Professional Documents
Culture Documents
المعري
المعري
2
ّ
المعري (363ـه_ 449ـه) أبو العالء
المعرة ،وعندما بلغ الثالثة أصيب ّ هو أحمد بن عبد هللا بن سليمان بن محمد ،ولد يف
ّ
السادسة .أخذ عن أبيه شيئا من اللغة والنحو واألدبّ ،ثم تتلمذ عىل بالجدري ،وفقد البرص ف ّ
ي
ُ
لعربية .وبعد موت أبيه سافر إىل بغداد ،وقد احت ِ ي ينية وا ّ ّ
المعرة ف العلوم الد ّ
ّ
ف به، ي ي مشاهي
ر يد
ِ
ّ ّ نظرا لوجود ّ ً
شقاء ً ى ّ
المعرة ،وقد علم بموت حساد نغصوا عليه عيشه ،فرجع إىل لكنه أيضا الف
وسّم نفسه ير ِه ري ّ ّ
الخارجية، فتفجع لموتها ،وقطع صلته بالحياة ّ ّأمه قبل أن يصلها،
والتدريس ،و ىبف كذلك ى ّ ّ ً
حت وفاته .وأثناء ي منقطعا إىل الدرس المحبسي (البيت والعّم)، ر
ّ
ّ
والفارسية ،وارتاد مكتباتها، مكوثه يف بغداد اطلع عىل بعض المعتقدات والمذاهب الهند ّية
ّ مثاال ف سعة الثقافة ّ ً ّ
وقوة الحافظة والذكاء ي المعري واستفاد من ثقافاتها وعلومها .وكان
والفطنة ،والمعارف الواسعة.
ُّ
واللز ّ من آثاره :ديوان سقط ّ
وميات ،ورسالة الغفران. الزند،
إضاءة
والرثاء غرض من أغراض الم يع ّري هذه القصيدة يرث الفقيه الحنف أبا حمزةِّ ، قال ي
ي ي
ّ
والت ّ ّ ّ الشعر العرث يقوم عىل تعداد صفات ّ ّ
فجع عليه الميت ،كالكرم والشجاعة والعفة والعدل، ي
أس من خالل ذكر حتم ّية الموت. ّ ّ
والت ي
ً بيتاْ ،ان ُت ىف منها ثالثة ر
وعشون بيتا .وتنقسم
ً
وستي
ر الم يع ّري هذه يف أربعةوتقع قصيدة ي
ي
قسمي:ر هذه األبيات المختارة
ّ ّ :
الم يع ّري فلسفته يف الحياة والموت ،موض ًحا خالل ذلك رؤيته للكي يقدم فيه ي األول
والزوال ،والحزن والفرح وجدواهما ،والبعث ،وحفظ الوداد. والتعبّ ، ّ
ً ّ
وه تدور حول كونه عاقال، أث حمزة ويمتدحها ،ي المرث ي
ي واآلخر :يذكر فيه صفات
ّ ً ً ً
متعز ًيا بحكمة بالغة فحواها اويا للحديث وناسكا ،وطالب علم، وخطيبا ،ور ً
ً وفقيها ومقتصدا،
ّ
وأن الموت ى ّ
يعيي الجسد ّأما الروح فتنتقل أن الموت حقيقة واقعة ال يمكن إنكارها أو دفعها،
دار ال تبىل وال تنفد.
دار إىل ٍ
من ٍ
3
ّ
المعجم والداللة
المفردات
المعت ىّ الرقم
والياكيب
نافع ييغ رْ ُ ي
غ رْ ُي ُم ْجد 1
ٍ
َ ُّ
الغناء
ِ ال ى يين ُم 2
ْ ُ ّ َ
تغت المطرب الم ي الش ِادي 3
ً
مصدرا من نع ينع. َ
والن ّ الن ِ ّ َ
ع يكوني الذي ينع ،أي :الذي يذكر خي الوفاة، ع ي 4
َ
المجلس الن ِادي 5
ُ ً ي
ميداّ :
تحرك ومال. ر
الشء يميد
المائل ،ماد ي الم َي ِاد 6
صاحت
ي يصاح 7
َُ
المت ِسع المكان الر ْح يب ُّ 8
الشء ييطؤه وطأ :ي ي ْ
داسه ِ ئ ر
وط ي الوط يء 9
ّ ّ
فسّم وجه األرض ً ُْ َ ْي ي
األ ْرض ظاهرها ،وأديم ّ
كل ر
التمثيل. أديما عىل سءِ :جلده،ي أ ِديم 10
ًّ ً
ترفقا ُر يو ْيدا 11
ىً ْ ً
تبخيا اخ ِت يياال 12
ُّ ي
بىل من العظامي ما ات ِ فالر 13
ّ
القي إذا أميل بالميت إىل أحد شقيه الل ْحد 14
الض ّد ،أي االختالف؛ المختلفون األخيار ر
واألشار. ِّ ي ْ ي
من األضد ِاد 15
األزمنة ،واحدها يأبد اآلباد
ِ 16
ّ
الهالك النف ِاد 17
ً
أيضا الذي ُي ّ ُّ
سبح هللا نهاره الم ْعرض عن الدنيا ،وهو
الراجع إىل هللا تعاىل ُ
ّ
األواب 18
إىل الليل
َ
صاحب يم ْوىل 19
العقل ال ِحجا 20
َ ْ ي
الصديق الخدن ِ 21
ي ْ
ّ
الغلو واإلشاف فيها. الق ْصد يف األمور وترك االق ِـتـصاد 22
4
ّ ِّ َ
السباع ،األسد والذئاب يات
الضار ِ 23
ٌ ِّ
غنم صغار قاد
الن ِ 24
األصابع ي
البنان 25
ّ
الذهب الع ْس يج ِد ي 26
ّ ُم ّ
ثت يح ِ ّ ي
الكثي ّ
الي به
ر ِ ي
اللطيف ر
بالشء ف ،وهوي الح ِف َي ِان 27
ي ي
ظاهر البطن الحشا 28
َ
رفع الصوت بالبكاء الن ِح ْي ِب 29
ّ ي
ذكر محاسن ّ
الميت ومناقبه الت ْعد ِاد 30
ّ
التح ّش والحزن األ يسف 31
َْ
النفع الغناء 32
5
ِّ ّ
رِسح النص الشعري
ي ُّ ي ي ْ ي
نـ ـ ْـو ُح ب ـ ــاك يوال ت ـ يـرنـ ـ ُـم ش ـ ـ ـ ـ ـ ِـادي .1غ ْـي ُـر ُم ْجد يف ِمل ى يـت يواع ـ ِت ــقـ ـ ِـادي
ّ
بالت ّ ّ
عزي بحقيقة يعتقدها ويؤمن بها ،فحواها أن ال جدوى من البكاء عىل المعري رثاءه بدأ
ّ
الميت ،فإذا ُب يك عليه فإن ذلك ال ينفعه؛ فالبكاء والغناء يستويان يف ال جدواهما ،والمعت :ال
ّ
ُّ
الدنيا البكاء وال الغناء ،وال الحزن وال ُّ
الشور. ينفع يف هذه
ي ُّ ي ّ ي
المعري (ن ْو ُح باك يوال ت يرن ُم ش ِادي) مقابلة. وف قول ي
ِّ ي ب يص ْوت ي .2يوشـبـي ـ ٌـه يص ـ ْـو ُت الـ َـن ـ ِـعـ ـ ّي إذا ِقـ ـي ـ ـ ي
الب ِش ري ِ يف كل ن ِادي ِ ِ س
ّ َ
الن ّ ُّ ّ ُي ّ
ع بصوت البش ري .إن يؤكد المعت السابق أن ال جدوى من الحزن والشور ،بتشابه صوت ي
ّ ّ َ
ُّ
والشور ألنه خي البشي ُي رثي الفرح
ر ع ُي رثي الحزن واأللم ألنه خي وفاة ،وصوت
الن ّ
ي صوت
ّ ّ ً
فرقا ر ً ّ
المعري يستويان ويتشابهان. كبيا بينهما ،لكن يف قياس ميالد ،والظاهر أن
6
ي ي ّ ي َ َ ْ ي ِّ
األ ْرض إال ِم ـ ْـن ه ـ ِـذ ِه األ ْج ـ يـس ـ ـ ـ ـ ـ ِـاد ـف ال ـ يـوط يء ما أظ ُّن أ ِد ْي ـ يـم
.5خــف ـ ِ
ى ّ ً
ه من أجسادنا ،فعلينا تخفيف الت نطؤها وندوس عليها ي واستنادا لحقيقة أن هذه األرض ي
ُ ُ ّ
ع وه حقيقة ت رثي األلم وتستد ي
وطئنا ،ألننا يف حقيقة األمر ندوس عىل أجساد خلق مثلنا ،ي
يقتض
ي فمصي اإلنسان هذار التعاىل واالختيال.
ي الخضوع من اإلنسان لحقيقته الفانية ،ال
تواضعه ال اختياله.
النصح واإلرشاد.ُّ
السابق_ إىل (خ ِّفف) _ف البيت ّ
ي
وقد خرج معت فعل األمر
ي
ي ْ ي ي ُ ْ ي ُ ي ي ْ ٌ
األجـ ــد ِاداآلباء و
ِ ه ـ يـوان ـبيـح ِبــنا يوِإن ق ــد يم ال ـ يع ْـه ـد .6وق
أن نحفظ وداد آبائنا وأجدادنا ّ ْ ومما تقتضيه الحقيقة ّ
السالف ري السابقة يف البيت الخامس،
ٌ َ
فعل قبيح ُمنك ٌر ال يليق بنا
قديماٌ ،
ً الغابرين ،فوطؤنا باختيال عىل أجسادهم ،وإن كان عهدهم
وبــهم.
َ َ ّ
السلف، ألهميته يف الحكم عىل ِفعلنا بعدم حفظ وداد َ خي مقد ٌم وكلمة (قبيح) ه ٌ
ي
ي يْ ُ ي ْ
محل لها من اإلعراب. ّ فه ُم ْع ىيضة ال ّ
ومبتدؤه (هوان) .أما جملة ِ(إن قدم العهد) ي
ْ ي ً يَ ُي ً ش إن ْاس يط ْع يت ف ي
الع يب ِاد
ات ِال اخـ ِـتــيــاال عـىل رف ِ اله يو ِاء ُر يو ْيدا ِي
ْ
ِ ِ .7
َ َ عر ّي فكرته ّ ُي ُ
السلف وعدم االختيال عىل ُرفاتهم ،بتقديم السابقة برصورة حفظ وداد تابع ي
الم ِّ
ر ي ّ ًّ َ
ش يف ابقي ،يقول :فإن استطعت أن تم ي وه الس ري يف الهواء ترفقا برفات العباد الس ر نصيحة ي
ّ يعلم استحالة ر ألنه ُ ّ ي ْ
المش يف الهواء ،لكنه جاء بهذا
ي الهواء فلتفعل ،وقد ذكر (إن استطعت)
ّ
األمر الذي خرج لمعت النصيحة للمبالغة يف وجوب حفظ العهد والوداد آلبائنا وأجدادنا
ُّ ًّ ً َ ّ
تقشعر لها وه حقيقة العباد ،ي يعت أننا نطأ ترابا متكونا من أجساد ِ ابقي ،فوطؤنا األرض ي الس ر
ُّ ْ ْ ُي ّ
الدنيا. سان يو يم ِآل ِه يف هذهصي اإلن ِ
ي
بحقيقة م ر
ِ األبدان ،إذ تذك ُر
7
ُّ ّ
ولربما اختلطت ُرفات واحد منهم ِب ُرفات اآلخر يف األزمان والدهور المتعاقبة ،والبيت التاسع
تقرير للبيت الثامن.
ّ ي ُ َ
رب :حرف ج ٍّر شبيه بالزائد ،يفيد الت ر
كثي.
ْ ّ ي ي ٌ ُّ ي ي ُ ي َ ْ
إال ِم ْن ير ِاغب ِ يف از ِد يي ِـاد الح يياة ف يما أعجب .10تعب كلها
ّ ّ ّ ُ ّ
وشقاء وكدح ،فال ُمرتاح
ٌ كلها ٌ
تعب وه أن الحياة يقرر المعري حقيقة ال يختلف عليها اثنان ،ي
ّ ّ ّ ى ّ
غبي
والمنطف أال يرغب فيها أحد كونها كذلك ،لكن الحاصل أن الناس يقبلون عليها را ر ي فيها،
ثي مفارقة عجيبة لحقيقة موقفهم منها. مما ُي ر ُ
مزدادين رغم يقينهم بحقيقة شقائها وتعبهاّ .
ي ي ُ ُ ُ َ ْ ي ي ّ ُ ًْ
ـالد اعة ْ
المـي ِ
ور ِ يف س ِ ِ
ســر ٍ الم ْو ِت أضعاف
اعة ي
ِ .11إن حزنا ِ يف س ِ
ّ
الشور الحاصل يف ساعة الميالد ال يي ِ يف بالحزن الحاصل ساعة الموت ،فحزن أن ُّ والمعت
ّ
موته أضعاف شورهم به عند الموت أضعاف شور الميالد .فحزن الناس عىل اإلنسان عند ِ
الرغبة فيها واإلقبال عليها ،لكون حزنها غ ً ُّ
الدنيا ال ّ مما يقتض ُّ ميالدهّ ،
البا عىل ِ ِ الزهد يف هذه ي
شورها وشقائها عىل نعيمها.
8
اب رقم ()1
تقويم ذ ي
ى
يأث: ر
بعد دراستك لَلبيات الثالثة عش من القصيدة ،أجب عن ما ي
ّ ىّ ي ُّ
الينم ،ي
الم ّياد ،أديم األرض ،اللحد. .1ما معت:
ّ
والتاسع رش ًحا ً
أدبيا ً ّ
وافيا. البيتي الثامن
ر .2راشح
السادس من القصيدة.الت يطرحها البيت ّ ى
.3ما الفكرة ي
ً ً ّ
توجيه :عزيزي الطالب أرجو أن تكون صادقا مع نفسك ،أمينا يف إجابتك ،فتعتمد عىل
ذاتك يف اإلجابة عن األسئلة ،لتختي نفسك وترى كم حصلت من فهم ومعرفة.
ّ ّ
اب رقم ()1 ي الذ إجابة التقويم
ّ ي ىّ ي ُّ
اللحد :القي أديم األرض :ظاهرها الم ّياد :المائل الينم :الغناء .1
ْ ّ ّ ُ ِّ
العباد ،بحقيقة أقوى منها وأدع أنه من أجساد ِ .2يرسخ المعري حقيقة أن األرض ي
ّ ّ
وه أن القي الواحد قد تعاقب ترهب اإلنسان ،وتجعله يتواضع ويزهد ،فال يختال ،ي
فمرة أخيارّ ،
كثيين متغايرينّ ، ى ً عليه أكي من ّ
ومرة رأشار ،فمنهم ميت ،فكان لحدا لموث ر
ي ّ ّ الذ ّ َ
أثار اللحد الجامد فجعله الغت ،ومنهم الكريم ومنهم البخيل؛ مما ي ك ومنهم ي
ُ
يضحك مت ِّ
الكبية.
ر عج ًبا من هذه المفارقة
ّ ّ ّ َ َ
السلف من آباء وأجداد؛ فال نطأ عىل األرض إال ىبيفق؛ ألن ه حفظ وداد .3القضية ي
ّ
9
ً ي ْ ي ْ ي َْ ي ي ي َ ُْ ْ َ ي ْيي َ
صاد
موىل ِحجا ،و ِخدن اق ِـت ِ اب
ِ واأل .14قصد الدهر ِمن أ يث حمزة
ّ ّ ي ّ َ
الت ِّ
ئيش يف ومصي اإلنسان ،خلص المعري لغرضه الر ي ر عزي الطويل بحقيقة الموت بعد
َ الحنف أث حمزة فيقولّ : ّ
تقصد الدهر أبا حمزة فانتقاه واختاره ي ي القصيدة وهو رثاء الفقيه
اب أي ألو ُ َ
تمت ُع بصفات عظيمة ،فهو ا ّ نظيه فهو ي ً ّ ليقع عليه يق يد ُر ي
ي
الموت ،وقد فقدنا رجال عز ر
ً ي
وه صيغة مبالغة عىل (ف َعال) ،وهو أيضا صاحب عقل ُمن ري، الراجع إىل هللا من آب يؤوب ،ي
ّ
ْ َ
ـ ما لـ ْـم يي ِـشـد ُه ِش ْع ُـر يزيـ ِـاد ـان ي ي ْ ً َ ْ َ ُ ُ ْ ي ُّ ْ ي
.15وف ِـقــيــها أفــكاره ِشـدن ِللـنعمـ ِ
ي َ ُّ
أث حنيفة. مذهب ي
ِ المرث أبو حمزة ييتفقه عىل ُّ
ي النعمان :هو أبو حنيفة ،وكان
الل ّ ّ ّ ً ُّ ُ
خّم. ي احا للنعمان بن المنذر بت ذبيان ،وكان مد زياد :هو نابغة ي
رَ ّ ي ُّ الم ّأن هذا ي ي ّ ّ
والشف، رث (أبا حمزة) شاد للنعمان الذي هو أبو حنيفة ،من الذكر ي أراد المعري
ّ ُّ ُّ ْ ّ
بحسن أشعاره. خّم ُالل ّ
ي طف أفكاره ،ما لم ُي ِشد ُه النابغة الذبيا ي ّث للنعمان بن المنذر بل ِ
َ ْ ي ي ّ ّ
قيمة ثاقبة ،قد أفاد ِمنها أبو يح ِنيفة صاحب فقهية لطيفة ّ ّ أفكار
ٍ فالمعري يؤكد أن أبا حمزة ذو ّ
ْ ُّ ُ َ والذكر ما لم يت ْس يتط ْ ِّ رَ ي ي ّ ييي ْ َ ُ يْ ي
بياث ال يمد ِح َية
الذ ّ
ي ابغة الن أشعار ع ِ ف
ِ الش ن مِ ه ل ت ن ب ف ، في ِ ن الح ب المذ ِ
ه
َأ ْن يت ْبنيه ل ُّلنعمان بن ُ
الم ْن ِذر. ِ ِ ِ
(م ْو َىل ح ًجا ،يوخ ْد ين ْاقـتصاد) ف البيت ّ
السابق. (وفقيها) :معطوف عىل يً قوله
ِ ِ ي ِ ِ
ِّ
يات ِبـ َـر الــن ـقـ ِـاد
ي ي َ ي ي ًْ َْ ي ي يْ ي ُ ُ
عــلــم الضار ِ وش
.16وخ ِطـيــبا لو قام بـيـن وح ٍ
ي َ ّ
المعري لطف كالم أ يث حمزة ورقة موعظته ،فهو خطيب لو يوعظ األسود ّ ُ
يصف وهنا
ي ْ ُ ِّ ُ َ ِّ
السباع عىل الغنم، والذئاب ل يعل يم ُه َن َبر الغنم ،أي لو خطب ربي الوحوش ووعظها ،لم تعد
ْ ّ يي ُ
ِل ُح ْسن بيانه وموعظته ،وخلوص ُم ْعتق ِده وطويته؛ ألن الموعظة إذا خرجت من القلب
ِّ ْ ي ْ ي ْ
خطيب ُم َ
فوه ذو بيان ٌ خر يجت من اللسان لم تجاوز اآلذان .فأبو حمزة وق يعت يف القلب ،وإن
وفصاحة.
10
َ ّ
غي جازم ،وجمله (علم الضاريات) واقعة يف * لو :حرف رشط يفيد امتناع المتناع ،وهو ر
محل لها من اإلعراب. ّ غي الجازم ،ال جواب ر
الشط ر
السابق. ً
(وفقيها) ف البيت ّ ً
(وخطيبا) :معطوف عىل قوله
ي
غي جازم، ً
جوابا ر محل لها من اإلعراب الجملة الواقعة ّ ى
لشط ر الت ال
* من أنواع الجمل ي
ّ
ه :إذا ،كلما ،لو ،لوال ،لوماّ ،أما.غي الجازمة ي
وأدوات ر
الشط ر
ْ ي ي َ َ ْ ْ َْ ي ي ُ ْ ي ي ً ْ
ِبكـشـف ع ْـن أ ْص ِل ِه يوان ِـتـقـ ِـاد اسكا ييطل ُب ا ِلعلـ يـم
.18أنفق العمر ن ِ
َ
أث حمزة من علمه؛ فلم ييكن من أهل التقليد المقترصين يف ي ي ُّ
يستطرد يف تأكيد صفة تثبت ي
ولكنه كان ّ ّ علمهم عىل ّ
ممن يكشف عن أصول المقاالت ،وينتقد الحديث فال يأخذه الرواية،
ِّ ّ
إال عن الثقات.
العـ ْس يجد ُ
الم ْستفـ ِاد هدا ف يُ ً س ال َذ يه يب ْ
األح ـ يم ير .19ذا يبنان ال يت ْل يم ُ
ِ ز ِي
العسجد أي ُ
صاحب أصابع تزهد يف أث حمزة؛ فهو ّ ّ ّ
ِ المرث ي
ي المعري يف تعداد صفات يستمر
ّ ُ ي َ
وه دواته وعلمه وفهمه ،فهو منقطع للعلم الذهب المكتسب؛ ألنه يملك ما هو أثمن منه ،ي
ّ ي ِّ ُ َ
المعري وغيه .وهنا يؤكد هب ر بغيه من أنواع المتاع األخرى كالذ ِ
غي آبه ر يطلبه ويسع له ،ر
ّ
لمرث. ُّ
صفة الزهد يف ا ي
ّ
جملة (ال تلمس الذهب) يف محل جر نعت ل (بنان).
ز ِاه ًدا :مفعول ألجله منصوب وعالمة نصبه تنوين الفتح.
11
تقويم رقم ()2
ى
يأث:
بعد دراستك لَلبيات ( )19_14أجب عن ما ي
أث حمزة. ّ
المرث ي
ي اذكر صفات الفقيه .1
ُّ
(النعمان) و (زياد) المذكورين ف البيت الخامس ر
عش؟ ي يمن المقصودان ب .2
والع ْس يجد.
والنقاد ،ي ِّ ْ
ما معتِ :
الخدن، .3
ّ ّ
اب رقم ()2
ي الذ إجابة التقويم
ً ً ً ّ
وفقيها ذا أفكار غي ُمغال،
المرث الفقيه أبو حمزة بكونه عاقال ،ومقتصدا ر ّ
ي يتصف .1
مخلصا ،وزاه ًدا.
ً طالبا للعلم مفو ًها ،ور ً
اويا للحديث ُم يت ِّثب ًتاً ، وخطيبا ّ
ً ثاقبة ولطيفة،
ُّ ُّ
النعمان. النعمان :هو أبو حنيفة .2
ّ ً ُّ الذ ّ ّ ّ
للنعمان بن المنذر. بياث ،وكان مداحاي زياد :النابغة
ّ ِّ الخ ْدنّ :
الع ْس يجد :الذهب
ي / الصديق /النقاد :غنم صغار ِ .3
12
ي ي ي َ َ ي َ ي ي
اك الشـ ْخـ ي ِّ
ِإن الـ يوداع أ ْي ـ يسـ ُر ز ِاد ص .20يودعا ُّأيها الح ـ ِف ـي ِان ذ
ّ ّ ِّ
للشخصي اللذين توليا دفنه.
ر الخطاب هنا يف ي(ودعا)
الي به ،الباحث عن أحواله.الكثي ّ والحف :اللطيف رّ ْ
بالش ّ
ر ِ ي ي
أقل ما يمكن أن ىيي َودا به يلي َ
تعزيا عن فراقه. المرث أث حمزة بتوديعه؛ وهو ّ
ّ ّ
حفت ي ّ
ي ي يأمر المعري ر ي
َ
النصيحة واإلرشاد. ي ِّ
و(ودعا) فعل أمر خرج لمعت
ُ ي ي ْ ي ُ يْ ي ي ي ْ َ ي ُ ُ َ ْ
الحـشا يوال ـف ــؤ ِاد واد ِفـنـاه بـيـن اله ِبالد ْمع ِإن كان ط ْه ًرا .21واغ ِس
ً ُ ْ ّ
طاهرا ،ث َم يقوما بدفنه ربي العي ،إن كان
بغسله بدمع ر
ِ ثم يأمرهما من باب النصيحة أن يقوما
ّ ُّ َ ً
المرث يستحق أن يكون محله القلب والحشا ّ
ي ظاهر البطن والقلب ِع يوضا عن القي؛ ألن
ُ ْ ّ
أجدر بأن يدفن يف القلب والحشا ال ربي صفائح المتمية ،فهو
ر لمحاسنه العديدة ومآثره
ىُّ
الياب.
13
اب رقم ()3
تقويم ذ ي
ى
يأث: ْ
بعد دراستك لَلبيات (ِ )23_20أجب عن ما ي
المعر ّي ي(و ِّدعا).
ّ يمن المخاطبان بقول .1
أث حمزة؟ ّ ّ ّ ى
المرث ي
ي حفت
الت أوض بها المعري ر ي
ما األوامر ي .2
األخي من القصيدة.
ر راشح البيت .3
ّ ّ
اب رقم ()3ي الذ قويمالت إجابة
ّ ّ ّ المعر ّي ي(و ِّدعا) هما ي
الح ّ ّ
خصي اللذين توليا دفن
ر فيان ،أي :الش .1المخاطبان بقول
أث حمزة. ّ
المرث ي
ي
ه: ّ ّ ّ ى
أث حمزة ي المرث ي
ي حفت
الت أوض بها المعري ر ي .2األوامر ي
عزي عن فراقه. ّ ّ
للت ّ ّ ّ
المرث
ي أ .التودع من
بالدمع ،ودفنه ربي الحشا والقلب. ّ
ب .غسله
ّ
والتعداد. ّ ّ
ج .تشييعه بقراءة القرآن والتسبيح ال بالنحيب
َ والنحيب عىل ّ َ ّ ِّ ُ
الميت بقوله :إنه ما من المعري فكرته بأن ال جدوى من البكاء .3يؤكد
اجتهاد ّإال وله ثمرة وغناء ،خال االجتهاد ف األس عىل ّ
الميت ،فال غناء فيه، ي
وفائدته العناء.
14
المصادر والمراجع
ّ ّ ّْ ْ
المعري ،الدكتور عمر فاروق الط ّباع ،رشكة دار األرقم بن ألث العالء
ي د، ن
الز طسق .1ديوان
أث األرقم ،ربيوت ،لبنان ،ط.1998 ،1
ي
ّ ْ ّ ْ
المعري ،رشح وتعليق ن.رضا ،دار مكتبة الحياة، أث العالء ر
.2شح ديوان سقط الزند ،ي
ربيوت1965 ،
ّ ّ َْ ْ
حسي ،وتحقيق مصطف السقا
ر المعري ،رإشاف د.طه أث العالء ر
.3شح سقط الزند ،آثار ي
ّ ّ ّ
القومية للطباعة والن رش ،القاهرة ،1947 ،القسم الثالث وآخرون ،الدار
15