Professional Documents
Culture Documents
مقرر النصوصو الأدبية المستوى الثاني
مقرر النصوصو الأدبية المستوى الثاني
َث َما ِن ْينَ َح ْواًل اَل َأ َبا َل َك َي ْسَأ ِم الح َيا ِة َو َمنْ َيع ْ
ِش ف َ ت َت َكالِ ْي َ
ِئم ُ
س ْ َ
معاني المفردات:
قال الشاعر :مللت الحياة ومشقاتها بعدما بلغت ثمانين ،ومن عاش ثمانين عاما ً مل الكبر ال
محلة.
األوجه البالغية
اإلرصاد (وهو أن يجعل قبل العجز من البيت أو الفقرة ما يدل على العجز)؛ فقد دل قوله:
"سئمت تكاليف الحياة" على قافية البيت ،وهو يسأم.
المعنى العميق
قال الشاعر إنه مل الحياة وما به من المشقات ،ومن يعيش مثله ثمانين سنة يسأم الحياة
بسبب الكبر ،ونبه الشباب أن ال يغفل ويستفيد بشبابهم.
المعنى العام
رأيت المنايا تصيب على غير نسق وترتيب وبصيرة ،كما أن هذه الناقة تطأ على غير
بصيرة ،ثم قال من أصابته المنايا أهلكته ومن أخطأته أبقته فبلغ الهرم.
الصور البالغية
التشبيه البليغ ألنه خذف منها أداة التشبيه ووجه شبة؛ المشبه :الموت ،والمشبه به :الناقة
العمياء.
المعنى العميق
إن الموت يأتي إلى الناس بغير ترتيب ،فهو يضرب هذا ويتجاوز ذاك فمن ضربه فقد فارق
الحياة ومن أخطأه فقد أبقى حياة ،فالموت يشبه الناقة التي ال تبصر في الليل فهي تضرب
األرض بيديها ورجليها على غير هدى.
المعنى العام
قال الشاعر :إنه يعلم ما يمر عليه من أحداث في الحاضر وقد علم ما في الماضي ولكنه
يجهل ما في الغد أي في المستقبل ويتحير فيه.
األوجه البالغية
طباق (وهو الجمع بين الشيء وضده في كالم أو في بيت الشعر)؛ أعلم -عم ،اليوم -
األمس.
المعنى العميق
قال الشاعر :علمي ال يحيط بكل شيء ،فأنا أعلم خبر اليوم وما يجري فيه ،كما أعرف ما
جرى في األيام الماضية ،ألنها مرت بي ،أما المستقبل فال علم لي به ،فأنا أجهل ما يحمله
إلي.
المعنى العام
يقول الشاعر :على المرء أن يداري الناس ويجاملهم في أمور كثيرة ،وإال لحقه الذل
واإلساءة.
األوجه البالغية
شبه الشاعر حال من لم يدار الناس في الدنيا بحال من يعض بأعناب ويداس بخف البعير.
قوله" :يوطأ بمنسم" أفاد الكناية عن صفة الذل والمهانة لمن لم يدار الناس ،ويمتص
غضبهم.
المعنى العميق
التنبيه لمن لم يحسن المعاملة بالناس سيصيبهم االحتقار واإلذالل ،وربما سيقتلوه كالذي
يضرس بالناب ويوطأ بمنسم.
المعنى العام
األوجه البالغية
اإليجاز بحذف الحرف؛ ’يك‘ أصله ’يكون‘ مجزوم بالشرط وعالمة جزمه السكون ،ثم
حذف حرف العلة (الواو) اللتقاء ساكنين ،وأصبح يكن وحذفت النون للتخفيف ،فأصبح يك.
المعنى العميق
هناك الحذر من الكبر والبخل؛ فالمؤمن ينبغي له أن يجتهد في طاعة هللا واإلنفاق في وجوه
الخير واإلحسان .كما قال نبينا صلى هللا عليه وسلم :ما نقصت صدقة من مال.
َي ُكـنْ َح ْمـ ُدهُ َذمـا ً َع َل ْيـ ِه وف فِي َغ ْي ِر َأهْ لِـ ِه
َو َمنْ َي ْج َع ِل ال َم ْع ُر َ
َو َيـ ْنـدَ ِم
معاني المفردات
:يصنع. يجعل
:اسم لكل فعل يعرف حسنه بالعقل والشرع وهو خالف المنكر. المعروف
:غير موضعه. غير أهله
:شكره والثناء له. حمده
:عيبا وهجاء. ذما
:يتحسر ويتأسف عليه. يندم
المعنى العام
ومن وضع أياديه أي نعمه وفضله في غير من استحقها ،أي من أحسن إلى من لم يكن أهالً
لإلحسان إليه واالمتنان عليه فإنه لن يجد منه إال اإلساءة والذم فعند ذلك يندم على إحسانه
إليه.
األوجه البالغية
ُوف فِي َغي ِْر َأهْ لِهِ:
● َومنْ َيجْ َع ِل المعْ ر َ
أسلوب شرط للتأكيد على حدوث الجواب إن تحقق الشرط ،وكلمة المعروف جاءت
معرفة؛ لتفيد التعظيم والعموم.
● ُكنْ َحمْ ـ ُدهُ َذما ً َع َل ْي ِه ويندم:
نتيجة لما قبلها ،وتشبيه حيث يشبه الحمد مع من ال يستحق بالذم والندم ،وسر جمال
الصورة :التوضيح ،ويندم نتيجة لما قبلها.
● َحمْ ُدهُ – َذما ً :محسن بديعي /طباق؛ يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد.
المعنى العميق
إذا فعلت المعروف على شخص ال يقدر أي غير مستحق له أي األحمق فإنه بسبب حمقه أو
سوء خلقه سيفعل لك ما فيه الشر ويكون السوء بدالً من المعروف فتندم ألنك قد ساعدته
فإذن البد أن نتناقش المراء المناسب لنيل المعروف منك فإنك إن تفعل المعروف على
مستحقها فال ندم لك ألنه سيحدك على الخيرات.
َو َمنْ َلـ ْم َيـ ُذدْ َعنْ َح ْوضِ ِه ِبسِ ال ِح ِه ُ يـ َهدَّ ْم َو َمنْ ال َي ْظل ِِم الـ َّن َ
اس
ُ ي ْظ َل ِم
معاني المفردات
:يدفع أو يردع أو يكف. يذد
:مكان يجتمع فيه الماء ،وتستعمل كلمة الحوض هنا إلشارة لكل ما الحوض
يجب على مرء حفظه ،كالمال والولد وغير ذلك.
:أسقطه وخرّ به. يهدم
المعنى العام
ومن ال يذد عن حوضه بسالحه يهدم :من ال يدافع نفسه بنفسه وأال ينتظر أن يدافع عنك
اآلخرون ،إذا كنت تنتظر أن يدافع عنك اآلخرون فإن حريمك ستباح.
ومن ال يظلم الناس يُظلم :هذه عقيدة من عقائد الجاهلية أن اإلنسان يظهر قوته بأن َيظلِم
اآلخرين ،إن لم تظلم غيرك سيظلمك.
األوجه البالغية
في هذا البيت نجد االستعارة التصريحية ،وهي تشبيه حذف أحد طرفيه ،يقول الشاعر :
"ومن ال يذد عن حوضه بسالحه" الحوض هنا المستعار والمستعار له الحرمات ،فقد شبه
الشاعر الحرمات بالحوض ،فعدم الحفاظ على الشرف كعدم الحفاظ لصاحبه الحوض على
حوضه ،قد ينجسه أو يدنسه أحد.
المعنى العميق
ومن ال يذد عن حوضه بسالحه يهدم :يجب على كل إنسان أن يدافع عن نفسه ألنه لن يدافع
عنه غيره.
ومن ال يظلم الناس يظلم :هذا تعبير جاهلي وهو الحث على ظلم الناس ألن هذا سبيل إلى
التخلص من شرورهم ،واإلسالم ال يوافق هذه القاعدة الباطلة ،ألن اإلسالم قد حرم الظلم.
الطالب :رادين بيما أبيمانيو فراويتو
س َّل ِم
ماء ِب ُ
الس ِ
سباب َ
َ َوإن َي ْر َق َأ سباب ال َم ِن َّي ِة َي ْل َقها
َ هاب َأ
َو َمن َ
معاني المفردات
:خاف ،وحذر. هاب
:جمع سبب ،أي كل شيء يتوصّل به إلى غيره. أسباب
:جمع المنية؛ الموت. المنايا
:يدركه. ينلنه
:أراد ورغب في الشيء. رام
:ما يصعد عليه إلى األماكن العالية. سلم
المعنى العام
إن من خاف وهاب أسباب المنايا ينلنه أي سوف يدركه الموت ،ولم يجد خوفه وهيبته إياها
نفعا ً ولو حاول الصعود إلى السماء فراراً منها.
األوجه البالغية
● سلم :استعارة وهو يشبه محاوالت الهروب من الموت بمن يحاول أن يصعد السلم
للهروب من يحدق به.
● رام أسباب السماء بسلم :كناية عن الرغبة الشديدة في الهروب من الموت.
المعنى العميق
انسان ،وألن هروب
ٍ ال فائدة من محاولة الهروب من الموت ،وأن الموت سوف يهل كل
اإلنسان عن أسباب الموت ال يطيل عمره.
العوالي ُر ِّك َبت ُكل َّ َلـ ْه َذ ِم جاج َي َن ْل َن ُه عص َأ
ُيطي ُع َ طراف ال ُز ِ
َ َو َمن َي ِ
معاني المفردات
المعنى العام
قال الشاعر :ومن يعص أطراف الزجاج فإنه :بمعنى من يرفض األخذ بالصلح ،يطيع
العوالي كل لهذم :بمعنى أن أدوات الحرب سوف يحل محله .وتحرير المعنى :من أبى
الصلح ذللته الحرب ولينته.
األوجه البالغية
من لم يطع إذا أخذ بأطراف الزجاج -كناية عن الهوادة ،فإنه يطيع إذا أخذ بأسنة الرماح -
كناية عن الشدة.
المعنى العميق
إن من لم يصلح اللين أصلحته الشدة ،قال ابن السكيت :من عصى األمر الصغير صار إلى
األمر الكبير.
:يتردد. يتجمجم
معنى البيت
أن من أوفى بعهده لن يلحقه ذم ،ومن هدى قلبه إلى البر ويؤمن به إيمانا ً صادقا ً يطمئن قلبه
إلى حسنه وال يتردد في القيام به.
الوجه البالغي
تضمن هذا البيت شيء من علم المعاني وهو الخبر ،ففيه إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنه
الكالم.
المعنى العميق
أراد زهير في هذا البيت أن يبين لسامعيه ما يراه في بعض الناس من التقصير في الوفاء
بالعهد ،فذكر جزاء من أوفى بعهده وحثهم على ذلك وأعلمهم أن الوفاء من حسن الخلق.
الطالب :ريان عبد العزيز
:تستر. تخفى
المعنى العام
إنَّ المرء مهما حاول أن يخفى أخالقه فال ب ّد أن تظهر للناس ويعرفها سواء حسنة أم سيئة.
األوجه البالغية
ْ
األخالق هذا البيت يشتمل على نوع من أنواع علم المعاني وهو الخبر؛ أخبر الشاعر بأنّ
ستظهر على الناس ولو يخفيها المرء ،فقصد الشاعر إفادة المخاطب بالحكم الذي يتضمنه
الخبر.
المعنى العميق
بيّن الشاعر أن األخالق ال تخفى والتخلّق ال يبقى ،فال يستطيع اإلنسان أن يخفي عن الناس
طبيعته وسجاياه وخالئقه ،وإن ظنّ أنّ بإمكانه ذلك .فعلينا أن نعامل الناس باألخالق الحسنة
الحقيقية دون تخلّق بذلك.
ِز َيا ُد ُت ُه َأ ْو َن ْق ُ
ص ُه في ال َّت َكلُّ ِم ت َل َك ُم ْع ِج ٍ
ب اِئن َت َرى مِنْ َ
صا ِم ٍ َو َك ٍ
معاني المفردات
كثيرون من الصامتين يعجبك صمتهم فتستحسنهم ،أي يظهر فضل اإلنسان أو نقصه عند
تكلمه.
الصور البالغية
تأتي الصور البالغية على شكل الطباق الذي معناه :الجمع بين الشيئين المتضادين؛ فالشاهد
من هذا البيت’ :الزيادة‘ و ’النقص‘ حيث كانت الكلمة األولى (الزيادة) تقابل الثانية
(النقص) .ويكون هذا الطباق بين االسمين.
المعنى العميق
اإلنسان البد أن يحفظ لسانه من كالم غير فائدة ،وال يتكلم إال بالحكمة ألن اإلنسان الحكيم
لما يتكلم ،يتكلم بالحكمة ،ولما يسكت ،يسكت بالحكمة.
المعنى العام
إن الشخص الذي يجعل نفسه عرضة للذم ،وال يحفظ كرامته وماء وجهه باالبتعاد عن
أسباب الهوان سيعيش الندامة طوال عمره.
األوجه البالغية
يتضمن هذا البيت شيئا ً من علم المعاني وهو الخبر؛ ففيه إفادة المخاطب الحكم الذي
يتضمنه الكالم.
المعنى العميق
َ
طلبت شيئا من أحد، يجب أن َتحْ مي نفسك من ال َم َذلَّة بأن تقلّل ما َت ْطلُبه من الناس .فكلما
َن َق َ
ص قدرُك بمقدار ما تطلب.
َف َل ْم َي ْب َق ِإاَّل ُ
ص ْو َرةُ ال َّل ْح ِم والدَّ ِم ف فَُؤ ا ُدهُ
ِص ُ
ف َون ْ ل َِسانُ ال َف َتى ن ْ
ِص ٌ
معاني المفردات
المعنى العام
إن اإلنسان ال يكون بطوله وعرضه ،وإنما هو بعقله وحكمته ،وهذا كقول العرب :إنما
المرء بأصغريه :قلبه ولسانه ،وأما صورته الباقية من اللحم والدم والعظم فهي فضلة.
األوجه البالغية
قوله "لسان الفتى" مجاز مرسل عن الكالم ،وعالقته اآللية .والبيت كناية عن أهمية اللسان
(الكالم) والقلب والعاطفة في استمرار الحياة.
قوله "فلم يبق إال صورة اللحم والدم" أسلوب قصر عن طريق النفي بـ (لم) واالستثناء بـ
(إال) للتخصيص ،وهذا يفيد بأن ما بقي من اإلنسان محصور على صورة اللحم والدم فقط.
المعنى العميق
في البيت بيان أهمية اللسان والقلب فال بد لإلنسان العاقل أن يراعيهما ،كقول قائل" :العاقل
من كان لسانه وراء عقله ،والجاهل من كان عقله وراء لسانه "،فالبيت يبين لنا أن اإلنسان
ال يتكون إال من عضوين :اللسان والعقل ،وأن ما بقي من دونهما تبع لهذين المذكورين.
:مفرد وجمعه فِتيان و ِف ْتية ،وهو شاب بين المراهقة والرجولة. فتى
المعنى العام
إذا كان الشيخ سفيها ً لم يرجع حلمه ،ألنه ال حال بعد الشيب إاّل الموت ،والفتى وإن كان
نزقا ً سفيهاً ،كسبه شيبه حلما ً ووقاراً.
األوجه البالغية
يتضمن هذا البيت من علم البديع وهو الطباق الذي جمع بين الشيء وض ّده في الكالم ،كما
’حلم‘.
وجدنا فى البيت كلمة ’سفاه‘ الذي ضده ٍ
المعنى العميق
أشار زهير إلى تعلّق كلمة سفاه وحلم ،ألنّ كلمة سفاه ضد حلم ،يقال سفيه الشيخ ال حلم
بعده ألنّ الشيخ ال يعلّمه المعلّم حلما ً أو أخالقا ً ولو كان نزقا ً سفيها ً جاهالً ليحل ُم ،أي يتغيّر
طبيعته من السفيه إلى الحلم وذلك ألن مرحلة الشباب هي أطول مرحلة يمرّ بها اإلنسان إن
قدر له طول العمر ،وهذه المرحلة تبدأ خطورتها منذ بلوغ اإلنسان سن البالغ .وهي مرحلة
التى يبنى بها اإلنسان فيها حياته ويأمر بالعلم والعمل.
المعنى العام
سألناكم رفدكم ومعروفكم فجدتم بهما ،قعدنا إلى السؤال ،وعدتم إلى النوال ومن أكثر
السؤال حرم ال محالة من النوال.
األوجه البالغية
يتضمن هذا البيت من علم البديع وهو الطباق الذى جمع بين الشيء و ض ّده فى الكالم ،كما
قرأنا فى البيت" :سألنا فأعطيتم" .ومن علم البديع أيضا ً هو الجناس ،كما فى البيت" :وعدنا
فعدتم".
المعنى العميق
على المرء أن يحرص على أن ال يسأل الناس قليله أو كثيره فإنه من يكثر في طلب شيء
من الناس سيحرمه الناس من الجواب يوما ً ما.
َفِإ ِّني ِإ َلى َق ْو ٍم سِ َوا ُك ْم َأَل ْم َيل ُ َأقِ ْي ُم ْوا َبنِي ُأ ِّمي ُ
صد ُْو َر َمطِ ِّي ُك ْم
معاني المفردات
:اعتدلوا. أقيموا
:هم بنو فهم أخوال الشنفرى الذين لجأت إليهم أمّه بعد مقتل أبيه و بني أمّي
إطالل دمه.
إلى قوم سواكم :هم وحوش البراري وضواريها التي أنس بها الشنفرى وأنست به.
المعنى العام
انتبهوا يا بني فهم من غفلتكم ع ّني ،وترك مناصرتكم لي ،فإني عزمت على مفارقتكم،
والميل إلى قوم غيركم ،هم ضواري البراري ووحوشها.
األوجه البالغية
في هذا البيت نجد نوعا ً من أنواع علم البيان وهي الكناية ،كما قال الشاعر "أقيموا صدور
مطيكم" وهي كناية عن التهيّؤ للرحيل ،وليس معناه السير فعالً كما في بعض الشروح،
فالمنظر الواقعي للناقة أنها تنصب صدرها عندما تتهيأ للقيام من بروكها.
المعنى العميق
الشاعر يريد استعدادهم لرحيله ال لرحيلهم ،وربّما أشار بقوله هذا إلى أنهم ال مقام لهم بعد
رحيله فمن الخير أن يرحلوا.
:الليل الذي ظهر فيه القمر لينير وجه األرض. الليل مقمر
:قويت. شدت
:جمع رحل وهي مركب للبعير والناقة أو األمتعة التي يأخذها المسافر في أرحل
الرحلة.
المعنى العام
المعنى أن هناك أمرا عقد عليه العزم والنية ،ودبره في رواية وأناة ،وحينئذ يكون صاحبه
مقتنعا به ،وهو المراد من "والليل مقمر"؛ فضوء القمر هنا ليس مرادا بحقيقته ،وإنما هو
كناية عن التفكير في هدوء ورضا نفس ،وإنما يراد به أيضا ً أنه أمر ال يراد إخفاؤه فهو في
الضوء وليس في الظالم.
والشطر الثاني معناه أن الرواحل والمطايا قد شدت ،وهو تعبير عن العزم والتصميم.
فالمعنى :هيئوا أنفسكم لحدث كبير دبر بعزم وتصميم ،وهو رحيلي عنكم ،وهذا يدل على
اعتزازه بنفسه ،وشعوره بأنه ذو تأثير في إقامته وترحيله ورحيله.
األوجه البالغية
● الليل مقمر :كناية عن صفة الرحيل ،فضوء القمر هنا ليس مرادا بحقيقته ،وإنما هو
كناية عن التفكير في هدوء ورضا نفس ،وإنما يراد به أيضا ً أنه أمر ال يراد إخفاؤه
فهو في الضوء وليس في الظالم.
● استعمل الشنفرى في هذين البيتين أسلوب التيئيس ،وأسرع اليأس كامالً إلى قومهم
بالرحيل عنهم .يخبرهم بأن الحاجات قد شدت ،وكل األمور قد تبينت ،والنية قد
قويت ،والمركب مستعد ،واألمتعة جاهزة .كما ورد في القرآن الكريم في سورة
الهمزة َ ( :نا ُر ٱهَّلل ِ ۡٱلمُو َقدَ ةُ ٱلَّتِی َت َّطلِ ُع َع َلى ٱَأۡل ۡفـِٔدَ ِة ِإ َّن َها َع َل ۡی ِهم م ُّۡؤ َ
صدَ ةࣱ
فِی َع َمدࣲ ُّم َم َّددَ ۭ ِة)؛ استعمل هذا األسلوب أسلوب التيئيس ،أسرع اليأس كامالً
على قلوب الكافرين وأهل النار بأن العذاب في النار ال مفر منه ولن يستطيع
الهروب منه.
المعنى العميق
إذا كنت في أرض وقوم غير مناسب لكم ،فالرحيل عنهم خير من البقاء والقلب ال يطمئن.
وإذا تريد الرحيل من مكان إلى مكان فال بد باستعداد كامل من النية القوية ،واختيار الزمن
المناسب وكل شيء يحتاجه للرحيل.
المعنى العام
إن الكريم يستطيع أن يربأ بنفسه عن الذل واألذى ،فهاجر إلى أي مكان بعيد ،وأن اعتزال
واحتمال نفورهم وكراهيتهم .فعند األذى يجب البعد ،وهذا إذا
ِ الناس أكرم من اإلثقال عليهم
5
لم يستطع دفعه ،وأما عند مجرد الكراهية فتكفي العزلة دون حاجة إلى رحلة بعيدة.
األوجه البالغية
استعمل الشنفرى في هذا البيت األسلوب الخبري الطلبي حيث أن هذا البيت يحتمل الصدق
والكذب؛ ’وفي األرض‘ مسند’ ،منأى‘ مسند إليه ،وقدم المسند على المسند إليه لتأكيد المعنى
وتقريره .و ’فيها‘ مسند ،و ’متعزل‘ مسند إليه.
المعنى العميق
إن األرض واسعة ،تجد فيها مكانا ً ننتحي إليه ونعتزل فيه أو ننتقل إليه خوفا ً وحماية ألنفسنا
من البغض والكراهية ،فأرض هللا واسعة تحمي الكريم عن األذى وهذا المعنى حكمة
متداولة وهي كقوله تعالى:
واعتزال اآلخرين أكرم للنفس من احتمال نفورهم وبغضهم ،فإن وجد اإلنسان نفسه في
مكان غير مرغوب فيه فاالرتحال واالعتزال أفضل له.
:البقاء. والعمر
:خاف. رهب
المعنى العام
األوجه البالغية
● القصر :قدم الشاعر المسند ’في األرض‘ على المسند إليه ’ضيق‘؛ فقد قصر عدم
ضيق األرض على من سرى راغبا ً أو راهباً ،وهو يعقل.
● الطباق والجناس :بين قوله ’راغبًا‘ ،وقوله ’راهبا ً‘ تضاد في المعنى غير متكلف،
جميل الموقع واألثر ،وزاد اللفظين جماالً وبهاء ما بينهما من جناس جاء عفو
الخاطر.
المعنى العميق
يكرر ويحلف أن ليس في األرض ضيق على امرئ سواء لصاحب الرغبة في تحصيل أمر
أو تحقيق أمل ،أو راهب خائف ،مع وجود العقل حيث يرشده إلى الصواب راغبا ً كان أو
7
راهباً.
َوَأ ْر َق ُط ُزهْ لُ ْول ٌ َو َع ْر َفا ُء َج ْيَئ ل ُ َولِي دُو َن ُك ْم َأهْ لُ ْونَ سِ ْي ٌد َع َم َّل ٌ
س
معاني المفردات
المعنى العام
األوجه البالغية
● في هذا البيت نجد نوعا من أنواع اإلطناب وهو التفصيل بعد اإلجمال؛ فقد أجمل
الشاعر في قوله "ولي دونكم أهلون" ثم فصل في قوله "سيد عملس"...الخ ،لتقرير
المعنى وتأكيده في ذهن السامع.
● استعارة تصريحية أصلية :حيث أن الشاعر شبه الوحوش باألهلين ،بجامع الحماية
واأللفة وتناسى التشبيه ،وادعى أن المشبه من جنس المشبه به ،ثم حذف المشبه
وأقام المشبه به مقامه.
المعنى العميق
إن الشاعر ينسب الذئب والنمر والضبع لنفسه ،إذ اتخذهم أصدقاء بدالً من أهله الذين نبذوه،
وأن الشاعر قد اختار مجتمعا ً غير مجتمع أهله وغير الناس جميعاً ،كله من الوحوش ،وهذا
هو اختيار الصعاليك.
:األهل. الرهط
معنى العام
هم األهل للصحبة ،ال يضيع لديهم ما أودع من األسرار ،وال يخذل الجارم منهم بما جر بل
يُحامونه ويساعدونه وال يسلمون لألعداء.
األوجه البالغية
وفي هذا البيت ،تمكن البالغة هذا التشبيه في أن فيه إشارة إلى المبالغة في التقرب من أهله
الجدد كما يتقرب اإلنسان من أهله وذويه.
وفيه أيضا إشارة إلى تشريفهم والتعريض ببني أمه والتوجيه إلى األجدر واألولى ،هذا
فضالً عن أن في جعل الجنسين المختلفين جنسا واحدا من المبالغة ما ال يخفى.
كما أن فيه فضل توكيد للتشبيه "االستعارة" السابق "ولي دونكم أهلون" ،إذ هو بمنزلة
تكرار لمعناه.
المعنى العميق
في هذا البيت يُذكر محاسن َمن اختارهم له أهال بدال من أهله الذين خذلوه .فيُع َّدد محاسنهم
يخذلون أصحابهم كما يخذل اإلنسان صديقه بأنهم :ال يفشون سرا ،وال يذيعونه ،وال َ
وقريبه .وفيه إشارة إلى الفضائل ،وهي المحافظة على السر وكتمانه.
الط َراِئ ِد َأ ْب َ
سل ُ ض ْت ُأ ْو َلى َّ
إذا َع َر َ أبي َباسِ ل ٌ َغ ْي َر َأ َّننِي
وكل ٌّ ٌّ
معاني المفردات
:ظهرت. عرضت
المعنى العام
يقول الشاعر :كل من هذه السباع شديد شجاع ،إال أنني أشد وأشجع منها إذا ظهرت الطائفة
األولى من الطرائد الصيد.
تضمن البيت شيئا من علم البديع يعني :رد العجز على الصدر :جعل أحد اللفظين
المكررين في آخر البيت وهو قوله ":أبسل واآلخر باسل".
المعنى العميق
يصف أصحابه الجدد من الذئاب والنمور والضباع بأنها شجاعة ،شديدة باسلة ،إال أنه أبسل
منها وأشجع عندما تظهر الفريسة أو الطريدة ،يبرز فضيلة شجاعة.
ش ُع ال َق ْو ِم َأ ْع َجل ُ
ِبَأ ْع َجلِ ِه ْم ِإ ْذ َأ ْج َ الزا ِد َل ْم َأ ُكنْ ت اَأل ْيد ْ
ِي ِإ َلى َّ َوِإنْ ُمدَّ ِ
معاني المفردات:
وصف الشاعر كرمه وسماحته وإيثاره بعدم شرهه على الطعام وصبره على الجوع ،وهذا
مدح عند العرب.
األوجه البالغية:
جملة "لم أكن بأعجلهم" كناية عن إبائه وترفعه ،عفته وبعده عن الجشع وقدرته على التحكم
في نفسه ،أفادت توكيد المعنى وإثباته ،وأسلوب البيت خبري.
المعنى العميق:
في هذا البيت يستطرد الشاعر بذكر فضائله من القناعة وعدم الجشع والحرص ،فإنه عند
الطعام ال يمد يده عجالً فهو قنوع ،يؤثر غيره على نفسه ،وال يمد يده بنهم إاّل الجشِ ع.
الطالبة :داني ريشا فطرياني
عليهم وكان األفضل المتفضل َو َما َذا َك ِإال بسطة عن تفضل
معاني المفردات:
المعنى العام:
وما إمساكي عن الطعام واالبتعاد عن الزحام إال سماحة وسعة صدري مني وإكرام لهم
وخير القوم من آثرهم في الخير على نفسه.
األوجه البالغية:
يشتمل هذا البيت األسلوب الخبري ،ففيه إفادة المخاطب الحكم الذي يتضمنه ●
الكالم.
يتضمن هذا البيت أسلوب القصر بطريقة النفي واالستثناء وهو تخصيص ●
حصول شجاعته وعفته على السعة الناشئة عن إحسانه إليهم ،ودل على
اختصاصه بذلك بتقديم المسند ’األفضل‘ على المسند إليه ’المتفضل‘.
المعنى العميق:
يؤكد الشاعر في هذا البيت أن األفضل هو الذي يشعر بالقناعة وسعة صدر ويؤثر
الخيرعلى نفسه أي بمعنى اليد العليا خير من اليد السفلى.
الطالبة :مرضية سحينة
كفاني بدل قومي –إذ ال خير في قربهم— ،ثالثة أصحاب :فؤاد شجاع ،وسيف أبيض
صقيل مسلول ،وقوس من نبع طويلة ،ال غنى لي عنهم.
● ذكر المسند إليه ’ثالثة‘ وهو فاعل ’كفاني‘ إلفادة النوعية إذ أريد به نوع مغاير
لألنواع المعهودة .كما في قوله تعالى" :وعلى أبصارهم غشاوة" أي نوع غريب من
الغشاوة وهو ما يتعامى به عن الحق.
● يتضمن البيت نوع من اإلطناب التفصيل بعد اإلجمال إلفادة التوكيد والتقرير.
● في كلمة ’مشيع‘ استعارة تصريحية تبعية ،حيث آثر ’مشيع‘ على جرئ أو شجاع
للداللة على أن قلبه ليس قوة واحدة بل قوى كثيرة كأن في ثباته منصور بشيعة.
فشبه القوة بالتشيع وحذف المشبه وأقام مقامه المشبه به ،واشتق من التشيع ’مشيع‘
بمعنى مُقوَّ ى.
يقول الشاعر أن ثالثة أصحاب خير له من قومه الذين يخذلونه ،وهم :فؤاده الشجاع،
وسيفه الصقيل المسلول من غمده ،وقوسه الطويلة العنق ،فهذه الثالثة يغنيه عن فقد قومه.
معاني المفردات:
المعنى العام:
الصور البالغية:
● نجد في هذا البيت نوعا ً من أنواع علم المعاني وهو الخبر ،حيث يريد الشاعر أن
يفيد المخاطب بالحكم الذي تضمنه الخبر.
● اإليجاز بحذف المسند إليه وهو المبتد،أ أي هي هتوف
المعنى العميق:
وصف قوسه بعدة أوصاف ،منها :أن لها صوتا ً معينا ً عند إطالقها السهم ،ومنها :أنها ملساء
الصلب ليست خشنة ،أو ذات عقد تؤذي اليد في استخدامها ،ومنها :أنها مزيّنة ومرصَّعة
ببعض ما يحلى به ،باإلضافة إلى المِحمل الذي ُتعلق به.
ــــول ُ ــر َّزَأةٌ َث ْ
ــك َلى ُت ِ
ــرنُّ َو ُت ْع ِ ُم َ الس ْه ُم َح َّن ْت َكَأ َّن َها
ِإ َذا َزل َّ َع ْنها َّ
معاني المفردات:
:خرج بسرعة. َز َّل
:من الحنين وهو صوت البكاء الشديد ،يقال :حنت الناقة على ولدها أي ح ّنت
أحدثت صوتا ً شوقا ً إلى ولدها.
:كثيرة الرزايا والمصائب؛ الرزايا جمع من الرزية أي المصيبة المرزئة
العظيمة.
:امرأة مات ولدها. ثكلى
:تصوت. ترن
:من العويل وهو رفع الصوت بالبكاء والصياح. تعول
المعنى العام:
القوس أحدثت القوس صوتا ً مرتفعا ً كصوت حنين الناقة على ولدها ،أو
َ إذا فارق السه ُم
صيحة وبكاء امرأة مصابة بمصيبة عظيمة؛ مات ولدها فتئن من الحزن.
األوجه البالغية:
يتضمن هذا البيت باالستعارة والتشبيه:
● شبه صوت القوس بصوت حنين الناقة بجامع ارتفاع الصوت في كل ،وحذف
المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو الحنين على سبيل االستعارة المكنية
التبعية.
● شبه الصوت المرتفع الذي تحدثه القوس حال خروج السهم منها ،برنين وعويل
المرأة توالت عليها المصائب ،وامتلكها الحزن على فقد ابنها .وهو تشبيه بعيد لندرة
حصول المشبه به عند حصول المشبه ولكثرة التفصيل فيه.
المعنى العميق:
يفتخر الشاعر بسالحه ألن هذا التشبيه يدل على سرعة انزالق السهم ،ويشير إلى جودة
القوس وكثرة السهام التي ترمى بها.
الطالبةُ :ر َف ْيدَ ة عبد الحكيم عامر َع ْبدَ ات
ُم َجدَّ َع ًة ُ
س ْق َبا ُن َها َوهْ َي ُب َّهل ُ س َوا َم ُه ف ُي َع ِّ
ش ْي َ َو َل ْس ُ
ت ِب ِم ْه َيا ٍ
معاني المفردات:
:جمع َس ْقب وهو ولد الناقة الصغير الذكر. ال ُّس ْق ِبان
:بتشديد الهاء المفتوحة :جمع َبا ِه ٌل َأ ْو باهلة وهي الناقة التي ُب َّه ُل
أهملها أهلها ،وترك ولدها يلبنها.
المعنى العام:
أراد الشاعر نفي الصفات السيئة عن نفسه ،فيقول:إني ليس كالراعي األحمق الذي
ال يحسن غذاء سوامه ،فيعود بها مع أوالدها جائعة ،مع أنها مهملة غير ممنوعة من
الضرع.
الصور البالغية:
المعنى العميق:
● أشار الشاعر في البيت السابق أنه يشبه نفسه بالراعي إال أنه ليس
كالراعي الذي ذكر في هذا البيت.
● نفي الشاعر عن نفسه الصفة المهملة والجباب.
● وهذا البيت يعلمنا أن نحسن الغذاء عن أهل بيتنا واهتم برعايته.
:الجبان. الجبأ
:يشاورها. يطالعها
شأنه :أمره.
المعنى العام:
هذا بيت من األبيات التي نفى الشاعر فيها الصفات السيئة عن نفسه ،فقال :لست
جبانا ً وال سيئ الخلق ،وال مالزما ً لزوجته يشاورها فيما يأتي من أمره وما يذر.
الصورة البالغية:
في قوله" :يطالعها في شأنه كيف يفعل" فيه كناية عن شدة الضعف أي الجبان
ووهن عزيمته.
المعنى العميق:
يدل الشاعر فيه على أنه شجاع ال يتغير وجهه في الحروب ،وذكر أن مالزم الرجل
امرأته يدل على سوء خلقه حيث أنه يكسل وينصرف عن التكسب والتماس الرزق.
فعلى الرجل أن يكون شجاعا ً ال جبا ًنا وال يتكاسل عن العمل والتكسب والتماس
الرزق حيث أنه من الخلق السيئة ،وينبغي أن يكون مُع َت ّد بنفسه ،فال يعتمد الرجل
على امرأته إال وهو منعدم الرأي ضعيف الشخصية.
َي َظل ُّ ِب ِه ال ُم َكا ُء َي ْعلُو َو َي ْسفُل ُ َوالَ َخ ِر ٍق َه ْي ٍق َكَأنَّ فَُؤ ادَ هُ
معاني المفردات:
:المضطرب ذو الدهشة من هم ،أو شدة ،أو حياء. خرق
:الظليم أو ذكر النعام. هيق
:القلب. الفؤاد
:الطائر صغير وهو من الطيور الصحراوية الذي عرف بعدم االستقرار. المكاء
المعنى العام:
لست بخائف أحمق يشبه الظليم في نفوره ،كأن فؤاده في فزعه وخفقانه قد علق جناح
الطائر معروف بالمكاء يرتفع به وينحط وال يستقر بل أنا رابط الجأش ثابت الجنان.
الصور البالغية:
التشبيه التمثيلي:
● المشبه :فؤده أي حال اضطراب قلبه عند الفزع.
● المشبه به :يظل به المكاء يعلو ويسفل.
يصور الشاعر قلبه المضطرب والمفزع بقلب معلق بطائر كثير الحركة ويتسفل في
طيرانه مما يزيده قلقان واضطراباً.
● وجه الشبه :عدم االستقرار أو الهدوء.
المعنى العميق:
يريد الشاعر نفي الصفات السيئة عن نفسه ويقول لست ممن يدهش فيها خو ًفا وجبانا ً
فاضطرب قلبه كأنه طائر المكاء يهبط سريعًا ويعلو سريعًا .ويفهم من نفسه عنه هذا قوته
ورباطة جأشه عند المخاوف.
الطالبة :روسي كسموليا رشدي
معاني المفردات:
دارية :الذي يالزم الدور ،أي :كثير مالزمة لبيته ،لخموله وكسله.
معنى العام:
لست بمختلف عن الخير ،وال مالزمًا للبيوت ،وال محبًا لمغازلة النساء ،وال أستعمل ما
يستعملونه مما هو من شعارهم كاإلدهان واالكتحال.
الصور البالغية:
● "وال خالف دارية متغزل" كناية أنه إنسان عنده أمور تشغله في الحياه دائما ً في
نشاط مستمر ليس كسوالً.
● وبين "يروح ويغدو" طباق تعاون فيه هذان المتضادان في المعنى على إخراج
الصورة فنية مؤثرة قادرة على اإلقناع واإلمتاع.
● "يتكحل" أتى بها بشكل مضارع يعنى التجدد استمرار و المداومة.
المعنى العميق:
● فهو ينفي نفسه أن يكون فاشالً كسوالً ال خير فيه ،ونفي عن نفسه أن يكون حاله
كحال هؤالء الفارغين البطالين الذين يشغلهم شاغل محادثة النساء وتغزل بهم
ومحافظة على كحل العين ،ألنه ال يرى هذا من صفات أصحاب المروءات ،وهذا
إنما كان في الجاهلية وقد جاء اإلسالم يسن ذلك .فقد كان النبي صلى هللا عليه وسلم
يحب الدهان واالكتحال ومحادثة النساء من أزواجه..
● ال يكون حالنا حال البطالين حال الدارين حال الشباب الذين ال يوافقهم هللا يأمر
أوقاتهم بما هو نافع من العلم ،وهذا الشنفرى يتبرأ منها .ويجب أن نكون االنسان
صاحب إلنجاز و صاحب العمل وصاحب الهمة.
لمَّا اح ُتضِ َر ُذو اإلصْ َب ِع دَ َعا اب َنه ُأس ْي ًدا ،فقال له:
ش سِئ َم َ
الع ْي َ اش حتى َ يا ُب َن َّي ،إنَّ أباك قد َفن َِي وهو َح ٌّيَ ،
وع َ
معاني المفردات:
:كلمة يُتوصل بها إلى الوصف باألجناس ،مالزمة لإلضافة إلى االسم ذو
الظاهر ،ومعناها :صاحب.
المعنى العام:
أراد ذو اإلصبع العدواني أن يخبر ابنه بدنو وفاته حيث قال "إن أباك فني وهو حي" أي أنه
في لحظات وفاته ويخبر بأنه قد عاش طويالً (ثالثمئة سنة) حتى أنه سئم تلك الحياة ،ويؤيد
ذلك قول زهير" :ومن يعش ثمانين حوال ال أبا لك يسأم".
األوجه البالغية:
إن أباك فني وهو حي :في هذه الجملة نجد شيئا ً من المحسنات المعنوية أال وهو الطباق،
حيث اجتمعت الكلمتان المتضادتين وهما فني وحي.
المعنى العميق:
إن ذا اإلصبع حينما رأى نفسه في لحظات الموت ،دعا ابنه أسيداً ليوصيه بوصية التي هي
نتيجة من التجربات والخِبرات من حياته الطويلة ،حيث أنه عاش ثالثمئة سنة حتى سئم
الحياة .فدعا ابنه ببني ّ
تلطفا ً ألنه في محل الحب والعاطفة.
بلغت :بلغ بمعنى وصلَ ،ب َلغ الشي َء بلوغاًَ :وص َل ِإليه.
المعنى العام:
إني أنصحك وأرشدك إلى شيء إن حفظته (تمسكت به وعملت به) وصلت في قومك كما
وصلت إليه من الرفعة والسؤدد والمكانة ،فاسمع وخذ بنصيحتي.
األوجه البالغية:
● وإني موصيك :...أسلوب خبري وهو مؤكد بإنّ ،وغرضه الحث على األخذ
بالوصية.
● فاحفظ عني :أسلوب إنشائي طلبي ،وغرضه الحث على التمسك بالوصية.
المعنى العميق:
وصية األب لولده من الوصايا النافعة المستخلصة من تجاربه في الحياة ،كي ينتفع بها ولده
في مستقبل حياته ،وهذه دليل على حرصه في تربية ولده.
المعنى العام:
يوصي ذو اإلصبع ابنه أن يعامل قومه برفق ليحبوه ويرغبوا في التعامل معه ،وأال يتكبر
عليهم ليحترموه ويقدروه ويجعلوا له في نفوسهم مكانا ً رافعاً.
الصور البالغية:
المعنى العميق:
:بسطه :توسيعه؛ بأن يكون الوجه منبسطا ،وضده أن يعبس اإلنسان. بسط الوجه
المعنى العام:
أوصى ذو اإلصبع ابنه بأن يظهر لهم الرضى والسرور حين يلقاهم ليطيعوه فيما يطلبه
منهم.
األوجه البالغية:
المعنى العميق:
كن بشوش الوجه واسع الصدر يطيعوك ،وها هو -صلى هللا عليه و سلم -يؤكد ذلك ويصف
س ُع ُه ْم منكم َب ْس ُط الوجه وحسن
حسن الخلق فيقول" :إنكم ال تسعون الناس بأموالكم َو ْل َي َ
الخلق "8وهذا خلق كريم الذي يجلب المحبة بين أفراد المجتمع.
:نهي عن األثرة ،وهي تفضيل اإلنسان نفسه على غيره بعكس (اإليثار) وال تستأثر
وهو تفضيل غيره على نفسه .والمقصود :ال تخصّ نفسك بشيء دونهم.
المعنى العام:
األوجه البالغية:
في كلمة "وال تستأثر" تتضمن شيئا ً من علم المعاني وهي أسلوب اإلنشاء الطلبي بالنهي
للنصح والتحذير ،وفي كلمة "يسودوك" وهي نتيجة للطلب قبلها.
المعنى العميق:
الدعوة إلى حسن المعاملة وهو البعد عن األثرة وحب الذات مع عدم التفكير في اآلخرين
لرفع مكانة الفرد في المجتمع ،واإليثار من طرق السيادة والمجد.
أكرم :احترم.
المعنى العام:
أوصى ذو اإلصبع ابنه بأن يحترم صغارهم كما يحترم كبارهم فيظل كبارهم على احترامه.
األوجه البالغية:
● يتضمن النثر على أسلوب اإلنشاء وهو أمر في قوله ’أكرم’ والغرض النصح والتوجيه.
● نالحظ بعض المحسنات البديعية تتجلى في النص ،وذلك في قوله ’صغارهم ،كبارهم’
طباق ،وفي قوله "أكرم صغارهم يكرمك كبارهم" مقابلة.
كبارهم" ونشراً مرتبا ً في قوله" :يكرمْك
َ صغارهم كما تكر ُم
َ ● نجد ل ّفا ً في قوله" :وأكرم
كبارُهم ويك َبرْ على مودتك صغارُهم".
المعنى العميق:
الحث على التحلي بمكارم األخالق منها حسن معاملة اآلخرين بإكرام الكبير والصغير منهم
ليبادله الكبار االحترام والتقدير.
مودة :محبة.
اسمح :فعل األمر من السماحة أي الجود ،سمح إذا جاد وأعطى عن كرم وسخاء ،وسمح
بالشيء أي ،أعطاه غيره بنفس راضية.
:فعل األمر من الحماية أي الصيانة ،وحمى الشيء إذا نصره ودافع عنه. احم
الحريم :ما يدافع عنه اإلنسان ويحميه ،نساء الرجل ،وجمعه أحرام ،وحرائم ،وحُرم.
المعنى العام:
ُذكر في القول السابق ،الحث على إكرام الصغار ،بذلك هؤالء الصغار ينشؤون على محبته
ومودته ،هم سيحبونه ويحترمونه في المستقبل أوصى ابنه بأن يكون سخيا كريما يعطي
ماله بطيب العيش أي يبذل ماله بحكمة وحسن تصرف دون أن ينتظر ما يقابله من رد
الجميل ،وأوصى كذلك بأن يذود (يدافع) عن حريمه ،والحريم نساء الرجل من زوجة
وبنات وأم وأخوات ،ويجب على الرجل صيانتهن ،وحماية الحريم دليل يتطلب الشجاعة؛
ألن من يدافع عن شيء ،البد أن يكون ذا طاقة وقوة لحمايته.
األوجه البالغية:
● واسمح بمالك واحم حريمك :جاءت العبارتان مختومتان بحرف الكاف ،فكان ذلك
يضيف جرسا موسيقيا محببا لألذن ،وهذا يسمى بالسجع ،وتأتي كذلك في بداية كلتي
العبارتين (اسمح واحم) بأسلوب إنشائي طلبي وهو أسلوب األمر ،وكان الغرض
منه النصح واإلرشاد.
● اسمح بمالك :أتيت العبارة بالصووة البيانية وهو كناية عن صفة الكرم والجود ،وهذا
النوع من البيان يوضح المعنى ويقربه من الذهن.
المعنى العميق:
يفيدنا هذا القول الجميل أن الخير يثمر الخير ،بإكرامكم الصغار سيحصلون في المستقبل
على حبهم وإكرامهم لكم كذلك ،فهنا الحث على اإلحسان في معاملة الغير لتنال منهم حبهم
وودهم ،والحث على التحلي بصفة الكرم وابتعاد عن صفة البخل ألن البخيل يبغضه الناس
بخالف الكريم ،وعلى الرجل أن يتحلى بالشجاعة والقوة.
المعنى العام:
أن ينصر جاره ،ويقويّه إذا احتاج إليه ،وأن يساعد كل من يطلب منه المساعدة ،وأال يتأخر
عن إكرام ضيفه.
األوجه البالغية:
تضمنت القطعة الوصية علم البديع والمعاني ،هما:
● السجع :هو اتفاق آخر جمل الوصية ما قبل الفاصلة بحرف "الكاف".
● اإلنشاء الطلبي :استعمل الموصي أسلوبا إنشائيا طلبيا ً بصيغة األمر ،والغرض منها:
النصح واإلرشاد.
المعنى العميق:
وجوب التعامل مع الناس بحسن المعاملة ،ألنهم يعيشون في المجتمع وال ينفردون؛ لذلك
عز اآلخرين ّ
عز نفسه وساد بين الناس. فمن ّ
المعنى العام:
كن سريعا ً في وثبتك لمن يستغيثك ويطلب منك النجدة ،وال تتباطأ في ذلك وتتخاذل فإن لك
أجالً ووقتا ً تموت فيه.
األوجه البالغية:
● يتضمن النثر على أسلوب اإلنشاء الطلبي وهو األمر والغرض النصح واإلرشاد.
● أسرع النهضة :كناية عن النجدة واإلغاثة.
● أسرع النهضة في الصريخ :فالنهضة مجاز عالقته الجزئية حيث يطلق الجزء وهو
مجرد إلنهاض ويريد الكل وهو تمام المساعدة واإلنفاذ معنويا وماديا.
● فإن لك أجال ال يعدوك :استعارة مكنية شبه األجل بكائن حي يركض.
المعنى العميق:
الحث على التمسك باألخالق الحميدة منها :نجدة المستغيث ،وإجابة الصريخ فإن إجابته من
المروءة والنبل.
صن :احم.
المعنى العام:
صن واحم وجهك عن ذل المسألة ،فال تسأل أحدا أي شيء ،فبتلك الصفات سيتم سؤددك.
األوجه البالغية:
● يتضمن النثر على أسلوب اإلنشاء وهو األمر في جملة :وصن وجهك عن مسألة أحد
شيئا.
● ثم جاء بأسلوب الخبر في جملة "فبذالك يتم سؤددك" وليس فيها أداة التوكيد ،فهو خبر
ابتدائي.
● وفيه مجاز حيث أطلق الوجه وهو الجزء المادي المحسوس ،وأراد به األعمال وهو
الكل المعنوي.
● يتم سؤددك :استعارة مكنية شبه السؤدد الذي هو معنوي بالشيء المادي يتم وينقص.
على اإلنسان حفظ ماء الوجه عن ذل المسألة ،فإن بذل ماء الوجه بإكثار السؤال يورث
الفاقة ويفضي إلى الندامة ،كما في قول زهير بن أبي سلمى" :ومن أكثر ال ِتسْ آ َل يوما ً
ُحرم"؛ فمن أكثر الطلب وسيحرمه الناس من الجواب يوما ما.
سي ِ
الطالبة :شفاء أولياء ساهريجال