Professional Documents
Culture Documents
وﻟﻠﻘﻣﻧدان دﯾوان واﺣد ﻓﻘط ،وھو " اﻟﻣﺻدر اﻟﻣﻔﯾد ﻓﻲ ﻏﻧﺎء ﻟﺣﺞ اﻟﺟدﯾد" ،وﯾﺿمﱡ
ﺗﻘرﯾﺑﺎ ً ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﺗﺄﻟﯾﻔﮭﺎ ﺣﯾث ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ٩٠ﻗﺻﯾدة ﻣن أﺻل ٩٥
ﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﮫ .وﯾﺷﺗﮭر اﻟﻘﻣﻧدان ﻛﺷﺎﻋر ﺷﻌﺑﻲّ ،إﻻ أن ﻟدﯾﮫ ﺑﻌض ﻣن اﻷﻋﻣﺎل واﻟﻘطﻊ
اﻟﻧﺛرﯾﺔ ،وﻟﻌلّ أھم ﻣﺎ ﻛﺗﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻧﺛر ھو ﻛﺗﺎﺑﮫ اﻟذي ﯾؤرخ ﻓﯾﮫ ﻋدن وﻟﺣﺞ ﺗﺣت
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ "ھدﯾﺔ اﻟزﻣن ﻓﻲ أﺧﺑﺎر ﻣﻠوك ﻟﺣﺞ وﻋدن" ،وﻛﺗب ﻓﻲ اﻟﻧﺛر
أﯾﺿﺎ ً ُﻛﺗ َﯾ ِ ّﺑﺎ ً ﺻﻐﯾرا ً أﺳﻣﺎه "ﻓﺻل اﻟﺧطﺎب ﻓﻲ إﺑﺎﺣﺔ اﻟﻌود واﻟرﺑﺎب" وﻓﯾﮫ ﯾداﻓﻊ ﻋن
اﻟﻐﻧﺎء ﺑﺣﺟﺞ وﺑراھﯾن ﻓﻘﮭﯾﺔ وﯾﻘﺗﺑس ﻣن ﻓﻘﮭﺎء ﻣﺷﮭورﯾن داﻓﻌوا ﻋن اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻣﺷروﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرع اﻹﺳﻼﻣﻲ .وإﻟﻰ ﺟﺎﻧب ھذا ﻓﻠﮫ ﻋدد ﻣن اﻟﻣﻘﺎﻻت
ﻧﺷرت ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ دﯾواﻧﮫ اﻟﻣطﺑوع ﻓﻲ ،١٩٣٨وﻣﻘﺎﻻت أﺧرى ﻧﺷرھﺎ ﻓﻲ ﺻﺣﯾﻔﺔ
ﻓﺗﺎة اﻟﺟزﯾرة اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺻدر ﻓﻲ ﻋدن.
اﻧﺗﺷرت أﻏﺎﻧﯾﮫ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﺗﺄﻟﯾﻔﮭﺎ -ﻻ ﻏﻧﺎﺋﮭﺎ -اﻧﺗﺷﺎرا ً واﺳﻌﺎ ً ﻓﻲ ﻟﺣﺞ وﻋدن واﻟﻣﻧﺎطﻖ
اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﺛﻼﺛﯾﻧﯾﺎت واﻷرﺑﻌﯾﻧﯾﺎت .وأوﻟﻰ اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﺳُﺟﻠت ﻛﺎﻧت
"اﻟﺑدرﯾﺔ" و"ﺗﺎج ﺷﻣﺳﺎن" و"ھﻣﮭم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎطر ﺣﺑﯾب ﻧﺷوان" ﻗﺎﻣت ﺑﺗﺳﺟﯾﻠﮭﺎ ﺷرﻛﺗﺎ
ﺗﺳﺟﯾل أﻟﻣﺎﻧﯾﺗﺎن "اودﯾون" وﺷرﻛﺔ "ﺑﯾداﻓون" إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺷرﻛﺔ اﻟﺗﺳﺟﯾل "اﻟﺗﺎج
اﻟﻌدﻧﻲ" ،وﻗﺎم ﺑﺄداء اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﻔﻧﺎﻧﺎن ﻣن ﻓرﻗﺔ اﻟﻘﻣﻧدان اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ "ﻓﺿل ﷴ ﺟﺑﯾﻠﻲ"
و"ﻣﺳﻌد ﺑن أﺣﻣد ﺣﺳﯾن" .واﻟﯾوم ﯾﻌد اﻟﺷﺎﻋر ﻣن اﻟﺗراث اﻟﻠﺣﺟﻲ ،وﯾﻌ ﱡد رﻣزا ً ﻣن
اﻟرﻣوز اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻟﺣﺞ وﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺣوطﺔ وﻣن أﺑرز ﺷﻌراﺋﮭﺎ
وأﻋﻼﻣﮭﺎ.
اﻟﻘﺻر اﻟذي ﺗرﻋرع ﻓﯾﮫ اﻷﻣﯾر أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻌﺑدﻟﻲ )اﻟﻘﻣﻧدان( وﻋﺎش طﻔوﻟﺗﮫ ،وﺗﻠﻘﻰ
ﻓﯾﮫ ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘراءة واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ .وھو ﻗﺻر ﺳﻠطﺎن ﻟﺣﺞ ،وﯾﺗﻛون ﻣن ﺛﻼﺛﺔ طواﺑﻖ ،ﺗﺣﯾط
ﺑﮫ ﺑﺎﺣﺔ ﺗﺗﻘدﻣﮭﺎ ﺑواﺑﺔ ﻣزﺧرﻓﺔ .وﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﮫ ﺑﯾوت ﻋﺎﻣﺔ اﻟﺷﻌب ﻓﻲ ﻟﺣﺞ
ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ،ﻓﮭذا اﻟﻣﺳﻛن ﯾﻌد ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻔﺧﺎﻣﺔ ،ورﺑﻣﺎ ﯾرﻣز إﻟﻰ اﻟظﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
اﻟذي ﺗﻣﯾز ﺑﮫ ﻋﮭد اﻟﺳﻼطﯾن
ﺣﯾﺎﺗﮫ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
وﻟد اﻟﺷﺎﻋر واﻷﻣﯾر أﺣﻣد ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ ﺑن ﻣﺣﺳن اﻟﻌﺑدﻟﻲ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺣوطﺔ
ﻋﺎﺻﻣﺔ ﺳﻠطﻧﺔ ﻟﺣﺞ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت وﺗرﻋرع وﻋﺎش ﻣﻌظم ﺣﯾﺎﺗﮫ ودﻓن ﻓﯾﮭﺎ ،وﻛﺎﻧت
ﺗرﺑطﮫ ﺑﮭﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﻣﯾﻣﺔ ،وﺗؤرخ وﻻدﺗﮫ إﻟﻰ ﻋﺎم ١٣٠٢ﻓﻲ اﻟﺗﻘوﯾم اﻟﮭﺟري أي ﻣﺎ
ﯾواﻓﻖ ١٨٨٤أو ١٨٨٥ﻓﻲ اﻟﺗﻘوﯾم اﻟﻣﯾﻼدي .وﺗذﻛر ﻣﺻﺎدر أﺧرى أن وﻻدﺗﮫ ﻛﺎﻧت
ﻓﻲ ﻋﺎم ١٣٠٣ھـ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﺣدث اﻟﺷﺎﻋر ﻋن ﻧﻔﺳﮫ وﯾﻘول أﻧﮫ وﻟد ﻓﻲ ﺻﺑﺎح ﯾوم ١٥
ﺷﻌﺑﺎن ﻣن اﻟﻌﺎم ١٢٩٩أي ﻣﺎ ﯾواﻓﻖ اﻷول ﻣن ﯾوﻟﯾو .١٨٨٢وﺗﻧﺣدر أﺻوﻟﮫ إﻟﻰ
ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟﻌﺑدﻟﻲ اﻟﺗﻲ ﺣﻛﻣت ﺳﻠطﻧﺔ ﻟﺣﺞ ﻟﻣدة ﺗﻔوق ﻋﻠﻰ ٢٠٠ﻋﺎم ،ﺣﯾث ﺑدأ ظﮭورھﺎ
ﻓﻲ ﺧﺿم اﻷزﻣﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠت اﻧﮭﯾﺎر اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﯾﻣن،
وﺑرزت ﻟﻠﺳﻠطﺔ ﻓﻲ ﻟﺣﺞ وﻋدن ﻛﻣﺷﯾﺧﺔ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﯾﻧﯾﺎت اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ،وﻛﺎﻧت
ﺳﻠطﻧﺔ اﻟﻌﺑدﻟﻲ إﺣدى اﻟﻣﺗﺣﺎﻟﻔﯾن ﻣﻊ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب اﻟﯾﻣﻧﻲ
وأﺻﺑﺣت ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ﺟزءا ً ﻣن ﻣﺣﻣﯾﺔ ﻋدن .أﻣّﺎ ﻋن اﻷﺻول
اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ ﻟﻌﺎﺋﻠﺗﮫ ،ﻓﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻧﺳب ﺷرف اﻟدﯾن ﺣﺳﯾن ﺑن ﺣﺳﯾن اﻟرﺳﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟﻌﺑدﻟﻲ ﻓﻲ
ﻛﺗﺎﺑﮫ "اﻟﺳﯾرة اﻟﻣﻧﺻورة" إﻟﻰ ﻗﺑﺎﺋل ﻟﺣﺞ وﻣﺎ ﺟﺎورھﺎ ،ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣﺳﯾن اﻟﻌرﺷﻲ
ﯾرﺟﻌﮭم إﻟﻰ أرﺣب ﺷﻣﺎل ﺻﻧﻌﺎء ،وﻛذﻟك اﻹﻣﺎم ﯾﺣﯾﻰ ﺣﻣﯾد اﻟدﯾن ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺳب
اﻟﻌﺑﺎدل إﻟﻰ ﺑﻛﯾل ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺔ أرﺳﻠﮭﺎ إﻟﻰ ﺳﻠطﺎن ﻋﺑدﻟﻲ .وﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ "ھدﯾﺔ اﻟزﻣن ﻓﻲ
أﺧﺑﺎر ﻣﻠوك ﻟﺣﺞ وﻋدن" ﯾرﻓض اﻷﻣﯾر أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان ھذه اﻹدﻋﺎءات ﺑﻌﻧف،
وﯾﻌرض ﺻورا ً ﻟوﺛﺎﺋﻖ ﺗرﺟﻊ اﻟﻌﺑﺎدل إﻟﻰ ﻗﺑﯾﻠﺔ ﻛَﻠد وھﻲ إﺣدى ﻗﺑﺎﺋل ﯾﺎﻓﻊ ،وﻋﻠﻰ أﯾﺔ
ﺣﺎل ﻓﺈن اﻟﻌﺑﺎدل ﻗد اﻧﻘطﻌت ﻋﻼﻗﺗﮭم ﺑﺄﺻوﻟﮭم اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ ﻣﻧذ ﻓﺗرة وأﺻﺑﺣت ﺗﻌرف ﻟﺣﺞ
ﺑﺄرض اﻟﻌﺑﺎدل وأﺻﺑﺢ اﻟﻌﺑﺎدل ﯾﻧﺳﺑون إﻟﯾﮭﺎ.
ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ ﻣﺣﺳن
ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ ﻣﺣﺳن
واﻟده ھو اﻟﺳﻠطﺎن ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ ﻣﺣﺳن اﻟذي ﺣﻛم اﻟﺳﻠطﻧﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرﺗﯾن ،اﻷوﻟﻰ ﻋﻧدﻣﺎ
ﺗوﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ١٨٦٢وﺑﻌدھﺎ ﺑﻌﺎم واﺣد ﻓﻲ ١٨٦٣ﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺣﻛم ﻟﻌﻣﮫ ﻓﺿل ﺑن
ﻣﺣﺳن ﻓﺿل ﺑﺳﺑب ﻧزاع ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺣول اﻟﺣﻛم ،واﻟﻔﺗرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺣﻛم ﻓﯾﮭﺎ ١١ﺳﻧﺔ
ﻣن ١٨٧٤وﺣﺗﻰ وﻓﺎﺗﮫ ﻓﻲ ،١٨٩٨وﻓﻲ ﺧﻼل ﻓﺗرة ﺣﻛﻣﮫ ھذه ﻟم ﯾﻧﺎزﻋﮫ أﺣد ﻓﻲ
اﻟﺣﻛم ﻣﺛﻠﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ اﻟﻣرة اﻷوﻟﻰ ،وﻛﺎن ھو اﻟذي ﺑﺎع ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺛﻣﺎن ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ
اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻋدن ،وﻓﻲ ﻋﮭده ﺿُﻣﱠت ﺑﻼد اﻟﺻﺑﯾﺣﺔ إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﻧﺔ وﻟﻛﻧﮭﺎ اﻧﻔﺻﻠت
ﻋﻧﮭﺎ ﻻﺣﻘﺎ ً ،وﺳﺎد ﺟو ﻣن اﻟﺗوﺗر ﺑﯾن اﻟﻌﺑﺎدل وﻗﺑﯾﻠﺔ اﻟﻌﻘﺎرب .ﻓﻲ ﻛﻧف واﻟده ﺗرﻋرع
أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان ،وذﻟك ﺣﺗﻰ وﻓﺎة واﻟده ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺑﻠﻎ ﻋﻣر اﻟﻘﻣﻧدان ﺣﯾﻧﮭﺎ
ﺗﻘرﯾﺑﺎ ً ١٤ﻋﺎﻣﺎ ً ،وﯾﺗﺣدث اﻟﺷﺎﻋر ﻋن واﻟده ﻓﯾﻘول» :ﻛﺎن ﯾﺣب اﻟﻌﻠم واﻟﻌﻠﻣﺎء ،وﯾﻛﺛر
ﻣن ﻣﺟﺎﻟﺳﺗﮭم ،وﻛﺎن ﻓﻲ ﺑﺎدئ اﻷﻣر ﯾﺣﺿر إﻟﻰ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺣوطﺔ وﯾﻘﻌد ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ اﻟطﻠﺑﺔ
ﻛطﺎﻟب ﻋﻠم ،وﺑﻧﻰ ﻣدرﺳﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺷﯾﺦ أﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﺳﺎﻟﻣﻲ ﻣن اﻷﺳﻠوم ﺑﻠﺣﺞ،
وﻛﺎن ﻋﺎدﻻ ً طﯾب اﻟﻘﻠب إﻟﻰ ﺣد ﺟﻌﻠﮫ ﻣوﺿﻊ ﺗﻧدر ﺧﻠﯾﻔﺗﮫ اﻟﺳﻠطﺎن أﺣﻣد .ﻓﻌﻧدﻣﺎ
ﺑﯾﻌت ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺛﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ،ﺣول اﻟﺳﻠطﺎن ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ
ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ إﻟﻰ ﺧزﯾﻧﺔ اﻟﺳﻠطﻧﺔ ،وﻟم ﯾوزﻋﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻓراد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ .«...وﺑﻌد وﻓﺎة
واﻟد اﻟﻘﻣﻧدان ﺗوﻟﻰ اﻟﺣﻛم اﺑن ﻋﻣّﮫ أﺣﻣد ﺑن ﻓﺿل ﻣﺣﺳن اﻟﻌﺑدﻟﻲ اﻟذي اﻣﺗدت ﻓﺗرة
ﺣﻛﻣﮫ ﻣن ١٨٩٨وﺣﺗﻰ ،١٩١٤وﻛﺎن اﺑن ﻋم واﻟد اﻟﻘﻣﻧدان ھو اﻟذي ﻛﻔﻠﮫ وﺗﺣﻣّل
رﻋﺎﯾﺗﮫ ﺑﻌد أن ﺗوﻓ ّﻲ واﻟده وﻓﻲ ﻓﺗرة ﻣن اﻟﻔﺗرات زوّ ﺟﮫ اﺣدى اﺑﻧﺗﯾﮫ ،وﺑﻌد أن ﺗوﻓ ّﯾت
ﯾﺳﻣﯾﮫ اﻟﻘﻣﻧدان ﻋﻣّﺎ ً ﻟﮫ ،وﻋﻧدﻣﺎ ﺑﻠﻎ اﻟﻘﻣﻧدان اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ
زوّ ﺟﮫ اﻷﺧرى ،وﻓﻲ ﻣذﻛراﺗﮫ ِ ّ
ﻋﺷر ﻧﺻﺑﮫ ﻋﻣﮫ -اﻟﺳﻠطﺎن أﺣﻣد ﻓﺿل ﻣﺣﺳن -ﻗﺎﺋدا ً ﻟﻠﺟﯾش اﻟﻧظﺎﻣﻲ ﻟﻠﺳﻠطﻧﺔ
وﯾﻘول ﻋﻧﮫ اﻟﻘﻣﻧدان» :ﻟﻘد ﻛﺎن ﻋﻣﻲ اﻟﺳﻠطﺎن أﺣﻣد ﻓﺿل ﻋﺎﻟﻣﺎ ً ﻣﺗﺑﺣرا ً ﺟﯾﺎﺷﺎ ً .وھذا
ﻣﺎ ﻓﻛر ﻓﯾﮫ واﺧﺗﺎرﻧﻲ ﻟﮭذا اﻟﻣﻧﺻب اﻟﻛﺑﯾر« ،وأﺧﯾﮫ ھو اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﻓﺿل
ﺑن ﻋﻠﻲ ﻣﺣﺳن اﻟذي ﺣﻛم ﻣن ١٩١٥وﺣﺗﻰ ﻋﺎم .١٩٤٧وﻓﻲ ﻋﮭده ﺗوﻟﻰ اﻟﻘﻣﻧدان
ﻗﯾﺎدة اﻟﺟﯾش ﻟﻠﻣرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،وﻛﺎن ﻟﻠﺷﺎﻋر أخ ﺷﻘﯾﻖ آﺧر وھو "ﻣﺣﺳن" اﻟذي اﺿطﻠﻊ
أﯾﺿﺎ ً ﻓﻲ ﺳﻠطﺔ أﺧﯾﮫ اﻟﺳﻠطﺎن وﺗوﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﮭﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻣﺳؤﻟﯾﺔ اﻟﺗرﻗﯾﺔ.
ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﺣﻣد ﺑن ﻓﺿل ﻣﺣﺳن
ﻛﺎﻧت ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟﻘﻣﻧدان ﺗﻣﺗﻠك أراض زراﻋﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﻣﻠﻛﺗﮫ ﺑﺎﻹرث وأﺧرى ﻋن
طرﯾﻖ ﺷراﺋﮭﺎ ﻣن ﻣﺎﻟﻛﯾﮭﺎ ،وﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ اﻷﺳرة اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﻧﺔ ﻓﻘد ﻛﺎن ﻟﮭﺎ ﻧﻔوذا ً
واﺳﻌﺎ ً ﻻ ﺗﻧﺎزﻋﮫ أﺣد ﻣن اﻷﺳر اﻷﺧرى اﺳﺗﺧدﻣﺗﮫ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ أراﺿﻲ
زراﻋﯾﺔ ﺑوﺳﺎﺋل ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣن ﺿﻣﻧﮭﺎ اﻟﺗﮭدﯾد .ھذا ﻣﺎ أﻣنﱠ ﻟﮫ اﻟﻌﯾش ﺣﯾﺎة رﻏدة
ﻣﯾﺳور اﻟﺣﺎل ﻓﯾﮭﺎ ،وﻓﺗﺢ ﻟﮫ أﺑواب اﻟﻣﻌرﻓﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﻟم ﯾرض
اﻟﻘﻣﻧدان ﺑﺎﻻﺿطﮭﺎد أو اﻟﺗﻣﻣﯾز اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﯾس ﻓﻘط ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺗﮫ وإﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ،وﯾظﮭر ذﻟك ﺟﻠﯾّﺎ ً ﻓﻲ ﻣﻘﺎل ﻟﮫ ﻛﺗﺑﮫ ﻻﺣﻘﺎ ً ﺑﻌﻧوان "أﻣﯾر ﻋرﺑﻲ
ﯾﺻف اﻟﺟزﯾرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ".
ﻛﺎن ﻟدى ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟﻘﻣﻧدان ﻓﺗﺎة ﺑدوﯾﺔ ﺗﺧدﻣﮭم ﯾﻌرﻓوﻧﮭﺎ ﺑﺎﺳم "ﻣرﯾم" ووﻛﻠت ﻟﮭﺎ
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﺎﻟطﻔل اﻟﻘﻣﻧدان ﻓﻛﺎﻧت ﻣرﺑﯾﺗﮫ ،وﯾﺗﺣدث اﻟﻘﻣﻧدان وﯾﻘول أﻧﮫ ﻛﺎن
ﯾرﺗﺎح ﻟﺳﻣﺎﻋﮭﺎ ﺗﻐﻧﻲ ﻟﮫ ﻛل ﻟﯾﻠﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻧﺎم ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن أﻛﺑر ﻣن اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺑﻘﻠﯾل .ﻧﺷﺄ
اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ وﺳط ﻋﻠﻣﻲ أدﺑﻲ وﺛﻘﺎﻓﻲ ،وأﻋﺟب وﺗﺄﺛر ﺑﺎﻟرﻗص واﻟﻐﻧﺎء اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ
ﻣﻧطﻘﺗﮫ ،وﻗﺎل اﻟﺷﻌر ﻣﻧذ اﻟطﻔوﻟﺔ .وﯾذﻛر ﻋن اﻟﻘﻣﻧدان أﻧﮫ ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ﺳن
اﻟﺳﺎدﺳﺔ واﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻛﺎن أﺷد ﺳﻌﺎدة ً واﺑﺗﮭﺎﺟﺎ ً ﻣن ﺑﻘﯾﺔ ﺣﯾﺎﺗﮫ .وﻓﻲ ﺷﺑﺎﺑﮫ أﻗﺑل ﻋﻠﻰ
ﻗراءة اﻟﻛﺗب واﻟﻣﺟﻼت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻷدﺑﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟزراﻋﺔ
ﺑﺎﻟﻠﻐﺗﯾن اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ،وﻣﺎرس ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺷﻌر وﺻﯾﺎﻏﺔ اﻷﻟﺣﺎن ﺑﺎﺳﺗﻣرار ،وﻓﻲ
ﺻﻐره أﺻﯾب اﻟﻘﻣﻧدان ﺑﺎﻟﺟدري واﺳﺗطﺎع اﻟﺷﻔﺎء ﻣﻧﮫ ،وﻟﻛﻧﮫ ﺗرك ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮫ آﺛﺎر
ﺧﻔﯾﻔﺔ ﻻ ﺗظﮭر واﺿﺣﺔ ﻟﻠﻌﯾﺎن.
اﻟﺗﻌﻠﯾم
ﺗﻠﻘﻰ أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻌﺑدﻟﻲ ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘراءة واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻧزل واﻟده اﻟﺳﻠطﺎن ،وﺗﻘرﯾﺑﺎ ً ﻓﻲ
ﻋﺎم ١٨٩١ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻌﻣر ﺳﺑﻊ ﺳﻧﯾن أدﺧﻠﮫ أﺑﯾﮫ إﻟﻰ "دار اﻟﻌﻠم" وﻛﺎن
ﯾﺗﻌﻠم ھﻧﺎك ﻋﻠﻰ ﻓﺗرﺗﯾن اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح ﺣﯾث ﻛﺎن ﯾدرس ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻘراءة واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ
واﻷﺧرى ﻓﻲ اﻟﻌﺻر ﯾﺗﻌﻠم ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺗﺟوﯾد وﻋﻠوم اﻟﻘرآن ،وﺗﻠﻘﻰ ﺗﻌﻠﯾﻣﮫ اﻷوﻟﻲ ھﻧﺎك،
وﻋﻠﻰ ﯾد ﺑﻌض ﻣن ﻓﻘﮭﺎء اﻟﺣوطﺔ وأﻏﻠﺑﮭم ﻧزﺣوا ﻣن اﻟﺷطر اﻟﺷﻣﺎﻟﻲ ،ﺣﯾث ﻧﺎل
ﻗﺳطﺎ ً ﻣن اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺟد واﻟﻛﺗﺎﺗﯾب ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺗﮫ ﻓﻲ وﻗت ﻟم ﯾﻛن ﻓﯾﮫ اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻣﺗﺎﺣﺎ ً
ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ .وﻓﻲ ھذه اﻟﻔﺗرة درس ھو وأﺑﻧﺎء ﻋﻣوﻣﮫ ﻗواﻋد اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ
واﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ ﯾد "أﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﺳﺎﻟﻣﻲ" وھو ﻣﻔﺗﻲ ﻟﺣﺞ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة وﻛﺎن ﯾﺣﻣل
ﻣﻌﮫ ﺷﮭﺎدة ﻣن ﻣﻌﮭد زﺑﯾد اﻟدﯾﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﺣو واﻟﺻرف]؟[ واﻟﺑﻼﻏﺔ واﻟﻌﻠوم اﻟدﯾﻧﯾﺔ،
وﺗﻌﻣﻖ أﻛﺛر ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﯾد "ﻋﻠﻲ اﻷھدل" ﻗﺎﺿﻲ ﻟﺣﺞ اﻧﺋذِ ،وﺗﺗﻠﻣذ أﯾﺿﺎ ً ﻋﻠﻰ
ﯾد اﻟﻠﺣﺟﻲ "ﻗﺎﺳم ﺑن ﻋﺑد ﷲ اﻟﺳﺎﻟﻣﻲ" واﻟﺣﺿرﻣﻲ "ﻋﻠوي ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﺣداد" وأﯾﺿﺎ ً
"طﺎھر ﺑن ﺷﯾﺧﺎن اﻟﺣﺑﺷﻲ" ﻣن ﺣﺿرﻣوت .وﻓﻲ ھذه اﻟﺳﺑﻊ اﻟﺳﻧﯾن اﻟﺗﻲ درس ﻓﯾﮭﺎ
ﺣﻔظ اﻟﻘرآن ودرس ﻋﻠوﻣﮫ وﺗﻠﻘﻰ دروس ﻛذﻟك ﻓﻲ اﻟﺣدﯾث واﻟﻌﻠوم اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻧﺣو
واﻟﺻرف واﻟﻣﻧطﻖ واﻟﺑﻼﻏﺔ واﻟﺑﯾﺎن واﻹﻋﺟﺎز واﻟﺣﺳﺎب واﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ واﻟﺗﺎرﯾﺦ
واﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ .وﻟم ﯾﻠﺗﺣﻖ اﻟﻘﻣﻧدان ﺑﺄي ﻣن اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ،وﻟم ﺗﻛن ﺑﻌد ﻗد
أ ُﻧﺷﺋت أيّ ﻣن اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت اﻟﯾﻣﻧﯾﺔ ﻓﻲ زﻣﻧﮫ ،وﻛذا ﻓﻠم ﯾﻠﺗﺣﻖ ﺑﺄي ﻣن اﻟﻣﻌﺎھد اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ أو
ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ .وﻟﻛﻧّﮫ اﺳﺗطﺎع إﻣﺗﻼك ﻧوع ﻣن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ
اﻷدﺑﯾﺔ واﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ وإطّﻼع ﻋﻠﻰ اﻷوﺿﺎع اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وذﻟك
ﺑﻣطﺎﻟﻌﺔ أﻧواع اﻟﺻﺣف واﻟﻣﺟﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ .وﻛﺎن اﻟﻘﻣﻧدان
ﺷدﯾد اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﻣؤﻟﻔﺎت ﻣﺻطﻔﻰ ﻟطﻔﻲ اﻟﻣﻧﻔﻠوطﻲ اﻷدﯾب اﻟﻣﺻري اﻟذي ﻋﺎﺻره،
وأﯾﺿﺎ ً ﻋدد ﻣن اﻟﺷﻌراء اﻟﻌرب اﻟﺟﺎھﻠﯾﯾن وﺑﻌد اﻹﺳﻼم .وﻗرأ ﻣﻘدﻣﺔ اﺑن ﺧﻠدون
ودﯾوان اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ ودﯾوان اﻟﺷرﯾف اﻟرﺿﻲ وﻛﺎن ﻣﻌﺟﺑﺎ ً ﺑﺄﺷﻌﺎر أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ وأﺑو ﻧواس
ورﺑﺎﻋﯾﺎت إﻟﯾﺎس ﻓرﺣﺎت وﻗرأ ﻛذﻟك ﻟطﮫ ﺣﺳﯾن.
ﺗﻌﻠم اﻟﻘﻣﻧدان اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﻛﺗﺎﺑﺔ ً وﻧطﻘﺎ ً ﻓﻲ إرﺳﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺗواھﻲ ﺑﻌدن.
وﺗﻌﻠﻣﮭﺎ أﯾﺿﺎ ً ﻋﻠﻰ ﯾد "ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد رﺿﺎ رﯾﺎض" ﻣﻌﻠم طﺎﻋن ﻓﻲ اﻟﺳن ﻛﺎن ﻻ ﯾﺧﻔﻲ
اﺣﺗراﻣﮫ ﻟﮫ ،وﺑﻌد وﻓﺎﺗﮫ ﻓﻲ ١٨٩٧دﻓﻧﮫ إﻟﻰ ﺟوار ﺟده اﻟﺳﻠطﺎن وأﻗﺎم وﻟﯾﻣﺔ ﻓﻲ
ﺟﻧﺎزﺗﮫ .ودرس اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ أﯾﺿﺎ ً ھو وأﺧﯾﮫ واﺑن ﻋﻣﮫ ﻓﻲ ﻣدرﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻟﺣﺞ
ﻋﻠﻰ ﯾد "ﺻﺎﻟﺢ ﺟﻌﻔر اﻟﻌﺟﻣﻲ" وھو أﺣد ﺳﻛﺎن ﻣدﯾﻧﺔ ﻋدن و"ﺻﺎﻟﺢ ﺣﺳن ﺗرﻛﻲ"
ﻣن اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺛﻣﺎن.
ﻓﺿل ﷴ ﺟﺑﯾﻠﻲ )اﻟﻠﺣﺟﻲ( ﻣﻐﻧﻲ ،ﻋﺎزف ﻋود ،ﻋﺎزف ﻛﻣﺎن
ﻣﺳﻌد ﺑن أﺣﻣد ﺣﺳﯾن ﻣﻐﻧﻲ ،ﻋﺎزف ﻋود
اﻟﺗﻠﺣﯾن واﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ
ﺗدرب اﻟﻘﻣﻧدان ﻋﻠﻰ اﻵﻻت اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ وﺗﻠﻘﻰ ﻣﺑﺎدئ وأﺻول اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﯾد
أرﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻣدرﺳﯾن ﻧزﺣوا ﻣن ﻣدﯾﻧﺔ ﺗﻌز ﻓﻲ ﺷﻣﺎل اﻟﯾﻣن واﺳﺗﻘروا ﻓﻲ اﻟﺣوطﺔ
وﺗﻌود أﺻوﻟﮭم إﻟﻰ اﻟﺷﺎم ،وھم اﻷﺧوﯾن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد وراﻓﻊ رﺿﺎ رﯾﺎض ﻣن ﻣدﯾﻧﺔ
ﺣﻠب وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﮭﻣﺎ "ﺳﻌﯾد ﺗﻘﻲ اﻟدﯾن اﻷﺟﺎﺻﻲ" و"ﺿدام اﻟﻔﯾﺎض" .وﯾﻘول اﻟﻘﻣﻧدان
أن ﻟﮭؤﻻء اﻟﻔﺿل ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ إرﺳﺎء ﻗواﻋد وأﺻول اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﻠﺣﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ
اﻟﺣدﯾﺛﺔ .وأﺟﺎد اﻟﻘﻣﻧدان اﻟﻌزف ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻛﺳﻔون واﻟﺑﺟل واﻟﻔﻧﯾون واﻷﯾﻧو ورﻏم أﻧﮫ
وﺟد ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ إﺗﻘﺎن اﻟﻌزف ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون إﻻ أﻧﮫ ﺗﻣﻛن ﻣﻧﮫ ﺑﻌد ذﻟك ،وﻓﻲ وﻗت
ﻻﺣﻖ أﺟﺎد اﻟﻌزف ﻋﻠﻰ آﻟﺔ اﻟﻘﻧﺑوس .وﻟم ﯾدون اﻟﻘﻣﻧدان أﻟﺣﺎﻧﮫ ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻣﻌﺗﺎدة
ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻧوﺗﺎت اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ،وﻟﻛن ﻛﺎﻧت ﻟﮫ طرﯾﻘﺔ أﺧرى ﻓﻲ ﺗدوﯾن اﻷﻟﺣﺎن ﺑﺄن
ﯾﺿﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﺻﯾﻎ ﻟﻔظﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻣﺔ "دان" ﻣن دﻧدﻧﺔ ،ﻣﺛل »داﻧﮫ ﻋﻠﻰ اﻟداﻧﮫ ﯾﺎ دان ﯾﺎ
داﻧﮫ«.
وﻓﻲ ﻓﺗرة ﻣن ﺷﺑﺎﺑﮫ ﺑدأت اﻵﻻت اﻟوﺗرﯾﺔ ﺑﺎﻟظﮭور ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻌود
اﻟﺻﻧﻌﺎﻧﻲ ﻗﺑل أن ﯾظﮭر اﻟﻌود اﻟﻣﺻري ،ﻓﺄﻗﺑل ﻣﻌظم اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻋﻠﻰ
ﺗﻌﻠم اﻟﻌزف ﻋﻠﻰ اﻟﻌود اﻟﺻﻧﻌﺎﻧﻲ وﻣﻧﮭم اﻟﻘﻣﻧدان ،ﻓﺎﺳﺗطﺎع أن ﯾﻌزف اﻷﻟﺣﺎن
اﻟﺻﻧﻌﺎﻧﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﺗراﺛﯾﺔ .وﻋﻧدﻣﺎ ﺣﺎول أن ﯾﺻﻧﻊ اﻷﻟﺣﺎن ﻋﻠﻰ ﺗﻠك
اﻷﻧﻣﺎط ﻣﺟﻣوﻋﺔ ظﮭر ﻣﺎ ﻋُرف ﺑﺎﻟﻐﻧﺎء اﻟﻠﺣﺟﻲ واﻋﺗﺑر اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻘﻣﻧدان ﻣؤﺳﺳﮫ ﻣن
ﻗﺑل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻣؤرﺧﯾﮫ ،ﺣﯾث ﺗﻣﯾزت أﻟﺣﺎﻧﮫ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺗﺟﻣﻊ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻘدﯾم واﻟﺣدﯾث.
وﻋﻧدﻣﺎ ﺗوﻟﻰ ﻗﯾﺎدة اﻟﺟﯾش -اﻟذي ﻗﺎم ﺑﺗﻛوﯾﻧﮫ -ﻛﺎن ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻓرﻗﺔ ﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ،ﻓﻧﺷط
ﻓﻲ ﺟﻠب آﻻت ﻧﺣﺎﺳﯾﺔ ﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ وﻣﻌﻠﻣون ﻣوﺳﯾﻘﯾون ﺿﻣن ﻣﺣﺎوﻻﺗﮫ ﻹﻧﺷﺎء ﻓرﻗﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺟﯾش .ﻓﻛﺎن ﻟﮫ أن ﺗﺷﻛّﻠت ﻓﻲ ﺻﯾف ،١٩٢٧ﺑدأت اﻟﻔرﻗﺔ ﺑﺎﻟﺗدرﱡ ب ﻋﻠﻰ
ﻋزف ﻣﻘطوﻋﺎت إﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ،وﻋﻠﻰ أﻟﺣﺎن ﺗﻠك اﻟﻣﻘطوﻋﺎت ﻗﺎم ﺑﺗﺄﻟﯾف وﺗﻠﺣﯾن ﻗﺻﯾدﺗﮫ
ﻏنّ ﻟﻲ واﺷﺟﻧﻲ" .اﺳﺗﻣر اﻟﻘﻣﻧدان ﻓﻲ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﻔرﻗﺔ اﻟﻣﺷﮭورة "أي ﺑﻠﺑل ِ
ﺣﺗﻰ ﺑﻌد ﺗﺧﻠﯾﮫ ﻋن ﻗﯾﺎدة اﻟﺟﯾش ،وﺣﺎول ﻓﻲ أﺣد اﻟﻣرات أن ﯾﺿم اﻟﻔﻧﺎن اﻟﻠﺣﺟﻲ
"ھﺎدي ﺳﺑﯾت اﻟﻧوﺑﻲ" إﻟﻰ ﻓرﻗﺗﮫ وﻟﻛﻧﮫ ﻟم ﯾﻘﺑل دﻋوة اﻟﻘﻣﻧدان ،واﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن
ﻣواھب ﻟﯾﺿﻣﮭﺎ إﻟﯾﮫ إﻟﻰ أن وﻗﻊ اﺧﺗﯾﺎره ﻋﻠﻰ ﻣوھﺑﺗﯾن ﺷﺎﺑﺗﯾن اﺳﺗطﺎع اﻟﺷﺎﻋر أن
ﯾﺿﻣﮭﻣﺎ إﻟﻰ ﻓرﻗﺗﮫ ،أﺣدھﻣﺎ أﺻﺑﺢ اﻟﻣﻐﻧﻲ اﻟرﺋﯾﺳﻲ وھو "ﻓﺿل ﷴ ﺟﺑﯾﻠﻲ" واﻵﺧر
ﺗوﻟﻰ اﻟﻌزف ﻋﻠﻰ اﻟﻌود واﻟﻛﻣﺎن وھو "ﻣﺳﻌد ﺑن أﺣﻣد ﺣﺳﯾن" .ﻗﺎﻣت اﻟﻔرﻗﺔ ﺑﺗﺳﺟﯾل
اﻟﻧﺷﯾد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺳﻠطﻧﺔ اﻟﻌﺑدﻟﯾﺔ "ﻧﺷﯾد ﻣﺣﺑﺔ اﻟوطن" وﻛذﻟك اﻟﺳﻼم اﻟﺳﻠطﺎﻧﻲ "اﻟدﻋﺎء
اﻟﺳﻠطﺎﻧﻲ اﻟﻌﺑدﻟﻲ" ،وﻛﻼھﻣﺎ ﻣن ﻛﻠﻣﺎت وأﻟﺣﺎن اﻟﻘﻣﻧدان.
اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ
ﺗﻌود ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻘﻣﻧدان ﺑﺎﻟﻌﺳﻛرة إﻟﻰ ﻋﮭد ﻋﻣﮫ ﺳﻠطﺎن ﻟﺣﺞ "أﺣﻣد ﺑن ﻓﺿل ﻣﺣﺳن
اﻟﻌﺑدﻟﻲ" ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﻠده ﻗﯾﺎدة اﻟﺟﯾش اﻟﻧظﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٠٤م ﺗﻘرﯾﺑﺎ ً ،وﻛﺎن ﯾﺑﻠﻎ ﺣﯾﻧﮭﺎ
ﺗﺳﻌﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎ ً ،وﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ دﻓﻌت ﻋﻣﮫ إﻟﻰ ذﻟك إﺟﺎدة اﻟﻘﻣﻧدان ﻟﻠﻐﺔ
اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﺳﯾﺳﮭل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻘوات اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ اﻟﺣﻠﯾﻔﺔ ﻓﻲ ﻋدن،
اﻟﻘﻣﻧدان ﯾﻣﺗطﻲ ﺣﺻﺎﻧﮫ
واﻟﺗﻲ ﺗرﺑطﮭﺎ ﺑﺎﻟﺳﻠطﻧﺔ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻌﺎھدات واﻟﻣواﺛﯾﻖ .وﻣﻊ وﻓﺎة " ﻋﻣّﮫ" اﻟﺳﻠطﺎن
ﻓﻲ ١٠ﻣﺎرس ﻣن اﻟﻌﺎم ١٩١٤ﺑﻌد ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﮫ ﻣن ﻣرض اﻟﺳﱡﻛري ،اﻧﺗﮭﻰ ﻋﮭد ﺗﻣﯾز
ﺑﺎﻟﮭدوء ﻧﺳﺑﯾﺎ ً ﻋدا ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎوﺷﺎت اﻟﺧﻔﯾﻔﺔ ﻣﻊ ﻗﺑﺎﺋل اﻟﺻﺑﯾﺣﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ وﻛذﻟك ﻣﻊ
اﻷﺗراك ﻓﻲ ﺷﻣﺎل اﻟﯾﻣن ،وﻟﻛن ذﻟك اﻟﮭدوء ﻛﺎن ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﮭدوء ﻗﺑل اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ ﻗﯾﺎم اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ وﺗﻘدم اﻟﻘوات اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﺑﻘﯾﺎدة اﻟﺟﻧرال "ﻋﻠﻲ
ﺳﻌﯾد ﺑﺎﺷﺎ" ﻧﺣو اﻟﺣوطﺔ ﺑﻌد ﺳﯾطرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺎﻟﻊ ﺑﮭدف اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻋدن ﻗﺎﻋدة
اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾون ﻓﻲ اﻟﯾﻣن .وﺗﻘدم ﺟﯾش اﻟﺳﻠطﻧﺔ ﺑﻘﯾﺎدة اﻟﻘﻣﻧدان إﻟﻰ ﻗرﯾﺔ اﻟدﻛﯾم ﻋﻠﻰ
ﻣﻘرﺑﺔ ﻣن اﻟﻘوات اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث دارت اﻟﻣﻌرﻛﺔ ھﻧﺎك وھ ُِز َم ﻓﯾﮭﺎ ﺟﯾش اﻟﺳﻠطﻧﺔ،
وﻟﻛﻧﮫ ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺗراﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﺑﻌد أن أدرك ﺣﺟم اﻟﻣﻘﺎﺗﻠﯾن اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﯾن اﻟذﯾن ﻟم
ﯾﺗواﻧوا ﻓﻲ اﻟﺗﻘدم ﻧﺣو اﻟﺣوطﺔ ﻋﺎﺻﻣﺔ اﻟﺳﻠطﻧﺔ اﻟﻌﺑدﻟﯾﺔ .واﺟﮭت اﻟﻘوات اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ
ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺻﻐﯾرة ﻓﻲ طرﯾﻘﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺣوطﺔ ﻣن اﻟﻘرى اﻟﻣﺟﺎورة ،وﻟﻛن ذﻟك ﻟم ﯾﻣﻧﻌﮭﺎ
ﻣن اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ .وﺣدث ذﻟك ﻓﻲ ﻓﺗرة ﺣﻛم اﻟﺳﻠطﺎن "ﻋﻠﻲ ﺑن أﺣﻣد ﺑن
ﻋﻠﻲ ﻣﺣﺳن" اﻟذي ﻟم ﯾدم ﺣﻛﻣﮫ ﻏﯾر ﻋﺎم واﺣد وﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭر ،ﺣﯾث دﺧل اﻷﺗراك
ﻟﺣﺞ وﺳﯾطروا ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻏﺿون أﯾﺎم ﻣن ﺷﮭر ﯾوﻟﯾو ،١٩١٥وﺑذﻟك ﺳﻘطت ﺳﻠطﻧﺔ
ﻟﺣﺞ ﻓﻲ أﯾدي اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﯾن وﻟﺟﺄ اﻟﻌﺑﺎدل وﻣﻧﮭم اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻘﻣﻧدان إﻟﻰ ﺣﻠﻔﺎﺋﮭم
اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾون ﻓﻲ ﻋدن.
ﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺧﻔﻔت ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻣﻧدان ﻋبء ﻗﯾﺎدة اﻟﺟﯾش -ﻛﻣﺎ ﯾﻘول ھو -ﺗﺷﻛﯾﻠﮫ
ﻟﻔرﻗﺔ ﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﻗﺎم ﺑﺗﻛوﯾﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﻋﺎم ١٣٤٦ھـ ﻣﺎ ﯾواﻓﻖ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ً ﺻﯾف
ﻋﺎم ،١٩٢٧ﺛم ﻗﺎم ﺑﺗﺄﻟﯾف ﻛﻠﻣﺎت اﻟﻧﺷﯾد اﻟوطﻧﻲ واﻟﺳﻼم اﻟﺳﻠطﺎﻧﻲ ،ﻗﺎﻣت اﻟﻔرﻗﺔ
ﺑﺗﺳﺟﯾﻠﮭﻣﺎ .وﻣﺎ أن أﻛﻣل اﻟﻘﻣﻧدان ﺗﺷﻛﯾل اﻟﻔرﻗﺔ اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺧﻠﻰ ﻋن ﻗﯾﺎدة
اﻟﺟﯾش اﻟﻣﺳﺗﺣدث وﻟﻛن ظل ﻟﻘب "اﻟﻘﻣﻧدان" ﻣﺗﺷﺑﺛﺎ ً ﺑﮫ ،وھو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﺣرﯾف
ل"ﻛوﻣﺎﻧدر" )ﺑﺎﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ (Commander :ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻗﺎﺋد ﻋﺳﻛري.
ﻗﺑﯾل اﻗﺗﺣﺎم اﻟﻘوات اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺣوطﺔ ﯾرﺳل اﻟﻘﺎﺋد اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ "ﻋﻠﻲ ﺳﻌﯾد ﺑﺎﺷﺎ" إﻟﻰ
اﻟﻘﻣﻧدان ﯾطﻠب ﻣﻧﮫ أن ﯾﺳﻣﺢ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻌﺑور إﻟﻰ ﻋدن وﯾﺣﺎول إﺳﺗﻣﺎﻟﺗﮫ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﮫ ،وﻟﻛن
اﻟﻘﻣﻧدان ﯾرﻓض طﻠﺑﮫ وﯾرد ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻘﺻﯾدة ﻗﺻﯾرة ﻣن أرﺑﻊ أﺑﯾﺎت وﯾﻘول ﻓﻲ ھذا
اﻟﺷﺄن» :ﺗﻣر اﻟﺳﻧون وﯾﺄﺗﻲ ذﻟك اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺷؤوم وﯾﺑﻌث ﺑﻛﺗﺎب اﻷﻣﯾرﻻي ﻋﻠﻲ ﺳﻌﯾد
ﺑﺎﺷﺎ ﯾطﻠب ﻣﻧﻲ أن أﺳﻣﺢ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻌﺑور ﻟﯾﺗﻘدم إﻟﻰ ﻋدن ﻟطرد اﻟﻛﺎﻓر ﻛﻣﺎ زﻋم« .وﺣﺗﻰ
ﻋﻧدﻣﺎ دﺧل اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾون ﻟﺣﺞ ﻓﻠم ﯾﺗوﻗف "ﻋﻠﻲ ﺳﻌﯾد ﺑﺎﺷﺎ" ﻣن ﻣراﺳﻠﺔ اﻟﻘﻣﻧدان اﻟذي
ﻛﺎن وﻗﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻋدن ﯾﻌرض ﻋﻠﯾﮫ ﺗوﻟﻲ ﻣﻧﺻب ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺳﻠطﺗﮫ ،ﻟم ﯾﻘﺑل اﻟﻘﻣﻧدان
ﻋرﺿﮫ ورد ﻋﻠﯾﮫ ﻛذﻟك ﺑﻘﺻﯾدة ﯾﻧﺗﻘده ﻓﯾﮭﺎ ھذه اﻟﻣرة .وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﯾﻌود
اﻟﻘﻣﻧدان ﯾﻣدﺣﮫ وﯾﺻف ﺣﻛﻣﮫ اﻟذي دام أرﺑﻊ ﺳﻧﯾن ﺑﺎﻟﻌﺎدل وﯾﻘول ﺑﺄﻧﮫ ﻛﺎن "ﯾﺳﮭر
اﻟﻠﯾل ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﯾواﺳﻲ اﻟﻔﻘراء واﻟﻣﺣﺗﺎﺟﯾن" وﯾذﻛر أﻧ ﱠﮫ ﻣﻊ ﺧروج اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾون
ﻣن ﻟﺣﺞ اﺳﺗﻘﺑﻠﮫ ھو وأﺧﯾﮫ ﺑﺎﻟﻌﻧﺎق وأن "اﻟدﻣوع ﻛﺎﻧت ﺗﻘطر ﻣن ﻋﯾﻧﯾﮫ".
ﻣﻊ دﺧول اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾون ﻟﺣﺞ أطﻠﻖ اﻟﺷﺎﻋر اﻟﺻوﻓﻲ اﻟﻠﺣﺟﻲ "اﻟﺣﺎج أﺣﻣد ﺑن إﺑراھﯾم
اﻟﺣﺑﯾﺷﻲ" ﻗﺻﯾدة ﯾﻣدح ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾون وﯾذم وﯾﺷﻣت ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟﻌﺑﺎدل وﯾﺻور ﻓﯾﮭﺎ
ھزﯾﻣﺗﮭم وﻛﯾف ﻛﺎن اﻟﻧﺻر ﺣﻠﯾﻔﺎ ً ﻟﻸﺗراك ،وﺑﻌد ذﻟك أرﺳﻠﮭﺎ إﻟﻰ ﻋدن إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺎن
"ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﻓﺿل" ﺷﻘﯾﻖ اﻟﺷﺎﻋر ،ﺗﻼه اﻟﻘﻣﻧدان ﯾرد ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻘﺻﯾدة ﻣن ﺳﺗﺔ أﺑﯾﺎت
ﺗﺣت ﻋﻧوان "ھﺑوا ﻟﺣﺞ اﻟﺗﺣﯾﺔ واﻟﺳﻼﻣﺎ" .وﻛﺎن اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾون ﯾﺷﺟﻌون اﻟﺗﺻوف ﻓﻲ
ﻟﺣﺞ ،وھذا ﻣﺎ دﻓﻌﮫ إﻟﻰ اﻟوﻗوف إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﮭم ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧ ّﮫ أﺣد ﺳﻛﺎن ﻗرﯾﺔ
ﺳﻔﯾﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺣدود ﻣﻊ اﻟﺣوطﺔ.
ﺣﯾﺎﺗﮫ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺗزوج اﻟﻘﻣﻧدان ﻟﻠﻣرة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺳن ﻣﺑﻛرة ﻣن "ﻓﺎطﻣﺔ أﺣﻣد ﻓﺿل" وھﻲ اﺑﻧﺔ ﻋﻣﮫ
وذﻟك ﻗﺑل أن ﯾﺻﺑﺢ ﻋﻣﮫ ﺳﻠطﺎﻧﺎ ً ،وﺗذﻛر ﺑﻌض اﻟﻣﺻﺎدر أن زواﺟﮫ ھذا ﺗم وھو ﻓﻲ
ﺳن اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻋﺷر ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﮫ ﺗزوج ﺗﻘرﯾﺑﺎ ً ﻓﻲ ﻋﺎم ،١٨٩٧ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺻرح ﻣﺻﺎدر
ﻏﯾرھﺎ أﻧﮫ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗزوج ﻟﻠﻣرة اﻷوﻟﻰ ﻛﺎن ﯾﺑﻠﻎ ﺣﯾﻧﮭﺎ ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎ ً ﻓﯾﻛون زواﺟﮫ
ﺗﻘرﯾﺑﺎ ً ﻓﻲ ﻋﺎم .١٨٩٩ﻟم ﺗﻧﺟب ﻟﮫ زوﺟﺗﮫ أي أطﻔﺎل ،وﺑﻌد زواﺟﮫ ﺑﻔﺗرة ﻗﺻﯾرة
ﺗوﻓﻲ واﻟده اﻟﺳﻠطﺎن "ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ" وﺧﻠﻔﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم "أﺣﻣد ﻓﺿل ﻣﺣﺳن" واﻟد
زوﺟﺗﮫ .وﻓﻲ ﻓﺗرة ﻣن زواﺟﮭﻣﺎ أﺻﯾب اﻟﻘﻣﻧدان وزوﺟﺗﮫ ب"اﻟﺧﺎﻣﺞ" )اﻟﺟدري( اﺷﺗد
اﻟﻣرض ﻋﻠﻰ زوﺟﺗﮫ واﻧﺗﮭﻰ ﺑوﻓﺎﺗﮭﺎ أﻣﺎ ھو ﻓﻛﺗﺑت ﻟﮫ اﻟﻧﺟﺎة ،ﺑﻌد وﻓﺎة زوﺟﺗﮫ اﻷوﻟﻰ
زوﺟﮫ ﻋﻣﮫ اﻟﺳﻠطﺎن ﺷﻘﯾﻘﺗﮭﺎ "ﺟﻣﻌﺔ" وأﻧﺟﺑت ﻟﮫ طﻔﻠﺗﯾن.
اﺑﻧﺗﯾﮫ "ﻓﺎطﻣﺔ" و"ﺧدﯾﺟﺔ" ﺗﻌﻠﻣﺗﺎ ﻋﻠوم اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم وﻣﺑﺎدئ اﻟﻘراءة واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﯾد
ﻣدرﺳﺔ ﻣن اﻟﺷطر اﻟﺷﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﯾﻣن ﺗدﻋﻰ "ﺳﻌﯾدة" .وﻛﺎﻧﺗﺎ ﺗﺟﯾدان اﻟﻐﻧﺎء ،واﻷوﻟﻰ
ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺟﯾد اﻟﻌزف ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﺎن واﻷﺧرى ﺗﻌزف ﻋﻠﻰ اﻟﻌود .اﺑﻧﺗﮫ اﻟﻛﺑرى
"ﻓﺎطﻣﺔ" ﺗزوﺟت ﻣن "ﻓﺿل ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم" وھو اﺑن ﺷﻘﯾﻘﮫ اﻟﺳﻠطﺎن ،وﺗزوﺟت
اﻷﺧرى "ﺧدﯾﺟﺔ" ﻣن اﺑن ﻋﻣﮫ "أﺣﻣد ﻣﮭدي ﺑن ﻋﻠﻲ" .وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أنﱠ
اﻟﻘﻣﻧدان ﻛﺎن ﯾﺗﻣﻧ ﱠﻰ أن ﯾﺣظﻰ ﺑﺈﺑن ،وﻟم ﯾﺗﺣﻘﻖ ﻟﮫ ﻣراده.
ﺑﻌد زواﺟﮫ اﺳﺗﻘر اﻟﻘﻣﻧدان ﻓﻲ ﻣﺳﻛن ﻓﻲ وﺳط اﻟﺷﺎرع اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﺣوطﺔ ﯾﺗﻛون ﻣن
طﺎﺑﻘﯾن ﻣن اﻟطوب اﻷﺣﻣر ﺣﯾث ﻛﺎن ﺑﯾﺗﮫ ﻓﻲ اﻟطﺎﺑﻖ اﻟﺛﺎﻧﻲ ،وأﺳﻔﻠﮫ ﻣﺑﺎﺷرة ﺗوﺟد
ﻣﻠﺣﻣﺔ ﯾﻣﻠﻛﮭﺎ "أﺣﻣد ﺣﺳﯾن" ،اﻟذي ﻛﺎن اﺑﻧﮫ اﻟﯾﺎﻓﻊ "ﻣﺳﻌد" ﺿﻣن ﻓرﻗﺔ اﻟﻘﻣﻧدان
اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ .وﻛﺎن اﻟﻘﻣﻧدان ﯾﺧﺻص ﺟزءا ً ﻣن ﺑﯾﺗﮫ ﻟﺗﻼﻣﯾذه اﻟﻣطرﺑﯾن ،اﻟذﯾن أﺻﺑﺢ
ﻣﻌظﻣﮭم ﺿﻣن ﻓرﻗﺗﮫ اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ .وﺑﻌد وﻓﺎة اﻟﺷﺎﻋر ﺗﺣول ﺑﯾﺗﮫ إﻟﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺛم ﺑﻌد ذﻟك
إﻟﻰ ﻣﻘر ﻟﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻌﻣﺎل ،وﺑﻌد أن ﺗﺧﻠّت اﻟﻧﻘﺎﺑﺔ ﻋن ذﻟك اﻟﻣﺑﻧﻰ ،ﻗﺎﻣت إدارة اﻹﺳﻛﺎن
ﻓﻲ اﻟﺣوطﺔ ﺑﺗﺣوﯾﻠﮫ إﻟﻰ ﻣﺑﻧﻰ ﻟﺗﺳﻛﯾن اﻟﻣواطﻧﯾن ﺑﻌﻘود اﻧﺗﻔﺎع .أﻣﺎ اﻟﯾوم ﻓﯾﺷﻐل
اﻟطﺎﺑﻖ اﻟﺳﻔﻠﻲ ﻣن اﻟﻣﺑﻧﻰ ﻋدد ﻣن اﻟﻣﺗﺎﺟر .وﺗﻌرض اﻟﺑﯾت ﺧﻼل ﻛل ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة إﻟﻰ
ﻋدد ﻣن اﻟﺗﻐﯾﯾرات واﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻣن اﻟداﺧل ،وﺗﻌرﺿت أﺟزاء ﻣﻧﮫ ﻟﻠﮭدم ،وأ ُﻋﯾد إﻋﻣﺎر
أﺟزاء أﺧرى ﻓﯾﻣﺎ وﺻﻔﮫ اﻟﺑﻌض ﺑﺄﻧﮫ ﺗﻌد ﻋﻠﻰ أﺣد ﻣﻌﺎﻟم ﻟﺣﺞ اﻟﺗراﺛﯾﺔ .وﻛﺎن ﻣﻧزﻟﮫ
ﻣﻘﺻدا ً ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء واﻷدﺑﺎء واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن واﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟﯾﻣﻧﯾﯾن دﻓﻊ ﻓﺿل ﻋوض
ﻋوزر ﻟﻠﻘول أن ﻣﻧزﻟﮫ ﻛﺎن »ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ دار ﻟﻸﺑﺣﺎث اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
واﻷدﺑﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ« .وﻛﺎن داﺋﻣﺎ ً ﻣﺎ ﯾﺗﻛرر ﻋﻠﻰ زﯾﺎرﺗﮫ ﻓﻲ ﻣﻧزﻟﮫ ﺿﺑﺎط ﻣن ﻋدن
وﺳﯾﺎﺳﯾﯾن ﺗرﺑطﮭم ﺑﺎﻟﺷﺎﻋر ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺛل ﺳﻠطﺎن اﻟﺣواﺷب ،وﺗردد ﻋﻠﻰ داره اﻟرﺣﺎﻟﺔ
واﻷدﯾب اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ "أﻣﯾن اﻟرﯾﺣﺎﻧﻲ" اﻟذي ذﻛره اﻟﻘﻣﻧدان ﻓﻲ ﻗﺻﯾدﺗﮫ "ﯾﺎ طﯾر ﻛف
اﻟﻧﯾﺎح" .وﺗﺣدﱠث اﻟرﯾﺣﺎﻧﻲ ﻋن زﯾﺎرﺗﮫ ﻟﻠﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﻌﺷرﯾﻧﯾﺎت ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ "ﻣﻠوك
اﻟﻌرب" ،وأﺑرز ﺧﻼل ذﻟك اﻟﻣﻼﻣﺢ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻘﻣﻧدان وﺗﺣدث ﻋن ھﯾﺋﺗﮫ وأورد
ﻛذﻟك ﺣوار ﻗﺎم ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن اﻟﺷﺎﻋر ،وﺑﻌﺿﺎ ً ﻣن ﺣدﯾﺛﮫ ﺣول اﻟﻘﻣﻧدان ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ ﻣﻠوك
اﻟﻌرب» :ﻣﻛﺛت ﻋدة أﯾﺎم ﻓﻲ ﻣﻧزل اﻷدﯾب أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان ﺑﻠﺣﺞ ،وﻧﺎﻗﺷﺗﮫ
وﺗﺣدﺛﻧﺎ ﻛﺛﯾرا ً ﻓﻲ ﺷﺗ ّﻰ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﻔﻧ ّﯾﺔ ﻓوﺟدﺗﮫ ذو ﻓﻛر ﺛﺎﻗب
وإطﻼع واﺳﻊ وﺛﻘﺎﻓﺔ ﻏزﯾرة ،ﻟطﯾف اﻟﻣﻌﺷر ،وإﻧﮫ ﻟﯾس ﻋﻠﻣﺎ ً ﻣن أﻋﻼم اﻟﯾﻣن ﻓﺣﺳب
وإﻧﻣﺎ ھو ﻋﻠم ﻣن أﻋﻼم اﻟﺟزﯾرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ« ،وأﻋطﻰ ﻟﮫ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻛﺗﺎب ﻟﻘب "ﺷﺎﻋر
ﻟﺣﺞ وﻓﯾﻠﺳوﻓﮭﺎ" ووﺻﻔﮫ ﺑﺳﻠك اﻟﻛﮭرﺑﺎء ﻓﻲ ﻟﺣﺞ.
ھﯾﺋﺗﮫ وﺷﺧﺻﯾﺗﮫ
أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان ﻛﺎن رﺣﻣﮫ ﷲ ﻗويّ اﻟﺗﻔﻛﯾر ،ﺳﻣﺢ اﻟﻧﻔس ،رﻗﯾﻖ اﻟﺣﺎﺷﯾﺔ،
ﻟطﯾفاﻟﻣﻌﺷر ،وﻓﯾّﺎ ً ﻓﻲ ﺻداﻗﺗﮫ ،ﻧﺎﻛرا ً ﺣبّ اﻟذات ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻧﺣراﻓﮫ اﻟطﺑﻘﻲ
اﻹﻗطﺎﻋﻲ ] [...ﻋﻣﯾﻖ اﻟﻧظرة ذا ﺑﺻﯾرة ﻧﻔﺎذة ﯾﺗﻣﯾّز ﺑﺄﻧﮫ ﺷﺧﺻﯾّﺔ ﻓذّة ﻓﻲ ﺗﻔﻛﯾره،
ﻗويّ اﻟﻣﻧطﻖ ،ﺳدﯾد اﻟرأي ،ﺣﻣﯾد اﻟﺳﺟﺎﯾﺎ ،ﻟﺑﻖ اﻟﺣدﯾث ،ﻣﺗﺣرر ﻓﻲ آراﺋﮫ وأﻓﻛﺎره ﺑﻼ
أﺣﻣد ﻓﺿل ﺗزﻣّت ] [...إﻧ ّﮫ ﺑﻼ ﺷكّ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻧﺎﻟت اﺣﺗرام وﺣبّ اﻟﺟﻣﯾﻊ.
اﻟﻘﻣﻧدان
—ﻓﺿل ﻋوض ﻋوزر ،واﺣد ﻣن أھم ﻣن ﻛﺗﺑوا ﻋن اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﻣؤﻟﻔﮫ "اﻟﻘﻣﻧدان
ﺷﺎﻋر وﻓﻧﺎن".
أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان ﻣدوّ ر اﻟوﺟﮫ ،أﺑﯾض اﻟﻠون ﯾﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﺣﻣرة ،ﺑﻧ ّﻲ اﻟﻌﯾﻧﯾن ﺗﻣﯾل
ﺣدﻗﺗﮭﻣﺎ إﻟﻰ اﻟزرﻗﺔ ،طوﯾل اﻟﻘﺎﻣﺔ ،ﻻ ﺑدﯾن وﻻ ﻧﺣﯾف ] [...ﻛﺎن ﻻ ﯾﻌﺗﻧﻲ ﺑﮭﻧداﻣﮫ،
ﻛﺎن ﻣﻠﺑﺳﮫ ﻓﻲ ﻣﻧزﻟﮫ وﻓﻲ ﻣﺟﺎﻟﺳﮫ ﻣﻊ ﺧﺎﺻﺗﮫ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺳروال ﺑﺗﻛﮫ ﯾﺻل إﻟﻰ
اﻟرﻛﺑﺔ وﻗﻣﯾص ﻗطﻧﻲ ﻗﺻﯾر اﻟﻛم ﺑدون أزرار ﻣﺛل اﻟﻔﺎﻧﻠﮫ .وﻋﻧد اﻟﺧروج ﺧﺎرج
ﻣﻧزﻟﮫ أو اﺳﺗﻘﺑﺎل ﺿﯾوﻓﮫ ﻛﺎن ﯾﻠﺑس ﻓوق ذﻟك ﺑﻧطﻠون ﺿﯾّﻖ اﻟﺳﺎق ودﻗﻠﺔ زاﺋدا ً ﻋﻣﺎﻣﮫ
أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان
—ﻋﺑده ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ،اﻟﻘﻣﻧدان :ﻗﺑس ﻣن ذﻛراه.
أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان اﻟﺳﻠطﺎن أﺣﻣد وھو ﻗﺎﺋد اﻟﺟﯾش ﯾﻠﺑس ﻣﺛل أﺧﯾﮫ اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﺑد
اﻟﻛرﯾم إﻻ أن ﻟدﯾﮫ ﺷﻐف ﺑﺎﻷﻟوان اﻟﺑﺎھرة ،رأﯾﺗﮫ أول ﻣرة ﻓﻲ ﺑﻧطﻠون أﺑﯾض ﺿﯾّﻖ
ﺣول اﻟﺳﺎق وﻓوﻗﮫ ﻣﻌطف إﻟﻰ اﻟرﻛﺑﺔ إﺳﻼﻣﺑوﻟﻲ اﻟﺷﻛل إﻻ أﻧﮫ ﻣن اﻟﺣرﯾر اﻷزرق
اﻟﻣﺧطط ﺑﺷطره زﻧﺎر واﻓر ﻣﺷدود إﻟﻰ وﺳط ﻧﺣﯾل ،وﻓﻲ اﻟزﻧﺎر ﺧﻧﺟران ھﺎﺋﻼن
ﻣرﺻّﻌﺎن ﺑﺎﻟﺣﺟﺎرة اﻟﻛرﯾﻣﺔ ،وﻋﻠﻰ رأﺳﮫ ﻋﻣﺎﻣﺔ ﺻﻔراء ﺣﻣراء زرﻗﺎء ﻣﻠﻔوﻓﺔ ﻓﻲ
ﺷﻛل ھرﻣﻲ ] [...أﻣﺎ اﻟﺳﻠطﺎن أﺣﻣد وھو اﻟﺟﻧدي اﻟﻔﯾﻠﺳوف ﺣﺎد اﻟﻣزاج ﺷدﯾد اﻟﻠﮭﺟﺔ
واﻟﺑﺄس ،ﻛﺎن ﯾزورﻧﺎ ﻛل ﻟﯾﻠﺔ وھو ﯾﺣﻣل إﻟﯾﻧﺎ ﺿﻣﺔ ﻣن اﻟورد ﻓﯾﻧﻌش اﻟﻧﻔس ﻣﻧﺎ ﻛﻣﺎ
ﻛﺎﻧت ﻣﻼﺑﺳﮫ ﺗﻧﻌش اﻷﺑﺻﺎر -ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﺣدﯾﺛﮫ ﯾﻧﻌش اﻟﻌﻘول واﻵﻣﺎل -وھو ﻻ
ﯾﺗﺟﺎوز اﻷرﺑﻌﯾن ﻟﮫ ﺷﻐف ﺑﺎﻟﻌﻠوم واﻟﻔﻧون ﻧﺎدر ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾّﺔ ،وﯾطﺎﻟﻊ
أﺣﻣد اﻟﺟراﺋد واﻟﻛﺗب واﻟﻣﺟﻼت .وھو ﻣن ھواة اﻟﺻﯾد واﻟﺗﺻوﯾر واﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ
ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان
—أﻣﯾن اﻟرﯾﺣﺎﻧﻲ ،ﻣﻠوك اﻟﻌرب.
أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان واﻷﻣﯾر أﺣﻣد اﻷرﺑﻌﯾن ﻓﻲ ﻋﻣره ﺟﻣﯾل اﻟﺻورة ،ﻟﮫ ﺟﺑﮭﺔ
ﻋﺎﻟﯾﺔ ﺗد ﱡل ﻋﻠﻰ ذﻛﺎء ورﺟﺎﺣﺔ ﻋﻘل ،وﯾﺗﻛﻠم اﻹﻧﻛﻠﯾزﯾﺔ ﺑطﻼﻗﺔ ،وﻟﮫ ذوق ﺳﻠﯾم،
وﺗﺻرﻓﺎت ﺷﺎﺋﻘﮫ ،وﯾﻘﺿﻲ أوﻗﺎﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻠم واﻟﺗﻘوى ،وﻟﮫ أﻣﻼك ﺧﺎﺻﺔ ﺗوازي أﻣﻼك
أﺧﯾﮫ اﻟﺳﻠطﺎن .وھو ﯾﺷرف ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻋﻠﻰ زراﻋﺔ أراﺿﯾﮫ ،وﯾﺗﺣﻣس ﻓﻲ إدﺧﺎل أﺣدث
طرق اﻟريّ ،وﯾﺟﻠب أﺣدث اﻵﻻت اﻟزراﻋﯾﺔ واﻷﺳﻣدة واﻷﻧواع اﻟﺟدﯾدة ﻣن
اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل .وھو ﯾﺷﺑﮫ اﻟﺳﯾّد اﻹﻧﻛﻠﯾزي اﻟﻣزارع ﺻﺎﺣب اﻷﻣﻼك ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن
أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان ﻋﺷر.
—أﺣﻣد ﺷرﯾف اﻟرﻓﺎﻋﻲ ،اﻷﻏﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣن ﻋﺻر أﺣﻣد ﻓﺿل إﻟﻰ ﻋﺻر
اﻟﻣرﺷدي وأﺣﻣد ﻗﺎﺳم.
ﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﻣن دار اﻟﻌراﺋس وھو اﻟﻣﺑﻧﻰ اﻟذي ﻗﺎم اﻟﺷﺎﻋر ﺑﺑﻧﺎﺋﮫ وﺳط اﻟﺣﻘول
واﻟﻣزارع ،وﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻛﺎن ﻛﺎن ﯾﻌﺗزل اﻟﻧﺎس ﻓﻲ ﻣواﺳم اﻟﺣﺻﺎد ،ﻟﯾﻧﻔرد ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺎت
ﻟﯾﻠﯾﺔ ﺷﻌرﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺣﻘول واﻷﺷﺟﺎر واﻟﺟداول
اﻹﺻﻼح اﻟزراﻋﻲ
ﻣﻧذ ﺻﻐره ﻛﺎن اﻟﻘﻣﻧدان ﻣوﻟﻌﺎ ً ﺑﺎﻟزراﻋﺔ وﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﺷﺋون اﻟﺑﺳﺗﻧﺔ ،وﻓﻲ ﺷﺑﺎﺑﮫ
ﻛﺎن ﻣﺳؤﻻ ً ﻋن ﺑﺳﺗﺎن ﻋﺎﺋﻠﺗﮫ وداﺋﻣﺎ ً ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻘﺿﻲ أوﻗﺎﺗﮫ ﺑﯾن اﻟﺣﻘول واﻟﺑﺳﺎﺗﯾن.
واﺳﺗطﺎع ﺑﻌد ذﻟك أن ﯾﻣﻠك ﺑﺳﺗﺎن ﺧﺎص ﺑﮫ ﯾﻌرف ﺑﺑﺳﺗﺎن "اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ" ﻛﺛﯾرا ً ﻣﺎ ﻛﺎن
ﯾﺗﻐﻧﻰ ﺑﮫ ﻓﻲ أﺷﻌﺎره .وﺑﻌد أن ﺗرك اﻟﻘﻣﻧدان اﻟﻌﺳﻛرة وھﺟر اﻹﻣﺎرة ﻧﺷط ﻓﻲ ﺗطوﯾر
اﻟزراﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﻟﺣﺞ واﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺳﺑل واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧ ّﮫ ﻣن ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ اﻹﻧﺗﺎج
اﻟزراﻋﻲ ،ﻓﻛﺎن ﯾﻘرأ ﻛل ﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﺑﯾن ﯾدﯾﮫ ﻣن ﻛﺗب وﻣﺟﻼت وﻧﺷرات ﻋرﺑﯾﺔ أو
إﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟزراﻋﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠ ّﻖ ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﺗرﺑﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠزارﻋﺔ
وﺑﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻵﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗ ُﺻﯾب اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟزراﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺑﯾدات اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ً وأﺣﯾﺎﻧﺎ ً
ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ ً ،وﺣﺎول ﻛذﻟك أن ﯾﺗﻌﻣﻖ ﻓﻲ اﻟﻘراءة ﺣول ﺗﺄﺛﯾر اﻟطﻘس واﻟﻣﻧﺎخ ﻓﻲ ﻧﻣو
اﻟﻣزروﻋﺎت .وﻓﻲ ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻵﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺻﯾب اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل ﺧﺻص اﻟﻣزارع اﻟﻘﻣﻧدان
ﺟزء ﻣن ﺑﺳﺗﺎﻧﮫ "اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ" ﻣن أﺟل اﻟﺗﺣﻘﻖ ﻣن ﻣﻔﻌوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺑﯾدات ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ
اﻵﻓﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ وذﻟك ﻗﺑل ﻧﻘﻠﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺑﺳﺎﺗﯾن اﻟﻣﺟﺎورة وﻋرﺿﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣزارﻋﯾن
اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن ،وﻛﺎن ﯾدوّ ن ﻓﻲ ﺳﺟ ّل ﺧﺎص ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺗﺑر ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺑﯾدات.
وﻟم ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻣﻠﮫ ﻋﻠﻰ ھذا ﻓﺣﺳب ﺑل ﻗﺎم ﻛذﻟك ﺑﺈدﺧﺎل أﻧواع ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﻔواﻛﺔ
واﻟﺧﺿروات وﻧﺑﺎﺗﺎت اﻟزﯾﻧﺔ ،اﺳﺗﺟﻠب ﻣﻌظﻣﮭﺎ ﻣن اﻟﮭﻧد وﻣﺻر إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دول
أﺧرى ،ﺣﯾث اﻧطﻠﻖ إﻟﻰ اﻟﮭﻧد وزار أرﺑﻊ ﻣﻧﺎطﻖ ھﻧﺎك :ﻣدراس ،وﻛرﺟﺎﺗﺎ،
وﺳﻣرا]؟[ ،وﻧﯾودﻟﮭﻲ .وﻣن ھﻧﺎك ﺟﻠب أﻏﻠب اﻟﻔواﻛﺔ اﻟﺗﻲ أدﺧﻠﮭﺎ إﻟﻰ ﺑﺳﺗﺎﻧﮫ
اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ ،واﻧﺗﺷرت ﻣﻧﮫ اﻟﺛﻣﺎر واﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟﺗﻲ ﻧﺟﺢ ﻓﻲ زراﻋﺗﮭﺎ إﻟﻰ ﺑﻘﯾﺔ ﺑﺳﺎﺗﯾن
اﻟﺣوطﺔ .وﻛﺎﻧت اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺟﻠﺑﮭﺎ ﻣﺗوﻓرة ﻓﻲ أﺳواق اﻟﻔواﻛﺔ ﻓﻲ ﻛلٍ
ﻣن :اﻟﺣوطﺔ ،وﻋدن ،واﻟﺷﯾﺦ ﻋﺛﻣﺎن ،واﻟﻣﻌﻼ ،واﻟﺗواھﻲ .وﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﻣﻧﺎطﻖ ﻓﻲ ﻣﺣﯾط
اﻟﺷﺎﻋر ،ﺣﯾث ﻟم ﺗﺻل اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟزراﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺑﺗدأھﺎ إﻟﻰ ﺧﺎرج ﺗﻠك اﻟﻣﻧﺎطﻖ ،ﻋﻠﻰ
اﻷﻗل ﻓﻲ ﻓﺗرة ﺣﯾﺎﺗﮫ .وﻣن اﻟﻔواﻛﺔ اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ اﺳﺗوردھﺎ ﻛﺎن ھﻧﺎك» :ﯾوﺳف
أﻓﻧدي«» ،ﻗﺻب اﻟﺳﻛر«» ،اﻟﻣوز اﻟﺳﻛري«» ،اﻟﻌﺎط اﻟﮭﻧدي«» ،اﻟﻌﻣﺑﺎ
اﻟﺣﺎﻓوص«» ،اﻟرﻣﺎن«» ،اﻟﻔﻧص«» ،اﻟﺟﺎﻣﺑو«» ،اﻟﺑوﺑﯾﺔ«» ،ﺟوز اﻟﮭﻧد«،
»اﻟﻌﻧب اﻟرازﻗﻲ« .وﻛذﻟك ﻓﻘد ﺟﻠب ﻋدد ﻣن اﻷزھﺎر اﻟﻌطرة ﻣﺛل» :اﻟﯾﺎﺳﻣﯾن«،
»اﻟﻔل«» ،ﻋﺑﺎد اﻟﺷﻣس«» ،اﻟﻛﺎذي«» ،اﻟﻧرﺟس«» ،اﻟﻘرﻧﻔل« .وﻓﻲ اﻟﺣرب
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗوﻗف اﺳﺗﯾراد أوراق اﻟﺗﻣﺑل ﻣن اﻟﮭﻧد اﻟذي ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗﺧدﻣﮫ اﻟﺟﺎﻟﯾﺎت
اﻟﮭﻧدﯾﺔ ﻓﻲ ﻋدن ،ﻓﻘﺎم اﻟﻘﻣﻧدان ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ اﻟﺗﻣﺑل إﻟﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣزروﻋﺎﺗﮫ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﮫ
ﻓﻲ اﻷﺳواق.
ﻧظرة داﺧﻠﯾﺔ ﻣن دار اﻟﻌراﺋس .وﯾﻌد ھذا اﻟﻣﺑﻧﻰ ﻣن أﺷﮭر اﻟﺑﻘﺎﯾﺎ اﻷﺛرﯾﺔ ﻓﻲ وادي
ﺗﺑن
وﯾﻌﺗﻘد اﻟﺑﻌض أن ﺑﻔﺿل اﻟﻘﻣﻧدان ﺑﻠﻐت اﻟزراﻋﺔ أوج إزدھﺎرھﺎ ﻓﻲ اﻟﺛﻼﺛﯾﻧﯾﺎت وﺣﺗﻰ
ﻣﻧﺗﺻف اﻷرﺑﻌﯾﻧﯾﺎت ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﻟﺣﺞ ،اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﻌرف ﺑﻠﺣﺞ اﻟﺧﺿﯾرة .وﻛذﻟك
ﻓﻘد ﻛﺎن اﻷﻣﯾر أﺣﻣد ﻓﺿل ھو اﻟذي ﺟﻠب اﻟﻔل ﻋﻠﻰ اﻷرﺟﺢ ﻣن اﻟﮭﻧد إﻟﻰ ﺑﺳﺗﺎﻧﮫ
اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺣوطﺔ ،وﺟﻌﻠﮭﺎ أﺷﮭر ﻣﻧﺎطﻖ زراﻋﺔ اﻟﻔل وﺗﺟﺎرﺗﮫ ﻓﻲ ﺟﻧوب اﻟﯾﻣن،
وﻣﻧﮭﺎ اﻧﺗﻘﻠت واﻧﺗﺷرت إﻟﻰ ﺑﻘﯾﺔ ﻣﻧﺎطﻖ اﻟﯾﻣن.
ﻧﺟﺢ اﻟﻘﻣﻧدان ﻓﻲ وﺿﻊ ﺗﻘوﯾم زراﻋﻲ ﯾﺑﯾن اﻟﻣواﺳم اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ﻟزراﻋﺔ ﻛل ﻣﺣﺻول
ﻧﺑﺎﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺣدة ،ووﺿﻊ ﻓﯾﮫ ﻛذﻟك طرﻗﺎ ً ﻣﺑﺗﻛرة ﻓﻲ اﻟري ،ﺣﯾث ﻛﺎن اﻟﺗﻘوﯾم اﻟذي
وﺿﻌﮫ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻣرﺷد ﻟﻠﻣزارﻋﯾن اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺗﮫ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة .وﻧﺳﺧت
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻹرﺷﺎدات اﻟﺗﻲ وﺿﻌﮭﺎ اﻟﻘﻣﻧدان ﻓﻲ أوراق دوّ ن ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺗﻘوﯾم ﻛﺗﺎﺑﺔ
ﺑﺎﻟﯾد وﻟم ﯾطﺑﻊ أﺑدا ً ،وﺑﺳﺑب ذﻟك ﻓﻘد ﺿﺎع ﻣﺎ ﻛﺗﺑﮫ إﻟﻰ اﻷﺑد ،واﻟﻣﺧطوطﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗوﺟد ﻓﻲ ﻣﻧزﻟﮫ ﻓ ُﻘدت أﯾﺿﺎ ً ﻋﻧدﻣﺎ ﻧ ُﻘﻠت ﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﮫ ﻣن ﻣﻧزﻟﮫ إﻟﻰ ﻗﺻر
ﻋﺎﺋﻠﺗﮫ ﺑﻌد وﻓﺎﺗﮫ أو رﺑﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﻧوات ﻣرﺿﮫ اﻷﺧﯾرة.
أﻧﺷﺄ اﻟﻘﻣﻧدان ﺑﺳﺗﺎﻧﮫ اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩١٤ﻗﺑل اﻧطﻼق اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ،
وﯾرﺟﺢ اﻟﺑﻌض أن واﻟده اﻟﺳﻠطﺎن ھو اﻟذي أﻧﺷﺄه .وھو ﯾﺑﻌد ﻋن ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺣوطﺔ ﻣﺳﺎﻓﺔ
ﻣﺎ ﺑﯾن أرﺑﻌﺔ إﻟﻰ ﺳﺗﺔ ﻛﯾﻠوﻣﺗرات وﯾﺣده ﻣن اﻟﺟﻧوب ﻗرﯾﺔ اﻟﻛدام وﻣن اﻟﺷﻣﺎل ﻗرﯾﺔ
اﻟﺧداد وﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺧﺻﺑﺔ ﺑﯾن وادﯾﯾن ،وﺗﺑﻠﻎ ﻣﺳﺎﺣﺗﮫ ٣٠٠ﻓدان ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗذﻛر
ﻣﺻﺎدر أﺧرى أن ﻣﺳﺎﺣﺗﮫ ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ٧٥ﻓداﻧﺎ ً ،وﯾﺻل ﻋدد ﻋﻣﺎﻟﮫ إﻟﻰ .١٢٠وﺑﻌد
وﻓﺎة اﻟﻘﻣﻧدان اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺷرف ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺳﺗﺎن ورﺛﮫ اﺑن ﺷﻘﯾﻘﮫ "ﻓﺿل ﺑن ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم"
واﺳﺗﻣر ﺿﻣن ﻣﻠﻛﯾﺔ ھذه اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺣﺗﻰ ﺑداﯾﺔ ﻋﺎم ١٩٦٨ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﺎﻣت ﺣﻛوﻣﺔ
ﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﯾﻣن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﺑﻧظﺎﻣﮭﺎ اﻟﺷﻣوﻟﻲ ﺑﺗﺄﻣﯾم اﻟﺑﺳﺗﺎن وذﻟك ﺣﺗﻰ ﻋﺎم
١٩٩٠ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺣﻘﻘت اﻟوﺣدة اﻟﯾﻣﻧﯾﺔ ﻓﻌﺎد إﻟﻰ ﻣﻠﻛﯾﺔ أﺑﻧﺎء اﻟﻘﻣﻧدان .زار ﺑﺳﺗﺎن
اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ ﻋدد ﻣن اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺑﺎرزة ﻣﻧﮭم اﻷدﯾب اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ "أﻣﯾن اﻟرﯾﺣﺎﻧﻲ"،
و"ﷴ اﻟﻐﻧﯾﻣﻲ اﻟﺗﻔﺗﺎزاﻧﻲ" ﻣن ﻣﺻر ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷدﯾب اﻟﺗوﻧﺳﻲ "ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز
اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ" ،وﻏﯾرھم "ﺻﺎﻟﺢ ﺟﻠﺑﯾت" و"ﻋﻠﻲ رﺿﺎ" ،وزارﺗﮫ ﻛذﻟك ﺑﻌﺛﺔ ﻣن ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻛوﯾﺗﯾﺔ ﻓﻲ ﻧوﻓﻣﺑر ﻣن اﻟﻌﺎم ١٩٦٥ﻓﻲ اﺳﺗطﻼﻋﮭﺎ ﺣول ﻟﺣﺞ ﻓﻲ اﻟﻌدد رﻗم
٤٨ﻣن اﻟﻣﺟﻠﺔ.
اﻟﻘﺑر اﻟذي دُﻓن ﻓﯾﮫ اﻟﻘﻣﻧدان .وﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﺑﺎﺣﺔ ﻣﺳﺟد اﻟدوﻟﺔ ،وﺳط ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺣوطﺔ
وﻓﺎﺗﮫ
ﻓﻲ آواﺧر ﺣﯾﺎﺗﮫ أ ُﺻﯾب اﻟﻘﻣﻧدان ﺑﺎﻹﻛﺗﺋﺎب ،وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺗﯾن اﻷﺧﯾرﺗﯾن ﻗﺑل ﻋﺎم
وﻓﺎﺗﮫ إذ ﺗواﻟت ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ھذه اﻟﻔﺗرة اﻷﻣراض اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺟﺳﻣﺎﻧﯾﺔ ،وﺑﻌد أن ﻓﺷل ﻓﻲ
ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻹﻛﺗﺋﺎب ﻟﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﻣﺷﻌوذﯾن اﻟذﯾن ﺣﺎرﺑﮭم طﯾﻠﺔ ﺣﯾﺎﺗﮫ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻻﺗﮫ وﻣؤﻟﻔﺎﺗﮫ
ﻟﯾﺧﻠ ّﺻوه ﺑﻣﺎ أﻟمّ ﺑﮫ ،واﻧﺗﮭت ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﮫ ﺑﺎﻟوﻓﺎة ﺑﻌد إﺻﺎﺑﺗﮫ ﺑﻣرض ﻋﺟز اﻷطﺑﺎء ﻋن
ﺷﻔﺎﺋﮫ ﻣﻧﮫ .ﻓﺗوﻓﻲ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﺷﮭر أﻏﺳطس ﻣن اﻟﻌﺎم ١٩٤٣م ﻣﺎ ﯾواﻓﻖ ﺑداﯾﺔ ﺷﮭر
ﺷﻌﺑﺎن ﻣن ﻋﺎم ١٣٦٢ﻓﻲ اﻟﺗﻘوﯾم اﻟﮭﺟري ،وﻛﺎﻧت وﻓﺎﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻣﺳﺎء
ﻓﻲ ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺗواھﻲ ﺑﻌد أن ظل ھﻧﺎك ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ ﺗﺣت اﻟﻌﻼج ،وﻧﻘل ﻓﻲ
ﺻﺑﺎح اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﺣوطﺔ ﻟﯾدﻓن ﻓﻲ ﻣﺳﺟد اﻟدوﻟﺔ ھﻧﺎك ،وﺷُﯾِ ّﻊ ﺟﺛﻣﺎﻧﮫ ﺗﺷﯾﯾﻌﺎ ً
ﻋﺳﻛرﯾﺎ ً ،وﺣﺿر ﺟﻧﺎزﺗﮫ ﺟﻣﻊ ﻏﻔﯾر ﻣن اﻟﻣواطﻧﯾن واﻟﺻﺣﻔﯾﯾن إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺳﺎﺳﺔ
وﻗﺎدة ﻋﺳﻛرﯾﯾن ﻣن ﻣدﯾﻧﺔ ﻋدن إﻟﻰ ﺟﺎﻧب أﻓراد أﺳرﺗﮫ وأﺑﻧﺎء ﻋﻣوﻣﮫ .وﻛﺎن ﻣن
ﺿﻣن ﻣن ﻧﻌوه ﺑﻌد وﻓﺎﺗﮫ رﺋﯾس وزراء ﻣﺻر ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة "ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻧﺣﺎس
ﺑﺎﺷﺎ".
أرﺑﻌﯾن ﯾوﻣﺎ ً ﻋﻠﻰ وﻓﺎﺗﮫ وﻣن ﺛم أﻗﺎﻣت ﻟﺟﻧﺔ ﺗﺄﺑﯾﻧﮫ ﺣﻔﻠﺔ ﺣزﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﻟﺣﺞ ﺣﺿرھﺎ
اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷدﺑﺎء واﻟﺷﻌراء اﻟذﯾن ﻋرﻓوا اﻟﻘﻣﻧدان ﺷﺧﺻﯾﺎ ً وﺣﺿرﺗﮭﺎ وﻓود ﻣن ﻋدن
وﻟﺣﺞ ﻛﺎن ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ ﺳﻠطﺎن ﻟﺣﺞ وأخ اﻟﻘﻣﻧدان "ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﻓﺿل" اﻟذي أﻟﻘﻰ ﻛﻠﻣﺔ
ﺗﺣدث ﻓﯾﮭﺎ ﻋن أﺧﯾﮫ ،واﺣﺗﺷد اﻟﺟﻣﻊ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺣوطﺔ وأطﻠﻘت ﻋدد ﻣن اﻟﻘﺻﺎﺋد
ﯾرﺛﻲ ﻓﯾﮭﺎ ﺷﻌراء ﻟﺣﺞ ﻣؤﺳس اﻟﻐﻧﺎء اﻟﻠﺣﺟﻲ ،وﻛﺎن ﻣن ﺿﻣن رﺛوه :ﻋﺑد ﷲ ھﺎدي
ﺳﺑﯾت ،وﷴ ﻋﺑده ﻏﺎﻧم ،وﺻﺎﻟﺢ ﻋﺑد ﷲ ﺑﺎﻣﻌﺎﻓﻰ ،واﻷدﯾب ﯾوﺳف ﺣﺳن اﻟﺳﻌﯾدي،
واﻷﻣﯾر ﻋﻠﻲ ﺑن أﺣﻣد ﻣﮭدي ﺑﻘﺻﯾدة رﻗﯾﻘﺔ ﻋﺑﱠر ﻓﯾﮭﺎ ﻋن ﺣزﻧﮫ ﻟﻔﻘدان ﺟده اﻟﺷﺎﻋر،
وﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد اﻷﺻﻧﺞ اﻟذي ﺧﺎض ﻣﺳﺎﺟﻼت ﺷﻌرﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻘﻣﻧدان ،وأﯾﺿﺎ ً ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻘﯾﮫ،
وﷴ ﻋﻠﻲ ﻟﻘﻣﺎن .وﻗﺎم ﺑﻌد ذﻟك اﻷﻣﯾر "ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم" ﺑﺗﺟﻣﯾﻊ ﻛل ﺗﻠك اﻟﻘﺻﺎﺋد
اﻟﺗﻲ أ ُﻟﻘﯾت ﻓﻲ ﺣﻔل ﺗﺄﺑﯾﻧﮫ ﻓﻲ ﻛﺗﯾب ﺻﻐﯾر ،ﻣﻌظم ﺗﻠك اﻟﻘﺻﺎﺋد ﻛﺎﻧت ﻟﺷﻌراء
ﻣﺣﻠﯾون ﻣن ﻣﺳﻘط رأس اﻟﺷﺎﻋر وﻟم ﯾﺑﻠﻐوا ﻗدر اﻟﻘﻣﻧدان ﻣن اﻟﺷﮭرة .وﺑﻌد وﻓﺎﺗﮫ
ﺑﻔﺗرة أﺻدر ﻧﺎدي "ﻣﺧﯾم أﺑﻲ اﻟطﯾب" اﻷدﺑﻲ اﻟﻣﺗﺄﺳس ﻓﻲ ١٩٣٩ﻛﺗﺎﺑﺎ ً ﻓﻲ ذﻛرى
اﻷﻣﯾر اﻟﻘﻣﻧدان ﺗﺣت ﻋﻧوان "أﻗﻼم اﻟﻣﺧﯾم" ،أﻋﯾد ﻧﺷره ﻓﻲ ٢٠٠٧ﺻﺎدر ﻋن دار
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋدن ﺿﻣن ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﻛﺗﺎب ﻋن ﻋدن ﻓﻲ ٩٧ﺻﻔﺣﺔ ﻗﺎم ﺑﺗﻘدﯾﻣﮭﺎ ﻋﻠوي ﻋﺑد
ﷲ طﺎھر.
ﻣﻌظم اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﺗﻲ أﻟﻔﮭﺎ اﻟﻘﻣﻧدان ﻣﺿﻣﻧﺔ ﻓﻲ دﯾواﻧﮫ اﻟوﺣﯾد »اﻟﻣﺻدر اﻟﻣﻔﯾد ﻓﻲ
ﻏﻧﺎء ﻟﺣﺞ اﻟﺟدﯾد« ،وھذا اﻟدﯾوان ﯾﺿم ﻣﺎ ﻣﺟﻣوﻋﮫ ٩٠ﻗﺻﯾدة ﺑﺄطوال ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻧﮭﺎ
ﻣﺎ ﻛُﺗب ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻﺣﻰ وﻋددھﺎ ١٩ﻗﺻﯾدة ﺗﺷﻐل اﻟﺻﻔﺣﺎت ﻣن ١٤وﺣﺗﻰ
،١٩وﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﻣن اﻟﻛﺗﺎب ﯾﺿم ﻗﺻﺎﺋد ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﺑﻠﮭﺟﺔ "ﻟﺣﺟﯾﺔ" رﯾﻔﯾﺔ وھﻲ ﺧﻠﯾط ﺑﯾن
اﻟﻠﮭﺟﺔ اﻟﺗﻌزﯾﺔ-اﻟﻌدﻧﯾﺔ واﻟﻠﮭﺟﺔ اﻟﯾﺎﻓﻌﯾﺔ .وﻟﮫ ﺧﻣس ﻗﺻﺎﺋد ﻟم ﺗﻧﺷر ﻓﻲ دﯾواﻧﮫ .وﺟدﯾر
ﺑﺎﻟذﻛر أنﱠ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣواﺿﻊ ﻓﻲ ﻗﺻﺎﺋد اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻﯾﺣﺔ ﻧﺟد
ھﻧﺎك ﻣﻔردات ذات ﺧﻠﻔﯾﺔ ﻋﺎﻣﯾﺔ.
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أنّ إﺳﮭﺎﻣﺎت اﻟﻘﻣﻧدان ﻓﻲ اﻟﺷﻌر ﻗد ﻻ ﺗﺑدو ﺿﺧﻣﺔ ،إﻻ أن إﺳﮭﺎﻣﮫ
اﻟﻔﻌﻠﻲّ ﯾﻛﻣن ﻓﻲ ﺣﻔﺎظﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺗراث اﻟﻐﻧﺎﺋﻲ اﻟﻠﺣﺟﻲ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﮭﻧدﯾﺔ
واﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺟﺗﺎﺣت ﻟﺣﺞ وﻋدن ،وأﺻﺑﺣت ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻣن اﻟﻔﺗرات اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ
اﻟوﺣﯾدة اﻟﻣﺗداوﻟﺔ .وﯾﺣﺳب ﻟﮫ ﻛذﻟك ﺗﺄﺳﯾﺳﮫ ﻟﻠﻔنّ اﻟﻐﻧﺎﺋﻲ اﻟﻠﺣﺟﻲ اﻟﺣدﯾث ،وﻗﯾﺎدﺗﮫ
ﻟﺣﻣﻠﺔ ﺗﺟدﯾد وﻧﮭﺿﺔ ﻓﻧ ّﯾﺔ ﻏﻧﺎﺋﯾﺔ أﺛ ّرت ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﺷﻌراء واﻟﻔﻧﺎﻧﯾن اﻟﻠﺣﺟﯾﯾن ﺑﻌده.
وﻣن أﺟل اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻓﻧﮫ واﻟﻐﻧﺎء اﻟﻠﺣﺟﻲ اﻟﺗراﺛﻲ ﻓﻘد ﺷﺟّﻊ اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻘﻣﻧدان ﻗﯾﺎم
اﻟﻣﻧﺗدﯾﺎت اﻷدﺑﯾّﺔ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺗﮫ ،وﻗﺎم ﺑﺎﻓﺗﺗﺎح أول ﻣدرﺳﺔ ﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﻟﺣﺞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺗﮫ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﺳﺎﻋده ﻓﻲ ذﻟك اﻣﺗﻼﻛﮫ ﻟﺛروة ﺑﺣﻛم اﻧﺗﻣﺎؤه اﻟطﺑﻘﻲ ،وﺗﺧرج ﻣن ﺗﻠك
اﻟﻣدرﺳﺔ ﻋدد ﻣن اﻟﺷﻌراء واﻟﻣﻠﺣﻧﯾن ﺣﻣﻠوا ﺑﺻﻣﺗﮫ ،رﺑﻣﺎ أﺷﮭرھم اﻟﺷﺎﻋر ﻋﺑد ﷲ
ھﺎدي ﺳﺑﯾت واﻟﺷﺎﻋر ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﻋﺑد ﷲ واﻟﻣﻐﻧﻲ واﻟﻣﻠﺣن ﻓﺿل ﷴ اﻟﻠﺣﺟﻲ.
ﯾﺧﺎﻟف اﻟﺑﻌض اﻟرأي اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺄن اﻟﻘﻣﻧدان ھو ﻣؤﺳس اﻟﺷﻌر اﻟﻐﻧﺎﺋﻲ اﻟﻠﺣﺟﻲ وﯾرون
ﺑﺄﻧﮫ ﻟم ﯾؤﺳس اﻷﻏﻧﯾﺔ اﻟﻠﺣﺟﯾﺔ ﻓﮭﻲ ﻗد ﺳﺑﻘﺗﮫ ﺑﻌدة ﻋﻘود وإﻧﻣﺎ ﻓﻘط ﻗﺎم ﺑﺗطوﯾرھﺎ
وﺗﺟدﯾدھﺎ ﻣن ﺧﻼل إدﺧﺎل اﻟﺗواﺷﯾﺢ واﻟﻠوازم ووﺿﻊ ﺗوازن ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﺣن ،وﺗﺣﻣل
ﻋبء اﻟﻧﮭوض ﺑﮭﺎ وإﻋﺎدة ﺑﻌﺛﮭﺎ ﻣن ﺟدﯾد ،ﻓﺎﺷﺗﮭرت اﻷﻏﻧﯾﺔ اﻟﻠﺣﺟﯾﺔ ﺑﻔﺿﻠﮫ ﻓﻲ
اﻟﺛﻼﺛﯾﻧﯾﺎت وذاع ﺻﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ أرﺟﺎء اﻟﯾﻣن .وﻛون اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻘﻣﻧدان ﻣؤﺳس اﻟﻐﻧﺎء
اﻟﻠﺣﺟﻲ أو ﻓﻘط ﻣﺟدد ﻛﺑﯾر ،ھو ﻣوﺿوع ﻣﻔﺗوح ﻟﻠﻧﻘﺎش ﺑﯾن اﻟﻧﻘﺎد واﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻟﺟذور
اﻷﻏﻧﯾﺔ اﻟﻠﺣﺟﯾﺔ .وﻛﺎن ﻋﻣر ﻋﺑد ﷲ اﻟﺟﺎوي ﯾﻌﺗﻘد ﺑﺄن اﻟﻘﻣﻧدان ﺷﺎﺑﮫ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟﻣﻐﻧﯾن واﻟﻣﻠﺣﻧﯾن اﻟﻠﺣﺟﯾﯾن اﻟذﯾن ﺳﺑﻘوه ،وﻟﻛﻧﮫ ﺗﻣﯾّز ﻋﻧﮭم ﺑﺄﻧﮫ اﺑﺗﻛر ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن
ﻣوﺟودا ً ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻛﺗﻔﻰ ﻏﯾره ﺑﻐﻧﺎء وﺗﻠﺣﯾن اﻷﻏﺎﻧﻲ واﻷﻟﺣﺎن اﻟﺗراﺛﯾﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﺑدون
إﺿﺎﻓﺔ ،ﻟذا ﻓﮭو ﯾﻌده ﻣؤﺳس ﻟﻔن اﻟﻐﻧﺎء اﻟﻠﺣﺟﻲ اﻟﺣدﯾث .وﯾﺷﺎرﻛﮫ ﻓﻲ ھذا اﻟرأي
ﷴ ﻋﺑده ﻏﺎﻧم ،ﺣﯾث ﯾذﻛر ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ "ﺷﻌر اﻟﻐﻧﺎء اﻟﺻﻧﻌﺎﻧﻲ" أن اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻘﻣﻧدان
اﺑﺗﻛر ﻋددا ً ﻛﺑﯾرا ً ﻣن اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﻠﺣﺟﯾﺔ .وﺗﺣﻛم اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻌﺎم
اﻷول ﻟﻠﺗراث ﻓﻲ ١٩٧٤ﺑﺎﻟﻣﺛل ،ﺣﯾث ﺗﻘرّ ﺑﺈﺳﺗﺎذﯾﺔ اﻟﻘﻣﻧدان ﻋﻠﻰ اﻟﻔن اﻟﻠﺣﺟﻲ
ﻛﻣؤﺳس ﻟﮫ وﻣﺑﺗﻛر ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن أﻟﺣﺎﻧﮫ وﻣﺟدد ﻟﺑﻌﺿﮭﺎ وﺗذﻛر ﻓﻲ ﺻﻔﺣﺎﺗﮭﺎ أﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ
اﻷﻟﺣﺎن اﻟﺗﻲ اﺑﺗﻛرھﺎ ،وﻣﻧﮭﺎ ﻗﺻﯾدﺗﮫ "دام اﻟﮭﻧﺎ ﯾﺎ ﻗﻣري اﻟﺑﺎﻧﮫ" .وﯾﻌﺎرض ﷴ ﻣرﺷد
ﻧﺎﺟﻲ ھذا اﻟﻘول ،ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر أن إﺳﮭﺎﻣﺎت اﻟﺷﺎﻋر اﻗﺗﺻرت ﻋﻠﻰ ﺗطوﯾر ﻣﺎ ﻛﺎن
ﻣوﺟودا ً وﻻ ﯾﺿﻊ ﻟﻼﺑﺗﻛﺎر واﻻﺑﺗداع ﻣﻛﺎﻧﺎ ً ﻓﻲ اﻟﻔن ﺣﺳب ﻗوﻟﮫ ،وذﻟك ﺑدون أن
ﯾﻧﺗﻘص ﻣن ﻗدره أو إﺳﮭﺎﻣﺎﺗﮫ.
وﯾﻼﺣظ ﻓﻲ ﻗﺻﺎﺋد اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻘﻣﻧدان ﻛﺛرة إﺷﺎراﺗﮫ إﻟﻰ أﻣﺎﻛن ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن ﻓﻲ
ﻣﺣﯾط اﻟﺷﺎﻋر ﻣن ﻟﺣﺞ إﻟﻰ ﻋدن وأﺣﯾﺎﻧﺎ ً ﯾﺻﺎﺣب ذﻟك ذﻛر ﻟﻠﺳﻛﺎن اﻟذي ﯾﻌﯾﺷون ﻓﻲ
ﺗﻠك اﻟﻣﻧﺎطﻖ ﻛذﻛر أﻋﻼﻣﮭﺎ أو ﺷﯾوﺧﮭﺎ أو اﻟﻘﺑﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ﺑﺗﻠك اﻟﻣﻧﺎطﻖ .وﺗﺗﻧوع
ﺗﻠك اﻷﻣﺎﻛن ﻣن ﻣدن وﻗرى وﺑﺳﺎﺗﯾن وأودﯾﺔ ،وﯾﻼﺣظ إﺷﺎراﺗﮫ اﻟﻣﺗﻛررة ﻟﻣﻧﺎطﻖ:
ﻣدﯾﻧﺔ ﻟﺣﺞ ،وادي ﺗﺑن ،ﺑﺳﺗﺎن اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ ،ﻣدﯾﻧﺔ ﻋدن ،اﻟﻘرى اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﺣوطﺔ ﻟﺣﺞ،
اﻟوطن .وإﻟﻰ ﺟﺎﻧب ھذا ﺗذﻛر ﻓﻲ ﻗﺻﺎﺋده ﻣﻧﺎطﻖ وﻣدن ﻏﯾر ﯾﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌظﻣﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺻر
واﻟﮭﻧد ﺑﺳﺑب أﺳﻔﺎره إﻟﯾﮭﻣﺎ .وﻛﺎن ﻟﻸﻣﺎﻛن اﻟزراﻋﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﺣﻘول واﻟﺑﺳﺎﺗﯾن ﺣﺿور
ﻗويّ ﻓﻲ أﺷﻌﺎره ،وذ ُﻛر ﺑﺳﺗﺎﻧﮫ اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻗﺻﺎﺋده ،وﺗﻛﺎد ﻻ ﺗﺧﻠو ﻗﺻﯾدة
ﻣﻧﮫ .وارﺗﺑط اﻟﺷﺎﻋرﺑﻣدﯾﻧﺔ ﻋدن ،ﺣﯾث ﻣﻛث ﻓﯾﮭﺎ ﻣدﱠة ،وﺗظﮭر ﻣرارا ً وﺗﻛرارا ً ﻓﻲ
ﻗﺻﺎﺋده وأﻏﺎﻧﯾﮫ.
اﻷﻧواع اﻟﺷﻌرﯾﺔ
أﺟﺎد اﻟﻘﻣﻧدان ﺗﺄﻟﯾف ﻛل ﻣن ﻗﺻﺎﺋد اﻟﻣوﺷﺣﺎت واﻷﻧﺎﺷﯾد اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟزراﻋﯾﺔ ،أﻣﺎ
اﻟﺟﺎﻧب اﻷﻛﺛر ﺷﮭرة ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ ﻓﮭو اﻟﺷﻌر اﻟﻐﻧﺎﺋﻲ وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد اﻷﺷﻌﺎر اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ
وﺳﺎﻋده ﻓﻲ ذﻟك اﻣﺗﻼﻛﮫ ﻣوھﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻠﺣﯾن ،ﺣﯾث أن ﻣﻌظم ﻗﺻﺎﺋده اﻟﻣﻐﻧﺎة ﻟ ُﺣّﻧت ﻣن
ﻗﺑﻠﮫ .وﺗﺄﺛر اﻟﻘﻣﻧدان ﺑﺎﻟﺷﻌر اﻟﺣﻣﯾﻧﻲ وأﺟﺎده وذﻟك ﻣﻧذ زﯾﺎرﺗﮫ ﻟﺻﻧﻌﺎء وﻟﻘﺎﺋﮫ ھﻧﺎك
ﺑﻌدد ﻣن ﺷﻌراﺋﮭﺎ .ﻣﻌظم اﻷﻟﺣﺎن اﻟﺗﻲ ﺻﺎﻏﮭﺎ اﻟﻘﻣﻧدان وﺿﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔس ﻧﻣط أﻟﺣﺎن
اﻟﺗراث اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ ﻟﺣﺞ وﻟﻛن أﺿﺎف إﻟﯾﮭﺎ ﻋﻧﺎﺻر ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣن اﻟﻐﻧﺎء اﻟﺻﻧﻌﺎﻧﻲ
واﻟﺣﺿرﻣﻲ واﻟﯾﺎﻓﻌﻲ وأﻏﺎﻧﻲ ﻣﻧﺎطﻖ اﻟرﯾف ﻣﻛوﻧﺎ ً ﻟوﻧﺎ ً ﻏﻧﺎﺋﯾﺎ ً ﺟدﯾدا ً ﻓﻲ اﻟﯾﻣن ﻋُرف
ب"اﻟﻐﻧﺎء اﻟﻠﺣﺟﻲ" واﻋﺗﺑر اﻟﻘﻣﻧدان ﻣن ﻗﺑل اﻟﻛﺛﯾرﯾن ﻣؤﺳﺳﮫ ﺣﯾث ﺳﺎر ﻋﻠﻰ ﻧﮭﺟﮫ
ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن ﺷﻌراء ﻟﺣﺞ.
وﻣن ﺑﯾن أﻟوان ﺷﻌر اﻟﻐﻧﺎء اﻟﯾﻣﻧﻲ ﻛﺎن اﻟﻐﻧﺎء اﻟﺻﻧﻌﺎﻧﻲ ھو اﻷﻛﺛر ﺗﺄﺛﯾرا ً ﻋﻠﻰ أﻟﺣﺎن
اﻟﺷﺎﻋر ،وﻛﺎﻧت اﻟﻣوﺷﺣﺔ اﻟﺻﻧﻌﺎﻧﯾﺔ ھﻲ اﻷﺳﺎس اﻟﺗﻲ وﺿﻊ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻘﻣﻧدان اﻟﻣوﺷﺣﺔ
اﻟﻠﺣﺟﯾﺔ ،وﺗﻌد أﻏﻧﯾﺔ "ﺻﺎدت ﻋﯾون اﻟﻣﮭﺎ" -اﻟﺗﻲ ﺻﺎغ أﻟﺣﺎﻧﮭﺎ اﻟﻘﻣﻧدان -ﺗﻌد اﻷوﻟﻰ
اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻊ ﻣﺎ ﺑﯾن أﻟﺣﺎن ﻟﺣﺞ اﻟﺗراﺛﯾﺔ واﻟﻐﻧﺎء اﻟﺻﻧﻌﺎﻧﻲ ،ﺣﯾث ﻛﺎﻧت اﻟﻘﺻﯾدة ﺗ ُﻐﻧ ﱠﻰ
ﻋﻠﻰ ﺑﯾت ﻣن ﺷطرﯾن ﻓﻘﺎم اﻟﺷﺎﻋر ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﺷطرﯾن إﻟﯾﮭﺎ ﻟﺗﺻﺑﺢ رﺑﺎﻋﯾﺔ ،وﻛذﻟك
أﺿﺎف ﺗوﺷﯾﺣﺎ ً وﻻزﻣﺔ أﺧذھﺎ ﻋن اﻷﻏﻧﯾﺔ اﻟﺻﻧﻌﺎﻧﯾﺔ "واﻣﻐرد ﺑوادي اﻟدور"،
واﻟﺗﺷﺎﺑﮫ ﺑﯾن اﻷﻏﻧﯾﺗﯾن ﻣن ﺣﯾث اﻟوزن واﻷﻟﺣﺎن وطرﯾﻘﺔ اﻟﻐﻧﺎء ﺳﮭل اﻟﻣﻼﺣظﺔ.
ﺻﻧّف ﻣوﺳﯾﻘﺎھﺎ ﻋﻠﻰ أﻧ ّﮭﺎ "دان اﻟدﺣﯾف" ،وھو ﻧوع ھﻧﺎك ﺑﻌض ﻣن ﻗﺻﺎﺋد اﻟﻘﻣﻧدان ﺗ ُ
ﻣن اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺷرة ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣل اﻟﺟﻧوﺑﻲ اﻟﻐرﺑﻲ ﻟﻠﯾﻣن ،وﺗﻌﺗﺑر ﻗﺻﯾدة
"ﺻﺎدت ﻋﯾون اﻟﻣﮭﺎ"وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺑﯾوت اﻷوﻟﻰ ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺛﺎﻻ ً ﻧﻣوذﺟﯾﺎ ً ﻟﻠﻧوع اﻟﻣوﺳﯾﻘﻲ إﻻ
أن اﻟﺗوﺷﯾﺢ واﻟﺗﻘﻔﯾل ﻟﻸﻏﻧﯾﺔ ﻻ ﯾﺗﻧﺎﻏم ﻣﻊ اﻷﺳﻠوب ،وﻛذﻟك ﻗﺻﯾدة "ﯾﺎ ﺣﯾد ردﻓﺎن"
و"ﻋﺳﻰ ﺳﺎﻋﺔ ھﻧﻲ ﺑﯾن ﻋدن وﺑﻣﺑﻲ" ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻧﺳﺟﻣﺔ ﻣﻊ دان اﻟدﺣﯾف ﻣن اﻟﺻوت
اﻟﻘﺻﯾر .وﻟم ﯾﻛن دان اﻟدﺣﯾف اﻟﻧوع اﻟوﺣﯾد ﻣن ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟدان اﻟﻠﺣﺟﻲ اﻟذي أﺟﺎد
ﻛف اﻟﻧﯾﺎح"
اﻟﻘﻣﻧدان ﺗﺄﻟﯾﻔﮫ ،ﺣﯾث ﯾﻧظر إﻟﯾﮫ ﻛﺄﺣد أﺑرز اﻟﺷﻌراء ﻓﻲ "دان ﯾﺎ طﯾر ّ
اﻟﻣﺷﮭور ﻟدى اﻟﻌﺎﻣّ ﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾن ،وﺗﻌﺗﺑر ﻗﺻﯾدة "ﺳرى اﻟﮭوى ﻓﻲ اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ"
ﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻧوع .وأﻟّف اﻟﻘﻣﻧدان اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘﺻﺎﺋد ﻓﻲ "دان ﯾﺎ ﻣرﺣﺑﺎ
ﺑﺎﻟﮭﺎﺷﻣﻲ" اﻟذي ﯾﻛﺛر ﻓﯾﮫ اﺳﺗﺧدام اﻵﻻت اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ وﯾﺗﻣﯾز ﺑﺗﻌدد اﻟﻣﻘﺎطﻊ اﻟﺷﻌرﯾﺔ
واﻷﻟﺣﺎن وﺗﻌدد أﻏراﺿﮫ ﻣن اﻟﻐزل إﻟﻰ اﻻﻧﺗﻘﺎد واﻟﮭﺟﺎء وﻏﯾره ،وﻣن أﺷﮭر ﺗﻠك
اﻟﻘﺻﺎﺋد ﻗﺻﯾدة "دار اﻟذي ﺗﮭواه وأﯾﺿﺎ ً "ﻣن ﻟﺣظك اﻟﻔﺗﺎن" و"ﻏزﻻن ﻓﻲ اﻟوادي"
وﻟﮫ ﻏﯾر ذﻟك أرﺑﻊ ﻗﺻﺎﺋد ﻣُﻌ َ ﻧ َْوﻧﺔ "ﯾﺎ ﻣرﺣﺑﺎ ﺑﺎﻟﮭﺎﺷﻣﻲ" ﻣوﺿوﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ﻣن
اﻟﺻﻔﺣﺔ ٤٧وﺣﺗﻰ ٥١وﻓﻖ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ.
دار اﻟﻌراﺋس ،ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎذاة ﻣﺟرى وادي ﺗﺑن ،وﺑﺎﻟﻘرب ﻣن ﺑﺳﺗﺎن اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ اﻟذي
ﯾﻣﻠﻛﮫ اﻟﺷﺎﻋر
اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻓﻲ أﺷﻌﺎره
ﻣن اﻟﻣﻌروف ﻋن اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻘﻣﻧدان اھﺗﻣﺎﻣﮫ اﻟﻛﺑﯾر ﺑﺎﻟزراﻋﺔ اﻟذي ﯾﺻل إﻟﻰ ﺣد
اﻟﻌﺷﻖ ،وﻛﺎن ﯾﻘﺿﻲ ﻣﻌظم أوﻗﺎﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﻘول ﻓﻲ ﻓﺗرات اﻟﺣﺻﺎد ،ﺣﯾث ﻛﺎن ﯾﻌﺗزل
ﻣدﯾﻧﺗﮫ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣواﺳم وﯾﻐﯾر ﻣﻛﺎن إﻗﺎﻣﺗﮫ ﻓﯾﻘﯾم ﻓﻲ ﺑﺳﺗﺎﻧﮫ اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ ،وﺑﻌد أن ﻋﻣّر
اﻟﻘﻣﻧدان "دار اﻟﻌراﯾس" أﺻﺑﺢ ﯾﻣﻛث ھﻧﺎك ﻣﻌظم اﻷوﻗﺎت ﻓﻲ ﻓﺗرات اﻟﺣﺻﺎد
وﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾن دﯾﺳﻣﺑر وﯾﻧﺎﯾر ،وﯾﻠﻘﻲ ھﻧﺎك ﻗﺻﺎﺋده ﺣﯾث ﯾﺗﺣول اﻟﺣﺻﺎد إﻟﻰ ﻣﮭرﺟﺎن
ﻟﻠﻔﻧون اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ.وﺑﻠﻎ ﺗﺄﺛﯾر اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻓﻲ أﺷﻌﺎر اﻟﻘﻣﻧدان ﻣﺑﻠﻐﺎ ً ﻛﺑﯾرا ً ،ﺣﯾث أن ﻣﻌظم
أﻟﻔﺎظﮫ واﻟﺻﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺣﻘﮭﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌﺷوق ﺟﺎءت ﻣن ﺧﻠﻔﯾﺔ زراﻋﯾﺔ ،وﻻ ﺗﻛﺎد ﺗﺧﻠو
ﻗﺻﯾدة ﻣن ﻗﺻﺎﺋده ﻣن ﺗﻠك اﻷﻟﻔﺎظ .وﻛﺎن ﻟﻠﺗﻐﻧﻲ ﺑﺟﻣﺎل اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺻﯾب اﻷﻛﺑر ﻣن
أﺷﻌﺎره ،وﺟزء ﻛﺑﯾر ﻣﻧﮭﺎ ﯾﺗﻣﺣور ﺣول ﺑﺳﺗﺎﻧﮫ اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﮭﺗم ﺑﮫ أﺷد
اﻻھﺗﻣﺎم وﻛﺎن ﻣﺻدر إﻟﮭﺎم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮫ ،وأﯾﺿﺎ ً ﺗﻛﺛر ﻓﻲ ﻗﺻﺎﺋده اﻟﻐزﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎطﻔﯾﺔ
اﻟﺗﺷﺑﯾﮭﺎت ﺑﺎﻟﻔواﻛﮫ واﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟزراﻋﯾﺔ .ورﺑﻣﺎ ﻣن أﺷﮭر اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻗﺻﯾدة ﻟﮫ ﺑﻌﻧوان
"ﻣﻠﯾﺢ ﯾﺎزﯾن" ﻗﺎم ﺑﻐﻧﺎﺋﮭﺎ ﻓﺿل ﷴ اﻟﻠﺣﺟﻲ وﻣن ﺑﻌده اﻟﻔﻧﺎن اﻟﯾﻣﻧﻲ ﻓﯾﺻل ﻋﻠوي
ﯾﻘول ﻓﯾﮭﺎ:
ﻣﻠﯾﺢ ﯾﺎزﯾن
ﯾﺎ ﻣوز ﯾﺎ ﻣﺷﻣش وﯾﺎ ﻋﻣﺑرود ﯾﺎ ورد ﯾﺎ ﻛﺎذي
ﻟك ﺧذ ﺷﺎﻣﯾّﺔ وﻋﯾن اﻟﮭﻧود ﯾﺎ ﻗ ُﻣْ ري اﻟوادي
ﻗل ﻟﻲ ﻟﯾﺎﻟﻲ اﻟوﺻل ﺷﻲ ﺑﺗﻌود ﯾﺎ ﻓل ﯾﺎ ﻧﺎدي
ﯾﺎ ﺳﻣﮭري اﻟﻘﺎﻣﺔ أﺳﯾل اﻟﺧدود ﺑﺎ ﻧﺟﻠﻰ اﻟﺻﺎدي
وﻣن ﻗﺻﺎﺋده اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل ﻧﻔس اﻟطﺎﺑﻊ ھﻧﺎك ﻗﺻﯾدة ﺗﺣﻣل ﻋﻧوان "وﺳﯾم
اﻟﺧدود" ﯾﺗﻐزل ﻓﯾﮭﺎ ﺑﻔﺗﺎة ﯾﺎﻧﻌﺔ اﻟﺻﺑﺎ وﯾﺷﺑﮫ ﺟﻣﺎﻟﮭﺎ وﻗواﻣﮭﺎ ﺑﺎﻟﺛﻣﺎر اﻟﻧﺎﺿﺟﺔ اﻟﺗﻲ
ﺣﺎن وﻗت ﺣﺻﺎدھﺎ واﻟﺗﻠذذ ﺑﮭﺎ .وﻓﻲ ﻗﺻﯾدة "ﻣﺣﺑﺔ اﻟﺣﻘل" اﻟﺗﻲ ﻛﺗﺑﮭﺎ ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻟﻔﺻﯾﺣﺔ ﯾﺗﺣدث ﻓﯾﮭﺎ ﻋن اﻻﺣﺗﻔﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺻﺎﺣب ﻣواﺳم اﻟﺣﺻﺎد وﯾﻌطﻲ ﻓﯾﮭﺎ
وﺻﻔﺎ ً ﺟﻣﯾﻼ ً ﻟﻠﺣﻘل .وأﯾﺿﺎ ً ﻗﺻﯾدة "آن اﻟﺣﺻﺎد" اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺟد ﻓﯾﮭﺎ اﻷرض واﻟﺣﺻﺎد.
وﻧﺟد أﯾﺿﺎ ً ﻋدد آﺧر ﻣن اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﻐﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﻟطﺎﺑﻊ ﻧﻔﺳﮫ ﻣﺛل" :آن اﻟﺣﺻﺎد"
"ﺣﺎﻟﻲ واﻋﻧب رازﻗﻲ" "ﺑﻛﯾر ﯾﺎ ﺗﯾن" "ﺻﺎدت ﻋﯾون اﻟﻣﮭﺎ" "ﺑﺎ ﺗﺣﻣم ﻋﻠﻰ ﺷﺎطﺊ
اﻟﺑﺣﯾرة" "دام اﻟﮭﻧﺎ" "ﻗﻔﯾت واﻧﺎﺳﻊ اﻟﻘﺎﻣﺔ ودﻣﻌﻲ ﯾﺳﯾل".
اﻟﻌﺳﻛرة ﻓﻲ أﺷﻌﺎره
ﻟﻠﺷﺎﻋر اﻟﻘﻣﻧدان ﺗﺎرﯾﺦ طوﯾل ﻣﻊ اﻟﻌﺳﻛرة ﯾﺑدأ ﺑﺗﺳﻠﻣﮫ ﻗﯾﺎدة ﺟﯾش ﻋﻣﮫ اﻟﺳﻠطﺎن
ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺎﻓﻌﺎ ً ،ﺛم ﺑﻌد دﻣﺎر ذﻟك اﻟﺟﯾش ﻋﻠﻰ أﯾدي اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﯾن ﺧﺎض ﺗﺟرﺑﺗﮫ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
ﺑﺗﻛوﯾﻧﮫ ﻟﺟﯾش اﻟﺳﻠطﻧﺔ ﺑﻌد أن اﺳﺗﻌﺎدت ﻛﯾﺎﻧﮭﺎ ﻟﯾﺗﺳﻠم ﺑذﻟك ﻗﯾﺎدﺗﮫ ﻟﻠﻣرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ،
واﻧﺗﮭت ﻣﺳﯾرﺗﮫ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﯾده ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺧﻠﻰ ﻋن ﻗﯾﺎدة اﻟﺟﯾش اﻟوﻟﯾد ﻟﯾﺗﻔرغ
ﻟﻠﺗﺄﻟﯾف وﻗﯾﺎدة اﻟﻔرﻗﺔ اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﺗﻛوﯾﻧﮭﺎ .وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺗﺧﻠﯾﮫ ﻋن
اﻟﻌﺳﻛرة ،ﯾﺑدو ﺑﺄن ﺗﻠك اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺣﺎﻓﻠﺔ ﺗرﻛت أﺛرا ً ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ وﺷﻌره ،ﺣﯾث ﺗﺗﻛرر ﻓﻲ
ﻗﺻﺎﺋد اﻟﻘﻣﻧدان إﺷﺎرات ﻋﺳﻛرﯾﺔ وﻋﺑﺎرات وﻣﺻطﻠﺣﺎت ﯾﻣﻛن وﺻﻔﮭﺎ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺣرﺑﯾﺔ،
ﻣﺛل اﻷﻟﻘﺎب اﻟرﺳﻣﯾﺔ أو اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ واﻷدوات اﻟﺣرﺑﯾﺔ وھﻲ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻋن ﺧﺑرﺗﮫ ﻓﻲ
اﻟﻣﯾﺎدﯾن اﻟﺣرﺑﯾﺔ ﻓﮭو ﻟم ﯾدرس اﻟﻌﻠوم اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ .وﻟﻛن ﻏﺎﻟﺑﺎ ً ﻣﺎ ﯾﺗم ﺗوظﯾف ﺗﻠك
اﻷﻟﻔﺎظ ﻟﻐرض ﺟﻣﺎﻟﻲ ،ﻋدا ﺑﻌض اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﺗﻲ ﯾﺻف ﻓﯾﮭﺎ ﺣروﺑﮫ ﻣﻊ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﯾن
واﻟﻣﻌﺎرك اﻟﺗﻲ ﺧﺎﺿﮭﺎ ﻣﻌﮭم وﺗﺿﻣﻧت ھذه اﻟﻘﺻﺎﺋد أﻧواﻋﺎ ً ﻣن اﻟﺗﮭدﯾد واﻟﺗﺣذﯾر
وﯾﺻور ﻓﯾﮭﺎ ﻣﻌﺎرك ﺳﺗﺣﺻل إن ﺗﻘدم اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾون ﻧﺣوه .واﺳﺗﺧدام اﻟﻘﻣﻧدان ﻟﻸﻟﻔﺎظ
اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﯾﺗﻌدى اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﺣرﺑﯾﺔ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻟﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺻل ﺑﺣﯾﺎﺗﮫ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌﺎطﻔﯾﺔ .ﺣﯾث ﯾﺗﻛرر ﺗﺷﺑﯾﮭَ ﮫُ ﻟﻠﺣب ﺑﺄﻧﮫ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﻌرﻛﺔ ﯾﺻور ﻓﯾﮭﺎ
اﻟﻣﻌﺷوق ﺑﺄﻧﮫ اﻟﻌدو ،وﻟﻛﻧﮫ ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرة ﺧﺎﺿﻊ ﺗﺎﺋﮫ ﻣﻧﻛﺳر أﻣﺎم ﺳﻠطﺔ ﻣﺣﺑوﺑﮫ اﻟﺗﻲ
ﯾﻧﻘﺎد ﻟﮭﺎ ﺑﺗواﺿﻊ ﺗﺎم ،ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ﻗﺻﺎﺋده اﻟﺣرﺑﯾﺔ اﻟﺣﻣﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧراه ﻓﯾﮭﺎ واﺛﻘﺎ ً ﻣن
اﻟﻧﺻر ﻣﺗﻔﺎﺋﻼ ً .وﯾﺳﺗﺧدم اﻟﺷﺎﻋر اﻷﻟﻘﺎب واﻟرﺗب اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ واﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﯾﺻف ﺑﮭﺎ
ﻣﺣﺑوﺑﮫ وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻛون ھو ﻓﻲ رﺗﺑﺔ ﺳﻔﻠﻰ أدﻧﻰ ﻋن رﺗﺑﺔ ﻋﺷﯾﻘﮫ ﻓﯾﻌﺑر ﻟﮫ ﻋن
اﻟطﺎﻋﺔ ﺣﯾث ﻻ ﯾﻌﺻﻲ ﻟﮫ أﻣرا ً ،وﻣن ﺗﻠك اﻷﻟﻘﺎب اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ :ﺣﺎﻛم ،ﺑطل ،ﺷﺎه،
ﺳﻠطﺎن ،ﺑﺎﺷﺎ ،ﻟورد ،ﻛﺳرى ،دوق ،ﻓرﯾﻖ.
ﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺻﺎﺋد اﻟﻘﻣﻧدان اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻗﺻﯾدة "طﻠﺑﻧﺎ ﷲ ذي ﯾﻐﻔر
وﯾرﺣم" اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﺗﺄﻟﻔﮭﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘدﻣت اﻟﻘوات اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٣٣٣ھـ -اﻟذي
ﯾواﻓﻖ اﻟﻌﺎم ١٩١٥ﻓﻲ اﻟﺗﻘوﯾم اﻟﻣﯾﻼدي ،وھﻲ ﺗﻌد أﻗدم ﻗﺻﯾدة ﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﮫ -ﺗﻘدﻣت
ﻧﺣو ﺣوطﺔ ﻟﺣﺞ ﻋﺎﺻﻣﺔ اﻟﺳﻠطﻧﺔ اﻟﻌﺑدﻟﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻟم ﯾﺗواﻧﻰ اﻟﻘﻣﻧدان ﻋن اﻟﺗﺷﻣﯾت
ﺑﺎﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾون وإطﻼق اﻟﺗﺣذﯾرات واﻟﺗﮭدﯾدات ﻧﺣوھم وﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻟوﻗوف ﻣﻌﮫ ﺿد اﻟﺣﻣﻠﺔ
اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ،وﯾﺑدأ ﺑﻌد ذﻟك ﺑﺗﺧﯾل وﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﻌﺎرك ﺣﯾث ﯾﺻورھم وھم ﻣﺣﺎﺻرون ﻣن
ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺟﮭﺎت .وﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻘﻣﻧدان ﻓﻲ ھذه اﻟﻘﺻﯾدة ﻟﻠﻔظﺔ "ﺷواﻓﻊ"
)ﺷﺎﻓﻌﯾون( ﻓﻲ ﺳﯾﺎق طﺎﺋﻔﻲ ﻏﯾر ﻣﻌﮭود ﻋﻧﮫ ،ووﺿﻌت ﻋدة ﺗﻔﺳﯾرات ﺗﺣﺎول ﺗﺑرﯾر
اﺳﺗﺧداﻣﮫ ﻟﺗﻠك اﻟﻛﻠﻣﺔ ﺑﻌﯾدا ً ﻋن اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ.وﻟﮫ ﻗﺻﯾدة أﺧرى أﻟ ّﻔﮭﺎ ﻓﻲ ﯾوﻧﯾو ١٩٢٨
ﺗﺣت ﻋﻧوان "ﯾﺎ رﺳوﻟﻲ" ،ﯾذم ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻘﺻف اﻟﺟوي ﻟﻠﻘوات اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ -اﻟﻣﺗﺣﺎﻟف
ﻣﻌﮭﺎ -ﻟﻠﺿﺎﻟﻊ ﺑﺣﺟﺔ إﺧراج اﻟزﯾدﯾون ﻣﻧﮭﺎ .وﻓﻲ ﻗﺻﯾدة "ﺣﯾد ردﻓﺎن" ﯾﮭﻧﺊ اﻟﺷﺎﻋر
"اﻷﻣﯾر ﻧﺻر ﺑن ﺷﺎﯾف" ﺑﺎﻟﮭزﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﻟﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ ﺻﻔوف اﻟﻘوات اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ وﯾﺷﯾد ﺑﮫ
ﻟﺳﯾطرﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺎﻟﻊ وإﺳﺗرﺟﺎﻋﮭﺎ إﻟﻰ ﺳﻠطﺗﮫ .وﻟﻠﻘﻣﻧدان ﻛذﻟك ﻗﺻﯾدة ﺑﻌﻧوان
"اﻟدﻋوة إﻟﻰ اﻟﺗﺟﻧﯾد" ﻛﺗﺑﮭﺎ ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻﯾﺣﺔ ﯾدﻋو ﻓﯾﮭﺎ ﻣواطﻧﻲ ﻟﺣﺞ ووادي ﺗﺑن
ﻷداء اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﯾش اﻟﺳﻠطﻧﺔ اﻟﻌﺑدﻟﯾﺔ اﻟذي ﻛﺎن ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﻧﺷﺄﺗﮫ وﯾﻛﺗب
ﻓﻲ ھذه اﻟﻘﺻﯾدة:
اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ أﺷﻌﺎره
إﺑراھﯾم راﺳم .ﻛﺎﺗب وأدﯾب ﯾﻣﻧﻲ ﻣن أﺻول ﺗرﻛﯾﺔ ،ﻋﺎﺻر اﻟﻘﻣﻧدان وﻛﺎن ﺻدﯾﻘﺎ ً
ﻣﻘرﺑﺎ ً إﻟﯾﮫ .ﺷﺎرﻛﮫ ﻓﻲ ﻗﯾﺎدة ﻓرﻗﺗﮫ اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧ ﱠﮫ ھو اﻟذي ﻗﺎم ﺑﺗﺟﻣﯾﻊ وﺗوﺛﯾﻖ
ﻗﺻﺎﺋد اﻟﻘﻣﻧدان ،وﻣن ﺛم ﻧﺷرھﺎ ﻓﻲ ١٩٣٨ﺗﺣت اﺳم اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﻠﺣﺟﯾﺔ.
ﺣﻔﯾد اﻟﻘﻣﻧدان ﻣﺣﺳن أﺣﻣد ﻣﮭدي .وھو ﯾﺗﻘدم ﻓرﻗﺔ ﻟﯾﻐﻧﻲ إﺣدى اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ
ﻟﻌل أﺷﮭر اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻟﻔﮭﺎ اﻟﻘﻣﻧدان ھﻲ اﻟﻧﺷﯾد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺳﻠطﻧﺔ اﻟﻌﺑدﻟﯾﺔ
اﻟذي ﻛﺗﺑﮫ اﻟﺷﺎﻋر ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻﯾّﺣﺔ ﺗﺣت ﻋﻧوان "ﻧﺷﯾد ﻣﺣﺑّﺔ اﻟوطن" وﻗﺎﻣت ﺑﻐﻧﺎﺋﮫ
ﻓرﻗﺗﮫ اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻟﺣﺎن ﻗﺎم ھو ﺑوﺿﻌﮭﺎ ،ﻓﻲ اﻟﻘﺻﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺄﻟف ﻣن
ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أﺑﯾﺎت ﯾﺗﺣدث اﻟﺷﺎﻋر ﺑﺻﯾﻐﺔ اﻟﺟﻣﻊ ﻋن ﻣواطﻧﻲ اﻟﺳﻠطﻧﺔ اﻟﻌﺑدﻟﯾﺔ ﻟﯾﻌﺑّر ﻋن
ﺣﺑّﮫ ﻟﻠﺣﺞ ووادﯾﮭﺎ ﺗﺑن ورﻏﺑﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑروﺣﮫ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟوطن اﻟذي ﻻ ﯾﻘدّر
ﺑﺛﻣن ،وﻻ ﯾﻧﺳﻰ اﻟﺷﺎﻋر أﺧﯾﮫ اﻟﺳﻠطﺎن اﻟذي ﯾﺣﯾّﯾﮫ ﻓﻲ آﺧر أﺑﯾﺎت اﻟﻘﺻﯾدة .وﻟﮫ
ﻗﺻﯾدة أﺧرى "اﻟدﻋﺎء اﻟﺳﻠطﺎﻧﻲ اﻟﻌﺑدﻟﻲ" وﺗﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ ً "اﻟﺳﻼم اﻟﺳﻠطﺎﻧﻲ" ﯾﺗﻐﻧﻰ ﻓﻲ
ﺑﺎدﺋﮭﺎ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺎن اﻟﻠﺣﺟﻲ اﻟذي ھو ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل أﺣد أﻓراد أﺳرﺗﮫ ،وﻟﻛن اﻟﻘﺻﯾدة
أﯾﺿﺎ ً ﻻ ﺗﺧﻠو ﻣن اﻟﺣس اﻟوطﻧﻲ ،ﺣﯾث ﯾﺗوﺟﮫ إﻟﻰ ﷲ ﺑﺎﻟدﻋﺎء ﻟﯾﺣﻔظ أﻣن اﻟﺳﻠطﻧﺔ
واﺳﺗﻘﻼﻟﮭﺎ وﯾﻛﺗب ﻟﮭﺎ "اﻟﺧﯾر اﻟﻛﺛﯾر" وأﯾﺿﺎ ً ﻟﯾﺻﻠﺢ ﺣﻛﺎﻣﮭﺎ و"ﯾﻠﮭﻣﮭم اﻟﺣﻛم اﻟﺳدﯾد".
وﻓﻲ ﻗﺻﯾدة "اﻟدﻋوة إﻟﻰ اﻟﺗﺟﻧﯾد" اﻟﺣﻣﺎﺳﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ھو ﺑﺗﻠﺣﯾﻧﮭﺎ ﯾﺣﺎول أن
ﯾﺷﻌل ﻣﺷﺎﻋر اﻹﻧﺗﻣﺎء اﻟوطﻧﻲ واﻟﻣﻐﺎﻻة ﻓﻲ ﺗﺛﻣﯾن اﻟوطن ﺑﯾن اﻟﺷﺑﺎب ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﻧﺔ،
وﯾدﻋوھم ﻟﺑذل أرواﺣﮭم ﻣن أﺟل اﻟوطن واﻹﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ اﻟﺟﯾش اﻟوطﻧﻲ اﻟﺣدﯾث
اﻟﺗﻛوﯾن ﻟﻠﺳﻠطﻧﺔ اﻟﻌﺑدﻟﯾﺔ .وأﯾﺿﺎ ً ﻗﺻﯾدة "طﻠﻌت أﻧوار ﻟﺣﺞ ﻣن ﻋدن"اﻟﺗﻲ أﻟ ّﻔﮭﺎ
ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ رﺟوع أﺧﯾﮫ اﻟﺳﻠطﺎن ﻣن رﺣﻠﺗﮫ إﻟﻰ أوروﺑﺎ ،وﺗﻌ ّد ﻣن أوﻟﻰ اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﻘوﻣﯾﺔ
اﻟﯾﻣﻧﯾﺔ وﺗظﮭر وطﻧﯾّﺗﮫ واﺿﺣﺔ ﻓﻲ اﻷﺑﯾﺎت ،ﺣﯾث ﯾوﺟﮫ ﻛﻠﻣﺎﺗﮫ إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺎن وﯾﺳﺎﺋﻠﮫ،
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﯾﻌﻘد ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻷوﺿﺎع اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗطور اﻟﻌﻠﻣﻲ
واﻟﻔﻛري ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺎطﻖ اﻷوروﺑﯾﺔ ﻣﺛل ﺳوﯾﺳرا وﺑﯾن اﻟﯾﻣن ،وﯾوﺟﮫ ﺑﻌد ذﻟك اﻟﺳؤال
إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺎن ﻣﺎ إذا أﺧذ أو اﻗﺗﺑس ﺷﯾﺋﺎ ً ﻣن ﻧور اﻟﻌﻠم واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﻟﯾﻣﺣو ﺑﮭﺎ
ظﻼم اﻟﺟﮭل واﻟﺗﺧﻠف ﻓﻲ اﻟﯾﻣن .وﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﺗﻲ ﻛﺗﺑﮭﺎ اﻟﻘﻣﻧدان
ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟوطﻧﻲ ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻﯾﺣﺔ.
داﺋﻣﺎ ً ﻣﺎ ﻛﺎن اﻹﻧﺗﻣﺎء اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﻘﻣﻧدان ﻏﯾر واﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل أﺷﻌﺎره وﻓﻲ ﻣﺣل
ﺧﻼف ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ ﺳﯾرة ﺣﯾﺎﺗﮫ .ﻓﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻌﺗﻘد اﻟﺑﻌض أن اﻟﻘﻣﻧدان ﻛﺎن ﻣﺗﻌﺻﺑﺎ ً
ﻟﻠﺣﺞ واﻟﺳﻠطﻧﺔ اﻟﻌﺑدﻟﯾﺔ ﻓﮭﻧﺎك ﻣن ﯾﻘول ﺑﺄﻧﮫ ﻛﺎن ﯾؤﻣن ﺑﺎﻟوﺣدة اﻟﯾﻣﻧﯾﺔ وآﺧرون
ﯾﻘرون ﺑﺈﻧﺗﻣﺎﺋﮫ ﻟﻠﺟﻧوب اﻟﯾﻣﻧﻲ ﻓﻘط ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾذھب ﻏﯾرھم ﻟﻺﻋﺗﻘﺎد ﺑﺄن اﻟﻘﻣﻧدان ﻛﺎن ﻟﮫ
إﻧﺗﻣﺎء ﻗوﻣﻲ ﻋرﺑﻲ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب وﺣدوﯾﺗﮫ .وھذا اﻹﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻵراء ﻣرده إﻟﻰ
اﻟﺗﻧﺎﻗض ﻓﻲ اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت ﻓﻲ أﺷﻌﺎره .ﻓﻣن اﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋروﺑﺔ اﻟﻘﻣﻧدان ﻣﻘﺎل ﻟﮫ ﺗﺣت
ﻋﻧوان "أﻣﯾر ﻋرﺑﻲ ﯾﺻف اﻟﺟزﯾرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ" ﯾﺷﻣت ﺑﮭﺎ ﺑﻣﺎ ھو ﺣﺳب إﻋﺗﻘﺎده اﻟظﻠم
اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطﻖاﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ،،وﻛﺎن اﻟﻘﻣﻧدان ﻣﺗﺄﺛ ّرا ً ﺑﺎﻟﺗراث
واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻗﺑل اﻹﺳﻼم وﺑﻌده وﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷدب واﻟﺷﻌر ،وﻓﻲ
أﺷﻌﺎره ﻛذﻟك ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻗوﻣﯾﺗﮫ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻘﺻﯾدة اﻟﺗﻲ أطﻠﻘﮭﺎ ﺑﻌد ھزﯾﻣﺔ
اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾون ﻓﻲ اﻟﻌراق وﻓﯾﮭﺎ ﯾﺑﺗﮭل ﺑﺎﻟﻧﺻر وﯾﮭﻧﺊ اﻟﻌرب ﺑﮫ ،ﻓداﺋﻣﺎ ً ﻣﺎ ﯾذﻛر ﻓﻲ
ﻗﺻﺎﺋده ﻣﺧﺗﻠف اﻷﻗطﺎر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﻣن اﻟﻘﺻﺎﺋد ﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ دﻻﻻت واﺿﺣﺔ ﻋﻠﻰ وﻋﯾﮫ
اﻟﻘوﻣﻲ اﻟﻌرﺑﻲ وﻣن ذﻟك ﻗﺻﯾدة "اﻟﻔﻘﯾد اﻟﻌظﯾم" اﻟﺗﻲ أﻟﻔﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﻔل ﺗﺄﺑﯾن اﻟﻣﻠك
ﻏﺎزي ﺑن ﻓﯾﺻل ﻣﻠك اﻟﻌراق ﻓﯾﻘول:
اﻟﺗﻔﺳﯾرات اﻟﻧﻘدﯾﺔ
ﻣﻌظم اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﺗﻲ أﻟ ّﻔﮭﺎ اﻟﻘﻣﻧدان ﻻ ﺗﺗﻌدى ﻛوﻧﮭﺎ أھﺎزﯾﺞ وﻗﺻﺎﺋد ﻏﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺳﯾطﺔ
وأﻏﺎنٍ ﺷﻌﺑﯾﺔ ﺗﺗﻐﻧﻰ ﺑﺎﻟﺣﻘل وﺟﻣﺎل اﻟطﺑﯾﻌﺔ ،وﻟم ﺗوﺿﻊ ﻟﮭﺎ ﺗﻔﺳﯾرات ﻋﻣﯾﻘﺔ أو
رﻣزﯾﺔ .وذﻟك ﻋدا ﺟزء ﺻﻐﯾر ﺟدا ً ﻣن ﻗﺻﺎﺋده ،وﻟﻌل أﺷﮭر ھذه اﻟﻘﺻﺎﺋد ﻗﺻﯾدة
"اﻟﺑدرﯾﺔ" اﻟﻣﺷﮭورة واﻟﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺗﻌﻘﯾد ﺣﺳب ﻧظرة اﻟﺑﻌض ،ووﺿﻌت ﻟﮭﺎ ﻋدة ﺗﻔﺳﯾرات
ﻣﺗﺿﺎرﺑﺔ ،وﻓﻲ ھذه اﻟﻘﺻﯾدة ﯾﺗﺣدث اﻟﺷﺎﻋر ﻋن ﻓﺗﺎة ﺣﺳﻧﺎء وھﻲ ﺗﺟوب ﻋدة ﻣواﻗﻊ
ﻓﻲ ﻣﺣﯾط اﻟﺷﺎﻋر ﻣن ﻟﺣﺞ إﻟﻰ ﻋدن ،وﯾﺻﻔﮭﺎ وھﻲ ﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻣﺟراد وھﻲ ﻣدﯾﻧﺔ
ﺧور ﻣﻛﺳر ،وﻣن ﺛم ﯾﻧﺗﻘل ﻟوﺻﻔﮭﺎ وھﻲ ﺗﺳﯾر ﻋﻠﻰ ﺳطﺢ اﻟﺑﺣﺎر وﺗﺻﺑﺢ رﺑّﺔ
أﺳطول ،وﻣن ﺛم ﻋﻠم ﻓﻲ رأﺳﮫ ﻧﺎر ،وﯾطﻠب ﺑﻌد ذﻟك أن ﻧﺳﺄل اﻟﻌﺎﻟِﻣﯾن ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ
ﺣﻘﯾﻘﺗﮭﺎ وﻧﺗرﻛﮫ ھو اﻟﻣﺳﻛﯾن اﻟذي ﻻ ﯾﻌرف ﺷﻲء .وﺿﻌت ﻋدة ﺗﻔﺳﯾرات ﺗﺣﺎول أن
ﺗرﺑط اﻟﻔﺗﺎة ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻣﺣدد ،وﻣن ﺗﻠك اﻟﺗﻔﺳﯾرات ﻣن ﺗرﺑطﮭﺎ ﺑوطن وأﺧرى ﺑﺈﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ .وﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺿﺧﻣﺔ ﺣول اﻟﺗراث اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ ﻟﺣﺞ اﻟﺗﻲ وﺿﻌت ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
"اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻌﺎم اﻷول ﻟﻸدب واﻟﺗراث اﻟﺷﻌﺑﻲ" ﻓﻲ ١٩٧٤ﯾؤﻛد واﺿﻌﯾﮭﺎ ﺑﺄن
اﻟﻘﻣﻧدان إﻧﻣﺎ ﻗﺻد ﺑﻐﺎدﺗﮫ اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ اﻹﺷﺗراﻛﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﻔﻛر اﻟﻠﯾﻧﯾﻧﻲ ،ﺣﯾث ﯾ ُذﻛَر ﻓﯾﮭﺎ:
»وھﻧﺎ ﯾﺗﻐﻧﻰ ﺑﺎﻹﺷﺗراﻛﯾﺔ وﯾﻣﺛﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﻏﺎدة اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ ،رﻏم اﻟظروف اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ووﺿﻊ
اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ اﺟﺗﺎﺣت اﻟﺟﻧس اﻟﺑﺷري .وھﻧﺎ ،،،اﻟﺷﺎﻋر ﯾﻌﺑّر
ﻋﻣﺎ ﯾﺟﯾش ﻓﻲ ﻧﻔس ﻣﺟﺗﻣﻌﮫ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻋﺎدﯾﺔ ﻻ ﻛﺄﻣﯾر .وﻟﻛن ﺑﺈﺣﺳﺎس ﻓرد ﻣن أﻓراد
ھذا اﻟﺷﻌب وﯾﺻور ﻏﺎدﺗﮫ اﻟﺑدرﯾﺔ وﯾﻧﺎﺷد اﺷﺗراﻛﯾﺔ اﻟﺷﻌب ﻓﻲ أﺳﻣﻰ ﻣﻌﺎﻧﯾﮭﺎ وﯾﻘول
ﻓﻲ ﺑدرﯾﺗﮫ اﻟﺗﻲ ﯾﺻور ﻓﯾﮭﺎ اﻹﺷﺗراﻛﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ُﺳﻧ ّت ﻣن ﻗﺑل اﻟرﻓﯾﻖ اﻟراﺣل
ﻟﯾﻧﯾن .«...وﯾذﻛر اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻘﻣﻧدان ﻗﺎﺋد اﻟﺛورة اﻟﺑﻠﺷﻔﯾﺔ ﻓﻼدﯾﻣﯾر ﻟﯾﻧﯾن ﻓﻲ أﺣد أﺑﯾﺎت
ﻗﺻﯾدﺗﮫ اﻟﺑدرﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻘول:
اﻟﺗﺄﺛﯾر
ﯾﻧﺣﺻر اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻘويّ اﻟﺣﺎﺿر واﻟدور اﻟﻘﯾﺎدي ﻷﺷﻌﺎر وأﻟﺣﺎن اﻟﻘﻣﻧدان ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻧﺎﻧﯾن
واﻟﺷﻌراء ﻟﻸﻏﻧﯾﺔ اﻟﻠﺣﺟﯾﺔ ،وإن ﻛﺎن ﻟﮫ ﺗﺄﺛﯾر وﻟﻛن ﺿﻌﯾف ﺧﺎرج ﻧطﺎق اﻟﻐﻧﺎء
اﻟﻠﺣﺟﻲ ،ﺣﯾث أنّ اﻟﺗﺟدﯾدات اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻷﺳﻠوب اﻟﺷﻌري واﻟﻐﻧﺎﺋﻲ ﺗرﻛت أﺛرا ً
ﻛﺑﯾرا ً دﻓﻊ اﻟﺑﻌض ﻟﻺﻋﺗﻘﺎد ﺑﺄﻧﮫ ھو ﻛﺎن ﻣؤﺳس اﻟﻐﻧﺎء اﻟﻠﺣﺟﻲ ،ﺣﯾث اﺗ ﱠﺑﻊ اﺳﻠوﺑﮫ
ﻋدد ﻟﯾس ﺑﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﺷﻌراء واﻟﻣﻠﺣﻧﯾن واﻟﻔﻧﺎﻧﯾن اﻟﻠﺣﺟﯾﯾن ،واﻟﻣدارس اﻟﺗﻲ أﻧﺷﺄھﺎ
ﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ ﺧﻠﻔت ﺑﻌده ﺟﯾل ﻛﺎﻣل ﻣن اﻷدﺑﺎء واﻟﻣﻐﻧﯾﯾن ﺣﻣﻠوا ﺑﺻﻣﺗﮫ وﻋﻼﻣﺎت
ﻧﺑوﻏﮫ ،وﻛﺎن ﻣن ﺿﻣن ھؤﻻء :أﺣﻣد ﺻﺎﻟﺢ ﻋﯾﺳﻰ ،أﺣﻣد ﻋﺑﺎد اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ ،ﺣﻣود
ﺻﺎﻟﺢ ﻧﻌﻣﺎن ،ﺳﺎﻟم زﯾن ﻋدس ،ﺳﺎﻟم ﻋﻠﻲ ﺣﺟﯾري ،ﺳﯾف أﺣﻣد ﺻﻠ ّوح ،ﺻﺎﻟﺢ ﺳﻌﯾد
ﻧﺻﯾب ،اﻷﻣﯾر ﺻﺎﻟﺢ ﻣﮭدي اﻟﻌﺑدﻟﻲ اﻟذي ﺧﻠﻔﮫ ﻓﻲ ﻗﯾﺎدة ﺟﯾش اﻟﺳﻠطﻧﺔ ،ﻋﺑد ﷲ ﺳﺎﻟم
ﺑﺎﺟﮭل ،ﻋﺑد ﷲ ھﺎدي ﺳﺑﯾت ،ﻋﻠﻲ ﻋوض ﻣﻐﻠس ،ﷴ ﺳﻌد ﻋﺑد ﷲ ،ﻣﺣﻣود ﻋﻠﻲ
اﻟﺳﻼﻣﻲ ،ﻣﮭدي ﻋﻠﻲ ﺣﻣدون ،ﻧﺎﺻر أﺣﻣد ﻋﺑد ﷲ اﻟﻣﻛﻌﺑﻲ ،ﻓﯾﺻل ﻋﻠوي ،ﺻﻼح
ﻧﺎﺻر ﻛرد ،ﻋﺑﺎس اﻟدﯾﻠﻣﻲ .وﯾﺣﺳب ﻟﮫ ﻛذﻟك ﻓﺿﻠﮫ ﺑﺈدﺧﺎل ﺑﻌض ﻣن اﻵﻻت
اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻧﺎء اﻟﻠﺣﺟﻲ ﻛﺎﻟﻌود اﻟﺻﻧﻌﺎﻧﻲ ،اﻟذي أﺻﺑﺢ ﻋﻧﺻرا ً رﺋﯾﺳﯾﺎ ً ﻓﻲ ذﻟك
اﻟﻔنّ .وﺑﻌد وﻓﺎة اﻟﻘﻣﻧدان وإﻧطﻔﺎء ﺷﻌﻠﺔ إﺑداﻋﺎﺗﮫ ﻓﻲ اﻷرﺑﻌﯾﻧﯾﺎت ،ظﮭر ﻓﻲ
اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﯾﺎت أﺳﻣﺎء ﺷﻌراء وﻓﻧﺎﻧون ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرھم إﻣﺗداد ﻟﮫ ،وﺟﻣﯾﻌﮭم ﺣﻣﻠوا أﻟﺣﺎﻧﮫ
وﻛﻠﻣﺎﺗﮫ إﻟﻰ اﻟظﮭور ﻣرة أﺧرى ﻓﺣﻣﻠوا ﺗراﺛﮫ ﻟﯾﺻﺑﺢ ﻧوﻋﺎ ً ﻏﻧﺎﺋﯾﺎ ً ﺟدﯾدا ً ﻓﻲ اﻟﯾﻣن
وھم :ﻋﺑد ﷲ ھﺎدي ﺳﺑﯾت ،ﻓﺿل ﷴ اﻟﻠﺣﺟﻲ ،ﺻﻼح ﻧﺎﺻر ﻛرد .وﻟم ﯾﺗوﻗف ﺗﺄﺛﯾره
ﻋﻧد اﻟﺷﻌراء اﻟﻠﺣﺟﯾون اﻟﺳﺎﺑﻖ ذﻛرھم ،ﺣﯾث اﻧﺗﺷرت أﻟﺣﺎﻧﮫ وﻗﺻﺎﺋده ﻓﻲ أرﺟﺎء
اﻟﯾﻣن ﻓﻲ ﻓﺗرة ﺣﯾﺎﺗﮫ ،ﺣﺗﻰ وﺻوﻟﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﺳﺎﻣﻊ اﻟﻣﮭﺎﺟرون اﻟﯾﻣﻧﯾون ﻓﻲ إﻧدوﻧﯾﺳﯾﺎ
)ﻣﻌظﻣﮭم ﻣن أﺻول ﺣﺿرﻣﯾﺔ(اﻟذﯾن أ ُﻋﺟﺑوا ﺑﺎﻟﻔنّ اﻟﻠﺣﺟﻲ اﻟﺣدﯾث ،وﺻﺎغ
ﺷﻌراﺋﮭم اﻷﻟﺣﺎن واﻷﻏﺎﻧﻲ ﺑﻧﺎءً ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﺗﻲ وﺻﻠت إﻟﯾﮭم ،وﻟﻌل أﺷﮭر ﺗﻠك
اﻟﻘﺻﺎﺋد "ﯾﻘول ﺑن ھﺎﺷم ﺑﻛت اﻷﻋﯾﺎن دم" اﻟﺗﻲ ﻛﺗﺑﮭﺎ اﻟﺷﺎﻋر اﻟﺣﺿرﻣﻲ "ﺣداد ﺑن
ﺣﺳن اﻟﻛﺎف" أﺛﻧﺎء اﻏﺗراﺑﮫ ﻓﻲ إﻧدوﻧﯾﺳﯾﺎ ﻋﻠﻰ أﻟﺣﺎن ﻗﺻﯾدة "ﻣن ﺑﻌد ﻣﺎ ﺳﺎر اﻟﮭﻠﻲ
ﻗﻠﺑﻲ ﺗﻌب" ﻟﻠﺷﺎﻋر اﻟﻘﻣﻧدان .وﻗد وﺻل ﺗﺄﺛﯾر أﻟﺣﺎن وﻗﺻﺎﺋد اﻟﻘﻣﻧدان إﻟﻰ ﻣﻧطﻘﺔ
اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﻌرﺑﻲ ﺣدﯾﺛﺎ ً ،ﺣﯾث ﻛﺎن ﻷﻟﺣﺎﻧﮫ اﻟﺗراﺛﯾﺔ ﺗﺄﺛﯾر ﯾﻣﻛن وﺻﻔﮫ ﺑﺎﻟﺧﻔﯾف ﻋﻠﻰ
اﻟﻔن اﻟﺧﻠﯾﺟﻲ ،وﻣن اﻟﻔﻧﺎﻧﯾن اﻟذﯾن ﺗﻐﻧ ّوا ﺑﺄﻟﺣﺎﻧﮫ وﻗﺻﺎﺋده ﻋﺑد اﻟﻣﺣﺳن اﻟﻣﮭﻧﺎ اﻟذي
أدّى أﻏﻧﯾﺔ " ﯾﺎ ﻣُﻧْﯾﺗﻲ ﯾﺎ ﺳﻼ ﺧﺎطري" ﺑﺄﻟﺣﺎن اﻟﯾﻣﻧﻲ طﮫ ﻓﺎرع ،وأﯾﺿﺎ ً اﻟﻔﻧﺎن إﺑراھﯾم
ﺣﺑﯾب اﻟذي ﻏﻧ ّﻰ "ﻏزﻻن ﻓﻲ اﻟوادي" ﻛﻠﻣﺎت وأﻟﺣﺎن اﻟﻘﻣﻧدان.
اﻹﻧﺗﻘﺎدات
ﻓﻲ ﺛﻼﺛﯾﻧﯾﺎت اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺷر اﻟﻘﻣﻧدان دﯾواﻧﮫ اﻟوﺣﯾد "اﻟﻣﺻدر اﻟﻣﻔﯾد ﻓﻲ
ﻏﻧﺎء ﻟﺣﺞ اﻟﺟدﯾد" وﻛﺎن ﻓﻲ أوج ﺷﮭرﺗﮫ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ،ﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﻟﻘﺻﺎﺋده ﺷﻌﺑﯾﺔ
ﻛﺑﯾرة ﺑﯾن ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻧﺎس وﻣﺛﻘﻔﯾﮭم ﻓﻲ ﻋدن واﻟﻣﻧﺎطﻖ اﻟﻣﺟﺎورة ،ﻏﯾر أن ﻗﺻﺎﺋده
ﺣﺻدت ﻛذﻟك ردود ﻗﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﻋدة أطراف ،ﺣﯾث وﻗف أﻣﺎﻣﮫ ﻋدد ﻣن ﻋﻠﻣﺎء اﻟدﯾن
اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﯾرون ﻓﻲ ﻗﺻﺎﺋده اﻟﻐزﻟﯾﺔ دﻋوة ﻟﻔﻌل اﻟﻣﻧﻛرات وﯾﻼﺣظون ﻓﻲ أﺷﻌﺎره
دﻋوات ﺻرﯾﺣﺔ ﻟﻣﻌﺎﻗرة اﻟﺧﻣور واﻹﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻟﺗدﯾن ،وﻣﻧﮭم ﻣن ﻛﺎن ﻓﻘط ﯾﺣرم
اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ واﻟﻐﻧﺎء ﺑﻛل أﻧواﻋﮫ .وﻗد ﻧﺷر اﻟﻘﻣﻧدان ﻛﺗﯾب ﺗﺣت ﻋﻧوان "ﻓﺻل اﻟﺧطﺎب
ﻓﻲ إﺑﺎﺣﺔ اﻟﻌود اﻟرﺑﺎب" ﯾداﻓﻊ ﻓﯾﮫ ﻋن ﻧﻔﺳﮫ وﻋن اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ وﯾﺣﺎول أن ﯾﺑرھن أن
اﻟﻐﻧﺎء ﻟم ﯾﻛن ﻗط ﺧﺎرج ﻋن ﺷراﺋﻊ اﻹﺳﻼم]؟[ .وﻗد ﺧﺎض اﻟﺷﯾﺦ "ﷴ ﺳﺎﻟم اﻟﺑﯾﺣﺎﻧﻲ"
ﻣﻌرﻛﺔ داﻣﯾﺔ ﺿد أﺷﻌﺎر اﻟﻘﻣﻧدان ﺗﺑﺎدﻟوا ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺗﮭم ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم ،ﻣن ﺧﻼل ﻧﺷر
اﻟﻣﻘﺎﻻت ﻓﻲ ﺻﺣﯾﻔﺔ »ﻓﺗﺎة اﻟﺟزﯾرة« اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺻدر ﻓﻲ ﻋدن .وﻟم ﯾﻛن اﻹﻧﺗﻘﺎد
اﻟذي ﺗﻠﻘﺎه اﻟﻘﻣﻧدان ﻣن ﻋﻠﻣﺎء اﻟدﯾن ھو اﻟوﺣﯾد ،ﺣﯾث أن ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺟدﯾد اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﮭﺎ
ﻓﻲ اﻟﻐﻧﺎء اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﮭدف إﻟﻰ اﻟﻣزج ﺑﯾن اﻟﻣوروث واﻟﻔﻠﻛﻠور اﻟﻐﻧﺎﺋﻲ اﻟﻘدﯾم
وﻋﻧﺎﺻر ﺣدﯾﺛﺔ دﺧﻠت إﻟﻰ ﻣﻧطﻘﺔ ﻟﺣﺞ وﻋدن ﻓﻲ ﻋﺻر اﻟﺷﺎﻋر ،ﻣﺛل دﺧول اﻵﻻت
اﻟوﺗرﯾﺔ ﻛﺎﻟﻌود اﻟﺻﻧﻌﺎﻧﻲ ،ﻗد واﺟﮭﮭﺎ اﻟﺑﻌض ﻣن اﻟﺗﯾﺎرات اﻷدﺑﯾﺔ ﺑﻘوة ﺣﯾث ﻛﺎﻧت
ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺟدﯾد اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﮭﺎ اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﻧظرھم ھﻲ طﻣس وﺗﺣرﯾف ﻟﻠﺗراث اﻟﻐﻧﺎﺋﻲ
وﺧروج ﻋن أﺳس اﻟﻐﻧﺎء اﻟﻠﺣﺟﻲ .وذﻟك ﻛﺎن ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﺳطوع ﻧﺟم اﻟﻘﻣﻧدان أﻣﺎ اﻟﯾوم
ﻓﻼ ﯾﻛﺎد ﯾﺷك أﺣد ﻣن اﻟﻣؤرﺧﯾن ﻟﻸﻏﻧﯾﺔ اﻟﻠﺣﺟﯾﺔ ﻓﺿل اﻟﺷﺎﻋر ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻔن،
وﯾﻛﻣن اﻹﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﻧﻘﺎد اﻟﻣﻌﺎﺻرون ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻘﻣﻧدان ھو ﻣؤﺳس ﻓن اﻟﻐﻧﺎء
اﻟﻠﺣﺟﻲ اﻟﺣدﯾث أو ﻣﺟدد ﻛﺑﯾر ﻗدم ﻟﻸﻏﻧﯾﺔ اﻟﻠﺣﺟﯾﺔ اﻟﻛﺛﯾر .وداﺋﻣﺎ ً ﻣﺎ ﯾﻌﺎب ﺷﻌر
اﻟﻘﻣﻧدان ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻﯾﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﯾﺎﻏﺗﮫ اﻟرﻛﯾﻛﺔ ﻟﻠﺟﻣل ،وﻛذﻟك ﻋﻠﻰ اﺣﺗواﺋﮫ ﻋﻠﻰ
ﻋدد ﻟﯾس ﺑﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻟﮭﺎ أﺻول ﻣن اﻟﻠﮭﺟﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ﻟﻠﺷﺎﻋر .وأﯾﺿﺎ ً ﺗﻧﺗﻘد
ﻗﺻﺎﺋده ﻟﻌدم إﻟﺗزاﻣﮭﺎ ﺑوزن ﻣﺣدد ووﺟود إﺧﺗﻼل ﻓﻲ اﻟوزن ﻓﯾﮭﺎ.
ﻏﺎﻟﺑﺎ ً ﻣﺎ ﺗﺗﻌرض ﻗﺻﺎﺋد اﻟﻘﻣﻧدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻﯾﺣﺔ ﻟﻺﻧﺗﻘﺎد ،إﻣﺎ ﺑﺳﺑب ﺿﻌف
اﻟﻣﺳﺗوى أو ﺑﺳﺑب وﺟود أﻟﻔﺎظ ﻋﺎﻣﯾّﺔ ﺿﻣﻧﮭﺎ ،ﺣﺗﻰ وإن ﻟم ﺗوﺟد ﻓﯾظ ّل اﻷﺳﻠوب
اﻟﻣﺗ ّﺑﻊ أﻗرب إﻟﻰ اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻﯾﺣﺔ .ﻣﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﻛﺎﺗب
واﻟﻧﺎﻗد اﻟﯾﻣﻧﻲ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﻣﻘﺎﻟﺢ ﻟوﺻف اﻟﻘﻣﻧدان اﻧطﻼﻗﺎ ً ﻣن ھذه اﻟﻧﻘطﺔ ﺑﺄﻧﮫ
»ﺷﺎﻋر ﻋﺎﻣﻲ ﻓﺣﺳب ﯾﺣﺎول ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺻﯾدة اﻟﻔﺻﺣﻰ ﺗﻘﻠﯾدا ً أو ﻧﺳﺧﺎ ً« وﯾﻛﺗب ﻛذﻟك
ﷴ ﻣرﺷد ﻧﺎﺟﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ "اﻟﻐﻧﺎء اﻟﯾﻣﻧﻲ اﻟﻘدﯾم وﻣﺷﺎھﯾره" ﻓﯾﺗﺣدث ﻋن اﻟﺷﺎﻋر ﺑﺄﻧﮫ
»ﯾﻛﺗب اﻟﻘﺻﯾدة اﻟﻔﺻﺣﻰ وﻛﺄﻧﮫ ﯾﻛﺗب اﻟﻘﺻﯾدة اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ،ﻣﻊ ﻗدر ﻣن اﻟﺗﻔﺻﺢ اﻟﻣﺛﯾر
ﻟﻠﺿﺣك ﻻ اﻟﺳﺧرﯾﺔ« .واﻟﺷﻌر اﻟﻔﺻﯾﺢ ﻟﻠﻘﻣﻧدان أﻗل ﺷﻌﺑﯾﺔ وإﻧﺗﺷﺎرا ً◌َ إذا ﻣﺎ ﻗورن
ﺑﻘﺻﺎﺋده اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ اﻟﺣﻣﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﮭﺎ ﻧطﺎق أوﺳﻊ وﺟﻣﮭور أﻛﺑر ﻓﻲ اﻟﯾﻣن وﺷﺑﮫ اﻟﺟزﯾرة
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾ ُﻘﺎﺑل ﺷﻌره اﻟﻔﺻﯾﺢ ﺑﺎﻹھﻣﺎل ،وذﻟك ﻋدا ﺑﻌض اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ
ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻﯾﺣﺔ اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﻟﮭﺎ ﺷﻌﺑﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣﺛل ﻗﺻﯾدة "ﻣﺣﺑﺔ اﻟﺣﻘل" و"اﻟﻧﺷﯾد
اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺳﻠطﻧﺔ اﻟﻌﺑدﻟﯾﺔ" إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ "اﻟﺳﻼم اﻟﺳﻠطﺎﻧﻲ".
"اﻟﻣﺻدر اﻟﻣﻔﯾد ﻓﻲ ﻏﻧﺎء ﻟﺣﺞ اﻟﺟدﯾد" ھو ﻋﻧوان دﯾوان اﻟﺷﻌر اﻷول واﻟوﺣﯾد ﻷﺣﻣد
ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان ،وھو ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣﻌظم اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﺗﺄﻟﯾﻔﮭﺎ ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ ﻣﺳﯾرﺗﮫ
اﻷدﺑﯾﺔ ،وﯾﺑﻠﻎ ﻋددھﺎ ٨٧ﻗﺻﯾدة ﺗﺗراوح أطواﻟﮭﺎ ﺑﯾن ﻗﺻﯾر وطوﯾل ﻗﺎم ﺑﺗﺟﻣﯾﻌﮭﺎ
وﻧﺷرھﺎ إﺑراھﯾم راﺳم ،ﺻدﯾﻖ اﻟﺷﺎﻋر واﻟﻘﺎﺋد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻓرﻗﺗﮫ .وﻣن ھذه اﻟﻘﺎﺋد ﻣﺎ ھو
ﻣﻛﺗوب ﺑﻠﻐﺔ ﻋرﺑﯾﺔ ﻓﺻﯾﺣﺔ وﻋددھﺎ ﻗﻠﯾل ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻣﺎ ﻛﺗﺑﮭﺎ ﺑﻠﮭﺟﺗﮫ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ،واﻟﻘﺻﺎﺋد
اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻﺣﯾﺔ ﺗﺷﻐل اﻟﺻﻔﺣﺎت ﻣن ١٤وﺣﺗﻰ اﻟﺻﻔﺣﺔ ١٩ﻣن أﺻل
١٥٧ﺻﻔﺣﺔ )وﻓﻘﺎ ً ﻟﻠطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،(١٩٨٣-وﯾﺑﻠﻎ ﻋددھﺎ ١٩ﻗﺻﯾدة .وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻘﺎﺑل
ھذه اﻟﻘﺻﺎﺋد ﺑﺎﻹھﻣﺎل وﺷﻌﺑﯾﺗﮭﺎ ﺑﺳﯾطﺔ إذا ﻣﺎ ﻗورﻧت ﺑﻘﺻﺎﺋده اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺣﻣﯾﻧﯾﺔ واﻟﺗﻲ
ﺗﺷﻐل ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺻﻔﺣﺎت وﻋددھﺎ ٦٨ﻗﺻﯾدة.
ﻧ ُﺷر ھذا اﻟدﯾوان ﻟﻠﻣرة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٣٨ﺣﯾث ﺻُدر ﻋن ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﮭﻼل ﻓﻲ
ﻋدن ﺗﺣت ﻣﺳﻣﻰ "اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﻠﺣﺟﯾﺔ" ،ﺛم ﻗﺎم ﺑﻌد ذﻟك اﻟﻣؤﻟف ﺑﺗﻧﻘﯾﺢ وﺗوﺳﯾﻊ اﻟدﯾوان
ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﻗﺻﺎﺋد ﺟدﯾدة إﻟﯾﮫ ﺛم ﻧ ُﺷر ﻣرة أﺧرى ﺻﺎدر ھذه اﻟﻣرة ﻋن ﻣطﺑﻌﺔ ﻓﺗﺎة
اﻟﺟزﯾرة ﻓﻲ ﻋدن أﯾﺿﺎ ً ،وﻗﺎم ﺑﺗﻐﯾﯾر ﻋﻧواﻧﮫ ﻓﻲ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ إﻟﻰ "اﻟﻣﺻدر اﻟﻣﻔﯾد
ﻓﻲ ﻏﻧﺎء ﻟﺣﺞ اﻟﺟدﯾد" .ﻧﺷرت ﺑﻌد ذﻟك ﻋدة طﺑﻌﺎت ﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠدﯾوان .ﻛﺎن أوﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم
١٩٨٣ﻋﻧدﻣﺎ ﺻدر ﻓﻲ ﻋدن ﻋن دار اﻟﮭﻣﻧداﻧﻲ ﻗﺎم ﺑﺗﺣرﯾر اﻟدﯾوان وأﻋده ﻟﻠﻧﺷر آﻧﺋ ِذ
"ﻋوض ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺟﻧﺎح" واﺣﺗوت ھذه اﻟطﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ ١٥٣ﺻﻔﺣﺔ .ﺛم ﺑﻌد ذﻟك ﻧﺷرت
اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن "اﻟﻣﺻدر اﻟﻣﻔﯾد ﻓﻲ ﻏﻧﺎء ﻟﺣﺞ اﻟﺟدﯾد" ﻓﻲ اﻟﺷﺎرﻗﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٨٩
ﺻدرت ﻋن " دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗرﺟﻣﺔ واﻟﺗوزﯾﻊ" ،واﻋﺗﻣدت ھذه اﻟطﺑﻌﺔ
ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻊ وإﻋداد "إﺑراھﯾم راﺳم" وﺗوﻟﻰ ﺷرﺣﮫ "ﻋوض ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺟﻧﺎح" وﻗﺎم
ﺑﻣراﺟﻌﺗﮫ وﺗﻘدﯾﻣﮫ "ﺧﺎﻟد ﷴ اﻟﻘﺎﺳﻣﻲ" ،واﺣﺗوت ھذه اﻟطﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ ١٧٦ﻣن
اﻟﺻﻔﺣﺎت .وﻣن ﺛم أ ُﻋﯾد ﻧﺷر ﺗﻠك اﻟطﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٣ﺻﺎدرة ﻋن دار اﻟﺣداﺛﺔ ﻓﻲ
ﺑﯾروت .وﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠٠٦ﺻدرت اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن اﻟدﯾوان ﻓﻲ ﺻﻧﻌﺎء ﺻﺎدرة ﻋن
"ﻣرﻛز ﻋﺑﺎدي ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر" ﻗﺎم ﺑﺗﺣرﯾرھﺎ وإﻋدادھﺎ ﻟﻠﻧﺷر "إﺑراھﯾم راﺳم"،
واﺣﺗوت ھذه اﻟطﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ ٢٣٨ﺻﻔﺣﺔ.
وﯾﺗﻧﺎول اﻟﻛﺗﺎب ﻓﻲ ﻓﺻوﻟﮫ اﻷوﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ ﻣدﯾﻧﺗﻲ ﻟﺣﺞ وﻋدن واﻟﻘرى اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﮭﻣﺎ،
واﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟزراﻋﻲ وادي ﺗﺑن|ﻟوادي ﺗﺑن واﻟﺣوطﺔ .وﺻوﻻ ً إﻟﻰ اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎدس،
ﺣﯾث ﯾﺣﺎول اﻟﻛﺎﺗب أن ﯾﻌرض اﻷﺻول اﻟﻌرﻗﯾﺔ ﻟﻠﻘﺑﺎﺋل اﻟﺳﺎﻛﻧﺔ ﻓﻲ ﻟﺣﺞ .وﺣﺗﻰ
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﺷر ،ﯾﻐطﻲ اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﯾﻣﻧﻲ ﺑداﯾﺔ ﻣن اﻟﺣﺿﺎرات اﻟﻘدﯾﻣﺔ
وﻣرورا ً ﺑدﺧول اﻹﺳﻼم واﻟوﻗوع ﺗﺣت ﺣﻛم اﻟﺧﻼﻓﺔ واﻟدوﻟﺔ اﻟﺻﻠﯾﺣﯾﺔ واﺳﺗﻘﻼل ﺑﻧو
رﺳول وﻧﺷوء اﻟدوﻟﺔ اﻟطﺎھرﯾﺔ واﻟﺣﻛم اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ وﺻوﻻ ً إﻟﻰ اﻻﺣﺗﻼل اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ
ﻟﻠﺟﻧوب اﻟﯾﻣﻧﻲ .وﻣن ﺛم ﯾﺗﻌﻣﻖ ﻓﻲ اﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﻌﺳﻛري ﻟﻣﻧطﻘﺗﻲ
ﻟﺣﺞ وﻋدن ﺗﺣت ﺣﻛم اﻟﻣﺣﺗل اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ،وﯾﺧﺻص ﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﻣن اﻟﻛﺗﺎب ﻣن اﻟﻔﺻل
اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر إﻟﻰ اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻷوﺿﺎع ﻓﻲ
اﻟﯾﻣن ،وﯾﺗﺣدث ﻋن ﻣﮭﺎﺟﻣﺔ اﻟﻘوات اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ واﺣﺗﻼﻟﮭﺎ ﻟﻠﺣوطﺔ وﻟﺟوء اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾون ﻓﻲ ﻋدن وأﺧﯾرا ً اﻧﮭزام اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾون ﻓﻲ اﻟﺣرب ورﺟوع
اﻟﻌﺑﺎدل إﻟﻰ ﻟﺣﺞ.
ﺗﻧوﻋت اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣد ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻘﻣﻧدان ﻓﻲ ﺗﺄﻟﯾف ھدﯾﺔ اﻟزﻣن ﻣن ﻣؤﻟﻔﺎت
إﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻣؤرﺧﯾن واﻟﻣﺳﺗﻛﺷﻔﯾن اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﯾن اﻟذﯾن ﺗوﻟ ّوا ﻣﻧﺎﺻب إدارﯾﺔ
وﻋﺳﻛرﯾﺔ ﻓﻲ ﻋدن ،وﻛذﻟك اﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣراﺟﻊ ﺗؤرخ اﻟﻧظﺎم اﻹﻣﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﺷﻣﺎل
اﻟﯾﻣن ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إطﻼﻋﮫ ﻋﻠﻰ وﺛﺎﺋﻖ أﺟداده .وﻟﻌ ّل أھم اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻐرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ رﺟﻊ
إﻟﯾﮭﺎ اﻟﻘﻣﻧدان أﻋﻣﺎل اﻟﻣؤرخ اﻹﻧﺟﻠﯾزي آر .إل .ﺑﻼﯾﻔﯾر ،اﻟذي ﻋﻣل ﻣﺳﺎﻋدا ً ﻟﻠﻣﻧدوب
اﻟﺳﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻋدن وظ ﱠل ﻓﯾﮭﺎ ١٨ﻋﺎﻣﺎ ً ﺗﻠﻘﻰ اﻷﺧﺑﺎر ﻣن ﻛﺑﺎر اﻟﺳن واطﻠﻊ ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋﻖ
اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﺑﺣوزة ﺣﻛﺎم ﻋدن ،وﺧﺎﺻﺔ ً ﻛﺗﺎﺑﮫ "ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌﯾدة ،أو اﻟﯾﻣن" ) A
.(History Of Arabia Felix Or Yemenوﻗرأ اﻟﻘﻣﻧدان ﻛﺗﺎب "ﻣﻠوك اﻟﻌرب"
) (Kings of Arabiaﻟﻠﻛوﻟوﻧﯾل ھﺎروﻟد ﺟﯾﻛوب ،وھو رﺟل ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﻛﺎن
ﺻدﯾﻘﺎ ً ﻟﻠﻘﻣﻧدان .واﻋﺗﻣد ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻣن "ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﻌﺎھدات،
واﻹرﺗﺑﺎطﺎت ،واﻟﺳﻧدات ،اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﮭﻧد ،واﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺟﺎورة ﻟﮭﺎ" اﻟذي ﺟﻣﻌﮭﺎ
اﻟﺳﻛرﺗﯾر اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﮭﻧد اﻟﺳﯾد اﺗﺷﺳن .أﻣﺎ اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻘد رﺟﻊ إﻟﻰ
ﺑﻌض ﻣﺻﺎدر ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﻣﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﯾﻣن ،وأﯾﺿﺎ ً رﺟﻊ إﻟﻰ اﻟوﺛﺎﺋﻖ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻷﺟداده اﻟﺗﻲ
ﻛﺎﻧت ﻣﺣﻔوظﮫ ﻟدى ﺑﻌض اﻟﻌﺎﺋﻼت ﻓﻲ ﻟﺣﺞ.
ﯾدس
ﯾﻛﺗب اﻟﻘﻣﻧدان ﻓﻲ اﻟﻣﻘدﻣﺔ أن اﻟداﻓﻊ وراء ﺗﺄﻟﯾﻔﮫ ﻟﻠﻌﻣل أن ھﻧﺎك ﻣن ﯾﺣﺎول أن ّ
اﻷﻛﺎذﯾب ﻓﻲ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧطﻘﺔ ،ﻓﯾﺣﺎول ھو أن ﯾرﺟﻊ اﻷﻣور إﻟﻰ ﻧﺻﺎﺑﮭﺎ
وﯾﺻﻠﺢ اﻷﻏﻼط "اﻟﺧﻔﯾﺔ واﻟﺟﻠﯾﺔ" .وﺗﺑرز اﻧﺗﻘﺎدات ﻟﻠﻘﻣﻧدان ﺑﻌدم اﻟﺣﯾﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺳرده
ﯾﻌرض ﻋﺎﺋﻠﺗﮫ ﻟﻺﺳﺎءه ،وﯾﺗﺟﺎھﻠﮫ ﻓﻲ أﺣﯾﺎنﻟﻠوﻗﺎﺋﻊ ،ﻓﮭو ﺣﯾﻧﺎ ً ﯾ ُﻛ ِذ ّب ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ِ ّ
أﺧرى ،ﻟذا ﻓﮭﻧﺎك ﻧوع ﻣن اﻟﺣذر ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻣن اﻷﺧذ ﺑﺳرده ﻟﻸﺣداث اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﻌﺎﺋﻠﺗﮫ .اﻟﻣﺧطوطﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﺑﺧط ﯾد ﻣﻧظم ﺑﺎﻷﺣﻣر واﻷﺳود وﺣرص
اﻟﻣؤﻟف ﻋﻠﻰ إﺿﺎﻓﺔ ﻣﺧططﺎت ﺗﺑﯾن ﺗﺳﻠﺳل أﻓراد ﻋﺎﺋﻠﺗﮫ ،وﻛﺎن اﻟﻘﻣﻧدان ﻓﻲ اﻷﺳﺎس
ﻻ ﯾﺄﻣل ﻓﻲ ﻧﺷر اﻟﻛﺗﺎب ،ﻓﻘد طﻠب طﺑﺎﻋﺔ ﻧﺳﺦ ﻣﻌدودة ﻟﺗوزﯾﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻓراد ﻋﺎﺋﻠﺗﮫ
ﻓﻘط وﻟم ﯾﻛن ﯾﻔﻛر ﻓﻲ ﺗﻘدﯾﻣﮫ ﻟﻠﻧﺷر .ﯾﺗﺄﻟف اﻟﻛﺗﺎب ﻣن ﻓﺎﺗﺣﺔ ﻗﺻﯾرة ﺗﻠﯾﮭﺎ ﻓﺻول
اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺗﺳﻌﺔ ﻋﺷر وﻣن ﺛم ﯾﻧﺗﮭﻲ ﺑﺎﻟﺧﺎﺗﻣﺔ.
ﻧﺷر ھذا اﻟﻛﺗﺎب ﻟﻠﻣرة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٣٥١ﻓﻲ اﻟﺗﻘوﯾم اﻟﮭﺟري أي ﻣﺎ ﯾواﻓﻖ
١٩٣١أو ١٩٣٢ﻓﻲ اﻟﺗﻘوﯾم اﻟﻣﯾﻼدي ،ﺣﯾث ﺻدر ﻓﻲ اﻟﻘﺎھرة ﻋن دار "اﻟﻣطﺑﻌﺔ
اﻟﺳﻠﻔﯾﺔ وﻣﻛﺗﺑﺗﮭﺎ" .ﺻدرت اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻛﺗﺎب ﺑﻌد ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب ﺧﻣﺳون ﻋﺎﻣﺎ ً ﻓﻲ
١٩٨٠ھذه اﻟﻣرة ﺻدرت ﻓﻲ ﺑﯾروت ﻋن دار اﻟﻌودة .وﻣن ﺛم ﺻدرت اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ
ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٧ﻓﻲ اﻟﻘﺎھرة ﻧﺷرت ﺑواﺳطﺔ ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ .وﻣن ﺛم ﻓﻲ ﻋﺎم
٢٠٠٤ﻧﺷرت اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن "ھدﯾﺔ اﻟزﻣن" ﻓﻲ ﺻﻧﻌﺎء ﺻﺎدرة ﻋن ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺟﯾل
اﻟﺟدﯾد ،ﻗﺎم ﺑﺗﺣﻘﻖ اﻟﻧص وﺿﺑطﮫ واﻟﺗﻌﻠﯾﻖ ﻋﻠﯾﮫ "أﺑو ﺣﺳﺎن ﺧﺎﻟد أﺑﺎ زﯾد اﻷذرﻋﻲ"،
واﺣﺗوت ھذه اﻟطﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ ٣٦٢ﻣن اﻟﺻﻔﺣﺎت.
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﺋل واﻟﺣﺟﺞ اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ واﻷﺣﺎدﯾث اﻟﺗﻲ ﯾرى أﻧﮭﺎ ﺗﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ
ﺟواز اﻹﺳﺗﻣﺎع أﻋﺗﻣد اﻟﺷﺎﻋر ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻣن اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻛﺗب ﻟﻔﻘﮭﺎء ﻣﻌروﻓﯾن وأورد
آراءھم ،وﻟﻛﻧﮫ اﻋﺗﻣد ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻛﺗﺎب "ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻷرب ﻓﻲ ﻓﻧون اﻷدب" ﻣن
ﺗﺄﻟﯾف ﺷﮭﺎب اﻟدﯾن أﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﻟوھﺎب اﻟﻧوﯾري وھو ﻣن ﻓﻘﮭﺎء اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن
اﻟﮭﺟري واﻋﺗﻣد ﺑﺷﻛل أﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻔر اﻟراﺑﻊ اﻟذي ﯾﺗﺣدث ﻓﯾﮫ اﻟﻧوﯾري ﻓﻲ ﺣواﻟﻲ
٧٠ﺻﻔﺣﺔ ﻋن آراء اﻟﻔﻘﮭﺎء ﺣول ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻐﻧﺎء وﯾذﻛر ﻓﯾﮫ أدﻟّﺔ اﻟﻣﺣرﻣﯾن واﻟﻣﺑﯾﺣﯾن
وإن ﺗﺣدث ﺑﺷﻛل أﻛﺑر ﻋن أدﻟﺔ اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟذﯾن ﯾﺑﯾﺣون اﻟﻐﻧﺎء وﺳﻠك اﻟﻘﻣﻧدان ﻣﺳﻠﻛﮫ
ﻓﻲ ذﻟك ﺣﯾث أﺳﮭب ﻓﻲ اﻟﺣدﯾث ﻋن أدﻟﺔ اﻟﻣﺑﯾﺣﯾن وﻟم ﯾورد اﻟﻛﺛﯾر ﻣن أدﻟﺔ
اﻟﻣﺣرﻣﯾن واﻛﺗﻔﻰ ﺑﺎﻟﻘول أن اﻷﺣﺎدﯾث اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗدﻟون ﺑﮭﺎ ﻣوﺿوﻋﺔ وﻟﯾﺳت ﺻﺣﯾﺣﺔ
واﺳﺗﻧد ﻓﻲ ﻗوﻟﮫ ھذا ﻋﻠﻰ آراء اﻟﻧوﯾري ،وﻏﯾره ﻓﻘد أﺧذ ﻋن اﻹﻣﺎم اﻟﺷوﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ
ﻛﺗﺎﺑﮫ "ﻧﯾل اﻷوطﺎر" وﺑﺷﻛل ﺧﺎص ﻓﻲ "ﺑﺎب اﻟﻠﮭو واﻟدف" ﺣﯾث أن ﺟزء ﻛﺑﯾر ﻣن
اﻟﻛﺗﺎب ھو ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻗﺗﺑﺎس ﻟﻠﺷوﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ ﻣﻊ إﯾﺟﺎز ﻵراءه ،وأﺧذ ﻛذﻟك ﻣن
ﻛﺗﺎب "أﺳﺑﺎب اﻟﻧزول" ﻣن ﺗﺄﻟﯾف اﻟﺳﯾوطﻲ ،وأﯾﺿﺎ ً "اﻟﻌﻘد اﻟﻔرﯾد" ﻷﺑن ﻋﺑد رﺑﮫ.
وإﻟﻰ ﺟﺎﻧب إﺳﺗﺷﮭﺎده ﺑﺂراء ﻋﻠﻣﺎء اﻟدﯾن ﯾﺿﯾف اﻟﻘﻣﻧدان أﻧﮫ ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻟم
ﺗﺻدر أي ﻓﺗوى ﻣن ﺟﺎﻣﻊ اﻷزھر أو ﻏﯾره ﻣن اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺗﺣرم اﻟﻐﻧﺎء ،ﺑل
وﯾذﻛر أن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت ﻓﻲ اﻷزھر ﺗﺣﺿر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﻔﻼت اﻟرﺳﻣﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻣﻊ ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺧﺗﻠف اﻵﻻت اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ .وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻘﻣﻧدان
ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺟﺞ اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ واﻷﺣﺎدﯾث إﻻ أﻧﮫ ﯾﻌود ﻟﯾذﻛر ﺑﺄن ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻔﻘﮫ ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ،
ﻓﮭو ﯾﻧﻛر اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎدر اﻟﻔﻘﮫ واﻷﺣﺎدﯾث إذا ﻣﺎ ﺧﺎﻟﻔت اﻟﻌﻘل ،ﺣﯾث ﯾورد ﻓﻲ
ﻛﺗﯾﺑﮫ:
أﺳﺗ ُﻘﺑل اﻟﻛﺗﯾب اﺳﺗﻘﺑﺎﻻ ً ﺟﯾدا ً وﺣظﻲ ﺑﺎھﺗﻣﺎم اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻹﺳﻼﻣﯾﯾن ﻓﻲ ﻋدن ،وﻋﻠﻰ
اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻘﻣﻧدان ھﺎﺟم ﻋﻠﻣﺎء اﻟدﯾن ﻓﻲ اﻟﺷطر اﻟﺷﻣﺎﻟﻲ ھﺟوﻣﺎ ً ﺻرﯾﺣﺎ ً ،إﻻ أن
اﻟرد ﻋﻠﯾﮫ ﺟﺎء ﺑداﯾﺔ ﻣن ﻋدن ﻋﻧدﻣﺎ ﻧ ُﺷر ﻛﺗﯾب ﻣوﻗﻊ ﺑﺎﺳم "اﻟﺷﯾﺦ اﻟﮭﻧدي" -وﺗظل
ھوﯾﺗﮫ ﻏﯾر ﻣﻌروﻓﺔ -ﯾرد ﻓﯾﮫ ﻣؤﻟﻔﮫ ﻋﻠﻰ ﺣﺟﺞ اﻟﻘﻣﻧدان ﻓﻲ "ﻓﺻل اﻟﺧطﺎب" ،وﻟم
ﺗﺻدر أي ردة ﻓﻌل ﻣن ﻋﻠﻣﺎء اﻷﺋﻣﺔ .وإﻟﻰ ﺟﺎﻧب ھذا ﻓﻘد ﺣﺻد اﻟﻛﺗﺎب ردودا ً أﺧرى
ﺷﻌرﯾﺔ وذﻟك ردا ً ﻋﻠﻰ أﺑﯾﺎت ﻟﻠﻘﻣﻧدان ﺿﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﻛﺗﯾﺑﮫ ،أﺻدر ﺗﻠك اﻷﺑﯾﺎت اﻟﺷﺎﻋر
اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻟﻠﻘﻣﻧدان "ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد اﻷﺻﻧﺞ" وأﺻدر ﻛذﻟك أﺑﯾﺎت أﺧرى ﯾﺣﺎﻛﻲ ﻓﯾﮭﺎ
وزن وﻗﺎﻓﯾﺔ ﻗﺻﯾدة اﻟﻘﻣﻧدان "ﺣﺎﻟﻲ واﻋﻧب رازﻗﻲ" ﯾدﻋو ھذه اﻟﻣرة إﻟﻰ اﻟﺗﻣﺳك
ﺑﺎﻷﺧﻼق اﻟﺣﻣﯾدة وﺗرك اﻟﺧﻣور ﻓﻲ إﺷﺎرة ﻣﻧﮫ إﻟﻰ أن اﻟﻐﻧﺎء ﻟطﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺻﺎﺣﺑﺎ ً
ﻟﻠﺳﻛر وﻓﺳﺎد اﻷﺧﻼق .وھذه اﻟﻘﺻﯾدة "ﺣﺎﻟﻲ واﻋﻧب رازﻗﻲ" ﻗد أﺛﺎرت ﺿﺟﺔ ﻛﺑﯾرة
ﻣن ﻗﺑل ،إذ اﻧﺗﺷرت ﻛﺛﯾرا ً وذاع ﺻﯾﺗﮭﺎ ،وﻛﺎن ﺑﻌض ﻋﻠﻣﺎء اﻟدﯾن ﯾرون ﻓﻲ ھذه
اﻟﻘﺻﯾدة دﻋوة ﺻرﯾﺣﺔ ﻟﻣﻌﺎﻗرة اﻟﺧﻣر ﻣﻧﮭم "ﷴ ﺳﺎﻟم اﻟﺑﯾﺣﺎﻧﻲ" اﻟذي ﺷن ﺣﻣﻠﺔ
داﻣﯾﺔ ﺿد ھذه اﻟﻘﺻﯾدة وﻛﺗب ﻋدة ﻣﻘﺎﻻت ﻓﻲ "ﻓﺗﺎة اﻟﺟزﯾرة" ﯾﻧﺗﻘد ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺷﺎﻋر
اﻟﻘﻣﻧدان وﯾوﻗﻊ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻛل ﻣﻘﺎل ﻟﮫ ﺑﮭذه اﻟﺻورة "اﻟﺑﯾﺣﺎﻧﻲ ،ﺧرﯾﺞ ﺟﺎﻣﻊ اﻷزھر"،
ﻓﯾرد ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺷﺎﻋر ﺑﻣﻘﺎﻻت ﯾوﺿﺢ ﻓﯾﮭﺎ أن ﻗﺻﺎﺋده ﻻ ﺗﺗﺿﻣن أي ﻣﻣﺎ ذﻛر وﯾطﺑﻊ
ﺗوﻗﯾﻌﮫ ھو أﯾﺿﺎ ً ﺑﺻورة ﺳﺎﺧرة ﺑﻘوﻟﮫ "أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان ،ﺧرﯾﺞ ﻣﺳﺟد ﻣﺳﺎوى"
)ﻣﺳﺟد ﺻﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﺣوطﺔ( .أورد اﻟﻘﻣﻧدان ھذا اﻟﺧﻼف ﻓﻲ ﻛﺗﯾﺑﮫ "ﻓﺻل اﻟﺧطﺎب".
وﻗﺻﯾدة اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺷﺎﻋر ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد اﻷﺻﻧﺞ اﻟذي ﻧظﻣﮭﺎ ﻋﻠﻰ وزن وﻗﺎﻓﯾﺔ "ﺣﺎﻟﻲ
واﻋﻧب رازﻗﻲ" ووﺿﻊ ﻟﮭﺎ اﻟﻌﻧوان "ﻣن ﻟﻠﺑﺎب ذا اﻟﻣﻐﻠﻖ" ،ﻗﺎم ﺑﻐﻧﺎﺋﮭﺎ وﺗﺳﺟﯾﻠﮭﺎ
اﻟﻔﻧﺎن ﻋوض ﻋﺑد ﷲ اﻟﻣﺳﻠﻣﻲ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٥٠ﺑﻌد وﻓﺎة اﻟﻘﻣﻧدان ﺑﺳﺑﻊ ﺳﻧﯾن.
أﺣد اﻷﺳﺑﺎب اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻋطت ﻟﻠﺷﺎﻋر اﻟﻘﻣﻧدان ﺛﻘﺎﻓﺗﮫ اﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ظﮭرت ﺟﻠﯾّﺎ ً
ﻓﻲ ﻛﺗﯾﺑﮫ "ﻓﺻل اﻟﺧطﺎب ﻓﻲ إﺑﺎﺣﺔ اﻟﻌود واﻟرﺑﺎب" ھو ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺻداﻗﺔ اﻟﺗﻲ رﺑطﺗﮫ
ﺑﺎﻟﺷﯾﺦ أﺣﻣد ﷴ اﻟﻌﺑﺎدي ،وھو أﺣد ﺷﯾوخ ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺣوطﺔ وﻛﺎن ﻣﺟﺗﮭدا ً ﻓﻲ إﺻدار
ﻓﺗﺎواه ﺑﺎﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧّﺔ اﻟﻧﺑوﯾﺔ ،ﻓﻘد ﻛﺎن ﻣن أھل اﻟﺳﻧﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ وﺗﺄﺛر
ﺑﺄﻓﻛﺎر اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ وﻛﺎن ﯾﺄﺧذ ﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﻣذاھب اﻷرﺑﻌﺔ وإن ﻏﻠب ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﯾل ﻧﺣو
ﻣذھب اﻹﻣﺎم أﺣﻣد ﺑن ﺣﻧﺑل .ﻛﺎن اﻟﻌﺑﺎدي ﯾﻘﯾم ﻓﻲ اﻟﺣوطﺔ ﻣﺳﻘط رأس اﻟﺷﺎﻋر،
وﺳﺎﻧد ھﻧﺎك اﻟﻘﻣﻧدان ﻓﻲ ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺟﮭل وﺧراﻓﺎت اﻟﻣﺷﻌوذﯾن ،وﺗﻘﻠ ّد ﻓﯾﮭﺎ إدارة
اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻣﺣﺳﻧﯾﺔ )ﻣدرﺳﺔ اﻟﺛورة اﻹﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺣﺎﻟﯾّﺎ ً( وذﻟك ﻗﺑل أن ﯾﻧﺗﻘل إﻟﻰ ﻣدﯾﻧﺔ
اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺛﻣﺎن ﺣﯾث ﺗرأس ھﻧﺎك "ﻧﺎدي اﻹﺻﻼح" وأﺻﺑﺢ إﻣﺎم ﻣﺳﺟد "اﻟﺣﺎج
زﻛرﯾﺎ" .وﻗد ﻛﺎن اﻟﻘﻣﻧدان ﯾﻛﺛر ﻣن زﯾﺎرﺗﮫ ﻓﻲ ﻣﺳﻛﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺛﻣﺎن ،ﺣﯾث ﻛﺎن
ﯾﺗﻧﺎول اﻟﻌدﯾد ﻣن ﻣؤﻟﻔﺎت ﻣﻛﺗﺑﺗﮫ اﻟﺗراﺛﯾﺔ .وﻛﺎﻧت اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻧﺷﯾطﺔ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ واﻣﺗدت إﻟﻰ
اﻟﺷﻌر ﺣﯾث ﺧﺎض اﻟﻘﻣﻧدان ﻣﺳﺎﺟﻠﺔ ﺷﻌرﯾﺔ ﻣﻌﮫ ﺑﻌد أن أھداه ﻛﺗﺎب "ﺗﺑﻠﯾس إﺑﻠﯾس"
ﻹﺑن اﻟﺟوزي.
ﻓﺿل ﻋوض ﻋوزر .ﻛﺎﺗب ﯾﻣﻧﻲ ﻣن ﻟﺣﺞ ،ﻋﺎﺻر اﻟﻘﻣﻧدان ،ﺗرأس ﺗﺣرﯾر ﺻﺣﯾﻔﺔ
"ﺻوت اﻟﺷﻌب" .ﯾﻌد ﻓﺿل ﻋوض ﻋوزر ﻣن أھم ﻣن ﻛﺗب ﻋن ﺣﯾﺎة اﻟﻘﻣﻧدان
وﺗﻧﺎول أﺷﻌﺎره ﺑﺎﻟﻧﻘد واﻟﺗﺣﻠﯾل
ﻋدا اﻟﻣؤﻟﻔﺎت اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﺳﺎﻟف ذﻛرھﺎ ،ﻓﻠﻠﻛﺎﺗب اﻟﻘﻣﻧدان ﻋدد ﻣن اﻟﻣﻘﺎﻻت اﻟﻘطﻊ اﻟﻧﺛرﯾﺔ
اﻷدﺑﯾﺔ اﻟﺻﻐﯾرة .وﻟﮫ ﻣﻘﺎل ﺑﻌﻧوان "اﻟﻌﻘﺎﺋد اﻟﻔﺎﺳدة" وﯾﻌﻧون ﻛذﻟك "ﻟﻣن اﻟﻧﺻر
اﻟﯾوم!؟ ﻟﺳﺑول اﻟذرة أم ﻟطﺑول اﻟﻣﺟﺎذﯾب؟" وأﺣﯾﺎﻧﺎ ً ﺗﻛﺗب "ﻟﻣن اﻟﻧﺻر اﻟﯾوم!؟ ﻟﺳﺑوﻟﺔ
اﻟﺑﻛر أم ﻟطﺑول اﻟﻣﺟﺎذﯾب؟" ،ﯾﻌﺎﻟﺞ ﻓﯾﮫ ظﺎھرة إﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻧﺗﺷرت ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة وھﻲ
إﻗﺑﺎل اﻟﻧﺳﺎء ﻋﻠﻰ اﻹﺣﺗﻔﺎﻻت اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻧﺳوﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌطل واﻟﻣواﻟﯾد وﺗﺟﻧﺑﮭنّ اﻟذھﺎب
ﻟﻠﻌﻣل إﻟﻰ اﻟﺣﻘل ،ﯾﺷﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎل اﻟﻣرأة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب
أﺧﯾﮭﺎ اﻟرﺟل ،وﯾﺷﯾر إﻟﻰ أھﻣﯾّﺔ ﺣﺻوﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔس ﺣﻘوق وواﺟﺑﺎت اﻟرﺟل،
وﯾدﻋوھﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﺣرر ﻣن اﻟﺣﺟﺎب وﻋزﻟﺗﮭﺎ واﻟﺑدء ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ
ﺑﺎﻟزراﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻣل اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ ﻟﺣﺞ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة .ﻧﺷر ھذا اﻟﻣﻘﺎل
ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ دﯾواﻧﮫ "اﻟﻣﺻدر اﻟﻣﻔﯾد ﻏﻲ ﻏﻧﺎء ﻟﺣﺞ اﻟﺟدﯾد" ،وﯾﺗﺣدث ﻓﯾﮫ ﻋن اﻟﻣرأة ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺗﯾن :اﻷوﻟﻰ وھﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳﻔور واﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس واﻟﻌﻣل اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ اﻟﻣﺳﺎھم
ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،واﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷﺧرى وھﻲ اﻟﻣرأة اﻟﻣﺣﺟﺑﺔ وھﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻣول وإﻋﺗﻣﺎد
ﻋﻠﻰ اﻵﺧرﯾن .وﯾﻧﺎﻗش ﺑﻌد ذﻟك اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل ﺣﺎﻟﺔ وﻣن ﺛم ﯾﺧﻠص
ﺑﺎﻟﺣﺟﺞ واﻟﺑراھﯾن إﻟﻰ إﻧﺗﺻﺎر اﻟﻣرأة اﻟﺳﺎﻓرة اﻟﻧﺷﯾطﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺟﺑﺔ اﻟﺧﺎﻣﻠﺔ وﯾﺻﻔﮭﺎ
-اﻟﺳﺎﻓرة -ﺑﺎﻟﻣرأة اﻟﻣﻧﺎﺿﻠﺔ ﺿد اﻟﺟوع وأﻧﮭﺎ ﺑطل ﻣن أﺑطﺎل ﻣﻌرﻛﺔ اﻟﺣﯾﺎة ،وﯾﻘول
ﻋﻧﮭﺎ »ﻗد ﻣزﻗت ﻟك اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺟﺎب ﺑﻣﺳﯾس اﻟﺿرورة واﻟﺣﺎﺟﺔ« .وﻗد ﻛﺎن اﻟﻘﻣﻧدان
ﻻ ﯾؤﻣن ﺑﺄن اﻟﺣﺟﺎب ھو ﻣن اﻟﺷرع اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﯾﻌﺗﻘد ﺑﺄن اﻹﺳﻼم ﻓرض ذﻟك ﻓﻘط
ﻋﻠﻰ زوﺟﺎت اﻟﻧﺑﻲ ﷴ .واﺳﺗﻐ ّل ھذا اﻟﻣوﺿوع ﻟﯾﮭﺎﺟم ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺗﮫ اﻟﻌﻘﺎﺋد اﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺻﻔﮭﺎ ﺑﺎﻟﻔﺎﺳدة ،واﻟﺗﻲ ﯾروّ ج ﻟﮭﺎ اﻟﺧطﺑﺎء واﻟﺷﯾوخ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺟد ،وﻗد ﯾﻘﺻد ﺑذﻟك
دﻋوة ﺑﻌض ﻋﻠﻣﺎء اﻟدﯾن إﻟﻰ زﯾﺎرة أﺿرﺣﺔ اﻷوﻟﯾﺎء وﺗﻘدﯾم اﻟﻘراﺑﯾن ﻟﮭم.
وﻟﮫ أﯾﺿﺎ ً ﻗطﻌﺔ أدﺑﯾﺔ ﺻﻐﯾرة ﺑﻌﻧوان "اﻟﺧزاﺋن اﻟﻣطﻠﻣﺳﺔ" ﻧﺷرت ﻟﻠﻣرة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ
ﻋﺎم ١٩٣٨ﻓﻲ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن دﯾواﻧﮫ "اﻟﻣﺻدر اﻟﻣﻔﯾد ﻓﻲ ﻏﻧﺎء ﻟﺣﺞ اﻟﺟدﯾد"
واﻟذي ﻧﺷر ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺳﻧﺔ ﺗﺣت ﻋﻧوان "اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﻠﺣﺟﯾﺔ" ،وﯾدﻋو ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻘﺎل إﻟﻰ
اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﺧراﻓﺎت اﻟﺷﻌوذة واﻷﻛﺎذﯾب اﻟﻣﻧﺗﺷرة وﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺟﮭل واﻟﺑدء ﻓﻲ اﻹﻋﺗﻣﺎد
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘل واﻟﻣﻧطﻖ ،وﯾذﻛر ﻟﻠﻘﻣﻧدان ﻣواﻗف أﺧرى ﻏﯾر ھذه ﯾداﻓﻊ ﻓﯾﮭﺎ ﻋن اﻟﻌﻘل
وﯾﻣﺟده وﯾدﻋو ﻓﯾﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻧﮭوض اﻟﻔﻛري واﻟﺗﺟدد اﻟﺣﺿﺎري ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﯾﻣﻧﻲ
واﻟﻌرﺑﻲ ﻣﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﺑﻌض ﻟوﺻﻔﮫ ﺑﺄﻧﮫ ﺻﺎﺣب ﻓﻛر ﻣﺳﺗﻧﯾر أو أﻧﮫ إﻣﺗداد ﻟﻠﻧﮭﺿﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر وﺑداﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﻓﻲ ﻣﺻر
وﺳورﯾﺎ .واﻟﺟدﯾر ﺑذﻛره أن اﻟﻣؤﻟف ﯾﻧﺗﻘد ﻋﻠﻣﺎء اﻟدﯾن اﻟذﯾن ﯾدﻋون إﻟﻰ ﺗﺟﻧّب اﻟﺳﺣر
واﻟﺷﻌوذة ،ﻹﻋﺗﻘﺎده ﺑﺄنّ ھذا اﻟﻣوﻗف ﯾزﯾد ﻣن اﻹﯾﻣﺎن ﺑﺣﻘﯾﻘﺔ إدّﻋﺎء اﻟﻣﺷﻌوذﯾن،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻗﺑﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﯾﮭم ﺑﺻورة أﻛﺑر ﻣن ذي ﻗﺑل .وﻟﮫ ﻛذﻟك ﻣﻘﺎل آﺧر ﺗﺣت
ﻋﻧوان "وداع ﺑﯾت ﻋﻠﻰ أﻛﺑﺎر" ﯾودع ﻓﯾﮭﺎ اﻟدار اﻟذي اﺳﺗﺄﺟره ﻣن ھﻧدي ﻓﻲ ﻋدن،
واﻟذي اﺳﺗﻘر ﻓﯾﮫ ﺑﻌد دﺧول اﻟﻘوات اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻟﺣوطﺔ ﻟﺣﺞ وﻟﺟوء اﻟﻌﺑﺎدل إﻟﻰ ﺣﻠﻔﺎءھم
اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾون ﻓﻲ ﻋدن أﺛﻧﺎء اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ،وﺑﻌد ﺧﺳﺎرة اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾون ﻓﻲ
اﻟﺣرب وإﻧﺳﺣﺎﺑﮭم ﻣن ﻟﺣﺞ ﯾﻌود اﻟﻌﺑﺎدل وﻣﻧﮭم اﻟﺷﺎﻋر إﻟﻰ ﻣوطﻧﮭم ﻓﯾﻛﺗب اﻟﻘﻣﻧدان
ھذا اﻟﻣﻘﺎل ﻓﻲ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ رﺟوﻋﮫ ﻟﻠﺣﺞ ﯾودع ﻓﯾﮫ اﻟﺑﯾت اﻟذي ظل ﻓﯾﮫ طوال ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة
اﻟﺗﻲ ﺑﻠﻐت أرﺑﻊ ﺳﻧﯾن وﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭر وﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أﯾﺎم.
وﻟﻠﺷﺎﻋر أﯾﺿﺎ ً ﻣﻘﺎل آﺧر وﺿﻊ ﻟﮫ اﻟﻌﻧوان "أﻣﯾر ﻋرﺑﻲ ﯾﺻف اﻟﺟزﯾرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ"
ﯾﻧدد ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻟظﻠم اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﯾﺗوق ﻟﻠﯾوم اﻟذي ﯾرى ﻓﯾﮫ اﻟﻌرب ﻓﻲ
ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻛرﯾﻣﺔ ﺑﯾن ﻏﯾرھم ﻣن اﻷﻣم وھم ﯾﻣﻠﻛون أھم اﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻛﺎﻟﺗﻌﻠﯾم
واﻟﺣرﯾﺔ .وﻟﮫ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻛل ھذا ﻣﻘﺎل ﺻﻐﯾر ﯾﺗﺣدث ﻓﯾﮫ ﺑﺈﯾﺟﺎز ﻋن ﺣﯾﺎﺗﮫ ،وﯾورد
ﻣﻘﺗطﻔﺎت ﻣﻧﮭﺎ .ووﺿﻊ ﻟﮫ اﻟﻌﻧوان "ﺗﺎرﯾﺦ ﺣﯾﺎﺗﻲ" ﯾﺗﺣدث ﻓﻲ ﺑداﯾﺗﮫ ﻋن طﻔوﻟﺗﮫ
واﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟذي ﺗﻠﻘﺎه ﻓﻲ ﻣﻧزل واﻟده وأﯾﺿﺎ ً ﻣن اﻟﺷﯾوخ واﻟﻣﺛﻘﻔﯾن ﻓﻲ ﻣﺳﻘط رأﺳﮫ
اﻟﺣوطﺔ وأﯾﺿﺎ ً ﺗدرﺑﮫ ﻋﻠﻰ اﻵﻻت اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ،وﻣن ﺛم ﯾﻧﺗﻘل ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن ﺗﻘﻠده ﻗﯾﺎدة
اﻟﺟﯾش واﻹﺟﺗﯾﺎح اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻟﻠﺣﺞ وﻟﺟوءه ﻣﻊ أﺳرﺗﮫ إﻟﻰ ﻋدن .وﺑﻌد ذﻟك ﯾﺳﮭب ﻓﻲ
اﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺎدﻟﮭﺎ ﻣﻊ ﻋﻠﻲ ﺳﻌﯾد ﺑﺎﺷﺎ وھو ﻗﺎﺋد اﻟﻘوات اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ
ﻟﺣﺞ .وﺑﻌد أن ﯾﺗﻛﻠم ﻋن رﺟوﻋﮫ إﻟﻰ ﻟﺣﺞ وﺑﻌده ﺗﺧﻠﯾﮫ ﻋن اﻟﻌﺳﻛرة ﯾﺧﺻص ﻣﺎ
ﺗﺑﻘﻰ ﻣن ﺳﯾرﺗﮫ اﻟذاﺗﯾﺔ اﻟﺻﻐﯾرة ﻟﻠﺗﻛﻠم ﻋن اﻟﻔرﻗﺔ اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻧﺷﺄھﺎ ﺑﻧﻔﺳﮫ.
ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺷﺎﻋر ﻣﺳؤوﻻ ً ﻋن ﺑﺳﺗﺎن اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ ،وﻛﺎن ﯾﻘﺿﻲ ﻣﻌظم
أوﻗﺎﺗﮫ ھﻧﺎك ﯾﺷرف ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺣﯾن ﻓﻲ اﻟﺣﻘل وﯾﺟري ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺗﺟﺎرب ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ
اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﺗﺻﯾب اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟزراﻋﯾﺔ واﺧﺗﺑﺎر ﻣﻔﻌوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺑﯾدات اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ ،اﻣﺗﻠك
ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ﺧﺑرة ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﻟﮭﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟزراﻋﺔ .إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
ﻣطﺎﻟﻌﺗﮫ ﻟﻌدد ﻣن اﻟﻛﺗب واﻟﻣﺟﻼت اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑذﻟك اﻟﻣﺟﺎل .ﻓﻘﺎم ﺑﺗدوﯾن ﺧﻼﺻﺔ
ﻣﻌرﻓﺗﮫ اﻟزراﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣؤﻟف أ ُطﻠﻖ ﻋﻠﯾﮫ "اﻟﺗﻘوﯾم اﻟزراﻋﻲ" ﯾﺗﺣدث ﻓﯾﮫ ﻋن اﻟﻣواﺳم
اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ﻟﻛل ﻣﺣﺻول ﻧﺑﺎﺗﻲ ﺗﻧﺗﺷر زراﻋﺗﮫ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷﺎﻋر ،وﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ
إرﺷﺎدات ﺗﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟريّ واﻟﺗﻘﻠﯾم وﺗﺟﻧب اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻵﻓﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ واﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﻟﮭﺎ
أھﻣﯾّﺔ ﻟﻠﻔﻼح اﻟﻣﺣﻠﻲّ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﺷﺋون اﻟزراﻋﺔ واﻟﺑﺳﺗﻧﺔ .ﻟم ﯾطﺑﻊ اﻟﻛﺗﺎب وﻟم ﯾطرح
ﺑﺧط اﻟﯾد ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻣن اﻷوراق وﺗداوﻟﮫ ﺑﯾن أﺑدا ً ﻓﻲ اﻷﺳواق ،وأ ُﻛﺗﻔﻲ ﻓﻘط ﺑﺗدوﯾﻧﮫ ّ
اﻟﻣزارﻋﯾن اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن وھذا ﻣﺎ أدّى ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ إﻟﻰ ﻓﻘداﻧﮫ إﻟﻰ اﻷﺑد .ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك
اﻟﻣﺧطوطﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣوﺟودة ﻣﻊ ﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﮫ ﻓﻲ ﻣﻧزﻟﮫ ،وﻋﻧدﻣﺎ ﺳﺎءت ﺣﺎﻟﺗﮫ
اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻧ ُﻘل إﻟﻰ ﻗﺻر ﻋﺎﺋﻠﺗﮫ وﻧﻘﻠت ﻣﻌﮫ ﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﮫ وﻓﻲ ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻧﻘل ﺿﺎﻋت
اﻟﻣﺧطوطﺔ ﺟﻧﺑﺎ ً إﻟﻰ ﺟﻧب ﻣﻊ أﻏراض أﺧرى ﻟﻠﺷﺎﻋر.
وﻛﺎن اﻟﻘﻣﻧدان ﻗد ﻧﺷر ﻣﻘﺎﻻ ً ﻓﻲ ﺻﺣﯾﻔﺔ ﻓﺗﺎة اﻟﺟزﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻓﻲ ﻋدن ﻓﻲ ﻋددھﺎ
اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ﯾوم اﻷﺣد ٢أﻏﺳطس ﻣن اﻟﻌﺎم ،١٩٤٢وﻛﺎن ﻋﻧوان اﻟﻣﻘﺎل "ﺣول
»ﻛﺷف اﻟﻧﻘﺎب«" .وﻓﯾﮫ ﯾﮭﺎﺟم اﻟﻔﻘﯾﮫ اﻟﻌدﻧﻲ "ﷴ ﺳﺎﻟم اﻟﺑﯾﺣﺎﻧﻲ" اﻟذي ﻧﺷر ﻣﻘﺎﻻ ً ﻗﺑل
ذﻟك ﯾﺗﮭم ﻓﯾﮫ اﻟﺷﺎﻋر ﺑﺄﻧ ّﮫ ﯾدﻋو إﻟﻰ اﻟﺳﻛر واﻟﺳﻔور واﻹﻧﺣطﺎط اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻓﻲ ﻗﺻﺎﺋده
وﻣﻘﺎﻻﺗﮫ ،وﯾﻧﻔﻲ اﻟﻘﻣﻧدان ﺗﻠك اﻟﺗﮭم ﻋن ﻧﻔﺳﮫ وﯾؤﻛد ﺑﺄن اﻟﺑﯾﺣﺎﻧﻲ اﻓﺗرى ﻋﻠﯾﮫ
ﻟﯾﺣط ﻣن ﺳﻣﻌﺗﮫ ﻟﯾظﮭر ﺑﺻورة اﻟﻣداﻓﻊ ﻋن اﻟدﯾن ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎﺷﺎت اﻟﺗﻲ ﻗدّ اﻷﻛﺎذﯾب
ﺧﺎﺿﮭﺎ اﻟﻛﺎﺗﺑﺎن ﻣن ﻗﺑل ﻓﻲ ﻋدة ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻛﺎن ﻣن ﺿﻣﻧﮭﺎ ارﺗداء اﻟﻣرأة ﻟﻠﻧﻘﺎب
واﻟﺣﺟﺎب .وﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻘﺎل ،ﯾرد ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺷﺎﻋر ﺑﻧﻔس اﻟﺳﻼح اﻟذي اﺳﺗﻌﻣﻠﮫ ،ﻓﮭو
ﯾﺣﺎول أن ﯾﺷوّ ه ﺳﻣﻌﺗﮫ وﯾﺑﯾن أن ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وأﻧ ّﮫ ﻣﺟرّ د ﻣﺗطﻔل
ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻌﻠم ،وﺑﻌدھﺎ ﯾﺣﺎول اﻟﻘﻣﻧدان أن ﯾﺣﺳّن ﺻورﺗﮫ ﺑذﻛر اﻹﻧﺟﺎزات اﻟﺗﻲ ﻗﺎم
ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
اﻟﻘﻣﻧدان ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺗﺻف
ﺑﻌد اﻟوﻓﺎة
ﻓﻲ آﺧر ﺳﻧﯾن ﺣﯾﺎﺗﮫ اﻧﺧﻔﺿت ﺷﻌﺑﯾﺔ أﺷﻌﺎر اﻟﻘﻣﻧدان ﻛﺛﯾرا ً ،وﻗوﺑﻠت ﻣؤﻟﻔﺎﺗﮫ ﺑﻧوع ﻣن
اﻹھﻣﺎل ،وﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن ﻗﺎم ﺑﺗﺄﻟﯾف ﻗﺻﯾدة ﻟم ﯾﺿﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ دﯾواﻧﮫ اﻟوﺣﯾد ووﺿﻊ ﻟﮭﺎ
اﻟﻌﻧوان "ﻟﯾﮫ ﺗﻧﻛروﻧﻲ ﻣن اﻟدﺣﻘﺔ وﻧﺎ ﺳﯾر" )ﻟﻣﺎذا ﺗﻧﻛروﻧﻧﻲ ﻣن أرﺿﻲ وأﻧﺎ أﺳﯾر(،
واﺳﺗﻣرت ﺣﺎﻟﺔ "اﻟﻧﻛران" ھذه ﻟﺷﺧص اﻟﻘﻣﻧدان وﻗﺻﺎﺋده وﻣؤﻟﻔﺎﺗﮫ ﺣﺗﻰ ﺑﻌد وﻓﺎﺗﮫ،
وذﻟك إﻟﻰ أن أ ُﻋﯾد إﻛﺗﺷﺎﻓﮫ ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﯾﺎت ﻋﻠﻰ أﻟﺳﻧﺔ ﻋدد ﻣن اﻟﻔﻧﺎﻧﯾن اﻟذﯾن وﺟدوا
ﻓﻲ ﻗﺻﺎﺋده ﻛﻧزا ً ﻣﺧﻔﯾﺎ ً وﻋﻠﻰ ﯾد ﻋدد ﻣن اﻟﻛﺗﺎب واﻷدﺑﺎء واﻟﺷﻌراء اﻟذﯾن ﺳﻠطوا
اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﻘﻣﻧدان اﻟﺷﻌرﯾﺔ واﻟﻧﺛرﯾﺔ .وﻛﺎن ﻣﻧﮭم اﻷدﯾب اﻟﯾﻣﻧﻲ ﻋﻣر
اﻟﺟﺎوي اﻟذي ﻧﺷر ﻣﻘﺎﻻ ً ﻓﻲ ﻧوﻓﻣﺑر ١٩٧١ﺗﺣت ﻋﻧوان "اﻟﻘﻣﻧدان :اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻌﺎﺷﻖ
اﻟﻔﻧﺎن" ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻔﻧوان ﻓﻲ ﻋددھﺎ اﻷول وﻛذﻟك ﻧﺷره ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻟﺳﺎن ﺣﺎل
اﺗﺣﺎد اﻷدﺑﺎء واﻟﻛﺗﺎب اﻟﯾﻣﻧﯾﯾن اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾرأس ﺗﺣرﯾرھﺎ .وﻋﻧدﻣﺎ ﺗوﻟ ّﻰ اﻟﺟﺎوي
ﻣﻧﺻب ﻣدﯾر ﻋﺎم إذاﻋﺔ وﺗﻠﻔزﯾون ﻋدن طﺎﻟب ﺑﺈﻧﺗﺎج ﻣﺳﻠﺳل إذاﻋﻲ ﯾوﺛ ّﻖ ﺣﯾﺎة
اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻘﻣﻧدان وﻓﻧ ّﮫ ،وﻧﺟﺢ ﻓﻲ ذﻟك ﺣﯾث أ ُﻧﺗﺞ ﻋﻣل دراﻣﻲ إذاﻋﻲ ﺑدأ ﺑﺛﮫ ﻓﻲ ٢٠
أﻛﺗوﺑر ١٩٧١إﻟﻰ ١٩ﻧوﻓﻣﺑر ﻣن ﻧﻔس اﻟﻌﺎم ﻣن إذاﻋﺔ ﻋدن اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وأذﯾﻊ ﻣرة
أﺧرى ﻓﻲ ﻣﺎﯾو ،١٩٧٢وﺿﻊ ﻟﻠﻣﺳﻠﺳل اﻟﻌﻧوان "ﺣﻠﻘﺎت اﻟﻘﻣﻧدان اﻟرﻣﺿﺎﻧﯾﺔ"
ف ﻛذﻟك ﺑﺎﺳم اﻟﺷﺎﻋر "أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان" ،ﺗﺄﻟّف اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻣن ﺛﻼﺛﯾن ﺣﻠﻘﺔ وﻋ ُِر َ
ﻗﺎﻣت ﺑﺈﻧﺗﺎﺟﮭﺎ ﻓرﻗﺔ ﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻣن ﻟﺣﺞ ﻣﺳﻘط رأس اﻟﺷﺎﻋر وﻗﺎم ﺑﺈﺧراج اﻟﻌﻣل
اﻟﻣﺧرج ﷴ ﻣﺣﻣود اﻟﺳﻼﻣﻲ وﺷﺎرك ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺗﮫ اﻷدﯾب ﻋﺑد ﷲ ھﺎدي ﺳﺑﯾت ﺣﯾث
ﺳﺎھم ﻓﻲ وﺿﻊ ﻣﻘدﻣﺔ ھذا اﻟﻌﻣل .وإﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻹﺟﺗﮭﺎد اﻟذي ﻗﺎم ﺑﮫ ﻋﻣر اﻟﺟﺎوي
ﻓﮭﻧﺎك ﻋدد ﻣن اﻹﺷﺎرات إﻟﻰ ﺷﻌر اﻟﻘﻣﻧدان ﻣن ﻗﺑل أدﺑﺎء وﺷﻌراء ﻣﺣﻠﯾﯾن ﻓﻲ ﺗﻠك
اﻟﻔﺗرة .وﻓﻲ ١٩٧٤ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻷول ﻟﻸدب واﻟﺗراث اﻟﺷﻌﺑﻲ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟدراﺳﺔ
اﻟﺿﺧﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﺗﺄﻟﯾﻔﮭﺎ ﻋدد ﻣن أدﺑﺎء ﻟﺣﺞ وﺷﻌراﺋﮭﺎ ﻣﻘﺗطﻔﺎت ﻣن ﺣﯾﺎة اﻟﺷﺎﻋر
وﻗﺻﺎﺋده ،وﻣن ﺛم ﺗﺑﻊ ﺗﻠك اﻟﻣﻧﺷورات ﻛﺗﺎﺑﺎت أﺧرى ﻟﻧﻘﺎد وأدﺑﺎء ﯾﻣﻧﯾون ﻣن داﺧل
ﻟﺣﺞ وﺧﺎرﺟﮭﺎ .وﻗد ﻛﺎن أداء اﻟﻔﻧﺎن اﻟﻠﺣﺟﻲ ﻓﯾﺻل ﻋﻠوي ﻟﻠﻛﺛﯾر ﻣن ﻗﺻﺎﺋد اﻟﺷﺎﻋر
ﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ أﻋطت ﻟﻠﻘﻣﻧدان ﺷﮭرﺗﮫ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻗدّم ﻗﺻﺎﺋده ﻟﺟﻣﮭور واﺳﻊ
ﻓﻲ أرﺟﺎء اﻟﯾﻣن واﻟﺟزﯾرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﯾ ﻌﺗﻘد اﻟﺑﻌض أﻧّﮫ ﻟوﻻ ﻓنّ ﻓﯾﺻل ﻋﻠوي ﻟﻣﺎ
ﻛﺳب اﻟﺷﺎﻋر ﻣﻛﺎﻧﺗﮫ اﻟﻣﻌروﻓﺔ وﻟﻣﺎ ﺗﻌرﻓﻧﺎ ﻋﻠﻰ إﺑداﻋﺎﺗﮫ ،وأﻧ ّﮫ ﺑﻐﻧﺎﺋﮫ ﻧﺟﺢ ﻓﻲ إﺣﯾﺎء
اﻟﺗراث اﻟﻘﻣﻧداﻧﻲ اﻟذي ﺑﻘﻲ ﻣﻧدﺛرا ً ﻟﻌﻘود .وﻓﻲ ١٩٨٠أﻋﺎدت وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ
ﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﯾﻣن اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻧﺷر "ھدﯾﺔ اﻟزﻣن ﻓﻲ أﺧﺑﺎر ﻣﻠوك ﻟﺣﺞ وﻋدن"
ﻓﻲ ﺑﯾروت ،وﺑﻌدھﺎ ﺑﺛﻼث ﺳﻧوات ﻓﻲ ١٩٨٣ﻧﺷر دﯾواﻧﮫ ﻓﻲ ﻋدن ﺻﺎدر ﻋن دار
اﻟﮭﻣداﻧﻲ.
ﻣﮭرﺟﺎن اﻟﻘﻣﻧدان
ﺑﻌد ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب ٤٥ﻋﺎﻣﺎ ً ﻋﻠﻰ وﻓﺎة اﻟﻘﻣﻧدان ،وﻓﻲ اﻟﻔﺗرة ﻣﺎ ﺑﯾن ٢٧إﻟﻰ ٣٠ﻧوﻓﻣﺑر
١٩٨٨أ ُﻗﯾم ﻣﮭرﺟﺎن ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺣوطﺔ ﯾﺣﻲ ﺗراث اﻟﻘﻣﻧدان وﯾﺣﺗﻔﻲ
، ﻣن اﻟﻌﺎم
ﺑﺄﺷﻌﺎره ،ﺳُﻣﻲ »ﻣﮭرﺟﺎن اﻟﻘﻣﻧدان« .وأﻟﻘﻰ ﻓﯾﮫ ﺑﻌض ﻣن ﺷﻌراء ﻟﺣﺞ ﻗﺻﺎﺋد
ﯾﻣدﺣوﻧﮫ ﻓﯾﮭﺎ وﯾﺗذﻛرون آﺛﺎره وﻓﺿﺎﺋﻠﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﻔﻧﻲ واﻟزراﻋﻲ،
وﯾﺟﺗﻣﻊ ﻓﯾﮫ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻧﺎس ﻟﻼﺣﺗﻔﺎل ﺑذﻛراه ﺗﺣت وﻗﻊ أﻏﺎﻧﯾﮫ وأﻟﺣﺎﻧﮫ .وﻓﻲ ﻗﺎﻋﺎت
ﻣﻐﻠﻘﺔ ،ﯾﻘدم اﻟﺑﺎﺣﺛون اﻟﻣﮭﺗﻣون ﺑﺎﻟﺗراث اﻟﻘﻣﻧداﻧﻲ أوراق ﺗﺗﻧﺎول ﺳﯾرﺗﮫ أو أﺷﻌﺎره،
وﻣن ﺛم ﺗﻌرض أﺑﺣﺎﺛﮭم ﻟﻠﻧﻘﺎش واﻟﻧﻘد واﻟﺗدارس.
أ ُﻗﯾم اﻟﻣﮭرﺟﺎن ﺗﺣت رﻋﺎﯾﺔ وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﯾﻣن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ
اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺣزب اﻹﺷﺗراﻛﻲ اﻟﺣﺎﻛم آﻧﺋذٍ ،واﺗﺣﺎد اﻷدﺑﺎء واﻟﻛﺗﺎب اﻟﯾﻣﻧﯾﯾن،
وﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌب اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓظﺔ ﺗﻌز.
ﻣراﺟﻊ رﺋﯾﺳﯾﺔ
أﺣﻣد اﻟﺷرﯾف ،ﻛﯾف ﯾﻌﯾد اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻧﻔﺳﮫ )اﺑن اﻟﻣﻌﺗز-اﻟﻘﻣﻧدار( ،ﻣﻘﺎل ﻧﺷر ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ
"اﻟﻣﻧﺗدى اﻷدﺑﻲ" اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﺗﺣﺎد اﻷدﺑﺎء واﻟﻛﺗﺎب اﻟﯾﻣﻧﯾﯾن-ﻓرع ﻟﺣﺞ ،اﻟﻌدد
) ،(٢٩ﻧﺷر ﻓﻲ ﯾﻧﺎﯾر/ﻣﺎرس .١٩٨٨
أﺣﻣد ﺷرﯾف اﻟرﻓﺎﻋﻲ ،اﻷﻏﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣن ﻋﺻر أﺣﻣد ﻓﺿل إﻟﻰ ﻋﺻر اﻟﻣرﺷدي
وأﺣﻣد ﻗﺎﺳم ،ﻣﻘﺎل ﻧﺷر ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ "اﻟﻣﻧﺗدى اﻷدﺑﻲ" اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﺗﺣﺎد اﻷدﺑﺎء
واﻟﻛﺗﺎب اﻟﯾﻣﻧﯾﯾن-ﻓرع ﻟﺣﺞ ،اﻟﻌدد ) (٣٨ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﮭرﺟﺎن اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻠﻘﻣﻧدان ،ﻧﺷر ﻓﻲ
أﻛﺗوﺑر/دﯾﺳﻣﺑر .١٩٩١
أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻌﺑدﻟﻲ ،اﻟﻣﺻدر اﻟﻣﻔﯾد ﻓﻲ ﻏﻧﺎء ﻟﺣﺞ اﻟﺟدﯾد ،ﺟﻣﻊ وإﻋداد :إﺑراھﯾم
راﺳم ،ﺷرح :ﻋوض ﻋﻠﻲ ﺑﺎ ﺟﻧﺎح ،دار اﻟﮭﻣداﻧﻲ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر-ﻋدن ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ.١٩٨٣-
أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻌﺑدﻟﻲ ،ﺗﺎرﯾﺦ ﺣﯾﺎﺗﻲ ،ﺳﯾرة ذاﺗﯾﺔ ﺻﻐﯾرة ﻧﺷرت ﻓﻲ "ﻣﮭرﺟﺎن اﻟﻘﻣﻧدان
اﻷﻣﯾر أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻌﺑدﻟﻲ" اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﯾروت.١٩٨٩-
أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻌﺑدﻟﻲ ،ھدﯾﺔ اﻟزﻣن ﻓﻲ أﺧﺑﺎر ﻣﻠوك ﻟﺣﺞ وﻋدن ،ﺗﺣﻘﯾﻖ :أﺑو ﺣﺳﺎن
ﺧﺎﻟد أﺑﺎ زﯾد اﻷذرﻋﻲ ،ﺻدر ﻋن ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺟﯾل اﻟﺟدﯾد-ﺻﻧﻌﺎء ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﻧﺷرت
ﻓﻲ .٢٠٠٤
اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻌﺎم اﻟﻌﺎم اﻷول ﻟﻸدب واﻟﺗراث اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ )ﻟﺣﺞ( ،دراﺳﺔ
ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ﻟﻸدب واﻟﺗراث ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻟﺣﺞ ،اﻟﺟزء اﻷول ،ﺻدر ﻋن ﻣطﺎﺑﻊ اﻟﻔﻼح،
اﻟﺣوطﺔ.١٩٧٤-
ﺣﺳن ﺻﺎﻟﺢ ﺷﮭﺎب ،اﻟﻌﺑﺎدل ﺳﻼطﯾن ﻟﺣﺞ وﻋدن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺻﻧﻌﺎء،٢٠١١-
ﻧﺷر ﻣﻛﺗﺑﺔ وﻣرﻛز اﻟﺻﺎدق ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،رﻗم اﻹﯾداع ﺑدار اﻟﻛﺗب
).(١٣٠/١٩٩٩
ﺻﺎﻟﺢ ﻧﺻﯾب-أﺣﻣد ﺻﺎﻟﺢ ﻋﯾﺳﻰ ،ﺷذرات ﻋن ﺣﯾﺎة اﻟﺷﺎﻋر )أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان(،
اﻟﺣوطﺔ ٣٠-٢٧ﻧوﻓﻣﺑر ،١٩٨٨ﻧﺷرت ﻓﻲ "ﻣﮭرﺟﺎن اﻟﻘﻣﻧدان اﻷﻣﯾر أﺣﻣد ﻓﺿل
اﻟﻌﺑدﻟﻲ" ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﯾروت.١٩٨٩-
ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﻣﻘﺎﻟﺢ ،ﺷﻌر اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﯾﻣن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،١٩٧٨ﺻﺻﺎدر ﻋن
دار اﻟﻌودة.
ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺣﻛﯾﻣﻲ ،اﻟﻘﻣﻧدان :ﻣن اﻟﻘﺻر إﻟﻰ اﻟﻌﺻر ،ﻣﻘﺎل ﻧﺷر ﻓﻲ "ﻣﮭرﺟﺎن
اﻟﻘﻣﻧدان اﻷﻣﯾر أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻌﺑدﻟﻲ" اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﯾروت.١٩٨٩-
ﻋﺑد اﻟﻘوي ﷴ ﺳﻌد ﺻﻧﻌﺎﻧﻲ ،اﻟﻘﻣﻧدان /اﻟﻣؤرخ-اﻟﺑﺎﺣث-اﻟﻔﻧﺎن ،دراﺳﺔ ﻗ ُدﻣت إﻟﻰ
ﻣﮭرﺟﺎن اﻟﻘﻣﻧدان اﻟﺛﺎﻧﻲ ٣٠-٢٧ﻧوﻓﻣﺑر ،١٩٨٨وﻧ ُﺷرت ﻓﻲ "ﻣﮭرﺟﺎن اﻟﻘﻣﻧدان
اﻷﻣﯾر أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻌﺑدﻟﻲ" ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﯾروت.١٩٨٩-
ﻋﺑد ﷲ اﻟﺷرﯾف ،اﻟﻘﻣﻧدان رﻣز ﺛﻘﺎﻓﻲ ،ﻟﻣﺎذا؟ ،ﻣﻘﺎل ﺻﻐﯾر ﻧﺷر ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ "اﻟﻣﻧﺗدى
اﻷدﺑﻲ" اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﺗﺣﺎد اﻷدﺑﺎء واﻟﻛﺗﺎب اﻟﯾﻣﻧﯾﯾن-ﻓرع ﻟﺣﺞ ،اﻟﻌدد ) ،(٣٨ﻧﺷر ﻓﻲ
أﻛﺗوﺑر/دﯾﺳﻣﺑر .١٩٩١
ﻋﺑد اﻟﻣﻠك ﻛرد ،اﻟﻔﻧﺎن/أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان ..وأﺛره ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻷﻏﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓظﺔ
ﻟﺣﺞ ،ﻣﻘﺎل ﻧﺷر ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ "اﻟﻣﻧﺗدى اﻷدﺑﻲ" اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﺗﺣﺎد اﻷدﺑﺎء واﻟﻛﺗﺎب
اﻟﯾﻣﻧﯾﯾن-ﻓرع ﻟﺣﺞ ،اﻟﻌدد ) (٣٣ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﮭرﺟﺎن اﻷول ﻟﻠﻘﻣﻧدان ٢٧/٣٠ﻧوﻓﻣﺑر
،١٩٨٨ﻧﺷر ﻓﻲ أﻛﺗوﺑر/دﯾﺳﻣﺑر .١٩٨٨
ﻋﺑده ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ،اﻟﻘﻣﻧدان :ﻗﺑس ﻣن ذﻛراه ،دراﺳﺔ ﻣﻘدﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﮭرﺟﺎن اﻟﻘﻣﻧدان
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻧوﻓﻣﺑر ،١٩٨٨ﻧﺷرت ﻓﻲ "ﻣﮭرﺟﺎن اﻟﻘﻣﻧدان اﻷﻣﯾر أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻌﺑدﻟﻲ"،
اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﯾروت.١٩٨٩-
ﻋﻠوي ﷴ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ،اﻟدان اﻟﻠﺣﺟﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﻧﺎء اﻟﯾﻣﻧﻲ ،ﻣﻘﺎل ﻧﺷر ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ
"اﻟﺣﻛﻣﺔ" ،ﻟﺳﺎن ﺣﺎل إﺗﺣﺎد اﻷدﺑﺎء واﻟﻛﺗﺎب اﻟﯾﻣﻧﯾﯾن ،اﻟﻌدد ) ،(١٦٠ﻧﺷر ﻓﻲ ﻣﺎﯾو
.١٩٨٩
ﻋﯾﺎش اﻟﺷﺎطري ،ﺷﻌراء أﺣﺑﺑﺗﮭم ،ﺻﺎدر ﻋن ﻣرﻛز ﻋﺑﺎدي ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر،
اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،٢٠٠٥-رﻗم اﻹﯾداع ﻓﻲ دار اﻟﻛﺗب ﻓﻲ ﺻﻧﻌﺎء ).(٢٨٩/٢٠٠٥
ﻓﺿل ﻋﻠﻲ ﻣﺑﺎرك ،اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻌر اﻟﻘﻣﻧدان ،دراﺳﺔ ﻧﺷرت ﻓﻲ "ﺳﯾﺎﺣﺔ ﻓﻲ روض
اﻟﻘﻣﻧدان" )ﺑدون ﺗﺎرﯾﺦ( ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﮭرﺟﺎن اﻟﻘﻣﻧدان اﻟﺛﺎﻧﻲ.
ﻓﺿل ﻋوض ﻋوزر ،اﻟﻘﻣﻧدان ﺷﺎﻋر وﻓﻧﺎن ،دراﺳﺔ ﻣﻘدﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﮭرﺟﺎن اﻟﻘﻣﻧدان
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻧوﻓﻣﺑر ،١٩٨٨ﻧﺷرت ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﺗﯾب.
ﻟطﻔﻲ ﺣﺳﯾن ﻣﻧﯾﻌم ،اﻟﻐﻧﺎء اﻟﻠﺣﺟﻲ ..أﻋﻼم وأﺣداث ،ﺻدر ﻋن ﻣرﻛز ﻋﺑﺎدي
ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺻﻧﻌﺎء ،٢٠٠٠-رﻗم اﻹﯾداع ﺑدار اﻟﻛﺗب ﻓﻲ
ﺻﻧﻌﺎء ).(١٦٠/٢٠٠٠
ﻛﻣﺎل ﺣﺳﯾن ﻣﻧﯾﻌم ،اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ أھم ﻗﺻﺎﺋد اﻟﻘﻣﻧدان ،ﻣﻘﺎل ﻧﺷر ﻓﻲ
ﻣﺟﻠﺔ "اﻟﻣﻧﺗدى اﻷدﺑﻲ" اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﺗﺣﺎد اﻷدﺑﺎء واﻟﻛﺗﺎب اﻟﯾﻣﻧﯾﯾن-ﻓرع ﻟﺣﺞ ،اﻟﻌدد
) (٣٣ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﮭرﺟﺎن اﻷول ﻟﻠﻘﻣﻧدان ٢٧/٣٠ﻧوﻓﻣﺑر ،١٩٨٨ﻧﺷر ﻓﻲ
أﻛﺗوﺑر/دﯾﺳﻣﺑر ١٩٨٨ﻋن ﻋدد ﺳﺎﺑﻖ ) (١٥ﻧﺷر ﻓﻲ .١٩٨٥
ﻣﺑﺎرك ﺣﺳن اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ ،اﻟﻣﻛﺎن ﻓﻲ ﺷﻌر اﻟﻘﻣﻧدان ،ﻣﻘﺎل ﻧﺷر ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ "اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ"
اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﺗﺣﺎد اﻷدﺑﺎء واﻟﻛﺗﺎب اﻟﯾﻣﻧﯾﯾن-ﻓرع ﻟﺣﺞ ،اﻟﻌدد ) ،(٤٠ﯾﻧﺎﯾر-ﯾوﻧﯾو
،٢٠٠٨اﻟﺣوطﺔ-ﻟﺣﺞ.
ﻣﺣﺳن ﺑﺎﻋدﯾل ،دان اﻟدﺣﯾف ،وأﻋﻣﺎل اﻟﻘﻣﻧدان ،ﻣﻘﺎل ﻧﺷر ﻓﻲ "ﺳﯾﺎﺣﺔ ﻓﻲ روض
اﻟﻘﻣﻧدان" )ﺑدون ﺗﺎرﯾﺦ( ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﮭرﺟﺎن اﻟﻘﻣﻧدان اﻟﺛﺎﻧﻲ.
ﷴ أﺣﻣد ﺑن ﻋﯾﺳﻰ ،ﺗﺄﺛﯾر اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻌر اﻟﻘﻣﻧدان ،دراﺳﺔ ﻧﺷرت ﻓﻲ "ﺳﯾﺎﺣﺔ ﻓﻲ
روض اﻟﻘﻣﻧدان" )ﺑدون ﺗﺎرﯾﺦ( ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﮭرﺟﺎن اﻟﻘﻣﻧدان اﻟﺛﺎﻧﻲ.
ﷴ ﺳﻌﯾد ﺟرادة ،ﻗراءة ﻓﻲ ﻓﺻل اﻟﺧطﺎب ،دراﺳﺔ ﻗ ُدﻣت إﻟﻰ ﻣﮭرﺟﺎن اﻟﻘﻣﻧدان
اﻟﺛﺎﻧﻲ ٣٠-٢٧ﻧوﻓﻣﺑر ، ١٩٨٨ﻛُﺗﺑت ﻓﻲ ﻧوﻓﻣﺑر ،١٩٨٨وﻧ ُﺷرت ﻓﻲ "ﻣﮭرﺟﺎن
اﻟﻘﻣﻧدان اﻷﻣﯾر أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻌﺑدﻟﻲ" ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﯾروت.١٩٨٩-
ﷴ ﻣرﺷد اﻟﻧﺎﺟﻲ ،اﻟﻐﻧﺎء اﻟﯾﻣﻧﻲ اﻟﻘدﯾم وﻣﺷﺎھﯾره ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،١٩٨٣ﺻﺎدر ﻋن
ﻣطﺎﺑﻊ اﻟطﻠﯾﻌﺔ.
ﷴ ﷴ ﻧﺎﺻر ،اﻟروح اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻌر اﻟﻘﻣﻧدان ،دراﺳﺔ ﻧﺷرت ﻓﻲ "ﺳﯾﺎﺣﺔ ﻓﻲ
روض اﻟﻘﻣﻧدان" )ﺑدون ﺗﺎرﯾﺦ( ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﮭرﺟﺎن اﻟﻘﻣﻧدان اﻟﺛﺎﻧﻲ.
ﻣﺣﻣود اﻟﻣداوي ،ﻧﺣو ﻓﮭم ﻣﻌﺎﺻر ﻟﻺﻧﺗﺎج اﻟﻧﺛري ﻟﻠﻘﻣﻧدان ،ﻣﻘﺎل ﻧﺷر ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ
"اﻟﻣﻧﺗدى اﻷدﺑﻲ" اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﺗﺣﺎد اﻷدﺑﺎء واﻟﻛﺗﺎب اﻟﯾﻣﻧﯾﯾن-ﻓرع ﻟﺣﺞ ،اﻟﻌدد )(٣٣
ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﮭرﺟﺎن اﻷول ﻟﻠﻘﻣﻧدان ٢٧/٣٠ﻧوﻓﻣﺑر ،١٩٨٨ﻧﺷر ﻓﻲ أﻛﺗوﺑر/دﯾﺳﻣﺑر
.١٩٨٨
ﻣﺣﻣود ﺣﺳﯾن ﺳﺑﻌﺔ ،اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗراث ﻣن ﺑﯾن ﻗﺿﺎﯾﺎﻧﺎ اﻟﮭﺎﻣﺔ ،ﻣﻘﺎل ﻧﺷر ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ
"اﻟﻣﻧﺗدى اﻷدﺑﻲ" اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﺗﺣﺎد اﻷدﺑﺎء واﻟﻛﺗﺎب اﻟﯾﻣﻧﯾﯾن-ﻓرع ﻟﺣﺞ ،اﻟﻌدد )(٣٣
ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﮭرﺟﺎن اﻷول ﻟﻠﻘﻣﻧدان ٢٧/٣٠ﻧوﻓﻣﺑر ،١٩٨٨ﻧﺷر ﻓﻲ أﻛﺗوﺑر/دﯾﺳﻣﺑر
.١٩٨٨
ﻣوﺳوﻋﺔ ﺷﻌر اﻟﻐﻧﺎء اﻟﯾﻣﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،وﺿﻊ ﻋدد ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن
واﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﯾن اﻟﯾﻣﻧﯾﯾن ﺗﺣت إﺷراف "ﻋﻠﻲ ﺣﺳن اﻟﺷﺎطر" ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم
،٢٠٠٧ﺻﺎدرة ﻋن داﺋرة اﻟﺗوﺟﯾﮫ اﻟﻣﻌﻧوي ،ﻣطﺎﺑﻊ اﻟﺗوﺟﯾﮫ-ﺻﻧﻌﺎء ،رﻗم اﻹﯾداع ﻓﻲ
دار اﻟﻛﺗب٢٠٠٥ (٢٧٩) :م.
" :١اﻟزﯾﺎدي" :اﺳم ﻗرﯾﺔ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻏرب ﺣوطﺔ ﻟﺣﺞ" .اﻟوھط" :اﺳم ﻗرﯾﺔ ﺗﻘﻊ ﺟﻧوب
ﻏرب اﻟﺣوطﺔ.
" :٢اﻟﻌﻧد" :اﺳم ﻗرﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻣﺎل اﻟﺣوطﺔ" .اﻟﺷﻘﻌﺔ" :اﺳم ﻗرﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻣﺎل اﻟﺣوطﺔ.
" :٣اﻟﺻﻣﺻﺎم" :اﺳم ﻗرﯾﺔ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻏرﺑﻲ اﻟﺣوطﺔ.
" :٤ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم" :ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﻓﺿل اﻟﻌﺑدﻟﻲ ،اﻟﺳﻠطﺎن ﺷﻘﯾﻖ اﻟﺷﺎﻋر.
" :٥ﻓﺿل" :اﺑن أﺧﯾﮫ اﻟﺳﻠطﺎن ،اﻟذي ﺗوﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﻌد وﻓﺎة ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم.
أﻟﻘﺎھﺎ ﻓﻲ ﺣﻔل ﺗﺄﺑﯾن اﻟﻣﻠك ﻏﺎزي ﺑن ﻓﯾﺻل ﻣﻠك اﻟﻌراق
اﻟﻔﻘﯾد اﻟﻌظﯾم
ب وھذا اﻟﻧظﺎمْ
وھذا اﻟﺧطﺎ ِ أﺗدرون ﻣﺎ ﺷﺄنُ ھذا اﻟزﺣﺎمْ
ﺣﻔﯾ ِد اﻟﺣﺳﯾن وﻧﺟل اﻟﺣﺳﺎم ﻟﻧذﻛر ﻋﮭ َد اﻟﻔﻘﯾ ِد اﻟﻌظﯾمِ
َ
وإن ﻛﺎن ﻣﺎ زال ﺑﻌد اﻟﻔطﺎم وإن اﻟﻌزاء ﻟﻔﻲ ﻓﯾﺻلٍ
وﻣﺎ زال ﯾزداد ﻓﻲﱠ اﻟﮭُﯾﺎم ﻟﻘد ﻋﺷتُ ﻓﻲ ﺣﺑّﮭم ھﺎﺋﻣﺎ ً
رﺟﺎل اﻟﻧدى ودﻋﺎة اﻟﺳﻼم ﻟﻣﺎذا ﻻ أﺣبﱡ رﺟﺎ َل اﻟﮭدى
ﯾزﯾل اﻟﻧﻘﺎب ﯾﻣﯾط اﻟﻠﺛﺎم ﻓﻘد ﺷرع اﻟﺷﻌر ﻓﻲ ﻣدﺣﮭم
ﯾﺳﯾل اﻟﯾراع ﻛﻣﺎء اﻟﻐﻣﺎم إذا ﻣﺎ ﻛﺗﺑت ﺳﺟﺎﯾﺎھم
أﺗﻰ ﻛوﻛب ﺑﻌده ﻓﺎﺳﺗﻘﺎم ﻧﺟوم اﻟﺳﻣﺎء إنْ ھوى ﻛوﻛب
وأھل اﻟﺻﻔﺎء اﻟزاھدون اﻟﻛرام ﺑﻧو اﻟﻣﺻطﻔﻰ ورﺟﺎل اﻟوﻓﺎء
وأﺧﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﺷرق ﺑوذا ورام ﺑﻧو ﻣن ﺳﻘﻰ اﻟﻐرب ﻣن ھدﯾﮫ
وﯾﺎﻓث ﻋﻠ ّﻣﮫ ﻗﺑل ﺣﺎم وﻋﻠ ّم ﺳﺎ ﺳﺑﯾل اﻟﮭدى
ﻟﮭم ﻓﻲ ﺑﯾﺗﮫ رﺟﺎل ﻋظﺎم وﻣن ﻣﻌﺟزاﺗﮫ ﻓﻲ ﻗوﻣﮫ
وﺗﺣﯾﺎ ﻓﻠﺳطﯾن ﺗﺣﯾﺎ اﻟﺷﺎم ﻟﺗﺣﯾﺎ اﻟﻌراق وﺗﺣﯾﺎ اﻟﺣﺟﺎز
ﻟﮭﺎ ﻣن ﺑﻧﯾﮫ اﻟﻌظﺎم اﻹﻣﺎم وﻗﺣطﺎن ﺗﺣﯾﺎ وأﻧﻲ اﺑﻧﮭﺎ
اﻟدﻋﺎء اﻟﺳﻠطﺎﻧﻲ اﻟﻌﺑدﻟﻲ
ﺑﻣﻧﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻼد ﺗﺟﻠ ّﻰ أﻟف ﻣرﺣﻰ وأﻟف أھﻼ وﺳﮭﻼ
إﻧﻣﺎ أﻧت ﯾﺎ ﻣﻣﻠك أوﻟﻰ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻟﺣﺞ ﺣﯾن ﻏﺑت رﺟﺎل
ھو ﻻ ﺷك ﻣن ﺷﻔﺎﺗك أﺣﻠﻰ ﻟﻔظوا اﻟﻌدل ﻣن ﺷﻔﺎﺗﮭم ﻋذب
ﻟدﻧﺎ ﺑﻘدوﻣﻛم ﻓﺗدﻟﻰ ﻧﺻﺑوا ﻟﻠﻌﺑﺎد ﻣﯾزان ﻟﻠﻌد
أﻧت ﻏوث روﯾت ﻓﻲ اﻷرض ﻣﺣﻼ١ أﻧت ﻧور ﻣُﺑدّد ﻟﻠدﯾﺎﺟﻲ
واﻟﺷرﯾف اﻟﻔﺗﻲ وربّ اﻟﻣﻛﻼ٢ ﯾوم ﻛﻧﺗم ﻣﻊ اﻟﺳﻌودﯾن واﻟﺳﯾف
داﻋﻲ ﷲ أن ﯾﻌﯾن وﯾﻛﻼ ﻛﺎن ﻗﻠب ﺟزﯾرة اﻟﻌرب ﯾﻣﺳﻲ
ﻻ ﻋدﻣﻧﺎ ھداك ﻗوﻻ وﻓﻌﻼ أﻧت رﻛن اﻟﺑﻼد أﻧت ﻋﻣﺎد
وھﻧﺎء وأﻟف أھﻼ وﺳﮭﻼ ﺣﺎﻛم ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻌﻣر ﻣدﯾد
ھواﻣش:
ﻣﺗﻰ ﺷﻛﺎ اﻟﻘﻠبُ إﻟﯾك اﻟﺑﻌﺎ ْد ﯾﺎ ﺟﻔن ﻻ ﺗﮭﻧﺄ ﻟذﯾذ اﻟرﻗﺎ ْد
ﻣ ّل ﺳرﯾر اﻟﻧوم رطب اﻟوﺳﺎ ْد ﻓﻣﺎ ﻟﺟﻧﺑﻲ ﻗد ﺟﻔﺎ ﻣﺿﺟﻌﻲ
رق ﻓﮭﺎم اﻟﺻﺑﺢ ﻓﻲ ﻛل وا ْد وﺧﺎطر اﻟﻌﺷﻖ ﺣﺎﻛﻰ اﻟﮭوى
إذا ﺗوﻻه وأوھﻰ اﻟﻔؤا ْد ﻣﺎ ﺣﯾﻠﺔ اﻟﻘﻠب ﻟ َﺣرّ اﻟﻧوى
وﺟف اﻟﻣدا ْد
ّ ﻣﺎ ﯾﺷﻛﻲ اﻟﻘﻠب ﻟم ﯾ َﺳَﻊ اﻟﻘرطﺎس ﻓﯾﻣﺎ ﺣوى
ﻛ ّﺣ َل ﻋَ ْﯾﻧَﻲْ ﻓﺎﺗ ِﻧﻲ ﺑﺎﻟﺳواد أدرى ﺑﮫ ﷲ اﻟﻘدﯾر اﻟذي
وﯾﺑﻌث اﻷﻣوات ﻣن ﻋﺻر ﻋﺎ ْد ﯾ ُرْ دِي ﺑﮭﺎ اﻷﺣﯾﺎء ﻓﻲ ﻋﺻره
ﺗﺎج ﺷﻣﺳﺎن
" :١ﺑﻧت اﻟﺟزﯾرة" :ﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ ﺻﺣﯾﻔﺔ ﻓﺗﺎة اﻟﺟزﯾرة اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺻدر ﻓﻲ ﻋدن.
آن اﻟﺣﺻﺎد
وﺳﺎل ﻣﺎءُ اﻟﺳّﻘْوِ ﻓﻲ ﻛل وا ْد ﯾﺎ ﻏِرﺑﺔ َ اﻹﺣﺳﺎن زال اﻟﺟرا ْد
ﻟﺣﺻدك اﻟ ﱠﻧﺻﱠﺎد آن اﻟﺣﺻﺎد ﻓﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟزّ رّ اع ِ إنْ ﻗﺑّﺿوا
ﺷذا اﻟﮭُرُ ْد واﻟﻛﺎﺷﻧﻲ واﻟزﯾﺎد١ ف اﻟﮭوا
رقﱠ ﻧﺳﯾم اﻟﺻﺑﺢ زَ ﱠ
اﻟﺑﯾض ﻻھْلِ اﻟرﱠ واد٢
َ ت
واﻟﻣﺷرﻗﯾﺎ ِ ت اﻟﺣﺎو ﺻُرﱠ اﺑ ُﻧﺎ
إنّ ﺑﻧﺎ ِ
رﻗْﻌ َْﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺻور ﻓﯾﮭﺎ وزا ْد٣ ﺗﺑﺎرك اﻟزرع اﻟذي اﻧﺑﺗتْ
واﻷرض واﻟﺟﺳرﯾن ﺗﺣت اﻟﺧِ داد٤ ﺗﺑﺎرك اﻟزرع وأرﺑﺎﺑ ُﮫُ
ھواﻣش:
" :١اﻟﮭرد واﻟﻛﺎﺷﻲ واﻟزﺑﺎد" :اﻷول واﻟﺛﺎﻧس اﺳﻣﺎء ﻓواﻛﮫ ﺗﺳﺗﺧﻠص ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺳﺎﺣﯾﻖ
ﺗﺟﻣﯾل ،واﻷﺧﯾر ﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟﻌطور.
" :٢ﺑﻧﺎت اﻟﺣﺎو" :ﯾﻘﺻد اﻟﻔﺗﯾﺎت اﻟﺑدوﯾﺎت اﻟﻼﺗﻲ ﯾﺳﻛن ﺣﺎرة اﻟﺣﺎو ﻓﻲ ﺣوطﺔ ﻟﺣﺞ.
"اﻟﻣﺷرﻗﯾﺎت" :اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻠﺗﻲ ﯾﺳﻛن ﺣﺎرة اﻟﻣﺷﺎرﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﻣﺣﺎذاة اﻟﺣوطﺔ" .ﻷھل
اﻟرواد" :وھم اﻟﻣزارﻋون ﻓﻲ وادي ﺗﺑن.
" :٣رﻗﻌﺔ ﻋﻠﻲ ﻣﻧﺻور" :ﺣﻘل ﻋﻠﻲ ﻣﻧﺻور اﻟﻣﺷﮭور ﻓﻲ ﻟﺣﺞ.
" :٤اﻟﺟﺳرﯾن" :اﻟﺟﺳور اﻟﺗﻲ ﯾﻣر ﻣن ﺗﺣﺗﮭﺎ اﻟﺳﯾول" .اﻟﺧداد" :ﻗرﯾﺔ ﺷﻣﺎل ﺑﺳﺗﺎن
اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ اﻟذي ﯾﻣﻠﻛﮫ اﻟﺷﺎﻋر.
أرﺳﻠﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﯾد إﻟﻰ ﺻدﯾﻘﮫ اﻟﺷﯾﺦ "أﺣﻣد ﷴ اﻟﻌﺑﺎدي" ،ﻣرﻓﻘﺔ ﻣﻊ ﻛﺗﺎب "ﺗﻠﺑﯾس
إﺑﻠﯾس" ﻻﺑن اﻟﺟوزي .وأﺟﺎﺑﮫ اﻟﺷﯾﺦ اﻟﻣذﻛور ﺑﻘﺻﯾدة ﻣن ١٦ﺑﯾﺗﺎ ً.
ﻧﻐم ﯾﺎﻓﻌﻲ
" :١ﺧو ﻣﺣﺳن" :ﻣﺣﺳن ھو أﺧو اﻟﺷﺎﻋر ،وھﻧﺎ ھو ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﻧﻔﺳﮫ" .اﻟﻛزاﺑﮫ" :ﺷﺟر
اﻟﻧﺎرﺟﯾل.
" :٢ھﯾم" :ﺷرد ﺑﻔﻛره.
" :٣ﺳﮭون" :ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻣﻧﺗظرﯾن" .اﻟرﻣﺎده" :أﺣد ﺑﺳﺎﺗﯾن اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ اﻟذي ﯾﻣﻠﻛﮫ اﻟﺷﺎﻋر.
"ﻋﺑﺎﺑﮫ" :ﺗدﻓﻖ ﻣﺎء اﻟوادي.
" :٤ﺗﺣزم" :اﺳﺗﻌد" .ﻗﺑﺎﺑﮫ" :ﻗﺻر اﻟﺳﻼن اﻟﻌﺑدﻟﻲ.
" :٥ﺗﺷﻣم" :اﺑﺣث" .اﻟﺳﻠك" :أﺳﻼك اﻟﮭﺎﺗف.
" :٦ﺛ َمْ " :ﺑﻣﻌﻧﻰ ھﻧﺎك" .ﺳﻠطﺎن اﻟﺣواﺷب" :ﯾﻘﺻد اﻟﺷﺎﻋر ﻋﻠﻲ ﻣﺎﻧﻊ وھو ﺣﺎﻛم
ﺳﻠطﻧﺔ اﻟﺣواﺷب ﻓﻲ ذﻟك اﻟزﻣن.
" :٧ﻋﺳﻰ ﻣﺎﺷﻲ ﺧرب" :ﻟﻌﻠﮫ ﻟم ﯾﺣﺻل أي ﺧراب" .ﺟول ﻣدرم" :اﺳم ﻗرﯾﺔ ﺗﻘﻊ
ﺷﻣﺎل ﺣوطﺔ ﻟﺣﺞ" .ﻣﻧﺎﻋﮫ وذاﺑﮫ" :اﺳﻣﺎء ﺟﺑﺎل ﻓﻲ ﺳﻠطﻧﺔ اﻟﺣواﺷب.
" :٨اﻟﺗرﻛﻲ" :اﻟﺟﯾش اﻟﺗرﻛﻲ" .ﺗﮭﻣﮭم" :ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺗﺣرك" .ﺟراﺑﮫ" :اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﮭم.
" :٩ﻧﺗف ﺷﻧﺎﺑﮫ" :ﻧﻧزع ﺷﻌرات ﺷﺎرﺑﮫ ،ﺑﻘﺻد اﻟﺗﮭدﯾد.
" :١٠ﺳﺑﺎره" :اﻟﺗﻣوﯾن اﻟﻐذاﺋﻲ واﻟﻣﻌدات اﻟﺣرﺑﯾﺔ.
" :١١ﺣﻠ ّﻖ" :إﻟﺗف ﺣول اﻟﻌدو" .ﺳوﻗوه" :اﺿرﺑوه ﺑﻘوة" .ﻣن ھﻛﮫ وﻣن ﺛم" :ﻣن ھﻧﺎ
وﻣن ھﻧﺎك.
" :١٢اﻟﻣﻌﻔص" :ﺛﻣرة ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻟﻠﺧﺿﺎب.
" :١٣ﻣﺣﻧوب" :ﻋﺎﻟﻖ.
" :١٤ﯾدﻛﻊ وﯾدرم" :ﯾﺗﻌﺛر ﻓﻲ ﻣﺷﯾﮫ.
" :١٥ﻣﺳﻣﺳﻧﻲ" :أذاﺑﻧﻲ" .ﺳﻣﺳم" :اﺳﻘﻣﻧﻲ ﻣن اﻟزاد.
" :١٦اﻟﺟذﺑﮫ" :اﺳم رﻗﺻﺔ ﻣﻧﺗﺷرة ﺑﻛﺛرة ﻓﻲ اﻟﻣواﻟد" .اﻟدﻣﻧدم" :أﯾﺿﺎ ً اﺳم رﻗﺻﺔ
ﻣﺷﮭور ﻓﻲ ﻟﺣﺞ ﻣﺳﻘط رأس اﻟﺷﺎﻋر" .ﻣﻛرﯾب" :اﺷﺗﻌﺎل اﻟﻧﯾران.
" :١٧ﺷﻧف" :ﺷﻘر ﺑﻌﯾﻧﮫ وﻧﻔر" .درم" :اﻹﺳراع ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻲ" .اﻟﺣﻧش" :اﻷﻓﻌﻰ.
"ﯾدﻋس" :ﯾدوس.
" :١٨ﺗﻔزع" :ﺗﺧﺎف" .ورش" :ﺧﻔﯾف اﻟروح.
" :١٩أص أص وﺑم ﺑم" :ﻋﻣل ﺑﺳرﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻣن ﻏﯾر اﻹﻓﺻﺎح واﻟﻛﺷف ﻋﻣّﺎ ﯾﻘوم ﺑﮫ.
"ھرا ﺑﮫ" :اﻹﻓﺻﺎح وﻋدم اﻟﺗﻛﺗم.
" :٢٠ﯾﺣرد" :ﯾزﻋل" .ﺑرطم" :ﻏﺿب.
ﻏدَرْ " :اﻟظﻠﻣﺔ" .ﺳرى" :أﺳرع اﻟﺳﯾر ﻓﻲ اﻟﻠﯾل" .اﻟﺣﺑﺎﺑﺔ" :ﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ اﻟﺟدة ﻣن
َ " :٢١
اﻷم ،أو ﻓﻘط اﻟﻣرأة اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟﺳن.
" :٢٢ﺧرش" :ﺗرك اﻟﺷﻲء" .ھﻧﺟم" :ﺗوﻋّد" .ﻣﻠﯾﻧﺎ" :ﻣﻠﻠﻧﺎ.
" :٢٤ﻣﻛرﻋم" :ﻣدوّ ر. " :٢٣ﻣﺷﺗﺣن" :ﻏﺎﺿب.
" :٢٥ﻋﻛر" :ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺷﻲء ،وھﻧﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺻﻌوﺑﺔ ﻋﻼﺟﮫ ﻟدى اﻷطﺑﺎء.
"ﺣﻧﺎﺑﮫ" :ورطﺔ.
" :٢٦ﻟﺟم" :ﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﻛﻼم.
" :٢٧ﻣﻌرك" :ﻣﻌرﻛﺔ أو ﻣﺷﺎﺟرة" .ﻣرﺟم" :اﻟﺗراﺷﻖ ﺑﺎﻟﺷﺗﺎﺋم.
" :٢٨ﻧطﺣس" :ﻧﻧزﻟﻖ.
أﻟ ّﻔﮭﺎ ﻓﻲ ١٣٣٦أﺛﻧﺎء اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﻋدن ،ردّا ً ﻋﻠﻰ
ﻗﺻﯾدة ﻟﻠﺷﺎﻋر ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﯾﺎﻓﻌﻲ
ﻧﻐم ﯾﺎﻓﻌﻲ
واﺳْﺄ َﻟ ُ ْﮫ ﻓﻲ اﻟ ِ ّد رﯾﺟﺎ ِﻟ ْﯾ ْﮫ ﺻﺎﯾﺢ وﻧﺎدي١ ﯾﺎ رﺳوﻟﻲ ﺗﺳﻠ ّم ﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻣْ ر ﻣﺣﺳن
ﻗ ُلْ ﻟِﺻﺎﻟﺢ ﻋُﺑﺎ ِدة ْ اﺳﺄل اﯾن اﺣﻣد َض ذي ﺑﺎﺗﮭِ ْد أو ﺑﺎﺗ ْﮭِ ِدّن
ﻓﯾن ﻗ ُوم اﻟرﱠ ﻓ ْ
ﻋُﺑﺎدي٢
ﺧﺎوﯾﺔ َﻗ ْﻧﺑ َﻠَت ﻓﯾﮭﺎ اﻟطﯾور اﻟﺣِ دادي٣ ﻛﯾف ﺣﺎل اﻟﻣُ دُنْ ﻣﺎ ﻋﺎد ﻓﯾﮭﺎ ﻣؤذ ّن
واﻟرﻋﯾّﺔ ِﺷﺗ َﺎت ﻓْرُ ور ﻓﻲ ﻛلّ وادي٤ ﻻ ﻣﺗﻰ اﻟﻛذب ذا ﯾ ِﺣْ ِﺷ ْد وھﺎذاك ﯾ ِطْﺣَ نْ
ﺳِرّ ﻣﺎ ﯾﻌﻠﻣون اﻟ ِﺳّرّ أھل اﻟﺑوادي ُﺣﺻْن ﻗﻠﻌﺔ ﻋَ دَنْ ھﺎﯾ ِلْ وﻗوّ ة ﺗ ِﺟِ ﻧ ِ ّن
ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎ ﺗﺣطم اﻟطﯾّﺎر ﯾِ ﻧ ِْزلْ إرادي أﯾن ذي ﻗﺎل ﺑﺎ ﯾﻘرأ وﺑﺎ ﯾ َﺄﻣُر اﻟﺟِ نْ
ﺑ ِتّ ﯾﺣﯾﻰ أﻣﯾر اﻟﺟﯾش ﺑِتْ ﻣن ﺑﻼدي٥ ْﻣﺔ وﺷُوﻓ ُ ْﮫ ﺗ ِﺷَﻧْ ﺷَنْ
اﻟﻘ ُطَﯾﺑﻲ ﻓ َﻌ َلْ ﻛِﻠ ْ
ﺗ ِ ْﻌﺗ ِﺟِ نْ ﯾوﻣﮭﺎ ﻣﻘﺑل ﺑزﻓﺔ وﺣﺎدي٦ ﻣﺎ ﻣﻌك ﻧﻔﻊ ﻓﻲ اﻟﺿﺎﻟِﻊْ وﺻﻧﻌﺎ ﻣُطَ ﻧ ِ ّن
ﺑﺎﻟﻘﻧﺎﺑلْ ﺗ ِﺣِ نْ أو ﯾﺑﻠﻐون اﻟﻣرا ِد٧ ﻗﺎل ﻣﯾﺷل وﻓﺎول ﻣﺎ ﯾﺧﻠ ّوك ﺗﺳﻛن
ﻓﻲ ذﻧوﺑ َكْ َﻛﺷَﻔْكَ ﷲ ﺧﺎﻓﻲ وﺑﺎدي ﻋﯾب ﺗ ِﺧْ ِربْ ﻣداﺋﻧﻛم وﺑﺎﯾِﺧْ ﺳِفِ اﻟﺑن
ُف اﻟﻌِﻧﺎ ِد٨
ﯾﺎ ﻣُ َﺧﺑّﺎ ﻓﻲ اﻟ ِدّﺑداب ﻛ ّ ﻟ َﻧْتَ ﻣﺟﻧون ﻣﺎ ﺗ ِﻔْطَن ﺣﺻل ذي ﯾ ِﻔِطّنْ
ﻣن ﯾ َدَكْ ﺧﺎف ﺑﺎﯾﻠﺑس ﺛﯾﺎب ﻓﺄﻧت ﻣﺳؤول إن ﺻﺎب اﻟﯾﻣنْ ﺟرح ﻣزﻣن
اﻟﺣِ دا ِد
اﯾش ﺑﻌد اﻟﺗﺧﺑّﺎ ﻓﻲ اﻟ ِ ّدﺑ َبْ ﻣن ﺟﮭﺎ ِد َس ِﺳ ِﻛ ّنْ
ﯾﺎﻟﻣﺟﺎھ ْد ﺧزاك ﷲ ﻛﯾ ْﮫ ﺑ ّ
وﺳط ﺟوّ ھﺎدي٩
ْ ﻓﺎزﻓﻧوا ﺧﺎرج اﻟﻧ ﱠﻘْﺷﺔ ﻛل رﻗ ّﺎص ﯾﻌرف ﻓﯾن ﯾرﻗص وﯾزﻓن
ﯾﺎ أذﯾ ّْﺔ ﺑﻧﻲ آدم وﺿﯾﻖ اﻟﻌﺑﺎ ِد واﺗﻘوا ﷲ ﯾﺎ اﻟﺳﺎدة ﻧ ُﺑﺎ اﻟﺧﻠﻖ ﺗ ِﻔْﮭَنْ
وإن ﺗ ُﺑ ُوا ﯾوم ﻣن ﻗﺣطﺎن ﯾﺳﺣﻖ وﯾدﻓن ﺳ ُْو ﻟ َﻛُم ﻋَﻣْ د ﻓﻲ ﺿرّ اﻟﻣداﯾن أﯾﺎدي١٠
ھواﻣش:
" :١اﻟدرﯾﺟﺎ" :ﻣﻧطﻘﺔ ﻓﻲ ﺳﻠطﻧﺔ اﻟﺣواﺷب ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة.
" :٢ﺑﺎﺗﮭد" :ﺳﺗﮭﺟم" .ﺑﺎﺗﮭدن" :ﺳﺗﮭدأ.
" :٣اﻟﺣدادي" :ﺟﻣﻊ ﺣدأة.
" :٤ﻓرور" :ھﺎرﺑﯾن.
" :٥اﻟﻘطﯾﺑﻲ" :ﻣﻧطﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎذاة اﻟﺿﺎﻟﻊ" .ﺗﺷﻧﺷن" :ﺗﺳﺗﻌد
" :٦ﻣطﻧن" :ﻣذھول" .ﺗﻌﺗﺟن" :ﺗﺿطرب.
" :٧ﺗﺣن" :ﺗدور وﯾﺳﻣﻊ ﺻوﺗﮭﺎ.
" :٨اﻟدﺑداب" :ﻧوع ﻣن اﻷﻧﻔﺎق ﯾ ُﺣﺗﻣﻰ ﻓﯾﮫ ﻣن ﻗﺻف اﻟطﺎﺋرات.
" :٩ﯾزﻓن" :ﻧوع ﻣن اﻟرﻗﺻﺎت.
" :١٠ﺗﺑوا" :ﺗرﯾدون.
أي ﺑﻠﺑل ﻓﻲ اﻟﮭوى
وطﯾﻔ ُﮭﺎ ﻟم ﯾﻔﺎرق إﻧﺳﺎﻧﻲ رﻣﺣُﮭﺎ ﻗدﱡھﺎ ﺳﯾﻔ ُﮭﺎ ﻟ َﺣْ ظُﮭﺎ
اﻷﻣﺎنَ اﻷﻣﺎنَ ﻣن ﺳﮭﺎم اﻟﻠﺣظِ اﻟﻔﺗﺎن
ھواﻣش:
ﻧﻐم ﯾﺎﻓﻌﻲ
" :١اﻟﻣواﺗر" :ﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ اﻟﺷﺎﻋر اﻟﺳﯾﺎرات ،وھﻲ ﻛﻠﻣﺔ ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ
).(Motor
" :٢اﻟﺳﻛﺔ" :ﯾﻘﺻد اﻟﺳﻛﺔ اﻟﺣدﯾدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗرﺑط ﻣدﯾﻧﺗﻲ ﻟﺣﺞ وﻋدن.
" :٣اﻟﻔورد" :ﺳﯾﺎرات اﻟﻔورد" .ﻗﮭوﺟﻲ" :اﺳم ﺑﺎﺋﻊ اﻟﺳﯾﺎرات ﻣن اﻟﮭﻧود.
" :٤اﻟﻛراء" :اﻷﺟرة" .ﺳﻧب" :ازداد.
" :٥اﻟﻘﺻﻌﺔ" :اﻟﻌﻠﺑﺔ.
" :٦اﻟﺑﻧﻛﮫ" :اﻟرﻓﺎف وھو ﺣﺎﺟز اﻟﻌﺟﻼت.
" :٧ﺗﺑﻧﺷر" :ﺗﻘطﻊ اﻟﻌﺟﻼت وﺗﺳرب اﻟﮭواء ﻣﻧﮭﺎ" .اﻟﻛﻣﺎن" :اﻟرﯾش ،ﺣﺎﻣل ﺟﺳم
اﻟﺳﯾﺎرة.
" :٨ﻟﯾت" :ﻣن اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ) (Lightﺑﻣﻌﻧﻰ ﺿوء أو ﻣﺻﺑﺎح.
" :٩اﻟوﻛﺎ" :ﻣﺎ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﻧظﺎم واﺧره" .اﻷﺳﺗﺎن" :ﻣﺣطﺔ اﻟﺳﯾﺎرات
" :١٠دار اﻷﻣﯾر" :ﻣﻧطﻘﺔ ﺗﻘﻊ ﺷﻣﺎل ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺛﻣﺎن ،ﺗﺳﻣﻰ اﻟﯾوم دار ﺳﻌد.
" :١١اﻟﺗﻛﺳﻲ" :ﻣن اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ) (Taxiﺑﻣﻌﻧﻰ ﺳﯾﺎرة أﺟرة" .روﺑﯾﮫ" :ﻋﻣﻠﺔ ھﻧدﯾﺔ.
" :١٢اﻟزراﯾب" :اﻟﺣظﺎﺋر" .اﻟﺣواﻓﻲ" :اﻷﺣﯾﺎء واﻟﺷوارع" .اﻟﺟرﺷﺑوﯾﺎت" :ﻟﻔظ
إﻧﺟﻠﯾزي ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻣﺳﺎﻋد اﻟﺳﺎﺋﻖ.
أﻟ ّﻔﮭﺎ ﻓﻲ ﺻﻔر .١٣٤٩وھﻲ اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻗﺻﯾدة ﻗﺎم ﺑﺗﺄﻟﯾﻔﮭﺎ ﻗﺑل ﺳﻧﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
إﻧﺷﺎء ھذه اﻟﻘﺻﯾدة.
ﯾ ُوﻣِ ﻲ ﺟَ ﻌ َْﻠﺗ َكْ ﻣَ زار ﻣﺗﻰ ﻣﺗﻰ واﺟِ ﮭَكْ واﺳْﻣُرْ ﻣﻊ اﻟﺳﱡﻣﱠﺎر
ﻣﺎ ﻟﯾﻠﺔ إﻻ وأﻧﺎ ﻣﺎر
ﺣوﯾت ﻛل اﻟﻔﺧﺎر ﻣﺎذا ﻋﺳﻰ ﻓﻲ ﻣَ دِﯾﺣَكْ ﺗ َﻧْطُﻖ اﻟ ﱠﺷﻌ ّﺎر
ﺻﻔِﻲ ﺷوﻗﻲ اﺣﺗﺎر٣
ﺣﺗﻰ اﻟ ﱠ
واﯾّﺎم َوﺻْﻠ َكْ ﻗِﺻﺎر وان ﻛﺎن ﺗ َرّ ﻛْ ﺗَﻧ ِﻲ ﯾ ِﻠْﻌَبْ ﺑﻲ اﻟﺗﯾّﺎر
ﺑﺎﻗول ﻣﺎ ﻗﺎل َﺑﺷّﺎر٥
ھواﻣش:
ﺛ ُمْ ﻋﺳلْ ﻣن ﻋُﻠ ُوب١٠ ﺛ ُمْ دﻓﺎ اﻟﻠﯾل ﻻﺟﺎ اﻟﺑرد ﺧَﺑﺧوب
ﺻدر ﻣﯾداﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﺻر ﻣﻘطوب١١
ھواﻣش:
" :١اﻟﺑﺎﺷﺎ ﺳﻌﯾد" :ﻋﻠﻲ ﺳﻌﯾد ﺑﺎﺷﺎ ،اﻟﺟﻧرال اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ اﻟذي اﺣﺗل اﻟﺳﻠطﻧﺔ اﻟﻌﺑدﻟﯾﺔ
ﺧﻼل اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ" .اﻟﺑوش" :اﻟﺟﯾش اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ.
ﯾﺎ ﻣرﺣﺑﺎ ﺑﺎﻟﮭﺎﺷﻣﻲ
ﻗ ُل ﻟﻸﻓﻧدي روﺣت دار اﻟﺧﻼﻓﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ دﻣﺷﻖ ﯾﺎ ﻋﺎﻧﻲ ﺳرى ﺑﺎﻟﺧط ﺷده ﻋﺎﻧﯾﺔ
أرض اﻟﻐﻧﻰ واﻟﻐﺎﻧﯾﺔ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻘطوف اﻟداﻧﯾﺔ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻌﯾون اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻓﯾﮭﺎ اﻟرﯾﺎض اﻟزاﻛﯾﺔ
ﻓﯾﮭﺎ اﻟطﯾور اﻟﺳﺎﺟﻌﺔ ﻓوق اﻟﻣﯾﺎه اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ ﺗﺷﺟﻰ اﻟﻘﻠوب اﻟواﻟﻌﺔ ﻋﻧد اﻟﺧﺻور اﻟواھﯾﺔ
اﻟروض ﻓﯾﮭﺎ زھرھﺎ ﯾﺣﯾﻲ اﻟﻧﻔوس اﻟﻔﺎﻧﻲواﻟﻣﺎء ﯾﺟري ﺗﺣﺗﮭﺎ ﯾﺳﻘﻲ اﻟﻐﺻون اﻟظﺎﻣﯾﺔ
دﻣﺷﻖ ﻻ ﻣﺎﻟك دي أرض اﻟﻣﻠوك اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ ھﻧﺎك ﻛﺎن ھﺷﺎم ﺑن ﻋﺑد اﻟﻣﻠك وﻣﻌﺎوﯾﺔ
واﻟﺗرك ﻓرّ وا ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﻋﺎد ﻣﻧﮭم ﺑﺎﻗﯾﺔ دﻣﺷﻖ ﻓﯾﮭﺎ اﻹﻧﻛﻠﯾز أھل اﻟﺷروع اﻟواﻓﯾﺔ
وﻣن ﺑﻘﻰ أﻣﺎ أ ُﺳِر أو ﻧﻌﺗﮫ اﻟﻧﺎﻋﯾﺔ ﺧﻠوا ﻣداﻓﻌﮭم وﺧﻠوا اﻟﺳﯾوف اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ
واﻟﺧﯾل ﻗدھﺎ ﺑﻌﻠﺑك وإﻟﻰ ﺟﮭﺔ أﻧطﺎﻛﯾﺔ وﺑﻌدھﺎ ﺑﯾروت ﺷﻠوا واﻟﻣراﺳﻲ اﻟﺷﺎﻣﯾﺔ
ﯾﺎ ﻣرﺣﺑﺎ ﺑﺎﻟﮭﺎﺷﻣﻲ
اﻟو ِرﯾب١
وﻛﻠﻧﺎ ﻧ ِْﻠﻧﺎ اﻟﻣﻧﻰ ﺣُﻼل ﻓﻲ اﻟﺣَ ﯾْد َ
ش ﻓ ُرْ ﻗ ُ ْﮫ ﺗَﻌِﯾب
وذا اﻟﮭوى ﯾ ِﮭْوِ ي ﺑﻧﺎ وذا اﻟوِ ِر ْ
ھواﻣش:
واﺻﺑرْ ﻋﻠﻰ ﻧﺎر اﻟﮭوى داري اﻟذي ﺗﮭوى وﻗ َْﻠﺑ َكْ ﻓﻲ اﻟﮭوى ﻣرﺟوج رج
واﻟﺻﺑر ﻣﻔﺗﺎح اﻟﻔرج
وﺧﺎطري ﺳَﺎﻓ َرْ ﺗ َِوﻛﱠلْ ﻓﻲ اﻟﮭوى وﺣس اﻟﻘﻠب ﻣدﺣوس اﺣﺗﻠﺞ
ّ ﺣس اﻟﻛِﺑ ْد ﺗ ِ ْﺷﻌِلْ
ّ
ﻣَ دﱠن وﺣَﺞ١
ﺟﺎھِلْ ﻟِﻌِبْ ﻓﻲ اﻟﻘﻠب ﺳوﱠ ى ﻟﯾش اﻟﮭوى ﯾﺎ أھل اﻟﮭوى ﺣَ ﻠ ﱠﻖْ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺑﻲ َودَج
داﺧِ ِﻠ ْﮫ ﺣُﻔرة َوﻧَﺞ٢
وإن ﺟﯾت ﻧﺎ ﺑﺎﺷّل ﺑ َدّي ھز ﻗﻠﺑﻲ وﻛﻠﻣﺎ ﺳﺑّﯾت ﻟﮫ ﺳﺎﻟوا دﻣوﻋﮫ وارﺗﺑﺞ
واﻧﺗﺳﺞ٣
ﻏﺎﻓ َْﻠﻛُمُ اﻟﺟﺎھل َوﺳَط ﻗﻠﺑﻲ ﺗ ِﻣَ ﺳْﻠ َلْ وداع ﯾﺎ أھل اﻟو ّد دَوﱠ رْ ﻣَ رﻛَب اﻟﻌﺎﺷﻖ وﻋَﺞ
واﻧدرج٤
وﺑﺎﻟﺗ ِﺑﺞْ ﺣﯾث
وﻻ ِرﺟِ ﻊْ ﺑ َرْ ﺟَ ﻊْ ﻣﻌﮫ ْ ِف اﻟﺟﺎھِلْ وﺑﺎﺗﻌ َ ﺑّر ﻣﻌﮫ ﺳ ُْود اﻟﻠ ﱠﺟَ ﺞ
ﺑﺎﺳﺎﻋ ْ
ْاﻟﺗَﺑ َﺞ٥
ﺳَ ﯾْل اﻟﮭوى ﯾ ِ ْﺳﻔ َﺢْ ﻣن اﻟﻌ ُﺛراب إنْ ﻗﺎل ﺟِ ْد ﺑﺎﻗ ُول ﺟِ ْد وإنْ ِﻗ ْد زَ ﺑ َﺞْ ﺑ َﻔْﻌ َلْ زَ ﺑ َﺞ
ﻻ ﺑ َرْ ث اﻟ ّدﺑ َﺞ٦
ﺗﺧﺎف ﯾﺻﺑﺢ ﺳﺎﺣره أﺳﯾر ﻋﯾﻧﮫ ﻓﯾن اﻟذي ﺑﺎ ﯾﺳﺣره ﺑﺎ اﻋطﯾﮫ ﻓﻲ ﻓﺎﻟﺞ ﻓﻠﺞ
واﻟدﻋﺞ
ﯾﺧﺞ ھذا اﻟﻘﻠب ﺑﻌدك ﺣﯾﺛﻣﺎ ﺧﺟﯾت أﻣﺎﻧﺗك ذا اﻟﻘﻠب زﺟﯾﺗﮫ ﺑﺣﺑل اﻟﻌﺷﻖ زج
ﺧﺞ٧
راﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎھل ﺳﻛت ﻣﻧﻲ ﯾﺎ ﷲ اﺣﻔظ اﻟﺟﺎھل ﺳراج اﻟﻌﺷﻖ ﻻ ﻏدر ﺳرج
اﻟﮭوى واﻻ ھرج٨
ﯾﺎ أذن ﺷﺎھر ﻻ ﺗﺻﻧﺟﮭﺎ ﻣداﻓﻌﻧﺎ ﺻﻧﺞ ﺣﻠف ﻗوﻣﻧدان اﻟﻌﺳﺎﻛر ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋﻖ واﻟﺣﺟﺞ
ﺑﺎ ﻧﻧﺻف اﻟﻣظﻠوم واﻟﻣﺳﻛﯾن واﻟﺳﯾد وﺑﺎﯾﻘﻊ ﻟﻠﺷﺎم ﯾوم أﻋوج ﻧﺳﻣﺢ ﺑﮫ اﻟﻌوج
ﻣﺳﺞ٩
ھواﻣش:
وﺣس ﻗﻲ
ّ ﺗﻣﺳﻲ ﺷﺟوﻧﻲ ﻟ َ ْﯾ ِﻠﯾ َْﺔ ﻣن ﻟﺣظك اﻟﻔﺗ ﱠﺎن أو ﻣن ﻗ َ ِدّك اﻟرﻣﺢ اﻟرﺷﯾﻖ
ﻗﻠﺑﻲ ﺣرﯾﻖ
ﯾﺳرى اﻟﮭوى وﺳط اﻟﺣﺷﺎ ﻣن ﺻدرك اﻟﻣﯾدان أو ﻣن ﺧﺻرك اﻟرطب اﻟﺣَ زﯾﻖ
ﯾﺎ زھرة اﻟﻐﺻن اﻟورﯾﻖ
ﯾﺎ ظﺑﻲ راﻣﺔ ﻟﻠﺳﻼﻣﺔ اﻓﺗﺢ اﻟﺑﺎب اﻟﻣُوجْ ﺣﺎﻧب ﻏرﯾﻖ
ﻧﺟّﻲ اﻟذي ﻓﻲ ﺑﺣرﻛم ﺑﯾن َ
اﻟﻐَﻠﯾﻖ١
ﺳﯾوف ﻟﺣظكْ زﺟّت اﻟﻌﺷﺎق ﻓﻲ اﻟﻘﯾد أﻧﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺷّﺎق ﯾﺎ ﻣوﻻي ﺑﺎﺷﮫ أو ﻓرﯾﻖ
اﻟوﺛﯾﻖ٢
واﻟﻠﺣظ ﯾرﻣﻲ ﺑﺎﻟﻠﮭبْ أھ َل ﺣرﯾﻖ وﺳط اﻟﻘﻠب ﻣﺎ ﯾطﻔﯾﮫ ﺑﺎﻧﻲ ﻣن ﺑرﯾﻖ
اﻟﮭوى ﺑﺎﻟﻣﻧﺟﻧﯾﻖ٣
ﺣﺎﺷﺎ ﻋﻠﯾﻛم ﻻ ﺗﻘوﻟوا دﻓﺗر اﻟﻛَﺗ ْْﺑِﺔ وﻧﺎ اﻛﺗﺑوﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺑّﺔ ﻋﺑدﻛم واﻻ رﻓﯾﻖ
ﯾﺿﯾﻖ٤
ھواﻣش:
ﺳﻛران ﻣﺎ ﻋﺎد ﻓﺎق ﻣن ﺑﻌدھم ﻛﯾف ﯾﺳﻠﻰ ﻗﻠﺑﻲ اﻟﺧﻔ ّﺎق
ﻓرق اﻷﺣﺑّﺔ ﻋﻠﻲ ﺷﺎق
)ﺗﻘﻔﯾل(
ﯾﺎ ﻣﺳّﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﺎطري واﺑو زﯾد
)دور(
ﺑدري ﺗﻧﻌش اﻟروح ﺗﺷﻔﻲ اﻟﺟروح ھﺑّت رﯾﺣﺔ اﻟﻣﺳْك ﻗﺑل اﻟﺻﺑوح
ﺣَ ْد ﻣِ ْﻧﻛُمْ د ِِري ﺑ ُ ْﮫ وﺣد ﻣﺎ د ِِري ﻗ َﮭْري ﻋﺎﻟﻣﺗﯾّم ﺿﻧﻰ ﺑﺎﯾروح
)ﻻزﻣﺔ(
)ﺗﻘﻔﯾل(
ﯾذرف اﻟدﻣﻊ ﺑﺎﻟﺑﺎﻛري واﺑو زﯾد
)دور(
)ﺗﻘﻔﯾل(
ﻛم ﻣﺗﯾّم ﻣﺳﻰ ﯾﻌﺗري واﺑو زﯾد
)دور(
)ﺗﻘﻔﯾل(
ﻣﺎ ﯾ ُﺑﺎ اﻟﻧوم واﻟﺟودري واﺑو زﯾد
)دور(
)ﺗﻘﻔﯾل(
ﯾﻌﻠم ﷲ أﻧﻲ ﺑري واﺑو زﯾد
)دور(
وإن ﺑﻛّﯾت ﻋودك ﺑﺎ ﻧﺑﻛﻲ ﻣﻌﮫ ﯾﺎ ذا دُقّ ﻋودك ِﻧ ْﺷﺗ ِﻲ ﻧﺳﻣﻌﮫ
وأﻧﺗﻲ ﯾﺎ ﺣﻣﺎﻣﮫ ﻧوﺣﻲ واﺳﺣري ﺷوف ھذي دﻣوﻋﻲ وذي أدﻣﻌﮫ
)ﻻزﻣﺔ(
)ﺗﻘﻔﯾل(
اﺑﻠﻌﻲ اﻟوﺟد واﻻ اﻣطري واﺑو زﯾد
)دور(
ﺗ ِْوﻗ ِ ِد اﻟﻧ ّﺎر وﺳط اﻟﺣَ ﺷﺎ ﺑﺎ ﺣﻣﺎﻣﺎت ﺑﻌد اﻟﻌِﺷﺎ
ﻗ ُلْ ﻟﻧﻔﺳﻲ أﺣﻣﻠﻲ واﺻﺑري اﺧﺗﻔﻰ اﻟوﺟد واﻻ أﻓﺗﺷﻰ
ف ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻟرّ ﺷﺎ
ﺧﺎف ﯾ ِ ﻌْطِ ْ ﯾ ِﻔْﻌ َل ﷲ ﺑﻧﺎ ﻣﺎ ﯾﺷﺎ
ﺑﺎ اﻓﻌل اﻟورد ﻓﻲ ﻣُﺷﻘري رُ بّ ﺳﺎﻋﺔ ِﺳﻠِﻲ واﻧﺗﺷﻰ
)ﺗوﺷﯾﺢ(
)ﺗﻘﻔﯾل(
ﺑﺎ اﻓﻌل اﻟورد ﻓﻲ ﻣُﺷﻘري واﺑو زﯾد
)دور(
)ﺗﻘﻔﯾل(
دف ﺑﺎﻷﻧﯾن
ِﻟ ْﯾﻠِﻲْ ﺧﺎطري ﯾﺗﻌذّب ﻓﻲ ھواﻛم ﯾ ِرْ ْ
ﻛﻧﺎ ﻧﺟﻣﻊ اﻟﻛﺎذي واﻟﯾﺎﺳﻣﯾن رﻋﻰ ﷲ ﻟﯾﺎﻟﻲ ﻧﺳﻣر ﻣن ﺑﺣﯾن
ﻟﯾﻠﻲ ﺧﺎطري ﻟﯾﮫ ﯾردف ﺑﺎﻷﻧﯾن ﻣن ذا ﺑﺎ ﯾﺳﺎﻋدﻧﻲ ﺟﯾﻠك ﻣﻧﯾن
ﻗد ﻓ ّل اﺣﺗﯾﺎﻟﻲ ﯾﺎ ﻣﺎ ﻓﻲ ھواﻛم ﻻﻗﯾت اﻟﻌﺟب
ﺑﺎ اﺷرب اﺑﻧﺔ اﻟﻛرﻣﺔ دﻣﻊ اﻟﻌﻧب ﯾﺎﻣﺎ ﻓﻲ ھواﻛم ﻻﻗﯾت اﻟﻌﺟب
ﺗﻣﺳﻲ ﻓﻲ ﻋروﻗﻲ ﯾﺎ ﺳﺎﻗﻲ دﺑب ﻣﺛل اﻟﺗﺑر ﺷﻌﺷوﻋﮫ ﻓﯾﮭﺎ ﺣﺑب
ﺑﺎ ﺧﺎﺑروﻧﻲ ﻋن ذﻛر اﻟﻐزاﻟﺔ ﻟﯾﻠﻰ واﻟﻐزل
اﻟﺳﯾ َنْ
ذﻛرﻧﻲ اﻟﻣرﻏدد ﻣﺛل اﻟﻐﺻن ﻗﺎﻣﺔ ﻣﻧﺳوع ِ ّ
)ﻣدﺧل(
)ﺗوﺷﯾﺢ(
إﻟﻰ ﻣن ﯾﺑثّ اﻟوﺟد ﻣِ ﻣّﺎ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻗﻔﺎ اﻟزﯾن ﺷَﻔ ّﻰ ﺑﮫ ﺣواﺳ ْد وﺷﺎﻧﻲ
)ﺗﻘﻔﯾل(
)ﺗوﺷﯾﺢ(
ﻟﯾت ﺳﻌد اﻟﻣﻧﻰ ﻟو ﺳﺎﻋدﺗﻧﻲ اﻷﻣﺎﻧﻲ ﻛل ﺷﻲ ﻣﺎ ﺳوى ﺟﺑر اﻟﻣﺣﺑﯾن ﻓﺎﻧﻲ
)ﺗﻘﻔﯾل(
ﺻﯾﺎﻧﻲ
ﺻﺑ ُرْ أو ﻋﺳل ﻓﻲ ِ
أﻣﺎ ُ ﯾﺎﻣﺎ ھوى اﻟﻐﯾد ﺳﻼﻧﻲ وﺑﻛّﺎﻧﻲ
)دور(
رﻋﻰ ﷲ ﻋﮭوده اﻟﺣَ ﺳِﯾن اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻣزن ﯾﺳري ﻓﻲ دﺟﻰ اﻟﻠﯾل ﻋﺎﻧﻰ
)ﺗﻘﻔﯾل(
ِﻟ ْﯾﺗ ُﮫ ِرﺣِ ﻣْ ﻧ ِﻲ ﺗ ِﺟَ ﻣّلْ ﺳﻘﺎﻧﻲ ﻣن ﻣَ ﺑْﺳَﻣُﮫ اﻟﻌﻘﯾﻖ اﻷﺣﻣر اﻟﻘﺎﻧﻲ
)دور(
)ﺗوﺷﯾﺢ(
ﻟﯾت ﻟﯾت اﻟﮭوى ﻧﺎداه ﻟﻣﺎ دﻋﺎﻧﻲ ﺛﻐره اﻟﺳﻠﺳﺑﯾل اﻟﻠؤﻟؤ اﻷﻗﺣواﻧﻲ
)ﺗﻘﻔﯾل(
ُﺟ ْد ﺑﺎﻟﻠﻘﺎ ﯾﺎ ﺷُﻘ ُرْ ﻓﻲ ﺳِواﻧﻲ ﻣن ﻟﯾس ﯾﻧﺳﺎه ﻗﻠﺑﻲ ﻛﯾف ﯾﻧﺳﺎﻧﻲ
)دور(
)ﺗوﺷﯾﺢ(
اﻟﺑﻧﺎن
ِ ﻣُ َﺧﺿّب ﺑﺄطراﻓ ُ ْﮫ ﻣﺣﻧ ّﺎ ﻧﮭﺑﻧﻲ وﻧﺎ ﻗدﻧﻲ ﻓﻼن اﻟﻔﻼﻧﻲ
)ﺗﻘﻔﯾل(
اﻟﻐﺎﻧﯾﺔ واﻟﻘﯾﺎن
ْ ﺧﯾّمْ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠب ذِﻛْر
)ﺗوﺷﯾﺢ(
ُﺣ ْﺳﻧَكْ أﺳرﻧﻲ وﻟ َﺣْ ظَكْ ﻛواﻧﻲ ﺑﺎﻧﺎ ﻣن اﻟﺑ ُﻌْد ﯾﺎ ﺧﻠ ّﻲ ﺗﺣﺎواﻧﻲ
)دور(
ﻧرﺟس
ْ ﯾﺎ ورد ﯾﺎ ﻓ ّل ﯾﺎ ﻛﺎذي وﯾﺎ ﻏﺻن
ﺑس
ﺑس اﻟﺟﻔﺎ ْ
ﺑس اﻟﺟﻔﺎ ﯾﺎ ﻛﺣﯾل اﻟطّرف ّ
ّ
س
ﺣس اﻟﮭوى ﻟ َوّ َع اﻟﺧﺎطِ رْ وﺣَ رّ قْ وﻣَ ﺳْﻣَ ْ
ّ
***
***
***
ش ﻣﺳﻣوح
ﻣﺳﻣوح ﻓﯾﻣﺎ ِﺳ ْﯾﺗ ِ ْﮫ ﯾﺎ وِ ِر ْ
***
ﺑس
ﺑ ُﺎذْﻟ َﺢْ ﻟ َكْ اﻟﻐﺎﻟﻲ ﻟﻣﺎ ﺗﻘول ﻟﻲ ْ
ّس
وان ﺧﻔت ﻣن اھﻠك ﺑﺎ اﺳري ﻣﻌك ﺑﺎﻟد ْ
***
ﻋﺳﻌس
ْ واﻟﺻﺑﺢ ذي أﺳﻔرْ واﻟﻠﯾل ذي
***
***
***
***
ﻗﻔ ّﯾت ﻣﻧ ّﻲ ﻓﻲ اﻟﻣوﺳمْ وﻧﺎ ﺻﺎﺑرْ ﻟﻣﺎ ﻣﺗﻰ ﺑﺎﺗ ِرْ ﺣَمْ ﺑﺎﺗواﺳﯾﻧﻲ
ﻋﻧدكْ ﺧﺑرْ ﻛﯾف ﺣﺎﻟﻲ ﯾوم ﻗﺎﻟوا ﻣﺎ ﻋﺎد ﻟكْ ﺑﻲ رﻏﺑﺔ ﺑﺎﺗﻼﻗﯾﻧﻲ
أﻣﺎ أﻧﺎ واﻟﻧﺑﻲ ﻣﺎ اﺳﻠﻰ وﻻ اﺗ ْﻘ َﻧ ّﻊْ ﻟ ّﻣﺎ ﻗ ِ ِد اﻟﻣَ ْوﻟﻰ ﯾﮭدﯾﻛم وﯾﮭدﯾﻧﻲ
ﻋﺑدكْ أﻧﺎ ﺗﺣت أﻣركْ إﯾش ﺟﺎﺑوا ﻟكْ ﻋﻧﻲ ﺧﺑرْ ﻏﺎﺷك ﺗ ِﮭْ ﺟُرْ ﻧﻲ وﺗﻘﻠﯾﻧﻲ
ﯾﺎﻣﺎ ﺑﺣﺎﻟﻲ ﻣﻧ ّكْ ﯾﺎ ﻋﺳلْ ﺻﺎﻓﻲ ﺟُرْ داﻧﻲ ﺷﻔﺎ واﻓﻲ ﻟﻠﻘﺎﺻﻲ وﻟﻠدوﻧﻲ
ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣِ ْﻧﻛُمْ واﺟبْ ﯾوم أﻧﺎ ﺻﺎﺑرْ ﯾﺎ ِﺳﯾْدي ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺑﻲ أذﻛرﻛم وﺗﻧﺳوﻧﻲ
ﺷذِي ﯾﺎ رﯾﺣﺔ اﻟﻛﺎذي ﺑﻌد اﻟﺟﻔﺎ ِرﯾﺗ َكْ زارة ْ ﯾوم ﺗدﻋﯾﻧﻲ
ِش َ
ﯾﺎ ﻓ ّل ﻓﺎﺗ ْ
ﺻﺎﺑر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﯾﻧﻲ ﯾﺎ ظﻧﯾﻧﻲ
)أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان(
اﺳﻘﻧﺎ اﻟﺻﱠﮭﺑﺎ دﻣﻌﺔ اﻟﻌﻧﻘود ﺳَ ﻌْد ﯾﺎ ﻣﺳﻌود ﻓﺎح ﻋَرْ ف اﻟﻌود
ﺟَ ﻠ ّﮭﺎ ﯾﺎ ﷲْ ﯾﺎ ﻛرﯾم اﻟﺟود ﺗ ِﺟْ ﻠ َِﻲ اﻟﻛُرْ ﺑﺔ ﺗ ِ ْﺷﻔ َِﻲ اﻟﻣﺎرود
ﺑﺎﻟﻣﺑرّ ح ﻗﺎﺗﻧﺎ واﻟﻣﺛﻧﺎ
ﻓﻲ اﻟﺳﱠﻣَ رْ ﻻ ﻗﺎﻧﺎ أﺻﯾل اﻟﺟَ ْد ﺳﻌد ﯾﺎ ﻣﺳﻌود ﻓﺎح ﻋرف اﻟﻧ ّ ْد
ﯾﺎ ﺳَﻣَ رْ ﻧﺎ ﺑﮫ طِ ﯾْب واﺗﺟ ّد ْد ذا ﻛﺣﯾل اﻟﻌﯾﻧﯾن َورْ دِي اﻟﺧد
ﻛﻠ ّﻣﺎ طﺎب أﺣﺑﺎﺑﻧﺎ طﺑﻧﺎ
ﺳَﺎﻋَﺔ َ اﻟﺣِ ﻧ ﱠﺎ ﺗ ِ ْﺷﻔ َِﻲ اﻟﻣﺟروح ﺣِ ِنّ ﺑﺎﻟﺣِ ﻧ ّﺎ ﯾﺎ ﺣﯾﺎة اﻟروح
ُف ُﻛ ّل ﺷﻲ ﻣطروح
ﻏنّ ﻣَ ﻌْﻧﺎ ﺷ ْ
ِ ﯾﺎ ﺣَ ﻣﺎم اﻟﺑﺎﻧﺔ ﺑﺣَ ﻘ ّكْ ﻧ ُوح
ﻟﻠﻔﻧﺎ ﻣﺎ ﻋﺎﺷوا وﻣﺎ ﻋﺷﻧﺎ
ﻣﺎ ﻧﺑﺎ ﻻ ﺑﺎﻛِرْ وﻻ ﺑدري ﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻣﺣﻧﺎ ﯾﺎﻟ ِﻠ ّ ﯾ ُول اﺳري
ﺷَرْ ح ﺣﺗﻰ ﻻ ﻣطﻠﻊ اﻟﻔﺟر ذِﻛْر اﻟﺣِ ﻧ ﱠﺎ ﺑﺎﻟﮭوى اﻟﻌ ُذْري
واﻋﻠﻰ اﻣﺣﻧﺎ د ُْوم ﻣﺎ دُﻣْ ﻧﺎ
ﻣﺎ ﻧ ُﺑﺎ ﻻ ﻧﮭﺟﻊ وﻻ ﻧ ُرْ ﻗ ُ ْد ﻗ ُلْ ﻟِﻘ ُﻣْ رﯾّﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﱠﻣَ رْ ﻏ ِ َّر ْد
واﻟذي ﺑﺎﯾﺑرق وﺑﺎﯾرﻋد ﻣﺎﻟﻧﺎ ﻣن ﺑﻠﻘﯾس واﻟﮭدھد
ﺑﺎ اﺷﺗرح واﯾش ھَﻣّﻲ ﻣن اﻟدﻧﯾﺎ
ﺑﻲ اﻟﻣﻧﮭوب
ﺳﺎﻋﺔ رُ ّد ﯾﺎ ﺳِ ﯾْدي ﻓﯾﮭﺎ ﻗ َْﻠ َ
***
ﻛﻼ وﻻ اﻟداﻧوب
ﻣﺎ ﯾطﻔﯾﮫ ﻧﮭر دﺟﻠﺔ ﱠ
***
***
***
***
َش
ﻧﺣﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﮭوى ﺧُ ﺑ َْره ﻻ ﻧ ِﺧْ َد ْع وﻻ ﻧ ِﻐْ ﺗ ْ
أرﺑش
ْ ﺣطّﯾﻧﺎ ﺑﺑﺳﺗﺎن اﻟﻐﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﮭوى
ش
ﺷْر ْ
ﺣس اﻟﻧﺎر ﻓﻲ ﺟوﻓﻲ ﺑﺎ ﻋﺎﺷور ﺑﺎ اﺗ َْر َ
ّ
ﻣن ﻣﺎﻛم أﺑﺎ ﺟُرْ ﻋﺔ ﺟُرداﻧﻲ ﻋﺳل ﻣﺳﻛوب
***
ش ﻣﺎ َر ﺷ َْر ِش اﻟﻣﺎطر
أﺣﺑﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺟﻔﺎرﯾﺔ ﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠوِ ِر ْ
ﯾﺎﻟﯾﺗﻧﻲ ﺑ َﺟْ ﻧﺎك ﯾﺎﺑوي أﻧﺎ ﯾﺎﻣﺎ ﺑﺣﺎﻟﻲ ﻗ ُل ﻟِذ ُْول اﻟﻌﻧب
ﻣﺎﻟﻲ ﺳواﻛم ﺷﻲ ﺗ ُﺑ ُوﻧﻲ؟ واﻻ ﻓﯾن َوﻟ ّﻲ ﯾﺎ ُﺣﺑ ُوب اﻟرﱡ طب؟
ﯾﺎ اھل اﻟودّة وﯾﻧﻛم وﯾﻧﻛم وﯾن اﻟﺟﻼﺟِ لْ وﯾن ﻗ ُرْ ط اﻟذھب
ﻋَ ِﻠﯾْش ِھ ْﺷﺗ ُوﻧﻲ واﻧﺎ ﺣﺑّﻛم وﯾن اﻟﻣروّ ة ْ ﯾﺎ رﺟﺎل اﻟﺳﱠﻠَب
ﻗل ﻟﻲ َوﺟَ بْ ﯾﺎ زَ ﯾْن ﻟﻣﺎ ﻣﺗﻰ ﺑﺎﺗ ِرْ ﺣَمْ اﻟﻣﺿﻧﻰ ﺗ َﻘ ُلْ ﻟ ُ ْﮫ وﺟب
ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻊ اﻷﺣﺑﺎب ﻓﻲ ﺳُو ُﺣﻛُمْ ﺗ ِﺟْ ﻠِﻲ ھﻣوﻣﻲ واﻟﻐَﺛﺎ واﻟﻛ َُرب
ْ
ﺣﺎﻟﻲ ﯾﺎ ﻋﺳل ﻧوب
)أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان(
ﻟﯾﮫ ﺑﺎﺗ ِﻘْﮭَ ْد ﻣن ﻋﻠ ّﻣك ﯾﺎ ﻗﻠﺑﻲ ﻻ ﻏﺎﺑت اﻟﺷﻣس ﺗَﺳْﻣُر
اﻟﻣرﻏْ َد ْد
ﻋﻠﻰ اﻟﺣَ ﺳِﯾن َ
ﻋﯾب ﺗ ِﺗ ْﺣَ رّ د ﻟ َﻧْﺗﮫ ﺗ ُﺑﺎ اﻟزﯾن ﯾﺳﻠﻰ داري اﻟﮭوى ﻓﯾﮫ واﺻﺑر
طَرفِ اﻟ َﺑ ْد
ﻓ ُكّ اﻟﻛَﻣَ رْ ِ ّ
دُف ﻻ ﺗﻧﻛد ﺑﺎ اﺳْرحْ ﻣﻌكْ ﺣﯾث ﺗﮭوى ﻟ َ ْﻧ ِﺗ ْﮫ ﺗ ُﺑﺎ ﺑﺎ ِﺗﺑ َﻛّر
ﯾﺎ ﺷﮭد ﺣﺎﻟﻲ ﻣُ ﺑ َرّ د
ﻋﺎد ﺑﺎ ﺗﺣﻘد واﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﮭد ﺑﺎﻗﻲ ﻣﺎزﻟت ﯾﺎ زﯾن ﺗ ُذْ ﻛُرْ
ﯾﺎ زﯾن واﻟﻧﺎس ﺗﺷﮭد
واﻧت ﺗ ِﺗ َْوﺳّد ﻣَ ﺎ طِ رْ ﻋﻠﻰ اﻟﺣَﯾْد ﯾﻣﺳﻲ واﻟو ّد ﯾﻣﻸ وﯾ ِ دْﻓ ُر
ﻋﻠﻰ اﻟوﺳﺎد اﻟﻣﻣﮭّد
ﺻدق وﻣؤﻛد ﺧَﻠ ّكْ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﮭد ﺑﺎﻗﻲ ﺛﺎﺑت ﯾﻧﺛر وﯾظﻔر
ﻣﺎ ﺧﺎب ﻗ َّط ﻣن ﺗﺟﻠ ّد
ﺳﻌد ﯾ ِﺗ ْﺟَ دّد ﺳَﺣﺎب ُﺳ ْﻌدَكْ ظَﮭَرْ ﻟ َكْ ﯾ ُﺑْرُ قْ وﯾ ِرْ ﻋَ ْد وﯾ ُﻣْ طُرْ
إﯾش ﻟك ﻣن اﻟﺟَ زْ ر واﻟﻣد
ﯾﺎ ﺳﻼم
)أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان(
ﻣﻊ ﻛﺣﯾل اﻟﻌﯾن واﻟﺑدر اﻷﻏر طﺎب اﻟﺳﻣر ﯾﺎ زﯾن أي طﺎب اﻟﺳﻣر
ﻣﺎ ﺧﺎب ﯾﺎ أھل اﻟﻣودّة ﻣن ﺻﺑر ﺳﺎﻋﺔ ﺻﻔﺎ ﺗﺟﻠ ّﻲ ھﻣوﻣﻲ واﻟﺿﺟر
ﯾﺑﺎت ﻗﻠﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺑّﺔ ﻣﺎ ﯾﻘر١ ﻣﻌﻛم ﺑﺻر ﻓﻲ ذا اﻟﮭوى ﻣﻌﻛم ﺑﺻر
ﺗﺛﻧت اﻷﻏﺻﺎن واﻧﺷﻖ اﻟﻘﻣر ﻏﻧت ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﻧﮫ ﺣﻣﺎﯾم ﻓﻲ اﻟﺳﺣر
ﻟك ﻓﻲ اﻟﺳوﯾداء واﻟﺣﺷﺎء ﻣﻧ ّﻲ ﻣﻘر ﯾﺎ ﺑدر ﻓﻲ اﻵﻓﺎق ﺷﻌﺷﻊ أو ظﮭر
ﻛﺄن ﺣﻛﻣﮫ ﻓﻲ ﺑﻧﻲ آدم ﻗدر ﺣﻛﻣﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺷﺎق ﻧﺎﻓذ ﻟو أﻣر
ﯾﺟﻠﻲ اﻟﺑﺻر ﻷھل اﻟﮭوى ﯾطﻔﻲ ﺳﻘر ﻋذب اﻟﻠﻣﺎ ﯾروي اﻟظﻣﺎ ﯾﺳﻠﻲ اﻟﻛدر
ﺑﻌده ﺧطر ﯾﺎﻣﺎ ﺳﺑﻰ ﯾﺎﻣﺎ أﺳر ﺟﻌدي اﻟﺷﻌر ھﻧدي اﻟﻧظر ﻣﺎذا ﺑﺷر
ﯾﮭدر دﻣﮫ ﻣن ﺧﺎﻟف اﻟﻐﺎﻧﻲ ھدر ﯾﺎﻣﺎ ﻧﮭب ﯾﺎﻣﺎ اﻏﺗﺻب ﯾﺎﻣﺎ ﺳﺣر
ﺿﺎﻋت ﻋﻠﻰ اﻟرﺑﺎن أرﻗﺎم اﻟدﯾر٢ وﻣرﻛب اﻟدﺧﺎن ﻓﻲ ﺑﺣره ﺷﻣﱠ ر
ھواﻣش:
ُف ﻛ ّل ﺷﻲ ﻣطروح
ﻟﯾﮫ اﻟﺟﻔﺎ ﻣﻧ ّكْ ﺷ ْ
َورْ ﻗﺎ ﺳَﺣَ رْ ﻣن ﻓوق ﻏﺻن ﻣﻣﺷوق ﻏﻧ ّتْ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﻧﺔ ﻓﮭزّ ت اﻟﺷوق
َ
وداوِ ﻓﻲ اﻟﻣﺳرى ﻓؤاد ﻣﺣروق ﻓ َﻐَنّ ﯾﺎ ﺣﺎدِيْ وﺳﺎﺋِﻖَ اﻟﻧوق
ﻏزال أو ﻗ ُﻣْ ري ﻣُ ذ َھّب اﻟطوق ِﻟ ِﻘﯾْت ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻘﻰ ﻏزال ﻣﻌﺷوق
ورُ ﻣْ ﺢ ﻏﺳّﺎﻧﻲ ﯾ ِﺟِ ﻲْ ﻋﻠﻰ اﻟذوق ﺟﺑﯾن ﯾﺗﻸﻷ وﺟﻌد ﻣَ ﻧْ دُوق
ﯾﺎ ﻋود ﻣﺎء وردي وﻣﺳك ﻣﻧﺷوق ﻟ َﻣِ ْﮫ ﻟ َﻣِ ْﮫ ﯾﻣﺳﻲ اﻟﻔؤاد ﻣﺷﻘوق
ّوري وﺟﻌد ﻣﻔروق
و ُﻋﻧْﻖ ﺑ ِﻠ ِ ﻟ َكْ ِﻋﯾْن ھِﻧدﯾّﺔ وﺧﺻر ﻣﺣزوق
وﻋﯾن ﻻ ﺗ َﮭْﺟَ ﻊْ وﻗﻠب ﻣﺳروق وﻟﻲ ﺣَﺷﺎ ﺑﺎﻟﺣبّ ِﻟﯾْﮫ ﻣﺳﻠوق
وﺑﺎﻟﺛ ّﻧﺎ ﻋﻧدي ﻟﺳﺎن ﻣطﻠوق أﺳِﯾر ﻓﻲ ﻣَ دْﺣَكْ ﯾ ِذِﯾﻊ ﺑﺎﻟﺑوق
إﯾﺎك ﺗِﺗ ْرُ ﻛْ ﻧ ِﻲ طرﯾﺢ ﻣَ ْﻧدُوق طَري وﺑرﻗوق
ﯾﺎ ﻋَﻣْ ب ﯾﺎ ﻣﺷﻣش ِ
ﻋﻠﯾك ﺑﺎﻟﻐﺎزي اﻟﻣﻠك وﻓﺎروق ﺣذار ﯾﺎﻣﺎ اﻟﻘﻠب ﻣﻧك ﻣﻔﻠوق
وأﻧت ﯾﺎ ﻣو ﻻي ﺣُرّ ﻣﻌﺗوق ﻓﺗﺣت ﻓﻲ ﻗﻠﺑﻲ ﻟﺣﺑّﻛم ﺳوق
أراك ﻓﻲ ﻋﯾﻧﻲ أﺟ ّل ﻣﺧﻠوق ﯾﺎ ﻟورد ﯾﺎ ﺷﺎھﻧﺷﺎه ﯾﺎ دوق
واﻧت ﻋﺎﻟﻲ ﻛﺎﻟﺳﱠﻣﺎك ﺑل ﻓوق ﯾﺎ ﺳﯾف ﺷﻘ ّﻘت اﻟﻘﻠوب ﻣﻔﺗوق
إﻻ أﺗﻰ راﺿﻲ أﺳﯾر ﻣوﺛوق ﻟﺣﺑﻛم ﻣﺎ ﻋﺎش ﺣﻲّ ﻣرزوق
ﻟﯾﮫ ﯾﺎ ﺧﺎطري ﻟﯾﮫ اﻟﺑﻛﺎ ﻟﯾﮫ ﻣﺎ ﺷﺎن
)أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان(
َف واﻟﻣﻧﺎﻋﮫ
واﻋﻣد اﻟﺣَ ﯾْد ﻋﻧد أھل اﻟﻧ ﱠﻛ ْ
َس ﻣن ﺳِﺑﺎﻋﮫ
واﻋﺑر اﻟواد ﻻ ﺗ ِﻔْﺟَ ﻊْ ﻏَﻠ ْ
ﻟﯾﻠﺔ ﺻﻔﺎ ﺟد ﺑﺎﻟﻠﻘﺎ ﻟﯾﻠﺔ ﺻﻔﺎ ﻟﯾﮫ اﻟﺟﻔﺎ ﯾﺎ ﻣﻧﯾﺗﻲ ﻟﯾﮫ اﻟﺟﻔﺎ
أﻧﺗﮫ دﻓﺎ اﻟﺑردان ﯾﺎ ﻧﻌم اﻟدﻓﺎ أﻧﺗﮫ ﻣن اھل اﻟﺟود ﻣن أھل اﻟوﻓﺎ
أوﺻﺎﻓك اﻟ ُﺣ ْﺳﻧَﻰ ﻓﺄوﺟز واﻛﺗﻔﻰ أﻧت اﻟذي ﻋﺟز اﻟﻘرﯾض ﺑﺄن ﯾﻔﻲ
وﻣﺎ ﺳواﻛم ﻓﻲ اﻟﮭوى ھﻣزة وﻓﺎ أﻧﺗﮫ ﺳﻼ اﻟﺑﺎﻛﯾن ﻣﺛﻠك ﻣن ﻋﻔﺎ
ﻛﻔﻰ ﻛﻔﻰ اﻟﮭﺟران ﯾﺎ ِﺳ ْﯾدِي ﻛﻔﻰ وﻓﻲ اﻟﻠﻣﺎ ﻣن ﺷﮭدك اﻟﺻﺎﻓﻲ ﺷﻔﺎ
ﻣن ﺑﻌدﻛم ِﺳ ْﯾدِي ﻋﻠﻰ اﻟدﻧﯾﺎ اﻟﻌﻔﺎ وﺑﻘرﺑﻛم ﻗد زال ھﻣّﻲ واﻧﺗﻔﻰ
ﯾﺎ ﻣﺎ أﺳﺧف اﻟذال ﯾﺎﻣﺎ أﺳﺧﻔﺎ أﺳﻌﻰ إﻟﯾﻛم ﯾﺎ ﻋﯾوﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺧﻔﺎ
ﻋﺑدك ﻓﺳﺎﻣﺢ إن أﺳﺎء وإن ھﻔﺎ ﻓﻼ ﺗﻣﺎطﻠﻧﻲ وﻻ ﺗﺗﺳوﻗﺎ
أﺣظﻰ وأﻟﻘﻰ ﻓﻲ ھواﻛم ﻣﻧﺻﻔﺎ ﻟن أﺑرح ﻋﺳﻰ وﻟﻌﻠﻧﻲ
ﻟﯾﻛون ﻓﻲ ﯾوم اﻟﺗﻼﻗﻲ اﺣﺗﻔﺎ ﺻﺑرا ً ﻟﺟور ھواك ﺣﯾن أذﻟﻧﻲ
ِف ﺗﻌذب ﻓﻲ اﻟﮭوى وﺗﻌﻔﻔﺎ
َدﻧ ٌ ﻋطﻔﺎ ً ﻋﻠﻲ ﻓداك إﻧﻲ ھﺎﺋم
ﺣﺎﺷﺎك أﻓﻧﻰ ﻓﻲ اﻟﮭوى او أﻧﻛﻔﺎ ﺣﺎﺷﺎ أﺳﯾرك أن ﯾﺿﺎم وﺗرﺗﺿﻲ
وﺗﺛﺑت اﻷﻗدار ﯾوﻣﺎ ً ﻣﺎ ﻧﻔﻰ ﻓﻌﻼم ﯾﻧﻔﻲ اﻟﻣرء أﻋراض اﻟﮭوى
ﻛﻼ وﻻ أﺷﻛو اﻟﮭوى أو أﻧﻛﻔﺎ طوﻋﺎ ً رﺿﯾت ﻓﻠم أﻛن ﻣﺗﺄﻓﻔﺎ ً
ﻻ طﺎﻟﺑﺎ ً ﺣﻛﻣﺎ ً وﻻ ﻣﺳﺗﺄﻧﻔﺎ ً ﻓﻠم ﺗﺧﺎﺻﻣﻧﻲ إذا ً وأﻧﺎ اﻟذي
أﻟﻘﺎك إﻻ ﺑﺎﻟوداﻋﺔ واﻟوﻓﺎ وأرى ﻋذاﺑك ﻓﻲ اﻟﮭوى ﻋذاﺑﺎ ً ﻓﻼ
وﺟﻌﻠت ﻣن ﻋﯾﻧﯾك ﺳﯾﻔﺎ ً ﻣرھﻔﺎ أﻧت اﻟذي أزرى ﻗواﻣك ﺑﺎﻟﻘﻧﺎ
ﻓﯾﻧﺎ ﺳﮭﺎﻣﮭﺎ واﻟﻘوام اﻷھﯾﻔﺎ ﻣﺎ ﻋﺑت ﻓﯾك ﺳوى ﻟﺣﺎظك ﺣﻛﻣت
وﻣددت ظﻼ ً ﻓﻲ رﯾﺎﺿﮫ وارﻓﺎ وأﺳﻠت ﻣﺎءً ﻓﻲ اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ ﺳﺎﺋﺣﺎ ً
ودﺳﺳت ﺣﺑك ﻓﻲ ﻓؤادي ﻓﺎﺧﺗﻔﻰ وﺳﻘﯾﺗﻧﻲ ﻛﺄس اﻟﻣداﻣﺔ ﺳﺎﺋﻐﺎ ً
ﺣﺎﻟﻲ واﻋﻧب رازﻗﻲ
)أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان(
ُو ْﯾﻧَكْ ﯾﺎﻟﻐ ُﺻَ ﯾْن اﻟرّ طِ ب ﺧِ ﻠ َكْ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺑّﺔ ﺣِ ﻧ ِبْ
ﺑﺎ ﻟ َكْ ﺑ ُر ھﺎﺟرْ ﻧﻘﻲ
ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎك ﻛُﻠ ﱠكْ ﺳُﻠ ُوب ﯾﺎ ﺟُردان ﻓﻲ ﺟُ ﺑْﺢ ﻧوب
ﯾﺎ ﻧﺎر اﻟﮭوﯾﺎ ﻧﺎر اﻟﮭوى ﺣرّ ﻗﻲ
ﺑﺎ ﺳَﻣْ َرة ھُﻧﺎ ﻻ اﻟﺻﺑﺎح ﻋَرْ ف اﻟﻧ ّد واﻟﻌ ُود ﻓﺎح
ﺑﺎ ﺷﻠ ﱠكْ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻲ
رﺑّك ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻌوى ﺑﺎﯾﻌﯾن ﯾﺎ ﻗﻠب ﻣﺎﻟك واﻟﺑﻛﺎء واﻷﻧﯾن
ﺗﺷﻛﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘرّ اء واﻟﺳﺎﻣﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻔراق اﻟزﯾن ﺗﻣﺳﻲ ﺣزﯾن
ﺣﺗﻰ ظِ ﺑﺎ اﻟﺟﻧﺔ وﻻ اﻟﺣور اﻟﻌﯾن ﻣﺎ ﺷﻔت ﺣد إﻻ ﺣﺑﯾﺑك ﺣﺳﯾن
ﻋرﻓت ﺧِ ﻠ ّك ﻣِ ﺳْك واﻟﻧﺎس طﯾن أو أﻧت ﻓﻲ أﻣر اﻟﻣﺣﺑّﺔ ﻓطﯾن
***
ﻛﺎﻟﺻﺑر وأﺣﯾﺎﻧﺎ ً ﺣﻼ ﻛﺎﻟرﱡ طب ﯾﺎ ﻗﻠب أﻣر اﻟﺣبّ ھذا ﻋﺟب
اﺷرب ﻓﺈن اﻟرح ﺗ َﺟْ ﻠﻲ اﻟﻛرب ﺣﺗﻰ ﯾﺎ ﻗﻠب اﻟﺷﻛﺎ واﻟﺗﻌب
ﺷﻌﺷوﻋﺔ ٌ ﻓﻲ ﻛﺄﺳﮭﺎ ﻛﺎﻟذھب ﻣن دﻣﻌﺔ اﻟﻌﻧﻘود ﻣﺎء اﻟﻌﻧب
ﻣﺎ ﻋِذْر ﻣﺎ ﺗرﺿﻰ وﻟو ﺑﻌد ﺣﯾن وﺳوف ﯾﻘﺿﻲ ﷲ ﻟك ﻣﺎ أﺣب
***
ﯾﺎ ﺳﯾد اﻟﻐزﻻن ربّ اﻟﺣﺳﺎن ﯾﺎ ورد ﻓﻲ ﺑﺳﺗﺎن ﯾﺎ ﻏﺻن ﺑﺎن
ﻣن طَرْ ﻓك اﻟﻧﻌﺳﺎن ھَبْ ﻟﻲ أﻣﺎن ﯾﺎ ﺳﻠوة اﻟوﻟﮭﺎن ﻣُرْ وي اﻟظﻣﺂن
ﻟم ﯾﺑﻖ ﻟﻲ إﻻ اﻟﺿﻧﻰ ﺗرﺟﻣﺎن ﺣﺗﻰ ﻣﺗﻰ اﺷﻛوك ﻗ َ ّل اﻟﺑﯾﺎن
ﺳﺄﺻﺑر ﻓﺈن ﷲ ﻣﻊ اﻟﺻﺎﺑرﯾن ﷲ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺟﻔﺎ ﻣﺳﺗﻌﺎن
***
دار اﻟﻠﻘﺎ ﺣﺗﻰ ﺷواﻣﺦ ﻋدن ﺳَ ﻘ َﻰ رُ ﺑ َﻰ اﻟﺣوطﺔ ووادي ﺗﺑن
وھل ﻷﯾﺎم اﻟﻠﻘﺎ ﻣن ﺛﻣن ﺳﻘﻰ ﻋﮭود اﻟوﺻل ﻣﺎء اﻟ ِدّﻣن
وﻋﯾﺷﺔ ً رﻏدا ً وﺳﻠوى وﻣَ نْ ﻋﺳﻰ ﻟﻘﺎ ﺑﻌد اﻟﺟﻔﺎ ﯾﺎ أﻏن
ھو اﻟذي ﻧرﺟو وﺑﮫ ﻧﺳﺗﻌﯾن ﻓﺈن ﻓﻲ اﻟرﺣﻣن ﻟﻲ ﺣﺳن ظن
ﯾﺎﺳﯾن ﯾﺎ زﯾن ﯾﺎﺳﯾن
)أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان(
َس ﯾ ُو ِﻓﯾْن
ﻛَرّ ھﺗﻧﻲ ﺑ ْ ﻟﯾﮫ اﻟﺟﻔﺎ ﻟﯾﮫ ﯾﺎ زﯾن
ﻛﯾف اﻟﺑﺻر ﻛﯾف ﺑﻌدﯾن
ُوﻟَﺔ وﻣﻧﮭوب
ﻧﺎدﯾت ﻣظﻠوم ﯾﺎ د ْ
ش وﻣﺿروب
ﻓﻲ ﺣﻔل ﺷﺎھﻲ ﻋﻠﻰ ﻗ ِرْ ﻣِ ْ
ﻓرﺣﺔ ﻛ ّل ﻣﻛروب
ْ أﻧﺗو ﺳﻼ اﻟﻘﻠب
ﱠف ﺣِ ﻧِبْ
وأﻧﺎ ﻓؤادي ﻓﻲ اﻟﮭوى َود ْ
اﻟو ِربْ
ﺳﻠﺑت أھل اﻟود اﻟﺣَ ﯾْد ُ
ﻣُوﺑ َﮫ
ﯾﺳﺎﻣر اﻟﻧﺟم ﻻ واﻋﻲ وﻻ ْ
ﻧﻐم ﯾﺎﻓﻌﻲ
و َﻛﯾّﺎ َﺧﺑ َرْ ِھ ْﯾ ْﮫ وﯾﺎ ﺻﺎﺣب ﻣِ ﯾ ِ ْﮫ وﻻ ﺗﻐﻧ ّوا ﻟﻲ اﻟﺟﺑل ﯾﺎ ﺳﺎرﯾﮫ
اﻟﮭﺎﺷﻣﻲ ﯾﺎ اھْل اﻟﻘﻠوب اﻟﺳﺎﻟﯾﮫ
ﻋﺳﻰ ﺳﺎﻋﺔ ھﻧﻲ ﺑﯾن ﻋدن وﺑﻣﺑﻲ١
)أﺣﻣد ﻓﺿل اﻟﻘﻣﻧدان(
ﯾوم اﻟﻠﻘﺎ ﻋﯾد ﯾﺎ رﺑّﻲ ﻋﺳﻰ ﺑﺎﻟﻌﯾﺎده ﺳﺎﻋﺔ ھﻧﻲ ﺑﺎﯾﻘﻊ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﮭﻧﺎ واﻟﺳﻌﺎده
ﺑﺎﻧﺎم ﻋﻧدك ﻗ ُمْ ﯾﺎ ﺣﺑﯾﺑﻲ ھﺎت اﻟوﺳﺎده٢ ﻛم ﻟﻲ ﻣن اﻟﺑ ُﻌْد ﺳﺎھر ﻣﺎ ﻋرﻓت اﻟﻘﻌﺎده
وﻋطر ﻋودي وﺑﺎﺷﻣّﮫ دواء ﻣن زﺑﺎده ﻗﻠﺑﻲ ﯾﺣﺑّك وﻻ ﺷﻲ ﻏﯾر ﻗ ُرﺑك ﻣراده
وﻋﺎدة اﻟزﯾن ﻣﺎ ﯾﻘطﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎس ﻋﺎده أﯾش ﻏﯾّﺑك ﯾﺎ ﻣﺧﺿّب ﯾﺎ ﺣﺳﯾن اﻟﻘﻼده
ﺷوف اﻟﺑﺳﺎﺗﯾن واﻟﻣﺷﻣوم ذي ﻓﻲ رواده ﻧﺑﺎك ﻟﻣﺎ اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ ﺑﺎﺗﺷوف اﻟرﻣﺎده
ﺷوف اﻟﻣﺣﺑّﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﺳﺗﺎن ھم واﻟﺣﺑﺎﺑﮫ ﯾﺎ ﻓﺿل ﻏﻧ ّﻲ ﻟﻧﺎ ﺑﺎﻟدان ﺷلّ اﻟرﺑﺎﺑﮫ
ﯾﺷﺎﺑﮫ اﻟﻐﺻن ﻣن ﺷﺎﻓﮫ ﺧرج ﻣن ھذا اﻟذي ﯾﻧﮭب اﻟﻌﺷّﺎق رأس اﻟﻌﺻﺎﺑﮫ
ﺻواﺑﮫ
ﻣﺎﺑﺎ اﻋذره دف ﻣﺎﻓﻛﮫ وﻻ ﻟﻲ ﺳﺧﺎ ﺑﮫ ﺑﻌد اﻟذي ﺑﺎه ﻣن ردﻓﺎن ﻻﺷﻖ ذاﺑﮫ
ﺑﺎ اﺟﻧﻲ ﻣن اﻟﻣوز ذي ﺻﻔر ﺣﻠﻰ ﻓﻲ اﻟورد ﻣن زھر ﺧده واﻟﻌﺳل ﻣن ﻟﻌﺎﺑﮫ
ﻗﺗﺎﺑﮫ
ﻣﺎ ﻧﺎح ﻗ ُﻣْ ري وﻏرد ﻓوق ﻏﺻن واﻟﺧﺗم ﺻﻠ ّوا ﻋﻠﻰ طﮫ اﻟﻧﺑﻲ واﻟﺻﺣﺎﺑﮫ
اﻟﻛزاﺑﮫ
ھواﻣش:
ﻟﻣّﺎ ﻣﺗﻰ
ﻓﯾﮫ اﻟﻠﻘﺎء
ﻣﺎﺑﺎ اﻋذرك
ﻟﻣّﺎ ﻣﺗﻰ
ﻣﺎ ﺑﺎ اﻓرﻗك
ﯾوم اﻟﮭﻧﺎء
ﯾﺎ ﻓرﺣﺗﻲ
ﺧرﯾف
ھواﻣش:
ھواﻣش:
ش وﺑﺎﻣﺿروب
ﺑﺎﺟﻠس ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑك ﺑﺎﻗ ِرْ ﻣِ ْ
ْ
ﻗرأتُ ﻓﻲ ﺟرﯾدة »ﻓﺗﺎة اﻟﺟزﯾرة«اﻟﻐراء ﻣﻘﺎﻻ ً آﺧرا ً ﻓﻲ ﺗﺣرﯾم اﻟﻐﻧﺎء واﻟﻌزف واﻟﻔن
اﻟﻣوﺳﯾﻘﻲ ﺑﺄﺟﻣﻌﮫ ،وﻗد ﺳﺑﻖ ﻣﺛل ذﻟك وﺳﺑﻖ ﻟﻧﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺟواب وﻛﺎن ﺟواﺑﻧﺎ ﻓﻲ
ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻠطف واﻟﻣﺟﺎﻣﻠﺔ رﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﮭدوء ﻓﻠم ﺗ ُﺣْ دِث ﺗﻠك اﻟﻣﺟﺎﻣﻠﺔ إﻻ اﻟﻌﻧﺎد واﺳﺗﻣرار
ﺑﻌض اﻟﻣﺟﺎدﻟﯾن ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ھدى .ﻓﺈن اﻟﻘول ﺑﺗﺣرﯾم اﻟﻔن اﻟﻣوﺳﯾﻘﻲ ﻗد
ﻗﺎﺑﻠﺗﮫ اﻷﻣم اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﻌدم اﻹﻛﺗراث ،واﻟﻔن ﯾﺗﻘدم وﺗﺑﻧﻲ ﻟﮫ اﻟدول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎھد
واﻟﻣدارس وﻗد اﻧﺗﺷر ﻓﻲ ﺳﺎﺋر اﻟﻧﺎس إﻧﺗﺷﺎرا ً طﺑﯾﻌﯾﺎ ً ﻓﻼ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻣﻧﻌﮫ أﺣد ﻛﺎﺋن ﻣن
ﻛﺎن .وﻛﺎن ﻣﻘﺎل اﻟﺗﺣرﯾم ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرة رﻛﯾﻛﺎ ً ﺑﺎﻟﻣرة ،وﻗد ﺳﺑﻖ وﻧﻘﻠﻧﺎ ﺗﻔﺳﯾر اﻵﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗدﻟون ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣرﯾم ﻋن اﻟﻔﺧر اﻟرازي ،وﻗﻠﻧﺎ إﻧﻣﺎ ﻧ ُزﻟت ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﻛﻔﺎر وﻟم
ﯾﻌﺟﺑﮭم ذﻟك .واﻵن ﻧﺳرد ﺷﯾﺋﺎ ً ﻣن ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﺳﻌودي رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻟﻠﮭو اﻟﺣدﯾث،
ﻗﺎل» :ﻟﮭو اﻟﺣدﯾث ھو ﻛل ﻣﺎ ﯾﻧﮭﻲ ﻋﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ،ﻛﺎﻷﺣﺎدﯾث اﻟﺗﻲ ﻻ أﺻل ﻟﮭﺎ
واﻷﺳﺎطﯾر اﻟﺗﻲ ﻻ اﻋﺗداد ﺑﮭﺎ وﺳﺎﺋر ﻣﺎ ﻻ ﺧﯾر ﻓﯾﮫ وﻓﺿول اﻟﻛﻼم« ،ﺛم ذﻛر ﺳﺑب
ﻧزول اﻵﯾﺔ اﻟﻛرﯾﻣﺔ ﻓﻘﺎل» :وﻗﯾل أن اﻵﯾﺔ ﻧزﻟت ﻓﻲ اﻟﻧﺿر ﺑن اﻟﺣﺎرث ،وﻛﺎن اﻟﻧﺿر
اﺷﺗرى ﻛﺗب اﻷﻋﺎﺟم وﻛﺎن ﯾﺣدث ﺑﮭﺎ ﻗرﯾش وﯾﻘول إن ﻛﺎن ﷴ )ﺻﻠﻌم( ﯾﺣدﺛﻛم ﻋن
ﻋﺎد وﺛﻣود ﻓﺄﻧﺎ أﺣدﺛﻛم ﻋن رﺳﺗم واﺳﻔﯾدﯾﺎر واﻷﻛﺎﺳرة ،واﺷﺗرى ﻗﯾﺎﻧﺎ ً ﯾﺣﻣﻠﮭن ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﺎﺷرة ﻣن أراد اﻹﺳﻼم ﻓﯾﺻدوﻧﮫ ﻋﻧﮫ« وﻧﻘل اﻟﺳﯾوطﻲ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ھذا اﻟﺳﺑب
ﻓﻲ ﻧزول اﻵﯾﺔ.
ﻓﻣﺎ ﺗﻘدم ﺻرﯾﺢ أن اﻵﯾﺔ ﻧزﻟت ﻓﻲ اﻟذﯾن ﯾﺻدون ﻋن ﺳﺑﯾل ﷲ وﯾﺗﺧذون آﯾﺎت ﷲ
ھزوا ً وھم اﻟﻛﻔﺎر أﻋداء اﻹﺳﻼم وﻟﯾس ﻟﮭﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻐﻧﺎء واﻟﻌزف ﻛﻣﺎ زﻋم اﻟﺑﻌض،
وﺳﯾﺄﺗﻲ ﺗﻔﺻﯾل ذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد.
وﻟم ﯾﻛن اﻟﻌود واﻟطﻧﺑور ﻣﻌروﻓﯾن ﻋﻧد اﻟﻌرب وإﻧﻣﺎ ﻟﻣّﺎ ﺧﺿﻌت اﻟﻔرس واﻟروم
ﻟﻠﻌرب واﻧدﻣﺟت اﻟﻘوﺗﺎن ﺗﻣﻛن اﻟﻣوﺳﯾﻘﻲ ﻓﻧﻔذ إﻟﻰ ﺟزﯾرة اﻟﻌرب ﯾﺣﻣل آﻻت اﻟﻔرس
واﻟروم اﻟﻔﻧﺎﻧون ﻓﺳﻣﻌت اﻷذن اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺻوت اﻟﻌود واﻟطﻧﺑور .وﻛﺎن ﺛﺎﺑت ﺑن ﺧﺎﺋر
أول ﻣن ﻏﻧﻰ ﻋﻠﻰ اﻟوﺗر ﻓﻲ ﻗﺻﯾدة ﻣطﻠﻌﮭﺎ:
اﻟﺣدﯾث اﻷول :رواه اﻟﺑﺧﺎري ﺑﺳﻧده ﻋن ﻋﺎﺋﺷﺔ ﻗﺎﻟت » :دﺧل ﻋﻠﻲّ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ
ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠ ّم وﻋﻧدي ﺟﺎرﯾﺗﺎن ﺗﻐﻧﯾﺎن ودﺧل أﺑوﺑﻛر ﻓﻧﮭرﻧﻲ وﻗﺎل :ﻣزﻣﺎر اﻟﺷﯾطﺎن
ﻋﻧد اﻟﻧﺑﻲّ ،ﻓﺄﻗﺑل ﻋﻠﯾﮫ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠ ّم وﻗﺎل :ﻟﻛ ّل ﻗوم ﻋﯾد وھذا ﻋﯾدﻧﺎ«.
اﻟﺣدﯾث اﻟﺛﺎﻧﻲ :رواه اﻟﺑﺧﺎري ﺑﺳﻧده ﻋن ﻋﺎﺋﺷﺔ ام اﻟﻣؤﻣﻧﯾن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻗﺎﻟت:
»دﺧل ﻋﻠﻲّ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠ ّم ﯾوم ﻋﯾد ﯾﻠﻌب ﻓﯾﮫ اﻟﺳودان ﺑﺎﻟدف
واﻟﺣراب ،ﻓﻘﺎل ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠ ّم :ﺗﺷﺗﮭﯾن ﺗﻧظرﯾن ،ﻓﻘﻠت :ﻧﻌم .ﻓﺄﻗﺎﻣﻧﻲ وراءه
وﺧدي ﻋﻠﻰ ﺧده ﯾﻘول :دوﻧﻛم ﯾﺎ ﺑﻧﻲ ارﻓده .ﺣﺗﻰ إذا ﻣﻠﻠت ﻗﺎل :ﺣﺳﺑكِ ،ﻗﻠت :ﻧﻌم،
ﻗﺎل :اذھﺑﻲ«.
اﻟﺣدﯾث اﻟﺛﺎﻟث :رواه اﻟﺑﺧﺎري ﻋن ﻋﺎﺋﺷﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻗﺎﻟت» :زُ ﻓ ّت اﻣرأة إﻟﻰ
رﺟل ﻣن اﻷﻧﺻﺎر ﻓﻘﺎل اﻟﻧﺑﻲ ﷺ :ﯾﺎ ﻋﺎﺋﺷﺔ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻌﻛم ﻟﮭو ،ﻓﺈن اﻷﻧﺻﺎر ﯾﻌﺟﺑﮭم
اﻟﻠﮭو«.
اﻟﺣدﯾث اﻟراﺑﻊ :رواه اﻟﺑﺧﺎري ﺑﺳﻧده ﻋن ﺧﺎﻟد ﺑن ذﻛوان ﻋن اﻟرﺑﯾﻊ ﺑﻧت ﻣﻌوذ ﻗﺎﻟت:
»دﺧل ﻋﻠﻲّ اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠ ّم ﻏداة ﺑﻧﻲ ﻋﻠﻲ ﻓﺟﻠس ﻋﻠﻰ ﻓراﺷﮫ ﻛﻣﺟﻠﺳك
ﻣﻧﻲ وﺟوﯾرﯾﺎت ﯾﺿرﺑن ﺑﺎﻟدف ﯾﻧدﺑن ﻣن ﻗﺗل ﻣن آﺑﺎﺋﻲ ﯾوم ﺑدر ﺣﺗﻰ ﻗﺎﻟت إﺣداھن:
ت ﺗﻘوﻟﯾن«.
وﻓﯾﻧﺎ ﻧﺑﻲ ﯾﻌﻠم ﻣﺎ ﻓﻲ ﻏد .ﻓﻘﺎل اﻟﻧﺑﻲ ﷺ :ﻻ ﺗﻘوﻟﻲ ھﻛذا ،ﻗوﻟﻲ ﻛﺎﻟذي ﻛﻧ ِ
وﻗﺎل اﻟﺷوﻛﺎﻧﻲ روى ھذا اﻟﺣدﯾث اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ إﻻ ﻣﺳﻠم.
ﻓﻔﻲ اﻷﺣﺎدﯾث اﻟﻣﻘدم ذﻛرھﺎ ﻣﻧﻊ اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠّم أﺑﺎﺑﻛر ﻋن ﻗطﻊ ﻏﻧﺎء
اﻟﺟﺎرﯾﺗﯾن وﻓﯾﮭﺎ اﺳﺗﻣﺎﻋﮫ ﻟﻠﻐﻧﺎء وﻋزف اﻟدف ﻣن اﻟﻧﺳﺎء اﻷﻧﺻﺎرﯾﺎت ،وﻓﯾﮭﺎ اﻗﺗراح
ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﺷﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ أن ﺗﺄﺧذ ﻣﻌﮭﺎ ﻟﮭوا ً ﻓﻲ زﻓﺎف اﻟﻣرأة ﻏﻠﻰ اﻟرﺟل
اﻷﻧﺻﺎري ،وﻓﯾﮭﺎ اﻗﺗراح ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﺷﺔ ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻟﮭو اﻟﺳودان وأﻣرھم ﺑﺎﻹﺳﺗﻣرار
ﻓﻲ اﻟﻠﮭو.
وﻓﻲ ﻧﯾل اﻷوطﺎر ﻟﻺﻣﺎم اﻟﺷوﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﻠﮭو واﻟدف ﻗﺎل» :وﻋن اﺑن ﻋﺑﺎس ﻗﺎل:
أﻧﻛﺣت ﻋﺎﺋﺷﺔ ذات ﻗراﺑﺔ ﻟﮭﺎ ﻣن اﻷﻧﺻﺎر ،ﻓﺟﺎء رﺳول ﷲ ﷺ ﻓﻘﺎل :أھدﯾﺗم اﻟﻔﺗﺎة؟
ﻗﺎﻟوا :ﻧﻌم ،ﻗﺎل :أرﺳﻠﺗم ﻣﻌﮭﺎ ﻣن ﯾﻐﻧﻲ؟ ﻗﺎﻟت :ﻻ ،ﻓﻘﺎل رﺳول ﷲ ﷺ :إن اﻷﻧﺻﺎر
ﻗوم ﻓﯾﮭﺎ ﻏزل ،ﻓﻠو ﺑﻌﺛﺗم ﻣﻌﮭﺎ ﻣن ﯾﻘول :أﺗﯾﻧﺎﻛم أﺗﯾﻧﺎﻛم ﻓﺣﯾﺎﻧﺎ وﺣﯾﺎﻛم .رواه اﺑن
ﻣﺎﺟﮫ« ﻗﺎل اﻟﺷوﻛﺎﻧﻲ وﻗد ﺣﻛﻰ ﻋن اﻟﮭﺎدي ﻋن اﻟدف أﻧﮫ ﻣﺣرم أﯾﺿﺎ ً إذ ھو آﻟﺔ ﻟﮭو،
وﺣﻛﻰ اﻟﻣؤﯾد ﺑﺎ ﻋن اﻟﮭﺎدي أﻧﮫ ﯾ ُﻛره ﻓﻘط ،وﻗﺎل اﻟﻌﺑﺎس وأﺑو ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺻﺣﺎﺑﮫ ﺑل
ﻣُﺑﺎح ﻟﻘوﻟﮫ ﷺ» :واﺿرﺑوا ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟدﻓوف« .وﯾؤﯾد ذﻟك ﻣﺎ ﻓﻲ ﺣدﯾث اﻟﻣﺎزﻧﻲ »أن
اﻟﻧﺑﻲ ﷺ ﻛﺎن ﯾﻛره ﻧﻛﺎح اﻟﺳر ﺣﺗﻰ ﯾﺿرب ﺑدف« .وﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻔﺗﺢ ﻓﻲ رواﯾﺔ ﺷرﯾك
ﻓﻘﺎل ھل ﺑﻌﺛﺗم ﺟﺎرﯾﺔ ﺗﺿرب ﺑﺎﻟدف وﺗﻐﻧﻲ ﻗﻠت ﺗﻘول ﻣﺎذا ﺗﻘول.
أﻣﺎ ﺗﺣرﯾم اﻵﻟﺔ ﻣﻊ اﻟﻐﻧﺎء ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ ذﻟك أﺣﺎدﯾث ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ أﺧرﺟﮫ اﻟﻘﺎﺳم ﺑن ﺳﻼم أﻧﮫ
ﻧ ُﮭﻲ ﻋن ﺿرب اﻟدف واﻟطﺑل وﺻوت اﻟﻣزﻣﺎر .ﻗﻠت وﻓﻲ ذﻟك ﺗﺣرﯾم اﻟﻣزﻣﺎر ﺣﺗﻰ
ﻣزﻣﺎر اﻟﻣوﺗر )اﻟﮭون( .ﻗﺎل اﻹﻣﺎم اﻟﺷوﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻧﯾل اﻷوطﺎر "وﻓﻲ اﻟﺑﺎب أﺣﺎدﯾث
ﻛﺛﯾرة" ﯾﻌﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﺗﺣرﯾم .ﻗﺎل وﻗد وﺿﻊ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن أھل اﻟﻌﻠم ﻣﺻﻧﻔﺎت وﻟﻛﻧﮫ
أﺿﻌﻔﮭﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ ً ﺑﻌض أھل اﻟﻌﻠم ،ﺣﺗﻰ ﻗﺎل اﺑن ﺣزم إﻧﮫ ﻻ ﯾﺻﺢ ﻓﻲ اﻟﺑﺎب -أي ﺑﺎب
اﻟﺗﺣرﯾم -ﺣدﯾث أﺑدا ً وﻛل ﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣوﺿوع .وﻗﺎل اﻹﻣﺎم اﻟﺷوﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻧﯾل اﻷوطﺎر:
»وﻗد اﺧﺗﻠف ﻓﻲ اﻟﻐﻧﺎء ﻣﻊ آﻟﺔ ﻣن آﻻت اﻟﻣﻼھﻲ وﺑدوﻧﮭﺎ؛ ﻓذھب اﻟﺟﻣﮭور إﻟﻰ
اﻟﺗﺣرﯾم ﻣﺳﺗدﻟﯾن ﺑﻣﺎ ﺳﻠف ،وذھب أھل اﻟﻣدﯾﻧﺔ وﻣن واﻓﻘﮭم ﻣن ﻋﻠﻣﺎء اﻟظﺎھر
وﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن اﻟﺻوﻓﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗرﺧﯾص ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎع وﻟو ﻣﻊ اﻟﻌود واﻟﯾراع ،وﻗد ﺣﻛﻰ
اﻷﺳﺗﺎذ أﺑو ﻣﻧﺻور اﻟﺑﻐدادي اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﻓﻲ ﻣؤﻟﻔﮫ ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎع أن ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﺟﻌﻔر ﻛﺎن
ﻻ ﯾرى ﺑﺎﻟﻐﻧﺎء ﺑﺄﺳﺎ وﯾﺻوغ اﻷﻟﺣﺎن ﻟﺟوارﯾﮫ وﯾﺳﻣﻌﮭﺎ ﻣﻧﮭن ﻋﻠﻰ أوﺗﺎره ،وﻛﺎن ذﻟك
ﻓﻲ زﻣن أﻣﯾر اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﻋﻠﻲ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ!! وﺣﻛﻰ اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﻣذﻛور ﻣﺛل ذﻟك أﯾﺿﺎ ً
ﻋن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺷرﯾﺢ وﺳﻌﯾد ﺑن اﻟﻣﺳﯾب وﻋطﺎء ﺑن أﺑﻲ رﺑﺎح واﻟزھري واﻟﺷﻌﺑﻲ،
وﻗﺎل إﻣﺎم اﻟﺣرﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ واﺑن أﺑﻲ اﻟدم :ﻧﻘل اﻷﺛﺑﺎت ﻣن اﻟﻣؤرﺧﯾن أن ﻋﺑد ﷲ
ﺑن اﻟزﺑﯾر ﻛﺎن ﻟﮫ ﺟوار ﻋوﱠ ادات ،وإن اﺑن ﻋﻣر دﺧل ﻋﻠﯾﮫ واﻟﻲ ﺟﻧﯾﮫ ﻋود؛ ﻓﻘﺎل :ﻣﺎ
ھذا ﯾﺎ ﺻﺎﺣب رﺳول ﷲ؟ ﻓﻧﺎوﻟﮫ إﯾﺎه؛ ﻓﺗﺄﻣﻠﮫ اﺑن ﻋﻣر ﻓﻘﺎل :ھذا ﻣﯾزان ﺷﺎﻣﻲ؟ ﻗﺎل
اﺑن اﻟزﺑﯾر :ﯾوزن ﺑﮫ اﻟﻌﻘول!! وروى اﻟﺣﺎﻓظ أﺑو ﷴ ﺑن ﺣزم ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎع
ﺑﺳﻧده إﻟﻰ اﺑن ﺳﯾرﯾن ﻗﺎل :إن رﺟﻼ ً أﺗﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﺑﺟوار ﻓﻧزل ﻋﻠﻰ ﻋﺑد ﷲ اﺑن ﻋﻣر
وﻓﯾﮭن ﺟﺎرﯾﺔ ﺗﺿرب؛ ﻓﺟﺎء رﺟل ﻓﺳﺎوﻣﮫ ﻓﻠم ﯾﮭو ﻣﻧﮭن ﺷﯾﺋﺎ ً؛ ﻗﺎل اﻧطﻠﻖ إﻟﻰ رﺟل
ھو أﻣﺛل ﻟك ﺑﯾﻌﺎ ً ﻣن ھذا .ﻗﺎل :ﻣن ھو؟ ﻗﺎل :ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﺟﻌﻔر؛ ﻓﻌرﺿﮭن ﻋﻠﯾﮫ؛ ﻓﺄﻣر
ﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻧﮭن ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ :ﺧذي اﻟﻌود؛ ﻓﺄﺧذﺗﮫ ﻓﻐﻧت ﻓﺑﺎﯾﻌﮫ؛ ﺛم ﺟﺎء إﻟﻲ اﺑن ﻋﻣر إﻟﻰ
آﺧر اﻟﻘﺻﺔ .وروى ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻘد اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷدﯾب أﺑو ﻋﻣر اﻷﻧدﻟﺳﻲ أن ﻋﺑد ﷲ ﺑن
ﻋﻣر دﺧل ﻋﻠﻰ أﺑﻲ ﺟﻌﻔر ﻓوﺟد ﻋﻧده ﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺟرھﺎ ﻋود؛ ﺛم ﻗﺎل ﻻﺑن ﻋﻣر :ھل
ﺗرى ﺑذﻟك ﺑﺄﺳﺎ؟ ﻗﺎل ﻻ ﺑﺄس ﺑﮭذا .وﺣﻛﻰ اﻟﻣﺎوردي ﻋن ﻣﻌﺎوﯾﺔ وﻋﻣرو ﺑن اﻟﻌﺎص
أﻧﮭﻣﺎ ﺳﻣﻌﺎ اﻟﻌود ﻋﻧد اﺑن ﺟﻌﻔر ،وروى أﺑو اﻟﻔرج اﻷﺻﺑﮭﺎﻧﻲ أن ﺣﺳﺎن ﺑن ﺛﺎﺑت
ﺳﻣﻊ ﻣن ﻋزة اﻟﻣﯾﻼء اﻟﻐﻧﺎء ﺑﺎﻟﻣزھر ﺑﺷﻌر ﻣن ﺷﻌره .وذﻛر أﺑو اﻟﻌﺑﺎس اﻟﻣﺑرد ﻧﺣو
ذﻟك ،واﻟﻣزھر ﻋﻧد أھل اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌود ،وذﻛر اﻷدﻓوي أن ﻋﻣر ﺑن ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻛﺎن
ﯾﺳﻣﻊ ﻣن ﺟوارﯾﮫ ﻗﺑل اﻟﺧﻼﻓﺔ ،وﻧﻘل اﺑن اﻟﺳﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺗرﺧﯾص ﻋن طﺎوس ،وﻧﻘﻠﮫ اﺑن
ﻗﺗﯾﺑﺔ وﺻﺎﺣب اﻹﻣﺗﺎع ﻋن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﺳﻌد ﺑن إﺑراھﯾم ﺑن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن اﻟزھري
ﻣن اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ،وﻧﻘﻠﮫ أﺑو ﯾﻌﻠﻰ اﻟﺧﻠﯾﻠﻲ ﻓﻲ اﻹرﺷﺎد ﻋن ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑن ﺳﻠﻣﺔ اﻟﻣﺎﺟﺷون
ﻣﻔﺗﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،وﺣﻛﻰ اﻟروﯾﺎﻧﻲ ﻋن اﻟﻘﻔﺎل أن ﻣذھب ﻣﺎﻟك ﺑن أﻧس إﺑﺎﺣﺔ اﻟﻐﻧﺎء
ﺑﺎﻟﻣﻌﺎزف ،وﺣﻛﻲ اﻷﺳﺗﺎذ أﺑو ﻣﻧﺻور اﻟﻔوراﻧﻲ ﻋن ﻣﺎﻟك ﺟواز اﻟﻌود ،وذﻛر أﺑو
طﺎﻟب اﻟﻣﻛﻲ ﻓﻲ ﻗوت اﻟﻘﻠوب ﻋن ﺷﻌﺑﺔ أﻧﮫ ﺳﻣﻊ طﻧﺑورا ً ﻓﻲ ﺑﯾت اﻟﻣﻧﮭﺎل اﺑن ﻋﻣرو
اﻟﻣﺣدث اﻟﻣﺷﮭور .وﺣﻛﻲ أﺑو اﻟﻔﺿل ﺑن طﺎھر ﻓﻲ ﻣؤﻟﻔﮫ ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎع أﻧﮫ ﻻ ﺧﻼف
ﺑﯾن أھل اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻓﻲ إﺑﺎﺣﺔ اﻟﻌود ،ﻗﺎل اﺑن اﻟﻧﺣوي ﻓﻲ اﻟﻌﻣدة :ﻗﺎل اﺑن طﺎھر :ھو
إﺟﻣﺎع أھل اﻟﻣدﯾﻧﺔ!! ﻗﺎل اﺑن طﺎھر :وإﻟﯾﮫ ذھﺑت اﻟظﺎھرﯾﺔ ﻗﺎطﺑﺔ ،ﻗﺎل اﻷدﻓوي :ﻟم
ﯾﺧﺗﻠف اﻟﻧﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺿرب إﻟﻰ إﺑراھﯾم ﺑن ﺳﻌد اﻟﻣﺗﻘدم اﻟذﻛر وھو ﻣﻣن أﺧرج ﻟﮫ
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻛﻠﮭم ،وﺣﻛﻰ اﻟﻣﺎوردي إﺑﺎﺣﺔ اﻟﻌود ﻋن ﺑﻌض اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ،وﺣﻛﺎه أﺑو اﻟﻔﺿل
ﺑن طﺎھر ﻋن أﺑﻲ إﺳﺣﺎق اﻟﺷﯾرازي ،وﺣﻛﺎه اﻹﺳﻧوي ﻓﻲ اﻟﻣﮭﻣﺎت ﻋن اﻟروﯾﺎﻧﻲ
واﻟﻣﺎوردي ،ورواه اﺑن اﻟﻧﺣوي ﻋن اﻷﺳﺗﺎذ أﺑﻲ ﻣﻧﺻور ،وﺣﻛﺎه اﺑن اﻟﻣﻠﻘن ﻓﻲ
اﻟﻌﻣدة ﻋن اﺑن طﺎھر .وﺣﻛﺎه اﻷدﻓوي ﻋن اﻟﺷﯾﺦ ﻋز اﻟدﯾن ﺑن ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ،وﺣﻛﺎه
ﺻﺎﺣب اﻹﻣﺗﺎع ﻋن أﺑﻲ ﺑﻛر ﺑن اﻟﻌرﺑﻲ ،وﺟزم ﺑﺎﻹﺑﺎﺣﺔ اﻷدﻓوي ،ھؤﻻء ﺟﻣﯾﻌﺎ ً ﻗﺎﻟوا
ﺑﺗﺣﻠﯾل اﻟﺳﻣﺎع ﻣﻊ آﻟﺔ ﻣن اﻵﻻت اﻟﻣﻌروﻓﺔ.
وأﻣﺎ ﻣﺟرد اﻟﻐﻧﺎء ﻣن ﻏﯾر آﻟﺔ ﻓﻘﺎل اﻷدﻓوي ﻓﻲ اﻹﻣﺗﺎع :إن اﻟﻐزاﻟﻲ ﻓﻲ ﺑﻌض ﺗﺂﻟﯾﻔﮫ
اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ﻧﻘل اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺣﻠﮫ .وﻧﻘل اﺑن طﺎھر إﺟﻣﺎع اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ واﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻋﻠﯾﮫ ،وﻧﻘل
اﻟﺗﺎج اﻟﻔزاري واﺑن ﻗﺗﯾﺑﺔ إﺟﻣﺎع أھل اﻟﺣرﻣﯾن ﻋﻠﯾﮫ ،وﻧﻘل اﺑن طﺎھر واﺑن ﻗﺗﯾﺑﺔ
أﯾﺿﺎ ً إﺟﻣﺎع أھل اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻋﻠﯾﮫ ،وﻗﺎل اﻟﻣﺎوردي :ﻟم ﯾزل أھل اﻟﺣﺟﺎز ﯾرﺧﺻون ﻓﯾﮫ
ﻓﻲ أﻓﺿل أﯾﺎم اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺄﻣور ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻟﻌﺑﺎدة واﻟذﻛر!! ﻗﺎل اﺑن اﻟﻧﺣوي ﻓﻲ اﻟﻌﻣدة :وﻗد
روى اﻟﻐﻧﺎء وﺳﻣﺎﻋﮫ ﻋن ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ واﻟﺗﺎﺑﻌﯾن؛ ﻓﻣن اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ ﻋﻣر ﻛﻣﺎ
رواه اﺑن ﻋﺑد اﻟﺑر وﻏﯾره ،وﻋﺛﻣﺎن ﻛﻣﺎ ﻧﻘﻠﮫ اﻟﻣﺎوردي وﺻﺎﺣب اﻟﺑﯾﺎن واﻟراﻓﻌﻲ،
وﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑن ﻋوف ﻛﻣﺎ رواه اﺑن أﺑﻲ ﺷﯾﺑﺔ ،وأﺑو ﻋﺑﯾدة ﺑن اﻟﺟراح ﻛﻣﺎ أﺧرﺟﮫ
اﻟﺑﯾﮭﻘﻲ ،وﺳﻌد ﺑن أﺑﻲ وﻗﺎص ﻛﻣﺎ أﺧرﺟﮫ اﺑن ﻗﺗﯾﺑﺔ ،وأﺑو ﻣﺳﻌود اﻷﻧﺻﺎري ﻛﻣﺎ
أﺧرﺟﮫ اﻟﺑﯾﮭﻘﻲ ،وﺑﻼل وﻋﺑد ﷲ اﺑن اﻷرﻗم وأﺳﺎﻣﺔ ﺑن زﯾد ﻛﻣﺎ أﺧرﺟﮫ اﻟﺑﯾﮭﻘﻲ
أﯾﺿﺎ ،وﺣﻣزة ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﺣﯾﺢ ،واﺑن ﻋﻣر ﻛﻣﺎ أﺧرﺟﮫ اﺑن طﺎھر ،واﻟﺑراء ﺑن ﻣﺎﻟك
ﻛﻣﺎ أﺧرﺟﮫ أﺑو ﻧﻌﯾم ،وﻋﺑد ﷲ ﺑن ﺟﻌﻔر ﻛﻣﺎ رواه اﺑن ﻋﺑد اﻟﺑر ،وﻋﺑد ﷲ ﺑن اﻟزﺑﯾر
ﻛﻣﺎ ﻧﻘﻠﮫ أﺑو طﺎﻟب اﻟﻣﻛﻲ ،وﺣﺳﺎن ﻛﻣﺎ رواه أﺑو اﻟﻔرج اﻷﺻﺑﮭﺎﻧﻲ ،وﻋﺑد ﷲ ﺑن
ﻋﻣرو ﻛﻣﺎ رواه اﻟزﺑﯾر ﺑن ﺑﻛﺎر ،وﻗرظﺔ ﺑن ﻛﻌب ﻛﻣﺎ رواه اﺑن ﻗﺗﯾﺑﺔ ،وﺧوات ﺑن
ﺟﺑﯾر ورﺑﺎح اﻟﻣﻌﺗرف ﻛﻣﺎ أﺧرﺟﮫ ﺻﺎﺣب اﻷﻏﺎﻧﻲ ،واﻟﻣﻐﯾرة ﺑن ﺷﻌﺑﺔ ﻛﻣﺎ ﺣﻛﺎه أﺑو
طﺎﻟب اﻟﻣﻛﻲ ،وﻋﻣرو ﺑن اﻟﻌﺎص ﻛﻣﺎ ﺣﻛﺎه اﻟﻣﺎوردي ،وﻋﺎﺋﺷﺔ واﻟرﺑﯾﻊ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ
ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري وﻏﯾره.
وأﻣﺎ اﻟﺗﺎﺑﻌون ﻓﺳﻌﯾد ﺑن اﻟﻣﺳﯾب وﺳﺎﻟم ﺑن ﻋﻣرو ﺑن ﺣﺳﺎن وﺧﺎرﺟﺔ ﺑن زﯾد وﺷرﯾﺢ
اﻟﻘﺎﺿﻲ وﺳﻌﯾد ﺑن ﺟﺑﯾر وﻋﺎﻣر اﻟﺷﻌﺑﻲ وﻋﺑد ﷲ ﺑن أﺑﻲ ﻋﺗﯾﻖ وﻋطﺎء ﺑن أﺑﻲ رﺑﺎح
وﷴ ﺑن ﺷﮭﺎب اﻟزھري وﻋﻣر ﺑن ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز وﺳﻌد ﺑن إﺑراھﯾم اﻟزھري .وأﻣﺎ
ﺗﺎﺑﻌوھم ﻓﺧﻠﻖ ﻻ ﯾﺣﺻون ﻣﻧﮭم اﻷﺋﻣﺔ اﻷرﺑﻌﺔ واﺑن ﻋﯾﯾﻧﺔ وﺟﻣﮭور اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ اﻧﺗﮭﻰ
ﻛﻼم اﺑن اﻟﻧﺣوي
واﺧﺗﻠف ھؤﻻء اﻟﻣﺟوزون ﻓﻣﻧﮭم ﻣن ﻗﺎل ﺑﻛراھﺗﮫ وﻣﻧﮭم ﻣن ﻗﺎل ﺑﺎﺳﺗﺣﺑﺎﺑﮫ ﻗﺎﻟوا
ﻟﻛوﻧﮫ ﯾرق اﻟﻘﻠب وﯾﮭﯾﺞ اﻷﺣزان واﻟﺷوق إﻟﻰ ﷲ ﻗﺎل اﻟﻣﺟوزون أﻧﮫ ﻟﯾس ﻓﻲ ﻛﺗﺎب
ﷲ وﻻ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ رﺳوﻟﮫ وﻻ ﻓﻲ ﻣﻌﻘوﻟﮭﻣﺎ ﻣن اﻟﻘﯾﺎس واﻻﺳﺗدﻻل ﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺗﺣرﯾم
ﻣﺟرد ﺳﻣﺎع اﻷﺻوات اﻟطﯾﺑﺔ اﻟﻣوزوﻧﺔ ﻣﻊ آﻟﺔ ﻣن اﻵﻻت«
وأﻣﺎ اﻟﻣﺎﻧﻌون ﻓﻘد اﺳﺗدﻟوا ﺑﺄﺣﺎدﯾث ذﻛرھﺎ اﻟﺷوﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻧﯾل اﻷوطﺎر .ﻗﺎل اﻟﺷوﻛﺎﻧﻲ:
» وﻗد أﺟﺎب اﻟﻣﺟوزون ﻋﻧﮭﺎ ﺑﺄﻧﮫ ﻗد ﺿﻌﻔﮭﺎ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن اﻟظﺎھرﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ
واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ وﻗد ﺗﻘدم ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ اﺑن ﺣزم وواﻓﻘﮫ ﻋﻠﻰ ذﻟك أﺑو ﺑﻛر ﺑن اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ
اﻷﺣﻛﺎم وﻗﺎل ﻟم ﯾﺻﺢ ﻓﻲ اﻟﺗﺣرﯾم ﺷﻲء وﻛذﻟك ﻗﺎل اﻟﻐزاﻟﻲ واﺑن اﻟﻧﺣو ﻓﻲ اﻟﻌﻣدة
وھﻛذا ﻗﺎل اﺑن طﺎھر أﻧﮫ ﻟم ﯾﺻﺢ ﻣﻧﮭﺎ ﺣرف واﺣد واﻟﻣراد ﻣﺎ ھو ﻣرﻓوع ﻣﻧﮭﺎ وإﻻ
ﻓﺣدﯾث اﺑن ﻣﺳﻌود ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ »وﻣن اﻟﻧﺎس ﻣن ﯾﺷﺗري ﻟﮭو اﻟﺣدﯾث ﻟﯾﺿل
ﻋن ﺳﺑﯾل ﷲ« ﻗد ﺗﻘدم أﻧﮫ ﺻﺣﯾﺢ وﻗد ذﻛر ھذا اﻷﺳﺗﺛﺎء اﺑن ﺣزم ﻓﻘﺎل أﻧﮭم ﻟو
أﺳﻧدوا ﺣدﯾﺛﺎ واﺣدا ﻓﮭو إﻟﻰ ﻏﯾر رﺳول ﷲ وﻻ ﺣﺟﺔ ﻓﻲ أﺣد دوﻧﮫ ﻛﻣﺎ روى ﻋن
اﺑن ﻋﺑﺎس واﺑن ﻣﺳﻌود ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ »وﻣن اﻟﻧﺎس« اﻵﯾﺔ أﻧﮭﻣﺎ ﻓﺳرا اﻟﻠﮭو
ﺑﺎﻟﻐﻧﺎء ﻗﺎل وﻧص اﻵﯾﺔ ﯾﺑطل أﺣﺗﺟﺎﺟﮭم ﻟﻘوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ »ﻟﯾﺿل ﻋن ﺳﺑﯾل ﷲ« وھذه
ﺻﻔﺔ ﻣن ﻓﻌﻠﮭﺎ ﻛﺎن ﻛﺎﻓرا وﻟو أن ﺷﺧﺻﺎ اﺷﺗرى ﻣﺻﺣﻔﺎ ﻟﯾﺿل ﺑﮫ ﻋن ﺳﺑﯾل ﷲ
وﯾﺗﺧذھﺎ ھزوا ﻟﻛﺎن ﻛﺎﻓرا ﻓﮭذا ھو اﻟذي ذم ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻣﺎ ذم ﻣن اﺷﺗرى ﻟﮭو اﻟﺣدﯾث
ﻟﯾروح ﺑﮫ ﻧﻔﺳﮫ ﻻ ﯾﺿل ﺑﮫ ﻋن ﺳﺑﯾل ﷲ .ﻗﺎل اﻟﻔﺎﻛﮭﺎﻧﻲ ﻟم أﻋﻠم ﻓﻲ ﻛﺗﺎب ﷲ وﻻ ﻓﻲ
اﻟﺳﻧﺔ ﺣدﯾﺛﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ ﺻرﯾﺣﺎ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾم اﻟﻣﻼھﻲ وإﻧﻣﺎ ھﻲ ظواھر وﻋﻣوﻣﺎت ﯾﺗﺄﻧس
ﻻ أدﻟﺔ ﻗطﻌﯾﺔ«
وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﻔرﯾد ﻟﻺﻣﺎم أﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد رﺑﮫ اﻷﻧدﻟﺳﻲ ﻗﺎل:
»وروى اﺑن اﻟﻛﻠﻲ ﻋن أﺑﯾﮫ ﻗﺎل :ﻛﺎن اﺑن ﻋﺎﺋﺷﺔ ﻣن أﺣﺳن اﻟﻧﺎس ﻏﻧﺎء وأﻧﺑﮭﮭم ﻓﯾﮫ
وأﺿﯾﻘﮭم ﺧﻠﻘﺎ ،إذا ﻗﯾل ﻟﮫ ﻋن ﯾﻘول :أو ﻟﻣﺛﻠﻲ ﯾﻘﺎل ھذا؟ ﻋﻠﻲ ﻋﺗﻖ رﻗﺑﺔ إت ﻏﻧﯾت
ﯾوﻣﻲ ھذا .ﻓﺈن ﻏﻧﻰ وﻗﯾل ﻟﮫ :أﺣﺳﻧت .ﻗﺎل :ﻟﻣﺛﻠﻲ ﯾﻘﺎل أﺣﺳﻧت؟ ﻋﻠﻲ ﻋﺗﻖ رﻗﺑﺔ إن
ﻏﻧﯾت ﺳﺎﺋر ﯾوﻣﻲ ھذا .ﻓﻠﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﯾﺎن ﺳﺎل وادي اﻟﻌﻘﯾﻖ ،ﻓﺟﺎء ﺑﺎﻟﻌﺟب،
ﻓﻠم ﯾﺑﻖ ﺑﺎﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻣﺧﺑﺄة وﻻ ﺷﺎﺑﺔ وﻻ ﺷﺎب وﻻ ﻛﮭل إﻻ ﺧرج ﯾﺑﺻره ،وﻛﺎن ﻓﯾﻣن
ﺧرج اﺑن ﻋﺎﺋﺷﺔ اﻟﻣﻐﻧﻲ ،وھو ﻣﻌﺗﺟر ﺑﻔﺿل رداﺋﮫ ،ﻓﻧظر إﻟﯾﮫ اﻟﺣﺳن ﺑن اﻟﺣﺳن ﺑن
ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب ﻋﻠﯾﮭم اﻟﺳﻼم ،وﻛﺎن ﻓﯾﻣن ﺧرج إﻟﻰ اﻟﻌﻘﯾﻖ ،وﺑﯾن ﯾدﯾﮫ أﺳودان
ﻛﺄﻧﮭﻣﺎ ﺳﺎرﯾﺗﺎن ،ﯾﻣﺷﯾﺎن ﺑﯾن ﯾدﯾﮫ أﻣﺎم داﺑﺗﮫ ،ﻓﻘﺎل ﻟﮭﻣﺎ :أﻧﺗﻣﺎ ﺣران ﻟوﺟﮫ ﷲ .إن
ﺗﻔﻌﻼ ﻣﺎ آﻣرﻛﻣﺎ ﺑﮫ ،وإﻻ أﻗطﻌﻛﻣﺎ إرﺑﺎ إرﺑﺎ ،اذھﺑﺎ إﻟﻰ ذﻟك اﻟرﺟل اﻟﻣﻌﺗﺟر ﺑﻔﺿل
رداﺋﮫ ،ﻓﺧذا ﺑﺿﺑﻌﯾﮫ ،ﻓﺈن ﻓﻌل ﻣﺎ آﻣره ﺑﮫ ،وإﻻ ﻓﺎﻗذﻓﺎ ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﯾﻖ .ﻗﺎل :ﻓﻣﺿﯾﺎ
واﻟﺣﺳن ﯾﻘﻔوھﻣﺎ .ﻓﻠم ﯾﺷﻌر اﺑن ﻋﺎﺋﺷﺔ إﻻ وھﻣﺎ آﺧذان ﺑﺿﺑﻌﯾﮫ .ﻓﻘﺎل :ﻣن ھذا؟ ﻓﻘﺎل
ﻟﮫ اﻟﺣﺳن :أﻧﺎ ھذا ﯾﺎ ﺑن ﻋﺎﺋﺷﺔ .ﻗﺎل :ﻟﺑﯾك وﺳﻌدﯾك ،وﺑﺄﺑﻲ أﻧت وأﻣﻲ .ﻗﺎل :اﺳﻣﻊ
ﻣﻧﻲ ﻣﺎ أﻗول ،واﻋﻠم أﻧك ﻣﺄﺳور ﻓﻲ أﯾدﯾﮭﻣﺎ ،ھﻣﺎ ﺣران أن ﻟم ﺗﻐن ﻣﺎﺋﺔ ﺻوت أن
ﯾطرﺣﺎك ﻓﻲ اﻟﻌﻘﯾﻖ ،وﻟﺋن ﻟم ﯾﻔﻌﻼ ذﻟك ﻷﻗطﻌن أﯾدﯾﮭﻣﺎ .ﻓﺻﺎح اﺑن ﻋﺎﺋﺷﺔ :ﯾﺎ وﯾﻼه!
واﻋظﯾم ﻣﺻﯾﺑﺗﺎه! ﻗﺎل :دع ﻣن ﺻﯾﺎﺣك وﺧذ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻧﻔﻌﻧﺎ .ﻗﺎل :اﻗﺗرح وأﻗم ﻣن
ﯾﺣﺻﻲ ،وأﻗﺑل ﯾﻐﻧﻲ .ﻓﺗرك اﻟﻧﺎس اﻟﻌﻘﯾﻖ وأﻗﺑﻠوا ﻋﻠﯾﮫ .ﻓﻠﻣﺎ ﺗﻣت أﺻواﺗﮫ ﻣﺎﺋﺔ ﻛﺑر
اﻟﻧﺎس ﺑﻠﺳﺎن واﺣد ﺗﻛﺑﯾرة واﺣدة ارﺗﺟت ﻟﮭﺎ أﻗطﺎر اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،وﻗﺎﻟوا ﻟﻠﺣﺳن :ﺻﻠﻰ ﷲ
ﻋﻠﻰ روﺣك ﺣﯾﺎ وﻣﯾﺗﺎ ،ﻓﻣﺎ اﺟﺗﻣﻊ ﻷھل اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﺳرور ﻗط إﻻ ﺑﻛم أھل اﻟﺑﯾت«
أﻣﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺻر ﺣﺗﻰ ﻋﻠﻣﺎء اﻷزھر ﯾﺣﺿرون ﺣﻔﻼت ﺗﻘﺎم ﻓﻲ ﻣﺻر ﻟوﻋظ اﻟﻧﺎس
ﻓﯾﮭﺎ ﻧﻐﻣﺎت ﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﺗﻌزف ﻓﯾﮭﺎ ﺟﻣﯾﻊ آﻻت اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ .وﻗد ﺣﺿرتُ أﻧﺎ ﺑﻧﻔﺳﻲ ﻣﻊ
ﺑﻌض اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ ﺣﻔﻠﺔ أﻗﺎﻣﮭﺎ ﻟﻧﺎ أﺣﻣد زﻛﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﻓﻲ داره ﺑﺎﻟﺟﯾزة ،وﺳﻣﻌﻧﺎ ﻋزف
ﺳﺎﻣﻲ اﻟﺷوا ﻋﻠﻰ اﻟرﺑﺎب .وﺣﺿرت ﺑﻧﻔﺳﻲ أﯾﺿﺎ ً ﻓﻲ دار اﻹﻣﺎم اﻟﻛﺑﯾر اﻟﺻﺎﻟﺢ زﻋﯾم
إﺧواﻧﻧﺎ اﻹﺳﻣﺎﻋﯾﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻔﻠﺔ أﻗﺎﻣﮭﺎ ﺗﻛرﯾﻣﺎ ً ﻟﺻﺎﺣب اﻟﺳﻣو اﻟﺳﻌود وﻟﻲ ﻋﮭد اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻓﻲ دار اﻟزﻋﯾم ﺑﻣدﯾﻧﺔ ﯾﻣﺑﻲ ،وﻛﺎﻧت اﻵﻻت اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﺗﺳﻣﻌﻧﺎ ﺷﺟﻲ
اﻷﻧﻐﺎم .وھذه اﻵﻻت اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﺗﻌزف ﻓﻲ اﻟﯾﻣن ﻟﻠﺟﻧد اﻟﯾﻣﺎﻧﻲ اﻟﺑﺎﺳل ،وﯾﺳﻣﻌﮭﺎ أﻣﯾر
اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﺑﺄذﻧﯾﮫ ووﻟﻲ ﻋﮭده ﺳﯾف اﻹﺳﻼم ،وﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء وﻋﺎﻣﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن
ﯾﺳﯾرون ﺑﻌدھﺎ ﯾﺳﻣﻌوﻧﮭﺎ ﻓﻲ طرﯾﻘﮭم إﻟﻰ اﻟﺟﺎﻣﻊ ﻟﻌﺑﺎدة ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ .وأﻏﻠب اﻟﻌﻠﻣﺎء
واﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺻر ﯾﺳﻣﻌون ھذه اﻵﻻت .واﻟذﯾن ﯾﺣرّ ﻣون اﻟﻐﻧﺎء ﯾﺳﻣﻌون آﻻت
اﻟﻌزف ﻓﻲ اﻟﻔوﻧوﻏراف واﻟرادﯾو وﯾﻘوﻟون ھذا ﻣُﺑﺎح ﻷﻧﮫ ﺻدى ،وﻣﺎ اﻟﺻدى إﻟﻰ
ﻋﻛس اﻟﺻوت اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﻲ اﻷﺛﯾر .وﻓﻲ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ٩٩ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﯾﺳﺗﺑﯾﺣون
ﺳﻣﺎع اﻟﻐﻧﺎء وآﻻﺗﮫ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺻر ﻣن اﻷﻣﺻﺎر ،وھذا إﺟﻣﺎع ﻣﻧﻘطﻊ اﻟﻧظﯾر.
وﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﻔرﯾد ﻟﻺﻣﺎم اﻷﻧدﻟﺳﻲ ﻗﺎل:
»ﻗﺎل إﺳﺣﺎق :وﺣدﺛﻧﻲ إﺑراھﯾم ﺑن ﺳﻌد اﻟزھري ﻗﺎل :ﻗﺎل ﻟﻲ اﻟرﺷﯾد :ﻣن ﺑﺎﻟﻣدﯾﻧﺔ
ﻣﻣن ﯾﺣرم اﻟﻐﻧﺎء؟ ﻗﺎل :ﻗﻠت :ﻣن أﺗﺑﻌﮫ ﷲ ﺧزﯾﺗﮫ .ﻗﺎل :ﺑﻠﻐﻧﻲ أن ﻣﺎﻟك ﺑن أﻧس
ﯾﺣرﻣﮫ .ﻗﻠت :ﯾﺎ أﻣﯾر اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ،أو ﻟﻣﺎﻟك أن ﯾﺣرم وﯾﺣﻠل! وﷲ ﻣﺎ ﻛﺎن ذﻟك ﻻﺑن
ﻋﻣك ﷴ ﷺ إﻻ ﺑوﺣﻲ ﻣن رﺑﮫ ،ﻓﻣن ﺟﻌل ھذا ﻟﻣﺎﻟك؟ ﻓﺷﮭﺎدﺗﻲ ﻋﻠﻰ أﺑﻲ أﻧﮫ ﺳﻣﻊ
ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻓﻲ ﻋرس اﺑن ﺣﻧظﻠﺔ اﻟﻐﺳﯾل ﯾﺗﻐﻧﻰ:
واﻟذيوﺿﺢ ﻣﻣﺎ ﺗﻘدم أن اﻟﻔﻘﮭﺎء اﺧﺗﻠﻔوا إﺧﺗﻼﻓﺎ ً ھﺎﺋﻼ ً ﻓﻲ أﻧﮫ ھل ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن أن
ﯾطﺑﻠوا وﯾﻐﻧوا ﻣﺛل اﻟﻧﺎس أم ﻻ .ﻓﻣن اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻣن أﺑﺎح اﻟﻐﻧﺎء واﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ ﺑﺄﺟﻣﻌﮫ وﻣﻧﮭم
ﻣن ﺣرﻣﮫ ﻣطﻠﻘﺎ ً .وﻗد ﺳﺑﻘت أدﻟﺔ اﻟطرﻓﯾن ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ .وﻣﺎ ﺗﺣرﯾم ﺗروﯾﺢ اﻟﻘﻠوب
ﯾﻣس اﻟدﯾن واﻵداب إﻻ ﺧطﺄ ً وﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﺧﻠﻖ اﻟطﺑﯾﻌﻲ ّ وﺳﻣﺎع اﻵﻻت واﻟﻐﻧﺎء ﺑﻣﺎﻻ
ﻓﻲ اﻹﻧﺳﺎن.
وﻗد ﺗﻔﺿّل أدﯾب ﻣن أدﺑﺎء ﻟﺣﺞ ﻓﺷطر أﺑﯾﺎت اﻟﻌود اﻟﺗﻲ ﺳﺑﺑت اﻟﮭزة اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ
أﻋﺻﺎب ﻣن ﻟم ﯾﻔﮭم ﻣﻘﺻدﻧﺎ ﻓﺳﻛﻧت ﺑﺗﺷطﯾره ﺗﻠك اﻟﮭزة واﻟﺣﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻼﻣﺔ
وﺟزئ اﻟﻣﺷطر اﻟﻌﺑدﻟﻲ ﺧﯾر ﺟزاء:
ﺗﺷطﯾر أﺑﯾﺎت اﻟﻌود
ﺳﻠطﻧﺔ ﻟﺣﺞ وﯾطﻠﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ أﯾﺿﺎ ً ﺳﻠطﻧﺔ اﻟﻌﺑدﻟﻲ أو اﻟﻌﺑﺎدل ھﻲ إﺣدى اﻟﻛﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ
وﻗﻌت اﺗﻔﺎﻗﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﻊ اﻹﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ أواﺋل اﻟﻘرن ١٩وأﺻﺑﺣت
ﺟزءا ً ﻣن ﻣﺣﻣﯾﺔ ﻋدن اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ .أﺻﺑﺣت ﻓﻲ وﻗت ﻻﺣﻖ ﻋﺿوا ً ﻓﻲ ﻓﻲ اﺗﺣﺎد
إﻣﺎرات اﻟﺟﻧوب اﻟﻌرﺑﻲ اﻟذي ﺧﻠﻔﮫ اﺗﺣﺎد اﻟﺟﻧوب اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ ﻋﺎم .١٩٦٣وﺗﻌرف
ﻋﺎﺻﻣﺔ ﺳﻠطﻧﺔ ﻟﺣﺞ ﺑﺄﺳم اﻟﺣوطﺔ ،وﯾطﻠﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺗﺟﺎوزا ً ﻟﺣﺞ أﯾﺿﺎ ً.
ﻛﺎﻧت ﻟﺣﺞ ﺗﺿم ﺷﺑﮫ ﺟزﯾرة ﻋدن إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻹﻗﻠﯾم اﻟداﺧﻠﻲ ،وﯾﺣدھﺎ ﻣن اﻟﻐرب
ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌﻘﺎرب ﻋﻧد ﻧﻘطﺔ ﻗرﯾﺑﺔ ﻣن اﻟﺣﺳوة ﻋﻠﻰ ﺷﺎطﺊ ﺧﻠﯾﺞ اﻟﺗواھﻲ ،وﺗﻣﺗد إﻟﻰ
اﻟﺷﻣﺎل ﻣﺣﺎذﯾﺔ ﻟﺣدود اﻟﺻﺑﯾﺣﺔ ،وﻣن اﻟﺷﻣﺎل ﺣدود اﻟﺣواﺷب ،وﻣن اﻟﺷرق ﺣدود
ﺳﻠطﻧﺔ اﻟﻔﺿﻠﻲ ﺣﯾث ﺗﻧﺗﮭﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣل اﻟﺑﺣر ﻋﻧد ﻧﻘطﺔ ﻗرب اﻟﻌﻣﺎد .وﻣن أھم
اﻟظواھر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻟﺣﺞ وادي ﺗﺑن اﻟذي ﯾﻌرف ﺑوادي ﻟﺣﺞ ،وھو ﻣن
أﺧﺻب اﻟﻣﻧﺎطﻖ ﻓﻲ اﻟﯾﻣن ﺗرﺑﺔ وأﺷﮭرھﺎ زراﻋﺔ .وﺗﻌرف ﻋﺎﺻﻣﺔ ﻟﺣﺞ ﺑﺎﺳم
"اﻟﺣوطﺔ" ،وﯾطﻠﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺗﺟﺎوزا ً ﻟﺣﺞ أﯾﺿﺎ ً.
ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺳﻠطﻧﺔ
ﻛﺎن أﺋﻣﺔاﻟزﯾدﯾﺔ ﯾﺑﺳطون ﺳﯾطرﺗﮭم ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎطﻖ أﺳﻔل اﻟﯾﻣن ﻛﻣﺎ ﺗﻌرف ﻣﻧذ ﻋﮭد
اﻟﻣﺗوﻛل ﻋﻠﻰ ﷲ إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺑن اﻟﻘﺎﺳم ، ١٦٧٦ ١٦٤٤ﻏﯾر أن ھذه اﻟﺳﯾطرة اﻋﺗراھﺎ
ﺑﻌض اﻟﺿﻌف واﻻﻧﮭﯾﺎر ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻧﺎﻓس ﻋﻠﻰ اﻹﻣﺎﻣﺔ ،وﻛﺛرة اﻟﻔﺗن ،وﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار
ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺣﻛم ذاﺗﮫ .اﺳﺗﻐﻠت ﻗﺑﺎﺋل ﯾﺎﻓﻊ ﻛل ھذه اﻟﻌواﻣل اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻓﻛﺎن ﻟﮭﺎ اﻟدور
اﻟراﺋد ﻓﻲ ﺧوض ﺗﺟرﺑﺔ اﻻﻧﻔﺻﺎل ﻋن ﻧﻔوذ أﺋﻣﺔ اﻟزﯾدﯾﺔ ،وﺧﻼل ﺣروﺑﮭﺎ ﻣﻊ اﻹﻣﺎم
اﻟﻣﮭدي ١٧١٨ ١٦٨٦اﺗﺟﮭت ﺟﮭودھﺎ إﻟﻰ اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ ﻟﺣﺞ ،ﻓﻔﻲ ﻋﺎم ١٧٠٢
ﻧﺟﺢ ﻗﺣطﺎن ﺑن ﻣﻌوﺿﮫ ﺳﻠطﺎن ﯾﺎﻓﻊ اﻟﺳﻔﻠﻰ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ ﻟﺣﺞ وﻋدن ،ﺛم
اﺳﺗردھﺎ اﻟﺟﻧد اﻹﻣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ﻧﻔﺳﮫ وﻓﻲ ﻋﺎم ١٧٠٥ﺗﻣﻛن ﻧﺎﺻر ﺑن ﺻﺎﻟﺢ ﺑن
أﺣﻣد ھرھره ﺳﻠطﺎن ﯾﺎﻓﻊ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻣن اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﯾﮭﺎ ،واﺳﺗﻣر ﺣﻛم ﯾﺎﻓﻊ ﻟﻠﺣﺞ ﺣواﻟﻲ
اﺛﻧﯾن وﻋﺷرﯾن ﻋﺎﻣﺎ ً ،ﺛم ﻋﺎدت إﻟﻰ ﺣﻛم اﻷﺋﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم .١٧٢٧
وﻛﺎﻧت اﻟﻌﺎدة ﻗد ﺟرت ﻋﻠﻰ ﺗﻌﯾﯾن ﺷﯾﺦ ﻓﻲ ﻟﺣﺞ ﻣن أھل اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﯾﺳﺎﻋد ﻋﺎﻣل اﻹﻣﺎم
ﻓﻲ اﻟﻧظر ﻓﻲ ﺷؤون اﻟرﻋﺎﯾﺎ ،وﯾﻛون ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻧﻘطﺔ اﺗﺻﺎل ﺑﯾن اﻟﺣﻛﺎم واﻟرﻋﺎﯾﺎ ،وﺗم
اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺷﯾﺦ ﻋﻠﻲ ﺑن ﻋﺑدﷲ ﺑن ﺳﻼم ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﺳﻼﻣﻲ ﺿﺎﺑط اﺗﺻﺎل ﺑﯾن اﻷﺋﻣﺔ
واﻟرﻋﺎﯾﺎ.
وﻧظرا ً ﻟﺳوء ﺗﺻرف ﻋﺎﻣل اﻹﻣﺎم أﻋﻠن اﻟﺷﯾﺦ ﻋﻠﻲ ﺑن ﻋﺑدﷲ اﻟﺳﻼﻣﻲ ﻧﻘﻣﺗﮫ ﻣﻣﺎ
أﺛﺎر اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻌﻣد إﻟﻰ إﻗﺻﺎﺋﮫ ﻋن ﻣﻧﺻب اﻟﻣﺷﯾﺧﺔ ،ﻓﻠﻣﺎ أﺧﻔﻖ ﻓﻲ ﻣﺳﻌﺎه ﺗﺂﻣر ﻋﻠﻰ
ﻗﺗﻠﮫ ،ﻓﺎﻟﺗف اﻷھﺎﻟﻲ ﺣول ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ ﺑن ﺻﻼح ﺑن ﺳﻼم ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﺳﻼﻣﻲ .وھو
ﻣن أﺑﻧﺎء ﻋﻣوﻣﺔ اﻟﻘﺗﯾل ﻋﻠﻲ اﻟﺳﻼﻣﻲ .وﻟﯾﺧﻔف اﻹﻣﺎم اﻟﻣﻧﺻور اﻟﺣﺳﯾن ﺑن اﻟﻘﺎﺳم
١٧٤٨ ١٧٢٧ﻣن ﺣدة اﻟﻐﺿب اﻟذي اﺟﺗﺎح ﺳﻛﺎن ﻟﺣﺞ ﺛﺑت ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ ﺷﯾﺧﺎ ً
ﻋﻠﻰ ﻟﺣﺞ.
واﺳﺗﻐل ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ ﻓورة اﻟﻐﺿب اﻟﺗﻲ ﻋﺻﻔت ﻓﻲ ﻧﻔوس أھﺎﻟﻲ ﻟﺣﺞ ﺑﻌد ﻣﻘﺗل
ﻋﻠﻲ ﺑن ﻋﺑدﷲ اﻟﺳﻼﻣﻲ؛ ﻓﺄراد أن ﯾﺣﻘﻖ ھدﻓﯾن ﻓﻲ وﻗت واﺣد :اﻟﺧﻼص ﻣن اﻟﺣﻛم
اﻹﻣﺎﻣﻲ ،واﻻﻧﻔراد ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ ،ﻓدﺧل ﻣﻊ أﻧﺻﺎره ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣل ﻟﺣﺞ ﻓﻲ ﺷﮭر
أﺑرﯾل ١٧٣١وﻗﺎﻣوا ﺑﻘﺗﻠﮫ ،ﺛم ﻗﺗﻠوا ﻋﺎﻣل ﻋدن ،وأﻋﻠن ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ اﻧﻔﺻﺎﻟﮫ ﺑﻠﺣﺞ
وﻋدن ،ﻓﺄرﺳل اﻹﻣﺎم اﻟﻣﻧﺻور ﻗوات أﺧﺿﻌت ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ ،وﻓرﺿت ﻋﻠﯾﮫ
ﻏراﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﻟﻣﺎ ﺷﻌر ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ ﺑﻌدم ﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﺳﺗرداد ﻣﻛﺎﻧﺗﮫ ﻟﺟﺄ إﻟﻰ ﯾﺎﻓﻊ
اﻟﺳﻔﻠﻰ ﻣﺳﺗﺟﯾرا ً ﺑﺳﻠطﺎﻧﮭﺎ ﺳﯾف ﺑن ﻗﺣطﺎن ،واﺗﻔﻖ اﻻﺛﻧﺎن ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ﻟﻠﺳﻠطﺎن
ﺳﯾف ﺑن ﻗﺣطﺎن ﺟزء ﻣن دﺧل ﻋدن ﺳﻧوﯾﺎ ً.
وﺑﻣوﺟب ھذا اﻻﺗﻔﺎق ﻧﺷﺑت ﻣﻌﺎرك ﺑﯾن ﯾﺎﻓﻊ وﺟﻧد اﻹﻣﺎم اﻟﻣﻧﺻور ،ﻋﻠﻰ أﺛرھﺎ ﻧﺟﺢ
ﺳﯾف ﺑن ﻗﺣطﺎن وﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ ﻓﯾﻔﺑراﯾر ١٧٣٢ﻓﻲ اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ ﻋدن.
وﻓﻲ اﻟﻌﺎم ﻧﻔﺳﮫ ﻧﺟﺢ اﻟﺣﻠﯾﻔﺎن ﻓﻲ اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ ﻟﺣﺞ .وﻗد ﻓﺷﻠت ﺟﮭود اﻹﻣﺎم
اﻟﻣﻧﺻور ﻓﻲ اﺳﺗﻌﺎدة ﻟﺣﺞ وﻋدن .وﺑذﻟك ﺻﺎر أﻣر ﻟﺣﺞ وﻋدن إﻟﻰ اﻟﻌﺑﺎدل ،وﻣﻧذ
ﺗﺎرﯾﺦ اﻧﻔﺻﺎل ﻟﺣﺞ وﻋدن أطﻠﻖ ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ ﻗﺑﺎﺋل ﻣﺷﯾﺧﺗﮫ ﻟﻘب ﻋﺑﺎدل
ﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ أﺳرﺗﮫ ،واﺗﺧذ ﻣن اﻟﺣوطﺔ ﻋﺎﺻﻣﺔ ﻟﮫ واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌرف أﯾﺿﺎ ً ﺑﺎﺳم ﻟﺣﺞ.
وﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر اﺳﺗﻣر ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﺗﻔﺎﻗﮫ اﻟذي ﻛﺎن ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن ﺳﯾف ﺑن
ﻗﺣطﺎن ﺣﺗﻰ ﻋﺎم ١٧٤٢ﺣﯾث ﺗوﺟﮫ ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ إﻟﻰ ﯾﺎﻓﻊ ﻹﺻﻼح ﺧﻼف ﺑﯾن
ﺳﯾف ﺑن ﻗﺣطﺎن وﺑﻌض ﻗﺑﺎﺋل ﯾﺎﻓﻊ ﻓﻘﺗل ھﻧﺎك ،ﻓﺧﻠﻔﮫ اﺑﻧﮫ ﻋﺑداﻟﻛرﯾم اﻟذي اﺗﺧذ ﻣن
ﻗﺗل واﻟده ذرﯾﻌﺔ ﻟﻧﻘض اﻻﺗﻔﺎق اﻟذي ﺑﯾن واﻟده وﺳﯾف ﺑن ﻗﺣطﺎن.
ﻣﻧزل ﺿﯾف اﻟﺳﻼطﯾن ﻓﻲ ﻋﺎم ،١٨٩٨ﺻورة ﻣن ﻗﺑل ھﻧري ﺳطﯾن ﻓورﺑس
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر
ﻓﻲ ﻋﺎم ١٨٣٧م ﻓﻲ ظل ﺳﯾطرة ﺳﻠطﻧﺔ ﻟﺣﺞ ﻋﻠﻰ ﻋدن ،وﻗﻌت ﺣﺎدﺛﺔ ﻏرق اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ
اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ »دارﯾﺎ دوﻟت« ﻗرب اﻟﺷواطﺊ اﻟﯾﻣﻧﯾﺔ ﻓوﺟدت ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﺿﺎﻟﺗﮭﺎ ﻻﺣﺗﻼل
ﻋدن وادﻋت ﺑﺄن اﻟﺻﯾﺎدﯾن اﻟﯾﻣﻧﯾﯾن ﻗﺎﻣوا ﺑﻧﮭب ﺗﻠك اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ وطﺎﻟﺑت ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻣن
ﻗﺑل ﺳﻠطﺎن ﺳﻠطﻧﺔ ﻟﺣﺞ ﻣﺣﺳن اﻟﻌﺑدﻟﻲ أو ﺑﺗﻣﻛﯾن ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﻣن اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻣﯾﻧﺎء
ﻋدﻧوﻛﺎن ﻣوﻗف اﻟﺳﻠطﺎن اﻟﻌﺑدﻟﻲ رﻓﺿﮫ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺳﯾﺎدة اﻟﯾﻣﻧﯾﺔ وواﻓﻖ ﻋﻠﻰ دﻓﻊ
أﯾﺔ ﺗﻌوﯾﺿﺎت أﺧرى .وﻟﻛن ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ ﻧﯾﺗﮭﺎ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﯾﺔ
ﺗﻌوﯾﺿﺎت واﻧﻣﺎ ھدﻓﮭﺎ ھو اﻻﺣﺗﻼل وﻓرض ﺳﯾطرﺗﮭﺎ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣدﯾﻧﺔﻋدن
وﻣﯾﻧﺎﺋﮭﺎ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻓﻌدﻟت ﻋن ﻗﺑول اﻟﺗﻌوﯾض وطﻠﺑت اﺣﺗﻼل ﻋدن ﻣﻘﺎﺑل
اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻣﺎ ادﻋﺗﮫ ﻣن ﻧﮭب اﻟﺻﯾﺎدﯾن اﻟﯾﻣﻧﯾﯾن ﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ »دارﯾﺎ دوﻟت«
وﺑدأت ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻌداد ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻏرﺿﮭﺎ ﺑﺎﻟﻘوة اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ.
وﻓﻲ ﯾوم ١٦ﯾﻧﺎﯾر ١٨٣٩م دﻓﻊ اﻟﻘﺑطﺎن »ھﯾﻧس« ﺑﻌدد ﻣن اﻟﺳﻔن اﻟﺣرﺑﯾﺔ ﺑﮭدف
اﺣﺗﻼل ﻣﯾﻧﺎء ﺻﯾرة ﻓﻘﺎوم اﻟﯾﻣﻧﯾون ﺑﺷراﺳﺔ ﻣﺳﺗﻣﯾﺗﺔ اﻷﻣر اﻟذي أﺟﺑر اﻟﺳﻔن
اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗراﺟﻊ واﻻﻧﺳﺣﺎب ،وﻟﻌل ھذه اﻟﺧطوة ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﯾن ﻛﺎﻧت ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ
ﺑﺎﻟون اﺧﺗﺑﺎر ﻟﻣدى إﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘﺎوﻣﯾن اﻟﯾﻣﻧﯾﯾن واﻟذﯾن ﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻛﺎﻧوا ﯾﻣﺗﻠﻛون أﺳﻠﺣﺔ
ﺑداﺋﯾﺔ وﻣﻧﮭﺎ ﻋدد ﻗﻠﯾل ﻣن اﻟﻣداﻓﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟراﺑﺿﺔ ﻓوق ﻗﻠﻌﺔ ﺻﯾرة اﻟﻣطﻠﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﯾﻧﺎء ﻋدن اﻟﻘدﯾم.
وﻓﻲ ﯾوم ١٩ﯾﻧﺎﯾر ﻣن ﻋﺎم ١٨٣٩م ﻋﺎد اﻟﻘﺑطﺎن »ھﯾﻧس« ﺑﻘوﺗﮫ اﻟﺑﺣرﯾﺔ ﻻﺣﺗﻼل
ﻣﯾﻧﺎء ﺻﯾرة وھﻧﺎك ﺧﺎض اﻟﻣﻘﺎوﻣون اﻟﯾﻣﻧﯾون ﻣﻠﺣﻣﺔ اﺷﺗرك ﻓﯾﮭﺎ اﻷھﺎﻟﻲ واﻟﻣﺷﺎﺋﺦ
واﻟﻌﻠﻣﺎء وﻋﻠﻰ رأﺳﮭم اﻟﺳﯾد/ﻋﻠوي ﺑن زﯾن ﺑن ﻋﻠوي اﻟﻌﯾدروس إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺟﻧود
اﻟﻣداﻓﻌﯾن ﻋن ﻋدن .وﻧظرا ً ﻟﻌدم اﻟﺗﻛﺎﻓؤ ﺑﺎﻟﻌﺗﺎد اﻟﻌﺳﻛري واﻟﻌدد اﻟﺑﺷري ﻓﻘد ﺑﻠﻎ
ﻋدد ﻗﺗﻠﻰ اﻟﯾﻣﻧﯾﯾن ﻧﺣو ﻣﺎﺋﺔ وﻋﺷرﯾن ﺷﮭﯾدا ً واﺳﺗﺧدم اﻟﻣﻘﺎوﻣون ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﻌرﻛﺔ
اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﺑﺳﯾطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﻓرت ﻟدﯾﮭم وﻣﻧﮭﺎ اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﺑﯾﺿﺎء ﻣن ﺳﯾوف وﺣراب
وﺧﻧﺎﺟر .
وﻣﻧذ اﺣﺗﻼل ﻣدﯾﻧﺔ ﻋدن ﻓﻲ ١٩ﯾﻧﺎﯾر ١٨٣٩م ﻋﻣدت ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ إﻟﻰ ﻋﻘد اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت
واﻟﻣﻌﺎھدات ﻣﻌﺎﻟدوﻟﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺔ اﻟﻣﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﺟزء اﻟﺷﻣﺎﻟﻲ ﻣن اﻟﯾﻣن وﻣن ﺛم ﻣﻊ
دوﻟﺔ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﺗوﻛﻠﯾﺔ وﻣﻊ ﺳﻼطﯾن وﻣﺷﺎﺋﺦ اﻟﻣﻧﺎطﻖ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ.
اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺎت
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺳﯾﺎﺳﺎت ﺷراء اﻟذﻣم اﻟﺗﻲ ﻋﻣدت إﻟﯾﮭﺎ ﺳﻠطﺎت اﻻﺣﺗﻼل اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ
ﺑﮭدف ﺗﺄﻣﯾن ﺑﻘﺎﺋﮭﺎ وﺗﻣﻛﯾن ﺳﯾطرﺗﮭﺎ وﺿﻣﺎن ﺳﻼﻣﺔ ﻗواﺗﮭﺎ ﻓﻘد ﺷﮭدت ﻣﻧﺎطﻖ
اﻟﺟﻧوب اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺎت اﻟﻐﺎﺿﺑﺔ واﻟراﻓﺿﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف أرﯾﺎف اﻟﺟﻧوب اﻟﯾﻣﻧﻲ
اﻟﻣﺣﺗل وﻣن أھم وأﺑرز ﺗﻠك اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺎت:
اﻟﺳﻼطﯾن
أﻋﻠن ﻧﻔﺳﮫ ﺳﻠطﺎﻧﺎ ً ﺑدﻻ ً ﻣن ﺷﯾﺦ ،ﺛم أطﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺑﻼده ﺳﻠطﻧﺔ ﺑدﻻ ً ﻣن ﻣﺷﯾﺧﺔ .وﻧﺟﺢ
ﻓﻲ ﺗﺛﺑﯾت ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻟﺣﺞ ﺑﺗﺣﺳﯾن ﻋﻼﻗﺎﺗﮫ ﻣﻊ ﺟﯾراﻧﮫ ﻣن ﯾﺎﻓﻊ ،وإﻣﺎم ﺻﻧﻌﺎء اﻟﻣﮭدي
اﻟﻌﺑﺎس ﺑن اﻟﺣﺳﯾن ﺑن اﻟﻘﺎﺳم . ١٧٧٥ - ١٧٤٨
ﺧﻠف واﻟده ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ،ﺗﻌرض ﺣﻛﻣﮫ ﻟﮭزات ﻋﻧﯾﻔﺔ ﻣن داﺧل اﻷﺳرة وﺧﺎرﺟﮭﺎ ،ﻓﻘد
ﺧرج ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻣﮫ ﻣﺣﺳن ﻓﺿل ،وأﻗﺎرﺑﮫ ﻣن آل ﺳﻼم وﻟم ﯾﺳﺗطﻊ اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﺑداﻟﮭﺎدي
ﺑن ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم اﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﻣﺗﺎﻋب ﻋﻣﮫ إﻻ ﺑﻘﺗﻠﮫ ،وﻗﺗل ﻣن ﯾﺳﺎﻧده ﻣن آل ﺳﻼم ﻋﺎم
.١٧٧٦ /١١٩٠ﻛﻣﺎ ﻗﺎم ﻋزب ﻣﻛﻲ ﺷﯾﺦ اﻟﻌزﯾﺑﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ ﻋدن ﻓﻲ ﻋﺎم
،١٧٧١ /١١٨٥وأﺧرﺟﮫ اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﺑداﻟﮭﺎدي ﻣﻧﮭﺎ ﺑﻌد ﯾوﻣﯾن ﻣن اﺳﺗﯾﻼﺋﮫ ﻋﻠﯾﮭﺎ،
ﻛﻣﺎ ﺧرﺟت اﻟﻌﻘﺎرب ﻋن طﺎﻋﺗﮫ ﺣﯾث اﻧﻔﺻل ﻣﮭدي اﻟﻌﻘرﺑﻲ ﺑﺑﺋر أﺣﻣد ﻓﻲ ﻋﺎم
،١٧٧٢ /١١٨٦وﻟم ﯾﺗﻣﻛن اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﺑداﻟﮭﺎدي ﻣن إﺧﺿﺎع اﻟﻌﻘرﺑﻲ ﺑﺳﺑب ﻋون آل
ﻓﺿل ﻟﮫ اﻟذﯾن ﻣدوه ﺑﺎﻟﻣﺎل واﻟرﺟﺎل ﺣﺗﻰ ﻣﻛﻧوه ﻣن اﻻﻧﻔﺻﺎل ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ ً.
ﺧﻠف أﺧﺎه اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﺑداﻟﮭﺎدي ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻷن اﻷﺧﯾر ﻟم ﯾﻌﻘب ﻧﺳﻼ ً .واﺷﺗﮭر اﻟﺳﻠطﺎن
ﻓﺿل ﻋﺑداﻟﻛرﯾم ﺑﺎﻟﻘوة واﻟﺷﺟﺎﻋﺔ ،وﻋرف ﺑﻠﻘب أﺑو ھﺳﺎج .وﻻ ﺗﻌطﯾﻧﺎ اﻟﻣﺻﺎدر أي
ﻣﻌﻠوﻣﺎت أﺧرى ﻋن ﻓﺗرﺗﮫ.
ﺧﻠف أﺧﺎه اﻟﺳﻠطﺎن ﻓﺿل ﻋﺑداﻟﻛرﯾم ﻷﻧﮫ ـ أي اﻟﺳﻠطﺎن ﻓﺿل ﻟم ﯾﻌﻘب ﻧﺳﻼ ً أﯾﺿﺎ ً.
وﺷﮭد ﻋﺻره اﻟﺗﻧﺎﻓس اﻷوروﺑﻲ ﻣﻣﺛﻼ ً ﺑﻔرﻧﺳﺎ وﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ واﻟذي اﻣﺗد إﻟﻰ ﻣﻧطﻘﺗﮫ ،ﻓﻘد
ﺗﻣﻛﻧت ﻓرﻧﺳﺎ ﻣن اﺣﺗﻼل ﻣﺻر ﻋﺎم ١٧٩٨ /١٢١٣واﺗﺿﺣت ﻧواﯾﺎھﺎ ﻟﻐزو اﻟﮭﻧد،
اﻷﻣر اﻟذي ﻋﺟل ﺑﺎﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﯾن إﻟﻰ اﻋﺗﻣﺎد ﺳﯾﺎﺳﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ واﺿﺣﺔ ﻟﻠﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ
ﻣﺿﯾﻖ ﺑﺎب اﻟﻣﻧدب؛ ﻟﻣﻧﻊ اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن ﻣن اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﮭﻧد ،ﻓﺎﺣﺗﻠت ﺟزﯾرة ﻣﯾون
"ﺑرﯾم" ﻓﻲ ﻋﺎم ،١٧٩٩ /١٢١٤ﻏﯾر أﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﻟﺑﺛت أن اﻧﺳﺣﺑت ﻣﻧﮭﺎ إﻟﻰ ﻋدن
اﺳﺗﻌدادا ً ﻟﻠرﺣﯾل إﻟﻰ ﺑوﻣﺑﻲ؛ ﻟﻧدرة اﻟﻣﯾﺎه ﻓﯾﮭﺎ ،وﻋدم ﺗﻣﻛن اﻟﻣدﻓﻌﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ
اﻟﻣوﺟودة ﺑﮭﺎ ﻣن اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻣﺿﯾﻖ ﺑﺎب اﻟﻣﻧدب.
أﻛﺑر أﺑﻧﺎء اﻟﺳﻠطﺎن ﻣﺣﺳن ﻓﺿل ،ﺧﻠف واﻟده ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ،ﺑدأ ﻋﮭده ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺣﺳﯾن
ﻋﻼﻗﺗﮫ ﻣﻊ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﯾن ،ﻓﺗﻔﺎوﺿوا ﻣﻌﮫ ﻟﻌﻘد ﻣﻌﺎھدة اﻟﻐرض ﻣﻧﮭﺎ ﺗﻧظﯾم ﺣرﻛﺔ
اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ،وﺗﺣدﯾد ﻣﻘدار اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻟﻠﺑﺿﺎﺋﻊ ،وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺎن
اﻟﻌﺑدﻟﻲ ﻟﻠطرق اﻟﻣؤدﯾﺔ إﻟﻰ ﻋدن ،ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن أھداف اﻟﻣﻌﺎھدة ﺗﺣدﯾد ﺣدود ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت
ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﻓﻲ ﺟﻧوب ﺷﺑﮫ اﻟﺟزﯾرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﺟﺎء ھذا اﻟﺗﺣدﯾد ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎھدة ﺑﻧص:
"ﯾﻌﺗﺑر ﺧور ﻣﻛﺳر واﻟﺳﮭل اﻟﻣﺣﺻور ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن ﺟﺑﺎل ﻋدن اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل اﻟﺑرزخ
ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ وﻻ ﺗﻣﺗد ﺷﻣﺎﻻ ً أﺑﻌد ﻣن ذﻟك" ،وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﺗﻌﮭدت ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﺑدﻓﻊ
ﻣرﺗب ﺷﮭري ﻟﻠﺳﻠطﺎن ﺑﻠﻎ ٥٤١رﯾﺎﻻ ً ﻧﻣﺳﺎوﯾﺎ ً .وﻗد ﺗوﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺎن أﺣﻣد ﻗﺑل إﺗﻣﺎم
ھذه اﻟﻣﻌﺎھدة ﻓﻲ ٢٤ﺻﻔر ١٨ /١٢٦٥ﯾﻧﺎﯾر .١٨٤٩وﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺎن أﺣﻣد ﺑن
ﻣﺣﺳن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﺗﺄﺳﯾس ﻣﺳﺟد اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣوطﺔ.
ﺧﻠف أﺧﺎه اﻟﺳﻠطﺎن أﺣﻣد ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ،ﻓﺄﺗم اﻟﻣﻌﺎھدة اﻟﺗﻲ ﺑدأھﺎ وﺗم اﻟﺗﺻدﯾﻖ ﻋﻠﻰ ھذه
اﻟﻣﻌﺎھدة ﻣن ﻗﺑل ﺣﻛوﻣﺔ ﺑوﻣﺑﻲ ﻓﻲ ١٤ذي اﻟﺣﺟﺔ ٣٠ /١٢٦٥أﻛﺗوﺑر ،١٨٤٩
ﻟﺗﻛون اﻟﻣﻌﺎھدة اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ واﻟﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ً )اﻧظر ﻣﻠﺣﻖ
ﻣﻌﺎھدة ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﻠﻲ ﺑن ﻣﺣﺳن ﻓﺿل واﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻋﺎم .(١٨٤٩
.٨ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ ﺑن ﻣﺣﺳن ﻓﺿل ١٨٦٢ـ ١٨٦٣
وأدت ھذه اﻟوﺻﺎﯾﺔ إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻧﻘﻣﺔ ﻋﺑدﷲ ﺑن ﻣﺣﺳن ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻧزاع ﺑﯾن
اﻷﺧوة وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﺿطرﺑت أﻣور اﻟﺳﻠطﻧﺔ ،ﻓﺎﻗﻧﻊ ﻓﺿل ﺑن ﻣﺣﺳن اﺑن أﺧﯾﮫ أن ﯾﺗﻧﺎزل
ﻋن اﻟﺳﻠطﻧﺔ ﻓﺗﻧﺎزل ﻟﻌﻣﮫ ﻓﺿل ﺑن ﻣﺣﺳن.
اﺑن ﻋم اﻟﺳﻠطﺎن ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ ،ﺟﺎء إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﺑﻣﺳﺎﻋدة ﷴ ﺻﺎﻟﺢ ﺟﻌﻔر اﻟذي ﻛﺎن
ﯾﺗوﻟﻰ وظﯾﻔﺔ ﻣﺗرﺟم ﻋدن ﺣﯾث ﻗدﻣت ﻟﮫ رﺷوة ﻛﺑﯾرة ﻟﯾﻘﻧﻊ ﻣﺳؤوﻟﻲ ﻋدن ﺑﺄﺣﻘﯾﺔ
أﺣﻣد ﻓﺿل ﻓﻲ اﻟﺣﻛم.
١٢ﻋﻠﻲ ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ ﻣﺣﺳن ١٩١٤ـ ١٩١٥
اﺑن أخ اﻟﺳﻠطﺎن ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ ﺧرج ﻋﻠﯾﮫ أﺑﻧﺎء اﻟﺳﻠطﺎن أﺣﻣد ﻓﺿل ﺑن ﻣﺣﺳن ﻓﺿل
وأﺣدﺛوا ﻟﮫ ﻧزاﻋﺎ ً وﺗﺻدﻋﺎ ً ﻓﻲ اﻷﺳرة ﺣﺗﻰ ﺗﻣﻛن ﻣن ﺣل ھذا اﻟﻧزاع ﺑﺗدﺧل ﺷﯾوخ
اﻟﻘﺑﺎﺋل .وﻛﺎن اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﻠﻲ ﺑن أﺣﻣد ﻗد ﺗدرب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣﻧذ أﯾﺎم ﻋﻣﮫ
ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ واﻟﺳﻠطﺎن أﺣﻣد ﻓﺿل ﻣﺣﺳن ،ﻏﯾر أﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن ذا إرادة ﻗوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم
ﻓوﻓﻘﺎ ً ﻟرأي اﻟرﯾﺣﺎﻧﻲ ﻓﺈﻧﮫ" :ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ إرادة ﺗﺳﺗﻘﯾم وﺗﺷﺗد ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻟرﺋﺎﺳﺔ،
وﻟﻛﻧﮫ ﻟم ﯾﮭﺗم ﻹدارة اﻟﻣﻠك ﻓﺎﺗﻛل ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ اﺑن ﻋﻣﮫ ﻣﺣﺳن ﺑن ﻓﺿل".
ﺧﻠف اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﻠﻲ ﺑن أﺣﻣد ﻓﻲ اﻟﺣﻛم اﺑن ﻋﻣﮫ اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﺑداﻟﻛرﯾم ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ
ﻣﺣﺳن ،وﺗﻌطﯾﻧﺎ اﻟﻣﺻﺎدر ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن ﻣوﻟده وﻧﺷﺄﺗﮫ ﺗﺗﻠﺧص ﻓﻲ أﻧﮫ وﻟد ﻓﻲ ﻋﺎم
،١٨٨١/١٢٩٨ﻓﻲ اﻟﺣوطﺔ ،وواﻟدﺗﮫ ﻣن ﯾﺎﻓﻊ ،وﻧﺷﺄ اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﺑداﻟﻛرﯾم ﻓﻲ ﻛﻧف
واﻟده اﻟﺳﻠطﺎن ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ ﻣﺣﺳن اﻟذي اھﺗم ﺑﺗﻌﻠﯾﻣﮫ ﻋﻠﻰ أﯾدي ﻣﺷﺎﯾﺦ ﻗرأ ﻋﻠﯾﮭم
اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟﻔﻘﮫ ،وﺗﻌﻠم اﻟﻔروﺳﯾﺔ ﺛم أﺟﺎد اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ،وﻛﺎن ﻗﺎرﺋﺎ ً ﺟﯾدا ً
ﻟﻸدب اﻟﻌرﺑﻲ واﻟﺗﺎرﯾﺦ وﻛﺎﻧت أول زﯾﺎراﺗﮫ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣراﻓﻘﺗﮫ ﻟﻌﻣﮫ اﻟﺳﻠطﺎن أﺣﻣد
ﻓﺿل ﻓﻲ زﯾﺎرﺗﮫ ﻟﻠﮭﻧد ﻋﺎم .١٩٠٢ /١٣٢٠
أﻛﺑر أﺑﻧﺎء اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﺑداﻟﻛرﯾم ﻓﺿل ،وﻟد ﻓﻲ ﻋﺎم ،١٩٠٧ /١٣٢٥وواﻟدﺗﮫ ﻣرﯾم ﺑﻧت
أﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ ﺷﻘﯾﻘﺔ اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﻠﻲ ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ ﻣﺣﺳن ،وﻗد ﺗﻠﻘﻰ ﻋﺑداﻟﻛرﯾم
ﻓﺿل ﺗﻌﻠﯾﻣﺎ ً ﺑﺳﯾطﺎ ً ﻓﻲ ﻟﺣﺞ.
أﺛرت ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻏﺗﯾﺎﻟﮫ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٣٣ /١٣٥١ﻋﻠﻰ ﻣﺟرى ﺣﯾﺎﺗﮫ إذ ﻓﻘد ﺑﺳﺑب ﺗﻠك
اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻋﯾﻧﮫ اﻟﯾﺳرى وﺗرك ذﻟك آﺛﺎرا ً ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺳﯾﺋﺔ ﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﺻﺎر ﯾﺗﺟﻧب اﻻﺧﺗﻼط
ﺑﺎﻟﻧﺎس ،وإذا ﺧرج ﻣن ﻗﺻره ﻟﺑس ﻧظﺎرة ﺳوداء ﺗﺣﺟب ﻋﯾﻧﮫ اﻟزﺟﺎﺟﯾﺔ ،وﯾﻘﺿﻲ
ﻣﻌظم وﻗﺗﮫ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺎت واﻟطرب ،ﻛﻣﺎ أدﻣن ﺷرب اﻟﻛﺣول ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ إﺣﺑﺎط
آﻣﺎل واﻟده ﻓﯾﮫ اﻟذي ﺣﺎول إﺻﻼح ﺣﺎﻟﮫ ﻓﺑﻌث ﺑﮫ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٤٣/١٣٦٢إﻟﻰ إﺣدى
ﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت ﻓﻠﺳطﯾن ﺣﯾث ﻗﺿﻰ ھﻧﺎك ﺷﮭرا ً ﻟﻠﻌﻼج ﻣن اﻹدﻣﺎن ،ﻓﻠﻣﺎ ﺷﻌر ﺑﺄن
ﺟﮭوده ،ﻏﯾر ﻣﺟدﯾﺔ ﻓﻲ إﺻﻼﺣﮫ أﺟﺑره ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﻌزوﻻ ً ﻓﻲ ﻟﺣﺞ.
وﻟد ﻓﻲ ﻋﺎم ١٣٤٠ھـ١٩٢٢ /م ﻓﻲ اﻟﺣوطﺔ ،وھو اﻟﻧﺟل اﻷﺻﻐر ﻟﻠﺳﻠطﺎن ﻋﺑداﻟﻛرﯾم
ﻓﺿل.
وﻗﻊ اﺧﺗﯾﺎر ﺣﻛوﻣﺔ ﻋدن ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻌد ﺳﺣب اﻻﻋﺗراف ﺑﺎﻟﺳﻠطﺎن ﻋﻠﻲ ﻋﺑداﻟﻛرﯾم ،وﻛﺎن
وﻟﯾم ﻟوس ﺣﺎﻛم ﻋدن ﯾرى أﻧﮫ وإن ﻟم ﯾﻛن ﯾﻣﺛل اﻟﺧﯾﺎر اﻟﻣﺛﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﮫ اﻧﺳب اﻟﻣرﺷﺣﯾن
ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ ،ﻷﻧﮫ ﯾﻣﻠك رﻏﺑﺔ ﻗوﯾﺔ ﻓﻲ أن ﯾﺻﺑﺢ ﺳﻠطﺎﻧﺎ ً ،وﻟﮫ ﻣﻌرﻓﺔ
ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﺑﺎﻹدارة ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﯾﺑدو ﺻدﯾﻘﺎ ً ﻟﻠﺑرﯾطﺎﻧﯾﯾن ﺑﺷﻛل ﻣﻌﻘول ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﻟوس
ﻛﺎن ﻣﺗوﻗﻊ ﻣﻧﮫ اﻻﻣﺗﺛﺎل ﻟﻼﺳﺗﺷﺎرة اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ.
وﻓﻲ ٢٥ﺟﻣﺎد اﻷول ١٣٧٨ھـ ٦/دﯾﺳﻣﺑر ١٩٥٨م ﻋﻘدت اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ
ﻓﻲ ﻟﺣﺞ اﺟﺗﻣﺎﻋﺎ ً ﻗررت ﻓﯾﮫ أﻧﮫ ﺑﻌد ﺳﺣب اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ اﻻﻋﺗراف ﺑﺎﻟﺳﻠطﺎن
ﻋﻠﻲ ﻋﺑداﻟﻛرﯾم وﺧﻠﻌﮫ ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع اﺧﺗﯾﺎر ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ ﺳﻠطﺎﻧﺎ ً ﻣﻛﺎﻧﮫ ،وﻓﻲ ٢٢
ﺟﻣﺎدى اﻵﺧرة ١٣٧٨ھـ ٢ /ﯾﻧﺎﯾر ١٩٥٩م ﺗم اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻋﺗراف اﻟﺣﻛوﻣﺔ
اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺎن اﻟﺟدﯾد واﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎطﺑﺗﺔ ﺑﻠﻘب "ﺳﻣو" وﻣﻧﺣﮫ اﻟﺗﺣﯾﺔ ﻣن
إﺣدى ﻋﺷرة طﻠﻘﺔ.
وﻗد أرﻏﻣت ﺣﻛوﻣﺔ ﻋدن ﻟﺣﺟﺎ ً ﻓﻲ رﺑﯾﻊ اﻵﺧر ١٣٧٩ھـ/أﻛﺗوﺑر ١٩٥٩م ﻋﻠﻰ
اﻟدﺧول ﻓﻲ اﺗﺣﺎد إﻣﺎرات اﻟﺟﻧوب اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﺗﺻﺑﺢ اﻟﻌﺿو اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻓﻲ اﻻﺗﺣﺎد) ،اﻧظر
ﺧرﯾطﺔ اﺗﺣﺎد إﻣﺎرات اﻟﺟﻧوب اﻟﻌرﺑﻲ( ،وﻓﻲ ﻋﺎم ١٣٨٢ھـ١٩٦٢/م ﻧﺟﺣت ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ
ﻓﻲ دﻣﺞ ﻋدن ﻓﻲ اﻻﺗﺣﺎد ،وﻏﯾرت اﺳم اﺗﺣﺎد إﻣﺎرات اﻟﺟﻧوب اﻟﻌرﺑﻲ إﻟﻰ اﺗﺣﺎد
اﻟﺟﻧوب اﻟﻌرﺑﻲ ،وأﺻﺑﺢ اﻟﺳﻠطﺎن ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ وزﯾرا ً ﻟﻠدﻓﺎع ﻓﻲ ﺣﻛوﻣﺔ اﻻﺗﺣﺎد
واﻧﺗﮭت ﺑذﻟك ﻟﺣﺞ ﺳﻠطﻧﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑذاﺗﮭﺎ ،وﻋﻧد إﻋداد ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﺗرﺗﯾﺑﺎﺗﮭﺎ ﻻﺳﺗﻘﻼل
اﻟﺟﻧوب اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺧرج ﻓﺿل ﺑن ﻋﻠﻲ إﻟﻰ ﺟدة ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،وﺑﻘﻲ
ﻓﯾﮭﺎ ﺣﺗﻰ وﻓﺎﺗﮫ ﻋﺎم ١٤٠٥ھـ ١٩٨٥/م.
أﺣد اﻟﺻور اﻟﻧﺎدرة ﻟﻠﺳﻠطﺎن أﺣﻣد ﺑن ﻓﺿل اﻟﻌﺑدﻟﻲ و اﻷﻣﯾر ﻓﺿل ﺑن ﻋﺑداﻟﻣﺟﯾد
اﻟﻌﺑدﻟﻲ اﻟﯾﺎﻓﻌﻲ ،أﻟﺗﻘطت ﻋﺎم ١٩٠٣ﻓﻲ ﻗﺻر اﻟﺳﻠطﺎن اﻟﻌﺑدﻟﻲ ﻓﻲ ﻟﺣﺞ
ﻟﺣﺞ ١٩٦٣اﻟﻔن واﻟﻌﻣﺎرة آﺛﺎر اﻟﺳﻠطﻧﺔ اﻟﻌﺑدﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻟﺣﺞ
ﺻﻮر ﻣﻦ اﻻرﺷﻴﻒ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﺪن ﻣﻊ اﻏﻠﻔﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﺐ