You are on page 1of 38

‫التربية موضوعا للعلوم اإلنسانية‬

‫حسن اشرواو‬
‫أستاذ علوم التربية‬
‫‪achrwaw@gmail.com‬‬
‫علوم اإلنسان ‪:‬العلوم اإلنسانية تأسست خالل القالنن‬
‫‪،19‬انطلقالالا الالي جدالالة لإلدالالإل لانسالالان ا الالا نالال‬
‫دمكي اسة ذا األخين اسة علمية بعيإل عي كالل‬
‫نظالالالن يزاقيةدقيالالالة‪ ،‬قتعالالالإل ا تمالالالت السالالاليطن علالالال‬
‫الطتيعالالة ست سالالين وزلالال فوا ن الالا ت سالالينا علميالالا‬
‫انزقالالل كلالالى ملالال ظالالا الظالالوا ن اإلنسالالانية لإل اسالالة‬
‫ال عالالالالالالالالالالالالالالل اإلنس الالالالالالالالالالالالالالان سق الالالالالالالالالالالالالال تيعز الالالالالالالالالالالالالال ‪.‬‬
‫خصوصيات الظاهرة‬ ‫تعدد أبعاد الوجود‬
‫اإلنسانية‬ ‫اإلنساني (اجتماعي‪،‬‬
‫(الوعي‪ ،‬الحرية‪،‬‬ ‫اقتصادي‪ ،‬سياسي‪،‬‬
‫اللغة‪ ،‬الترميز‪)..‬‬ ‫ثقافي‪)..‬‬

‫تداخل الذات‬ ‫الوالدة المتأخرة‬


‫بالموضوع‬ ‫مشكلة‬ ‫(ق ‪)20 /19‬‬
‫العلوم‬
‫اإلنسانية‬
‫التربية من وجهة نظر العلوم اإلنسانية‬
‫التربية‬

‫علم النفس‬ ‫علم االجتماع‬


‫أوال‪ :‬علم النفس‬
‫السيكولوجيا‬
‫علم النفس (‪ )Psychology‬هو الدراسة األكاديمية والتطبيقية‬
‫للسلوك‪ ،‬واإلدراك واآلليات المستبطنة لهما‪ .‬يقوم علم النفس عادة‬
‫بدراسة اإلنسان لكن يمكن تطبيقه على غير اإلنسان أحيانا مثل‬
‫الحيوانات أو األنظمة الذكية‪.‬‬
‫يعتبر علم النفس من العلوم الحديثة التي تم إنشاؤها وإدخالها‬
‫ألول مرة في المختبرات في سنة ‪1879‬م على يد عالم النفس‬
‫األلماني وليم فونت‪ ،‬وقد استخدم فونت (‪ )Vont‬طريقة‬
‫االستبطان أو التأمل الذاتي لحل المشكالت وكشف الخبرات‬
‫الشعورية‪ ،‬وأطلق فونت على هذا العلم اسم علم دراسة الخبرة‬
‫الشعورية وبذلك يعتبر فونت هو المؤسس الحقيقي لعلم النفس‪،‬‬
‫وهو الذي قام باستقاللية هذا العلم عن الفلسفة‪.‬‬
‫وليام جيمس‬
‫• عملية االستبطان‬ ‫• السلوك‬
‫• التأمل الذاتي في‬ ‫• وظائف الدماغ‬ ‫• الجانب الظاهر‬
‫الذات‬ ‫• تفسير اإلحساسات‬
‫وليام فونت‬ ‫جون واطسون‬
‫سليام قونت ‪Wilhelm Wundt‬‬

‫وليام ماكسيميليان فونت (‪ )Wilhelm Wundt‬ولد يوم ‪16‬‬


‫غشت ‪ – 1832‬وتوفي في ‪ 31‬أغسطس ‪ ،1920‬طبيب وعالم‬
‫فيزيائي وفيلسوف وأستاذ‪ ،‬يعرف اليوم كواحد من مؤسسي علم‬
‫النفس الحديث‪ .‬فونت أول شخص يطلق على نفسه عالم نفسي‬
‫وهو الذي ميز علم النفس كعلم من الفلسفة والبيولوجيا‪ .‬يعتبر‬
‫على نطاق واسع «والد علم النفس التجريبي»‪ .‬أسس فونت أول‬
‫مختبر رسمي للبحوث النفسية في جامعة اليبزيغ في عام‬
‫‪ .1879‬برز علم النفس كحقل مستقل للدراسة‪ .‬من خالل إنشاء‬
‫هذا المختبر‪ ،‬تمكن من إثبات علم النفس كعلم منفصل عن‬
‫المجاالت األخرى‪ .‬وشكل أول مجلة أكاديمية للبحوث النفسية‬
Wilhelm Wundt ‫سليام قونت‬
‫المدرسة البنائية‬

‫أسس وليم فونت المدرسة البنائية في علم النفس معتمدا على‬


‫عملية االستبطان التي قامت على التعرف على مشكالت‬
‫الشخص عن طريق الشخص نفسه‪ ،‬ومساعدته في حل هذه‬
‫المشكالت‪ ،‬وتصحيح رؤيته لها‪.‬‬
‫ويعرف فونت علم النفس باعتباره العلم الذي يختص بدراسة‬
‫المشاعر واإلحساسات الداخلية‪ ،‬تميزا له عن العلوم الطبيعية‬
‫التي تبحث الخبرات الخارجية المحيطة بالكائن الحي‪.‬‬
‫وليام جيمس ‪William James‬‬

‫‪26‬‬ ‫ولد يوم ‪ 11‬يناير ‪ 1842‬وتوفي يوم‬


‫غشت ‪ ،1910‬فيلسوف وعالم نفس أمريكي‪ ،‬وأول معلم يقدم‬
‫دورة تدريبية في علم النفس في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ .‬يعتبر جيمس مفكرا رائدا في أواخر القرن التاسع‬
‫عشر‪ ،‬وأحد أكثر الفالسفة نفوذا في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬و«مؤسس علم النفس األمريكي»‪.‬‬
William James ‫وليام جيمس‬
‫المدرسة الوظيفية‬

‫المدرسة الوظيفية األمريكية أسسها وليام جيمس؛ حيث ركز على‬


‫وظائف الدماغ وتقسيماته‪ ،‬وحدد وظيفة كل جزء من أجزاء الدماغ؛‬
‫فمن وظائف الدماغ بشكل مختصر ومبسط التفكير واإلحساسات‬
‫واالنفعاالت؛ حيث إن هناك منطقة تتم فيها عمليات التفكير والتخيل‬
‫والكالم والكتابة والحركة‪ ،‬ومنطقة في وسط الدماغ وظيفتها السمع‬
‫وتفسير اإلحساسات وإعطائها معنى‪ ،‬وفي المنطقة الخلفية للدماغ يقع‬
‫الجهاز البصري‪ ،‬ووظيفته تفسير اإلحساسات البصرية‪ ،‬وهناك‬
‫منطقة تقع فوق الرقبة من الخلف مباشره‪ ،‬وهي مسؤولة عن توازن‬
‫الجسم والتنفس وعمليات الهضم وضربات القلب والدورة الدموية‪....‬‬
‫إلخ‪ ،‬وأطلق على هذه المدرسة اسم المدرسة الوظيفية‬
‫جون واطسون ‪John Watson‬‬

‫جون برودوس واطسون (‪ )John Broadus Watson‬ولد يوم‬


‫‪ 09‬يناير ‪ 1878‬وتوفي يوم ‪ 25‬من سبتمبر ‪ 1958‬هو عالم‬
‫المعروفة‬ ‫النفسية‬ ‫المدرسة‬ ‫أسس‬ ‫أمريكي‬ ‫نفس‬
‫باسم السلوكية (‪ ،)Behaviorism‬أحدث واطسون تغييرا في علم‬
‫النفس خالل خطبته التي حملت عنوان‪ ،‬علم النفس كما يراه‬
‫السلوكيون‪ ،‬والتي ألقاها في جامعة كولومبيا عام ‪ ،1913‬ومن‬
‫خالل منهجه السلوكي‪ ،‬قام واطسون بعمل بحث حول سلوك‬
‫الحيوان وتربية األطفال والدعاية واإلعالن‪ ،‬باإلضافة إلى أنه قام‬
‫بعمل التجربة المثيرة للجدل والمعروفة باسم تجربة "ألبرت‬
‫الصغير ‪"Little Albert‬‬
John Watson ‫جون واطسون‬
‫المدرسة السلوكية‬

‫يعتبر األمريكي جون واطسون مؤسس هذه المدرسة‪ ،‬وقد‬


‫قال بأنه‪" :‬يجب دراسة السلوك (( الظاهر )) لإلنسان أي‬
‫ماهو ملموس ويمكن رؤيته"‪ ،‬وتطور بذلك علم النفس كثيرا‬
‫بعد ظهور هذه المدرسة والتي انتقدت المدارس السابقة من‬
‫خالل تأكيدها على أنه إن كان على علم النفس أن يكون علما‬
‫صحيحا ومستقال ال يجب أن تتم دراسة ما ال يمكن رؤيته‬
‫وغير ملموس وما كان افتراضيا‪ ،‬كالعقل والذكاء والتفكير‪،‬‬
‫وذلك ألنها مجرد افتراضات ال يمكن إثباتها علميا‬
‫فروع وميادين علم النفس‬
‫علم النفس العام‬ ‫•‬

‫علم النفس‬
‫علم النفس الفيزيولوجي‬ ‫•‬
‫علم النفس االجتماعي‬ ‫•‬
‫علم النفس النمو‬ ‫•‬

‫النظري‬ ‫علم النفس اللغوي‬


‫علم النفس الفارق‬
‫علم النفس المعرفي‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫علم النفس اإلكلينيكي‬ ‫•‬

‫علم النفس‬
‫علم النفس التربوي‬ ‫•‬
‫علم النفس العالجي‬ ‫•‬
‫علم النفس الصناعي‬ ‫•‬

‫التطبيقي‬ ‫علم النفس اإلرشادي‬ ‫•‬


‫علم النفس التربوي‬
‫علم النفس التربوي‬
‫هو فرع من فروع علم النفس التطبيقية‪ ،‬يتناول المبادئ‬
‫والمفاهيم والقوانين السيكولوجية في حقل التربية باإلضافة‬
‫إلى الدراسة السيكولوجية لمشكالت التربية على صعيد البيت‬
‫والمدرسة‪.‬‬
‫هو أحد فروع علم النفس الذي يبحث عمليا في مشكالت النمو‬
‫التربوي كما تمارسه المدرسة‪.‬‬
‫هو جملة المبادئ والقوانين النظريات في علم النفس القابلة‬
‫للتطبيق في مجال التربية من أجل زيادة كفاية عملية التعلم‬
‫وتحقيق النمو التربوي للمتعلمين‬
‫علم النفس التربوي‬
‫ويهتم علم النفس التربوي بوضع المقررات والمناهج‬
‫الدراسية المناسبة لنمو المتعلمين كما يهتم بدراسة وتطبيق‬
‫شروط التعلم الجيد كالتعزيز والممارسة والدافعية والتغذية‬
‫الراجعة‪ ...‬ويدرس األهداف التربوية المرغوب فيها ويحللها‬
‫إلى سلوكيات إجرائية قابلة للمالحظة والقياس والتقويم‪.‬‬
‫بعض موضوعات علم النفس التربوي‬

‫الخصائص العقلية واالنفعالية للمتعلمين في مراحل نموهم‬ ‫•‬


‫وضع طرق التدريس المناسبة لمراحل النمو‬ ‫•‬
‫سيكولوجية المتعلم‬ ‫•‬
‫شروط التعلم الفعال‬ ‫•‬
‫الفروق الفردية بين المتعلمين‬ ‫•‬
‫أساليب القياس والتقويم‬ ‫•‬
‫النمو النفسي والتربوي للمتعلمين‬ ‫•‬
‫العالقات النفسية االجتماعية بين المتعلمين‬ ‫•‬
‫الخصائص العقلية واالنفعالية‬ ‫•‬
‫الصحة النفسية للمتعلم‬ ‫•‬
‫سيكولوجية اإلدارة الصفية‬ ‫•‬
‫ثانيا‪ :‬علم االجتماع‬
‫السوسيولوجيا‬

‫يعد أوغست كونت (‪ )Auguste Comte‬أول من نحت مصطلح‬


‫علم االجتماع )‪ )Sociologie‬سنة ‪1830‬م‪ ،‬فهو يتكون لديه من‬
‫لوغوس (‪ )Logos‬بمعنى علم أو معرفة‪ ،‬وكلمة (‪ (Société‬التي‬
‫تدل على المجتمع‪ .‬وبذلك‪ ،‬يكون مفهوم علم االجتماع هو علم‬
‫المجتمعات البشرية‪ ،‬أو علم دراسة مجتمع اإلنسان أو مجتمع‬
‫الفرد والجماعة‪ ،‬أو دراسة الظواهر أو الوقائع أو الحقائق أو‬
‫العمليات االجتماعية‪ ،‬في ضوء رؤية علمية وضعية وتجريبية‪.‬‬
‫وبعد ذلك‪ ،‬استقل علم االجتماع عن الفلسفة مع إميل دوركايم‬
‫)‪ ،(Émile Durkheim‬بعد صدور كتابه (قواعد المنهج في علم‬
‫االجتماع) سنة ‪1895‬م‬
‫السوسيولوجيا‬
‫يرى رايت ميلز‪ " ،‬أن علم االجتماع هو العلم الذي يدرس البناء‬
‫االجتماعي للمجتمع والعالقات المتبادلة بين أجزائه‪ ،‬وما‬
‫يطرأ على ذلك من تغير"‪.‬‬
‫ماكس فيبر بقوله " هو العلم الذي يعنى بفهم النشاط االجتماعي‬
‫وتأويله‪ ،‬وتفسير حدثه ونتيجته سببيا ”‬
‫السوسيولوجيا‬
‫علم االجتماع هو ذلك العلم الذي يدرس الوقائع والظواهر واألحداث‬
‫والحقائق االجتماعية من جهة أولى‪ .‬ويدرس أفعال األفراد‬
‫وتصرفاتهم وسلوكياتهم في عالقة باآلخرين‪ ،‬ضمن سياق تفاعلي‬
‫اجتماعي معين من جهة ثانية‪ .‬ويدرس األنظمة والمؤسسات‬
‫االجتماعية من جهة ثالثة‪.‬‬
‫علم االجتماع هو ذلك العلم الذي يدرس الوقائع االجتماعية واألفعال‬
‫والتنظيمات والمؤسسات االجتماعية‪ ،‬بالتركيز على الوقائع‬
‫والحقائق والعمليات والعالقات االجتماعية‪ ،‬ضمن السياق‬
‫التفاعلي اللغوي والرمزي‪ ،‬باستخدام مناهج متنوعة إما وضعية‬
‫وإما تفهمية وإما تأويلية‪ ،‬بغية بناء نظرية عامة للمجتمع قصد‬
‫وصفه وتشخيصه وتقويمه‪ ،‬من أجل الحفاظ عليه أو إصالحه أو‬
‫تغييره جزئا أو كليا‪.‬‬
‫اتجاهات نظرية في السوسيولوجيا‬

‫الصراع‬
‫• مؤسسات‬ ‫• الفعل االجتماعي‬
‫اجتماعية‬ ‫• الطبقات‬ ‫• العالقات‬
‫• الوظائف‬ ‫االجتماعية‬ ‫االجتماعية‬
‫• الخلل االجتماعي‬
‫الوظيفية‬ ‫التفاعلية الرمزية‬
‫النظرية الوظيفية‬

‫تنبني النظرية الوظيفية على تشبيه المجتمع بالكائن العضوي الحي‪.‬‬


‫بمعنى أن المجتمع يتكون من مجموعة من العناصر والبنيات‬
‫واألنظمة‪ .‬وكل عنصر من هذه العناصر يؤدي وظيفة ما داخل‬
‫هذا الجهاز المجتمعي‪ .‬وبهذا‪ ،‬يترابط كل عنصر في النسق‬
‫بوظيفة ما‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فالمجتمع نظام متكامل ومترابط ومتماسك‪،‬‬
‫يهدف إلى تحقيق التوازن والحفاظ على المكتسبات المجتمعية‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬يقوم الدين والتربية‪-‬مثال‪ -‬بالحفاظ على توازن المجتمع‪.‬‬
‫وخير من يمثل هذه النظرية الفرنسي إميل دوركايم‪ ،‬واألمريكيان‬
‫تلكوت بارسونز (‪ )Talcott Parsons‬وروبرت ميرتون‬
‫(‪)R.Merton‬‬
‫النظرية الوظيفية‬
‫يرى إميل دوركايم أن وظيفة المؤسسة التعليمية (المدرسة) تقوم على‬
‫وظيفة المحافظة‪ ،‬والتشديد على جدلية الماضي والحاضر‪ .‬بمعنى أن‬
‫المدرسة وسيلة للتطبيع‪ ،‬وإعادة إدماج المتعلم داخل المجتمع‪ .‬أي‪ :‬تقوم‬
‫المدرسة بتكييف المتعلم‪ ،‬وجعله قادرا على االندماج في حضن المجتمع‪.‬‬
‫إذاً‪ ،‬تقوم المدرسة بوظيفة المحافظة والتطبيع والتنشئة االجتماعية‪ ،‬ونقل‬
‫القيم من جيل إلى آخر عبر المؤسسة التعليمية‪.‬ويعني هذا أن المدرسة‬
‫وسيلة للمحافظة على اإلرث اللغوي والديني والثقافي والحضاري‪،‬‬
‫ووسيلة لتحقيق االنسجام‪ ،‬والتكيف مع المجتمع‪.‬أي‪ :‬تحويل كائن غير‬
‫اجتماعي إلى إنسان اجتماعي‪ ،‬يشارك في بناء العادات نفسها التي توجد‬
‫لدى المجتمع‪.‬وهذا يؤدي إلى أن تكون المدرسة مؤسسة توحيد وانتقاء‬
‫واختيار‪.‬ويعني هذا أن المدرسة توحد عبر التكييف االجتماعي‪ ،‬ولكنها‬
‫تميز بين الناس عبر االنتقاء واالصطفاء‪.‬ومن ثم‪ ،‬فالوظيفة األولى‬
‫للمدرسة تتمثل في زرع االنضباط المؤسساتي والمجتمعي‬
‫نظرية الصراع‬
‫تنبني المقاربة الصراعية على مفهوم الصراع واالختالف حول‬
‫السلطة والقوة‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فالمجتمع غير خاضع لمبدإ النظام‬
‫والتوازن واالنسجام كما يقول الوظيفيون (دوركايم‪ ،‬وبارسونز‪،‬‬
‫وميرتون)‪ ،‬بل قائم على الصراع واالختالف والتوتر‪.‬‬
‫وتميل هذه النظرية إلى أن المجتمع يتألف من مجموعات متميزة‬
‫تسعى إلى تحقيق أهدافها الخاصة‪ .‬ووجود هذه المصالح‬
‫المنفصلة يعني أن احتمال قيام الصراع بين هذه الجماعات يظل‬
‫قائما على الدوام‪ ،‬وأن بعضها قد ينتفع أكثر من غيره من‬
‫استمرار الخالف‪ .‬ويميل الملتزمون بنظريات الصراع إلى‬
‫دراسة مواطن التوتر بين المجموعات المسيطرة والمستضعفة في‬
‫المجتمع‪ ،‬ويسعون إلى فهم الكيفية التي تنشأ بها عالقات السيطرة‬
‫وتدوم‪ .‬ويعزو كثير من منظري الصراع آراءهم إلى ماركس‬
‫الذي أكد في مؤلفاته على الصراع الطبقي‬
‫نظرية الصراع‬
‫وتنطلق هذه المقاربة من أن العالقات االجتماعية هي التي تتحكم في التوجيه‬
‫المدرسي‪ ،‬وهي التي تساهم في تحقيق النجاح أو تكون وراء اإلخفاق‬
‫الدراسي‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فاألصل االجتماعي عنصر مهم في التحليل السوسيولوجي‪،‬‬
‫لكنه اليعتبر العنصر الوحيد في فهم الظاهرة التربوية وتفسيرها اجتماعيا‪.‬‬
‫ومن ثم‪ ،‬فالمدرسة‪ ،‬في منظور هذه النظرية‪ ،‬مثل آلة إلعادة إنتاج الالمساواة‬
‫الطبقية واالجتماعية‪.‬‬
‫ومعنى هذا أن المدرسة تعبير عن الفوارق الفردية والطبقية واالجتماعية واللغوية‬
‫والثقافية‪.‬فأبناء األغنياء والطبقات المرموقة يحصلون على معدالت مرتفعة‪،‬‬
‫ويستفيدون من التعليم الجامعي‪ .‬في حين‪ ،‬يحصل أبناء الطبقات الدنيا على‬
‫معدالت ضعيفة‪ ،‬ويعانون من فوارق التحصيل والذكاء‪.‬ثم‪ ،‬اليستطيعون‬
‫متابعة دراساتهم الجامعية‪ ،‬فيكتفون بالتوجيه المهني أو التقني‪ .‬وهذا إن دل‬
‫على شيء‪ ،‬فإنما يدل على أن المدرسة الرأسمالية الطبقية تعيد لنا إنتاج الورثة‬
‫بامتيازاتهم الطبقية واالجتماعية‪ .‬بينما يفتقر أبناء الطبقة العمالية إلى الرأسمال‬
‫الثقافي الذي يمتلكه أبناء الطبقة البورجوازية‪ .‬ومن ثم‪ ،‬تمارس المدرسة‬
‫الرأسمالية عنفا رمزيا ضد أبناء الطبقات الكادحة أو المسحوقة اجتماعيا‪ .‬ومن‬
‫ثم‪ ،‬فوظيفة المدرسة ‪ -‬حسب بيير بوردو وكلود باسرون – هي تحقيق‬
‫الالمساواة الطبقية واالجتماعية‬
‫النظرية التفاعلية الرمزية‬
‫يعد ما كس فيبر من أهم السوسيولوجيين األلمان الذين أخذوا‬
‫بنظرية الفعل االجتماعي‪ .‬وهدف السوسيولوجيا عند ماكس فيبر‬
‫هو فهم الفعل االجتماعي وتأويله‪ ،‬مع تفسير هذا الفعل المرصود‬
‫سببيا بربطه باآلثار والنتائج‪ .‬ويقصد بالفعل سلوك الفرد أو‬
‫اإلنسان داخل المجتمع‪ ،‬مهما كان ذلك السلوك ظاهرا أو‬
‫مضمرا‪ ،‬صادرا عن إرادة حرة أو كان نتاجا ألمر خارجي‪ .‬ومن‬
‫ثم‪ ،‬يتخذ هذا الفعل ‪ -‬أثناء التواصل والتفاعل ‪ -‬معنى ذاتيا لدى‬
‫اآلخر أو اآلخرين‪ ،‬مادام هذا الفعل االجتماعي مرتبطا بالذات‬
‫والمقصدية‪ .‬أي‪ :‬اإلجابة عن سؤال جوهري أال وهو‪ :‬كيف يرى‬
‫الناس سلوكهم ويفسرونه؟ بمعنى أن " الفعل اإلنساني عند فيبر‬
‫هو السلوك الذي يحمل داللة ومعنى وهدفا‪ .‬وأما الفعل‬
‫المجتمعي‪ ،‬فهو السوك الذي يسلك تجاه اآلخرين من خالل‬
‫مايراه‪ ،‬في سلوك اآلخرين‪ ،‬من داللة ومعنى‬
‫النظرية التفاعلية الرمزية‬

‫ويعني هذا أن المجتمع يتكون من مجموعة من األشخاص الذين‬


‫يقومون بسلوكيات أو أفعال أو أعمال‪ ،‬وهذه األفعال هي جوهر‬
‫علم االجتماع‪ .‬ويعني هذا أن مقاربة ماكس فيبر مقاربة فردية‪،‬‬
‫تدرس سلوك الفرد داخل المجتمع‪ ،‬في إطاره التواصلي‬
‫والتفاعلي‪.‬ويعني هذا أن اإلنسان كائن واع‪ ،‬يتصرف عن وعي‬
‫وهدف‪ ،‬ولسلوكه معنى وقصد‪ ،‬على عكس األشياء التي يمكن‬
‫إخضاعها للدراسة العلمية‪ .‬هنا‪ ،‬ضرورة فهم العالم في ضوء‬
‫أفعال الفرد‪ ،‬وفهم مقاصدها وأهدافها ونواياها ودالالتها‪.‬‬
‫ويستوجب فهم العالم دراسة سلوك األفراد داخل المجتمع‪ ،‬ورصد‬
‫دالالت األفعال ومعانيها ومقصدياتها‪ .‬ويقترب هذا من البعد‬
‫التواصلي التفاعلي‪.‬‬
‫النظرية التفاعلية الرمزية‬
‫• تعنى السوسيولوجيا الفيبيرية بدراسة أفعال األفراد في عالقة ببنية‬
‫المجتمع‪ ،‬ضمن نظرية التفاعل االجتماعي أو نظرية التأثير والتأثر‪.‬‬
‫• ويمثل هذا التوجه‪ ،‬في مجال التربية والتعليم‪ ،‬رايمون بودون‬
‫(‪ )Boudon‬الذي يرفض تصورات المدرسة الوظيفية والمقاربة‬
‫الصراعية‪ ،‬على أساس أن المدرسة تعيد إنتاج الطبقات االجتماعية‬
‫نفسها‪ ،‬وأنها فضاء للصراع بين الطبقة المهيمنة والطبقة الخاضعة‪.‬‬
‫• وينفي رايمون بودون أن تكون هناك روابط قوية بين الالمساواة‬
‫التعليمية والالمساواة االجتماعية‪ .‬بمعنى أن المجتمع ليس هو السبب في‬
‫هذه الالمساواة التربوية‪ ،‬بل يعود ذلك إلى اختيارات األفراد أنفسهم‪،‬‬
‫وقناعاتهم الذاتية‪ ،‬وقراراتهم الشخصية‪ ،‬بناء على حسابات األسر‬
‫الخاضعة لمنطق الربح والخسارة‪،‬وطموحاتها الواقعية‪ ،‬ورغباتها‬
‫المستقبلية‪.‬‬
‫سوسيولوجية التربية‬
‫سوسيولوجيا التربية‬
‫يقوم علم االجتماع التربوي بدراسة أشكال األنشطة التربوية‬
‫للمؤسسات‪ ،‬كأنشطة المدرسين والتالميذ واإلداريين داخل‬
‫المؤسسات المدرسية‪ .‬كما يقوم بوصف طبيعة العالقات‬
‫واألنشطة التي تتم بينهم‪ .‬كما يهتم علم االجتماع التربوي‬
‫بدراسة العالقات التي تتم بين المدرسة وبين مؤسسات‬
‫أخرى‪ ،‬كاألسرة‪ ،‬والمسجد‪ ،‬والنادي‪ .‬كما يهتم بالشروط‬
‫االقتصادية والطبيعية التي تعيش فيها هذه المؤسسات‪ ،‬وتؤثر‬
‫في شروط وجودها وتعاملها‬
‫علم يدرس التـأثيرات االجتماعية التي تؤثر في المستقبل الدراسي‬
‫لألفراد؛ كما هو الشأن بالنسبة لتنظيم المنظومة المدرسية‪،‬‬
‫وميكانيزمات التوجيه‪ ،‬والمستوى السوسيوثقافي ألسر‬
‫المتمدرسين‪ ،‬وتوقعات المدرسين واآلباء‪ ،‬وإدماج المعايير والقيم‬
‫االجتماعية من طرف التالميذ‪ ،‬ومخرجات األنظمة التربوية‬
‫هو العلم الذي يختص بدراسة اإلنسان حينما يدخل في عالقة مع‬
‫إنسان آخر في إطار تربوي يهدف إلى تكوين الخبرة‪ ،‬أو‬
‫المعرفة‪ ،‬أو الثقافة‪ ،‬أو التعليم‪ ،‬أو التدريب"‪.‬أي‪ :‬العالقات التي‬
‫تتم بين األفراد في اإلطار التربوي (التعليمي التعلمي)‪ ،‬سواء‬
‫أكانت هذه العالقات بين تلميذ وآخر‪ ،‬أو بين تلميذ ومعلم‪ ،‬ثم بين‬
‫التالميذ والمعلمين ككل‪ ،‬وبين كل من في المؤسسة التربوية‪،‬‬
‫والنظام التربوي بشكل عام‪ ،‬وبين كل من في اإلطار التربوي‬
‫والمؤسسات االجتماعية األخرى في المجتمع الكبير‪.‬‬

You might also like