‬ال�شكل (‪.)5-2‬‬

‫ب�شكل عام تت�شمن النظم البيئية مجموعة متباينة ووا�شعة من كائنات حية منتجة وم�شتهلكة ومحللة‪،‬‬
‫وعلى �شبيل المثال تعد الطفيليات كائنات م�شتهلكة متخ�ش�شة‪ ،‬فقد تكون متطفلة على النباتات وتتغذى‬
‫مبا�شرة عليها وبذا فهي اآكلة ع�شب‪ ،‬اما التي تتطفل على الحيوانات فتعد اآكلة لحم مختلفة عن المفتر�شات‬
‫النها ال تقتل الم�شيف اأو العائل‪.‬‬
‫تعد اآكالت القمامة مثل الن�شور من اآكالت اللحوم التي تختلف عن الكائنات المفتر�شة الأنها تتغذى على‬
‫الحيوانات الميتة‪ .‬ويقع االن�شان �شمن الم�شتهلكات التي تعتمد في غذائها على النباتات والحيوانات‪.‬‬

‫نشاط‬

‫اكتب تقريراً عن عالقة علم البيئة بالعلوم الحياتية االخرى‪ .‬اعتمد في كتابة التقرير على م�شادر‬
‫علمية متوفرة في مكتبة المدر�شة اأو �شبكة االنترنت‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫أسئلة الفصل الثاني‬

‫�ص‪ / 1‬ما مفهوم الجماعة والمجتمع في النظام البيئي؟‬

‫�ص‪ / 2‬عرف ما ياأتي ‪:‬‬

‫اأ ـ البيئة ب ـ القوارت جـ ـ الكائنات المحللة د ـ الكائنات ذاتية التغذية‬

‫هـ ـ الكائنات الرمية‪.‬‬

‫�ص‪ / 3‬ما مكونات النظام البيئي الالاحيائية ؟ عددها‪ .‬وهل يمكنك ان تقترح ت�شل�ش ًال الأهميتها في النظام‬

‫البيئي‪.‬‬

‫�ص‪ / 4‬اعمل جدو ًال يت�شمن ثالثة حقول االأول بعنوان اآكالت نبات اأو ع�شب والثاني اآكالت لحوم والثالث‬

‫القوارت ودون في كل حقل ع�شرة امثلة الحياء موجودة �شمن محيطك البيئي‪.‬‬

‫�ص‪� / 5‬شع عالمة (✓) في المربع جنب العبارة ال�شحيحة وعالمة ( × ) في المربع جنب العبارة الخاطئة‪:‬‬

‫‪ .1‬تعرف الجماعة باأنها مجموعة من االفراد من النوع نف�شه متفاعلة مع ًا �شمن بيئتها‪.‬‬

‫‪ .2‬يعرف الموطن على ان ُه البيئة في كل حاالتها وظروفها والتاأثيرات المحيطة الموؤثرة في كائن حي‬

‫منفرد اأو مجموعة من الكائنات الحية في مكان محدد‪.‬‬

‫‪ .3‬ت�شتمل المكونات الالاحيائية على المواد المعدنية وال�شلبة‪ ،‬المياه‪ ،‬الغازات والطاقة ال�شم�شية‪.‬‬

‫‪ .4‬الكائنات الم�شتهلكة هي كائنات قادرة على انتاج مركباتها الع�شوية لالغرا�ص الغذائية اال�شا�شية‪.‬‬

‫‪ .5‬تعد الكائنات الم�شتهلكة الثانوية اآكالت لحوم (‪)Carnivores‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫‪3‬‬
‫السلسلة الغذائية‬
‫ودورة العناصر في الطبيعة‬

‫محتويات الفصل‬

‫‪ 3-1‬السلسلة الغذائية‪.‬‬

‫‪ 3-2‬الشبكة الغذائية‪.‬‬

‫‪ 3-3‬االهرام البيئية‪.‬‬

‫‪ 4-3‬الدورات الكيميائية االرضية الحياتية‪.‬‬

‫‪ 5-3‬انسياب الطاقة‪.‬‬

‫نشاط‬

‫أسئلة الفصل‬
‫النواتج التعليمية‬
‫بعد االنتهاء من دراسة هذا الفصل‬
‫يكون الطالب قادرا ً على أن‪:‬‬

‫يعطي مثا ًال ل�شل�شلة غذائية مكونة من �شت م�شتويات‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫يعطي راأيه بالعبارة االآتية‪ « :‬كلما طالت ال�شل�شلة الغذائية كلما زاد فقدان الطاقة»‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫يعطي مثا ًال ل�شل�شلة غذائية مائية واخرى برية‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫يو�شح بمخطط �شبكة غذائية بحرية‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫يقارن بين االهرام العددية واهرام الطاقة‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫ي�شرح دورة الكاربون في الطبيعة ‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫يبين اأهمية النتروجين في الطبيعة‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫يو�شح بمخطط دورة النتروجين في الطبيعة‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫يو�شح بمخطط دورة الف�شفور في الطبيعة‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫يعطي راأيه بالعبارة االآتية « تعد ال�شم�ص الم�شدر اال�شا�شي للطاقة الالزمة للحياة»‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪28‬‬
‫ال�صل�صلة الغذائية ‪Food Chain‬‬ ‫‪1-3‬‬

‫تعد الكائنات المنتجة (‪( ،)Producers‬النباتات) م�شتوى اغتذائي ًا ا�شا�شي ًا في ذلك النظام البيئي ‪ ،‬اذ‬
‫ت�شتقطب الطاقة ال�شوئية ال�شاقطة عليها وتحولها اإلى طاقة مخزونة في الغذاء وعلى هيئة مواد ع�شوية‪.‬‬
‫وتتغذى الكائنات الع�شبية (‪ )Herbivores‬على الكائنات المنتجة االأولية‪ ،‬وهي الحيوانات التي تمثل‬
‫اأول م�شتوى اغتذائي في الكائنات الحية الم�شتهلكة‪ .‬اما الكائنات اآكالت اللحوم (الحمة) (‪)Carnivores‬‬
‫والكائنات المتطفلة على الحيوانات فتمثل الم�شتهلكات الثانوية (‪ )Secondary Consumers‬وهي‬
‫ت�شكل م�شتوى اغتذائي ًا اآخر وهكذا �شكل (‪.)1-3‬‬
‫المحللــة‬ ‫الكائنـــات‬ ‫تمثــل‬
‫م�شتهلك ثالثي‬ ‫(‪ )Decomposers‬م�شتــــوى اغتذائي ًا‬
‫م�شتوى‬
‫اغتذائي‬ ‫حيوان‬ ‫�شم�ص‬
‫رابع‬ ‫لحوم‬ ‫اآكل‬ ‫اآخر اذ تتغذى على الكائنات بعد موتها‬
‫عالي‬ ‫وت�شمل كل من البكتريا والفطريات‪ ،‬فتقوم‬
‫م�شتهلك ثانوي‬ ‫بتحليل المادة الع�شوية الموجودة في تلك‬
‫م�شتوى‬
‫اغتذائي‬ ‫الكائنات الميتة وتحولها اإلى مـــواد غير‬
‫ثالث‬
‫حيوان اآكل لحوم‬ ‫ع�شوية‪.‬‬
‫م�شتهلك اولي‬ ‫ان الطاقة التي تنتقل من م�شتوى‬
‫م�شتوى‬
‫اغتذائي‬ ‫اغتذائي الآخر ابتداءاً من المنتجات االأولية‬
‫ثاني‬
‫حيوان عا�شب‬ ‫تفقد ق�شم ًا منها على هيئة طاقة حرارية‬
‫اأو طاقة ت�شتعمل في اداء عمل ما اأو ت�شتغل‬
‫نبات منتج م�شتوى‬
‫اغتذائي‬ ‫في عمليات النمو والتكاثر‪ .‬لذا فالطاقة‬
‫اأول‬
‫المنقولة تقل خالل انتقالها بين الم�شتويات‬
‫فطريات‬ ‫االغتذائية وتكون على اقلها في نهاية‬
‫ال�شل�شلة الغذائية‪.‬‬
‫بكتريا‬

‫�شكل (‪ .)1-3‬الم�شتويات االغتذائية �شمن ال�شل�شلة الغذائية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫تعد ال�شل�شلة الغذائية حلقة الترابط الغذائي بين م�شتوى اغتذائي واآخر تبداأ من م�شتوى النباتات اأو المنتجات‬
‫االأولية ال�شانعة للغذاء والمدخرة للطاقة التي تكون م�شدراً للغذاء لكائنات اخرى وهكذا في م�شار العالقة‬
‫الغذائية و�شو ًال اإلى الكائنات المحللة‪ .‬وفي النظام البيئي توجد عدة �شال�شل غذائية‪.‬‬

‫مثال في البيئة البرية (للحفظ)‪:‬‬


‫حيوان آكل حشرات‬ ‫حشرات‬ ‫حشائش أو نباتات‬
‫آكل حلوم (الحم)‬ ‫آكلة اعشاب (عاشبة)‬

‫ثعبان‬ ‫نسر‬
‫آكل حلم (الحم)‬ ‫آكل حلم (الحم)‬

‫فال�شل�شلة الغذائية تبداأ بالنباتات و�شو ًال اإلى الن�شر �شكل (‪.)2-3‬وتقوم المحلالت (البكتريا والفطريات) بعد‬
‫موت الن�شر بتحليل المادة الع�شوية فيه اإلى مواد غير ع�شوية وهكذا‪.‬‬

‫مثال في البيئة المائية (للحفظ)‪:‬‬


‫ق�شريات‬
‫اآكل حلم (الحمة)‬ ‫هائمات حيوانية‬ ‫هائمات نباتية‬

‫ا�شماك �شغيرة‬ ‫ا�شماك كبيرة‬ ‫حيتان‬

‫كما هو الحال في البيئة البرية‪ ،‬تبتدئ ال�شل�شلة الغذائية في البيئة المائية بالهائمات النباتية ثم الهائمات‬
‫الحيوانية و�شو ًال اإلى الحيتان �شكل (‪.)2-3‬‬
‫كلما ق�شرت ال�شل�شلة الغذائية قل فقدان الطاقة‪ .‬اأي اأن القيمة الغذائية تكون عالية‪ ،‬والعك�ص �شحيح في‬
‫ال�شل�شلة الغذائية الطويلة‪ .‬وت�شاعدنا هذه االعتبارات على ان نفهم لماذا تكون البحار القطبية الجنوبية من اكبر‬
‫المحيطات انتاج ًا في العالم اذ تكــون ذات �شال�شل غذائية ب�شيطة وق�شيرة‪ ،‬فمث ًال تتكون ال�شل�شلة الغذائية من‬
‫الهائمات والحيتان فقط‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫بينما في المناطق المعتدلة قد تجد في‬
‫غابة معتدلة من ‪ 50-40‬نوع ًا من‬
‫م�شتهلك رابعي‬ ‫الطيور اآكلة الح�شرات تتغذى على عدة‬
‫مئات من انواع الح�شرات بينما في‬
‫حيوان اآكل لحم (الحم)‬
‫حيوان اآكل لحم (الحم)‬ ‫الغابات االأ�شتوائية قد توجد تعقيدات‬
‫م�شتهلك ثالثي‬ ‫اأكبر فقد تجد عدة مئات من انواع‬
‫حيوان اآكل لحم (الحم)‬ ‫حيوان اآكل لحم (الحم)‬ ‫الطيور اآكلة الح�شرات تتغذى على عدة‬
‫اآالف من اأنواع الح�شرات والتي تتغذى‬
‫م�شتهلك ثانوي‬ ‫على عدة اآالف من اأنواع النباتات‬
‫حيوان اآكل لحم (الحم)‬ ‫حيوان الحم‬ ‫ونواتجها‪.‬‬
‫ت�شمى حاالت التداخل والترابط بين‬
‫م�شتهلك اأولي‬ ‫ال�شال�شل الغذائية بال�شبكة الغذائية‪،‬‬
‫هائمات حيوانية‬
‫وال�شبكات الغذائية متنوعة ومعقدة‬
‫حيوان اآكل ع�شب (عا�شب)‬
‫كتنوع وتعقد ال�شال�شل الغذائية‪.‬‬
‫منتج اأولي‬
‫نبات‬ ‫هائمات نباتية‬
‫�شل�شلة غذائية برية‬ ‫�شل�شلة غذائية بحرية‬

‫ال�شكل (‪� .)2-3‬شل�شلة غذائية بحرية و�شل�شلة غذائية برية (للحفظ)‪.‬‬

‫ال�شبكة الغذائية‬ ‫‪2-3‬‬

‫ان فكرة ال�شل�شلة الغذائية ب�شيطة ن�شبي ًا عندما تناق�ص على م�شتوى كائن واحد اأو مجموعة من الكائنات‬
‫الحية تعود لنف�ص النوع‪.‬‬
‫عند النظر اإلى ال�شل�شلة الغذائية في مجتمع ما ككل فاأن ال�شل�شلة �شوف تتعقد وتت�شابك العالقات الغذائية‬
‫فيما بينها مكونة ما ي�شمى بال�شبكة الغذائية‪ .‬ومن اأهم اأ�شباب التعقيد ان الحيوانات المختلفة في اأي نظام بيئي‬
‫ت�شتهلك انواع ًا متباينة من االغذية وذلك باختالف انواعها واحجامها واعمارها ف�ش ًال عن الظروف المحيطة‪.‬‬
‫تتغير وجبات الغذاء ب�شكل كبير في الحيوانات المختلفة‪ ،‬فعلى الرغم من ان اللواحم تتغذى على اللحوم‬
‫ب�شورة عامة اإال اأنها تتغذى علي النباتات احياناً‪ .‬والمفتر�ص في مرحلة ما من حياته و�شمن النظام البيئي‬
‫الذي يتواجد فيه يتحول اإلى فري�شة‪ ،‬واأعداد الكائنات الحية واأنواعها لها تاأثير كبير في نوعية ال�شبكة الغذائية‬
‫من حيث تعقيداتها‪ ،‬كما ان طبيعة البيئة هي االأخرى ذات تاأثير وا�شح‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫تكون ال�شبكة الغذائية ب�شيطة في المناطق التي تحتوي على انواع قليلة من الكائنات الحية كما في القطبين‬
‫والمناطق القاحلة �شكل (‪ ،)3-3‬وتتعقد كلما ازداد عدد االنواع داخل الوحدة البيئية كما في المناطق اال�شتوائية‬
‫اأو في المحيطات‪ .‬وفي البرك والبحيرات تكون ال�شبكة الغذائية اب�شط عما هي عليه في االأنهار‪ .‬وب�شكل عام كلما‬
‫كانت ال�شبكة الغذائية ب�شيطة تكون اقل ا�شتقراراً‪ ،‬بينما تكون ال�شبكة الغذائية المعقدة اكثر ثبات ًا وا�شتقراراً‪.‬‬

‫ان�شان‬

‫حيتان‬ ‫حيتان‬
‫حيتان‬
‫م�شننة‬ ‫العنبر‬
‫البالين‬ ‫�شغيرة‬

‫فيل‬
‫الفقمة‬ ‫اأ�شد‬ ‫البحر‬
‫اآكلة ابو‬ ‫البحر‬
‫الجنيب‬

‫طيور‬ ‫ا�شماك‬ ‫الحبار‬

‫هائمات‬
‫الحمة‬
‫حيوانات‬
‫مجذافية‬
‫جمبري‬ ‫االرجل‬

‫هائمات‬
‫نباتية‬

‫�شكل (‪� .)3-3‬شبكة غذائية بحرية قطبية‬

‫‪32‬‬
‫االهرام البيئية (‪)Ecological Pyramids‬‬ ‫‪3-3‬‬
‫يت�شمن الهرم البيئي تنظيم ًا ت�شل�شلي ًا للم�شتويات االغتذائية‪ ،‬فلو رتبنا الكائنات الحية المتواجدة في اأية‬
‫وحدة بيئية متكاملة لوجدنا ان المنتج (اأحياء ذاتية التغذية) والذي يتمثل بالنباتات الخ�شر يقع عند القاعدة‬
‫(الم�شتوى االإغتذائي االأول) يليه الم�شتوى االغتذائي الثاني (اآكلة االأع�شاب) ثم الم�شتوى االغتذائي الثالث (اآكلة‬
‫اللحوم) واأخيراً الم�شتوى االإغتذائي الرابع والمتمثل باآكلة لحوم اأي�ش ًا اأو ربما من القوارت �شكل (‪.)4-3‬‬

‫م�شتوى‬
‫حيوان اآكل لحم (الحم)‬ ‫اغتذائي‬
‫م�شتهلك ثالثي‬ ‫رابع‬

‫م�شتوى‬
‫حيوان اأكل لحم (الحم)‬ ‫اغتذائي‬
‫م�شتهلك ثانوي‬ ‫ثالث‬

‫حيوان اآكل ع�شب (عا�شب)‬ ‫م�شتوى‬


‫�شوء‬ ‫اغتذائي‬
‫ال�شم�ص‬ ‫م�شتهلك اأولي‬ ‫ثاني‬

‫م�شتوى‬
‫منتجات‬ ‫اغتذائي‬
‫اأول‬

‫�شكل (‪ .)4-3‬الم�شتويات االغتذائية المختلفة في النظام البيئي‪ .‬القطة تاأكل‬


‫الطير‪ ،‬والطير ياأكل الح�شرات (الخنف�شاء) واالأخيرة تاأكل الع�شب (النبات)‬
‫(للحفظ)‪.‬‬

‫يمكن تق�شيم االهرام البيئية ح�شب طرق التعبير عنها اإلى ثالثة انواع ا�شا�شية هي‪:‬‬

‫االهرام العددية (‪)The Pyramids of Numbers‬‬ ‫‪1‬‬

‫يمكن التعبير عن النظام البيئي من الناحية الحياتية في هذا النوع بعدد انواع الكائنات الحية‪ ،‬حيث تكون‬
‫اعداد النباتات (المنتج) عند القاعدة ومن ثم ياأتي الم�شتهلك االأول (اآكل الع�شب) فالم�شتهلك الثاني (اآكل لحوم)‬
‫�شكل (‪ 5-3‬اأ )‪ .‬وقد ينقلب الهرم كما هو الحال في االحياء الطفيلية �شكل (‪ 5-3‬ب )‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫م�شتهلك ثالثي‬

‫م�شتهلك ثانوي‬

‫م�شتهلك اولي‬

‫منتجات‬
‫عدد االفراد‬ ‫عدد االفراد‬
‫(أ)‬ ‫(ب)‬
‫م�شتوى‬
‫ا‬
‫غتذائي‬
‫رابعي‬

‫م�شتوى‬
‫اغتذائ‬
‫ي ثالثي‬
‫م�شتوى‬
‫ا‬
‫غتذائي‬
‫ثانوي‬

‫م�شتوى‬
‫اغتذائ‬
‫ي اولي‬
‫كمية ال‬
‫طاقة ال‬
‫مخزونة‬

‫�شكل (‪ .)5-3‬االهرام العددية‪ ( .‬اأ ) يظهر ان القاعدة ممثلة بالنباتات (المنتجة) وتكون االأو�شع من ناحية الكثرة‬
‫العددية تليها الم�شتويات االغتذائية االعلى وباأعداد تتناق�ص تدريجياً‪( ،‬ب) ينقلب الهرم العددي في االحياء‬
‫الطفيلية حيث القاعدة ممثلة بعدد قليل من االأحياء (الجرذ) تليها ح�شرة القراد ثم البكتريا الناقلة للمر�ص‪.‬‬

‫اهرام الكتلة الحية (‪)The Pyramids of Biomass‬‬ ‫‪2‬‬

‫تعبر اهرام الكتلة الحية عما يجري داخل النظام البيئي من تفاعالت وعالقات بين الم�شتويات االغتذائية‬
‫على ا�شا�ص اأوزانها اأو القيمة الحرارية في داخلها (�شمن افراد كل م�شتوى اغتذائي) اأو اأي مقيا�ص اآخر يدل على‬
‫الكتلة الحية (‪ )Biomass‬لمجموع افراد الم�شتوى االغتذائي �شكل (‪.)6-3‬‬

‫‪34‬‬
‫اهرام الطاقة (‪)The Pyramids of Energy‬‬ ‫‪3‬‬

‫تختلف اهرام الطاقة عن االأهرام العددية والكتلوية حيث اأنها ال تعبر عن الحالة الراهنة في النظام البيئي‪،‬‬
‫فهي تبين المعدالت الكلية لمرور الطاقة عبر ال�شل�شلة الغذائية‪ .‬وال يعبر هرم الطاقة عما تحتويه الم�شتويات‬
‫االغتذائية فح�شب بل كفاءة النظام البيئي ككل من جهة وكفاءة الكائنات الحية المكونة لكل م�شتوى اغتذائي‬
‫�شمن ال�شل�شلة الغذائية وب�شورة �شحيحة‪ .‬وفي اهرام الطاقة وعلى عك�ص ما هو عليه الحال في االهرام العددية‬
‫تزيد اأهمية االحياء ال�شغيرة والمجهرية ويت�شخم موقعها‪ ،‬اما االهرام الكتلوية فاإنها تبالغ في اأهمية االحياء‬
‫الكبيرة �شكل (‪.)6-3‬‬
‫اآكلة لحوم‬
‫‪1‬‬
‫اآكلة ع�شب‬ ‫‪11‬‬

‫هائمات منتجة ‪4،000،000،000‬‬ ‫( اأ )‬


‫هرم عددي‬
‫اآكلة لحوم م�شتوى ثاني‬
‫محلالت‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 1.5‬غرام ‪/‬م‬
‫‪2‬‬
‫‪ 5‬غرام ‪/‬م‬
‫اآكلة لحوم م�شتوى اول‬
‫‪2‬‬
‫‪ 11‬غرام ‪/‬م‬
‫اآكلة ع�شب‬
‫‪2‬‬
‫‪ 37‬غرام ‪/‬م‬

‫هائمات منتجة‬ ‫(ب)‬


‫‪2‬‬
‫‪ 807‬غرام ‪/‬م‬
‫هائمات حيوانية وحيوانات قاع‬ ‫هرم كتلوي‬
‫‪2‬‬
‫‪ 21‬غرام ‪/‬م‬
‫هائمات نباتية‬
‫‪ 4‬غرام ‪/‬م‬
‫‪2‬‬
‫ااآكلة لحوم م�شتوى اأول‬
‫‪ 48‬كيلو كالوري ‪/‬م‪�/2‬شنة‬

‫محلالت‬ ‫اآكلة ع�شب‬


‫‪ 596‬كيلو كالوري ‪/‬م‪�/2‬شنة‬
‫‪ 3890‬كيلو كالوري ‪/‬م‪� /2‬شنة‬

‫(جـ)‬
‫هائمات منتجة‬
‫‪ 36380‬غرام ‪/‬م‪�/2‬شنة‬
‫هرم طاقة‬
‫�شكل (‪ .)6-3‬االهرام البيئية‪ ( .‬اأ ) الهرم العددي (ب) الهرم الكتلوي‪( ،‬جـ) هرم الطاقة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الدورات الكيميائية االر�صية االأحيائية‬ ‫‪4-3‬‬
‫تعد حركة العنا�شر الرئي�شة وانتقالها مثل الكاربون والهيدروجين واالأوك�شجين والنتروجين والف�شفور‬
‫والكبريت بين المكونات الحية وغير الحية للنظام البيئي من االمور المهمة التي توؤدي اإلى معرفة ذلك‬
‫النظام‪ .‬اإذ اأن انتقال هذه العنا�شر من حالة الع�شوية اإلى حالة ع�شوية وبالعك�ص يوؤدي اإلى االختالف‬
‫والتباين بين انواع الكائنات الحية واعدادها من منطقة اإلى اأخرى على وفق �شرعة االنتقال اأو التحويل‬
‫في هذه العنا�شر‪ ،‬كونها ت�شارك في بنية الخلية الحية ومن ثم بنية الكائن الحي‪ .‬وت�شمى دورة العنا�شر‬
‫المختلفة بين الكائن الحي ومحيطـــه ثم رجوعهــا اإلى الكائن الحي بدورة العنا�شــر البيوجيوكيميائية‬
‫(‪.)Biogeochemical Cycle‬‬
‫ان العالقة بين الكائن الحي والمحيط الذي يعي�ص فيه مع كائنات حية اأخرى ومكونات غير اإحيائية هي‬
‫عالقة معقدة جداً‪ ،‬وتفهم هذه العالقة بين العنا�شراال�شا�شية جميعها‪ .‬والكائنات الحية هي القاعدة المتينة التي‬
‫ي�شتند اليها ادراك المفاهيم اال�شا�شية لت�شعبات علم البيئة‪.‬‬
‫ب�شكل عام تو�شح دورات العنا�شر االن�شياب الدوري لهذه العنا�شر من المحيط الالاإحيائي اإلى داخل الكائن‬
‫الحي �شمن الفعاليات الحيوية‪ ،‬وعودتها اإلى المحيط الالاإحيائي مرة اخرى عن طريق فعاليات االإحتراق‬
‫واالأك�شدة والتحلل في هذه الكائنات‪.‬‬
‫فيما ياأتي ايجاز لبع�ص الدورات في الطبيعة‪:‬‬

‫دورة الماء (‪)Hydrologic Cycle‬‬ ‫‪1‬‬

‫تعتمد �شيغ الحياة كلها على الماء‪ ،‬اإذ ي�شكل الماء الن�شبة االعلى في بنية الكائن الحي وتتراوح هذه الن�شبة‬
‫بين ‪ % 90-60‬من الوزن الطري لمعظم االحياء ب�شورة عامة ونادراًْ ما تنخف�ص هذه الن�شبة كما هو الحال‬
‫في بذور النباتات الجافة حتى ت�شل اإلى حدود ‪ %10‬من وزنها الطري في حين ترتفع الن�شبة لت�شل اإلى ما‬
‫يزيد عن ‪ % 90‬كما في كائنات اخرى مثل نبات الخيار والرقي وبع�ص قناديل البحر‪.‬‬
‫ت�شكل مياه البحار والمحيطات اأكثر من ‪ %70‬من الم�شاحة الكلية للكرة االأر�شية‪ .‬والماء ينتقل بين‬
‫الياب�شة والجو والم�شطحات المائية‪ ،‬وتقوم اأ�شعة ال�شم�ص التي ت�شكل الم�شدر الحراري الرئي�ص في االأر�ص بتبخير‬
‫جزيئات الماء (المياه ال�شطحية والنتح في النباتات) التي تتجمع على هيئة غيوم تنتقل بفعل التيارات الهوائية‬
‫اإلى مواقع مختلفة‪ ،‬وعندما تبرد الغيوم بفعل طبقات الجو الباردة تتحول اإلى مياه اأو ثلوج ت�شقط على �شطح‬
‫االأر�ص حيث ت�شتخدم االحياء بع�ش ًا منها‪ ،‬وبع�شها يجري على �شطح التربة على هيئة مياه �شطحية كاالأنهار‬
‫وال�شيول‪ ،‬ومن ثم تعود اإلى البحار والمحيطات‪ .‬والبع�ص االآخر من المياه ي�شتقر في االأر�ص ب�شورة مياه جوفية‬
‫وهذه االأخيرة تعاد اإلى �شطح االأر�ص ب�شكل ينابيع اأو با�شتخدام الم�شخات ال�شتخراجها منها ومن ثم تعود اإلى‬
‫البحار والمحيطات‪ ،‬وتتكرر هذه الدورة كما في ال�شكل (‪.)7-3‬‬

‫‪36‬‬
‫نتح‬ ‫طاقة �شم�شية‬
‫تبخر‬

‫تر�شب‬

‫جريان الماء‬

‫تر�شح في التربة‬ ‫طبقة �شخرية مائية‬


‫مياه جوفية‬
‫�شكل (‪ .)7-3‬دورة الماء في الطبيعة‪ .‬ي�شقط الماء على االأر�ص ت�شتخدم االحياء بع�ش ًا من الماء والباقي يتبخر (‪)Evaporate‬‬
‫اأو ي�شير في جداول (‪ )Run off Streams‬اأو يدخل االأر�ص ليكون مياه جوفية‪ .‬الحيوانات تعيد المياه اإلى البيئة كبخار ماء‬
‫في عملية التنف�ص اأو كناتج ابرازي‪ ،‬والنباتات تنتج الماء اأو تعيده اإلى البيئة بعملية النتح‪.‬‬

‫دورة الكاربون (‪)Carbon Cycle‬‬ ‫‪2‬‬

‫تعد دورة الكاربون من اب�شط دورات العنا�شر ب�شبب تميز مكوناتها الرئي�شة‪ ،‬يوجد الكاربون في الحالة‬
‫الغازية (في الهواء) على هيئة غاز ثنائي اأوك�شيد الكاربون (‪ ،)co2‬وفي الحالة ال�شلبة (في التربة) على هيئة‬
‫�شخور جيرية‪ ،‬وفي الحالة ال�شائلة (في الماء) على هيئة ثنائي اأوك�شيد الكاربون الذائب اأو اأيونات البيكاربونات‬
‫اذ تتحول مركباته من حالة اإلى اخرى‪.‬‬
‫تثبت النباتات الخ�شر غاز ثنائي اأوك�شيد الكاربون على هيئة مركبات كاربوهيدراتية (�شكريات) من خالل‬
‫عملية البناء ال�شوئي‪ ،‬وعند تغذي الحيوانات اآكلة الع�شب على النباتات تنتقل المواد الكاربونية عبر النظام‬
‫الحيوي من النباتات اإلى الحيوانات ثم يعود الكاربون اإلى البيئة مرة اخرى من خالل عمل المحلالت التي تحلل‬
‫المواد الع�شوية بعد موت الكائنات الحية‪.‬‬
‫قد يكون الكاربون في �شورة امالح كاربونات غير ع�شوية كما هو الحال في وجوده في االجزاء ال�شلبة‬
‫لبع�ص الحيوانات مثل اال�شداف‪ ،‬وهذا النوع من الكاربون يبقى زمن ًا طويالً‪ .‬حيث ينتج الحجر الجيري من‬
‫التر�شبات البحرية للكاربونات الحيوانية وينتج التر�شيب غير الع�شوي للكاربونات في المياه‪.‬‬
‫كما يوجد الكاربون في روا�شب ع�شوية من الفحم والنفط‪ ،‬ويبقى هكذا اإلى ان يطلق عند االحتراق اأو عند‬
‫االنفجارات البركانية وعندها يعود اإلى البيئة �شكل (‪.)8-3‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ Co2‬في الجو‬ ‫احتراق الوقود‬
‫معامل ومنازل‬
‫بناء �شوئي‬
‫انت�شار‬ ‫تنف�ص‬

‫نباتات‬
‫حيوان‬

‫‪ Co2‬مذاب‬

‫بيكاربونات‬
‫بناء �شوئي‬
‫مخلفات احياء ميتة‬
‫حيوانات‬
‫نباتات وطحالب‬

‫وقود احفوري‬
‫كاربونات في التربة‬ ‫مخلفات احياء ميتة‬ ‫نفط ‪ ،‬غاز ‪ ،‬فحم‬

‫�شكل (‪ .)8-3‬دورة الكاربون في الطبيعة‪ :‬ثنائي اأوك�شيد الكاربون في الهواء والماء يدخل اإلى النظام البيئي خالل عملية‬
‫البناء ال�شوئي ثم يمر اإلى ال�شال�شل الغذائية‪ .‬وتعيد عملية التنف�ص‪ ،‬الكاربون اإلى البيئة االإحيائية‪ .‬والكاربون يمكن ان يبقى في‬
‫التكوينات االر�شية والمتحجرات لفترات طويلة‪.‬‬

‫دورة النتروجين (‪)Nitrogen Cycle‬‬ ‫‪3‬‬

‫يعد النتروجين اكثر العنا�شر �شيوع ًا �شمن الغالف الجوي‪ ،‬حيث يحتوي الهواء ‪ % 78‬من النتروجين ب�شورة‬
‫غازية‪ .‬وهو موجود في التربة ب�شكل نترات (‪ )No3-‬واأمونيا ( ‪ )NH3‬يمكن ان يمت�شها النبات ويحولها اإلى‬
‫حوام�ص امينية ثم بروتينات مختلفة اأو حوام�ص نووية داخل النبات‪ ،‬كما يمكن الأيونات النترات واالأمونيا ان‬
‫تدخل في بنية البروتينات داخل ج�شم الحيوان الذي يتغذى على النباتات‪ .‬ويمكن ان تتحلل هذه المواد الع�شوية‬
‫بعد موت الكائنات الحية‪ ،‬ويمكن لهذه المركبات النتروجينية اأي�ش ًا ان تتحلل اإلى يوريا ومنتجات اخراجية‬
‫اأخرى‪.‬‬
‫يتم تحلل المركبات النتروجينية في الطبيعة بطرائق عدة منها‪:‬‬

‫اأ ‪ -‬التحلل البكتيري والفطري الج�شام الكائنات الحية بعد موتها‪ ،‬وفي هذه الحالة يتم تثبيت النتروجين‬
‫الحيوي بو�شاطة بع�ص انواع الطحالب الخ�شر المزرقة‪ ،‬وكذلك بع�ص انواع البكتريا مثل بكتريا الرايزوبيوم‬
‫(‪ )Rhizobium‬الموجودة في العقد الجذرية للنباتات البقولية‪ ،‬حيث تقوم بتثبيت النتروجين الجوي‬
‫وتحويله اإلى مركبات ي�شتطيع النبات اال�شتفادة منها‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ب‪-‬التثبيت الفيزيائي للمركبات النتروجينية‪ ،‬يتم عن طريق البرق والرعد حيث يعود النتروجين اإلى �شيغته‬
‫الجوية بتاأثير البكتريا النازعة للنتروجين خالل عملية نزع النتروجين (‪ )Denitrification‬التي ي�شارك‬
‫فيها اكثر من نوع من البكتريا‪ .‬لذا فاأن االن�شياب الدوري للنتروجين خالل جميع اجزاء النظام البيئي كلها‬
‫يتطلب توازن ًا دقيق ًا لفعل اأنواع من البكتريا بحيث يحتفظ بالم�شتويات ال�شحيحة للمواد الغذائية االأولية‬
‫النباتية من دون افراط في تراكم منتجات التحلل كاالأمونيا‪.‬‬
‫وهناك م�شدر اآخر للنتروجين هو الفعل البركاني‪ .‬ويمكن رفد الترب الزراعية بالمركبات النتروجينية عند‬
‫ا�شتعمال اال�شمدة النتروجينية‪ .‬ولذا فاأن دورة النتروجين دورة معقدة وتكون في نف�ص الوقت ثابتة‪ ،‬اذ‬
‫تمتاز في كل مرحلة من مراحلها بكونها م�شيطراً عليها احيائي ًا وال احيائي ًا ال�شكل (‪.)9-3‬‬
‫(‪ )N2‬الجوي‬
‫اكلة لحوم‬

‫اكلة ع�شب‬

‫طيور‬

‫نباتات‬
‫براز واحياء ميتة‬
‫ا�شماك‬ ‫بكتريا مثبتة‬
‫هائمات مع‬ ‫بكتريا محللة‬ ‫للـ (‪( )N2‬جذور النباتات)‬
‫مثبتات للـ (‪)N2‬‬
‫ابراز‬
‫بكتريا مثبتة‬
‫بكتريا مثبتة لالمونيا‬
‫للـ (‪( )N2‬التربة)‬
‫فقدان في التر�شبات العميقة‬
‫بكتريا مثبتة للـ (‪)N2‬‬
‫بكتريا نازعة‬
‫نترات التربة‬ ‫للـ (‪)N2‬‬

‫�شكل (‪ )9-3‬دورة النتروجين في الطبيعة‪ :‬تثبت بع�ص البكتريا النتروجين وتحول غاز النتروجين الموجود في الجو (‪)N2‬‬
‫اإلى �شكل ع�شوي وامونيا يمكن ان ت�شتخدمها النباتات‪ .‬والنباتات ت�شتخدم النتروجين لتكوين الحوام�ص االمينية وحوام�ص‬
‫نووية‪ .‬وتمر هذه المواد الكيميائية الحياتية خالل ال�شل�شلة الغذائية‪ .‬ويعود النتروجين اإلى البيئة االإحيائية في البول والبراز اأو‬
‫من تحلل المواد الع�شوية الميتة‪ .‬وتوجد انواع خا�شة من البكتريا تحول اأيون االمونيا اإلى نترات (ي�شتخدمها النبات)‪ ،‬وتتحول‬
‫النترات اإلى غاز النتروجين وتكتمل الدورة‪.‬‬

‫؟‬ ‫هل تعلم‬

‫يتوفر النرتوجني يف الغالب لالأحياء من خالل الن�شاط احليوي لها وقد ينتج هذا الغاز يف جذور‬
‫النباتات‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫دورة الف�شفور (‪)Phosphorus Cycle‬‬ ‫‪4‬‬
‫تعد دورة الف�شفور من الدورات الر�شوبية (‪ )Sedimentary Cycles‬حيث تنتقل المواد من الياب�شة اإلى‬
‫الماء ثم تعود اإلى الياب�شة مرة اخرى �شكل (‪. )10-3‬‬
‫ان المخزن اال�شا�ص للف�شفور هو ال�شخور الفو�شفاتية في ق�شرة االأر�ص‪ ،‬ومن خالل عوامل التعرية فاأن‬
‫الف�شفور ي�شل اإلى م�شادر المياه ومن ثم اإلى المحيطات‪ ،‬فيتر�شب في قعر المحيط ال�شحل وقرب ال�شواحل‪.‬‬
‫والف�شفور من العنا�شر اال�شا�شية في جميع الكائنات الحية‪ ،‬ويوؤدي دوراً مهم ًا في كل خطوة من خطوات‬
‫البناء الع�شوي‪ ،‬فهو ي�شترك في تركيب االحما�ص النووية في الخلية (الدنا ‪ DNA‬والرنا ‪ )RNA‬كما يوجد‬
‫�شمن تركيب المركبات الع�شوية االخرى للخلية كالدهون المف�شفرة ومركبات الطاقة مثل ثالثي فو�شفات‬
‫االدينو�شين (‪ .)ATP‬وتقوم النباتات بامت�شا�شه على هيئة ف�شفور الع�شوي والذي يكون اقل تواجداً في‬
‫الطبيعة من النتروجين الالع�شوي‪ .‬وان الخزين اال�شا�ص للف�شفور في الطبيعة وكما ذكرنا �شابق ًا هو ال�شخور‬
‫الفو�شفاتية‪ ،‬ف�ش ًال عن بقايا براز الطيور وف�شالت اال�شماك وتر�شبات الحيوانات المتحجرة‪.‬‬

‫حيوانات ار�شية‬
‫نباتات‬ ‫براز‬
‫بول‬
‫فو�شفات ذائبة‬ ‫فطريات‬
‫في التربة‬ ‫وبكتريا محللة‬
‫بزل‬
‫بكتريا وفطريات محللة‬ ‫�شخور ومعادن‬
‫فو�شفات‬
‫ذائبة في الماء‬

‫حيوانات مائية‬
‫براز‬
‫نباتات وطحالب‬
‫تر�شبات‬

‫ت�شرب في عمق التربة‬

‫�شكل (‪ )10-3‬دورة الف�شفور في الطبيعة‪ .‬ياأتي الف�شفور من ال�شخور‪ ،‬وتوؤخذ الفو�شفات الذائبة من قبل النباتات وفي الغالب‬
‫بم�شاعدة نوع من الفطريات ومن ثم تمر اإلى ال�شال�شل الغذائية‪ .‬وتقوم المحلالت باعادة الف�شفور اإلى البيئة االإحيائية‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫يتحول الف�شفور اإلى فو�شفات ذائبة مثل فو�شفات الكال�شيوم بفعـل بكتريا الفو�شفـــات (الف�شفتة)‬
‫(‪ .)Phosphotizing Bacteria‬تقوم النباتات بامت�شا�ص الفو�شفات الذائبة وا�شتخدامها في بناء‬
‫المركبات الع�شوية المختلفة‪ ،‬كما تقوم الحيوانات بدورها بالتغذي على النباتات ومن ثم تنتقل المركبات‬
‫الع�شوية اإلى بنية الحيوانات التي يكون الف�شفور جزءاً منها‪ ،‬وعند موت الحيوانات والنباتات تتحول هذه‬
‫المركبات الع�شوية بفعل البكتريا اإلى تر�شبات مثل التر�شبات العظمية �شكل (‪.)10-3‬‬

‫ان�صياب الطاقة ‪Energy Flow‬‬ ‫‪5-3‬‬

‫تعد ال�شم�ص الم�شدر اال�شا�ص للطاقة الالزمة للحياة على الكرة االأر�شية‪ ،‬ويقدر العلماء ان جزءاً ي�شيراً من‬
‫الطاقة ال�شم�شية ي�شل اإلى االأر�ص حيث اليتجاوز ‪ %0.15‬من الطاقة ال�شم�شية‪ ،‬ومعظم الطاقة ال�شم�شية يعود‬
‫اإلى الف�شاء‪.‬‬
‫تقوم النباتات الخ�شر باقتنا�ص بع�ص الطاقة ال�شوئية ال�شاقطة على �شطح االأر�ص من خالل ا�شتقطابها من‬
‫قبل ال�شبغات المختلفة مثل الكلوروفيل (اليخ�شور) (‪ )Chlorophylls‬وال�شبغات الم�شاعدة اأو الكاروتينات‬
‫(‪ )Carotenoids‬ويتم عندئ ٍذ تحويل هذه الطاقة ال�شوئية الم�شتقطبة اإلى طاقة كيميائية‪ .‬وهذه الطاقة ت�شتغل‬
‫في عملية تثبيت ثنائي اأوك�شيد الكاربون اإلى مركبات ع�شوية (�شكريات) بعملية البناء ال�شوئي‪ ،‬وبذلك يتم‬
‫خزن الطاقة بالروابط الكيميائية الموجودة في ال�شكريات‪ .‬وتعتمد جميع ا�شكال الحياة في الكرة االر�شية على‬
‫هذه الطاقة المخزونة في المادة الع�شوية الناتجة من عملية البناء ال�شوئي‪ ،‬ولذلك فاأن لهذه العملية اأهمية‬
‫كبيرة لي�ص للنباتات فح�شب وانما للكائنات الحية جميعها �شكل (‪.)11-3‬‬

‫�شكل (‪ .)11-3‬عملية البناء ال�شوئي في النبات‬

‫‪41‬‬
‫تعد النباتات وبع�ص انواع البكتريا من الكائنات المنتجة (ذاتية التغذية) حيث تقوم بعملية البناء ال�شوئي‬
‫وت�شنع غذائها بنف�شها‪ ،‬في حين تعد الكائنات االخرى وهي الحيوانات والفطريات ومعظم الطالئعيات من‬
‫الكائنات الم�شتهلكة (غير ذاتية التغذية)‪ .‬فالكائنات المنتجة تح�شل على الطاقة من ال�شم�ص مبا�شرة ثم تمد‬
‫الكائنات االخرى بالطاقة ب�شكل مبا�شر اأو غير مبا�شر �شكل (‪.)12-3‬‬
‫االنتاجية االأولية تمثل مجموع الطاقة المتحولة اإلى مركبات ع�شوية في م�شاحة محدودة في وحدة زمنية‬
‫‪ .‬اما �شافي االنتاجية في النظام البيئي فهو‪ ،‬مجموع الطاقة المثبتة في وحدة الزمن مطروح منه الطاقة‬
‫الم�شتعملة في الفعاليات الحيوية التي تجري في النظام البيئي بو�شاطة االحياء‪.‬‬
‫تتفاوت االنتاجية االأولية بح�شب المناطق ووجود النباتات‪ ،‬ففي الغابات اال�شتوائية وارا�شي الم�شتنقعات‬
‫تتـراوح بين ‪ 3000-1500‬غم‪ /‬م‪� / 2‬شنة‪ ،‬في حين تكون اقل من ذلك في ال�شحاري الجافة وتقدر بنحـو‬
‫‪ 200‬غم‪ /‬م‪� / 2‬شنة‪.‬‬

‫�شكل (‪ .)12-3‬ان�شياب الطاقة (للحفظ)‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫نشاط‬

‫‪� .1‬شاهد افالم ًا علمية عن دورات العنا�شر في الطبيعة‪.‬‬


‫‪ .2‬اكتب تقريراً عن االهرام البيئية ‪.‬‬
‫‪ .3‬يقوم طلبة ال�شف برحلة اإلى منطقة زراعية للتعرف على الم�شتويات االغتذائية للكائنات الحية‬
‫في المنطقة‪ .‬ويحاول كل طالب اقتراح �شل�شلة غذائية بين االنواع التي امكنه م�شاهدتها في‬
‫المزرعة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫أسئلة الفصل الثالث‬

‫�ص‪ /1‬عرف ما ياأتي‪:‬‬


‫اأ ) ال�شل�شة الغذائية‪.‬‬
‫ب) اهرام الطاقة‪.‬‬
‫جـ) ان�شياب الطاقة‪.‬‬
‫�ص‪ /2‬ما هو مفهوم الم�شتويات االغتذائية ؟‬

‫�ص‪ /3‬ماهي م�شادر المركبات النتروجينية في التربة ؟‬

‫�ص‪ /4‬قارن بين ال�شل�شلة الغذائية وال�شبكة الغذائية‪.‬‬

‫�ص‪ /5‬ار�شم مخطط ًا لدورة الماء في الطبيعة‪.‬‬

‫�ص‪ /6‬اقترح �شل�شلة غذائية مائية واخرى برية ذات �شلة بالمحيط البيئي الذي تعي�ص فيه‪.‬‬

‫�ص‪ /7‬اكتب م�شطلح ًا للمفاهيم االآتية‪:‬‬


‫‪ .1‬ت�شمى ‪ ..............‬حاالت التداخل والترابط بين ال�شال�شل الغذائية‪ ،‬وتكون معقدة كتعقيد ال�شال�شل الغذائية ‪.‬‬
‫‪ .2‬ي�شمى ‪ ................‬ما يجري داخل النظام البيئي من تفاعالت وعالقات بين الم�شتويات االغتذائية على ا�شا�ص‬
‫اوزانها اأو القيمة الحرارية في داخلها ‪.‬‬
‫‪ .3‬ي�شمى عملية ‪ ................‬تحول الف�شفور اإلى فو�شفات ذائبة بفعل بكتريا الفو�شفات ‪.‬‬
‫‪ .4‬تمثل ‪ .............‬مجموع الطاقة المتحولة الي مركبات ع�شوية في م�شاحة محدودة و�شمن وحدة زمنية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫‪4‬‬
‫المواطن البيئية‬
‫والمناطق االحيائية‬

‫محتويات الفصل‬

‫‪ 1-4‬المناطق والمواطن االحيائية‪.‬‬

‫‪ 1-1-4‬المناطق االحيائية المائية‪.‬‬

‫‪ 2-1-4‬المناطق االحيائية البرية‪.‬‬

‫نشاط‬

‫أسئلة الفصل‬
‫النواتج التعليمية‬
‫بعد االنتهاء من دراسة هذا الفصل‬
‫يكون الطالب قادرا ً على أن‪:‬‬

‫يعرف المناطق االحيائية‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫يو�شح المناطق االحيائية المائية‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫ي�شرح المفاهيم الخا�شة ببيئة المياه العذبة‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫يقارن بين بيئة المياه العذبة والبيئة البحرية‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫يو�شح مناطق البيئة البحرية‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫يو�شح المناطق االحيائية البرية‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫ي�شرح ال�شمات المميزة لبيئة ال�شحاري‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫يقارن بين بيئة ال�شحاري والتندرا‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫يبين البيئات المختلفة لمنطقة الغابات‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫يعرف ال�شهوب (ال�شفانا) ويقدم فكرة عن التنوع االحيائي فيها‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪46‬‬
‫المناطق والمواطن االحيائية‬ ‫‪1-4‬‬

‫يمكن تعريف المنطقة االحيائية باأنها تلك المنطقة من �شطح الكرة االر�شية التي لها مجتمعات اإحيائية‬
‫محددة وتكون خا�شعة لظروف بيئية مت�شابهة‪ .‬وتتاأثر االحياء في كل منطقة بدرجات متفاوتة بالعوامل‬
‫البيئية‪ ،‬فالنباتات تتاأثر ب�شورة مبا�شرة بهذه العوامل‪ ،‬بينما تكون الحيوانات اقل تاأثراً بها وذلك لقدرتها على‬
‫االنتقال وبالتالي االبتعاد عن تاأثيرات العوامل المختلفة‪.‬‬
‫يمكن تق�شيم المناطق االحيائية اإلى منطقتين رئي�شيتين هما ‪:‬‬

‫‪ .1‬المناطق االحيائية المائية (‪.)Aquatic Biomes‬‬


‫‪ .2‬المناطق االحيائية البرية(‪.)Terrestrial Biomes‬‬

‫المناطق االحيائية المائية‬ ‫‪1-1-4‬‬

‫ت�شغل المياه مايزيد عن ‪ %70‬من م�شاحة الكرة االر�شية تقريباً‪ ،‬وبالتالي فهي ت�شكل اكبر النظم البيئية‪.‬‬
‫ومعظم المياه تكون مالحة ممثلة بمياه البحار (‪ )Seas‬والمحيطات (‪ )Oceans‬حيث ت�شكل ما مجموعه‬
‫‪ %97‬من م�شاحة المياه في الكرة االر�شية‪ ،‬وما تبقى مياه عذبة متمثلة بالبحيرات (‪ )Lakes‬واالأنهار‬
‫(‪ )Rivers‬والجداول والم�شبات (‪ )Estuaries‬واالخيرة تمثل مواقع ات�شال بين المياه العذبة والمياه‬
‫المالحة كما هو الحال في م�شبات العديد من انهار العالم التي تربط االأنهار بالبحار مثل م�شب �شط العرب‬
‫في الخليج العربي وم�شب نهر النيل في البحر المتو�شط‪.‬‬
‫ان الم�شطحات المائية المذكورة في اعاله لها �شفات وخوا�ص فيزيائية وكيميائية متباينة بال�شكل الذي‬
‫يوؤثر على تواجد االحياء المائية المختلفة فيها‪.‬‬

‫ال توجد في الطبيعة مياه نقية ‪ %100‬في اأي موقع في الكرة االر�شية‪ ،‬وان وجدت في موقع‬
‫ما مثل هذه المياه فال يمكن ان تكون فيها حياة‪.‬‬

‫يمكن تق�شيم المناطق االحيائية المائية اإلى ثالثة اأنظمة بيئية اأ�شا�شية ‪:‬‬

‫اأو ًال ‪ -‬بيئة المياه العذبة (‪.)Freshwater Environment‬‬


‫ثاني ًا ‪ -‬بيئة مياه م�شبات االأنهار (‪.)Estuaries Environment‬‬
‫ثالث ًا ‪ -‬بيئة المياه البحرية (‪.)Marine Environment‬‬

‫‪47‬‬
‫بيئة المياه العذبة‬ ‫اأو ًال‬

‫تتمثل المناطق االحيائية للمياه العذبة ب�شورة ا�شا�شية بالينابيع (‪ )Springs‬والجداول (‪)Streams‬‬
‫واالأنهار (‪ )Rivers‬والبرك (‪ )Ponds‬والبحيرات (‪ )Lakes‬واالهوار (‪ .)Marshes‬وتكون المياه عذبة‬
‫عندما تكون ن�شبة الملوحة فيها قليلة بحيث ال تزيد عن ‪ 0.5‬جزء باالألف‪ .‬والمياه العذبة اما ان تكون �شاكنة‬
‫كما هو الحال في البحيرات اأو جارية كما في االأنهار والينابيع والجداول‪.‬‬

‫البحيرات (‪)Lakes‬‬ ‫‪1‬‬

‫ت�شم البحيرات الجزء االأعظم من المياه العذبة ال�شطحية وهي تغطي ‪ %1.8‬من �شطح الكرة االر�شية‪.‬‬
‫ويمكن تمييز ثالث مناطق احيائية في اأي بحيرة �شكل (‪ )1-4‬وهي كاالآتي‪:‬‬

‫اأ ‪ -‬المنطقة ال�شاحلية (‪:)Littoral Zone‬‬

‫منطقة �شحلة قريبة من الياب�شة وذات عمق محدود بحيث ي�شل ال�شوء اإلى القاع‪ .‬تعي�ص في هذه المنطقة‬
‫الهائمات النباتية (‪ )Phytoplanktons‬ب�شكل كثيف ب�شبب توافر ال�شوء‪ .‬كما توجد الهائمات الحيوانية‬
‫(‪ )Zooplanktons‬وبع�ص الحيوانات ال�شابحة (‪ )Nektons‬التي تتغذى على الهائمات‪ .‬وتوجد في هذه‬
‫المنطقة نباتات طافية اأو مغمورة مثل الق�شب والبردي ف�ش ًال عن انواع الح�شرات وب�شكل خا�ص الخناف�ص‬
‫الغوا�شة ون�شفية االجنحة وانواع من الرخويات وال�شفادع والطيور المائية وغير ذلك‪.‬‬

‫ب‪ -‬المنطقة االحيائية الو�شطى (‪:)Limnetic Zone‬‬

‫كاف ولذلك تزدهر‬


‫تقع هذه المنطقة و�شط البحيرة بعيدة عن ال�شاحل وي�شل ال�شوء اإلى هذه المنطقة ب�شكل ٍ‬
‫فيها الحياة حيث توجد فيها الهائمات النباتية والحيوانية واالحياء المائية التي تتغذى عليها مثل اال�شماك‬
‫وال�شالحف والطيور المائية وغير ذلك‪.‬‬

‫جـ‪ -‬المنطقة العميقة (‪:)Profundal Zone‬‬

‫تاأخذ هذه المنطقة موقع ًا في عمق البحيرة وال ي�شل ال�شوء اليها‪ .‬لذا ال تتواجد فيها االحياء المنتجة في‬
‫حين توجد فيها احياء مائية م�شتهلكة متنوعة وكذلك احياء محللة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫�شكل (‪ )1-4‬المناطق االحيائية في البحيرة‪.‬‬

‫ت�شنف البحيرات اعتماداً على انتاجيتها (‪ )Productivity‬والمحتوى الع�شوي فيها اإلى ثالثة انواع هي‪:‬‬

‫اأ ‪ -‬البحيرات قليلة التغذية (‪:)Oligotrophic Lakes‬‬

‫تكون البحيرات من هذا النوع ذات مياه رائقة لونها ازرق‪ ،‬وعميقة جداً وذات انتاجية واطئة وفقيرة بالمواد‬
‫الع�شوية‪ ،‬وتكون ذات تهوية جيدة والنباتات فيها قليلة‪ ،‬اما الحيوانات القاعية فتكون كثير ًة كم ًا ونوع ًا �شكل‬
‫(‪.)2-4‬‬

‫ب‪ -‬البحيرات غنية التغذية (‪:)Eutrophic Lakes‬‬

‫تكون البحيرات �شحلة ن�شبي ًا وذات انتاجية عالية‪ ،‬والمادة الع�شوية في القاع موجودة بكميات كبيرة‪،‬‬
‫وتحوي البحيرات من هذا النوع تراكيز عالية من النتروجين والف�شفور والكال�شيوم‪ ،‬وتوجد النباتات فيها‬
‫بكثرة‪ ،‬وكذلك تكثر فيها بع�ص االنواع الحيوانية �شكل (‪.)2-4‬‬

‫‪49‬‬
‫(ب)‬ ‫( اأ )‬

‫�شكل (‪( . )2-4‬اأ ) بحيرة فقيرة التغذية يت�شح فيها درجة عالية من نقاوة الماء ‪( ،‬ب) بحيرة غنية التغذية‬
‫تزدهر فيها النباتات المائية ‪.‬‬

‫جـ‪ -‬البحيرات ع�شرة التغذية (‪:)Dystrophic Lakes‬‬


‫تكون البحيرات من هذا النوع �شحلة‪ ،‬ومياهها تبدو بنية اأو داكنة لكثرة وجود المادة الع�شوية في القاع‪.‬‬
‫ويوجد فيها النتروجين والف�شفور والكال�شيوم بكميات قليلة جداً‪ .‬وتكون هذه البحيرات قليلة التهوية بدرجة‬
‫ت�شل ن�شبة االأوك�شجين الذائب في اعماقها احيان ًا اإلى ال�شفر‪ .‬وتكون االحياء في مثل هذا النوع من البحيرات‬
‫قليلة حيث تكون الهائمات النباتية والحيوانية والنباتات الوعائية عادة قليلة كم ًا ونوع ًا وكذا هو الحال‬
‫بالن�شبة لحيوانات القاع واال�شماك‪ ،‬وعادة تتحول هذه البحيرات اإلى م�شتنقعات بمرور الزمن‪.‬‬

‫االأنهار والجداول والينابيع (‪)Rivers ، Streams and Springs‬‬ ‫‪2‬‬

‫يطلق عليها بالمياه الجارية وهي ال ت�شكل �شوى ن�شبة قليلة (ما يقرب من ‪)%0.3‬من �شطح الكرة االر�شية‪.‬‬
‫وجميع هذه المياه تتخذ طريقها اإلى البحار فت�شيف لها وب�شورة م�شتمرة عنا�شر وامالح ومواد ع�شوية مما‬
‫يزيد من خ�شوبتها وخ�شو�ش ًا عند م�شبات االأنهار (‪ )Estuaries‬اذ يمتزج الماء العذب مع الماء المالح‪.‬‬
‫تكون المياه الجارية (االأنهار والجداول والينابيع) اقل عمق ًا من المياه ال�شاكنة في الغالب‪ ،‬وتكون حركة‬
‫المياه فيها م�شتمرة باتجاه واحد وتتميز بكون تهويتها جيدة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫بيئة مياه م�صبات االأنهار (‪)Estuaries Environment‬‬ ‫ثاني ًا‬

‫تمثل م�شبات االأنهار االأجزاء النهائية من االأنهار حيث يختلط فيها الماء العذب القادم من الياب�شة مع ماء‬
‫البحر بال�شكل الذي يغير من طبيعة المياه لت�شبح و�شط ًا بين المياه العذبة والمياه البحرية‪.‬‬
‫تعي�ص في مياه الم�شبات احياء قادرة على تحمل ظروف الملوحة المتغيرة ب�شورة م�شتمرة نتيجة لظروف المد‬
‫والجزر‪ ،‬ومن االمثلة على االحياء المتواجدة في مياه الم�شبات انواع من الطحالب الخ�شر وانواع مختلفة من‬
‫الق�شريات واال�شماك �شكل (‪.)3-4‬‬

‫�شكل (‪ )3-4‬مياه م�شبات االأنهار‪ ،‬حيث تت�شح تفرعات النهر الرئي�شي وم�شب النهر في البحر الذي يظهر في اعلى ال�شورة‪.‬‬

‫بيئة المياه البحرية‬ ‫ثالث ًا‬

‫تمثل المناطق االحيائية للمياه البحرية ك ًال من البحار والمحيطات‪ .‬وتعد هذه المناطق من اقدم واو�شع‬
‫النظم البيئية على الكرة االر�شية فهي تغطي ما يزيد عن ‪ %70‬من �شطح الكرة االر�شية‪ .‬تحوي بيئة المياه‬
‫البحرية مجتمعات احيائية متنوعة ب�شكل كبير كم ًا ونوعاً‪ .‬وتحوي المياه البحرية ب�شكل عام على ‪ 35‬جزء‬
‫باالألف من االإمالح‪ .‬وي�شكل ملح الطعام (كلوريد ال�شوديوم) الجزء االأعظم منها‪.‬‬
‫تعد مياه البحار والمحيطات عميقة‪ ،‬وي�شل اكبر عمق لها اإلى اكثر من ‪10‬كيلو مترات‪ .‬وتت�شف البيئات‬
‫البحرية بكونها بيئات مت�شلة الواحدة باالخرى ولي�شت منف�شلة كما هو الحال في بيئة المياه العذبة‪ ،‬وتكون‬
‫تراكيز المواد المغذية الذائبة واطئة بال�شكل الذي يجعلها من العوامل المحددة لنمو االحياء‪.‬‬
‫تبتدئ ال�شل�شلة الغذائية في البيئة البحرية بالهائمات النباتية التي تتمثل ب�شكل كبير بالطحالب كمنتجات‬
‫اأولية تعتمدها بقية االحياء المائية في غذائها ب�شورة مبا�شرة وغير مبا�شرة‪.‬‬
‫وتتمثل الحيوانات في البيئة البحرية بكم هائل ومتنوع من الحيوانات ممثلة باأمعائية الجوف واال�شفنجيات‬

‫‪51‬‬
‫و�شوكية الجلد والديدان الحلقية والق�شريات واال�شماك وغير ذلك من االحياء البحرية‪ ،‬ويعتمد توزيع هذه‬
‫االحياء على عدة عوامل لها اثرها في البيئة البحرية ولعل اهمها درجة الحرارة وال�شوء والمواد المغذية وحركة‬
‫المد والجزر والتيارات واالمواج‪.‬‬
‫وكما هو الحال في بيئة البحيرات (المياه العذبة) تق�شم مناطق البيئة البحرية ب�شورة عامة اإلى ثالث‬
‫مناطق رئي�شة �شكل (‪ )4-4‬هي‪:‬‬

‫منطقة مد وجزر‬
‫منطقة تسمح بنفاذ ضوء محدود‬ ‫منطقة ساحلية‬

‫منطقة أعماقية‬

‫�شكل (‪ )4-4‬مناطق البيئة البحرية‬

‫اأ ‪ -‬المنطقة ال�شاحلية (‪:)Neritic Zone‬‬

‫تمثل المنطقة ال�شاحلية منطقة محدودة جداً اذا ما اأخذنا بنظر االعتبار الم�شاحة التي ت�شغلها البحار‬
‫والمحيطات‪،‬‬
‫و ت�شتمل على منطقة المد والجزر ال�شحلة (‪ )Intertidal Zone‬ومنطقة الجرف القاري (‪Continental‬‬
‫‪ .)Shelf Zone‬وب�شكل عام تكون المنطقة ال�شاحلية اغنى مناطق البيئة البحرية بالن�شبة لعدد انواع االحياء‬
‫الموجودة فيها وانتاجيتها العالية‪ .‬تدعى منطقة المد والجزر بالمنطقة ال�شاحلية (‪ )Littoral‬وهي من اكثر‬
‫مناطق البيئة البحرية تاأثراً بالعوامل البيئية‪ ،‬وتعي�ص في هذه المنطقة االحياء ذات التحمل العالي من تعاقب‬
‫الجفاف والرطوبة وعادة تتمثل باأحياء متاأقلمة لمثل هذه الظروف‪ ،‬اما منطقة الجرف القاري فتمثل �شريط‬
‫عري�ص يمتد من نهاية منطقة المد والجزر ولغاية عمق ‪ 200 -100‬متر ‪.‬‬
‫توجد في المياه ال�شحلة الجزر المرجـانية (ال�شعــاب المرجانية) (‪ )Coral Reefs‬التي تمثل نظام ًا بيئي ًا‬
‫‪52‬‬
‫عالي االنتاجية �شكل (‪ ،)5-4‬ومن المناطق التي ت�شود فيها الجزر المرجانية هي المناطق الجنوبية من المحيط‬
‫الهادي والمحيط الهندي والبحر الكاريبي‪.‬‬
‫تعي�ص في الجزر المرجانية اأو بالقرب منها انواع من الطحالب مثل الطحالب الحمر والتي يطلق عليها‬
‫بالطحالب المرجانية كما تزدهر �شقائق البحر (‪ )Sea Anemone‬واال�شفنج (‪ )Sponge‬ونجـم البحر‬
‫(‪ )Star Fish‬والروبيان (‪ )Shrimp‬وبع�ص اال�شماك المفتر�شة وبع�ص اال�شماك ال�شامة وغير ذلك‪.‬‬

‫�شكل (‪ )5-4‬ال�شعاب المرجانية‬

‫ب‪ -‬منطقة اأعالي البحار (‪:)Ocean Zone‬‬


‫تبداأ منطقة اأعالي البحار بعد المنطقة ال�شاحلية وتمثل المنطقة ال�شطحية للبحار المفتوحة وتكون ذات‬
‫ا�شاءة جيدة وب�شكل خا�ص المناطق العليا فيها‪ .‬وانتاجية هذه المنطقة تعد واطئة مقارنة بالمنطقة ال�شاحلية‬
‫اأو منطقة الم�شبات‪ ،‬لكن ات�شاع م�شاحة هذه المنطقة يجعل اجمالي االنتاج يزيد عن ‪ ٪50‬من الكتلة الحية في‬
‫البيئة المائية‪.‬‬
‫يعي�ص في هذه المنطقة الهائمات النباتية التي تمثل القاعدة اال�شا�شية لل�شال�شل الغذائية وتوجد فيها اأي�ش ًا‬
‫غذاء للحيوانات االخرى كاال�شماك والدالفين‬ ‫الهائمات الحيوانية التي تتغذى على الهائمات النباتية وتكون ً‬
‫مثالً‪ .‬كما يوجد في هذه المنطقة حيوانات اخرى مثل قناديل البحر وانواع الرخويات وغير ذلك‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫جـ‪ -‬المنطقة االعماقية (‪:)Abyssal Zone‬‬

‫تعد هذه المنطقة اعمق المناطق البحرية حيث تمتد من عمق ‪ 300‬متر اإلى القاع ولذلك ال ي�شلها ال�شوء‪،‬‬
‫وهي تتميز بدرجات حرارة واطئة تتراوح بين ‪ 10-1‬درجات �شيليزية‪ .‬ويمكن �شم منطقة البيئة القاعية‬
‫(‪ ) Benthic Zone‬اإلى هذه المنطقة‪.‬‬
‫تتوافر في المنطقة االعماقية عدد من اماكن العي�ص وذلك لالختالف الكبير في طبيعة قاع البحار والمحيطات‬
‫مكان الآخر‪ ،‬ولذا فاأن البيئة القاعية تت�شمن تجمعات مختلفة ومتعددة من االحياء البحرية خالف ًا لما هو‬‫ٍ‬ ‫من‬
‫موجود في البيئة ال�شطحية‪ ،‬مثل اال�شماك القاعية وانواع من الفقريات القاع‪.‬‬
‫ال توؤثر العوامل البيئية في البيئة القاعية على مكونات البيئة (يكون التاأثير محدود جداً)‪ ،‬وعلى �شبيل‬
‫المثال ال توجد اأية اأهمية للتغيرات المو�شمية على عمق ‪ 500‬متر‪ ،‬وكلما ازداد العمق ازداد ثبات العوامل البيئية‪.‬‬

‫المناطق االحيائية البرية‬ ‫‪2-1-4‬‬

‫ان تحديد المناطق االحيائية البرية (الياب�شة) فيه الكثير من التعقيد لكثرة العوامل البيئية التي تتداخل مع‬
‫بع�شها مثل طبيعة وتعرية التربة والحرارة والرياح والرطوبة وال�شوء وغيرها‪ .‬وعلى �شبيل المثال فاأن ال�شوء‬
‫الذي ياأتي من ا�شعة ال�شم�ص يختلف باختالف مناطق بيئة الياب�شة‪ ،‬هذا ف�ش ًال عن التغيرات الف�شلية في طول‬
‫فترة اال�شاءة‪ ،‬ونف�ص الكالم يمكن ان يقال عن الحرارة وغيرها من العوامل البيئية‪.‬‬
‫تق�شم المناطق االحيائية البرية اإلى خم�ص مناطق طبيعية رئي�شة وعلى النحو االآتي‪:‬‬

‫اأو ًال ‪ -‬ال�شحاري (‪.)Deserts‬‬


‫ثاني ًا ‪ -‬ال�شحاري الباردة (التندرا) (‪.)Tundra‬‬
‫ثالث ًا ‪ -‬الغابات (‪.)Forests‬‬
‫رابع ًا ‪ -‬ال�شهوب (ال�شفانا) (‪.)Savanna‬‬
‫خام�ش ًا ‪ -‬المراعي (ارا�شي الح�شائ�س) (‪.)Grass Lands‬‬

‫‪54‬‬
‫ال�صحاري‬ ‫اأو ًال‬

‫ت�شغل ال�شحاري ‪ %18‬تقريب ًا من م�شاحة الياب�شة �شكل (‪ )6-4‬وهي تعد اكثر النظم البيئية جفافاً‪ ،‬ويعد‬
‫الماء فيها عام ًال محدداً للكائنات الحية وب�شكل خا�ص النباتات‪ .‬تت�شف ال�شحاري بانخفا�ص معدالت �شقوط‬
‫االمطار وقد ال يهطل المطر في ال�شحاري االأكثر جفاف ًا على مدى ع�شر �شنوات اأو اكثر‪ .‬ومثل هذه ال�شحاري‬
‫خالية من الكائنات الحية ب�شورة فعلية‪ .‬ولمعظم ال�شحاري بع�ص الموارد المائية المتاأتية من االمطار اأو‬
‫المياه الجوفية‪ ،‬وفي هذه الحالة تتنوع االحياء تبع ًا لهذه الموارد المائية كما هو الحال في ال�شحراء الجنوبية‬
‫الواقعة في منطقتي الزبير و�شفوان في العراق‪.‬‬

‫تتمثل النباتات ال�شائدة في ال�شحاري باالنواع الع�شارية ذات ال�شطوح ال�شمعية مثل ال�شبير الذي يمكنه‬
‫االحتفاظ بالماء لفترة طويلة‪ .‬ومعظم النباتات ال�شحراوية حولية اذ يق�شي النبات الف�شول الحارة والجافة‬
‫على هيئة بذور تقاوم الجفاف‪ .‬وعند ت�شاقط المطر يجري االنبات وينمو النبات ب�شرعة وتتكون االإزهار والبذور‪.‬‬
‫وقد توجد نباتات معمرة‪ ،‬تكون عادة ذات جذور عميقة في التربة لت�شل اإلى المياه الجوفية‪ ،‬ولها تكيفات‬
‫تحميها من الجفاف‪ ،‬فتكون اأوراقها اأبرية والثغور مغطاة ب�شعيرات ب�شرية للتقليل من عملية النتح‪ .‬ومثالها‬
‫نبات العاقول وال�شوك‪ .‬وهذه النباتات منت�شرة في �شحراء جنوب العراق وغربه‪.‬‬

‫توجد الحيوانات في ال�شحاري اينما وجدت النباتات كونها تعتمد في غذائها على النباتات‪ ،‬وت�شود مجتمع‬
‫حيوانات ال�شحراء االنواع القليلة من القوار�ص والزواحف والجمال والح�شرات والعناكب والعقارب وغيرها‪.‬‬
‫وتتوقى الحيوانات ال�شحراوية درجات الحرارة العالية باالختباء تحت �شطح االأر�ص خالل النهار‪ ،‬والتجوال‬
‫خالل الليل‪ .‬وتمتلك حيوانات ال�شحراء تكيفات ا�شتثنائية للحفاظ على الماء فمث ًال ال تحتاج القوار�ص اإلى الماء‬
‫لت�شربه بل تح�شل عليه من فعالياتها الحيوية عن طريق تحليل الكاربوهيدرات اإلى ثنائي اأوك�شيد الكاربون‬
‫والماء وعادة يكون بولها مركزاً‪ ،‬وتلجاأ بع�ص الحيوانات مثل ال�شنجاب االر�شي اإلى ال�شبات ال�شيفي‪ ،‬بينما‬
‫تمتلك الح�شرات والعناكب اغطية �شمعية تقلل من كمية الماء المفقود‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫�شكل (‪ )6-4‬ال�شحاري وتوزيعها في العالم حيث تتوزع ب�شكل رئي�شي �شمال خط االأ�شتواء وب�شكل اأقل جنوب‬
‫خط اال�شتواء‪.‬‬

‫ال�صحاري الباردة (التندرا)‬ ‫ثاني ًا‬

‫ت�شكل هذه ال�شحاري حوالي ‪ %20-10‬من م�شاحة الياب�شة وتتركز في الن�شف ال�شمالي للكرة االر�شية‪.‬‬
‫وتمتاز هذه المنطقة بق�شاوة الظروف المناخية حيث تنخف�ص درجات الحرارة اإلى معدالت ت�شل اإلى (‪)40 -‬‬
‫درجة �شيليزية تقريباً‪ ،‬والتربة في منطقة التندرا فقيرة وغالب ًا ما يكون �شمك التربة الذائبة قلي ًال ونادراً ما يزيد‬
‫عن ‪� 30‬شنتيمتر �شكل (‪.)7-4‬‬

‫ال�شكل (‪ )7-4‬التندرا وتوزيعها في الن�شف ال�شمالي من الكرة االأر�شية‬

‫‪56‬‬
‫تتواجد في هذه المنطقة بع�ص النباتات كاال�شنات‬
‫والح�شائ�ص ونباتات ال�شف�شاف القزمة التي ال ترتفع اإلى‬
‫اكثر من‪� 7‬شنتيمتر‪ ،‬وقد توجد بع�ص ال�شجيرات التي ي�شل‬
‫ارتفاعها اإلى ما يقرب من المتر‪.‬‬
‫اما حيوانات المنطقة فاأنها ت�شمل االأيل وغزال‬
‫الرنة وثور الم�شك واآكالت لحوم مثل الذئاب (‪)Wolves‬‬
‫والثعالب (‪ )Foxes‬وبع�ص القوار�ص التي ت�شكل غذاءاً‬
‫الآكالت اللحوم �شابقة الذكر وفي ف�شل ال�شيف تتواجد في‬
‫التندرا بع�ص الطيور المهاجرة مثل البط والوز‪ .‬كما يوجد‬
‫البطريق وحيوانات الفقمة (‪.)Seal‬‬

‫بع�ص اأنواع حيوانات �شحاري التندرا‬

‫الغابات‬ ‫ثالث ًا‬

‫ت�شكل الغابات ثلث م�شاحة الياب�شة في الكرة االر�شية تقريباًويتباين توزيعها ونوعيتها وفق الظروف‬
‫المناخية ونوعية التربة‪ .‬وتعد الغابات م�شدات طبيعية جيدة للرياح ف�ش ًال عن دورها في تقليل الفروقات بين‬
‫مديات درجات الحرارة‪ .‬وتربة الغابات غنية بالمادة الع�شوية الناتجة من الت�شاقط الم�شتمر الأوراق االأ�شجار‪،‬‬
‫وتق�شم منطقة الغابات ثانوي ًا اإلى‪:‬‬

‫‪57‬‬
‫منطقة الغابات اال�شتوائية المطرية (‪)Tropical Rain Forests‬‬ ‫‪1‬‬

‫تمتاز هذه المنطقة بكون معدل �شقوط االأمطار فيها عالياً‪ ،‬وقد يتجاوز ‪ 4000‬مليمتر وبمديات تتراوح بين‬
‫‪ 4500 - 1500‬مليمتر طيلة ال�شنة وبالتالي اأرتفاع ن�شبة الرطوبة حيث يكون مداها بين ‪ ، % 80-75‬وال‬
‫يقل معدل درجة الحرارة عن ‪ 20‬درجة �شيليزية‪.‬‬
‫كبير من الكائنات الحية ممث ًال بالعديد من اأنواع االأ�شجار‬
‫ٌ‬ ‫تنوع‬
‫ٌ‬ ‫يوجد في منطقة الغابات اال�شتوائية‬
‫والح�شرات والبرمائيات والزواحف والطيور واللبائن �شكل (‪-8-4‬اأ ) و (‪-8-4‬ب)‪.‬‬

‫�شكل (‪ - 8-4‬اأ) الغابات اال�شتوائية المطرية ويت�شح فيها كثافة التواجد النباتي‪.‬‬

‫�شكل (‪ - 8-4‬ب) بع�ص اأنواع الكائنات التي تعي�ص في الغابات اال�شتوائية المطرية‬

‫‪58‬‬
‫منطقة ال�شجيرات البلوطية دائمة الخ�شرة‬ ‫‪2‬‬

‫تمتاز هذه المنطقة ب�شقوط االمطار في ف�شل ال�شتاء وبمعدالت معتدلة كما ان درجات الحرارة هي االخرى‬
‫معتدلة وتتراوح بين (‪ )18-5‬درجة �شيليزية‪ .‬وهذه المنطقة ممثلة في حو�ص البحر المتو�شط وجنوب ا�شتراليا‪.‬‬
‫يوجد في هذه المنطقة نباتات ا�شجار دائمة الخ�شرة‪ .‬ومن اهم حيوانات هذه المنطقة الح�شرات والزواحف‬
‫والطيور وغيرها‪.‬‬

‫منطقة الغابات ال�شمالية (التيجة ‪)Taiga‬‬ ‫‪3‬‬

‫قا�ص بارد جاف وتت�شاقط‬


‫تتوزع في مناطق وا�شعة من ا�شيا وامريكا ال�شمالية و�شمال اأوربا‪ ،‬وتتميز ب�شتا ٍء ٍ‬
‫الثلوج فيها خالل ف�شل ال�شتاء ويكون ال�شيف فيها ق�شيراً وممطراً‪.‬‬

‫( اأ )‬

‫تتواجد في هذه المنطقة ا�شجار دائمة‬


‫الخ�شرة وت�شود فيها اأنواع ال�شنوبريات‬
‫وح�شائ�ص واع�شاب متكيفة للبرودة‪ .‬اما‬
‫الحيوانات فمتنوعة وت�شود فيها اللبائن‬
‫مثل الدببة والذئاب �شكل (‪ )9-4‬واالأرانب‬
‫وال�شناجب والثعالب وااليل وغزالن الرنة‬
‫(ب)‬
‫والقند�ص ف�ش ًال عن تواجد طيور كبيرة الحجم‪.‬‬

‫�شكل (‪( )9-4‬اأ) منظر للغابات ال�شمالية‪.‬‬


‫(ب) الذئب اأحد حيوانات الغابات ال�شمالية‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫منطقة الغابات النف�شية المعتدلة‬ ‫‪4‬‬

‫تكثر مناطق الغابات النف�شية في الن�شف ال�شمالي للكرة االر�شية اأكثر مما في الن�شف الجنوبي‪ .‬وتمتاز‬
‫بمناخ دافئ ن�شبي ًا في ال�شيف وبارد في ال�شتاء ومعدالت �شقوط مطر جيدة ن�شبياً‪.‬‬
‫تتواجد في هذه المنطقة اال�شجار النف�شية مثل ا�شجار الزان والبلوط والك�شتناء‪ .‬اما بالن�شبة للحيوانات‬
‫فتوجد في منطقة الغابات النف�شية الح�شرات ممثلة ب�شكل رئي�شي بالنمل والخناف�ص‪ ،‬كما توجد العناكب والقواقع‪،‬‬
‫ف�ش ًال عن حيوانات اخرى مثل الزواحف وب�شكل خا�ص االفاعي والعظايا‪ ،‬وتوجد اأي�ش ًا اللبائن ممثلة بالفئران‬
‫وال�شناجب والثعالب والغزالن وانواع من الطيور مثل البوم والغراب ونقار الخ�شب وغيرها �شكل (‪.)10-4‬‬

‫ال�شكل (‪ )10-4‬منطقة الغابات النف�شية المعتدلة وبع�ص الكائنات الحية التي تعي�ص فيها‬

‫‪60‬‬
‫ال�صهوب (ال�صفانا)‬ ‫رابع ًا‬

‫تمثل ال�شفانا منطقة بيئية انتقالية بين الغابات دائمة الخ�شرة اال�شتوائية الممطرة وارا�شي المراعي‪.‬‬
‫تمتاز هذه المنطقة البيئية باأن امطارها مو�شمية وبمعدالت قليلة (‪� 125-75‬شم) في المو�شم حيث يكون‬
‫مو�شم الجفاف فيها طويالً‪ ،‬وتتباين درجات الحرارة في هذه المنطقة خالل ف�شول ال�شنة المختلفة �شكل (‪.)11-4‬‬
‫توجد في ال�شفانا ا�شجار نف�شية تت�شاقط اأوراقها في ف�شل الجفاف وفي الغالب ال يزيد ارتفاعها عن ‪10‬‬
‫امتار وتتخلل هذه اال�شجار ح�شائ�ص قد ي�شل ارتفاعها مترين وفي الغالب تكون معمرة‪ ،‬كما توجد في هذه‬
‫المنطقة اأي�ش ًا انواع من النباتات الب�شلية‪.‬‬
‫اما الحيوانات فاأهمها الفيلة والجامو�ص والخنزير الوح�شي والزرافات والوعل واالأ�شود والنمور ف�ش ًال عن‬
‫الن�شور �شكل (‪.)12-4‬‬

‫�شكل (‪ )11-4‬ال�شفانا‪ ،‬وتوزيعها في قارات العالم وتظهر الفيلة التي تمثل اأحد اأهم االأحياء فيها‬

‫�شكل (‪ )12-4‬بع�ص حيوانات منطقة ال�شهوب (ال�شفانا)‬

‫‪61‬‬
‫المراعي (ارا�صي الح�صائ�س)‬ ‫خام�ص ًا‬

‫تتمثل ارا�شي الح�شائ�ص بمنطقة احيائية مفتوحة تقع في المنطقة المعتدلة ال�شمالية‪ ،‬كما توجد بم�شاحات‬
‫ا�شغر ن�شبي ًا في المنطقة المعتدلة الجنوبية‪.‬‬
‫تمتاز هذه المنطقة بمعدل �شقوط امطار قليلة ن�شبي ًا بالمقارنة مع معظم مناطق الغابات وتتركز االمطار‬
‫في ف�شل ال�شيف‪.‬‬
‫ت�شود في هذه المنطقة الح�شائ�ص التي يزيد ارتفاعها عن المتر‪ ،‬وتكون تربتها �شالحة لزراعة القمح والذرة‬
‫وغيرها من الحبوب‪ .‬كما تكثر فيها انواع من النباتات الزهرية ال�شيما زهرة النجمة و�شقائق النعمان‪ .‬اما‬
‫الحيوانات في منطقة المراعي فتكون متنوعة وتكثر فيها الثدييات ممثلة بالقوار�ص وال�شناجب والثعالب‬
‫والظلفيات‪ ،‬وكذلك تالحظ فيها الطيور وب�شكل خا�ص الع�شافير باأنواعها المختلفة ودجاج المروج‪ ،‬كما تتواجد‬
‫الح�شرات خ�شو�ش ًا الجراد �شكل (‪.)13-4‬‬

‫�شكل (‪ )13-4‬منطقة المراعي وبع�ص االأحياء فيها‬

‫‪62‬‬
‫نشاط‬

‫قم بزيارة لب�شتان واخرى لمنطقة �شحراوية قريبة من المدينة التي ت�شكنها ودون في‬
‫كل زيارة المالحظات االآتية‪:‬‬
‫‪ .1‬طبيعة العوامل البيئية (درجات الحرارة ‪ ،‬الرطوبة)‪.‬‬
‫‪� .2‬شجل مالحظات عن التنوع االحيائي للمنطقة التي قمت بزيارتها (�شجل ما امكنك‬
‫م�شاهدته من انواع نباتية وحيوانية)‪.‬‬
‫‪ .3‬ادر�ص خ�شائ�ص النبات والحيوان المتواجد في المنطقة (الجذور وعمقها في التربة‪،‬‬
‫ال�شيقان ‪ ،‬واالوراق واالأزهار وبع�ص الحيوانات وميزاتها)‪.‬‬
‫‪ .4‬قارن بين طبيعة التنوع االحيائي في كل منطقة زرتها من المناطق الم�شار اليها في‬
‫اعاله‪.‬‬
‫‪ .5‬ما التكيفات التركيبية التي امتاز بها النبات والحيوان في كل منطقة ؟ وما هو دور‬
‫البيئة في هذه التكيفات ؟‬

‫‪63‬‬
‫أسئلة الفصل الرابع‬

‫�ص‪ /1‬قدم و�شف ًا موجزاً للمناطق البيئية في البحيرة‪.‬‬

‫�ص‪ /2‬قارن بين طبيعة الحياة في بيئة البحيرة وبيئة النهر (المياه ال�شاكنة والمياه الجارية)‪.‬‬

‫�ص‪ /3‬عدد اهم تكيفات النبات ال�شحراوي‪.‬‬

‫�ص‪ /4‬ا�شرح اهم تكيفات الحيوانات التي تعي�ص في ال�شحراء وكيف ينعك�ص ذلك على �شلوكها‪.‬‬

‫�ص‪ /5‬عرف ما ياأتي‪:‬‬


‫ب) م�شبات االأنهار‪ .‬جـ) التندرا‪ .‬د) الغابات المطرية‪.‬‬ ‫اأ) ال�شفانا‪.‬‬

‫�ص‪� /6‬شع عالمة (✓) في المربع جنب العبارة ال�شحيحة وعالمة (×) في المربع جنب العبارة الخاطئة لكل‬
‫مما ياأتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬ت�شغل المياه ‪ %75‬من م�شاحة الكرة االر�شية تقريب ًا وبالتالي فهي ت�شكل اكبر النظم البيئية‪.‬‬
‫‪ .2‬ال توجد في الطبيعة مياه نقية في اأي موقع احيائي في الكرة االر�شية‪.‬‬
‫‪ .3‬تكون البحيرات غنية التغذية �شحلة ن�شبي ًا وذات انتاجية عالية‪.‬‬
‫‪ .4‬يطلق على مياه االأنهار والجداول والينابيع بالمياه ال�شاكنة‪ .‬وهي ت�شكل ما يقرب من ‪ %0.3‬من‬
‫مجموع المياه‪.‬‬
‫‪ .5‬تمثل الجزر المرجانية نظام ًا بيئي ًا عالي االنتاجية ‪.‬‬
‫‪ .6‬ت�شكل الغابات بحدود ثلث م�شاحة الياب�شة في الكرة االر�شية ‪.‬‬
‫‪ .7‬تمثل ال�شفانا منطقة بيئية انتقالية بين الغابات دائمة الخ�شرة اال�شتوائية الممطرة وارا�شي‬
‫المراعي‪.‬‬
‫‪ .8‬تعد ارا�شي الح�شائ�ص منطقة احيائية مفتوحة تقع في المنطقة المعتدلة ال�شمالية‪.‬‬
‫‪ .9‬تتوزع منطقة التيجة في ا�شيا و�شمال اأوربا وامريكا ال�شمالية وتتميز ب�شتاء قا�شي بارد جاف‪،‬‬
‫و�شيف ممطر ق�شير‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪5‬‬
‫العوامل‬
‫المؤثرة في البيئة‬

‫محتويات الفصل‬

‫‪ 1-5‬العوامل البيئية‪.‬‬

‫‪ .1‬الضوء‬
‫‪ .2‬الحرارة‬
‫‪ .3‬الرطوبة‬
‫‪ .4‬الرياح‬
‫‪ .5‬الضغط الجوي‬
‫‪ .6‬التربة‬
‫‪ .7‬الحرائق‬
‫‪ .8‬الملوحة‬
‫‪ .9‬درجة األس الهيدروجيني )‪(pH‬‬
‫‪ .10‬الغازات‬
‫‪ .11‬المغذيات‬

‫نشاط‬

‫أسئلة الفصل‬
‫النواتج التعليمية‬
‫بعد االنتهاء من دراسة هذا الفصل‬
‫يكون الطالب قادرا ً على أن‪:‬‬

‫يعرف العوامل البيئية‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫يعدد العوامل الموؤثرة في البيئة‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫ي�شرح المفاهيم الخا�شة با�شتراك مختلف العوامل البيئية مع بع�ص ب�شكل يوؤثر‬
‫في البيئة واالحياء التي تتواجد فيها‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫يبين التاأثيرات االيجابية وال�شلبية لكل عامل من العوامل الموؤثرة في البيئة‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫ي�شرح تاأثير الحرائق على االحياء‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫يعرف انواع المياه تبع ًا لدرجة ملوحتها‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫يعرف اأهمية درجة االأ�ص الهيدروجيني ‪ pH‬ومدياته في البيئات المختلفة ومدى‬
‫تاأثيره في االحياء‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫يبين اأهمية الغازات في البيئة ودورها كعامل بيئي محدد لالحياء‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫يعرف المغذيات‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪66‬‬
‫العوامل البيئية‬ ‫‪1-5‬‬

‫�شبق وان تمت اال�شارة في الف�شل الثالث من هذا الكتاب اإلى ان لكل بيئة عوامل اإحيائية (‪)Biotic Factors‬‬
‫واخرى الاإحيائية ( ‪ ،)Abiotic Factors‬وهذه العوامل توؤثر في الكائن الحي بدرجات متباينة من بيئة اإلى‬
‫اخرى ويظهر تاأثيرها ب�شكل متداخل‪ ،‬ولذلك ال يمكن ف�شل تاأثيرات هذه العوامل ك ًال على حدة‪.‬‬
‫�شيتم في هذا الف�شل التطرق اإلى بع�ص العوامل الالاإحيائية التي تمثل عوامل بيئية قد تكون محددة لنمو‬
‫الكائن الحي وانت�شاره وهي‪:‬‬

‫ال�صوء (‪)Light‬‬ ‫‪1‬‬

‫يعد ال�شوء احد اأهم العوامل الال اإحيائية في النظام البيئي كونه م�شدراً للطاقة ال�شوئية التي ت�شتغل من‬
‫قبل النباتات في عملية البناء ال�شوئي والتي يتم من خاللها تثبيت غاز ثنائي اأوك�شيد الكاربون على �شكل‬
‫غذاء للم�شتويات‬
‫يكون بدوره ً‬ ‫مركبات ع�شوية (�شكريات)‪ .‬وهذه المركبات تكون اال�شا�ص في غذاء النبات الذي ّ‬
‫االغتذائية االخرى كالحيوانات‪.‬‬
‫ويعد ال�شوء محفزاً للتوقيت اليومي اأو الف�شلي للكائنات الحية نباتية كانت ام حيوانية‪ ،‬فالحيوانات‬
‫ال�شحراوية التي تن�شط لي ًال ت�شتخدم ال�شوء بو�شفه منبه ًا الأن�شطتها‪ .‬وتكون موا�شم التكاثر للعديد من النباتات‬
‫والحيوانات مرتبطة بتغيرات طول النهار (طول المدة ال�شوئية)‪ ،‬وعلى �شبيل المثال نجد ان النباتات تق�شم‬
‫بح�شب حاجاتها لطول المدة ال�شوئية لعملية تزهيرها اإلى ثالث مجموعات هي ‪:‬‬

‫اأ ‪ -‬نباتات تحتاج لنهار طويل مثل الذرة وال�صم�صم وال�صعير وغير ذلك‪.‬‬
‫ب‪ -‬نباتات تحتاج لنهار ق�صير مثل ق�صب ال�صكر وفول ال�صويا والتبغ وغير ذلك‪.‬‬
‫جـ‪ -‬نباتات معتدلة النهار وهذه تزهر بغ�س النظرعن طول الفترة ال�صوئية كما هو الحال في نباتات الطماطة‬
‫والخيار والفا�صوليا والقطن ونباتات اخرى‪.‬‬

‫ان �شدة ال�شوء (‪ )Light Intensity‬وكميته ذات تاأثير في نمو االحياء‪ .‬وتزداد �شدة ال�شوء في المناطق‬
‫اال�شتوائية ب�شبب و�شع ال�شم�ص العمودي وبالتالي تزداد درجات الحرار ة‪ ،‬في حين تقل كلما اتجهنا نحو‬
‫القطبين حيث يظهر و�شع ال�شم�ص تغيراً ‪ .‬ولنوعية ال�شوء تاأثير اآخر حيث تعد الموجات الحمر والزرق من ال�شوء‬
‫ذات تاأثير في عملية البناء ال�شوئي‪ ،‬فهي تمت�ص من قبل ال�شبغات النباتية والتي بدورها تعك�ص هذه الموجات‬
‫لذا يظهر اللون االأخ�شر للعين المجردة هو ال�شائد في الوان االأوراق النباتية‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫تختلف االحياء في مدى تاأثرها بال�شوء‪ ،‬فبع�ص الحيوانات ت�شتطيع العي�ص في اعماق المحيطات والبحار‬
‫بعيداً عن ال�شوء مثل احياء القاع‪ ،‬اأو تعي�ص في اعماق التربة اأو الكهوف‪ ،‬وبع�شها يحتاج ال�شوء لحياته‪ .‬وتتاأثر‬
‫الحيوانات بطرق مختلفة بال�شوء فمنها يتاأثر ب�شكل مبا�شر من خالل وجود اع�شاء ح�ص �شوئية‪ ،‬ومنها يتاأثر‬
‫ب�شكل غير مبا�شر من خالل اعتمادها في غذائها على النباتات‪.‬‬
‫وللفترة ال�شوئية تاأثيراتها على االحياء فنالحظ ب�شكل وا�شح تاأثير الفترة ال�شوئية على الفعاليات الوظيفية‬
‫في الطيور من خالل تغير لون الري�ص وتر�شب الدهون اأو و�شع البي�ص والهجرة‪ .‬فتهاجر الطيور �شما ًال عندما‬
‫يطول النهار وجنوب ًا عندما يق�شر‪ .‬كما تتاأثر اع�شاء الب�شر عند الحيوانات �شلب ًا عند انعدام ال�شوء فالحيوانات‬
‫التي تعي�ص في ظالم دام�ص تكون ذات اب�شار �شعيف اأو عمياء كما هو الحال في بع�ص االأ�شماك التي تعي�ص‬
‫في كهوف حديثة غرب العراق‪ .‬ويتغير لون جلد الحيوانات حيث يكون ا�شوداً اأو احمراً قاتم ًا في الحيوانات التي‬
‫تعي�ص في االعماق التي ال ي�شلها ال�شوء‪ ،‬ويمكن ان يالحظ ذلك ب�شورة اخرى حيث نالحظ ان اال�شماك التي‬
‫تعي�ص في االهوار تكون ذات الوان داكنة وذلك لقيام النبات الطبيعي بحجب �شوء ال�شم�ص‪ ،‬في حين يكون لونها‬
‫فاتح ًا في نهري دجلة والفرات حيث ال يوجد ما يحجب �شوء ال�شم�ص‪ .‬كما يتغير لون الفراء في االرانب القطبية‬
‫اإذ يكون بني ًا في ال�شيف وابي�ش ًا في ال�شتاء‪.‬‬

‫الحرارة (‪)Temperature‬‬ ‫‪2‬‬

‫يعد اال�شعاع ال�شم�شي م�شدراً رئي�ش ًا للحرارة‪ .‬وللحرارة تاأثيرات وا�شحة في العمليات الحيوية التي تجري‬
‫داخل ج�شم الكائن الحي نبات ًا كان ام حيوان ًا مثل عملية البناء ال�شوئي والتنف�ص والنتح والنمو والتكاثر وغير‬
‫ذلك‪ .‬ولكل كائن حي درجة حرارة عظمى واأخرى �شغرى وما بينهما هو المدى لمعي�شة هذا الكائن الحي‪ ،‬ف�ش ًال‬
‫عن وجود درجة حرارة مثلى لكل كائن حي تكون تغذيته ونموه وتكاثره فيها في اف�شل حال‪.‬‬
‫تختلف درجات الحرارة خالل الف�شول المختلفة كما تختلف خالل الليل والنهار‪ ،‬وتتاأثر الحرارة بالموقع‬
‫ال�شحب والرياح والمحتوى‬ ‫بالن�شبة اإلى خطوط العر�ص واالرتفاع اأو االنخفا�ص عن م�شتوى �شطح البحر‪ ،‬وتواجد ُ‬
‫المائي للتربة والجو واتجاه االأر�ص وانحدارها بال�شكل الذي يغير من طبيعة الغطاء النباتي الذي يعمل على‬
‫تقليل درجة الحرارة ال�شاقطة على �شطح التربة �شكل (‪.)1-5‬‬
‫تتاأثر االحياء بدرجات الحرارة بدرجة كبيرة فنباتات المنطقة المعتدلة ت�شتطيع مقاومة درجات حرارة‬
‫ال�شتاء المنخف�شة وال�شيف العالية بينما تموت نباتات المناطق اال�شتوائية اذا و�شلت درجة الحرارة اإلى ال�شفر‬
‫ال�شيليزي‪.‬‬
‫ت�شتطيع معظم النباتات ان تقوم بوظائفها �شمن مدى حراري يقع بين (‪ )2-42‬درجة �شيليزية‪ ،‬وهناك‬
‫من النباتات ما ي�شتطيع ان يقوم بوظائفه دون هذا المدى اأو اأعلى منه كما هو الحال في بع�ص انواع الطحالب‬
‫التي تعي�ص في ال�شواطئ الثلجية وتلك التي تتواجد في ينابيع المياه الحارة حيث ت�شل درجة الحرارة بين‬
‫(‪ )75-80‬درجة �شيليزية‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫‪69‬‬
‫�شكل (‪ .)1-5‬تاأثير خطوط العر�ص ‪ ،‬واالرتفاع واالنخفا�ص عن م�شتوى �شطح البحر على درجة الحرارة والذي ينعك�ص على طبيعة الغطاء النباتي‪.‬‬
‫ت�شتطيع بع�ص انواع البكتريا ان تتحمل درجة حرارة اكثر من ‪ 50‬درجة �شيليزية اأو اقل من درجة ال�شفر‬
‫ال�شيليزي دون ان يوؤثر ذلك في فعاليتها الحيوية‪ ،‬وبع�ص انواع البكتريا الع�شوية (‪ )Bacillus‬ت�شتطيع مقاومة‬
‫الغليان لمدة ثالثين �شاعة‪.‬‬
‫تمر بع�ص الحيوانات ال�شغيرة كالقواقع ال�شحراوية والح�شرات بدور �شكون تقل خالله فعاليتها الحيوية اإلى‬
‫ادنى ما يمكن نتيجة تعر�شها لجو حار وجاف لمدة طويلة‪.‬‬
‫تختلف درجة الحرارة في البيئة المائية ال�شاكنة (بيئة البحيرات مثالً) باختالف االعماق‪ .‬وال يح�شل مثل‬
‫هذا االختالف في بيئة المياه الجارية (االأنهار مثالً)‪ ،‬حيث ال تختلف كثيراً في اعماقها المختلفة‪ ،‬وتتاأثر كمية‬
‫االأوك�شجين المذابة في الماء �شلب ًا بارتفاع درجة حرارة الماء حيث تقل كمية االأوك�شجين كلما ارتفعت درجة‬
‫حرارة الماء‪.‬‬
‫يمكن تق�شيم الحيوانات ن�شب ًة اإلى درجة حرارة ج�شمها بحرارة البيئة اإلى‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬حيوانات متغيرة درجة الحرارة لي�ص لها القابلية على تنظيم درجة حرارة ج�شمها ومثال ذلك اال�شماك‬
‫والبرمائيات والزواحف والح�شرات وغيرها‪.‬‬
‫ب‪ -‬حيوانات ثابتة درجة الحرارة اذ تتمكن من تنظيم درجة حرارة ج�شمها بحيث ال تتاأثر بتغيرات درجة‬
‫حرارة البيئة المحيطة ومثال ذلك الطيور واللبائن‪.‬‬

‫الرطوبة (‪)Humidity‬‬ ‫‪3‬‬

‫يعد عامل الرطوبة ذو اأهمية كبيرة في بيئة الياب�شة‪ ،‬بينما يفقد تاأثيره في البيئة المائية‪ .‬ويق�شد بالرطوبة‬
‫توافر جزيئات الماء في الغالف الجوي اأو في �شطح التربة اأو في اعماقها‪ ،‬وي�شمل مفهوم الرطوبة ت�شاقط‬
‫جزئيات الماء ب�شورها المختلفة وباأنواعها المختلفة كاالمطار والجليد والثلوج والبرد والتي تعد م�شدر‬
‫الرطوبة الرئي�ص في التربة‪.‬‬
‫وعامل الرطوبة ذو عالقة مع عوامل بيئية اخرى مثل درجة الحرارة والرياح وا�شعة ال�شم�ص‪ ،‬فكلما زادت‬
‫درجة الحرارة زادت قابلية جزيئات الهواء على حمل بخار الماء‪ ،‬اما الرياح فاأن الجافة منها تقلل الرطوبة‬
‫والعك�ص �شحيح بالن�شبة للرياح الرطبة‪ .‬ويكون تاأثير اال�شعاع ال�شم�شي غير مبا�شر من خالل تاأثيره في ارتفاع‬
‫درجات الحرارة‪ .‬والبد من القول باأن الغطاء الخ�شري له تاأثيره الوا�شح في زيادة الرطوبة من خالل عملية‬
‫النتح التي تقوم بها النباتات‪.‬‬
‫تعد الرطوبة من العوامل المحددة في بيئة الياب�شة لنمو النباتات وازدهار االحياء وانت�شارها وهي في ذلك‬
‫ت�شارك درجة الحرارة في هذه االأهمية‪ .‬وعلى �شبيل المثال تنت�شر الغابات في المناطق التي يبلغ معدل الت�شاقط‬
‫ال�شنوي فيها اكثر من ‪ 250‬ملم �شنوياً‪ ،‬في حين تنمو الح�شائ�ص في المناطق التي اليتجاوز معدل الت�شاقط فيها‬
‫عن ‪100‬ملم �شنوياً‪.‬‬
‫تظهر النباتات تحورات مظهرية وت�شريحية تتنا�شب مع الرطوبة في المنطقة التي تتواجد فيها‪ ،‬فالنباتات‬
‫التي تعي�ص في بيئة �شحراوية قاحلة ت�شبح بحاجة اإلى تحورات مظهرية مثل تقلي�ص الم�شاحة ال�شطحية الكلية‬

‫‪70‬‬
‫للنباتات في ال�شاق اأو االأوراق اأو تحورها اإلى ا�شواك ف�ش ًال عن تحورات ت�شريحية مثل زيادة االن�شجة الخازنة‬
‫للماء كما في ال�شبير‪ .‬كما تظهر بع�ص النباتات زيادة في حجم المجموع الجذري بحيث ت�شل جذورها اإلى‬
‫اعماق كبيرة في التربة بحث ًا عن المياه الجوفية‪ .‬وتكون ثغور االأوراق غائرة لتقلل من فقدا ن الماء‪ ،‬ومن االمثلة‬
‫ال�شائعة لهذه النباتات نباتات ال�شوك و العاقول التي تنت�شر في �شحاري العراق‪.‬‬
‫اما بالن�شبة للحيوانات فاأن للرطوبة عالقة مبا�شرة وغير مبا�شرة بها فهناك العديد من الحيوانات تتخذ‬
‫من المناطق الرطبة مواطن ًا لها مثل الهائمات الحيوانية والديدان والقواقع واال�شماك وال�شفادع والتما�شيح‬
‫والثعابين والجامو�ص وغير ذلك‪ .‬وتعتمد بع�ص الحيوانات في غذائها اأو معي�شتها على النباتات فتتواجد معها‬
‫وبالتالي فاأن عالقة الحيوانات بالرطوبة هي عالقة غير مبا�شرة‪ .‬وهناك بع�ص الحيوانات ت�شتطيع ان تتحمل‬
‫الجفاف والعط�ص كالجمال التي تعي�ص في بيئة �شحراوية‪.‬‬

‫الرياح (‪)Winds‬‬ ‫‪4‬‬

‫للرياح تاأثيرات مختلفة على الكائنات الحية منها ما هو مبا�شر ومنها ما هو غير مبا�شر من خالل تاأثيرها‬
‫على عدد من العوامل البيئية االخرى في النظام البيئي‪ ،‬وب�شكل عام يمكن القول ان هناك تاأثيرات اإيجابية‬
‫للرياح واخرى �شلبية‪ ،‬وتتلخ�ص التاأثيرات االيجابية باالآتي‪:‬‬

‫اأ‪ -‬توؤدي الرياح اإلى رفع درجة الحرارة على ال�شفوح الجبلية المغطاة بالثلوج مما ي�شاعد على ذوبان الثلوج‬
‫وتوفير المياه التي تدعم نمو الح�شائ�س والنباتات االخرى في ال�شفوح والوديان‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعمل الرياح على نقل حبوب اللقاح الكمال عملية التلقيح بين النباتات‪.‬‬
‫جـ‪ -‬تقوم الرياح بنقل بذور النباتات وانت�شارها في مناطق مختلفة‪.‬‬
‫د ‪ -‬ت�شاعد الرياح في عملية التبخر من �شطح التربة وكذلك في عملية النتح للنباتات‪ ،‬وزيادة النتح ت�شاهم‬
‫في عملية انتقال الماء من الجذور اإلى االعلى خالل النباتات نف�شها‪ ،‬كما ت�شاهم الرياح في تقليل حرارة‬
‫ج�شم النباتات وتزيد من مقاومتها للبيئات الحارة‪.‬‬

‫اأما التاأثيرات ال�شلبية للرياح فيمكن ايجازها باالآتي‪:‬‬


‫اأ ‪ -‬هبوب رياح �شديدة ال�شرعة يقود اإلى ازالة الطبقة ال�شطحية العليا من التربة الغنية بالعنا�شر المغذية‪.‬‬
‫ب‪ -‬تت�شبب الرياح ال�شديدة با�شرار ميكانيكية في النباتات من خالل ك�شر بع�ص اجزاء النبات و�شو ًال اإلى‬
‫اقتالع اال�شجار من جذورها كما يحدث في االعا�شير‪.‬‬
‫جـ‪ -‬تت�شبب الرياح في تكوين تيارات مائية وامواج في الم�شطحات المائية المختلفة وب�شكل خا�ص في البحار‬
‫والمحيطات وهذا يمثل عام ًال يقلل من نمو االحياء وب�شكل خا�ص النباتات المتواجدة قرب ال�شواحل‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ال�شغط الجوي (‪)Atmospheric Pressure‬‬ ‫‪5‬‬

‫لي�ص لل�شغط الجوي تاأثير مبا�شر على االحياء وبالتالي فهو اليعد عام ًال محدداً مبا�شراً للكائنات الحية‪ .‬ولكن‬
‫دوره يكون بتاأثيره على المناخ والطق�ص اللذين يمثالن عاملين محددين للكائنات الحية ب�شكل مبا�شر‪ .‬يزداد‬
‫حمل ال�شغط الجوي بمديات وا�شعة‪،‬‬ ‫ال�شغط الجوي في البيئة المائية مع زيادة العمق‪ ،‬وت�شتطيع بع�ص الحيوانات َت ُّ‬
‫خ�شو�ش ًا اذا كان ج�شمها ال يحوي هواءاً اأو غازاً حراً‪ ،‬لكن ال�شغوط الكبيرة تكون عوامل مثبطة لنمو االحياء‪.‬‬

‫التربة (‪)Soil‬‬ ‫‪6‬‬

‫تمثل التربة الطبقة ال�شطحية التي تغطي الق�شرة االر�شية والتي تتاأثر بالعوامل البيئية المختلفة كالحرارة‬
‫والرياح والرطوبة‪.‬وتنمو في التربة االنظمة الجذرية للنباتات‪ ،‬ف�ش ًال عن نمو الحيوانات واالحياء المجهرية‬
‫كالبكتريا والفطريات‪.‬‬
‫تتكون التربة من تعرية وتفتيت ال�شخور التي توؤدي اإلى تغيرات فيزيائية مثل تفتت الكتل ال�شخرية اإلى‬
‫اجزاء �شغيرة الحجم بفعل عوامل فيزيائية مثل الماء والحرارة والرياح والجليد والجاذبية اأو نتيجة تغيرات‬
‫كيميائية كعملية االأك�شدة (‪ )Oxidation‬والتميوؤ (‪ )Hydration‬والكربنة (‪ )Carbonation‬ونق�شد‬
‫بها اخذ ثنائي اأوك�شيد الكاربون‪ ،‬والحام�شية وتفاعالت االأيونات واالإمالح المختلفة والمواد الع�شوية‪ .‬كما‬
‫يلعب الن�شاط االحيائي دور مهم في تكوين التربة اذ تتحلل المادة الع�شوية بفعل المحلالت (االحياء الدقيقة)‬
‫كالبكتريا والفطريات‪.‬‬
‫ان من الخوا�ص المهمة للتربة هي تفاعالت محلول التربة‪ ،‬فالنباتات والبكتريا تتاأثر بحام�شية وقاعدية‬
‫التربة‪ .‬والتربة الحام�شية تظهر في مناطق تكون االمطار ال�شاقطة فيها غزيرة‪ ،‬اذ يوؤدي ذلك اإلى غ�شل المواد‬
‫القاعدية فيها‪ .‬اما التربة القاعدية فتتكون نتيجة تراكم امالح كاربونات الكال�شيوم وال�شوديوم والمغني�شيوم‪.‬‬

‫اثر النباتات في التربة‪:‬‬


‫يعد الغطاء الخ�شري النباتي عام ًال مهم ًا وذو تاأثير كبير على زيادة خ�شوبة التربة والمحافظة عليها‬
‫من تاأثير عوامل التعرية‪ ،‬فهو َيحِ ُّد من �شرعة الرياح وبالتالي يبقي التربة محتفظة بموادها الع�شوية وغير‬
‫الع�شوية‪ ،‬ف�ش ًال عن المحافظة على كمية الرطوبة فيها‪.‬‬

‫اثر الحيوانات في التربة‪:‬‬


‫للحيوانات تاأثيرات ايجابية واخرى �شلبية في التربة ‪ ،‬وعلى �شبيل المثال يبني النمل اال�شتوائي تال ًال قد‬
‫يتجاوز ارتفاعها عدة امتار ويعمل على تخريب مكونات التربة‪ .‬وتقوم ديدان االأر�ص وبع�ص انواع القوار�ص‬
‫بحفر التربة وتقليبها وبالتالي ت�شاعد على تفتيت التربة وتهويتها‪ ،‬وال�شماح بان�شياب الماء بين طبقاتها‪.‬‬
‫ومن المظاهر االيجابية الأثر الحيوانات في التربة اثر حيوان القند�ص (‪ )Beaver‬في تكوين التربة حيث يقوم‬

‫‪72‬‬
‫بقطع �شيقان النباتات الخ�شبية وا�شتعمالها في حجز االأنهار‪ ،‬وبذلك يعمل على تر�شيب كميات كبيرة من التربة‬
‫المنجرفة مع مياه االأنهار‪ ،‬ويوؤدي ذلك اإلى تكوين تربة �شالحة لنمو النباتات‪ .‬والحيوانات التي تعي�ص على‬
‫النباتات تعيد اإلى التربة ما فقدته من امالح معدنية عن طريق ف�شالتها وتحلل اج�شامها بعد موتها بفعل‬
‫المحلالت الموجودة في التربة‪.‬‬

‫الحرائق (‪)Fires‬‬ ‫‪7‬‬

‫ب�شكل عام هناك م�شدران ا�شا�شيان للحرائق االأول طبيعي ناتج من البرق والثاني يح�شل بفعل االن�شان‪.‬‬
‫والحرائق احدى العوامل المهمة الموؤثرة في بيئة الياب�شة وب�شكل خا�ص في المناطق الحارة والجافة‪ .‬حيث‬
‫تت�شبب في اتالف وتغير النظام البيئي من خالل اتالف الك�شاء الخ�شري والتاأثير على الحيوانات التي تعتمده‬
‫م�شدراً لغذائها‪ .‬وقد يكون الحريق بع�ص االحيان مفيداً لبع�ص المناطق مثل ازالة االنواع النباتية غير المرغوب‬
‫فيها اأو الق�شاء على بع�ص االمرا�ص النباتية وم�شبباتها‪.‬‬
‫تمتلك بع�ص النباتات تكيفات تجعلها اكثر مقاومة للحريق مثل امتالك طبقة �شميكة جداً من القلف كما هو‬
‫الحال في ا�شجار الخ�شب االأحمر‪ .‬وقد تحمي بع�ص النباتات االجزاء النامية فيها باأوراقها ذات الزغب الكثيفة‬
‫كما في نبات ال�شنوبر ذو االأوراق الطويلة‪ ،‬اأو قد تدفن هذه االجزاء تحت التربة‪.‬‬

‫الملوحة (‪)Salinity‬‬ ‫‪8‬‬

‫تعد الملوحة عام ًال مهم ًا في البيئة المائية وذات تاأثير كبير على االحياء التي تتواجد في البيئة المائية‪ .‬وقد‬
‫ق�شمت المياه اعتماداً على درجة الملوحة اإلى انواع مختلفة‪ ،‬فالمياه التي ملوحتها اقل من ‪ 0.5‬جزء باالألف‬
‫هي مياه عذبة (‪ )Fresh Water‬ممثلة بمياه االأنهار والينابيع‪ ،‬وتلك التي تزيد ملوحتها عن ‪ 35‬جزء باالألف‬
‫مياه مالحة (‪ )Salina Water‬ممثلة بمياه البحار والمحيطات‪ .‬وما بين النوعين اعاله هي مياه مويلحة‬
‫(‪.)Brackish Water‬‬
‫تتميز مياه البحار والمحيطات بطعمها الملحي الذي يعود اإلى وجود عن�شري الكلور وال�شوديوم ب�شورة‬
‫رئي�شية ف�ش ًال عن تواجد اكثر من ‪ 70‬عن�شر اآخر وبن�شب متفاوتة ومن بين هذه العنا�شر الكبريت (‪ )S‬والمغني�شيوم‬
‫(‪ )Mg+2‬والكال�شيوم (‪ )Ca+2‬والبوتا�شيوم (‪ ) K+‬وغير ذلك‪.‬‬
‫وتقدر الملوحة في مياه البحار والمحيطات بحدود ‪ 35‬جزء باالألف‪ ،‬وقد �شجلت اعلى قيمة للملوحة (‪)35.5‬‬
‫جزء باالألف في �شمال المحيط االطل�شي واوطاأها (‪ )34.2‬جزء باالألف في �شمال المحيط الهادي‪ .‬وفي درا�شة‬
‫محلية وجد ان الملوحة في مياه الخليج العربي ت�شل اإلى اعلى من هذه الن�شب حيث �شجلت بحدود (‪ )40‬جزء‬
‫باالألف واعلى من ذلك في المناطق ال�شحلة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫والملوحة احد العوامل المحددة لالحياء المائية‪ ،‬فهي ذات تاأثيرات بيئية وا�شحة وتلعب دوراً مهم ًا في‬
‫تحديد االحياء المائية كم ًا ونوعاً‪ .‬واالحياء تتباين في قابليتها لتحمل المديات للتغيرات الوا�شعة في درجة‬
‫الملوحة ولذلك ق�شمت اإلى‪:‬‬
‫‪ .1‬احياء مياه عذبة‪.‬‬
‫‪ .2‬احياء مياه مالحه (بحرية)‪.‬‬
‫‪ .3‬احياء مياه مويلحة‪.‬‬
‫االحياء التي تتحمل مدى وا�شع لدرجة الملوحة هي احياء مياه الم�شبات (المياه المويلحة)‪ ،‬وال يمكن‬
‫الأحياء المياه العذبة مثل ا�شماك البني وال�شبوط والكطان وغيرها من العي�ص في المياه المالحة والعك�ص �شحيح‬
‫بالن�شبة لال�شماك البحرية حيث ال يمكنها العي�ص في المياه العذبة‪ .‬والنباتات هي االخرى لها قابلية تحمل‬
‫لن�شب الملوحة فتلك التي تتواجد في المياه العذبة ال ت�شتطيع العي�ص في مياه البحار والمحيطات وكذا هو الحال‬
‫بالن�شبة للطحالب فمنها ما يمثل اأنواع ًا بحرية واخرى انواع ًا تعي�ص في المياه العذبة‪.‬‬

‫درجة االأ�س الهيدروجيني (‪)pH‬‬ ‫‪9‬‬

‫توؤثر درجة االأ�ص الهيدروجيني في االحياء ب�شكل مبا�شر من خالل تاأثيراتها على االحياء �شمن مواطنها‬
‫وذلك نتيجة لتغير طبيعة االأيونات لعنا�شر البيئة المختلفة‪ ،‬ويكون التاأثير غير مبا�شر من خالل تثبيط بع�ص‬
‫الفعاليات الحيوية للكائنات الحية‪ .‬وللكائنات الحية مديات محددة من قيم االأ�ص الهيدروجيني في البيئة �شواء‬
‫المائية منها اأو الياب�شة‪ ،‬ففي البيئة الياب�شة تعد قيم االأ�ص الهيدروجيني احدى �شفات التربة اال�شا�شية حيث‬
‫تعي�ص فيها االحياء المجهرية كالبكتريا والفطريات وتتواجد فيها جذور النباتات الراقية‪ ،‬وكذلك في البيئة‬
‫المائية‪.‬‬
‫تتراوح قيم االأ�ص الهيدروجيني في المياه الطبيعية بين ‪ ،9-4‬وهناك مديات اقل اأو اكثر من ذلك االإ اإنها ال‬
‫تعدو اكثر من حاالت نادرة فقد �شجلت قيم ‪ 2.5‬في بع�ص البحيرات‪ ،‬وي�شل االأ�ص الهيدروجيني لغاية ‪10.5‬‬
‫في البحيرات كثيرة التبخر في المناطق القاحلة ‪ ،‬وفي مياه المحيطات يتراوح االأ�ص الهيدروجيني عادة بين‬
‫‪ .8.4-7.5‬اأن النق�شان في درجة االأ�ص الهيدروجيني ت�شعف امكانية ازدهار االأحياء‪ ،‬وكذا هو الحال في زيادة‬
‫درجة االأ�ص الهيدروجيني‪ ،‬فاالأ�شماك النهرية مث ًال تقل قابليتها على تناول الطعام عندما تزيد الدرجة عن ‪.8.5‬‬

‫الغازات (‪)Gases‬‬ ‫‪10‬‬

‫يكون الق�شم االأكبر من جو البيئة الحياتية ثابتاً‪ ،‬فالتركيز الحالي لالأوك�شجين في الجو هو بحدود ‪%21‬‬
‫حجم ًا في حين ي�شكل ثنائي اأوك�شيد الكاربون ‪ %0.03‬حجماً‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫تلعب الغازات دوراً محدداً لالحياء وب�شكل خا�ص في النباتات الراقية‪ ،‬فعملية البناء ال�شوئي في العديد من‬
‫النباتات الراقية يمكن زيادتها بزيادة معتدلة من ثنائي اأوك�شيد الكاربون‪ ،‬اما االأوك�شجين فانه يمكن ان ي�شبح‬
‫عام ًال محدداً كلما زاد عمق التربة‪.‬‬
‫تختلف الحالة في البيئة المائية الن االأوك�شجين وثنائي اأوك�شيد الكاربون يذوب في الماء وبذا يكون في‬
‫متناول االحياء المائية المختلفة‪ .‬ويمكن ان يكون االأوك�شجين عام ًال محدداً في البيئة المائية اأي�ش ًا وخ�شو�ش ًا‬
‫في المياه ال�شاكنة مثل البحيرات وكذلك في المياه المحملة بالمواد الع�شوية ( المياه الملوثة ع�شوياً)‪ ،‬وب�شكل‬
‫عام تزداد قابلية ذوبان االأوك�شجين في المياه في درجات الحرارة الواطئة وتنخف�ص في درجات الحرارة‬
‫العالية والملوحة العالية‪ .‬وعاد ًة تكون القيم العالية لالوك�شجين قرب ال�شطح حيث تتاأثر قيمته باالأوك�شجين‬
‫الجوي‪.‬‬
‫وكنتيجة الحتواء مياه البحار على اأيونات قاعدية قوية كال�شوديوم والبوتا�شيوم والكال�شيوم‪ ،‬فاأن كمية‬
‫ثنائي اأوك�شيد الكاربون تكون وفيرة وتلعب دوراً مهم ًا في عملية البناء ال�شوئي للهائمات النباتية في مثل‬
‫هذه البيئة‪ .‬ويتواجد ثنائي اأوك�شيد الكاربون في مياه البحر ب�شكل اأيونات البيكاربونات ف�ش ًال عن وجود بع�ص‬
‫الكميات من ثنائي اأوك�شيد الكاربون الذائب واأيونات الكاربونات‪ ،‬وكما هو الحال بالن�شبة لالأوك�شجين فان‬
‫ثنائي اوك�شيد الكاربون الذائب في الماء يميل ليعادل تركيزه في الجو‪.‬‬

‫المغذيات (‪)Nutrients‬‬ ‫‪11‬‬

‫تعد المغذيات عوامل محددة في بيئة الياب�شة وفي البيئة المائية‪ ،‬وغالب ًا ما ت�شكل العنا�شر المغذية‬
‫كالنتروجين والف�شفور عوامل محددة في التربة وب�شكل اكبر في المياه‪ .‬كما ان بع�ص المغذيات وبخا�شة‬
‫الدقيقة منها والتي يحتاجها النبات والحيوان بتراكيز قليلة جداً قد تكون مثبطة للنمو اأو �شامة اذا ما وجدت‬
‫بتراكيز عالية كما هو الحال في العنا�شر الثقيلة مثل الزنك والنحا�ص والمنغنيز‪.‬‬
‫وب�شكل عام يمكن ت�شنيف المغذيات اإلى مجموعتين االأولى المغذيات الكبيرة التي تحتاج لها الكائنات‬
‫الحية بكميات كبيرة مثل الكاربون والكال�شيوم والبوتا�شيوم والمغني�شيوم اما المجموعة الثانية فهي المغذيات‬
‫الدقيقة مثل المنغنيز وال�شوديوم واليود والحديد وكل من هذه المغذيات لها دور في حياة الكائن الحي حيث‬
‫البد وان يكون لكل عن�شر من المغذيات دور اأو وظيفة في احدى العمليات االأي�شية واليمكن للكائن الحي اكمال‬
‫دورة حياته بغياب اأي من هذه المغذيات‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫نشاط‬
‫عزيزي الطالب‬
‫اقترح عام ًال من العوامل الموؤثرة في البيئة‪ ،‬ثم �شمم تجربة الثبات التاأثيرات االيجابية‬
‫وال�شلبية لهذا العامل ‪.‬‬
‫(ا�شتعن بما متوفر من اأدوات ومواد في مختبر مدر�شتك)‬

‫أسئلة الفصل الخامس‬

‫�ص‪ /1‬اكمل العبارات االآتية بما ينا�شبها في الفراغ المخ�ش�ص لها‪:‬‬


‫‪ .1‬يتم خالل عملية البناء ال�شوئي تثبيت ‪ ...........‬على �شكل ‪. ..............‬‬
‫‪ .2‬تق�شم النباتات بح�شب حاجتها لطول المدة ال�شوئية لعملية تزهيرها اإلى ‪:‬‬
‫اأ ‪................. -‬‬
‫ب‪................. -‬‬
‫جـ‪.................-‬‬
‫‪ .3‬ت�شتطيع النباتات ان تقوم بوظائفها �شمن مدى حراري يقع بين ‪ ..........‬درجة �شيليزية‪.‬‬
‫‪ .4‬تعمل الرياح على نقل ‪ .............‬الكمال عملية التلقيح بين النباتات ‪.‬‬
‫‪ .5‬تتكون التربة القاعدية نتيجة تراكم امالح ‪. .................‬‬
‫‪ .6‬ب�شكل عام هناك م�شدران ا�شا�شيان للحرائق في البيئة هما ‪:‬‬
‫اأ ‪...................... -‬‬
‫ب‪....................-‬‬
‫‪ .7‬يعود الطعم الملحي لمياه البحر اإلى وجود عن�شري ‪ ...................‬و ‪ ...................‬ف�ش ًال عن ‪..................‬‬
‫‪ .8‬تتراوح قيم اال�ص الهيدروجيني في المياه الطبيعية بين ‪...........‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل السادس‬

‫‪6‬‬
‫تالؤم الحيوان مع البيئة‬

‫محتويات الفصل‬
‫‪ 1-6‬تالؤم الحيوان مع البيئة في الشكل‬
‫والتركيب وطرق الحياة‪.‬‬

‫‪ 6-2‬التكيف للمعيشة في البيئة المائية‪.‬‬

‫‪ 6-3‬التكيف للمعيشة في البر‪.‬‬

‫‪ 6-4‬مقارنة بين حيوان مائي )سمكة عظمية(‬


‫وحيوان بري )الحمامة(‪.‬‬

‫نشاط‬

‫أسئلة الفصل‬
‫النواتج التعليمية‬
‫بعد االنتهاء من دراسة هذا الفصل‬
‫يكون الطالب قادرا ً على أن‪:‬‬
‫يعدد ال�شفات العامة لالأ�شماك العظمية‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫يعلل تنف�ص اال�شماك بو�شاطة الخيا�شيم ولي�ص بو�شاطة الرئتين‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫يعلل (يذكر ال�شبب) لكل من االآتي‪:‬‬ ‫‪3‬‬
‫اأ ‪ -‬الل�شان بدائي في اال�شماك العظمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬ق�شر المريء في اال�شماك العظمية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬وجود الطيات الطولية في مريء اال�شماك العظمية‪.‬‬
‫يو�شح اآلية التنف�ص في اال�شماك العظمية‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫يبين اأهمية ووظائف مثانة ال�شباحة في اال�شماك العظمية‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫يو�شح تركيب الجهاز التنا�شلي الذكري واالنثوي في اال�شماك العظمية‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫يعلل كثرة انتاج البيو�ص في اال�شماك العظمية‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫ي�شرح مفهوم الدورة الدموية المفردة في اال�شماك العظمية‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫ي�شرح تركيب الهيكل الع�شلي في اال�شماك العظمية‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫يو�شح خارطة مفاهيمية للهيكل الداخلي لال�شماك‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫ير�شم فقرة جذعية في �شمكة عظمية ويوؤ�شر اجزاءها‬ ‫‪11‬‬
‫يو�شح التركيب اال�شا�شي للجهاز الع�شبي في اال�شماك العظمية‪.‬‬ ‫‪12‬‬
‫يعرف ال�شفات العامة للطيور‪.‬‬ ‫‪13‬‬
‫يبين التركيب الداخلي للحمامة‪.‬‬ ‫‪14‬‬
‫ير�شم الجهاز التنف�شي في الحمامة‪.‬‬ ‫‪15‬‬
‫يبين اأهمية ال�شوت في الطيور‪.‬‬ ‫‪16‬‬
‫يعرف اأهمية الجهاز الع�شلي في الحمامة‪.‬‬ ‫‪17‬‬
‫يبين مدى مالئمة ج�شم الحمامة للطيران‪.‬‬ ‫‪18‬‬
‫يقارن بين حيوان مائي (�شمكة عظمية) وحيوان بري (حمامة)‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪78‬‬
‫تالوؤم الحيوان مع البيئة في ال�شكل والتركيب وطرق الحياة‬ ‫‪1-6‬‬

‫تظهر االحياء العديد من التكيفات التركيبية والوظيفية تتالءم ومتطلبات البيئة التي تعي�ص فيها‪ .‬فالحيوانات‬
‫فكل له عوامل بيئية‬
‫التي تعي�ص في البيئة المائية تظهر اختالفات جوهرية عن تلك التي تكيفت للمعي�شة البرية‪ٍ ،‬‬
‫توؤثر فيه بال�شكل الذي يتطلب امتالك تكيفات تركيبية ووظيفية تتنا�شب ومتطلبات البقاء �شمن البيئة التي‬
‫يعي�ص فيها‪.‬‬
‫�شوف ندر�ص في هذا الف�شل مثالين لحيوانين االأول متكيف للمعي�شة المائية ممث ًال بال�شمكة العظمية والثاني‬
‫متكيف للمعي�شة البرية ممث ًال بالحمامة‪.‬‬

‫التكيف للمعي�شة في البيئة المائية‬ ‫‪2-6‬‬

‫تعد اال�شماك العظمية اكثر المجاميع الفقرية تنوع ًا حيث ت�شم ما يقرب من (‪ )24000‬نوعاً‪ ،‬وقد اأظهرت‬
‫العديد من التكيفات التركيبية التي جعلتها مالئمة لكل موطن مائي‪ .‬ويعد �شكل الج�شم وحده دلي ًال على هذا‬
‫التنوع‪ ،‬فالبع�ص ذو اج�شام مغزلية ان�شيابية‪ ،‬مع تكيفات لتقليل االحتكاك‪ ،‬ولال�شماك المفتر�شة اج�شام طويلة‬
‫عادة‪ ،‬وزعانف ذيلية قوية وميزات تمكنها من الحركة ال�شريعة‪ ،‬ولالنواع البطيئة التي تعي�ص في القاع اج�شام‬
‫مفلطحة ت�شاعدها في الحركة واالختباء في القاع‪ ،‬وهناك ا�شماك ذات اج�شام ثعبانية لتتلوى خالل الطين‬
‫والنباتات المائية‪ ،‬ف�ش ًال عن ا�شكال اج�شام تمثل تكيفات لالختباء من المفتر�شات اأو لالفترا�ص �شكل (‪.)1-6‬‬
‫ان التباين الكبير في �شكل االج�شام يوؤ�شر تخ�ش�شات ت�شريحية ووظيفية ت�شتخدمها اال�شماك العظمية‬
‫للوقاية والدفاع‪ ،‬وجمع الطعام والهجرة والتكاثر في المواطن البيئية المتنوعة‪.‬‬

‫ال�شفات العامة لالأ�شماك العظمية‬ ‫‪1-2-6‬‬


‫تظهر اال�شماك العظمية �شفات تميزها عن غيرها من اال�شماك االخرى (اال�شماك الغ�شروفية) والفقريات‬
‫من رباعية االقدام ومنها‪:‬‬
‫‪ .1‬الهيكل الداخلي عظمي ب�شكل رئي�ص والعمود الفقري ينق�شم اإلى منطقة جذعية واخرى ذنبية‪.‬‬
‫‪ .2‬الجلد يتاألف من ب�شرة رقيقة تتوزع فيها غدد مخاطية وحيدة الخلية ب�شكل وفير‪ ،‬وادمه تقع تحتها وتنطمر‬
‫فيها في الغالب ق�شور ادمية متنوعة‪ ،‬حيث يوجد في اال�شماك الحديثة ثالثة انواع من الق�شور هي الدائرية‬
‫والم�شطية والمعينية‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ .3‬الفم نهائي اأو طرفي مزود باأ�شنان با�شتثناء بع�ص االنواع التي تفتقد اال�شنان‪.‬‬
‫‪ .4‬الزعانف مفردة (و�شطية) اأو مزدوجة مدعمة با�شعة زعنفية غ�شروفية اأو عظمية اأو كليهما‪.‬‬
‫‪ .5‬التنف�ص يتم بو�شاطة الخيا�شيم التي تدعم باأقوا�ص خي�شومية عظمية‪ ،‬وتغطى بغطاء خي�شومي‪.‬‬
‫‪ .6‬تمتلك اال�شماك العظمية في الغالب اكيا�ص هوائية اأو مثانات �شباحة ترتبط بالمريء بقناة مفتوحة اأو مغلقة‪.‬‬
‫والتوجد مثانة ال�شباحة (كي�ص ال�شباحة) في ا�شماك االعماق كما هو الحال في ال�شمك المفلطح‪.‬‬
‫‪ .7‬القلب موؤلف من ردهتين (بطين ع�شلي �شميك واذين غ�شائي)‪ ،‬وهناك جهاز دموي �شرياني واآخر وريدي‪.‬‬
‫والدم ذو خاليا دم حمر ذات نوى‪.‬‬
‫‪ .8‬الجهاز الع�شبي يتمثل بالدماغ الذي يتميز فيه ف�شان �شميان �شغيران‪ ،‬وف�شان ب�شريان كبيران ون�شفا‬
‫كرة المخ ومخيخ‪ ،‬وتوجد ع�شرة ازواج من االع�شاب القحفية‪.‬‬
‫‪ .9‬االجنا�ص منف�شلة والمنا�شل مزدوجة واالخ�شاب في الغالب خارجي‪.‬‬
‫‪ .10‬الجهاز اله�شمي مكتمل‪.‬‬
‫‪ .11‬الكلى من نوع الكلى المتو�شطة * والبول المطروح يكون مخفف ًا في ا�شماك المياه العذبة‪.‬‬

‫ال�شمكة االمبراطور‬ ‫�شمك القر�ص‬

‫ال�شمكة الهر‬ ‫ال�شمكة الذهبية اليابانية‬


‫ال�شكل (‪ )1-6‬اأنواع مختلفة من اال�شماك‬

‫* تمثل الكلية المتو�شطة مرحلة و�شطية للكلى في الفقريات‬

‫‪80‬‬
‫الو�شف المظهري لل�شمكة العظمية‬ ‫‪2-2-6‬‬

‫معظم اال�شماك ذات ج�شم مغزلي ال�شكل يكاد يكون م�شتدق النهايتين‪ ،‬ويق�شم الج�شم اإلى ثالثة مناطق هي‬
‫الراأ�ص والجذع والذيل‪ .‬يغطى الج�شم في الغالب بق�شور تكون متراكبة بحيث يغطي الق�شم الخلفي لكل ق�شرة الق�شم‬
‫االمامي للق�شرة التي تليها‪ .‬ويوجد على جانبي ج�شم ال�شمكة خط جانبي ح�شي يمتد من موؤخرة الراأ�ص حتى‬
‫قاعدة الزعنفة الذنبية‪ ،‬وهو يتخذ مواقع معينة في منطقة الراأ�ص‪ .‬يكون الفم في اال�شماك العظمية في الغالب‬
‫نهائي (طرفي) اأو �شبه نهائي وقد تحيط بالفم بروزات خيطية تمثل اع�شاء ح�ص لم�شي كما هو الحال في ا�شماك‬
‫الكطان والجري وغيرها‪.‬‬
‫يحمل الراأ�ص زوجا من العيون تقع على جانبيه وتكون عديمة االجفان‪ ،‬واإلى االمام من العيون يوجد زوج‬
‫من الفتحات المنخرية الخارجية والتي تكون مغلقة في نهايتها الداخلية اأي انها التفتح في التجويف الفمي‬
‫اال في القليل من اال�شماك داخلية المنخر مثل اال�شماك الرئوية‪ .‬ولال�شماك العظمية غطاء خي�شومي (غل�شمي)‬
‫يغطي الخيا�شيم ويقع اإلى الخلف من العيون‪ ،‬وعادة تكون النهاية الخلفية للغطاء حرة مرنة الحركة النجاز‬
‫الوظيفة التنف�شية �شكل (‪.)2-6‬‬
‫ي�شكل الجذع في اال�شماك العظمية الق�شم االأكبر من الج�شم‪ ،‬وهو يحاط بزعانف مفردة مثل الزعانف الظهرية‬
‫التي تتمثل بزعنفة واحدة في �شمكة الكطان اأو زعنفتين كما في �شمكة الخ�شني (اأبو خريزة)‪ ،‬وهناك زعانف‬
‫مزدوجة تتو�شح في منطقة الجذع تتمثل بزوج من الزعانف الكتفية (ال�شدرية) تقع خلف الفتحة الخي�شومية‪،‬‬
‫وزوج اآخر من الزعانف الحو�شية التي تقع اإلى الخلف من الزعانف الكتفية وبم�شافات متباينة �شمن االنواع‬
‫المختلفة من اال�شماك العظمية �شكل (‪.)2-6‬‬
‫المنطقة الذيلية تبداأ خلف فتحة المخرج (الذيل هو المنطقة التي تقع خلف المخرج وهو يمثل احد المميزات‬
‫اال�شا�شية االربع للحبليات والتي تمثل اال�شماك العظمية احد مجاميعها)‪ .‬حتى النهاية الخلفية للزعنفة الذيلية‪.‬‬
‫والزعنفة الذيلية في اال�شماك العظمية تكون في الغالب متناظرة الف�شين الظهري والبطني‪ .‬ويوجد في العديد‬
‫من اال�شماك العظمية زعنفة مفردة تقع خلف المخرج هي الزعنفة المخرجية‪ .‬والزعانف جميع ًا م�شندة باأ�شعة‬
‫زعنفية �شكل (‪.)2-6‬‬

‫‪81‬‬
‫أ‬

‫جـ‬ ‫ب‬

‫د‬

‫�شكل (‪ .)2-6‬ال�شمكة العظمية‪ ( .‬اأ ) المظهر الخارجي ل�شمكة عظمية تت�شح فيه اق�شام الج�شم والزعانف المفردة‬
‫والمزدوجة‪( ،‬ب) مقطع لجلد �شمكة عظمية وتت�شح في ال�شكل طبقات الجلد وترتيب الق�شور‪( ،‬جـ) ا�شكال الزعانف‬
‫الذيلية في اال�شماك العظمية‪( .‬د) انواع الق�شور في اال�شماك العظمية (للحفظ)‪.‬‬

‫التركيب الداخلي لل�شمكة العظمية‬ ‫‪3-2-6‬‬

‫الجهاز اله�شمي‬ ‫‪1‬‬

‫يبتدء الجهاز اله�شمي بالفم الذي يكون طرفي ًا في اال�شماك العظمية وتحاط عادة فتحة الفم ب�شفاه بارزة‪،‬‬
‫ويحوي الجوف الفمي غدداً ذات افراز مخاطي‪ ،‬والل�شان في اال�شماك العظمية بدائي ويتمثل بطية لحمية تنمو‬
‫من قاع الفم ويكون محدود الحركة وقد يحمل حليمات �شغيرة وربما ا�شنان في بع�ص االنواع‪ .‬ولال�شماك‬
‫العظمية في الغالب ا�شنان ذات ارتباط طرفي حيث التوجد ا�شناخ لالرتباط‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫يوؤدي الجوف الفمي اإلى البلعوم الذي يكون ب�شكل تركيب مت�شع توجد على جانبيه الردهات الخي�شومية‪ ،‬وقد‬
‫يحوي البلعوم في عائلة ال�شبوطيات ا�شنان بلعومية ت�شاعد في تقطيع الطعام‪.‬‬
‫يت�شل البلعوم بالمريء الذي يكون ق�شيراً في اال�شماك وحاوي ًا على طيات طولية في الغالب ت�شاعد على‬
‫ابتالع كمية اكبر من الطعام‪ .‬والمعدة في اال�شماك العظمية متباينة فقد تكون ب�شكل تركيب انبوبي وقد تتخذ‬
‫�شك ًال دورقي ًا في بع�ص االنواع اأو تكون على �شكل قان�شة (ع�شلية �شميكة) كما هو الحال في �شمكة الخ�شني‬
‫(ابو خريزة)‪.‬‬
‫وب�شكل عام تتميز المعدة اإلى جزء فوؤادي‪ ،‬واآخر بوابي وفي الغالب يكون الجزء البوابي مختز ًال في اال�شماك‬
‫العظمية‪ ،‬وقد يوجد في العديد من اال�شماك عند منطقة ات�شال الجزء البوابي للمعدة مع االمعاء عدد من البروزات‬
‫االنبوبية االعورية ت�شمى باالعاور البوابية‪ ،‬ويتراوح عددها بين ‪ 200-1‬في االنواع المختلفة من اال�شماك‬
‫العظمية (لماذا �شميت باالعاور البوابية ؟)‪.‬‬
‫االمعاء في اال�شماك العظمية تكون في الغالب طويلة وملتفة وي�شعب تميز االمعاء الدقيقة عن الغليظة في‬
‫الكثير من االنواع‪ ،‬اال انه قد يوجد في بع�ص االنواع �شمام يف�شل االمعاء الدقيقة عن الغليظة‪ .‬وتكون االخيرة‬
‫في الغالب ق�شيرة وتنتهي بفتحة المخرج �شكل (‪.)3-6‬‬

‫المرئ‬

‫فم‬

‫�شكل (‪ .)3-6‬القناة اله�شمية في �شمكة عظمية (للحفظ)‬

‫تمتلك اال�شماك العظمية غدد ه�شمية ملحقة بالقناة اله�شمية وهي الكبد والبنكريا�ص‪.‬‬

‫اأ ‪ -‬الكبـد‪ :‬يكون الكبد في اال�شماك العظمية مف�ش�شاً‪ ،‬وفي الغالب يكون الف�ص االأي�شر اكبر من االأيمن وي�شتقر‬
‫فيه كي�ص ال�شفراء الذي تفتح قناته (قناة ال�شفراء) في الجزء االمامي من االمعاء الدقيقة والمتمثل باالثني‬
‫ع�شري‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫ب‪ -‬البنكريا�ص‪ :‬يتمثل البنكريا�ص في اال�شماك العظمية في الغالب بن�شيج بنكريا�شي منت�شر �شمن الكبد اأو‬
‫االغ�شية المرتبطة بجدار االمعاء وي�شعب تميز حدوده‪.‬‬

‫تتغذى اال�شماك على ما هو متوفر في المحيط البيئي الذي تتواجد فيه‪ ،‬اإال ان معظم اال�شماك تكون‬
‫الحمة اأي تتغذى على الطعام الحيواني الممثل بالهائمات الحيوانية‪ ،‬ويرقات الح�شرات وانواع الالفقريات‬
‫المائية وحتى الفقريات‪ .‬وهناك مجموعة اخرى من اال�شماك ذات تغذية نباتية (عا�شبة) حيث تتغذى على‬
‫الطحالب واالع�شاب‪ ،‬والمجموعة الثالثة تكون متنوعة التغذية (قارتة) حيث تتغذى تغذية نباتية وحيوانية‪.‬‬

‫الجهاز التنف�شي‬ ‫‪2‬‬

‫التنف�ص في اال�شماك العظمية خي�شومي‪ ،‬حيث تقوم الخيا�شيم بعملية التبادل الغازي من خالل الح�شول على‬
‫االأوك�شجين المذاب في الماء‪.‬‬
‫يوجد على جانبي البلعوم تجويف م�شترك يعرف بالردهة الخي�شومية الم�شتركة‪ ،‬يغطيها من الخارج غطاء‬
‫كل منها من قو�ص خي�شومي يحمل على‬ ‫يعرف بالغطاء الخي�شومي‪ .‬وتوجد في كل ردهة اربعة خيا�شيم يتكون ٍ‬
‫�شطحه الخارجي �شفين من الخيوط الخي�شومية‪ ،‬وعلى ال�شطح الداخلي �شفين من الخيوط الخي�شومية التي تنمو‬
‫بدرجات متفاوتة تبع ًا لطريقة تغذية ال�شمكة �شكل (‪ .)4-6‬وتتم عملية التنف�ص في اال�شماك العظمية كاالآتي ‪:‬‬
‫ينفتح الفم ليدخل الماء الم�شبع باالأوك�شجين المذاب‪ ،‬وينخف�ص قاع التجويف الفمي البلعومي وتت�شع‬
‫جدران البلعوم وينغلق الغطاء الخي�شومي‪ ،‬ثم يغلق الفم وتتقل�ص جدران البلعوم ويرتفع قاع التجويف الفمي‬
‫البلعومي فيمر الماء على الخيا�شيم ويغمرها ليغادر اإلى الخارج عبر فتحة الغطاء الخي�شومي واثناء مرور الماء‬
‫عبر الخيا�شيم تح�شل عملية التبادل الغازي �شكل (‪.)5-6‬‬

‫�شكل (‪ .)4-6‬تركيب الخيا�شيم في �شمكة عظمية‬

‫تختلف خيا�شيم اال�شماك في حجومها �شمن االنواع المختلفة من اال�شماك كما تختلف تبع ًا لطبيعة البيئة‬
‫التي يعي�ص فيها نف�ص النوع‪ ،‬وب�شكل عام تكون خيا�شيم اال�شماك كبيرة الحجم في المياه التي تكون فقيرة‬

‫‪84‬‬
‫بمحتواها من االأوك�شجين بينما تكون �شغيرة الحجم في البيئة التي يتوفر فيها االأوك�شجين بن�شب عالية‪ ،‬وهذه‬
‫الحالة تمثل احد التكيفات التركيبية لال�شماك لحماية نف�شها من �شغط البيئة ‪.‬‬

‫البلعوم‬
‫البلعوم‬

‫تجويف الفم‬

‫�شكل (‪ )5-6‬خطوات عملية التنف�ص في �شمكة عظمية حيث يغلق غطاء الخيا�شيم ويفتح الفم لي�شمح بدخول‬
‫الماء ثم تغلق ال�شمامات الفمية ويفتح غطاء الخيا�شيم فيحدث التبادل الغازي اثناء مرور الماء (للحفظ)‪.‬‬

‫المثانة الهوائية اأو مثانة ال�شباحة‪:‬‬


‫تمتلك غالبية اال�شماك العظمية مثانة هوائية (مثانة ال�شباحة)‪ ،‬تتمثل بجيب ذي حجرة واحدة اأو حجرتين‪،‬‬
‫وهي تتخذ مو�شع ًا ظهري ًا �شمن التجويف الج�شمي �شكل (‪ ،)6-6‬وتركيب المثانة الداخلي ي�شبه تركيب الرئة‪،‬‬
‫واالت�شال مابين المثانة والمريء قد يزول في معظم اال�شماك العظمية وعندئ ٍذ ت�شبح مثانة ال�شباحة مغلقة‪،‬‬
‫وقد تبقى القناة المو�شلة مفتوحة‪ ،‬ومن ثم تعرف اال�شماك بمفتوحة المثانة‪.‬‬
‫يتميز الجزء االمامي من المثانة‬
‫بوجود �شبكة من االأوعية الدموية ال�شعرية‬
‫يطلق عليها ا�شم ال�شبكة العجيبة‪ ،‬اأو قد‬
‫تكون كثيرة التعقيد وحينذاك يطلق عليها‬
‫ا�شم الج�شم االأحمر اأو الغدة الحمراء‪ ،‬وهذا‬
‫التركيب ينتج غازات مثل االأوك�شجين‬
‫والنتروجين وثنائي اأوك�شيد الكاربون‪،‬‬
‫ومن ثم فاأن المحتوى الغازي للمثانة‬
‫يتباين كثيراً في االنواع المختلفة من‬
‫اال�شماك‪.‬‬
‫�شكل (‪ .)6-6‬مثانة ال�شباحة في ال�شمكة العظمية‬

‫‪85‬‬
‫وعند افراز الغاز اإلى داخل المثانة الهوائية اأو امت�شا�شه منها ت�شبح الكثافة النوعية لل�شمكة م�شاوية‬
‫للكثافة النوعية للماء المحيط بها وهذا ما ي�شاعد ال�شمكة على ان ت�شبح بمنتهى الراحة وفي اعماق مختلفة من‬
‫عمود الماء‪ ،‬وكمية الغاز داخل المثانة الهوائية تعتمد على و�شع ال�شمكة داخل الماء وال�شغط الم�شلط عليها من‬
‫المحيط الخارجي‪ ،‬فال�شمكة تميل اإلى الغو�ص اإلى االعماق بعد نق�شان حجم غاز المثانة حيث تزداد كثافتها‬
‫النوعية وعند ا�شتقرارها في م�شتوى معين يجب ا�شافة الغاز اإلى المثانة الهوائية ليبقى وزن الج�شم م�شاوي ًا‬
‫لوزن كمية الماء المزاحة‪ ،‬ويح�شل العك�ص عند ال�شعود اإلى ال�شطح فتتو�شع المثانة الهوائية وت�شبح كثافتها‬
‫النوعية م�شاوية لكثافة الماء عند ذلك الم�شتوى‪ ،‬وما لم يزاح جزء من هواء المثانة فاأن ال�شمكة ترتفع ب�شرعة‬
‫متزايدة اإلى ان تنطلق خارج الماء‪.‬‬
‫تنجز مثانة ال�شباحة الوظائف االآتية‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬تعمل كع�شو توازن مائي حيث تجعل الكثافة النوعية لل�شمكة مماثلة للكثافة النوعية للماء في العمق المطلوب‪.‬‬
‫ب‪ -‬الم�شاعدة في عملية التبادل الغازي من خالل ال�شبكة العجيبة اأو الج�شم االأحمر‪.‬‬
‫جـ‪ -‬تعمل مثانة ال�شباحة عمل الرئة في اال�شماك الرئوية حيث يكون تركيبها م�شابه ًا لتركيب الرئتين في‬
‫الحيوانات االر�شية‪.‬‬

‫الجهاز االبرازي (البولي)‬ ‫‪3‬‬


‫يتاألف الجهاز البولي في اال�شماك العظمية من زوج من الكلى‪ ،‬ولكل كلية قناة تمتد على الحافة الداخلية‬
‫لل�شطح البطني للكلية‪ ،‬وتتحد قناتا الكليتين في الخلف لتفتحا بالفتحة البولية‪.‬‬
‫وفي بع�ص اال�شماك قد يت�شع االمتداد الخلفي لقناة الكلية مكون ًا ما يمثل المثانة البولية والتي ت�شتخدم‬
‫للخزن الوقتي للبول �شكل (‪.)7-6‬‬
‫تكون الكبيبات في ا�شماك المياه العذبة‬
‫العظمية كبيرة والكلية تطرح بو ًال مخففاً‪ ،‬اما‬
‫في ا�شماك المياه المالحة (البحرية) العظمية‬
‫فاأن الكبيبات تكون �شغيرة وربما معدومة‬
‫في بع�ص االنواع مما يقلل التر�شيح‪ ،‬وتقوم‬
‫اال�شماك بتحويل معظم االمونيا اإلى يوريا‬
‫تطرح من قبل الكلى والخيا�شيم‪ .‬وتكون‬
‫اعداد الخاليا الكلورية (خاليا ملحية) في‬
‫ا�شماك المياه المالحة العظمية اكثر مما في‬
‫�شكل (‪ )7-6‬الت�شريح الداخلي ل�شمكة عظمية ويت�شح من‬
‫ا�شماك المياه العذبة العظمية‪.‬‬
‫خالله تركيب الجهاز االبرازي في �شمكة عظمية‬

‫‪86‬‬
‫الجهاز التنا�شلي‬ ‫‪4‬‬

‫يتاألف الجهاز التنا�شلي الذكري في اال�شماك العظمية من زوج من الخ�شى تمتد بطول الجوف الج�شمي تقريب ًا‬
‫وهي ترتبط بجدار الج�شم الداخلي بو�شاطة م�شراق الخ�شية وتكون الخ�شى ذات �شطح خارجي امل�ص ولكل خ�شية‬
‫قناة منوية والقناتان المنويتان تت�شالن في موؤخرتهما مع القناتين الكلويتان في الغالب لتفتحا في الخارج‬
‫بفتحة م�شتركة‪ ،‬وقد تكون االقنية التنا�شلية منف�شلة تمام ًا عن االقنية الكلوية في بع�ص االأ�شماك العظمية‪.‬‬
‫يتاألف الجهاز التنا�شلي االنثوي من زوج من المباي�ص ب�شكل اكيا�ص مغلقة النهاية االمامية‪ ،‬والمباي�ص‬
‫في اال�شماك العظمية تنتج اعداداً كبيرة جداً من البيو�ص حيث يتجاوز العدد في بع�ص االنواع المليون بي�شة‪.‬‬
‫تت�شل قناتا البي�ص في اال�شماك العظمية بالمبي�شين وتلتحمان عند الجهة الخلفية ثم تفتحان للخارج بفتحة‬
‫م�شتركة �شكل (‪.)8-6‬‬

‫قناة الكلية‬
‫اأ‬ ‫ب‬
‫�شكل (‪ .)8-6‬الجهاز البولي التنا�شلي في اأنثى (اأ) وذكر (ب) �شمكة عظمية (للحفظ)‬

‫االخ�شاب في اال�شماك العظمية في الغالب يكون خارجي ًا حيث تطرح اناث اال�شماك بيو�شها اإلى الماء‬
‫ويطرح الذكر حيامنه (نطفه) اإلى الماء اأي�ش ًا ويح�شل االخ�شاب فجائياً‪ .‬حيث تكون كال الحيامن والبيو�ص‬
‫�شابحة في الماء واذا ما �شادفت البي�شة حيمن ًا فاأنها �شوف تخ�شب وبخالف ذلك �شوف تموت دون ان تنتج‬
‫فرداً جديداً‪ ،‬واال�شماك العظمية قد ت�شع بيو�شها على �شطح الماء اأو على النباتات المائية‪ .‬وتفق�ص البيو�ص‬
‫المخ�شبة بعد فترة متباينة �شمن االنواع المختلفة فقد يفق�ص البي�ص خالل �شاعات عدة اأو قد ي�شتغرق عدة اأيام‪،‬‬
‫وتكون ال�شغار في الغالب مماثلة لالآباء اأو قد تمر بدور اليرقة‪.‬‬
‫لماذا تنتج اال�شماك العظمية بيو�ش ًا كثيرة جداً تفوق في اعدادها جميع الفقريات ؟ وما عالقة ذلك بعوامل‬
‫البيئة المختلفة ؟‬
‫‪87‬‬
‫جهاز الدوران‬ ‫‪5‬‬

‫يتاألف القلب في اال�شماك العظمية من بطين ع�شلي �شميك مفرد واذين غ�شائي مفرد اأي�ش ًا (قد يف�شل االذين‬
‫بحاجز غير مكتمل في اال�شماك الرئوية لي�شبح لها اذينان) وكي�ص اأو جيب وريدي رقيق الجدران ويرتبط‬
‫بالبطين مخروط �شرياني اأو الب�شلة ال�شريانية وتوجد في مناطق ات�شال الردهات �شابقة الذكر �شمامات ت�شمح‬
‫بمرور الدم باتجاه واحد وتمنع عودته‪ ،‬كما يوجد في بطانة المخروط ال�شرياني �شمامات ن�شف هاللية تنظم‬
‫مرور الدم من القلب اإلى االبهر البطني‪.‬‬
‫يوجد في اال�شماك العظمية اربعة ازواج من االقوا�ص االبهرية تن�شاأ من االبهر البطني وتذهب اإلى الخيا�شيم‬
‫من خالل �شرايين خي�شومية واردة‪ ،‬يقابلها من الجهة الظهرية نف�ص العدد من ال�شرايين الخي�شومية ال�شادرة‪،‬‬
‫واالخيرة تذهب اإلى الجهة الظهرية لت�شكل االبهر الظهري الذي يمتد على امتداد الخط الو�شطي الظهري لج�شم‬
‫الحيوان‪ .‬ين�شاأ من االبهر الظهري عدة فروع �شريانية تغذي مختلف االع�شاء في الج�شم (القناة اله�شمية والغدد‬
‫اله�شمية‪ ،‬الع�شالت الج�شمية‪ ،‬الكليتين‪ ،‬الذيل وغير ذلك)‪ ،‬ثم يعود الدم من انحاء الج�شم اإلى القلب ثانية بو�شاطة‬
‫�شبكة من االأوردة موزعة �شمن االع�شاء ت�شكل بمجموعها مايعرف بالجهاز الوريدي �شكل (‪ .)9-6‬لال�شماك‬
‫العظمية دورة دموية مفردة في الغالب (لماذا ؟)‪.‬‬

‫�شكل (‪ )9-6‬جهاز الدوران في �شمكة عظمية (للحفظ)‬

‫‪88‬‬
‫الجهاز الع�شلي‬ ‫‪6‬‬
‫يتاألف الهيكل الع�شلي المحوري في اال�شماك العظمية من �شل�شلة من القطع الع�شلية المتعاقبة والتي تاأخذ‬
‫�شكل الرقم ‪ 4‬ويف�شل بينها حواجز ع�شلية متكونة من ن�شيج �شام �شكل (‪ .)10-6‬تمتد الع�شالت الجذعية في‬
‫اال�شماك من الجمجمة (الراأ�ص) حتى الذيل وهي تق�شم بو�شاطة حاجز جانبي اإلى كتلة ظهرية فوق محورية‬
‫واخرى بطنية تحت محورية‪.‬‬
‫تمتاز اال�شماك بقابليتها على الحركة ال�شريعة‪ ،‬ومعظم اال�شماك ت�شبح م�شافة ع�شرة امثال طول ج�شمها في‬
‫الثانية‪ ،‬وكلما كبر حجم ال�شمكة زادت �شرعة �شباحتها‪ ،‬وتعد ع�شالت الجذع والذيل م�شوؤولة عن دفع اال�شماك‬
‫في و�شط ذو مقاومة عالية للحركة‪ .‬تبداأ الحركة التموجية من المقدمة وباتجاه الموؤخرة في جانب واحد‬
‫وتتبادل الحركة التموجية في الجانب االآخر‪ ،‬وي�شاعد ال�شمكة في حركتها الذيل والزعنفة الذيلية اللذان يعمالن‬
‫كموجه عند الحركة‪ .‬كما تعمل الزعانف الزوجية (الزعانف ال�شدرية والزعانف الحو�شية) على توازن الج�شم في‬
‫م�شتوى معين‪ ،‬وت�شاعد كذلك في الغط�ص والعوم‪ ،‬اما الزعانف المفردة فتعمل على حفظ الج�شم في و�شع معتدل‪،‬‬
‫بال�شكل الذي يجعل الق�شم الظهري متجه ًا اإلى االعلى والبطني اإلى اال�شفل �شكل (‪.)10-6‬‬

‫أ‬

‫ب‬

‫�شكل (‪ .)10-6‬الع�شالت في ال�شمكة العظمية (للحفظ)‪.‬‬


‫( اأ ) الع�شالت الجذعية في �شمكة عظمية‪( .‬ب) الحركة في اال�شماك‪ ،‬الحظ مح�شلة قوة الدفع من الخلف اإلى‬
‫االمام‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫هل تعلم ؟‬
‫ان �شباحة اال�شماك تمثل اكبر �شكل اقت�شادي في حركة الحيوان ا�شا�شاً‪ ،‬وذلك الن الحيوانات المائية‬
‫التحتاج اإلى ا�شتهالك طاقة كبيرة للتغلب على قوة الجاذبية‪ .‬واذا قارنا ح�شاب الطاقة لكل كيلوغرام‬
‫من وزن الج�شم مقابل لحركة كيلو متراً واحداً النواع اخرى مختلفة من الحركة ف�شوف نجد ان ال�شباحة‬
‫ت�شتهلك ‪ 0.39‬كيلو كالوري فقط في �شمك ال�شالمون‪ ،‬في حين ي�شتهلك النور�ص ‪ 1.45‬كيلو كالوري‬
‫للطيران نف�ص الم�شافة‪ ،‬وي�شتهلك ال�شنجاب االر�شي ‪ 5.43‬كيلو كالوري للم�شي نف�ص الم�شافة اأي�شاً‪،‬‬
‫ويبدو ان اال�شماك واللبائن المائية امتلكت تكيفات تركيبية ووظيفية تتنا�شب وطبيعة الو�شط الذي‬
‫تتواجد فيه ممثلة با�شكال اج�شامها وزعانفها اأو المجاذيف في اللبائن المائية (الحوت مثالً) وقدرتها‬
‫على ال�شباحة بخ�شائ�ص مقللة لالحتكاك‪.‬‬

‫الجهاز الهيكلي‬ ‫‪7‬‬

‫لال�شماك جهاز هيكلي خارجي واآخر داخلي‪ .‬يتاألف الهيكل الخارجي من بع�ص التراكيب ال�شلبة التي‬
‫تمثل م�شتقات جلدية‪ ،‬ومنها الق�شور االدمية وهذه الق�شور ت�شتقر في جيوب في االدمة وتندفع باتجاه ال�شطح‬
‫الخارجي للج�شم وتبقى مغطاة بب�شرة رقيقة‪ .‬وهي تكون مرتبة ب�شكل �شفوف طولية فوق وا�شفل الخط الجانبي‪.‬‬
‫والق�شور في اال�شماك العظمية متنوعة‪ ،‬فمنها الدائرية اأو الحلقية وتوجد في البني والكطان‪ ،‬ومنها الم�شطية‬
‫وهذه توجد في �شمكة الخ�شني (ابو خريزة) على �شبيل المثال وهناك ا�شكال اخرى من الق�شور ‪ .‬ولق�شور اال�شماك‬
‫خطوط دائرية يطلق عليها حلقات النمو‪ ،‬حيث يمكن التعرف على عمر اال�شماك من خاللها �شكل (‪ .)2-6‬كما‬
‫تعتبر اال�شعة الزعنفية جزءاً من الهيكل الخارجي‪ ،‬وقد تتحد هذه اال�شعة مكونة بروزات �شلبة تعرف بال�شوكة‬
‫تحمي الزعنفة وتدعمها �شكل (‪.)2-6‬‬
‫اما الهيكل الداخلي في اال�شماك العظمية فيتاألف من ق�شمين رئي�شين المخطط (‪:)1-6‬‬

‫اأو ًال ‪ -‬الهيكل المحوري‪ :‬يتاألف من الجمجمة والعمود الفقري واال�شالع‪.‬‬


‫ثانياً‪ -‬الهيكل الطرفـي‪ :‬يتاألف من حزام ال�شدر والزعانف ال�شدرية (الكتفية) وحزام الحو�ص والزعانف‬
‫الحو�شية‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫هيكل االأ�شماك العظمية‬

‫هيكل داخلي‬ ‫هيكل خارجي‬


‫(الق�شور االدمية وامل�شتقات اجللدية)‬

‫هيكل طريف‬

‫هيكل حموري‬
‫االأ�شالع‬
‫حزام ال�شدر‬
‫والزعانف ال�شدرية‬ ‫اجلمجمة‬
‫حزام احلو�ص‬ ‫العمود الفقري‬
‫والزعانف احلو�شية‬

‫مخطط (‪ )1-6‬مكونات الهيكل الداخلي في اال�شماك العظمية (للحفظ)‬

‫الهيكل المحوري‪:‬‬ ‫اأو ًال‬


‫اأ ‪ -‬الجمجمة ‪:‬‬
‫تتميز جمجمة اال�شماك العظمية �شكل (‪ )11-6‬اإلى ثالثة اق�شام هي‪:‬‬
‫الق�شم االأول‪ :‬القحف الغ�شروفي يتكون من عدد من القطع الغ�شروفية في مراحل النمو االأولى‪ .‬ومع التقدم في‬
‫العمر تحل العظام محل الغ�شاريف في هذا الق�شم من الجمجمة‪ ،‬وهذه العظام تعرف بالعظام الغ�شروفية‪.‬‬
‫الق�شم الثاني‪ :‬يتاألف من مجموعة من عظام ادمية اأو غ�شائية ت�شكل الجمجمة (القحف) االدمية وهذه تتميز‬
‫بو�شوح على ال�شطح الظهري والجانبي للجمجمة‪.‬‬
‫الق�شم الثالث‪ :‬القحف الح�شوي اأو االح�شائي‪ :‬يتاألف من �شبعة ازواج من االقوا�ص االح�شائية متناظرة الجانبين‬
‫تتمثل بالزوج االأول الذي يوؤلف القو�ص الفكي‪ ،‬والزوج الثاني والذي ي�شكل القو�ص الالمي الذي ي�شند منطقة‬
‫الل�شان‪ ،‬واالزواج الخم�شة المتبقية ت�شكل اقوا�ش ًا ح�شوية ت�شند المنطقة الخي�شومية‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ب‪ -‬العمود الفقري‪:‬‬
‫يتاألف العمود الفقري في اال�شماك العظمية من �شل�شلة من التراكيب العظمية تدعى بالفقرات وتكون ذات‬
‫اج�شام فقرات مقعرة الوجهين‪ .‬ويتميز في العمود الفقري لال�شماك نوعين من الفقرات هي الفقرات الجذعية‬
‫والفقرات الذيلية اأو الذنبية �شكل (‪.)11-6‬‬
‫تمتاز الفقرات الجذعية باأحتوائها على قو�ص ع�شبي تن�شاأ منه �شوكة ع�شبية‪ ،‬ويبرز من جانبي ج�شم الفقرة‬
‫زوج من النتوءات الم�شتعر�شة يت�شالن بزوج من اال�شالع تمتد نحو اال�شفل‪ .‬والفقرات الجذعية ترتبط مع‬
‫بع�شها بن�شيج �شام ليفي مما يمنح الفقرات حرية حركة محدودة‪ .‬اما في المنطقة الذيلية (الفقرات الذيلية) فاأن‬
‫الفقرات تكون ذات قو�ص ع�شبي ق�شير و�شوكة ع�شبية كبيرة جداً ومدببة‪ ،‬وتلتقي نتوءات الفقرات من جانبها‬
‫البطني مكونة القو�ص الدموي الذي يحيط بالقناة الدموية‪ ،‬ومن خالل هذه القناة يمر ال�شريان والوريد الذنبيان‪،‬‬
‫ويكون القو�ص الدموي �شوكة دموية تتجه نحو الخلف �شكل (‪.)11-6‬‬

‫جـ‪ -‬اال�شالع‪:‬‬
‫تمتلك اال�شماك العظمية مجموعتين من اال�شالع هي اال�شالع الظهرية واال�شالع البطنية‪ .‬تمتد اال�شالع‬
‫الظهرية جانبي ًا لتف�شل الع�شالت اإلى كتلة ظهرية (ع�شالت فوق محورية) واخرى بطنية (ع�شالت تحت‬
‫محورية) وعليه فان هذه اال�شالع تتو�شط بين الع�شالت‪ .‬اما اال�شالع البطنية فاأنها تنمو من ج�شم الفقرة وتقع‬
‫بين ع�شالت جدار الج�شم والبريتون الجداري‪ .‬ومعظم اال�شماك ذات ا�شالع ظهرية اأو بطنية وقد تمتلك بع�ص‬
‫اال�شماك كال النوعين‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫قو�ص ع�شبي‬ ‫قو�ص ع�شبي‬

‫�شكل (‪ )11-6‬الهيكل الداخلي في �شمكة عظمية (للحفظ ب و جـ)‪.‬‬

‫(اأ ) الهيكل الداخلي كام ًال ل�شمكة عظمية حيث تت�شح فيه الجمجمة والعمود الفقري والهيكل الطرفي‪،‬‬
‫(ب) الفقرة الجذعية‪( ،‬جـ) الفقرة الذنبية‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الهيكل الطرفي‬ ‫ثاني ًا‬

‫اأ ‪ -‬حزام ال�شدر‪:‬‬


‫يتاألف حزام ال�شدر في اال�شماك العظمية من ثالث عظام مختلفة الحجم‪ .‬وترتبط به زعانف �شدرية تختلف‬
‫باختالف االنواع وتاأخذ اال�شعة الزعنفية دوراً ا�شنادي ًا للزعنفة �شكل (‪. )11-6‬‬

‫ب‪ -‬حزام الحو�س‪:‬‬


‫يكون حزام الحو�ص في اال�شماك اب�شط كثيراً من حزام ال�شدر وهو يقوم با�شناد الزعانف الحو�شية‪ .‬يتاألف‬
‫حزام الحو�ص وكما هو الحال في حزام ال�شدر من ثالثة عظام وهو غالب ًا مايكون مختزالً‪ .‬وتت�شل بحزام‬
‫الحو�ص زعانف حو�شية م�شندة با�شعة زعنفية �شكل (‪.)11-6‬‬

‫الجهاز الع�شبي‬ ‫‪8‬‬

‫يتاألف الدماغ في اال�شماك العظمية من‪:‬‬


‫اأ ‪ -‬مخ �شغير ن�شبي ًا يقع في مقدمته ف�شان �شميان‪.‬‬
‫ب‪ -‬المخ المتو�شط هو الجزء االأكبر من الدماغ ويتكون من ف�شين ب�شريين كبيرين ن�شبياً‪.‬‬
‫جـ‪ -‬المخيخ في اال�شماك العظمية كبير ن�شبي ًا ومنطوي على ذاته وهو ي�شيطر على الحركات الن�شطة‪ ،‬ويعد من‬
‫ميزات اال�شماك العظمية‪ .‬يكون النخاع الم�شتطيل جيد التكوين ويت�شل في موؤخرته بالحبل ال�شوكي الذي‬
‫يمتد اإلى نهاية العمود الفقري �شكل (‪.)12-6‬‬
‫ويغلف المخ والحبل ال�شوكي غالف واحد هو ال�شحية البدائية‪ .‬ولال�شماك العظمية ع�شرة ازواج من االع�شاب‬
‫القحفية وعدد من ازواج االع�شاب ال�شوكية التي تبرز من جانبي الحبل ال�شوكي‪.‬‬

‫تمتلك اال�شماك العظمية اع�شاء ح�ص جيدة التكوين تتمثل باالآتي‪:‬‬


‫‪ .1‬زوج من االع�شاء ال�شمية‪ ،‬زوج من االكيا�ص ال�شمية غير مرتبطة بتجويف الفم وتفتح على جانبي ال�شطح‬
‫الظهري للراأ�ص‪ ،‬وتت�شل نهايتها بالف�شين ال�شميين‪.‬‬
‫‪ .2‬تتمثل اع�شاء ال�شمع في اال�شماك باالذن التي تقت�شر على االذن الداخلية حيث التوجد فتحة اذن خارجية‪،‬‬
‫واالذن الداخلية مكونة من ثالث قنوات ن�شف دائرية اثنتان عموديتان وثالثة م�شتعر�شة ولكل منها‬
‫حو�شلة مزودة بنهايات ع�شبية ترتبط بدورها بالع�شب ال�شمعي‪ .‬ت�شتطيع معظم اال�شماك ال�شمع‪ ،‬والبع�ص‬
‫منها ت�شمع جيداً‪ ،‬وقد تتحور مثانة ال�شباحة في اال�شماك العظمية لتعمل كم�شخم لل�شوت ‪.‬وتعتبر حا�شة‬
‫ال�شمع اقوى الحوا�ص في اال�شماك‪ ،‬وهذا يعود لكثافة الو�شط (الماء) الذي تعي�ص فيه‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ .3‬لال�شماك زوج من العيون جانبية الموقع في الغالب وهي‬
‫ت�شتقر في محجر العين وت�شتمل العين على كرة العين واجزاء‬
‫م�شاعدة‪ .‬وعيون اال�شماك تظهر تكيفات عديدة مرتبطة‬
‫بطبيعة البيئة التي تتواجد فيها فمث ًال تميل اال�شماك التي‬
‫تعي�ص في االعماق اإلى اظهار بع�ص التكيفات للح�شول على‬
‫اكبر كمية من ال�شوء مثل كبر حجم العين والعد�شة والبوؤبوؤ‪.‬‬
‫وب�شكل عام تكون كرة العين في اال�شماك العظمية ذات‬
‫�شطح امامي م�شتوي‪ .‬ومن اال�شماك ما تكون �شغيرة‬
‫العين ومنها ما يكون عمياء‪ ،‬ويبدو ان ال�شفة االخيرة‬
‫قد ح�شلت بفعل تاأثير البيئة (عوامل البيئة) التي‬
‫تعي�ص فيها هذه اال�شماك ويوجد مثل هذه اال�شماك في‬
‫�شكل (‪ .)12-6‬الدماغ في ال�شمكة العظمية (للحفظ)‬
‫كهوف منطقة حديثة غرب العراق وقد توجد العينين في‬
‫اال�شماك على جانب واحد االأيمن اأو االأي�شر ح�شب الحيوان‪.‬‬

‫مالئمة الج�صم في اال�صماك للبيئة المائية‪:‬‬


‫تظهر اال�شماك تكيفات تركيبية ووظيفية عديدة توؤهلها للمعي�شة المائية ومن هذه التكيفات ما ياأتي‪:‬‬

‫‪� .1‬شكل الج�شم ان�شيابي يتيح لل�شمكة �شهولة الحركة في الماء‪ ،‬كما ان الزعانف المفردة والمزدوجة تمثل‬
‫اع�شاء حركة متجان�شة‪ ،‬فالزعنفة الذيلية تقوم بدفع ال�شمكة اإلى االمام‪ ،‬اما الزعانف الزوجية فت�شاعد في‬
‫التوازن وال�شعود والنزول بحرية‪.‬‬
‫‪ .2‬تمتلك اال�شماك خيا�شيم تعتبر اكثر اع�شاء التنف�ص كفاءة في المملكة الحيوانية ال�شتخال�ص االأوك�شجين من‬
‫الماء من خالل ما تحويه من اأوعية �شعرية دموية رقيقة الجدران ت�شمح بالتبادل الغازي‪.‬‬
‫‪ .3‬لال�شماك اع�شاء �شم وروؤية ممتازة وجهاز خط جانبي ح�شي فريد‪ .‬وب�شبب ح�شا�شيته الفائقة لتيارات الماء‬
‫والموجات فهو يمثل جهاز تح�ش�ص عن بعد‪ ،‬وبالتالي ت�شتطيع اال�شماك من خالله ادراك مواقع االج�شام‬
‫القريبة منها في الماء‪ ،‬ويلعب هذا الجهاز دوراً مهم ًا في تنظيم الحركة الجماعية لال�شماك وبمنتهى الدقة‪.‬‬

‫ابحث وفكر‬
‫كيف يمكننا تطبيق مبداأ عمل المثانة الهوائية في ال�شمكة العظمية في ميدان العلم‬
‫والتكنولوجيا‬

‫‪95‬‬
‫‪ .4‬تعد اال�شماك العظمية منظمة ممتازة لل�شغط االزموزي من خالل امتالكها اع�شاء تامة النمو لتنظيم تبادل‬
‫االإمالح والماء (الكليتين والخيا�شيم)‪ ،‬واال�شماك العظمية قادرة على احداث توافق دقيق لمكونات �شوائل‬
‫اج�شامها والبيئة التي تعي�ص فيها‪.‬‬
‫‪ .5‬وجود المثانة الهوائية (كي�ص ال�شباحة) يوفر لل�شمكة قدرة على ال�شباحة في اعماق مختلفة وبمنتهى الراحة‪،‬‬
‫ويمثل كي�ص ال�شباحة احد اهم التكيفات التي يعزى اليها نجاح اال�شماك �شمن و�شطها البيئي‪ ،‬فبع�ص‬
‫اال�شماك ت�شتطيع ان تتعلق في الماء �شاكنة بغير حركة‪.‬‬
‫‪ .6‬طورت اال�شماك طرق ًا �شلوكية معقدة للتعامل مع الطوارئ خ�شو�ش ًا وانها تعي�ص في و�شط كثير المفاجاآت‪،‬‬
‫فقد طور الكثير منها �شلوك ًا تكاثري ًا محكم ًا من خالل و�شائل المغازلة وبناء االع�شا�ص ورعاية ال�شغار وغير‬
‫ذلك‪.‬‬
‫واخيراً يمكن القول ان اال�شماك هي �شيدة البيئة المائية‪ ،‬لما تتمتع به من قدر كبير من االختالفات في‬
‫التكيف والذي يثير االعجاب من خالل انتاج تنوع ًا كبيراً في اال�شكال والتكيفات البيئية‪.‬‬

‫التكيف للمعي�شة في البر‬ ‫‪3-6‬‬

‫تعد الطيور من الفقريات الجميلة المتنوعة �شكل (‪ )13-6‬وهي تتمثل بحوالي ‪ 9000‬نوع‪ ،‬موزعة على كل‬
‫بقاع العالم تقريب ًا وبذلك يفوق عددها الفقريات االخرى عدا اال�شماك‪ ،‬وتوجد الطيور في الغابات وال�شحاري‬
‫وفي الجبال والبراري وفوق جميع المحيطات‪.‬‬
‫تعد الظاهرة الفريدة التي تميز الطيور عن غيرها من الحيوانات هي وجود الري�ص‪ ،‬فوجوده في حيوان ما‬
‫يعني انه طائر‪ ،‬وافتقاد الحيوان للري�ص يدل على انه لي�ص طائر‪ ،‬والتوجد اأية مجموعة فقرية اخرى تحمل مثل‬
‫هذه ال�شفة �شهلة التمييز‪.‬‬
‫ان امكانية الطيور في الطيران تتطلب درجة عالية من التكيفات التركيبية‪ ،‬فالطائر يجب ان تكون لديه‪:‬‬
‫( اأ ) اجنحة تدعمه وتدفعه‪( ،‬ب) عظام خفيفة ومجوفة‪( ،‬جـ) الجهاز التنف�شي فعا ًال بدرجة كبيرة لكي يفي‬
‫بمتطلبات الفعاليات االي�شية الالزمة للطيران‪( ،‬د) الجهاز اله�شمــــي يتعامل مع الغـــــذاء الغني بالطاقـــة‪،‬‬
‫(هـ) جهاز الدوران ذا �شغط مرتفع‪( ،‬و) جهاز ع�شبي متطور واع�شاء ح�ص دقيقة لكي تتعامل مع الم�شاكل‬
‫المعقدة في الطيران‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫�شكل (‪ )13-6‬انواع مختلفة من الطيور المتواجدة في البيئة‬

‫ال�شفات العامة للطيور‬ ‫‪1-3-6‬‬


‫تظهر الطيور �شفات تميزها عن غيرها من الفقريات نوجزها باالآتي‪:‬‬

‫‪ .1‬الج�شم عادة مغزلي ال�شكل وينق�شم اإلى اربعة اق�شام هي‪ :‬الراأ�ص ‪ ،‬العنق ‪ ،‬الجذع ‪ ،‬الذيل‪ .‬وعادة يكون العنق‬
‫طويل ب�شكل غير متنا�شب مع الج�شم بغية العمل على حفظ التوازن وجمع الغذاء‪.‬‬
‫‪ .2‬يغطي الج�شم الري�ص والحرا�شف الب�شرية في االرجل‪ ،‬والجلد يكون رقيق ًا في المناطق التي يك�شوها الري�ص‬
‫ويتكون من ب�شرة وادمة‪.‬‬
‫‪ .3‬االطراف مزدوجة (زوج امامي واآخر خلفي) وتتحور االطراف االمامية اإلى اجنحة للطيران‪ ،‬في حين تختلف‬
‫وظيفة االطراف الخلفية فهي ت�شاعد على الهبوط والم�شي اأو العوم والقدم عادة مزودة باأربعة ا�شابع (ثالثة‬
‫امامية واال�شبع الرابع اإلى الخلف)‪.‬‬
‫‪ .4‬الهيكل كامل التعظم‪ ،‬والعظام الكبيرة تكون مجوفة وعظام الجمجمة ملتحمة كما تميل الفقرات اإلى االلتحام‬
‫وهذه كلها تكيفات م�شخرة النجاز فعل الطيران‪.‬‬
‫‪ .5‬يتم التنف�ص بو�شاطة رئات �شغيرة يت�شل بها عدد من االكيا�ص الهوائية الم�شاعدة تمتد ما بين االح�شاء‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪ .6‬الجهاز الع�شبي كامل النمو‪ ،‬وللطيور اثنا ع�شر زوج ًا من االع�شاب القحفية‪.‬‬
‫‪ .7‬الطيور فقريات ثابتة الحرارة‪.‬‬
‫‪ .8‬جهاز الدوران يتاألف من قلب مكون من اربع ردهات و�شبكة من االأوعية الدموية ال�شريانية والوريدية‪.‬‬
‫‪ .9‬الجهاز االبرازي يتكون من زوج من الكلى البعدية تكون مف�ش�شة وفي الغالب عدد ف�شو�شها ثالثة ولكل‬
‫كلية حالب والتوجد مثانة بولية‪.‬‬
‫‪ .10‬االجنا�ص منف�شلة واالخ�شاب داخلي‪.‬‬

‫الو�شف المظهري للحمامة‬ ‫‪2-3-6‬‬

‫كما هو الحال بالن�شبة للطائرة‪ ،‬اذا ما اريد لها ان تطير‪ ،‬البد ان تكون قد �شممت وبنيت بناءاً على موا�شفات‬
‫حركية هوائية �شارمة‪ ،‬فكذلك الطيور البد لها ان تواجه متطلبات تركيبية تمكنها من البقاء محمولة في الهواء‪.‬‬
‫ان جميع التكيفات الخا�شة الموجودة في الطيور الطيارة ومنها الحمامة ت�شهم ب�شيئين هما تزويدها بالقوة‬
‫وتقليل وزنها‪ ،‬وهكذا تمكن االن�شان من �شنع الطائرة حينما �شنع اآلة االحتراق الداخلي‪ ،‬وتمكن من خاللها ان‬
‫يقلل من ن�شبة الوزن اإلى القوة‪.‬‬
‫�شنحاول التعرف على المظهر الخارجي للحمامة ومايحويه من تكيفات تركيبية تتنا�شب وطبيعة البيئة‬
‫التي تتواجد فيها‪.‬‬
‫يتاألف ج�شم الحمامة المغزلي من اربع مناطق �شكل (‪:)14-6‬‬

‫‪ .1‬الراأ�س‪ :‬راأ�ص الحمامة جيد التكوين‪ ،‬وتوجد في مقدمته فتحة الفم التي توؤطر بالمنقار الذي يكون ق�شيراً‬
‫في الحمامة وهو يمثل الفكين ويحاط بغالف متقرن‪ ،‬ويوجد عند قاعدة المنقار من جهته الظهرية منطقة‬
‫جلدية متقرنة تحيط وتغطي فتحة المنخر الخارجية وتدعى بالقير (‪ .)Cere‬تقع العينان على جانبي‬
‫الراأ�ص‪ ،‬وكل عين مزودة بجفن علوي واآخر �شفلي‪ ،‬ف�ش ًال عن غ�شاء رام�ص �شفاف ين�شاأ من الزاوية الداخلية‬
‫للعين‪ ،‬ووظيفة الغ�شاء الرام�ص حماية العين من تاأثير الرياح وماتحمله اثناء الطيران وبذا فهو يمثل تكيف ًا‬
‫تركيبي ًا يتنا�شب وطبيعة البيئة التي تمار�ص فيها الحمامة ن�شاطها‪ .‬وتقع فتحة االأذن الخارجية خلف العين‬
‫وتكون مغطاة عاد ًة بالري�ص‪ ،‬واالأذن الخارجية عديمة ال�شيوان‪.‬‬

‫‪ .2‬العنق‪ :‬يمتد العنق من الحافة القفوية للراأ�ص حتى بداية الجذع وهو ق�شير ن�شبي ًا في الحمامة مقارنة‬
‫بالكثير من الطيور االأخرى‪.‬‬
‫‪ .3‬الجذع‪ :‬يمثل الجذع في الحمامة او�شع جزء في الج�شم يمتد من نهاية العنق حتى بداية الذنب (الذيل)‪ ،‬وهو‬

‫‪98‬‬
‫يتاألف من منطقة �شدرية واآخرى بطنية‪ .‬ويرتبط بالجذع زوجان من االطراف‪ ،‬الزوج االمامي محور اإلى‬
‫اجنحة وهو يمثل تكيف ًا تركيبي ًا النجاز فعل الطيران‪ ،‬اما الزوج الثاني فيمثل االطراف الخلفية التي تكون‬
‫عادة مغطاة بالحرا�شف الب�شرية بد ًال من الري�ص‪ .‬وللطرف الخلفي اربعة ا�شابع مخلبية‪ ،‬ثالثة منها امامية‬
‫االتجاه والرابع خلفي ويمثل االبهام‪.‬‬

‫‪ .4‬الذيل‪ :‬يكون الذيل ق�شير في الحمامة ومغطى بالري�ص‪ ،‬وفتحة المجمع (الفتحة الم�شتركة) تقع على ال�شطح‬
‫ال�شفلي بين نهاية الجذع وبداية الذنب‪ .‬والذيل الق�شير يمثل تكيف ًا تركيبي ًا للم�شاعدة في الطيران‪ ،‬ويوجد‬
‫عند منطقة الذيل غدة دهنية تعرف بالغدة الدبرية ي�شتخدمها الطائر لتزييت ال�شطح الخارجي لج�شمه ومنع‬
‫تاأثير الماء الذي يزيد من وزن الج�شم اذا ما تبلل الري�ص كما ان البلل يعيق عملية الطيران في الجو الممطر‪.‬‬

‫�شكل (‪ )14-6‬المظهر الخارجي للحمامة (للحفظ)‬

‫‪99‬‬
‫الري�س‪:‬‬
‫يمثل الري�ص تراكيب خفيفة جداً في وزنها مثبتة (قوية) في بناءها‪ ،‬والري�ص على انواع في الطيور �شكل‬
‫(‪ )15-6‬هي‪:‬‬

‫اأ ‪ -‬الري�س الخيطي اأو ال�شعري‪ :‬ري�ص نحيف ي�شبه ال�شعر ويكون توزيعه مبعثراً فوق �شطح الج�شم وبين الري�ص‬
‫المحيطي‪ .‬والري�شة من هذا النوع مكونة من ق�شبة و�شاق طويل خيطي ال�شكل ذو خيوط قليلة تحمل خويطات‬
‫وقد تخلو من الخويطات‪.‬‬
‫ب‪ -‬ري�س الزغب‪ :‬تتكون الري�شة من هذا النوع من ق�شبة ق�شيرة تحمل خيوط كثيرة ذات خويطات وتظهر خيوط‬
‫الري�شة وخويطاتها مبعثرة وينعدم وجود هذا النوع من الري�ص في الحمام البالغ‪ ،‬حيث ي�شتبدل هذا الري�ص‬
‫الموجود في �شغار الحمام بالري�ص المحيطي في البالغات من الحمام‪.‬‬
‫جـ‪ -‬الري�س المحيطي (الق�شبي)‪ :‬الري�شة من هذا النوع ذات �شكل متميز وكل ري�شة تتاألف من �شاق قوي وخيوط‬
‫وخويطات تربطها كالليب‪ ،‬وهو اكبر انواع الري�ص وي�شنف ح�شب موقعه على الج�شم اإلى عدة انواع هي‪:‬‬
‫‪ -‬ري�س الجناح‪ :‬ري�ص الطيران ويتميز باأن الن�شف الخلفي من ن�شل الري�ص اعر�ص قلي ًال من الن�شف االمامي‬
‫وكل جناح في الحمامة ذو (‪ )23‬ري�شة جناح‪ )11( ،‬منها االمامية تعرف باالأوائل (القوادم) (‪)Primaries‬‬
‫والباقي (‪ )12‬تقع على الزند وتدعى بالثواني (الخوافي) (‪.)Secondaries‬‬
‫‪ -‬ري�س الذيل‪ :‬ري�ص ق�شبي يوجد حول الدبر مكون ًا ذيل الحمام‪ ،‬وفي الحمام هناك (‪ )12‬ري�شة تترتب في‬
‫ن�شف دائرة‪ ،‬ويعمل ري�ص الذيل مثل كابح عند النزول وكدفة في اال�شتدارة الجانبية اأو العمودية‪.‬‬
‫‪ -‬الري�س المغطى‪ :‬نوع اآخر من الري�ص الق�شبي يكون ا�شغر حجم ًا والخويطات فيه غير جيدة التكوين‪ ،‬ويكون‬
‫هذا النوع من الري�ص الق�شبي الغطاء العام للج�شم‪.‬‬

‫�شكل (‪ . )15-6‬انواع الري�ص في الطيور (للحفظ)‬

‫‪100‬‬
‫التركيب الداخلي للحمامة‬ ‫‪3-3-6‬‬

‫الجهاز اله�شمي‬ ‫‪1‬‬

‫يتاألف الجهاز اله�شمي في الحمامة من القناة اله�شمية باأجزائها المختلفة والغدد الملحقة والمتمثلة بالكبد‬
‫والبنكريا�ص �شكل (‪.)16-6‬‬

‫الفتحة الم�شتركة‬
‫المجمع‬

‫�شكل (‪ )16-6‬الت�شريح الداخلي للحمامة وتت�شح فيه مكونات الجهاز اله�شمي‬

‫اأ ‪ -‬القناة اله�شمية‪:‬‬


‫تبتدئ القناة اله�شمية بفتحة الفم التي تكون محاطة بالمنقار‪ .‬والحمامة ا�شو ًة ببقية الطيور الحديثة تفتقد‬
‫اال�شنان‪ .‬والل�شان في الحمامة يت�شل بموؤخرة قاع التجويف الفمي ويكون مدبب النهاية االمامية‪.‬‬
‫يوؤدي الجوف الفمي اإلى البلعوم الذي يتميز في الحمامة بكونه ق�شيراً وذا جدران ع�شلية‪ .‬ويوجد و�شط‬
‫الجدار الظهري للبلعوم �شق �شغير يمثل الفتحة الم�شتركة لقناتي اأو�شتاكي التي ترتبط باالذن الو�شطى في كل‬
‫جانب‪ ،‬وتوجد فتحة المزمار في و�شط قاع البلعوم ممثلة ب�شق طولي يوؤدي اإلى الحنجرة في اعلى الرغامي‪.‬‬
‫يوؤدي البلعوم اإلى المريء الذي يتمثل باأنبوب ع�شلي الجدران طويل ن�شبي ًا يقع اإلى الجهة الظهرية من‬
‫الرغامي وعلى امتداد العنق‪ .‬ويتميز المريء في الحمامة اإلى جزء مت�شع ب�شكل تركيب كي�شي يعرف بالحو�شلة‬
‫(‪ ،)Crop‬ويمثل مخزن ًا للطعام‪ .‬وهو في الحمام ينتج ما يعرف بلبن الحمام (ينتج لبن الحمام من تك�شير‬

‫‪101‬‬
‫الخاليا الظهارية المبطنة للحو�شلة وت�شتخدمه البالغات في تغذية ال�شغار مع المواد الغذائية‪ ،‬وهو يحتوي‬
‫على ن�شبة من الدهن اعلى من لبن البقر)‪ .‬اما الجزء الثاني فيكون انبوبي �شيق‪.‬‬
‫يفتح المريء في نهايته عند المعدة التي تتميز في الحمامة اإلى جزاأين‪ ،‬امامي مخروطي ال�شكل يمثل المعدة‬
‫االمامية (‪ )Proventriculus‬ويطلق عليه اأي�ش ًا بالمعدة الغدية حيث تكون بطانة هذا الجزء غدية تفرز مواد‬
‫ها�شمة‪ .‬اما الجزء الثاني من المعدة فيتميز بجدرانه الع�شلية ال�شميكة‪ ،‬ويكون مبطن ًا بطبقة متقرنة �شميكة‪،‬‬
‫ويطلق على هذا الجزء بالقان�شة (‪ ،)Gizzard‬وي�شمى اأي�ش ًا بالمعدة الع�شلية وتح�شل فيه عملية اله�شم‬
‫الميكانيكي حيث تبتلع الحمامة قطع ًا �شغيرة من الح�شى ت�شاعد في طحن الطعام و�شحقه والذي غالب ًا ما‬
‫يتمثل بالحبوب‪.‬‬
‫توؤدي المعدة اإلى االمعاء بجزاأيها الدقيق والغليظ وتتاألف االمعاء الدقيقة من االثني ع�شري الذي يتخذ �شكل‬
‫حرف ‪ U‬يرتبط �شلعه االأول بالقان�شة في حين يرتبط �شلعه الثاني بالجزء الذي يلي من االمعاء الدقيقة والذي‬
‫يمثل اللفائفي‪ ،‬وهو اطول اجزاء االمعاء وترتبط طياته بو�شاطة الم�شاريق‪.‬‬
‫تتمثل االمعاء الغليظة في الحمامة بقناة ق�شيرة تكون ا�شمك واأو�شع قطراً من االمعاء الدقيقة وهي ممثلة‬
‫بالم�شتقيم الذي يفتح في منطقة المجمع واالخير يفتح اإلى الخارج من خالل الفتحة الم�شتركة‪ ،‬ويوجد عند‬
‫ات�شال الم�شتقيم باللفائفي بروزان انبوبيان ق�شيران يعرفان باأعاور الم�شتقيم‪.‬‬

‫ب‪ -‬الغدد اله�شمية الملحقة بالقناة اله�شمية ‪:‬‬


‫‪ -‬الكبد‪ :‬يتاألف كبد الطيور على االغلب من ف�شين اأو اكثر‪ .‬فهو يتكون في الحمامة من ف�ص اأيمن واآخر اأي�شر‬
‫ويبرز من كل ف�ص قناة �شفراء تفتحا في �شلعي االثنى ع�شري‪ .‬وكي�ص ال�شفراء مفقود في الحمامة (لماذا؟)‪.‬‬
‫‪ -‬البنكريا�ص‪ :‬يتمثل البنكريا�ص في الحمامة بف�ص ا�شطواني يوجد محت�شن ًا بين ذراعي االثنى ع�شر وتفتح‬
‫اأقنيته في ذراعي االثنى ع�شري‪.‬‬

‫الجهاز التنف�شي‬ ‫‪2‬‬

‫توؤدي الفتحات المنخرية الخارجية اإلى الممر التنف�شي الذي ينتهي بدوره بالفتحات المنخرية الداخلية‪.‬‬
‫وهذه الفتحات تقع في نهاية الحنك ال�شلب‪ .‬وتكون الممرات االنفية في الحمامة ق�شيرة ن�شبي ًا وذلك لوقوع‬
‫المناخر الخارجية عند قاعدة المنقار‪.‬‬
‫يرتبط البلعوم مع الحنجرة من خالل فتحة المزمار‪ .‬والحنجرة في الحمامة ا�شوة ببقية الطيور تكون مختزلة‬
‫وم�شندة بعدد من الغ�شاريف‪ ،‬والتوجد في حنجرة الحمامة حبال �شوتية ولذلك فهي الت�شدر ا�شواتاً‪.‬‬
‫تفتح الحنجرة اإلى الرغامي التي تكون طويلة وربما اطول من العنق في بع�ص الطيور‪ ،‬وهي ت�شند بحلقات‬

‫‪102‬‬
‫غ�شروفية كاملة‪ .‬ويت�شع الرغامى عند دخوله التجويف ال�شدري مكون ًا تركيب ًا يطلق عليه الم�شفار (‪)Syrinx‬‬
‫(الحنجرة ال�شوتية)‪ ،‬وهو ع�شو ال�شوت في الطيور �شكل (‪.)17-6‬‬
‫ينتج ال�شوت في الطيور من اندفاع الهواء الخارج من الرئتين حيث تهتز االغ�شية الموجودة في الم�شفار‪،‬‬
‫وتتغير النغمة بتاأثير ع�شالت الم�شفار‪.‬‬
‫يتفرع الرغامي اإلى ق�شبتين تدخل كل منها رئة من جانبها البطني وتكون مدعمة بحلقات غ�شروفية تامة‪.‬‬
‫تقع الرئتان في المنطقة ال�شدرية‪ ،‬وهما عبارة عن تركيبين ا�شفنجيي القوام لونهما وردي فاتح‪.‬‬

‫الم�شفار‬

‫�شكل (‪ )17-6‬الجهاز التنف�شي في الحمامة (للحفظ)‪.‬‬

‫يوجد في الحمام ت�شعة اكيا�ص هوائية �شكل (‪ )17-6‬هي‪:‬‬


‫اأ ‪ -‬كي�س بين ترقوي ويبرز على جانبيه كي�شان ابطيان‪.‬‬
‫ب‪ -‬كي�شان عنقيان‪.‬‬
‫جـ‪ -‬كي�شان �شدريان اماميان‪.‬‬
‫د ‪ -‬كي�شان �شدريان خلفيان‪.‬‬
‫هـ‪ -‬كي�شان بطنيان‪.‬‬
‫تتميز رئات الطيور بكفاءة عالية على الرغم من �شغر حجمها‪ ،‬وي�شاعد الرئات في اداء عملها االكيا�ص‬
‫الهوائية المت�شلة بها‪.‬‬
‫وتتم عملية التنف�ص اثناء راحة الطير بم�شاعدة الع�شالت ال�شلعية الرئوية (الع�شالت بين ال�شلعية) حيث‬
‫ترتفع اال�شالع ويت�شع حجم التجويف ال�شدري والبطني‪ ،‬فيدخل الهواء الخارجي عبر المناخر اإلى الرغامي ثم‬
‫الق�شبات والق�شيبات‪ ،‬ويحدث التبادل الغازي في منطقة ال�شعيرات الهوائية كما تذهب كمية كبيرة من الهواء‬
‫اإلى االكيا�ص الهوائية‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫ويتم الزفير بتقل�ص الع�شالت ال�شدرية والبطنية في�شيق التجويف ال�شدري والبطني وي�شغط على االكيا�ص‬
‫الهوائية والرئتين فيندفع الهواء من االكيا�ص الهوائية اإلى الرئتين والق�شيبات حيث ي�شل هواء جديد للمرة‬
‫الثانية ويحدث التبادل الغازي وبذا فاأن الطيور يح�شل فيها تبادل غازي اثناء ال�شهيق واثناء الزفير وهذا‬
‫اال�شلوب يمثل تكيف ًا لتلبية حاجة الطيور من االأوك�شجين الذي تحتاجه للعمليات الحيوية وتعوي�ش ًا عن �شغر‬
‫حجم الرئتين ال�شغيرتين وكون �شغرهما يمثل تكيف ًا تركيبي ًا لتخفيف الوزن للم�شاعدة في عملية الطيران‪.‬‬
‫اما خالل الطيران فاأن الحيوان يلجاأ اإلى ا�شلوب اآخر في التنف�ص دون االعتماد على الع�شالت بين ال�شلعية‬
‫والبطنية ويتم ذلك من خالل االآتي‪:‬‬

‫اأ ‪ -‬زيادة �شعة التجويف ال�شدري والبطني بو�شاطة حركة الع�شالت ال�شدرية اثناء عملية الطيران‪.‬‬

‫ب‪ -‬تقوم االح�شاء بال�شغط على االكيا�ص الهوائية دافعة الهواء اإلى الرئتين‪.‬‬

‫جـ‪ -‬حركة عظم الق�ص نحو العمود الفقري اأو بعيداً عنه‪.‬‬
‫واليقت�شر عمل االكيا�ص الهوائية على كونها مخازن للهواء الم�شتخدم في عملية التنف�ص بل انها تعمل‬
‫كبالونات عند الطيران لتقلل من تاأثير الجاذبية ب�شبب احتوائها على هواء �شاخن‪ ،‬كما ت�شاعد االكيا�ص الهوائية‬
‫على تنظيم درجة حرارة ج�شم الطير من خالل العمل على تبريد الج�شم اثناء القيام بمجهود �شاق‪ ،‬وعلى �شبيل‬
‫المثال تنتج الحمامة اأثناء الطيران حرارة اكثر مما هو عليه الحال اثناء الراحة‪.‬‬

‫ال�شوت في الطيور‪:‬‬
‫تمتلك غالبية الطيور القدرة على ا�شدار اال�شوات بو�شاطة الحنجرة ال�شوتية (الم�شفار) التي تقع عند‬
‫منطقة تفرع الرغامي‪ ،‬وتختلف ا�شوات الطيور تبع ًا لتنوعها فالبع�ص منها قادر على ا�شدار مقاطع قليلة جداً‬
‫في حين يمتلك البع�ص االآخر المقدرة على تكوين عدد كبير من المقاطع ال�شوتية كما هو الحال في الببغاء‪.‬‬
‫وتعبر اال�شوات في الطيور عن احد جوانب ال�شلوك‪ ،‬فهي ت�شتخدمها الغرا�ص مختلفة منها‪:‬‬

‫‪ .1‬انذار افراد نوعها لتجنب الخطر اأو لتجميع افراد النوع في منطقة معينة‪.‬‬

‫‪ .2‬يقوم الذكر با�شدار ال�شوت (التغريد) للك�شف عن اماكن تع�شي�شه وجذب االناث‪.‬‬

‫‪ .3‬تغرد بع�ص الطيور اعجاب ًا ب�شوتها و�شعوراً بالراحة واالطمئنان‪.‬‬

‫‪ .4‬ت�شتعمل الطيور المهاجرة ا�شواتها كو�شائل للتوجيه‪.‬‬

‫وب�شكل عام يمكن القول اإن الطيور ت�شتخدم ا�شواتها كو�شائل ا�شت�شعار وات�شال كما يفعل االن�شان‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫الجهاز البولي‬ ‫‪3‬‬

‫يتاألف الجهاز البولي في الطيور من زوج من الكلى البعدية المف�ش�شة الكبيرة ن�شبياً‪ .‬ت�شتقر الكلية عند‬
‫الجدار الظهري للتجويف الج�شمي في منطقة العجز المتحد‪ ،‬ولكل كلية حالب يمتد من الكلية اإلى منطقة المجمع‪.‬‬
‫وفي الحمام تكون الكلية ذات ثالثة ف�شو�ص تف�شلها اخاديد تمر خاللها تفرعات االأوردة الكلوية‪ .‬وكلى الحمام‬
‫ذات كبيبات �شغيرة وعدد كبير من النبيبات البولية‪ .‬الحالب في الحمام يكون ق�شيراً وهو يبداأ من الف�ص الثاني‬
‫للكلية وينتهي عند المجمع �شكل (‪ ،)18-6‬والمثانة البولية مفقودة في الحمام ا�شوة ببقية الطيور‪ ،‬وهذا الفقدان‬
‫يمثل احد التكيفات لتخفيف الوزن والم�شاعدة في الطيران وي�شتثنى من ذلك النعامة التي تمتلك مثانة بولية‬
‫وهي غير قادرة على الطيران‪.‬‬
‫والطيور تخرج ف�شالتها النتروجينية على هيئة حام�ص بوليك (حام�ص يوريك) بد ًال من البولينا (يوريا)‪،‬‬
‫وهذه خا�شية تكيف ن�شاأت مع تطور البي�شة ذات الق�شرة‪ .‬ففي البي�شة ذات الق�شرة البد ان تتراكم جميع المكونات‬
‫االخراجية في ق�شرة البي�شة مع الجنين النامي‪ ،‬اما اذا كان المنتج هو يوريا (افترا�شاً) فان ما يتجمع منها‬
‫ب�شورة مذابة ي�شل اإلى م�شتويات �شامة‪ .‬اما حام�ص اليوريك فاأنه يتبلور من ال�شائل‪ ،‬ومن الممكن تخزينه بدون‬
‫خطورة داخل ق�شرة البي�شة‪.‬‬

‫ذكر الحمامة‬ ‫اأنثى الحمامة‬

‫�شكل (‪ )18-6‬الجهاز البولي والتنا�شلي في انثى وذكر الحمامة (للحفظ)‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫الجهاز التنا�شلي‬ ‫‪4‬‬

‫يتاألف الجهاز التنا�شلي الذكري في الحمامة �شكل (‪ ،)18-6‬من زوج من الخ�شى بي�شوية ال�شكل وتكون‬
‫الخ�شية الي�شرى في الغالب اكبر من اليمنى‪ .‬ويمتد من ال�شطح الداخلي للن�شف ال�شفلي لكل خ�شية قناة منوية‬
‫(‪ )Vas deferens‬تتجه نحو الموؤخرة وت�شير محاذية لل�شطح الخارجي للحالب وتمتاز بكونها كثيرة االلتواء‬
‫وتت�شع في موؤخرتها لتكون الحو�شلة المنوية التي تفتح في منطقة المجمع‪ ،‬وتفتقد الحمامة اع�شاء الجماع‬
‫الذكرية الخارجية كاأحد التكيفات لتقليل الوزن والم�شاعدة في الطيران‪.‬‬
‫وفي الحمام ا�شوة بالعديد من الطيور التي لها ف�شل تكاثر محدد فاأن الخ�شية يزداد حجمها ا�شعاف ًا خالل‬
‫ف�شل التكاثر مقارنة بما هي عليه في ف�شل الخمود الجن�شي‪ .‬وتنتج الحيامن عادة في الطيور اثناء الليل عندما‬
‫تنخف�ص درجة حرارة الج�شم ‪ 3-2‬درجة �شيليزية‪ .‬لماذا ؟‬
‫يتاألف الجهاز التنا�شلي االنثوي في الحمامة من مبي�ص واحد هو االأي�شر‪ ،‬اما المبي�ص االأيمن فيكون اثرياً‪،‬‬
‫والمبي�ص في الطيور ب�شمنها الحمامة يحوي بيو�ش ًا كبيرة‪ ،‬والبي�شة في الطيور تمثل اكبر خلية معروفة‪ .‬وقناة‬
‫البي�ص الي�شرى تتميز اإلى خم�شة اجزاء �شكل (‪ )18-6‬هي‪:‬‬

‫اأ ‪ -‬القمع المهدب الذي ي�شتقبل البيو�ص المفرزة من المبي�ص‪.‬‬


‫ب‪ -‬القطعة المجعدة وت�شيف جدرانها الغدية االلبومين اإلى البي�شة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬البرزخ وت�شاف فيه اغ�شية البي�شة الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫د ‪ -‬الغدة الق�شرية وت�شاف في هذا الجزء الق�شرة الكل�شية للبي�شة‪.‬‬
‫هـ‪ -‬المهبل‪.‬‬

‫ان عدم وجود مبي�ص اأيمن وقناة بي�ص يمنى هو االآخر يمثل تكيف ًا تركيبي ًا لتخفيف الوزن والم�شاعدة في‬
‫الطيران والبد من اال�شارة اإلى ان هناك بع�ص الطيور ت�شتثنى من هذا الن�شق التركيبي مثل ال�شقر والعقاب حيث‬
‫يمتلكان مبي�شين وقناتي بي�ص‪.‬‬
‫يتم الجماع في الحمام بانطباق فتحتي المجمع للذكر واالنثى وتطرح الحيامن من قبل الذكر في مجمع‬
‫االنثى‪ ،‬ويتم االخ�شاب في اعلى قناة البي�ص وقبل عدة �شاعات من ا�شافة االلبومين واالغ�شية والق�شرة للبي�شة‪.‬‬
‫ت�شع انثى الحمام بي�شة اأو بي�شتين في كل مرة وتقوم باحت�شانها لحين الفق�ص‪ ،‬وتظهر الطيور انماط ًا‬
‫�شلوكية متباينة تدلل على كونها مخلوقات اجتماعية بدرجة كبيرة واثناء ف�شل التكاثر ب�شفة خا�شة‪ ،‬حيث‬
‫يحدد الذكر منطقة بناء اع�شا�شه ويدافع عنها بقوة ويحاول جذب االنثى من نف�ص النوع بو�شائل ترغيب عديدة‬
‫منها التغريد واعالن منطقة نفوذه وتحذير الذكور من الو�شول اليها‪ ،‬وما ان يجذب الذكر االنثى حتى يتم الغزل‬
‫ويرافق ذلك بناء االع�شا�ص والتزاوج‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫جهاز الدوران‬ ‫‪5‬‬

‫تمتاز الطيور بانف�شال تام بين الدورة الرئوية (التنف�شية) والدورة الجهازية‪ ،‬وانف�شال الدورتين ي�شبب‬
‫ارتفاع ال�شغط ال�شرياني الذي يعمل بدوره الي�شال المواد المختلفة اإلى االن�شجة الج�شمية ب�شكل كفوء و�شريع‪.‬‬
‫يتاألف القلب في الحمامة من اذينين رقيقي الجدران وبطينين ع�شليين �شميكي الجدران‪ ،‬ف�ش ًال عن كي�ص اأو‬
‫جيب وريدي يكون اثري ًا �شكل (‪.)19-6‬‬

‫�شكل (‪ )19-6‬القلب في الحمامة‪.‬‬

‫الجهاز ال�شرياني‬ ‫اأو ًال‬

‫يتاألف الجهاز ال�شرياني في الحمامة �شكل (‪ - 20-6‬اأ ) من‪:‬‬

‫‪ .1‬االبهر الرئوي‪ :‬ين�شاأ من البطين االأيمن ويتفرع اإلى �شريانيين رئويين يدخل كل منهما اإلى رئة‪.‬‬
‫‪ .2‬االبهر الجهازي (القو�ص االبهري) االأيمن‪ :‬ين�شاأ من البطين االأي�شر‪ ،‬اما القو�ص االبهري االأي�شر فيكون مفقوداً‬
‫في الطيور البالغة ب�شمنها الحمامة‪.‬‬
‫يتفرع من القو�ص االبهري عدة �شرايين ممثلة بزوج من ال�شرايين الكبيرة تعرف بال�شرايين الالم�شماة حيث‬
‫يتفرع كل منهما اإلى �شريان �شباتي يذهب بفروعه اإلى الراأ�ص‪ ،‬و�شريان تحت ترقوي يذهب بفروعه اإلى‬
‫الجناح والمنطقة ال�شدرية‪ .‬ينحني القو�ص االبهري االأيمن باتجاه الي�شار ثم باتجاه الخلف ليكون امتداده‬
‫االبهر الظهري الذي تمتد منه ال�شرايين االآتية‪:‬‬
‫تخرج من االبهر الظهري ازواج من ال�شرايين تجهز االع�شاء والمناطق المختلفة مثل اجزاء الجهاز اله�شمي‬
‫والكلى والع�شالت والذيل‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫الجهاز الوريدي‬ ‫ثاني ًا‬

‫يت�شكل الجهاز الوريدي �شكل (‪ 20-6‬ب) من ‪:‬‬


‫‪ .1‬االأوردة الجوفاء االمامية‪ :‬يتكون كل منها من‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬وريد ودجي ياأتي بفروعه من الراأ�ص والرقبة‪.‬‬
‫ب‪ -‬وريد تحت ترقوي ياأتي بفروعه من الجناح وع�شالت ال�شدر‪.‬‬

‫‪ .2‬الوريد االأجوف الخلفي‪ :‬يتكون من اتحاد جميع االأوردة التي تجمع الدم من الجزء الخلفي للج�شم وهي‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬الوريد الذيلي المفرد‪.‬‬
‫ب‪ -‬وريدين بابيين كلويين وفروعهما‪.‬‬
‫جـ‪ -‬وريد بابي كبدي وفروعه‪.‬‬

‫‪ .3‬االأوردة الرئوية‪ :‬زوج من االأوردة تعود بالدم من الرئتين وتتحد قبل دخولها االذين االي�شر لتفتح بفتحة‬
‫واحدة فيه‪.‬‬
‫يحتوي دم الطيور على كريات دم حمر محدبة الوجهين‪ ،‬وتكون كريات الدم البي�ص ن�شطة وذات كفاءة في‬
‫الطيور حيث ت�شاهم في ا�شالح الجروح وفي تحطيم الجراثيم‪.‬‬

‫�شكل (‪ ( .)20-6‬اأ ) الجهاز ال�شرياني و (ب) الجهاز الوريدي في الحمامة (للحفظ)‬

‫‪108‬‬
‫الجهاز الع�شلي‬ ‫‪6‬‬

‫الجهاز الع�شلي في الطيور جيد التكوين الظهاره تكيفات تركيبية النجاز فعل الطيران‪.‬‬
‫تمتاز ع�شالت الحركة في االجنحة بكونها كبيرة ن�شبياً‪ ،‬لتلبي متطلبات الطيران واكبر هذه الع�شالت هي‬
‫الع�شلة ال�شدرية الكبرى التي تخف�ص االجنحة اثناء الطيران وتليها الع�شلة ال�شدرية ال�شغرى اأو فوق الغرابية‬
‫التي ترفع الجناح �شكل (‪ .)21-6‬وتقع الكتلة الع�شلية الرئي�شة للرجل في الفخذ (حول عظم الفخذ)‪ ،‬وتقع كتلة‬
‫ا�شغر منها فوق عظام ال�شاق‪ ،‬وتوجد اربطة قوية ورفيعة متجهة اإلى اال�شفل نحو اال�شابع‪ ،‬وعندما يهبط طائر‬
‫فوق فرع �شجرة‪ ،‬فاإن ا�شابع االرجل تحيط بالفرع بطريقة بارعة بحيث تمنع الطائر من ال�شقوط من محله حتى‬
‫عندما ي�شتغرق في النوم �شكل (‪.)21-6‬‬

‫�شكل (‪ .)21-6‬الع�شالت في الطيور‬

‫الجهاز الهيكلي‬ ‫‪7‬‬

‫يظهر الهيكل في الطيور ب�شمنها الحمامة العديد من التكيفات التي ت�شمح للطائر باإنجاز فعل الطيران ولعل‬
‫اهم هذه التكيفات تتمثل باندماج العظام المتقاربة وخفة وزن العظام لوجود تجاويف داخلية في الكثير منها‬
‫�شكل (‪ .)22-6‬والهيكل العظمي للحمامة وكما هو الحال في هيكل اال�شماك العظمية يتاألف من هيكل محوري‬
‫وهيكل طرفي �شكل (‪.)22-6‬‬

‫‪109‬‬
‫الهيكل المحوري‬ ‫اأو ًال‬

‫‪ -1‬الجمجمة‪:‬‬
‫تزن جمجمة الحمامة ‪ %0.21‬فقط من وزن ج�شمها‪ ،‬وتلتحم جميع العظام فيها تقريب ًا لتكون قطعة واحدة‪.‬‬
‫وتكون محفظة المخ كبيرة ومكورة كما يكون محجرا العينين كبيرين لتالئم االأعين الكبيرة التي يحتاجها الطائر‬
‫في االب�شار‪ .‬وت�شتطيل العظام االمامية للجمجمة لتكون المنقار‪ .‬والفك ال�شفلي يتمف�شل مع العظم المربعي وهذا‬
‫ي�شمح بفتح الفم مت�شعاً‪ ،‬كما ان هذا التمف�شل ي�شمح بمرونة كبيرة للمنقار في تناوله للغذاء‪ .‬وتتمف�شل الجمجمة‬
‫مع العمود الفقري بو�شاطة لقمة قفوية واحدة وبال�شكل الذي يعطي مرونة لحركة الراأ�ص‪.‬‬

‫�شكل (‪ .)22-6‬الهيكل العظمي في الحمامة‬


‫‪ -2‬العمود الفقري‪:‬‬
‫يظهر العمود الفقري للحمامة تخ�ش�ش ًا مو�شعي ًا حيث تتميز فيه المناطق االآتية‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬المنطقة العنقية‪ :‬تتاألف من اربع ع�شرة فقرة‪ ،‬تعرف االأولى منها باالطل�ص (‪ )Atlas‬تتمف�شل بو�شاطتها‬
‫الجمجمة مع العمود الفقري‪ ،‬وتعرف الثانية بالمحور (‪ )Axis‬وتمتاز الفقرات العنقية في الطيور بالمرونة‬
‫العالية والقابلية على تحريك الراأ�ص في اإتجاهات مختلفة‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫ب ‪ -‬المنطقة ال�شدرية‪ :‬تتاألف من خم�ص فقرات �شدرية‬
‫جـ‪ -‬المنطقة القطنية‪ :‬تتاألف من �شت فقرات ذات اج�شام كبيرة ونتوءات �شوكية طويلة‪.‬‬
‫د ‪ -‬المنطقة العجزية‪ :‬تتاألف من فقرتين‪.‬‬
‫هـ‪ -‬المنطقة الذيلية‪ :‬تتاألف من احدى ع�شرة فقرة‪ .‬وينتهي العمود الفقري بالتحام الفقرات االأخيرة منه م�شكلة‬
‫ما يعرف بال�شاخ�ص الذيلي اأو الع�شع�ص (‪.)Pygostyle‬‬
‫تلتحم العديد من فقرات العمود الفقري في الطيور م�شكلة ما يعرف بالعجز المتحد (الملتحم) الذي يتكون‬
‫من ‪ 16‬فقرة ملتحمة لمناطق الج�شم المختلفة‪ ،‬حيث ي�شم الفقرات ال�شدرية االخيرة والفقرات القطنية والفقرات‬
‫العجزية والفقرات الذيلية االأولى‪ .‬ويلعب العجز المتحد دوراً مهم ًا في عملية الطيران حيث ي�شكل تركيب ًا �شانداً‬
‫للج�شم اثناء الطيران (كيف؟)‪.‬‬

‫‪ -3‬القــ�س‪:‬‬
‫يكون عظم الق�ص �شفائحي ًا ويحمل �شطحه ال�شفلي �شفيحة عظمية �شاقولية الو�شع تعرف بالجوؤجوؤ‬
‫(‪ )Keel‬ترتبط بها ع�شالت الطيران الرئي�شية (الع�شالت المحركة للجناح)‪.‬‬

‫‪ -4‬اال�شالع‪:‬‬
‫اال�شالع في الحمامة رقيقة وم�شطحة وثنائية الراأ�ص وكل �شلع يتاألف من‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬جزء فقري يبرز منه بروز مقو�ص (عدا ال�شلع االأخير) وفائدة البروز المقو�ص اك�شاب هيكل المنطقة ال�شدرية‬
‫تما�شك ًا للم�شاعدة في الطيران‪.‬‬
‫ب‪ -‬جزء ق�شي‪.‬‬

‫الهيكل الطرفي‬ ‫ثاني ًا‬

‫ويتاألف من‪:‬‬
‫‪ .1‬حزام ال�شدر‪:‬‬
‫يتاألف حزام ال�شدر في الحمامة من ثالثة عظام هي ‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬الغرابي (‪ :)Coracoid‬يكون كبيراً و�شميك ًا‪.‬‬
‫ب‪ -‬اللوحي (‪ :)Scapula‬يتمثل بعظم نحيف يقع على جانب المنطقة ال�شدرية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬الترقوة (‪ :)Clavicle‬عظم نحيف تت�شل نهايته العليا بمقدمة العظم الغرابي‪ ،‬وتت�شل الترقوتان مع‬
‫بع�شهما عند ال�شطح البطني لتكونا ما يعرف بال�شعيبة (‪ .)Wishbone‬وال يوجد مثل هذا التركيب في‬
‫الطيور التي ال تطير‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ .2‬االطراف االمامية‪:‬‬
‫يتاألف هيكل الطرف االمامي (الجناح) في الحمامة �شكل (‪ )23-6‬من العظام االآتية‪:‬‬
‫(ح ْق الكتف)‪ ،‬في حين‬
‫اأ ‪ -‬عظم الع�شد‪ :‬ا�شخم عظام الطرف االمامي‪ ،‬تتمف�شل نهايته القريبة بالتجويف االروح ُ‬
‫تتمف�شل نهايته البعيدة مع عظمي ال�شاعد‪.‬‬
‫ب‪ -‬عظام ال�شاعد‪ :‬تتاألف من عظمتين‪ ،‬االأولى هي الزند وتعتبر العظمة الكبيرة من عظام ال�شاعد اما العظمة‬
‫الثانية فهي االأ�شغر وتعرف بالكعبرة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬عظام الر�شغ‪ :‬تتاألف من �شف موؤلف من عظمين يت�شالن بعظمي الكعبرة والزند‪ ،‬و�شف اآخر مندمج مع‬
‫عظام الم�شط‪.‬‬
‫د‪ -‬عظام الم�شط‪ :‬ثالثة عظام‪ ،‬االأول �شغير ويت�شل باال�شبع االأول‪ ،‬والثاني والثالث مندمجان وتت�شل نهايتهما‬
‫باال�شبع الثاني والثالث‪.‬‬
‫و‪ -‬اال�شابع‪ :‬تتمثل بثالثة ا�شابع االأول موؤلف من �شالمية واحدة والثاني �شالميتان والثالث �شالمية واحدة‪.‬‬

‫هيكل الطرف اخللفي‬ ‫هيكل الطرف االمامي‬

‫�شكل (‪ .)23-6‬الهيكل الطرفي في الحمامة‪.‬‬

‫‪ .3‬حزام الحو�س‪:‬‬
‫يتاألف حزام الحو�ص في الحمامة من ثالثة عظام هي‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬الحرقفة‪ :‬اأطول واو�شع عظام الحو�س‪ ،‬ويكون متمف�شل مع النتوءات الم�شتعر�شة لجميع فقرات العجز‬
‫المتحد‪.‬‬
‫ب‪ -‬الورك‪ :‬ي�شكل الجزء الخلفي من عظم الحو�س‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫جـ‪ -‬عظم العانة‪ :‬يتمثل بعظم نحيف مت�شل مع الورك على امتداد حافته الخارجية‪.‬‬

‫تت�شل عظام الحو�ص الثالثة عند منطقة تعرف حق الفخذ يتمف�شل فيها راأ�ص الفخذ‪.‬‬

‫‪ .4‬االطراف الخلفية‪:‬‬
‫يتاألف هيكل الطرف الخلفي في الحما مة �شكل (‪ )23-6‬من العظام االآتية‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬عظم الفخذ‪ :‬وهو اكبر عظام الطرف الخلفي ويتميز براأ�شه المدور الذي يتمف�شل في حق الفخذ‪.‬‬
‫ب‪ -‬عظام ال�شاق‪ :‬تتاألف من الق�شبة وال�شظية‪ .‬والق�شبة هي العظم االأكبر وتت�شل في موؤخرته بعظمين ر�شغيين‬
‫لت�شكل ما يعرف بالعظم الق�شبي الر�شغي‪.‬‬
‫جـ‪ -‬عظام الر�شغ‪ :‬تتاألف من �شفين من العظام االأول موؤلف من عظمتين تلتحمان بنهاية العظم الق�شبي‪ ،‬في‬
‫حين يتاألف ال�شف الثاني من ثالثة عظام �شغيرة ملتحمة بمقدمة ثالثة عظام م�شطية ليت�شكل ما ي�شمى‬
‫بالعظم الر�شغي الم�شطي‪ ،‬اما العظم الم�شطي الرابع فيكون م�شتق ًال عن العظام الم�شطية الثالثة �شابقة الذكر‪،‬‬
‫ويكون متجه ًا نحو الموؤخرة‪.‬‬
‫د ‪ -‬اال�شابع‪ :‬عددها اربعة في الطرف الخلفي‪ ،‬اال�شبع االول يتجه نحو الموؤخرة ويكون موؤلف من �شالميتان‬
‫بينما يكون لال�شبع الثاني ثالث �شالميات وللثالث اربع �شالميات وللرابع خم�ص �شالميات‪.‬‬

‫الجهاز الع�شبي والح�شي‬ ‫‪8‬‬


‫يتاألف الجهاز الع�شبي في الطيور من ثالثة اق�شام كما في ال�شكل (‪ )24-6‬وهي‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬الجهاز الع�شبي المركزي‬
‫ب‪ -‬الجهاز الع�شبي المحيطي‪.‬‬
‫جـ‪ -‬الجهاز الع�شبي الذاتي اأو الم�شتقل‪.‬‬

‫‪ -‬الجهاز الع�شبي والح�شي للطير يعك�ص‬


‫بدقة م�شاكل الطيران المعقدة‪ ،‬ف�ش ًال عن‬
‫تنظيم الفعاليات المختلفة للطير بما‬
‫فيها جمع الغذاء والتنا�شل وحماية‬
‫منطقة نفوذه‪ ،‬واحت�شان بي�شه‪ ،‬ورعاية‬
‫ال�شغار وتمييز العدو من ال�شديق‪.‬‬

‫�شكل (‪ )24-6‬الدماغ في الحمامة (للحفظ)‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫يتاألف مخ الطير من ن�شفي كرة مخيين كبيرين وف�شان ب�شريان ومخيخ �شكل (‪ ،)24-6‬وق�شرة المخ‬
‫�شعيفة التكوين في الطير‪ .‬ولدى الطيور ذوات الذكاء الن�شبي‪ ،‬مثل الغراب والببغاء ان�شاف كرة مخ اكبر مما‬
‫ذكاء مثل الدجاج والحمام‪ .‬ويمثل المخيخ مركزاً تن�شيقي ًا حيث تتجمع فيه احا�شي�ص الو�شع‬ ‫في الطيور االأقل ً‬
‫الع�شلي‪ ،‬والتوازن‪ ،‬والروؤية‪ ،‬اأما الف�شان الب�شريان فهما عبارة عن جزئين يبرزان من المخ االأو�شط (المتو�شط)‬
‫ويكونان جهازاً اب�شاري ًا جيد التكوين‪ .‬وتكون حا�شتا ال�شم والتذوق �شعيفتن في اغلب الطيور‪ ،‬اال انها عو�شت‬
‫عن هذا النق�ص بال�شمع الجيد والروؤية الممتازة التي تعد االأكثر حدة في المملكة الحيوانية‪.‬‬

‫مالءمة ج�شم الحمامة للطيران‬ ‫‪4-3-6‬‬

‫ان درا�شة المظهر الخارجي والت�شريح الداخلي للحمامة تو�شح انها امتلكت العديد من التكيفات التركيبية‬
‫التي توؤهلها للطيران وبكفاءة عالية وبالتالي العي�ص في البيئة الهوائية ومن بين هذه التكيفات ماياأتي‪:‬‬

‫‪� .1‬شكل الج�شم مغزلي يك�شوه ري�ص متراكب ال�شكل‬


‫(‪ )25-6‬ومثل هذا الت�شميم يقلل من مقاومة‬
‫الهواء‪ .‬ف�ش ًال عن خفة وزن الري�ص وتنوعه‪ ،‬فهو‬
‫في الجناحين يكون �شطح ًا متما�شك ًا عند تحريك‬
‫الجناحين‪ ،‬ويقوم ري�ص الذنب بتوجيه الحركة‬
‫ويعمل كدفة اثناء هبوط الطائر‪ ،‬كما يحمي الري�ص‬
‫الج�شم ويحفظ حرارته بما يتخلله من هواء‪.‬‬

‫�شكل (‪� )25-6‬شكل الج�شم في الحمامة‪.‬‬ ‫‪ .2‬تما�شك الهيكل الداخلي للحمامة وب�شكل خا�ص‬
‫بع�ص اجزاء العمود الفقري التي ت�شكل العجز‬
‫الملتحم مما يجعل الطائر ي�شق الهواء بج�شم‬
‫متما�شك الكتلة وبال�شكل الذي يخفف من تاأثير‬
‫الجاذبية‪.‬‬

‫‪ .3‬طول العنق ومرونة حركته يو�شع من مجال‬


‫الروؤية امام الطائر‪ ،‬كما ان حدة الب�شر ت�شاعد‬
‫على الروؤية من ارتفاع كبير‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪ .4‬الكفاءة العالية للرئتين لوجود االأوعية ال�شعرية الدموية التي يحدث فيها التبادل الغازي عند ال�شهيق‬
‫والزفير‪ ،‬ووجود االكيا�ص الهوائية المرتبطة بالرئتين الذي ادى اإلى ات�شاع �شطح التنف�ص وا�شتيعاب كمية‬
‫من الهواء لتزويد الج�شم باالأوك�شجين الالزم للح�شول على كمية كافية من الطاقة اثناء الطيران‪.‬‬

‫‪ .5‬وجود جهاز دوران كفوء موؤلف من قلب كبير الحجم ن�شبي ًا بمقدوره دفع مقدار كبير من الدم لتزويد الج�شم‬
‫بالطاقة‪ ،‬ويت�شح ذلك من العدد الكبير ل�شربات القلب في الدقيقة الواحدة‪.‬‬

‫‪ .6‬الت�شميم البنائي للج�شم اذ تتوزع االع�شاء الداخلية الخفيفة الوزن (الرئتان واالكيا�ص الهوائية) في جوف‬
‫الج�شم قريبة من الظهر في حين تتركز االع�شاء الثقيلة (الع�شالت ال�شدرية والجهاز اله�شمي) في الجانب‬
‫اال�شفل من الجوف لئال ينقلب الج�شم اثناء الطيران‪.‬‬

‫‪ .7‬اختزال العديد من التراكيب واالع�شاء بغية تخفيف الوزن والم�شاعدة في الطيران مثل انعدام اال�شنان‪،‬‬
‫التحام العظام‪ ،‬وخلو العظام الكبيرة من نخاع العظم وتتخللها تجاويف هوائية‪ ،‬فقدان المبي�ص االأيمن‬
‫و�شمور قناته‪ ،‬عدم وجود مثانة بولية واع�شاء جماع ذكرية خارجية وغير ذلك‪.‬‬

‫مقارنة بين حيوان مائي (�شمكة عظمية) وحيوان بري (الحمامة)‬ ‫‪4-6‬‬

‫المعروف ان اال�شماك تعي�ص في البيئة المائية وهي تختلف عن البيئة البرية (بيئة الياب�شة) التي تتواجد‬
‫فيها الطيور ب�شمنها الحمامة‪ ،‬ولذلك ات�شح لنا من خالل درا�شة المظهر الخارجي والت�شريح الداخلي لال�شماك‬
‫العظمية والطيور ان هناك العديد من التكيفات التركيبية في المظهر الخارجي والت�شريح الداخلي وجدت‬
‫لتالئم معي�شة الكائن الحي في البيئة التي يتواجد فيها‪ .‬و�شوف نحاول التعرف على بع�ص ال�شفات المظهرية‬
‫والت�شريحية لل�شمكة العظمية والحمامة ومدى مالءمة هذه ال�شفات مع البيئة التي تعي�ص فيها هذه الحيوانات‪.‬‬
‫من خالل الجدول االآتي‪:‬‬

‫‪115‬‬
‫حمامة‬ ‫�شمكة عظمية‬ ‫ال�شفة‬
‫اأو ًال‪ :‬المظهر الخارجي‬

‫مغزيل مدبب النهايتني وهذا ال�صكل‬ ‫ان�صيابي مدبب من االمام وم�صغوط‬ ‫(‪� )1‬شكل الج�شم‬
‫اجلانبني‪ .‬وهذا الت�صميم يف ال�صكل ي�صاعد ميثل تكيف ًا للم�صاعدة يف اخرتاق الهواء عند‬
‫يف اندفاع ال�صمكة وانطالقها داخل املاء الطريان‪.‬‬
‫خ�صو�ص ًا اذا اخذنا بنظر االعتبار كثافة‬
‫املاء العالية مقارنة بكثافة الهواء‪.‬‬

‫العنق طويل ن�صبي ًا وي�صاعد يف حتريك‬ ‫اليوجد عنق يف ال�صمكة وهذا ميثل‬ ‫ال�شفات‬ ‫(‪)2‬‬
‫حتور ايجابي لتقليل تاأثري مقاومة املاء اثناء الراأ�س وبالتايل ي�صاعد يف الروؤية اجليدة‬ ‫التركيبية المظهرية‪.‬‬
‫وخ�صو�ص ًا يف الطريان‪.‬‬ ‫احلركة‪.‬‬

‫متتلك زوجني من االطراف‪ .‬االمامية‬ ‫متتلك ال�صمكة زعانف �صدرية واخرى‬ ‫(‪ )3‬اللواحق الج�شمية‬
‫حتورت اإىل اجنحة ت�صاعدها على الطريان‪.‬‬ ‫حو�صية ف�ص ًال عن الزعانف الظهرية‬
‫اأما الخلفية فتكون قوية وتتباين �صمن‬ ‫والبطنية والذيلية وهذه جميعها ت�صاعد‬
‫االأنواع المختلفة بما يتنا�صب واأ�صلوب‬ ‫ال�صمكة يف احلركة داخل املاء ب�صكل اأو اآخر‬
‫الحركة وطبيعة البيئة حيث ت�صتخدم للجثوم‬ ‫وحتفظ توازن ال�صمكة‪.‬‬
‫وال�صباحة والم�صي ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫للحمامة زوج من العيون حماطة بثالثة‬ ‫لل�صمكة زوج من العيون تفتقد االجفان‬ ‫(‪ )4‬اع�شاء الح�س‬
‫اجفان‪ ،‬علوي و�صفلي وغ�صاء رام�س يحمي‬ ‫لعدم احلاجة اليها‪.‬‬
‫العني من ال�صوء ال�صديد واالج�صام الغريبة‬
‫التي حتملها الرياح وخ�صو�ص ًا اثناء‬
‫الطريان‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫حمامة‬ ‫�شمكة عظمية‬ ‫ال�شفة‬
‫ومتتلك احلمامة اذن ًا متكاملة مزودة‬ ‫وتوجد في ال�صمكة اأذن داخلية فقط‬
‫وهي تفتقد االأذن الخارجية‪ ،‬وهناك خط‬
‫بغ�صاء الطبلة ويحيط بفتحتها اخلارجية‬ ‫جانبي يمثل ع�صو ح�صي كفوء كونه‬
‫الري�س‪ ،‬وتفتقر احلمامة اإىل جهاز اخلط‬ ‫جهاز ح�صي يعمل يف البيئة املائية ويطلق‬
‫عليه مب�صتلم التيار‪ ،‬وهو يلعب دور ًا‬
‫اجلانبي‪.‬‬ ‫كبري ًا يف �صلوكيات االأ�صماك بال�صكل الذي‬
‫يتنا�صب وطبيعة البيئة التي تتواجد فيها‬
‫االأ�صماك‬

‫وللحمامة فتحتان منخريتان توؤديان‬ ‫ولل�صمكة فتحتان منخريتان‬


‫اإىل ممر انفي يفتح بدوره يف التجويف‬ ‫مغلقتا النهاية ولي�س لها عالقة بالتنف�س‬
‫الفمي البلعومي‪ ،‬وتعمل على ادخال الهواء‬ ‫ووظيفتهما �صمية تتمكن بو�صاطتها‬
‫واخراجه عند عملية التنف�س دون احلاجة‬ ‫ال�صمكة التعرف على طبيعة املاء الذي‬
‫لفتح الفم‪ ،‬وهذا ميثل تكيف ًا تركيبي ًا لفقريات‬ ‫يحيط بها‪.‬‬
‫بيئة الياب�صة التي تتنف�س الهواء احلر‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬الت�صريح الداخلي‬

‫(‪ )1‬الجهاز اله�صمي‬


‫تبتدئ القناة اله�صمية بفتحة الفم التي‬ ‫تبتدئ القناة اله�صمية بفتحة الفم‬
‫تكون موؤطرة مبنقار يكون مدبب وق�صري يف‬ ‫التي حتاط ب�صفتني عليا و�صفلى ومتتد‬
‫احلمامة لي�صاعد على التقاط احلبوب‪ .‬واملريء‬ ‫منها يف الكثري من اال�صماك بروزات‬
‫موؤلف من جزء انبوبي ع�صلي واآخر مت�صع‬
‫خيطية ح�صية واال�صنان معدومة يف العديد‬
‫يعرف باحلو�صلة يعمل على خزن احلبوب‬
‫وترطيبها وهو ميثل تكيف تركيبي يتنا�صب‬ ‫من اال�صماك العظمية وقد توجد ا�صنان‬
‫وطبيعة الغذاء‪ ،‬واملعدة هي االخرى تتميز اإىل‬ ‫ل�صانية واخرى بلعومية يف بع�س االنواع‪.‬‬
‫جزء غدي واآخر ع�صلي ودرجة منو اجلزاأين‬
‫تختلف ح�صب طبيعة الغذاء يف الطيور‪ ،‬فاملعدة‬
‫الغدية تكون �صعيفة النمو يف الطيور التي‬
‫تتغذى على احلبوب ومنها احلمامة بينما‬
‫تكون الع�صلية جيدة النمو والعك�س �صحيح‬
‫بالن�صبة للطيور التي تتغذى على اللحوم‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫حمامة‬ ‫�شمكة عظمية‬ ‫ال�شفة‬

‫التنف�س بو�صاطة الرئتين التي ت�صتخل�س‬ ‫التنف�س خي�صومي حيث تتم عملية‬ ‫(‪ )2‬الجهاز التنف�صي‬
‫التبادل الغازي بو�صاطة الخيا�صيم االوك�صجين الحر من الهواء ي�صاعدها في‬
‫التي ت�صتخل�س االوك�صجين المذاب من ذلك عدد من االكيا�س الهوائية المت�صلة‬
‫بالرئات وهذه االكيا�س تمثل تكيف تركيبي‬ ‫الماء‪.‬‬
‫لزيادة الكفاءة التنف�صية للحمامة‪ .‬والتبادل‬
‫الغازي يح�صل في ال�صهيق والزفير وهذه‬
‫�صفة تمتاز بها الطيور فقط‪.‬‬

‫القلب يتاألف من اربعة ردهات (اذينين‬ ‫القلب موؤلف من بطين واحد واذين‬ ‫(‪ )3‬جهاز الدوران‬
‫وبطينين) والدورة الدموية مزدوجة(دورة‬ ‫واحد والدورة الدموية مفردة‪.‬‬
‫رئوية ودورة جهازية)‪.‬‬

‫تختزل الكثير من التراكيب واالع�صاء‬ ‫التراكيب التظهر اال�صماك العظمية اختزا ًال‬ ‫(‪ )4‬اختزال‬
‫في الحمامة لتخفيف الوزن والم�صاعدة‬ ‫االجهزة متميز ًا في االجهزة الج�صمية لعدم‬ ‫واالع�صاء في‬
‫في الطيران‪ ،‬حيث تفتقد المثانة البولية‬ ‫الحاجة لذلك وتبقى محتفظة بالت�صميم‬ ‫الج�صمية‬
‫والمبي�س االيمن واع�صاء الجماع الخارجية‬ ‫اال�صا�س للج�صم في الفقريات دون‬
‫الذكرية وتظهر اجهزة اخرى تحورات‬ ‫تكيفات تظهر فيها اختزال للتراكيب اأو‬
‫تركيبية تتنا�صب وحاجة الحمامة لتخفيف‬ ‫االع�صاء الج�صمية‪.‬‬
‫الوزن وت�صهيل انجاز فعل الطيران‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫نشاط‬

‫‪ .1‬قم بزيارة المتحف الطبيعي وتعرف على انواع اال�شماك والطيور المتواجدة في البيئة العراقية‪.‬‬
‫‪ .2‬اجلب حمامة لمختبر المدر�شة وحاول ان تتعرف على اجزاء الج�شم وما توجد من تراكيب‬
‫تت�شح في المظهر الخارجي للحمامة‪ .‬ادر�ص انواع الري�ص في الحمامة‪ .‬قم بت�شريح الحمامة‬
‫وادر�ص اجهزتها الج�شمية المختلفة‪.‬‬
‫‪ .3‬حاول ان تح�شل على �شمكة عظمية‪ ،‬واجلبها لمختبر المدر�شة وادر�ص مظهرها الخارجي‬
‫وتعرف على انواع الق�شور التي تغطي الج�شم‪ ،‬قم بت�شريح ال�شمكة وادر�ص اجهزتها الج�شمية‬
‫المختلفة وحاول ان تقارن كل جهاز في ال�شمكة مع مثيله في الحمامة‪.‬‬

‫* الماء �شريان الحياة فحافظ عليه من التلوث‪.‬‬


‫* ان اإقتلعت �شجرة اأو نبتة م�شطراً فازرع غيرها‪.‬‬
‫* حافظ على بيئتك لتنعم بحياة اف�شل‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫أسئلة الفصل السادس‬

‫�ص‪ /1‬لماذا تعتبر اال�شماك اكثر الفقريات تكيف ًا للبقاء وحفظ نوعها ؟‬

‫�ص‪ /2‬ما وظائف مثانة ال�شباحة في اال�شماك العظمية ؟‬

‫كل مما ياأتي‪:‬‬


‫�ص‪ /3‬ما اأهمية اأو وظيفة ٍ‬
‫اأ ‪ -‬وجود غدة زيتية اعلى ذيل الحمامة‪.‬‬
‫ب‪ -‬وجود الحو�شلة في مريء الحمامة‪.‬‬
‫جـ‪-‬وجود غطاء الغال�شم اأو الخيا�شيم في اال�شماك العظمية‪.‬‬
‫د‪ -‬وجود االكيا�ص الهوائية المت�شلة بالرئات في الحمامة‪.‬‬
‫و‪ -‬وجود ال�شبكة العجيبة في مثانة ال�شباحة في اال�شماك العظمية‪.‬‬
‫ح‪� -‬شمور المبي�ص وقناة البي�ص اليمنى في الحمامة‪.‬‬
‫ك‪ -‬وجود الزعانف الزوجية في اال�شماك العظمية‪.‬‬
‫ي‪ -‬وجود الجفن الرام�ص في عين الحمامة‪.‬‬

‫�ص‪ :4‬قارن بين جهاز الدوران في ال�شمكة العظمية وفي الحمامة‪.‬‬

‫�ص‪ /5‬ا�شرح كيف تتنف�ص ال�شمكة‪.‬‬

‫�ص‪ /6‬ما التكيفات التركيبية التي تظهرها الحمامة لت�شاعدها على الطيران؟‬

‫�ص‪ /7‬ار�شم مع التاأ�شير الجهاز البولي التنا�شلي في ذكر الحمامة‪.‬‬

‫�ص‪ /8‬قارن بين الهيكل الطرفي في ال�شمكة العظمية والحمامة‪.‬‬

‫�ص‪ /9‬ار�شم مع التاأ�شير الجهاز اله�شمي في �شمكة عظمية‪.‬‬

‫�ص‪ /10‬ار�شم مع التاأ�شير الجهاز التنف�شي في الحمامة‪.‬‬

‫�ص‪ /11‬ار�شم مع التاأ�شير دماغ الحمامة‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫الفصل السابع‬

‫‪7‬‬
‫تالؤم النبات مع البيئة‬

‫محتويات الفصل‬

‫‪ 7-1‬تالؤم النبات مع البيئة من حيث الشكل‬


‫والتركيب وطرق احلياة‪.‬‬
‫‪ 7-2‬نبات الباقالء المتكيف للمعيشة البرية‪.‬‬

‫‪ 7-3‬نبات البردي المتكيف للمعيشة المائية‪.‬‬

‫نشاط‬

‫أسئلة الفصل‬
‫النواتج التعليمية‬
‫بعد االنتهاء من دراسة هذا الفصل‬
‫يكون الطالب قادرا ً على أن‪:‬‬

‫يبين مميزات نباتات ذوات الفلقتين‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫يعرف المجموع الجذري ويبين مناطق الجذر وتركيبه الت�شريحي في نبات ذوات‬
‫الفلقتين‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫ي�شرح النمو الثانوي في الجذور‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫يو�شح التركيب الت�شريحي لل�شاق في نبات ذوات الفلقتين‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫ي�شرح النمو الثانوي في �شيقان النباتات ذوات الفلقتين‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫يبين التركيب الت�شريحي لورقة نبات من ذوات الفلقتين‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫يعرف الزهرة وي�شف االجزاء الزهرية‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫يعرف طبيعة معي�شة نبات البردي‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫يو�شح التركيب الت�شريحي لجذور نبات ذوات الفلقة الواحدة‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫يو�شح التركيب الت�شريحي ل�شاق نباتي من ذوات الفلقة الواحدة‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫ي�شف زهرة نبات البردي‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ي�شف ورقة نبات البردي‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫‪122‬‬
‫تالوؤم النبات مع البيئة من حيث ال�شكل والتركيب وطرق الحياة‬ ‫‪1-7‬‬

‫تظهر النباتات العديد من التكيفات التركيبية والوظيفية تتنا�شب وطبيعة البيئة التي تتواجد فيها والعوامل‬
‫البيئية الموؤثرة في النبات‪ ،‬وهي في ذلك تماثل الحيوان (راجع الف�شل ال�شاد�ص)‪.‬‬
‫�شندر�ص في هذا الف�شل نوعين من النباتات تتواجد في طبيعة بيئية متباينة‪ ،‬وهما نبات الباقالء ونبات‬
‫البردي‪.‬‬

‫نبات الباقالء المتكيف للمعي�شة البرية‬ ‫‪2-7‬‬

‫يعد نبات الباقالء ‪ Vicia faba‬نبات‬


‫ع�شبي حولي من ذوات الفلقتين*‪ ،‬وكما هو‬
‫الحال في نباتات العائلة البقولية تكون‬
‫ثماره على �شكل بقلة (قرن)‪� ،‬شكل (‪.)1-7‬‬
‫يتاألف نبات الباقالء من مجموعتين االأولى‬
‫تمثل المجموعة الجذرية (‪)Root System‬‬
‫والثانية تمثل المجموع الخ�شري (‪Shoot‬‬
‫‪.)System‬‬

‫�شكل (‪ .)1-7‬نبات الباقالء‬

‫* مميزات نباتات ذوات الفلقتين‪:‬‬


‫الجنين ذو فلقتين‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الجذر االأولي غالب ًا ما يكون هو الدائمي وي�شبح جذراً وتدي ًا‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫يحتوي النظام الوعائي على حلقة من الحزم الوعائية الحاوية على الكمبيوم وتنمو‬ ‫‪.3‬‬
‫هذه الحلقة نمواً ثانوي ًا في قطرها‪.‬‬
‫تكون االأوراق �شبكية التعرق‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪123‬‬
‫المجموعة الجذرية‬ ‫‪1-2-7‬‬

‫ين�شاأ الجذر نتيجة نمو الجذير في الجنين مكون ًا ما يعرف بالجذر االبتدائي (‪ )Primary Root‬وفي‬
‫الباقالء يكون الجذر وتدي يتفرع مكون ًا جذوراً ثانوية (‪ )Secondary Roots‬وبدورها تكون افرع جانبية‬
‫وهكذا حتى يتكون المجموع الجذري للنبات‪ .‬وظيفة الجذر هي تثبيت النبات في التربة وامت�شا�ص الماء والمواد‬
‫المذابة وتو�شيلها اإلى ج�شم النبات وفي جذور الباقالء نالحظ وجود عقد �شغيرة تعرف بالعقد البكتيرية �شكل‬
‫(‪ )2-7‬حيث يوجد داخل هذه العقد نوع من البكتريا المفيدة المعروفة بالرايزوبيوم (‪ )Rhizobium‬وتعمل‬
‫هذه البكتريا على تثبيت النتروجين الهوائي وتحويله اإلى مركبات نتروجينية ي�شتفيد منها النبات‪ ،‬وعند موت‬
‫النبات تتحلل هذه العقد بما فيها مما يزيد من خ�شوبة التربة‪.‬‬

‫�شكل (‪ .)2-7‬العقد البكتيرية في جذور نبات الباقالء (للحفظ)‬

‫مناطق الجذر ‪:Root Zones‬‬


‫عند فح�ص مقطع طولي في قمة جذر نبات ذوات الفلقتين (الباقالء) �شكل (‪ )2-7‬تت�شح المناطق االآتية‪:‬‬
‫‪ -1‬القلن�شوة ‪:)Root Cap( Calyptra‬‬
‫حيث تتكون من خاليا برنكيمية تقع في قمة الجذر وتاأخذ �شك ًال مخروطي ًا وتعمل على حماية خاليا القمة‬
‫النامية من التمزق اثناء اختراق الجذر واحتكاكه بالتربة‪ .‬وهي ذا ت خاليا م�شتمرة التجدد بو�شاطة الخاليا‬
‫المر�شتيمية االأولية لتعوي�ص الخاليا التالفة من القلن�شوة‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫‪ -2‬منطقة القمة النامية (المر�شتيم القمي) (‪:)Apical Meristem‬‬
‫تتكون من ن�شيج مر�شتيمي اأولي وتتميز اإلى ثالث مناطق مر�شتيمية هي‪:‬‬
‫اأ ـ من�شئ (مولد) الب�شرة ويوؤدي اإلى تكوين الب�شرة‪.‬‬
‫ب ـ من�شئ الن�شيج اال�شا�شي (‪ )Ground Meristem‬الذي ينتج خاليا الن�شيج اال�شا�شي‪.‬‬
‫جـ ـ من�شئ الحزم الوعائية (‪ )Procambium‬يوؤدي اإلى تكوين الخ�شب واللحاء االبتدائيين‪.‬‬

‫‪ -3‬منطقة اال�شتطالة (‪:)Zone of Elongation‬‬


‫ت�شتطيل فيها الخاليا المر�شتيمية الناتجة من انق�شام خاليا القمة النامية‪ ،‬وتفقد قدرتها على االنق�شام‪.‬‬
‫وفي هذه المنطقة يحدث النمو الطولي للجذر وت�شبح خالياه بالغة وتقوم بامت�شا�ص الماء والمواد الذائبة‪.‬‬

‫‪ -4‬منطقة ال�شعيرات الجذرية (‪:)Zone of Root Hairs‬‬


‫تن�شج الخاليا وتتحول اإلى خاليا م�شتديمة ابتدائية وت�شمى منطقة ال�شعيرات الجذرية وهي تقوم‬
‫بامت�شا�ص الماء والعنا�شر المختلفة من التربة‪.‬‬

‫التركيب الت�شريحي للجذر (‪:)Anatomical Structure of Root‬‬

‫عند فح�ص مقطع م�شتعر�ص �شكل (‪ )3-7‬لجذر نبات ذوات الفلقتين ومنها الباقالء نالحظ ماياأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬الب�شرة (‪ :)Epidermis‬تتكون من طبقة واحدة من الخاليا وتمتد بع�ص خالياها مكونة ال�شعيرات‬
‫الجذرية‪.‬‬

‫‪ - 2‬الق�شرة (‪ :)Cortex‬تتكون من عدة طبقات من الخاليا البرنكيمية (الح�شوية)‪ .‬وظيفتها تخزين الغذاء‬
‫وتو�شيل الماء واالإمالح المعدنية‪ ،‬تنتهي اإلى الداخل بطبقة خلوية واحدة من الخاليا المغلظة بمادة‬
‫ال�شوبرين* (الحظ ال�شفحة التالية) والتي تعرف با�شم الق�شرة الداخلية ( ‪.)Endodermis‬‬

‫‪ - 3‬اال�شطوانة الوعائية (‪ :)Vascular Cylinder‬تلي طبقة الق�شرة وتتكون من‪:‬‬

‫اأ ‪ -‬الدائرة المحيطية (‪ :)Pericycle‬تتمثل ب�شف واحد من الخاليا البرنكيمية (الح�شوية) مال�شقة لطبقة‬
‫الق�شرة الداخلية وتحتفظ خالياها بقدرتها على االنق�شام لتكوين الجذور الجانبية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحزم الوعائية (‪ :)Vascular Bundles‬تتكون الحزم الوعائية من ان�شجة الخ�شب االبتدائي واللحاء‬
‫االبتدائي وعلى ترتيب ان�شاف اقطار متبادلة وعدد هذه الحزم من (‪ )8-2‬في ذوات الفلقتين وفي نبات‬
‫الباقالء اأربع حزم لحاء واأربع حزم خ�شب‪ .‬والخ�شب يتكون من خ�شب اأولي (‪ ،)Protoxylem‬الذي يتجه‬

‫‪125‬‬
‫نحو الداخل وخ�شب ثانوي يتجه نحو الخارج‪ .‬اما اللحاء االبتدائي فيوجد بين اذرع الخ�شب ويتكون من انابيب‬
‫منخلية وخاليا مرافقة والياف لحاء وبرنكيما لحاء (الن�شيج الح�شوي اللحائي)‪ ،‬ويوجد بين اذرع الخ�شب واذرع‬
‫اللحاء كمية من الخاليا البرنكيمية تلعب دوراً مهم ًا في النمو الثانوي‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ اللب (‪ :)Medulla‬يحتل اللب المنطقة التي في مركز الجذر ويتركب من خاليا برنكيمية وقد تخلو جذور‬
‫بع�ص النباتات من اللب‪.‬‬

‫* ال�شوبرين‪ :‬هي مادة غير مر�شحة (منفذة) للماء مكونة ما يعرف ب�شريط كا�شبر (‪.)Casparian Strip‬‬

‫النمو الثانوي في الجذور ‪:‬‬


‫يح�شل اثناء النمو ومع زيادة عمر النبات زيادة في �شمك الجذور بتكوين ان�شجة ثانوية ويعرف هذا بالنمو‬
‫الثانوي‪ .‬ويحدث مثل هذا النمو في جذور نباتات ذوات الفلقتين وي�شتثنى من ذلك بع�ص ذوات الفلقتين مثل‬
‫نبات الباقالء ونادراً في نباتات ذوات الفلقة الواحدة‪.‬‬
‫النمو الثانوي يحدث نتيجة لتكوين ان�شجة وعائية ثانوية وكذلك ان�شجة الب�شرة المحيطية وتبداأ نتيجة‬
‫لتكوين الخاليا المر�شتيمية الموجودة بين اللحاء والخ�شب �شرائط غير مت�شلة من الكمبيوم الثانوي عددها‬
‫ي�شاوي عدد الحزم الوعائية‪ ،‬وتنق�شم خالياها معطية خ�شب ًا ثانوي ًا اإلى الداخل ولحاءاً ثانوي ًا اإلى الخارج‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫االسطوانة الوعائية‬

‫البشرة‬

‫اللب‬
‫القشرة‬
‫القشرة الداخلية‬
‫اخلشب‬

‫اللحاء‬

‫�شكل (‪ )3-7‬ت�شريح الجذر‪ ( .‬اأ ) مقطع م�شتعر�ص في جذر نبات من ذوات الفلقة الواحدة للمقارنة‪( .‬ب)‬
‫مقطع م�شتعر�ص في جذر نبات من ذوات الفلقتين‪( .‬جـ) مقطع م�شتعر�ص للتركيب الن�شيجي لجذر نبات من‬
‫ذوات الفلقتين ‪( .‬د) التركيب الداخلي للجذر المذكور اأنف ًا من خالل مقطع طولي يت�شح فيه التركيب الن�شيجي‬
‫للقمة النامية في الجذر‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫وتكون ا�شرطة الكمبيوم الثانوي في بداية عملية النمو الثانوي منف�شلة غير انها ال تلبث ان تت�شل‬
‫وتظهر على هيئة ا�شطوانة كاملة من الكمبيوم‪ .‬وي�شتمر ن�شاط الكمبيوم معطي ًا خ�شب ثانوي اإلى الداخل‬
‫ولحاء ثانوي اإلى الخارج‪ .‬ومعدل تكوين الخ�شب الثانوي اعلى من معدل تكوين اللحاء الثانوي‪ .‬يتخلل‬
‫االن�شجة الوعائية خاليا برنكيمية ناتجة من ن�شاط الكمبيوم مكونة اال�شعة اللبية (‪ )Pith Rays‬اأو اال�شعة‬
‫الوعائية التي تمتد اإلى قلب الخ�شب الثانوي واللحاء الثانوي‪ .‬ويوؤدي ن�شاط الكمبيوم الوعائي اإلى زيادة‬
‫قطر الجذر مما ينتج عنه تمزق الطبقات الخارجية وهي الب�شرة والق�شرة فتن�شط خاليا الدائرة المحيطية‬
‫وت�شتعيد قدرتها على االنق�شام مما يوؤدي الت�شاع محيط الدائرة المحيطية وكذلك يتكون الكمبيوم الفليني‬
‫من الطبقة الخارجية للدائرة المحيطية مكون ًا فلين ًا للخارج وق�شرة ثانوية للداخل‪.‬‬

‫المجموعة الخ�شرية‬ ‫‪2 -2-7‬‬


‫ي�شم المجموع الخ�شري لنبات الباقالء اق�شام ًا رئي�شة تمثل ال�شاق واالأوراق واالزهار والثمار‪.‬‬

‫‪ -1‬ال�شاق (‪:)Stem‬‬

‫ين�شاأ ال�شاق في جميع النباتات ب�شمنها نبات الباقالء من روي�شة جنين البذرة (‪ )Plumul‬ويحمل ال�شاق‬
‫االأوراق على مناطق تدعى بالعقد (‪ )Nodes‬اما المناطق بين العقد فتدعى بال�شالميات (‪)Internodes‬‬
‫وتكون خالية من االأوراق وفي نبات الباقالء تكون ال�شاق قائمة اأو منت�شبة فوق �شطح التربة وخ�شراء‬
‫اللون‪ ،‬ولل�شاق اربعة ا�شالع وهو مجوف عند المركز (اللب) وب�شورة عامة يتميز ال�شاق عن الجذر باحتوائه‬
‫على العقد وال�شالميات وعدم احتوائه على القلن�شوة وانما ينتهي بالبرعم القمي (‪ )Apical Bud‬الذي‬
‫ينتج عن نموه الزيادة الطولية لل�شاق‪.‬‬
‫ينمو ال�شاق بانق�شام خاليا القمة النامية وهي خاليا ان�شائية مر�شتيمية تحتوي على الن�شيج المر�شتيمي‬
‫االأولي (‪ )Promeristem‬تنق�شم خاليا هذا الن�شيج لتعطي ان�شجة ابتدائية وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬ان�شجة ان�شائية (مر�شتيمية) �شامة اأو جلدية (‪ )Protoderm‬تعطي ان�شجة الب�شرة‪.‬‬


‫‪ .2‬ان�شجة ان�شائية وعائية (‪ )Procambium‬تعطي االن�شجة التو�شيلية وهي الخ�شب واللحاء‪.‬‬
‫‪ .3‬ان�شجة ان�شائية (مر�شتيمية) ا�شا�شية والتي تكون الن�شيج اال�شا�شي للق�شرة واللب وجميع هذه االن�شجة‬
‫هي ان�شجة ابتدائية واثناء تكوين هذه االن�شجة يزداد ال�شاق في الطول وتبداأ مولدات االأوراق االأولية‬
‫(‪ )Leaf primordial‬في التكوين‪ .‬وتتميز �شيقان نباتات ذات الفلقتين بوجود كمبيوم حزمي بين‬
‫الخ�شب واللحاء يظل كامن ًا في المراحل االأولى للنمو وفي المراحل المتاأخرة يبداأ باالنق�شام ليعطي‬
‫االن�شجة الثانوية (خ�شب ولحاء) مما يوؤدي اإلى زيادة �شمك ال�شاق‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫التركيب الت�شريحي ل�شاق من ذوات الفلقتين ‪: Anatomy of Dicot Stem‬‬
‫تتميز �شيقان ذوات الفلقتين بان الن�شيج اال�شا�شي مميز اإلى ق�شرة ولب والحزم الوعائية منتظمة على‬
‫هيئة ا�شطوانة مع بع�ص الخاليا ال�شكلرنكيمية مكونة الدائرة المحيطية‪ ،‬وتتميز الحزم الوعائية باحتوائها‬
‫على كمبيوم بين الخ�شب واللحاء وينتظم الخ�شب التالي باتجاه الب�شرة والخ�شب االأول باتجاه اللب وجميع‬
‫هذه االن�شجة ابتدائية‪ .‬وفي ماياأتي توزيع وتركيب هذه االن�شجة‪� .‬شكل (‪:)4-7‬‬

‫‪ .1‬الب�شرة (‪� :)Epidermis‬شف واحد من الخاليا مغطاة من الخارج بطبقة من الكيوتين غير منفذ للماء‬
‫مكونة الكيوتكل (‪ )Cuticle‬مع وجود مواد �شمعية في هذه الطبقة وهي �شميكة في النباتات ال�شحراوية‬
‫لتحافظ على المحتوى المائي كذلك تمنع البكتريا والفطريات من مهاجمة االن�شجة الداخلية‪.‬‬
‫‪ .2‬الق�شرة (‪ :)Cortex‬تتكون من عدة طبقات من الخاليا وهي تلي الب�شرة وتحيط باال�شطوانة الوعائية‬
‫وتتكون من خاليا برنكيمية وقد تحتوي على بال�شتيدات خ�شر وتتميز اآخر طبقة من الق�شرة باحتوائها‬
‫على كميات من الن�شاء يكون ما يعرف بالغالف الن�شوي (‪.)Starch Sheath‬‬
‫الدائرة المحيطية (‪ :)Pericycle‬المنطقة التي تلي الغالف الن�شوي وفي المنطقة الخارجية لال�شطوانة‬ ‫‪.3‬‬
‫الوعائية وتتكون من طبقة اأو اكثر من الخاليا ال�شكلرنكيمية ويطلق عليها اي�ش ًا ا�شم الياف الدائرة‬
‫المحيطية واهميتها حماية خاليا اللحاء من اي �شغط خارجي‪.‬‬
‫اال�شطوانة الوعائية (‪ :)Vascular Cylinder‬تتكون من عدد من الحزم الوعائية تترتب على هيئة‬ ‫‪.4‬‬
‫حلقة واحدة وتتركب الحزم الوعائية من خ�شب ولحاء بينهما كمبيوم �شكل (‪ )4-7‬يتجه اللحاء نحو‬
‫الب�شرة والخ�شب نحو النخاع وعلى قطر واحد ويطلق عليها بالحزمة المفتوحة (لوجود الكمبيوم بين‬
‫الخ�شب واللحاء)‪.‬‬
‫اما ن�شيج الخ�شب فيتكون من الخ�شب التالي (‪ )Metaxylem‬يتجه للخارج نحو الب�شرة والخ�شب االأول‬
‫(‪ ) Protoxylem‬ويتجه نحو اللب (النخاع) وهذه ميزة لل�شيقان ويتكون الكمبيوم من طبقة اأو اكثر‬
‫اما اللحاء فيتكون من انابيب منخلية وخاليا مرافقة برنكيمية والياف اللحاء‪.‬‬
‫اللب (‪ :)Pith‬يحتل مركز ال�شاق ويتكون من خاليا برنكيمية كبيرة الحجم فيها م�شافات بينية وفي‬ ‫‪.5‬‬
‫بع�ص االحيان يكون ال�شاق اجوف حيث ينح�شر اللب بطبقات قليلة كما في نبات الباقالء والبر�شيم‪.‬‬
‫اال�شعة اللبية (‪ :)Medullary Rays‬توجد في ال�شيقان التي تنتظم فيها الحزم الوعائية على هيئة‬ ‫‪.6‬‬
‫ا�شطوانة حيث توجد م�شافات بين هذه الحزم وهذه الم�شافات تتكون من خاليا برنكيمية لت�شل بين‬
‫الق�شرة واللب ويطلق عليها اال�شعة اللبية‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫�شكل (‪ )4-7‬ت�شريح ال�شاق‪( .‬اأ) مقطع م�شتعر�ص في �شاق نبات ذوات الفلقة الواحدة كما في نبات البردي‪.‬‬
‫(ب) مقطع م�شتعر�ص في �شاق نبات ذوات الفلقتين ومنها (الباقالء)‪( .‬للحفظ)‪.‬‬

‫النمو الثانوي في �شيقان نباتات ذوات الفلقتين‪:‬‬


‫نمو النبات يعني ظهور اع�شاء جديدة وازدياد في كمية االن�شجة باال�شافة اإلى زيادة في �شمك النبات‬
‫ويرجع �شبب الزيادة في االن�شجة وال�شمك اإلى تكوين ان�شجة ثانوية تعرف بالنمو الثانوي اأو التغل�ص الثانوي‬
‫ويحدث هذا في نباتات ذوات الفلقتين فقط وي�شتثنى من ذلك بع�ص النباتات ذوات الفلقتين كما هو الحال في‬
‫الباقالء مو�شوع درا�شتنا في هذا الف�شل وذلك لكون مثل هذه النباتات تكون حولية‪.‬‬
‫اما في نباتات ذات الفلقة الواحدة فال يحدث تغلظ ثانوي وانما يزداد ال�شاق في ال�شمك نتجة انق�شام الخاليا‬
‫في القمم النامية ثم ازدياد حجمها‪ .‬وتتكون االن�شجة الثانوية في نباتات ذوات الفلقتين التي توجد فيها‬
‫اال�شطوانة الوعائية على هيئة ا�شطوانة من الحزم الوعائية وكل حزمة تحتوي على كمبيوم وتنق�شم كل خلية‬
‫من خاليا الكمبيوم اإلى خليتين تبقى احدهما مر�شتيمية واالخرى تتخ�ش�ص اما اإلى خ�شب ثانوي اإلى الداخل‬
‫اأو لحاء ثانوي اإلى الخارج وقبل تحولها اإلى لحاء ثانوي تنق�شم اإلى ق�شمين غير مت�شاويين الكبيرة تتحول اإلى‬
‫خلية منخلية واالخرى اإلى خلية مرافقة‪ .‬ويكون الكمبيوم اما على هيئة حلقة متكاملة اأو متقطعة في حالة‬
‫وجود الحزم الوعائية منف�شلة و�شرعان ما يكتمل ليكون حلقة كمبيومية وذلك بتكوين خاليا مر�شتيمية ثانوية‬
‫من البرنكيما التي توجد بين الحزم الوعائية مكونة ما يعرف بالكمبيوم بين الحزمي وينق�شم مثل هذا الكمبيوم‬
‫في الحزمة عادة اإلى عدد من خاليا اللحاء الثانوي الناتجة من النمو الثانوي اقل من خاليا الخ�شب الثانوي‬
‫وبالتالي يزداد قطر ال�شاق لزيادة خاليا الخ�شب الثانوي‪ .‬واذا كانت الحزم الوعائية منف�شلة عن بع�شها فان‬
‫الكمبيوم بين الحزمي ينق�شم ويعطي خاليا برنكيمية اإلى الخارج والداخل مكون ًا ما يعرف باال�شعة اللبية‬

‫‪130‬‬
‫وبزيادة النمو الثانوي لل�شاق تزداد كمية الخ�شب الثانوي الذي يدفع الخ�شب االبتدائي نحو مركز ال�شاق‬
‫ويدفع اللحاء الثانوي اللحاء االبتدائي للخارج فتتمزق االن�شجة الخارجية لل�شاق وتتحول خاليا الق�شرة اإلى‬
‫خاليا مر�شتيمية تنق�شم وتعطي البريديرم ليحل محل الب�شرة والق�شرة االبتدائية‪.‬‬
‫وفي المناطق الجغرافية التي تتميز بتباين في ظروف البيئة خالل ف�شول ال�شنة فان الكمبيوم ين�شط خالل‬
‫الربيع مكون ًا اأوعية خ�شبية وا�شعة (الخ�شب الربيعي) وفي الخريف ينتج الكمبيوم اأوعية خ�شبية �شيقة وقليلة‬
‫العدد (الخ�شب ال�شيفي) وعلى مر ال�شنين تتكون حلقات من الخ�شب الربيعي وال�شيفي وكل حلقة مكونة من‬
‫النوعين التي ظهرت في عام واحد تعرف بالحلقة ال�شنوية ومنها يمكن ح�شاب عمر اال�شجار وذلك بعدد الحلقات‬
‫ال�شنوية ‪� .‬شكل (‪.)5-7‬‬

‫�شكل (‪ )5-7‬النمو ال�شنوي (الحلقة ال�شنوية) في �شيقان النباتات الخ�شبية‬

‫‪ -2‬الورقة ( ‪:)Leaf‬‬
‫تراكيب م�شطحة تحمل على عقد ال�شاق‪ ،‬وتعتبر االأوراق من اهم اجزاء النبات حيث ت�شتطيع امت�شا�ص الطاقة‬
‫ال�شم�شية وفي وجود ‪ CO2‬ومادة الكلوروفيل ي�شتطيع النبات تخليق غذائه الع�شوي بعملية البناء ال�شوئي‬
‫(‪ )Photosynthesis‬وينت�شر على �شطحي الورقة وخا�شة ال�شطح ال�شفلي الثغور (‪ )Stomata‬وعن طريقها‬
‫يتم التبادل الغازي وكذلك تقوم االأوراق بعملية النتح (‪ .)Transpiration‬وتتباين االأوراق من حيث ال�شكل‬
‫والحجم فمنها االأوراق بحجمها و�شكلها االعتيادي ومنها قد ي�شل طولها اإلى ‪ 6‬م كما في نخيل التمر ومنها‬
‫الدائري كما في الخباز واخرى قد ي�شل قطرها اإلى‪� 150‬شنتيمتر (نبات الملكة فكتوريا) ومنها ال�شريطي كما‬
‫في الذرة واالرز والقمح واخرى انبوبية كما في الب�شل وهكذا‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫التركيب الخارجي لالأوراق‪:‬‬
‫تتركب الورقة �شكل (‪ )6-7‬في اغلب الحاالت من‪:‬‬

‫‪ .1‬قاعدة الورقة (‪ :)Leaf Base‬مكان ات�شال وارتكاز الورقة على ال�شاق ويوجد على جانبي القاعدة اذينتان‬
‫(‪)Stipules‬لحماية البرعم‪.‬‬
‫‪ .2‬عنق الورقة (‪ :)Petiole‬تركيب ا�شطواني يحمل الن�شل بعيداً عن ال�شاق وت�شمى الورقة معنقة وعندما يغيب‬
‫العنق ت�شمى الورقة جال�شة وي�شاعد العنق في تعري�ص الورقة لل�شوء‪.‬‬
‫‪ .3‬ن�شل الورقة (‪ :)Leaf Blade‬الجزء االأخ�شر المفلطح والرقيق يخترقه طولي ًا عرق و�شطي تتفرع منه‬
‫عروق ثانوية (‪ )SecondaryVeins‬وتكون مت�شابكة في ذوات الفلقتين ومتوازية في ذوات الفلقة‬
‫الواحدة‪ ،‬والن�شل اما ان يكون ب�شيط اأي مكون من قطعة واحدة اأو يكون مركب اإذ يتجزاأ الن�شل اإلى عدة‬
‫اجزاء منف�شلة‪ ،‬وورقة الباقالء تعتبر من النوع المركب (مركبة ري�شية) حيث يتاألف الن�شل من عدة وريقات‪.‬‬

‫ال�شكل (‪ )6-7‬اأنواع مختلفة من االوراق يت�شح من خاللها التركيب الخارجي‪( .‬للحفظ)‪.‬‬

‫التركيب الت�شريحي لورقة من ذوات الفلقتين (‪:)Anatomy of Dicotyledon Leaf‬‬


‫تتركب الورقة في نبات ذوات الفلقتين �شكل (‪ )7-7‬من‪:‬‬

‫‪ .1‬الب�شرة (‪ :)Epidermis‬تتركب الب�شرة من طبقة واحدة مترا�شة من خاليا الب�شرة العليا والب�شرة ال�شفلى‬
‫للورقة وتتخللها فتحات الثغور للقيام بالتبادل الغازي والب�شرة ال�شفلى تحتوي على عدد اكبر من الثغور‬
‫مقارنة بالعليا‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫‪ .1‬الن�شيج الو�شطي الميزوفيل (‪ :)Mesophyll‬الن�شيج الواقع بين الب�شرة العليا وال�شفلى ويتكون من‬
‫نوعين من الخاليا االأولى تقع ا�شفل الب�شرة العليا تعرف بالخاليا العمادية وهي خاليا برنكيمية م�شتطيلة‬
‫وعمودية على الب�شرة العليا وتحتوي على بال�شتيدات خ�شر وتمثل الن�شيج اال�شا�شي الذي يقوم بالبناء‬
‫ال�شوئي‪ .‬والنوع الثاني من االن�شجة هو الن�شيج اال�شفنجي عبارة عن خاليا مفككة بينها م�شافات بينية‬
‫وتحتوي اأي�ش ًا على بال�شتيدات خ�شر ولكن اقل من الطبقة العمادية‪.‬‬

‫‪ .2‬االن�شجة الوعائية (‪ :)Vascular Tissues‬في نباتات ذوات الفلقتين يوجد العرق الو�شطي وتتفرع‬
‫منه العروق الثانوية وتوجد االن�شجة الوعائية في العرق الو�شطي للورقة ويتكون من الخ�شب واللحاء‪ .‬يقع‬
‫الخ�شب في الجزء العلوي واللحاء في الجزء ال�شفلي للعرق الو�شطي وتوجد خاليا كولنكيمية فوق وا�شفل‬
‫الحزم الوعائية للتدعيم‪ ،‬وكذلك خاليا برنكيمية تحيط بالحزمة الوعائية وتت�شل بالن�شيج الو�شطي للورقة‬
‫تدعى غمد الورقة (‪.)Bundle sheath‬‬

‫�شكل (‪ )7-7‬ت�شريح الورقة‪ ( .‬اأ ) ورقة نبات ذوات الفلقتين‪( .‬ب) ورقة نبات ذوات فلقة واحدة‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫‪ -3‬الزهرة (‪:)Flower‬‬
‫تعرف الزهرة بانها غ�شن ان�شغط وتحورت اأوراقه للقيام بوظيفة التكاثر‪ .‬ويتميز هذا الغ�شن بعدم ا�شتطالة‬
‫�شالمياته‪ ،‬فتبقى االجزاء الزهرية (االأوراق) محت�شدة على عقد ال تف�شل بينها �شالميات وا�شحة‪.‬وكذلك يتوقف‬
‫هذا الغ�شن الزهري عن النمو بعد تكوين االجزاء الزهرية كما في الغ�شن الخ�شري‪ .‬والزهرة النموذجية في‬
‫نباتات ذوات الفلقتين تتكون من اربع حلقات بت�شل�شل ثابت‪ .‬وهي من الخارج اإلى الداخل‪:‬‬
‫اأوراق كا�شية (�شبالت) مكونة الكاأ�ص‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫اأوراق تويجية (بتالت) مكونة التويج‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫طلع (ا�شدية) مكونة الجهاز الذكري‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫المدقة (المتاع) مكونة الجهاز االنثوي‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫لتكون التخت (‪ )Torus‬تترتب‬‫تحمل الزهرة على �شاق يعرف بالحامل الزهري (‪ )Peduncle‬تت�شع قمته ّ‬
‫عليه االجزاء الزهرية بت�شل�شل‪ .‬وفي نبات الباقالء كما هو الحال في ازهار نباتات ذوات الفلقتين تحمل الزهرة‬
‫بو�شاطة الحامل الزهري‪ ،‬وهي تتكون من الكاأ�ص والتويج والجهاز الذكري والجهاز االنثوي ومن ثم فان هذه‬
‫الزهرة خنثية النها تحوي االع�شاء الذكرية واالنثوية معاً‪ .‬والزهرة جانبية التناظر (وحيدة التناظر) اأي يمكن‬
‫تق�شيمها اإلى ن�شفين مت�شابهين فقط‪.‬‬
‫وفيما ياأتي و�شف لالجزاء الزهرية النموذجية �شكل (‪:)8-7‬‬

‫‪ .1‬الكاأ�س (‪ :)Calyx‬المحيط الخارجي في ازهار نباتات ذوات الفلقتين عامة‪ .‬ويتاألف من اأوراق خ�شر ت�شمى‬
‫االأوراق الكا�شية (�شبالت) تقوم بحماية االجزاء الداخلية للزهرة وهذه االوراق قد تبقى ملت�شقة بالثمرة كما‬
‫في الباذنجان والطماطة‪.‬‬
‫وفي زهرة الباقالء توجد خم�شة اأوراق كاأ�شية خ�شر اللون ملتحمة‪.‬‬
‫‪ .2‬التويج (‪ :)Corolla‬يتكون من االأوراق التويجية (بتالت)‪ .‬وتتميز بانها تكون ملونة ولها رائحة‪ ،‬وتقوم‬
‫بجذب الح�شرات التمام عملية االخ�شاب‪ .‬اما في زهرة الباقالء فلها خم�شة اأوراق تويجية بي�شاء اللون‬
‫منقطة باالأ�شود‪ .‬وهي من النوع الفرا�شي اأي ورقتان اماميتان ملتحمتان (الجوؤجوؤ) يوجد بداخلها االأ�شدية‪،‬‬
‫وورقتان جانبيتان منف�شلتان (اجنحة) وورقة واحدة خلفية وهي االأكبر حجم ًا (العلم)‪.‬‬
‫‪ .3‬الطلع (اع�شاء التذكير) (‪ :)Androecium‬ع�شو التذكير في الزهرة والذي يحمل حبوب اللقاح‪ .‬ويتكون من‬
‫االأ�شدية (‪ )Stamens‬وتتركب ال�شداة من خيط رفيع (‪ )Filament‬يت�شل بالتخت من اال�شفل وينتهي‬
‫في اعاله بجزء منتفخ ي�شمى المتك (‪ )Anther‬وهذا الجزء يتكون من ف�شين يحتوي كل منها بداخله‬
‫على حبوب اللقاح‪ .‬وعند الن�شج يتفتح المتك لن�شر هذه الحبوب‪ .‬وتكون في نبات الباقالء ع�شرة ا�شدية‬
‫ت�شعة منها ملتحمة مكونة االنبوبة ال�شداتية اما ال�شداة العا�شرة فهي حرة وت�شمى هذه الحالة ثنائية الحزم‬
‫(‪.)Diadelphous‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ .1‬المتاع (اع�شاء التاأنيث) (‪ :)Gynoecium‬وهو ع�شو التاأنيث في الزهرة ويتاألف من عدد من االأوراق‬
‫المتحورة ت�شمى كرابل (‪ )Carpels‬تتحد مع بع�شها (اأو تكون كربلة واحدة) لتكون المبي�ص (‪)Ovary‬‬
‫الذي يحتوي على البوي�شات وهذا الجزء يت�شل بجزء ا�شطواني ي�شمى القلم (‪ )Style‬وينتهي بالمي�شم‬
‫(‪ )Stigma‬الذي ي�شتقبل حبوب اللقاح‪.‬‬
‫وفي الباقالء يتكون المبي�ص من كربلة واحدة ويمتد الجهاز االنثوي كله داخل االنبوبة ال�شداتية‪.‬‬

‫�شكل (‪ )8-7‬تركيب الزهرة النموذجية‪( .‬للحفظ)‪.‬‬


‫‪ -4‬الثمرة (‪:)Fruit‬‬
‫بعد عملية االخ�شاب ينمو المبي�ص وين�شج ليكون الثمرة التي تحتوي على البذرة اأو عدة بذور‪ .‬ويمكن تمييز‬
‫ندبتين على الثمرة عند طرفها احداهما هي مو�شع ات�شال المبي�ص بالنبات االأم واالخرى تمثل بقايا القلم‪.‬‬
‫وثمرة الباقالء هي من نوع البقلة الناتجة من نمو المبي�ص المكون من كربلة واحدة وفيها عدة بوي�شات‪ .‬تنتج‬
‫البذور التي تت�شل بو�شاطة الحبل ال�شري بالثمرة بترتيب حافي‪� .‬شكل (‪.)9-7‬‬

‫‪ -5‬البذرة (‪:)Seed‬‬
‫تتكون البذور داخل الثمار وتن�شاأ الثمرة من مبي�ص الزهرة حيث يتم اخ�شاب البوي�شة بنواة ذكرية (الطلع)‬
‫ليتكون الجنين الذي ينق�شم وينمو ليكون البذرة وعليه فالبذرة هي عبارة عن نبات كامل في �شورة جنين‪� .‬شكل‬
‫(‪.)9-7‬‬
‫تتميز البذرة بوجود ندبة واحدة هي مكان ات�شالها بالثمرة بو�شاطة الحبل ال�شري‪.‬‬
‫بذرة نبات الباقالء مثل باقي نباتات ذوات الفلقتين مكونة من غالف جلدي يعرف بالق�شرة (‪ )Testa‬على‬
‫احد طرفيه ندبة �شوداء ت�شمى ال�شرة (‪ ،)Hilum‬وبالقرب منها ثقب �شغير يدعى النقير (‪ )Micropyle‬وا�شفله‬
‫يوجد انتفاخ مثلث يو�شح مكان الجذير‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫�شكل (‪ )9-7‬االثمار والبذور‬

‫نبات البردي (‪ )Typha‬المتكيف للمعي�شة المائية‬ ‫‪3 -7‬‬


‫نبات ع�شبي معمر برايزومات مائية اأو �شبه مائية يعي�ص‬
‫وي�شتوطن في البحيرات والم�شتنقعات واالهوار يغطي م�شاحات‬
‫�شا�شعة من اهوار وم�شتنقعات جنوب العراق باال�شافة اإلى‬
‫وجوده في الياب�شة‪ ،‬ونبات البردي ح�شلت فيه تحورات تمكنه‬
‫من المعي�شة المائية اأو �شبه المائية‪ ،‬وله اجزاء ار�شية تنمو‬
‫�شريع ًا في االأر�ص المغمورة بالماء ثم ينمو جزء منها نمواً‬
‫هوائي ًا في �شطح الماء‪.‬‬
‫يتبع نبات البردي عائلة البردي (‪)Typhaceae‬‬
‫�شكل (‪ )10-7‬وهو من نباتات ذوات الفلقة الواحدة‬
‫(‪ )Monocotyledon‬واغلب افراد هذه العائلة عبارة عن‬
‫نباتات ع�شبية عدا انواع قليلة مثل النخيل والخيزران‪ ،‬فهي‬
‫خ�شبية ومن مميزاتها ظهور الحزم الوعائية ب�شورة مبعثرة‬
‫�شكل (‪ )10-7‬نبات البردي‬ ‫في المقطع العر�شي لل�شاق‪ ،‬وتكون اأوراقها متوازية التعرق‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫‪ -1‬الجذر‪:‬‬
‫جذر نبات البردي كما هو الحال في نباتات الفلقة الواحدة اال انه تكيف للمعي�شة المائية اأو �شبه المائية‬
‫حيث تزداد الغرف الهوائية لنموها في و�شط مائي فقير باالأوك�شجين لذلك حاجة النبات اإلى ا�شتخدام الجذور‬
‫في امت�شا�ص الماء تقل فنجد درجة تفرع الجذور لتكون ال�شعيرات الجذرية يقل بزيادة كمية الماء‪ ،‬وهذا يمثل‬
‫تكيف ًا تركيبي ًا للعر�ص والطلب في البيئة‪.‬‬

‫التركيب الت�شريحي لجذور نباتات ذوات الفلقة الواحدة‪:‬‬


‫‪)Anatomy of Monocotyledon Roots(:‬‬
‫تترتب االن�شجة في جذور نباتات ذوات الفلقة الواحدة بنف�ص ترتيب االن�شجة في جذور نباتات الفلقتين‬
‫وهناك بع�ص ال�شفات التي تميز الجذور في ذوات الفلقة الواحدة وهي‪:‬‬
‫يوجد لب وا�شع وا�شح في مركز الجذر‪ ،‬تكون طبقة الق�شرة �شيقة مقارنة بذوات الفلقتين‪ ،‬وال يوجد برنكيما‬
‫لحاء‪ .‬وتتميز طبقة الب�شرة الداخلية بتغلظ خالياها ب�شدة (�شريط كا�شبر) ونادراً ما يحدث النمو الثانوي في‬
‫جذور النباتات ذوات الفلقة الواحدة �شكل (‪.)3-7‬‬

‫‪ -2‬ال�شاق‪:‬‬
‫ال�شاق الرئي�شي لنبات البردي رايزومي تن�شاأ منه �شيقان طويلة ا�شطوانية تحمل في نهايتها االأزهار وكما‬
‫هو الحال في نباتات ذوات الفلقتين يكون التركيب الت�شريحي لل�شاق في ذوات الفلقة الواحدة اإال ان الن�شيج‬
‫اال�شا�شي فيه ال يتميز اإلى الق�شرة واللب كما اإن الحزم الوعائية مبعثرة وكل حزمة وعائية محاطة بغمد مكون‬
‫من خاليا �شكلرنكيمية‪ .‬واالهم ان الحزمة الوعائية ال تحتوي على كمبيوم �شكل (‪.)4-7‬‬

‫التركيب الت�شريحي ل�شاق نبات من ذوات الفلقة الواحدة‪:‬‬

‫‪ - 1‬الب�شرة (‪ :)Epidermis‬تتكون من طبقة واحدة من خاليا مغطاة بالكيوتين‪ ،‬تليها طبقة اخرى ت�شمى‬
‫تحت الب�شرة مكونة من خاليا �شكلرنكيمية للتدعيم يوجد بينها خاليا برنكيمية (ح�شوية)‪.‬‬
‫‪ - 2‬الن�شيج اال�شا�شي (‪ :)Ground Tissue‬كما ذكر اعاله ال يتميز الن�شيج اال�شا�شي اإلى ق�شرة ولب ويتكون‬
‫من خاليا برنكيمية توجد فيها حزم وعائية مبعثرة �شغيرة‪ ،‬ويكون تواجدها في الجزء الخارجي اكثر من‬
‫الداخل‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫‪ - 3‬الحزم الوعائية (‪ :)Vascular Bundles‬توجد الحزم الوعائية مبعثرة داخل الن�شيج اال�شا�شي‬
‫ومحاطة بخاليا �شكلرنكيمية لتكون غمد الحزمة‪ .‬ويوجد الخ�شب واللحاء على ن�شف قطر واحد‪ ،‬وال يوجد‬
‫كمبيوم يف�شلهما‪ .‬لذلك ت�شمى حزمة مغلقة (ينتظم الخ�شب على �شكل حرف ‪ )V‬حيث تمثل ال�شعبتان الخ�شب‬
‫التالي اما الخ�شب االأول فيتكون من وعاء واحد‪ .‬ويتكون اللحاء من خاليا منخلية والياف وخاليا مرافقة‬
‫وال يحتوي على برنكيما لحاء‪.‬‬

‫‪ - 4‬الورقة‪:‬‬

‫اأوراق البردي �شميكة نوع ًا ما وا�شفنجية‪ ،‬قائمة‪� ،‬شريطية‪ ،‬طويلة متبادلة الترتيب على ال�شاق‪ .‬ولكل‬
‫ورقة قاعدة غمدية تن�شاأ من جزء ال�شاق الغاط�ص في الماء عادة‪.‬‬
‫وتركيبها الت�شريحي ال يختلف عما هي عليه في نباتات ذوات الفلقتين‪ ،‬فهي تتركب من ب�شرة �شفلى وعليا‬
‫ون�شيج و�شطي (ميزوفيل) وحزم وعائية‪ .‬وال يتميز الن�شيج الو�شطي اإلى ان�شجة عمادية وان�شجة ا�شفنجية‬
‫فهو متجان�ص ومكون ًا من خاليا برنكيمية تحتوي على بال�شتيدات‪ .‬وتنتظم الحزم الوعائية في و�شط الن�شيج‬
‫الن التعرق متوازي‪ .‬وتتركب الحزم الوعائية من غمد للحزمة الوعائية مكون ًا من خاليا �شكلرنكيمية وخ�شب‬
‫ولحاء‪ .‬وتنتظم اأوعية الخ�شب على هيئة الحرف ‪ V‬اأو ‪ ، Y‬وال توجد برنكيما لحاء‪.‬‬

‫‪ - 5‬الزهرة‪:‬‬

‫تكون الزهرة في نبات البردي �شغيرة ووحيدة الجن�ص‪ .‬والنبات احادي الم�شكن‪ ،‬واالأزهار متجمعة في‬
‫�شورة �شنبلة ا�شطوانية ال�شكل‪ .‬وتكون االأزهار الذكرية في االعلى واالنثوية في اال�شفل‪ ،‬ولكل منها قنابة‬
‫تحيط بها‪ .‬والغالف الزهري عبارة عن �شعيرات رفيعـة‪ ،‬واالأزهار الذكرية لها ‪ 5-2‬ا�شدية وتكون عادة ثالث‬
‫اأ�شدية‪ ،‬واالأزهار االنثوية لها مدقة ب�شيطة (كربلة واحدة) وبعد التلقيح بالريح تتكون الثمرة‪ .‬والثمرة فقيرة‬
‫مغطاة ب�شعيرات زغبية‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫نشاط‬

‫قم بزيارة مع عدد من زمالئك خالل عطلة نهاية اال�شبوع اإلى اأحد المزارع او الب�شاتين وحاول‬
‫ان تجمع عينات من االوراق واالزهار والثمار ثم �شنفها �شمن مجاميع تبع ًا لل�شكل والحجم‬
‫واللون ورتب الت�شنيف �شمن جدول يت�شمن ا�شم النبات مع ال�شفات الواردة في اعاله‪.‬‬

‫؟‬ ‫هل تعلم‬

‫يمكن ل�شجرة بلوط واحدة ان تنتج نحو ‪ 700‬لتر ماء في اليوم الواحد من خالل عملية النتح‬

‫اختبر معلوماتك‬
‫‪ -1‬ماذا يحدث اذا كان نتح النبات ا�شرع من امت�شا�شه الماء من التربة ؟‬
‫‪ -2‬كيف يتمكن النبات من حماية نف�شه تحت تلك ال�شروط ؟‬

‫‪139‬‬
‫أسئلة الفصل السابع‬

‫�ص‪� /1‬شع عالمة (✓) امام العبارة ال�شحيحة وعالمة (×) امام العبارة اخلاطئة يف كل مما ياأتي‪:‬‬

‫اأ‪ .‬تتميز منطقة القمة النامية (املر�شتيم القمي) يف اجلذر اإىل ثالث مناطق مر�شتيمية هي‪ :‬من�شئ الب�رشة‪،‬‬
‫ومن�شئ الن�شيج اال�شا�شي ‪ ،‬ومن�شئ احلزم الوعائية ‪.‬‬
‫ب‪ .‬ال�شوبرين ‪ :‬مادة مر�شحة للماء مكونة ما يعرف ب�رشيط كا�شرب (‪.)Casparian Strip‬‬
‫ج‪ .‬ين�شاأ ال�شاق يف جميع النباتات من روي�شة جنني البذرة (‪ )Plumul‬ويحمل ال�شاق االوراق على مناطق‬
‫تدعى بال�شالميات‪.‬‬
‫د‪ .‬تتكون اال�شطوانة الوعائية يف �شاق نبات من ذوات الفلقتني من عدد من احلزم الوعائية ترتتب على هيئة‬
‫حلقات متعاقبة‪.‬‬
‫هـ‪ .‬يحدث يف نباتات ذات الفلقة الواحدة تغلظ ثانوي يف حني اليح�شل مثل هذا التغلظ يف نباتات ذات‬
‫الفلقتني ‪.‬‬
‫و‪ .‬تعد االوراق اهم اجزاء النبات حيث ت�شتطيع امت�شا�ص الطاقة ال�شم�شية ل�شنع الغذاء الع�شوي للنبات‬
‫بعملية البناء ال�شوئي ‪.‬‬

‫�ص‪ /2‬عرف كل مما ياأتي ‪:‬‬


‫اأ‪ .‬عنق الورقة (‪.)Petiole‬‬
‫ب‪ .‬احلامل الزهري‪.‬‬
‫ج‪ .‬التخت‪.‬‬
‫د‪ .‬ال�رشة‪.‬‬

‫�ص‪ /3‬قارن بني اجلذر يف نبات بري ( الباقالء)ونبات مائي (الربدي)‪.‬‬

‫�ص‪ /4‬ما اق�شام الن�شيج املر�شتيمي االويل (‪ )Promeristem‬يف �شاق نبات الباقالء ‪.‬‬

‫�ص‪ /5‬قدم و�شف ًا موجزاً للرتكيب الت�رشيحي لورقة من ذوات الفلقتني‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫الفصل الثامن‬

‫‪8‬‬
‫تالؤم الحيوانات والنباتات‬
‫مع انماط الحياة في البيئة‬

‫محتويات الفصل‬

‫‪ 8-1‬ثبات الشروط البيئية في البيئة المائية‪.‬‬

‫‪ 2-8‬تباين شروط البيئة في اليابسة‪.‬‬

‫نشاط‬

‫أسئلة الفصل‬
‫النواتج التعليمية‬

‫بعد االنتهاء من دراسة هذا الفصل‬


‫يكون الطالب قادرا ً على أن‪:‬‬

‫يعرف مفهوم ثبات ال�شروط البيئية في البيئة المائية‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫يبين ا�شباب تباين �شروط البيئة في الياب�شة‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫يعدد انواع االرجل في الطيور تبع ًا لطبيعة الحركة والتغذية‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫يبين انواع المناقير تبع ًا لطريقة تغذية الطيور‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫يعرف التكيف في حركة الحيوان ويبين انواعه‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫يقدم امثلة عن التكيف مع الجفاف‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫يعرف االحياء ذاتية التغذية‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫ي�شرح التكيف مع نوع الغذاء وطريقة التغذي‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫يبين التكيفات التركيبية التي تظهرها الحيوانات نباتية التغذية لتالئم تغذيتها‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫يعرف الحيوانات الالحمة (اآكلة اللحوم) ويبين تكيفاتها التركيبية‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪142‬‬
‫ثبات ال�شروط البيئية في البيئة المائية‬ ‫‪1-8‬‬

‫تكون التغيرات في عوامل البيئة المائية قليلة‪ .‬وهذا يعود اإلى كون الو�شط المائي ذو �شروط تكاد تكون‬
‫ثابتة بدرجة كبيرة‪ ،‬ولذلك فاأن االحياء المائية التتعر�ص اإلى م�شاكل كبيرة فهي تكيفت بكل ت�شاميم‬
‫اج�شامها للمعي�شة المائية‪.‬‬
‫فالنباتات المائية المغمورة اأو الطافية تتكيف تركيباتها لظروف البيئة تكيف ًا مميزاً‪ ،‬فالب�شرة تكون‬
‫عديمة الكيوتكل‪ ،‬وبالتالي فاأن هذا التكيف ي�شاعدها على امت�شا�ص الغازات والمواد االأولية من الماء‬
‫مبا�شر ًة‪ ،‬والجذور تختزل بدرجة كبيرة كونها التحتاج ا�شتطالة اأو نمو بغية الح�شول على الماء فهو متوفر‬
‫ب�شكل يلبي الحاجة ب�شورة متكاملة (تكيف للعر�ص والطلب)‪ ،‬وال�شيقان تكون طويلة وذات جهاز وعائي‬
‫�شعيف التكوين‪ ،‬والم�شاحة ال�شطحية للق�شرة اكبر من الم�شاحة ال�شطحية لال�شطوانة الوعائية‪ .‬واالأوراق‬
‫ب�شكل عام تكون �شغيرة الحجم اأو مختزلة اختزا ًال كبيراً (ي�شتثنى من ذلك عدد من النباتات المائية)‪،‬‬
‫وان�شجة التهوية جيدة التكوين داخل االأوراق وال�شيقان‪.‬‬
‫اما بالن�شبة للحيوانات المائية فهي االخرى اأظهرت تكيفات تلبي حاجتها للمعي�شة في البيئة المائية‪،‬‬
‫فعو�ش ًا عن االطراف تمتلك اال�شماك والحيتان والفقمة زعانف اأو مجاذيف تنجز فعل الحركة بالرغم من‬
‫كونها مختلفة في ال�شكل‪ ،‬كما ان لكل نوع من الحيوانات المائية تكيفات تركيبية ذات خ�شو�شية نوعية‬
‫وجميعها م�شخرة لتلبية حاجة الحيوان في البيئة المائية‪.‬‬

‫تباين �شروط البيئة في الياب�شة‬ ‫‪2-8‬‬

‫على النقي�ص من البيئة المائية فاأن بيئة الياب�شة ذات �شروط بيئية متباينة بدرجة كبيرة‪ ،‬حيث ال�شهل‬
‫والجبل والوادي والبرد والحر والجفاف والرطوبة‪ ،‬وكلها عوامل قادت اإلى ن�شوء تنوع في تكيفات االحياء‬
‫تتالئم مع تنوع بيئة الياب�شة‪.‬‬
‫فالعظايا التي تعي�ص في ال�شحراء تمتلك في ا�شابع االطراف و�شائد تمكنها من ال�شير فوق الرمال دون‬
‫اأن تغو�ص اقدامها‪ .‬والطيور التي تعي�ص على الياب�شة مهياأة اي�ش ًا للطيران تتخذ اأرجلها ا�شكا ًال مختلفة لتالئم‬
‫ظروف الحياة وتباين �شروط البيئة من حيث التغذية والحركة �شكل (‪ ،)1-8‬فبع�ص الطيور تكون اأرجلها‬
‫م�شممة للرك�ص اأو الجري مثل النعام حيث تكون االرجل طويلة وقوية ذات ا�شبعين ق�شيرين وتحوي‬
‫االقدام على و�شائد لينة يرتكز عليها الطائر اثناء الم�شي‪ .‬والطيور ال�شابحة (الطيور المائية) مثل البط والوز‬
‫والخ�شيري تكون اأرجلها ق�شيرة ذات اربع ا�شابع ثالثة منها نحو االمام وتكون �شفاقية والرابع نحو‬
‫الخلف‪ .‬وال�شفاق يتمثل بغ�شاء رقيق يربط اال�شابع وي�شاعد على ال�شباحة‪ ،‬والطيور الجارحة مثل الن�شر‬

‫‪143‬‬
‫ال�شقر تكون ا�شابعها مقو�شة‪ ،‬وذات مخالب حادة ي�شتعملها لم�شك الفري�شة وتمزيقها‪ .‬والطيور الجاثمة‬
‫مثل الع�شفور والبلبل والغراب لها ثالثة ا�شابع امامية ورابع خلفي‪ ،‬وتكون اال�شابع م�شممة جيداً لالنحناء‬
‫حول اغ�شان اال�شجار‪ .‬وفي الطيور المت�شلقة مثل الببغاء ونقار الخ�شب يكون اال�شبع الثاني والثالث مدبب ًا‬
‫واإتجاهها نحو االمام بينما يكون االأول والرابع مدبب ًا ومتجه ًا نحو الخلف‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬

‫�شكل (‪ )1-8‬انواع االرجل في الطيور‪.‬‬

‫كما تتنوع المناقير في الطيور ح�شب طبيعة الغذاء‪ ،‬فمث ًال الطيور التي تتغذى على الحبوب التي تلتقطها‬
‫من االأر�ص مثل الحمام والع�شافير والدجاج يكون منقارها ق�شير مدبب‪ ،‬اما التي تتغذى على الح�شرات‬
‫فتكون مناقيرها رفيعة ومدببة مثل الهدهد‪ .‬والطيور المائية التي تتغذى على اال�شماك تكون لها مناقير‬
‫عري�شة ومفلطحة‪ ،‬مثل البط والوز‪ ،‬اأو تكون رفيعة مدببة مثل اللقلق ومالك الحزين‪ .‬وقد يوجد كي�ص جلدي‬
‫ا�شفل المنقار كما في البجع‪ .‬والطيور الجارحة مثل الن�شر وال�شقر تكون مناقيرها مدببة ومنحنية نحو‬
‫اال�شفل �شكل (‪.)2-8‬‬
‫ما يقال عن التنوع في الطيور يمكن ان يالحظ في تكيفات تركيبية لدى العديد من الحيوانات ‪ .‬وفي‬
‫ادناه �شوف نحاول التعرف على تنوع التكيفات التي تمتلكها الحيوانات لتلبية متطلباتها في البيئة التي‬
‫تعي�ص فيها‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫�شكل (‪ )2-8‬انواع المناقير في الطيور‪.‬‬

‫التكيف في حركة الحيوانات‬ ‫اأو ًال‬

‫تختلف طرائق الحركة عند الحيوانات باختالف ظروف الحياة‪ ،‬فمن الحيوانات ما يزحف ومنها ما‬
‫يرك�ص اأو يقفز‪ ،‬ومنها ما ي�شبح واخرى تطير‪ .‬وكل حيوان يمتلك تكيفات تركيبية توؤهله النجاز و�شيلة‬
‫الحركة الخا�شة به وكما ياأتي‪:‬‬

‫الزحف‬ ‫‪1‬‬

‫تفتقد بع�ص الحيوانات االطراف خالل‬


‫مراحل التحول كما هو الحال في االفاعي‪.‬‬
‫وبالرغم من ذلك فاأنها تنجز فعل حركة �شريعة‬
‫بعملية الزحف‪ ،‬ي�شاعدها في ذلك مرونة‬
‫ج�شمها وقوة ع�شالتها وامتالك عدد كبير من‬
‫اال�شالع ال�شائبة وهذه اال�شالع تتمف�شل مع‬
‫الفقرات من الناحية البطنية حيث ينعدم عظم‬
‫�شكل (‪ )3-8‬االفعى مثال لحيوان زاحف‬ ‫الق�ص في االفاعي‪ .‬وبذلك فاأن االفعى تتحرك‬
‫حركة تموجية �شكل (‪.)3-8‬‬

‫‪145‬‬
‫الم�شي والرك�س‬ ‫‪2‬‬

‫تنجز العديد من الحيوانات مثل الخيول والجمال والحمير‬


‫والغزالن واالبقار (الظلفيات) حركتها بزوجين من االطراف‬
‫وتكون اطرافها مهياأة للعدو (الرك�ص) ال�شريع‪ ،‬وهذه القابلية‬
‫الحركية ت�شاعدها في الهرب من االعداء وحماية نف�شها من‬
‫الحيوانات المفتر�شة‪ ،‬وقد امتلكت هذه الحيوانات تكيفات تركيبية‬
‫في اطرافها النجاز هذا النوع من الحركة ممثلة با�شتطالة عظام‬
‫االطراف وقوتها ووجود مفا�شل الحركة بين عظام االطراف ف�ش ًال‬
‫عن ارتكاز الحيوان على اطراف اال�شابع التي يختلف عددها من‬
‫حيوان الآخر وتكون محاطة بالحوافر وعاد ًة تكون االأطراف مزودة‬
‫بع�شالت قوية تمكنها من انجاز فعل الحركة بكفاءة عالية متجاوزة‬
‫�شغط عوامل البيئة المختلفة والجاذبية االأر�شية‪� ،‬شكل (‪� .)4-8‬شكل (‪ .)4-8‬نوعين من الظلفيات ت�شتخدم‬
‫ارجلها للرك�ص والم�شي‬

‫ال�شباحة‬ ‫‪3‬‬

‫تمثل ال�شباحة و�شيلة الحركة التي تنجزها بع�ص الحيوانات مثل (اال�شماك والبرمائيات وبع�ص الزواحف‬
‫والطيور والحيتان)‪ ،‬وهذه الحيوانات امتلكت تكيفات تركيبية توؤهلها لمثل هذا النوع من الحركة مثل امتالك‬
‫الزعانف وت�شميم ع�شالت الج�شم وغير ذلك (راجع الف�شل ال�شاد�ص من هذا الكتاب)‪.‬‬

‫الطيران‬ ‫‪4‬‬

‫�شبق وان تمت اال�شارة خالل الف�شل ال�شاد�ص من هذا الكتاب اإلى ان الطيور �شخرت الكثير من تكيفاتها‬
‫التركيبية النجاز فعل الطيران (راجع الف�شل ال�شاد�ص)‪.‬‬

‫التكيف مع الجفاف‬ ‫ثاني ًا‬

‫النباتات لها تكيفاته ًا الخا�شة في هذا المجال حيث تالحظ ان النباتات التي تعي�ص في البيئة الجافة تمتلك‬
‫تكيفات تركيبية تعمل على تقليل كمية الماء الذي تفقده في عملية النتح تتمثل باختزال �شطح االأوراق وال�شيقان‬
‫وامتالك طبقة كيوتكل �شميكة تغلف االأوراق وال�شيقان وتمنع التبخر‪ ،‬والجذور فيها تكون �شطحية بغية الح�شول‬

‫‪146‬‬
‫على ماء المطر القليل‪ ،‬كما تقوم بع�ص النباتات بخزن الماء في ان�شجة ج�شمها لمقاومة الجفاف �شكل (‪.)5-8‬‬
‫اأما الحيوانات فتمتلك العديد منها القابلية على مقاومة‬
‫الجفاف من خالل تكيفات تركيبية وا�شاليب �شلوكية تقوم‬
‫بها فمث ًال نجد ان بع�ص الحيوانات مثل االميبا تحيط‬
‫نف�شها بغالف �شميك (تتكي�ص) عند تعر�شها لظروف جفاف‬
‫مفاجئة وبهذا اال�شلوب ت�شتطيع ان تحتفظ برطوبتها‬
‫لحين تح�شن الظروف‪ .‬وتحيط اال�شماك الرئوية التي تعي�ص‬
‫في مياه �شحلة اج�شامها ب�شرنقة من الطين خالل ف�شل‬
‫الجفاف لتحمي ج�شمها من الجفاف لحين تح�شن الظروف‪،‬‬
‫وتكتفي بع�ص الحيوانات بكمية قليلة من الماء مثل‬
‫الغزالن واخرى تكتفي بما تح�شل عليه من الماء الموجود‬
‫�شكل (‪ .)5-8‬ال�شبير مثال لنبات �شحراوي‬
‫تكيف للجفاف‬ ‫في الغذاء كما هو الحال في ابو بري�ص وعظايا اخرى‪.‬‬

‫التكيف مع درجات الحرارة‬ ‫ثالث ًا‬

‫تظهر االحياء العديد من التكيفات التركيبية وال�شلوكية لمواجهة تاأثير التغيرات في درجات الحرارة في‬
‫بيئة الياب�شة والذي يكون بمديات وا�شعة‪ .‬فالنباتات التي تتعر�ص للحرارة ال�شديدة وب�شكل خا�ص خالل ف�شل‬
‫ال�شيف تحاول من خالل العديد من ال�شفات الت�شريحية تقليل فقدان الماء وخف�ص معدالت النتح‪ ،‬حيث تتخذ‬
‫الثغور في اأوراقها مواقع تقلل من عملية النتح فيها‪ ،‬كما تلتف اأوراق بع�ص النباتات مثل الذرة بحيث ت�شبح‬
‫ا�شطوانية وبالتالي تقلل من معدالت النتح‪ ،‬من خالل تقليل الم�شاحة ال�شطحية التي تكون بتما�ص مبا�شر مع‬
‫المحيط الخارجي‪.‬‬
‫اما الحيوانات فهي االأخرى تلجاأ اإلى ا�شاليب تقاوم بها تاأثيرات التغيرات ال�شديدة في درجات الحرارة فمث ًال‬
‫تلجاأ الزواحف مثل العظايا واالفاعي اإلى ال�شبات خالل ا�شهر ال�شتاء الباردة ثم تعاود ن�شاطها خالل ف�شل‬
‫الربيع‪ .‬وتقوم بع�ص الحيوانات مثل الكالب بفتح فمها عند ارتفاع درجة الحرارة في محيطها البيئي من اأجل ان‬
‫تفقد جزء من حرارة ج�شمها من خالل عملية تبخر الماء المتر�شح من �شبكة االأوعية الدموية الغزيرة الموجودة‬
‫في الجوف الفمي‪ ،‬يقوم االن�شان بهذه العملية بطريقة تختلف وذلك بعملية التعرق حيث يمتلك غدداً عرقية في‬
‫جلده والتي تكون مفقودة في الكالب‪ .‬كما تلجاأ بع�ص الحيوانات اإلى االختباء تحت �شطح االأر�ص في جحور بين‬
‫االحجار خالل النهار في الف�شول التي ترتفع فيها درجات الحرارة‪ .‬ويقت�شر ن�شاطها على الليل‪ .‬وفي اتجاه اآخر‬
‫تقاوم بع�ص الحيوانات اللبونة التي تعي�ص في المناطق القطبية الباردة درجة الحرارة المنخف�شة وتقليل درجة‬

‫‪147‬‬
‫الحرارة المفقودة من خالل امتالكها طبقة دهنية �شميكة تحت الجلد‪ ،‬اأو وجود فراء كثيف عليها كما هو‬
‫الحال في الدب القطبي والبطريق �شكل (‪.)6-8‬‬

‫�شكل (‪ )6-8‬الدب القطبي والبطريق امثلة لتكيف الحيوان للمعي�شة في المناطق المتجمدة‬

‫التكيف مع نوع الغذاء وطريقة التغذي‬ ‫رابع ًا‬

‫تظهر الكائنات الحية تباين ًا كبيراً في نوع الغذاء الذي تتناوله وطريقة التغذي‪ ،‬فهناك نباتات ذاتية التغذية‬
‫وهناك حيوانات تاأكل االع�شاب‪ ،‬واخرى تاأكل اللحوم‪ ،‬وثالثة قارتة (تاأكل النباتات واللحوم)‪ ،‬وكل نوع من‬
‫هذه الحيوانات امتلك تكيفاته التي تتنا�شب ونوع الغذاء وطريقة التغذي‪ .‬وفيما ياأتي تعريف لكل نوع من هذه‬
‫االحياء‪.‬‬

‫احياء ذاتية التغذية (‪)Autotrophic Organisms‬‬ ‫‪1‬‬

‫ت�شمل االحياء ذاتية التغذية جميع انواع النباتات الخ�شر والتي لها القابلية على القيام بعملية البناء‬
‫ال�شوئي المت�شمنة تحويل ثنائي اأوك�شيد الكاربون بوجود الماء وبا�شتخدام الطاقة ال�شوئية (ا�شعة ال�شم�ص)‬
‫اإلى مواد ع�شوية‪.‬‬

‫طاقة �شوئية‬
‫‪6CO2+12H2O‬‬ ‫‪C6H12O6+6H2O+6O2‬‬
‫اليخ�شور‬

‫ورغم ان الكائنات المنتجة ت�شمل ا�شا�ش ًا النباتات الخ�شر في المياه والياب�شة‪ ،‬االانه تبقى هناك اعداد‬
‫وانواع مختلفة من الكائنات االخرى‪ .‬وهذه الكائنات ذات القابلية في ا�شتخدام الطاقة الناتجة من اك�شدة المواد‬
‫الكيميائية في بع�ص انواع البكتريا‪ ،‬مثل بكتريا الكبريت والحديد‪ ،‬وا�شتغاللها في �شنع غذائها بنف�شها‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫االحياء مختلفة التغذية (غير ذاتية التغذية) (‪)Heterotrophic Organisms‬‬ ‫‪2‬‬

‫تعتمد هذه االحياء ب�شورة مبا�شرة اأو غير مبا�شرة على االحياء المنتجة في غذائها‪ .‬لذا ت�شمى بالكائنات متباينة‬
‫التغذية اأو مختلفة التغذية‪ ،‬وهذه الكائنات تعمل على ا�شتخدام اأو اعادة ترتيب وتحليل المواد الع�شوية الجاهزة‬
‫لغر�ص القيام بفعاليتها الحيوية ب�شمنها النمو‪ ،‬ف�ش ًال عن خزن هذه المواد بتراكيب معقدة اخرى‪ .‬وتوؤمن هذه‬
‫االحياء الغذاء لنف�شها بطرق مختلفة ومن ثم فهي تق�شم اإلى‪:‬‬

‫اأ ) االحياء الرمية (‪:)Saprotrophic Organisms‬‬


‫اأحياء تقوم بتحليل المواد الع�شوية �شمن الظروف الحرارية المالئمة‪ ،‬وتعمل على تحليل االج�شام الميتة‬
‫وتب�شيطها بفعل انواع من البكتريا والفطريات التي تمثل كائنات محللة ( ‪ )Decomposers‬مما يوفر الغذاء‬
‫لها ولغيرها من الحيوانات‪ .‬ولهذه التغذية اأهمية في‪:‬‬
‫‪ -‬تحلل المواد الميتة مما يوؤدي اإلى عودة العنا�شر للبيئة لتدخل في دورتها من جديد واإلى خ�شوبة التربة‪.‬‬
‫‪ -‬ازالة الف�شالت والمخلفات الع�شوية اذ لوال هذه التغذية لبقيت المواد الميتة متكد�شة فوق �شطح االأر�ص‪.‬‬

‫ب) االحياء الطفيلية (‪:)Parasitic Organisms‬‬


‫احياء تعي�ص على االحياء االخرى دون ان تلتهمها‪ ،‬وهذه االحياء تقوم بامت�شا�ص الغذاء بعد فرز انزيمات‬
‫ها�شمة عليه لتك�شير مكونات الغذاء اإلى مواد ب�شيطة التركيب‪ ،‬وبالتالي فهي ت�شبب �شرراً للكائنات التي تتطفل‬
‫عليها ومثال ذلك تطفل حيوان الالمبري البحري على اال�شماك‪ ،‬وتطفل الدودة الكبدية على االغنام‪ ،‬وتطفل‬
‫نبات الهالوك على الطماطة والبطاطة‪.‬‬

‫جـ) االحياء المتكافلة (‪:)Symbiotic Organisms‬‬


‫نعني بالتكافل‪ ،‬معي�شة كائنين مع ًا بحيث تكون العالقة بينهما ب�شورة قيام احدهما بتقديم ما ينق�ص‬
‫االآخر من مواد‪ ،‬وال يمكن الحدهما ان يعي�ص بدون االآخر‪ ،‬ومثال ذلك بع�ص الفطريات والطحالب حيث تقوم‬
‫الطحالب بعملية البناء ال�شوئي و�شنع الغذاء من خاللها وهذا الغذاء يمثل حاجة لكال الكائنين‪ .‬وبالمقابل تقوم‬
‫الفطريات بتجهيز الطحالب بالماء واالإمالح‪ .‬وقد يكون التكافل ب�شورة تعاي�ص بين كائنين احدهما ي�شتفيد‬
‫واالآخر ال ي�شتفيد لكنه ال يت�شرر كما هو الحال في معي�شة بع�ص االبتدائيات اأو االأوليات في امعاء االن�شان حيث‬
‫تتغذى على الف�شالت في القولون �شمن االمعاء الغليظة وال ت�شبب �شرراً لالن�شان‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫(د) حيوانات نباتية التغذية (‪:)Herbivorous animals‬‬
‫وت�شم حيوانات تتغذى على النباتات المختلفة‪ ،‬ومثالها الخيول واالبقار والجمال واالغنام واالرانب‬
‫والغزالن‪ .‬وهذه الحيوانات تمتلك تكيفات تركيبية وبنية ت�شريحية توؤهلها لال�شتفادة من الغذاء الذي تتناوله‬
‫ومن بين هذه التكيفات ما ياأتي‪:‬‬

‫‪ -‬تمتلك ا�شنان متكيفة لطبيعة غذائها‪ ،‬حيث تقوم اال�شرا�ص بعملية الم�شغ في حين تكون القواطع على الفك‬
‫العلوي مختزلة‪ ،‬اأو قد تكون معدومة كما هو الحال في المجترات‪ .‬ونادراً ما توجد االنياب على الفك العلوي‪.‬‬
‫‪ -‬اغلب الحيوانات التي تعتمد طريقة التغذية هذه تكون من المجترات حيث تلتهم كميات كبيرة من الغذاء‬
‫النباتي وتخزنه في احد ردهات المعدة‪ .‬والمعدة في المجترات تتاألف عادة من اأربعة ردهات هي‪ ،‬الكر�ص‬
‫الذي يخزن فيه الغذاء الذي يتناوله الحيوان بغية اعادته للم�شغ ثانية‪ ،‬والقلن�شوة والقبة والمنفحة‪ ،‬والجزء‬
‫االخير هو الذي يمثل المعدة الحقيقية كونه يحوي غدد افرازية تفرز انزيمات ت�شاهم في عملية اله�شم‪،‬‬
‫�شكل (‪ )7-8‬ومعدة الجمل تفتقد القبة وبالتالي فانها تتاألف من ثالث ردهات فقط هي الكر�ص والقلن�شوة‬
‫والمنفحة‪.‬‬

‫�شكل (‪ )7-8‬المعدة في المجترات‪( .‬للحفظ)‬

‫(هـ) حيوانات اأكلة لحوم (الحمة) (‪:)Carnivorous Animals‬‬


‫وهي حيوانات تتغذى على اللحوم‪ .‬ومثالها القطة والكلب والذئب والنمر واالأ�شد والفقمة وغير ذلك‪ ،‬وهذه‬
‫المجموعة من الحيوانات تظهر تكيفات تركيبية وا�شاليب �شلوكية توؤهلها لطبيعة تغذيتها‪ .‬ومن هذه التكيفات‬
‫ما ياأتي‪:‬‬

‫‪150‬‬
‫امتالك ا�شنان قوية مالئمة للطبيعة االفترا�شية لهذه الحيوانات‪ ،‬فالقواطع �شغيرة‪ ،‬واالنياب جيدة النمو‬ ‫‪-‬‬
‫وقوية‪ ،‬واال�شرا�ص نامية ب�شكل جيد ف�ش ًال عن كون ارتباط الفكوك قوياً‪.‬‬
‫لها جهاز ع�شبي جيد النمو‪ .‬واع�شاء ح�ص (ال�شمع وال�شم واالب�شار) كفوؤة وعالية الدقة ت�شخرها للح�شول‬ ‫‪-‬‬
‫على الغذاء‪.‬‬
‫االطراف قوية لكي ت�شندها في حركتها ال�شريعة‪ .‬وتنتهي ا�شابع االطراف بمخالب قوية وحادة‪ ،‬واغلب‬ ‫‪-‬‬
‫ال�شواري والمفتر�شات ت�شير على روؤو�ص ا�شابعها كي ال ي�شمع �شوت لها عند الحركة والهجوم على الفري�شة‪.‬‬
‫تمتاز بذكاء عالي‪ ،‬ومهارة في �شيد الفري�شة ت�شتخدم فيها تكيفاتها التركيبية وا�شاليبها ال�شلوكية المتنوعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫(و) حيوانات مختلطة التغذية (قارتة) (‪:)Omnivorous Animals‬‬


‫وت�شم حيوانات تتغذى على النباتات والحيوانات (اللحوم)‪ ،‬ولذلك امتلكت تراكيب و�شطية بين اكالت اللحوم‬
‫واآكالت النبات واالع�شاب‪ .‬وهذا بحد ذاته يعد �شفة تطورية امتازت بها هذه المجموعة من الحيوانات‪ ،‬فالقواطع‬
‫واالنياب واال�شرا�ص تظهر نف�ص درجة النمو ويعد االن�شان من اف�شل �شورها كما تتمثل هذه الطبيعة التغذوية‬
‫ب�شكل جلي في االأ�شماك حيث يقال عن االأ�شماك انها تتغذى على ما يتوفر في بيئتها من نبات او حيوان‪.‬‬

‫نشاط‬

‫عزيزي الطالب‪:‬‬
‫اذا لم يكن متوفر في مكتبة مدر�شتك افالم عن عالم االحياء‪ ،‬حاول ان ت�شاهد مجموعة من‬
‫االفالم العلمية التي تعر�ص في التلفاز‪ ،‬واكتب تقريراً يت�شمن االآتي‪:‬‬
‫‪ .1‬تباين ا�شكال الج�شم في النباتات لتالئم توفير متطلبات بقاءها �شمن المحيط البيئي الذي‬
‫تتواجد فيه‪.‬‬
‫‪ .2‬تباين ا�شكال الج�شم في الحيوانات والتكيفات التركيبية في المظهر الخارجي لها ليتنا�شب‬
‫ومتطلباتها �شمن محيطها البيئي‪.‬‬
‫‪ .3‬تنوع �شلوكيات الحيوانات ح�شب طبيعة التغذية‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫أسئلة الفصل الثامن‬

‫�ص‪ /1‬لماذا تظهر �شروط بيئة الياب�شة تنوع ًا وا�شعاً؟‬

‫�ص‪ /2‬ما اهم التكيفات التركيبية التي تمتلكها النباتات المائية الطافية والمغمورة ؟‬

‫�ص‪ /3‬ما انواع المناقير في الطيور بالن�شبة لطبيعة البيئة ونوع الغذاء ؟‬

‫�ص‪ /4‬ما اال�شكال التي تتخذها اأرجل الطيور لتالئم البيئة ؟‬

‫�ص‪ /5‬ما انواع الحركة وتكيفاتها في الحيوانات ؟‬

‫�ص‪ /6‬ار�شم معدة المجترات وا�شر االجزاء‪.‬‬

‫�ص‪ /7‬بماذا تمتاز معدة الجمل عن معدة المجترات االأخرى ؟‬

‫�ص‪ /8‬لماذا يفتح الكلب فمه عندما ترتفع درجة الحرارة ؟‬

‫�ص‪ /9‬عرف ما ياأتي‪:‬‬


‫( اأ ) التغذية الذاتية‪.‬‬
‫(ب) الحيوانات اأكلة اللحوم (الحمة)‪.‬‬
‫(جـ) االحياء الرمية‪.‬‬

‫(د) الحيوانات القارتة‪.‬‬

‫�ص‪ /10‬ما هي التكيفات التركيبية التي تظهرها الحيوانات اآكلة اللحوم (الحمة) ؟‬

‫‪152‬‬
‫الفصل التاسع‬
‫‪9‬‬

‫العالقات بين الكائنات الحية‬


‫والسلوك والتعاقب البيئي‬

‫محتويات الفصل‬

‫‪ 1-9‬العالقات بين الكائنات الحية‪.‬‬

‫‪ 2-9‬سلوك االحياء‪.‬‬

‫‪ 3-9‬االنتخاب الطبيعي‪.‬‬

‫‪ 4-9‬التعاقب‪.‬‬

‫نشاط‬

‫أسئلة الفصل‬
‫النواتج التعليمية‬
‫بعد االنتهاء من دراسة هذا الفصل‬
‫يكون الطالب قادرا ً على أن‪:‬‬

‫يبين مفهوم العالقات االيجابية بين الكائنات الحية‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫ي�شرح مفهوم التطفل واالفترا�ص ويقارن بينهما‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫يعرف مفهوم �شلوك االحياء‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫ي�شرح ال�شلوك في النباتات‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫يقارن بين ال�شلوك الفطري وال�شلوك المتعلم في الحيوانات‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫يعرف االآتي من الم�شطلحات‪:‬‬ ‫‪6‬‬
‫( اأ ) االنتحاء في النبات‪.‬‬
‫(ب) التطبع‪.‬‬
‫(جـ) اال�شتراط‪.‬‬

‫يبين مفهوم �شلوك الهجرة‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫يعرف مفهوم االنتخاب الطبيعي‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫يعرف التعاقب من وجهة النظر البيئية‪ ،‬ويبين انواع التعاقب‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫ي�شرح التعاقب الجفافي‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪154‬‬
‫العالقات بين الكائنات الحية‬ ‫‪1-9‬‬

‫توجد في مجتمعات االحياء �شبكة من العالقات التي ترتبط بها االنواع المختلفة من االحياء‪ ،‬حيث ال تتواجد‬
‫انواع االحياء وحدها في الطبيعة ب�شكل منفرد بل تتواجد مع العديد من االنواع االخرى �شمن البيئة‪ .‬وتت�شح‬
‫هذه العالقات ب�شكل جلي في ال�شال�شل الغذائية‪ ،‬وقد تكون هناك عالقات اخرى ذات تاأثير اكبر وتقع خارج‬
‫مفهوم ال�شال�شل الغذائية‪ ،‬وبع�ص هذه العالقات يكون تعاوني ًا ونافع ًا لمجموعة اأو اكثر من االنواع المتفاعلة‬
‫�شمن البيئة‪ ،‬في حين يكون بع�شها االآخر تناف�شي ًا اأو محدداً للجماعات النوعية ذات العالقة‪ ،‬اأو بتعبير اآخر‬
‫يمكن القول ان هناك عالقات ايجابية واخرى �شلبية‪.‬‬

‫العالقات االيجابية‬ ‫‪1-1-9‬‬

‫ت�شمل العالقات االيجابية‪:‬‬

‫تبادل المنفعة (‪)Mutualism‬‬ ‫‪1‬‬

‫يتمثل هذا النوع من االرتباط بعالقة وثيقة بين‬


‫كائنين يتبادالن المنفعة‪ ،‬ومن االمثلة على ذلك‪،‬‬
‫العالقة بين جذور البقوليات وبكتريا تثبيت النتروجين‬
‫فبعد تثبيته على هيئة نترات ت�شتطيع جذور النباتات‬
‫امت�شا�شه‪ .‬كما تت�شح مثل هذه العالقة في الحيوانات‬
‫فهناك طيور تعي�ص على ظهر اللبائن اآكلة الع�شب‪ ،‬مثل‬
‫الكركدن وهي تلتقط القراد الذي يتطفل على جلده‬
‫وتتغذى الطيور عليه وبهذا تكون الطيور م�شتفيدة‬
‫في حين تكمن ا�شتفادة الكركدن في تخل�شه من هذه‬
‫الطفيليات‪.‬‬
‫وهناك امثلة كثيرة على هذه العالقة وال�شكل (‪)1-9‬‬
‫�شكل (‪ )1-9‬تبادل المنفعة عند الحيوان‬ ‫يبين ذلك‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫المعاي�شة (‪)Commensalism‬‬ ‫‪2‬‬

‫في حالة المعاي�شة يح�شل احد االنواع من االحياء على فائدة من االآخر‪ .‬ومثال ذلك ان اال�شجار الكبيرة‬
‫في الغابات تعد مواطن لعدد من الحيوانات التي تتعاي�ص مع بع�شها مثل االنواع المختلفة من الطيور حيث‬
‫ت�شكن اأ�شجار الغابة وتتكاثر فيها وت�شع بيو�شها وتربي افراخها دون ان ت�شبب ال�شرر لتلك اال�شجار‪ ،‬كما‬
‫توفر الفجوات الموجودة بين الجذور الداعمة مالجئ للخفافي�ص وال�شفادع ال�شجرية وال�شحالي والح�شرات‬
‫وغير ذلك‪ .‬كذلك تت�شح هذه العالقة في �شمك الل�شك (‪ )Remora‬مع ا�شماك القر�ص (‪ )Shark‬حيث تتعلق‬
‫�شمكة الل�شك بجلد القر�ص بو�شاطة قر�ص محجمي قوي ونتيجة لذلك يقوم القر�ص بنقلها اإلى موقع اآخر‬
‫لقابليته على الحركة ال�شريعة في ذات الوقت تلتهم �شمكة الل�شك بقايا الطعام المطروحة بين فكي القر�ص‪.‬‬
‫وكال العالقتين اأعاله (تبادل المنفعة والمعاي�شة) تمثل عالقة تكافل (‪ )Symbiosis‬ال�شكل (‪. )2-9‬‬

‫�شكل (‪ )2-9‬المعاي�شة عند الحيوانات‬

‫العالقات ال�شلبية‬ ‫‪2-1-9‬‬

‫وت�شتمل على ‪:‬‬

‫التناف�س (‪)Competition‬‬ ‫‪1‬‬


‫يمثل التناف�ص احد العالقات بين الجماعات ال�شكانية لنوعين اأو اكثر مما يوؤثر �شلبي ًا في نموها وبقائها‪،‬‬
‫والتناف�ص على نوعين هما‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬التناف�ص على نف�ص المورد ويحدث عندما تحتاج مجموعة من الكائنات العائدة لنوع واحد اأو الأنواع‬
‫مختلفة اإلى نف�ص المورد والذي يكون قلي ًال في البيئة التي تتواجد فيها هذه االنواع‪.‬‬
‫ب‪ -‬التناف�ص الداخلي يت�شمن التناف�ص على ال�شوء اأو تناف�ص م�شادات الحياة وهي متطلبات �شرورية لبقاء‬
‫النو ع‪.‬‬
‫‪156‬‬
‫التطفل (‪)Parasitism‬‬ ‫‪2‬‬
‫يمثل عالقة �شلبية بين كائنين يدعى االأول بالطفيلي‬
‫(‪ )Parasite‬الذي يعي�ص على اأو داخل نوع اآخر يدعى‬
‫بالم�شيف (‪ .)Host‬فالطفيلي يح�شل على الغذاء والماأوى‬
‫ويعي�ص على ح�شاب الم�شيف‪ .‬وي�شتطيع الم�شيف ان يعي�ص‬
‫بدون الطفيلي ولكن االأخير ال ي�شتطيع طبيعي ًا ان يعي�ص‬
‫بدون الم�شيف‪.‬‬

‫يمكن ان تق�شم الطفيليات اإلى‪:‬‬


‫اأ ‪ -‬طفيليات خارجية (‪ )Ectoparasites‬تعي�ص خارج‬
‫الج�شم مثل القمل والعلق‪.‬‬
‫ب‪ -‬طفيليات داخلية (‪ )Endoparasites‬تعي�ص داخل‬
‫الج�شم اأو في تجاويفه‪ ،‬مثل الطفيليات الموجودة في‬
‫االمعاء كما هو الحال في الدودة ال�شريطية‪ ،‬اأو تعي�ص‬
‫في االن�شجة مثل طفيلي المالريا الذي يعي�ص في ن�شيج‬
‫�شكل (‪ )3-9‬التطفل عند الحيوانات‬ ‫الدم اأو التراخينا (‪ )Trichinella‬التي تعي�ص داخل‬
‫الع�شالت ال�شكل (‪.)3-9‬‬

‫االفترا�س (‪)Predation‬‬ ‫‪3‬‬


‫يمثل االفترا�ص نوع اآخر من العالقات ال�شلبية وفيه‬
‫يقوم كائن حي باإهالك اأو اأكل كائن حي اآخر ويدعى‬
‫هذا الكائن بالمفتر�ص (‪ )Predator‬وكائن حي اآخر ُيهلك‬
‫اأو يوؤكل يدعى بالفري�شة (‪ .)Prey‬ويختلف االفترا�ص عن‬
‫التطفل‪ ،‬حيث ان المفتر�ص ياأكل فري�شته ولكن الطفيلي‬
‫ي�شتمر بالمعي�شة مع م�شيفة‪ ،‬وفي ال�شل�شلة الغذائية يكون‬
‫المفتر�ص غالب ًا اكبر حجم ًا من فري�شته �شكل (‪.)4-9‬‬

‫�شكل (‪ )4-9‬االفترا�ص‬

‫‪157‬‬
‫من امثلة االفترا�ص االخرى العالقة الموجودة بين‬
‫ال�شقر والفاأر‪ ،‬وبين االأ�شد والظبي‪ .‬وال تقت�شر ظاهرة‬
‫االفترا�ص على الحيوانات المتقدمة فقط انما تمتد اإلى‬
‫الكائنات الدنيا وعلى �شبيل المثال نجد ان االميبا‬
‫والبرامي�شيوم تفتر�ص البكتريا الموجودة في بيئتها‬
‫وتفتر�ص بع�ص الح�شرات ح�شرات اخرى‪ .‬وفي عالم‬
‫النبات تفتر�ص بع�ص النباتات (تدعى اآكلة الح�شرات)‬
‫(‪�)Insectivorous‬شكل (‪ )5-9‬بع�ص الح�شرات‪ ،‬حيث‬
‫�شكل (‪ )5-9‬نبات من اآكلة الح�شرات مثا ًال‬ ‫تعمل اوراق النبات كم�شيدة تقتن�ص الح�شرات‪ .‬وبعد ذلك‬
‫لنوع من االفترا�ص في عالم االحياء‪.‬‬ ‫يفرز النبات انزيمات خا�شة تحلل محتويات الفري�شة‬
‫ثم يقوم بامت�شا�شها فتمد النبات بما يحتاجه من‬
‫المركبات النتروجينية‪.‬‬

‫�شلوك االحياء‬ ‫‪2-9‬‬

‫يمكن تعريف ال�شلوك على انه كل االفعال التي تقوم بها الكائنات الحية كرد فعل لتاأثير عوامل البيئة‬
‫التي تعي�ص فيها اأو تاأثير عوامل في داخل الكائن الحي‪ .‬وعليه فاأن اأي عمل يقوم به الكائن الحي يعد تفاع ًال‬
‫متباد ًال بينه وبين ما يحيط به من عوامل‪.‬‬
‫تظهر الكائنات الحية انماط ًا �شلوكية بم�شتويات مختلفة‪ ،‬فهي تكون ب�شيطة في الكائنات الحية التي‬
‫تفتقد الجهاز الع�شبي اال انها ت�شبح في ذروة التعقيد في االحياء الراقية وب�شكل خا�ص الحيوانات الراقية‬
‫حيث ي�شيطر الجهاز الع�شبي المعقد على �شلوكها‪ .‬ويتداخل عمل الجهاز الع�شبي مع الجهاز الهورموني‬
‫الظهار انماط �شلوكية لي�ص لها حدود معينة‪.‬‬

‫ال�شلوك في النبات‬ ‫‪1-2-9‬‬

‫تعد اال�شتجابة في النباتات بطيئة و�شعيفة‪ ،‬وتتمثل با�شتجابات جزئية‪ .‬اأي ان جزءاً من النبات هو‬
‫الذي ي�شتجيب للمنبه ولي�ص النبات بكامله‪.‬‬
‫هناك الكثير من اال�شتجابات التي تظهرها النباتات الراقية‪ ،‬وهي من نوع االنتحاءات (‪)Tropisms‬‬
‫الممثلة باالنتحاء ال�شوئي (‪ )Phototropism‬واالنتحاء االأر�شي (‪ )Geotropism‬واالنتحاء المائي‬
‫(‪.)Hydrotropism‬‬

‫‪158‬‬
‫قد يكون االنتحاء باتجاه الموؤثر (موجباً) عندما يميل الع�شو اأو يتحرك باإتجاه الموؤثر‪ .‬فالجذور في‬
‫النباتات على �شبيل المثال تتجه في العمق (انتحاء ار�شي) ونحو وجود الماء (انتحاء مائي) حيث تو�شح‬
‫هذه الحاالت انتحاء ار�شي وانتحاء مائي موجبين اما في ال�شاق فيح�شل عادة انتحاء �شوئي فيتجه‬
‫ال�شاق نحو ال�شوء (انتحاء موجب) ممتداً نحو االعلى بعك�ص الجاذبية االر�شية (انتحاء ار�شي �شالب)‪ ،‬وفي‬
‫االأوراق غالب ًا ما يح�شل انتحاء �شوئي موجب �شكل (‪.)6-9‬‬

‫�شكل (‪ .)6-9‬االنتحاء في زهرة ال�شم�ص‬

‫تلعب االوك�شينات وبقية الهورمونات دوراً مهم ًا في االنتحاء وبدرجات متفاوتة �شمن االنواع المختلفة‬
‫من النباتات وبالرغم من ان النباتات الراقية تكون ا�شتجابتها للموؤثرات بطيئة و�شعيفة‪ ،‬اال ان هناك‬
‫بع�ص النباتات تظهر ا�شتجابة �شريعة ووا�شحة وعلى �شبيل المثال فان النبات قان�ص الذباب يظهر تكيفات‬
‫تركيبية في الورقة تمكنها من اقتنا�ص الفري�شة بمجرد وقوف الح�شرة اأو الذبابة على الورقة اذ �شرعان ما‬
‫تنطبق عليها وتفرز على الفري�شة انزيمات ها�شمة لتحليل المادة البروتينية فيها اإلى حوام�ص امينية ي�شهل‬
‫امت�شا�شها من قبل خاليا الورقة‪ ،‬وال�شبب في تحورات هذا النبات هو معي�شته في بيئة يقل فيها النتروجين‬
‫وهو يح�شل بذلك على المواد النتروجينية من الح�شرات كما في ال�شكل (‪.)5-9‬‬

‫‪159‬‬
‫هناك مثال اآخر لل�شلوك في النباتات كما‬
‫في نبات الميمو�شة الح�شا�شة (‪Sensitive‬‬
‫‪ )Mimosa‬والذي تنطبق اوراقه على بع�شها‪،‬‬
‫عند حلول الظالم‪� .‬شكل (‪.)7-9‬‬
‫البد من اال�شارة اإلىان �شلوك النباتات الراقية‬
‫وب�شكل عام اقل تعقيداً من �شلوك الحيوانات و�شبب‬
‫ذلك يعود اإلى عدم وجود جهاز ع�شبي فيها ومن‬
‫ثم فان الهورمونات تقوم بنقل المعلومات داخل‬
‫ج�شم النبات ولكن ببطء‪.‬‬

‫�شكل (‪ )7-9‬نبات الميمو�شة الح�شا�شة‬

‫ال�شلوك في الحيوان‬ ‫‪.2-2-9‬‬

‫تظهر الحيوانات تنوع ًا كبيراً في انماط ال�شلوك اعتماداً على وجود الجهاز الع�شبي اأو عدم وجوده وكما‬
‫ياأتي‪:‬‬

‫ال�شلوك في االحياء الخالية من الجهاز الع�شبي‬ ‫‪1‬‬

‫يتمثل ال�شلوك في اال�شكال الب�شيطة للحياة ‪ ،‬باالنتحاء والحركة (‪ )Taxes and Kineses‬حيث‬
‫يقود هذا التوجه ميكانيكيتان مختلفتان فت�شتجيب هذه الكائنات لل�شوء والحرارة والكيميائيات والجاذبية‬
‫بو�شاطة حركات مبا�شرة نحو م�شدر الحافز اأو بعيداً عنه ‪.‬‬
‫لناأخذ مث ًال عند تعر�ص االميبا ل�شوء �شديد فاأنها تهرب بعيداً عن م�شدر ال�شوء اأي انها ذات انجذاب‬
‫�شوئي �شالب وال�شبب في ذلك ان ال�شوء ال�شديد يمنع تكوين االقدام الكاذبة في الجزء المواجه لل�شوء بينما‬
‫تتكون اقدام كاذبة في الجهة المعاك�شة‪ .‬واذا و�شعت مادة كيميائية بالقرب من احدى جهات االميبا فاأنها‬
‫تتحرك باالتجاه المعاك�ص اأي انها ذات انجذاب كيميائي �شالب‪ .‬واذا كانت المواد مفيدة لالمبيا فاأنها‬
‫تحيطها باأقدامها الكاذبة وته�شمها يعني ان هناك (انجذاب موجب)‪.‬‬
‫ت�شتطيع االميبا التمييز بين المواد ال�شارة والنافعة ‪ ،‬وبين الظروف المالئمة وغير المالئمة لحياتها‪.‬‬
‫فتتكي�ص عندما تكون الظروف غير مالئمة وتتحرر من الكي�ص وتعاود ن�شاطها عند توفر ظروف مالئمة‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫ال�شلوك في الحيوانات ذات الجهاز الع�شبي‬ ‫‪2‬‬

‫يعتمد ال�شلوك في الحيوانات التي تمتلك جهاز ع�شبي على درجة نمو هذا الجهاز ‪ ،‬ففي الال�شعات يكون‬
‫الجهاز الع�شبي ب�شيط ًا ومن ثم فاأن �شلوكها يكون كذلك ب�شيط ًا اما في الفقريات في�شل الجهاز الع�شبي اإلى‬
‫اف�شل درجات التعقيد ولذلك نجد انها ت�شتطيع القيام با�شتجابات متعددة لمختلف المنبهات‪.‬‬

‫م�شتويات ال�شلوك في الحيوانات الراقية‬ ‫‪1-2-2-9‬‬

‫(‪ )1‬ال�شلوك الفطري‪:‬‬


‫ال�شلوك الفطري اأو ال�شلوك الغريزي �شلوك تلقائي وا�شتجابة لحافز معين ‪ .‬ويمكن ان يحدث حتى لو‬
‫و�شع الحيوان بمعزل عن بقية االفراد من نوعه‪ ،‬ومثال ذلك االنماط المعقدة للجماع‪ ،‬وبناء االع�شا�ص عند‬
‫الع�شافير‪ .‬وال�شلوك الفطري يكون وا�شع ًا ومتنوع ًا في الحيوانات الدنيا كما هو الحال في الح�شرات وكلما‬
‫تطور الحيوان قلت انماط ال�شلوك الفطري‪.‬‬

‫(‪ )2‬ال�شلوك المتعلم‪:‬‬


‫ين�شاأ هذا النوع من ال�شلوك نتيجة للتعلم‪ ،‬وتدخل فيه الذاكرة ‪ Memory‬التي تمثل جانب ًا من عملية‬
‫التعلم‪ ،‬وهي عملية ادخال المعلومات ومرورها بعمليات خالل االجهزة الح�شية حيث تر�شل اإلى الدماغ‪،‬‬
‫وتخزن هنالك ب�شكل من اال�شكال‪ ،‬ي�شمح لها ان ت�شتعمل لتحوير اال�شتجابة لنف�ص الحوافز في او�شاع‬
‫جديدة‪ ،‬وبالتالي فاأن الحيوان يكون قادراً على ابداء ا�شتجابات مكيفة بتغير الحاالت‪.‬‬
‫والبد من اال�شارة اإلى وجود تداخل بين ال�شلوك الفطري وال�شلوك المتعلم وخا�شة في الحيوانات االأكثر‬
‫تعقيداً‪ .‬وهذين النوعين من ال�شلوك غير قابلين للف�شل كلياً‪.‬‬

‫ا�شكال ال�شلوك المتعلم‪:‬‬


‫( اأ ) التطبع‪:‬‬
‫يمثل هذا النوع من ال�شلوك احد ا�شكال التعلم في االنواع االأكثر اجتماعي ًا كما هو الحال في الطيور‪ .‬ففي‬
‫التطبع تحدث �شل�شلة من اال�شتجابات ت�شتخدم لتكوين عالقات اجتماعية خالل طور مبكر جداً من حياة‬
‫الحيوان‪ ،‬ومثال ذلك ما قام به او�شكار هاينروث (‪ )Oskar Heinroth‬الذي ربى وزاً معزولة منذ وقت‬
‫الفق�ص‪ ،‬فوجدها تتبعه اأينما يذهب كما لو كان هو والدها اأو �شديقها‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫(ب) االعتياد‬
‫في هذا النوع من التعلم يوقف الحيوان اال�شتجابة لمنبهات متكررة ب�شرية اأو �شمعية اأو كيميائية اأو‬
‫لم�شية بعد ان يكت�شف انها غير مهمة وال ذات �شرر عليه (التعلم بعدم اال�شتجابة)‪ ،‬ولناأخذ مث ًال لو كان هناك‬
‫�شخ�ش ًا انتقل للتو من منطقة �شكن هادئ اإلى مكان قريب من �شكة قطار ف�شوف ينزعج كلما مر القطار‬
‫ولفترة من الزمن‪ ،‬اإال انه ومع مرور الزمن �شوف يجد ان ال�شوت ي�شبح لي�ص بذي قيمة اأو اهتمام ومن‬
‫المحتمل ان ال ي�شعر به‪ .‬والبد من اال�شارة اإلى ان االعتياد ال يحدث عندما يكون الحيوان بمواجهة متكررة‬
‫مع حوافز �شارة (مفتر�ص مثالً)‪ ،‬ويبدو ان تحديد اال�شتجابات للحوافز ال�شارة مقاومة موروثة لالعتياد‬
‫وهذه لها قيمة عظيمة للبقاء والحفاظ على النوع‪.‬‬

‫(جـ) اال�شتراط‪:‬‬
‫ان ا�شتجابة الحيوان اإلى محفز معين قد يحور بو�شاطة وجود اأو غياب محفز اآخر يكون مرا فق ًا له‪.‬‬
‫لقد در�ص هذا النوع من ال�شلوك من قبل العالم الرو�شي بافلوف (‪ ،)Pavlov‬فقد الحظ في احدى تجاربه‬
‫على الكالب ان اللعاب يفرز غالب ًا في الحال عندما ي�شع خال�شة لحم في فم الكلب‪ ،‬وا�شتنتج ان هذه‬
‫ا�شتجابة انعكا�شية ب�شيطة‪.‬‬

‫(د) التعلم بالمحاولة والخطاأ‪:‬‬


‫يمثل هذا النوع من ال�شلوك نوع ًا متطوراً للتعلم يتطلب تحرك الحيوان‪ .‬يبداأ مثل هذا ال�شلوك عندما‬
‫يقرن الحيوان حركات معينة مع نتائج قد تكون مالئمة اأو غير مالئمة له‪ ،‬وهكذا ي�شمل هذا التعلم اما‬
‫مكافاأة الحيوان اأو معاقبته نتيجة قيامه بحركات معينة‪.‬‬
‫لقد �شممت عدة تجارب في هذا المجال وخالل التقوية في التعلم بالمحاولة والخطاأ يمكن ان‬
‫ُتدرب الحيوانات ل ُتميز بين حوافز مختلفة وعلى �شبيل المثال فاأن الدولفين قد يعطى اأو ًال �شمكة‬
‫لمحاولته القفز خارج الماء وهي بمثابة مكافاأة له وتدريجي ًا �شوف تمكن مثل هذه المكافاأة المدرب‬
‫من ان يعلم الدولفين الأن يقوم بالعاب فوق الماء في نقطة معينة من البركة‪.‬‬
‫او�شحت تجربة اخرى تعلم الفاأر كيفية الح�شول على الغذاء بطريقة المحاولة والخطاأ فقد و�شع‬
‫فاأر جائع في �شندوق يحتوي على �شمام‪ ،‬وعند ارتطام الفاأر بال�شمام تخرج له حبيبات الغذاء‬
‫ولذلك يتحرك الفاأر في كل االتجاهات حتى ي�شطدم بال�شمام‪ ،‬فيخرج له الغذاء‪ ،‬وبتكرار هذا العمل‬
‫يتعلم الفاأر كيف يح�شل على الغذاء من خالل ال�شغط على ال�شمام‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫(هـ) ال�شلوك اال�شتك�شافي‪:‬‬
‫يمكن ان يظهر هذا النوع من �شلوك التعلم خالل اللعب وحب اال�شتطالع‪ ،‬اإذ ان اللعب ي�شكل جانب ًا ا�شا�شي ًا‬
‫في االدوار المبكرة في دورة حياة كثير من الحيوانات وب�شكل خا�ص اللبائن‪ ،‬وبع�ص الطيور كونها تتعلم‬
‫خالل اللعب الكثير من الطرق الحيوية للبقاء‪ ،‬وعلى �شبيل المثال نجد ان القرود ال�شغيرة ترك�ص �شوية‬
‫م�شتركة في عراك كاذب وهروب‪ ،‬و تزيد فترة اللعب من ن�شاطها وبالتالي ابتكار و�شائل تنجي حياتها‪،‬‬
‫تكون عالقات مع بع�شها ت�شاعدها على تعلم �شلوك اجتماعي خالل‬ ‫ف�ش ًال عن ان الحيوانات خالل لعبها ِّ‬
‫ن�شجها‪.‬‬

‫امثلة عن ال�شلوك لدى الحيوانات‬ ‫‪2-2-2-9‬‬

‫�شلوك التغذي‬ ‫‪1‬‬

‫تظهر الحيوانات المختلفة الكثير من الخ�شائ�ص التركيبية والنف�شية من اجل الح�شول على الغذاء‪،‬‬
‫فالحيوانات اآكالت النباتات لها تكيفات تغذية قليلة ن�شبي ًا ب�شبب ان النباتات التي تتغذى عليها لي�ص لها‬
‫القدرة لمقاومة هذا ال�شلوك‪.‬‬
‫من امثلة �شلوك التغذي ما نالحظه في انواع‬
‫النمل الذي يحمل اجزاءاً من اأوراق النباتات‬
‫اإلى االإنفاق التي يعي�ص فيها حيث تنمو عليها‬
‫الفطريات عند تف�شخها ويتغذى النمل على هذه‬
‫الفطريات �شكل (‪.)8-9‬‬
‫للعناكب واحدة من التكيفات ال�شلوكية‬
‫المثيرة والخا�شة بالح�شول على الغذاء وتتمثل‬
‫بن�شج البيوت بغية الح�شول على الغذاء‪.‬‬
‫واذا ما نظرنا اإلى الفقريات فاأننا نجد الكثير‬
‫�شكل (‪ )8-9‬النمل قاطع االوراق‬ ‫مما ال يح�شى من التكيفات ال�شلوكية الم�شخرة‬
‫للح�شول على الغذاء‪ ،‬وعلى �شبيل المثال نجد ان‬
‫ال�شنجاب وهو من اللبائن يجمع غذائه ويخزنه‬
‫خالل ال�شيف لكي يكون له موؤونة خالل ف�شل‬
‫ال�شتاء‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫�شلوك الهروب و�شلوك التخفي‬ ‫‪2‬‬
‫يمثل �شلوك الهرب والتخفي و�شائل للحفاظ على النوع وبقائه‪ ،‬فالحيوان الذي ي�شعر بالخطر يحاول‬
‫االبتعاد عن م�شدر الخطر باأ�شاليب �شلوكية معتمدة بالدرجة اال�شا�ص على حركته ومدى تطور جهازه‬
‫الع�شبي واع�شاء الح�ص‪ .‬فالطيور مث ًال تكون اكثر ا�شتجابة للمنبهات التي تدل على توقع حدوث خطر‬
‫ولذلك تكون على اتم اال�شتعداد للحركة والهروب‪ .‬وبالتاأكيد فاأن لكل حيوان تكيفات تركيبية معينة تعينه‬
‫في انجاز فعل الهرب من م�شدر الخطر‪ ،‬واالجنحة لدى الطير تمثل واحدة من هذه التكيفات‪.‬‬
‫اما �شلوك التخفي في�شمل التنكر والتقليد �شكل (‪،)9-9‬‬
‫حيث ي�شلك الحيوان مثل هذا ال�شلوك لتفادي ظروف غير‬
‫منا�شبة اأو لحماية نف�شه من حيوا ن مفتر�ص‪ ،‬ومثل هذا‬
‫ال�شلوك يت�شح ب�شكل جلي في العديد من انواع الح�شرات‬
‫فمث ًال يتخفى فر�ص النبي فياأخذ �شكل الورقة النباتية‬
‫التي يعي�ص عليها في المظهر والحركات‪ ،‬وكذلك تتخفى‬
‫ح�شرة ع�شا الراعي التي ي�شبه مظهرها �شيقان النباتات‬
‫التي تعي�ص عليها‪ ،‬وهكذا تتظاهر بع�ص الح�شرات‬
‫ال�شعيفة بمظهر القوي حيث تت�شبه بع�ص الح�شرات‬
‫ال�شعيفة بالزنابير والنحل‪ .‬وفي اال�شماك تظهر الكثير‬
‫من انواعها تلون ًا يماثل طبيعة القاع بغية الحفاظ على‬
‫نف�شها من االفترا�ص‪ ،‬واالمثلة في هذا المجال كثيرة‬
‫�شكل (‪ )9-9‬التخفي عند الحيوان‬ ‫وي�شعب ح�شرها‪.‬‬

‫�شلوك الهجرة (‪)Migration‬‬ ‫‪3‬‬


‫الهجرة هي‪ :‬الحركة المبا�شرة من مكان اإلى اآخر ثم العودة الدورية اليه‪ .‬وي�شتخدم م�شطلح االغتراب اأو‬
‫الهجرة الخارجية (‪ )Emigration‬لالأ�شارة اإلى هجرة االفراد اإلى الخارج (خارج مناطق ن�شوؤها) وعدم‬
‫العودة اليها‪ .‬اأما م�شطلح اال�شتيطان (‪ )Immigration‬الذي ي�شير اإلى هجرة االفراد اإلى منطقة معينة لم‬
‫تكن قد دخلتها من قبل‪.‬‬
‫تعد هجرة �شمك ال�شالمون مثا ًال �شائع ًا للهجرة في عالم الحيوان‪ ،‬حيث يق�شي ال�شالمون وهو حيوان‬
‫�شاعد (اأي يهاجر من البحر اإلى النهر) فترة حياته االأولى في البحر‪ ،‬وعند البلوغ يهاجر نحو المياه العذبة‬
‫(مياه االأنهار) لو�شع البي�ص‪ .‬وفي الغالب يقوم الكثير من انواعه برحلة واحدة لو�شع البي�ص وبعدها يموت‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫ومن االمثلة االخرى ال�شائعة في هجرة‬
‫الحيوانات هي هجرة الطيور‪ ،‬فبع�ص الطيور‬
‫ال�شاحلية في الواليات المتحدة االمريكية‬
‫تهاجر من والية اال�شكا االمريكية اإلى جزر‬
‫هاواي م�شتخدمة ادلة خا�شة بها حيث يعتمد‬
‫الطائر في م�شارات حركة هجرته على زاوية‬
‫ميالن ال�شم�ص �شكل (‪.)10-9‬‬
‫�شكل (‪ )10-9‬هجرة الطيور‬

‫�شلوك العودة اإلى المنزل (موقع ال�شكن)‬ ‫‪4‬‬

‫ت�شتطيع الكثير من الحيوانات العودة اإلى موطنها من خالل تكيفات تركيبية ووظيفية فمثالً‪ ،‬بع�ص‬
‫اال�شماك ت�شتطيع العودة اإلى موطنها م�شتخدمة حا�شة ال�شم‪ ،‬ويعد الحمام مث ًال �شائع ًا للقدرة على التعرف‬
‫على الم�شكن‪ ،‬ويعتقد ان قدرة هذا الحمام في التعرف على الم�شكن يعود اإلى الذاكرة القوية التي يتمتع بها‬
‫لمعرفة الم�شالك الموجودة في خط �شيره‪ ،‬وربما ي�شاعده في ذلك تمتعه بقوة ب�شر قوية‪.‬‬

‫�شلوك التكاثر والمغازلة ورعاية ال�شغار‬ ‫‪5‬‬

‫يعد �شلوك التكاثر والمغازلة ورعاية ال�شغار من‬


‫ميزات ال�شلوك االجتماعي المهمة عند الحيوان‪ .‬ف�شلوك‬
‫التكاثر يي�شر تقابل الذكور واالناث وتاآلفها وقد ي�شتهلك‬
‫ذلك كثيراً من الوقت والطاقة في حالة الحيوانات التي‬
‫تعي�ص في عزلة‪ ،‬وهو ي�شاعد اأي�ش ًا على تزامن �شلوك‬
‫التكاثر عن طريق تحفيز االفراد لبع�شها البع�ص ب�شورة‬
‫متبادلة‪ ،‬فالطيور التي تعي�ص يف م�شتعمرات‪ ،‬حتدث‬
‫ا�شوات ًا وتقوم بعرو�ص غزل �شكل (‪ )11-9‬ت�شبب تغريات‬
‫هورمونية يف االفراد االخرى قبل عمليات التزاوج‪.‬‬
‫وم�شتعمرات النوار�ص الكبرية حيث يوجد فيها حتفيز‬
‫اجتماعي اكرب‪ ،‬فهي تنتج من ال�شغار يف الع�ص الواحد‬
‫�شكل (‪ )11-9‬المغازلة عند الطيور‬
‫عدداً اكرب مما يوجد يف حالة امل�شتعمرات ال�شغرية ‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫وباال�شافة اإىل ذلك فاأن الرعاية االبوية التي متنحها احليوانات االجتماعية ل�شغارها تعمل على زيادة‬
‫فر�ص البقاء لل�شغار‪ .‬وعملية الرعاية يف عامل احليوان تتباين من حرا�شة البي�ص ورعايته من قبل االبوين‬
‫كما يف النمل و�شو ًال اإىل رعاية ال�شغار بعد الفق�ص والوالدة التي تت�شح معاملها يف الطيور واللبائن كلها‬
‫متثل انواع من �شلوك الرعاية‪.‬‬

‫ال�شلوك االجتماعي‬ ‫‪6‬‬


‫عند احلديث عن ال�شلوك االجتماعي لدى احليوانات‬
‫يتبادر اإىل اذهاننا م�شتعمرات نحل الع�شل التي تظهر‬
‫م�شتوى عالي ًا جداً يف الرتكيب البنائي واالجتماعي �شكل‬
‫(‪ ،)12-9‬اأو قطعان املا�شية التي ترعى يف ال�شهول اأو‬
‫جتمعات ا�شماك ال�رشدين‪ ،‬اأو ا�رشاب طيور الزرزور‪ ،‬وال�شلوك‬
‫االجتماعي لي�ص حم�شوراً بهذه االمثلة من احليوانات التي‬
‫تنتمي لنف�ص النوع وتتعاي�ص ب�شورة جمتمعة وفيها يوؤثر‬
‫كل فرد على االآخر‪.‬‬
‫�شكل (‪ )12-9‬ال�شلوك االجتماعي في النحل‬
‫ميكن القول «ان اي �شكل من ا�شكال التفاعل الناجت‬
‫عن ا�شتجابة حيوان الآخر من نف�ص النوع ميثل �شلوك ًا‬
‫اجتماعياً»‪.‬‬
‫ان جتمعات الفرا�شات املنجذبة اإىل ال�شوء لي ًال وجتمع‬
‫ا�شماك ال�شاملون يف اكرث احوا�ص النهر برودة‪ ،‬هي جتمعات‬
‫حيوانية ا�شتجابة ملوؤثرات بيئية‪ ،‬ويف اجتاه اآخر فاإن‬
‫التجمعات االجتماعية تعتمد على موؤثرات حيوانية‪ ،‬اإذ تبقى‬
‫جمتمعة‪ ،‬وتوؤدي اأفعا ًال م�شرتكة بتاأثري احدها على االآخر‪.‬‬
‫والبد من اال�شارة اإىل ان جتمعات احليوانات التي تظهر‬
‫�شلوك ًا اجتماعي ًا لي�شت اجتماعية بنف�ص الدرجة بل ان هناك‬
‫�شكل (‪ )13-9‬تجمع الحيوان يمثل احد‬
‫حاالت ال�شلوك االجتماعي‬ ‫نوع عن االآخر‪.‬‬
‫تباين ًا يف درجة ال�شلوك االجتماعي لكل ٍ‬
‫ان معي�شة احليوانات جمتمعة قد تكون ذات فائدة من‬
‫نواح عدة وي�شتفيد كل نوع بطريقته اخلا�شة‪ ،‬فما يعترب‬ ‫ٍ‬
‫تكيف ًا مفيداً لنوع ما رمبا ال يكون كذلك لنوع اآخر‪ ،‬وهناك‬
‫فائدة مميزة للتجمعات االجتماعية اأال وهي الدفاع عن‬
‫النف�ص �شد احليوانات املفرت�شة �شكل (‪.)13-9‬‬

‫‪166‬‬
‫االنتخاب الطبيعي (‪)Natural Selection‬‬ ‫‪3-9‬‬

‫ان للعوامل البيئية تاأثري كبري يف الكائن احلي‪ ،‬وقد تكون هذه العوامل غري منا�شبة فتتطلب ح�شول‬
‫تغريات يف ن�شل الكائن احلي بغية متكينه من التغلب على الظروف غري املنا�شبة وحفظ نوعه من االنقرا�ص‪،‬‬
‫واالفراد التي تظهر عجزاً عن موا�شلة حياتها نتيجة تاأثريات هذه العوامل فاأنها �شوف تنقر�ص‪.‬‬
‫ولقد كان دارون ووال�ص اأول من تنبها اإىل مثل هذه التغريات و�شخ�شا تاأثريها على الكائنات احلية‬
‫من خالل مالحظاتهما التي �شجلها دارون من �شفره اإىل جزيرة كاالباكوز (‪ )Galapagos‬يف حني �شجل‬
‫واال�ص مالحظات مماثلة من زيارته ل�شبه جزيرة املاليا وا�شتنتج االثنني ماياأتي‪:‬‬

‫ان التغاير موجود بين افراد النوع‪ ،‬وا ن بع�ص الفروقات تورث‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ينتج النوع في كل جيل ابناء اكثر من هوؤالء الذين يبقون اإلى الطور التكاثري‪ ،‬فهوؤالء االفراد الذين‬ ‫‪.2‬‬
‫يبقون ويتكاثرون هم الذين يحددون طبيعة الجيل الثاني‪.‬‬
‫ان االفراد الذين يحملون تغايرات اكثر تكيف ًا على البقاء في ظروف معينة هم الذين ي�شهمون بن�شبة‬ ‫‪.3‬‬
‫اعلى في االبناء للجيل الثاني‪.‬‬
‫على مدى فترات طويلة من الزمن توؤدي عملية البقاء االنتقائي والتكاثر اإلى الت�شتت بين الكائنات‬ ‫‪.4‬‬
‫الع�شوية في ظروف مختلفة وفي النهاية توؤدي اإلى تطور االنواع المعزولة‪.‬‬
‫ومن االمثلة على االنتخاب الطبيعي هو ا�شتخدام املبيدات من قبل االن�شان للق�شاء على احل�رشات كان‬
‫�شبب ًا يف ن�شوء اجيال جديدة تت�شف مبقاومتها للمبيدات‪.‬‬

‫التعاقب (‪)Succession‬‬ ‫‪4- 9‬‬

‫ميكن ان يعرف التعاقب من وجهة النظر البيئية باأنه التتابع املنظم للمجتمعات االحيائية املختلفة يف‬
‫بيئة معينة وعرب فرتة من الزمن‪ .‬وقد يقود مثل هذا التغري احلا�شل يف املجتمعات االحيائية اإىل تكوين‬
‫م�شتعمرات يف املناطق اجلرداء وبالتايل فاأن التغريات يف البيئة �شوف تلعب دوراً مهم ًا وحا�شم ًا يف تغري‬
‫تركيبة املجتمعات االحيائية (النباتية واحليوانية) بحيث ت�شبح متكيفة مع الو�شع اجلديد‪ .‬وقد تكون‬
‫التغريات دورية اأو غري دورية اأو بتعبري اآخر حت�شل ب�شورة متكررة اأو تكون ذات طبيعة دائمية‪.‬‬
‫هناك من العوامل ما يلعب دوراً يف التغريات مثل درجة احلرارة والرطوبة وال�شوء والتبخر والرياح‬
‫وغريها وهذه كلها توؤثر يف املجتمعات النباتية ومن ثم ميتد تاأثريها اإىل املجتمعات احليوانية‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫االنواع اال�شا�شية للتعاقب‬ ‫‪1-4-9‬‬

‫هناك نوعني من الطرز للتعاقب يت�شحان يف جميع البيئات اال�شا�شية وهما‪:‬‬

‫التعاقب االبتدائي (‪)Primary Succession‬‬ ‫‪1‬‬

‫في هذا الطراز اأو النوع من التعاقب تظهر االحياء الأول مرة في الموقع البيئي الذي لم تكن قد ظهرت‬
‫ابتداء بالكائن الرائد (‪ )Pioneer‬ويطلق‬
‫ً‬ ‫فيه اية كائنات حية �شابقاً‪ .‬ويمثل النوع االحيائي الذي يظهر‬
‫على المجموعات االأولى من النباتات والحيوانات التي تنجح في اال�شتقرار ا�شم المجتمع الرائد (‪Pioneer‬‬
‫‪. )Community‬‬

‫التعاقب الثانوي (‪)Secondary Succession‬‬ ‫‪2‬‬

‫ويف هذا النوع من طرز التعاقب تكون البيئة قد احتلت من قبل جتمعات من الكائنات احلية يف وقت‬
‫�شابق اال انها اختفت ال�شباب غري منا�شبة كاأن تكون عوامل مناخية حادة اأو تدخل االإن�شان كما هو احلال‬
‫يف ظروف احلرائق التي حت�شل بفعل الربق اأو بو�شاطة االن�شان‪ ،‬وحدوث الفي�شانات والعوا�شف واالعا�شري‬
‫والزالزل والرباكني اأو بفعل النفايات التجارية وال�شناعية اأو ت�رشيف املجاري وغري ذلك من العوامل التي‬
‫تزيل التعاقب االبتدائي يف اية مرحلة من مراحله‪ ،‬ولذلك فاأن ظهور جتمعات احيائية جديدة يف مثل هذه‬
‫البيئة ميثل تعاقب ثانوي‪.‬‬

‫التعاقب يف البيئات اال�شا�شية‬ ‫‪2-4-9‬‬

‫تت�شح يف البيئات اال�شا�شية اختالفات يف طبيعة التعاقب وا�شلوبه توؤثر يف طبيعة املجتمعات النباتية‬
‫واحليوانية التي تتكيف للمعي�شة يف تلك البيئات‪ ،‬وهناك نوعني من التعاقب هما التعاقب املائي والتعاقب‬
‫اجلفايف‪.‬‬

‫التعاقب املائي (‪ )Hydrach Succession‬وي�شمل ‪:‬‬ ‫‪1‬‬


‫( اأ ) التعاقب يف املياه العذبة (‪:)Freshwater Succession‬‬

‫تختلف امناط التعاقب يف املياه العذبة تبع ًا حلجم امل�شطحات املائية وحركة املياه فيها والتي توؤدي‬
‫اإىل تراكم املواد الطينية التي جتعل من امل�شطحات املائية اج�شام ًا اكرث �شحالة مبرور الوقت‪ .‬ويتحول‬
‫امل�شطح املائي اإىل موطن م�شتنقعي عند ا�شتمرار تراكم املواد الرتابية لعدة �شنوات متعاقبة ويوؤدي اخرياً‬
‫اإىل تكوين غابة‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫يبداأ التعاقب النباتي بظهور النباتات املائية املغمورة مثل ح�شي�شة املاء وح�شي�شة الربكة والع�شب‬
‫ال�رشيطي وغريها وبعدها يبداأ ظهور النباتات الطافية مثل زنبق املاء وع�شا الراعي يلي ذلك حتول الربكة‬
‫اإىل الطراز امل�شتنقعي ويبداأ ظهور النباتات البارزة مثل الربدي وح�شي�شة املن�شار‪ ،‬ومن ثم ظهور ال�شجريات‬
‫كورد امل�شتنقعات ثم يظهر اال�شفندان االأحمر وبلوط امل�شتنقعات‪ ،‬وتظهر بعدئ ٍذ ا�شجار الدردار والزان‬
‫واال�شفندان و�شو ًال اإىل جمتمع الذروة الغابي الذي ت�شود فيه ا�شجار ال�رشو وغريها‪.‬‬
‫ومع تغري جمتمعات النباتات تكون املجاميع احليوانية قد تغريت اي�ش ًا من ناحية الكمية والنوعية‬
‫حيث تزدهر انواع الالفقريات ثم تظهر اخلناف�ص باأنواعها املختلفة وبعدها اال�شماك مع تدرج التحول يف‬
‫امل�شطح املائي‪.‬‬

‫(ب) التعاقب البحري (‪:)Marine Succession‬‬

‫يظهر التعاقب البحري على االأ�شطح النظيفة التي متثل فيها الطحالب املجتمعات الرائدة ثم تعقبها‬
‫الرخويات امللت�شقة على ال�شخور ثم املحار (من الرخويات ثنائية امل�رشاع)‪.‬‬
‫وميكن تتبع التعاقب االمنوذجي للمجتمعات على ال�شطح النظيف يف مناطق املد واجلزر ح�شب الت�شل�شل االآتي‪:‬‬
‫�شطح نظيف ← بكرتيا ← دايتومات ← طحالب اخرى ← امعائيات اجلوف ← حيوانات اآكلة طحالب‬
‫← رخويات ← رخويات ثنائية امل�رشاع (ذات م�رشاعني اأو �شدفتني)‪.‬‬

‫ومثل هذا الت�شل�شل التعاقبي ال يحتاج اكرث من خم�ص �شنوات الكتماله‪.‬‬

‫التعاقب اجلفايف (‪:)Xerach Succession‬‬ ‫‪2‬‬


‫تبداأ �شل�شلة التعاقب اجلفايف من و�شط جاف كال�شخور والرمال تتعاقب عليها انواع خمتلفة من النباتات‬
‫كاالآتي‪:‬‬
‫الطحالب ← احلزازيات ← النباتات الع�شبية ← ال�شجريات ← ا�شجار الغابات‬
‫وهكذا فاأن كال �شل�شلتي التعاقب املائي (املياه العذبة) واجلفايف تنتهيان بطور ذروة واحد هو طور الغابة‪.‬‬

‫نشاط‬
‫متثل هجرة الطيور اأحد جوانب ال�شلوك املثرية لالعجاب ملا تت�شمنه من �شلوك متعلم اأو ا�شتك�شايف‪.‬‬
‫اأكتب تقريراً عن هجرة الطيور وما تت�شمنه من �شلوكيات متنوعة‪ ،‬م�شتعين ًا مبامتوفر يف مكتبة‬
‫املدر�شة من م�شادر علمية تتناول هذا اجلانب من �شلوك الطيور‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫أسئلة الفصل التاسع‬

‫�ص‪ /1‬عدد انواع العالقات االيجابية بني الكائنات احلية وقدم تعريف ًا لكل منها‪.‬‬

‫�ص‪ /2‬قارن بني التطفل واالفرتا�ص‪.‬‬

‫�ص‪ /3‬ماذا نعني بامل�شطلحات االآتية‪:‬‬


‫(اأ) التناف�ص‪.‬‬
‫(ب) االنتحاء املائي‪.‬‬
‫(جـ) التعاقب اجلفايف‪.‬‬

‫�ص‪ /4‬امالأ الفراغات �شمن العبارات االآتية مبا ينا�شبها‪:‬‬


‫( اأ ) ميثل التطفل عالقة �شلبية بني كائنني يدعى االأول ‪ ..........‬يف حني يدعى الثاين ‪. ...........‬‬
‫(ب) تظهر جذور النباتات انتحاء‪ ...........‬و ‪ ..........‬موجبني اما يف ال�شاق فيح�شل عادة انتحاء ‪ ..........‬موجب‬
‫وانتحاء‪� ..........‬شالب‪ ،‬ويف االأوراق غالب ًا ما يح�شل‪. .............‬‬
‫(جـ) ي�شمل �شلوك التخفي يف احليوانات‪ ............‬و ‪. ...........‬‬
‫(د) ي�شتخدم م�شطلح ‪ ...........‬الذي ي�شري اإىل هجرة االفراد ملنطقة معينة مل تكن قد دخلتها من قبل‪.‬‬

‫�ص‪ /5‬قارن بني ال�شلوك الفطري وال�شلوك املتعلم‪.‬‬


‫�ص‪ /6‬ما ا�شكال ال�شلوك املتعلم ؟ عددها مع تعريف موجز لكل منها‪.‬‬
‫�ص‪ /7‬ما مفهوم ال�شلوك االجتماعي لدى احليوانات؟‬
‫�ص‪ /8‬ما املق�شود بالتعاقب؟ وما انواعه ؟‬
‫�ص‪ /9‬ما املق�شود باالنتخاب الطبيعي؟ وما هي اال�شتنتاجات التي قدمتها نظرية التطور لدارون ووال�ص؟‬
‫�ص‪ /10‬قارن بني التعاقب املائي والتعاقب اجلفايف‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫‪10‬‬
‫التلوث البيئي‬

‫محتويات الفصل‬
‫‪ 1-10‬تعريف التلوث البيئي‬

‫‪ 1-1-10‬تلوث التربة (اليابسة)‪.‬‬


‫‪ 2-1-10‬تلوث الهواء‪.‬‬
‫‪ 3-1-10‬تلوث المياه‪.‬‬

‫‪ 2-10‬تأثيرات التلوث‪.‬‬

‫‪ 1-2-10‬أثر التلوث في االنتخاب‪.‬‬


‫‪ 2-2-10‬تأثيرات الصناعة في البيئة‪.‬‬
‫‪ 3-2-10‬تأثير التغير في مكونات البيئة‪.‬‬

‫‪ 3-10‬حماية البيئة‪.‬‬

‫نشاط‬

‫أسئلة الفصل‬
‫النواتج التعليمية‬
‫بعد االنتهاء من دراسة هذا الفصل‬
‫يكون الطالب قادرا ً على أن‪:‬‬

‫يعرف التلوث البيئي‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫يبين العوامل الم�شببة للتلوث الب�شري وتلك التي تت�شبب في التلوث الطبيعي‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫يعرف مفهوم تلوث التربة ويبين العوامل المت�شببة في تلوث التربة‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫يبين اهم م�شادر تلوث الهواء‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫يعدد انواع ملوثات الهواء‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫يعرف مفهوم االحتبا�س الحراري‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫يبين اأهمية طبقة االأوزون في الغالف الجوي‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪172‬‬
‫تعريف التلوث البيئي‬ ‫‪1-10‬‬

‫يعرف التلوث البيئي باأنه الحالة التي توجد فيها مادة اأو مواد غريبة اأو اأي موؤثر في احدى مكونات البيئة‬
‫فيجعلها غير �شالحة لال�شتعمال اأو يحد من ا�شتعمالها‪ .‬وعليه يكون التلوث البيئي هو التحول غير المالئم‬
‫لمحيطنا كله‪ ،‬اأو معظمه نتيجة للفعاليات الب�شرية والطبيعية وتبرز التاأثيرات في التغيرات في ا�شاليب الطاقة‬
‫وم�شتويات اال�شعاع والتركيب الفيزيائي والكيميائي ووفرة الكائنات الحية‪.‬‬
‫يعد التلوث البيئي ال�شغل ال�شاغل لالن�شان منذ منت�شف القرن الع�شرين كونه‪ ،‬يمثل عملية اخالل بالتوازن‬
‫الطبيعي للبيئة والذي يوؤثر على حياة الكائنات الحية‪ .‬ويبدو ان تدخل االن�شان المبا�شر وغير المبا�شر في‬
‫التوازن الطبيعي قد اثر ب�شكل واآخر في مقومات الطبيعة الثالثة وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬الق�شرة االر�شية (الياب�شة)‪.‬‬


‫‪ .2‬الغالف الهوائي‪.‬‬
‫‪ .3‬المحيط المائي‪.‬‬

‫ولقد ا�شتطاع االن�شان ان ي�شيطر على عدد من عوامل البيئة نتيجة للتقدم التقني الذي و�شل اليه فقاوم‬
‫المر�ص وزاد من انتاج مح�شوله الغذائي وازداد وعيه البيئي‪ ،‬وكل هذا �شاعد على زيادة �شكانية كثيفة كانت‬
‫على ح�شاب البيئة الطبيعية‪ .‬ونتيجة ذلك ازداد تلوث البيئة من خالل ما يعرف بالتلوث الب�شري المن�شاأ حيث‬
‫اأفرزت مخلفات ان�شطة االن�شان المختلفة العديد من الملوثات ومن بينها‪:‬‬

‫‪ -‬مياه الف�شالت من المناطق ال�شكنية‪.‬‬


‫‪ -‬المبيدات الم�شتخدمة في معالجة االآفات الزراعية المختلفة ومن ثم دعم االنتاج الزراعي �شواء كان نباتي ًا‬
‫كالمحا�شيل الحقلية اأو حيواني ًا كالدواجن واالغنام واالبقار ‪.‬‬
‫‪ -‬المواد الكيميائية ال�شناعية كالمنظفات والمذيبات والحوام�ص والمعادن الثقيلة والف�شالت ال�شناعية‪.‬‬
‫‪ -‬الملوثات الغازية المنبعثة من اأن�شطة و�شائط النقل وحرق الفحم والنفط النتاج الطاقة‪.‬‬
‫‪ -‬المخلفات ال�شلبة كالقمامة والمخلفات ال�شناعية المختلفة ومجازر اللحوم وغيرها‪.‬‬

‫يمكن ان يكون التلوث طبيعي ًا (‪ )Natural Pollution‬ويق�شد به التلوث الذي لي�ص لالن�شان اأي دخل فيه‪،‬‬
‫حيث ان الطبيعة عر�شة اإلى التغير الم�شتمر ب�شبب عدة عوامل ذاتية كالرياح وال�شيول واالمطار وحرائق الغابات‬
‫وثورات البراكين والزالزل والمد والجزر في البحار وما تفرزه من ملوثات اهمها ما ياأتي‪:‬‬

‫‪173‬‬
‫‪ .1‬الدقائق في الهواء كدقائق التراب والرمال في ال�شحاري ودقائق الرماد وال�شخام الناتج من الحرائق‬
‫الطبيعية وثورات البراكين ذات التاأثيرات ال�شلبية على �شحة االن�شان‪.‬‬
‫‪ .2‬المواد العالقة كدقائق الطين في مياه االأنهار ذات التاأثيرات ال�شلبية على الثروة ال�شمكية‪.‬‬
‫‪ .3‬تعرية التربة والغطاء الخ�شري ب�شبب ال�شيول الطبيعية ذات التاأثير ال�شلبي في حياة الكائنات الحية‪.‬‬
‫‪ .4‬ارتفاع درجات الحرارة التي توؤدي اإلى زيادة عملية التبخر وبالتالي زيادة تركيز االإمالح في المياه وما‬
‫لذلك من تاأثير �شلبي في الكائنات الحية وخ�شو�ش ًا المائية منها‪.‬‬
‫‪ .5‬الغازات ال�شامة المنبعثة من البراكين اأو العيون المعدنية مثل غاز كبريتيد الهيدروجين والميثان وثنائي‬
‫اأوك�شيد الكبريت وغيرها‪ ،‬وهي جميع ًا ذات تاأثير �شام لالأحياء‪.‬‬

‫تلوث التربة (الياب�شة)‬ ‫‪1-1-10‬‬

‫تعد التربة عن�شراً مهم ًا للحياة‪ ،‬حيث انها تحت�شن جذور النباتات‪ ،‬وبالتالي توفر بداية ال�شل�شلة الغذائية‬
‫التي تتمثل بالمنتجات التي تعتمد عليها الحيوانات اآكالت الع�شب (العا�شبة) و تكون هذه الحيوانات بدورها‬
‫غذاء للحيوانات المفتر�شة‪ ،‬ويقع االن�شان في قمة الهرم البيئي الذي يعتمد غذائه على النباتات والحيوانات‪ ،‬لذا‬
‫فالمحافظة على التربة �شليمة ونظيفة هي ا�شا�ش ًا للحفاظ على حياة الكائنات الحية التي تعي�ص عليها‪.‬‬
‫ومن اأهم ملوثات التربة ما ياأتي‪:‬‬

‫المواد الكيميائية الم�شتخدمة في الزراعة‬ ‫‪1‬‬

‫نق�شد بالمواد الكيميائية الم�شتخدمة في‬


‫الزراعة‪ ،‬اال�شمدة الكيميائية والمبيدات‪ .‬وهذه‬
‫المواد يجب ان ت�شتخدم ب�شكل موزون بحيث‬
‫التوؤثر في طبيعة التربة‪ ،‬فا�شتخدام اال�شمدة‬
‫الكيميائية بكميات كبيرة يوؤثر �شلب ًا في‬
‫خ�شوبة التربة‪ ،‬حيث تزيد من حمو�شة التربة‬
‫وهذه الحمو�شة ت�شبب االخالل بالتوازن‬
‫الطبيعي الحياء التربة المختلفة حيث توؤدي‬
‫اإلى موت جذور النباتات اأو موت الحيوانات‬
‫�شكل (‪ )1-10‬ا�شتخدام المبيدات في الزراعة‬
‫كالح�شرات‪� ،‬شكل (‪.)1-10‬‬

‫‪174‬‬
‫اما المبيدات فهي مواد كيميائية ت�شتعمل البادة االآفات الزراعية وت�شتمل على‪ ،‬مبيدات فطرية ومبيدات‬
‫ح�شرية ومبيدات ادغال ومبيدات قوار�ص وغيرها‪ .‬وتمتاز المبيدات بخا�شية التراكم في جزيئات التربة مما يوؤثر‬
‫�شلب ًا على حياة االحياء ويوؤدي اإلى موت العديد منها كالطيور والثدييات‪ .‬كما ان تراكمها في ال�شل�شلة الغذائية‬
‫للكائنات الحية وامكانية انتقالها اإلى عنا�شر ال�شل�شلة الغذائية يمثل �شبب ًا في هالك العديد من الحيوانات‪.‬‬
‫وكنتيجة للتاأثيرات ال�شلبية ال�شتخدام المبيدات فقد اتجه االن�شان ال�شتخدام المكافحة الحيوية‪.‬‬

‫المكافحة الحيوية (‪:)Biological Control‬‬


‫تعرف المكافحة الحيوية باأنها ا�شتعمال االعداء الطبيعين بخف�ص وفرة االآفات عندما ي�شل تعدادها اإلى‬
‫م�شتوى ال�شرر االقت�شادي‪ ،‬وبمعنى ادق ت�شمل تداو ًال مدرو�ش ًا لبع�ص عنا�شر ال�شبط الطبيعي (‪Natural‬‬
‫‪ )Control‬والذي ي�شير اإلى تنظيم تعداد االحياء الذي يحدث في جميع االأوقات دون تدخل االن�شان ويت�شمن‬
‫هذا ال�شبط الطبيعي مكونات بيئية حية وغير حية‪.‬‬
‫لقد تم االتجاه للمكافحة الحيوية كمخرج لم�شاكل ا�شتعمال المبيدات على نطاق وا�شع وباأ�شلوب غير‬
‫مدرو�ص‪ ،‬حيث �شببت ا�شراراً فادحة في مكونات البيئة الطبيعية ب�شكل يفوق الفائدة المرجوة منها‪.‬‬

‫الف�شالت المنزلية وال�شناعية‬ ‫‪2‬‬

‫ت�شل اإلى التربة ف�شالت متنوعة هي‪ ،‬مخلفات ان�شطة االن�شان واغلبها يكون قابل للتف�شخ والتحلل �شكل‬
‫(‪ .)2-10‬وتتكون الف�شالت ال�شلبة من خليط من عدة مواد م�شدرها المنتجات الزراعية والمخلفات ال�شناعية‪.‬‬
‫وت�شمل الف�شالت ال�شلبة ما ياأتي ‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬القمامة المنزلية‪.‬‬
‫ب‪ -‬ف�شالت ال�شوارع‪.‬‬
‫جـ‪ -‬بقايا المعادن‪.‬‬
‫د ‪ -‬ف�شالت العمليات االن�شائية (مواد البناء)‪.‬‬
‫هـ‪ -‬ف�شالت ال�شناعات الغذائية‪.‬‬
‫و ‪ -‬ف�شالت الم�شانع‪.‬‬
‫ويتم التخل�ص من الف�شالت ال�شلبة بعدة طرق منها ‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬الطمر االر�شي‪.‬‬
‫�شكل (‪ )2-10‬المخلفات المنزلية وال�شناعية‬ ‫ب‪ -‬الحرق‪.‬‬
‫جـ‪ -‬التحويل اإلى ا�شمدة ع�شوية‪.‬‬
‫د ‪ -‬اعادة اال�شتخدام‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫االمطار الحام�شية‬ ‫‪3‬‬
‫تتكون االمطار الحام�شية من تفاعل‬
‫غازات االكا�شيد المختلفة في الجو مع جزيئات‬
‫بخار الماء‪ ،‬وتت�شاقط هذه الجزيئات على �شكل‬
‫حام�ص الكاربونيك وحام�ص النتريك وحام�ص‬
‫الكبريتيك‪ ،‬وهي تعمل على زيادة حمو�شة التربة‬
‫وبالتالي التاأثير على احياءها والحاق ال�شرر‬
‫بخ�شوبتها �شكل (‪ ،)3-10‬وقد كانت االأمطار‬
‫الحام�شية �شبب ًا في انهاء وجود م�شاحات‬
‫�شا�شعة من الغابات في مناطق مختلفة من‬
‫العالم وتجلى ذلك بو�شوح في مناطق عديدة من‬
‫�شكل (‪ )3-10‬تاأثير االمطار الحام�شية على ا�شجار الغابات‬
‫اأوربا حيث تزدهر ال�شناعة وتزداد المخلفات‪.‬‬

‫المعادن الثقيلة‬ ‫‪4‬‬

‫توؤدي بع�ص المعادن الثقيلة دوراً مهم ًا في حياة االحياء مثل‪ ،‬المنغنيز والزنك والنحا�ص والحديد‪ ،‬ولكن‬
‫وجودها بن�شب عالية (تراكيز عالية) ي�شبب تلوث ًا للبيئة وي�شبب ا�شراراً بالبنية الحياتية لها‪ ،‬خ�شو�ش ًا كونها‬
‫غير قابلة للتف�شخ بو�شاطة البكتريا والعمليات الطبيعية االخرى كما ان لها القدرة على التراكم في ان�شجة‬
‫واع�شاء الكائنات الحية‪ ،‬ومن االأمثلة ال�شائعة للتلوث بالمعادن الثقيلة ما ح�شل في ال�شبعينات من القرن‬
‫الما�شي من هالكات في الحيوانات الداجنة بفعل ا�شتعمال الزئبق االأحمر‪.‬‬

‫تلوث الهواء‬ ‫‪2-1-10‬‬

‫يمثل الهواء احد ا�شا�شيات الحياة‪ ،‬فانقطاعه لدقائق معدودة يعد كافي ًا لهالك االن�شان‪ .‬وتكمن خطورة‬
‫الهواء عند تلوثه في كونه قد اليرى‪ ،‬ولكن االن�شان ياأخذه عن طريق جهاز التنف�ص ليدخل مبا�شر ًة اإلى الرئتين‬
‫وبالتالي‪ ،‬يمكن ان ت�شل الملوثات اإلى الدم من خالل عملية التبادل الغازي م�شببة تاأثيراً اإحيائي ًا �شيء على‬
‫حياة االن�شان دون ان يح�ص به‪� ،‬شكل (‪.)4-10‬‬

‫‪176‬‬
‫ويمكن تلخي�ص اهم م�شادر تلوث الهواء بما ياأتي‪:‬‬

‫‪ .1‬احراق مختلف ا�شكال الوقود‪.‬‬

‫‪ .2‬الف�شالت الغازية والغبار والدقائق المتطايرة والمواد الم�شعة وغيرها‪.‬‬

‫�شكل (‪ )4-10‬بع�ص ملوثات الهواء‬

‫انواع ملوثات الهواء‪:‬‬

‫تتمثل ملوثات الهواء بمجموعتين رئي�شتين هما‪:‬‬


‫اأ ‪ -‬الدقائقيات العالقة‬
‫ب ‪ -‬الملوثات الغازية‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫الدقائقيات العالقة‬ ‫اأو ًال‬
‫يق�شد بالدقائقيات‪ ،‬كافة المواد المنت�شرة �شواء اأكانت دقائق �شلبة ام قطيرات �شائلة عالقة في الهواء‪.‬‬
‫وت�شمل الدقائقيات الرمال والرماد المتطاير والغبار وال�شخام والدخان وال�شباب‪ .‬والغالبية العظمى من‬
‫الدقائقيات ذات من�شاأ طبيعي مثل الدقائق الترابية والرملية المتطايرة من االرا�شي الجرداء وال�شحاري‪ .‬اما‬
‫الم�شادر غير الطبيعية (ب�شرية المن�شاأ) فت�شمل عمليات حرق الوقود في ال�شناعة‪ ،‬وانتاج الطاقة ومعامل انتاج‬
‫ال�شمنت وطحن الحبوب وغيرها‪ ،‬اأو في الموا�شالت وما ينبعث عنها من كميات كبيرة من الدقائق الكاربونية‬
‫التي تدعى بال�شخام‪.‬‬

‫الملوثات الغازية‬ ‫ثاني ًا‬

‫ت�شتمل الملوثات الغازية على‪:‬‬

‫‪ -1‬الهيدروكاربونات‪ :‬مركبات ع�شوية غازية اأو �شائلة اأو �شلبة‪ ،‬وم�شادرها الرئي�شية هي م�شادر طبيعية‪.‬‬
‫تتمثل بالميثان (‪ )CH‬والتلوث بالهيدروكاربونات هو من �شنع االإن�شان ويعود معظمه الى العمليات المتعلقة‬
‫بال�شناعات النفطية والغاز‪.‬‬

‫‪ -2‬غاز احادي اأوك�شيد الكاربون ‪ :CO‬ينتج هذا الغاز من اتحاد الكاربون باالأوك�شجين عند احتراق االأول‬
‫احتراق ًا غير تام اأو تحت ظروف معينة‪ .‬وم�شدر الكاربون في هذه الحاالت هو الوقود النفطي اأو الفحم باأنواعه‬
‫اأو الغاز الطبيعي والتي تعد من االنواع الرئي�شة لم�شادر الطاقة على وجه االأر�ص‪.‬‬
‫يعد غاز احادي اأوك�شيد الكاربون �شام لالن�شان والكائنات الحية االخرى‪ .‬وهو عديم اللون والطعم والرائحة‬
‫مما يجعله اكثر خطورة‪ ،‬اذ ان المتعر�ص له قد يفقد وعيه دون ان يح�ص بوجود الغاز‪ ،‬وهو يعد من اكبر الملوثات‬
‫الآجواء المدن خ�شو�ش ًا اأنه ينعبث من احتراق وقود ال�شيارات‪.‬‬

‫‪ -3‬غاز ثنائي اأوك�شيد الكاربون ‪ :Co2‬ينتج االن�شان كميات كبيرة من غاز ثنائي اأوك�شيد الكاربون‬
‫خالل عمليات االحتراق وا�شتخدام الوقود كالفحم وزيوت البترول والغاز الطبيعي‪ ،‬وهو من المكونات الطبيعية‬
‫العادية للهواء‪ .‬اال انه في حالة زيادة تراكيزه بما يفوق معدالته الطبيعية �شوف يوؤدي اإلى ارتفاع درجات‬
‫حرارة الف�شاء المحيط باالأر�ص والذي يعرف بتاأثير البيت الزجاجي واالحتبا�ص الحراري‪ .‬وبالنتيجة تنعك�ص‬
‫الحرارة المنبعثة من االأر�ص وتنح�شر في االجواء ب�شبب غاز ثنائي اأوك�شيد الكاربون‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫االحتبا�س الحراري (‪:)Global Warning‬‬

‫ان مفهوم االحتبا�ص الحراري متعلق بزيادة تركيز غاز ثنائي اأوك�شيد الكاربون في الغالف الجوي‪ ،‬وان‬
‫الزيادة في تركيز هذا الغاز توؤدي اإلى االقالل من انت�شار الحرارة من جو الكرة االر�شية اإلى الف�شاء الخارجي‬
‫بفعل تاأثير ما يعرف بالبيت الزجاجي‪ .‬وهذا ما ي�شبب ارتفاع معدالت درجات الحرارة على �شطح المعمورة �شكل‬
‫(‪.)5-10‬‬
‫ان حدوث االحتبا�ص الحراري ناتج من‬
‫ا�شطدام موجات اال�شعة المرئية اأحد االطوال‬
‫الموجية الأ�شعة ال�شم�ص باأي حاجز موؤدي ًا‬
‫اإلى تحولها اإلى حرارة‪ .‬لذا فعند و�شولها‬
‫اإلى الكرة االر�شية �شوف تتحول اإلى حرارة‬
‫بعد ا�شطدامها بالموجات وتبقى حبي�شة في‬
‫جو االأر�ص‪ .‬وكلما ازدادت تراكيز غاز ثنائي‬
‫اأوك�شيد الكاربون في الغالف الجوي ازدادت‬
‫كمية الحرارة المحتب�شة في جو االأر�ص‪ .‬علم ًا‬
‫ان هناك غازات اخرى في الغالف الجوي لها‬
‫مثل هذه القابلية ومنها بخار الماء وغازات‬
‫�شكل (‪ )5-10‬االحتبا�ص الحراري‬ ‫الميثان واوك�شيد النتروز ومركبات الكلور‬
‫والفلوروكاربونات وغيرها‪.‬‬

‫‪ - 4‬اكا�شيد النتروجين والكبريت‪ :‬ان من اهم الغازات النتروجينية الملوثة للهواء هو غاز اوك�شيد النتريك‬
‫( احادي اوك�شيد النتروجين) (‪)NO‬وغاز ثنائي اوك�شيد النتروجين (‪ ،)NO2‬اللذان يتم انبعاثهما في ظروف‬
‫درجات الحرارة العالية‪ ،‬وفي عملية االحتراق واتحاد الغازين االوك�شجين والنتروجين‪ .‬كما توجد م�شادر اخرى‬
‫النبعاث اكا�شيد النتروجين ومنها مخرجات معامل اال�شمدة النتروجينية‪ .‬وكثيراً ما ي�شاهد غاز (‪ )No2‬منبعث ًا‬
‫من مثل هذه المعامل بلونه المميز البرتقالي المائل اإلى الحمرة‪ ،‬كما انه ينبعث من الحقول الزراعية بعد عمليات‬
‫الت�شميد الكيميائي اأو الحيواني‪.‬‬
‫اما اكا�شيد الكبريت فتعد من اكثر م�شاكل تلوث الهواء خطورة على البيئة وب�شكل خا�ص �شحة االن�شان‪،‬‬
‫وت�شم هذه االكا�شيد كال من غاز ثنائي اوك�شيد الكبريت (‪ )SO2-‬وثالثي اوك�شيد الكبريت (‪.)SO3-‬‬

‫‪179‬‬
‫ي�شبب غاز ثنائي اوك�شيد الكبريت ا�شراراً بالغة لل�شحة كالتهابات الجهاز التنف�شي الخطيرة‪ ،‬ويدخل‬
‫غاز ثنائي اوك�شيد الكبريت في تكوين ال�شباب الدخاني‪ .‬وهو الملوث الرئي�شي الم�شوؤول عن وفيات حوالي‬
‫اربعة االف �شخ�ص في كارثة وقعت في لندن عام ‪1952‬م‪ ،‬ولهذه االكا�شيد تاأثيرات على المكونات المادية‬
‫غير الحية في البيئة‪ ،‬وعلى النباتات والحيوانات‪.‬‬

‫‪ - 5‬غاز كبريتيد الهيدروجين (‪ :)H2S‬ينبعث غاز كبريتيد الهيدروجين من م�شادر طبيعية مختلفة‬
‫مثل ثورات البراكين التي تنطلق فيها كميات الباأ�ص بها من هذا الغاز‪ .‬كما تنبعث كميات اخرى اكبر من‬
‫تحلل المواد الع�شوية ذات االأ�شل النباتي اأو الحيواني‪ .‬ويالحظ ذلك ب�شكل خا�ص في البيئة الرطبة والمائية‬
‫وتحت تاأثير البكتريا الالهوائية‪ .‬فهذه البكتريا تهاجم الكبريتات وتحولها اإلى كبريتيد‪ ،‬كما ينتج هذا الغاز‬
‫خالل االن�شطة ال�شناعية مثل الدباغة نتيجة ا�شتخدام بع�ص المركبات الكيميائية التي ت�شبب انبعاثه‪.‬‬
‫وتكمن خطورة هذا الغاز على االن�شان عند التعر�ص لتراكيز واطئة منه لمدة طويلة اأو عند التعر�ص اإلى‬
‫تراكيز عالية منه لمدة ق�شيرة‪ ،‬حيث يمكن لهذا الغاز اختراق اغ�شية الحوي�شالت الرئوية ب�شهولة لي�شل اإلى‬
‫الدم ومنه اإلى اع�شاء الج�شم كافة م�شبب ًا ال�شداع والغثيان والك�شل ف�ش ًال عن تاأثيرات اخرى‪.‬‬

‫طبقة االأوزون في الغالف الجوي‪:‬‬


‫غاز االأوزون (‪ )O3‬احد المكونات الطبيعية للهواء‪ .‬وهو من الغازات النادرة‪ .‬ورغم تركيزه ال�شئيل فهو‬
‫يعد �شروري ًا لحماية الحياة على �شطح االأر�ص‪ ،‬حيث ان له القابلية على امت�شا�ص اال�شعة فوق البنف�شجية‪،‬‬
‫وان تناق�ص غاز االأوزون �شيوؤدي اإلى زيادة �شفافية الغالف الجوي تجاه اال�شعة فوق البنف�شجية وهذا‬
‫ما يترتب عليه تاأثيرات �شلبية على الحياة على �شطح االأر�ص وكلما زاد تواجد الملوثات البيئية وتفاعلت‬
‫معه تناق�ص االوزون‪ ،‬وهذا التناق�ص ت�شاحبه زيادة في كمية اال�شعة فوق البنف�شجية ونفاذها اإلى �شطح‬
‫االأر�ص وزيادة تعر�ص االن�شان لها‪ .‬وهذا التعر�ص يوؤدي اإلى اال�شابة ب�شرطان الجلد والتلف الب�شري‬
‫واالمرا�ص المعدية التي ت�شببها الفيرو�شات‪ .‬كما انها تقلل القدرة الدفاعية للجهاز المناعي في الج�شم‪،‬‬
‫ف�ش ًال عن التاأثيرات البيئية االخرى على االحياء البرية مثل‪ ،‬ت�شاقط الفراء والري�ص والحرا�شف من بع�ص‬
‫مناطق الج�شم‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫تلوث المياه‬ ‫‪3-1-10‬‬

‫يعد الماء ع�شب الحياة اذ بدونه التوجد حياة‪ ،‬وهو ي�شكل ما يقرب من ‪ %80‬من الكتلة الحية للكائن‬
‫الحي اأو اكثر من ذلك‪ .‬وت�شل هذه الن�شبة اعلى من ذلك في ثمار بع�ص النباتات مثل الرقي والبطيخ والخيار‪.‬‬
‫وي�شتخدم االن�شان المياه في النواحي االآتية‪:‬‬

‫‪ .1‬لالغرا�ص المنزلية المختلفة‪ ،‬وت�شمل مياه ال�شرب والطبخ والغ�شل والنظافة العامة‪ ،‬كما ي�شتخدم في‬
‫ال�شناعة والزراعة والمرافق التجارية‪.‬‬
‫‪ .2‬توليد الطاقة الكهربائية‪.‬‬
‫‪ .3‬الغرا�ص التبريد وتوليد البخار‪ ،‬وفي ت�شنيع المواد وت�شريف الف�شالت‪.‬‬
‫‪ .4‬في ال�شناعات الغذائية‪ ،‬وفي تربية الحيوانات واالنتاج الزراعي‪.‬‬
‫‪ .5‬الغرا�ص الترفيه والمتعة كال�شباحة‪ ،‬ومختلف ا�شكال الريا�شة المائية‪ ،‬ف�ش ًال عن كونه احد و�شائل‬
‫النقل المهمة في العالم‪.‬‬
‫يحتوي الماء غالب ًا على عنا�شر ومركبات متباينة قد تفيد الكائن الحي‪ .‬وعند زيادة هذه العنا�شر‬
‫عن الحد المطلوب فاأنها ت�شبب التلوث وبالتالي ي�شبح من غير الممكن ا�شتخدامه في ال�شناعة والزراعة‬
‫اأو الغرا�ص ال�شرب واال�شتخدامات المنزلية‪ .‬وقد ي�شبح غير �شالح ًا حتى لمعي�شة االحياء التي تعتمد عليه‪.‬‬
‫والماء يعد متلوث ًا عندما اليكون بموا�شفات نوعية عالية تتالئم مع متطلبات معي�شة االإن�شان والحيوان‪.‬‬
‫وبخا�شة ا�شتخدامه لل�شرب ثم اال�شتخدامات االخرى‪.‬‬

‫ملوثات المياه‪:‬‬

‫ان اأي تغير في الخوا�ص الفيزيائية والكيميائية للمياه تجعله غير �شالح لال�شتخدام اأو لمعي�شة االحياء‬
‫المائية وبالتالي يعد ملوثاً‪ .‬وهناك العديد من ملوثات المياه ومنها‪:‬‬

‫‪ .1‬الف�شالت المتطلبة لالأوك�شجين‪:‬‬


‫ت�شمل المركبات الع�شوية القابلة للتحلل الحيوي‪ ،‬والتي تتواجد في مياه المجاري المنزلية وبع�ص‬
‫المتدفقات ال�شناعية‪ .‬وهذه المركبات تحتاج اإلى البكتريا لكي تتحلل‪ .‬وفي نف�ص الوقت فاأن البكتريا تحتاج‬
‫اإلى االوك�شجين حيث ت�شحبه من المياه موؤدي ًا اإلى انخفا�ص ن�شبته فيها وبذلك تتاأثر االحياء المائية كافة‬
‫والتي تعتمد في تنف�شها عليه‪ ،‬وهناك اربعة عوامل توؤثر في ن�شبة االأوك�شجين المتوافرة في المياه هي‪:‬‬

‫‪181‬‬
‫اأ ‪ -‬االحتكاك بالهواء (التهوية)‪.‬‬
‫ب‪ -‬البناء ال�شوئي‪.‬‬
‫جـ‪ -‬التنف�ص‪.‬‬
‫د ‪ -‬اك�شدة الف�شالت‪.‬‬
‫هذه العوامل قد تزيد من ن�شبة االوك�شجين كما في (اأ) و (ب) اأو تنق�شها كما في (جـ) و (د)‪.‬‬

‫‪ .1‬العوامل الم�شببة للمر�س‪ :‬ت�شمل مجاميع الكائنات الدقيقة الممر�شة‪ ،‬كالبكتريا والفطريات ف�ش ًال‬
‫عن الطفيليات بانواعها المختلفة وبيو�شها والتي تدخل اإلى الماء عادة من ف�شالت االن�شان‪ ،‬فتنتقل اإلى‬
‫االآخرين عن طريق ماء ال�شرب اأو اال�شتخدامات المختلفة للمياه‪.‬‬

‫‪ .2‬المركبات الع�شوية الم�شنعة‪ :‬ت�شمل المبيدات والمنظفات‪ ،‬والكيميائيات ال�شناعية التركيبية االأخرى‪،‬‬
‫ومعظمها �شام لالن�شان واالحياء المائية المختلفة‪.‬‬

‫‪ .3‬المغذيات النباتية‪ :‬عنا�شر مغذية �شا�شية للنباتات يتم ت�شريفها من االرا�شي الزراعية المخ�شبة‪،‬‬
‫وف�شالت الم�شانع ومحطات معالجة المياه ومن اهم هذه العنا�شر النتروجين والف�شفور حيث تقوم هذه‬
‫العنا�شر بتحفيز نمو العديد من الطحالب والنباتات المائية‪ ،‬وبالتالي تقود اإلى تناق�ص عمليات التبادل‬
‫الغازي بين الجو والمياه‪ ،‬وتبداأ احياء الطبقات ال�شفلى من البيئة المائية بالموت والتحلل‪.‬‬

‫‪ .4‬الكيميائيات غير الع�شوية والمواد المعدنية‪ :‬ت�شمل الحوام�ص والقواعد الالع�شوية والمعادن الثقيلة‬
‫وغيرها‪ ،‬وهذه المواد تاأتي من مناجم الفحم تحت االأر�ص‪ .‬وتتكون المياه الحام�شية نتيجة الك�شدة كبريتيد‬
‫الحديد (‪ )FeS2‬حيث يدخل في �شل�شلة تفاعالت تتكون خاللها الكبريتات وحام�ص الكبريتيك واكا�شيد‬
‫الحديد‪.‬‬

‫‪ .5‬التر�شبات‪ :‬يق�شد بالتر�شبات حبيبات التربة‪ ،‬والحبيبات الرملية والمعدنية التي تدخل اإلى المياه بفعل‬
‫انجراف التربة‪ ،‬وتتر�شب في قاع االأنهار والبرك والبحيرات وغيرها‪ .‬وت�شر هذه التر�شبات باأحياء القاع‬
‫كالديدان والقواقع وغيرها‪ ،‬وتعد عمليات تعرية التربة من اهم م�شادر التر�شبات‪ ،‬ويعود جزء من التر�شبات‬
‫اإلى ان�شطة االن�شان الح�شرية وحفر التربة الغرا�ص ان�شاء االبنية و�شق الطرق وغير ذلك‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫‪ .1‬المواد الم�شعة‪ :‬تدخل المواد الم�شعة من الق�شرة االر�شية اإلى المياه ب�شورة مبا�شرة‪ ،‬ولكن هناك الكثير‬
‫من المواد الم�شعة ناتجة من ان�شطة االن�شان كعمليات تعدين خامات المواد الم�شعة‪ ،‬وا�شتعماالتها في‬
‫انتاج اال�شلحة النووية اأو في انتاج الطاقة الكهربائية‪ .‬ومن اهم المواد الم�شعة واخطرها على البيئة هي‬
‫اليورانيوم والراديوم حيث تت�شرب اإلى البيئة المائية بفعل االمطار‪.‬‬

‫‪ .2‬التلوث الحراري‪ :‬يعرف التلوث الحراري باأنه حالة ح�شول الم�شطحات المائية على مزيد من الحرارة من‬
‫م�شادر مختلفة‪ ،‬وهذا �شوف يوؤدي اإلى خف�ص كميات االأوك�شجين المذابة في الم�شدر المائي مما يوؤثر على‬
‫مختلف ا�شكال الحياة في المياه‪ ،‬وتاأتي م�شادر الحرارة الزائدة نتيجة ا�شتخدام المياه في محطات توليد‬
‫الطاقة الكهربائية والمفاعالت النووية ومعامل الحديد وال�شلب ومعامل تكرير النفط وغيرها‪.‬‬

‫تاأثيرات التلوث‬ ‫‪2-10‬‬

‫اثر التلوث في االنتخاب‬ ‫‪1-2-10‬‬

‫ان رغبة االن�شان في ال�شيطرة على كل ما يحيط به بال�شكل الذي يخدم م�شالحه دفعه اإلى ا�شتخدام العديد‬
‫من المواد الكيميائية بهدف ال�شيطرة على االآفات الزراعية وزيادة االنتاج‪ .‬غير ان اال�شتخدام المكثف وغير‬
‫المدرو�ص انتج �شالالت من الكائنات مقاومة لهذه المواد الكيميائية (المبيدات) ف�شادت في البيئة مما تطلب‬
‫زيادة الجرعة اأو ا�شتنباط مواد كيميائية جديدة (مبيدات جديدة) فعالة �شد هذه ال�شالالت الجديدة‪ ،‬وهكذا‬
‫بداأ �شراع الينتهي بين ميل االن�شان للمكافحة وا�شتمرار تلك االحياء في تكوين �شروب مقاومة‪ .‬وقد ح�شل‬
‫�شيئ ًا مماث ًال عند ا�شتعمال بع�ص الم�شادات الحياتية كالبن�شلين في مكافحة بع�ص االمرا�ص البكتيرية فتولدت‬
‫�شالالت بكتيرية مقاومة للبن�شلين‪.‬‬
‫ان ما حدث في عام ‪1949‬م في بحيرة كلير (‪ )Clear Lake‬في كاليفورنيا خير مثال على ما ذكر‬
‫في اعاله‪ ،‬فقد ا�شتخدمت في ذلك الوقت مادة ‪ DDT‬بتركيز ‪ 0.0014‬جزء بالمليون لغر�ص ال�شيطرة على‬
‫البعو�ص وبالفعل تم قتل ‪ % 99‬من البعو�ص‪ ،‬اال انه في العام ‪1951‬م بداأ البعو�ص بالظهور ثانية مما تطلب‬
‫زيادة الجرعة وثم قتل ‪ % 99‬من البعو�ص اأي�ش ًا ولكن هذه المرة قتل مع البعو�ص اعداد من الطيور بتاأثير‬
‫‪ DDT‬وبعد فترة ازدادت اعداد البعو�ص ب�شكل ملحوظ مما تطلب زيادة الجرعة مرة اخرى وفي هذه المرة كان‬
‫تاأثيره على البعو�ص قلي ًال بينما ازداد عدد الطيور الميتة ب�شكل ملحوظ وال�شبب في ذلك هو تراكم هذا المبيد‬
‫في ان�شجة الطيور‪ .‬وفيما بعد ظهرت تاأثيرات هذا المبيد ب�شكل ماأ�شاوي على االحياء البرية وتبين انه يوؤثر على‬

‫‪183‬‬
‫الكال�شيوم في الطيور مما يوؤدي اإلى تكوين بيو�ص ذات ق�شرة رقيقة جداً بحيث التحتمل وزن االم عند‬
‫الح�شانة مما اأثر على تكاثر هذه الطيور‪ ،‬كما ظهر انه يقلل من البناء ال�شوئي في الهائمات النباتية مما يوؤثر‬
‫على مقدار الغذاء المتكون واالأوك�شجين المتحرر‪.‬‬

‫تاأثيرات ال�شناعة في البيئة‬ ‫‪2-2-10‬‬

‫كان للتطور ال�شناعي العالمي تاأثير كبير في البيئة وذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ .1‬اال�شتهالك الم�شتمر لبع�ص المواد الداخلة في ال�شناعة اأو الالزمة لتوليد الطاقة‪.‬‬
‫‪ .2‬الف�شالت التي تخلفها الم�شانع‪.‬‬
‫‪ .3‬اثر بع�ص المواد الم�شنعة في البيئة‪.‬‬
‫ان عملية حفر المناجم وا�شتخراج المعادن قاد اإلى التاأثير في بيئة تلك المناطق وما جاورها‪ ،‬حيث �شكلت‬
‫مخلفات المناجم م�شكلة كبيرة في تلك المناطق‪ ،‬كما يوؤدي ت�شنيع الخامات اإلى تخريب م�شاحات كبيرة من‬
‫االأر�ص‪ ،‬كما ادت مخلفات ت�شنيع المعادن اإلى م�شاعفة الم�شاكل ف�شهر المعادن مثل الزنك والنحا�ص �شكل‬
‫م�شدراً بارزاً للتلوث البيئي‪ ،‬كما ان انتاج النفط بالقرب من ال�شواطئ ينتج عنه خطر ت�شرب هذا المنتج اإلى‬
‫المياه وتاأثيره على االحياء المائية‪.‬‬
‫ان مخلفات المعامل من مواد �شلبة وكيميائية وا�شعاعية اأو مياه ملوثة ذات اآثار �شلبية كبيرة على االحياء‪،‬‬
‫كما ان الغازات والدقائق ال�شغيرة التي توؤثر ب�شكل كبير على مكونات الهواء والياب�شة تعد من اكثر م�شاكل‬
‫الع�شر الحالي‪.‬‬

‫تاأثير التغيير في مكونات البيئة‬ ‫‪3-2-10‬‬

‫تاأثير التغير في الو�شع الطبيعي للبيئة‬ ‫‪1‬‬

‫يق�شد به التغير في مكونات البيئة الطبيعية‪ .‬ويعتبر االن�شان عام ًال رئي�ش ًا في هذا التغير كونه ي�شعى‬
‫وباأ�شتمرار لتكييف بع�ص عوامل البيئة ومكوناتها لما فيه �شالحه و�شعادته‪ ،‬والبد من اال�شارة اإلى ان بع�ص‬
‫اال�شرار التي تلحق بالبيئة لي�شت من �شنع االن�شان‪ ،‬بل طبيعية نتجت عن البراكين التي تلقي بحممها على‬
‫م�شاحات وا�شعة موؤدية اإلى تغيير في تركيب وتكوين بع�ص المناطق‪ .‬فمث ًال ين�شب الهدف من ان�شاء البحيرات‬
‫اال�شطناعية الغرا�ص خزن المياه لكن هذا الخزن ينتج عنه تاأثير كبير على بيئة المناطق المجاورة مما يوؤثر‬
‫على انواع االحياء الموجودة فيها‪ ،‬كما يوؤثر في محتوى هواء تلك المناطق من الرطوبة الن�شبية‪ ،‬وينعك�ص على‬
‫المناخ فيها‪ .‬كما ان ازالة بع�ص الغابات اأو قطع اال�شجار منها جزئي ًا ب�شبب الحاجة للح�شول على الخ�شب اأو‬

‫‪184‬‬
‫الفحم ينتج عنه تاأثير على الغطاء الخ�شري‪ .‬ويعر�ص التربة لعوامل التعرية واالنجراف‪ .‬كما يوؤثر انخفا�ص‬
‫م�شتويات الغطاء الخ�شري على مكونات الهواء من الغازات وخا�شة االأوك�شجين وثنائي اأوك�شيد الكاربون في‬
‫تلك المناطق ‪.‬‬
‫يعد �شيد الحيوانات هو االآخر من العوامل الموؤثرة في مكونات البيئة حيث يوؤدي اإلى تناق�ص البع�ص منها‬
‫وانقرا�ص البع�ص االآخر م�شبب ًا اخالل في التوازن الطبيعي بين االحياء‪.‬‬

‫تاأثير الحرائق في البيئة‬ ‫‪2‬‬

‫تحدث الحرائق في الطبيعة ب�شكل مق�شود بفعل تاأثير االن�شان اأو ب�شكل غير مق�شود نتيجة لتاأثير ظواهر‬
‫جوية معينة‪ ،‬وفي كل االحوال فاأن تاأثير الحرائق يكون محدوداً وبالتالي يمكن للبيئة ان تعود اإلى حالتها‬
‫الطبيعية‪ ،‬ولكن هناك حاالت ذات تاأثير �شديد بحيث اليمكن للبيئة ا�شتعادة حالتها ال�شابقة فالق�شاء على‬
‫م�شاحات كبيرة من ا�شجار الغابات ينتج عنه تلف الغطاء الخ�شري وهذا التلف يعر�ص التربة و�شخورها‬
‫للتعرية واالنجراف بفعل االمطار والرياح التي تح�شل بعد ذلك‪ ،‬ف�ش ًال عن اال�شرار التي تلحق باأحياء تلك‬
‫المنطقة‪ ،‬والتاأثير على مكونات هواء تلك المناطق من الغازات اأو الدقائق الموجودة في الهواء‪.‬‬

‫حماية البيئة‬ ‫‪3-10‬‬

‫ان االآثار ال�شديدة على عنا�شر البيئة والتي نتجت عن تدخل االن�شان الكبير في مكونات البيئة دفعت بالكثير‬
‫من المهتمين ب�شوؤون البيئة اإلى التفكير في و�شع �شوابط وانظمة اأو قوانين تكفل حماية البيئة وتوقف التمادي‬
‫في اال�شرار بالعوامل البيئية كونها تقود في النهاية اإلى اال�شرار باالن�شان نف�شه‪ ،‬وقد ت�شكلت في معظم دول‬
‫العالم ومنها العراق هيئات ودوائر خا�شة مهمتها الحفاظ على البيئة ب�شكل �شليم من جميع اوجهها‪ ،‬من خالل‬
‫ما ياأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬حماية التربة والمياه‪:‬‬


‫ان حماية التربة يتم من خالل المحافظة على مكونات التربة الرئي�شة كالنتروجين والبوتا�شيوم والحديد‬
‫وغيرها من اال�شتنزاف نتيجة للزراعة الم�شتمرة والمكثفة من خالل ا�شتخدام اال�شمدة الع�شوية والكيميائية‬
‫لتعوي�ص التربة من العنا�شر التي تفقدها وتح�شين نوعية التربة من خالل ح�شن اختيار المحا�شيل المتناوبة‪.‬‬
‫كما ان زيادة الغطاء الخ�شري يمثل حماية للتربة من االنجراف بتاأثير العوا�شف و�شيول االمطار ولذا تعتبر‬
‫زراعة االرا�شي المك�شوفة بالنباتات اجراءاً واقي ًا للتربة من اآثار التعرية فجذور النباتات تعمل على تما�شك‬
‫دقائق التربة وتمنعها من االنجراف مع المياه اأو الرياح كما تعتبر اال�شجار م�شداً للرياح العالية فتعمل على‬
‫حماية التربة‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫اما حماية المياه فيتم بو�شع �شوابط لحمايتها من التلوث الجرثومي اأو الكيميائي والتي تمثل ركن ًا ا�شا�شي ًا‬
‫للمحافظة على �شالمة الكائنات الحية بما فيها االن�شان‪ .‬وتتم حماية المياه من خالل منع تلوثها بمخلفات‬
‫المجاري والمخلفات ال�شناعية وب�شكل خا�ص مخلفات معامل تكرير البترول والتقليل من ا�شتخدام المبيدات‬
‫واال�شمدة الكيميائية والتي تت�شبب في تلوث المياه الجوفية‪ ،‬كما يجب ا�شتعمال المياه ب�شورة عقالنية الن‬
‫ا�شتخدامها ب�شكل وا�شع قد يوؤدي اإلى ملوحة التربة وبالتالي تقليل انتاجيتها‪.‬‬

‫‪ -2‬حماية االحياء المائية‪:‬‬


‫ان تعر�ص المحيط البيئي اإلى التلوث عن طريق اطالق‬
‫الف�شالت بمختلف ا�شكالها يعر�ص االحياء المائية مثل‬
‫الطحالب واال�شماك والطيور المائية وغيرها اإلى ال�شرر وربما‬
‫الهالك‪ .‬والبد من اال�شارة هنا اإلى ان االحياء المائية ال تتعر�ص‬
‫لل�شرر فقط بتاأثير الملوثات وانما يتم اأي�ش ًا نتيجة ال�شيد‬
‫الجائر اأو غير المبرمج من قبل االن�شان ولذلك و�شعت قوانين‬
‫تحدد اأوقات ال�شيد وكمياته والتحكم بنوعية ال�شباك بالن�شبة‬
‫ل�شيد اال�شماك ال�شغيرة وغير ذلك‪.‬‬

‫‪ -3‬حماية االحياء البرية‪:‬‬


‫ان ازالة الغابات وتجفيف البحيرات والم�شتنقعات تمثل‬
‫عوامل ادت اإلى حرمان االحياء البرية من م�شادر غذائها‬
‫ومناطق حمايتها‪ ،‬كما ان ا�شتخدام المبيدات من قبل االن�شان‬
‫ادى اإلى هالك العديد من االحياء البرية وب�شكل خا�ص الطيور‪،‬‬
‫وهذه االحياء هي باال�شا�ص عر�شة لمخاطر الهالك نتيجة ال�شيد‬
‫الجائر من قبل االن�شان‪ .‬وقد ظهرت الحاجة لو�شع �شوابط للحد‬
‫من هذه التاأثيرات وحماية االنواع المهددة باالنقرا�ص‪.‬‬

‫نشاط‬

‫اأكتب تقريراً يبني مدى اأهمية طبقة االوزون بالن�شبة لالحياء املختلفة‪ ،‬وحاول ان يت�شمن التقرير‬
‫العوامل املوؤثرة يف طبقة االوزون وكيفية احلد من تاأثريها ال�شار‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫أسئلة الفصل العاشر‬

‫�ص‪ /1‬عدد العوامل الملوثة للبيئة التي افرزتها مخلفات اأن�شطة االإن�شان المختلفة‪.‬‬

‫�ص‪ /2‬ما المق�شود بالتلوث الطبيعي (‪ )Natural Pollution‬؟ وما هي عوامله؟‬

‫�ص‪ /3‬اكمل العبارات االآتية‪:‬‬


‫( اأ ) هناك اربعة عوامل توؤثر في ن�شبة االأوك�شجين المتوافرة في المياه هي ‪:‬‬
‫‪ .1‬االحتكاك بالهواء‬
‫‪. ............... .2‬‬
‫‪. ................ .3‬‬
‫‪. ............... .4‬‬
‫(ب) يعرف التلوث الحراري باأنه ‪. ................‬‬
‫(جـ) لقد اأثر التطور ال�شناعي العالمي في البيئة بدرجة كبيرة وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪. ................ .1‬‬
‫‪. ................. .2‬‬
‫‪. ................. .3‬‬
‫(د) ان ا�شتخدام المبيدات من قبل االإن�شان ادت اإلى ‪ ..................‬البرية والتي هي باال�شا�ص عر�شة لمخاطر‬
‫الهالك نتيجة ‪. ...................‬‬

‫�ص‪� /4‬شع الم�شطلح المنا�شب لكل من التعاريف االآتية‪:‬‬


‫(اأ) ا�شتعمال االعداء الطبيعيين يخف�ص وفرة االآفات عندما ي�شل تعدادها اإلى م�شتوى ال�شرر االقت�شادي‬
‫تعرف بـ ‪................‬‬
‫(ب) تفاعل غازات االآكا�شيد المختلفة في الجو مع جزيئات بخار الماء تتكون ‪....................‬‬
‫(جـ) زيادة تركيز غاز ثنائي اوك�شيد الكاربون في الغالف الجوي بما يوؤدي الى ارتفاع درجات حرارة الجو‬
‫نعني به ‪..................‬‬
‫(د) الحالة التي توجد فيها مادة اأو مواد غريبة اأو اأي موؤثر في احدى مكونات البيئة ويجعلها غير �شالحة‬
‫لالأ�شتعمال اأو يحد من ا�شتعمالها يعرف بـ ‪.......................‬‬

‫‪187‬‬
‫الم�شادر‬

‫‪ .1‬الم�شادر العربية‬
‫* ال�شعدي‪ ،‬ح�شين علي‪ ،‬داود‪ ،‬ح�شين عبد المنعم‪ ،‬الخزرجي‪ ،‬طالب عويد وكوركي�ص‪ ،‬نجم �شليمون (‪، )2005‬‬
‫علم االحياء‪ .‬وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‪ /‬جامعة بغداد‪ .‬العراق‪.‬‬
‫*ال�شعدي‪ ،‬ح�شين علي (‪ .)2006‬ا�شا�شيات علم البيئة والتلوث‪ .‬مطبعة اليازوري‪ ،‬االردن‪.‬‬
‫* �شالح‪ ،‬محمد �شليم‪ ،‬ال�شهيلي‪ ،‬ابراهيم عزيز‪ ،‬قدوري‪ ،‬ابراهيم‪ ،‬النائب ‪ ،‬فالح‪ ،‬الدبا�ص‪ ،‬عبد ال�شتار عبد‬
‫الرزاق‪ ،‬عبد اللطيف‪ ،‬عزيز ابراهيم و نا�شر‪ ،‬بحر محمد (‪ )2008‬علم االحياء لل�شف الرابع العلمي ‪ /‬وزارة‬
‫التربية‪.‬‬
‫* رحيمو‪ ،‬زهير ابراهيم وكوركي�ص‪ ،‬نجم �شليمون (‪ ، )1989‬علم الحيوان العام‪ .‬وزارة التعليم العالي والبحث‬
‫العلمي‪ /‬جامعة المو�شل‪ ،‬العراق‪.‬‬
‫* غالي‪ ،‬محمد عبد الهادي وداود‪ ،‬ح�شين عبد المنعم (‪ )2002‬الت�شريح المقارن‪ .‬وزارة التعليم العالي‬
‫والبحث العلمي‪ /‬جامعة بغداد‪.‬‬

‫‪ .2‬الم�شادر االجنبية‬
‫;‪* Campbell, Neil A.; Reece, Jane B.; Urry, lisa A.; Cain, Michael L.‬‬
‫‪Wasser Man, Steven A.; Minorsky, Peter V. and Jackson, Robert‬‬

‫‪B.)2008( . Biology, 8 th ed.‬‬

‫‪* Hick man, JR. Cleveland P. and Robert, Larry S. )1996(. Biology of‬‬

‫‪animals. 6th ed. WCB. Wm.C.Brown Publisher, England.‬‬

‫‪* Kardong, Kenneth V. )1998( . Vertebrates: Comparative anatomy,‬‬

‫‪function and evolution. 2nd ed . Mc Graw Hill, New York.‬‬

‫‪* Kent, George C. and Carr, Robert k. )2001(. Comparative anatomy‬‬

‫‪of vertebrates. 9th ed. McGraw Hill, New York.‬‬

‫‪188‬‬
* Kotpal, R.L. )1996(. vertebrates.Rastogi Puplications, India.

*Lewis, Riki; Parker, Bruce; Gaffin, Douglas and Hoefnagels , Macielle

)2007(. LiFe 6th ed. McGraw Hill, New York.

* Miller K.R. and levine, j .)2004( . Biology. Pearson Prentice Hall ,

New jersey, USA

* Raven, Peter H. ; johnsan, George B.; Losos , jonathan B. and

Sinjer, Susan R. )2005( . Biology. 7 th ed .McGraw Hill, New York.

189
‫محتويات الكتاب‬

‫‪16-5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الفصل األول‬


‫ت�شنيف الكائنات الحية‬

‫‪26-17‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الفصل الثاني‬


‫علم البيئة والنظام البيئي‬

‫‪44-27‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الفصل الثالث‬


‫ال�شل�شلة الغذائية ودورة العنا�شر في الطبيعة‬

‫‪64-45‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الفصل الرابع‬


‫المواطن البيئية والمناطق االحيائية‬

‫‪76-65‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الفصل اخلامس‬


‫العوامل الموؤثرة في البيئة‬

‫‪120-77‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الفصل السادس‬


‫تالوؤم الحيوان مع البيئة‬
‫‪190‬‬ ‫‪190‬‬
‫‪140-121‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الفصل السابع‬
‫تالوؤم النبات مع البيئة‬

‫‪152-141‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الفصل الثامن‬


‫تالوؤم الحيوانات والنباتات مع انماط‬
‫الحياة في البيئة‬

‫‪170-153‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الفصل التاسع‬


‫العالقات بين الكائنات الحية وال�شلوك‬
‫والتعاقب البيئي‬

‫‪187-171‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الفصل العاشر‬


‫التلوث البيئي‬

‫‪191‬‬ ‫‪191‬‬
‫مت‬
‫بحمد اهلل‬

‫‪192‬‬

You might also like