سر النجاح ومفتاح الخير والبركة والفلاح

‫‪1‬‬ ‫سر النجاح ومفتاح الخير والبركة والفالح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ِس ُر َّ‬
‫النجاح‬
‫البرَك ِة َوالفَ ََل ِح‬ ‫َو ِم ْفتَ ُ‬

‫اح ا ْل َخ ْي ِر َو َ‬
‫تكون ناجحاً في أعمالك )‬

‫ُ‬ ‫يف‬
‫( َك َ‬
‫الشيخ الدكتور محمد بن عبد العزيز المس َند‬
‫شبكة نور اإلسَلم‬

‫‪www.islamlight.net‬‬
‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad‬‬
‫(‪)1‬‬
‫( هند ) طفلة كويتية ‪ ،‬أصيبت بأشد أمراض السرطان في إحدى ساقيها‬
‫وقد أجريت لها فحوصات طيبة مكثفة في مركز ( حسين مكي جمعة )‬
‫لجراحة السرطان بالكويت ‪ ،‬كما تلقت عالجاً مكثفاً في مركز ( أجلستون )‬
‫التخصصي لمعالجة السرطان في مدينة ( أتلنتا ) بوالية جورجيا األمركية ‪،‬‬
‫وقد بلغت تكاليف العالج حوالي نصف مليون دوالر ‪ ،‬كما تعرضت‬
‫لعمليات فحص وتشخيص حصيلتها ملف ضخم من التقارير ‪ ،‬وما يربو‬
‫على مائتين وخمسين صورة أشعة تؤكد إصابتها بالمرض ‪.‬‬
‫وفي أحدى مراحل العالج ‪ ،‬وبعد تشخيص دقيق ‪ ،‬خضعت هند‬
‫لمرحلة عالج كيماوي ( كيموثروبي ) لو يؤد إلى أي نتيجة ‪ ،‬في الوقت‬
‫الذي ذكر فيه األطباء المختصون في المركزين المذكورين أن هذه النوعية‬
‫من العالج يجب أن تؤدي إلى نتيجة رئيسة خالل ثالثة أسابيع على أبعد‬
‫تقدير ‪.‬‬
‫وفي مرحلة ثالثة نصح األطباء والدي هند ببتر ساقها مع احتمال ظهور‬
‫خاليا السرطانية في أجزاء أخرى من الجسم في وقت الحق ال يتعدى‬
‫السنوات القليلة ‪.‬‬
‫إحدى عناصر المأساة تمثلت في وجود عدد غير قليل من أقرباء هند‬
‫مصابين بالمرض نفسه ‪.‬‬
‫حالة الحزن واأللم التي بدت على وجه الطفلة الصغيرة هند جعلت والدها‬
‫يتعثر في برنامجه لتقديم أطروحة الدكتوراه في الكمبيوتر في إحدى‬
‫الجامعات األمريكية ‪ ،‬في حين كانت الليالي الطويلة تمر على والدة هند‬
‫الجامعية وسط هاجس من الخوف والقلق على مستقبل ابنتها الصغيرة ‪،‬‬
‫ولكن إيمانها باهلل جعلها تسلّم بقضاء اهلل وقدره ‪.‬‬
‫وفي ليلة من الليالي أوت أم هند إلى فراشها ؛ فسافر ذهنها بعيداً ‪،‬‬
‫وأخذت تسبح في بحر من األوهام والخياالت ‪ ،‬فتمثلت لها صورة ابنتها‬
‫وهي تمشي على ساق واحدة وتتوكأ على عصا ‪ ،‬فانهمرت‬ ‫الصغيرة‬
‫عيناها بالدموع حتى بلّلت الفراش ؛ فاستعاذت باهلل من الشيطان الرجيم‬
‫وأخذت تلهج بذكر اهلل – عز وجل ‪. -‬‬
‫وفجأة ‪...‬‬
‫تذكرت ُّأم ٍ‬
‫هند شيئاً مهما قد نسيته ‪ ..‬إنها صالة االستخارة ‪ ..‬فقامت‬
‫مسرعة وبادرت إلى أدآئها ‪.‬‬
‫وفي الصباح كرهت أم هند جميع أنواع العالجات واألدوية التي تقدم‬
‫البنتها ‪ ،‬وقررت عدم اإلقدام على بتر ساق ابنتها ؛ فقد هداها اهلل إلى‬
‫عالج آخر يختلف عن سائر األدوية والعالجات ‪ ...‬إنه القرآن الكريم الذي‬
‫شفاء ورحمة للمؤمنين ‪.‬‬
‫ً‬ ‫جعله اهلل‬
‫فقد ُذكر لها شيخ فاضل يعالج بالقرآن والرقى الشرعية فانطلقت بابنتها‬
‫إليه ‪ ،‬وبعد عدة جلسات قام فيها الشيخ بالقراءة والنفث على ساق هند‬
‫ودهنها بالزيت كانت المفاجأة ‪.‬‬
‫فقد بدأ التحسن يط أر على ساق هند ‪ ،‬وبدأ الشعر ينمو في رأسها بعد أن‬
‫تساقط معظمه بسبب العالج السابق ‪ ،‬ثم شفيت بإذن اهلل وعادت إلى‬
‫حالتها الطبعية ‪.‬‬
‫لقد كانت النتيجة مذهلة للجميع ‪ ..‬للطفلة التي عادت إليها الحيوية‬
‫والنشاط ون ضارة الطفولة ‪ ..‬ولذويها الذين كادوا أن يفقدوا األمل في شفائها‬
‫من هذا المرض العضال بعد أن أجمع األطباء على أن ال عالج إال البتر‬
‫‪ ،‬أما الشيخ فابتسم وهو يقول ‪ :‬إن األمر غير مفاجئ له ؛ فمعجزات القرآن‬
‫شفاء‬
‫ً‬ ‫عادية لكل مؤمن ‪ ،‬وهي أكثر من أن تحصى ‪ ،‬وقد جعل اهلل آياته‬
‫آن َما ُه َو ِشفَاء َوَر ْح َمةٌ‬
‫لكل داء ‪ . .‬قال سبحانه ‪َ (( :‬وُنَنِّز ُل ِم َن ا ْلقُ ْر ِ‬
‫ين إَالَّ َخ َسا اًر )) ( اإلسراء ‪. )28 :‬‬ ‫لِّْلمؤ ِمنِين والَ ي ِز ُ َّ ِ ِ‬
‫يد الظالم َ‬ ‫ُْ َ َ َ‬
‫اختصاصي كبير في مستشفى ( أجلستون ) األمريكي أكد أنه ال يستطيع‬
‫تصديق التطور الذي ط أر على صحة هند حتى يرى الحالة على الطبيعة ‪،‬‬
‫وعند ما علم أن هنداً تسطيع الركض اآلن ‪ ،‬وأن الشعر برأسها وأجزاء‬
‫جسمها األخرى قد نما بعد سقوطه أصيب بحالة من الذهول ‪ ،‬وطلب رؤية‬
‫هند بأية طريقة (‪. )1‬‬
‫‪ - 1‬هذه القصة نُشرت في بعض الصحف الكويتية ( بتصرف ) ‪.‬‬

‫(‪)8‬‬
‫شاب عزم على الزواج من فتاة ‪ ،‬فاستخار اهلل – عز وجل – فلما أراد أن‬
‫يتقدم لخطبتها رفض أخوه هذه الفتاة وطلب منه أن يبحث عن فتاة من‬
‫أسرة أخرى !!‬
‫َّ‬
‫ولكن محاوالته باءت بالفشل فلم يجد بداً‬ ‫حاول هذا الشاب أن يقنع أخاه‬
‫من الرضا واالستسالم ؛ وتزوج من فتاة أخرى ‪ ،‬وبعد أيام معدودة توفيت‬
‫األولى فكان رفض أخيه لها عين الخيرة له ‪.‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫شاب غافل كان يعمل في إحدى الشركات على ( فترتين ) ؛ صباحية‬
‫ومسائية ‪ ،‬كان يقضي معظم وقته في العمل براتب زهيد ال يفي بمتطلبات‬
‫الحياة المختلفة ‪..‬‬
‫فأحس بتقصيره الشديد تجاه ربه وخالقه ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫من اهلل عليه بالهداية ؛‬
‫ثم ّ‬
‫وتاقت نفسه إلى االلتحاق بإحدى حلقات تحفيظ القرآن الكريم وحضور‬
‫الدروس والمحاضرات التي تقام في المساجد لينهل من ينبوعها الصافي‬
‫ولكن عمله ال يسمح له بذلك فقد استغرق معظم وقته‬
‫ّ‬ ‫وسلسبيلها العذاب ‪،‬‬
‫عدا ساعات قليلة ال تكفي للجلوس مع الزوجة واألوالد ‪ ،‬وقضاء حوائج‬
‫البيت الضرورية ‪.‬‬
‫من‬
‫إلي حاله طالباً المشورة ‪ ،‬وأخبرني بأنه منذ أن ّ‬
‫لقيته ذات يوم فشكا ّ‬
‫اهلل عليه بالهداية وهو كاره لعمله في تلك الشركة ؛ وأنه يفكر في البحث‬
‫عن عمل آخر حتى يتمكن من تعلّم القرآن وحضور مجالس العلم ولكن أين‬
‫يذهب ؟!‬
‫قلت له ‪ :‬هل تعرف صالة االستخارة ؟ ‪ ..‬فأجاب بالنفي ‪ ،‬فعلمته إياها ؛‬
‫وطلبت منه أن يبادر إلى فعلها ويستخير اهلل في ترك ذلك العمل مع‬
‫السعي للبحث عن عمل آخر ‪.‬‬
‫ويسر لي عمالً‬
‫فرج اهلل عني ‪ّ ،‬‬
‫وبعد أيام جاءني فرحاً مسرو اًر وقال ‪ :‬لقد ّ‬
‫آخر أق ّل وقتاً وأكثر راتباً ‪ ،‬وبإمكاني اآلن أن أنظم وقتي وأجمع بين طلب‬
‫العلم وعمل الدنيا ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مجلس‬ ‫كنت في‬
‫أما كيف حصل ذلك فتلك حادثة أخرى رواها لي فقال ‪ُ :‬‬
‫من المجالس ‪ ،‬وكان من بين الحاضرين واحد من رجال األعمال وأثناء‬
‫فكنت أنا‬
‫ُ‬ ‫الحديث ذكر أنه بحاجة إلى موظف أمين ليعمل معه في الشركة‬
‫ذلك الموظف ‪.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫قال الراوي ‪:‬‬
‫أتممت الدارسة الجامعية ُعّينت مدرساً في إحدى المدارس‬
‫ُ‬ ‫بعد أن‬
‫المتوسطة في أحد األحياء البعيدة المكتظة بالسكان ‪ ،‬وبعد مضي ثالثة‬
‫أسابيع من بداية العام الدراسي تقريباً كرهت التدريس في هذه المدرسة‬
‫ألسباب عديدة ‪ ،‬وفي نهاية األسبوع الثالث كان السيل قد بلغ الزبى ‪،‬‬
‫والصبر قد نفد فلم أعد أحتمل البقاء في هذه المدرسة ‪ ،‬ففكرت في أحد‬
‫أمرين إما االستقالة أو االنتقال إلى مدرسة أخرى ‪ ،‬فأما األول فهو قرار‬
‫صعب ‪ ،‬وأما الثاني فغير ممكن ألن االنتقال عادة ال يكون إال في بداية‬
‫فصل جديد ‪ ،‬فاستخرت اهلل عز وجل ودعوته بقلب صادق أن يختار لي‬
‫الخير وهو على كل شيء قدير ‪.‬‬
‫فكانت المفاجأة ‪...‬‬
‫ففي اليوم التالي وقف على باب الفصل مدرس جديد وقال لي ‪ :‬أنت فالن‬
‫؟ قلت ‪ :‬نعم ‪ .‬فأخبرني بأنه قد صدر قرار بنقلي إلى مدرسة أخرى وأن‬
‫علي أن أباشر عملي الجديد غداً بمشيئة اهلل ‪.‬‬
‫ّ‬
‫وفي اليوم التالي باشرت عملي في المدرسة الجديدة فوجدت فيها الراحة‬
‫والطمأنينة ‪ ،‬وحمدت اهلل عز وجل على توفيقه وفضله ‪.‬‬
‫ويعد أخي المسلم ‪. .‬‬
‫سر النجاح ‪ ،‬وباب التوفيق ‪ ،‬ومفتاح الخير والبركة ؟؟ (‪. )2‬‬
‫هل عرفت ّ‬
‫إنها صالة االستخارة ‪.............‬‬

‫فما هي صالة االستخارة ؟؟‬
‫أوالً ‪ /‬تعريفها ‪:‬‬

‫االستخارة هي استفعال من الخير أو من ِ‬
‫الخَيرة ( بكسر أوله وفتح ثانيه)‬
‫‪ ،‬واستخار اهلل طلب منه الخيرة ‪ ،‬وخار اهلل له أعطاه ما هو خير له (‪. )3‬‬
‫ثانياً ‪ /‬فضلها وأهميتها ‪:‬‬

‫إن اإلنسان مهما أوتي من علم وعقل وحكمة يظل محتاجاً إلى ربه‬
‫وخالقه في كل لحظة ح ال غنى له عنه طرفة عين ‪ ،‬وكثي اًر ما يقدم‬
‫اإلنسان على فعل أمر من األمور وقد خطّط له تخطيطاً بالغاً ‪ ،‬واتخذ‬
‫إلنجاحه كافة اإلجراءات ‪ ،‬ووضع في حسابه جميع التقديرات ‪ ،‬ثم يتبين له‬
‫فيما بعد أنه قد أخطأ الطريق ‪ ،‬وخانته جميع حساباته ‪ ،‬ولم تغن عنه سائر‬
‫تقديراته ‪.‬‬
‫‪ - 2‬هي من أعظم أسرار النجاح ‪ ..‬كما سيأتي إن شاء هللا ‪.‬‬

‫‪ - 3‬انظر لسان العرب ج ‪ ، 8‬وفتح الباري ج ‪11‬ص ‪. 123‬‬
‫وقد يتردد اإلنسان بين فعل أمرين أو أكثر ‪ ،‬ويقف على مفترق طرق كثيرة‬
‫متشعبة ال يدري ّأيها يوصل إلى الهدف ؛ فيقف حائ اًر قلقاً متردداً ‪ ،‬وقد‬
‫يسلك منها طريقاً يؤدي به إلى غير مقصوده وطلبه ‪ ،‬وربما أدى إلى‬
‫هالكه وعطبه ‪.‬‬
‫وقد كان العرب في جاهليتهم يلجئوون إلى طريقة ساذجة إلزالة هذا التردد‬
‫‪ ،‬تلكم الطريقة هي االستقسام باألزالم ‪ ،‬وهي عبارة عن أقداح ثالثة ‪ ،‬على‬
‫أحده ا مكتوب ‪ ( :‬افعل ) ‪ ،‬وعلى اآلخر ‪ ( :‬ال تفعل ) ‪ ،‬والثالث فارغ لم‬
‫يكتب عليه شيء ‪ ،‬فإذا أجالها فطلع سهم األمر فعل ‪ ،‬وان طلع سهم‬
‫النهي لم يفعل ‪ ،‬وان طلع الفارغ أعاد (‪ . )4‬وقد نهى اهلل المؤمنين عن هذا‬
‫ت َعلَ ْي ُك ُم ا ْل َم ْيتَةُ َوا ْل َّد ُم َولَ ْح ُم ا ْل ِخ ْن ِز ِ‬
‫ير َو َما‬ ‫العمل فقال سبحانه ‪ُ (( :‬حِّرَم ْ‬
‫الن ِطيحةُ وما أَ َك َل السَّبع ِإالَّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ُُ‬ ‫أُهل ل َغ ْي ِر اللّه به َوا ْل ُم ْن َخنقَةُ َوا ْل َم ْوقُوَذةُ َوا ْل ُمتََرِّدَيةُ َو َّ َ َ َ‬
‫ق )) ‪،‬‬ ‫ص ِب َوأَن تَ ْستَ ْق ِس ُموْا بِاأل َْزالَِم َذلِ ُك ْم ِف ْس ٌ‬ ‫َما َذ َّك ْيتُ ْم َو َما ُذبِ َح َعلَى ُّ‬
‫الن ُ‬
‫وعوضهم عن ذلك بصالة االستخارة ودعائها المتضمن اإلقرار بوحدانيته‬ ‫ّ‬
‫سبحانه واإلقرار بصفات كماله وربوبيته ‪ ،‬وتفويض األمر إليه ‪ ،‬واالستعانة‬
‫به ‪ ،‬والتوكل عليه ‪ ،‬والتبري من الحول والقوة إال به ‪ ،‬واعتراف العبد‬
‫بعجزه وقصوره ‪ ..‬إلى غير ذلك ‪ .‬من المعاني العظيمة التي تضمنها هذا‬
‫الدعاء ‪.‬‬
‫وان من رحمة اهلل بعباده وكمال فضله ومنته عليهم أن شرع لهم هذه‬
‫الصالة العظيمة التي ال تكلف العبد شيئاً سوى بضع دقائق يقضيها بين‬
‫‪ - 4‬انظر تفسير ابن كثير عند قوله تعالى ( وأن تستقسموا باألزالم ) ؛ اآلية الثالثة من سورة المائدة ‪.‬‬
‫ي ربه وخالقه ‪ ،‬يستخيره فيها في جميع أموره ؛ جليلها وحقيرها ‪ ،‬كبيرها‬
‫َي َد ْ‬
‫وصغيرها ‪ ،‬فهي يسيرة العمل ‪ ،‬عظيمة النفع مهما طال األجل ‪ ،‬ال يخيب‬
‫– في جميع األحوال – فاعلها ‪ ،‬وال يوفق للصواب – إال ما شاء اهلل –‬
‫مجتنبها ‪ ،‬فخذ بها وعض عليها بالنواجذ تنجح وتفلح ‪.‬‬
‫ومما يدل على أهميتها حرص النبي صلى اهلل عليه وسلم على تعليمها‬
‫أصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن ‪ ،‬قال جابر رضي اهلل عنه ‪ :‬كان‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم يعلمنا االستخارة في األمور كلها كما يعلمنا‬
‫السورة من القرآن ‪...‬‬
‫وتأمل قوله ‪ ( :‬في األمور كلها ) ففيه دليل آخر على أهميتها وفضلها ‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ /‬صفتها ‪:‬‬

‫هي ركعتان من غير الفريضة يؤديها المسلم في أي وقت شاء – كما‬
‫سيأتي – يق أر فيهما بفاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن ‪ ،‬ثم يدعو بعد ذلك‬
‫بدعاء االستخارة قبل السالم بعد التشهد‪ ،‬وان دعا بعد السالم فال بأس‬
‫واألمر في ذلك واسع إن شاء اهلل‪ ،‬ولكن األول أفضل (‪. )5‬‬
‫‪ - 5‬انظر مجموع فتاوى شيخ اإلسالم رحمه هللا ج ‪ 83‬ص ‪. 111‬‬

‫حديث االستخارة ودعاؤها ‪:‬‬

‫عن جابر بن عبد اهلل رضي اهلل عنهما قال ‪ :‬كان رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم يعلمنا االستخارة في األمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ‪،‬‬
‫هم أحدكم باألمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل ‪:‬‬
‫يقول ‪ (( :‬إذا ّ‬
‫اللهم إني أستخيرك بعلمك ‪ ،‬وأستقدرك بقدرتك ‪ ،‬وأسألك من فضلك‬
‫عَلم الغيوب ‪ ،‬اللهم‬
‫العظيم ‪ ،‬فإنك تقدر وال أقدر ‪ ،‬وتعلم وال أعلم ‪ ،‬وأنت ا‬
‫ويسمي حاجته – خير لي في ديني‬‫ا‬ ‫إن كنت تعلم أن هذا األمر –‬
‫ويسره‬
‫ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال ‪ :‬عاجل أمري وآجله – فاقدره لي ا‬
‫شر لي في ديني‬
‫لي ‪ ،‬ثم بارك لي فيه ‪ ،‬وان كنت تعلم أن هذا األمر ا‬
‫ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال ‪ :‬عاجله وآجله – فاصرفه عني‬
‫واصرفني عنه ‪ ،‬واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به )) أخرجه‬
‫البخاري ‪.‬‬
‫فينبغي للمسلم أن يحفظ هذا الدعاء ويدعو به في صَلة االستخارة ‪.‬‬
‫رابعاً‪ /‬هل تجزئ صَلة االستخارة عن تحية المسجد والسنة الراتبة ؟‬

‫أما تحية المسجد فتجزئ عنها صالة االستخارة بال خالف‪ ،‬مثال ذلك ‪ :‬أن‬
‫يدخل رجل المسجد فيصلي ركعتين ينوي بهما صالة االستخارة ‪ ،‬فتجزئ‬
‫عن تحية المسجد ألن المقصود منها ّأال يجلس حتى يصلي ركعتين ؛ وقد‬
‫فعل ‪.‬‬
‫أما السنة الراتبة فال تجزئ عنها صالة االستخارة إال أن ينوي بالركعتين‬
‫السنة الراتبة فتدخل فيها ركعتا االستخارة ‪ ،‬ألن الراتبة هي األصل وهي‬
‫مقصودة لذاتها بخالف ركعتي االستخارة ‪.‬‬
‫واألكمل أن يخص االستخارة بركعتين مستقلتين (‪ . )6‬واهلل أعلم ‪.‬‬
‫خامساً ‪ /‬وقتها ‪:‬‬

‫ليس لصالة االستخارة وقت محدد ‪ ،‬والمشروع أن تكون في غير وقت نهي‬
‫(‪ )7‬ال سيما أوقات اإلجابة ‪ ،‬كالثلث األخير من الليل ‪ ،‬وبين اآلذان‬
‫واإلقامة ‪..‬فإن كان األمر المستخار فيه يفوت بتأخيرها عن وقت النهي‬
‫فيصليها ولو في وقت النهي ‪.‬‬
‫‪ - 6‬سئل فضيلة الشيخ محمد بن عثمين حفظه هللا عن مثل هذه المسألة فأجاب ‪ ( :‬هذه المسألة مهمة ‪،‬‬
‫وهي هل تتداخل العبادات ؟ ‪ ..‬فنقول ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬إذا كانت العبادة تبعا ً لعبادة أخرى فإنه ال تداخل بينهما ‪ :‬مثال ذلك ‪ :‬صالة الفجر وسنتها الراتبة ‪ ،‬فال تقوم الراتبة‬
‫مقام الفريضة وال العكس ‪ ،‬ألن السنة تبع للفريضة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬إ ذا كانت العبادات مستقلين ‪ ،‬وكل واحدة منهما مقصودة لذاتها فال تداخل بينهما ‪ ،‬مثال ذلك ‪ :‬أن يصلي ركعتين‬
‫ينوي بهما سنة العشاء الراتبة وشفع الوتر مثالً ؛ فإن ذلك يجزئ ‪ ،‬ألن كل عبادة مستقلة عن األخرى ومقصودة لذاتها ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬أن تكون إحدى العبادتين غير مقصودة لذاتها وإنما ألمر آخر ‪ ،‬فيكتفي بأحداهما عن األخرى ‪ ،‬ولكن يُكتفي‬
‫باألصل عن الفرع ‪ ،‬مثال ذلك ‪ :‬أن يدخل المسجد بعد آذان الفجر فيصلي ركعتين ينوي بهما سنّة الفجر ‪ ،‬فتجزئ عن‬
‫تحية المسجد ‪ ،‬ألن المقصود من التحية أن ال يجلس حتى يصلي ركعتين وقد فعل ؛ فهي غير مقصودة لذاتها ‪ .‬فإن نوى‬
‫بالركعتين التحية دون الراتبة لم تجزئ عنها ‪ ،‬ألن الراتبة مقصودة لذاتها ) ‪ .‬انتهى كالم الشيخ حفظه هللا باختصار من‬
‫دروس الحرم الشريف عام ‪1413 /‬هـ الشريط السابع ‪.‬‬
‫وبناء على هذه القاعدة تنظر هل ركعتا صالة االستخارة مقصوداتان لذاتهما أم أن المقصود مطلق الركعتين من غير‬
‫الفريضة ؟؟ الذي يظهر – وهللا أعلم – أنهما ليستا مقصودتين لذاتهما بدليل مفهوم قوله ‪ ( :‬من غير الفريضة ) فيدخل‬
‫فيه كل ما سوى الفريضة من السنن الرواتب والنوافل المطلقة إال ما اختلفت صفته كالكسوف واالستسقاء ونحوهما وهللا‬
‫تعالى أعلم ‪.‬‬
‫‪ - 7‬أوقات النهي ثالثة ‪ :‬من بعد صالة الفجر حتى تطلع الشمس وترتفع قيد رمح ( أي بعد طلوعها بربع ساعة تقريبا ً )‬
‫‪ ،‬وحين تكن الشمس في كبد السماء حتى ‪ :‬تزول ‪ ، :‬ومن بعد صالة العصر حتى تغرب الشمس ‪ ،‬هذه هي األوقات التي‬
‫ينهى عن الصالة فيها ‪ ،‬والمقصود النوافل المطلقة ‪ ،‬أما ذوات األسباب كتحية المسجد والكسوف ونحوها مما له سبب‬
‫فتصلي ولو في وقت النهي على الصحيح ‪.‬‬
‫سادساً ‪ /‬اعتقاد خاطئ ‪:‬‬
‫يعتقد بعض الناس أن صالة االستخارة تكون بالليل قبل النوم ‪ ،‬وأن‬
‫المستخير يرى في منامه رؤيا يتبين له فيها وجه الصواب ؛ وهذا ليس‬
‫بصحيح ‪ ،‬ألن صالة االستخارة ليس لها وقت محدد كما سبق ‪ ،‬وليس‬
‫شرطاً أن يرى المستخير رؤيا بعد االستخارة ‪ ،‬بل يستخير متى احتاج إلى‬
‫ذلك ثم يتوكل على اهلل ويمضي لفعل ما هم به فإن فيه الخير بإذن اهلل ‪.‬‬
‫سابعاً ‪ /‬األمور التي تشرع لها االستخارة ‪:‬‬

‫يشرع للمسلم أن يستخير اهلل في جميع أموره ؛ جليلها وحقيرها ؛ صغيرها‬
‫فرب عمل حقير ترتب عليه أمر عظيم ‪ ،‬ومما يدل على ذلك‬ ‫وكبيرها ‪ّ ،‬‬
‫قوله في الحديث ‪ ( :‬في األمور كلها ) و ( كل ) من ألفاظ العموم ‪.‬‬
‫إال أنه يستثنى من ذلك بالضرورة أمران ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬الواجبات والمحرمات فال تشرع لها االستخارة ؛ فال يستخير‬
‫اإلنسان هل يصلي الظهر – مثالً – أو ال يصليها ‪ ،‬أو يستخير هل يأكل‬
‫موسعاً ُشرعت االستخارة‬
‫الربا أو ال يأكله ‪ ،‬ولكن إذا كان الواجب وقته ّ‬
‫لتعيين وقت الفعل ال للفعل نفسه ‪ ،‬وكذلك إذا تزاحم واجبان ولم يترجح‬
‫أحدهما شرعت االستخارة لتعيين أحدهما ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬األمور االعتيادية التي تتكرر باستمرار كاألكل والشرب ونحوهما ؛‬
‫فال تشرع لها االستخارة ‪ ،‬ومثل هذه األمور لها آدابها الشرعية التي من‬
‫التزام بها سلم من الضرر ‪.‬‬
‫ثامناً ‪ /‬هل يشترط التردد ‪:‬‬

‫يظن كثير من الناس أن االستخارة مشروعة لألمور التي يحصل فيها‬
‫ّ‬
‫التردد والشك فقط ‪ ،‬وهذا ليس بصحيح لقوله صلى اهلل عليه وسلم في‬
‫أحدكم باألمر )) أي عزم‪ ،‬سواء تردد أو لم يتردد ‪،‬‬
‫الحديث ‪ (( :‬إذا هم ُ‬
‫ولقول جابر رضي اهلل عنه ‪ (( :‬في األمور كلها )) ولم يقل في األمور‬
‫ظاناً أنه خير له‬
‫يهم بأمر من األمور ّ‬
‫التي يحصل فيها التردد ‪ ،‬والمسلم قد ّ‬
‫فال يستخير ؛ فيكون ش اًر له وهو ال يعلم ‪ ،‬لذا يشرع للمسلم أن يستخير في‬
‫أموره كلها ؛ تردد أو لم يتردد ‪ ،‬فال يعلم عواقب األمور إال اهلل عز وجل ‪.‬‬
‫تاسعاً ‪ /‬الخيرة فيما اختاره اهلل ‪:‬‬

‫قد يستخير المسلم في أمر من األمور ‪ ،‬وتكون نفسه قد مالت إلى هذا‬
‫األمر وتعلقت به ‪ ،‬فال يقدره اهلل له ‪ ،‬مثل أن يستخير في الزواج من امرأة‬
‫قد رضيها فال يكتب اهلل له ذلك ؛ فعلى المسلم في هذه الحال أن يحسن‬
‫الظن بربه ‪ ،‬ويرضى بقضاء اهلل وقدره ‪ ،‬ويوقن أن الخيرة فيما اختاره اهلل‬
‫عز وجل ‪ ،‬فلربما كان زواجه من تلك المرأة سبباً في شقائه وتعاسته وهو‬
‫ال يعلم ‪ ،‬قال تعالى ‪َ (( :‬و َع َسى أَن تَ ْك َرُهوْا َش ْيئاً َو ُه َو َخ ْيٌر لَّ ُك ْم َو َع َسى أَن‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ون )) ( البقرة ‪.. )812 :‬‬ ‫تُحُّبوْا َش ْيئاً َو ُه َو َشٌّر ل ُك ْم َواللّهُ َي ْعلَ ُم َوأَنتُ ْم الَ تَ ْعلَ ُم َ‬
‫فكم من إنسان كره شيئاً كتبه اهلل له ؛ فتبين له بعد زمان أنه عين الخيرة‬
‫أحب شيئاً وتعلق به ؛ فكان سبباً في هالكه وعطبه ((‬
‫له ‪ ،‬وكم من إنسان ّ‬
‫ون )) ‪.‬‬
‫َواللّهُ َي ْعلَ ُم َوأَنتُ ْم الَ تَ ْعَل ُم َ‬
‫وقد يستخير المسلم في أمر من األمور ‪ ،‬فيختار اهلل له ذلك األمر ولكن‬
‫ال يكتب له النجاح فيه ( في الظاهر ) ‪ ،‬مثل أن يستخير في الزواج من‬
‫امرأة فيتزوجها ثم يفشل هذا الزواج ؛ فعلى المسلم أن يرضى ويسلّم ‪ ،‬فقد‬
‫ون )) ‪.‬‬
‫يكون ذلك خي اًر له وهو ال يعلم (( َواللّهُ َي ْعلَ ُم َوأَنتُ ْم الَ تَ ْعلَ ُم َ‬
‫واليكم هذه األمثلة الواقعية ‪:‬‬
‫في عام ‪1411‬هـ أقلعت إحدى الطائرات من مطار الرياض ‪ ،‬وبعد دقائق‬
‫حدث خلل في الطائرة فعادت إلى المطار ثانية ‪ ،‬وفي ظروف غامضة‬
‫ينج من ركابها أحد ‪ ،‬وكان عددهم يزيد على‬
‫احترقت الطائرة ؛ ولم ُ‬
‫الثالثمائة راكب ‪.....‬‬
‫أحد ركاب هذه الرحلة كان قد أنهى جميع إجراءات السفر ؛ وتسلّم بطاقة‬
‫صعود الطائرة ؛ فغلبه النعاس فغط في نوم عميق ؛ فلم يفق إال والباب قد‬
‫أغلق والطائرة قد أوشكت على اإلقالع ؛ فانطلق مسرعاً يريد اللحاق بهم‬
‫فجن جنون الرجل واشتاط غضباً ‪،‬‬
‫ولكن الموظف المسؤول منعه من ذلك ّ‬ ‫ّ‬
‫وبعد دقائق عادت الطائرة المنكوبة ؛ وحدث ما حدث ‪ ،‬وصاحبنا في غاية‬
‫الدهشة والذهول ‪.‬‬
‫وآخر وصل إلى المطار في الموعد المحدد لكنه نسي مفتاح السيارة خطأ‬
‫بداخلها فأمضى وقتاً الستخراجه فلما توجه إلى صالة المطار كانت الطائرة‬
‫قد أقلعت ؛ فحزن لذلك ‪ ،‬وما هي إال دقائق حتى تحول الحزن إلى رضاً‬
‫واطمئنان ؛ فسبحان من بيده األعمار واآلجال (‪. )8‬‬
‫عاش ارً ‪ /‬اإياك والهوى ‪:‬‬

‫بعض الناس قد تميل نفسه إلى أمر ما فيعزم على فعله ؛ فتُ ِّ‬
‫ذك ُره‬
‫باالستخارة وتنصحه بها ؛ فيقول ‪ :‬ولما ذا أستخير وأنا مقتنع بهذا األمر‬
‫‪ ..‬وهو في الحقيقة متب ع لهواه ‪ ،‬ويخشى أن يستخير فيختار اهلل له غير ما‬
‫تهواه نفسه ‪ ،‬وهذا من أعجب األمور ‪ ،‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫ب ٍ‬
‫خير في مخالفة الهوى‬ ‫َفلَ ُر َّ‬ ‫ٍ‬
‫لريبة‬ ‫خالف هواك إذا دعاك‬
‫َضلَّهُ اللَّهُ َعلَى‬

‫إِلَهَهُ َه َواهُ َوأ َ‬ ‫ت َم ِن اتَّ َخ َذ‬
‫وأحسن منه قوله تعالى ‪ (( :‬أَفَ َأرَْي َ‬
‫يه ِمن َب ْع ِد‬
‫ِغ َشاوةً فَمن يه ِد ِ‬
‫َ َ َْ‬ ‫ص ِرِه‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍِ‬
‫ع ْلم َو َختَ َم َعلَى َس ْمعه َوَق ْلبِه َو َج َع َل َعلَى َب َ‬
‫َّ ِ‬
‫الله أَفَ َال تَ َذ َّك ُر َ‬
‫ون )) ( الجاثية ‪. )83 :‬‬
‫بد من التدبر ‪:‬‬

‫‪ /11‬ال ا‬
‫العبادات القولية – كاألذكار واألدعية ونحوها – ليس المقصود منها مجرد‬
‫ترديدها باللسان فحسب ؛ وانما المقصود فهم معانيها ‪ ،‬واستشعار كل كلمة‬
‫‪ - 8‬انظر ‪ ( :‬الحزن واالكئتاب على ضوء الكتاب والسنة ) للدكتور عبد هللا الخاطر رحمه هللا ( بتصرف ) ‪.‬‬
‫فيها ‪ ،‬واال تصبح قليلة النفع والفائدة ‪ ،‬وهذا هو السر في عدم انتفاع كثير‬
‫من الناس باألدعية واألذكار المشروعة ‪.‬‬
‫ودعاء االستخارة كغيره من األدعية ‪ ،‬ال بد من فهمه وتدبر معانيه حتى‬
‫يحصل به النفع بإذن اهلل ‪.‬‬
‫فقول المسلم ‪ (( :‬اللهم إني أستخيرك بعلمك )) ‪ :‬أي ‪ :‬إني يا اهلل أسألك‬
‫أن تختار لي الخير بعلمك الذي وسع كل شيء‬
‫(( وأستقدرك بقدرتك )) أي ‪ :‬أسألك بقدرتك – وأنت على كل شيء قدير –‬
‫تقدرني على فعل ما تختاره لي ‪.‬‬
‫أن ّ‬
‫(( وأسألك من فضلك العظيم )) أي ‪ :‬أسألك الزيادة مما في خزائنك التي‬
‫ال تنفذ مما تعلمه وال أعلمه وال يخطر لي على بال ‪.‬‬
‫(( فإنك تقدر وال أقدر )) اعتراف بالعجز أمام قدرة اهلل النافذة ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫شيء‬ ‫(( وتعلم وال أعلم )) اعتراف بالجهل ‪ ،‬وأن اهلل هو وحده العالم بكل‬
‫سبحانه ‪.‬‬
‫عالم الغيوب )) تعلم عواقب األمور ‪ ،‬وما تؤول إليه ‪ ،‬في‬
‫(( وأنت ّ‬
‫المستقبل القريب والبعيد ‪ ،‬ال يعلم ذلك إال أنت (‪. )9‬‬
‫(( اللهم إن كنت تعلم أن هذا األمر – ويسميه – خير لي في ديني‬
‫ومعاشي وعاقبة أمري ‪ ..‬فاقدره لي ))‬
‫قد جمعت هذه الكلمات المعدودة سائر أحوال اإلنسان ومصالحه الدنيوية‬
‫والدينية واألُخروية ‪ ،‬القريبة والبعيدة ‪ ،‬فال إله إال اهلل ما أعظم هذا الدعاء‬
‫‪ - 9‬تنبيه ‪ :‬الغيب ال يختص بالمستقبل بل يشمل كل ما غاب عن المرء علمه كما سمى هللا سبحانه قصة يوسف – عليه‬
‫وعلى نبينا الصالة والسالم – غيبا ً ‪ .‬ويشمل األمر الحاضر مما لم يطلع عليه اإلنسان ‪.‬‬
‫خير يناله المسلم – إن َقبِ َل اهلل‬
‫وما أبلغه وما أكمله وأشمله ‪ ،‬فأي ٍ‬
‫استخارته – أعظم من هذا الخير ؟!‬
‫رب أن تجعله ميس اًر‬ ‫ويس ْره لي ثم بارك لي فيه ) أي ‪ :‬أسألك يا ّ‬ ‫( ِّ‬
‫يس اًر ‪ ،‬وقد يكون ُم َّ‬
‫قد اًر‬ ‫قد اًر وال يكون ُم َّ‬
‫ومباركاً فيه ‪ ،‬فإن األمر قد يكون ُم ّ‬
‫يس اًر ولكن غير ُمَب َار ٍك فيه ‪.‬‬
‫وم َّ‬
‫ُ‬
‫تقدره لي وال تجع ْله من نصيبي ‪.‬‬
‫وان كان ش اًر‪( :‬فاصرفه عني)أي‪ :‬ال ْ‬
‫( واصرفه عنه ) فال أميل إليه وال أتعلق به وال أقدر على فعله ‪.‬‬
‫( واقدر لي الخير حيث كان ) ‪ :‬ولو كان فيما أكره ( ثم أرضني به ) أي ‪:‬‬
‫اجعلني راضياً بما قدرته لي ‪ ،‬منشرح النفس مطمئن القلب ‪ ،‬واهلل تعالى‬
‫أعلم ‪.‬‬
‫‪ /11‬هل يشرع تكرار االستخارة ؟ ‪:‬‬

‫ُروي في ذلك حديث ضعيف رواه ابن السني عن أنس (‪ ، . )10‬قال عنه‬
‫النووي ‪ 1 :‬إسناده غريب ‪ ،‬فيه من ال أعرفهم ) ‪ .‬قال العراقي ‪ ( :‬الحديث‬
‫ساقط ال حجة فيه ) ‪.‬‬
‫وهم بأمر آخر فإنه يستخير لألمر‬
‫يقدر له ّ‬
‫ولكن ؛ إن استخار في أمر فلم ّ‬
‫الجديد ‪ ،‬واهلل تعالى أعلم ‪.‬‬
‫‪ /11‬هل االستخارة دعاء ؟‬

‫‪ - 10‬نص الحديث ‪ ( :‬يا أنس ‪ ،‬إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير‬
‫فيه ) ‪ .‬انظر ( حديث صالة االستخارة رواية ودراية ) للقريوتي ‪.‬‬
‫أخص من الدعاء ‪ ،‬فقد كان‬
‫ُّ‬ ‫دعاء إال أنها‬
‫ً‬ ‫االستخارة وان كانت تتضمن‬
‫أصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن ‪،‬‬
‫َ‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم يعلمها‬
‫دعاء خاصاً‬
‫ً‬ ‫وهي تزيد على مطلق الدعاء بصالة الركعتين ‪ ،‬كما أن لها‬
‫حدده الشارع ‪ ،‬ولذا ؛ كره بعض أهل العلم الزيادة عليه أو الدعاء بغيره ‪،‬‬
‫شترط لقبول الدعاء من توفر الشروط‬ ‫إال أنه ُيشتَرط لقبول االستخارة ما ُي َ‬
‫ِ‬
‫وبكمال‬ ‫اإليمان به‬
‫ُ‬ ‫وانتفاء الموانع ‪ ،‬ومن الشروط ‪ :‬الثقةُ باهلل عز وجل و‬
‫وصدق التوجه إليه والتوكل عليه واليقين ‪...‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫وسعة علمه ‪،‬‬ ‫قدرته‬
‫ومن الموانع ضد ذلك من ضعف الثقة به سبحانه ‪ ،‬وتعلق القلب بغيره‬
‫ودعاء غيره ‪ ،‬واإلصرار على المعاصي والذنوب ‪ ،‬وأكل الحرام (‪. )11‬‬
‫العبد مع ربه لم يخيب اهلل‬

‫ُ‬ ‫ق‬
‫وص َد َ‬
‫فإذا تمت الشروط وانتفت الموانع َ‬
‫دعاءه ‪ ،‬واختار له الخير في أموره كلها ‪.‬‬
‫‪ /11‬متى ُيقتصر على الدعاء دون الصَلة ‪:‬‬

‫قد يكون المسلم في حال ال تمكنه من أداء الصالة كالحائض والنفساء ‪،‬‬
‫وكمن ضاق علي ه الوقت عن أداء الركعتين ونحو ذلك ؛ فإن أمكن تأخير‬
‫االستخارة إلى وقت يزول فيه المانع ؛ واال فإنه يقتصر على الدعاء دون‬
‫‪ - 11‬المعاصي والذنوب بمختلف أنواعها وعلى رأسها الشرك باهلل من أعظم أسباب قلة التوفيق وحرمان الرزق‬
‫وضيق الصدر ‪ ،‬راجع كتاب ( الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ) لإلمام ابن قيم الجوزية رحمه هللا فقد أجاد‬
‫فيه وأفاد ‪.‬‬
‫استَطَ ْعتُ ْم )) وقوله ‪ (( :‬الَ ُي َكلِّ ُ‬ ‫َّ‬

‫ف‬ ‫الصالة لقوله تعالى ‪ (( :‬فَاتَّقُوا اللهَ َما ْ‬
‫اللّهُ َن ْفساً إِالَّ ُو ْس َعهَا )) ‪.‬‬
‫‪ /11‬ليس ذلك إال للمؤمن ‪:‬‬

‫ليس للكافر حظٌّ في هذه العبادة العظيمة ‪ ،‬فهو يتخبط في ظلمات الكفر‬
‫والجهل والهوى ‪ ،‬ال يعرف للحياة هدفاً ‪ ،‬وال لوجوده معنى إال إشباع‬
‫شهواته ونزواته الحيوانية ‪ ،‬فحياته أشبه بحياة البهائم ‪ ،‬بل أحقر وأضل ‪،‬‬
‫ضرره أكثر من نفعه ‪ ،‬وموته أفضل من حياته ‪ ،‬وهو وان حقّق نجاح ًا في‬
‫الظاهر في بعض األمور ؛ إال أنه نجاح دنيوي مؤقت سرعان ما ينتهي‬
‫يد ا ْل َحَياةَ ُّ‬
‫الد ْنَيا‬ ‫ان ُي ِر ُ‬‫ويزول ‪ ،‬أما في اآلخرة فليس له إال النار (( َمن َك َ‬
‫ين لَ ْي َس‬ ‫َعمالَهم ِفيها وهم ِفيها الَ ي ْب َخسون * أُولَـئِ َ َِّ‬ ‫وِز َينتَها ُنو ِّ ِ ِ‬
‫ك الذ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ف إلَ ْيه ْم أ ْ َ ُ ْ َ َ ُ ْ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ون )) (‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صَن ُعوْا فيهَا َوَباط ٌل َّما َك ُانوْا َي ْع َملُ َ‬ ‫اآلخ َرِة إِالَّ َّ‬
‫الن ُار َو َحبِ َ‬
‫ط َما َ‬
‫لَهم ِفي ِ‬
‫ُْ‬
‫هود ‪) 12 -11 :‬‬
‫هم‬
‫أما المؤمن فله شأن آخر ؛ عرف اهلل فآمن به وبقضائه وقدره ‪ ،‬فإذا ّ‬
‫بأمر من األمور ‪ ،‬أو خفى عليه وجه الصواب فيها ؛ وقف بين يدي ربه‬
‫خاشعاً متطه اًر ‪ ،‬يستخيره طالباً منه الهداية والتوفيق والسداد ‪ ،‬فإذا فرغ من‬
‫صالته مضى في طريقه مستعيناً باهلل متوكالً عليه ‪ ،‬راضياً بقضائه وقدره‬
‫‪ ،‬موقناً بأن اهلل على كل شيء قدير ‪ ،‬وأنه بكل شيء عليم ‪ ،‬وأن الخيرة‬
‫فيما اختاره اهلل ‪ ،‬وان لم يتبين له ذلك على الفور ‪ ،‬فيختار اهلل له كل خير‬
‫‪ ،‬ويصرف عنه كل شر ‪ ،‬فيسير في هذه الحياة على نور من اهلل وهدى ‪،‬‬
‫ويحقق – بإذن اهلل – نجاحاً منقطع النظير ؛ ليس نجاحاً دنيوياً فحسب ‪،‬‬
‫بل نجاحاً دائماً في الدنيا واآلخرة ‪.‬‬
‫‪ /11‬ما قبل االستخارة ‪:‬‬

‫العلماء‬ ‫يشرع للمسلم قبل االستخارة أن يستشير أحبابه ومن يثق من‬
‫واألساتذة وطالب العلم ‪ ،‬وغيرهم من أهل الخبرة واالختصاص والمعرفة ‪،‬‬
‫قال تعالى مخاطباً نبيه المؤيد بالوحي ‪َ (( :‬و َش ِاوْرُه ْم ِفي األ َْم ِر )) ‪،‬‬
‫استبد برأيه ‪.‬‬
‫فاالستشارة عين الهداية ‪ ،‬وقد خاطر من ّ‬
‫وفي ذلك قالت العرب ‪ :‬الرجال ثالثة ؛ فرجل رجل ‪ ،‬ورجل نصف رجل ‪،‬‬
‫ورجل ال رجل ‪ ،‬فأما األول فهو الذي له عقل ويستشير ‪ ،‬وأما الثاني فهو‬
‫الذي له عقل وال يستشير ‪ ،‬وأما الثالث فهو الذي ال عقل له وال يستشير ‪.‬‬
‫قال عمر بن عبد العزيز رحمه اهلل ‪ :‬المشورة والمناظرة بابا رحمة ‪ ،‬ومفتاح‬
‫بركة ‪ ،‬ال يضل معهما راي ‪ ،‬وال يفقد معهما حزم ‪.‬‬
‫وقال الفضيل ‪ :‬المشورة فيها بركة ‪ ،‬واني ألستشير هذه الحبشية األعجمية‬
‫‪ ..‬يعني جاريته ‪.‬‬
‫وقال بعض الحكماء ‪ :‬المشورة مع السداد ‪ ،‬والسخافة مع االستبداد ‪.‬‬
‫وورد في األثر ‪ :‬ال خاب من استخار ‪ ،‬وال ندم من استشار ‪.‬‬
‫وجاء في منثور الحكم ‪ :‬من شاور الناس شاركهم في عقولهم ‪.‬‬
‫ومما قاله الشعراء ‪:‬‬
‫كنت من أهل المشور ِ‬
‫ات‬ ‫يوماً وان َ‬ ‫شاور سواك إذا نابتك نائبةٌ‬
‫نفسها إال بمر ِآة‬
‫وال ترى َ‬ ‫فالعين تنظُ ُر منها ما دنا ونأى‬
‫ُ‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫عالن‬
‫قد استوى منه إسرٌار وا ٌ‬ ‫حازم ٍ‬
‫فطن‬ ‫غير ند ٍب ٍ‬
‫تستشر َ‬
‫ْ‬ ‫ال‬
‫فرسان‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫للحرب‬ ‫فيها َأب ُّروا كما‬ ‫فرسان إذا ركضوا‬
‫ٌ‬ ‫فللتدابير‬
‫وبعد ؛ أخي المسلم ‪ ..‬أختي المسلمة‬

‫فإن االستخارة هي خطوة أساسية في طريق النجاح ؛ بل التوفيق والفالح‬
‫في الدنيا واآلخرة بإذن اهلل ‪ ،‬ولكن ال بد معها – إن لزم األمر – من‬
‫ُخر من تخطيط وتنظيم واستشارة ‪ ،‬واستفادة من تجارب اآلخرين‬ ‫خطوات أ َ‬
‫‪ ،‬وفعل ما يمكن فعله من األسباب الشرعية المباحة دون حاجة إلى التعلق‬
‫بالمخلوقين ‪.‬‬
‫يسر اهلل له جميع األسباب‬
‫فإذا صدق العبد في استخارته وتوكله على اهلل ؛ ّ‬
‫‪ ،‬وفتح له جميع األبواب ‪ ،‬وكلما أغلق في وجهه باب فُتح له باب آخر‬
‫حتى يصل إلى ما َّ‬
‫قدره اهلل له من خير ‪.‬‬
‫ذلك فضل اهلل يؤتيه من يشاء ‪ ،‬واهلل ذو الفضل العظيم ‪.‬‬
‫أخي المسلم ‪..‬‬

‫عليك االستخارة في األمور كلها ‪...‬‬
‫ال ‪ ،‬أو‬
‫أخي التاجر ‪ :‬قبل أن توقّع عقداً ‪ ،‬أو تعقد صفقة ‪ ،‬أو تفتح مح ً‬
‫عماالً ‪ ،‬أو تنشيء مشروعاً ‪ ...‬عليك باالستخارة ‪.‬‬
‫تستقدم َّ‬
‫أخي الموظف ‪ :‬قبل أن تتقدم إلى وظيفة أو تنتقل إلى أخرى ‪ ،‬أو تشك في‬
‫عملك وال تدري بقاؤك فيه خير أم ال ‪ ...‬فعليك باالستخارة ‪.‬‬
‫أخي الطبيب ‪ :‬قبل أن تتخصص في قسم من األقسام أو تنتقل من‬

‫اء‬
‫مستشفى إلى آخر ‪ ،‬أو تفتح عيادة ‪ ،‬أو تجري عملية ‪ ،‬أو تصف دو ً‬
‫تخشى ضرره ‪ ...‬فعليك باالستخارة ‪..‬‬
‫أخي المريض ‪ :‬قبل أن تدخل مستشفى ‪ ،‬أو تُجري عملية ‪ ،‬أو تخلع سناً ‪،‬‬
‫اء تخشى ضرره ‪ ،‬أو تسافر لعالج ونحوه‬ ‫أو تقطع عضواً ‪ ،‬أو تستعمل دو ً‬
‫‪ ..‬فعليك باالستخارة ‪.‬‬
‫أخي األب المسلم ‪ :‬قبل أن تشتري بيتاً أو آلة أو جها اًز ‪ ،‬أو تنتقل من‬
‫بيت إلى آخر ‪ ،‬أو تستقدم سائقاً أو خادمةً ‪ ،‬أو تشتري البنك سيارة ‪ ،‬أو‬
‫تسافر بأهلك وأوالدك في سياحة أو نزهة ‪ ..‬فعليك باالستخارة ‪.‬‬
‫أختي المسلمة ‪ :‬قبل أن تخرجي من بيتك لغير ما حاجة ضرورية أو‬

‫تركبي مع سائق أجنبي ِ‬
‫عنك – ولو مع مجموعة من النساء – (‪)12‬‬
‫‪ - 12‬ال يجوز للمرأة المسلمة أن تركب مع سائق أجنبي عنها منفردة ولو كان السائق مأمونا ً ‪ ،‬وال مع مجموعة من النساء‬
‫إذا كان السائق غير مأمون ‪ ،‬وهذا الشرط قد تساهل به كثير من الناس ‪ ،‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫تأمنن على النساء ولو أخا ً ما في الرجال على النساء أمينُ‬

‫َّ‬ ‫ال‬
‫أو تفكري في العمل خارج المنزل في أي وظيفة من الوظائف النسائية‬
‫المباحة ‪ ،‬أو تذهبي إلى سوق أو حديقة أو صديقة ‪ ،‬أو وليمة أو عرس ‪،‬‬
‫تفصليه بمختلف األثمان ‪ ،‬أو تقدمي على‬
‫أو تشتري مصاغاً أو فستاناً أو ّ‬
‫زواج ‪ ،‬او تسخدمي مانعاً من موانع الحمل ولو برضا زوجك ‪ ..‬فعليك‬
‫باالستخارة ‪.‬‬
‫أخي الشاب المسلم ‪ :‬قبل أن تسافر إلى بلد من البلدان لدراسة أو عمل‬
‫أو سياحة أو غير ذلك ‪ ،‬أو تشتري سيارة ‪ ،‬أو تتقدم لخطبة ‪ ،‬أو تهم بأي‬
‫أمر من األمور ‪ ..‬فعليك باالستخارة ‪.‬‬
‫أخي الطالب ‪ :‬قبل أن تسجل في مدرسة أو تلتحق بجامعة أو كلية ‪ ،‬أو‬

‫تنتقل منها إلى أخرى ‪ ،‬أو تسجل في قسم من األقسام ‪ ،‬أو جماعة مدرسية‬
‫أو رحلة ‪ ،‬أو تفكر في ترك الدارسة ألي سبب من األسباب ‪ ..‬فعليك‬
‫باالستخارة ‪.‬‬
‫خاتمة المطاف ‪:‬‬

‫اعلم – أخي المسلم – حفظك اهلل أنك إن عملت بما أخبرتك به ‪ ،‬وصدقت‬
‫مع اهلل عز وجل ؛ فإنك ستشهد من عظيم قدرة اهلل عز وجل وسعة علمه‬
‫ال بُ َّد َّ‬

‫أن بِنظر ٍة سيخونُ‬ ‫إن األمينَ وإن تحفَّظ جهده‬
‫يتق هللا يجعل له مخرجا ً ‪ ،‬ويرزقه من حيث ال يحتسب ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ومن‬ ‫‪:‬‬ ‫فنقول‬ ‫بالضرورة‬ ‫وقد يحتجُّ بعضهم‬
‫ورحمته ما ال يخطر لك على بال ‪ ،‬وحينئذ لن تتمالك نفسك قائالً من‬
‫أعماق قلبك ‪:‬‬
‫أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له ‪ ،‬له الملك وله الحمد وهو على‬
‫أشهد ْ‬
‫ٍ‬
‫شيء قدير ‪ ،‬ما شاء اهلل كان وما لم يشأ لم يكن وال حول وال قوة إال‬ ‫كل‬
‫باهلل العلي العظيم ‪.‬‬
‫أخوك ‪ :‬محمد بن عبد العزيز المسند‬

‫ص ‪ .‬ب ‪ 12112 /‬الرياض‪11111 /‬‬
‫هـ وفاكس ‪1122112 /‬‬
‫والحمد هلل رب العالمين ‪ ...‬وصلى اهلل على نبينا محمد‬
‫صــــــدر للــــمؤلف‬
‫‪ -1‬العائدون إلى اهلل ‪ ( :‬مجموعة من قصص التائبين ) ‪ 1‬أجزاء‬
‫الجزء األول ‪ ،‬وفيه ‪ :‬توبة الشيخ القطان ‪ ،‬سعيد مسفر ‪ ،‬شمس البارودي ‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬وفيه ‪ :‬المفكر سيد قطب‪ ،‬المغني ستيفنز‪ ،‬الممثلة هناء ثروت ‪.‬‬
‫الجزء الثالث‪ :‬وفيه ‪ :‬الشيخ عادل الكلباني ‪ ،‬سعيد الزياني ‪ ،‬عبد اهلل عبد ربه ‪.‬‬
‫الجزء الرابع ‪ :‬وفيه ‪ ،‬الشيخ سليمان الثنيان ‪ ،‬الممثلة نو ار ‪ ،‬الممثلة نسرين وزوجها‬
‫‪.‬‬
‫‪ -1‬اعترافات متأخرة ‪ ( :‬كتاب األسرة المسلمة ) ‪ .‬في جزئين‬

‫الجزء األول ‪ ،‬وفيه ‪ :‬اعترافات المفكرين ‪ ،‬دعاة تحرير المرأة ‪ ،‬العوانس ‪،‬‬
‫الفنانين ‪.‬‬
‫الجزء الثاني ‪ ،‬وفيه اعترافات المعاكسين ‪ ،‬العوانس ‪ ،‬األبناء واآلباء ‪،‬‬
‫المدخنين والمدمنين ‪.‬‬
‫‪ -1‬تنبيه الحفاظ لآليات المتشابهة األلفاظ ‪.‬‬
‫‪ -1‬الآلليء الحسان من روائع الكلم ‪:‬‬
‫( أقوال مؤثرة ‪ ،‬صور معبرة ‪ ،‬حكم ‪ ،‬طرائف ‪ ،‬فوائد متنوعة ) في ثمانية أجزاء‬
‫‪ -1‬رحلتي إلى اإلسَلم ( قصص واقعية لرجال ونساء أسلموا )‬
‫‪ -1‬المختار من شواهد األشعار للخطب والمواعظ والدروس ‪..‬‬
‫‪ -1‬رسالة عاجلة إلى جار المسجد ومن يسمع النداء ‪.‬‬
‫‪ -8‬أدعية مختارة للسجود والوتر وختم القرآن ‪.‬‬
‫‪ -2‬وهم الحب‪.‬‬
‫‪ -12‬زينة المرأة بين الطب والشرع‪.‬‬
‫‪ -11‬اللحظات الحاسمة ( قصص في حسن الخاتمة وسوئها )‪.‬‬
‫‪ -11‬أساليب المجرمين في التصدي لدعوة المرسلين وعاقبة ذلك في‬
‫ضوء القرآن الكريم ( رسالة ماجستير )‪.‬‬
‫‪ -11‬اختيارات ابن تيمية في التفسير ( رسالة دكتوراه )‬
‫‪ -11‬أصناف الناس في الصَلة‪.‬‬
‫‪ -11‬أصناف الناس في الصيام‪.‬‬
‫‪ -11‬علمتني الحياة‪.‬‬
‫‪ -11‬فتاوى إسَلمية ( جميع وترتيب المؤلف ) في ‪ 1‬أجزاء ‪.‬‬
‫للشيوخ ‪ :‬عبد العزيز بن باز ‪ ،‬ومحمد بن عثيمين ‪ ،‬وعبد اهلل بن جبرين ‪،‬‬
‫واللجنة الدائمة ‪.‬‬
‫‪ -18‬فتاوى المرأة ( مرتبة على أبواب الفقه ) ‪.‬‬

سر النجاح ومفتاح الخير والبركة والفلاح

Uploaded by

Document Information

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

سر النجاح ومفتاح الخير والبركة والفلاح

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫‪1‬‬ ‫سر النجاح ومفتاح الخير والبركة والفالح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫البرَك ِة َوالفَ ََل ِح‬ ‫َو ِم ْفتَ ُ‬

‫تكون ناجحاً في أعمالك )‬

‫الشيخ الدكتور محمد بن عبد العزيز المس َند‬

‫شبكة نور اإلسَلم‬

‫‪ - 1‬هذه القصة نُشرت في بعض الصحف الكويتية ( بتصرف ) ‪.‬‬

‫إنها صالة االستخارة ‪.............‬‬

‫أوالً ‪ /‬تعريفها ‪:‬‬

‫ثانياً ‪ /‬فضلها وأهميتها ‪:‬‬

‫‪ - 2‬هي من أعظم أسرار النجاح ‪ ..‬كما سيأتي إن شاء هللا ‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ /‬صفتها ‪:‬‬

‫‪ - 5‬انظر مجموع فتاوى شيخ اإلسالم رحمه هللا ج ‪ 83‬ص ‪. 111‬‬

‫حديث االستخارة ودعاؤها ‪:‬‬

‫رابعاً‪ /‬هل تجزئ صَلة االستخارة عن تحية المسجد والسنة الراتبة ؟‬

‫خامساً ‪ /‬وقتها ‪:‬‬

‫سابعاً ‪ /‬األمور التي تشرع لها االستخارة ‪:‬‬

‫ثامناً ‪ /‬هل يشترط التردد ‪:‬‬

‫تاسعاً ‪ /‬الخيرة فيما اختاره اهلل ‪:‬‬

‫عاش ارً ‪ /‬اإياك والهوى ‪:‬‬

‫َضلَّهُ اللَّهُ َعلَى‬

‫بد من التدبر ‪:‬‬

‫‪ /11‬هل يشرع تكرار االستخارة ؟ ‪:‬‬

‫‪ /11‬هل االستخارة دعاء ؟‬

‫العبد مع ربه لم يخيب اهلل‬

‫‪ /11‬متى ُيقتصر على الدعاء دون الصَلة ‪:‬‬

‫استَطَ ْعتُ ْم )) وقوله ‪ (( :‬الَ ُي َكلِّ ُ‬ ‫َّ‬

‫‪ /11‬ليس ذلك إال للمؤمن ‪:‬‬

‫‪ /11‬ما قبل االستخارة ‪:‬‬

‫وبعد ؛ أخي المسلم ‪ ..‬أختي المسلمة‬

‫أخي المسلم ‪..‬‬

‫أخي الطبيب ‪ :‬قبل أن تتخصص في قسم من األقسام أو تنتقل من‬

‫أختي المسلمة ‪ :‬قبل أن تخرجي من بيتك لغير ما حاجة ضرورية أو‬

‫تأمنن على النساء ولو أخا ً ما في الرجال على النساء أمينُ‬

‫أخي الطالب ‪ :‬قبل أن تسجل في مدرسة أو تلتحق بجامعة أو كلية ‪ ،‬أو‬

‫خاتمة المطاف ‪:‬‬

‫ال بُ َّد َّ‬

‫أخوك ‪ :‬محمد بن عبد العزيز المسند‬

‫‪ -1‬اعترافات متأخرة ‪ ( :‬كتاب األسرة المسلمة ) ‪ .‬في جزئين‬

You might also like