You are on page 1of 192

‫جمهورية العراق‬

‫وزارة التربية‬
‫المديرية العامة للمناهج‬

‫علم األحياء‬
‫للصف الرابع العلمي‬

‫تأليف‬

‫�أ‪.‬د‪ .‬ن�صر فرح ــان عبداهلل‬ ‫�أ‪.‬د‪ .‬ح�سين عبد المنع ـ ــم داود‬
‫رابحة �إ�سم ــاعيل ال�شاهين‬ ‫�أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬مازن ن ـ ـ ــواف عب ـ ـ ـ ـ ــود‬
‫�سالـم ع ـ ـ ـ ـ ــداي ع�سـ ـ ـ ـ ـ ــل‬ ‫�أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬ناديـ ــة ح�سين يونـ ــ�س‬

‫‪1439‬هـ‪2018 /‬م‬ ‫الطبعة التا�سعة‬


‫‪1‬‬
‫الم�شرف العلمي على الطبع‬

‫د‪ .‬حنين اكرم حبيب‬

‫الم�شرف الفني على الطبع‬

‫أحمد سعد شجاع الركابي‬

‫استنادا ً الى القانون يوزع مجانا ً ومينع بيعه وتداوله في االسواق‬


‫مقدمة‬
‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫الحمد هلل رب العالمين وال�صالة وال�سالم على ر�سولنا محمد (�صلى اهلل عليه و�آله و�صحبه)‪.‬‬
‫لقد �أ�صبح التعليم في بلدان العالم‪ ،‬المتقدمة منها والنامية‪ ،‬عام ًال مهم ًا من عوامل التطور والتقدم االقت�صادي‬
‫واالجتماعي والثقافي‪ ......‬وقد �أ�سهمت حركة التطور العلمي واالقت�صادي في العالم‪ ،‬وتعدد مطالب الحياة‬
‫المعا�صرة في ح�صول تغيير جوهري في النظم التعليمية الخا�صة في جميع دول العالم‪.‬‬
‫�إن ما �شهدته العقود الأخيرة من تغيير نظم التعليم في العالم و َّلد حاجة ملحة ال�ستمرارية �إعادة النظر في‬
‫المناهج الدرا�سية وتحديث مفرداتها وم�ضامينها وبال�شكل الذي يتنا�سب مع الخ�صائ�ص ال�سيا�سية �أو االجتماعية �أو‬
‫الإدارية �أو ربما الجغرافية لكل دولة‪.‬‬
‫وانطالق ًا من حر�ص المديرية العامة للمناهج في �إعداد كتب مدر�سية موازية لتلك التي في البلدان المتقدمة‪،‬‬
‫نع ُّد كتاب علم الأحياء لل�صف الرابع العلمي الذي تم التركيز فيه على المدخل البيئي وال�سلوكي للكائنات الحية‪،‬‬
‫كما تم رفده بمو�ضوعات �إحيائية �شيقة تتنا�سب مع الفئة العمرية للطلبة في هذا الجانب العلمي المتخ�ص�ص ولقد‬
‫احتوى الكتاب على ع�شرة ف�صول حول البيئة و�أنظمتها وعواملها ومواطنها و�أنواعها‪ ،‬وتك ّيف �صفات الكائنات الحية‬
‫مع البيئة‪ ،‬ف�ض ًال على العالقة بين الكائنات الحية وال�سلوك والتعاي�ش البيئي‪ ،‬وكذلك عوامل االنحراف في التوازن‬
‫البيئي‪ ،‬كما يت�ضمن كل ف�صل الأغرا�ض ال�سلوكية والمعلومات الإثرائية والأ�سئلة العلمية ذات العالقة بالمو�ضوع‪.‬‬
‫لقد حر�صنا على عر�ض الكتاب ب�أ�سلوب م�شوق ي�شجع الطالب على التفاعل مع المادة العلمية م�ستند ًا في ذلك‬
‫�إلى الأ�شكال التو�ضيحية والر�سوم وال�صور الملونة والمعبرة‪ ،‬متوخين في ذلك �إثراء ف�صول الكتاب وربطها ببيئة‬
‫الطالب‪.‬‬

‫و�أخير ًا ن�أمل �أن نكون قد وفقنا في تقديم �صورة �أكثر حداثة لمفردات علم الأحياء �ضمن حقول علم البيئة‪ ،‬ونهيب‬
‫بزمالئنا المدر�سين قراءة ف�صول الكتاب بدقة و�إبداء مالحظاتهم ال�صائبة‪ ،‬بغية تر�صين الكتب المنهجية ومواكبتها‬
‫للتطورات العلمية والتكنولوجية في العالم الجديد‪.‬‬
‫واهلل ولي التوفيق‬

‫الم�ؤلفون‬
‫العلم والبيئة‬
‫تمثل البيئة المحيطة بنا تنوعاً مذه ًال في الكائنات الحية وم�صدر ًا مهماً من م�صادر المعرفة منذ ان ُخلق‬
‫الإن�سان على الأر�ض حيث ُيعد العلم العامل الرئي�سي في تح�سين نوعية حياة الإن�سان وازدهارها وقد تطور‬
‫العلم في ع�صرنا الحالي ب�شكل كبير بف�ضل تطور التكنولوجيا ومن هنا يو�صف العلماء العلم بانه مادة‬
‫وطريقة فماذا نعني بذلك ؟ وكيف يتو�صل العلماء للمعرفة العلمية ؟ ومتى ُتعد المعرفة علماً ؟‬
‫ولكي تكون عالم ًا متميزًا‬
‫اقتفي �سلوكيات العالم المتميز‪:‬‬
‫‪ -‬االهتمام بدرا�سة عجائب الطبيعة‪.‬‬
‫‪ -‬االنفتاح العقلي والرغبة في اال�ستماع للآخرين وقبول �آرائهم‪.‬‬
‫‪ -‬اال�ستعداد لتعديل �آرائه عند مواجهة دليل جديد‪.‬‬
‫‪ -‬ال�سلوك المحايد عند البحث عن البيانات والمعلومات لإثبات �صحة المالحظات او التغيرات‪.‬‬
‫‪ -‬الميل لالبتكار واليجاد حلول �إبداعية وعدم الت�سرع لال�ستنتاجات‪.‬‬
‫‪ -‬احترام الآخرين‪.‬‬
‫العملية العلمية‪:‬‬
‫يعمل العلماء بطريقة منهجية في�ستخدمون مدخ ًال يطلق عليه المنهج العلمي‪.‬‬

‫العلماء‬

‫يقومون بت�سجيل المالحظات‬

‫يجمعون المعلومات‬

‫يحددون الم�شكلة‬

‫ي�ضعون الفرو�ض‬

‫ي�صححون التجارب‬
‫يرف�ض‬ ‫فر�ضاً‬
‫ويعدل الفر�ض‬ ‫يقدمون ا�ستنتاجات‬ ‫ا�ضافياً‬
‫وي�ؤكدون عليها عند‬

‫يقوم علماء �آخرون ب�إجراء‬


‫يقدمون النظرية‬
‫تجارب وتكوين ردود افعال‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‬
‫‪1‬‬
‫تصنيف الكائنات الحية‬

‫محتويات الفصل‬

‫أهمية تصنيف علم االحياء‬ ‫‪1-1‬‬

‫المراحل التاريخية لعلم التصنيف‬ ‫‪2-1‬‬

‫انظمة التصنيف‬ ‫‪3-1‬‬

‫أسس التصنيف الحديث‬ ‫‪4-1‬‬

‫تنوع االحياء‬ ‫‪5-1‬‬

‫نشاط‬

‫أسئلة الفصل‬
‫النواتج التعليمية‬
‫بعد االنتهاء من دراسة هذا الفصل‬
‫يكون الطالب قادر ًا على أن‪:‬‬

‫يو�ضح لماذا ترتب الكائنات الحية في مجموعات ت�صنيفية‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫يبين المراحل التاريخية لعلم الت�صنيف‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫يقارن بين انظمة الت�صنيف المختلفة‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫ي�شرح �أ�س�س الت�صنيف الحديث‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫يتعرف نظام الت�سمية الثنائية لالحياء‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫يتعرف عوالم الت�صنيف التي اقترحها علماء االحياء‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫يتعرف التنوع االحيائي و�أهمية المحافظة عليه‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪6‬‬
‫�أهمية ت�صنيف االحياء‬ ‫‪1-1‬‬

‫كان االن�سان منذ �أقدم الع�صور مهتم ًا بالتعرف على ما يحيط به من احياء لما لها من عالقة مبا�شرة‬
‫بحياته‪ ،‬وقد ازدادت معرفة االن�سان باالحياء ب�شكل تدريجي عبر الزمن من خالل التعرف على �سلوكيات‬
‫هذه االحياء وامكانية اال�ستفادة منها كغذاء �أو ك�ساء �أو دواء‪ ،‬كما كان عليه ان يتعرف على ما هو �ضار‬
‫منها وما هو مفيد‪.‬‬
‫�شخ�صت العديد من االنواع للكائنات الحية فهناك ما يقرب من ن�صف مليون نوع ًا من النباتات وحوالي‬
‫مليون ون�صف المليون من الحيوانات ناهيك عن الكائنات الحية االخرى كالبكتريا والفطريات‪ ،‬ف�ض ًال عن‬
‫االنواع التي لم تكت�شف لحد الآن والتي ي�ؤكد علماء الت�صنيف انها �سترفع اعداد االحياء �إلى ما يزيد على‬
‫ع�شرة ماليين نوعاً‪ ،‬كما ي�شير الباحثون �إلى الأنواع المنقر�ضة من االحياء والتي ت�صل �أي�ض ًا �إلى عدة ماليين‪.‬‬
‫وجد علماء االحياء ان عليهم ان ال يكتفوا باطالق ا�سماء على الكائنات الحية بل عليهم �أي�ض ًا ان ي�صنفوها‪،‬‬
‫ولم ينبع هذا من مجرد الرغبة في ترتيب اال�شياء �ضمن نظام وانما لأن �أي نظام للتق�سيم هو و�سيلة لخزن‬
‫المعلومات الحياتية وا�سترجاعها‪ ،‬وهذا هو علم الت�صنيف �أو التق�سيم (‪ ،)Taxonomy‬وهو يتعلق بت�سمية‬
‫كل نوع من الكائنات بنظام موحد‪ ،‬يعبر ب�أف�ضل ما يكون عن درجة الت�شابه بين الكائنات الحية‪.‬‬
‫علم الت�صنيف �أو التق�سيم (‪ :)Taxonomy‬ا�شتق الم�صطلح من اليونانية حيث يدل لفظ ‪ Taxis‬معنى‬
‫ترتيب ويعني لفظ ‪ Nomos‬قانون‪ .‬وعليه يمكن تعريف علم الت�صنيف ب�أنه العلم الذي يتناول ت�شخي�ص‬
‫وت�سمية الكائنات الحية ف�ض ًال عن تق�سيمها �إلى مجموعات‪ ،‬وكل مجموعة تمثل مرتبة ت�صنيفية هي النوع‪.‬‬

‫المراحل التاريخية لعلم الت�صنيف‬ ‫‪2-1‬‬

‫لقد مر علم الت�صنيف بمراحل عدة وكان لكل مرحلة اهميتها وفق توفر االمكانات العلمية ووجود‬
‫المهتمين بالتعرف على الكائنات الحية‪ ،‬ويمكن �أيجاز هذه المراحل بالآتي‪:‬‬

‫المرحلة القديمة‬ ‫‪1‬‬

‫وتمثل المرحلة ما قبل التاريخ حيث كان االن�سان القديم يعي�ش مع الكائنات التي تحيط ببيئته وكانت‬
‫ذات عالقة مبا�شرة بحياته‪ ،‬وهذا ما ي�ستدل عليه من النقو�ش والر�سوم الخا�صة باالحياء والتي زين بها‬
‫االن�سان القديم مالجئه‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مرحلة درا�سة االحياء المحلية‬ ‫‪2‬‬

‫المرحلة التي ت�ضمنت و�ضع بع�ض اال�سماء المحلية لبع�ض النباتات والحيوانات‪ .‬وبعدها �شعر المهتمون‬
‫بهذا المجال ب�أن اال�سماء المحلية ال يمكن لها ان ت�ستمر النها ترتبط بمنطقة معينة �أو بلد معين‪ ،‬ويتغير هذا‬
‫اال�سم لنف�س الكائن الحي في منطقة �أخرى �أو بل ٍد �آخر‪.‬‬

‫مرحلة الت�سمية العلمية‬ ‫‪3‬‬

‫اهتدى المهتمون بت�سمية االحياء في هذه المرحلة �إلى‬


‫ايجاد نظام موحد ُيعتمد في �شتى مناطق العالم‪ .‬وقد جاء‬
‫العالم ال�سويدي كارلو�س لينيو�س (‪)Carlous Linnaeus‬‬
‫(‪1778-1707‬م)‪ ،‬ال�شكل (‪ )1-1‬بقانون الت�سمية العلمية‬
‫الثنائية‪ ،‬واو�ضح هذا القانون في كتابه المن�شور عام ‪1758‬م‬
‫�شكل (‪ .)1-1‬العالم كارلو�س لينيو�س‬ ‫حيث اورد ما ي�سمى بالنظام الطبيعي‪.‬‬
‫ت�شمل الت�سمية الثنائية التي و�ضعها كارلو�س لينيو�س على‬
‫ا�سمين الأول هو ا�سم الجن�س (‪ )Genus‬والثاني ا�سم النوع‬
‫(‪ .)species‬كما اورد لينيو�س في قانونه المراتب الت�صنيفية‬
‫(‪ )Taxon‬ابتداءاً من النوع ثم الجن�س ثم العائلة (‪)Family‬‬
‫ثم الرتبة (‪ )Order‬ثم ال�صنف (‪ ،)Class‬وهي المراتب الرئي�سة‬
‫التي ال تزال ت�ستخدم في تق�سيم االحياء‪.‬‬

‫مرحلة التطور الع�ضوي‬ ‫‪4‬‬


‫�شكل (‪ .)2-1‬العالم داروين‬
‫رافقت هذه المرحلة ظهور نظرية التطور الع�ضوي للعالمين‬
‫دارون ووال�س (‪� ،)Darwin-Wallace‬شكل (‪ ،)2-1‬في‬
‫العام ‪1858‬م‪ ،‬حيث او�ضحت هذه النظرية ان هناك تغيراً م�ستمراً‬
‫للكائنات الحية بما ي�ؤدي �إلى ظهور انواع جديدة‪. .‬‬

‫مرحلة الوراثة‬ ‫‪5‬‬


‫�صنفت الكائنات الحية في هذه المرحلة من مراتب ت�صنيفية‬
‫دنيا وبالتدريج و�صو ًال �إلى مراتب عليا‪ ،‬ا�ستناداً �إلى ال�صفات‬
‫�شكل (‪ .)3-1‬العالم غريغور مندل‬ ‫الوراثية لتلك االحياء‪ ،‬وقد قاد هذه المرحلة العالم مندل‬
‫(‪1884-1822( )Mendel‬م)‪� .‬شكل (‪.)3-1‬‬
‫‪8‬‬
‫مرحلة الت�صنيف الحديث‬ ‫‪6‬‬

‫اتفق معظم علماء الت�صنيف في هذه المرحلة على التو�صل لمفهوم علمي يحدد تو�صيف النوع‪ ،‬من خالل‬
‫المفهوم ال�سكاني للنوع بكل ابعاده مع الأخذ بنظر االعتبار العالقة الطبيعية بين مجموعات الكائنات الحية‬
‫والعلوم الحياتية ذات العالقة كالتركيب الداخلي والأن�سجة والوراثة والكيمياء الحياتية وغيرها‪.‬‬

‫�أنظمة الت�صنيف‬ ‫‪3-1‬‬

‫تو�صل العلماء �إلى عدد من االنظمة تم بموجبها ايجاد ترتيب �أو نظام يق�سم الكائنات الحية �ضمن‬
‫مجموعات ذات �صفات محددة مت�شابهة مما ي�سهل درا�ستها بعد ت�شخي�صها‪ ،‬وقد حددت هذه االنظمة بالآتي‪:‬‬

‫النظام اال�صطناعي (‪)Artificial System‬‬ ‫‪1‬‬

‫يعد النظام اال�صطناعي في الت�صنيف اقدم االنظمة وكان البابليون �أول من و�ضع قوائم ت�ؤ�شر ت�صنيف‬
‫بدائي للنباتات والحيوانات‪ .‬وفي �إتجاه �آخر يعد الفيل�سوف االغريقي ار�سطو (‪ 322-384‬ق‪ .‬م) من �أوائل‬
‫الذين حاولوا ت�صنيف االحياء معتمداً على �صفات ت�شابه ظاهرية محددة‪ ،‬وهو �أول من اقترح ت�صنيف‬
‫الحيوانات بح�سب بيئتها �إلى حيوانات مائية وار�ضية وهوائية ‪.‬‬
‫يعتمد النظام اال�صطناعي في الت�صنيف على تق�سيم الكائنات الحية �إلى مجموعات ذات �صفات ظاهرية‬
‫محددة‪ ،‬وعلى �سبيل المثال ا�ستخدام لون الأزهار في تق�سيم النباتات الزهرية �إلى نباتات ذات ازهار حمر‬
‫اللون والتي تكون في مجموعة تختلف عن مجموعة النباتات ذات الأزهار ال�صفر وهكذا‪� .‬أو ا�ستخدام المظهر‬
‫العام للنبات حيث �صنفت �إلى مجموعة ا�شجار واخرى �شجيرات والبقية اع�شاب‪� .‬أو تق�سم الحيوانات �إلى‬
‫مجموعة مائية واخرى ار�ضية وثالثة هوائية ‪.‬‬

‫النظام الطبيعي (‪)Natural System‬‬ ‫‪2‬‬

‫يعتمد هذا النظام العالقات الطبيعية التي تظهر بين الكائنات الحية عند تق�سيمها �إلى مجموعات وذلك‬
‫من خالل المعلومات وال�صفات المعروفة للكائن الحي‪ .‬والمق�صود بالعالقات الطبيعية الت�شريح الداخلي‬
‫واالن�سجة ووظائف االع�ضاء واع�ضاء التكاثر والتكوين الجنيني‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫النظام التطوري �أو الن�شوئي (‪)Phylogenetic System‬‬ ‫‪3‬‬

‫يعتمد هذا النظام على العالقة التطورية لمجاميع االحياء‪ ،‬وبموجب هذا النظام تترتب الكائنات الحية‬
‫في �سلم تطوري يو�ضح ن�شوء بع�ضها من البع�ض الآخر ب�شكل متفرع‪.‬‬

‫�أ�س�س الت�صنيف الحديث‬ ‫‪4-1‬‬

‫يرى علماء الت�صنيف في الوقت الحا�ضر انه ال يمكن االعتماد ب�شكل دائم على الو�صف المظهري العام‬
‫لت�شخي�ص االحياء‪ ،‬حيث من ال�صعوبة تحديد ال�صفات التي تعطي �أهمية اكبر من غيرها �أو ايها ا�صلح‬
‫الظهار العالقات الوراثية بين المراتب الت�صنيفية المختلفة‪.‬‬
‫هناك �أ�س�س �أخرى يمكن اعتمادها ف�ض ًال عن المظاهر الخارجية العامة‪ ،‬ومن هذه الأ�س�س تلك التي لها‬
‫عالقة بالت�شريح الداخلي والوراثة ووظائف االع�ضاء والبيئة‪ .‬وكلما زاد عدد الخ�صائ�ص التي يعتمد عليها في‬
‫المقارنة بين نوعين من االحياء تكون العالقة بينها اقرب �إلى ال�صواب وي�ستعمل التماثل* (‪)Homology‬‬
‫والم�ضاهاة* (‪ )Analogy‬لتبيان العالقة بين التراكيب المتناظرة في الكائنات الحية‪.‬‬
‫ان التطور الذي طر أ� على الحقائق العلمية �أو�ضح عدم مالئمة الت�صنيف التقليدي القديم (النظام‬
‫اال�صطناعي) الذي ق�سمت بموجبه االحياء �إلى عالمين نباتي وحيواني‪ ،‬فظهرت انظمة ت�صنيفية جديدة‬
‫تو�ضح العالقة بين الم�ستويات الواطئة من الكائنات الحية‪ ،‬والتي ال يمكن ف�صلها نباتي ًا �أو حيواني ًا لوجود‬
‫�صفات م�شتركة بينهما (حاول ان تتذكر مثا ًال لكائن حي يحوي �صفات نباتية واخرى حيوانية من خالل‬
‫درا�ستك ال�سابقة)‪.‬‬
‫ابتداء‬
‫ً‬ ‫تم توحيد المراتب الت�صنيفية (‪ )Taxa‬ويق�صد بها الوحدات الت�صنيفية التي تق�سم الكائنات الحية‬
‫من النوع (‪ )Species‬الذي هو الوحدة اال�سا�سية في الت�صنيف‪ ،‬ثم الجن�س (‪)Genus‬الذي ي�ضم نوع ًا واحداً‬
‫او اكثر‪ ،‬والعائلة (‪ )Family‬التي ت�شمل اجنا�س ًا ت�شترك ب�صفات عامة مت�شابهة‪ ،‬والرتبة (‪ )Order‬وت�ضم‬
‫عائلة �أو اكثر ‪ ،‬وال�صنف (‪ )Class‬الذي ي�ضم رتبة واحدة �أو اكثر‪ ،‬وال�شعبة ( ‪ ، )Phylum‬والتي ت�ضم عدداً‬
‫من ال�صنوف واخيراً اعلى رتبة ت�صنيفية وهي العالم �أو المملكة (‪ )Kingdom‬التي ت�ضم عدداً من ال�شعب‪.‬‬
‫ان الت�صنيف الأكثر قبو ًال في الوقت الحا�ضر هو الذي و�ضعه روبرت ويتكر (‪)Robert Whittaker‬‬
‫في عام ‪ 1969‬م واقترح بموجبه نظام ًا لخم�سة عوالم �شكل (‪ )4-1‬وهي‪:‬‬

‫* *التماثل (‪ :)Homology‬الت�شابه في الن�شوء والتركيب بغ�ض النظر عن الوظيفة كما هو الحال في االطراف االمامية‬
‫للطير واالن�سان‪.‬‬
‫* *الم�ضاهاة (‪ :)Analogy‬الت�شابه في الوظيفة بغ�ض النظر عن الن�شوء والتكوين كما هو الحال في جناح الفرا�شة‬
‫وجناح الطير‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪1‬عالم البدائيات (الأوليات) (‪ :)Monera‬وي�ضم احياء بدائية النوى (‪ )Prokaryotes‬مثل البكتريا‬ ‫‪.1‬‬
‫(‪ )Bacteria‬والطحالب الخ�ضر المزرقة (‪.)Cyanobacteria Or Cyanophyta‬‬
‫‪2‬عالم الطليعيات (‪ :)Protista‬وي�ضم الطحالب االخرى حقيقية النواة (‪ )Eukaryotes‬واالحياء الأولية‬ ‫‪.2‬‬
‫(‪ )Protozoa‬كالبرامي�سيوم واليوغلينا ‪.‬‬
‫‪3‬عالم الفطريات (‪ :)Fungi‬وي�ضم انواع الفطريات كعفن الخبز و العرهون وغيرها‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪4‬عالم النبات (‪ :)Plantae‬وي�ضم الحزازيات (‪ )Bryophyta‬وال�سرخ�سيات (‪)Pteridophyta‬‬ ‫‪.4‬‬
‫والنباتات الزهرية الراقية والأخيرة ت�ضم نباتات ذوات الفلقة* الواحدة وذوات الفلقتين*‪.‬‬
‫‪5‬عالم الحيوان (‪ :)Animalia‬ويتمثل بالحيوانات متعددة الخاليا �ضمن مجموعتين كبيرتين هما‬ ‫‪.5‬‬
‫الالفقريات (‪ )Invertebrata‬والفقريات (‪ )Vertebrata‬ب�ضمنها الإن�سان‪.‬‬

‫�شكل (‪ )4-1‬الممالك (العوالم) الخم�سة بموجب ت�صنيف ويتكر عام ‪1969‬م (للحفظ)‬

‫* *نباتات ذوات الفلقة الواحدة (‪ :)Monocotyledon‬نبات ذو ورقة بذرية جنينية واحدة (‪ )Cotyledon‬ومثال‬
‫ذلك الذرة والحنطة والرز وغير ذلك‪.‬‬
‫* *نباتات ذوات الفلقتين (‪ :)Dicotyledon‬نبات ذو ورقتين بذرية جنينية ومثال ذلك الباقالء والفا�صوليا‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وحديث ًا يرى بع�ض الباحثين اعتماد �ستة ممالك بد ًال من خم�سة حيث تم تق�سيم مملكة �أو عالم الأوليات‬
‫�إلى مملكتين هما البكتريا الحقيقية و البكتريا القديمة (‪� ،)Archaea‬شكل (‪.)5-1‬‬
‫الحيوانات ‪Animalia‬‬

‫‪Earliest cells‬‬ ‫الفطريات ‪Fungi‬‬


‫)‪(prokaryote microfossils‬‬
‫‪3.5 b.y.a.‬‬
‫الخاليا المبكرة (�أولية النواة)‬ ‫النباتات ‪Plantae‬‬
‫احافير دقيقة‬

‫الطليعيات ‪Protista‬‬
‫�أ�صل حقيقية النواة ‪Origin of eukaryotes‬‬
‫‪Last‬‬
‫البكتريا القديمة ‪Archaea‬‬
‫‪common ancestor‬‬
‫ال�سلف الم�شترك‬
‫البكتريا ‪Bacteria‬‬

‫�شكل (‪ .)5-1‬الت�صنيف الحديث الذي يعتمد �ست ممالك (للحفظ)‪.‬‬

‫فيما ي�أتي امثلة لتتبع المراتب الت�صنيفية المختلفة لأحد �أنواع المملكة النباتية و�آخر من المملكة‬
‫الحيوانية‪:‬‬
‫الإن�سان‬ ‫نبات ال�صنوبر‬
‫الحيوان (‪)Animalia‬‬ ‫النبات (‪)Plantae‬‬ ‫العالم �أو المملكة (‪)Kingdom‬‬
‫الحبليات (‪)Chordata‬‬ ‫النباتات الوعائية (‪)Tracheophyta‬‬ ‫ال�شعبة (‪)Phylum‬‬
‫اللبائن (‪)Mammalia‬‬ ‫المخروطيات (‪)Coniferae‬‬ ‫ال�صنف (‪)Class‬‬
‫اللبائن المتقدمة (‪)Primates‬‬ ‫‪Coniferales‬‬ ‫الرتبة (‪)Order‬‬
‫االن�سانية (‪)Homonidae‬‬ ‫النباتات ال�صنوبرية (‪)Pinaeceae‬‬ ‫العائلة (‪)Family‬‬
‫االن�سان (‪)Homo‬‬ ‫ال�صنوبر (‪)Pinus‬‬ ‫الجن�س (‪)Genus‬‬
‫)‪(Sapiens‬‬ ‫(‪)Longaeva‬‬ ‫النوع (‪)Species‬‬
‫‪Homo sapiens‬‬ ‫‪Pinus longaeva‬‬ ‫اال�سم العلمي (‪)Scientific name‬‬

‫تنوع الأحياء ‪Biodiversity‬‬ ‫‪5-1‬‬

‫ان عدد االنواع للكائنات الحية على الكرة االر�ضية بما فيها من انواع بيئة الياب�سة والبيئة المائية‬
‫غير محدد بدرجة دقيقة وذلك ب�سبب االكت�شافات الم�ستمرة النواع جديدة ف�ض ًال عن ان هناك مناطق عديدة‬
‫في العالم ال تزال غير مدرو�سة ب�شكل كامل مثل الغابات المطرية اال�ستوائية‪ .‬وت�شير الم�صادر الحديثة ان‬
‫التقديرات لعدد االنواع الكلي للكائنات الحية المعروفة ت�صل �إلى ما يقرب من ‪1.5‬مليون نوع‪ ،‬ويمكن زيادة‬
‫العدد على ذلك ا�ضعاف ًا م�ضاعفة عند �إكت�شاف الأنواع الأخرى غير المعروفة في العالم‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ي�صل عدد االنواع المعروفة والتابعة لمملكتي الأوليات (البدائيات) والفطريات �إلى ‪� 100‬ألف نوع لكل‬
‫منهما‪ ،‬وي�صل عدد االنواع في مملكة الطليعيات �إلى ‪� 60‬ألف نوع‪ .‬اما مملكة النبات فيبلغ عدد انواعها اكثر‬
‫من ‪� 270‬ألف نوع ال�شكل (‪ )7-1 ، 6-1‬ويتجاوز عدد االنواع في المملكة الحيوانية المليون نوع‪.‬‬
‫يت�أثر التنوع االحيائي ايجابيا بعوامل عدة مثل ح�صول تغيرات فيزيائية لموطن الكائنات الحية تقود‬
‫�إلى ازدهار المغذيات نتيجة �سقوط االمطار �أو تدفق المياه �إلى بركةٍ ما واعتدال درجة الحرارة �أو بتعبير �آخر‬
‫تح�سن ظروف البيئة‪ .‬كما ان هناك عوامل اخرى تميل �إلى تقلي�ص التنوع االحيائي وت�شمل‪� ،‬إدخال �أنواع‬
‫غريبة قادمة من مناطق اخرى وان�شاء المدن ال�سكنية وازدهار الزراعة من خالل تو�سيع الرقعة الزراعية‬
‫وهذه كلها تقلل من فر�ص التنوع االحيائي حيث تعمل على تقلي�ص عدد مواطن االحياء ‪.‬‬
‫كما ان التقدم ال�صناعي ي�سبب ا�ستهالك ًا كبيراً لموجودات البيئة وبال�شكل الذي يغير طبيعتها‪ .‬وال يخفى‬
‫على اح ٍد ما لت�أثير مخرجات الم�صانع من ت�أثير �سلبي على البيئة وبالتالي الت�أثير على التنوع الحيوي‪،‬‬
‫حيث �أ�صبح العديد من االنواع غير قادر على تحمل الظروف البيئية القا�سية من خالل النق�ص الكبير في‬
‫موارد البيئة اال�سا�سية‪.‬‬

‫(أ)‬

‫(ب)‬

‫�شكل (‪� ( )6-1‬أ ) التغاير في الوان وا�شكال واحجام بذور محفوظة النواع مختلفة من النباتات‪( ،‬ب) التباين‬
‫في الوان بذور نبات الفا�صوليا والعالمات الموجودة على تلك البذور‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫�شكل (‪ )7-1‬بع�ض االنواع المعروفة من الكائنات الحية التي تعي�ش على الأر�ض مع اال�شكال التو�ضيحية‬
‫جزء �صغيراً جداً من التنوع االحيائي‪ ،‬اما‬
‫ذات القيا�س المتنا�سب مع وفرتها‪ .‬ويتبين بان الثدييات ت�شكل ً‬
‫الح�شرات والنباتات فت�شكل ن�سبة كبيرة من هذا التنوع‪.‬‬

‫عزيزتي الطالبة عزيزي الطالب دعنا ندر�س مثا ًال لقيا�س التنوع لح�شرة العث ‪:‬‬
‫عند النظر �إلى ال�شكل(‪ ،)8-1‬تظهر فيه عدد من افراد اربعة انواع من ح�شرة العث تم جمعها من اربع‬
‫مناطق (مواقع) ‪ ،‬حيث يت�ضح من ال�شكل ان المنطقة ( أ� ) ذات تنوع اكبر من التنوع في المنطقة (ب)‪ ،‬ولكنها‬
‫اقل من التنوع في المنطقتين (جـ) و (د) ‪ .‬ومن ال�ضروري معرفة ان عدد انواع الكائنات في موقع معين‬
‫تمثل الوفرة‪ ،‬وفي هذا المثال تبلغ الوفرة في االنواع الأربعة هي‪ :‬ثالثة في المنطقة ( �أ ) وواحد في المنطقة‬
‫(ب) واربعة في كال المنطقتين (جـ) و ( د )‪ .‬والجراء مقارنة �سريعة بين المناطق يجد علماء التنوع في اغلب‬
‫االحيان ب�أن ا�ستق�صاء الوفرة في االنواع يعتبر طريقة مفيدة جداً في تقدير التنوع االحيائي ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الموقع ( ب )‬ ‫الموقع ( �أ )‬
‫حلقة‬ ‫حلقة‬
‫فاتحة‬ ‫غامقة‬
‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫الموقع ( د )‬ ‫الموقع ( جـ )‬
‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬

‫�شكل (‪ )8-1‬وفرة �أربعة �أنواع من ح�شرة العث تم جمعها من �أربع مناطق مختلفة جغرافي ًا (االرقام من‬
‫‪ 4-1‬ت�شير �إلى �أنواع هذه الح�شرة)‬
‫يت�ضح في ال�شكل الم�شار �أليه في اعاله وجود اربعة �أنواع من ح�شرة العث في كل من المنطقتين (جـ) و (د)‪،‬‬
‫اال ان المجتمعات االحيائية لح�شرة العث في المنطقتين غير متكافئة‪ ،‬ففي المنطقة (جـ) يوجد ثالثة افراد‬
‫من كل نوع‪ ،‬بينما يوجد فرد واحد من كل نوع من الأنواع الثالثة في المنطقة (د)‪ ،‬ا�ضافة �إلى ت�سعة �أفراد من‬
‫النوع الرابع (رقم ‪ .)4‬وعلى الرغم من ان الوفرة في الأنواع االربعة والعدد االجمالي لالفراد ‪ 12‬في كل من‬
‫المنطقتين (جـ ) و ( د)‪ ،‬فان علماء التنوع االحيائي يتنب�ؤن بوجود �سلوك متغاير في كل من المجموعتين‬
‫االحيائيتين‪ .‬ويحدد المخت�صون في التنوع عدد �أفراد الكائنات الحية التي تنتمي �إلى كل نوع منها‪ ،‬وهي‬
‫عملية قيا�س ي�شار اليها بم�صطلح التكاف�ؤ‪ .‬وفي هذا المثال تتميز المنطقة (جـ) بتكاف�ؤ اعلى من المنطقة (د)‪.‬‬

‫نشاط‬
‫حر�صت ال�شعوب على ان يكون لها تراث علمي ومعرفي في مجال علوم الحياة وب�شكل خا�ص في‬
‫ت�شخي�ص وت�سمية الكائنات الحية التي تعي�ش في بيئتها‪ ،‬معتمدة في ذلك على �سلوكيات هذه االحياء‬
‫واماكن تواجدها‪ ،‬فمث ًال ي�ستطيع �سكان الغابات اال�ستوائية ت�سمية ‪ 450‬نوع ًا من النبات و ‪75‬نوع ًا من‬
‫الطيور على االقل واكثر من ذلك من الح�شرات واال�سماك وغير ذلك من الكائنات الحية ‪،‬ويعطوها م�سميات‬
‫محلية ‪.‬‬
‫هل بامكانك عزيزي الطالب تقديم جدول ب�أ�سماء محلية لنباتات لها م�سميات مختلفة في البلدان‬
‫العربية‪ ،‬و�آخر با�سماء محلية لحيوانات لها م�سميات مختلفة اي�ض ًا في البلدان العربية الأخرى ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫أسئلة الفصل األول‬
‫�س‪ / 1‬اكتب تقريراً مب�سطاًعن المراحل التاريخية التي مر بها علم الت�صنيف مو�ضح ًا �سمات كل مرحلة‬
‫من هذه المراحل‪.‬‬

‫�س‪ / 2‬ما مفهوم الت�سمية الثنائية للكائن الحي؟ اذكر امثلة مختارة لكل مملكة من الممالك الخم�سة‬
‫المعتمدة في الت�صنيف ‪( .‬ا�ستعن بم�صدر �أو م�صادر خارجية لالجابة )‪.‬‬

‫�س‪� / 3‬ضع عالمة (✓) في المربع جنب العبارة ال�صحيحة وعالمة (×) في المربع جنب العبارة الخاطئة‬
‫لكل مما ي�أتي ‪:‬‬

‫أ� ‪ -‬تمثل الت�سمية العلمية الثنائية نظام ًا موحد ًا يعتمد في �شتى مناطق العالم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تظهر الكائنات الحية تغير ًا م�ستمر ًا بما ي�ؤدي �إلى ظهور انواع جديدة ‪.‬‬
‫جـ‪ -‬يعد البابليون �أول من ا�ستخدم النظام اال�صطناعي في الت�صنيف ‪.‬‬
‫د ‪ -‬تعد البكتريا جميعها من الكائنات الحية حقيقية النواة ‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬ت�ضم الرتبة جن�س ًا واحد ًا �أو اكثر ‪.‬‬

‫�س‪ / 4‬ما نظام العوالم الخم�سة؟ من اقترح ُه؟ لماذا حل محل نظام العالمين ؟‬

‫�س‪ / 5‬اكتب مقالة عن تنوع االحياء‪( .‬ا�ستعن بم�صادر من مكتبة المدر�سة)‪.‬‬

‫‪16 16‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫‪2‬‬
‫علم البيئة‬
‫والنظام البيئي‬

‫محتويات الفصل‬

‫علم البيئة‬ ‫‪1-2‬‬

‫النظام البيئي‬ ‫‪2-2‬‬

‫مكونات النظام البيئي‬ ‫‪3-2‬‬

‫نشاط‬

‫أسئلة الفصل‬
‫النواتج التعليمية‬
‫بعد االنتهاء من دراسة هذا الفصل‬
‫يكون الطالب قادر ًا على أن‪:‬‬

‫يعرف علم البيئة‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫ي�ستخل�ص �أهمية درا�سة علم البيئة‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫يبين عالقة علم البيئة بالعلوم الحياتية الأخرى‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫يو�ضح مفهوم النظام البيئي وما ي�شتمل عليه من الجماعات ال�سكانية والمجتمع‬
‫والمواطن والبيئات‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫ي�شرح مكونات النظام البيئي االحيائية و الال�إحيائية‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫ي�ستخل�ص �أهمية الطاقة ال�شم�سية في النظام البيئي‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫يقارن بين الكائنات المنتجة‪ ،‬والكائنات الم�ستهلكة والمحللة‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪18‬‬
‫علم البيئة‬ ‫‪1-2‬‬
‫علم البيئة (‪:)Ecology‬‬
‫هو العلم الذي يهتم بدرا�سة الكائنات الحية وعالقة بع�ضها ببع�ض من جهة وبمحيطها الخارجي الذي‬
‫تعي�ش فيه من جهة اخرى‪.‬‬
‫وجد االن�سان نف�سه منذ ت�أ�سي�س �أول مجتمع ب�شري‬
‫على الأر�ض بحاجة �إلى تفهم ظروف البيئة المختلفة‬
‫بق�صد اال�ستفادة منها في غذائه وملب�سه وم�أواه ف�ض ًال‬
‫عن �ضرورات الدفاع عن وجوده وتجنب االخطار ‪.‬‬
‫ولقد كان للعرب دور متميز في مجاالت الدرا�سات‬
‫البيئية و�أحيا�ؤها‪ ،‬فقد ا�سهم الجاحظ في ت�صنيف‬
‫الحيوانات على ا�سا�س عاداتها وبيئاتها‪ ،‬ويعد الرازي‬
‫�أول من طبق عملي ًا علم البيئة في الطب‪ ،‬ودر�س مواقع‬
‫المدن المختلفة من حيث درجة الحرارة والرطوبة‬
‫والرياح وغيرها من العوامل البيئية ذات العالقة‬
‫الجاحظ‬
‫ب�صحة االن�سان واالمرا�ض التي ت�صيبه‪.‬‬
‫ي�شمل علم البيئة على درا�سة الكائنات الحية‬
‫وعالقتها ببع�ضها وبمحيطها الخارجي‪ .‬ولما كانت‬
‫الظروف التي يعي�ش فيها الكائن الحي كثيرة ومتنوعة‬
‫فقد ت�أ�س�ست عالقة مبا�شرة بين الكائنات الحية‬
‫والظروف المحيطة بها‪ .‬وعليه يمكن و�ضع تعريف‬
‫مب�سط لعلم البيئة ب�أنه العلم الذي يهتم بدرا�سة الطبيعة‬
‫الحية وغير الحية والعالقات التي تربط االحياء‬
‫ببع�ضها من جهة وبما يحيط بها من العوامل الم�ؤثرة‬
‫من جهة اخرى‪� ،‬سواء كانت هذه العوامل كائنات حية‬
‫ام عوامل غير حية كالحرارة وال�ضوء والرياح وغيرها‪.‬‬
‫لذا ف�أن لعلم البيئة عالقة بالعلوم االخرى �شكل (‪.)1-2‬‬

‫‪19‬‬
‫ال�سلوك‬ ‫علم وظائف الأع�ضاء‬
‫‪Behavior‬‬ ‫‪Physiology‬‬
‫الوراثة البيئية‬ ‫علم الت�صنيف‬
‫‪Ecological Genetics‬‬ ‫‪Taxonomy‬‬
‫علم‬ ‫علم المظهر‬
‫الكيمياء‪ -‬الفيزياء‬ ‫البيئة‬
‫‪Physics - chemistry‬‬ ‫‪Ecology‬‬ ‫‪Morphology‬‬
‫الح�ساب الحياتي‬ ‫الكيمياء الحياتية‬
‫‪Biometry‬‬ ‫‪Biochemistry‬‬
‫علم الأر�ض‬ ‫الجغرافية الحياتية‬
‫‪Geology‬‬ ‫‪Biogeography‬‬

‫�شكل (‪ .)1-2‬بع�ض العالقات لعلم البيئة مع العلوم الأخرى (للحفظ)‬

‫النظام البيئي‬ ‫‪2-2‬‬

‫يمكن تعريف النظام البيئي (‪ )Ecosystem‬ب�أنه وحدة تنظيمية في مكان ما‪ .‬وهو ي�شتمل على‬
‫المكونات الحية والمكونات غير الحية بال�شكل الذي يجعلها متفاعلة مع بع�ضها‪ ،‬وبما ي�ؤدي �إلى تبادل‬
‫العنا�صر والمركبات بين االجزاء الحية وغير الحية في ذلك النظام‪.‬‬
‫ي�شمل النظام البيئي‪ ،‬الجماعات (‪ )Populations‬والمجتمعات (‪ )Communities‬والمواطن‬
‫(‪ )Habitats‬والبيئات (‪ .)Environments‬وهو ي�شير ب�شكل خا�ص �إلى التفاعل الحركي في اجزاء �أو‬
‫مكونات البيئة جميعها‪ ،‬مع التركيز على تبادل المواد بين االجزاء الحية وغير الحية‪ ،‬فالبرك واالهوار‬
‫والأنهار والمراعي والغابات على �سبيل المثال ت�شكل انظمة بيئية معينة‪.‬‬

‫الجماعة (‪ :)Population‬مجموعة من‬


‫االفراد المتفاعلة مع ًا (من النوع نف�سه وفي‬
‫مكان محدود)‪.‬‬
‫مثال‪ :‬جماعة من الوز العراقي في اهوار‬
‫الجنوب‪.‬‬
‫جماعة من ا�سماك ال�شبوط في بحيرة‬
‫الحبانية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫المجتمع (‪: )Community‬‬ ‫ي�شكل العالم ب�أكمله نظام ًا بيئي ًا �ضخم ًا‬
‫ي�شمل المجتمع جماعات مختلفة من النباتات‬ ‫ومتوازناً‪ ،‬يعرف بالمحيط البيئي (‪)Ecosphere‬‬
‫والحيوانات واالحياء االخرى والتي تعي�ش مع ًا في‬ ‫والذي يدعى �أي�ض ًا بالغالف الحياتي �أو الحيوي‬
‫مكان معين‪ .‬وعلى �سبيل المثال ي�شار �إلى مجتمع‬ ‫(‪ )Biosphere‬وهذا الغالف يغطي الكرة االر�ضية‬
‫بحيرة ما مثل بحيرة الحبانية او مجتمع غابة مثل‬ ‫من اعمق نقطة تحت �سطح الأر�ض �إلى اعلى نقطة‬
‫غابة بلوط في ال�شمال او مجتمع �صحراوي مثل‬ ‫في الجبال التي تقطنها االحياء وقد ي�صل مداه‬
‫ال�صحراء الغربية‪.‬‬ ‫�إلى االجواء المحيطة التي تتواجد فيها االحياء‪.‬‬

‫لذا يمكن عد النظام البيئي بمثابة وحدة م�ستقلة ومتزنة لها االمكانات الذاتية على ا�ستمرار الحياة‬
‫وا�ستقرارها‪ ،‬من خالل نوع من التوازن بين العنا�صر والعوامل المختلفة وبال�شكل الذي يعطي النظام البيئي‬
‫حالة من االكتفاء الذاتي عن طريق �سل�سلة من العالقات االغتذائية �ضمن م�ستويات مختلفة‪.‬‬

‫البيئة (‪: )Environment‬‬


‫ي�شمل م�صطلح البيئة كل الحاالت والظروف‬
‫والت�أثيرات المحيطة الم�ؤثرة على كائن حي منفرد‬
‫�أو مجموعة من كائنات حية في مكان محدد‪.‬‬

‫الموطن (‪ :)Habitat‬هو الملج أ� �أو البقعة‬


‫الطبيعية للكائن الحي ان�سان ًا كان �أَ ْم‬
‫حيوان ًا � ْأم نبات ًا �أَ ْم �أي كائن حي �آخر‪،‬‬
‫وي�شتمل الموطن �أي�ض ًا معالم البيئة جميعها‬
‫في موقع معين‪.‬‬

‫التفاعل بين مكونات البيئة الحية‪ ،‬حيث تموه ال�سمكة‬


‫ال�صخرية نف�سها بين ال�صخور‬

‫مكونات النظام البيئي‬ ‫‪3-2‬‬

‫كل‬
‫لكل نظام بيئي مكونات ال �ِإحيائية ومكونات �ِإحيائية‪ .‬و�سوف نحاول التعرف على هذه المكونات ٍ‬
‫على حدة‪ .‬ال�شكل (‪.)2-2‬‬

‫‪21‬‬
‫النظام البيئي‬

‫المكونات الحية‬ ‫المكونات غير الحية‬

‫كائنات حمللة‬ ‫كائنات م�ستهلكة‬ ‫كائنات منتجة‬ ‫تربة‬ ‫هواء‬ ‫ماء‬ ‫�شم�س‬

‫فطريات‬ ‫بكرتيا‬ ‫نباتات خ�ضر‬

‫‪22‬‬
‫تعتمد في غذائها‬

‫متعددة التغذية‬ ‫�آكلة اللحوم‬ ‫�آكلة النباتات‬

‫االن�سان‬ ‫ال�ضواري‬ ‫االغنام‬

‫تتحلل جميعها بو�ساطة المحلالت‬

‫ال�شكل (‪ )2-2‬مكونات النظام البيئي (للحفظ)‪.‬‬


‫المكونات الالاحيائية (‪)Abiotic Components‬‬ ‫‪1-3-2‬‬

‫ت�شمل المكونات الالاحيائية على العديد من المواد التي قد تتواجد داخل اج�سام الكائنات الحية وت�صبح‬
‫جزءاً من العالم االحيائي‪ ،‬في حين تعد ال احيائية عندما تتواجد خارج ج�سم الكائن الحي‪ ،‬وت�شمل المكونات‬
‫الالاحيائية المواد الآتية‪:‬‬

‫‪1 .1‬المواد المعدنية وال�صلبة تت�شكل منها التربة‪ ،‬وهذه ت�شمل جميع العنا�صر والمركبات الكيميائية‬
‫ال�ضرورية ال�ستمرارية الحياة �ضمن النظام البيئي‪ .‬وتكون المواد الع�ضوية والالع�ضوية مواداً ا�سا�سية‬
‫في مكونات التربة‪.‬‬

‫‪2 .2‬المياه ت�شكل الحجم الأكبر للنظم البيئية ممثلة بالأنهار والبحار والمحيطات‪ ،‬وتعد حا�ضنات للعديد‬
‫من العنا�صر والمركبات الكيميائية المذابة‪ .‬وهذه المواد ت�ستعمل في الفعاليات الحيوية‪ .‬كما ان الماء‬
‫بحد ذاته يعتبر من ال�ضروريات اال�سا�سية ال�ستمرار ديمومة الحياة فهو ي�شكل ن�سبة عالية من مكونات‬
‫الخلية الحية ت�صل �إلى اكثر من ‪ % 90‬في بع�ض الخاليا‪.‬‬
‫وفي بيئة الياب�سة يعد الماء �ضروري ًا الكمال عملية البناء ال�ضوئي ا�ضافة �إلى دوره في مختلف العمليات‬
‫الحيوية للكائنات الحية‪.‬‬

‫‪3 .3‬الغازات ‪ :‬ذات دور مهم في النظام البيئي‪ ،‬و تتمثل بمزيج من االنواع المختلفة للغازات الموجودة‬
‫في الغالف الجوي الذي يحيط ب�أي نظام بيئي‪ .‬وب�شكل ا�سا�سي يتكون هذا المزيج من النتروجين‬
‫واالوك�سجين وثنائي �أوك�سيد الكاربون وبخار الماء والغازات االخرى‪ ،‬وبرغم اهميتها جميع ًا �إال �إن‬
‫الأوك�سجين يعد من الأ�سا�سيات الرئي�سة التي يجب توافرها للكائن الحي �ضمن النظام البيئي‪.‬‬

‫‪4 .4‬الطاقة ال�شم�سية‪ :‬ذات ت�أثيرات وا�ضحة في النظام البيئي‪ ،‬وت�أثيراتها تختلف باختالف موقع النظام‬
‫البيئي على الكرة الأر�ضية وحركة الأر�ض حول ال�شم�س‪ ،‬ويت�ضح هذا الت�أثير فيما نالحظه من اختالف‬
‫في كثافة الكائنات الحية من ف�صل �إلى �آخر ومن موقع لآخر ف�ض ًال عن ت�أثيرات اخرى على كمية الطاقة‬
‫المتدفقة �إلى النظام البيئي‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫المكونات االحيائية (‪)Biotic Components‬‬ ‫‪2-3-2‬‬
‫ت�شمل المكونات االحيائية كافة الكائنات الحية المتواجدة في النظام البيئي ب�أنواعها المختلفة‬
‫واحجامها وطرق تغذيتها‪ .‬واعتماداً على م�صادر التغذية يمكن تق�سيمها �إلى ما ي�أتي‪:‬‬

‫‪ .1‬الكائنات المنتجة (‪:)Producer Organisms‬‬

‫كائنات حية لها القابلية على تحويل المواد الالع�ضوية‬


‫�إلى مواد ع�ضوية‪ .‬وت�ضم النباتات الخ�ضر التي لها القابلية‬
‫على انتاج مركبات ع�ضوية (�سكريات) بو�ساطة عملية البناء‬
‫ال�ضوئي‪ .‬وتعد بع�ض انواع البكتريا كائنات منتجة كونها‬
‫ت�ستغل الطاقة الناتجة من اك�سدة المواد الكيميائية في‬
‫البناء الكيميائي‪ ،‬كما هو الحال في بكتريا الكبريت والحديد‬
‫ال�شكل (‪ .)3-2‬كائنات منتجة‬ ‫وغيرها‪ .‬ويطلق على الكائنات الحية المنتجة ذاتية التغذية‬
‫(‪� .)Autotrophic‬شكل (‪.)3-2‬‬

‫‪ .2‬الكائنات الم�ستهلكة (‪:)Consumer Organisms‬‬

‫كائنات حية غير قادرة على انتاج مركباتها الع�ضوية‬


‫الخا�صة لالغرا�ض الغذائية اال�سا�سية‪ .‬لذا يطلق عليها مختلفة‬
‫التغذية (‪ )Heterotrophic‬مما يعني انها متباينة من‬
‫حيث الم�صدر الغذائي‪ .‬ت�ضم الكائنات الم�ستهلكة الحيوانات‬
‫التي تعتمد في غذائها على كائنات حية اخرى نباتية �أو‬
‫حيوانية �أو كليهما كم�صدر لغذائها‪.‬‬
‫تق�سم �إلى كائنات م�ستهلكة ابتدائية (�أولية) (‪Primary‬‬
‫‪� )Consumers‬أو �آكــــــالت االع�شاب (‪ ،)Herbivores‬وهذه‬
‫ت�ستهلك ب�صورة مبا�شرة المركبات الع�ضوية للنبات‪ ،‬والق�سم‬
‫الثاني يمثل الكائنات الم�ستهلكة الثانوية (‪Secondary‬‬
‫‪ ،)Consumers‬وهذه قد تكون �آكالت ع�شب ولحوم‬
‫(قوارت) (‪� )Omnivores‬أو �آكالت لحوم (‪)Carnivores‬‬
‫وتعتمد جزئي ًا �أو كلي ًا على الحيوانات االخرى في الح�صول‬
‫على حاجاتها الغذائية‪ .‬وقد تكون الكائنات الم�ستهلكة ثالثية‬
‫ال�شكل (‪ .)4-2‬كائنات م�ستهلكة‬
‫ورابعية مثل المفتر�سات‪� ،‬شكل (‪.)4-2‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ .3‬الكائنات المحللة (‪:)Decomposers Organisms‬‬

‫كائنات دقيقة مثل البكتريا والفطريات لها‬


‫القابلية على تحويل المركبات الع�ضوية �إلى مواد‬
‫الع�ضوية يمكن ا�ستفادة المنتجات (النباتات) منها‬
‫مرة اخرى في تغذيتها‪ .‬وت�سمى الكائنات المحللة‪،‬‬
‫بالكائنات الطفيلية (‪)Parasitic Organisms‬‬
‫عندما تعتمد في غذائها على كائنات حية‬
‫اخرى‪ ،‬وقد ت�سمى كائنات رمية (‪Saprophytic‬‬
‫‪ )Organisms‬حيث تعي�ش على المواد الع�ضوية‬
‫ال�شكل (‪ .)5-2‬كائنات محللة‬ ‫الميتة‪ .‬ال�شكل (‪.)5-2‬‬

‫ب�شكل عام تت�ضمن النظم البيئية مجموعة متباينة ووا�سعة من كائنات حية منتجة وم�ستهلكة ومحللة‪،‬‬
‫وعلى �سبيل المثال تعد الطفيليات كائنات م�ستهلكة متخ�ص�صة‪ ،‬فقد تكون متطفلة على النباتات وتتغذى‬
‫مبا�شرة عليها وبذا فهي �آكلة ع�شب‪ ،‬اما التي تتطفل على الحيوانات فتعد �آكلة لحم مختلفة عن المفتر�سات‬
‫النها ال تقتل الم�ضيف �أو العائل‪.‬‬
‫تعد �آكالت القمامة مثل الن�سور من �آكالت اللحوم التي تختلف عن الكائنات المفتر�سة لأنها تتغذى على‬
‫الحيوانات الميتة‪ .‬ويقع االن�سان �ضمن الم�ستهلكات التي تعتمد في غذائها على النباتات والحيوانات‪.‬‬

‫نشاط‬

‫اكتب تقريراً عن عالقة علم البيئة بالعلوم الحياتية االخرى‪ .‬اعتمد في كتابة التقرير على م�صادر‬
‫علمية متوفرة في مكتبة المدر�سة �أو �شبكة االنترنت‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫أسئلة الفصل الثاني‬

‫�س‪ / 1‬ما مفهوم الجماعة والمجتمع في النظام البيئي؟‬

‫�س‪ / 2‬عرف ما ي�أتي ‪:‬‬

‫�أ ـ البيئة ب ـ القوارت جـ ـ الكائنات المحللة د ـ الكائنات ذاتية التغذية‬

‫هـ ـ الكائنات الرمية‪.‬‬

‫�س‪ / 3‬ما مكونات النظام البيئي الالاحيائية ؟ عددها‪ .‬وهل يمكنك ان تقترح ت�سل�س ًال لأهميتها في النظام‬

‫البيئي‪.‬‬

‫�س‪ / 4‬اعمل جدو ًال يت�ضمن ثالثة حقول الأول بعنوان �آكالت نبات �أو ع�شب والثاني �آكالت لحوم والثالث‬

‫القوارت ودون في كل حقل ع�شرة امثلة الحياء موجودة �ضمن محيطك البيئي‪.‬‬

‫�س‪� / 5‬ضع عالمة (✓) في المربع جنب العبارة ال�صحيحة وعالمة ( × ) في المربع جنب العبارة الخاطئة‪:‬‬

‫‪1 .1‬تعرف الجماعة ب�أنها مجموعة من االفراد من النوع نف�سه متفاعلة مع ًا �ضمن بيئتها‪.‬‬

‫‪2 .2‬يعرف الموطن على ان ُه البيئة في كل حاالتها وظروفها والت�أثيرات المحيطة الم�ؤثرة في كائن حي‬

‫منفرد �أو مجموعة من الكائنات الحية في مكان محدد‪.‬‬

‫‪3 .3‬ت�شتمل المكونات الالاحيائية على المواد المعدنية وال�صلبة‪ ،‬المياه‪ ،‬الغازات والطاقة ال�شم�سية‪.‬‬

‫‪4 .4‬الكائنات الم�ستهلكة هي كائنات قادرة على انتاج مركباتها الع�ضوية لالغرا�ض الغذائية اال�سا�سية‪.‬‬

‫‪5 .5‬تعد الكائنات الم�ستهلكة الثانوية �آكالت لحوم (‪)Carnivores‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫‪3‬‬
‫السلسلة الغذائية‬
‫ودورة العناصر في الطبيعة‬

‫محتويات الفصل‬
‫‪ 1-3‬السلسلة الغذائية‪.‬‬

‫‪ 2-3‬الشبكة الغذائية‪.‬‬

‫‪ 3-3‬االهرام البيئية‪.‬‬

‫‪ 4-3‬الدورات الكيميائية االرضية الحياتية‪.‬‬

‫‪ 5-3‬انسياب الطاقة‪.‬‬

‫نشاط‬

‫أسئلة الفصل‬
‫النواتج التعليمية‬
‫بعد االنتهاء من دراسة هذا الفصل‬
‫يكون الطالب قادر ًا على أن‪:‬‬

‫يعطي مثا ًال ل�سل�سلة غذائية مكونة من �ست م�ستويات‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫يعطي ر�أيه بالعبارة الآتية‪ « :‬كلما طالت ال�سل�سلة الغذائية كلما زاد فقدان الطاقة»‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫يعطي مثا ًال ل�سل�سلة غذائية مائية واخرى برية‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫يو�ضح بمخطط �شبكة غذائية بحرية‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫يقارن بين االهرام العددية واهرام الطاقة‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫ي�شرح دورة الكاربون في الطبيعة ‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫يبين �أهمية النتروجين في الطبيعة‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫يو�ضح بمخطط دورة النتروجين في الطبيعة‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫يو�ضح بمخطط دورة الف�سفور في الطبيعة‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫يعطي ر�أيه بالعبارة الآتية « تعد ال�شم�س الم�صدر اال�سا�سي للطاقة الالزمة للحياة»‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪28‬‬
‫ال�سل�سلة الغذائية ‪Food Chain‬‬ ‫‪1-3‬‬

‫تعد الكائنات المنتجة (‪( ،)Producers‬النباتات) م�ستوى اغتذائي ًا ا�سا�سي ًا في ذلك النظام البيئي ‪ ,‬اذ‬
‫ت�ستقطب الطاقة ال�ضوئية ال�ساقطة عليها وتحولها �إلى طاقة مخزونة في الغذاء وعلى هيئة مواد ع�ضوية‪.‬‬
‫وتتغذى الكائنات الع�شبية (‪ )Herbivores‬على الكائنات المنتجة الأولية‪ ،‬وهي الحيوانات التي تمثل‬
‫�أول م�ستوى اغتذائي في الكائنات الحية الم�ستهلكة‪ .‬اما الكائنات �آكالت اللحوم (الحمة) (‪)Carnivores‬‬
‫والكائنات المتطفلة على الحيوانات فتمثل الم�ستهلكات الثانوية (‪ )Secondary Consumers‬وهي‬
‫ت�شكل م�ستوى اغتذائي ًا �آخر وهكذا �شكل (‪.)1-3‬‬
‫المحللــة‬ ‫الكائنـــات‬ ‫تمثــل‬
‫م�ستهلك ثالثي‬ ‫(‪ )Decomposers‬م�ستــــوى اغتذائي ًا‬
‫م�ستوى‬
‫اغتذائي‬ ‫حيوان‬ ‫�شم�س‬
‫رابع‬ ‫لحوم‬ ‫�آكل‬ ‫�آخر اذ تتغذى على الكائنات بعد موتها‬
‫عالي‬ ‫وت�شمل كل من البكتريا والفطريات‪ ،‬فتقوم‬
‫م�ستهلك ثانوي‬ ‫بتحليل المادة الع�ضوية الموجودة في تلك‬
‫م�ستوى‬
‫اغتذائي‬ ‫الكائنات الميتة وتحولها �إلى مـــواد غير‬
‫ثالث‬
‫حيوان �آكل لحوم‬ ‫ع�ضوية‪.‬‬
‫م�ستهلك اولي‬ ‫ان الطاقة التي تنتقل من م�ستوى‬
‫م�ستوى‬
‫اغتذائي‬ ‫اغتذائي لآخر ابتداءاً من المنتجات الأولية‬
‫ثاني‬
‫حيوان عا�شب‬ ‫تفقد ق�سم ًا منها على هيئة طاقة حرارية‬
‫�أو طاقة ت�ستعمل في اداء عمل ما �أو ت�ستغل‬
‫نبات منتج م�ستوى‬
‫اغتذائي‬ ‫في عمليات النمو والتكاثر‪ .‬لذا فالطاقة‬
‫�أول‬
‫المنقولة تقل خالل انتقالها بين الم�ستويات‬
‫فطريات‬ ‫االغتذائية وتكون على اقلها في نهاية‬
‫ال�سل�سلة الغذائية‪.‬‬
‫بكتريا‬

‫�شكل (‪ .)1-3‬الم�ستويات االغتذائية �ضمن ال�سل�سلة الغذائية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫تعد ال�سل�سلة الغذائية حلقة الترابط الغذائي بين م�ستوى اغتذائي و�آخر تبد�أ من م�ستوى النباتات �أو المنتجات‬
‫الأولية ال�صانعة للغذاء والمدخرة للطاقة التي تكون م�صدراً للغذاء لكائنات اخرى وهكذا في م�سار العالقة‬
‫الغذائية و�صو ًال �إلى الكائنات المحللة‪ .‬وفي النظام البيئي توجد عدة �سال�سل غذائية‪.‬‬

‫مثال في البيئة البرية (للحفظ)‪:‬‬


‫حيوان آكل حشرات‬ ‫حشرات‬ ‫حشائش أو نباتات‬
‫آكل حلوم (الحم)‬ ‫آكلة اعشاب (عاشبة)‬

‫ثعبان‬ ‫نسر‬
‫آكل حلم (الحم)‬ ‫آكل حلم (الحم)‬

‫فال�سل�سلة الغذائية تبد أ� بالنباتات و�صو ًال �إلى الن�سر �شكل (‪.)2-3‬وتقوم المحلالت (البكتريا والفطريات) بعد‬
‫موت الن�سر بتحليل المادة الع�ضوية فيه �إلى مواد غير ع�ضوية وهكذا‪.‬‬

‫مثال في البيئة المائية (للحفظ)‪:‬‬


‫ق�شريات‬
‫�آكل حلم (الحمة)‬ ‫هائمات حيوانية‬ ‫هائمات نباتية‬

‫ا�سماك �صغيرة‬ ‫ا�سماك كبيرة‬ ‫حيتان‬

‫كما هو الحال في البيئة البرية‪ ،‬تبتدئ ال�سل�سلة الغذائية في البيئة المائية بالهائمات النباتية ثم الهائمات‬
‫الحيوانية و�صو ًال �إلى الحيتان �شكل (‪.)2-3‬‬
‫كلما ق�صرت ال�سل�سلة الغذائية قل فقدان الطاقة‪� .‬أي �أن القيمة الغذائية تكون عالية‪ ،‬والعك�س �صحيح في‬
‫ال�سل�سلة الغذائية الطويلة‪ .‬وت�ساعدنا هذه االعتبارات على ان نفهم لماذا تكون البحار القطبية الجنوبية من اكبر‬
‫المحيطات انتاج ًا في العالم اذ تكــون ذات �سال�سل غذائية ب�سيطة وق�صيرة‪ ،‬فمث ًال تتكون ال�سل�سلة الغذائية من‬
‫الهائمات والحيتان فقط‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫بينما في المناطق المعتدلة قد تجد في‬
‫غابة معتدلة من ‪ 50-40‬نوع ًا من‬
‫م�ستهلك رابعي‬ ‫الطيور �آكلة الح�شرات تتغذى على عدة‬
‫مئات من انواع الح�شرات بينما في‬
‫حيوان �آكل لحم (الحم)‬
‫حيوان �آكل لحم (الحم)‬ ‫الغابات الأ�ستوائية قد توجد تعقيدات‬
‫م�ستهلك ثالثي‬ ‫�أكبر فقد تجد عدة مئات من انواع‬
‫حيوان �آكل لحم (الحم)‬ ‫حيوان �آكل لحم (الحم)‬ ‫الطيور �آكلة الح�شرات تتغذى على عدة‬
‫�آالف من �أنواع الح�شرات والتي تتغذى‬
‫م�ستهلك ثانوي‬ ‫على عدة �آالف من �أنواع النباتات‬
‫حيوان �آكل لحم (الحم)‬ ‫حيوان الحم‬ ‫ونواتجها‪.‬‬
‫ت�سمى حاالت التداخل والترابط بين‬
‫م�ستهلك �أولي‬ ‫ال�سال�سل الغذائية بال�شبكة الغذائية‪،‬‬
‫هائمات حيوانية‬
‫وال�شبكات الغذائية متنوعة ومعقدة‬
‫حيوان �آكل ع�شب (عا�شب)‬
‫كتنوع وتعقد ال�سال�سل الغذائية‪.‬‬
‫منتج �أولي‬
‫نبات‬ ‫هائمات نباتية‬
‫�سل�سلة غذائية برية‬ ‫�سل�سلة غذائية بحرية‬

‫ال�شكل (‪� .)2-3‬سل�سلة غذائية بحرية و�سل�سلة غذائية برية (للحفظ)‪.‬‬

‫ال�شبكة الغذائية‬ ‫‪2-3‬‬

‫ان فكرة ال�سل�سلة الغذائية ب�سيطة ن�سبي ًا عندما تناق�ش على م�ستوى كائن واحد �أو مجموعة من الكائنات‬
‫الحية تعود لنف�س النوع‪.‬‬
‫عند النظر �إلى ال�سل�سلة الغذائية في مجتمع ما ككل ف�أن ال�سل�سلة �سوف تتعقد وتت�شابك العالقات الغذائية‬
‫فيما بينها مكونة ما ي�سمى بال�شبكة الغذائية‪ .‬ومن �أهم �أ�سباب التعقيد ان الحيوانات المختلفة في �أي نظام بيئي‬
‫ت�ستهلك انواع ًا متباينة من االغذية وذلك باختالف انواعها واحجامها واعمارها ف�ض ًال عن الظروف المحيطة‪.‬‬
‫تتغير وجبات الغذاء ب�شكل كبير في الحيوانات المختلفة‪ ،‬فعلى الرغم من ان اللواحم تتغذى على اللحوم‬
‫ب�صورة عامة �إال �أنها تتغذى علي النباتات احياناً‪ .‬والمفتر�س في مرحلة ما من حياته و�ضمن النظام البيئي‬
‫الذي يتواجد فيه يتحول �إلى فري�سة‪ ،‬و�أعداد الكائنات الحية و�أنواعها لها ت�أثير كبير في نوعية ال�شبكة الغذائية‬
‫من حيث تعقيداتها‪ ،‬كما ان طبيعة البيئة هي الأخرى ذات ت�أثير وا�ضح‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫تكون ال�شبكة الغذائية ب�سيطة في المناطق التي تحتوي على انواع قليلة من الكائنات الحية كما في القطبين‬
‫والمناطق القاحلة �شكل (‪ ،)3-3‬وتتعقد كلما ازداد عدد االنواع داخل الوحدة البيئية كما في المناطق اال�ستوائية‬
‫�أو في المحيطات‪ .‬وفي البرك والبحيرات تكون ال�شبكة الغذائية اب�سط عما هي عليه في الأنهار‪ .‬وب�شكل عام كلما‬
‫كانت ال�شبكة الغذائية ب�سيطة تكون اقل ا�ستقراراً‪ ،‬بينما تكون ال�شبكة الغذائية المعقدة اكثر ثبات ًا وا�ستقراراً‪.‬‬

‫ان�سان‬

‫حيتان‬ ‫حيتان‬
‫حيتان‬
‫م�سننة‬ ‫العنبر‬
‫البالين‬ ‫�صغيرة‬

‫فيل‬
‫الفقمة‬ ‫�أ�سد‬ ‫البحر‬
‫�آكلة ابو‬ ‫البحر‬
‫الجنيب‬

‫طيور‬ ‫ا�سماك‬ ‫الحبار‬

‫هائمات‬
‫الحمة‬
‫حيوانات‬
‫مجذافية‬
‫جمبري‬ ‫االرجل‬

‫هائمات‬
‫نباتية‬

‫�شكل (‪� .)3-3‬شبكة غذائية بحرية قطبية‬

‫‪32‬‬
‫االهرام البيئية (‪)Ecological Pyramids‬‬ ‫‪3-3‬‬
‫يت�ضمن الهرم البيئي تنظيم ًا ت�سل�سلي ًا للم�ستويات االغتذائية‪ ،‬فلو رتبنا الكائنات الحية المتواجدة في �أية‬
‫وحدة بيئية متكاملة لوجدنا ان المنتج (�أحياء ذاتية التغذية) والذي يتمثل بالنباتات الخ�ضر يقع عند القاعدة‬
‫(الم�ستوى الإغتذائي الأول) يليه الم�ستوى االغتذائي الثاني (�آكلة الأع�شاب) ثم الم�ستوى االغتذائي الثالث (�آكلة‬
‫اللحوم) و�أخيراً الم�ستوى الإغتذائي الرابع والمتمثل ب�آكلة لحوم �أي�ض ًا �أو ربما من القوارت �شكل (‪.)4-3‬‬

‫م�ستوى‬
‫حيوان �آكل لحم (الحم)‬ ‫اغتذائي‬
‫م�ستهلك ثالثي‬ ‫رابع‬

‫م�ستوى‬
‫حيوان �أكل لحم (الحم)‬ ‫اغتذائي‬
‫م�ستهلك ثانوي‬ ‫ثالث‬

‫حيوان �آكل ع�شب (عا�شب)‬ ‫م�ستوى‬


‫�ضوء‬ ‫اغتذائي‬
‫ال�شم�س‬ ‫م�ستهلك �أولي‬ ‫ثاني‬

‫م�ستوى‬
‫منتجات‬ ‫اغتذائي‬
‫�أول‬

‫�شكل (‪ .)4-3‬الم�ستويات االغتذائية المختلفة في النظام البيئي‪ .‬القطة ت�أكل‬


‫الطير‪ ،‬والطير ي�أكل الح�شرات (الخنف�ساء) والأخيرة ت�أكل الع�شب (النبات)‬
‫(للحفظ)‪.‬‬

‫يمكن تق�سيم االهرام البيئية ح�سب طرق التعبير عنها �إلى ثالثة انواع ا�سا�سية هي‪:‬‬

‫االهرام العددية (‪)The Pyramids of Numbers‬‬ ‫‪1‬‬

‫يمكن التعبير عن النظام البيئي من الناحية الحياتية في هذا النوع بعدد انواع الكائنات الحية‪ ،‬حيث تكون‬
‫اعداد النباتات (المنتج) عند القاعدة ومن ثم ي�أتي الم�ستهلك الأول (�آكل الع�شب) فالم�ستهلك الثاني (�آكل لحوم)‬
‫�شكل (‪� 5-3‬أ )‪ .‬وقد ينقلب الهرم كما هو الحال في االحياء الطفيلية �شكل (‪ 5-3‬ب )‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫م�ستهلك ثالثي‬

‫م�ستهلك ثانوي‬

‫م�ستهلك اولي‬

‫منتجات‬
‫عدد االفراد‬ ‫عدد االفراد‬
‫(أ)‬ ‫(ب)‬
‫م�ستوى‬
‫ا‬
‫غتذائي‬
‫رابعي‬

‫م�ستوى‬
‫اغتذائ‬
‫ي ثالثي‬
‫م�ستوى‬
‫ا‬
‫غتذائي‬
‫ثانوي‬

‫م�ستوى‬
‫اغتذائ‬
‫ي اولي‬
‫كمية ال‬
‫طاقة ال‬
‫مخزونة‬

‫�شكل (‪ .)5-3‬االهرام العددية‪ ( .‬أ� ) يظهر ان القاعدة ممثلة بالنباتات (المنتجة) وتكون الأو�سع من ناحية الكثرة‬
‫العددية تليها الم�ستويات االغتذائية االعلى وب�أعداد تتناق�ص تدريجياً‪( ،‬ب) ينقلب الهرم العددي في االحياء‬
‫الطفيلية حيث القاعدة ممثلة بعدد قليل من الأحياء (الجرذ) تليها ح�شرة القراد ثم البكتريا الناقلة للمر�ض‪.‬‬

‫اهرام الكتلة الحية (‪)The Pyramids of Biomass‬‬ ‫‪2‬‬

‫تعبر اهرام الكتلة الحية عما يجري داخل النظام البيئي من تفاعالت وعالقات بين الم�ستويات االغتذائية‬
‫على ا�سا�س �أوزانها �أو القيمة الحرارية في داخلها (�ضمن افراد كل م�ستوى اغتذائي) �أو �أي مقيا�س �آخر يدل على‬
‫الكتلة الحية (‪ )Biomass‬لمجموع افراد الم�ستوى االغتذائي �شكل (‪.)6-3‬‬

‫‪34‬‬
‫اهرام الطاقة (‪)The Pyramids of Energy‬‬ ‫‪3‬‬

‫تختلف اهرام الطاقة عن الأهرام العددية والكتلوية حيث �أنها ال تعبر عن الحالة الراهنة في النظام البيئي‪،‬‬
‫فهي تبين المعدالت الكلية لمرور الطاقة عبر ال�سل�سلة الغذائية‪ .‬وال يعبر هرم الطاقة عما تحتويه الم�ستويات‬
‫االغتذائية فح�سب بل كفاءة النظام البيئي ككل من جهة وكفاءة الكائنات الحية المكونة لكل م�ستوى اغتذائي‬
‫�ضمن ال�سل�سلة الغذائية وب�صورة �صحيحة‪ .‬وفي اهرام الطاقة وعلى عك�س ما هو عليه الحال في االهرام العددية‬
‫تزيد �أهمية االحياء ال�صغيرة والمجهرية ويت�ضخم موقعها‪ ،‬اما االهرام الكتلوية ف�إنها تبالغ في �أهمية االحياء‬
‫الكبيرة �شكل (‪.)6-3‬‬
‫�آكلة لحوم‬
‫‪1‬‬
‫�آكلة ع�شب‬ ‫‪11‬‬

‫هائمات منتجة ‪4,000,000,000‬‬ ‫( �أ )‬


‫هرم عددي‬
‫�آكلة لحوم م�ستوى ثاني‬
‫محلالت‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 1.5‬غرام ‪/‬م‬
‫‪2‬‬
‫‪ 5‬غرام ‪/‬م‬
‫�آكلة لحوم م�ستوى اول‬
‫‪2‬‬
‫‪ 11‬غرام ‪/‬م‬
‫�آكلة ع�شب‬
‫‪2‬‬
‫‪ 37‬غرام ‪/‬م‬

‫هائمات منتجة‬ ‫(ب)‬


‫‪2‬‬
‫‪ 807‬غرام ‪/‬م‬
‫هائمات حيوانية وحيوانات قاع‬ ‫هرم كتلوي‬
‫‪2‬‬
‫‪ 21‬غرام ‪/‬م‬
‫هائمات نباتية‬
‫‪ 4‬غرام ‪/‬م‬
‫‪2‬‬
‫ا�آكلة لحوم م�ستوى �أول‬
‫‪ 48‬كيلو كالوري ‪/‬م‪�/2‬سنة‬

‫محلالت‬ ‫�آكلة ع�شب‬


‫‪ 596‬كيلو كالوري ‪/‬م‪�/2‬سنة‬
‫‪ 3890‬كيلو كالوري ‪/‬م‪� /2‬سنة‬

‫(جـ)‬
‫هائمات منتجة‬
‫‪ 36380‬غرام ‪/‬م‪�/2‬سنة‬
‫هرم طاقة‬
‫�شكل (‪ .)6-3‬االهرام البيئية‪ ( .‬أ� ) الهرم العددي (ب) الهرم الكتلوي‪( ،‬جـ) هرم الطاقة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الدورات الكيميائية االر�ضية الأحيائية‬ ‫‪4-3‬‬
‫تعد حركة العنا�صر الرئي�سة وانتقالها مثل الكاربون والهيدروجين والأوك�سجين والنتروجين والف�سفور‬
‫والكبريت بين المكونات الحية وغير الحية للنظام البيئي من االمور المهمة التي ت�ؤدي �إلى معرفة ذلك‬
‫النظام‪� .‬إذ �أن انتقال هذه العنا�صر من حالة الع�ضوية �إلى حالة ع�ضوية وبالعك�س ي�ؤدي �إلى االختالف‬
‫والتباين بين انواع الكائنات الحية واعدادها من منطقة �إلى �أخرى على وفق �سرعة االنتقال �أو التحويل‬
‫في هذه العنا�صر‪ ،‬كونها ت�شارك في بنية الخلية الحية ومن ثم بنية الكائن الحي‪ .‬وت�سمى دورة العنا�صر‬
‫المختلفة بين الكائن الحي ومحيطـــه ثم رجوعهــا �إلى الكائن الحي بدورة العنا�صــر البيوجيوكيميائية‬
‫(‪.)Biogeochemical Cycle‬‬
‫ان العالقة بين الكائن الحي والمحيط الذي يعي�ش فيه مع كائنات حية �أخرى ومكونات غير �إحيائية هي‬
‫عالقة معقدة جداً‪ ،‬وتفهم هذه العالقة بين العنا�صراال�سا�سية جميعها‪ .‬والكائنات الحية هي القاعدة المتينة التي‬
‫ي�ستند اليها ادراك المفاهيم اال�سا�سية لت�شعبات علم البيئة‪.‬‬
‫ب�شكل عام تو�ضح دورات العنا�صر االن�سياب الدوري لهذه العنا�صر من المحيط الال�إحيائي �إلى داخل الكائن‬
‫الحي �ضمن الفعاليات الحيوية‪ ،‬وعودتها �إلى المحيط الال�إحيائي مرة اخرى عن طريق فعاليات الإحتراق‬
‫والأك�سدة والتحلل في هذه الكائنات‪.‬‬
‫فيما ي�أتي ايجاز لبع�ض الدورات في الطبيعة‪:‬‬

‫دورة الماء (‪)Hydrologic Cycle‬‬ ‫‪1‬‬

‫تعتمد �صيغ الحياة كلها على الماء‪� ،‬إذ ي�شكل الماء الن�سبة االعلى في بنية الكائن الحي وتتراوح هذه الن�سبة‬
‫بين ‪ % 90-60‬من الوزن الطري لمعظم االحياء ب�صورة عامة ونادراًْ ما تنخف�ض هذه الن�سبة كما هو الحال‬
‫في بذور النباتات الجافة حتى ت�صل �إلى حدود ‪ %10‬من وزنها الطري في حين ترتفع الن�سبة لت�صل �إلى ما‬
‫يزيد عن ‪ % 90‬كما في كائنات اخرى مثل نبات الخيار والرقي وبع�ض قناديل البحر‪.‬‬
‫ت�شكل مياه البحار والمحيطات �أكثر من ‪ %70‬من الم�ساحة الكلية للكرة الأر�ضية‪ .‬والماء ينتقل بين‬
‫الياب�سة والجو والم�سطحات المائية‪ ،‬وتقوم �أ�شعة ال�شم�س التي ت�شكل الم�صدر الحراري الرئي�س في الأر�ض بتبخير‬
‫جزيئات الماء (المياه ال�سطحية والنتح في النباتات) التي تتجمع على هيئة غيوم تنتقل بفعل التيارات الهوائية‬
‫�إلى مواقع مختلفة‪ ،‬وعندما تبرد الغيوم بفعل طبقات الجو الباردة تتحول �إلى مياه �أو ثلوج ت�سقط على �سطح‬
‫الأر�ض حيث ت�ستخدم االحياء بع�ض ًا منها‪ ،‬وبع�ضها يجري على �سطح التربة على هيئة مياه �سطحية كالأنهار‬
‫وال�سيول‪ ،‬ومن ثم تعود �إلى البحار والمحيطات‪ .‬والبع�ض الآخر من المياه ي�ستقر في الأر�ض ب�صورة مياه جوفية‬
‫وهذه الأخيرة تعاد �إلى �سطح الأر�ض ب�شكل ينابيع �أو با�ستخدام الم�ضخات ال�ستخراجها منها ومن ثم تعود �إلى‬
‫البحار والمحيطات‪ ،‬وتتكرر هذه الدورة كما في ال�شكل (‪.)7-3‬‬

‫‪36‬‬
‫نتح‬ ‫طاقة �شم�سية‬
‫تبخر‬

‫تر�سب‬

‫جريان الماء‬

‫تر�شح في التربة‬ ‫طبقة �صخرية مائية‬


‫مياه جوفية‬
‫�شكل (‪ .)7-3‬دورة الماء في الطبيعة‪ .‬ي�سقط الماء على الأر�ض ت�ستخدم االحياء بع�ض ًا من الماء والباقي يتبخر (‪)Evaporate‬‬
‫�أو ي�سير في جداول (‪� )Run off Streams‬أو يدخل الأر�ض ليكون مياه جوفية‪ .‬الحيوانات تعيد المياه �إلى البيئة كبخار ماء‬
‫في عملية التنف�س �أو كناتج ابرازي‪ ،‬والنباتات تنتج الماء �أو تعيده �إلى البيئة بعملية النتح‪.‬‬

‫دورة الكاربون (‪)Carbon Cycle‬‬ ‫‪2‬‬

‫تعد دورة الكاربون من اب�سط دورات العنا�صر ب�سبب تميز مكوناتها الرئي�سة‪ ،‬يوجد الكاربون في الحالة‬
‫الغازية (في الهواء) على هيئة غاز ثنائي �أوك�سيد الكاربون (‪ ،)co2‬وفي الحالة ال�صلبة (في التربة) على هيئة‬
‫�صخور جيرية‪ ،‬وفي الحالة ال�سائلة (في الماء) على هيئة ثنائي �أوك�سيد الكاربون الذائب �أو �أيونات البيكاربونات‬
‫اذ تتحول مركباته من حالة �إلى اخرى‪.‬‬
‫تثبت النباتات الخ�ضر غاز ثنائي �أوك�سيد الكاربون على هيئة مركبات كاربوهيدراتية (�سكريات) من خالل‬
‫عملية البناء ال�ضوئي‪ ،‬وعند تغذي الحيوانات �آكلة الع�شب على النباتات تنتقل المواد الكاربونية عبر النظام‬
‫الحيوي من النباتات �إلى الحيوانات ثم يعود الكاربون �إلى البيئة مرة اخرى من خالل عمل المحلالت التي تحلل‬
‫المواد الع�ضوية بعد موت الكائنات الحية‪.‬‬
‫قد يكون الكاربون في �صورة امالح كاربونات غير ع�ضوية كما هو الحال في وجوده في االجزاء ال�صلبة‬
‫لبع�ض الحيوانات مثل اال�صداف‪ ،‬وهذا النوع من الكاربون يبقى زمن ًا طويالً‪ .‬حيث ينتج الحجر الجيري من‬
‫التر�سبات البحرية للكاربونات الحيوانية وينتج التر�سيب غير الع�ضوي للكاربونات في المياه‪.‬‬
‫كما يوجد الكاربون في روا�سب ع�ضوية من الفحم والنفط‪ ،‬ويبقى هكذا �إلى ان يطلق عند االحتراق �أو عند‬
‫االنفجارات البركانية وعندها يعود �إلى البيئة �شكل (‪.)8-3‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ Co2‬في الجو‬ ‫احتراق الوقود‬
‫معامل ومنازل‬
‫بناء �ضوئي‬
‫انت�شار‬ ‫تنف�س‬

‫نباتات‬
‫حيوان‬

‫‪ Co2‬مذاب‬

‫بيكاربونات‬
‫بناء �ضوئي‬
‫مخلفات احياء ميتة‬
‫حيوانات‬
‫نباتات وطحالب‬

‫وقود احفوري‬
‫كاربونات في التربة‬ ‫مخلفات احياء ميتة‬ ‫نفط ‪ ،‬غاز ‪ ،‬فحم‬

‫�شكل (‪ .)8-3‬دورة الكاربون في الطبيعة‪ :‬ثنائي �أوك�سيد الكاربون في الهواء والماء يدخل �إلى النظام البيئي خالل عملية‬
‫البناء ال�ضوئي ثم يمر �إلى ال�سال�سل الغذائية‪ .‬وتعيد عملية التنف�س‪ ،‬الكاربون �إلى البيئة الإحيائية‪ .‬والكاربون يمكن ان يبقى في‬
‫التكوينات االر�ضية والمتحجرات لفترات طويلة‪.‬‬

‫دورة النتروجين (‪)Nitrogen Cycle‬‬ ‫‪3‬‬

‫يعد النتروجين اكثر العنا�صر �شيوع ًا �ضمن الغالف الجوي‪ ،‬حيث يحتوي الهواء ‪ % 78‬من النتروجين ب�صورة‬
‫غازية‪ .‬وهو موجود في التربة ب�شكل نترات (‪ )No3-‬و�أمونيا ( ‪ )NH3‬يمكن ان يمت�صها النبات ويحولها �إلى‬
‫حوام�ض امينية ثم بروتينات مختلفة �أو حوام�ض نووية داخل النبات‪ ،‬كما يمكن لأيونات النترات والأمونيا ان‬
‫تدخل في بنية البروتينات داخل ج�سم الحيوان الذي يتغذى على النباتات‪ .‬ويمكن ان تتحلل هذه المواد الع�ضوية‬
‫بعد موت الكائنات الحية‪ ،‬ويمكن لهذه المركبات النتروجينية �أي�ض ًا ان تتحلل �إلى يوريا ومنتجات اخراجية‬
‫�أخرى‪.‬‬
‫يتم تحلل المركبات النتروجينية في الطبيعة بطرائق عدة منها‪:‬‬

‫�أ ‪ -‬التحلل البكتيري والفطري الج�سام الكائنات الحية بعد موتها‪ ،‬وفي هذه الحالة يتم تثبيت النتروجين‬
‫الحيوي بو�ساطة بع�ض انواع الطحالب الخ�ضر المزرقة‪ ،‬وكذلك بع�ض انواع البكتريا مثل بكتريا الرايزوبيوم‬
‫(‪ )Rhizobium‬الموجودة في العقد الجذرية للنباتات البقولية‪ ،‬حيث تقوم بتثبيت النتروجين الجوي‬
‫وتحويله �إلى مركبات ي�ستطيع النبات اال�ستفادة منها‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ب‪-‬التثبيت الفيزيائي للمركبات النتروجينية‪ ،‬يتم عن طريق البرق والرعد حيث يعود النتروجين �إلى �صيغته‬
‫الجوية بت�أثير البكتريا النازعة للنتروجين خالل عملية نزع النتروجين (‪ )Denitrification‬التي ي�شارك‬
‫فيها اكثر من نوع من البكتريا‪ .‬لذا ف�أن االن�سياب الدوري للنتروجين خالل جميع اجزاء النظام البيئي كلها‬
‫يتطلب توازن ًا دقيق ًا لفعل �أنواع من البكتريا بحيث يحتفظ بالم�ستويات ال�صحيحة للمواد الغذائية الأولية‬
‫النباتية من دون افراط في تراكم منتجات التحلل كالأمونيا‪.‬‬
‫وهناك م�صدر �آخر للنتروجين هو الفعل البركاني‪ .‬ويمكن رفد الترب الزراعية بالمركبات النتروجينية عند‬
‫ا�ستعمال اال�سمدة النتروجينية‪ .‬ولذا ف�أن دورة النتروجين دورة معقدة وتكون في نف�س الوقت ثابتة‪ ،‬اذ‬
‫تمتاز في كل مرحلة من مراحلها بكونها م�سيطراً عليها احيائي ًا وال احيائي ًا ال�شكل (‪.)9-3‬‬
‫(‪ )N2‬الجوي‬
‫اكلة لحوم‬

‫اكلة ع�شب‬

‫طيور‬

‫نباتات‬
‫براز واحياء ميتة‬
‫ا�سماك‬ ‫بكتريا مثبتة‬
‫هائمات مع‬ ‫بكتريا محللة‬ ‫للـ (‪( )N2‬جذور النباتات)‬
‫مثبتات للـ (‪)N2‬‬
‫ابراز‬
‫بكتريا مثبتة‬
‫بكتريا مثبتة لالمونيا‬
‫للـ (‪( )N2‬التربة)‬
‫فقدان في التر�سبات العميقة‬
‫بكتريا مثبتة للـ (‪)N2‬‬
‫بكتريا نازعة‬
‫نترات التربة‬ ‫للـ (‪)N2‬‬

‫�شكل (‪ )9-3‬دورة النتروجين في الطبيعة‪ :‬تثبت بع�ض البكتريا النتروجين وتحول غاز النتروجين الموجود في الجو (‪)N2‬‬
‫�إلى �شكل ع�ضوي وامونيا يمكن ان ت�ستخدمها النباتات‪ .‬والنباتات ت�ستخدم النتروجين لتكوين الحوام�ض االمينية وحوام�ض‬
‫نووية‪ .‬وتمر هذه المواد الكيميائية الحياتية خالل ال�سل�سلة الغذائية‪ .‬ويعود النتروجين �إلى البيئة الإحيائية في البول والبراز �أو‬
‫من تحلل المواد الع�ضوية الميتة‪ .‬وتوجد انواع خا�صة من البكتريا تحول �أيون االمونيا �إلى نترات (ي�ستخدمها النبات)‪ ،‬وتتحول‬
‫النترات �إلى غاز النتروجين وتكتمل الدورة‪.‬‬

‫هل تعلم ؟‬
‫يتوفر النرتوجني يف الغالب للأحياء من خالل الن�شاط احليوي لها وقد ينتج هذا الغاز يف جذور‬
‫النباتات‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫دورة الف�سفور (‪)Phosphorus Cycle‬‬ ‫‪4‬‬
‫تعد دورة الف�سفور من الدورات الر�سوبية (‪ )Sedimentary Cycles‬حيث تنتقل المواد من الياب�سة �إلى‬
‫الماء ثم تعود �إلى الياب�سة مرة اخرى �شكل (‪. )10-3‬‬
‫ان المخزن اال�سا�س للف�سفور هو ال�صخور الفو�سفاتية في ق�شرة الأر�ض‪ ،‬ومن خالل عوامل التعرية ف�أن‬
‫الف�سفور ي�صل �إلى م�صادر المياه ومن ثم �إلى المحيطات‪ ،‬فيتر�سب في قعر المحيط ال�ضحل وقرب ال�سواحل‪.‬‬
‫والف�سفور من العنا�صر اال�سا�سية في جميع الكائنات الحية‪ ،‬وي�ؤدي دوراً مهم ًا في كل خطوة من خطوات‬
‫البناء الع�ضوي‪ ،‬فهو ي�شترك في تركيب االحما�ض النووية في الخلية (الدنا ‪ DNA‬والرنا ‪ )RNA‬كما يوجد‬
‫�ضمن تركيب المركبات الع�ضوية االخرى للخلية كالدهون المف�سفرة ومركبات الطاقة مثل ثالثي فو�سفات‬
‫االدينو�سين (‪ .)ATP‬وتقوم النباتات بامت�صا�صه على هيئة ف�سفور الع�ضوي والذي يكون اقل تواجداً في‬
‫الطبيعة من النتروجين الالع�ضوي‪ .‬وان الخزين اال�سا�س للف�سفور في الطبيعة وكما ذكرنا �سابق ًا هو ال�صخور‬
‫الفو�سفاتية‪ ،‬ف�ض ًال عن بقايا براز الطيور وف�ضالت اال�سماك وتر�سبات الحيوانات المتحجرة‪.‬‬

‫حيوانات ار�ضية‬
‫نباتات‬ ‫براز‬
‫بول‬
‫فو�سفات ذائبة‬ ‫فطريات‬
‫في التربة‬ ‫وبكتريا محللة‬
‫بزل‬
‫بكتريا وفطريات محللة‬ ‫�صخور ومعادن‬
‫فو�سفات‬
‫ذائبة في الماء‬

‫حيوانات مائية‬
‫براز‬
‫نباتات وطحالب‬
‫تر�سبات‬

‫ت�سرب في عمق التربة‬

‫�شكل (‪ )10-3‬دورة الف�سفور في الطبيعة‪ .‬ي�أتي الف�سفور من ال�صخور‪ ،‬وت�ؤخذ الفو�سفات الذائبة من قبل النباتات وفي الغالب‬
‫بم�ساعدة نوع من الفطريات ومن ثم تمر �إلى ال�سال�سل الغذائية‪ .‬وتقوم المحلالت باعادة الف�سفور �إلى البيئة الإحيائية‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫يتحول الف�سفور �إلى فو�سفات ذائبة مثل فو�سفات الكال�سيوم بفعـل بكتريا الفو�سفـــات (الف�سفتة)‬
‫(‪ .)Phosphotizing Bacteria‬تقوم النباتات بامت�صا�ص الفو�سفات الذائبة وا�ستخدامها في بناء‬
‫المركبات الع�ضوية المختلفة‪ ،‬كما تقوم الحيوانات بدورها بالتغذي على النباتات ومن ثم تنتقل المركبات‬
‫الع�ضوية �إلى بنية الحيوانات التي يكون الف�سفور جزءاً منها‪ ،‬وعند موت الحيوانات والنباتات تتحول هذه‬
‫المركبات الع�ضوية بفعل البكتريا �إلى تر�سبات مثل التر�سبات العظمية �شكل (‪.)10-3‬‬

‫ان�سياب الطاقة ‪Energy Flow‬‬ ‫‪5-3‬‬

‫تعد ال�شم�س الم�صدر اال�سا�س للطاقة الالزمة للحياة على الكرة الأر�ضية‪ ،‬ويقدر العلماء ان جزءاً ي�سيراً من‬
‫الطاقة ال�شم�سية ي�صل �إلى الأر�ض حيث اليتجاوز ‪ %0.15‬من الطاقة ال�شم�سية‪ ،‬ومعظم الطاقة ال�شم�سية يعود‬
‫�إلى الف�ضاء‪.‬‬
‫تقوم النباتات الخ�ضر باقتنا�ص بع�ض الطاقة ال�ضوئية ال�ساقطة على �سطح الأر�ض من خالل ا�ستقطابها من‬
‫قبل ال�صبغات المختلفة مثل الكلوروفيل (اليخ�ضور) (‪ )Chlorophylls‬وال�صبغات الم�ساعدة �أو الكاروتينات‬
‫(‪ )Carotenoids‬ويتم عندئ ٍذ تحويل هذه الطاقة ال�ضوئية الم�ستقطبة �إلى طاقة كيميائية‪ .‬وهذه الطاقة ت�ستغل‬
‫في عملية تثبيت ثنائي �أوك�سيد الكاربون �إلى مركبات ع�ضوية (�سكريات) بعملية البناء ال�ضوئي‪ ،‬وبذلك يتم‬
‫خزن الطاقة بالروابط الكيميائية الموجودة في ال�سكريات‪ .‬وتعتمد جميع ا�شكال الحياة في الكرة االر�ضية على‬
‫هذه الطاقة المخزونة في المادة الع�ضوية الناتجة من عملية البناء ال�ضوئي‪ ،‬ولذلك ف�أن لهذه العملية �أهمية‬
‫كبيرة لي�س للنباتات فح�سب وانما للكائنات الحية جميعها �شكل (‪.)11-3‬‬

‫�شكل (‪ .)11-3‬عملية البناء ال�ضوئي في النبات‬

‫‪41‬‬
‫تعد النباتات وبع�ض انواع البكتريا من الكائنات المنتجة (ذاتية التغذية) حيث تقوم بعملية البناء ال�ضوئي‬
‫وت�صنع غذائها بنف�سها‪ ،‬في حين تعد الكائنات االخرى وهي الحيوانات والفطريات ومعظم الطالئعيات من‬
‫الكائنات الم�ستهلكة (غير ذاتية التغذية)‪ .‬فالكائنات المنتجة تح�صل على الطاقة من ال�شم�س مبا�شرة ثم تمد‬
‫الكائنات االخرى بالطاقة ب�شكل مبا�شر �أو غير مبا�شر �شكل (‪.)12-3‬‬
‫االنتاجية الأولية تمثل مجموع الطاقة المتحولة �إلى مركبات ع�ضوية في م�ساحة محدودة في وحدة زمنية‬
‫‪ .‬اما �صافي االنتاجية في النظام البيئي فهو‪ ،‬مجموع الطاقة المثبتة في وحدة الزمن مطروح منه الطاقة‬
‫الم�ستعملة في الفعاليات الحيوية التي تجري في النظام البيئي بو�ساطة االحياء‪.‬‬
‫تتفاوت االنتاجية الأولية بح�سب المناطق ووجود النباتات‪ ،‬ففي الغابات اال�ستوائية وارا�ضي الم�ستنقعات‬
‫تتـراوح بين ‪ 3000-1500‬غم‪ /‬م‪� / 2‬سنة‪ ،‬في حين تكون اقل من ذلك في ال�صحاري الجافة وتقدر بنحـو‬
‫‪ 200‬غم‪ /‬م‪� / 2‬سنة‪.‬‬

‫�شكل (‪ .)12-3‬ان�سياب الطاقة (للحفظ)‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫نشاط‬

‫‪�1 .1‬شاهد افالم ًا علمية عن دورات العنا�صر في الطبيعة‪.‬‬


‫‪2 .2‬اكتب تقريراً عن االهرام البيئية ‪.‬‬
‫‪3 .3‬يقوم طلبة ال�صف برحلة �إلى منطقة زراعية للتعرف على الم�ستويات االغتذائية للكائنات الحية‬
‫في المنطقة‪ .‬ويحاول كل طالب اقتراح �سل�سلة غذائية بين االنواع التي امكنه م�شاهدتها في‬
‫المزرعة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫أسئلة الفصل الثالث‬

‫�س‪ /1‬عرف ما ي�أتي‪:‬‬


‫أ� ) ال�سل�سة الغذائية‪.‬‬
‫ب) اهرام الطاقة‪.‬‬
‫جـ) ان�سياب الطاقة‪.‬‬
‫�س‪ /2‬ما هو مفهوم الم�ستويات االغتذائية ؟‬

‫�س‪ /3‬ماهي م�صادر المركبات النتروجينية في التربة ؟‬

‫�س‪ /4‬قارن بين ال�سل�سلة الغذائية وال�شبكة الغذائية‪.‬‬

‫�س‪ /5‬ار�سم مخطط ًا لدورة الماء في الطبيعة‪.‬‬

‫�س‪ /6‬اقترح �سل�سلة غذائية مائية واخرى برية ذات �صلة بالمحيط البيئي الذي تعي�ش فيه‪.‬‬

‫�س‪ /7‬اكتب م�صطلح ًا للمفاهيم الآتية‪:‬‬


‫‪ .1‬ت�سمى ‪ ..............‬حاالت التداخل والترابط بين ال�سال�سل الغذائية‪ ،‬وتكون معقدة كتعقيد ال�سال�سل الغذائية ‪.‬‬
‫‪ .2‬ي�سمى ‪ ................‬ما يجري داخل النظام البيئي من تفاعالت وعالقات بين الم�ستويات االغتذائية على ا�سا�س‬
‫اوزانها �أو القيمة الحرارية في داخلها ‪.‬‬
‫‪ .3‬ي�سمى عملية ‪ ................‬تحول الف�سفور �إلى فو�سفات ذائبة بفعل بكتريا الفو�سفات ‪.‬‬
‫‪ .4‬تمثل ‪ .............‬مجموع الطاقة المتحولة الي مركبات ع�ضوية في م�ساحة محدودة و�ضمن وحدة زمنية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫‪4‬‬
‫المواطن البيئية‬
‫والمناطق االحيائية‬

‫محتويات الفصل‬

‫‪ 1-4‬المناطق والمواطن االحيائية‪.‬‬

‫‪ 1-1-4‬المناطق االحيائية المائية‪.‬‬

‫‪ 2-1-4‬المناطق االحيائية البرية‪.‬‬

‫نشاط‬

‫أسئلة الفصل‬
‫النواتج التعليمية‬
‫بعد االنتهاء من دراسة هذا الفصل‬
‫يكون الطالب قادر ًا على أن‪:‬‬

‫يعرف المناطق االحيائية‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫يو�ضح المناطق االحيائية المائية‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫ي�شرح المفاهيم الخا�صة ببيئة المياه العذبة‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫يقارن بين بيئة المياه العذبة والبيئة البحرية‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫يو�ضح مناطق البيئة البحرية‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫يو�ضح المناطق االحيائية البرية‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫ي�شرح ال�سمات المميزة لبيئة ال�صحاري‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫يقارن بين بيئة ال�صحاري والتندرا‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫يبين البيئات المختلفة لمنطقة الغابات‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫يعرف ال�سهوب (ال�سفانا) ويقدم فكرة عن التنوع االحيائي فيها‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪46‬‬
‫المناطق والمواطن االحيائية‬ ‫‪1-4‬‬

‫يمكن تعريف المنطقة االحيائية ب�أنها تلك المنطقة من �سطح الكرة االر�ضية التي لها مجتمعات �إحيائية‬
‫محددة وتكون خا�ضعة لظروف بيئية مت�شابهة‪ .‬وتت�أثر االحياء في كل منطقة بدرجات متفاوتة بالعوامل‬
‫البيئية‪ ،‬فالنباتات تت�أثر ب�صورة مبا�شرة بهذه العوامل‪ ،‬بينما تكون الحيوانات اقل ت�أثراً بها وذلك لقدرتها على‬
‫االنتقال وبالتالي االبتعاد عن ت�أثيرات العوامل المختلفة‪.‬‬
‫يمكن تق�سيم المناطق االحيائية �إلى منطقتين رئي�سيتين هما ‪:‬‬

‫‪ .1‬المناطق االحيائية المائية (‪.)Aquatic Biomes‬‬


‫‪ .2‬المناطق االحيائية البرية(‪.)Terrestrial Biomes‬‬

‫المناطق االحيائية المائية‬ ‫‪1-1-4‬‬

‫ت�شغل المياه مايزيد عن ‪ %70‬من م�ساحة الكرة االر�ضية تقريباً‪ ،‬وبالتالي فهي ت�شكل اكبر النظم البيئية‪.‬‬
‫ومعظم المياه تكون مالحة ممثلة بمياه البحار (‪ )Seas‬والمحيطات (‪ )Oceans‬حيث ت�شكل ما مجموعه‬
‫‪ %97‬من م�ساحة المياه في الكرة االر�ضية‪ ،‬وما تبقى مياه عذبة متمثلة بالبحيرات (‪ )Lakes‬والأنهار‬
‫(‪ )Rivers‬والجداول والم�صبات (‪ )Estuaries‬واالخيرة تمثل مواقع ات�صال بين المياه العذبة والمياه‬
‫المالحة كما هو الحال في م�صبات العديد من انهار العالم التي تربط الأنهار بالبحار مثل م�صب �شط العرب‬
‫في الخليج العربي وم�صب نهر النيل في البحر المتو�سط‪.‬‬
‫ان الم�سطحات المائية المذكورة في اعاله لها �صفات وخوا�ص فيزيائية وكيميائية متباينة بال�شكل الذي‬
‫ي�ؤثر على تواجد االحياء المائية المختلفة فيها‪.‬‬

‫ال توجد في الطبيعة مياه نقية ‪ %100‬في �أي موقع في الكرة االر�ضية‪ ،‬وان وجدت في موقع‬
‫ما مثل هذه المياه فال يمكن ان تكون فيها حياة‪.‬‬

‫يمكن تق�سيم المناطق االحيائية المائية �إلى ثالثة �أنظمة بيئية �أ�سا�سية ‪:‬‬

‫�أو ًال ‪ -‬بيئة المياه العذبة (‪.)Freshwater Environment‬‬


‫ثاني ًا ‪ -‬بيئة مياه م�صبات الأنهار (‪.)Estuaries Environment‬‬
‫ثالث ًا ‪ -‬بيئة المياه البحرية (‪.)Marine Environment‬‬

‫‪47‬‬
‫بيئة المياه العذبة‬ ‫�أو ًال‬

‫تتمثل المناطق االحيائية للمياه العذبة ب�صورة ا�سا�سية بالينابيع (‪ )Springs‬والجداول (‪)Streams‬‬
‫والأنهار (‪ )Rivers‬والبرك (‪ )Ponds‬والبحيرات (‪ )Lakes‬واالهوار (‪ .)Marshes‬وتكون المياه عذبة‬
‫عندما تكون ن�سبة الملوحة فيها قليلة بحيث ال تزيد عن ‪ 0.5‬جزء بالألف‪ .‬والمياه العذبة اما ان تكون �ساكنة‬
‫كما هو الحال في البحيرات �أو جارية كما في الأنهار والينابيع والجداول‪.‬‬

‫البحيرات (‪)Lakes‬‬ ‫‪1‬‬

‫ت�ضم البحيرات الجزء الأعظم من المياه العذبة ال�سطحية وهي تغطي ‪ %1.8‬من �سطح الكرة االر�ضية‪.‬‬
‫ويمكن تمييز ثالث مناطق احيائية في �أي بحيرة �شكل (‪ )1-4‬وهي كالآتي‪:‬‬

‫أ� ‪ -‬المنطقة ال�ساحلية (‪:)Littoral Zone‬‬

‫منطقة �ضحلة قريبة من الياب�سة وذات عمق محدود بحيث ي�صل ال�ضوء �إلى القاع‪ .‬تعي�ش في هذه المنطقة‬
‫الهائمات النباتية (‪ )Phytoplanktons‬ب�شكل كثيف ب�سبب توافر ال�ضوء‪ .‬كما توجد الهائمات الحيوانية‬
‫(‪ )Zooplanktons‬وبع�ض الحيوانات ال�سابحة (‪ )Nektons‬التي تتغذى على الهائمات‪ .‬وتوجد في هذه‬
‫المنطقة نباتات طافية �أو مغمورة مثل الق�صب والبردي ف�ض ًال عن انواع الح�شرات وب�شكل خا�ص الخناف�س‬
‫الغوا�صة ون�صفية االجنحة وانواع من الرخويات وال�ضفادع والطيور المائية وغير ذلك‪.‬‬

‫ب‪ -‬المنطقة االحيائية الو�سطى (‪:)Limnetic Zone‬‬

‫كاف ولذلك تزدهر‬


‫تقع هذه المنطقة و�سط البحيرة بعيدة عن ال�ساحل وي�صل ال�ضوء �إلى هذه المنطقة ب�شكل ٍ‬
‫فيها الحياة حيث توجد فيها الهائمات النباتية والحيوانية واالحياء المائية التي تتغذى عليها مثل اال�سماك‬
‫وال�سالحف والطيور المائية وغير ذلك‪.‬‬

‫جـ‪ -‬المنطقة العميقة (‪:)Profundal Zone‬‬

‫ت�أخذ هذه المنطقة موقع ًا في عمق البحيرة وال ي�صل ال�ضوء اليها‪ .‬لذا ال تتواجد فيها االحياء المنتجة في‬
‫حين توجد فيها احياء مائية م�ستهلكة متنوعة وكذلك احياء محللة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫�شكل (‪ )1-4‬المناطق االحيائية في البحيرة‪.‬‬

‫ت�صنف البحيرات اعتماداً على انتاجيتها (‪ )Productivity‬والمحتوى الع�ضوي فيها �إلى ثالثة انواع هي‪:‬‬

‫أ� ‪ -‬البحيرات قليلة التغذية (‪:)Oligotrophic Lakes‬‬

‫تكون البحيرات من هذا النوع ذات مياه رائقة لونها ازرق‪ ،‬وعميقة جداً وذات انتاجية واطئة وفقيرة بالمواد‬
‫الع�ضوية‪ ،‬وتكون ذات تهوية جيدة والنباتات فيها قليلة‪ ،‬اما الحيوانات القاعية فتكون كثير ًة كم ًا ونوع ًا �شكل‬
‫(‪.)2-4‬‬

‫ب‪ -‬البحيرات غنية التغذية (‪:)Eutrophic Lakes‬‬

‫تكون البحيرات �ضحلة ن�سبي ًا وذات انتاجية عالية‪ ،‬والمادة الع�ضوية في القاع موجودة بكميات كبيرة‪،‬‬
‫وتحوي البحيرات من هذا النوع تراكيز عالية من النتروجين والف�سفور والكال�سيوم‪ ،‬وتوجد النباتات فيها‬
‫بكثرة‪ ،‬وكذلك تكثر فيها بع�ض االنواع الحيوانية �شكل (‪.)2-4‬‬

‫‪49‬‬
‫(ب)‬ ‫( �أ )‬

‫�شكل (‪�( . )2-4‬أ ) بحيرة فقيرة التغذية يت�ضح فيها درجة عالية من نقاوة الماء ‪( ،‬ب) بحيرة غنية التغذية‬
‫تزدهر فيها النباتات المائية ‪.‬‬

‫جـ‪ -‬البحيرات ع�سرة التغذية (‪:)Dystrophic Lakes‬‬


‫تكون البحيرات من هذا النوع �ضحلة‪ ،‬ومياهها تبدو بنية �أو داكنة لكثرة وجود المادة الع�ضوية في القاع‪.‬‬
‫ويوجد فيها النتروجين والف�سفور والكال�سيوم بكميات قليلة جداً‪ .‬وتكون هذه البحيرات قليلة التهوية بدرجة‬
‫ت�صل ن�سبة الأوك�سجين الذائب في اعماقها احيان ًا �إلى ال�صفر‪ .‬وتكون االحياء في مثل هذا النوع من البحيرات‬
‫قليلة حيث تكون الهائمات النباتية والحيوانية والنباتات الوعائية عادة قليلة كم ًا ونوع ًا وكذا هو الحال‬
‫بالن�سبة لحيوانات القاع واال�سماك‪ ،‬وعادة تتحول هذه البحيرات �إلى م�ستنقعات بمرور الزمن‪.‬‬

‫الأنهار والجداول والينابيع (‪)Rivers , Streams and Springs‬‬ ‫‪2‬‬

‫يطلق عليها بالمياه الجارية وهي ال ت�شكل �سوى ن�سبة قليلة (ما يقرب من ‪)%0.3‬من �سطح الكرة االر�ضية‪.‬‬
‫وجميع هذه المياه تتخذ طريقها �إلى البحار فت�ضيف لها وب�صورة م�ستمرة عنا�صر وامالح ومواد ع�ضوية مما‬
‫يزيد من خ�صوبتها وخ�صو�ص ًا عند م�صبات الأنهار (‪ )Estuaries‬اذ يمتزج الماء العذب مع الماء المالح‪.‬‬
‫تكون المياه الجارية (الأنهار والجداول والينابيع) اقل عمق ًا من المياه ال�ساكنة في الغالب‪ ،‬وتكون حركة‬
‫المياه فيها م�ستمرة باتجاه واحد وتتميز بكون تهويتها جيدة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫بيئة مياه م�صبات الأنهار (‪)Estuaries Environment‬‬ ‫ثاني ًا‬

‫تمثل م�صبات الأنهار الأجزاء النهائية من الأنهار حيث يختلط فيها الماء العذب القادم من الياب�سة مع ماء‬
‫البحر بال�شكل الذي يغير من طبيعة المياه لت�صبح و�سط ًا بين المياه العذبة والمياه البحرية‪.‬‬
‫تعي�ش في مياه الم�صبات احياء قادرة على تحمل ظروف الملوحة المتغيرة ب�صورة م�ستمرة نتيجة لظروف المد‬
‫والجزر‪ ،‬ومن االمثلة على االحياء المتواجدة في مياه الم�صبات انواع من الطحالب الخ�ضر وانواع مختلفة من‬
‫الق�شريات واال�سماك �شكل (‪.)3-4‬‬

‫�شكل (‪ )3-4‬مياه م�صبات الأنهار‪ ،‬حيث تت�ضح تفرعات النهر الرئي�سي وم�صب النهر في البحر الذي يظهر في اعلى ال�صورة‪.‬‬

‫بيئة المياه البحرية‬ ‫ثالث ًا‬

‫تمثل المناطق االحيائية للمياه البحرية ك ًال من البحار والمحيطات‪ .‬وتعد هذه المناطق من اقدم واو�سع‬
‫النظم البيئية على الكرة االر�ضية فهي تغطي ما يزيد عن ‪ %70‬من �سطح الكرة االر�ضية‪ .‬تحوي بيئة المياه‬
‫البحرية مجتمعات احيائية متنوعة ب�شكل كبير كم ًا ونوعاً‪ .‬وتحوي المياه البحرية ب�شكل عام على ‪ 35‬جزء‬
‫بالألف من الإمالح‪ .‬وي�شكل ملح الطعام (كلوريد ال�صوديوم) الجزء الأعظم منها‪.‬‬
‫تعد مياه البحار والمحيطات عميقة‪ ،‬وي�صل اكبر عمق لها �إلى اكثر من ‪10‬كيلو مترات‪ .‬وتت�صف البيئات‬
‫البحرية بكونها بيئات مت�صلة الواحدة باالخرى ولي�ست منف�صلة كما هو الحال في بيئة المياه العذبة‪ ،‬وتكون‬
‫تراكيز المواد المغذية الذائبة واطئة بال�شكل الذي يجعلها من العوامل المحددة لنمو االحياء‪.‬‬
‫تبتدئ ال�سل�سلة الغذائية في البيئة البحرية بالهائمات النباتية التي تتمثل ب�شكل كبير بالطحالب كمنتجات‬
‫�أولية تعتمدها بقية االحياء المائية في غذائها ب�صورة مبا�شرة وغير مبا�شرة‪.‬‬
‫وتتمثل الحيوانات في البيئة البحرية بكم هائل ومتنوع من الحيوانات ممثلة ب�أمعائية الجوف واال�سفنجيات‬

‫‪51‬‬
‫و�شوكية الجلد والديدان الحلقية والق�شريات واال�سماك وغير ذلك من االحياء البحرية‪ ،‬ويعتمد توزيع هذه‬
‫االحياء على عدة عوامل لها اثرها في البيئة البحرية ولعل اهمها درجة الحرارة وال�ضوء والمواد المغذية وحركة‬
‫المد والجزر والتيارات واالمواج‪.‬‬
‫وكما هو الحال في بيئة البحيرات (المياه العذبة) تق�سم مناطق البيئة البحرية ب�صورة عامة �إلى ثالث‬
‫مناطق رئي�سة �شكل (‪ )4-4‬هي‪:‬‬

‫منطقة مد وجزر‬
‫منطقة تسمح بنفاذ ضوء محدود‬ ‫منطقة ساحلية‬

‫منطقة أعماقية‬

‫�شكل (‪ )4-4‬مناطق البيئة البحرية‬

‫أ� ‪ -‬المنطقة ال�ساحلية (‪:)Neritic Zone‬‬

‫تمثل المنطقة ال�ساحلية منطقة محدودة جداً اذا ما �أخذنا بنظر االعتبار الم�ساحة التي ت�شغلها البحار‬
‫والمحيطات‪،‬‬
‫و ت�شتمل على منطقة المد والجزر ال�ضحلة (‪ )Intertidal Zone‬ومنطقة الجرف القاري (‪Continental‬‬
‫‪ .)Shelf Zone‬وب�شكل عام تكون المنطقة ال�ساحلية اغنى مناطق البيئة البحرية بالن�سبة لعدد انواع االحياء‬
‫الموجودة فيها وانتاجيتها العالية‪ .‬تدعى منطقة المد والجزر بالمنطقة ال�ساحلية (‪ )Littoral‬وهي من اكثر‬
‫مناطق البيئة البحرية ت�أثراً بالعوامل البيئية‪ ،‬وتعي�ش في هذه المنطقة االحياء ذات التحمل العالي من تعاقب‬
‫الجفاف والرطوبة وعادة تتمثل ب�أحياء مت�أقلمة لمثل هذه الظروف‪ ،‬اما منطقة الجرف القاري فتمثل �شريط‬
‫عري�ض يمتد من نهاية منطقة المد والجزر ولغاية عمق ‪ 200 -100‬متر ‪.‬‬
‫توجد في المياه ال�ضحلة الجزر المرجـانية (ال�شعــاب المرجانية) (‪ )Coral Reefs‬التي تمثل نظام ًا بيئي ًا‬
‫‪52‬‬
‫عالي االنتاجية �شكل (‪ ،)5-4‬ومن المناطق التي ت�سود فيها الجزر المرجانية هي المناطق الجنوبية من المحيط‬
‫الهادي والمحيط الهندي والبحر الكاريبي‪.‬‬
‫تعي�ش في الجزر المرجانية �أو بالقرب منها انواع من الطحالب مثل الطحالب الحمر والتي يطلق عليها‬
‫بالطحالب المرجانية كما تزدهر �شقائق البحر (‪ )Sea Anemone‬واال�سفنج (‪ )Sponge‬ونجـم البحر‬
‫(‪ )Star Fish‬والروبيان (‪ )Shrimp‬وبع�ض اال�سماك المفتر�سة وبع�ض اال�سماك ال�سامة وغير ذلك‪.‬‬

‫�شكل (‪ )5-4‬ال�شعاب المرجانية‬

‫ب‪ -‬منطقة �أعالي البحار (‪:)Ocean Zone‬‬

‫تبد أ� منطقة �أعالي البحار بعد المنطقة ال�ساحلية وتمثل المنطقة ال�سطحية للبحار المفتوحة وتكون ذات‬
‫ا�ضاءة جيدة وب�شكل خا�ص المناطق العليا فيها‪ .‬وانتاجية هذه المنطقة تعد واطئة مقارنة بالمنطقة ال�ساحلية‬
‫�أو منطقة الم�صبات‪ ،‬لكن ات�ساع م�ساحة هذه المنطقة يجعل اجمالي االنتاج يزيد عن ‪ ٪50‬من الكتلة الحية في‬
‫البيئة المائية‪.‬‬
‫يعي�ش في هذه المنطقة الهائمات النباتية التي تمثل القاعدة اال�سا�سية لل�سال�سل الغذائية وتوجد فيها �أي�ض ًا‬
‫غذاء للحيوانات االخرى كاال�سماك والدالفين‬ ‫الهائمات الحيوانية التي تتغذى على الهائمات النباتية وتكون ً‬
‫مثالً‪ .‬كما يوجد في هذه المنطقة حيوانات اخرى مثل قناديل البحر وانواع الرخويات وغير ذلك‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫جـ‪ -‬المنطقة االعماقية (‪:)Abyssal Zone‬‬

‫تعد هذه المنطقة اعمق المناطق البحرية حيث تمتد من عمق ‪ 300‬متر �إلى القاع ولذلك ال ي�صلها ال�ضوء‪،‬‬
‫وهي تتميز بدرجات حرارة واطئة تتراوح بين ‪ 10-1‬درجات �سيليزية‪ .‬ويمكن �ضم منطقة البيئة القاعية‬
‫(‪� ) Benthic Zone‬إلى هذه المنطقة‪.‬‬
‫تتوافر في المنطقة االعماقية عدد من اماكن العي�ش وذلك لالختالف الكبير في طبيعة قاع البحار والمحيطات‬
‫مكان لآخر‪ ،‬ولذا ف�أن البيئة القاعية تت�ضمن تجمعات مختلفة ومتعددة من االحياء البحرية خالف ًا لما هو‬ ‫ٍ‬ ‫من‬
‫موجود في البيئة ال�سطحية‪ ،‬مثل اال�سماك القاعية وانواع من الفقريات القاع‪.‬‬
‫ال ت�ؤثر العوامل البيئية في البيئة القاعية على مكونات البيئة (يكون الت�أثير محدود جداً)‪ ،‬وعلى �سبيل‬
‫المثال ال توجد �أية �أهمية للتغيرات المو�سمية على عمق ‪ 500‬متر‪ ،‬وكلما ازداد العمق ازداد ثبات العوامل البيئية‪.‬‬

‫المناطق االحيائية البرية‬ ‫‪2-1-4‬‬

‫ان تحديد المناطق االحيائية البرية (الياب�سة) فيه الكثير من التعقيد لكثرة العوامل البيئية التي تتداخل مع‬
‫بع�ضها مثل طبيعة وتعرية التربة والحرارة والرياح والرطوبة وال�ضوء وغيرها‪ .‬وعلى �سبيل المثال ف�أن ال�ضوء‬
‫الذي ي�أتي من ا�شعة ال�شم�س يختلف باختالف مناطق بيئة الياب�سة‪ ،‬هذا ف�ض ًال عن التغيرات الف�صلية في طول‬
‫فترة اال�ضاءة‪ ،‬ونف�س الكالم يمكن ان يقال عن الحرارة وغيرها من العوامل البيئية‪.‬‬
‫تق�سم المناطق االحيائية البرية �إلى خم�س مناطق طبيعية رئي�سة وعلى النحو الآتي‪:‬‬

‫�أوالً ‪ -‬ال�صحاري (‪.)Deserts‬‬


‫ثانياً ‪ -‬ال�صحاري الباردة (التندرا) (‪.)Tundra‬‬
‫ثالثاً ‪ -‬الغابات (‪.)Forests‬‬
‫رابعاً ‪ -‬ال�سهوب (ال�سفانا) (‪.)Savanna‬‬
‫خام�ساً ‪ -‬المراعي (ارا�ضي الح�شائ�ش) (‪.)Grass Lands‬‬

‫‪54‬‬
‫ال�صحاري‬ ‫�أو ًال‬

‫ت�شغل ال�صحاري ‪ %18‬تقريب ًا من م�ساحة الياب�سة �شكل (‪ )6-4‬وهي تعد اكثر النظم البيئية جفافاً‪ ،‬ويعد‬
‫الماء فيها عام ًال محدداً للكائنات الحية وب�شكل خا�ص النباتات‪ .‬تت�صف ال�صحاري بانخفا�ض معدالت �سقوط‬
‫االمطار وقد ال يهطل المطر في ال�صحاري الأكثر جفاف ًا على مدى ع�شر �سنوات �أو اكثر‪ .‬ومثل هذه ال�صحاري‬
‫خالية من الكائنات الحية ب�صورة فعلية‪ .‬ولمعظم ال�صحاري بع�ض الموارد المائية المت�أتية من االمطار �أو‬
‫المياه الجوفية‪ ،‬وفي هذه الحالة تتنوع االحياء تبع ًا لهذه الموارد المائية كما هو الحال في ال�صحراء الجنوبية‬
‫الواقعة في منطقتي الزبير و�صفوان في العراق‪.‬‬

‫تتمثل النباتات ال�سائدة في ال�صحاري باالنواع الع�صارية ذات ال�سطوح ال�شمعية مثل ال�صبير الذي يمكنه‬
‫االحتفاظ بالماء لفترة طويلة‪ .‬ومعظم النباتات ال�صحراوية حولية اذ يق�ضي النبات الف�صول الحارة والجافة‬
‫على هيئة بذور تقاوم الجفاف‪ .‬وعند ت�ساقط المطر يجري االنبات وينمو النبات ب�سرعة وتتكون الإزهار والبذور‪.‬‬
‫وقد توجد نباتات معمرة‪ ،‬تكون عادة ذات جذور عميقة في التربة لت�صل �إلى المياه الجوفية‪ ،‬ولها تكيفات‬
‫تحميها من الجفاف‪ ،‬فتكون �أوراقها �أبرية والثغور مغطاة ب�شعيرات ب�شرية للتقليل من عملية النتح‪ .‬ومثالها‬
‫نبات العاقول وال�شوك‪ .‬وهذه النباتات منت�شرة في �صحراء جنوب العراق وغربه‪.‬‬

‫توجد الحيوانات في ال�صحاري اينما وجدت النباتات كونها تعتمد في غذائها على النباتات‪ ،‬وت�سود مجتمع‬
‫حيوانات ال�صحراء االنواع القليلة من القوار�ض والزواحف والجمال والح�شرات والعناكب والعقارب وغيرها‪.‬‬
‫وتتوقى الحيوانات ال�صحراوية درجات الحرارة العالية باالختباء تحت �سطح الأر�ض خالل النهار‪ ،‬والتجوال‬
‫خالل الليل‪ .‬وتمتلك حيوانات ال�صحراء تكيفات ا�ستثنائية للحفاظ على الماء فمث ًال ال تحتاج القوار�ض �إلى الماء‬
‫لت�شربه بل تح�صل عليه من فعالياتها الحيوية عن طريق تحليل الكاربوهيدرات �إلى ثنائي �أوك�سيد الكاربون‬
‫والماء وعادة يكون بولها مركزاً‪ ،‬وتلج أ� بع�ض الحيوانات مثل ال�سنجاب االر�ضي �إلى ال�سبات ال�صيفي‪ ،‬بينما‬
‫تمتلك الح�شرات والعناكب اغطية �شمعية تقلل من كمية الماء المفقود‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫�شكل (‪ )6-4‬ال�صحاري وتوزيعها في العالم حيث تتوزع ب�شكل رئي�سي �شمال خط الأ�ستواء وب�شكل �أقل جنوب‬
‫خط اال�ستواء‪.‬‬

‫ال�صحاري الباردة (التندرا)‬ ‫ثاني ًا‬

‫ت�شكل هذه ال�صحاري حوالي ‪ %20-10‬من م�ساحة الياب�سة وتتركز في الن�صف ال�شمالي للكرة االر�ضية‪.‬‬
‫وتمتاز هذه المنطقة بق�ساوة الظروف المناخية حيث تنخف�ض درجات الحرارة �إلى معدالت ت�صل �إلى (‪)40 -‬‬
‫درجة �سيليزية تقريباً‪ ،‬والتربة في منطقة التندرا فقيرة وغالب ًا ما يكون �سمك التربة الذائبة قلي ًال ونادراً ما‬
‫يزيد عن ‪� 30‬سنتيمتر �شكل (‪.)7-4‬‬

‫ال�شكل (‪ )7-4‬التندرا وتوزيعها في الن�صف ال�شمالي من الكرة الأر�ضية‬

‫‪56‬‬
‫تتواجد في هذه المنطقة بع�ض النباتات كاال�شنات‬
‫والح�شائ�ش ونباتات ال�صف�صاف القزمة التي ال ترتفع �إلى‬
‫اكثر من‪� 7‬سنتيمتر‪ ،‬وقد توجد بع�ض ال�شجيرات التي ي�صل‬
‫ارتفاعها �إلى ما يقرب من المتر‪.‬‬
‫اما حيوانات المنطقة ف�أنها ت�شمل الأيل وغزال‬
‫الرنة وثور الم�سك و�آكالت لحوم مثل الذئاب (‪)Wolves‬‬
‫والثعالب (‪ )Foxes‬وبع�ض القوار�ض التي ت�شكل غذاءاً‬
‫لآكالت اللحوم �سابقة الذكر وفي ف�صل ال�صيف تتواجد في‬
‫التندرا بع�ض الطيور المهاجرة مثل البط والوز‪ .‬كما يوجد‬
‫البطريق وحيوانات الفقمة (‪.)Seal‬‬

‫بع�ض �أنواع حيوانات �صحاري التندرا‬

‫الغابات‬ ‫ثالث ًا‬

‫ت�شكل الغابات ثلث م�ساحة الياب�سة في الكرة االر�ضية تقريباًويتباين توزيعها ونوعيتها وفق الظروف‬
‫المناخية ونوعية التربة‪ .‬وتعد الغابات م�صدات طبيعية جيدة للرياح ف�ض ًال عن دورها في تقليل الفروقات بين‬
‫مديات درجات الحرارة‪ .‬وتربة الغابات غنية بالمادة الع�ضوية الناتجة من الت�ساقط الم�ستمر لأوراق الأ�شجار‪،‬‬
‫وتق�سم منطقة الغابات ثانوي ًا �إلى‪:‬‬

‫‪57‬‬
‫منطقة الغابات اال�ستوائية المطرية (‪)Tropical Rain Forests‬‬ ‫‪1‬‬

‫تمتاز هذه المنطقة بكون معدل �سقوط الأمطار فيها عالياً‪ ،‬وقد يتجاوز ‪ 4000‬مليمتر وبمديات تتراوح بين‬
‫‪ 4500 - 1500‬مليمتر طيلة ال�سنة وبالتالي �أرتفاع ن�سبة الرطوبة حيث يكون مداها بين ‪ ، % 80-75‬وال‬
‫يقل معدل درجة الحرارة عن ‪ 20‬درجة �سيليزية‪.‬‬
‫كبير من الكائنات الحية ممث ًال بالعديد من �أنواع الأ�شجار‬
‫ٌ‬ ‫تنوع‬
‫ٌ‬ ‫يوجد في منطقة الغابات اال�ستوائية‬
‫والح�شرات والبرمائيات والزواحف والطيور واللبائن �شكل (‪�-8-4‬أ ) و (‪-8-4‬ب)‪.‬‬

‫�شكل (‪� - 8-4‬أ) الغابات اال�ستوائية المطرية ويت�ضح فيها كثافة التواجد النباتي‪.‬‬

‫�شكل (‪ - 8-4‬ب) بع�ض �أنواع الكائنات التي تعي�ش في الغابات اال�ستوائية المطرية‬

‫‪58‬‬
‫منطقة ال�شجيرات البلوطية دائمة الخ�ضرة‬ ‫‪2‬‬

‫تمتاز هذه المنطقة ب�سقوط االمطار في ف�صل ال�شتاء وبمعدالت معتدلة كما ان درجات الحرارة هي االخرى‬
‫معتدلة وتتراوح بين (‪ )18-5‬درجة �سيليزية‪ .‬وهذه المنطقة ممثلة في حو�ض البحر المتو�سط وجنوب ا�ستراليا‪.‬‬
‫يوجد في هذه المنطقة نباتات ا�شجار دائمة الخ�ضرة‪ .‬ومن اهم حيوانات هذه المنطقة الح�شرات والزواحف‬
‫والطيور وغيرها‪.‬‬

‫منطقة الغابات ال�شمالية (التيجة ‪)Taiga‬‬ ‫‪3‬‬

‫قا�س بارد جاف وتت�ساقط‬


‫تتوزع في مناطق وا�سعة من ا�سيا وامريكا ال�شمالية و�شمال �أوربا‪ ،‬وتتميز ب�شتا ٍء ٍ‬
‫الثلوج فيها خالل ف�صل ال�شتاء ويكون ال�صيف فيها ق�صيراً وممطراً‪.‬‬

‫( �أ )‬

‫تتواجد في هذه المنطقة ا�شجار دائمة‬


‫الخ�ضرة وت�سود فيها �أنواع ال�صنوبريات‬
‫وح�شائ�ش واع�شاب متكيفة للبرودة‪ .‬اما‬
‫الحيوانات فمتنوعة وت�سود فيها اللبائن‬
‫مثل الدببة والذئاب �شكل (‪ )9-4‬والأرانب‬
‫وال�سناجب والثعالب وااليل وغزالن الرنة‬
‫(ب)‬
‫والقند�س ف�ض ًال عن تواجد طيور كبيرة الحجم‪.‬‬

‫�شكل (‪�( )9-4‬أ) منظر للغابات ال�شمالية‪.‬‬


‫(ب) الذئب �أحد حيوانات الغابات ال�شمالية‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫منطقة الغابات النف�ضية المعتدلة‬ ‫‪4‬‬

‫تكثر مناطق الغابات النف�ضية في الن�صف ال�شمالي للكرة االر�ضية �أكثر مما في الن�صف الجنوبي‪ .‬وتمتاز‬
‫بمناخ دافئ ن�سبي ًا في ال�صيف وبارد في ال�شتاء ومعدالت �سقوط مطر جيدة ن�سبياً‪.‬‬
‫تتواجد في هذه المنطقة اال�شجار النف�ضية مثل ا�شجار الزان والبلوط والك�ستناء‪ .‬اما بالن�سبة للحيوانات‬
‫فتوجد في منطقة الغابات النف�ضية الح�شرات ممثلة ب�شكل رئي�سي بالنمل والخناف�س‪ ،‬كما توجد العناكب والقواقع‪،‬‬
‫ف�ض ًال عن حيوانات اخرى مثل الزواحف وب�شكل خا�ص االفاعي والعظايا‪ ،‬وتوجد �أي�ض ًا اللبائن ممثلة بالفئران‬
‫وال�سناجب والثعالب والغزالن وانواع من الطيور مثل البوم والغراب ونقار الخ�شب وغيرها �شكل (‪.)10-4‬‬

‫ال�شكل (‪ )10-4‬منطقة الغابات النف�ضية المعتدلة وبع�ض الكائنات الحية التي تعي�ش فيها‬

‫‪60‬‬
‫ال�سهوب (ال�سفانا)‬ ‫رابع ًا‬

‫تمثل ال�سفانا منطقة بيئية انتقالية بين الغابات دائمة الخ�ضرة اال�ستوائية الممطرة وارا�ضي المراعي‪.‬‬
‫تمتاز هذه المنطقة البيئية ب�أن امطارها مو�سمية وبمعدالت قليلة (‪� 125-75‬سم) في المو�سم حيث يكون‬
‫مو�سم الجفاف فيها طويالً‪ ،‬وتتباين درجات الحرارة في هذه المنطقة خالل ف�صول ال�سنة المختلفة �شكل (‪.)11-4‬‬
‫توجد في ال�سفانا ا�شجار نف�ضية تت�ساقط �أوراقها في ف�صل الجفاف وفي الغالب ال يزيد ارتفاعها عن ‪10‬‬
‫امتار وتتخلل هذه اال�شجار ح�شائ�ش قد ي�صل ارتفاعها مترين وفي الغالب تكون معمرة‪ ،‬كما توجد في هذه‬
‫المنطقة �أي�ض ًا انواع من النباتات الب�صلية‪.‬‬
‫اما الحيوانات ف�أهمها الفيلة والجامو�س والخنزير الوح�شي والزرافات والوعل والأ�سود والنمور ف�ض ًال عن‬
‫الن�سور �شكل (‪.)12-4‬‬

‫�شكل (‪ )11-4‬ال�سفانا‪ ،‬وتوزيعها في قارات العالم وتظهر الفيلة التي تمثل �أحد �أهم الأحياء فيها‬

‫�شكل (‪ )12-4‬بع�ض حيوانات منطقة ال�سهوب (ال�سفانا)‬

‫‪61‬‬
‫المراعي (ارا�ضي الح�شائ�ش)‬ ‫خام�س ًا‬

‫تتمثل ارا�ضي الح�شائ�ش بمنطقة احيائية مفتوحة تقع في المنطقة المعتدلة ال�شمالية‪ ،‬كما توجد بم�ساحات‬
‫ا�صغر ن�سبي ًا في المنطقة المعتدلة الجنوبية‪.‬‬
‫تمتاز هذه المنطقة بمعدل �سقوط امطار قليلة ن�سبي ًا بالمقارنة مع معظم مناطق الغابات وتتركز االمطار‬
‫في ف�صل ال�صيف‪.‬‬
‫ت�سود في هذه المنطقة الح�شائ�ش التي يزيد ارتفاعها عن المتر‪ ،‬وتكون تربتها �صالحة لزراعة القمح والذرة‬
‫وغيرها من الحبوب‪ .‬كما تكثر فيها انواع من النباتات الزهرية ال�سيما زهرة النجمة و�شقائق النعمان‪ .‬اما‬
‫الحيوانات في منطقة المراعي فتكون متنوعة وتكثر فيها الثدييات ممثلة بالقوار�ض وال�سناجب والثعالب‬
‫والظلفيات‪ ،‬وكذلك تالحظ فيها الطيور وب�شكل خا�ص الع�صافير ب�أنواعها المختلفة ودجاج المروج‪ ،‬كما تتواجد‬
‫الح�شرات خ�صو�ص ًا الجراد �شكل (‪.)13-4‬‬

‫�شكل (‪ )13-4‬منطقة المراعي وبع�ض الأحياء فيها‬

‫‪62‬‬
‫نشاط‬
‫قم بزيارة لب�ستان واخرى لمنطقة �صحراوية قريبة من المدينة التي ت�سكنها ودون في كل‬
‫زيارة المالحظات الآتية‪:‬‬
‫‪ .1‬طبيعة العوامل البيئية (درجات الحرارة ‪ ،‬الرطوبة)‪.‬‬
‫‪� .2‬سجل مالحظات عن التنوع االحيائي للمنطقة التي قمت بزيارتها (�سجل ما امكنك‬
‫م�شاهدته من انواع نباتية وحيوانية)‪.‬‬
‫‪ .3‬ادر�س خ�صائ�ص النبات والحيوان المتواجد في المنطقة (الجذور وعمقها في التربة‪،‬‬
‫ال�سيقان ‪ ،‬واالوراق والأزهار وبع�ض الحيوانات وميزاتها)‪.‬‬
‫‪ .4‬قارن بين طبيعة التنوع االحيائي في كل منطقة زرتها من المناطق الم�شار اليها في‬
‫اعاله‪.‬‬
‫‪ .5‬ما التكيفات التركيبية التي امتاز بها النبات والحيوان في كل منطقة ؟ وما هو دور‬
‫البيئة في هذه التكيفات ؟‬

‫‪63‬‬
‫أسئلة الفصل الرابع‬

‫�س‪ /1‬قدم و�صف ًا موجزاً للمناطق البيئية في البحيرة‪.‬‬

‫�س‪ /2‬قارن بين طبيعة الحياة في بيئة البحيرة وبيئة النهر (المياه ال�ساكنة والمياه الجارية)‪.‬‬

‫�س‪ /3‬عدد اهم تكيفات النبات ال�صحراوي‪.‬‬

‫�س‪ /4‬ا�شرح اهم تكيفات الحيوانات التي تعي�ش في ال�صحراء وكيف ينعك�س ذلك على �سلوكها‪.‬‬

‫�س‪ /5‬عرف ما ي�أتي‪:‬‬


‫ب) م�صبات الأنهار‪ .‬جـ) التندرا‪ .‬د) الغابات المطرية‪.‬‬ ‫�أ) ال�سفانا‪.‬‬

‫�س‪� /6‬ضع عالمة (✓) في المربع جنب العبارة ال�صحيحة وعالمة (×) في المربع جنب العبارة الخاطئة لكل‬
‫مما ي�أتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬ت�شغل المياه ‪ %75‬من م�ساحة الكرة االر�ضية تقريب ًا وبالتالي فهي ت�شكل اكبر النظم البيئية‪.‬‬
‫‪ .2‬ال توجد في الطبيعة مياه نقية في �أي موقع احيائي في الكرة االر�ضية‪.‬‬
‫‪ .3‬تكون البحيرات غنية التغذية �ضحلة ن�سبي ًا وذات انتاجية عالية‪.‬‬
‫‪ .4‬يطلق على مياه الأنهار والجداول والينابيع بالمياه ال�ساكنة‪ .‬وهي ت�شكل ما يقرب من ‪ %0.3‬من‬
‫مجموع المياه‪.‬‬
‫‪ .5‬تمثل الجزر المرجانية نظام ًا بيئي ًا عالي االنتاجية ‪.‬‬
‫‪ .6‬ت�شكل الغابات بحدود ثلث م�ساحة الياب�سة في الكرة االر�ضية ‪.‬‬
‫‪ .7‬تمثل ال�سفانا منطقة بيئية انتقالية بين الغابات دائمة الخ�ضرة اال�ستوائية الممطرة وارا�ضي‬
‫المراعي‪.‬‬
‫‪ .8‬تعد ارا�ضي الح�شائ�ش منطقة احيائية مفتوحة تقع في المنطقة المعتدلة ال�شمالية‪.‬‬
‫‪ .9‬تتوزع منطقة التيجة في ا�سيا و�شمال �أوربا وامريكا ال�شمالية وتتميز ب�شتاء قا�سي بارد جاف‪،‬‬
‫و�صيف ممطر ق�صير‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪5‬‬
‫العوامل‬
‫المؤثرة في البيئة‬

‫محتويات الفصل‬
‫‪ 1-5‬العوامل البيئية‪.‬‬

‫‪ .1‬الضوء‬
‫‪ .2‬الحرارة‬
‫‪ .3‬الرطوبة‬
‫‪ .4‬الرياح‬
‫‪ .5‬الضغط الجوي‬
‫‪ .6‬التربة‬
‫‪ .7‬الحرائق‬
‫‪ .8‬الملوحة‬
‫‪ .9‬درجة األس الهيدروجيني (‪)pH‬‬
‫‪ .10‬الغازات‬
‫‪ .11‬المغذيات‬

‫نشاط‬

‫أسئلة الفصل‬
‫النواتج التعليمية‬
‫بعد االنتهاء من دراسة هذا الفصل‬
‫يكون الطالب قادر ًا على أن‪:‬‬

‫يعرف العوامل البيئية‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫يعدد العوامل الم�ؤثرة في البيئة‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫ي�شرح المفاهيم الخا�صة با�شتراك مختلف العوامل البيئية مع بع�ض ب�شكل ي�ؤثر‬
‫في البيئة واالحياء التي تتواجد فيها‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫يبين الت�أثيرات االيجابية وال�سلبية لكل عامل من العوامل الم�ؤثرة في البيئة‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫ي�شرح ت�أثير الحرائق على االحياء‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫يعرف انواع المياه تبع ًا لدرجة ملوحتها‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫يعرف �أهمية درجة الأ�س الهيدروجيني ‪ pH‬ومدياته في البيئات المختلفة ومدى‬
‫ت�أثيره في االحياء‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫يبين �أهمية الغازات في البيئة ودورها كعامل بيئي محدد لالحياء‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫يعرف المغذيات‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪66‬‬
‫العوامل البيئية‬ ‫‪1-5‬‬

‫�سبق وان تمت اال�شارة في الف�صل الثالث من هذا الكتاب �إلى ان لكل بيئة عوامل �إحيائية (‪)Biotic Factors‬‬
‫واخرى ال�إحيائية ( ‪ ،)Abiotic Factors‬وهذه العوامل ت�ؤثر في الكائن الحي بدرجات متباينة من بيئة �إلى‬
‫اخرى ويظهر ت�أثيرها ب�شكل متداخل‪ ،‬ولذلك ال يمكن ف�صل ت�أثيرات هذه العوامل ك ًال على حدة‪.‬‬
‫�سيتم في هذا الف�صل التطرق �إلى بع�ض العوامل الال�إحيائية التي تمثل عوامل بيئية قد تكون محددة لنمو‬
‫الكائن الحي وانت�شاره وهي‪:‬‬

‫ال�ضوء (‪)Light‬‬ ‫‪1‬‬

‫يعد ال�ضوء احد �أهم العوامل الال �إحيائية في النظام البيئي كونه م�صدراً للطاقة ال�ضوئية التي ت�ستغل من‬
‫قبل النباتات في عملية البناء ال�ضوئي والتي يتم من خاللها تثبيت غاز ثنائي �أوك�سيد الكاربون على �شكل‬
‫غذاء للم�ستويات‬
‫يكون بدوره ً‬ ‫مركبات ع�ضوية (�سكريات)‪ .‬وهذه المركبات تكون اال�سا�س في غذاء النبات الذي ّ‬
‫االغتذائية االخرى كالحيوانات‪.‬‬
‫ويعد ال�ضوء محفزاً للتوقيت اليومي �أو الف�صلي للكائنات الحية نباتية كانت ام حيوانية‪ ،‬فالحيوانات‬
‫ال�صحراوية التي تن�شط لي ًال ت�ستخدم ال�ضوء بو�صفه منبه ًا لأن�شطتها‪ .‬وتكون موا�سم التكاثر للعديد من النباتات‬
‫والحيوانات مرتبطة بتغيرات طول النهار (طول المدة ال�ضوئية)‪ ،‬وعلى �سبيل المثال نجد ان النباتات تق�سم‬
‫بح�سب حاجاتها لطول المدة ال�ضوئية لعملية تزهيرها �إلى ثالث مجموعات هي ‪:‬‬

‫�أ ‪ -‬نباتات تحتاج لنهار طويل مثل الذرة وال�سم�سم وال�شعير وغير ذلك‪.‬‬
‫ب‪ -‬نباتات تحتاج لنهار ق�صير مثل ق�صب ال�سكر وفول ال�صويا والتبغ وغير ذلك‪.‬‬
‫جـ‪ -‬نباتات معتدلة النهار وهذه تزهر بغ�ض النظرعن طول الفترة ال�ضوئية كما هو الحال في نباتات الطماطة‬
‫والخيار والفا�صوليا والقطن ونباتات اخرى‪.‬‬

‫ان �شدة ال�ضوء (‪ )Light Intensity‬وكميته ذات ت�أثير في نمو االحياء‪ .‬وتزداد �شدة ال�ضوء في المناطق‬
‫اال�ستوائية ب�سبب و�ضع ال�شم�س العمودي وبالتالي تزداد درجات الحرار ة‪ ،‬في حين تقل كلما اتجهنا نحو‬
‫القطبين حيث يظهر و�ضع ال�شم�س تغيراً ‪ .‬ولنوعية ال�ضوء ت�أثير �آخر حيث تعد الموجات الحمر والزرق من ال�ضوء‬
‫ذات ت�أثير في عملية البناء ال�ضوئي‪ ،‬فهي تمت�ص من قبل ال�صبغات النباتية والتي بدورها تعك�س هذه الموجات‬
‫لذا يظهر اللون الأخ�ضر للعين المجردة هو ال�سائد في الوان الأوراق النباتية‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫تختلف االحياء في مدى ت�أثرها بال�ضوء‪ ،‬فبع�ض الحيوانات ت�ستطيع العي�ش في اعماق المحيطات والبحار‬
‫بعيداً عن ال�ضوء مثل احياء القاع‪� ،‬أو تعي�ش في اعماق التربة �أو الكهوف‪ ،‬وبع�ضها يحتاج ال�ضوء لحياته‪ .‬وتت�أثر‬
‫الحيوانات بطرق مختلفة بال�ضوء فمنها يت�أثر ب�شكل مبا�شر من خالل وجود اع�ضاء ح�س �ضوئية‪ ،‬ومنها يت�أثر‬
‫ب�شكل غير مبا�شر من خالل اعتمادها في غذائها على النباتات‪.‬‬
‫وللفترة ال�ضوئية ت�أثيراتها على االحياء فنالحظ ب�شكل وا�ضح ت�أثير الفترة ال�ضوئية على الفعاليات الوظيفية‬
‫في الطيور من خالل تغير لون الري�ش وتر�سب الدهون �أو و�ضع البي�ض والهجرة‪ .‬فتهاجر الطيور �شما ًال عندما‬
‫يطول النهار وجنوب ًا عندما يق�صر‪ .‬كما تت�أثر اع�ضاء الب�صر عند الحيوانات �سلب ًا عند انعدام ال�ضوء فالحيوانات‬
‫التي تعي�ش في ظالم دام�س تكون ذات اب�صار �ضعيف �أو عمياء كما هو الحال في بع�ض الأ�سماك التي تعي�ش‬
‫في كهوف حديثة غرب العراق‪ .‬ويتغير لون جلد الحيوانات حيث يكون ا�سوداً �أو احمراً قاتم ًا في الحيوانات التي‬
‫تعي�ش في االعماق التي ال ي�صلها ال�ضوء‪ ،‬ويمكن ان يالحظ ذلك ب�صورة اخرى حيث نالحظ ان اال�سماك التي‬
‫تعي�ش في االهوار تكون ذات الوان داكنة وذلك لقيام النبات الطبيعي بحجب �ضوء ال�شم�س‪ ،‬في حين يكون لونها‬
‫فاتح ًا في نهري دجلة والفرات حيث ال يوجد ما يحجب �ضوء ال�شم�س‪ .‬كما يتغير لون الفراء في االرانب القطبية‬
‫�إذ يكون بني ًا في ال�صيف وابي�ض ًا في ال�شتاء‪.‬‬

‫الحرارة (‪)Temperature‬‬ ‫‪2‬‬

‫يعد اال�شعاع ال�شم�سي م�صدراً رئي�س ًا للحرارة‪ .‬وللحرارة ت�أثيرات وا�ضحة في العمليات الحيوية التي تجري‬
‫داخل ج�سم الكائن الحي نبات ًا كان ام حيوان ًا مثل عملية البناء ال�ضوئي والتنف�س والنتح والنمو والتكاثر وغير‬
‫ذلك‪ .‬ولكل كائن حي درجة حرارة عظمى و�أخرى �صغرى وما بينهما هو المدى لمعي�شة هذا الكائن الحي‪ ،‬ف�ض ًال‬
‫عن وجود درجة حرارة مثلى لكل كائن حي تكون تغذيته ونموه وتكاثره فيها في اف�ضل حال‪.‬‬
‫تختلف درجات الحرارة خالل الف�صول المختلفة كما تختلف خالل الليل والنهار‪ ،‬وتت�أثر الحرارة بالموقع‬
‫ال�سحب والرياح والمحتوى‬ ‫بالن�سبة �إلى خطوط العر�ض واالرتفاع �أو االنخفا�ض عن م�ستوى �سطح البحر‪ ،‬وتواجد ُ‬
‫المائي للتربة والجو واتجاه الأر�ض وانحدارها بال�شكل الذي يغير من طبيعة الغطاء النباتي الذي يعمل على‬
‫تقليل درجة الحرارة ال�ساقطة على �سطح التربة �شكل (‪.)1-5‬‬
‫تت�أثر االحياء بدرجات الحرارة بدرجة كبيرة فنباتات المنطقة المعتدلة ت�ستطيع مقاومة درجات حرارة‬
‫ال�شتاء المنخف�ضة وال�صيف العالية بينما تموت نباتات المناطق اال�ستوائية اذا و�صلت درجة الحرارة �إلى ال�صفر‬
‫ال�سيليزي‪.‬‬
‫ت�ستطيع معظم النباتات ان تقوم بوظائفها �ضمن مدى حراري يقع بين (‪ )2-42‬درجة �سيليزية‪ ،‬وهناك‬
‫من النباتات ما ي�ستطيع ان يقوم بوظائفه دون هذا المدى �أو �أعلى منه كما هو الحال في بع�ض انواع الطحالب‬
‫التي تعي�ش في ال�شواطئ الثلجية وتلك التي تتواجد في ينابيع المياه الحارة حيث ت�صل درجة الحرارة بين‬
‫(‪ )75-80‬درجة �سيليزية‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫‪69‬‬
‫�شكل (‪ .)1-5‬ت�أثير خطوط العر�ض ‪ ،‬واالرتفاع واالنخفا�ض عن م�ستوى �سطح البحر على درجة الحرارة والذي ينعك�س على طبيعة الغطاء النباتي‪.‬‬
‫ت�ستطيع بع�ض انواع البكتريا ان تتحمل درجة حرارة اكثر من ‪ 50‬درجة �سيليزية �أو اقل من درجة ال�صفر‬
‫ال�سيليزي دون ان ي�ؤثر ذلك في فعاليتها الحيوية‪ ،‬وبع�ض انواع البكتريا الع�صوية (‪ )Bacillus‬ت�ستطيع مقاومة‬
‫الغليان لمدة ثالثين �ساعة‪.‬‬
‫تمر بع�ض الحيوانات ال�صغيرة كالقواقع ال�صحراوية والح�شرات بدور �سكون تقل خالله فعاليتها الحيوية �إلى‬
‫ادنى ما يمكن نتيجة تعر�ضها لجو حار وجاف لمدة طويلة‪.‬‬
‫تختلف درجة الحرارة في البيئة المائية ال�ساكنة (بيئة البحيرات مثالً) باختالف االعماق‪ .‬وال يح�صل مثل‬
‫هذا االختالف في بيئة المياه الجارية (الأنهار مثالً)‪ ،‬حيث ال تختلف كثيراً في اعماقها المختلفة‪ ،‬وتت�أثر كمية‬
‫الأوك�سجين المذابة في الماء �سلب ًا بارتفاع درجة حرارة الماء حيث تقل كمية الأوك�سجين كلما ارتفعت درجة‬
‫حرارة الماء‪.‬‬
‫يمكن تق�سيم الحيوانات ن�سب ًة �إلى درجة حرارة ج�سمها بحرارة البيئة �إلى‪:‬‬
‫أ� ‪ -‬حيوانات متغيرة درجة الحرارة لي�س لها القابلية على تنظيم درجة حرارة ج�سمها ومثال ذلك اال�سماك‬
‫والبرمائيات والزواحف والح�شرات وغيرها‪.‬‬
‫ب‪ -‬حيوانات ثابتة درجة الحرارة اذ تتمكن من تنظيم درجة حرارة ج�سمها بحيث ال تت�أثر بتغيرات درجة‬
‫حرارة البيئة المحيطة ومثال ذلك الطيور واللبائن‪.‬‬

‫الرطوبة (‪)Humidity‬‬ ‫‪3‬‬

‫يعد عامل الرطوبة ذو �أهمية كبيرة في بيئة الياب�سة‪ ،‬بينما يفقد ت�أثيره في البيئة المائية‪ .‬ويق�صد بالرطوبة‬
‫توافر جزيئات الماء في الغالف الجوي �أو في �سطح التربة �أو في اعماقها‪ ،‬وي�شمل مفهوم الرطوبة ت�ساقط‬
‫جزئيات الماء ب�صورها المختلفة وب�أنواعها المختلفة كاالمطار والجليد والثلوج والبرد والتي تعد م�صدر‬
‫الرطوبة الرئي�س في التربة‪.‬‬
‫وعامل الرطوبة ذو عالقة مع عوامل بيئية اخرى مثل درجة الحرارة والرياح وا�شعة ال�شم�س‪ ،‬فكلما زادت‬
‫درجة الحرارة زادت قابلية جزيئات الهواء على حمل بخار الماء‪ ،‬اما الرياح ف�أن الجافة منها تقلل الرطوبة‬
‫والعك�س �صحيح بالن�سبة للرياح الرطبة‪ .‬ويكون ت�أثير اال�شعاع ال�شم�سي غير مبا�شر من خالل ت�أثيره في ارتفاع‬
‫درجات الحرارة‪ .‬والبد من القول ب�أن الغطاء الخ�ضري له ت�أثيره الوا�ضح في زيادة الرطوبة من خالل عملية‬
‫النتح التي تقوم بها النباتات‪.‬‬
‫تعد الرطوبة من العوامل المحددة في بيئة الياب�سة لنمو النباتات وازدهار االحياء وانت�شارها وهي في ذلك‬
‫ت�شارك درجة الحرارة في هذه الأهمية‪ .‬وعلى �سبيل المثال تنت�شر الغابات في المناطق التي يبلغ معدل الت�ساقط‬
‫ال�سنوي فيها اكثر من ‪ 250‬ملم �سنوياً‪ ،‬في حين تنمو الح�شائ�ش في المناطق التي اليتجاوز معدل الت�ساقط فيها‬
‫عن ‪100‬ملم �سنوياً‪.‬‬
‫تظهر النباتات تحورات مظهرية وت�شريحية تتنا�سب مع الرطوبة في المنطقة التي تتواجد فيها‪ ،‬فالنباتات‬
‫التي تعي�ش في بيئة �صحراوية قاحلة ت�صبح بحاجة �إلى تحورات مظهرية مثل تقلي�ص الم�ساحة ال�سطحية الكلية‬

‫‪70‬‬
‫للنباتات في ال�ساق �أو الأوراق �أو تحورها �إلى ا�شواك ف�ض ًال عن تحورات ت�شريحية مثل زيادة االن�سجة الخازنة‬
‫للماء كما في ال�صبير‪ .‬كما تظهر بع�ض النباتات زيادة في حجم المجموع الجذري بحيث ت�صل جذورها �إلى‬
‫اعماق كبيرة في التربة بحث ًا عن المياه الجوفية‪ .‬وتكون ثغور الأوراق غائرة لتقلل من فقدا ن الماء‪ ،‬ومن االمثلة‬
‫ال�شائعة لهذه النباتات نباتات ال�شوك و العاقول التي تنت�شر في �صحاري العراق‪.‬‬
‫اما بالن�سبة للحيوانات ف�أن للرطوبة عالقة مبا�شرة وغير مبا�شرة بها فهناك العديد من الحيوانات تتخذ‬
‫من المناطق الرطبة مواطن ًا لها مثل الهائمات الحيوانية والديدان والقواقع واال�سماك وال�ضفادع والتما�سيح‬
‫والثعابين والجامو�س وغير ذلك‪ .‬وتعتمد بع�ض الحيوانات في غذائها �أو معي�شتها على النباتات فتتواجد معها‬
‫وبالتالي ف�أن عالقة الحيوانات بالرطوبة هي عالقة غير مبا�شرة‪ .‬وهناك بع�ض الحيوانات ت�ستطيع ان تتحمل‬
‫الجفاف والعط�ش كالجمال التي تعي�ش في بيئة �صحراوية‪.‬‬

‫الرياح (‪)Winds‬‬ ‫‪4‬‬

‫للرياح ت�أثيرات مختلفة على الكائنات الحية منها ما هو مبا�شر ومنها ما هو غير مبا�شر من خالل ت�أثيرها‬
‫على عدد من العوامل البيئية االخرى في النظام البيئي‪ ،‬وب�شكل عام يمكن القول ان هناك ت�أثيرات �إيجابية‬
‫للرياح واخرى �سلبية‪ ،‬وتتلخ�ص الت�أثيرات االيجابية بالآتي‪:‬‬

‫�أ‪ -‬ت�ؤدي الرياح �إلى رفع درجة الحرارة على ال�سفوح الجبلية المغطاة بالثلوج مما ي�ساعد على ذوبان الثلوج‬
‫وتوفير المياه التي تدعم نمو الح�شائ�ش والنباتات االخرى في ال�سفوح والوديان‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعمل الرياح على نقل حبوب اللقاح الكمال عملية التلقيح بين النباتات‪.‬‬
‫جـ‪ -‬تقوم الرياح بنقل بذور النباتات وانت�شارها في مناطق مختلفة‪.‬‬
‫د ‪ -‬ت�ساعد الرياح في عملية التبخر من �سطح التربة وكذلك في عملية النتح للنباتات‪ ،‬وزيادة النتح ت�ساهم‬
‫في عملية انتقال الماء من الجذور �إلى االعلى خالل النباتات نف�سها‪ ،‬كما ت�ساهم الرياح في تقليل حرارة‬
‫ج�سم النباتات وتزيد من مقاومتها للبيئات الحارة‪.‬‬

‫�أما الت�أثيرات ال�سلبية للرياح فيمكن ايجازها بالآتي‪:‬‬


‫�أ ‪ -‬هبوب رياح �شديدة ال�سرعة يقود �إلى ازالة الطبقة ال�سطحية العليا من التربة الغنية بالعنا�صر المغذية‪.‬‬
‫ب‪ -‬تت�سبب الرياح ال�شديدة با�ضرار ميكانيكية في النباتات من خالل ك�سر بع�ض اجزاء النبات و�صو ًال �إلى‬
‫اقتالع اال�شجار من جذورها كما يحدث في االعا�صير‪.‬‬
‫جـ‪ -‬تت�سبب الرياح في تكوين تيارات مائية وامواج في الم�سطحات المائية المختلفة وب�شكل خا�ص في البحار‬
‫والمحيطات وهذا يمثل عام ًال يقلل من نمو االحياء وب�شكل خا�ص النباتات المتواجدة قرب ال�سواحل‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ال�ضغط الجوي (‪)Atmospheric Pressure‬‬ ‫‪5‬‬

‫لي�س لل�ضغط الجوي ت�أثير مبا�شر على االحياء وبالتالي فهو اليعد عام ًال محدداً مبا�شراً للكائنات الحية‪ .‬ولكن‬
‫دوره يكون بت�أثيره على المناخ والطق�س اللذين يمثالن عاملين محددين للكائنات الحية ب�شكل مبا�شر‪ .‬يزداد‬
‫حمل ال�ضغط الجوي بمديات وا�سعة‪،‬‬ ‫ال�ضغط الجوي في البيئة المائية مع زيادة العمق‪ ،‬وت�ستطيع بع�ض الحيوانات َت ُّ‬
‫خ�صو�ص ًا اذا كان ج�سمها ال يحوي هواءاً �أو غازاً حراً‪ ،‬لكن ال�ضغوط الكبيرة تكون عوامل مثبطة لنمو االحياء‪.‬‬

‫التربة (‪)Soil‬‬ ‫‪6‬‬

‫تمثل التربة الطبقة ال�سطحية التي تغطي الق�شرة االر�ضية والتي تت�أثر بالعوامل البيئية المختلفة كالحرارة‬
‫والرياح والرطوبة‪.‬وتنمو في التربة االنظمة الجذرية للنباتات‪ ،‬ف�ض ًال عن نمو الحيوانات واالحياء المجهرية‬
‫كالبكتريا والفطريات‪.‬‬
‫تتكون التربة من تعرية وتفتيت ال�صخور التي ت�ؤدي �إلى تغيرات فيزيائية مثل تفتت الكتل ال�صخرية �إلى‬
‫اجزاء �صغيرة الحجم بفعل عوامل فيزيائية مثل الماء والحرارة والرياح والجليد والجاذبية �أو نتيجة تغيرات‬
‫كيميائية كعملية الأك�سدة (‪ )Oxidation‬والتمي�ؤ (‪ )Hydration‬والكربنة (‪ )Carbonation‬ونق�صد‬
‫بها اخذ ثنائي �أوك�سيد الكاربون‪ ،‬والحام�ضية وتفاعالت الأيونات والإمالح المختلفة والمواد الع�ضوية‪ .‬كما‬
‫يلعب الن�شاط االحيائي دور مهم في تكوين التربة اذ تتحلل المادة الع�ضوية بفعل المحلالت (االحياء الدقيقة)‬
‫كالبكتريا والفطريات‪.‬‬
‫ان من الخوا�ص المهمة للتربة هي تفاعالت محلول التربة‪ ،‬فالنباتات والبكتريا تت�أثر بحام�ضية وقاعدية‬
‫التربة‪ .‬والتربة الحام�ضية تظهر في مناطق تكون االمطار ال�ساقطة فيها غزيرة‪ ،‬اذ ي�ؤدي ذلك �إلى غ�سل المواد‬
‫القاعدية فيها‪ .‬اما التربة القاعدية فتتكون نتيجة تراكم امالح كاربونات الكال�سيوم وال�صوديوم والمغني�سيوم‪.‬‬

‫اثر النباتات في التربة‪:‬‬


‫يعد الغطاء الخ�ضري النباتي عام ًال مهم ًا وذو ت�أثير كبير على زيادة خ�صوبة التربة والمحافظة عليها‬
‫من ت�أثير عوامل التعرية‪ ،‬فهو َيحِ ُّد من �سرعة الرياح وبالتالي يبقي التربة محتفظة بموادها الع�ضوية وغير‬
‫الع�ضوية‪ ،‬ف�ض ًال عن المحافظة على كمية الرطوبة فيها‪.‬‬

‫اثر الحيوانات في التربة‪:‬‬


‫للحيوانات ت�أثيرات ايجابية واخرى �سلبية في التربة ‪ ،‬وعلى �سبيل المثال يبني النمل اال�ستوائي تال ًال قد‬
‫يتجاوز ارتفاعها عدة امتار ويعمل على تخريب مكونات التربة‪ .‬وتقوم ديدان الأر�ض وبع�ض انواع القوار�ض‬
‫بحفر التربة وتقليبها وبالتالي ت�ساعد على تفتيت التربة وتهويتها‪ ،‬وال�سماح بان�سياب الماء بين طبقاتها‪.‬‬
‫ومن المظاهر االيجابية لأثر الحيوانات في التربة اثر حيوان القند�س (‪ )Beaver‬في تكوين التربة حيث يقوم‬

‫‪72‬‬
‫بقطع �سيقان النباتات الخ�شبية وا�ستعمالها في حجز الأنهار‪ ،‬وبذلك يعمل على تر�سيب كميات كبيرة من التربة‬
‫المنجرفة مع مياه الأنهار‪ ،‬وي�ؤدي ذلك �إلى تكوين تربة �صالحة لنمو النباتات‪ .‬والحيوانات التي تعي�ش على‬
‫النباتات تعيد �إلى التربة ما فقدته من امالح معدنية عن طريق ف�ضالتها وتحلل اج�سامها بعد موتها بفعل‬
‫المحلالت الموجودة في التربة‪.‬‬

‫الحرائق (‪)Fires‬‬ ‫‪7‬‬

‫ب�شكل عام هناك م�صدران ا�سا�سيان للحرائق الأول طبيعي ناتج من البرق والثاني يح�صل بفعل االن�سان‪.‬‬
‫والحرائق احدى العوامل المهمة الم�ؤثرة في بيئة الياب�سة وب�شكل خا�ص في المناطق الحارة والجافة‪ .‬حيث‬
‫تت�سبب في اتالف وتغير النظام البيئي من خالل اتالف الك�ساء الخ�ضري والت�أثير على الحيوانات التي تعتمده‬
‫م�صدراً لغذائها‪ .‬وقد يكون الحريق بع�ض االحيان مفيداً لبع�ض المناطق مثل ازالة االنواع النباتية غير المرغوب‬
‫فيها �أو الق�ضاء على بع�ض االمرا�ض النباتية وم�سبباتها‪.‬‬
‫تمتلك بع�ض النباتات تكيفات تجعلها اكثر مقاومة للحريق مثل امتالك طبقة �سميكة جداً من القلف كما هو‬
‫الحال في ا�شجار الخ�شب الأحمر‪ .‬وقد تحمي بع�ض النباتات االجزاء النامية فيها ب�أوراقها ذات الزغب الكثيفة‬
‫كما في نبات ال�صنوبر ذو الأوراق الطويلة‪� ،‬أو قد تدفن هذه االجزاء تحت التربة‪.‬‬

‫الملوحة (‪)Salinity‬‬ ‫‪8‬‬

‫تعد الملوحة عام ًال مهم ًا في البيئة المائية وذات ت�أثير كبير على االحياء التي تتواجد في البيئة المائية‪ .‬وقد‬
‫ق�سمت المياه اعتماداً على درجة الملوحة �إلى انواع مختلفة‪ ،‬فالمياه التي ملوحتها اقل من ‪ 0.5‬جزء بالألف‬
‫هي مياه عذبة (‪ )Fresh Water‬ممثلة بمياه الأنهار والينابيع‪ ،‬وتلك التي تزيد ملوحتها عن ‪ 35‬جزء بالألف‬
‫مياه مالحة (‪ )Salina Water‬ممثلة بمياه البحار والمحيطات‪ .‬وما بين النوعين اعاله هي مياه مويلحة‬
‫(‪.)Brackish Water‬‬
‫تتميز مياه البحار والمحيطات بطعمها الملحي الذي يعود �إلى وجود عن�صري الكلور وال�صوديوم ب�صورة‬
‫رئي�سية ف�ض ًال عن تواجد اكثر من ‪ 70‬عن�صر �آخر وبن�سب متفاوتة ومن بين هذه العنا�صر الكبريت (‪ )S‬والمغني�سيوم‬
‫(‪ )Mg+2‬والكال�سيوم (‪ )Ca+2‬والبوتا�سيوم (‪ ) K+‬وغير ذلك‪.‬‬
‫وتقدر الملوحة في مياه البحار والمحيطات بحدود ‪ 35‬جزء بالألف‪ ،‬وقد �سجلت اعلى قيمة للملوحة (‪)35.5‬‬
‫جزء بالألف في �شمال المحيط االطل�سي واوط�أها (‪ )34.2‬جزء بالألف في �شمال المحيط الهادي‪ .‬وفي درا�سة‬
‫محلية وجد ان الملوحة في مياه الخليج العربي ت�صل �إلى اعلى من هذه الن�سب حيث �سجلت بحدود (‪ )40‬جزء‬
‫بالألف واعلى من ذلك في المناطق ال�ضحلة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫والملوحة احد العوامل المحددة لالحياء المائية‪ ،‬فهي ذات ت�أثيرات بيئية وا�ضحة وتلعب دوراً مهم ًا في‬
‫تحديد االحياء المائية كم ًا ونوعاً‪ .‬واالحياء تتباين في قابليتها لتحمل المديات للتغيرات الوا�سعة في درجة‬
‫الملوحة ولذلك ق�سمت �إلى‪:‬‬
‫‪1 .1‬احياء مياه عذبة‪.‬‬
‫‪2 .2‬احياء مياه مالحه (بحرية)‪.‬‬
‫‪3 .3‬احياء مياه مويلحة‪.‬‬
‫االحياء التي تتحمل مدى وا�سع لدرجة الملوحة هي احياء مياه الم�صبات (المياه المويلحة)‪ ،‬وال يمكن‬
‫لأحياء المياه العذبة مثل ا�سماك البني وال�شبوط والكطان وغيرها من العي�ش في المياه المالحة والعك�س �صحيح‬
‫بالن�سبة لال�سماك البحرية حيث ال يمكنها العي�ش في المياه العذبة‪ .‬والنباتات هي االخرى لها قابلية تحمل‬
‫لن�سب الملوحة فتلك التي تتواجد في المياه العذبة ال ت�ستطيع العي�ش في مياه البحار والمحيطات وكذا هو الحال‬
‫بالن�سبة للطحالب فمنها ما يمثل �أنواع ًا بحرية واخرى انواع ًا تعي�ش في المياه العذبة‪.‬‬

‫درجة الأ�س الهيدروجيني (‪)pH‬‬ ‫‪9‬‬

‫ت�ؤثر درجة الأ�س الهيدروجيني في االحياء ب�شكل مبا�شر من خالل ت�أثيراتها على االحياء �ضمن مواطنها‬
‫وذلك نتيجة لتغير طبيعة الأيونات لعنا�صر البيئة المختلفة‪ ،‬ويكون الت�أثير غير مبا�شر من خالل تثبيط بع�ض‬
‫الفعاليات الحيوية للكائنات الحية‪ .‬وللكائنات الحية مديات محددة من قيم الأ�س الهيدروجيني في البيئة �سواء‬
‫المائية منها �أو الياب�سة‪ ،‬ففي البيئة الياب�سة تعد قيم الأ�س الهيدروجيني احدى �صفات التربة اال�سا�سية حيث‬
‫تعي�ش فيها االحياء المجهرية كالبكتريا والفطريات وتتواجد فيها جذور النباتات الراقية‪ ،‬وكذلك في البيئة‬
‫المائية‪.‬‬
‫تتراوح قيم الأ�س الهيدروجيني في المياه الطبيعية بين ‪ ،9-4‬وهناك مديات اقل �أو اكثر من ذلك ا إل �إنها ال‬
‫تعدو اكثر من حاالت نادرة فقد �سجلت قيم ‪ 2.5‬في بع�ض البحيرات‪ ،‬وي�صل الأ�س الهيدروجيني لغاية ‪10.5‬‬
‫في البحيرات كثيرة التبخر في المناطق القاحلة ‪ ،‬وفي مياه المحيطات يتراوح الأ�س الهيدروجيني عادة بين‬
‫‪� .8.4-7.5‬أن النق�صان في درجة الأ�س الهيدروجيني ت�ضعف امكانية ازدهار الأحياء‪ ،‬وكذا هو الحال في زيادة‬
‫درجة الأ�س الهيدروجيني‪ ،‬فالأ�سماك النهرية مث ًال تقل قابليتها على تناول الطعام عندما تزيد الدرجة عن ‪.8.5‬‬

‫الغازات (‪)Gases‬‬ ‫‪10‬‬

‫يكون الق�سم الأكبر من جو البيئة الحياتية ثابتاً‪ ،‬فالتركيز الحالي للأوك�سجين في الجو هو بحدود ‪%21‬‬
‫حجم ًا في حين ي�شكل ثنائي �أوك�سيد الكاربون ‪ %0.03‬حجماً‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫تلعب الغازات دوراً محدداً لالحياء وب�شكل خا�ص في النباتات الراقية‪ ،‬فعملية البناء ال�ضوئي في العديد من‬
‫النباتات الراقية يمكن زيادتها بزيادة معتدلة من ثنائي �أوك�سيد الكاربون‪ ،‬اما الأوك�سجين فانه يمكن ان ي�صبح‬
‫عام ًال محدداً كلما زاد عمق التربة‪.‬‬
‫تختلف الحالة في البيئة المائية الن الأوك�سجين وثنائي �أوك�سيد الكاربون يذوب في الماء وبذا يكون في‬
‫متناول االحياء المائية المختلفة‪ .‬ويمكن ان يكون الأوك�سجين عام ًال محدداً في البيئة المائية �أي�ض ًا وخ�صو�ص ًا‬
‫في المياه ال�ساكنة مثل البحيرات وكذلك في المياه المحملة بالمواد الع�ضوية ( المياه الملوثة ع�ضوياً)‪ ،‬وب�شكل‬
‫عام تزداد قابلية ذوبان الأوك�سجين في المياه في درجات الحرارة الواطئة وتنخف�ض في درجات الحرارة‬
‫العالية والملوحة العالية‪ .‬وعاد ًة تكون القيم العالية لالوك�سجين قرب ال�سطح حيث تت�أثر قيمته بالأوك�سجين‬
‫الجوي‪.‬‬
‫وكنتيجة الحتواء مياه البحار على �أيونات قاعدية قوية كال�صوديوم والبوتا�سيوم والكال�سيوم‪ ،‬ف�أن كمية‬
‫ثنائي �أوك�سيد الكاربون تكون وفيرة وتلعب دوراً مهم ًا في عملية البناء ال�ضوئي للهائمات النباتية في مثل‬
‫هذه البيئة‪ .‬ويتواجد ثنائي �أوك�سيد الكاربون في مياه البحر ب�شكل �أيونات البيكاربونات ف�ض ًال عن وجود بع�ض‬
‫الكميات من ثنائي �أوك�سيد الكاربون الذائب و�أيونات الكاربونات‪ ،‬وكما هو الحال بالن�سبة للأوك�سجين فان‬
‫ثنائي اوك�سيد الكاربون الذائب في الماء يميل ليعادل تركيزه في الجو‪.‬‬

‫المغذيات (‪)Nutrients‬‬ ‫‪11‬‬

‫تعد المغذيات عوامل محددة في بيئة الياب�سة وفي البيئة المائية‪ ،‬وغالب ًا ما ت�شكل العنا�صر المغذية‬
‫كالنتروجين والف�سفور عوامل محددة في التربة وب�شكل اكبر في المياه‪ .‬كما ان بع�ض المغذيات وبخا�صة‬
‫الدقيقة منها والتي يحتاجها النبات والحيوان بتراكيز قليلة جداً قد تكون مثبطة للنمو �أو �سامة اذا ما وجدت‬
‫بتراكيز عالية كما هو الحال في العنا�صر الثقيلة مثل الزنك والنحا�س والمنغنيز‪.‬‬
‫وب�شكل عام يمكن ت�صنيف المغذيات �إلى مجموعتين الأولى المغذيات الكبيرة التي تحتاج لها الكائنات‬
‫الحية بكميات كبيرة مثل الكاربون والكال�سيوم والبوتا�سيوم والمغني�سيوم اما المجموعة الثانية فهي المغذيات‬
‫الدقيقة مثل المنغنيز وال�صوديوم واليود والحديد وكل من هذه المغذيات لها دور في حياة الكائن الحي حيث‬
‫البد وان يكون لكل عن�صر من المغذيات دور �أو وظيفة في احدى العمليات الأي�ضية واليمكن للكائن الحي اكمال‬
‫دورة حياته بغياب �أي من هذه المغذيات‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫نشاط‬
‫عزيزي الطالب‬
‫اقترح عامالً من العوامل الم�ؤثرة في البيئة‪ ،‬ثم �صمم تجربة الثبات الت�أثيرات االيجابية‬
‫وال�سلبية لهذا العامل ‪.‬‬
‫(ا�ستعن بما متوفر من �أدوات ومواد في مختبر مدر�ستك)‬

‫أسئلة الفصل الخامس‬

‫�س‪ /1‬اكمل العبارات الآتية بما ينا�سبها في الفراغ المخ�ص�ص لها‪:‬‬


‫‪ .1‬يتم خالل عملية البناء ال�ضوئي تثبيت ‪ ...........‬على �شكل ‪. ..............‬‬
‫‪ .2‬تق�سم النباتات بح�سب حاجتها لطول المدة ال�ضوئية لعملية تزهيرها �إلى ‪:‬‬
‫�أ ‪................. -‬‬
‫ب‪................. -‬‬
‫جـ‪.................-‬‬
‫‪ .3‬ت�ستطيع النباتات ان تقوم بوظائفها �ضمن مدى حراري يقع بين ‪ ..........‬درجة �سيليزية‪.‬‬
‫‪ .4‬تعمل الرياح على نقل ‪ .............‬الكمال عملية التلقيح بين النباتات ‪.‬‬
‫‪ .5‬تتكون التربة القاعدية نتيجة تراكم امالح ‪. .................‬‬
‫‪ .6‬ب�شكل عام هناك م�صدران ا�سا�سيان للحرائق في البيئة هما ‪:‬‬
‫�أ ‪...................... -‬‬
‫ب‪....................-‬‬
‫‪ .7‬يعود الطعم الملحي لمياه البحر �إلى وجود عن�صري ‪ ...................‬و ‪ ...................‬ف�ض ًال عن ‪..................‬‬
‫‪ .8‬تتراوح قيم اال�س الهيدروجيني في المياه الطبيعية بين ‪...........‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل السادس‬

‫‪6‬‬
‫تالؤم الحيوان مع البيئة‬

‫محتويات الفصل‬
‫‪ 1-6‬تالؤم الحيوان مع البيئة في الشكل‬
‫والتركيب وطرق الحياة‪.‬‬

‫التكيف للمعيشة في البيئة المائية‪.‬‬ ‫‪2-6‬‬

‫التكيف للمعيشة في البر‪.‬‬ ‫‪3-6‬‬

‫‪ 4-6‬مقارنة بين حيوان مائي (سمكة عظمية)‬


‫وحيوان بري (الحمامة)‪.‬‬

‫نشاط‬

‫أسئلة الفصل‬
‫النواتج التعليمية‬
‫بعد االنتهاء من دراسة هذا الفصل‬
‫يكون الطالب قادر ًا على أن‪:‬‬
‫يعدد ال�صفات العامة للأ�سماك العظمية‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫يعلل تنف�س اال�سماك بو�ساطة الخيا�شيم ولي�س بو�ساطة الرئتين‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫يعلل (يذكر ال�سبب) لكل من الآتي‪:‬‬ ‫‪3‬‬
‫�أ ‪ -‬الل�سان بدائي في اال�سماك العظمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬ق�صر المريء في اال�سماك العظمية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬وجود الطيات الطولية في مريء اال�سماك العظمية‪.‬‬
‫يو�ضح �آلية التنف�س في اال�سماك العظمية‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫يبين �أهمية ووظائف مثانة ال�سباحة في اال�سماك العظمية‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫يو�ضح تركيب الجهاز التنا�سلي الذكري واالنثوي في اال�سماك العظمية‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫يعلل كثرة انتاج البيو�ض في اال�سماك العظمية‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫ي�شرح مفهوم الدورة الدموية المفردة في اال�سماك العظمية‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫ي�شرح تركيب الهيكل الع�ضلي في اال�سماك العظمية‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫يو�ضح خارطة مفاهيمية للهيكل الداخلي لال�سماك‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫ير�سم فقرة جذعية في �سمكة عظمية وي�ؤ�شر اجزاءها‬ ‫‪11‬‬
‫يو�ضح التركيب اال�سا�سي للجهاز الع�صبي في اال�سماك العظمية‪.‬‬ ‫‪12‬‬
‫يعرف ال�صفات العامة للطيور‪.‬‬ ‫‪13‬‬
‫يبين التركيب الداخلي للحمامة‪.‬‬ ‫‪14‬‬
‫ير�سم الجهاز التنف�سي في الحمامة‪.‬‬ ‫‪15‬‬
‫يبين �أهمية ال�صوت في الطيور‪.‬‬ ‫‪16‬‬
‫يعرف �أهمية الجهاز الع�ضلي في الحمامة‪.‬‬ ‫‪17‬‬
‫يبين مدى مالئمة ج�سم الحمامة للطيران‪.‬‬ ‫‪18‬‬
‫يقارن بين حيوان مائي (�سمكة عظمية) وحيوان بري (حمامة)‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪78‬‬
‫تال�ؤم الحيوان مع البيئة في ال�شكل والتركيب وطرق الحياة‬ ‫‪1-6‬‬

‫تظهر االحياء العديد من التكيفات التركيبية والوظيفية تتالءم ومتطلبات البيئة التي تعي�ش فيها‪ .‬فالحيوانات‬
‫فكل له عوامل بيئية‬
‫التي تعي�ش في البيئة المائية تظهر اختالفات جوهرية عن تلك التي تكيفت للمعي�شة البرية‪ٍ ،‬‬
‫ت�ؤثر فيه بال�شكل الذي يتطلب امتالك تكيفات تركيبية ووظيفية تتنا�سب ومتطلبات البقاء �ضمن البيئة التي‬
‫يعي�ش فيها‪.‬‬
‫�سوف ندر�س في هذا الف�صل مثالين لحيوانين الأول متكيف للمعي�شة المائية ممث ًال بال�سمكة العظمية والثاني‬
‫متكيف للمعي�شة البرية ممث ًال بالحمامة‪.‬‬

‫التكيف للمعي�شة في البيئة المائية‬ ‫‪2-6‬‬

‫تعد اال�سماك العظمية اكثر المجاميع الفقرية تنوع ًا حيث ت�ضم ما يقرب من (‪ )24000‬نوعاً‪ ،‬وقد �أظهرت‬
‫العديد من التكيفات التركيبية التي جعلتها مالئمة لكل موطن مائي‪ .‬ويعد �شكل الج�سم وحده دلي ًال على هذا‬
‫التنوع‪ ،‬فالبع�ض ذو اج�سام مغزلية ان�سيابية‪ ،‬مع تكيفات لتقليل االحتكاك‪ ،‬ولال�سماك المفتر�سة اج�سام طويلة‬
‫عادة‪ ،‬وزعانف ذيلية قوية وميزات تمكنها من الحركة ال�سريعة‪ ،‬ولالنواع البطيئة التي تعي�ش في القاع اج�سام‬
‫مفلطحة ت�ساعدها في الحركة واالختباء في القاع‪ ،‬وهناك ا�سماك ذات اج�سام ثعبانية لتتلوى خالل الطين‬
‫والنباتات المائية‪ ،‬ف�ض ًال عن ا�شكال اج�سام تمثل تكيفات لالختباء من المفتر�سات �أو لالفترا�س �شكل (‪.)1-6‬‬
‫ان التباين الكبير في �شكل االج�سام ي�ؤ�شر تخ�ص�صات ت�شريحية ووظيفية ت�ستخدمها اال�سماك العظمية‬
‫للوقاية والدفاع‪ ،‬وجمع الطعام والهجرة والتكاثر في المواطن البيئية المتنوعة‪.‬‬

‫ال�صفات العامة للأ�سماك العظمية‬ ‫‪1-2-6‬‬


‫تظهر اال�سماك العظمية �صفات تميزها عن غيرها من اال�سماك االخرى (اال�سماك الغ�ضروفية) والفقريات‬
‫من رباعية االقدام ومنها‪:‬‬
‫‪ .1‬الهيكل الداخلي عظمي ب�شكل رئي�س والعمود الفقري ينق�سم �إلى منطقة جذعية واخرى ذنبية‪.‬‬
‫‪ .2‬الجلد يت�ألف من ب�شرة رقيقة تتوزع فيها غدد مخاطية وحيدة الخلية ب�شكل وفير‪ ،‬وادمه تقع تحتها وتنطمر‬
‫فيها في الغالب ق�شور ادمية متنوعة‪ ،‬حيث يوجد في اال�سماك الحديثة ثالثة انواع من الق�شور هي الدائرية‬
‫والم�شطية والمعينية‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ .3‬الفم نهائي �أو طرفي مزود ب�أ�سنان با�ستثناء بع�ض االنواع التي تفتقد اال�سنان‪.‬‬
‫‪ .4‬الزعانف مفردة (و�سطية) �أو مزدوجة مدعمة با�شعة زعنفية غ�ضروفية �أو عظمية �أو كليهما‪.‬‬
‫‪ .5‬التنف�س يتم بو�ساطة الخيا�شيم التي تدعم ب�أقوا�س خي�شومية عظمية‪ ،‬وتغطى بغطاء خي�شومي‪.‬‬
‫‪ .6‬تمتلك اال�سماك العظمية في الغالب اكيا�س هوائية �أو مثانات �سباحة ترتبط بالمريء بقناة مفتوحة �أو مغلقة‪.‬‬
‫والتوجد مثانة ال�سباحة (كي�س ال�سباحة) في ا�سماك االعماق كما هو الحال في ال�سمك المفلطح‪.‬‬
‫‪ .7‬القلب م�ؤلف من ردهتين (بطين ع�ضلي �سميك واذين غ�شائي)‪ ،‬وهناك جهاز دموي �شرياني و�آخر وريدي‪.‬‬
‫والدم ذو خاليا دم حمر ذات نوى‪.‬‬
‫‪ .8‬الجهاز الع�صبي يتمثل بالدماغ الذي يتميز فيه ف�صان �شميان �صغيران‪ ،‬وف�صان ب�صريان كبيران ون�صفا‬
‫كرة المخ ومخيخ‪ ،‬وتوجد ع�شرة ازواج من االع�صاب القحفية‪.‬‬
‫‪ .9‬االجنا�س منف�صلة والمنا�سل مزدوجة واالخ�صاب في الغالب خارجي‪.‬‬
‫‪ .10‬الجهاز اله�ضمي مكتمل‪.‬‬
‫‪ .11‬الكلى من نوع الكلى المتو�سطة * والبول المطروح يكون مخفف ًا في ا�سماك المياه العذبة‪.‬‬

‫ال�سمكة االمبراطور‬ ‫�سمك القر�ش‬

‫ال�سمكة الهر‬ ‫ال�سمكة الذهبية اليابانية‬


‫ال�شكل (‪� )1-6‬أنواع مختلفة من اال�سماك‬

‫* تمثل الكلية المتو�سطة مرحلة و�سطية للكلى في الفقريات‬

‫‪80‬‬
‫الو�صف المظهري لل�سمكة العظمية‬ ‫‪2-2-6‬‬

‫معظم اال�سماك ذات ج�سم مغزلي ال�شكل يكاد يكون م�ستدق النهايتين‪ ،‬ويق�سم الج�سم �إلى ثالثة مناطق هي‬
‫الر�أ�س والجذع والذيل‪ .‬يغطى الج�سم في الغالب بق�شور تكون متراكبة بحيث يغطي الق�سم الخلفي لكل ق�شرة الق�سم‬
‫االمامي للق�شرة التي تليها‪ .‬ويوجد على جانبي ج�سم ال�سمكة خط جانبي ح�سي يمتد من م�ؤخرة الر�أ�س حتى‬
‫قاعدة الزعنفة الذنبية‪ ،‬وهو يتخذ مواقع معينة في منطقة الر�أ�س‪ .‬يكون الفم في اال�سماك العظمية في الغالب‬
‫نهائي (طرفي) �أو �شبه نهائي وقد تحيط بالفم بروزات خيطية تمثل اع�ضاء ح�س لم�سي كما هو الحال في ا�سماك‬
‫الكطان والجري وغيرها‪.‬‬
‫يحمل الر�أ�س زوجا من العيون تقع على جانبيه وتكون عديمة االجفان‪ ،‬و�إلى االمام من العيون يوجد زوج‬
‫من الفتحات المنخرية الخارجية والتي تكون مغلقة في نهايتها الداخلية �أي انها التفتح في التجويف الفمي‬
‫اال في القليل من اال�سماك داخلية المنخر مثل اال�سماك الرئوية‪ .‬ولال�سماك العظمية غطاء خي�شومي (غل�صمي)‬
‫يغطي الخيا�شيم ويقع �إلى الخلف من العيون‪ ،‬وعادة تكون النهاية الخلفية للغطاء حرة مرنة الحركة النجاز‬
‫الوظيفة التنف�سية �شكل (‪.)2-6‬‬
‫ي�شكل الجذع في اال�سماك العظمية الق�سم الأكبر من الج�سم‪ ،‬وهو يحاط بزعانف مفردة مثل الزعانف الظهرية‬
‫التي تتمثل بزعنفة واحدة في �سمكة الكطان �أو زعنفتين كما في �سمكة الخ�شني (�أبو خريزة)‪ ،‬وهناك زعانف‬
‫مزدوجة تتو�ضح في منطقة الجذع تتمثل بزوج من الزعانف الكتفية (ال�صدرية) تقع خلف الفتحة الخي�شومية‪،‬‬
‫وزوج �آخر من الزعانف الحو�ضية التي تقع �إلى الخلف من الزعانف الكتفية وبم�سافات متباينة �ضمن االنواع‬
‫المختلفة من اال�سماك العظمية �شكل (‪.)2-6‬‬
‫المنطقة الذيلية تبد�أ خلف فتحة المخرج (الذيل هو المنطقة التي تقع خلف المخرج وهو يمثل احد المميزات‬
‫اال�سا�سية االربع للحبليات والتي تمثل اال�سماك العظمية احد مجاميعها)‪ .‬حتى النهاية الخلفية للزعنفة الذيلية‪.‬‬
‫والزعنفة الذيلية في اال�سماك العظمية تكون في الغالب متناظرة الف�صين الظهري والبطني‪ .‬ويوجد في العديد‬
‫من اال�سماك العظمية زعنفة مفردة تقع خلف المخرج هي الزعنفة المخرجية‪ .‬والزعانف جميع ًا م�سندة ب�أ�شعة‬
‫زعنفية �شكل (‪.)2-6‬‬

‫‪81‬‬
‫أ‬

‫جـ‬ ‫ب‬

‫د‬

‫�شكل (‪ .)2-6‬ال�سمكة العظمية‪� ( .‬أ ) المظهر الخارجي ل�سمكة عظمية تت�ضح فيه اق�سام الج�سم والزعانف المفردة‬
‫والمزدوجة‪( ،‬ب) مقطع لجلد �سمكة عظمية وتت�ضح في ال�شكل طبقات الجلد وترتيب الق�شور‪( ،‬جـ) ا�شكال الزعانف‬
‫الذيلية في اال�سماك العظمية‪( .‬د) انواع الق�شور في اال�سماك العظمية (للحفظ)‪.‬‬

‫التركيب الداخلي لل�سمكة العظمية‬ ‫‪3-2-6‬‬

‫الجهاز اله�ضمي‬ ‫‪1‬‬

‫يبتدء الجهاز اله�ضمي بالفم الذي يكون طرفي ًا في اال�سماك العظمية وتحاط عادة فتحة الفم ب�شفاه بارزة‪،‬‬
‫ويحوي الجوف الفمي غدداً ذات افراز مخاطي‪ ،‬والل�سان في اال�سماك العظمية بدائي ويتمثل بطية لحمية تنمو‬
‫من قاع الفم ويكون محدود الحركة وقد يحمل حليمات �صغيرة وربما ا�سنان في بع�ض االنواع‪ .‬ولال�سماك‬
‫العظمية في الغالب ا�سنان ذات ارتباط طرفي حيث التوجد ا�سناخ لالرتباط‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫ي�ؤدي الجوف الفمي �إلى البلعوم الذي يكون ب�شكل تركيب مت�سع توجد على جانبيه الردهات الخي�شومية‪ ،‬وقد‬
‫يحوي البلعوم في عائلة ال�شبوطيات ا�سنان بلعومية ت�ساعد في تقطيع الطعام‪.‬‬
‫يت�صل البلعوم بالمريء الذي يكون ق�صيراً في اال�سماك وحاوي ًا على طيات طولية في الغالب ت�ساعد على‬
‫ابتالع كمية اكبر من الطعام‪ .‬والمعدة في اال�سماك العظمية متباينة فقد تكون ب�شكل تركيب انبوبي وقد تتخذ‬
‫�شك ًال دورقي ًا في بع�ض االنواع �أو تكون على �شكل قان�صة (ع�ضلية �سميكة) كما هو الحال في �سمكة الخ�شني‬
‫(ابو خريزة)‪.‬‬
‫وب�شكل عام تتميز المعدة �إلى جزء ف�ؤادي‪ ،‬و�آخر بوابي وفي الغالب يكون الجزء البوابي مختز ًال في اال�سماك‬
‫العظمية‪ ،‬وقد يوجد في العديد من اال�سماك عند منطقة ات�صال الجزء البوابي للمعدة مع االمعاء عدد من البروزات‬
‫االنبوبية االعورية ت�سمى باالعاور البوابية‪ ،‬ويتراوح عددها بين ‪ 200-1‬في االنواع المختلفة من اال�سماك‬
‫العظمية (لماذا �سميت باالعاور البوابية ؟)‪.‬‬
‫االمعاء في اال�سماك العظمية تكون في الغالب طويلة وملتفة وي�صعب تميز االمعاء الدقيقة عن الغليظة في‬
‫الكثير من االنواع‪ ،‬اال انه قد يوجد في بع�ض االنواع �صمام يف�صل االمعاء الدقيقة عن الغليظة‪ .‬وتكون االخيرة‬
‫في الغالب ق�صيرة وتنتهي بفتحة المخرج �شكل (‪.)3-6‬‬

‫المرئ‬

‫فم‬

‫�شكل (‪ .)3-6‬القناة اله�ضمية في �سمكة عظمية (للحفظ)‬

‫تمتلك اال�سماك العظمية غدد ه�ضمية ملحقة بالقناة اله�ضمية وهي الكبد والبنكريا�س‪.‬‬

‫�أ ‪ -‬الكبـد‪ :‬يكون الكبد في اال�سماك العظمية مف�ص�صاً‪ ،‬وفي الغالب يكون الف�ص الأي�سر اكبر من الأيمن وي�ستقر‬
‫فيه كي�س ال�صفراء الذي تفتح قناته (قناة ال�صفراء) في الجزء االمامي من االمعاء الدقيقة والمتمثل باالثني‬
‫ع�شري‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫ب‪ -‬البنكريا�س‪ :‬يتمثل البنكريا�س في اال�سماك العظمية في الغالب بن�سيج بنكريا�سي منت�شر �ضمن الكبد �أو‬
‫االغ�شية المرتبطة بجدار االمعاء وي�صعب تميز حدوده‪.‬‬

‫تتغذى اال�سماك على ما هو متوفر في المحيط البيئي الذي تتواجد فيه‪� ،‬إال ان معظم اال�سماك تكون‬
‫الحمة �أي تتغذى على الطعام الحيواني الممثل بالهائمات الحيوانية‪ ،‬ويرقات الح�شرات وانواع الالفقريات‬
‫المائية وحتى الفقريات‪ .‬وهناك مجموعة اخرى من اال�سماك ذات تغذية نباتية (عا�شبة) حيث تتغذى على‬
‫الطحالب واالع�شاب‪ ،‬والمجموعة الثالثة تكون متنوعة التغذية (قارتة) حيث تتغذى تغذية نباتية وحيوانية‪.‬‬

‫الجهاز التنف�سي‬ ‫‪2‬‬

‫التنف�س في اال�سماك العظمية خي�شومي‪ ،‬حيث تقوم الخيا�شيم بعملية التبادل الغازي من خالل الح�صول على‬
‫الأوك�سجين المذاب في الماء‪.‬‬
‫يوجد على جانبي البلعوم تجويف م�شترك يعرف بالردهة الخي�شومية الم�شتركة‪ ،‬يغطيها من الخارج غطاء‬
‫كل منها من قو�س خي�شومي يحمل على‬ ‫يعرف بالغطاء الخي�شومي‪ .‬وتوجد في كل ردهة اربعة خيا�شيم يتكون ٍ‬
‫�سطحه الخارجي �صفين من الخيوط الخي�شومية‪ ،‬وعلى ال�سطح الداخلي �صفين من الخيوط الخي�شومية التي تنمو‬
‫بدرجات متفاوتة تبع ًا لطريقة تغذية ال�سمكة �شكل (‪ .)4-6‬وتتم عملية التنف�س في اال�سماك العظمية كالآتي ‪:‬‬
‫ينفتح الفم ليدخل الماء الم�شبع بالأوك�سجين المذاب‪ ،‬وينخف�ض قاع التجويف الفمي البلعومي وتت�سع‬
‫جدران البلعوم وينغلق الغطاء الخي�شومي‪ ،‬ثم يغلق الفم وتتقل�ص جدران البلعوم ويرتفع قاع التجويف الفمي‬
‫البلعومي فيمر الماء على الخيا�شيم ويغمرها ليغادر �إلى الخارج عبر فتحة الغطاء الخي�شومي واثناء مرور الماء‬
‫عبر الخيا�شيم تح�صل عملية التبادل الغازي �شكل (‪.)5-6‬‬

‫�شكل (‪ .)4-6‬تركيب الخيا�شيم في �سمكة عظمية‬

‫تختلف خيا�شيم اال�سماك في حجومها �ضمن االنواع المختلفة من اال�سماك كما تختلف تبع ًا لطبيعة البيئة‬
‫التي يعي�ش فيها نف�س النوع‪ ،‬وب�شكل عام تكون خيا�شيم اال�سماك كبيرة الحجم في المياه التي تكون فقيرة‬

‫‪84‬‬
‫بمحتواها من الأوك�سجين بينما تكون �صغيرة الحجم في البيئة التي يتوفر فيها الأوك�سجين بن�سب عالية‪ ،‬وهذه‬
‫الحالة تمثل احد التكيفات التركيبية لال�سماك لحماية نف�سها من �ضغط البيئة ‪.‬‬

‫البلعوم‬
‫البلعوم‬

‫تجويف الفم‬

‫�شكل (‪ )5-6‬خطوات عملية التنف�س في �سمكة عظمية حيث يغلق غطاء الخيا�شيم ويفتح الفم لي�سمح بدخول‬
‫الماء ثم تغلق ال�صمامات الفمية ويفتح غطاء الخيا�شيم فيحدث التبادل الغازي اثناء مرور الماء (للحفظ)‪.‬‬

‫المثانة الهوائية �أو مثانة ال�سباحة‪:‬‬


‫تمتلك غالبية اال�سماك العظمية مثانة هوائية (مثانة ال�سباحة)‪ ،‬تتمثل بجيب ذي حجرة واحدة �أو حجرتين‪،‬‬
‫وهي تتخذ مو�ضع ًا ظهري ًا �ضمن التجويف الج�سمي �شكل (‪ ،)6-6‬وتركيب المثانة الداخلي ي�شبه تركيب الرئة‪،‬‬
‫واالت�صال مابين المثانة والمريء قد يزول في معظم اال�سماك العظمية وعندئ ٍذ ت�صبح مثانة ال�سباحة مغلقة‪،‬‬
‫وقد تبقى القناة المو�صلة مفتوحة‪ ،‬ومن ثم تعرف اال�سماك بمفتوحة المثانة‪.‬‬
‫يتميز الجزء االمامي من المثانة‬
‫بوجود �شبكة من الأوعية الدموية ال�شعرية‬
‫يطلق عليها ا�سم ال�شبكة العجيبة‪� ،‬أو قد‬
‫تكون كثيرة التعقيد وحينذاك يطلق عليها‬
‫ا�سم الج�سم الأحمر �أو الغدة الحمراء‪ ،‬وهذا‬
‫التركيب ينتج غازات مثل الأوك�سجين‬
‫والنتروجين وثنائي �أوك�سيد الكاربون‪،‬‬
‫ومن ثم ف�أن المحتوى الغازي للمثانة‬
‫يتباين كثيراً في االنواع المختلفة من‬
‫اال�سماك‪.‬‬
‫�شكل (‪ .)6-6‬مثانة ال�سباحة في ال�سمكة العظمية‬

‫‪85‬‬
‫وعند افراز الغاز �إلى داخل المثانة الهوائية �أو امت�صا�صه منها ت�صبح الكثافة النوعية لل�سمكة م�ساوية‬
‫للكثافة النوعية للماء المحيط بها وهذا ما ي�ساعد ال�سمكة على ان ت�سبح بمنتهى الراحة وفي اعماق مختلفة من‬
‫عمود الماء‪ ،‬وكمية الغاز داخل المثانة الهوائية تعتمد على و�ضع ال�سمكة داخل الماء وال�ضغط الم�سلط عليها من‬
‫المحيط الخارجي‪ ،‬فال�سمكة تميل �إلى الغو�ص �إلى االعماق بعد نق�صان حجم غاز المثانة حيث تزداد كثافتها‬
‫النوعية وعند ا�ستقرارها في م�ستوى معين يجب ا�ضافة الغاز �إلى المثانة الهوائية ليبقى وزن الج�سم م�ساوي ًا‬
‫لوزن كمية الماء المزاحة‪ ،‬ويح�صل العك�س عند ال�صعود �إلى ال�سطح فتتو�سع المثانة الهوائية وت�صبح كثافتها‬
‫النوعية م�ساوية لكثافة الماء عند ذلك الم�ستوى‪ ،‬وما لم يزاح جزء من هواء المثانة ف�أن ال�سمكة ترتفع ب�سرعة‬
‫متزايدة �إلى ان تنطلق خارج الماء‪.‬‬
‫تنجز مثانة ال�سباحة الوظائف الآتية‪:‬‬

‫أ� ‪ -‬تعمل كع�ضو توازن مائي حيث تجعل الكثافة النوعية لل�سمكة مماثلة للكثافة النوعية للماء في العمق المطلوب‪.‬‬
‫ب‪ -‬الم�ساعدة في عملية التبادل الغازي من خالل ال�شبكة العجيبة �أو الج�سم الأحمر‪.‬‬
‫جـ‪ -‬تعمل مثانة ال�سباحة عمل الرئة في اال�سماك الرئوية حيث يكون تركيبها م�شابه ًا لتركيب الرئتين في‬
‫الحيوانات االر�ضية‪.‬‬

‫الجهاز االبرازي (البولي)‬ ‫‪3‬‬


‫يت�ألف الجهاز البولي في اال�سماك العظمية من زوج من الكلى‪ ،‬ولكل كلية قناة تمتد على الحافة الداخلية‬
‫لل�سطح البطني للكلية‪ ،‬وتتحد قناتا الكليتين في الخلف لتفتحا بالفتحة البولية‪.‬‬
‫وفي بع�ض اال�سماك قد يت�سع االمتداد الخلفي لقناة الكلية مكون ًا ما يمثل المثانة البولية والتي ت�ستخدم‬
‫للخزن الوقتي للبول �شكل (‪.)7-6‬‬
‫تكون الكبيبات في ا�سماك المياه العذبة‬
‫العظمية كبيرة والكلية تطرح بو ًال مخففاً‪ ،‬اما‬
‫في ا�سماك المياه المالحة (البحرية) العظمية‬
‫ف�أن الكبيبات تكون �صغيرة وربما معدومة‬
‫في بع�ض االنواع مما يقلل التر�شيح‪ ،‬وتقوم‬
‫اال�سماك بتحويل معظم االمونيا �إلى يوريا‬
‫تطرح من قبل الكلى والخيا�شيم‪ .‬وتكون‬
‫اعداد الخاليا الكلورية (خاليا ملحية) في‬
‫ا�سماك المياه المالحة العظمية اكثر مما في‬
‫�شكل (‪ )7-6‬الت�شريح الداخلي ل�سمكة عظمية ويت�ضح من‬
‫ا�سماك المياه العذبة العظمية‪.‬‬
‫خالله تركيب الجهاز االبرازي في �سمكة عظمية‬

‫‪86‬‬
‫الجهاز التنا�سلي‬ ‫‪4‬‬

‫يت�ألف الجهاز التنا�سلي الذكري في اال�سماك العظمية من زوج من الخ�صى تمتد بطول الجوف الج�سمي تقريب ًا‬
‫وهي ترتبط بجدار الج�سم الداخلي بو�ساطة م�سراق الخ�صية وتكون الخ�صى ذات �سطح خارجي امل�س ولكل خ�صية‬
‫قناة منوية والقناتان المنويتان تت�صالن في م�ؤخرتهما مع القناتان الكلويتان في الغالب لتفتحا في الخارج‬
‫بفتحة م�شتركة‪ ،‬وقد تكون االقنية التنا�سلية منف�صلة تمام ًا عن االقنية الكلوية في بع�ض الأ�سماك العظمية‪.‬‬
‫يت�ألف الجهاز التنا�سلي االنثوي من زوج من المباي�ض ب�شكل اكيا�س مغلقة النهاية االمامية‪ ،‬والمباي�ض‬
‫في اال�سماك العظمية تنتج اعداداً كبيرة جداً من البيو�ض حيث يتجاوز العدد في بع�ض االنواع المليون بي�ضة‪.‬‬
‫تت�صل قناتا البي�ض في اال�سماك العظمية بالمبي�ضين وتلتحمان عند الجهة الخلفية ثم تفتحان للخارج بفتحة‬
‫م�شتركة �شكل (‪.)8-6‬‬

‫�أ‬ ‫ب‬
‫�شكل (‪ .)8-6‬الجهاز البولي التنا�سلي في �أنثى (�أ) وذكر (ب) �سمكة عظمية (للحفظ)‬

‫االخ�صاب في اال�سماك العظمية في الغالب يكون خارجي ًا حيث تطرح اناث اال�سماك بيو�ضها �إلى الماء‬
‫ويطرح الذكر حيامنه (نطفه) �إلى الماء �أي�ض ًا ويح�صل االخ�صاب فجائياً‪ .‬حيث تكون كال الحيامن والبيو�ض‬
‫�سابحة في الماء واذا ما �صادفت البي�ضة حيمن ًا ف�أنها �سوف تخ�صب وبخالف ذلك �سوف تموت دون ان تنتج‬
‫فرداً جديداً‪ ،‬واال�سماك العظمية قد ت�ضع بيو�ضها على �سطح الماء �أو على النباتات المائية‪ .‬وتفق�س البيو�ض‬
‫المخ�صبة بعد فترة متباينة �ضمن االنواع المختلفة فقد يفق�س البي�ض خالل �ساعات عدة �أو قد ي�ستغرق عدة �أيام‪،‬‬
‫وتكون ال�صغار في الغالب مماثلة للآباء �أو قد تمر بدور اليرقة‪.‬‬
‫لماذا تنتج اال�سماك العظمية بيو�ض ًا كثيرة جداً تفوق في اعدادها جميع الفقريات ؟ وما عالقة ذلك بعوامل‬
‫البيئة المختلفة ؟‬
‫‪87‬‬
‫جهاز الدوران‬ ‫‪5‬‬

‫يت�ألف القلب في اال�سماك العظمية من بطين ع�ضلي �سميك مفرد واذين غ�شائي مفرد �أي�ض ًا (قد يف�صل االذين‬
‫بحاجز غير مكتمل في اال�سماك الرئوية لي�صبح لها اذينان) وكي�س �أو جيب وريدي رقيق الجدران ويرتبط‬
‫بالبطين مخروط �شرياني �أو الب�صلة ال�شريانية وتوجد في مناطق ات�صال الردهات �سابقة الذكر �صمامات ت�سمح‬
‫بمرور الدم باتجاه واحد وتمنع عودته‪ ،‬كما يوجد في بطانة المخروط ال�شرياني �صمامات ن�صف هاللية تنظم‬
‫مرور الدم من القلب �إلى االبهر البطني‪.‬‬
‫يوجد في اال�سماك العظمية اربعة ازواج من االقوا�س االبهرية تن�ش أ� من االبهر البطني وتذهب �إلى الخيا�شيم‬
‫من خالل �شرايين خي�شومية واردة‪ ،‬يقابلها من الجهة الظهرية نف�س العدد من ال�شرايين الخي�شومية ال�صادرة‪،‬‬
‫واالخيرة تذهب �إلى الجهة الظهرية لت�شكل االبهر الظهري الذي يمتد على امتداد الخط الو�سطي الظهري لج�سم‬
‫الحيوان‪ .‬ين�ش�أ من االبهر الظهري عدة فروع �شريانية تغذي مختلف االع�ضاء في الج�سم (القناة اله�ضمية والغدد‬
‫اله�ضمية‪ ،‬الع�ضالت الج�سمية‪ ،‬الكليتين‪ ،‬الذيل وغير ذلك)‪ ،‬ثم يعود الدم من انحاء الج�سم �إلى القلب ثانية بو�ساطة‬
‫�شبكة من الأوردة موزعة �ضمن االع�ضاء ت�شكل بمجموعها مايعرف بالجهاز الوريدي �شكل (‪ .)9-6‬لال�سماك‬
‫العظمية دورة دموية مفردة في الغالب (لماذا ؟)‪.‬‬

‫�شكل (‪ )9-6‬جهاز الدوران في �سمكة عظمية (للحفظ)‬

‫‪88‬‬
‫الجهاز الع�ضلي‬ ‫‪6‬‬
‫يت�ألف الهيكل الع�ضلي المحوري في اال�سماك العظمية من �سل�سلة من القطع الع�ضلية المتعاقبة والتي ت�أخذ‬
‫�شكل الرقم ‪ 4‬ويف�صل بينها حواجز ع�ضلية متكونة من ن�سيج �ضام �شكل (‪ .)10-6‬تمتد الع�ضالت الجذعية في‬
‫اال�سماك من الجمجمة (الر�أ�س) حتى الذيل وهي تق�سم بو�ساطة حاجز جانبي �إلى كتلة ظهرية فوق محورية‬
‫واخرى بطنية تحت محورية‪.‬‬
‫تمتاز اال�سماك بقابليتها على الحركة ال�سريعة‪ ،‬ومعظم اال�سماك ت�سبح م�سافة ع�شرة امثال طول ج�سمها في‬
‫الثانية‪ ،‬وكلما كبر حجم ال�سمكة زادت �سرعة �سباحتها‪ ،‬وتعد ع�ضالت الجذع والذيل م�س�ؤولة عن دفع اال�سماك‬
‫في و�سط ذو مقاومة عالية للحركة‪ .‬تبد�أ الحركة التموجية من المقدمة وباتجاه الم�ؤخرة في جانب واحد‬
‫وتتبادل الحركة التموجية في الجانب الآخر‪ ،‬وي�ساعد ال�سمكة في حركتها الذيل والزعنفة الذيلية اللذان يعمالن‬
‫كموجه عند الحركة‪ .‬كما تعمل الزعانف الزوجية (الزعانف ال�صدرية والزعانف الحو�ضية) على توازن الج�سم في‬
‫م�ستوى معين‪ ،‬وت�ساعد كذلك في الغط�س والعوم‪ ،‬اما الزعانف المفردة فتعمل على حفظ الج�سم في و�ضع معتدل‪،‬‬
‫بال�شكل الذي يجعل الق�سم الظهري متجه ًا �إلى االعلى والبطني �إلى اال�سفل �شكل (‪.)10-6‬‬

‫أ‬

‫ب‬

‫�شكل (‪ .)10-6‬الع�ضالت في ال�سمكة العظمية (للحفظ)‪.‬‬


‫( �أ ) الع�ضالت الجذعية في �سمكة عظمية‪( .‬ب) الحركة في اال�سماك‪ ،‬الحظ مح�صلة قوة الدفع من الخلف �إلى‬
‫االمام‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫هل تعلم ؟‬
‫ان �سباحة اال�سماك تمثل اكبر �شكل اقت�صادي في حركة الحيوان ا�سا�ساً‪ ،‬وذلك الن الحيوانات المائية‬
‫التحتاج �إلى ا�ستهالك طاقة كبيرة للتغلب على قوة الجاذبية‪ .‬واذا قارنا ح�ساب الطاقة لكل كيلوغرام‬
‫من وزن الج�سم مقابل لحركة كيلو متراً واحداً النواع اخرى مختلفة من الحركة ف�سوف نجد ان ال�سباحة‬
‫ت�ستهلك ‪ 0.39‬كيلو كالوري فقط في �سمك ال�سالمون‪ ،‬في حين ي�ستهلك النور�س ‪ 1.45‬كيلو كالوري‬
‫للطيران نف�س الم�سافة‪ ،‬وي�ستهلك ال�سنجاب االر�ضي ‪ 5.43‬كيلو كالوري للم�شي نف�س الم�سافة �أي�ضاً‪،‬‬
‫ويبدو ان اال�سماك واللبائن المائية امتلكت تكيفات تركيبية ووظيفية تتنا�سب وطبيعة الو�سط الذي‬
‫تتواجد فيه ممثلة با�شكال اج�سامها وزعانفها �أو المجاذيف في اللبائن المائية (الحوت مثالً) وقدرتها‬
‫على ال�سباحة بخ�صائ�ص مقللة لالحتكاك‪.‬‬

‫الجهاز الهيكلي‬ ‫‪7‬‬

‫لال�سماك جهاز هيكلي خارجي و�آخر داخلي‪ .‬يت�ألف الهيكل الخارجي من بع�ض التراكيب ال�صلبة التي‬
‫تمثل م�شتقات جلدية‪ ،‬ومنها الق�شور االدمية وهذه الق�شور ت�ستقر في جيوب في االدمة وتندفع باتجاه ال�سطح‬
‫الخارجي للج�سم وتبقى مغطاة بب�شرة رقيقة‪ .‬وهي تكون مرتبة ب�شكل �صفوف طولية فوق وا�سفل الخط الجانبي‪.‬‬
‫والق�شور في اال�سماك العظمية متنوعة‪ ،‬فمنها الدائرية �أو الحلقية وتوجد في البني والكطان‪ ،‬ومنها الم�شطية‬
‫وهذه توجد في �سمكة الخ�شني (ابو خريزة) على �سبيل المثال وهناك ا�شكال اخرى من الق�شور ‪ .‬ولق�شور اال�سماك‬
‫خطوط دائرية يطلق عليها حلقات النمو‪ ،‬حيث يمكن التعرف على عمر اال�سماك من خاللها �شكل (‪ .)2-6‬كما‬
‫تعتبر اال�شعة الزعنفية جزءاً من الهيكل الخارجي‪ ،‬وقد تتحد هذه اال�شعة مكونة بروزات �صلبة تعرف بال�شوكة‬
‫تحمي الزعنفة وتدعمها �شكل (‪.)2-6‬‬
‫اما الهيكل الداخلي في اال�سماك العظمية فيت�ألف من ق�سمين رئي�سين المخطط (‪:)1-6‬‬

‫�أو ًال ‪ -‬الهيكل المحوري‪ :‬يت�ألف من الجمجمة والعمود الفقري واال�ضالع‪.‬‬


‫ثانياً‪ -‬الهيكل الطرفـي‪ :‬يت�ألف من حزام ال�صدر والزعانف ال�صدرية (الكتفية) وحزام الحو�ض والزعانف‬
‫الحو�ضية‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫هيكل الأ�سماك العظمية‬

‫هيكل داخلي‬ ‫هيكل خارجي‬


‫(الق�شور االدمية وامل�شتقات اجللدية)‬

‫هيكل طريف‬

‫هيكل حموري‬
‫الأ�ضالع‬
‫حزام ال�صدر‬
‫والزعانف ال�صدرية‬ ‫اجلمجمة‬
‫حزام احلو�ض‬ ‫العمود الفقري‬
‫والزعانف احلو�ضية‬

‫مخطط (‪ )1-6‬مكونات الهيكل الداخلي في اال�سماك العظمية (للحفظ)‬

‫الهيكل المحوري‪:‬‬ ‫�أوالً‬


‫�أ ‪ -‬الجمجمة ‪:‬‬
‫تتميز جمجمة اال�سماك العظمية �شكل (‪� )11-6‬إلى ثالثة اق�سام هي‪:‬‬
‫الق�سم الأول‪ :‬القحف الغ�ضروفي يتكون من عدد من القطع الغ�ضروفية في مراحل النمو الأولى‪ .‬ومع التقدم في‬
‫العمر تحل العظام محل الغ�ضاريف في هذا الق�سم من الجمجمة‪ ،‬وهذه العظام تعرف بالعظام الغ�ضروفية‪.‬‬
‫الق�سم الثاني‪ :‬يت�ألف من مجموعة من عظام ادمية �أو غ�شائية ت�شكل الجمجمة (القحف) االدمية وهذه تتميز‬
‫بو�ضوح على ال�سطح الظهري والجانبي للجمجمة‪.‬‬
‫الق�سم الثالث‪ :‬القحف الح�شوي �أو االح�شائي‪ :‬يت�ألف من �سبعة ازواج من االقوا�س االح�شائية متناظرة الجانبين‬
‫تتمثل بالزوج الأول الذي ي�ؤلف القو�س الفكي‪ ،‬والزوج الثاني والذي ي�شكل القو�س الالمي الذي ي�سند منطقة‬
‫الل�سان‪ ،‬واالزواج الخم�سة المتبقية ت�شكل اقوا�س ًا ح�شوية ت�سند المنطقة الخي�شومية‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ب‪ -‬العمود الفقري‪:‬‬
‫يت�ألف العمود الفقري في اال�سماك العظمية من �سل�سلة من التراكيب العظمية تدعى بالفقرات وتكون ذات‬
‫اج�سام فقرات مقعرة الوجهين‪ .‬ويتميز في العمود الفقري لال�سماك نوعين من الفقرات هي الفقرات الجذعية‬
‫والفقرات الذيلية �أو الذنبية �شكل (‪.)11-6‬‬
‫تمتاز الفقرات الجذعية ب�أحتوائها على قو�س ع�صبي تن�ش�أ منه �شوكة ع�صبية‪ ،‬ويبرز من جانبي ج�سم الفقرة‬
‫زوج من النتوءات الم�ستعر�ضة يت�صالن بزوج من اال�ضالع تمتد نحو اال�سفل‪ .‬والفقرات الجذعية ترتبط مع‬
‫بع�ضها بن�سيج �ضام ليفي مما يمنح الفقرات حرية حركة محدودة‪ .‬اما في المنطقة الذيلية (الفقرات الذيلية) ف�أن‬
‫الفقرات تكون ذات قو�س ع�صبي ق�صير و�شوكة ع�صبية كبيرة جداً ومدببة‪ ،‬وتلتقي نتوءات الفقرات من جانبها‬
‫البطني مكونة القو�س الدموي الذي يحيط بالقناة الدموية‪ ،‬ومن خالل هذه القناة يمر ال�شريان والوريد الذنبيان‪،‬‬
‫ويكون القو�س الدموي �شوكة دموية تتجه نحو الخلف �شكل (‪.)11-6‬‬

‫جـ‪ -‬اال�ضالع‪:‬‬
‫تمتلك اال�سماك العظمية مجموعتين من اال�ضالع هي اال�ضالع الظهرية واال�ضالع البطنية‪ .‬تمتد اال�ضالع‬
‫الظهرية جانبي ًا لتف�صل الع�ضالت �إلى كتلة ظهرية (ع�ضالت فوق محورية) واخرى بطنية (ع�ضالت تحت‬
‫محورية) وعليه فان هذه اال�ضالع تتو�سط بين الع�ضالت‪ .‬اما اال�ضالع البطنية ف�أنها تنمو من ج�سم الفقرة وتقع‬
‫بين ع�ضالت جدار الج�سم والبريتون الجداري‪ .‬ومعظم اال�سماك ذات ا�ضالع ظهرية �أو بطنية وقد تمتلك بع�ض‬
‫اال�سماك كال النوعين‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫قو�س ع�صبي‬ ‫قو�س ع�صبي‬

‫�شكل (‪ )11-6‬الهيكل الداخلي في �سمكة عظمية (للحفظ ب و جـ)‪.‬‬

‫(�أ ) الهيكل الداخلي كام ًال ل�سمكة عظمية حيث تت�ضح فيه الجمجمة والعمود الفقري والهيكل الطرفي‪،‬‬
‫(ب) الفقرة الجذعية‪( ،‬جـ) الفقرة الذنبية‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الهيكل الطرفي‬ ‫ثانياً‬

‫�أ ‪ -‬حزام ال�صدر‪:‬‬


‫يت�ألف حزام ال�صدر في اال�سماك العظمية من ثالث عظام مختلفة الحجم‪ .‬وترتبط به زعانف �صدرية تختلف‬
‫باختالف االنواع وت�أخذ اال�شعة الزعنفية دوراً ا�سنادي ًا للزعنفة �شكل (‪. )11-6‬‬

‫ب‪ -‬حزام الحو�ض‪:‬‬


‫يكون حزام الحو�ض في اال�سماك اب�سط كثيراً من حزام ال�صدر وهو يقوم با�سناد الزعانف الحو�ضية‪ .‬يت�ألف‬
‫حزام الحو�ض وكما هو الحال في حزام ال�صدر من ثالثة عظام وهو غالب ًا مايكون مختزالً‪ .‬وتت�صل بحزام‬
‫الحو�ض زعانف حو�ضية م�سندة با�شعة زعنفية �شكل (‪.)11-6‬‬

‫الجهاز الع�صبي‬ ‫‪8‬‬

‫يت�ألف الدماغ في اال�سماك العظمية من‪:‬‬


‫�أ ‪ -‬مخ �صغير ن�سبي ًا يقع في مقدمته ف�صان �شميان‪.‬‬
‫ب‪ -‬المخ المتو�سط هو الجزء الأكبر من الدماغ ويتكون من ف�صين ب�صريين كبيرين ن�سبياً‪.‬‬
‫جـ‪ -‬المخيخ في اال�سماك العظمية كبير ن�سبي ًا ومنطوي على ذاته وهو ي�سيطر على الحركات الن�شطة‪ ،‬ويعد من‬
‫ميزات اال�سماك العظمية‪ .‬يكون النخاع الم�ستطيل جيد التكوين ويت�صل في م�ؤخرته بالحبل ال�شوكي الذي‬
‫يمتد �إلى نهاية العمود الفقري �شكل (‪.)12-6‬‬
‫ويغلف المخ والحبل ال�شوكي غالف واحد هو ال�سحية البدائية‪ .‬ولال�سماك العظمية ع�شرة ازواج من االع�صاب‬
‫القحفية وعدد من ازواج االع�صاب ال�شوكية التي تبرز من جانبي الحبل ال�شوكي‪.‬‬

‫تمتلك اال�سماك العظمية اع�ضاء ح�س جيدة التكوين تتمثل بالآتي‪:‬‬


‫‪ 1 .1‬زوج من االع�ضاء ال�شمية‪ ،‬زوج من االكيا�س ال�شمية غير مرتبطة بتجويف الفم وتفتح على جانبي ال�سطح‬
‫الظهري للر�أ�س‪ ،‬وتت�صل نهايتها بالف�صين ال�شميين‪.‬‬
‫‪2 .2‬تتمثل اع�ضاء ال�سمع في اال�سماك باالذن التي تقت�صر على االذن الداخلية حيث التوجد فتحة اذن خارجية‪،‬‬
‫واالذن الداخلية مكونة من ثالث قنوات ن�صف دائرية اثنتان عموديتان وثالثة م�ستعر�ضة ولكل منها‬
‫حو�صلة مزودة بنهايات ع�صبية ترتبط بدورها بالع�صب ال�سمعي‪ .‬ت�ستطيع معظم اال�سماك ال�سمع‪ ،‬والبع�ض‬
‫منها ت�سمع جيداً‪ ،‬وقد تتحور مثانة ال�سباحة في اال�سماك العظمية لتعمل كم�ضخم لل�صوت ‪.‬وتعتبر حا�سة‬
‫ال�سمع اقوى الحوا�س في اال�سماك‪ ،‬وهذا يعود لكثافة الو�سط (الماء) الذي تعي�ش فيه‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ .3‬لال�سماك زوج من العيون جانبية الموقع في الغالب وهي‬
‫ت�ستقر في محجر العين وت�شتمل العين على كرة العين واجزاء‬
‫م�ساعدة‪ .‬وعيون اال�سماك تظهر تكيفات عديدة مرتبطة‬
‫بطبيعة البيئة التي تتواجد فيها فمث ًال تميل اال�سماك التي‬
‫تعي�ش في االعماق �إلى اظهار بع�ض التكيفات للح�صول على‬
‫اكبر كمية من ال�ضوء مثل كبر حجم العين والعد�سة والب�ؤب�ؤ‪.‬‬
‫وب�شكل عام تكون كرة العين في اال�سماك العظمية ذات‬
‫�سطح امامي م�ستوي‪ .‬ومن اال�سماك ما تكون �صغيرة‬
‫العين ومنها ما يكون عمياء‪ ،‬ويبدو ان ال�صفة االخيرة‬
‫قد ح�صلت بفعل ت�أثير البيئة (عوامل البيئة) التي‬
‫تعي�ش فيها هذه اال�سماك ويوجد مثل هذه اال�سماك في‬
‫�شكل (‪ .)12-6‬الدماغ في ال�سمكة العظمية (للحفظ)‬
‫كهوف منطقة حديثة غرب العراق وقد توجد العينين في‬
‫اال�سماك على جانب واحد الأيمن �أو الأي�سر ح�سب الحيوان‪.‬‬

‫مالئمة الج�سم في اال�سماك للبيئة المائية‪:‬‬


‫تظهر اال�سماك تكيفات تركيبية ووظيفية عديدة ت�ؤهلها للمعي�شة المائية ومن هذه التكيفات ما ي�أتي‪:‬‬

‫‪� .1‬شكل الج�سم ان�سيابي يتيح لل�سمكة �سهولة الحركة في الماء‪ ،‬كما ان الزعانف المفردة والمزدوجة تمثل‬
‫اع�ضاء حركة متجان�سة‪ ،‬فالزعنفة الذيلية تقوم بدفع ال�سمكة �إلى االمام‪ ،‬اما الزعانف الزوجية فت�ساعد في‬
‫التوازن وال�صعود والنزول بحرية‪.‬‬
‫‪ .2‬تمتلك اال�سماك خيا�شيم تعتبر اكثر اع�ضاء التنف�س كفاءة في المملكة الحيوانية ال�ستخال�ص الأوك�سجين من‬
‫الماء من خالل ما تحويه من �أوعية �شعرية دموية رقيقة الجدران ت�سمح بالتبادل الغازي‪.‬‬
‫‪ .3‬لال�سماك اع�ضاء �شم ور�ؤية ممتازة وجهاز خط جانبي ح�سي فريد‪ .‬وب�سبب ح�سا�سيته الفائقة لتيارات الماء‬
‫والموجات فهو يمثل جهاز تح�س�س عن بعد‪ ،‬وبالتالي ت�ستطيع اال�سماك من خالله ادراك مواقع االج�سام‬
‫القريبة منها في الماء‪ ،‬ويلعب هذا الجهاز دوراً مهم ًا في تنظيم الحركة الجماعية لال�سماك وبمنتهى الدقة‪.‬‬

‫ابحث وفكر‬
‫كيف يمكننا تطبيق مبد�أ عمل المثانة الهوائية في ال�سمكة العظمية في ميدان العلم‬
‫والتكنولوجيا‬

‫‪95‬‬
‫‪ .4‬تعد اال�سماك العظمية منظمة ممتازة لل�ضغط االزموزي من خالل امتالكها اع�ضاء تامة النمو لتنظيم تبادل‬
‫الإمالح والماء (الكليتين والخيا�شيم)‪ ،‬واال�سماك العظمية قادرة على احداث توافق دقيق لمكونات �سوائل‬
‫اج�سامها والبيئة التي تعي�ش فيها‪.‬‬
‫‪ .5‬وجود المثانة الهوائية (كي�س ال�سباحة) يوفر لل�سمكة قدرة على ال�سباحة في اعماق مختلفة وبمنتهى الراحة‪،‬‬
‫ويمثل كي�س ال�سباحة احد اهم التكيفات التي يعزى اليها نجاح اال�سماك �ضمن و�سطها البيئي‪ ،‬فبع�ض‬
‫اال�سماك ت�ستطيع ان تتعلق في الماء �ساكنة بغير حركة‪.‬‬
‫‪ .6‬طورت اال�سماك طرق ًا �سلوكية معقدة للتعامل مع الطوارئ خ�صو�ص ًا وانها تعي�ش في و�سط كثير المفاج�آت‪،‬‬
‫فقد طور الكثير منها �سلوك ًا تكاثري ًا محكم ًا من خالل و�سائل المغازلة وبناء االع�شا�ش ورعاية ال�صغار وغير‬
‫ذلك‪.‬‬
‫واخيراً يمكن القول ان اال�سماك هي �سيدة البيئة المائية‪ ،‬لما تتمتع به من قدر كبير من االختالفات في‬
‫التكيف والذي يثير االعجاب من خالل انتاج تنوع ًا كبيراً في اال�شكال والتكيفات البيئية‪.‬‬

‫التكيف للمعي�شة في البر‬ ‫‪3-6‬‬

‫تعد الطيور من الفقريات الجميلة المتنوعة �شكل (‪ )13-6‬وهي تتمثل بحوالي ‪ 9000‬نوع‪ ،‬موزعة على كل‬
‫بقاع العالم تقريب ًا وبذلك يفوق عددها الفقريات االخرى عدا اال�سماك‪ ،‬وتوجد الطيور في الغابات وال�صحاري‬
‫وفي الجبال والبراري وفوق جميع المحيطات‪.‬‬
‫تعد الظاهرة الفريدة التي تميز الطيور عن غيرها من الحيوانات هي وجود الري�ش‪ ،‬فوجوده في حيوان ما‬
‫يعني انه طائر‪ ،‬وافتقاد الحيوان للري�ش يدل على انه لي�س طائر‪ ،‬والتوجد �أية مجموعة فقرية اخرى تحمل مثل‬
‫هذه ال�صفة �سهلة التمييز‪.‬‬
‫ان امكانية الطيور في الطيران تتطلب درجة عالية من التكيفات التركيبية‪ ،‬فالطائر يجب ان تكون لديه‪:‬‬
‫( �أ ) اجنحة تدعمه وتدفعه‪( ،‬ب) عظام خفيفة ومجوفة‪( ،‬جـ) الجهاز التنف�سي فعا ًال بدرجة كبيرة لكي يفي‬
‫بمتطلبات الفعاليات االي�ضية الالزمة للطيران‪( ،‬د) الجهاز اله�ضمــــي يتعامل مع الغـــــذاء الغني بالطاقـــة‪،‬‬
‫(هـ) جهاز الدوران ذا �ضغط مرتفع‪( ،‬و) جهاز ع�صبي متطور واع�ضاء ح�س دقيقة لكي تتعامل مع الم�شاكل‬
‫المعقدة في الطيران‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫�شكل (‪ )13-6‬انواع مختلفة من الطيور المتواجدة في البيئة‬

‫ال�صفات العامة للطيور‬ ‫‪1-3-6‬‬


‫تظهر الطيور �صفات تميزها عن غيرها من الفقريات نوجزها بالآتي‪:‬‬

‫‪ .1‬الج�سم عادة مغزلي ال�شكل وينق�سم �إلى اربعة اق�سام هي‪ :‬الر�أ�س ‪ ،‬العنق ‪ ،‬الجذع ‪ ،‬الذيل‪ .‬وعادة يكون العنق‬
‫طويل ب�شكل غير متنا�سب مع الج�سم بغية العمل على حفظ التوازن وجمع الغذاء‪.‬‬
‫‪ .2‬يغطي الج�سم الري�ش والحرا�شف الب�شرية في االرجل‪ ،‬والجلد يكون رقيق ًا في المناطق التي يك�سوها الري�ش‬
‫ويتكون من ب�شرة وادمة‪.‬‬
‫‪ .3‬االطراف مزدوجة (زوج امامي و�آخر خلفي) وتتحور االطراف االمامية �إلى اجنحة للطيران‪ ،‬في حين تختلف‬
‫وظيفة االطراف الخلفية فهي ت�ساعد على الهبوط والم�شي �أو العوم والقدم عادة مزودة ب�أربعة ا�صابع (ثالث‬
‫امامية واال�صبع الرابع �إلى الخلف)‪.‬‬
‫‪ .4‬الهيكل كامل التعظم‪ ،‬والعظام الكبيرة تكون مجوفة وعظام الجمجمة ملتحمة كما تميل الفقرات �إلى االلتحام‬
‫وهذه كلها تكيفات م�سخرة النجاز فعل الطيران‪.‬‬
‫‪ .5‬يتم التنف�س بو�ساطة رئات �صغيرة يت�صل بها عدد من االكيا�س الهوائية الم�ساعدة تمتد ما بين االح�شاء‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪ .6‬الجهاز الع�صبي كامل النمو‪ ،‬وللطيور اثنا ع�شر زوج ًا من االع�صاب القحفية‪.‬‬
‫‪ .7‬الطيور فقريات ثابتة الحرارة‪.‬‬
‫‪ .8‬جهاز الدوران يت�ألف من قلب مكون من اربع ردهات و�شبكة من الأوعية الدموية ال�شريانية والوريدية‪.‬‬
‫‪ .9‬الجهاز االبرازي يتكون من زوج من الكلى البعدية تكون مف�ص�صة وفي الغالب عدد ف�صو�صها ثالثة ولكل‬
‫كلية حالب والتوجد مثانة بولية‪.‬‬
‫‪ .10‬االجنا�س منف�صلة واالخ�صاب داخلي‪.‬‬

‫الو�صف المظهري للحمامة‬ ‫‪2-3-6‬‬

‫كما هو الحال بالن�سبة للطائرة‪ ،‬اذا ما اريد لها ان تطير‪ ،‬البد ان تكون قد �صممت وبنيت بناءاً على موا�صفات‬
‫حركية هوائية �صارمة‪ ،‬فكذلك الطيور البد لها ان تواجه متطلبات تركيبية تمكنها من البقاء محمولة في الهواء‪.‬‬
‫ان جميع التكيفات الخا�صة الموجودة في الطيور الطيارة ومنها الحمامة ت�سهم ب�شيئين هما تزويدها بالقوة‬
‫وتقليل وزنها‪ ،‬وهكذا تمكن االن�سان من �صنع الطائرة حينما �صنع �آلة االحتراق الداخلي‪ ،‬وتمكن من خاللها ان‬
‫يقلل من ن�سبة الوزن �إلى القوة‪.‬‬
‫�سنحاول التعرف على المظهر الخارجي للحمامة ومايحويه من تكيفات تركيبية تتنا�سب وطبيعة البيئة‬
‫التي تتواجد فيها‪.‬‬
‫يت�ألف ج�سم الحمامة المغزلي من اربع مناطق �شكل (‪:)14-6‬‬

‫‪1 .1‬الر�أ�س‪ :‬ر�أ�س الحمامة جيد التكوين‪ ،‬وتوجد في مقدمته فتحة الفم التي ت�ؤطر بالمنقار الذي يكون ق�صيراً‬
‫في الحمامة وهو يمثل الفكين ويحاط بغالف متقرن‪ ،‬ويوجد عند قاعدة المنقار من جهته الظهرية منطقة‬
‫جلدية متقرنة تحيط وتغطي فتحة المنخر الخارجية وتدعى بالقير (‪ .)Cere‬تقع العينان على جانبي‬
‫الر�أ�س‪ ،‬وكل عين مزودة بجفن علوي و�آخر �سفلي‪ ،‬ف�ض ًال عن غ�شاء رام�ش �شفاف ين�ش�أ من الزاوية الداخلية‬
‫للعين‪ ،‬ووظيفة الغ�شاء الرام�ش حماية العين من ت�أثير الرياح وماتحمله اثناء الطيران وبذا فهو يمثل تكيف ًا‬
‫تركيبي ًا يتنا�سب وطبيعة البيئة التي تمار�س فيها الحمامة ن�شاطها‪ .‬وتقع فتحة الأذن الخارجية خلف العين‬
‫وتكون مغطاة عاد ًة بالري�ش‪ ،‬والأذن الخارجية عديمة ال�صيوان‪.‬‬

‫‪2 .2‬العنق‪ :‬يمتد العنق من الحافة القفوية للر�أ�س حتى بداية الجذع وهو ق�صير ن�سبي ًا في الحمامة مقارنة‬
‫بالكثير من الطيور الأخرى‪.‬‬
‫‪3 .3‬الجذع‪ :‬يمثل الجذع في الحمامة او�سع جزء في الج�سم يمتد من نهاية العنق حتى بداية الذنب (الذيل)‪ ،‬وهو‬

‫‪98‬‬
‫يت�ألف من منطقة �صدرية و�آخرى بطنية‪ .‬ويرتبط بالجذع زوجان من االطراف‪ ،‬الزوج االمامي محور �إلى‬
‫اجنحة وهو يمثل تكيف ًا تركيبي ًا النجاز فعل الطيران‪ ،‬اما الزوج الثاني فيمثل االطراف الخلفية التي تكون‬
‫عادة مغطاة بالحرا�شف الب�شرية بد ًال من الري�ش‪ .‬وللطرف الخلفي اربعة ا�صابع مخلبية‪ ،‬ثالثة منها امامية‬
‫االتجاه والرابع خلفي ويمثل االبهام‪.‬‬

‫‪4 .4‬الذيل‪ :‬يكون الذيل ق�صير في الحمامة ومغطى بالري�ش‪ ،‬وفتحة المجمع (الفتحة الم�شتركة) تقع على ال�سطح‬
‫ال�سفلي بين نهاية الجذع وبداية الذنب‪ .‬والذيل الق�صير يمثل تكيف ًا تركيبي ًا للم�ساعدة في الطيران‪ ،‬ويوجد‬
‫عند منطقة الذيل غدة دهنية تعرف بالغدة الدبرية ي�ستخدمها الطائر لتزييت ال�سطح الخارجي لج�سمه ومنع‬
‫ت�أثير الماء الذي يزيد من وزن الج�سم اذا ما تبلل الري�ش كما ان البلل يعيق عملية الطيران في الجو الممطر‪.‬‬

‫�شكل (‪ )14-6‬المظهر الخارجي للحمامة (للحفظ)‬

‫‪99‬‬
‫الري�ش‪:‬‬
‫يمثل الري�ش تراكيب خفيفة جداً في وزنها مثبتة (قوية) في بناءها‪ ،‬والري�ش على انواع في الطيور �شكل‬
‫(‪ )15-6‬هي‪:‬‬

‫أ� ‪ -‬الري�ش الخيطي �أو ال�شعري‪ :‬ري�ش نحيف ي�شبه ال�شعر ويكون توزيعه مبعثراً فوق �سطح الج�سم وبين الري�ش‬
‫المحيطي‪ .‬والري�شة من هذا النوع مكونة من ق�صبة و�ساق طويل خيطي ال�شكل ذو خيوط قليلة تحمل خويطات‬
‫وقد تخلو من الخويطات‪.‬‬
‫ب‪ -‬ري�ش الزغب‪ :‬تتكون الري�شة من هذا النوع من ق�صبة ق�صيرة تحمل خيوط كثيرة ذات خويطات وتظهر خيوط‬
‫الري�شة وخويطاتها مبعثرة وينعدم وجود هذا النوع من الري�ش في الحمام البالغ‪ ،‬حيث ي�ستبدل هذا الري�ش‬
‫الموجود في �صغار الحمام بالري�ش المحيطي في البالغات من الحمام‪.‬‬
‫جـ‪ -‬الري�ش المحيطي (الق�صبي)‪ :‬الري�شة من هذا النوع ذات �شكل متميز وكل ري�شة تت�ألف من �ساق قوي وخيوط‬
‫وخويطات تربطها كالليب‪ ،‬وهو اكبر انواع الري�ش وي�صنف ح�سب موقعه على الج�سم �إلى عدة انواع هي‪:‬‬
‫ ري�ش الجناح‪ :‬ري�ش الطيران ويتميز ب�أن الن�صف الخلفي من ن�صل الري�ش اعر�ض قلي ًال من الن�صف االمامي‬
‫وكل جناح في الحمامة ذو (‪ )23‬ري�شة جناح‪ )11( ،‬منها االمامية تعرف بالأوائل (القوادم) (‪)Primaries‬‬
‫والباقي (‪ )12‬تقع على الزند وتدعى بالثواني (الخوافي) (‪.)Secondaries‬‬
‫ ري�ش الذيل‪ :‬ري�ش ق�صبي يوجد حول الدبر مكون ًا ذيل الحمام‪ ،‬وفي الحمام هناك (‪ )12‬ري�شة تترتب في‬
‫ن�صف دائرة‪ ،‬ويعمل ري�ش الذيل مثل كابح عند النزول وكدفة في اال�ستدارة الجانبية �أو العمودية‪.‬‬
‫ الري�ش المغطى‪ :‬نوع �آخر من الري�ش الق�صبي يكون ا�صغر حجم ًا والخويطات فيه غير جيدة التكوين‪ ،‬ويكون‬
‫هذا النوع من الري�ش الق�صبي الغطاء العام للج�سم‪.‬‬

‫�شكل (‪ . )15-6‬انواع الري�ش في الطيور (للحفظ)‬

‫‪100‬‬
‫التركيب الداخلي للحمامة‬ ‫‪3-3-6‬‬

‫الجهاز اله�ضمي‬ ‫‪1‬‬

‫يت�ألف الجهاز اله�ضمي في الحمامة من القناة اله�ضمية ب�أجزائها المختلفة والغدد الملحقة والمتمثلة بالكبد‬
‫والبنكريا�س �شكل (‪.)16-6‬‬

‫�شكل (‪ )16-6‬الت�شريح الداخلي للحمامة وتت�ضح فيه مكونات الجهاز اله�ضمي‬

‫�أ ‪ -‬القناة اله�ضمية‪:‬‬


‫تبتدئ القناة اله�ضمية بفتحة الفم التي تكون محاطة بالمنقار‪ .‬والحمامة ا�سو ًة ببقية الطيور الحديثة تفتقد‬
‫اال�سنان‪ .‬والل�سان في الحمامة يت�صل بم�ؤخرة قاع التجويف الفمي ويكون مدبب النهاية االمامية‪.‬‬
‫ي�ؤدي الجوف الفمي �إلى البلعوم الذي يتميز في الحمامة بكونه ق�صيراً وذا جدران ع�ضلية‪ .‬ويوجد و�سط‬
‫الجدار الظهري للبلعوم �شق �صغير يمثل الفتحة الم�شتركة لقناتي �أو�ستاكي التي ترتبط باالذن الو�سطى في كل‬
‫جانب‪ ،‬وتوجد فتحة المزمار في و�سط قاع البلعوم ممثلة ب�شق طولي ي�ؤدي �إلى الحنجرة في اعلى الرغامي‪.‬‬
‫ي�ؤدي البلعوم �إلى المريء الذي يتمثل ب�أنبوب ع�ضلي الجدران طويل ن�سبي ًا يقع �إلى الجهة الظهرية من‬
‫الرغامي وعلى امتداد العنق‪ .‬ويتميز المريء في الحمامة �إلى جزء مت�سع ب�شكل تركيب كي�سي يعرف بالحو�صلة‬
‫(‪ ،)Crop‬ويمثل مخزن ًا للطعام‪ .‬وهو في الحمام ينتج ما يعرف بلبن الحمام (ينتج لبن الحمام من تك�سير‬

‫‪101‬‬
‫الخاليا الظهارية المبطنة للحو�صلة وت�ستخدمه البالغات في تغذية ال�صغار مع المواد الغذائية‪ ،‬وهو يحتوي‬
‫على ن�سبة من الدهن اعلى من لبن البقر)‪ .‬اما الجزء الثاني فيكون انبوبي �ضيق‪.‬‬
‫يفتح المريء في نهايته عند المعدة التي تتميز في الحمامة �إلى جز�أين‪ ،‬امامي مخروطي ال�شكل يمثل المعدة‬
‫االمامية (‪ )Proventriculus‬ويطلق عليه �أي�ض ًا بالمعدة الغدية حيث تكون بطانة هذا الجزء غدية تفرز مواد‬
‫ها�ضمة‪ .‬اما الجزء الثاني من المعدة فيتميز بجدرانه الع�ضلية ال�سميكة‪ ،‬ويكون مبطن ًا بطبقة متقرنة �سميكة‪،‬‬
‫ويطلق على هذا الجزء بالقان�صة (‪ ،)Gizzard‬وي�سمى �أي�ض ًا بالمعدة الع�ضلية وتح�صل فيه عملية اله�ضم‬
‫الميكانيكي حيث تبتلع الحمامة قطع ًا �صغيرة من الح�صى ت�ساعد في طحن الطعام و�سحقه والذي غالب ًا ما‬
‫يتمثل بالحبوب‪.‬‬
‫ت�ؤدي المعدة �إلى االمعاء بجز�أيها الدقيق والغليظ وتت�ألف االمعاء الدقيقة من االثني ع�شري الذي يتخذ �شكل‬
‫حرف ‪ U‬يرتبط �ضلعه الأول بالقان�صة في حين يرتبط �ضلعه الثاني بالجزء الذي يلي من االمعاء الدقيقة والذي‬
‫يمثل اللفائفي‪ ،‬وهو اطول اجزاء االمعاء وترتبط طياته بو�ساطة الم�ساريق‪.‬‬
‫تتمثل االمعاء الغليظة في الحمامة بقناة ق�صيرة تكون ا�سمك و�أو�سع قطراً من االمعاء الدقيقة وهي ممثلة‬
‫بالم�ستقيم الذي يفتح في منطقة المجمع واالخير يفتح �إلى الخارج من خالل الفتحة الم�شتركة‪ ،‬ويوجد عند‬
‫ات�صال الم�ستقيم باللفائفي بروزان انبوبيان ق�صيران يعرفان ب�أعاور الم�ستقيم‪.‬‬

‫ب‪ -‬الغدد اله�ضمية الملحقة بالقناة اله�ضمية ‪:‬‬


‫ الكبد‪ :‬يت�ألف كبد الطيور على االغلب من ف�صين �أو اكثر‪ .‬فهو يتكون في الحمامة من ف�ص �أيمن و�آخر �أي�سر‬
‫ويبرز من كل ف�ص قناة �صفراء تفتحا في �ضلعي االثنى ع�شري‪ .‬وكي�س ال�صفراء مفقود في الحمامة (لماذا؟)‪.‬‬
‫ البنكريا�س‪ :‬يتمثل البنكريا�س في الحمامة بف�ص ا�سطواني يوجد محت�ضن ًا بين ذراعي االثنى ع�شر وتفتح‬
‫�أقنيته في ذراعي االثنى ع�شري‪.‬‬

‫الجهاز التنف�سي‬ ‫‪2‬‬

‫ت�ؤدي الفتحات المنخرية الخارجية �إلى الممر التنف�سي الذي ينتهي بدوره بالفتحات المنخرية الداخلية‪.‬‬
‫وهذه الفتحات تقع في نهاية الحنك ال�صلب‪ .‬وتكون الممرات االنفية في الحمامة ق�صيرة ن�سبي ًا وذلك لوقوع‬
‫المناخر الخارجية عند قاعدة المنقار‪.‬‬
‫يرتبط البلعوم مع الحنجرة من خالل فتحة المزمار‪ .‬والحنجرة في الحمامة ا�سوة ببقية الطيور تكون مختزلة‬
‫وم�سندة بعدد من الغ�ضاريف‪ ،‬والتوجد في حنجرة الحمامة حبال �صوتية ولذلك فهي الت�صدر ا�صواتاً‪.‬‬
‫تفتح الحنجرة �إلى الرغامي التي تكون طويلة وربما اطول من العنق في بع�ض الطيور‪ ،‬وهي ت�سند بحلقات‬

‫‪102‬‬
‫غ�ضروفية كاملة‪ .‬ويت�سع الرغامى عند دخوله التجويف ال�صدري مكون ًا تركيب ًا يطلق عليه الم�صفار (‪)Syrinx‬‬
‫(الحنجرة ال�صوتية)‪ ،‬وهو ع�ضو ال�صوت في الطيور �شكل (‪.)17-6‬‬
‫ينتج ال�صوت في الطيور من اندفاع الهواء الخارج من الرئتين حيث تهتز االغ�شية الموجودة في الم�صفار‪،‬‬
‫وتتغير النغمة بت�أثير ع�ضالت الم�صفار‪.‬‬
‫يتفرع الرغامي �إلى ق�صبتين تدخل كل منها رئة من جانبها البطني وتكون مدعمة بحلقات غ�ضروفية تامة‪.‬‬
‫تقع الرئتان في المنطقة ال�صدرية‪ ،‬وهما عبارة عن تركيبين ا�سفنجيي القوام لونهما وردي فاتح‪.‬‬

‫الم�صفار‬

‫�شكل (‪ )17-6‬الجهاز التنف�سي في الحمامة (للحفظ)‪.‬‬

‫يوجد في الحمام ت�سعة اكيا�س هوائية �شكل (‪ )17-6‬هي‪:‬‬


‫�أ ‪ -‬كي�س بين ترقوي ويبرز على جانبيه كي�سان ابطيان‪.‬‬
‫ب‪ -‬كي�سان عنقيان‪.‬‬
‫جـ‪ -‬كي�سان �صدريان اماميان‪.‬‬
‫د ‪ -‬كي�سان �صدريان خلفيان‪.‬‬
‫هـ‪ -‬كي�سان بطنيان‪.‬‬
‫تتميز رئات الطيور بكفاءاتها العالية رغم �صغر حجمها‪ ،‬وي�ساعد الرئات في اداء عملها االكيا�س الهوائية‬
‫المت�صلة بها‪.‬‬
‫وتتم عملية التنف�س اثناء راحة الطير بم�ساعدة الع�ضالت ال�ضلعية الرئوية (الع�ضالت بين ال�ضلعية) حيث‬
‫ترتفع اال�ضالع ويت�سع حجم التجويف ال�صدري والبطني‪ ،‬فيدخل الهواء الخارجي عبر المناخر �إلى الرغامي ثم‬
‫الق�صبات والق�صيبات‪ ،‬ويحدث التبادل الغازي في منطقة ال�شعيرات الهوائية كما تذهب كمية كبيرة من الهواء‬
‫�إلى االكيا�س الهوائية‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫ويتم الزفير بتقل�ص الع�ضالت ال�صدرية والبطنية في�ضيق التجويف ال�صدري والبطني وي�ضغط على االكيا�س‬
‫الهوائية والرئتين فيندفع الهواء من االكيا�س الهوائية �إلى الرئتين والق�صيبات حيث ي�صل هواء جديد للمرة‬
‫الثانية ويحدث التبادل الغازي وبذا ف�أن الطيور يح�صل فيها تبادل غازي اثناء ال�شهيق واثناء الزفير وهذا‬
‫اال�سلوب يمثل تكيف ًا لتلبية حاجة الطيور من الأوك�سجين الذي تحتاجه للعمليات الحيوية وتعوي�ض ًا عن �صغر‬
‫حجم الرئتين ال�صغيرتين وكون �صغرهما يمثل تكيف ًا تركيبي ًا لتخفيف الوزن للم�ساعدة في عملية الطيران‪.‬‬
‫اما خالل الطيران ف�أن الحيوان يلج�أ �إلى ا�سلوب �آخر في التنف�س دون االعتماد على الع�ضالت بين ال�ضلعية‬
‫والبطنية ويتم ذلك من خالل الآتي‪:‬‬

‫�أ ‪ -‬زيادة �سعة التجويف ال�صدري والبطني بو�ساطة حركة الع�ضالت ال�صدرية اثناء عملية الطيران‪.‬‬

‫ب‪ -‬تقوم االح�شاء بال�ضغط على االكيا�س الهوائية دافعة الهواء �إلى الرئتين‪.‬‬

‫جـ‪ -‬حركة عظم الق�ص نحو العمود الفقري �أو بعيداً عنه‪.‬‬
‫واليقت�صر عمل االكيا�س الهوائية على كونها مخازن للهواء الم�ستخدم في عملية التنف�س بل انها تعمل‬
‫كبالونات عند الطيران لتقلل من ت�أثير الجاذبية ب�سبب احتوائها على هواء �ساخن‪ ،‬كما ت�ساعد االكيا�س الهوائية‬
‫على تنظيم درجة حرارة ج�سم الطير من خالل العمل على تبريد الج�سم اثناء القيام بمجهود �شاق‪ ،‬وعلى �سبيل‬
‫المثال تنتج الحمامة �أثناء الطيران حرارة اكثر مما هو عليه الحال اثناء الراحة‪.‬‬

‫ال�صوت في الطيور‪:‬‬
‫تمتلك غالبية الطيور القدرة على ا�صدار اال�صوات بو�ساطة الحنجرة ال�صوتية (الم�صفار) التي تقع عند‬
‫منطقة تفرع الرغامي‪ ،‬وتختلف ا�صوات الطيور تبع ًا لتنوعها فالبع�ض منها قادر على ا�صدار مقاطع قليلة جداً‬
‫في حين يمتلك البع�ض الآخر المقدرة على تكوين عدد كبير من المقاطع ال�صوتية كما هو الحال في الببغاء‪.‬‬
‫وتعبر اال�صوات في الطيور عن احد جوانب ال�سلوك‪ ،‬فهي ت�ستخدمها الغرا�ض مختلفة منها‪:‬‬

‫‪ .1‬انذار افراد نوعها لتجنب الخطر �أو لتجميع افراد النوع في منطقة معينة‪.‬‬

‫‪ .2‬يقوم الذكر با�صدار ال�صوت (التغريد) للك�شف عن اماكن تع�شي�شه وجذب االناث‪.‬‬

‫‪ .3‬تغرد بع�ض الطيور اعجاب ًا ب�صوتها و�شعوراً بالراحة واالطمئنان‪.‬‬

‫‪ .4‬ت�ستعمل الطيور المهاجرة ا�صواتها كو�سائل للتوجيه‪.‬‬

‫وب�شكل عام يمكن القول �إن الطيور ت�ستخدم ا�صواتها كو�سائل ا�ست�شعار وات�صال كما يفعل االن�سان‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫الجهاز البولي‬ ‫‪3‬‬

‫يت�ألف الجهاز البولي في الطيور من زوج من الكلى البعدية المف�ص�صة الكبيرة ن�سبياً‪ .‬ت�ستقر الكلية عند‬
‫الجدار الظهري للتجويف الج�سمي في منطقة العجز المتحد‪ ،‬ولكل كلية حالب يمتد من الكلية �إلى منطقة المجمع‪.‬‬
‫وفي الحمام تكون الكلية ذات ثالثة ف�صو�ص تف�صلها اخاديد تمر خاللها تفرعات الأوردة الكلوية‪ .‬وكلى الحمام‬
‫ذات كبيبات �صغيرة وعدد كبير من النبيبات البولية‪ .‬الحالب في الحمام يكون ق�صيراً وهو يبد�أ من الف�ص الثاني‬
‫للكلية وينتهي عند المجمع �شكل (‪ ،)18-6‬والمثانة البولية مفقودة في الحمام ا�سوة ببقية الطيور‪ ،‬وهذا الفقدان‬
‫يمثل احد التكيفات لتخفيف الوزن والم�ساعدة في الطيران وي�ستثنى من ذلك النعامة التي تمتلك مثانة بولية‬
‫وهي غير قادرة على الطيران‪.‬‬
‫والطيور تخرج ف�ضالتها النتروجينية على هيئة حام�ض بوليك (حام�ض يوريك) بد ًال من البولينا (يوريا)‪،‬‬
‫وهذه خا�صية تكيف ن�ش�أت مع تطور البي�ضة ذات الق�شرة‪ .‬ففي البي�ضة ذات الق�شرة البد ان تتراكم جميع المكونات‬
‫االخراجية في ق�شرة البي�ضة مع الجنين النامي‪ ،‬اما اذا كان المنتج هو يوريا (افترا�ضاً) فان ما يتجمع منها‬
‫ب�صورة مذابة ي�صل �إلى م�ستويات �سامة‪ .‬اما حام�ض اليوريك ف�أنه يتبلور من ال�سائل‪ ،‬ومن الممكن تخزينه بدون‬
‫خطورة داخل ق�شرة البي�ضة‪.‬‬

‫ذكر الحمامة‬ ‫�أنثى الحمامة‬

‫�شكل (‪ )18-6‬الجهاز البولي والتنا�سلي في انثى وذكر الحمامة (للحفظ)‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫الجهاز التنا�سلي‬ ‫‪4‬‬

‫يت�ألف الجهاز التنا�سلي الذكري في الحمامة �شكل (‪ ،)18-6‬من زوج من الخ�صى بي�ضوية ال�شكل وتكون‬
‫الخ�صية الي�سرى في الغالب اكبر من اليمنى‪ .‬ويمتد من ال�سطح الداخلي للن�صف ال�سفلي لكل خ�صية قناة منوية‬
‫(‪ )Vas deferens‬تتجه نحو الم�ؤخرة وت�سير محاذية لل�سطح الخارجي للحالب وتمتاز بكونها كثيرة االلتواء‬
‫وتت�سع في م�ؤخرتها لتكون الحو�صلة المنوية التي تفتح في منطقة المجمع‪ ،‬وتفتقد الحمامة اع�ضاء الجماع‬
‫الذكرية الخارجية ك�أحد التكيفات لتقليل الوزن والم�ساعدة في الطيران‪.‬‬
‫وفي الحمام ا�سوة بالعديد من الطيور التي لها ف�صل تكاثر محدد ف�أن الخ�صية يزداد حجمها ا�ضعاف ًا خالل‬
‫ف�صل التكاثر مقارنة بما هي عليه في ف�صل الخمود الجن�سي‪ .‬وتنتج الحيامن عادة في الطيور اثناء الليل عندما‬
‫تنخف�ض درجة حرارة الج�سم ‪ 3-2‬درجة �سيليزية‪ .‬لماذا ؟‬
‫يت�ألف الجهاز التنا�سلي االنثوي في الحمامة من مبي�ض واحد هو الأي�سر‪ ،‬اما المبي�ض الأيمن فيكون اثرياً‪،‬‬
‫والمبي�ض في الطيور ب�ضمنها الحمامة يحوي بيو�ض ًا كبيرة‪ ،‬والبي�ضة في الطيور تمثل اكبر خلية معروفة‪ .‬وقناة‬
‫البي�ض الي�سرى تتميز �إلى خم�سة اجزاء �شكل (‪ )18-6‬هي‪:‬‬

‫�أ ‪ -‬القمع المهدب الذي ي�ستقبل البيو�ض المفرزة من المبي�ض‪.‬‬


‫ب‪ -‬القطعة المجعدة وت�ضيف جدرانها الغدية االلبومين �إلى البي�ضة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬البرزخ وت�ضاف فيه اغ�شية البي�ضة الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫د ‪ -‬الغدة الق�شرية وت�ضاف في هذا الجزء الق�شرة الكل�سية للبي�ضة‪.‬‬
‫هـ‪ -‬المهبل‪.‬‬

‫ان عدم وجود مبي�ض �أيمن وقناة بي�ض يمنى هو الآخر يمثل تكيف ًا تركيبي ًا لتخفيف الوزن والم�ساعدة في‬
‫الطيران والبد من اال�شارة �إلى ان هناك بع�ض الطيور ت�ستثنى من هذا الن�سق التركيبي مثل ال�صقر والعقاب حيث‬
‫يمتلكان مبي�ضين وقناتي بي�ض‪.‬‬
‫يتم الجماع في الحمام بانطباق فتحتي المجمع للذكر واالنثى وتطرح الحيامن من قبل الذكر في مجمع‬
‫االنثى‪ ،‬ويتم االخ�صاب في اعلى قناة البي�ض وقبل عدة �ساعات من ا�ضافة االلبومين واالغ�شية والق�شرة للبي�ضة‪.‬‬
‫ت�ضع انثى الحمام بي�ضة �أو بي�ضتين في كل مرة وتقوم باحت�ضانها لحين الفق�س‪ ،‬وتظهر الطيور انماط ًا‬
‫�سلوكية متباينة تدلل على كونها مخلوقات اجتماعية بدرجة كبيرة واثناء ف�صل التكاثر ب�صفة خا�صة‪ ،‬حيث‬
‫يحدد الذكر منطقة بناء اع�شا�شه ويدافع عنها بقوة ويحاول جذب االنثى من نف�س النوع بو�سائل ترغيب عديدة‬
‫منها التغريد واعالن منطقة نفوذه وتحذير الذكور من الو�صول اليها‪ ،‬وما ان يجذب الذكر االنثى حتى يتم الغزل‬
‫ويرافق ذلك بناء االع�شا�ش والتزاوج‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫جهاز الدوران‬ ‫‪5‬‬

‫تمتاز الطيور بانف�صال تام بين الدورة الرئوية (التنف�سية) والدورة الجهازية‪ ،‬وانف�صال الدورتين ي�سبب‬
‫ارتفاع ال�ضغط ال�شرياني الذي يعمل بدوره الي�صال المواد المختلفة �إلى االن�سجة الج�سمية ب�شكل كفوء و�سريع‪.‬‬
‫يت�ألف القلب في الحمامة من اذينين رقيقي الجدران وبطينين ع�ضليين �سميكي الجدران‪ ،‬ف�ض ًال عن كي�س �أو‬
‫جيب وريدي يكون اثري ًا �شكل (‪.)19-6‬‬

‫�شكل (‪ )19-6‬القلب في الحمامة‪.‬‬

‫الجهاز ال�شرياني‬ ‫�أوالً‬


‫يت�ألف الجهاز ال�شرياني في الحمامة �شكل (‪� - 20-6‬أ ) من‪:‬‬

‫‪1 .1‬االبهر الرئوي‪ :‬ين�ش أ� من البطين الأيمن ويتفرع �إلى �شريانيين رئويين يدخل كل منهما �إلى رئة‪.‬‬
‫‪2 .2‬االبهر الجهازي (القو�س االبهري) الأيمن‪ :‬ين�ش�أ من البطين الأي�سر‪ ،‬اما القو�س االبهري الأي�سر فيكون مفقوداً‬
‫في الطيور البالغة ب�ضمنها الحمامة‪.‬‬
‫يتفرع من القو�س االبهري عدة �شرايين ممثلة بزوج من ال�شرايين الكبيرة تعرف بال�شرايين الالم�سماة حيث‬
‫يتفرع كل منهما �إلى �شريان �سباتي يذهب بفروعه �إلى الر�أ�س‪ ،‬و�شريان تحت ترقوي يذهب بفروعه �إلى‬
‫الجناح والمنطقة ال�صدرية‪ .‬ينحني القو�س االبهري الأيمن باتجاه الي�سار ثم باتجاه الخلف ليكون امتداده‬
‫االبهر الظهري الذي تمتد منه ال�شرايين الآتية‪:‬‬
‫تخرج من االبهر الظهري ازواج من ال�شرايين تجهز االع�ضاء والمناطق المختلفة مثل اجزاء الجهاز اله�ضمي‬
‫والكلى والع�ضالت والذيل‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫الجهاز الوريدي‬ ‫ثانياً‬

‫يت�شكل الجهاز الوريدي �شكل (‪ 20-6‬ب) من ‪:‬‬


‫‪1 .1‬الأوردة الجوفاء االمامية‪ :‬يتكون كل منها من‪:‬‬
‫�أ ‪ -‬وريد ودجي ي�أتي بفروعه من الر�أ�س والرقبة‪.‬‬
‫ب‪ -‬وريد تحت ترقوي ي�أتي بفروعه من الجناح وع�ضالت ال�صدر‪.‬‬

‫‪2 .2‬الوريد الأجوف الخلفي‪ :‬يتكون من اتحاد جميع الأوردة التي تجمع الدم من الجزء الخلفي للج�سم وهي‪:‬‬
‫�أ ‪ -‬الوريد الذيلي المفرد‪.‬‬
‫ب‪ -‬وريدين بابيين كلويين وفروعهما‪.‬‬
‫جـ‪ -‬وريد بابي كبدي وفروعه‪.‬‬

‫‪3 .3‬الأوردة الرئوية‪ :‬زوج من الأوردة تعود بالدم من الرئتين وتتحد قبل دخولها االذين االي�سر لتفتح بفتحة‬
‫واحدة فيه‪.‬‬
‫يحتوي دم الطيور على كريات دم حمر محدبة الوجهين‪ ،‬وتكون كريات الدم البي�ض ن�شطة وذات كفاءة في‬
‫الطيور حيث ت�ساهم في ا�صالح الجروح وفي تحطيم الجراثيم‪.‬‬

‫�شكل (‪� ( .)20-6‬أ ) الجهاز ال�شرياني و (ب) الجهاز الوريدي في الحمامة (للحفظ)‬

‫‪108‬‬
‫الجهاز الع�ضلي‬ ‫‪6‬‬

‫الجهاز الع�ضلي في الطيور جيد التكوين الظهاره تكيفات تركيبية النجاز فعل الطيران‪.‬‬
‫تمتاز ع�ضالت الحركة في االجنحة بكونها كبيرة ن�سبياً‪ ،‬لتلبي متطلبات الطيران واكبر هذه الع�ضالت هي‬
‫الع�ضلة ال�صدرية الكبرى التي تخف�ض االجنحة اثناء الطيران وتليها الع�ضلة ال�صدرية ال�صغرى �أو فوق الغرابية‬
‫التي ترفع الجناح �شكل (‪ .)21-6‬وتقع الكتلة الع�ضلية الرئي�سة للرجل في الفخذ (حول عظم الفخذ)‪ ،‬وتقع كتلة‬
‫ا�صغر منها فوق عظام ال�ساق‪ ،‬وتوجد اربطة قوية ورفيعة متجهة �إلى اال�سفل نحو اال�صابع‪ ،‬وعندما يهبط طائر‬
‫فوق فرع �شجرة‪ ،‬ف�إن ا�صابع االرجل تحيط بالفرع بطريقة بارعة بحيث تمنع الطائر من ال�سقوط من محله حتى‬
‫عندما ي�ستغرق في النوم �شكل (‪.)21-6‬‬

‫�شكل (‪ .)21-6‬الع�ضالت في الطيور‬

‫الجهاز الهيكلي‬ ‫‪7‬‬

‫يظهر الهيكل في الطيور ب�ضمنها الحمامة العديد من التكيفات التي ت�سمح للطائر ب�إنجاز فعل الطيران ولعل‬
‫اهم هذه التكيفات تتمثل باندماج العظام المتقاربة وخفة وزن العظام لوجود تجاويف داخلية في الكثير منها‬
‫�شكل (‪ .)22-6‬والهيكل العظمي للحمامة وكما هو الحال في هيكل اال�سماك العظمية يت�ألف من هيكل محوري‬
‫وهيكل طرفي �شكل (‪.)22-6‬‬

‫‪109‬‬
‫الهيكل المحوري‬ ‫�أوالً‬

‫‪ -1‬الجمجمة‪:‬‬
‫تزن جمجمة الحمامة ‪ %0.21‬فقط من وزن ج�سمها‪ ،‬وتلتحم جميع العظام فيها تقريب ًا لتكون قطعة واحدة‪.‬‬
‫وتكون محفظة المخ كبيرة ومكورة كما يكون محجرا العينين كبيرين لتالئم الأعين الكبيرة التي يحتاجها الطائر‬
‫في االب�صار‪ .‬وت�ستطيل العظام االمامية للجمجمة لتكون المنقار‪ .‬والفك ال�سفلي يتمف�صل مع العظم المربعي وهذا‬
‫ي�سمح بفتح الفم مت�سعاً‪ ،‬كما ان هذا التمف�صل ي�سمح بمرونة كبيرة للمنقار في تناوله للغذاء‪ .‬وتتمف�صل الجمجمة‬
‫مع العمود الفقري بو�ساطة لقمة قفوية واحدة وبال�شكل الذي يعطي مرونة لحركة الر�أ�س‪.‬‬

‫�شكل (‪ .)22-6‬الهيكل العظمي في الحمامة‬


‫‪ -2‬العمود الفقري‪:‬‬
‫يظهر العمود الفقري للحمامة تخ�ص�ص ًا مو�ضعي ًا حيث تتميز فيه المناطق الآتية‪:‬‬
‫�أ ‪ -‬المنطقة العنقية‪ :‬تت�ألف من اربع ع�شرة فقرة‪ ،‬تعرف الأولى منها باالطل�س (‪ )Atlas‬تتمف�صل بو�ساطتها‬
‫الجمجمة مع العمود الفقري‪ ،‬وتعرف الثانية بالمحور (‪ )Axis‬وتمتاز الفقرات العنقية في الطيور بالمرونة‬
‫العالية والقابلية على تحريك الر�أ�س في �إتجاهات مختلفة‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫ب ‪ -‬المنطقة ال�صدرية‪ :‬تت�ألف من خم�س فقرات �صدرية‬
‫جـ‪ -‬المنطقة القطنية‪ :‬تت�ألف من �ست فقرات ذات اج�سام كبيرة ونتوءات �شوكية طويلة‪.‬‬
‫د ‪ -‬المنطقة العجزية‪ :‬تت�ألف من فقرتين‪.‬‬
‫هـ‪ -‬المنطقة الذيلية‪ :‬تت�ألف من احدى ع�شرة فقرة‪ .‬وينتهي العمود الفقري بالتحام الفقرات الأخيرة منه م�شكلة‬
‫ما يعرف بال�شاخ�ص الذيلي �أو الع�صع�ص (‪.)Pygostyle‬‬
‫تلتحم العديد من فقرات العمود الفقري في الطيور م�شكلة ما يعرف بالعجز المتحد (الملتحم) الذي يتكون‬
‫من ‪ 16‬فقرة ملتحمة لمناطق الج�سم المختلفة‪ ،‬حيث ي�ضم الفقرات ال�صدرية االخيرة والفقرات القطنية والفقرات‬
‫العجزية والفقرات الذيلية الأولى‪ .‬ويلعب العجز المتحد دوراً مهم ًا في عملية الطيران حيث ي�شكل تركيب ًا �سانداً‬
‫للج�سم اثناء الطيران (كيف؟)‪.‬‬

‫‪ -3‬القــ�ص‪:‬‬
‫يكون عظم الق�ص �صفائحي ًا ويحمل �سطحه ال�سفلي �صفيحة عظمية �شاقولية الو�ضع تعرف بالج�ؤج ؤ�‬
‫(‪ )Keel‬ترتبط بها ع�ضالت الطيران الرئي�سية (الع�ضالت المحركة للجناح)‪.‬‬

‫‪ -4‬اال�ضالع‪:‬‬
‫اال�ضالع في الحمامة رقيقة وم�سطحة وثنائية الر�أ�س وكل �ضلع يت�ألف من‪:‬‬
‫�أ ‪ -‬جزء فقري يبرز منه بروز مقو�س (عدا ال�ضلع الأخير) وفائدة البروز المقو�س اك�ساب هيكل المنطقة ال�صدرية‬
‫تما�سك ًا للم�ساعدة في الطيران‪.‬‬
‫ب‪ -‬جزء ق�صي‪.‬‬

‫الهيكل الطرفي‬ ‫ثانياً‬

‫ويت�ألف من‪:‬‬
‫‪ .1‬حزام ال�صدر‪:‬‬
‫يت�ألف حزام ال�صدر في الحمامة من ثالثة عظام هي ‪:‬‬
‫�أ ‪ -‬الغرابي (‪ :)Coracoid‬يكون كبيرا ً و�سميكاً‪.‬‬
‫ب‪ -‬اللوحي (‪ :)Scapula‬يتمثل بعظم نحيف يقع على جانب المنطقة ال�صدرية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬الترقوة (‪ :)Clavicle‬عظم نحيف تت�صل نهايته العليا بمقدمة العظم الغرابي‪ ،‬وتت�صل الترقوتان مع‬
‫بع�ضهما عند ال�سطح البطني لتكونا ما يعرف بال�شعيبة (‪ .)Wishbone‬وال يوجد مثل هذا التركيب في‬
‫الطيور التي ال تطير‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ .2‬االطراف االمامية‪:‬‬
‫يت�ألف هيكل الطرف االمامي (الجناح) في الحمامة �شكل (‪ )23-6‬من العظام الآتية‪:‬‬
‫(ح ْق الكتف)‪ ،‬في حين‬
‫أ� ‪ -‬عظم الع�ضد‪ :‬ا�ضخم عظام الطرف االمامي‪ ،‬تتمف�صل نهايته القريبة بالتجويف االروح ُ‬
‫تتمف�صل نهايته البعيدة مع عظمي ال�ساعد‪.‬‬
‫ب‪ -‬عظام ال�ساعد‪ :‬تت�ألف من عظمتين‪ ،‬الأولى هي الزند وتعتبر العظمة الكبيرة من عظام ال�ساعد اما العظمة‬
‫الثانية فهي الأ�صغر وتعرف بالكعبرة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬عظام الر�سغ‪ :‬تت�ألف من �صف م�ؤلف من عظمين يت�صالن بعظمي الكعبرة والزند‪ ،‬و�صف �آخر مندمج مع‬
‫عظام الم�شط‪.‬‬
‫د‪ -‬عظام الم�شط‪ :‬ثالثة عظام‪ ،‬الأول �صغير ويت�صل باال�صبع الأول‪ ،‬والثاني والثالث مندمجان وتت�صل نهايتهما‬
‫باال�صبع الثاني والثالث‪.‬‬
‫و‪ -‬اال�صابع‪ :‬تتمثل بثالثة ا�صابع الأول م�ؤلف من �سالمية واحدة والثاني �سالميتان والثالث �سالمية واحدة‪.‬‬

‫هيكل الطرف اخللفي‬ ‫هيكل الطرف االمامي‬

‫�شكل (‪ .)23-6‬الهيكل الطرفي في الحمامة‪.‬‬

‫‪ .3‬حزام الحو�ض‪:‬‬
‫يت�ألف حزام الحو�ض في الحمامة من ثالثة عظام هي‪:‬‬
‫�أ ‪ -‬الحرقفة‪� :‬أطول واو�سع عظام الحو�ض‪ ،‬ويكون متمف�صل مع النتوءات الم�ستعر�ضة لجميع فقرات العجز‬
‫المتحد‪.‬‬
‫ب‪ -‬الورك‪ :‬ي�شكل الجزء الخلفي من عظم الحو�ض‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫جـ‪ -‬عظم العانة‪ :‬يتمثل بعظم نحيف مت�صل مع الورك على امتداد حافته الخارجية‪.‬‬

‫تت�صل عظام الحو�ض الثالثة عند منطقة تعرف حق الفخذ يتمف�صل فيها ر�أ�س الفخذ‪.‬‬

‫‪ .4‬االطراف الخلفية‪:‬‬
‫يت�ألف هيكل الطرف الخلفي في الحما مة �شكل (‪ )23-6‬من العظام الآتية‪:‬‬
‫�أ ‪ -‬عظم الفخذ‪ :‬وهو اكبر عظام الطرف الخلفي ويتميز بر�أ�سه المدور الذي يتمف�صل في حق الفخذ‪.‬‬
‫ب‪ -‬عظام ال�ساق‪ :‬تت�ألف من الق�صبة وال�شظية‪ .‬والق�صبة هي العظم الأكبر وتت�صل في م�ؤخرته بعظمين ر�سغيين‬
‫لت�شكل ما يعرف بالعظم الق�صبي الر�سغي‪.‬‬
‫جـ‪ -‬عظام الر�سغ‪ :‬تت�ألف من �صفين من العظام الأول م�ؤلف من عظمتين تلتحمان بنهاية العظم الق�صبي‪ ،‬في‬
‫حين يت�ألف ال�صف الثاني من ثالثة عظام �صغيرة ملتحمة بمقدمة ثالثة عظام م�شطية ليت�شكل ما ي�سمى‬
‫بالعظم الر�سغي الم�شطي‪ ،‬اما العظم الم�شطي الرابع فيكون م�ستق ًال عن العظام الم�شطية الثالثة �سابقة الذكر‪،‬‬
‫ويكون متجه ًا نحو الم�ؤخرة‪.‬‬
‫د ‪ -‬اال�صابع‪ :‬عددها اربعة في الطرف الخلفي‪ ،‬اال�صبع االول يتجه نحو الم�ؤخرة ويكون م�ؤلف من �سالميتان‬
‫بينما يكون لال�صبع الثاني ثالث �سالميات وللثالث اربع �سالميات وللرابع خم�س �سالميات‪.‬‬

‫الجهاز الع�صبي والح�سي‬ ‫‪8‬‬


‫يت�ألف الجهاز الع�صبي في الطيور من ثالثة اق�سام كما في ال�شكل (‪ )24-6‬وهي‪:‬‬
‫�أ ‪ -‬الجهاز الع�صبي المركزي‬
‫ب‪ -‬الجهاز الع�صبي المحيطي‪.‬‬
‫جـ‪ -‬الجهاز الع�صبي الذاتي �أو الم�ستقل‪.‬‬

‫‪ -‬الجهاز الع�صبي والح�سي للطير يعك�س‬


‫بدقة م�شاكل الطيران المعقدة‪ ،‬ف�ض ًال عن‬
‫تنظيم الفعاليات المختلفة للطير بما‬
‫فيها جمع الغذاء والتنا�سل وحماية‬
‫منطقة نفوذه‪ ،‬واحت�ضان بي�ضه‪ ،‬ورعاية‬
‫ال�صغار وتمييز العدو من ال�صديق‪.‬‬

‫�شكل (‪ )24-6‬الدماغ في الحمامة (للحفظ)‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫يت�ألف مخ الطير من ن�صفا كرة مخيان كبيران وف�صان ب�صريان ومخيخ �شكل (‪ ،)24-6‬وق�شرة المخ �ضعيفة‬
‫التكوين في الطير‪ .‬ولدى الطيور ذوات الذكاء الن�سبي‪ ،‬مثل الغراب والببغاء ان�صاف كرة مخ اكبر مما في الطيور‬
‫ذكاء مثل الدجاج والحمام‪ .‬ويمثل المخيخ مركزاً تن�سيقي ًا حيث تتجمع فيه احا�سي�س الو�ضع الع�ضلي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الأقل‬
‫والتوازن‪ ،‬والر�ؤية‪� ،‬أما الف�صان الب�صريان فهما عبارة عن جزئين يبرزان من المخ الأو�سط (المتو�سط) ويكونان‬
‫جهازاً اب�صاري ًا جيد التكوين‪ .‬وتكون حا�ستي ال�شم والتذوق �ضعيفتان في اغلب الطيور‪ ،‬اال انها عو�ضت عن هذا‬
‫النق�ص بال�سمع الجيد والر�ؤية الممتازة التي تعد الأكثر حدة في المملكة الحيوانية‪.‬‬

‫مالءمة ج�سم الحمامة للطيران‬ ‫‪4-3-6‬‬

‫ان درا�سة المظهر الخارجي والت�شريح الداخلي للحمامة تو�ضح انها امتلكت العديد من التكيفات التركيبية‬
‫التي ت�ؤهلها للطيران وبكفاءة عالية وبالتالي العي�ش في البيئة الهوائية ومن بين هذه التكيفات ماي�أتي‪:‬‬

‫‪�1 .1‬شكل الج�سم مغزلي يك�سوه ري�ش متراكب ال�شكل‬


‫(‪ )25-6‬ومثل هذا الت�صميم يقلل من مقاومة‬
‫الهواء‪ .‬ف�ض ًال عن خفة وزن الري�ش وتنوعه‪ ،‬فهو‬
‫في الجناحين يكون �سطح ًا متما�سك ًا عند تحريك‬
‫الجناحين‪ ،‬ويقوم ري�ش الذنب بتوجيه الحركة‬
‫ويعمل كدفة اثناء هبوط الطائر‪ ،‬كما يحمي الري�ش‬
‫الج�سم ويحفظ حرارته بما يتخلله من هواء‪.‬‬

‫�شكل (‪� )25-6‬شكل الج�سم في الحمامة‪.‬‬ ‫‪2 .2‬تما�سك الهيكل الداخلي للحمامة وب�شكل خا�ص‬
‫بع�ض اجزاء العمود الفقري التي ت�شكل العجز‬
‫الملتحم مما يجعل الطائر ي�شق الهواء بج�سم‬
‫متما�سك الكتلة وبال�شكل الذي يخفف من ت�أثير‬
‫الجاذبية‪.‬‬

‫‪3 .3‬طول العنق ومرونة حركته يو�سع من مجال‬


‫الر�ؤية امام الطائر‪ ،‬كما ان حدة الب�صر ت�ساعد‬
‫على الر�ؤية من ارتفاع كبير‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪4 .4‬الكفاءة العالية للرئتين لوجود الأوعية ال�شعرية الدموية التي يحدث فيها التبادل الغازي عند ال�شهيق‬
‫والزفير‪ ،‬ووجود االكيا�س الهوائية المرتبطة بالرئتين الذي ادى �إلى ات�ساع �سطح التنف�س وا�ستيعاب كمية‬
‫من الهواء لتزويد الج�سم بالأوك�سجين الالزم للح�صول على كمية كافية من الطاقة اثناء الطيران‪.‬‬

‫‪5 .5‬وجود جهاز دوران كفوء م�ؤلف من قلب كبير الحجم ن�سبي ًا بمقدوره دفع مقدار كبير من الدم لتزويد الج�سم‬
‫بالطاقة‪ ،‬ويت�ضح ذلك من العدد الكبير ل�ضربات القلب في الدقيقة الواحدة‪.‬‬

‫‪6 .6‬الت�صميم البنائي للج�سم اذ تتوزع االع�ضاء الداخلية الخفيفة الوزن (الرئتان واالكيا�س الهوائية) في جوف‬
‫الج�سم قريبة من الظهر في حين تتركز االع�ضاء الثقيلة (الع�ضالت ال�صدرية والجهاز اله�ضمي) في الجانب‬
‫اال�سفل من الجوف لئال ينقلب الج�سم اثناء الطيران‪.‬‬

‫‪7 .7‬اختزال العديد من التراكيب واالع�ضاء بغية تخفيف الوزن والم�ساعدة في الطيران مثل انعدام اال�سنان‪،‬‬
‫التحام العظام‪ ،‬وخلو العظام الكبيرة من نخاع العظم وتتخللها تجاويف هوائية‪ ،‬فقدان المبي�ض الأيمن‬
‫و�ضمور قناته‪ ،‬عدم وجود مثانة بولية واع�ضاء جماع ذكرية خارجية وغير ذلك‪.‬‬

‫مقارنة بين حيوان مائي (�سمكة عظمية) وحيوان بري (الحمامة)‬ ‫‪4-6‬‬

‫المعروف ان اال�سماك تعي�ش في البيئة المائية وهي تختلف عن البيئة البرية (بيئة الياب�سة) التي تتواجد‬
‫فيها الطيور ب�ضمنها الحمامة‪ ،‬ولذلك ات�ضح لنا من خالل درا�سة المظهر الخارجي والت�شريح الداخلي لال�سماك‬
‫العظمية والطيور ان هناك العديد من التكيفات التركيبية في المظهر الخارجي والت�شريح الداخلي وجدت‬
‫لتالئم معي�شة الكائن الحي في البيئة التي يتواجد فيها‪ .‬و�سوف نحاول التعرف على بع�ض ال�صفات المظهرية‬
‫والت�شريحية لل�سمكة العظمية والحمامة ومدى مالءمة هذه ال�صفات مع البيئة التي تعي�ش فيها هذه الحيوانات‪.‬‬
‫من خالل الجدول الآتي‪:‬‬

‫‪115‬‬
‫حمامة‬ ‫�سمكة عظمية‬ ‫ال�صفة‬
‫�أو ًال‪ :‬المظهر الخارجي‬

‫مغزيل مدبب النهايتني وهذا ال�شكل‬ ‫ان�سيابي مدبب من االمام وم�ضغوط‬ ‫(‪� )1‬شكل الج�سم‬
‫اجلانبني‪ .‬وهذا الت�صميم يف ال�شكل ي�ساعد ميثل تكيف ًا للم�ساعدة يف اخرتاق الهواء عند‬
‫يف اندفاع ال�سمكة وانطالقها داخل املاء الطريان‪.‬‬
‫خ�صو�ص ًا اذا اخذنا بنظر االعتبار كثافة‬
‫املاء العالية مقارنة بكثافة الهواء‪.‬‬

‫العنق طويل ن�سبي ًا وي�ساعد يف حتريك‬ ‫اليوجد عنق يف ال�سمكة وهذا ميثل‬ ‫ال�صفات‬ ‫(‪)2‬‬
‫حتور ايجابي لتقليل ت�أثري مقاومة املاء اثناء الر�أ�س وبالتايل ي�ساعد يف الر�ؤية اجليدة‬ ‫التركيبية المظهرية‪.‬‬
‫وخ�صو�ص ًا يف الطريان‪.‬‬ ‫احلركة‪.‬‬

‫متتلك زوجني من االطراف‪ .‬االمامية‬ ‫متتلك ال�سمكة زعانف �صدرية واخرى‬ ‫(‪ )3‬اللواحق الج�سمية‬
‫حتورت �إىل اجنحة ت�ساعدها على الطريان‪.‬‬ ‫حو�ضية ف�ض ًال عن الزعانف الظهرية‬
‫�أما الخلفية فتكون قوية وتتباين �ضمن‬ ‫والبطنية والذيلية وهذه جميعها ت�ساعد‬
‫الأنواع المختلفة بما يتنا�سب و�أ�سلوب‬ ‫ال�سمكة يف احلركة داخل املاء ب�شكل �أو �آخر‬
‫الحركة وطبيعة البيئة حيث ت�ستخدم للجثوم‬ ‫وحتفظ توازن ال�سمكة‪.‬‬
‫وال�سباحة والم�شي ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫للحمامة زوج من العيون حماطة بثالثة‬ ‫لل�سمكة زوج من العيون تفتقد االجفان‬ ‫(‪ )4‬اع�ضاء الح�س‬
‫اجفان‪ ،‬علوي و�سفلي وغ�شاء رام�ش يحمي‬ ‫لعدم احلاجة اليها‪.‬‬
‫العني من ال�ضوء ال�شديد واالج�سام الغريبة‬
‫التي حتملها الرياح وخ�صو�ص ًا اثناء‬
‫الطريان‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫حمامة‬ ‫�سمكة عظمية‬ ‫ال�صفة‬
‫ومتتلك احلمامة اذن ًا متكاملة مزودة‬ ‫وتوجد في ال�سمكة �أذن داخلية فقط‬
‫وهي تفتقد الأذن الخارجية‪ ،‬وهناك خط‬
‫بغ�شاء الطبلة ويحيط بفتحتها اخلارجية‬ ‫جانبي يمثل ع�ضو ح�سي كفوء كونه‬
‫الري�ش‪ ،‬وتفتقر احلمامة �إىل جهاز اخلط‬ ‫جهاز ح�سي يعمل يف البيئة املائية ويطلق‬
‫عليه مب�ستلم التيار‪ ،‬وهو يلعب دور ًا‬
‫اجلانبي‪.‬‬ ‫كبري ًا يف �سلوكيات الأ�سماك بال�شكل الذي‬
‫يتنا�سب وطبيعة البيئة التي تتواجد فيها‬
‫الأ�سماك‬

‫وللحمامة فتحتان منخريتان ت�ؤديان‬ ‫ولل�سمكة فتحتان منخريتان‬


‫�إىل ممر انفي يفتح بدوره يف التجويف‬ ‫مغلقتا النهاية ولي�س لها عالقة بالتنف�س‬
‫الفمي البلعومي‪ ،‬وتعمل على ادخال الهواء‬ ‫ووظيفتهما �شمية تتمكن بو�ساطتها‬
‫واخراجه عند عملية التنف�س دون احلاجة‬ ‫ال�سمكة التعرف على طبيعة املاء الذي‬
‫لفتح الفم‪ ،‬وهذا ميثل تكيف ًا تركيبي ًا لفقريات‬ ‫يحيط بها‪.‬‬
‫بيئة الياب�سة التي تتنف�س الهواء احلر‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬الت�شريح الداخلي‬

‫(‪ )1‬الجهاز اله�ضمي‬


‫تبتدئ القناة اله�ضمية بفتحة الفم التي‬ ‫تبتدئ القناة اله�ضمية بفتحة الفم‬
‫تكون م�ؤطرة مبنقار يكون مدبب وق�صري يف‬ ‫التي حتاط ب�شفتني عليا و�سفلى ومتتد‬
‫احلمامة لي�ساعد على التقاط احلبوب‪ .‬واملريء‬ ‫منها يف الكثري من اال�سماك بروزات‬
‫م�ؤلف من جزء انبوبي ع�ضلي و�آخر مت�سع‬
‫خيطية ح�سية واال�سنان معدومة يف العديد‬
‫يعرف باحلو�صلة يعمل على خزن احلبوب‬
‫وترطيبها وهو ميثل تكيف تركيبي يتنا�سب‬ ‫من اال�سماك العظمية وقد توجد ا�سنان‬
‫وطبيعة الغذاء‪ ،‬واملعدة هي االخرى تتميز �إىل‬ ‫ل�سانية واخرى بلعومية يف بع�ض االنواع‪.‬‬
‫جزء غدي و�آخر ع�ضلي ودرجة منو اجلز�أين‬
‫تختلف ح�سب طبيعة الغذاء يف الطيور‪ ،‬فاملعدة‬
‫الغدية تكون �ضعيفة النمو يف الطيور التي‬
‫تتغذى على احلبوب ومنها احلمامة بينما‬
‫تكون الع�ضلية جيدة النمو والعك�س �صحيح‬
‫بالن�سبة للطيور التي تتغذى على اللحوم‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫حمامة‬ ‫�سمكة عظمية‬ ‫ال�صفة‬

‫التنف�س بو�ساطة الرئتين التي ت�ستخل�ص‬ ‫التنف�س خي�شومي حيث تتم عملية‬ ‫(‪ )2‬الجهاز التنف�سي‬
‫التبادل الغازي بو�ساطة الخيا�شيم االوك�سجين الحر من الهواء ي�ساعدها في‬
‫التي ت�ستخل�ص االوك�سجين المذاب من ذلك عدد من االكيا�س الهوائية المت�صلة‬
‫بالرئات وهذه االكيا�س تمثل تكيف تركيبي‬ ‫الماء‪.‬‬
‫لزيادة الكفاءة التنف�سية للحمامة‪ .‬والتبادل‬
‫الغازي يح�صل في ال�شهيق والزفير وهذه‬
‫�صفة تمتاز بها الطيور فقط‪.‬‬

‫القلب يت�ألف من اربعة ردهات (اذينين‬ ‫القلب م�ؤلف من بطين واحد واذين‬ ‫(‪ )3‬جهاز الدوران‬
‫وبطينين) والدورة الدموية مزدوجة(دورة‬ ‫واحد والدورة الدموية مفردة‪.‬‬
‫رئوية ودورة جهازية)‪.‬‬

‫تختزل الكثير من التراكيب واالع�ضاء‬ ‫التراكيب التظهر اال�سماك العظمية اختزا ًال‬ ‫(‪ )4‬اختزال‬
‫في الحمامة لتخفيف الوزن والم�ساعدة‬ ‫االجهزة متميز ًا في االجهزة الج�سمية لعدم‬ ‫واالع�ضاء في‬
‫في الطيران‪ ،‬حيث تفتقد المثانة البولية‬ ‫الحاجة لذلك وتبقى محتفظة بالت�صميم‬ ‫الج�سمية‬
‫والمبي�ض االيمن واع�ضاء الجماع الخارجية‬ ‫اال�سا�س للج�سم في الفقريات دون‬
‫الذكرية وتظهر اجهزة اخرى تحورات‬ ‫تكيفات تظهر فيها اختزال للتراكيب �أو‬
‫تركيبية تتنا�سب وحاجة الحمامة لتخفيف‬ ‫االع�ضاء الج�سمية‪.‬‬
‫الوزن وت�سهيل انجاز فعل الطيران‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫نشاط‬

‫‪1 .1‬قم بزيارة المتحف الطبيعي وتعرف على انواع اال�سماك والطيور المتواجدة في البيئة العراقية‪.‬‬
‫‪2 .2‬اجلب حمامة لمختبر المدر�سة وحاول ان تتعرف على اجزاء الج�سم وما توجد من تراكيب‬
‫تت�ضح في المظهر الخارجي للحمامة‪ .‬ادر�س انواع الري�ش في الحمامة‪ .‬قم بت�شريح الحمامة‬
‫وادر�س اجهزتها الج�سمية المختلفة‪.‬‬
‫‪3 .3‬حاول ان تح�صل على �سمكة عظمية‪ ،‬واجلبها لمختبر المدر�سة وادر�س مظهرها الخارجي‬
‫وتعرف على انواع الق�شور التي تغطي الج�سم‪ ،‬قم بت�شريح ال�سمكة وادر�س اجهزتها الج�سمية‬
‫المختلفة وحاول ان تقارن كل جهاز في ال�سمكة مع مثيله في الحمامة‪.‬‬

‫* الماء �شريان الحياة فحافظ عليه من التلوث‪.‬‬


‫* ان �إقتلعت �شجرة �أو نبتة م�ضطرا ً فازرع غيرها‪.‬‬
‫* حافظ على بيئتك لتنعم بحياة اف�ضل‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫أسئلة الفصل السادس‬

‫�س‪ /1‬لماذا تعتبر اال�سماك اكثر الفقريات تكيف ًا للبقاء وحفظ نوعها ؟‬

‫�س‪ /2‬ما وظائف مثانة ال�سباحة في اال�سماك العظمية ؟‬

‫كل مما ي�أتي‪:‬‬


‫�س‪ /3‬ما �أهمية �أو وظيفة ٍ‬
‫�أ ‪ -‬وجود غدة زيتية اعلى ذيل الحمامة‪.‬‬
‫ب‪ -‬وجود الحو�صلة في مريء الحمامة‪.‬‬
‫جـ‪-‬وجود غطاء الغال�صم �أو الخيا�شيم في اال�سماك العظمية‪.‬‬
‫د‪ -‬وجود االكيا�س الهوائية المت�صلة بالرئات في الحمامة‪.‬‬
‫و‪ -‬وجود ال�شبكة العجيبة في مثانة ال�سباحة في اال�سماك العظمية‪.‬‬
‫ح‪� -‬ضمور المبي�ض وقناة البي�ض اليمنى في الحمامة‪.‬‬
‫ك‪ -‬وجود الزعانف الزوجية في اال�سماك العظمية‪.‬‬
‫ي‪ -‬وجود الجفن الرام�ش في عين الحمامة‪.‬‬

‫�س‪ :4‬قارن بين جهاز الدوران في ال�سمكة العظمية وفي الحمامة‪.‬‬

‫�س‪ /5‬ا�شرح كيف تتنف�س ال�سمكة‪.‬‬

‫�س‪ /6‬ما التكيفات التركيبية التي تظهرها الحمامة لت�ساعدها على الطيران؟‬

‫�س‪ /7‬ار�سم مع الت�أ�شير الجهاز البولي التنا�سلي في ذكر الحمامة‪.‬‬

‫�س‪ /8‬قارن بين الهيكل الطرفي في ال�سمكة العظمية والحمامة‪.‬‬

‫�س‪ /9‬ار�سم مع الت�أ�شير الجهاز اله�ضمي في �سمكة عظمية‪.‬‬

‫�س‪ /10‬ار�سم مع الت�أ�شير الجهاز التنف�سي في الحمامة‪.‬‬

‫�س‪ /11‬ار�سم مع الت�أ�شير دماغ الحمامة‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫الفصل السابع‬

‫‪7‬‬
‫تالؤم النبات مع البيئة‬

‫محتويات الفصل‬
‫تالؤم النبات مع البيئة من حيث الشكل‬ ‫‪1-7‬‬
‫والتركيب وطرق الحياة‪.‬‬

‫‪ 2-7‬نبات الباقالء المتكيف للمعيشة البرية‪.‬‬

‫‪ 3-7‬نبات البردي المتكيف للمعيشة المائية‪.‬‬

‫نشاط‬

‫أسئلة الفصل‬
‫النواتج التعليمية‬
‫بعد االنتهاء من دراسة هذا الفصل‬
‫يكون الطالب قادر ًا على أن‪:‬‬

‫يبين مميزات نباتات ذوات الفلقتين‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫يعرف المجموع الجذري ويبين مناطق الجذر وتركيبه الت�شريحي في نبات ذوات‬
‫الفلقتين‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫ي�شرح النمو الثانوي في الجذور‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫يو�ضح التركيب الت�شريحي لل�ساق في نبات ذوات الفلقتين‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫ي�شرح النمو الثانوي في �سيقان النباتات ذوات الفلقتين‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫يبين التركيب الت�شريحي لورقة نبات من ذوات الفلقتين‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫يعرف الزهرة وي�صف االجزاء الزهرية‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫يعرف طبيعة معي�شة نبات البردي‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫يو�ضح التركيب الت�شريحي لجذور نبات ذوات الفلقة الواحدة‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫يو�ضح التركيب الت�شريحي ل�ساق نباتي من ذوات الفلقة الواحدة‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫ي�صف زهرة نبات البردي‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ي�صف ورقة نبات البردي‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫‪122‬‬
‫تال�ؤم النبات مع البيئة من حيث ال�شكل والتركيب وطرق الحياة‬ ‫‪1-7‬‬

‫تظهر النباتات العديد من التكيفات التركيبية والوظيفية تتنا�سب وطبيعة البيئة التي تتواجد فيها والعوامل‬
‫البيئية الم�ؤثرة في النبات‪ ،‬وهي في ذلك تماثل الحيوان (راجع الف�صل ال�ساد�س)‪.‬‬
‫�سندر�س في هذا الف�صل نوعين من النباتات تتواجد في طبيعة بيئية متباينة‪ ،‬وهما نبات الباقالء ونبات‬
‫البردي‪.‬‬

‫نبات الباقالء المتكيف للمعي�شة البرية‬ ‫‪2-7‬‬

‫يعد نبات الباقالء ‪ Vicia faba‬نبات‬


‫ع�شبي حولي من ذوات الفلقتين*‪ ،‬وكما هو‬
‫الحال في نباتات العائلة البقولية تكون‬
‫ثماره على �شكل بقلة (قرن)‪� ،‬شكل (‪.)1-7‬‬
‫يت�ألف نبات الباقالء من مجموعتين الأولى‬
‫تمثل المجموعة الجذرية (‪)Root System‬‬
‫والثانية تمثل المجموع الخ�ضري (‪Shoot‬‬
‫‪.)System‬‬

‫�شكل (‪ .)1-7‬نبات الباقالء‬

‫* مميزات نباتات ذوات الفلقتين‪:‬‬


‫‪1 .1‬الجنين ذو فلقتين‪.‬‬
‫‪2 .2‬الجذر الأولي غالباً ما يكون هو الدائمي وي�صبح جذرا ً وتدياً‪.‬‬
‫‪3 .3‬يحتوي النظام الوعائي على حلقة من الحزم الوعائية الحاوية على الكمبيوم وتنمو‬
‫هذه الحلقة نموا ً ثانوياً في قطرها‪.‬‬
‫‪4 .4‬تكون الأوراق �شبكية التعرق‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫المجموعة الجذرية‬ ‫‪1-2-7‬‬

‫ين�ش�أ الجذر نتيجة نمو الجذير في الجنين مكون ًا ما يعرف بالجذر االبتدائي (‪ )Primary Root‬وفي‬
‫الباقالء يكون الجذر وتدي يتفرع مكون ًا جذوراً ثانوية (‪ )Secondary Roots‬وبدورها تكون افرع جانبية‬
‫وهكذا حتى يتكون المجموع الجذري للنبات‪ .‬وظيفة الجذر هي تثبيت النبات في التربة وامت�صا�ص الماء والمواد‬
‫المذابة وتو�صيلها �إلى ج�سم النبات وفي جذور الباقالء نالحظ وجود عقد �صغيرة تعرف بالعقد البكتيرية �شكل‬
‫(‪ )2-7‬حيث يوجد داخل هذه العقد نوع من البكتريا المفيدة المعروفة بالرايزوبيوم (‪ )Rhizobium‬وتعمل‬
‫هذه البكتريا على تثبيت النتروجين الهوائي وتحويله �إلى مركبات نتروجينية ي�ستفيد منها النبات‪ ،‬وعند موت‬
‫النبات تتحلل هذه العقد بما فيها مما يزيد من خ�صوبة التربة‪.‬‬

‫�شكل (‪ .)2-7‬العقد البكتيرية في جذور نبات الباقالء (للحفظ)‬

‫مناطق الجذر ‪:Root Zones‬‬


‫عند فح�ص مقطع طولي في قمة جذر نبات ذوات الفلقتين (الباقالء) �شكل (‪ )2-7‬تت�ضح المناطق الآتية‪:‬‬
‫‪ -1‬القلن�سوة ‪:)Root Cap) Calyptra‬‬
‫حيث تتكون من خاليا برنكيمية تقع في قمة الجذر وت�أخذ �شك ًال مخروطي ًا وتعمل على حماية خاليا القمة‬
‫النامية من التمزق اثناء اختراق الجذر واحتكاكه بالتربة‪ .‬وهي ذا ت خاليا م�ستمرة التجدد بو�ساطة الخاليا‬
‫المر�ستيمية الأولية لتعوي�ض الخاليا التالفة من القلن�سوة‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫‪ -2‬منطقة القمة النامية (المر�ستيم القمي) (‪:)Apical Meristem‬‬
‫تتكون من ن�سيج مر�ستيمي �أولي وتتميز �إلى ثالث مناطق مر�ستيمية هي‪:‬‬
‫�أ ـ من�شئ (مولد) الب�شرة وي�ؤدي �إلى تكوين الب�شرة‪.‬‬
‫ب ـ من�شئ الن�سيج اال�سا�سي (‪ )Ground Meristem‬الذي ينتج خاليا الن�سيج اال�سا�سي‪.‬‬
‫جـ ـ من�شئ الحزم الوعائية (‪ )Procambium‬ي�ؤدي �إلى تكوين الخ�شب واللحاء االبتدائيين‪.‬‬

‫‪ -3‬منطقة اال�ستطالة (‪:)Zone of Elongation‬‬


‫ت�ستطيل فيها الخاليا المر�ستيمية الناتجة من انق�سام خاليا القمة النامية‪ ،‬وتفقد قدرتها على االنق�سام‪.‬‬
‫وفي هذه المنطقة يحدث النمو الطولي للجذر وت�صبح خالياه بالغة وتقوم بامت�صا�ص الماء والمواد الذائبة‪.‬‬

‫‪ -4‬منطقة ال�شعيرات الجذرية (‪:)Zone of Root Hairs‬‬


‫تن�ضج الخاليا وتتحول �إلى خاليا م�ستديمة ابتدائية وت�سمى منطقة ال�شعيرات الجذرية وهي تقوم‬
‫بامت�صا�ص الماء والعنا�صر المختلفة من التربة‪.‬‬

‫التركيب الت�شريحي للجذر (‪:)Anatomical Structure of Root‬‬

‫عند فح�ص مقطع م�ستعر�ض �شكل (‪ )3-7‬لجذر نبات ذوات الفلقتين ومنها الباقالء نالحظ ماي�أتي‪:‬‬

‫‪ -1‬الب�شرة (‪ :)Epidermis‬تتكون من طبقة واحدة من الخاليا وتمتد بع�ض خالياها مكونة ال�شعيرات‬
‫الجذرية‪.‬‬

‫‪ - 2‬الق�شرة (‪ :)Cortex‬تتكون من عدة طبقات من الخاليا البرنكيمية (الح�شوية)‪ .‬وظيفتها تخزين الغذاء‬
‫وتو�صيل الماء والإمالح المعدنية‪ ،‬تنتهي �إلى الداخل بطبقة خلوية واحدة من الخاليا المغلظة بمادة‬
‫ال�سوبرين* (الحظ ال�صفحة التالية) والتي تعرف با�سم الق�شرة الداخلية ( ‪.)Endodermis‬‬

‫‪ - 3‬اال�سطوانة الوعائية (‪ :)Vascular Cylinder‬تلي طبقة الق�شرة وتتكون من‪:‬‬

‫�أ ‪ -‬الدائرة المحيطية (‪ :)Pericycle‬تتمثل ب�صف واحد من الخاليا البرنكيمية (الح�شوية) مال�صقة لطبقة‬
‫الق�شرة الداخلية وتحتفظ خالياها بقدرتها على االنق�سام لتكوين الجذور الجانبية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحزم الوعائية (‪ :)Vascular Bundles‬تتكون الحزم الوعائية من ان�سجة الخ�شب االبتدائي واللحاء‬
‫االبتدائي وعلى ترتيب ان�صاف اقطار متبادلة وعدد هذه الحزم من (‪ )8-2‬في ذوات الفلقتين وفي نبات‬
‫الباقالء �أربع حزم لحاء و�أربع حزم خ�شب‪ .‬والخ�شب يتكون من خ�شب �أولي (‪ ،)Protoxylem‬الذي يتجه‬

‫‪125‬‬
‫نحو الداخل وخ�شب ثانوي يتجه نحو الخارج‪ .‬اما اللحاء االبتدائي فيوجد بين اذرع الخ�شب ويتكون من انابيب‬
‫منخلية وخاليا مرافقة والياف لحاء وبرنكيما لحاء (الن�سيج الح�شوي اللحائي)‪ ،‬ويوجد بين اذرع الخ�شب واذرع‬
‫اللحاء كمية من الخاليا البرنكيمية تلعب دوراً مهم ًا في النمو الثانوي‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ اللب (‪ :)Medulla‬يحتل اللب المنطقة التي في مركز الجذر ويتركب من خاليا برنكيمية وقد تخلو جذور‬
‫بع�ض النباتات من اللب‪.‬‬

‫* ال�سوبرين‪ :‬هي مادة غير مر�شحة (منفذة) للماء مكونة ما يعرف ب�شريط كا�سبر (‪.)Casparian Strip‬‬

‫النمو الثانوي في الجذور ‪:‬‬


‫يح�صل اثناء النمو ومع زيادة عمر النبات زيادة في �سمك الجذور بتكوين ان�سجة ثانوية ويعرف هذا بالنمو‬
‫الثانوي‪ .‬ويحدث مثل هذا النمو في جذور نباتات ذوات الفلقتين وي�ستثنى من ذلك بع�ض ذوات الفلقتين مثل‬
‫نبات الباقالء ونادراً في نباتات ذوات الفلقة الواحدة‪.‬‬
‫النمو الثانوي يحدث نتيجة لتكوين ان�سجة وعائية ثانوية وكذلك ان�سجة الب�شرة المحيطية وتبد أ� نتيجة‬
‫لتكوين الخاليا المر�ستيمية الموجودة بين اللحاء والخ�شب �شرائط غير مت�صلة من الكمبيوم الثانوي عددها‬
‫ي�ساوي عدد الحزم الوعائية‪ ،‬وتنق�سم خالياها معطية خ�شب ًا ثانوي ًا �إلى الداخل ولحاءاً ثانوي ًا �إلى الخارج‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫االسطوانة الوعائية‬

‫البشرة‬

‫اللب‬
‫القشرة‬
‫القشرة الداخلية‬
‫اخلشب‬

‫اللحاء‬

‫�شكل (‪ )3-7‬ت�شريح الجذر‪� ( .‬أ ) مقطع م�ستعر�ض في جذر نبات من ذوات الفلقة الواحدة للمقارنة‪( .‬ب)‬
‫مقطع م�ستعر�ض في جذر نبات من ذوات الفلقتين‪( .‬جـ) مقطع م�ستعر�ض للتركيب الن�سيجي لجذر نبات من‬
‫ذوات الفلقتين ‪( .‬د) التركيب الداخلي للجذر المذكور �أنف ًا من خالل مقطع طولي يت�ضح فيه التركيب الن�سيجي‬
‫للقمة النامية في الجذر‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫وتكون ا�شرطة الكمبيوم الثانوي في بداية عملية النمو الثانوي منف�صلة غير انها ال تلبث ان تت�صل‬
‫وتظهر على هيئة ا�سطوانة كاملة من الكمبيوم‪ .‬وي�ستمر ن�شاط الكمبيوم معطي ًا خ�شب ثانوي �إلى الداخل‬
‫ولحاء ثانوي �إلى الخارج‪ .‬ومعدل تكوين الخ�شب الثانوي اعلى من معدل تكوين اللحاء الثانوي‪ .‬يتخلل‬
‫االن�سجة الوعائية خاليا برنكيمية ناتجة من ن�شاط الكمبيوم مكونة اال�شعة اللبية (‪� )Pith Rays‬أو اال�شعة‬
‫الوعائية التي تمتد �إلى قلب الخ�شب الثانوي واللحاء الثانوي‪ .‬وي�ؤدي ن�شاط الكمبيوم الوعائي �إلى زيادة‬
‫قطر الجذر مما ينتج عنه تمزق الطبقات الخارجية وهي الب�شرة والق�شرة فتن�شط خاليا الدائرة المحيطية‬
‫وت�ستعيد قدرتها على االنق�سام مما ي�ؤدي الت�ساع محيط الدائرة المحيطية وكذلك يتكون الكمبيوم الفليني‬
‫من الطبقة الخارجية للدائرة المحيطية مكون ًا فلين ًا للخارج وق�شرة ثانوية للداخل‪.‬‬

‫المجموعة الخ�ضرية‬ ‫‪2 -2-7‬‬


‫ي�ضم المجموع الخ�ضري لنبات الباقالء اق�سام ًا رئي�سة تمثل ال�ساق والأوراق واالزهار والثمار‪.‬‬

‫‪ -1‬ال�ساق (‪:)Stem‬‬

‫ين�ش�أ ال�ساق في جميع النباتات ب�ضمنها نبات الباقالء من روي�شة جنين البذرة (‪ )Plumul‬ويحمل ال�ساق‬
‫الأوراق على مناطق تدعى بالعقد (‪ )Nodes‬اما المناطق بين العقد فتدعى بال�سالميات (‪)Internodes‬‬
‫وتكون خالية من الأوراق وفي نبات الباقالء تكون ال�ساق قائمة �أو منت�صبة فوق �سطح التربة وخ�ضراء‬
‫اللون‪ ،‬ولل�ساق اربعة ا�ضالع وهو مجوف عند المركز (اللب) وب�صورة عامة يتميز ال�ساق عن الجذر باحتوائه‬
‫على العقد وال�سالميات وعدم احتوائه على القلن�سوة وانما ينتهي بالبرعم القمي (‪ )Apical Bud‬الذي‬
‫ينتج عن نموه الزيادة الطولية لل�ساق‪.‬‬
‫ينمو ال�ساق بانق�سام خاليا القمة النامية وهي خاليا ان�شائية مر�ستيمية تحتوي على الن�سيج المر�ستيمي‬
‫الأولي (‪ )Promeristem‬تنق�سم خاليا هذا الن�سيج لتعطي ان�سجة ابتدائية وهي‪:‬‬

‫‪1 .1‬ان�سجة ان�شائية (مر�ستيمية) �ضامة �أو جلدية (‪ )Protoderm‬تعطي ان�سجة الب�شرة‪.‬‬
‫‪2 .2‬ان�سجة ان�شائية وعائية (‪ )Procambium‬تعطي االن�سجة التو�صيلية وهي الخ�شب واللحاء‪.‬‬
‫‪3 .3‬ان�سجة ان�شائية (مر�ستيمية) ا�سا�سية والتي تكون الن�سيج اال�سا�سي للق�شرة واللب وجميع هذه االن�سجة‬
‫هي ان�سجة ابتدائية واثناء تكوين هذه االن�سجة يزداد ال�ساق في الطول وتبد أ� مولدات الأوراق الأولية‬
‫(‪ )Leaf primordial‬في التكوين‪ .‬وتتميز �سيقان نباتات ذات الفلقتين بوجود كمبيوم حزمي بين‬
‫الخ�شب واللحاء يظل كامن ًا في المراحل الأولى للنمو وفي المراحل المت�أخرة يبد�أ باالنق�سام ليعطي‬
‫االن�سجة الثانوية (خ�شب ولحاء) مما ي�ؤدي �إلى زيادة �سمك ال�ساق‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫التركيب الت�شريحي ل�ساق من ذوات الفلقتين ‪: Anatomy of Dicot Stem‬‬
‫تتميز �سيقان ذوات الفلقتين بان الن�سيج اال�سا�سي مميز �إلى ق�شرة ولب والحزم الوعائية منتظمة على‬
‫هيئة ا�سطوانة مع بع�ض الخاليا ال�سكلرنكيمية مكونة الدائرة المحيطية‪ ،‬وتتميز الحزم الوعائية باحتوائها‬
‫على كمبيوم بين الخ�شب واللحاء وينتظم الخ�شب التالي باتجاه الب�شرة والخ�شب الأول باتجاه اللب وجميع‬
‫هذه االن�سجة ابتدائية‪ .‬وفي ماي�أتي توزيع وتركيب هذه االن�سجة‪� .‬شكل (‪:)4-7‬‬

‫‪1‬الب�شرة (‪� :)Epidermis‬صف واحد من الخاليا مغطاة من الخارج بطبقة من الكيوتين غير منفذ للماء‬ ‫‪.1‬‬
‫مكونة الكيوتكل (‪ )Cuticle‬مع وجود مواد �شمعية في هذه الطبقة وهي �سميكة في النباتات ال�صحراوية‬
‫لتحافظ على المحتوى المائي كذلك تمنع البكتريا والفطريات من مهاجمة االن�سجة الداخلية‪.‬‬
‫‪2‬الق�شرة (‪ :)Cortex‬تتكون من عدة طبقات من الخاليا وهي تلي الب�شرة وتحيط باال�سطوانة الوعائية‬ ‫‪.2‬‬
‫وتتكون من خاليا برنكيمية وقد تحتوي على بال�ستيدات خ�ضر وتتميز �آخر طبقة من الق�شرة باحتوائها‬
‫على كميات من الن�شاء يكون ما يعرف بالغالف الن�شوي (‪.)Starch Sheath‬‬
‫‪3‬الدائرة المحيطية (‪ :)Pericycle‬المنطقة التي تلي الغالف الن�شوي وفي المنطقة الخارجية لال�سطوانة‬ ‫‪.3‬‬
‫الوعائية وتتكون من طبقة �أو اكثر من الخاليا ال�سكلرنكيمية ويطلق عليها اي�ض ًا ا�سم الياف الدائرة‬
‫المحيطية واهميتها حماية خاليا اللحاء من اي �ضغط خارجي‪.‬‬
‫‪4‬اال�سطوانة الوعائية (‪ :)Vascular Cylinder‬تتكون من عدد من الحزم الوعائية تترتب على هيئة‬ ‫‪.4‬‬
‫حلقة واحدة وتتركب الحزم الوعائية من خ�شب ولحاء بينهما كمبيوم �شكل (‪ )4-7‬يتجه اللحاء نحو‬
‫الب�شرة والخ�شب نحو النخاع وعلى قطر واحد ويطلق عليها بالحزمة المفتوحة (لوجود الكمبيوم بين‬
‫الخ�شب واللحاء)‪.‬‬
‫اما ن�سيج الخ�شب فيتكون من الخ�شب التالي (‪ )Metaxylem‬يتجه للخارج نحو الب�شرة والخ�شب الأول‬
‫(‪ ) Protoxylem‬ويتجه نحو اللب (النخاع) وهذه ميزة لل�سيقان ويتكون الكمبيوم من طبقة �أو اكثر‬
‫اما اللحاء فيتكون من انابيب منخلية وخاليا مرافقة برنكيمية والياف اللحاء‪.‬‬
‫‪5‬اللب (‪ :)Pith‬يحتل مركز ال�ساق ويتكون من خاليا برنكيمية كبيرة الحجم فيها م�سافات بينية وفي‬ ‫‪.5‬‬
‫بع�ض االحيان يكون ال�ساق اجوف حيث ينح�سر اللب بطبقات قليلة كما في نبات الباقالء والبر�سيم‪.‬‬
‫‪6‬اال�شعة اللبية (‪ :)Medullary Rays‬توجد في ال�سيقان التي تنتظم فيها الحزم الوعائية على هيئة‬ ‫‪.6‬‬
‫ا�سطوانة حيث توجد م�سافات بين هذه الحزم وهذه الم�سافات تتكون من خاليا برنكيمية لت�صل بين‬
‫الق�شرة واللب ويطلق عليها اال�شعة اللبية‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫�شكل (‪ )4-7‬ت�شريح ال�ساق‪�( .‬أ) مقطع م�ستعر�ض في �ساق نبات ذوات الفلقة الواحدة كما في نبات البردي‪.‬‬
‫(ب) مقطع م�ستعر�ض في �ساق نبات ذوات الفلقتين ومنها (الباقالء)‪( .‬للحفظ)‪.‬‬

‫النمو الثانوي في �سيقان نباتات ذوات الفلقتين‪:‬‬


‫نمو النبات يعني ظهور اع�ضاء جديدة وازدياد في كمية االن�سجة باال�ضافة �إلى زيادة في �سمك النبات‬
‫ويرجع �سبب الزيادة في االن�سجة وال�سمك �إلى تكوين ان�سجة ثانوية تعرف بالنمو الثانوي �أو التغل�ض الثانوي‬
‫ويحدث هذا في نباتات ذوات الفلقتين فقط وي�ستثنى من ذلك بع�ض النباتات ذوات الفلقتين كما هو الحال في‬
‫الباقالء مو�ضوع درا�ستنا في هذا الف�صل وذلك لكون مثل هذه النباتات تكون حولية‪.‬‬
‫اما في نباتات ذات الفلقة الواحدة فال يحدث تغلظ ثانوي وانما يزداد ال�ساق في ال�سمك نتجة انق�سام الخاليا‬
‫في القمم النامية ثم ازدياد حجمها‪ .‬وتتكون االن�سجة الثانوية في نباتات ذوات الفلقتين التي توجد فيها‬
‫اال�سطوانة الوعائية على هيئة ا�سطوانة من الحزم الوعائية وكل حزمة تحتوي على كمبيوم وتنق�سم كل خلية‬
‫من خاليا الكمبيوم �إلى خليتين تبقى احدهما مر�ستيمية واالخرى تتخ�ص�ص اما �إلى خ�شب ثانوي �إلى الداخل‬
‫�أو لحاء ثانوي �إلى الخارج وقبل تحولها �إلى لحاء ثانوي تنق�سم �إلى ق�سمين غير مت�ساويين الكبيرة تتحول �إلى‬
‫خلية منخلية واالخرى �إلى خلية مرافقة‪ .‬ويكون الكمبيوم اما على هيئة حلقة متكاملة �أو متقطعة في حالة‬
‫وجود الحزم الوعائية منف�صلة و�سرعان ما يكتمل ليكون حلقة كمبيومية وذلك بتكوين خاليا مر�ستيمية ثانوية‬
‫من البرنكيما التي توجد بين الحزم الوعائية مكونة ما يعرف بالكمبيوم بين الحزمي وينق�سم مثل هذا الكمبيوم‬
‫في الحزمة عادة �إلى عدد من خاليا اللحاء الثانوي الناتجة من النمو الثانوي اقل من خاليا الخ�شب الثانوي‬
‫وبالتالي يزداد قطر ال�ساق لزيادة خاليا الخ�شب الثانوي‪ .‬واذا كانت الحزم الوعائية منف�صلة عن بع�ضها فان‬
‫الكمبيوم بين الحزمي ينق�سم ويعطي خاليا برنكيمية �إلى الخارج والداخل مكون ًا ما يعرف باال�شعة اللبية‬

‫‪130‬‬
‫وبزيادة النمو الثانوي لل�ساق تزداد كمية الخ�شب الثانوي الذي يدفع الخ�شب االبتدائي نحو مركز ال�ساق‬
‫ويدفع اللحاء الثانوي اللحاء االبتدائي للخارج فتتمزق االن�سجة الخارجية لل�ساق وتتحول خاليا الق�شرة �إلى‬
‫خاليا مر�ستيمية تنق�سم وتعطي البريديرم ليحل محل الب�شرة والق�شرة االبتدائية‪.‬‬
‫وفي المناطق الجغرافية التي تتميز بتباين في ظروف البيئة خالل ف�صول ال�سنة فان الكمبيوم ين�شط خالل‬
‫الربيع مكون ًا �أوعية خ�شبية وا�سعة (الخ�شب الربيعي) وفي الخريف ينتج الكمبيوم �أوعية خ�شبية �ضيقة وقليلة‬
‫العدد (الخ�شب ال�صيفي) وعلى مر ال�سنين تتكون حلقات من الخ�شب الربيعي وال�صيفي وكل حلقة مكونة من‬
‫النوعين التي ظهرت في عام واحد تعرف بالحلقة ال�سنوية ومنها يمكن ح�ساب عمر اال�شجار وذلك بعدد الحلقات‬
‫ال�سنوية ‪� .‬شكل (‪.)5-7‬‬

‫�شكل (‪ )5-7‬النمو ال�سنوي (الحلقة ال�سنوية) في �سيقان النباتات الخ�شبية‬

‫‪ -2‬الورقة ( ‪:)Leaf‬‬
‫تراكيب م�سطحة تحمل على عقد ال�ساق‪ ،‬وتعتبر الأوراق من اهم اجزاء النبات حيث ت�ستطيع امت�صا�ص الطاقة‬
‫ال�شم�سية وفي وجود ‪ CO2‬ومادة الكلوروفيل ي�ستطيع النبات تخليق غذائه الع�ضوي بعملية البناء ال�ضوئي‬
‫(‪ )Photosynthesis‬وينت�شر على �سطحي الورقة وخا�صة ال�سطح ال�سفلي الثغور (‪ )Stomata‬وعن طريقها‬
‫يتم التبادل الغازي وكذلك تقوم الأوراق بعملية النتح (‪ .)Transpiration‬وتتباين الأوراق من حيث ال�شكل‬
‫والحجم فمنها الأوراق بحجمها و�شكلها االعتيادي ومنها قد ي�صل طولها �إلى ‪ 6‬م كما في نخيل التمر ومنها‬
‫الدائري كما في الخباز واخرى قد ي�صل قطرها �إلى‪� 150‬سنتيمتر (نبات الملكة فكتوريا) ومنها ال�شريطي كما‬
‫في الذرة واالرز والقمح واخرى انبوبية كما في الب�صل وهكذا‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫التركيب الخارجي للأوراق‪:‬‬
‫تتركب الورقة �شكل (‪ )6-7‬في اغلب الحاالت من‪:‬‬

‫‪1 .1‬قاعدة الورقة (‪ :)Leaf Base‬مكان ات�صال وارتكاز الورقة على ال�ساق ويوجد على جانبي القاعدة اذينتان‬
‫(‪)Stipules‬لحماية البرعم‪.‬‬
‫‪2 .2‬عنق الورقة (‪ :)Petiole‬تركيب ا�سطواني يحمل الن�صل بعيداً عن ال�ساق وت�سمى الورقة معنقة وعندما يغيب‬
‫العنق ت�سمى الورقة جال�سة وي�ساعد العنق في تعري�ض الورقة لل�ضوء‪.‬‬
‫‪3 .3‬ن�صل الورقة (‪ :)Leaf Blade‬الجزء الأخ�ضر المفلطح والرقيق يخترقه طولي ًا عرق و�سطي تتفرع منه‬
‫عروق ثانوية (‪ )SecondaryVeins‬وتكون مت�شابكة في ذوات الفلقتين ومتوازية في ذوات الفلقة‬
‫الواحدة‪ ،‬والن�صل اما ان يكون ب�سيط �أي مكون من قطعة واحدة �أو يكون مركب �إذ يتجز�أ الن�صل �إلى عدة‬
‫اجزاء منف�صلة‪ ،‬وورقة الباقالء تعتبر من النوع المركب (مركبة ري�شية) حيث يت�ألف الن�صل من عدة وريقات‪.‬‬

‫ال�شكل (‪� )6-7‬أنواع مختلفة من االوراق يت�ضح من خاللها التركيب الخارجي‪( .‬للحفظ)‪.‬‬

‫التركيب الت�شريحي لورقة من ذوات الفلقتين (‪:)Anatomy of Dicotyledon Leaf‬‬


‫تتركب الورقة في نبات ذوات الفلقتين �شكل (‪ )7-7‬من‪:‬‬

‫‪1 .1‬الب�شرة (‪ :)Epidermis‬تتركب الب�شرة من طبقة واحدة مترا�صة من خاليا الب�شرة العليا والب�شرة ال�سفلى‬
‫للورقة وتتخللها فتحات الثغور للقيام بالتبادل الغازي والب�شرة ال�سفلى تحتوي على عدد اكبر من الثغور‬
‫مقارنة بالعليا‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫‪1 .1‬الن�سيج الو�سطي الميزوفيل (‪ :)Mesophyll‬الن�سيج الواقع بين الب�شرة العليا وال�سفلى ويتكون من‬
‫نوعين من الخاليا الأولى تقع ا�سفل الب�شرة العليا تعرف بالخاليا العمادية وهي خاليا برنكيمية م�ستطيلة‬
‫وعمودية على الب�شرة العليا وتحتوي على بال�ستيدات خ�ضر وتمثل الن�سيج اال�سا�سي الذي يقوم بالبناء‬
‫ال�ضوئي‪ .‬والنوع الثاني من االن�سجة هو الن�سيج اال�سفنجي عبارة عن خاليا مفككة بينها م�سافات بينية‬
‫وتحتوي �أي�ض ًا على بال�ستيدات خ�ضر ولكن اقل من الطبقة العمادية‪.‬‬

‫‪2 .2‬االن�سجة الوعائية (‪ :)Vascular Tissues‬في نباتات ذوات الفلقتين يوجد العرق الو�سطي وتتفرع‬
‫منه العروق الثانوية وتوجد االن�سجة الوعائية في العرق الو�سطي للورقة ويتكون من الخ�شب واللحاء‪ .‬يقع‬
‫الخ�شب في الجزء العلوي واللحاء في الجزء ال�سفلي للعرق الو�سطي وتوجد خاليا كولنكيمية فوق وا�سفل‬
‫الحزم الوعائية للتدعيم‪ ،‬وكذلك خاليا برنكيمية تحيط بالحزمة الوعائية وتت�صل بالن�سيج الو�سطي للورقة‬
‫تدعى غمد الورقة (‪.)Bundle sheath‬‬

‫�شكل (‪ )7-7‬ت�شريح الورقة‪� ( .‬أ ) ورقة نبات ذوات الفلقتين‪( .‬ب) ورقة نبات ذوات فلقة واحدة‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫‪ -3‬الزهرة (‪:)Flower‬‬
‫تعرف الزهرة بانها غ�صن ان�ضغط وتحورت �أوراقه للقيام بوظيفة التكاثر‪ .‬ويتميز هذا الغ�صن بعدم ا�ستطالة‬
‫�سالمياته‪ ،‬فتبقى االجزاء الزهرية (الأوراق) محت�شدة على عقد ال تف�صل بينها �سالميات وا�ضحة‪.‬وكذلك يتوقف‬
‫هذا الغ�صن الزهري عن النمو بعد تكوين االجزاء الزهرية كما في الغ�صن الخ�ضري‪ .‬والزهرة النموذجية في‬
‫نباتات ذوات الفلقتين تتكون من اربع حلقات بت�سل�سل ثابت‪ .‬وهي من الخارج �إلى الداخل‪:‬‬
‫‪�1‬أوراق كا�سية (�سبالت) مكونة الك�أ�س‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪�2‬أوراق تويجية (بتالت) مكونة التويج‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪3‬طلع (ا�سدية) مكونة الجهاز الذكري‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪4‬المدقة (المتاع) مكونة الجهاز االنثوي‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫لتكون التخت (‪ )Torus‬تترتب‬‫تحمل الزهرة على �ساق يعرف بالحامل الزهري (‪ )Peduncle‬تت�سع قمته ّ‬
‫عليه االجزاء الزهرية بت�سل�سل‪ .‬وفي نبات الباقالء كما هو الحال في ازهار نباتات ذوات الفلقتين تحمل الزهرة‬
‫بو�ساطة الحامل الزهري‪ ،‬وهي تتكون من الك�أ�س والتويج والجهاز الذكري والجهاز االنثوي ومن ثم فان هذه‬
‫الزهرة خنثية النها تحوي االع�ضاء الذكرية واالنثوية معاً‪ .‬والزهرة جانبية التناظر (وحيدة التناظر) �أي يمكن‬
‫تق�سيمها �إلى ن�صفين مت�شابهين فقط‪.‬‬
‫وفيما ي�أتي و�صف لالجزاء الزهرية النموذجية �شكل (‪:)8-7‬‬

‫‪1 .1‬الك�أ�س (‪ :)Calyx‬المحيط الخارجي في ازهار نباتات ذوات الفلقتين عامة‪ .‬ويت�ألف من �أوراق خ�ضر ت�سمى‬
‫الأوراق الكا�سية (�سبالت) تقوم بحماية االجزاء الداخلية للزهرة وهذه االوراق قد تبقى ملت�صقة بالثمرة كما‬
‫في الباذنجان والطماطة‪.‬‬
‫وفي زهرة الباقالء توجد خم�سة �أوراق ك�أ�سية خ�ضر اللون ملتحمة‪.‬‬
‫‪2 .2‬التويج (‪ :)Corolla‬يتكون من الأوراق التويجية (بتالت)‪ .‬وتتميز بانها تكون ملونة ولها رائحة‪ ،‬وتقوم‬
‫بجذب الح�شرات التمام عملية االخ�صاب‪ .‬اما في زهرة الباقالء فلها خم�سة �أوراق تويجية بي�ضاء اللون‬
‫منقطة بالأ�سود‪ .‬وهي من النوع الفرا�شي �أي ورقتان اماميتان ملتحمتان (الج�ؤج�ؤ) يوجد بداخلها الأ�سدية‪،‬‬
‫وورقتان جانبيتان منف�صلتان (اجنحة) وورقة واحدة خلفية وهي الأكبر حجم ًا (العلم)‪.‬‬
‫‪3 .3‬الطلع (اع�ضاء التذكير) (‪ :)Androecium‬ع�ضو التذكير في الزهرة والذي يحمل حبوب اللقاح‪ .‬ويتكون من‬
‫الأ�سدية (‪ )Stamens‬وتتركب ال�سداة من خيط رفيع (‪ )Filament‬يت�صل بالتخت من اال�سفل وينتهي‬
‫في اعاله بجزء منتفخ ي�سمى المتك (‪ )Anther‬وهذا الجزء يتكون من ف�صين يحتوي كل منها بداخله‬
‫على حبوب اللقاح‪ .‬وعند الن�ضج يتفتح المتك لن�شر هذه الحبوب‪ .‬وتكون في نبات الباقالء ع�شرة ا�سدية‬
‫ت�سعة منها ملتحمة مكونة االنبوبة ال�سداتية اما ال�سداة العا�شرة فهي حرة وت�سمى هذه الحالة ثنائية الحزم‬
‫(‪.)Diadelphous‬‬

‫‪134‬‬
‫‪1 .1‬المتاع (اع�ضاء الت�أنيث) (‪ :)Gynoecium‬وهو ع�ضو الت�أنيث في الزهرة ويت�ألف من عدد من الأوراق‬
‫المتحورة ت�سمى كرابل (‪ )Carpels‬تتحد مع بع�ضها (�أو تكون كربلة واحدة) لتكون المبي�ض (‪)Ovary‬‬
‫الذي يحتوي على البوي�ضات وهذا الجزء يت�صل بجزء ا�سطواني ي�سمى القلم (‪ )Style‬وينتهي بالمي�سم‬
‫(‪ )Stigma‬الذي ي�ستقبل حبوب اللقاح‪.‬‬
‫وفي الباقالء يتكون المبي�ض من كربلة واحدة ويمتد الجهاز االنثوي كله داخل االنبوبة ال�سداتية‪.‬‬

‫�شكل (‪ )8-7‬تركيب الزهرة النموذجية‪( .‬للحفظ)‪.‬‬


‫‪ -4‬الثمرة (‪:)Fruit‬‬
‫بعد عملية االخ�صاب ينمو المبي�ض وين�ضج ليكون الثمرة التي تحتوي على البذرة �أو عدة بذور‪ .‬ويمكن تمييز‬
‫ندبتين على الثمرة عند طرفها احداهما هي مو�ضع ات�صال المبي�ض بالنبات الأم واالخرى تمثل بقايا القلم‪.‬‬
‫وثمرة الباقالء هي من نوع البقلة الناتجة من نمو المبي�ض المكون من كربلة واحدة وفيها عدة بوي�ضات‪ .‬تنتج‬
‫البذور التي تت�صل بو�ساطة الحبل ال�سري بالثمرة بترتيب حافي‪� .‬شكل (‪.)9-7‬‬

‫‪ -5‬البذرة (‪:)Seed‬‬
‫تتكون البذور داخل الثمار وتن�ش�أ الثمرة من مبي�ض الزهرة حيث يتم اخ�صاب البوي�ضة بنواة ذكرية (الطلع)‬
‫ليتكون الجنين الذي ينق�سم وينمو ليكون البذرة وعليه فالبذرة هي عبارة عن نبات كامل في �صورة جنين‪� .‬شكل‬
‫(‪.)9-7‬‬
‫تتميز البذرة بوجود ندبة واحدة هي مكان ات�صالها بالثمرة بو�ساطة الحبل ال�سري‪.‬‬
‫بذرة نبات الباقالء مثل باقي نباتات ذوات الفلقتين مكونة من غالف جلدي يعرف بالق�صرة (‪ )Testa‬على‬
‫احد طرفيه ندبة �سوداء ت�سمى ال�سرة (‪ ،)Hilum‬وبالقرب منها ثقب �صغير يدعى النقير (‪ )Micropyle‬وا�سفله‬
‫يوجد انتفاخ مثلث يو�ضح مكان الجذير‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫�شكل (‪ )9-7‬االثمار والبذور‬

‫نبات البردي (‪ )Typha‬المتكيف للمعي�شة المائية‬ ‫‪3 -7‬‬


‫نبات ع�شبي معمر برايزومات مائية �أو �شبه مائية يعي�ش‬
‫وي�ستوطن في البحيرات والم�ستنقعات واالهوار يغطي م�ساحات‬
‫�شا�سعة من اهوار وم�ستنقعات جنوب العراق باال�ضافة �إلى‬
‫وجوده في الياب�سة‪ ،‬ونبات البردي ح�صلت فيه تحورات تمكنه‬
‫من المعي�شة المائية �أو �شبه المائية‪ ،‬وله اجزاء ار�ضية تنمو‬
‫�سريع ًا في الأر�ض المغمورة بالماء ثم ينمو جزء منها نمواً‬
‫هوائي ًا في �سطح الماء‪.‬‬
‫يتبع نبات البردي عائلة البردي (‪)Typhaceae‬‬
‫�شكل (‪ )10-7‬وهو من نباتات ذوات الفلقة الواحدة‬
‫(‪ )Monocotyledon‬واغلب افراد هذه العائلة عبارة عن‬
‫نباتات ع�شبية عدا انواع قليلة مثل النخيل والخيزران‪ ،‬فهي‬
‫خ�شبية ومن مميزاتها ظهور الحزم الوعائية ب�صورة مبعثرة‬
‫�شكل (‪ )10-7‬نبات البردي‬ ‫في المقطع العر�ضي لل�ساق‪ ،‬وتكون �أوراقها متوازية التعرق‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫‪ -1‬الجذر‪:‬‬
‫جذر نبات البردي كما هو الحال في نباتات الفلقة الواحدة اال انه تكيف للمعي�شة المائية �أو �شبه المائية‬
‫حيث تزداد الغرف الهوائية لنموها في و�سط مائي فقير بالأوك�سجين لذلك حاجة النبات �إلى ا�ستخدام الجذور‬
‫في امت�صا�ص الماء تقل فنجد درجة تفرع الجذور لتكون ال�شعيرات الجذرية يقل بزيادة كمية الماء‪ ،‬وهذا يمثل‬
‫تكيف ًا تركيبي ًا للعر�ض والطلب في البيئة‪.‬‬

‫التركيب الت�شريحي لجذور نباتات ذوات الفلقة الواحدة‪:‬‬


‫‪)Anatomy of Monocotyledon Roots(:‬‬
‫تترتب االن�سجة في جذور نباتات ذوات الفلقة الواحدة بنف�س ترتيب االن�سجة في جذور نباتات الفلقتين‬
‫وهناك بع�ض ال�صفات التي تميز الجذور في ذوات الفلقة الواحدة وهي‪:‬‬
‫يوجد لب وا�سع وا�ضح في مركز الجذر‪ ،‬تكون طبقة الق�شرة �ضيقة مقارنة بذوات الفلقتين‪ ،‬وال يوجد برنكيما‬
‫لحاء‪ .‬وتتميز طبقة الب�شرة الداخلية بتغلظ خالياها ب�شدة (�شريط كا�سبر) ونادراً ما يحدث النمو الثانوي في‬
‫جذور النباتات ذوات الفلقة الواحدة �شكل (‪.)3-7‬‬

‫‪ -2‬ال�ساق‪:‬‬
‫ال�ساق الرئي�سي لنبات البردي رايزومي تن�ش�أ منه �سيقان طويلة ا�سطوانية تحمل في نهايتها الأزهار وكما‬
‫هو الحال في نباتات ذوات الفلقتين يكون التركيب الت�شريحي لل�ساق في ذوات الفلقة الواحدة �إال ان الن�سيج‬
‫اال�سا�سي فيه ال يتميز �إلى الق�شرة واللب كما �إن الحزم الوعائية مبعثرة وكل حزمة وعائية محاطة بغمد مكون‬
‫من خاليا �سكلرنكيمية‪ .‬واالهم ان الحزمة الوعائية ال تحتوي على كمبيوم �شكل (‪.)4-7‬‬

‫التركيب الت�شريحي ل�ساق نبات من ذوات الفلقة الواحدة‪:‬‬

‫‪ - 1‬الب�شرة (‪ :)Epidermis‬تتكون من طبقة واحدة من خاليا مغطاة بالكيوتين‪ ،‬تليها طبقة اخرى ت�سمى‬
‫تحت الب�شرة مكونة من خاليا �سكلرنكيمية للتدعيم يوجد بينها خاليا برنكيمية (ح�شوية)‪.‬‬
‫‪ - 2‬الن�سيج اال�سا�سي (‪ :)Ground Tissue‬كما ذكر اعاله ال يتميز الن�سيج اال�سا�سي �إلى ق�شرة ولب ويتكون‬
‫من خاليا برنكيمية توجد فيها حزم وعائية مبعثرة �صغيرة‪ ،‬ويكون تواجدها في الجزء الخارجي اكثر من‬
‫الداخل‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫‪ - 3‬الحزم الوعائية (‪ :)Vascular Bundles‬توجد الحزم الوعائية مبعثرة داخل الن�سيج اال�سا�سي‬
‫ومحاطة بخاليا �سكلرنكيمية لتكون غمد الحزمة‪ .‬ويوجد الخ�شب واللحاء على ن�صف قطر واحد‪ ،‬وال يوجد‬
‫كمبيوم يف�صلهما‪ .‬لذلك ت�سمى حزمة مغلقة (ينتظم الخ�شب على �شكل حرف ‪ )V‬حيث تمثل ال�شعبتان الخ�شب‬
‫التالي اما الخ�شب الأول فيتكون من وعاء واحد‪ .‬ويتكون اللحاء من خاليا منخلية والياف وخاليا مرافقة‬
‫وال يحتوي على برنكيما لحاء‪.‬‬

‫‪ - 4‬الورقة‪:‬‬

‫�أوراق البردي �سميكة نوع ًا ما وا�سفنجية‪ ،‬قائمة‪� ،‬شريطية‪ ،‬طويلة متبادلة الترتيب على ال�ساق‪ .‬ولكل‬
‫ورقة قاعدة غمدية تن�ش�أ من جزء ال�ساق الغاط�س في الماء عادة‪.‬‬
‫وتركيبها الت�شريحي ال يختلف عما هي عليه في نباتات ذوات الفلقتين‪ ،‬فهي تتركب من ب�شرة �سفلى وعليا‬
‫ون�سيج و�سطي (ميزوفيل) وحزم وعائية‪ .‬وال يتميز الن�سيج الو�سطي �إلى ان�سجة عمادية وان�سجة ا�سفنجية‬
‫فهو متجان�س ومكون ًا من خاليا برنكيمية تحتوي على بال�ستيدات‪ .‬وتنتظم الحزم الوعائية في و�سط الن�سيج‬
‫الن التعرق متوازي‪ .‬وتتركب الحزم الوعائية من غمد للحزمة الوعائية مكون ًا من خاليا �سكلرنكيمية وخ�شب‬
‫ولحاء‪ .‬وتنتظم �أوعية الخ�شب على هيئة الحرف ‪� V‬أو ‪ ، Y‬وال توجد برنكيما لحاء‪.‬‬

‫‪ - 5‬الزهرة‪:‬‬

‫تكون الزهرة في نبات البردي �صغيرة ووحيدة الجن�س‪ .‬والنبات احادي الم�سكن‪ ،‬والأزهار متجمعة في‬
‫�صورة �سنبلة ا�سطوانية ال�شكل‪ .‬وتكون الأزهار الذكرية في االعلى واالنثوية في اال�سفل‪ ،‬ولكل منها قنابة‬
‫تحيط بها‪ .‬والغالف الزهري عبارة عن �شعيرات رفيعـة‪ ،‬والأزهار الذكرية لها ‪ 5-2‬ا�سدية وتكون عادة ثالث‬
‫�أ�سدية‪ ،‬والأزهار االنثوية لها مدقة ب�سيطة (كربلة واحدة) وبعد التلقيح بالريح تتكون الثمرة‪ .‬والثمرة فقيرة‬
‫مغطاة ب�شعيرات زغبية‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫نشاط‬

‫قم بزيارة مع عدد من زمالئك خالل عطلة نهاية اال�سبوع �إلى �أحد المزارع او الب�ساتين وحاول‬
‫ان تجمع عينات من االوراق واالزهار والثمار ثم �صنفها �ضمن مجاميع تبع ًا لل�شكل والحجم‬
‫واللون ورتب الت�صنيف �ضمن جدول يت�ضمن ا�سم النبات مع ال�صفات الواردة في اعاله‪.‬‬

‫هل تعلم ؟‬
‫يمكن ل�شجرة بلوط واحدة ان تنتج نحو ‪ 700‬لتر ماء في اليوم الواحد من خالل عملية النتح‬

‫اختبر معلوماتك‬
‫‪ -1‬ماذا يحدث اذا كان نتح النبات ا�سرع من امت�صا�صه الماء من التربة ؟‬
‫‪ -2‬كيف يتمكن النبات من حماية نف�سه تحت تلك ال�شروط ؟‬

‫‪139‬‬
‫أسئلة الفصل السابع‬

‫�س‪� /1‬ضع عالمة (✓) امام العبارة ال�صحيحة وعالمة (×) امام العبارة اخلاطئة يف كل مما ي�أتي‪:‬‬

‫�أ‪ .‬تتميز منطقة القمة النامية (املر�ستيم القمي) يف اجلذر �إىل ثالث مناطق مر�ستيمية هي‪ :‬من�شئ الب�رشة‪،‬‬
‫ومن�شئ الن�سيج اال�سا�سي ‪ ،‬ومن�شئ احلزم الوعائية ‪.‬‬
‫ب‪ .‬ال�سوبرين ‪ :‬مادة مر�شحة للماء مكونة ما يعرف ب�رشيط كا�سرب (‪.)Casparian Strip‬‬
‫ج‪ .‬ين�ش�أ ال�ساق يف جميع النباتات من روي�شة جنني البذرة (‪ )Plumul‬ويحمل ال�ساق االوراق على مناطق‬
‫تدعى بال�سالميات‪.‬‬
‫د‪ .‬تتكون اال�سطوانة الوعائية يف �ساق نبات من ذوات الفلقتني من عدد من احلزم الوعائية ترتتب على هيئة‬
‫حلقات متعاقبة‪.‬‬
‫هـ‪ .‬يحدث يف نباتات ذات الفلقة الواحدة تغلظ ثانوي يف حني اليح�صل مثل هذا التغلظ يف نباتات ذات‬
‫الفلقتني ‪.‬‬
‫و‪ .‬تعد االوراق اهم اجزاء النبات حيث ت�ستطيع امت�صا�ص الطاقة ال�شم�سية ل�صنع الغذاء الع�ضوي للنبات‬
‫بعملية البناء ال�ضوئي ‪.‬‬

‫�س‪ /2‬عرف كل مما ي�أتي ‪:‬‬


‫�أ‪ .‬عنق الورقة (‪.)Petiole‬‬
‫ب‪ .‬احلامل الزهري‪.‬‬
‫ج‪ .‬التخت‪.‬‬
‫د‪ .‬ال�رسة‪.‬‬

‫�س‪ /3‬قارن بني اجلذر يف نبات بري ( الباقالء)ونبات مائي (الربدي)‪.‬‬

‫�س‪ /4‬ما اق�سام الن�سيج املر�ستيمي االويل (‪ )Promeristem‬يف �ساق نبات الباقالء ‪.‬‬

‫�س‪ /5‬قدم و�صف ًا موجزاً للرتكيب الت�رشيحي لورقة من ذوات الفلقتني‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫الفصل الثامن‬

‫‪8‬‬
‫تالؤم الحيوانات والنباتات‬
‫مع انماط الحياة في البيئة‬

‫محتويات الفصل‬

‫‪ 1-8‬ثبات الشروط البيئية في البيئة المائية‪.‬‬

‫تباين شروط البيئة في اليابسة‪.‬‬ ‫‪2-8‬‬

‫نشاط‬

‫أسئلة الفصل‬
‫النواتج التعليمية‬
‫بعد االنتهاء من دراسة هذا الفصل‬
‫يكون الطالب قادر ًا على أن‪:‬‬

‫يعرف مفهوم ثبات ال�شروط البيئية في البيئة المائية‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫يبين ا�سباب تباين �شروط البيئة في الياب�سة‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫يعدد انواع االرجل في الطيور تبع ًا لطبيعة الحركة والتغذية‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫يبين انواع المناقير تبع ًا لطريقة تغذية الطيور‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫يعرف التكيف في حركة الحيوان ويبين انواعه‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫يقدم امثلة عن التكيف مع الجفاف‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫يعرف االحياء ذاتية التغذية‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫ي�شرح التكيف مع نوع الغذاء وطريقة التغذي‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫يبين التكيفات التركيبية التي تظهرها الحيوانات نباتية التغذية لتالئم تغذيتها‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫يعرف الحيوانات الالحمة (�آكلة اللحوم) ويبين تكيفاتها التركيبية‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪142‬‬
‫ثبات ال�شروط البيئية في البيئة المائية‬ ‫‪1-8‬‬

‫تكون التغيرات في عوامل البيئة المائية قليلة‪ .‬وهذا يعود �إلى كون الو�سط المائي ذو �شروط تكاد تكون‬
‫ثابتة بدرجة كبيرة‪ ،‬ولذلك ف�أن االحياء المائية التتعر�ض �إلى م�شاكل كبيرة فهي تكيفت بكل ت�صاميم‬
‫اج�سامها للمعي�شة المائية‪.‬‬
‫فالنباتات المائية المغمورة �أو الطافية تتكيف تركيباتها لظروف البيئة تكيف ًا مميزاً‪ ،‬فالب�شرة تكون‬
‫عديمة الكيوتكل‪ ،‬وبالتالي ف�أن هذا التكيف ي�ساعدها على امت�صا�ص الغازات والمواد الأولية من الماء‬
‫مبا�شر ًة‪ ،‬والجذور تختزل بدرجة كبيرة كونها التحتاج ا�ستطالة �أو نمو بغية الح�صول على الماء فهو متوفر‬
‫ب�شكل يلبي الحاجة ب�صورة متكاملة (تكيف للعر�ض والطلب)‪ ،‬وال�سيقان تكون طويلة وذات جهاز وعائي‬
‫�ضعيف التكوين‪ ،‬والم�ساحة ال�سطحية للق�شرة اكبر من الم�ساحة ال�سطحية لال�سطوانة الوعائية‪ .‬والأوراق‬
‫ب�شكل عام تكون �صغيرة الحجم �أو مختزلة اختزا ًال كبيراً (ي�ستثنى من ذلك عدد من النباتات المائية)‪،‬‬
‫وان�سجة التهوية جيدة التكوين داخل الأوراق وال�سيقان‪.‬‬
‫اما بالن�سبة للحيوانات المائية فهي االخرى �أظهرت تكيفات تلبي حاجتها للمعي�شة في البيئة المائية‪،‬‬
‫فعو�ض ًا عن االطراف تمتلك اال�سماك والحيتان والفقمة زعانف �أو مجاذيف تنجز فعل الحركة بالرغم من‬
‫كونها مختلفة في ال�شكل‪ ،‬كما ان لكل نوع من الحيوانات المائية تكيفات تركيبية ذات خ�صو�صية نوعية‬
‫وجميعها م�سخرة لتلبية حاجة الحيوان في البيئة المائية‪.‬‬

‫تباين �شروط البيئة في الياب�سة‬ ‫‪2-8‬‬

‫على النقي�ض من البيئة المائية ف�أن بيئة الياب�سة ذات �شروط بيئية متباينة بدرجة كبيرة‪ ،‬حيث ال�سهل‬
‫والجبل والوادي والبرد والحر والجفاف والرطوبة‪ ،‬وكلها عوامل قادت �إلى ن�شوء تنوع في تكيفات االحياء‬
‫تتالئم مع تنوع بيئة الياب�سة‪.‬‬
‫فالعظايا التي تعي�ش في ال�صحراء تمتلك في ا�صابع االطراف و�سائد تمكنها من ال�سير فوق الرمال دون‬
‫�أن تغو�ص اقدامها‪ .‬والطيور التي تعي�ش على الياب�سة مهي�أة اي�ض ًا للطيران تتخذ �أرجلها ا�شكا ًال مختلفة لتالئم‬
‫ظروف الحياة وتباين �شروط البيئة من حيث التغذية والحركة �شكل (‪ ،)1-8‬فبع�ض الطيور تكون �أرجلها‬
‫م�صممة للرك�ض �أو الجري مثل النعام حيث تكون االرجل طويلة وقوية ذات ا�صبعين ق�صيرين وتحوي‬
‫االقدام على و�سائد لينة يرتكز عليها الطائر اثناء الم�شي‪ .‬والطيور ال�سابحة (الطيور المائية) مثل البط والوز‬
‫والخ�ضيري تكون �أرجلها ق�صيرة ذات اربع ا�صابع ثالثة منها نحو االمام وتكون �صفاقية والرابع نحو‬
‫الخلف‪ .‬وال�صفاق يتمثل بغ�شاء رقيق يربط اال�صابع وي�ساعد على ال�سباحة‪ ،‬والطيور الجارحة مثل الن�سر‬

‫‪143‬‬
‫ال�صقر تكون ا�صابعها مقو�سة‪ ،‬وذات مخالب حادة ي�ستعملها لم�سك الفري�سة وتمزيقها‪ .‬والطيور الجاثمة‬
‫مثل الع�صفور والبلبل والغراب لها ثالثة ا�صابع امامية ورابع خلفي‪ ،‬وتكون اال�صابع م�صممة جيداً لالنحناء‬
‫حول اغ�صان اال�شجار‪ .‬وفي الطيور المت�سلقة مثل الببغاء ونقار الخ�شب يكون اال�صبع الثاني والثالث مدبب ًا‬
‫و�إتجاهها نحو االمام بينما يكون الأول والرابع مدبب ًا ومتجه ًا نحو الخلف‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬

‫�شكل (‪ )1-8‬انواع االرجل في الطيور‪.‬‬

‫كما تتنوع المناقير في الطيور ح�سب طبيعة الغذاء‪ ،‬فمث ًال الطيور التي تتغذى على الحبوب التي تلتقطها‬
‫من الأر�ض مثل الحمام والع�صافير والدجاج يكون منقارها ق�صير مدبب‪ ،‬اما التي تتغذى على الح�شرات‬
‫فتكون مناقيرها رفيعة ومدببة مثل الهدهد‪ .‬والطيور المائية التي تتغذى على اال�سماك تكون لها مناقير‬
‫عري�ضة ومفلطحة‪ ،‬مثل البط والوز‪� ،‬أو تكون رفيعة مدببة مثل اللقلق ومالك الحزين‪ .‬وقد يوجد كي�س جلدي‬
‫ا�سفل المنقار كما في البجع‪ .‬والطيور الجارحة مثل الن�سر وال�صقر تكون مناقيرها مدببة ومنحنية نحو‬
‫اال�سفل �شكل (‪.)2-8‬‬
‫ما يقال عن التنوع في الطيور يمكن ان يالحظ في تكيفات تركيبية لدى العديد من الحيوانات ‪ .‬وفي‬
‫ادناه �سوف نحاول التعرف على تنوع التكيفات التي تمتلكها الحيوانات لتلبية متطلباتها في البيئة التي‬
‫تعي�ش فيها‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫�شكل (‪ )2-8‬انواع المناقير في الطيور‪.‬‬

‫التكيف في حركة الحيوانات‬ ‫�أوالً‬

‫تختلف طرائق الحركة عند الحيوانات باختالف ظروف الحياة‪ ،‬فمن الحيوانات ما يزحف ومنها ما‬
‫يرك�ض �أو يقفز‪ ،‬ومنها ما ي�سبح واخرى تطير‪ .‬وكل حيوان يمتلك تكيفات تركيبية ت�ؤهله النجاز و�سيلة‬
‫الحركة الخا�صة به وكما ي�أتي‪:‬‬

‫الزحف‬ ‫‪1‬‬

‫تفتقد بع�ض الحيوانات االطراف خالل‬


‫مراحل التحول كما هو الحال في االفاعي‪.‬‬
‫وبالرغم من ذلك ف�أنها تنجز فعل حركة �سريعة‬
‫بعملية الزحف‪ ،‬ي�ساعدها في ذلك مرونة‬
‫ج�سمها وقوة ع�ضالتها وامتالك عدد كبير من‬
‫اال�ضالع ال�سائبة وهذه اال�ضالع تتمف�صل مع‬
‫الفقرات من الناحية البطنية حيث ينعدم عظم‬
‫�شكل (‪ )3-8‬االفعى مثال لحيوان زاحف‬ ‫الق�ص في االفاعي‪ .‬وبذلك ف�أن االفعى تتحرك‬
‫حركة تموجية �شكل (‪.)3-8‬‬

‫‪145‬‬
‫الم�شي والرك�ض‬ ‫‪2‬‬

‫تنجز العديد من الحيوانات مثل الخيول والجمال والحمير‬


‫والغزالن واالبقار (الظلفيات) حركتها بزوجين من االطراف‬
‫وتكون اطرافها مهي�أة للعدو (الرك�ض) ال�سريع‪ ،‬وهذه القابلية‬
‫الحركية ت�ساعدها في الهرب من االعداء وحماية نف�سها من‬
‫الحيوانات المفتر�سة‪ ،‬وقد امتلكت هذه الحيوانات تكيفات تركيبية‬
‫في اطرافها النجاز هذا النوع من الحركة ممثلة با�ستطالة عظام‬
‫االطراف وقوتها ووجود مفا�صل الحركة بين عظام االطراف ف�ض ًال‬
‫عن ارتكاز الحيوان على اطراف اال�صابع التي يختلف عددها من‬
‫حيوان لآخر وتكون محاطة بالحوافر وعاد ًة تكون الأطراف مزودة‬
‫بع�ضالت قوية تمكنها من انجاز فعل الحركة بكفاءة عالية متجاوزة‬
‫�ضغط عوامل البيئة المختلفة والجاذبية الأر�ضية‪� ،‬شكل (‪� .)4-8‬شكل (‪ .)4-8‬نوعين من الظلفيات ت�ستخدم‬
‫ارجلها للرك�ض والم�شي‬

‫ال�سباحة‬ ‫‪3‬‬

‫تمثل ال�سباحة و�سيلة الحركة التي تنجزها بع�ض الحيوانات مثل (اال�سماك والبرمائيات وبع�ض الزواحف‬
‫والطيور والحيتان)‪ ،‬وهذه الحيوانات امتلكت تكيفات تركيبية ت�ؤهلها لمثل هذا النوع من الحركة مثل امتالك‬
‫الزعانف وت�صميم ع�ضالت الج�سم وغير ذلك (راجع الف�صل ال�ساد�س من هذا الكتاب)‪.‬‬

‫الطيران‬ ‫‪4‬‬

‫�سبق وان تمت اال�شارة خالل الف�صل ال�ساد�س من هذا الكتاب �إلى ان الطيور �سخرت الكثير من تكيفاتها‬
‫التركيبية النجاز فعل الطيران (راجع الف�صل ال�ساد�س)‪.‬‬

‫التكيف مع الجفاف‬ ‫ثانياً‬

‫النباتات لها تكيفاته ًا الخا�صة في هذا المجال حيث تالحظ ان النباتات التي تعي�ش في البيئة الجافة تمتلك‬
‫تكيفات تركيبية تعمل على تقليل كمية الماء الذي تفقده في عملية النتح تتمثل باختزال �سطح الأوراق وال�سيقان‬
‫وامتالك طبقة كيوتكل �سميكة تغلف الأوراق وال�سيقان وتمنع التبخر‪ ،‬والجذور فيها تكون �سطحية بغية الح�صول‬

‫‪146‬‬
‫على ماء المطر القليل‪ ،‬كما تقوم بع�ض النباتات بخزن الماء في ان�سجة ج�سمها لمقاومة الجفاف �شكل (‪.)5-8‬‬
‫�أما الحيوانات فتمتلك العديد منها القابلية على مقاومة‬
‫الجفاف من خالل تكيفات تركيبية وا�ساليب �سلوكية تقوم‬
‫بها فمث ًال نجد ان بع�ض الحيوانات مثل االميبا تحيط‬
‫نف�سها بغالف �سميك (تتكي�س) عند تعر�ضها لظروف جفاف‬
‫مفاجئة وبهذا اال�سلوب ت�ستطيع ان تحتفظ برطوبتها‬
‫لحين تح�سن الظروف‪ .‬وتحيط اال�سماك الرئوية التي تعي�ش‬
‫في مياه �ضحلة اج�سامها ب�شرنقة من الطين خالل ف�صل‬
‫الجفاف لتحمي ج�سمها من الجفاف لحين تح�سن الظروف‪،‬‬
‫وتكتفي بع�ض الحيوانات بكمية قليلة من الماء مثل‬
‫الغزالن واخرى تكتفي بما تح�صل عليه من الماء الموجود‬
‫�شكل (‪ .)5-8‬ال�صبير مثال لنبات �صحراوي‬
‫تكيف للجفاف‬ ‫في الغذاء كما هو الحال في ابو بري�ص وعظايا اخرى‪.‬‬

‫التكيف مع درجات الحرارة‬ ‫ثالثاً‬

‫تظهر االحياء العديد من التكيفات التركيبية وال�سلوكية لمواجهة ت�أثير التغيرات في درجات الحرارة في‬
‫بيئة الياب�سة والذي يكون بمديات وا�سعة‪ .‬فالنباتات التي تتعر�ض للحرارة ال�شديدة وب�شكل خا�ص خالل ف�صل‬
‫ال�صيف تحاول من خالل العديد من ال�صفات الت�شريحية تقليل فقدان الماء وخف�ض معدالت النتح‪ ،‬حيث تتخذ‬
‫الثغور في �أوراقها مواقع تقلل من عملية النتح فيها‪ ،‬كما تلتف �أوراق بع�ض النباتات مثل الذرة بحيث ت�صبح‬
‫ا�سطوانية وبالتالي تقلل من معدالت النتح‪ ،‬من خالل تقليل الم�ساحة ال�سطحية التي تكون بتما�س مبا�شر مع‬
‫المحيط الخارجي‪.‬‬
‫اما الحيوانات فهي الأخرى تلج�أ �إلى ا�ساليب تقاوم بها ت�أثيرات التغيرات ال�شديدة في درجات الحرارة فمث ًال‬
‫تلج�أ الزواحف مثل العظايا واالفاعي �إلى ال�سبات خالل ا�شهر ال�شتاء الباردة ثم تعاود ن�شاطها خالل ف�صل‬
‫الربيع‪ .‬وتقوم بع�ض الحيوانات مثل الكالب بفتح فمها عند ارتفاع درجة الحرارة في محيطها البيئي من �أجل ان‬
‫تفقد جزء من حرارة ج�سمها من خالل عملية تبخر الماء المتر�شح من �شبكة الأوعية الدموية الغزيرة الموجودة‬
‫في الجوف الفمي‪ ،‬يقوم االن�سان بهذه العملية بطريقة تختلف وذلك بعملية التعرق حيث يمتلك غدداً عرقية في‬
‫جلده والتي تكون مفقودة في الكالب‪ .‬كما تلج�أ بع�ض الحيوانات �إلى االختباء تحت �سطح الأر�ض في جحور بين‬
‫االحجار خالل النهار في الف�صول التي ترتفع فيها درجات الحرارة‪ .‬ويقت�صر ن�شاطها على الليل‪ .‬وفي اتجاه �آخر‬
‫تقاوم بع�ض الحيوانات اللبونة التي تعي�ش في المناطق القطبية الباردة درجة الحرارة المنخف�ضة وتقليل درجة‬

‫‪147‬‬
‫الحرارة المفقودة من خالل امتالكها طبقة دهنية �سميكة تحت الجلد‪� ،‬أو وجود فراء كثيف عليها كما هو‬
‫الحال في الدب القطبي والبطريق �شكل (‪.)6-8‬‬

‫�شكل (‪ )6-8‬الدب القطبي والبطريق امثلة لتكيف الحيوان للمعي�شة في المناطق المتجمدة‬

‫التكيف مع نوع الغذاء وطريقة التغذي‬ ‫رابعاً‬

‫تظهر الكائنات الحية تباين ًا كبيراً في نوع الغذاء الذي تتناوله وطريقة التغذي‪ ،‬فهناك نباتات ذاتية التغذية‬
‫وهناك حيوانات ت�أكل االع�شاب‪ ،‬واخرى ت�أكل اللحوم‪ ،‬وثالثة قارتة (ت�أكل النباتات واللحوم)‪ ،‬وكل نوع من‬
‫هذه الحيوانات امتلك تكيفاته التي تتنا�سب ونوع الغذاء وطريقة التغذي‪ .‬وفيما ي�أتي تعريف لكل نوع من هذه‬
‫االحياء‪.‬‬

‫احياء ذاتية التغذية (‪)Autotrophic Organisms‬‬ ‫‪1‬‬

‫ت�شمل االحياء ذاتية التغذية جميع انواع النباتات الخ�ضر والتي لها القابلية على القيام بعملية البناء‬
‫ال�ضوئي المت�ضمنة تحويل ثنائي �أوك�سيد الكاربون بوجود الماء وبا�ستخدام الطاقة ال�ضوئية (ا�شعة ال�شم�س)‬
‫�إلى مواد ع�ضوية‪.‬‬

‫طاقة �ضوئية‬
‫‪6CO2+12H2O‬‬ ‫‪C6H12O6+6H2O+6O2‬‬
‫اليخ�ضور‬

‫ورغم ان الكائنات المنتجة ت�شمل ا�سا�س ًا النباتات الخ�ضر في المياه والياب�سة‪ ،‬االانه تبقى هناك اعداد‬
‫وانواع مختلفة من الكائنات االخرى‪ .‬وهذه الكائنات ذات القابلية في ا�ستخدام الطاقة الناتجة من اك�سدة المواد‬
‫الكيميائية في بع�ض انواع البكتريا‪ ،‬مثل بكتريا الكبريت والحديد‪ ،‬وا�ستغاللها في �صنع غذائها بنف�سها‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫االحياء مختلفة التغذية (غير ذاتية التغذية) (‪)Heterotrophic Organisms‬‬ ‫‪2‬‬

‫تعتمد هذه االحياء ب�صورة مبا�شرة �أو غير مبا�شرة على االحياء المنتجة في غذائها‪ .‬لذا ت�سمى بالكائنات متباينة‬
‫التغذية �أو مختلفة التغذية‪ ،‬وهذه الكائنات تعمل على ا�ستخدام �أو اعادة ترتيب وتحليل المواد الع�ضوية الجاهزة‬
‫لغر�ض القيام بفعاليتها الحيوية ب�ضمنها النمو‪ ،‬ف�ض ًال عن خزن هذه المواد بتراكيب معقدة اخرى‪ .‬وت�ؤمن هذه‬
‫االحياء الغذاء لنف�سها بطرق مختلفة ومن ثم فهي تق�سم �إلى‪:‬‬

‫أ� ) االحياء الرمية (‪:)Saprotrophic Organisms‬‬


‫�أحياء تقوم بتحليل المواد الع�ضوية �ضمن الظروف الحرارية المالئمة‪ ،‬وتعمل على تحليل االج�سام الميتة‬
‫وتب�سيطها بفعل انواع من البكتريا والفطريات التي تمثل كائنات محللة ( ‪ )Decomposers‬مما يوفر الغذاء‬
‫لها ولغيرها من الحيوانات‪ .‬ولهذه التغذية �أهمية في‪:‬‬
‫ تحلل المواد الميتة مما ي�ؤدي �إلى عودة العنا�صر للبيئة لتدخل في دورتها من جديد و�إلى خ�صوبة التربة‪.‬‬
‫ ازالة الف�ضالت والمخلفات الع�ضوية اذ لوال هذه التغذية لبقيت المواد الميتة متكد�سة فوق �سطح الأر�ض‪.‬‬

‫ب) االحياء الطفيلية (‪:)Parasitic Organisms‬‬


‫احياء تعي�ش على االحياء االخرى دون ان تلتهمها‪ ،‬وهذه االحياء تقوم بامت�صا�ص الغذاء بعد فرز انزيمات‬
‫ها�ضمة عليه لتك�سير مكونات الغذاء �إلى مواد ب�سيطة التركيب‪ ،‬وبالتالي فهي ت�سبب �ضرراً للكائنات التي تتطفل‬
‫عليها ومثال ذلك تطفل حيوان الالمبري البحري على اال�سماك‪ ،‬وتطفل الدودة الكبدية على االغنام‪ ،‬وتطفل‬
‫نبات الهالوك على الطماطة والبطاطة‪.‬‬

‫جـ) االحياء المتكافلة (‪:)Symbiotic Organisms‬‬


‫نعني بالتكافل‪ ،‬معي�شة كائنين مع ًا بحيث تكون العالقة بينهما ب�صورة قيام احدهما بتقديم ما ينق�ص‬
‫الآخر من مواد‪ ،‬وال يمكن الحدهما ان يعي�ش بدون الآخر‪ ،‬ومثال ذلك بع�ض الفطريات والطحالب حيث تقوم‬
‫الطحالب بعملية البناء ال�ضوئي و�صنع الغذاء من خاللها وهذا الغذاء يمثل حاجة لكال الكائنين‪ .‬وبالمقابل تقوم‬
‫الفطريات بتجهيز الطحالب بالماء والإمالح‪ .‬وقد يكون التكافل ب�صورة تعاي�ش بين كائنين احدهما ي�ستفيد‬
‫والآخر ال ي�ستفيد لكنه ال يت�ضرر كما هو الحال في معي�شة بع�ض االبتدائيات �أو الأوليات في امعاء االن�سان حيث‬
‫تتغذى على الف�ضالت في القولون �ضمن االمعاء الغليظة وال ت�سبب �ضرراً لالن�سان‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫(د) حيوانات نباتية التغذية (‪:)Herbivorous animals‬‬
‫وت�ضم حيوانات تتغذى على النباتات المختلفة‪ ،‬ومثالها الخيول واالبقار والجمال واالغنام واالرانب‬
‫والغزالن‪ .‬وهذه الحيوانات تمتلك تكيفات تركيبية وبنية ت�شريحية ت�ؤهلها لال�ستفادة من الغذاء الذي تتناوله‬
‫ومن بين هذه التكيفات ما ي�أتي‪:‬‬

‫ تمتلك ا�سنان متكيفة لطبيعة غذائها‪ ،‬حيث تقوم اال�ضرا�س بعملية الم�ضغ في حين تكون القواطع على الفك‬
‫العلوي مختزلة‪� ،‬أو قد تكون معدومة كما هو الحال في المجترات‪ .‬ونادراً ما توجد االنياب على الفك العلوي‪.‬‬
‫ اغلب الحيوانات التي تعتمد طريقة التغذية هذه تكون من المجترات حيث تلتهم كميات كبيرة من الغذاء‬
‫النباتي وتخزنه في احد ردهات المعدة‪ .‬والمعدة في المجترات تت�ألف عادة من �أربعة ردهات هي‪ ،‬الكر�ش‬
‫الذي يخزن فيه الغذاء الذي يتناوله الحيوان بغية اعادته للم�ضغ ثانية‪ ،‬والقلن�سوة والقبة والمنفحة‪ ،‬والجزء‬
‫االخير هو الذي يمثل المعدة الحقيقية كونه يحوي غدد افرازية تفرز انزيمات ت�ساهم في عملية اله�ضم‪،‬‬
‫�شكل (‪ )7-8‬ومعدة الجمل تفتقد القبة وبالتالي فانها تت�ألف من ثالث ردهات فقط هي الكر�ش والقلن�سوة‬
‫والمنفحة‪.‬‬

‫�شكل (‪ )7-8‬المعدة في المجترات‪( .‬للحفظ)‬

‫(هـ) حيوانات �أكلة لحوم (الحمة) (‪:)Carnivorous Animals‬‬


‫وهي حيوانات تتغذى على اللحوم‪ .‬ومثالها القطة والكلب والذئب والنمر والأ�سد والفقمة وغير ذلك‪ ،‬وهذه‬
‫المجموعة من الحيوانات تظهر تكيفات تركيبية وا�ساليب �سلوكية ت�ؤهلها لطبيعة تغذيتها‪ .‬ومن هذه التكيفات‬
‫ما ي�أتي‪:‬‬

‫‪150‬‬
‫امتالك ا�سنان قوية مالئمة للطبيعة االفترا�سية لهذه الحيوانات‪ ،‬فالقواطع �صغيرة‪ ،‬واالنياب جيدة النمو‬ ‫‬
‫وقوية‪ ،‬واال�ضرا�س نامية ب�شكل جيد ف�ض ًال عن كون ارتباط الفكوك قوياً‪.‬‬
‫لها جهاز ع�صبي جيد النمو‪ .‬واع�ضاء ح�س (ال�سمع وال�شم واالب�صار) كف�ؤة وعالية الدقة ت�سخرها للح�صول‬ ‫‬
‫على الغذاء‪.‬‬
‫االطراف قوية لكي ت�سندها في حركتها ال�سريعة‪ .‬وتنتهي ا�صابع االطراف بمخالب قوية وحادة‪ ،‬واغلب‬ ‫‬
‫ال�ضواري والمفتر�سات ت�سير على ر�ؤو�س ا�صابعها كي ال ي�سمع �صوت لها عند الحركة والهجوم على الفري�سة‪.‬‬
‫تمتاز بذكاء عالي‪ ،‬ومهارة في �صيد الفري�سة ت�ستخدم فيها تكيفاتها التركيبية وا�ساليبها ال�سلوكية المتنوعة‪.‬‬ ‫‬

‫(و) حيوانات مختلطة التغذية (قارتة) (‪:)Omnivorous Animals‬‬


‫وت�ضم حيوانات تتغذى على النباتات والحيوانات (اللحوم)‪ ،‬ولذلك امتلكت تراكيب و�سطية بين اكالت اللحوم‬
‫و�آكالت النبات واالع�شاب‪ .‬وهذا بحد ذاته يعد �صفة تطورية امتازت بها هذه المجموعة من الحيوانات‪ ،‬فالقواطع‬
‫واالنياب واال�ضرا�س تظهر نف�س درجة النمو ويعد االن�سان من اف�ضل �صورها كما تتمثل هذه الطبيعة التغذوية‬
‫ب�شكل جلي في الأ�سماك حيث يقال عن الأ�سماك انها تتغذى على ما يتوفر في بيئتها من نبات او حيوان‪.‬‬

‫نشاط‬

‫عزيزي الطالب‪:‬‬
‫اذا لم يكن متوفر في مكتبة مدر�ستك افالم عن عالم االحياء‪ ،‬حاول ان ت�شاهد مجموعة من‬
‫االفالم العلمية التي تعر�ض في التلفاز‪ ،‬واكتب تقريراً يت�ضمن الآتي‪:‬‬
‫‪1 .1‬تباين ا�شكال الج�سم في النباتات لتالئم توفير متطلبات بقاءها �ضمن المحيط البيئي الذي‬
‫تتواجد فيه‪.‬‬
‫‪2 .2‬تباين ا�شكال الج�سم في الحيوانات والتكيفات التركيبية في المظهر الخارجي لها ليتنا�سب‬
‫ومتطلباتها �ضمن محيطها البيئي‪.‬‬
‫‪3 .3‬تنوع �سلوكيات الحيوانات ح�سب طبيعة التغذية‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫أسئلة الفصل الثامن‬

‫�س‪ /1‬لماذا تظهر �شروط بيئة الياب�سة تنوع ًا وا�سعاً؟‬

‫�س‪ /2‬ما اهم التكيفات التركيبية التي تمتلكها النباتات المائية الطافية والمغمورة ؟‬

‫�س‪ /3‬ما انواع المناقير في الطيور بالن�سبة لطبيعة البيئة ونوع الغذاء ؟‬

‫�س‪ /4‬ما اال�شكال التي تتخذها �أرجل الطيور لتالئم البيئة ؟‬

‫�س‪ /5‬ما انواع الحركة وتكيفاتها في الحيوانات ؟‬

‫�س‪ /6‬ار�سم معدة المجترات وا�شر االجزاء‪.‬‬

‫�س‪ /7‬بماذا تمتاز معدة الجمل عن معدة المجترات الأخرى ؟‬

‫�س‪ /8‬لماذا يفتح الكلب فمه عندما ترتفع درجة الحرارة ؟‬

‫�س‪ /9‬عرف ما ي�أتي‪:‬‬


‫( أ� ) التغذية الذاتية‪.‬‬
‫(ب) الحيوانات �أكلة اللحوم (الحمة)‪.‬‬
‫(جـ) االحياء الرمية‪.‬‬

‫(د) الحيوانات القارتة‪.‬‬

‫�س‪ /10‬ما هي التكيفات التركيبية التي تظهرها الحيوانات �آكلة اللحوم (الحمة) ؟‬

‫‪152‬‬
‫الفصل التاسع‬
‫‪9‬‬

‫العالقات بين الكائنات الحية‬


‫والسلوك والتعاقب البيئي‬

‫محتويات الفصل‬

‫‪ 1-9‬العالقات بين الكائنات الحية‪.‬‬

‫‪ 2-9‬سلوك االحياء‪.‬‬

‫‪ 3-9‬االنتخاب الطبيعي‪.‬‬

‫‪ 4-9‬التعاقب‪.‬‬

‫نشاط‬

‫أسئلة الفصل‬
‫النواتج التعليمية‬
‫بعد االنتهاء من دراسة هذا الفصل‬
‫يكون الطالب قادر ًا على أن‪:‬‬

‫يبين مفهوم العالقات االيجابية بين الكائنات الحية‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫ي�شرح مفهوم التطفل واالفترا�س ويقارن بينهما‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫يعرف مفهوم �سلوك االحياء‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫ي�شرح ال�سلوك في النباتات‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫يقارن بين ال�سلوك الفطري وال�سلوك المتعلم في الحيوانات‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫يعرف الآتي من الم�صطلحات‪:‬‬ ‫‪6‬‬
‫( أ� ) االنتحاء في النبات‪.‬‬
‫(ب) التطبع‪.‬‬
‫(جـ) اال�شتراط‪.‬‬

‫يبين مفهوم �سلوك الهجرة‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫يعرف مفهوم االنتخاب الطبيعي‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫يعرف التعاقب من وجهة النظر البيئية‪ ،‬ويبين انواع التعاقب‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫ي�شرح التعاقب الجفافي‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪154‬‬
‫العالقات بين الكائنات الحية‬ ‫‪1-9‬‬

‫توجد في مجتمعات االحياء �شبكة من العالقات التي ترتبط بها االنواع المختلفة من االحياء‪ ،‬حيث ال تتواجد‬
‫انواع االحياء وحدها في الطبيعة ب�شكل منفرد بل تتواجد مع العديد من االنواع االخرى �ضمن البيئة‪ .‬وتت�ضح‬
‫هذه العالقات ب�شكل جلي في ال�سال�سل الغذائية‪ ،‬وقد تكون هناك عالقات اخرى ذات ت�أثير اكبر وتقع خارج‬
‫مفهوم ال�سال�سل الغذائية‪ ،‬وبع�ض هذه العالقات يكون تعاوني ًا ونافع ًا لمجموعة �أو اكثر من االنواع المتفاعلة‬
‫�ضمن البيئة‪ ،‬في حين يكون بع�ضها الآخر تناف�سي ًا �أو محدداً للجماعات النوعية ذات العالقة‪� ،‬أو بتعبير �آخر‬
‫يمكن القول ان هناك عالقات ايجابية واخرى �سلبية‪.‬‬

‫العالقات االيجابية‬ ‫‪1-1-9‬‬

‫ت�شمل العالقات االيجابية‪:‬‬

‫تبادل المنفعة (‪)Mutualism‬‬ ‫‪1‬‬

‫يتمثل هذا النوع من االرتباط بعالقة وثيقة بين‬


‫كائنين يتبادالن المنفعة‪ ،‬ومن االمثلة على ذلك‪،‬‬
‫العالقة بين جذور البقوليات وبكتريا تثبيت النتروجين‬
‫فبعد تثبيته على هيئة نترات ت�ستطيع جذور النباتات‬
‫امت�صا�صه‪ .‬كما تت�ضح مثل هذه العالقة في الحيوانات‬
‫فهناك طيور تعي�ش على ظهر اللبائن �آكلة الع�شب‪ ،‬مثل‬
‫الكركدن وهي تلتقط القراد الذي يتطفل على جلده‬
‫وتتغذى الطيور عليه وبهذا تكون الطيور م�ستفيدة‬
‫في حين تكمن ا�ستفادة الكركدن في تخل�صه من هذه‬
‫الطفيليات‪.‬‬
‫وهناك امثلة كثيرة على هذه العالقة وال�شكل (‪)1-9‬‬
‫�شكل (‪ )1-9‬تبادل المنفعة عند الحيوان‬ ‫يبين ذلك‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫المعاي�شة (‪)Commensalism‬‬ ‫‪2‬‬

‫في حالة المعاي�شة يح�صل احد االنواع من االحياء على فائدة من الآخر‪ .‬ومثال ذلك ان اال�شجار الكبيرة‬
‫في الغابات تعد مواطن لعدد من الحيوانات التي تتعاي�ش مع بع�ضها مثل االنواع المختلفة من الطيور حيث‬
‫ت�سكن �أ�شجار الغابة وتتكاثر فيها وت�ضع بيو�ضها وتربي افراخها دون ان ت�سبب ال�ضرر لتلك اال�شجار‪ ،‬كما‬
‫توفر الفجوات الموجودة بين الجذور الداعمة مالجئ للخفافي�ش وال�ضفادع ال�شجرية وال�سحالي والح�شرات‬
‫وغير ذلك‪ .‬كذلك تت�ضح هذه العالقة في �سمك الل�شك (‪ )Remora‬مع ا�سماك القر�ش (‪ )Shark‬حيث تتعلق‬
‫�سمكة الل�شك بجلد القر�ش بو�ساطة قر�ص محجمي قوي ونتيجة لذلك يقوم القر�ش بنقلها �إلى موقع �آخر‬
‫لقابليته على الحركة ال�سريعة في ذات الوقت تلتهم �سمكة الل�شك بقايا الطعام المطروحة بين فكي القر�ش‪.‬‬
‫وكال العالقتين �أعاله (تبادل المنفعة والمعاي�شة) تمثل عالقة تكافل (‪ )Symbiosis‬ال�شكل (‪. )2-9‬‬

‫�شكل (‪ )2-9‬المعاي�شة عند الحيوانات‬

‫العالقات ال�سلبية‬ ‫‪2-1-9‬‬

‫وت�شتمل على ‪:‬‬

‫التناف�س (‪)Competition‬‬ ‫‪1‬‬


‫يمثل التناف�س احد العالقات بين الجماعات ال�سكانية لنوعين �أو اكثر مما ي�ؤثر �سلبي ًا في نموها وبقائها‪،‬‬
‫والتناف�س على نوعين هما‪:‬‬
‫�أ ‪ -‬التناف�س على نف�س المورد ويحدث عندما تحتاج مجموعة من الكائنات العائدة لنوع واحد �أو لأنواع‬
‫مختلفة �إلى نف�س المورد والذي يكون قلي ًال في البيئة التي تتواجد فيها هذه االنواع‪.‬‬
‫ب‪ -‬التناف�س الداخلي يت�ضمن التناف�س على ال�ضوء �أو تناف�س م�ضادات الحياة وهي متطلبات �ضرورية لبقاء‬
‫النو ع‪.‬‬
‫‪156‬‬
‫التطفل (‪)Parasitism‬‬ ‫‪2‬‬
‫يمثل عالقة �سلبية بين كائنين يدعى الأول بالطفيلي‬
‫(‪ )Parasite‬الذي يعي�ش على �أو داخل نوع �آخر يدعى‬
‫بالم�ضيف (‪ .)Host‬فالطفيلي يح�صل على الغذاء والم�أوى‬
‫ويعي�ش على ح�ساب الم�ضيف‪ .‬وي�ستطيع الم�ضيف ان يعي�ش‬
‫بدون الطفيلي ولكن الأخير ال ي�ستطيع طبيعي ًا ان يعي�ش‬
‫بدون الم�ضيف‪.‬‬

‫يمكن ان تق�سم الطفيليات �إلى‪:‬‬


‫أ� ‪ -‬طفيليات خارجية (‪ )Ectoparasites‬تعي�ش خارج‬
‫الج�سم مثل القمل والعلق‪.‬‬
‫ب‪ -‬طفيليات داخلية (‪ )Endoparasites‬تعي�ش داخل‬
‫الج�سم �أو في تجاويفه‪ ،‬مثل الطفيليات الموجودة في‬
‫االمعاء كما هو الحال في الدودة ال�شريطية‪� ،‬أو تعي�ش‬
‫في االن�سجة مثل طفيلي المالريا الذي يعي�ش في ن�سيج‬
‫�شكل (‪ )3-9‬التطفل عند الحيوانات‬ ‫الدم �أو التراخينا (‪ )Trichinella‬التي تعي�ش داخل‬
‫الع�ضالت ال�شكل (‪.)3-9‬‬

‫االفترا�س (‪)Predation‬‬ ‫‪3‬‬


‫يمثل االفترا�س نوع �آخر من العالقات ال�سلبية وفيه‬
‫يقوم كائن حي ب�إهالك �أو �أكل كائن حي �آخر ويدعى‬
‫هذا الكائن بالمفتر�س (‪ )Predator‬وكائن حي �آخر ُيهلك‬
‫�أو ي�ؤكل يدعى بالفري�سة (‪ .)Prey‬ويختلف االفترا�س عن‬
‫التطفل‪ ،‬حيث ان المفتر�س ي�أكل فري�سته ولكن الطفيلي‬
‫ي�ستمر بالمعي�شة مع م�ضيفة‪ ،‬وفي ال�سل�سلة الغذائية يكون‬
‫المفتر�س غالب ًا اكبر حجم ًا من فري�سته �شكل (‪.)4-9‬‬

‫�شكل (‪ )4-9‬االفترا�س‬

‫‪157‬‬
‫من امثلة االفترا�س االخرى العالقة الموجودة بين‬
‫ال�صقر والف�أر‪ ،‬وبين الأ�سد والظبي‪ .‬وال تقت�صر ظاهرة‬
‫االفترا�س على الحيوانات المتقدمة فقط انما تمتد �إلى‬
‫الكائنات الدنيا وعلى �سبيل المثال نجد ان االميبا‬
‫والبرامي�سيوم تفتر�س البكتريا الموجودة في بيئتها‬
‫وتفتر�س بع�ض الح�شرات ح�شرات اخرى‪ .‬وفي عالم‬
‫النبات تفتر�س بع�ض النباتات (تدعى �آكلة الح�شرات)‬
‫(‪�)Insectivorous‬شكل (‪ )5-9‬بع�ض الح�شرات‪ ،‬حيث‬
‫�شكل (‪ )5-9‬نبات من �آكلة الح�شرات مثا ًال‬ ‫تعمل اوراق النبات كم�صيدة تقتن�ص الح�شرات‪ .‬وبعد ذلك‬
‫لنوع من االفترا�س في عالم االحياء‪.‬‬ ‫يفرز النبات انزيمات خا�صة تحلل محتويات الفري�سة‬
‫ثم يقوم بامت�صا�صها فتمد النبات بما يحتاجه من‬
‫المركبات النتروجينية‪.‬‬

‫�سلوك االحياء‬ ‫‪2-9‬‬

‫يمكن تعريف ال�سلوك على انه كل االفعال التي تقوم بها الكائنات الحية كرد فعل لت�أثير عوامل البيئة‬
‫التي تعي�ش فيها �أو ت�أثير عوامل في داخل الكائن الحي‪ .‬وعليه ف�أن �أي عمل يقوم به الكائن الحي يعد تفاع ًال‬
‫متباد ًال بينه وبين ما يحيط به من عوامل‪.‬‬
‫تظهر الكائنات الحية انماط ًا �سلوكية بم�ستويات مختلفة‪ ،‬فهي تكون ب�سيطة في الكائنات الحية التي‬
‫تفتقد الجهاز الع�صبي اال انها ت�صبح في ذروة التعقيد في االحياء الراقية وب�شكل خا�ص الحيوانات الراقية‬
‫حيث ي�سيطر الجهاز الع�صبي المعقد على �سلوكها‪ .‬ويتداخل عمل الجهاز الع�صبي مع الجهاز الهورموني‬
‫الظهار انماط �سلوكية لي�س لها حدود معينة‪.‬‬

‫ال�سلوك في النبات‬ ‫‪1-2-9‬‬

‫تعد اال�ستجابة في النباتات بطيئة و�ضعيفة‪ ،‬وتتمثل با�ستجابات جزئية‪� .‬أي ان جزءاً من النبات هو‬
‫الذي ي�ستجيب للمنبه ولي�س النبات بكامله‪.‬‬
‫هناك الكثير من اال�ستجابات التي تظهرها النباتات الراقية‪ ،‬وهي من نوع االنتحاءات (‪)Tropisms‬‬
‫الممثلة باالنتحاء ال�ضوئي (‪ )Phototropism‬واالنتحاء الأر�ضي (‪ )Geotropism‬واالنتحاء المائي‬
‫(‪.)Hydrotropism‬‬

‫‪158‬‬
‫قد يكون االنتحاء باتجاه الم�ؤثر (موجباً) عندما يميل الع�ضو �أو يتحرك ب�إتجاه الم�ؤثر‪ .‬فالجذور في‬
‫النباتات على �سبيل المثال تتجه في العمق (انتحاء ار�ضي) ونحو وجود الماء (انتحاء مائي) حيث تو�ضح‬
‫هذه الحاالت انتحاء ار�ضي وانتحاء مائي موجبين اما في ال�ساق فيح�صل عادة انتحاء �ضوئي فيتجه‬
‫ال�ساق نحو ال�ضوء (انتحاء موجب) ممتداً نحو االعلى بعك�س الجاذبية االر�ضية (انتحاء ار�ضي �سالب)‪ ،‬وفي‬
‫الأوراق غالب ًا ما يح�صل انتحاء �ضوئي موجب �شكل (‪.)6-9‬‬

‫�شكل (‪ .)6-9‬االنتحاء في زهرة ال�شم�س‬

‫تلعب االوك�سينات وبقية الهورمونات دوراً مهم ًا في االنتحاء وبدرجات متفاوتة �ضمن االنواع المختلفة‬
‫من النباتات وبالرغم من ان النباتات الراقية تكون ا�ستجابتها للم�ؤثرات بطيئة و�ضعيفة‪ ،‬اال ان هناك‬
‫بع�ض النباتات تظهر ا�ستجابة �سريعة ووا�ضحة وعلى �سبيل المثال فان النبات قان�ص الذباب يظهر تكيفات‬
‫تركيبية في الورقة تمكنها من اقتنا�ص الفري�سة بمجرد وقوف الح�شرة �أو الذبابة على الورقة اذ �سرعان ما‬
‫تنطبق عليها وتفرز على الفري�سة انزيمات ها�ضمة لتحليل المادة البروتينية فيها �إلى حوام�ض امينية ي�سهل‬
‫امت�صا�صها من قبل خاليا الورقة‪ ،‬وال�سبب في تحورات هذا النبات هو معي�شته في بيئة يقل فيها النتروجين‬
‫وهو يح�صل بذلك على المواد النتروجينية من الح�شرات كما في ال�شكل (‪.)5-9‬‬

‫‪159‬‬
‫هناك مثال �آخر لل�سلوك في النباتات كما‬
‫في نبات الميمو�سة الح�سا�سة (‪Sensitive‬‬
‫‪ )Mimosa‬والذي تنطبق اوراقه على بع�ضها‪،‬‬
‫عند حلول الظالم‪� .‬شكل (‪.)7-9‬‬
‫البد من اال�شارة �إلىان �سلوك النباتات الراقية‬
‫وب�شكل عام اقل تعقيداً من �سلوك الحيوانات و�سبب‬
‫ذلك يعود �إلى عدم وجود جهاز ع�صبي فيها ومن‬
‫ثم فان الهورمونات تقوم بنقل المعلومات داخل‬
‫ج�سم النبات ولكن ببطء‪.‬‬

‫�شكل (‪ )7-9‬نبات الميمو�سة الح�سا�سة‬

‫ال�سلوك في الحيوان‬ ‫‪.2-2-9‬‬

‫تظهر الحيوانات تنوع ًا كبيراً في انماط ال�سلوك اعتماداً على وجود الجهاز الع�صبي �أو عدم وجوده وكما‬
‫ي�أتي‪:‬‬

‫ال�سلوك في االحياء الخالية من الجهاز الع�صبي‬ ‫‪1‬‬

‫يتمثل ال�سلوك في اال�شكال الب�سيطة للحياة ‪ ،‬باالنتحاء والحركة (‪ )Taxes and Kineses‬حيث‬
‫يقود هذا التوجه ميكانيكيتان مختلفتان فت�ستجيب هذه الكائنات لل�ضوء والحرارة والكيميائيات والجاذبية‬
‫بو�ساطة حركات مبا�شرة نحو م�صدر الحافز �أو بعيداً عنه ‪.‬‬
‫لن�أخذ مث ًال عند تعر�ض االميبا ل�ضوء �شديد ف�أنها تهرب بعيداً عن م�صدر ال�ضوء �أي انها ذات انجذاب‬
‫�ضوئي �سالب وال�سبب في ذلك ان ال�ضوء ال�شديد يمنع تكوين االقدام الكاذبة في الجزء المواجه لل�ضوء بينما‬
‫تتكون اقدام كاذبة في الجهة المعاك�سة‪ .‬واذا و�ضعت مادة كيميائية بالقرب من احدى جهات االميبا ف�أنها‬
‫تتحرك باالتجاه المعاك�س �أي انها ذات انجذاب كيميائي �سالب‪ .‬واذا كانت المواد مفيدة لالمبيا ف�أنها‬
‫تحيطها ب�أقدامها الكاذبة وته�ضمها يعني ان هناك (انجذاب موجب)‪.‬‬
‫ت�ستطيع االميبا التمييز بين المواد ال�ضارة والنافعة ‪ ،‬وبين الظروف المالئمة وغير المالئمة لحياتها‪.‬‬
‫فتتكي�س عندما تكون الظروف غير مالئمة وتتحرر من الكي�س وتعاود ن�شاطها عند توفر ظروف مالئمة‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫ال�سلوك في الحيوانات ذات الجهاز الع�صبي‬ ‫‪2‬‬

‫يعتمد ال�سلوك في الحيوانات التي تمتلك جهاز ع�صبي على درجة نمو هذا الجهاز ‪ ،‬ففي الال�سعات يكون‬
‫الجهاز الع�صبي ب�سيط ًا ومن ثم ف�أن �سلوكها يكون كذلك ب�سيط ًا اما في الفقريات في�صل الجهاز الع�صبي �إلى‬
‫اف�ضل درجات التعقيد ولذلك نجد انها ت�ستطيع القيام با�ستجابات متعددة لمختلف المنبهات‪.‬‬

‫م�ستويات ال�سلوك في الحيوانات الراقية‬ ‫‪1-2-2-9‬‬

‫(‪ )1‬ال�سلوك الفطري‪:‬‬


‫ال�سلوك الفطري �أو ال�سلوك الغريزي �سلوك تلقائي وا�ستجابة لحافز معين ‪ .‬ويمكن ان يحدث حتى لو‬
‫و�ضع الحيوان بمعزل عن بقية االفراد من نوعه‪ ،‬ومثال ذلك االنماط المعقدة للجماع‪ ،‬وبناء االع�شا�ش عند‬
‫الع�صافير‪ .‬وال�سلوك الفطري يكون وا�سع ًا ومتنوع ًا في الحيوانات الدنيا كما هو الحال في الح�شرات وكلما‬
‫تطور الحيوان قلت انماط ال�سلوك الفطري‪.‬‬

‫(‪ )2‬ال�سلوك المتعلم‪:‬‬


‫ين�ش�أ هذا النوع من ال�سلوك نتيجة للتعلم‪ ،‬وتدخل فيه الذاكرة ‪ Memory‬التي تمثل جانب ًا من عملية‬
‫التعلم‪ ،‬وهي عملية ادخال المعلومات ومرورها بعمليات خالل االجهزة الح�سية حيث تر�سل �إلى الدماغ‪،‬‬
‫وتخزن هنالك ب�شكل من اال�شكال‪ ،‬ي�سمح لها ان ت�ستعمل لتحوير اال�ستجابة لنف�س الحوافز في او�ضاع‬
‫جديدة‪ ،‬وبالتالي ف�أن الحيوان يكون قادراً على ابداء ا�ستجابات مكيفة بتغير الحاالت‪.‬‬
‫والبد من اال�شارة �إلى وجود تداخل بين ال�سلوك الفطري وال�سلوك المتعلم وخا�صة في الحيوانات الأكثر‬
‫تعقيداً‪ .‬وهذين النوعين من ال�سلوك غير قابلين للف�صل كلياً‪.‬‬

‫ا�شكال ال�سلوك المتعلم‪:‬‬


‫( �أ ) التطبع‪:‬‬
‫يمثل هذا النوع من ال�سلوك احد ا�شكال التعلم في االنواع الأكثر اجتماعي ًا كما هو الحال في الطيور‪ .‬ففي‬
‫التطبع تحدث �سل�سلة من اال�ستجابات ت�ستخدم لتكوين عالقات اجتماعية خالل طور مبكر جداً من حياة‬
‫الحيوان‪ ،‬ومثال ذلك ما قام به او�سكار هاينروث (‪ )Oskar Heinroth‬الذي ربى وزاً معزولة منذ وقت‬
‫الفق�س‪ ،‬فوجدها تتبعه �أينما يذهب كما لو كان هو والدها �أو �صديقها‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫(ب) االعتياد‬
‫في هذا النوع من التعلم يوقف الحيوان اال�ستجابة لمنبهات متكررة ب�صرية �أو �سمعية �أو كيميائية �أو‬
‫لم�سية بعد ان يكت�شف انها غير مهمة وال ذات �ضرر عليه (التعلم بعدم اال�ستجابة)‪ ،‬ولن�أخذ مث ًال لو كان هناك‬
‫�شخ�ص ًا انتقل للتو من منطقة �سكن هادئ �إلى مكان قريب من �سكة قطار ف�سوف ينزعج كلما مر القطار‬
‫ولفترة من الزمن‪� ،‬إال انه ومع مرور الزمن �سوف يجد ان ال�صوت ي�صبح لي�س بذي قيمة �أو اهتمام ومن‬
‫المحتمل ان ال ي�شعر به‪ .‬والبد من اال�شارة �إلى ان االعتياد ال يحدث عندما يكون الحيوان بمواجهة متكررة‬
‫مع حوافز �ضارة (مفتر�س مثالً)‪ ،‬ويبدو ان تحديد اال�ستجابات للحوافز ال�ضارة مقاومة موروثة لالعتياد‬
‫وهذه لها قيمة عظيمة للبقاء والحفاظ على النوع‪.‬‬

‫(جـ) اال�شتراط‪:‬‬
‫ان ا�ستجابة الحيوان �إلى محفز معين قد يحور بو�ساطة وجود �أو غياب محفز �آخر يكون مرا فق ًا له‪.‬‬
‫لقد در�س هذا النوع من ال�سلوك من قبل العالم الرو�سي بافلوف (‪ ،)Pavlov‬فقد الحظ في احدى تجاربه‬
‫على الكالب ان اللعاب يفرز غالب ًا في الحال عندما ي�ضع خال�صة لحم في فم الكلب‪ ،‬وا�ستنتج ان هذه‬
‫ا�ستجابة انعكا�سية ب�سيطة‪.‬‬

‫(د) التعلم بالمحاولة والخط�أ‪:‬‬


‫يمثل هذا النوع من ال�سلوك نوع ًا متطوراً للتعلم يتطلب تحرك الحيوان‪ .‬يبد أ� مثل هذا ال�سلوك عندما‬
‫يقرن الحيوان حركات معينة مع نتائج قد تكون مالئمة �أو غير مالئمة له‪ ،‬وهكذا ي�شمل هذا التعلم اما‬
‫مكاف�أة الحيوان �أو معاقبته نتيجة قيامه بحركات معينة‪.‬‬
‫لقد �صممت عدة تجارب في هذا المجال وخالل التقوية في التعلم بالمحاولة والخط أ� يمكن ان‬
‫ُتدرب الحيوانات ل ُتميز بين حوافز مختلفة وعلى �سبيل المثال ف�أن الدولفين قد يعطى �أو ًال �سمكة‬
‫لمحاولته القفز خارج الماء وهي بمثابة مكاف�أة له وتدريجي ًا �سوف تمكن مثل هذه المكاف�أة المدرب‬
‫من ان يعلم الدولفين لأن يقوم بالعاب فوق الماء في نقطة معينة من البركة‪.‬‬
‫او�ضحت تجربة اخرى تعلم الف�أر كيفية الح�صول على الغذاء بطريقة المحاولة والخط�أ فقد و�ضع‬
‫ف�أر جائع في �صندوق يحتوي على �صمام‪ ،‬وعند ارتطام الف�أر بال�صمام تخرج له حبيبات الغذاء‬
‫ولذلك يتحرك الف�أر في كل االتجاهات حتى ي�صطدم بال�صمام‪ ،‬فيخرج له الغذاء‪ ،‬وبتكرار هذا العمل‬
‫يتعلم الف�أر كيف يح�صل على الغذاء من خالل ال�ضغط على ال�صمام‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫(هـ) ال�سلوك اال�ستك�شافي‪:‬‬
‫يمكن ان يظهر هذا النوع من �سلوك التعلم خالل اللعب وحب اال�ستطالع‪� ،‬إذ ان اللعب ي�شكل جانب ًا ا�سا�سي ًا‬
‫في االدوار المبكرة في دورة حياة كثير من الحيوانات وب�شكل خا�ص اللبائن‪ ،‬وبع�ض الطيور كونها تتعلم‬
‫خالل اللعب الكثير من الطرق الحيوية للبقاء‪ ،‬وعلى �سبيل المثال نجد ان القرود ال�صغيرة ترك�ض �سوية‬
‫م�شتركة في عراك كاذب وهروب‪ ،‬و تزيد فترة اللعب من ن�شاطها وبالتالي ابتكار و�سائل تنجي حياتها‪،‬‬
‫تكون عالقات مع بع�ضها ت�ساعدها على تعلم �سلوك اجتماعي خالل‬ ‫ف�ض ًال عن ان الحيوانات خالل لعبها ِّ‬
‫ن�ضجها‪.‬‬

‫امثلة عن ال�سلوك لدى الحيوانات‬ ‫‪2-2-2-9‬‬

‫�سلوك التغذي‬ ‫‪1‬‬

‫تظهر الحيوانات المختلفة الكثير من الخ�صائ�ص التركيبية والنف�سية من اجل الح�صول على الغذاء‪،‬‬
‫فالحيوانات �آكالت النباتات لها تكيفات تغذية قليلة ن�سبي ًا ب�سبب ان النباتات التي تتغذى عليها لي�س لها‬
‫القدرة لمقاومة هذا ال�سلوك‪.‬‬
‫من امثلة �سلوك التغذي ما نالحظه في انواع‬
‫النمل الذي يحمل اجزاءاً من �أوراق النباتات‬
‫�إلى الإنفاق التي يعي�ش فيها حيث تنمو عليها‬
‫الفطريات عند تف�سخها ويتغذى النمل على هذه‬
‫الفطريات �شكل (‪.)8-9‬‬
‫للعناكب واحدة من التكيفات ال�سلوكية‬
‫المثيرة والخا�صة بالح�صول على الغذاء وتتمثل‬
‫بن�سج البيوت بغية الح�صول على الغذاء‪.‬‬
‫واذا ما نظرنا �إلى الفقريات ف�أننا نجد الكثير‬
‫�شكل (‪ )8-9‬النمل قاطع االوراق‬ ‫مما ال يح�صى من التكيفات ال�سلوكية الم�سخرة‬
‫للح�صول على الغذاء‪ ،‬وعلى �سبيل المثال نجد ان‬
‫ال�سنجاب وهو من اللبائن يجمع غذائه ويخزنه‬
‫خالل ال�صيف لكي يكون له م�ؤونة خالل ف�صل‬
‫ال�شتاء‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫�سلوك الهروب و�سلوك التخفي‬ ‫‪2‬‬
‫يمثل �سلوك الهرب والتخفي و�سائل للحفاظ على النوع وبقائه‪ ،‬فالحيوان الذي ي�شعر بالخطر يحاول‬
‫االبتعاد عن م�صدر الخطر ب�أ�ساليب �سلوكية معتمدة بالدرجة اال�سا�س على حركته ومدى تطور جهازه‬
‫الع�صبي واع�ضاء الح�س‪ .‬فالطيور مث ًال تكون اكثر ا�ستجابة للمنبهات التي تدل على توقع حدوث خطر‬
‫ولذلك تكون على اتم اال�ستعداد للحركة والهروب‪ .‬وبالت�أكيد ف�أن لكل حيوان تكيفات تركيبية معينة تعينه‬
‫في انجاز فعل الهرب من م�صدر الخطر‪ ،‬واالجنحة لدى الطير تمثل واحدة من هذه التكيفات‪.‬‬
‫اما �سلوك التخفي في�شمل التنكر والتقليد �شكل (‪،)9-9‬‬
‫حيث ي�سلك الحيوان مثل هذا ال�سلوك لتفادي ظروف غير‬
‫منا�سبة �أو لحماية نف�سه من حيوا ن مفتر�س‪ ،‬ومثل هذا‬
‫ال�سلوك يت�ضح ب�شكل جلي في العديد من انواع الح�شرات‬
‫فمث ًال يتخفى فر�س النبي في�أخذ �شكل الورقة النباتية‬
‫التي يعي�ش عليها في المظهر والحركات‪ ،‬وكذلك تتخفى‬
‫ح�شرة ع�صا الراعي التي ي�شبه مظهرها �سيقان النباتات‬
‫التي تعي�ش عليها‪ ،‬وهكذا تتظاهر بع�ض الح�شرات‬
‫ال�ضعيفة بمظهر القوي حيث تت�شبه بع�ض الح�شرات‬
‫ال�ضعيفة بالزنابير والنحل‪ .‬وفي اال�سماك تظهر الكثير‬
‫من انواعها تلون ًا يماثل طبيعة القاع بغية الحفاظ على‬
‫نف�سها من االفترا�س‪ ،‬واالمثلة في هذا المجال كثيرة‬
‫�شكل (‪ )9-9‬التخفي عند الحيوان‬ ‫وي�صعب ح�صرها‪.‬‬

‫�سلوك الهجرة (‪)Migration‬‬ ‫‪3‬‬


‫الهجرة هي‪ :‬الحركة المبا�شرة من مكان �إلى �آخر ثم العودة الدورية اليه‪ .‬وي�ستخدم م�صطلح االغتراب �أو‬
‫الهجرة الخارجية (‪ )Emigration‬للأ�شارة �إلى هجرة االفراد �إلى الخارج (خارج مناطق ن�ش�ؤها) وعدم‬
‫العودة اليها‪� .‬أما م�صطلح اال�ستيطان (‪ )Immigration‬الذي ي�شير �إلى هجرة االفراد �إلى منطقة معينة لم‬
‫تكن قد دخلتها من قبل‪.‬‬
‫تعد هجرة �سمك ال�سالمون مثا ًال �شائع ًا للهجرة في عالم الحيوان‪ ،‬حيث يق�ضي ال�سالمون وهو حيوان‬
‫�صاعد (�أي يهاجر من البحر �إلى النهر) فترة حياته الأولى في البحر‪ ،‬وعند البلوغ يهاجر نحو المياه العذبة‬
‫(مياه الأنهار) لو�ضع البي�ض‪ .‬وفي الغالب يقوم الكثير من انواعه برحلة واحدة لو�ضع البي�ض وبعدها يموت‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫ومن االمثلة االخرى ال�شائعة في هجرة‬
‫الحيوانات هي هجرة الطيور‪ ،‬فبع�ض الطيور‬
‫ال�ساحلية في الواليات المتحدة االمريكية‬
‫تهاجر من والية اال�سكا االمريكية �إلى جزر‬
‫هاواي م�ستخدمة ادلة خا�صة بها حيث يعتمد‬
‫الطائر في م�سارات حركة هجرته على زاوية‬
‫ميالن ال�شم�س �شكل (‪.)10-9‬‬
‫�شكل (‪ )10-9‬هجرة الطيور‬

‫�سلوك العودة �إلى المنزل (موقع ال�سكن)‬ ‫‪4‬‬

‫ت�ستطيع الكثير من الحيوانات العودة �إلى موطنها من خالل تكيفات تركيبية ووظيفية فمثالً‪ ،‬بع�ض‬
‫اال�سماك ت�ستطيع العودة �إلى موطنها م�ستخدمة حا�سة ال�شم‪ ،‬ويعد الحمام مث ًال �شائع ًا للقدرة على التعرف‬
‫على الم�سكن‪ ،‬ويعتقد ان قدرة هذا الحمام في التعرف على الم�سكن يعود �إلى الذاكرة القوية التي يتمتع بها‬
‫لمعرفة الم�سالك الموجودة في خط �سيره‪ ،‬وربما ي�ساعده في ذلك تمتعه بقوة ب�صر قوية‪.‬‬

‫�سلوك التكاثر والمغازلة ورعاية ال�صغار‬ ‫‪5‬‬

‫يعد �سلوك التكاثر والمغازلة ورعاية ال�صغار من‬


‫ميزات ال�سلوك االجتماعي المهمة عند الحيوان‪ .‬ف�سلوك‬
‫التكاثر يي�سر تقابل الذكور واالناث وت�آلفها وقد ي�ستهلك‬
‫ذلك كثيراً من الوقت والطاقة في حالة الحيوانات التي‬
‫تعي�ش في عزلة‪ ،‬وهو ي�ساعد �أي�ض ًا على تزامن �سلوك‬
‫التكاثر عن طريق تحفيز االفراد لبع�ضها البع�ض ب�صورة‬
‫متبادلة‪ ،‬فالطيور التي تعي�ش يف م�ستعمرات‪ ،‬حتدث‬
‫ا�صوات ًا وتقوم بعرو�ض غزل �شكل (‪ )11-9‬ت�سبب تغريات‬
‫هورمونية يف االفراد االخرى قبل عمليات التزاوج‪.‬‬
‫وم�ستعمرات النوار�س الكبرية حيث يوجد فيها حتفيز‬
‫اجتماعي اكرب‪ ،‬فهي تنتج من ال�صغار يف الع�ش الواحد‬
‫�شكل (‪ )11-9‬المغازلة عند الطيور‬
‫عدداً اكرب مما يوجد يف حالة امل�ستعمرات ال�صغرية ‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫وباال�ضافة �إىل ذلك ف�أن الرعاية االبوية التي متنحها احليوانات االجتماعية ل�صغارها تعمل على زيادة‬
‫فر�ص البقاء لل�صغار‪ .‬وعملية الرعاية يف عامل احليوان تتباين من حرا�سة البي�ض ورعايته من قبل االبوين‬
‫كما يف النمل و�صو ًال �إىل رعاية ال�صغار بعد الفق�س والوالدة التي تت�ضح معاملها يف الطيور واللبائن كلها‬
‫متثل انواع من �سلوك الرعاية‪.‬‬

‫ال�سلوك االجتماعي‬ ‫‪6‬‬


‫عند احلديث عن ال�سلوك االجتماعي لدى احليوانات‬
‫يتبادر �إىل اذهاننا م�ستعمرات نحل الع�سل التي تظهر‬
‫م�ستوى عالي ًا جداً يف الرتكيب البنائي واالجتماعي �شكل‬
‫(‪� ،)12-9‬أو قطعان املا�شية التي ترعى يف ال�سهول �أو‬
‫جتمعات ا�سماك ال�رسدين‪� ،‬أو ا�رساب طيور الزرزور‪ ،‬وال�سلوك‬
‫االجتماعي لي�س حم�صوراً بهذه االمثلة من احليوانات التي‬
‫تنتمي لنف�س النوع وتتعاي�ش ب�صورة جمتمعة وفيها ي�ؤثر‬
‫كل فرد على الآخر‪.‬‬
‫�شكل (‪ )12-9‬ال�سلوك االجتماعي في النحل‬
‫ميكن القول «ان اي �شكل من ا�شكال التفاعل الناجت‬
‫عن ا�ستجابة حيوان لآخر من نف�س النوع ميثل �سلوك ًا‬
‫اجتماعياً»‪.‬‬
‫ان جتمعات الفرا�شات املنجذبة �إىل ال�ضوء لي ًال وجتمع‬
‫ا�سماك ال�ساملون يف اكرث احوا�ض النهر برودة‪ ،‬هي جتمعات‬
‫حيوانية ا�ستجابة مل�ؤثرات بيئية‪ ،‬ويف اجتاه �آخر ف�إن‬
‫التجمعات االجتماعية تعتمد على م�ؤثرات حيوانية‪� ،‬إذ تبقى‬
‫جمتمعة‪ ،‬وت�ؤدي �أفعا ًال م�شرتكة بت�أثري احدها على الآخر‪.‬‬
‫والبد من اال�شارة �إىل ان جتمعات احليوانات التي تظهر‬
‫�سلوك ًا اجتماعي ًا لي�ست اجتماعية بنف�س الدرجة بل ان هناك‬
‫�شكل (‪ )13-9‬تجمع الحيوان يمثل احد‬
‫حاالت ال�سلوك االجتماعي‬ ‫نوع عن الآخر‪.‬‬
‫تباين ًا يف درجة ال�سلوك االجتماعي لكل ٍ‬
‫ان معي�شة احليوانات جمتمعة قد تكون ذات فائدة من‬
‫نواح عدة وي�ستفيد كل نوع بطريقته اخلا�صة‪ ،‬فما يعترب‬ ‫ٍ‬
‫تكيف ًا مفيداً لنوع ما رمبا ال يكون كذلك لنوع �آخر‪ ،‬وهناك‬
‫فائدة مميزة للتجمعات االجتماعية �أال وهي الدفاع عن‬
‫النف�س �ضد احليوانات املفرت�سة �شكل (‪.)13-9‬‬

‫‪166‬‬
‫االنتخاب الطبيعي (‪)Natural Selection‬‬ ‫‪3-9‬‬

‫ان للعوامل البيئية ت�أثري كبري يف الكائن احلي‪ ،‬وقد تكون هذه العوامل غري منا�سبة فتتطلب ح�صول‬
‫تغريات يف ن�سل الكائن احلي بغية متكينه من التغلب على الظروف غري املنا�سبة وحفظ نوعه من االنقرا�ض‪،‬‬
‫واالفراد التي تظهر عجزاً عن موا�صلة حياتها نتيجة ت�أثريات هذه العوامل ف�أنها �سوف تنقر�ض‪.‬‬
‫ولقد كان دارون ووال�س �أول من تنبها �إىل مثل هذه التغريات و�شخ�صا ت�أثريها على الكائنات احلية‬
‫من خالل مالحظاتهما التي �سجلها دارون من �سفره �إىل جزيرة كاالباكوز (‪ )Galapagos‬يف حني �سجل‬
‫واال�س مالحظات مماثلة من زيارته ل�شبه جزيرة املاليا وا�ستنتج االثنني ماي�أتي‪:‬‬

‫‪1 .1‬ان التغاير موجود بين افراد النوع‪ ،‬وا ن بع�ض الفروقات تورث‪.‬‬
‫‪2 .2‬ينتج النوع في كل جيل ابناء اكثر من ه�ؤالء الذين يبقون �إلى الطور التكاثري‪ ،‬فه�ؤالء االفراد الذين‬
‫يبقون ويتكاثرون هم الذين يحددون طبيعة الجيل الثاني‪.‬‬
‫‪3 .3‬ان االفراد الذين يحملون تغايرات اكثر تكيف ًا على البقاء في ظروف معينة هم الذين ي�سهمون بن�سبة‬
‫اعلى في االبناء للجيل الثاني‪.‬‬
‫‪4 .4‬على مدى فترات طويلة من الزمن ت�ؤدي عملية البقاء االنتقائي والتكاثر �إلى الت�شتت بين الكائنات‬
‫الع�ضوية في ظروف مختلفة وفي النهاية ت�ؤدي �إلى تطور االنواع المعزولة‪.‬‬
‫ومن االمثلة على االنتخاب الطبيعي هو ا�ستخدام املبيدات من قبل االن�سان للق�ضاء على احل�رشات كان‬
‫�سبب ًا يف ن�شوء اجيال جديدة تت�صف مبقاومتها للمبيدات‪.‬‬

‫التعاقب (‪)Succession‬‬ ‫‪4- 9‬‬

‫ميكن ان يعرف التعاقب من وجهة النظر البيئية ب�أنه التتابع املنظم للمجتمعات االحيائية املختلفة يف‬
‫بيئة معينة وعرب فرتة من الزمن‪ .‬وقد يقود مثل هذا التغري احلا�صل يف املجتمعات االحيائية �إىل تكوين‬
‫م�ستعمرات يف املناطق اجلرداء وبالتايل ف�أن التغريات يف البيئة �سوف تلعب دوراً مهم ًا وحا�سم ًا يف تغري‬
‫تركيبة املجتمعات االحيائية (النباتية واحليوانية) بحيث ت�صبح متكيفة مع الو�ضع اجلديد‪ .‬وقد تكون‬
‫التغريات دورية �أو غري دورية �أو بتعبري �آخر حت�صل ب�صورة متكررة �أو تكون ذات طبيعة دائمية‪.‬‬
‫هناك من العوامل ما يلعب دوراً يف التغريات مثل درجة احلرارة والرطوبة وال�ضوء والتبخر والرياح‬
‫وغريها وهذه كلها ت�ؤثر يف املجتمعات النباتية ومن ثم ميتد ت�أثريها �إىل املجتمعات احليوانية‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫االنواع اال�سا�سية للتعاقب‬ ‫‪1-4-9‬‬

‫هناك نوعني من الطرز للتعاقب يت�ضحان يف جميع البيئات اال�سا�سية وهما‪:‬‬

‫التعاقب االبتدائي (‪)Primary Succession‬‬ ‫‪1‬‬

‫في هذا الطراز �أو النوع من التعاقب تظهر االحياء لأول مرة في الموقع البيئي الذي لم تكن قد ظهرت‬
‫ابتداء بالكائن الرائد (‪ )Pioneer‬ويطلق‬
‫ً‬ ‫فيه اية كائنات حية �سابقاً‪ .‬ويمثل النوع االحيائي الذي يظهر‬
‫على المجموعات الأولى من النباتات والحيوانات التي تنجح في اال�ستقرار ا�سم المجتمع الرائد (‪Pioneer‬‬
‫‪. )Community‬‬

‫التعاقب الثانوي (‪)Secondary Succession‬‬ ‫‪2‬‬

‫ويف هذا النوع من طرز التعاقب تكون البيئة قد احتلت من قبل جتمعات من الكائنات احلية يف وقت‬
‫�سابق اال انها اختفت ال�سباب غري منا�سبة ك�أن تكون عوامل مناخية حادة �أو تدخل الإن�سان كما هو احلال‬
‫يف ظروف احلرائق التي حت�صل بفعل الربق �أو بو�ساطة االن�سان‪ ،‬وحدوث الفي�ضانات والعوا�صف واالعا�صري‬
‫والزالزل والرباكني �أو بفعل النفايات التجارية وال�صناعية �أو ت�رصيف املجاري وغري ذلك من العوامل التي‬
‫تزيل التعاقب االبتدائي يف اية مرحلة من مراحله‪ ،‬ولذلك ف�أن ظهور جتمعات احيائية جديدة يف مثل هذه‬
‫البيئة ميثل تعاقب ثانوي‪.‬‬

‫التعاقب يف البيئات اال�سا�سية‬ ‫‪2-4-9‬‬

‫تت�ضح يف البيئات اال�سا�سية اختالفات يف طبيعة التعاقب وا�سلوبه ت�ؤثر يف طبيعة املجتمعات النباتية‬
‫واحليوانية التي تتكيف للمعي�شة يف تلك البيئات‪ ،‬وهناك نوعني من التعاقب هما التعاقب املائي والتعاقب‬
‫اجلفايف‪.‬‬

‫التعاقب املائي (‪ )Hydrach Succession‬وي�شمل ‪:‬‬ ‫‪1‬‬


‫( أ� ) التعاقب يف املياه العذبة (‪:)Freshwater Succession‬‬

‫تختلف امناط التعاقب يف املياه العذبة تبع ًا حلجم امل�سطحات املائية وحركة املياه فيها والتي ت�ؤدي‬
‫�إىل تراكم املواد الطينية التي جتعل من امل�سطحات املائية اج�سام ًا اكرث �ضحالة مبرور الوقت‪ .‬ويتحول‬
‫امل�سطح املائي �إىل موطن م�ستنقعي عند ا�ستمرار تراكم املواد الرتابية لعدة �سنوات متعاقبة وي�ؤدي اخرياً‬
‫�إىل تكوين غابة‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫يبد أ� التعاقب النباتي بظهور النباتات املائية املغمورة مثل ح�شي�شة املاء وح�شي�شة الربكة والع�شب‬
‫ال�رشيطي وغريها وبعدها يبد أ� ظهور النباتات الطافية مثل زنبق املاء وع�صا الراعي يلي ذلك حتول الربكة‬
‫�إىل الطراز امل�ستنقعي ويبد�أ ظهور النباتات البارزة مثل الربدي وح�شي�شة املن�شار‪ ،‬ومن ثم ظهور ال�شجريات‬
‫كورد امل�ستنقعات ثم يظهر اال�سفندان الأحمر وبلوط امل�ستنقعات‪ ،‬وتظهر بعدئ ٍذ ا�شجار الدردار والزان‬
‫واال�سفندان و�صو ًال �إىل جمتمع الذروة الغابي الذي ت�سود فيه ا�شجار ال�رسو وغريها‪.‬‬
‫ومع تغري جمتمعات النباتات تكون املجاميع احليوانية قد تغريت اي�ض ًا من ناحية الكمية والنوعية‬
‫حيث تزدهر انواع الالفقريات ثم تظهر اخلناف�س ب�أنواعها املختلفة وبعدها اال�سماك مع تدرج التحول يف‬
‫امل�سطح املائي‪.‬‬

‫(ب) التعاقب البحري (‪:)Marine Succession‬‬

‫يظهر التعاقب البحري على الأ�سطح النظيفة التي متثل فيها الطحالب املجتمعات الرائدة ثم تعقبها‬
‫الرخويات امللت�صقة على ال�صخور ثم املحار (من الرخويات ثنائية امل�رصاع)‪.‬‬
‫وميكن تتبع التعاقب االمنوذجي للمجتمعات على ال�سطح النظيف يف مناطق املد واجلزر ح�سب الت�سل�سل الآتي‪:‬‬
‫�سطح نظيف ← بكرتيا ← دايتومات ← طحالب اخرى ← امعائيات اجلوف ← حيوانات �آكلة طحالب‬
‫← رخويات ← رخويات ثنائية امل�رصاع (ذات م�رصاعني �أو �صدفتني)‪.‬‬

‫ومثل هذا الت�سل�سل التعاقبي ال يحتاج اكرث من خم�س �سنوات الكتماله‪.‬‬

‫التعاقب اجلفايف (‪:)Xerach Succession‬‬ ‫‪2‬‬


‫تبد�أ �سل�سلة التعاقب اجلفايف من و�سط جاف كال�صخور والرمال تتعاقب عليها انواع خمتلفة من النباتات‬
‫كالآتي‪:‬‬
‫الطحالب ← احلزازيات ← النباتات الع�شبية ← ال�شجريات ← ا�شجار الغابات‬
‫وهكذا ف�أن كال �سل�سلتي التعاقب املائي (املياه العذبة) واجلفايف تنتهيان بطور ذروة واحد هو طور الغابة‪.‬‬

‫نشاط‬
‫متثل هجرة الطيور �أحد جوانب ال�سلوك املثرية لالعجاب ملا تت�ضمنه من �سلوك متعلم �أو ا�ستك�شايف‪.‬‬
‫�أكتب تقريراً عن هجرة الطيور وما تت�ضمنه من �سلوكيات متنوعة‪ ،‬م�ستعين ًا مبامتوفر يف مكتبة‬
‫املدر�سة من م�صادر علمية تتناول هذا اجلانب من �سلوك الطيور‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫أسئلة الفصل التاسع‬

‫�س‪ /1‬عدد انواع العالقات االيجابية بني الكائنات احلية وقدم تعريف ًا لكل منها‪.‬‬

‫�س‪ /2‬قارن بني التطفل واالفرتا�س‪.‬‬

‫�س‪ /3‬ماذا نعني بامل�صطلحات الآتية‪:‬‬


‫(�أ) التناف�س‪.‬‬
‫(ب) االنتحاء املائي‪.‬‬
‫(جـ) التعاقب اجلفايف‪.‬‬

‫�س‪ /4‬املأ الفراغات �ضمن العبارات الآتية مبا ينا�سبها‪:‬‬


‫( �أ ) ميثل التطفل عالقة �سلبية بني كائنني يدعى الأول ‪ ..........‬يف حني يدعى الثاين ‪. ...........‬‬
‫(ب) تظهر جذور النباتات انتحاء‪ ...........‬و ‪ ..........‬موجبني اما يف ال�ساق فيح�صل عادة انتحاء ‪ ..........‬موجب‬
‫وانتحاء‪� ..........‬سالب‪ ،‬ويف الأوراق غالب ًا ما يح�صل‪. .............‬‬
‫(جـ) ي�شمل �سلوك التخفي يف احليوانات‪ ............‬و ‪. ...........‬‬
‫(د) ي�ستخدم م�صطلح ‪ ...........‬الذي ي�شري �إىل هجرة االفراد ملنطقة معينة مل تكن قد دخلتها من قبل‪.‬‬

‫�س‪ /5‬قارن بني ال�سلوك الفطري وال�سلوك املتعلم‪.‬‬


‫�س‪ /6‬ما ا�شكال ال�سلوك املتعلم ؟ عددها مع تعريف موجز لكل منها‪.‬‬
‫�س‪ /7‬ما مفهوم ال�سلوك االجتماعي لدى احليوانات؟‬
‫�س‪ /8‬ما املق�صود بالتعاقب؟ وما انواعه ؟‬
‫�س‪ /9‬ما املق�صود باالنتخاب الطبيعي؟ وما هي اال�ستنتاجات التي قدمتها نظرية التطور لدارون ووال�س؟‬
‫�س‪ /10‬قارن بني التعاقب املائي والتعاقب اجلفايف‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫الفصل العاشر‬

‫‪10‬‬
‫التلوث البيئي‬

‫محتويات الفصل‬
‫‪ 1-10‬تعريف التلوث البيئي‬

‫‪ 1-1-10‬تلوث التربة (اليابسة)‪.‬‬


‫‪ 2-1-10‬تلوث الهواء‪.‬‬
‫‪ 3-1-10‬تلوث المياه‪.‬‬

‫‪ 2-10‬تأثيرات التلوث‪.‬‬

‫‪ 1-2-10‬أثر التلوث في االنتخاب‪.‬‬


‫‪ 2-2-10‬تأثيرات الصناعة في البيئة‪.‬‬
‫‪ 3-2-10‬تأثير التغير في مكونات البيئة‪.‬‬

‫‪ 3-10‬حماية البيئة‪.‬‬

‫نشاط‬

‫أسئلة الفصل‬
‫النواتج التعليمية‬
‫بعد االنتهاء من دراسة هذا الفصل‬
‫يكون الطالب قادر ًا على أن‪:‬‬

‫يعرف التلوث البيئي‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫يبين العوامل الم�سببة للتلوث الب�شري وتلك التي تت�سبب في التلوث الطبيعي‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫يعرف مفهوم تلوث التربة ويبين العوامل المت�سببة في تلوث التربة‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫يبين اهم م�صادر تلوث الهواء‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫يعدد انواع ملوثات الهواء‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫يعرف مفهوم االحتبا�س الحراري‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫يبين �أهمية طبقة الأوزون في الغالف الجوي‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪172‬‬
‫تعريف التلوث البيئي‬ ‫‪1-10‬‬

‫يعرف التلوث البيئي ب�أنه الحالة التي توجد فيها مادة �أو مواد غريبة �أو �أي م�ؤثر في احدى مكونات البيئة‬
‫فيجعلها غير �صالحة لال�ستعمال �أو يحد من ا�ستعمالها‪ .‬وعليه يكون التلوث البيئي هو التحول غير المالئم‬
‫لمحيطنا كله‪� ،‬أو معظمه نتيجة للفعاليات الب�شرية والطبيعية وتبرز الت�أثيرات في التغيرات في ا�ساليب الطاقة‬
‫وم�ستويات اال�شعاع والتركيب الفيزيائي والكيميائي ووفرة الكائنات الحية‪.‬‬
‫يعد التلوث البيئي ال�شغل ال�شاغل لالن�سان منذ منت�صف القرن الع�شرين كونه‪ ،‬يمثل عملية اخالل بالتوازن‬
‫الطبيعي للبيئة والذي ي�ؤثر على حياة الكائنات الحية‪ .‬ويبدو ان تدخل االن�سان المبا�شر وغير المبا�شر في‬
‫التوازن الطبيعي قد اثر ب�شكل و�آخر في مقومات الطبيعة الثالثة وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬الق�شرة االر�ضية (الياب�سة)‪.‬‬


‫‪ .2‬الغالف الهوائي‪.‬‬
‫‪ .3‬المحيط المائي‪.‬‬

‫ولقد ا�ستطاع االن�سان ان ي�سيطر على عدد من عوامل البيئة نتيجة للتقدم التقني الذي و�صل اليه فقاوم‬
‫المر�ض وزاد من انتاج مح�صوله الغذائي وازداد وعيه البيئي‪ ،‬وكل هذا �ساعد على زيادة �سكانية كثيفة كانت‬
‫على ح�ساب البيئة الطبيعية‪ .‬ونتيجة ذلك ازداد تلوث البيئة من خالل ما يعرف بالتلوث الب�شري المن�ش�أ حيث‬
‫�أفرزت مخلفات ان�شطة االن�سان المختلفة العديد من الملوثات ومن بينها‪:‬‬

‫ مياه الف�ضالت من المناطق ال�سكنية‪.‬‬


‫ المبيدات الم�ستخدمة في معالجة الآفات الزراعية المختلفة ومن ثم دعم االنتاج الزراعي �سواء كان نباتي ًا‬
‫كالمحا�صيل الحقلية �أو حيواني ًا كالدواجن واالغنام واالبقار ‪.‬‬
‫ المواد الكيميائية ال�صناعية كالمنظفات والمذيبات والحوام�ض والمعادن الثقيلة والف�ضالت ال�صناعية‪.‬‬
‫ الملوثات الغازية المنبعثة من �أن�شطة و�سائط النقل وحرق الفحم والنفط النتاج الطاقة‪.‬‬
‫ المخلفات ال�صلبة كالقمامة والمخلفات ال�صناعية المختلفة ومجازر اللحوم وغيرها‪.‬‬

‫يمكن ان يكون التلوث طبيعي ًا (‪ )Natural Pollution‬ويق�صد به التلوث الذي لي�س لالن�سان �أي دخل فيه‪،‬‬
‫حيث ان الطبيعة عر�ضة �إلى التغير الم�ستمر ب�سبب عدة عوامل ذاتية كالرياح وال�سيول واالمطار وحرائق الغابات‬
‫وثورات البراكين والزالزل والمد والجزر في البحار وما تفرزه من ملوثات اهمها ما ي�أتي‪:‬‬

‫‪173‬‬
‫‪1 .1‬الدقائق في الهواء كدقائق التراب والرمال في ال�صحاري ودقائق الرماد وال�سخام الناتج من الحرائق‬
‫الطبيعية وثورات البراكين ذات الت�أثيرات ال�سلبية على �صحة االن�سان‪.‬‬
‫‪2 .2‬المواد العالقة كدقائق الطين في مياه الأنهار ذات الت�أثيرات ال�سلبية على الثروة ال�سمكية‪.‬‬
‫‪3 .3‬تعرية التربة والغطاء الخ�ضري ب�سبب ال�سيول الطبيعية ذات الت�أثير ال�سلبي في حياة الكائنات الحية‪.‬‬
‫‪4 .4‬ارتفاع درجات الحرارة التي ت�ؤدي �إلى زيادة عملية التبخر وبالتالي زيادة تركيز الإمالح في المياه وما‬
‫لذلك من ت�أثير �سلبي في الكائنات الحية وخ�صو�ص ًا المائية منها‪.‬‬
‫‪5 .5‬الغازات ال�سامة المنبعثة من البراكين �أو العيون المعدنية مثل غاز كبريتيد الهيدروجين والميثان وثنائي‬
‫�أوك�سيد الكبريت وغيرها‪ ،‬وهي جميع ًا ذات ت�أثير �سام للأحياء‪.‬‬

‫تلوث التربة (الياب�سة)‬ ‫‪1-1-10‬‬

‫تعد التربة عن�صراً مهم ًا للحياة‪ ،‬حيث انها تحت�ضن جذور النباتات‪ ،‬وبالتالي توفر بداية ال�سل�سلة الغذائية‬
‫التي تتمثل بالمنتجات التي تعتمد عليها الحيوانات �آكالت الع�شب (العا�شبة) و تكون هذه الحيوانات بدورها‬
‫غذاء للحيوانات المفتر�سة‪ ،‬ويقع االن�سان في قمة الهرم البيئي الذي يعتمد غذائه على النباتات والحيوانات‪ ،‬لذا‬
‫فالمحافظة على التربة �سليمة ونظيفة هي ا�سا�س ًا للحفاظ على حياة الكائنات الحية التي تعي�ش عليها‪.‬‬
‫ومن �أهم ملوثات التربة ما ي�أتي‪:‬‬

‫المواد الكيميائية الم�ستخدمة في الزراعة‬ ‫‪1‬‬

‫نق�صد بالمواد الكيميائية الم�ستخدمة في‬


‫الزراعة‪ ،‬اال�سمدة الكيميائية والمبيدات‪ .‬وهذه‬
‫المواد يجب ان ت�ستخدم ب�شكل موزون بحيث‬
‫الت�ؤثر في طبيعة التربة‪ ،‬فا�ستخدام اال�سمدة‬
‫الكيميائية بكميات كبيرة ي�ؤثر �سلب ًا في‬
‫خ�صوبة التربة‪ ،‬حيث تزيد من حمو�ضة التربة‬
‫وهذه الحمو�ضة ت�سبب االخالل بالتوازن‬
‫الطبيعي الحياء التربة المختلفة حيث ت�ؤدي‬
‫�إلى موت جذور النباتات �أو موت الحيوانات‬
‫�شكل (‪ )1-10‬ا�ستخدام المبيدات في الزراعة‬
‫كالح�شرات‪� ،‬شكل (‪.)1-10‬‬

‫‪174‬‬
‫اما المبيدات فهي مواد كيميائية ت�ستعمل البادة الآفات الزراعية وت�شتمل على‪ ،‬مبيدات فطرية ومبيدات‬
‫ح�شرية ومبيدات ادغال ومبيدات قوار�ض وغيرها‪ .‬وتمتاز المبيدات بخا�صية التراكم في جزيئات التربة مما ي�ؤثر‬
‫�سلب ًا على حياة االحياء وي�ؤدي �إلى موت العديد منها كالطيور والثدييات‪ .‬كما ان تراكمها في ال�سل�سلة الغذائية‬
‫للكائنات الحية وامكانية انتقالها �إلى عنا�صر ال�سل�سلة الغذائية يمثل �سبب ًا في هالك العديد من الحيوانات‪.‬‬
‫وكنتيجة للت�أثيرات ال�سلبية ال�ستخدام المبيدات فقد اتجه االن�سان ال�ستخدام المكافحة الحيوية‪.‬‬

‫المكافحة الحيوية (‪:)Biological Control‬‬


‫تعرف المكافحة الحيوية ب�أنها ا�ستعمال االعداء الطبيعين بخف�ض وفرة الآفات عندما ي�صل تعدادها �إلى‬
‫م�ستوى ال�ضرر االقت�صادي‪ ،‬وبمعنى ادق ت�شمل تداو ًال مدرو�س ًا لبع�ض عنا�صر ال�ضبط الطبيعي (‪Natural‬‬
‫‪ )Control‬والذي ي�شير �إلى تنظيم تعداد االحياء الذي يحدث في جميع الأوقات دون تدخل االن�سان ويت�ضمن‬
‫هذا ال�ضبط الطبيعي مكونات بيئية حية وغير حية‪.‬‬
‫لقد تم االتجاه للمكافحة الحيوية كمخرج لم�شاكل ا�ستعمال المبيدات على نطاق وا�سع وب�أ�سلوب غير‬
‫مدرو�س‪ ،‬حيث �سببت ا�ضراراً فادحة في مكونات البيئة الطبيعية ب�شكل يفوق الفائدة المرجوة منها‪.‬‬

‫الف�ضالت المنزلية وال�صناعية‬ ‫‪2‬‬

‫ت�صل �إلى التربة ف�ضالت متنوعة هي‪ ،‬مخلفات ان�شطة االن�سان واغلبها يكون قابل للتف�سخ والتحلل �شكل‬
‫(‪ .)2-10‬وتتكون الف�ضالت ال�صلبة من خليط من عدة مواد م�صدرها المنتجات الزراعية والمخلفات ال�صناعية‪.‬‬
‫وت�شمل الف�ضالت ال�صلبة ما ي�أتي ‪:‬‬
‫�أ ‪ -‬القمامة المنزلية‪.‬‬
‫ب‪ -‬ف�ضالت ال�شوارع‪.‬‬
‫جـ‪ -‬بقايا المعادن‪.‬‬
‫د ‪ -‬ف�ضالت العمليات االن�شائية (مواد البناء)‪.‬‬
‫هـ‪ -‬ف�ضالت ال�صناعات الغذائية‪.‬‬
‫و ‪ -‬ف�ضالت الم�صانع‪.‬‬
‫ويتم التخل�ص من الف�ضالت ال�صلبة بعدة طرق منها ‪:‬‬
‫أ� ‪ -‬الطمر االر�ضي‪.‬‬
‫�شكل (‪ )2-10‬المخلفات المنزلية وال�صناعية‬ ‫ب‪ -‬الحرق‪.‬‬
‫جـ‪ -‬التحويل �إلى ا�سمدة ع�ضوية‪.‬‬
‫د ‪ -‬اعادة اال�ستخدام‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫االمطار الحام�ضية‬ ‫‪3‬‬
‫تتكون االمطار الحام�ضية من تفاعل‬
‫غازات االكا�سيد المختلفة في الجو مع جزيئات‬
‫بخار الماء‪ ،‬وتت�ساقط هذه الجزيئات على �شكل‬
‫حام�ض الكاربونيك وحام�ض النتريك وحام�ض‬
‫الكبريتيك‪ ،‬وهي تعمل على زيادة حمو�ضة التربة‬
‫وبالتالي الت�أثير على احياءها والحاق ال�ضرر‬
‫بخ�صوبتها �شكل (‪ ،)3-10‬وقد كانت الأمطار‬
‫الحام�ضية �سبب ًا في انهاء وجود م�ساحات‬
‫�شا�سعة من الغابات في مناطق مختلفة من‬
‫العالم وتجلى ذلك بو�ضوح في مناطق عديدة من‬
‫�شكل (‪ )3-10‬ت�أثير االمطار الحام�ضية على ا�شجار الغابات‬
‫�أوربا حيث تزدهر ال�صناعة وتزداد المخلفات‪.‬‬

‫المعادن الثقيلة‬ ‫‪4‬‬

‫ت�ؤدي بع�ض المعادن الثقيلة دوراً مهم ًا في حياة االحياء مثل‪ ،‬المنغنيز والزنك والنحا�س والحديد‪ ،‬ولكن‬
‫وجودها بن�سب عالية (تراكيز عالية) ي�سبب تلوث ًا للبيئة وي�سبب ا�ضراراً بالبنية الحياتية لها‪ ،‬خ�صو�ص ًا كونها‬
‫غير قابلة للتف�سخ بو�ساطة البكتريا والعمليات الطبيعية االخرى كما ان لها القدرة على التراكم في ان�سجة‬
‫واع�ضاء الكائنات الحية‪ ،‬ومن الأمثلة ال�شائعة للتلوث بالمعادن الثقيلة ما ح�صل في ال�سبعينات من القرن‬
‫الما�ضي من هالكات في الحيوانات الداجنة بفعل ا�ستعمال الزئبق الأحمر‪.‬‬

‫تلوث الهواء‬ ‫‪2-1-10‬‬

‫يمثل الهواء احد ا�سا�سيات الحياة‪ ،‬فانقطاعه لدقائق معدودة يعد كافي ًا لهالك االن�سان‪ .‬وتكمن خطورة‬
‫الهواء عند تلوثه في كونه قد اليرى‪ ،‬ولكن االن�سان ي�أخذه عن طريق جهاز التنف�س ليدخل مبا�شر ًة �إلى الرئتين‬
‫وبالتالي‪ ،‬يمكن ان ت�صل الملوثات �إلى الدم من خالل عملية التبادل الغازي م�سببة ت�أثيراً �إحيائي ًا �سيء على‬
‫حياة االن�سان دون ان يح�س به‪� ،‬شكل (‪.)4-10‬‬

‫‪176‬‬
‫ويمكن تلخي�ص اهم م�صادر تلوث الهواء بما ي�أتي‪:‬‬

‫‪ .1‬احراق مختلف ا�شكال الوقود‪.‬‬

‫‪ .2‬الف�ضالت الغازية والغبار والدقائق المتطايرة والمواد الم�شعة وغيرها‪.‬‬

‫�شكل (‪ )4-10‬بع�ض ملوثات الهواء‬

‫انواع ملوثات الهواء‪:‬‬

‫تتمثل ملوثات الهواء بمجموعتين رئي�ستين هما‪:‬‬


‫أ� ‪ -‬الدقائقيات العالقة‬
‫ب ‪ -‬الملوثات الغازية‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫الدقائقيات العالقة‬ ‫�أوالً‬
‫يق�صد بالدقائقيات‪ ،‬كافة المواد المنت�شرة �سواء �أكانت دقائق �صلبة ام قطيرات �سائلة عالقة في الهواء‪.‬‬
‫وت�شمل الدقائقيات الرمال والرماد المتطاير والغبار وال�سخام والدخان وال�ضباب‪ .‬والغالبية العظمى من‬
‫الدقائقيات ذات من�ش أ� طبيعي مثل الدقائق الترابية والرملية المتطايرة من االرا�ضي الجرداء وال�صحاري‪ .‬اما‬
‫الم�صادر غير الطبيعية (ب�شرية المن�ش�أ) فت�شمل عمليات حرق الوقود في ال�صناعة‪ ،‬وانتاج الطاقة ومعامل انتاج‬
‫ال�سمنت وطحن الحبوب وغيرها‪� ،‬أو في الموا�صالت وما ينبعث عنها من كميات كبيرة من الدقائق الكاربونية‬
‫التي تدعى بال�سخام‪.‬‬

‫الملوثات الغازية‬ ‫ثانياً‬

‫ت�شتمل الملوثات الغازية على‪:‬‬

‫‪ -1‬الهيدروكاربونات‪ :‬مركبات ع�ضوية غازية �أو �سائلة �أو �صلبة‪ ،‬وم�صادرها الرئي�سية هي م�صادر طبيعية‪.‬‬
‫تتمثل بالميثان (‪ )CH‬والتلوث بالهيدروكاربونات هو من �صنع الإن�سان ويعود معظمه الى العمليات المتعلقة‬
‫بال�صناعات النفطية والغاز‪.‬‬

‫‪ -2‬غاز احادي �أوك�سيد الكاربون ‪ :CO‬ينتج هذا الغاز من اتحاد الكاربون بالأوك�سجين عند احتراق الأول‬
‫احتراق ًا غير تام �أو تحت ظروف معينة‪ .‬وم�صدر الكاربون في هذه الحاالت هو الوقود النفطي �أو الفحم ب�أنواعه‬
‫�أو الغاز الطبيعي والتي تعد من االنواع الرئي�سة لم�صادر الطاقة على وجه الأر�ض‪.‬‬
‫يعد غاز احادي �أوك�سيد الكاربون �سام لالن�سان والكائنات الحية االخرى‪ .‬وهو عديم اللون والطعم والرائحة‬
‫مما يجعله اكثر خطورة‪ ،‬اذ ان المتعر�ض له قد يفقد وعيه دون ان يح�س بوجود الغاز‪ ،‬وهو يعد من اكبر الملوثات‬
‫لآجواء المدن خ�صو�ص ًا �أنه ينعبث من احتراق وقود ال�سيارات‪.‬‬

‫‪ -3‬غاز ثنائي �أوك�سيد الكاربون ‪ :Co2‬ينتج االن�سان كميات كبيرة من غاز ثنائي �أوك�سيد الكاربون‬
‫خالل عمليات االحتراق وا�ستخدام الوقود كالفحم وزيوت البترول والغاز الطبيعي‪ ،‬وهو من المكونات الطبيعية‬
‫العادية للهواء‪ .‬اال انه في حالة زيادة تراكيزه بما يفوق معدالته الطبيعية �سوف ي�ؤدي �إلى ارتفاع درجات‬
‫حرارة الف�ضاء المحيط بالأر�ض والذي يعرف بت�أثير البيت الزجاجي واالحتبا�س الحراري‪ .‬وبالنتيجة تنعك�س‬
‫الحرارة المنبعثة من الأر�ض وتنح�صر في االجواء ب�سبب غاز ثنائي �أوك�سيد الكاربون‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫ي�سبب غاز ثنائي اوك�سيد الكبريت ا�ضراراً بالغة لل�صحة كالتهابات الجهاز التنف�سي الخطيرة‪ ،‬ويدخل‬
‫غاز ثنائي اوك�سيد الكبريت في تكوين ال�ضباب الدخاني‪ .‬وهو الملوث الرئي�سي الم�س�ؤول عن وفيات حوالي‬
‫اربعة االف �شخ�ص في كارثة وقعت في لندن عام ‪1952‬م‪ ،‬ولهذه االكا�سيد ت�أثيرات على المكونات المادية‬
‫غير الحية في البيئة‪ ،‬وعلى النباتات والحيوانات‪.‬‬

‫‪ - 5‬غاز كبريتيد الهيدروجين (‪ :)H2S‬ينبعث غاز كبريتيد الهيدروجين من م�صادر طبيعية مختلفة‬
‫مثل ثورات البراكين التي تنطلق فيها كميات الب�أ�س بها من هذا الغاز‪ .‬كما تنبعث كميات اخرى اكبر من‬
‫تحلل المواد الع�ضوية ذات الأ�صل النباتي �أو الحيواني‪ .‬ويالحظ ذلك ب�شكل خا�ص في البيئة الرطبة والمائية‬
‫وتحت ت�أثير البكتريا الالهوائية‪ .‬فهذه البكتريا تهاجم الكبريتات وتحولها �إلى كبريتيد‪ ،‬كما ينتج هذا الغاز‬
‫خالل االن�شطة ال�صناعية مثل الدباغة نتيجة ا�ستخدام بع�ض المركبات الكيميائية التي ت�سبب انبعاثه‪.‬‬
‫وتكمن خطورة هذا الغاز على االن�سان عند التعر�ض لتراكيز واطئة منه لمدة طويلة �أو عند التعر�ض �إلى‬
‫تراكيز عالية منه لمدة ق�صيرة‪ ،‬حيث يمكن لهذا الغاز اختراق اغ�شية الحوي�صالت الرئوية ب�سهولة لي�صل �إلى‬
‫الدم ومنه �إلى اع�ضاء الج�سم كافة م�سبب ًا ال�صداع والغثيان والك�سل ف�ض ًال عن ت�أثيرات اخرى‪.‬‬

‫طبقة الأوزون في الغالف الجوي‪:‬‬


‫غاز الأوزون (‪ )O3‬احد المكونات الطبيعية للهواء‪ .‬وهو من الغازات النادرة‪ .‬ورغم تركيزه ال�ضئيل فهو‬
‫يعد �ضروري ًا لحماية الحياة على �سطح الأر�ض‪ ،‬حيث ان له القابلية على امت�صا�ص اال�شعة فوق البنف�سجية‪،‬‬
‫وان تناق�ص غاز الأوزون �سي�ؤدي �إلى زيادة �شفافية الغالف الجوي تجاه اال�شعة فوق البنف�سجية وهذا‬
‫ما يترتب عليه ت�أثيرات �سلبية على الحياة على �سطح الأر�ض وكلما زاد تواجد الملوثات البيئية وتفاعلت‬
‫معه تناق�ص االوزون‪ ،‬وهذا التناق�ص ت�صاحبه زيادة في كمية اال�شعة فوق البنف�سجية ونفاذها �إلى �سطح‬
‫الأر�ض وزيادة تعر�ض االن�سان لها‪ .‬وهذا التعر�ض ي�ؤدي �إلى اال�صابة ب�سرطان الجلد والتلف الب�صري‬
‫واالمرا�ض المعدية التي ت�سببها الفيرو�سات‪ .‬كما انها تقلل القدرة الدفاعية للجهاز المناعي في الج�سم‪،‬‬
‫ف�ض ًال عن الت�أثيرات البيئية االخرى على االحياء البرية مثل‪ ،‬ت�ساقط الفراء والري�ش والحرا�شف من بع�ض‬
‫مناطق الج�سم‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫تلوث المياه‬ ‫‪3-1-10‬‬

‫يعد الماء ع�صب الحياة اذ بدونه التوجد حياة‪ ،‬وهو ي�شكل ما يقرب من ‪ %80‬من الكتلة الحية للكائن‬
‫الحي �أو اكثر من ذلك‪ .‬وت�صل هذه الن�سبة اعلى من ذلك في ثمار بع�ض النباتات مثل الرقي والبطيخ والخيار‪.‬‬
‫وي�ستخدم االن�سان المياه في النواحي الآتية‪:‬‬

‫‪1‬لالغرا�ض المنزلية المختلفة‪ ،‬وت�شمل مياه ال�شرب والطبخ والغ�سل والنظافة العامة‪ ،‬كما ي�ستخدم في‬ ‫‪.1‬‬
‫ال�صناعة والزراعة والمرافق التجارية‪.‬‬
‫‪2‬توليد الطاقة الكهربائية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪3‬الغرا�ض التبريد وتوليد البخار‪ ،‬وفي ت�صنيع المواد وت�صريف الف�ضالت‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪4‬في ال�صناعات الغذائية‪ ،‬وفي تربية الحيوانات واالنتاج الزراعي‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪5 .5‬الغرا�ض الترفيه والمتعة كال�سباحة‪ ،‬ومختلف ا�شكال الريا�ضة المائية‪ ،‬ف�ض ًال عن كونه احد و�سائل‬
‫النقل المهمة في العالم‪.‬‬
‫يحتوي الماء غالب ًا على عنا�صر ومركبات متباينة قد تفيد الكائن الحي‪ .‬وعند زيادة هذه العنا�صر‬
‫عن الحد المطلوب ف�أنها ت�سبب التلوث وبالتالي ي�صبح من غير الممكن ا�ستخدامه في ال�صناعة والزراعة‬
‫�أو الغرا�ض ال�شرب واال�ستخدامات المنزلية‪ .‬وقد ي�صبح غير �صالح ًا حتى لمعي�شة االحياء التي تعتمد عليه‪.‬‬
‫والماء يعد متلوث ًا عندما اليكون بموا�صفات نوعية عالية تتالئم مع متطلبات معي�شة الإن�سان والحيوان‪.‬‬
‫وبخا�صة ا�ستخدامه لل�شرب ثم اال�ستخدامات االخرى‪.‬‬

‫ملوثات المياه‪:‬‬

‫ان �أي تغير في الخوا�ص الفيزيائية والكيميائية للمياه تجعله غير �صالح لال�ستخدام �أو لمعي�شة االحياء‬
‫المائية وبالتالي يعد ملوثاً‪ .‬وهناك العديد من ملوثات المياه ومنها‪:‬‬

‫‪1 .1‬الف�ضالت المتطلبة للأوك�سجين‪:‬‬


‫ت�شمل المركبات الع�ضوية القابلة للتحلل الحيوي‪ ،‬والتي تتواجد في مياه المجاري المنزلية وبع�ض‬
‫المتدفقات ال�صناعية‪ .‬وهذه المركبات تحتاج �إلى البكتريا لكي تتحلل‪ .‬وفي نف�س الوقت ف�أن البكتريا تحتاج‬
‫�إلى االوك�سجين حيث ت�سحبه من المياه م�ؤدي ًا �إلى انخفا�ض ن�سبته فيها وبذلك تت�أثر االحياء المائية كافة‬
‫والتي تعتمد في تنف�سها عليه‪ ،‬وهناك اربعة عوامل ت�ؤثر في ن�سبة الأوك�سجين المتوافرة في المياه هي‪:‬‬

‫‪181‬‬
‫�أ ‪ -‬االحتكاك بالهواء (التهوية)‪.‬‬
‫ب‪ -‬البناء ال�ضوئي‪.‬‬
‫جـ‪ -‬التنف�س‪.‬‬
‫د ‪ -‬اك�سدة الف�ضالت‪.‬‬
‫هذه العوامل قد تزيد من ن�سبة االوك�سجين كما في (�أ) و (ب) �أو تنق�صها كما في (جـ) و (د)‪.‬‬

‫‪1 .1‬العوامل الم�سببة للمر�ض‪ :‬ت�شمل مجاميع الكائنات الدقيقة الممر�ضة‪ ،‬كالبكتريا والفطريات ف�ض ًال‬
‫عن الطفيليات بانواعها المختلفة وبيو�ضها والتي تدخل �إلى الماء عادة من ف�ضالت االن�سان‪ ،‬فتنتقل �إلى‬
‫الآخرين عن طريق ماء ال�شرب �أو اال�ستخدامات المختلفة للمياه‪.‬‬

‫‪2 .2‬المركبات الع�ضوية الم�صنعة‪ :‬ت�شمل المبيدات والمنظفات‪ ،‬والكيميائيات ال�صناعية التركيبية الأخرى‪،‬‬
‫ومعظمها �سام لالن�سان واالحياء المائية المختلفة‪.‬‬

‫‪3 .3‬المغذيات النباتية‪ :‬عنا�صر مغذية �سا�سية للنباتات يتم ت�صريفها من االرا�ضي الزراعية المخ�صبة‪،‬‬
‫وف�ضالت الم�صانع ومحطات معالجة المياه ومن اهم هذه العنا�صر النتروجين والف�سفور حيث تقوم هذه‬
‫العنا�صر بتحفيز نمو العديد من الطحالب والنباتات المائية‪ ،‬وبالتالي تقود �إلى تناق�ص عمليات التبادل‬
‫الغازي بين الجو والمياه‪ ،‬وتبد أ� احياء الطبقات ال�سفلى من البيئة المائية بالموت والتحلل‪.‬‬

‫‪4 .4‬الكيميائيات غير الع�ضوية والمواد المعدنية‪ :‬ت�شمل الحوام�ض والقواعد الالع�ضوية والمعادن الثقيلة‬
‫وغيرها‪ ،‬وهذه المواد ت�أتي من مناجم الفحم تحت الأر�ض‪ .‬وتتكون المياه الحام�ضية نتيجة الك�سدة كبريتيد‬
‫الحديد (‪ )FeS2‬حيث يدخل في �سل�سلة تفاعالت تتكون خاللها الكبريتات وحام�ض الكبريتيك واكا�سيد‬
‫الحديد‪.‬‬

‫‪5 .5‬التر�سبات‪ :‬يق�صد بالتر�سبات حبيبات التربة‪ ،‬والحبيبات الرملية والمعدنية التي تدخل �إلى المياه بفعل‬
‫انجراف التربة‪ ،‬وتتر�سب في قاع الأنهار والبرك والبحيرات وغيرها‪ .‬وت�ضر هذه التر�سبات ب�أحياء القاع‬
‫كالديدان والقواقع وغيرها‪ ،‬وتعد عمليات تعرية التربة من اهم م�صادر التر�سبات‪ ،‬ويعود جزء من التر�سبات‬
‫�إلى ان�شطة االن�سان الح�ضرية وحفر التربة الغرا�ض ان�شاء االبنية و�شق الطرق وغير ذلك‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫‪1 .1‬المواد الم�شعة‪ :‬تدخل المواد الم�شعة من الق�شرة االر�ضية �إلى المياه ب�صورة مبا�شرة‪ ،‬ولكن هناك الكثير‬
‫من المواد الم�شعة ناتجة من ان�شطة االن�سان كعمليات تعدين خامات المواد الم�شعة‪ ،‬وا�ستعماالتها في‬
‫انتاج اال�سلحة النووية �أو في انتاج الطاقة الكهربائية‪ .‬ومن اهم المواد الم�شعة واخطرها على البيئة هي‬
‫اليورانيوم والراديوم حيث تت�سرب �إلى البيئة المائية بفعل االمطار‪.‬‬

‫‪2 .2‬التلوث الحراري‪ :‬يعرف التلوث الحراري ب�أنه حالة ح�صول الم�سطحات المائية على مزيد من الحرارة من‬
‫م�صادر مختلفة‪ ،‬وهذا �سوف ي�ؤدي �إلى خف�ض كميات الأوك�سجين المذابة في الم�صدر المائي مما ي�ؤثر على‬
‫مختلف ا�شكال الحياة في المياه‪ ،‬وت�أتي م�صادر الحرارة الزائدة نتيجة ا�ستخدام المياه في محطات توليد‬
‫الطاقة الكهربائية والمفاعالت النووية ومعامل الحديد وال�صلب ومعامل تكرير النفط وغيرها‪.‬‬

‫ت�أثيرات التلوث‬ ‫‪2-10‬‬

‫اثر التلوث في االنتخاب‬ ‫‪1-2-10‬‬

‫ان رغبة االن�سان في ال�سيطرة على كل ما يحيط به بال�شكل الذي يخدم م�صالحه دفعه �إلى ا�ستخدام العديد‬
‫من المواد الكيميائية بهدف ال�سيطرة على الآفات الزراعية وزيادة االنتاج‪ .‬غير ان اال�ستخدام المكثف وغير‬
‫المدرو�س انتج �سالالت من الكائنات مقاومة لهذه المواد الكيميائية (المبيدات) ف�سادت في البيئة مما تطلب‬
‫زيادة الجرعة �أو ا�ستنباط مواد كيميائية جديدة (مبيدات جديدة) فعالة �ضد هذه ال�سالالت الجديدة‪ ،‬وهكذا‬
‫بد�أ �صراع الينتهي بين ميل االن�سان للمكافحة وا�ستمرار تلك االحياء في تكوين �ضروب مقاومة‪ .‬وقد ح�صل‬
‫�شيئ ًا مماث ًال عند ا�ستعمال بع�ض الم�ضادات الحياتية كالبن�سلين في مكافحة بع�ض االمرا�ض البكتيرية فتولدت‬
‫�سالالت بكتيرية مقاومة للبن�سلين‪.‬‬
‫ان ما حدث في عام ‪1949‬م في بحيرة كلير (‪ )Clear Lake‬في كاليفورنيا خير مثال على ما ذكر‬
‫في اعاله‪ ،‬فقد ا�ستخدمت في ذلك الوقت مادة ‪ DDT‬بتركيز ‪ 0.0014‬جزء بالمليون لغر�ض ال�سيطرة على‬
‫البعو�ض وبالفعل تم قتل ‪ % 99‬من البعو�ض‪ ،‬اال انه في العام ‪1951‬م بد�أ البعو�ض بالظهور ثانية مما تطلب‬
‫زيادة الجرعة وثم قتل ‪ % 99‬من البعو�ض �أي�ض ًا ولكن هذه المرة قتل مع البعو�ض اعداد من الطيور بت�أثير‬
‫‪ DDT‬وبعد فترة ازدادت اعداد البعو�ض ب�شكل ملحوظ مما تطلب زيادة الجرعة مرة اخرى وفي هذه المرة كان‬
‫ت�أثيره على البعو�ض قلي ًال بينما ازداد عدد الطيور الميتة ب�شكل ملحوظ وال�سبب في ذلك هو تراكم هذا المبيد‬
‫في ان�سجة الطيور‪ .‬وفيما بعد ظهرت ت�أثيرات هذا المبيد ب�شكل م�أ�ساوي على االحياء البرية وتبين انه ي�ؤثر على‬

‫‪183‬‬
‫الكال�سيوم في الطيور مما ي�ؤدي �إلى تكوين بيو�ض ذات ق�شرة رقيقة جداً بحيث التحتمل وزن االم عند‬
‫الح�ضانة مما �أثر على تكاثر هذه الطيور‪ ،‬كما ظهر انه يقلل من البناء ال�ضوئي في الهائمات النباتية مما ي�ؤثر‬
‫على مقدار الغذاء المتكون والأوك�سجين المتحرر‪.‬‬

‫ت�أثيرات ال�صناعة في البيئة‬ ‫‪2-2-10‬‬

‫كان للتطور ال�صناعي العالمي ت�أثير كبير في البيئة وذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ .1‬اال�ستهالك الم�ستمر لبع�ض المواد الداخلة في ال�صناعة �أو الالزمة لتوليد الطاقة‪.‬‬
‫‪ .2‬الف�ضالت التي تخلفها الم�صانع‪.‬‬
‫‪ .3‬اثر بع�ض المواد الم�صنعة في البيئة‪.‬‬
‫ان عملية حفر المناجم وا�ستخراج المعادن قاد �إلى الت�أثير في بيئة تلك المناطق وما جاورها‪ ،‬حيث �شكلت‬
‫مخلفات المناجم م�شكلة كبيرة في تلك المناطق‪ ،‬كما ي�ؤدي ت�صنيع الخامات �إلى تخريب م�ساحات كبيرة من‬
‫الأر�ض‪ ،‬كما ادت مخلفات ت�صنيع المعادن �إلى م�ضاعفة الم�شاكل ف�صهر المعادن مثل الزنك والنحا�س �شكل‬
‫م�صدراً بارزاً للتلوث البيئي‪ ،‬كما ان انتاج النفط بالقرب من ال�شواطئ ينتج عنه خطر ت�سرب هذا المنتج �إلى‬
‫المياه وت�أثيره على االحياء المائية‪.‬‬
‫ان مخلفات المعامل من مواد �صلبة وكيميائية وا�شعاعية �أو مياه ملوثة ذات �آثار �سلبية كبيرة على االحياء‪،‬‬
‫كما ان الغازات والدقائق ال�صغيرة التي ت�ؤثر ب�شكل كبير على مكونات الهواء والياب�سة تعد من اكثر م�شاكل‬
‫الع�صر الحالي‪.‬‬

‫ت�أثير التغيير في مكونات البيئة‬ ‫‪3-2-10‬‬

‫ت�أثير التغير في الو�ضع الطبيعي للبيئة‬ ‫‪1‬‬

‫يق�صد به التغير في مكونات البيئة الطبيعية‪ .‬ويعتبر االن�سان عام ًال رئي�س ًا في هذا التغير كونه ي�سعى‬
‫وب�أ�ستمرار لتكييف بع�ض عوامل البيئة ومكوناتها لما فيه �صالحه و�سعادته‪ ،‬والبد من اال�شارة �إلى ان بع�ض‬
‫اال�ضرار التي تلحق بالبيئة لي�ست من �صنع االن�سان‪ ،‬بل طبيعية نتجت عن البراكين التي تلقي بحممها على‬
‫م�ساحات وا�سعة م�ؤدية �إلى تغيير في تركيب وتكوين بع�ض المناطق‪ .‬فمث ًال ين�صب الهدف من ان�شاء البحيرات‬
‫اال�صطناعية الغرا�ض خزن المياه لكن هذا الخزن ينتج عنه ت�أثير كبير على بيئة المناطق المجاورة مما ي�ؤثر‬
‫على انواع االحياء الموجودة فيها‪ ،‬كما ي�ؤثر في محتوى هواء تلك المناطق من الرطوبة الن�سبية‪ ،‬وينعك�س على‬
‫المناخ فيها‪ .‬كما ان ازالة بع�ض الغابات �أو قطع اال�شجار منها جزئي ًا ب�سبب الحاجة للح�صول على الخ�شب �أو‬

‫‪184‬‬
‫الفحم ينتج عنه ت�أثير على الغطاء الخ�ضري‪ .‬ويعر�ض التربة لعوامل التعرية واالنجراف‪ .‬كما ي�ؤثر انخفا�ض‬
‫م�ستويات الغطاء الخ�ضري على مكونات الهواء من الغازات وخا�صة الأوك�سجين وثنائي �أوك�سيد الكاربون في‬
‫تلك المناطق ‪.‬‬
‫يعد �صيد الحيوانات هو الآخر من العوامل الم�ؤثرة في مكونات البيئة حيث ي�ؤدي �إلى تناق�ص البع�ض منها‬
‫وانقرا�ض البع�ض الآخر م�سبب ًا اخالل في التوازن الطبيعي بين االحياء‪.‬‬

‫ت�أثير الحرائق في البيئة‬ ‫‪2‬‬

‫تحدث الحرائق في الطبيعة ب�شكل مق�صود بفعل ت�أثير االن�سان �أو ب�شكل غير مق�صود نتيجة لت�أثير ظواهر‬
‫جوية معينة‪ ،‬وفي كل االحوال ف�أن ت�أثير الحرائق يكون محدوداً وبالتالي يمكن للبيئة ان تعود �إلى حالتها‬
‫الطبيعية‪ ،‬ولكن هناك حاالت ذات ت�أثير �شديد بحيث اليمكن للبيئة ا�ستعادة حالتها ال�سابقة فالق�ضاء على‬
‫م�ساحات كبيرة من ا�شجار الغابات ينتج عنه تلف الغطاء الخ�ضري وهذا التلف يعر�ض التربة و�صخورها‬
‫للتعرية واالنجراف بفعل االمطار والرياح التي تح�صل بعد ذلك‪ ،‬ف�ض ًال عن اال�ضرار التي تلحق ب�أحياء تلك‬
‫المنطقة‪ ،‬والت�أثير على مكونات هواء تلك المناطق من الغازات �أو الدقائق الموجودة في الهواء‪.‬‬

‫حماية البيئة‬ ‫‪3-10‬‬

‫ان الآثار ال�شديدة على عنا�صر البيئة والتي نتجت عن تدخل االن�سان الكبير في مكونات البيئة دفعت بالكثير‬
‫من المهتمين ب�ش�ؤون البيئة �إلى التفكير في و�ضع �ضوابط وانظمة �أو قوانين تكفل حماية البيئة وتوقف التمادي‬
‫في اال�ضرار بالعوامل البيئية كونها تقود في النهاية �إلى اال�ضرار باالن�سان نف�سه‪ ،‬وقد ت�شكلت في معظم دول‬
‫العالم ومنها العراق هيئات ودوائر خا�صة مهمتها الحفاظ على البيئة ب�شكل �سليم من جميع اوجهها‪ ،‬من خالل‬
‫ما ي�أتي‪:‬‬

‫‪ -1‬حماية التربة والمياه‪:‬‬


‫ان حماية التربة يتم من خالل المحافظة على مكونات التربة الرئي�سة كالنتروجين والبوتا�سيوم والحديد‬
‫وغيرها من اال�ستنزاف نتيجة للزراعة الم�ستمرة والمكثفة من خالل ا�ستخدام اال�سمدة الع�ضوية والكيميائية‬
‫لتعوي�ض التربة من العنا�صر التي تفقدها وتح�سين نوعية التربة من خالل ح�سن اختيار المحا�صيل المتناوبة‪.‬‬
‫كما ان زيادة الغطاء الخ�ضري يمثل حماية للتربة من االنجراف بت�أثير العوا�صف و�سيول االمطار ولذا تعتبر‬
‫زراعة االرا�ضي المك�شوفة بالنباتات اجراءاً واقي ًا للتربة من �آثار التعرية فجذور النباتات تعمل على تما�سك‬
‫دقائق التربة وتمنعها من االنجراف مع المياه �أو الرياح كما تعتبر اال�شجار م�صداً للرياح العالية فتعمل على‬
‫حماية التربة‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫اما حماية المياه فيتم بو�ضع �ضوابط لحمايتها من التلوث الجرثومي �أو الكيميائي والتي تمثل ركن ًا ا�سا�سي ًا‬
‫للمحافظة على �سالمة الكائنات الحية بما فيها االن�سان‪ .‬وتتم حماية المياه من خالل منع تلوثها بمخلفات‬
‫المجاري والمخلفات ال�صناعية وب�شكل خا�ص مخلفات معامل تكرير البترول والتقليل من ا�ستخدام المبيدات‬
‫واال�سمدة الكيميائية والتي تت�سبب في تلوث المياه الجوفية‪ ،‬كما يجب ا�ستعمال المياه ب�صورة عقالنية الن‬
‫ا�ستخدامها ب�شكل وا�سع قد ي�ؤدي �إلى ملوحة التربة وبالتالي تقليل انتاجيتها‪.‬‬

‫‪ -2‬حماية االحياء المائية‪:‬‬


‫ان تعر�ض المحيط البيئي �إلى التلوث عن طريق اطالق‬
‫الف�ضالت بمختلف ا�شكالها يعر�ض االحياء المائية مثل‬
‫الطحالب واال�سماك والطيور المائية وغيرها �إلى ال�ضرر وربما‬
‫الهالك‪ .‬والبد من اال�شارة هنا �إلى ان االحياء المائية ال تتعر�ض‬
‫لل�ضرر فقط بت�أثير الملوثات وانما يتم �أي�ض ًا نتيجة ال�صيد‬
‫الجائر �أو غير المبرمج من قبل االن�سان ولذلك و�ضعت قوانين‬
‫تحدد �أوقات ال�صيد وكمياته والتحكم بنوعية ال�شباك بالن�سبة‬
‫ل�صيد اال�سماك ال�صغيرة وغير ذلك‪.‬‬

‫‪ -3‬حماية االحياء البرية‪:‬‬


‫ان ازالة الغابات وتجفيف البحيرات والم�ستنقعات تمثل‬
‫عوامل ادت �إلى حرمان االحياء البرية من م�صادر غذائها‬
‫ومناطق حمايتها‪ ،‬كما ان ا�ستخدام المبيدات من قبل االن�سان‬
‫ادى �إلى هالك العديد من االحياء البرية وب�شكل خا�ص الطيور‪،‬‬
‫وهذه االحياء هي باال�سا�س عر�ضة لمخاطر الهالك نتيجة ال�صيد‬
‫الجائر من قبل االن�سان‪ .‬وقد ظهرت الحاجة لو�ضع �ضوابط للحد‬
‫من هذه الت�أثيرات وحماية االنواع المهددة باالنقرا�ض‪.‬‬

‫نشاط‬
‫�أكتب تقريراً يبني مدى �أهمية طبقة االوزون بالن�سبة لالحياء املختلفة‪ ،‬وحاول ان يت�ضمن التقرير‬
‫العوامل امل�ؤثرة يف طبقة االوزون وكيفية احلد من ت�أثريها ال�ضار‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫أسئلة الفصل العاشر‬

‫�س‪ /1‬عدد العوامل الملوثة للبيئة التي افرزتها مخلفات �أن�شطة الإن�سان المختلفة‪.‬‬

‫�س‪ /2‬ما المق�صود بالتلوث الطبيعي (‪ )Natural Pollution‬؟ وما هي عوامله؟‬

‫�س‪ /3‬اكمل العبارات الآتية‪:‬‬


‫( �أ ) هناك اربعة عوامل ت�ؤثر في ن�سبة الأوك�سجين المتوافرة في المياه هي ‪:‬‬
‫‪1 .1‬االحتكاك بالهواء‬
‫‪. ...............2 .2‬‬
‫‪. ................3 .3‬‬
‫‪. ...............4 .4‬‬
‫(ب) يعرف التلوث الحراري ب�أنه ‪. ................‬‬
‫(جـ) لقد �أثر التطور ال�صناعي العالمي في البيئة بدرجة كبيرة وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪. ................1 .1‬‬
‫‪. .................2 .2‬‬
‫‪. .................3 .3‬‬
‫(د) ان ا�ستخدام المبيدات من قبل الإن�سان ادت �إلى ‪ ..................‬البرية والتي هي باال�سا�س عر�ضة لمخاطر‬
‫الهالك نتيجة ‪. ...................‬‬

‫�س‪� /4‬ضع الم�صطلح المنا�سب لكل من التعاريف الآتية‪:‬‬


‫(�أ) ا�ستعمال االعداء الطبيعيين يخف�ض وفرة الآفات عندما ي�صل تعدادها �إلى م�ستوى ال�ضرر االقت�صادي‬
‫تعرف بـ ‪................‬‬
‫(ب) تفاعل غازات الآكا�سيد المختلفة في الجو مع جزيئات بخار الماء تتكون ‪....................‬‬
‫(جـ) زيادة تركيز غاز ثنائي اوك�سيد الكاربون في الغالف الجوي بما ي�ؤدي الى ارتفاع درجات حرارة الجو‬
‫نعني به ‪..................‬‬
‫(د) الحالة التي توجد فيها مادة �أو مواد غريبة �أو �أي م�ؤثر في احدى مكونات البيئة ويجعلها غير �صالحة‬
‫للأ�ستعمال �أو يحد من ا�ستعمالها يعرف بـ ‪.......................‬‬

‫‪187‬‬
‫الم�صادر‬

‫‪ .1‬الم�صادر العربية‬
‫* ال�سعدي‪ ،‬ح�سين علي‪ ،‬داود‪ ،‬ح�سين عبد المنعم‪ ،‬الخزرجي‪ ،‬طالب عويد وكوركي�س‪ ،‬نجم �شليمون (‪، )2005‬‬
‫علم االحياء‪ .‬وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‪ /‬جامعة بغداد‪ .‬العراق‪.‬‬
‫*ال�سعدي‪ ،‬ح�سين علي (‪ .)2006‬ا�سا�سيات علم البيئة والتلوث‪ .‬مطبعة اليازوري‪ ،‬االردن‪.‬‬
‫* �صالح‪ ،‬محمد �سليم‪ ،‬ال�سهيلي‪ ،‬ابراهيم عزيز‪ ،‬قدوري‪ ،‬ابراهيم‪ ،‬النائب ‪ ،‬فالح‪ ،‬الدبا�س‪ ،‬عبد ال�ستار عبد‬
‫الرزاق‪ ،‬عبد اللطيف‪ ،‬عزيز ابراهيم و نا�صر‪ ،‬بحر محمد (‪ )2008‬علم االحياء لل�صف الرابع العلمي ‪ /‬وزارة‬
‫التربية‪.‬‬
‫* رحيمو‪ ،‬زهير ابراهيم وكوركي�س‪ ،‬نجم �شليمون (‪ ، )1989‬علم الحيوان العام‪ .‬وزارة التعليم العالي والبحث‬
‫العلمي‪ /‬جامعة المو�صل‪ ،‬العراق‪.‬‬
‫* غالي‪ ،‬محمد عبد الهادي وداود‪ ،‬ح�سين عبد المنعم (‪ )2002‬الت�شريح المقارن‪ .‬وزارة التعليم العالي‬
‫والبحث العلمي‪ /‬جامعة بغداد‪.‬‬

‫‪ .2‬الم�صادر االجنبية‬
‫;‪* Campbell, Neil A.; Reece, Jane B.; Urry, lisa A.; Cain, Michael L.‬‬

‫‪Wasser Man, Steven A.; Minorsky, Peter V. and Jackson, Robert‬‬

‫‪B.(2008) . Biology, 8 th ed.‬‬

‫‪* Hick man, JR. Cleveland P. and Robert, Larry S. (1996). Biology of‬‬

‫‪animals. 6th ed. WCB. Wm.C.Brown Publisher, England.‬‬

‫‪* Kardong, Kenneth V. (1998) . Vertebrates: Comparative anatomy,‬‬

‫‪function and evolution. 2nd ed . Mc Graw Hill, New York.‬‬

‫‪* Kent, George C. and Carr, Robert k. (2001). Comparative anatomy‬‬

‫‪of vertebrates. 9th ed. McGraw Hill, New York.‬‬

‫‪188‬‬
* Kotpal, R.L. (1996). vertebrates.Rastogi Puplications, India.

*Lewis, Riki; Parker, Bruce; Gaffin, Douglas and Hoefnagels , Macielle

(2007). LiFe 6th ed. McGraw Hill, New York.

* Miller K.R. and levine, j .(2004) . Biology. Pearson Prentice Hall ,

New jersey, USA

* Raven, Peter H. ; johnsan, George B.; Losos , jonathan B. and

Sinjer, Susan R. (2005) . Biology. 7 th ed .McGraw Hill, New York.

189
‫حمتويات الكتاب‬

‫‪16-5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الف�صل الأول‬


‫ت�صنيف الكائنات الحية‬

‫‪26-17‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الف�صل الثاين‬


‫علم البيئة والنظام البيئي‬

‫‪44-27‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الف�صل الثالث‬


‫ال�سل�سلة الغذائية ودورة العنا�صر في الطبيعة‬

‫‪64-45‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الف�صل الرابع‬


‫المواطن البيئية والمناطق االحيائية‬

‫‪76-65‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الف�صل اخلام�س‬


‫العوامل الم�ؤثرة في البيئة‬

‫‪120-77‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الف�صل ال�ساد�س‬


‫تال�ؤم الحيوان مع البيئة‬
‫‪190‬‬ ‫‪190‬‬
‫‪140-121‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الف�صل ال�سابع‬
‫تال�ؤم النبات مع البيئة‬

‫‪152-141‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الف�صل الثامن‬


‫تال�ؤم الحيوانات والنباتات مع انماط‬
‫الحياة في البيئة‬

‫‪170-153‬‬
‫‪9‬‬ ‫الف�صل التا�سع‬
‫العالقات بين الكائنات الحية وال�سلوك‬
‫والتعاقب البيئي‬

‫‪187-171‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الف�صل العا�شر‬


‫التلوث البيئي‬

‫‪191‬‬ ‫‪191‬‬
192

You might also like