You are on page 1of 16

‫اللغة العربية ‪ -‬انلصوص‬

‫قصيدة (غري جمد) أليب العالء المعري‬


‫ّ‬
‫غي مجد يف مل يت واعتقادي‬
‫ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المعري ‪ -‬ديوان سقط الزند‬ ‫أبو العالء‬
‫َ َ َ ُ َ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ـادي‬ ‫ـاك وال تـ ــرن ـ ــم شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫ن ـ ــوح ب ـ ـ ـ ٍ‬ ‫‪ .1‬غ ْـي ُـر ُمج ٍد يف ِمل يـت َواعـ ـ ِت ـ ـق ـ ــا ِدي‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ٌ‬
‫ـس ِب َص ْـو ِت الب ِشـي ِـر ِ يف ك ِّل ن ِاد‬ ‫َ‬ ‫‪َ .2‬وشـبـي ــه َص ـ ْـوت الــن ـ ِـع ـ ّـي إذا ِقـ ـيـ ـ ـ‬
‫ــنت َعـ َـَل َف ْـرع ُغ ْصنها َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ ْ ْ ُ‬
‫الم َّي ِاد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ .3‬أبـكـت ِتـلـك ُـم الح َـم َامة أ ْم غـن ـ‬
‫َ ََْ َ ُ ُ ُ ْ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪َ .4‬‬
‫ـ ــب فأين القــبور ِمن عه ِد ع ِاد‬ ‫ورنا ت ْمَل الرحـ‬ ‫اح ه ـ ِـذي قــب‬ ‫ِ‬ ‫ص‬
‫ـاد‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫َأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ ُ َ ْ‬ ‫َ ِّ‬
‫ض إال ِمـ ــن ه ـ ِـذ ِه األج ــسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ـف الــوطء ما أظن أ ِديـم ال ـ ـ‬ ‫‪ .5‬خف ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫ُ َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫َ َ ْ ٌ‬
‫اآلباء واألجـ ـ ـدا ِد‬ ‫ِ‬ ‫ـ ــد ه ــوان‬ ‫ـبيـح ِبــنا َو ِإن ق ــد َم ال ـ َعـه ـ‬ ‫‪ .6‬وق‬
‫ْ َ ً ََ ُ َ‬ ‫ًْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ات ا ِلع َبا ِد‬ ‫ال اخـ ِـتــيــاال عـَل رف ِ‬ ‫اسط ْعت ِ يف اله َو ِاء ُر َويدا‬ ‫ِس ِإن‬ ‫‪ْ ِ .7‬‬
‫َ ْ َ‬ ‫ْ ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ً‬ ‫َّ َ ْ َ ْ‬
‫ـاحـ ٍـك ِم ــن تـزاح ِم األضدا ِد‬ ‫ض ِ‬ ‫‪ُ .8‬رب لح ٍـد ق ــد َص َار لحدا ِم َر ًارا‬
‫األ ْزمــان َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ـاد‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬‫اآل‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ِفــي طويـ ِـل‬ ‫‪َ .9‬ودفـيـ ٍـن عــَل بـقــايــا د ِفـ ْي ـ ٍـن‬
‫ْ َ‬ ‫َ ُ ّ ْ‬ ‫َ َ ٌ ُ ُّ َ َ ُ َ َ ْ‬
‫ب إال ِمن َر ِاغ ٍب ِ يف از ِديـا ِد‬ ‫ــج‬ ‫ـب كــلها الح َياة ف ـ َما أعـ ـ‬ ‫‪.10‬ت ـعـ‬
‫َ َ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫ّ ُ ْ‬
‫الم ْـيـال ِد‬ ‫ور ِ يف ساعـ ِـة ِ‬ ‫ف ســر ٍ‬ ‫الم ْو ِت أضعا‬ ‫اعة َ‬
‫‪ِ .11‬إن حزنا ِ يف س ِ‬
‫ُ َّ ٌ َ ْ َ ُ َ ُ ْ َّ َ‬ ‫ُ َ َّ ُ ْ َ َ َ َّ ْ‬
‫ـاد‬ ‫أم ــة يــح ــســبــونـهـم ِللن ِ‬
‫ـ‬‫ـف‬ ‫اس ِلل َـبــقـ ِـاء فضلـت‬ ‫‪.12‬خ ِـلـق الن‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ‬
‫ٍل ِإلـى د ِار ِش ــقـ َـو ٍة أو َرشـ ـ ِاد‬ ‫‪ِ .13‬إنما يــنــقــلون ِمن د ِار أعـ َـما‬
‫ْ َ ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ َ َ َّ‬ ‫َ َ َّ ْ‬
‫واب َم ْوَل ِحجا‪َ ،‬و ِخدن اق ِتصا ِد‬ ‫ِ‬ ‫‪.14‬ق َصد الده ُر ِمن أ يب ح ْمزة األو‬
‫ُ ْ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ً َْ َ ُ ْ َ‬
‫ـاد‬
‫ـان ما لــم ي ِـشـده ِشعـر ِزي ِ‬ ‫ـمـ ِ‬
‫َ‬ ‫‪َ .15‬وف ِـقـ ْـيــها أفــك ُاره ِشـدن ِللـن ْعـ‬
‫َّ ِّ‬ ‫َ َّ َ َّ‬ ‫َ َ ْ ً َْ َ َ َْ َ ُ ُ‬
‫ـاد‬‫يات ِبــر الــن ـقـ ِ‬ ‫عــلــم الض ِار ِ‬ ‫وش‬ ‫ٍ‬ ‫ح‬ ‫‪.16‬وخ ِطـيــبا لو قام بـيـن و‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ْ ْ‬
‫لم ْـعـ‬ ‫‪َ .17‬راو ًيا ل ْل َحد ْيث َل ْم ُي ْحوج ا َ‬
‫ــروف ِمن ِصد ِق ِـه ِإَل ِاإلســن ِ‬
‫ـاد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ـاد‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ ْ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫الع ْم َر َناسكا َي ْطل ُ‬
‫ُ‬ ‫‪َ .18‬أ ْن َف َق ُ‬
‫ـف عـن أص ِل ِه وان ِـتـقـ ِ‬ ‫ــم ِبكـش ٍ‬ ‫ب ا ِلعلـ‬ ‫ِ‬
‫الع ْـس َجد ُ‬ ‫هدا ف َ‬ ‫ََ ُ ً‬ ‫ْ‬ ‫الذ َه َ‬ ‫َ ْ َ ُ َّ‬ ‫َ‬
‫الم ْستفـ ِاد‬ ‫ِ‬ ‫ــمر ز ِ ي‬ ‫ب األح ـ‬ ‫نان ال تلمس‬ ‫‪.19‬ذا ب ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫ْ َ َّ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫َ ِّ‬
‫ـص ِإن ال َـوداع أيـ َـسـ ُـر ز ِاد‬ ‫ـشخ‬ ‫ان ذاك الـشـ‬ ‫‪.20‬ودعا أيها الح ِـفـي ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ْ َ ُ َ َ َ َ‬ ‫ْ َ َ ُ ْ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ْ‬
‫َواد ِفـنـاه ب ْـيـن الحـشا َوال ـف ــؤا ِد‬ ‫‪.21‬واغ ِساله ِبالد ْم ِع ِإن كان طه ًرا‬
‫ّ َ‬
‫ـ ِـب ْي ِح ال ِبالـن ِحـ ْـي ِـب َوالـت ـ ْع ــدا ِد‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الق َر َاء ِة والت ْس ـ‬ ‫ْ ُ َ َّ ْ َ‬
‫‪.22‬واتلوا النعش ِب ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ َ ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ٌ َ َ‬
‫ـناء اج ـ ِـته ـ ِاد‬ ‫ال يــؤدي ِإَل غ ـ ِ‬ ‫ـف غـ رْ ُـي ن ِاف ٍع َواجـ ِـتهــاد‬ ‫‪.23‬أسـ‬

‫‪2‬‬
‫ّ‬
‫المعري (‪363‬ـه_ ‪449‬ـه)‬ ‫أبو العالء‬
‫المعرة‪ ،‬وعندما بلغ الثالثة أصيب‬ ‫ّ‬ ‫هو أحمد بن عبد هللا بن سليمان بن محمد‪ ،‬ولد يف‬
‫ّ‬
‫السادسة‪ .‬أخذ عن أبيه شيئا من اللغة والنحو واألدب‪ّ ،‬ثم تتلمذ عىل‬ ‫بالجدري‪ ،‬وفقد البرص ف ّ‬
‫ي‬
‫ُ‬
‫لعربية‪ .‬وبعد موت أبيه سافر إىل بغداد‪ ،‬وقد احت ِ ي‬ ‫ينية وا ّ‬ ‫ّ‬
‫المعرة ف العلوم الد ّ‬
‫ّ‬
‫ف به‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مشاهي‬
‫ر‬ ‫يد‬
‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نظرا لوجود ّ‬ ‫ً‬
‫شقاء ً‬ ‫ى‬ ‫ّ‬
‫المعرة‪ ،‬وقد علم بموت‬ ‫حساد نغصوا عليه عيشه‪ ،‬فرجع إىل‬ ‫لكنه أيضا الف‬
‫وسّم نفسه ير ِه ري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الخارجية‪،‬‬ ‫فتفجع لموتها‪ ،‬وقطع صلته بالحياة‬ ‫ّ‬ ‫ّأمه قبل أن يصلها‪،‬‬
‫والتدريس‪ ،‬و ىبف كذلك ى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫حت وفاته‪ .‬وأثناء‬ ‫ي‬ ‫منقطعا إىل الدرس‬ ‫المحبسي (البيت والعّم)‪،‬‬ ‫ر‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫والفارسية‪ ،‬وارتاد مكتباتها‪،‬‬ ‫مكوثه يف بغداد اطلع عىل بعض المعتقدات والمذاهب الهند ّية‬
‫ّ‬ ‫مثاال ف سعة الثقافة ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫وقوة الحافظة والذكاء‬ ‫ي‬ ‫المعري‬ ‫واستفاد من ثقافاتها وعلومها‪ .‬وكان‬
‫والفطنة‪ ،‬والمعارف الواسعة‪.‬‬
‫ُّ‬
‫واللز ّ‬ ‫من آثاره‪ :‬ديوان سقط ّ‬
‫وميات‪ ،‬ورسالة الغفران‪.‬‬ ‫الزند‪،‬‬

‫إضاءة‬
‫والرثاء غرض من أغراض‬ ‫الم يع ّري هذه القصيدة يرث الفقيه الحنف أبا حمزة‪ِّ ،‬‬ ‫قال ي‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ّ‬
‫والت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشعر العرث يقوم عىل تعداد صفات ّ‬ ‫ّ‬
‫فجع عليه‬ ‫الميت‪ ،‬كالكرم والشجاعة والعفة والعدل‪،‬‬ ‫ي‬
‫أس من خالل ذكر حتم ّية الموت‪.‬‬ ‫ّ ّ‬
‫والت ي‬
‫ً‬ ‫بيتا‪ْ ،‬ان ُت ىف منها ثالثة ر‬
‫وعشون بيتا‪ .‬وتنقسم‬
‫ً‬
‫وستي‬
‫ر‬ ‫الم يع ّري هذه يف أربعة‬‫وتقع قصيدة ي‬
‫ي‬
‫قسمي‪:‬‬‫ر‬ ‫هذه األبيات المختارة‬
‫ّ‬ ‫‪ّ :‬‬
‫الم يع ّري فلسفته يف الحياة والموت‪ ،‬موض ًحا خالل ذلك رؤيته للكي‬ ‫يقدم فيه ي‬ ‫األول‬
‫والزوال‪ ،‬والحزن والفرح وجدواهما‪ ،‬والبعث‪ ،‬وحفظ الوداد‪.‬‬ ‫والتعب‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫وه تدور حول كونه عاقال‪،‬‬ ‫أث حمزة ويمتدحها‪ ،‬ي‬ ‫المرث ي‬
‫ي‬ ‫واآلخر‪ :‬يذكر فيه صفات‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫متعز ًيا بحكمة بالغة فحواها‬ ‫اويا للحديث وناسكا‪ ،‬وطالب علم‪،‬‬ ‫وخطيبا‪ ،‬ور ً‬
‫ً‬ ‫وفقيها‬ ‫ومقتصدا‪،‬‬
‫ّ‬
‫وأن الموت ى‬ ‫ّ‬
‫يعيي الجسد ّأما الروح فتنتقل‬ ‫أن الموت حقيقة واقعة ال يمكن إنكارها أو دفعها‪،‬‬
‫دار ال تبىل وال تنفد‪.‬‬
‫دار إىل ٍ‬
‫من ٍ‬

‫‪3‬‬
‫ّ‬
‫المعجم والداللة‬
‫المفردات‬
‫المعت‬ ‫ىّ‬ ‫الرقم‬
‫والياكيب‬
‫نافع‬ ‫ي‬‫يغ رْ ُ‬ ‫ي‬
‫غ رْ ُي ُم ْجد‬ ‫‪1‬‬
‫ٍ‬
‫َ ُّ‬
‫الغناء‬
‫ِ‬ ‫ال ى يين ُم‬ ‫‪2‬‬
‫ْ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ‬
‫تغت المطرب‬ ‫الم ي‬ ‫الش ِادي‬ ‫‪3‬‬
‫ً‬
‫مصدرا من نع ينع‪.‬‬ ‫َ‬
‫والن ّ‬ ‫الن ِ ّ‬ ‫َ‬
‫ع يكون‬‫ي‬ ‫الذي ينع‪ ،‬أي‪ :‬الذي يذكر خي الوفاة‪،‬‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫‪4‬‬
‫َ‬
‫المجلس‬ ‫الن ِادي‬ ‫‪5‬‬
‫ُ ً‬ ‫ي‬
‫ميدا‪ّ :‬‬
‫تحرك ومال‪.‬‬ ‫ر‬
‫الشء يميد‬
‫المائل‪ ،‬ماد ي‬ ‫الم َي ِاد‬ ‫‪6‬‬
‫صاحت‬
‫ي‬ ‫يصاح‬ ‫‪7‬‬
‫َُ‬
‫المت ِسع‬ ‫المكان‬ ‫الر ْح يب‬ ‫ُّ‬ ‫‪8‬‬
‫الشء ييطؤه وطأ‪ :‬ي‬ ‫ي ْ‬
‫داسه‬ ‫ِ ئ ر‬
‫وط ي‬ ‫الوط يء‬ ‫‪9‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فسّم وجه األرض ً‬ ‫ُْ‬ ‫َ ْي ي‬
‫األ ْرض ظاهرها‪ ،‬وأديم ّ‬
‫كل ر‬
‫التمثيل‪.‬‬ ‫أديما عىل‬ ‫سء‪ِ :‬جلده‪،‬‬‫ي‬ ‫أ ِديم‬ ‫‪10‬‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫ترفقا‬ ‫ُر يو ْيدا‬ ‫‪11‬‬
‫ىً‬ ‫ْ ً‬
‫تبخيا‬ ‫اخ ِت يياال‬ ‫‪12‬‬
‫ُّ ي‬
‫بىل من العظام‬‫ي‬ ‫ما‬ ‫ات‬ ‫ِ‬ ‫ف‬‫الر‬ ‫‪13‬‬
‫ّ‬
‫القي إذا أميل بالميت إىل أحد شقيه‬ ‫الل ْحد‬ ‫‪14‬‬
‫الض ّد‪ ،‬أي االختالف؛ المختلفون األخيار ر‬
‫واألشار‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ي ْ ي‬
‫من‬ ‫األضد ِاد‬ ‫‪15‬‬
‫األزمنة‪ ،‬واحدها يأبد‬ ‫اآلباد‬
‫ِ‬ ‫‪16‬‬
‫ّ‬
‫الهالك‬ ‫النف ِاد‬ ‫‪17‬‬
‫ً‬
‫أيضا الذي ُي ّ‬ ‫ُّ‬
‫سبح هللا نهاره‬ ‫الم ْعرض عن الدنيا‪ ،‬وهو‬
‫الراجع إىل هللا تعاىل ُ‬
‫ّ‬
‫األواب‬ ‫‪18‬‬
‫إىل الليل‬
‫َ‬
‫صاحب‬ ‫يم ْوىل‬ ‫‪19‬‬
‫العقل‬ ‫ال ِحجا‬ ‫‪20‬‬
‫َ‬ ‫ْ ي‬
‫الصديق‬ ‫الخدن‬ ‫ِ‬ ‫‪21‬‬
‫ي‬ ‫ْ‬
‫ّ‬
‫الغلو واإلشاف فيها‪.‬‬ ‫الق ْصد يف األمور وترك‬ ‫االق ِـتـصاد‬ ‫‪22‬‬

‫‪4‬‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫السباع‪ ،‬األسد والذئاب‬ ‫يات‬
‫الضار ِ‬ ‫‪23‬‬
‫ٌ‬ ‫ِّ‬
‫غنم صغار‬ ‫قاد‬
‫الن ِ‬ ‫‪24‬‬
‫األصابع‬ ‫ي‬
‫البنان‬ ‫‪25‬‬
‫ّ‬
‫الذهب‬ ‫الع ْس يج ِد‬ ‫ي‬ ‫‪26‬‬
‫ّ‬ ‫ُم ّ‬
‫ثت يح ِ ّ‬ ‫ي‬
‫الكثي ّ‬
‫الي به‬
‫ر ِ‬ ‫ي‬
‫اللطيف ر‬
‫بالشء‬ ‫ف‪ ،‬وهو‬‫ي‬ ‫الح ِف َي ِان‬ ‫‪27‬‬
‫ي ي‬
‫ظاهر البطن‬ ‫الحشا‬ ‫‪28‬‬
‫َ‬
‫رفع الصوت بالبكاء‬ ‫الن ِح ْي ِب‬ ‫‪29‬‬
‫ّ ي‬
‫ذكر محاسن ّ‬
‫الميت ومناقبه‬ ‫الت ْعد ِاد‬ ‫‪30‬‬
‫ّ‬
‫التح ّش والحزن‬ ‫األ يسف‬ ‫‪31‬‬
‫َْ‬
‫النفع‬ ‫الغناء‬ ‫‪32‬‬

‫‪5‬‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬
‫رِسح النص الشعري‬
‫ي ُّ ي‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ي‬
‫نـ ـ ْـو ُح ب ـ ــاك يوال ت ـ يـرنـ ـ ُـم ش ـ ـ ـ ـ ـ ِـادي‬ ‫‪ .1‬غ ْـي ُـر ُم ْجد يف ِمل ى يـت يواع ـ ِت ــقـ ـ ِـادي‬
‫ّ‬
‫بالت ّ‬ ‫ّ‬
‫عزي بحقيقة يعتقدها ويؤمن بها‪ ،‬فحواها أن ال جدوى من البكاء عىل‬ ‫المعري رثاءه‬ ‫بدأ‬
‫ّ‬
‫الميت‪ ،‬فإذا ُب يك عليه فإن ذلك ال ينفعه؛ فالبكاء والغناء يستويان يف ال جدواهما‪ ،‬والمعت‪ :‬ال‬
‫ّ‬
‫ُّ‬
‫الدنيا البكاء وال الغناء‪ ،‬وال الحزن وال ُّ‬
‫الشور‪.‬‬ ‫ينفع يف هذه‬
‫ي ُّ ي‬ ‫ّ ي‬
‫المعري (ن ْو ُح باك يوال ت يرن ُم ش ِادي) مقابلة‪.‬‬ ‫وف قول‬ ‫ي‬
‫ِّ ي‬ ‫ب يص ْوت ي‬ ‫‪ .2‬يوشـبـي ـ ٌـه يص ـ ْـو ُت الـ َـن ـ ِـعـ ـ ّي إذا ِقـ ـي ـ ـ ي‬
‫الب ِش ري ِ يف كل ن ِادي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫الن ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ُي ّ‬
‫ع بصوت البش ري‪ .‬إن‬ ‫يؤكد المعت السابق أن ال جدوى من الحزن والشور‪ ،‬بتشابه صوت ي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ُّ‬
‫والشور ألنه خي‬ ‫البشي ُي رثي الفرح‬
‫ر‬ ‫ع ُي رثي الحزن واأللم ألنه خي وفاة‪ ،‬وصوت‬
‫الن ّ‬
‫ي‬ ‫صوت‬
‫ّ‬ ‫ّ ً‬
‫فرقا ر ً‬ ‫ّ‬
‫المعري يستويان ويتشابهان‪.‬‬ ‫كبيا بينهما‪ ،‬لكن يف قياس‬ ‫ميالد‪ ،‬والظاهر أن‬

‫يعـ َـىل يفـ ْرع ُغـ ْـصـنـهـا ي‬ ‫ُ َ ي‬ ‫َي َ ْ‬


‫ـت ت ْـلـك ُـم ي‬
‫الم َي ِاد‬ ‫ِ‬ ‫الح يـم يامة أ ْم غ ـنـت‬ ‫‪ .3‬أبـك ِ‬
‫ٌ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫قوم نائحة‪ ،‬فل ّما ذكر‬‫مغنية‪ ،‬ويجعلها ٌ‬ ‫المعت أن الحمامة إنما ُيسمع لها صوت‪ ،‬فيجعلها قوم‬
‫ّ‬ ‫َْ‬ ‫ىّ ّ‬ ‫َ‬
‫والينم سواء يف حكم االعتبار والقياس‪ ،‬أت يب يع ذلك بذكر صوت الحمام‪ ،‬ألن العرب‬ ‫النوح‬
‫لصوتي‬ ‫غت‪ّ ،‬‬
‫وأي ا‬ ‫أن تلك الحمامة تبك أم ُت ّ‬ ‫ّ‬
‫أدري‬ ‫ال‬ ‫‪:‬‬‫فيقول‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ومرة ين ْو ً‬
‫ح‬
‫ً‬
‫غناء‬
‫ًّ‬
‫ة‬‫تجعله مر‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫المعنيي ّ‬ ‫ّ‬ ‫أبحث عن ذلك‪ ،‬الستواء األمرين ّ‬ ‫ُ‬
‫إىل‪.‬‬ ‫ر ي‬ ‫لدي‪ ،‬واتحاد‬ ‫تعت‪ ،‬وال‬
‫ي‬
‫ّ‬
‫التسوية‪.‬‬ ‫فاالستفهام هنا خرج لمعت‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫وبي ي(بكت يوغ َن ْت) طباق إيجاب‪.‬‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ي ْ ي ُ‬ ‫ُ ُ ُ ي ي‬ ‫ي‬
‫ور ِم ْن ع ْه ِد ع ِاد‬
‫القـ ُـب ُ‬ ‫فأين‬ ‫ورنا ت ْمَل ا ُّلر ْحـب‬ ‫‪ .4‬يصاح ه ـ ِـذي قــب‬
‫صاحت؛ ما تراه من‬ ‫كل زمان ومكان‪ ،‬فيناديه (صاح) أي‪:‬‬ ‫عر ّي لمخاطبة ّ‬
‫السامع ف ّ‬ ‫ينتقل ي‬
‫الم ِّ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وتخص أبناء هذا ّ‬
‫الزمن‪ ،‬فأين قبور األوائل والقدماء؟‬ ‫ُّ‬ ‫ه لنا‬ ‫ّ‬
‫قبور تمَل الرحب واألرض ي‬
‫تقتض أن‬
‫ي‬ ‫فالعالم قديم العهد‪ ،‬وقد اندرست قبورهم‪ ،‬ودورة الحياة يف العقل والقياس‬
‫كبية‪.‬‬
‫تندرس قبورنا كما اندرست قبورهم‪ ،‬فاألرض يف حقيقة األمر مقية ر‬

‫‪6‬‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ي ِّ‬
‫األ ْرض إال ِم ـ ْـن ه ـ ِـذ ِه األ ْج ـ يـس ـ ـ ـ ـ ـ ِـاد‬ ‫ـف ال ـ يـوط يء ما أظ ُّن أ ِد ْي ـ يـم‬
‫‪ .5‬خــف ـ ِ‬
‫ى‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫ه من أجسادنا‪ ،‬فعلينا تخفيف‬ ‫الت نطؤها وندوس عليها ي‬ ‫واستنادا لحقيقة أن هذه األرض ي‬
‫ُ ُ‬ ‫ّ‬
‫ع‬ ‫وه حقيقة ت رثي األلم وتستد ي‬
‫وطئنا‪ ،‬ألننا يف حقيقة األمر ندوس عىل أجساد خلق مثلنا‪ ،‬ي‬
‫يقتض‬
‫ي‬ ‫فمصي اإلنسان هذا‬‫ر‬ ‫التعاىل واالختيال‪.‬‬
‫ي‬ ‫الخضوع من اإلنسان لحقيقته الفانية‪ ،‬ال‬
‫تواضعه ال اختياله‪.‬‬

‫النصح واإلرشاد‪.‬‬‫ُّ‬
‫السابق_ إىل‬ ‫(خ ِّفف) _ف البيت ّ‬
‫ي‬
‫وقد خرج معت فعل األمر‬
‫ي‬
‫ي ْ ي‬ ‫ي ُ‬ ‫ْ ي ُ‬ ‫ي ي ْ ٌ‬
‫األجـ ــد ِاد‬‫اآلباء و‬
‫ِ‬ ‫ه ـ يـوان‬ ‫ـبيـح ِبــنا يوِإن ق ــد يم ال ـ يع ْـه ـد‬ ‫‪ .6‬وق‬
‫أن نحفظ وداد آبائنا وأجدادنا ّ‬ ‫ْ‬ ‫ومما تقتضيه الحقيقة ّ‬
‫السالف ري‬ ‫السابقة يف البيت الخامس‪،‬‬
‫ٌ َ‬
‫فعل قبيح ُمنك ٌر ال يليق بنا‬
‫قديما‪ٌ ،‬‬
‫ً‬ ‫الغابرين‪ ،‬فوطؤنا باختيال عىل أجسادهم‪ ،‬وإن كان عهدهم‬
‫وبــهم‪.‬‬
‫َ َ‬ ‫ّ‬
‫السلف‪،‬‬ ‫ألهميته يف الحكم عىل ِفعلنا بعدم حفظ وداد‬ ‫َ‬ ‫خي مقد ٌم‬ ‫وكلمة (قبيح) ه ٌ‬
‫ي‬
‫ي يْ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬
‫محل لها من اإلعراب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فه ُم ْع ىيضة ال‬ ‫ّ‬
‫ومبتدؤه (هوان)‪ .‬أما جملة ِ(إن قدم العهد) ي‬
‫ْ ي ً يَ ُي‬ ‫ً‬ ‫ش إن ْاس يط ْع يت ف ي‬
‫الع يب ِاد‬
‫ات ِ‬‫ال اخـ ِـتــيــاال عـىل رف ِ‬ ‫اله يو ِاء ُر يو ْيدا‬ ‫ِي‬
‫ْ‬
‫‪ِ ِ .7‬‬
‫َ َ‬ ‫عر ّي فكرته ّ‬ ‫ُي ُ‬
‫السلف وعدم االختيال عىل ُرفاتهم‪ ،‬بتقديم‬ ‫السابقة برصورة حفظ وداد‬ ‫تابع ي‬
‫الم ِّ‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ًّ‬ ‫َ‬
‫ش يف‬ ‫ابقي‪ ،‬يقول‪ :‬فإن استطعت أن تم ي‬ ‫وه الس ري يف الهواء ترفقا برفات العباد الس ر‬ ‫نصيحة ي‬
‫ّ‬ ‫يعلم استحالة ر‬ ‫ألنه ُ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬
‫المش يف الهواء‪ ،‬لكنه جاء بهذا‬
‫ي‬ ‫الهواء فلتفعل‪ ،‬وقد ذكر (إن استطعت)‬
‫ّ‬
‫األمر الذي خرج لمعت النصيحة للمبالغة يف وجوب حفظ العهد والوداد آلبائنا وأجدادنا‬
‫ُّ‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫تقشعر لها‬ ‫وه حقيقة‬ ‫العباد‪ ،‬ي‬ ‫يعت أننا نطأ ترابا متكونا من أجساد ِ‬ ‫ابقي‪ ،‬فوطؤنا األرض ي‬ ‫الس ر‬
‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُي ّ‬
‫الدنيا‪.‬‬ ‫سان يو يم ِآل ِه يف هذه‬‫صي اإلن ِ‬
‫ي‬
‫بحقيقة م ر‬
‫ِ‬ ‫األبدان‪ ،‬إذ تذك ُر‬

‫ي ْ ي‬ ‫يضـاحــك م ـ ْـن يت يـز ُ‬ ‫َ ً‬ ‫ي ْ‬ ‫َ‬


‫اح ِم األضد ِاد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ُ .8‬ر َب ل ْحـد ق ــد يص يار ل ْحدا ِم ير ًارا‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ي َ ي‬ ‫ي‬
‫ـان يواآلب ـ ِـاد‬
‫ِفــي طويـ ِـل األزمـ ِ‬ ‫‪ .9‬يودفـيـ ٍـن عــىل يبـقـ يـايــا د ِفـ ْي ـ ٍـن‬
‫ْ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ِّ‬
‫العباد‪ ،‬بحقيقة أقوى منها وأدع أن ترهب‬‫ه من أجساد ِ‬ ‫ويرسخ المعري حقيقة أن األرض ي‬
‫ّ‬
‫أن القي الواحد قد تعاقب عليه أكي من ّ‬
‫ميت‪ ،‬فكان‬ ‫وه‬
‫اإلنسان وتجعله يتواضع ويزهد‪ ،‬ي‬
‫فمرة أخيار‪ّ ،‬‬
‫كثيين متغايرين‪ّ ،‬‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫ومرة رأشار‪ ،‬فمنهم الكريم ومنهم البخيل‪ ،‬ومنهم‬ ‫لحدا لموث ر‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ي ّ‬ ‫َ‬
‫الكبية‪،‬‬
‫ر‬ ‫متعج ًبا من هذه المفارقة‬ ‫أثار اللحد الجامد فجعله يضحك‬ ‫ّ‬
‫الغت‪ ،‬مما‬
‫ي‬
‫الذ ّ‬
‫ك ومنهم‬ ‫ي‬

‫‪7‬‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬
‫ولربما اختلطت ُرفات واحد منهم ِب ُرفات اآلخر يف األزمان والدهور المتعاقبة‪ ،‬والبيت التاسع‬
‫تقرير للبيت الثامن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ُ َ‬
‫رب‪ :‬حرف ج ٍّر شبيه بالزائد‪ ،‬يفيد الت ر‬
‫كثي‪.‬‬

‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ي ي ٌ ُّ ي ي ُ ي َ ْ‬
‫إال ِم ْن ير ِاغب ِ يف از ِد يي ِـاد‬ ‫الح يياة ف يما أعجب‬ ‫‪ .10‬تعب كلها‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫وشقاء وكدح‪ ،‬فال ُمرتاح‬
‫ٌ‬ ‫كلها ٌ‬
‫تعب‬ ‫وه أن الحياة‬ ‫يقرر المعري حقيقة ال يختلف عليها اثنان‪ ،‬ي‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ى ّ‬
‫غبي‬
‫والمنطف أال يرغب فيها أحد كونها كذلك‪ ،‬لكن الحاصل أن الناس يقبلون عليها را ر‬ ‫ي‬ ‫فيها‪،‬‬
‫ثي مفارقة عجيبة لحقيقة موقفهم منها‪.‬‬ ‫مما ُي ر ُ‬
‫مزدادين رغم يقينهم بحقيقة شقائها وتعبها‪ّ .‬‬

‫ي ي‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ي ي‬ ‫ّ ُ ًْ‬
‫ـالد‬ ‫اعة ْ‬
‫المـي ِ‬
‫ور ِ يف س ِ ِ‬
‫ســر ٍ‬ ‫الم ْو ِت أضعاف‬
‫اعة ي‬
‫‪ِ .11‬إن حزنا ِ يف س ِ‬
‫ّ‬
‫الشور الحاصل يف ساعة الميالد ال يي ِ يف بالحزن الحاصل ساعة الموت‪ ،‬فحزن‬ ‫أن ُّ‬ ‫والمعت‬
‫ّ‬
‫موته أضعاف شورهم به عند‬ ‫الموت أضعاف شور الميالد‪ .‬فحزن الناس عىل اإلنسان عند ِ‬
‫الرغبة فيها واإلقبال عليها‪ ،‬لكون حزنها غ ً‬ ‫ُّ‬
‫الدنيا ال ّ‬ ‫مما يقتض ُّ‬ ‫ميالده‪ّ ،‬‬
‫البا عىل‬ ‫ِ ِ‬ ‫الزهد يف هذه‬ ‫ي‬
‫شورها وشقائها عىل نعيمها‪.‬‬

‫َي‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ي َ ُ ْ ي ي ي ْ‬


‫أ َم ــة ييـ ْـح ـ يـسـ ُـب ــون ُـه ْـم ِللنـف ـ ِاد‬ ‫اس ِلل يـبــقـ ِـاء فضلــت‬‫‪ .12‬خ ِـلـق الن‬
‫ْ َ‬ ‫ي‬ ‫ي َ ْ‬ ‫َ ْ ي ي‬
‫ِإلـى دار ِش ــق ـ يـوة أو يرش ـ ِـاد‬ ‫‪ِ .13‬إنما ُيــنــقــلون ِم ْن دار أع ـ يـمال‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫الدنيا آخرة‪ ،‬ى‬ ‫ّ‬ ‫رَ‬ ‫ّ ّ‬ ‫َ‬
‫تبف فيها النفوس‪ّ ،‬إما‬ ‫جمعون عىل أن بعد‬ ‫ُ‬
‫الشع م ِ‬ ‫يزي‪ :‬إن أصحاب‬ ‫يقول التي‬
‫ّ‬ ‫ّ ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َ‬ ‫ش‪ ،‬وقد ُح ي‬
‫الخية ُم يبقاة يف اآلخرة‪ ،‬وأن‬‫ر‬ ‫ك عن أفالطون الحكيم أن النفس‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ف خي ّ‬
‫وإما ف ر ّ‬ ‫ي ر‬
‫المسيئة ليس لها بعد الموت بقاء‪.‬‬ ‫النفس ُ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المعري بقاء النفوس بعد الموت‪ ،‬ويعتقد بضالل من يحسب الناس نفاد‪ ،‬فالموت ما‬ ‫يؤكد‬
‫َ‬
‫شقيا ُمعذ ًبا أو ر ِاش ًدا ُم ين َع ًما‪.‬‬
‫الت يكون فيها اإلنسان ًّ‬ ‫ى‬ ‫ُّ‬
‫هو إال انتقال من دار الدنيا إىل دار اآلخرة ي‬
‫ّ‬ ‫ّ ُ ُْ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫منظوم من قول عمر بن عبد العزيز‪ُّ :‬‬ ‫والبيت الثالث ر‬
‫"أيها الناس‪ ،‬إنما خ ِلقتم لَلبد‪ ،‬وإنما‬ ‫عش‬
‫ّ ُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫عىل _رض هللا عنه_‪ُّ :‬‬‫ُت ْن يقلون من دار إىل دار"‪ ،‬وكالهما من كالم ّ‬
‫"أيها الناس إنما خ ِلقنا للبقاء‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬
‫في َودوا ِل يما أنتم صائرون إليه‪ ،‬خالدون فيه"‪.‬‬ ‫للفناء‪ ،‬وك ُّلكم من دار إىل دار تنقلون‪ ،‬ى‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫ال‬
‫ٍ‬

‫‪8‬‬
‫اب رقم (‪)1‬‬
‫تقويم ذ ي‬
‫ى‬
‫يأث‪:‬‬ ‫ر‬
‫بعد دراستك لَلبيات الثالثة عش من القصيدة‪ ،‬أجب عن ما ي‬
‫ّ‬ ‫ىّ ي ُّ‬
‫الينم‪ ،‬ي‬
‫الم ّياد‪ ،‬أديم األرض‪ ،‬اللحد‪.‬‬ ‫‪ .1‬ما معت‪:‬‬
‫ّ‬
‫والتاسع رش ًحا ً‬
‫أدبيا ً‬ ‫ّ‬
‫وافيا‪.‬‬ ‫البيتي الثامن‬
‫ر‬ ‫‪ .2‬راشح‬
‫السادس من القصيدة‪.‬‬‫الت يطرحها البيت ّ‬ ‫ى‬
‫‪ .3‬ما الفكرة ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫توجيه‪ :‬عزيزي الطالب أرجو أن تكون صادقا مع نفسك‪ ،‬أمينا يف إجابتك‪ ،‬فتعتمد عىل‬
‫ذاتك يف اإلجابة عن األسئلة‪ ،‬لتختي نفسك وترى كم حصلت من فهم ومعرفة‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اب رقم (‪)1‬‬ ‫ي‬ ‫الذ‬ ‫إجابة التقويم‬
‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ىّ ي ُّ‬
‫اللحد‪ :‬القي‬ ‫أديم األرض‪ :‬ظاهرها‬ ‫الم ّياد‪ :‬المائل‬ ‫الينم‪ :‬الغناء‬ ‫‪.1‬‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ِّ‬
‫العباد‪ ،‬بحقيقة أقوى منها وأدع أن‬‫ه من أجساد ِ‬ ‫‪ .2‬يرسخ المعري حقيقة أن األرض ي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وه أن القي الواحد قد تعاقب‬ ‫ترهب اإلنسان‪ ،‬وتجعله يتواضع ويزهد‪ ،‬فال يختال‪ ،‬ي‬
‫فمرة أخيار‪ّ ،‬‬
‫كثيين متغايرين‪ّ ،‬‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫عليه أكي من ّ‬
‫ومرة رأشار‪ ،‬فمنهم‬ ‫ميت‪ ،‬فكان لحدا لموث ر‬
‫ي ّ‬ ‫ّ‬ ‫الذ ّ‬ ‫َ‬
‫أثار اللحد الجامد فجعله‬ ‫الغت‪ ،‬ومنهم الكريم ومنهم البخيل؛ مما‬ ‫ي‬ ‫ك ومنهم‬ ‫ي‬
‫ُ‬
‫يضحك مت ِّ‬
‫الكبية‪.‬‬
‫ر‬ ‫عج ًبا من هذه المفارقة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬
‫السلف من آباء وأجداد؛ فال نطأ عىل األرض إال ىبيفق؛ ألن‬ ‫ه حفظ وداد‬ ‫‪ .3‬القضية ي‬
‫ّ‬

‫ه من أجسادهم‪.‬‬ ‫هذه األرض ي‬

‫‪9‬‬
‫ً ي ْ ي ْ‬ ‫ي َْ‬ ‫ي ي ي َ ُْ ْ َ ي ْيي َ‬
‫صاد‬
‫موىل ِحجا‪ ،‬و ِخدن اق ِـت ِ‬ ‫اب‬
‫ِ‬ ‫و‬‫األ‬ ‫‪ .14‬قصد الدهر ِمن أ يث حمزة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫الت ِّ‬
‫ئيش يف‬ ‫ومصي اإلنسان‪ ،‬خلص المعري لغرضه الر ي‬ ‫ر‬ ‫عزي الطويل بحقيقة الموت‬ ‫بعد‬
‫َ‬ ‫الحنف أث حمزة فيقول‪ّ :‬‬ ‫ّ‬
‫تقصد الدهر أبا حمزة فانتقاه واختاره‬ ‫ي ي‬ ‫القصيدة وهو رثاء الفقيه‬
‫اب أي‬ ‫ألو ُ‬ ‫َ‬
‫تمت ُع بصفات عظيمة‪ ،‬فهو ا ّ‬ ‫نظيه فهو ي‬ ‫ً ّ‬ ‫ليقع عليه يق يد ُر ي‬
‫ي‬
‫الموت‪ ،‬وقد فقدنا رجال عز ر‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫وه صيغة مبالغة عىل (ف َعال)‪ ،‬وهو أيضا صاحب عقل ُمن ري‪،‬‬ ‫الراجع إىل هللا من آب يؤوب‪ ،‬ي‬
‫ّ‬

‫غي ُم ْشف يف األشياء وال ُمغال يف األمور‪.‬‬ ‫وذو اقتصاد ر‬


‫ْ‬ ‫ي‬
‫ربي (ق ْصد) و (اق ِتصاد) جناس ناقص‪.‬‬
‫الل ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫الم ِّ‬
‫الجناس‪ :‬من ُ‬
‫فظية يف علم البديع‪ ،‬وعلم البديع أحد الفروع الثالثة‬ ‫حسنات البديعية‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫طق ويختلفا يف المعت‪ .‬وهو نوعان‪:‬‬‫لعلم البالغة‪ .‬والجناس‪ :‬أن يتشابه اللفظان يف الن ِ‬
‫‪ .2‬غي ّ‬
‫تام‬ ‫‪ّ .1‬‬
‫تام‬
‫ر‬

‫ْ‬ ‫َ‬
‫ـ ما لـ ْـم يي ِـشـد ُه ِش ْع ُـر يزيـ ِـاد‬ ‫ـان‬ ‫ي ي ْ ً َ ْ َ ُ ُ ْ ي ُّ ْ ي‬
‫‪ .15‬وف ِـقــيــها أفــكاره ِشـدن ِللـنعمـ ِ‬
‫ي َ‬ ‫ُّ‬
‫أث حنيفة‪.‬‬ ‫مذهب ي‬
‫ِ‬ ‫المرث أبو حمزة ييتفقه عىل‬ ‫ُّ‬
‫ي‬ ‫النعمان‪ :‬هو أبو حنيفة‪ ،‬وكان‬
‫الل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ً ُّ‬ ‫ُ‬
‫خّم‪.‬‬ ‫ي‬ ‫احا للنعمان بن المنذر‬ ‫بت ذبيان‪ ،‬وكان مد‬ ‫زياد‪ :‬هو نابغة ي‬
‫رَ‬ ‫ّ‬ ‫ي ُّ‬ ‫الم ّ‬‫أن هذا ي‬ ‫ي ّ ّ‬
‫والشف‪،‬‬ ‫رث (أبا حمزة) شاد للنعمان الذي هو أبو حنيفة‪ ،‬من الذكر‬ ‫ي‬ ‫أراد المعري‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ ّ‬
‫بحسن أشعاره‪.‬‬ ‫خّم ُ‬‫الل ّ‬
‫ي‬ ‫طف أفكاره‪ ،‬ما لم ُي ِشد ُه النابغة الذبيا ي ّث للنعمان بن المنذر‬ ‫بل ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫قيمة ثاقبة‪ ،‬قد أفاد ِمنها أبو يح ِنيفة صاحب‬ ‫فقهية لطيفة ّ‬ ‫ّ‬ ‫أفكار‬
‫ٍ‬ ‫فالمعري يؤكد أن أبا حمزة ذو‬ ‫ّ‬
‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ َ‬ ‫والذكر ما لم يت ْس يتط ْ‬ ‫ِّ‬ ‫رَ‬ ‫ي ي ّ ييي ْ َ ُ‬ ‫يْ ي‬
‫بياث ال يمد ِح َية‬
‫الذ ّ‬
‫ي‬ ‫ابغة‬ ‫الن‬ ‫أشعار‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫الش‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫الح‬ ‫ب‬ ‫المذ ِ‬
‫ه‬
‫َأ ْن يت ْبنيه ل ُّلنعمان بن ُ‬
‫الم ْن ِذر‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫(م ْو َىل ح ًجا‪ ،‬يوخ ْد ين ْاقـتصاد) ف البيت ّ‬
‫السابق‪.‬‬ ‫(وفقيها)‪ :‬معطوف عىل ي‬‫ً‬ ‫قوله‬
‫ِ ِ ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬
‫يات ِبـ َـر الــن ـقـ ِـاد‬
‫ي ي َ‬ ‫ي ي ًْ َْ ي ي يْ ي ُ ُ‬
‫عــلــم الضار ِ‬ ‫وش‬
‫‪ .16‬وخ ِطـيــبا لو قام بـيـن وح ٍ‬
‫ي َ‬ ‫ّ‬
‫المعري لطف كالم أ يث حمزة ورقة موعظته‪ ،‬فهو خطيب لو يوعظ األسود‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫يصف‬ ‫وهنا‬
‫ي ْ ُ ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫السباع عىل الغنم‪،‬‬ ‫والذئاب ل يعل يم ُه َن َبر الغنم‪ ،‬أي لو خطب ربي الوحوش ووعظها‪ ،‬لم تعد‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫يي‬ ‫ُ‬
‫ِل ُح ْسن بيانه وموعظته‪ ،‬وخلوص ُم ْعتق ِده وطويته؛ ألن الموعظة إذا خرجت من القلب‬
‫ِّ‬ ‫ْ ي ْ‬ ‫ي ْ‬
‫خطيب ُم َ‬
‫فوه ذو بيان‬ ‫ٌ‬ ‫خر يجت من اللسان لم تجاوز اآلذان‪ .‬فأبو حمزة‬ ‫وق يعت يف القلب‪ ،‬وإن‬
‫وفصاحة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫غي جازم‪ ،‬وجمله (علم الضاريات) واقعة يف‬ ‫* لو‪ :‬حرف رشط يفيد امتناع المتناع‪ ،‬وهو ر‬
‫محل لها من اإلعراب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫غي الجازم‪ ،‬ال‬ ‫جواب ر‬
‫الشط ر‬
‫السابق‪.‬‬ ‫ً‬
‫(وفقيها) ف البيت ّ‬ ‫ً‬
‫(وخطيبا)‪ :‬معطوف عىل‬ ‫قوله‬
‫ي‬
‫غي جازم‪،‬‬ ‫ً‬
‫جوابا ر‬ ‫محل لها من اإلعراب الجملة الواقعة‬ ‫ّ‬ ‫ى‬
‫لشط ر‬ ‫الت ال‬
‫* من أنواع الجمل ي‬
‫ّ‬
‫ه‪ :‬إذا‪ ،‬كلما‪ ،‬لو‪ ،‬لوال‪ ،‬لوما‪ّ ،‬أما‪.‬‬‫غي الجازمة ي‬
‫وأدوات ر‬
‫الشط ر‬

‫ي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬


‫ِم ْن ِصد ِق ِـه ِإىل ِاإل ْســن ِـاد‬ ‫‪ .17‬يراو ًيا ِلل يح ِد ْي ِث ل ْم ُي ْحوج ال يمـ ْعـ ُروف‬
‫ُ‬ ‫ّ ً ّ‬
‫يقترص عىل‬ ‫المرث أيضا أنه من رواة الحديث‪ ،‬ولم يكن يف روايته للحديث‬ ‫ي‬ ‫ومن صفات‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الرواية؛ وإنما كان ُم يم ِّح ًصا له فال يأخذه إال عن الثقات‪.‬‬
‫ِّ‬

‫ْ ي‬ ‫ي َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ي ي ُ ْ ي ي ً ْ‬
‫ِبكـشـف ع ْـن أ ْص ِل ِه يوان ِـتـقـ ِـاد‬ ‫اسكا ييطل ُب ا ِلعلـ يـم‬
‫‪ .18‬أنفق العمر ن ِ‬
‫َ‬
‫أث حمزة من علمه؛ فلم ييكن من أهل التقليد المقترصين يف‬ ‫ي ي ُّ‬
‫يستطرد يف تأكيد صفة تثبت ي‬
‫ولكنه كان ّ‬ ‫ّ‬ ‫علمهم عىل ّ‬
‫ممن يكشف عن أصول المقاالت‪ ،‬وينتقد الحديث فال يأخذه‬ ‫الرواية‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬
‫إال عن الثقات‪.‬‬

‫العـ ْس يجد ُ‬
‫الم ْستفـ ِاد‬ ‫هدا ف ي‬‫ُ ً‬ ‫س ال َذ يه يب ْ‬
‫األح ـ يم ير‬ ‫‪ .19‬ذا يبنان ال يت ْل يم ُ‬
‫ِ‬ ‫ز ِي‬
‫العسجد أي‬ ‫ُ‬
‫صاحب أصابع تزهد يف‬ ‫أث حمزة؛ فهو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫المرث ي‬
‫ي‬ ‫المعري يف تعداد صفات‬ ‫يستمر‬
‫ّ‬ ‫ُ ي‬ ‫َ‬
‫وه دواته وعلمه وفهمه‪ ،‬فهو منقطع للعلم‬ ‫الذهب المكتسب؛ ألنه يملك ما هو أثمن منه‪ ،‬ي‬
‫ّ‬ ‫ي ِّ ُ‬ ‫َ‬
‫المعري‬ ‫وغيه‪ .‬وهنا يؤكد‬ ‫هب ر‬ ‫بغيه من أنواع المتاع األخرى كالذ ِ‬
‫غي آبه ر‬ ‫يطلبه ويسع له‪ ،‬ر‬
‫ّ‬
‫لمرث‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫صفة الزهد يف ا ي‬
‫ّ‬
‫جملة (ال تلمس الذهب) يف محل جر نعت ل (بنان)‪.‬‬
‫ز ِاه ًدا‪ :‬مفعول ألجله منصوب وعالمة نصبه تنوين الفتح‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫تقويم رقم (‪)2‬‬
‫ى‬
‫يأث‪:‬‬
‫بعد دراستك لَلبيات (‪ )19_14‬أجب عن ما ي‬
‫أث حمزة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫المرث ي‬
‫ي‬ ‫اذكر صفات الفقيه‬ ‫‪.1‬‬
‫ُّ‬
‫(النعمان) و (زياد) المذكورين ف البيت الخامس ر‬
‫عش؟‬ ‫ي‬ ‫يمن المقصودان ب‬ ‫‪.2‬‬
‫والع ْس يجد‪.‬‬
‫والنقاد‪ ،‬ي‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫ما معت‪ِ :‬‬
‫الخدن‪،‬‬ ‫‪.3‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اب رقم (‪)2‬‬
‫ي‬ ‫الذ‬ ‫إجابة التقويم‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫وفقيها ذا أفكار‬ ‫غي ُمغال‪،‬‬
‫المرث الفقيه أبو حمزة بكونه عاقال‪ ،‬ومقتصدا ر‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫يتصف‬ ‫‪.1‬‬
‫مخلصا‪ ،‬وزاه ًدا‪.‬‬
‫ً‬ ‫طالبا للعلم‬ ‫مفو ًها‪ ،‬ور ً‬
‫اويا للحديث ُم يت ِّثب ًتا‪ً ،‬‬ ‫وخطيبا ّ‬
‫ً‬ ‫ثاقبة ولطيفة‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫النعمان‪.‬‬ ‫النعمان‪ :‬هو أبو حنيفة‬ ‫‪.2‬‬
‫ّ ً ُّ‬ ‫الذ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للنعمان بن المنذر‪.‬‬ ‫بياث‪ ،‬وكان مداحا‬‫ي‬ ‫زياد‪ :‬النابغة‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫الخ ْدن‪ّ :‬‬
‫الع ْس يجد‪ :‬الذهب‬
‫ي‬ ‫‪/‬‬ ‫الصديق ‪ /‬النقاد‪ :‬غنم صغار‬ ‫ِ‬ ‫‪.3‬‬

‫‪12‬‬
‫ي‬ ‫ي ي َ‬ ‫َ‬ ‫ي َ ي ي‬
‫اك الشـ ْخـ ي‬ ‫ِّ‬
‫ِإن الـ يوداع أ ْي ـ يسـ ُر ز ِاد‬ ‫ص‬ ‫‪ .20‬يودعا ُّأيها الح ـ ِف ـي ِان ذ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫للشخصي اللذين توليا دفنه‪.‬‬
‫ر‬ ‫الخطاب هنا يف ي(ودعا)‬
‫الي به‪ ،‬الباحث عن أحواله‪.‬‬‫الكثي ّ‬ ‫والحف‪ :‬اللطيف رّ ْ‬
‫بالش‬ ‫ّ‬
‫ر ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫أقل ما يمكن أن ىيي َودا به يلي َ‬
‫تعزيا عن فراقه‪.‬‬ ‫المرث أث حمزة بتوديعه؛ وهو ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حفت‬ ‫ي ّ‬
‫ي ي‬ ‫يأمر المعري ر ي‬
‫َ‬
‫النصيحة واإلرشاد‪.‬‬ ‫ي ِّ‬
‫و(ودعا) فعل أمر خرج لمعت‬

‫ُ ي‬ ‫ي ْ ي ُ يْ ي ي ي‬ ‫ْ َ ي ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬
‫الحـشا يوال ـف ــؤ ِاد‬ ‫واد ِفـنـاه بـيـن‬ ‫اله ِبالد ْمع ِإن كان ط ْه ًرا‬ ‫‪ .21‬واغ ِس‬
‫ً ُ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫طاهرا‪ ،‬ث َم يقوما بدفنه ربي‬ ‫العي‪ ،‬إن كان‬
‫بغسله بدمع ر‬
‫ِ‬ ‫ثم يأمرهما من باب النصيحة أن يقوما‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫المرث يستحق أن يكون محله القلب والحشا‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫ظاهر البطن والقلب ِع يوضا عن القي؛ ألن‬
‫ُ ْ‬ ‫ّ‬
‫أجدر بأن يدفن يف القلب والحشا ال ربي صفائح‬ ‫المتمية‪ ،‬فهو‬
‫ر‬ ‫لمحاسنه العديدة ومآثره‬
‫ىُّ‬
‫الياب‪.‬‬

‫النصيحة واإلرشاد‪.‬‬ ‫َ‬


‫(اغساله ‪ ...‬وادفناه) فعال أمر خرجا لمعت‬
‫ّ ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ي َ‬
‫ال ِبالـن ِح ـ ْيـ ِب يوالـت ـ ْع ـد ِاد‬ ‫الق ير ياء ِة والت ْس ـ ِب ْيح‬ ‫الن ْع ي‬
‫ش ِب ِ‬ ‫‪ .22‬واتلوا‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫المرث من باب النصيحة أيضا‪ ،‬بأن يتلوا آيات من القرآن ويقوما‬ ‫ّ‬
‫ي‬
‫ّ‬
‫لحفت‬
‫ري‬
‫ّ‬
‫المعري أمره‬ ‫ُيتابع‬
‫َ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ّ‬
‫ويعددا؛ فالنحيب وهو البكاء بصوت‬ ‫بالتسبيح أثناء تشييع الفقيه ووداعه‪ ،‬ال أن ينحبا عليه‬
‫ً‬
‫شيئا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫غت‬
‫مرتفع‪ ،‬والتعداد وهو ذكر محاسن الميت ومناقبه‪ ،‬كالهما ال يجدي نفعا وال ي ي‬ ‫ٍ‬

‫ال ُي ـ يؤ ِّدي إىل غ ـناء ْ‬


‫اج ـ ِته ـ ِاد‬
‫ٌ‬
‫اج ـ ِته ـاد‬ ‫‪َ .23‬أ يس ـ ٌ‬
‫ف يغ ـ ْ ُي ينافع يو ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ ُ‬
‫فينص فيه عىل أنه‬ ‫المعري فكرته بأن ال جدوى من النحيب والتعداد بهذا البيت أيضا؛‬ ‫يؤكد‬
‫ما من اجتهاد ّإال وله ثمرة وغناء‪ ،‬خال االجتهاد ف األس عىل ّ‬
‫الميت‪ ،‬وفائدته العناء‪ .‬وهو‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ْ‬
‫(غي ُمجد‪ )..‬وقد ساقه ليتعزى به عن فراق‬ ‫ّ‬
‫المعري قصيدته بقوله ر ُ‬ ‫المعت ذاته الذي بدأ به‬
‫أث حمزة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫المرث ي‬
‫ي‬

‫‪13‬‬
‫اب رقم (‪)3‬‬
‫تقويم ذ ي‬
‫ى‬
‫يأث‪:‬‬ ‫ْ‬
‫بعد دراستك لَلبيات (‪ِ )23_20‬أجب عن ما ي‬
‫المعر ّي ي(و ِّدعا)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يمن المخاطبان بقول‬ ‫‪.1‬‬
‫أث حمزة؟‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ى‬
‫المرث ي‬
‫ي‬ ‫حفت‬
‫الت أوض بها المعري ر ي‬
‫ما األوامر ي‬ ‫‪.2‬‬
‫األخي من القصيدة‪.‬‬
‫ر‬ ‫راشح البيت‬ ‫‪.3‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اب رقم (‪)3‬‬‫ي‬ ‫الذ‬ ‫قويم‬‫الت‬ ‫إجابة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المعر ّي ي(و ِّدعا) هما ي‬
‫الح ّ‬ ‫ّ‬
‫خصي اللذين توليا دفن‬
‫ر‬ ‫فيان‪ ،‬أي‪ :‬الش‬ ‫‪ .1‬المخاطبان بقول‬
‫أث حمزة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫المرث ي‬
‫ي‬
‫ه‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ى‬
‫أث حمزة ي‬ ‫المرث ي‬
‫ي‬ ‫حفت‬
‫الت أوض بها المعري ر ي‬ ‫‪ .2‬األوامر ي‬
‫عزي عن فراقه‪.‬‬ ‫ّ ّ‬
‫للت ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫المرث‬
‫ي‬ ‫أ‪ .‬التودع من‬
‫بالدمع‪ ،‬ودفنه ربي الحشا والقلب‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ب‪ .‬غسله‬
‫ّ‬
‫والتعداد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ج‪ .‬تشييعه بقراءة القرآن والتسبيح ال بالنحيب‬
‫َ‬ ‫والنحيب عىل ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ ُ‬
‫الميت بقوله‪ :‬إنه ما من‬ ‫المعري فكرته بأن ال جدوى من البكاء‬ ‫‪ .3‬يؤكد‬
‫اجتهاد ّإال وله ثمرة وغناء‪ ،‬خال االجتهاد ف األس عىل ّ‬
‫الميت‪ ،‬فال غناء فيه‪،‬‬ ‫ي‬
‫وفائدته العناء‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّْ‬ ‫ْ‬
‫المعري‪ ،‬الدكتور عمر فاروق الط ّباع‪ ،‬رشكة دار األرقم بن‬ ‫ألث العالء‬
‫ي‬ ‫د‪،‬‬ ‫ن‬
‫الز‬ ‫ط‬‫سق‬ ‫‪ .1‬ديوان‬
‫أث األرقم‪ ،‬ربيوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫ي‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫المعري‪ ،‬رشح وتعليق ن‪.‬رضا‪ ،‬دار مكتبة الحياة‪،‬‬ ‫أث العالء‬ ‫ر‬
‫‪ .2‬شح ديوان سقط الزند‪ ،‬ي‬
‫ربيوت‪1965 ،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬
‫حسي‪ ،‬وتحقيق مصطف السقا‬
‫ر‬ ‫المعري‪ ،‬رإشاف د‪.‬طه‬ ‫أث العالء‬ ‫ر‬
‫‪ .3‬شح سقط الزند‪ ،‬آثار ي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫القومية للطباعة والن رش‪ ،‬القاهرة‪ ،1947 ،‬القسم الثالث‬ ‫وآخرون‪ ،‬الدار‬

‫‪15‬‬

You might also like