Professional Documents
Culture Documents
فقه الحديث عند المحدثين
فقه الحديث عند المحدثين
إﻋداد
اﻟﻣﺷرف
اﻟﻣﻠﺧّ ص
ﺗُﻌﻧﻰ ھذه اﻟدراﺳﺔ ﺑﺎﻟﺣدﯾث ﻋن اﻷﺻول اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻓﮭم اﻷﺣﺎدﯾث اﻟﻧﺑوﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوﺋﮭﺎ ،ﻟﻣﺎ ﻟﮭﺎ
ﻣن أﺛر ﻓﻲ ﺑﯾﺎن اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟذي أراده اﻟﺷرع ،ﻣن اﻟﺗﺧﺻﯾص واﻟﺗﻘﯾﯾد واﻟﻧﺳﺦ واﻟﺗرﺟﯾﺢ ،وﻟﻣﺎ ﻟﺑﻌﺿﮭﺎ
ﺻﻠﺔ ﺑﺄن ﯾﻛون اﻟﺣدﯾث ﻣرﺗﺑطﺎ ً ﺑزﻣﺎن وﻣﻛﺎن وأﺣوال ﻣﺗﻐﯾرة ﺑﺗﻐﯾرھم .وﺗﺗﻣﺛل ﺗﻠك اﻷﺻول ﻓﻲ
اﻟﺳﯾﺎق اﻟﻠﻐوي ،وﻋﻠم ﻏرﯾب اﻟﺣدﯾث ،وأﺳﺑﺎب وروده ،وواﻗﻊ اﻟﺣدﯾث اﻟذي ﻗﯾل ﻓﯾﮫ ﻣن اﻷﺣوال
واﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد ،واﻟﻧﺻوص اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻣن اﻟﻘرآن واﻷﺣﺎدﯾث اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع اﻟواﺣد،
وﻣﻘﺎﺻد اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،واﻟﻌﻠم اﻟﻣﻌﺎﺻر.
وﻟﻘد ﺗﺣدﺛت اﻟدراﺳﺔ ﻋن أﺛر ھذه اﻷﺻول وأﺛرھﺎ ﻓﻲ ﻓﮭم اﻟﺣدﯾث اﻟﻧﺑوي ﻓﻲ ﻣﺣورﯾن ﻋﻠﻰ
اﻷﻏﻠب:
ﻓﺎﻷول :ﺑﯾّﻧت اﻟدراﺳﺔ أﺛر اﻷﺻول ﻓﻲ ﻓﮭم اﻟﺣدﯾث اﻟﻧﺑوي وﺗوﺟﯾﮫ دﻻﻟﺗﮫ.
واﻟﺛﺎﻧﻲ :ذﻛرت اﻟدراﺳﺔ ﻓﯾﮫ أھم اﻟﺿواﺑط اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻣراﻋﺎﺗﮭﺎ ﻋﻧد ﻓﮭم اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ ﺿوﺋﮭﺎ.
وﻣﮭدت اﻟدراﺳﺔ ﻟﻛل ذﻟك ﺑﻣدﺧل ﯾﻌ ّد أﺳﺎﺳﺎ ً ﻟﻔﮭم أيّ ﺣدﯾث ﻧﺑوي ،ﺗﻧﺎوﻟت ﻓﯾﮫ أﺛر اﻟﻌﻘل ﻓﻲ
ﻓﮭم اﻟﺣدﯾث اﻟﻧﺑوي ﻣن ﺣﯾث اﻟوظﯾﻔﺔ ،وأﻧﮭﺎ ﺗﺗﻣﺛل ﺑﺎﻟﻔﮭم واﻹدراك واﻟﺗرﺟﯾﺢ .ﺛم ﺑﯾّﻧت أﺛر ﺑﺷرﯾﺔ
اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﮫ دﻻﻟﺔ اﻟﺣدﯾث ﺑﯾن ﺻﻔﺗﯾﮫ اﻟﻧﺑوﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ ،وأﺷﺎرت إﻟﻰ
ﺿرورة اﺳﺗﺧﻼص اﻟﻣﺗن اﻷﻗرب ﻟﻠﻣﻌﻧﻰ اﻟذي أراده اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻷنّ اﻷﺣﺎدﯾث
اﻟﻘوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺑﮭﺎ رُوﯾت ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ .ﻛﻣﺎ ﺷَرَ طت ﺿرورة دﺧول ﻋﺎﻟَم ﻓﻘﮫ اﻟﺣدﯾث ﺑﻌﯾداً ﻋن اﻷﺣﻛﺎم
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻷنّ اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻘرآﻧﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻻﺳﺗدﻻل ﺑﺎﻟﻧﺻوص ﺛم اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺑدﻻﻟﺗﮭﺎ ،وﻟﯾس اﻟﻌﻛس.
وﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﺿرورة إﻋﻣﺎل اﻷﺻول ﻓﻲ ﻓﮭم اﻟﺣدﯾث ﻗﺑل اﻟﻌﻣل ﺑﮭﺎ واﻻﻋﺗﻣﺎد
ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺗﯾﺎ ،ﻟﻣﺎ ﻗد ﯾﻛﺗﻧف اﻟﺣدﯾث ﻣن اﻟﺗﺧﺻﯾص واﻟﺗﻘﯾﯾد واﻟﻧﺳﺦ ،أو أن ﯾﻛون ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﻌﻠﺔ ﻟم
ﺗﻌد ﻣوﺟودة ﺑﺳﺑب ﺗﻐﯾّر اﻟزﻣﺎن أو اﻟﻣﻛﺎن أو اﻷﺣوال ،ﻟﻣﺎ ﻟﮭذه اﻟﺿرورة ﻣن ﺣﺳن اﻻﺳﺗﻧﺑﺎط ودﻗﺔ
اﻻﺳﺗدﻻل ،وﺻﻼح اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﺑوﯾﺔ ﻟﻛل زﻣﺎن وﻣﻛﺎن.