Professional Documents
Culture Documents
لم تكن مرارة الهزيمة في حرب 67سوى وقو ًدا #أشعل حماسة الجيش المصري وزاد من إصراره
على تحقيق النصر وتلقين العدو #در ًسا ال ينساه طيلة حياته ،وبالفعل نشبت حرب أكتوبر المجيدة
التي تعد من أشرس الحروب التي خاضتها مصر مع إسرائيل والتي حطمت أسطورة الجيش
اإلسرائيلي الذي #ال يُقهر ،هنا نتذكر بعض األبيات الرائعة للشاعر أحمد هيكل:
طاوي الصدر على الجرح سنينا شعبنا الحر الذي كان طعينا
عالي الرايات ال يحني الجبينا ً
شامخا عـــــــاد #عمال ًقا قويًا
أظهرت حرب أكتوبر برعة تخطيط ودقة تنفيذ الجيش المصري الذي شن هجومًا مفاج ًئا على
القوات اإلسرائيلية في سيناء المحتلة في 6أكتوبر ،1973وبدعم من السالح الجوي توغل جيشنا
الباسل عبر قناة السويس ونجح في طرد اإلسرائيلين على الجانب األخر من الطريق المائي الدولي
لم يكن عبور القناة أمرً ا سهاًل على اإلطالق ،إال أنه لم يكن مستحياًل بفضل ذكاء ودهاء القيادة
العسكرية ،حيث تمكن جيشنا العظيم من تدمير خط بارليف العمالق على طول الضفة الشرقية لقناة
السويس من خالل خراطيم مياه عالية الضغط ،وتركيب جسور عائمة لنقل المدرعات والدبابات
والجنود إلى الجانب األخر من القناة.
بطوالت الجيش المصري على أرض المعركة كثيرة ،فلم يكن خط بارليف العائق الوحيد لعبور
القناة ،بل كان عليهم تخطي الكثير من الصعوبات ،مثل األلغام المنتشرة في القناة والساتر الترابي
على الجبهة الشرقية للقناة.
بعد تجاوز كل هذه الصعوبة نجحت الضربة الجوية في شل حركة الطيران اإلسرائيلي ،ليتمكن
جنودنا البواسل في نهاية المطاف من الوصول إلى سيناء وتدمير منشآت العدو ،ليرفرف علم مصر
عاليًا وسط أصوات التكبير فرحً ا بالنصر ،والتي وصل صداها إلى كل بقعة في سيناء الحبيبة ،وهنا
يحضرني قول الشاعر#:
مرج ًعا لألم سيناء السليبة يا أخي الزاحف باألرض حبيبة
باذاًل روحك للمجد ضريبة قد محوت العار عن أعراضنا
كل فرد صار في الجيش كتيبة ساعة التحرير دقت فـــــإذا
ال يمكننا أي ً
ضا التغافل عن اتحاد الدول العربية في حرب أكتوبر كأحد أهم عوامل #النصر ،فلم
تخض مصرنا الحبيبة الحرب بمفردها بل بالتعاون مع القوات السورية ،كما قدمت تسع دول عربية
الدعم لمصر وسوريا ،على رأسهم السعودية التي قدمت الدعم #المادي ومنعت البترول عن األعداء،
حيث قال هللا تعالى في كتابه العزيز:
جميعا وال تفرقوا«
ً »واعتصموا بحبل هللا
لم تضع دماء شهداء حرب اكتوبر سدى بل ُكللت تضحياتهم بأرواحهم الطاهرة بنصر عظيم سيظل
خال ًد ا ليس فقط في الكتب التاريخية ولكن في عقول سائر األمة العربية بل والعالم أجمع ،فها نحن
نحتفي بالذكرى الثامنة واألربعين لنصر أكتوبر المجيد وسنظل نحتفي به إلى أن تقوم الساعة ،ومع
كل ذكرى نسترجع بطوالتهم الخالدة التي تستحق التكريم دائمًا وأب ًدا.
الحديث عن حرب أكتوبر ال ينضب وال ينتهي أب ًدا بل يحتاج إلى مجلدات ،ألن كل بطولة فيها
تستحق أن يُفرد لها صفحات وصفحات ،لكن حتى ال أطيل الحديث دعوني أختتم موضوعي بهذه
الكلمات العذبة الرقراقة عن حرب أكتوبر للشاعر صالح جاهين:
واتبددت بالشمس وضحاها وحياة ليالي سود صبرناها
من حقنا ونحمي النفوس منه نكبح جماح الزهو ،مع أنه
قول مجرد خطوة خدناها ولو العبور سألونا يوم عنه