You are on page 1of 25

‫ركائز يف تربية األبناء‬ ‫‪2‬‬

‫ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟ‬
‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬فإنه قد ائتمنهم عل‬
‫وواجبات‪ ،‬وجعلها امتحان ًا واختبار ًا لآل‬
‫كام أمرهم اهلل ‪ ‬كان هلم عند اهلل أجر‬
‫فرطوا فيها فقد عرضوا أنفسهم للعقوبة‬

‫قال اهلل تعاىل‪ (:‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬


‫ﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‬
‫وجوب رعاية األوالد وتربيتهم والعناية‬
‫عيل بن أيب ط‬
‫قال اخلليفة الراشد ُّ‬
‫(ع ِّلمُوهم‪ ،‬وأ ِّدبوهم)(‪.)1‬‬
‫َ‬
‫وصح عن النبي ‪ ‬تأكيد هذا‬
‫فقال‪ « :‬كلـكم ُراعُ ُوكلـكم ُ َم ْسؤولُ ُع‬
‫مسؤولُُعنُر ِعي ِ‬
‫تـه‪ُ،‬والرجلُُراعُُيفُ َأه‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ ْ‬

‫)‪ « )1‬جامع البيان يف تأويل القرآن» للطربي (‪3‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪32  3‬‬ ‫األبناء‬
‫تربية ‪‬‬
‫األبناء‪ 3‬‬ ‫ركئزائزيف يفتربية‬
‫ركا‬

‫ﯥﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬
‫ﯤﯛ‬‫ﯚ‬‫ﯢﯣ‬
‫ﯙ‬ ‫ﯝ ﯞ ﯟﯠﯡ‬
‫حقوق ًاقد ائتمنهم عليها‪ ،‬وأوجب عليهم حقوق ًا‬ ‫ﯨ)‬
‫عليهم‪ ،‬فإنه‬ ‫ﯦﯧ‬
‫وأوجب‬ ‫د ائتمنهم عليها‪،‬‬

‫‪‬‬
‫بنائهم ًا واختبار ًا لآلباء؛ فإن قاموا هبا جتاه أبنائهم‬
‫هلم عند اهلل أجر عظيم‪ ،‬وثواب جزيل‪ ،‬وإن‬
‫كا‪،‬نوإن‬
‫جزيل‬
‫وجعلها أامتحان‬
‫وثواب ‪‬‬
‫أمرهم اهلل‬
‫قاموا هبا جتاه‬
‫عظيم‪،‬‬
‫عند اهلل أجر كام‬
‫ًا واختبار ًا لآلباء؛ فإن‬
‫وواجبات‪،‬‬

‫فقدم‪.‬عرضوا أنفسهم للعقوبة بحسب تفريطهم‪.‬‬


‫تفريطه‬
‫وا فيها‬
‫بحسب‬
‫سهم للعقوبة فرط‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم عىل عبد اهلل ورسوله‬
‫ﯡ( ﯛ‬
‫ﯢﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬ ‫تعاىل‪:‬‬
‫ﯠ‬ ‫قال اهلل‬
‫ﯜ ﯝﯞﯟ‬
‫وخليله نبينا حممد وعىل آله وأصحابه أمجعني أما بعد‪:‬‬
‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬فاآلية أصل عظيم يف‬
‫عظيم يف‬
‫أصلﯥ‬
‫ﯤ‬ ‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬ف‬
‫ﯣاآلية‬
‫واألمانات العظيمة التي يب‬ ‫اجلسيمة‬
‫بأحواهلم‪.‬‬ ‫الواجباتوالعناية‬ ‫رعايةن أهم‬
‫األوالد وتربيتهم‬ ‫وجوبفإن م‬
‫يتهم والعناية بأحواهلم‪.‬‬
‫اآلية‪:‬تربيتهم‪،‬‬
‫هذهحيث‬‫بيانمن‬
‫(أبنايفءه)؛‬
‫احلياة‪ :‬‬ ‫هباعيليفبنهذه‬
‫أيب طالب‬ ‫يعتني‬
‫الراشد‬
‫اآلية‪:‬‬ ‫العبدبيانأن‬
‫اخلليفةهذه‬ ‫قاليف‬
‫‪‬‬ ‫عيل بن أيب طالبعىل‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫هم وتوجيههم‪ ،‬فإن األبناء من مجلة األمانات‬
‫بوهصم)ح ‪.‬‬
‫هم‪،‬أ ِّدون‬ ‫(ع ِّل‬
‫وتأمُديب‬
‫وهم‪ ،‬و‬ ‫َ‬ ‫(‪)1‬‬

‫اآلباءعند ذكره‬
‫قالعىلتعاىل‬
‫كامتُّمه‬
‫وبيان حت‬ ‫هذا األمر‪،‬‬
‫وحفظها‪،‬‬ ‫‪ ‬تأكيد‬
‫برعايتها‬ ‫‪‬‬‫اآلباء‬
‫النبي اهلل‬
‫عىل‬
‫التيه أمر‬
‫عن‬
‫وصححتتُّم‬
‫‪ ‬تأكيد هذا األمر‪ ،‬وبيان‬
‫العظيمة‬
‫إلمامُ ُراعُ ُوه ُوُ‬ ‫ـكم ُمسؤولُ ُعن ُرعيـتِ ِه؛ ُا ِ‬ ‫وه ُوُ‬
‫راعُ ُوكل‬ ‫مامُ ُراعُ ُ‬
‫ـكم ُ‬‫فقال‪:‬ي «ـتِ ِه؛ك ُلا ِ‬
‫إل‬ ‫كم ُ َم ْسؤولُ ُعن ُرع‬
‫ﮀ ﮁ ﮂَ)‪ ،‬وقال‬
‫َّ‬ ‫ألوصاف املؤمنني‪ْ َ (َ :‬‬
‫ﭾﭿ‬ ‫َّ‬
‫والرجلُُراعُُيفُ َأهل ُِهُوه َُوُ َم ْسؤولُُ َعنُ َر ِع َُّيتـ ِه‪ُ،‬‬
‫تـهَر‪ِ ُ،‬ع َُّيتـ ِه‪ُ،‬‬
‫ولُرُ ِععينُ ِ‬
‫ولُ ُْس َعؤنُ َ َ َّ‬ ‫جلُُراعُُيفُ َأهل ُِه َُم ْس‬
‫وهؤ َُوُ َم‬
‫تعاىل أيض ًا‪( :‬ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬
‫‪.)«103‬جامع البيان يف تأويل القرآن» للطربي (‪.)103/23‬‬
‫آن» للطربي (‪)1)/23‬‬
‫ﭭ ﭮﭯ)‪.‬‬

‫واهلل ‪ ‬كام أنه وهب اآلباء هذه النعمة العظيمة؛ فقال‪( :‬ﯘ‬
‫األبناء‬
‫‪3‬‬
‫ركائز يف تربية‪‬‬ ‫رك‪4‬ائز يف تربية األبناء‬
‫ﯛﯜﯝﯞﯟ‬
‫ﯚﯥ‬ ‫ﯙ‬
‫ﯣﯤ‬ ‫ﯙ ﯚﯛﯜﯝ ﯞ ﯟﯠﯡ ﯢ‬
‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ً ،‬‬
‫فإنه قد ائتمنهم عل‬
‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬فإنه قد ائتمنهم عليها‪ ،‬وأوجب عليهم حقوقا‬
‫وواجبات‪ ،‬وجعلها امتحان ًا واختبار ًا لآل‬
‫وواجبات‪ ،‬وجعلها امتحان ًا واختبار ًا لآلباء؛ فإن قاموا هبا جتاه أبنائهم‬
‫كام أمرهم اهلل ‪ ‬كان هلم عند اهلل أجر‬
‫كام أمرهم اهلل ‪ ‬كان هلم عند اهلل أجر عظيم‪ ،‬وثواب جزيل‪ ،‬وإن‬
‫فرطوا فيها فقد عرضوا أنفسهم للعقوبة‬
‫فرطوا فيها فقد عرضوا أنفسهم للعقوبة بحسب تفريطهم‪.‬‬
‫قال اهلل تعاىل‪ (:‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫ﯦﯧﯨ‬‫ﯢ‬ ‫ﯠﯡ‬
‫ﯤﯥ‬ ‫قال اهلل تعاىل‪ (:‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯣ‬
‫األوالديفوتربيتهم والعناية‬
‫رعايةعظيم‬ ‫ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬فاآلية‬
‫وجوبأصل‬
‫وجوب رعاية األوالد وتربيتهم والعناية بأحواهلم‪ .‬قال اخلليفة الراشد ُّ‬
‫عيل بن أيب ط‬
‫هذهبوهم)‬
‫اآلية‪.:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(ع ِّليفمُوهم‬
‫بيان‪ ،‬وأ ِّد‬ ‫قال اخلليفة الراشد عيل بن أيب طالب ‪َ ‬‬
‫ُّ‬
‫وصح عن النبي ‪ ‬تأكيد هذا‬ ‫(ع ِّلمُوهم‪ ،‬وأ ِّدبوهم)(‪.)1‬‬
‫َ‬
‫فقال‪ « :‬كلـكم ُراعُ ُوكلـكم ُ َم ْسؤولُ ُع‬
‫وصح عن النبي ‪ ‬تأكيد هذا األمر‪ ،‬وبيان حتتُّمه عىل اآلباء‬
‫مسؤولُُعنُر ِعي ِ‬
‫تـه‪ُ،‬والرجلُُراعُُيفُأهَ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ ِْ ِ‬
‫راع ُوه َوُُ‬ ‫مام ُ ُ‬ ‫إل ُ‬ ‫فقال‪ « :‬كلـكم ُراعُ ُوكلـكم ُ َم ْسؤولُ ُعن ُرع َّيـته؛ ُا ِ‬

‫البيان َريف ِع َّيُتـ ِه‬


‫تأويل‪ُ،‬القرآن» للطربي (‪3‬‬ ‫جامع َعنُ‬
‫س «ؤولُُ‬ ‫اعُيفُ َأهل ُِهُوه َُ‬
‫وُ َم)‪)ْ 1‬‬ ‫لُر ُ‬ ‫ولُعنُر ِعي ِ‬
‫تـه‪ُ،‬والرج ُ‬ ‫َم ْسؤ ُ َ َ َّ‬

‫)‪ « )1‬جامع البيان يف تأويل القرآن» للطربي (‪.)103/23‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪54  3‬‬ ‫األبناء‬
‫تربية ‪‬‬
‫األبناء‪ 3‬‬ ‫ركئزائزيف يفتربية‬
‫ركا‬
‫اخل ِ‬
‫ﯥ‪َ ُ ،‬و َ‬ ‫ﯤ ِع َّيتِ َهاُ‬ ‫ﯝ ِجﯞهاُو ِ‬ ‫يفُبي ِ‬‫ﯤِ ُ‬ ‫ﯣ ِ‬
‫اد ُمُ‬ ‫نُ َر‬ ‫ﯢو َل ُةُ َ‬
‫ﯣع ُْ‬ ‫ﯡ ْسؤ‬
‫ﯟهﯠ َيُُ َم‬ ‫َ‬ ‫ﯥﯜُ‬
‫تُزَو‬ ‫ﯛ‬ ‫ﯚةُُ‬‫اع َي‬ ‫ﯢر ُأةُر‬ ‫ﯙَ‬
‫ـم‬ ‫ﯡ‬‫ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ وال‬
‫حقوق ًاقد ائتمنهم عليها‪ ،‬وأوجب عليهم حقوق ًا‬ ‫ﯨ)‬
‫ولُ َعنُ َرع َّي ُتِـ ُِهُ‪َ ُ،‬أالُكلك ُْمُر ُ‬ ‫الُ َس ِّي ِد ُِهُ َوه َوُُ َم ْسؤ ُ‬
‫عليهم‪ ،‬فإنه‬ ‫ﯧ‬
‫وأوجب‬ ‫ﯦ‬ ‫د ائتمنهم عليها‪،‬‬
‫اعُ َوك ُّلك ُْمُ‬ ‫يفُ َم ُِ‬
‫َراعُُ ِ ُ‬
‫بنائهم ًا واختبار ًا لآلباء؛ فإن قاموا هبا جتاه أبنائهم‬ ‫وجعلها أامتحان‬
‫قاموا هبا جتاه‬ ‫وواجبات‪،‬‬‫ًا واختبار ًا لآلباء؛ فإن‬
‫نُ َر ِع َّيتِ ِهُ » (‪.)1‬‬ ‫ولُ َع ُْ‬
‫َم ْسؤ ُ‬
‫هلم عند اهلل أجر عظيم‪ ،‬وثواب جزيل‪ ،‬وإن‬ ‫كا‪،‬نوإن‬ ‫جزيل‬ ‫وثواب ‪‬‬ ‫أمرهم اهلل‬ ‫عظيم‪،‬‬‫عند اهلل أجر كام‬
‫‪ .‬للعبد عن هذه‬ ‫بحسب اهلل‬
‫تفريطهم‬ ‫للعقوبةبسؤال‬
‫فسهمتذكري‬ ‫ضؤوا أن‬
‫ولُ)‪:‬‬ ‫عر ْسُ‬
‫فقدُم‪َ (.‬مُ‬
‫فقوله‬
‫تفريطه‬
‫وا فيها‬
‫بحسب‬
‫سهم للعقوبة فرط‬
‫األمانات إذا وقـف بني يدي ه يوم القيامة‪ ،‬بل (قال بعض أهل‬
‫ﯡ( ﯛ‬
‫ﯢﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬ ‫تعاىل‪:‬‬
‫ﯠ‬ ‫قال اهلل‬
‫ﯜ ﯝﯞﯟ‬
‫العلم‪ :‬إن اهلل ‪ ‬ي سأل الوالد عن ولد ه يوم القيامة قبل أن‬
‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬فاآلية أصل عظيم يف‬
‫عظيم يف‬
‫أصلﯥ‬
‫ﯤ‬ ‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬ف‬
‫ﯣاآلية‬
‫لألب عىل ابنه ح ًّق ا فلالبن‬ ‫يسأل الولد عن والد ه ؛ فإن ه كام أن‬
‫وجوب رعاية األوالد وتربيتهم والعناية بأحواهلم‪.‬‬
‫يتهم والعناية بأحواهلم‪.‬‬
‫حق ) (‪.)2‬‬
‫عىل أبيه ٌّ‬
‫عيل بن أيب طالب ‪ ‬يف بيان هذه اآلية‪:‬‬ ‫الراشد‬
‫اآلية‪ُّ :‬‬ ‫اخلليفةهذه‬
‫قاليف بيان‬
‫عيل بن أيب طالب ‪‬‬
‫ُّ‬
‫مسؤولُعنُ َو َل ِدك؛ُماذاُ‬
‫ُ‬ ‫َكُفإنكُ‬ ‫عمر‪َ ( :.)1‬أ ِّدبُابن َُ‬
‫(‬
‫ابنبوهم)‬
‫قالوأ ِّد‬
‫(ع ِّلمُوهم‪،‬‬
‫َ‬
‫تهُلك) ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ َّدبتَه‪ُ،‬وماذاُ َع َّلم َتُـه‪ُ،‬وإنهُمسؤولُُعنُبِركُوطواع ُيـ ُ‬
‫‪ ‬تأكيد هذا األمر‪ِّ ،‬وبيان حتتُّمه َعىل اآلباء‬ ‫النبي اآلباء‬
‫عنه عىل‬
‫وصححتتُّم‬
‫‪ ‬تأكيد هذا األمر‪ ،‬وبيان‬
‫اإلحسان إليهم‬
‫ووجوبراعُ ُوه َُوُ‬ ‫آبائهمـتِ ِه؛ ُا ِ‬
‫إلمامُ ُ‬ ‫بربعن ُرع َّي‬
‫األبناءولُ ُ‬
‫أوىصم ُ َم ْسؤ‬
‫وه َُوُ‬
‫ـك‬ ‫راعُ ُوكل‬‫مامُ ُركام‬
‫اعُ ُ‬ ‫‪ُ‬‬
‫ـكم‬‫اهلل ِ‬
‫إل‬‫فقال‪َّ :‬ي «ـتِف ِه؛ك ُلا‬
‫كم ُ َم ْسؤولُ ُعن ُرع‬
‫اآلباء ِع َُّيتـ ِه‪ُ،‬‬
‫باألبناء أيض ًا؛‬ ‫أوىص‬
‫ولُُ َعنُ َر‬‫فقد َم ْسؤ‬ ‫ﭡهل ِ‬
‫)ُهُ‪،‬وه َُوُ‬ ‫ﭠاعُُيفُ َأ‬ ‫تـهَر‪ِ ُ،‬ع َُّيتـ ِه‬
‫ﭟ‪ُ،‬‬
‫والرجلُُر‬ ‫ﭞِ‬
‫ولُرُ ِعَع َّينُ‬
‫(نُ َ‬ ‫بقوله‪:‬‬
‫ولُ ُْس َعؤ‬ ‫جلُُراعُُيفُ َأهل ُِه َُم ْس‬
‫وهؤ َُوُ َم‬

‫‪23‬و‪.)103«/‬‬
‫صحيح مسلم » رقم‪.)1829( :‬‬ ‫للطربي (‬
‫‪،)5188‬‬ ‫البخاري »القرآن»‬
‫رقم‪( :‬‬ ‫البيان يف تأويل‬
‫صحيح‬ ‫‪«.))«103‬جامع‬
‫آن» للطربي (‪)1)/23‬‬
‫)‪1‬‬
‫)‪ « )2‬حتفة املودود بأحكام املولود» البن القيم ‪( ‬ص‪.)229‬‬
‫)‪ « )3‬السنن الكربى » للبيهقي‪ ،‬رقم‪.)5301( :‬‬
‫األبناء‬
‫‪5‬‬
‫ركائز يف تربية‪‬‬ ‫رك‪6‬ائز يف تربية األبناء‬
‫ﯛﯜﯝﯞﯟ‬‫ﯚ)‪.‬‬
‫ﮖ‬ ‫ﯙ‬‫برتبيتهم وتأديبهم‪ ،‬كام قال تعاىل‪( :‬ﮓﮔﮕ‬
‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬فإنه قد ائتمنهم عل‬
‫وقد أخربنا نب ُّينا الكريم ‪ ‬أن للوالدين تأثري ًا بليغ ًا عىل‬
‫وواجبات‪ ،‬وجعلها امتحان ًا واختبار ًا لآل‬
‫فقال‪ :‬هلم عند اهلل أجر‬
‫هم‪ ،‬كان‬
‫باعاهلل‬
‫وطهم‬
‫أخالقهمأمر‬
‫كام‬ ‫أبنائهم؛ يف عقائدهم وأدياهنم‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن‬
‫فقدِّجعرض ِ‬
‫سانهوا؛ُأنفسهم للعقوبة‬ ‫الف ْطرة‪ُ،‬فأبواهُُيودانه‪ُ،‬أوُينفرط ِ‬
‫« ك ُّلُُمولودُُيو َلدُعىلُ ِ‬
‫َِّصواانهفي‪ُ،‬هاأوُي َمُ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫قال‪.‬اهلل تعاىل‪ (:‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫(‪)1‬‬ ‫كم ْث ِلُُالب ِ‬
‫هيمةُُتنُْـتِجُُالبهيم َةُ‪ُ،‬هلُترىُفيهاُجدعاء؟»‬‫َ‬
‫ِ‬

‫ﯦﯧﯨ‬ ‫والـمﯥ‬
‫شاهد‬ ‫ﯤ‬ ‫ﯣ‬
‫العادة‬ ‫وهذا مثل بليغ حمسوس؛ فإن البهيمة تنتج يف‬
‫وجوب رعاية األوالد وتربيتهم والعناية‬
‫هبائم سليمة من العيوب واآلفات‪ ،‬فليس فيها جدع أو قطع يف يدها‬
‫عيل بن أيب ط‬
‫قال اخلليفة الراشد ُّ‬
‫أو أذهنا أو رجلها‪ ،‬وإنام حيصل ذلك من صاحبها أو راعيها‪ ،‬إما‬
‫(ع ِّلمُوهم‪ ،‬وأ ِّدبوهم)(‪.)1‬‬
‫َ‬
‫بإمهاله أو بفعله مبارشةً‪.‬‬
‫وصح عن النبي ‪ ‬تأكيد هذا‬
‫فهكذا االبن فإنه يولد عىل الفطرة‪ ،‬فإذا تعلم الكذب‪ ،‬أو الغش‪،‬‬
‫فقال‪ « :‬كلـكم ُراعُ ُوكلـكم ُ َم ْسؤولُ ُع‬
‫خارج ِعن‬ ‫أو الفساد واالنحراف‪ ،‬أو غريه من املنكرات فإنه ألمر‬
‫تـه‪ُ،‬والرجلُُراعُُيفُ َأه‬ ‫َم ْسؤولُُ َعنُ َر ِع َّي‬
‫الفطرة؛ إما أن يكون بسبب سوء الرتبية‪ ،‬أو اإلمهال فيها‪ ،‬أو بمؤثر‬
‫لطاء‪ «.‬جامع البيان يف تأويل القرآن» للطربي (‪3‬‬
‫أو غريهم من اخل )‪)1‬‬ ‫خارجي من أصحاب السوء‬
‫ٍّ‬

‫)‪ « )1‬صحيح البخاري » رقم‪ ،)5188( :‬و « صحيح مسلم » رقم‪.)1829( :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪76  3‬‬ ‫األبناء‬
‫تربية ‪‬‬
‫األبناء‪ 3‬‬ ‫ركئزائزيف يفتربية‬
‫ركا‬

‫ﯥواألسس‬
‫الركائز‬
‫ﯤ‬ ‫أهم‬
‫هناﯣ‬
‫ذكرﯢ‬
‫ﯡ‬ ‫وعظمها أ‬
‫ﯝﯞﯟﯠ‬ ‫األمانة‬
‫ﯥﯜ‬
‫ﯛ‬ ‫هذه‬
‫ﯤ‬‫ﯚ‬‫وألمهية‬
‫ﯢﯣ‬ ‫ﯙ‬
‫ﯝ ﯞ ﯟﯠﯡ‬
‫عليهم حقوق ًا‬
‫املطلب النبيل‪،‬‬ ‫وأوجبله هذا‬
‫هبا‪،‬ليتحقق‬
‫عليها‬ ‫ائتمنهم‬
‫يعتني‬ ‫حقوق ًاقد‬
‫والد أن‬ ‫فإنه‬ ‫)‬ ‫ﯨ‬
‫عليهم‪،‬كل‬
‫عىل‬ ‫التيﯧ‬
‫وأوجب‬
‫ينبغي‬ ‫ﯦ‬‫د ائتمنهم عليها‪،‬‬
‫بنائهم ًا واختبار ًا لآلباء؛ فإن قاموا هبا جتاه أبنائهم‬
‫اجلليل‪:‬أامتحان‬
‫وجعلها‬
‫قاموا هبا جتاه‬ ‫ًا واختبار ًا لآلباء؛ فإن‬
‫واملقصد‪،‬‬
‫وواجبات‬
‫هلم عند اهلل أجر عظيم‪ ،‬وثواب جزيل‪ ،‬وإن‬
‫كا‪،‬نوإن‬
‫جزيل‬
‫وثواب ‪‬‬
‫أمرهم اهلل‬
‫عظيم‪،‬‬
‫عند اهلل أجر كام‬
‫فقدم‪.‬عرضوا أنفسهم للعقوبة بحسب تفريطهم‪.‬‬
‫تفريطه‬
‫وا فيها‬
‫بحسب‬
‫سهم للعقوبة فرط‬
‫*ُاختيارُالزوجةُالصاحلةُ*ُ‬
‫ﯡ( ﯛ‬
‫ﯢﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬ ‫تعاىل‪:‬‬
‫ﯠ‬ ‫قال اهلل‬
‫ﯜ ﯝﯞﯟ‬
‫إن من أول الركائز يف الرتبية اختيار الزوجة الصاحلة‪ ،‬وهذا يكون‬
‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬فاآلية أصل عظيم يف‬
‫عظيم يف‬
‫أصلﯥ‬
‫ﯤ‬ ‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬ف‬
‫ﯣاآلية‬
‫بأحواهلم‪ .‬يف اختيار زوجة معروفة‬
‫والعنايةأن جتتهد‬
‫وتربيتهمفعليك‬
‫باألوالد‪،‬‬ ‫رزق‬
‫األوالد‬ ‫وجوبأن ت‬
‫رعاية‬ ‫يتهم والعناية قبل‬
‫بأحواهلم‪.‬‬
‫اآلية‪ :‬تربيتهم‪،‬‬
‫لك عىل‬‫عون ًاهذه‬
‫ستكون بيان‬ ‫أيبألهنا‬
‫طالب ‪ ‬يف‬ ‫والتقوى؛‬
‫عيل بن‬ ‫الح‬ ‫والص‬
‫الراشد‬
‫اآلية‪ُّ :‬‬ ‫هذه‬ ‫باالستقامة‬
‫اخلليفة‬
‫بيان‬ ‫قاليف‬
‫عيل بن أيب طالب ‪‬‬
‫ُّ‬
‫وتنشئتهم)‪.‬التنشئة الصاحلة‪ ،‬وحتى لو مل تعن الزوجة الصاحلة‬
‫(‪1‬‬
‫(ع ِّلمُوهم‪،‬‬
‫وتأديبهم‪،‬وأ ِّدبوهم)‬ ‫َ‬
‫دينهمه عىل اآلباء‬
‫وأخالقهم‪.‬‬ ‫وبيان حتتُّم‬ ‫هذا ًا األمر‪،‬‬
‫عليهم يف‬ ‫رضر‬‫تأكيد‬
‫تكون‬‫اآلباء‬
‫‪‬‬ ‫النبي‬
‫األبناء عىل‬
‫فإهنا لن‬ ‫عنه‬
‫وصححتتُّم‬
‫وبيان‬
‫األمر‪،‬تربية‬
‫‪ ‬تأكيد هذا يف‬
‫إلمامُ ُراعُ ُوه َُوُ‬
‫َّ‬ ‫ـكم ُمسؤولُ ُعن ُرعيـتِ ِه؛ ُا ِ‬
‫َ ْ‬ ‫وه َُوُ‬
‫راعُ ُوكل‬ ‫مامُ ُراعُ ُ‬
‫ـكم ُ‬‫فقال‪:‬ي «ـتِ ِه؛ك ُلا ِ‬
‫إل‬ ‫كم ُ َم ْسؤولُ ُعن ُرع‬
‫‪ ‬عىل اختيار املرأة ذات‬ ‫نبينا الكريم‬ ‫َّ وهلٰذا جاء ُّ‬
‫احلث من‬
‫والرجلُُراعُُيفُ َأهل ُِهُوه َُوُ َم ْسؤولُُ َعنُ َر ِع َُّيتـ ِه‪ُ،‬‬
‫تـهَر‪ِ ُ،‬ع َُّيتـ ِه‪ُ،‬‬
‫ولُرُ ِععينُ ِ‬
‫ولُ ُْس َعؤنُ َ َ َّ‬ ‫جلُُراعُُيفُ َأهل ُِه َُم ْس‬
‫وهؤ َُوُ َم‬
‫وحلسبِ َها‪ُ ،‬ومجالـها‪ُ،‬‬
‫ْكح ُالـمرأةُ ُألربع‪ُ :‬ملاهلا‪َ ُ ،‬‬ ‫الدين فقال‪« :‬تـن ُ‬
‫ت‪َ ُ/‬ي‪َ 103‬‬
‫داك)‪.ُ)1(»ُ.‬‬ ‫للطربي َِر( َب ْ‬
‫‪ُ 23‬‬ ‫الدينُت‬ ‫تأويل ِ ُ‬
‫القرآن» ُِ‬
‫بذاتُ‬ ‫البيان ْظ َفيف ُْ‬
‫ـرُ‬ ‫ولد)‪.‬ين ِ َه‬
‫جامعا؛ُفا‬ ‫آن» للطربي (‪ِ )1)/23‬‬
‫‪«103‬‬

‫)‪ « )1‬صحيح البخاري » رقم‪ ،)5090( :‬و« صحيح مسلم » رقم‪.)1466( :‬‬
‫األبناء‬
‫‪7‬‬
‫ركائز يف تربية‪‬‬ ‫رك‪8‬ائز يف تربية األبناء‬
‫ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟ‬
‫ُ‬

‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬فإنه قد ائتمنهم عل‬ ‫*ُالدعاءُ*ُ‬


‫وواجبات‪ ،‬وجعلها امتحان ًا واختبار ًا لآل‬
‫الدعاء لألبناء‪ ،‬وهذا الدعاء يكون‬
‫ُ‬ ‫وإن من أهم هذه الركائز‪:‬‬
‫كام أمرهم اهلل ‪ ‬كان هلم عند اهلل أجر‬
‫قبل جميئهم وبعده؛ فيدعو الوالدان أن يرزقهم اهلل ‪ ‬الذرية‬
‫فرطوا فيها فقد عرضوا أنفسهم للعقوبة‬
‫الصاحلة‪ ،‬ويدعوان أيض ًا لألوالد بعد أن يرزقهام اهلل هبم باهلداية‬
‫قال اهلل تعاىل‪ (:‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫ﯦﯧﯨ‬‫ﯥكام‬
‫‪،‬‬‫ﯤ‬‫ﯣاألنبياء‬
‫والصالح واالستقامة والثبات عىل الديانة‪ ،‬أسو ًة ب‬
‫األوالدﯲوتربيتهم والعناية‬ ‫(ﯯ‬
‫رعايةﯰ ﯱ‬ ‫وجوب‬
‫أخربنا اهلل ‪ ‬عن خليله إبراهيم ‪ ‬أنه قال‪:‬‬
‫عيل بن أيب ط‬
‫قال اخلليفة الراشد ُّ‬
‫ﯳ)‪ ،‬وقال أيض ًا‪ ( :‬ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ‬
‫(ع ِّلمُوهم‪ ،‬وأ ِّدبوهم)(‪.)1‬‬
‫َ‬
‫)‪ ،‬وكذا زكريا ‪( : ‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬
‫وصح عن النبي ‪ ‬تأكيد هذا‬
‫فقال‪ « :‬كلـكم ُراعُ ُوكلـكم ُ َم ْسؤولُ ُع‬ ‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠﭡ)‪.‬‬
‫والرجلُُراعُُيفُ َأه‬ ‫مسؤولُُعنُر ِعي ِ‬
‫تـه‪ُ،‬‬
‫قوهلم‪:‬‬ ‫رب َ َ‬
‫العاملني َّ‬ ‫ومن دعاء عباد الرمحن الذين امتدحهم َ ْ‬

‫( ﮥ ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ‬
‫)‪ « )1‬جامع البيان يف تأويل القرآن» للطربي (‪3‬‬
‫ﮮﮯ) ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪98  3‬‬ ‫األبناء‬
‫تربية ‪‬‬
‫األبناء‪ 3‬‬ ‫ركئزائزيف يفتربية‬
‫ركا‬

‫ﯥ ألوالده‬
‫ﯤالوالد‬
‫ﯣدعوة‬
‫ﯢ‪‬‬‫ﯡاهلل‬
‫جعل‬
‫ﯟﯠ‬‫ﯝـهﯞأن‬
‫ﯥﯜوكرم‬
‫عمة اهلل‬
‫ﯛ‬ ‫ﯤ‬ ‫ﯚ‬ ‫ﯣنـ‬
‫ﯢمن‬
‫ﯙو‬‫ﯝ ﯞ ﯟﯠﯡ‬
‫عليهمأنهحقوق ًا‬
‫قال‪« :‬ثالثُ‬ ‫‪‬‬ ‫وأوجب‬ ‫عن عليها‪،‬‬
‫رسول اهلل‬ ‫ائتمنهم‬‫كام ًاقدثبت‬
‫حقوق‬ ‫ﯨ)‬
‫عليهم‪ُّ ،‬د‪،‬فإنه‬
‫تر‬ ‫وأوجب‪ ،‬ال‬ ‫ﯦﯧ‬
‫مستجاب ًة‬‫د ائتمنهم عليها‪،‬‬

‫بنائهمُاملسافر‪ُ،‬‬
‫الوالد‪،‬جتاه أ ُ‬
‫ُودعوة‬ ‫قاموا هبا‬
‫لآلباء؛ فإن ُ‬
‫ُدعوة ُ‬ ‫ن‪:‬‬ ‫واختبار ًا ِ‬
‫ُفيه َُّ‬ ‫بنائهم ًاال ُ َّ‬
‫شك‬ ‫امتحان‬ ‫وجعلها أ‬
‫ستِّجابات ُ‬‫قاموامهبا جتاه‬ ‫ًا واختبار ًا لآلباء؛ فإن‬
‫دعوات‪ُ،‬‬
‫وواجبات‬
‫هلم عند اهلل أجر عظيم‪ ،‬وثواب جزيل‪ ،‬وإن‬
‫كا)‪،‬نوإن‬
‫جزيل‬
‫وثواب ‪1( ‬‬
‫أمرهم اهلل‬
‫عظيم‪،‬‬
‫عند اهلل أجر كام‬
‫دعوةُاملظلوم»‬
‫و ُ‬
‫فقدم‪.‬عرضوا أنفسهم للعقوبة بحسب تفريطهم‪.‬‬
‫تفريطه‬
‫وا فيها‬
‫بحسب‬
‫سهم للعقوبة فرط‬
‫ومما ينبغي التنبيه عليه يف هذا املقام أيض ًا‪ :‬أنه عىل الوالدين‬
‫ﯡ( ﯛ‬
‫ﯢﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬ ‫تعاىل‪:‬‬
‫ﯠ‬ ‫قال اهلل‬
‫ﯜ ﯝﯞﯟ‬
‫أن حيذرا من الدعاء عىل أوالدمها بالرش‪ ،‬السيام يف حال الغضب‪،‬‬
‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬فاآلية أصل عظيم‬ ‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬ف‬
‫ـهاميفثم يندما‬ ‫بالدعاءيفعىل أوالدمها‪ ،‬فتستجاب دعوت‬
‫عظيم‬
‫أصلﯥ‬‫ﯤ‬ ‫ﯣاآلية‬
‫يتعجال‬ ‫فال‬
‫وجوب رعاية األوالد وتربيتهم والعناية بأحواهلم‪.‬‬
‫يتهم والعناية بأحواهلم‪.‬‬
‫بعد ذلك الندامة الشديدة‪.‬‬
‫عيل بن أيب طالب ‪ ‬يف بيان هذه اآلية‪:‬‬ ‫الراشد‬
‫اآلية‪ُّ :‬‬ ‫اخلليفةهذه‬
‫قاليف بيان‬
‫عيل بن أيب طالب ‪‬‬
‫ُّ‬
‫رسولنا الكريم ‪ ‬من ذلك فقال‪« :‬الُتدعواُعىلُ‬ ‫فقد حذرنا‬
‫(ع ِّلمُ ِوهم‪ ،‬وأ ِّدبوهم) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬
‫أنفسُكم‪ُ ،‬وال ُتدعوا ُعىل ُأوالدُِكم‪ُ ،‬وال ُتدعوا ُعىل ُأموالُِكُم‪ُ ،‬الُ‬
‫‪ ‬تأكيد هذا األمر‪ ،‬وبيان حتتُّمه عىل اآلباء‬ ‫النبي اآلباء‬ ‫عنه عىل‬ ‫وصححتتُّم‬ ‫‪ ‬تأكيد هذا األمر‪ ،‬وبيان‬
‫ساعةُيُسألُفيهاُعطاء‪ُ،‬فيستِّجيبُُلكم»(‪ُ.)2‬‬
‫توافقواُمنُاهللُ ُ‬
‫إلمامُ ُراعُ ُوه َُوُ‬ ‫ـكم ُ َم ْسؤولُ ُعن ُرع َّيـتِ ِه؛ ُا ِ‬
‫وه َُوُ‬
‫راعُ ُوكل‬‫مامُ ُراعُ ُ‬ ‫ـكم ُ‬ ‫فقال‪َّ :‬ي «ـتِ ِه؛ك ُلا ِ‬
‫إل‬ ‫كم ُ َم ْسؤولُ ُعن ُرع‬
‫ﭾ ﭿﮀ‬ ‫تعاىل ِ‪ ( :‬ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬ ‫اهللنُ ِ‬ ‫وقال‬
‫والرجلُُراعُُيفُ َأهل ُِهُوه َُوُ َم ْسؤولُُ َعنُ َر ِع َُّيتـ ِه‪ُ،‬‬
‫تـهَر‪ِ ُ،‬ع َُّيتـه‪ُ،‬‬ ‫ولُرُ ِعَع َّي‬
‫ولُ ُْس َعؤنُ َ‬ ‫جلُُراعُُيفُ َأهل ُِه َُم ْس‬
‫وهؤ َُوُ َم‬
‫ﮁ ﮂ) ‪.‬‬
‫‪.)«103‬جامع البيان يف تأويل القرآن» للطربي (‪.)103/23‬‬
‫آن» للطربي (‪)1)/23‬‬
‫)‪ )1‬أخرجه أبو داود يف «السنن» واللفظ له‪ ،‬والرتمذي يف «اجلامع» برقم‪ ،)1905( :‬من‬
‫حديث أيب هريرة ‪ ،‬وصححه األلباين يف «الصحيحة» رقم‪.)596( :‬‬
‫)‪ )2‬أخرجه مسلم يف «صحيحه» رقم‪.)3009( :‬‬
‫األبناء‬
‫‪9‬‬
‫ركائز يف تربية‪‬‬ ‫رك‪10‬ائز يف تربية األبناء‬
‫ﯛﯜﯝﯞﯟ‬ ‫وو َلدَ ه‬
‫ﯚ‪ُ ،‬ولوُ‬ ‫قال قتادة ‪« :‬يدعو ُعىل ُمالِ ِه؛ ُفيل َعُنُ ُما َل‬
‫ﯙهُ ُ َ‬
‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬فإنه قد ائتمنهم عل‬
‫استِّجابُاهللُلهُألَ ْه َلكَهُ»(‪.)1‬‬
‫َُ‬
‫وواجبات‪ ،‬وجعلها امتحان ًا واختبار ًا لآل‬
‫وقال العالمة عبد الرمحن السعدي ‪« :‬وهذا ُمن ُ ِ‬
‫جهلُُهلم عند اهلل أجر‬
‫كام أمرهم اهلل ‪ ‬كان‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫عندُأنفسهم للعقوبة‬ ‫بالش‬
‫ومالُـهاُهُفقد ِّ ُ‬
‫عرُضوا‬ ‫وع َِّجُلتُـ ُهُحيثُيدعوُعىلُنفسُ ُهُوأوالدُ‬
‫فرهُطوا في‬ ‫اإلنسانُ َُ‬
‫الغضب‪ُ،‬ويبَادرُبذلكُالدعاءُكامُيبادرُبالدعاءُيفُاخلري‪ُ.)2(» ...‬‬
‫قال اهلل تعاىل‪ (:‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫ُ‬
‫ﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‬
‫وجوب رعاية األوالد وتربيتهم والعناية‬ ‫ُ‬

‫عيل بن أيب ط‬ ‫ُ‬


‫قال اخلليفة الراشد ُّ‬
‫(ع ِّلمُوهم‪ ،‬وأ ِّدبوهم)(‪.)1‬‬
‫َ‬ ‫*******ُ‬

‫وصح عن النبي ‪ ‬تأكيد هذا‬ ‫ُ‬

‫فقال‪ « :‬كلـكم ُراعُ ُوكلـكم ُ َم ْسؤولُ ُع‬ ‫ُ‬


‫مسؤولُُعنُر ِعي ِ‬
‫تـه‪ُ،‬والرجلُُراعُُيفُ َأه‬ ‫ُ‬
‫َ َ َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬

‫)‪ « )1‬جامع البيان يف تأويل القرآن» للطربي (‪3‬‬

‫)‪« )1‬جامع البيان يف تأويل القرآن» للطربي (‪.)513/14‬‬


‫)‪« )2‬تيسري الكريم املنان» (ص‪.)454‬‬
‫‪11  3‬‬
‫‪10‬‬ ‫األبناء‬
‫تربية ‪‬‬
‫األبناء‪ 3‬‬ ‫ركئزائزيف يفتربية‬
‫ركا‬

‫ﯥﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬
‫ﯤﯛ‬‫ﯚ‬‫ﯢﯣ‬
‫ﯙ‬ ‫ﯝ ﯞ ﯟﯠﯡ‬
‫*ُاختيارُاألسامءُالطيبةُ*ُ‬
‫حقوق ًاقد ائتمنهم عليها‪ ،‬وأوجب عليهم حقوق ًا‬ ‫ﯨ)‬
‫عليهم‪ ،‬فإنه‬ ‫ﯦﯧ‬
‫وأوجب‬ ‫د ائتمنهم عليها‪،‬‬
‫بنائهم أن خيتار‬
‫الصاحلة‬
‫الرتبيةجتاه أ‬
‫األبناءقاموا هبا‬ ‫واختبار ًاتربية‬
‫لآلباء؛ فإن‬ ‫بنائهمت ًاعني يف‬
‫وجعلها أالتي‬
‫امتحان‬ ‫األمور‬
‫جتاه‬ ‫وواجباتن‪،‬‬
‫ًا واختبار ًا لآلباء؛ فإن م‬
‫قاموا هبا‬
‫تربطهموإبنطاعة اهلل‬
‫التي جزيل‪،‬‬
‫يبة‪،‬وثواب‬
‫عظيم‪،‬‬
‫أجرنة الط‬
‫األسامءاهللاحلس‬
‫هلم عند‬
‫ألوالدمهاوإن‬
‫كا‪،‬ن‬
‫جزيل‬
‫وثواب ‪‬‬
‫الوالداناهلل‬
‫أمرهم‬
‫عظيم‪،‬‬
‫عند اهلل أجر كام‬
‫فقدم‪.‬عرضوا أنفسهم للعقوبة بحسب تفريطهم‪.‬‬
‫تفريطه‬
‫وا فيها‬
‫بحسب‬
‫سهم للعقوبة فرط‬
‫‪ ،‬كأن تسميه‪( :‬عبد اهلل‪ ،‬وعبد الرمحن‪ ،‬وحممد‪ ،‬وصاحل ًا)‪ ،‬ونحو‬
‫بالصالحﯢ‬
‫والعبادة وبام‬ ‫ﯟهﯠ ﯡ‬
‫ﯝرهﯞبارتباط‬
‫ﯜ تذك‬
‫ﯢالتي‬
‫ﯛ‬ ‫ﯡ(‬
‫تعاىل‪:‬‬
‫احلسنة‬ ‫ﯠ‬ ‫قال اهلل‬
‫األسامء‬ ‫ﯟ‬‫ﯜ ﯝ ﯞ ٰهذه‬
‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬فاآلية أصل عظيم يف‬
‫عظيم يف‬
‫أصلﯥ‬
‫ﯤ‬ ‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬ف‬
‫ﯣاآلية‬
‫حيمد عليه‪ ،‬فيكون يف ذلك تأثري عليه غالب ًا‪ ،‬وكام قيل‪( :‬لكل رجل‬
‫وجوب رعاية األوالد وتربيتهم والعناية بأحواهلم‪.‬‬
‫يتهم والعناية بأحواهلم‪.‬‬
‫من اسمه نصيب)‪.‬‬
‫عيل بن أيب طالب ‪ ‬يف بيان هذه اآلية‪:‬‬ ‫الراشد‬
‫اآلية‪ُّ :‬‬ ‫اخلليفةهذه‬
‫قاليف بيان‬
‫عيل بن أيب طالب ‪‬‬
‫ُّ‬
‫أسامئِكُم ُإىل ُاهلل‪ُ :‬عبدُ ُاهللُ‬
‫أحبُ ُ ُ‬
‫إن ُ َّ‬
‫النبي ‪َُّ «:‬‬ ‫وصح عن‬
‫(ع ِّلمُوهم‪ ،‬وأ ِّدبوهم)(‪.)1‬‬
‫َ‬
‫وعبدُُالرمحن» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬تأكيد هذا األمر‪ ،‬وبيان حتتُّمه عىل اآلباء‬ ‫النبي اآلباء‬ ‫عنه عىل‬ ‫وصححتتُّم‬ ‫‪ ‬تأكيد هذا األمر‪ ،‬وبيان‬
‫معنى اسمه‪ ،‬ووجه كون هذا‬ ‫ِ ِومن املناسب أن يبني الوالد لولده‬
‫إلمامُ ُراعُ ُوه َُوُ‬ ‫ـكم ُ َم ْسؤولُ ُعن ُرع َّيـتِ ِه؛ ُا ِ‬
‫وه َُوُ‬
‫راعُ ُوكل‬‫مامُ ُراعُ ُ‬
‫ـكم ُ‬ ‫فقال‪َّ :‬ي «ـته؛ك ُلا ِ‬
‫إل‬ ‫كم ُ َم ْسؤولُ ُعن ُرع‬
‫له‪ :‬أنت عبد‬ ‫‪ِ ،‬فمثال إن كان اسمه (عبد اهلل) تقول‬ ‫ً‬ ‫هللُ ِ‬ ‫ً‬
‫َ ِ االسم حمبوبا‬
‫والرجلُُراعُُيفُ َأهل ُِهُوه َُوُ َم ْسؤولُُ َعنُ َر ِع َُّيتـ ِه‪ُ،‬‬
‫تـهَر‪ِ ُ،‬ع َُّيتـه‪ُ،‬‬‫ولُرُ ِعَع َّين‬
‫ولُ ُْس َعؤنُ َ‬
‫وهؤ َُوُ َم‬
‫جلُُراعُُيفُأهل ُه َُم ْس‬
‫هلل؛ الذي خلقك وأوجدك‪ ،‬وأنعم عليك هبذه النعم الكثرية؛ والتي‬
‫ومطيع ًا‪ /‬له‪،‬‬
‫‪.)103‬ونحو هذا الكالم‪.‬‬ ‫شاكرا‬
‫للطربي (‪23‬‬ ‫تكون‬
‫القرآن»‬ ‫أنتأويل‬ ‫جامعمنك‬
‫البيان يف‬ ‫تستلزم‬
‫‪.)«103‬‬
‫آن» للطربي (‪)1)/23‬‬

‫)‪ )1‬أخرجه مسلم يف «صحيحه» رقم‪.)2132( :‬‬


‫األبناء‬
‫‪11‬‬
‫ركائز يف تربية‪‬‬ ‫رك‪12‬ائز يف تربية األبناء‬
‫ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟ‬
‫*ُالعدلُ*ُ‬
‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬فإنه قد ائتمنهم عل‬
‫وجعلهاعن‬
‫وواجبات‪ ،،‬والبعد‬ ‫ِ‬
‫إنُمنُالركائزُالعظيمةُيفُتربيةُاألبناء‪ :‬العدل بينهم‬
‫امتحان ًا واختبار ًا لآل‬
‫ينهم هلم عند اهلل أجر‬
‫اهللجد‪‬ب كان‬
‫أبنائهم أو‬
‫بني أمره‬
‫اجلور واحليف والظلم؛ فإن األب إذا مل يعدل كام‬
‫فرطوا فيها فقد عرضوا أنفسهم للعقوبة‬
‫العداوة والتحاسد والتباغض‪ ،‬وأما إن حرص عىل العدل بينهم كان‬
‫ذلك من أعظم أسباب توادهم وحمبـتهم وبرهم له‪ .‬قال اهلل تعاىل‪ (:‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫ﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‬
‫وقد جاء يف «صحيح البخاري» عن النعامن بن بشري ‪ ‬أن‬
‫وجوب رعاية األوالد وتربيتهم والعناية‬
‫أباه نحله أرض ًا‪ ،‬وأن والدته طلبت من أبيه أن يشهد رسول اهلل‬
‫عيل بن أيب ط‬
‫قال اخلليفة الراشد ُّ‬
‫ِ‬
‫ُسائرُو َلد(‪)َ 1‬‬
‫كُ‪.‬‬ ‫أعطيت‪ ،‬وأ ِّد َ‬
‫بوهم)‬ ‫‪ ‬عىل ذلك‪ ،‬فلام أتى رسول اهلل ‪ ‬قال له‪(« :‬ع ِّلمُ َ‬
‫وهم‬ ‫َ‬
‫ِم َثل ُهذا»‪ ،‬فقال‪ :‬ال‪ ،‬فقال ‪« :‬فاتَّقوا ُاهللَ ُواعدلوا ُبنيُ‬
‫وصح عن النبي ‪ ‬تأكيد هذا‬
‫ِ‬

‫فقال‪ « :‬كلـكم ُراعُ ُوكلـكم ُ َم ْسؤولُ ُع‬ ‫َأوال ِدُكم»(‪.)1‬‬


‫مسؤولُُعنُر ِعي ِ‬
‫تـه‪ُ،‬والرجلُُراعُُيفُ َأه‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ويف رواية‪« :‬الُ َأشه ُدُعىلُ َجورُ»(‪.)2‬‬
‫ويف رواية عند مسلم أن النبي ‪ ‬قال له‪َ « :‬أيسُـ ُّر َُ‬
‫كُأنُُ‬
‫)‪ « )1‬جامع البيان يف تأويل القرآن» للطربي (‪3‬‬

‫)‪« )1‬صحيح البخاري» رقم‪.)2587( :‬‬


‫)‪« )2‬صحيح البخاري» رقم‪ ،)2650( :‬و«صحيح مسلم» رقم‪.)1623( :‬‬
‫‪13  3‬‬
‫‪12‬‬ ‫األبناء‬
‫تربية ‪‬‬
‫األبناء‪ 3‬‬ ‫ركئزائزيف يفتربية‬
‫ركا‬

‫ﯥ‬
‫ﯤا»(‪.)1‬‬
‫ﯣفالُإذ‬ ‫ﯡ‪،‬ﯢ‬
‫قال‪« :‬‬ ‫ﯟ ﯠ‪ :‬بىل‬
‫ﯞ قال‬
‫ﯝ؟»‪،‬‬
‫ﯥﯜ َو ُ‬
‫اء‬ ‫ﯛ‬
‫ﯤُالبُُ َ‬
‫س‬ ‫ﯚيف‬
‫ﯣكَُُ‬
‫ﯢواُإلي‬
‫ﯙ‬ ‫ﯝ ﯞ ﯟﯠﯡ‬
‫يكون‬ ‫ِّ‬
‫حقوق ًاقد ائتمنهم عليها‪ ،‬وأوجب عليهم حقوق ًا‬ ‫ﯨ)‬
‫عليهم‪ ،‬فإنه‬ ‫ﯦﯧ‬
‫وأوجب‬ ‫د ائتمنهم عليها‪،‬‬
‫فهذا حتذير من احليف والظلم بني األوالد‪ ،‬وبيان ملا يورثـه‬
‫بنائهم ًا واختبار ًا لآلباء؛ فإن قاموا هبا جتاه أبنائهم‬
‫وجعلها أامتحان‬
‫قاموا هبا جتاه‬ ‫ًا واختبار ًا لآلباء؛ فإن‬
‫وواجبات‪،‬‬
‫من العقوق وعدم الرب‪ ،‬والتقاطع والتهاجر بني اإلخوان‪.‬‬
‫هلم عند اهلل أجر عظيم‪ ،‬وثواب جزيل‪ ،‬وإن‬
‫كا‪،‬نوإن‬
‫جزيل‬
‫وثواب ‪‬‬
‫أمرهم اهلل‬
‫عظيم‪،‬‬
‫عند اهلل أجر كام‬
‫فقدم‪.‬عرضوا أنفسهم للعقوبة بحسب تفريطهم‪.‬‬
‫تفريطه‬
‫وا فيها‬
‫بحسب‬
‫سهم للعقوبة فرط‬
‫******‬
‫ﯡ( ﯛ‬
‫ﯢﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬ ‫تعاىل‪:‬‬
‫ﯠ‬ ‫قال اهلل‬
‫ﯜ ﯝﯞﯟ‬ ‫ُ‬

‫ُ‬

‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬فاآلية أصل عظيم يف‬


‫عظيم يف‬
‫أصلﯥ‬
‫ﯤ‬ ‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬ف‬
‫ﯣاآلية‬
‫وجوب رعاية األوالد وتربيتهم والعناية بأحواهلم‪.‬‬
‫يتهم والعناية بأحواهلم‪.‬‬
‫عيل بن أيب طالب ‪ ‬يف بيان هذه اآلية‪:‬‬ ‫الراشد‬
‫اآلية‪ُّ :‬‬ ‫اخلليفةهذه‬
‫قاليف بيان‬
‫عيل بن أيب طالب ‪‬‬
‫ُّ‬
‫(ع ِّلمُوهم‪ ،‬وأ ِّدبوهم)(‪.)1‬‬
‫َ‬
‫‪ ‬تأكيد هذا األمر‪ ،‬وبيان حتتُّمه عىل اآلباء‬ ‫النبي اآلباء‬ ‫عنه عىل‬ ‫وصححتتُّم‬
‫‪ ‬تأكيد هذا األمر‪ ،‬وبيان‬
‫إلمامُ ُراعُ ُوه َُوُ‬ ‫ـكم ُ َم ْسؤولُ ُعن ُرع َّيـتِ ِه؛ ُا ِ‬
‫وه َُوُ‬
‫راعُ ُوكل‬ ‫مامُ ُراعُ ُ‬
‫ـكم ُ‬ ‫فقال‪َّ :‬ي «ـتِ ِه؛ك ُلا ِ‬
‫إل‬ ‫كم ُ َم ْسؤولُ ُعن ُرع‬
‫والرجلُُراعُُيفُ َأهل ُِهُوه َُوُ َم ْسؤولُُ َعنُ َر ِع َُّيتـ ِه‪ُ،‬‬
‫تـهَر‪ِ ُ،‬ع َُّيتـ ِه‪ُ،‬‬
‫ولُرُ ِععينُ ِ‬
‫ولُ ُْس َعؤنُ َ َ َّ‬ ‫جلُُراعُُيفُ َأهل ُِه َُم ْس‬
‫وهؤ َُوُ َم‬

‫‪.)«103‬جامع البيان يف تأويل القرآن» للطربي (‪.)103/23‬‬


‫ُ‬
‫آن» للطربي (‪)1)/23‬‬
‫ُ‬

‫)‪« )1‬صحيح مسلم» رقم‪.)1623( :‬‬


‫األبناء‬
‫‪13‬‬
‫ركائز يف تربية‪‬‬ ‫رك‪14‬ائز يف تربية األبناء‬
‫ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟ‬
‫ُ‬

‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬فإنه قد ائتمنهم عل‬


‫*ُالرفقُوالرمحةُ*ُ‬
‫ِّ‬
‫وواجبات‪ ،‬وجعلها امتحان ًا واختبار ًا لآل‬ ‫ِ‬
‫نُركائزُتربيةُاألبناء‪ :‬الرفق وال ُّلطف هبم‪ ،‬ومعاملـتهم بالرمحة‬
‫ومُ َُ‬
‫كام أمرهم اهلل ‪ ‬كان هلم عند اهلل أجر‬
‫فقُالُ‬
‫واإلحسان‪ ،‬واحلذر والبعد عن الغلظة والشدة واجلفاء؛ فإن «الر َ ُ‬
‫فرطوا فيها فقد ِّعرضوا أنفسهم للعقوبة‬
‫يشءُإالُزانَه‪ُ،‬والُيُـنزعُمنُيشءُإالُشا َنُه»(‪.)1‬‬
‫يكونُيفُ ُ‬
‫قال اهلل تعاىل‪ (:‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫ﯦﯧﯨ‬‫صغرهم‬
‫ﯤﯥ‬ ‫األوالد منذ‬
‫وهذه الرمحة والرفق يب أن تبدأ مع ﯣ‬
‫األوالداءوتربيتهم والعناية‬
‫لقرب األبن‬
‫سبب رعاية‬
‫ونعومة أظفارهم‪ ،‬ومتيض وتستمر معهم‪ ،‬فإهناوجوب‬
‫عيل بن أيب ط‬
‫الراشد ُّ‬
‫اخلليفةيسهل‬
‫قال املحبة‬
‫من آبائهم‪ ،‬وحمبتهم هلم‪ ،‬ومع وجود هذا القرب وهذه‬
‫(ع ِّلمُوهم‪ ،‬وأ ِّدبوهم)(‪.)1‬‬
‫َ‬
‫توجيه األبناء للخري‪ ،‬وتتيرس النصيحة هلم‪ ،‬وكذا استجابتهم‬
‫وصح عن النبي ‪ ‬تأكيد هذا‬
‫وقبوهلم هلا‪.‬‬
‫فقال‪ « :‬كلـكم ُراعُ ُوكلـكم ُ َم ْسؤولُ ُع‬
‫الركيزة ِفقد‬ ‫وقد تكاثرت النصوص من سنة النبي ‪ ‬ببيان هذه‬
‫تـه‪ُ،‬والرجلُُراعُُيفُ َأه‬ ‫َم ْسؤولُُ َعنُ َر ِع َّي‬
‫جاء عن أيب هريرة ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قبـل احلسن بن عيل ‪،‬‬
‫)‪ « )1‬جامع البيان يف تأويل القرآن» للطربي (‪3‬‬
‫واألقرع بن حابس ‪ ‬جالس عنده‪ ،‬فقال ‪« :‬إن يل عرش ًة من الولد‬

‫)‪ )1‬أخرجه مسلم يف «صحيحه» رقم‪.)2594( :‬‬


‫‪15  3‬‬
‫‪14‬‬ ‫األبناء‬
‫تربية ‪‬‬
‫األبناء‪ 3‬‬ ‫ركئزائزيف يفتربية‬
‫ركا‬

‫ﯥُالُ َير َحمُ‬ ‫ﯣﯤ‬


‫وقال‪َ « :‬من‬ ‫ولﯢ‬
‫اهلل ‪‬‬ ‫ﯡ‬‫ﯟ ﯠرس‬
‫نظـرﯞإليه‬
‫ﯥﯜ‪ ،‬فﯝ‬
‫ﯛ‬
‫ﯤأحد ًا»‬
‫ﯚ‬ ‫ﯣ‬
‫منهم‬ ‫ﯢت‬
‫ﯙـبل‬
‫ﯡق‬
‫ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ما‬
‫حقوق ًاقد ائتمنهم عليها‪ ،‬وأوجب عليهم حقوق ًا‬ ‫ﯨ))‬
‫عليهم‪ ،‬فإنه‬ ‫ﯦﯧ‬
‫وأوجب (‪1‬‬ ‫د ائتمنهم عليها‪،‬‬
‫الُُ ُيـ ْر َحم» ‪.‬‬
‫بنائهم ًا واختبار ًا لآلباء؛ فإن قاموا هبا جتاه أبنائهم‬
‫وجعلها أامتحان‬
‫قاموا هبا جتاه‬ ‫ًا واختبار ًا لآلباء؛ فإن‬
‫وواجبات‪،‬‬
‫وعن أم املؤمنني عائشة ‪ ‬قالت‪ :‬جاء أعرايب إىل رسول اهلل‬
‫هلم عند اهلل أجر عظيم‪ ،‬وثواب جزيل‪ ،‬وإن‬
‫كا‪،‬نوإن‬
‫جزيل‬
‫وثواب ‪‬‬
‫أمرهم اهلل‬
‫عظيم‪،‬‬
‫عند اهلل أجر كام‬
‫تفريطهمم‪ ،».‬فقال النب ُّي ‪:‬‬
‫بحسبـقبـلـه‬
‫للعقوبة؟ فـام ن‬
‫الصبيان!‬ ‫ونفسهم‬ ‫ضـل‬
‫وا أن‬ ‫فقد«مت‪.‬ـعرقـب‬
‫وقال ‪:‬‬
‫تفريطه‬
‫وا فيها‬‫بحسب‬‫‪‬‬
‫سهم للعقوبة فرط‬

‫ﯠ‪.‬ﯡ ﯢ‬
‫َ (‪)2‬‬
‫الرمح ُة»‬
‫ﯟ‬ ‫كُُ‬ ‫ﯝ‬‫ﯜُ ُِمـ ُْ‬
‫نُ َقلبُِ‬
‫ﯞـ َ‬ ‫اهلل‬ ‫أنُ َُنـز‬
‫ﯢَُعُ ُ‬
‫ﯛ‬ ‫ﯡ(‬ ‫ﯠ َكُُ‬
‫تعاىل‪:‬‬ ‫كُل‬ ‫«أو َأملُِ‬
‫قالـاهللُ‬‫ﯟ‬ ‫ﯜ ﯝﯞ َ‬
‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬فاآلية أصل عظيم يف‬
‫عظيم يف‬
‫أصلﯥ‬
‫ﯤ‬ ‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬ف‬
‫ﯣاآلية‬
‫وجوب رعاية األوالد وتربيتهم والعناية بأحواهلم‪.‬‬
‫يتهم والعناية بأحواهلم‪.‬‬
‫عيل بن أيب طالب ‪ ‬يف بيان هذه اآلية‪:‬‬ ‫الراشد‬
‫اآلية‪ُّ :‬‬ ‫اخلليفةهذه‬
‫قاليف بيان‬
‫عيل بن أيب طالب ‪‬‬
‫ُّ‬
‫*******‬ ‫(ع ِّلمُوهم‪ ،‬وأ ِّدبوهم)(‪.)1‬‬
‫َ‬
‫‪ ‬تأكيد هذا األمر‪ ،‬وبيان حتتُّمه عىل اآلباء‬ ‫النبي اآلباء‬ ‫عنه عىل‬ ‫وصححتتُّم‬
‫‪ ‬تأكيد هذا األمر‪ ،‬وبيان‬
‫إلمامُ ُراعُ ُوه َُوُ‬ ‫ـكم ُ َم ْسؤولُ ُعن ُرع َّيـتِ ِه؛ ُا ِ‬
‫وه َُوُ‬
‫راعُ ُوكل‬ ‫مامُ ُراعُ ُ‬
‫ـكم ُ‬ ‫فقال‪َّ :‬ي «ـتِ ِه؛ك ُلا ِ‬
‫إل‬ ‫كم ُ َم ْسؤولُ ُعن ُرع‬
‫والرجلُُراعُُيفُ َأهل ُِهُوه َُوُ َم ْسؤولُُ َعنُ َر ِع َُّيتـ ِه‪ُ،‬‬
‫تـهَر‪ِ ُ،‬ع َُّيتـ ِه‪ُ،‬‬
‫ولُرُ ِععينُ ِ‬
‫ولُ ُْس َعؤنُ َ َ َّ‬ ‫جلُُراعُُيفُ َأهل ُِه َُم ْس‬
‫وهؤ َُوُ َم‬

‫‪.)«103‬جامع البيان يف تأويل القرآن» للطربي (‪.)103/23‬‬


‫آن» للطربي (‪)1)/23‬‬

‫)‪ )1‬أخرجه البخاري يف «صحيحه» رقم‪ ،)5997( :‬ومسلم يف «صحيحه» رقم‪.)2594( :‬‬
‫)‪ )2‬أخرجه البخاري يف «صحيحه» رقم‪.)5998( :‬‬
‫األبناء‬
‫‪15‬‬
‫ركائز يف تربية‪‬‬ ‫رك‪16‬ائز يف تربية األبناء‬
‫ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟ‬
‫*ُالنُّصحُوالتوجيهُ*ُ‬
‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬فإنه قد ائتمنهم عل‬
‫وجعلهاُّصحُ‬
‫امتحان ًا واختبار ًا لآل‬ ‫داومةُعىلُالن‬‫وأيض ًا من ركائز تربية األبناء العظيمة‪ :‬الـم‬
‫وواجبات‪،‬‬
‫عليم هلم عند اهلل أجر‬
‫‪ ‬كان‬
‫اهللءا بت‬
‫ً‬‫األخالق‪،‬م بد‬ ‫ُِ‬
‫والتوجيه‪ ،‬السيام إىل معايل األمور‪ ،‬ومكارم كام أمره‬
‫فرطوا فيها فقد عرضوا أنفسهم للعقوبة‬
‫العقائد الدينية‪ ،‬وفرائض اإلسالم وأركانه‪ ،‬وسائر األوامر‬
‫قال اهلل تعاىل‪ (:‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫الرشعية‪ ،‬وكذا عند الزجر والتحذير؛ يبدأ بالكبائر من الذنوب‬
‫ﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‬
‫واآلثام‪ ،‬وسائر املناهي الرشعية‪ ،‬فهذه األمور يب أن يكون هلا‬
‫وجوب رعاية األوالد وتربيتهم والعناية‬
‫النصيب األكرب من التوجيه والنُّصح‪ ،‬وبعدها يلتفت الوالد‬
‫عيل بن أيب ط‬
‫قال اخلليفة الراشد ُّ‬
‫لدنيا‪.‬‬
‫حال أبنائهم يف ا (‪)1‬‬
‫والوالدة إىل غريها من األمور التي يصلح هبا َ‬
‫(ع ِّلمُوهم‪ ،‬وأ ِّدبوهم)‬

‫وصح عن النبي ‪ ‬تأكيد هذا‬ ‫من املطعم وامللبس وغريها‪.‬‬


‫وكلـكم ُ َم ْسؤولُ ُع‬
‫كتابهاعُ ُعن‬
‫ـكم ُر‬
‫فقال‪« :‬كليف‬
‫ومن الوصايا البليغة النافعة املسددة ما ذكره اهلل‬
‫مسؤولُُعنُر ِعي ِ‬
‫تـه‪ُ،‬والرجلُُراعُُيفُ َأه‬ ‫حيث بدأ َ‬
‫معه َبالت َّوحيد‪،‬‬ ‫لقامن احلكيم حينام وعظ ابنه يف سورة لقامن َ ْ‬

‫ويفالقرآن» للطربي (‪3‬‬


‫بخلقيفه‪،‬تأويل‬ ‫اهللجامع‬
‫‪ ‬البيان‬ ‫وثنى باألمر برب الوالدين‪ ،‬وبعدها نـبهه عىل إحاطة‬
‫)‪« )1‬‬

‫ذلك إشارة لرضورة مراقبة اهلل ‪ ‬يف مجيع أفعاله‪ ،‬ثم حثه عىل إقامة‬
‫‪17  3‬‬ ‫ركائز يف تربية األبناء‪ 3‬‬
‫‪‬‬
‫‪16‬‬ ‫ركائز يف تربية األبناء‬
‫ﯥﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬
‫ﯤﯛ‬ ‫ﯚ‬ ‫ﯢﯣ‬ ‫ﯙ‬ ‫ﯝ ﯞ ﯟﯠﯡ‬
‫الصالة التي هي أعظم األعامل البدنية‪ ،‬وختم وصيته بتنبيهه عىل مجلة‬
‫حقوق ًاقد ائتمنهم عليها‪ ،‬وأوجب عليهم حقوق ًا‬ ‫ﯨ)‬
‫عليهم‪ ،‬فإنه‬ ‫ﯦﯧ‬
‫وأوجب‬ ‫د ائتمنهم عليها‪،‬‬
‫ﭨﭩ‬
‫ﭧبنائهم‬ ‫قاموا(هباﭦ‬
‫جتاه أ‬ ‫تعاىل‪:‬‬
‫قالفإن‬ ‫األمور؛‬
‫لآلباء؛‬ ‫ومعايل‬
‫واختبار ًا‬ ‫األخالقامتحان‬
‫بنائهم ًا‬‫وجعلها أ‬ ‫رفيع‪،‬‬
‫قاموا هبا جتاه‬ ‫منن‬
‫ًا واختبار ًا لآلباء؛ فإ‬
‫وواجبات‬
‫هلم عند اهلل أجر عظيم‪ ،‬وثواب جزيل‪ ،‬وإن‬
‫كا‪،‬نوإن‬
‫جزيل‬
‫وثواب ‪‬‬
‫أمرهم اهلل‬
‫عظيم‪،‬‬
‫عند اهلل أجر كام‬
‫ﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ‬
‫فقدم‪.‬عرضوا أنفسهم للعقوبة بحسب تفريطهم‪.‬‬
‫تفريطه‬
‫وا فيها‬
‫بحسب‬
‫سهم للعقوبة فرط‬
‫ﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ‬
‫ﯡ( ﯛ‬
‫ﯢﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬ ‫تعاىل‪:‬‬
‫ﯠ‬ ‫قال اهلل‬
‫ﯜ ﯝﯞﯟ‬
‫ﮂﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬فاآلية أصل عظيم يف‬
‫عظيم يف‬
‫أصلﯥ‬
‫ﯤ‬ ‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬ف‬
‫ﯣاآلية‬
‫ﮖﮗﮘﮙﮚﮛ‬ ‫ﮔﮕ‬
‫والعناية بأحواهلم‪.‬‬ ‫ﮒﮓ‬
‫وتربيتهم‬ ‫رعايةﮑ‬
‫األوالد‬ ‫ﮏﮐ‬ ‫وجوب‬‫يتهم والعناية ﮎ‬
‫بأحواهلم‪.‬‬
‫ﮦﮧ‬
‫ﮥ اآلية‪:‬‬
‫ﮤهذه‬ ‫ﮣ‬
‫طالب ‪ ‬يف بيان‬ ‫عيلﮢ‬
‫بن أيب‬ ‫ﮡ‬ ‫ﮞهذهﮟ ﮠ‬
‫الراشد‬
‫اآلية‪:‬‬ ‫قاليفﮝبيان‬
‫اخلليفة‬ ‫ﮜ‬
‫عيل بن أيب طالب ‪‬‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫بوهم)‬
‫ﮫ ‪.‬‬
‫ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ‬ ‫(ع ِّلمُوهم‪ ،‬و‬
‫ﮨﮩأ ِّدﮪ‬ ‫َ‬ ‫(‪)1‬‬

‫عىل اآلباء‬
‫ﯣﯤ ﯥ‬ ‫ﯢ‬ ‫ﯡحتتُّمه‬
‫ﯠوبيان‬
‫األمر‪،‬‬
‫هذاﯟ‬‫تأكيدﯝ ﯞ‬
‫ﯛﯜ‬ ‫اآلباء‬
‫‪‬‬‫ﯚ‬ ‫النبي‬
‫عنهﯙعىل‬
‫ﯗحتتﯘُّم‬
‫وصح‬
‫‪ ‬تأكيد هذا األمر‪ ،‬وبيان‬
‫مامُ ُﯮراعُ ُوه َُوُ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ﯯ ﯰ ﯱﯲ‬ ‫ﯬإلﯭ‬‫ﯫرع َّيـته؛ ُا‬
‫ولُ ُعن ُ‬
‫ﯪ‬‫ﯩسؤ‬ ‫وه َُوُ‬
‫ـكم ُ َم ْ‬
‫ﯨ‬ ‫راعُ ُوكل‬
‫مامُ ُراعُ ُ‬
‫ـكم ُ‬
‫ﯧ‬ ‫ﯦلاإل‬
‫فقال‪َّ :‬ي «ـته؛ك ُ‬
‫كم ُ َم ْسؤولُ ُعن ُرع‬
‫والرجلُُراعُُيفُ َأهل ُِهُوه َُوُمسؤولُُ َعنُر ِع ُيتـ ِه‪ُ،‬‬
‫تـهر‪ِ ُ،‬ع ُيتـ ِه‪ُ،‬‬
‫ولُرُ ِععينُ ِ‬
‫ولُُس َعؤنُ َ‬ ‫جلُُراعُُيفُ َأهل ُِهُمس‬
‫وهؤ َُوُم‬
‫ﯾ َّﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ‬
‫َ‬
‫ﯼﯽ‬‫َ ْ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َّ َ َّ‬
‫ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ‬ ‫ﯳﯴﯵ‬
‫ﰋ)‪.‬ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ‬ ‫ﰈﰉ ﰊ‬
‫‪103/23‬‬‫ﰇالقرآن» للطربي (‬
‫ﰆيف تأويل‬ ‫ﰄﰅ‬
‫جامع البيان‬
‫‪.)«103‬‬
‫آن» للطربي (‪)1)/23‬‬

‫ﰒﰓﰔ)‪.‬‬
‫األبناء‬
‫‪17‬‬
‫ركائز يف تربية‪‬‬ ‫رك‪18‬ائز يف تربية األبناء‬
‫الوصية‬
‫ﯛﯜﯝﯞﯟ‬ ‫ﯚ‬ ‫كام مر يف‬
‫ﯙ‬ ‫وقد انتهج هذا املسلك األنبياء والصاحلون‬
‫فإنه قد ائتمنهم عل‬ ‫ﯨ)‪،‬‬
‫فقال‪:‬‬ ‫ﯧ‪‬‬ ‫السابقة‪ ،‬وذكر اهلل ‪ ‬عن نبيه إبراهيم ﯦ‬
‫ويعقوب‬
‫وواجبات‪ ،‬وجعلها امتحان ًا واختبار ًا لآل‬
‫(ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬
‫كام أمرهم اهلل ‪ ‬كان هلم عند اهلل أجر‬
‫ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬
‫فرطوا فيها فقد عرضوا أنفسهم للعقوبة‬
‫ﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ‬
‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ) ‪ .‬قال اهلل تعاىل‪ (:‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫ﯦﯧﯨ‬ ‫يأمرﯥ‬
‫أهله‬ ‫ﯤ‬ ‫ﯣبكونه‬
‫رب العاملني عىل نبيه إسامعيل ‪‬‬
‫وأثنى ُّ‬
‫وجوب رعاية األوالد وتربيتهم والعناية‬
‫بالصالة والزكاة‪ ،‬فقال تعاىل‪( :‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ )‪.‬‬
‫عيل بن أيب ط‬
‫قال اخلليفة الراشد ُّ‬
‫وأمر اهلل تعاىل نبيه حممد ًا ‪ ‬أن حيافظ عىل أداء الصلوات‬
‫(ع ِّلمُوهم‪ ،‬وأ ِّدبوهم)(‪.)1‬‬
‫َ‬
‫املفروضات‪ ،‬وأن يأمر أهله هبا أيض ًا‪ ،‬وحيثهم عىل فعلها كام قال‬
‫وصح عن النبي ‪ ‬تأكيد هذا‬
‫فقال‪ « :‬كلـكم ُراعُ ُوكلـكم ُ َم ْسؤولُ ُع‬
‫تعاىل‪( :‬ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ )‪.‬‬
‫ب ِعي ِ‬
‫الوالد‬ ‫أيض ًا ْس‪:‬ؤأن‬
‫والرجلُُراعُُيفُ َأه‬‫تـه‪ُ،‬‬ ‫ولُُ َعيننُ َر َّ‬ ‫ويدخل يف توجيه األبناء ونصحهم َم‬
‫أبناءه من كل ما يفسد أخالقهم ودينهم؛ مثل‪ :‬سامع األغاين‪،‬‬
‫)‪ « )1‬جامع البيان يف تأويل القرآن» للطربي (‪3‬‬
‫والقنوات الضارة‪ ،‬واآلالت الـمحرمة‪ ،‬وكذا حيذر من الذهاب‬
‫بأبنائه ألماكن اللهو املحرم‪.‬‬
‫‪19  3‬‬
‫‪18‬‬ ‫األبناء‬
‫تربية ‪‬‬
‫األبناء‪ 3‬‬ ‫ركئزائزيف يفتربية‬
‫ركا‬

‫*ُﯤﯥ‬
‫ﯣ‬‫الصالحُ‬
‫ﯟﯠﯡ ﯢ‬ ‫*ُاجلليسُ‬
‫ﯥﯜ ﯝ ﯞ ُ‬
‫ﯤﯛ‬‫ﯚ‬‫ﯢﯣ‬
‫ﯙ‬ ‫ﯝ ﯞ ﯟﯠﯡ‬
‫حقوق ًاقد ائتمنهم عليها‪ ،‬وأوجب عليهم حقوق ًا‬ ‫ﯨ)‬
‫عليهم‪ ،‬فإنه‬ ‫ﯦﯧ‬
‫وأوجب‬ ‫د ائتمنهم عليها‪،‬‬
‫إن تعاه د األبناء يف باب اجلليس والصاحب م ن أعظم‬
‫بنائهم ًا واختبار ًا لآلباء؛ فإن قاموا هبا جتاه أبنائهم‬
‫وجعلها أامتحان‬
‫قاموا هبا جتاه‬ ‫ًا واختبار ًا لآلباء؛ فإن‬
‫وواجبات‪،‬‬
‫الصاحبوإنساحب‪،‬‬ ‫عظيم‪،‬؛ فإن‬
‫وثواب جزيل‪،‬‬ ‫مراعاهتااهلليفأجرالرتبية‬
‫يبنوإن‬
‫هلم عند‬ ‫كا‪،‬‬ ‫التي‪‬‬
‫جزيل‬ ‫الركائزم اهلل‬
‫وثواب‬ ‫أمره‬
‫عظيم‪،‬‬
‫عند اهلل أجر كام‬
‫فسههم‪.‬للعقوبة بحسب تفريطهم‪.‬‬
‫جليس‬
‫يفوا أن‬
‫عرض‬‫ؤثر‬ ‫والبدفيهاأن ي‬
‫فقدم‪.‬‬
‫تفريطه‬ ‫وا‬
‫بحسب‬
‫سهم للعقوبة فرط‬

‫الصاحب عىل‬ ‫ﯡﯢ‬ ‫ﯠتأثري‬ ‫ﯟ بيان‬ ‫‪‬ﯞمث ً‬


‫ال يف‬ ‫ﯜﯝ‬ ‫النبي‬
‫ﯢ ُّ‬‫ﯛ‬ ‫رضب(لنا‬
‫ﯡ‬ ‫تعاىل‪:‬‬
‫ﯠ‬ ‫قالوقد‬
‫اهلل‬ ‫ﯜ ﯝﯞﯟ‬

‫عظيمحُِ ُيفواجلل ُِ‬


‫يسُ‬ ‫سُ ُ‬
‫أصلالصال‬ ‫ﯨث)لُ‪ُ ،‬فاجللِي‬
‫اآلية ِ‬ ‫فقال‪َ « :‬م‬
‫والرشﯧ‬ ‫ﯦ‬ ‫أصلاخلري‬
‫عظيم يف‬
‫ﯥ‬ ‫ﯤ‬ ‫اآلية يف‬
‫صاحبه‬ ‫ﯣ‬‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬ف‬
‫املُ ُالـمس ِ‬
‫كُ‪ُ:‬إِ َّما ُ َأنُ‬ ‫بأحواهلم‪َ.‬فح ِ‬
‫والعنايةُ ِ‬
‫الكري؛ ُ‬ ‫كُ‬ ‫ـمس ِ‬
‫األوالد ِ‬
‫وتربيتهمُونافخُِ‬ ‫وجوب ُِء ُك‬
‫رعاية‬
‫َحام ِلُ ُال‬ ‫بأحواهلم‪.‬‬
‫يتهم والعناية السو‬
‫اع ُمنه‪ُ ،‬وإما ُأن ُ ََتِدَُ ُمن ُه ُ ِرحياُ ُط ُِّيـبة‪ُ ،‬ونافِخُُ‬ ‫طالبـ‪ِ ‬‬
‫عيل بن أيب طالب ‪ ‬يف بيان هذه اآلية‪:‬‬ ‫الراشد‬
‫اآلية‪:‬‬ ‫اخلليفةهذه‬
‫قاليف بيان‬ ‫عيل بن أيب‬
‫حذُ َُيك‪ُ ،‬وإِما ُأن ُتَبت ُّ َُ‬ ‫يُ‬ ‫ُّ‬
‫(ع ِّلمُوهم‪ ،‬وأ ِّدبوهم) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬
‫ِ َ ( ‪)1‬‬ ‫ِ‬
‫ك‪ُ،‬وإ َّمُاُأنَُتدَُُمنهُرحياُخبيث ُة» ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ريُ‪ُ:‬إماُأنُيـح ِر َقُُثياب َ‬ ‫الك ِ‬
‫‪ ‬تأكيد هذا األمر‪ ،‬وبيان حتتُّمه عىل اآلباء‬ ‫النبي اآلباء‬
‫عنه عىل‬ ‫وصححتتُّم‬
‫‪ ‬تأكيد هذا األمر‪ ،‬وبيان‬
‫ِ (‪)2‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫حدُ ُكمُ َمنُُيـخالل» ‪.‬‬ ‫لينـتِظُ ِهر؛ُُأا َ ِ‬ ‫ِ ِوقال ِ ‪« :‬الـ َم ْر ُءُعىلُد ُِ‬
‫ينُ َخليلهُُ َف‬
‫إلمامُ ُراعُ ُوه َُوُ‬ ‫ـكم ُمسؤولُ ُعن ُرعي‬ ‫وه َُوُ‬
‫راعُ ُوكل‬
‫مامُ ُراعُ ُ‬
‫ـكم ُ‬ ‫فقال‪:‬ي «ـته؛ك ُلاإل‬
‫كم ُمسؤولُ ُعن ُرع‬
‫‪‬‬

‫َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬
‫ولُُي َعالنُس َرو ِع َُّينتـ ِهيف‪ُ،‬املدارس‬‫ن ُِهُيوه َُوُ َم ْسؤ‬
‫صحبون و‬ ‫يمهل‬
‫أبنائرهاعُمُ فيفُ َأ‬ ‫تـهَر‪ِ ُ،‬ع َُّيتـ ِه‬
‫متابعة‪ُ،‬‬
‫والرجلُُ‬ ‫اآلباءُ ِ‬
‫ولُرُ ِعَع َّين‬
‫فعىلنُ َ‬
‫ولُ ُْس َعؤ‬ ‫جلُُراعُُيفُ َأهل ُِه َُم ْس‬
‫وهؤ َُوُ َم‬
‫وغريها‪ُّ ،‬‬
‫وتفقدهم يف ذلك‪.‬‬
‫‪.)«103‬جامع البيان يف تأويل القرآن» للطربي (‪.)103/23‬‬
‫آن» للطربي (‪)1)/23‬‬

‫)‪ )1‬أخرجه البخاري يف «صحيحه» رقم‪ ،)5534( :‬ومسلم يف «صحيحه» رقم‪.)2628( :‬‬
‫)‪ )2‬أخرجه أبوداود يف «السنن» رقم‪ ،)4833( :‬وانظر «السلسلة الصحيحة» (‪.)927‬‬
‫األبناء‬
‫‪19‬‬
‫ركائز يف تربية‪‬‬ ‫رك‪20‬ائز يف تربية األبناء‬
‫ﯚمل يكن‬
‫ﯛﯜﯝﯞﯟ‬ ‫هذا الزمن‬
‫ﯙ‬ ‫وقد استجد نوع من األصحاب واجللساء يف‬
‫فإنه قد ائتمنهم عل‬ ‫صاحبه)‪،‬عن‬
‫ﯧﯨ‬ ‫ﯦعىل‬ ‫له وجود يف زمن سابق‪ ،‬وهو ال ُّ‬
‫يقل يف تأثريه‬
‫امتحان ًا واختبار ًا لآل‬ ‫نرتنت‪،‬وجعلها‬
‫ووسائلُ‬ ‫وواجبات‪،‬‬
‫سابقه؛ أال وهو القنوات ُالفضائية‪ُ ،‬ومواقع ُاإل‬
‫كام أمرهم اهلل ‪ ‬كان هلم عند اهلل أجر‬ ‫ِ‬
‫التواصلُاالجتامعيُعبُاألجهزةُاملحمولةُ ُونحوها‪ ،‬والتي حيملها‬
‫فرطوا فيها فقد عرضوا أنفسهم للعقوبة‬
‫األبناء يف أيدهيم أينام كانوا؛ يف بيوهتم وأثناء خروجهم‪ ،‬وهذه‬
‫قال اهلل تعاىل‪ (:‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫األجهزة إن مل تكن حتت متابعة ورقابة اآلباء فإن خطرها عظيم عىل‬
‫ﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‬
‫العقول واألديان واألخالق واآلداب‪ ،‬فكم قد تاه وانحرف من‬
‫وجوب رعاية األوالد وتربيتهم والعناية‬
‫الشباب والشابات بسببها؛ وآل هبم األمر إىل منكرات عظيمة‪ ،‬وباليا‬
‫عيل بن أيب ط‬
‫قال اخلليفة الراشد ُّ‬ ‫جسيمة‪ ،‬ال يعلم مداها إال اهلل ‪.‬‬
‫(ع ِّلمُوهم‪ ،‬وأ ِّدبوهم) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬
‫وصح عن النبي ‪ ‬تأكيد هذا‬
‫فقال‪ « :‬كلـكم ُراعُ ُوكلـكم ُ َم ْسؤولُ ُع‬
‫مسؤولُُعنُر ِعي ِ‬
‫تـه‪ُ،‬والرجلُُراعُُيفُ َأه‬ ‫*******‬
‫َ َ َّ‬ ‫َ ْ‬

‫)‪ « )1‬جامع البيان يف تأويل القرآن» للطربي (‪3‬‬


‫‪21  3‬‬
‫‪20‬‬ ‫األبناء‬
‫تربية ‪‬‬
‫األبناء‪ 3‬‬ ‫ركئزائزيف يفتربية‬
‫ركا‬

‫*ُالقدوةُاحلسنةُ*ُ‬
‫ﯥﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬
‫ﯤﯛ‬‫ﯚ‬‫ﯢﯣ‬
‫ﯙ‬ ‫ﯝ ﯞ ﯟﯠﯡ‬
‫حقوق ًاقد ائتمنهم عليها‪ ،‬وأوجب عليهم حقوق ًا‬ ‫ﯨ)‬
‫عليهم‪ ،‬فإنه‬ ‫ﯦﯧ‬
‫وأوجب‬ ‫د ائتمنهم عليها‪،‬‬
‫ألبنائه‪ ،‬فإن‬
‫قدوةُ ُبنائهم‬ ‫الوالد ُ‬
‫هبا جتاه أ‬ ‫يكوننُ قاموا‬ ‫واختبار ًاأن ُ‬
‫لآلباء؛ فإ‬ ‫العظيمة‪:‬‬ ‫الركائز‬
‫بنائهم ًا‬
‫امتحان‬ ‫منهبا جتاه‬
‫وجعلها أ‬ ‫ًا واختبار ًا لآلباء؛ فإن و‬
‫قاموا‬
‫وواجبات‪،‬‬
‫جزيل‪،‬نوإن‬
‫هناهم عن‬ ‫وثواب‬
‫إليه‪ ،‬وإ‬ ‫عظيم‪،‬‬
‫املبادر‬ ‫أجرهو‬ ‫عند اهلل‬
‫يكون‬ ‫هلم أن‬
‫كا‪،‬رنوإن‬
‫ص‬ ‫جزيل‬ ‫وثواب‬
‫أمرههمم اهلل‬
‫باخلري‪‬ح‬ ‫أمر‪،‬‬
‫عظيم‬
‫عند اهلل أجر كام‬
‫فقدم‪.‬عرضوا أنفسهم للعقوبة بحسب تفريطهم‪.‬‬
‫تفريطه‬
‫وا فيها‬
‫بحسب‬
‫سهم للعقوبة فرط‬
‫الرش كان هو أبع دهم عنه؛ فال يكون لسان حاله يف واد وفعله يف‬
‫ﯢعظي ًام‪ ،‬مما‬ ‫ﯠﯡ‬
‫واضطراب ًا‬ ‫ﯟباين ًا‬ ‫ﯝﯞ‬
‫تناقض ًا وت‬ ‫عندﯜ‬
‫األبناء‬ ‫ﯢ‬‫ﯡ(‬
‫ئﯛ‬ ‫تعاىل‪:‬‬
‫نش‬ ‫ﯠفي‬ ‫آخراهلل؛‬
‫قال‬
‫ﯟ‬ ‫ﯜ ﯝ ﯞ واد‬
‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬فاآلية أصل عظيم يف‬
‫عظيم يف‬
‫أصلﯥ‬
‫ﯤ‬ ‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬ف‬
‫ﯣاآلية‬
‫يؤول باألبناء لرتك وجتاهل التوجيه والتأديب من اآلباء‪،‬‬
‫وجوب رعاية األوالد وتربيتهم والعناية بأحواهلم‪.‬‬
‫يتهم والعناية بأحواهلم‪.‬‬
‫ولنستحرض قول اهلل ‪ ‬يف توبيخه لبني إرسائيل‪(:‬ﮤﮥ‬
‫عيل بن أيب طالب ‪ ‬يف بيان هذه اآلية‪:‬‬ ‫الراشد‬
‫اآلية‪ُّ :‬‬ ‫اخلليفةهذه‬
‫قاليف بيان‬
‫عيل بن أيب طالب ‪‬‬
‫ُّ‬
‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ) ‪.‬‬
‫ﮧبوهم)(‪.)1‬‬ ‫(ع ِّلمُ‬
‫ﮦوهم‪ ،‬وأ ِّد‬ ‫َ‬
‫‪ ‬تأكيد هذا األمر‪ ،‬وبيان حتتُّمه عىل اآلباء‬ ‫النبي اآلباء‬ ‫عنه عىل‬ ‫وصححتتُّم‬ ‫‪ ‬تأكيد هذا األمر‪ ،‬وبيان‬
‫وقول نبي اهلل شعيب ‪ ‬لقومه‪ ( :‬ﯩﯪ ﯫ ﯬﯭﯮ‬
‫إلمامُ ُراعُ ُوه َُوُ‬ ‫ـكم ُ َم ْسؤولُ ُعن ُرع َّيـتِ ِه؛ ُا ِ‬
‫وه َُوُ‬
‫راعُ ُوكل‬ ‫مامُ ُراعُ ُ‬
‫ـكم ُ‬ ‫فقال‪َّ :‬ي «ـتِ ِه؛ك ُلا ِ‬
‫إل‬ ‫كم ُ َم ْسؤولُ ُعن ُرع‬
‫ﯰ) ‪.‬‬ ‫ﯯ ِععينُ ِ‬
‫والرجلُُراعُُيفُ َأهل ُِهُوه َُوُ َم ْسؤولُُ َعنُ َر ِع َُّيتـ ِه‪ُ،‬‬
‫تـهَر‪ِ ُ،‬ع َُّيتـ ِه‪ُ،‬‬ ‫ولُرُ َ َّ‬
‫ولُ ُْس َعؤنُ َ‬ ‫جلُُراعُُيفُ َأهل ُِه َُم ْس‬
‫وهؤ َُوُ َم‬

‫وقال تعاىل أيض ًا‪( :‬ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬


‫‪.)«103‬جامع البيان يف تأويل القرآن» للطربي (‪.)103/23‬‬
‫آن» للطربي (‪)1)/23‬‬
‫ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫﮬ)‪.‬‬
‫األبناء‬
‫‪21‬‬
‫ركائز يف تربية‪‬‬ ‫رك‪22‬ائز يف تربية األبناء‬
‫االقتداء‬
‫ﯛﯜﯝﯞﯟ‬ ‫ﯚ‬ ‫أبلغ من‬
‫ﯙ‬ ‫وقد ذكر العلامء أن االقتداء بلسان احلال‬
‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬فإنه قد ائتمنهم عل‬ ‫بلسان املقال‪.‬‬
‫وواجبات‪ ،‬وجعلها امتحان ًا واختبار ًا لآل‬
‫* هذه مجلة يسرية من الركائز التي تعني يف تربية األوالد‬
‫كام أمرهم اهلل ‪ ‬كان هلم عند اهلل أجر‬
‫الركائزأنفسهم للعقوبة‬ ‫هبذه‬
‫فقد عرضوا‬ ‫باعتنائهفيها‬
‫وتأديبهم وهتذيبهم‪ ،‬وليعلم املسلم أنه فرطوا‬

‫ﯛﯜ ﯝﯞ‬‫حياته‬ ‫اهلل يف‬


‫تعاىل‪(:‬‬ ‫الرتبية؛‬
‫وتطبيقها فإنه سيكون أول من يني ثامر هذه قال‬
‫ﯦﯧﯨ‬‫ﯥعىل‬‫ﯤظ ًا‬ ‫وبعد مماته؛ أماُيفُحياته‪ :‬فسيكون ابنه صاحل ًا بار ًا‬
‫ﯣ به‪ ،‬حماف‬
‫ذلكوتربيتهم والعناية‬ ‫يأمره ب‬
‫األوالد‬ ‫عليهرعاية‬
‫وجوب‬‫حقوقه‪ ،‬متجنب ًا عقوقه‪ ،‬ألن اإلسالم الذي رباه‬
‫عيل بن أيب ط‬
‫قال اخلليفة الراشد ُّ‬ ‫ويـحثُّه عليه‪.‬‬
‫(ع ِّلمُوهم‪ ،‬وأ ِّدبوهم) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬
‫وأماُبعدُمماته‪ :‬فإنه سيجتهد بالدُّ عاء له‪ ،‬فقد قال ‪« :‬إذاُ‬
‫وصح عن النبي ‪ ‬تأكيد هذا‬
‫جارية‪ِ ُ،‬‬ ‫ِ‬
‫وعلمُُينُْـت َُفعُُ‬ ‫اتُابنُُآد َمُانقط َعُُع َمل ُهُإالُمنُثالثُ‪ُ:‬صد َقةُُ ِ َ‬
‫م َُ‬
‫فقال‪ « :‬كلـكم ُراعُ ُوكلـكم ُ َم ْسؤولُ ُع‬
‫مسؤولُُعنُر ِعي ِ‬ ‫وولدُُصالحُُ ٍ َيدعوُ َله»(‪.)1‬‬
‫به‪َ ُ،‬‬
‫تـه‪ُ،‬والرجلُُراعُُيفُ َأه‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ ْ‬
‫هذا ويب التنبيه أن هذه املسألة؛ وهي‪( :‬تربية األبناء) مسألة‬
‫)‪ « )1‬جامع البيان يف تأويل القرآن» للطربي (‪3‬‬
‫كبرية وعظيمة‪ ،‬يب عىل كل أب أن يوليها عناي ًة بالغة‪ ،‬فإن عامة‬

‫)‪ )1‬أخرجه مسلم يف «صحيحه» رقم‪.)1631( :‬‬


‫‪23  3‬‬
‫‪22‬‬ ‫األبناء‬
‫تربية ‪‬‬
‫األبناء‪ 3‬‬ ‫ركئزائزيف يفتربية‬
‫ركا‬

‫ﯢ ﯣ ﯤﯥ‬
‫ﯡهم‪.‬‬ ‫اآلباءﯟ ﯠ‬
‫وتفريط‬ ‫إمهالﯝ ﯞ‬
‫ﯥﯜ‬
‫ﯛ‬ ‫ﯤ‬ ‫ﯚ‬
‫سببه‬ ‫ﯢﯣ‬
‫األبناء‬ ‫ﯙ‬ ‫ﯝ ﯞ ﯟﯠﯡ‬
‫فساد‬
‫حقوق ًاقد ائتمنهم عليها‪ ،‬وأوجب عليهم حقوق ًا‬ ‫ﯨ)‬
‫عليهم‪ ،‬فإنه‬ ‫ﯦﯧ‬
‫وأوجب‬ ‫د ائتمنهم عليها‪،‬‬
‫قال العالمة ابن القيم ‪( :‬فم ن أمهل ت عليم ول د ه ما ي نفعه‬
‫بنائهم ًا واختبار ًا لآلباء؛ فإن قاموا هبا جتاه أبنائهم‬
‫وجعلها أامتحان‬
‫قاموا هبا جتاه‬ ‫ًا واختبار ًا لآلباء؛ فإن‬
‫وواجبات‪،‬‬
‫وت ركه سدى فقد أ ساء إليه غاية اإلساء ة ‪ ،‬وأكثر األوالد إ نام‬
‫هلم عند اهلل أجر عظيم‪ ،‬وثواب جزيل‪ ،‬وإن‬
‫كا‪،‬نوإن‬
‫جزيل‬
‫وثواب ‪‬‬
‫أمرهم اهلل‬
‫عظيم‪،‬‬
‫عند اهلل أجر كام‬
‫م‪ .،‬و ترك تعليمهم‬ ‫وإمهاهلم هل‬
‫تفريطهم‬ ‫قبلم اآلباء‬
‫للعقوبة بحسب‬ ‫منأنفسه‬ ‫فقدمه‪.‬م‬
‫عرضوا‬ ‫فساد‬
‫اء فيها‬
‫تفريطه‬ ‫وا‬‫سهم للعقوبة فرجط‬
‫بحسب‬
‫ف ر ائض الد ين وسن نه )(‪.)1‬‬
‫ﯡ( ﯛ‬
‫ﯢﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬ ‫تعاىل‪:‬‬
‫ﯠ‬ ‫قال اهلل‬
‫ﯜ ﯝﯞﯟ‬
‫ها؛ يفوهي‪ :‬أنه‬‫همة ينبغي عىل الوالد استحضار‬
‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬فاآلية أصل عظيم‬
‫ﯥم‬‫مسألة‬
‫عظيم يف‬ ‫أصل‬
‫ﯤ‬
‫اآليةهنا‬
‫ﯣو‬ ‫ﯦ ﯧ ﯨ)‪ ،‬ف‬
‫العظيمة يف تربيته ألوالده عليه‬
‫والركائزبأحواهلم‪.‬‬ ‫األسباب‬
‫وتربيتهم والعناية‬ ‫رعايةهبذه‬
‫األوالد‬ ‫عنايته‬ ‫يتهم والعناية مع‬
‫وجوب‬
‫بأحواهلم‪.‬‬
‫اآلية‪:‬قلبه هبذه‬
‫يتعلق‬
‫وأالهذه‬ ‫عليه‪،‬‬
‫يف بيان‬ ‫‪‬أيبمتوك ً‬
‫ال‬
‫طالب ‪‬‬ ‫اآلية‪:‬هلل‬
‫عيل بن‬‫الراشد ا‬
‫هذه إىل‬
‫اخلليفةأمره‬
‫قالويفض‬
‫بيان‬ ‫‪‬ف‬
‫عيل بن أيب طالبأن ي‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫يفوض أمره إىل اهلل ويتوكل عليه وحده يف إصالح‬ ‫األسباب‪،‬أ ِّدبل‬
‫بوهم) ‪.‬‬ ‫(ع ِّلمُوهم‪ ،‬و‬
‫َ‬ ‫(‪)1‬‬

‫الصاحلني‪.‬حتتُّمه عىل ٍاآلباء‬ ‫هذاهاألمر‪ ،‬وبيان‬ ‫تأكيدعباد‬‫حيفظ به‬ ‫‪‬‬ ‫اآلباء‬‫النبي بام‬ ‫وحفظهم‬
‫عىل‬ ‫عنه‬ ‫وصححتتُّم‬ ‫وبيان‬‫أوالده‬ ‫‪ ‬تأكيد هذا األمر‪،‬‬
‫اتقى اهلل يف‬
‫أحداوه َُوُ‬ ‫أظن ِإلأن‬
‫مامُ ُراعُ ُ‬ ‫فال َّيـتِ ِه؛ ُ ُّا‬
‫‪‬ع‪:‬ن«ُرع‬ ‫عثيمنيؤولُ ُ‬ ‫ابنل‬
‫وه َُوُ‬
‫ـكم ُ َم ْس‬ ‫راعُ ُوك‬ ‫الشيخاعُ ُ‬
‫مامُ ُر‬ ‫ـكم ُ‬ ‫قالا ِ‬
‫إل‬ ‫فقال‪َّ :‬ي «ـتِ ِه؛ك ُل‬
‫كم ُ َم ْسؤولُ ُعن ُرع‬
‫سبحانُه وتعاىل‬
‫اهلل َر ِع َُّيتـ ِه‪،‬‬
‫أن َعنُ‬
‫إالولُُ‬ ‫توجيههم ْسؤ‬
‫يف َأهل ُِهُوه َُوُ َم‬
‫الرشيعةُيفُ‬ ‫سبيل ِه‪ُ،‬‬
‫والرجلُُراعُ‬ ‫وسلكنُ ِ‬
‫تـهَر‪ِ ُ،‬ع َُّيتـ‬ ‫ولُرُ ِعَع َّي‬ ‫أوالده‬
‫ولُ ُْس َعؤنُ َ‬ ‫جلُُراعُُيفُ َأهل ُِه َُم ْس‬
‫وهؤ َُوُ َم‬
‫هيدي أوالده»(‪.)2‬‬
‫‪.)«103‬جامع البيان يف تأويل القرآن» للطربي (‪.)103/23‬‬
‫آن» للطربي (‪)1)/23‬‬

‫)‪ )1‬أخرجه البخاري يف «صحيحه» رقم‪ ،)5534( :‬ومسلم يف «صحيحه» رقم‪.)2628( :‬‬
‫)‪ « )2‬فتاوى نور عىل الدرب » (‪.)2/24‬‬
‫األبناء‬
‫‪23‬‬
‫ركائز يف تربية‪‬‬ ‫رك‪24‬ائز يف تربية األبناء‬
‫وتوجيههم‬
‫ﯛﯜﯝﯞﯟ‬ ‫ﯚ‬ ‫أوالدنا‬
‫أسأل اهلل أن يعيننا أمجعني عىل تربية ﯙ‬

‫ظهر)‪،‬منها‬
‫فإنه قد ائتمنهم عل‬ ‫ﯨ‬ ‫ﯦﯧ‬
‫الفتن ما‬ ‫الوجهة الصحيحة‪ ،‬وأن يصلحهم ويعيذهم من‬
‫امتحان ًا واختبار ًا لآل‬
‫وجعلها إنه‬
‫وواجبات‪،‬مضلني‬
‫وما بطن‪ ،‬وأن يعلهم هداة مهتدين غري ضالني وال‬
‫كام أمرهم اهلل ‪ ‬كان هلم عند اهلل أجر‬
‫سميع جميب‪.‬‬
‫فرطوا فيها فقد عرضوا أنفسهم للعقوبة‬
‫وصىل اهلل عىل نبينا حممد‪ ،‬وعىل آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫قال اهلل تعاىل‪ (:‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫ﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‬
‫وجوب رعاية األوالد وتربيتهم والعناية‬
‫عيل بن أيب ط‬
‫قال اخلليفة الراشد ُّ‬
‫(ع ِّلمُوهم‪ ،‬وأ ِّدبوهم)(‪.)1‬‬
‫َ‬
‫وصح عن النبي ‪ ‬تأكيد هذا‬
‫فقال‪ « :‬كلـكم ُراعُ ُوكلـكم ُ َم ْسؤولُ ُع‬
‫مسؤولُُعنُر ِعي ِ‬
‫تـه‪ُ،‬والرجلُُراعُُيفُ َأه‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ ْ‬

‫)‪ « )1‬جامع البيان يف تأويل القرآن» للطربي (‪3‬‬

You might also like