Professional Documents
Culture Documents
#القول المنير في علم أصول التفسير للقرآن الكريم لليمني
#القول المنير في علم أصول التفسير للقرآن الكريم لليمني
والدته:
ولد شيخنا المذكور في شهر ربيع األول عام 2531ه في مدينة
ِّحى -على وزن غنى -وهي مدينة من أعمال وادى سردد، الض َ
اشتهرت بصالح أهلها وكثرة فقهائها حتى كان يقال :إن بعضهم تشم
منه رائحة الفقه ،كما أن الكثير من أهلها مشهورون بسجية حفظ
القرآن عن ظهر قلب حتى الموالى والخدام والنساء حيث سهل اهلل
لهم ذلك ،وكانوا يضرب بهم المثل في حفظه .وكان للشيخ إسماعيل
الذي هو والد شيخنا المرتجم له له من األوالد ثالثة عشر ،ما بين
ذكور وإناث ،وكلهم ماتوا في زمنه إال اثنان ،األول :شيخنا إسماعيل
بن إسماعيل ،والثاني :أخوه األصغر عنه محمد إسماعيل .وبالرغم من
كونه أصغر من شيخنا بسنتين إال أنه قد سبقه في طلب العلم ،وحفظ
كثيرا من المتون حتى متن بلوغ المرام في الحديث ،حفظ منه الشيء
جزءا ال
الكثير عن ظهر قلب وحتى متن المنهاج في الفقه ،حفظ منه ً
بأس به ،واحترمته المنية وهو عازم على إكماله حفظا عن ظهر قلب،
وكانت وفاته عام 2531ه .وله من العمر 12سنة .ودفن بقرب
والدهم بجوار ضريح جدهم الشيخ إسماعيل الحضرمي رحمهم اهلل
أجمعين.
نشأته العلمية:
كانت بداية حياته العلمية أنه تلقى جمال صالحة من مبادئ الفقه
والنحو مثل سفينة النجا ومختصر أبي فضل المسمى "بالمقدمة
الحضرمية" ،ومتن اآلجرومية على يد والده الشيخ إسماعيل عثمان
( .)2وتعلم قراءة القرآن بقراءة نافع من طريق قالون ،والخط
والحسلب جمعا وطرحا وضربا وقسمة وشيئا من فن الجبر في المدرسة
الحكومية اإلبتدائية.
يقول شيخنا :لما أراد اهلل سبحانه وتعالى أن أجد في طلب العلم
وأن أكون في عداد أهل التحصيل رزقني سبحانه وتعالى الهمة الصادقة
إلي سلوك طلب العلم ،ورزقني نهمة شديدة في
والرغبة الفائقة ،وحبب ّ
تحصيله ،كل ذلك بعناية اهلل وحسن توفيقه.
وإذا ما حلّت العناية قلبا * نشطت للعبادة األعضاء
الض َحى،
فشرعت في التحصيل على بعض مشايخ بلدنا مدينة ِّ
سواء كانوا من أهلها أو من الوافدين إليها من أهل العلم ،وزاحمت
الطلبة الموجودين وشمرت عن ساعد الجد حتى لحقت السابقين من
علي ويذاكرون
الطلبة وتقدمتهم ،فكانوا بعد ذلك يعيدون دروسهم ّ
لدي ،وشغفت بحفظ المتون وقد وقر في سمعي ووقع في قلبي قول
ّ
بعض المشايخ" :متونها حصونها" ،يريدون بذلك تشجيع الطالب على
حفظ المتون ،ألنها أساس لما بعدها ،فحفظت بفضل اهلل متونا كثيرة
في شتى الفنون في الفقه وأصوله ،والحديث ومصطلحه ،والنحو
علي حفظها
والبالغة وغير ذلك ،فكانت متون هذه العلوم سهل اهلل ّ
علي سهلة اإلستحضار قريبة اإلستذكار،
عن ظهر قلب حنى صارت ّ
علي
كل ذلك بفضل اهلل عز وجل وبفضل نظرات المشايخ وإقبالهم ّ
إه (.)1
مشايخه:
تلقى شيخنا العلوم الدينية سماعاً ورواية ودراية -ما بين منقول
ومعقول -عن جلة من العلماء األعالم بلغ عددهم نحو سبعين سيخا،
فمنهم من درس له في الفقه وأصوله ،ومنهم من كان يقرؤه الحديث
ومصطلحه ،ومنهم من قرأ شيخنا عليه في شتى فنون المعقول
والمنقول وأجازه عدة مرات وأذن له بالتدريس واإلفتاء وأخصهم بالذكر
هنا شيخ فتوحه وتخريجه العالمة الدراك السيد الحسين بن محمد
الزواك رحمه اهلل تعالى ،والشيخ العالمة السيد عبد القادر القادري
الحسني رحمه اهلل تعالى .ومنهم الفقيه العالمة الهمام الشيخ إبراهيم
شويش المشهور بالمعلم رحمه اهلل تعالى .ولم يقتصر قراءته على
ِّحى ومن غيرها من
علماء بلده فقط بل أخذ من علماء بلده مدينة الض َ
البلدان .وعندما هاجر إلى مكة المكرمة ونوى بها اإلستيطان وكان
ذلك في عام 2531ه شارك غيره في اإلستفادة من علماء الحرمين
الشريفين.
نشاطه العلمي:
من بداية عام 2523ه شارك شيخنا غيره في ممارسة مهمة
التدريس في مدينته وفي مدينة الزيدية ،وأحيانا في مدينة الحديدة وفي
قرية من قرى بالد الزعلية فقرأ عليه كثير من زمالئه ومن غيرهم
واستفادوا كل بحسب ما فتح اهلل عليه .وكان ذلك برضا وموافقة وإذن
من مشايخه وأساتذته لما عرفوا من كثرة اطالعه واستقامة فهمه وأخذه
باإلحتياط والحزم في جميع األمور .وكان يجيب عن األسئلة التي
وردت إليه نثرا ونظما.
وتفرغ شيخنا للتدريس ونشر العلم وللمطالعة والتأليف بما تيسر له
من الطرق والوسائل منذ أن هاجر إلى مكة المكرمة ونوى اإلستيطان
بها وكان يدعو المولى عز وجل أن يجعل له بها قرارا ويرزقه فيها حالال
ويجعله من اآلمنين وأن ال يخرجه من الحرمين الشريفين للنقلة
واإلستيطان إال إلى عالم البرزخ وإلى جنة الفردوس يارب العالمين.
وفي عام 2531ه شارك شيخنا في التدريس في المدرسة
الصولتية المشهورة بالبركة .تولى التدريس بها في القسم الثانوي
والقسم العالي للتخصص مدة ثالث وعشرين سنة باإلضافة إلى تدريسه
في المسجد الحرام وفي منزله بمكة المكرمة .وال تزال حلقات دروسه
عامرة بالطلبة قائمة ليال ونهارا في منزله بمكة المكرمة في شتى الفنون
وفي مختلف التخصصات من تفسير وحديث وفقه وغير ذلك من
العلوم المفيدة.
وخصص أخيرا ليلة الخميس من كل أسبوع إلقراء األحاديث
المسلسلة في منزله بالرصيفة كما كان من عادته إقراء كتاب من الكتب
المفيدة بتمامه في شهر رمضان المعظم من كل عام (.)5
مؤلف اته:
ولم يقتصر نشاط شيخنا في التدريس وإلقاء الدروس ،بل شارك
كغيره من ال علماء الفحول في التصنيف والتأليف ،فما قام به من
التدريس والتحصيل وسعيه المتواصل في اإلفادة واإلستفادة ّأهله ألن
يكون أحد العلماء البارزين في التأليف غير أنه لم يتفرغ لذلك ألن
ينصب على اإلفادة والتدريس ،فهو لم يكتب إال بحسب
ّ معظم أوقاته
الحاجة وعلى قدر المستطاع.
فمن مؤلفاته:
( )2إسعاف الطالب شرح نظم قواعد اإلعراب -ط –
( )1الجواب الواضح الشهير عن السؤال عن غزوات البشير
النذير -ط –
( )5إرشاد المؤمنين في فضائل الذكر -ط –
( )4ضوء الشمعة نظم خصوصيات الجمعة -ط –
( )3رسالة في علوم القرآن -ط –
( )6رسالة في زيارة أحد المبارك والسادة الشهداء -ط –
( )2توضيح التعبير في مسألة الحلق والتقصير -ط –
( )3وغيرها من "المؤلفات المفيدة"
كتبه الفقير
حسن بن محمد المشاط
عفي عنه
بسم اهلل الرحمن الرحيم
الحمد هلل الذي أنزل على عبد الكتاب ولم يجعل له عوجا،
والصالة والسالم على سيدنا محمد الذي بلغه وبينه بأمر ربه تعالى،
ودعا الناس إليه فأعظم به منهجا ،وعلى آله وصحبه الكرام والتابعين
لهم بإحسان من خير األنام.
(وبعد) فقد طلب مني بعض رواد العلم والدين بمكة المكرمة
المهتمين بدراسة (تفسير القرآن الكريم) أن أتحدث إليهم في (علم
أصول التفسير) بما يشتمل على المهم من مباحثه التي ال بد لطالبه
من الوقوف عليها ،فأجبتهم إلى ما طلبوا ،وحررت هذه الرسالة متوخيا
فيها اإليجاز مع اإليضاح والبيان ،واإللمام بأهم المباحث التي يلزم
طالب العلم الوقوف عليها في هذا الشأن فجاءت بحمد اهلل وتوفيقه
وافية شافية ،وسميتها (القول المنير في علم أصول التفسير) وقرأتها
لهم في عدة دروس سائال اهلل تعالى أن ينفع بها رواد هذا العلم الجليل
من طالب العلم في المعاهد والمدارس وسائر الراغبين في علوم الدين،
واهلل سميع مجيب بفضله وكرمه ودعاء الداعين .وإليكم أهم المباحث
فيه:
(الدرس الثالث)
(فائدة) :ينقسم القرآن إلى فاضل ومفضول بمعنى أن آياته وسوره
بعضها أفضل من بعض في األجر والمثوبة كسورة (اإلخالص) فإنها
أفضل من سورة (تبت يدا أبى لهب) أي أكثر أجرا منها قراءة ،وآية
الكرسي أفضل آية فى سورة البقرة أي أكثر أجرا ومثوبة لقارئها
الشتمالها على وحدانية الذات العلية ،وعلى صفاتها وأفعالها فقط.
(فائدة) :يحرم قراءة القرآن بغير العربية ،وترجمته بلغة أجنبية
ترجمة حرفية ألنها تذهب باإلعجاز وتخل بالمعنى لعجز البشر كافة
عن اإلتيان بما يساوى القرآن تماما فى المعنى المراد من اآلية.
أما ترجمة القرآن ترجمة معنوية ،وترجمة تفسيره بغير العربية
فجائزتان بشرط أن يكون المترجم عليما باللغة العربية واللغة المترجم
بها ،صادقا فى ترجمته ،أمينا غير مضلل وال كذاب كما هو شأن بعض
الضالين من المترجمين أعداء الدين.
ويحرم قراءة القرآن بالمعنى ،وإنما يقراء لفظه ويفسر معناه .ويحرم
تفسيره بالرأي والهوى ألن ذلك ضالل وكفر وإلحاد ،وإنما يفسر بما
تقتضيه اللغة العربية الفصحى ،وبما ورد من التبيان عن الرسول صلى
اهلل عليه وسلم وعمن روى عنه من الثقات األعالم.
والفراشي
ّ والليلي
ّ النهاري
ّ (الدرس السادس) :في
بالنهاري :ما نزل على الرسول صلى اهلل عليه وسلم نهارا،
ّ والمراد
وبالفراشي :ما نزل عليه وهو على فراش
ّ وباليلي :ما نزل عليه ليال،
ّ
نومه ،سواء كان نائما أو غير نائم.
وهذا النوع أعم مما قبله ،ألن النهاري قد يكون حضريا ،وقد
الليلي
ّ يكون سفريا ،وقد يكون مكيا ،وقد يكون مدنيا،وكذلك
والنهاري أكثر. ّ والفراشي،
ّ
ب ُّ
الليلي) آية تحويل القبلة ،وهي{ :قَ ْد نَ َرى تَ َقل َ ّ (ومن أمثلة
ك َشط َْر ال َْم ْس ِج ِد وج ِهك فِي َّ ِ
اها فَ َو ِّل َو ْج َه َ
ضَ َّك قِ ْب لَةً تَ ْر َ
الس َماء فَ لَنُ َولِّيَ ن َ َْ َ
وه ُك ْم َشط َْرهُ} .وكان صلى اهلل عليه ث َما ُك ْنتُ ْم فَ َولُّوا ُو ُج َ ْح َر ِام َو َح ْي ُ
ال َ
وسلم يصلى شطر بيت المقدس ومكث كذلك سبعة عشر شهرا ،وكان
يعجبه أن يصلى شطر المسجد الحرام ،فنزلت المدنية هذه اآلية ليال.
(ومنه) :سورة األنعام ،نزلت بمكة ليال جملة حولها سبعون ألف
ملك يجأرون بالتسبيح.
(ومنه) :سورة مريم والمعوذتان والمنافقون.
ك ِم َن الن ِ
َّاس} ،وكانوا يحرسون (ومن الفراشي) آية{ :واللَّهُ ي ْع ِ
ص ُم َ َ َ
النبي صلى اهلل عليه وسلم بالليل ،ولما نزلت عليه هذه اآلية قال لهم:
ص َمنِي اهللُ}.
ص ِرفُواْ فَ َق ْد َع َ
{انْ َ
والشتائي في التنزيل
ّ الصيفي
ّ (الدرس السابع) :معرفة
والمراد بالصيفي :ما نزل على الرسول صلى اهلل عليه وسلم صيفا،
ويدخل فيه الربيع مدة حلول الشمس في البروج الشمالية الستة ،وهي:
(الحمل ،والثور ،والجوزاء ،والسرطان ،واألسد ،والسنبلة).
الخريف مدة حلول الشمس في بالشتائي ،ويدخل فيه َ
ّ والمراد
البرود الجنوبية الستة ،وهي( :الميزان ،والعقرب ،والقوس ،والجدي،
والدلو ،والحوت) فجملة فصول السنة أربعة (الصيف ،والربيع،
والشتاء ،والخريف) .وجملة البروج اثنى عشر ،وهي التى ذكرناه ،ستة
شمالية وستة جنوبية.
ومن أمثلة الصيفي (آية الكاللة) ،وهي في سورة النساء
ك قُ ِل اللَّهُ يُ ْفتِي ُك ْم فِي الْ َكاللَة} إلى آخر السورة ،نزلت في
{يَ ْستَ ْفتُونَ َ
سفر حجة الوداع فبعد ما نزل فيها من الصيفي كأول المائدة ،وكقوله
يتض ُ ت َعلَْي ُكم نِ ْعمتِي ور ِ
ْ َ ََ ْت لَ ُك ْم ِدينَ ُك ْم َوأَتْ َم ْم ُ
تعالى فيها {الْيَ ْو َم أَ ْك َمل ُ
الم ِديناً} ،وكقوله تعالى في سورة البقرة { َواتَّ ُقوا يَ ْوماً تُ ْر َج ُعو َن ِ
لَ ُك ُم ْاأل ْس َ
فِ ِيه إِلَى اللَّ ِه} ،وسورة النصر ،وآية الدين في البقرة.
َّ ِ
ين َجاءُوا ومن أمثلة الشتائي قوله تعالى فى سورة النور{ :إِ َّن الذ َ
صبَةٌ ِمنْ ُك ْم} إلى آخر عشر آيات ،وهي التى تسمى آيات ك ُع ْ األفْ ِ
بِ ِْ
البراءة التى نزلت تبرأة للسيدة عائشة رضي اهلل عنها مما نسبه إليها
المنافقون إفتراء وضالال.
وفائدة بقاء التالوة أمران( :األول) :أن القرآن كما يتلى ليعرف
الحكم والعمل به ،كذلك يتلى لكونه كالم اهلل عز وجل فيثاب عليه
فأبقيت التالوة لهذه الحكمة( .والثانى) :أن النسخ غالبا يكون
للتخفيف ،فأبقيت التالوة تذكيرا للنعمة ورفعا للمشقة.
(القسم الثانى) :نسخ التالوة فقط مع بقاء الحكم ،وذلك نحو
والش ْي َخةُ إِ َذا َزنَيَا فَ ْار ُج ُم ْو ُه َما البَتَّةَ نَ َكاالً ِم َن
ش ْي ُخ ِّ
آية الرجم ،وهي{ :ال ّ
اهلل َ -واهللُ َع ِزيْ ٌز َح ِك ْي ْم} كانت فى سورة األحزاب ،فنسخت تالوتها ِ
وبقي حكمها.
(القسم الثالث) نسخ الحكم والتالوة معا ،وذلك كآية الرضاع،
وهي المذكورة فيما رواه الشيخان عن عائشة رضي اهلل عنها قالت:
سات يُ َح ِّرْم َن ،فَنُ ِس ْخ َن "بِ َخ ْم ِ { َكا َن فِ ْيما أُنْ ِز َل " َع ْشر ر َ ٍ
ات م ْعلُوم ٍ
ض َع َ ْ َ ُ َ َ
ات م ْعلُوم ٍ
ات يُ َح ِّرْم َن}. رَ ٍ
ض َع َ ْ َ َ