You are on page 1of 20

‫جامعة العقٌد آكلً محند أولحاج‬

‫_ بالبوٌرة _‬

‫كلٌة العلوم اإلجتماعٌة و اإلنسانٌة‬

‫التخصص ‪ :‬اتصال و عالقات عامة‬

‫المقٌاس ‪ :‬الثقافة اإلتصالٌة داخل المؤسسة‬

‫السنة ‪ :‬ماستر‪2‬‬ ‫الفوج ‪.07 :‬‬

‫أسالٌب اإلتصال الشخصً‬

‫إشراف األستاذ ‪:‬‬ ‫إعداد ‪:‬‬


‫‪ -‬بوٌزري سامٌة‬ ‫‪ -‬قادري سارة‬
‫‪ -‬عاشور أمٌنة‬

‫السنة الجامعٌة ‪2022/2021 :‬‬


‫مقدمة‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهٌة االتصال‬

‫‪.......................‬‬
‫‪...‬‬
‫‪4‬‬ ‫المطلب االول ‪ :‬مفهوم االتصال الشخصً و أهمٌته‬
‫‪.....................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪4‬‬ ‫الفرع االول ‪ :‬مفهوم االتصال الشخصً‬

‫‪.....................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪6‬‬ ‫الفرع الثانً ‪ :‬أهمٌة االتصال الشخصً‬

‫‪.............................‬‬
‫‪.........‬‬
‫‪7‬‬ ‫المطلب الثانً ‪ :‬فعالٌة االتصال الشخصً و ممٌزاته‬

‫‪.....................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪7‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬فعالٌة االتصال الشخصً‬

‫‪.....................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪8‬‬ ‫الفرع الثانً ‪ :‬ممٌزات اإلتصال الشخصً‬

‫‪..................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬عناصر اإلتصال الشخصً‬

‫المبحث الثانً ‪ :‬أسالٌب االتصال الشخصً ’ وظائفه و نماذجه‬

‫‪...................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬أسالٌب اإلتصال الشخصً‬

‫‪..................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪13‬‬ ‫المطلب الثانً ‪ :‬وظائف اإلتصال الشخصً‬

‫‪....................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪15‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬نماذج االتصال الشخصً‬

‫خاتمة‬
‫مقدمة‬
‫ظهر االهتمام بدراسة االتصال الشخصً فً منتصف األربعٌنٌات عندما ظهرت نتائج الدراسة التً‬
‫"التأثٌر‬ ‫أجراها "بول الزرسفٌلد "واستمرت المدة عقد كامل‪ ،‬وظهرت نتائجها فً ‪-‬كتاب بعنوان‬
‫الشخصً ‪ ".‬ازداد االهتمام بدراسة االتصال الشخصً فً منتصف الستٌنات وبداٌة السبعٌنٌات‪ ،‬حٌث‬
‫أصبح ٌمثل موضوعا حٌوٌا‪ ،‬وكان "غٌرالد هٌلر "من أوائل الباحثٌن الذٌن اهتموا بدراسته‪ ،‬حٌث اهتمت‬
‫الدراسات باالتصال الذي ٌتم داخل اإلطار األكادٌمً خالل األحادٌث بٌن األساتذة وبعضهم البعض‬
‫والتً تحدث فً الجماعات الصغٌرة ‪ ،‬ثم تحول االهتمام من اإلطار األكادٌمً لالتصال إلى الحوارات‬
‫الخاصة داخل الجماعات الصغٌرة خارج اإلطار األكادٌمً‪ ،‬ومن ثم بدأ االهتمام باألسس التطبٌقٌة لقٌام‬
‫تلك األشكال االتصالٌة القائمة على التفاعل بٌن األفراد والجماعات وجها لوجه‪ ،‬وكذلك بالدور الذي تقوم‬
‫به الجماعات وتأثٌرها القوي على الفرد‪ ،‬منذ ذلك الوقت تأكد دور االتصال الشخصً داخل الجماعات‬
‫التً ٌنتمً إلٌها الفرد‪ ،‬وبات الفرد ٌحصل على معلوماته ومعارفه من خالل جماعته التً ٌنتمً إلٌها‬
‫ومن قادة الرأي فً جماعته‪.‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬ماهٌة اإلتصال الشخصً‬

‫المطلب االول ‪ :‬مفهوم االتصال الشخصً و أهمٌته‬


‫الفرع االول ‪ :‬مفهوم االتصال الشخصً‬

‫أورد بعض العلماء المختصٌن فً دراسة اإلعالم واالتصال مفاهٌم عدٌدة لالتصال الشخصً حٌث‪:‬‬

‫ٌقول الدكتور محمد عبد المجٌد ‪ :‬االتصال الذي ٌتم بٌن فردٌن مواجهة وبطرٌق مباشر دون وسٌط وهو‬
‫ما ٌسمى االتصال الشخصً‪ .‬وهو ٌتمثل فً االتصال بٌن المعلم والطالب‪ ،‬البائع والمشترى‪ ،‬أفراد‬
‫األسرة الواحدة فً المنزل‪ ،‬األصدقاء األفراد فً العمل الواحد‪ ،‬األفراد فً األعمال ذات المصلحة‬
‫المشتركة التً تفرض اتصاال مباشرا بٌنهم‪ ،‬وغٌرها من النماذج التً لها أثر فً الحٌاة الٌومٌة‪.‬‬

‫وٌعرف الدكتور إبراهٌم إمام ‪ :‬أن االتصال الشخصً ٌتم بٌن الجماعات الصغٌرة‪ ،‬حٌث ٌعرف الناس‬
‫بعضهم بعضا فٌتناقشون وٌتبادلون الرأي والمشورة‪ ،‬وٌدركون انطباعات أحادٌثهم على بعضهم البعض‪.‬‬
‫واالتصال الشخصً ٌمتاز بتعدٌل وبناء فً ذلك ٌقول الدكتور محمد سٌد محمد ‪ :‬إن االتصال الشخصً‬
‫أو المباشر وهو اتصال شخص بصدٌق أو بعدد محدود من أفراد أسرته أو عدد زمالئه فً العمل أو‬
‫السكن أو ما شابه ذلك‪.‬‬

‫وتقدم ه الباحثة أم الحسن محمد ‪ :‬االتصال الشخصً هو االتصال الذي ٌتم بٌن مرسل ومستقبل أو‬
‫مرسل ومستقبلٌن أو مرسلٌن ومستقبلٌن وجها لوجه دون استخدام وسائل االتصال كاإلذاعة‪،‬‬
‫والمطبوعات‪ ،‬والتلفزٌون‪ٌ .‬تمٌز هذا النوع من االتصال بأن االستجابة فٌه مباشرة وفورٌة باعتبار أن‬
‫االتصال فٌه ذو اتجاهٌن أخذ وعطاء ومحاورة أي رد الفعل ‪ٌ Feed Back‬كون فورٌا‪.‬‬

‫وهذا ٌعنً أن االتصال الشخصً أو االتصال باآلخرٌن‪ ،‬ما هو إال محاولة اإلشراكهم معا فً المعلومات‬
‫واألفكار‪ ،‬وهذا هو جوهر االتصال الذي ٌقوم على مشاركة المعلومات واألراء بٌن المرسل والمستقبل‪.‬‬
‫وتتمٌز هذه العملٌة باإلشتراك فً الزمان والمكان‪ ،‬فضال عن استمرارٌتها وقابلٌتها للتنبؤ‪.‬‬

‫وٌعد الفهم األخٌر من أحسن المفاهٌم لالتصال الشخصً بذلك االتصال المباشر أو االتصال المواجهً‬
‫واالتجاهات بٌن األشخاص بطرٌقة مباشرة‬ ‫وهو االتصال الذي ٌتم بمقتضاه نقل المعلومات واألفكار‬
‫وجها لوجه‪ ،‬وفً اتجاهٌن دون عوامل أو وسائل نقل صناعٌة‪.‬‬

‫وفً هذا النوع من االتصال ٌتم التفاعل بشكل مستمر ودائري‪ .‬بحٌث ٌصبح المرسل والمستقبل على‬
‫اتصال وجها لوجه‪ ،‬وفً مكان محدد‪ ،‬وبالتالً ٌمكن لكل منهما دراسة ردود الفعل وإعطاء االستجابة‬
‫المناسبة لالتصال‪ .‬لذلك ٌعتبر االتصال الشخصً أو المواجهً من أنجح أسالٌب االتصال فً المجاالت‬
‫الوظٌفٌة المختلفة ذات العالقة بمواجهة الجمهور‪ ،‬مثل وظائف أمانة السر واإلشراف والعالقات العامة‬
‫ومكاتب االستقبال‪ ،‬وما إلى ذلك‪.‬‬

‫وٌعرف بعض الباحثٌن الغربٌن االتصال الشخصً ‪ Personal Contact‬بأنه اتصال وجها لوجه‬
‫وتفاعل األفراد مع بعضهم البعض‪ ،‬وهو أقوى وسائل االتصال فً تغٌٌر اتجاهات الناس ومفاهٌمهم‪،‬‬
‫ومنهم‪:‬‬

‫‪ :)Mark Knapp‬االتصال الشخصً‬ ‫وٌعرف جٌرالد مٌلر ( ‪& Gerald R.Miller‬‬


‫‪ Interpersonal Communication‬على أساس سٌاق الموقف الذي ٌحدث فٌه االتصال‪ .‬فٌعرفه‬
‫بأنه جلسة تعقد من عدد صغٌر نسبٌا من القائمٌن باالتصال ( غالبا ما ٌكون شخصٌن )‪ ،‬وٌتوافر فٌه‬
‫اتصال الوجه للوجه والحد األقصى من قنوات اإلحساس مع وجود الفرص المتاحة لحدوث رجع الصدى‬
‫السرٌع‪.‬‬

‫وٌقدم فٌلٌب تومبكنز ( ‪ :) Philip K.Tompkins‬تعرٌفا لالتصال الشخصً فً المقابل لالتصال‬


‫الجماهٌري واألحادٌث العامة بتأكٌد أن الدور الخاص باألداء وبالجمهور لم ٌتم التخطٌط لهما بشدة‪.‬‬

‫أما ولٌامسن وسمٌت ) ‪ ( Williamson & R.Smith‬فقد قاما بتعرٌف االتصال الشخصً‬
‫"‪"Inter‬‬ ‫)‪(Interpersonal Communication‬من خالل تحلٌل عناصر المصطلح فذكرا أن‬
‫وتعنً بٌن‪ ،‬تعنً أن االتصال ٌحدث بٌن الناس عادة‪ ،‬ولكً ٌتضح المعنً ٌتطلب هذا موقفا اجتماعٌا أو‬
‫"‪ "dyad‬أو الزوجٌن‪ ،‬وكلمة "‪"Person‬كما‬ ‫سٌاقا والوحدة االجتماعٌة المصغرة لذلك هً فردٌن‬
‫ٌذكر الباحثان اشتقت من اللفظة الالتٌنٌة "‪"Persona‬وتعنً قناع أو تتكر "‪ ، "Mask‬كما تعنً كلمة‬
‫"‪ "Person‬أو "‪ "Persona‬فً النظرٌات االجتماعٌة المعاصرة مفهوم الدور سواء كان هذا الدور‪،‬‬
‫هو الدور االجتماعً أو الدور النفسً‪ ،‬وهو الدور الذي ٌقوم به الناس عادة فً أي موقف من المواقف‬
‫االجتماعٌة وتعنً كلمة الدور فً نظرٌات التفاعل الرمزي الدور االجتماعً المرسوم أي مجموعة‬
‫السلوكٌات الخاصة والمرتبطة بمجموعة من الوظائف الخاصة داخل المجتمع‪ ،‬وٌمكن للشخص الواحد‬
‫أن ٌقوم بدور األب واإلبن والمدرس‪ ،‬أو تقوم األم بدورها إلى جانب دورها كابنة أٌضا وهكذا‪..‬‬

‫وٌفرق البعض بٌن نوعٌن من االتصال الشخصً‪ ،‬وهما‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ .2‬االتصال الطبٌعً أو العادي‪.‬‬ ‫‪ .1‬االتصال المباشر الرسمً‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ذو الكفل سادٌمً ‪ ,‬فاعلٌة اإلتصال الشخصً فً نشر الدعوة قً العهد المكً ( أطروحة دكتوره ‪ :‬اإلعالم ) ‪ ,‬قسم العالقات العامة و االعالن‬
‫‪ ,‬كلٌة الدراسات العلٌا ‪ ,‬جامعة أم درمان االسالمٌة ‪ ,‬السودان ‪ , 2010 ,‬ص ‪.74/70‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬أهمٌة االتصال الشخصً‬

‫‪ٌ -‬حقق التفاعل الكامل بٌن المرسل والمستقبل؛ حٌث ٌتم هذا النوع بطرٌقة مباشرة وجها لوجه‪،‬‬
‫وٌسٌر هذا النوع فً اتجاهٌن أي من المرسل إلى المستقبل‪ ،‬ومن المستقبل إلى المرسل‪ ،‬مما‬
‫ٌجعل فرصة المشاركة فً الخبرة أكبر‪.‬‬
‫‪ٌ ‬توفر فً االتصال المباشر جمٌع عناصر االتصال وخاصة رجع الصدى‪ ،‬وهذا من شأنه أن‬
‫ٌتٌح فرصة التغلب على مخاطر عدم الفهم أو الفهم الخاطئ الذي قد ٌكون عند المستقبل‪ ،‬حٌث‬
‫أن هذا النوع من االتصال ٌتٌح للمرسل الفرصة لٌتعرف على مدى وصول الرسالة إلى‬
‫المستقبل ومدى إدراكه لمضمونها‪ ،‬وبالتالً متى تبٌن للمرسل فهما خاطئا ٌمكنه تعدٌل هذا‬
‫الفهم‪.‬‬
‫‪ٌ ‬تٌح االتصال المباشر للمرسل إدخال تعدٌالت مستمرة فً الرسالة طبقا للمستقبل‪ ،‬إما عن‬
‫طرٌق التكرار أو استخدام أسلوب غٌر الذي كان ٌستخدمه‪ ،‬ولذلك فإن هذا النوع ٌمتاز بتعدٌل‬
‫الرسائل المتبادلة فً ضوء رجع الصدى من المستقبل إلى المرسل‬
‫‪ ‬تأثٌر االتصال المباشر الذي ٌحدده المرسل فً المستقبل ٌتمٌز بالعمق ألنه ٌكون غالبا ناتجا عن‬
‫اإلقناع واالقتناع؛ وهذا العمق فً التأثر ٌؤدي إلى استخدامه فترة أطول‪ ،‬وٌعلل الباحثون من‬
‫أمثال‪ :‬سفٌلد‪ ،‬ومٌرتون وكاتز؛ أن سر تقدم االتصال المباشر فً التأثٌر بأنه ‪ :‬إذا كان من السهل‬
‫أن ٌتصرف الناس عن المواد اإلعالمٌة فً االتصال الجماهٌري وخاصة التً ال تتفق مع آرائهم‬
‫ومٌولهم فإنه لٌس من السهل أن ٌتجنب الحدٌث مع زمٌل أو قرب ‪ .‬وٌتٌح النقاش المباشر مرونة‬
‫‪2‬‬
‫أكبر فً عرض وجهات النظر والتأثٌر فً الناس‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫خالد منصر‪,‬االتصال الشخصً فً ظل االعالم الجدٌد ‪ (,‬الجزائر ‪ :‬مجلة جٌل العلوم االنسانٌة و االجتماعٌة ‪ ,‬العدد ‪, 12‬أكتوبر‪ , )2015,‬ص‬
‫‪.91‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬فعالٌة االتصال الشخصً و ممٌزاته‬
‫الفرع األول ‪ :‬فعالٌة االتصال الشخصً‬

‫االتصال بشكل عام هو عصب العملٌات اإلدارٌة ومتطلب حتمً ألي تنظٌم‪ ،‬واالتصال الشخصً هو‬
‫ذلك المستوى من االتصال الذي ٌحدث بٌن فردٌن أو أكثر‪ ،‬وهو ٌمثل التفاعل المتبادل بٌن اثنٌن أو أكثر‬
‫‪ ،‬وهذا ٌشٌر إلى االتصال مع األصدقاء‪ ،‬أو ٌشٌر إلى االتصال داخل قاعة االجتماعات ملٌئة بالناس‪.‬‬
‫لكن وسائل اإلعالم واالتصال الحدٌثة تكاد تقضً على ذلك النوع من االتصال لما تتوفر علٌه من‬
‫وسائط متعددة سبق أن ذكرناها‪.‬‬

‫وٌعتبر االتصال الشخصً األساس ألغلب العملٌات اإلعالمٌة واالتصالٌة فً أي مجتمع‪ ،‬فهو ٌتمٌز‬
‫بمقدرة كبٌرة على التأثٌر فً األفراد‪ .‬وٌحصر كل من "أ‪ .‬كاتز"‪ E. Katz‬وب‪ .‬ف الزار سفالد‬

‫‪ Paul.fLazarsfild‬العوامل التً تزٌد من قوة االتصال الشخصً و فعالٌته فً توجٌه الرأي العام فً‬
‫ما ٌلً ‪:‬‬

‫‪ - 1‬من السهل أن ٌنصرف الفرد عن المواد اإلعالمٌة التً ال تتفق مع آرائه و مٌوله التً تنشرها‬
‫أو تذٌعه أو سائل اإلعالم الجماهٌرٌة ‪ ،‬بٌنما لٌس من السهل أن ٌنسحب الفرد من الحدٌث مع‬
‫زمٌل أو قرٌب أو صدٌق له‪.‬‬
‫‪ٌ - 2‬تٌح النقاش المباشر مرونة أكبر فً عرض وجهات النظر والتأثٌر فً األفراد‪.‬‬

‫‪ - 3‬من السهل تقدٌر رد الفعل مباشرة‪.‬‬

‫‪ - 4‬من السهل أن ٌقتنع األفراد بوجهات نظر افراد معروفٌن لدٌهم وموضع ثقة‪ ،‬بٌنما لٌس من‬
‫الٌسٌر أن ٌقتنعوا بما ٌقوله أفراد مجهولون لدٌهم عبر وسائل اإلعالم الجماهٌرٌة‪.‬‬

‫‪ٌ - 5‬ستطٌع القائم باالتصال الشخصً‪ ،‬تحقٌق أهدافه بتصرفه النموذجً مع الفرد الذي ٌتصل به‬
‫دون الحاجة إلى استخدام أسلوب التحرٌض المباشر الذي قد ٌنفر منه بعض األفراد‪ .‬وفضال‬
‫عن تمٌز االتصال الشخصً بالتجاوب والحٌوٌة والمرونة‪ ،‬فإنه ٌعطً أٌضا فرصة أكبر‬
‫للتفاهم والوصول إلى نتائج حقٌقٌة ملموسة بٌن طرفً أو أطراف عملٌة االتصال‪ .‬فاالتصال‬
‫الشخصً إذن‪ٌ ،‬ؤدي إلى نتائج مفٌدة فً المجتمع المحلً‪ ،‬وال ٌقتصر على الفرد أو األسرة‬
‫‪3‬‬
‫فقط‪ ،‬بل قد ٌتم بٌن جماعة من المواطنٌن إلدارة شؤونهم الٌومٌة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫بومالً أمٌنة ‪ ,‬أثر تكنولوجٌا اإلتصال الحدٌثة على االتصال الشخصً فً المجتمع ‪ ( ,‬الجزائر ‪ :‬المجلة العلمٌة لجامعة الجزائر ‪ , 3‬العدد ‪09‬‬
‫’ دٌسمبر ) ب ص ‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬ممٌزات اإلتصال الشخصً‬

‫لالتصال الشخصً عدة ممٌزات ٌجعله ٌتمٌز عن غٌره من أنواع االتصاالت األخرى منها‪:‬‬

‫‪ ‬إمكانٌة توفٌر رجع الصدى ‪:‬‬

‫‪ feed back‬به أكثر من‬ ‫ٌتمٌز االتصال الشخصً بتوفٌر إمكانٌة رجع الصدى أو التغذٌة المرتدة‬
‫االتصال الجماهٌري فهو وجها لوجه‪ٌ ،‬مكن مالحظة ردود األفعال فً الحال عكس االتصال الجماهٌري‬
‫ٌتوجب إجراء بحوث خاصة حتى ٌتمكن الباحث التوصل إلى ردود أفعال الجمهور‪.‬‬

‫حٌث ٌصعب علٌه الوصول إلى الحقٌقة والصورة المعبرة بالسرعة الكافٌة‪ ،‬وٌؤكد الباحثون أهمٌة‬
‫‪ feed back‬فً االتصال المباشر وٌطلقون علٌه التغذٌة المرتدة أو رجع الصدى أو التغذٌة‬
‫االسترجاعٌة الفورٌة‪ ،‬وٌؤكد بعض الباحثٌن أننا عن طرٌقه ٌتاح لنا الفرصة فً تكوٌن أو إعادة تكوٌن‬
‫االتصال بناء على األشخاص الذٌن نتحدث إلٌهم حٌث ٌمكننا أن نرى ونسمع ونلمس الشخص اآلخر أو‬
‫األشخاص اآلخرٌن‬

‫وتعد هذه من أهم مزاٌا االتصال الشخصً حٌث ٌمكن للمرسل أن ٌتحقق من طرٌقة أدائه من إرسال‬
‫الرسالة فً نفس لحظة منها‪ ،‬وٌمكن للمرسل أن ٌدرك ما إذا كانت الرسالة قد فهمت أم ال‪...‬وبالتالً‬
‫ٌمكن إعادة صٌاغتها وتكرارها أو تكرار أجزاء منها‪ ،‬وذلك عن طرٌق رجع الصدى السرٌع الذي ٌجٌب‬
‫عن سؤال المرسل كٌف ٌبدو أدائً‪.‬‬

‫ومن هنا ٌستطٌع المرسل أن ٌغٌر اتجاه المناقشة إذا لقً مقاومة من المتلقٌن حتى ٌتماشى معهم وٌستطٌع‬
‫التأثٌر فٌهم‪ ،‬وبذلك ٌمكن تحسٌن االتصال الشخصً بالمواءمة أي تعدٌل السلوك حسب الظروف المتاحة‬
‫وبالمصداقٌة والثقة بٌن المرسل والمستقبل‪.‬‬

‫‪ ‬توافر فرصة حدوث االتصال فً اتجاهٌن من المرسل الى المستقبل وبالعكس‪.‬‬

‫‪ ‬حدوث ردة فعل أو تغذٌة مباشرة فً الموقف‪.‬‬

‫‪ ‬اتاحة الفرصة للتأكد من فهم الرسالة‪.‬‬

‫‪ ‬التعرف على عوائق ومشكالت االتصال‬

‫‪ ‬قد ٌؤدي على السلوك لدى المرسل‪ ،‬والمستقبل‬

‫‪ ‬له فعالٌة أكبر فً مواجهة المعارضة من قبل المستقبل أو جمهور المستقبلٌن‪.‬‬


‫‪ ‬التلقائٌة ‪:‬‬

‫حٌث تتم بعض أنواع االتصاالت المباشرة بشكل عفوي وغٌر مقصود من خالل شبكة من العالقات‬
‫الشخصٌة وغٌر الشخصٌة‪.‬‬

‫وٌری ‪ bernard hennessy‬أن االتصال الشخصً الذي ٌتمٌز بالتلقائٌة والعفوٌة ال تنظمه قواعد‬
‫وال إجراءات‪ ،‬وٌتم بشكل غٌر مدبر من خالل االتصاالت الٌومٌة لألفراد غٌر الرسمٌٌن وأن محٌط‬
‫العالقات بٌن األشخاص محٌط غٌر هٌكلً‪.‬‬

‫‪ ‬االطار المرجعً‪:‬‬

‫من أهم مزاٌا االتصال المباشر باالضافة التمتعخ بطرٌقتٌن لتبادل المعلومات‪...‬أن الشخصٌن أو‬
‫األشخاص الذٌن ٌتفاعلون أثناء عملٌة االتصال غالبا ما ٌكونان منتمٌن إلى نفسه الطاقم من القٌم‬
‫واالتجاهات ومن هنا فان كل واحد منهما ٌكون بمثابة شخص مرجعً بالنسبة لألخر‪.‬‬

‫‪ ‬تحقٌق األلفة وتحقٌق حدة العزلة ‪:‬‬

‫حٌث ٌساعد االتصال المباشر على تحقٌق األلفة والتعارف بٌن األشخاص‪ ،‬وٌعد محركا للكائنات الحٌة‬
‫بصفة عامة للتغلب على العزلة أو الشعور بالوحدة‪ ،‬ومن خالل إقامة عالقات مع اآلخرٌن‪ ،‬حٌث تقوم‬
‫‪4‬‬
‫األفكار والمعانً بعمل توحد مع البشر وتوطٌد وتحسٌن العالقات بٌن الناس وبعضهم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مباركة عواد‪ ,‬االتصال الشخصً فً مٌدان العالقات العامة دار الثقافة ‪-‬حسن الحسنً‪ -‬نموذج‪ ( -‬شهادة لٌسانس‪:‬اتصال وعالقات عامة )‪ ,‬قسم‬
‫علوم االتصال ‪ ,‬كلٌة والعلوم االجتماعٌة واإلنسانٌة ‪ ,‬جامعة الدكتور ٌحً فارس بالمدٌة ‪ ,‬الجزائر ‪.2011/2010 ,‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬عناصر اإلتصال الشخصً‬
‫‪ - 1‬المرسل ‪:‬‬

‫المرسل هو مصدر الرسالة أو النقطة التً تبدأ عندها عملٌة االتصال‪ ،‬عادة‪ ،‬وقد ٌكون هذا المرسل هو‬
‫اإلنسان أو اآللة‪ ،‬أو المطبوعات فً حالة االتصال الجماهٌري وٌجب أن تكون الفكرة واضحة فً ذهن‬
‫المرسل‪ ،‬وٌحسن التعبٌر عن فكرته‪ ،‬وأن ٌتخٌر أفضل الرموز لتوصٌلها وأن ٌراعً طبٌعة الوسٌلة التً‬
‫سٌستخدمها‪ ،‬كما علٌها األخذ بعٌن االعتبار مراعاة ظروف وخبرات المستقبل بمعنى و ٌكون قادرة على‬
‫التعاطف مع المستقبل وفهم مشاعره واتجاهاته‪.‬‬

‫‪ - 2‬الرسالة ‪:‬‬

‫وهً العنصر الثانً فً العملٌة االتصالٌة‪ ،‬التً تجٌب عن جزء ماذا فً سؤال ( السوٌل)‪ .‬وٌقصد بها‬
‫المحتوى الذي ٌراد نقله من المرسل إلى المستقبل‪ ،‬وقد تكون هذه الرسالة عبارة عن معلومات أو أفكار‬
‫مطلوب توصٌلها إلى المستقبل لٌعرفها أو مهارات ٌنبغً أن ٌكتسبها أو اتجاهات سلوكٌة ٌنبغً اتباعها‪.‬‬
‫فمن ضمن األمور التً ٌجب مراعاتها هو سهولة استٌعاب الرسالة وبذلك تعد الرسالة أهم مكونات‬
‫العملٌة االتصالٌة‪ ،‬وأكثرها فعالٌة لطالما حققت خصائص عامة تزٌد من تأثٌرها و فعالٌتها مثل‪:‬‬

‫أ‪ .‬اإلعداد الجٌد للرسالة‬

‫ب‪ .‬أسلوب عرض وتقدٌم الرسالة‬

‫‪ -3‬المستقبل ‪:‬‬

‫هو الموجه إلٌه الرسالة سواء أكان هذا المستقبل شخصا أو جهة أو جماعة أو فئة معٌنة والمستقبل هنا‬
‫ٌقع علٌه دورا مهم فً عملٌة االتصال حٌث ٌستقبل الرسالة المرتدة وٌقوم بفك رموزها وفقا إلطاره‬
‫المرجعً‪ ،‬محاوال فهم الفكرة التً أراد المرسل إرسالها‪ ،‬والتً تتوافق مع الهدف منها‪ ،‬وإذا كان هناك‬
‫تطابق بٌن المرسل والمستقبل بالنسبة لرموز الرسالة‪ ،‬أصبحا مشتركٌن فً الفكرة وتكون عملٌة‬
‫االتصال ناجحة و فعالة ‪ .‬وهناك أربعة احتماالت متوقعة من المستقبل للرسالة ‪:‬‬

‫‪ ‬فهم الرسالة فهما كامال وبالتالً المشاركة فً االحساسات واألفكار التً ٌنقلها المرسل‬

‫‪ ‬فهم الرسالة فهما خاطئا بسبب عدم التشابه فً الخبرات بٌن المستقبل و المرسل وبالتالً تفسٌر‬
‫‪5‬‬
‫المستقبل للرموز المستخدمة فً ضوء خبرته‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫فاتن عبد الفتاح محمد العبهري ‪ ,‬دور االتصال الشخصً فً الحملة اإلعالمٌة لمنظمة الٌونسٌف ( رسالة ماجستٌر ‪ :‬إعالم) ‪ ,‬كلٌة اإلعالم ‪,‬‬
‫جامعة الشرق األوسط ‪¸2011/2010 ,‬ص ‪. 56/54‬‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬أسالٌب اإلتصال الشخصً ‪ ,‬آلٌاته و نماذجه‬

‫المطلب األول ‪ :‬أسالٌب اإلتصال الشخصً‬

‫تتعدد وسائل وأسالٌب االتصال الشخصً فً مختلف المواقف االجتماعٌة‪ ،‬ففضال عن‬
‫اللقاءات الثنائٌة الٌومٌة بٌن األفراد‪ ،‬نجد العدٌد من الوسائل المستخدمة بكثرة فً مٌدانً‬
‫االتصال االجتماعً واالتصال السٌاسً ومن أبرزها‪:‬‬

‫أ‪ -‬المؤتمرات الشعبٌة ‪:‬‬

‫تكتسب هذه المؤتمرات الصفة الجماهٌرٌة‪ ،‬حٌث تحضرها أعداد كبٌرة من جماهٌر الشعب‬
‫وقادة الفكر والرأي و كذا القٌادات السٌاسٌة؛ والمؤتمرات وسٌلة هامة لالتصال المباشر‬
‫بالجماهٌر‪.‬‬

‫ٌلجأ إلٌها القادة العرض آرائهم وأفكارهم والوقوف على اتجاهات الرأي العام‪ ،‬ثم المناقشة‬
‫الهادفة للوصول إلى قرار موحد تجاه قضٌة أو قضاٌا عامة‪.‬‬

‫ونظرا ألهمٌة االتصال المباشر بالجماهٌر‪ ،‬فقد عمل قادة الدول المختلفة بالمؤتمرات‬
‫الشعبٌة بصفة منتظمة ودورٌة للقاء الجماهٌر والتحدث إلٌهم إلعطاء هذه القرارات صفة‬
‫التأٌٌد الشعبً من خالل المؤتمرات‪.‬‬

‫ب‪ -‬الندوات‪:‬‬

‫وهً صورة مصغرة للمؤتمرات الشعبٌة‪ ،‬وتضم فً الغالب قادة الرأي والفكر‬
‫والتخصصات المختلفة‪ ،‬وٌحضرها جمهور محدود لدراسة ومناقشة موضوعات وقضاٌا و‬
‫مشکالت مختلفة ذات صفة سٌاسٌة أو اقتصادٌة أو اجتماعٌة‪.‬‬

‫ج‪ -‬االجتماعات‪:‬‬

‫وهً التً تتم بٌن المسؤولٌن وعدد محدود جدا من الجماهٌر‪ ،‬وٌتم من خاللها عرض‬
‫المشكالت والصعوبات التً تواجه الجماهٌر‪ٌ ،‬ؤدي فٌها االتصال الشخصً الدور األبرز‬
‫حٌث ٌسعى القادة السٌاسٌون والمسؤولون لمعرفة ردود أفعال الجماهٌر تجاه سٌاساتهم‬
‫وإجراءاتهم العملٌة‪ ،‬خاصة فً الدول الغربٌة‪.‬‬

‫د‪ -‬المقابالت‪:‬‬

‫وهً المقابالت واللقاءات الشخصٌة التً تتم بٌن األفراد العادٌٌن أو التً تتم بٌن المواطن‬
‫العادي وقائد الرأي‪ ،‬حٌث تتم مناقشة األمور والمشكالت المختلفة‪ ،‬وكثٌرا ما ٌتأثر الفرد‬
‫بغٌره من األفراد‪ ،‬وكثٌرا ما ٌسلك سلوكا قام به شخص آخر تكون له مكانة أو منزلة معٌنة‬
‫‪6‬‬
‫عند ذلك الفرد‪ ،‬أو تربطه به صداقة أو قرابة أو جوار أو غٌر ذلك من الروابط‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫جمال العٌفة‪ ,‬االتصال الشخصً و دوره فً العمل السٌاسً ‪ ( ,‬أطروحة دكتوره ‪ :‬علوم االعالم و االتصال) ‪ ,‬قسم علوم االعالم و االتصال ‪,‬‬
‫كلٌة العلوم السٌاسٌة و االعالم ‪ ,‬جامعة بن ٌوسف بن خدة ‪ ,‬الجزائر ‪.2007/2006 ,‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬وظائف اإلتصال الشخصً‬

‫ٌمكن استخالص أهم وظائف االتصال الشخصً فٌما ٌلً ‪:‬‬

‫الجمع بٌن األفراد وتشكٌل الجماعة‪ :‬وهً أقدم وظٌفة عبر التارٌخ وما تزال ترافقنا إلى أن تزول‬
‫الحٌاة‪ ،‬وقد بدأت برحلة البحث عن اآلخر من أجل إشباع الحاجات البٌولوجٌة وتكاثر النسل والتعارف‬
‫والتعاون وتقاسم األدوار‪ ،‬وكذا البحث عن األمان واالستقرار‪.‬‬

‫وكانت األسرة نواة تشكٌل الجماعة‪ ،‬وبقٌت تحافظ على هذه المكانة حتى مع تطور المجتمعات وتعدد‬
‫أعرافها بٌاناتها الزمانٌة والمكانٌة‪ ،‬ذلك أن األسرة هً أقوى رابطة اتصالٌة ٌتفاعل فٌها األفراد و‬
‫ٌتعاٌشون وٌشتركون فً األدوار‪.‬‬

‫تقوم هذه الوظٌفة التً تعتبر أقدم الوظائف على الجمع بٌن األفراد‪ ،‬وتحقٌق التعارف والتعاون بٌنهم‬
‫فاألسرة هً الخلٌة التً تجمع بٌن األفراد وتربط بٌنهم‪.‬‬

‫الوظٌفة التربوٌة والتوجٌهٌة ‪ :‬تنطلق التربٌة من األسرة‪ ،‬وتبدأ بالرعاٌة الالزمة لألطفال وتقدٌم المأكل‬
‫والمشرب والحنان والحب والحماٌة ومن ثم تطور هذه الرعاٌة إلى التدرٌب اللغوي وتنمٌة مدارك‬
‫الصغار البناء شخصٌتهم وتزوٌدهم بالخبرات والمعارف واألخالق والقٌم‪ ،‬وما إلى ذلك من المدارك التً‬
‫تبنى علٌها تربٌة الطفل‪ ،‬وتتطور التربٌة لتشمل توجٌه السلوك و تعدٌله أو تغٌٌره أو تثبٌته‪ ،‬فاالتصال‬
‫الشخصً هو حامل كل تلك المفردات والسلوك واالتجاهات التً تحدث فً الوسط العائلً ‪ .‬و تنطلق هذه‬
‫الوظٌفة من األسرة باعتبارها الخلٌة التً تكون الفرد والتً تقدم له كل متطلبات الحٌاة سواء المأكل أو‬
‫المشرب أو الحنان أو التربٌة وأهم شًء التربٌة‪ ،‬فهذه الوظٌفة تربً الفرد وتعدل سلوكه وتوجهه داخل‬
‫الوسط العائلً‪.‬‬

‫الوظٌفة االجتماعٌة ‪ :‬أن االحتكاك باآلخرٌن وتقاسم األدوار االجتماعٌة معهم والتعاٌش المشترك بٌن‬
‫األفراد ٌكسبهم قٌما ومعارف وافكارا واتجاهات جدٌدة إلى تلك التً فً محصلتهم التربوٌة واألسرٌة ‪.‬‬
‫فاالتصال الشخصً له دورا هاما فً التنشئة االجتماعٌة والتفاعل االجتماعً‪ ،‬فهو المحور الذي تدور‬
‫حوله العملٌات االجتماعٌة المختلفة كاإلرشاد والتثقٌف والتدرٌب وأقداره والتعلٌم والخدمة االجتماعٌة‪.‬‬
‫وعلٌه نستخلص أن جمٌع هذه الوظائف سواء الجمع بٌن األفراد أو الوظٌفة االجتماعٌة أو الوظٌفة‬
‫التربوٌة جمٌعها تنطلق من األسرة باعتبارها الخلٌة التً تنمً الفرد والتً تكونة وأن جمٌع هذه‬
‫‪7‬‬
‫الوظائف تتعدد حسب المجال المعتمد فٌه‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫رمٌسة سلطانً ‪ ,‬نور الهدى مقرانً ‪ ,‬واقع اإلتصال الشخصً فً ظل تطبٌقات االعالم الجدٌد ‪ ( ,‬شهادة ماستر‪ :‬اتصال و عالقات عامة)‪ ,‬قسم‬
‫العلوم االنسانٌة ‪ ,‬كلٌة العلوم االجتماعٌة و االنسانٌة ‪ ,‬جامعة العربً بن مهٌدي أم البواقً ‪ ,‬الجزائر ‪. 2018/2017 ,‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬نماذج االتصال الشخصً‬

‫تتعدد نماذج االتصال الشخصً و تتنوع بتنوع الحٌاة االجتماعٌة‪ ،‬باعتبار االتصال فً أصله عملٌة‬
‫اجتماعٌة‪ ،‬و قد استفادت علوم االتصال من نتائج البحوث االجتماعٌة و السٌاسٌة و النفسٌة و ظهرت‬
‫النماذج لكً تسهل علٌنا استٌعاب و فهم الظواهر و مكوناتها‪ ،‬حٌث تختلف باختالف مصممٌها‪ ،‬من حٌث‬
‫الخلفٌة المعرفٌة و التكوٌنٌة‪.‬‬

‫و تجدر اإلشارة إلى أنه توجد عشرات النماذج التً تشرح االتصال الشخصً‪ ،‬و من أبرزها ما ٌلً ‪:‬‬

‫‪ ‬نموذج االتصال بٌن فردٌن‪.‬‬

‫‪ ‬نموذج ر‪ .‬س‪ .‬روس‪.‬‬

‫‪ ‬نموذج دٌفٌد بٌرلو‪.‬‬

‫‪ ‬نموذج شانون و وٌفر‪.‬‬

‫‪ ‬نموذج كاتز‪.‬‬

‫‪ ‬نموذج وٌلبر شرام‪.‬‬

‫‪ ‬نموذج كولمان و مارش ‪.‬‬

‫‪ ‬نموذج کارول‪.‬‬

‫‪ .1‬نموذج االتصال بٌن فردٌن ‪ :‬إن االتصال الشفهً بٌن أفراد العائلة و الجٌرة و األصدقاء‪ ،‬و‬
‫المرشدٌن الزراعٌٌن‪ ،‬و بٌن المترشحٌن و غٌرهم‪ٌ ،‬صنف على أنه شخصً‪ ،‬وهذا ٌساعد على‬
‫حدوث الفعل و رد الفعل بٌن المتصلٌن‪ ،‬و علٌه سنستعرض أوال نموذج لعملٌة االتصال بٌن‬
‫فردٌن‪ ،‬و فٌه نالحظ أن كال من الفردٌن ٌقوم بوظٌفة المصدر و المستقبل‪.‬‬

‫‪ .2‬نموذج روس ‪ٌ :‬شترط" روس" فً المصدر ما ٌلً ‪:‬‬


‫‪ o‬معرفته لمعلومات الرسالة‬
‫‪ o‬تجربته السابقة حٌال الرسالة‬
‫‪ o‬مشاعره و عواطفه و اتجاهاته وقت اإلرسال‬

‫پری روس أن المتلقً حٌنما ٌستقبل الرسالة‪ٌ ،‬فسرها و ٌجٌب علٌها‪ ،‬و تمثل هذه االستجابة رجع‬
‫الصدى‪ ،‬الذي ٌتكون من ردود الفعل الداخلٌة و الخارجٌة للمتلقً كمستمع‪ ،‬و ٌركز روس على الظرف‬
‫و أهمٌته فً حدوث عملٌة االتصال‪ ،‬حٌث ٌؤثر الظرف فً عملٌة وضع الفكرة فً شكل رموز‪ ،‬و فً‬
‫عملٌة فك الرموز‪ ،‬و ٌتضمن الظرف ما ٌلً‪ :‬المعارف‪ ،‬التجارب السابقة‪ ،‬المشاعر و االتجاهات و‬
‫العواطف لكل من المرسل و المتلقً على حد سواء‪ ،‬و ٌدخل فً نموذجه أٌضا الرموز‪ ،‬اللغة‪ ،‬ترتٌب‬
‫المعلومات و الصوت ‪.‬‬

‫نالحظ أن روس أدرج عنصرا مهما عبر نموذجه‪ ،‬و المتمثل فً الظرف‪ ،‬أي ظروف تلقً الرسالة أو‬
‫إرسالها‪ ،‬حٌث تؤثر تلك الظروف سواء باإلٌجاب أو بالسلب على عملٌة االتصال‪ ،‬و ذلك حسب‬
‫طبٌعتها‪.‬‬

‫‪ .3‬نموذج دٌفٌد بٌرلو‪:‬‬

‫ٌقوم نموذج "دٌفٌد بٌرلو " على افتراض أن الفرد ٌجب أن ٌفهم السلوك اإلنسانً حتى ٌستطٌع تحلٌل‬
‫عملٌة االتصال الشخصً‪ ،‬و قدم بٌرلو هذا النموذج سنة ‪ ،1960‬و الذي ٌتكون من أربعة عناصر هً‪:‬‬
‫المرسل و الرسالة‪ | ،‬و الوسٌلة و المستقبل‪ .‬و پری بٌرلو أننا نتصل کً نؤثر‪ ،‬و أنه البد أن ٌكون‬
‫لعملٌة االتصال هدف تسعی التحقٌقه‪ ،‬و إذا اختفى الهدف‪ ،‬فإن عملٌة االتصال ال تؤدي غرضها‬
‫المنشود‪ ،‬و ٌتوقف نجاح االتصال على مهارة المرسل‪.‬‬

‫‪ .4‬نموذج شانون و وٌفر‪:‬‬

‫ٌعتبر من أوائل النماذج التً ظهرت فً هذا المجال‪ ،‬و ذلك سنة ‪ ،1949‬و ٌتكون من العناصر التالٌة ‪:‬‬

‫‪ ‬المصدر‪.‬‬

‫‪ ‬المرسل‪.‬‬

‫‪ ‬الرسالة أو المحتوى‪.‬‬

‫‪ ‬معالجة الرسالة‪.‬‬

‫‪ ‬المستقبل‪.‬‬

‫‪ ‬هدف االتصال‪.‬‬

‫‪ ‬التداخل أو الشوشرة‬

‫‪ .5‬نموذج كاتز ‪:‬‬

‫ال ٌختلف هذا النموذج كثٌرا عن نموذج شانون و وٌفر‪ ،‬إال فً تقسٌمه للشوشرة إلى قسمٌن‪. :‬‬

‫‪ -‬قسم ٌدخل بٌن المصدر و القناة ( جهاز اإلرسال)‪ ،‬و ٌسمى "تشوٌشا"‪ ،‬أي كل ما ٌعٌق االتصال‬
‫من جانب المصدر‪. .‬‬
‫‪ -‬و قسم ٌدخل بٌن جهاز االستقبال و الهدف من االتصال‪ ،‬و ٌسمى" شوشرة" و هو كل ما ٌعٌق‬
‫االتصال من جانب جهاز االستقبال‪ ،‬و المتمثلة فً ضعف الصوت‪ ،‬أو الصورة‪ ،‬أو الحروف‬
‫غٌر الواضحة فً الكلمة المكتوبة‪ .‬الخ‬

‫‪ .6‬نموذج وٌلبر شرام لالتصال بٌن فردٌن ‪:‬‬

‫ٌقدم" وٌلبر شرام" فردٌن ٌتصالن ببعض‪ ،‬و ٌتداخل مجال خبرتهما‪ ،‬فالرسالة مكونة من إشارات تعنً‬
‫شٌئا لكل منهما‪ ،‬كلما تشابه إطارهما الداللً‪ ،‬زاد احتمال أن تعنً الرسالة نفس الشًء عند كل منهما‪ .‬و‬
‫ٌتوقف التشابه فً المعنى عند الفردٌن اللذٌن ٌتصالن و ٌدركان أن الرسالة على اتساع نواحً التشابه‬
‫بٌن تجربتهما‪ ،‬بحٌث ٌستطٌعان مشاركة معانً نفس العالمات و اإلشارات بشكل فعال‪.‬‬

‫‪ .7‬نموذج وٌلبر شرام ‪:‬‬

‫ٌؤكد وٌلبر شرام فً هذا النموذج‪ ،‬حقٌقة أن كل فرد ٌشترك فً عملٌة االتصال ال ٌكون مرسال دائما‪ ،‬أو‬
‫متلقٌا دائما‪ ،‬بل ٌقوم سواء كان مرسال أو مستقبال بوضع فكرة فً كود‪ ،‬و فك كود ما ٌتلقاه‪ ،‬كما ٌقوم‬
‫بتفسٌر المنبهات بناء على مجال خبرته الخاصة‪.‬‬

‫و ٌؤكد شرام على رجع الصدى فً عملٌة االتصال‪ ،‬ألنه ٌخبرنا كٌف نفسر رسائلنا‪ ،‬هل ٌقول المستمع‪:‬‬
‫نعم هذا صحٌح؟ هل ٌهز رأسه موافقا؟ و ٌعد القائم باالتصال رسائله على ضوء رجع الصدى‪ ،‬و قد‬
‫تتعرض هذه العملٌة للتشوٌش‪ ،‬و ذلك عندما تتغٌر أو تخضع الرسالة إلى التحرٌف أثناء عملٌة النقل‪.‬‬

‫‪ .8‬نموذج كولمان و مارش ‪:‬‬

‫تحدث كل من كولمان و مارش عن مفهوم االتصال‪ ،‬باعتباره عملٌة ذات خمسة عناصر‪ ،‬و هً‬
‫كاآلتً‪:‬‬

‫‪ ‬المتصل ‪ :‬و هو الشخص أو الجماعة التً تنادي بإرسال الرسالة‪ ،‬و ٌطلق علٌها مفهوم المتصل‪،‬‬
‫أي الذي ٌقوم بفعل االتصال و ٌبادر به‬

‫‪ ‬محتوى الرسالة أو مضمونها‪.‬‬

‫‪ ‬الوسٌلة المستخدمة فً عملٌة اإلرسال أو النقل‪.‬‬

‫‪ ‬المستقبل أو المتصل به‬

‫‪ ‬االستجابة التً ٌعكسها هذا المستقبل‪.‬‬

‫و پری کولمان و مارش عند تحلٌل هذا النموذج أن‪:‬‬

‫‪ -‬االتصال قد ٌنهار أو ٌصبح عدم الفاعلٌة عند أي عنصر من هذه العناصر‪.‬‬


‫‪ -‬االتصال الفعال ٌكون ولٌد االهتمام بكل عنصر من هذه العناصر الخمسة ‪.‬‬

‫‪ .9‬نموذج کارول ‪:‬‬

‫ٌعتبر نموذج کارول‪ ،‬نموذجا لعملٌة االتصال المقصودة‪ ،‬حٌث ٌسجل كارول أن لدى مصدر االتصال‬
‫فً البداٌة نٌة معٌنة‪ ،‬و بالنسبة للمستقبل‪ ،‬فإن کارول ٌالحظ سلوكه التفسٌري ( المستمع هنا)‪ ،‬كما هو‬
‫مبٌن فً الشكل التالً ‪:‬‬

‫و علٌه نستخلص مما سبق ذكره‪ ،‬أن تلك النماذج وفقت فً شرحها لعملٌة االتصال‪ ،‬حٌث عكست‬
‫التطور التارٌخً لعلم االتصال منذ ثالثٌنٌات القرن العشرٌن إلى ٌومنا هذا‪ ،‬إذ تطرقت إلى أهم عناصر‬
‫العملٌة االتصالٌة فً حٌاة اإلنسان‪ ،‬و ذلك عبر أشكال متنوعة بسٌطة و واضحة عكست من خاللها‬
‫التبادل فً اآلراء و التفاعل فً عملٌة االتصال‪.8‬‬

‫‪8‬‬
‫بومالً أمٌنة ‪ ,‬أزمة االتصال الشخصً فً ظل التكنولوجٌة الحدٌثة فً الجزائر ( رسالة ماجستٌر ‪ :‬إتصال األزمات) ‪ ,‬قسم علوم اإلعالم و‬
‫اإلتصال ‪ ,‬كلٌة العلوم السٌاسٌة و اإلعالم ‪ ,‬جامعة الجزائر‪ ,-3 -‬الجزائر‪. 2010/2009 ,‬‬
‫خاتمة‬

‫ٌعد االتصال الشخصً شرٌان المنظمة النابض‪ ،‬حٌث ال ٌمكن ألي منظمة أن تحقق أهدافها دون وجود‬
‫شبكة اتصاالت إدارٌة خاصة بها‪ .‬بل إنه من الصعب جدا أن ٌتصور اإلنسان وجود أي تنظٌم دون‬
‫وجود أشكال من االتصاالت تنتقل من خاللها المعلومات بٌن الموظفٌن سواء كانوا رؤساء أو مرؤوسٌن‬
‫أو عمالء داخل المنظمة أو خارجها‪ .‬فاالتصال للمنظمة مثل الدم لإلنسان‪ ،‬وهو عبارة عن عملٌة تفاعل‬
‫اجتماعً تهدف إلى تقوٌة العالقات االنسانٌة فً المجتمع مما ٌؤدي إلى التماسك والترابط والتواصل بٌن‬
‫األفراد والجماعات والمؤسسات االجتماعٌة‪ ،‬وال شك أن االتصال واحد من الموضوعات المهمة التً‬
‫نالت اهتماما كبٌرا من البحث والدراسة حٌث ال ٌكاد أي كتاب فً علم اإلدارة أو السلوك أن ٌخلو من‬
‫االتصال‪.‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع ‪:‬‬

‫المجالت‬

‫‪ -‬بومالً أمٌنة ‪ ,‬أثر تكنولوجٌا اإلتصال الحدٌثة على االتصال الشخصً فً المجتمع ‪ ,‬المجلة‬
‫العلمٌة لجامعة الجزائر ‪ , 3‬العدد ‪ , 09‬دٌسمبر‪.2017‬‬
‫‪ -‬خالد منصر‪,‬االتصال الشخصً فً ظل االعالم الجدٌد‪ ,‬مجلة جٌل العلوم االنسانٌة و االجتماعٌة‬
‫‪ ,‬العدد ‪ , 12‬أكتوبر‪.2015‬‬
‫األطروحات‬
‫‪ -‬بومالً أمٌنة ‪ :‬أزمة االتصال الشخصً فً ظل التكنولوجٌة الحدٌثة فً الجزائر‪ ,‬مذكرة مقدمة‬
‫لنٌل شهادة ماجستٌر فً إتصال األزمات ‪ ,‬جامعة الجزائر‪ ,-3-‬الجزائر‪. 2010 ,‬‬
‫‪ -‬جمال العٌفة ‪ :‬االتصال الشخصً و دوره فً العمل السٌاسً ‪ ,‬مذكرة مقدمة لنٌل شهادة دكتوره‬
‫فً علوم االعالم و االتصال ‪ ,‬جامعة بن ٌوسف بن خدة ‪ ,‬الجزائر ‪.2007 ,‬‬
‫‪ -‬ذو الكفل سادٌمً ‪ :‬فاعلٌة اإلتصال الشخصً فً نشر الدعوة قً العهد المكً ‪ ,‬مذكرة مقدمة‬
‫لنٌل شهادة دكتوره فً اإلعالم ‪ ,‬جامعة أم درمان االسالمٌة ‪ ,‬السودان ‪. 2010 ,‬‬
‫‪ -‬رمٌسة سلطانً ‪ :‬نور الهدى مقرانً ‪ ,‬واقع اإلتصال الشخصً فً ظل تطبٌقات االعالم الجدٌد‬
‫شهادة ماسترفً اتصال و عالقات عامة‪ ,‬جامعة العربً بن مهٌدي أم‬ ‫‪ ,‬مذكرة مقدمة لنٌل‬
‫البواقً ‪ ,‬الجزائر ‪. 2018,‬‬
‫‪ -‬فاتن عبد الفتاح محمد العبهري ‪ :‬دور االتصال الشخصً فً الحملة اإلعالمٌة لمنظمة الٌونسٌف‬
‫مذكرة مقدمة لنٌل شهادة ماجستٌر فً إعالم‪ ,‬جامعة الشرق األوسط ‪.2011 ,‬‬
‫‪ -‬مباركة عواد ‪ :‬االتصال الشخصً فً مٌدان العالقات العامة دار الثقافة‪-‬حسن الحسنً‪ -‬نموذج‪-‬‬
‫شهادة لٌسانس فً اتصال وعالقات عامة ‪ ,‬جامعة الدكتور ٌحً فارس‬ ‫مذكرة مقدمة لنٌل‬
‫بالمدٌة ‪ ,‬الجزائر ‪.2011 ,‬‬

You might also like