You are on page 1of 8

‫المحاضرة الثالثة المحاضرة الثالثة‬

‫مختبر فونت ‪:‬‬

‫في عام ‪ 1879‬أنشأ فونت أول معمل بعلم النفس في جامعة ليبزغ ‪ ،‬وبذلك‬
‫انحنى بعلم النفس نحو التجريب ‪ ،‬وأصبح علم النفس يخضع إلى التجربة ‪ ،‬ويعتبر‬
‫ذلك حدثًا مهمًا ومن بوادر انفصال علماء النفس عن الفلسفة ‪ ،‬وقد حاول فونت‬
‫باستخدام هذا المنهج التجريبي تحليل الشعور وكان غرضه هو اكتشاف العناصر‬
‫التي تكون الخبرة الشعورية ‪ ،‬فقد كان يدرب األفراد على االنتباه إلى خبراتهم‬
‫ووصفها بينما يجري تغيرات مختلفة في الضوء والصوت وغير ذلك من ظروف‬
‫خارجية كما كان يجري أيضًا تغيرات فسيولوجية داخل اإلنسان أي أحداث‬
‫تغيرات كيميائية في جسم االنسان ‪ ،‬وقد نسبت طريقة االنتباه إلى الخبرات‬
‫ووضعها في ظل ظروف داخلية وخارجية مضبوطة بطريقة االستيطان التجريبي‪.‬‬

‫أهداف علم النفس ‪:‬‬

‫إن الدراسة العلمية لسلوك اإلنسان والتي هي محور اهتمام علم النفس تتحقق من‬
‫خالل وصف وتفسير سلوك اإلنسان والتنبؤ بعد بغرض توجيهه وتعديله والتحكم‬
‫والسيطرة عليه ‪ ،‬فالفهم والتنؤ والضبط عي اهداف ألي علم ومن بينها علم النفس‪.‬‬

‫‪.1‬الفهم ‪:‬‬

‫يسعى علم النفس كأي علم إلى الفهم ‪ ،‬فهو يسعى إلى فهم سلوك اإلنسان‬
‫وتفسيره ‪ ،‬وذلك من خالل معرفة كيفية حدوث السلوك ومسبباته ويتم ذلك من‬
‫خالل عملية الربط وكشف العالقات بين السلوك المراد فهمهة والمسببات‬
‫واألحداث التي تسبقه ‪ ،‬وتالزمه ولهذا الغرض يجمع عالم النفس الحقائق‬
‫والمعلومات عن السلوك المراد فهمه بغية التوصل إلى مبادئ وقواعد عامة ‪.‬‬

‫‪ .2‬التنبؤ ‪:‬‬

‫يعتبر التنبؤ معيارًا أو محكًا للهدف األول ( الفهم )‪ ،‬فال يكون لفهم الظاهرة أو‬
‫السلوك قيمة إال إذا أمكن تطبيق ما توصل إليه عالم النفس من مبادئ وقواعد في‬
‫مواقف أخرى ‪ ،‬أي عندما يستطيع أن يتنبأ عن الظاهرة األصلية ‪ ،‬وكذلك عندما‬
‫يؤدي الفهم إلى التنبؤ عن ظواهر أخرى لها عالقة بالظاهرة األصلية ‪ ،‬ويصعب‬
‫التنبؤ بالسلوك أو الظاهرة النفسية بدرجة دقيقة كما هو الحال في ميدان العلوم‬
‫الطبيعية ‪ ،‬وكذلك يمكننا التنبؤ من تجنب األخطاء أو التقليل منها واالحتياط‬
‫للمستقبل ‪ ،‬باتخاذ قرارات تساعد في تعديل سلوكه وتحسين ظروفه ‪.‬‬

‫‪ .3‬الضبط ‪:‬‬

‫ال يقتصر هدف علم النفس على مجرد فهم السلوك والظواهر النفسية والتنبؤ بها‬
‫‪ ،‬ولكنه يسعى الى السيطرة والتحكم فيها ‪ ،‬ويساعد الفهم والتنبؤ على ضبط‬
‫السلوك والتحكم فيه عن طريق تحديد اتجاه مسار السلوك أو الظاهر في االتجاه‬
‫المرغوب الوصول إليه فلو استطاع عالم النفس أن يعرف أن طالبًا ما لديه‬
‫االستعداد لدراسة تخصص معين وليس لديه االستعداد لدراسة تخصص آخر ‪ ،‬فإنه‬

‫بذلك يستطيع أن يوجهه بحيث أنه يجنبه الفشل في دراسة تخصص ليس مؤهًال‬
‫له‪.‬‬
‫مدارس علم النفس ‪:‬‬

‫‪ .1‬المدرسة السلوكية ‪:‬‬

‫أسسها "واطسون" في مطلع القرن العشرين ‪ ،‬ويرى انه ال حاجة إلى دراسة‬
‫الشعور كمفهوم من مفاهيم على النفس ‪ ، ،‬وأن ما يجب دراسته هو السلوك ‪،‬‬
‫السلوك الحركي الصريح لإلنسان والحيوان عن طريق المالحظة الموضوعية‬
‫البحتة ‪ ،‬بمعنى أن هذه المدرسة تنظر إلى اإلنسان نظرة آلية بكل مافي هذه الكلمة‬
‫من معنى ‪.‬‬

‫وأهم ما تنفرد فيه المدرسة أنها تنكر وجود قدرات واستعدادات فطرية ‪ ،‬فليست‬
‫هناك غرائز موروثة أو ذكاء موروث ‪ ،‬أن هي إال مجموعة معقدة من عادات‬
‫يكتسبها الفرد أثناء حياته ‪ ،‬وفي هذا يقول واطسون ‪ ،‬أعطوني عشرة اطفال‬
‫أصحاء أسوياء التكوين ‪ ،‬فسأختار أحدهم جزافًا أدربه فأصنع منه ما أريد ‪،‬‬
‫طبيبًا ‪ ،‬أو فنانًا أو عامًال أو مسؤوًال أو لص ‪ ،‬وذلك بغض النظر عن ميوله‬
‫ومواهبه أو ساللة أسالفه ‪.‬‬

‫وقد أكدت هذه المدرسة على دور الخبرة والتعلم في اكتساب الفرد لألساليب‬
‫السلوكية المختلفة ‪.‬‬

‫‪ .2‬المدرسة الغرضية ‪:‬‬

‫ترى هذه المدرسة ان الغايات واألغراض تقوم بدور مهم في تحديد سلوك‬
‫الكائن الحي وتوجيهه ‪ ،‬فكل سلزك يصدر عن الكائن الحي يهدف إلى غاية ‪،‬‬
‫ويتجه إلى تحقيق غرض معين ‪ ،‬وتؤكد هذه النظرية على الغرائز كعوامل أساسية‬
‫في االنسان ‪ ،‬وقد ذكر ( مكدوجل ) بأن هناك سبع غرائز تعد أساسية وهي‬
‫الهرب ‪ ،‬أو االعتداء ‪ ،‬واالستطالع ‪ ،‬والكره والسلوك األبوي ورعاية الذات‬
‫وامتهان الذات ‪ ،‬ولهذه الغرائز مصاحباتها من االنفعاالت كالهرب الذي يصاحبه‬
‫انفعال الخوف واالعتداء الذي يصاحبه انفعال الغضب وهكذا ‪...‬‬

‫ويالحظ أن ابرز مافي هذه النظرية هي تأكيدها لغائية السلوك ‪ ،‬فغائية السلوك‬
‫للكائن الحي هي رغبة في الحياة أو البقاء ‪ ،‬فجميع الكائنات الحية تسلك لرغبتها‬
‫في البقاء ‪.‬‬

‫‪ .3‬مدرسة التحليل النفسي لفرويد ‪:‬‬

‫يعد التحليل النفسي من أبرز مدارس علم النفس التي حددت بقوة شكل علم‬
‫النفس الحديث ‪ ،‬بل وربما تكون أكثرها شيوعًا على لسان غير المتخصصين ‪،‬‬
‫وقد نادى فرويد بأن النفس البشرية بنسبة جبًال من الجليد يطفو فوق سطح المحيط‬
‫اليبدو منه سوى جزء بسيط فوق سطح الماء وينبغي أن نهتم بدراسة ذلك الجزء‬
‫المختفي تحت سطح الماء اهتمامنا بدراسة ذلك الجزء الظاهر ‪ ،‬وأسمى ذلك‬
‫الجزء الظاهر الشعور وأسمى الجزء األكبر المختفي الالشعور‪.‬‬

‫وتنفرد مدرسة التحليل النفسي بقضايا نفسية أهمها ‪:‬‬

‫‪.1‬تأكيدها أثر العوامل والدوافع الالشعورية في سلوك اإلنسان ‪.‬‬

‫‪ .2‬اهتمامها بدراسة الشخصية السوية والشاذة اهتمامًا بالغًا ‪.‬‬

‫‪ .3‬تأكيدها األثر لمرحلة الطفولة خاصة عالقة الطفل بوالديه ‪.‬‬

‫‪ .4‬دراستها لمفهوم الغريزة الجنسية ودراسة تطورها من الناحية النفسية وصلة‬


‫ذلك بشخصية الفرد ‪.‬‬
‫‪ .5‬تطبيقها المنهج العلمي في تأويله لألحالم ‪.‬‬

‫‪.4‬السوكية الجديدة ‪:‬‬

‫تؤكد هذه المدرسة على التعلم وتكوين العادات وتضعهما مركز الصدارة في‬
‫جميع لحوثها ‪ ،‬لكن بعض أنصارها يعرضون هن التفسير اآللي للسلوك ‪ ،‬كما‬
‫يرون إمكان دراسة الحاالت الشعورية عن طريق " التقرير اللفظي "‪ ،‬الذي يصف‬
‫به المستبطن هذه الحاالت ‪ ،‬لكنها ال تحلل هذه الحاالت بل تهتم بدراسة السلوك‬
‫الظاهر الموضوعي وحده ‪ ،‬أي ما يفعله ويقوله الكائن الحي في ظروف معينة‪.‬‬

‫‪.5‬مدرس الجشتالت ‪:‬‬

‫ظهرت هذه المدرسة في ألمانيا في أوائل هذا القرن ‪ ،‬وهذا المصطلح األلماني‬
‫"جشتالت " يعني الكل المتكامل ‪ ،‬أو " الصيغة اإلجمالية أو التنظيم "‪ ،‬وقد افترضت‬
‫هذه الحركة الجديدة بأن تحليل الشعور إلى أجزائه المكونةو له ‪ ،‬أمر صعب إن لم‬
‫يكن مستحيًال ‪ ،‬وعلى هذا االساس فإن هذه المدرسة ترى أن الظواهر النفسية‬
‫وحدات كلية منظمة وليست مجموعة من عناصر وأجزاء متواصلة ‪ ،‬أي أن الكل‬
‫يختلف عن مجموعة أجزائه ولم يحاول علم نفس الجشالت وضع دراسة الشعور‬
‫في المقام األول كموضوع من موضوعات علم النفس وإ نما الصرف بصوره عامة‬
‫إلى دراسة العالقات المتداخلة ودراسة ودراسة الوحدات السلوكية الكبرى ‪.‬‬

‫فروع علم النفس ‪:‬‬

‫نظرًا لألهمية الخاصة التي يحتلها علم النفس بين العوم اإلنسانية كونه يركز على‬
‫اإلنسان وسلوكه ‪ ،‬فقد تطور واتسعت مجاالت وميادينه لتشمل سلوك اإلنسان في‬
‫مناخ كثيرة من الحياة ‪ ،‬وينقسم علم النفس إلى فروع علمية أو نظرية وفروع‬
‫تطبيقية ‪ ،‬الفروع النظرية تعنى بدراسة الظواهر النفسية بغية التوصل إلى مبادئ‬
‫وقواعد عامة ‪ ،‬أما الفروع التطبيقية غتعتمد على نتائج الفروع النظرية حيث تقوم‬
‫بتطبيق المبادئ والقواعد العامة التي توصلت إليها الفروع النظرية واالستفادة منها‬
‫في مجاالت كثيرة من حياة اإلنسان ‪.‬‬

‫أ‪ .‬الفروع النظرية لعلم النفس ‪:‬‬

‫‪ .1‬علم النفس العام ‪:‬‬

‫يعد هذا العلم أساس كل الفروع األخرى لعلم النفس ‪ ،‬وهو يدرس المبادئ‬
‫والقوانين التي تفسر أوجه النشاط النفسي التي يشترك فيها الناس جيمعًا كالتفكير‬
‫والتعليم والنسيان واألنفعال ‪ ...‬ألخ ‪.‬‬

‫‪ .2‬علم النفس الفارق ‪:‬‬

‫يدرس األسس الفسيولوجية للسلوك اإلنساني ‪ ،‬ويهتم أيضًا بدراسة الجهاز‬


‫العصبي ووظائفه المختلفة ‪ ،‬فهو يحالو مثًال أن يعرف كيف يحدث اإلحساس‬
‫وكيف ينتقل التيار العصبي في األعصاب ‪ ،‬وكيف يتحكم المخ في الشعور‬
‫والسلوك ‪ .‬كما يدرس الوظائف المختلفة للغدد الصماء وغير الصماء وكيفية‬
‫تأثيرها في السلوك ‪ .‬ويدرس أيضًا األسس الفسيولوجية للدوافع وغير ذلك من‬
‫الميكاتيزمات العصبية للنشاط النفسي ‪.‬‬

‫‪ .3‬علم النفس الفارق ‪:‬‬


‫ويعني بدراسة الفروق بين األفراد والجماعات في الجوانب المختلفة الجسمية‬
‫والعقلية واالنفعالية المؤثرة على تلك الفروق ‪ ،‬كما يعني بددراسة الفروق بين‬
‫الجنسين في الجوانب المختلفة أيضًا‪.‬‬

‫‪ .4‬علم نفس النمو ‪:‬‬

‫يدرس هذا العلم مراحل النمو المختلفة التي يجتازها الفرد في حياته والخصائص‬
‫النفسية لكل مرحلة ‪ ،‬وكذلك األسس والقوانين والمبادئ العامة التي تصف مسيرة‬
‫هذا النمو ومن فروع هذا العلم ‪ :‬علم نفس الطفل ‪ ،‬علم نفس المراهقة ‪ ،‬علم نفس‬
‫الراشدين ‪ ،‬علم نفس الكبار ‪.‬‬

‫‪.5‬علم نفس الحيوان‬

‫ويبحث في سلوك الحيوانات المختلفة ومدى قدرتها على التفكير والتذكر‬


‫والتعلم ‪ ،‬وقد مهدت هذه المعلومات إلى ظهور كثير من النظريات والمبادئ‬
‫الخاصة بتععليم اإلنسان ‪.‬‬

‫‪ .6‬علم نفس الشواذ ‪:‬‬

‫يهتم بدراسة السلوك الشاذ أو المنحرف لألفراد واألمراض النفسية والعقلية لهم‬
‫والتعرف على األسباب التي تكون وراء مثل ذلك السلوك ‪ ،‬وكيفية عالجها ‪.‬‬

‫‪ .7‬علم النفس المقارن ‪:‬‬

‫ويدرس هذا العلم أوجه الشبه واالختالف بين سلوك اإلنسان وسلوك الحيوان ‪،‬‬
‫وسلوك الطفل وسلوك الراشد ‪ ،‬وكذلك سلوك اإلنسان البدائي وسلوك اإلنسان‬
‫المتحضر وسلوك الشخص الشاذ ‪.‬‬

You might also like