Professional Documents
Culture Documents
في عام 1879أنشأ فونت أول معمل بعلم النفس في جامعة ليبزغ ،وبذلك
انحنى بعلم النفس نحو التجريب ،وأصبح علم النفس يخضع إلى التجربة ،ويعتبر
ذلك حدثًا مهمًا ومن بوادر انفصال علماء النفس عن الفلسفة ،وقد حاول فونت
باستخدام هذا المنهج التجريبي تحليل الشعور وكان غرضه هو اكتشاف العناصر
التي تكون الخبرة الشعورية ،فقد كان يدرب األفراد على االنتباه إلى خبراتهم
ووصفها بينما يجري تغيرات مختلفة في الضوء والصوت وغير ذلك من ظروف
خارجية كما كان يجري أيضًا تغيرات فسيولوجية داخل اإلنسان أي أحداث
تغيرات كيميائية في جسم االنسان ،وقد نسبت طريقة االنتباه إلى الخبرات
ووضعها في ظل ظروف داخلية وخارجية مضبوطة بطريقة االستيطان التجريبي.
إن الدراسة العلمية لسلوك اإلنسان والتي هي محور اهتمام علم النفس تتحقق من
خالل وصف وتفسير سلوك اإلنسان والتنبؤ بعد بغرض توجيهه وتعديله والتحكم
والسيطرة عليه ،فالفهم والتنؤ والضبط عي اهداف ألي علم ومن بينها علم النفس.
.1الفهم :
يسعى علم النفس كأي علم إلى الفهم ،فهو يسعى إلى فهم سلوك اإلنسان
وتفسيره ،وذلك من خالل معرفة كيفية حدوث السلوك ومسبباته ويتم ذلك من
خالل عملية الربط وكشف العالقات بين السلوك المراد فهمهة والمسببات
واألحداث التي تسبقه ،وتالزمه ولهذا الغرض يجمع عالم النفس الحقائق
والمعلومات عن السلوك المراد فهمه بغية التوصل إلى مبادئ وقواعد عامة .
.2التنبؤ :
يعتبر التنبؤ معيارًا أو محكًا للهدف األول ( الفهم ) ،فال يكون لفهم الظاهرة أو
السلوك قيمة إال إذا أمكن تطبيق ما توصل إليه عالم النفس من مبادئ وقواعد في
مواقف أخرى ،أي عندما يستطيع أن يتنبأ عن الظاهرة األصلية ،وكذلك عندما
يؤدي الفهم إلى التنبؤ عن ظواهر أخرى لها عالقة بالظاهرة األصلية ،ويصعب
التنبؤ بالسلوك أو الظاهرة النفسية بدرجة دقيقة كما هو الحال في ميدان العلوم
الطبيعية ،وكذلك يمكننا التنبؤ من تجنب األخطاء أو التقليل منها واالحتياط
للمستقبل ،باتخاذ قرارات تساعد في تعديل سلوكه وتحسين ظروفه .
.3الضبط :
ال يقتصر هدف علم النفس على مجرد فهم السلوك والظواهر النفسية والتنبؤ بها
،ولكنه يسعى الى السيطرة والتحكم فيها ،ويساعد الفهم والتنبؤ على ضبط
السلوك والتحكم فيه عن طريق تحديد اتجاه مسار السلوك أو الظاهر في االتجاه
المرغوب الوصول إليه فلو استطاع عالم النفس أن يعرف أن طالبًا ما لديه
االستعداد لدراسة تخصص معين وليس لديه االستعداد لدراسة تخصص آخر ،فإنه
بذلك يستطيع أن يوجهه بحيث أنه يجنبه الفشل في دراسة تخصص ليس مؤهًال
له.
مدارس علم النفس :
أسسها "واطسون" في مطلع القرن العشرين ،ويرى انه ال حاجة إلى دراسة
الشعور كمفهوم من مفاهيم على النفس ، ،وأن ما يجب دراسته هو السلوك ،
السلوك الحركي الصريح لإلنسان والحيوان عن طريق المالحظة الموضوعية
البحتة ،بمعنى أن هذه المدرسة تنظر إلى اإلنسان نظرة آلية بكل مافي هذه الكلمة
من معنى .
وأهم ما تنفرد فيه المدرسة أنها تنكر وجود قدرات واستعدادات فطرية ،فليست
هناك غرائز موروثة أو ذكاء موروث ،أن هي إال مجموعة معقدة من عادات
يكتسبها الفرد أثناء حياته ،وفي هذا يقول واطسون ،أعطوني عشرة اطفال
أصحاء أسوياء التكوين ،فسأختار أحدهم جزافًا أدربه فأصنع منه ما أريد ،
طبيبًا ،أو فنانًا أو عامًال أو مسؤوًال أو لص ،وذلك بغض النظر عن ميوله
ومواهبه أو ساللة أسالفه .
وقد أكدت هذه المدرسة على دور الخبرة والتعلم في اكتساب الفرد لألساليب
السلوكية المختلفة .
ترى هذه المدرسة ان الغايات واألغراض تقوم بدور مهم في تحديد سلوك
الكائن الحي وتوجيهه ،فكل سلزك يصدر عن الكائن الحي يهدف إلى غاية ،
ويتجه إلى تحقيق غرض معين ،وتؤكد هذه النظرية على الغرائز كعوامل أساسية
في االنسان ،وقد ذكر ( مكدوجل ) بأن هناك سبع غرائز تعد أساسية وهي
الهرب ،أو االعتداء ،واالستطالع ،والكره والسلوك األبوي ورعاية الذات
وامتهان الذات ،ولهذه الغرائز مصاحباتها من االنفعاالت كالهرب الذي يصاحبه
انفعال الخوف واالعتداء الذي يصاحبه انفعال الغضب وهكذا ...
ويالحظ أن ابرز مافي هذه النظرية هي تأكيدها لغائية السلوك ،فغائية السلوك
للكائن الحي هي رغبة في الحياة أو البقاء ،فجميع الكائنات الحية تسلك لرغبتها
في البقاء .
يعد التحليل النفسي من أبرز مدارس علم النفس التي حددت بقوة شكل علم
النفس الحديث ،بل وربما تكون أكثرها شيوعًا على لسان غير المتخصصين ،
وقد نادى فرويد بأن النفس البشرية بنسبة جبًال من الجليد يطفو فوق سطح المحيط
اليبدو منه سوى جزء بسيط فوق سطح الماء وينبغي أن نهتم بدراسة ذلك الجزء
المختفي تحت سطح الماء اهتمامنا بدراسة ذلك الجزء الظاهر ،وأسمى ذلك
الجزء الظاهر الشعور وأسمى الجزء األكبر المختفي الالشعور.
تؤكد هذه المدرسة على التعلم وتكوين العادات وتضعهما مركز الصدارة في
جميع لحوثها ،لكن بعض أنصارها يعرضون هن التفسير اآللي للسلوك ،كما
يرون إمكان دراسة الحاالت الشعورية عن طريق " التقرير اللفظي " ،الذي يصف
به المستبطن هذه الحاالت ،لكنها ال تحلل هذه الحاالت بل تهتم بدراسة السلوك
الظاهر الموضوعي وحده ،أي ما يفعله ويقوله الكائن الحي في ظروف معينة.
ظهرت هذه المدرسة في ألمانيا في أوائل هذا القرن ،وهذا المصطلح األلماني
"جشتالت " يعني الكل المتكامل ،أو " الصيغة اإلجمالية أو التنظيم " ،وقد افترضت
هذه الحركة الجديدة بأن تحليل الشعور إلى أجزائه المكونةو له ،أمر صعب إن لم
يكن مستحيًال ،وعلى هذا االساس فإن هذه المدرسة ترى أن الظواهر النفسية
وحدات كلية منظمة وليست مجموعة من عناصر وأجزاء متواصلة ،أي أن الكل
يختلف عن مجموعة أجزائه ولم يحاول علم نفس الجشالت وضع دراسة الشعور
في المقام األول كموضوع من موضوعات علم النفس وإ نما الصرف بصوره عامة
إلى دراسة العالقات المتداخلة ودراسة ودراسة الوحدات السلوكية الكبرى .
نظرًا لألهمية الخاصة التي يحتلها علم النفس بين العوم اإلنسانية كونه يركز على
اإلنسان وسلوكه ،فقد تطور واتسعت مجاالت وميادينه لتشمل سلوك اإلنسان في
مناخ كثيرة من الحياة ،وينقسم علم النفس إلى فروع علمية أو نظرية وفروع
تطبيقية ،الفروع النظرية تعنى بدراسة الظواهر النفسية بغية التوصل إلى مبادئ
وقواعد عامة ،أما الفروع التطبيقية غتعتمد على نتائج الفروع النظرية حيث تقوم
بتطبيق المبادئ والقواعد العامة التي توصلت إليها الفروع النظرية واالستفادة منها
في مجاالت كثيرة من حياة اإلنسان .
يعد هذا العلم أساس كل الفروع األخرى لعلم النفس ،وهو يدرس المبادئ
والقوانين التي تفسر أوجه النشاط النفسي التي يشترك فيها الناس جيمعًا كالتفكير
والتعليم والنسيان واألنفعال ...ألخ .
يدرس هذا العلم مراحل النمو المختلفة التي يجتازها الفرد في حياته والخصائص
النفسية لكل مرحلة ،وكذلك األسس والقوانين والمبادئ العامة التي تصف مسيرة
هذا النمو ومن فروع هذا العلم :علم نفس الطفل ،علم نفس المراهقة ،علم نفس
الراشدين ،علم نفس الكبار .
يهتم بدراسة السلوك الشاذ أو المنحرف لألفراد واألمراض النفسية والعقلية لهم
والتعرف على األسباب التي تكون وراء مثل ذلك السلوك ،وكيفية عالجها .
ويدرس هذا العلم أوجه الشبه واالختالف بين سلوك اإلنسان وسلوك الحيوان ،
وسلوك الطفل وسلوك الراشد ،وكذلك سلوك اإلنسان البدائي وسلوك اإلنسان
المتحضر وسلوك الشخص الشاذ .