You are on page 1of 4

‫هيا ّ‬

‫هيا‪ :‬حين يبحث الكهول عن أنفسهم في عيون أطفالهم‬ ‫ّ‬


‫د‪ .‬أحمد القاسمي‬
‫تعت((بر الص((ناعة الس((ينمائية( األمريكي((ة بكونه((ا األك((ثر ت((أثيرا في الس((ينما العاملي((ة على مس((توى التقني((ات أو‬
‫التس((ويق أو الت((أثير وتخ((تزل في الع((رف بالس((ينما الهوليودي((ة وتمث((ل منظوم((ة إنت((اج متكامل((ة‪ .‬ولكن ليس‬
‫جميع املخرجين يخضون لهذه املنظومة‪ ،‬فقد عرفت السينما األمريكي(ة على م((دار تاريخه(ا س((ينمائيين‬
‫متم((ردين يض((يقون باختياراته(ا( وأنم((اط اإلنت((اج فيه((ا ويح((اولون الخ((روج عن معه((ود أفالمه((ا األمريكي((ة‬
‫البتك((ار أس((لوب فري((د في الس((رد لع((ل أش((هرهم أورس((ن ويل((ز مخ((رج رائع((ة املواطن كين (‪)Citizen Kane‬‬
‫ال(تي تعت(بر الفيلم األفض(ل في ت(اريخ الس(ينما‪ .‬وأفالم ماي(ك ميل(ز تض(يق به(ذه الس(ينما وتح(اول أن تبحث‬
‫هيا (‪.2021)C'mon C'mon‬‬ ‫هيا ّ‬
‫عن أسلوبها الخاص منها خاصة( فيلم ّ‬

‫‪ -1‬صحفي إذاعي يقتحم عالم األطفال‬


‫هي((ا (‪ )C'mon C'mon‬أو "أرواحن ((ا الطفولي ((ة" وف ((ق النس ((خة الفرنس ((ية (‪)Nos âmes d'enfants‬‬ ‫هي((ا ّ‬
‫فيلم ّ‬
‫روائي باألس((ود واألبيض للمخ((رج ماي((ك ميل((ز ‪ .2021‬يع((رض قص((ة جيسي الطف((ل (‪ 10‬س((نوات) ال((ذي‬
‫يعيش في ظ ((ل أم ((ه املنفص ((لة عن زوجه ((ا ب ((ول‪ .‬تض ((طر أن ((ه إلى ترك ((ه ل ((تزور وال ((ده في أوكالن ((د‪ .‬فق ((د ك ((ان‬
‫يع ((اني من حال (ة( اكتئ((اب عميق((ة خلفت ل ((ه هشاش ((ة نفس ((ية‪ .‬وك((ان الب ((د له ((ا أن تطلب من خال ((ه ج ((وني‪،‬‬
‫إذاعي في األربعيني ((ات من عم ((ره‪ ،‬أع ((زب من نيوي ((ورك ي ((ؤدي دوره أن يرافق ((ه طيل ((ة ف ((ترة غياب ((ه‪ .‬ولم‬
‫تكن الص((لة بين ج((وني وش((قيقته على م((ا ي((رام لجف((وة ج((دت بينهم((ا أثن((اء م((رض وال((دتهما ف((رقت بينهم((ا‬
‫من( ((ذ س( ((نة خلت‪ .‬ولم يكن م( ((رض األب وزي( ((ارة الزوج( ((ة س( ((وى حيل( ((ة من الك( ((اتب واملخ( ((رج ماي( ((ك ميلز‬
‫ليجم( ((ع بين الخ( ((ال وابن األخت في رحل( ((ة تأخ( ((ذهما إلى مختل( ((ف الوالي( ((ات األمريكي( ((ة‪ ،‬يح( ((اول خالله( ((ا‬
‫الص((حفي أن يتع( ّ(رف إلى أحالم األطف((ال ومخ((اوفهم وم((واقفهم من ع((الم الكب((ار‪ .‬فتك((ون الرحل((ة فرص((ة‬
‫لجوني ليعايش عالم الطفولة عن كثب ويكتشفها من جديد ويكتشف نفسه من خاللها‪.‬‬
‫‪ -2‬طفل يتيم في يلجأ إلى امرأة تستضيف املوتى‬
‫لم يص ((در الفيلم عن س ((يناريو نمطي ش ((بيه بتل ((ك الس ((يناريوهات( ال ((تي عه ((دناها في الس ((ينما األمريكي ((ة‪.‬‬
‫ولم تتوزع فصوله بين بداية تعرض أطراف الحكاي(ة ووس(ط تتص((اعد أحداث((ه لتص((ل إلى ذروة العق((دة‬
‫ثم ينحل الصراع وينتهي الفيلم إلى نتيجة ما‪ ،‬ذلك ّأن مايك ميلز إلى جعل قصته تتق((دم على مح((ورين‬
‫يتوازيان‪:‬‬
‫يس ( ((أل ج ( ((وني األطف ( ((ال في املح ( ((ور األول في البرن ( ((امج اإلذاعي عن تص ( ((وراتهم للمس ( ((تقبل وعن عالقتهم‬
‫ب( ((ذواتهم وع( ((ائالتهم أو بمحيطهم أو ب( ((ذواتهم‪ .‬وتح( ((اكي املعالج( ((ة أس( ((لوب األعم( ((ال الوثائقي( ((ة فتع( ((رض(‬
‫تق((ييم األطف((ال الس((لبي لع((الم الكب((ار‪ .‬فأمريك(ا( بالنس((بة إليهم "مأس((اة كب((يرة" أساس((ها التمي((يز على أس((اس‬
‫الع ( ((رق أو ال ( ((دين أو الحال ( ((ة االجتماعي ( ((ة‪ (.‬واملدرس ( ((ة ال ت ( ((ؤدي دوره ( ((ا في التوعي ( ((ة بض ( ((رورة القب ( ((ول‬
‫تعمق إحباطهم ألن ما يجب أن يتغير كثير ولكن ال شيء يضمن أنه سيتغير‬ ‫باالختالف‪ .‬وكل العالمات ّ‬
‫سريعا‪.‬‬
‫وتش ((غل قص ((ة ج ((وني م ((ع ش ((قيقته وابنه ((ا املح ((ور الث ((اني‪ .‬وفيه ((ا يتمكن الش ((قيقان من اس ((تعادة روابطه ((ا‬
‫العائلي((ة بع((د ف((راق‪ .‬وال نك((اد نج((د أح((داثا متص((اعدة بق((در م((ا تق((وم على املح((اورات تنقلب فيه((ا املعادل((ة‬
‫مقارن((ة بالبرن((امج اإلذاعي‪ .‬فال يك((ف الخ((ال يجيب عن أس((ئلة ابن ش((قيقته بع((د أن ك((ان يس((أل األطف((ال‬
‫في املحور األول‪ .‬واملفارقة( هنا ّأن الطفل لم يكن يسأل ليعرف بقدر ما كان يدفع خال(ه ليعي(د التفك(ير‬
‫في ث( ((وابت حيات( ((ه‪ ،‬في طبيع( ((ة عالقت( ((ه بش( ((قيقته وس( ((بب ع( ((دم زواج( ((ه ومع( ((ايره للتمي( ((يز بين التص( ((رف‬
‫"الط(بيعي"( و"غ(ير الط(بيعي"‪ (.‬لم يكن يجيب بق(در م(ا يعي(د التفك(ير في م(ا يعت(بره من ث(وابت حياته وبق(در‬
‫م ((ا يض((ع حيات ((ه موض ((ع تس ((اؤل ويغ((ير من تص ((وراته ح ((ول عالقت ((ه بذات ((ه وح ((ول العائل ((ة وح ((ول اآلخ ((ر‬
‫ليخ((ترق كم الجه((ل ال((ذي ك((ان يحي((ط ب((ه‪ .‬وكث((يرا م((ا ك((انت األس((ئلة ترب((ك ج((وني وتكش((ف عس((ر تعب((ير‬
‫الكب ((ار عن أنفس ((هم‪ .‬وليس املش ((هد ال ((ذي يتخيل ((ه جيس ي وشخص ((ية الي ((تيم ال ((تي يتقمص ((ها وه ((و ي ((زور‬
‫ام((رأة (أم((ه الحقيقي((ة) تستض((يف ع((ددا من األطف((ال املوتى‪ .‬فيس((ألها عن كيفي((ة موته((ا ليفع((ل م((ا فعل((وه‬
‫ّ‬
‫أو يس(ألها أن تس((مح ل((ه ب((أن ين((ام في س(رير ابنه((ا امليت‪ .‬وليس(ت ه((ذه اللعب((ة إال تعب(يرا عن ش((عوره ب(اليتم‬
‫بسبب انفصاله عن والده وعدم قدرة أمه على فهمه‪(.‬‬
‫يضمن مايك ميلز موقفه من عالم األطفال انطالق((ا من ه(ذا البن((اء الطري(ف وه(ذا األس(لوب الفري(د في‬ ‫ّ‬
‫صياغة السيناريو‪ .‬ويجعل رحلة جوني مع جيسي وما يعيشان من مواقف وما يالحظ(ه من ردود فع(ل‬
‫ابن ش ((قيقته التلقائي ((ة يعي ((د اكتش ((اف القيم اإلنس ((انية كقيم األس ((رة وح ((ق الطف ((ل وش ((روط تنش ((ئته‪.‬‬
‫وعلى بساطة األحداث ننخرط في تفاصليها ومنها نغوص في أعماقنا ونضع أنفسنا موضع التساؤل‪.‬‬
‫‪-3‬الطريق إلى روح األطفال التي تسري فينا‬
‫تبدو العالقات بين الكهول واألطفال ودي(ة للغاي(ة وبس(يطة‪ .‬ولكن حاملا نغ(وص في الطبق(ة العميق(ة من‬
‫الفيلم نكتش( ((ف اله( ((وة بين ع( ((الم الجيلين‪ .‬ورغم عس( ((ر ال( ((دور وتركيب ( (ه( يؤدي( ((ه الطفل وودي نورم( ((ان‬
‫ببراع ( ((ة‪ .‬فق ( ((د ب ( ((دا متش ( ((بعا بالشخص ( ((ية م ( ((دركا( لعمقه ( ((ا النفس ي‪ .‬وي ( ((ؤدي مواقفه ( ((ا بتلقائي ( ((ة ومرون ( ((ة‬
‫منقطعتي النظير حتى كأن ما يجري أمامنا عين الحقيقة ويدفعنا إلى االندماج فيه‪.‬‬
‫ورغم وج( ((ود الطف( ((ل في املرك( ((ز من الحكاي( ((ة ال يمكن أن ننس( ((ب الفيلم إلى س( ((ينما الطفول( ((ة‪ .‬ف( ((املخرج‬
‫يس ((تهدف الكه ((ول لينق ((د تص ((وراتهم ويع ((رض وج ((وه االنح ((راف فيه ((ا‪ .‬وع ((بر ب ((راءة جيس ي ي ((دفعهم إلى‬
‫البحث عن روح األطف( ( ((ال ال ( ((تي تس ( ((ري فيهم ح ( ((تى يس ( ((تعيدوا نق ( ((ائهم في محي ( ((ط مت( ( ((وازن بعي ( ((دا عن‬
‫الض((غائن واألحق((اد‪ .‬وهن((ا مكمن املفارق((ة‪ .‬فنقط((ة ق((وة الفيلم هي نقط((ة ض((عفه أيض((ا‪ .‬فالس((يناريو( ج((اء‬
‫يتعسف على الطفل ويجعله يصور الوجود من منظور كهل خبير باألمور بما يتجاوز‬ ‫متكلفا‪ ،‬كثيرا ما ّ‬
‫إدراك األطفال وتجاربهم في الحي(اة وكث(يرا م(ا ُينطق(ه بم(ا يري(د الك(اتب واملخ(رج ماي(ك ميل(ز قول(ه ال بم(ا‬
‫تستدعيه الوضعية الدرامية‪.‬‬
‫‪ -4‬التجربة الشخصية لنقد واقع األطفال في أمريكا‬
‫يمث( ((ل الفيلم انتص( ((ارا واض( ((حا للطفول( ((ة ودع( ((وة إلى االعتن( ((اء باألطف( ((ال وجعلهم في مقدم( ((ة اهتمام( ((ات‬
‫حقهم‪.‬‬ ‫الكب ((ار لحم ((ايتهم من عاملن ((ا الع ((دواني‪ .‬وفي لعب ((ة اليتم ال ((تي يلج ((أ إليه ((ا جيس ي إدان ((ة بالتقص ((ير في ّ‬
‫فك( ((أن الكه( ((ول ق( ((د استس( ((لموا لطاحون( ((ة الش يء املعت( ((اد وقبل( ((وا التن( ((ازل( عن إنس( ((انيتهم بفع( ((ل الحق( ((د‬
‫واألناني ((ة‪ .‬وال يطلب من ((ا املخ ((رج ب ((ذال بال مقاب ((ل‪ .‬فاقترابن ((ا من ع ((املهم كفي ((ل ب ((أن يق ( ّ(دم لن ((ا ال ((دروس‬
‫العميق ((ة ويج ((دد قيمن ((ا‪ .‬فتخ ( ّ(ول ص ((حبة جيس ي لنح ((و عش ((رة أي ((ام للخ ((ال ج ((وني أن ي ((درك عم ((ق اله ((وة‬
‫العاطفي((ة والنفس((ية واألخالقي (ة( ال((تي أوقعت((ه فيه((ا الحي((اة املعاص((رة‪ .‬وتجعل((ه يبحث عن ت((دارك ال((زمن‬
‫الض((ائع في عالقت((ه بش((قيقته في((ف‪ .‬فيبحث عن ال((دفء األس((ري في ع((الم مت((وحش‪ .‬وال ُيس((تثني املتف( ّ(رج‬
‫من ه ((ذا ال ((درس‪ .‬فال ش ((ك أنن ((ا ض ((حية ب ((دورنا للحي ((اة املعاص ((رة بك ((ل تعقي ((داتها وال ش ((ك أنه ((ا تفق ((دنا‬
‫إحساسنا ببساطة الوجود وسحه‪.‬‬
‫وال يخل ((و الفيلم من م ((ؤثرات ذاتي ((ة لحي ((اة كاتب ((ه ومخرج ((ه‪ .‬يص ((رح ماي ((ك ميل ((ز في أك ((ثر من لق ((اء بأن ((ه‬
‫اس((تلهم قص((ة الفيلم من تجربت((ه الخاص((ة‪ ،‬من وحدت((ه في بيت((ه األس((ري بكاليفورني((ا ملا ك((ان طفال‪ .‬فق((د‬
‫ُ‬
‫فرض((ت علي((ه العزل((ة‪ .‬فش((قيقته ك((انت تفوق((ه بعش((ر س((نوات‪ .‬والح((وار م((ع بقي((ة العائل((ة ك((ان يص((طدم‬
‫"الزواي((ا امليت((ة"( ُيحظ((ر علي((ه االق((تراب منه((ا‪ .‬ولم يج((د من االستس((الم للتلف((از والته((ام الحلوي((ات ب((دا‪ ،‬أي‬
‫من الصورة النمطية للطفولة املهملة في الواليات املتحدة األمريكية وفي العالم املعاصر بأسره‪.‬‬
‫‪ -5‬في البحث عن فطرتنا التي أفسدتها الحضارة‬
‫التميز والخروج عن معهود الس(ينما األمريكي(ة على بن(اء الس(يناريو‪ .‬فطريق(ة ميل(ز في‬ ‫ال تقتصر مظاهر ّ‬
‫التص ((وير ال تخل ((و من البحث عن األس ((لوب الفري ((د‪ .‬فق ((د ك ((ان ين ( ّ(وع من الزواي ((ا التق ((اط املش ((هد‪ .‬ك ((ان‬
‫يعتم( ((د الص( ((ورة املركب( ((ة فيجع( ((ل الشخص( ((ية في الواجه( ((ة من اللقط( ((ة املقرب( ((ة ال( ((تي تع( ((رض تفاص( ((يل‬
‫مالمحها وتجعل تفاصيل الفضاء في الخلفية بحثا عن فرجة مزدوجة األثر‪ .‬فتك((ون في مس((تواها األول‬
‫انفعالي ((ة ت ((دفعنا إلى أن نعجب بشخص ((ية الطف ((ل املم ((يزة وإلى أن نتع ((اطف باس ((تمرار م ((ع األطف ((ال وإلى‬
‫إدان( ((ة الع( ((الم الع( ((دائي ال( ((ذي يحاص( ((رهم‪ .‬وتح( ( ّ(ول تعاطفن( ((ا في املس( ((توى الث( ((اني إلى تأم( ((ل‪ .‬فتحثن( ((ا على‬
‫تحق ق من وف(رة اقتص(ادية‪ ،‬في‬ ‫التفكير في عي(وب الحي(اة املعاص(رة املفرغ(ة من املش(اعر والقيم رغم م(ا ّ(‬
‫ُ‬
‫(ورة الش ( َ‬
‫(وارع في الخلفي ((ة‪ :‬تك ((ون األبني ((ة‬ ‫الوالي ((ات املتح ((دة والع ((الم الغ ((ربي على األق ((ل‪ .‬وتع ((رض الص (‬
‫عمالقة ناطح(ات س(حاب أو جس(ور ولكنه(ا ت(ورد مفرغ(ة من النبض اإلنس(اني‪ .‬فتخ(تزل ص(ورة الوالي(ات‬
‫املتحدة التي تجمع بين عظمة االقتصاد وهشاشة الروح‪.‬‬
‫يأخ ((ذ ج ((وني جيس ي إلى املن ((تزه الخ ((الي إال منهم ((ا في القس ((م األخ ((ير من الفيلم‪ .‬فيتح ((ول ه ((ذا الفض ((اء إلى‬
‫أدغ ((ال عمالق ((ة متش ((ابكة األغص ((ان‪ .‬وهن ((اك تتح ((رر الشخص ((يتان من وط ((أة الواق ((ع ومن رقاب ((ة اآلخ ((ر‪.‬‬
‫وتتح( ((ول الجول( ((ة إلى عبث وص( ((ياح مجن( ((ون وم( ((رح طف( ((ولي تلق( ((ائي‪ .‬وإذا األدغ( ((ال تتح( ( ّ(ول إلى م( ((ا يش( ((به‬
‫واملعق د وإلى فطرتن((ا ال((تي أفس((دتها الحض((ارة‬ ‫ّ(‬ ‫التش((كيل البص((ري ال((ذي يرم((ز عمقن((ا اإلنس((اني املجه((ول‬
‫وإلى حريتنا التي سلبتها منا الحداثة‪.‬‬
‫التمرد على منظومة اإلنتاج املهيمنة‬ ‫ّ‬ ‫‪-6‬‬
‫ّ‬
‫ال نفهم الفيلم الفهم العمي( ((ق م( ((ا لم ننزل( ((ه في س( ((ياقه الجم( ((الي والحض( ((اري‪ .‬ويقتض ي األم( ((ر أن ن( ((ذكر‬
‫هم( ( ه األول‬‫ببعض الحق( ( ((ائق‪ .‬فالس( ( ((ينما الهوليودي( ( ((ة عام( ( ((ة هي س( ( ((ينما القص املش( ( ((وق ال( ( ((ذي يجع( ( ((ل ّ(‬
‫اس ( ((تثماريا‪ (.‬فيق ( ((اس( نج ( ((اح األفالم بمع ( ((دالت إيراداته ( ((ا‪ .‬وفيه ( ((ا تس ( ((تند الص ( ((ورة إلى املؤثرات الخاص ( ((ة‬
‫ّ‬
‫وتوظ((ف لخدم ((ة الحكاي ((ة أساس ((ا‪ .‬ولكن ه ((ذا االتج ((اه املهيمن ال ينفي وج ((ود تص ((ور مختل ((ف يعت ((بر ّأن‬
‫السينما فن التعبير عن الرؤى واملواقف بالصورة مبتكرة أكثر من تمريرها ع((بر القص((ة وأح((داثها‪ .‬فال‬
‫تع( ( ّ(ول على التقني ((ة وخ( ((داع املؤثرات وإنم ((ا على عم( ((ق خي( ((ال املخ( ((رج‪ .‬وغالب( ((ا م ((ا يش ((ار إلى ه ((ذا التي( ((ار‬
‫بالس ((ينما املس ((تقلة‪ .‬ويحي ((ط بمفه ((وم االس ((تقالل كث ((ير من االلتب ((اس‪ .‬ولكن ((ه عام ((ة يفي ((د الس ((ينما ال ((تي‬
‫تقاوم النزعة التجارية لص((الح الفن وتنتج خ((ارج منظوم((ة اإلس(تيديوهات( الرئيس((ية وبم((وارد مح(دودة‪.‬‬
‫وه ((ذا ش ((أن س ((ينما ماي ((ك ميلز‪ .‬فهي تبحث عن العم ((ق التعب ((يري ألفالمه ((ا وتنتجه ((ا ض ((من مؤسس ((ة ‪A24‬‬
‫لإلنت((اج الس((ينمائي وتوزيع((ه‪ ،‬أي خ((ارج املنظوم((ة املهيمن((ة‪ (.‬وتص( ّ(نف نق((ديا الي((وم ثن اتج((اه يش((ار إلي((ه‬
‫باملوجة الجديدة للسينما األمريكية املستقلة ويدرج اس(مه م(ع فن(انين آخ(رين من أمث(ال ن(وح بومب(اش)‬
‫‪ )Baumbach Noah‬أو غريتا غيرويغ (‪.)Greta Gerwig‬‬
‫‪ -7‬األسود واألبيض‬
‫يعكس الفيلم س( ((ينما ماي( ((ك ميل( ((ز املختلف( ((ة ال( ((تي تح( ((اول ف( ((رض مع( ((ايير جدي( ((دة وتنتص( ((ر إلى الفن وإلى‬
‫اإلنس((ان أك((ثر مم((ا تبحث عن اإلبه((ار‪ .‬ولكن يبقى الس((ؤال ملاذا اعتم((د الص((ورة ب((األبيض واألس((ود؟ ه((ل‬
‫ه( ((و الح( ((نين إلى زمن الشاش( ((ة الفض( ((ية أم ه( ((و الس( ((ير على خطى النمس( ((اوي ميخائي( ((ل هاني( ((ك في فيلم‬
‫الش((ريط األبيض (‪ )the white ribbon‬أو على خطى الك((وري لي ج((ون إك في فيلم مخطوط((ة الس((مك (‪the‬‬
‫‪ )book of fish‬أي على خطى عمالق((ة أع((ادوا للس((ينما فتنته((ا وجعل((وا من الص((راع بين األبيض واألس((ود‬
‫ص ((راعا بين الج ((انب املض يء من اإلنس((ان والج ((انب الق ((اتم من((ه؟ ال ش((ك أن الفيلم ظ((ل ي((راكم اإلدان ((ة‬
‫يحن إلى الطفول ((ة ويجعله ((ا تم ((ز إلى ال ((براءة‬ ‫لع( ((الم الكه( ((ول ويربط ((ه بفت ((ور النبض اإلنس( ((اني كم( ((ا ظ ((ل ّ‬
‫والطهر مما يبرر هذا االختيار‪ (.‬ولكن ال شك أن فك(رة االعتم(اد عن األس((ود واألبيض للتعب((ير عن ه(ذه‬
‫األفكار بات أمرا معهودا وفقد فتنته وبريقه‪.‬‬

You might also like