You are on page 1of 299

http://www.al-maktabeh.

com
‫أ‪.‬يئم!سروولرَ!‬
‫ا‬ ‫لج!أفيؤ‬
‫‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صص‬
‫وَاَلاستتِسثهادِ‬ ‫لأشِتضفِ‬ ‫اَ‬ ‫!تن‬
!‫لا ئ‬

http://www.al-maktabeh.com
‫رِ! ة‬ ‫تَا‬ ‫!ئَا ث‬

‫لم لمجض فيثرلاأأ!ئم‪،‬ووصف!‬ ‫أ‬

‫‪،‬‬ ‫!‬ ‫صس‬

‫فِى‪-‬‬ ‫وَآ لإش!نهظَ‬ ‫بَتن آ ا*شقم!فِ‬

‫لِرّوَايَات‬ ‫آ‬ ‫أَصَحِّ‬ ‫!مَاهِدُ وَلَقَطَاتٌ مِن‬

‫عِبَرٌ وَعظَاث‬

‫وَصَاغَهَا‬ ‫لمحئسهَا‬ ‫ا‬

‫الذ!ور‬

‫صَحل!جمَصرا ف!اعا فا لرىِ‬

‫لرّواش فّايّهَ‬ ‫ا‬


‫ووررف!‬

‫رضى‬
‫بيروت‬
‫لأول!‬ ‫ا‬ ‫لطّبْعَة‬ ‫ا‬

‫هـ‬ ‫ا‬ ‫‪599 -‬‬ ‫‪ 416‬اص‬

‫لمجفوظَه‬ ‫جُقوفُافي‬

‫افرنج!!ك‬
‫‪177933‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ماتف‬ ‫‪-‬‬ ‫؟‬ ‫‪533 :‬‬ ‫‪.‬ب‬ ‫‪-‬ص‬ ‫رخم! ‪-‬طرل!‬ ‫وَدثزوَدززلغ‬ ‫يلل!عَةِ‬

‫لىلرَ!ررُرلتغَ‬

‫لماتف ‪390316 :‬‬ ‫‪- 113%1065 :‬‬ ‫‪.‬ب‬ ‫بيروت ‪ -‬ص‬ ‫لل!عَةِوَلئثِزوَلؤزلغ‬

‫لهلحَة ال!صية ا!تعُودية‬ ‫تطمتجميًع مَ!ضثو!(لتا ثت‬

‫مِن دَارالدبتيزمجَذة‬

‫‪I‬‬ ‫‪657631 -‬‬ ‫هَالقث ‪:‬ء‪098066‬‬ ‫‪-5938‬‬ ‫‪63‬ءا ‪!-2‬ا‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫جَذة‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬
‫فّمَة‬

‫بالئه‬ ‫إليه ونستغفره ‪ ،‬ونعوذ‬ ‫ونستعينه ‪ ،‬ونتوب‬ ‫‪ ،‬نحمده‬ ‫دله‬ ‫إن الحمد‬

‫يضلل‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫له‬ ‫فلا مضل‬ ‫الله‬ ‫‪ .‬من يهد‬ ‫أعْمالنا‬ ‫أنفسنا ‪ ،‬وسيئات‬ ‫شرور‬ ‫من‬

‫أن‬ ‫واشهد‬ ‫له ‪،‬‬ ‫لا شريك‬ ‫وحده‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫لا إله إلا‬ ‫أن‬ ‫له ‪ .‬واشهد‬ ‫فلا هادي‬

‫آله وصحبه‬ ‫وعلى‬ ‫عليه ‪،‬‬ ‫الله وسلامه‬ ‫صلوات‬ ‫‪،‬‬ ‫ورسوله‬ ‫عبده‬ ‫محمداَ‬

‫اجمعين‪.‬‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫وتقدمُ‬ ‫‪،‬‬ ‫نافعةٌ مؤثرة‬ ‫‪،‬‬ ‫ووقائعه‬ ‫أحداثه‬ ‫ومطالعةَ‬ ‫‪،‬‬ ‫التاريخ‬ ‫دراسةَ‬ ‫فإن‬

‫ما جرى‬ ‫بالنظرِ في‬ ‫اللهُ‬ ‫أَمرنا‬ ‫وقد‬ ‫‪.‬‬ ‫عديدة‬ ‫فوائدَ ودروسأ‬ ‫بها‬ ‫يقوم‬ ‫لمن‬

‫والدروس‬ ‫الدلالات‬ ‫وأخذِ‬ ‫منه ‪،‬‬ ‫والاعتبارِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫ودراسةِ‬ ‫‪،‬‬ ‫للسابقين‬

‫والفوائد‪.‬‬

‫الآن ‪،‬‬ ‫قرنأ حتى‬ ‫أربعةَ عشر‬ ‫استوعب‬ ‫الذي‬ ‫ودراسةُ التاريخ الإسلامي‬

‫والفوائد والعبر‪.‬‬ ‫تُحقق هذه الدلالاتِ والدروس‬

‫تاريخُ المسلمين‪،‬‬ ‫هو‬ ‫الأربعة عشر‪،‬‬ ‫المديدُ بقرونه‬ ‫التاريخُ‬ ‫وهذا‬

‫إيجابيات‬ ‫من‬ ‫ما فيها‪،‬‬ ‫بكل‬ ‫حياتهم‬ ‫يعيشون‬ ‫أفراداَ وشعوبأ‪،‬‬ ‫باعتبارهم‬

‫‪.‬‬ ‫وسيئات‬ ‫‪ ،‬وحسناتِ‬ ‫وسلبيات‬

‫هذه‬ ‫أن نؤكدَ على‬ ‫تاريخَ الإسلام ‪ ،‬ونحث‬ ‫‪ ،‬وليس‬ ‫إنه تاريخ المسلمين‬

‫أو المخدوعين‪.‬‬ ‫المغرضين‬ ‫بها بعض‬ ‫يُغالِط‬ ‫الحقيقة ‪ ،‬التي قد‬

‫تاريخ‬ ‫ولا يصلحُ‬ ‫الإسلام ‪،‬‬ ‫تاريخ‬ ‫هو‬ ‫المسلمين‬ ‫تاريخ‬ ‫كل‬ ‫ليس‬

‫أ‬ ‫الإسلام‬ ‫حَكَمأعلى‬ ‫أن يكون‬ ‫المسلمين‬

‫المسلمين‪.‬‬ ‫‪ 3‬بين تاريخ الإسلام وتاريخ‬ ‫فى‬ ‫هناك‬


‫التي‬ ‫‪ ،‬والأحداثُ‬ ‫المسلمون‬ ‫الحياةُ التي عاشها‬ ‫هو‬ ‫المسلمين‬ ‫تاريخ‬

‫أو‬ ‫‪ ،‬حكامأ‬ ‫‪ ،‬دولاَ أو حكومات‬ ‫أفراداَ أو جماعات‬ ‫كانوا‬ ‫‪ ،‬سواء‬ ‫صنعوها‬

‫محكومين‪.‬‬

‫من تاريخهم ‪ ،‬حياتَهم‬ ‫الفترة‬ ‫حياتَهم في تلك‬ ‫المسلمون‬ ‫عاش‬ ‫كيف‬

‫حكامهم‬ ‫كان‬ ‫أو العلمية أو الاجتماعية ‪ .‬كيف‬ ‫أو الاقتصادية‬ ‫السياسية‬

‫الأمم ‪ ،‬وكيف‬ ‫من‬ ‫تعاملوا مع غيرهم‬ ‫‪ ،‬وكيف‬ ‫الفترة‬ ‫في تلك‬ ‫ومحكوموهم‬

‫أو معصيتهم‪،‬‬ ‫أو فُرقتهم ‪،‬طاعتهم‬ ‫وحدتُهم‬ ‫‪،‬‬ ‫أو ضعفهم‬ ‫قوكهم‬ ‫كانت‬

‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫أو تفلتُهم منه‬ ‫عنه ‪ ،‬التزامُهم بالإسلام‬ ‫أو بُعدهم‬ ‫الله‬ ‫قربُهم من‬

‫فيه‬ ‫قرونه الأربعة عشر‪،‬‬ ‫مدار‬ ‫على‬ ‫المسلمين‬ ‫أن تاريخ‬ ‫يعني‬ ‫وهذا‬

‫المظلمة‪،‬‬ ‫السوداء‬ ‫الصفحاتُ‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬ ‫والصواب‬ ‫الخطأُ‬ ‫فيه‬ ‫والشر‪،‬‬ ‫الخيرُ‬

‫عندما‬ ‫المسلم‬ ‫ما يُخجل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬ ‫المشرقة‬ ‫المنيرة‬ ‫البيضاء‬ ‫الصفحاتُ‬ ‫وفيه‬

‫‪ ،‬فيه‬ ‫وعزة‬ ‫زهواَ‬ ‫رأسه‬ ‫يرفعُ‬ ‫ما يجعله‬ ‫وفيه‬ ‫‪،‬‬ ‫ويحزنه‬ ‫ويؤلمه‬ ‫عليه ‪،‬‬ ‫يطلع‬

‫الذل‬ ‫ظواهرُ‬ ‫وفيه‬ ‫‪،‬‬ ‫للمسلمين‬ ‫والتمكين‬ ‫‪،‬‬ ‫والكرامة‬ ‫والقوة‬ ‫العزة‬ ‫مظاهر‬

‫‪.‬‬ ‫والهوان‬ ‫والجبن‬ ‫والضعف‬

‫‪ ،‬هو‬ ‫تاريخ المسلمين‬ ‫من‬ ‫السوداء المظلمة‬ ‫الجوانب‬ ‫مثال على‬ ‫وأَبرزُ‬

‫!‬ ‫!‬ ‫في هذا العصر‬ ‫الرسمي‬ ‫تاريخُ المسلمين‬

‫تاريخ‬ ‫في‬ ‫والمتقابلات‬ ‫المتناقضات‬ ‫هذه‬ ‫كل‬ ‫نجد‬ ‫أن‬ ‫ولا غرابة في‬

‫‪ ،‬يضعفون‬ ‫ويطيعون‬ ‫يَعصون‬ ‫‪،‬‬ ‫ويُصيبون‬ ‫ب!ثمر‪ ،‬يُخطئون‬ ‫فهم‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬

‫هذا أو ذاك ‪ ،‬في حياتِهم‬ ‫نحو‬ ‫‪ ،‬وينجذبون‬ ‫وينخفضون‬ ‫ويتقوّون ‪ ،‬يرتفعون‬

‫وحركتهم‪.‬‬ ‫ومسيرتهم‬

‫الذي‬ ‫المقياس‬ ‫هي‬ ‫ب!سلامهم‬ ‫صلةَ المسلمين‬ ‫الحكيم‬ ‫اللهُ‬ ‫جعلَ‬ ‫ولقد‬

‫مرتبطاَ بقوةِ ارتباطهم‬ ‫المنير‬ ‫المشرق‬ ‫تاريخَهم‬ ‫‪ ،‬وجعلَ‬ ‫به تاريخهم‬ ‫يُقاس‬

‫ما ضعفَ‬ ‫فإذا‬ ‫‪،‬‬ ‫وحكومات‬ ‫شعوبأ‬ ‫‪،‬‬ ‫وجماعات‬ ‫أفراداَ‬ ‫‪،‬‬ ‫بإسلامهم‬

‫‪ ،‬وارتكسوا‬ ‫العالية‬ ‫والدرجة‬ ‫القمةِ السامقة‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬نزلوا‬ ‫بالإسلام‬ ‫ارتباطهم‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬
‫للمنزلةِ الرفيعةِ ثانية الا !‪ ii‬عادوا‬ ‫لا يعودون‬ ‫‪،‬‬ ‫والهوان‬ ‫والجبن‬ ‫الذذ‬ ‫في‬

‫‪.‬‬ ‫بالإسلام‬ ‫ارتباطهم‬ ‫وتمتين‬ ‫توثيق‬ ‫إلى‬

‫بقوله ‪ :‬نحن‬ ‫المقياس‬ ‫اعطانا هذا‬ ‫عندما‬ ‫عمرَ بن الخطاب‬ ‫اللهُ‬ ‫ورحمَ‬

‫!‬ ‫!‬ ‫أذئَنا الله‬ ‫غيره‬ ‫في‬ ‫العزة‬ ‫ابتغينا‬ ‫ومهما‬ ‫‪،‬‬ ‫بالإسلام‬ ‫اللهُ‬ ‫أعزَنا‬ ‫قولم‬

‫من‬ ‫يخطىءُ‬ ‫‪ ،‬وكم‬ ‫فيه‬ ‫وما عليهم‬ ‫بما لهم‬ ‫تاريخُ المسلمين‬ ‫هو‬ ‫هذا‬

‫!‬ ‫!‬ ‫الإسلام في ذلك‬ ‫يظلم‬ ‫‪ ،‬وكم‬ ‫تاريخأ ل!سلام‬ ‫كقَه‬ ‫الركامَ‬ ‫هذا‬ ‫يجعلُ‬

‫يقزُ الصفحات‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫تاريخ‬ ‫بكل‬ ‫لا يعترفُ‬ ‫الإسلامَ‬ ‫إن‬

‫‪ ،‬إنه يرفضُها‬ ‫تاريخهم‬ ‫في‬ ‫المسلمون‬ ‫كثيرة ‪ -‬التي سطَرها‬ ‫السوداء ‪ -‬وهي‬

‫ويتبرأ منها‪.‬‬ ‫وينكرها‬

‫المنيرة التي سطَرها‬ ‫البيضاء المشرقة‬ ‫الصفحاتُ‬ ‫هو‬ ‫تاريخُ الإسلام‬

‫كانوا ملتزمين‬ ‫‪ ،‬عندما‬ ‫وتمكينهم‬ ‫وعزتهم‬ ‫مظاهرُ قوتهم‬ ‫‪ ،‬هو‬ ‫المسلمون‬

‫‪.‬‬ ‫حقاَ بالإسلام‬

‫‪ ،‬لفا‬ ‫المسلمون‬ ‫عاشها‬ ‫التي‬ ‫الا بالحياةِ الكريمةِ‬ ‫لا يعترفُ‬ ‫الإسلامَ‬ ‫ان‬

‫الذي‬ ‫‪ ،‬والمجد‬ ‫لهم‬ ‫هو‬ ‫التي صنعَها‬ ‫لا يقبلُ إلا الأحداث‬ ‫به ‪ ،‬وهو‬ ‫ارتبطوا‬

‫هو لهم ‪ ،‬والعزةَ التي قدمها هو لهما‬ ‫هو لهم ‪ ،‬والطريقَ التي رسمها‬ ‫بناه‬

‫إلى‬ ‫‪ ،‬ويذهبون‬ ‫ومجده‬ ‫وبناءه وطريقه‬ ‫عطاءه‬ ‫أما عندما كانوا يرفضون‬

‫هذا‬ ‫يُضاف‬ ‫يقبلُ أن‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫فإنه لا يقزُ هذا‬ ‫والتيه ‪،‬‬ ‫والضياع‬ ‫السراب‬

‫إليه‪.‬‬

‫المسلمين‬ ‫تاريخ‬ ‫كل‬ ‫أنه ليس‬ ‫‪ ،‬وهي‬ ‫أخرى‬ ‫حقيقة‬ ‫يقودُنا إلى‬ ‫وهذا‬

‫ثم لا نتعامل مع‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫احداثه ووقائعه مقبولةَ مرضية‬ ‫كل‬ ‫مقذساَ ‪ ،‬وليست‬

‫ما فعله‬ ‫اتبريرأ كل‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬ولا نتهالك‬ ‫وتقدي!س‬ ‫تاريخنا بتعصب‬ ‫أحداث‬

‫عنهم‪.‬‬ ‫ما صدر‬ ‫السابقون ‪ ،‬ولا نتبئى كل‬

‫عن‬ ‫مماصدر‬ ‫والجيد‬ ‫والصحيح‬ ‫الصواب‬ ‫إن المقبولَ عندنا هو‬

‫عندنا‪ ،‬هـاننا‬ ‫عنهم فهو مرفوض‬ ‫أسلافنا‪ ،‬أما الخطأُ والباطل الذي صدر‬
‫عنهم ‪ ،‬ثم نُنكره ونُلقيه ونتبرأ منهأ‬ ‫بصدوره‬ ‫نعترف‬

‫‪ ،‬وأنْ‬ ‫فيه‬ ‫ما‬ ‫‪ ،‬بكل‬ ‫تاريخ أسلافهم‬ ‫على‬ ‫أن يتعرفَ المسلمون‬ ‫ويجبُ‬

‫كله ‪ ،‬وأن‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫البيضاء والسوداء ‪ ،‬وأن يستفيدوا‬ ‫صفحاته‬ ‫ياللعوا على‬

‫به‪.‬‬ ‫يعتبروا‬

‫القبسات‬ ‫ة‬ ‫هذه‬ ‫كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫الخدمة‬ ‫هذه‬ ‫وتقديمِ‬ ‫‪،‬‬ ‫الغاية‬ ‫هذه‬ ‫ولتحقيقِ‬

‫‪.‬‬ ‫الكرام‬ ‫للقراء‬ ‫‪ ،‬ونقدمُها‬ ‫تاريخنا‬ ‫التاريخية ا التي نقتبسُها من‬

‫الساعات‬ ‫بعضَ‬ ‫معه‬ ‫‪ ،‬ونُمضي‬ ‫الوقفات‬ ‫تاريخنا بعض‬ ‫مع‬ ‫إننا نقفُ‬

‫‪،‬‬ ‫المقتطفات‬ ‫منه بعض‬ ‫‪ ،‬ونقتطفُ‬ ‫الصفحات‬ ‫فيه بعضَ‬ ‫‪ ،‬ونقلب‬ ‫والأوتات‬

‫‪.‬‬ ‫المقتبسات‬ ‫منه هذه‬ ‫ونقتبس‬

‫وفيها نقاطٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫مشرقة‬ ‫بيضاء‬ ‫صفحاث‬ ‫التاريخية ‪،‬‬ ‫القبسات‬ ‫هذه‬ ‫في‬

‫‪ ،‬فيها ما يرفعُ‬ ‫ما يُؤلم ويُحزن‬ ‫وفيها‬ ‫‪،‬‬ ‫ويُفرح‬ ‫‪ ،‬فيها ما يسزُ‬ ‫مظلمة‬ ‫سوداء‬

‫حياءَ وخجلاَ‪.‬‬ ‫رأسه‬ ‫يطأطىء‬ ‫تيهأ وافتخاراَ ‪ ،‬وفيها ما يجعله‬ ‫المسلم‬ ‫راس‬

‫‪.‬‬ ‫السلبيات‬ ‫مع‬ ‫‪ ،‬والإيجابيات‬ ‫الاَمال‬ ‫فيها الاَلام مع‬ ‫وتتجاور‬

‫!‬ ‫!‬ ‫العبرُ والعظات‬ ‫تتحققُ‬ ‫كلها‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫ولكن‬

‫القبسات‬ ‫اقتباسِ هذه‬ ‫على‬ ‫أن نحرصَ‬ ‫هو‬ ‫واحد‪،‬‬ ‫وللقراء علينا شرطٌ‬

‫‪.‬‬ ‫الأخبار والأقوال والروايات‬ ‫‪ ،‬من أصخ‬ ‫ولقطات‬ ‫بما فيها من مشاقد‬

‫في‬ ‫سننبشأ‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ ،‬و‬ ‫صفحاته‬ ‫ونطلعُ على‬ ‫(دفاتر) تاريخنا‪،‬‬ ‫في‬ ‫سنقلبُ‬

‫" ‪.‬‬ ‫التاريخية‬ ‫الأنابيش‬ ‫‪1‬‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬ثم نقدم‬ ‫سطوره‬

‫المتعةِ‬ ‫للتسلية ‪ ،‬وتحقيق‬ ‫والقبسات‬ ‫الأنابيش‬ ‫هذه‬ ‫إننا لا نقدم‬

‫‪ ،‬يُمضون‬ ‫وحكايات‬ ‫‪ ،‬ولا نريدُ أن تتحولَ عند القراء إلى قصص‬ ‫القصصية‬

‫‪.‬‬ ‫بها الأوقات‬

‫متدبرين‪،‬‬ ‫وفاحصين‬ ‫ناظرين ‪،‬‬ ‫دارسين‬ ‫عندها‪،‬‬ ‫نقفَ‬ ‫إنما نريدُ أن‬

‫معتبرين‪.‬‬ ‫ومتعظين‬

‫التاريخية ‪ ،‬عن‬ ‫القبسات‬ ‫هذه‬ ‫الحلقةُ الأولى من‬ ‫أن تكون‬ ‫اللهُ‬ ‫وقد شاء‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬
‫الأربعة‬ ‫الخلفاء الراشدون‬ ‫وهم‬ ‫!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫بعد رسول‬ ‫المسلمين‬ ‫أفضل‬

‫عليهم‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضوان‬

‫كيف‬ ‫منهم ‪،‬‬ ‫كل‬ ‫واستشهادِ‬ ‫للقراء الكرام م!ث!اهدَ استخلافِ‬ ‫قدمنا‬

‫ربه‬ ‫فلقي‬ ‫اغتياله ‪،‬‬ ‫الجناة في‬ ‫نجح‬ ‫وكيف‬ ‫خليفة ‪،‬‬ ‫المسلمون‬ ‫اختاره‬

‫شهيداً‪.‬‬

‫‪ ،‬ولا ما هو‬ ‫القبسات‬ ‫هذه‬ ‫الثانية من‬ ‫الحلقة‬ ‫ستكون‬ ‫متى‬ ‫ولا ندري‬

‫ما يشاء‬ ‫يقذرُ‬ ‫الذي‬ ‫والله‬ ‫كثيرة ‪،‬‬ ‫وفيرة‬ ‫عندنا‬ ‫فالقبسات‬ ‫موضوعها‪،‬‬

‫سبحانه‪.‬‬

‫وسلم‪.‬‬ ‫وصحبه‬ ‫آله‬ ‫وعلى‬ ‫على سيدنا محمد‬ ‫الله‬ ‫وصلى‬

‫‪1 4 1 5 /‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪/28‬‬ ‫‪ .‬الخميس‬ ‫صويلح‬

‫‪991‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪/7 /7‬‬


‫الذ!ور‬

‫لري‬ ‫ع!مدعب!إفتاعافا‬
http://www.al-maktabeh.com
‫ن‬ ‫لرا شدو‬ ‫ا‬ ‫لخلفاء‬ ‫ا‬

‫والاستشهاد‬ ‫بين الاستخلاف‬

‫على‬ ‫النناء‬ ‫‪ ،‬دان‬ ‫التاريخ الإسلامي‬ ‫عهود‬ ‫افضلُ‬ ‫هو‬ ‫إِن عهدَ الخلفاء الراشدين‬

‫الصحابة والخلفاء‬ ‫جيلُ القدوة للمسلمين‬ ‫أبركُ الفترات ‪ ،‬د!ان جيلَهم هو‬ ‫هي‬ ‫حكمهم‬ ‫فترةَ‬

‫الله‬ ‫‪ ،‬الذين أثنى عليهم‬ ‫ي‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫اصحاب‬ ‫لا وهم‬ ‫اللاحقين ‪ ،‬كيف‬

‫أتثحُوهم‬ ‫وَالذِيئَ‬ ‫وَالألَضَارِ‬ ‫مِنَ اَلمُنَجِريئَ‬ ‫أق!وًدونَ‬ ‫وَألخنَيقُوتَ‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫بقوله‬ ‫سبحانه‬

‫‪. ،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0 0‬‬ ‫النوبة ‪:‬‬ ‫أ‬ ‫عَهُ أ‬ ‫وَرَضُو)‬ ‫عَنئئ‬ ‫ألئَهُ‬ ‫زَضِىَ‬ ‫لإخشَني‬

‫قلوبنا‬ ‫وتطهيرِ‬ ‫‪،‬‬ ‫لهم‬ ‫والدعاءِ‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهم‬ ‫والثناص‬ ‫‪،‬‬ ‫الله بمحبتِهم‬ ‫أمرنا‬ ‫وقد‬

‫جَا"و مِن بَقدِهِتم‬ ‫أوَأئَذِجمتَ‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫‪ ،‬بقوله‬ ‫عليهم‬ ‫والحقد‬ ‫والكره‬ ‫الغل‬ ‫من‬

‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪:‬‬ ‫لخر‬ ‫ا‬ ‫أ‬ ‫لهلايمَنِ !‬ ‫سَبَقونَا‬ ‫اَلَذِيفَ‬ ‫وَلِإصنِنَا‬ ‫فًا‬ ‫أغْفِز‬ ‫هـبًخَا‬ ‫يَقُولوتَ‬

‫قرني ‪ ،‬ثم الذين‬ ‫القرون‬ ‫بقوله ‪( :‬خير‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫أثنى عليهم‬ ‫وقد‬

‫ا ‪.‬‬ ‫يلونهم‬ ‫‪ ،‬ثم الذين‬ ‫يلونهم‬

‫الخلافة ثلاثون‬ ‫كاملة ‪ ،‬ثم جاءت‬ ‫ثلاثين سنة‬ ‫فترةُ الخلفاء الراشدين‬ ‫استمرت‬ ‫وقد‬

‫صنة‬ ‫الذي قال‬ ‫!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫حديث‬ ‫‪ ،‬وبذلك صدق‬ ‫بني أمية‬ ‫حكم‬ ‫فترةُ‬ ‫بعدها‬

‫مُلكأ‪. ،‬‬ ‫‪ ،‬ثم تكون‬ ‫سنة‬ ‫ثلاثون‬ ‫بعدي‬ ‫فيه ‪" :‬الخلافة‬

‫عشرة‬ ‫إحدى‬ ‫سنة‬ ‫ربيع الأول‬ ‫شهر‬ ‫من‬ ‫الخلفاء الراشدين‬ ‫فترةُ‬ ‫بدأت‬

‫في‬ ‫عنه خليفة ‪ ،‬وانتهت‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بُويع أبو بكر الصديق‬ ‫للهجرة ‪ ،‬عندما‬

‫واربعين للهجرة ‪ ،‬عندما تنازل الحسنُ بن‬ ‫إحدى‬ ‫ربيع الأول شة‬ ‫شهر‬

‫‪ ،‬حيث‬ ‫الجماعة‬ ‫عام‬ ‫في‬ ‫عنهما‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫أبي سفيان‬ ‫لمعاوية بن‬ ‫علي‬

‫‪.‬‬ ‫سنوات‬ ‫معاوية ‪ ،‬بعد فرقة استمرت‬ ‫على‬ ‫كلمةُ المسلمين‬ ‫اجتمعت‬

‫‪11‬‬
‫أنا آخر‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫معاوية‬ ‫الجليلُ‬ ‫الصحابيئُ‬ ‫كان‬ ‫ولهذا‬

‫‪.‬‬ ‫و ‪ j‬لُ الملوك‬ ‫‪l‬‬ ‫الخلفاء‪،‬‬

‫وحركةَ‬ ‫(مَذاَ إسلامياَ‪ ،‬قويأ‪،‬‬ ‫الراشدين‬ ‫فترةُ الخلفاء‬ ‫شهدت‬ ‫وقد‬

‫في البلدان ‪،‬‬ ‫المسلمون‬ ‫انساحَ المجاهدون‬ ‫مباركة ‪ ،‬حيث‬ ‫جهادية‬ ‫إسلاميةَ‬

‫في‬ ‫المنطقة‬ ‫شعوب‬ ‫وأدخلوا‬ ‫‪ ،‬وأَزالوا دولَ الكفار‪،‬‬ ‫الله‬ ‫أعداءَ‬ ‫وجاهدوا‬

‫‪.‬‬ ‫الإسلام‬

‫الأعداء‬ ‫حقد‬ ‫زيادةَ في‬ ‫الانتصاراتُ الإسلامية‬ ‫هذه‬ ‫واَحدثتْ‬


‫ت‬ ‫ا‬ ‫مر‬ ‫لمؤا‬ ‫ا‬

‫‪،‬‬ ‫والمجوس‬ ‫اليهود والنصارى‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫الإسلام والمسلمين‬ ‫‪ ،‬ضد‬ ‫الموتورين‬ ‫الحاتدة ضد‬

‫الخلفاء والأمة‬
‫‪ ،‬وكادوا ضدهم‪.‬‬ ‫الإسلام والمسلمين‬ ‫وتمامروا على‬ ‫فخططوا‬

‫الفرقة‬ ‫‪ ،‬دماحلال‬ ‫إفسادِ حياة المسلمين‬ ‫على‬ ‫الحاقدون‬ ‫هؤلاء‬ ‫وحرص‬

‫صفهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬و(ضعافِ‬ ‫بينهم ‪ ،‬وتمزيقِ وحدتهم‬ ‫والخلاف‬

‫أبو بكر الصديق‬ ‫الخلفاء الراشدين ‪ ،‬داذا كان‬ ‫ضذَ‬ ‫مؤمراتهم‬ ‫ووخهوا‬

‫الأعداء قد‬ ‫‪ ،‬ف!ن‬ ‫قصيرة‬ ‫خلافة‬ ‫بعد‬ ‫موتأ عاديأ‪،‬‬ ‫قد مات‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫لَقوا‬ ‫‪ ،‬حيث‬ ‫وعلي‬ ‫وعثمان‬ ‫الاَخرين ‪ :‬عمر‬ ‫اغتيال الخلفاء‬ ‫من‬ ‫تمكنوا‬

‫اله‪.‬‬ ‫شاء‬ ‫إن‬ ‫شهداءَ‬ ‫الله‬ ‫وجهَ‬

‫كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫والتطورات‬ ‫مليئةَ بالأحداث‬ ‫الراشدين‬ ‫فترةُ الخلفاء‬ ‫وكانت‬


‫ملبئة‬ ‫فترة الخلفاء‬

‫التاريخ الإسلامي‪،‬‬ ‫فترات‬ ‫أخصبِ‬ ‫من‬ ‫جهادية ‪ ،‬وهي‬ ‫فترة حركيةَ عملية‬ ‫بالأحداث‬

‫‪.‬‬ ‫والمعلومات‬ ‫والأقوال‬ ‫بالأخبار‬ ‫مادة ‪ ،‬وأغناها‬ ‫وأغزرها‬

‫هذه الفترة ‪.‬‬ ‫ومفاجمات‬ ‫وتطورات‬ ‫احداثَ‬ ‫وتناقل الإخباريون‬

‫كتبهم‬ ‫في‬ ‫أ التاريخ‬ ‫إكَتبَةُ‬ ‫‪ ،‬ودؤَنها‬ ‫بعدهم‬ ‫لمن‬ ‫وأَوصلوها‬

‫ومصنفاتهم‪.‬‬

‫بعد فترة الخلفاء‬ ‫قد حدثت‬ ‫الأحزابُ والفرقُ والمذاهب‬ ‫وإذا كانت‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪% I‬‬


‫منها‬ ‫والمعتزلة ‪ ،‬فقد أقبلَ كل‬ ‫والمرجئة‬ ‫الشيعة والخوارج‬ ‫الراشدين ‪ ،‬من‬

‫اتباعَه‬ ‫‪ ،‬ويذَعي‬ ‫لمذهبه‬ ‫‪ ،‬ويحتبئَ‬ ‫‪ ،‬لينصرَ حزبه‬ ‫الراشدين‬ ‫الخلفاء‬ ‫فتؤ‬ ‫على‬

‫‪.‬‬ ‫والصواب‬ ‫للحق‬

‫إخباربون ثقات‬ ‫‪،‬‬ ‫حياة الصحابة‬ ‫من‬ ‫الأهواء ما يريدون‬ ‫أصحاب‬ ‫ولما لم يَجذ بعضُ‬

‫داخباريون‬ ‫وزوراَ‬ ‫كذبأ‬ ‫للصحابة‬ ‫ونسبتها‬ ‫‪،‬‬ ‫الأخبار‬ ‫‪ ،‬واختلاقِ‬ ‫الروايات‬ ‫بوضع‬ ‫قاموا‬

‫كاذبون‬ ‫‪.‬‬ ‫وبهتانأ‬

‫بصدقِ‬ ‫‪ ،‬نقلوا أخبارَ الصحابة‬ ‫ثقات‬ ‫صادقون‬ ‫إِخباريون‬ ‫وبينما وجد‬

‫واعتمدوها‬ ‫المسلمون‬ ‫المؤرخون‬ ‫سخلَها‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫وأمانةِ وموضوعية‬

‫قاموا بوضع‬ ‫‪،‬‬ ‫هالكون‬ ‫وضاعون‬ ‫إِخباريون‬ ‫هناك‬ ‫كان‬ ‫فقد‬ ‫وقبلوها‪،‬‬

‫الكرام‬ ‫للصحابة‬ ‫ونسبتها‬ ‫لماشاعتها‪،‬‬ ‫والافتراءات ‪ ،‬واختلاقها‬ ‫اكاذيب‬

‫ا!اذيب‬ ‫هذه‬ ‫المسلمون‬ ‫المؤرخون‬ ‫سمع‬ ‫وقد‬ ‫الناس ‪،‬‬ ‫بين‬ ‫ونثحرها‬

‫إليهم‪.‬‬ ‫والافتراءات ‪ ،‬ووصلت‬

‫مؤرخون صجلوا‬ ‫وتدوين‬ ‫‪-‬بتسجيلِ‬ ‫الأوائل ‪ -‬كالإمام الطبري‬ ‫المسلمون‬ ‫قام المؤرخون‬

‫كل ثهط"‬ ‫فترة الخلفاء الراشدين ‪ ،‬سواء‬ ‫والأخبار عن‬ ‫الروايات‬ ‫من‬ ‫ما وصلهم‬ ‫كل‬

‫‪ ،‬أو كانت‬ ‫ثقات‬ ‫صادقين‬ ‫إخباريين‬ ‫‪ ،‬صادرةَ عن‬ ‫رواياتِ صحيحة‬ ‫كانت‬

‫هالكين‪.‬‬ ‫إِخباريين وضاعين‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬صادرة‬ ‫مختَلَقَة‬ ‫رواياتِ كاذبة‬

‫منها بالباطل‬ ‫الصحيح‬ ‫وخلطوا‬ ‫مصنفاتهم‬ ‫الكبير في‬ ‫بم‬ ‫(‪5‬‬ ‫ا‬ ‫دؤنوا هذا‬

‫يُخَزجوا تلك‬ ‫كيره ‪ ،‬ولم‬ ‫منها عن‬ ‫(يَفرُزوا! الصحيحَ‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫المكذوب‬

‫رجالها‪.‬‬ ‫على‬ ‫الروايات ‪ ،‬أو يحكموا‬

‫وكانوا‬ ‫سَند‪،‬‬ ‫كل‬ ‫رجال‬ ‫مسندة ‪ ،‬وذكروا‬ ‫الروايات‬ ‫أوردوا تلك‬ ‫لكنهم‬

‫متناقضة‪.‬‬ ‫‪ ،‬أو متعارضة‬ ‫مكررة‬ ‫الواحد عدة روايات‬ ‫في الحدث‬ ‫يوردون‬

‫اعتماداَ من باب الأمانة‬ ‫والأخبار‪،‬‬ ‫الروايات‬ ‫الركام من‬ ‫ذلك‬ ‫ايرادُهم لكل‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬

‫العلمبة‬ ‫"الأمانة‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫إيرادهم‬ ‫كان‬ ‫بل‬ ‫وقَبولاَ لمضمونها‪،‬‬ ‫بها‪،‬‬ ‫وثقة‬ ‫لها‪،‬‬

‫كان‬ ‫إليهم ‪ ،‬سواء‬ ‫ما وصل‬ ‫كل‬ ‫وتدوين‬ ‫الى تسجلِ‬ ‫العلمية "‪ ،‬التي دعتفم‬

‫‪39‬‬
‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫صادقين‬ ‫رواتُه عُدولاَ‬ ‫كان‬ ‫وسواء‬ ‫باطلاَ‪،‬‬ ‫او‬ ‫حقأ‬ ‫كذبأ‪،‬‬ ‫أو‬ ‫صدقاَ‬

‫كاذبين‪.‬‬ ‫وضاعين‬ ‫مجروحين‬

‫يقومَ باعتماد‬ ‫وان‬ ‫الاختيار"‪،‬‬ ‫‪9‬‬ ‫أنْ يُحسن‬ ‫بعدهم‬ ‫من‬ ‫للقارىء‬ ‫وتركوا‬

‫الكاذبة‪.‬‬ ‫الروايات‬ ‫‪ ،‬ونبذِ وطرحِ‬ ‫الصحيحة‬ ‫الروايات‬

‫ما‬ ‫اِعتماد كل‬ ‫ودؤنوه ‪ ،‬وعدم‬ ‫ما سخلوه‬ ‫كل‬ ‫أخذ‬ ‫عدم‬ ‫ودعَوْه إلى‬
‫ودعوا الى‬

‫رواياتِ باطلة مكذوبة!‬ ‫‪ -‬إلى ان في كتبهم‬ ‫ذكروه ‪ ،‬بل نتهوه ‪ -‬تصريحاَ‬


‫الاختيار‬ ‫حن‬

‫المقياس‬ ‫على‬ ‫ما سجلوه‬ ‫النظر والدراسة ‪ ،‬وأنْ يَعرضَ‬ ‫أنْ يحسنَ‬ ‫وعليه‬ ‫والنخربج‬

‫والتعديل ! التي‬ ‫الجرح‬ ‫قواعدُ "علم‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الصائب‬ ‫والميزان‬ ‫الدقيق ‪،‬‬

‫وأحسنوا‬ ‫ع!ن! ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫أحاديثَ‬ ‫حفظوا‬ ‫الذين‬ ‫‪،‬‬ ‫أئمةُ الحديث‬ ‫وضعها‬

‫!‬ ‫والموضوع‬ ‫الضعيف‬ ‫منها عن‬ ‫والحسن‬ ‫فرزَ! الصحيح‬ ‫ة‬

‫‪-‬كتاريخ‬ ‫الأولى‬ ‫التاريخ الإسلامي‬ ‫كتب‬ ‫مُعظمُ القارئين في‬ ‫ونسي‬


‫أخذوا‬ ‫بعدهم‬ ‫من‬

‫ذلك‬ ‫كل‬ ‫وأَقبلوا على‬ ‫‪،‬‬ ‫المؤرخين‬ ‫الأعلام‬ ‫هؤلاء‬ ‫نصيحةَ‬ ‫‪-‬‬ ‫الطبري‬ ‫الحق والباطل‬

‫رواياب‬ ‫ما كان‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫وقبلوه واعتمدوه‬ ‫‪ ،‬وأَخذوه‬ ‫الركام ! في مصنفاتهم‬ ‫‪9‬‬

‫!‬ ‫!‬ ‫إِخباريون وضاعون‬ ‫مكذوبةَ وضعها‬

‫‪-‬لمج‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫أصحاب‬ ‫إلى‬ ‫الموضوعة‬ ‫اكاذيبَ‬ ‫هذه‬ ‫ونسبوا‬

‫وترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫مأمونة‬ ‫تاريخية‬ ‫ومعلوماتٍ‬ ‫ثابتة ‪،‬‬ ‫تازيخية‬ ‫مصادرَ‬ ‫واعتبروها‬

‫الراشدين‪.‬‬ ‫لفترةِ الخلفاء‬ ‫تاريخية‬

‫الكرام فظائعَ‬ ‫الصحابة‬ ‫‪ ،‬ونسبوا لكثيرِ من‬ ‫بنتائج خاطئة‬ ‫خرجوا‬ ‫ولذلك‬

‫‪.‬‬ ‫ومنكرات‬ ‫وكبائر‬ ‫وجرائمَ‬

‫من‬ ‫بهم‬ ‫المخدوعون‬ ‫المغملون‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫الحاقدون‬ ‫المغرضون‬ ‫وجاء‬


‫بنثرون‬ ‫مفرضون‬

‫المصنفات‬ ‫في‬ ‫ما وجدوه‬ ‫كل‬ ‫وأخذوا‬ ‫العصر‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫أغالبط ناربخبة‬

‫الخلافة‬ ‫لفترة‬ ‫الإساءةَ‬ ‫ويحققُ‬ ‫‪،‬‬ ‫هواهم‬ ‫يوافق‬ ‫مفا‬ ‫‪،‬‬ ‫الأولى‬ ‫التاريخية‬

‫اذَعَوا لها‬ ‫‪،‬‬ ‫وكتابات‬ ‫مصنفات‬ ‫في‬ ‫الأكاذيبَ‬ ‫تلك‬ ‫وعرضوا‬ ‫الراشدة ‪،‬‬

‫القراءَ‬ ‫ودَعوا‬ ‫‪،‬‬ ‫والموضوعية‬ ‫والتحري‬ ‫والبحث‬ ‫‪،‬‬ ‫والمثهجية‬ ‫العلميةَ‬

‫واعتمادها‪.‬‬ ‫لأخذها‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪14‬‬
‫هذا الزمان ‪ ،‬و(كَؤلوا" منها ثقافة‬ ‫بين مسلمي‬ ‫الكتاباتُ‬ ‫هذه‬ ‫وانتشرت‬

‫لفترة الصحابة‪.‬‬ ‫تاريخية صادقة‬ ‫منها معلومات‬ ‫تاريخية ‪ ،‬وجعلوا‬

‫ي!حثون‬ ‫وسائلون‬ ‫هؤلاء‬ ‫كتابات‬ ‫ياللعُ على‬ ‫الكرام ‪ ،‬ممن‬ ‫الأخوة‬ ‫بعضُ‬ ‫وكان‬

‫عن المحح‬ ‫السابقين ‪ ،‬يرفضُها بفطرته ‪،‬‬ ‫عند كتب‬ ‫المكذوبة‬ ‫‪ ،‬أو الروايات‬ ‫المعاصرين‬

‫الحقيقة في المسألة!‬ ‫فيها بفراسته ‪ ،‬ثم يقوم بالسؤال عن‬ ‫ويتشكَكُ‬

‫بعض‬ ‫‪ ،‬حول‬ ‫مخلصين‬ ‫من إخوة‬ ‫أسئلة مخلصة‬ ‫لنا‬ ‫توتجَه‬ ‫ما كانت‬ ‫كئيراَ‬

‫وتقديمِ الصحيحِ‬ ‫الكرام ‪ ،‬فنقومُ بالإجابة عنها‪،‬‬ ‫الصحابة‬ ‫زمن‬ ‫الأحداثِ‬

‫منها‪.‬‬

‫الحاجة الماعة‬ ‫تقديمِ خلاصةِ‬ ‫ماسة ‪ ،‬إلى‬ ‫الحاجةَ‬ ‫وجذنا‬ ‫الأمر‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫انطلاقأ من‬

‫لتادبخفنرة‬ ‫الخلفاء‬ ‫عهد‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬التي وقعت‬ ‫المثيرة‬ ‫الأحداث‬ ‫بعض‬ ‫تاريخية عن‬

‫الخدفا"‬ ‫الكيدئة‬ ‫المؤامرةِ‬ ‫عنفُ‬ ‫التي صاحبها‬ ‫الأحداثُ‬ ‫تلك‬ ‫الراشدين ‪ ،‬وبخاصةِ‬

‫من ثم في‬ ‫والافتراءات ‪ ،‬واختلفت‬ ‫حولَها اكاذيب‬ ‫‪ ،‬ثم كثرت‬ ‫الأعداء‬ ‫من‬

‫‪.‬‬ ‫الأحكام‬ ‫حولها‬ ‫الاَراء ‪ ،‬وتباينت‬ ‫تحليلها‬

‫القبسات محن‬ ‫‪ ،‬لنقدمَ له‬ ‫أ‬ ‫واستشهادهم‬ ‫الراشدين‬ ‫الخلفاء‬ ‫(استخلاف‬ ‫موضوعَ‬ ‫اختزنا‬

‫اسنخلافهم‬ ‫على‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫واعتمدنا‬ ‫يمريعة ‪،‬‬ ‫ومثاهد‬ ‫ولقطاتَ‬ ‫‪،‬‬ ‫مجملة‬ ‫صورةَ‬

‫واشثهالمم‬ ‫ا!كذوبة‬ ‫الروا!ات‬ ‫عن‬ ‫المقبولة ‪ ،‬وأعرضشا‬ ‫الرواياتِ الصحيحة‬

‫المر‬

‫من‬ ‫الخلفاء الراشدين‬ ‫التاريخية أ عن‬ ‫"القبسات‬ ‫هدفُنا في هذه‬ ‫لم يكن‬

‫المكذوبة ‪ ،‬وبيانَ كذب‬ ‫‪ ،‬نقدَ الروايات‬ ‫واسثمهادهم‬ ‫استخلافهم‬ ‫حيث‬

‫‪ ،‬مناقشةَ علميةَ‬ ‫ا!اذيب‬ ‫هذه‬ ‫مضمون‬ ‫مناقشة‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫رواتها الوضاعين‬

‫ما فيها‪.‬‬ ‫وزيفِ‬ ‫تهافتِ‬ ‫‪ ،‬ل!اظهار‬ ‫منهجية‬

‫نفدبم علم وليى‬ ‫للبحثِ‬ ‫مناسب‬ ‫‪ -‬بع أن الموضوع‬ ‫"‬ ‫تاريخية‬ ‫فما أرذنا كتابة (مناقشات‬

‫ن!دأ‬ ‫الكتابة‬ ‫أحدَ الباحثين على‬ ‫اللهُ‬ ‫أن يعينَ‬ ‫والتدقيق ‪ ،‬وعسى‬ ‫والتحري‬ ‫والكتابة‬

‫حوله‪.‬‬ ‫فيه ‪ ،‬والنقاش‬

‫‪15‬‬
‫خلاصة‬ ‫من‬ ‫مستقاةَ‬ ‫‪،‬‬ ‫مجملة‬ ‫صورةَ‬ ‫الكرام‬ ‫للقراء‬ ‫نقدمَ‬ ‫إنما أردْنا أن‬

‫ثقافيةَ‬ ‫و"وجبةَأ‬ ‫به ‪،‬‬ ‫يتزؤدون‬ ‫زاداَ علميأ‬ ‫لتكون‬ ‫‪،‬‬ ‫الصحيحة‬ ‫الروايات‬

‫التاريخي‪.‬‬ ‫بها علمَهم‬ ‫يَشيدون‬ ‫‪ ،‬و"مادةَ أ تاريخية‬ ‫عليها‬ ‫يقبلون‬

‫الموضوعات‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫‪،‬‬ ‫اتجاهين‬ ‫الكتابة في‬ ‫انه لا بذَ من‬ ‫نرى‬

‫‪ ،‬ولغة‪.‬‬ ‫‪ ،‬وفقه‬ ‫‪ ،‬وتاريخ‬ ‫‪ ،‬وحديث‬ ‫‪ ،‬وتفسير‬ ‫‪ :‬عقيدة‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫الإسلامية‬

‫البنائية‬ ‫الكتابة‬
‫(بنائِتةِ‬ ‫موضوعية‬ ‫علمية‬ ‫بتقديمِ خلاصةِ‬ ‫أبنائي أ‪،‬‬ ‫إيجابي‬ ‫اتجا"‬
‫النقدية‬ ‫والكتابة‬
‫المسلم‪.‬‬ ‫وزاداَ للقارىء‬ ‫وَمعرفةَ وقناعة‬ ‫علمأ‬ ‫إيجابية ‪ ،‬لتكون‬

‫العلوم‬ ‫في‬

‫في‬ ‫المردودة‬ ‫النظر‬ ‫وجهات‬ ‫بعزضِ‬ ‫ثقافي ‪،‬‬ ‫نقدفي‬ ‫علميئ‬ ‫واتجا؟‬ ‫الإسلامبة‬

‫‪ ،‬وبيان زيفها وباطلها‪،‬‬ ‫وإبطالها‬ ‫وردها‬ ‫‪ ،‬ونقدِها ونقضها‬ ‫البحث‬ ‫موضوع‬

‫بها‪.‬‬ ‫‪ ،‬ولا ينخدعَ‬ ‫المسلم‬ ‫القارىء‬ ‫ليحذرَها‬

‫مؤلفاتِ‬ ‫معظمَ‬ ‫أنَ‬ ‫!‬ ‫الإسلامي‬ ‫الثقافي‬ ‫(تراثنا‬ ‫في‬ ‫له‬ ‫يؤسفُ‬ ‫ومما‬

‫الاتجاه‬ ‫في‬ ‫العلوم الإسلامية ‪ -‬إنما تسير‬ ‫مختلف‬ ‫علمائنا الأعلام ‪-‬في‬

‫كل‬ ‫هو‬ ‫ليس‬ ‫‪ ،‬ولا بد منه ‪ ،‬ولكن‬ ‫وواجب‬ ‫مطلولب‬ ‫الثاني النقدي ‪ ،‬وهذا‬

‫!‬ ‫إ‬ ‫شيء‬

‫لم تكن‬ ‫قليلة ‪ ،‬إن‬ ‫‪،‬‬ ‫موضوع‬ ‫أي‬ ‫"البنائية! في‬ ‫الإيجابية‬ ‫إنً المؤلفات‬

‫!‬ ‫!‬ ‫نادرة‬

‫التاريخية عن‬ ‫القبسات‬ ‫هذه‬ ‫لنقررَ أننا في‬ ‫نسخلُها‬ ‫ملاحظة‬ ‫هذه‬

‫الأول ‪،‬‬ ‫الاتجاه العلمي‬ ‫الخلفاء الراشدين ‪ ،‬سرنا في‬ ‫واستشهاد‬ ‫استخلاف‬

‫!‬ ‫!‬ ‫الزاد البنائي التاريخي‬ ‫تقديمِ هذا‬ ‫إلى‬ ‫وهدقنا‬

‫رُكاماَ كبيراَ من‬ ‫فيها‬ ‫وجدنا‬ ‫‪،‬‬ ‫الأولى‬ ‫التاريخ‬ ‫كتبِ‬ ‫إلى‬ ‫رجعْنا‬ ‫لما‬ ‫كببر‬ ‫ناربخي‬ ‫ركا!‬

‫ما هو‬ ‫فيما بينها‪ ،‬ومنها‬ ‫متناقضة‬ ‫متعارضةْ‬ ‫وهي‬ ‫التاريخية ‪،‬‬ ‫الروايات‬ ‫وباطل‬ ‫حق‬ ‫فبه‬

‫الكرام أشياء وأقوالاَ وأفعالاَ‪ ،‬لا تتفق مع‬ ‫للصحابة‬ ‫‪ ،‬ومنها ما ينسب‬ ‫مكرر‬

‫‪.‬‬ ‫هالكون‬ ‫وضاعون‬ ‫‪ ،‬ومنها ما رواه كذابون‬ ‫وأخوتهم‬ ‫إيمانهم وتقواهم‬

‫‪،‬‬ ‫ثقات‬ ‫صادتون‬ ‫‪ ،‬رواها‬ ‫صادق‬ ‫صحيخ‬ ‫ما هو‬ ‫الروايات‬ ‫هذه‬ ‫ومن‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪16‬‬
‫والعلمية والمنهجية‪.‬‬ ‫والموضوعية‬ ‫الإنصاف‬ ‫وتبدو فيها ملامح‬

‫(حُ!نمنِ" الانتقاء والاختيار‪،‬‬ ‫على‬ ‫فحرضنا‬ ‫هذا‪،‬‬ ‫أمامَنا كل‬ ‫وجذنا‬

‫وتقوى‬ ‫إيمان‬ ‫يتفقُ مع‬ ‫وما‬ ‫الثقات ‪،‬‬ ‫رواه‬ ‫مما‬ ‫منها‪،‬‬ ‫وأَخذِ ما صخَ‬

‫الصحابة‪.‬‬

‫المحغ‬ ‫اعتماد‬ ‫‪ ،‬وما‬ ‫المنصفون‬ ‫بما قرره علماء التاريخ الإسلامي‬ ‫وقد استعئا في ذلك‬

‫المقبول‬ ‫‪ ،‬وقبلنا ما قبلوه ‪،‬‬ ‫ما اعتمدوه‬ ‫‪ ،‬واعتمدنا‬ ‫المطلعون‬ ‫الحديث‬ ‫علماء‬ ‫اعتمده‬

‫العلم‬ ‫لأهل‬ ‫متبعون‬ ‫‪،‬‬ ‫اخترناه‬ ‫لما‬ ‫اختيارنا‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬فنحن‬ ‫ما رفضوه‬ ‫ورفضْنا‬

‫!‬ ‫في هذا المجال‬ ‫والاختصاص‬

‫من‬ ‫ا!قتباص‬ ‫الأمم والملوك ا لإمام‬ ‫أتاريخ‬ ‫هو‬ ‫الأول والأهم‬ ‫مرجعُنا‬ ‫كان‬

‫تاربخ الطبري‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رحمه‬ ‫الطبري‬ ‫جرير‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫‪ ،‬أبي جعفر‬ ‫والمفسرين‬ ‫المؤرخين‬

‫ابو الفضل‬ ‫محمد‬ ‫الطبعةِ التي أصدرها‬ ‫على‬ ‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫واعتمذنا‬

‫إبراهيم‪.‬‬

‫فيه أخباراَ صحيحة‪،‬‬ ‫‪ ،‬وسجلَ‬ ‫وأوعى‬ ‫تاريخه‬ ‫في‬ ‫الطبري‬ ‫لقد جمعَ‬

‫المنهجي‪.‬‬ ‫الاختيار العلمي‬ ‫باطلة ‪ ،‬ودَعاك إلى حسنِ‬ ‫ورواياتِ موضوعة‬

‫وأصدقَها‪،‬‬ ‫فيه أصخها‬ ‫التي‬ ‫والأخبار‬ ‫الروايات‬ ‫من‬ ‫اخترنا‬ ‫وقد‬

‫منها‪.‬‬ ‫ما اعتمده العلماءُ المحققون‬ ‫واعتمذنا على‬

‫بناربخ‬ ‫والامشعانة‬ ‫‪:‬‬ ‫من خلالها هي‬ ‫التي نظرنا في رواياتِ تاريخ الطبري‬ ‫وأهم المصنفات‬

‫ابن في‬ ‫ابن كثير ‪.‬‬ ‫المحدث‬ ‫المؤرخ‬ ‫أالبداية والنهاية ‪ ،‬ل!مام‬

‫ابن الأثير‪.‬‬ ‫المؤرخ‬ ‫في التاريخ ‪ ،‬ل!مام‬ ‫و(الكامل‬

‫ما‬ ‫ما قبله ‪ ،‬وقلنا بمعظم‬ ‫ابن كثير ‪ ،‬وقبفنا معظمَ‬ ‫ما أخذه‬ ‫معظمَ‬ ‫وأخذنا‬

‫التأريخ‬ ‫اعتماده في‬ ‫وكان‬ ‫خبير‪،‬‬ ‫‪ ،‬ومحدث‬ ‫منصف‬ ‫‪ ،‬لأنه مؤرخٌ‬ ‫به‬ ‫قالَ‬

‫‪.‬‬ ‫الطبري‬ ‫ابن جرير‬ ‫ل!مام‬ ‫الروايات الصحيحة‬ ‫على‬ ‫لحياة الصحابة‬

‫عنهما‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫وعلي‬ ‫الخليفتين ‪ :‬عثمان‬ ‫الكلام على‬ ‫في‬ ‫واستفذنا‬

‫كتابين منصفنن‪:‬‬ ‫على‬

‫‪17‬‬
‫الصحابة بعد‬ ‫"العواصم من القواصم في تحقيق مواقف‬ ‫اعنماد نحفبفات‬

‫‪ ،‬ابن العربي‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫أبي بكر‬ ‫للأمام القاضي‬ ‫ع!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫من‬ ‫العواصم‬

‫القواصم‬
‫الخطيب‬ ‫الدين‬ ‫اصدرَه وعلقَ عليه الإمام محب‬ ‫‪ ،‬الذي‬ ‫المالكي‬

‫عنها قارىءٌ‬ ‫‪ ،‬لا يستغني‬ ‫موضوعية‬ ‫علمية‬ ‫له هوامشَ‬ ‫‪ ،‬ووضع‬ ‫النَه‬ ‫رحمه‬

‫منص!‪.‬‬

‫للشيخ‬ ‫عنه"‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عفان ‪،‬‬ ‫بن‬ ‫عليه ‪ :‬عثمان‬ ‫المفترى‬ ‫و(الخليفة‬

‫على‬ ‫القاط‬ ‫وضعَ‬ ‫‪ ،‬والذي‬ ‫الله‬ ‫رحمه‬ ‫عرجون‬ ‫الصادق‬ ‫المؤرخِ محمد‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫أُثيرت على عثمان رضي‬ ‫التي‬ ‫في كثير من الإشكالات‬ ‫الحروف‬

‫مستعيناَ‬ ‫الطبري ‪،‬‬ ‫تاريخ‬ ‫من‬ ‫التاريخية الصحيحة‬ ‫الروايات‬ ‫أَخذتُ‬


‫نرنبب وننشق‬

‫ث‬ ‫ا‬ ‫لأحلى‬ ‫ا‬

‫التاريخي‬ ‫الترتيب‬ ‫هو‬ ‫دوري‬ ‫وكان‬ ‫ومنظارِ ابن كثير‪،‬‬ ‫بميزانِ ومقياسِ‬

‫صياغةَ‬ ‫التي أورذتُها‪ ،‬ثم التنسيقُ بينها‪ ،‬ثم صياعها‬ ‫للأحداث‬ ‫المتسلسلُ‬

‫‪. .‬‬ ‫معاصرة‬ ‫أدبية‬ ‫كتابيةَ‬

‫الكلمات‬ ‫احياناَ‪ ،‬ب!ضافةِ بعض‬ ‫الصياغة‬ ‫في‬ ‫أتصرف‬ ‫أنني كنتُ‬ ‫أي‬
‫في‬ ‫انصرف‬

‫‪ ،‬وذلك‬ ‫أسجله‬ ‫أُورده ‪ ،‬او المشهدَ الذي‬ ‫الخبرَ الذي‬ ‫التي توضحُ‬ ‫والجمل‬ ‫الصبافة‬

‫لا تُضيف‬ ‫المضافة‬ ‫الكلماتُ‬ ‫وهذه‬ ‫القارىء‪،‬‬ ‫أمام‬ ‫الصورة‬ ‫لتوضيحِ‬

‫للتوكيدِ‬ ‫هي‬ ‫‪ ،‬وإنما‬ ‫ما قاله السابقون‬ ‫على‬ ‫زيادةَ‬ ‫(مُدْرَجَة أ‬ ‫جديدة‬ ‫معلوماتِ‬

‫روايةَ أحاديثِ‬ ‫يجيزون‬ ‫علماءَ الحديث‬ ‫أن‬ ‫نعلم‬ ‫ونحن‬ ‫‪،‬‬ ‫والتوضيح‬

‫‪ ،‬دماذا‬ ‫جديدة‬ ‫أفكار أو معلومات‬ ‫إضافة‬ ‫عئَ بالمعنى ‪ ،‬وبدون‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫التاريخية عن‬ ‫الروايات‬ ‫مجئً‪ ،‬فإنه في‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫احاديث‬ ‫في‬ ‫هذا‬ ‫جاز‬

‫! ‪.‬‬ ‫! ا‬ ‫جوازاَ‬ ‫أكثر‬ ‫الكرام‬ ‫الصحابة‬

‫كثير‬ ‫ابن‬ ‫وتاريخ‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫من‬ ‫اقتبستها‬ ‫التي‬ ‫التاريخية‬ ‫القبساتُ‬
‫قبسات‬ ‫خمس‬

‫‪ .‬وهي‪:‬‬ ‫خمسة‬

‫الأيامِ‬ ‫تفاصيلُ‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫جمتى واحتضارُه‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫مرضُ‬ ‫‪:‬‬ ‫الأولى‬ ‫القبسة‬ ‫مرض‬ ‫‪:‬‬ ‫لى‬ ‫لأو‬ ‫ا‬

‫ووفانه‬ ‫الرسول‬
‫امام الساعات‬ ‫حياته عليه الصلاة والسلام ‪ ،‬والوقوفُ‬ ‫الأخيرة من‬ ‫الخمسة‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪M‬‬
‫تغسيلُه وتكفينه‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫الصحابة‬ ‫على‬ ‫أثرُ موته‬ ‫ذلك‬ ‫وبعد‬ ‫له‪،‬‬ ‫الأخيرة‬

‫والصلاةُ عليه ودفنه ثَ!‬

‫التي أوردها الإمام ابن‬ ‫الروايات الصحيحة‬ ‫على‬ ‫في ذلك‬ ‫واعتمدت‬

‫الأحاديث‪.‬‬ ‫كثير ‪ ،‬وأَخَذَها من أصح‬

‫عن مرض‬ ‫للقراء‬ ‫صورةِ صحيحة‬ ‫تقديمُ‬ ‫من هذا هو‬ ‫وهدفي‬
‫قد يذكرها‬ ‫‪ ،‬التي‬ ‫الصحيحة‬ ‫غير‬ ‫الروايات‬ ‫‪ ،‬واستبعادُ‬ ‫ووفاته‬ ‫مجلاء‬ ‫اللّه‬ ‫رسول‬

‫القراء أو المستمعين‪.‬‬ ‫لاستثارةِ عواطف‬ ‫بعضهم‬

‫لمجد‪ ،‬باعتبارها تمهيداَ لما بعدها‪،‬‬ ‫الرسول‬ ‫القبسة عن‬ ‫هذه‬ ‫وذكرتُ‬

‫جمفيِم‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫وفاةِ‬ ‫عنه خليفة ‪ ،‬بعد‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫جاء أبو بكر الصديق‬ ‫حيث‬

‫اسنخلاف‬ ‫الئانية ‪:‬‬ ‫الاستخلاف‬ ‫بين‬ ‫‪:‬‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الصديق‬ ‫بكر‬ ‫"أبو‬ ‫الئانية ‪:‬‬ ‫القبسا‬

‫ونا‪-‬‬ ‫ثم‬ ‫الصدبق‬ ‫بني‬ ‫"سقيفة‬ ‫في‬ ‫الصحابة‬ ‫اجتماعِ أعيان‬ ‫مشهدَ‬ ‫أوردتُ‬ ‫حيث‬ ‫والوفاة "‪،‬‬

‫عنه خليفة‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫اختيار أبي بكر الصديق‬ ‫عنه من‬ ‫أ‪ ،‬وما أسفر‬ ‫ساعدة‬

‫عنه الذي‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن أبي طالب‬ ‫علي‬ ‫مقدمتهم‬ ‫‪ ،‬وفي‬ ‫له‬ ‫ومبايعةِ الصحابة‬

‫بايعه مرتين‪.‬‬

‫الصديق‬ ‫الراشد‬ ‫الخليفة‬ ‫اللهُ له‬ ‫وفقَ‬ ‫الذي‬ ‫الرشيد‬ ‫الحلَّ‬ ‫وذكرتُ‬

‫أسامة‪،‬‬ ‫جيش‬ ‫‪ :‬مشكلة‬ ‫التي واجَهته‬ ‫المشكلات‬ ‫لأعظم‬ ‫عنه ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫الزكاة ‪.‬‬ ‫ومانعي‬ ‫المرتدين‬ ‫ومشكلة‬

‫يكن الصديق‬ ‫لم‬ ‫ووفاته ‪ ،‬ثم‬ ‫عنه واحتضارِه‬ ‫الله‬ ‫أبي بكر رضي‬ ‫مرض‬ ‫مشهدَ‬ ‫ثم ذكرتُ‬

‫ضهيداَ‬ ‫‪.‬‬ ‫ودفنه‬ ‫عليه‬ ‫الصلاة‬

‫عنه قد‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫أن أبا بكر‬ ‫من‬ ‫المؤرخين‬ ‫بعضُ‬ ‫قالهُ‬ ‫أعتمدْ ما‬ ‫ولم‬

‫طعامه ‪ ،‬وبهذا‬ ‫في‬ ‫السم‬ ‫له أعداءُ الإسلام‬ ‫وضعَ‬ ‫حيث‬ ‫مسمومأ‪،‬‬ ‫مات‬

‫وفاةَ‬ ‫من أن وفاته كانت‬ ‫المؤرخين‬ ‫اعتبروه شهيداَ‪ ،‬وقلتُ بما قال به معظم‬

‫‪ ،‬بانتهاء أجله‪.‬‬ ‫طبيعية‬ ‫عادية‬

‫(الخلفاء‬ ‫الكتاب‬ ‫عنوان‬ ‫إلا أن‬ ‫شهداَ‪،‬‬ ‫لم يكن‬ ‫أبا بكر‬ ‫ان‬ ‫ورغم‬

‫‪91‬‬
‫‪-‬كما‬ ‫العليب‬ ‫باب‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫والاستشهاد!‬ ‫الاستخلاف‬ ‫‪ :‬بين‬ ‫الراشدون‬

‫!‬ ‫!‬ ‫كانوا شهداء‬ ‫الأربعة‬ ‫الخلفاء‬ ‫اللغة ‪ -‬لأنَ ثلاثةَ من‬ ‫علماء‬ ‫يقول‬

‫الاستخلاف‬ ‫بين‬ ‫عنه ‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الخطاب‬ ‫بن‬ ‫"عمر‬ ‫الثالئة ‪:‬‬ ‫الفبسا‬
‫ستخلاف‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫لثة‬ ‫الثا‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫خلافته‬ ‫في‬ ‫مبايعته ‪ ،‬وأهتمَ أعمالهِ‬ ‫تفاصيل‬ ‫ذكرتُ‬ ‫‪ .‬وقد‬ ‫والاستشهاد)‬ ‫ده‬ ‫شثدها‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫محمر‬

‫أن‬ ‫بها ‪ ،‬ويعلم‬ ‫هو‬ ‫يحسُ‬ ‫‪ ،‬التي كان‬ ‫اغتياله‬ ‫مؤامرة‬ ‫أمام‬ ‫مطولة‬ ‫وقفة‬ ‫وقفت‬

‫المؤامرة ‪،‬‬ ‫تفاصيل‬ ‫عرض‬ ‫الأمة بعد مقتله ‪ ،‬ثم تابعت‬ ‫على‬ ‫الفتنَ ستدخل‬

‫‪ ،‬وعرضتُ‬ ‫المجوسي‬ ‫النصراني‬ ‫اليهودي‬ ‫الحاقد‪:‬‬ ‫الثالوث‬ ‫التي حاكها‬

‫أبي لؤلؤة ‪ ،‬ثم مشهد‬ ‫يد المجوسي‬ ‫تنفيذ المؤامرة ‪ ،‬على‬ ‫ولقطاتِ‬ ‫صورَ‬

‫به قبل موته‪.‬‬ ‫‪ ،‬وما أوصى‬ ‫‪ ،‬ثم استشهاده‬ ‫عنه عند احتضاره‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عمر‬

‫الاستخلاف‬ ‫بين‬ ‫عنه ‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عفان‬ ‫بن‬ ‫(عثمان‬ ‫الرابعة ‪:‬‬ ‫القبسا‬
‫استخلاف‬ ‫‪:‬‬ ‫بعة‬ ‫ا‬ ‫لر‬ ‫ا‬

‫قام به‬ ‫‪ ،‬الذي‬ ‫الشورى‬ ‫مشهد‬ ‫فيها تفاصيلَ‬ ‫ذكرتُ‬ ‫والاستشهادا‪.‬‬ ‫واصتثهاده‬ ‫عنمان‬

‫‪.‬‬ ‫إلى مبايعة عثمان‬ ‫أدى‬ ‫عنه ‪ ،‬والذي‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن عوف‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬

‫بعد‬ ‫‪ ،‬التي بدأت‬ ‫الفتنة‬ ‫أحداث‬ ‫التاني والبطء في عرضِ‬ ‫على‬ ‫وحرصتُ‬
‫البطء في عرف‬

‫الأحداث‬ ‫(مسلسل!‬ ‫عثمان ‪ ،‬وبدأتُ عرضَ‬ ‫من استخلاف‬ ‫سنوات‬ ‫ست‬ ‫القنة‬ ‫سلل‬

‫ودور السبئببن نها‬


‫استفاد‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫والبصرة‬ ‫الكوفة‬ ‫في‬ ‫منذُ أنْ بدأت‬ ‫‪،‬‬ ‫لقطة‬ ‫ولقطة‬ ‫‪،‬‬ ‫أولاَ بأول‬

‫‪.‬‬ ‫سبأأ‬ ‫الله بن‬ ‫(عبد‬ ‫اليهودي‬ ‫الشيطان‬ ‫‪ ،‬وغذاها‬ ‫الحاقدون‬ ‫منها اليهود‬

‫‪ ،‬واستغفلَ‬ ‫المسلمين‬ ‫الزعامة من‬ ‫وطالبي‬ ‫المذنبين واللصوص‬ ‫ووخمفَ‬

‫‪ ،‬واستعانَ بهؤلاء‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫والجاهلين‬ ‫الأعراب‬ ‫من‬ ‫الرعاع والسذج‬

‫نظامهم ‪ ،‬وقتلِ خليفتهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬وزعزعةِ‬ ‫في إفسادِ حياة المسلمين‬ ‫جميعأ‬

‫وفروعَه‬ ‫سبأ‪،‬‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبدُ‬ ‫انثأه‬ ‫أ الذي‬ ‫السبئي‬ ‫(التنظيم‬ ‫خطواتِ‬ ‫تابعتُ‬

‫اتباعه وأعوانه فيها‪.‬‬ ‫والبصرة ‪ ،‬وأهم‬ ‫والكوفة‬ ‫العاملة في مصر‬

‫عثمان‬ ‫ضد‬ ‫هؤلاء (السبئيين" في نشر الإشاعات‬ ‫خطة‬ ‫كما رصدتُ‬

‫المنورة ‪ ،‬ئم احتلالها مدة أربعين يومأ‪.‬‬ ‫المدينة‬ ‫على‬ ‫الزحفِ‬ ‫ووُلاته ‪ ،‬وفي‬

‫الأخيرة ‪،‬‬ ‫الحصار‬ ‫أيامِ‬ ‫المدينة ‪ ،‬في‬ ‫المفصلةَ في‬ ‫الأحداثَ‬ ‫وعرضتُ‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪02‬‬
‫من عُمر عثمان‬ ‫للأيام الأخيرة‬ ‫على ذكر التفاصيل الصحيحة‬ ‫وحرضث‬

‫الإقدام على‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫بيته‬ ‫على‬ ‫السبئيين بالهجوم‬ ‫عنه ‪ ،‬ومسارعة‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫الصلاة عليه ودفنه‪.‬‬ ‫مشهد‬ ‫عنه ‪ ،‬ثم سجلت‬ ‫الله‬ ‫اغتياله وقتله رضي‬ ‫جريمة‬

‫اسنخلات‬ ‫‪:‬‬ ‫الخامة‬ ‫الاستخلاف‬ ‫عثه ‪ :‬بين‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫‪( :‬علي‬ ‫الخامسة‬ ‫القبسة‬

‫علي والنثها!‬ ‫‪ ،‬وعرضتُ‬ ‫عثمان‬ ‫منذُ استشهاد‬ ‫الخيط‬ ‫فيها طرفَ‬ ‫التقطتُ‬ ‫والاستشهاد)‬

‫‪ ،‬التي‬ ‫والمشاورات‬ ‫‪ ،‬واهئمَ المداولات‬ ‫بن ابي طالب‬ ‫اختيار علي‬ ‫مشهدَ‬

‫الصحابة‬ ‫واستغاثة‬ ‫استنجاد‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الصحابة‬ ‫أعيان‬ ‫أولاَ مع‬ ‫تام بها السبئيون‬

‫القيام بهذه‬ ‫على‬ ‫هـاقدامَ علي‬ ‫الأمة ‪،‬‬ ‫وينقذَ‬ ‫‪،‬‬ ‫بالاستخلاف‬ ‫ليرضى‬ ‫بعلي‬

‫ونتائجها‪.‬‬ ‫بعواقبها‬ ‫علمه‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫وفدائية‬ ‫‪ ،‬بتضحية‬ ‫المسؤولية‬

‫اخنلات الصحابة‬ ‫والزبير وعائثة ‪،‬‬ ‫الصحابة كطلحة‬ ‫بعض‬ ‫وقدمتُ لقطاتِ من خروج‬

‫المونف من علي‬ ‫في‬ ‫بعض‬ ‫‪ ،‬واعتزال‬ ‫بن العاص‬ ‫وعمرو‬ ‫له كمعاوية‬ ‫الصحابة‬ ‫وعدمِ طاعةِ بعض‬

‫بعض‬ ‫ودعوةِ‬ ‫‪،‬‬ ‫وقاص‬ ‫ابي‬ ‫وسعدبن‬ ‫زيد‬ ‫الفتنة كسعيدبن‬ ‫الصحابة‬

‫وعمران بن حصين‪،‬‬ ‫الأشعري‬ ‫القتال كأبي موسى‬ ‫الصحابة إلى عدم‬

‫بعض‬ ‫التميمي ‪ ،‬واستبسال‬ ‫كالقعقاع بن عمرو‬ ‫الصحابة‬ ‫وحيرةِ بعض‬

‫‪،‬‬ ‫بن عباس‬ ‫الله‬ ‫وعبد‬ ‫كعمار بن ياسر‬ ‫نصرة علي‬ ‫في‬ ‫الصحابة‬

‫أجمعين‪.‬‬ ‫عنهم‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫زمن محلي‬ ‫السبئيون‬ ‫علي‪،‬‬ ‫جيش‬ ‫السبئيين في‬ ‫خطوات‬ ‫رصدِ‬ ‫متابعةِ‬ ‫على‬ ‫وحرصتُ‬

‫محاولات‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬والقضاص‬ ‫والفتنة بين المسلمين‬ ‫الفُرقة‬ ‫نشر‬ ‫في‬ ‫وجهودِهم‬

‫السبئيين‬ ‫دورَ هؤلاء‬ ‫وسجلت‬ ‫"الجمل‪.،‬‬ ‫‪ ،‬كما فعلوا قبيل معركة‬ ‫الصلح‬

‫لوجودهمفي‬ ‫موقفه أمام الاخرين‪،‬‬ ‫‪ ،‬هـاضعاف‬ ‫علي‬ ‫مشكلات‬ ‫في مضاعفة‬

‫نظره في ذلك‪.‬‬ ‫وجهة‬ ‫‪ ،‬وقدمتُ‬ ‫جيشه‬

‫مجمل الأحداث‬ ‫قبل‬ ‫البصرة‬ ‫هذا (التنظيم السبئي )‪ ،‬في‬ ‫على‬ ‫القضاء‬ ‫وتابعتُ خطواتِ‬

‫زمن محلي‬ ‫والمعارك‬ ‫في مسركأ‬ ‫‪ ،‬ثم إبادة هذا التظيم المعادي‬ ‫‪ ،‬وبعد معركة الجمل‬ ‫الجمل‬ ‫معركة‬

‫الأضتر‬ ‫‪ ،‬كمقتل‬ ‫التنظيم بعد صفين‬ ‫هذا‬ ‫الناجين من‬ ‫بعض‬ ‫‪ ،‬وقتل‬ ‫صفين‬

‫!‬ ‫ا‬ ‫بن زهير مع الخوارج‬ ‫‪ ،‬ومقتل حرقوصِ‬ ‫في طريقه إلى مصر‬ ‫النخعي‬

‫‪21‬‬
‫بن‬ ‫طلحة‬ ‫‪ ،‬واستشهاد‬ ‫الجمل‬ ‫البصرة ومعركة‬ ‫أحداث‬ ‫مجملَ‬ ‫وعرضتُ‬

‫عنهما‪.‬‬ ‫الله‬ ‫والزبير بن العوام رضي‬ ‫الله‬ ‫عبيد‬

‫دعوة‬ ‫من‬ ‫عنها‬ ‫نتج‬ ‫وما‬ ‫‪،‬‬ ‫صفين‬ ‫معركة‬ ‫أحداث‬ ‫مجملَ‬ ‫وقدمتُ‬

‫!‪،‬‬ ‫"أَذْرحُ‬ ‫في‬ ‫وابن العاص‬ ‫‪ ،‬وتابعتُ اجتماعَ الحَكَمين أبي موسى‬ ‫للتحكيم‬

‫ذلك‪.‬‬ ‫الأمة بعد‬ ‫لم تنفذه‬ ‫اتفقا عليه ‪ ،‬مما‬ ‫وما‬

‫الأخيرة والخطيرة مع‬ ‫مشكلته‬ ‫عنه في‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫علي‬ ‫مع‬ ‫ووقفتُ‬
‫علي مع‬ ‫مشكلة‬

‫‪ ،‬منذ خروجهم‬ ‫تطورِ وتَسارعِ مشكلتهم‬ ‫فيها لإيجاز عن‬ ‫‪ ،‬تكلمتُ‬ ‫الخوارج‬ ‫الحوارج‬

‫قبل دخوله‬ ‫له لقبوله التحكيم‬ ‫‪ ،‬ثم تكفيرهم‬ ‫صفين‬ ‫أثناء معركة‬ ‫علي‬ ‫على‬

‫معركة‬ ‫في‬ ‫معظمهم‬ ‫مقتل‬ ‫ثم‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫له بعد‬ ‫مفارقتهم‬ ‫ثم‬ ‫الكوفة ‪،‬‬

‫النهروان"‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫أعده‬ ‫الذي‬ ‫علي‪،‬‬ ‫على‬ ‫التمامر الخارجى‬ ‫مشهدَ‬ ‫وأخيراَ عرضتُ‬

‫بالسيف‬ ‫علي‬ ‫في ضرب‬ ‫النهاية‬ ‫عبد الرحمن بن ملجم ‪ ،‬والذي نجحَ في‬

‫قاتلة‪.‬‬ ‫ضربة‬

‫‪ ،‬ئم عرضت‬ ‫الأخيرة ‪ ،‬التي انتهتْ باستشهاده‬ ‫ساعاته‬ ‫مع علي‬ ‫وعشتُ‬

‫الصلاة عليه ودفنِه‪.‬‬ ‫صورةَ‬

‫ابنه‬ ‫لاستخلاف‬ ‫موجزةِ‬ ‫القبسة بذكرِ خلاصةِ‬ ‫هذه‬ ‫أن أختم‬ ‫وأحببتُ‬ ‫الحسن‬ ‫استخلاف‬

‫معاوية‪،‬‬ ‫مصالحة‬ ‫على‬ ‫التي حملتة‬ ‫والأسبابِ‬ ‫عنه ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الحسن‬ ‫عا!‬ ‫لمعاوبة‬ ‫وننازله‬

‫الجماعة‬
‫الصادقة في ذلك‪.‬‬ ‫عن الخلافة ‪ ،‬ونبوءة الرسول ط‬ ‫والتنازل له‬

‫‪ ،‬لقطةَ مبايعة معاوية بن‬ ‫واللقطات‬ ‫هذه المشاهد‬ ‫آخرُ لقطةِ من‬ ‫وكانت‬

‫به فترةُ‬ ‫‪ ،‬وتبدأ‬ ‫الراشدة‬ ‫الخلافة‬ ‫به فترة‬ ‫لتنتهي‬ ‫عنه ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫سفيان‬ ‫أبي‬

‫!‬ ‫‪1‬‬ ‫)‬ ‫الجماعة‬ ‫‪9‬‬ ‫عام‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬وذلك‬ ‫الملك‬

‫وتوفيقه‪.‬‬ ‫وعونه‬ ‫فضله‬ ‫العالمين على‬ ‫رب‬ ‫دله‬ ‫والحمد‬

‫*‬ ‫ع!ء‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪22‬‬
‫القبسة الأولى‬

‫الرسولى ع!يم ووفاته‬ ‫مرض‬

‫الوداع‬ ‫بعدحجة‬ ‫السنة‬ ‫في‬ ‫الوداع أ‪،‬‬ ‫"حجةُ‬ ‫الوحيدة ‪ ،‬وهي‬ ‫جمظً حجتَه‬ ‫الله‬ ‫حبئَ رسول‬

‫العاشرة من الهجرة ‪.‬‬

‫السنة‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫الحجة‬ ‫المدينة في اَخرِ شهرِ ذي‬ ‫مج! إلى‬ ‫الرسول‬ ‫وعاد‬

‫السنة‬ ‫من‬ ‫وصفر‪،‬‬ ‫ومحرم‬ ‫‪،‬‬ ‫الحجة‬ ‫فأقام بالمدينة بقيةَ ذي‬ ‫العاشرة ‪،‬‬

‫‪.‬‬ ‫للهجرة‬ ‫الحادية عشرة‬

‫جيشأ من الرسول !كل‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫عشرة بعثَ رسول‬ ‫السنة الحادية‬ ‫صفر من‬ ‫شهرِ‬ ‫وفي‬

‫أسامة‬ ‫جيش‬ ‫سنهما ‪.‬‬ ‫الله‬ ‫"أسامةَ بن زيد! رضي‬ ‫عليهم‬ ‫واَمًرَ‬ ‫‪،‬‬ ‫المجاهدين‬ ‫المسلمين‬

‫الشبهات‬ ‫الرومَ وبزيل‬ ‫يحارب‬ ‫وان‬ ‫الشام ‪،‬‬ ‫نحو‬ ‫أنْ يتوخه‬ ‫زيد!‬ ‫"أسامةَ بن‬ ‫وأَمَرَ‬

‫حول إص‬ ‫يأخذَ بثأر أبيه "زيد بن‬ ‫(البلقاءأ‪ ،‬وأن‬ ‫في‬ ‫الغساسنة‬ ‫العرب‬ ‫وأعوانَهم من‬

‫"مؤتة ! ‪.‬‬ ‫معركة‬ ‫في‬ ‫استُشهدَ‬ ‫عنه ‪ ،‬الذي‬ ‫الله‬ ‫! رضي‬ ‫حارثة‬

‫والأنصار ‪ ،‬منهم‬ ‫كبار المهاجرين‬ ‫من‬ ‫أسامة مجموعة‬ ‫في جيشِ‬ ‫وكان‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫أ رضي‬ ‫(عمرُ بن الخطاب‬

‫عنه ‪ ،‬وهو‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫زيد!‬ ‫إمارةِ (أسامة بن‬ ‫تكلمَ في‬ ‫بعضَهم‬ ‫وكأن‬

‫إمارته ‪ ،‬فقد‬ ‫في‬ ‫يك! ‪ :‬إنْ تطعنوا‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬فقالَ رسول‬ ‫السن‬ ‫في‬ ‫الصغير‬ ‫الشافيُ‬

‫‪ ،‬دمانْ‬ ‫ل!مارة‬ ‫لخليقأ‬ ‫إنْ كان‬ ‫الله‬ ‫قبل ‪ ،‬وافيُ‬ ‫أبيه من‬ ‫إمارةِ‬ ‫في‬ ‫تطعنون‬ ‫كنتم‬

‫إليئَ ا(‪)1‬‬ ‫الناس‬ ‫أحب‬ ‫لمن‬ ‫أسامة‬ ‫ابنَه‬ ‫دمانً‬ ‫إلبئ ‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫احمب‬ ‫كانَ لمن‬

‫كثير‪224 - 223 :.c‬‬ ‫لابن‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪Yr‬‬
‫عسكرَ‬ ‫حيث‬ ‫ب!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫بعثَهُ‬ ‫آخرَ بعثِ‬ ‫هو‬ ‫أسامة‬ ‫جيشُ‬ ‫وكان‬
‫الجيث!ينتظر‬

‫‪!-‬ز‪،‬‬ ‫الرسول‬ ‫مرضِ‬ ‫المدينة ‪ ،‬بسببِ‬ ‫قربَ‬ ‫الجُزف"‬ ‫‪1‬‬ ‫منطقة‬ ‫في‬ ‫الجيش‬ ‫مركا‬ ‫بسبا‬
‫المفاجىء‬ ‫الردول‬
‫من‬ ‫فليس‬ ‫والسلام ‪،‬‬ ‫الصلاة‬ ‫عليه‬ ‫أفرِ الرسول‬ ‫من‬ ‫ما سيكون‬ ‫يظرون‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫مريض‬ ‫‪ ،‬والرسول !‬ ‫المدينة‬ ‫الجيقُ‬ ‫يغادرَ‬ ‫المناسبِ أق‬

‫من السنة‬ ‫الأخيرة من شهرِ صفر‬ ‫الأيامِ‬ ‫في‬ ‫الرسول ع!‬ ‫مرضُ‬ ‫ابتدأَ‬

‫للهجرة ‪.‬‬ ‫الحادية عشرة‬

‫قامَ‬ ‫وفاتِه ‪،‬‬ ‫من‬ ‫أسبوعينِ‬ ‫حوالي‬ ‫وقبلَ‬ ‫‪،‬‬ ‫الأول‬ ‫ربيع‬ ‫شهرِ‬ ‫أول‬ ‫وفي‬ ‫بزور‬ ‫الرسول‬
‫الصحابة‬ ‫فيها‬ ‫يُدْفنُ‬ ‫كان‬ ‫الغَزقَدأ التي‬ ‫إبَقيع‬ ‫بزيارةِ مقبرة‬ ‫‪-‬لمجي!‬ ‫الرسول‬ ‫البقيع تبل‬
‫نه‬ ‫‪i‬‬ ‫و‬ ‫أسبومحن من‬
‫لَهم‪.‬‬ ‫ودعا‬ ‫الأموات‬ ‫للصحابة‬ ‫‪ ،‬فاستغفرَ‬ ‫عليهم‬ ‫الله‬ ‫رضوان‬

‫الصباحُ ابتدأَ‬ ‫الليل ‪ ،‬فلما أصبحَ‬ ‫منتصف‬ ‫زيارتُه للبقيع في‬ ‫وكانت‬

‫مج!رِو(‪.)1‬‬ ‫الرسول‬ ‫مرضُ‬

‫عن‬ ‫مسعود‪،‬‬ ‫عتبة بن‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبيد‬ ‫عن‬ ‫‪،‬‬ ‫الزهري‬ ‫روى‬

‫وأنا‬ ‫البقيع ‪ ،‬فوجَدَني‬ ‫من‬ ‫جًمِز‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫‪ :‬رجعَ‬ ‫قالت‬ ‫عنها‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عائشة‬

‫أنا والله ياعائشة‬ ‫‪ :‬بل‬ ‫‪ .‬فقال‬ ‫‪ :‬وارَأساه‬ ‫وانا أقول‬ ‫‪،‬‬ ‫رأسي‬ ‫في‬ ‫صداعأ‬ ‫أجدُ‬

‫‪.‬‬ ‫وارأساه‬

‫أَنرَك ‪ ،‬وقمتُ‬ ‫‪ ،‬فتوئيتُ‬ ‫قبلي‬ ‫لو صِث‬ ‫‪،‬‬ ‫ياعائثة‬ ‫‪ :‬ما ضَزَك‬ ‫لي‬ ‫قال‬ ‫ثم‬

‫ا‬ ‫!‬ ‫‪ ،‬ودفتتك‬ ‫عليك‬ ‫‪ ،‬وصفيتُ‬ ‫‪ ،‬وكفنتك‬ ‫عليك‬

‫إلى بيتي فأعَرشتَ‬ ‫‪ ،‬لقد رجعتَ‬ ‫لو كان ذلك‬ ‫إني لأحسب‬ ‫والله‬ ‫‪:‬‬ ‫فقلت‬

‫! ‪.‬‬ ‫نسائك‬ ‫فيه ببعضِ‬

‫يك!‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫فضحكَ‬

‫‪ ،‬وزادَ‬ ‫نسائه‬ ‫يدورُ على‬ ‫وهو‬ ‫!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫على‬ ‫ثم اشتذ المرض‬
‫في‬ ‫بفبم‬ ‫الرسول‬

‫عنها(‪.)1‬‬ ‫الله‬ ‫ميمونة أ رضي‬ ‫‪1‬‬ ‫في بيت‬ ‫عليه وهو‬ ‫المرض‬ ‫أثناء‬ ‫عانثة‬ ‫بيت‬

‫مرضه‬

‫‪.224 -‬‬ ‫لابن كثير ‪223 : 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪24‬‬
‫كداَ ؟ أين‬ ‫أنا‬ ‫أينَ‬ ‫فيه ‪:‬‬ ‫مات‬ ‫الذي‬ ‫يسألُ في مرضه‬ ‫ي‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫وكان‬

‫أنا غداَ؟‬

‫منهن‬ ‫زوجة‬ ‫ئقسِمُ لكل‬ ‫زوجاته ‪ ،‬لأنه كان‬ ‫من‬ ‫بيتِ أفي زوجة‬ ‫يريدُ في‬

‫ليلَتَها‪.‬‬

‫أن يُمزضَ‬ ‫نساءَهُ‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫عنها ‪ :‬اسئأذنَ رسول‬ ‫الله‬ ‫عائشةُ رضي‬ ‫وقالت‬

‫بيتي ‪ ،‬فأذِن له‪.‬‬ ‫في‬

‫من بيت ميمونة إلى بيت عائشة ‪ ،‬وهو مريض‪،‬‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫فخرجَ رسول‬

‫العباس ‪ ،‬والثاني‬ ‫عَفُه‬ ‫أهله ‪ ،‬احدُهما‬ ‫من‬ ‫بين رجلين‬ ‫راسه ‪ ،‬وكان‬ ‫عاصمب‬

‫!‬ ‫!‬ ‫من المرض‬ ‫الأرضَ‬ ‫رِنجلاه تَخُطان‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫عليئُ بن أبي طالب‬

‫(‪.)1‬‬ ‫الله‬ ‫توفاه‬ ‫حتى‬ ‫فبقيَ في بيتِ عائشة‬

‫‪ :‬كان‬ ‫قالت‬ ‫عنها‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫خالته عائشة‬ ‫الزبير عن‬ ‫عروةُ بن‬ ‫روى‬

‫بيده ‪.‬‬ ‫عنه‬ ‫ومسحَ‬ ‫‪،‬‬ ‫بالمعوذات‬ ‫نفسه‬ ‫نَفَثَ على‬ ‫إذا اشتكى‬ ‫‪-‬جمرو‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫بالمعؤذات‬ ‫نفسه‬ ‫على‬ ‫أنفثُ‬ ‫طفقْتُ‬ ‫تُوُفيَ فيه ‪،‬‬ ‫الذي‬ ‫وجعَه‬ ‫اشتكى‬ ‫فلما‬

‫عنه‪.‬‬ ‫بيد النبي قي‬ ‫التي كان ينفث ‪ ،‬وأمسح‬

‫الرسول بثكو أثر‬ ‫في‬ ‫كان يقول‬ ‫عنًه‬ ‫النبيَ‬ ‫عنها أن‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عائشة‬ ‫عروةُ أيضأ عن‬ ‫‪Lsjjj‬‬

‫وضع‬ ‫الذي‬ ‫السم‬ ‫في‬ ‫أكلْتُ‬ ‫الذي‬ ‫ألمَ الطعام‬ ‫أزالُ أجدُ‬ ‫ما‬ ‫فيه ‪ :‬ياعاثثة‬ ‫مات‬ ‫الذي‬ ‫مرضه‬

‫خببر‬ ‫فى‬ ‫ل‬ ‫السئم ‪.‬‬ ‫ذلك‬ ‫أوانُ انمطاعِ أَنجهَرى من‬ ‫فهذا‬ ‫خمبر‪،‬‬

‫وريدُ العُنُق‪.‬‬ ‫هو‬ ‫لأبْهَر‬ ‫وا‬

‫يوم‬ ‫له الذراعَ المسمومةَ‬ ‫اليهودية التي قدمَت‬ ‫إلى‬ ‫!ه‬ ‫الرسول‬ ‫يُشيرُ‬

‫هذا‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫وقال‬ ‫لفظَها ورماها‪،‬‬ ‫ثم‬ ‫منه لقمةَ فمضَغَها‬ ‫أخذَ‬ ‫‪ ،‬حيث‬ ‫خيبر‬ ‫فتح‬

‫الصحابيئُ‬ ‫الذراعِ المسمومِ‬ ‫ذلك‬ ‫‪ .‬بينما أكلَ من‬ ‫أنه مسموم‬ ‫الذراعَ يخبرُني‬

‫البَراء! فتوفي‪.‬‬ ‫بن‬ ‫(بِشْرُ‬

‫‪.‬‬ ‫‪225 -‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪: 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪25‬‬
‫؟ فقالت‪:‬‬ ‫ما صنعت‬ ‫‪ :‬ما حملَكِ على‬ ‫اليهودية‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫وسألَ رسول‬

‫كاذبأ مِت‬ ‫‪ ،‬دمانْ كنت‬ ‫أنه مسموم‬ ‫سيخبرُكَ‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫يضزَك‬ ‫نبيأ فلن‬ ‫إق كنتَ‬

‫منك!‬ ‫بال!ئم ‪ ،‬واسترَخنا‬

‫‪.‬‬ ‫الرسول !‬ ‫السئم يعاودُ‬ ‫أثرُ‬ ‫فكان‬

‫ماتَ‬ ‫مج!ي!‬ ‫أن الرسول‬ ‫عنه يرى‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن مسعود‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ‫يرى‬ ‫مسعود‬ ‫ابن‬

‫أن الرصول شهيد‬


‫فهو شهيد!‬ ‫للذراع ‪ ،‬ولذلك‬ ‫اليهودية‬ ‫متاثرأ بسم‬

‫قتلاَ‪ ،‬احمت‬ ‫قُتِلَ‬ ‫يك!خ‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫أنَّ‬ ‫تسعأ‬ ‫أحلفَ‬ ‫لأن‬ ‫ة‬ ‫‪:‬‬ ‫ابن مسعود‬ ‫قال‬

‫نبياَ‪ ،‬واتًخَذه‬ ‫أنً الله اتخذه‬ ‫وذلك‬ ‫يُقتل ‪،‬‬ ‫أنه لم‬ ‫واحدة‬ ‫أحلفَ‬ ‫أن‬ ‫إليئَ من‬

‫إأ(‪.)1‬‬ ‫!‬ ‫شهيداً‬

‫‪ :‬الما مرضَ‬ ‫عنها قالت‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عائشة‬ ‫عن‬ ‫وروى مسروو‬
‫بكاء فاطمة‬ ‫سبب‬

‫واحدبه‬ ‫تتخ!فْ‬ ‫لم‬ ‫‪،‬‬ ‫نسائه‬ ‫جميعُ‬ ‫عنده‬ ‫اجتمعَ‬ ‫بيتها‪،‬‬ ‫‪-‬لمجه في‬ ‫الله‬ ‫رسول‬
‫من‬ ‫ثم ضحكها‬

‫الرسول لها‬ ‫حدبث‬


‫منهن‪.‬‬

‫لا‬ ‫‪،‬‬ ‫عنها تمشي‬ ‫الله‬ ‫ابنته فاطمةُ رضي‬ ‫جاءت‬ ‫مجتمعات‬ ‫وبينما كن‬

‫مشيتُها مشيةَ ابيها‪.‬‬ ‫تُخطىءُ‬

‫سازَها‬ ‫يمينه ‪ ،‬ثم‬ ‫عن‬ ‫بابنتي ‪ ،‬فأَقعدها‬ ‫‪ :‬مرحباَ‬ ‫ع!‬ ‫اللّه‬ ‫لها رسول‬ ‫فقال‬

‫!‬ ‫أ‬ ‫فضحكَتْ‬ ‫بشيء‬ ‫ا ثم سازها‬ ‫فبكَتْ‬ ‫بشيء‬

‫أبيها سألَتها عالة‬ ‫عندِ‬ ‫من‬ ‫عنها‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫فاطمةُ‬ ‫قامت‬ ‫فلما‬

‫لها‪ ،‬فأبكاها ثم أضحكهاا‬ ‫عتىِ‬ ‫ما قاله الرسول‬ ‫عنها عن‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫!‬ ‫)‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫سزَ رسول‬ ‫‪ :‬ما كنتُ ‪ 1‬فشي‬ ‫قائلةً‬ ‫فأجابَتْها‬

‫عنهما ‪ :‬أَسْأَلكِ‬ ‫الله‬ ‫قالتْ عائشة لفاطمة رضي‬ ‫فلما توفيَ الرسول !‬

‫‪-‬لمجر‪.‬‬ ‫الله‬ ‫ما سازَك به رسول‬ ‫عن‬ ‫لما لي عليكِ من الحق ‪ ،‬لما أخبرتيي‬

‫‪ :‬أما الاَن فنعم!‬ ‫فاطمة‬ ‫قالت‬

‫‪.‬‬ ‫‪227 -‬‬ ‫‪225‬‬ ‫‪: 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪26‬‬
‫سنة‬ ‫القرآن كل‬ ‫في‬ ‫يعارِضني‬ ‫لي ‪ :‬إن جبريلَ كان‬ ‫أولاَ فقال‬ ‫دي‬ ‫سارً‬

‫أَجَلي‪،‬‬ ‫إلا لاقتراب‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬ولاأرى‬ ‫مرتَيْن‬ ‫هذا العام‬ ‫في‬ ‫مرة ‪ ،‬وقد عارضني‬

‫!‬ ‫!‬ ‫فبكَيْتُ‬ ‫‪،‬‬ ‫أنا لك‬ ‫الشَلَف‬ ‫فنِعْمَ‬ ‫‪،‬‬ ‫واصْبِري‬ ‫الله‬ ‫فائقي‬

‫نساءِ العالمين‪،‬‬ ‫سيدةَ‬ ‫تكوني‬ ‫أق‬ ‫لي ‪ :‬أما ترضين‬ ‫فقال‬ ‫ثانياً‪،‬‬ ‫ثم سازَني‬

‫بيتي ! فضحكْتُ!‬ ‫أولَ الناسِ لحوقاَ بي من أهل‬ ‫وستكونين‬

‫وفاة‬ ‫من‬ ‫ستةِ أشهر‬ ‫حوالي‬ ‫بعد‬ ‫عنها‪،‬‬ ‫النّه‬ ‫فاطمةُ رضي‬ ‫توفيتْ‬ ‫وقد‬

‫))(‪)1‬‬ ‫!‬ ‫لمجز‬ ‫الله‬ ‫رسولُ‬ ‫بيته لحوقاَ به ‪ ،‬وصدقَ‬ ‫فعلاَ أول! أهل‬ ‫أبيها ‪ ،‬وكانت‬

‫الأيام‬ ‫أحداث‬ ‫لا يختلفوا‪،‬‬ ‫كتاباَ حتى‬ ‫للمسلمين‬ ‫أنْ يكتبَ‬ ‫‪-‬لمجيِ!‬ ‫أرادَ الرسولُ‬ ‫وقد‬

‫الأخيرة‬ ‫الخمسة‬
‫أيام ‪.‬‬ ‫وفاتِه بخمسةِ‬ ‫قبل‬ ‫هذا‬ ‫وكان‬
‫من حباة الرسول‬

‫السنةِ‬ ‫ربيع الاْول في‬ ‫الثامنِ من‬ ‫الخميس‬ ‫يوم‬ ‫صباحِ‬ ‫في‬ ‫هذا‬ ‫وكان‬

‫‪.‬‬ ‫عشرة‬ ‫الحادية‬

‫ربيع‬ ‫شهر‬ ‫من‬ ‫توفيَ يومَ الإثنين في الثاني عشر‬ ‫ع!‬ ‫ومعلولم أن الرسول‬

‫‪.‬‬ ‫الأول‬

‫الحمب!‬ ‫!باح‬ ‫عن‬ ‫مسعود‬ ‫عتبة بن‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫عبيداللّه بن‬ ‫عن‬ ‫الزُهرفيُ‬ ‫روى‬

‫عندَ الئامن من ربيع‬ ‫البيت‬ ‫في‬ ‫رجالٌ‬ ‫حضرَ‬ ‫‪9‬‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫عنهما‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫مسعود‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬

‫الأول‬ ‫كتاباَ‪ ،‬لا تضِفوا‬ ‫لكم‬ ‫أكتبْ‬ ‫ع!قه ‪ :‬هلفُوا‬ ‫الرسول‬ ‫‪ ،‬فقالَ لهم‬ ‫لمجتَ‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫أبداَ!‬ ‫بعدَه‬

‫القراَن‪،‬‬ ‫وعندكم‬ ‫‪،‬‬ ‫الوجع‬ ‫غلبه‬ ‫‪-‬لمجقد‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫بعضُهم‬ ‫فقال‬

‫اللّه‪.‬‬ ‫وحسْبُنا كتابُ‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫بربد‬ ‫كان الرص ل‬ ‫كتاباَ ‪.‬‬ ‫لكم‬ ‫‪ :‬هاتوا يكتب‬ ‫بعضُهم‬ ‫وقال‬

‫للملمبن‬ ‫دكنب‬ ‫ص ‪.‬‬

‫بكر‬ ‫لأبى‬ ‫كنابا بالعهد‬ ‫‪.‬‬ ‫وتنازعوا‬ ‫واختصموا‬ ‫ي!‪،‬‬ ‫الرسول‬ ‫عند‬ ‫فاختلفوا‬

‫!‬ ‫!‬ ‫التازع‬ ‫عندي‬ ‫ينبغي‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ :‬قوموا‬ ‫‪-‬لمجي!‬ ‫النّه‬ ‫رسول‬ ‫فقال‬

‫‪.‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫والنهاية‬ ‫البداية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪27‬‬
‫كلً الرزية ما حال‬ ‫الرزيةَ‬ ‫يقول ‪ :‬ان‬ ‫عنهما‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عباس‬ ‫ابنُ‬ ‫وكان‬

‫"‬ ‫إ‬ ‫!‬ ‫الكتاب‬ ‫‪ ،‬وبينَ ان يكتبَ لهم ذلك‬ ‫ب!‬ ‫الله‬ ‫بين رسول‬

‫وفاته‪،‬‬ ‫بعد‬ ‫المسلمون‬ ‫يكتبُه ‪ ،‬لئلا يختلفَ‬ ‫أن‬ ‫يريد‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫والكتابُ‬

‫عنه بالخلافة‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫هو العهدُ لأبي بكر الصديق‬

‫في بني‬ ‫الأمْرَ‬ ‫عنه كان يريد‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن عبد المطلب‬ ‫العباس‬ ‫عمًهُ‬ ‫لأن‬

‫هاشما‬

‫عنهم‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن عباس‬ ‫الله‬ ‫بن مالك عن عبد‬ ‫بن كعب‬ ‫الله‬ ‫عبدُ‬ ‫روى‬
‫محلى‬ ‫بثبر‬ ‫العب!اس‬

‫جم!ح في‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫عند‬ ‫عنه من‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عليُّ بن ابي طالب‬ ‫قال ‪" :‬خرجَ‬ ‫الحلافة‬ ‫بطلب‬ ‫علي‬

‫اصبحَ‬ ‫كيفَ‬ ‫‪:‬‬ ‫يا أبا الحسن‬ ‫‪:‬‬ ‫الناس‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫فيه‪،‬‬ ‫توفيَ‬ ‫وَجَعِه الذي‬ ‫وعلي‬ ‫الرسول‬ ‫من‬

‫يرفض‬
‫؟‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫بارئأ‪.‬‬ ‫الله‬ ‫بحمد‬ ‫‪ :‬أصبح‬ ‫فقال علي‬

‫اللّه‬ ‫رضي‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫عليئ بن‬ ‫بيد‬ ‫المطلب‬ ‫عبد‬ ‫العباسُ بن‬ ‫فأخذ‬

‫والنّه لأرى‬ ‫د!اني‬ ‫إ!‬ ‫عَبْدُ العصا‬ ‫ثلاثِ‬ ‫والله بعد‬ ‫أنت‬ ‫له ‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫عنهما‪،‬‬

‫بني‬ ‫وجوه‬ ‫لأعرفُ‬ ‫لماني‬ ‫ا‬ ‫وَجَعِه هذا‬ ‫من‬ ‫جموَفى‬ ‫سوف‬ ‫عنًرِو‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫!‬ ‫عندَ الموت‬ ‫عبد المطلب‬

‫فينا‬ ‫إنْ كان‬ ‫؟‬ ‫الأمر‬ ‫هذا‬ ‫فيمن‬ ‫فلنسأله‬ ‫‪-‬لمجرِو‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫بنا إلى‬ ‫اذهبْ‬

‫!‬ ‫!‬ ‫بنا‬ ‫علِفناه ‪ ،‬فأوصى‬ ‫غيرنا‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬دمان كان‬ ‫علمْنا ذلك‬

‫لا‬ ‫فَمَنَعَناها‪،‬‬ ‫عح‬ ‫اللّه‬ ‫رسول‬ ‫سألْناها‬ ‫لئن‬ ‫والله ‪،‬‬ ‫إثا‬ ‫‪:‬‬ ‫عليئ‬ ‫له‬ ‫فقال‬

‫ع!حِ!(‪.)1‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫الناسُ بعده ‪ ،‬هـاني والله لاأسأثها‬ ‫يُعْطيناها‬

‫لأبي بكر‬ ‫بالخلافة‬ ‫يريدُ أن يكتب‬ ‫ع!حِ كان‬ ‫انً الرسول‬ ‫على‬ ‫والدليلُ‬

‫عنها قالت ‪ :‬قال‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عائشة‬ ‫عن‬ ‫مارواه القاسم بن محمد‬

‫‪ ،‬لئلا يقول‬ ‫إليه‬ ‫إلى أبي بكر فأعهَدَ‬ ‫أن أرسلَ‬ ‫‪ :‬القد هممت‬ ‫ب!‬ ‫اللّه‬ ‫رسول‬

‫‪.228 -‬‬ ‫‪227 : 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪YA‬‬
‫‪.‬‬ ‫إ‬ ‫!‬ ‫‪.‬‬ ‫والمؤمنون‬ ‫ذلك‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬يأبى‬ ‫المتمئون‬ ‫يتمئى‬ ‫‪ ،‬او‬ ‫القائلون‬

‫وأفعال‬ ‫أقوال‬ ‫يوحي‬ ‫‪ ،‬وكأنه‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫يشيرُ إلى‬ ‫أيامه الأخيرة‬ ‫في‬ ‫‪-‬جَمضِ‬ ‫الرسول‬ ‫كان‬ ‫وقد‬

‫الأخبرة‬ ‫الرصول‬ ‫من بعده لأبي بكر ‪.‬‬ ‫أن الأمر سيكون‬ ‫للمسلمين‬

‫بكرشيحه‬ ‫نثيرلأالى‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضى‬ ‫مطعم‬ ‫ما رِواه جُبمر بن‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫ما ورد‬ ‫اصرخ‬ ‫ومن‬

‫ذلك‪.‬‬ ‫إليه بعد‬ ‫أن ترجعَ‬ ‫فأمَرَها‬ ‫‪،‬‬ ‫‪-‬لمجح‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫إلى‬ ‫امرأ‬ ‫قال ‪" :‬أتت‬

‫‪.‬‬ ‫تعني الموت‬ ‫؟ وهي‬ ‫ولم أجذكَ‬ ‫‪ :‬أرأيتَ إن جئتُ‬ ‫له‬ ‫فقالت‬

‫!‬ ‫إ‬ ‫!‬ ‫أبا بكر‬ ‫فاتي‬ ‫تجديني‬ ‫لم‬ ‫لها ‪ :‬إن‬ ‫فقال‬

‫خطبة‬ ‫‪ -‬آخر‬ ‫أيام‬ ‫ع! بخمسة‬ ‫وفاتِه‬ ‫من ربيع الأول ‪ -‬قبل‬ ‫الثامنِ‬ ‫وفي يوم الخميسِ‬

‫يوم‬ ‫خطبةَ للر‪-‬ل‬ ‫وخطبَ‬ ‫خرجَ عليه الصلاة والسلام من بيت عائشة إلى المسجد‪،‬‬

‫الحمير‬ ‫‪.‬‬ ‫‪!+‬‬ ‫في المسلمين‬ ‫‪-‬لمج!‬ ‫له‬ ‫خطبةِ‬ ‫اَخرَ‬ ‫هي‬ ‫!ؤئرة ‪ ،‬وكانت‬

‫يكتبه‬ ‫يريدُ ئمن‬ ‫الكتاب الذي كان‬ ‫وبديلٌ عن‬ ‫عوض!‬ ‫وهذه الخطبةُ هي‬

‫بكر‪.‬‬ ‫لأبي‬ ‫يعهدَ فيه بالخلافة‬ ‫‪ ،‬وأق‬ ‫للمسلمين‬

‫‪،‬‬ ‫الخدري‬ ‫منهم ‪ :‬أبو سعيد‬ ‫الصحابة‬ ‫خطبتَه بعض‬ ‫روى‬ ‫وقد‬

‫عنهم‪.‬‬ ‫اللّه‬ ‫رضي‬ ‫وعائشة‬ ‫‪ ،‬وأم سلمة‬ ‫بن عباس‬ ‫الله‬ ‫وعبد‬

‫عنها‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عائشة‬ ‫عن‬ ‫بن عتبة بن مسعود‬ ‫الله‬ ‫بن عبد‬ ‫الله‬ ‫عبيد‬ ‫روى‬

‫من‬ ‫الماءَ‬ ‫أيام ‪( :‬أَريقوا علي‬ ‫قبلَ وفاتِه بخمسةِ‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قالَت ‪ :‬قال‬

‫‪.‬‬ ‫الناس‬ ‫إلى‬ ‫أخرُجَ فأعهدَ‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫أَوْكِيحهُن‬ ‫تُحلَلَ‬ ‫سبعِ قِرَب ‪ ،‬لم‬

‫طفقَ يشيرُ إلينا‬ ‫القِرَب ‪ ،‬حتى‬ ‫تلك‬ ‫عليه الماء من‬ ‫قالت ‪ :‬فطفقْنا نصث‬

‫إأ‪.‬‬ ‫بيده ‪ ،‬أنْ قد فعلتُن‬

‫رأسَه‪،‬‬ ‫عاصبأ‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫عنها ‪ :‬خرجَ‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫سلمة‬ ‫أتم‬ ‫وقالتْ‬

‫خطبته‪.‬‬ ‫المنبر ‪ ،‬تحلأقَ الناس بالمنبر ‪ ،‬يسمعون‬ ‫على‬ ‫فلما استوى‬

‫مط !اد‬ ‫!ض‬ ‫عنه على‬ ‫الله‬ ‫يكع في هذه الخطبة فضْلَ أبي بكر الصديق رضي‬ ‫بتنَ‬ ‫وقد‬

‫تلك‬ ‫في‬ ‫الرصول‬ ‫الأمرَ بعد‬ ‫لا ينازعوه‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫إشارةٌ لهم‬ ‫هذا‬ ‫وفي‬ ‫‪،‬‬ ‫الصحابة‬ ‫باقي‬

‫الخطبة‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫لمج!‬ ‫الرسول‬

‫‪92‬‬
‫خطبته‪:‬‬ ‫في‬ ‫ع!رِو‬ ‫الله‬ ‫عنه ‪ :‬قالَ رسول‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الخدري‬ ‫أبو سعيد‬ ‫قال‬

‫العبدُ ما‬ ‫ذلك‬ ‫فاختارَ‬ ‫‪،‬‬ ‫ما عنده‬ ‫وبين‬ ‫الدنيا‪،‬‬ ‫خَئرَ عبداَ بين‬ ‫اللىَ‬ ‫‪3‬‬ ‫اإ‬

‫عندَ الله!‬

‫‪ ،‬وقالَ‬ ‫بين الناس ‪ ،‬فبكى‬ ‫عنه من‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫ففهِمَها ابو بكر‬

‫وأنفسنا‬ ‫وأمهاتنا‬ ‫بمابائنا‬ ‫‪ ،‬نفديكَ‬ ‫الله‬ ‫يارسول‬ ‫وأُئي‬ ‫‪ :‬بأَبي أنت‬ ‫ع!‬ ‫للرسولِ‬

‫! !‬ ‫وأموالِنا‬

‫ولكنْ‬ ‫بكر‪،‬‬ ‫لبكاءِ أبي‬ ‫اله عنه ‪ :‬فعجننا‬ ‫رضي‬ ‫الخدري‬ ‫قالَ أبو سعيد‬

‫أعلَمَنا به‪.‬‬ ‫ابو بكر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫المخير‬ ‫هو‬ ‫مج!رِو‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫كان‬

‫أبي بكر الصديق‪:‬‬ ‫فضلِ‬ ‫الخطبة عن‬ ‫‪!-‬ؤ في تلك‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قالَه‬ ‫ومما‬
‫فضل‬ ‫الى‬ ‫اشارته‬

‫متخذاَ غير‬ ‫ولو كنت‬ ‫ومالِه أبو بكر‪،‬‬ ‫صحبتِه‬ ‫إن أمَن التاسِ عليئَ في‬ ‫بكر‬ ‫أبما‬

‫‪ ،‬دمان ربي‬ ‫وموذَتَه‬ ‫خلًةَ الإسلام‬ ‫ولكنْ‬ ‫خليلاَ‪،‬‬ ‫أبا بكر‬ ‫خليلاَ لاتخذتُ‬ ‫ربي‬

‫اتخذَني خليلاَ‪ ،‬كما اتخذ إبراهيم خليلاَ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫إلا باب‬ ‫إلا سُذ‪،‬‬ ‫المسجدِ‬ ‫في‬ ‫بابٌ‬ ‫ثم قال ‪ :‬لا يبقى‬

‫داخلِ‬ ‫إلى‬ ‫أبواباَ توصِلُ‬ ‫لهم‬ ‫جعلوا‬ ‫الصحابة‬ ‫بعضَ‬ ‫لأن‬ ‫وذلكَ‬

‫تلك‬ ‫ع!ير بسذَ وإغلاقِ‬ ‫الله‬ ‫فأمرَ رسول‬ ‫إليه منها‪،‬‬ ‫يدخلونَ‬ ‫المسجد‪،‬‬

‫‪ ،‬فإنه أمرَ بإبقائِه مفتوحاَ‪.‬‬ ‫الصديق‬ ‫بكر‬ ‫كفها ‪ ،‬إلا بابَ أبي‬ ‫الأبوابِ‬

‫عنه ‪ ،‬إشارةَ من‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الاستثناءَ لأبي بكر‬ ‫اعتبر العلماء هذا‬ ‫وقد‬

‫البابُ‬ ‫للمسلمين ‪ ،‬ليجعلوه خليفةَ لهم ‪ ،‬وكانَ الخلافةَ هي‬ ‫الرسول !‬

‫بالمسلمين!‬ ‫ليصفي‬ ‫الذي يخرجُ منه أبو بكر الصديق‬

‫بالأنصار‬ ‫أوصى‬ ‫الخطبة ‪ :‬أق‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫ع!رِو‬ ‫فعله الرسول‬ ‫مما‬ ‫وكان‬

‫في‬ ‫وذلك‬ ‫اتخاذ القبور مساجد‪،‬‬ ‫خيراَ‪ ،‬واستغفر لشهداءِ أُحُد‪ ،‬ونهى عن‬

‫قوله‪:‬‬

‫أنبيائهم وصلحائِهم‬ ‫قبور‬ ‫اتخذوا‬ ‫قبلكُم‪،‬‬ ‫كانوا‬ ‫قوماَ ممن‬ ‫(إن‬

‫ذلك!‬ ‫‪ ،‬ف!ني أنهاكم عن‬ ‫القبور مساجد‬ ‫‪ ،‬فلا تتخذوا‬ ‫مساجد‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪03‬‬
‫عائشة‬ ‫‪ !-‬خطبتَه ‪ ،‬أعادوه إلى بيت‬ ‫أنهى الرسول‬ ‫وبعدما‬

‫أ(‪)1‬‬ ‫المرض‬ ‫‪ ،‬وزادَ عليه‬ ‫الوَجَع‬ ‫عنها ‪ ،‬فاشتذَ به‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫الر!مول لا ور!رر‬ ‫عن‬ ‫عجزَ‬ ‫المذكور‪،‬‬ ‫يومَ الخميس‬ ‫!ك!‪،‬‬ ‫بالرسول‬ ‫لما اشتذَ الوجعُ‬

‫الصلاة (ماماَ‬ ‫على‬ ‫!‬ ‫بهم‬ ‫يصلي‬ ‫من‬ ‫فأَمَرَ‬ ‫!‬ ‫بالمسلمين‬ ‫الصلاة‬

‫الحمي!‬ ‫يوم‬ ‫من‬ ‫بن‬ ‫بن زمعة‬ ‫ا!ثه‬ ‫!ل‬ ‫عن‬ ‫بن عتبة بن مسعو!‬ ‫الله‬ ‫بن عبد‬ ‫الله‬ ‫عبيد‬ ‫روى‬

‫وأنا عنده في‬ ‫‪-‬جَموو‬ ‫الله‬ ‫برسول‬ ‫عنه قال ‪" :‬لما اشتد المرض‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الأسود‬

‫عنه للصلاة ‪.‬‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬دعا بلالُ بن أبي رباح رضي‬ ‫المسلمن‬ ‫من‬ ‫نفرِ‬

‫الرع!ول يرفض‬ ‫ابنُ زُمْعَة‬ ‫! قال‬ ‫بالناس‬ ‫يصقي‬ ‫من‬ ‫مُرُوا‬ ‫!‪:‬‬ ‫الل‬ ‫فقال رسول‬

‫وبريد‬ ‫عمر‬ ‫امات‬ ‫غائباَ ‪.‬‬ ‫ابو بكر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الناس‬ ‫مع‬ ‫فإذا عُمر‬ ‫عنه ‪ :‬فخرجتُ‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫بكر‬ ‫أبا‬

‫!‬ ‫بالناس‬ ‫فصل‬ ‫ياعُمر‬ ‫قُمْ‬ ‫‪:‬‬ ‫فقلت‬

‫عمر‬ ‫صوتُ‬ ‫صوتَه ‪ -‬وكان‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫‪ ،‬سمعَ‬ ‫ليصلي‬ ‫فلما قام عمر‬

‫ذلك‬ ‫النّه‬ ‫؟ يأبى‬ ‫أبو بكر‬ ‫‪ :‬أين‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫!كً!ن!‬ ‫فغضبَ‬ ‫جهوريأ‪-‬‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫!‬ ‫والمسلمون‬ ‫ذلك‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬يأبى‬ ‫والمسلمون‬

‫بالمسلمين!‬ ‫عنه ‪ ،‬فجاء وصلى‬ ‫الله‬ ‫إلى أبي بكر رضي‬ ‫فبعثُوا‬

‫ابن‬ ‫يا‬ ‫ماذا صنعْتَ‬ ‫‪ :‬وَيْحَك ‪،‬‬ ‫عنهما‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫زمعة‬ ‫لابن‬ ‫عمرُ‬ ‫قال‬ ‫ثم‬

‫بذلك‪،‬‬ ‫عفَه أمرني‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫‪ ،‬الا أن‬ ‫أَمَرْتَني‬ ‫حين‬ ‫والله ما ظننْتُ‬ ‫؟‬ ‫زمعة‬

‫ما صفَيت‪.‬‬ ‫ولولا ذلك‬

‫لم أرَ‬ ‫حين‬ ‫ولكن‬ ‫ع!ر‪،‬‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬والله ما أَمَرَني رسول‬ ‫زمعة‬ ‫بن‬ ‫النَه‬ ‫عبد‬ ‫قال‬

‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫حَضَر‬ ‫من‬ ‫أحن‬ ‫رأيتكَ‬ ‫‪،‬‬ ‫أبا بكر‬

‫على‬ ‫!كر‬ ‫الر!موأل‬ ‫‪.‬‬ ‫بالناس‬ ‫ليصفي‬ ‫جكر‪،‬‬ ‫ابي‬ ‫على‬ ‫‪-‬لمجييِم‬ ‫ثم نصنَ الرسول‬

‫عائشة‬ ‫على‬ ‫عائشة‬ ‫عن‬ ‫مسعود‬ ‫عتبة بن‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫روى عبيد‬

‫‪.‬‬ ‫‪231 -‬‬ ‫‪228 : 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪31‬‬
‫فيه‪،‬‬ ‫مات‬ ‫الذي‬ ‫‪ ،‬مرضه‬ ‫ي‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫عنها ‪ ،‬قالت ‪ :‬الما مرض‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫ا‬ ‫بالناس‬ ‫فيصل‬ ‫قال ‪ :‬مُروا أبا بكر‬

‫القرآنَ‬ ‫إذا قرأ‬ ‫‪،‬‬ ‫أسيف‬ ‫رقيقٌ‬ ‫رجل‬ ‫أبا بكر‬ ‫‪ :‬إ؟‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬يارسول‬ ‫فقلت‬

‫أمرت‬ ‫‪ ،‬فلو‬ ‫بالناس‬ ‫يصفي‬ ‫أن‬ ‫يستطع‬ ‫لم‬ ‫قامَ مفامَك‬ ‫واذا‬ ‫دمعَهُ ‪،‬‬ ‫لإ يملكُ‬

‫اللها‬ ‫غيره ليصليَ بالناس يارسول‬

‫بأبي‬ ‫يتثماءَمَ الناسُ‬ ‫أق‬ ‫خثميتُ‬ ‫إلا أني‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫‪ :‬والله ما حَمَلني‬ ‫قالت‬

‫الناسُ‬ ‫الا تشاءمَ‬ ‫ي‬ ‫الله‬ ‫مقامَ رسول‬ ‫يقومَ احدْ‬ ‫أنه لن‬ ‫علمت‬ ‫لأني‬ ‫بكر‪،‬‬

‫!‬ ‫)‬ ‫أبي بكر إلى غيره‬ ‫عن‬ ‫الة !‬ ‫‪ ،‬فأحببتُ أن يعدلَ رسول‬ ‫به‬

‫وعاوذتُه مرتين أو ثلاثأ‪ ،‬ليكلًف غير‬ ‫و!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫تالت ‪ :‬نراجغتُ‬

‫بكر‪.‬‬ ‫أجمط‬

‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫‪1(،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫!‬ ‫يوسف‬ ‫‪ ،‬لىانكُن صواحب‬ ‫بالناس‬ ‫فليصلً‬ ‫بكر‬ ‫أبا‬ ‫مُروا‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫ولكنه‬

‫قُبضَ‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫اليوم ‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫بالناس‬ ‫بكر‬ ‫أبو‬ ‫فصفى‬ ‫قالت ‪:‬‬

‫أيام !‬ ‫بعد خمسة‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫صلاة‬ ‫بالمسلمين هي‬ ‫إماماَ‬ ‫و!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫صلاها‬ ‫وكانت اَخر صلاة‬
‫آخر صلاة الرصول‬

‫‪ ،‬الثامنِ من ربيع الأول ‪.‬‬ ‫بوم الظهر ‪ ،‬من يوم الخميس‬ ‫امامأ ظهر‬

‫الحمي!‬
‫قال ‪( :‬مُروا‬ ‫ع!‬ ‫عنها أن الرسول‬ ‫الله‬ ‫عائثمة رضي‬ ‫عن‬ ‫الأسود‬ ‫روى‬

‫أ ‪.‬‬ ‫بالناس‬ ‫فليصلً‬ ‫أبابكرِ‬

‫بالناس ‪.‬‬ ‫عنه ليصلي‬ ‫الله‬ ‫أبو بكر رضي‬ ‫فخرجَ‬

‫إمامأ‪ ،‬وجدَ الرسولُ ب!‬ ‫أبو بكر ليصلي‬ ‫ولما أُقيمت الصلاة ‪ ،‬ووقف‬

‫أبي طالب‬ ‫وعليئ بن‬ ‫العباس‬ ‫من‬ ‫يُهادى بين كل‬ ‫‪ ،‬فخرج‬ ‫خِمةَ‬ ‫نفسه‬ ‫في‬

‫الله!‬ ‫أرادَ أن يتأخرَ ليتقدم رسول‬ ‫فلما راَه أبو بكر‬ ‫عنهما‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫‪.‬‬ ‫بالناس‬ ‫ليصلي‬

‫‪.‬‬ ‫‪233 -‬‬ ‫‪231‬‬ ‫‪: 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪rl‬‬
‫مكانَك‪.‬‬ ‫انجقَ‬ ‫يث! ‪ :‬ان‬ ‫الله‬ ‫إليه رسول‬ ‫فأومأ‬

‫يمينِ‬ ‫إلى‬ ‫أبو بكر‬ ‫ابي بكر ‪ .‬ووقف‬ ‫جنبِ‬ ‫يك! إلى‬ ‫فأَنجلسا الرسول‬

‫محط!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫أبو‬ ‫بالناس قاعداً‪ ،‬وصقَى‬ ‫صلى‬ ‫هو الرسول ع! ‪ ،‬حيث‬ ‫الإمامُ‬ ‫وكان‬

‫والسلام ‪ ،‬وصقى‬ ‫عليه الصلاة‬ ‫عنه قائمأ‪ ،‬مقتديأ بالرسول‬ ‫الله‬ ‫بكر رضي‬

‫إ! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بكر‬ ‫ابي‬ ‫الناسُ بصلاة‬

‫!ةطع‬ ‫الرصول‬ ‫‪ ،‬وما صقى‬ ‫إلى بيتِ عائثمةَ ظهرَ يوم الخميس‬ ‫و!‬ ‫الثه‬ ‫ثم عادَ رسول‬

‫محن الناص ثلا‬ ‫‪.‬‬ ‫لشدة مرضه‬ ‫بالناس بعد ذلك‬

‫ى امل‬ ‫أيام‬ ‫الجمعةُ والسبت‬ ‫كاملة ‪ ،‬وهي‬ ‫أيامِ‬ ‫الناس ث!ثة‬ ‫عن‬ ‫لمجنَوو‬ ‫انقطعَ الرسول‬

‫المرض‬ ‫‪ ،‬لاشتداد‬ ‫معهم‬ ‫إليهم ‪ ،‬أو الصلاة‬ ‫الخروج‬ ‫عن‬ ‫وعجزَ‬ ‫والأحد‪،‬‬

‫عليه وسلم‪.‬‬ ‫الله‬ ‫عليه ‪ ،‬صلى‬

‫ربيع الأول ‪ ،‬أُقيمت صلاة‬ ‫شهر‬ ‫من‬ ‫يوم الإثنين الثاني عشر‬ ‫صباح‬ ‫وفي‬

‫حجرته‬ ‫سِتْرَ‬ ‫عح!‬ ‫الرسول‬ ‫بالناس ‪ ،‬فكشف‬ ‫ليصلي‬ ‫أبو بكر‬ ‫وتقدم‬ ‫الفجر‪،‬‬

‫‪. . .‬‬ ‫يبتسم‬ ‫وهو‬ ‫ينظرُ للمسلمين‬ ‫الشريفة‬

‫خدمة‬ ‫عنه ‪ -‬وكان يقوم على‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن مالك‬ ‫قال أنس‬

‫وَجَعِه ‪ ،‬وكان‬ ‫‪!-‬ي! إلينا ثلاثةَ أيام ‪ ،‬بسبب‬ ‫النبيئُ‬ ‫لم يخرج‬ ‫‪:-‬‬ ‫‪-‬لمجرِو‬ ‫النَه‬ ‫رسول‬

‫بنا‪.‬‬ ‫أبو بكر يصلي‬

‫يلقي‬ ‫الرسول‬ ‫بنا‪،‬‬ ‫ليصفي‬ ‫فتقذمَ أبو بكر‬ ‫الصلاة‬ ‫يومِ الإثنين ‪ ،‬أُقيمت‬ ‫فجرُ‬ ‫كان‬ ‫فلما‬

‫انظرة ادداعأ على‬ ‫إلينا ‪،‬‬ ‫‪ ،‬ينظر‬ ‫الحجرة‬ ‫ستر‬ ‫النبي ‪-‬ج!‬ ‫‪ ،‬كشفَ‬ ‫الصلاة‬ ‫في‬ ‫كُتا صفوفأ‬ ‫وبينما‬

‫‪ 1‬ئن!فجر‬ ‫‪1‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪-‬لمجن!‬ ‫وجهه‬ ‫إلينا من‬ ‫أعجبَ‬ ‫مارأينا منظراَ كان‬ ‫النبي !‪،‬‬ ‫رأينا وجهَ‬ ‫فلما‬

‫‪. .‬‬ ‫‪ ،‬وكان يتبسمُ ويضحك‬ ‫ورقةُ مصحف‬ ‫كأن وجهه‬

‫في‬ ‫ابو بكر إلى الصفث‬ ‫ونكَص‬ ‫الفرح برؤيةِ النبي جم!‪،‬‬ ‫من‬ ‫نُفتتنُ‬ ‫فكدنا‬

‫إلينا‬ ‫فأومأَ‬ ‫بنا‪،‬‬ ‫ليصلي‬ ‫يك!ه خارفي‬ ‫أن الرسول‬ ‫‪ ،‬ظئاَ منه‬ ‫الخلف‬

‫عيهه ان أتموا صلاتكم!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫‪rr‬‬
‫‪. .‬‬ ‫الفجر‬ ‫المسلمون‬ ‫‪ . .‬وصفى‬ ‫الستر‬ ‫ثم أَرخى‬

‫واَخر‬ ‫الرسولَ ‪-‬لج! حيأ‪،‬‬ ‫فيها المسلمون‬ ‫مرةِ يشاهد‬ ‫هذه آخر‬ ‫وكانتْ‬

‫‪. .‬‬ ‫فيها‬ ‫إليهم‬ ‫ينظرُ‬ ‫مرة‬

‫الابتسامةِ‬ ‫وتلك‬ ‫‪،‬‬ ‫النظرةِ الحانية‬ ‫بتلك‬ ‫عَهم الرسول !‬ ‫‪3‬‬ ‫و‬ ‫وقد‬

‫(‬ ‫إ‬ ‫الحبيبة‬

‫نظرةَ وابتسامةَ‬ ‫‪ ،‬ورأى‬ ‫بالناس‬ ‫الفجر‬ ‫أبو بكر‬ ‫صفى‬ ‫ولما‬ ‫بظن ضفاء‬ ‫بكر‬ ‫أبو‬

‫عنها ‪ ،‬وقال لها‪:‬‬ ‫الله‬ ‫عائثمةَ رضي‬ ‫ابنته‬ ‫‪ ،‬دخلَ على‬ ‫‪-‬لَجضَ‬ ‫اله‬ ‫رسول‬ ‫الرسول ويذهب‬

‫عنه‬ ‫وزالَ‬ ‫‪،‬‬ ‫الوجع‬ ‫إلا قدْ أقلعَ عنه‬ ‫يك! ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫أرى‬ ‫ما‬ ‫ياعائشة‬ ‫السنخ‬ ‫الى‬

‫إليها‪.‬‬ ‫ذاهحب‬ ‫‪ ،‬وإني‬ ‫خارجة‬ ‫ابنةِ‬ ‫يومُ‬ ‫‪ .‬وهذا‬ ‫المرض‬

‫ساكنةَ في‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫زوجتَيئ ابي بكر الصديق‬ ‫إِحدى‬ ‫هي‬ ‫خارجة‬ ‫وابنةُ‬

‫من‬ ‫ضاحية‬ ‫المدينة ‪ ،‬وهي‬ ‫منطقة زراعيةٌ تقعُ شرقيً‬ ‫(الشَنْح) ‪ ،‬وهي‬ ‫منطقة‬

‫ضواحيها‪.‬‬

‫ربيع الأول ‪،‬‬ ‫من‬ ‫ابو بكر فرسَه بعد فجرِ يوم الإثنين الثاني عشر‬ ‫فركبَ‬

‫!‬ ‫!‬ ‫الشَتح(‪)1‬‬ ‫منطقة‬ ‫في‬ ‫بيتِ زوجته‬ ‫إلى‬ ‫وتوخهَ‬

‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫!ه‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫على‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫مسعود‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫ودخلَ‬ ‫يروي‬ ‫ابن معود‬

‫التي أصطبَته‪.‬‬ ‫الحفى‬ ‫وحمى يوعَكُ وغكاَ شديداَ من‬ ‫نوعك‬ ‫عن‬

‫‪-‬لمجحوهو يُوعك‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫على‬ ‫"دخلتُ‬ ‫‪:‬‬ ‫مسعود‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫قال‬ ‫الىكليول‬

‫شديداَ!‬ ‫وعكاَ‬ ‫لتوعكُ‬ ‫‪ ،‬إنك‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬يارسولَ‬ ‫‪ ،‬فقلت‬ ‫فمَسَ!نشه‬

‫منكم!‬ ‫الرجلان‬ ‫يوعَكُ‬ ‫كما‬ ‫اوعَكُ‬ ‫‪ ،‬إني‬ ‫قال ‪ :‬أجل‬

‫لأنجرَيخن؟‬ ‫لك‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫قلت‬

‫‪ ،‬من‬ ‫أذى‬ ‫يُصيبُه‬ ‫مسلمٌ‬ ‫الأرض‬ ‫بيده ‪ ،‬ما على‬ ‫نفسي‬ ‫! والذي‬ ‫قال ‪ :‬نعم‬

‫" ‪.‬‬ ‫إ‬ ‫!‬ ‫ورَقَها‬ ‫الشجرةُ‬ ‫تحط‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫خطاياه‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬إلا حط‬ ‫فما سواه‬ ‫مرضِ‬

‫‪.‬‬ ‫‪235 -‬‬ ‫‪233 : 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪rf‬‬
‫أحدِ أشذَ منه على‬ ‫عنها ‪ :‬ما رأيتُ الوجعَ على‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عائة‬ ‫وقالت‬

‫ثون‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫وأصامة بن زبد‬ ‫منطقة‬ ‫في‬ ‫مُعسكِراَ بالجيش‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫زيد‬ ‫أسامةُ بن‬ ‫وكان‬

‫يعود الىسول‬ ‫على‬ ‫!يه!ر‪ ،‬دخلَ‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫على‬ ‫المرض‬ ‫باشتدادِ‬ ‫فلما سمع‬ ‫"الجُرْف ا‪،‬‬

‫الرسولِ عليه الصلاة والسلام في صباحِ يومِ الإثنين!‬

‫إلى‬ ‫معي‬ ‫الناسُ‬ ‫‪ ،‬وهبطَ‬ ‫هبطْتُ‬ ‫ب!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫ثَقُلَ‬ ‫‪" :‬لما‬ ‫أسامة‬ ‫قال‬

‫شدةِ‬ ‫أَصْمَتَ فلا يتكلمُ من‬ ‫وقد‬ ‫!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسولِ‬ ‫على‬ ‫المدينة ‪ ،‬فدخلتُ‬

‫على‬ ‫ثم يضعُها‬ ‫السماء‪،‬‬ ‫ع!ير يرفعُ يديه إلى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫‪ ،‬فجعلَ‬ ‫المرض‬

‫أ ‪.‬‬ ‫إ‬ ‫لي(‪)1‬‬ ‫أنه يدعو‬ ‫‪ ،‬فعرفتُ‬ ‫وجهه‬

‫حياة عائثة نروي‬ ‫عنها اللحظاتِ الأخيرة من‬ ‫الله‬ ‫وقد روتْ عائشةُ رضي‬

‫ربيع اللحظات الأبرة‬ ‫من‬ ‫عشر‬ ‫الثاني‬ ‫‪،‬‬ ‫الإثنين‬ ‫يوم‬ ‫ما كانت في ضحى‬ ‫الرسول مج!‪ ،‬وهي‬

‫من حباة الرصول‬ ‫‪.‬‬ ‫الأول‬

‫له على‬ ‫خميصةَ‬ ‫يطرحُ‬ ‫‪ ،‬طفقَ‬ ‫المرض‬ ‫مج!‬ ‫الله‬ ‫نزلَ برسول‬ ‫‪" :‬لما‬ ‫قالت‬

‫لعنةُ الله على‬ ‫‪:‬‬ ‫كذلك‬ ‫وهو‬ ‫فقال‬ ‫‪.‬‬ ‫وجهه‬ ‫عن‬ ‫اغتئمَ كشَفَها‬ ‫فإذا‬ ‫‪،‬‬ ‫وجهه‬

‫قبورَ أنبيائهم مساجد!‬ ‫‪ ،‬اتخذوا‬ ‫والنصارى‬ ‫اليهود‬

‫يمح‬ ‫الرسول‬ ‫قدَح فيه ماء ‪ ،‬وهو‬ ‫‪ ،‬وعنده‬ ‫يموت‬ ‫وهو‬ ‫مج!ه‬ ‫الله‬ ‫‪" :‬رأيتُ رسول‬ ‫وقالت‬

‫بالماء‬ ‫وجهه‬ ‫‪ ،‬إنً‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬لا إله إلا‬ ‫بالماء ‪ ،‬ئم يقول‬ ‫وجهه‬ ‫القدَح ‪ ،‬ثم يمسحُ‬ ‫يده في‬ ‫يُدخلُ‬

‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫الموت‬ ‫سكراتِ‬ ‫على‬ ‫! اللهئم أعتي‬ ‫لسكَرات‬ ‫للموتِ‬

‫بخنار‬ ‫الرسول‬ ‫يخيًرَ بينِ الدنيا‬ ‫حتى‬ ‫لا يموت‬ ‫النبي ‪!+‬‬ ‫نُحَذَثُ أن‬ ‫"كتا‬ ‫‪:‬‬ ‫وقالت‬

‫الآضة‬ ‫له‬ ‫عرَضتْ‬ ‫فيه ‪،‬‬ ‫مات‬ ‫الذي‬ ‫مج!ع ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫مرضُ‬ ‫كان‬ ‫فلما‬ ‫‪.‬‬ ‫والاَخرة‬

‫النبتين والصديقين‬ ‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهم‬ ‫اللهُ‬ ‫الذينَ أنعمَ‬ ‫مع‬ ‫‪9‬‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫فسمغتُه‬ ‫بَخة ‪،‬‬

‫! ‪.‬‬ ‫ا‬ ‫يُخَتر‬ ‫أنّه‬ ‫‪ .‬فعلِفنا‬ ‫رفيقأ!‬ ‫أولئك‬ ‫وحسنَ‬ ‫‪،‬‬ ‫والصالحين‬ ‫والشهداءِ‬

‫‪.‬‬ ‫‪237‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫والنهاية‬ ‫البداية‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪35‬‬
‫أن‬ ‫اليه قبل‬ ‫فاصغَيتُ‬ ‫‪،‬‬ ‫صدري‬ ‫الى‬ ‫ي‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫أسنذتُ‬ ‫‪:‬‬ ‫وقالت‬ ‫اَفركدمة دلرسول‬

‫بالرفيقِ‬ ‫‪ ،‬وألحِقني‬ ‫‪ :‬اللهنم اكفِر لي ‪ ،‬وارحَفني‬ ‫يقول‬ ‫‪ ،‬فسمعتُهُ وهو‬ ‫يموت‬

‫الأعلىأ‬

‫توفيَ في يَؤميَ وفي‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫عليئ ‪ ،‬أن رسول‬ ‫الله‬ ‫نعمة‬ ‫‪ :‬إ؟ من‬ ‫وتالت‬

‫أ‬ ‫وريقِه عند الموت‬ ‫‪ ،‬دانَ اللهَجمع بين ريقي‬ ‫ونَخري‬ ‫بيتي ‪ ،‬وبين سَخري‬

‫الرحمن بن أبي بكر ‪ ،‬ومعه سِواذ رطبة ‪ ،‬وأنا‬ ‫عبدُ‬ ‫فقد دخلَ علَئ أخي‬ ‫الرصول ‪-‬ل‬

‫صدري‬ ‫الى‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫دُننِدَة‬ ‫السواك‬

‫السواك‬ ‫أنه يحب‬ ‫ينظرُ إلى السواك ‪ ،‬وتد عرقتُ‬ ‫ي‬ ‫الله‬ ‫فرأيتُ رسول‬

‫وبألُفُه‪.‬‬

‫اَخذُهُ لك؟‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فقلتُ‬

‫‪ :‬نَعَم‪.‬‬ ‫‪ .‬أي‬ ‫برأسه‬ ‫فأشارَ‬

‫له ‪ ،‬ثم دفغتُها له‪.‬‬ ‫فلئنْتُها‬ ‫‪،‬‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫من‬ ‫السواك‬ ‫فأخذتُ‬

‫أن‬ ‫حاولَ‬ ‫ثم‬ ‫مُشتَنأ‪،‬‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫أحسنَ‬ ‫بها‪،‬‬ ‫واستَنً‬ ‫فيه ‪،‬‬ ‫فأَمَزها على‬

‫ريقي‬ ‫بين‬ ‫اللهُ‬ ‫فجمعَ‬ ‫يده ‪. . .‬‬ ‫من‬ ‫فسقطَت‬ ‫‪،‬‬ ‫يشطع‬ ‫فلم‬ ‫ينَاولَني إياها‪،‬‬

‫!‬ ‫!‬ ‫الاَخرة‬ ‫يومِ من‬ ‫الدنيا ‪ ،‬وأولِ‬ ‫من‬ ‫يوم‬ ‫في آخر‬ ‫وريقه‬

‫لُذخلُ‬ ‫ماء ‪ ،‬فحعلَ‬ ‫(ركْى ) ذ!ا‬ ‫ي‬ ‫الله‬ ‫يدَي رسول‬ ‫ص‬ ‫‪ :‬كان‬ ‫وقالت‬ ‫و‬ ‫و‬
‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-.‬‬ ‫خ رخ‬ ‫حر‬
‫للموتِ‬ ‫إن‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫لاإله إلا‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫ثم‬ ‫ونجهَه ‪،‬‬ ‫بها‬ ‫فيمسحُ‬ ‫الماء‪،‬‬ ‫في‬ ‫يده‬ ‫الثريفة‬ ‫الرسول‬

‫‪.‬‬ ‫!كَرات‬ ‫الثربف‬ ‫من جسده‬

‫في‬ ‫‪،‬‬ ‫الأعلى‬ ‫الرفيقِ‬ ‫في‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫وجعلَ‬ ‫‪،‬‬ ‫اليُسرى‬ ‫أُصبعه‬ ‫نَصب‬ ‫ثم‬

‫الرفيقِ الأعلى‪.‬‬

‫الماء ‪.‬‬ ‫يدُه في‬ ‫‪ ،‬ومالَت‬ ‫ي‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫ثم تُبضَ‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫أنه قد قَضى‬ ‫‪ ،‬فعرقتُ‬ ‫عنقُه‬ ‫مالَت‬ ‫حين‬ ‫إليه‬ ‫فنظزتُ‬

‫لم أجذ رلحأقطُ أطيبَ منها؟‬ ‫!‪،‬‬ ‫أنَقسُه"‬ ‫فلما خرَجَت‬ ‫ودبح المك تفوح‬
‫البيت‬ ‫في‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪36‬‬
‫صدر‬ ‫على‬ ‫عنها ‪" :‬وضعْتُ يدي‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫سلمة‬ ‫أتمُ‬ ‫وقالت‬

‫وانا اَكلُ وأتوضأُ‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫عليئَ جُمَع‬ ‫ومَزَت‬ ‫‪،‬‬ ‫يومَ مات‬ ‫!ك!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫أ(‪.)1‬‬ ‫ا‬ ‫!‬ ‫يدي‬ ‫من‬ ‫ريحُ المسك‬ ‫وما يَذهبُ‬

‫يوم‬ ‫ضص‬ ‫وفاته‬ ‫من شهر‬ ‫يوم الإثنين الثاني عشر‬ ‫ع!ؤ ضحى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫وفاةُ‬ ‫وكانت‬

‫عثر‬ ‫الثاني‬ ‫الإئنين‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫للهجرة‬ ‫عشرة‬ ‫الحادية‬ ‫السنة‬ ‫‪ ،‬في‬ ‫الأول‬ ‫ربيع‬

‫الأول‬ ‫من ربغ‬ ‫بصدمةِ‬ ‫وأُصيبوا‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫بين‬ ‫قَيِ‬ ‫الرسول‬ ‫موتِ‬ ‫خبرُ‬ ‫وائتشرَ‬

‫ذلك!‬ ‫لم يصدق‬ ‫من‬ ‫وذُهول ‪ ،‬ومنهم‬

‫ويننى‬ ‫يخطب‬ ‫عمر‬ ‫بن‬ ‫‪ ،‬قام عمرُ‬ ‫‪-‬لمج!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫توفيَ‬ ‫عنه ‪" :‬لما‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫أبو هريرة‬ ‫قال‬

‫الىسول‬ ‫ست‬ ‫أن‬ ‫يزعمونَ‬ ‫المنافقين‬ ‫من‬ ‫رجالاَ‬ ‫إن‬ ‫فقال ‪:‬‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الخطاب‬

‫إلى‬ ‫ذهب‬ ‫ولكنهُ‬ ‫‪،‬‬ ‫مات‬ ‫ما‬ ‫‪-‬لمجرو‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫د!ان‬ ‫‪،‬‬ ‫توفي‬ ‫قد‬ ‫عحِ‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫ليلة‬ ‫قومه أربعين‬ ‫عن‬ ‫غابَ‬ ‫‪ ،‬حيثُ‬ ‫بن عمران‬ ‫موسى‬ ‫ربه ‪ ،‬كما ذهبَ‬

‫رجع‬ ‫كما‬ ‫ع!ح‬ ‫الله‬ ‫! ووالله ليرجِعَنَ رسول‬ ‫‪ :‬قد مات‬ ‫قيل‬ ‫ان‬ ‫بعد‬ ‫إليهم‬ ‫رجعَ‬

‫لمجي!‬ ‫الرسول‬ ‫أن‬ ‫زعموا‬ ‫وأرجلَهم ‪ ،‬حيثُ‬ ‫رجالِ‬ ‫‪ ،‬فليقالعَن أيدي‬ ‫موسى‬

‫إ ‪.‬‬ ‫مات‬

‫يأني من‬ ‫أبو بكر‬ ‫‪،‬‬ ‫بالشَنْح‬ ‫الصديق‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫إلى‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عبيد‬ ‫بن‬ ‫سالم‬ ‫وذهبَ‬

‫السنح‬ ‫افه جم! ‪.‬‬ ‫بوفاة رسول‬ ‫‪ ،‬وأعلَمه‬ ‫الفجر‬ ‫إليه بعد‬ ‫ذهب‬ ‫الذي‬

‫يتكلمون‬ ‫المسلمين‬ ‫ورأى‬ ‫المسجد‪،‬‬ ‫دخل‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫له‬ ‫فرسِ‬ ‫على‬ ‫فأقبَلَ‬

‫‪ ،‬فلم يكلم أحداَ منهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬ما بين مُصدِّق ومكذب‬ ‫في‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫موتِ‬ ‫عن‬

‫مسكنه‪،‬‬ ‫فَرَس ‪ ،‬من‬ ‫على‬ ‫عنها ‪ :‬أقبلَ أبو بكر‬ ‫النّه‬ ‫رضي‬ ‫عائشة‬ ‫قالت‬

‫على‬ ‫ودخلَ‬ ‫الناس ‪،‬‬ ‫يكلم‬ ‫فلم‬ ‫المسجد‪،‬‬ ‫فدخَل‬ ‫نزل‪،‬‬ ‫بالشَنْح‪ ،‬حتى‬

‫‪. .‬‬ ‫ببُرْد‬ ‫‪ ،‬مغطَى‬ ‫مسجى‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫ما قاله أبو بكر‬ ‫‪. .‬‬ ‫عليه ‪ ،‬فقبًله ‪ ،‬ثم بكى‬ ‫‪ ،‬ثم ك!ث‬ ‫!ص‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫وجهِ‬ ‫عن‬ ‫فكشفَ‬

‫أمام الرصول‬

‫‪.‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪237 : 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪rv‬‬
‫والله لا‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫حَتاَ ومَيتاَ يارسول‬ ‫طِنتَ‬ ‫‪،‬‬ ‫وأمي‬ ‫بأبَي أنت‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫ثم‬

‫ا‬ ‫!‬ ‫مِتَها‬ ‫فقد‬ ‫عليك‬ ‫كُتِبَتْ‬ ‫أبداَ‪ ،‬أما الموتةُ التي‬ ‫موتتين‬ ‫اللهُعليك‬ ‫جمعُ‬

‫وعمرُ بن الخطاب‬ ‫أبو بكر‪،‬‬ ‫عنهما ‪ :‬خرجَ‬ ‫اللّه‬ ‫رضي‬ ‫عباس‬ ‫ابنُ‬ ‫وقال‬

‫‪.‬‬ ‫يكلمُ الناس‬

‫أنْ يجلس!‬ ‫عمرُ‬ ‫‪ .‬فأبى‬ ‫ياعمر‬ ‫‪ :‬اجلسْ‬ ‫أبو بكر‬ ‫فقال‬

‫أنْ يجلس!‬ ‫عمرُ‬ ‫‪ .‬فأبى‬ ‫ياعمر‬ ‫ثم قال ‪ :‬اجلن‬

‫أنْ يجلس!‬ ‫عمرُ‬ ‫‪ .‬فأبى‬ ‫ياعمر‬ ‫ثم قال ‪ :‬اجلسْ‬

‫الناسُ‬ ‫سمعَ‬ ‫‪ ،‬فلما‬ ‫الناس‬ ‫المنبر ‪ ،‬وأقبلَ على‬ ‫‪ ،‬صعدَ‬ ‫رآه لا ينصت‬ ‫فلما‬

‫عمر‪.‬‬ ‫وتركوا‬ ‫كلامَه ‪ ،‬أَقبلوا عليه‬

‫‪:‬‬ ‫عليه ‪ ،‬ثم قال‬ ‫‪ ،‬وأثنى‬ ‫الله‬ ‫ابو بكر‬ ‫فحمدَ‬

‫‪ .‬ومَنْ كان‬ ‫طت‬ ‫قد‬ ‫فإنً محمداَ‬ ‫يعبدُ محمداَ‪،‬‬ ‫‪ :‬مَنْ ىن‬ ‫أيها الناس‬ ‫أبو بكر يعلن وفاة‬

‫!‬ ‫لا يموت‬ ‫حيئ‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬ف!ن‬ ‫الله‬ ‫يعبدُ‬ ‫الرصول‬

‫أفَائن مًاتَ‬ ‫اَلرشُل‬ ‫قَتلِهَ‬ ‫مِن‬ ‫ظًت‬ ‫تَدْ‬ ‫رَسُولم‬ ‫إلَا‬ ‫وَمَامُحَمَا‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫الاَية‬ ‫هذه‬ ‫تلا‬ ‫ثم‬

‫شَئاوَسَيَوى‬ ‫يَضُرًاَلتَهَ‬ ‫فَلَن‬ ‫عَقِبَئهَ‬ ‫عَلى‬ ‫يَنقَلِث‬ ‫وَمَن‬ ‫أَغمبتُئ‬ ‫كل‬ ‫أنقَلَنغ‬ ‫أَؤ!لَ‬

‫‪. ،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4 4‬‬ ‫‪:‬‬ ‫عمران‬ ‫أ آل‬ ‫اَالثنَحَرِينَ!‬ ‫ألئَهُ‬

‫أبو بكر‪،‬‬ ‫تلاها‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الاَية‬ ‫أنزلَ‬ ‫اللهَ‬ ‫أن‬ ‫يعلموا‬ ‫لم‬ ‫الناسَ‬ ‫فوالله لكأن‬

‫كقُهم!‬ ‫يتلونها ويذكرونها‬ ‫فتلقاها منه الناس كقهم ‪ ،‬وصاروا‬

‫لم‬ ‫فكأنني‬ ‫‪،‬‬ ‫الاَية‬ ‫يتلو‬ ‫أبا بكر‬ ‫سمعتُ‬ ‫إلا أن‬ ‫‪ :‬والله ماهو‬ ‫عمر‬ ‫وقال‬

‫قد‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫عرفْتُ أنه الحق ‪ ،‬وان‬ ‫ذلك‬ ‫قبل ‪ ،‬وعند‬ ‫من‬ ‫أسمعْها‬

‫"(‪.)1‬‬ ‫!‬ ‫! !‬ ‫رِنجلاي‬ ‫تَحْمِلُني‬ ‫‪ ،‬ما‬ ‫الأرض‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬فوقعتُ‬ ‫مات‬

‫الله‬ ‫أبي بكر رضي‬ ‫وكلام‬ ‫كلام عمر‬ ‫عنها على‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عائشة‬ ‫وعقَقت‬ ‫عائثة نعلق على‬

‫لمج!و‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫بشأن موت‬ ‫عنهما‪،‬‬ ‫أب بكر‬ ‫موقفي‬

‫ومحمر‬

‫‪.‬‬ ‫‪243 -‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪: 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪38‬‬
‫بها‪:‬‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬ما كان من خطبَتيهِما من خطبةِ إلا نفع‬ ‫قالت‬

‫بذلك‪.‬‬ ‫الله‬ ‫فردهُمُ‬ ‫لنفاقأ‪،‬‬ ‫‪ ،‬هـان فيهم‬ ‫الناس‬ ‫عمرُ‬ ‫لقد خؤَفَ‬

‫!‬ ‫!‬ ‫عليهم‬ ‫الذي‬ ‫الحق‬ ‫‪ ،‬وعزفَهم‬ ‫الناسَ الهدى‬ ‫بضَرَ أبو بكر‬ ‫ولقد‬

‫بيعة أي بكر في‬ ‫أبي‬ ‫بيعةُ‬ ‫ربيع الأول ‪ ،‬تمتْ‬ ‫شهر‬ ‫من‬ ‫نفسِ يوم الإثنين الثاني عشر‬ ‫وفي‬

‫نفس البوم‬ ‫للبيعة في‬ ‫أ‪ ،‬وسنعودُ‬ ‫بني ساعدة‬ ‫في "سقيفة‬ ‫خليفةَ للمسلمين‬ ‫بكر الصديق‬

‫الله‪.‬‬ ‫التالية إن شاء‬ ‫القبسة‬

‫الصلاةِ‬ ‫ثم‬ ‫تكفينه ‪،‬‬ ‫ثم‬ ‫مج!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫تغسيلِ‬ ‫على‬ ‫ونتابعُ الكلام‬

‫!‬ ‫والسلام‬ ‫الصلاة‬ ‫‪ ،‬عليه‬ ‫ودفنِه‬ ‫عليه ‪،‬‬

‫وناة الرصول عن‬ ‫!‪،‬‬ ‫ماتَ فيه الرسول‬ ‫عنها اليومَ الذي‬ ‫الله‬ ‫عائشةُ رضي‬ ‫ذكرت‬ ‫وقد‬

‫ثلاث وسنين صنة‬ ‫‪.‬‬ ‫ايأرض‬ ‫وجه‬ ‫على‬ ‫الذي عاشه‬ ‫وعُمُرَه‬

‫ةتوفيَ‬ ‫‪:‬‬ ‫قالت‬ ‫الله عنها‬ ‫رضي‬ ‫عائشة‬ ‫الزبير عن‬ ‫عروةُ بن‬ ‫روى‬

‫ايأول‪،‬‬ ‫ربيع‬ ‫شهرِ‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫ليلة خَلَت‬ ‫عشرةَ‬ ‫لثنتَيئ‬ ‫يومَ الإثنين ‪،‬‬ ‫!كً!ح‬ ‫الله‬ ‫رسولُ‬

‫سنة )(‪.)1‬‬ ‫ئلاثِ وستين‬ ‫ابنُ‬ ‫وهو‬

‫من‬ ‫‪ ،‬الثالثِ عشر‬ ‫الثلاثاء‬ ‫يوم‬ ‫ع!‬ ‫بتجهيزِ الرسول‬ ‫وقد شرعَ المسلمونَ‬

‫‪ ،‬ومبايعته‪.‬‬ ‫خليفة‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫الإثنين بانتخاب‬ ‫قاموا يوم‬ ‫‪ ،‬لأنهم‬ ‫الأول‬ ‫ربيع‬

‫غل‬ ‫كيفية‬ ‫(اجتمَعَ أهْلُ‬ ‫عنهما قال ‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫ابن عباس‬ ‫عكرمةُ عن‬ ‫روى‬

‫ومن‬ ‫الرسول‬ ‫‪ ،‬وعليئُ بن أبي‬ ‫‪ :‬عفُه العباسُ بن عبد المطلب‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫لغَسْلِه‬ ‫ب!‬ ‫الرسول‬

‫فسله‬ ‫" ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫زيد‬ ‫بن‬ ‫‪ ،‬وأسامةُ‬ ‫عباس‬ ‫بن‬ ‫وقُثَمُ‬ ‫‪،‬‬ ‫بن عباس‬ ‫‪ ،‬والفضْلُ‬ ‫طالب‬

‫عنها قالت ‪" :‬لما أرادوا‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عائة‬ ‫بن الزبير عن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫وروى‬

‫نجزدُ‬ ‫ثيابه كما‬ ‫من‬ ‫ب!‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬أنجَزدُ رسوليَ‬ ‫قالوا ‪ :‬ما ندري‬ ‫غمئملَ النبي عه‬

‫فما‬ ‫النوم ‪،‬‬ ‫الله عليهم‬ ‫ألقى‬ ‫اختلفوا‬ ‫فلما‬ ‫ثيابُه ؟‬ ‫أم نُغَشلُه وعليه‬ ‫موتانا‪،‬‬

‫‪. .‬‬ ‫صذرِه‬ ‫إلا وذقنُه في‬ ‫أحد‬ ‫من‬ ‫منهم‬

‫‪.‬‬ ‫‪255 -‬‬ ‫‪254‬‬ ‫‪: 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪93‬‬
‫غَشلوا‬ ‫أَنْ‬ ‫هو‪:‬‬ ‫من‬ ‫لا يدرون‬ ‫ناحيةِ البيت ‪،‬‬ ‫من‬ ‫مكَفم‬ ‫ثم كلمَهم‬

‫ثيابُه!‬ ‫وعليه‬ ‫‪-‬لمجرو‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫فوقَ‬ ‫الماءَ‬ ‫‪ ،‬يصئون‬ ‫قميص‬ ‫فغَشَلوه ‪ ،‬وعليه‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫فقاموا إلى رسول‬

‫إ)(‪.)1‬‬ ‫بالقميص‬ ‫‪ ،‬ويدلُكونَه‬ ‫القميص‬

‫كفَنوه ‪.‬‬ ‫غ!لوه‬ ‫ولفا‬

‫اكُفنَ‬ ‫‪:‬‬ ‫قالت‬ ‫الله عنها‬ ‫رضي‬ ‫عائشة‬ ‫الزبير عن‬ ‫عروةُ بن‬ ‫روى‬
‫كيمةنكفين‬
‫فيها‬ ‫ليس!‬ ‫قُطن‬ ‫يمانيةِ ‪ ،‬من‬ ‫‪ ،‬سَحوليةِ‬ ‫بيض‬ ‫ثلاثةِ أثوابِ‬ ‫في‬ ‫عتَىِ‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫سول‬ ‫لر‬ ‫ا‬

‫ولا عمامة إ(‪.)2‬‬ ‫قميص‬

‫كانوا‬ ‫بإمام ‪ ،‬ولكن‬ ‫عليه جماعةَ‬ ‫يصثوا‬ ‫عليه ‪ .‬ولم‬ ‫صلوا‬ ‫وبعدَ ذلك‬
‫على‬ ‫الصلاة‬
‫أَفْواجأ‪.‬‬ ‫اَفْواجأ‬ ‫‪،‬‬ ‫فرادى‬ ‫عليه‬ ‫يصفون‬
‫فرادى‬ ‫الرعول‬

‫جماعة‬ ‫ولي!‬
‫من‬ ‫الئالثِ عشر‬ ‫يوم الثلاثاء‪،‬‬ ‫السرير في بيتِ عائشة‬ ‫وُضِعَ على‬ ‫حيثُ‬

‫والنساءُ والصبيانُ والعبيد‪.‬‬ ‫عليه الرجال‬ ‫ربيع الأول ‪ ،‬فصقى‬

‫عنهما قال ‪ :‬ةلما مات‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫ابن عباس‬ ‫روى عكرمةُ عن‬

‫عليه بغير إمام ‪ ،‬فلما فرغوا‪،‬‬ ‫أُذخلَ عليه الرجالُ ‪ ،‬فصفوا‬ ‫ع!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫العبيدُ‬ ‫عليه ‪ ،‬ثئم أدخلَ‬ ‫فصلوا‬ ‫عليه ‪ ،‬ثم أُدْخلَ الصبيان‬ ‫فصقيقَ‬ ‫أُدخلَ النساء‬

‫عليه !‪.‬‬ ‫فصلوا‬

‫على‬ ‫صلاتهم‬ ‫في‬ ‫أحدٌ‬ ‫يوئَهم‬ ‫أَرسالاَ‪ ،‬لم‬ ‫فرادى‬ ‫يصقون‬ ‫وكانوا‬

‫ك!‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫وجود‬ ‫عدم‬ ‫عليه جماعة ‪ ،‬هو‬ ‫عدمِ صلاتهم‬ ‫السببُ في‬ ‫ولم يكن‬ ‫في صلاتهم‬ ‫السبب‬

‫خليفة ‪ ،‬يوم‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الصديق‬ ‫بكر‬ ‫مبايعةُ أبي‬ ‫تصت‬ ‫فقد‬ ‫الإمام ‪،‬‬ ‫فرادى‬

‫الإثنين!‬

‫‪.‬‬ ‫‪026‬‬ ‫‪: 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪263 -‬‬ ‫‪262‬‬ ‫‪: 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪04‬‬
‫العلماء ‪-‬‬ ‫عليه جماعة ‪ -‬كما قال بعض‬ ‫ولعل السبب في عدمِ صلاتهم‬

‫بدونِ‬ ‫‪،‬‬ ‫منه إليه مباشرة‬ ‫عليه ‪،‬‬ ‫الصلاةَ‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫واحدِ‬ ‫أنْ يُباشرَ كل‬ ‫هو‬

‫فردِ من‬ ‫عليه كل‬ ‫صفى‬ ‫إمام ‪ ،‬ولتتكررَ الصلاةُ عليه مرةَ بعد مرة ‪ ،‬حيثُ‬

‫‪.‬‬ ‫والعبيدِ والإماء‬ ‫والنساءِ والصبيانِ‬ ‫الرجالِ‬ ‫المدينة ‪ ،‬من‬ ‫في‬ ‫المسلمين‬

‫الجنازة‬ ‫فصلاةُ‬ ‫المسلمين‬ ‫أما موتى‬ ‫يك!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫لرسول‬ ‫خاصيةٌ‬ ‫وهذه‬

‫جماعة‪.‬‬ ‫عليهم‬

‫عوِو فرادى ‪ ،‬يومَ الثلاثاء‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫على‬ ‫يصفون‬ ‫المسلمون‬ ‫واستمز‬

‫وليلة الأربعاء(‪.)1‬‬

‫دفْنَ‬ ‫‪T‬رادَالمسلمون‬ ‫الأول‬ ‫ربيع‬ ‫من‬ ‫الرابعِ عشر‬ ‫ليلةِ الأربعاء‬ ‫وفي‬

‫عئمح‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫دفن الرسول حيث‬ ‫بيتُ‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫فيه‬ ‫قُبضَ‬ ‫الذي‬ ‫المكان‬ ‫في‬ ‫يعرفوا أين يدفنونه ؟ هل‬ ‫ولم‬

‫الأربعاء‬ ‫لبلة‬ ‫تجض‬ ‫؟‬ ‫المسلمين‬ ‫؟ أم في البقيع بين موتى‬ ‫عائثة‬

‫الصديق‬ ‫‪( :‬قال ابو بكر‬ ‫عنها قالت‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عائثة‬ ‫عن‬ ‫عروة‬ ‫روى‬

‫يقول ‪" :‬إنه لم يُدفَن نبي قط ‪ ،‬إلا‬ ‫!‬ ‫الثه‬ ‫رسول‬ ‫عنه ‪ :‬سمعتُ‬ ‫الثه‬ ‫رضي‬

‫قُبضا‪.‬‬ ‫حيث‬

‫عنها‪.‬‬ ‫الله‬ ‫في بيت عائشة رضي‬ ‫!‬ ‫اثه‬ ‫رسول‬ ‫يُدفَنَ‬ ‫أن‬ ‫معناهُ‬ ‫وهذا‬

‫أبو‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫أبيها‬ ‫فقضَتها على‬ ‫عنها رؤيا‪،‬‬ ‫الله‬ ‫عائشةُ رضي‬ ‫رأت‬ ‫وقد‬

‫للرؤيا‪.‬‬ ‫تعبيراَ‬ ‫عنه من أكثر الصحابة‬ ‫الله‬ ‫بكر رضي‬

‫حول‬ ‫رؤيا عائثة‬ ‫!‬ ‫حجري‬ ‫وقَعْن في‬ ‫ثلاثةَ اقمار‬ ‫له ‪ :‬رأيتُ‬ ‫قالت‬

‫الأتمار الثلا‬ ‫!‬ ‫خيرِ اهلِ الأرض‬ ‫ثلاثة من‬ ‫بيتك‬ ‫في‬ ‫دُفِنَ‬ ‫‪،‬‬ ‫رفلاك‬ ‫لها ‪ :‬ان صدَقت‬ ‫فقال‬

‫خيرُ‬ ‫هذا‬ ‫"ياعائشة‬ ‫بكر‪:‬‬ ‫ابو‬ ‫لها‬ ‫تال‬ ‫‪-‬لَج!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قُبِضَ‬ ‫فلما‬

‫‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫اقمارك‬

‫‪.‬‬ ‫‪265 -‬‬ ‫‪264‬‬ ‫‪: 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪(f‬‬
‫جم! ‪ ،‬ثم أبو بكر ثم عمر‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫في بيتِ عائثة‬ ‫دُفنَ‬ ‫أنه قد‬ ‫ونعلَئم‬

‫عنهما‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫ع!ه ‪ ،‬ثم حَفَروا‬ ‫الله‬ ‫عليه رسولُ‬ ‫قبضَ‬ ‫الصحابةُ السريرَ الذي‬ ‫نخى‬ ‫وقد‬

‫السرير‪.‬‬ ‫له قبرَه مكانَ‬

‫عنها قالت‪:‬‬ ‫الله‬ ‫عائشة رضي‬ ‫بن أبي بكر عن‬ ‫القاسم بن محمد‬ ‫روى‬

‫‪.‬‬ ‫إ(‪)1‬‬ ‫!‬ ‫الأربعاء‬ ‫ليلةَ‬ ‫‪ ،‬ودُفِنَ‬ ‫الإثنين‬ ‫يومَ‬ ‫مج!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫أتوفيَ‬

‫‪،‬‬ ‫عباس‬ ‫بن‬ ‫‪ ،‬والفضلُ‬ ‫العباس‬ ‫من‬ ‫القبرَ كل‬ ‫القبر ‪ ،‬دخلَ‬ ‫حفرُ‬ ‫تئمَ‬ ‫ولما‬ ‫قبر‬ ‫دخلوا‬ ‫الذين‬

‫الرصول‬
‫عنهم‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫وعليئُ بن ابي طالب‬

‫النبوي ‪ ،‬وكان‬ ‫المسجدِ‬ ‫عنها شرقي‬ ‫الله‬ ‫عائ!ثةَ رضي‬ ‫وقد كانتْ حجرةُ‬

‫‪.‬‬ ‫الحجرة‬ ‫الجنوبية من‬ ‫الغربيةِ‬ ‫الزاوية‬ ‫فَي في‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قبرُ‬

‫الجهةِ الشرقية منه ‪ ،‬حتى‬ ‫وفي‬ ‫المسجد‪،‬‬ ‫عاثشةَ خارج‬ ‫حجرةُ‬ ‫وبقيت‬
‫قبر‬ ‫إدخال‬

‫‪ ،‬أَمَرَ‬ ‫خليفة‬ ‫الملك‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫الوليدُ‬ ‫صارَ‬ ‫‪ .‬فلما‬ ‫الملك‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫الوليد‬ ‫خلافةِ‬ ‫الرصول ضن‬
‫بعد‬ ‫فيما‬ ‫المسجد‬
‫النبوي ‪ ،‬فقام‬ ‫عبد العزيز! بتوسيعِ المسجد‬ ‫بن‬ ‫المدينة "عمر‬ ‫واليه على‬

‫أدخلَ‬ ‫الشرقية ‪ ،‬وبذلك‬ ‫الجهة‬ ‫من‬ ‫عبد العزيز بتوسعةِ المسجد‬ ‫عمرُ بن‬

‫الحجرةَ النبوية في المسجد!‬

‫الله‬ ‫رضي‬ ‫وعمر‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫جميِم‪ ،‬وقبرا صاحبَيه‬ ‫الله‬ ‫قبرُ رسول‬ ‫فصارَ‬

‫ا(‪)2‬‬ ‫إ‬ ‫النبوي‬ ‫المسجد‬ ‫داخلَ‬ ‫عنهما‪،‬‬

‫حزنأ‬ ‫عليه‬ ‫وحزنوا‬ ‫يك!ه ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫بوفاةِ‬ ‫تأثراَ بالغأ‬ ‫الصحابةُ‬ ‫تأ‪،‬لَر‬ ‫وقد‬

‫بكاءَ حاراَ‪.‬‬ ‫شديداَ ‪ ،‬وبكوهُ‬

‫تَدِمَ فيه‬ ‫اليومُ الذي‬ ‫كان‬ ‫الما‬ ‫عنه ‪:‬‬ ‫اله‬ ‫رضي‬ ‫مالك‬ ‫بن‬ ‫أنسُ‬ ‫قالَ‬ ‫أن! عن‬ ‫رواية‬

‫فلما كان اليوم الذي مات‬ ‫شيء‪،‬‬ ‫منها كل‬ ‫أَضاءَ‬ ‫‪،‬‬ ‫المدينة‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫وحزن‬ ‫تأثر‬
‫المسلمبن‬

‫‪.‬‬ ‫‪926 -‬‬ ‫‪266 : 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪273 -‬‬ ‫‪272‬‬ ‫‪: 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪42‬‬
‫حتى‬ ‫ع!ه‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫أيدينا عن‬ ‫وما نفضنا‬ ‫شيء‪،‬‬ ‫‪ ،‬اظلمَ منها كل‬ ‫فيه‬

‫أنكَرْنا قلوبَنا إ)‪.‬‬

‫‪ -‬ابنتُه‬ ‫جميعَ المسلمين‬ ‫عَئم‬ ‫الناسِ حُزنأ عليه ‪ -‬والحزنُ‬ ‫اشد‬ ‫من‬ ‫وكان‬

‫عنها‪.‬‬ ‫الله‬ ‫فاطمةُ رضي‬

‫عنه قال ‪" :‬لما ثقلَ !اطمة !كلم أدا!ا‬ ‫الفه‬ ‫رضي‬ ‫مالك‬ ‫بن‬ ‫أنى‬ ‫البناني عن‬ ‫ثابت‬ ‫روى‬

‫بعد دفنه‬ ‫وتنكلم‬ ‫أبتاه ‪.‬‬ ‫‪ :‬واكَزبَ‬ ‫فاطمة‬ ‫‪ .‬فقالت‬ ‫الكرب‬ ‫يتغشَاه‬ ‫صار‬ ‫‪،‬‬ ‫ءلمج!‬ ‫النبيئُ‬

‫!‬ ‫اليوم‬ ‫بعد‬ ‫كزلب‬ ‫أبيك‬ ‫على‬ ‫‪ :‬ليس‬ ‫‪-‬لمج!‬ ‫الله‬ ‫لها رسول‬ ‫فقال‬

‫أَبتاه‪،‬‬ ‫وا‬ ‫الله عنها‪:‬‬ ‫رضي‬ ‫فاطمة‬ ‫قالت‬ ‫يكنَىِ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫ماتَ‬ ‫فلما‬

‫جبريل‬ ‫إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫وا اَبتاه‬ ‫مأواه ‪،‬‬ ‫الفردوس‬ ‫جنة‬ ‫أبتاه ‪ ،‬إلى‬ ‫وا‬ ‫ربأ دعاه ‪،‬‬ ‫أجابَ‬

‫‪1 1‬‬ ‫ننعاه‬

‫أنس‪:‬‬ ‫يا‬ ‫عنها‪:‬‬ ‫الله‬ ‫فاطمةُ رضي‬ ‫قالت‬ ‫!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫دفنُ رسول‬ ‫تثمَ‬ ‫فلما‬

‫!‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫ع!التراب‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫وجه‬ ‫طابَتْ أنفُسكم أن تحثوا على‬ ‫كيف‬

‫البناني ‪ :‬كان ثابت إذا روى‬ ‫ثابت‬ ‫عن‬ ‫الحديث‬ ‫قال حمادُ بن زيد راوي‬

‫تختلفَ‬ ‫حتى‬ ‫عنها‪ ،‬بكى‪،‬‬ ‫الله‬ ‫فاطمة رضي‬ ‫قالَتة‬ ‫الذي‬ ‫هذا الحديث‬

‫ا"‪.‬‬ ‫إ‬ ‫أضلاعُه‬

‫لانقطاع‬ ‫الحزن‬ ‫شديدةَ‬ ‫‪،‬‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫حاض!نةُ‬ ‫)‬ ‫ةأئمُ ايمن‬ ‫وكانت‬

‫ص!‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫بوفاةِ‬ ‫الوحيِ‬

‫أيمن نبكي‬ ‫أ!‬ ‫عنه ‪( :‬ذهب‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫أنس بن مالك‬ ‫البناني عن‬ ‫روى ثابت‬

‫معها‬ ‫من‬ ‫وتُبكي‬ ‫ةلم‬ ‫إليه !ثرابأ‪،‬‬ ‫!زَبَت‬ ‫‪،‬‬ ‫محه‬ ‫زائراَ‪ ،‬وذهئتُ‬ ‫أئم أيمن‬ ‫يك!وو إلى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫الوحي‬ ‫لانقطاع‬
‫لا يُريده ‪.‬‬ ‫لأنه كان‬ ‫وإما‬ ‫صائمأ‪،‬‬ ‫يشرَني ‪ ،‬إما لأنه كان‬

‫يك!‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫تضاحِكُ‬ ‫أيمن‬ ‫أنمُ‬ ‫فأقبلَت‬

‫عثهما ‪ :‬انطلى‬ ‫الله‬ ‫ل أبو بكر لعمر رضى‬ ‫ما‬ ‫!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسولُ‬ ‫فلما لوفى‬

‫ايمنَ نزورُهاا‬ ‫أئم‬ ‫إلى‬ ‫بنا‬

‫بكَت‪.‬‬ ‫فلما زاراها‬

‫‪43‬‬
‫ش!؟‬ ‫خيْر لرسوله‬ ‫الله‬ ‫ما عندَ‬ ‫أن‬ ‫؟ أما تعلمين‬ ‫فقالا لها ‪ :‬ما يُبكيك‬

‫أبكي‬ ‫ولا‬ ‫ع!ج!‪،‬‬ ‫لرسوله‬ ‫خيرٌ‬ ‫الله‬ ‫ماعندَ‬ ‫والله أعلمُ أن‬ ‫لهما ‪ :‬إني‬ ‫فقالت‬

‫!‬ ‫!‬ ‫السماء‬ ‫قد انقطع من‬ ‫لأن الوحي‬ ‫أبكي‬ ‫‪ ،‬ولكنني‬ ‫لذلك‬

‫‪.‬‬ ‫!!(‪)1‬‬ ‫!‬ ‫يبكيان‬ ‫البكاء ‪ ،‬فصارا‬ ‫فهئجَتهُما على‬

‫وفاة‬ ‫على‬ ‫الحزن‬ ‫شديدَ‬ ‫ع!‪،‬‬ ‫بن ثابت ‪ ،‬شاعرُ الرسول‬ ‫(حسان‬ ‫وكان‬
‫ثابت‬ ‫بن‬ ‫حسان‬
‫رفيعة ‪ ،‬رثى‬ ‫في قصائدَ شعرية‬ ‫حُزْنَه‬ ‫عليه الصلاة والسلام ‪ ،‬وسَجًل‬ ‫الرسول‬
‫الرسول‬ ‫يرثي‬

‫ب!‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫بهما‬


‫شعراَ‬

‫الرثاء ‪:‬‬ ‫ومما قاله في ذلك‬

‫وَتَفمَدُ‬ ‫الزُسومُ‬ ‫تَعْفو‬ ‫وَقَذ‬ ‫مُنيز‬ ‫وَمَغهَدُ‬ ‫لِلزَسولِ‬ ‫رَشمٌ‬ ‫بِطَيْبَةَ‬

‫يَصْعَدُ‬ ‫كانَ‬ ‫الذي‬ ‫الهادِي‬ ‫مَنبَرُ‬ ‫بِها‬ ‫حُرْمَةِ‬ ‫دارِ‬ ‫مِن‬ ‫الآياتُ‬ ‫تَفتَحي‬ ‫وَلا‬

‫وَصَنمجِدُ‬ ‫لَهُ فِيهِ مُصَفى‬ ‫وَبىلغ‬ ‫مَعالِمِ‬ ‫وَباقي‬ ‫آثارِ‬ ‫وَواضِحُ‬

‫يُ!ن!تَضاءُ ويُوقَدُ‬ ‫نوز‬ ‫اللهِ‬ ‫مِنَ‬ ‫وَسْطها‬ ‫يَنْزِلُ‬ ‫كانَ‬ ‫حُجُراث‬ ‫بِها‬

‫تَجَذدُ‬ ‫البِلا فَالاَيُ مِنها‬ ‫أَتاها‬ ‫العَفدِ آيُها‬ ‫على‬ ‫مَعارِفُ لم تُطمَسن‬

‫المُسَذَدُ‬ ‫الرشيدُ‬ ‫فيها‬ ‫ثَوى‬ ‫بِلا؟‬ ‫وبُورِكَت‬ ‫ياقَنرَ الزَسولِ‬ ‫فَبورِكتَ‬

‫مُنَضدُ‬ ‫مِنْ صَفيِحِ‬ ‫عَلئهِ بنا"‬ ‫طَئبأ‬ ‫مِثْكَ ضُفنَ‬ ‫لَخذ‬ ‫وَبورِكَ‬

‫اَشعُدُ‬ ‫بِذلِكَ‬ ‫وَتَذ كارَت‬ ‫‪َ،‬‬ ‫عَلَيهِ‬ ‫أَيدِ وأَغيُنٌ‬ ‫تُهيلُِعَلَيهِ التزبَ‬

‫لا يُوَسًدُ‬ ‫الئرى‬ ‫عَشِيًةَ عَفَؤهُ‬ ‫ورَخمَةَ‬ ‫وَعِفمأ‬ ‫حِفمأ‬ ‫لَقَذ غئبوا‬

‫وأَغضُدُ‬ ‫منهُنم ظُهؤز‬ ‫وَهَنَت‬ ‫وَقذ‬ ‫فيهِنم نَبتهُنم‬ ‫ليسَ‬ ‫بحُزنِ‬ ‫ور‪ 3‬حوا‬

‫أَكمُدُ‬ ‫فَالنًاسُ‬ ‫الأرضُ‬ ‫بَكَتهُ‬ ‫وَمَنْ قَذ‬ ‫يَؤمَهُ‬ ‫الشماواتُ‬ ‫تَنكي‬ ‫مَن‬ ‫يُبَكونَ‬

‫مُحَفدُ؟‬ ‫فيهِ‬ ‫ماتَ‬ ‫رَزِئةَ يَؤمِ‬ ‫هَالِكِ‬ ‫رَزِئةُ‬ ‫يَؤمأ‬ ‫عَدَلَت‬ ‫وَهَل‬

‫يَخمُدُ‬ ‫الذَفرَ دَفعَكِ‬ ‫وَلا أَغرفنكِ‬ ‫عَنرَةَ‬ ‫ياعَينُ‬ ‫اللهِ‬ ‫رَسولَ‬ ‫فبَكْي‬

‫يمغَفدُ‬ ‫سابِغ‬ ‫مِتها‬ ‫الناسِ‬ ‫عَلى‬ ‫الذي‬ ‫ذَا الئغمَةِ‬ ‫وَمالَكِ لا تَئكينَ‬

‫‪.‬‬ ‫‪275 -‬‬ ‫‪273 : 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪44‬‬
‫يوجَدُ‬ ‫فرَ‬ ‫الدً‬ ‫مِثفَهُ‬ ‫لا‬ ‫لِفَقدِ الذي‬ ‫وَأغوِلي‬ ‫عَلَيْهِ بالذُموع‬ ‫نَجودي‬

‫يُفْقَدُ‬ ‫القِيامَةِ‬ ‫مِثْلَهُ حَتى‬ ‫وَلا‬ ‫مُحَقَدِ‬ ‫مِثلَ‬ ‫الماضونَ‬ ‫فَقَدَ‬ ‫ومَا‬

‫وسلم‬ ‫اَله وصحبه‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫النببئ الأمي‬ ‫محمدِ‬ ‫سيدِنا‬ ‫على‬ ‫اللهُ‬ ‫وصلى‬

‫‪ ،‬وأَحصاهُ‬ ‫قلَمُه‬ ‫به‬ ‫به عفمُه ‪ ،‬وخَط‬ ‫أحاطَ‬ ‫ما‬ ‫كثيراَ‪ ،‬عددَ‬ ‫شمليمأ‬

‫إ ! ‪.‬‬ ‫به(‪)1‬‬ ‫‪-‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫عة‬

‫‪.‬‬ ‫‪281 -‬‬ ‫البداية والنهاية ‪028 : 5‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫على‬ ‫ودفنه ورثائه‬ ‫ووفاته‬ ‫واحنضاره‬ ‫الرصول !‬ ‫مرض‬ ‫في موضوع‬ ‫اعتمدنا‬

‫المصاثر التاريخية الصحيحة‪.‬‬

‫ابن‬ ‫المحدث‬ ‫والنهاية ‪ ،‬للأمام المؤرخ‬ ‫(البداية‬ ‫كتاب‬ ‫اعتمادنا على‬ ‫كثر‬ ‫وكان‬

‫‪.282‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪223 : 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫انظر‬ ‫‪:‬‬ ‫كثير‬

‫ابن‬ ‫وناريخ‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبري‬ ‫وتاريخ‬ ‫‪،‬‬ ‫هشام‬ ‫لابن‬ ‫النبوية‬ ‫الشرة‬ ‫‪:‬‬ ‫إلى‬ ‫أيضأ‬ ‫ورجعنا‬

‫النبوة للبيهقي‪.‬‬ ‫دلائل‬ ‫وإلى‬ ‫الأثير‪،‬‬

‫‪45‬‬
http://www.al-maktabeh.com
‫القبسة الثانية‬

‫عنه‬ ‫اللّه‬ ‫رضي‬ ‫أبو بكر الصديق‬

‫والوفاة‬ ‫بين الاستخلاف‬

‫!و‬ ‫الحبفة‬ ‫اخنيار‬ ‫من‬ ‫يوم الإثنين ‪ ،‬الثاني عشر‬ ‫جم! قُبضَ في ضحى‬ ‫الله‬ ‫أن رسول‬ ‫عَرَفْنا‬

‫من وفاة‬ ‫ساعات‬ ‫في‬ ‫وفاتَه كافت‬ ‫للهجرة ‪ .‬وأن‬ ‫السنة الحادية عشرة‬ ‫ربيع الأول ‪ ،‬من‬ ‫شهر‬

‫الىلول‬ ‫عنها ‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بيت عائشة‬

‫في‬ ‫والسلام ‪ ،‬سارعَ المسلمون‬ ‫وفاته عليه الصلاة‬ ‫من‬ ‫ساعات‬ ‫وبعد‬

‫التفكير في اختيارِ ومبايعةِ خليفةِ له‪.‬‬

‫كانوا قد اختاروا أبا‬ ‫حتى‬ ‫يوم الإثنين المذكور‪،‬‬ ‫شمسُ‬ ‫فما أن غابت‬

‫بتجهيز‬ ‫قاموا‬ ‫ذلك‬ ‫وبعدَ‬ ‫لهم‪،‬‬ ‫خليفةَ‬ ‫الله عنه‬ ‫رضي‬ ‫الصديق‬ ‫بكر‬

‫عليه ‪ ،‬ودفنه‪.‬‬ ‫‪ ،‬وتكفينُه ‪ ،‬والصلاة‬ ‫غمنملُه‬ ‫حيثُ‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫يكلوًن‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫على‬ ‫عظيمةَ رائدة ‪ ،‬قذَموا دلالة ذلك‬ ‫خطوةَ‬ ‫كانت‬ ‫الصحابة‬ ‫الخطوةُ الموفقة من‬ ‫وهذه‬

‫امية ا!فة‬ ‫‪،‬‬ ‫قلوبهم‬ ‫إلى‬ ‫الناسِ‬ ‫أحمب‬ ‫دفنِ‬ ‫على‬ ‫‪،‬‬ ‫الحاكم‬ ‫الخليفة‬ ‫اختيارَ‬ ‫فيها‬

‫محمدِجَمرو‪.‬‬

‫الإمامِ‬ ‫في الإسلام ‪ ،‬وأهميةِ وجودِ الحاكم‬ ‫دثرُ إلى نظامِ الحكم‬ ‫وهي‬

‫وجل‪.‬‬ ‫عز‬ ‫الله‬ ‫بأمرِ‬ ‫‪ ،‬ويحكمُ‬ ‫المسلمين‬ ‫يسوسُ‬ ‫‪ ،‬الذي‬ ‫الخليفة‬

‫هذا الخليفة ‪ ،‬ولو‬ ‫من‬ ‫الإمامة والخلافة‬ ‫منصب‬ ‫(يَشغَرَأ‬ ‫ولا يجوزُ أن‬

‫كل‬ ‫الخليفة على‬ ‫أن يُقذمَ اختيارُ ومبايعةُ هذا‬ ‫‪ ،‬ويجب‬ ‫ايام‬ ‫أو‬ ‫لساعات‬

‫عليهم‪.‬‬ ‫الله‬ ‫الكرام رضوان‬ ‫الصحابة‬ ‫أمر ‪ .‬كما فعل‬

‫عنهما‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫وعبد الرحمن بن عوف‬ ‫عمر بن الخطاب‬ ‫وقد روى‬

‫‪47‬‬
‫عنه خليفة‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫!‪ ،‬وكيفيةَ اختيارِ الصديق‬ ‫بني ساعدة‬ ‫إسقيفة‬ ‫حديثَ‬

‫البيعةَ الأولى‪.‬‬ ‫ومبايعتَه هناك‬

‫عباس‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫عن‬ ‫مسعود‬ ‫عتبة بن‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبيدُ‬ ‫روى‬
‫عبد الرحمن بن‬

‫عنه‪:‬‬ ‫الله‬ ‫بروي لابن رضي‬ ‫عوت‬

‫كلام عمر‬ ‫عاص‬


‫عمرُ بن الخطاب‬ ‫حخها‬ ‫حجةِ‬ ‫اَخرِ‬ ‫‪ ،‬في‬ ‫الحج‬ ‫في‬ ‫كان‬ ‫عباس‬ ‫ابنَ‬ ‫"أن‬

‫عنه في خلافته‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫عنه ‪ ،‬بمِنى ‪ ،‬في‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن عوف‬ ‫الرحمن‬ ‫مع عبد‬ ‫ابن عباس‬ ‫وكان‬

‫به‪،‬‬ ‫‪ ،‬ويعارضه‬ ‫القراَن‬ ‫بن عوف‬ ‫عبد الرحمن‬ ‫يُقرِىءُ‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الحج‬ ‫موسم‬

‫ويُسَمعُه له‪.‬‬

‫ابن عباس‬ ‫بمنى ‪ ،‬وكان‬ ‫رحله‬ ‫مرةَ إلى‬ ‫بن عوف‬ ‫عبد الرحمن‬ ‫فرجعَ‬

‫‪.‬‬ ‫له القرآن‬ ‫ينتظره ‪ ،‬ليسفعَ‬

‫بن‬ ‫عمر‬ ‫أتى‬ ‫رجلاَ‬ ‫إن‬ ‫‪:‬‬ ‫عباس‬ ‫لابن‬ ‫عوف‬ ‫بن‬ ‫عبدالرحمن‬ ‫فقال‬

‫بمنى فقال له‪:‬‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الخطاب‬

‫لبايعتُ‬ ‫الخطاب‬ ‫بن‬ ‫عمر‬ ‫ماتَ‬ ‫‪ :‬لو‬ ‫فلاناَ يقول‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫يا أميرَ المؤمنين‬
‫ينصح‬ ‫ابن محوف‬

‫!‬ ‫بعده‬ ‫فلانأ خليفة‬ ‫أن لا يخطب‬ ‫عمر‬

‫منى‬ ‫في‬
‫بمِنى‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫في‬ ‫الليلةَ خطيبأ‬ ‫سأقف‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫عمر‬ ‫فغضبَ‬

‫! بتعيينِ من‬ ‫أمرهم‬ ‫أن يَغْصبوهم‬ ‫الناس ‪ ،‬الذين يريدون‬ ‫هؤلاء‬ ‫واحذرهم‬

‫المسلمين!‬ ‫مشورةِ ومبايعةِ من‬ ‫خليفة ‪ ،‬دون‬ ‫يشاؤون‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬لا تفعل‬ ‫‪ :‬يا اميرَ المؤمنين‬ ‫عوف‬ ‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫له عبد‬ ‫فقال‬

‫بذلكأ‬ ‫الليلةَ‬ ‫في الناس هذه‬ ‫تخطمت‬

‫تقوم أنت‬ ‫‪ ،‬وعندما‬ ‫وغوغاءَهم‬ ‫رعاعَ الناس‬ ‫الحبئ يجمعُ‬ ‫لأن موسم‬

‫أن تقولَ انت‬ ‫‪ ،‬وأخشى‬ ‫مجلسِك‬ ‫أمامَك في‬ ‫الذين يكونون‬ ‫فهم‬ ‫خطيبأ‪،‬‬

‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫الصحيح‬ ‫موضعَه‬ ‫يضعوه‬ ‫ولا‬ ‫يفهموه ‪،‬‬ ‫ولا‬ ‫فلا يَعوه‪،‬‬ ‫كلام‪A‬‬

‫!‬ ‫!‬ ‫لك‬ ‫‪ ،‬وينسبونهُ‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫وينشرونهُ‬ ‫خطأَ‪،‬‬ ‫يفهمونه‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪48‬‬
‫الهجرةِ‬ ‫دار‬ ‫فإنها‬ ‫‪،‬‬ ‫تأتيَ المدينة‬ ‫حتى‬ ‫المؤمنين‬ ‫يا أمير‬ ‫انتظز‬ ‫ولكن‬

‫ما تريد‪،‬‬ ‫لهم‬ ‫‪ ،‬وتقول‬ ‫وأشرافِهم‬ ‫المسلمين‬ ‫فيها بعلماء‬ ‫‪ ،‬وتجتمعُ‬ ‫والسنة‬

‫كلامَك!‬ ‫‪ ،‬ويفهمونَ‬ ‫موضعَها‬ ‫‪ ،‬ويضعونَها‬ ‫مقالتك‬ ‫فيعونَ‬

‫ن‬ ‫إ‬ ‫للناس‬ ‫لأقولنَ ذلك‬ ‫المدينةَ صالحأ‪،‬‬ ‫لئن قدفتُ‬ ‫له عمر‪:‬‬ ‫فقال‬

‫أخطُبُها‪.‬‬ ‫خطبة‬ ‫‪ ،‬واولِ‬ ‫أقومُه‬ ‫أولِ مقامِ‬ ‫‪ ،‬في‬ ‫الله‬ ‫شاء‬

‫بروي‬ ‫عوف‬ ‫ابن‬ ‫‪،‬‬ ‫المدينةَ‬ ‫وقدِمْنا‬ ‫‪،‬‬ ‫الحج‬ ‫موسمُ‬ ‫انتهى‬ ‫‪ :‬فلما‬ ‫عوف‬ ‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫قال‬

‫في‬ ‫عمر‬ ‫خطبة‬ ‫وركراَ ‪.‬‬ ‫إلى المسج!‬ ‫الذ!اب‬ ‫أولُ جمعةِ بعدَ قدومِنا ‪ ،‬صجلْتُ‬ ‫وجاءتْ‬
‫المدبنة‬
‫عنه قد‬ ‫الله‬ ‫سعيدَ بن زيد رضي‬ ‫النبوفي ‪ ،‬وجدتُ‬ ‫المسجدَ‬ ‫فلما دخلتُ‬

‫عند ركنِ المنبر الأيمن‪.‬‬ ‫جالس!‬ ‫وهو‬ ‫سَبمني إلى المسجد‪،‬‬

‫ركبَتَه‪.‬‬ ‫ركبتي تحك‬ ‫كانت‬ ‫بجانبه واقتربْتُ منه ‪ ،‬بحيث‬ ‫فجلسنتُ‬

‫عنه المسجد‪،‬‬ ‫النّه‬ ‫رضي‬ ‫عمر بن الخطاب‬ ‫دخل‬ ‫جالسان‬ ‫وبينما نحن‬

‫خطبة‬ ‫المنبر في‬ ‫الاَن كلاماَ على‬ ‫ليقولَن عمرُ‬ ‫زيد‪:‬‬ ‫لسعيدبن‬ ‫فقلت‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الهأ حاغيرُه‬ ‫ق‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫قبل‬ ‫قالَه من‬ ‫ما‬ ‫‪،‬‬ ‫الجمعة‬

‫ما قالَه‬ ‫كلامأ‬ ‫يقولَ‬ ‫أن‬ ‫‪ :‬ما عسيْتَ‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫كلامي‬ ‫زيد‬ ‫بن‬ ‫فأنكرَ سعيدُ‬

‫أحدٌ غيرُه ؟‬

‫تسمعا‬ ‫له ‪ :‬سوفَ‬ ‫قلت‬

‫المنبر‪ ،‬فلما انتهى‬ ‫على‬ ‫عمر‬ ‫‪ :‬فجلس‬ ‫قال عبد الرحمن بن عوف‬

‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫أهلُه ‪ ،‬ثم‬ ‫بما هو‬ ‫الله‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬فاثنى‬ ‫عمر‬ ‫الأذان ‪ ،‬وقفَ‬ ‫من‬ ‫المؤَذن‬

‫في‬ ‫!ر‬ ‫ماذا قال‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬لا أدري‬ ‫أقولَها‬ ‫أن‬ ‫لي‬ ‫الله‬ ‫ر‬ ‫قدً‬ ‫الاَن مقالةَ ‪،‬‬ ‫سأقولُ‬ ‫‪ :‬إني‬ ‫"أيها الناس‬

‫خطنه‬ ‫بها‬ ‫فليُحَذث‬ ‫وفهمها‬ ‫المقالة وعقلها‬ ‫وَعى‬ ‫لعئَها بين يدَي أجَلي ‪ ،‬فمن‬

‫يعقِلها‬ ‫يعِها ولم‬ ‫لم‬ ‫‪ .‬ومن‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫ولينشُرها‬ ‫به راحلتُه ‪،‬‬ ‫انتهت‬ ‫حيثُ‬

‫!‬ ‫!‬ ‫عليئ‬ ‫بها‪ ،‬ولا أُحل له أن يكذبَ‬ ‫ولم يفهمها فلا يحذث‬

‫حكم‬ ‫الى‬ ‫بالحق ‪ ،‬وانزل عليه الكتاب ‪ ،‬أئار‬ ‫محمداَ !‬ ‫تبارك وتعالى بعث‬ ‫الله‬ ‫إن‬

‫المحمن‬ ‫الزافي‬ ‫رجم‬ ‫ورَجَم‬ ‫ووعيناها‪،‬‬ ‫‪ ،‬فقرأناها‬ ‫أنزلَ عليه آية الرجم‬ ‫مما‬ ‫وكان‬

‫‪94‬‬
‫يقول‬ ‫أن‬ ‫‪،‬‬ ‫زمان‬ ‫بالناس‬ ‫طالَ‬ ‫إن‬ ‫‪ .‬وأخشى‬ ‫بعده‬ ‫ورجَفنا‬ ‫‪،‬‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫قد‬ ‫‪،‬‬ ‫فريضة‬ ‫بتركِ‬ ‫فيضقوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫كتاب‬ ‫في‬ ‫الرنجم‬ ‫آية‬ ‫نجدُ‬ ‫لا‬ ‫‪:‬‬ ‫قائل‬

‫أُحصن‪،‬‬ ‫إِذا‬ ‫زنى ‪،‬‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫حى‬ ‫الله‬ ‫‪ .‬فالرنجمُ في كتابِ‬ ‫عز وجل‬ ‫الله‬ ‫أنزلها‬

‫!‬ ‫بينة ‪ ،‬أو الحَبَل ‪ ،‬أو الاعتراف‬ ‫‪ ،‬إذا قامَت‬ ‫والنساء‬ ‫الرجال‬ ‫من‬

‫عن‬ ‫ترغبوا‬ ‫ان‬ ‫كُفراَ بكم‬ ‫ف!ن‬ ‫اَبائكم ‪،‬‬ ‫عن‬ ‫ترْغَبوا‬ ‫ألا ل!انا كتا نقرا ‪ :‬لا‬

‫اَبائكم‪.‬‬

‫عيسى‬ ‫أَطْرَت النصارى‬ ‫‪ :‬الا تُطْروني ‪ ،‬كما‬ ‫قال‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫ألا ل!ان رسول‬ ‫عمر برنض‬
‫! ‪.‬‬ ‫ا‬ ‫!‬ ‫ورسوله‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬عبدُ‬ ‫فقولوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫أنا عبدُ‬ ‫ف!نما‬ ‫‪،‬‬ ‫السلام‬ ‫عليه‬ ‫مريم‬
‫الحلانة بنبر‬
‫ابن‬

‫الشورى والاخنيار‬
‫فلاناَا‬ ‫بايغتُ‬ ‫عُمر‪،‬‬ ‫‪ :‬لو مات‬ ‫يقول‬ ‫بلَغَني أن قائلاَ منكم‬ ‫وقد‬

‫فَفته‬ ‫عنه كانت‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫أبي بكر‬ ‫بيعةَ‬ ‫امرؤ أق يقول ‪ :‬إن‬ ‫فلا يغترن‬

‫وفجأةَ!‬

‫فيكم‬ ‫شزَها ‪ .‬ولي!‬ ‫وقى‬ ‫عزَ وجل‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬إلا أن‬ ‫كذلك‬ ‫كانت‬ ‫لمانها‬ ‫ألا‬ ‫اسنخلاف الصدبق‬

‫بكر!‬ ‫‪ ،‬مثلُ أبي‬ ‫إليه الأنظار‬ ‫‪ ،‬وتُوخه‬ ‫تُقطَعُ إليه الأعناق‬ ‫مَنْ‬ ‫اليوم‬ ‫بفاص علبه‬ ‫لا‬

‫عليئ والزبير‬ ‫ع!ه ‪ :‬أنه تخفَف‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫توفي‬ ‫حين‬ ‫خبَرِنا‬ ‫من‬ ‫وقد كان‬

‫ص!‪.‬‬ ‫الله‬ ‫فاطمةَ بنتِ رسول‬ ‫كان معهما ‪ ،‬في بيت‬ ‫عنهما ‪ ،‬ومن‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫‪.‬‬ ‫بثي ساعدة‬ ‫في سقيفة‬ ‫عنا الأنصار باجمعهم‬ ‫وتخففَ‬

‫إلى أبي بكر‪.‬‬ ‫واجتمعَ المهاجرون‬

‫!‬ ‫الأنصار‬ ‫من‬ ‫إخوانِنا‬ ‫إلى‬ ‫بنا‬ ‫‪ :‬انطلِق‬ ‫له ‪ :‬يا أبا بكر‬ ‫نقلتُ‬

‫‪ -‬وهما‬ ‫صالحان‬ ‫رجلان‬ ‫فلَقيَنا‬ ‫‪،‬‬ ‫بني ساعدة‬ ‫سقيفة‬ ‫فانطَلقنا إليهم في‬ ‫مع‬ ‫عمر‬ ‫ذهاب‬

‫يامعشر‬ ‫تريدونَ‬ ‫أين‬ ‫لنا‪:‬‬ ‫فقالا‬ ‫‪-‬‬ ‫ومَغنُ بن عدي‬ ‫ساعِدَة‬ ‫بن‬ ‫عُوَفيُ‬
‫س!بفة‬ ‫الى‬ ‫الصدبق‬

‫بني ماعدة‬
‫المهاجرين؟‬

‫الأنصار‪.‬‬ ‫من‬ ‫‪ :‬نريدُ إِخواننا هؤلاء‬ ‫فقلت‬

‫أَفركمأ‬ ‫‪ ،‬واقضوا‬ ‫لا تَقربوهم‬ ‫اق‬ ‫فقالا لنا ‪ :‬لا عليكم‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪05‬‬
‫لناتيئهم‪.‬‬ ‫واللهِ‬ ‫‪:‬‬ ‫فقلت‬

‫ا!فة‬ ‫في‬ ‫الأنمار‬ ‫فيها وبينهم رجل‬ ‫مجتمعون‬ ‫سقيفةِ بني ساعِدَة ‪ ،‬فإذا هم‬ ‫في‬ ‫فجئناهم‬

‫خلبفة‬ ‫لاختيار‬ ‫بثيابه ‪.‬‬ ‫يتغطَى‬ ‫مُؤئل‬

‫منهم‬ ‫؟‬ ‫هذا‬ ‫‪ :‬من‬ ‫فقلت‬

‫عُبادَة‪.‬‬ ‫بن‬ ‫‪ :‬سَغدُ‬ ‫فقالوا‬

‫‪ :‬مالَه؟‬ ‫فقلت‬

‫مريف!!‬ ‫وَجِعٌ‬ ‫‪ :‬هو‬ ‫قالوا‬

‫فجلَ!نشا معهم‪.‬‬

‫أهله ‪ ،‬ثم‬ ‫‪ ،‬بما هو‬ ‫عز وجل‬ ‫الله‬ ‫فأثنى على‬ ‫قام خطيبُهم‬ ‫ولما جلسنا‬

‫‪:‬‬ ‫قال‬

‫خطيب‬ ‫تول‬ ‫وكتيبةُ الإسلام ‪ ،‬وأنتم يامعشر‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫الله‬ ‫أنصارُ‬ ‫فنحن‬ ‫(أما بعد‪:‬‬

‫الأنصار‬ ‫منكم معشرَ المهاجرين‬ ‫جماعة‬ ‫‪ ،‬وقد جاءت‬ ‫متا‬ ‫وجماعة‬ ‫المهاجرين رهط‬

‫هذا‬ ‫من‬ ‫حفَنا‪ ،‬ويخرجونا‬ ‫ويأخذوا‬ ‫اصلنا‪،‬‬ ‫أن يختزلونا من‬ ‫يريدون‬

‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫!‬ ‫الأمر‬

‫في نفسي‬ ‫وأعددت‬ ‫‪ ،‬ارذتُ أن أتكلَم ‪ ،‬وقد زؤَزتُ وهئأتُ‬ ‫فلما سكتَ‬

‫بكر‪.‬‬ ‫ابي‬ ‫بين يدي‬ ‫‪ ،‬وأقولها‬ ‫خطيبهم‬ ‫كلام‬ ‫بها على‬ ‫أَرذُ‬ ‫‪،‬‬ ‫مقالةَ أعجبَتني‬

‫‪ .‬فقال‬ ‫وأوقَرَ مني‬ ‫احلمَ‬ ‫هو‬ ‫الحِذة ‪ ،‬وكان‬ ‫منه بعضَ‬ ‫أُداري‬ ‫كنتُ‬ ‫وقد‬

‫أن‬ ‫فكرِهْتُ‬ ‫‪.‬‬ ‫يتكلم‬ ‫يريدُ أن‬ ‫هو‬ ‫لأنه كان‬ ‫ا‬ ‫رِشلِك‬ ‫على‬ ‫بكر‪:‬‬ ‫أبو‬ ‫لي‬

‫وأوقر‪.‬‬ ‫مني‬ ‫أعلم‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫أُغضبه‬

‫إلا‬ ‫‪،‬‬ ‫وتَزويري‬ ‫اِعدادي‬ ‫في‬ ‫أعجبَتني‬ ‫كلمة‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ووالله ما ترَك‬ ‫وتكقم‬

‫سأقولُها‪.‬‬ ‫مما كنت‬ ‫قالها في بديهته ‪ ،‬أفضل‬

‫قال ‪:‬‬ ‫مما‬ ‫وكان‬

‫بكر‬ ‫أبو‬ ‫قال‬ ‫ماذا‬ ‫‪:‬‬ ‫بعد‬ ‫ةأما‬

‫خطنه‬ ‫في‬

‫‪51‬‬
‫إلا‬ ‫الأنرَ‬ ‫هذا‬ ‫العربَ لم تعرف‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫أهلُه‬ ‫فأنتم‬ ‫خير‬ ‫فما ذكرتُم من‬

‫وداراَ‪.‬‬ ‫نَسَبأ‬ ‫العرب‬ ‫‪ ،‬لأنهم أوسط‬ ‫من قريش‬ ‫لهذا الحي‬

‫أبي‬ ‫وبيد‬ ‫بيدي ‪،‬‬ ‫وأخذَ‬ ‫‪:‬‬ ‫الرجلين‬ ‫هذين‬ ‫أحدَ‬ ‫لكم‬ ‫رضيتُ‬ ‫وقد‬

‫‪. ،‬‬ ‫الجراح‬ ‫بن‬ ‫عبيدة‬

‫عُنُقي‬ ‫فتضربَ‬ ‫أقذَمَ‬ ‫لئِن‬ ‫‪ ،‬ووالله‬ ‫الكلمة‬ ‫غيرَ هذه‬ ‫أبو بكر‬ ‫‪;JL‬‬ ‫فلم أكره مما‬

‫أبو بكر‪.‬‬ ‫قومِ فيهم‬ ‫ان أتأئرَ على‬ ‫إليئ من‬ ‫إلى إثم ‪ ،‬أحسث‬ ‫لا يُقَزبني ذلك‬

‫أنا‬ ‫أحدُ الأنصار‪:‬‬ ‫المنذر‬ ‫الحبابُ بن‬ ‫قال‬ ‫ذلك‬ ‫أبو بكر‬ ‫فلما قال‬ ‫الحباب بن المنذر‬

‫أن‬ ‫‪ ،‬ويجبُ‬ ‫أنا داهيتُها‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫أكأنه‬ ‫المرتجَب‬ ‫‪ ،‬وعذيقُها‬ ‫المحَكك‬ ‫جذيلُها‬ ‫بكر‬ ‫أبما‬ ‫يرد على‬

‫قريش‪.‬‬ ‫أمير ‪ ،‬يامعشرَ‬ ‫‪ ،‬متا أمير ‪ ،‬ومنكم‬ ‫قولي‬ ‫إلى‬ ‫ويُرجَعَ‬ ‫‪،‬‬ ‫يوخَذَ براي‬

‫‪،‬‬ ‫الأصوات‬ ‫‪ ،‬وارتفعَت‬ ‫الفَغَطُ‬ ‫كثُرَ‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫المنذر‬ ‫بن‬ ‫الحباب‬ ‫قال‬ ‫فلما‬

‫‪.‬‬ ‫الاختلاف‬ ‫خشيتُ‬ ‫حتى‬

‫أبا بكر‪.‬‬ ‫يا‬ ‫يَدَك‬ ‫‪ :‬اُبسطْ‬ ‫بكر‬ ‫فقلْتُ لأبي‬ ‫ينهي الح!ف‬ ‫عمر‬

‫بايَعَه‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫بايَعَه المهاجرون‬ ‫ثم‬ ‫عمر‪،‬‬ ‫فبايَعَه‬ ‫يدَه ‪،‬‬ ‫بكر‬ ‫أبو‬ ‫فبسطَ‬ ‫ديبايم أبابكر‬

‫‪.‬‬ ‫‪I‬‬ ‫الأنصار‬

‫أَئراَ‪ ،‬هو‬ ‫حضَرَنا‬ ‫‪" :‬والله ما وجَدْنا فيما‬ ‫خطبته‬ ‫في‬ ‫يقول‬ ‫عمرُ‬ ‫وأضافَ‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫ابي بكر رضي‬ ‫مبايعةِ‬ ‫من‬ ‫أقوى‬

‫بَغدَنا بيعة‪،‬‬ ‫يُفِثوا‬ ‫بيعة ‪ ،‬أن‬ ‫تكن‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الأنصار‬ ‫فارَقنا‬ ‫إن‬ ‫خشينا‬ ‫لقد‬

‫مالا‬ ‫ونعملِ‬ ‫بايعوه ‪،‬‬ ‫من‬ ‫ونبايعَ‬ ‫نُتابعَهم‪،‬‬ ‫أن‬ ‫ف!ئا‬ ‫لأحَدهم‪،‬‬ ‫ويبايعوا‬

‫ونعارِضهم‪،‬‬ ‫نخالِفَهم‬ ‫داِتا أن‬ ‫‪،‬‬ ‫للمسلمين‬ ‫فيه مصلحة‬ ‫ليس‬ ‫نَرضاه ‪ ،‬وما‬

‫‪.‬‬ ‫الفساد‬ ‫فيكون‬

‫بيعَة للذي‬ ‫له ‪ ،‬ولا‬ ‫بيعَةَ‬ ‫‪ ،‬فلا‬ ‫المسلمين‬ ‫غيرِ مثورةِ‬ ‫اميراَ عن‬ ‫بايَعَ‬ ‫فمنْ‬

‫‪.)1()1‬‬ ‫إ‬ ‫بايَعَه‬

‫‪.‬‬ ‫‪247 -‬‬ ‫‪245‬‬ ‫‪: 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪52‬‬
‫أبو بكر يين شب‬ ‫رافعُ الطائي‬ ‫سَألَهُ‬ ‫للبيعة ‪ .‬فقد‬ ‫قبرلي‬ ‫سببَ‬ ‫بعد‬ ‫فيما‬ ‫بئنَ أبو بكر‬ ‫وقد‬

‫قبول البيمة‬ ‫مما ;‪ 411‬لرافع ‪:‬‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫في سقيفةِ بني ساعدة‬ ‫ما جرى‬ ‫عنه عن‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫بغدَها‬ ‫وتقع‬ ‫فتنة ‪،‬‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫وتخؤَفتُ‬ ‫‪،‬‬ ‫وقبِلْتُها منهم‬ ‫بايَعوني‬ ‫القد‬

‫البيعة )(‪.)1‬‬ ‫رِذة ‪ ،‬لو رفضْتُ‬

‫بيعتان لأب بكر‬ ‫المهاجرين‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫قِبَلِ‬ ‫من‬ ‫الصديق‬ ‫بكر‬ ‫بيعةُ أبي‬ ‫كانت‬ ‫وقد‬

‫في السقبفة‬ ‫الأولى‬ ‫ربيع‬ ‫شهر‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬يوم الإثنين ‪ ،‬الثاني عشر‬ ‫بني ساعدة‬ ‫في سقيفة‬ ‫والأنصار‪،‬‬

‫بوم الأئنبن‬ ‫‪.‬‬ ‫الأول‬

‫بن العوام ‪،‬‬ ‫الزبيرُ‬ ‫أو‬ ‫العباسُ او علي‬ ‫البيعة الأولى‬ ‫هذه‬ ‫يحضز‬ ‫ولم‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫بتجهيزِ‬ ‫مشغولين‬ ‫لأنهم كانوا‬

‫البيعةُ والثانية بيعة عامة‬ ‫‪ ،‬تَضَت‬ ‫الأول‬ ‫ربغ‬ ‫من‬ ‫عشر‬ ‫الثالث‬ ‫التالي ‪ :‬الثلاثاء‪،‬‬ ‫اليوم‬ ‫وفي‬

‫بوم‬ ‫في المجد‬ ‫‪،‬‬ ‫النبري‬ ‫المسجد‬ ‫‪ ،‬في‬ ‫والأنصار‬ ‫المهاجرين‬ ‫قِبَلِ‬ ‫العائةُ لَأبي بكر ‪ ،‬من‬ ‫الثانيةُ‬

‫الثلالاء‬
‫‪.‬‬ ‫سقيفةِ بني ساعدة‬ ‫له في‬ ‫‪ ،‬التي تضت‬ ‫الخاصة‬ ‫البيعةِ الأولى‬ ‫بعد‬ ‫وذلك‬

‫البيعة الأولى‪،‬‬ ‫عنه تفاصيلَ‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الخطاب‬ ‫عمرُ بن‬ ‫وبينما رَوى‬

‫عنه تفاصيلَ البيعة الثانية‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫أنسُ بن مالك‬ ‫فقد روى‬

‫الخطاب‬ ‫بن‬ ‫عمر‬ ‫يومُ الثلاثاء‪ ،‬جلس‬ ‫‪ :‬لما كان‬ ‫مالك‬ ‫أنسُ بن‬ ‫قال‬

‫المنبر‪،‬‬ ‫عنه بجانب‬ ‫الله‬ ‫أبو بكر رضي‬ ‫المنبر‪ ،‬وجلسَ‬ ‫عثه على‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫لا يتكلم‪.‬‬ ‫صادِت‬ ‫وهو‬

‫في‬ ‫بخطب‬ ‫عمر فقال ‪ :‬قد كنتُ ارجو أق عمر‬ ‫وقف‬ ‫فلما اجتمعَ الناسُ في المسجد‪،‬‬

‫المسجد وبطلب‬ ‫‪!5‬‬ ‫و!كون آخرنا موتأ‪ ،‬ف!ن !كن هـء‬ ‫يَذبِرَشا‬ ‫ع! ‪ ،‬حتى‬ ‫الله‬ ‫يعيشَ رسول‬
‫سايعة أب بكر‬ ‫ص‬ ‫?‬ ‫ص ‪.‬‬ ‫ص‬
‫هديُْ‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫به‬ ‫تهتدون‬ ‫نورا‪،‬‬ ‫بين أظهركم‬ ‫قد جعل‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬ف!ن‬ ‫تد مات‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫الرسول‬

‫‪ ،‬إد هُما في‬ ‫اثنين‬ ‫وهو ثاني‬ ‫!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫بكر هو صاحبُ‬ ‫ابا‬ ‫لىان‬

‫‪.‬‬ ‫‪248 -‬‬ ‫‪247 : 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ ،‬فقوموا‬ ‫بأمُوركم‬ ‫المسلمين‬ ‫أَؤلى‬ ‫أَفرَكم عليه ‪ ،‬وهو‬ ‫الله‬ ‫جَمَعَ‬ ‫وقد‬ ‫الغار‪،‬‬

‫!‬ ‫فبايعوه‬

‫المنبر‪.‬‬ ‫‪ :‬اصعَد‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بكر‬ ‫لأبي‬ ‫عمر‬ ‫ثم قال‬

‫والأنصار‪.‬‬ ‫عامةُ المهاجرين‬ ‫فبايَعَه‬ ‫المنبر ‪،‬‬ ‫أبو بكر‬ ‫فصعدَ‬

‫بما‬ ‫عليه‬ ‫وأَثْنى‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫فحمدَ‬ ‫الله عنه ‪،‬‬ ‫رضي‬ ‫الصديق‬ ‫أبو بكر‬ ‫تكلمَ‬ ‫ثم‬

‫أهلُه‪.‬‬ ‫هو‬

‫بعد‪:‬‬ ‫‪ :‬اما‬ ‫تال‬ ‫ثم‬

‫أحْسنْتُ‬ ‫! ف!ق‬ ‫بخيرِكم‬ ‫ولستُ‬ ‫عليكم‬ ‫وُئيتُ‬ ‫قد‬ ‫ف!ثي‬ ‫الناس!‪:‬‬ ‫(أيها‬ ‫بكر‬ ‫أبا‬ ‫نص خطبة‬

‫خيانة‪.‬‬ ‫أمانة ‪ ،‬والكذبُ‬ ‫‪ .‬الصدقُ‬ ‫فقؤموني‬ ‫أسأتُ‬ ‫‪ ،‬وان‬ ‫الببمة فأعينوني‬ ‫بدي‬ ‫ببن‬

‫العامة‬
‫له ‪ ،‬إن‬ ‫الحق‬ ‫وآخذَ‬ ‫‪،‬‬ ‫عفَتَه‬ ‫أُزيحَ‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫عندي‬ ‫قوي‬ ‫منكم‬ ‫والضعيفُ‬

‫الله‪.‬‬ ‫شاء‬ ‫منه ‪ ،‬إن‬ ‫اَخذَ الحق‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫عندي‬ ‫ضعيفث‬ ‫فيكم‬ ‫‪ ،‬والقوي‬ ‫الله‬ ‫شاء‬

‫قوم‬ ‫بالذل ‪ ،‬ولا لغ‬ ‫اللهُ‬ ‫‪ ،‬إلا ضربهم‬ ‫الله‬ ‫لا ياع قومٌ الجهاد في سبيل‬

‫بالبلاء‪.‬‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬إلا عفَهم‬ ‫الفاحثمةَ فيهم‬

‫طاعة‬ ‫فلا‬ ‫‪،‬‬ ‫ورسولَه‬ ‫اللهَ‬ ‫ف!ذا عصيتُ‬ ‫‪،‬‬ ‫ورسوله‬ ‫اللهَ‬ ‫ما أَطعتُ‬ ‫أَطيعوني‬

‫لي عليكم (‪.)11 !)1‬‬

‫عنه بيعة علي بن أبي طالب‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الخدري‬ ‫أبو سعيد‬ ‫وقد روى‬

‫عنهما‪.‬‬ ‫الله‬ ‫لأبي بكر الصديق رضي‬

‫وجوه‬ ‫المنبر‪ ،‬نظرَ في‬ ‫أبو بكر‬ ‫‪ :‬لما صعدَ‬ ‫الخدري‬ ‫أبو سعيد‬ ‫قال‬ ‫يابعان‬ ‫وعلي‬ ‫الزببر‬

‫البوم‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫بكر‬ ‫ابا‬


‫‪.‬‬ ‫العوام‬ ‫الزبيرَ بن‬ ‫يَرَ‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫القوم‬

‫‪.‬‬ ‫فجاء‬ ‫بالزبير‬ ‫فدعا‬

‫تشق‬ ‫أن‬ ‫أيرلريدُ‬ ‫‪،‬‬ ‫دَ‪-‬كأِ‪ ،‬وحوارته‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫ابنَ عمةِ‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬ ‫بكر‬ ‫أبو‬ ‫له‬ ‫فقال‬

‫المسلمين؟‬ ‫عصا‬

‫‪.‬‬ ‫‪248 : 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪of‬‬
‫فقامَ الزبير‪،‬‬ ‫!ك! ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫ياخليفةَ‬ ‫عليك‬ ‫لا تثريبَ‬ ‫الزبير ‪:‬‬ ‫فقال‬

‫أبا بكر!‬ ‫فبايَعَ‬

‫‪ .‬فدعا‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫علبئ‬ ‫يَرَ‬ ‫فلم‬ ‫القوم ‪،‬‬ ‫وجوه‬ ‫في‬ ‫بكر‬ ‫نظرَ أبو‬ ‫ثم‬

‫‪ ،‬فجاء‪.‬‬ ‫بعلي‬

‫ان‬ ‫أتريدُ‬ ‫ابنته ‪،‬‬ ‫على‬ ‫وختْنَه‬ ‫‪-‬ح! ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫ابنَ عئم رسول‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬ ‫له أبو بكر‬ ‫فقال‬

‫المسلمين؟‬ ‫تشق عصا‬

‫عليئ ‪ ،‬فبايَعَ‬ ‫‪ ،‬فقام‬ ‫ب!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫ياخليفة‬ ‫عليك‬ ‫‪ :‬لا تثريبَ‬ ‫علي‬ ‫فقال‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أبا بكر‬

‫أبا‬ ‫بايَعا‬ ‫والزبيرَ‬ ‫عليأ‬ ‫أنَ‬ ‫تدكُ على‬ ‫الصحيحة‬ ‫الخدري‬ ‫وروايةُ أبي سعيد‬

‫يومُ الثلاثاء(‪.)1‬‬ ‫جمض ‪ ،‬وهو‬ ‫اللَه‬ ‫اليوم التالي لوفاةِ رسول‬ ‫في‬ ‫بكر‬

‫بن‬ ‫أن الإمامَ اهتمام سلم‬ ‫الصحيحِ‬ ‫الخدري‬ ‫أبي سعيد‬ ‫اهميةِ حديث‬ ‫يدكُ على‬ ‫ومما‬

‫الحجاج بحديث‬ ‫‪ ،‬الذي هو أ!عُ الكت‬ ‫الجامع الصحيح‬ ‫"مسلم بن الحجاج ) ‪ -‬صاحب‬

‫بن مبالقلعآألناعلي‬ ‫الإمام الحافظ محمد‬ ‫إلى شيخه‬ ‫البخاري ‪-‬ذهبَ‬ ‫الحدثية بعد صحيحِ‬

‫ابن خزيمة ‪-‬فسألَه عن هذا الحديث‪،‬‬ ‫صحيح‬ ‫بن خزيمة ‪ -‬صاحب‬ ‫إسحاق‬

‫عليه‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪I‬‬ ‫وقرَ‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديث‬ ‫له ابن خزيمة‬ ‫فكنبَ‬

‫ابن‬ ‫ا فقال‬ ‫بدنة‬ ‫يساوي‬ ‫الحديث‬ ‫‪ :‬هذا‬ ‫خزيمة‬ ‫ابن‬ ‫لث!يخه‬ ‫مسلئم‬ ‫فقال‬

‫!‬ ‫!‬ ‫مال‬ ‫بدرة‬ ‫‪ ،‬إنه يساوي‬ ‫فقط‬ ‫بَدَنَة‬ ‫لا يساوي‬ ‫الحديثُ‬ ‫‪ :‬هذا‬ ‫خزيمة‬

‫حبيب بن أي ئابت‬ ‫المبايعين لأبي بكر في‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫أن عليئَ بن أبي طالب‬ ‫يدكُ على‬ ‫ومما‬

‫محلي‬ ‫مار!‬ ‫بروي‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬حيث‬ ‫ثابت‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫حبيبُ‬ ‫‪ :‬مارواه‬ ‫الثلاثاء‬ ‫البيعة العامة الثانية ‪ ،‬يوم‬

‫الببعة‬ ‫الى‬ ‫أبو‬ ‫جَلَسَ‬ ‫له ‪ :‬قد‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫بيته ‪ ،‬فأتاه رجل‬ ‫في‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫عليئُ بن‬ ‫كان‬

‫للبيعة‪.‬‬ ‫بكر‬

‫وهو‬ ‫‪ ،‬ما عليه إزارٌ ولا رداء‪،‬‬ ‫له‬ ‫قميصِ‬ ‫في‬ ‫إلى المسجدِ‬ ‫علي‬ ‫نخرجَ‬

‫‪.‬‬ ‫‪924‬‬ ‫‪: 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪55‬‬
‫إلى‬ ‫‪ ،‬وبَعثَ‬ ‫جلس‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫أبا بكر‬ ‫فبايَعَ‬ ‫البيعة ‪.‬‬ ‫عن‬ ‫يبطىءَ‬ ‫ان‬ ‫‪ ،‬كراهةَ‬ ‫متعحل‬

‫قميصه‪.‬‬ ‫فوقَ‬ ‫به ‪ ،‬فلبسه‬ ‫ردائه ‪ ،‬فجاؤوه‬

‫له‪:‬‬ ‫عنه ‪ ،‬فقال‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫زيد‬ ‫سعيدَ بن‬ ‫حريث‬ ‫بن‬ ‫سالَ عمرو‬ ‫وقد‬ ‫وسعيدبن زيديخبر‬

‫ع!ه؟‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫وفاةَ‬ ‫أَيثهذتَ‬ ‫علىم ئخلف‬ ‫عن‬

‫قال ‪ :‬دمم‪.‬‬ ‫م!حاب عن الببعةَ‬

‫بويعَ أبو بكر؟‬ ‫له ‪ :‬متى‬ ‫قال‬

‫بعض‬ ‫يبقوا‬ ‫أن‬ ‫المسلمون‬ ‫‪ ،‬كره‬ ‫ىلمج!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫‪ :‬يومَ ماتَ‬ ‫سعيد‬ ‫قال‬

‫!‬ ‫!‬ ‫جماعة‬ ‫في‬ ‫يوم ‪ ،‬وليسوا‬

‫أبا بكر؟‬ ‫أحا‬ ‫خالفَ‬ ‫قال ‪ :‬هل‬

‫أَنقذَ اللهُ‬ ‫وتد‬ ‫يرتد‪،‬‬ ‫كادَ أن‬ ‫او‬ ‫يخالِفْه إلا مرتد‪،‬‬ ‫لا ‪ .‬لم‬ ‫‪:‬‬ ‫سعيد‬ ‫قال‬

‫!‬ ‫وبايعوه‬ ‫عليه‬ ‫فجمَعَهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الأنصار‬

‫بيعته؟‬ ‫عن‬ ‫قعدَ أحدٌ من المهاجرين‬ ‫قال ‪ :‬هل‬

‫أ‬ ‫!‬ ‫بيعته‬ ‫على‬ ‫تتابعَ المهاجرون‬ ‫‪ :‬لا ‪ .‬لقذ‬ ‫سعيد‬ ‫قال‬

‫لأبي بكر‬ ‫عنه خطبةَ أخرى‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الرحمن بن عوف‬ ‫عبدُ‬ ‫وروى‬

‫بيعتُه العامة الثانية‪.‬‬ ‫تصت‬ ‫عنه ‪ ،‬بعدما‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫حريصأ‬ ‫فقال ‪ :‬ماكنتُ‬ ‫أبو بكر‪،‬‬ ‫‪ :‬خطبَ‬ ‫بن عوف‬ ‫قال عبد الرحمن‬ ‫وولي‬ ‫الزبير‬

‫ولا علانية‪.‬‬ ‫‪ ،‬ولا سألتُها في سز‬ ‫ليلة‬ ‫الإمارة يومأ ولا‬ ‫على‬ ‫قبهما‬ ‫بسجلان‬

‫! دمانا‬ ‫!‬ ‫المشورة‬ ‫لا لأنا أُخزنا عن‬ ‫!‬ ‫والزبير ‪ :‬والله ما غضبنا‬ ‫علي‬ ‫فقال‬ ‫بعدمبايعتهما‬

‫شَرَفه‪،‬‬ ‫الغار ‪ ،‬دانا لنعرفُ‬ ‫بها ‪ ،‬إنه صاحبُ‬ ‫الناس‬ ‫أحق‬ ‫هو‬ ‫أبا بكر‬ ‫ان‬ ‫لنرى‬

‫بالناس ‪ ،‬وهو حَيّ(‪!)1‬‬ ‫أن يصلي‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫أَمَره‬ ‫ولقد‬

‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عنه أبا بكر الصديق‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن أبي طالب‬ ‫علي‬ ‫فبايعَ‬

‫مرتَيْن‪:‬‬

‫‪.255‬‬ ‫‪: 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪10‬‬
‫علي بن أب طالب‬ ‫ءلمجوو‪ ،‬حيث‬ ‫النَه‬ ‫رسول‬ ‫وفاة‬ ‫ليوم‬ ‫التالي‬ ‫‪ :‬يومُ الثلاثاء‪،‬‬ ‫الأولى‬ ‫المرة‬

‫بكر صتبن‬ ‫أبا‬ ‫بابم‬ ‫بن أبي‬ ‫حبيب‬ ‫روى‬ ‫إِزار‪ ،‬كما‬ ‫بدون‬ ‫قميم!‬ ‫وعليه‬ ‫جاءَ عَجِلاَ مسرعأ‪،‬‬

‫ثابت‪.‬‬

‫بعد ستة‬ ‫توقيت‬ ‫حيث‬ ‫عنها‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫فاطمة‬ ‫وفاةِ‬ ‫الثانية ‪ :‬بعدَ‬ ‫والمرة‬

‫وفاةِ أبيها يك!ح(‪. )1‬‬ ‫من‬ ‫أشهر‬

‫عنه ‪ ،‬لم‬ ‫الله‬ ‫الستة متابعأ لأبي بكر رضي‬ ‫الشهور‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫علي‬ ‫وكان‬

‫‪،‬‬ ‫الجماعات‬ ‫‪ ،‬ولم ينقطغَ عنه في جماعبما من‬ ‫الأوقات‬ ‫من‬ ‫وقتِ‬ ‫في‬ ‫يُفارِفه‬

‫تدبير أمور المسلمين‪.‬‬ ‫‪ ،‬وفي‬ ‫وكان يشاركُه في المشورة‬

‫ءفب‬ ‫بميراثِ سبب‬ ‫تطالبُه‬ ‫فاطمة من أبي بكر‪ ،‬هو أنها جاءت‬ ‫أغضب‬ ‫والذي‬

‫ب‬ ‫أ‬ ‫من‬ ‫فاطمة‬ ‫ميراثاَ ‪.‬‬ ‫يترك‬ ‫‪-‬لمجلم‬ ‫اللّه‬ ‫أبيها ‪ ،‬فأخبَرَها أن رسول‬

‫بكر‪ ،‬والحق ممه‬ ‫‪ :‬لا ووقتسِم ورثتي‬ ‫بًئِ !ال‬ ‫الفه‬ ‫رسول‬ ‫عن‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫أبو هريرة‬ ‫روى‬

‫صَدَقة‪.‬‬ ‫‪ ،‬فهو‬ ‫ومؤنةِ عاملي‬ ‫نفقةِ نسائي‬ ‫بعد‬ ‫‪ ،‬ما تركْتُ‬ ‫ديناراَ ولا درهماَ‬

‫اجتمعتْ‬ ‫ع!ر‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫توفي‬ ‫حين‬ ‫عنها‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عائشة‬ ‫وقالت‬

‫ميراثهن‬ ‫‪ ،‬ليسألنه‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫إلى‬ ‫عثمانَ‬ ‫‪ ،‬فاَردْنَ أن يبعثن‬ ‫ازواجُه‬

‫‪ ،‬ما تركناه‬ ‫لا نورث‬ ‫ع!ز‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ ‫قد‬ ‫‪ :‬أليس‬ ‫عائشة‬ ‫لهن‬ ‫فقالت‬

‫صدقة؟‬

‫ذلك‪.‬‬ ‫على‬ ‫فوافَقنَها‬

‫نطلب‬ ‫فاطمة‬ ‫عنها ‪ :‬أن فاطمةَ والعباس‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عائشة‬ ‫بن الزبير عن‬ ‫عروة‬ ‫وروى‬

‫ميراث النبي مع‬ ‫‪+‬ع!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫يراثَهما من رسول‬ ‫عنهم ‪ ،‬يلتمسان‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بكر الصديق‬ ‫أتيا أبا‬

‫يررث‬ ‫لا‬ ‫أت‬ ‫‪.‬‬ ‫خيبر‬ ‫من‬ ‫نَدَك ‪ ،‬وسَفمَه‬ ‫من‬ ‫أزضَه‬ ‫حينئذِ يطلبان‬ ‫وهما‬

‫يقول ‪" :‬لا نورَث ‪ ،‬ما تَرَكْنا‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫فقال لهما أبو بكر ‪ :‬سمعتُ‬

‫المال ‪،‬ا‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬إنما يأكُلُ آلُ محمد‬ ‫صدقة‬

‫‪.‬‬ ‫‪YA 6‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫والنهاية‬ ‫البداية‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪57‬‬
‫يضنَعُه إلا صنَغتُه‪.‬‬ ‫كان‬ ‫ع!د‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫رأيت‬ ‫أَنراَ‬ ‫أَدعُ‬ ‫لا‬ ‫وأنا واله‬

‫عنه(‪.)1‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫أبا بكر‬ ‫‪ ،‬وهَجَرت‬ ‫فَغَضِبَتْ فاطمة‬

‫بيتها‪،‬‬ ‫اليها ابو بكر في‬ ‫ذهبَ‬ ‫عنها‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫فاطمة‬ ‫وقبلَ أن تموت‬ ‫ابو بكر يسزضي‬

‫ناطمة فبل وناتيا فترضاهاأ‬

‫أتاها أبو بكر‬ ‫عنها‪،‬‬ ‫الله‬ ‫فاطمةُ رضي‬ ‫‪ :‬لما مرضَت‬ ‫ل عامرُ الشعبي‬ ‫تا‬

‫‪ ،‬فاستأذَنَ عليها‪.‬‬ ‫الصديق‬

‫لفاطمة ‪ :‬هذا ابو بكر يستأذنُ عليكأ‬ ‫فقال علي‬

‫أن اَذنَ له؟‬ ‫له ‪ :‬أدحبُّ‬ ‫فقالت‬

‫‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫قال‬

‫لها ‪ :‬واللهِ ما تركتُ‬ ‫وقال‬ ‫ضاها‪،‬‬ ‫يتر‬ ‫فدَخَلَ عليها‬ ‫بكر‪،‬‬ ‫فأذِنَت لأبي‬

‫رسوله‪،‬‬ ‫ومرضاةِ‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫مرضاةِ‬ ‫ابتغاءَ‬ ‫إلا‬ ‫والعشيرةَ‬ ‫والأهلَ‬ ‫الدارَ والمالَ‬

‫أهلَ البيت!‬ ‫يا‬ ‫ومرضاتِكم‬

‫رضيَتْ(‪! !)2‬‬ ‫فلم يزذ يترضحاها حتى‬

‫في‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫إلى‬ ‫عليئ‬ ‫ذهب‬ ‫الله عنها‪،‬‬ ‫رضي‬ ‫فاطمةُ‬ ‫ماتت‬ ‫ولما‬ ‫مرةلانية‬ ‫ببابع‬ ‫علي‬

‫وذكَرَ فضيلَتَه‬ ‫بكر‪،‬‬ ‫أبي‬ ‫‪ ،‬وعبهمَ حق‬ ‫وكقَمَه أمامَ المسلمين‬ ‫المسجد‪،‬‬ ‫بمدوفاة ناطمة‬

‫عنهما‪.‬‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬رضي‬ ‫فبايَعَه‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫إلى‬ ‫قامَ‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫وسابقَتَه‬

‫لأبي بكر بعد وفاةِ فاطمة ‪ ،‬مؤَكدةٌ للصلح‪،‬‬ ‫علي‬ ‫بيعة ثانية من‬ ‫وهذه‬

‫لوفاةِ‬ ‫اليومُ الثاني‬ ‫له ‪ ،‬يومَ الثلاثاء‪،‬‬ ‫الأولى‬ ‫بيعَتُه‬ ‫سبقتها‬ ‫ولكن‬

‫صاحب‬ ‫الإمامُ مسلم‬ ‫ورخحَها‬ ‫‪،‬‬ ‫الصحابة‬ ‫رواها‬ ‫‪-‬لمج!‪ ،‬كما‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫الإمام ابن خزيمة!‬ ‫‪ ،‬وشيخه‬ ‫الصحيح‬

‫الرواة أن عليأ‬ ‫بعضُ‬ ‫لأبي بكر ‪ ،‬ظن‬ ‫الثانية‬ ‫عليئ‬ ‫بيعةُ‬ ‫لما وقعَت‬ ‫ولكن‬ ‫مبايعنه‬ ‫فظوها‬

‫الأللى‬

‫‪.‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪: 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.928‬‬ ‫‪: 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪58‬‬
‫‪ ،‬ورواتُه‬ ‫الحديث‬ ‫به حُماظُ‬ ‫ما قال‬ ‫الصحيحَ‬ ‫قَنلها ‪ .‬ولكن‬ ‫لم يبايعْ أبا بكر‬

‫(‪.)1‬‬ ‫الله‬ ‫رحمه‬ ‫مسلم‬ ‫‪ ،‬كالإمام‬ ‫الثقاث‬

‫المجن‬ ‫الله‬ ‫توفيق‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫انتخاب‬ ‫ألهمَهم‬ ‫عندما‬ ‫الخير‪،‬‬ ‫اختارَ اللهُ للمسلمين‬ ‫لقد‬

‫الصديق‬ ‫بانتخاب‬ ‫‪.‬‬ ‫عنه خليفةَ لهم‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الصديق‬

‫خلبفة‬ ‫‪ ،‬في تثبيت أركان‬ ‫ومهمةٌ عظيمة‬ ‫كبير‪،‬‬ ‫امام أبي بكر واجبٌ‬ ‫وقد كان‬

‫وفاة‬ ‫عن‬ ‫الطارئة الخطيرة ‪ ،‬التي نتجتْ‬ ‫المشكلاتِ‬ ‫دولة الخلافة ‪ ،‬وحل‬

‫عظً‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫ايأمورِ‬ ‫من‬ ‫ما واجهه‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬في‬ ‫الصائب‬ ‫للرأي‬ ‫أبا بكر‬ ‫الله‬ ‫وفقَ‬ ‫وقد‬

‫‪.‬‬ ‫والمشكلات‬ ‫والأحداثِ‬

‫قِبَلِ‬ ‫عجيبة ‪ ،‬من‬ ‫هـاغراءاتِ وعروض‬ ‫أبو بكر بمساوماتِ‬ ‫وُوجه‬ ‫ولقد‬

‫ومالَ‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫وعن‬ ‫عنه‬ ‫ليكفّوا‬ ‫‪،‬‬ ‫والخارجين‬ ‫والمرتدين‬ ‫المخالفين‬

‫‪ ،‬ريثما يتقؤى‬ ‫والمساومات‬ ‫العروض‬ ‫تلك‬ ‫قَبولِ‬ ‫حولَه إلى‬ ‫الصحابة‬ ‫بعضُ‬

‫‪.‬‬ ‫المسلمون‬

‫بكر‬ ‫الله أبا‬ ‫توفيق‬ ‫العروض‬ ‫تلك‬ ‫رفضِ‬ ‫إلى‬ ‫الله عنه‬ ‫رضي‬ ‫بكر‬ ‫أبا‬ ‫الله ألهمَ‬ ‫ولكن‬

‫دلرأي المواب‬ ‫الكتاب‬ ‫على‬ ‫الوثيق‬ ‫والثبات‬ ‫‪،‬‬ ‫القيامِ بتنازلات‬ ‫وعدم‬ ‫‪،‬‬ ‫والمساو!ات‬

‫عتًب!‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫‪ ،‬وسيرةِ‬ ‫والسنة‬

‫‪.‬‬ ‫‪286‬‬ ‫‪: 5‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫والثانية‬ ‫الأولى‬ ‫المسلمين‬ ‫وبيعة‬ ‫‪،‬‬ ‫صاعدة‬ ‫بني‬ ‫سقيفة‬ ‫أحداث‬ ‫تفاصيل‬ ‫انظر‬

‫الأولى والثانية له في‪:‬‬ ‫وبيعة علي‬ ‫بكر‪،‬‬ ‫لأبي‬

‫‪.557- 551‬‬ ‫سيرة ابن هشام ‪:7‬‬ ‫الأنف للسهيلي شرح‬ ‫‪ -‬الروض‬

‫‪.554 -‬‬ ‫ا ‪944 :‬‬ ‫الأرناؤوط‬ ‫شعيب‬ ‫بتحقيق‬ ‫بن حنبل‬ ‫أحمد‬ ‫‪ -‬ومسند‬

‫‪. \r _s .r r‬‬ ‫‪ -‬وتارلخ الطبري ‪:3‬‬

‫‪.192 -‬‬ ‫‪ ،‬و ‪285 : 5‬‬ ‫‪254 -‬‬ ‫لابن كثير ‪245 : 5‬‬ ‫والنهاية‬ ‫والبداية‬ ‫‪-‬‬

‫وترجيحاته وتحقيقاته النفيسة‬ ‫ابن كير‬ ‫روايات‬ ‫اعتمادي على‬ ‫معظم‬ ‫وكان‬

‫تعالى‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رحمه‬

‫‪oq‬‬
‫وملاينةِ‬ ‫‪ ،‬بمسايتر‬ ‫الصحابة‬ ‫عليه بعض‬ ‫بما أشار‬ ‫أخذَ ابو بكر‬ ‫ولو‬

‫شرعية!‬ ‫‪9‬‬ ‫على‬ ‫لقضى‬ ‫‪،‬‬ ‫الزكاة والمرتدين‬ ‫مانعي‬ ‫ومفاوضة‬ ‫‪،‬‬ ‫الخارجين‬

‫عن‬ ‫الإسلامية‬ ‫الدولةُ‬ ‫ولانحرفت‬ ‫‪،‬‬ ‫الأولى‬ ‫ايامها‬ ‫منذ‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامية‬ ‫الدولة‬

‫والسنة‪.‬‬ ‫الدقيق البصير بالكتاب‬ ‫الالتزامِ‬

‫‪ ،‬لولا‬ ‫لا إله إلا هو‬ ‫الذي‬ ‫واللهِ‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬حيث‬ ‫هريرة‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ ‫الله‬ ‫ورضي‬

‫الله!‬ ‫عُبِدَ‬ ‫لما‬ ‫‪،‬‬ ‫استُخْلف‬ ‫أبا بكر‬ ‫أن‬

‫الهزَات العنيفة‪،‬‬ ‫من‬ ‫عنه خلافتَه بمجموعةِ‬ ‫الله‬ ‫بدأ أبو بكر رضي‬ ‫وقد‬ ‫عهده‬ ‫بدأ الصديق‬

‫إلى‬ ‫الثباتِ والتثبيت ‪ ،‬ووفقه‬ ‫حسن‬ ‫على‬ ‫الله‬ ‫الحادة ‪ ،‬فأعانه‬ ‫والمشكلاتِ‬ ‫وشكلات‬ ‫بزات‬

‫والسنة‪.‬‬ ‫‪ ،‬الملتزمِ بالكتاب‬ ‫والعلاج‬ ‫الحل‬ ‫حسْنِ‬

‫أبو بكر‪:‬‬ ‫الحادة التي واجهها‬ ‫المشكلات‬ ‫ومن‬

‫‪ .‬وقد سبقَ أن ذكزنا موقفَه منها ‪ ،‬وحفَه‬ ‫!‬ ‫النّه‬ ‫ا ‪ -‬مشكلةُ وفاة رسول‬
‫أربع‬ ‫أخطر‬

‫السابقة‪.‬‬ ‫ا التاريخية‬ ‫(القبسة‬ ‫لها ‪ ،‬في‬ ‫واجهها‬ ‫مثكلات‬

‫على‬ ‫والقضاءِ‬ ‫عليه ‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫وجمع‬ ‫‪،‬‬ ‫اختيارِ الخليفة‬ ‫مشكلةُ‬ ‫‪- 2‬‬

‫ومبايعةِ الأنصار ‪ ،‬والحصولِ‬ ‫رضا‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬والحصولِ‬ ‫بذور الفرقة والخلاف‬

‫عنهم ‪ ،‬وقد تكفَمنا‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬رضي‬ ‫وعلي‬ ‫ومبايعة آل البيت كالعباس‬ ‫رضا‬ ‫على‬

‫‪. .‬‬ ‫المشكلة‬ ‫لهذه‬ ‫حفه‬ ‫عن‬

‫اسامة‪.‬‬ ‫جيش‬ ‫إنفاذِ‬ ‫‪ - 3‬مشكلةُ‬

‫مانعي الزكاة ‪.‬‬ ‫وعروض‬ ‫‪ - 4‬مشكلةُ مساوماتِ‬

‫وخه‬ ‫قد‬ ‫ع!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫فإننا نعلمُ أن‬ ‫اسامة ‪،‬‬ ‫جيش‬ ‫أما موضوعُ‬ ‫أصامة‬ ‫نوقف جبق‬

‫بلاد الشام ‪ ،‬ليواجِهَ الروم‬ ‫إلى البلقاء من‬ ‫عنهما‬ ‫الله‬ ‫أسامة بن زيد رضي‬ ‫مرض‬ ‫بشب‬
‫في‬ ‫استشهد‬ ‫الذي‬ ‫الله عنه ‪،‬‬ ‫رضي‬ ‫حارثة‬ ‫بن‬ ‫بثأرِ أبيه زيد‬ ‫ويأخذَ‬ ‫‪،‬‬ ‫هناك‬
‫ووفانه‬ ‫الرسول‬

‫مؤتة‪.‬‬ ‫معركة‬

‫كبارُ الصحابة‪،‬‬ ‫‪ ،‬فيهم‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫مجاهد‬ ‫اَلاف‬ ‫ثلاثةُ‬ ‫معه‬ ‫وكان‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫كعمر بن الخطاب‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪65‬‬
‫الذي مات‬ ‫وَ! مرضه‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫للمسير‪ ،‬مرضَ‬ ‫ولما توخه الجيش‬

‫قربَ المدينة ‪ ،‬ليرى‬ ‫في منطقة الجُزف‬ ‫أسامة بن زيد بالجيش‬ ‫فيه ‪ ،‬فعسكَرَ‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫أمرُ‬ ‫عليه‬ ‫سيكون‬ ‫ماذا‬

‫المشكلاتِ‬ ‫أسامة ولكن‬ ‫جيش‬ ‫مسير‬ ‫‪-‬حع ‪ ،‬توقفَ‬ ‫الله‬ ‫ولما تُوفي رسول‬

‫ظهر‬ ‫حيث‬ ‫ىلمجرو‪،‬‬ ‫الله‬ ‫وفاة رسول‬ ‫المدينة بعد‬ ‫في‬ ‫المسلمين‬ ‫على‬ ‫زادت‬

‫العربية ‪ ،‬وحول‬ ‫الجزيرة‬ ‫القبائل العربية في‬ ‫المدينة ‪ ،‬وارتذَت‬ ‫النفاق في‬

‫من‬ ‫العرب‬ ‫‪ ،‬وامتنعَ بعضُ‬ ‫النبوة‬ ‫اذعوا‬ ‫كذابون‬ ‫اشخاصق‬ ‫المدينة ‪ ،‬وظهرَ‬

‫على‬ ‫الزكاة والخارجون‬ ‫ومانعو‬ ‫الأعداءُ والمرتدون‬ ‫الزكاة ‪ ،‬وخمدَ‬ ‫دفع‬

‫الخلافة فيها‪.‬‬ ‫لغزوِ المدينة ‪ ،‬والقضاءِ على‬ ‫الخليفة جموعَهم‬

‫الم!يق‬ ‫على‬ ‫نبرون‬ ‫‪،‬‬ ‫الأخطار‬ ‫هذه‬ ‫يلاحظون‬ ‫أبي بكر الصديق‬ ‫حول‬ ‫كبارُ الصحابة‬ ‫وكان‬

‫ب!لغاءجين!أسامة‬ ‫‪،‬‬ ‫المجاهدين‬ ‫الثلاثة من‬ ‫باَلافه‬ ‫أسامة‬ ‫بهم ‪ ،‬فرأوا أن يبقى جيش‬ ‫المحدقة‬

‫!‬ ‫الغزاة‬ ‫المدينة ‪ ،‬ليواجهَ جموعَ‬ ‫في‬

‫‪ ،‬وعدمِ إنفاذه إلى‬ ‫الجيش‬ ‫ب!بقاءِ‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫أبي بكر رضي‬ ‫على‬ ‫فأشاروا‬

‫الجيش‬ ‫غير الحكمةِ خروجَ‬ ‫ورأواِ أن من‬ ‫!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫أَمَرَ‬ ‫الثام ‪ ،‬كما‬

‫خيرةِ‬ ‫من‬ ‫آلاف‬ ‫ثلاثةِ‬ ‫المدينة من‬ ‫وتفريغ‬ ‫الجو‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫المدينة ‪ ،‬في‬ ‫من‬

‫!‬ ‫!‬ ‫رجالها‬

‫الصدبق‬ ‫امرار‬ ‫به ‪،‬‬ ‫ما أشاروا‬ ‫على‬ ‫يوافِقهم‬ ‫لم‬ ‫الله عنه‬ ‫رضي‬ ‫الصديق‬ ‫أبا بكر‬ ‫ولكن‬

‫الجش‬ ‫انفاذ‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬لكن‬ ‫الموقف‬ ‫بالخطر ‪ ،‬دادراكَ خطورةِ‬ ‫الإحساسَ‬ ‫أنه كان يشاركُهم‬ ‫رغم‬

‫أصدره‬ ‫أمْرِ‬ ‫ب!لغاءِ‬ ‫عهده‬ ‫يبدأُ‬ ‫؟ وكيف‬ ‫ي!‬ ‫الله‬ ‫عقدَهُ رسول‬ ‫لواءَ‬ ‫يحل‬ ‫كيف‬

‫يئ!؟‬ ‫الله‬ ‫يوقِف جيشأ شكًله رسول‬ ‫؟ وكيف‬ ‫ب!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫ما‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫‪ ،‬وليكن‬ ‫ع!وِو‬ ‫أمر الرسول‬ ‫كما‬ ‫إنفاذِ الجيش‬ ‫لا بذَ من‬

‫أمرَ‬ ‫أمةَ تنفذُ‬ ‫يضيعَ‬ ‫لن‬ ‫الله‬ ‫لأن‬ ‫إلا الخير‪،‬‬ ‫‪ ،‬ولا يكونُ‬ ‫يكون‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫عنها قالت ‪ :‬لما بويع أبو عائثة تروي تصة‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عائشة‬ ‫الزبير عن‬ ‫عروةُ بن‬ ‫روى‬

‫أسامة‬ ‫جبش‬

‫‪61‬‬
‫النفاق ‪،‬‬ ‫ونجمَ‬ ‫‪،‬‬ ‫قاطبة‬ ‫العربُ‬ ‫ارتدتْ‬ ‫عليه ‪،‬‬ ‫الله الأنصارَ‬ ‫وجمعَ‬ ‫بكر‪،‬‬

‫الليلة‬ ‫في‬ ‫المطيرة‬ ‫كالغنم‬ ‫والمسلمون‬ ‫‪،‬‬ ‫والنصرانية‬ ‫اليهوديةُ‬ ‫واشر؟لت‬

‫عدوهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬وكثؤ‬ ‫وققَتِهم‬ ‫ع!‪،‬‬ ‫الشاتية ‪ ،‬لفقدِ نبيهم‬

‫أسامة‪.‬‬ ‫جيشُ‬ ‫‪ ،‬ولينفذ‬ ‫أسامة‬ ‫بعثُ‬ ‫ليتثمَ‬ ‫‪:‬‬ ‫أبو بكر‬ ‫فقال‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫عندك‬ ‫المسلمين‬ ‫معظمُ‬ ‫هو‬ ‫أسامة‬ ‫‪ :‬إن جيشَ‬ ‫حوله‬ ‫مَنْ‬ ‫فقال له‬

‫أن يكونوا‬ ‫بذَ‬ ‫‪ ،‬فلا‬ ‫جماعةَ المسلمين‬ ‫أن تفزق‬ ‫‪ ،‬ولا ينبغي لك‬ ‫العرب‬ ‫ارتذَ‬

‫!‬ ‫عندك‬

‫نفسي‬ ‫ووالذي‬ ‫ع!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫‪ :‬والله لا أَحُل لواءَ عقدَه‬ ‫أبو بكر‬ ‫فقال‬

‫أمَر‬ ‫كما‬ ‫أسامة ‪،‬‬ ‫لأنفذْتُ بعث‬ ‫‪،‬‬ ‫تخطفني‬ ‫السباع‬ ‫أن‬ ‫ظننت‬ ‫بيده لو‬

‫لأنفذْتُه‪.‬‬ ‫غيري‬ ‫في المدينة أحا‬ ‫يبقَ‬ ‫ولو لم‬ ‫ع!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫‪-‬لمجؤ؟‬ ‫الله‬ ‫بعثهُ رسول‬ ‫جيشأ‬ ‫انا أُوقِف وأَحبُس‬ ‫ايضأ‪:‬‬ ‫أبو بكر‬ ‫وقال‬

‫عظيم!‬ ‫أمرِ‬ ‫قد اجتراتُ على‬ ‫إذاَ‬ ‫أكونُ‬

‫أن أَحبسَ‬ ‫من‬ ‫إلي‬ ‫‪ ،‬أح!ث‬ ‫بيده لأن تميلَ عليئَ العرب‬ ‫نفسي‬ ‫والذي‬

‫ع!‪.‬‬ ‫الله‬ ‫بعثه رسول‬ ‫جيشأ‬ ‫وأوقف‬

‫أمرك‬ ‫حيثُ‬ ‫‪ ،‬ثم اغزُ من‬ ‫به‬ ‫أُمرتَ‬ ‫الذي‬ ‫جيشك‬ ‫في‬ ‫يا اسامة‬ ‫امضِ‬

‫واعلمْ أن اللهَ‬ ‫مؤتة ‪،‬‬ ‫أهل‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫ناحيةِ فلسطين‬ ‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫!ه‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫!‬ ‫أ‬ ‫ورائك‬ ‫من‬ ‫سيكفينا‬

‫ابو بكر إلى "الجُرْف ! يستعرضُهم‬ ‫أسامة للمسير ‪ ،‬وخرج‬ ‫وتجهزَ جيشُ‬
‫الصدبق بودع‬
‫الجيش ماثياَ‬
‫وبوصيهم‪.‬‬
‫ويستأفن لإبقاء‬
‫راكباَ‬ ‫أسامة بن زيد قائد الجيش‬ ‫بينما كان‬ ‫وسارَ اليهم أبو بكر ماشيأ‪،‬‬
‫عمر عنده‬
‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬وهو دون العشرين من عمره‬

‫المسلمين‬ ‫هو ‪ ،‬بينما خليفة‬ ‫يركبُ‬ ‫أسامة مناسبة ‪ ،‬إذ كيفَ‬ ‫فلم يجذها‬

‫أبو بكر يمشي؟‬

‫!‬ ‫!‬ ‫ل!اما ان أَمشي‬ ‫‪ :‬إتا أن تركمت‬ ‫بكر‬ ‫لأبي‬ ‫أسامة‬ ‫فقال‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪62‬‬
‫لو غَئرْتُ قدمي‬ ‫عليً‬ ‫! وماذا‬ ‫تنزل‬ ‫ولا‬ ‫‪ :‬والله لا أركب‬ ‫له أبو بكر‬ ‫فقال‬

‫!‬ ‫إ‬ ‫ساعة‬ ‫الله‬ ‫سبيل‬ ‫في‬

‫أسامة ‪ ،‬وكان أبو بكر‬ ‫جنديأ في جيش‬ ‫ولما كان عمر بن الخطاب‬

‫أبو بكبر أسامةَ في‬ ‫‪ ،‬فقد استأذن‬ ‫في تسيير أمور المسلمين‬ ‫إلى عمر‬ ‫جاجة‬

‫!‬ ‫! !‬ ‫المدينة‬ ‫في‬ ‫عندي‬ ‫أن تُبقي عمرَ‬ ‫رأيت‬ ‫له ‪ :‬إن‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫أن يُبقي عمرَ عنده‬

‫ذلك‪.‬‬ ‫فوافق أسامة على‬

‫جيثر أصامة‬ ‫عودة‬ ‫بلاد‬ ‫تُخوم البلقاء‪ ،‬جضوب‬ ‫وصل‬ ‫بن زيد في جيشه حتى‬ ‫وسارَ أسامةُ‬

‫صتبن‬ ‫بعد‬ ‫ظافرأ‬ ‫أَسا!ة‬ ‫وغابَ‬ ‫‪،‬‬ ‫وعملائهم‬ ‫الروم‬ ‫أعوانِ‬ ‫‪،‬‬ ‫هناك‬ ‫العربِ‬ ‫على‬ ‫الثمام ‪ ،‬وأغارَ‬

‫يرمأ‬ ‫‪.‬‬ ‫منصورين‬ ‫سالمين‬ ‫يومأ‪ ،‬ثم عادوا للمدينة غانمين‬ ‫ستين‬ ‫جيشه‬

‫أسامة‪،‬‬ ‫جيشِ‬ ‫إنفاذِ‬ ‫عنه ‪ ،‬في‬ ‫الله‬ ‫أبو بكر رضي‬ ‫راَه‬ ‫الحكمةُ فيما‬ ‫وكانت‬

‫!كَ!وو‪.‬‬ ‫الفه‬ ‫عقدَه رسول‬ ‫لواءٍ‬ ‫عدمِ حل‬ ‫وفي‬

‫لا‬ ‫الذي‬ ‫واللهِ‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫عنه حيث‬ ‫الله‬ ‫الحكمةَ أبو هريرة رضي‬ ‫هذه‬ ‫يوضحُ‬

‫ذلك‬ ‫على‬ ‫الله ! وأقسمَ‬ ‫عُبِدَ‬ ‫‪ ،‬لما‬ ‫استُخْلف‬ ‫قد‬ ‫أبا بكر‬ ‫ان‬ ‫لولا‬ ‫إله إلا هو‪،‬‬

‫‪.‬‬ ‫مرات‬ ‫ثلاث‬

‫في‬ ‫الحكمة‬ ‫كانت‬ ‫؟‬ ‫يا أبا هريرة‬ ‫له ‪ :‬لماذا‬ ‫فقيل‬

‫أآفيلجب!‬ ‫ا‬ ‫نزَلَ بذي‬ ‫‪ ،‬فلما‬ ‫الام‬ ‫إلى‬ ‫زيد‬ ‫بن‬ ‫أسامة‬ ‫وخه‬ ‫مج!‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬إنَ رسول‬ ‫فقال‬

‫ورو!‬ ‫‪.‬‬ ‫المدينة‬ ‫‪ ،‬ارتدت العرب حول‬ ‫ف‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قُبضَ‬ ‫خَشَب‬

‫له ‪ :‬يا أبا بكر‪،‬‬ ‫وقالوا‬ ‫بكر‪،‬‬ ‫أبي‬ ‫إلى‬ ‫يك!وو‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫أصحاب‬ ‫فاجتمع‬

‫؟‬ ‫إلى الروم وقد ارتد العرب‬ ‫توجههم‬ ‫كيف‬ ‫!‬ ‫أسامة‬ ‫جيشَ‬ ‫رُد‬

‫أزواجِ‬ ‫أرجلَ‬ ‫الكلابُ‬ ‫‪ ،‬لو جزَت‬ ‫لا إله كيره‬ ‫‪ :‬والله الذي‬ ‫أبو بكر‬ ‫فقال‬

‫لواءَ‬ ‫حللْتُ‬ ‫ولا‬ ‫ء!ه ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫وجهه‬ ‫جيشأ‬ ‫رددتُ‬ ‫جم!رو‪ ،‬ما‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫!‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫عقدَه‬

‫‪،‬‬ ‫العرب‬ ‫كلما مروا بقبيلة من‬ ‫أسامة إلى الشام ‪ ،‬صاروا‬ ‫ولما سار جيشُ‬

‫‪63‬‬
‫هذا‬ ‫من عندهم‬ ‫تال أفرادُها ‪ :‬لولا ان المؤمنين أقوياء في المدينة لما خرج‬

‫الجيشا‬

‫المسلمين في المدينة‪.‬‬ ‫عن مواجهة‬ ‫وتخفت‬ ‫القباثل‬ ‫تلك‬ ‫وخافت‬

‫(‪11)1‬‬ ‫يك! ‪ ،‬كما فعلَ الصديق‬ ‫الله‬ ‫منهاجِ رسول‬ ‫الثبات على‬ ‫وهذا فضل‬

‫‪ ،‬وعُروضهم‬ ‫الزكاة‬ ‫العرب عن دفع‬ ‫بعض‬ ‫امتناع‬ ‫وهي‬ ‫الرابعة‬ ‫والمشكلةُ‬ ‫أمام الصدبق‬

‫من ثباتِه‬ ‫انطلاقاَ‬ ‫أبي بكر منها‬ ‫‪ ،‬فقد كان موقفُ‬ ‫له‬ ‫ابي بكر ‪ ،‬ومساوماتهم‬ ‫على‬ ‫!انعي‬ ‫ش!لة‬

‫عليه‪،‬‬ ‫‪ ،‬وعدمِ المساومة‬ ‫منه‬ ‫جزءِ‬ ‫التنازل عن‬ ‫عدم‬ ‫على‬ ‫الحق ‪ ،‬وحرصِه‬ ‫على‬ ‫الزكاة‬

‫يعيشُه!‬ ‫الذي‬ ‫الصعبُ‬ ‫الظرفُ‬ ‫كان‬ ‫او المداهنةِ فيه ‪ ،‬مهما‬

‫ع!رِو‪ ،‬ما‬ ‫الله‬ ‫وفاةِ رسول‬ ‫عند‬ ‫العربُ‬ ‫‪ :‬ارتذَت‬ ‫بن إسحاق‬ ‫قال محمد‬ ‫العرب‬ ‫نبائل‬

‫والمدينة‪.‬‬ ‫‪ :‬مكة‬ ‫اهلُ المسجدين‬ ‫أو مانعو خلا‬ ‫صندون‬

‫ص‬ ‫ء‬ ‫ص‬ ‫زكاة‬


‫‪.‬‬ ‫طليحَةُ بنُ خُوَيخلِد الأسَدي‬ ‫‪ ،‬وعليهم‬ ‫أسَد وغطفان‬ ‫ارتدت‬

‫‪.‬‬ ‫الكِند!‬ ‫قيس‬ ‫بن‬ ‫الأشعثُ‬ ‫كِنْدة ‪ .‬وعليهم‬ ‫وارتدت‬

‫العَنَسي‪.‬‬ ‫الأسودُ‬ ‫اليمن وعليهم‬ ‫وارتدت‬

‫‪.‬‬ ‫الئعمان‬ ‫بن‬ ‫المَعْرورُ‬ ‫ربيعة ‪ ،‬وعليهم‬ ‫وارتدت‬

‫‪.‬‬ ‫الكذاب‬ ‫حَبيب‬ ‫بن‬ ‫مُسَيلَمَةُ‬ ‫‪ ،‬وعليهم‬ ‫حنيفة‬ ‫وارتدت‬

‫ياليل‪.‬‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫الفَجاءةُ‬ ‫سُلَيم ‪ ،‬وعليهم‬ ‫وارتدت‬

‫‪. . .‬‬ ‫الحارث‬ ‫بنتُ‬ ‫سُجاحُ‬ ‫وعليها‬ ‫‪،‬‬ ‫تميم‬ ‫وارتدت‬

‫وطيء‬ ‫أسدٌ وغطفان‬ ‫أبي بكر ‪ :‬اجتمعتْ‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫القاسم بن‬ ‫وقال‬ ‫على‬ ‫عروض‬

‫وفوداَ إلى المدينة ‪ ،‬ليفاوِضوا ابا‬ ‫وبَعَثوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الأسدي‬ ‫بن خويلد‬ ‫طليحة‬ ‫على‬ ‫بفبول‬ ‫الصديق‬

‫الزكاة ‪.‬‬ ‫عدمِ إعطاء‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫والمسلمين‬ ‫بكر‬ ‫الح!‪ -‬دون الزى‪-‬‬

‫جزية‪.‬‬ ‫لأنها‬ ‫‪،‬‬ ‫ندفعها‬ ‫الزكاةُ فلا‬ ‫‪ ،‬وائا‬ ‫ونصليها‬ ‫فنقيمُها‬ ‫‪ :‬اثا الصلاةُ‬ ‫وفالوا‬

‫‪.503 -‬‬ ‫ابن كثير ‪403 : 6‬‬ ‫أسامة ‪ :‬تاريخ‬ ‫جيثى‬ ‫موضوع‬ ‫انظر في‬ ‫(\)‬

‫‪.‬‬ ‫‪156 -‬‬ ‫‪152 :‬‬ ‫كمال‬ ‫عادل‬ ‫لأحمد‬ ‫إلى دمق‬ ‫والطريق‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪64‬‬
‫‪.‬‬ ‫بعده‬ ‫لأحدِ‬ ‫لا ندفعُها‬ ‫مات‬ ‫‪ .‬فلما‬ ‫!ه‬ ‫الله‬ ‫لرسول‬ ‫الزكاةَ‬ ‫كتا ندفع‬ ‫وقد‬

‫بقوله‬ ‫المانعون‬ ‫هؤلاء‬ ‫واحتبئَ‬ ‫العربية ‪،‬‬ ‫القبائل‬ ‫من‬ ‫الزكاة‬ ‫مانعو‬ ‫وكثر‬

‫سَكَن‬ ‫ص!لَؤتَكَ‬ ‫إنَ‬ ‫عَلئهِغ‬ ‫وَصَملِ‬ ‫بِهَا‬ ‫وَتُزَكِئهم‬ ‫تُطَفرُهُئم‬ ‫صَمدَقَة‬ ‫أَئؤَاِلِتم‬ ‫مِنْ‬ ‫ضُذْ‬ ‫‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬

‫‪. ،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪:‬‬ ‫التوبة‬ ‫أ‬ ‫لَمُثم‪،‬‬

‫وهو‬ ‫لنا‪،‬‬ ‫سَكَن‬ ‫صلاتُه‬ ‫لمن‬ ‫إلا‬ ‫زكاتَنا‪،‬‬ ‫ندفع‬ ‫لا‬ ‫نحن‬ ‫وقالوا‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫بعده‬ ‫لأحدِ‬ ‫لا ندفعها‬ ‫‪ ،‬فلما مات‬ ‫يك!ضَ‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫قائلاَ‪:‬‬ ‫منشدُهم‬ ‫وأنشدَ‬

‫بَكرِ؟‬ ‫لأبي‬ ‫‪ :‬ما‬ ‫النّه‬ ‫فَيالَعِبادِ‬ ‫بَينَنَا‬ ‫كانَ‬ ‫ما‬ ‫اللهِ‬ ‫أَطَغنا رسولَ‬

‫الطهْرِ!‬ ‫اللهِ قاصِمَةُ‬ ‫لَعَفرُ‬ ‫وَتفكَ‬ ‫؟‬ ‫بَغدَهِ‬ ‫إِذا ماتَ‬ ‫بَكْراَ‬ ‫أَيُورِثُنا‬

‫كبار‬ ‫بمض‬ ‫وقبولِ الصلاة‬ ‫الزكاة ‪،‬‬ ‫إلى ملاينةِ مانعي‬ ‫الصحابة‬ ‫بعض‬ ‫ذهب‬ ‫وقد‬

‫بميلون‬ ‫المحابة‬ ‫!قؤى‬ ‫‪ ،‬عن!ما‬ ‫بع! !لك‬ ‫‪ ،‬فسيؤذونها‬ ‫ة‬ ‫الزط‬ ‫منعهم‬ ‫عن‬ ‫منهم ‪ ،‬والسكوتِ‬

‫ملايننهم‬ ‫الى‬ ‫‪.‬‬ ‫قلوبهم‬ ‫الإيمانُ في‬

‫واقْبَلْ منهم‬ ‫منعِ الزكاة ‪،‬‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫وماهم‬ ‫اتركهم‬ ‫‪:‬‬ ‫بكر‬ ‫لأبي‬ ‫وقالوا‬

‫سيدفعون‬ ‫الإيمان في قلوبهم ‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫يتمكن‬ ‫الصلاة ‪ ،‬وتالًفهم ‪ ،‬حتى‬

‫أ‬ ‫!‬ ‫الزكاة‬

‫الحق ‪ ،‬غيرِ المتنازلِ ئبات الصديق محلى‬ ‫الثابت على‬ ‫عنه جوابَ‬ ‫الله‬ ‫فأجابَهم أبو بكر رضي‬

‫واصارْ‬ ‫الحق‬ ‫عليه ‪:‬‬ ‫عنه أو المساوم‬


‫عليه‬
‫ب!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫إلى رسول‬ ‫‪ -‬أو عِقالاَ ‪ -‬كانوا يُؤذونه‬ ‫عِناقأ‬ ‫والله لو منعوني‬

‫بين‬ ‫مَنْ فزَق‬ ‫والله لأقاتلنَ‬ ‫‪.‬‬ ‫المال‬ ‫الزكاةَ حق‬ ‫إن‬ ‫منعِه ‪.‬‬ ‫على‬ ‫‪ 1‬قاتلتهم‬

‫!‬ ‫والزكاة‬ ‫الصلاة‬

‫عاورة الصدبق مع‬ ‫في‬ ‫الخطاب‬ ‫بن‬ ‫الزكاة ‪ ،‬حاوَرَه عمر‬ ‫قتال مانعي‬ ‫أراد أبو بكر‬ ‫ولما‬

‫بثأن ننال‬ ‫عمر‬ ‫إيى أبو ‪7‬كر ‪.‬‬ ‫بما ذهب‬ ‫بعد ذلك‬ ‫عمر‬ ‫فاقتنعَ‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬

‫الزكاة‬ ‫مانس‬
‫عنه‪:‬‬ ‫الله‬ ‫قال أبو هريرة رضي‬

‫قال‬ ‫وقد‬ ‫؟‬ ‫عَلامَ نقاتلُ الناس‬ ‫بكر‪:‬‬ ‫لأبي‬ ‫الخطاب‬ ‫عمرُ بن‬ ‫قال‬

‫‪65‬‬
‫لا اله إلا ال!ه‪،‬‬ ‫أن‬ ‫يشهدوا‬ ‫حش‬ ‫‪،‬‬ ‫أُقاتلَ الناس‬ ‫‪ :‬أُمِزتُ أن‬ ‫ي‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫‪ ،‬الا‬ ‫وأموالَهم‬ ‫دماءَهم‬ ‫مئي‬ ‫عصموا‬ ‫‪ ،‬ف!ذا قالوها‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫محمداَ‬ ‫وأن‬

‫بحفها؟‬

‫إلى‬ ‫يؤذونه‬ ‫كانوا‬ ‫عِقالاَ‪-‬‬ ‫‪ -‬أو‬ ‫عِناقأ‬ ‫منعوني‬ ‫واللهِ لو‬ ‫‪:‬‬ ‫بكر‬ ‫أبو‬ ‫فقال‬
‫نم موافقة محمر‬

‫نرق‬ ‫من‬ ‫لأقاتلن‬ ‫‪ ،‬واله‬ ‫المال‬ ‫الزكاة حق‬ ‫‪ ،‬لقاتفتُهم عليه ‪ ،‬إ‪3‬‬ ‫ي‬ ‫اللى‬ ‫رسول‬ ‫للصديق‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫والزكاة‬ ‫الصلاة‬ ‫بين‬

‫للقتال ‪،‬‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫صدرَ‬ ‫شرحَ‬ ‫اللهَ‬ ‫انَ‬ ‫رأيتُ‬ ‫إلا اق‬ ‫هو‬ ‫‪ :‬فما‬ ‫عمر‬ ‫قال‬

‫أ‬ ‫إ‬ ‫أنه الحق‬ ‫فعرفتُ‬

‫يُقرر‬ ‫أورده ‪ ،‬والذي‬ ‫الذي‬ ‫بظاهرِ الحديث‬ ‫بن الخطاب‬ ‫لقد أخذَ عمر‬

‫الدم بالنطق بالشهادتين‪.‬‬ ‫عصمةَ‬

‫بين الصلاة‬ ‫رنطه‬ ‫في‬ ‫أبو بكر‪،‬‬ ‫اللطيفة التي ادركها‬ ‫لِفَفتةِ‬ ‫يلتفت‬ ‫ولم‬

‫جزء‬ ‫تنازلي عن‬ ‫الحق ‪ ،‬وعدم‬ ‫على‬ ‫وثباتِه‬ ‫تفريقِه بينهما‪،‬‬ ‫والزكاة ‪ ،‬وعدم‬

‫وباتي‬ ‫عمر‬ ‫صدرَ‬ ‫الله‬ ‫شرحَ‬ ‫ولهذا‬ ‫أبي بكر‪،‬‬ ‫مع‬ ‫الصواب‬ ‫كان‬ ‫ولقد‬ ‫مع‬ ‫والصواب‬

‫مانعي الزكاة ‪ ،‬ولو لم‬ ‫قتالِ‬ ‫مع أبي بكر ‪ ،‬فوافقوه على‬ ‫الذي‬ ‫للحق‬ ‫قتال الصحابة‬ ‫في‬ ‫الصدبق‬

‫الزكاة‬ ‫مانس‬
‫يكونوا من المرتدين‪.‬‬

‫فَضلُوأسَيِلَهُئم"‬ ‫ألز!ؤةَ‬ ‫الَؤ‪3‬‬ ‫و‬ ‫ألضَلةَ‬ ‫تَابُوأوَأقَامُوأ‬ ‫فَ!ن‬ ‫‪! :‬‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫قال‬

‫ه ‪. ،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫التوبة‬ ‫أ‬

‫خمس‪:‬‬ ‫الإسلامُ على‬ ‫شِيَ‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫عن‬ ‫عَمرَ‬ ‫ابن‬ ‫وروى‬

‫داِيتاص‬ ‫‪،‬‬ ‫الصلاة‬ ‫هـاقامِ‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫محمداَ‬ ‫لا إله إلا الله وأن‬ ‫ان‬ ‫شهادةِ‬

‫!‬ ‫رمضان‬ ‫‪ ،‬وصومِ‬ ‫البيت‬ ‫الزكاة ‪ ،‬وحجً‬

‫بينهما‪.‬‬ ‫يفزقا‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫والزكاة‬ ‫الصلاة‬ ‫قرنا بين‬ ‫والحديثُ‬ ‫فالاَيةُ‬

‫عنه ‪ ،‬قرنَ‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن الخطاب‬ ‫به عمر‬ ‫استشهد‬ ‫الذي‬ ‫بل إن الحديث‬

‫‪.‬‬ ‫والزكاة في رواية أخرى‬ ‫بين الشهادةِ والصلاة‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪66‬‬
‫قال ‪:‬‬ ‫ءلمجير‬ ‫النّه‬ ‫رسول‬ ‫عن‬ ‫عنهما‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن عمر‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫روى‬ ‫فقد‬

‫محمداَ‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫إلا‬ ‫إله‬ ‫لا‬ ‫أن‬ ‫يشهدوا‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫أُقاتلَ‬ ‫أُمِزتُ أن‬

‫مني‬ ‫عصموا‬ ‫ذلك‬ ‫الزكاة ‪ ،‬ف!ذا فعلوا‬ ‫‪ ،‬ويؤتوا‬ ‫الصلاة‬ ‫‪ ،‬ويقيموا‬ ‫اللّه‬ ‫رسول‬

‫!‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وحسابهُم‬ ‫الإسلام‬ ‫‪ ،‬إلا بحق‬ ‫وأموالهم‬ ‫دماءهم‬

‫ماذا لو لابنهم‬ ‫الزكاة ‪،‬‬ ‫منع‬ ‫مشكلةِ‬ ‫عنه من‬ ‫الله‬ ‫أبي بكر رضي‬ ‫تذكرنا موقف‬ ‫وكلما‬

‫المديق؟!‬ ‫الإسلام‬ ‫حال‬ ‫سيكونُ‬ ‫فماذا‬ ‫ترضَينا عليه ‪،‬‬ ‫فيها‪،‬‬ ‫الحق‬ ‫وثباتَه على‬

‫الحق؟‬ ‫بعض‬ ‫الزكاة وداهَنَهم ‪ ،‬وتنازلَ عن‬ ‫لو ساوَمَ مانعي‬ ‫والمسلمين‬

‫الحق (‪! !)1‬‬ ‫يكونُ الثبات على‬ ‫هكذا‬

‫في‬ ‫الأمور‬ ‫امشقرار‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫خلافة‬ ‫أثناءَ‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامية‬ ‫الدولة‬ ‫في‬ ‫الأمور‬ ‫استقرت‬ ‫وقد‬

‫عهد الصدبق‬ ‫عنه ‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الصديق‬

‫‪،‬‬ ‫النبوة‬ ‫مذَعي‬ ‫على‬ ‫المرتدين ‪ ،‬وقضى‬ ‫لقد قاتل مانعي الزكاة ‪ ،‬وحارب‬

‫ل!سلام‬ ‫وعادَ‬ ‫‪،‬‬ ‫الكذاب‬ ‫ومسيلمةَ‬ ‫‪،‬‬ ‫اليمن‬ ‫في‬ ‫العنسي‬ ‫الأسودِ‬ ‫قتل‬ ‫وتم‬

‫التميمية‪.‬‬ ‫الحارث‬ ‫‪ ،‬وسُجاحُ بنت‬ ‫الأسدي‬ ‫طليحةُ بن خويلد‬

‫جبهنان جهادبنان‬ ‫الإسلا!‪،‬‬ ‫بدءُ الفتوحات‬ ‫عنه كان‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الصديق‬ ‫خلافة‬ ‫وفي‬

‫في عهلىْ‬ ‫‪.‬‬ ‫الكفار‬ ‫ضد‬ ‫للجهاد‬ ‫بفتحِ جبهتين‬ ‫أبو بكر‬ ‫وأَذِنَ‬

‫الجبهة العراقية‬ ‫المجاهدون‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الفرس‬ ‫جهاد‬ ‫‪ :‬الجبهةُ العراقية ‪ ،‬في‬ ‫الأولى‬ ‫الجبهة‬

‫معاركَ‬ ‫خاض‬ ‫وقد‬ ‫الشيباني إ‪،‬‬ ‫حارثة‬ ‫المثنى بن‬ ‫‪9‬‬ ‫الفاتح‬ ‫بقيادة المجاهد‬

‫الغلبة والظفر‪.‬‬ ‫فيها للمسلمين‬ ‫اللهُ‬ ‫‪ ،‬كتبَ‬ ‫الفرس‬ ‫ضد‬ ‫شديدة‬

‫ومانعي‬ ‫قتال المرتدين‬ ‫عنه من‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن الوليد"‬ ‫ولما انتهى (خالد‬

‫وجيشِه ‪ ،‬أمرَه‬ ‫الكذاب‬ ‫مسيلمة‬ ‫على‬ ‫العربية ‪ .‬وقضى‬ ‫الجزيرة‬ ‫الزكاة في‬

‫ويقومَ‬ ‫فيها‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫قيادة‬ ‫ليتولى‬ ‫‪،‬‬ ‫العراق‬ ‫جبهة‬ ‫بالتوتجُه إلى‬ ‫الصديقُ‬

‫الزكاة ‪ ،‬انظر‪:‬‬ ‫مانعي‬ ‫أبي بكر من‬ ‫موقف‬ ‫في‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.314‬‬ ‫‪-311‬‬ ‫‪: 6‬‬ ‫كثير‬ ‫لابن‬ ‫‪ -‬البداية والنهاية‬

‫‪.021 -‬‬ ‫ا ‪002 :‬‬ ‫مسلم‬ ‫لصحيح‬ ‫النووي‬ ‫‪-‬وشرح‬

‫‪67‬‬
‫خالد ‪ ،‬وخاض‬ ‫إلى جيش‬ ‫وجيشه‬ ‫‪ ،‬وانضئمَ المثنى بن حارثة‬ ‫الفرس‬ ‫بجهاد‬

‫‪.‬‬ ‫الفرس‬ ‫ظافرة ضد‬ ‫معارك‬ ‫خوانه المجاهدون‬ ‫هـا‬ ‫خالدٌ‬

‫الروم ‪،‬‬ ‫فيها ضد‬ ‫الجهاد‬ ‫كان‬ ‫الامية ‪ ،‬حيث‬ ‫‪ :‬الجبهة‬ ‫الثانية‬ ‫الجبهة‬ ‫الثامية‬ ‫والجبهة‬

‫الزمان ‪.‬‬ ‫دولة في العالم في ذلك‬ ‫اقوى‬

‫كبار‬ ‫‪ ،‬بقيادة أربعةِ من‬ ‫عنه اربعةَ جيوش‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الصديق‬ ‫فقد وخه‬

‫أبي‬ ‫بن‬ ‫ويزيد‬ ‫‪،‬‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫وعمرو‬ ‫‪،‬‬ ‫الجراح‬ ‫بن‬ ‫عبيدة‬ ‫أبو‬ ‫‪:‬‬ ‫الصحابة‬

‫عنهم‪.‬‬ ‫الله‬ ‫‪ .‬رضي‬ ‫بن حسنة‬ ‫سفيان ‪ ،‬وشرحبيل‬

‫معركةُ‬ ‫الجبهة الشامية ‪ ،‬ثم كانت‬ ‫الروم على‬ ‫ضد‬ ‫معاركُ عديدة‬ ‫ووقعت‬

‫اثناءَها‪.‬‬ ‫أبو بكر‬ ‫‪ ،‬التي توفي‬ ‫الفاصلة‬ ‫اليرموك‬

‫وفاته يوم‬ ‫فقد كانت‬ ‫عنه طويلاَ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عهدُ أبي بكر‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ‫الصدبق‬ ‫خلانة‬

‫هـ‪.‬‬ ‫الاَخرة ‪13‬‬ ‫جمادى‬ ‫الثلاثاء ‪22‬‬ ‫فصبرة‬

‫أيام !‬ ‫وعشرة‬ ‫سنتين وثلاثةَ أشهر‬ ‫أي أن خلافتَه استمرتْ‬

‫عنه‬ ‫توفي‬ ‫العمرُ الذي‬ ‫سنة ‪ ،‬وهو‬ ‫وستين‬ ‫ئلاثاَ‬ ‫يومَ وفاته‬ ‫عمره‬ ‫وكان‬

‫يوو!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫ع!م!ر‪.‬‬ ‫الله‬ ‫وفاة رسول‬ ‫على‬ ‫عنه شديدَ الحزن‬ ‫الله‬ ‫وقد كان أبو بكر رضي‬

‫هو‬ ‫وفاة أبي بكر‪،‬‬ ‫سببُ‬ ‫كان‬ ‫عنهما‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن عمر‬ ‫الله‬ ‫قال عبد‬ ‫وفاة أب بكر‬ ‫سبب‬

‫‪.‬‬ ‫مات‬ ‫حتى‬ ‫ينقصُ‬ ‫حزنَ عليه ‪ ،‬وما زال جسمه‬ ‫‪ ،‬حيث‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫وفاةَ‬

‫وفاته‪.‬‬ ‫قبيلَ‬ ‫وقد أصابته الحمى‬

‫يومِ‬ ‫عنه في‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫أبو بكر‬ ‫اغتسل‬ ‫عنها‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عائشة‬ ‫قالت‬

‫أن‬ ‫على‬ ‫ولا يقدر‬ ‫يومأ‪،‬‬ ‫عشر‬ ‫بها خمسة‬ ‫‪ ،‬فمرض‬ ‫فأصابته الحمى‬ ‫بارد‪،‬‬

‫بالناس ‪.‬‬ ‫يصقي‬ ‫هو الذي‬ ‫عمرُ بن الخطاب‬ ‫للصلاة ‪ ،‬وكان‬ ‫يخرجَ‬

‫الطبيب؟‬ ‫لك‬ ‫‪ .‬فقالوا له ‪ :‬ألا ندعو‬ ‫ويزورونه‬ ‫يعودونه‬ ‫الناس‬ ‫وكان‬

‫قال ‪ :‬قد رآني‪.‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪68‬‬
‫لك؟‬ ‫قالوا ‪ :‬ماذا قال‬

‫!‬ ‫‪11‬‬ ‫أُريد‬ ‫لما‬ ‫فَغال‬ ‫‪ :‬إني‬ ‫لي‬ ‫‪ :‬قال‬ ‫قال‬

‫بكر يعيد المال‬ ‫أبو‬ ‫ف!‬ ‫طت‬ ‫أبو بكر مرضَه الذي‬ ‫عنها ‪ :‬لما مرضَ‬ ‫الله‬ ‫عائشةُ رضي‬ ‫وقالت‬

‫لبيت الل‬ ‫من‬ ‫للخليفة‬ ‫فابعثوهُ‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫إِمرةَ‬ ‫منذ وُئيتُ‬ ‫مالي‬ ‫ماذا زاد في‬ ‫قال ‪ :‬انظروا‬

‫شيئاَ‪.‬‬ ‫المال‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫آخذُ‬ ‫لا‬ ‫! ف!ني‬ ‫المسلمين‬ ‫مال‬ ‫بيت‬ ‫في‬ ‫ورُذُوه‬ ‫‪،‬‬ ‫بعدي‬

‫وصَيْقَلاَ‬ ‫ناضحأ‪،‬‬ ‫وبعيراَ‬ ‫نوبيّأ‪،‬‬ ‫عبداَ‬ ‫خففَ‬ ‫قد‬ ‫وجَدْناه‬ ‫توفي‬ ‫فلما‬

‫دراهما‬ ‫خمسةَ‬ ‫ما تساوي‬ ‫‪ ،‬وقطيفةَ‬ ‫السيوف‬ ‫لشحذ‬

‫المال ‪.‬‬ ‫عنه ليضعَها في بيت‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن الخطاب‬ ‫فبعثناها إلى عمر‬

‫من‬ ‫أَتعبَ‬ ‫لقد‬ ‫بكر‪،‬‬ ‫ابي‬ ‫الله على‬ ‫‪ :‬رحمةُ‬ ‫‪ .‬وقال‬ ‫بكى‬ ‫عمر‬ ‫رآها‬ ‫فلما‬

‫!‬ ‫!‬ ‫الولاة تعبأ شديداَ‬ ‫من‬ ‫بعده‬

‫أب بكر‬ ‫‪ ،‬و!ية‬ ‫الوفاة ‪ ،‬جلس‬ ‫أبا بكر‬ ‫عنها ‪ :‬لما حضرت‬ ‫الله‬ ‫عائشةُ رضي‬ ‫وقالت‬

‫لعائثة وكرامة له‬ ‫‪:‬‬ ‫لي‬ ‫ثم قال‬ ‫فتشفَد‬

‫عليئَ فقراَ بعدي‬ ‫الناس‬ ‫اعز‬ ‫أنتِ ‪ ،‬وإن‬ ‫بعدي‬ ‫غنى‬ ‫إليئَ‬ ‫احمث‬ ‫(يابنثة ‪ ،‬إن‬

‫من ثَمَر‬ ‫مالي ‪ ،‬مما يقطعونه‬ ‫تمرِ من‬ ‫وَسَقَ‬ ‫عشرين‬ ‫انت ‪ ،‬دهان كنتُ أعطيتك‬

‫نخلي‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫من بعدي‬ ‫هم أَخَواك وأُخْتاك ‪ ،‬ورثةَ معك‬ ‫ولكن‬

‫!‬ ‫أُخْتاي‬ ‫اَخَواي ‪ ،‬فمن‬ ‫‪ :‬هذان‬ ‫عائشة‬ ‫قالت‬

‫)‬ ‫!‬ ‫جارية‬ ‫أظتها‬ ‫‪ ،‬ف!ني‬ ‫ابنة خارجة‬ ‫بطنِ‬ ‫قال ‪ :‬ما في‬

‫أئمُ‬ ‫سُميت‬ ‫بنتاَ‪،‬‬ ‫خارجة‬ ‫ابنةُ‬ ‫زوجتُه‬ ‫ولدتْ‬ ‫الله عنه ‪،‬‬ ‫رضي‬ ‫مات‬ ‫ولما‬

‫!‬ ‫كلثوم‬

‫عنه ‪ ،‬فأخَبرَ أن زوجتَه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫أبي بكر‬ ‫كرامات‬ ‫من‬ ‫كرامة‬ ‫وهذه‬

‫وفاته ولدتْ‬ ‫بن زيد! ستلدُ بنتأ‪ ،‬وبعد‬ ‫خارجة‬ ‫أحبيبةُ بنت‬ ‫الحامل ‪ ،‬وهي‬

‫بنتأ‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫عبدُالرحمن‬ ‫أخواها‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫واُختاك‬ ‫أَخواك‬ ‫‪:‬‬ ‫لعائشة‬ ‫بقوله‬ ‫والمراد‬

‫‪.‬‬ ‫كلثوم‬ ‫وأم‬ ‫أسماء‬ ‫‪ .‬وأختاها‬ ‫ومحمد‬

‫توفي‬ ‫اليوم الذي‬ ‫في‬ ‫أبو بكر‬ ‫سالني‬ ‫عنها‪:‬‬ ‫الله‬ ‫عائشةُ رضي‬ ‫وقالت‬
‫في‬ ‫وتكفينه‬ ‫أبو بكر‬

‫‪-‬جَم!ه؟‬ ‫الله‬ ‫كُفنَ رسول‬ ‫كنم ثوبِ‬ ‫فيه ‪ :‬في‬ ‫فدبمة‬ ‫أثواب‬

‫‪.‬‬ ‫ثلاثةِ اثواب‬ ‫‪ :‬في‬ ‫قلت‬

‫ثوباَ‬ ‫لي‬ ‫‪ -‬واشتروا‬ ‫مصبوغين‬ ‫‪ -‬وكانا‬ ‫هذين‬ ‫ثوبيئَ‬ ‫لي‬ ‫لها ‪ :‬اغسلوا‬ ‫قال‬

‫آخر!‬

‫!‬ ‫جديدة‬ ‫ثلاثة أثوابِ‬ ‫لك‬ ‫‪ ،‬ألا نشتري‬ ‫موسرون‬ ‫‪ :‬نحن‬ ‫أبت‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬ ‫قالت‬

‫للقيح‬ ‫أثوابٌ‬ ‫هي‬ ‫هـانما‬ ‫‪،‬‬ ‫الميت‬ ‫من‬ ‫بالجديد‬ ‫أحق‬ ‫الحيئُ‬ ‫قال ‪:‬‬

‫إ!!‬ ‫والضَديد‬

‫يستخلفَ‬ ‫أن‬ ‫للمسلمين‬ ‫الخير‬ ‫من‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫أبو بكر‬ ‫راى‬ ‫وقد‬
‫برثح‬ ‫أبو بكر‬

‫بعده ‪ ،‬وإنما‬ ‫تعيينأ منه للخليفة من‬ ‫ليس‬ ‫الاستخلافُ‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫الخليفة‬ ‫عليهم‬ ‫من بعده‬ ‫الحليفة‬

‫مَنْ‬ ‫‪ ،‬فإتا أنْ يختاروا‬ ‫بعده‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬والأمرُ للمسلمين‬ ‫للخليفة‬ ‫منه‬ ‫ترشيحٌ‬ ‫هو‬

‫أنَ الخليفةَ‬ ‫! أي‬ ‫غيره‬ ‫‪ ،‬ويختاروا‬ ‫أنْ يرفضوه‬ ‫‪ ،‬وإئا‬ ‫ويبايعوه‬ ‫‪،‬‬ ‫خليفة‬ ‫رشحه‬

‫له‪.‬‬ ‫المسلمين‬ ‫مبايعةِ‬ ‫له الخلافةُ إلأ بعد‬ ‫تتئمُ‬ ‫لا‬

‫التاريخ‬ ‫في‬ ‫الكامل"‬ ‫‪9‬‬ ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫الأثير‬ ‫بن‬ ‫الدين‬ ‫عزُ‬ ‫المؤرخُ‬ ‫ذكرَ‬ ‫وقد‬

‫عنهما‪.‬‬ ‫الله‬ ‫أبي بكر رضي‬ ‫قِبَلِ‬ ‫من‬ ‫عمر‬ ‫لاستخلاف‬ ‫نافعةَ‬ ‫خلاصةَ‬

‫بن‬ ‫عبدَ الرحمن‬ ‫دعا‬ ‫‪،‬‬ ‫الموت‬ ‫عنه‬ ‫النَه‬ ‫رضي‬ ‫بكر‬ ‫نزلَ بأبي‬ ‫قال ‪ :‬لما‬ ‫شهادة عبد الرحمن‬

‫عمر‬ ‫في‬ ‫ابن عوف‬


‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عوف‬

‫عمر‪.‬‬ ‫له ‪ :‬أَخبرْني عن‬ ‫فقال‬

‫أبو‬ ‫! قال‬ ‫فيه ‪ ،‬إلأ أَنه فيه غلظة‬ ‫مِن رأيك‬ ‫‪ :‬إنه أفضلُ‬ ‫ابنُ عوف‬ ‫فقال‬

‫خليفة‪،‬‬ ‫وصار‬ ‫إِليه‬ ‫الأمرُ‬ ‫أَفضى‬ ‫‪ :‬الغلظةُ التي فيه لأنه يَراني رفيقَا ‪ ،‬ولو‬ ‫بكر‬

‫رجل‪،‬‬ ‫على‬ ‫إذا غضبتُ‬ ‫رأيتُه ‪ :‬فكنتُ‬ ‫وقد‬ ‫‪.‬‬ ‫فيه‬ ‫التي‬ ‫الغلظة‬ ‫لتركَ كثيرَا من‬

‫‪ ،‬أراني الشدةَ عليه!‬ ‫عنه ‪ ،‬وإذا لنتُ لرجل‬ ‫أَراني الرض‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪07‬‬
‫‪ :‬أخبِزني عن‬ ‫له‬ ‫عنهما ‪ ،‬فقال‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫ثم دعا أبو بكر عثمانَ بن عفان‬

‫فينا مئلُه‪.‬‬ ‫علانيته ‪ ،‬وليس‬ ‫من‬ ‫‪ :‬سَريرَتهُ خير‬ ‫عثمان‬ ‫فقال‬ ‫عمرا‬

‫لكما شيئَا‪.‬‬ ‫‪ :‬لاتذكُرا مما قلت‬ ‫فقال أبو بكر لعثمانَ وابن عوف‬

‫الله‬ ‫محيد‬ ‫فقال له ‪ :‬طلحة بن‬ ‫عنهما‪،‬‬ ‫الله‬ ‫أبي بكر رضي‬ ‫على‬ ‫الله‬ ‫طلحةُ بن عبيد‬ ‫ثم دخلَ‬

‫على الصديق‬ ‫ينكر‬ ‫يلقى الناش مف وأنت‬ ‫وتد رأيتَ ط‬ ‫الناس عمر؟‬ ‫على‬ ‫استخلفتَ‬ ‫كيف‬

‫استخلاف عمر‬ ‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫ر!ك‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬وسيسأ!ك‬ ‫ملاقٍ ربك‬ ‫اذا خلا بهم ؟ وانت‬ ‫به‬ ‫معه ‪ ،‬فكفَ‬

‫‪.‬‬ ‫‪ .‬فأنجلَسوه‬ ‫‪ :‬اَجلِسوني‬ ‫بكر‬ ‫أبو‬ ‫فقال‬

‫استخلفْتُ‬ ‫له ‪:‬‬ ‫سأقولُ‬ ‫ربي‬ ‫سألَني‬ ‫إذا‬ ‫!‬ ‫تخوفُني‬ ‫أَبالله‬ ‫‪:‬‬ ‫لطلحة‬ ‫فقال‬

‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫اهلكَ‬ ‫خيرَ‬ ‫أهلك‬ ‫على‬

‫يكتب‬ ‫عثمان‬ ‫وحدَه ‪ ،‬ليكتبَ كتابَ‬ ‫عنهما‬ ‫الله‬ ‫عثمانَ رضي‬ ‫ثم دعا أبو بكر‬

‫الاسنخلات‬ ‫كاب‬ ‫‪.‬‬ ‫الاستخلاف‬

‫اكتب‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫لعثمان‬ ‫فقال‬

‫الرحيم‪.‬‬ ‫الرحمن‬ ‫الله‬ ‫بسم‬

‫هذا ما عهدَ أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين‪.‬‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫أن‬ ‫عثمانُ‬ ‫عليه ‪ ،‬وخافَ‬ ‫أُغمي‬ ‫كلامَه ‪ ،‬بل‬ ‫أنْ يكمَل‬ ‫أبو بكر‬ ‫يستطعْ‬ ‫ولم‬

‫فرقةِ‬ ‫في‬ ‫المسلمون‬ ‫فيقع‬ ‫‪،‬‬ ‫استخلفه‬ ‫من‬ ‫اسمَ‬ ‫قبلَ أنْ يذكرَ‬ ‫أبو بكر‬ ‫يموتَ‬

‫‪.‬‬ ‫وخلاف‬

‫عليه‪:‬‬ ‫وأبو بكر مغمى‬ ‫فكتبَ عثمان‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫أفاقَ‬ ‫خيرَا ا ثم‬ ‫اَلُكم‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الخطاب‬ ‫بن‬ ‫عمَر‬ ‫عليكم‬ ‫استخلقتُ‬ ‫قد‬ ‫ف!ني‬

‫ماكتبت‪.‬‬ ‫علَيئَ‬ ‫‪ :‬اقرأ‬ ‫لعثمان‬ ‫فقال‬ ‫‪.‬‬ ‫بكر‬ ‫أبو‬

‫ماكتَبه‪.‬‬ ‫فقرأ عليه‬

‫‪71‬‬
‫لأنك‬ ‫اسمَ عمر‪،‬‬ ‫لعثمان ‪ :‬كتئتَ‬ ‫عنه ‪ ،‬وقال‬ ‫الله‬ ‫فكئر أبو بكر رضي‬

‫غشيتي!‬ ‫أنا في‬ ‫‪ ،‬إذا مِث‬ ‫الناس‬ ‫أن يختلفَ‬ ‫خفْتَ‬

‫‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫قال‬

‫أبو بكر‬ ‫أشرف‬ ‫! ثم‬ ‫واهله‬ ‫الِإسلام‬ ‫خيرَا عن‬ ‫اللهُ‬ ‫‪ :‬جزاكَ‬ ‫له أبو بكر‬ ‫قال‬ ‫يخاطب‬ ‫بكر‬ ‫أبو‬

‫‪،‬‬ ‫الاستخلاف‬ ‫كتابَ‬ ‫عليهم‬ ‫له ‪ ،‬وقرا‬ ‫جُمعوا‬ ‫الذين‬ ‫الناس‬ ‫على‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الناص‬

‫عمر‪،‬‬ ‫عليكم‬ ‫استخلقتُ‬ ‫ذا قرابة ‪ ،‬وقد‬ ‫عيكم‬ ‫لم استخلفْ‬ ‫لهم ‪ :‬إني‬ ‫وقال‬

‫‪.‬‬ ‫الرأي‬ ‫جهد‬ ‫من‬ ‫ولا ققَرتُ‬ ‫‪ ،‬دماني والله ما ألوتُ‬ ‫فافممَعوا له واطيعوا‬

‫عنهما ‪ ،‬وأَوْصاه وصيةَ جامعة‪.‬‬ ‫الله‬ ‫أبو بكر عمر ‪ ،‬رضي‬ ‫ثم استدعى‬

‫قالَ له فيها‪:‬‬ ‫مما‬ ‫وكان‬

‫وعملاَ‬ ‫‪،‬‬ ‫بالليل‬ ‫الله‬ ‫يقبلُه‬ ‫لا‬ ‫بالنهار‬ ‫عملاَ‬ ‫أن‬ ‫واعلنم‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫اتقِ‬ ‫عمر!‬ ‫"يا‬ ‫أبي بكر‬ ‫وصبة‬

‫الفريضة‪.‬‬ ‫تُؤذى‬ ‫لا يقبلُ نافلةَ حتى‬ ‫الله‬ ‫لا يقبلُه بالنهار ‪ ،‬وأن‬ ‫بالليل‬ ‫الجامعة لعمر‬

‫في‬ ‫الحن‬ ‫القيامة ‪ ،‬باتباعهم‬ ‫يوبمَ‬ ‫موازينُهم‬ ‫مَن ثقلَت‬ ‫موازينُ‬ ‫لمانما ثقلَت‬

‫خَفَتْ‬ ‫ثقيلاَ! وإنما‬ ‫يكونَ‬ ‫غدَا ان‬ ‫الحق‬ ‫فيه‬ ‫يوضحُ‬ ‫لميزانِ‬ ‫وحُقً‬ ‫الدنيا‪،‬‬

‫لميزانِ‬ ‫وحُن‬ ‫‪،‬‬ ‫الباطل‬ ‫بائباعِهم‬ ‫القيامة‬ ‫يوم‬ ‫موازينُهم‬ ‫مَنْ خفَتْ‬ ‫موازِينُ‬

‫خفيفَا‪.‬‬ ‫غدَا أن يكون‬ ‫فيه الباطل‬ ‫يوضعُ‬

‫‪ ،‬وتجاوَز‬ ‫أعمالهم‬ ‫بأحسنِ‬ ‫‪ ،‬فذكَرَهم‬ ‫الجنة‬ ‫ذكرَ أهَل‬ ‫قد‬ ‫تعالى‬ ‫اللّهَ‬ ‫ل!ان‬

‫بهمأ‬ ‫أنْ لا ألحقَ‬ ‫لأخافُ‬ ‫‪ :‬إني‬ ‫‪ ،‬وإذا ذكَزتُهم قلت‬ ‫سيثها‬ ‫عن‬

‫‪ ،‬ورَذَ عليهم‬ ‫أَعمالهم‬ ‫بسوص‬ ‫النار ‪ ،‬فَذكَرهم‬ ‫ذكرَ أهلَ‬ ‫قد‬ ‫تعالى‬ ‫اللهَ‬ ‫وإن‬

‫هؤلاء!‬ ‫مع‬ ‫أنْ لا أكونَ‬ ‫لأرجو‬ ‫‪ :‬إني‬ ‫أحسَنَها ‪ ،‬فإذا ذكَرتُهم قلت‬

‫من‬ ‫يقنط‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫على‬ ‫لايتمئى‬ ‫راغبَا راهبَا‪،‬‬ ‫العبد‬ ‫ليكونَ‬ ‫وذلك‬

‫إ!‬ ‫الله‬ ‫رحمةِ‬

‫‪،‬‬ ‫الموت‬ ‫إِليك من‬ ‫أحمث‬ ‫غائبٌ‬ ‫‪ ،‬فلا يكن‬ ‫وصيتي‬ ‫ف!نْ أنتَ حفظْتَ‬

‫من‬ ‫إليك‬ ‫أبغضَ‬ ‫غائمب‬ ‫‪ ،‬فلا يكن‬ ‫وصيتي‬ ‫آتيك ! د!ان أنتَ ضئعتَ‬ ‫وهو‬

‫‪. 1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫!‬ ‫ا‬ ‫تعجزه‬ ‫ولن‬ ‫‪،‬‬ ‫الموت‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪72‬‬
‫أبو بكر بعزض‬ ‫وهو‬ ‫عنها‪،‬‬ ‫الله‬ ‫عليه عائشةُ رضي‬ ‫دخلَت‬ ‫أبو بكر يحتضر‪،‬‬ ‫ولما كان‬

‫محائثة‬ ‫على ثعر‬ ‫‪:‬‬ ‫ال!ث!اعر‬ ‫بقولِ‬ ‫‪ ،‬فتمثلَت‬ ‫الموت‬ ‫سكرات‬ ‫يعاني‬

‫بِها الضَذرُ‬ ‫وضَاقَ‬ ‫يَؤمَا‬ ‫إذا حَشرَجَت‬ ‫الفَتى‬ ‫عَنِ‬ ‫الثزَاءُ‬ ‫لَعَفرُكَ ما يُغْني‬

‫‪ .‬ولكن‬ ‫هكذا‬ ‫لا تقولي‬ ‫لها‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫كالغضبان‬ ‫فنظرَ إِليها أبو بكر‬

‫قولي‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9 :‬‬ ‫أق‬ ‫مَاكنُتَ ئةُ مجدُأ‬ ‫لِكَ‬ ‫ذَ‬ ‫لهاَلحَق‬ ‫اَتمَؤتِ‬ ‫سَكرَةُ‬ ‫وَجَ!ت‬ ‫(‬

‫المغرب‬ ‫الله بين‬ ‫رحمه‬ ‫بكر‬ ‫أبو‬ ‫‪ :‬توفي‬ ‫الله عنها‬ ‫رضي‬ ‫عائشة‬ ‫وقالت‬

‫‪.‬‬ ‫والعشاء‬

‫أب! !كلر‬ ‫و!اة‬ ‫وأَلحِقْني‬ ‫مسلمَا‪،‬‬ ‫توفني‬ ‫رَلب‬ ‫الله عنه ‪:‬‬ ‫رضي‬ ‫قاله‬ ‫ما‬ ‫آخرُ‬ ‫وكان‬

‫محليه‬ ‫والصلاة‬ ‫!‬ ‫بالصالحين‬

‫ودفنه‬ ‫عبدُ الرحمن‬ ‫وابنُه‬ ‫عميس‬ ‫بتغسيله زوجتُه أسماءُ بنت‬ ‫قامَ‬ ‫ولما توفي‬

‫عنهم‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫أنْ يُدفنَ إلى جنبِ‬ ‫عنهما‬ ‫الله‬ ‫عائشةَ رضي‬ ‫ابنتَه‬ ‫أبو بكر‬ ‫أوصى‬ ‫وقد‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫النبي‬

‫قبر النبي !ك!وو‪.‬‬ ‫له قبره ‪ ،‬بجانب‬ ‫حفروا‬ ‫فلما توفي‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫في الصلاة عليه عمرُ بن الخطاب‬ ‫المسلمين‬ ‫أئم‬ ‫وقد‬

‫عبد الرحمن‪،‬‬ ‫‪،‬وابنُه‬ ‫وطلحة‬ ‫وعثمان‬ ‫من‪-‬عمر‬ ‫إلى قبره كل‬ ‫وحمله‬

‫عنهم‪.‬‬ ‫اللى‬ ‫رضي‬

‫‪.‬‬ ‫قليلاَ(‪)1‬‬ ‫عنه‬ ‫وأخروه‬ ‫!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫وجَعلوا راسَه عند كتفيئ رسول‬

‫مات متأثرأ‬ ‫انه‬ ‫تبل‬ ‫حيث‬ ‫مسمومَا‪،‬‬ ‫عنه مات‬ ‫الله‬ ‫بكر رضي‬ ‫أَن أبا‬ ‫إلى‬ ‫بعضُهم‬ ‫ذهبَ‬ ‫وقد‬

‫بالسم الذي وضعه‬ ‫اليهود ‪.‬‬ ‫سفه‬

‫البهود‬

‫‪.‬‬ ‫‪427-‬‬ ‫‪425‬‬ ‫التاريخ لابن الأثير ‪:2‬‬ ‫في‬ ‫انظر الكامل‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪73‬‬
‫أَززَة‬ ‫في‬ ‫سقَتة‬ ‫اليهود‬ ‫أن‬ ‫وفاته‬ ‫سببُ‬ ‫‪ :‬وقالوا ‪ :‬كان‬ ‫الطبري‬ ‫الإمام‬ ‫قال‬

‫‪.‬‬ ‫الحَ!ن!و)‬ ‫‪ -‬وهي‬ ‫‪ -‬ويقال في جَذيذة ‪(-‬أو حريرة‬

‫العرب‬ ‫الئقفي ‪-‬طبيبُ‬ ‫كلدة‬ ‫بن‬ ‫منها الحارثُ‬ ‫وتناولَ الطعامَ معه‬

‫‪ ،‬فكفثَ يده ‪ ،‬وتال‬ ‫مسمومة‬ ‫أَنها‬ ‫منها عرفَ‬ ‫‪ -‬ولما أكلَ الحارث‬ ‫المشهور‬

‫‪ :‬لقد أكلْنا طعامَا مسمومَا‪.‬‬ ‫بكر‬ ‫لأبي‬

‫الاثنان بعد سنة(‪)1‬‬ ‫فمات‬

‫الرواية‬ ‫الرواية ‪ ،‬واعتمادِ‬ ‫اعتمادِ هذه‬ ‫عدم‬ ‫على‬ ‫المؤرخين‬ ‫جمهورَ‬ ‫لكن‬ ‫أنه مات‬ ‫الراجح‬

‫فأصابته‬ ‫يوم بارد‪،‬‬ ‫اغتسلَ في‬ ‫‪ ،‬حيث‬ ‫بالحمى‬ ‫متأثراَ‬ ‫أنه مات‬ ‫السابقة في‬ ‫بالحمى‬

‫بعدها‪.‬‬ ‫يومَا‪ ،‬ثم توفي‬ ‫عشر‬ ‫خمسةَ‬ ‫بيته‬ ‫في‬ ‫محمومَا‬ ‫‪ ،‬وبقي‬ ‫الحمى‬

‫هذه‬ ‫اعتماد‬ ‫مع‬ ‫ونحن‬ ‫عنها‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫به عائشة‬ ‫ما أخبرت‬ ‫وهذا‬

‫إليها‪.‬‬ ‫الرواية ‪ ،‬والميل‬

‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬وأرضاه‬ ‫أبي بكر الصديق‬ ‫عن‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪.‬‬ ‫‪422‬‬ ‫‪:3‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪74‬‬
‫القبسة الثالثة‬

‫عنه‬ ‫الئه‬ ‫رضي‬ ‫بن الخطاب‬ ‫عمر‬

‫والاستشهاد‬ ‫بين الاستخلاف‬

‫يومَ ابخماع أهل الحل‬ ‫عنه توفي‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الصديق‬ ‫القبسةِ السابقة إن أبا بكر‬ ‫قلنا في‬

‫والعفد لاختيار‬ ‫‪.‬‬ ‫عشرة‬ ‫الاَخرة ‪ ،‬سنة ثلاث‬ ‫جمادى‬ ‫من شهر‬ ‫‪ ،‬الثاني والعشرين‬ ‫الثلاثاء‬

‫الخليفة‬
‫عنه ‪ ،‬قام بالصلاة عليه ‪ ،‬ثم دفنوه في‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن الخطاب‬ ‫عمر‬ ‫وأن‬

‫اليوم ‪.‬‬ ‫نفس‬

‫اليوم‬ ‫نفس‬ ‫‪ ،‬في‬ ‫أعيانِ الصحابة‬ ‫من‬ ‫والعقد‬ ‫اجتمعَ اهلُ الحل‬ ‫وقد‬

‫الخطاب‬ ‫عمرُ بن‬ ‫فيهم‬ ‫بمن‬ ‫الله عنه‪،‬‬ ‫رضي‬ ‫دفنوا فيه أبا بكر‬ ‫الذي‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫أقروا ترضيح‬ ‫‪ -‬الذي كتبه لهم الصديق‬ ‫‪ -‬او الترشيح‬ ‫)‬ ‫"الاستخلاف‬ ‫في كتاب‬ ‫ونظروا‬

‫لعمر‬ ‫الصديق‬ ‫للأمر من بعده ‪.‬‬ ‫فيه عمر‬ ‫عنه قبلَ وفاته ‪ ،‬ورشح‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫عنه أميرأ وبايعوْ ليآنم!‬ ‫الم!ه‬ ‫رضي‬ ‫بن ايخطاب‬ ‫بابايعة !ر‬ ‫والعقلى‬ ‫وقامَ أهلُ الحل‬
‫يق‬ ‫‪.‬‬ ‫يوم و‬

‫اليوم ‪.‬‬ ‫نفس‬ ‫‪ ،‬في‬ ‫للمؤمنين‬

‫الفراخ‬ ‫الصحابةُ بسذ‬ ‫(الخلافة ) لم يشغرْ أبداَ‪ ،‬وسارعَ‬ ‫أن منصبَ‬ ‫أي‬

‫توفي‬ ‫فعلوا عندم!‬ ‫مكانه ‪ ،‬كما‬ ‫عمر‬ ‫وجعلوا‬ ‫أبي بكر‪،‬‬ ‫موتُ‬ ‫أحدثه‬ ‫الذي‬

‫اليوم ‪.‬‬ ‫الصديقَ خليفةَ في نفس‬ ‫بايَعوا‬ ‫مج! ‪ ،‬حيث‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫دعمر‬ ‫أول خطبة‬ ‫!ن‬ ‫‪ ،‬الثاني والعشرين‬ ‫الثلاثاء‬ ‫عنه يوم‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫خلافةُ عمر‬ ‫وابتدأت‬

‫بعد الخلانة‬ ‫‪.‬‬ ‫عشرة‬ ‫ثلاث‬ ‫الاَخرة ‪ ،‬سنة‬ ‫جمادى‬

‫يقفُ‬ ‫التي كان‬ ‫الدرجة‬ ‫عن‬ ‫درجةَ‬ ‫المنبر ‪ ،‬ونزلَ‬ ‫عمرُ‬ ‫بايعوه ‪ ،‬صعدَ‬ ‫ولما‬

‫‪75‬‬
‫فقؤني ‪ ،‬اللهم إني غليظ‬ ‫فقال ‪( :‬اللهم إني ضعيف‬ ‫وخطبَ‬ ‫عليها الصديق‬

‫فسَلني‪.‬‬ ‫بخيل‬ ‫إني‬ ‫فليئني ‪ ،‬اللهم‬

‫أنفسكم‬ ‫أَهله ‪ ،‬وزنوا‬ ‫من‬ ‫به تكونوا‬ ‫القرآنَ تُعرفوا به ‪ ،‬واعملوا‬ ‫اقرؤوا‬

‫‪ ،‬لا تخفى‬ ‫الله‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬يوم تُعرضونَ‬ ‫اكبر‬ ‫قبل أن توزَنوا‪ ،‬وتزئنوا للعرض‬

‫الله‪.‬‬ ‫أن يطاعَ في معصية‬ ‫حق‬ ‫حقَّ ذي‬ ‫يبلُغ‬ ‫خانية ‪ ،‬إنه لم‬ ‫منكم‬

‫استغنيتُ‬ ‫إن‬ ‫‪،‬‬ ‫اليتيم‬ ‫مالِ الله بمنزلةِ ولبئ‬ ‫من‬ ‫نفسي‬ ‫أنزنتُ‬ ‫أَلا لاني‬

‫أ ‪.‬‬ ‫!‬ ‫بالمعروف‬ ‫أكلتُ‬ ‫افتقزتُ‬ ‫دمان‬ ‫‪،‬‬ ‫استعففت‬

‫فيها‪:‬‬ ‫قال‬ ‫‪ .‬ومما‬ ‫خطبة‬ ‫المسلمين‬ ‫في‬ ‫خطبَ‬ ‫بايامِ‬ ‫ما بويعَ‬ ‫وبعد‬ ‫ده‬ ‫أخرى‬ ‫خطبة‬

‫عمرُ يشتذُ‬ ‫‪ :‬قد كان‬ ‫غلْظَتي ‪ .‬وقالوا‬ ‫‪ ،‬وخافوا‬ ‫شدتي‬ ‫هابوا‬ ‫أنَ الشاس‬ ‫في "!كَني‬ ‫فيها منهاجه‬

‫علسا‬ ‫الحلافة‬
‫والينا دونه‪،‬‬ ‫بكر‬ ‫وأبو‬ ‫علينا‬ ‫اشتدَ‬ ‫ثم‬ ‫أظْهُرنا‪،‬‬ ‫جَمضَ بين‬ ‫الله‬ ‫ورسول‬ ‫ْ‪-‬‬

‫إليه؟‬ ‫الأمورُ‬ ‫وقد صارت‬ ‫فكيف‬

‫ذلك فقد صدقا‬ ‫قالَ‬ ‫ومَن‬

‫صنعتَه‬ ‫أحذ‬ ‫يبلُغُ‬ ‫لا‬ ‫خادمَه ‪ ،‬وكان‬ ‫‪ ،‬فكنت‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫فقد كنتُ مع رسول‬

‫زَحِير‪،‬‬ ‫رَكلوت‬ ‫‪ ! :‬يألمُؤ!ينَ‬ ‫الله‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫اللين والرحمة‬ ‫في‬

‫أو يَدَعَني ‪ ،‬فلم‬ ‫يغمدَني‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫سيفَا مسلولاَ‬ ‫يدَيْه‬ ‫بينَ‬ ‫فكنتُ‬ ‫)‪،‬‬ ‫التوبة ‪128 :‬‬ ‫أ‬

‫‪،‬‬ ‫راض‬ ‫عئي‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫توفاه‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫مع‬ ‫أزذ‬

‫كثيراَ ‪ ،‬وأنا به أَسعد!‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫دثه‬ ‫والحمدُ‬

‫دَعَتَه وكرمَه‬ ‫احا‬ ‫لاينكِرُ‬ ‫مَنْ‬ ‫فكان‬ ‫بكر‪،‬‬ ‫أبو‬ ‫أفرَ المسلمين‬ ‫وليَ‬ ‫ثم‬

‫سيفَا مسلولاَ‪،‬‬ ‫فأكونُ‬ ‫بلينه ‪،‬‬ ‫شذتي‬ ‫أَخلطُ‬ ‫وعونَه ‪،‬‬ ‫خادمَه‬ ‫فكنتُ‬ ‫ولينَه ‪،‬‬

‫وجل‪،‬‬ ‫عز‬ ‫الله‬ ‫قبضَه‬ ‫معه ‪ ،‬حتى‬ ‫يغمدَني أو يدَعَني ‪ ،‬فلم أزلْ كذلك‬ ‫حتى‬

‫كثيزا ‪ ،‬وأنا به أَسعد! ‪.‬‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫دثه‬ ‫‪ ،‬والحمدُ‬ ‫راض‬ ‫عئي‬ ‫وهو‬

‫قد‬ ‫الشدةَ‬ ‫تلك‬ ‫أن‬ ‫فاعلَموا‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫أيها‬ ‫أُموكم‬ ‫وُنيتُ‬ ‫قد‬ ‫إني‬ ‫ثم‬

‫فأتا‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫على‬ ‫الظلم والتعذي‬ ‫أهل‬ ‫أُضعفَت ‪ ،‬ولكنها إنما تكونُ على‬

‫لبعضا‬ ‫بعضهم‬ ‫من‬ ‫بهم‬ ‫أَليَنُ‬ ‫فأنا‬ ‫‪،‬‬ ‫والسلامة‬ ‫أهلُ الدين‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪76‬‬
‫على‬ ‫خذه‬ ‫أضعَ‬ ‫حتى‬ ‫عليه ‪،‬‬ ‫أو يتعدى‬ ‫أَحَدَا‬ ‫أحدَا يظلمُ‬ ‫أَدعُ‬ ‫ولا‬

‫‪ ،‬د!اني بعد‬ ‫يُذعنَ للحق‬ ‫الاَخر‪ ،‬حتى‬ ‫الخا‬ ‫على‬ ‫قدمي‬ ‫‪ ،‬واضعَ‬ ‫الأرض‬

‫!‬ ‫!‬ ‫الكفاف‬ ‫‪ ،‬لأهلِ العَفافِ وأهل‬ ‫الأرض‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬أضعُ خذي‬ ‫شذَتي تلك‬

‫علَيئَ أن‬ ‫بها ‪ :‬لكم‬ ‫فخذوني‬ ‫لكم‬ ‫أذكرُها‬ ‫خصاذ‬ ‫علَيئ أيها الناس‬ ‫ولكم‬

‫ولكم‬ ‫‪.‬‬ ‫وَجْهِه‬ ‫إلآ مِن‬ ‫‪،‬‬ ‫عليكم‬ ‫اللهُ‬ ‫أفاءَ‬ ‫مما‬ ‫ولا‬ ‫لا اَجبيَ شيئَا مِن خراجكم‬

‫أزيدَ عطاياكم‬ ‫عليئَ أن‬ ‫‪ .‬ولكم‬ ‫حفه‬ ‫الأ في‬ ‫أَلأيَخرح‬ ‫يدي‬ ‫علَيئ إذا وقعَ في‬

‫في‬ ‫ألقيكم‬ ‫الأ‬ ‫علَيئَ‬ ‫ولكم‬ ‫‪،‬‬ ‫ثغوركم‬ ‫أسد‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫شاء‬ ‫إن‬ ‫وأرزاقكم‬

‫إليهم‪.‬‬ ‫ترجعوا‬ ‫حتى‬ ‫العِيال‬ ‫‪ ،‬فأنا أبو‬ ‫البعوث‬ ‫‪ ،‬واذا غبتُم في‬ ‫المهالِك‬

‫وأعينوني‬ ‫‪،‬‬ ‫عني‬ ‫بكفّها‬ ‫‪،‬‬ ‫أنفسكم‬ ‫على‬ ‫! وأَعينوني‬ ‫الله‬ ‫الله عبادَ‬ ‫فاتقوا‬

‫النصيحةَ فيما‬ ‫المنكر ‪ ،‬هـاحضاري‬ ‫والنهيِ عن‬ ‫بالمعروف‬ ‫بالأفرِ‬ ‫نفسي‬ ‫على‬

‫اَمركم‪.‬‬ ‫من‬ ‫اللهُ‬ ‫ولأني‬

‫) ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ولكم‬ ‫لي‬ ‫اللهَ‬ ‫هذا ‪ ،‬واستغفرُ‬ ‫أتوُل قولي‬

‫خلانة عمر‬ ‫مدة‬ ‫الثلاثاء ‪22‬‬ ‫خليفةَ يوم‬ ‫عنه ‪ ،‬فكان‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الخطاب‬ ‫بويعَ عمرُ بن‬

‫‪ 23‬هـ‪.‬‬ ‫ذو الحجة‬ ‫واستُشهدَ يومَ الأربعاء ‪26‬‬ ‫الاَخرة ‪ 3‬اهـ‪،‬‬ ‫جمادى‬

‫!‬ ‫ايام‬ ‫وبضعةَ‬ ‫وستةَ اشهر‬ ‫عنه عشرَ سنين‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫مدةُ خلافةِ عمر‬ ‫فكانت‬

‫مسعود‬ ‫قولُ عبدِالله بن‬ ‫وخلافتِه‪،‬‬ ‫عمر‬ ‫عن‬ ‫ما قيل‬ ‫أَحسنِ‬ ‫ومن‬

‫‪ ،‬كان إسلامُه فتحَا‪،‬‬ ‫بن الخطاب‬ ‫عمر‬ ‫اللهُ‬ ‫قال ‪ :‬رحمَ‬ ‫عنه ‪ ،‬حيث‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫!‬ ‫أ‬ ‫رحمة‬ ‫هـامارتُه‬ ‫‪،‬‬ ‫نصرَا‬ ‫وهجرتُه‬

‫مانع‬ ‫عمر‬ ‫عهد‬ ‫العربية في‬ ‫بالجزيرة‬ ‫البلاد المحيطةِ‬ ‫معظم‬ ‫الإسلامُ في‬ ‫دخلَ‬ ‫وتد‬

‫للفتن‬ ‫وارمينيا‬ ‫فارس‬ ‫‪ ،‬وفُتحت‬ ‫ومصر‬ ‫والعراق‬ ‫بلاد الشام‬ ‫تئم فتحُ كل‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫عهده‬

‫وبرقة في افريقيا‪.‬‬ ‫طرابلس‬ ‫‪ ،‬وفُتحت‬ ‫النهر‬ ‫وبلاد ما وراء‬ ‫وجرجان‬ ‫وأذربيجان‬

‫بابَا‬ ‫نفسُه‬ ‫عمرُ‬ ‫وكان‬ ‫الفتن ‪،‬‬ ‫منيعَا امام‬ ‫سذاَ‬ ‫عمرَ‬ ‫خلافةُ‬ ‫كانت‬ ‫وقد‬

‫حياتِه ‪ ،‬ولاتَقدرُ‬ ‫في‬ ‫المسلمين‬ ‫إلى‬ ‫الدخولَ‬ ‫الفتن‬ ‫لايَقْدِر أصحابُ‬ ‫مغلقَا‪،‬‬

‫في عهده أ‬ ‫برأَسِها‬ ‫أن تطل‬ ‫الفتنُ‬

‫‪vv‬‬
‫زالَ الشَذُ أمام الفتن ‪ ،‬وحُالمَ‬ ‫عنه ‪ ،‬حتى‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عمر‬ ‫استشُهد‬ ‫أن‬ ‫وما‬

‫دخلت‬ ‫وافسادِهم ‪ ،‬وقد‬ ‫المسلمين‬ ‫فتنةِ‬ ‫من‬ ‫يمنعُ أصحابَها‬ ‫الذي‬ ‫الباب‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫البحر بعد استثمهاده رضي‬ ‫الهوجاءُ كموج‬ ‫الفتنُ‬

‫بن اليمان‬ ‫وحذيفةَ‬ ‫بين عمرَ بن الخطاب‬ ‫ونستمعُ لهذا الحوارِ العجيب‬ ‫عمر‬ ‫بين‬ ‫حوار‬

‫عنهما‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫حول‬ ‫وحذبفة‬

‫الخطاب‬ ‫بن‬ ‫عمر‬ ‫عندَ‬ ‫كئا‬ ‫الله عنه ‪:‬‬ ‫رضي‬ ‫اليَمان‬ ‫بنُ‬ ‫حذيفةُ‬ ‫قال‬ ‫الفنن‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫‪ :‬أنا احفظُه‬ ‫الفتنة ؟ فقلت‬ ‫عنَح في‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫حديثَ‬ ‫يحفظُ‬ ‫‪ :‬أئكم‬ ‫فقال‬

‫قال !‬ ‫كما‬

‫ء ‪.‬‬ ‫لجري‬ ‫‪ ،‬إنك‬ ‫أبوك‬ ‫دنه‬ ‫‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬هاتِ‬

‫ومالِه ونفسِه‬ ‫أهله‬ ‫في‬ ‫‪ :‬فتنةُ الرجل‬ ‫يقول‬ ‫ع!فِه‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫‪ :‬سمعتُ‬ ‫قلت‬

‫بالمعروف‬ ‫والأمرُ‬ ‫‪،‬‬ ‫والصدقة‬ ‫والصلاة‬ ‫يُكَفرُها الصيامُ‬ ‫‪،‬‬ ‫وجاره‬ ‫وولده‬

‫المنكر‪.‬‬ ‫والنهيُ عن‬

‫البحر!‬ ‫كموج‬ ‫الفتنَ التي تموجُ‬ ‫أُريدُ‬ ‫أُريد ‪ .‬إنما‬ ‫هذا‬ ‫‪ :‬ليس‬ ‫عمر‬ ‫قال‬

‫ا‬ ‫مغلقَا!‬ ‫بابَا‬ ‫وبينها‬ ‫بينَك‬ ‫إن‬ ‫؟‬ ‫يا أميرَ المؤمنين‬ ‫ولَها‬ ‫‪ :‬مالَكَ‬ ‫قلت‬

‫أو يُفتح؟‬ ‫قال ‪ :‬فيُكسرُ الباب‬ ‫بفتل‬ ‫الباب‬ ‫كسر‬

‫يُكسرإ!‬ ‫‪ :‬لا‪ .‬بل‬ ‫قلت‬ ‫عمر‬

‫‪.‬‬ ‫! ! ا‬ ‫الساعة‬ ‫قيام‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫أبدَا‬ ‫لا يغلقَ‬ ‫أن‬ ‫أَحرى‬ ‫‪ :‬ذاك‬ ‫قال‬

‫الباب ؟‬ ‫كان عمرُ يعلمُ من‬ ‫‪ :‬هل‬ ‫حذيفة‬ ‫قال أبو وائل الراوي عن‬

‫حدثْتُه حديثما ليس‬ ‫غدِ الليلة ! إتي‬ ‫دون‬ ‫يعلمُ أن‬ ‫‪ .‬كما‬ ‫‪ :‬نعم‬ ‫حذيفة‬ ‫قال‬

‫بالأغاليط!‬

‫؟‬ ‫‪ :‬مَن الباب‬ ‫حذيفة‬ ‫‪ :‬فهِثنا أق نسالَ‬ ‫أبو وائل‬ ‫قال‬

‫؟‬ ‫مَن الباب‬ ‫حذيفةَ‬ ‫‪ :‬سَل‬ ‫فقلنا لمسروق‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪VA‬‬
‫‪ :‬مَن الباب ؟‬ ‫لحذيفة‬ ‫فقال مسرو!‬

‫!‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫عمر‬ ‫‪ :‬هو‬ ‫حذيفة‬ ‫قال‬

‫وقد فقهَ حذيفة بن اليمان‬ ‫ا!نأ‬ ‫(علم‬ ‫في‬ ‫عنه متخصم!‬ ‫الله‬ ‫إنَ حذيفةَ بنَ اليمان رضي‬

‫علم‬ ‫ا!ننفي‬ ‫‪4‬‬ ‫!قو‬ ‫ادهـىاقي ‪،‬ولهذا‬ ‫غيره من‬ ‫من‬ ‫اكثرَ‬ ‫!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫هذا العلم من‬

‫قال ‪.‬‬ ‫كما‬ ‫عنه ‪ :‬أنا أحفظُه‬ ‫الله‬ ‫لعمرَ رضي‬

‫‪،‬‬ ‫‪ :‬دنه أبوك‬ ‫بقوله‬ ‫عليه‬ ‫له ‪ ،‬ويثني‬ ‫‪ ،‬ويعرفُه‬ ‫حذيفة‬ ‫من‬ ‫يعلمُ هذا‬ ‫وعمرُ‬

‫ء ‪.‬‬ ‫لجري‬ ‫إنك‬

‫بخبر محن‬ ‫حذيفة‬ ‫الذي‬ ‫المنيعَ هو‬ ‫بأنَ البابَ‬ ‫الله عنه ‪،‬‬ ‫رضي‬ ‫يُقَام العلمَ لعمر‬ ‫وحذيفةُ‬

‫بعد‬ ‫الفتن‬ ‫تدفق‬ ‫البابَ ا!لقَ‬ ‫‪ ،‬إنَ !ذا‬ ‫ضهـم‬ ‫‪ ،‬ويحجزُها‬ ‫المسلمين‬ ‫على‬ ‫الفتن‬ ‫يمنعُ تدفقَ‬

‫مقتل عمر‬ ‫كسرَا‪،‬‬ ‫سيُكسر‬ ‫ولكنه‬ ‫إغلاقُه‪،‬‬ ‫يمكنُ‬ ‫بحيثُ‬ ‫طبيعيأ‪،‬‬ ‫يُفتحَ فتحأ‬ ‫لن‬

‫قيام‬ ‫حتى‬ ‫يُغلقَ بعد هذا‬ ‫معناه أنه لن‬ ‫وهذا‬ ‫تحطيمأ‪،‬‬ ‫وسيتحطم‬

‫منتشرةَ ذائعةَ بين‪.‬‬ ‫الفتنَ ستبقى‬ ‫أ‪3‬‬ ‫اي‬ ‫عمر‪،‬‬ ‫ما فهمه‬ ‫الساعة ‪،‬وهذا‬

‫أو توقفِها أو القضاء عليها‪.‬‬ ‫إزالتِها‬ ‫‪ ،‬لن يتمكنوا من‬ ‫المسلمين‬

‫عنده ‪ ،‬ولا يتوقعُه‬ ‫عنه لا يقررُ هذا من‬ ‫الله‬ ‫ونقررُ هنا أن حذيفةَ رضي‬

‫لا يعلمُ الغيب‪.‬‬ ‫فهو‬ ‫توفعأ‪،‬‬

‫الفتن ) قد سمعَ هذا من‬ ‫(علم‬ ‫في‬ ‫المتخصصَ‬ ‫إن حذيفةَ‬

‫لعمر‬ ‫كلامه‬ ‫‪ ،‬ولهذا يعفقُ على‬ ‫كما سمعه‬ ‫وحفظه‬ ‫‪ ،‬ووعاه‬ ‫ي‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫بالأغاليط‪.‬‬ ‫حذَثتُه حديثاَ ليس‬ ‫قائلاَ ‪ :‬إني‬

‫فيه ‪ ،‬لأنني‬ ‫أكاذيبَ‬ ‫ولا‬ ‫لا أغاليط‬ ‫صادقَا‪،‬‬ ‫صحيحَا‬ ‫حديثأ‬ ‫‪ :‬حدثتُه‬ ‫أي‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫سمعتُه من رسول‬

‫يعلم أنه‬ ‫عمر‬ ‫‪ ،‬ويعلئم‬ ‫حذيفة‬ ‫عنه يعلمُ الحقيقةَ التي أنجره ها‬ ‫الله‬ ‫ثم إنَ عمرَ رضي‬

‫سبقنل قنلأ‬ ‫أمامَ الفتن ‪.‬‬ ‫يغلق‬ ‫البابُ الذي‬ ‫أنه هو‬

‫على‬ ‫الفتن‬ ‫تدفقَ‬ ‫يمنع‬ ‫منيغ‬ ‫خلافتَه بافي‬ ‫يعلمُ أن‬ ‫عمرَ‬ ‫إن‬ ‫أي‬

‫وحياته‪.‬‬ ‫خلافته وعهده‬ ‫أثناء‬ ‫‪ ،‬وأن الفتنَ لن تغزو المسلمين‬ ‫المسلمين‬

‫‪97‬‬
‫من‬ ‫الدين سيتمكنون‬ ‫‪ 3‬عمرَ يعلم أنه سيُقتل قتلأ‪ ،‬وأنَ أعداءَ هذا‬ ‫هـا‬

‫على‬ ‫الفتنُ‬ ‫ستتدفقُ‬ ‫وعندها‬ ‫‪،‬‬ ‫أيديهم‬ ‫على‬ ‫اللّه شهيدَا‬ ‫وسيلقى‬ ‫قتله ‪،‬‬

‫المسلمين‪.‬‬

‫أن نظامَ الحكم‬ ‫أي‬ ‫كسرَا‪،‬‬ ‫الباب‬ ‫سيُكسر‬ ‫ويعلمُ عمرُ أنه باستشهاده‬

‫الساعة‪.‬‬ ‫قيامِ‬ ‫لن يستقرً حتى‬ ‫الإسلامي‬

‫استشهِد‬ ‫حيث‬ ‫عنه‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بعد استشهاد عمر‬ ‫ما حصلَ‬ ‫وهذا‬

‫معركتا‬ ‫ووقعتْ‬ ‫الله عنهما‪،‬‬ ‫وعليئٌ رضي‬ ‫عثمانُ‬ ‫بعده ‪،‬‬ ‫من‬ ‫الخليفتان‬

‫السياسية‪،‬‬ ‫والخلافات‬ ‫الإسلامية ‪،‬‬ ‫الفرق‬ ‫ظهرت‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫وصقين‬ ‫الجملِ‬

‫زالَ نظامُ‬ ‫وما‬ ‫‪،‬‬ ‫بالمسلمين‬ ‫الفتنُ تعصفُ‬ ‫زالت‬ ‫وما‬ ‫الطائفية ‪،‬‬ ‫والحروب‬

‫يغلقَ‬ ‫‪ ،‬ولن‬ ‫بعد ذلك‬ ‫يُغلقَ‬ ‫مختلأَ‪ ،‬ولم‬ ‫عمر‬ ‫كُسر باستشهاد‬ ‫الذي‬ ‫الحكم‬

‫يوم القيامة!‬ ‫حتى‬

‫بن اليمان في‬ ‫وحذيفةَ‬ ‫الجليليق عمرَ بن الخطاب‬ ‫الصحابتين‬ ‫الله‬ ‫رحم‬

‫بينهما‪.‬‬ ‫هذا الحوار العجيب‬

‫أنه سُيقتل قتلاَ‪،‬‬ ‫!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫عنه يعلمُ من‬ ‫الله‬ ‫عمرُ رضي‬ ‫(ذن‬

‫شهيدَا‪.‬‬ ‫اللهَ‬ ‫وسيلقى‬

‫أُحُد‪،‬‬ ‫وس! جبلَ‬ ‫الله‬ ‫رسولُ‬ ‫عنه ‪ :‬صعد‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫قال أنسُ بنُ مالك‬
‫عن‬ ‫اخبار الرسول‬

‫‪-‬لمج!‬ ‫الله‬ ‫رسولُ‬ ‫‪ .‬فضربه‬ ‫بهم‬ ‫الجبلُ‬ ‫‪ . ،‬فرجفَ‬ ‫وعثمان‬ ‫وعمر‬ ‫أبو بكر‬ ‫ومعه‬ ‫عمر‬ ‫اسننهاد‬

‫وعثمان‬
‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫وشهيدان‬ ‫‪،‬‬ ‫وصذيق‬ ‫نبيئ ‪،‬‬ ‫عليك‬ ‫أُحُد ‪ :‬فإنما‬ ‫أاثبتْ‬ ‫له ‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫برجله‬

‫بيده إلى‬ ‫س!‬ ‫الله‬ ‫عنه ‪ :‬أشارَ رسولُ‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عثمانُ بن مظعون‬ ‫وقال‬

‫بافي‬ ‫الفتنة‬ ‫وبين‬ ‫بينكم‬ ‫يزالُ‬ ‫لا‬ ‫‪:‬‬ ‫تال‬ ‫ثم‬ ‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫الفتنة‬ ‫غفقُ‬ ‫هذا‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫عمر‪،‬‬

‫‪. 1‬‬ ‫! ‪1‬‬ ‫أظهُركم‬ ‫بين‬ ‫هذا‬ ‫عاش‬ ‫ما‬ ‫‪،‬‬ ‫الغلق‬ ‫شديدُ‬

‫‪ ،‬التي تقذمَ فيها‬ ‫المباركة‬ ‫خلافةِ عمر‬ ‫من‬ ‫ونصف‬ ‫سنواتِ‬ ‫عثر‬ ‫وبعد‬

‫المسلمون‬ ‫فيه البلدان ‪ ،‬وسعدَ‬ ‫‪ ،‬وفُتحت‬ ‫فيها الإسلام‬ ‫‪ ،‬وانتشرَ‬ ‫المسلمون‬

‫‪. . .‬‬ ‫والتمكين‬ ‫والظفر‬ ‫بالنصر‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪08‬‬
‫عنه ‪ ،‬وجاء‬ ‫الله‬ ‫الراشدِ رضي‬ ‫الخليفةِ‬ ‫هذا‬ ‫نهايةُ‬ ‫حانت‬ ‫هذا كفه‬ ‫بعد‬

‫‪.‬‬ ‫شهيدَا‬ ‫الله‬ ‫ولقي‬ ‫‪،‬‬ ‫أَجَلُه‬

‫عنه‪.‬‬ ‫النَه‬ ‫رضي‬ ‫مع مشهدِ طعنه ثم استشهاده‬ ‫وسنعيشُ‬

‫آخر‬ ‫في‬ ‫دعاء عمر‬ ‫سنة ‪ 23‬هـ‪،‬‬ ‫الأيخرة في‬ ‫عنه حجتَه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عمر‬ ‫المؤمنين‬ ‫أميرُ‬ ‫حبئَ‬

‫صنة ‪ 23‬هـ‬ ‫له‬ ‫حجة‬ ‫رداءَه‬ ‫ألقى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫البطحاء‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬كؤَم كومةَ‬ ‫أيام التشريق‬ ‫مِنى في‬ ‫في‬ ‫كان‬ ‫ولما‬

‫قائلاَ ‪ :‬اللهئمَ‬ ‫اللهَ‬ ‫‪ ،‬ودعا‬ ‫السماء‬ ‫رفعَ يديئ إلى‬ ‫ثم‬ ‫عليها‪،‬‬ ‫ثيم استلقى‬ ‫عليها‪،‬‬

‫غيرَ مضئعِ‬ ‫إليكَ‬ ‫‪ ،‬فاقبِضْني‬ ‫رعيتي‬ ‫قوىدي ‪ ،‬وانتشرت‬ ‫‪ ،‬وضعفت‬ ‫سني‬ ‫كبرتْ‬

‫مدينة‬ ‫وموتَا في‬ ‫‪،‬‬ ‫سبيلك‬ ‫في‬ ‫شهادةَ‬ ‫اسألكَ‬ ‫مفرِّط ‪.‬اللهثم إني‬ ‫ولا‬

‫!‬ ‫مح!ا‬ ‫النَه‬ ‫رسول‬

‫مدينةِ‬ ‫‪ ،‬في‬ ‫الله‬ ‫سبيل‬ ‫الشهادةَ في‬ ‫يريدُ‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫إن عمرَ‬

‫لمجر! أ‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫لقيَ‬ ‫الدعاء‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫أسبوعين‬ ‫من‬ ‫فبعدَ اقل‬ ‫دعوتَه ‪،‬‬ ‫اللهُ‬ ‫واستجابَ‬

‫شهيدَا‪.‬‬ ‫اللهِ‬ ‫ونجهَ‬ ‫عمرُ‬

‫رؤيا أب موسى‬ ‫عنهما رؤيا ‪.‬‬ ‫الله‬ ‫الأشعرفيُ رضي‬ ‫أبو موسى‬ ‫وقبيلَ استشهادِ عمر ‪ ،‬رأى‬

‫الأشعرىفمرحول‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الطرق‬ ‫هذه‬ ‫وزالَت‬ ‫اضمحفت‬ ‫كثيرة ‪ ،‬ثم‬ ‫طُرُقًا‬ ‫أَمامي‬ ‫قال ‪ :‬رايتُ‬

‫ف!ذا‬ ‫‪ ،‬ونظرتُ‬ ‫جبل‬ ‫إلى‬ ‫وصفتُ‬ ‫فيها ‪ ،‬حتى‬ ‫‪ ،‬فسِرْتُ‬ ‫واحدة‬ ‫تبقَ الا طريق‬

‫يومىء‬ ‫ع!ض‬ ‫الله‬ ‫رسولُ‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫أبو بكر‬ ‫‪ ،‬وبجانبه‬ ‫الجبل‬ ‫فوقَ‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫رسولُ‬

‫إِليناأ‬ ‫‪ :‬أنْ تعال‬ ‫لعمر‬

‫المؤمنين‬ ‫أميُر‬ ‫ماتَ‬ ‫‪،‬‬ ‫راجعون‬ ‫لله دمانا إليه‬ ‫إنا‬ ‫‪:‬‬ ‫قلتُ‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫فاستيقظْتُ‬

‫عمر‪.‬‬

‫في‬ ‫؟‪.‬وكانا‬ ‫برؤياك‬ ‫عمر‬ ‫إلى‬ ‫تكتبُ‬ ‫الا‬ ‫‪:‬‬ ‫مالك‬ ‫بنُ‬ ‫أنسُ‬ ‫له‬ ‫فقال‬

‫‪11‬‬ ‫العراق‬

‫ا‬ ‫ا‬ ‫نقسَه‬ ‫إِليه‬ ‫لأنعى‬ ‫‪ :‬ما كنتُ‬ ‫موسى‬ ‫له ابو‬ ‫فقال‬

‫‪Al‬‬
‫خطبةِ جمعةِ‬ ‫اَخرَ‬ ‫الأخيرةِ الى المدينة ‪ ،‬خطبَ‬ ‫حجته‬ ‫ولما عادَ عمرُ من‬ ‫!ر خطبة جمعة‬

‫له في المدينة‪.‬‬ ‫المدينة‬ ‫في‬ ‫لعمر‬

‫في‬ ‫عمر‬ ‫قالَه‬ ‫ما‬ ‫عنه بعضَ‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن عوف‬ ‫ذكرَ عبدُ الرحمن‬ ‫وتد‬

‫‪ .‬وقد ذكزنا ما قاله‬ ‫له‬ ‫آخرُ خطبةِ‬ ‫وهي‬ ‫‪ 23‬هـ‪،‬‬ ‫الحجة‬ ‫ذ!‬ ‫‪2‬‬ ‫ا‬ ‫الجمعة‬ ‫خطبة‬

‫أبي بكر‬ ‫كيفيةَ استخلاف‬ ‫عزضِنا‬ ‫أَثناءَ‬ ‫الخطبة‬ ‫من‬ ‫بن عوف‬ ‫عبدُ الرحمن‬

‫عنه ‪ ،‬في (قبسة تاريخية ‪ ،‬سابقة!‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الصديق‬

‫راَها ‪ ،‬وعبًرَها لهم‪.‬‬ ‫رؤيا‬ ‫عن‬ ‫نفسُه المسلمين‬ ‫أخبرَ عمرُ‬ ‫وقد‬

‫أَجَلي‪.‬‬ ‫لاأَراها الآ حضورَ‬ ‫الخطبة ‪ :‬إني رأيتُ رؤيا‪،‬‬ ‫نفس‬ ‫قال في‬ ‫بنقر‬ ‫رؤبا عمر‬

‫الديك له‬
‫‪. 1‬‬ ‫أ ‪1‬‬ ‫نقرتنن‬ ‫نقرني‬ ‫ديكًا‬ ‫كأ ‪3‬‬ ‫رأيتُ‬

‫أ‬ ‫!‬ ‫بعدي‬ ‫الخليفةَ من‬ ‫وأعئنَ‬ ‫أنْ أستخلفَ‬ ‫قومَا يأمرونني‬ ‫‪3‬‬ ‫لىا‬

‫فإن‬ ‫‪.‬‬ ‫نبيّه‬ ‫به‬ ‫بَعثَ‬ ‫الذي‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫خلافته‬ ‫دينَه ولا‬ ‫ليضيعَ‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫اللهَ‬ ‫لان‬

‫بَئ‬ ‫الله‬ ‫تُوُفيَ رسولُ‬ ‫الذين‬ ‫‪،‬‬ ‫الستة‬ ‫هؤلاء‬ ‫بين‬ ‫شورى‬ ‫أَفز فالخلافةُ‬ ‫بي‬ ‫عجلَ‬

‫!‬ ‫راض‬ ‫عنهم‬ ‫وهو‬

‫‪-‬قابلَ‬ ‫الحجة‬ ‫‪ 23‬ذي‬ ‫يومَ الأحد‬ ‫بأربعة أيام ‪-‬أي‬ ‫وقبلَ استشهادهِ‬ ‫مع‬ ‫عمر‬ ‫اجنماع‬

‫حذبفة تبل طعنه‬


‫عنهما‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الصحابيَين حذيفةَ بن اليمان وسَفلَ بن حنيف‬

‫دجلة‪،‬‬ ‫نهرِ‬ ‫التي تُسقى بماء‬ ‫حذيفةَ ليقذرَ خراجَ الأرض‬ ‫قد وطفَ‬ ‫وكان‬

‫نهر الفرات ‪.‬‬ ‫بماءِ‬ ‫التي تُسقى‬ ‫ليقذرَ خراجَ الأرض‬ ‫بن حنيف‬ ‫سهلَ‬ ‫ووطَفَ‬

‫ما‬ ‫قد حفلْتُما الأرضَ‬ ‫فعفتُما؟ أَخافُ أق تكونا‬ ‫كيف‬ ‫لهما‪:‬‬ ‫وقال‬

‫لاتطيق!‬

‫له مطيقة!‬ ‫أمرَا هي‬ ‫قالا ‪ :‬حَئفناها‬

‫إلى‬ ‫لا يحتَخنَ‬ ‫العراق‬ ‫أهل‬ ‫لأدَعَن أراملَ‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫سفمني‬ ‫‪ :‬لئن‬ ‫عمر‬ ‫فقال‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ا‬ ‫أبدَا‬ ‫بعدي‬ ‫رجلِ‬

‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫بينه وبينهما‬ ‫المحاورة‬ ‫هذه‬ ‫اليوم الرابع من‬ ‫طُعنَ في‬ ‫ولكنه‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪82‬‬
‫محمر يمنع‬ ‫ىن‬ ‫المفتوحة‬ ‫الأقطار‬ ‫للسبايا من‬ ‫لا يأذن‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫عمرُ رضي‬ ‫كان‬ ‫وقد‬

‫الاتامة‬ ‫البايا من‬ ‫مجوسَ‬ ‫يمنعُ‬ ‫فكان‬ ‫‪.‬‬ ‫الخلافة‬ ‫دولة‬ ‫عاصمةِ‬ ‫‪،‬‬ ‫المنورة‬ ‫المدينة‬ ‫بدخولِ‬

‫المدبنة‬ ‫في‬ ‫المدينة ‪ ،‬الأ إذا‬ ‫الإقامة في‬ ‫من‬ ‫الشام ومصر‬ ‫‪ ،‬ونصارى‬ ‫العراق وفارس‬

‫في هذا الدين‪.‬‬ ‫أَسلموا ودخلوا‬

‫‪ ،‬لأنَ هؤلاء‬ ‫بصائره‬ ‫روائعِ مواقفِه ‪ ،‬وبدائعِ‬ ‫من‬ ‫مِن عمر‬ ‫الموقفُ‬ ‫وهذا‬

‫للمسلمين‪،‬‬ ‫الإسلام ‪ ،‬كارهون‬ ‫على‬ ‫المغلوبين ‪ ،‬حاقدون‬ ‫القومَ المهزومين‬

‫‪ ،‬والكيدِ للأسلام!‬ ‫المسلمين‬ ‫على‬ ‫التمامرِ‬ ‫على‬ ‫حريصين‬ ‫وسيكونون‬

‫والمكرِ والتاَمر‪،‬‬ ‫الكد‬ ‫من‬ ‫يمكنُهم‬ ‫الخلافة‬ ‫عاصمةِ‬ ‫في‬ ‫ووجودُهم‬

‫المسلمين‪.‬‬ ‫فيها لدفع الشز عن‬ ‫الإقامةِ‬ ‫فمَنَعهم من‬

‫المحابة‬ ‫بعض‬ ‫النصارى‬ ‫السبايا‬ ‫ولكنَ بعضَ الصحابة كان لهم عبيا ورقيق من هؤلاء‬

‫(دخال‬ ‫عبيده ورقيقِه يطلبون‬ ‫لبعض‬ ‫يأذَنَ‬ ‫اق‬ ‫عمر‬ ‫بعضُهُم يلخُ على‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫أو المجوس‬

‫محبيلى‪3‬‬ ‫أموره‬ ‫في‬ ‫بهم‬ ‫ليستعينَ‬ ‫‪،‬‬ ‫المدينة‬ ‫في‬ ‫بالإتامةِ‬ ‫‪،‬‬ ‫المغلوبين‬ ‫هؤلاء‬ ‫من‬

‫ا‬ ‫!‬ ‫منه‬ ‫كُزهِ‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫المدينة‬ ‫بالإتامة في‬ ‫لبعضهم‬ ‫عمرُ‬ ‫فيأذن‬ ‫‪،‬‬ ‫واَعماله‬

‫منه‪.‬‬ ‫حذرم‬ ‫‪ ،‬وما كان‬ ‫عمر‬ ‫ما توهعه‬ ‫ووقعَ‬

‫عمر‬ ‫المدينة ‪ ،‬افنيال‬ ‫في‬ ‫الحاقدين ‪ ،‬المقيمين‬ ‫الموتورين‬ ‫هؤلاء‬ ‫نفر من‬ ‫تآمَرَ‬ ‫فقد‬

‫والمتاَصون‬ ‫ساصة‬ ‫‪،‬‬ ‫دُولهم‬ ‫على‬ ‫قضى‬ ‫لأنه‬ ‫قتله ‪،‬‬ ‫على‬ ‫واتفقوا‬ ‫نفسِه ‪،‬‬ ‫أميرِ المؤمنين‬ ‫على‬

‫ا ‪.‬‬ ‫قوتَهم‬ ‫واَزال‬

‫أطراث‬ ‫فيها‬ ‫اشتركَ‬ ‫‪،‬‬ ‫غادرة‬ ‫مؤامرةَ‬ ‫الله عنه‬ ‫رضي‬ ‫عمر‬ ‫اغتيالُ‬ ‫كان‬

‫‪.‬‬ ‫والمجوس‬ ‫ثلاثة ‪ :‬اليهودُ والنصارى‬

‫أربعة‪:‬‬ ‫المتمامرون‬ ‫وكان‬

‫الفارسي‬ ‫الهرمزان‬ ‫ادة‬ ‫ق‬ ‫كبار‬ ‫ومن‬ ‫الأهواز‪،‬‬ ‫ملكُ‬ ‫‪،‬‬ ‫المجوسي‬ ‫الفارسيئُ‬ ‫‪:‬‬ ‫الهُزمُزان‬ ‫ا‪-‬‬

‫‪ ،‬وقبلها ‪ ،‬وبعدها‪.‬‬ ‫معركةِ القادسية‬ ‫‪ ،‬في‬ ‫المسلمين‬ ‫ضد‬ ‫في حربهم‬ ‫الفرس‬

‫معركة (تَنشُر‪ ،‬في‬ ‫في‬ ‫المجاهدين‬ ‫المسلمين‬ ‫أيدي‬ ‫على‬ ‫اللهُ‬ ‫هزمه‬ ‫وقد‬

‫هـ‪،‬‬ ‫‪IA‬‬ ‫سنة‬ ‫المدينة ‪ ،‬في‬ ‫أَسيرَا الى‬ ‫عليه ‪ ،‬وسيق‬ ‫‪ ،‬وأُلقيَ القبضُ‬ ‫الأهواز‬

‫‪Ar‬‬
‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫فيها بعدما اخذَ الأمانَ من عمررضي‬ ‫وبقي‬

‫أحبارِ اليهود هناك ‪،‬‬ ‫اليمن ‪ ،‬ومن‬ ‫يهود‬ ‫الأحبار ‪ :‬وكانَ من‬ ‫‪ -2‬كعب‬ ‫الأحبار‬ ‫وكعب‬

‫‪.‬‬ ‫بالتوراة‬ ‫والعالمِين‬

‫فيها‪.‬‬ ‫‪ ،‬واقام‬ ‫المدينة‬ ‫إلى‬ ‫اليمن‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وانتقل‬ ‫عمر‬ ‫خلافة‬ ‫في‬ ‫أسلمَ‬ ‫وقد‬

‫من‬ ‫الله عنه ‪ ،‬أخذه‬ ‫رضي‬ ‫شعبة‬ ‫بن‬ ‫‪ :‬عبدٌ للمغيرة‬ ‫فيروز‬ ‫أبو لؤلؤة‬ ‫‪-3‬‬
‫وأبو لؤلؤة‬
‫حروب‬ ‫أَحَدِ‬ ‫وقعَ رقيقَا عبدَا في‬ ‫فارسيأ مجوسيأ‪،‬‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الفرس‬ ‫حروب‬ ‫ي‬ ‫المجو!‬

‫هو من‬ ‫‪ ،‬كان‬ ‫المجاهدين‬ ‫الأرقاء على‬ ‫العبيدُ‬ ‫‪ ،‬ولما وُزغَ‬ ‫للفرس‬ ‫المسلمين‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫نصيبِ المغيؤ بن شعبة رضي‬

‫يصنعُ‬ ‫ماهرَا‪،‬‬ ‫حَذادَا‬ ‫صَئاعَا‬ ‫الفارسي‬ ‫المجوسيئُ‬ ‫لؤلؤةَ‬ ‫ابو‬ ‫وكان‬

‫‪.‬‬ ‫بمهارةِ وإتقان‬ ‫الحديديةَ‬ ‫الأدواتِ‬

‫أبو‬ ‫يُقيمَ‬ ‫أن‬ ‫في‬ ‫عنهما‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عمر‬ ‫على‬ ‫ألح المغيرةُ بن شعبة‬ ‫وقد‬

‫صانع‪،‬‬ ‫نفاش‬ ‫نخار‬ ‫حَذاد‬ ‫فهو‬ ‫‪،‬‬ ‫لحن!فعَ به المسلمون‬ ‫المدينة ‪،‬‬ ‫في‬ ‫لؤلؤة‬

‫بذلك‪.‬‬ ‫له ! فأذنَ عمرُ‬ ‫‪ ،‬لأنه عبا‬ ‫وأمواله‬ ‫دخله‬ ‫المغيرةُ من‬ ‫ويستعد‬

‫فتوح‬ ‫الروم في‬ ‫سبي‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬كان‬ ‫رومي‬ ‫رقيقٌ نصراني‬ ‫‪ :‬عبا‬ ‫جُفَننَة‬ ‫‪-4‬‬ ‫وجفبنة الرومي‬

‫في المدينة‪.‬‬ ‫وأَقامَ‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫أحد‬ ‫من نصيبِ‬ ‫رقيقَا‬ ‫الشام ‪ ،‬وصارَ‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫حياة عمر‬ ‫غمرَ هؤلاء الأربعةُ على‬

‫‪ ،‬وقربَت‬ ‫أجَلُه‬ ‫انه قد دنا‬ ‫الخطاب‬ ‫الأحبار عمرَ بن‬ ‫أخبرَ كعبُ‬ ‫وقد‬
‫كلام كعب‬
‫التوراة )‬ ‫في‬ ‫مذكوز‬ ‫أن هذا‬ ‫وناتُه ‪ ،‬وزعَم‬ ‫لعمر‬ ‫الأحبار‬

‫عمرُ بن الخطاب‬ ‫‪ :‬دخلَ‬ ‫بن الخطاب‬ ‫عمر‬ ‫‪ -‬مولى‬ ‫الجاري‬ ‫قال سعد‬

‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن أبي طالب‬ ‫بنتِ علي‬ ‫كلثوم‬ ‫أُئم‬ ‫زوجتِه ‪:‬‬ ‫عنه على‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫تبكي‪.‬‬ ‫عنه ‪ ،‬فوجدها‬

‫يُبكيك؟‬ ‫لها ‪ :‬ما‬ ‫فقال‬

‫‪ 3‬عمرَ على‬ ‫إ‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ 3‬هذا اليهودقيَ يقولُ عنك‬ ‫إ‬ ‫الأحبار ‪:‬‬ ‫كعب‬ ‫عن‬ ‫فقالت‬

‫بابِ من أبوابِ جهنما‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪Af‬‬
‫خلَقَني‬ ‫ربي‬ ‫يكونَ‬ ‫أن‬ ‫لأرجو‬ ‫! والله إني‬ ‫الثه‬ ‫ما شاءَ‬ ‫لها عمر‪:‬‬ ‫فقال‬

‫سعيدَا!‬

‫له كعب‪:‬‬ ‫عليه ‪ ،‬قال‬ ‫دخلَ‬ ‫‪ .‬فلما‬ ‫الأحبار‬ ‫عمرُ بكعبِ‬ ‫ثم دعا‬

‫ذي‬ ‫شهرُ‬ ‫بيده لاينتهي‬ ‫نفسي‬ ‫عَليئ ‪ ،‬فوالذي‬ ‫‪ ،‬لا تعجَل‬ ‫يا أميرَ المؤمنين‬

‫تدخلَ أنتَ الجنة‪.‬‬ ‫هذا حتى‬ ‫ا!جة‬

‫‪ ،‬ومرةَ في الجنة ؟!‬ ‫النار‬ ‫في‬ ‫مرةَ‬ ‫هذا؟ تجعلُني‬ ‫‪ :‬اي شيء‬ ‫فقال له عمر‬

‫ذكر‬ ‫يزعم‬ ‫كعب‬ ‫التوراة ‪ ،‬على‬ ‫الله‬ ‫كتابِ‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬والله إنا لنجدُك‬ ‫له ‪ :‬يا أميرَ المؤمنين‬ ‫قال‬

‫النوراة‬ ‫في‬ ‫عمر‬ ‫اقتحموا‬ ‫فيها‪ ،‬ف!ذا مِث‬ ‫الدخول‬ ‫‪ ،‬تمنعُ الناسَ عن‬ ‫أبوابِ جهنم‬ ‫بابِ من‬

‫ا‬ ‫إ‬ ‫فيها‬

‫ف!نك‬ ‫تريد‪،‬‬ ‫بما‬ ‫واعهَذ‬ ‫‪،‬‬ ‫وصيتك‬ ‫أَؤصِ‬ ‫‪،‬‬ ‫المؤمنين‬ ‫يا أميرَ‬ ‫له ‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ثم‬

‫!‬ ‫ا‬ ‫أيابم‬ ‫ثلاثةِ‬ ‫بعد‬ ‫ستموتُ‬

‫بذلك؟‬ ‫يدريكَ‬ ‫‪ :‬وما‬ ‫مستغرِبَا‬ ‫له عمر‬ ‫فقال‬

‫الأحبار بخبر‬ ‫كعب‬ ‫التوراة !‬ ‫الله‬ ‫كتابِ‬ ‫في‬ ‫‪ :‬أَجدُ هذا‬ ‫قال‬

‫محمر عن إستشهاده‬ ‫؟‬ ‫التوراة‬ ‫في‬ ‫ا!!طاب‬ ‫بن‬ ‫عمرَ‬ ‫شج!‬ ‫‪ .‬هل‬ ‫الله‬ ‫اللهَ‬ ‫‪:‬‬ ‫له عمر‬ ‫قال‬

‫فيها أنه‬ ‫‪ ،‬وأجدُ‬ ‫التوراة صنعَتك‬ ‫في‬ ‫أجدُ‬ ‫‪ :‬لا ‪ .‬ولكنْ‬ ‫الأحبار‬ ‫كعب‬ ‫تال‬

‫ا ‪.‬‬ ‫!‬ ‫أجلُك‬ ‫وجاءَ‬ ‫عمرُك‬ ‫قد انتهى‬

‫يا اميرَ‬ ‫له ‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫عمر‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫الأحبار‬ ‫كعبُ‬ ‫جاءَ‬ ‫التالي ‪:‬‬ ‫اليوم‬ ‫وفي‬

‫يومان !‬ ‫يوم ‪ ،‬وبقيَ من عمرك‬ ‫المؤمنين ذهبَ‬

‫يومان ‪ ،‬وبقيَ من‬ ‫فقال ‪ :‬ذهب‬ ‫إلى عمر‬ ‫اليوم الذي يليه جاءَ كدبئ‬ ‫وفي‬

‫ا‬ ‫يومٌ واحدأ‬ ‫عمرك‬

‫!‬ ‫!‬ ‫في المحراب‬ ‫عمرُ وهو‬ ‫طُعِنَ‬ ‫الأربعاء‬ ‫ولما كان صبحُ‬

‫الأحبار‬ ‫ان كعبَ‬ ‫على‬ ‫يدل‬ ‫الأحبار‪،‬‬ ‫فهذا التحديدُ المتدرفيُ من كعبِ‬

‫يعلمُ وفتَ‬ ‫وكان‬ ‫ومشترِكَا بها‪،‬‬ ‫مؤامرةِ اغتيال عمر‪،‬‬ ‫ماللطَ على‬ ‫كان‬

‫‪85‬‬
‫مذكور‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬ويزعمَ‬ ‫والمسلمين‬ ‫عمرَ‬ ‫! على‬ ‫"يتعالَم‬ ‫التنفيذ ‪ .‬وأرادَ أن‬

‫! ا ‪.‬‬ ‫!‬ ‫التوراة‬ ‫في‬

‫‪.‬‬ ‫المغيرة‬ ‫شاكيَا سئدَه‬ ‫فيروزُ الفارسيئُ‬ ‫أبو لؤلؤة‬ ‫جاءه‬ ‫عمر‬ ‫وقبلَ اغتيال‬
‫يث!كو‬ ‫لؤلؤة‬ ‫أبو‬

‫عمر‬ ‫الى‬ ‫المغبرة‬


‫‪ ،‬مقابلَ‬ ‫يومِ اربعةَ دراهم‬ ‫له كل‬ ‫يدفعَ‬ ‫منه أن‬ ‫المغيرةُ يطلبُ‬ ‫كان‬ ‫وقد‬

‫التي يصنعها‪.‬‬ ‫الآلاتِ الحديدية والطواحين‬

‫يستغقُه‬ ‫المغيرةَ‬ ‫وان‬ ‫‪،‬‬ ‫المغيرة‬ ‫عند‬ ‫مظلولم‬ ‫أنه‬ ‫لؤلؤة‬ ‫أبو‬ ‫فاعتقدَ‬
‫بين عمر‬ ‫حوار‬

‫أبو لؤلؤة‬ ‫اليوم ا قال‬ ‫في‬ ‫أربعةُ دراهم‬ ‫منه مالاَ كئيرَا! وهو‬ ‫‪ ،‬ويأخذُ‬ ‫ويظلمه‬
‫وأب! لؤلؤة‬

‫مالاَ كثيرَا‪،‬‬ ‫متي‬ ‫ويأخذُ‬ ‫علَيئ ‪،‬‬ ‫أثقلَ‬ ‫قد‬ ‫‪ :‬إنَ المغيرةَ‬ ‫‪ :‬يا أميرَ المؤمنين‬ ‫لعمر‬

‫عتيأ‬ ‫ليخففَ‬ ‫فكففهُ‬

‫؟‬ ‫الأعمال‬ ‫من‬ ‫‪ :‬ماذا تحسنُ‬ ‫له عمر‬ ‫قال‬

‫ونَقشا‬ ‫ونجارةِ‬ ‫حدادةِ‬ ‫التي يعملُها من‬ ‫فذكرَ له الأعمالَ‬

‫إِلى‬ ‫‪ ،‬واَحسن‬ ‫الله‬ ‫مالاَ كثيرَا‪ ،‬فاتقِ‬ ‫المغيرةُ منك‬ ‫‪ .‬ماطلبَ‬ ‫له عمر‬ ‫فقال‬

‫‪.‬‬ ‫مولاك‬

‫انْ‬ ‫منه‬ ‫ويطلبُ‬ ‫يقابله ‪،‬‬ ‫عندما‬ ‫المغيرَة‬ ‫يكلمَ‬ ‫أق‬ ‫نيةِ عمر‪،‬‬ ‫في‬ ‫وكان‬

‫لؤلؤة أ‬ ‫أبي‬ ‫على‬ ‫يخففَ‬

‫كقَهم‬ ‫الناس‬ ‫وسعَ‬ ‫عمرَ‬ ‫‪ :‬إنَ غدَل‬ ‫يقول‬ ‫وهو‬ ‫غاضبَا‪،‬‬ ‫أبو لؤلؤة‬ ‫فذهبَ‬

‫معي!‬ ‫يعدل‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫غيري‬

‫في‬ ‫المسلمين‬ ‫بالذات ‪ ،‬لنجاح‬ ‫عمر‬ ‫أبو لؤلؤةَ موتور‪ ،‬حاقدَا على‬ ‫وكان‬ ‫مونور‬ ‫لؤلؤة‬ ‫أبو‬

‫حاقد‬
‫أطفالَ السبايا‬ ‫أبو لؤلؤة إذا رأى‬ ‫الدولة الفارسية ‪ .‬وكان‬ ‫خلافتِه في تحطيم‬

‫‪ :‬لقد كًلَ‬ ‫‪ ،‬ويقول‬ ‫‪ ،‬ويبكي‬ ‫سهم‬ ‫?‬ ‫‪(J‬‬ ‫على‬ ‫المدينة ‪ ،‬يمسحُ‬ ‫في‬ ‫المجوس‬

‫ا ا ! ‪.‬‬ ‫كَبدي‬ ‫عمرُ‬

‫قَتلَه‪.‬‬ ‫اضمرَ‬ ‫عمر‬ ‫بينه وبين‬ ‫المحاورة‬ ‫وبعد‬

‫عمرَ‬ ‫قتل‬ ‫‪ ،‬ونوى‬ ‫ماضيا‬ ‫حادأ‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫له رأسان‬ ‫خنجرَا‬ ‫ابو لؤلؤة‬ ‫فصنعَ‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪Al‬‬
‫لؤلؤة مع‬ ‫أيى‬ ‫انفاق‬ ‫ترى‬ ‫كيفَ‬ ‫له ‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫‪.‬‬ ‫وأَراه الخنجر‬ ‫‪،‬‬ ‫الهرمزان‬ ‫إلى‬ ‫لزلؤة‬ ‫أبو‬ ‫ذهب‬

‫الهرمزان على قتل‬ ‫هذا؟‬

‫عمر‬ ‫!‬ ‫قتَنتَه‬ ‫إلا‬ ‫الخنجر‬ ‫أحدَا بهذا‬ ‫لا تضربُ‬ ‫‪ :‬إنكَ‬ ‫الهرمزان‬ ‫قال‬

‫‪ ،‬فلقيَ أبا‬ ‫الصحابة‬ ‫من‬ ‫مجموعةِ‬ ‫يسيرُ يومَا في المدينة مع‬ ‫عمر‬ ‫وكان‬

‫لؤلؤة في الطريق‪.‬‬

‫رحى‬ ‫أَشاءُ لصنغتُ‬ ‫لو‬ ‫تقول ‪:‬‬ ‫أنك‬ ‫سمعتُ‬ ‫لقد‬ ‫له عمر‪:‬‬ ‫فقال‬

‫!‬ ‫بالري‬ ‫) تطحنُ‬ ‫"طاحونة‬

‫أبو لؤلؤة بهدد‬ ‫يتحدثُ‬ ‫رحى‬ ‫‪ :‬لأصنَعَن لك‬ ‫وعبوس‬ ‫وحقدِ‬ ‫فأجابه أبو لؤلؤة بغضبِ‬

‫عمر‬ ‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫الناس‬ ‫بها‬

‫أ‬ ‫!‬ ‫ويتوغدُني‬ ‫العبدَ يهذدُني‬ ‫هذا‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫معه‬ ‫الذين‬ ‫للصحابة‬ ‫عمر‬ ‫فقال‬

‫بن أب!‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫‪ ،‬يتدارسون‬ ‫وجفينة‬ ‫لؤلؤة‬ ‫وأبو‬ ‫‪ :‬الهرمزان‬ ‫المتاَمرين‬ ‫ثلاثةْ من‬ ‫واجتمعَ‬

‫بضبط‬ ‫بكر‬ ‫الذي‬ ‫أبي لؤلؤة ا!برَ‬ ‫مع‬ ‫وكان‬ ‫عمر‪،‬‬ ‫واغتيالِ‬ ‫‪،‬‬ ‫كيفيةَ تنفيذ المؤامرة‬

‫الث!‬ ‫المتاَصين‬ ‫‪.‬‬ ‫لجريمته‬ ‫أعذه‬

‫الصديق‬ ‫بكر‬ ‫بنُ أبي‬ ‫عبدُ الرحمن‬ ‫‪ ،‬مَز بهم‬ ‫الثلاثةُ مجتمعين‬ ‫وبينما كان‬

‫عنهما‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫‪ ،‬فهَبّوا‬ ‫الأرض‬ ‫على‬ ‫وكانوا جالسين‬ ‫وفزعوا‪،‬‬ ‫خافوا‬ ‫فلما شاهَدوه‬

‫يحملُه ‪ ،‬وهو‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫لؤلؤة الخنجرُ‬ ‫ابي‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فسقطَ‬ ‫نَزِعين‬ ‫واقفين‬

‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫طَعَنَ به عمر‬ ‫الذي‬ ‫الخنجرُ‬

‫عمر !باح‬ ‫طعن‬ ‫المسمومِ‬ ‫بخنجرِه‬ ‫عمرَ بن الخطاب‬ ‫أبو لؤلؤة مؤامرتَه ‪ ،‬وطعَن‬ ‫ونفَذَ‬

‫ي‬ ‫ذ‬ ‫الأربعا" ‪26‬‬ ‫‪ 23‬هـ‪.‬‬ ‫الحجة‬ ‫ذي‬ ‫‪26‬‬ ‫الحذنجن ‪ ،‬فجرَ يوم الأربعاء‬ ‫ذي‬
‫الححة‬
‫المفجع‪.‬‬ ‫تفصيلَ الحادثِ‬ ‫لنا‬ ‫أق يصفَ‬ ‫ونتركُ لأحدِ شهودِ الحادث‬

‫الله‪:‬‬ ‫قال عمرو بن ميمون الأودي رحمه‬

‫بن مبمون‬ ‫الأول المتقدمِ عمر‬ ‫الصفث‬ ‫عمرَ يومَ طُعِن ‪ ،‬ومامَنَعني أنْ اكونَ في‬ ‫شهدتُ‬

‫يروي الحادث‬

‫‪AV‬‬
‫مَهيبَا‪.‬‬ ‫رجلاَ‬ ‫عمُر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫إلا هيبةُ عمر‬

‫عمرو‬ ‫‪ :‬كان‬ ‫‪ .‬أي‬ ‫ابنُ عباس‬ ‫عمر‬ ‫وبين‬ ‫الثاني ‪ ،‬وبيني‬ ‫الصف!‬ ‫في‬ ‫فكنتُ‬

‫عمرَ مباشرة ‪،‬‬ ‫الأول ‪ ،‬خلفَ‬ ‫في الصفث‬ ‫عباس‬ ‫ابنُ‬ ‫الثاني ‪ ،‬وكان‬ ‫في الصفث‬

‫‪ ،‬عندما أُقيصت صلاةُ الفجر!‬ ‫في المحراب‬ ‫واقفَا‬ ‫عمر‬ ‫وكان‬

‫‪،‬‬ ‫إذا أُقيمت الصلاة يمزُ بين الصفوف‬ ‫‪ :‬كان عمر‬ ‫بن ميمون‬ ‫قال عمرو‬

‫ف!نْ رأى‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫الى‬ ‫وينظرُ‬ ‫بوجْهِه ‪،‬‬ ‫الصفثَ‬ ‫ويستقبلُ‬ ‫‪ :‬استووا‪،‬‬ ‫ويقول‬

‫ويكئر‪.‬‬ ‫المحراب‬ ‫‪ .‬ثم يتقدمُ إلى‬ ‫عَذَلَه‬ ‫متقدمَا أو متأخرَا‬ ‫رجلاَ‬

‫الركعةِ‬ ‫أو النحلِ في‬ ‫ربما يقرأُ بسورةِ يوسف‬ ‫الفجر‬ ‫صلاة‬ ‫في‬ ‫وكان‬

‫‪.‬‬ ‫الناس‬ ‫يجتمعَ‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الأولى‬

‫يسؤي‬ ‫الناس‬ ‫إِلى‬ ‫عمرُ‬ ‫ونظرَ‬ ‫‪،‬‬ ‫الصلاة‬ ‫أُقيمت‬ ‫‪،‬‬ ‫الحادث‬ ‫يوم‬ ‫وفي‬

‫‪،‬‬ ‫بن عوف‬ ‫وعبدُ الرحمن‬ ‫عباس‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبدُ‬ ‫خففَه مباشرة‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الصفوف‬

‫‪. . .‬‬ ‫المسموم‬ ‫خنجره‬ ‫ومعه‬ ‫‪،‬‬ ‫لؤلؤة‬ ‫أبو‬ ‫ودخلَ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫عنهم‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫في‬ ‫ودخلوا‬ ‫‪،‬‬ ‫المصفون‬ ‫خففَه‬ ‫وكئرَ‬ ‫‪،‬‬ ‫الإحرام‬ ‫تكبيرةَ‬ ‫عمرُ‬ ‫وكئرَ‬
‫طعن عمر بمد‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الصلاة‬
‫‪ i‬حرام‬ ‫ا‬ ‫نكببرة‬

‫صفوف‬ ‫وسطِ‬ ‫من‬ ‫له أبو لؤلؤة‬ ‫‪ ،‬خرجَ‬ ‫الفاتحة‬ ‫قراءةِ‬ ‫يبدأَ في‬ ‫أق‬ ‫وتبلَ‬

‫في‬ ‫‪ ،‬واحدة‬ ‫عميقات‬ ‫طعناتِ‬ ‫ثلاثَ‬ ‫المسموم‬ ‫بخنجره‬ ‫‪ ،‬وطعنه‬ ‫المصقين‬

‫نافذة ‪.‬‬ ‫بطنه‬ ‫الطعنةُ في‬ ‫وبطنِه ‪ .‬وكانت‬ ‫خاصريه‬ ‫في‬ ‫كتفه ‪ ،‬واثنتان‬

‫أ ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪ :‬أَكَلَني الكلب‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ :‬تتالَني الكلب‬ ‫عمر‬ ‫فقال‬

‫‪ ،‬ودمُه يتدفقُ بغزارةِ من‬ ‫قوةِ الطعنات‬ ‫من‬ ‫الأرض‬ ‫عمرُ على‬ ‫فسقطَ‬

‫الأحزاب‪:‬‬ ‫أ‬ ‫ئَقدُوَإ ‪،‬‬ ‫قَدَمر‬ ‫اَدلًهِ‬ ‫أَقرُ‬ ‫‪( :‬كانَ‬ ‫يقرأُ قولَه تعالى‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الطعنات‬

‫‪.‬‬ ‫‪،38‬‬

‫الواقفين‬ ‫المصقين‬ ‫يطعنُ‬ ‫صارَ‬ ‫‪،‬‬ ‫بخنجره‬ ‫عمرَ‬ ‫لؤلؤة‬ ‫أبو‬ ‫طَعنَ‬ ‫وبعدما‬ ‫يطعن‬ ‫لؤلؤة‬ ‫أبو‬

‫مصليأ‬ ‫عثر‬ ‫ثلا‬


‫وشمالاَ‪،‬‬ ‫يمينَا‬ ‫م!نهم‬ ‫مَنْ يلقاه‬ ‫يطعنُ‬ ‫‪،‬‬ ‫الصلاة‬ ‫في‬ ‫الداخلين‬ ‫‪،‬‬ ‫الصف‬ ‫في‬

‫نم بت!حر‬
‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫سبعة‬ ‫منهم‬ ‫استشهدَ‬ ‫رجلاَ‪،‬‬ ‫ثلاثةَ عشر‬ ‫فطعنَ‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪AA‬‬
‫‪ ،‬قامَ‬ ‫عنه المشهدَ المفجع‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن عوف‬ ‫عبدُ الرحمن‬ ‫ولما رأى‬

‫القبضَ‬ ‫ليلقيَ‬ ‫لؤلؤة ‪،‬‬ ‫ابي‬ ‫على‬ ‫وَطَرَحه‬ ‫أَخَذَ بُزنُسَا‪،‬‬ ‫حيثُ‬ ‫ذكية ‪،‬‬ ‫بحركةِ‬

‫عليهأ‬

‫ولن‬ ‫عليه ‪،‬‬ ‫سيُقبَضُ‬ ‫وأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫البُزنُس‬ ‫داخلَ‬ ‫نفسَه‬ ‫لؤلؤة‬ ‫أبو‬ ‫راى‬ ‫فلما‬

‫!‬ ‫منتحرَا!‬ ‫الفور‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬فماتَ‬ ‫بخنجره‬ ‫الفرار ‪ ،‬قام بقتلِ نفسه‬ ‫من‬ ‫جكن‬

‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫يدَ عبدِ‬ ‫عمرُ‬ ‫وتناولَ‬ ‫‪:‬‬ ‫روايتَه للحادث‬ ‫يكملُ‬ ‫ميمون‬ ‫بن‬ ‫عمرُو‬ ‫قال‬

‫بكمل صلاة‬ ‫صف‬ ‫الصلاة ‪ ،‬فتقدمَ ابنُ عوف‬ ‫خلفه ‪ ،‬فقذَمه ليكملَ‬ ‫من‬ ‫عوف‬ ‫بن‬ ‫الرحمن‬

‫الفجر‬ ‫‪.‬‬ ‫للمحراب‬

‫وثلاثةَ‬ ‫عمر‬ ‫مصرع‬ ‫‪ ،‬ورأوا‬ ‫نقد راوا الحادث‬ ‫عمر‬ ‫فأما الذين خففَ‬

‫‪.‬‬ ‫لؤلؤة‬ ‫أبي‬ ‫رجلاَ ‪ ،‬ومقتلَ‬ ‫عشر‬

‫فلم يدروا ما الأمر ‪ ،‬ولما لم يقرأ عمرُ‬ ‫المسجد‪،‬‬ ‫وأما الذين في نواحي‬

‫الله‪.‬‬ ‫‪ ،‬سبحانَ‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬سبحانَ‬ ‫يقولون‬ ‫‪ ،‬صاروا‬ ‫الإحرام‬ ‫تكبيرة‬ ‫الفاتحةَ بعد‬

‫قرأَ‬ ‫صلاةَ خفيفةَ جذا‪،‬‬ ‫بالمصفين‬ ‫‪ ،‬فصفى‬ ‫عوف‬ ‫بن‬ ‫عبدُ الرحمن‬ ‫تقذَمَ‬

‫في القرآن ‪.‬‬ ‫فيها بأقصرِ سورتين‬

‫‪،‬‬ ‫المحراب‬ ‫في‬ ‫امامهم‬ ‫صريعَا‬ ‫‪ ،‬وعمرُ‬ ‫والمسلمون‬ ‫ابنُ عوف‬ ‫صقى‬

‫أَمير‬ ‫إسعافِ‬ ‫على‬ ‫القصير‪،‬‬ ‫صلاةَ الفجر ذاتِ الوقتِ الضيق‬ ‫قَذَموا‬ ‫ولكنهم‬

‫! ! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫المؤمنين‬

‫الفجر‬ ‫يصلي‬ ‫عمر‬ ‫عليه ‪ ،‬حتى‬ ‫مغشيَا‬ ‫بقيَ عمرُ‬ ‫الله عنهما‪:‬‬ ‫رضي‬ ‫عباس‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبدُ‬ ‫قال‬

‫بنزف‬ ‫وبر‪-‬‬ ‫الفجر ‪.‬‬ ‫لم يصل‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫طلوعُ الشمس‬ ‫النهار ‪ ،‬وأوشكَ‬ ‫أَسفرَ‬

‫ق‬ ‫إ‬ ‫فسيستيقظُ‬ ‫‪،‬‬ ‫بالصلاة‬ ‫مثلِ تذكيرهِ‬ ‫بثيء‪،‬‬ ‫توقظوه‬ ‫لن‬ ‫‪ :‬إنكم‬ ‫فقيل‬

‫‪.‬‬ ‫به حياة‬ ‫كانتْ‬

‫أ‬ ‫الصلاة‬ ‫‪،‬‬ ‫يا أميرَ المؤمنين‬ ‫‪ :‬الصلاةَ‬ ‫فقالوا‬

‫لمن‬ ‫ولاحَط‬ ‫والله ‪ ،‬ولاحَق‬ ‫‪ :‬نعم ‪ ،‬الصلاةَ‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫كشيته‬ ‫من‬ ‫فانتبهَ عمرُ‬

‫ثركهاا‬

‫‪98‬‬
‫الناسُ؟‬ ‫‪ :‬أَصفى‬ ‫وقال‬ ‫وجوهِنا‬ ‫ونظرَ في‬

‫المؤمنين!‬ ‫يا أميرَ‬ ‫‪ :-‬نعم‬ ‫‪ -‬الراوي ابن عباس‬ ‫فقلت‬

‫!‬ ‫!‬ ‫الصلاة‬ ‫تركَ‬ ‫لمن‬ ‫لا إسلامَ‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬

‫الفجْرَ قبل‬ ‫وصقى‬ ‫‪ ،‬ثم توضأ‪،‬‬ ‫المحراب‬ ‫في‬ ‫ثم قذَموا له ماءَ وهو‬

‫ا‬ ‫!‬ ‫دمَا‬ ‫ليتدفق‬ ‫‪ ،‬دمان جزحه‬ ‫الشمس‬ ‫شروق‬

‫الذي‬ ‫‪ :‬اُخر! فانظرْ مَن هو‬ ‫عمرُ الفجرَ قال لابن عباس‬ ‫وبعد ما صقى‬ ‫ابن‬ ‫يكلف‬ ‫عمر‬

‫المؤمنين؟‬ ‫أميرَ‬ ‫طعنَ‬ ‫‪ :‬مَن الذي‬ ‫المتجمعين‬ ‫قتَلَني؟فسألتُ‬ ‫معرنة‬ ‫عاس‬

‫شعبة‪،‬‬ ‫بن‬ ‫المغيرة‬ ‫‪ ،‬غ!مُ‬ ‫المجوسي‬ ‫‪ ،‬أبو لؤلؤة‬ ‫الله‬ ‫طعَنَه عدؤُ‬ ‫قالواْ‬ ‫القانل‬

‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫‪ ،‬ثم قتلَ نفسه‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫رهطَا‬ ‫معه‬ ‫وطعَن‬

‫اس!اْخَرَني‬ ‫وكأنه‬ ‫إلَيئ‪،‬‬ ‫ينظر‬ ‫عمرُ‬ ‫ف!ذا‬ ‫‪،‬‬ ‫فرجغتُ‬ ‫‪:‬‬ ‫ابنُ عباس‬ ‫قال‬

‫واستنطَأَني‪.‬‬

‫شعبةأ‬ ‫غلامُ المغيرةِ بن‬ ‫له ‪ :‬هو‬ ‫فقلت‬

‫قال ‪ :‬الضانع؟‬ ‫على‬ ‫عمر‬ ‫نعليق‬

‫‪ :‬ذمم‪.‬‬ ‫قلت‬ ‫معرفته القانل‬

‫ميْتَتي‬ ‫يجعل‬ ‫لم‬ ‫الذي‬ ‫دثه‬ ‫‪ .‬الحمدُ‬ ‫به معروفَا‬ ‫أَمرتُ‬ ‫لقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫قاتَلَه‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬

‫يحاخني‬ ‫قاتلي‬ ‫يجعل‬ ‫لم‬ ‫دله الذي‬ ‫والحمدُ‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫يَذعي‬ ‫رجلِ‬ ‫بيد‬

‫!‬ ‫ا‬ ‫لته‬ ‫سجدَها‬ ‫واحدة‬ ‫بسجدةِ‬ ‫الله‬ ‫عندَ‬

‫الروم‬ ‫من‬ ‫أنْ تكثرَ العلوجُ‬ ‫تحتان‬ ‫العباسُ‬ ‫واَبوك‬ ‫كنتَ‬ ‫قالَ لي ‪ :‬قد‬ ‫ثم‬ ‫ابن‬ ‫بعاتب‬ ‫عمر‬

‫في المدينةأ‬ ‫والفرس‬ ‫عباس‬

‫الاَن!‬ ‫قتَفناهم جميعَا‬ ‫شئتَ‬ ‫له ‪ :‬إق‬ ‫قلتُ‬

‫صلاتكم‪،‬‬ ‫وصفوا‬ ‫‪،‬‬ ‫بلسانكم‬ ‫تكلًموا‬ ‫بعدما‬ ‫الاَن‪،‬‬ ‫تقتلونَهم‬ ‫قال ‪:‬‬

‫ا ‪.‬‬ ‫ححكُم؟؟!‬ ‫وحخوا‬

‫دمَا‪.‬‬ ‫تنزفُ‬ ‫بيته ‪ ،‬وجراحُه‬ ‫إلى‬ ‫المحرابِ‬ ‫من‬ ‫عمرُ‬ ‫ثم حُملَ‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪09‬‬
‫قتله ‪ ،‬ويتأكدَ من‬ ‫عن‬ ‫المسلمين‬ ‫رضى‬ ‫عدم‬ ‫من‬ ‫يتأكَدَ‬ ‫وأرادَ عمرُ انْ‬

‫كراهيتِهم له‪.‬‬ ‫أَو‬ ‫عليه‬ ‫عنه ‪ ،‬وعدمِ غضبهم‬ ‫رضاهم‬

‫ابن‬ ‫يكلف‬ ‫عمر‬ ‫يكونَ‬ ‫أنْ‬ ‫عنهما ‪ :‬لما طُعن أبي ‪ ،‬خشيَ‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن عمر‬ ‫الثه‬ ‫عبدُ‬ ‫ل‬ ‫قا‬

‫ا!نطع‬ ‫ا‬ ‫عا‬ ‫‪-‬‬ ‫!ح!‬ ‫‪ -‬وطن‬ ‫بن عباس‬ ‫الله‬ ‫لا يعلمه ‪ .‬فدعا عبد‬ ‫له ذنمب عنلى المسلمين‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ر‬ ‫!‬ ‫المسلمين‬ ‫أمْرَ‬ ‫لي‬ ‫تعلمَ‬ ‫أن‬ ‫له ‪ :‬أُححث‬ ‫فقال‬

‫المؤمنين!‬ ‫اميرِ‬ ‫طعن‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬فسألَ المسلمين‬ ‫عباس‬ ‫ابنُ‬ ‫فخرجَ‬

‫من‬ ‫عُمُرِ أميرِ المؤمنين‬ ‫واللهِ لوددْنا ا!اللهَ زادَ في‬ ‫جميعَا‪:‬‬ ‫فقالوا‬

‫! !‬ ‫أعمارنا‬

‫من‬ ‫ملأ‬ ‫على‬ ‫أتيتُ‬ ‫ما‬ ‫‪:‬‬ ‫المؤمنين‬ ‫أميرَ‬ ‫يا‬ ‫له ‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫عُمَر‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫فرجعَ‬

‫! ‪.‬‬ ‫أبناءَهم‬ ‫اليومَ‬ ‫فَقَدوا‬ ‫وكأتهم‬ ‫‪،‬‬ ‫لأ يبكون‬ ‫إ‬ ‫المسلمين‬

‫معه إلى‬ ‫يومِ الأربعاء ‪ ،‬انطلقَ مسلمون‬ ‫ولما وُضعَ عمرُ في بيته ضحى‬

‫مصيبةٌ من قبل!‬ ‫البيت ‪ ،‬وكانَهم لم تصبهم‬

‫من يقول ‪:‬‬ ‫‪ :‬فمنهم‬ ‫جرحه‬ ‫إصابته ‪ ،‬وتقديرِ خطورةِ‬ ‫فاختلفوا في تحديد‬

‫خفيفة‪.‬‬ ‫وإصابتُه‬ ‫عليه‬ ‫لا بأسَ‬

‫بحدد‬ ‫الطببب‬ ‫!‬ ‫الموت‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬وثخشى‬ ‫‪ :‬إصابتُه خطيرة‬ ‫اَخَرون‬ ‫وقال‬

‫اصابة‬ ‫خطورة‬ ‫نبيذَ تمرِ ‪ -‬وهو‬ ‫سقاه‬ ‫جاءَ الطبيبُ‬ ‫‪ .‬ولما‬ ‫جرحه‬ ‫له طبيبَا ينظرُ في‬ ‫فدعوا‬

‫عمر‬ ‫النبيذُ‬ ‫هو‬ ‫وليس‬ ‫طعْمُه ‪،‬‬ ‫ليحلو‬ ‫فيه‬ ‫وُتركَتْ‬ ‫الماء‬ ‫تمرِ نُقعَتْ في‬ ‫حَئاتُ‬

‫صافيَا! !‬ ‫التمر من جوفه‬ ‫نبيذُ‬ ‫المسكرُ المحزمُ شرعَا ‪-‬فخرجَ‬ ‫المعروفُ‬

‫!‬ ‫ا‬ ‫خالصَا‬ ‫جوفه‬ ‫اللبنُ من‬ ‫فخرجَ‬ ‫لبنَا‬ ‫ثم سقاهُ‬

‫‪ :‬يا‬ ‫لعمر‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫خطرة‬ ‫الإصابةَ‬ ‫وأنً‬ ‫نافذة ‪،‬‬ ‫أنً الضربةَ‬ ‫الطبيبُ‬ ‫فعلمَ‬

‫مَيت!‬ ‫‪ ،‬ف!نك‬ ‫‪ :‬اعهدْ بما شئت‬ ‫أميرَ المؤمنين‬

‫لَكَذَبَنى!‬ ‫ذلك‬ ‫غير‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬ولو‬ ‫الطبيب‬ ‫‪ :‬لقد صَدَقني‬ ‫عمر‬ ‫فقال‬

‫‪ ،‬وقال ‪ :‬لاتبكوا‬ ‫ذلك‬ ‫عمرُ عن‬ ‫فنهاهم‬ ‫بكوا‪،‬‬ ‫القومُ ذلك‬ ‫ولما سمع‬

‫!‬ ‫باكئا فليخرج‬ ‫كان‬ ‫علينا ‪ ،‬ومَن‬

‫‪19‬‬
‫عونه‪،‬‬ ‫ويودً‬ ‫يزورونَه ويواسونَه‬ ‫عمر‬ ‫على‬ ‫وصارَ المسلمونَ يدخلون‬
‫المسلمون‬
‫من خمر‪.‬‬ ‫ويشونَ عليه بما فعل‬ ‫عمر‬ ‫بعودون‬

‫المؤمنين‬ ‫أميرَ‬ ‫أَبشِز يا‬ ‫له ‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫شاقيُ‬ ‫وجاءه‬

‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫قدَلم في‬ ‫عيَئِ‪ ،‬ولكَ‬ ‫الله‬ ‫رسولِ‬ ‫صاحبُ‬ ‫فأنتَ‬ ‫‪،‬‬ ‫لك‬ ‫اللهِ‬ ‫بُبثمرى‬

‫في‬ ‫شهادةٌ لك‬ ‫وُثيتَ فعدَنت ‪ ،‬والاَن هاهي‬ ‫‪ ،‬ولقد‬ ‫ما قد علمت‬ ‫وهي‬

‫الله!‬ ‫سبيلِ‬

‫لي‪.‬‬ ‫ولا‬ ‫لا علَي‬ ‫كفافَا‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫لو كان‬ ‫قائلاً ‪ :‬وددتُ‬ ‫عمر‬ ‫فرذَ عليه‬
‫عمر ينصح ثابأ‬

‫‪ :‬ف!ذا ثوبُه طويل‪،‬‬ ‫إِليه‬ ‫عمرُ‬ ‫‪ ،‬نظر‬ ‫مجلسه‬ ‫من‬ ‫قامَ الغلام ‪ ،‬وخرجَ‬ ‫ولما‬
‫مسلمأ‬

‫‪ ،‬فناداه عمر‪.‬‬ ‫الأرض‬ ‫يجزُ على‬

‫لثوبك‪،‬‬ ‫‪ ،‬فإنه انقى‬ ‫‪ ،‬ارفعْ ثوبَك‬ ‫له ‪ :‬يا ابنَ اخي‬ ‫أمامَه قال‬ ‫وقفَ‬ ‫ولما‬

‫ا ‪.‬‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫لربك‬ ‫وارضى‬

‫عليه‪،‬‬ ‫ويثني‬ ‫فضائلَه ‪،‬‬ ‫الله عنه ‪ ،‬يبين‬ ‫رضي‬ ‫عباس‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫وكفَمه‬

‫فيما قاله‪.‬‬ ‫صاد!‬ ‫وهو‬

‫عنَ!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫صحنتَ‬ ‫لقد‬ ‫‪،‬‬ ‫يا أميرَ المؤمنين‬ ‫له ‪:‬‬ ‫‪ails‬‬ ‫مما‬ ‫وبهان‬ ‫بن محباس‬ ‫الله‬ ‫عبد‬

‫فأحسنْتَ‬ ‫أبا بكر‬ ‫ثم صحبْتَ‬ ‫‪،‬‬ ‫راضِ‬ ‫عنكَ‬ ‫فارقْتَه وهو‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫صحبتَه‬ ‫فأحسنتَ‬ ‫عمر‬ ‫يئني على‬

‫و‪-‬شهدله‬
‫قي‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫أصحابَ‬ ‫ثم صحبْتَ‬ ‫‪،‬‬ ‫راضِ‬ ‫عنك‬ ‫وهو‬ ‫فارقْتَه‬ ‫صحبتَه ‪ ،‬ثم‬

‫!‬ ‫راضون‬ ‫عنك‬ ‫‪ ،‬ولئن فارفتَهم لتفارقنهم وهم‬ ‫فأحسنْتَ صحبتهم‬

‫‪،‬تقضي‬ ‫المؤمنين‬ ‫وسيدُ‬ ‫‪،‬‬ ‫المؤمنين‬ ‫وأمينُ‬ ‫‪،‬‬ ‫المؤمنين‬ ‫لأميرُ‬ ‫إنكَ‬

‫فتحَا‪،‬‬ ‫د!امارتُك‬ ‫عزا‪،‬‬ ‫إسلامُك‬ ‫كانَ‬ ‫! ولقد‬ ‫بالسوية‬ ‫وتَقسمُ‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫بكتاب‬

‫عدلأ!‬ ‫وقد ملَأت الأرضَ‬

‫‪ -‬وكان‬ ‫لابن عباس‬ ‫وقال‬ ‫جالسأ‪،‬‬ ‫‪ ،‬فاستوى‬ ‫كلامُ ابن عباس‬ ‫فأعجبه‬

‫عنهم‪-‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫معه علي بن أبي طالب‬

‫الله؟‬ ‫عند‬ ‫ابن عباسِ‬ ‫يا‬ ‫بهذا‬ ‫‪ :‬أَتشهدُ لي‬ ‫له عمر‬ ‫فقال‬

‫الله‪.‬‬ ‫عند‬ ‫لها بك‬ ‫‪ ،‬أنا أشهدُ‬ ‫له ‪ :‬نعم‬ ‫فقلت‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪29‬‬
‫!‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫عند‬ ‫لها بك‬ ‫أشهدُ‬ ‫‪ :‬وأنا أيضأ‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫وقال‬

‫فيما‬ ‫صادقون‬ ‫عليه ‪ ،‬وهم‬ ‫ويمنون‬ ‫عمر‪،‬‬ ‫على‬ ‫يدخلونَ‬ ‫الناس‬ ‫وصارَ‬

‫‪.‬‬ ‫يقولون‬

‫يرد‬ ‫عمر‬ ‫ثم‬ ‫‪. . .‬‬ ‫وكنت‬ ‫كنت‬ ‫‪،‬‬ ‫المؤمنين‬ ‫أمير‬ ‫يا‬ ‫الله خيراَ‬ ‫جزاكَ‬ ‫‪:‬‬ ‫يقولون‬

‫المتكلمين‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ . . .‬وهكذا‬ ‫عليه‬ ‫فيمنون‬ ‫‪،‬‬ ‫آخرون‬ ‫ويجيءُ‬ ‫‪،‬‬ ‫ينصرفون‬

‫من‬ ‫وبخات‬ ‫؟ لقد صحبتُ‬ ‫تزكُونني‬ ‫تائلاَ‪ :‬ابالإمارة‬ ‫عمر‬ ‫عليهم‬ ‫رذَ‬ ‫وقد‬
‫الخلانة‬

‫له وأطعتُ‪،‬‬ ‫فسمعتُ‬ ‫أبا بكر‬ ‫‪ ،‬وصحبتُ‬ ‫راض‬ ‫عني‬ ‫‪-‬حي! وهو‬ ‫الله‬ ‫رسوٍ ل‬

‫مطيع!‬ ‫أبو بكر وانا له سامع‬ ‫وتوفي‬

‫أني‬ ‫لوددتُ‬ ‫وواللهِ‬ ‫!‬ ‫إلا أمارممُم هذه‬ ‫نفسي‬ ‫على‬ ‫أخاف‬ ‫وما أصبحتُ‬

‫منها كما‬ ‫أني خرجتُ‬ ‫ولا لي ‪ ،‬ووالله لوددتُ‬ ‫منها كفافاَ لا علي‬ ‫نجوتُ‬

‫أ‬ ‫!‬ ‫ولا وزرَ علي‬ ‫فيها ‪ ،‬لا أجرَ لي‬ ‫دخلتُ‬

‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫وهاجَ‬ ‫عمر"‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبيدُ‬ ‫‪9‬‬ ‫ابنه ‪،‬‬ ‫‪8‬لَرَ‬ ‫تأ‬ ‫لؤلؤة ‪،‬‬ ‫أبي‬ ‫بخنجر‬ ‫عمرُ‬ ‫طعنَ‬ ‫ولما‬

‫بخبر‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫كالشَبُع ‪.‬‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫وماج‬

‫عمر‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبيد‬

‫بالمؤامرة‬ ‫بما شاهده‬ ‫فأخبَرَه‬ ‫‪،‬‬ ‫بن أبي بكر الصديق‬ ‫الرحمن‬ ‫فلقي في الطريق عبد‬

‫كانوا‬ ‫عندما‬ ‫‪،‬‬ ‫وجفينة‬ ‫‪،‬‬ ‫والهرمزان‬ ‫‪،‬‬ ‫لؤلؤة‬ ‫أبى‬ ‫‪:‬‬ ‫الثلاثة‬ ‫المتمامرين‬ ‫من‬

‫واقفين‪،‬‬ ‫وهَتوا‬ ‫وفزعوا‪،‬‬ ‫خافوا‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫ابن‬ ‫رأوا‬ ‫سزَاَ‪ ،‬فلما‬ ‫مجتمعين‬

‫أبو‬ ‫استخدمَه‬ ‫نفسُه الخنجرُ الذي‬ ‫أيديهم ‪ ،‬وهو‬ ‫أبي لؤلؤة من‬ ‫فسقطَ خنجر‬

‫عمر والمؤمنين‪.‬‬ ‫لؤلؤة في طعن‬

‫هؤلاء‬ ‫فيها‬ ‫اشتركَ‬ ‫‪،‬‬ ‫مجوسية‬ ‫مؤامرةٌ‬ ‫أنها‬ ‫عمر‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبيد‬ ‫فأيقنَ‬

‫الاثنين‬ ‫يقتلَ‬ ‫بذَ أن‬ ‫فلا‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫قتلَ‬ ‫لؤلؤة‬ ‫أبا‬ ‫أن‬ ‫وبما‬ ‫‪.‬‬ ‫الثلاثة‬ ‫المتاَمرون‬

‫عمر‪.‬‬ ‫بثأرِ‬ ‫‪ ،‬وأخذاَ‬ ‫قصاصاَ‬ ‫الآخَرَينِ‬

‫عمر‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫بسيفِه ‪،‬‬ ‫فضربَه‬ ‫‪،‬‬ ‫الهرمزان‬ ‫إلى‬ ‫وذهب‬ ‫سيفَه ‪،‬‬ ‫عمر‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبيد‬ ‫شهرَ‬

‫ثلائة‬ ‫يقنل‬ ‫إ!‬ ‫فقتلَه‬

‫الله!‬ ‫‪ :‬لا إله إلا‬ ‫قال‬ ‫السيف‬ ‫حزَ‬ ‫الهرمزان‬ ‫وجدَ‬ ‫‪ :‬لما‬ ‫الله‬ ‫عبيدُ‬ ‫قال‬

‫‪39‬‬
‫فقتله!‬ ‫‪ ،‬فعَلاه بالسيف‬ ‫جُفَيْنَة‬ ‫إلى‬ ‫ثم ذهبَ‬

‫عينيه!‬ ‫بين‬ ‫‪ ،‬صفَبَ‬ ‫بالسيف‬ ‫جفينة‬ ‫علوتُ‬ ‫‪ :‬فلما‬ ‫اللّه‬ ‫عبيدُ‬ ‫قال‬

‫النصرانية‪.‬‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬إشارةَ إلى أنه مات‬ ‫وجهه‬ ‫على‬ ‫الصليب‬ ‫أي ‪ :‬وضع‬

‫بالسيفا‬ ‫‪ ،‬فقتلها‬ ‫ابنة له صغيرة‬ ‫لؤلؤة ‪ ،‬فوجدَ‬ ‫بيتِ أبي‬ ‫إلى‬ ‫ثم ذهبَ‬

‫سبايا الفرس‬ ‫يقدرُ عليه من‬ ‫من‬ ‫أن يقتلَ كل‬ ‫بن عمر‬ ‫الله‬ ‫وأرادَ عبيدُ‬

‫تجفَعوا عليه ‪ ،‬وهو‬ ‫المسلمين‬ ‫لقتلهم ‪ ،‬لكن‬ ‫عنهم‬ ‫ليبحث‬ ‫والروم ‪ ،‬وتوخه‬

‫شاهرٌ سيفه الذي يقطر دمأ‪.‬‬

‫دفعَ إليه‬ ‫‪ ،‬وما زالَ يكلمُه ويلاينُه حتى‬ ‫بن العاص‬ ‫عليه عمرو‬ ‫وأقبل‬

‫السيف!‬

‫ووُضعَ في السجن‪.‬‬ ‫بن عمر‬ ‫الله‬ ‫عُبيدِ‬ ‫على‬ ‫القبض‬ ‫واُلقيَ‬

‫وفتاة ‪ ،‬ولا‬ ‫رجلين‬ ‫قَيرَ‬ ‫فقد‬ ‫بن عمر‪،‬‬ ‫الله‬ ‫عُبيدِ‬ ‫في‬ ‫المسلمون‬ ‫واختلفَ‬ ‫في‬ ‫اختلات‬

‫‪ ،‬لأن هذا من‬ ‫أبيه‬ ‫على‬ ‫وجُفَينَة‬ ‫الهرمزان‬ ‫تاَمرُ‬ ‫لو ثبتَ‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫يجوزُ له ذلك‬ ‫على‬ ‫الحكم‬

‫الخليفةا‬ ‫حق‬ ‫على‬ ‫واعتدى‬ ‫تجاوزَ حمه‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الخليفة‬ ‫حق‬ ‫بن عمر‬ ‫الله‬ ‫عبيد‬

‫لأنه قتلَ‬ ‫قصاصاً‪،‬‬ ‫بن عمر‬ ‫الله‬ ‫عُبيدِ‬ ‫قتلِ‬ ‫إلى‬ ‫الصحابة‬ ‫بعض‬ ‫فذهبَ‬

‫الثلاثة!‬ ‫أولئك‬

‫بل طالبوا بالعفوِ عنه ‪ ،‬وقالوا ‪:‬‬ ‫قتله قصاصاَ‪،‬‬ ‫إلى عدم‬ ‫آخرون‬ ‫وذهب‬

‫عبيدَ الله‬ ‫تقتلوا‬ ‫أن‬ ‫تريدون‬ ‫‪ ،‬وهل‬ ‫الله‬ ‫ولَعنَهما‬ ‫‪،‬‬ ‫وجُفَينة‬ ‫أبعدَ الله الهرمزان‬

‫تقتُلوا ابنَه‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫بالأمس‬ ‫يُقتلَ عمرُ‬ ‫أن‬ ‫المعقول‬ ‫من‬ ‫وهل‬ ‫اباه ؟‬ ‫ليلحق‬

‫؟ ؟‬ ‫اليوم‬

‫لحينِ اختيارِ الخليفة!‬ ‫في السجن‬ ‫بن عمر‬ ‫الله‬ ‫عُبيدِ‬ ‫إبقاء‬ ‫واتفقوا على‬ ‫عثمان يعفو عنه‬

‫‪:‬‬ ‫بن العاص‬ ‫عنه ‪ ،‬قال له عمرو‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن عفان‬ ‫عثمان‬ ‫ويدنع دت القتلى ولما استُخلفَ‬

‫في‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬اْي ‪ :‬لم يحدثْ‬ ‫خليفة‬ ‫أنت‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫ثلاثةً قبل‬ ‫الله‬ ‫قَتل عبيد‬ ‫لقد‬

‫‪.‬‬ ‫إ‬ ‫!‬ ‫أن تعفوَ عنه‬ ‫فيه ‪ ،‬وأرى‬ ‫عليك‬ ‫‪ ،‬فلا مسؤولية‬ ‫سلطانك‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪49‬‬
‫من‬ ‫والفتاةِ‬ ‫الرجلين‬ ‫ديةَ‬ ‫ودفعَ‬ ‫سراحَ عُبيد اله بن عمر‪،‬‬ ‫فأطلقَ عثمان‬

‫!‬ ‫ماله الخاص‬

‫ابنه‬ ‫محمر يكلف‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫الفه‬ ‫عبد‬ ‫ابَظ‬ ‫‪ ،‬فادى‬ ‫بيته‬ ‫في‬ ‫يحتضر‬ ‫بن الخطاب‬ ‫وبينما كان عمر‬

‫دينه‬ ‫احصاء‬ ‫‪.‬‬ ‫!ليئ‬ ‫الذي‬ ‫الذينَ‬ ‫اجمع‬ ‫‪،‬‬ ‫النَه‬ ‫له ‪ :‬ياعبد‬

‫أَلفَ درهم!‬ ‫ستةَ وثمانين‬ ‫فوجده‬ ‫فجمعَه‬

‫‪ ،‬دمان لم‬ ‫عمر‬ ‫آل‬ ‫مال‬ ‫الذَين من‬ ‫فأد هذا‬ ‫‪ :‬إذا صث‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬ياعبد‬ ‫عمر‬ ‫فقال‬

‫مالِ آلِ عَدِكن ‪ ، ،‬لمان لم يكفِ‬ ‫من‬ ‫النقص‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬فأكمل‬ ‫للذين‬ ‫مالهم‬ ‫يكفِ‬

‫!‬ ‫ا‬ ‫قريش‬ ‫مال‬ ‫من‬ ‫النقص‬ ‫مالُهم للذَين ‪ ،‬فاكمل‬

‫هذا‬ ‫‪ :‬ألا تستقرضْ‬ ‫المؤمنين‬ ‫أمير‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬ ‫عوف‬ ‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫له عبد‬ ‫فقال‬

‫؟‬ ‫المال‬ ‫بيت‬ ‫من‬ ‫يخنَ‬ ‫الدً‬

‫من‬ ‫وأصحابُك‬ ‫أنت‬ ‫لا تقول‬ ‫حتى‬ ‫ان أفعلَ ذلك‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬معاذَ‬ ‫فقال له عمر‬

‫الذَين‬ ‫سداد‬ ‫على‬ ‫توافقون‬ ‫فيه ‪ ،‬ولا‬ ‫‪ ،‬وسامَحناه‬ ‫لعمر‬ ‫نصيبنا‬ ‫تركْنا‬ ‫‪:‬‬ ‫بعدي‬

‫اللها‬ ‫تبعتَه عند‬ ‫‪ ،‬فأتحملُ‬ ‫لبيتِ المال‬

‫يضمن‬ ‫ابن عمر‬ ‫‪.‬‬ ‫عليئ‬ ‫‪ ،‬وسَداده‬ ‫أبت‬ ‫يا‬ ‫دينَك‬ ‫أضمنُ‬ ‫أنا‬ ‫‪:‬‬ ‫الله بن عمر‬ ‫فقالَ عبد‬

‫والمهاجرين‬ ‫الشورى‬ ‫الله أمامَ أهلِ‬ ‫ابنه عبد‬ ‫وقفَ‬ ‫دُفنَ عمر‪،‬‬ ‫ولما‬

‫عمر‪.‬‬ ‫الدين الذي على‬ ‫سداد‬ ‫والأنصار ‪ ،‬وأعلَنَ تحقُلَه مسؤولية‬

‫بن‬ ‫الله‬ ‫كان عبد‬ ‫عثمان خليفة ‪ ،‬حتى‬ ‫استخلاف‬ ‫أسبوعٍعلى‬ ‫وما مضى‬

‫ا‬ ‫!‬ ‫بدفعه‬ ‫له عثمانُ‬ ‫‪ ،‬وشهدَ‬ ‫الذَينَ كله ‪ ،‬وأ؟اه لأصحابه‬ ‫قد جمعَ‬ ‫عمر‬

‫يستأنن‬ ‫يقرأُ عمر‬ ‫لها‪:‬‬ ‫فقلْ‬ ‫عائشة‬ ‫إلى‬ ‫يابُنيئ اذهب‬ ‫‪:‬‬ ‫الله‬ ‫لابنه عبد‬ ‫عمرُ‬ ‫قال‬ ‫ثم‬

‫الدفن‬ ‫في‬ ‫عائثة‬ ‫للمؤمنين‬ ‫لستُ‬ ‫اليومَ‬ ‫‪ ،‬ف!ني‬ ‫‪ :‬اميرُ المؤمنين‬ ‫تقل‬ ‫‪ .‬ولا‬ ‫السلام‬ ‫عمرُ‬ ‫عليك‬

‫!احبيه‬ ‫عند‬ ‫‪1 1 1‬‬ ‫أميراَ‬

‫وأبي‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫مع صاحبَيْه ‪ :‬رسول‬ ‫يُدفَنَ‬ ‫أن‬ ‫منك‬ ‫لها ‪ :‬يستأذنُ عمر‬ ‫وقل‬

‫عنه!‬ ‫الله‬ ‫بكر رضي‬

‫‪59‬‬
‫فوجدها‬ ‫عليها‪،‬‬ ‫إلى عائشة ‪ ،‬فاستأذَنَ ودخلَ‬ ‫بن عمر‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫فذهبَ‬

‫تبكي على عمر‪.‬‬

‫بيتكِ‬ ‫في‬ ‫يُدْفَنَ‬ ‫أن‬ ‫عمرُ السلام ‪ ،‬ويستأذنُ منك‬ ‫عليك‬ ‫يقرأُ‬ ‫فقال لها‪:‬‬

‫مع صاحبيه!‬

‫عمرَ‬ ‫وثرَن‬ ‫ولا‪4‬‬ ‫‪،‬‬ ‫وأبي‬ ‫زوجي‬ ‫‪ ،‬عند‬ ‫القبر لنفسي‬ ‫أريدُ هذا‬ ‫‪ :‬كنتُ‬ ‫فقالت‬ ‫محائشة تؤئر محمر‬

‫!‬ ‫ا‬ ‫له‬ ‫اَذِنْتُ‬ ‫! قد‬ ‫!‬ ‫نفسي‬ ‫على‬ ‫نفسها‬ ‫على‬

‫وأسنِدوني‪.‬‬ ‫‪ :‬اِرفَعوني‬ ‫رآه أبوه قال‬ ‫‪ ،‬ولما‬ ‫عمر‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫فعادَ عبد‬

‫يابني؟‬ ‫له ‪ :‬مالديكَ‬ ‫ثم قال‬

‫لك!‬ ‫‪ ،‬لقد أَذنَتْ عائشةُ‬ ‫أمير المؤمنين‬ ‫يا‬ ‫تحت‬ ‫قال ‪ :‬الذي‬

‫أنْ أُدْفَنَ‬ ‫من‬ ‫إليَّ‬ ‫أهثمَ‬ ‫شيء‬ ‫‪ ،‬ما كان‬ ‫العالمين‬ ‫رب‬ ‫لنه‬ ‫‪ :‬الحمدُ‬ ‫عمر‬ ‫قال‬

‫بكر!‬ ‫وابي‬ ‫لمج!ه‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫بجانبِ‬

‫قِفْ‬ ‫ثم‬ ‫فاحْملوني‬ ‫‪،‬‬ ‫إذا انا صت‬ ‫‪ ،‬اُنظر‪،‬‬ ‫اللّه‬ ‫لابنه ‪ :‬ياعبد‬ ‫عمر‬ ‫قال‬ ‫ثم‬

‫!‬ ‫الخطاب‬ ‫بن‬ ‫عمر‬ ‫‪ :‬يستأذنُ‬ ‫‪ ،‬فقل‬ ‫عائشة‬ ‫بابِ بيت‬ ‫على‬

‫في‬ ‫ني ‪ ،‬وادفِئي‬ ‫فردً‬ ‫‪ ،‬وإنْ رذَتني‬ ‫هناك‬ ‫‪ ،‬وادفنْي‬ ‫فأذَخلني‬ ‫لي‬ ‫ف!نْ أذنتْ‬

‫أميرُ‬ ‫‪ ،‬لأني‬ ‫الاَن استحياء‬ ‫أذِنتْ لي‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫أخشى‬ ‫‪ ،‬ف!ني‬ ‫المسلمين‬ ‫مقابر‬

‫!‬ ‫!‬ ‫حيأ‬ ‫ومازلتُ‬ ‫المؤمنين‬

‫ان‬ ‫‪ :‬علضتُ‬ ‫‪ -‬أخته ‪ -‬فقالت‬ ‫حفصة‬ ‫على‬ ‫‪ :‬دخلتُ‬ ‫بن عمر‬ ‫الله‬ ‫وقال عبد‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫بين‬

‫بعده !‬ ‫خليفةَ من‬ ‫لن يستخلفَ‬ ‫أباكَ‬ ‫حول‬ ‫وحفمة‬

‫الاستخلات‬
‫ليفعلَ ذلك!‬ ‫لها ‪ :‬ما كان‬ ‫فقلتُ‬

‫فاعِل‪.‬‬ ‫‪ ،‬إنه‬ ‫‪ :‬بلى‬ ‫قالت‬

‫أن‬ ‫وهِبْتُ‬ ‫إليه ‪،‬‬ ‫فذهبتُ‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫أُكلمَه في‬ ‫أق‬ ‫فحلَقتُ‬ ‫‪:‬‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫قال‬

‫الناس ‪ ،‬فأخبرْتُه‪.‬‬ ‫حال‬ ‫أكفمَه ‪ ،‬وكنتُ كأنني أحملُ جبلأ ‪ ،‬فسألني عن‬

‫اقولَها لكا‬ ‫أن‬ ‫فماليتُ‬ ‫مقالة ‪،‬‬ ‫يقولون‬ ‫الناس‬ ‫سمعت‬ ‫له ‪ :‬إني‬ ‫ثم قلت‬ ‫من‬ ‫يطلب‬ ‫الده‬ ‫عبد‬

‫أيه أن يشخلف‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪Al‬‬
‫قئمَ‬ ‫لو طلبتَ‬ ‫‪7‬بت‪،‬‬ ‫يا‬ ‫‪.‬‬ ‫بعدك‬ ‫خليفةَ من‬ ‫غيرُ مستخلِفِ‬ ‫أنك‬ ‫زعموا‬

‫غيابه عن‬ ‫أثناءَ‬ ‫مكانه‬ ‫شخصاَ‬ ‫تدبُئ أق يستخلِفَ‬ ‫ليقابلَك ‪ ،‬ألم تكن‬ ‫أرضِكَ‬

‫حتى يرجعَ إليها؟‬ ‫الأرض‬

‫‪ :‬بلى‪.‬‬ ‫قال عمر‬

‫تحمث‬ ‫ليقابلَك ‪ ،‬الم تكن‬ ‫غنمك‬ ‫راعي‬ ‫‪ ،‬أرأيْتَ لو طلبتَ‬ ‫‪7‬بت‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬ ‫قلت‬

‫أن يستخلفَ رجلاَ حتى يرجعَ إلى غنمك؟‬

‫‪ :‬بلى‪.‬‬ ‫قال عمر‬

‫تستخلفْ‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫لقيتَه‬ ‫إذا‬ ‫‪،‬‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫دله‬ ‫تقول‬ ‫فماذا‬ ‫أبتِ ‪،‬‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬ ‫قلت‬

‫عباده ؟‬ ‫خليفةَ على‬

‫ير!دي‬ ‫لي ‪ :‬عمر‬ ‫وقال‬ ‫رأسه‬ ‫رفع‬ ‫ثم‬ ‫طويلاَ‪،‬‬ ‫نَكَسَ رأسه‬ ‫ثم‬ ‫‪.‬‬ ‫كمابة‬ ‫فأصابتْه‬

‫ولا‬ ‫بالرسول‬ ‫‪-‬الاستخلافَ‬ ‫فعلت‬ ‫وأفيُ الأمرين‬ ‫الدين ‪،‬‬ ‫لهذا‬ ‫حافظٌ‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫إنَ‬

‫يستخلف‬ ‫‪.‬‬ ‫فيه سئة‬ ‫وعَدَمه ‪ -‬فلي‬

‫لم يستخلفْ!‬ ‫‪-‬لج!‬ ‫الله‬ ‫فإن رسول‬ ‫إن لم أستخلفْ‬

‫أبو بكر‪.‬‬ ‫فقد استخلفَ‬ ‫ص!ان أستخل!‬

‫ع!ضِ ‪ ،‬وأنه‬ ‫الله‬ ‫أحداَ برسول‬ ‫يعدلَ‬ ‫أنه لن‬ ‫‪ :‬فعلمتُ‬ ‫عمر‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫قال‬

‫!‬ ‫!‬ ‫بعده‬ ‫خليفةَ من‬ ‫لن يستخلفَ‬

‫أحدُ كلام عمر !و‬ ‫عنه ‪-‬وهو‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫زيد‬ ‫عليه سعيدُ بن‬ ‫دخلَ‬ ‫يوم اَخر‪،‬‬ ‫وفي‬

‫حول‬ ‫زبد‬ ‫بن‬ ‫من‬ ‫أمير المؤمنين ‪ :‬لو اشرْتَ برجل‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫المبشَّرينَ بالجئة ‪ -‬فقال‬ ‫العشؤ‬

‫ا!ستخ!ت‬ ‫!‬ ‫قد ائتمنوك‬ ‫‪ ،‬فإتهم‬ ‫الناس‬

‫سأجعل‬ ‫! داني‬ ‫‪-‬سيهماَ‬ ‫حرصاَ‬ ‫اصحابي‬ ‫من‬ ‫قد رايتُ‬ ‫له عمر‪:‬‬ ‫فقال‬

‫راضِ‪.‬‬ ‫عنهم‬ ‫وهو‬ ‫عوًنِ‬ ‫الرسول‬ ‫الستة الذين توفي‬ ‫الخلافة إلى الصحابة‬

‫محيدة‬ ‫ل و كان‬ ‫به ‪،‬‬ ‫لاستَخلَقتُه ووثقت‬ ‫حيأ‪،‬‬ ‫‪ ،‬وبقي‬ ‫الرجلين‬ ‫هذين‬ ‫أدْركَني أحدُ‬ ‫ولو‬

‫و!الى حييهن‬ ‫‪.‬‬ ‫الجراح‬ ‫بن‬ ‫عبيدة‬ ‫‪ ،‬وأبو‬ ‫حذيفة‬ ‫أبي‬ ‫مولى‬ ‫الأمر إليه ‪ :‬سالم‬ ‫هذا‬ ‫وجعلتُ‬

‫‪79‬‬
‫‪ :‬إنه‬ ‫يقول‬ ‫نبثكَ يئً‬ ‫‪ :‬سمعتُ‬ ‫قلت‬ ‫‪،‬‬ ‫عبيدة‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ ‫ربي‬ ‫فإنْ سألني‬

‫الأمة!‬ ‫اَمينُ هذه‬

‫يقول ‪ :‬إن سالمأ‬ ‫نبيك ع!‬ ‫‪ :‬سمعتُ‬ ‫قلت‬ ‫سالم‬ ‫عن‬ ‫ربي‬ ‫هـان سألني‬

‫لئها‬ ‫شديدُالحمث‬

‫ومعهم‬ ‫الصحابة ‪،‬‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫عمر‬ ‫على‬ ‫يويم اَخر دخل‬ ‫وفي‬ ‫عمر ينلظ القول‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫المغيرة بن شعبة رضي‬ ‫للمفيرة حول‬

‫عبد الله‬ ‫استخلاف‬


‫عمر‪.‬‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫‪ :‬اِستخلفْ‬ ‫له المغيرة‬ ‫فقال‬

‫الله!‬ ‫وجهَ‬ ‫بهذا‬ ‫أردتَ‬ ‫ما‬ ‫! والله‬ ‫اللّه‬ ‫‪ :‬قاتَلَك‬ ‫له عمر‬ ‫فقال‬

‫فيها لأحدِ‬ ‫‪ ،‬لأرغَبَ‬ ‫الخلافة‬ ‫‪ ،‬وواللهِ ماحمدْتُ‬ ‫أموركم‬ ‫لنا في‬ ‫لا حاجةَ‬

‫أهلِ بيتي‪.‬‬ ‫من‬

‫عمر‬ ‫آل‬ ‫شراَ فبحسب‬ ‫أصَبنا منه ‪ ،‬د!ان كانت‬ ‫الخلافةُ خيراَ فقد‬ ‫إنْ كانتْ‬

‫ع!ه‪.‬‬ ‫محمد‬ ‫أمرِ أمةِ‬ ‫عن‬ ‫الله‬ ‫وشمالَه‬ ‫واحد‪،‬‬ ‫منهم رجل‬ ‫أن يحاسبَ‬

‫عليئ‬ ‫لا وزرَ‬ ‫كِفافأ‪،‬‬ ‫فإنْ نجوتُ‬ ‫‪،‬‬ ‫أهلي‬ ‫‪ ،‬وحَرَمْتُ‬ ‫نفسي‬ ‫جهدتُ‬ ‫لقد‬

‫إذنْ لسعيد!‬ ‫لي ‪ ،‬إني‬ ‫ولا اجر‬

‫المبشَرين‬ ‫الستة ‪،‬‬ ‫الصحابة‬ ‫في‬ ‫‪،‬‬ ‫شورى‬ ‫الخلافة‬ ‫أمر‬ ‫عمر‬ ‫وجعلَ‬
‫في‬ ‫الخلافة شورى‬

‫!‬ ‫راض‬ ‫عنهم‬ ‫‪!-‬ه ‪ ،‬وهو‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫بالجنة ‪ ،‬الذين توفي‬

‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫وعبدُ‬ ‫‪،‬‬ ‫طالب‬ ‫ابي‬ ‫وعليئُ بن‬ ‫‪،‬‬ ‫عفان‬ ‫بن‬ ‫عُثمان‬ ‫‪:‬‬ ‫وهم‬

‫العوام ‪.‬‬ ‫بن‬ ‫والزبير‬ ‫‪،‬‬ ‫اللّه‬ ‫عبيد‬ ‫بن‬ ‫وطلحة‬ ‫‪،‬‬ ‫وقاص‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫وسعدُ‬ ‫‪،‬‬ ‫عوف‬

‫عنهم‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫سعيدُ بن‬ ‫وهو‬ ‫حيأ‪،‬‬ ‫كان‬ ‫بالجنة الذي‬ ‫المبشئَرَ‬ ‫السابعَ‬ ‫فيهم‬ ‫يجعل‬ ‫ولم‬ ‫يبعد‬ ‫عمر‬ ‫لماذا‬

‫عمر‬ ‫وكان‬ ‫عمر‪،‬‬ ‫أقاربِ‬ ‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫بني عدي‬ ‫لأنه من‬ ‫عنه ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫زيد‬ ‫زيد‬ ‫سعبدبن‬

‫هو‬ ‫أن فيهم من‬ ‫أقاربه ‪ ،‬مع‬ ‫إبعادِ الإمارةِ عن‬ ‫على‬ ‫عنه حريصأ‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫بن‬ ‫يُبعدُ قريبَه سعيدَ‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الله‬ ‫ابنه عبد‬ ‫استخلاف‬ ‫يرفضُ‬ ‫لها ! فها هو‬ ‫أهل‬

‫!‬ ‫!‬ ‫للخلافة‬ ‫المرشخَين‬ ‫قائمة‬ ‫عن‬ ‫زيد‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪AA‬‬
‫يخاطب‬ ‫عمر‬ ‫عليه قال لهم ‪:‬‬ ‫للخلافة ‪ ،‬ولما دخلوا‬ ‫المرشحين‬ ‫النفرَ‬ ‫جمعَ عمرُ‬

‫المرشحين الستة‬ ‫فإن كان‬ ‫شقاقأ‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫عند‬ ‫في أمر الناس ‪ ،‬فلم اجد‬ ‫لكم‬ ‫اني نظرت‬

‫!‬ ‫أ‬ ‫فهوفيكم‬ ‫شقا ‪3‬‬

‫وعليئُ‬ ‫‪ :‬عثمانُ‬ ‫ثلائةٍ منكم‬ ‫أحد‬ ‫يؤئرون‬ ‫‪ :‬إن قومكم‬ ‫قال‬ ‫ثم‬

‫‪.‬‬ ‫بن عوف‬ ‫الرحمن‬ ‫وعبد‬

‫‪ ،‬فلا‬ ‫المسلمين‬ ‫أمور‬ ‫وُليت شيئأ من‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫إلى علي‬ ‫ثم نظر‬

‫رقابِ الناس ‪.‬‬ ‫على‬ ‫خمِلَن بني هاشم‬

‫‪ ،‬فلا‬ ‫المسلمين‬ ‫أمور‬ ‫من‬ ‫وُليتَ شيئأ‬ ‫له ‪ :‬إن‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫عثمان‬ ‫نظرَ إلى‬ ‫ثم‬

‫الناس ‪.‬‬ ‫رتاب‬ ‫بني أمية على‬ ‫خملَن‬

‫من‬ ‫شيء‬ ‫‪! :‬انْ كنتَ على‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫بن عوف‬ ‫ثم نظرَ إلى عبد الرحمن‬

‫رقابِ‬ ‫قرابتكَ على‬ ‫فلا تحمِلَن ذوي‬ ‫‪،‬‬ ‫ياعبد الرحمن‬ ‫المسلمين‬ ‫أمور‬

‫!‬ ‫الناس‬

‫ويحضُرُ‬ ‫رجلاَ‪،‬‬ ‫بينهم‬ ‫من‬ ‫الستة ‪ ،‬ليختاروا‬ ‫هؤلاء‬ ‫‪ :‬يجتمعُ‬ ‫عمر‬ ‫قال‬ ‫ثم‬

‫له من الأمر شيء‪.‬‬ ‫بن عمر ‪ ،‬وليس‬ ‫الله‬ ‫عبد‬

‫ذاك ‪ ،‬وإلا فليستشَرْهُ‬ ‫فهو‬ ‫سعدَ بن أبي وقاص‬ ‫وَثَيْتَمْ‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫عمر‬ ‫وقال‬

‫ولا خيانة!‬ ‫عجزِ‬ ‫عن‬ ‫أعْزِلهُ‬ ‫لم‬ ‫‪ ،‬فإني‬ ‫الخليفة‬

‫عمر يعين صهيب‬ ‫‪ -‬وهو‬ ‫بني جدعان‬ ‫بن سنان ‪ ،‬مولى‬ ‫صُهيبُ‬ ‫فيكم‬ ‫‪ :‬يُصفي‬ ‫عمر‬ ‫وقال‬

‫الرومي للصلاة‬ ‫‪ -‬ثلاثة أيام ‪.‬‬ ‫الرومي‬ ‫صهيب‬

‫قومك‬ ‫من‬ ‫خمسين‬ ‫كُنْ في‬ ‫‪:‬‬ ‫الأنصاري‬ ‫طلحة‬ ‫لأبي‬ ‫عمر‬ ‫وقال‬

‫طلحة‬ ‫أبي‬ ‫دور‬ ‫يجتمعون‬ ‫‪ ،‬ف!نهم سوف‬ ‫الشورى‬ ‫النفر الستة أَصحابِ‬ ‫مع هؤلاء‬ ‫الأنصار‪،‬‬

‫والمقداد‬ ‫أنتَ وأصحابُك‬ ‫فقم‬ ‫بينهم واحداَ‪،‬‬ ‫من‬ ‫ليختاروا‬ ‫‪،‬‬ ‫ايام‬ ‫بيتِ ثلاثة‬ ‫في‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫عليهم‬ ‫أحداَ يدخلُ‬ ‫تترك‬ ‫‪ ،‬ئلاثةَ أيام ‪ ،‬ولا‬ ‫البيت‬ ‫باب‬ ‫على‬ ‫الخمسون‬

‫يؤكروا أحدهم!‬ ‫اليوم الثالث حتى‬ ‫تتركهم يمضي‬

‫أهل‬ ‫رؤوس‬ ‫‪ :‬قم على‬ ‫لمجصه‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫فارس‬ ‫للمقدادِ بن الأسود‬ ‫وقال‬

‫‪99‬‬
‫واحدٌ‬ ‫وأبى‬ ‫رجلاَ‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫خمسة‬ ‫رضيَ‬ ‫‪ ،‬فإن‬ ‫أيام‬ ‫الستة ثلاثةَ‬ ‫الشورى‬

‫بالسيف!‬ ‫رأسَه‬ ‫‪ ،‬فاشدَخ‬ ‫منهم‬

‫رؤوسَهما‬ ‫اثنان ‪ ،‬فاضربْ‬ ‫وأبى‬ ‫رجلاَ‪،‬‬ ‫أربعة فرضوا‬ ‫اتفقَ منهم‬ ‫وإن‬ ‫تعليمات عمر‬
‫بالسيف!‬ ‫للمفداد‬

‫فحكموا‬ ‫ثلاثة رجلاَ آخر‪،‬‬ ‫ورضي‬ ‫منهم ‪،‬‬ ‫ثلاثة رجلاَ‬ ‫رضي‬ ‫وان‬

‫رجلاَ منهم ‪ ،‬ف!ن لم‬ ‫له فيختاروا‬ ‫الفريقين حكم‬ ‫فأي‬ ‫عمر‪،‬‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬

‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫فيهم‬ ‫الذين‬ ‫مع‬ ‫فكونوا‬ ‫عمر‪،‬‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫يرضَوا بحكمِ‬

‫!‬ ‫عليه الناس‬ ‫اجتمع‬ ‫ما‬ ‫‪ ،‬واقتلوا الاَخرين إن رفضوا‬ ‫عوف‬

‫رجلاَ‬ ‫يختاروا‬ ‫ولم‬ ‫الرابع ‪،‬‬ ‫اليوم‬ ‫وجاءَ‬ ‫‪،‬‬ ‫الثلاثة‬ ‫الأيامُ‬ ‫انتهت‬ ‫ف!ن‬

‫!‬ ‫!‬ ‫جميعأ‬ ‫الستة‬ ‫فاقتلوا‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬

‫من بعده فقال ‪:‬‬ ‫عمرُ الخليفة الذي سيكون‬ ‫وأوصى‬


‫عمر بوصي الحلبفة‬

‫لهم‬ ‫يعرفَ‬ ‫أن‬ ‫لين‪،‬‬ ‫الأوً‬ ‫بالمهاجرين‬ ‫‪:‬‬ ‫بعدي‬ ‫الخليفةَ من‬ ‫أُوصي‬ ‫من بعده‬

‫حرمَتَهم‪.‬‬ ‫لهم‬ ‫‪ ،‬ويحفظَ‬ ‫حفَهم‬

‫قبلهم‪،‬‬ ‫والإيمان من‬ ‫الدارَ‬ ‫بالأنصار خيراَ‪ ،‬فهم الذين تبوؤوا‬ ‫وأوصيه‬

‫مسيئهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬وأن يعفوَ عن‬ ‫أن يقبل من محسنِهم‬

‫‪،‬‬ ‫المال‬ ‫وجباةُ‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫ردءُ‬ ‫ف!نهم‬ ‫خيراَ‪،‬‬ ‫الأمصارِ‬ ‫بأهل‬ ‫وأُوصيه‬

‫رضاهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬عن‬ ‫فَضْلَهم‬ ‫إلا‬ ‫منهم‬ ‫لا يأخذَ‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫العدو‬ ‫وغيظُ‬

‫‪ ،‬أن يأخذَ‬ ‫ومادةُ الإسلام‬ ‫العربِ‬ ‫أصلُ‬ ‫خيراً ‪ ،‬فإنهم‬ ‫بالأعراب‬ ‫وأُوصيه‬

‫فقرائهم‪.‬‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وَتُرَذَ‬ ‫اموالهم‬ ‫من حواشي‬

‫لهم‬ ‫يوفيَ‬ ‫أنْ‬ ‫عص‪،‬‬ ‫رسوله‬ ‫وذِثَةِ‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫ذفَةِ‬ ‫الذمة ‪،‬‬ ‫بأهل‬ ‫وأُوصيه‬

‫!‬ ‫!‬ ‫‪ ،‬ولا يكفَفوا إلا طاقَتَهم‬ ‫ورائهم‬ ‫يقاتلَ من‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫بعهدهم‬

‫يومَ طعثِه‪،‬‬ ‫الأيامِ التي تلَت‬ ‫‪ ،‬في‬ ‫الأمور‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عمرُ‬ ‫رئبَ‬ ‫ثلاثة‬ ‫بعيش‬ ‫عمر‬

‫‪ 26‬ذي الحجة ‪ 23‬هـ‪.‬‬ ‫يومَ الأربعاء‬ ‫أيا! بمدطعنه‬

‫الأحد‬ ‫لبلة‬ ‫ووفانه‬

‫والسبت‪.‬‬ ‫والجمعةِ‬ ‫أيام ‪ :‬الخميسِ‬ ‫‪ ،‬وهي‬ ‫أيام‬ ‫ثلاثة‬ ‫حيأ‬ ‫عمر‬ ‫بقي‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪001‬‬
‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫بن سنان الرومي رضي‬ ‫صهيبُ‬ ‫الأيام‬ ‫بالمسلمين في هذه‬ ‫وكان يصلي‬

‫هـ‪،‬‬ ‫‪24‬‬ ‫محرم‬ ‫شهر‬ ‫الأول من‬ ‫الأحد‪،‬‬ ‫ليلةَ‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫وتوفيَ عمرُ رضي‬

‫له‪:‬‬ ‫قبيلَ وفاتِه ‪ ،‬فقال‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫ابنَه‬ ‫أوصى‬ ‫وقد‬

‫لابنه‬ ‫عمر‬ ‫وصية‬ ‫يدك‬ ‫‪ ،‬وضَعْ‬ ‫القبلة‬ ‫نحو‬ ‫‪ ،‬ووخفني‬ ‫‪ ،‬فاخرِفني‬ ‫وفاتي‬ ‫يابُنيئ إذا حضَرَت‬

‫عبد الله‬ ‫‪.‬‬ ‫ذقني‬ ‫على‬ ‫اليسرى‬ ‫‪ ،‬ويدك‬ ‫جبيني‬ ‫على‬ ‫اليمنى‬

‫فأغَمِضْ عينَيئ‪.‬‬ ‫ف!ذا م!‬

‫‪ ،‬أَندَلَني خيراَ منه‪،‬‬ ‫خير‬ ‫الله‬ ‫عند‬ ‫لي‬ ‫يكن‬ ‫كَفَني ‪ ،‬ف!نه إن‬ ‫في‬ ‫واقتَصِدوا‬

‫سلبي!‬ ‫فأَسْرَعَ‬ ‫‪ ،‬سَلَبني‬ ‫غير ذلك‬ ‫كنتُ على‬ ‫لىانْ‬

‫وسًعَ لي فيها مَذَ‬ ‫خير‪،‬‬ ‫الله‬ ‫عندَ‬ ‫لي‬ ‫ف!نه إن يكن‬ ‫حُقرتي‬ ‫في‬ ‫واقتَصِدوا‬

‫أضلاعي!‬ ‫تختلفَ‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫‪ ،‬ضئقَها علي‬ ‫غيرِ ذلك‬ ‫‪ ،‬وإنْ كنتُ على‬ ‫بصري‬

‫هو‬ ‫اللهَ‬ ‫فيئ ‪ ،‬ف!ن‬ ‫بما ليس‬ ‫تُزكوني‬ ‫امرأة ‪ ،‬ولا‬ ‫جنازتي‬ ‫مع‬ ‫تَخْرُجَنً‬ ‫ولا‬

‫أعلمُ بي!‬

‫خير‪،‬‬ ‫الله‬ ‫لي عند‬ ‫‪ ،‬ف!نه إن يكن‬ ‫بي ‪ ،‬فاَسرعوا في المشي‬ ‫خرجتم‬ ‫ل!اذا‬

‫رقابكم‬ ‫‪ ،‬ألقيتم عن‬ ‫غير ذلك‬ ‫‪ ،‬دهان كنتُ على‬ ‫خيرلي‬ ‫قذمتُموني إلى ماهو‬

‫ا‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫تحملونه‬ ‫شزَاَ‬

‫ع أباها‬ ‫في‬ ‫الله حفص‬ ‫رضي‬ ‫المؤمنين‬ ‫أتمُ‬ ‫ابنته حفصةُ‬ ‫وفاته بساعات‬ ‫عليه قبل‬ ‫ودخَلتْ‬

‫عليه‬ ‫‪ ،‬ودخلَ‬ ‫فبكَيق عنده ‪ ،‬ثم خرجن‬ ‫معها‪،‬‬ ‫يَسِرْنَ‬ ‫نسا"‬ ‫ومعها‬ ‫عنها‪،‬‬

‫رجاؤ من المؤمنين‪.‬‬

‫عمر‬ ‫حياةِ‬ ‫الأخيرة من‬ ‫اللحظات‬ ‫عنه عن‬ ‫الله‬ ‫وقد أخبرنا عثمان رضي‬

‫الأحد‪.‬‬ ‫ليلةَ‬ ‫عليه‬ ‫عندما دخل‬ ‫عنه ‪ ،‬وذلك‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫اَخر‬ ‫بروي‬ ‫عثمان‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫ابنه عبد‬ ‫حجرِ‬ ‫في‬ ‫عليه ‪ ،‬وراسُه‬ ‫‪ ،‬دخفتُ‬ ‫آخِرُكم عهداَ بعمر‬ ‫أنا‬ ‫قال ‪:‬‬

‫لحظات محمر‬ ‫ا‬ ‫الأرض‬ ‫على‬ ‫‪ :‬ضعْ خذي‬ ‫لابنه‬ ‫فقال‬

‫؟‬ ‫الآ سواء‬ ‫والأرضُ‬ ‫فخذي‬ ‫‪ :‬وهل‬ ‫ابنه‬ ‫فقال له‬

‫‪.‬‬ ‫الأرض‬ ‫على‬ ‫‪ :‬ضَع خذي‬ ‫له‬ ‫تال‬

‫‪1‬‬ ‫‪10‬‬
‫لم‬ ‫أُفي ‪ ،‬إن‬ ‫وويلَ‬ ‫‪ :‬ويلي‬ ‫يقول‬ ‫سمعتُه‬ ‫الأرض‬ ‫علىِ‬ ‫وَضَعَ خذه‬ ‫فلما‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬رضي‬ ‫روحُه‬ ‫نفسُه ‪ ،‬وخرجت‬ ‫! ثم فاضت‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫يارتي‬ ‫لي‬ ‫تغفز‬

‫ثلائةِ‬ ‫كفنَه في‬ ‫ثم‬ ‫بالماءِ وال!در‪،‬‬ ‫ابنُه‬ ‫غشَلَه‬ ‫ليلةَ الأحد‪،‬‬ ‫توفي‬ ‫ولما‬

‫عليه‪.‬‬ ‫للصلاة‬ ‫‪ ،‬وهثأه‬ ‫أثواب‬

‫المسلمون صلاة فجرِ يوم الأحد‪ ،‬صلوا على عمر صلاة‬ ‫وبعدما صلى‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الرومي‬ ‫في الصلاة عليه صُهيبُ‬ ‫وأَمَّهم‬ ‫الجنازة ‪،‬‬

‫الباب ‪ ،‬وسلًمَ‬ ‫على‬ ‫بن عمر‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫‪ ،‬فوقفَ‬ ‫ثم حُمِلَ إلى بيتِ عاثة‬
‫!باح‬ ‫ا‬ ‫دفن‬
‫!‬ ‫!‬ ‫يستأذنُ‬ ‫لها ‪ :‬عمر‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫‪ ،‬ثم استأذن‬ ‫عائشة‬ ‫على‬

‫‪.‬‬ ‫أَدْخِلوه‬ ‫‪:‬‬ ‫لتْ‬ ‫قا‬

‫زيد‪،‬‬ ‫بن‬ ‫وسعيد‬ ‫‪ ،‬وعثمانُ‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫ابنُه‬ ‫قبره‬ ‫في‬ ‫وأنزَله‬

‫عنهم‪.‬‬ ‫اله‬ ‫رضي‬ ‫وعبد الرحمن بن عوف‬

‫أبي بكر الصديق‬ ‫قبرُ‬ ‫بينما كان‬ ‫ب!‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رجْلَيئ رسول‬ ‫عند‬ ‫قبرُه‬ ‫وكان‬

‫ع!ر!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫عنه عند كتفي‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫في‬ ‫‪ ،‬وأتخفَفُ‬ ‫خماري‬ ‫ما زلْتُ أضعُ‬ ‫عنها‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫قالتْ عائشة‬

‫دُفنَ‬ ‫‪ ،‬فلما‬ ‫أبو بكر‬ ‫وأبي‬ ‫ع!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫زوجي‬ ‫‪ :‬إنما هما‬ ‫وأَقولُ‬ ‫ثيابي ‪،‬‬

‫!‬ ‫! !‬ ‫معهما‬ ‫عمرَ‬ ‫ثيابي ‪ ،‬لأن‬ ‫في‬ ‫اتحمِّظُ‬ ‫‪ ،‬صزتُ‬ ‫عندهما‬ ‫الخطاب‬ ‫بن‬ ‫عمر‬

‫‪ ،‬كعُمُرِ صاحبيه‪:‬‬ ‫سنة‬ ‫ثلاثاَ وستين‬ ‫عنه ‪،‬‬ ‫توفي‬ ‫عُمُرُ عُمَرَ الذي‬ ‫وكان‬
‫مات‬ ‫الذي‬ ‫عمره‬

‫عنه!‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الصديق‬ ‫بكر‬ ‫‪ ،‬وأبي‬ ‫جموًن‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫عنه‬

‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬وأرضاه‬ ‫بنِ الخطاب‬ ‫عمرَ‬ ‫أميرِ المؤمنينَ‬ ‫عن‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫‪ ،‬أهمها‪:‬‬ ‫عدة كتب‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫واستشهاده‬ ‫ثم طفه‬ ‫عمر‬ ‫استخلات‬ ‫أخذنا تفاصيل‬

‫‪.‬‬ ‫‪023‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪091 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫‪ -‬تاريخ‬

‫‪.‬‬ ‫‪287 - 2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1 : 3‬‬ ‫سعد‬ ‫لابن‬ ‫الكبرى‬ ‫‪ -‬الطبقات‬

‫‪.‬‬ ‫‪96 -‬‬ ‫لابن الأثير ‪94 : 3‬‬ ‫التاريخ‬ ‫‪ -‬الكامل في‬

‫‪2 Rr. -‬‬ ‫ا ‪268 :‬‬ ‫فاخوري‬ ‫بتحقيق‬ ‫لابن الجوزي‬ ‫الصفوة‬ ‫‪ -‬صفة‬

‫‪.‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫و ‪693‬‬ ‫‪57 - 51 :‬‬ ‫الطنطاوي‬ ‫لعلي‬ ‫‪ -‬أخبار عمر‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪201‬‬
‫الرابعة‬ ‫القبسة‬

‫عنه‬ ‫اللّه‬ ‫عثمان بن عفان رضي‬

‫والاستشهاد‬ ‫بين الاستخلاف‬

‫عمر‬ ‫به‬ ‫ما أوصى‬ ‫عنه ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫طعْنِ عمر‬ ‫‪،‬القبسة التاريخية " السابقة عن‬ ‫تكفَمنا في‬

‫تبل استئهاده‬ ‫‪،‬‬ ‫الصحابة‬ ‫‪ ،‬في الستة من‬ ‫الخلافة شورى‬ ‫‪ ،‬في جعل‬ ‫قبل استشهاده‬ ‫ووصيته‬

‫أنصاريأ‪،‬‬ ‫في خمسين‬ ‫ان يحرسَهم‬ ‫الأنصاري‬ ‫طلحةَ‬ ‫أبا‬ ‫به عمر‬ ‫وما أوصى‬

‫يتفقوا‬ ‫لم‬ ‫فان‬ ‫ثلاثةَ أيام ‪،‬‬ ‫يحرسَهم‬ ‫ان‬ ‫الأسود‬ ‫به المقدادَ بن‬ ‫أَوصى‬ ‫وما‬

‫خليفة من بينهم ‪ ،‬يقتلهم جميعاَ‪.‬‬ ‫على‬

‫محرم‬ ‫الأول من‬ ‫الأحد‬ ‫ليلةَ‬ ‫عنه كانت‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫وذكزنا ان وفاة عمر‬

‫الرومي‬ ‫صهيبُ‬ ‫عليه‬ ‫صقى‬ ‫بعدما‬ ‫‪،‬‬ ‫الليلة‬ ‫تلك‬ ‫وأنه دُفن في‬ ‫هـ‪،‬‬ ‫‪24‬‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫الستة ‪ ،‬لاختيار‬ ‫المرشحين‬ ‫اجتماع‬ ‫مشهدَ‬ ‫‪ ،‬ونعيشُ‬ ‫الاَن السياق‬ ‫ونتابع‬

‫قبل وفاته ‪ ،‬وهي‬ ‫لهم عمر‬ ‫المهلة التي حددَها‬ ‫بينهم ‪ ،‬خلالَ‬ ‫الخليفة من‬

‫‪.‬‬ ‫ثلاثةُ أيام‬

‫بينهم‪،‬‬ ‫من‬ ‫واحدِ‬ ‫لاختيارِ‬ ‫والثلاثاء‪،‬‬ ‫والإثنين‬ ‫أيام ‪ :‬الأحد‬ ‫أَمامهم‬ ‫إن‬

‫لىالا قتَلهم المقدادُ جميعأ!‬

‫خسة‬ ‫اضاع‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬وعلي‬ ‫بالجنة ‪ ،‬هم ‪ :‬عثمان‬ ‫الستة المبشرين‬ ‫ونذكرُ بأن المرشحين‬

‫فينحربيت‬ ‫السو!حير‬ ‫بن عوفْ‬ ‫‪ ،‬وعبلى الرحمن‬ ‫بن ابي وقاص‬ ‫‪ ،‬والزبير ‪ ،‬وسعلى‬ ‫وطلحة‬

‫المدينة ‪-‬صباحَ‬ ‫عن‬ ‫غائباَ‬ ‫لأنه كان‬ ‫منهم ‪ -‬باستثناء طلحة‬ ‫اجتمعَ خمسةٌ‬

‫‪301‬‬
‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫مَخْرَمَة!‬ ‫بن‬ ‫"الصِنحوَرِ‬ ‫‪ ،‬في بيت‬ ‫محرم‬ ‫من‬ ‫الأول‬ ‫يوم الأحد‬

‫بن عمر‪،‬‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫‪ -‬وكان معهم‬ ‫اُخ! عبد الرحمن بن عوف‬ ‫ابنُ‬ ‫‪ -‬وهو‬

‫ابوه ‪.‬‬ ‫أن لا يُنتخب ‪ ،‬كما أوصى‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫مرخح‬ ‫له مجزَد صوتِ‬ ‫ليكون‬

‫‪ ،‬يحرسونهم‪.‬‬ ‫مع الحراس‬ ‫بن الأسود‬ ‫والمقدادُ‬ ‫أبو طلحة‬ ‫ووقفَ‬

‫العاص‬ ‫بن‬ ‫وعمرو‬ ‫شعبة‬ ‫المغيرةُ بن‬ ‫جاءَ‬ ‫مجتمعين‬ ‫كانوا‬ ‫ولما‬
‫يبعد المغيرة‬ ‫سعد‬

‫‪ ،‬وقال‬ ‫الباب ‪ ،‬فأَبعدهما سعدُ بن أبي وقاص‬ ‫عنهما ‪ ،‬ووقفا على‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫وابن العاص‬

‫أهل‬ ‫اختيار الخليفة ‪ ،‬وكنا في‬ ‫البابِ لتقولا حضرنا‬ ‫على‬ ‫لهما ‪ :‬جلستُما‬

‫!‬ ‫إ‬ ‫الشورى‬

‫‪ :‬أيكم‬ ‫عوف‬ ‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫لهم‬ ‫قال‬ ‫المرشحون‬ ‫اجتمعَ‬ ‫وبعدما‬ ‫بدعو‬ ‫ابن عوف‬

‫؟‬ ‫غيره‬ ‫ان يوئيها‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫التريثميح‬ ‫من‬ ‫نفسه‬ ‫نفساَ أنْ يُخرجَ‬ ‫يطيبُ‬ ‫اَخر‬ ‫لانسحاب‬

‫المرث!حين‬
‫أحد‬ ‫ينسحبَ‬ ‫عنه يريدُ أن‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عوف‬ ‫بن‬ ‫إنَ عبدالرحمن‬

‫والحوار‪،‬‬ ‫الجلسة‬ ‫ليديرَ هو‬ ‫الترشيح ‪،‬‬ ‫ويتنازلَ عن‬ ‫الستة ‪،‬‬ ‫المرشحين‬

‫الخمسة‬ ‫لاختيار الخليفة من المرشحين‬ ‫ويقومَ بالاتصالات والمداولات‬

‫الباقين‪.‬‬

‫منهم ‪ ،‬بتنازله عن‬ ‫لم يُجبه أحا‬ ‫السؤال‬ ‫هذا‬ ‫ابنُ عوف‬ ‫لما سألهم‬

‫الترشيح!‬

‫الترشيح!‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وأَنخلعُ منها ‪ ،‬وأنسحبُ‬ ‫‪ :‬انا أُخرجُ نفسي‬ ‫لهم‬ ‫فقال‬
‫ابن‬ ‫انحاب‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫كبيرة‬ ‫في الاستخلاف‬ ‫فرصةُ اعبد الرحمن بن عوف"‬ ‫وكانت‬


‫مع أن‬ ‫عوف‬
‫بالفوز‬ ‫فرصه‬
‫يتنازلْ عن‬ ‫لم‬ ‫ولو‬ ‫الخليفة ‪،‬‬ ‫هو‬ ‫يكونَ‬ ‫أن‬ ‫يرغبونَ‬ ‫الصحابة‬ ‫كثير من‬
‫كبيرء‬
‫الخليفةَ‬ ‫هو‬ ‫والاختيار ‪ ،‬فقد يكون‬ ‫الشورى‬ ‫الترشيح ‪ ،‬ليتولى إدارة عملية‬

‫لعئمان‬ ‫الخلافة‬ ‫الله‬ ‫قذَر‬ ‫كبيراَ‪ ،‬ولكن‬ ‫الفوز كان‬ ‫ونصيبُه في‬ ‫بعد عمر‪،‬‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫من الأنظار‬ ‫وأنَ كثيراَ‬ ‫هذا‪،‬‬ ‫كان يعرف‬ ‫ولعل عبد الرحمن بن عوف‬

‫فيها‪.‬‬ ‫الستة‬ ‫أزهدَ‬ ‫كان‬ ‫تتطفَعُ إليه ‪ ،‬ولكنه‬ ‫كانت‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪401‬‬
‫الأفضلُ‬ ‫بأنه هو‬ ‫‪ ،‬كانوا يصزحون‬ ‫الصحابة‬ ‫لما استشارَ بعضَ‬ ‫ولهذا‬

‫لل!فة!‬

‫أراد ابن‬ ‫بعضهم‬ ‫لها أهلاَ !‬ ‫عنه ‪ :‬إنا نراك‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫زيد‬ ‫بن‬ ‫له سعيدُ‬ ‫تال‬

‫خلمة‬ ‫عوت‬ ‫ا‬ ‫عليئَ بغير هذا‬ ‫أَشِرْ‬ ‫‪:‬‬ ‫الرحمن‬ ‫له عبد‬ ‫فقال‬

‫‪ :‬بايغ لنفسك!‬ ‫وقال له سعدُ بن أبي وقاص‬

‫الخلافة على‬ ‫من‬ ‫نفسي‬ ‫لقد خلعتُ‬ ‫إسحاق‬ ‫ابا‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال له عبد الرحمن‬

‫الخليفة!‬ ‫لما أردتُ أن اكون‬ ‫‪ ،‬ولو لم أفعل ذلك‬ ‫أن أختار الخليفة‬

‫؟‬ ‫‪ :‬لماذا‬ ‫له سعد‬ ‫فقال‬

‫محوت‬ ‫ابن‬ ‫رؤبا‬ ‫كثيرةَ‬ ‫خضراءَ‬ ‫روضةَ‬ ‫رأيتُ‬ ‫رؤيا‪،‬‬ ‫رأيتُ‬ ‫‪ :‬إني‬ ‫الرحمن‬ ‫له عبد‬ ‫فقال‬

‫له‬ ‫نافي‬ ‫ونظر‬ ‫‪.‬‬ ‫العشب‬

‫كأئهُ‬ ‫الروضة‬ ‫من‬ ‫اكرمَ منه ‪ ،‬فمزَ الفحلُ‬ ‫قط‬ ‫أرَ فحلاَ‬ ‫‪ ،‬لم‬ ‫فخل‬ ‫فدخلَ‬

‫شيئاَ منها‪.‬‬ ‫مما فيها‪ ،‬ولم يأخذ‬ ‫إلى شيء‬ ‫قطعَها‪ ،‬ولم يلتفت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫سهم‬

‫شيء‬ ‫إلى‬ ‫يلتفت‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫‪ ،‬يتبعُ أثر الفحل‬ ‫الروضة‬ ‫بعير ‪ ،‬فقطعَ‬ ‫بعده‬ ‫ثم دخلَ‬

‫فيها‪.‬‬ ‫مما‬

‫الروضة‬ ‫في‬ ‫ويلتفتُ‬ ‫‪ ،‬يجُزُ خُطامَه ‪،‬‬ ‫عبقري‬ ‫بعدَ البعير فحلٌ‬ ‫دخلَ‬ ‫ثم‬

‫‪.‬‬ ‫خرج‬ ‫حتى‬ ‫منها شيئأ‪،‬‬ ‫يأخذ‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫السابقَيْن‬ ‫يتبعُ أثر‬ ‫ولكنه‬ ‫يميناَ وشمالاَ‪،‬‬

‫!‬ ‫!‬ ‫الرو ضة‬ ‫بعيرٌ رابع ‪ ،‬فرتَع في‬ ‫ثم دخلَ‬

‫وعمر‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫مقام‬ ‫أحا‬ ‫يقومَ‬ ‫ولن‬ ‫!!‬ ‫أنا الرابع‬ ‫والله لا أكونُ‬ ‫ولا‬

‫!‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫الناس‬ ‫عنه‬ ‫فيرضى‬

‫الذي ي!أ‬ ‫الخليفةُ من‬ ‫هو‬ ‫فمن‬ ‫عميقأ‪،‬‬ ‫نافذاَ‬ ‫نظراَ‬ ‫يملكُ‬ ‫بن عوف‬ ‫إن عبد الرحمن‬

‫بكر‬ ‫أب!‬ ‫الذي يملأ مسذ‬ ‫هو‬ ‫عنهما ؟ ومن‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫ابي بكر وعمر‬ ‫الذي يسدُ مسذ‬

‫ومحمر؟‬ ‫؟‬ ‫التالية‬ ‫الناس في السنوات‬ ‫وتاييدَ‬ ‫ينال رضى‬ ‫الذي تركوه ؟ حتى‬ ‫الفراغَ‬

‫الفراغَ الذي‬ ‫يملؤون‬ ‫عنهم‬ ‫الله‬ ‫ولا عليئٌ رضي‬ ‫ولا عثمان‬ ‫عوف‬ ‫ابنُ‬ ‫لا‬

‫‪501‬‬
‫عمر‪.‬‬ ‫بعد‬ ‫الخليفةِ‬ ‫من‬ ‫بد‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫مشيئةُ‬ ‫هذه‬ ‫! ولكنَ‬ ‫وراءه‬ ‫عمر‬ ‫تركه‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عثمان‬ ‫قَدَرُ‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬

‫بالأمر‪،‬‬ ‫الترشيح ‪ ،‬وكَلَه باقي المرشحين‬ ‫من‬ ‫ابن عوف‬ ‫لما انسحبُ‬ ‫عوت‬ ‫ابن‬ ‫نفويض‬

‫أن يَرضوا بما تنتجُ‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وعاهَدوه‬ ‫الشورى‬ ‫ادارة موضوع‬ ‫في‬ ‫وفؤَضوه‬ ‫ب!دارة عملبة‬

‫له‬ ‫يسمعوا‬ ‫م ‪W‬يًأكان ‪ ،‬وأن‬ ‫القاد‬ ‫الخليفةَ‬ ‫يبايِعوا‬ ‫وأق‬ ‫‪،‬‬ ‫الشورى‬ ‫عمليةُ‬ ‫عنه‬ ‫النورى‬

‫هـلطيعوا‪.‬‬

‫فورَ‬ ‫ومشاوراتِه‬ ‫اتصالاته‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عوف‬ ‫بن‬ ‫بدأَ عبدُ الرحمن‬

‫يوم‬ ‫‪ ،‬صباح‬ ‫مَخْرَمَة‬ ‫بن‬ ‫الصِنموَرِ‬ ‫بيت‬ ‫الستة في‬ ‫المرشحين‬ ‫انتهاء اجتماع‬

‫الأحد‪.‬‬

‫فجرِ يومِ‬ ‫حتى‬ ‫واتصالاتُه ثلاثة أيام كاملة ‪،‬‬ ‫مثاوراته ‪،‬‬ ‫واستمرت‬ ‫ابن‬ ‫مثاورات‬

‫لهم‬ ‫موعدُ انتهاء المهلة ‪ ،‬التي حددها‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫محرم‬ ‫الأربعاء‪ ،‬الرابع من‬ ‫آبام‬ ‫ثلا‬ ‫محوت‬

‫عمر!‬

‫فأَشِز‬ ‫أبايغك‬ ‫له ‪ :‬إنْ لم‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫بعليئ بن‬ ‫بدأَ عبدُ الرحمن‬ ‫ابن عوف‬ ‫حوار‬

‫للخلافة؟‬ ‫‪ ،‬فمنْ ترشحُ‬ ‫عَلَيئ‬ ‫مع المرثحبن‬

‫أ‬ ‫عفان‬ ‫بن‬ ‫‪ :‬عثمان‬ ‫تال علي‬

‫ترشحُ‬ ‫‪ ،‬فمن‬ ‫أبايغك‬ ‫له ‪ :‬إنْ لم‬ ‫وقال‬ ‫عثمان‬ ‫إلى‬ ‫عبدُ الرحمن‬ ‫وذهبَ‬

‫للخلافة؟‬

‫طالبأ‬ ‫‪ :‬عليئُ بن أبي‬ ‫عثمان‬ ‫قال‬

‫تشيرُ عليئ؟‬ ‫فمن‬ ‫لم أبايغك‬ ‫للزبير ‪ :‬إن‬ ‫عبدُ الرحمن‬ ‫وقال‬

‫‪.‬‬ ‫عفان‬ ‫بن‬ ‫الزبير ‪ :‬عثمان‬ ‫قال‬

‫تشيرُ عليئ؟‬ ‫! فمن‬ ‫لا نريدُها‬ ‫‪ :‬أنا وأنت‬ ‫لسعد‬ ‫وقال‬

‫‪.‬‬ ‫عفان‬ ‫بن‬ ‫قال ‪ :‬عثمان‬

‫إلى الصحابة الاَخرين واستشارهم ‪ ،‬وكان‬ ‫بعد ذلك‬ ‫ذهبَ ابن عوف‬ ‫يئاور‬ ‫ابن صت‬
‫أهل المدبنة‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪601‬‬
‫أُمراءِ‬ ‫وأشرافِهم ‪ ،‬ومن‬ ‫كبارِ الصحابة‬ ‫المدينة من‬ ‫يلقاه في‬ ‫من‬ ‫يشاورُ كل‬

‫للمدينة‪.‬‬ ‫يأتي‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫الأجناد‬

‫كما‬ ‫رأْيَهن ‪،‬‬ ‫اَبدَيْنَ‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫خدورهن‬ ‫في‬ ‫النساء‬ ‫مشاوراتُه‬ ‫وشملت‬

‫الصبيان والعبيد في المدينة‪.‬‬ ‫شملت‬

‫النرشح الى‬ ‫انتهاء‬ ‫المسلمين‬ ‫‪ ،‬أنَ معظمَ‬ ‫بن عوف‬ ‫عبد الرحمن‬ ‫نتيجةُ مشاورات‬ ‫وكانت‬

‫عثمان وعلي‬ ‫بن أبي طالب‬ ‫يشيرُ بعلي‬ ‫كان‬ ‫من‬ ‫بعثمان بن عفان ‪ ،‬ومنهم‬ ‫كانوا يشيرون‬

‫عنهما‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫باقي‬ ‫تراجعَ‬ ‫وعليئ ‪ ،‬حيث‬ ‫وبهذا انتهى الترشيحُ إلى عثمان‬

‫العملية‪.‬‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬أو انسحبوا‬ ‫والزبير وطلحة‬ ‫‪ :‬سعد‬ ‫المرشحين‬

‫‪،‬‬ ‫فيها إلا لحظات‬ ‫يَنَنم‬ ‫أيام لم‬ ‫ثلاثةُ‬ ‫بن عوف‬ ‫عبد الرحمن‬ ‫على‬ ‫مضى‬

‫اتصالاته‬ ‫الليلَ بالنهار في‬ ‫يصلُ‬ ‫الراحة ‪ ،‬لأنه كان‬ ‫من‬ ‫قسطأ‬ ‫يأخذ‬ ‫ولم‬

‫ومشاوراتهأ‬

‫بيت‬ ‫في‬ ‫ابن عوت‬ ‫إلى بيتِ ابن‬ ‫بن عوف‬ ‫عبدُ الرحمن‬ ‫الأربعاء‪ ،‬ذهبَ‬ ‫ليلةِ‬ ‫منتصفِ‬ ‫وفي‬

‫ربعالبية‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫نائماَ ‪.‬‬ ‫المِسورَ‬ ‫فوجلىَ‬ ‫‪،‬‬ ‫البيت‬ ‫فطرقَ‬ ‫‪،‬‬ ‫مَخرمة‬ ‫بن‬ ‫‪ :‬المِسْور‬ ‫أُخته‬

‫الأيام‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫ذُقتُ‬ ‫ما‬ ‫! فوالله‬ ‫نائمأ‬ ‫له ‪ :‬اراك‬ ‫الصِن!وَرُ قال‬ ‫استيقظ‬ ‫فلما‬

‫!‬ ‫نوم‬ ‫كثيرَ‬ ‫الثلائة‬

‫المومحثمان‬ ‫محلي‬ ‫اذ‬ ‫د‬ ‫‪.‬‬ ‫علياَ وعثمان‬ ‫فادعُ لي‬ ‫‪ :‬اذهمت‬ ‫للمسور‬ ‫ثم قال‬

‫؟ْ‬ ‫أبدأ‬ ‫‪ :‬بأيهما‬ ‫‪ :‬ياخالِ‬ ‫المسور‬ ‫فقال له‬

‫شئت!‬ ‫‪ :‬بأيهما‬ ‫عوف‬ ‫ابن‬ ‫قال‬

‫فبدأْتُ بعليئ ‪ -‬وكان‬ ‫إلى بيتي ‪ ،‬ثم خرجتُ‬ ‫خالي‬ ‫‪ :‬دخلَ‬ ‫قال المسور‬

‫هوايَ معه‪-‬‬

‫خالي!‬ ‫له ‪ :‬أَجت‬ ‫فقلت‬

‫علي وعثمان‬ ‫؟‬ ‫إلى غيري‬ ‫بعثكَ معي‬ ‫‪ :‬هل‬ ‫قال علي‬

‫يحاوران المسور بن‬

‫غرمة‬

‫‪701‬‬
‫أيضأ!‬ ‫عثمانَ‬ ‫إلى‬ ‫‪ .‬بعئني‬ ‫‪ :‬نعم‬ ‫قلت‬

‫تبدأَ به؟‬ ‫ان‬ ‫‪ :‬أتنا أمرَك‬ ‫تال‬

‫هوايَ‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫شئت‬ ‫بأئهما‬ ‫ابدأ‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫سألتُه‬ ‫لما‬ ‫‪:‬‬ ‫قلت‬

‫‪ ،‬فبدأتُ بك!‬ ‫معك‬

‫‪ ،‬فلما‬ ‫له عثمان‬ ‫أدعو‬ ‫‪ ،‬ثم ذهبت‬ ‫عليئٌ إلى خالي‬ ‫‪ :‬فذهبَ‬ ‫قال المسور‬

‫له ‪ :‬أَجبْ‬ ‫‪ -‬فقلت‬ ‫قبيلَ الفجر‬ ‫هذا‬ ‫الوتر ‪ -‬وكان‬ ‫يصفي‬ ‫بابه ‪ ،‬وجذتُه‬ ‫طرقتُ‬

‫خاليأ‬

‫؟‬ ‫بعثكَ إلى أحدِ غيري‬ ‫‪ :‬هل‬ ‫قال لي عثمان‬

‫علي‪.‬‬ ‫‪ .‬بعَثني إلى‬ ‫‪ :‬نعم‬ ‫قلت‬

‫تبدأَ به؟‬ ‫أن‬ ‫‪ :‬أتنا أمَركَ‬ ‫قال‬

‫بعليئ ‪ ،‬وقد‬ ‫‪ .‬فبدأت‬ ‫شثت‬ ‫‪ :‬ابدأ بائهما‬ ‫قال‬ ‫ذلك‬ ‫‪ :‬لما سألْتُه عن‬ ‫قلت‬

‫عليئ إلى خالي‪.‬‬ ‫ذهبَ‬

‫الثلاثة‬ ‫نحن‬ ‫ودخلْنا‬ ‫‪،‬‬ ‫بعلي‬ ‫‪ ،‬والتحقنا‬ ‫أنا وعثمان‬ ‫‪ :‬أتيتُ‬ ‫المسور‬ ‫قال‬ ‫امام‬ ‫وعثمان‬ ‫علي‬

‫‪ ،‬قبلَ أذان الفجر‪.‬‬ ‫يصلى‬ ‫قائماَ‬ ‫‪ ،‬فوجذناه‬ ‫خالي‬ ‫على‬ ‫قبل‬ ‫ابن عوت‬
‫الفجر‬
‫‪ ،‬فقال لهما‪:‬‬ ‫وعثمان‬ ‫صلاتَه ‪ ،‬التفتَ إلى علي‬ ‫فلما قضى‬

‫بكما أحداَأ‬ ‫يغدلون‬ ‫‪ ،‬فلم أجِذهم‬ ‫ايام‬ ‫ثلاثةَ‬ ‫الناسَ واستشرتُهم‬ ‫سألت‬ ‫ابن عوف‬ ‫شرط‬

‫الله وسنة‬ ‫كتاب‬ ‫على‬ ‫تبايعُني‬ ‫هل‬ ‫ياعليئ ‪:‬‬ ‫له ‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫عليئ‬ ‫إلى‬ ‫التفتَ‬ ‫ثم‬ ‫فمان‬ ‫وموافقة‬

‫يك! ‪ ،‬وفعلِ أبي بكر وعمر؟‬ ‫رسوله‬

‫(‬ ‫أ‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫وطاقتي‬ ‫أبذلُ جهدي‬ ‫‪ :‬لا ‪ .‬ولكن‬ ‫قال علي‬

‫وسنة‬ ‫الله‬ ‫كتاب‬ ‫تبايعُني على‬ ‫له ‪ :‬هل‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫عثمان‬ ‫التفتَ الى‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬

‫وفعلِ أبي بكر وعمر؟‬ ‫رسوله !‪،‬‬

‫!‬ ‫!‬ ‫ذلك‬ ‫‪ .‬أبايِعُك على‬ ‫‪ :‬نعم‬ ‫عثمان‬ ‫قال‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪801‬‬
‫الله‬ ‫علي ‪ ،‬رضي‬ ‫كفًةِ‬ ‫عثمان في الخلافة على‬ ‫كفَةُ‬ ‫رجحت‬ ‫عند ذلك‬

‫عنهما‪.‬‬

‫دخلَ‬ ‫قد‬ ‫الفجرُ‬ ‫‪ .‬وكان‬ ‫المسجد‬ ‫إلى‬ ‫لهما ‪ :‬انهضا‬ ‫عبدُ الرحمن‬ ‫فقال‬

‫وقتُه‪.‬‬

‫!جر يوم الأر!اء‬ ‫جهود‬ ‫ينتظرون‬ ‫المسجد‬ ‫صلاةِ الفجر في‬ ‫في‬ ‫المسلمون‬ ‫وكان‬

‫المسجد وانتظار‬ ‫في‬ ‫أنَ ايأيام الئلاثة‬ ‫‪ ،‬ولا سيما‬ ‫بن عوف‬ ‫عبد الرحمن‬ ‫ومشاورات‬ ‫واتصالات‬

‫المسلمين‬ ‫فجرَ اليوم‬ ‫يستقبلون‬ ‫عنه تد انتهت ‪ ،‬وهاهم‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عمر‬ ‫التي حذَدها‬

‫الرابع‪.‬‬

‫‪ ،‬التي‬ ‫عمامتَه الخاصة‬ ‫إلى يته ‪ ،‬ولبسَ‬ ‫بن عوف‬ ‫عبد الرحمن‬ ‫ذهبَ‬

‫المسجد‪.‬‬ ‫في حياته ‪ ،‬وتقفد سيفه ثم دخل‬ ‫‪-‬لمج!‬ ‫الله‬ ‫عثمَه بها رسول‬

‫عنه‪،‬‬ ‫الله‬ ‫الرومي رضي‬ ‫بالناس صهب‬ ‫وأقيمتْ صلاة الفجر ‪ ،‬وصفى‬

‫لمبايعة‬ ‫المستعذين‬ ‫‪،‬‬ ‫للنتيجة‬ ‫المترفبين‬ ‫‪،‬‬ ‫بالمصلين‬ ‫غاصّاَ‬ ‫المسجدُ‬ ‫وكان‬

‫الجديد!‬ ‫الخليفة‬

‫ابن عوف‬ ‫خطة‬ ‫المنبر‪ ،‬ووقف‬ ‫وبعدما انتهت الصلاة ‪ ،‬صعدَ عبد الرحمن بن عوف‬

‫بعد الصلاة‬ ‫ينظرونَ‬ ‫‪ .‬واداس‬ ‫اكس‬ ‫لم يسمعه‬ ‫دعاءَ خاشعأ‪،‬‬ ‫اللهَ‬ ‫وتوفاَ طويلاَ‪ ،‬ودعا‬

‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫كلامه‬ ‫إليه ‪ ،‬يترفَبون‬

‫بأمصارهم‪،‬‬ ‫الأمصارِ‬ ‫أهلُ‬ ‫يلحقَ‬ ‫أن‬ ‫أحبوا‬ ‫قد‬ ‫الناسَ‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫أيها الناس‬

‫إِمامِكم ‪ ،‬فلم أجدكُم‬ ‫سزاَ وجهراَ عن‬ ‫أميرُهم ‪ ،‬وقد سألتكم‬ ‫من‬ ‫وقد علموا‬

‫!‬ ‫داما عثمان‬ ‫‪ :‬إئا عليئ‬ ‫الرجلين‬ ‫بأحدِ هذين‬ ‫تعدِلون‬

‫كلام ابن عوت‬ ‫عندَ المنبر ‪.‬‬ ‫عليأ‪ ،‬فوتفَ على‬ ‫عوف‬ ‫ابنُ‬ ‫ثم نادى‬

‫لعلي‬ ‫وسنة‬ ‫الله‬ ‫كتابِ‬ ‫تبايعُني على‬ ‫‪ :‬هل‬ ‫له‬ ‫بيده ‪ ،‬وقال‬ ‫فأخذَ ابن عوف‬

‫‪ ،‬وفِغلِ أبي بكر وعمر؟‬ ‫ب!‬ ‫نبيه‬

‫وطاقتي!‬ ‫من ذلك‬ ‫جهدي‬ ‫أبايعُك على‬ ‫‪ .‬ولكن‬ ‫لا‬ ‫‪ :‬اللهم‬ ‫قال علي‬

‫آخر‬ ‫في‬ ‫عثمانُ‬ ‫‪ .‬وكان‬ ‫عثمان‬ ‫نادى‬ ‫‪ .‬ثم‬ ‫يدَ عليئ‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫فأرسلَ‬

‫‪901‬‬
‫الخلافةَ‬ ‫أن‬ ‫فظن‬ ‫بمناداته ‪،‬‬ ‫عليأ واسرعَ‬ ‫قذم‬ ‫ابن عوف‬ ‫لأن‬ ‫المسجد‪،‬‬

‫لعليئ‪.‬‬ ‫ستكونُ‬

‫آخر‬ ‫في‬ ‫فكنتُ‬ ‫تأخًرت‬ ‫الفجر‪،‬‬ ‫صلاةُ‬ ‫اقيمتْ‬ ‫لما‬ ‫‪:‬‬ ‫عثمان‬ ‫قال‬

‫إلى عليئ‪.‬‬ ‫ابن عوف‬ ‫إسراع‬ ‫‪ ،‬حياء ‪ ،‬لأني رأيت‬ ‫المسجد‬

‫عند‬ ‫فوقفَ‬ ‫المسجد‪،‬‬ ‫آخر‬ ‫من‬ ‫أَقبلَ‬ ‫عثمان ‪،‬‬ ‫ابنُ عوف‬ ‫فلما نادى‬
‫محل‬ ‫يوانق‬ ‫محثمان‬

‫الله وسنة‬ ‫كتابِ‬ ‫تبايعُني على‬ ‫له ‪ :‬هل‬ ‫بيده ‪ ،‬وقال‬ ‫ابنُ عوف‬ ‫فأخذَ‬ ‫المنبر‪،‬‬ ‫الصاحببن‬ ‫سنة‬

‫وعمر؟‬ ‫بكر‬ ‫نبيه عنَح ‪ ،‬وفِعْلِ أبي‬

‫!‬ ‫!‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫‪ .‬أبايعُك‬ ‫‪ :‬اللّهم نعم‬ ‫عثمان‬ ‫قال‬

‫ويدُه بيد‬ ‫المسجد‪،‬‬ ‫سقفِ‬ ‫رأسَه إلى‬ ‫عوف‬ ‫بن‬ ‫فرفعَ عبد الرحمن‬

‫من‬ ‫رقبتي‬ ‫ما في‬ ‫قد جعلتُ‬ ‫‪ ،‬اللهتم إني‬ ‫واشهد‬ ‫‪ :‬اللهتمَ اسمعْ‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫عثمان‬

‫!‬ ‫!‬ ‫رقبة عثمان‬ ‫في‬ ‫ذلك‬

‫أبايعُك!‬ ‫‪ :‬إني‬ ‫لعثمان‬ ‫ابن عوف‬ ‫ثم قال‬

‫غشوه‬ ‫عليه ‪ ،‬حتى‬ ‫‪ ،‬وازدحموا‬ ‫عثمان‬ ‫يبايعون‬ ‫بايَعه ‪ ،‬قامَ الناسُ‬ ‫ولما‬ ‫عثمان‬ ‫مبابعة‬

‫المنبر(‬ ‫عند‬ ‫بالحلانة‬

‫؟ عليئ ‪ ،‬وسعد‪،‬‬ ‫بن عوف‬ ‫الرحمن‬ ‫بايعه بعد عبد‬ ‫مَنْ‬ ‫مقدمةِ‬ ‫وكيان في‬

‫عنهم!‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن زيد‪،‬‬ ‫‪ ،‬وسعيد‬ ‫والزبير ‪ ،‬وطلحة‬

‫‪ ،‬ويقرأُ‬ ‫القادمين لمبايعة عثمان‬ ‫المسلمين‬ ‫ينظرُ لجموع‬ ‫ابن عوف‬ ‫وكان‬

‫تبهَثَ‬ ‫فَمَن‬ ‫؟لدِيهِق!‬ ‫فَؤقَ‬ ‫أدئَهِ‬ ‫يَدُ‬ ‫أدئَهَ‬ ‫يايِعُوتَ‬ ‫إنَ!ا‬ ‫يُبَالثونَكَ‬ ‫إن اَتَذِيفَ‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫قولَه‬

‫عَظِيما!‬ ‫أَتجرًا‬ ‫فَسَيُؤيهِ‬ ‫أطَهَ‬ ‫يمَا عهَدَعلةُ‬ ‫أَؤفَئ‬ ‫وَمَق‬ ‫نَفسِه‬ ‫فَىَ‬ ‫يَنكُثُ‬ ‫مَاتصَا‬

‫‪.،01‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الفتح‬ ‫أ‬

‫العامِ‬ ‫‪ ،‬في‬ ‫محرم‬ ‫شهر‬ ‫يومِ الأربعاء‪ ،‬الرابع من‬ ‫شمسُ‬ ‫وما أن أشرتت‬ ‫من‬ ‫عثمان‬ ‫خلانة‬

‫قد‬ ‫المسلمين‬ ‫والعقدِ من‬ ‫الحل‬ ‫أهل‬ ‫كان‬ ‫للهجرة ‪ ،‬حتى‬ ‫الرابع والعشرين‬ ‫الأربعاء‬

‫هـ‬ ‫‪4/1/24‬‬
‫هو‬ ‫كان عثمان‬ ‫وبذلك‬ ‫عنه خليفةَ جديداَ‪،‬‬ ‫الثه‬ ‫رضي‬ ‫بن عفان‬ ‫بايعوا عئمان‬

‫ثالث الخلفاء الراشدين‪.‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪011‬‬
‫منبرَ‬ ‫ثم صعدَ‬ ‫بالناس صلاةَ العصر‪،‬‬ ‫مبايعتُه‪ ،‬صلى‬ ‫وبعدما تفت‬

‫مما تال في‬ ‫خطبةَ الخلافة ‪ ،‬وكان‬ ‫المسلمين‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬وخطبَ‬ ‫‪-‬جم!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫خطبته‪:‬‬

‫عئمان‬ ‫خطبة‬ ‫اَجالَكم ‪ ،‬بخير‬ ‫‪ ،‬فبادروا‬ ‫بقيةِ أعمار‬ ‫‪ ،‬وفي‬ ‫وازتحال‬ ‫قُفعَةِ‬ ‫دارِ‬ ‫في‬ ‫"إنكم‬

‫طُويَتْ‬ ‫الذُنيا‬ ‫ل!ان‬ ‫ألا‬ ‫‪،‬‬ ‫مُشيتُم‬ ‫أو‬ ‫صُئختُم‬ ‫‪،‬‬ ‫اُتيتُم‬ ‫فلقذ‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫تقدرون‬ ‫ما‬

‫الغرَور‪.‬‬ ‫بالثه‬ ‫الدنيا ‪ ،‬ولا يغزنكم‬ ‫الحياةُ‬ ‫فلا تغزَنكم‬ ‫الغُرور‪،‬‬ ‫على‬

‫! أينَ أبناءُ‬ ‫عنكم‬ ‫يُغفَلُ‬ ‫فانه لا‬ ‫تغْفَلوا‪،‬‬ ‫فلا‬ ‫‪ ،‬ثم جذوا‬ ‫مَضى‬ ‫اِعْتَبروا بمن‬

‫؟ الم تَففُظْهم؟‬ ‫‪ ،‬ومُتعوا بها طويلاَ‬ ‫اثاروهَا وعمروها‬ ‫الدنيا وإخوانُها ‪ ،‬الذين‬

‫ضربَ‬ ‫الله قد‬ ‫ف!ن‬ ‫الاَخرة ‪،‬‬ ‫واطلبوا‬ ‫الهُ بها‪،‬‬ ‫رمى‬ ‫بالدنيا حيثُ‬ ‫ارموا‬

‫اَلشَمَاَش‬ ‫أَنزَتتَة مِنَ‬ ‫آلذيخا كَمَإَ‬ ‫اَلحيَنرةِ‬ ‫تَثَلَ‬ ‫لَهُم‬ ‫وَاَضرِت‬ ‫إ‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫فقال‬ ‫مَلا‪،‬‬ ‫لها‬

‫ثُقدِرَا!‬ ‫ثَئ‪:‬‬ ‫كُلِ‬ ‫فَىَ‬ ‫اَلئَهُ‬ ‫وَكاَنَ‬ ‫اَلرئَغ‬ ‫ندلُؤه‬ ‫هَممِيفا‬ ‫فَأضبَحَ‬ ‫اَلا!ضِ‬ ‫نَجَاتُ‬ ‫يهِء‬ ‫هاخنَلَ!‬

‫وَصتِزأَمَلأ‪،‬‬ ‫ثَوَائا‬ ‫هـئك‬ ‫ضيرعِدَ‬ ‫الضَطشَتُ‬ ‫وَاَلنقِيصُ‬ ‫آلذُتيَأ‬ ‫اَتحَيَؤةِ‬ ‫نِيينَةُ‬ ‫انمَالُ وَالبَنُونَ‬

‫‪.‬‬ ‫]?‬ ‫‪_fl‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5 :‬‬ ‫الكهف‬ ‫أ‬

‫عثمان إلى‬ ‫وكتاب‬ ‫والأقاليم‬ ‫المناطق‬ ‫الولاة على‬ ‫بعثَه إلى‬ ‫بكتاب‬ ‫خلافتَه‬ ‫عثمان‬ ‫واستفتحَ‬

‫الولاة‬ ‫فيه ‪:‬‬ ‫قالَ لهم‬ ‫ومما‬ ‫جميعأ‪،‬‬ ‫عاَمأ لهم‬ ‫تعميمأ‬ ‫الكتاب‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫والأقطار‬

‫جُباة ‪ ،‬وإنَ‬ ‫يكونوا‬ ‫أن‬ ‫يأمرهم‬ ‫رُعاة ‪ ،‬ولم‬ ‫يكونوا‬ ‫أن‬ ‫الأئمةَ‬ ‫أمرَ‬ ‫اللهَ‬ ‫(إن‬

‫الأئمةُ‬ ‫أنْ يكون‬ ‫جُباة ‪ ،‬وليوشِكَن‬ ‫يكونوا‬ ‫رُعاة ‪ ،‬ولم‬ ‫الأمة كانوا‬ ‫هذه‬ ‫صدرَ‬

‫‪.‬‬ ‫والوفاء‬ ‫‪ ،‬والحياءُ‬ ‫انةُ‬ ‫الأم‬ ‫انقطعت‬ ‫كذلك‬ ‫‪ ،‬ف!ذا صاروا‬ ‫رعاة‬ ‫وليسوا‬ ‫جباة‬

‫مالَهم‪،‬‬ ‫‪ ،‬فتُغطوهم‬ ‫المسلمين‬ ‫أمور‬ ‫السيرة أن تنظروا في‬ ‫أعدل‬ ‫ألا و(ن‬

‫الذي‬ ‫الذمة ‪ ،‬فتُعطوهم‬ ‫أمورِ أهل‬ ‫بما عليهم ‪ ،‬ثم تنظروا في‬ ‫وتأخُذوهم‬

‫المحاربين‪،‬‬ ‫أعدائكم‬ ‫في‬ ‫تنظروا‬ ‫ثم‬ ‫عليهم ‪،‬‬ ‫بالذي‬ ‫وتأخذوهم‬ ‫لهم‪،‬‬

‫‪. .‬‬ ‫)‬ ‫بالوفاء بالعهد‪1(،‬‬ ‫عليهم‬ ‫‪ ،‬وتستنصروا‬ ‫فتحارِبوهم‬

‫عثمان ومبايعته خليفة اعتمدنا أساسأ على‪:‬‬ ‫استخلاف‬ ‫في موضوع‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.245 -‬‬ ‫‪023 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاهـلخ‬

‫‪M‬‬
‫إلا‬ ‫سنة‬ ‫اثنتي عشرة‬ ‫عثه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عفان‬ ‫بن‬ ‫خلافةُ عثمان‬ ‫استمرت‬

‫هـ‪.‬‬ ‫أيامأ‪ .‬من بداية سنة ‪ 24‬إلى نهاية سنة ‪35‬‬

‫‪ ،‬أولَ‬ ‫أميراَ للمؤمنين‬ ‫سنة‬ ‫اثنتي عشرة‬ ‫عثمانُ‬ ‫‪ :‬وليَ‬ ‫الزهري‬ ‫الإمامُ‬ ‫قال‬
‫محن‬ ‫الزهري‬ ‫نول‬

‫خلافة عثمان‬
‫من‬ ‫قريش‬ ‫إلى‬ ‫لرانه لأحث‬ ‫عليه شيئأ‪،‬‬ ‫منها لم يثقم الناس‬ ‫سنين‬ ‫سث‬

‫عليهم ‪ ،‬أما عثمانُ فقد لانَ لهم‬ ‫شديدأ‬ ‫‪ ،‬لأن عمرَ كان‬ ‫بن الخطاب‬ ‫عمر‬

‫!‬ ‫!‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫الفتنة‬ ‫‪ ،‬ثم حدثت‬ ‫ووَصَلَهم‬

‫سنةُ‬ ‫وهي‬ ‫عثمان ‪،‬‬ ‫ولاية‬ ‫السنةِ السابعةِ من‬ ‫الفتنةُ في‬ ‫بدأت‬ ‫وقد‬
‫في‬ ‫الفتنة‬ ‫بداية‬

‫أعداءُ الإسلام في‬ ‫‪ ،‬ونثطَ‬ ‫الخلافات‬ ‫الأمور ‪ ،‬واتسعت‬ ‫وتفاقمت‬ ‫هـ‪،‬‬ ‫‪35‬‬ ‫من‬ ‫السابعة‬ ‫السنة‬

‫خلافنه‬
‫الزعاع‬ ‫في‬ ‫واثروا‬ ‫ومصر‪،‬‬ ‫والكوفة‬ ‫البصرة‬ ‫في‬ ‫السرئة‪،‬‬ ‫تنظيماتِهم‬

‫مصر‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫الجيوش‬ ‫منهم‬ ‫‪ ،‬وجَثشوا‬ ‫المسلمين‬ ‫والأغبياء من‬ ‫والجاهلين‬

‫ونشْرِ الاكاذيب‬ ‫‪،‬‬ ‫الخلافات‬ ‫تاجيج‬ ‫في‬ ‫واستمروا‬ ‫والبصرة ‪،‬‬ ‫والكوفة‬

‫في‬ ‫عفان‬ ‫بن‬ ‫عثمان‬ ‫محاصرةِ‬ ‫الأمر إلى‬ ‫أدًى بهم‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫والإشاعات‬

‫أشنعِ‬ ‫على‬ ‫الإقدام‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫لخلافته‬ ‫الئانية ع!ثمرة‬ ‫السنة‬ ‫نهاية‬ ‫في‬ ‫المدينة ‪،‬‬

‫الخليفةِ الراشد‪،‬‬ ‫قتلُ هذا‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫التاريخ الإسلامي‬ ‫في‬ ‫وابشعِ جريمةِ‬

‫الخلافاتُ‬ ‫‪ ،‬وتعمقت‬ ‫الفتنة بين المسلمين‬ ‫ترشخت‬ ‫‪ ،‬حيث‬ ‫روحه‬ ‫لمازهاقُ‬

‫عثمان‬ ‫بعدَ اغتيال‬ ‫يجتمعوا‬ ‫ولم‬ ‫والدينيةُ بينهم ‪،‬‬ ‫المذهبيةُ‬ ‫ثم‬ ‫السياسيةُ‬

‫ولن يجتمعوا جميعأ على ذلك حتى‬ ‫واحد‪،‬‬ ‫دهامامِ‬ ‫جميعأ على قلب واحد‬

‫!‬ ‫إ‬ ‫قيام الساعة‬

‫من ولايةِ‬ ‫الثاني‬ ‫في النصفِ‬ ‫المسلمون الأحداث‬ ‫المؤرخون‬ ‫لقد سمى‬ ‫صنوات‬ ‫ممت‬ ‫الفتنة‬

‫‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫إلى استشهاد‬ ‫! التي ا؟ت‬ ‫هـ(الفتنة‬ ‫‪35 - 03 :‬‬ ‫عثمان‬

‫من‬ ‫أعقبَتْه‬ ‫‪ ،‬وما‬ ‫الفتنة‬ ‫أخبارَ هذه‬ ‫المسلمون‬ ‫المؤرخون‬ ‫كتبَ‬ ‫وقد‬

‫البصرة ‪،‬‬ ‫في‬ ‫والزبير‪،‬‬ ‫طلحة‬ ‫وبين‬ ‫علي‬ ‫معركةِ الجَمَل بين‬ ‫مثل‬ ‫فتن‪،‬‬

‫ا ‪.47-93 :‬‬ ‫ابن سعد‬ ‫طبقات‬

‫‪.‬‬ ‫‪-914‬‬ ‫‪off‬‬ ‫لابن كئير ‪:7‬‬ ‫البداية والنهاية‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪112‬‬
‫الخوارج‬ ‫بعد خروج‬ ‫علي‬ ‫ومعاوية ‪ ،‬ثم استشهاد‬ ‫بين علي‬ ‫ومعركةِ صفين‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫عليه‬

‫لأحداث‬ ‫ناربخ‬ ‫رواياتِ‬ ‫ما فيها من‬ ‫‪ ،‬وأوردوا‬ ‫بالتفصيل‬ ‫الأخبارَ والروايات‬ ‫هذه‬ ‫كتبوا‬

‫الفننة‬ ‫باطلةِ مردودةِ‬ ‫وأقوال‬ ‫‪،‬‬ ‫أسانيدَ صحيحة‬ ‫‪ .‬ومن‬ ‫مختلفة‬ ‫‪ ،‬ومتناقضةِ‬ ‫مكزرة‬

‫‪،‬‬ ‫والمكذوب‬ ‫الصحيح‬ ‫من‬ ‫بهذا الخليطِ العجيب‬ ‫كتبهم‬ ‫‪ ،‬وملؤوا‬ ‫مكذوبة‬

‫والباطل‪.‬‬ ‫والحق‬

‫الكبرى "‬ ‫االطبقات‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬مثل ‪ :‬ابنِ سعد‬ ‫الفتنة‬ ‫لهذه‬ ‫مؤرغ‬ ‫كل‬ ‫أرخ‬

‫وخليفةِ بن خَئاط في (الطبقات الكبرى )‪،‬‬ ‫وسيفِ بن عمر في أالجملأ‪،‬‬

‫بن‬ ‫الواقدي ‪ ،‬ومحمد‬ ‫عمر‬ ‫ومحمدبن‬ ‫(صفين‪،‬‬ ‫في‬ ‫مزاحم‬ ‫رنضرِ بن‬

‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬والبلاذري‬ ‫اسحاق‬

‫من أهم من أرخوا‬ ‫‪ ،‬إمامُ‬ ‫المسندة‬ ‫الفتنة ‪ ،‬برواياتها‬ ‫لأحداث‬ ‫تسجيلاَ‬ ‫أكثرِ المؤرخين‬ ‫ومن‬

‫من السابقين‬ ‫للفتنة‬ ‫‪!( :‬ار!خ الأمم‬ ‫الطبري ‪ ،‬في ئب‬ ‫بن جرير‬ ‫‪ :‬محمدُ‬ ‫والمفسرين‬ ‫المؤرخين‬

‫‪ ،‬مثلُ ابنِ الأثير في‬ ‫المسلمين‬ ‫المؤرخين‬ ‫بعدَه من‬ ‫من‬ ‫عنه‬ ‫) ونقلَ‬ ‫والملوك‬

‫في‬ ‫(البداية والنهاية ‪ ،،‬وابنِ الجوزي‬ ‫كتابه أالكامل ‪ ،،‬وابنِ كثير في كتاب‬

‫تاريخه‪.‬‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬وابنِ خلدون‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫أتاريخ‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬والذهبي‬ ‫‪،‬‬ ‫أالمنتظم‬ ‫كتاب‬

‫مثل ابن‬ ‫خاص‪،‬‬ ‫بكتاب‬ ‫الفتنة‬ ‫أحداثَ‬ ‫خصق‬ ‫من‬ ‫خين‬ ‫المؤرً‬ ‫ومن‬

‫الدين‬ ‫مح!ث‬ ‫حثقه‬ ‫‪ ،‬الذي‬ ‫القواصم‬ ‫من‬ ‫في كتابه (العواصم‬ ‫العربي المالكي‬

‫كتابه (التمهيد والبيان‬ ‫في‬ ‫المالكي‬ ‫الأشعري‬ ‫محمد‬ ‫‪ ،‬والقاضي‬ ‫الخطيب‬

‫في مقتل الشهيد عثمان ‪.،‬‬

‫مُقرِضأ من كتب المعاصرين‬ ‫كان‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬منهم‬ ‫الأحداث‬ ‫هذه‬ ‫عن‬ ‫كثيراَ‬ ‫المعاصرون‬ ‫وتحذثَ‬

‫محن الفننة‬ ‫‪. ،‬‬ ‫الفتنة ا!رى‬ ‫‪1‬‬ ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫حسين‬ ‫مثلُ طه‬ ‫متأئراَ بالأعداء‬ ‫متهمأ‬

‫غير‬ ‫تأثر بالروايات‬ ‫ولكنه‬ ‫منصفأ‪،‬‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫حاول‬ ‫من‬ ‫ومنهم‬

‫الصحابةِ بما‬ ‫بعض‬ ‫عن‬ ‫التاريخ السابقة ‪ ،‬فتكفم‬ ‫‪ ،‬التى في كتبِ‬ ‫الصحيحة‬

‫‪. ،‬‬ ‫والسياسة‬ ‫كتابه (عائث!ة‬ ‫ني‬ ‫الأفغاني‬ ‫سعيدِ‬ ‫لا يليق ‪ ،‬مثلُ الأستاذ‬

‫‪113‬‬
‫الأستاذ احمد‬ ‫السابقين ‪ ،‬مثل‬ ‫ما قاله بعضُ‬ ‫خلاصةَ‬ ‫جمعَ‬ ‫من‬ ‫ومنهم‬
‫عرموش يجمع‬
‫فيه من‬ ‫استخرج‬ ‫!‪ ،‬الذي‬ ‫الجمل‬ ‫‪ ،‬في كتابه "الفتنة ووقعة‬ ‫عرموش‬ ‫راتب‬ ‫بن‬ ‫شف‬ ‫أخبار‬

‫عمر عن الفتة‬
‫فتنة‬ ‫التميمي ! حول‬ ‫الضبي‬ ‫بن عمر‬ ‫سيف‬ ‫‪9‬‬ ‫رواياتِ المؤرخ‬ ‫تاريخ الطبري‬

‫دقيقأ واميناَ في‬ ‫الأستاذ عرموش‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الجمل‬ ‫عثمان ‪ ،‬ثم معركة‬ ‫قتل‬

‫هذه‬ ‫عن‬ ‫عمر‬ ‫بن‬ ‫أخبارَ سيف‬ ‫بأمانةِ‬ ‫وسحل‬ ‫استخرجَ‬ ‫‪ ،‬حيث‬ ‫النقل‬

‫في ذلك‪.‬‬ ‫‪ .‬وكتابهُ من اجودِ الكتب‬ ‫الأحداث‬

‫على‬ ‫دراسَته وبحثَه وكتابَه لمسألةِ الفتنة والشغب‬ ‫خَصصَ‬ ‫من‬ ‫ومنهم‬
‫ثناء على كتاب‬

‫اَلأستاذُ‬ ‫دلالاتها‪ ،‬وهو‬ ‫واستخرج‬ ‫ذلك‬ ‫الأخبار حول‬ ‫عثمان ‪ ،‬وجمعَ‬ ‫عن‬ ‫عرجون‬
‫عثمان‬
‫‪ :‬الخليفة‬ ‫بن عفان‬ ‫كتابه ‪( :‬عثمان‬ ‫في‬ ‫الله‬ ‫رحمه‬ ‫عُزجون‬ ‫الصادق‬ ‫محمد‬

‫) ‪. .‬‬ ‫عليه‬ ‫المفترى‬

‫أجودُ‬ ‫هو‬ ‫‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫عن‬ ‫عرجون‬ ‫المؤلف‬ ‫كتاب‬ ‫أن‬ ‫واَعتقد جازمأ‬

‫قتل‬ ‫عليه ‪ ،‬الذي‬ ‫هذا الخليفة المفترى‬ ‫عن‬ ‫وأدىُ كتاب‬ ‫وافضلُ ‪ ،‬واعمقُ‬

‫عنه!‬ ‫اله‬ ‫مظلومأرضي‬

‫الحق في مسألة الفتنة‪،‬‬ ‫باحثِ عن‬ ‫‪ ،‬وكل‬ ‫منصف‬ ‫مسلم‬ ‫وأَنصحُ كل‬

‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬والاستفادة مما فيه من تحقيقِ وإنصاف‬ ‫كتابِ عُزجون‬ ‫بالإقبال على‬

‫الأخبار الصحيحة؟‬ ‫‪،‬القبسة التاريخية ‪ ،‬بذكرِ بعض‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫وسأكتفي‬ ‫نرتيب أحداث‬
‫‪ ،‬وغيرِه من‬ ‫الضبي‬ ‫بن عمر‬ ‫سيف‬ ‫الطبري ‪ ،‬عن‬ ‫إمام المؤرخين‬ ‫أَوردَها‬ ‫التي‬ ‫ب!بجاز‬ ‫الفننة‬

‫والاختصار‪،‬‬ ‫الإيجاز‬ ‫بغاية‬ ‫و‬ ‫‪ ،‬أُورِدها مرتبةَ زمنيأ‪،‬‬ ‫الصادقين‬ ‫الإخباريين‬

‫عنه في السنة‬ ‫الثه‬ ‫رضي‬ ‫عثمان‬ ‫على‬ ‫الشغبِ‬ ‫بدايةِ‬ ‫فيها من‬ ‫الأحداثَ‬ ‫واُتابعُ‬

‫إلى‬ ‫الأمرُ‬ ‫انتهى‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫للهجرة‬ ‫ثلاثين‬ ‫سنةَ‬ ‫‪،‬‬ ‫خلافته‬ ‫من‬ ‫السابعة‬

‫وثلإثين‪.‬‬ ‫استشهاده ‪ ،‬في نهاية سنة خمس‬

‫للقارىء‬ ‫‪،‬‬ ‫مجملة‬ ‫صورة‬ ‫تقديم‬ ‫بهدفِ‬ ‫باختصار‪،‬‬ ‫أذكُرُ الأحداث‬


‫على‬ ‫لاحالة‬

‫في عهد‬ ‫حقيقةَ ماجرى‬ ‫يريدُ أن يعرفَ‬ ‫الحق ‪ ،‬الذي‬ ‫الناربخبة المسلم ‪ ،‬الباحثِ عن‬ ‫المراجع‬

‫عليه‪.‬‬ ‫الخروج‬ ‫عثمان ‪ ،‬وفي‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪114‬‬
‫يصبر‬ ‫الخطيرة ‪ ،‬والذي‬ ‫المرحلة‬ ‫هذه‬ ‫بحث‬ ‫يريدالتوشُع في‬ ‫أما الذي‬

‫التاريخية‬ ‫رُكام الروايات‬ ‫الحقيقة من‬ ‫والتدقيق ‪ ،‬واستخراجِ‬ ‫التحقيق‬ ‫على‬

‫‪،‬‬ ‫الطبري‬ ‫‪:‬‬ ‫تواريخ‬ ‫في‬ ‫الخام‬ ‫المادة‬ ‫على‬ ‫بالإقبال‬ ‫فعليه‬ ‫المتأقضة‪،‬‬

‫ا‬ ‫!‬ ‫كثير‬ ‫‪ ،‬وابن‬ ‫خلدون‬ ‫‪ ،‬وابن‬ ‫عساكر‬ ‫‪ ،‬وابن‬ ‫الجوزي‬ ‫وابن‬ ‫والذهبي‬

‫خلافة‬ ‫السنة السابعةُ من‬ ‫وهي‬ ‫هـ‪،‬‬ ‫‪03‬‬ ‫سنة‬ ‫الفتنة في‬ ‫أحداث‬ ‫بدأت‬

‫مركزِ‬ ‫مدينة "الكوفةأ‬ ‫في‬ ‫بداية الأحداث‬ ‫عنه ‪ ،‬وكانت‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عثمان‬

‫!‬ ‫!‬ ‫المسلمين‬ ‫تاريخ‬ ‫بدايات‬ ‫في‬ ‫والفتن‬ ‫الشغبِ‬

‫في‬ ‫الكوفة‬ ‫ولاة‬ ‫الكوفة المغيرة بن شعبة ‪،‬‬ ‫الوالي على‬ ‫عثمانُ الخلافة كان‬ ‫لما استلم‬

‫أول عهدعثمان‬ ‫بالمغيرة بن شعبة‬ ‫سعدَ بن أبي وقاص‬ ‫الجليل‬ ‫الصحابي‬ ‫عثمان‬ ‫فاستبدل‬

‫سنة‪.‬‬ ‫الكوفة سنة وبعضَ‬ ‫على‬ ‫واليأ‬ ‫عنهم ‪ ،‬فأقام سعا‬ ‫النَه‬ ‫رضي‬

‫والياَ‬ ‫وعثنَ الوليد بن عقبة بن أبي معيط‬ ‫هـ‪،‬‬ ‫‪25‬‬ ‫سنة‬ ‫ثم غيره عثمان‬

‫‪ ،‬وليَ لأبي بكر‬ ‫صادق‬ ‫‪ ،‬ومجاهذ‬ ‫جليل‬ ‫مكانه ‪ ،‬والوليد بن عقبة صحابن‬

‫عنهما‬ ‫الله‬ ‫ولعمر ولعثمان رضي‬

‫الوليد بن عقبة‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫سنوات‬ ‫خمس‬ ‫الكوفة حوالي‬ ‫بن عقبة واليأ على‬ ‫الوليدُ‬ ‫استمزَ‬

‫سنوات‬ ‫والحص‬ ‫حليمأ عليهم ‪ ،‬رفيقأ بهم ‪،‬‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫محبوباَ عند المسلمين‬ ‫السنوات‬ ‫ني هذه‬

‫(‪!)1‬‬ ‫مشكلاتهم‬ ‫ويحل‬ ‫عنهم ‪ ،‬يشقبلهم‬ ‫بابه‬ ‫‪ ،‬لا يغلقُ‬ ‫في غير ضعف‬ ‫حازمأ‬

‫بين‬ ‫سرية‬ ‫باتصالات‬ ‫الكوفة ‪،‬‬ ‫الفتنة في‬ ‫الفترة بدأت‬ ‫هذه‬ ‫وفي‬

‫الثمباب‬ ‫وُجدَ بعض‬ ‫كما‬ ‫الإمام ‪،‬‬ ‫على‬ ‫والخبثاءِ والخوارج‬ ‫المُغرضين‬

‫أ‬ ‫للمحرمات‬ ‫المرتكب‬ ‫المخالف‬

‫في‬ ‫‪-‬ارقون نلا‬ ‫في‬ ‫السارقين‬ ‫الثباب‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫ليالي سنة ثلاثين هجمَ‬ ‫ليلة من‬ ‫وفي‬

‫الكونة‬ ‫أبي‬ ‫‪ :‬مُوَرغُ بن‬ ‫منهم‬ ‫وكان‬ ‫‪a‬‬ ‫الخزاعي‬ ‫"ابنِ الحَيسُمان‬ ‫منزل‬ ‫على‬ ‫الكوفة‬

‫‪7‬بيئ الأزدي ‪،‬‬ ‫وشُبَيل بن‬ ‫الأزدي ‪،‬‬ ‫جندب‬ ‫وزهيرُ بن‬ ‫‪،‬‬ ‫الأسدي‬ ‫مورغ‬

‫‪.‬‬ ‫‪271‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تارلخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪%I 5‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫قتلوه‬ ‫ولكنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الخزاعي‬ ‫ابنُ الحَيسُمان‬ ‫فقاوَمَهم‬

‫وسمعَ‬ ‫‪،‬‬ ‫الحيسمان‬ ‫لابن‬ ‫) جاراَ‬ ‫الخزاعي‬ ‫"أَبو شَريح‬ ‫الصحابيئُ‬ ‫وكان‬

‫يقتلونه‪،‬‬ ‫وهم‬ ‫‪ ،‬ورآهم‬ ‫ابنَ الحيسمان‬ ‫يحذثون‬ ‫وهم‬ ‫الزُعرانَ اللصوصَ‬

‫سمعا‪.‬‬ ‫وبما‬ ‫‪ ،‬بما شاهدا‬ ‫عقبة‬ ‫بن‬ ‫الوليد‬ ‫وابنُه عندَ الوالي‬ ‫أبو شريح‬ ‫فشهدَ‬

‫الوليد فيهم إلى‬ ‫‪ ،‬وكتب‬ ‫اللصوص‬ ‫الزُعران‬ ‫هؤلاء‬ ‫فأُلقي القبضُ على‬
‫الوليد يقيم حد‬

‫‪.‬‬ ‫قصره‬ ‫باب‬ ‫على‬ ‫الوليد بقتلهم‬ ‫‪ ،‬وتام‬ ‫بقتلهم‬ ‫عثمان‬ ‫فأَمرَ‬ ‫‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫عليهم‬ ‫الحرابة‬

‫بحقدون‬ ‫واَباؤهبم‬

‫والوليد في‬ ‫حزمَ عئمان‬ ‫التميمي ‪ ،‬يمدح‬ ‫بن عاصم‬ ‫فقال الشاعر عمرو‬

‫الزُعران ‪:‬‬ ‫هؤلاء‬ ‫قتل‬

‫ابنِ عَفَانِ‬ ‫ملكِ‬ ‫أَفلَ الزَعاركا في‬ ‫سَرَفأ‬ ‫جيرانَكُم‬ ‫اصَلداَ‬ ‫لا تَأكُلوا‬

‫بمُخكَمِ القرآنِ‬ ‫فَطَمَ القُصوصَ‬ ‫جزَنجتُمُ‬ ‫الذي‬ ‫عفَانَ‬ ‫إنً ابنَ‬

‫عُنتي مِنهمُ وبَنانِ(‪)1‬‬ ‫كُل‬ ‫في‬ ‫مُهَيمِنأ‬ ‫زالَ يَغمَلُ بالكتابِ‬ ‫ما‬

‫حقدَ‬ ‫‪،‬‬ ‫وقتَلَهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫حكمَ‬ ‫اللصوص‬ ‫على‬ ‫عقبة‬ ‫بن‬ ‫الوليدُ‬ ‫طبقَ‬ ‫فلما‬

‫يتحثنون‬ ‫وصاروا‬ ‫عشائرياَ‪،‬‬ ‫لهم‬ ‫انتصروا‬ ‫الذين‬ ‫عليه آباؤهم ‪ ،‬وأقاربهم‬

‫الفرَصَ المناسبة للكيد بالوليد والتآمر عليه‪.‬‬

‫‪،‬‬ ‫بن الخطاب‬ ‫عمر‬ ‫عهد‬ ‫في‬ ‫الجزيرة‬ ‫على‬ ‫والياَ‬ ‫بن عقبة‬ ‫الوليدُ‬ ‫وكان‬ ‫ضيفه‬ ‫الوليد مع‬

‫شمال‬ ‫والفرات‬ ‫الواتعةُ ما بين دجلة‬ ‫الأرض‬ ‫الجزيرة ‪ -‬وهي‬ ‫يسكُن‬ ‫وكان‬ ‫أب!قلد‬

‫يديه‬ ‫من قبيلة إتَغلِب!‪ ،‬وقد أسلمَ على‬ ‫العرب‬ ‫نصارى‬ ‫العراق ‪ -‬بعضُ‬

‫القبيلة‬ ‫هذه‬ ‫أسلمَ أحدُ زعماء‬ ‫ممن‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫القبيلة‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫النصارى‬ ‫بعض‬

‫‪.‬‬ ‫ومودة‬ ‫وصداقة‬ ‫أخؤَة‬ ‫زُبيد والوليد‬ ‫بين أبي‬ ‫زُبيد ‪ ،‬وقامت‬ ‫بأبي‬ ‫ويكنى‬

‫ولاية الجزيرة إلى ولاية الكوفة‪،‬‬ ‫بن عقبة من‬ ‫الوليدَ‬ ‫فلما نقل عثمانُ‬

‫لزيارة الوليد‪.‬‬ ‫الكوفة‬ ‫إلى‬ ‫يأتي‬ ‫أبو زبيدا‬ ‫(‬ ‫كان‬

‫الحاقدون‬ ‫الأيام وعلم‬ ‫من‬ ‫يوم‬ ‫الوليد زائراَ في‬ ‫أبو زُبيد إلى‬ ‫وجاء‬

‫‪.‬‬ ‫‪272‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاهـلخ‬ ‫‪) (t‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪116‬‬
‫زُهير‬ ‫وأبو‬ ‫‪،‬‬ ‫الأسدي‬ ‫مورغ‬ ‫أبو‬ ‫‪:‬‬ ‫الوليدُ أبناءهم‬ ‫قتل‬ ‫الذين‬ ‫الثلاثة ‪،‬‬

‫‪.‬‬ ‫الأزدي‬ ‫شُبيل‬ ‫‪ ،‬وأبو‬ ‫الأزدي‬

‫الموقىرون ينهمون‬ ‫عقبة‬ ‫الوليدَ بن‬ ‫واليكم‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫الكوفة‬ ‫وجوه‬ ‫من‬ ‫الثلاثة لأناسِ‬ ‫هؤلاء‬ ‫فقال‬

‫الخمر‬ ‫ئرب‬ ‫الولبد‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫زُبيد‬ ‫أبي‬ ‫صديقه‬ ‫بيته مع‬ ‫في‬ ‫الخمرَ‬ ‫يثرب‬

‫وكان‬ ‫بيتِ الوليد‪،‬‬ ‫الثلاثة إلى‬ ‫هؤلاء‬ ‫مع‬ ‫الكوفة‬ ‫وجوه‬ ‫فأتى بعضُ‬

‫مع ابي زُبيد‪.‬‬ ‫جالسأ‬ ‫الوليدُ‬

‫فظن‬ ‫السرير‪،‬‬ ‫أمامه تحتَ‬ ‫شيئأ كان‬ ‫أخفى‬ ‫الوليدُ بهم‬ ‫فلما أح!نَ‬

‫هو الخمر‪.‬‬ ‫أن ما أخفاه الوليد عنهم‬ ‫بعضهم‬

‫وافتضاح أمرهم‬ ‫ليريه للقادمين ‪ ،‬وأَخرجه‬ ‫السرير‪،‬‬ ‫ما تحت‬ ‫احدُ الثلاثة على‬ ‫فهجم‬

‫وجوه الكوفة‬ ‫أمام‬ ‫مع أبي‬ ‫الوليد يأكلَ العنب‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬فقط‬ ‫عنب‬ ‫حثاتِ‬ ‫وإذا به طَبَن عليه بعض‬

‫فيه‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫حياءَ‬ ‫أَخفاهُ عنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫قادمين‬ ‫بالناس‬ ‫فوجىءَ‬ ‫فلما‬ ‫زُبيد‪،‬‬

‫!‬ ‫!‬ ‫الخمر‬ ‫عنهم‬ ‫انه أخفى‬ ‫الحاقدون‬ ‫! فأشاع‬ ‫قليلة‬ ‫عنبِ‬ ‫حبات‬

‫ويشتمونهم‪،‬‬ ‫الثلاثة يسثونهم‬ ‫الحاقدين‬ ‫على‬ ‫الكوفة‬ ‫أقبلَ وجوه‬

‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الله عليهم‬ ‫قولم غضب‬ ‫هؤلاص‬ ‫إن‬ ‫له ‪:‬‬ ‫وتالوا‬ ‫الوليد‬ ‫الى‬ ‫واعتذروا‬

‫!‬ ‫! !‬ ‫الإشاعات‬ ‫عنك‬ ‫! فنشروا‬ ‫أبنائهم‬ ‫على‬ ‫أقمته‬ ‫الذي‬ ‫الله‬ ‫حكمُ‬ ‫آذاهم‬

‫‪ ،‬ولم يخبر عثمانَ بأمرهم‪،‬‬ ‫الأمر ‪ ،‬وصبرَ واحتسب‬ ‫الوليد عن‬ ‫فسكتَ‬

‫(‪)1‬‬ ‫‪:‬‬ ‫؟‬


‫و!محِه‬ ‫بحلمِه‬ ‫ووسعهم‬

‫!بن‬ ‫!مهم‬ ‫الأزدي‬ ‫الموتورين على عثمان ‪ ،‬فذهبَ أحدُهم ‪ -‬جُندب‬ ‫وازداد حقد‬

‫عن ادليد‬ ‫معود‬ ‫‪،‬‬ ‫الحاق!ين‬ ‫!ضق‬ ‫عنه ‪ ،‬ومعه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن مسعود‬ ‫الله‬ ‫أبو زهير ‪ -‬إلى عبد‬

‫الخمرِ في بيتهأ‬ ‫شرب‬ ‫على‬ ‫‪( :‬ن الوالي الوليد يعتكفُ‬ ‫وقالوا لابن مسعود‬

‫نتتئعْ عورلَهأ‬ ‫لم‬ ‫بثميء‪،‬‬ ‫قائلاَ‪ :‬مَن استترَ عتا‬ ‫مسعود‬ ‫ابن‬ ‫فرذَ عليهم‬

‫!‬ ‫!‬ ‫سثره‬ ‫نهتك‬ ‫ولم‬

‫‪.‬‬ ‫‪274 -‬‬ ‫‪273 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪117‬‬
‫عاتَبه قائلاَ‪ ،‬لماذا‬ ‫للحاقدين‬ ‫ابن مسعود‬ ‫الوليدُ جواب‬ ‫سمعَ‬ ‫ولما‬

‫جوابٌ‬ ‫‪ ،‬هذا‬ ‫به‬ ‫استتر‬ ‫؟ أفيُ شيء‬ ‫ذلك‬ ‫بمثل‬ ‫الموتورين‬ ‫هؤلاء‬ ‫أجبتَ‬

‫بين الوليد وابن مسعود‬ ‫اوجرى‬ ‫!‬ ‫الخمر‬ ‫‪ ،‬وأنا لا أشربُ‬ ‫المريب‬ ‫للمتهم‬

‫إ(‪)1‬‬ ‫في ذلك‬ ‫كلامٌ وملاحاة‬

‫الوليد يعاقر‬ ‫الكوفة ‪ ،‬ا!‬ ‫في‬ ‫الإشاعات‬ ‫ينشرون‬ ‫الكاذبون‬ ‫واستمز‬ ‫نثر الأشاعات نط‬

‫المذنبين‬ ‫الأشخاص‬ ‫حولَهم‬ ‫ويتمامرون عليه ‪ ،‬ويجمعون‬ ‫ويكيدون‬ ‫الخمر‪،‬‬ ‫صكر‬ ‫الكوفة عن‬

‫التعزيرَ بسبب‬ ‫أو‬ ‫العقوبة‬ ‫أو‬ ‫الحدً‬ ‫الوليد‬ ‫بهم‬ ‫أوقعَ‬ ‫الذين‬ ‫‪،‬‬ ‫المخالفين‬ ‫الوديد‬

‫مخالفتهم!‬

‫ابن‬ ‫الوليد‬ ‫فسألَ‬ ‫‪،‬‬ ‫عقبة‬ ‫بن‬ ‫للوليد‬ ‫ساحراَ‬ ‫أحضروا‬ ‫‪،‬‬ ‫الأيام‬ ‫أحدِ‬ ‫وفي‬

‫أنه‬ ‫يُدريكم‬ ‫وما‬ ‫ابن مسعود‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫وعقوبته ‪،‬‬ ‫الساحر‬ ‫حد‬ ‫عن‬ ‫مسعود‬

‫ساحر؟‬

‫؟‬ ‫وما هو سحرُك‬ ‫فقالوا للساحر‪:‬‬

‫!‬ ‫!‬ ‫دبره‬ ‫من‬ ‫وأخرج‬ ‫فمِ الحمار‬ ‫من‬ ‫أن أدخلُ‬ ‫قال ‪ :‬أستطيعُ‬ ‫الشغب‬ ‫لاثارنهم‬

‫‪ :‬اقتله‪.‬‬ ‫للوليد‬ ‫ابن مسعود‬ ‫!ال‬ ‫ضد‪.‬‬ ‫والفوض‬

‫الموتورين‪:‬‬ ‫أحد‬ ‫وفيهم‬ ‫الوليد‪،‬‬ ‫أمام منزل‬ ‫متجمعين‬ ‫اناس‬ ‫وكان‬

‫الأزدي ‪.‬‬ ‫جندب‬

‫حق‬ ‫‪ ،‬فاعتدى على‬ ‫والشغب‬ ‫للفوضى‬ ‫مناسبةَ‬ ‫فرصةَ‬ ‫فوجدَها جندب‬

‫على الساحر فقتله‪.‬‬ ‫بسيفه‬ ‫وهجم جندب‬ ‫الوليد‪،‬‬

‫الأزدي ‪ ،‬لأنه فعل ما‬ ‫جندبِ‬ ‫حنس‬ ‫على‬ ‫الوليد وابن مسعود‬ ‫فاتفقَ‬

‫الرعية ‪ ،‬بل‬ ‫من صلاحيات‬ ‫الحذ ليست‬ ‫لىاقامةُ‬ ‫‪ ،‬وقتلَ الساحر ‪،‬‬ ‫له‬ ‫حقأ‬ ‫ليس‬

‫ل!مام أو نائبه‪.‬‬ ‫هي حى‬

‫بتعزيره ‪ ،‬ثم‬ ‫أَمَرَه‬ ‫الأزدي ‪،‬‬ ‫جندب‬ ‫الوليد إلى عثمانَ بشأن‬ ‫ولما كتبَ‬

‫‪.275 -‬‬ ‫‪274 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪8‬‬


‫دون‬ ‫إقامة الحدود‬ ‫بالظنون ‪ ،‬وعن‬ ‫العمل‬ ‫الناسَ عن‬ ‫سبيله ‪ ،‬ونهى‬ ‫إخلاء‬

‫!‬ ‫إ‬ ‫السلطان‬

‫!(‪)1‬‬ ‫أ‬ ‫الوليد ومَكراَ به‬ ‫على‬ ‫حقداَ‬ ‫وجماعته‬ ‫وازدادَ جندب‬

‫طلبهم من عثمان‬ ‫في‬ ‫الكوفةِ إلى عثمان‬ ‫الوليد من‬ ‫على‬ ‫الحاقدين‬ ‫الخوارج‬ ‫توجًه بعضُ‬

‫الولبد‬ ‫صل‬ ‫له ‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫لكراهية‬ ‫الوليدِ‬ ‫منه عزل‬ ‫‪ ،‬وطلبوا‬ ‫الأزدي‬ ‫جندبُ‬ ‫المدينة ‪ ،‬فيهم‬

‫الرعثهَ!‬ ‫و!لمه‬

‫عنه‬ ‫نهى‬ ‫الذي‬ ‫بالظن‬ ‫تعملون‬ ‫أنتم‬ ‫‪:‬‬ ‫لهم‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫فرذَهم‬

‫إ(‪)1‬‬ ‫!‬ ‫بغير اذن‬ ‫الكونة‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وتخرجون‬ ‫الإسلام‬

‫الخليفة‬ ‫الوليد وعلى‬ ‫على‬ ‫ازداد حقدهم‬ ‫الكوفة‬ ‫إلى‬ ‫رجعوا‬ ‫ولما‬

‫!‬ ‫عثمان‬

‫الخوارج‬ ‫عصابة‬ ‫ولا‬ ‫ولا حاقد‪،‬‬ ‫‪ ،‬ولم يبقَ في المدينة موتور‬ ‫المُغرضون‬ ‫وتجفَعَ معهم‬

‫الكوفة‬ ‫في‬ ‫ادتوربن‬ ‫عصابةَ‬ ‫‪ ،‬وشكلوا‬ ‫‪ ،‬إلا أتاهم‬ ‫مخالِف‬ ‫ولا‬ ‫معزر‪،‬‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫مُعاقب‬ ‫ولا‬ ‫محدودٌ‬

‫الوليد‬ ‫ضد‬ ‫واكاذيبِ‬ ‫الإشاعاتِ‬ ‫‪ ،‬وتوتَوا نشر‬ ‫الموتورين‬ ‫الخوارج‬ ‫من‬

‫!‬ ‫!‬ ‫عثمان‬ ‫وضد‬

‫خاتم‬ ‫سرقة‬ ‫تمكَنوا من‬ ‫‪ ،‬حيث‬ ‫أخبث‬ ‫شيطانية‬ ‫خطوةَ‬ ‫هؤلاء‬ ‫وخطا‬

‫مجموعة‬ ‫تفاصيلها(‪ - )2‬وذهبَ‬ ‫الوليد بن عقبة بطريقة خبيثة ‪ -‬ذكر الطبري‬

‫الخمر‪.‬‬ ‫عليه بشرب‬ ‫الوليد ‪ ،‬ليشهدوا‬ ‫خاتم‬ ‫منهم إلى عثمان ‪ ،‬ومعهم‬

‫الى المدينة ‪ ،‬علم‬ ‫هؤلاء‬ ‫الوليد باختفاء خاتمه ‪ ،‬وذهاب‬ ‫ولما عرف‬

‫إلى‬ ‫سبقوه‬ ‫بهم ‪ ،‬ولكنهم‬ ‫المدينةِ ليلحي‬ ‫إلى‬ ‫شراَ‪ ،‬فذهبَ‬ ‫انهم يريدون‬

‫!‬ ‫عثمان‬

‫أمام‬ ‫ثهادنه!زورأ‬ ‫‪ -‬أبو مُوَرغ الأسدي‬ ‫منهم‬ ‫رجلان‬ ‫وتقدمهم‬ ‫عثمان‬ ‫القوم على‬ ‫دخلَ‬

‫عن!ان بكر الولبد‬

‫‪.‬‬ ‫‪275‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبرى‬ ‫تاريخ‬


‫(‪)1‬‬

‫‪.277-‬‬ ‫‪275‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫انظر‬


‫(‪)2‬‬

‫‪911‬‬
‫الخمر‪.‬‬ ‫يشرب‬ ‫أنه‬

‫لهما ‪ :‬ماذا رايتما؟‬ ‫قال‬

‫ورأيناه‬ ‫سكرانأ‪،‬‬ ‫وكان‬ ‫الوليد‪،‬‬ ‫على‬ ‫دخفنا‬ ‫وقالا‪:‬‬ ‫كاذبَين ‪،‬‬ ‫فشهدا‬

‫!‬ ‫! !‬ ‫لحيته‬ ‫من‬ ‫الخمر‬ ‫وعصَزنا‬ ‫يقيءُ خمراَ‪،‬‬

‫لأن حذَ‬ ‫الخمر‪،‬‬ ‫الوليدِ شربَ‬ ‫الكاذبان على‬ ‫الشاهدان‬ ‫أثبت‬ ‫وبذلك‬

‫يثبتُ بشهادة شاهدين‪.‬‬ ‫الخمر‬

‫وأن‬ ‫الخمر‪،‬‬ ‫انه لم يشرب‬ ‫بالنّه‬ ‫أقسم‬ ‫عثمان‬ ‫الوليد على‬ ‫ولما دخلَ‬ ‫دفاع الوديد محن‬

‫!‬ ‫موتوران‬ ‫خصمان‬ ‫‪ ،‬وأنهما‬ ‫كاذبان‬ ‫الشاهدين‬ ‫نفسه وكلام عثمان‬

‫بشهادة‬ ‫الحدود‬ ‫ونقيمُ‬ ‫إلينا‪،‬‬ ‫ينتهي‬ ‫بما‬ ‫نعمل‬ ‫نحن‬ ‫‪:‬‬ ‫له عثمان‬ ‫فقال‬

‫منه‪،‬‬ ‫الله ينتقم‬ ‫؟‬ ‫الكاذبُ‬ ‫والظالمُ‬ ‫بالنار‪،‬‬ ‫الزور‬ ‫شاهد‬ ‫ويبوءُ‬ ‫الشهود‪،‬‬

‫أخأ‬ ‫الوليد‬ ‫‪ -‬وكان‬ ‫اخي‬ ‫يا‬ ‫جزاءَه ‪ .‬فاصبِر‬ ‫الله له ‪ ،‬ويحسن‬ ‫ينتقم‬ ‫والمظلومُ‬

‫!‬ ‫!‬ ‫إقامةِ الحلأ عليك‬ ‫من‬ ‫بذَ‬ ‫‪ -‬ولا‬ ‫بالرضاعة‬ ‫لعثمان‬

‫‪ ،‬بشهادةِ الشاهدين‬ ‫حذَ الشرب‬ ‫الوليد المظلوم‬ ‫بضربِ‬ ‫عثمان‬ ‫وأَمَرَ‬ ‫على‬ ‫إ!امة ا!د‬

‫الكاذبين!‬ ‫البريء‬ ‫الوليد‬

‫بعد‬ ‫الكوفة ‪ ،‬فعزله عنها‪،‬‬ ‫إلى عزله عن‬ ‫تدعو‬ ‫أن المصلحة‬ ‫ثم رأى‬ ‫وعزل‬

‫سنواتَ!‬ ‫خمسَ‬ ‫استمرت‬ ‫ولايةِ‬

‫على‬ ‫والجاَ‬ ‫العاص‬ ‫سعيدُ بن‬ ‫‪ .‬فصار‬ ‫العاص‬ ‫سعيدَ بن‬ ‫مكاف‬ ‫ووذ‬ ‫سعيد بن العاص‬

‫ثلاثين (‪. )1‬‬ ‫سنة‬ ‫في‬ ‫الكوفة‬ ‫الجدبد‬ ‫الوالي‬

‫زوراَ على‬ ‫شهادتِهم‬ ‫‪ ،‬بعد‬ ‫الكوفة‬ ‫إلى‬ ‫الكاذبون‬ ‫الحاقدون‬ ‫الموتورن‬ ‫عاد‬

‫!‬ ‫!‬ ‫‪ ،‬سعيد‬ ‫الجديد‬ ‫الوالي‬ ‫ضد‬ ‫المكائدِ والمؤامرت‬ ‫ليتوئوا رسمَ‬ ‫الوليد‪،‬‬

‫الله‬ ‫المنبر‪ ،‬وبعد ما حمدَ‬ ‫الفتنة (الكوفة‪ ،‬وصعدَ‬ ‫إلى مركز‬ ‫سعيذ‬ ‫وصلَ‬ ‫عن‬ ‫سعيد‬ ‫خطبة‬

‫الفننة‬

‫‪.‬‬ ‫‪278-‬‬ ‫‪275‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبركط‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪) 0‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪012‬‬
‫أمرني‬ ‫عندما‬ ‫‪ ،‬ولكئي‬ ‫لكاره‬ ‫داني‬ ‫‪ :‬والله لقد بُعثتُ إليكم‬ ‫عليه ‪ ،‬قال‬ ‫وأثنى‬

‫فيكم‪،‬‬ ‫راسَها‬ ‫اَطلعَت‬ ‫ألا ل!ان الفتنةَ قد‬ ‫التنفيذ‪،‬‬ ‫من‬ ‫بذَاَ‬ ‫لم أجد‬ ‫‪،‬‬ ‫عثمان‬

‫نفسي‬ ‫هـاني رائد‬ ‫تغلبَني‪،‬‬ ‫أقمَعَها‪ ،‬أو‬ ‫حتى‬ ‫وجهها‪،‬‬ ‫ووالله لأضْرِبَن‬

‫إ(‪)1‬‬ ‫إ‬ ‫اليوم‬

‫توجُهاتِ‬ ‫الكوفة ‪ ،‬وعرف‬ ‫أهل‬ ‫أحوال‬ ‫على‬ ‫العاص‬ ‫سعيدُ بن‬ ‫اطلع‬

‫الخوارج‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫وضُلوعَ‬ ‫تعضُقَ الفتن فيها‪،‬‬ ‫وأدرك‬ ‫فيها‪،‬‬ ‫الناس‬

‫والكيدِ والفتنة‪،‬‬ ‫التمامرِ‬ ‫في‬ ‫الدين‬ ‫هذا‬ ‫وأعداء‬ ‫والحاقدين‬ ‫والموتورين‬

‫!‬ ‫!‬ ‫فيها‬ ‫الرأي‬ ‫على‬ ‫والأعرابِ‬ ‫الرعاعِ والغوغاءِ‬ ‫وسيطرةَ‬

‫سب!‬ ‫!اب‬ ‫في‬ ‫المترديةِ‬ ‫يخبرُه فيها بايأوضاعِ‬ ‫عثمان‬ ‫رسالةَ إلى‬ ‫سعيدٌ‬ ‫وكتبَ‬

‫عن‬ ‫لعثمان‬ ‫الكوفة ‪ ،‬ومما قال له فيها ‪:‬‬

‫الكوفة‬ ‫اوضاع‬ ‫‪،‬‬ ‫الشرف‬ ‫أهلُ‬ ‫غُلِبَ فيها‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫أمْرُهم‬ ‫اضطربَ‬ ‫قد‬ ‫الكوفة‬ ‫أهلَ‬ ‫إن‬

‫وأعرابٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫ردَفَتْ‬ ‫روادفُ‬ ‫البلاد‬ ‫تلك‬ ‫على‬ ‫والغالبُ‬ ‫والقِدْمَة ‪،‬‬ ‫والسابقةِ‬

‫!‬ ‫!‬ ‫‪. .‬‬ ‫وبلاء‬ ‫شرفِ‬ ‫ذي‬ ‫إلى‬ ‫فيها‬ ‫يُنظَرُ‬ ‫ما‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫لحقَت‬

‫أهلها‪،‬‬ ‫أوضاعِ‬ ‫إعادةَ ترتيبِ‬ ‫فيها‬ ‫منه‬ ‫‪ ،‬طلبَ‬ ‫برسالة‬ ‫عثمانُ‬ ‫فرذَ عليه‬

‫والصدق‬ ‫العلم‬ ‫أهل‬ ‫وتقديمَ‬ ‫الشَنق والجهاد‪،‬‬ ‫أساسِ‬ ‫على‬ ‫وتصنيفَهم‬

‫‪. .‬‬ ‫غيرهم‬ ‫على‬ ‫والجهاد‬

‫عثمان‬ ‫خطبة‬ ‫على‬ ‫اللهُ‬ ‫فتحَ‬ ‫ممن‬ ‫السابقةِ والقِدْمَة ‪،‬‬ ‫أهلَ‬ ‫فضل‬ ‫له فيها‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ومما‬

‫اعلاخ‬ ‫ول!لىضاعنبما‬ ‫تَبَعَا‬ ‫الأعراب‬ ‫من‬ ‫نزلوا البلادَ بعلى فتحها‬ ‫الذين‬ ‫‪ ،‬واجعَل‬ ‫البلاد‬ ‫ايلىيهم تلك‬

‫‪-‬‬ ‫و‬ ‫الجهاد‬ ‫تثاقلوا عن‬ ‫السابقون‬ ‫يكونَ‬ ‫‪ ،‬إلا أن‬ ‫المجاهدين‬ ‫السابقين‬ ‫لأولئك‬

‫منهم‬ ‫إنسانِ‬ ‫لكل‬ ‫ا واحفَظ‬ ‫القيامَ به ‪ ،‬وقامَ به مَنْ بغدَهم‬ ‫وتركوا‬ ‫‪،‬‬ ‫والحق‬

‫بها‬ ‫يتحققُ‬ ‫بالناس‬ ‫ف!نَ المعرفةَ‬ ‫‪،‬‬ ‫بالحق‬ ‫قسْطَهم‬ ‫جميعَا‬ ‫وأَعطِهم‬ ‫‪،‬‬ ‫منزلَتَه‬

‫! ! ‪.‬‬ ‫بينهم‬ ‫العدلُ‬

‫‪.927‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫أ ‪ y‬ا‬
‫في‬ ‫شاركوا‬ ‫أهلَ الجهاد ‪ ،‬ممن‬ ‫عثمان ‪ ،‬واستدعى‬ ‫بتوجيهات‬ ‫وعملَ سعيد‬

‫لهم ‪ :‬أنتم‬ ‫التميمي ‪ -‬وقال‬ ‫القعقاع بن عمرو‬ ‫القادسية وغيرِها ‪ -‬مثل‬ ‫معركة‬

‫عن‬ ‫الجَسَد ‪ ،‬فأخبِرونا‬ ‫عن‬ ‫وخبرُ‬ ‫‪ ،‬والونجهُ ينبىءُ‬ ‫ورابهم‬ ‫الذين‬ ‫الناس‬ ‫وجوهُ‬

‫ا(‪.)1‬‬ ‫ا‬ ‫الخُفة منهم‬ ‫خُفة ذي‬ ‫عن‬ ‫وأنجلِغونا‬ ‫ورابهم ‪،‬‬ ‫الحاجة ممن‬ ‫حاجةِ ذي‬

‫أهلِ الحَل‬ ‫عنده ‪ ،‬من‬ ‫شورى‬ ‫بمجلس‬ ‫أشبه ما يكون‬ ‫سعيد‬ ‫لقد (شكلَ‪،‬‬ ‫لط‬ ‫‪r‬ها‬ ‫سعبد يشكل‬

‫وأهلَ العلم‬ ‫والعقد من أهل الكوفة ‪ ،‬وجعلَ فيه الصحابة والمجاهدين‬ ‫من‬ ‫الثورى‬

‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الفضل‬ ‫وأصحابَ‬ ‫القرآن‬ ‫وقراءَ‬ ‫‪،‬‬ ‫والتقوى‬ ‫الدين‬ ‫وأهلَ‬ ‫والفقه ‪،‬‬ ‫الكوفة‬ ‫عاهمط‬

‫واستشاراتِهأ‬ ‫في مجلسهِ‬ ‫‪ ،‬المشتركين‬ ‫به‬ ‫المحيطين‬ ‫هؤلاء هم‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫الموتورين الحاقدين‬ ‫هذه لم تعجب‬ ‫سعيد‬ ‫خطواتِ‬ ‫ولكن‬

‫سعيدِ‬ ‫ضذَ‬ ‫والأراجيف‬ ‫واكاذيب‬ ‫الرعاعَ الجاهلين ‪ ،‬فنَشَروا الإشاعات‬

‫أكاذيبَهم‪،‬‬ ‫السذج‬ ‫بعضُ‬ ‫بالباطل ‪ ،‬وصذقَ‬ ‫عندهم‬ ‫بين العامة ‪ ،‬وائهموه‬

‫إلى جانبهما‬ ‫واستمالوهم‬

‫عثمانُ أهلَ‬ ‫بما فعل ‪ ،‬وجمعَ‬ ‫الخليفةَ عثمان‬ ‫العاص‬ ‫أخبَر سعيدُ بن‬ ‫أهل‬ ‫يخبر‬ ‫محنمان‬

‫الفتنة فيها‪،‬‬ ‫بأوضاعِ الكوفة ‪ ،‬ورسوخ‬ ‫الحَل والعقد في المدينة ‪ ،‬وأخبرهم‬ ‫شوراه ب!جراءات‬

‫الحاقدين‬ ‫وأخبارِ الموتورين‬ ‫لمواجهتها‪،‬‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫سعيد‬ ‫داجراءاتِ‬ ‫الكونة‬

‫الكاذبة‪.‬‬ ‫الإشاعات‬ ‫ناشري‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫الفتنة بشيء‬ ‫أهلَ‬ ‫تُسعِص‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫فعلت‬ ‫فيما‬ ‫‪ :‬أَصنتَ‬ ‫فقالوا لعثمان‬

‫فإنه إذا تولى‬ ‫‪،‬‬ ‫بأهل‬ ‫له‬ ‫ليسوا‬ ‫فيما‬ ‫تُطمِعهم‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫على‬ ‫تقَذفهم‬

‫أهلاَ لها‪ ،‬لم يقم بها‪ ،‬بل يفسدُهاأ‬ ‫ليس‬ ‫الأمورَ من‬

‫للفتنة‪،‬‬ ‫تحركوا‬ ‫قد‬ ‫الناسَ‬ ‫إن‬ ‫المدينة ‪،‬‬ ‫يا أهلَ‬ ‫‪:‬‬ ‫لهم‬ ‫عثمان‬ ‫فقال‬

‫باخبارِها‬ ‫اخبركم‬ ‫وسوفَ‬ ‫بالحق ‪،‬‬ ‫واستَمسِكوا‬ ‫لمواجهتها‪،‬‬ ‫فاستعذُوا‬

‫!(‪)2‬‬ ‫بأؤَل‬ ‫أَؤلاَ‬ ‫وأنقلُها لكم‬

‫‪.927 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تارلخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.028‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪927‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاهـلخ‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪122‬‬
‫السابقة ناذي أ!حاب‬ ‫تقديمِ أصحاب‬ ‫من‬ ‫الرعاعُ وأَجلافُ الأعراب‬ ‫لقد تأذى‬

‫من‬ ‫الأهواء‬ ‫والاسَتشارة ‪،‬‬ ‫والرئاسة‬ ‫المجالس‬ ‫في‬ ‫والتقوى‬ ‫والبلاء والعلم‬ ‫والجهاد‬

‫الأ!لاخ‬ ‫دونهم‬ ‫واستشارتَهم‬ ‫عليهم ‪،‬‬ ‫الوُلاة تقديمَ هؤلاء‬ ‫يُعيبون على‬ ‫وصاروا‬

‫دىاقصاءَ لهم‪.‬‬ ‫تمييزَا ‪ ،‬وجفوةَ‬ ‫ويعتبرونه‬

‫فيهم‬ ‫‪ ،‬وغرسوا‬ ‫نفوسهم‬ ‫في‬ ‫الأمْرَ‬ ‫هذا‬ ‫الموتورون‬ ‫الحاقدون‬ ‫واستغل‬

‫‪ ،‬والخروجَ‬ ‫بن العاص‬ ‫أعمالِ الوالي سعيد‬ ‫الخليفة والولاة ‪ ،‬ورقضَ‬ ‫فُيهَ‬

‫!‬ ‫بين الناس‬ ‫ضذَه‬ ‫عليه ‪ ،‬ونشْرَ الإشاعات‬

‫الناس‬ ‫رفض‬ ‫‪ ،‬فسكتَ‬ ‫الخارجين‬ ‫الكوفة كلامَ الموتورين‬ ‫في‬ ‫عامةُ الناس‬ ‫رفضَ‬

‫ائاعانهم‬ ‫هؤلاء الحاقدون ‪ ،‬وصاروا يُخفون شبهاتِهم ولا يظُهرونَها‪ ،‬لرفضِ مض‬

‫لها‪.‬‬ ‫المسلمين‬

‫‪ ،‬أو‬ ‫أو الغوغاء‬ ‫الأعراب‬ ‫من‬ ‫مَن يؤيدُهم‬ ‫بها إلى‬ ‫يُسِزون‬ ‫كانوا‬ ‫ولكنهم‬

‫إ(‪)1‬‬ ‫المعؤرين‬ ‫المعاتبين‬

‫اديو!‬ ‫مونورو‬ ‫والمجوس‬ ‫اليهود والنصارى‬ ‫من‬ ‫الموتورون‬ ‫أعداءُ الإسلام‬ ‫وكان‬

‫بين‬ ‫بفسدون‬ ‫الكاذبةَ ضدً‬ ‫الإشاعاتِ‬ ‫وينشرونَ‬ ‫‪،‬‬ ‫والمسلمين‬ ‫الإسلام‬ ‫يتمامرون على‬

‫المسلمبن‬ ‫تهييج‬ ‫في‬ ‫بعضهم‬ ‫عن‬ ‫الأخطاءَ التي تصدرُ‬ ‫الخليفة والولاة ‪ ،‬ويستثمرونَ‬

‫‪ .‬وهم‬ ‫الافتراءات والتزويرات‬ ‫عليها الكثير من‬ ‫‪ ،‬ويَزيدون‬ ‫العامة ضذَهم‬

‫‪ ،‬وذلك‬ ‫وتعميقِ الفرقة بين المسلمين‬ ‫الفوضى‬ ‫نشْرِ‬ ‫إلى‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫يهدفون‬

‫أديانهم الباطلة‪،‬‬ ‫على‬ ‫الإسلام الذي قضى‬ ‫غيظِهم وحقْدهِم على‬ ‫لتغذيةِ‬

‫جيوشهم!‬ ‫على‬ ‫دولَهم ‪ ،‬وقضى‬ ‫‪ ،‬الذي حفَى‬ ‫الإسلامي‬ ‫نِظام الحكم‬ ‫وهَدْمِ‬

‫بعية‬ ‫وشكلسون‬ ‫الرعاع والسذج‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬الموتورين‬ ‫اهدافهم‬ ‫الأعداءُ لتحقيق‬ ‫هؤلاء‬ ‫وجئد‬

‫للكبد‬ ‫صت‬ ‫أو عَزرهم‬ ‫حَذَهم‬ ‫أو‬ ‫ممًنْ أتجهم‬ ‫الحاقدون‬ ‫حولَهم‬ ‫والبُلَهاء‪ ،‬والتص‬

‫احدُ ولاتِه‪.‬‬ ‫اَو‬ ‫الخليفةُ‬

‫‪.‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الطبري‬ ‫انظر‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪123‬‬
‫هؤلاء‬ ‫أعضاءَها‬ ‫جعلوا‬ ‫‪،‬‬ ‫! خبيثة‬ ‫سرية‬ ‫اجمعئةَ‬ ‫الأعداءَ‬ ‫هؤلاء‬ ‫ونبَم‬

‫والأقاليمِ‬ ‫؟‬ ‫الكبيرة‬ ‫المدن‬ ‫في‬ ‫أتباعَا‬ ‫لهم‬ ‫وجعَلَوا‬ ‫‪،‬‬ ‫لهم‬ ‫استجابوا‬ ‫الذين‬

‫ا ‪.‬‬ ‫سريةَ بينهم‬ ‫اتصالاتِ‬ ‫"شبكةَ‪،‬‬ ‫‪ ،‬وكؤلوا‬ ‫العديدة‬

‫‪ ،‬ومصر‪.‬‬ ‫‪ ،‬والبصرة‬ ‫‪ :‬الكوفة‬ ‫في‬ ‫الجيثة‬ ‫جمعيتهم‬ ‫أهئمُ فروعِ‬ ‫وكانت‬ ‫صبأ‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬

‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫‪ ،‬والشام‬ ‫المنورة‬ ‫المدينة‬ ‫في‬ ‫العناصرِ‬ ‫بعضُ‬ ‫ولهم‬ ‫البمني‬ ‫اليهودي‬

‫يهود اليمن‪،‬‬ ‫من‬ ‫هذه الجمعيةِ السريةِ المعادية يهودي‬ ‫رأس‬ ‫على‬ ‫وكان‬ ‫رأس العماْ‬ ‫على‬

‫! وأخذ‬ ‫!‬ ‫المسلمين‬ ‫أنه صارَ من‬ ‫خلافةِ عثمان ‪ ،‬وزعمَ‬ ‫في‬ ‫اذَعى الإسلام‬

‫فيها حزبَه‬ ‫‪ ،‬ويُنشىءُ‬ ‫فيها أَتباعَه وجنودَه‬ ‫‪ ،‬يجند‬ ‫البلاد الإسلامية‬ ‫في‬ ‫يتحركُ‬

‫‪1 1‬‬ ‫وتنظيمَه‬

‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫السوداء‬ ‫بابن‬ ‫المعروفُ‬ ‫‪،‬‬ ‫سبَأ)‬ ‫بن‬ ‫وَهْبِ‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫"عبدُ‬ ‫اليهودقيُ‬ ‫إنه‬

‫الدورُ الأولُ في‬ ‫ولهم‬ ‫"الشَبمتين!‬ ‫ويُعرفُ أتباعُه باسم‬ ‫سوداء‪،‬‬ ‫كانت‬ ‫أُئَه‬

‫عليئ ‪ ،‬ثم قتلِه‪.‬‬ ‫على‬ ‫الخروج‬ ‫‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫قتلِه‬ ‫ثم‬ ‫عثمان‬ ‫الخروجِ على‬

‫أهل‬ ‫يهوديَا من‬ ‫سبأ‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبدُ‬ ‫‪" :‬كان‬ ‫بإسناده‬ ‫الطبري‬ ‫الإمام‬ ‫عنه‬ ‫قال‬ ‫أمر صبأ‬ ‫ب!ابة‬

‫بلدان المسلمين‪،‬‬ ‫‪ ،‬ثم تنملَ في‬ ‫فأسلمَ زمنَ عمان‬ ‫سوداء‪،‬‬ ‫أُئُه‬ ‫صنعاء‪،‬‬

‫‪ .‬فلم‬ ‫الشام‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الكوفة‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫البصرة‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫‪ ،‬فبدأَ بالحجاز‬ ‫إِضلالَهم‬ ‫يحاولُ‬

‫أتى مصر!‬ ‫حتى‬ ‫الشام ‪ ،‬فأخرجوه‬ ‫من اهل‬ ‫عندَ احد‬ ‫يريدُ‬ ‫ما‬ ‫ئقدِر على‬

‫وصارَ ينشرُ‬ ‫اهلها‪،‬‬ ‫في اُناسِ من‬ ‫وأَلرَ‬ ‫فيها‪،‬‬ ‫فأقامَ‬ ‫سبأ مصر‪،‬‬ ‫ابنُ‬ ‫قدمَ‬

‫وضلالَه‪.‬‬ ‫كفْرَه‬ ‫في الناس‬

‫الزمان ‪،‬‬ ‫في آخر‬ ‫سيرجعُ‬ ‫يزعمُ ان عيسى‬ ‫ممن‬ ‫لهم ‪ :‬العجبُ‬ ‫كان يقول‬ ‫ابن سبأ يروج‬

‫يقولُ ‪( :‬انَ الَذِى‬ ‫اللهَ‬ ‫الزمان ‪ ،‬مع أن‬ ‫لا يرجعُ في آخر‬ ‫ويقولُ إِن محمدَا‬ ‫عمد‬ ‫لرجعة‬

‫‪.‬‬ ‫‪)85 :‬‬ ‫القصص‬ ‫أ‬ ‫إكَ مَعَا‪،،‬‬ ‫لَرَآذُكَ‬ ‫‪%‬‬ ‫ا‬ ‫اَتقُؤ‬ ‫فَرَضَ عَلَئثَ‬ ‫علي‬ ‫ووماية‬

‫منه!‬ ‫‪ ،‬لأنه أفضلُ‬ ‫من عيسى‬ ‫لمان محمدَا أولى بالرجوع‬

‫فيه‪.‬‬ ‫الرجعَة ! فقَبلوه منه ‪ ،‬وتكفَموا‬ ‫‪9‬‬ ‫مبدأَ‬ ‫لهم‬ ‫ووضَعَ‬

‫الخليفة ‪ ،‬فقال لهم‪:‬‬ ‫على‬ ‫تهييجُ الناس‬ ‫‪ ،‬وهي‬ ‫أخرى‬ ‫خطوةَ‬ ‫ثم خطا‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪124‬‬
‫وصيئَ‬ ‫هو‬ ‫بن ابي طالب‬ ‫علي‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫نبي وصي‬ ‫إنه كانَ ألْفُ نبي ‪ ،‬ولكل‬

‫!‬ ‫الأوصياء‬ ‫اَخرُ‬ ‫الأنبياء‪ ،‬فعِلي هو‬ ‫وبما أن محمدَا هو آخر‬ ‫حمد‪،‬‬

‫‪-‬لمجميه‬ ‫الله‬ ‫رسولِ‬ ‫يُجزْ وصيةَ‬ ‫لم‬ ‫ممن‬ ‫‪ :‬مَنْ أظلمُ‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫قالَ لهم‬ ‫ثم‬

‫بدلاً‬ ‫وَصِئه علِيئ ‪ ،‬وحَكَمَ المسلمين‬ ‫على‬ ‫مِن بعده ‪ ،‬ووثبَ‬ ‫عليئ‬ ‫باستخلافِ‬

‫منه!‬

‫‪ ،‬هـانما هي‬ ‫بغير حق‬ ‫الخلافةَ‬ ‫‪ :‬إن عثمانَ أخذ‬ ‫ثم قال لهم بعد ذلك‬

‫لعلي‪.‬‬ ‫‪ ،‬ولا بدً أن يتركَها عثمانُ‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫للوصِيئَ عليئَ بن‬

‫ابن سبأ!رر‬ ‫الشيثة‪،‬‬ ‫السرية‬ ‫جمعيتِه‬ ‫في‬ ‫المجرمين‬ ‫اَتْباعَه‬ ‫ابنُ سبأ‬ ‫وأوصى‬

‫نوجيهانه لأتباعه‬ ‫الأمر‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫انْهَضوا‬ ‫‪:‬‬ ‫لهم‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫بلاد‬ ‫في‬ ‫المنتشرين‬

‫الذين يعينهم الخليفة‪،‬‬ ‫وولاتكم‬ ‫أمرائكم‬ ‫على‬ ‫بالطعن‬ ‫فحزَكوه ‪ ،‬وابدَؤوا‬

‫إليكم‪،‬‬ ‫لتستميلوا الناس‬ ‫المنكر‪،‬‬ ‫عن‬ ‫والنهي‬ ‫بالمعروف‬ ‫الأمْرَ‬ ‫وأظهروا‬

‫!‬ ‫!‬ ‫الأمر‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫وادْعوهم‬

‫والكوفة‬ ‫البصرة‬ ‫في‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫بلاد‬ ‫دعاتَه في‬ ‫بنُ سبأ‬ ‫الله‬ ‫عبدُ‬ ‫وبث‬

‫في‬ ‫الذين أفسدَهم‬ ‫أَتْباعَه‬ ‫وكاتَبَ‬ ‫مصر‪،‬‬ ‫مقيمٌ في‬ ‫وهو‬ ‫والمدينة وغيرها‪،‬‬

‫!‬ ‫إليه ‪ ،‬وكاتبوه‬ ‫وضقَهم‬ ‫الأمصار‬

‫أتباعه في‬ ‫نثاط‬ ‫ال!ز إلى ط‬ ‫في‬ ‫مؤئديهم‬ ‫‪ ،‬ودعوا‬ ‫بدعوتهم‬ ‫البلدان‬ ‫في‬ ‫أَتباعُه‬ ‫وتحزَكَ‬

‫ا!فساد‬ ‫عزْلِ عثمانَ عن‬ ‫على‬ ‫الولاة والخليفة ‪ ،‬والعمل‬ ‫على‬ ‫الخروج‬ ‫عليه من‬ ‫هم‬

‫الخلافة!‬

‫المنكر‪،‬‬ ‫والنهيَ عن‬ ‫الأمرَ بالمعروف‬ ‫يُظْهِرون‬ ‫الظاهر‬ ‫في‬ ‫وكانوا‬

‫ويخدعوهمأ‬ ‫ليؤئروا في الناس ‪ ،‬ويستميلوهم‬

‫أمرالهم‬ ‫عيوب‬ ‫والافتراءاتِ عن‬ ‫ا!اذيبَ‬ ‫سبأ يؤلفون‬ ‫ابنِ‬ ‫أَتْباعُ‬ ‫وصارَ‬

‫الأمصار‪،‬‬ ‫في‬ ‫إِلى بعضِ‬ ‫يرسلُها بعضُهم‬ ‫كتب‬ ‫وولاتِهم ‪ ،‬وينشرونهَا في‬

‫مِصْرِ‬ ‫أهل‬ ‫إلى‬ ‫اكاذيب‬ ‫كتباَ بهذه‬ ‫يكتبون‬ ‫مِضرِ منهم‬ ‫أهلُ كل‬ ‫وصارَ‬

‫الناس عندهم!‬ ‫تلكَ الكتبَ المزؤَرةَ على‬ ‫مصر‬ ‫كل‬ ‫اَخرين ‪ ،‬فيقرا أهل‬

‫‪125‬‬
‫البلد‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫الوالي‬ ‫وأخطاص‬ ‫عيوبِ‬ ‫عن‬ ‫الناسُ عندهم‬ ‫فيسمعُ‬ ‫من أصاليب‬
‫ويصذقون‬ ‫البلد‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫به المسلمون‬ ‫ابتُليَ‬ ‫مما‬ ‫عافية‬ ‫‪ :‬إنا لفي‬ ‫الفتنةفيقولون‬ ‫في‬ ‫البئيين‬

‫!‬ ‫ما يسمعون‬

‫‪ ،‬ومزقوا‬ ‫المسلمين‬ ‫‪ ،‬وأَفسدوا‬ ‫الأرض‬ ‫في‬ ‫أفسدَ (السبئتون‪،‬‬ ‫وبذلك‬

‫الولاة‬ ‫على‬ ‫الناسَ‬ ‫وهئجوا‬ ‫ووحدَتَهم‪،‬‬ ‫أخوكهم‬ ‫وزعزعوا‬ ‫‪،‬‬ ‫كلمتهم‬

‫نفسه‪.‬‬ ‫الخليفةِ عثمان‬ ‫الافتراءات ضد‬ ‫والأمراء ‪ ،‬ونشروا‬

‫غير‬ ‫يريدونَ‬ ‫بمهارةٍ ‪،‬‬ ‫والمدروسة‬ ‫المنطمة‬ ‫الجرائمِ‬ ‫بهذه‬ ‫وكانوا‬

‫‪ ،‬والقضاءِ‬ ‫عثمان‬ ‫عزلِ‬ ‫إلى‬ ‫ما يُعلنون ‪ ،‬ويهدفون‬ ‫ما يُظْهِرون ‪ ،‬ويُسِرّون غير‬

‫وأعوانِه‬ ‫سبأ‪،‬‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبدِ‬ ‫شيطانِهم‬ ‫أغراضِ‬ ‫‪ ،‬لتحقيقِ‬ ‫الإسلامي‬ ‫النظامِ‬ ‫على‬

‫! ‪1)M‬‬ ‫!‬ ‫والمجوس‬ ‫والنصارى‬ ‫اليهود‬ ‫من‬

‫بن سبأ! الإسلام ‪ ،‬توخهَ إلى الشام لمسدَ‬ ‫بن وهب‬ ‫الله‬ ‫لما أظهرَ "عبدُ‬

‫!‬ ‫هناك‬ ‫الشيطاني‬ ‫هدفِه‬ ‫في‬ ‫لم ينجحْ‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫‪ ،‬ويؤثرَ فيهم‬ ‫اهلها‬ ‫بعضَ‬

‫‪ -‬ابنُ سبأ‪-‬‬ ‫أَتى ابنُ السوداء‬ ‫‪ :‬الما‬ ‫فقال‬ ‫الإمامُ الطبرقيُ ب!سناده‬ ‫روى‬ ‫ابن سبا يمؤه على‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الشام ‪ ،‬لقيَ أباذَز الغفاري‬ ‫الثام‬ ‫في‬ ‫ذر‬ ‫أب!‬

‫عن‬ ‫معاوية ! إنه يقول‬ ‫قول‬ ‫من‬ ‫لأبي ذَز‪ :‬ألا تتعخبْ‬ ‫ابن سبأ‬ ‫فقال‬

‫يحجُب‬ ‫أن‬ ‫يريد‬ ‫معاويةَ‬ ‫‪ ،‬لكن‬ ‫لثه‬ ‫شيء‬ ‫كل‬ ‫؟ المالُ مالُ الل ! ألا إن‬ ‫المال‬

‫المسلمين!‬ ‫اسْمَ‬ ‫عنه‬ ‫‪ ،‬ويمحو‬ ‫المسلمين‬ ‫هذا المال عن‬

‫سبأ‪،‬‬ ‫ابن‬ ‫بكلام‬ ‫ونقاءِ سريرة‬ ‫‪،‬‬ ‫قلب‬ ‫وصدقِ‬ ‫نية ‪،‬‬ ‫بحسْنِ‬ ‫أبو ذر‬ ‫فتأ ‪6‬لرَ‬

‫في كلامه‪.‬‬ ‫أن معاويةَ مخطىءٌ‬ ‫وظن‬

‫قائلاَ‪ :‬يا‬ ‫عليه‬ ‫وأنكر‬ ‫عنهما‪،‬‬ ‫الله‬ ‫معاويةَ رضي‬ ‫إلى‬ ‫أبو ذر‬ ‫ذهبَ‬ ‫ذر ومعاوبة‬ ‫أبي‬ ‫ين‬

‫مالَ الله؟‬ ‫مالَ المسلمين‬ ‫ان تسَميَ‬ ‫إلى‬ ‫‪ :‬ما يَدْعوك‬ ‫معاوية‬

‫الصياكة‪.‬‬ ‫في‬ ‫بتصرف‬ ‫‪-‬ا ‪34‬‬ ‫‪034 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪126‬‬
‫مالُه‪،‬‬ ‫الله والمالُ‬ ‫ألَمنشا عبادَ‬ ‫‪.‬‬ ‫ذر‬ ‫ابا‬ ‫يا‬ ‫اللهُ‬ ‫يرحمكَ‬ ‫‪:‬‬ ‫معاوية‬ ‫له‬ ‫قال‬

‫؟؟‬ ‫والأنرُأَمْرُه‬ ‫خفقُه‪،‬‬ ‫والخفقُ‬

‫اللّه؟‬ ‫مالُ‬ ‫المالُ‬ ‫‪ :‬هذا‬ ‫لا تقل‬ ‫‪:‬‬ ‫ذر‬ ‫أبو‬ ‫قال‬

‫مالُ‬ ‫‪ :‬هو‬ ‫سأقول‬ ‫لله ولكن‬ ‫المالُ ليس‬ ‫هذا‬ ‫أقول‬ ‫‪ :‬لن‬ ‫له معاوية‬ ‫فقال‬

‫ا‬ ‫إ‬ ‫المحسلمين‬

‫أبو ذر ينادر إلى‬ ‫لم‬ ‫أنَ معاوية‬ ‫مع‬ ‫ذر‪،‬‬ ‫لأبي‬ ‫واستجاب‬ ‫الأمر‬ ‫معاوية‬ ‫اختصرَ‬ ‫وبذلك‬

‫الى‬ ‫المدينة ئم‬ ‫على‬ ‫انْطَلَت‬ ‫التي‬ ‫ابن سبأ وأراجيفه‬ ‫مكائد‬ ‫كلامه ‪ ،‬هـانما هي‬ ‫في‬ ‫يخطىء‬

‫الىبذة‬ ‫ذر‬ ‫اشتد بين معاوية وأبي‬ ‫قلبه ‪ .‬ولكنَ الخلات‬ ‫نيته وصفاء‬ ‫ابي ذر لحسن‬

‫بالقُدوم‬ ‫ذَرّ‬ ‫لأبي‬ ‫يكتبَ‬ ‫أق‬ ‫إلى‬ ‫عثمان‬ ‫دعا‬ ‫‪ ،‬مما‬ ‫المسألة‬ ‫أمثالِ هذه‬ ‫حولَ‬

‫نجي المدينة‬ ‫بعضُهم‬ ‫أنْ يَفهمَ عليه‬ ‫أبو ذر‬ ‫المدينة ‪ ،‬وخثيَ‬ ‫معَززَا مكَزَمَا إلى‬

‫في‬ ‫يُقيمَ‬ ‫أن‬ ‫فماثَرَ‬ ‫‪،‬‬ ‫الشيطانية‬ ‫أغراضهم‬ ‫تحقيقِ‬ ‫في‬ ‫يستغِقوه‬ ‫خَطَأَ‪ ،‬وانْ‬

‫‪ 32‬هـ‪،‬‬ ‫الله سنة‬ ‫توفّاه‬ ‫أن‬ ‫المدينة ‪ ،‬معتزلاَ الفتنة ‪ ،‬إلى‬ ‫اطراف‬ ‫! في‬ ‫"الزَنجذَة‬

‫!‬ ‫!‬ ‫الفتن‬ ‫وانتشارِ‬ ‫‪،‬‬ ‫الأحداث‬ ‫تسارعُ‬ ‫قبل‬

‫وكفَمَه‬ ‫‪،‬‬ ‫الشام‬ ‫في‬ ‫الله عنه‬ ‫رضي‬ ‫الدرداء‬ ‫أبي‬ ‫إلى‬ ‫ابنُ السوداء‬ ‫وذهبَ‬

‫أبا الدرداء‬ ‫‪ .‬لكن‬ ‫معاوية‬ ‫على‬ ‫وتأليبَه‬ ‫‪،‬‬ ‫إفساده‬ ‫وأرادَ‬ ‫‪،‬‬ ‫كلًمَ به أبا ذر‬ ‫ما‬ ‫بمثلِ‬

‫والشيطنة‪،‬‬ ‫اليهودية‬ ‫رائحةَ‬ ‫منه‬ ‫فشئم‬ ‫‪،‬‬ ‫وإيمان‬ ‫وبصيرةِ‬ ‫بوعى‬ ‫كلامَه‬ ‫سمعَ‬

‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫يهوديَا‬ ‫إلا‬ ‫يا ابنَ السوداء‬ ‫أنتَ‬ ‫والله ما‬ ‫؟‬ ‫اْنت‬ ‫له ‪ :‬مَن‬ ‫فقال‬

‫أبو الدرداء وعبادة‬ ‫ما‬ ‫بمثْلِ‬ ‫عنه ‪ ،‬فكفَمه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عُبادةَ بنِ الصامت‬ ‫إلى‬ ‫ابنُ سبأ‬ ‫وذهبَ‬

‫المامت‬ ‫ببن‬ ‫إلى‬ ‫واَفه‬ ‫فساقَه‬ ‫‪،‬‬ ‫ويهوديته‬ ‫عُبافىَةُ خبْثَه‬ ‫واكتشفَ‬ ‫كفَمَ به أبا الدرداء‪،‬‬

‫صبأ دبة‬ ‫!‬ ‫فهو‬ ‫به ‪،‬‬ ‫عليكَ‬ ‫‪،‬‬ ‫اليهودي‬ ‫خُذْ هذا‬ ‫له ‪ :‬يا معاوية‬ ‫وقال‬ ‫مخفورءا‪.‬‬ ‫معاوية‬

‫! ‪.‬‬ ‫ا‬ ‫!‬ ‫أبا ذر‬ ‫عليك‬ ‫هَثجَ‬ ‫الذي‬

‫الفتنةَ قد‬ ‫إن‬ ‫‪:‬‬ ‫عثمان‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫بالأمر‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫إلى‬ ‫معاويةُ‬ ‫فكتبَ‬

‫!‬ ‫وتَثور‬ ‫تَثِبَ‬ ‫أنْ‬ ‫إلأ‬ ‫يبق‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫برأسِها‬ ‫وأطفَت‬ ‫‪،‬‬ ‫وعينَيْها‬ ‫أنْفَها‬ ‫أَخرجَتْ‬

‫‪IYV‬‬
‫!(‪)1‬‬ ‫ما استطعت‬ ‫ونفْسَك‬ ‫‪ ،‬وكَفْكِفِ الناسَ‬ ‫فلا تنكَأ الجرح‬

‫الشام إلى البصرة ‪ ،‬ليجندَ‬ ‫ثلاثين من‬ ‫سنة‬ ‫بن سبأ في‬ ‫الله‬ ‫عبدُ‬ ‫وتوخهَ‬ ‫في البمرة‬ ‫ابن با‬

‫البصرة‬ ‫والي‬ ‫‪ .‬وكان‬ ‫البُلَهاء‬ ‫الرعاع‬ ‫او‬ ‫أو الحاقدين‬ ‫المارقين‬ ‫الأتْباعَ له من‬ ‫ثلاثبن‬ ‫سنة‬

‫عادلاَ صالحَا‪.‬‬ ‫حازمَا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫كريز‬ ‫بن‬ ‫بنَ عامر‬ ‫الله‬ ‫عبدَ‬

‫لصَّا‬ ‫‪ ،‬كان‬ ‫أهلها‬ ‫من‬ ‫خبيثِ‬ ‫رجلِ‬ ‫‪ ،‬نزلَ عند‬ ‫البصرة‬ ‫ابنُ سبأ‬ ‫لما وصَلَ‬

‫!‬ ‫ا‬ ‫جَبَلَة‬ ‫بن‬ ‫حَكيمُ‬ ‫فاتكَا‪ ،‬هو‬

‫على‬ ‫غريبَا نازلأ‬ ‫رجلاَ‬ ‫أن‬ ‫بلغَ عبدُ الله بنُ عامر‬ ‫‪:‬‬ ‫الطبري‬ ‫الإمام‬ ‫قال‬

‫جَبَلَة‪.‬‬ ‫نجنِ‬ ‫حَكيمِ‬

‫الجهادِ‬ ‫تعودُ جيوش‬ ‫كانت‬ ‫رجلاَ لصَا‪ ،‬وعندما‬ ‫بنُ جبلة‬ ‫حكيمُ‬ ‫وكان‬ ‫عند‬ ‫ابن شأ‬

‫فسادَا‪،‬‬ ‫فارسَ‬ ‫أرضِ‬ ‫في‬ ‫ليسعى‬ ‫يتخفَفُ عنها‪،‬‬ ‫حكيم‬ ‫البصرة ‪ ،‬كان‬ ‫إلى‬ ‫حكيم بن جبلة‬
‫البصرة‬ ‫لص‬
‫‪ ،‬ويأخُذَ منها‬ ‫المسلمين‬ ‫أرضِ‬ ‫على‬ ‫أهلِ الذمة ‪ ،‬ويَعتديَ‬ ‫أرضِ‬ ‫على‬ ‫ويُغيرَ‬

‫!‬ ‫!‬ ‫يشاء‬ ‫ما‬

‫إلى‬ ‫عثمانُ‬ ‫‪ ،‬فكتبَ‬ ‫عثمان‬ ‫إلى‬ ‫والمسلمون‬ ‫الذمة‬ ‫اهلُ‬ ‫فشكاهُ‬

‫تتركْه‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫البصرة‬ ‫في‬ ‫بنَ جبلة‬ ‫حكيمَ‬ ‫له ‪ :‬احِبسْ‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫عامر‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبدِ‬

‫منه رُشدَا !‬ ‫تأنسَ‬ ‫منها حتى‬ ‫يخرج‬

‫‪.‬‬ ‫البصرة‬ ‫من‬ ‫أنْ يخرجَ‬ ‫لا يستطيعُ‬ ‫بيته ‪ ،‬وكان‬ ‫في‬ ‫ابنُ عامر‬ ‫فحبَسه‬

‫بيته ‪ ،‬نزلَ عليه‬ ‫في‬ ‫الجبرية‬ ‫الإقامة‬ ‫تحت‬ ‫ابنُ جبلة‬ ‫اللصنُ‬ ‫كان‬ ‫وبينما‬

‫وانحرافَه‪،‬‬ ‫ابنِ جبلة‬ ‫زعارة‬ ‫ابنُ سبأ‬ ‫واستغل‬ ‫سبأ‪،‬‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبدُ‬ ‫اليهودفيُ‬

‫في‬ ‫ابنِ سبأ‬ ‫رجلَ‬ ‫هو‬ ‫ابنُ جبلة‬ ‫وصار‬ ‫‪،‬‬ ‫لصالحه‬ ‫فجنده‬ ‫ولُؤمَه ‪،‬‬ ‫وحِقدَه‬

‫أ‬ ‫البصرة‬

‫والموتورين‪،‬‬ ‫المنحرفين‬ ‫أمثالَه من‬ ‫سبأ‬ ‫لابن‬ ‫ابنُ جَبَلَة يقذمُ‬ ‫وصار‬
‫ابن جبلة زعيم‬

‫السريةأ‬ ‫لجمعيته‬ ‫أفكارَه ‪ ،‬ويجئدهم‬ ‫ابن سبأ في نفوسهم‬ ‫فيغرسُ‬ ‫البمرة‬ ‫سبثى‬

‫‪.284 -‬‬ ‫‪283 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪128‬‬
‫له ‪ :‬ما أنت؟‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫استَذعاه‬ ‫بابن سبأ‪،‬‬ ‫علمَ ابنُ عامر‬ ‫ولما‬

‫فأَشلَم‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫في‬ ‫الكتاب ‪ ،‬رغبَ‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫انا رجل‬ ‫قال ابن سبأ‪:‬‬

‫!‬ ‫!‬ ‫فأقامَ عندك‬ ‫جوارك‬ ‫في‬ ‫ورغبَ‬

‫!‬ ‫!‬ ‫عني‬ ‫؟ اخرجْ‬ ‫عنك‬ ‫يبلُغُني‬ ‫الكلامُ الذي‬ ‫‪ :‬ماهذا‬ ‫ابنُ عامر‬ ‫قال‬

‫ابن سبأ من‬ ‫طرد‬ ‫فيها‬ ‫بعدَ أنْ ترك‬ ‫سبأ‪،‬‬ ‫ابن‬ ‫فغادرَها‬ ‫‪،‬‬ ‫البصرة‬ ‫من‬ ‫ابنُ عامر‬ ‫أَخرجَه‬

‫البمرةلم الكوفة‬ ‫!‬ ‫الئبَئى الهو!ي‬ ‫فيها فَزعَا لحزبه‬ ‫رجالاَ واَتباعَا له ‪ ،‬وجعلَ‬

‫‪ ،‬جاهزين‬ ‫المنحرفين‬ ‫من‬ ‫فيها رجالاَ‬ ‫‪ ،‬فوجَد‬ ‫الكوفة‬ ‫إلى‬ ‫ابنُ سبأ‬ ‫ذهبَ‬

‫وحزبه!‬ ‫لجماعتِه‬ ‫‪ ،‬فجتدَهم‬ ‫لاستقباله‬

‫في‬ ‫مقر ابن صأ‬ ‫إلى مصر‪،‬‬ ‫الكوفة ‪ ،‬فتوخه‬ ‫من‬ ‫أخرجَه‬ ‫بن العاص‬ ‫ولما علمَ به سعيد‬

‫ممر‬ ‫أُناسَا هناك‬ ‫واستمالَ‬ ‫‪ ،‬وفزَخَ فيها وأفسد‪،‬‬ ‫فيها وباض‬ ‫فيها ‪ ،‬وعشَشَ‬ ‫فأَقامَ‬

‫العصاة‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫والموتورين‬ ‫الحاقدين‬ ‫الزُعاع والبلهاء‪ ،‬ومن‬ ‫من‬

‫والمذنبينأ‬

‫‪ -‬هما‪:‬‬ ‫‪ -‬مع شديدِ الأسَف‬ ‫الصحابة‬ ‫أبناءِ‬ ‫من‬ ‫اثنانَ‬ ‫من بين هؤلاء‬ ‫وكان‬

‫‪ ،‬وابنُ امرأته‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫الخليفة‬ ‫بن عتبة ‪ ،‬ربيبُ‬ ‫أبي حذيفة‬ ‫بن‬ ‫محمدُ‬

‫عنها‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عائشة‬ ‫أخْتُه‬ ‫كانت‬ ‫‪ ،‬الذي‬ ‫بن أبي بكر الصديق‬ ‫ومحمدُ‬

‫ا‬ ‫!‬ ‫محقدَا‬ ‫مُذَئَمَا‪ ،‬وليس‬ ‫قي‬ ‫وتسفيه‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫تغضَبُ‬

‫أَتباعِه‬ ‫‪ ،‬وبين‬ ‫مصر‬ ‫في‬ ‫مقزه‬ ‫بين‬ ‫السرية‬ ‫يرتَبُ الاتصالات‬ ‫ابنُ سبأ‬ ‫وكان‬

‫!‬ ‫!‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬ ‫البلدان‬ ‫هذه‬ ‫بين‬ ‫‪ ،‬ويتحرَّكُ رجالُه‬ ‫والكوفة‬ ‫والبصرة‬ ‫المدينة‬ ‫في‬

‫سنوات من‬ ‫بدؤوا صت‬ ‫‪ ،‬حيث‬ ‫سنوات‬ ‫ست‬ ‫حوالي‬ ‫وأعوانِه‬ ‫سبأ‬ ‫ابنِ‬ ‫جهودُ‬ ‫استمرت‬

‫جهود السبئيين‬ ‫في‬ ‫وثلاشن‬ ‫في آخرِ سنةِ خمسِ‬ ‫اعمالَهم الشيطانية سنةَ ثلاثين ‪ ،‬ونجحوا‬

‫عنه!‬ ‫الله‬ ‫علِيئ رضي‬ ‫طيلةَ خلافةِ‬ ‫اِفسادُهم‬ ‫‪ ،‬واستمزَ‬ ‫عثمان‬ ‫الخليفة‬ ‫قتل‬

‫من‬ ‫السبئببون‬ ‫!لأ‬ ‫‪ -‬بلدِ الفتن‬ ‫الكوفة‬ ‫بدايةُ الفتنةِ في‬ ‫أن تكون‬ ‫تزَرَ "السبئتون)‬

‫الكونة سنة ‪ 33‬هـ‬

‫‪.327 -‬‬ ‫‪326 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪912‬‬
‫وثلاثين موعدَا للتحركِ والشَغَب ‪ ،‬وكان‬ ‫سنةَ ثلاث‬ ‫‪ -‬وحذَدوا‬ ‫والمؤامرات‬

‫‪.‬‬ ‫بن العاص‬ ‫والي الكوفة سعيد‬

‫‪ ،‬في‬ ‫العاص‬ ‫سعيدُ بن‬ ‫جلسَ‬ ‫وثلاثين‬ ‫ثلاث‬ ‫شةِ‬ ‫أيايم‬ ‫يومِ من‬ ‫وفي‬

‫فيما‬ ‫ويتناقشون‬ ‫يتحدثون‬ ‫وكانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الناص‬ ‫عامةُ‬ ‫وحوله‬ ‫العام ‪،‬‬ ‫مجلسه‬

‫على‬ ‫وعملوا‬ ‫‪،‬‬ ‫المجل!ى‬ ‫إلى‬ ‫السئثين‬ ‫من‬ ‫الخوارجُ‬ ‫بينهم ‪ .‬فتسفَلَ هؤلاء‬

‫إِشعالِ نار الفتنة‪.‬‬ ‫إِفساده ‪ ،‬وعلى‬

‫أحد‬ ‫‪ ،‬وبين‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫بين سعيد‬ ‫المجلس‬ ‫في‬ ‫كلالم وحوار‬ ‫جرى‬ ‫السبئيون بفسدون‬

‫وكان‬ ‫أمر‪،‬‬ ‫على‬ ‫واختلفا‬ ‫إ‪،‬‬ ‫الأسدي‬ ‫حُبَيْشِ‬ ‫بنُ‬ ‫(خُيشُ‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الحضور‬ ‫بن‬ ‫سعيد‬ ‫في مجلس‬

‫العاص‬
‫جُنْدُبُ الأزدي ‪ ،‬الذي‬ ‫‪ :‬منهم‬ ‫الفتنة جالسين‬ ‫الخوارجِ أصحابِ‬ ‫سبعةٌ من‬

‫وصعصعة‬ ‫الكواء‪،‬‬ ‫‪ ،‬وابن‬ ‫النخعي‬ ‫الأشتر‬ ‫قبل ‪ ،‬ومنهم‬ ‫من‬ ‫السارقُ‬ ‫قُتِلَ ابنُه‬

‫‪. . .‬‬ ‫صوحان‬ ‫ابن‬

‫في‬ ‫خُنَيْس الأسدي‬ ‫‪ ،‬وقاموا بضرب‬ ‫الفتنة المناسبة‬ ‫أصحابُ‬ ‫فاستغل‬

‫!‬ ‫وينقذُه ‪ ،‬ضربوه‬ ‫قامَ أَبوه ياعدُه‬ ‫‪ ،‬ولما‬ ‫المجلس‬

‫الرجل‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬فلم يمتَنِعوا‪ ،‬وأُغمي‬ ‫الضرب‬ ‫منْعَهم من‬ ‫سعيا‬ ‫وحاولَ‬

‫الحربُ‬ ‫للأخْذِ بثأر أبنائهم ‪ ،‬وكادت‬ ‫‪ ،‬وجاءَ بنو أسد‬ ‫وابنه من شدةِ الضرب‬

‫تمكَن من إِصلاحِ الأمر إ(‪)1‬‬ ‫‪ ،‬ولكنَ سعيدأ‬ ‫تقع بين الفريقين‬

‫أنْ يعالجَ‬ ‫العاص‬ ‫سعيدبن‬ ‫من‬ ‫طلبَ‬ ‫بالحادثة‬ ‫علمَ عثمانُ‬ ‫ولما‬

‫‪.‬‬ ‫استطاع‬ ‫ما‬ ‫الفتنة‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وأنْ يضئقَ‬ ‫بحكمة‬ ‫الموضوع‬

‫‪،‬‬ ‫الإشاعات‬ ‫يَنشرونَ‬ ‫وصاروا‬ ‫‪،‬‬ ‫بيوتهم‬ ‫إلى‬ ‫المفتونون‬ ‫الخوارجُ‬ ‫ذهب‬ ‫الكوفة‬ ‫أهل‬

‫أهلِ‬ ‫‪ ،‬وضذَ‬ ‫عثمان‬ ‫وضذَ‬ ‫سعيد‪،‬‬ ‫ضذَ‬ ‫والأكاذيب‬ ‫الافتراءات‬ ‫ويُذيعون‬ ‫بطلبون معاقبة‬

‫البنين‬
‫الكوفة ووجوهها!‬

‫أنْ يعاقِبَهم!‬ ‫سعيدِ‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وطلبوا‬ ‫منهم‬ ‫فاستاءَ اهلُ الكوفة‬

‫‪.318-‬‬ ‫‪317 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪03‬‬


‫ذلك‬ ‫‪ ،‬ف!ذا أردتم‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫قد نهاني‬ ‫إنَ عثمان‬ ‫سعيد‪:‬‬ ‫فقالَ لهم‬

‫!‬ ‫وه‬ ‫فأَخبِر‬

‫ينفي‬ ‫عثمان‬ ‫‪،‬‬ ‫النفر‬ ‫ب!ثمأن هؤلاء‬ ‫إلى عثمان‬ ‫أهلِ الكوفة وصلحاؤهم‬ ‫أشرافُ‬ ‫وكتبَ‬

‫الكويطلب‬ ‫السب!ببن‬ ‫!خزَبون‬ ‫مفس!ون‬ ‫فهم‬ ‫الكوفة ‪ ،‬ونفيَهم نحها‪،‬‬ ‫من‬ ‫منه إخراجَهم‬ ‫وطلبوا‬

‫!‬ ‫!‬ ‫فيها‬

‫بضعةَ‬ ‫‪ ،‬وكانوا‬ ‫الكوفة‬ ‫من‬ ‫بإخراجهم‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫واليه سعيدَ‬ ‫‪.‬أمرَ عثمان‬

‫!‬ ‫عثمان‬ ‫بأَمْر‬ ‫الشام‬ ‫معاويةَ في‬ ‫إلى‬ ‫سعيدٌ‬ ‫وأَرسلهم‬ ‫رجلاَ‪،‬‬ ‫عشر‬

‫قد‬ ‫الكوفة‬ ‫أهلَ‬ ‫له ‪ :‬إن‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫هؤ ‪.1‬‬ ‫بشأن‬ ‫معاوية‬ ‫إلى‬ ‫عثمانُ‬ ‫وكتبَ‬

‫عليهم‪،‬‬ ‫وأَقِنم‬ ‫بْهم‬ ‫‪3‬‬ ‫وأَ‬ ‫‪،‬‬ ‫واَخِقهُم‬ ‫فَرُعْهُنم‬ ‫‪،‬‬ ‫للفتنة‬ ‫نفرَا خُلِقوا‬ ‫إليك‬ ‫اَخْرَجوا‬

‫رُشدَا فاقْبَل منهم‪.‬‬ ‫ف!ن آنَنمتَ منهم‬

‫‪،‬‬ ‫الأزدي‬ ‫وجندبُ‬ ‫‪،‬‬ ‫النخعي‬ ‫‪ :‬الأشترُ‬ ‫الشام‬ ‫نفيُهم إلى‬ ‫تَتمَ‬ ‫الذين‬ ‫ومن‬

‫وابن‬ ‫ضابىء‪،‬‬ ‫بن‬ ‫وعمير‬ ‫زياد‪،‬‬ ‫بن‬ ‫وكميل‬ ‫‪،‬‬ ‫صوحان‬ ‫بن‬ ‫وصعصعة‬

‫الكواء‪.‬‬

‫السبئييون منفيون‬ ‫ومحاورات‬ ‫بينه وبينهم مناقشاتٌ‬ ‫القومُ عند معاوية أيامَا‪ ،‬وجرت‬ ‫اقامَ‬

‫مماوت‬ ‫عنلى‬ ‫عليه ‪،‬‬ ‫هم‬ ‫عما‬ ‫يتراجَعوا‬ ‫‪ ،‬ولى‬ ‫يستقيموا‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫‪ ،‬أَغْلَظوا له فيها القول‬ ‫حادة‬

‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبدِ‬ ‫عصابةِ‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬أعضاء‬ ‫حاقدون‬ ‫موتورون‬ ‫وهم‬ ‫يتراجعون‬ ‫وكيفَ‬

‫؟(‪)1‬‬ ‫سبأ اليهودي‬

‫يذهبون‬ ‫في تركهم‬ ‫بشانهم ‪ ،‬فأذن له عثمان‬ ‫معاويةُ إلى عثمان‬ ‫وكتبَ‬

‫منهم‪.‬‬ ‫قليل ‪ ،‬ولاخطرَ‬ ‫شاؤوا ‪ ،‬لأن عددهم‬ ‫حيث‬

‫معاوية‬ ‫ماذا تال‬ ‫قدمَ علَيئَ أَقوام ‪ ،‬ليست‬ ‫إِنه‬ ‫‪:‬‬ ‫لعثمان‬ ‫رسالته‬ ‫في‬ ‫عنهم‬ ‫قاله معاوية‬ ‫ومما‬

‫عنهم‬ ‫لعثمان‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬لا ئريدونَ‬ ‫العدل‬ ‫‪ ،‬واَضْجَرَهم‬ ‫أديان ‪ ،‬أَثقَلَهم الإسلام‬ ‫ولا‬ ‫‪4‬‬ ‫عقو‬ ‫لهم‬

‫الذمة‪،‬‬ ‫أهلِ‬ ‫وأموالُ‬ ‫الفتنة ‪،‬‬ ‫هضهم‬ ‫إنما‬ ‫‪،‬‬ ‫بحجة‬ ‫يتكلمون‬ ‫ولا‬ ‫بشيء‪،‬‬

‫‪.325 -‬‬ ‫‪931 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫في‬ ‫المحاورات‬ ‫هذه‬ ‫انظر بعض‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪m‬‬
‫ومُخزيهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬ثم فاضحُهم‬ ‫ومختبرُهم‬ ‫مبتليهم‬ ‫اللهَ‬ ‫هـان‬

‫فَانْهَ‬ ‫‪،‬‬ ‫غيرهم‬ ‫إليهم‬ ‫إِذا اجتمعَ‬ ‫إلأ‬ ‫بأحد‪،‬‬ ‫يُؤَئرون‬ ‫بالذين‬ ‫وليسوا‬

‫ولا‬ ‫‪ ،‬لا يضزون‬ ‫مشاغبين‬ ‫عنهم ‪ ،‬ف!نهم ليسوا أكثرَ من‬ ‫سعيدَ بن العاص‬

‫!‬ ‫إ‬ ‫يؤئرون‬

‫مما‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫ونَصَحهم‬ ‫‪ ،‬جَمَعَهم ‪ ،‬وكفَمَهم‬ ‫معاويةُ عنهم‬ ‫يفرجَ‬ ‫وقبلَ أن‬ ‫معاوبة بنصح‬

‫لا ينفعُ بكم‬ ‫اللهَ‬ ‫هـان‬ ‫‪،‬‬ ‫شئتم‬ ‫حيث‬ ‫‪،‬فاذهَبوا‬ ‫لكم‬ ‫أذتتُ‬ ‫قد‬ ‫‪ :‬إني‬ ‫قاله لهم‬
‫قبل‬ ‫السبئ!ن‬

‫عنهم‬ ‫‪ h‬نراج‬ ‫ا‬

‫رجالُ‬ ‫إلا‬ ‫أنتم‬ ‫وما‬ ‫‪،‬‬ ‫مضزَة‬ ‫منفعيما ولا‬ ‫رجالَ‬ ‫ولستم‬ ‫‪،‬‬ ‫أَحِدَا‪ ،‬ولايضزُه‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫الآخرين‬ ‫‪ ،‬وليسَعْكُنم ما وسعَ‬ ‫النجاةَ فانزَموا جماعتكم‬ ‫أردتم‬ ‫ْ فإن‬

‫!‬ ‫الأخيار‬ ‫لا يُصيبُ‬ ‫البطرَ‬ ‫فإن‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنعام‬ ‫يبطرَنكَم‬

‫لأمرِ‬ ‫تتعَزَضوا‬ ‫فلا‬ ‫به ‪،‬‬ ‫مكَرَ‬ ‫بمن‬ ‫يمكُرُ‬ ‫‪،‬‬ ‫وَنَقْمات‬ ‫سَطَوات‬ ‫ذو‬ ‫اللهَ‬ ‫وإن‬

‫حتى‬ ‫يتركَكُم‬ ‫لن‬ ‫اللهَ‬ ‫وإن‬ ‫‪،‬‬ ‫تُظهِرون‬ ‫غيرَ ما‬ ‫أنفسكم‬ ‫من‬ ‫تعلمون‬ ‫وأنتم‬

‫قالَ النّه‪:‬‬ ‫! وقد‬ ‫سراثرَكم‬ ‫للناس‬ ‫يختبرَكُم ‪ ،‬ويُبدي‬

‫!(‪)1‬‬ ‫يُفْتَنُونَ‬ ‫لَا‬ ‫وَهُئم‬ ‫ءَاشا‬ ‫يَقُولوَأ‬ ‫أَن‬ ‫يُترَكوأ‬ ‫أَن‬ ‫اَلَاسى‬ ‫أَحَسَ‬ ‫!‪-‬لأ‬ ‫(الص‬

‫‪.‬‬ ‫ا‪،2-‬‬ ‫‪:‬‬ ‫العنكبوت‬ ‫أ‬

‫ولا‬ ‫والشام ‪،‬‬ ‫دَعوا العراق‬ ‫قالوا‪:‬‬ ‫دمشق‬ ‫المتمامرون من‬ ‫لما خرج‬

‫اذهبوا إلى الجزيرةِ ‪ -‬وهي‬ ‫الناسُ بكم ‪ .‬ولكن‬ ‫لئلا يشمتَ‬ ‫للكوفة‬ ‫تعودوا‬

‫‪. -‬‬ ‫بين الفرات ودجلة‬ ‫الواقعةُ‬

‫هو (عبد الرحمن بن خالد بن الوليد"‪،‬‬ ‫وكان والي الجزيرة وحمص‬ ‫عبد‬ ‫عند‬ ‫السبئيرن‬

‫في‬ ‫بن خالد‬ ‫الرحمن‬


‫‪ :‬يا‬ ‫قاله لهم‬ ‫مما‬ ‫وكان‬ ‫كلامَا شديدَا‪،‬‬ ‫‪ ،‬وكفَمَهم‬ ‫‪،‬استَدْعاهم‬ ‫بهم‬ ‫سمع‬ ‫فلما‬

‫الجزبرة‬
‫خائبَا‪،‬‬ ‫محسورَا‬ ‫الشيطانُ‬ ‫رجعَ‬ ‫! لقد‬ ‫أهلاَ‬ ‫ولا‬ ‫مَرْحَئا بكم‬ ‫لا‬ ‫‪:‬‬ ‫آلةَ الشيطان‬

‫يؤدِّبْكم‬ ‫لم‬ ‫إن‬ ‫الرحمن‬ ‫عبدَ‬ ‫اللهُ‬ ‫خَسَّرَ‬ ‫!‬ ‫الباطل‬ ‫في‬ ‫نشيطونَ‬ ‫مازلتم‬ ‫وأنتم‬

‫‪.‬‬ ‫‪_?rr‬‬ ‫‪:.rr‬‬ ‫‪f‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪132‬‬
‫كما‬ ‫لي‬ ‫تقولوا‬ ‫‪ ،‬لن‬ ‫أم عجم‬ ‫مَنْ انتم ‪ :‬اَعرلب‬ ‫ويُخْزِكم ‪ ،‬يامعشَرَ مَن لاادري‬

‫لسعيدِ ومعاويةأ‬ ‫كنتم تقولون‬

‫‪ ،‬انا ابنُ فاقىءِ‬ ‫العاجمات‬ ‫انا ابنُ مَن قد عجمَته‬ ‫‪،‬‬ ‫الوليد‬ ‫بن‬ ‫أنا ابنُ خالد‬

‫لأذثنكم‪.‬‬ ‫والله‬ ‫‪،‬‬ ‫الزذة‬

‫ابن خا!ل بعاملهم‬ ‫بمنتهى‬ ‫وعامَلَهم‬ ‫كاملاَ‪،‬‬ ‫شهرَا‬ ‫عنده‬ ‫خالد‬ ‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫عبدُ‬ ‫وأقامهم‬

‫الحزم‬ ‫بمنتهى‬ ‫إذا مشى‬ ‫ومعاوية ‪ ،‬وكان‬ ‫لانَ سعيا‬ ‫كما‬ ‫معهم‬ ‫يَلِن‬ ‫والشدة ‪ ،‬ولم‬ ‫الحزم‬

‫والثدة‬ ‫لا يَاَع مناسبةَ‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫غَزَؤا معه‬ ‫معه ‪ ،‬دماذا غزا‬ ‫ركبوا‬ ‫معه ‪ ،‬وإذا ركب‬ ‫مثوا‬

‫فيها‪.‬‬ ‫إلآ ويذلُهم‬

‫له يا ابن‬ ‫يقول‬ ‫أ‬ ‫صوحان‬ ‫بن‬ ‫"صعصعةَ‬ ‫إذا قابلَ زعيمَهم‬ ‫وكان‬

‫مَنْ لم‬ ‫! وأن‬ ‫الشر‬ ‫الخيرُ أصلَحَه‬ ‫يصلخه‬ ‫مَنْ لم‬ ‫أن‬ ‫تعلَمُ‬ ‫‪ :‬هل‬ ‫الخطيئة‬

‫!‬ ‫الثدة‬ ‫اللينُ أصلحَته‬ ‫يصلِخه‬

‫في‬ ‫سعيدِ‬ ‫على‬ ‫ترذون‬ ‫كنتم‬ ‫كما‬ ‫عَلَيئَ‬ ‫لاترذون‬ ‫‪ :‬لماذا‬ ‫لهم‬ ‫يقول‬ ‫وكان‬

‫كنتم‬ ‫كما‬ ‫؟ لماذا لاتخاطبونني‬ ‫معاويةَ بالشام‬ ‫الكوفة ‪ ،‬وعلى‬

‫؟‬ ‫؟‬ ‫تخاطبونَهما‬

‫وشدتُه‬ ‫حزْمُه‬ ‫وأخرسَهم‬ ‫ونفعَ معهم أسلوبُ عبد الرحمن بن خالد‪،‬‬

‫‪.‬‬ ‫له التوبةَ والندم‬ ‫وأَظهروا‬ ‫‪،‬‬ ‫وقسوتُه‬

‫النخعي‬ ‫الأثتر‬ ‫وسِامخنا‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫أقالَكَ‬ ‫أَتِلْنا‬ ‫‪،‬‬ ‫ونستغفرُه‬ ‫الله‬ ‫إلى‬ ‫نتوبُ‬ ‫له ‪:‬‬ ‫وقالوا‬

‫لاظهار‬ ‫عثمان‬ ‫عند‬ ‫الله أ‬ ‫سامَحَك‬

‫البئيين‬ ‫نوبة‬ ‫وأرسلَ‬ ‫خالد‪،‬‬ ‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫عند‬ ‫الجزيرة‬ ‫بقيَ القومُ في‬

‫ليخبَره‬ ‫‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫إلى‬ ‫الأشترُ الئخعي‬ ‫وهو‬ ‫زعمائهم‬ ‫أحدَ‬ ‫عبدُالرحمن‬

‫الفتنة‪.‬‬ ‫من‬ ‫كانوا عليه‬ ‫‪ ،‬وتراجُعِهبم عما‬ ‫بتوبتهِم وصَلاحِهم‬

‫شئتم ‪ ،‬فقد عفوتُ‬ ‫حيث‬ ‫اخلُل أنتَ ومَنْ معك‬ ‫فقال عثمانُ للأشتر‪:‬‬

‫عنكم‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫وذكَرَ‬ ‫الوليد‪،‬‬ ‫بن‬ ‫خالد‬ ‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫عند‬ ‫‪ :‬نريدُ أنْ نبقى‬ ‫الأشتر‬ ‫قال‬

‫وحَزمه‪.‬‬ ‫عبد الرحمن‬ ‫له من فضلِ‬

‫أَ!هَروا فيها التوبةَ‬ ‫مدة‪،‬‬ ‫الجزيرة‬ ‫في‬ ‫الرحمن‬ ‫فأقاموا عندَ عبد‬

‫‪.‬‬ ‫!(‪)1‬‬ ‫!‬ ‫والصلاح‬ ‫والاستقامةَ‬

‫سنةِ‬ ‫في الكوفة إلى حين ‪ ،‬وكان هذا في شهور‬ ‫الفتنة‬ ‫أصحابُ‬ ‫سكتَ‬ ‫ضي‬ ‫سكوت‬

‫‪ ،‬ئم إلى‬ ‫الشام‬ ‫في‬ ‫معاوية‬ ‫إلى‬ ‫الفتنة‬ ‫نفيُ رؤوسِ‬ ‫تئمَ‬ ‫ما‬ ‫‪ ،‬بعد‬ ‫وثلاثين‬ ‫ثلاث‬ ‫حبن‬ ‫الى‬ ‫الكوفة‬

‫بن خالد‪.‬‬ ‫عبد الرحمن‬

‫إلى‬ ‫أنْ يسكتوا‬ ‫تقتضي‬ ‫الكوفة أن المصلحة‬ ‫الفتنة في‬ ‫اَصحابُ‬ ‫فرأى‬

‫!‬ ‫إ‬ ‫حين‬

‫أهلِ‬ ‫ضذَ‬ ‫كادوا‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫جَبَلَة‬ ‫بن‬ ‫حَكيم‬ ‫بزعامة‬ ‫البصرة‬ ‫أ في‬ ‫أما أ السبئيون‬

‫فيها ‪ ،‬وتاَمروا وكَذَبوا عليهم!‬ ‫الفضل‬

‫بن‬ ‫"عامِرُ‬ ‫! واسمه‬ ‫عَئدِ القيس‬ ‫أَشَبئُ‬ ‫ة‬ ‫البصرة‬ ‫أهلِ‬ ‫وأَتقى‬ ‫أَفضلِ‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫البمرة‬ ‫صئيو‬

‫وتعفَمَ‬ ‫ع!‪،‬‬ ‫اللّه‬ ‫رسولِ‬ ‫وفدَ على‬ ‫زعيمَا لقومه ‪ ،‬وقد‬ ‫القيس "‪،‬وكان‬ ‫صد‬ ‫بفزون على أشج‬

‫عبد القسر‬
‫بقوله‪:‬‬ ‫جم!‬ ‫الله‬ ‫رسولطُ‬ ‫منه ‪ ،‬ومدحهُ‬

‫!‬ ‫‪ :‬الحِلْمُ والأناة‬ ‫ورسولُه‬ ‫اللهُ‬ ‫يحئهما‬ ‫خصلتَيق‬ ‫فيك‬ ‫إن‬

‫الجهاد في القادسية وغيرِها ‪ ،‬وكان‬ ‫قادةِ‬ ‫من‬ ‫عامرُ بن عبد القيس‬ ‫وكان‬

‫‪.‬‬ ‫والتقوى‬ ‫من الصلاح‬ ‫كبيير‬ ‫قسط‬ ‫على‬ ‫مقيمَا في البصرة ‪ ،‬وكان‬

‫إلى‬ ‫عثمانُ‬ ‫فسثره‬ ‫إ‪،‬‬ ‫أ‬ ‫بالباطل‬ ‫وائهموه‬ ‫عليه ‪،‬‬ ‫الخارجون‬ ‫فكذَبَ‬

‫‪ ،‬وكَذِبَ‬ ‫براءَتَه وصِذقَه‬ ‫‪ ،‬عرف‬ ‫وعامَلَه‬ ‫معاوية‬ ‫كقَمه‬ ‫بالشام ‪ ،‬ولما‬ ‫معاوية‬

‫عليه‪.‬‬ ‫وافتراءَهم‬ ‫الخوارجِ‬

‫حُمْرانُ بن‬ ‫‪9‬‬ ‫هو‬ ‫القيس‬ ‫عبد‬ ‫عامر بن‬ ‫على‬ ‫الكذب‬ ‫تولى‬ ‫الذي‬ ‫وكان‬

‫أثناء عذَتِها!‬ ‫تزؤَجَ امرأةَ في‬ ‫دين ‪ ،‬حيث‬ ‫بدون‬ ‫عاصِ‬ ‫رجلٌ‬ ‫أَبان! وهو‬

‫‪. r 22‬‬ ‫‪-321 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪134‬‬
‫ونفاهُ إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫به لمعصته‬ ‫ونكلَ‬ ‫وضرَبَه‬ ‫فزَقَ بينهما‪،‬‬ ‫بذلك‬ ‫عثمان‬ ‫علم‬ ‫ولما‬

‫بن جبلة (‪.)1‬‬ ‫حكيمِ‬ ‫) فيها ‪ ،‬اللصق‬ ‫"السبئئين‬ ‫زعيم‬ ‫التقى مع‬ ‫‪ ،‬وهناك‬ ‫البصرة‬

‫ابن صبأ يحدد سنة‬ ‫‪-‬اَحكمَ‬ ‫خلافة عثمان‬ ‫من‬ ‫سنةِ أربع وثلاثين ‪ -‬السنة الحادية عشرة‬ ‫وفي‬

‫وئلائبن‬ ‫أربع‬ ‫جماعته‬ ‫مع‬ ‫ورئبَ‬ ‫مؤامرتَه ‪،‬‬ ‫ورسمَ‬ ‫‪،‬‬ ‫خطتَه‬ ‫اَليهودي‬ ‫سبأ‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبدُ‬

‫للتحرك‬ ‫‪.‬‬ ‫ولاتِه‬ ‫و‬ ‫الخليفة‬ ‫على‬ ‫الخروجَ‬ ‫االععبئئين‬

‫في‬ ‫حزبه‬ ‫من‬ ‫بالشياطين‬ ‫مصر‬ ‫في‬ ‫مؤامرته‬ ‫وَكْرِ‬ ‫من‬ ‫ابنُ سبأ‬ ‫اتضَل‬

‫‪ ،‬وكاتَبَهم‬ ‫الخروج‬ ‫تفاصيلِ‬ ‫على‬ ‫والمدينة ‪ ،‬واتفقَ معهم‬ ‫البصرة والكوفة‬

‫!‬ ‫وراسَلوه‬ ‫وراسَلَهم‬ ‫‪،‬‬ ‫وكاتَبوه‬

‫بضعة‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الكوفة‬ ‫في‬ ‫السبئيون‬ ‫‪،‬‬ ‫كاتَبَهم وراسَلَهم‬ ‫ممن‬ ‫وكان‬

‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫الجزيرة عند‬ ‫الشام ‪ ،‬ثم في‬ ‫منفتين في‬ ‫رجلاَ منهم‬ ‫عشر‬

‫السبئتين‬ ‫زعيمُ‬ ‫كان‬ ‫‪،‬‬ ‫الخارجين‬ ‫أولئك‬ ‫نفي‬ ‫وبعد‬ ‫الوليد‪،‬‬ ‫خالدبن‬

‫قيس‪.‬‬ ‫بْنَ‬ ‫يَزيدَ‬ ‫الكوفة‬ ‫في‬ ‫الحاقدين‬

‫ابن سبأيحرك‬ ‫وأَشرافِها‪ ،‬لأنهم‬ ‫وجوهِها‬ ‫من‬ ‫أربعِ وثلاثين‬ ‫سنة‬ ‫في‬ ‫الكوفةُ‬ ‫وخَلَت‬

‫الكوفة‬ ‫شئي‬ ‫الذين ألر‬ ‫يبقَ إلأ الزعاع والغوغاء‪،‬‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الله‬ ‫سبيل‬ ‫للجهادِ في‬ ‫توخهوا‬

‫وهتجوهم‬ ‫الخبيثة ‪،‬‬ ‫بأفكارِهم‬ ‫وشحَنوهم‬ ‫‪،‬‬ ‫والمنحرفون‬ ‫السبئتون‬ ‫فيهم‬

‫‪.‬‬ ‫الكوفة سعيدِ بن العاص‬ ‫على‬ ‫ضذَ والي عثمان‬

‫سنةَ أربعِ وثلاثين ‪ :‬وفدَ سعيدُ بن‬ ‫الكوفة‬ ‫أوضاع‬ ‫عن‬ ‫الطبري‬ ‫قال‬

‫عثمان ‪.‬‬ ‫إمارةِ‬ ‫عشرة من‬ ‫العاص إلى عثمان في سنة إحدى‬

‫أهل‬ ‫أوضاع‬ ‫إلى أذربيجان ‪،‬‬ ‫قيس‬ ‫الأشعثَ بن‬ ‫قبلَ خروجه‬ ‫سعيا‬ ‫بعث‬ ‫وقد‬

‫الكوفة عند نحرك‬ ‫‪ ،‬وال!ائِبَ بن‬ ‫همذان‬ ‫إلى‬ ‫الري ‪ ،‬والنسَنرَ العجلي‬ ‫إلى‬ ‫قيس‬ ‫وسعيدَ بن‬
‫السنينن‬
‫إلى‬ ‫بن سلامة‬ ‫‪ ،‬وحكيمَ‬ ‫ماه‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬ومالكَ بن حبيب‬ ‫الأقرَع إلى أصبهان‬

‫عامر بن عبد القيس‬ ‫حمران بن أبان والسبئين ضد‬ ‫افتراءات‬ ‫انظر تفاصيل‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.328-327 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاربخ‬ ‫في‬

‫‪135‬‬
‫بن ربيعة إلى الباب ‪،‬‬ ‫وسلمانَ‬ ‫إلى قرقيسيا‪،‬‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬وجريرَ بن عبد‬ ‫الموصل‬

‫‪.‬‬ ‫حلوان‬ ‫إلى‬ ‫الئقاس‬ ‫بن‬ ‫وعُتيبَةَ‬

‫بعد‬ ‫نائبُه‬ ‫وكان‬ ‫التميمي ‪،‬‬ ‫عمرو‬ ‫القعقاعَ بن‬ ‫الحرب‬ ‫على‬ ‫وجعلَ‬

‫عَفرَو بن حُرَيخث‪.‬‬ ‫خروجه‬

‫أو‬ ‫فيها إلا منزوعٌ‬ ‫يَبْقَ‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫والرؤساء‬ ‫الوجوه‬ ‫الكوفةُ من‬ ‫خَلَت‬ ‫وبذلك‬

‫إ(‪.)1‬‬ ‫مفتون‬

‫أ بعد اتفاقِ‬ ‫بن قيس‬ ‫إيَزيدُ‬ ‫زعيمُ السبئيين في الكوفة‬ ‫في هذا الجو خرجَ‬ ‫بزبد بن‬ ‫خصوج‬

‫إلى‬ ‫انضفوا‬ ‫الذين‬ ‫السبثتون‬ ‫معه‬ ‫وخرجَ‬ ‫مصر‪،‬‬ ‫في‬ ‫شيطانِه ابنِ سبأ‬ ‫مع‬ ‫على رأص‬ ‫تي!‬

‫فيها‪.‬‬ ‫إَئروا‬ ‫تأ‬ ‫الذين‬ ‫‪ ،‬والغوغاءُ‬ ‫السرية‬ ‫ابن سبأ‬ ‫جمعيةِ‬ ‫فيها‬ ‫البئ!ن‬

‫للسبئئين سنةَ أربعِ وثلاثين‪:‬‬ ‫علي‬ ‫في أولِ خروج‬ ‫قال الطبري‬

‫فدخلَ‬ ‫‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫خفعَ‬ ‫يريد‬ ‫وهو‬ ‫الكوفة ‪،‬‬ ‫في‬ ‫قيس‬ ‫يزيدُبن‬ ‫خرجَ‬ ‫القعقاع بن عمرو‬

‫ابنُ‬ ‫السبئئون ‪ ،‬الذين ىن‬ ‫‪ ،‬وتجفَعَ عليه في المسجد‬ ‫فيه‬ ‫وجلسَ‬ ‫بقفي على التحرك المسجد‪،‬‬

‫علم‬ ‫في المسجد‪،‬‬ ‫ولما تجمعَ الخارجون‬ ‫مصر‪،‬‬ ‫السوداء يكاتبُهم من‬ ‫ا!ول‬

‫وأَخذَ‬ ‫عليهم ‪،‬‬ ‫القبضَ‬ ‫فألقى‬ ‫‪،‬‬ ‫الحرب‬ ‫أَميرُ‬ ‫عمرو‬ ‫القعقاعُ بن‬ ‫بأمرهم‬

‫معه‪.‬‬ ‫زعيمَهم يزيدَ بن قيس‬

‫بهدفِهم‬ ‫يجاهِزه‬ ‫لم‬ ‫ويقظَتَه وبصيرتَه‪،‬‬ ‫القعقاع‬ ‫يزيدُ شدةَ‬ ‫رأى‬ ‫ولما‬

‫ما يريدُه‬ ‫وخفعِه ‪ ،‬واظهرَ له أن كل‬ ‫الخليفةِ عثمان‬ ‫على‬ ‫في الخروج‬ ‫وخطَتهم‬

‫مكانَه‪.‬‬ ‫‪ ،‬والمطالبةَ بوالِ آخر‬ ‫بن العاص‬ ‫الوالي سعيدَ‬ ‫عزلَ‬ ‫وجماعتُه‬ ‫هو‬

‫لطلبهم‪،‬‬ ‫‪ ،‬فاستُجيب‬ ‫قبلهم‬ ‫به أُناسٌ سابقون‬ ‫أفرٌ هَئن ‪ ،‬وطالَبَ‬ ‫وهذا‬

‫لما سمعَ كلامَ يزيد‪.‬‬ ‫القعقاعُ سراحَ الجماعة‬ ‫أطلق‬ ‫ولذلك‬

‫ولا يجتمعْ عليك‬ ‫المسجد‪،‬‬ ‫لهذا الهدفِ في‬ ‫ثم قال ليزيد ‪ :‬لا تجلسن‬

‫‪.33‬‬ ‫‪-033 : 4‬ا‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪136‬‬
‫لك‬ ‫وسيحققُ‬ ‫الخليفة ‪،‬‬ ‫من‬ ‫ماتريدُ‬ ‫واطلمت‬ ‫بيتك ‪،‬‬ ‫في‬ ‫واجلسْ‬ ‫احد‪،‬‬

‫إ(‪)1‬‬ ‫ذلك‬

‫تنظيمَا سرئا‬ ‫هناك‬ ‫يعلمُ أ‪3‬‬ ‫عمرِو‬ ‫القعقاعُ بن‬ ‫اميرُ الحرب‬ ‫وماكان‬

‫هو خلغُ الخليفةا‬ ‫الأساسي‬ ‫‪ ،‬وأن هدفهم‬ ‫فيه‬ ‫خبي! ‪ ،‬وما هؤلاء إلا عناصرُ‬

‫!‬ ‫!‬ ‫أشذ‬ ‫آخر ‪ ،‬وعقوبة‬ ‫عنهم ‪ ،‬لكان لهم عنده حسالب‬ ‫ولو كان يعلمُ ذلك‬

‫في!‬ ‫بن‬ ‫بزيد‬ ‫الخروج‬ ‫في‬ ‫إلى تعديلِ خطته‬ ‫‪ ،‬واضطزَ‬ ‫بيته‬ ‫في‬ ‫يزيدُ بن قيس‬ ‫جلسَ‬

‫النببن‬ ‫بكانب‬ ‫‪.‬‬ ‫والفتنةِ والثورة‬

‫ابن‬ ‫انف!ننخاع!لى‬ ‫و!خلاَ!‬ ‫دراهم‬ ‫وأ!طاه‬ ‫رجلاَ‪،‬‬ ‫قي!‪،‬‬ ‫يزيدُ بن‬ ‫‪9‬‬ ‫الشَب!يئُ‬ ‫هذا‬ ‫واستأجرَ‬

‫الكوفة ‪ ،‬الذين نفاهم‬ ‫إلى السبثيين من أهل‬ ‫بسرعةِ وكتمان‬ ‫وأمره اق يذهبَ‬

‫بن خالد‬ ‫عند عبد الرحمن‬ ‫مقيمون‬ ‫عثمانُ إلى الشام ثم إلى الجزيرة ‪ ،‬وهم‬

‫النخعي‬ ‫الأشتَر‬ ‫زعيمَهم‬ ‫إن‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫والندم‬ ‫له التوبة‬ ‫أظْهَروا‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫هناك‬

‫‪ ،‬وأظهَرَ له توبتَه هو‬ ‫عثمان‬ ‫إلى‬ ‫‪ -‬قد ذهبَ‬ ‫النخعي‬ ‫الحارث‬ ‫بْنُ‬ ‫‪ -‬وهومالِكُ‬

‫وجماعته!‬

‫فلا‬ ‫هذا‬ ‫كتابي‬ ‫كتابه ‪ :‬إذا وصلكم‬ ‫في‬ ‫يزبُ لإخوانِه الشياطين‬ ‫وقال‬

‫‪ -‬وهم‬ ‫مصر‬ ‫في‬ ‫إِخوانَنا‬ ‫راسَفنا‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫إلَيئ‬ ‫تأتوا‬ ‫مِن أَيديكم ‪ ،‬حتى‬ ‫تَضَعوه‬

‫الخروجأ‬ ‫على‬ ‫معهم‬ ‫واتفَقنا‬ ‫السبئِتون هناك ‪-‬‬

‫الئافي‬ ‫به إخوانُه التحرك‬ ‫ولحقَ‬ ‫للكوفة ‪،‬‬ ‫فورم‬ ‫يزيد خرج‬ ‫قرا الأشترُ كتابَ‬ ‫ولما‬

‫الكوفة‬ ‫في‬ ‫للشئينن‬ ‫جماعةَ‬ ‫‪! ،‬أرسلَ‬ ‫!جدهم‬ ‫نلم‬ ‫خالد‬ ‫بن‬ ‫عبدُ الرحمن‬ ‫وفَقَدهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الخارجون‬

‫يدركوهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫طلبهم‬ ‫في‬

‫بالرعاعِ‬ ‫جماعَتُه‬ ‫واتصلَ‬ ‫مرةَ ثانية ‪،‬‬ ‫بجماعتِه‬ ‫قيس‬ ‫يزيدُ بن‬ ‫اتصلَ‬

‫الأشتَرُ‬ ‫عليهم‬ ‫ودخلَ‬ ‫المسجد‪،‬‬ ‫في‬ ‫وتجفعوا‬ ‫الكوفة ‪،‬‬ ‫في‬ ‫والغوغاء‬

‫‪.331 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاربخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪M‬‬
‫‪ ،‬ودفْعِهِم للثورة‬ ‫إِثارتهم وتهييجهم‬ ‫على‬ ‫وعملَ‬ ‫المسجد‪،‬‬ ‫في‬ ‫النخعي‬

‫!‬ ‫والخرو!‬

‫قالَ لَهم‪:‬‬ ‫مما‬ ‫وكان‬

‫بن العاص‬ ‫سجدَ‬ ‫‪ ،‬وتركْتُ واليكم‬ ‫عندِ الخليفة عثمان‬ ‫من‬ ‫لقد جئتكم‬ ‫الأشز النخعي‬

‫من‬ ‫أموالكم‬ ‫‪ ،‬وخفْضِ‬ ‫عطائكم‬ ‫إِنقاصِ‬ ‫على‬ ‫وسعيد‬ ‫عثمان‬ ‫اتفَق‬ ‫عنده ‪ ،‬وتد‬ ‫بكذب على كمان‬

‫درهم!‬ ‫مئةِ‬ ‫إلى‬ ‫مئتي درهم‬

‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫بذلك‬ ‫عثمانُ وسعيذ‬ ‫وقد كذَبَ الأشترُ نجي ماقال ‪ ،‬ولم يتحدث‬

‫لتهييج العامة‪.‬‬ ‫والافتراءات‬ ‫السبئئين في نشرِ ا!اذيب‬ ‫أسلوبُ‬

‫الرعاع‬ ‫والرَ في‬ ‫المسجد‪،‬‬ ‫في‬ ‫الناسَ الذين‬ ‫الأشترُ بكلامه‬ ‫استخَفث‬

‫في المسجد‪.‬‬ ‫كبيرةَ‬ ‫ضجةَ‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫والغوغاء وهئجَهم‬

‫واشرافِهم ‪ ،‬وصالِحيهم‬ ‫وجوهِهم‬ ‫من‬ ‫عقلاءُ المسلمين‬ ‫يكلمه‬ ‫وصار‬

‫والقعقاع بن‬ ‫مسعود‪،‬‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫وعبدِ‬ ‫الأشعري‬ ‫موسى‬ ‫كأبي‬ ‫‪،‬‬ ‫وأتقيائهم‬

‫لهمأ‬ ‫منهم ‪ ،‬ولم يستجمت‬ ‫فلم يسمغ‬ ‫عمرو‪،‬‬

‫وخارجَه‪،‬‬ ‫في الغوغاء والرعاع داخلَ المسجد‬ ‫بن قيس‬ ‫يزيدُ‬ ‫وصاحَ‬ ‫البئببون !رون‬

‫دخول‬ ‫من‬ ‫المدينة ‪ ،‬لأمنعَ سعيدَ بن العاص‬ ‫و!ال ‪ :‬إني خمارجٌ إلى طرق‬ ‫فوكاءالكونة‬

‫بوالِ‬ ‫‪ ،‬والمطالبةِ‬ ‫الدخول‬ ‫من‬ ‫لمنعِ سعيد‬ ‫معي‬ ‫الكوفة ‪ ،‬ومَن شاءَ أق يخرجَ‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫فليفعل‬ ‫‪،‬‬ ‫مكانه‬

‫ألفِ‬ ‫حوالي‬ ‫معه‬ ‫وخرج‬ ‫والزعاع‪،‬‬ ‫السبئيون‬ ‫لندائِه‬ ‫فاستجابَ‬

‫ا(‪.)1‬‬ ‫أ‬ ‫منهم‬

‫المسجد‬ ‫في‬ ‫بقي‬ ‫‪،‬‬ ‫والثورة‬ ‫للفتنة‬ ‫طلبأ‬ ‫والغوغاءُ‬ ‫السبئيون‬ ‫خرجَ‬ ‫لما‬

‫واشرافُهم وحلماؤُهم‪.‬‬ ‫وجوهُ المسلمين‬

‫المسلمين‬ ‫وطالبَ‬ ‫حُرَيثا‬ ‫بن‬ ‫"عمرو‬ ‫المنبرَ نائبُ الوالي‬ ‫فصعدَ‬

‫‪.331 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪138‬‬
‫‪،‬‬ ‫والفتنةِ والخروج‬ ‫التفرقِ والاختلاف‬ ‫عن‬ ‫ونهاهم‬ ‫‪،‬‬ ‫بالأخوةِ والوحدة‬

‫المتمردين!‬ ‫للخارجين‬ ‫إلى عدمِ الاستجابةِ‬ ‫ودعاهم‬

‫القعقاع بن عمرو‬ ‫لأن‬ ‫أن تواجهَ هؤلاء‪،‬‬ ‫لا تستطيعُ‬ ‫إنك‬ ‫عمرو‪:‬‬ ‫له القعقاع بن‬ ‫فقال‬

‫تادة‬ ‫فتل‬ ‫برى‬ ‫غوغاءٌ‬ ‫مجراه ‪ َ،‬وهؤلاء‬ ‫عن‬ ‫لا يرذُه أحا‬ ‫لا يُردُ‪ ،‬ونهرُ الفرات‬ ‫السيل‬

‫النببن‬
‫وقتلهم‬ ‫رقابهم‬ ‫فتنتِهم إلا ضربُ‬ ‫على‬ ‫فتنة ‪ ،‬ولا يَقضي‬ ‫أصحابُ‬

‫!‬ ‫إ‬ ‫بالسيوف‬

‫ثمنَ تمزُدهم وخروجهم‪،‬‬ ‫هؤلاء‬ ‫دماء ‪ ،‬وسيدفعُ‬ ‫فتن وسفكُ‬ ‫وستكونُ‬

‫ياتي الوالي!‬ ‫حتى‬ ‫فاصبر ‪ ،‬ودعهم‬

‫بيته!‬ ‫إلى‬ ‫‪ .‬وذهبَ‬ ‫الوالي‬ ‫يأتي‬ ‫حتى‬ ‫أَصْبِرُ‬ ‫‪:‬‬ ‫حُريث‬ ‫بن‬ ‫عمرو‬ ‫فقال‬

‫تي!‬ ‫بن‬ ‫يزيد‬ ‫إلى مكافي على‬ ‫الخارجين‬ ‫من‬ ‫بالألف‬ ‫الأشتَرُ‬ ‫ومعه‬ ‫سارَ يزيدُ بن قي!‬

‫من‬ ‫بالف‬ ‫يخرج‬ ‫(الجَرَعَة ) !‬ ‫المدينة ‪ ،‬يسمى‬ ‫طريق‬

‫الى‬ ‫الفوكاء‬

‫!الجرعة‪،‬‬ ‫عائداَ‬ ‫سعيدُ بن العاص‬ ‫في الجَرَعة ‪ ،‬طلعَ عليهم‬ ‫وبينما كانوا معسكرين‬

‫‪.‬‬ ‫من عند عثمان‬

‫من‬ ‫نمنعُك‬ ‫‪ ،‬ونحن‬ ‫لنا بك‬ ‫حاجةَ‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫اتيت‬ ‫حيثُ‬ ‫له ‪ :‬عُذ من‬ ‫فقالوا‬

‫أن‬ ‫عثمان‬ ‫اننا لا نريدُ والياَ علينا ‪ ،‬ونريدُ من‬ ‫‪ ،‬وأَخبِر عثمان‬ ‫الكوفة‬ ‫دخول‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫واليأ مكانك‬ ‫الأشعرفيَ‬ ‫أبا موسى‬ ‫يجعل‬

‫البئبون يمنعون‬ ‫الكلام ؟ كان‬ ‫هذا‬ ‫الفأ لتقولوا لي‬ ‫لماذا خرجتُم‬ ‫سعيد‪:‬‬ ‫لهم‬ ‫قال‬

‫بن العاعر‬ ‫صيد‬ ‫‪ ،‬وأن توةفوا لي رجلاً‬ ‫بطلبكم‬ ‫أن تبعثوا رجلاَ إلى امير المؤمنين‬ ‫يكفيكم‬

‫الكونة‬ ‫من دضل‬ ‫ألف! ر!لٍ لهم !قو ‪ 4‬لمواجهة‬ ‫!فرج‬ ‫في الطريق ليخبرَني بذلك ‪ ،‬وهل‬

‫‪3‬‬ ‫رجلِ واحد(‪)1‬‬

‫‪ ،‬وعدمَ تاجيجِ‬ ‫عدمَ مواجهتهم‬ ‫الحكمة‬ ‫أن من‬ ‫سعيدُ بن العاص‬ ‫رأى‬

‫كان‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫الأقل‬ ‫علي‬ ‫اشتعالها‬ ‫‪ ،‬أو تأجيل‬ ‫إخمادها‬ ‫محاولة‬ ‫الفتنة ‪ ،‬بل‬ ‫نارِ‬

‫‪.332‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبركط‬ ‫تاربخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪913‬‬
‫في‬ ‫عمرو‬ ‫والقعقاع بن‬ ‫حريث‬ ‫بن‬ ‫وعمرو‬ ‫الأشعري‬ ‫أبي موسى‬ ‫رأي‬

‫الكوفة‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫خبرَ القوم الخوارج‬ ‫وأخبره‬ ‫إلى عثمان‬ ‫عاد سعيدُ بن العاص‬ ‫سعيد بن العاص‬

‫خَرجوا‬ ‫؟ وهل‬ ‫طاعة‬ ‫من‬ ‫يداَ‬ ‫خَلَعوا‬ ‫؟ هل‬ ‫‪ :‬ماذا يريدون‬ ‫تال له عثمان‬ ‫محثمان عن‬ ‫بخبر‬

‫طاعتِهم له؟‬ ‫عَدمَ‬ ‫الخليفة ؟ وأَعلنوا‬ ‫على‬ ‫للسبئيين‬ ‫أول ضد‬

‫عليهم‪،‬‬ ‫واليأ‬ ‫يريدونني‬ ‫لا‬ ‫أنهم‬ ‫أَظهَروا‬ ‫لقد‬ ‫لا‪.‬‬ ‫سعيد‪:‬‬ ‫له‬ ‫قال‬

‫اَخر مكانيأ‬ ‫واليأ‬ ‫ويريدون‬

‫واليأ؟‬ ‫يريدون‬ ‫‪ :‬من‬ ‫له عثمان‬ ‫قال‬

‫‪.‬‬ ‫الأشعري‬ ‫ابا موسى‬ ‫‪ :‬يريدون‬ ‫سعيد‬ ‫قال‬

‫نجعلَ‬ ‫لن‬ ‫وواللهِ‬ ‫‪،‬‬ ‫واليأ عليهم‬ ‫عَتتا وأثبتنا أبا موسى‬ ‫‪ :‬قد‬ ‫عثمان‬ ‫قال‬ ‫أبا‬ ‫يعئن‬ ‫عثمان‬

‫منا‪،‬‬ ‫كما هو مطلوب‬ ‫نتركَ لأحدِ حُجة ‪ ،‬ولنَضبِرَن عليهم‬ ‫لأحدِ عُذراَ‪ ،‬ولن‬ ‫الأثعري‬ ‫موص‬

‫أ‬ ‫!‬ ‫مايريدون‬ ‫حقيقةَ‬ ‫نعرفَ‬ ‫حتى‬ ‫الكونة‬ ‫محلى‬ ‫والبا‬

‫الكوفة (‪. )1‬‬ ‫على‬ ‫والياَ‬ ‫بتعيينه‬ ‫إلى أبي موسى‬ ‫عثمان‬ ‫وكتب‬

‫واليأ‪ ،‬كان في مسجدِ‬ ‫عثمان بتعيين أبي موسى‬ ‫كتاب‬ ‫وقبلَ وصولِ‬

‫وقد حاولوا ضبطَ الأمور ‪ ،‬وتهدئةَ‬ ‫!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫أصحاب‬ ‫الكوفة بعض‬

‫سيطروا‬ ‫والحاقدين‬ ‫السبئئين‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫لم يتمَكنوا‬ ‫ولكنهم‬ ‫العامة ‪،‬‬

‫عقلِ أو‬ ‫صوتَ‬ ‫يسمعونَ‬ ‫‪ ،‬فلم يعودوا‬ ‫وهئجوهم‬ ‫الرعاع والغوغاء‪،‬‬ ‫على‬

‫منطق‪.‬‬

‫الكوفة وقتَ التمرد والثورة والفتنة اثنان من اصحاب‬ ‫في مسجدِ‬ ‫وكان‬ ‫أبما‬ ‫ببن‬ ‫حوار‬

‫عمرو‬ ‫عقبةُ بن‬ ‫مسعود‬ ‫وأبو‬ ‫اليمان ‪،‬‬ ‫حذيفةُ بن‬ ‫هما ‪:‬‬ ‫يك!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫وحذبفة‬ ‫س!عود‬

‫الأنصاري البدرى‪.‬‬ ‫حول‬ ‫اليمان‬ ‫بن‬


‫التمرد‬
‫إلى الجرعة‪،‬‬ ‫الرعاع ‪ ،‬وخروجِهم‬ ‫لتمزُد وئورة‬ ‫كان أبو مسعودِ غاضبأ‬

‫‪.332 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪014‬‬
‫‪ ،‬بينما كان‬ ‫مرة تحصل‬ ‫اول‬ ‫‪ ،‬وهي‬ ‫له‬ ‫وعصيانهم‬ ‫الوالي سعيد‪،‬‬ ‫وعزلهم‬

‫وتفكير‪.‬‬ ‫بموضوعيةِ‬ ‫الحدثِ‬ ‫بعيدَ النظر ‪ ،‬يتعاملُ مع‬ ‫حذيفة‬

‫وسيرسلُ‬ ‫‪،‬‬ ‫سالمين‬ ‫الجَرَعَة‬ ‫من‬ ‫يعودوا‬ ‫‪ :‬لن‬ ‫لحذيفة‬ ‫مسعود‬ ‫ابو‬ ‫قال‬

‫!‬ ‫كثيرة‬ ‫فيها دماب‬ ‫‪ ،‬وستسفك‬ ‫لتأديبِهم‬ ‫جيشأ‬ ‫ا!ليفةُ‬

‫بن‬ ‫رأي حذيفة‬ ‫هناك‬ ‫يكون‬ ‫إلى الكوفة ‪ ،‬ولن‬ ‫قائلاَ‪ :‬والله سيعودون‬ ‫فرد عليه حذيفة‬

‫حركة‬ ‫نط‬ ‫اليمان‬ ‫هناك دماء‬ ‫‪ ،‬ولن تسفكَ‬ ‫اشتباك او حرب‬


‫البنينن‬
‫‪-‬لمج!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫الفتن اليوم شيئأ‪ ،‬إلا وقد علِفتُه من‬ ‫هذه‬ ‫وما أعلمُ من‬

‫هذه الفتن التي نراها اليوم قبل وفاته‪.‬‬ ‫أخبرَنا عن‬ ‫حيئ ‪ ،‬حيث‬ ‫وهو‬

‫الرجلَ يصبحُ على الإسلام ‪ ،‬ثم يمسي‬ ‫أنً‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫أخبَرَنا‬ ‫ولقد‬

‫قلبه‪،‬‬ ‫‪ ،‬فيرتذُ وينكصُ‬ ‫ثم يقاتلُ المسلمين‬ ‫شيء‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫معه من‬ ‫وليس‬

‫غداَ‪.‬‬ ‫الله‬ ‫ويقتلُه‬

‫أ(‪)1‬‬ ‫!‬ ‫فيما بعد‬ ‫هذا‬ ‫وسيكون‬

‫الفتن‪،،‬‬ ‫‪9‬‬ ‫علم‬ ‫في‬ ‫عنه متخضصأ‬ ‫الله‬ ‫بن اليمان رضي‬ ‫حذيفة‬ ‫لقد كان‬

‫من‬ ‫وعلمه‬ ‫وفقَ ما سمعَه‬ ‫الكوفة وغيرها‪،‬‬ ‫فتن السبئيين في‬ ‫وتعامَلَ مع‬

‫حقيقةَ ما‬ ‫‪ ،‬ففهم‬ ‫الأحاديث‬ ‫تلك‬ ‫من‬ ‫ما حفظه‬ ‫!ك! ‪ ،‬واستحضَرَ‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫!‬ ‫!‬ ‫ما أمكنه‬ ‫الإصلاحَ‬ ‫يستغْربه ‪ ،‬وحاولَ‬ ‫ولم‬ ‫يستنعده‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫حوله‬ ‫يجري‬

‫تهدئةَ الأمور‪،‬‬ ‫حاول‬ ‫عنه ‪ ،‬فقد‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الأشعري‬ ‫أما أبو موسى‬

‫‪ .‬وقال لفم‪:‬‬ ‫العصيان‬ ‫الناس عن‬ ‫ونهى‬

‫لمثل هذا‬ ‫المخالفة ‪ ،‬ولا تعودوا‬ ‫في مثل هذه‬ ‫أيها الناس ‪ :‬لا تخرجوا‬

‫دىاياكم‬ ‫الأمر ‪،‬‬ ‫أولي‬ ‫بطاعةِ‬ ‫وعليكم‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫‪ ،‬اِنزَموا جماعةَ‬ ‫العصيان‬

‫‪.‬‬ ‫واصبروا‬ ‫‪،‬‬ ‫والعجلة‬

‫ص ص‬ ‫أبما‬ ‫حوار‬ ‫‪ ،‬فقد جاء‬ ‫التمردِ والعصيان‬ ‫أثناءَ‬ ‫الكوفة‬ ‫أمير في‬ ‫هناك‬ ‫ولما لم يكن‬

‫نبل‬ ‫السبنينن‬ ‫مع‬


‫وال!أ‬ ‫نعببنه‬

‫‪.335‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تارلخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪141‬‬
‫بنا!‬ ‫‪ ،‬وق الوا له ‪ :‬تقذَنم فصل‬ ‫موسى‬ ‫أبي‬ ‫إلى‬ ‫السبئثون‬

‫للخليف!‬ ‫وطاعتِكم‬ ‫سمعِكم‬ ‫شرط‬ ‫إلا على‬ ‫بكم‬ ‫لهم ‪ :‬لا أُصقي‬ ‫قال‬

‫!‬ ‫عثمان‬

‫!‬ ‫مطيعون‬ ‫سامعون‬ ‫لعثمان‬ ‫‪ ،‬فنحن‬ ‫قالوا ‪ :‬موافقون‬

‫أهدافَهم الحقيقية عن‬ ‫‪ ،‬لكنهم كانوا يُخفون‬ ‫في ذلك‬ ‫وما كانوا صادقين‬

‫الاَخرين‪.‬‬

‫واليأ‬ ‫بتعيينه‬ ‫عئمان‬ ‫بالناس إلى ان جاءه كتاب‬ ‫يصلي‬ ‫وكان أبو موسى‬

‫الكوفة‪.‬‬ ‫على‬

‫سنة أربعِ وثلاثين ‪ ،‬عادَ‬ ‫‪ ،‬في‬ ‫الكوفة إلى حين‬ ‫الأمورُ في‬ ‫ولما هَدات‬

‫الجهاد هناك ‪ ،‬وعادَ‬ ‫والباب ‪ ،‬يقودُ جيوشَ‬ ‫حذيفةُ بن اليمان إلى اذربيجان‬

‫!‬ ‫فارس‬ ‫في مناطق‬ ‫العمالُ والولاةُ إلى اعمالهم‬

‫الكوفة كتابأ‪ ،‬يبئنُ‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫إلى الخارجين‬ ‫بن عفان‬ ‫وقد كتبَ عثمان‬ ‫عئمان الى‬ ‫كتاب‬

‫بدله‪،‬‬ ‫وتعيين أبي موسى‬ ‫سعيد‪،‬‬ ‫في عزل‬ ‫لطلبهم‬ ‫استجابتِه‬ ‫من‬ ‫الكونة فيه الحكمة‬ ‫في‬ ‫الحارجين‬

‫هذه‬ ‫مواجهة‬ ‫في‬ ‫عثمان‬ ‫وتبينُ طريقة‬ ‫هامة ‪،‬‬ ‫دلالاتِ‬ ‫ذات‬ ‫رسالة‬ ‫وهي‬

‫أنها‬ ‫اليقيني‬ ‫علمه‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫استطاع‬ ‫ما‬ ‫اشتعالها‪،‬‬ ‫تأجيلَ‬ ‫ومحاولته‬ ‫الفتن ‪،‬‬

‫عص!‪.‬‬ ‫الله‬ ‫من رسول‬ ‫‪ ،‬فهذا ما علمه‬ ‫مواجهتها‬ ‫عن‬ ‫قادمة ‪ ،‬وأنه عاجز‬

‫في رسالته‪:‬‬ ‫تال لهم عثمان‬

‫أما بعد‪:‬‬ ‫ة‬

‫‪ ،‬والله لأفْرُشَن لكم‬ ‫سعيد‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وأعفيتكم‬ ‫اختَزتُم‬ ‫من‬ ‫أئَرتُ عليكم‬ ‫فقد‬

‫ما‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬واسألوني‬ ‫بجهدي‬ ‫‪ ،‬ولأستصلِحئكم‬ ‫صري‬ ‫‪ ،‬ولأئذُلَن لكم‬ ‫عِرضي‬

‫من‬ ‫أن أُعفيكم‬ ‫مني‬ ‫‪ ،‬واطلبوا‬ ‫لكم‬ ‫فيه ‪ ،‬فسأُعطيه‬ ‫الله‬ ‫لا يُعصى‬ ‫‪ ،‬مما‬ ‫أحببتم‬

‫أنزل في كل‬ ‫منه ‪ ،‬وسوف‬ ‫‪ ،‬فسأعفيكم‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬مما لم يطلنه‬ ‫ما تكرهون‬ ‫كل‬

‫أ! !‬ ‫لكم علَيئ حجة‬ ‫لا يكون‬ ‫حتى‬ ‫عند ما أحببتم ‪ ،‬وذلك‬ ‫ذلك‬

‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬واوسمعَ صدره‬ ‫أصلَحه‬ ‫‪ ،‬ماكان‬ ‫أمير المؤمنين عثمان‬ ‫عن‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫ا‬ ‫‪11‬‬


‫!‬ ‫!‬ ‫عليه‬ ‫وافتروا‬ ‫‪ ،‬وكذبوا‬ ‫الحاقدون‬ ‫السبئيون والخارجون‬ ‫ظلمه‬ ‫وكم‬

‫عثمان يجتمع مع‬ ‫عثمان‬ ‫‪ ،‬استدعى‬ ‫إلى حين‬ ‫البصرة والكوفة‬ ‫الأمور في‬ ‫هدأت‬ ‫وبعدما‬

‫و!ته‬ ‫أهم‬ ‫أبي‬ ‫‪ :‬معاويةُ بن‬ ‫حضر‬ ‫ممن‬ ‫البلدان ليستثميرهم ‪ ،‬وكان‬ ‫ولاته على‬ ‫أهتمَ‬

‫و‪-‬سنثبم‪3‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العاص‬ ‫وسعيدُ بن‬ ‫سعد‪،‬‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫وعبد‬ ‫عامر‪،‬‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫وعبد‬ ‫سفيان ‪،‬‬

‫عنهم‪.‬‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬رضي‬ ‫بن العاص‬ ‫وعمرو‬

‫وأنتم‬ ‫ونُصَحاء‪،‬‬ ‫وزراء‬ ‫امرىء‬ ‫لكل‬ ‫لهم ‪ :‬إن‬ ‫قال‬ ‫بهم‬ ‫فلما اجتمع‬

‫إلبئ ان أعزلَ‬ ‫الناسُ ما قد رأيتم ‪ ،‬وطلبوا‬ ‫صنع‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫ونصحاثي‬ ‫وزرائي‬

‫‪ ،‬فاجتَهدوا‬ ‫إلى ما يحبون‬ ‫ما يكرهون‬ ‫جميع‬ ‫‪ ،‬وأَرجعَ عن‬ ‫عمالي‬ ‫بعض‬

‫عليئ‪.‬‬ ‫رايكم واشيروا‬

‫عبد الله‬ ‫به‬ ‫ما أشار‬ ‫لأنهم‬ ‫ذلك‬ ‫يفعلون‬ ‫‪ :‬إنهم‬ ‫البصرة‬ ‫واليه على‬ ‫عامر‬ ‫بن‬ ‫اللّه‬ ‫له عبد‬ ‫فقال‬

‫عاص‬ ‫ابن‬ ‫بها‬ ‫والفتن ‪ ،‬يملؤون‬ ‫ل!شاعات‬ ‫متفرغون‬ ‫وهم‬ ‫بالجهاد‪،‬‬ ‫غير مشغولين‬

‫بها أنفسَهم‪.‬‬ ‫اوقاتَهم ‪ ،‬ويُشغلون‬

‫يُث!غلُهم عنك‪،‬‬ ‫الأعداء‪،‬‬ ‫بجهاد‬ ‫أن تأمرهم‬ ‫أمير المؤمنين‬ ‫يا‬ ‫أَرى لك‬

‫الثغور ‪ ،‬فلا يكونُ همُ احدهم‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وان توقفهم‬ ‫وان تُبقيهم في المغازي‬

‫!‬ ‫أ‬ ‫فروته‬ ‫وتتالِه ‪ ،‬لىازالةِ قفل‬ ‫دائته وسلاحِه‬ ‫إلا في‬ ‫إلا نفسَه ‪ ،‬ولا يفكر‬

‫‪ ،‬وقال‬ ‫بن العاص‬ ‫سعيد‬ ‫على‬ ‫أقبلَ‬ ‫كلامَ ابن عامر ‪،‬‬ ‫بعد ما سمعَ عثمان‬

‫رأيُك‪3‬‬ ‫له ‪ :‬ما‬

‫صيد‬ ‫به‬ ‫وما أثار‬ ‫الذي‬ ‫عنك‬ ‫الداء‪ ،‬واقطع‬ ‫احسِئم عنك‬ ‫أميرَ المؤمنين‬ ‫يا‬ ‫سعيد‪:‬‬ ‫قال‬

‫ابن العاص‬ ‫!‬ ‫تُصِمت‬ ‫برأي‬ ‫‪ ،‬واعمل‬ ‫تخاف‬

‫رأيُك؟‬ ‫له ‪ :‬ما هو‬ ‫تال‬

‫تقتل‬ ‫ان‬ ‫وأرى‬ ‫تفزَقوا‪،‬‬ ‫قادتُهم‬ ‫قومِ قادة ‪ ،‬دماذا هلك‬ ‫‪ :‬لكل‬ ‫سعيد‬ ‫قال‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫سيتفزَقون‬ ‫تقتلُ قادتهم‬ ‫‪ ،‬وعندما‬ ‫والمث!اغبين‬ ‫الخارجين‬ ‫قادة هؤلاء‬

‫لهم أمر ‪11‬‬ ‫بجنمع‬

‫نعليق محثمان محلى‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫ما فيه‬ ‫‪ ،‬لولا‬ ‫الرأي‬ ‫هو‬ ‫بقوله ‪ :‬إنَ هذا‬ ‫سعيد‬ ‫رأي‬ ‫على‬ ‫عثمان‬ ‫وعفَق‬

‫رأي صعبد‬

‫‪Ily‬‬
‫هي‬ ‫خطورتَه‬ ‫للفتنة ‪ ،‬ولكن‬ ‫‪ ،‬وقامغ‬ ‫‪ ،‬وحازم‬ ‫صائب‬ ‫رأي‬ ‫أي ‪ :‬هذا‬

‫يقتلُ الخليفة مسلمين‬ ‫فكيفُ‬ ‫الظاهر‪،‬‬ ‫في‬ ‫قتل أناسِ مسلمين‬ ‫على‬ ‫الإقدام‬

‫من رعيته؟‬

‫ع!‬ ‫محمد‬ ‫نبئه‬ ‫من جوابِ‬ ‫تريبأ‬ ‫أليس جوابُ عمانَ لسعيد بن العاص‬

‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبدِ‬ ‫المنافقين‬ ‫عنه ‪ ،‬بقتْل زعيم‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عليه عمر‬ ‫أشار‬ ‫عندما‬

‫بني المصطلق؟‬ ‫في غزوة‬ ‫المسلمين‬ ‫فرًقَ‬ ‫‪ ،‬عندما‬ ‫اُبيئ‬

‫عنقَها‬ ‫اضرفي‬ ‫‪ :‬دغني‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬يارسول‬ ‫له عمر‬ ‫قال‬

‫!‬ ‫ا‬ ‫يقتلُ أصحابَه‬ ‫محمدأ‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫الناس‬ ‫‪ :‬سيقول‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫له رسول‬ ‫قال‬

‫يقتلُ المسلمين‬ ‫الخليفةَ عثمان‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫الناس‬ ‫‪ :‬سيقول‬ ‫يقول‬ ‫عثمان‬ ‫وكأنَ‬

‫!‬ ‫!‬ ‫رعيته‬ ‫من‬

‫رأيه ‪ ،‬فأشارَ عليه معاوية أن يعيد عمالَه إلى‬ ‫معاويةَ عن‬ ‫عثمان‬ ‫ثم سأل‬ ‫معاوية‬ ‫به‬ ‫أثار‬ ‫ما‬

‫‪.‬‬ ‫الأمورَ بحزم‬ ‫يضبطوا‬ ‫‪ ،‬وأق‬ ‫بلدانهم‬ ‫السرح‬ ‫أب‬ ‫وابن‬

‫‪.‬‬ ‫الشام‬ ‫أهل‬ ‫لك‬ ‫له ‪ :‬وأنا ضامن‬ ‫وقال‬

‫‪ ،‬فأعَطهم‬ ‫طمع‬ ‫أهل‬ ‫‪ :‬إن الناس‬ ‫بن أبي السرح‬ ‫بن سعد‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫وقال‬

‫ا‬ ‫!‬ ‫قلوبهم‬ ‫عليك‬ ‫من هذا المال تعطِف‬

‫الناس‬ ‫قد ركبت‬ ‫أنك‬ ‫كلامأ عجيبأ لعثمان ‪ :‬أرى‬ ‫بن العاص‬ ‫وقال عمرو‬ ‫كربب‬ ‫كلام‬

‫لعمرو بن العاص‬
‫أبيت‬ ‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫تعتزل‬ ‫أن‬ ‫فاعتزِم‬ ‫ابيتَ‬ ‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫تعتدل‬ ‫ان‬ ‫فاعتزِم‬ ‫‪،‬‬ ‫بما يكرهون‬

‫!‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫قُدُمأ‬ ‫وامضِ‬ ‫عَرمأ‪،‬‬ ‫فاعتزم‬

‫أن عمراَ ما‬ ‫‪ ،‬وما درى‬ ‫بن العاص‬ ‫كلام عمرو‬ ‫من‬ ‫عثمان‬ ‫تعخب‬ ‫وقد‬

‫ليوصِلَ رسالةَ إلى‬ ‫دهاء‪،‬‬ ‫هو‬ ‫ذلك‬ ‫دافعَه في‬ ‫قوله ‪ ،‬وأن‬ ‫جا؟اَ ني‬ ‫كان‬

‫الاَخرينأ‬

‫إلى‬ ‫عمرو‬ ‫جاء‬ ‫حتى‬ ‫القوم ‪،‬‬ ‫وتفزق‬ ‫‪،‬‬ ‫الاجتماع‬ ‫أَن انتهى‬ ‫ما‬ ‫ولهذا‬ ‫يبيق لعثمان‬ ‫عمرو‬

‫علمتُ‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫ذلك‬ ‫عليئَ من‬ ‫أَعزُ‬ ‫‪ ،‬أنت‬ ‫أمير المؤمنين‬ ‫يا‬ ‫له ‪:‬‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫عثمان‬ ‫هدفه من الكلام‬

‫‪ ،‬وسيبلغُ كلامُنا‬ ‫عليك‬ ‫كلامَنا لك ‪ ،‬وإشارشًا‬ ‫يسمعون‬ ‫قومأ بالباب‬ ‫ان‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪f f‬‬


‫أني ضدَك‪،‬‬ ‫بي ‪ ،‬ويعلموا‬ ‫ليثِقوا‬ ‫لك ‪،‬‬ ‫أن يبلَغهم قولي‬ ‫للناس ‪ ،‬فأحببت‬

‫خيرأ‪ ،‬أو أدفعُ‬ ‫لك‬ ‫فأقودُ‬ ‫ماعندهم من مكائد‪،‬‬ ‫بعضَ‬ ‫وعندها قد اعرف‬

‫شرا*ا)!!‬ ‫عنك‬

‫!‬ ‫!‬ ‫‪ ،‬وأكثرَ دهاءَك‬ ‫‪ ،‬ما ابعدَ نظرك‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫ياعمرو‬ ‫عنك‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫أربع‬ ‫سنة‬ ‫في‬ ‫هذا‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بلدانهم‬ ‫إلى‬ ‫وولاته‬ ‫عمالَه‬ ‫أعادَ عثمانُ‬

‫به عليها‬ ‫مما أشاروا‬ ‫بالمناسب‬ ‫‪ ،‬واخذَ‬ ‫وثلاثين‬

‫والافتراءات ‪ ،‬أنمالات ابن سبأ‬ ‫واكاذيب‬ ‫الإشاعات‬ ‫نشر‬ ‫في‬ ‫السبئيين استمروا‬ ‫ولكن‬

‫الكوفة‬ ‫سبئي‬ ‫مع‬ ‫ثلاثة ‪ :‬مصر‬ ‫مراكزُ قوتهم‬ ‫فيما بينهم ‪ ،‬وكانت‬ ‫ويتراسلون‬ ‫يتكاتبون‬ ‫وكانوا‬

‫والبمر‬ ‫والاْشتر‬ ‫‪،‬‬ ‫قيس‬ ‫بن‬ ‫يزيد‬ ‫فيها‬ ‫وزعيمهم‬ ‫‪،‬‬ ‫والكوفة‬ ‫سبأ‪،‬‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫مقزُ عبد‬

‫جبلة‪.‬‬ ‫بن‬ ‫حكيم‬ ‫فيها اللمنُ الفاتك‬ ‫‪ ،‬وزعيمُهم‬ ‫‪ ،‬والبصرة‬ ‫النخعي‬

‫الحل‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫مستشاريه‬ ‫إلى عثمان ‪ ،‬فجمع‬ ‫الشكاوى‬ ‫ووصلت‬

‫‪ ،‬فأَشيروا‬ ‫المؤمنين‬ ‫‪ ،‬وشهودُ‬ ‫‪ :‬أنتم شركائي‬ ‫لهم‬ ‫المدينة ‪ ،‬وقال‬ ‫والعَقْدِ في‬

‫عليَ‪.‬‬

‫عثمان‬ ‫مارو‬ ‫المدينة ‪ ،‬ممن‬ ‫من‬ ‫إلى الأمصارِ رجالأ‬ ‫أن تبعث‬ ‫‪ :‬نشيرُ عليك‬ ‫له‬ ‫الوا‬ ‫ق‬

‫‪ ،‬ويتعزَفوا يثيرون بلجان‬ ‫اخبارهم‬ ‫‪ ،‬ويقفوا على‬ ‫المسلمين‬ ‫أحوال‬ ‫بهم ‪ ،‬ليطَلعوا على‬ ‫تثقُ‬

‫تفتئ!‬ ‫كلام‬ ‫من‬ ‫الناس‬ ‫على‬ ‫وينشر‬ ‫الولاة والأمراء‪،‬‬ ‫ما ينقلُ عن‬ ‫حقيقة‬ ‫على‬

‫ذلك!‬ ‫‪ ،‬ويتأكَدوا من صحة‬ ‫وروايات‬

‫بتقارير‬ ‫أن لا يكتفيَ عثمان‬ ‫من كبارِ الصحابة‬ ‫عثمان‬ ‫لقد أراد مست!ثارو‬

‫بأن يرسل‬ ‫الأمصار‪،‬‬ ‫في‬ ‫والعامة‬ ‫بالناس‬ ‫د!انما يتصل‬ ‫الولاة والأمراء‪،‬‬

‫والتدقيق‪.‬‬ ‫والتحقيق‬ ‫للتفتيشِ‬ ‫اُمناءَ‬ ‫رجالاَ‬

‫إلى‬ ‫موثوقين‬ ‫رجالاَ‬ ‫وأَرسلَ‬ ‫‪،‬‬ ‫الوجيه‬ ‫الرأي‬ ‫بهذا‬ ‫عثمان‬ ‫أَخد‬ ‫وقد‬

‫والشام‬ ‫ومصر‬ ‫العرب‬ ‫بلاد‬ ‫في‬ ‫والمراكز‪،‬‬ ‫البلدان والأمصار‬ ‫مختلف‬

‫‪.335‬‬ ‫‪-333 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪I‬‬ ‫‪I c‬‬


‫‪.‬‬ ‫الناس‬ ‫أحوال‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وياللعوا‬ ‫له الأخبار‬ ‫أ ليَجمعوا‬ ‫وفارس‬ ‫والعراق‬

‫أرسلَهم لهذه المهمة التفتيشية‪:‬‬ ‫ممن‬ ‫وكان‬

‫وجَّهه إلى‬ ‫عنه ‪ ،‬حيث‬ ‫الله‬ ‫الأنصاري ‪ ،‬رضي‬ ‫مسلمة‬ ‫بن‬ ‫محمدُ‬ ‫في‬ ‫مفنثو عثان‬

‫الأمصار‬
‫الكوفة!‬

‫ا‬ ‫إلى البصرة‬ ‫وخهه‬ ‫عنهما ‪ ،‬حيث‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫وأسامةُ بن زيد‪،‬‬

‫إلى مصر!‬ ‫وجهه‬ ‫عنهما ‪ ،‬حيثُ‬ ‫الله‬ ‫وعمارُ بن ياسر رضي‬

‫إلى الشام (‪!)1‬‬ ‫وجهه‬ ‫عنهما ‪ ،‬حيث‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن عمر‬ ‫الله‬ ‫وعبد‬

‫‪،‬‬ ‫لعثمان‬ ‫‪ ،‬عادوا‬ ‫التف!تيشية‬ ‫‪ ،‬بمهماتهم‬ ‫الرسميون‬ ‫قام الموفَدون‬ ‫وبعدما‬


‫المفتثبن‬ ‫نقارلر‬

‫‪ :‬ما أنكَرْنا‬ ‫وقالوا‬ ‫‪،‬‬ ‫ومستثاريه‬ ‫عثمان‬ ‫إلى‬ ‫تقاريرهم‬ ‫وقذَموا‬ ‫إلا عماراَ‪،‬‬ ‫الايجابية عن‬
‫الأمصار‬
‫البلدان شيئاَ‪ ،‬والولاةُ‬ ‫في تلك‬ ‫ولا أنكر أعلامُ المسلمين‬ ‫فيما رأينا شيئأ‪،‬‬

‫وبلدانُ‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهم‬ ‫ويقومون‬ ‫لهم ‪،‬‬ ‫واجباتهم‬ ‫ويؤدون‬ ‫الرعية ‪،‬‬ ‫مع‬ ‫عادلون‬

‫في خير‪.‬‬ ‫المسلمين‬

‫يحذبُ‬ ‫الصادقون‬ ‫الموفدون‬ ‫الصحابة‬ ‫بها‬ ‫خرجَ‬ ‫والنتائجُ التي‬

‫ويضعها‬ ‫ويختلقها‬ ‫يؤئفها‬ ‫التي كان‬ ‫وا!اذيب‬ ‫والافتراءات‬ ‫الإشاعاتِ‬

‫ظلمِ الولاة‬ ‫‪ ،‬عن‬ ‫بلاد المسلمين‬ ‫في‬ ‫أنها منتشرة‬ ‫ويزعمون‬ ‫السبئئون ‪،‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫!‬ ‫الرعية‬ ‫أمورَ‬ ‫هـاهمالهم‬ ‫‪،‬‬ ‫ومعاصيهم‬ ‫‪،‬‬ ‫وجرائمهم‬

‫عثمان‬ ‫استبطأ‬ ‫عنه ‪ ،‬حيث‬ ‫الله‬ ‫إلا عمارَ بن ياسر رضي‬ ‫عادَ الموفدون‬ ‫نأخر عمار بن‬

‫! أ‬ ‫قتل‬ ‫قد‬ ‫أنه‬ ‫وظنوا‬ ‫‪ j‬ه ‪4‬‬ ‫ومستشار‬


‫مصر‬ ‫في‬ ‫ياصر‬

‫بن أبي السرح‬ ‫بن سعد‬ ‫الله‬ ‫إلى عثمان كتال! من عبد‬ ‫وصل‬ ‫وبعد حين‬ ‫عمار‬ ‫ناثر‬

‫بدعابات السشِنن‬
‫قد استمالوا‬ ‫والخارجين‬ ‫المشاغبين‬ ‫‪ ،‬يجبره فيه أن قومأ من‬ ‫مصر‬ ‫واليه على‬
‫مصر‬ ‫في‬
‫!‬ ‫ا‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬واثروا‬ ‫بن ياسر‬ ‫عمار‬

‫بن‬ ‫‪ ،‬وسودان‬ ‫ملجم‬ ‫بن‬ ‫سبأ ‪ -‬ابن السوداء ‪ -‬وخالد‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫منهم‬

‫‪.341 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪ILI‬‬
‫!‬ ‫‪ ،‬وكنانة بن بشر(‪)1‬‬ ‫حمران‬

‫عنه ‪ ،‬وتألرِه‬ ‫الله‬ ‫بن ياسر رضي‬ ‫عمار‬ ‫فعل‬ ‫من‬ ‫ومستثاروه‬ ‫وتألم عثمان‬

‫!‬ ‫!‬ ‫له‬ ‫‪ ،‬واستمالتهم‬ ‫الخوارج‬ ‫هؤلاء‬ ‫بكلام‬

‫من‬ ‫جرى‬ ‫لأمرِ‬ ‫عنهما‬ ‫الله‬ ‫عثمان رضي‬ ‫وقد كان عمار غاضبأ على‬

‫عماراَ‬ ‫وجعلَ‬ ‫‪،‬‬ ‫نسيه‬ ‫عثمان‬ ‫ولكنَ‬ ‫ينسَه عمار‪،‬‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫فأذَبه عثمان‬ ‫‪،‬‬ ‫عمار‬

‫السبئيين أثروا‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫بهذه المهمة العظيمة إلى مصر‬ ‫ثقته ‪ ،‬فأرسله‬ ‫محل‬

‫فيه‪،‬‬ ‫كلامهم‬ ‫وألر‬ ‫عليه ‪،‬‬ ‫الأمر‬ ‫فانطلى‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫كوامنَ‬ ‫وأثاروا‬ ‫فيه‪،‬‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫عمار‬ ‫بين عمار بن ياسر وبين سبب كضب‬ ‫خلاف‬ ‫جرى‬ ‫أنه‬ ‫عثمان لعمار‬ ‫وسببُ ضربِ‬

‫على عثمان‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫‪ ،‬وعَركه وضربه‬ ‫عباس‬ ‫على‬ ‫عمار‬ ‫‪ ،‬فحملَ‬ ‫بن أبي لهب‬ ‫عتبةِ‬ ‫بن‬ ‫عباسِ‬

‫عباسأ‪.‬‬ ‫عماز‬ ‫عماراَ ‪ ،‬وقذف‬ ‫عباش‬ ‫تقاذفا ‪ ،‬فقذف‬

‫الأمر‪،‬‬ ‫ونسيَ‬ ‫‪ ،‬وضرَبَهما‪،‬‬ ‫منهما حذَ القذف‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫وقد أقام عثمان‬

‫‪.‬‬ ‫الخاص‬ ‫فدَه‬ ‫ليكونَ مر‬ ‫عماراَ إلى مصر‬ ‫وبعث‬

‫الله‬ ‫غفر‬ ‫عماراَ بها ‪ ،‬واستمالوه‬ ‫‪ ،‬وذكَروا‬ ‫الحادثة‬ ‫هذه‬ ‫السبئيون‬ ‫واستغل‬

‫له‪.‬‬

‫إلى‬ ‫منه أن يأتوا بعمار‬ ‫وطلب‬ ‫سعد‪،‬‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫عثمانُ إلى‬ ‫أرسلَ‬

‫للمدينة‪.‬‬ ‫وأكرموا عماراَ ‪ ،‬واستقدموه‬ ‫المدينة مكزمأ‪،‬‬

‫عثمان يعاتب‬ ‫في مصر ‪ ،‬وكان‬ ‫منه‬ ‫حصل‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫عاتَبه‬ ‫ولما دخلَ عماز على عثمان ‪،‬‬

‫فعله‬ ‫عماراَ عل‬ ‫الحذ‬ ‫‪ ،‬فأقمتُ‬ ‫قذفك‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫لهب‬ ‫ابن أبي‬ ‫قذقتَ‬ ‫أبا اليقظان‬ ‫يا‬ ‫قاله له ‪:‬‬ ‫مما‬

‫له بحفه‬ ‫منه ‪ ،‬وأخذتُ‬ ‫بحفكَ‬ ‫لك‬ ‫عليكَ وعليه ‪ ،‬أَغَضِبتَ علَيئ لأني أخذتُ‬

‫منكأ‬

‫مظلمة‪،‬‬ ‫من‬ ‫أمتي‬ ‫ما بيني وبين‬ ‫‪ :‬الفهم إني قد وهبتُ‬ ‫ثم قال عثمان‬

‫‪.341 : 4‬‬ ‫تاريخ الطبري‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪147‬‬
‫احد ‪ ،‬ولا أُبالي!‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫حدودك‬ ‫ب!قامةِ‬ ‫واللهم إني اتقزَب إليك‬

‫) !‬ ‫ياعمار(‪1‬‬ ‫عني‬ ‫اُخر!‬

‫أفرادِ الأمة ‪ ،‬ولو كان‬ ‫وتأديبه لأحد‬ ‫يلامُ عثمانُ الخليفة لضربه‬ ‫وهل‬ ‫مو!ف‬ ‫نوجبه‬

‫بن‬ ‫عمر‬ ‫يضربْ‬ ‫ألم‬ ‫الله عنه ؟‬ ‫رضي‬ ‫ياسر‬ ‫بن‬ ‫جليلاَ كعمار‬ ‫صحابيأ‬ ‫عماروعثمان‬

‫‪،‬‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫كعمرو‬ ‫تعزيراَ وتأديبأ لهم‬ ‫أجلاء‬ ‫بالدرة صحابةَ‬ ‫الخطاب‬

‫بن كعب؟‬ ‫واُبيئ‬ ‫‪ ،‬ومعاوية ‪،‬‬ ‫بن أبي وقاص‬ ‫وسعد‬

‫الكرام أن يكونوا معصومين‬ ‫الصحابة‬ ‫أو غيرِه من‬ ‫عمار‬ ‫نريد من‬ ‫وهل‬

‫معصولم إلا‬ ‫عندنا أحا‬ ‫انه ليس‬ ‫؟ مع‬ ‫الماَخذ والمعاصي‬ ‫من‬

‫!‬ ‫!‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫الصحابة‪،‬‬ ‫‪ ،‬وغيرُه ‪ ،‬من‬ ‫عمار‬ ‫يُذنبَ ويُخطىءَ‬ ‫أن‬ ‫والجائزِ‬ ‫الممكن‬ ‫من‬

‫‪ ،‬سواء‬ ‫المخالف‬ ‫‪ ،‬وأن يؤدث‬ ‫المؤمنين أن يعاقبَ المخطىء‬ ‫اميرِ‬ ‫حق‬ ‫ومن‬

‫!‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫عثمان‬ ‫أو‬ ‫عمراَ‬ ‫كان‬

‫حقيقة‬ ‫يعرفْ‬ ‫لم‬ ‫السبئيّين‪ ،‬فلأنه‬ ‫بدعاية‬ ‫ياسر‬ ‫بن‬ ‫أما تأثر عمار‬ ‫ذرا‬ ‫عمار كاب‬

‫نظرِ وصواب‬ ‫ببُغدِ‬ ‫وافتراءاتهم‬ ‫شبهاتهم‬ ‫مع‬ ‫‪ ،‬ئم لأفه لم يتعامل‬ ‫أه!اةالم‬ ‫حقيقة‬ ‫يكشف‬

‫وبكلامهم‪.‬‬ ‫الظنً بهم‬ ‫أحسنَ‬ ‫ديانما‬ ‫‪،‬‬ ‫رأي‬ ‫السبئين‬

‫بكلام‬ ‫الله عنه‬ ‫رضي‬ ‫الغفاري‬ ‫ذر‬ ‫أبو‬ ‫الصادق‬ ‫الصحابيئُ‬ ‫تأئَر قبله‬ ‫لقد‬

‫الحسن!‬ ‫على المحمل‬ ‫بن سبأ‪ ،‬لما كفَمه في الشام ‪ ،‬وحمله‬ ‫الله‬ ‫اليهودي عبد‬

‫نفاذِ‬ ‫في‬ ‫يتفاوتون‬ ‫الرضوان‬ ‫عليهم‬ ‫الكرام‬ ‫الصحابة‬ ‫كان‬ ‫ولقد‬

‫لا‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫فراستهم‬ ‫وصدقِ‬ ‫‪،‬‬ ‫أفقهم‬ ‫وسَعةِ‬ ‫‪،‬‬ ‫فكزبهم‬ ‫وعمقِ‬ ‫‪،‬‬ ‫بصيرَتهم‬

‫ولا يُنقِصُ اتدارَهم‪.‬‬ ‫يُعيبُهم‬

‫دعايات‬ ‫ياسر من‬ ‫أبي ذر الغفاري وعمار بن‬ ‫وشتانَ بين موقف‬

‫لابن العربي تحقيق‬ ‫القواصم‬ ‫من‬ ‫العواصم‬ ‫عثصان مع عمار في‬ ‫انظر قصة‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.66 -‬‬ ‫‪64 :‬‬ ‫الدين الخطيب‬ ‫محب‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪148‬‬
‫من نفس‬ ‫أبي الدرداء وعبادة بن الصامت‬ ‫اليهودي ابن سبأ‪ ،‬وبين موقف‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الصحابة‬ ‫جميع‬ ‫عن‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬رضي‬ ‫يهود!سه‬ ‫ا الفذينِ اكتشفا‬ ‫!‬ ‫اليهودي‬ ‫ذلك‬

‫مع‬ ‫اجنماع !ان‬ ‫والبلدان ‪ ،‬دعا‬ ‫الأمصار‬ ‫في‬ ‫الوضع‬ ‫حقيقة‬ ‫على‬ ‫عثمان‬ ‫وقف‬ ‫بعدما‬

‫الولاة بعد حج‬ ‫سنة أربع وثلاثين ‪.‬‬ ‫حج‬ ‫‪ ،‬بعد موسم‬ ‫به‬ ‫عمالَه وولاته إلى الاجتماع‬

‫صنة أربم وئلامبن‬ ‫أمير‬ ‫عامر‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫وعبد‬ ‫أميرُ الشام ‪،‬‬ ‫معاويةُ‬ ‫عليه‬ ‫قدم‬ ‫ممن‬ ‫وكان‬

‫‪.‬‬ ‫وآخرون‬ ‫أمير مصر‬ ‫بن سعد‬ ‫الله‬ ‫البصرة ‪ ،‬وعبد‬

‫المشورة‬ ‫في‬ ‫معهم‬ ‫عثمانُ الولاة الذين قدموا عليه ‪ ،‬وأشركَ‬ ‫واستشار‬

‫السابق‬ ‫واليه‬ ‫بن العاص‬ ‫وسعيد‬ ‫السابق على مصر‪،‬‬ ‫واليه‬ ‫عمرو بن العاص‬

‫الكوفة‪.‬‬ ‫على‬

‫التي تنتشر‬ ‫الشكوى‬ ‫‪ ،‬ما هذه‬ ‫قائلاَ ‪ :‬ويحَكم‬ ‫خاطبهم‬ ‫بهم‬ ‫اجتمع‬ ‫ولما‬

‫يكونوا‬ ‫أن‬ ‫أخشى‬ ‫و(ني‬ ‫؟‬ ‫الاذاعةُ التي تذاعُ ضذَكم‬ ‫هذه‬ ‫وما‬ ‫‪3‬‬ ‫عنكم‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عنكم‬ ‫في كلامهم‬ ‫صادقين‬

‫ألم‬ ‫البلدان ؟‬ ‫في‬ ‫يحفقون‬ ‫عندكم‬ ‫رجالاَ من‬ ‫‪ :‬الم تبعث‬ ‫له‬ ‫فقالوا‬

‫بهم ؟ ألم ينقلوا لك‬ ‫نحن‬ ‫أن نتدخل‬ ‫؟ دون‬ ‫يئصلوا بالناس وشمألوهم‬

‫منا ‪3 3‬‬ ‫الأخبار أ‪ 3‬الناس في خير ‪ ،‬ولم يتقذم لهم الناسُ بالشكوى‬

‫لكلامهم‬ ‫وليس‬ ‫ولا بروا‪،‬‬ ‫الفتنة ما صدقوا‬ ‫‪ :‬إن أصحاب‬ ‫له‬ ‫ثم قالوا‬

‫والافتراء‪ ،‬لا‬ ‫الكذب‬ ‫إلا إذاعة د!اشاعة منهم ‪ ،‬تقوم على‬ ‫‪ ،‬وما هي‬ ‫اصل‬

‫الأخذ بها(‪1)1‬‬ ‫يحل‬

‫علَيئ‪.‬‬ ‫‪ :‬أشيروا‬ ‫عثمان‬ ‫لهم‬ ‫ثم قال‬

‫سعيد بن العاص‬ ‫الشكايات‬ ‫هذه‬ ‫إ ‪-‬‬ ‫ما قال‬ ‫أروع‬ ‫‪-‬وما‬ ‫العاص‬ ‫له سعيدبن‬ ‫فقال‬

‫بنير بقنل زمحماء‬ ‫‪،‬‬ ‫السر‬ ‫في‬ ‫‪،‬‬ ‫أداش‬ ‫ويحئكُها‬ ‫‪ ،‬يؤلفها‬ ‫ملمقة‬ ‫وافتراءاث‬ ‫أكاذيمث‬ ‫والإذاعات‬

‫البثيين‬ ‫أهل‬ ‫الرعاع ‪ ،‬ليسوا من‬ ‫من‬ ‫قوم‬ ‫بين الناس ‪ ،‬فيسمَعُها منهم‬ ‫ثم ينشرونها‬

‫‪.342‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبركط‬ ‫تارلخ‬ ‫)‬ ‫‪0‬‬ ‫(‬

‫‪I‬‬ ‫‪I A‬‬


‫ثم تنتشر‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫مجالسهم‬ ‫بها في‬ ‫‪ ،‬ويتحدثون‬ ‫‪ ،‬فيصدقونها‬ ‫والمعرفة‬ ‫الفهم‬

‫!‬ ‫!‬ ‫الناس‬ ‫بين‬

‫ذلك؟‬ ‫دواءُ‬ ‫‪ :‬ما‬ ‫له عثمان‬ ‫قال‬

‫‪،‬‬ ‫الإشاعات‬ ‫وصانعي‬ ‫الفتنة ‪،‬‬ ‫القومِ رؤوسِ‬ ‫هؤلاء‬ ‫‪ :‬طلبُ‬ ‫سعيد‬ ‫قال‬

‫قتلُهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬ئم‬ ‫‪ ،‬واكتشافُهم‬ ‫الأكاذيب‬ ‫وملفقي‬

‫وأعطهم‬ ‫عليهم‬ ‫الحقً الذي‬ ‫الناس‬ ‫خُذ من‬ ‫بن سعد‪:‬‬ ‫النّه‬ ‫له عبد‬ ‫وقال‬ ‫معاوية وابن‬ ‫رأي‬

‫وابن العاص‬ ‫صد‬


‫الحن الذي لهم!‬

‫إلا‬ ‫عنهم‬ ‫قولم لا يأتيك‬ ‫أمرَ الشام ‪ ،‬وأهلُه‬ ‫وليتني‬ ‫‪ :‬لقد‬ ‫له معاوية‬ ‫وقال‬

‫أعلمُ بأوضاعها!‬ ‫ولاتها‬ ‫البلدان‬ ‫‪ ،‬وباقي‬ ‫الخير‬

‫؟‬ ‫ياعمرو‬ ‫‪ :‬ما ترى‬ ‫بن العاص‬ ‫لعمرو‬ ‫وقال عثمان‬

‫ما‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وزدْتَهم‬ ‫عنهم‬ ‫قد لِنْتَ لهم ‪ ،‬وتراخيتَ‬ ‫ائك‬ ‫‪ :‬أرى‬ ‫عمرو‬ ‫قال‬

‫وسعةِ الصدر‪.‬‬ ‫الين والحلم‬ ‫بهم عمر ‪ ،‬وقد أكثرتَ لهم من‬ ‫كان يصنع‬

‫‪ ،‬فتشتدَ في مواضع‬ ‫‪ ،‬أبي بكر وعمر‬ ‫صاحبيك‬ ‫تلتزمُ طريقة‬ ‫أنك‬ ‫وأرى‬

‫أن تكونَ الشدةُ مع الذين يريدون‬ ‫اللين ‪ ،‬يجب‬ ‫مواضع‬ ‫‪ ،‬وتلين في‬ ‫ال!ثمدة‬

‫!‬ ‫!‬ ‫الناس‬ ‫نصحِ‬ ‫على‬ ‫اللين مع الحريصين‬ ‫بالناس شراَ‪ ،‬وأن يكون‬

‫في‬ ‫خطته‬ ‫مبتناَ‬ ‫عنه ‪،‬‬ ‫النَه‬ ‫رضي‬ ‫تكلًم عثمان‬ ‫كلامهم‬ ‫انتهوا من‬ ‫وبعدما‬
‫يبين خطته‬ ‫عثمان‬

‫تأخيرُ‬ ‫هو‬ ‫إنما‬ ‫ما يفعله‬ ‫وكل‬ ‫‪،‬‬ ‫لا محالة‬ ‫قادمة‬ ‫هي‬ ‫التي‬ ‫الفتنة ‪،‬‬ ‫مواجهة‬ ‫الفتنة‬ ‫مواجهة‬ ‫في‬

‫لا منعُها!‬ ‫‪،‬‬ ‫حدوثها‬

‫به عليئَ‪.‬‬ ‫كلً ما أشرتبم‬ ‫قاله ‪ :‬قد سمعتُ‬ ‫مما‬ ‫وكان‬

‫الأمة كائنة‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫نخافها‬ ‫الفتنة التي‬ ‫منه ‪ ،‬وإن‬ ‫يؤتى‬ ‫أمرِ بافي‬ ‫ولكل‬

‫والمتابعة‪.‬‬ ‫باللين ‪ ،‬والمؤاتاة‬ ‫أن نكفكفَها‬ ‫نحاول‬ ‫‪ ،‬ونحن‬ ‫لا محالة‬ ‫وواقعة‬

‫أحدٌ أن‬ ‫‪ ،‬ولا يستطيع‬ ‫الله‬ ‫حدود‬ ‫من‬ ‫حد‬ ‫الناس ‪ ،‬إلا في‬ ‫وسنلينُ مع‬

‫علينا لأننا أقمناه ‪.‬‬ ‫منها ‪ ،‬أو ينكر‬ ‫حدأ‬ ‫يعيب‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪015‬‬
‫أني لم اقصمر في !ديمِ‬ ‫النَه‬ ‫‪ ،‬وقد علمَ‬ ‫حق‬ ‫علئَ في‬ ‫لأحدِ حجة‬ ‫ولي!‬

‫‪.‬‬ ‫الخيرِ للناس‬

‫من‬ ‫ما طلبه عشان‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫يحركها‬ ‫ولم‬ ‫مات‬ ‫إن‬ ‫لعثمان‬ ‫الفتنةِ لدائرة ‪ ،‬فطوبى‬ ‫ووالله إن رحا‬

‫اد!هْ‬ ‫‪،‬‬ ‫لهم‬ ‫واغفروا‬ ‫وسامحوهم‬ ‫‪،‬‬ ‫حقوقهم‬ ‫وَهَبوا لهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫كَقكِفوا‬

‫!(‪)1‬‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫فيها‬ ‫تُداهنوا‬ ‫فلا‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫حقوق‬ ‫انتُهِكَت‬ ‫إذا‬ ‫أما‬ ‫‪،‬‬ ‫معهم‬ ‫ولينوا‬

‫‪ ،‬وفقَ ما أعلنه لهم من‬ ‫ولاته ان يعودوا إلى أعمالهم‬ ‫من‬ ‫عثمان‬ ‫طلبَ‬

‫أنها قادمة!‬ ‫بصيرٍ يرى‬ ‫‪ ،‬التي كان كل‬ ‫الفتنة‬ ‫مواجهةِ‬ ‫أسلوبِ‬

‫اشراحان !اوية‬ ‫وقال‬ ‫إلى الشام ‪ ،‬أتى إلى عثمان‬ ‫وقبل أن يتوجًه معاوية بن أبي سفيان‬

‫يرفضهماعئمان‬ ‫من‬ ‫عليك‬ ‫يهجم‬ ‫ان‬ ‫قبل‬ ‫الشام ‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫معي‬ ‫انطلق‬ ‫‪:‬‬ ‫المؤمنين‬ ‫أمير‬ ‫يا‬ ‫له ‪:‬‬

‫بها‪.‬‬ ‫لك‬ ‫قِبَلَ‬ ‫مالا‬ ‫الأمور والأحداث‬

‫فيه قطعُ‬ ‫ولو كان‬ ‫بشيء‪،‬‬ ‫ء‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬أنا لا أبيع جوارَ رسول‬ ‫قال عثمان‬

‫خيطِ عُنقي!‬

‫الشام ‪ ،‬يقيمُ في المدينة‪،‬‬ ‫من أهل‬ ‫جيثأ‬ ‫تال له معاوية ‪ :‬اذن أبعثُ لك‬

‫المدينة!‬ ‫أهل‬ ‫وعن‬ ‫المتوفَعة ‪ ،‬ليدافع عنك‬ ‫الأخطار‬ ‫لمواجهة‬

‫الأرزاق ‪،‬‬ ‫س!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫جيران‬ ‫لا أقتر على‬ ‫حتى‬ ‫‪ :‬لا؟‬ ‫قال عئمان‬

‫!‬ ‫الهجرة والنصرة‬ ‫أهل‬ ‫على‬ ‫تساكنُهم ‪ ،‬ولا أضئق‬ ‫بجُندِ‬

‫لتُقزَينأ‬ ‫او‬ ‫لتُغْتالن‬ ‫والله‬ ‫‪،‬‬ ‫المؤمنين‬ ‫أمير‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬ ‫له معاوية‬ ‫قال‬

‫‪11‬‬ ‫!‬ ‫(‪)2‬‬ ‫الوكيل‬ ‫ونعمَ‬ ‫اللهُ‬ ‫‪ :‬حسبيَ‬ ‫عثمان‬ ‫قال‬

‫‪.‬‬ ‫الشام‬ ‫إلى‬ ‫معاوية‬ ‫وسار‬

‫سنةض‬ ‫دخول‬ ‫فيها‬ ‫نجحَ‬ ‫التي‬ ‫العمياء‪،‬‬ ‫الفتنة‬ ‫سنةُ‬ ‫‪:‬‬ ‫وثلاثين‬ ‫خمسِ‬ ‫سنةُ‬ ‫ودخلت‬

‫وئيمأل!ب!فيها‬ ‫عنه ‪.‬‬ ‫الفه‬ ‫رضي‬ ‫عثمان‬ ‫المحخليفة‬ ‫قتلِ‬ ‫السبئئون في‬

‫‪.343 -‬‬ ‫‪342 : 4‬‬ ‫الطري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.345‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تارلخ‬


‫(‪)2‬‬

‫‪151‬‬
‫فاضطروا‬ ‫‪،‬‬ ‫أمرهم‬ ‫في‬ ‫السبئيون‬ ‫فكر‬ ‫‪،‬‬ ‫بلدانهم‬ ‫الأمراءُ إلى‬ ‫عاد‬ ‫بعدما‬

‫إلى تغيير خطتهم‪.‬‬

‫إعلان‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬تقوم‬ ‫عثمان‬ ‫على‬ ‫الخروجِ‬ ‫السابقة في‬ ‫خطتهم‬ ‫كانت‬ ‫بفبرون‬ ‫السبنبون‬

‫واستمالةِ‬ ‫والفساد‪،‬‬ ‫الفوضى‬ ‫‪ ،‬وإحداثِ‬ ‫والبلدان‬ ‫الأمصار‬ ‫في‬ ‫الخروج‬ ‫بعدنشل‬ ‫خطنهم‬

‫‪.‬‬ ‫والرعاع‬ ‫السذ!‬ ‫يو!الجرعة‬

‫"الجَرَعَةأ‬ ‫الكوفة يوم‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬فقد خرجوا‬ ‫الخطةَ لم تنجح‬ ‫هذه‬ ‫ولكن‬

‫العودة للكوفة‪.‬‬ ‫من‬ ‫) ومنعوا سعيدَ بن العاص‬ ‫بزعامة "يزيد بن قيس‬

‫في تغيير‬ ‫أنهم نجحوا‬ ‫ما حققوه‬ ‫هدفِهم ‪ ،‬وكل‬ ‫تحقيق‬ ‫ولم يتمكنوا من‬

‫الكوفة‪.‬‬ ‫واليأ على‬ ‫الأشعري‬ ‫موسى‬ ‫ابا‬ ‫عثمان‬ ‫عيق‬ ‫الوالي ‪ ،‬حيث‬

‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬والبصرة‬ ‫‪ ،‬والكوفة‬ ‫‪ :‬مصر‬ ‫الثلاثة‬ ‫الأمصار‬ ‫في‬ ‫السبئية‬ ‫شياطينُ‬ ‫اتفق‬
‫لعثمان‬ ‫قدومهم‬

‫علنية ‪ ،‬ومجادلتِه‬ ‫مواجهةَ‬ ‫المدينة ‪ ،‬ومواجهتِه‬ ‫في‬ ‫عثمان‬ ‫إلى‬ ‫الذهاب‬ ‫على‬ ‫والكوفة‬ ‫مصر‬ ‫من‬

‫المسلمينا‬ ‫من‬ ‫مسمع‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ومحاكمتِه‬ ‫ومخاصمتِه‬ ‫وابصرة‬

‫إلى‬ ‫وثلاثين‬ ‫خمسِ‬ ‫سنة‬ ‫‪ ،‬في‬ ‫الثلاثة‬ ‫الأمصار‬ ‫من‬ ‫منهم‬ ‫توم‬ ‫خرجَ‬

‫‪ ،‬وينهون‬ ‫بالمعروف‬ ‫مع عثمان ‪ ،‬وأَظهَروا أنهم يأمرون‬ ‫المدينة للاجتماع‬

‫تقويمِ أخطاء‬ ‫في‬ ‫الإصلاح ‪ ،‬ويرغبون‬ ‫على‬ ‫المنكر‪ ،‬ويحرصون‬ ‫عن‬

‫أفعالها‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ومحاسبته‬ ‫الخليفة‬

‫ليسألوه عنها‪،‬‬ ‫ضذَه ‪،‬‬ ‫وشبهاتِهم‬ ‫عثمان ‪،‬‬ ‫على‬ ‫اعتراضاتِهم‬ ‫جمعوا‬ ‫بحاكمون‬ ‫السبثبون‬

‫‪ ،‬وارادوا ان يعترف‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫ومسمع‬ ‫مرأى‬ ‫على‬ ‫عليها‪،‬‬ ‫ويحاسِبوه‬ ‫المدينة‬ ‫لب‬ ‫عثمان‬

‫في‬ ‫بين المسلمين‬ ‫هذا‬ ‫بنشر‬ ‫عليه ‪ ،‬ثم يقوموا‬ ‫ويشهدوا‬ ‫فيها‪،‬‬ ‫بأخطائه‬

‫!‬ ‫البلدان (‪)1‬‬

‫من‬ ‫رجلين‬ ‫لهم‬ ‫عثمان‬ ‫ارسلَ‬ ‫المدينة ‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫السبئئون‬ ‫وصل‬ ‫ولما‬

‫علمَهم‪.‬‬ ‫واعْلَما‬ ‫‪،‬‬ ‫لهما ‪ :‬انظُرا مايريدون‬ ‫وتال‬ ‫‪ ،‬مَخْزوميأ وزُفريأ‪،‬‬ ‫المسلمين‬

‫‪.346‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪152‬‬
‫ترشيان بصارحان‬ ‫منهما ‪،‬‬ ‫قبل ‪ ،‬لأخطاءِ وقعت‬ ‫من‬ ‫الرجلين‬ ‫عثمانُ قد أذَب هذين‬ ‫وكان‬

‫المدبنة‬ ‫في‬ ‫الشئين‬ ‫‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫على‬ ‫يحقدا‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫بالحق‬ ‫رضيا‬ ‫وقد‬

‫قد سبقَ أن أذَبهما‪،‬‬ ‫عنهما ‪ ،‬أي أن عثمان‬ ‫ذلك‬ ‫السبئيون يعلمون‬ ‫وكان‬

‫بسببِ ذلك‪.‬‬ ‫إلى جانبِهم‬ ‫وطمِعوا أن يستميلوهما‬

‫‪.‬‬ ‫مع الرجلَين ‪ ،‬فأَخبروهما بما يريدون‬ ‫كان السبثيّون صريحين‬ ‫ولذلك‬

‫المدينة‪.‬‬ ‫أحدٌ من‬ ‫معكم‬ ‫قالا لهم ‪ :‬هل‬

‫فقطا‬ ‫نفر‬ ‫ثلاثة‬ ‫مَعَنا‬ ‫‪:‬‬ ‫قالوا‬

‫؟‬ ‫ان تصنعوا‬ ‫تريدون‬ ‫‪ :‬كيف‬ ‫قالا لهم‬

‫البنيون بكئفون‬ ‫قلوب‬ ‫قد زَرَعناها في‬ ‫أشياء فعلها‪،‬‬ ‫عن‬ ‫قالوا ‪ :‬نريدُ ان نكلِم عثمان‬

‫مامهمافهم‬ ‫أننا عغ‬ ‫الأمصار ‪ ،‬ونشَزناها بينهم ‪ ،‬ئم !مو! إلى أتوا!ا ‪ ،‬ونخبرَهم‬ ‫في‬ ‫الناس‬

‫منها ولم‬ ‫لم يخرج‬ ‫بها أمامَنا ‪ ،‬ولكنه‬ ‫‪ ،‬وأنه قد اعترف‬ ‫بأخطائه‬ ‫قزَزنا عثمان‬

‫القادم ‪ ،‬ونأتيَ المدينة‬ ‫الحبئ‬ ‫موسم‬ ‫أقطارنا في‬ ‫من‬ ‫ونريدُ أن نخرج‬

‫!‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫قتلناه‬ ‫الاستقالة‬ ‫ابى‬ ‫ونخلَعَه ‪ ،‬فإن‬ ‫عثمان‬ ‫‪ ،‬ثم نحاصرَ‬ ‫كأننا حُخاج‬

‫الرجلبن‬ ‫تقربر‬ ‫وأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫السبئئون‬ ‫ما يريده‬ ‫بحقيقة‬ ‫وأخبراه‬ ‫‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫إلى‬ ‫الرجلان‬ ‫رجعَ‬

‫أمام محثمان‬ ‫!‬ ‫النهاية‬ ‫في‬ ‫المقصودُ‬ ‫هو‬

‫إلا‬ ‫‪ ،‬وما هي‬ ‫أن يفعلوا ذلك‬ ‫من‬ ‫اهونُ وأقل‬ ‫أن هؤلاء‬ ‫عثمان‬ ‫رأى‬

‫‪ ،‬وقال ‪ :‬اللهم سلم‬ ‫ضحك‬ ‫بخبرهم‬ ‫لما علم‬ ‫‪ ،‬لذلك‬ ‫رؤوسهم‬ ‫افكارٌ في‬

‫!‬ ‫!‬ ‫شقُوا(‪)1‬‬ ‫لم تسئفهم‬ ‫إن‬ ‫‪ ،‬فإنك‬ ‫هؤلاء‬

‫والبصرة‬ ‫والكوفة‬ ‫مصر‬ ‫السبئتين القادمين من‬ ‫أرسلَ عثمانُ إلى هؤلاء‬

‫فأتوا المسجد‪.‬‬

‫‪ :‬الصلاةُ جامعة‪.‬‬ ‫المنادي‬ ‫ثم نادى‬

‫‪.346‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪r0I‬‬
‫جالسين‬ ‫السبئيّون‬ ‫وكان‬ ‫إلى المسجد‪،‬‬ ‫!ه‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫أصحابُ‬ ‫فأقبلَ‬

‫المنبر‪.‬‬ ‫عثمانُ على‬ ‫بهم ‪ ،‬وكان‬ ‫محيطين‬ ‫المسلمون‬ ‫المنبر ‪ ،‬وكان‬ ‫حولَ‬

‫عليه ‪ ،‬ثم‬ ‫واثنى‬ ‫الله‬ ‫فحمدَ‬ ‫الحاشد‪،‬‬ ‫الاجتماع‬ ‫هذا‬ ‫تكلمَ عثمانُ في‬
‫عثمان يكثف‬
‫تأكيدِ الشبهات‬ ‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫يريدون‬ ‫ما‬ ‫وحقيقة‬ ‫‪،‬‬ ‫السبئتين‬ ‫خبر‬ ‫الصحابة‬ ‫السبئببن نب أخبرَ‬ ‫هدت‬

‫المجد‬
‫‪ ،‬او قتلِه!‬ ‫وخلعه‬ ‫عليه‬ ‫عليه ‪ ،‬تمهيداَ للخروج‬

‫به‪.‬‬ ‫بما أخبروهما‬ ‫‪ ،‬فشهدا‬ ‫السبئيين‬ ‫حادثا‬ ‫اللذان‬ ‫الرجلان‬ ‫وقام‬

‫المؤمنين‪،‬‬ ‫أميرَ‬ ‫يا‬ ‫‪ :‬اقتلْهم‬ ‫المسجد‬ ‫داخل‬ ‫في‬ ‫جميعأ‬ ‫فقال المسلمون‬ ‫راي المحابة‬

‫ا‬ ‫!‬ ‫المسلمين‬ ‫كلمة‬ ‫‪ ،‬وتفريقِ‬ ‫أمير المؤمنين‬ ‫على‬ ‫الخروجَ‬ ‫يريدون‬ ‫لأنهم‬ ‫ننلهم‬

‫سابقة‬ ‫دعواتِ‬ ‫أن رفض‬ ‫لقتلهم ‪ ،‬كما سبق‬ ‫دعوةَ الصحابة‬ ‫عثمان‬ ‫رفضَ‬
‫يقنلهم‬ ‫لم‬ ‫لماذا‬

‫أن يقال ‪:‬‬ ‫رعيته ‪ ،‬ولا يرضى‬ ‫الظاهر ‪ -‬من‬ ‫‪ -‬في‬ ‫لقتلهم ‪ ،‬لأنهم مسلمون‬ ‫فمان ؟‬

‫له‪.‬‬ ‫مخالفين‬ ‫يقتل مسلمين‬ ‫عثمان‬

‫نعفو‬ ‫بل‬ ‫قائلاَ‪ :‬لا نقتُلُهم‪،‬‬ ‫الدعوة‬ ‫تلك‬ ‫على‬ ‫رذَ عثمان‬ ‫ولذلك‬

‫‪ ،‬إلا إذا ارتكبَ‬ ‫المسلمين‬ ‫نقتلُ احداَ من‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫بجهدنا‬ ‫‪ ،‬ونبضرهم‬ ‫ونصفح‬

‫‪.‬‬ ‫رذَة وكفرا"ا)‬ ‫القتل ‪ ،‬أو أظهر‬ ‫حداَ يوجب‬

‫‪،‬‬ ‫شبهات‬ ‫من‬ ‫ما عندهم‬ ‫عرض‬ ‫عثمانُ القومَ السبئئين إلى‬ ‫دعا‬ ‫ثم‬
‫محاكمة‬ ‫جلسة‬

‫‪ ،‬وقعَ هو فيها ‪ ،‬وكانت‬ ‫ومخالفات‬ ‫وتجاوزات‬ ‫أخطاء‬ ‫ل!اظهار ما يرونه من‬ ‫علنية في المجد‬

‫النبوي‬
‫مرأى ومسمعِ من الصحابة‬ ‫على‬ ‫مصارحةِ ومكاشفيما في المسجد‪،‬‬ ‫جلسة‬

‫والمسلمين‪.‬‬

‫‪ ،‬وعثمانُ يقومُ‬ ‫التي ارتكبها عثمان‬ ‫الأخطاء‬ ‫يتكلم السبئيّون ويعرضونَ‬

‫يسمعون‬ ‫المنصفون‬ ‫والمسلمون‬ ‫الأمر ‪،‬‬ ‫حقيقةَ‬ ‫ويقذم‬ ‫‪،‬‬ ‫بالبيان والتوضيح‬

‫!‬ ‫ا‬ ‫والمحاسبة‬ ‫والمكاشفة‬ ‫المصارحة‬ ‫هذه‬

‫حُسن‬ ‫ودافعَ عن‬ ‫الأمر‪،‬‬ ‫عليه ‪ ،‬ثم بين حقيقة‬ ‫أخذوه‬ ‫ما‬ ‫عثمانُ‬ ‫أورد‬

‫‪.346 : 4‬‬ ‫تاريخ الطبري‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪154‬‬
‫المسجد‪.‬‬ ‫في‬ ‫الجالسين‬ ‫الصحابة‬ ‫معه‬ ‫فعلِه ‪ ،‬وأشهدَ‬

‫قبلي‬ ‫أَتمًها‬ ‫وما‬ ‫السفر‪،‬‬ ‫في‬ ‫الصلاة‬ ‫اتممتُ‬ ‫إني‬ ‫قالوا‪:‬‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫ا ‪-‬‬

‫ولا أبو بكر ولا عمر!‬ ‫‪!-‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫عثمان في‬ ‫حجة‬ ‫بلدٌ فيه‬ ‫المدينة إلى مكة ‪ ،‬ومكة‬ ‫من‬ ‫لما سافرتُ‬ ‫الصلاة‬ ‫لقد أتممتُ‬

‫بمكة‬ ‫الصلاة‬ ‫اتما!‬ ‫‪.‬‬ ‫مسافراَ‬ ‫ولستُ‬ ‫‪،‬‬ ‫اهلي‬ ‫بين‬ ‫مقيئم‬ ‫فاْنا‬ ‫‪،‬‬ ‫اهلي‬

‫كذلك؟‬ ‫أليسَ‬

‫نعم!‬ ‫‪ :‬اللهم‬ ‫الصحابة‬ ‫فقال‬

‫‪ ،‬وجعلتُ‬ ‫المسلمين‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وضتقتُ‬ ‫حمى‬ ‫إني حميتُ‬ ‫‪ - 2‬وقالوا‪:‬‬

‫إِبلي!‬ ‫لرعي‬ ‫واسعة ‪ ،‬خاصة‬ ‫أرضأ‬

‫عثمان في‬ ‫حجة‬ ‫الحمى‬ ‫جعلَ‬ ‫حيثُ‬ ‫والجهاد‪،‬‬ ‫قبلي ‪ ،‬لإبل الصدقة‬ ‫الحمى‬ ‫كان‬ ‫ولقد‬

‫حمى‬ ‫إبلُ توسيع‬ ‫وأنا زدتُ فيه لما كثرت‬ ‫وأبو بكر وعمر‪،‬‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫من‬ ‫كل‬

‫المد‬ ‫ماشية فقراء المسلمين من الرعي في ذلك‬ ‫نمنعْ‬ ‫الصدقة والجهاد‪ ،‬ولم‬

‫لماشيتيا‬ ‫الحمى‬ ‫‪ ،‬وما حميتُ‬ ‫الحمى‬

‫أنفقْتُها‬ ‫وقد‬ ‫وغنمأ‪،‬‬ ‫إبلاَ‬ ‫أكثرِ المسلمين‬ ‫ولما وئيتُ الخلافة كنتُ من‬

‫‪ ،‬خضَصْتُهما‬ ‫إلا بعيران‬ ‫لي‬ ‫يبق‬ ‫راغية ‪ ،‬ولم‬ ‫ولا‬ ‫الاَن ثاغية‬ ‫ومالي‬ ‫كلها‪،‬‬

‫لحخي!‬

‫اليس كذلك؟‬

‫‪ :‬اللهم نعم!‬ ‫فقال الصحابة‬

‫‪ ،‬وحزَقْتُ ما‬ ‫المصاحف‬ ‫من‬ ‫واحدة‬ ‫أبقيتُ نسخةً‬ ‫إني‬ ‫وقالوا‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫واحد!‬ ‫الناس على مصحف‬ ‫سواها ‪ ،‬وجمعتُ‬

‫عئمان في‬ ‫حجة‬ ‫أن‬ ‫سوى‬ ‫ولم أ!ول‬ ‫واحد‪،‬‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الله‬ ‫عندِ‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫الله‬ ‫القرآن كلامُ‬ ‫الا إن‬

‫بم القرآن‬ ‫‪ ،‬وأنا في فعلي‬ ‫فيه‬ ‫الاخت!ف‬ ‫القرآن ‪ ،‬ونهيتُهُم عن‬ ‫على‬ ‫المسلمين‬ ‫جمعتُ‬

‫!‬ ‫القرآن‬ ‫أبو بكر ‪ ،‬لفَا جمعَ‬ ‫تابع لما فعله‬ ‫هذا‬

‫كذلك؟‬ ‫أليس‬

‫‪155‬‬
‫نعم!‬ ‫‪ :‬اللهم‬ ‫الصحابة‬ ‫فقال‬

‫إلى المدينة ‪ ،‬وقد كان‬ ‫بن ابي العاص‬ ‫الحَكَمَ‬ ‫‪ - 4‬وقالوا ‪ :‬إني رددت‬ ‫في‬ ‫عثمان‬ ‫حجة‬

‫نفاه إلى الطائف!‬ ‫جمظً‬ ‫الله‬ ‫أب رسول‬ ‫بن‬ ‫الحكم‬

‫العاصَ‬
‫مدنيأ‪ ،‬وقد سئره‬ ‫إن الحكم بن أبي العاص مكي ‪ ،‬وليس‬
‫بعدما‬ ‫لمجؤ إلى مكة‬ ‫الرسول‬ ‫‪ ،‬واَعاده‬ ‫إلى الطائف‬ ‫مكة‬ ‫من‬ ‫ع!‬ ‫الفه‬ ‫رسول‬

‫!‬ ‫!‬ ‫رذَه وأعاده‬ ‫الذي‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الطا"ف‬ ‫إلى‬ ‫لمج! ستره‬ ‫عنه ‪ ،‬فالرسولُ‬ ‫رضي‬

‫كذلك؟‬ ‫أليس‬

‫‪ :‬اللهتمَ نعم‪.‬‬ ‫الصحابة‬ ‫فقال‬

‫السن!‬ ‫الشبانَ صغارَ‬ ‫‪ ،‬ووثيتُ‬ ‫الأحداث‬ ‫استعملْتُ‬ ‫‪ - 5‬وقالوا ‪ :‬إني‬ ‫في‬ ‫عثمان‬ ‫صجة‬

‫أهلُ‬ ‫الناسُ‬ ‫وهؤلاء‬ ‫مَرْضتأ‪،‬‬ ‫محتَمِلاَ‬ ‫فاضلاَ‬ ‫رجلاَ‬ ‫إلا‬ ‫أُوَلِّ‬ ‫ولم‬ ‫فيلة الثبان‬

‫عنهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬فسَلوهم‬ ‫عملهم‬

‫‪ ،‬ولقد‬ ‫سناَ‬ ‫منهم‬ ‫منهم وأصغرُ‬ ‫أحدثُ‬ ‫قبلي مَن هم‬ ‫الذين من‬ ‫ولقد ولى‬

‫وقالوا‬ ‫‪،‬‬ ‫وثيته‬ ‫أصغرُ ممنْ‬ ‫وهو‬ ‫زيد‪،‬‬ ‫بن‬ ‫أسامةَ‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫ولى‬

‫مما قالوا لي‪.‬‬ ‫!أشذَ‬ ‫الله‬ ‫لرسول‬

‫أليس كذلك؟‬

‫مالا‬ ‫للناس‬ ‫يَعيبون‬ ‫الناسَ‬ ‫هؤلاء‬ ‫إن‬ ‫!‬ ‫نعم‬ ‫اللهم‬ ‫‪:‬‬ ‫الصحابة‬ ‫قال‬

‫ولا يوضحونه!‬ ‫يفشرونه‬

‫به‬ ‫أفاءَ الله‬ ‫ما‬ ‫بن أبي سرح‬ ‫بن سعد‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫‪ - 6‬وقالوا ‪ :‬إفي أعطيت‬ ‫عئمان فبما‬ ‫حجة‬

‫عليه‪.‬‬ ‫لأب‬ ‫لابن‬ ‫أعطا‪.‬‬

‫‪ ،‬لما فتحَ إفريقية ‪ ،‬جزاءَ‬ ‫مئةَ ألف‬ ‫وكان‬ ‫الخُص!‪،‬‬ ‫خُمسَ‬ ‫أعطيتُه‬ ‫وإنما‬ ‫الس!م‬

‫‪.‬‬ ‫جهاده‬

‫من‬ ‫الخص!‬ ‫خمسُ‬ ‫فلكَ‬ ‫إفريقية ‪،‬‬ ‫فتحَ الله عليك‬ ‫إن‬ ‫له ‪:‬‬ ‫قلت‬ ‫وقد‬

‫الغنيمة نَقلاً‪.‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪56‬‬


‫عنهما‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫وقد فعلها قبلي أبو بكر وعمر‬

‫خمس‬ ‫تعطيه‬ ‫أن‬ ‫‪ :‬إئا نكره‬ ‫الجنودُ المجاهدون‬ ‫لي‬ ‫قال‬ ‫ذلك‬ ‫ومع‬

‫من‬ ‫الخمس‬ ‫‪ -‬فأخذتُ خمسَ‬ ‫لهم الاعتراض والرفض‬ ‫‪ -‬ولا يحق‬ ‫الخمس‬

‫ابن سعدِ شيئأ!‬ ‫لم يأخذ‬ ‫! وبذلك‬ ‫الجنود‬ ‫وردَذتُه على‬ ‫ابن سعد‬

‫أليس كذلك؟‬

‫‪ :‬اللهم نعم!‬ ‫قال الصحابة‬

‫عثمان في‬ ‫حجة‬ ‫!‬ ‫بيتي وأعطيهم‬ ‫أهل‬ ‫‪ - 7‬وقالوا ‪ :‬إني أححت‬

‫إعطاء أفاربه‬ ‫إلى جورِ‬ ‫أن أميلَ معهم‬ ‫على‬ ‫بيتي ‪ ،‬ف!نه لم يحمِلني‬ ‫لأهل‬ ‫حثي‬ ‫فأَما‬

‫منهم‪.‬‬ ‫الحق‬ ‫‪ ،‬وآخذُ‬ ‫عليهم‬ ‫الحقوقَ‬ ‫أحملُ‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫الاَخرين‬ ‫وظلمِ‬

‫أموالِ‬ ‫من‬ ‫وليس‬ ‫‪،‬‬ ‫الخاص‬ ‫مالي‬ ‫من‬ ‫أُعطيهم‬ ‫ف!ني‬ ‫وأما إعطاؤُهم‬

‫من‬ ‫لأحدِ‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫لنفسي‬ ‫المسلمين‬ ‫أموال‬ ‫لا أستحل‬ ‫لأني‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬

‫‪.‬‬ ‫الناس‬

‫أَزمانَ‬ ‫مالي ‪،‬‬ ‫صُلب‬ ‫العطيةَ الكبيرة الرغيبةَ من‬ ‫أعطي‬ ‫كنتُ‬ ‫ولقد‬

‫وأنَا يومئذِ شحيح‬ ‫الله عنهما‪،‬‬ ‫رضي‬ ‫وعمر‬ ‫بكر‬ ‫وأبي‬ ‫‪-‬لمج!ه‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫مالي‬ ‫‪ ،‬وجعلْتُ‬ ‫عمري‬ ‫وفَنيَ‬ ‫بيتي ‪،‬‬ ‫أسنان أهل‬ ‫‪ .‬أفحينَ اتيتُ على‬ ‫حريص‬

‫ماقالوا ؟‬ ‫وأقاربي ‪ ،‬قال الملحدون‬ ‫الذي لي لأهلي‬

‫مالاَ ولا فضلاَ‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫أمصار‬ ‫من‬ ‫مصرِ‬ ‫من‬ ‫أخذتُ‬ ‫ما‬ ‫هـاني والله‬

‫المدينة إلا‬ ‫يُحضِروا إلى‬ ‫الأموال ‪ ،‬ولم‬ ‫الأمصار‬ ‫تلك‬ ‫على‬ ‫رددتُ‬ ‫ولقد‬

‫‪،‬‬ ‫الأخماس‬ ‫تقسيمَ تلك‬ ‫المسلمون‬ ‫تولى‬ ‫ولقد‬ ‫الغنائم ‪،‬‬ ‫من‬ ‫الأخماس‬

‫ضعَها في أهلها!‬ ‫وو‬

‫‪! ،‬انني‬ ‫فوقَه‬ ‫فما‬ ‫فلْساَ‬ ‫ولا غيرها‬ ‫الأخماس‬ ‫تلك‬ ‫من‬ ‫ووالله ما اخذتُ‬

‫إلا من ماليأ‬ ‫اَكل إلا من مالي ‪ ،‬ولا أُعطي أهلي‬ ‫لا‬

‫عئمان في‬ ‫حجة‬ ‫معينين ‪ ،‬لىان هذه‬ ‫لرجال‬ ‫المفتوحة‬ ‫الأرض‬ ‫‪ - 8‬وقالوا ‪ :‬إني أعطيتُ‬

‫الأرض المفنوت‬ ‫وغيرهم‬ ‫والأنمار‬ ‫المهاجرون‬ ‫فتحها‬ ‫في‬ ‫المفتوحة ‪ ،‬قد اشترك‬ ‫الأرَضين‬

‫‪157‬‬
‫الفاتحين‪،‬‬ ‫المجاهدين‬ ‫هذه الأراضي على‬ ‫من المجاهدين ‪ ،‬ولما قُ!مت‬

‫المدينة أو‬ ‫إلى أهله في‬ ‫رجع‬ ‫من‬ ‫أقام بها واستقزَ فيها‪ ،‬ومنهم‬ ‫من‬ ‫منهم‬

‫الأراضي‪،‬‬ ‫تلك‬ ‫باعَ بعضهم‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫له‬ ‫ملكاَ‬ ‫الأرض‬ ‫تلك‬ ‫وبقيت‬ ‫غيرها‪،‬‬

‫ثمنها في أيديهم!‬ ‫وكان‬

‫التي أُثيرتْ عليه‪،‬‬ ‫الاعتراضات‬ ‫عنه أهم‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫أوردَ عثمان‬ ‫وبذلك‬

‫فيها(‪. )1‬‬ ‫الحق‬ ‫‪ ،‬وبيانَ وجهِ‬ ‫توضيحها‬ ‫وتولَى‬

‫المنبر‪ ،‬كما‬ ‫زعماءُ السبئتين الذين بجانب‬ ‫كلامَه وتوضيحه‬ ‫وقد سمع‬

‫الصالحين‪.‬‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫معهم‬ ‫الكرام ‪ ،‬ومن‬ ‫الصحابة‬ ‫سمعه‬

‫لأ‪6‬‬
‫فيما قال ‪،‬‬ ‫‪ ،‬وصذقوه‬ ‫وبيانه وتوضيحه‬ ‫بكلام عثمان‬ ‫و‪ -‬لر المسلمون‬

‫له حبأ‪.‬‬ ‫وازدادوا‬

‫يتراجعوا‪،‬‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫بذلك‬ ‫يتأثروا‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫فىعاةُ الفتنةِ والفرقة‬ ‫اما السبئيون‬ ‫البئ!ن‬ ‫اقنناع‬ ‫عدم‬

‫هدفُهم‬ ‫خير ‪ ،‬إنما كان‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬ولا راغبين‬ ‫حق‬ ‫لأنهم لم يكونوا باحثين عن‬ ‫بحجج عئمان‬

‫والمسلمين‪.‬‬ ‫ل!سلام‬ ‫الفتنة ‪ ،‬والكيد‬

‫السبئئين‪،‬‬ ‫بقتلِ أولئك‬ ‫عثمان‬ ‫على‬ ‫والمسلمون‬ ‫الصحابةُ‬ ‫أشار‬ ‫وقد‬

‫في‬ ‫عليه‬ ‫أصروا‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫وحقدِهم‬ ‫‪،‬‬ ‫وتزويرهم‬ ‫كذبهم‬ ‫من‬ ‫ما ظهر‬ ‫بسببِ‬

‫‪ ،‬ويُقضى‬ ‫المسلمين‬ ‫بلادُ‬ ‫‪ ،‬وتستقزَ‬ ‫شرهم‬ ‫من‬ ‫المسلمون‬ ‫قتلهم ‪ ،‬ليتخفَص‬

‫التي يثيرها هؤلاء واتباعهم!‬ ‫الفتنة‬ ‫على‬

‫‪ ،‬ورأى‬ ‫أن يتركهم‬ ‫فاَثَرَ‬ ‫‪،‬‬ ‫مغاير‬ ‫‪ ،‬وتحليلٌ‬ ‫آخر‬ ‫له رأي‬ ‫كان‬ ‫عثمان‬ ‫ولكن‬ ‫بأ!ز‬ ‫لا‬ ‫عثمان‬

‫!‬ ‫!‬ ‫الفتنة‬ ‫وقوعِ‬ ‫منه لتأخير‬ ‫‪ ،‬محاولةَ‬ ‫عدَمَ قتلهم‬ ‫الصحابة‬ ‫برأي‬

‫أفيَ‬ ‫والبصرة‬ ‫والكوفة‬ ‫مصر‬ ‫السبئيين القادمين من‬ ‫عثمانُ ضد‬ ‫لم يتخذ‬ ‫السبئيين‬ ‫بقنل‬

‫كتاب‬ ‫فيها‪ ،‬في‬ ‫الحق‬ ‫عثمان ‪ ،‬ووجه‬ ‫على‬ ‫التي أثيرت‬ ‫الاعتراضات‬ ‫انظر أهم‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫الدين الخطيب‪:‬‬ ‫محب‬ ‫هوامش‬ ‫القواصم " لابن العربي مع‬ ‫من‬ ‫االعواصم‬

‫‪. 14 - 01 :‬‬ ‫الفتنة‬ ‫لكتاب‬ ‫عرموش‬ ‫أحمد‬ ‫‪ ،‬ومقدمة‬ ‫‪111 - 61‬‬

‫‪.348-346‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫وانظر‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪BOA‬‬
‫المدينة‪،‬‬ ‫يغادرون‬ ‫وتركهم‬ ‫‪،‬‬ ‫ويريدون‬ ‫بما يخططون‬ ‫علمه‬ ‫مع‬ ‫إجراء‪،‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بلادهم‬ ‫إلى‬ ‫ولعودون‬

‫السبنينن‬ ‫خطوة‬ ‫‪ ،‬في‬ ‫النهائية‬ ‫العملية‬ ‫القيام بخطؤيهم‬ ‫فيما بينهم على‬ ‫اتفق السبئيون‬

‫التنمدت‪:‬‬ ‫‪ ،‬دمالا يُقتل ‪.‬‬ ‫الخلافة‬ ‫عن‬ ‫التنازل‬ ‫على‬ ‫المدينة ‪ ،‬وحملِه‬ ‫في‬ ‫عثمان‬ ‫مهاجمة‬

‫نط‬ ‫المدبنة‬ ‫احنلال‬ ‫في‬ ‫‪،‬‬ ‫والبصرة‬ ‫والكوفة‬ ‫مصر‬ ‫‪:‬‬ ‫الثلاثة‬ ‫مراكزهم‬ ‫من‬ ‫ياتوا‬ ‫أن‬ ‫وقرروا‬

‫مولم الحج‬ ‫صورة‬ ‫في‬ ‫يكونوا‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫الحجاج‬ ‫مع‬ ‫يغادروا بلادهم‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫الحج‬ ‫موسم‬

‫المدينة‪،‬‬ ‫‪ ،‬ف!ذا وصلوا‬ ‫للحج‬ ‫‪ ،‬وأن يعلنوا للَاخرين أنهم خارجون‬ ‫الحجاج‬

‫فراغَ‬ ‫واستغلوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الحج‬ ‫لأداء مناسك‬ ‫مكة‬ ‫إلى‬ ‫يذهبون‬ ‫الحجاج‬ ‫تركوا‬

‫‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫‪ -‬وقاموا بمحاصرة‬ ‫بالحج‬ ‫أهلها ‪ -‬المشغولين‬ ‫معظمِ‬ ‫المدينة من‬

‫أو قتلِه إ(‪)1‬‬ ‫قمهيداَ لخلعه‬

‫من‬ ‫لا يدرون‬ ‫التخطيطَ الشيطاني ‪ ،‬والمسلمون‬ ‫هذا‬ ‫السبئيون‬ ‫يخططُ‬

‫شيئاَ‪.‬‬ ‫تخطيطهم‬

‫المدينة!‬ ‫وثلاثين كان السبئتون على مشارف‬ ‫وفي شوال سنة خمسِ‬

‫سبئى ممر‬ ‫!ا!ة‬ ‫ولهؤلاء‬ ‫فرقةِ أمير‪،‬‬ ‫‪ ،‬لكل‬ ‫فِرَق‬ ‫أربعِ‬ ‫في‬ ‫مصرَ‬ ‫من‬ ‫السبئيون‬ ‫خرجَ‬

‫بن سبا‪.‬‬ ‫بن وهب‬ ‫الله‬ ‫شيطانُهم عبد‬ ‫الأمراء امير ‪ ،‬ومعهم‬

‫‪ ،‬وكِنانةُ بن‬ ‫البَلَوقي‬ ‫عَديس‬ ‫بن‬ ‫‪ :‬عبدُ الرحمن‬ ‫هم‬ ‫الأربعة‬ ‫الفرق‬ ‫وامراء‬

‫فُلان الشَكوني‪.‬‬ ‫بن‬ ‫وقَتيرَةُ‬ ‫‪،‬‬ ‫الشَكوني‬ ‫حُمرانِ‬ ‫بن‬ ‫بِشْر التَجيبي ‪ ،‬وسُودانُ‬

‫وأمير هؤلاء الأمراء هو الغافقئُ بن حَزبِ العكي‪.‬‬

‫رجل‪.‬‬ ‫عددُ الفرق الأربعة ألف‬ ‫وكان‬

‫‪ ،‬في أربع فرق ‪ ،‬وامراء فرقهم ونادة شئبي‬ ‫السبئثون من الكوفة الف رجل‬ ‫وخرج‬

‫والصرة‬ ‫الكوفة‬ ‫ادضر‬ ‫وزياد بن‬ ‫‪،‬‬ ‫النخعي‬ ‫والآشترُ‬ ‫العبدي ‪،‬‬ ‫صوحان‬ ‫زيدُ بن‬ ‫هم ‪:‬‬

‫الأصم‪.‬‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬وعبد‬ ‫الحارثي‬

‫‪.348 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪A01‬‬
‫بن الأصم‪.‬‬ ‫الكوفة هو عمرو‬ ‫سبئي‬ ‫واميرُ‬

‫هم‪:‬‬ ‫أربع فرق ‪ ،‬وأمراءُ فرقهم‬ ‫‪ ،‬في‬ ‫ألفَ رجل‬ ‫سبئيو البصرة‬ ‫وخرج‬

‫شريح‬ ‫بن‬ ‫وبشرُ‬ ‫‪،‬‬ ‫العبدي‬ ‫عئاد‬ ‫بن‬ ‫وذريحُ‬ ‫‪،‬‬ ‫جَبَلَة العبدي‬ ‫بن‬ ‫حكيمُ‬

‫الحنفي‪.‬‬ ‫ابن عبد‬ ‫‪ ،‬وابنُ المحزشِ‬ ‫القيسي‬

‫‪.‬‬ ‫بن زهير الشَعدي‬ ‫البصرة هو حُرقوص‬ ‫وأمير سبئعص‬

‫حقيقةَ‬ ‫لا يعرفون‬ ‫المسلمين‬ ‫مؤامرة السبئتين ‪ ،‬وجموعُ‬ ‫تكاملت‬ ‫وهكذا‬

‫مرادِهم‪.‬‬

‫الظاهر‪،‬‬ ‫في‬ ‫بنية الحج‬ ‫‪،‬‬ ‫للمدينة‬ ‫قادمون‬ ‫منهم‬ ‫ثلاثة اَلاف‬ ‫أكثرُ من‬ ‫اَلات لبئي‬ ‫ثلا‬

‫الخليفة في الحقيقة‪.‬‬ ‫القضاء على‬ ‫وبهدفِ‬ ‫مبأ‬ ‫ابن‬ ‫بنبعون‬

‫اليهودية‬ ‫خطته‬ ‫مزهواَ مسروراَ ‪ ،‬بنجاح‬ ‫بن سبأ يسيرُ مع هؤلاء‬ ‫الله‬ ‫وعبدُ‬

‫!‬ ‫إ‬ ‫الشيطانية‬

‫سبئيو‬ ‫وكان‬ ‫خليفة ‪،‬‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫عليئَ بن‬ ‫يريدون‬ ‫مصر‬ ‫سبئيو‬ ‫كان‬

‫يريدون‬ ‫البصرة‬ ‫سبئيو‬ ‫وكان‬ ‫العوام خليفة ‪،‬‬ ‫الزبير بن‬ ‫يريدون‬ ‫الكوفة‬

‫خليفة (‪)1‬‬ ‫ال!ه‬ ‫بن عبيد‬ ‫طلحة‬

‫عنهم ‪ ،‬لم‬ ‫الله‬ ‫‪ -‬رضي‬ ‫والزبير وطلحة‬ ‫الكرامُ الثلاثة ‪ -‬علي‬ ‫والصحابةُ‬ ‫السبئيون بكذبون‬

‫ولم‬ ‫يكاتبوهم‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫معهم‬ ‫عثمان‬ ‫يتمامروا على‬ ‫السبئئين ‪ ،‬ولم‬ ‫يتفقوا مع‬ ‫علي وطلحة‬ ‫محلى‬

‫يعلموا حقيقةَ أهدافهم‪.‬‬ ‫والزبير‬

‫أتباعهم‬ ‫‪ ،‬ويوهمون‬ ‫الصحابة‬ ‫هؤلاء‬ ‫على‬ ‫السبئئين كانوا يكذبون‬ ‫لكن‬

‫ويراسلونهم‪،‬‬ ‫يكاتبونهم‬ ‫‪ ،‬وأنهم‬ ‫معهم‬ ‫أن الصحابة‬ ‫والغوغاء‬ ‫السذج‬ ‫من‬

‫وأنهم يحركونهم‪.‬‬

‫يأتباعهم ‪ :‬إن عليأ هو الذي يحركنا‪.‬‬ ‫يقولون‬ ‫كان سبئيو مصر‬

‫يحركنا‪.‬‬ ‫لأتباعهم ‪ :‬إن الزبير هو الذي‬ ‫وسبئيو الكوفة يقولون‬

‫‪.934-‬‬ ‫الطبركط ‪348 : 4‬‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪016‬‬
‫هو الذي يحركنا!‬ ‫لأتباعهم ‪ :‬إن طلحة‬ ‫وسبئيو البصرة يقولون‬

‫!‬ ‫أ‬ ‫السبئية‬ ‫الافتراءات‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫بريئون‬ ‫الكرام‬ ‫والصحابةُ‬

‫السبئيين‬ ‫معسكر‬ ‫المدينة ‪.‬‬ ‫ثلاثِ ليال من‬ ‫بعدِ‬ ‫السبئتين على‬ ‫جيوشُ‬ ‫وعسكرت‬

‫علي بشاألتنملمدهـشة‬ ‫‪،‬‬ ‫!‬ ‫الأعوص‬ ‫ة‬ ‫الكوفة‬ ‫شئير‬ ‫‪ ،‬ونزل‬ ‫!‬ ‫"ذا خَشَب‬ ‫البصرة‬ ‫سبئيو‬ ‫نزل‬ ‫فقد‬

‫أ ‪.‬‬ ‫(ذا المروة‬ ‫مصر‬ ‫سبئيو‬ ‫ونزل‬

‫في‬ ‫العجلة ‪ ،‬والتمهل‬ ‫التريثَ وعدم‬ ‫أتباعهم‬ ‫قادة السبئتين من‬ ‫طلبَ‬

‫أمرهم!‬ ‫يكشفوا‬ ‫لهم ‪ ،‬ولا‬ ‫لا ينتبه أهلُ المدينة‬ ‫المدينة ‪ ،‬حتى‬ ‫دخول‬

‫ليستطلعا‬ ‫المدينة ‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫منهم‬ ‫اثنين‬ ‫المتآمرون‬ ‫القادة‬ ‫هؤلاء‬ ‫أرسلَ‬

‫الأصم‪،‬‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫وعبد‬ ‫النضر‬ ‫زيادُ بن‬ ‫وهما‬ ‫أهلها‪،‬‬ ‫ما عند‬ ‫ويعرفا‬ ‫الأمر ‪،‬‬

‫الكوفة‪.‬‬ ‫من قادة سبئي‬

‫شئيان‬ ‫فاندان‬ ‫أزواج‬ ‫قابلا بعضَ‬ ‫أهلها‪،‬‬ ‫وقابلا بعض‬ ‫المدينة ‪،‬‬ ‫الرجلان‬ ‫دخل‬

‫أهل‬ ‫يستاذنان‬ ‫والزبير ‪.‬‬ ‫قابلا عليأ وطلحة‬ ‫النبى عظً ‪ ،‬كما‬

‫المدينة‬
‫‪ ،‬وهدفُنا‬ ‫ومصر‬ ‫الكوفة والبصرة‬ ‫من‬ ‫قادمون‬ ‫قابلاهم ‪ :‬نحن‬ ‫وقالا لمن‬

‫المدينة ‪ ،‬ولا نريدُ من‬ ‫ليال من‬ ‫بعد ثلاث‬ ‫نازلون على‬ ‫‪ ،‬ونحن‬ ‫الحج‬ ‫هو‬

‫منه تغييرَهم‪.‬‬ ‫له ‪ ،‬ونطلبَ‬ ‫وُلاتِنا‬ ‫بعضَ‬ ‫‪ ،‬لنشكوَ‬ ‫إلا مقابلة عثمان‬ ‫المدينة‬

‫المدينة!‬ ‫بدخول‬ ‫قابلاهم ‪ ،‬ليأذنوا لجموعهم‬ ‫واستأذنا ممن‬

‫أصحاب‬ ‫الجموعَ‬ ‫المدينة ‪ ،‬واعتبروا هذه‬ ‫بدخول‬ ‫فلم يأذن لهم أحد‬

‫لا‬ ‫‪ ،‬فلماذا‬ ‫الحج‬ ‫يريدون‬ ‫أنهم‬ ‫‪ ،‬فبما‬ ‫يفزخ‬ ‫أن‬ ‫فتنة ‪ ،‬وفتنتُهم بَيْض! يوشكُ‬

‫؟‬ ‫شوال‬ ‫في شهر‬ ‫المدينة ؟ وهم‬ ‫؟ ولماذا يدخلون‬ ‫إلى مكة‬ ‫يتوتجَهون‬

‫المدينة حقيقةَ ما يريده القوم ‪.‬‬ ‫هذا لم يعلم أهل‬ ‫ومع‬

‫لا‬ ‫المدينة‬ ‫أهل‬ ‫وانَ‬ ‫الخبر‪،‬‬ ‫واَخبروهم‬ ‫‪،‬‬ ‫قومهم‬ ‫إلى‬ ‫الرجلان‬ ‫عادَ‬

‫فيهم‪.‬‬ ‫منهم ‪ ،‬شثككون‬ ‫حذرون‬ ‫‪ ،‬ولكنهم‬ ‫حقيقة أمرهم‬ ‫يعرفون‬

‫البلدان السبئيون يرملون‬ ‫بلدِ من‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫فرَاوا أن يرسلوا‬ ‫قادة المؤامرة الأمر‪،‬‬ ‫درسَ‬

‫وفوداَ لعلي وطلحة‬

‫والزبير‬

‫‪W‬‬
‫أتباعه أنه معهم‪.‬‬ ‫الذي يوهمون‬ ‫لمقابلة الصحابي‬ ‫نفراَ‬ ‫الثلاثة‬

‫‪ ،‬وأتى نفرٌ‬ ‫البصرة طلحة‬ ‫مصرَ عليأ‪ ،‬وأتى نفز من أهل‬ ‫أتى نفز من اهل‬

‫الكوفة الزبير‪.‬‬ ‫من أهل‬

‫خليفةَ كفَقنا عنهم‪،‬‬ ‫صاحبَنا‬ ‫بايعَ اهلُ المدينة‬ ‫‪( :‬ن‬ ‫نفر يقول‬ ‫كل‬ ‫وكان‬

‫كرَزنا‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫وفزَقنا جماعتهم‬ ‫‪،‬‬ ‫كِذناهم‬ ‫خليفةَ‬ ‫صاحبنا‪،‬‬ ‫مبايعة‬ ‫رفضوا‬ ‫وإن‬

‫وتاتَفناهم!‬ ‫وباغَتناهم‬ ‫عليهم‬

‫عنه ‪ ،‬وكان عثد (أحجمار الزيت!‬ ‫الله‬ ‫مثهم عليأ رضي‬ ‫اتى المصريون‬ ‫يرفض‬ ‫علي‬

‫ابنه‬ ‫أرسلَ‬ ‫قد‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫يمنية ‪ ،‬متقلداَ سيفه‬ ‫حُفَةَ‬ ‫لابساَ‬ ‫حمراء‪،‬‬ ‫بشقيقة‬ ‫مُعْتَقاَ‬ ‫مقابلتهم ويلعنهم‬

‫معه‪.‬‬ ‫إلى الخليفة عثمان ‪ ،‬ليكون‬ ‫الحسن‬

‫الخليفة!‬ ‫الأمر عليه ‪ ،‬وطلبوا منه ان يكون‬ ‫كفَموا عليأ‪ ،‬وعَرضوا‬

‫ان‬ ‫الصالحون‬ ‫علم‬ ‫لقد‬ ‫‪:‬‬ ‫لهم‬ ‫قاله‬ ‫مما‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫وطَرَدهم‬ ‫بهم‬ ‫فصاحَ‬

‫‪،‬‬ ‫والأعوص ملعونون على لسان محمد !‬ ‫المروة‬ ‫جيشَ ذي خَشَب وذي‬

‫!‬ ‫!‬ ‫ولا صحبَكم‬ ‫الله‬ ‫حفظكم‬ ‫لا‬ ‫ارجعوا‬

‫إلى عثمان‬ ‫ابنه محمداَ‬ ‫قد أرسل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫طلحة‬ ‫منهم‬ ‫البصرئون‬ ‫وأتى‬ ‫والزبير‬ ‫طلحة‬

‫‪ ،‬وقال‬ ‫وطرَدهم‬ ‫بهم‬ ‫! فصاحَ‬ ‫الخلافة‬ ‫عليه‬ ‫وعرضوا‬ ‫معه ‪ ،‬فكلموه‬ ‫ليكون‬ ‫يلعنانهم‬

‫المروة والأعوص‬ ‫وذي‬ ‫خشب‬ ‫ذي‬ ‫أن جيش‬ ‫لهم ‪ :‬لقد علمَ الصالحون‬

‫جَم!!‬ ‫الله‬ ‫ملعونون على لسان رسول‬

‫قال‬ ‫‪ ،‬وكما‬ ‫قال علي‬ ‫لهم كما‬ ‫الزبير‪ ،‬قال‬ ‫منهم‬ ‫الكوفيون‬ ‫ولما كلم‬

‫(‪.)1‬‬ ‫طلحة‬

‫‪ ،‬فثار عليه السبئيون‬ ‫بن أبي سرح‬ ‫بن سعد‬ ‫الله‬ ‫هو عبد‬ ‫والي مصر‬ ‫وكان‬ ‫السبئيون يحتلون‬

‫أبي‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫يقودهم‬ ‫وكان‬ ‫الذين كانوا هناك ‪ ،‬وأثاروا عليه الغوغاء‪،‬‬ ‫مصر وبطردون‬

‫‪،‬‬ ‫‪ -‬فطَردوا الوالي ابن أبي سرح‬ ‫وابنُ زوجته‬ ‫بن عتبة ‪ -‬ربيبُ عثمان‬ ‫حذيفة‬ ‫ادالى‬

‫‪.035 -‬‬ ‫‪934 : 4‬‬ ‫الطبرى‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪162‬‬
‫أبي سرح‬ ‫ابزَ‬ ‫فغادَرها‬ ‫بن أبي حذيفة على الأمر في مصر‪،‬‬ ‫وتغفبَ محمد‬

‫المدينة‪.‬‬ ‫ى‬ ‫إل‬ ‫أ‬ ‫فادم‬

‫السبئيين‬ ‫الصحابة ‪ ،‬قادة‬ ‫بعض‬ ‫المدينة بحضورِ‬ ‫قادة السبئتن بعثمان في‬ ‫اجتمع‬

‫يفاوضون فمان‬ ‫وقذم حجتَه ‪.‬‬ ‫وناقَشهم وناقشوه ‪ ،‬وفئد شبهاتهم‬

‫وطلبوا من‬ ‫بن سعد‪،‬‬ ‫الله‬ ‫وقد اشتكى المصر يون منهم من واليهم عبد‬

‫مكانه‪.‬‬ ‫والِ آخر‬ ‫تغييره ‪ ،‬وتعيينَ‬ ‫عثمان‬

‫؟‬ ‫مَن تريدون‬ ‫قال لهم عثمان‬

‫بن أبي بكر الصديق!‬ ‫محمد‬ ‫نريدُ‬ ‫قالوا ‪:‬‬

‫عثمان يعين عم!‬ ‫بن أبي‬ ‫مكانَه محمدَ‬ ‫وعين‬ ‫مصر‪،‬‬ ‫عن‬ ‫بن سعد‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫فعزلَ عثمان‬

‫والبأ‬ ‫بكر‬ ‫أب!‬ ‫ابن‬ ‫‪.‬‬ ‫بكر‬

‫ممر‬ ‫على‬ ‫سعيدَبن‬ ‫عزلَ‬ ‫عندما‬ ‫أهلِ الكوفة ‪،‬‬ ‫خوارخ‬ ‫قبلُ مع‬ ‫فعلَ من‬ ‫كما‬

‫‪.‬‬ ‫الأشعري‬ ‫موسى‬ ‫أبا‬ ‫مكانه‬ ‫‪ ،‬وعئن‬ ‫العاص‬

‫مرادَهم‪،‬‬ ‫حققوا‬ ‫بلدانهم ‪ ،‬وأنهم‬ ‫إلى‬ ‫أنهم عائدون‬ ‫أظهرَ السبئنون‬

‫بن أبي بكر مكانه‪.‬‬ ‫وتولية محمد‬ ‫بن سعد‬ ‫الله‬ ‫بعزلِ عبد‬

‫بن أبي بكر‬ ‫واليهم الجديد محمد‬ ‫ومعهم‬ ‫إلى مصر‪،‬‬ ‫عاد سبئيو مصر‬

‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬ ‫إلى العراق‬ ‫مثلهم ‪ -‬وعاد سبئيو البصرة والكوفة‬ ‫سبئتاَ‬ ‫‪ -‬وكان‬

‫الأزمةَ قد‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫قد حقَت‬ ‫المدينة أن المشكلة‬ ‫في‬ ‫المسلمون‬ ‫وظن‬

‫انتهت ‪ ،‬وأن المحنة قد زالت‪.‬‬

‫الشيطانية‬ ‫المؤامرة اليهودية‬ ‫من‬ ‫إلا جزة‬ ‫وما دروا أن هذه العودة ما هي‬

‫السبئية‪.‬‬

‫شيطانان من شياطين السئئين في المدينة لأمر ما‪ ،‬بعدما‬ ‫وقد تخفف‬

‫‪.355 -‬‬ ‫‪354 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪163‬‬
‫بن‬ ‫وحكيم‬ ‫‪،‬‬ ‫الكوفة‬ ‫من‬ ‫النخعي‬ ‫الأشترُ‬ ‫‪:‬‬ ‫وهما‬ ‫‪.‬‬ ‫بلدانهم‬ ‫إلى‬ ‫القوم‬ ‫عاد‬

‫‪.‬‬ ‫البصرة‬ ‫من‬ ‫جبلة‬

‫الغرب‬ ‫نحو‬ ‫المصريون‬ ‫سار‬ ‫متباعدين ‪ ،‬حيث‬ ‫طريقين‬ ‫سارَ القومُ في‬

‫سار العراقيون نحو الشرق إلى الشمال‬ ‫بينما‬ ‫مصر‪،‬‬ ‫إلى الشمال قاصدين‬

‫‪.‬‬ ‫الكوفة والبصرة‬ ‫قاصدين‬

‫مسافة ثلاثهَ‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫إلى مصر‬ ‫منهم عائدين‬ ‫المصريون‬ ‫وبينما كان‬ ‫مؤامرتيم اررث ‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬راكباَ بعيراَ له ‪ ،‬يخبُطُ الأرض‬ ‫اسود‬ ‫بغلام‬ ‫ابمدينة ‪ ،‬إذا هم‬ ‫والبعبر أيام من‬ ‫الغلام‬

‫!‬ ‫أو هاربٌ‬ ‫طالبٌ‬ ‫؟ كأنكَ‬ ‫فقالوا له ‪ :‬ماشأنُك‬ ‫والكتاب‬

‫مصر‪.‬‬ ‫والي‬ ‫إلى‬ ‫وخهني‬ ‫وقد‬ ‫قال ‪ :‬أنا غلامُ امير المؤمنين‬

‫بن أبي بكر‪-‬‬ ‫معنا ‪ -‬محمد‬ ‫‪ :‬هذا والي مصر‬ ‫له‬ ‫قالوا‬

‫سعد!‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫أ أريدُ الوالي‬ ‫أريد‬ ‫هذا‬ ‫تال ‪ :‬ليس‬

‫معك؟‬ ‫الذي‬ ‫بن أبي بكر ‪ :‬هاتِ الكتاب‬ ‫قال له محمد‬

‫موخهأ‬ ‫كتاباَ عجيبأ‪،‬‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫خاتَمُ عثمان‬ ‫وعليه‬ ‫كتابأ منه ‪،‬‬ ‫فأَخرجوا‬

‫له فيه‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫بن سعد‬ ‫الله‬ ‫إلى عبد‬ ‫من عثمان‬

‫فلانأ وفلانأ وفلانأ‬ ‫واقتل‬ ‫بن أبي بكر‪،‬‬ ‫القوم فاقتل محمد‬ ‫إذا جاءك‬

‫أبي‬ ‫بن‬ ‫كتبتُه بتوليةِ محمد‬ ‫الذي‬ ‫كتابيَ‬ ‫وأَبطل‬ ‫الباقين ‪،‬‬ ‫واحبِس‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬

‫!‬ ‫!‬ ‫يأتيك رأي‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫مصر‬ ‫واليأ على‬ ‫انت‬ ‫بكر ‪ ،‬واثبت‬

‫‪ -‬وقرا‬ ‫رجل‬ ‫ألف‬ ‫بن ابي بكر القوم ‪-‬وكانوا حوالي‬ ‫أَوقفَ محمد‬

‫‪ ،‬وأثارهم‬ ‫عثمان‬ ‫ضدً‬ ‫وهتجهم‬ ‫بن سعد‪،‬‬ ‫الله‬ ‫إلى عبد‬ ‫عثمان‬ ‫كتاب‬ ‫عليهم‬

‫ثم يبطلُ‬ ‫الى مصر‪،‬‬ ‫‪ ،‬ويعودون‬ ‫حل‬ ‫على‬ ‫مع عثمان‬ ‫يتفقون‬ ‫عليه ‪ ،‬فكيف‬

‫القوم ؟‬ ‫ذلكَ الحل ‪ ،‬ويأمرُ بقتلِ وحبسِ‬ ‫عثمان‬

‫!‬ ‫!‬ ‫قتله‬ ‫لا بد من‬ ‫أبى‬ ‫وعزْله ‪ ،‬ف!ن‬ ‫خلعِه‬ ‫من‬ ‫بذَ‬ ‫لا‬ ‫إذن‬

‫القعدة ‪ ،‬وقلوبُهم‬ ‫ذي‬ ‫بداية شهر‬ ‫المدينة في‬ ‫إلى‬ ‫مصر‬ ‫سبئيو‬ ‫وعاد‬ ‫ال!بئين‬ ‫عودة‬

‫منه‪.‬‬ ‫التخلص‬ ‫علانيةَ على‬ ‫مصفمون‬ ‫عثمان ‪ ،‬وهم‬ ‫ممتلئة حقداَ على‬ ‫للمدبنة‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪164‬‬
‫السبب‪،‬‬ ‫إلى المدينة ‪ ،‬لنفس‬ ‫والبصرلين‬ ‫الكوفيين‬ ‫من‬ ‫الخوارج‬ ‫وعاد‬

‫من عثمان ‪.‬‬ ‫وكلهم عازمون على التخلص‬

‫البئيون بحنلون‬ ‫والبصرة ‪،‬‬ ‫والكوفة‬ ‫مصرَ‬ ‫أهلُ المدينة بعودةِ السبئمسمن من‬ ‫فوجىءَ‬

‫المدبنة‬ ‫؟ ألم يتفقوا مع‬ ‫أعادهم‬ ‫فما الذي‬ ‫المدينة وطرقاتها‪،‬‬ ‫واحتلالِهم شوارعَ‬

‫فلماذا رجعوا‬ ‫راضين‬ ‫بلادهم‬ ‫إلى‬ ‫؟ لقد عادوا‬ ‫المشكلة‬ ‫ويحقوا‬ ‫عثمان‬

‫الاَن ؟‬

‫‪ ،‬وعلمَ الصحابةُ بقصةِ كتاب‬ ‫السبئئون عثمانَ إلى أكابر الصحابة‬ ‫شكى‬

‫‪.‬‬ ‫فتأئَروا‬ ‫‪،‬‬ ‫وأعادهم‬ ‫اثارهم‬ ‫الذي‬ ‫عثمان‬

‫عثمان‬ ‫علي يال‬ ‫الكتابُ‬ ‫ومعه‬ ‫عنهما‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عثمان‬ ‫على‬ ‫بن أبي طالب‬ ‫علي‬ ‫ودخل‬

‫الغلام‬ ‫تصة‬ ‫عن‬ ‫!‬ ‫والغلامُ والبعير‬

‫والكناب‬ ‫والبعر‬

‫غلامُك؟‬ ‫الغلامُ‬ ‫هذا‬ ‫له ‪ :‬هل‬ ‫وقال‬

‫‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫قال‬

‫؟‬ ‫البعيرُ بعيرُك‬ ‫هذا‬ ‫له ‪ :‬هل‬ ‫قال‬

‫‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫قال‬

‫؟‬ ‫الكتاب‬ ‫أنتَ كتبتَ‬ ‫له ‪ :‬هل‬ ‫قال‬

‫!‬ ‫!‬ ‫‪ :‬لا‬ ‫عثمان‬ ‫قال‬

‫وخه‬ ‫‪ j‬لا‬ ‫أمرَ بكتابته ‪،‬‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الكتاب‬ ‫انه ماكتب‬ ‫‪،‬‬ ‫بالثه‬ ‫عثمان‬ ‫وحلفَ‬

‫!‬ ‫!‬ ‫من الذي كتب‬ ‫‪ ،‬ولا يدري‬ ‫الغلام إلى مصر‬

‫بالنه‬ ‫ليحلف‬ ‫‪ ،‬فما كان‬ ‫عثمان‬ ‫صدقَ‬ ‫الصحابة‬ ‫معه من‬ ‫عليئ ومن‬ ‫علم‬

‫‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫لسان‬ ‫‪ ،‬وكتبه على‬ ‫زؤَرَ الكتاب‬ ‫من‬ ‫أن هناك‬ ‫علموا‬ ‫باطلاَ‪ ،‬كما‬

‫‪،‬‬ ‫العائدون‬ ‫ان يراه المصريون‬ ‫الغلامُ‬ ‫‪ ،‬وتعفد‬ ‫وبعيره‬ ‫عثمان‬ ‫غلام‬ ‫واستخدمَ‬

‫‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫على‬ ‫إِثارتُهم‬ ‫لتتثمَ‬

‫‪165‬‬
‫هذه‬ ‫من‬ ‫طرفِ‬ ‫على‬ ‫يقفون‬ ‫‪ ،‬جعلهم‬ ‫الصحابة‬ ‫انتباه‬ ‫وهناكَ أمر لفتَ‬

‫!‬ ‫!‬ ‫الشيطانية‬ ‫السبئيةِ‬ ‫المؤامؤ‬

‫مسلمه‬ ‫ومحمدبن‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫المتمامرين عليئُ بن‬ ‫الخوارجَ‬ ‫كلمَ‬


‫مسلمة‬ ‫علي وابن‬

‫والزبير‪.‬‬ ‫عنهما ‪ ،‬كما كلمهم كل من طلحة‬ ‫الله‬ ‫الأنصاري رضي‬ ‫مؤامرة‬ ‫بكتشفان‬

‫السبئيين‬
‫قالوا لهم ‪ :‬لماذا رجعتُم إلى المدينة ؟ لقد عدتُم إلى بلادكم راضين؟‬

‫التي قَدمتم من اجلها ‪ ،‬فما الذي غير رأيكم؟‬ ‫وحُفَت المشكلة‬

‫بعيرَ‬ ‫يركبُ‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫عثمان‬ ‫غلام‬ ‫على‬ ‫‪ :‬ألقينا القبضَ‬ ‫قال المصريون‬

‫‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫لخلعِ‬ ‫‪ ،‬فعدنا‬ ‫بقتلِنا‬ ‫واليه‬ ‫إلى‬ ‫عثمان‬ ‫من‬ ‫كتاب‬ ‫‪ ،‬ومعه‬ ‫عثمان‬

‫أرجعكم؟‬ ‫الذي‬ ‫ما‬ ‫‪ :‬وأنتم‬ ‫والكوفيين‬ ‫البصريين‬ ‫للخوارج‬ ‫وقالوا‬

‫ونساعدهم!‬ ‫ونمنَعَهم‬ ‫المصريين‬ ‫إخواننا‬ ‫لننصر‬ ‫قالوا ‪ :‬جئنا‬

‫أهل‬ ‫يا‬ ‫علمتم‬ ‫‪ :‬كيف‬ ‫والكوفيين‬ ‫للبصريين‬ ‫بن مسلمة‬ ‫فال عليئُ ومحمد‬
‫أهل‬ ‫علم‬ ‫كيف‬

‫‪ ،‬وسرتُم‬ ‫إلى مصر‬ ‫؟ لقد ساروا‬ ‫الكوفة بما لقيَ أهلُ مصر‬ ‫أهل‬ ‫ويا‬ ‫والبمرة البصرة‬ ‫الكوفة‬

‫بكتاب أهل ممر؟‬


‫علمتم‬ ‫بعيدة ‪ ،‬فكيفَ‬ ‫إلى العراق ‪ ،‬وبينكم وبينهم مسافات‬ ‫الشرق‬ ‫أنتم جهة‬

‫دبرت‬ ‫مؤامرةٌ‬ ‫وهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫المدينة‬ ‫أُبرمَ في‬ ‫أمر‬ ‫هذا‬ ‫؟‬ ‫والكتاب‬ ‫الغلام‬ ‫بقصةِ‬

‫!‬ ‫إ‬ ‫بليل‬

‫‪،‬‬ ‫ما تريدون‬ ‫‪ ،‬وقولوا‬ ‫ماشئتم‬ ‫الأمر على‬ ‫‪ :‬ضَعوا‬ ‫السبئئون‬ ‫الخوارج‬ ‫قال‬

‫!‬ ‫‪1‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫الخلافة‬ ‫لنا فيه ‪ ،‬ليعتزننا ويترك‬ ‫حاجة‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫نريد تغيير عثمان‬ ‫فنحن‬

‫ومحمدبن‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫المؤامرةَ البلهاءَ عليئُ بن‬ ‫هذه‬ ‫اكتشف‬ ‫لقد‬
‫لشئيون‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫ذن‬ ‫ا‬

‫جزءٌ من‬ ‫المزور‬ ‫الكتاب‬ ‫قصة‬ ‫أن‬ ‫الإيمانية ‪ ،‬وعلما‬ ‫‪ ،‬بفراستهما‬ ‫مسلمة‬ ‫لكتاب‬ ‫ا‬ ‫زوروا‬

‫المدينة ‪ ،‬ونسبَه لعثمان ‪ ،‬وأخبرَ‬ ‫كتبه في‬ ‫من‬ ‫هناك‬ ‫المؤامرة السبئيما‪ ،‬وأن‬

‫به‪.‬‬ ‫الكوفة والبصرة‬ ‫خوارجَ‬

‫القواصم‪:‬‬ ‫من‬ ‫العواصم‬ ‫وانظر‬ ‫‪،351‬‬ ‫‪-355 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫انظر تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪124 -‬‬ ‫‪117 :‬‬ ‫عرجون‬ ‫صادق‬ ‫لمحمد‬ ‫بن عفان‬ ‫ا ‪ .‬وعثمان‬ ‫‪TA -‬‬ ‫‪901‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪166‬‬
‫الخوارج‬ ‫اضطر‬ ‫نظرهما‪،‬‬ ‫وبُعدِ‬ ‫بن مسلمة‬ ‫ومحمد‬ ‫وازاء فراسة علي‬

‫عن مسرحية الكتاب المزعوم ‪ ،‬والك!ثمفِ عن حقيقةِ هدفهم‪.‬‬ ‫إلى السكوت‬

‫المطلوب هو رأس‬ ‫عنه ‪ ،‬وما الكتابُ المزعومُ إلا‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عثمان‬ ‫هو رأسُ‬ ‫إن المطلوبَ‬

‫عثان‬ ‫السبئية !‬ ‫المؤامرة اليهودية‬ ‫حلقة من حلقاتِ‬

‫السبئيين‪،‬‬ ‫من قادة الخوارج‬ ‫في المدينة رجلان‬ ‫أنه قد تخفَف‬ ‫ولا ننسى‬

‫الكتاب‬ ‫قصة‬ ‫كبير في‬ ‫دور‬ ‫‪ ،‬ولهما‬ ‫جبَلَة‬ ‫بن‬ ‫وحكيمُ‬ ‫الأشترُ النخعي‬ ‫وهما‬

‫والبصريينأ‬ ‫والكوفيين‬ ‫المصريين‬ ‫عودة‬ ‫المزعوم ‪ ،‬وفي‬

‫من‬ ‫المدينة فاركة‬ ‫في‬ ‫الرجال‬ ‫عدد‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بيوتهم‬ ‫المدينة ‪ ،‬ولزمَ الناسُ‬ ‫الخوارجُ‬ ‫حاصرَ‬

‫أهلها‬ ‫القتال ‪ ،‬أو دعاةَ‬ ‫جبهات‬ ‫في‬ ‫كانوا مجاهدين‬ ‫المدينة قليل ‪ ،‬لأن معظمهم‬

‫المدينة ذهبوا إلى اداء مناسك‬ ‫في‬ ‫بقي‬ ‫البلاد المفتوحة ‪ ،‬وكثير ممن‬ ‫في‬

‫الحج‪.‬‬

‫السبئتين ‪ ،‬الذين كان‬ ‫الخوارج‬ ‫في المدينة كانوا اقل من‬ ‫الرجال‬ ‫ولعل‬

‫اَلاف رجل‪.‬‬ ‫ثلاثةَ‬ ‫عددُهم‬

‫للحج‪،‬‬ ‫عثمان من الخروج‬ ‫القعدة لم يتمكن‬ ‫ذي‬ ‫أواخر شهر‬ ‫وفي‬

‫المدينة‪،‬‬ ‫السنة ف!ن السبئيين قد اخلوا‬ ‫هذه‬ ‫سنة ‪ ،‬أما في‬ ‫كل‬ ‫يحبئ‬ ‫وكان‬

‫في داره ‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫وحاصروا‬

‫بع!أ !‬ ‫ع!مكأ‬ ‫‪.‬‬ ‫با!اس‬ ‫أمير !لمحجح ‪! ،‬بئَ‬ ‫تعيين‬ ‫من‬ ‫بذَ‬ ‫ولا‬

‫عنهم ‪ ،‬وكقَفه ان يحبئَ‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عباس‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عثمانُ عبد‬ ‫استدعى‬

‫بالناس هذا الموسم‪.‬‬

‫أمير المؤمنين ‪ ،‬في‬ ‫يا‬ ‫وبجانبك‬ ‫معك‬ ‫أكن‬ ‫‪ :‬دعني‬ ‫فقال له ابن عباس‬

‫الحج!‬ ‫من‬ ‫إليئَ‬ ‫احمث‬ ‫هؤلاء الخوارج‬ ‫إن جهاد‬ ‫فوالله‬ ‫هؤلاء ‪،‬‬ ‫مواجهة‬

‫أن تحبئَ بالمسلمين‪.‬‬ ‫عليك‬ ‫له ‪ :‬عزمتُ‬ ‫قال‬

‫المؤمنين‪.‬‬ ‫أميرَ‬ ‫أمامه إلا أن يطيعَ‬ ‫ابن عباس‬ ‫فلم يجد‬

‫‪ ،‬بيًن‬ ‫في الحج‬ ‫المسلمين‬ ‫على‬ ‫ليُقراَ‬ ‫‪،‬‬ ‫مع ابن عباس‬ ‫كتاباَ‬ ‫عثمان‬ ‫وكتب‬

‫‪167‬‬
‫‪.‬‬ ‫منه(‪)1‬‬ ‫‪ ،‬وطلباتهم‬ ‫منهم‬ ‫عليه ‪ ،‬وموقفَه‬ ‫الخوارج‬ ‫مع‬ ‫فيه قصته‬

‫‪،‬‬ ‫لعثمان‬ ‫محاصِرون‬ ‫السبئتون‬ ‫والخوارجُ‬ ‫الحجة‬ ‫ذي‬ ‫شهرُ‬ ‫‪ j‬دخلَ‬ ‫تمرف فمان‬
‫المسلمين‪،‬‬ ‫بهم وبغيرِهم من‬ ‫هذا كان عثمانُ يصلي‬ ‫للمدينة ‪ ،‬ومع‬ ‫احنلال المدبنة‬
‫محتلون‬ ‫أمام‬

‫خلفه‪.‬‬ ‫يصلّون‬ ‫هؤلاء الخوارج‬ ‫وكان‬

‫مغادرةَ المدينة ‪ ،‬كتبَ‬ ‫السبئتين لا يريدون‬ ‫عثمانُ ان هؤلاء‬ ‫ولما راى‬

‫والبصرة ‪،‬‬ ‫الشام والكوفة‬ ‫في‬ ‫الأمصار‪،‬‬ ‫في‬ ‫المسلمين‬ ‫كتابأ إلى‬ ‫عثمان‬

‫السبئئين‪،‬‬ ‫الخوارج‬ ‫عنها‬ ‫ليطردوا‬ ‫‪،‬‬ ‫للمدينة‬ ‫والقدوم‬ ‫المددَ‬ ‫منهم‬ ‫يطلبُ‬

‫في كتابه‪:‬‬ ‫مما قاله عثمان‬ ‫وكان‬

‫الرحيم‪:‬‬ ‫الرحمن‬ ‫الله‬ ‫(بسم‬ ‫عثمان‬ ‫كتاب‬

‫أما بعد‪:‬‬
‫للأمصار‬

‫الله‬ ‫عن‬ ‫فبقَغَ‬ ‫بالحق ‪ ،‬بشيراَ ونذيراَ‪،‬‬ ‫بعثَ محمداَ ب!‬ ‫عز وجل‬ ‫الثه‬ ‫ف!ن‬

‫فينا كتابَه ‪ ،‬فيه حلاله‬ ‫عليه ‪ ،‬وخفف‬ ‫الذي‬ ‫قضى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫مضى‬ ‫ما أمره به ‪ ،‬ثم‬

‫العبادُ‬ ‫أحمت‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫فأمضاها‪،‬‬ ‫قذرها‪،‬‬ ‫التي‬ ‫الأمور‬ ‫وبيانُ‬ ‫‪،‬‬ ‫وحرامه‬

‫‪.‬‬ ‫وكرهوا‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عنه ‪ ،‬ثم عمر‬ ‫الله‬ ‫ثم كان الخليفةُ ابو بكر رضي‬

‫من الأمة‪،‬‬ ‫مَلأ‬ ‫غيرِ عفم ‪ ،‬ولا مسألة ‪ ،‬عن‬ ‫‪ ،‬عن‬ ‫ثم أُدخلتُ في الشورى‬

‫طلبِ مني‬ ‫غيرِ‬ ‫ثم أجمعَ أهل الشورى عن ملأ منهم ومن الناس علي ‪ ،‬على‬

‫ولا محبة‪.‬‬

‫غيرَ‬ ‫مئبعأ‬ ‫‪،‬‬ ‫مستتبع‬ ‫تابعأ غير‬ ‫‪،‬‬ ‫يُنكرون‬ ‫ولا‬ ‫ما يعرفون‬ ‫فيهم‬ ‫فعملتُ‬

‫متكفف‪.‬‬ ‫‪ ،‬مقتَديأغيرَ‬ ‫مبتاع‬

‫على‬ ‫وأهواء‪،‬‬ ‫ضغائنُ‬ ‫الشزُ بأهله ‪ ،‬بدَت‬ ‫‪ ،‬وانتكثَ‬ ‫الأمور‬ ‫انتهت‬ ‫فلما‬
‫يستنجد‬ ‫عثمان‬

‫باهل الأمصار على‬


‫إجرامِ ولا تِرَة‪.‬‬ ‫غير‬

‫السبئ!ن‬

‫‪.‬‬ ‫‪411 -‬‬ ‫‪457 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫في‬ ‫عثمان‬ ‫كتاب‬ ‫انظر نمى‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪168‬‬
‫عليئَ أشياء‬ ‫فعابوا‬ ‫عذر‪،‬‬ ‫ولا‬ ‫حجةِ‬ ‫بغير‬ ‫غيره ‪،‬‬ ‫وأعلنوا‬ ‫أمراَ‪،‬‬ ‫فطلبوا‬

‫غيرها‪.‬‬ ‫المدينة ‪ ،‬لا يصلحُ‬ ‫ملأ من أهل‬ ‫‪ ،‬وأشياء عن‬ ‫مما كانوا يرضون‬

‫وأسمع‪،‬‬ ‫منذ سنين ‪ ،‬وأنا أرى‬ ‫‪ ،‬وكففتُها عنهم‬ ‫نفسي‬ ‫لهم‬ ‫فصئرتُ‬

‫جرأة ‪.‬‬ ‫عز وجل‬ ‫الله‬ ‫على‬ ‫فازدادوا‬

‫الهجرة ‪،‬‬ ‫يك! وحرمِه ‪ ،‬وأرضِ‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫جوار‬ ‫أغاروا علينا في‬ ‫حتى‬

‫‪ ،‬أو مَنْ غزانا بأُحُد‪،‬‬ ‫الأحزاب‬ ‫أيامَ‬ ‫كالأحزابِ‬ ‫‪ ،‬فهم‬ ‫الأعراب‬ ‫اليهم‬ ‫وثابَت‬

‫‪.‬‬ ‫ما يُظهرون‬ ‫إلا‬

‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫‪ ،‬فليفحَق(‪)1‬‬ ‫بنا‬ ‫القَحاق‬ ‫على‬ ‫قدرَ‬ ‫فمن‬

‫في‬ ‫الم!لمبن‬ ‫نأئر‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وعجبوا‬ ‫به‬ ‫تأئَروا‬ ‫الأمصار‪،‬‬ ‫في‬ ‫الكتابُ المسلمين‬ ‫ولما وصلَ‬

‫الأمصار بكاب‬ ‫‪،‬‬ ‫الحصار‬ ‫من‬ ‫دمانقاذِه‬ ‫‪،‬‬ ‫خليفتهم‬ ‫لنجدة‬ ‫‪ ،‬وهبوا‬ ‫المشاغبين‬ ‫الخوارج‬ ‫جرأة‬

‫عثمان‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬كما سنذكرُ من تسارعِ الأحداث‬ ‫نجدتهم‬ ‫كان أسبقَ من‬ ‫الله‬ ‫قدرَ‬ ‫لكن‬

‫بن مسلمة‬ ‫الشام ‪ ،‬بقيادة حبيبِ‬ ‫من‬ ‫جيشأ‬ ‫بعثَ معاوية بن أبي سفيان‬

‫‪.‬‬ ‫الفِهري‬

‫خديج‬ ‫بقيادة معاوية بن‬ ‫مصر‪،‬‬ ‫من‬ ‫جيشأ‬ ‫سعد‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫وبعثَ‬

‫السكونيئ‪.‬‬

‫الصحابة‬ ‫لنجدة‬ ‫الخروج‬ ‫أهلها على‬ ‫الصحابة في الكوفة ‪ ،‬يحضون‬ ‫وقام بعض‬

‫في‬ ‫والتابعون‬ ‫بن عمرو‪،‬‬ ‫منهم ‪! :‬ب!‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الخارجين‬ ‫المدينة من‬ ‫عثمان ‪ ،‬وتخليصِ‬

‫يحضون‬ ‫الكوفة‬ ‫‪.‬‬ ‫الربغ‬ ‫بن‬ ‫‪ ،‬و!رولةُ‬ ‫أوفى‬ ‫بن أبي‬ ‫الثه‬ ‫وعبد‬

‫على نمرة عثمان‬ ‫أصحابُ‬ ‫الكوفة‬ ‫الأمر في‬ ‫بنفس‬ ‫يقومون‬ ‫التابعين الذين‬ ‫من‬ ‫وكان‬

‫بن‬ ‫‪ ،‬والأسود‬ ‫بن الأجدع‬ ‫عنه ‪ ،‬مثل ‪ :‬مسروق‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن مسعود‬ ‫الله‬ ‫عبد‬

‫بن عكيم‪.‬‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬وعبد‬ ‫بن الحارث‬ ‫يزيد ‪ ،‬وشريح‬

‫‪.352 -‬‬ ‫‪351 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪916‬‬
‫الكونة ‪ ،‬ويطوفون‬ ‫طريق‬ ‫في‬ ‫والتابعون يسيرون‬ ‫الصحابة‬ ‫هؤلاء‬ ‫وكان‬

‫لأهلها‪:‬‬ ‫‪ ،‬ويقولون‬ ‫مجالسها‬ ‫على‬

‫اليوم ‪،‬‬ ‫يحسُنُ‬ ‫النظر‬ ‫‪3‬‬ ‫د!ا‬ ‫غداَ‪،‬‬ ‫اليومَ وليس‬ ‫الكلام‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫الناس‬ ‫أيها‬

‫خليفتكم‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫انهضوا‬ ‫غداَ‪،‬‬ ‫ويحرمُ‬ ‫اليوم‬ ‫القتالَ يحلُ‬ ‫هـان‬ ‫غداَ‪،‬‬ ‫ويقبحُ‬

‫أمركمأ‬ ‫وعصمةِ‬

‫إلى‬ ‫الكوفة ‪ ،‬وخرجوا‬ ‫اهل‬ ‫صالحي‬ ‫من‬ ‫لهم مجموعة‬ ‫فاستجابَ‬

‫التميمي‪.‬‬ ‫القعقاع بن عمرو‬ ‫لنجدةِ عثمان ‪ ،‬وكانوا بقيادة المجاهد‬ ‫المدينة‬

‫من‬ ‫عثمان‬ ‫لنجدة‬ ‫الخروج‬ ‫البصرة على‬ ‫أهل‬ ‫يحفقُ‬ ‫ممن‬ ‫وكان‬
‫في البصرة‬ ‫وكذلك‬

‫ومن‬ ‫بن عامر‪،‬‬ ‫‪ ،‬وهشامُ‬ ‫مالك‬ ‫‪ ،‬وأنسُ بن‬ ‫حصين‬ ‫‪ :‬عمرانُ بن‬ ‫الصحابة‬ ‫والثام وممر‬

‫‪.‬‬ ‫العبدي‬ ‫حتان‬ ‫بن‬ ‫‪ ،‬وهرمُ‬ ‫سور‬ ‫بن‬ ‫التابعين ‪ :‬كعبُ‬

‫عبادةُ بن‬ ‫‪:‬‬ ‫الصحابة‬ ‫من‬ ‫الشام‬ ‫في‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫يحفقُ‬ ‫ممن‬ ‫وكان‬

‫مسلم‬ ‫التابعين ‪ :‬أبو‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫الدرداء‬ ‫وأبو‬ ‫‪،‬‬ ‫الباهلي‬ ‫أمامة‬ ‫وأبو‬ ‫‪،‬‬ ‫الصامت‬

‫بن غنم(‪.)1‬‬ ‫الرحمن‬ ‫النميري ‪ ،‬وعبد‬ ‫‪ ،‬وشريك‬ ‫الخولاني‬

‫والشام والكوفة والبصرة لنجدة عثمان ‪،‬‬ ‫من مصر‬ ‫الجيوش‬ ‫وسارت‬

‫بتنفيذ‬ ‫‪ ،‬فعخلوا‬ ‫انفسهم‬ ‫‪ ،‬خافوا على‬ ‫ولما علمَ الخوارجُ السبئيون بمسيرها‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫مؤامرتهم ‪ ،‬وقاموا بقتلِ عثمان‬

‫يدخلوا‬ ‫بلده ‪ ،‬ولم‬ ‫إلى‬ ‫جيشِ‬ ‫‪ ،‬عاد كل‬ ‫بذلك‬ ‫الجيوش‬ ‫ولما علمت‬

‫!‬ ‫إ‬ ‫المدينة‬

‫لعثمان في الثامن‬ ‫السبئتين في المدينة ‪ ،‬وحصارُهم‬ ‫كان نزولُ الخوارج‬

‫وثلاثين‪.‬‬ ‫من ذي القعدة سنة خمس‬

‫ليخطبَ‬ ‫عثمان‬ ‫المدينة ‪ ،‬خرجَ‬ ‫الجمعةُ الأولى من احتلالهم‬ ‫ولما كانت‬


‫في‬ ‫عثمان‬ ‫خطبة‬

‫بعد‬ ‫الأللى‬ ‫الجمعة‬


‫بالناس ‪.‬‬ ‫الجمعة ‪ ،‬ويصلي‬ ‫خطبة‬

‫المدبنة‬ ‫احنلال‬

‫‪.352‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪017‬‬
‫في‬ ‫وكان‬ ‫المنبر‪،‬‬ ‫قام على‬ ‫الصلاة‬ ‫أنهى‬ ‫وبعدما‬ ‫بالناس ‪،‬‬ ‫فصلى‬

‫الصحابة والمسلمين‪.‬‬ ‫الخوارج السبئتون وبعض‬ ‫المسجد‬

‫النّه‪،‬‬ ‫اتقوا‬ ‫‪،‬‬ ‫النّهَ‬ ‫‪،‬‬ ‫اللهَ‬ ‫‪:‬‬ ‫الأعداء‬ ‫ياهؤلاء‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫المنبر‬ ‫عثمان‬ ‫صعد‬ ‫ولما‬

‫ع!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫لسان‬ ‫على‬ ‫ملعونون‬ ‫المدينة ليعلموا أنكم‬ ‫فوالله إن أهل‬

‫إلا‬ ‫السىءَ‬ ‫يمحو‬ ‫لا‬ ‫‪،‬‬ ‫عز وجل‬ ‫اللهَ‬ ‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫بالصواب‬ ‫الخطايا‬ ‫فامْحوا‬

‫بالحسن‪.‬‬

‫الين‬ ‫ضرب‬ ‫ملعونون‬ ‫عنه فقال ‪ :‬انا أشهدُ أنكم‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫مسلمة‬ ‫بن‬ ‫فقام محمد‬

‫المحابة‬ ‫لبض‬ ‫‪،‬‬ ‫ا!صرة‬ ‫زعيئم سبئ!‬ ‫جَبَلة‬ ‫بن‬ ‫إليه حكيمُ‬ ‫فقامَ‬ ‫‪،‬‬ ‫ءلمج!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫لسان‬ ‫على‬

‫‪ 3‬ش المجلى‬ ‫وطرد‬ ‫فجذَبه وأقعده رغمأ عنه !‬

‫الذي‬ ‫الكتاب‬ ‫عنه فقال لهم ‪ :‬ناولوني‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫ثم قام زيدُ بن ثابت‬

‫مصر‪.‬‬ ‫قد كتبه لواليه على‬ ‫ان عثمان‬ ‫زعمتم‬

‫عنه‪.‬‬ ‫أحدُ السبئثين واقعده رغمأ‬ ‫إليه‬ ‫فقام‬

‫الصحابةَ والمسلمينَ‬ ‫وحصبوا‬ ‫جميعأ‪،‬‬ ‫المسجد‬ ‫ثم ثارَ السبئئون في‬

‫وشتموهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬وطردوهم‬ ‫من المسجد‬ ‫‪ ،‬وأخرجوهم‬ ‫بالحجارة‬ ‫الآخرين‬

‫وضرجمهم لعثمان‬ ‫المنبر إلى‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬فسقط‬ ‫المنبر بالحجارة‬ ‫الذي كان على‬ ‫وحَصَبوا عثمان‬

‫على المنبر‬ ‫و!‬ ‫مغمى‬ ‫مريض!‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫دارَه‬ ‫عليه ‪ ،‬وحُمِلَ وأدخل‬ ‫مغشيأ‬ ‫المسجد‬ ‫أرض‬

‫! !‬ ‫عليه‬

‫الخوارج‬ ‫لقتال‬ ‫واستعدوا‬ ‫للقتال ‪،‬‬ ‫الصحابة‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫وشمرَ‬

‫‪ ،‬وأبو‬ ‫منهم ‪ ،‬منهم سعدُ بن أبي وقاص‬ ‫السبئيين ‪ ،‬ولو كانوا أقل وأضعفَ‬

‫علي‪،‬‬ ‫بن‬ ‫‪ ،‬والحسنُ‬ ‫‪ ،‬وزيدُ بن ثابت‬ ‫مسلمة‬ ‫بن‬ ‫هريرة ‪ ،‬ومحمدُ‬

‫‪.‬‬ ‫بن الزبير وآخرون‬ ‫الله‬ ‫وعبد‬

‫الصحابة يكفون‬ ‫القتال ‪،‬‬ ‫عن‬ ‫بالكف‬ ‫إليهم ‪ ،‬وأمرهم‬ ‫‪ ،‬أرسلَ‬ ‫بذلك‬ ‫عثمان‬ ‫فلما علم‬

‫محن اعثما بأمر‬ ‫ا!ح‬ ‫!اب‬ ‫ا! فنمذوا أمره من‬ ‫إ‬ ‫بيوتهم‬ ‫والعودةِ إلى‬ ‫السلاح ‪،‬‬ ‫ووضعِ‬

‫كانوا مُكرَهين‬ ‫‪ ،‬لكنهم‬ ‫والطاعة‬

‫‪% V‬‬ ‫ا‬


‫‪ ،‬يعودونَه من‬ ‫عثمان‬ ‫على‬ ‫والزبير ‪ ،‬فدخلوا‬ ‫من عليئ وطلحة‬ ‫كل‬ ‫وأَقبَلَ‬

‫أمامه ‪ ،‬ثم عادوا إلى منازلهم‪.‬‬ ‫بئهم وحُزنهم‬ ‫‪ ،‬ويشكون‬ ‫مرضه‬

‫‪ :‬قمْ معنا إلى عثمان‬ ‫له‬ ‫‪ ،‬فقالوا‬ ‫الى علي‬ ‫مصر‬ ‫سبئمص‬ ‫نفر من‬ ‫وجاء‬ ‫ءلي !رأ منهم‬

‫ا‬ ‫لنا د!‬ ‫قدأحل‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬هـان‬ ‫لنخلَعَه‬ ‫لهم‬ ‫وبنكركتابته‬

‫‪ :‬والله لا أتومُ معكم‪.‬‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫ولعنَهم‬ ‫منهم‬ ‫علي‬ ‫فغضب‬

‫مصر‬ ‫من‬ ‫بالقدوم‬ ‫إلينا ياعليئُ‬ ‫كتبت‬ ‫لماذا‬ ‫إذن‬ ‫‪:‬‬ ‫بعضهم‬ ‫له‬ ‫فقال‬

‫كتابك‬ ‫إلا بسبب‬ ‫أتينا‬ ‫ما‬ ‫عثمان ‪ ،‬والإنكار عليه ا فنحن‬ ‫على‬ ‫والخروج‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫لنا‬

‫!‬ ‫!‬ ‫كتاباَ قط‬ ‫إليكم‬ ‫‪ :‬والله ما كبتُ‬ ‫لهم‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫كلامهم‬ ‫عليئ من‬ ‫فاستغرب‬

‫؟ وله‬ ‫تُقاتلون‬ ‫عليئ‬ ‫‪ :‬أمِنْ أجلِ‬ ‫‪ ،‬وقالوا‬ ‫متعجبين‬ ‫لبعض‬ ‫بعضُهم‬ ‫فنظر‬

‫(‪ )1‬؟‬ ‫تغضبون‬

‫استغفال‬ ‫‪ ،‬في‬ ‫اليهود السبئيين‬ ‫شياطين‬ ‫طريقة‬ ‫على‬ ‫يدلُنا‬ ‫الخبر‬ ‫وهذا‬ ‫السبنبون يزبفون‬

‫لينضقوا‬ ‫والتأثير عليهم‬ ‫واستدراجهم‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫السذ!‬ ‫الكنب على ل!ان الرعاع‬

‫نظام الحكم‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬والقضاء‬ ‫أمر المسلمين‬ ‫إفساد‬ ‫في‬ ‫إليهم ‪ ،‬ويوظفوهم‬ ‫علي والصحابة‬

‫نيهم‪.‬‬

‫‪ ،‬والزعمُ‬ ‫إليهم‬ ‫‪ ،‬ونسبتُها‬ ‫الصحابة‬ ‫كبار‬ ‫لسان‬ ‫على‬ ‫الكتب‬ ‫انها (تزويرُ)‬

‫عثمان‬ ‫على‬ ‫للخروج‬ ‫الناس‬ ‫الذين يدعون‬ ‫الَكبار هم‬ ‫الصحابة‬ ‫بأن هؤلاء‬

‫عليه ‪ ،‬وخَلعِه ‪ ،‬ل!الا قتله!‬ ‫والإنكار‬

‫عنه‪،‬‬ ‫الله‬ ‫» ن الكتب على لسان علي رضي‬ ‫يزؤ‬ ‫فهاهم سبئيو مصر‬

‫إلا بعدَ دعوةِ عليئ لهم‬ ‫بأنهم ما خرجوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الغوغاء الذين معهم‬ ‫ويوهمون‬

‫كتاباَ‬ ‫لهم‬ ‫‪ ،‬أنه ما كتب‬ ‫بالله‬ ‫علي‬ ‫حلفَ‬ ‫عندما‬ ‫تعخبوا‬ ‫‪ ،‬لذلك‬ ‫بالخروج‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫قط‬

‫‪.353 -‬‬ ‫‪352‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪Wl‬‬
‫والزبير‬ ‫طدحة‬ ‫لهم‬ ‫تد كتب‬ ‫أن يكون‬ ‫البصرة‬ ‫امامَ غوغاء‬ ‫الله‬ ‫وانكرَ طلحةُ بنُ عبيد‬

‫لهم‬ ‫الكنابة‬ ‫ينكران‬ ‫ا‬ ‫الم!ينة‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬وا!دوم‬ ‫عثمان‬ ‫على‬ ‫بالخروج‬ ‫كآبأ‬

‫الكوفة‪.‬‬ ‫أمام خوارج‬ ‫انكر الزبير بن العوام ذلك‬ ‫وكذلك‬

‫عائشة‬ ‫التابعي أمام أم المؤفين‬ ‫مسروق‬ ‫وبعدما قتل عثمان جلس‬

‫عنها‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫تروي‬ ‫عاتة‬ ‫‪،‬‬ ‫قتلَه‬ ‫من‬ ‫الله‬ ‫لعنَ‬ ‫مظلومأ‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫قُتِل‬ ‫‪ :‬لقد‬ ‫عثمان‬ ‫عن‬ ‫عائشة‬ ‫فقالت‬

‫عل لانها‬ ‫تزويرهم‬ ‫!‬ ‫ا!ث!‬ ‫يُذبَحُ‬ ‫كما‬ ‫‪ ،‬ثم قزَبوه فذبحوه‬ ‫الدنس‬ ‫لقد تركوه كالثؤبِ النقي من‬

‫أن‬ ‫‪ ،‬تأمرينهم‬ ‫الناس‬ ‫إلى‬ ‫كتبتِ‬ ‫( أنتِ‬ ‫عملُك‬ ‫‪ :‬هذا‬ ‫لها مسروق‬ ‫فقال‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عثمان‬ ‫إلى‬ ‫يخرجوا‬

‫ما‬ ‫‪،‬‬ ‫الكافرون‬ ‫به‬ ‫وكفرَ‬ ‫‪،‬‬ ‫المؤمنون‬ ‫به‬ ‫اَمنَ‬ ‫الذي‬ ‫والله‬ ‫لا‬ ‫‪:‬‬ ‫عائشة‬ ‫قالت‬

‫هذا ‪(11‬‬ ‫مجلسي‬ ‫كتبتُ لهم سو اد مي بيضاء‪ ،‬حتى جلستُ‬

‫أن الكتابَ كتبَ على‬ ‫‪ :‬فكانوا يرون‬ ‫مسروق‬ ‫الراوي عن‬ ‫قال الأعمشُ‬

‫!‬ ‫(‪)1‬‬ ‫عائشة‬ ‫لسان‬

‫الوسائل‬ ‫أخبث‬ ‫من‬ ‫كبارِ الصحابة‬ ‫على‬ ‫تزويرُ الكتبِ‬ ‫كان‬ ‫لقد‬

‫ضذَ‬ ‫وتهييجهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الرعاع‬ ‫في‬ ‫للتأثير‬ ‫‪،‬‬ ‫السبئيون‬ ‫سَلَكها‬ ‫التي‬ ‫‪،‬‬ ‫الشيطانية‬

‫والزبير ‪ ،‬كما زؤَروا‬ ‫وطلحة‬ ‫وعلي‬ ‫لسان عائشة‬ ‫الكتبَ على‬ ‫‪ .‬زؤروا‬ ‫عثمان‬

‫الكتب على لسان عثمان نفسه‪.‬‬

‫‪،‬‬ ‫القعدة‬ ‫ذي‬ ‫الجمعة ‪ ،‬من أواسطِ شهر‬ ‫وبعدما صُرعَ عثمان في تلك‬

‫المسلمون‬ ‫خلفه‬ ‫ويصقي‬ ‫المسجد‪،‬‬ ‫بالناس إمامأ في‬ ‫يصلي‬ ‫استمؤ‬

‫‪.‬‬ ‫السبئيون‬ ‫‪ ،‬والخوارجُ‬ ‫الصالحون‬

‫داخلَ‬ ‫الصلاة ‪ ،‬وحَصَروه‬ ‫السبئيون من‬ ‫بأيام منعه الخوارج‬ ‫ذلك‬ ‫وبعد‬

‫بالناس إمامأ‪.‬‬ ‫من أن يصلي‬ ‫‪ ،‬ومنعوا احداَ من كبار الصحابة‬ ‫بيته‬

‫‪.‬‬ ‫‪591‬‬ ‫‪: V‬‬ ‫كئير‬ ‫لابن‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪173‬‬
‫المسلممِن‬ ‫طرقاتِها ‪ ،‬ويمنعون‬ ‫‪ ،‬يجوبون‬ ‫فعلاَ‬ ‫المدينة‬ ‫حكام‬ ‫وكانوا هم‬ ‫حكام‬ ‫ال!بئبون‬

‫بيته‪.‬‬ ‫من‬ ‫عثمانَ من الخروج‬ ‫فيها من الاجتماع ‪ ،‬ويمنعون‬ ‫فعلأ‬ ‫المدبنة‬

‫المدينة الفعلي في أيام الحصار‬ ‫وحاكم‬ ‫مصر‪،‬‬ ‫خوارج‬ ‫وتقدمَ أميرُ‬ ‫‪ 3‬هو ايإمام‬ ‫وأير‬

‫خلفَه خوارجُ‬ ‫بالناس إمامأ‪ ،‬وصلى‬ ‫العكي أ فصلى‬ ‫بن حرب‬ ‫"الغافقيئُ‬

‫‪.‬‬ ‫والكوفة والبصرة‬ ‫مصر‬

‫أحدٌ إلا وعليه‬ ‫منهم‬ ‫لا يخرجُ‬ ‫بيوتَهم ‪ ،‬وكان‬ ‫لزموا‬ ‫فقد‬ ‫أما أهلُ المدينة‬

‫(‪.)1‬‬ ‫القوم ‪ ،‬وكانوا أقل من الخوارج‬ ‫‪ ،‬خشيةَ من‬ ‫سلاحه‬

‫من‬ ‫خرجَ‬ ‫‪ ،‬حيثُ‬ ‫المدينة في أواخرِ أيام الحصار‬ ‫وغادرَ كبارُ الصحابة‬

‫وغيرهم‪.‬‬ ‫وسعد‬ ‫والزبير‬ ‫علي وطلحةُ‬ ‫المدينة‬

‫الصحابة‪،‬‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫حوله‬ ‫كان‬ ‫السبئتون عثمان‬ ‫ولما حاصر‬ ‫عثمان‬ ‫افن‬ ‫ع!م‬

‫عمر‪،‬‬ ‫عبدالله بن‬ ‫فيهم‬ ‫‪،‬‬ ‫سبعمئة‬ ‫قريبأ من‬ ‫وكانوا‬ ‫عنه‪،‬‬ ‫للصحابة بقتالهم يدافعون‬

‫بن‬ ‫ومروان‬ ‫‪،‬‬ ‫والحسين‬ ‫والحسن‬ ‫هريرة ‪،‬‬ ‫وأبو‬ ‫الزبير‪،‬‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫وعبد‬

‫‪ ،‬واَخرون‪.‬‬ ‫الحكم‬

‫لهم‪:‬‬ ‫تزكَ القتال ‪ ،‬وقال‬ ‫اَثرَ‬ ‫ولكنه‬ ‫بالقتال ‪ ،‬لقاتلوا‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫أذنَ لهم‬ ‫ولو‬

‫يده ‪ ،‬وان يعودَ إلى منزله!‬ ‫الطاعة ‪ ،‬ان يكف‬ ‫من لي عليه حن‬ ‫على‬ ‫أُقسمُ‬

‫هؤلاء‬ ‫له ‪ :‬ان‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫إلى‬ ‫الله عنه‬ ‫رضي‬ ‫ثابت‬ ‫قلدُ بن‬ ‫وجاء‬ ‫قلد‬ ‫ينهى‬ ‫عثمان‬

‫مرتينأ‬ ‫الله‬ ‫كنا أنصار‬ ‫‪ :‬إن شئتَ‬ ‫الأنصار بالباب يقولون‬ ‫وأبا‬ ‫ثابت‬ ‫بن‬

‫!‬ ‫تقاتلوا‬ ‫ولا‬ ‫أيديكم‬ ‫‪ ،‬كقوا‬ ‫بذلك‬ ‫لى‬ ‫‪ :‬لا حاجة‬ ‫له عثمان‬ ‫فقال‬ ‫عمر‬ ‫وابن‬ ‫صيرة‬

‫محن القنال‬

‫‪ :‬اليومَ‬ ‫ويقول‬ ‫‪،‬‬ ‫سلاحه‬ ‫حامل‬ ‫وهو‬ ‫الله عنه ‪،‬‬ ‫رضي‬ ‫هريرة‬ ‫أبو‬ ‫وجاءَه‬

‫معكا‬ ‫الضربُ‬ ‫طابَ‬

‫تقاتل‪.‬‬ ‫ولا‬ ‫بيتك‬ ‫إلى‬ ‫‪ .‬وعُذ‬ ‫لتخرُجَن‬ ‫عليكَ‬ ‫‪ :‬عزَمتُ‬ ‫له عثمان‬ ‫قال‬

‫لابسن سلاحَه ‪ ،‬ليقاتلَ‬ ‫وهو‬ ‫عنهما‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن عمر‬ ‫الله‬ ‫وجاءَه عبد‬

‫‪.354‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تارلخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪174‬‬
‫خلافة‬ ‫إلا مرتين ‪ :‬يومَ الدار في‬ ‫سلاحه‬ ‫يَلبَس ابن عمر‬ ‫‪ -‬ولم‬ ‫الخوارج‬

‫دخولَ‬ ‫"نجدةُ بن عامر"‬ ‫دفاعأ عنه ‪ ،‬ويومَ أن أراد زعيمُ الخوارج‬ ‫عثمان‬

‫عن‬ ‫بالكفث‬ ‫أمري‬ ‫الناس‬ ‫‪ :‬تنم وبلغ‬ ‫له عثمان‬ ‫ايام ابن الزبير ‪ -‬فقال‬ ‫ا!دينة‬

‫!‬ ‫!‬ ‫بيوتهم‬ ‫القتال ولزوم‬

‫بمنع‬ ‫روايات‬ ‫قتال‬ ‫عن‬ ‫نهانا عثمان‬ ‫الله عنه ‪:‬‬ ‫رضي‬ ‫سليط‬ ‫ابي‬ ‫وقالَ سليطُ بن‬

‫محثمان من القتال‬ ‫‪.‬‬ ‫الص!ينة‬ ‫من‬ ‫نحخرجهم‬ ‫حتى‬ ‫‪! ،‬ر!اهم‬ ‫أذنَ لنا بقتالهم‬ ‫‪ ،‬ولو‬ ‫الخوارج‬

‫في‬ ‫عثمان‬ ‫مع‬ ‫عنه ‪ :‬كنتُ‬ ‫الله‬ ‫بن عامر بن ربيعة رضي‬ ‫الله‬ ‫وقالَ عبد‬

‫وطاعة‪،‬‬ ‫أن لي عليه سمعأ‬ ‫رأى‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫أَعزِمُ‬ ‫‪:‬‬ ‫لنا‬ ‫الدار‪ ،‬فقال عثمان‬

‫الذي كفثَ‬ ‫غَناء‪ ،‬هو‬ ‫عندي‬ ‫القتال ‪ ،‬فإن أفضلكم‬ ‫عن‬ ‫إلا كفثَ يده وسلاحه‬

‫القتال ‪.‬‬ ‫عن‬ ‫يده وسلاحه‬

‫عثمان بنهى أبناء‬ ‫الحسنُ‬ ‫‪:‬‬ ‫أبناء الصحابة‬ ‫من‬ ‫الدارِ مجموعة‬ ‫في‬ ‫عئمان‬ ‫مع‬ ‫وكان‬

‫عن‬ ‫الصحابة‬ ‫بن‬ ‫‪ ،‬ومروان‬ ‫بن طلحة‬ ‫بن الزبير‪ ،‬ومحمدُ‬ ‫اللُّه‬ ‫‪ ،‬وعبد‬ ‫علي‬ ‫ابنا‬ ‫والحسين‬

‫القتال‬ ‫‪.‬‬ ‫الجميع‬ ‫عن‬ ‫الله‬ ‫بن عمر ‪ ،‬رضي‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬وعبد‬ ‫الحكم‬

‫أسلحتكم‪،‬‬ ‫ووضعتُم‬ ‫‪،‬‬ ‫رجعتم‬ ‫لما‬ ‫أَعزمُ عليكم‬ ‫‪:‬‬ ‫عثمان‬ ‫لهم‬ ‫فقال‬

‫!‬ ‫)‬ ‫بيويمم(‪1‬‬ ‫ولزمتُم‬

‫الأثز النخعي‬ ‫ليتنازل عن‬ ‫عثمان ‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫قادتهم‬ ‫السبئيّون أحدَ‬ ‫الخوارجُ‬ ‫وأرسلَ‬

‫يفاوض عشان‬ ‫‪.-‬‬ ‫‪ -‬مالكُ بن الحارث‬ ‫الأشترُ النخعي‬ ‫الخلافة ‪ ،‬وهو‬

‫؟‬ ‫‪ :‬ماذا تريدون‬ ‫له عثمان‬ ‫فقال‬

‫بُذ‪.‬‬ ‫إحداهن‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ليس‬ ‫‪ :‬ثلا‪:‬‬ ‫الأشتر‬ ‫قال‬

‫‪ :‬ما هُن؟‬ ‫عثمان‬ ‫قال‬

‫الدين‬ ‫محب‬ ‫القواصم وهواث!‬ ‫انظر هذه الأخبار وغيرها في العواصم من‬ ‫(‪)1‬‬

‫ا ‪.‬‬ ‫دا‬ ‫‪2 -‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪:‬‬ ‫عليه‬ ‫الخطيب‬

‫‪175‬‬
‫أمرُكم‬ ‫‪ :‬هذا‬ ‫للناس‬ ‫‪ ،‬وتقول‬ ‫الخلافة‬ ‫من‬ ‫نفسك‬ ‫تخلعَ‬ ‫‪ :‬أن‬ ‫الأشتر‬ ‫قال‬

‫فاختاروا من شئتُمأ‬

‫من نفسك!‬ ‫ف!ن أبيتَ ‪ ،‬فعليكَ أن تقتمق‬

‫لا محالة!‬ ‫قاتِلوك‬ ‫القوم‬ ‫ف!ن ابيتَ ‪ ،‬ف!ن‬

‫‪ ،‬وما‬ ‫ذلك‬ ‫لأفعل‬ ‫‪ ،‬فما كنتُ‬ ‫‪ :‬أما أن أخلعَ لهم أمرهم‬ ‫قال لى عثطن‬ ‫محئمان يرنض‬

‫أمة‬ ‫أتركُ‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫قفَصنيه‬ ‫وقميصأ‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫سَزبَلَنيهِ‬ ‫سِزبالاَ‬ ‫لأخلع‬ ‫كنتُ‬ ‫الأشز‬ ‫مروض‬

‫بعض‪.‬‬ ‫بعضَها على‬ ‫محمد‪،‬‬ ‫الثلا‬

‫‪،‬‬ ‫القصاص‬ ‫ما يوجب‬ ‫فعلتُ‬ ‫فما‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسي‬ ‫من‬ ‫لهم‬ ‫أقتصق‬ ‫وأثَا أن‬

‫لا يحتملُ ذلك‪.‬‬ ‫من أنفسهما ‪ ،‬وبدني‬ ‫لم يقضا‬ ‫أبو بكر وعمر‬ ‫وصاحباي‬

‫قتلتموني‬ ‫لئن‬ ‫ووالله‬ ‫‪.‬‬ ‫قتلي‬ ‫يوجبُ‬ ‫ما‬ ‫أرتكب‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫قتلتموني‬ ‫ل!ان‬

‫‪ ،‬ولا تقاتلون‬ ‫أبداَ‬ ‫جميعاَ بعدي‬ ‫أبداَ‪ ،‬ولا تصلون‬ ‫بعدي‬ ‫ف!نكم لا تتحابون‬

‫)‪1‬‬ ‫‪131‬‬ ‫أبد‬ ‫بعدي‬ ‫العدو جميعأ‬

‫واستشار عثمان بعضَ من حوله من كبار الصحابة في الأمر‪.‬‬

‫وكانَ أميرَ الدار قبلَ أن‬ ‫عنهما‪،‬‬ ‫الله‬ ‫بن الزبير رضي‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫استشار‬

‫‪.‬‬ ‫بالانصراف‬ ‫يأمره عثمان‬

‫‪:‬‬ ‫ثلاث‬ ‫بإحدى‬ ‫له ابن الزبير ‪ :‬اُشير عليك‬ ‫فقال‬

‫معاويةَ‬ ‫إلى‬ ‫تركبَ‬ ‫ان‬ ‫داما‬ ‫‪،‬‬ ‫دمُك‬ ‫‪ ،‬فيحرُمُ عليهم‬ ‫بعمرة‬ ‫تُحرم‬ ‫إئَا أن‬ ‫لا يوافق‬ ‫عثمان‬

‫بالسيف‪،‬‬ ‫هؤلاء‬ ‫رقابَ‬ ‫فنضربَ‬ ‫معنا‪،‬‬ ‫لنا وتخرجَ‬ ‫تأذن‬ ‫لهاما أن‬ ‫بالشام ‪،‬‬ ‫ابن‬ ‫ملى خبارات‬

‫الباطل!‬ ‫على‬ ‫وهم‬ ‫الحق‬ ‫على‬ ‫ف!ننا‬ ‫وبينهم ‪،‬‬ ‫بيننا‬ ‫الله‬ ‫يحكمَ‬ ‫حتى‬ ‫الثلا‬ ‫الزببر‬

‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫قتلي‬ ‫من‬ ‫يمنعهم‬ ‫فلن‬ ‫‪،‬‬ ‫بعمرة‬ ‫الإحرامُ‬ ‫أما‬ ‫‪:‬‬ ‫له عثمان‬ ‫فقالَ‬

‫!‬ ‫!‬ ‫وبعده‬ ‫الدم ‪ ،‬قبلَ الإحرام‬ ‫حلالَ‬ ‫يرونني‬

‫دماني‬ ‫يك! ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫جوارَ‬ ‫لأتركَ‬ ‫كنت‬ ‫فما‬ ‫الشام ‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫بي‬ ‫‪6U‬‬ ‫‪-L Ij‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪184‬‬ ‫‪:7‬‬ ‫لابن كئر‬ ‫البداية والهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪176‬‬
‫بي‬ ‫‪ ،‬وشممعُ‬ ‫الث!ام‬ ‫فيراني أهلُ‬ ‫بينهم خائفأ‪،‬‬ ‫من‬ ‫أن أخرجَ‬ ‫الله‬ ‫من‬ ‫أستحي‬

‫!‬ ‫ويشمتون‬ ‫الكفار فيفرحون‬

‫مَخجَمَةُ‬ ‫بسببي‬ ‫يُراق‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫ألقى‬ ‫أق‬ ‫أرجو‬ ‫فإني‬ ‫‪،‬‬ ‫قتالهم‬ ‫وأما‬

‫‪1‬‬ ‫دم(‪)1‬‬

‫يثبم عل‬ ‫ابن عمر‬ ‫لى ‪ :‬إن‬ ‫الأمر ‪! .‬ال‬ ‫في‬ ‫عنهم‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عمر‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫عثمان‬ ‫واستشار‬

‫عئمان بعدم الننازل‬ ‫!‬ ‫أو نقتلك‬ ‫نفسك‬ ‫لي ‪ :‬اخلع‬ ‫القوم يقولون‬

‫الدنيا‪3‬‬ ‫في‬ ‫‪ :‬اَمُخفد أنت‬ ‫له ابن عمر‬ ‫قال‬

‫‪ :‬لا‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫قال‬

‫؟‬ ‫أن يقتلوك‬ ‫على‬ ‫يزيدون‬ ‫قال ‪ :‬هل‬

‫‪ :‬لا‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫قال‬

‫جنة أو ناراَ؟‬ ‫لك‬ ‫يملكون‬ ‫قال ‪ :‬هل‬

‫‪ :‬لا‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫قال‬

‫‪ ،‬كقَما‬ ‫بعدك‬ ‫سنةَ من‬ ‫‪ ،‬فتكون‬ ‫عنك‬ ‫الله‬ ‫قميصَ‬ ‫‪ :‬فلا تخلَع‬ ‫ابن عمر‬ ‫تال‬

‫!‬ ‫قَتالوه(‪)2‬‬ ‫او‬ ‫كرهَ قومٌ خليفَتَهم خلعوه‬

‫ورل !ظر ابن عمر‬ ‫يسن‬ ‫‪ ،‬إنه لا يريدُ أن‬ ‫أبعدَ نظره‬ ‫ما كان‬ ‫عمر‪،‬‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫عن‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫‪ -‬فلو تنازلَ عثمانُ‬ ‫لعثمانَ أن يفعل‬ ‫‪-‬وحاشا‬ ‫سيئةَ للخلفاء‬ ‫عثمانُ سنة‬

‫أُلعوبةَ وملهاةَ‬ ‫الخلفاء‬ ‫لصارَ‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫وخلعَ‬ ‫‪،‬‬ ‫السبئين‬ ‫الخوارج‬ ‫لهؤلاء‬

‫الخليفة ‪ ،‬وتزولُ هيبته‬ ‫تهتر صورةُ‬ ‫‪ ،‬وبذلك‬ ‫أو المغرضين‬ ‫الطامعين‬ ‫بايدي‬

‫‪.‬‬ ‫الناس‬ ‫عند‬

‫من‬ ‫وغيره‬ ‫ابن عمر‬ ‫بعده بمشورةِ‬ ‫لمن‬ ‫سنةَ حسنة‬ ‫عثمان‬ ‫سنَ‬ ‫ولقد‬

‫‪.‬‬ ‫‪891 : 4‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪013‬‬ ‫‪:‬‬ ‫القواصم‬ ‫من‬ ‫الحواصم‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪177‬‬
‫عن‬ ‫يتنازل‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫واحتسب‬ ‫صبرَ‬ ‫حيث‬ ‫عليهم ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضوان‬ ‫الصحابة‬

‫!‬ ‫!‬ ‫المسلمين‬ ‫دماء‬ ‫يسفك‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الخلافة‬

‫الحصار‪،‬‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬بعدَ أسابيع‬ ‫المسلمين‬ ‫مع‬ ‫لقاءِ عائم لعثمان‬ ‫آخرُ‬ ‫وكان‬
‫آخر لقاء لعثمان‬

‫السبئئين‪،‬‬ ‫الطارىءُ من‬ ‫المحاربُ‬ ‫له جميعأ‪،‬‬ ‫دعا الناس ‪ ،‬فاجتمعوا‬ ‫حيث‬

‫في مقدمةِ القادمين ‪ :‬عليئ وطلحة‬ ‫المدينة ‪ ،‬وكان‬ ‫والمسالمُ المقيمُ من أهل‬

‫والزبير‪.‬‬

‫امامه قال لهم‪:‬‬ ‫فلما جلسوا‬

‫يعطكم‬ ‫الدنيا لتطلُبوا بها الآخرة ‪ ،‬ولم‬ ‫إنما اعطاكم‬ ‫عز وجل‬ ‫الله‬ ‫إن‬
‫ينصح‬ ‫عثمان‬

‫الفانية‪،‬‬ ‫تبطرنَكم‬ ‫فلا‬ ‫‪،‬‬ ‫تبقى‬ ‫والاَخرة‬ ‫‪،‬‬ ‫تفنى‬ ‫الدنيا‬ ‫‪ .‬هـان‬ ‫إليها‬ ‫لتركنوا‬ ‫الدنيا‬ ‫المسلمبن‬

‫‪ ،‬ف!نَ الدنيا منقطعة‪،‬‬ ‫ما يفنى‬ ‫على‬ ‫الباقية ‪ ،‬واَثِروا ما يبقى‬ ‫عن‬ ‫ولا تشغلنكم‬

‫بأسِه‬ ‫جُئةَ ووقايةَ من‬ ‫تقواه‬ ‫‪ ،‬فإن‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬واتقوا‬ ‫الله‬ ‫إلى‬ ‫لهانَ المصير‬

‫وَاَدكُرُو)‬ ‫‪( :‬‬ ‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫أحزابأ‪.‬‬ ‫تصيروا‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫وانتقامه ‪ ،‬والزَموا جماعَتكم‬

‫أآل‬ ‫‪،‬‬ ‫إضْؤَبم‬ ‫نِجِقهَتِه‬ ‫فَأضبَخمُ‬ ‫بَينَ قُلُودكُغ‬ ‫فَأئفَ‬ ‫أغدَآ‪:‬‬ ‫كنُخ‬ ‫إد‬ ‫عَلَبهُغ‬ ‫ألئَهِ‬ ‫لِضْمَتَ‬

‫‪.‬‬ ‫‪Ei‬‬ ‫‪30 :‬‬ ‫عمران‬

‫للمسلمين‪:‬‬ ‫ثم قال‬

‫الخلافةَ‬ ‫عليكم‬ ‫يُحسنَ‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬وأسأله‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬إنَي أستودعكُم‬ ‫المدينة‬ ‫أهل‬ ‫يا‬ ‫صابرأ‬ ‫ولودعهم‬

‫عنسباَ‬
‫الله‬ ‫يقضي‬ ‫حتى‬ ‫هذا‪،‬‬ ‫احدِ بعد يومي‬ ‫‪ .‬داني والله لا أدخلُ على‬ ‫بعدي‬ ‫من‬

‫شيئأ‪،‬‬ ‫اُعطيهم‬ ‫ولا‬ ‫بابي ‪،‬‬ ‫وراء‬ ‫الخوارجَ‬ ‫هؤلاء‬ ‫ولآدعَنَّ‬ ‫قضاءَه‪،‬‬ ‫فبئ‬

‫الصانعُ في ذلك‬ ‫هو‬ ‫اللهُ‬ ‫يكون‬ ‫في دين او دنيا‪ ،‬حتى‬ ‫دَخَلاَ‬ ‫عليكم‬ ‫يتخذونه‬

‫ما أَحبً (‪.)1‬‬

‫قام السبئتون‬ ‫حيث‬ ‫‪،‬‬ ‫أجَلُه‬ ‫أَتاه‬ ‫دارَه‪ ،‬حتى‬ ‫ذلك‬ ‫ولزمَ عثمانُ بعد‬

‫روحِه‪.‬‬ ‫بإزهاقِ‬

‫‪.385 -‬‬ ‫‪384 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪178‬‬
‫الحصار‬ ‫تشديد‬ ‫‪ ،‬شددوا‬ ‫التنازل‬ ‫على عدم‬ ‫ولما راى الخوارجُ السبئيون تصميمَ عمان‬

‫على محشان‬ ‫من‬ ‫عليه ‪ ،‬بل منعوا المسلمين‬ ‫الدخولِ‬ ‫‪ ،‬ومنعوا من‬ ‫بيته‬ ‫في‬ ‫عليه الحصارَ‬

‫‪.‬‬ ‫بالطعامِ والشراب‬ ‫تزويده‬

‫بتيث‬ ‫!ان‬ ‫‪ ،‬وأَرسلَ‬ ‫آلِ حزم‬ ‫على‬ ‫عثمان‬ ‫‪ .‬فاشرفَ‬ ‫آلَ حزم‬ ‫عثمان‬ ‫جيران‬ ‫وكان‬

‫ويطلب المال‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫والزبير وأزواجِ رسول‬ ‫وطلحة‬ ‫بن أبي طالب‬ ‫ابنهم إلى علي‬

‫الماء‬ ‫من‬ ‫لنا شيئأ‬ ‫تُرسلوا‬ ‫أن‬ ‫قدزتُم‬ ‫ف!ق‬ ‫الماء‪،‬‬ ‫منعونا‬ ‫قد‬ ‫القوم‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫لهم‬

‫أ‬ ‫فافعلوا‬

‫أيها المبئيون يمنعون‬ ‫يا‬ ‫قائلاَ‪:‬‬ ‫الخوارج‬ ‫في‬ ‫وصاح‬ ‫الفجر‪،‬‬ ‫صلى‬ ‫بعدما‬ ‫علي‬ ‫فاتى‬

‫عثماافائة‬ ‫علئأ‬ ‫‪،‬‬ ‫ا!كافرين‬ ‫ئثبِة أمر‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫لا يثبهُ أمرَ المؤمنين‬ ‫تصنعونه‬ ‫‪ :‬إنً الذي‬ ‫الناس‬

‫والكفار‪،‬‬ ‫والروم‬ ‫‪ ،‬وانَ فارسَ‬ ‫والشراب‬ ‫الطعام‬ ‫الرجل‬ ‫عن‬ ‫لا تقطعوا‬

‫قتلَ الرجلِ‬ ‫وفيمَ تستحلونَ‬ ‫ويَسقونهم‪،‬‬ ‫أسراهم‬ ‫فيُطعمون‬ ‫يأسِرون‪،‬‬

‫؟‬ ‫وحضرَه‬

‫‪.‬‬ ‫يشرب‬ ‫يأكلُ ولا‬ ‫نتركُه‬ ‫له ‪ :‬والله لا‬ ‫عليأ وقالوا‬ ‫فطردوا‬

‫لعثمان ‪،‬‬ ‫‪ ،‬أو تقديمِ الطعام والشراب‬ ‫الحصار‬ ‫فذ‬ ‫عن‬ ‫عجزِ علي‬ ‫وأَمامَ‬

‫‪ ،‬فيعلم‬ ‫الدار ‪ ،‬ليراها عثمان‬ ‫في‬ ‫عمامته‬ ‫رمى‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫ليكلمه‬ ‫عليه‬ ‫او الدخول‬

‫إنجادها‬ ‫‪ ،‬ولكنه عجزَ عن‬ ‫له‬ ‫فيما أنهضَه‬ ‫أن عليأ قد نهضَ‬

‫السبئيون يمنعون‬ ‫أبي‬ ‫بنت‬ ‫رَفلَةُ‬ ‫عنها ‪-‬وهي‬ ‫الله‬ ‫حبيبة رضي‬ ‫ائمُ‬ ‫الم المؤمنين‬ ‫وقامَت‬

‫حيبة من امدادْ‬ ‫أم‬ ‫الماء له ‪.‬‬ ‫‪ ،‬وتقديم‬ ‫عثمان‬ ‫إنجاد‬ ‫‪ -‬بمحاولةِ‬ ‫سفيان‬

‫لالماء‬
‫فيها ماء ‪.‬‬ ‫إداوة‬ ‫بغلة ‪ ،‬ومعها‬ ‫راكبةٌ‬ ‫‪ ،‬وهي‬ ‫بيتَ عثمان‬ ‫فأتت‬

‫‪.‬‬ ‫الدخول‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ومنعوها‬ ‫لها الخوارج‬ ‫فاعترضَ‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫حبيبة أم المؤمنين زوج‬ ‫أئمُ‬ ‫فقيل لهم ‪ :‬هذه‬

‫بغلتها‪.‬‬ ‫وجهَ‬ ‫‪ ،‬وضربوا‬ ‫تدخل‬ ‫نَدَعها‬ ‫فقالوا ‪ :‬لن‬

‫لأسأله‬ ‫ألقاه‬ ‫أن‬ ‫وأريد‬ ‫‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫مع‬ ‫أمية‬ ‫بني‬ ‫وصايا‬ ‫ان‬ ‫‪:‬‬ ‫لهم‬ ‫قالت‬

‫أ‬ ‫والأيتام‬ ‫أموالُ الأرامل‬ ‫لا تضيعَ‬ ‫عنها ‪ ،‬حتى‬

‫‪917‬‬
‫الماء له‪.‬‬ ‫تقديمَ‬ ‫تريدين‬ ‫قالوا لها ‪ :‬انتِ كاذبة ‪! ،‬انما‬

‫حبيبة‪،‬‬ ‫أئمُ‬ ‫البغلة ‪ ،‬فمالت‬ ‫حبل‬ ‫البغلة قطعوا‬ ‫راكبة على‬ ‫وبينما كانت‬

‫إلى‬ ‫وأعادوها‬ ‫‪ ،‬فأَخَذوها‬ ‫تلفَاها المسلمون‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬لولا‬ ‫تسقط‬ ‫أن‬ ‫وأَوشكت‬

‫البيت‪.‬‬

‫على‬ ‫عنها‪ ،‬غضبت‬ ‫الله‬ ‫لأم حبيبة ‪ ،‬رضي‬ ‫عائشة ما حدث‬ ‫ولما رأت‬

‫للحج‪.‬‬ ‫من المدينة إلى مكة‬ ‫السبئيّين ‪ ،‬وخرجَت‬ ‫الخوارج‬

‫في‬ ‫أقمتِ‬ ‫لو‬ ‫‪،‬‬ ‫امً المؤمنين‬ ‫يا‬ ‫لها ‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫الحكم‬ ‫بن‬ ‫مروان‬ ‫فقابلها‬
‫مع‬ ‫عاتصة‬ ‫حوار‬

‫!‬ ‫أ‬ ‫بخير‬ ‫عثمان‬ ‫‪ ،‬ويراقبون‬ ‫قد يهابونك‬ ‫‪ ،‬ف!نَ القوم‬ ‫أولى‬ ‫لكان‬ ‫المدينة‬ ‫الحكم‬ ‫بن‬ ‫مروان‬

‫وذهابها للحج‬
‫لا أجدُ‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫حبيبة‬ ‫بأم‬ ‫صُنِعَ‬ ‫كما‬ ‫بي‬ ‫يُصنَعَ‬ ‫‪ :‬اتُريدُ أن‬ ‫له ‪ :‬يامروان‬ ‫قالت‬

‫أمرُ‬ ‫ينتهي‬ ‫ماذا‬ ‫إلى‬ ‫أدري‬ ‫لا والله لا أُعئرُ‪ ،‬ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫وينصُرُني‬ ‫يمنعُني‬ ‫من‬

‫مايريدون‬ ‫القوم‬ ‫هؤلاء‬ ‫اللهُ‬ ‫يحرمَ‬ ‫أن‬ ‫استطعت‬ ‫والله لئن‬ ‫القوم ‪،‬‬ ‫هؤلاء‬

‫لأفعلن!‬ ‫ويحاولون‬

‫بن أبي بكر أن يخرجَ معها للحج‬ ‫عائثمة من أخيها محمد‬ ‫وطلبت‬ ‫بكر‬ ‫بن أب‬ ‫عمد‬

‫بن سبأ ‪ -‬فأبى أن يخرجَ‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫الفتنة الذين أكواهم‬ ‫رؤوس‬ ‫من‬ ‫‪ -‬وكان‬ ‫مع‬ ‫الحج‬ ‫برنض‬

‫أخنه عاسئة‬
‫‪.‬‬ ‫لعثمان‬ ‫محاصراَ‬ ‫السبئيين‬ ‫مع‬ ‫‪ ،‬وآثرَ أن يبقى‬ ‫معها‬

‫مُذَئم‪.‬‬ ‫أنت‬ ‫بل‬ ‫محمداَ‪،‬‬ ‫لست‬ ‫له ‪ :‬أنتَ‬ ‫منه ‪ ،‬وقالت‬ ‫عائشة‬ ‫فغضبت‬

‫بن أبي‬ ‫محمد‬ ‫عنه بموقفِ‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫حنظلةُ بن الربيع الكاتب‬ ‫فلما علم‬ ‫الربيع‬ ‫بن‬ ‫حنظلة‬

‫فلا‬ ‫الحج‬ ‫إلى‬ ‫أئم المؤمنين‬ ‫أختكَ‬ ‫تستَتنعُكَ‬ ‫يامحمد‪،‬‬ ‫له ‪:‬‬ ‫قال‬ ‫بكر‪،‬‬ ‫بكر‬ ‫أبما‬ ‫ابن‬ ‫يلوم‬

‫شعراَ‬ ‫ويقول‬
‫على‬ ‫الخروج‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫وغربانها إلى مالا يحل‬ ‫ذئابُ الغرب‬ ‫تتبُعها‪ ،‬وتدعوكَ‬
‫حكمة‬

‫الخليفةِ فتتبَعُهمأ‬

‫ابن التميمية؟‬ ‫يا‬ ‫وذاك‬ ‫أنت‬ ‫ما‬ ‫‪:‬‬ ‫له محمد‬ ‫فقال‬

‫في‬ ‫القمة‬ ‫هي‬ ‫التي‬ ‫الأبيات ‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫ينشد‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫حنظلة‬ ‫فانصرف‬

‫الحكمة‪:‬‬

‫أن تَزولا‬ ‫الخلافةَ‬ ‫يرومونَ‬ ‫الناسُ فيهِ‬ ‫عَجِئتُ لما يُخوضُ‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪018‬‬
‫ذليلاَ‬ ‫ذُلاَ‬ ‫وَلاقَؤا بع!دها‬ ‫لزالَ الخيرُ عنهُنم‬ ‫وَلو زالت‬

‫الشبيلا(‪)1‬‬ ‫ضَلوا‬ ‫سواءَ كلهنم‬ ‫او النصارى‬ ‫كاليهودِ‬ ‫وكانوا‬

‫لمحلبل‬ ‫ان نُرقة مق‬ ‫‪ ،‬حيث‬ ‫حنظلةُ الكاتبُ بفراسته الإيمانية‬ ‫ما توفَعه‬ ‫وقد حصل‬

‫حنظلة‬ ‫وهوانِهم‬ ‫الى ذذ المسلمين‬ ‫‪ ،‬يؤذي‬ ‫زوالَها‬ ‫الخلافة أو‬ ‫‪ ،‬وضعفَ‬ ‫المسلمين‬

‫وضلالِهم‪.‬‬

‫الخوارج‬ ‫هدف‬ ‫بصره ‪ ،‬ونفاذِ بصيرته ‪ ،‬أن‬ ‫أدركَ حنظلةُ بثاقب‬ ‫وقد‬

‫الحكم‬ ‫نظامُ‬ ‫شياطينهم هو‬ ‫عثمان ‪ ،‬وانما هدف‬ ‫ليس هو شخص‬ ‫السبئيّين‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عليها‬ ‫‪ ،‬والقضاءَ‬ ‫إزالةَ الخلافة‬ ‫يريدون‬ ‫‪ ،‬فهم‬ ‫الإسلامي‬

‫محمبس‬ ‫بنت‬ ‫لبلى‬ ‫لأن‬ ‫لأتها‪،‬‬ ‫أخوها‬ ‫بن أبي بكر ‪ -‬وهو‬ ‫عُمَيس لمحمد‬ ‫ليلى بنت‬ ‫وقالت‬

‫أخوكا‬ ‫ننمح‬ ‫‪-‬وهو‬ ‫بن جعفر بن أبي طالب‬ ‫عُمَيس ‪ -‬ولمحمد‬ ‫اسماءُ بنت‬ ‫امها هى‬

‫انرجبن‬ ‫‪،‬‬ ‫بن أبي طالب‬ ‫زوجةً لجعفر‬ ‫كانت‬ ‫عُميس‬ ‫بنت‬ ‫الشقيق ‪ ،‬لأن أسماء‬ ‫أخوها‬

‫‪: -‬‬ ‫عنهم‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬رضي‬ ‫فلما استشُهد في مؤتة تزؤَجها أبو بكر الصديق‬

‫تسوقانه‬ ‫أمر‬ ‫في‬ ‫تأئما‬ ‫فلا‬ ‫‪،‬‬ ‫للناس‬ ‫ويضيءُ‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫يأكلُ‬ ‫إنَ المصباحَ‬

‫الخروج‬ ‫اليوم ‪ ،‬من‬ ‫تحاولونه‬ ‫الذي‬ ‫الأمر‬ ‫هذا‬ ‫ا ف!ن‬ ‫لا يأثمُ فيكما‬ ‫من‬ ‫إلى‬

‫اليوم حسرةَ‬ ‫عملُكم‬ ‫غداَ‪ ،‬ف!ياكم اليوم ان يكون‬ ‫لغيركم‬ ‫عثمان ‪ ،‬هو‬ ‫على‬

‫!‬ ‫!‬ ‫عليكم‬

‫!‬ ‫بنا عثمان‬ ‫ما صنعَ‬ ‫‪ :‬لا ننسى‬ ‫لها‬ ‫وقالا‬ ‫منها‪،‬‬ ‫فغضِبا‬

‫الله‪،‬‬ ‫بشرعِ‬ ‫إلزامكما‬ ‫زادَ على‬ ‫ما‬ ‫بكما‪،‬‬ ‫صنعَ‬ ‫وماذا‬ ‫لهما‪:‬‬ ‫قالت‬

‫اللّه(‪! )2‬‬ ‫أمر‬ ‫لمخالفةِ‬ ‫وتأديبكما‬

‫بدأ (سراع البنببن‬ ‫السبنئبن لعثمان أكثر من ثلائبن بومأ ‪-‬حبث‬ ‫حصار‬ ‫على‬ ‫مضى‬

‫خطنهم بملى‬ ‫بتنفيذ‬ ‫المسلمين من‬ ‫جيوش‬ ‫من شهر ذي القعدة ‪ -‬وتوخهت‬ ‫الثامنِ‬ ‫في‬ ‫الحصار‬

‫ثلا الحمامأمن‬ ‫الخوارخ‬ ‫ومحاربة‬ ‫عثمان ‪،‬‬ ‫لنجلىة‬ ‫والمجرة ‪،‬‬ ‫والكوفة‬ ‫والشام‬ ‫مصر‬

‫‪.386 -‬‬ ‫‪385 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.387 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪IM‬‬
‫إليهم ‪ ،‬فأرادوا الإسراع‬ ‫الجيوش‬ ‫بمسير‬ ‫الخوارج‬ ‫هؤلاء‬ ‫السبئيين ‪ ،‬وعلم‬

‫يتفق‬ ‫ولئلا‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫بين‬ ‫الفرقة‬ ‫لتزداد‬ ‫وقتله ‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫من‬ ‫بالتخفُص‬

‫عليهم‪.‬‬ ‫المسلمون‬

‫قد انتهى ‪ ،‬وأن الحجاجَ‬ ‫الحج‬ ‫علموا أن موسم‬ ‫كما ان الخوارج‬ ‫أ!اج‬ ‫نوجه‬

‫‪.‬‬ ‫الخوارج‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬والقضاء‬ ‫لنصرةِ عثمان‬ ‫التوخه إلى المدينة‬ ‫على‬ ‫للمدينة عازمون‬ ‫والجبوش‬

‫‪ :‬عندما‬ ‫‪ ،‬فتألروا ‪ ،‬وقالوا‬ ‫الحُخاج‬ ‫إلى‬ ‫عثمان‬ ‫رسالة‬ ‫قرأ ابن عباس‬ ‫فقد‬

‫وأشياعهم‪،‬‬ ‫المصريين‬ ‫لنحارب‬ ‫المدينة‬ ‫إلى‬ ‫نأتي‬ ‫‪،‬‬ ‫الحج‬ ‫نفرغُ من‬

‫الحج‪.‬‬ ‫عبادة‬ ‫إلى‬ ‫عبادة ‪ ،‬نضيفُها‬ ‫‪ ،‬فمحاربتُهم‬ ‫لعثمان‬ ‫المحاصرين‬

‫دخل‬ ‫من‬ ‫أول‬ ‫وكان‬ ‫المدينة ‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫طلائعُ الحُجاج‬ ‫وفغلاَ وصلت‬

‫مدافعاَ عنه‪،‬‬ ‫دخلَ دار عثمان‬ ‫) الذي‬ ‫بن شريق‬ ‫المدينة إالمغيرةُ بن الأخنس‬

‫السبئيّين!‬ ‫مقاتلاَ لأعدائه‬

‫مجموعة‬ ‫معه‬ ‫معه داخلَ البيت ‪ -‬وكان‬ ‫ومن‬ ‫السبئئون بعثمان‬ ‫تحزَشَ‬ ‫بتحرثون‬ ‫السبئيرن‬

‫الزبير‬ ‫وابن‬ ‫طلحة‬ ‫وابن‬ ‫علي‬ ‫ابْنَي‬ ‫عنه ‪ ،‬مثلُ‬ ‫يدافعون‬ ‫أبناء الصحابة‬ ‫من‬ ‫بابناءالمحاة‬

‫بها اقتحامَ‬ ‫‪ ،‬ويبزرون‬ ‫بها‬ ‫يحتجون‬ ‫‪ -‬وأَرادوا حجة‬ ‫وابن الحكم‬ ‫وابن عمر‬

‫يجدوها‪.‬‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫دار عثمان‬

‫المحصورين‬ ‫للدار ‪ ،‬وبالغوا في منع الطعام والماء عن‬ ‫وزادَ حصارُهم‬

‫وسراَ‪،‬‬ ‫خفيةً‬ ‫يصلُهم‬ ‫الماء ‪ ،‬كان‬ ‫من‬ ‫إلا قليل‬ ‫يأتيهم‬ ‫الدار ‪ ،‬وماكان‬ ‫داخلَ‬

‫جيرانِهم‪.‬‬ ‫ابن حزم‬ ‫دارِ‬ ‫من‬

‫الجليل‬ ‫الصحابيئُ‬ ‫مزَ بهم‬ ‫لعثمان ‪،‬‬ ‫الخوارج‬ ‫قتل‬ ‫وقبلَ ايام من‬ ‫باك الروعة‬ ‫*م‬

‫أحبار اليهود‪-‬‬ ‫كبيرَ‬ ‫عنه ‪ -‬الذي كان قبل اسلامه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن سلام‬ ‫الله‬ ‫بن صلام عبد‬ ‫الئه‬ ‫لعبد‬

‫له قائلاَ‪:‬‬ ‫المحاصرين‬ ‫الخوار!‬ ‫بابِ دار عثمان ‪ ،‬وخاطب‬ ‫على‬ ‫ينصح السبئحِنن ووقفَ‬

‫عليكم‪،‬‬ ‫الله‬ ‫بقتله سيفَ‬ ‫تَسُفُوا‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫وخليفَتكم‬ ‫لا تقتلوا إمامَكم‬ ‫"ياقوم‬

‫ان‬ ‫!‬ ‫ويلكم‬ ‫ا‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫يُقمَدَ‬ ‫لن‬ ‫‪،‬‬ ‫الله عليكم‬ ‫سيف‬ ‫سَلَفتُم‬ ‫فوالله إن‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪182‬‬
‫إلا‬ ‫لن يقومَ سلطانكم‬ ‫ف!ن قت!عوه‬ ‫والعصا‪،‬‬ ‫بالذُزَة‬ ‫اليوم يقومُ‬ ‫سلطانَكم‬

‫!‬ ‫إ‬ ‫بالسيف‬

‫والله لئن‬ ‫الله تحرسُها‪،‬‬ ‫بملائكة‬ ‫محفوفةٌ‬ ‫اليوم‬ ‫المدينة‬ ‫! إن‬ ‫ويلكم‬

‫!‬ ‫ا‬ ‫!‬ ‫الملائكة‬ ‫هذه‬ ‫لتترُكنًها‬ ‫قتلتموه‬

‫اليهودية‬ ‫ابن‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬ ‫قائلين‬ ‫‪ ،‬وشتموه‬ ‫سلام‬ ‫ابن‬ ‫كلام‬ ‫من‬ ‫السبئتون‬ ‫فغضب‬

‫؟ وما يُدريكَ من هذا الأمر(‪ )1‬؟‬ ‫وهذا‬ ‫وما انت‬

‫قمةِ الروعة‬ ‫في‬ ‫الله عنه‬ ‫رضي‬ ‫سلام‬ ‫عبدالله بن‬ ‫الكلامُ من‬ ‫وهذا‬

‫أن أورذناه ‪.‬‬ ‫الذي سبق‬ ‫بن الربيع الكاتب‬ ‫حنظلة‬ ‫والنفاسة ‪ ،‬ككلام‬

‫!‬ ‫دمَ عثمان‬ ‫سفكوا‬ ‫‪ ،‬عندما‬ ‫منه ابن سلام‬ ‫ما حذرهم‬ ‫تحفَق‬ ‫ولقد‬

‫الاص اع‬ ‫لماذاترروا‬ ‫من‬ ‫الإسلامية‬ ‫الجيوش‬ ‫وصول‬ ‫بقربِ‬ ‫السبئيون‬ ‫الخوارج‬ ‫وعلمَ‬

‫عثمان‬ ‫بر!ل‬ ‫لمشكلتهم‬ ‫ان الحل‬ ‫‪ ،‬ووجَدوا‬ ‫أنفسهم‬ ‫إلى المدينة ‪ ،‬فخافوا على‬ ‫الأمصار‬

‫‪.‬‬ ‫قتلُ عثمان‬ ‫هو‬

‫لم نقتُلْه‬ ‫‪ ،‬فإننا إن‬ ‫الرجل‬ ‫فيه الا قتلُ هذا‬ ‫وقعنا‬ ‫مما‬ ‫قالوا ‪ :‬لا يخرجُنا‬

‫عنا بقتله!‬ ‫الناس‬ ‫‪ ،‬هـان قتلناه اشتغل‬ ‫الناس‬ ‫قَتَلَنا‬

‫قتل‬ ‫الحصار‬ ‫من‬ ‫الأيام الأخيرة‬ ‫في‬ ‫السبئتون‬ ‫الشياطين‬ ‫قرر‬ ‫وبذلك‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عثمان‬

‫بن الأخن!‬ ‫ا!فيرة‬ ‫بعد‬ ‫لنصرته‬ ‫‪ ،‬الذي سارع‬ ‫بن شريق‬ ‫دخلَ معه الدار المغيرة بن الأخنس‬

‫يدانع‬ ‫أول حاج‬ ‫‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫المدافعين عن‬ ‫الصحابة‬ ‫لأبناص‬ ‫‪ ،‬وانضئمَ‬ ‫الحج‬ ‫أداء مناسك‬

‫محثمان‬ ‫محن‬ ‫وقال ‪ :‬ما‬ ‫الداخل ‪،‬‬ ‫الدار من‬ ‫باب‬ ‫على‬ ‫الأخنس‬ ‫المغير ‪ 6‬بن‬ ‫وقفَ‬

‫حتى‬ ‫نقاتلهم‬ ‫بذَ أن‬ ‫لا‬ ‫!‬ ‫المؤمنين‬ ‫أمير‬ ‫يا‬ ‫تركناك‬ ‫إن‬ ‫عنداللّه‬ ‫عُذرثا‬

‫(‪.)2‬‬ ‫نموت‬

‫‪.193‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تارلخ‬


‫(‪)1‬‬

‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬

‫‪.338 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تارلخ‬

‫‪183‬‬
‫وقراءةِ القراَن‪،‬‬ ‫الصلاة‬ ‫الأخيرة على‬ ‫أيام الحصار‬ ‫في‬ ‫عثمان‬ ‫وأقبل‬

‫المصحف‪،‬‬ ‫ويقرأُ في‬ ‫‪ ،‬ف!ذا أعيا‪ ،‬يجلسُ‬ ‫له أن يصلي‬ ‫الله‬ ‫ما شاء‬ ‫يصلي‬

‫في المصحف‪.‬‬ ‫والقراءة‬ ‫ينتقل بين الصلاة‬ ‫وهكذا‬

‫بنار‪،‬‬ ‫فجاؤوا‬ ‫الدار‪،‬‬ ‫على‬ ‫الهجومَ الأول‬ ‫السبئيون أن يهجموا‬ ‫وتزر‬ ‫بشعلون‬ ‫السبنبون‬

‫النار‪،‬‬ ‫ب!طفاص‬ ‫الداخل‬ ‫ناراَ‪ ،‬وقامَ الرجالُ في‬ ‫والسقف‬ ‫الباب‬ ‫وأشعلوا‬ ‫الناربدارعثمان‬

‫وعثمانُ قائم يصلي‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫الأرض‬ ‫على‬ ‫الخشبُ‬ ‫‪ ،‬وخز‬ ‫الباب والسقفُ‬ ‫فاحترق‬

‫يقاتلونهم ‪ ،‬قاتلهم المغيرة بن‬ ‫في الداخل‬ ‫المدافعون‬ ‫وبرزَ لهم الرجال‬ ‫على‬ ‫أول معركة‬

‫دار محثمان‬ ‫باب‬


‫‪،‬‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫وسعيد‬ ‫‪،‬‬ ‫طلحة‬ ‫بن‬ ‫ومحمد‬ ‫‪،‬‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫والحسنُ‬ ‫‪،‬‬ ‫الأخنس‬

‫بن‬ ‫‪ ،‬ونيار‬ ‫الفهري‬ ‫نعيم‬ ‫بن‬ ‫‪ ،‬وزياد‬ ‫الزبير‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬وعبد‬ ‫الحكم‬ ‫بن‬ ‫ومروان‬

‫‪.‬‬ ‫هريرة‬ ‫وأبو‬ ‫‪،‬‬ ‫الأسلمي‬ ‫الله‬ ‫عبد‬

‫قتالهم‪،‬‬ ‫في‬ ‫وقدوممم‬ ‫أسوتكم‬ ‫أَنا‬ ‫‪:‬‬ ‫يقاتلُ الخوارج‬ ‫وهو‬ ‫أبو هريرة‬ ‫قال‬

‫وهو‬ ‫للخوارج‬ ‫وتال‬ ‫فيه القتال ‪،‬‬ ‫وحل‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه الضرب‬ ‫طاب‬ ‫يوم‬ ‫هذا‬

‫آلَارِ! ‪.‬‬ ‫إلَى‬ ‫وَلًذعُونَفَ‬ ‫الجؤؤ‬ ‫إلَى‬ ‫إ عُو‪-‬‬ ‫لى‬ ‫مَا‬ ‫هـلَقَؤير‬ ‫‪ :‬أ !‬ ‫تِلُهم‬ ‫يقا‬

‫الصلاة ‪ ،‬فما اكترثَ بما‬ ‫في‬ ‫طه‬ ‫‪ ،‬ويقرأُ سورة‬ ‫يصلي‬ ‫هذا وعثمان‬ ‫كل‬
‫بصلي‬ ‫وعثمان‬

‫ركعَ‬ ‫طه‬ ‫سورة‬ ‫أنهى‬ ‫‪ ،‬فلما‬ ‫الصلاة‬ ‫قطعَ‬ ‫القراءة ‪ ،‬ولا‬ ‫تتعتعَ في‬ ‫‪ ،‬وما‬ ‫جرى‬ ‫وبفرأ الفرآن‬

‫(‪. )1‬‬ ‫المصحف‬ ‫من‬ ‫اَل عمران‬ ‫يقرأ في سورة‬ ‫الصلاة ‪ ،‬ثم جلس‬ ‫وأنهى‬

‫الأخنس‪،‬‬ ‫المغيرةَ بن‬ ‫هو‬ ‫دار عثمان‬ ‫باب‬ ‫على‬ ‫اولُ الشهداء‬ ‫وكان‬
‫باب‬ ‫كل‬ ‫ضهيدان‬

‫‪ :‬إنا لثه دهانا إليه‬ ‫قتلَه ندم ‪ ،‬وقال‬ ‫‪ ،‬فلما‬ ‫ليث‬ ‫بني‬ ‫من‬ ‫ليثي‬ ‫قتله رجلٌ‬ ‫حيثُ‬ ‫دار عثمان‬

‫‪.‬‬ ‫راجعون‬

‫‪ :‬مالك؟‬ ‫لفَيثي‬ ‫الخوارج‬ ‫زعماء‬ ‫احد‬ ‫بن عديس‬ ‫فقال عبد الرحمن‬

‫المغيرةِ بن‬ ‫قاتلَ‬ ‫بشر‬ ‫‪:‬‬ ‫لي‬ ‫فقيل‬ ‫‪،‬‬ ‫النائم‬ ‫يرى‬ ‫أُتيتُ فيما‬ ‫إني‬ ‫قال ‪:‬‬

‫تاريخ الطبري ‪938 - rAA. : 4‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪W‬‬
‫‪11‬‬ ‫!‬ ‫أنا بقتنه‬ ‫ا فابتُليتُ‬ ‫بالنار‬ ‫إلأخنى‬

‫هو الشهيدَ‬ ‫الأسلمي‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫الأسلمي‬ ‫الله‬ ‫بن عبد‬ ‫نِيارَ‬ ‫كناني‬ ‫وقتلَ رجل‬

‫الدار ا‬ ‫باب‬ ‫الثاني على‬

‫بأ‪-‬‬ ‫عثمان‬ ‫‪ ،‬واقسمَ‬ ‫وتألَم‬ ‫الدار حزنَ‬ ‫باب‬ ‫على‬ ‫الشهيدين‬ ‫عثمانُ جثتي‬ ‫ولما راى‬

‫محنه‬ ‫المدانعين‬ ‫!‬ ‫القتال ‪ ،‬وأن يُغمدوا سيوفَهم‬ ‫المدافعين عنه ان يتودفوا عن‬ ‫الرجال‬ ‫على‬

‫بالعودة ليونهم‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫منازلهم‬ ‫إلى‬ ‫!مو!وا‬ ‫الدار ‪ ،‬وأن‬ ‫من‬ ‫أن يخرجوا‬ ‫وأَمرهم‬

‫إلى‬ ‫وعادوا‬ ‫الدار جميعأ‬ ‫فغادروا‬ ‫ان ينفذوا الأمر‪،‬‬ ‫لا بذَ من‬ ‫وكان‬

‫منازلهم‪.‬‬

‫وبين الخوارج‬ ‫الصالحين‬ ‫الأولُ بين المسلمين‬ ‫انتهى الاشتباكُ‬ ‫وبذلك‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عثمان‬ ‫أ بأمرِ من‬ ‫‪1‬‬ ‫والسبئتين‬

‫عنه ‪ ،‬حيث‬ ‫الله‬ ‫بن الزبير رضي‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫غادرَ الدار هو‬ ‫وكانَ آخرَ من‬

‫الله‬ ‫إلى والده الزبير بن العوام ‪ ،‬رضي‬ ‫‪ ،‬ليسفمها‬ ‫ارسلَ معه عثمانُ وصيمه‬

‫عنهم (‪.)1‬‬

‫‪ ،‬يحاصره‬ ‫أهلِه وخدمه‬ ‫بعض‬ ‫مع‬ ‫الدار‪،‬‬ ‫داخلَ‬ ‫عثمانُ وحده‬ ‫وبقي‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫السبئيين‬ ‫الخوارج‬ ‫من‬ ‫ثلاثةُ آلافِ‬

‫بوم في حياة‬ ‫اَخر‬ ‫سنةَ خمس‬ ‫الحجة‬ ‫ذي‬ ‫شهر‬ ‫من‬ ‫وأخيراَ جاء يومُ الجمعة ‪ ،‬الئامنُ عشر‬

‫محثمان ‪ :‬الجممة‬ ‫يومأ كاملة ‪.‬‬ ‫لعثمان أربعون‬ ‫الخوارج‬ ‫حصار‬ ‫على‬ ‫وثلاثين ‪ .‬وقد مضى‬

‫‪ْ3 ْ/12 /18‬‬ ‫عنه ‪1‬‬ ‫الله‬ ‫وفيها كان قتلهم لعثمان رضي‬

‫أنه قد دنا أجله ‪ ،‬وأن‬ ‫يوقن‬ ‫وهو‬ ‫صائمأ‪،‬‬ ‫يوم الجمعة‬ ‫عثمان‬ ‫أصبح‬

‫قارئأ!‬ ‫اله صائمأ‬ ‫قراءة القراَن ‪ ،‬ليلقى‬ ‫قاتِلوه ‪ ،‬فأقبلَ على‬ ‫القوم‬

‫فيها فساداَ‪.‬‬ ‫الدار ‪ ،‬وعاثوا‬ ‫السبئئون‬ ‫عليه‬ ‫دخلَ‬

‫‪.593 -‬‬ ‫‪938 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تارلغ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪185‬‬
‫الخلافة‪،‬‬ ‫من‬ ‫‪ :‬اخلعْ نفسَك‬ ‫له‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫ليقتُلَه‬ ‫السبئئين‬ ‫أقبلَ عليه أحد‬ ‫!اور‬ ‫عثمان‬

‫ونتركُك!‬ ‫ندعُك‬ ‫الأول وسوفَ‬ ‫المكلف‬

‫‪،‬‬ ‫إسلام‬ ‫ولا‬ ‫جاهلية‬ ‫امرأةَ في‬ ‫‪ ،‬والله ما كشقتُ‬ ‫‪ :‬ويحك‬ ‫له عثمان‬ ‫قال‬ ‫دبقنعه‬ ‫بقتله‬

‫منذُ بايعتُ‬ ‫عورتي‬ ‫على‬ ‫يميني‬ ‫‪ ،‬ووالله ما وضعت‬ ‫تَمَتيتُ‬ ‫ولا‬ ‫تَغنًيتُ‬ ‫ولا‬

‫ع!حِ‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫هذا‪،‬‬ ‫مكاني‬ ‫! وأنا على‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫اللهُ‬ ‫كسانيه‬ ‫خالعاَ قميصاَ‬ ‫ولستُ‬

‫ا‬ ‫الشقاء‬ ‫اهلَ‬ ‫ويُهينَ‬ ‫‪،‬‬ ‫أهلَ السعادة‬ ‫الله‬ ‫يُكرمَ‬ ‫حتى‬

‫له ‪ :‬ماذا‬ ‫فقالوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الخوارج‬ ‫إلى‬ ‫وخرجَ‬ ‫‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫يدَه عن‬ ‫الرجل‬ ‫فكفثَ‬

‫؟ ولماذا لم تقتله؟‬ ‫صنعت‬

‫والله ما ينْجينا من‬ ‫لها‪،‬‬ ‫لا حلً‬ ‫مشكلةِ‬ ‫والله في‬ ‫وقغنا‬ ‫‪ :‬لقد‬ ‫لهم‬ ‫فقال‬

‫ماذا نفعلأ‬ ‫أدري‬ ‫لنا قتلُه ! ولا‬ ‫إلا تتله ‪ ،‬ووالله لا يحل‬ ‫الناس‬

‫لقتله‪.‬‬ ‫فادخلَ السبئيون رجلاَ آخر‬ ‫يقنع‬ ‫عثمان‬

‫أين أنت؟‬ ‫‪ :‬من‬ ‫فقال له عثمان‬ ‫الثافي‬ ‫المكلف‬


‫بالكف عن تتله‬
‫‪ :‬أنا ليثي!‬ ‫قال‬

‫تقتُلُنيأ‬ ‫الذي‬ ‫أنت‬ ‫‪ ،‬لستَ‬ ‫له ‪ :‬اخرجْ‬ ‫قال‬

‫له ‪ :‬وكيف؟‬ ‫قال‬

‫يوم كذا وكذا‪ ،‬وأنت‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال ‪ :‬ألستَ أنت الذي دعا لك‬

‫في نفر من أصحابك؟‬

‫تال ‪ :‬بلى!‬

‫!‬ ‫!‬ ‫ب!‬ ‫الله‬ ‫دعاءَ رسول‬ ‫‪ ،‬ولا تُضئع‬ ‫اخي‬ ‫يا‬ ‫قال ‪ :‬اذهبْ‬

‫القوم‬ ‫وفارقَ‬ ‫الدار‪،‬‬ ‫من‬ ‫وخرجَ‬ ‫ما فعل ‪،‬‬ ‫وندمَ على‬ ‫فتذكَر الرجل‬

‫السبئئين‪.‬‬

‫عليه رجلأ قرشيأ ليقتله(‬ ‫فادَخلوا‬ ‫ويقنع كذلك‬

‫المكلف الثالث‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪186‬‬
‫قاتِلُك!‬ ‫‪ :‬إني‬ ‫‪ :‬ياعثمان‬ ‫فقال‬

‫تقتُلنيا‬ ‫لن‬ ‫‪ .‬انك‬ ‫يافلان‬ ‫‪ :‬كلا‬ ‫عثمان‬ ‫قال‬

‫؟‬ ‫‪ :‬ولماذا‬ ‫قال‬

‫كذا وكذا‪ ،‬ولذا لن‬ ‫يومَ‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال عثمان ‪ :‬لقد استغفرَ لك‬

‫دمأ حرامأأ‬ ‫ترتكبَ‬

‫الدار ‪ ،‬وفارق‬ ‫ربه ‪ ،‬وغادرَ‬ ‫‪ ،‬واستغفرَ‬ ‫ما فعل‬ ‫على‬ ‫وندم‬ ‫الرجل‬ ‫فتذكَر‬

‫!‬ ‫القوم‬

‫أيضأ‬ ‫فأخذَ بلحيته فجَذَبها‪ ،‬ويقنع‬ ‫بن أبي بكر‪،‬‬ ‫عليه محمد‬ ‫دخلَ‬ ‫آخرَ من‬ ‫وكان‬

‫الرابع‬ ‫المكدف‬ ‫ما‬ ‫مقعدأ‪،‬‬ ‫مني‬ ‫وقعدتَ‬ ‫مأخذاَ‪،‬‬ ‫أخذتَ‬ ‫‪ ،‬لقد‬ ‫‪ :‬دعْ لحيتي‬ ‫له عثمان‬ ‫فقال‬

‫أبي بكر‬ ‫محملى بن‬ ‫!‬ ‫ليفعله‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضى‬ ‫أبو بكر‬ ‫أبوك‬ ‫كان‬

‫بالكف‬

‫؟ لقد ارتكبتَ‬ ‫؟ ماذا فعلتُ بك‬ ‫تغضب‬ ‫الله‬ ‫ا أعلى‬ ‫‪ :‬ويلك‬ ‫ابن أخي‬ ‫يا‬

‫جرمأفأقمتُ عليك حكمَ اللها‬

‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫ا‬ ‫نادملأ‬ ‫الدار‬ ‫من‬ ‫عثمان ‪ ،‬وخرج‬ ‫بن أبي بكر ‪ ،‬وقام عن‬ ‫فندم محمد‬

‫يكففون‬ ‫قتلِ عثمان ‪ ،‬فهاهم‬ ‫القوم عن‬ ‫نكوصِ‬ ‫من‬ ‫قادة الخوارج‬ ‫تعجبَ‬

‫عنه‪،‬‬ ‫ويقومون‬ ‫‪ ،‬فيتراجعون‬ ‫ويقنعُهم‬ ‫يكفمهم‬ ‫بقتله ‪ ،‬وعثمان‬ ‫اربعة رجال‬

‫نادمين!‬ ‫ويفارقونهم‬

‫من‬ ‫ثلا‬ ‫دخول‬ ‫عليه‬ ‫يدخلوا‬ ‫أن‬ ‫قادة السبئيين وشياطشِهم‪،‬‬ ‫قزَر ثلاثة من‬ ‫عندها‬

‫المجئينن لقنله‬ ‫قادة‬ ‫معأ ‪.‬‬ ‫يقتلوه‬ ‫وأن‬ ‫جميعأ‪،‬‬

‫وأمامه‬ ‫‪ ،‬وجالسٌ‬ ‫صائم‬ ‫يوم الجمعة ‪ ،‬وعثمان‬ ‫الوقتُ بعد عصرِ‬ ‫وكان‬

‫يقرأ فيه‪.‬‬ ‫المصحف‬

‫بن‬ ‫وسُودان‬ ‫‪،‬‬ ‫أميرُ الخوارج‬ ‫العكي‬ ‫حربِ‬ ‫الغافقي بن‬ ‫عليه‬ ‫دخلَ‬

‫فُلان الشكوني‪.‬‬ ‫‪ ،‬وقَتيرةُ بن‬ ‫الشُكوني‬ ‫حمران‬

‫‪.93‬‬ ‫‪-093 : 4‬ا‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫الأربعة في‬ ‫الرجال‬ ‫مع‬ ‫عثمان‬ ‫انظر حوار‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪187‬‬
‫الذي‬ ‫المصحف‬ ‫معه ‪ ،‬وضرب‬ ‫الغافقي عثمان بحديدة كانت‬ ‫فضربَ‬ ‫النانفي بضرب‬

‫‪ .‬وسال‬ ‫عثمان‬ ‫واستقزَ بين يدي‬ ‫! فاستدارَ المصحف‬ ‫أ‬ ‫برجله‬ ‫أمام عئمان‬ ‫وبصرب‬ ‫عثمان‬

‫برجله‬ ‫مصحفه‬
‫قطرات‬ ‫‪ ،‬واستقرت‬ ‫له‬ ‫بن حرب‬ ‫الغافقيئ‬ ‫ضرب‬ ‫من وجه عثمان بسبب‬ ‫الدمُ‬

‫ألحَلِ!رُ!‬ ‫أالئمَيِحُ‬ ‫وَهُوَ‬ ‫أدئَه‬ ‫(فَسَيَكْفِيحَهُمُ‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫على‬ ‫دمه‬ ‫من‬

‫] ‪.‬‬ ‫‪Irv‬‬ ‫;‪:‬‬ ‫البقر‬ ‫أ‬

‫عثمان ‪،‬‬ ‫على‬ ‫بسيفه‬ ‫وأهوى‬ ‫الشُكوني ‪،‬‬ ‫حمران‬ ‫سودانُ بن‬ ‫وجاءَ‬
‫حمران‬ ‫بن‬ ‫سودان‬

‫بيدها ‪ ،‬فضربَها‬ ‫السيف‬ ‫واتقت‬ ‫"‪،‬‬ ‫الفَرافِصة‬ ‫نائلة بنتُ‬ ‫‪9‬‬ ‫زوجتُه‬ ‫عنه‬ ‫فدافعَت‬ ‫اصابع‬ ‫بقطع‬

‫أصابعها‬ ‫من‬ ‫والدمُ يسيل‬ ‫فذهبت‬ ‫يدها‪،‬‬ ‫أصابع‬ ‫‪ ،‬فقطع‬ ‫بالسيف‬ ‫عثمان ‪ ،‬ثم سودان‬ ‫زوجة‬

‫بفنل عثمان‬
‫المقطوعةا‬

‫!‬ ‫! !‬ ‫العجيزة‬ ‫لكبيرةُ‬ ‫‪ :‬إنها‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫أوراكَها‬ ‫سودانُ‬ ‫فغمزَ‬

‫فقتَلَه‪.‬‬ ‫عثمانَ بسيفه عدة ضربات‬ ‫سودانُ بن حمران‬ ‫وضربَ‬

‫يسمى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫راعَه قتلُ عثمان‬ ‫الأمر‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫أحدُ غلمان‬ ‫ولما رأى‬
‫نجبح بقنل سودان‬

‫!‬ ‫!‬ ‫بسيفه فقتله‬ ‫بن حمران‬ ‫سودان‬ ‫"نَجيح) فهجمَ نجيحٌ على‬

‫على‬ ‫‪ ،‬هجم‬ ‫قد قتل سودان‬ ‫نجيحأ‬ ‫فلان السكوني‬ ‫بن‬ ‫قتيرةُ‬ ‫ولما رأى‬

‫فقتله‪.‬‬ ‫نجيح‬

‫قتيرة بن فلان فقتله‪.‬‬ ‫"صَبيح ‪ ،‬على‬ ‫لعثمان اسمه‬ ‫غلائم آخر‬ ‫وهجم‬

‫‪.‬‬ ‫ومجرمان‬ ‫في البيت أربعةُ قتلى ‪ ،‬شهيدان‬ ‫فصار‬


‫تنلى في‬ ‫أربعة‬

‫نجيح‪.‬‬ ‫وغلامه‬ ‫‪ :‬فعثمان‬ ‫أما الشهيدان‬ ‫‪ :‬ئهيدان‬ ‫البيت‬

‫ومجرمان‬
‫‪.‬‬ ‫السكونيان‬ ‫وقتيرة‬ ‫‪ :‬فسودان‬ ‫المجرمان‬ ‫وأما السبئيان‬

‫يوم‬ ‫قبل مغيبِ شمس‬ ‫عنه ‪ -‬وكان ذلك‬ ‫الله‬ ‫ولما تم قتل عثمان رضي‬

‫ويحرنم‬ ‫الرجل‬ ‫لنا دم‬ ‫السبئيّين قائلاَ ‪ :‬إنه لم يحل‬ ‫منادِ القوم‬ ‫‪ -‬نادى‬ ‫الجمعة‬

‫البيت‪.‬‬ ‫لنا‪ ،‬فانهبوا ما في‬ ‫ماله حلال‬ ‫أ ألا إن‬ ‫علينا ماله‬

‫البيت ‪ ،‬حتى‬ ‫ما في‬ ‫كلَّ‬ ‫رعاعُ السبئيين في البيت فساداَ‪ ،‬ونهبوا‬ ‫فعاث‬

‫ا‬ ‫النساء‬ ‫نهبوا ما على‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪188‬‬
‫الببت‪:‬‬ ‫محلى‬ ‫وننبلان‬ ‫امرأة عثمان‬ ‫على‬ ‫التجيبي‬ ‫كلثوم‬ ‫ويدعى‬ ‫السبئتين‪،‬‬ ‫أحدُ‬ ‫وهجمَ‬

‫شهبد وص!‬ ‫‪،‬‬ ‫أفك‬ ‫لها ‪ :‬ويح‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫وِزكَها‬ ‫التي عليها ‪ ،‬ثم غمزَ‬ ‫الملاءة‬ ‫‪ ،‬ونهب‬ ‫أ‬ ‫(نائلة‬

‫من عجيزةِ ما أَتمك!‬

‫نائلة هذا‬ ‫يتكلم في حق‬ ‫وسمعَه وهو‬ ‫(صبيحإ‪،‬‬ ‫غلامُ عثمان‬ ‫فراَه‬

‫فقتله‪.‬‬ ‫‪ ،‬فعلاه بالسيف‬ ‫الكلام الفاحش‬

‫الغلام فقتله‪.‬‬ ‫أحدُ السبئيين على‬ ‫وهجمَ‬

‫ستة‬ ‫الحصبلة‬ ‫ستة قتلى ‪.‬‬ ‫على‬ ‫عثمان‬ ‫وأُغلق بيت‬

‫وثلاية‬ ‫ثلا‬ ‫‪:‬‬ ‫تنلى‬ ‫‪.‬‬ ‫وصبيح‬ ‫نَجيح‬ ‫‪ ،‬وغلاماه‬ ‫عثمان‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫ثلاثةٌ شهداء‬

‫التجيبي‪.‬‬ ‫وكلثوم‬ ‫وقتيرة‬ ‫‪ :‬سودان‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫مجرمون‬ ‫وثلاثة‬

‫وهم‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫عن‬ ‫الدفاع‬ ‫ثلاثة في‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫استشهد‬ ‫قد‬ ‫وكان‬

‫الأسلمي‪.‬‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬وزياد بن نعيم الفهري ‪ ،‬ونيار بن عبد‬ ‫المغيرة بن الأخنس‬

‫السبئيون ينهبون‬ ‫بيتَ‬ ‫أَذرِكوا‬ ‫‪ ،‬تنادوا وقالوا ‪:‬‬ ‫دار عثمان‬ ‫نهبَ‬ ‫الشئيين‬ ‫أتم رعاع‬ ‫وبعدما‬

‫بيت المال‬ ‫!‬ ‫ما فيه‬ ‫إليه ‪ ،‬وخذوا‬ ‫أحد‬ ‫‪ ،‬هـاياكم أن يسبقكم‬ ‫المال‬

‫إلا غرارتان من طعام ‪.‬‬ ‫فيه‬ ‫‪ ،‬ولم يكن‬ ‫المال اصواتهم‬ ‫بيت‬ ‫وسمعَ حراسُ‬

‫الدنياا‬ ‫يريدون‬ ‫القوم‬ ‫ف!ن‬ ‫بأنفسكم‬ ‫فقالوا ‪ :‬انجوا‬

‫!‬ ‫ما فيه(‪)1‬‬ ‫وانتهبوا‬ ‫المال‬ ‫بيت‬ ‫السبئئون‬ ‫واقتحم‬

‫عمر عئمان ومدة‬ ‫‪،‬‬ ‫يوم الجمعة‬ ‫شص!‬ ‫عنه قبلَ غروبِ‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫استشهادُ عثمان‬ ‫وكان‬

‫خلافته ووقت‬ ‫وثلاثين ‪.‬‬ ‫عشر من شهر ذي الحجة ‪ ،‬سنة خمس‬ ‫الثامن‬

‫اسنثهاد‪.‬‬
‫والكوفة والبصرة‬ ‫الخوارج السبئيون من مصر‬ ‫بعد ان حاصره‬ ‫وذلك‬

‫من شهر‬ ‫الثامن عشر‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫القعدة‬ ‫أربعين يومأ‪ .‬من الثامن من شهر ذي‬

‫ذي الحجة‪.‬‬

‫‪.293 -‬‬ ‫‪193 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪918‬‬
‫‪ .‬لأنه‬ ‫يوماَ‬ ‫عنه اثنتي عشرةَ سنة إلا اثني عشر‬ ‫الله‬ ‫خلافته رضي‬ ‫وكانت‬

‫سنة أربع وعثرين‪.‬‬ ‫بويعَ بالخلافة في بداية شهرِ محرم‬

‫الله‬ ‫سنة ‪ .‬رضي‬ ‫وثمانين‬ ‫ثلاث‬ ‫حوالي‬ ‫استشهاده‬ ‫عمرُه عند‬ ‫وكان‬
‫(‪)1‬‬
‫عنه‪.‬‬

‫كثير‬ ‫السبئيون مرادَهم ‪ ،‬وقتلوا أمير المؤمنين ‪ ،‬وتودفَ‬ ‫الخوارج‬ ‫حمق‬


‫رعاع انباع‬
‫ليفكروا ‪ 4‬وماكانوا يظتون‬ ‫بعد قتل عثمان‬ ‫الرعاع والغوغاء‬ ‫أتباعهم من‬ ‫من‬ ‫بندصون‬ ‫السبئنن‬

‫السبئيون ‪،‬‬ ‫شاطينهم‬ ‫استغفلهم‬ ‫لقد‬ ‫قتله ‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫بهم‬ ‫الأمر سينتهي‬ ‫أن‬ ‫تتل فمان‬ ‫بمد‬

‫ما استفظعوه‬ ‫يقتلوه فهذا‬ ‫عثمان ‪ ،‬أما أن‬ ‫ال!ثمغب على‬ ‫في‬ ‫واستغلوهم‬

‫‪.‬‬ ‫واستشنعوه‬

‫لبني‬ ‫لهم كما حصل‬ ‫هؤلاء الغوغاء‪ ،‬وحصل‬ ‫ايدي‬ ‫وأُسقط في‬

‫وَأتخذَ‬ ‫‪! :‬‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫بعضُهم‬ ‫‪ ،‬ندم‬ ‫العجل‬ ‫لما عبدوا‬ ‫‪،‬‬ ‫إسرائيل‬

‫وَلَا‬ ‫بُكَمُهُثم‬ ‫لَا‬ ‫بَرَوأ )تَه‬ ‫أَلَز‬ ‫خوَاز‬ ‫لَه‪،‬‬ ‫عَخلأجَسَدا‬ ‫مِن صُلئِهِز‬ ‫بَغدِمِه‬ ‫مِن‬ ‫ئوسَئ‬ ‫فَؤمُ‬

‫أَيذِلهغ وَرَأَؤا‬ ‫فَ‬ ‫سُقِطَ‬ ‫وَئًا‬ ‫وَصَانوُا جملِمِايتَ !‬ ‫سَبِيلَاَ أتخذُوهُ‬ ‫يهدِيهِئ!‬

‫مِفَ‬ ‫لَنَونَق‬ ‫لنًا‬ ‫وَيَغفِر‬ ‫ئَغ يَرْحَتنَا رَئنَا‬ ‫قَالو) لَبن‬ ‫ضَلُوا‬ ‫لًدْ‬ ‫أَنَهُغ‬

‫ا!ا ‪.،14‬‬ ‫‪48 :‬‬ ‫الأعراف‬ ‫‪1‬‬ ‫آتخسِريِتَأ‬

‫نصرته‪،‬‬ ‫عن‬ ‫في المدينة لمقتل خليفتهم ‪ ،‬وعجزهم‬ ‫الصالحون‬ ‫وحزن‬ ‫المدبنة‬ ‫أهل‬ ‫حزن‬

‫أيديهم‪،‬‬ ‫بكفث‬ ‫أمرهم‬ ‫مقابل السبثئين‪ ،‬ولأن عثمان‬ ‫في‬ ‫لقلة عددهم‬ ‫عثمان‬ ‫لمقتل‬

‫ويَبكون ‪.‬‬ ‫يسترجعون‬ ‫القتال ‪ ،‬وصاروا‬ ‫عن‬ ‫ونهاهم‬

‫المدينة ‪ ،‬وتعيثُ‬ ‫السبئيين تحتل‬ ‫الخوارج‬ ‫؟ وجيوشُ‬ ‫ماذا يفعلون‬ ‫لكن‬

‫؟‬ ‫أفي شيء‬ ‫فعل‬ ‫فيها فساداَ‪ ،‬وتمنعُ أهلها من‬

‫بن حرب‬ ‫"الغافقيئ‬ ‫مصر‬ ‫وكان الحاكم الفعلي للمدينة هو أمير خوارج‬
‫الفعلي‬ ‫المدبنة‬ ‫أمبر‬

‫العكي ا‪.‬‬ ‫بن‬ ‫الناففي‬ ‫هو‬

‫حرب‬

‫‪.‬‬ ‫‪091‬‬ ‫لابن كثير ‪:7‬‬ ‫انظر البداية والهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪09‬‬


‫بن سبأ‪ ،،‬وهو فرخ‬ ‫بن وهب‬ ‫الله‬ ‫وبهان معهم شيطانُهم المخالط "عبد‬

‫إليه من أهدافِ ومماربَ يهودية شيطانية!‬ ‫‪ ،‬لما وصل‬ ‫مسرور‬

‫‪.‬‬ ‫مقتل عثمان‬ ‫على‬ ‫وعقَق كبار الصحابة‬

‫وطلحة‬ ‫الزبير‬ ‫‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬رحمَ‬ ‫عنه ‪ ،‬قال‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫العوام‬ ‫الزبير بن‬ ‫لما علمَ بذلك‬

‫نت!لة‬ ‫يسبون‬ ‫وعلي‬ ‫‪.‬‬ ‫راجعون‬ ‫إليه‬ ‫لىانا‬ ‫لثه‬ ‫إنا‬

‫عثمان‬

‫‪.‬‬ ‫نادمون‬ ‫القومَ‬ ‫له ‪ :‬إن‬ ‫فقيل‬

‫يشَخَهُونَ!‬ ‫مَا‬ ‫وَيَينَ‬ ‫ئتهُتم‬ ‫وَجِ!لَ‬ ‫‪( :‬‬ ‫الله‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫ودبروا‬ ‫‪ :‬دئروا‬ ‫فقال‬

‫‪.‬‬ ‫‪،5 4‬‬ ‫‪:‬‬ ‫أسبا‬

‫إليه‬ ‫لثه وانا‬ ‫إنا‬ ‫‪،‬‬ ‫الله عثمان‬ ‫رحم‬ ‫قال‪:‬‬ ‫بذلك‬ ‫طلحةُ‬ ‫علم‬ ‫ولما‬

‫‪.‬‬ ‫راجعون‬

‫‪.‬‬ ‫نادمون‬ ‫القوم‬ ‫له ‪ :‬إن‬ ‫فقيل‬

‫وَصِدَص تَآضُذُهئم‬ ‫إلاصَتحَة‬ ‫ينَظُرُينَ‬ ‫مَا‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫وقرأ‬ ‫ا‬ ‫لهم‬ ‫تناَ‬ ‫؟‬ ‫قال‬

‫أي!‪:‬‬ ‫ئضجحُوتَ !‬ ‫أَقلِهِتم‬ ‫إِكَ‬ ‫وَلَاَ‬ ‫تَؤصيَة‬ ‫فَلَا يصَتتَطِيعُونَ‬ ‫يَخِصيونَ !‬ ‫وَهُئم‬

‫لله هـانا إليه‬ ‫إنا‬ ‫‪.‬‬ ‫الله عثمان‬ ‫رحم‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫‪،‬‬ ‫بذلك‬ ‫علي‬ ‫علم‬ ‫ولما‬

‫‪.‬‬ ‫راجعون‬

‫‪.‬‬ ‫نادمون‬ ‫القوم‬ ‫له ‪ :‬إن‬ ‫قيل‬

‫تَالَ‬ ‫كَفَرَ‬ ‫فَلَضَا‬ ‫أثحفُر‬ ‫لِلْإدنشَنِ‬ ‫مالَ‬ ‫!‬ ‫اَلشًئطَنِ‬ ‫(كًثَلِ‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫فقرأ‬

‫اَلئارِ‬ ‫فِى‬ ‫أَنَهمَا‬ ‫عمبَتَهُمَاَ‬ ‫فَ!نَ‬ ‫!‬ ‫اَلفَمَينَ‬ ‫رَث‬ ‫اَدئَهَ‬ ‫إقِ أَظَفُ‬ ‫قف‬ ‫بَرِى!و‬ ‫إفِ‬

‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫‪ 6 :‬ا‪17-‬‬ ‫الحر‬ ‫أ‬ ‫!‬ ‫‪.‬‬ ‫فِهَا ‪.‬‬ ‫خَلِدَيْز‬

‫أب‬ ‫بن‬ ‫سد‬ ‫‪ .‬ثم تلا‬ ‫عئمان‬ ‫الله‬ ‫قال ‪ :‬رحمَ‬ ‫بذلك‬ ‫بن أبي وقاص‬ ‫سعد‬ ‫ولما علم‬

‫على‬ ‫بدعثماعو‪.‬‬ ‫تتلة‬ ‫وَنُم وقا‬ ‫اَلذُيخا‬ ‫لَالؤَ‪-‬‬ ‫سَغجُتم قِ‬ ‫صل‬ ‫اَئَذِينَ‬ ‫أَكلا !‬ ‫لهألاخسَرِبقَ‬ ‫نُيئمٌ‬ ‫هَل‬ ‫تل‬ ‫تعالِى ‪( :‬‬ ‫قوله‬

‫نَجِالت‬ ‫لَرلقَاَ!هش‬ ‫رَيهِئم‬ ‫كَفَرُؤا ئايَتِ‬ ‫اَئَذِينَ‬ ‫أُؤلَبهكَ‬ ‫!‬ ‫صُ!نْحَا‬ ‫ئخسِنوُنَ‬ ‫أغت!‬ ‫تحسَبُونَ‬

‫أَضئهُتم!أ الكهف‬

‫‪191‬‬
‫‪ ،‬ثم خُذهم‪.‬‬ ‫واخذُلهم‬ ‫واخْزِهم‬ ‫اندنهم‬ ‫‪ :‬اللهم‬ ‫سعد‬ ‫ثم قال‬

‫من‬ ‫كل‬ ‫أَخَذَ‬ ‫الدعوة ‪ -‬فقد‬ ‫مستجاب‬ ‫‪ -‬وكان‬ ‫دعوةَ سعد‬ ‫الله‬ ‫واستجابَ‬

‫والأشتر‪،‬‬ ‫والغافقي‪،‬‬ ‫سبأ‪،‬‬ ‫عبدالله بن‬ ‫مثل‬ ‫قتلِ عثمان ‪،‬‬ ‫في‬ ‫شارك‬

‫قُتلوا(‪.)1‬‬ ‫بن جبلة ‪ ،‬وكنانة التجيبي ‪ ،‬حيث‬ ‫وحكيم‬

‫!‬ ‫!‬ ‫قتلِه إلا مقتولاَ‬ ‫في‬ ‫عثمان ‪ ،‬وشارك‬ ‫خرجَ على‬ ‫ممن‬ ‫أحا‬ ‫ومامات‬
‫كل منهم مات‬
‫ولا‬ ‫والله ماعلمتُ‬ ‫يزيد‪:‬‬ ‫بن‬ ‫قيس‬ ‫أخيه‬ ‫عن‬ ‫يزيد‬ ‫بن‬ ‫المستَنيرُ‬ ‫قال‬ ‫مفتولآ‬

‫‪ ،‬إلا قُتل‪.‬‬ ‫إليه‬ ‫عنه ‪ ،‬ولا كب‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بأحدِ غزا عثمان‬ ‫سمعتُ‬

‫على‬ ‫للخروج‬ ‫الكوفة‬ ‫خوارج‬ ‫قومِ من‬ ‫قيسُ بن يزيد اجتماع‬ ‫ثم ذكر‬

‫‪.‬‬ ‫بن زياد‪ ،‬وعميرُ بن ضابىء‬ ‫‪ ،‬وكميل‬ ‫عثمان ‪ ،‬فيهم الأشتر النخعي‬

‫وكميلاَ‪.‬‬ ‫عُمَيراَ‬ ‫قتلوا الا‬ ‫جميعأ‬ ‫أنهم‬ ‫وكيف‬

‫العراق ‪ ،‬بعد أكثر‬ ‫الثقفي على‬ ‫بن يوسف‬ ‫إمارة الحجاج‬ ‫جاءت‬ ‫حتى‬

‫‪.‬‬ ‫من أربعين سنة من قتل عثمان‬

‫على‬ ‫خروجهما‬ ‫بسبب‬ ‫السنين ‪،‬‬ ‫تلك‬ ‫بعد‬ ‫بقتلهما‬ ‫الحجاج‬ ‫فقام‬ ‫الحجاج بقنل اَخر‬
‫عثمان (‪.)2‬‬
‫منهم‬ ‫اثنبن‬

‫يوم الجمعة‪،‬‬ ‫شمس‬ ‫غروب‬ ‫قُتل قُبيل‬ ‫عنه‬ ‫الثه‬ ‫ان عثمان رضي‬ ‫قلنا‬

‫عشر من شهر ذي الحجة‪.‬‬ ‫الثامن‬

‫الفرافصة إلى‬ ‫نائلة بنت‬ ‫امرأة عثمان‬ ‫الظلام جاءت‬ ‫فلما حل‬ ‫اخراخ جثة عثمان‬

‫منه إخراج‬ ‫‪ ،‬وطلبت‬ ‫‪ ،‬أحدِ قادة الخوارج‬ ‫البَلَوي‬ ‫بن عديس‬ ‫عبد الرحمن‬ ‫اللبل‬ ‫نط‬

‫وزجرهاأ‬ ‫القتلى الستة من البيت ‪ ،‬فشتمها‬ ‫جثثِ‬

‫فقال ‪ :‬إن‬ ‫عثمان‬ ‫بيت‬ ‫إلى‬ ‫الحكم‬ ‫بن‬ ‫الليل جاءَ مروان‬ ‫جوف‬ ‫وفي‬

‫به‪.‬‬ ‫ف!ن القوم سيمثكون‬ ‫الصباح‬ ‫حتى‬ ‫تركتم عثمان‬

‫والنهاية ‪ A 9 : V‬ا‪.‬‬ ‫والبداية‬ ‫‪،293 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪404 -‬‬ ‫‪304 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫لهما في‬ ‫الحجاج‬ ‫قتل‬ ‫انظر قصة‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪lil‬‬
‫بن مالك‪،‬‬ ‫‪ ،‬وكعب‬ ‫‪ ،‬وطلحة‬ ‫‪ ،‬منهم ‪ :‬علي‬ ‫الصحابة‬ ‫نفر من‬ ‫فاجتمع‬

‫‪ ،‬والزبير بن العوام ‪.‬‬ ‫بن مطعم‬ ‫بن حزام ‪ ،‬وجبير‬ ‫بن ثابت ‪ ،‬وحكيم‬ ‫وزيد‬

‫ودفنه‬ ‫عليه‬ ‫ارملاة‬ ‫الجنازة‬ ‫عليه‬ ‫وكفَنوه ‪ ،‬وصلى‬ ‫‪ ،‬وغ!لوه‬ ‫جثةَ عثمان‬ ‫فأخرجوا‬

‫البفبع‬ ‫في‬ ‫‪.‬‬ ‫الحكم‬ ‫بن‬ ‫مروانُ‬

‫بستان كوكب‪،‬‬ ‫كَوْكَب"‪ ،‬وهو بستان يسمى‬ ‫ثم حفروا قبره في (حشق‬

‫مقبرة ‪ ،‬وزادَه في‬ ‫قد اشتراه ‪ ،‬وجعلَه‬ ‫عثمان‬ ‫كان‬ ‫بقيعِ الغرقد‪،‬‬ ‫بجانب‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫البقيع ‪ ،‬فكان أولَ من دفنَ فيه رضي‬

‫فصفوا‬ ‫‪،‬‬ ‫وصَبيح‬ ‫‪ :‬نَجيح‬ ‫عثمان‬ ‫غلامَي‬ ‫جثتي‬ ‫أخذوا‬ ‫الصباح‬ ‫وفي‬

‫‪.‬‬ ‫قبر عثمان‬ ‫‪ ،‬بجانب‬ ‫في حُشق كوكب‬ ‫ثم دفنوهما‬ ‫عليهما‪،‬‬

‫جَزوهم‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫وكلثوم‬ ‫وقتيرة‬ ‫سودان‬ ‫‪:‬‬ ‫الثلاثة‬ ‫السبئيون‬ ‫القتلى‬ ‫أما‬

‫!‬ ‫!‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬ ‫الكلاب‬ ‫المدينة ‪ ،‬فأكلتهم‬ ‫بساتين‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬ورموهم‬ ‫بأرجلهم‬

‫بني‬ ‫بعض‬ ‫خروج‬ ‫بني‬ ‫بعض‬ ‫‪ ،‬ومعه‬ ‫الحكم‬ ‫بن‬ ‫مروان‬ ‫ودفنه ‪ ،‬خرجَ‬ ‫قتلِ عثمان‬ ‫وبعد‬

‫مكة‬ ‫الى‬ ‫أمبة‬ ‫أئم‬ ‫فلقيَ‬ ‫‪،‬‬ ‫السبئئين‬ ‫الخوارج‬ ‫بطشِ‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬خوفأ‬ ‫مكة‬ ‫إلى‬ ‫المدينة‬ ‫من‬ ‫أمية ‪،‬‬

‫إلى المدينة‪،‬‬ ‫مكة‬ ‫الطريق ‪ ،‬عائدةَ من‬ ‫عنها في‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عائشة‬ ‫المؤمنين‬

‫عليه ‪ ،‬ودعَت‬ ‫‪ ،‬فأخبرَها بمقتل عثمان ‪ ،‬فترحمت‬ ‫الحج‬ ‫بعد أدائها مناسك‬

‫قاتليه ولعنَتهم‪.‬‬ ‫على‬

‫إلى مكة‪.‬‬ ‫ثم عادت‬

‫جيوش‬ ‫عودة‬ ‫القُرى "‬ ‫المدينة إلى الشام ‪ ،‬فالتقوا في (وادي‬ ‫من‬ ‫أُمية‬ ‫بني‬ ‫بعض‬ ‫وخرجَ‬

‫بلادها‬ ‫الى‬ ‫النجدة‬ ‫!أخبروهم‬ ‫عثمان‬ ‫!مرة‬ ‫!اء‬ ‫بن مَنلَمة ‪ ،‬الذي‬ ‫الشام بقيادة حبيبِ‬ ‫جيشَ‬

‫المدينة‪.‬‬ ‫إلى الشام ولم يدخل‬ ‫بجيشه‬ ‫بقتل عثمان ‪ ،‬وعادَ حبيمب‬

‫التميمي ‪ ،‬الذي خرج‬ ‫الكوفة بقيادة القعقاع بن عمرو‬ ‫جيش‬ ‫وعلم‬

‫من الطريق!‬ ‫فعادَ‬ ‫عثمان ‪ ،‬بقتل عثمان ‪،‬‬ ‫لنصرة‬

‫‪.‬‬ ‫‪415 -‬‬ ‫‪414 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪391‬‬
‫عثمان ‪ ،‬صادرةَ عن‬ ‫الأقوال بشأنِ قتل‬ ‫بعضَ‬ ‫ونوردُ فيما يلي‬ ‫ا!ليق‬ ‫في‬ ‫أتوال‬

‫وبعضِ الصحابة والتابعين‪.‬‬ ‫!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫محئمان رسول‬ ‫مقتل‬ ‫كل‬

‫عنه قال ‪:‬‬ ‫الله‬ ‫التميمي رضي‬ ‫بن قيس‬ ‫الأحنف‬ ‫النسائي عن‬ ‫ا ‪ -‬روى‬

‫فتنة عثمان )‬ ‫في‬ ‫أوذلك‬ ‫نريدُ الحج‬ ‫فقدِننا المدينة ونحن‬ ‫خرنجنا حُخاجأ‪،‬‬

‫‪ ،‬فقال ‪ :‬إن الناسَ قد‬ ‫آت‬ ‫أتانا‬ ‫منازلنا‪ ،‬نضعُ رحالَنا‪ ،‬إذ‬ ‫في‬ ‫فبينما نحن‬

‫في‬ ‫مجتمعون‬ ‫فزِعوا‪ ،‬فانطَلقْنا‪ ،‬ف!ذا الناس‬ ‫وقد‬ ‫المسجد‪،‬‬ ‫في‬ ‫اجتمعوا‬

‫‪ ،‬دانا‬ ‫بن أبي وقاص‬ ‫وسعد‬ ‫والزبير وطلحة‬ ‫علي‬ ‫معهم‬ ‫دهاذا‬ ‫المسجد‪،‬‬

‫بها رأسه‪.‬‬ ‫قد قًغ‬ ‫ملاءَب! صفراء‪،‬‬ ‫‪ ،‬وعليه‬ ‫‪ ،‬إذ جاءَ عثمانُ‬ ‫لكذلك‬

‫؟ أهاهنا الزبير ؟ أهاهنا‬ ‫؟ أهاهنا طلحة‬ ‫‪ :‬أهاهنا علي‬ ‫عثمان‬ ‫فقال‬ ‫يستشهد‬ ‫عثمان‬

‫محلى ثناء سعد؟‬ ‫الصحابة‬

‫‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫قالوا‬ ‫محليه‬ ‫الرصول‬

‫أن‬ ‫أتعلمون‬ ‫هو‪،‬‬ ‫إلا‬ ‫إله‬ ‫لا‬ ‫بالثه الذي‬ ‫أَنشدكم‬ ‫ف!ني‬ ‫‪:‬‬ ‫عثمان‬ ‫قال‬ ‫مظاهر‬ ‫ثلائة من‬

‫بعشرين‬ ‫فابتَعْتُه‬ ‫غفرَ الله له ؟‬ ‫فلان‬ ‫بني‬ ‫مَرْبَدَ‬ ‫يَئتاعُ‬ ‫قال ‪ :‬من‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫انفاق عثمان زمن‬

‫فقال ‪ :‬اجعَله‬ ‫‪ ،‬فأخبرته‬ ‫النبي !ه‬ ‫‪ -‬فأتيت‬ ‫ألفأ‬ ‫وعشرين‬ ‫ألفأ ‪ -‬أو بخمسة‬ ‫الىسول‬

‫لك؟‬ ‫وأَنجرُه‬ ‫‪،‬‬ ‫في مسجدنا‬

‫نعم‪.‬‬ ‫‪ :‬اللًهم‬ ‫قالوا‬

‫أن‬ ‫أتعلمون‬ ‫إلا هو‪،‬‬ ‫لا إله‬ ‫‪ :‬أَنشُدُكُم بالله الذي‬ ‫عثمان‬ ‫قال‬

‫له؟‬ ‫اللهُ‬ ‫رومَة ‪ ،‬غفرَ‬ ‫بئرَ‬ ‫يبتاعُ‬ ‫‪ :‬من‬ ‫قال‬ ‫ثك!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫بكذا‬ ‫ابتعتها‬ ‫قد‬ ‫‪:‬‬ ‫فقلت‬ ‫ب!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫فأتيت‬ ‫‪.‬‬ ‫وكذا‬ ‫بكذا‬ ‫فابتَغتُها‬

‫لك؟‬ ‫وأَنجرُها‬ ‫للمسلمين‬ ‫سقاية‬ ‫‪ .‬قال ‪ :‬اجعَلها‬ ‫وكذا‬

‫نعم!‬ ‫قالوا ‪ :‬اللهم‬

‫أن‬ ‫أتعلمونَ‬ ‫إلا هو‪،‬‬ ‫لا إله‬ ‫بالثه الذي‬ ‫‪ :‬أَنشدُكم‬ ‫عثمان‬ ‫قال‬

‫له؟‬ ‫الله‬ ‫غفرَ‬ ‫يجفزُ هؤلا‬ ‫القوم ‪ ،‬فقال ‪ :‬من‬ ‫وجوه‬ ‫نظرَ في‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫لم يفقدوا عقالاَ ولا خُطامأ!‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫‪-‬فجهزتُهم‬ ‫العُسرَة‬ ‫‪ -‬يعني ‪ :‬جيشَ‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪491‬‬
‫نعما‬ ‫‪ :‬اللهم‬ ‫قالوا‬

‫!‬ ‫اشهد(‪)1‬‬ ‫‪ .‬القَهم‬ ‫اشهد‬ ‫‪ .‬الفَهم‬ ‫اشهد‬ ‫‪ :‬الفَهم‬ ‫عثمان‬ ‫قال‬

‫يخبر عن‬ ‫الىلول‬ ‫حُصِرَ عثمان‬ ‫الما‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫الشُلَمي‬ ‫الرحمن‬ ‫ابي عبد‬ ‫الترمذقيُ عن‬ ‫‪ - 2‬روى‬

‫عثان‬ ‫استثهاما‬ ‫!لمون‬ ‫‪! ،‬ل‬ ‫!الفه‬ ‫‪ :‬اُ!!كم‬ ‫داره ‪ ،‬فقال‬ ‫فوقَ‬ ‫عليهم‬ ‫عنه ‪ ،‬أشرف‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫‪-‬‬ ‫وْ‬ ‫!‬ ‫حراء‬ ‫اُثبتْ‬ ‫‪:‬‬ ‫‪-‬لمجع‬ ‫الله‬ ‫له رسول‬ ‫قال‬ ‫‪ :‬اهتز‪،‬‬ ‫أي‬ ‫أ‬ ‫انتفض‬ ‫"حِراءَأ حين‬ ‫أن‬

‫أو شهيد؟‬ ‫إلا نبى أو صِذيق‬ ‫عليك‬ ‫فليس‬

‫‪.‬‬ ‫!(‪)2‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫نعم‬ ‫‪:‬‬ ‫قالوا‬

‫عنه قال ‪ :‬ارتبئَ‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن مالك‬ ‫انس‬ ‫عن‬ ‫ومسلم‬ ‫البخاري‬ ‫‪ - 3‬روى‬

‫‪ ،‬فقال‬ ‫وعثمان‬ ‫وعمر‬ ‫بكر‬ ‫النبي يك! وابو‬ ‫وعليه‬ ‫اهتز‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أحُد‬ ‫جبلُ‬

‫أ(‪. )3‬‬ ‫وشهيدان‬ ‫وصِديق‬ ‫إلا نبي‬ ‫فما عليك‬ ‫أُحد!‬ ‫النبي عيًئ ‪" :‬اُسكنْ‬

‫يخبر‬ ‫الرسول‬ ‫عنه ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الأشعري‬ ‫ابي موسى‬ ‫عن‬ ‫ومسلم‬ ‫البخاري‬ ‫‪j5,( - 4‬‬

‫عثمان عن نحته‬ ‫من‬ ‫المدينة أبستان‬ ‫حيطان‬ ‫من‬ ‫حائطِ‬ ‫في‬ ‫ب!‬ ‫الله‬ ‫معِ رسول‬ ‫قال ‪ :‬كنت‬

‫رجل‬ ‫فجاء‬ ‫الحائط ‪،‬‬ ‫باب‬ ‫بحفظِ‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫بساتينها‪ ،،‬فأمرني‬

‫؟‬ ‫‪ :‬مَنْ هذا‬ ‫‪ .‬فقلت‬ ‫يستأذن‬

‫بكر‪.‬‬ ‫‪ :‬أبو‬ ‫قال‬

‫بالجنة‪.‬‬ ‫له وبشره‬ ‫‪ :‬ائذن‬ ‫عتًىِ‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫فقال‬

‫بالجنة‪.‬‬ ‫‪ :‬ائذن له وبشره‬ ‫ف‬ ‫الله‬ ‫‪ .‬فقال رسول‬ ‫ثم جاء عمر‬

‫بالجنة على‬ ‫‪ ،‬وبشره‬ ‫له‬ ‫ائذن‬ ‫!‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫‪ .‬فقال‬ ‫عثمان‬ ‫ثم جاء‬

‫بَلوى تصيبه!‬

‫غازيأ‪ .‬انظر جامع‬ ‫جفز‬ ‫من‬ ‫فضل‬ ‫الجهاد‪ .‬باب‬ ‫كتاب‬ ‫رواه النسائي في‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪.638-‬‬ ‫‪637‬‬ ‫‪:8‬‬ ‫الأثير‬ ‫لابن‬ ‫الأصول‬

‫الأصول‬ ‫‪ .‬انظر جامع‬ ‫عثمان‬ ‫مناتب‬ ‫المناقب ‪ .‬باب‬ ‫كتاب‬ ‫في‬ ‫الترمذي‬ ‫رواه‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪.064‬‬ ‫‪:7‬‬

‫الفضائل‪.‬‬ ‫كتاب‬ ‫في‬ ‫‪ .‬ومسلم‬ ‫الفضائل‬ ‫كتاب‬ ‫في‬ ‫البخاري‬ ‫أخرجه‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪591‬‬
‫)‬ ‫'‬ ‫إ(‬ ‫!‬ ‫المستعان‬ ‫الله‬ ‫صبراَ ‪،‬‬ ‫‪ :‬اللهم‬ ‫يقول‬ ‫وهو‬ ‫عثمان‬ ‫فدخل‬

‫‪ :‬كنتُ عند‬ ‫عنها قالت‬ ‫الله‬ ‫عائثمة رضي‬ ‫عن‬ ‫وأحمد‬ ‫الترمذي‬ ‫‪ - 5‬روى‬ ‫‪-‬أمر‬ ‫الرصول‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫النبي‬ ‫عثمان بعد!‬

‫مَنْ يحدثُنا!‬ ‫عندنا‬ ‫‪ ،‬لو كان‬ ‫‪ :‬ياعائشة‬ ‫فقال‬ ‫عن الحلافة‬ ‫التنازل‬

‫بكر؟‬ ‫أبي‬ ‫إلى‬ ‫الا أبعثُ‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬يارسول‬ ‫قلت‬

‫يحدثُنا!‬ ‫من‬ ‫عندنا‬ ‫‪ :‬لو كان‬ ‫‪ .‬ثم قال‬ ‫فسكت‬

‫عمر؟‬ ‫إلى‬ ‫‪ :‬ألا أبعثُ‬ ‫قلت‬

‫فسكت‪.‬‬

‫‪ ،‬فذهب‪.‬‬ ‫بين يديه ‪ ،‬فساره‬ ‫وصيفأ‬ ‫ثم دعا‬

‫‪ .‬فأَذِن له ‪ .‬فدخل‪.‬‬ ‫يستأذن‬ ‫عثمان‬ ‫ف!ذا‬

‫النبي ب!طويلاَ‪.‬‬ ‫فناجاه‬

‫به‬ ‫أيعني‬ ‫قَميصأ‬ ‫مُقَفصُك‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫الله‬ ‫إن‬ ‫ياعثمان‪،‬‬ ‫له ‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ثم‬

‫ولا كرامة‪.‬‬ ‫‪ ،‬فلا تخلَعْه لهم‬ ‫أن تخلعه‬ ‫على‬ ‫المنافقون‬ ‫‪ ،‬ف!ذا أرادك‬ ‫الخلافة‬

‫او ثلاثاء‪. )2‬‬ ‫قالَها له مرتين‬

‫المؤمنين‪،‬‬ ‫أئمَ‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬ ‫عائشة‬ ‫عن‬ ‫الراوي‬ ‫الأنصاري‬ ‫بشير‬ ‫بن‬ ‫النعمان‬ ‫قال‬

‫عنك؟‬ ‫أين كان هذا الحديثُ‬

‫ذكرْتُه!‬ ‫وما‬ ‫‪،‬‬ ‫والله‬ ‫له ‪ :‬نسيتُه‬ ‫قالت‬

‫فكتبته‬ ‫أن تكتبُه له‪،‬‬ ‫عالة‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬طلب‬ ‫فلما علمَ معاويةُ بالحديث‬

‫الشام (‪. )3‬‬ ‫له إلى‬ ‫وأرسلَته‬

‫الفضائل‪.‬‬ ‫في كتاب‬ ‫الفضائل ومسلم‬ ‫البخاري في كتاب‬ ‫أخرجه‬ ‫(?)‬

‫الصفوة‬ ‫في المسند‪ .‬انظر صفة‬ ‫‪ .‬وأحمد‬ ‫الترمذي في مناقب عمان‬ ‫أخرجه‬ ‫(‪)2‬‬

‫ا ‪.992-892 :‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪802‬‬ ‫لابن كثير ‪:7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫)‪(r‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪691‬‬
‫عدم‬ ‫سبب‬ ‫وهلىا‬ ‫عثمان بن عفان‬ ‫قال ‪ :‬سمعتُ‬ ‫أبي سهلة‬ ‫الترمذي عن‬ ‫روى‬ ‫‪-6‬‬

‫عثمان‬ ‫استقالة‬ ‫فأنا‬ ‫عَه!اَ‪،‬‬ ‫عَهِ! إلي‬ ‫ث!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫إن‬ ‫يومَ الدار ‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫الله عنه‬ ‫رضي‬

‫تتلى‬ ‫حنى‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫ان شاء‬ ‫عليه‬ ‫له ‪ ،‬وصابرٌ‬ ‫ممتثل‬

‫‪.)131‬‬ ‫شهيد‬ ‫الله‬ ‫رحمه‬ ‫قُتلَ‬ ‫حتى‬ ‫فصبرَ‬

‫الر!مول بخبر عن‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫عنهما‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن عمر‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫عن‬ ‫وأحمد‬ ‫الترمذي‬ ‫‪»c5 - 7‬‬

‫تتل عئمان مظلومأ‬ ‫الممتعُ يومئذِ مظلومأ‪.‬‬ ‫فيها هذا‬ ‫يُقتلىُ‬ ‫‪:‬‬ ‫الفتنة ‪ ،‬فقال‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫ذكرَ رسول‬

‫(‪.)2‬‬ ‫عفان‬ ‫بن‬ ‫عثمان‬ ‫‪ ،‬ف!ذا هو‬ ‫المقئع‬ ‫إلى‬ ‫‪ :‬فنظرتُ‬ ‫ابن عمر‬ ‫قال‬

‫أن‬ ‫يخبر‬ ‫الرسول‬ ‫خطباءٌ بالشام‬ ‫تامَ‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫الصنعاني‬ ‫ابي الأشعثِ‬ ‫عن‬ ‫الترمذي‬ ‫‪ - 8‬روى‬

‫الهدى‬ ‫محلى‬ ‫كمان‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬لمج!ه‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫من أصحاب‬ ‫رجال‬ ‫بعد مقتل عثمان ‪ ،‬وفيهم‬

‫سمعْتُه‬ ‫حديحط‬ ‫‪ :‬لولا‬ ‫‪ .‬فقال‬ ‫كَغب‬ ‫بن‬ ‫مُزَةُ‬ ‫‪ ،‬يُقال له‬ ‫رجل‬ ‫فقام آخرهم‬

‫ماقمت‪.‬‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫من رسول‬

‫‪ .‬فقال‬ ‫مقئعٌ في ثوب‬ ‫فمزَ رجل‬ ‫فقَزَبها‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الفتن‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫ذكر رسول‬

‫‪.‬‬ ‫الهدى‬ ‫يومئذِ على‬ ‫!تِى ‪ :‬هذا‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫‪.‬‬ ‫عفان‬ ‫بن‬ ‫عثمان‬ ‫إليه ‪ ،‬فإذا هو‬ ‫فقمتُ‬

‫؟‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬تعني‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬يارسولَ‬ ‫‪ ،‬ثم قلت‬ ‫بوجهه‬ ‫فأقبَلتُ عليه‬

‫!‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫‪c‬‬ ‫نعم(‪3‬‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬

‫في‬ ‫عثمان‬ ‫بما كان‬ ‫أخبرَ عثمان‬ ‫مج!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫ان‬ ‫الصحيحةُ‬ ‫الأحاديث‬ ‫تدلُنا هذه‬

‫لا الفتنة يمرت‬ ‫البلاء‪ ،‬وان‬ ‫منه أن يَصبرَ على‬ ‫وطلب‬ ‫الهدى‬ ‫‪ ،‬وأئه على‬ ‫له‬ ‫سيجري‬

‫حقانق الأمور‬ ‫شهي!اَ ‪.‬‬ ‫الخلافة لأفه سيموتُ‬ ‫يتنازل عن‬

‫ستنتهي‬ ‫له ‪ ،‬وما‬ ‫‪ ،‬يعلمُ ما سيجري‬ ‫أيام الفتنة والمحنة‬ ‫عثمانُ‬ ‫كان‬ ‫ولقد‬

‫‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫مناقب‬ ‫المناقب ‪ .‬باب‬ ‫كتاب‬ ‫في‬ ‫رواه الترمذي‬ ‫(‪)1‬‬

‫ابن عمر‪.‬‬ ‫مسند‬ ‫في‬ ‫‪ .‬وأحمد‬ ‫عثمان‬ ‫مناقب‬ ‫في‬ ‫رواه الترمذي‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫مناقب‬ ‫رواه الترمذكط في‬ ‫(?)‬

‫‪791‬‬
‫ع!‪.‬‬ ‫اللّه‬ ‫رسول‬ ‫من‬ ‫إليه الفتنة ‪ ،‬لِما سمعَه‬

‫‪ ،‬وأنهم على‬ ‫فتنة‬ ‫السبئيين أصحابُ‬ ‫الخوارجَ‬ ‫عثمانُ يوقنُ أن‬ ‫كان‬

‫في قتلِه‪.‬‬ ‫باطل ‪ ،‬وأنهم لن يتوفَفوا ولن يسكتوا ‪ ،‬وانهم سينجَحونَ‬

‫الخلافة‪،‬‬ ‫التنازل عن‬ ‫عدم‬ ‫على‬ ‫إصرارِ عثمان‬ ‫لنا سِزَ‬ ‫يُفَشر‬ ‫هذا ما‬ ‫ولعل‬ ‫اليه‬ ‫وما صننتهي‬

‫طلب‬ ‫ولو‬ ‫‪،‬‬ ‫يخلعه‬ ‫أن‬ ‫يجوزُ‬ ‫ولا‬ ‫إياه ‪،‬‬ ‫وأَلبَسه‬ ‫الله له ‪،‬‬ ‫قفَصه‬ ‫قميمن‬ ‫فهي‬

‫به‬ ‫أوصاه‬ ‫ما‬ ‫‪ .‬هذا‬ ‫باطل‬ ‫على‬ ‫خلعَه ؟ لأنهم‬ ‫السبثيون‬ ‫المنافقون‬

‫عنهما‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عمر‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫به عبد‬ ‫عليه‬ ‫أشار‬ ‫يكئَ ‪ ،‬وما‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫القتال في‬ ‫عدم‬ ‫على‬ ‫سزَ إصرارِ عثمان‬ ‫لنا ايضأ‬ ‫ما يفشر‬ ‫هذا‬ ‫ولعل‬

‫‪ ،‬والعودة‬ ‫وأبنائِهم بإلقاءِ السلاح‬ ‫للصحابةِ‬ ‫الصارمَ‬ ‫المدينة ‪ ،‬واَفرَه الجازم‬

‫منازلهم!‬ ‫إلى‬

‫‪ ،‬واستعانَ بالنه‪،‬‬ ‫صبرَ واحتسب‬ ‫‪ ،‬كيف‬ ‫وأرضاه‬ ‫عثمان‬ ‫عن‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫وآثرَ أن‬ ‫‪، el‬‬ ‫استشها‬ ‫وينتظرُ‬ ‫‪،‬‬ ‫مصرعَه‬ ‫يراقبُ‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫لقَدَرِ‬ ‫واستسلمَ‬

‫!‬ ‫(‬ ‫دم‬ ‫بسببه‬ ‫لا يُسفَكَ‬ ‫وأن‬ ‫به ‪،‬‬ ‫الأمة‬ ‫يَفدي‬

‫‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫بن موهب‬ ‫الله‬ ‫عثمانَ بن عبد‬ ‫عن‬ ‫والترمذي‬ ‫البخاري‬ ‫‪ - 9‬روى‬ ‫يوضح‬ ‫عمر‬ ‫ابن‬

‫قومأ جلوسأ‪.‬‬ ‫حبئَ البيت ‪ ،‬فرأى‬ ‫يريدُ‬ ‫‪،‬‬ ‫مصر‬ ‫من اهل‬ ‫جاءَ رجل‬ ‫بعضر‬ ‫للمصري‬

‫الشبهات حول‬
‫القومُ؟‬ ‫‪ :‬مَن هؤلاء‬ ‫فقال‬
‫عث!ان‬

‫قريشأ‬ ‫قالوا ‪ :‬هؤلاء‬

‫منهم؟‬ ‫الشيخُ‬ ‫قال ‪ :‬فمن‬

‫عمر‪.‬‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬عبدُ‬ ‫قالوا‬

‫تعلمُ ان عثمانَ‬ ‫‪ ،‬هل‬ ‫‪ ،‬فحذثني‬ ‫شيء‬ ‫عن‬ ‫سائلُك‬ ‫‪ :‬إني‬ ‫ابن عمر‬ ‫يا‬ ‫قال ‪:‬‬

‫يومَ أُحُد؟‬ ‫فزَ‬

‫‪ :‬نعم!‬ ‫ابن عمر‬ ‫قال‬

‫بدر ولم يَشهَذها؟‬ ‫عن‬ ‫تغئب‬ ‫أنه‬ ‫تعلمُ‬ ‫تال ‪ :‬هل‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪891‬‬
‫‪ :‬نعما‬ ‫قال ابن عمر‬

‫ولم يشهدها!‬ ‫بيعة الرضوان‬ ‫عن‬ ‫تغثب‬ ‫أنه‬ ‫تعلمُ‬ ‫قال ‪ :‬هل‬

‫‪ :‬نعمأ‬ ‫قال ابن عمر‬

‫أكبر!‬ ‫اللهُ‬ ‫‪:‬‬ ‫الرجل‬ ‫قال‬

‫لك‪.‬‬ ‫اُ‪،‬بين‬ ‫‪ :‬تعالَ‬ ‫ابنُ عمر‬ ‫قال‬

‫ن‬ ‫إ‬ ‫‪( :‬‬ ‫تعالى‬ ‫له ‪ .‬قال‬ ‫وغفر‬ ‫عنه‬ ‫عفا‬ ‫الله‬ ‫فأَشهَدُ أن‬ ‫أُحُد‪،‬‬ ‫يوم‬ ‫فرارُه‬ ‫أئا‬

‫كَسَبُوأ‬ ‫مَا‬ ‫بِبَحْضِ‬ ‫اَلثئَتطَنُ‬ ‫أشتَزَلَهُمُ‬ ‫إنَمَا‬ ‫ألجَضحَانِ‬ ‫اَلتَتىَ‬ ‫يؤمَ‬ ‫مِنكُغ‬ ‫تَوَئؤأ‬ ‫اَلَذِينَ‬

‫) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5 5‬‬ ‫‪:‬‬ ‫عمران‬ ‫أآل‬ ‫عَ!نهُخع‬ ‫ألئَهُ‬ ‫وَلقًذعَفَا‬

‫وكانت‬ ‫ب!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫تحتَه رقية بنت‬ ‫ف!نه كان‬ ‫بدر‪،‬‬ ‫عن‬ ‫تغثبُه‬ ‫وأما‬

‫بدراَ‬ ‫شهدَ‬ ‫ممن‬ ‫أجرَ رجلِ‬ ‫لكَ‬ ‫إن‬ ‫يك‪:‬‬ ‫الله‬ ‫له رسول‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫مريضة‬

‫وسفمَه‪.‬‬

‫عثمان‬ ‫من‬ ‫أعز ببطنِ مكة‬ ‫أحا‬ ‫‪ ،‬فلو كان‬ ‫بيعة الرضوان‬ ‫وأما تغئبه عن‬

‫ذهب‬ ‫بعدما‬ ‫بيعةُ الرضوان‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫عنَوو عثمان‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫بعثَ‬ ‫لبعثه ‪،‬‬

‫‪ .‬فضربَ‬ ‫يدُ عثمان‬ ‫‪ :‬هذه‬ ‫رَ‪ !-‬بيده اليمنى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫مكة‬ ‫إلى‬ ‫عثمان‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫لعثمان‬ ‫‪ :‬هذه‬ ‫يده ‪ ،‬وقال‬ ‫بها على‬

‫(‬ ‫!‬ ‫بها الاَن معك(‪)1‬‬ ‫‪ :‬اِذهمت‬ ‫المصري‬ ‫للرجل‬ ‫ابن عمر‬ ‫ثم قال‬

‫حذيفة بن اليمان‬ ‫قتل‬ ‫‪ ،‬يعلقُ ‪ ،‬على‬ ‫عنه كلام جيب‬ ‫الله‬ ‫بن اليمان رضي‬ ‫‪- 01‬لحذيفةَ‬
‫يعلق على استشهاد‬
‫عثمان‬ ‫عنه ‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عثمان‬

‫الفتن قتل‬ ‫قال ‪ :‬أول‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫حذيفة‬ ‫عن‬ ‫وهب‬ ‫زيدُ بن‬ ‫روى‬

‫رجلٌ‬ ‫بيده ‪ ،‬لا يموت‬ ‫نفسي‬ ‫‪ ،‬والذي‬ ‫الدجال‬ ‫الفتن خروج‬ ‫وآخر‬ ‫عثمان‬

‫إلا تبع الذَجال إن أدركه ‪ ،‬هـان لم‬ ‫قتل عثمان‬ ‫حمث‬ ‫قلبه مثقال حبة من‬ ‫وفي‬

‫أ‬ ‫قبره‬ ‫اَمن به في‬ ‫يدركه‬

‫عثان‪.‬‬ ‫مناقب‬ ‫في‬ ‫‪ .‬والترمذي‬ ‫الفضائل‬ ‫رواه البخاركط في‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪M‬‬
‫عنه قال ‪ :‬اللهم إن كان‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫حذيفة‬ ‫عن‬ ‫بن سيرين‬ ‫محمد‬ ‫وروى‬

‫شراَ‪ ،‬نأنا‬ ‫قتلُه‬ ‫‪ ،‬د!ان كان‬ ‫لي فيه نصيب‬ ‫خيراَ‪ ،‬فليس‬ ‫بن عفان‬ ‫قتلُ عثمان‬

‫قتلُه شراَ‪،‬‬ ‫كان‬ ‫لَبَنأ‪ ،‬هـان‬ ‫ليحلِبُثه‬ ‫تتلُه خيراَ‪،‬‬ ‫كان‬ ‫والله لئن‬ ‫بريء‪،‬‬ ‫منه‬

‫لَيَمتَضُنَ به دمأ‪.‬‬

‫مرضه‬ ‫عنه ‪ ،‬لما مرضَ‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫أن حذيفة‬ ‫الحراني‬ ‫الله‬ ‫أبو عبد‬ ‫وروى‬

‫يكلمُ امرأته‬ ‫إخوانه ‪ ،‬وهو‬ ‫من‬ ‫رجل‬ ‫بيته وعنده‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬كان‬ ‫فيه‬ ‫ماتَ‬ ‫الذ!‬

‫‪ :‬ما الأمر؟‬ ‫لهما‬ ‫عينيه وقال‬ ‫‪ ،‬ففتح‬ ‫ويناجيها‬

‫‪ :‬خير!‬ ‫قالا‬

‫خيراَ‪.‬‬ ‫ليس‬ ‫دوني‬ ‫" تُسِزانه‬ ‫قال ‪ :‬شي‬

‫‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫قتل‬ ‫‪ :‬لقد‬ ‫الرجل‬ ‫قال‬

‫الأمر‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫كنتُ‬ ‫إني‬ ‫‪ .‬اللهم‬ ‫وإنا إليه راجعون‬ ‫‪c‬‬ ‫لثه‬ ‫إنا‬ ‫‪:‬‬ ‫حذيفة‬ ‫قال‬

‫هـان كانَ‬ ‫بريء‪،‬‬ ‫وأنا منه‬ ‫‪،‬‬ ‫حضَرَه‬ ‫لمن‬ ‫فهو‬ ‫قتلُه خيرأ‪،‬‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬ف!ن‬ ‫بمعزل‬

‫القلوب‬ ‫اليوم تغئرَت‬ ‫وانا منه بريء‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫حضره‬ ‫لمن‬ ‫فهو‬ ‫شراَ‪،‬‬ ‫قتْلُه‬

‫‪. c‬‬ ‫الفتن ‪ ،‬قادَتَها وعُلوجَهَا(‪1‬‬ ‫بي‬ ‫سبق‬ ‫الذي‬ ‫دئه‬ ‫‪ ،‬الحمدُ‬ ‫ياعثمان‬

‫سائلٌ‬ ‫بن ثابت ‪ :‬سأل‬ ‫سعيد‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫وعبد‬ ‫بن سعيد‬ ‫‪ - 11‬قال يحى‬ ‫بعلل‬ ‫المسبب‬ ‫ابن‬

‫ابن‬ ‫انحرات‬ ‫صر‬


‫بن أبي حذيفة بن عتبة أوكان ربيبَ عثمان ‪،‬‬ ‫عن محمد‬ ‫سعيدَ بن المسيب‬
‫يفة‬ ‫أب! حلى‬

‫؟‬ ‫عثمان‬ ‫على‬ ‫الخروج‬ ‫‪ : ،‬ما دعاهُ إلى‬ ‫‪ ،‬يتيماَ في حجره‬ ‫ابن زوجته‬

‫عثمان‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫عثمان‬ ‫حِخر‬ ‫يتيمأ في‬ ‫‪ :‬كان‬ ‫المسيب‬ ‫بن‬ ‫سعيد‬ ‫فقال‬

‫الخلافة‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫ولي‬ ‫‪ ،‬فلما‬ ‫ونفقاتِهم‬ ‫بيته ‪ ،‬ومُختَمِلَ كَفهم‬ ‫أيتامِ أهلِ‬ ‫والي‬

‫أنْ يوئيه عملاَأ‬ ‫منه ربيبُه محمداَ‬ ‫طلبَ‬

‫للعمل‬ ‫وأهلاَ‬ ‫وصالحأ‬ ‫رضأ‬ ‫كنت‬ ‫يابُني‪ ،‬لو‬ ‫‪:‬‬ ‫له عثمان‬ ‫فقال‬

‫!‬ ‫!‬ ‫اهلاَ لذلك‬ ‫لست‬ ‫عملاَ‪ ،‬ولكنك‬ ‫ووليتك‬ ‫لاستَعْمَفقك‬

‫‪.‬‬ ‫البداية والنهاية ‪291 : 4‬‬ ‫في‬ ‫هذه‬ ‫انظر أقوال حذيفة‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪002‬‬
‫يقوتُني‪.‬‬ ‫عمل‬ ‫عن‬ ‫بحثاَ‬ ‫‪ :‬إذن ائذن لي لأخرجَ‬ ‫قال له محمد‬

‫شئت‪.‬‬ ‫حيثُ‬ ‫‪ :‬اذهت‬ ‫قال له عثمان‬

‫إلى‬ ‫بن أبي حذيفة‬ ‫محمد‬ ‫عنده ‪ ،‬وأعطاه ‪ ،‬فذهبَ‬ ‫عثمانُ من‬ ‫وجفزه‬

‫التفتَ حوله‬ ‫‪ ،‬وهناك‬ ‫ولايةَ‬ ‫عثمان ‪ ،‬لأنه لم يوئه‬ ‫على‬ ‫حاقا‬ ‫وهو‬ ‫مصر‪،‬‬

‫إ(‪)1‬‬ ‫إليهم‬ ‫‪ ،‬واستمالوه‬ ‫السبئتون‬

‫ابن المسيب يعلل‬ ‫ياسر‬ ‫بن‬ ‫عمار‬ ‫وقوفِ‬ ‫سببِ‬ ‫عن‬ ‫المسيب‬ ‫وسُئلَ سعيدُبن‬ ‫‪-‬‬ ‫‪12‬‬

‫لئ!هاعمار‬ ‫تأ‬ ‫!أ‬ ‫بدعاية السبئثين أهـح أت لم في‬ ‫وقألرِه‬ ‫عنه ضلأ عثمان ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫‪َ.‬‬ ‫عنه)‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫مثلَهم‬

‫‪،‬‬ ‫كلام‬ ‫بن أبي لهب‬ ‫عتبة‬ ‫عباس بن‬ ‫بين عمار وبين‬ ‫‪ :‬كان‬ ‫فقال‬

‫ذلك‬ ‫وآل عتبة شزَاَ‪ ،‬وأورثَ‬ ‫بين آل عمار‬ ‫ذلك‬ ‫عثمان ‪ ،‬فأورثَ‬ ‫فضَرَبهما‬

‫‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫على‬ ‫من عمار‬ ‫تغيراَ‬

‫اجله‬ ‫نيه ومن‬ ‫ضُربَ‬ ‫الذي‬ ‫السببَ‬ ‫المسيب‬ ‫سعيدُبن‬ ‫يُفضل‬ ‫ولم‬

‫‪. )r‬‬ ‫عمار(‬

‫الده‬ ‫صالم بن عد‬ ‫عن‬ ‫الله عنهم‬ ‫رضي‬ ‫عمر‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫سالمَ بن‬ ‫مُبَث!ر‬ ‫وسألَ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪13‬‬

‫بعلل ناس عملى بن‬ ‫؟‬ ‫إلى الوقوفِ ضذَ عثمان‬ ‫دَعاه‬ ‫‪ :‬ما‬ ‫بن ابي بكر الصديق‬ ‫محمد‬

‫أب بكر بالثبهات‬


‫والطمعُا‬ ‫‪ :‬الغضبُ‬ ‫سالم‬ ‫قال‬

‫الطمع؟‬ ‫وما‬ ‫‪ :‬ما الغضبُ‬ ‫مبشر‬ ‫قال‬

‫به‪،‬‬ ‫هو‬ ‫الذي‬ ‫بالمكان‬ ‫الإسلام‬ ‫بن أبي بكر من‬ ‫محمد‬ ‫قال سالم ‪ :‬كان‬

‫له‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫فطَيم‬ ‫وغَزَهُ أقوام‬ ‫الله عنه ‪،‬‬ ‫رضي‬ ‫الصديق‬ ‫بكر‬ ‫ابنُ ابي‬ ‫فهو‬

‫دالة‪.‬‬

‫ظهره ‪ ،‬ولم يُذهِن!‬ ‫بالحق ‪ ،‬وضرَبه على‬ ‫‪ ،‬فأخذَه عثمان‬ ‫حق‬ ‫فلزِمَه‬

‫‪.993 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪99r‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪102‬‬
‫مُذَئمأ‬ ‫هذا وهذا ‪ ،‬ووقفَ ضدً عثمان ‪ ،‬وصار‬ ‫محمد‬ ‫فاجتمع في نفس‬

‫‪.‬‬ ‫ا)‬ ‫بعد أن كان محمدالم‬

‫ابنُ كئير‬ ‫المؤرخُ‬ ‫الإمامُ‬ ‫أثاره‬ ‫الذي‬ ‫بالتساؤلِ‬ ‫الأقوال‬ ‫هذه‬ ‫‪ - 1 4‬ونختتمُ‬ ‫كثبر بعلل‬ ‫ابن‬

‫الرائعة التي سخلها‪.‬‬ ‫‪ ،‬والأجوبةِ‬ ‫الله‬ ‫رحمه‬ ‫عدم تتال الصحابة‬

‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫وفيها‬ ‫؟‬ ‫بالمدينة‬ ‫عثمان‬ ‫قُتِلَ‬ ‫قالَ قائل ‪ :‬كيفَ‬ ‫قال ‪ :‬ان‬ ‫للشئببن‬

‫؟ ولماذا لم يمنعوا قتله؟‬ ‫كبار الصحابة‬

‫‪:‬‬ ‫وجوه‬ ‫من‬ ‫والجواب‬

‫أنَ الأمر سوفَ‬ ‫يظن‬ ‫الصحابة‬ ‫هؤلاص‬ ‫من‬ ‫أنه لم يكنْ أحا‬ ‫أَحدها‪:‬‬ ‫ما كان ا!ابة‬

‫الى قتل عثمان ‪ ،‬فإنهم لم يعلنوا هدَفَهم بقتله ‪ ،‬بل لعل‬ ‫يثتهي بالخوارج‬ ‫تتل‬ ‫يتوتعون‬

‫اولِ الأمرِ يريدُ قتلَه‪.‬‬ ‫في‬ ‫ما كان‬ ‫معظَمهم‬ ‫محثمان‬

‫يُسلمَ إليهم‬ ‫أن‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫يعزلَ‬ ‫‪ :‬إِما أن‬ ‫ثلاث‬ ‫إحدى‬ ‫منه‬ ‫طلبوا‬ ‫لقد‬

‫(‬ ‫‪ ،‬أو يقتلوه‬ ‫الحكم‬ ‫بن‬ ‫مروان‬

‫أن يسلمَ مروان ‪ ،‬أو أن يعزلَ نفسَه‪،‬‬ ‫يرجون‬ ‫معظمُ الصحابة‬ ‫ولقد كان‬

‫وبذلك يستريح من هذه المحنة‪.‬‬

‫عليه القوم إلى‬ ‫ل ‪ ،‬ولا أن يجترىءَ‬ ‫ال!‬ ‫أن يقع‬ ‫يظئون‬ ‫الصحابة‬ ‫وماكان‬

‫بقتله!‬ ‫‪ ،‬ويقوموا‬ ‫الحد‬ ‫هذا‬

‫أشذ‬ ‫دونه‬ ‫ومانعوا‬ ‫‪،‬‬ ‫ونصَروه‬ ‫‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫دافعوِا عن‬ ‫الصحابة‬ ‫‪ :‬أن‬ ‫ثانيها‬ ‫تاتلوا‬ ‫الصحابة‬

‫دونه‪.‬‬ ‫بعضُهم‬ ‫قاتل‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫الممانعة‬ ‫لكنه أمرهم‬ ‫و‬

‫‪ ،‬وأقسمَ‬ ‫أيديهم‬ ‫بكفً‬ ‫الصحابةَ‬ ‫‪ ،‬أمر عثمانُ‬ ‫المحنة‬ ‫لما تطورت‬ ‫ولكن‬ ‫محن القنال‬ ‫بالكف‬

‫منهم ‪ ،‬لأنهم‬ ‫كره‬ ‫على‬ ‫أمر عثمان‬ ‫منازلهم ‪ ،‬ونمذوا‬ ‫بالعودةِ إلى‬ ‫عليهم‬

‫‪ 3‬مخالفته معصية‪.‬‬ ‫وا‬ ‫‪،‬‬ ‫أن تنفيذ أمر الأمير عبادة وطاعة‬ ‫يعلمون‬

‫‪.‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبركط‬ ‫تارلخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪202‬‬
‫أهل المدينة قلائل‬ ‫لاحتلال‬ ‫لهم‬ ‫وقتأ مناسبأ‬ ‫اختاروا‬ ‫السبئئين‬ ‫الخوارج‬ ‫هؤلاء‬ ‫‪ :‬أن‬ ‫ثالثها‬

‫السبئببن‬ ‫أمام‬ ‫بها إلا قليل من‬ ‫يبقَ‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫للحج‬ ‫المدينة‬ ‫كثير من أهل‬ ‫خروج‬ ‫المدينة ‪ ،‬وهو‬

‫‪.‬‬ ‫السلاح‬ ‫حمل‬ ‫أهلها ‪ ،‬القادرين على‬

‫والشام والكوفة والبصرة‬ ‫من مصر‬ ‫ولما علم الخوارجُ بتوخه الجيوش‬

‫بقتلِ‬ ‫المدينة اليها‪ ،‬عخلوا‬ ‫اهل‬ ‫حُخاج‬ ‫عودة‬ ‫وبقربِ‬ ‫لنجدةِ عئمان‪،‬‬

‫‪.‬‬ ‫النجدات‬ ‫‪ ،‬قبلَ وصولِ‬ ‫عثمان‬

‫المدينة‬ ‫أهل‬ ‫إلى‬ ‫كثيراَ بالقياس‬ ‫السبئيين‬ ‫الخوارج‬ ‫عدد‬ ‫‪ :‬كان‬ ‫رابعها‬

‫المدينة هذا‬ ‫في‬ ‫كانوا ثلاثة اَلاف مقاتل ‪ ،‬ولعلًه لم يكن‬ ‫‪ ،‬حيث‬ ‫المقاتلين‬

‫والبلدان‬ ‫لأن الناس كانوا في الثغور والأمصار‬ ‫‪،‬‬ ‫أهلها المقاتلين‬ ‫العددُ من‬

‫المفتوحة‪.‬‬

‫كثير منهم امحتزدوا‬ ‫‪،‬‬ ‫بيوتهم‬ ‫ولَزموا‬ ‫الفتنة ‪،‬‬ ‫اعتزلوا‬ ‫قد‬ ‫الصحابة‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫كان‬ ‫هذا‬ ‫ومع‬

‫الفننة‬ ‫‪.‬‬ ‫السيف‬ ‫لا يأتي إلا ومعه‬ ‫منهم ‪ ،‬كان‬ ‫في المسجد‬ ‫ومَن كان يأتي للصلاة‬

‫‪ ،‬فربما لم‬ ‫دار عثمان‬ ‫عن‬ ‫الخوارجِ‬ ‫الصحابةُ صرفَ‬ ‫أرادَ هؤلاء‬ ‫ولو‬

‫ذلك‪.‬‬ ‫يستطيعوا‬

‫أبناء الصحابة‬ ‫أولافىهم الى‬ ‫بعَثوا‬ ‫والزبير ‪ -‬قد‬ ‫وطلحة‬ ‫‪ -‬كعلي‬ ‫ثم إن كبار الصحابة‬

‫دافعوا عن عثمان‬ ‫الأبناءُ بواجبهم‬ ‫وقامَ هؤلاء‬ ‫الدار‪،‬‬ ‫في‬ ‫عنه‬ ‫معه ‪ ،‬مُدافعين‬ ‫‪ ،‬ليكونوا‬ ‫عثمان‬

‫ما‬ ‫بعد‬ ‫إلا‬ ‫القتال‬ ‫عن‬ ‫يتولفوا‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫بمقاتلةِ الخوارج‬ ‫وقاموا‬ ‫تيام ‪،‬‬ ‫خير‬

‫بذلكا‬ ‫عليهم‬ ‫وأقسم‬ ‫عثمان‬ ‫كففهم‬

‫وطلحة‬ ‫الصحابة ‪-‬كعلي‬ ‫أن بعفق‬ ‫الناس من‬ ‫أما ما يذكره بعضُ‬

‫بقتله ‪ ،‬فهذا باطل‪.‬‬ ‫وخذلَه ‪ ،‬ورَضي‬ ‫والزبير ‪ -‬أسلمَ عثمان‬

‫لم يرض صحابي‬ ‫بقتل عثمان ‪ .‬بل إن كل‬ ‫الصحابة أنه رضيَ‬ ‫أحدِ من‬ ‫عن‬ ‫لم يصح‬

‫محثمان‬ ‫بقتلى‬ ‫فعلَه ‪.‬‬ ‫من‬ ‫كرهَ قتله ‪ ،‬ومقَتَه ‪ ،‬وسمث‬ ‫صحابي‬

‫‪302‬‬
‫كان يو؟ لو أن عثمان خلعَ نفسه ‪ ،‬كعمار بن ياسر(‪.)1‬‬ ‫ولكن بعضهم‬

‫عن‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬ورضي‬ ‫وارضاه‬ ‫عفان‬ ‫بن‬ ‫الدار عثمان‬ ‫شهيد‬ ‫عن‬ ‫الله‬ ‫رضيَ‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫جميعِ أصحابِ رسول‬

‫*‬ ‫‪،‬‬ ‫!ي‬

‫واختصار‪.‬‬ ‫الصياغة‬ ‫في‬ ‫‪ .‬بتصرف‬ ‫‪891-‬‬ ‫‪791 : 4‬‬ ‫البداية والنهاية لابن كثير‬ ‫(‪)1‬‬

‫ما قاله ابن كثير‪.‬‬ ‫هذا مضمون‬ ‫لكن‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪402‬‬
‫القبسة الخامسة‬

‫اللّه عنه‬ ‫رضي‬ ‫بن أبي طالب‬ ‫علي‬

‫والاستشهاد‬ ‫بين الاستخلاف‬

‫الله‬ ‫الخليفة عثمان بن عفان ‪ ،‬رضي‬ ‫قتلِ‬ ‫الخوارج السبئيون من‬ ‫تمكن‬

‫من شهر ذي‬ ‫يوم الجمعة الئامن عشر‬ ‫الشمس‬ ‫‪ ،‬وكان ذلك قبل غروب‬ ‫عنه‬

‫وثلاثين‪.‬‬ ‫الحجة ‪ ،‬سنة خمس‬

‫العَكي! بينما السبئيون يحتلون‬ ‫بن حَزب‬ ‫(الغافِقِيئَ‬ ‫المدينة هو‬ ‫في‬ ‫امير الشئيين‬ ‫وكان‬

‫المدينة‬ ‫‪.‬‬ ‫بن سبأ‪ ،‬معهم‬ ‫بن وهب‬ ‫الله‬ ‫(عبد‬ ‫الحقيقي‬ ‫كان شيطانهم‬

‫‪ ،‬في أيام حصار‬ ‫للمدينة‬ ‫الفعليئ‬ ‫‪ ،‬هو الحاكم‬ ‫(الغافقي بن حرب‬ ‫وكان‬

‫‪.‬‬ ‫استشهاده‬ ‫التي تلت‬ ‫والأيامِ‬ ‫عنه ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عثمان‬

‫الخوارج‬ ‫حكمِ وسيطرة‬ ‫تحت‬ ‫الأيام‬ ‫في هذه‬ ‫أي أن المدينة كانت‬

‫السبئيين‪.‬‬

‫وكير متفقبن على‬ ‫الخليفة ‪،‬‬ ‫‪-‬على‬ ‫السبئتون متفقين فيما بيهم ‪ -‬قبل قتل عثمان‬ ‫ولم يكن‬

‫الخلبفة الجدبد‬ ‫المحج!ي! ‪.‬‬ ‫ايخليفة‬ ‫على‬ ‫مختلفين‬ ‫بعده ‪ ،‬بل كانوا‬ ‫سيأتي‬ ‫الذي‬

‫والبصرة ‪،‬‬ ‫والكوفة‬ ‫مصر‬ ‫‪ :‬من‬ ‫فِرَق‬ ‫السبئيين ثلاثُ‬ ‫أن‬ ‫نعلم‬ ‫فنحن‬

‫سبئعي‬ ‫عنه ‪ ،‬وهوى‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫مع علي بن أبي طالب‬ ‫مصر‬ ‫سبئي‬ ‫وهوى‬

‫البصرة مع‬ ‫سبئي‬ ‫وهوى‬ ‫عنه‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫العوام‬ ‫بن‬ ‫الزبير‬ ‫الكوفة مع‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الله‬ ‫بن عبيد‬ ‫طلحة‬

‫‪ ،‬وافسادِ حياة‬ ‫قتلِ عثمان‬ ‫السبئنون متفقين إلا على‬ ‫يكن‬ ‫لم‬

‫‪502‬‬
‫بعد‬ ‫أفرَ الخليفة‬ ‫يبحثوا‬ ‫لم‬ ‫ولهذا‬ ‫الفُرتة بينهم ‪،‬‬ ‫وإِحداثِ‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬

‫‪.‬‬ ‫عثمان‬

‫قتل‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ومضى‬ ‫أولُ مرة تحصل‬ ‫خليفة ‪ ،‬وهذه‬ ‫بدون‬ ‫والمسلمون‬

‫سيتصرف‬ ‫قادة السبئيين ؟ وكيف‬ ‫‪ ،‬فماذا سيفعل‬ ‫أيام‬ ‫ودفنِه عدةُ‬ ‫خليفتهم‬

‫والأشتر النخعي‪،‬‬ ‫بن سبأ والغافقي بن حرب‬ ‫الله‬ ‫شياطينهم كعبد‬

‫به المشكلة‪.‬‬ ‫؟ لابد من تصزُفِ يحفون‬ ‫جَبَلَة‬ ‫بن‬ ‫وحكيم‬

‫الصحابة‬ ‫بكبار‬ ‫يتصلون‬ ‫وهم‬ ‫‪،‬‬ ‫أيام‬ ‫خمسةَ‬ ‫قادةُ السبئسِن‬ ‫استمر‬ ‫كبار الصحابة‬

‫من الواحد منهم أن يكونَ خليفة ليبايعوه ‪.‬‬ ‫ويطلبون‬ ‫دعوة‬ ‫برففون‬

‫للببعة‬ ‫الشن‬
‫كانوا‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫ويردّونهم‬ ‫‪،‬‬ ‫السبئيين‬ ‫كلامَ‬ ‫يرفضون‬ ‫الكرام‬ ‫الصحابةُ‬ ‫وكان‬ ‫‪-‬‬ ‫ْ‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫أ‬ ‫دم عثمان‬ ‫سفك‬ ‫يلعنونهم لإقدامهم على‬

‫بالجنة‪،‬‬ ‫العشرة المبشرين‬ ‫من الصحابة‬ ‫قيد الحياة خمسة‬ ‫وقد بقي على‬

‫العوام ‪،‬‬ ‫بن‬ ‫والزبير‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫عبيد‬ ‫بن‬ ‫وطلحة‬ ‫‪،‬‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫‪:‬‬ ‫وهم‬

‫بينما توفي‬ ‫الله عنهم‬ ‫رضي‬ ‫زيد‪،‬‬ ‫وسعيدبن‬ ‫‪،‬‬ ‫وقاص‬ ‫أبي‬ ‫وسعدبن‬

‫‪ ،‬وابو عبيدة عامر بن‬ ‫وعثمان‬ ‫وعمر‪،‬‬ ‫؟ أبو بكر‪،‬‬ ‫وهم‬ ‫الاَخرون‬ ‫الخمسة‬

‫عنهم‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الجراح ‪ ،‬وعبد الرحمن بن عوف‬

‫معه‬ ‫‪-‬لأن هواهم‬ ‫يأتون عليئ بن أبي طالب‬ ‫كان السبئيون المصريون‬ ‫وطلحة‬ ‫علي‬

‫‪ ،‬ويتبرا‬ ‫ذلك‬ ‫للمؤمنين ‪ ،‬فيرفض‬ ‫اميراً‬ ‫بمبايعته‬ ‫لهم‬ ‫منه الرضى‬ ‫‪ -‬ويطلبون‬ ‫والزير يروفون‬

‫ويلعنهم‪.‬‬ ‫السبئببن لهم منهم‬ ‫مبابعة‬

‫منه مبايعتَه أميرَا‬ ‫الزبير‪ ،‬ويطلبون‬ ‫يأتون‬ ‫الكوفيون‬ ‫السبئيون‬ ‫وكان‬

‫‪ ،‬ويلعنهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬ويتبراُ منهم‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬فيرفض‬ ‫للمؤمنين‬

‫‪ ،‬فيرفضه‬ ‫منه ذلك‬ ‫ويطلبون‬ ‫طلحة‬ ‫يأتون‬ ‫البصريون‬ ‫السبئون‬ ‫وكان‬

‫ويتبرأ منهم ويلعنهم‪.‬‬

‫أصروا‬ ‫‪ ،‬ولكنهم‬ ‫الثلاثة‬ ‫الصحابة‬ ‫هؤلاء‬ ‫مع‬ ‫عدةَ مرات‬ ‫حاوَلوا ذلك‬

‫الرفض‪.‬‬ ‫على‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪602‬‬
‫وطلحة‬ ‫تجاوُزِ علي‬ ‫على‬ ‫‪،‬‬ ‫الثلاثة‬ ‫السبئتين‬ ‫كلمةُ طوائفِ‬ ‫فاتفقت‬

‫الرابعِ‬ ‫إلى الصحابي‬ ‫منهم ‪ ،‬والذهابِ‬ ‫واحد‬ ‫أي‬ ‫انتخاب‬ ‫والزبير‪ ،‬وعدم‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬رضي‬ ‫بالجنة ‪ ،‬سعدِ بن أبي وقاص‬ ‫المبثثَرِ‬

‫السبئيون يذهبون‬ ‫في‬ ‫منهم‬ ‫‪ ،‬وأقامَ كل‬ ‫الفتنة‬ ‫قد اعتزلا‬ ‫زيد‪،‬‬ ‫بن‬ ‫وسعيد‬ ‫سعد‪،‬‬ ‫وكان‬

‫ى‬ ‫أ‬ ‫بن‬ ‫الى سعد‬ ‫‪-‬‬ ‫المدينة‬ ‫‪ -‬القريبة من‬ ‫‪،‬‬ ‫(العَقيق‬ ‫له بمنطقة‬ ‫أرض‬

‫للخلافة‬ ‫وناص‬
‫أحدُ العشرة‬ ‫‪ ،‬وأنت‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫خالُ رسول‬ ‫‪ :‬إنك‬ ‫لسعد‬ ‫قال السبئيون‬

‫‪ ،‬وقد جعلك‬ ‫راضِ‬ ‫عنك‬ ‫وهو‬ ‫!ه‬ ‫الله‬ ‫رسولُ‬ ‫بالجنة ‪ ،‬وقد توفي‬ ‫المبشرين‬

‫عليك ‪ ،‬مُخمِعون‬ ‫مجتمعون‬ ‫عنه في أهل الشورى ‪ ،‬ونحن‬ ‫الله‬ ‫عمرُ رضي‬

‫للمؤمنين ‪ ،‬فقم لنبايعك‪.‬‬ ‫اميرَا‬ ‫مبايعتك‬ ‫على‬

‫برفض‬ ‫وسد‬ ‫قد خرنجنا منها‪ ،‬عندما‬ ‫وابنُ عمر‬ ‫أنا‬ ‫قائلاَ‪:‬‬ ‫عَزضهم‬ ‫سعذ‬ ‫فر؟ عليهم‬

‫دعوتهم‬ ‫‪.‬‬ ‫أبدَا‬ ‫فيها‬ ‫لي‬ ‫‪ ،‬ولا حاجةَ‬ ‫‪ ،‬وبايَعوا عثمان‬ ‫الشورى‬ ‫أهل‬ ‫اجتمع‬

‫بقول الشاعر‪:‬‬ ‫ثم تمثلى سعا‬

‫مِنها وَانْجُ عَزيانا‬ ‫ثِيابَكَ‬ ‫وَاخْلَع‬ ‫بطَيبةِ‬ ‫خبيثاتِ‬ ‫لا تَخلِطَن‬

‫بن عمر‬ ‫الله‬ ‫ومحبد‬ ‫له ‪:‬‬ ‫وقالوا‬ ‫عمر‪،‬‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫الى‬ ‫توجَّهوا‬ ‫سعد‪،‬‬ ‫رفْضَ‬ ‫سمعوا‬ ‫ولما‬

‫يرفض دعوتهم‬ ‫‪ ،‬فقم بهذا الأمر ‪.‬‬ ‫بن الخطاب‬ ‫ابن عمر‬ ‫أنت‬

‫له‪.‬‬ ‫أتعرضَ‬ ‫ووالله لن‬ ‫الأمر انتقامأ‪،‬‬ ‫لهذا‬ ‫قائلاَ ‪ :‬إن‬ ‫فرد عليهم‬

‫والقعودَ‬ ‫قبولَ الخلافة ‪،‬‬ ‫الخمسة‬ ‫الصحابة‬ ‫برفض‬ ‫السبئيون‬ ‫فوجىء‬

‫تُجدِ‬ ‫للمدينة ‪ ،‬ولم‬ ‫احتلالهم‬ ‫ظل‬ ‫السبئئين ‪ ،‬وفي‬ ‫سيوف‬ ‫للبيعة ‪ ،‬تحتَ‬

‫!‬ ‫!‬ ‫ايام ‪ -‬شيئأ‬ ‫خمسة‬ ‫‪ -‬التي اشمرت‬ ‫محاولاتهم‬ ‫معهم‬

‫‪.‬‬ ‫ماذا يفعلون‬ ‫يدرون‬ ‫لا‬ ‫‪،‬‬ ‫وقعوا في حيرة من أمرهم‬

‫ردمحلي على دعوة‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫علبئ بن‬ ‫السبنببن ‪ -‬إلى‬ ‫غ!ر‬ ‫‪-‬من‬ ‫المسلمبن‬ ‫بعضُ‬ ‫وأنى‬

‫المحابة‬ ‫بعض‬ ‫‪ ،‬وطالَبَ بجغلها‬ ‫‪ ،‬فرفض‬ ‫!ؤمنين‬ ‫أصيرَا‬ ‫مبايعتَه‬ ‫عنه ‪،‬وطلبوا‬ ‫الله‬ ‫رضي‬
‫لبابعنه‬
‫‪ ،‬وعلى‬ ‫شورى‬ ‫جعلها‬ ‫مبارك ‪ ،‬وقد‬ ‫رجل‬ ‫عمر‬ ‫لهم ‪ :‬إن‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫شورى‬

‫‪ ،‬ليختاروا أمير المؤمنين‪.‬‬ ‫ويتشاوروا‬ ‫الناس ان يجتمعوا‬

‫‪702‬‬
‫اختيارُ‬ ‫يتم‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫بلدانهم‬ ‫إلى‬ ‫الناسُ‬ ‫‪ :‬إنْ رجعَ‬ ‫المسلمين‬ ‫بعضُ‬ ‫وقال‬

‫المسارعة‬ ‫من‬ ‫بد‬ ‫ولا‬ ‫الأمة ‪،‬‬ ‫وفساد‬ ‫الناس‬ ‫اختلافَ‬ ‫نأمن‬ ‫لم‬ ‫‪،‬‬ ‫الخليفة‬

‫باختيارِ الخليفة‪.‬‬

‫نتيجة‪،‬‬ ‫أيام بدون‬ ‫السبئيين لاختيار الخليفة خمسة‬ ‫محاولاتُ‬ ‫استمرتْ‬

‫‪.‬‬ ‫إلى الأربعاء(‪)1‬‬ ‫السبت‬ ‫من‬

‫ي‬ ‫ذ‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬الرابعُ والعشرون‬ ‫يومُ الخميس‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫اليوم السادس‬ ‫وفي‬ ‫جمع السبئيين‬
‫المدينة‬ ‫لأهل‬
‫المدينة ‪ -‬كرهَا ‪ -‬في المسجد‪.‬‬ ‫‪ ،‬قام السبئئون بجمعِ أهل‬ ‫الحجة‬

‫إلى‬ ‫لأنهم خرجوا‬ ‫طلحةُ والزبير وسعد‪،‬‬ ‫مع المجتمعين‬ ‫ولم يكن‬

‫المدينة‪.‬‬ ‫خارجَ‬ ‫اراضيهم‬

‫‪،‬‬ ‫الشورى‬ ‫أهلُ‬ ‫أنتم‬ ‫‪:‬‬ ‫المدينة‬ ‫يا اهلَ‬ ‫‪:‬‬ ‫لهم‬ ‫قالوا‬ ‫جمعوهم‬ ‫وبعدما‬

‫نافد‬ ‫تنعقدُ الإمامة ‪ ،‬وأَفرُكم‬ ‫الأمة ‪ ،‬وبرضاكم‬ ‫في‬ ‫والعقد‬ ‫الحل‬ ‫أهلُ‬ ‫وأنتم‬

‫نتابعُكم‬ ‫‪ ،‬ونحن‬ ‫أميرَا للمؤمنين‬ ‫وبايعوه‬ ‫رجلاَ‪،‬‬ ‫منكم‬ ‫الأمة ‪ ،‬فاختاروا‬ ‫في‬

‫أ‬ ‫مَن تختارون‬ ‫على‬ ‫ونوافقكم‬

‫الخليفة‪،‬‬ ‫لتختاروا‬ ‫يومين‬ ‫أخفناكم‬ ‫‪ :‬لقد‬ ‫قائلين‬ ‫المدينة‬ ‫اهلَ‬ ‫هذَدوا‬ ‫ثم‬ ‫بومبن‬ ‫ويمهلونهم‬

‫لاخنبار الخلبفة‬
‫وأُناسَا‬ ‫والزبير‪،‬‬ ‫لنقتلَن عليَا وطلحة‬ ‫فيهما‪،‬‬ ‫الخليفةَ‬ ‫لم تختاروا‬ ‫والله لئن‬

‫إ(‪.)2‬‬ ‫!‬ ‫منكم‬ ‫كثيرين‬

‫قوئم‬ ‫وهم‬ ‫‪،‬‬ ‫تهديدَهم‬ ‫السبئيون‬ ‫ينفذَ الخوارجُ‬ ‫أن‬ ‫المدينة‬ ‫أهلُ‬ ‫فخاف‬

‫تنفيذِ‬ ‫من‬ ‫يمنعُهم‬ ‫الذي‬ ‫فما‬ ‫‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫المؤمنين‬ ‫أمير‬ ‫قتل‬ ‫‪ ،‬أَقدموا على‬ ‫قتالَة‬

‫تهديدِهم؟‬

‫فيه السبئيّون‬ ‫احتل‬ ‫الذي‬ ‫الوضع‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وفي‬ ‫المكروب‬ ‫الجؤ‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫اخنبار علي‬ ‫جو‬

‫للخلافة‬

‫‪.‬‬ ‫‪-433‬‬ ‫‪try‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪434‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪433 : 4‬‬ ‫الطبرى‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪802‬‬
‫إلى‬ ‫المدينة‬ ‫أهلُ‬ ‫توخهَ‬ ‫‪،‬‬ ‫أميرِ المؤمنين‬ ‫باختيار‬ ‫أهلَها‬ ‫واَلزموا‬ ‫المدينة ‪،‬‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن أبي طالب‬ ‫علي‬

‫‪ ،‬ل!ان‬ ‫القتلة الخوارج‬ ‫هؤلاء‬ ‫قِبَلِ‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫جؤُ إكراهِ ورعب‬ ‫الجو‬ ‫إن‬

‫!‬ ‫!‬ ‫الإنذار‬ ‫مدة‬ ‫خلال‬ ‫الخليفة‬ ‫ينتظرُ أهلَ المدينة ‪ ،‬إنْ لم يختاروا‬ ‫الموتَ‬

‫بين علي‬ ‫الحوار‬ ‫!‬ ‫أ‬ ‫له ‪ :‬تعالَ نبايغك‬ ‫وقالوا‬ ‫‪،‬‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫عليئ‬ ‫إلى‬ ‫المدينة‬ ‫جاءَ أهلُ‬

‫وأهل المدبنة‬ ‫؟‬ ‫القوم‬ ‫هؤلاء‬ ‫به ؟أَلا ترى‬ ‫ابتالينا‬ ‫إَلى ما‬ ‫ترى‬ ‫أَلا‬ ‫؟‬ ‫مانزلَ بالإسلام‬ ‫ألا ترى‬

‫أمرَا‪،‬‬ ‫‪ ،‬ف!ئا مستقبلون‬ ‫‪ ،‬والتَمِسوا غيري‬ ‫قائلاَ ‪ :‬دَعوني‬ ‫عليئ‬ ‫عليهم‬ ‫فرذ‬

‫!‬ ‫أ‬ ‫العقول‬ ‫عليه‬ ‫تثبتُ‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫القلوب‬ ‫له‬ ‫لا تقومُ‬ ‫‪،‬‬ ‫أَلوان‬ ‫وله‬ ‫‪،‬‬ ‫وُجوه‬ ‫له‬

‫الأمر‪،‬‬ ‫تقومَ بهذا‬ ‫‪ ،‬وأق‬ ‫أنْ نبايعك‬ ‫على‬ ‫توافق‬ ‫أق‬ ‫اللهَ‬ ‫ننثُدُكَ‬ ‫قالوا له ‪:‬‬

‫‪11‬‬ ‫ا‬ ‫الله‬ ‫تخاتُ‬ ‫! ألا‬ ‫الفتنة‬ ‫ترى‬ ‫أَلا‬ ‫ا‬ ‫الإسلام‬ ‫ترى‬ ‫أَلا‬ ‫!‬ ‫نرى‬ ‫ما‬ ‫ترى‬ ‫أَلا‬

‫التراجع ‪ ،‬علي يرضى‬ ‫إلى‬ ‫عنه أمامَ إِلحاح كبار الصحابة‬ ‫الله‬ ‫عليئ رضي‬ ‫اضطز‬

‫من‬ ‫بمبايعنه‬ ‫بما طلبوه منه ‪.‬‬ ‫والقبولِ‬

‫يختارون‬ ‫‪،‬‬ ‫بيعتكم‬ ‫ورضيتُ‬ ‫‪،‬‬ ‫ما تطلبون‬ ‫إلى‬ ‫إنْ أجبتكم‬ ‫أني‬ ‫‪ :‬اِعلموا‬ ‫لهم‬ ‫قال‬

‫تركتُموني‬ ‫و(ق‬ ‫‪.‬‬ ‫أعلم‬ ‫ما‬ ‫بكم‬ ‫واركبُ‬ ‫أَرى ‪،‬‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫أحملُكم‬ ‫فسوفَ‬

‫أنني‬ ‫إلا‬ ‫‪،‬‬ ‫منكم‬ ‫أنا كواحدِ‬ ‫وإنما‬ ‫‪،‬‬ ‫عندي‬ ‫أفضلُ‬ ‫فهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫غيري‬ ‫واخترتُم‬

‫افرَكم!‬ ‫ولَّيتُموه‬ ‫لمن‬ ‫أَسمعُكم وأَطوعُكم‬

‫لفاء الجمعة في‬ ‫‪ ،‬الذي‬ ‫يومُ الجمعة‬ ‫وهو‬ ‫الغد‪،‬‬ ‫في‬ ‫الالتقاءِ‬ ‫ثم افترقوا‪ ،‬واتفقوا على‬

‫علي‬ ‫لمبايعة‬ ‫المجد‬ ‫‪.‬‬ ‫لهم‬ ‫به إنذارُ السبئيين‬ ‫ينتهي‬

‫اللقاءِ في‬ ‫‪ ،‬وبموعد‬ ‫مبايعةِ علي‬ ‫إلى‬ ‫المدينة‬ ‫أهلِ‬ ‫بتوخه‬ ‫السبئيونَ‬ ‫علم‬

‫يوم الجمعة‪.‬‬ ‫المسجد‬

‫بن سبأ ‪ -‬وهم‬ ‫الله‬ ‫الفتنة عبدُ‬ ‫راسُ‬ ‫‪ -‬وفيهم‬ ‫فرحَ السبئئون المصريون‬

‫اختيارَه أميرَا‬ ‫‪ ،‬واعتبروا‬ ‫علي‬ ‫مع‬ ‫كان‬ ‫هواهم‬ ‫‪ -‬لأن‬ ‫قتلوا عثمان‬ ‫الذين‬

‫الاَخرين‪.‬‬ ‫السبئيين‬ ‫فِرَقِ‬ ‫لهم ‪ ،‬على‬ ‫انتصارم‬ ‫للمؤمنين‬

‫‪902‬‬
‫‪ ،‬لأنه‬ ‫الزبير‬ ‫على‬ ‫غاضبين‬ ‫سبئيو الكوفةِ‬ ‫كان هؤلاء فرحين ‪ ،‬كان‬ ‫وبينما‬ ‫سبئيي ممر‬ ‫!ح‬

‫على‬ ‫سبئيو البصرة غاضبين‬ ‫كان‬ ‫الاستخلاف ‪ ،‬كذلك‬ ‫لم يوافقْ على‬ ‫شئبي‬ ‫وفضب‬

‫السبب‪.‬‬ ‫‪ ،‬لنفس‬ ‫!حة‬ ‫والبمرة‬ ‫الكوفة‬

‫استخلافِ‬ ‫من‬ ‫لأنه لم يتمكن‬ ‫نفسَه مخفقَا مهزومَا‪،‬‬ ‫فريق‬ ‫واعتبرَ كل‬

‫ويريد‪.‬‬ ‫يهوى‬ ‫مَنْ‬

‫وحشوةَ‬ ‫مصر‪،‬‬ ‫لسبئي‬ ‫أَتباعًا‬ ‫والكوفة‬ ‫البصرة‬ ‫سبئيو‬ ‫صارَ‬ ‫وبذلك‬

‫!‬ ‫إ‬ ‫فيهم‬

‫وإنهاص هذه‬ ‫للخليفة الجديد‪،‬‬ ‫البيعةِ‬ ‫إِنفاذ‬ ‫على‬ ‫كانوا حريصين‬ ‫ولكنهم‬

‫المشكلة!‬

‫يريدونه‪،‬‬ ‫المدينة‬ ‫أهلَ‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫لعلي‬ ‫البيعةُ‬ ‫تتئم‬ ‫أق‬ ‫لابذ‬ ‫‪:‬‬ ‫السبئئون‬ ‫قال‬ ‫طلحة‬ ‫احضار‬

‫والزبير‪.‬‬ ‫طلحةُ‬ ‫فيهم‬ ‫‪ ،‬بمن‬ ‫ولا بذ أن يبايعَ له الجميع‬ ‫علي‬ ‫لمبايمة‬ ‫والزبير‬

‫إليه سبئيَا‬ ‫‪ ،‬فأَرسلوا‬ ‫المدينة‬ ‫خارجَ‬ ‫الله عنه‬ ‫رضي‬ ‫العوام‬ ‫الزبيرُ بن‬ ‫كان‬

‫سبئي‬ ‫إليه زعيُم‬ ‫‪ ،‬فذهب‬ ‫يومَ الجمعة‬ ‫بيعة عليئ‬ ‫به ‪ ،‬ليحضرَ‬ ‫ليأتي‬ ‫بصريَا‪،‬‬

‫‪ ،‬مُكْرَهَا‪،‬‬ ‫بالسيف‬ ‫به ‪ ،‬يَحُذونه‬ ‫‪ ،‬فجاؤوا‬ ‫جماعة‬ ‫في‬ ‫جبلة‬ ‫بن‬ ‫حكيمُ‬ ‫البصرة‬

‫اللقاء‪.‬‬ ‫ليحضرَ‬

‫إليه‬ ‫المدينة ‪،‬فأرسدوا‬ ‫خارج‬ ‫اله عنه‬ ‫رضي‬ ‫الله‬ ‫عبيد‬ ‫طلحةُ بن‬ ‫وكان‬

‫اليه زعيمُ سبئي‬ ‫‪ ،‬فذهب‬ ‫يومَ الجمعة‬ ‫بيعةَ علئ‬ ‫سبئيَا كوفيَا‪ ،‬ليحضرَ‬

‫‪ ،‬مُكرَهَا‪،‬‬ ‫بالسيف‬ ‫به ‪ ،‬يَحُذونه‬ ‫‪ ،‬فجاؤوا‬ ‫جماعة‬ ‫في‬ ‫الأشترُ النخعي‬ ‫الكوفة‬

‫اللقاء‪.‬‬ ‫ليحضرَ‬

‫خمس‬ ‫‪ ،‬سنة‬ ‫الحجة‬ ‫ذي‬ ‫من‬ ‫والعشرين‬ ‫الجمعة ‪ ،‬الخامسِ‬ ‫يوم‬ ‫وفي‬ ‫‪25‬‬ ‫رقاء اورمة‬

‫حراسةِ وسلطانِ‬ ‫وكانوا تحت‬ ‫في وثلاثين ‪ ،‬اجتمعَ الصحابة في المسجد‪،‬‬ ‫ذو الحجة‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بالسيوف‬ ‫رؤوسهم‬ ‫على‬ ‫السبئيين ‪ ،‬الذين طنوا يقفون‬ ‫المسجد النبوي‬

‫‪ :‬يا أيها‬ ‫المنبر ‪ ،‬وقال‬ ‫عنه ‪ ،‬وصعدَ‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫عليئ‬ ‫وجاء‬

‫‪ ،‬الا مَن أَمرتم وبايعتم‪.‬‬ ‫فيه حق‬ ‫لأحدِ‬ ‫‪ ،‬ليس‬ ‫أمرُكم‬ ‫‪ ،‬إن هذا‬ ‫الناس‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪021‬‬
‫أمر‬ ‫علي بحيل‬ ‫لكم ‪ ،‬وبايعْتُموني ‪،‬‬ ‫قعدتُ‬ ‫أمر ‪ .‬ف!ن ششم‬ ‫على‬ ‫تالأمس‬ ‫افترَقنا‬ ‫وقد‬

‫الخلانة لأهل الحل‬ ‫‪،‬‬ ‫مَن تشاؤون‬ ‫‪ ،‬فاختاروا‬ ‫‪ ،‬هـاق لم ترَؤا ذلك‬ ‫بالأمس‬ ‫ما اتفقنا عليه‬ ‫وأَمضينا‬

‫والعقد‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫معكم‬ ‫‪ ،‬وسأبايعُه‬ ‫احد‬ ‫شيئَا على‬ ‫قلبي‬ ‫ولا أجدُ في‬

‫بك‬ ‫رضينا‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫بالأمس‬ ‫عليه‬ ‫مافارقناك‬ ‫على‬ ‫‪ :‬نحنُ‬ ‫له الصحابة‬ ‫تال‬

‫نبايعْك‪.‬‬ ‫يدك‬ ‫‪ .‬ابسطْ‬ ‫أميرَا للمؤمنين‬

‫يبايعونه‪.‬‬ ‫الصحابة‬ ‫عليه‬ ‫وأَقدمَ‬ ‫للبيعة ‪،‬‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫فقعدَ عليئ‬

‫بم‬ ‫مبايعة‬ ‫بن‬ ‫‪ ،‬وسعيد‬ ‫بن أبي وقاص‬ ‫‪ ،‬كسعد‬ ‫الفتنة‬ ‫وجاءَ الصحابةُ الذين اعتزلوا‬

‫المحابة في المدينة‬ ‫‪ ،‬وغيرهم‬ ‫مسلمة‬ ‫بن‬ ‫ومحمد‬ ‫بن زيد‪،‬‬ ‫وأسامة‬ ‫بن عمر‪،‬‬ ‫الله‬ ‫وعبد‬ ‫زيد‪،‬‬

‫لعلي‬ ‫الل عنه ‪.‬‬ ‫‪ -‬وبايَعوا عليَا رضي‬ ‫عليهم‬ ‫الله‬ ‫‪ -‬رضوان‬

‫بيعتِه‬ ‫عن‬ ‫لم يتخففْ‬ ‫جميعَا‪،‬‬ ‫الصحابة‬ ‫لعلي ‪ ،‬من‬ ‫البيعةُ‬ ‫تمت‬ ‫وبذلك‬

‫السبئتين التي‬ ‫قوات‬ ‫بايعهُ باقي الناس ‪ ،‬ومنهم‬ ‫ذلك‬ ‫منهم ‪ ،‬وبعد‬ ‫واحد‬

‫المدينة‪.‬‬ ‫تحتل‬

‫في‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫إقامةِ كتاب‬ ‫نبايعُ على‬ ‫بايعوه ‪:‬‬ ‫لما‬ ‫الصحابة‬ ‫له بعضُ‬ ‫وقال‬

‫‪.‬‬ ‫ذلك(‪)1‬‬ ‫على‬ ‫فبايَعَهم‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬والعزيزِ والذليل‬ ‫والبعيد‬ ‫القريبِ‬

‫محلي بعد‬ ‫خطبة‬ ‫اللهَ‬ ‫تاله ‪" :‬إن‬ ‫مما‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الناس‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬قامَ وخطبَ‬ ‫بايعه الناس‬ ‫وبعدما‬

‫البيعة‬ ‫ودَعوا‬ ‫بالخير‪،‬‬ ‫فخُذوا‬ ‫‪،‬‬ ‫بتنَ فيه الخيرَ والشر‬ ‫أنزلَ كتابَا هاديَا‪،‬‬ ‫وجل‬ ‫عز‬

‫الجنة‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬يؤكم‬ ‫سبحانه‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬اَذوها إلى‬ ‫بالفرائض‬ ‫‪ .‬وعليكم‬ ‫الشر‬

‫الحُرَمِ‬ ‫على‬ ‫المسلم‬ ‫حرمةَ‬ ‫وفضًلَ‬ ‫‪،‬‬ ‫الله حَرَّم حُرَمَا كيرَ مجهولة‬ ‫وإن‬

‫والتوحيد‪.‬‬ ‫بالإخلاصِ‬ ‫المسلمين‬ ‫كفها ‪ ،‬وشذ‬

‫أذى‬ ‫مِن لسانه ويده الا بالحق ‪ ،‬ولا يحل‬ ‫المسلمون‬ ‫سلم‬ ‫والمسلمُ من‬

‫عليه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫أَوجبه‬ ‫‪ ،‬الا بما‬ ‫المسلم‬

‫‪.‬‬ ‫_ ‪435‬‬ ‫‪434 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاربخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪211‬‬
‫أمامَكم‪،‬‬ ‫الناسَ‬ ‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫الموت‬ ‫أحدكم‬ ‫وخاضةُ‬ ‫أئرَ العامة ‪،‬‬ ‫بادِروا‬

‫الناسُ‬ ‫ينتظرُ‬ ‫دمانما‬ ‫تفحَقوا‪،‬‬ ‫فتخمفوا‪،‬‬ ‫تَخدوكم‪،‬‬ ‫الساعةُ‬ ‫وخففكم‬

‫أُخراهم‪.‬‬

‫شيء‪،‬‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫مسؤولون‬ ‫‪ ،‬هـانكم‬ ‫وبلادِه‬ ‫عبادِه‬ ‫‪ ،‬في‬ ‫الله‬ ‫عبادَ‬ ‫الله‬ ‫اتقوا‬

‫والبهائم‪.‬‬ ‫البقاعِ‬ ‫عن‬ ‫حتى‬

‫‪ 'L‬ذا‬ ‫به ‪،‬‬ ‫الخيرَ فخُذوا‬ ‫رأيتم‬ ‫‪ ،‬د!ذا‬ ‫تعصوه‬ ‫ولا‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫اللهَ‬ ‫وأَطيعوا‬

‫‪.‬‬ ‫فدَعوه‬ ‫الشز‬ ‫رأيتم‬

‫اَن‬ ‫عا!ؤتَ‬ ‫فِى اَلأَرْضِ‬ ‫قَيِل تُ!تَصعَفُونَ‬ ‫(وَاَذ!رُؤأ‪،‬ذأنتُص‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫قال‬

‫لَعَئَ!خ‬ ‫ألظتئتِ‬ ‫مِنَ‬ ‫وَرَزَثَكُم‬ ‫وَأَئدَكمُ يقرِهِء‬ ‫ثاوَلبهُغ‬ ‫اَلاسى‬ ‫يخظَفَ!‬

‫‪."،41‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الأنفال‬ ‫‪1‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫لحثئكُرُوفيَأ(‬

‫بيعةَ‬ ‫عنه ‪ ،‬وكانت‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫البيعةُ لعلي بن‬ ‫تمت‬ ‫وبهذا‬ ‫صجحة‬ ‫محلي‬ ‫بيعة‬

‫والعقدِ‬ ‫والخل‬ ‫أهلِ الشورى‬ ‫قِبَلِ‬ ‫الإسلامية ‪ ،‬ومِن‬ ‫الأصول‬ ‫على‬ ‫صحيحةَ‬ ‫الأصول‬ ‫ونق‬

‫أحدْ من أهل المدينة‪.‬‬ ‫بيعته‬ ‫عن‬ ‫من المسلمين ‪ ،‬ولم يتخفص‬ ‫النرعبة‬

‫التحاقُهم‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫المدينة‬ ‫على‬ ‫السبئئين‬ ‫سيطرةُ‬ ‫يَشُ!ت بيعةَ عليئ‬ ‫ولم‬

‫كلمةَ‬ ‫ليجمعَ‬ ‫‪،‬‬ ‫بيعةِ أميرِ للمؤمنين‬ ‫من‬ ‫با‬ ‫لا‬ ‫لأنه‬ ‫بعد‪،‬‬ ‫فيما‬ ‫بجيشه‬

‫ومعاقبة‬ ‫ومحاكمةِ‬ ‫يتفرغُ لمحاسبةِ‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬وبعد‬ ‫‪ ،‬ويُديرَ شؤونَهم‬ ‫المسلمين‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫وقتلِ عثمان‬ ‫الذين قاموا بالإفسادِ‪،‬‬

‫الأمر‪ ،‬وأهلُ‬ ‫أصحابُ‬ ‫به وبايَعوه هم‬ ‫ورضوا‬ ‫وما دام الذين اختاروه‬

‫شرعيةِ‬ ‫خليفةَ بصورةِ‬ ‫كان‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الصحابة‬ ‫من‬ ‫والشورى‬ ‫والعقد‬ ‫الحلً‬

‫سليمة‪.‬‬

‫‪،‬‬ ‫الاستخلاف‬ ‫عنه على‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫أ‪ 3‬إقدامَ عليئ بن أبي طالب‬ ‫ونرى‬ ‫يطدب‬ ‫لم‬ ‫علي‬

‫بعدَ‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫المسلمين‬ ‫وصالحى‬ ‫كبار الصحابة‬ ‫من‬ ‫دالحاح‬ ‫بعد طلب‬ ‫بسعَ كان‬ ‫ولم‬ ‫الحلانة‬
‫اليهاَ‬

‫‪.‬‬ ‫‪436 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫)‬ ‫‪0‬‬ ‫(‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪212‬‬
‫يَطلب‬ ‫أَرادوا ! فلم‬ ‫ما‬ ‫النهاية نزلَ على‬ ‫في‬ ‫ولكنه‬ ‫منه وتمتع ‪،‬‬ ‫رقضِ‬

‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عثمان‬ ‫يتمامز على‬ ‫يَ!مع اليها‪ ،‬ولم‬ ‫يُردها‪ ،‬ولم‬ ‫الخلافة ‪ ،‬ولم‬

‫كَتبَةِ‬ ‫من‬ ‫الوضاعون‬ ‫الكاذبون‬ ‫يزعمُ‬ ‫كما‬ ‫إليه ‪،‬‬ ‫الخلافةُ‬ ‫لتصلَ‬ ‫عنه‪،‬‬

‫إ !‬ ‫التاردخ‬

‫إنقاذِ تبوله لها حرص‬ ‫منه على‬ ‫‪ ،‬حرصَ‬ ‫عنه بالاستخلاف‬ ‫الله‬ ‫أن قبولَ عليئ رضي‬ ‫ونرى‬

‫الأت‬ ‫يحلئم أن خلافتَه غُزلم على مملحة‬ ‫مشكلتِهم ‪ ،‬وهو‬ ‫‪ ،‬وحل‬ ‫كلمتهم‬ ‫‪ ،‬وجمعِ‬ ‫المسلمين‬

‫ونفحية من اجلها‬ ‫‪ ،‬وليست‬ ‫وتعب‬ ‫و!كا!رةٌ‬ ‫!كسبَا‪،‬‬ ‫وليست‬ ‫غُتمَا‪ ،‬ومجاهدة‬ ‫وليست‬

‫أو منافع(‬ ‫مصالحَ‬

‫مدركٌ‬ ‫عليه ‪،‬‬ ‫مُفدم‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫يعلمُ‬ ‫‪،‬‬ ‫الخلافة‬ ‫بقبرله‬ ‫عليئ‬ ‫كان‬ ‫لقد‬

‫الصعب‬ ‫الطريق‬ ‫هذا‬ ‫راضيى بالسير في‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫لتبعاتِه‬ ‫‪ ،‬متصوز‬ ‫لخطورته‬

‫الأمة‪.‬‬ ‫لمصلحة‬ ‫شيء‬ ‫‪ ،‬والتضحيةِ بكل‬ ‫الشائك‬

‫وأنْ يُوثرَ‬ ‫الأمر‪،‬‬ ‫يديه !ت‬ ‫عنه أن ينفضَ‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫ب!مكانِ علي‬ ‫كان‬

‫يختارُ‬ ‫‪ -‬وبذلك‬ ‫عنهم‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫كرام أجلاء‬ ‫فعلَ صحابة‬ ‫الاعتزال ‪ -‬كما‬

‫‪.‬‬ ‫مقصزا‬ ‫آثمَا ولا‬ ‫فعلَها ما كان‬ ‫‪ ،‬ولو‬ ‫بنفسه‬ ‫والنجاة‬ ‫الراحةَ والسلامةَ‬

‫لتدبيرِ أمورها؟‬ ‫؟ ومَن‬ ‫كلمتها‬ ‫لجمعِ‬ ‫؟ ومَن‬ ‫مَن للأمة‬ ‫ولكن‬

‫الأصعب‪،‬‬ ‫الحل‬ ‫بقبوله الخلافة ‪،‬‬ ‫الله عنه‬ ‫رضي‬ ‫اختارَ علي‬ ‫لقد‬

‫‪ ،‬وبذلك‬ ‫الشخصية‬ ‫مصلحته‬ ‫الأمة على‬ ‫إيثار‪ 2‬لمصلحةِ‬ ‫والخيارَ الأشد‪،‬‬

‫! ‪.‬‬ ‫! !‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫منه ‪ ،‬رضي‬ ‫عظيمة‬ ‫خلافتُه تضحيةَ‬ ‫كانتْ‬

‫‪:‬‬ ‫له السبئيون‬ ‫‪ ،‬قال‬ ‫البيعة لعلي‬ ‫تمت‬ ‫ولما‬

‫البئيين‬ ‫شعر‬ ‫الزَسنْ‬ ‫إِنرارَ‬ ‫الأفرَ‬ ‫نُمِزُ‬ ‫إِتا‬ ‫أَبا الحَسَن‬ ‫وَاخذَرِق‬ ‫إِلَيكَ‬ ‫خُذْها‬

‫لعل‬ ‫وانضمامهم‬ ‫‪.‬‬ ‫ير‬ ‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ص‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫?‬ ‫ص ‪-‬‬ ‫ص‬
‫اللبَن‬ ‫كغدرانِ‬ ‫بِمَشرِيخياب‬ ‫اسادِ كَأن!دادِ الشفن‬ ‫صؤلة‬

‫غَيرِ عَنَن‬ ‫يَمُرًن على‬ ‫حَتى‬ ‫كَالشَطَن‬ ‫بلَينِ‬ ‫ونَطعَنُ المُفكَ‬

‫‪213‬‬
‫‪،‬‬ ‫مطيعون‬ ‫له ‪ ،‬سامعون‬ ‫جنا‬ ‫‪ ،‬وأنهم‬ ‫جيثه‬ ‫الى‬ ‫أَعلنوا انضمامَهم‬ ‫وبهذا‬

‫عليه‪.‬‬ ‫مَن خالفَه وخرجَ‬ ‫يقاتلِون معه‬

‫لهم ‪ ،‬ولا‬ ‫المسلمون‬ ‫ينتبهَ‬ ‫لا‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫يريدونَ مصلحتَهم‬ ‫بذلك‬ ‫وهم‬

‫‪.‬‬ ‫قتل عثمان‬ ‫ومعاقبتِهم على‬ ‫محاسبتهم‬ ‫يقدروا على‬

‫عنه ‪ ،‬التي أَدت‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫مشكلةِ عليئ بن ابي طالب‬ ‫أساسُ‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬
‫جيشه‬ ‫في‬ ‫وجوثمم‬

‫‪ .‬وقد‬ ‫بعد ذلك‬ ‫والزبير‪ ،‬ثم وقوعِ الحروب‬ ‫إلى مخالفةِ معاوية ‪ ،‬ثم طلحة‬ ‫أساس مشكلته‬

‫كلام السبئئين السابق بقوله‪:‬‬ ‫عليئ على‬ ‫ردّ‬

‫أَشتَمِرّ‬ ‫وَ‬ ‫بَغدَها‬ ‫أَكيسُ‬ ‫سَؤفَ‬ ‫عَخزَةَ لا أَغتَذِز‬ ‫عَجَزتُ‬ ‫إِئي‬

‫إلمُتتشَز‬ ‫الشتيتَ‬ ‫الآنرَ‬ ‫وَأَنجمَعُ‬ ‫أَجُز‬ ‫كنتُ‬ ‫ذَيلِيَ ما‬ ‫مِنْ‬ ‫أَزفَعُ‬

‫يُبتَدَزَ(‪)1‬‬ ‫وَالشلاحُ‬ ‫اَؤ جمنرُكوني‬ ‫المُنْتَصِز‬ ‫العَجولُ‬ ‫يشُاغِبنْي‬ ‫لَنم‬ ‫إِق‬

‫خرجَ‬ ‫عنهما‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫علي‬ ‫واستخلافِ‬ ‫ما بين قتلِ عثمان‬ ‫الفترةِ‬ ‫وفي‬

‫إلى معاوية في الشام ‪،‬‬ ‫المدينةِ‬ ‫عنه من‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫النعمانُ بن بشير الأنصاري‬

‫أخذَ‬ ‫بالدم ‪ ،‬كما‬ ‫مُضَقخَا‬ ‫عليه ‪ ،‬وكان‬ ‫قُتل وهو‬ ‫الذي‬ ‫عثمان‬ ‫تميصَ‬ ‫معه‬ ‫واخذَ‬

‫تدافعُ عنه‪.‬‬ ‫وهي‬ ‫‪ ،‬التي قُطعث‬ ‫عثمان‬ ‫نائلة زوجةِ‬ ‫معه اصابعَ‬

‫وأصابعَ نائلة في المسجد‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫عنه قميصَ‬ ‫الله‬ ‫وعلقَ معاويةُ رضي‬ ‫عثمان‬ ‫قميص‬

‫يأتون ويتاثزون ويبكون خليفتَهم الشهدأ‬ ‫وأصاخ! زوجنه في وكان المسلمون في دمشق‬
‫الثام‬
‫السبئيين‬ ‫الخوارج‬ ‫لعثدمان ‪ ،‬والانتقامِ من‬ ‫الثأرِ‬ ‫على‬ ‫وكانوا يتعاهَدون‬

‫‪.‬‬ ‫قتلُوه‬ ‫الذين‬

‫قتلة‬ ‫الانتقامِ من‬ ‫على‬ ‫بدمشق‬ ‫كانوا يحثؤن‬ ‫الذين‬ ‫الصحابةِ‬ ‫ومن‬

‫اله‬ ‫‪ .‬رضي‬ ‫الباهلي‬ ‫أمامة‬ ‫‪ ،‬وأبو‬ ‫الدرداء‬ ‫‪ ،‬وأبو‬ ‫الصامت‬ ‫بن‬ ‫‪ :‬عبادة‬ ‫عثمان‬

‫(‪)2‬‬
‫عنهم‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪437 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تارلخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪228‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫كثير‬ ‫لابن‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪214‬‬
‫والزبير‬ ‫طدحة‬ ‫والزبير وبعضُ‬ ‫عليه طلحةُ‬ ‫عنه ‪ ،‬دخلَ‬ ‫الله‬ ‫ما بويعَ عليئ رضي‬ ‫وبعد‬

‫علي‬ ‫من‬ ‫يطلبان‬ ‫المححدود‪،‬‬ ‫إقامه‬ ‫اشترطنا‬ ‫بايغناك‬ ‫عندما‬ ‫له ‪:‬‬ ‫وقالوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الاَخرين‬ ‫الصحابة‬

‫معاتبة الفنلة‬ ‫الله عنه ‪ ،‬ونريدُ‬ ‫رضي‬ ‫دمِ عثمان‬ ‫في‬ ‫اشتركوا‬ ‫‪ ،‬قد‬ ‫القومُ الخوارج‬ ‫وهؤلاء‬

‫عليهم‪.‬‬ ‫إقامةَ الحذ‬ ‫منك‬

‫رد علي عليهما‬ ‫كيفَ‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫ما تعلمون‬ ‫لا اَجهلُ‬ ‫إني‬ ‫‪،‬‬ ‫! يا إخوتي‬ ‫عليئ‬ ‫عليهم‬ ‫فرذ‬

‫الناجبل‬ ‫في‬ ‫وحجته‬ ‫و!حن‬ ‫المديخة ‪ ،‬و!لكلورا‬ ‫على‬ ‫يشطرونَ‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫القتلة‬ ‫أصنعُ بهؤلاء القومِ‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫يمكنُ‬ ‫‪ ،‬فكيفَ‬ ‫أو الإنكارِ عليهم‬ ‫مواجهتِهم‬ ‫نقدرُ على‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫لا نملكهم‬

‫ثارَ معهم‬ ‫إنه قد‬ ‫؟ ثم‬ ‫لمواجهتهم‬ ‫القوةَ‬ ‫نملكُ‬ ‫؟ ولا‬ ‫أو نعاقبَهم‬ ‫نحاسبَهم‬

‫ما شاؤوا‪،‬‬ ‫يسومونكم‬ ‫بينكم‬ ‫وهم‬ ‫إِليهم أعرابُكم‪،‬‬ ‫وانضئم‬ ‫عبيدُكم‪،‬‬

‫ا‬ ‫أَراَدوا‬ ‫ما‬ ‫بكم‬ ‫ويفعلونَ‬

‫الاَن‬ ‫قدرةَ‬ ‫عندنا‬ ‫تَرون‬ ‫وهل‬ ‫؟‬ ‫لتنفيذِ ما تُريدون‬ ‫مجالاَ‬ ‫تَجدون‬ ‫فهل‬

‫؟ ‪.‬‬ ‫ومعاقبتهم‬ ‫محاسبتهم‬ ‫على‬

‫إِق‬ ‫الآ ما ترونَ‬ ‫‪ :‬واللهِ لا اَرى‬ ‫معهما‬ ‫ومَن‬ ‫والزبير‬ ‫لطلحةَ‬ ‫عليئ‬ ‫قال‬ ‫ثم‬

‫أمرُ‬ ‫الخوارجِ‬ ‫أَنرَ هؤلاءِ‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫تقولون‬ ‫ما‬ ‫ني‬ ‫معكم‬ ‫وأنا‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫شاء‬

‫) ونحنُ‬ ‫البلدان‬ ‫من‬ ‫يأتيهم‬ ‫مد؟‬ ‫أَغوان ‪ ،‬ولهم‬ ‫قوة ‪ ،‬ومعهم‬ ‫‪ ،‬ولهم‬ ‫جاهلية‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫قوتهم‬ ‫تحتَ‬

‫الناص‬ ‫علي يصنف‬ ‫بإقامةِ الحد‬ ‫وعجلتُ‬ ‫الأمر‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫وحركتُ‬ ‫‪،‬‬ ‫برأيكم‬ ‫أَخذتُ‬ ‫فلو‬

‫امهاد‬ ‫وبطدب‬ ‫دالإسراعِ‬ ‫وتمثيز‬ ‫ترَؤن ‪،‬‬ ‫م!ا‬ ‫ترى‬ ‫‪ :‬نرقة‬ ‫فرق‬ ‫ثلاثَ‬ ‫الناسُ‬ ‫لاَتقسم‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهم‬

‫الحد عليهم‪.‬‬ ‫هـاقامةِ‬ ‫في معاقبتهم‬

‫‪ ،‬ستنتصرُ لهم‪.‬‬ ‫مع هؤلاء الخوارج‬ ‫ما ترون ‪ ،‬بل هي‬ ‫وفرقة لا ترى‬

‫حتى‬ ‫بالانتظار‬ ‫‪ ،‬وتطالبُ‬ ‫بمعاقبتهم‬ ‫الإسراع‬ ‫التأئي ‪ ،‬وعدمَ‬ ‫وفرقةٌ ترى‬

‫ذلك‬ ‫‪ ،‬وعند‬ ‫الغاشية‬ ‫هذه‬ ‫أماكنها ‪ ،‬وتزولَ‬ ‫إلى‬ ‫القلوب‬ ‫‪ ،‬وتعودَ‬ ‫يهدأَ الناس‬

‫‪ ،‬وتُقام الحدود‪.‬‬ ‫تُؤخَذُ الحقوق‬

‫‪215‬‬
‫عودوا ‪ ،‬لنُقيمَ‬ ‫تهدأَ الأمور ‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫عتي ‪ ،‬واَمهلوني حتى‬ ‫فاهدؤوا‬

‫هؤلاء(‪.)1‬‬ ‫الحدودَ على‬

‫رايَ عليئ بن أبما‬ ‫يرى‬ ‫‪ :‬قسم‬ ‫المدينة إلى قسمن‬ ‫وانقسمَ الصحابةُ في‬ ‫في معاتبة‬ ‫الأمراع‬

‫نأجبله‬ ‫أو‬ ‫الفنلى‬


‫هؤلاءِ‬ ‫من‬ ‫الانتصار‬ ‫‪ :‬إننا لا نقدرُ الاَن على‬ ‫عنه ‪ ،‬ويقولون‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫طالب‬

‫الحدود‬ ‫واقامةَ‬ ‫‪،‬‬ ‫عقوبتَهم‬ ‫نؤتجلَ‬ ‫أق‬ ‫علينا‬ ‫ولذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫قتلةِ عثمان‬ ‫الأشرارِ‬

‫عليهم‪.‬‬ ‫نتقؤى‬ ‫عليهم ‪ ،‬حتى‬

‫تأخيرِ‬ ‫عليهم ‪ ،‬وعدمَ‬ ‫إقامة الحدود‬ ‫الإسراعَ في‬ ‫والقسمُ الاَخر يرى‬

‫النتائج‪.‬‬ ‫أو تأجيلهِ ‪ ،‬مهما كانت‬ ‫ذلك‬

‫الثاني‪.‬‬ ‫القسم‬ ‫عنهما مع‬ ‫الله‬ ‫طلحةُ والزبير رضي‬ ‫وكان‬

‫الله‬ ‫علي رضي‬ ‫من الصحابة على‬ ‫الثاني‬ ‫الرأي‬ ‫إلحاح أصحابِ‬ ‫وأمامَ‬ ‫علي‬ ‫أمر‬ ‫رفض‬

‫الأعراب‬ ‫بمغادرة‬
‫اليوم‬ ‫عليئ في‬ ‫‪ ،‬خرجَ‬ ‫قتلة عثمان‬ ‫إتامة الحدودِ على‬ ‫عنه ‪ ،‬بالإسراعِ في‬
‫المدبنة‬
‫‪،‬‬ ‫الأعراب‬ ‫لهم ‪ :‬أَخْرِجوا عنكم‬ ‫وقال‬ ‫الناس ‪،‬‬ ‫على‬ ‫خلافته‬ ‫الثالثِ من‬

‫في المدينة‪.‬‬ ‫الذين تجفعوا‬

‫بالعودةِ‬ ‫إلى المدينة عند مقتل عثمان‬ ‫البادية‬ ‫الأعرابَ القادمين من‬ ‫وامَرَ‬

‫بمياهكم‪.‬‬ ‫‪ ،‬الحقوا‬ ‫‪ :‬ائها الأعراب‬ ‫لهم‬ ‫‪ .‬وقال‬ ‫أماكنهم‬ ‫إلى‬

‫عليئ امير المؤمنين ‪ ،‬واعتبروه‬ ‫الخوارجُ السبئنون هذا الأمر من‬ ‫رفضَ‬

‫فيهم‬ ‫ويقتمنَ‬ ‫‪،‬‬ ‫لهم‬ ‫ليتفرغَ‬ ‫‪،‬‬ ‫والرعاع‬ ‫الغوغاء‬ ‫عنهم‬ ‫ليفزقَ‬ ‫منه ‪،‬‬ ‫خطوةَ‬

‫‪-‬‬ ‫!‬ ‫كذلك‬ ‫‪ -‬وهو‬

‫‪،‬‬ ‫العصيان‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وحزضوهم‬ ‫عدمِ الانصراف‬ ‫على‬ ‫الأعرابَ‬ ‫وحثؤا‬

‫فاستَجابوا لهم‪.‬‬

‫متأثرَا‪،‬‬ ‫بيتَه‬ ‫له ‪ ،‬دخلَ‬ ‫والأعرابِ‬ ‫السبئيين‬ ‫استجابة‬ ‫عدمَ‬ ‫عليئ‬ ‫رأى‬ ‫ولما‬ ‫الصحابة‬ ‫بُرك!‬ ‫علي‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫الرسول‬ ‫وبعضُ أصحاب‬ ‫والزبير‬ ‫ودخلَ عليه بعد ذلك طلحةُ‬ ‫أمام‬ ‫عجزهم‬

‫البنين‬

‫‪.‬‬ ‫‪Irv : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪216‬‬
‫ا فقالوا ‪:‬‬ ‫هؤلاء‬ ‫به ‪ ،‬واقتلوا‬ ‫فخُذوا‬ ‫ثاركمُ‬ ‫‪ :‬أرأيتمُ ؟ دوي‬ ‫لهم‬ ‫فقال‬

‫!‬ ‫لا نَقدر‬

‫‪:‬‬ ‫فقال‬

‫الأعادِيا‬ ‫يُديخُ‬ ‫أَفراَ‬ ‫أَمَرتُهُم‬ ‫سَرَاتُهُنم‬ ‫طاوَعَتني‬ ‫قَؤمي‬ ‫أَن‬ ‫وَلَؤ‬

‫والزبير‬ ‫وويحة‬ ‫لاَتيك‬ ‫البصرة‬ ‫إلى‬ ‫أذهب‬ ‫دعني‬ ‫‪،‬‬ ‫المؤمنين‬ ‫‪ :‬يا أمير‬ ‫له طلحة‬ ‫قال‬ ‫ثم‬

‫بطلبان النماب‬ ‫الخوارج‬ ‫هؤلاء‬ ‫بهم على‬ ‫مدداَ لك ‪ ،‬لتتقؤى‬ ‫والخيل‬ ‫والجنود‬ ‫منها بالجيش‬

‫ابخود‬ ‫لاحضار‬ ‫‪.‬‬ ‫للمدينة‬ ‫المحتلين‬ ‫العصاة‬

‫منها‬ ‫‪ ،‬لاَتيك‬ ‫الكوفة‬ ‫إلى‬ ‫أذهب‬ ‫دعني‬ ‫له الزبير ‪ :‬يا أمير المؤمنين‬ ‫وقال‬

‫مدداَ لك‪.‬‬ ‫والجنود‬ ‫بالجيش‬

‫!‬ ‫(‪)1‬‬ ‫فيما تقولان‬ ‫أَنظرَ وأفكرَ‬ ‫حتى‬ ‫‪ :‬اَفهلاني‬ ‫علي‬ ‫لهما‬ ‫فقال‬

‫ليذهَبا إلى‬ ‫الإذنَ لهما‪،‬‬ ‫منه‬ ‫يريدانِ‬ ‫وكانا‬ ‫‪،‬‬ ‫لطَلَبه الإمهال‬ ‫فعتبا عليه‬

‫ويُسرعا‬ ‫‪،‬‬ ‫السبئتين‬ ‫قبضةِ‬ ‫من‬ ‫ليتخقصا‬ ‫وياتيا بالجنود‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫والكوفة‬ ‫البصؤ‬

‫بإقامة الحد عليهم!‬

‫عنه ‪-‬بدايةَ وراية الخلات بين‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬والحوارُ بينهما وبين عليئ ‪ -‬رضي‬ ‫هذا الموقف‬ ‫وكان‬

‫محاقبةِ علي وبين طلحة‬ ‫النظر بينهما وبينه ‪ ،‬فهما يريدانِ الإسراعَ في‬ ‫وجهات‬ ‫في‬ ‫الخلاف‬

‫والزبير‬ ‫‪.‬‬ ‫الأمور‬ ‫تهدأ‬ ‫يريدُ التأتي حتى‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫القتلة‬

‫هذه‬ ‫علئا عن‬ ‫‪ ،‬التي أشغلت‬ ‫الخلافات‬ ‫‪ ،‬وتفاقمت‬ ‫الأحداث‬ ‫ثم تتابعت‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫لم يتفرغ لها طيلةَ خلافته رضي‬ ‫المهمة ‪ ،‬بحيثُ‬

‫شعبة‬ ‫المغيرةُ بن‬ ‫عليه‬ ‫دخل‬ ‫علي‪،‬‬ ‫خلافة‬ ‫من‬ ‫الأيامِ الأولى‬ ‫وفي‬

‫عنه ناصحَا‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫ضععبة‬ ‫بن‬ ‫المغيرة‬ ‫؟‬ ‫والنصيحة‬ ‫الطاعة‬ ‫حن‬ ‫عَلَيئ‬ ‫لك‬ ‫إن‬ ‫‪،‬‬ ‫المؤمنين‬ ‫يا أمير‬ ‫له ‪:‬‬ ‫وقال‬

‫علياَ‬ ‫يمح‬ ‫معاويةَ‬ ‫اَتْرِز‬ ‫‪.‬‬ ‫الأمصار‬ ‫على‬ ‫عثمانُ‬ ‫جعلهم‬ ‫بعزْلِ الولاةِ الذين‬ ‫لا تتعخل‬

‫‪.‬‬ ‫‪43 A - t ry : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاربخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪217‬‬
‫‪ ،‬وأَقرز‬ ‫تستبدله‬ ‫ولا‬ ‫البصرة‬ ‫على‬ ‫ابنَ عامر‬ ‫وأَقرِز‬ ‫‪،‬‬ ‫تستبدنه‬ ‫ولا‬ ‫الشام‬ ‫على‬

‫هم‬ ‫‪،‬‬ ‫لك‬ ‫وبيعتهم‬ ‫طاعتُهم‬ ‫انْ تأتيكَ‬ ‫وبعد‬ ‫‪،‬‬ ‫بلدانهم‬ ‫على‬ ‫الولاة‬ ‫باقي‬

‫‪ ،‬إقا أن تبقيَهم د!ائا أنْ تشبدلهم!‬ ‫وجنودُهم‬

‫‪.‬‬ ‫صائبَا وجئدًا‬ ‫المغيؤ‬ ‫رايُ‬ ‫وكان‬

‫أنظرَ وأفكرا‬ ‫حتى‬ ‫له عليئ ‪ :‬دغني‬ ‫فقال‬

‫به‬ ‫يأخذْ‬ ‫ولم‬ ‫رأيَه فورم ‪،‬‬ ‫يقبل‬ ‫لم‬ ‫لأنه‬ ‫عليئ‪،‬‬ ‫على‬ ‫المغيرةُ‬ ‫فعتبَ‬
‫علألباَ‬ ‫يزاجع‬ ‫ثم‬

‫متأثرَا ‪.‬‬ ‫عنده‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وخرجَ‬ ‫مباشرة‬ ‫علبه‬

‫المرة ‪ ،‬ولذلك‬ ‫ناصحَا في هذه‬ ‫عليه في اليوم التالي ‪ ،‬ولبم يكن‬ ‫ودخلَ‬

‫وباقي‬ ‫عامر‬ ‫وابن‬ ‫معاوية‬ ‫بعزلِ‬ ‫تسرعَ‬ ‫أن‬ ‫له ‪ :‬أَرى‬ ‫‪ .‬وقال‬ ‫أَلغى رأيه بالأمس‬

‫‪ ،‬وتعرفَ‬ ‫معك‬ ‫‪ ،‬ومَنَ ليس‬ ‫مَنْ معك‬ ‫‪ ،‬لتعرفَ‬ ‫الولاة ‪ ،‬وتطالِبهنم بالبيعة لك‬

‫المطيعَ منهم لك ‪ ،‬وغيرَ المطيع‪.‬‬

‫‪ ،‬فلما‬ ‫والله بالأمس‬ ‫نصحتُه‬ ‫‪ :‬لقذ‬ ‫قال‬ ‫عليئ‬ ‫عند‬ ‫المغيرةُ من‬ ‫خرجَ‬ ‫ولما‬

‫(‪.)1‬‬ ‫اليوم‬ ‫غششته‬ ‫لم يقبل نصيحتي‬

‫الطائف‬ ‫إلى‬ ‫خرجَ‬ ‫ثم‬ ‫غاضبَا‪،‬‬ ‫مكة‬ ‫المدينة إلى‬ ‫المغيرةُ من‬ ‫وخرجَ‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫أطرافها ‪ :‬لامع علي‬ ‫من‬ ‫مع أفي طرفِ‬ ‫ولم يكن‬ ‫كفها‪،‬‬ ‫الفتنةَ‬ ‫واعتزلَ‬

‫أجمعين‪.‬‬ ‫الصحابة‬ ‫عن‬ ‫الله‬ ‫والزبير ‪ ،‬ولا مع معاوية ‪ ،‬رضي‬ ‫مع طلحة‬

‫عنده ‪،‬‬ ‫المغيرةُ من‬ ‫ما خرجَ‬ ‫عليئ بعد‬ ‫على‬ ‫بن عباس‬ ‫الله‬ ‫عبدُ‬ ‫ودخلَ‬
‫بوجه‬ ‫ابن عباص‬

‫‪.‬‬ ‫ماقال ه المغيرة‬ ‫فسألَه عن‬ ‫المغبرة‬ ‫رأي‬

‫!‬ ‫وكذا‬ ‫اليوم بكذا‬ ‫‪ ،‬وجاءني‬ ‫وكذا‬ ‫بكذا‬ ‫أمس‬ ‫عليّ ‪ :‬جاءني‬ ‫قال‬

‫!‬ ‫!‬ ‫غشَك‬ ‫اليوم فقد‬ ‫‪ ،‬وأما‬ ‫نصحك‬ ‫فقد‬ ‫‪ :‬أما أمس‬ ‫ابنُ عباس‬ ‫قال‬

‫‪.‬‬ ‫به المغيرة‬ ‫ما صرحَ‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ ‫فيما تال ‪ ،‬بل‬ ‫ابنُ عباس‬ ‫وصدقَ‬

‫أنت؟‬ ‫‪ :‬ماذا ترى‬ ‫عباس‬ ‫لابن‬ ‫عليئ‬ ‫قال‬

‫‪.‬‬ ‫‪438 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تارلخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪218‬‬
‫في‬ ‫قُتلَ رأك! ابن عباس‬ ‫‪ ،‬عندما‬ ‫المدينة‬ ‫من‬ ‫تخرجَ‬ ‫الرأيُ أن‬ ‫‪ :‬كان‬ ‫ناصحَا‬ ‫ابنُ عباس‬ ‫قال‬

‫أفمال علي‬ ‫‪.‬‬ ‫بابك‬ ‫عليك‬ ‫‪ ،‬وتغلقَ‬ ‫مكة‬ ‫في‬ ‫بيتك‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬أو قبلَ قتله ‪ ،‬وأنْ تذهبَ‬ ‫عثمان‬

‫غيرَك ‪ ،‬وسيأتون‬ ‫فيما بينهم ‪ ،‬لن يجدوا‬ ‫المسلمون‬ ‫يضطربُ‬ ‫وعندما‬

‫تتولى الخلافة‪.‬‬ ‫أنْ‬ ‫إليك راجين‬

‫عنه ‪ ،‬ف!ن‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫‪ ،‬بعد قتل عثمان‬ ‫ماجرى‬ ‫جرى‬ ‫‪ ،‬وبعدما‬ ‫الاَن‬ ‫أئا‬

‫في الأمر‪،‬‬ ‫يدَا‬ ‫أن لك‬ ‫في قتل عثمان ‪ ،‬ويزعمون‬ ‫بني أمية سيتهمونك‬ ‫بعضَ‬

‫‪.‬‬ ‫بين الناس‬ ‫هذا‬ ‫وينشرونَ‬

‫المدينة ‪-‬كطلحة‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫به الاَن فريق‬ ‫بما يطالبُ‬ ‫هؤلاء‬ ‫وسيطالبُ‬

‫تنفيذ‬ ‫لا تقدرُ على‬ ‫وأنت‬ ‫عثمان ‪،‬‬ ‫قَتَلَة‬ ‫الإسراعِ بمعاقبةِ‬ ‫والزبير ‪ -‬من‬

‫مايريدون‪.‬‬

‫!ر‬ ‫عباس‬ ‫ابن‬ ‫‪ ،‬وأنْ تقر‬ ‫أعمالهم‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬أنْ تقِز ولاةَ عثمان‬ ‫المؤمنين‬ ‫يا أمير‬ ‫وأَرى‬

‫عثمان‬ ‫ولاة‬ ‫ب!بقاء‬ ‫أن لا يُطيعوك ‪ ،‬وأن‬ ‫ف!نني أخشى‬ ‫الشام ‪ ،‬دهان لم تفعل‬ ‫على‬ ‫معاوية بالذات‬

‫‪.‬‬ ‫بأمر عثمان‬ ‫‪ ،‬وأن يتهموك‬ ‫عليك‬ ‫يَخرجوا‬

‫شعبة‬ ‫رأيِ المغيرة بن‬ ‫نفسُ‬ ‫وهو‬ ‫ما أشارَ به ابنْ عباس‬ ‫رذَ عليئ‬

‫‪.‬‬ ‫ولاةِ جدد‬ ‫تغييرِ الولاة ‪ ،‬وتعيينِ‬ ‫‪ :‬لا بذ من‬ ‫‪ -‬وقال‬ ‫السابق‬

‫ولاة‬ ‫علي يعزل كل‬ ‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫الأمصار(‪1‬‬ ‫على‬ ‫ولاة آخرين‬ ‫الولاة ‪ ،‬وعئنَ‬ ‫جميعَ‬ ‫وغئرَ عليئ‬

‫ضملإلناصرانجقسم‬ ‫عمله ‪،‬‬ ‫من‬ ‫تمكنَ‬ ‫مَنْ‬ ‫‪ ،‬فمنهم‬ ‫عملهم‬ ‫اَلى أماكن‬ ‫الجدد‬ ‫الولاةُ‬ ‫وذهبَ‬

‫الى عمله‪.‬‬ ‫من الوصول‬ ‫مُنعَ‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ومنهم‬ ‫له‬ ‫الأمر‬ ‫واستتمث‬

‫لعلي ‪ ،‬ودخلَ‬ ‫البيعةَ‬ ‫مَن أعطق‬ ‫البلدان ‪ ،‬فمنهم‬ ‫في‬ ‫وانقسمَ المسلمون‬

‫قتلةَ‬ ‫يعاقبَ‬ ‫حتى‬ ‫طاعته‬ ‫في‬ ‫الدخولِ‬ ‫مَن أعلنَ عدم‬ ‫طاعته ‪ ،‬ومنهم‬ ‫في‬

‫ينتظر ماستسفرُ عنه الأمور‪.‬‬ ‫مَن وقفَ‬ ‫عثمان ‪ ،‬ومنهم‬

‫‪.‬‬ ‫‪43‬‬ ‫ط‬ ‫‪438 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪921‬‬
‫قتلةِ‬ ‫على‬ ‫يُقيم الحذ‬ ‫حتى‬ ‫مخالفتَه‪،‬‬ ‫أعلنَ‬ ‫معاويةُ ممن‬ ‫وكان‬

‫عثمان (‪.)1‬‬

‫‪ ،‬عتبا عليه ولم‬ ‫في معاقبة قتلة عثمان‬ ‫علئ‬ ‫طلحةُ والزبير بطء‬ ‫‪،‬لما رأى‬ ‫والزجمر‬ ‫!عة‬

‫يفارقاه ‪ ،‬فاستأذَنا منه في‬ ‫أق‬ ‫‪ ،‬ثم بَدا لهما‬ ‫نظره‬ ‫يقبلا وجهةَ‬ ‫رأيَه ‪ ،‬ولم‬ ‫يَرَيا‬ ‫بفارفان عياَ‬

‫‪ ،‬فأذنَ لهما‪.‬‬ ‫العمرة‬ ‫الى‬ ‫الذهاب‬

‫مكة ‪ ،‬لأداء‬ ‫المدينة ‪ ،‬قاصدَين‬ ‫عنهما‬ ‫الله‬ ‫والزبير رضي‬ ‫طلحةُ‬ ‫وكادر‬

‫ما‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫الله عنها‪،‬‬ ‫رضي‬ ‫عائشة‬ ‫قابَلا أئم المؤمنين‬ ‫وهناك‬ ‫‪،‬‬ ‫العمرة‬

‫(‪.)2‬‬ ‫الحج‬ ‫أداء مناسكِ‬ ‫‪ ،‬منذ‬ ‫في مكة‬ ‫تزال‬

‫‪ ،‬وعدمَ مبايعتِه‬ ‫إليه علي‬ ‫مخالفتَه لما ذهب‬ ‫معاويةُ في الام‬ ‫ولما أعلن‬ ‫وجهة نظر ملي في‬

‫لمعاويةَ وجندِه‬ ‫عليئ أنه لا يجوزُ‬ ‫قتلة عثمان ‪ ،‬رأى‬ ‫من‬ ‫يقتمق‬ ‫له حتى‬ ‫معاو !النام‬ ‫قتال‬

‫له وتُطيع‪،‬‬ ‫تسمعَ‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫للأمة‬ ‫‪ ،‬ولابذ‬ ‫واجبة‬ ‫‪ ،‬فمبايعةُ أميرِ المؤمنين‬ ‫ذلك‬

‫الطاعة‪.‬‬ ‫عصا‬ ‫ولا يجوزُ شى‬

‫نظرهم‬ ‫فوجهةُ‬ ‫‪،‬‬ ‫مجتهدين‬ ‫فعلوها‬ ‫الشام‬ ‫معاويةَ وأهلَ‬ ‫أن‬ ‫وبما‬

‫لطاعةِ أمير المؤمنين ‪ ،‬و(زالةِ‬ ‫لا با مِن اعادتهم‬ ‫‪ ،‬ولذلك‬ ‫عند علي‬ ‫مرفوضة‬

‫له‪.‬‬ ‫عصيانهم‬

‫أهلِ الشام ‪،‬‬ ‫لقتال‬ ‫جيشَا‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫علئ‬ ‫جهزَ‬

‫والكوفة‬ ‫البصرة‬ ‫مِن ولاتِه في‬ ‫‪ ،‬وطلبَ‬ ‫له‬ ‫طاعتِهم‬ ‫عليه وعدم‬ ‫لخروجهم‬

‫الشام ‪.‬‬ ‫تجهيزَ الناس لقتال أهل‬ ‫ومصر‬

‫التأني وعدمِ‬ ‫إلى‬ ‫عنهما ‪ -‬ودعاه‬ ‫الله‬ ‫‪-‬وضي‬ ‫الحسن‬ ‫ابنهُ‬ ‫عليه‬ ‫ودخلَ‬ ‫بئير‬ ‫ابنه الحن‬

‫فيما‬ ‫طاعته‬ ‫في‬ ‫الشام ‪ ،‬والرفقِ بهم ‪ ،‬فسيدخلون‬ ‫قتالِ أهل‬ ‫الإقدام على‬ ‫بعدم تتال‬ ‫عيه‬
‫ساؤص‬
‫اخرين‬ ‫كلامَ‬ ‫علي كلامه ‪ ،‬كما رفض‬ ‫بعد‪ ،‬عندما يزول الإشكال ‪ ،‬فرفض‬

‫‪.‬‬ ‫‪444 -‬‬ ‫‪442 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫في‬ ‫ذلك‬ ‫انظر تفاصيل‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪444‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تارلخ‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪022‬‬
‫(‪.)1‬‬ ‫التميمي‬ ‫حنظلة‬ ‫بن‬ ‫‪ ،‬كزيادِ‬ ‫به ابنه الحسن‬ ‫ما أشار‬ ‫بمثل‬ ‫عليه‬ ‫أشاروا‬

‫من‬ ‫المزعجةُ‬ ‫الأخبارُ‬ ‫وَصَلَته‬ ‫الشام ‪،‬‬ ‫أهل‬ ‫لقتالِ‬ ‫علي‬ ‫أنْ يتوخه‬ ‫وقبلَ‬

‫مطالبةِ علي‬ ‫على‬ ‫عنهم‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫والزبير وعائشة‬ ‫مكة ‪ ،‬باجتماعِ طلحة‬

‫في جيشه‪.‬‬ ‫الاَن‬ ‫‪ ،‬الذين هم‬ ‫القتلة‬ ‫بالإسراع بمعاقبة‬

‫طلحة‬ ‫نظر‬ ‫وجهة‬ ‫‪،‬‬ ‫الواجب‬ ‫هذا‬ ‫وتنفيذ‬ ‫إقامةِ الحد‪،‬‬ ‫في‬ ‫بُطأه وتأخيرَه‬ ‫عليه‬ ‫اَخذوا‬ ‫لقد‬

‫في‬ ‫ومحائئة‬ ‫والزبير‬ ‫‪.‬‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫نظره‬ ‫ووجهةَ‬ ‫واجتهاده‬ ‫يَقبلوا حجتَه‬ ‫ولم‬

‫محلى‬ ‫على‬ ‫الحروج‬

‫على‬ ‫الناس‬ ‫‪ ،‬وحث‬ ‫بالإسراع بذلك‬ ‫فاذاهم اجتهادُهم إلى مطالبةِ علي‬

‫على‬ ‫‪ ،‬ليضغطوا‬ ‫لذلك‬ ‫وتهييجِهم‬ ‫وحشدِهم‬ ‫الناس‬ ‫‪ ،‬وجفعِ‬ ‫مطالبته بذلك‬

‫عنها‬ ‫الله‬ ‫عائشةُ رضي‬ ‫‪ ،‬وصارت‬ ‫القتلة‬ ‫في‬ ‫الله‬ ‫حكم‬ ‫بتنفيذِ‬ ‫‪ ،‬ويطالبوه‬ ‫علي‬

‫بمعاقبة القتلة‪.‬‬ ‫المطالبة‬ ‫‪ ،‬وتح!هُم على‬ ‫في المسلمين‬ ‫تخطبُ‬

‫‪ ،‬واتفقوا جميعاَ على‬ ‫والزبير وعائشة‬ ‫طلحة‬ ‫الناسُ في مكة على‬ ‫اجتمع‬

‫إلى البصرة لهذه الغاية‪.‬‬ ‫الخروج‬ ‫رأيهم على‬ ‫‪ ،‬واستقرً‬ ‫بذلك‬ ‫مطالبةِ علي‬

‫بلها‬ ‫عل‬ ‫عائئة‬ ‫قد‬ ‫كان‬ ‫(عَ!نمكَر!‪،‬‬ ‫‪ ،‬واسمه‬ ‫البصرة‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬لتركبه‬ ‫الجمل‬ ‫أَعَذوا لعائشةَ‬

‫طلحة والزببر‬ ‫ء‬ ‫باقي أمهاتِ‬ ‫توافق‬ ‫اليمن ‪ ،‬ولم‬ ‫عنه من‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫أُمَتة‬ ‫اشتراه يَغلى بنُ‬

‫للبمرة‬ ‫البصرة ‪ ،‬وسارع‬ ‫إلى‬ ‫عائشة‬ ‫مع‬ ‫الخروج‬ ‫على‬ ‫عنهن‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫المؤمنين‬

‫الى البصرة ‪.‬‬ ‫ومَن معهم‬ ‫طلحةُ والزبير وعائشة‬

‫‪ ،‬والأمرُ لا‬ ‫قُتل مظلومَا‬ ‫عثمان‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫تقول‬ ‫عنها‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عائشةُ‬ ‫وكانت‬

‫بدم‬ ‫فاطْلُبوا‬ ‫‪،‬‬ ‫والخوارج‬ ‫الغوغاء‬ ‫لهؤلاء‬ ‫ايأمرَ والسلطةَ‬ ‫ما دام أن‬ ‫يستقيم‬

‫‪.‬‬ ‫الإسلام‬ ‫قتلته ‪ ،‬تعزوا‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬واقتَضوا‬ ‫عثمان‬

‫خلافة‬ ‫لم يرفضوا‬ ‫‪،‬‬ ‫سثمان‬ ‫بدم‬ ‫‪ :‬المطالبة‬ ‫هو‬ ‫المحذد‬ ‫والزبيروعائشة‬ ‫طلحةَ‬ ‫هدفُ‬ ‫وكان‬

‫عليلإوليهنالح!لبو‬ ‫منهم‬ ‫القتلة ‪ ،‬السبئيين ‪ ،‬والانتقامِ‬ ‫ومعاقبة‬ ‫بمحاكمةِ‬ ‫علي‬ ‫ومطالبةَ‬

‫لجريمتهم‪.‬‬

‫‪4(4 _o tU. : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تارلخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪221‬‬
‫مطالبين‬ ‫لبيعتِهم له ‪ ،‬ولا‬ ‫ناقضين‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫علي‬ ‫إِفرَةَ‬ ‫رافضين‬ ‫يكونوا‬ ‫ولم‬

‫عليه‪.‬‬ ‫‪ ،‬ولا خارجين‬ ‫بعزله وخفعه‬

‫القتلة‪،‬‬ ‫معاقبةِ الخوارج‬ ‫في‬ ‫لتألمحره‬ ‫منه ‪،‬‬ ‫غيرَ راضين‬ ‫كانوا‬ ‫ولكنهم‬

‫إ(‪)1‬‬ ‫أ‬ ‫جيشه‬ ‫في‬ ‫معه‬ ‫أنْ يكونوا‬ ‫ورِضاه‬

‫‪ ،‬كما لم يَزضَهُ‬ ‫هذا التصرف‬ ‫والزبير وعائشة‬ ‫عليئ مِن طلحةَ‬ ‫لم يرضَ‬
‫بعنبر فعلهم‬ ‫محلي‬

‫‪ ،‬وخُروجَا‬ ‫لأميرِ المؤمنين‬ ‫قبل ‪ ،‬واعتبرَه عصيانَا‬ ‫من‬ ‫والشاميين‬ ‫معاوية‬ ‫من‬ ‫خروجأعلبه‬

‫المسلمين‪.‬‬ ‫عليه ‪ ،‬وتفريقَا لكلمة‬

‫الصحابة‬ ‫‪ ،‬وقتالِ هؤلاء‬ ‫والتمرد‬ ‫العصيانِ‬ ‫إزالة هذا‬ ‫أنه لا بد من‬ ‫وراى‬

‫‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫قتلةِ‬ ‫يتفرغ لمعاقبةِ‬ ‫‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫يعودوا إلى الطاعةِ والجماعة‬ ‫حتى‬

‫علبئ نفسَه‬ ‫البصرة ‪ ،‬رأى‬ ‫إلى‬ ‫والزبير وعائشة‬ ‫طلحة‬ ‫خروجِ‬ ‫وأَمامَ‬

‫طلحة‬ ‫الشام ‪ ،‬والبدءِ بقتال جيش‬ ‫له في‬ ‫لتأخير قتالِ المخالفين‬ ‫مضطرَا‬

‫والزبير لإعادتهم إلى الطاعة‪.‬‬

‫معه ‪ ،‬لقنال‬ ‫الخروج‬ ‫إلى‬ ‫عنهم‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن عمر‬ ‫الله‬ ‫عبدَ‬ ‫علي‬ ‫ندبَ‬ ‫لفنالهم‬ ‫ودنوجه‬

‫من‬ ‫رجل‬ ‫أنا‬ ‫‪ :‬إنما‬ ‫له‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫ذلك‬ ‫عمر‬ ‫ابنُ‬ ‫الطاعة ‪ ،‬فرفضَ‬ ‫عن‬ ‫الخارجين‬

‫‪.‬‬ ‫أخرج‬ ‫يخرجوا‬ ‫أَقعذ ‪ ،‬و(ن‬ ‫‪ ،‬ف!نْ يقعدوا‬ ‫المدينة ‪ ،‬لا أفارقهم‬ ‫اهل‬

‫له‬ ‫جمنبِعوا نُصْرَتَهم‬ ‫أن‬ ‫معه وأمرهم‬ ‫عليئ الصحابةَ إلى الخروج‬ ‫وندبَ‬ ‫وممظم‬ ‫محمر‬ ‫ابن‬

‫لا يرون‬ ‫الصحابة‬


‫معه‬ ‫يقوموا‬ ‫حتى‬ ‫طاعتَهم‬ ‫يرضَ‬ ‫ولم‬ ‫السابقة ‪،‬‬ ‫ومبايعتِهم‬ ‫لطاعتِهم‬

‫لقتالهأ‬ ‫‪ ،‬وأَعَذوا الجيوشَ‬ ‫خالفوه‬ ‫الذين‬ ‫‪ ،‬ويقاتِلوا معه‬ ‫وَيَنْصُروه‬


‫محلي‬ ‫الفتال مع‬

‫ولاضد‪.‬‬

‫له‬ ‫معه لقتالِ إخوانِه المخالفين‬ ‫لم يروْا الخروجَ‬ ‫معظمَ الصحابة‬ ‫لكن‬

‫يرؤا قتالَ المسلمين‬ ‫والزبير ومعاوية ‪ ،‬ولم‬ ‫كطلحة‬ ‫النظر والاجتهاد‪،‬‬ ‫ني‬

‫وببن مخالفِبه‪،‬‬ ‫بين علي‬ ‫المننابعةَ‬ ‫الأحداثَ‬ ‫‪ ،‬واعنَبروا هذه‬ ‫لبعض‬ ‫بعضِهم‬

‫‪.‬‬ ‫‪lot-‬‬ ‫‪III‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪222‬‬
‫الفتن ‪ ،‬ولم‬ ‫ثئم اعتزلوا هذه‬ ‫فيها ومن‬ ‫الفتن ‪ ،‬التي لايجوزُ الخوضُ‬ ‫من‬

‫فيها‪.‬‬ ‫يشاركوا‬

‫إلا ستةُ‬ ‫الفتنة‬ ‫في‬ ‫علي‬ ‫مع‬ ‫ماخرجَ‬ ‫لا إله إلا هو‬ ‫الذي‬ ‫واللهِ‬ ‫‪:‬‬ ‫الشعبي‬ ‫تال‬

‫مالَهم ثامن (‪. )1‬‬ ‫‪ ،‬أو سبعة‬ ‫سابع‬ ‫مالهم‬ ‫بدرفي‬ ‫صحابةِ‬

‫ثلالة‬ ‫الصحابة‬ ‫صاحبِ‬ ‫عليئ‬ ‫مع‬ ‫يقاتلون‬ ‫هل‬ ‫حيرة ‪،‬‬ ‫في‬ ‫المسلمون‬ ‫وقعَ‬ ‫وقد‬

‫فىق ومعظمهمء‬ ‫عثمان‬ ‫قَتلَةَ‬ ‫امُ يُقاتلون‬ ‫‪3‬‬ ‫الطاعة‬ ‫إلى‬ ‫له‬ ‫المخالفين‬ ‫ويُعيدون‬ ‫الأمر‪،‬‬

‫القعود‬ ‫عليَا‬ ‫يقاتلون‬ ‫بذلك‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫علي‬ ‫لجيشِ‬ ‫‪ ،‬المنضمين‬ ‫السبئتين المجرمين‬

‫الفتنة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫يشاركون‬ ‫الفريقيْن‪ ،‬ولا‬ ‫أم يعتزلون‬ ‫؟‬ ‫المؤمنين‬ ‫أَميرَ‬

‫العمياء؟‬

‫الذين‬ ‫هم‬ ‫الأكلبيةُ منهم‬ ‫كانت‬ ‫فرق ‪ ،‬وإن‬ ‫انقسمَ الصحابةُ إلى ثلاث‬

‫الفتنة‪.‬‬ ‫‪ ،‬فاعتزلوا‬ ‫بالخيارِ الثالث‬ ‫اخذوا‬

‫له فيها‬ ‫المدينة إلى البصرة ‪ ،‬لإعادة المخالفين‬ ‫من‬ ‫بجيشه‬ ‫توتجَه علي‬

‫السبئيين الذين كانوا في‬ ‫الخوارج‬ ‫كل‬ ‫جيشه‬ ‫معه في‬ ‫إلى طاعته ‪ ،‬وتحزكَ‬

‫بن سبأ‪.‬‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫اكبر‬ ‫شيطانهم‬ ‫رأسهم‬ ‫المدينة ‪ ،‬وعلى‬

‫بن سلام‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫عنه ‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن سلام‬ ‫الله‬ ‫المدينة قال له عبد‬ ‫من‬ ‫علي‬ ‫وقبلَ خروج‬

‫عليأ بعدم‬ ‫بنصح‬ ‫ترجحَ‬ ‫لن‬ ‫منها‬ ‫خرجت‬ ‫المدينة ‪ ،‬فواللّه لئن‬ ‫من‬ ‫‪ :‬لا تَخرج‬ ‫المؤمنين‬ ‫أمير‬ ‫يا‬

‫الحروج‬ ‫‪.‬‬ ‫أبداَ‬ ‫المسلمين‬ ‫لها سلطانُ‬ ‫يعود‬ ‫إليها ‪ ،‬ولن‬

‫ابن سلام (‪.)2‬‬ ‫الأخذَ بمشورة‬ ‫علي‬ ‫فرفضَ‬

‫علي‬ ‫بن‬ ‫الحسن‬ ‫دخلَ‬ ‫تمهيداَ للسير إلى البصرة ‪ ،‬وهناك‬ ‫"الزَبَذَةأ‬ ‫في‬ ‫بجيشه‬ ‫علي‬ ‫عسكرَ‬

‫يعاتب أباه‬ ‫خارجٌ‬ ‫الآن‬ ‫‪ ،‬وانت‬ ‫فعصيتني‬ ‫قد امرتُك‬ ‫أبتِ‬ ‫يا‬ ‫له ‪:‬‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫ابنه الحسن‬ ‫عليه‬

‫!‬ ‫!‬ ‫لك‬ ‫لا ناصر‬ ‫مضيعةِ‬ ‫غداَ بأرضِ‬ ‫‪ ،‬وستقتل‬ ‫العراق‬ ‫إلى‬

‫‪.‬‬ ‫‪447 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬

‫‪.‬‬ ‫‪455‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تارلغ‬

‫‪223‬‬
‫به فعصيتك‪3‬‬ ‫أمرتني‬ ‫الذي‬ ‫ما‬ ‫‪:‬‬ ‫له علي‬ ‫فقال‬

‫المدينة ‪ ،‬حتى‬ ‫من‬ ‫أمرتُك أن تخرجَ‬ ‫اُحيطَ بعثمان‬ ‫‪ :‬حين‬ ‫تال الحسن‬

‫أن‬ ‫‪ ،‬ثم أمرتُك يوم قُتل عثمان‬ ‫به‬ ‫لاتُتهم‬ ‫بها‪ ،‬حتى‬ ‫وأنت‬ ‫يُقتل عثمان‬ ‫لا‬

‫والبلدان ‪ ،‬ثم أَمرتُك حين‬ ‫الأمصار‬ ‫ونجودُ كل‬ ‫تأتيك‬ ‫تَقبل البيعة حتى‬ ‫لا‬

‫ف!ن كان‬ ‫يصطلحوا‪،‬‬ ‫في بيتك ‪ ،‬حتى‬ ‫أن تجلس‬ ‫والزبير‬ ‫طلحة‬ ‫خرجَ عليك‬

‫!‬ ‫!‬ ‫يدَفي غيرِك‬ ‫كان على‬ ‫فسادْ بين المسلمين‬

‫أُحيط‬ ‫بشا كما‬ ‫أُحيط‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫أُحيطَ بعثمان‬ ‫قائلاَ‪ :‬أما حين‬ ‫عليئ‬ ‫فرذَ عليه‬ ‫له‬ ‫وعلي بعرض‬

‫الأمر‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫أنْ يضيعَ‬ ‫‪ ،‬وكرفنا‬ ‫المدينة‬ ‫الأفرَ أفرُ أهل‬ ‫البيعة ف!ن‬ ‫به ‪ ،‬وأما‬ ‫نظر‪.‬‬ ‫وجهة‬

‫أفعلُ بما‬ ‫والزبير ‪ ،‬فكيف‬ ‫طلحة‬ ‫إمام ‪ .‬وأما خروجُ‬ ‫بدون‬ ‫ويكونَ المسلمون‬

‫أَوَمَنْ‬ ‫؟‬ ‫هـاعادةِ الخارجين‬ ‫المسلمين‬ ‫ب!خضاعِ‬ ‫مطالَبَا‬ ‫ألستُ‬ ‫‪،‬‬ ‫لزمني‬ ‫قد‬

‫ثم‬ ‫يُحَل عرقوبها‬ ‫بها ‪ ،‬ثم‬ ‫يُحاط‬ ‫التي‬ ‫مثلَ الضبع‬ ‫أكون‬ ‫أن‬ ‫؟ أتريد‬ ‫تريدني‬

‫؟ ‪.‬‬ ‫وتُصاد‬ ‫تُخرَجَ‬

‫به(‪. )1‬‬ ‫يقوم‬ ‫فمن‬ ‫المؤمنين‬ ‫إمرة‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فيما لزمني‬ ‫أقم بواجبي‬ ‫لم‬ ‫لماذا‬

‫قال ‪:‬‬ ‫الجيش‬ ‫‪ ،‬فلما رأى‬ ‫بن شهاب‬ ‫طارق‬ ‫بالزَبَذَة‬ ‫وهو‬ ‫علي‬ ‫ومزَ على‬ ‫بن‬ ‫طارق‬ ‫حَيرة‬

‫أميرُ المؤمنين!‬ ‫قالوا ‪ :‬هذا‬ ‫؟‬ ‫ما هذا‬ ‫‪ :‬ماذا‬ ‫شهاب‬

‫‪ :‬ماله؟‬ ‫قال‬ ‫القنة‬ ‫في‬ ‫يفعل‬

‫الطاعة!‬ ‫إلى‬ ‫أن يعيدَهما‬ ‫يريد‬ ‫والزبير ‪ ،‬فهو‬ ‫طلحةُ‬ ‫عليه‬ ‫قالوا ‪ :‬خرجَ‬

‫الرجلين‬ ‫هذين‬ ‫علئا فأقاتلَ معه‬ ‫آتي‬ ‫أ هل‬ ‫وإنا إليه راجعون‬ ‫لله‬ ‫إنا‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬

‫دمان‬ ‫لشديد‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫؟ والله إن‬ ‫أقاتلُ معه‬ ‫عليَا ولا‬ ‫؟ أم أخالفُ‬ ‫وأئم المؤمنين‬

‫‪. ! 1 1‬‬ ‫لشديد(‪)1‬‬ ‫هذا‬

‫ويشعرُ به‬ ‫يجدُه ويحشُه‬ ‫ما كان‬ ‫وحيرتُه ‪ ،‬هو‬ ‫بن شهاب‬ ‫وكلامُ طارق‬ ‫معظم‬ ‫جرة‬ ‫وهي‬

‫مع‬ ‫يقاتلون‬ ‫والتابعين ا هل‬ ‫الصحابة‬ ‫البلدان ‪ ،‬من‬ ‫في‬ ‫المسلمين‬ ‫معظمُ‬ ‫المسلمبن‬

‫‪.‬‬ ‫‪456‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبركط‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪224‬‬
‫نصرة علي ؟ ك!ها أمور‬ ‫علي ؟ أو يقاتلون ضدً علي ؟ أو تقعُدون عن‬

‫!‬ ‫ا‬ ‫مُز‬ ‫اَحلاها‬

‫(مَليحُ بن عوف‬ ‫والزبير البصرة ‪ ،‬مَر بهم‬ ‫طلحة‬ ‫جيش‬ ‫وقبيلَ وصولِ‬

‫؟‬ ‫هذا‬ ‫ما‬ ‫الثه‬ ‫‪ :‬يا أبا عبد‬ ‫للزبير‬ ‫! فقال‬ ‫السلمي‬

‫ولا‬ ‫ثأر‬ ‫‪ ،‬بدون‬ ‫فقتلوه‬ ‫‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫المؤمنين‬ ‫أمير‬ ‫‪ :‬عَدَؤا على‬ ‫الزبير‬ ‫قال‬

‫عُذر‪.‬‬

‫؟‬ ‫قتلوه‬ ‫الذين‬ ‫قال ‪ :‬مَن هم‬

‫الزبير يينن هدفهم‬ ‫أتدهم‬ ‫ومَن‬ ‫القبائل ‪،‬‬ ‫ونراعُ‬ ‫الأمصار‪،‬‬ ‫من‬ ‫الغوغاء‬ ‫هم‬ ‫‪:‬‬ ‫الزبير‬ ‫قال‬

‫لمليح السلمي‬ ‫‪.‬‬ ‫والعبيد‬ ‫الأعراب‬ ‫من‬ ‫وظاهَرهم‬

‫؟‬ ‫ماذا تريدون‬ ‫قال ‪ :‬وأنتم‬

‫ليطالبوا‬ ‫الأمر‪،‬‬ ‫القيام بهذا‬ ‫على‬ ‫ونحثُّهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫‪ :‬ننهِضُ‬ ‫الزبير‬ ‫قال‬

‫بيشا‪،‬‬ ‫الله‬ ‫سلطان‬ ‫توهين‬ ‫إِبطاله‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬ف!ن‬ ‫‪ ،‬لئلا يُنطَل دمُه ويضيع‬ ‫عثمان‬ ‫بدم‬

‫هذا‬ ‫قتَلَه‬ ‫إلا‬ ‫يبقَ إِمامٌ للمسلمين‬ ‫لم‬ ‫هذا‪،‬‬ ‫أمثال‬ ‫عن‬ ‫الناسُ‬ ‫يُفطم‬ ‫ل!اذا لم‬

‫‪.‬‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫الصثفُ‬

‫أين‬ ‫إلى‬ ‫لا تَدرون‬ ‫لكنكم‬ ‫لشديد‪،‬‬ ‫تركَ دمِ عثمان‬ ‫‪ :‬والله إن‬ ‫مليح‬ ‫قال‬

‫إ(‪.)1‬‬ ‫أ !‬ ‫‪ 1‬ا)مور‬ ‫ستسيرُ‬

‫على‬ ‫والزبير‬ ‫طلحة‬ ‫البصرة ‪ ،‬كان والي المجرة‬ ‫والزبير إلى مشارف‬ ‫طلحة‬ ‫جيشُ‬ ‫ولما وصلَ‬

‫البصرة‬ ‫الله مثارت‬ ‫رضي‬ ‫بن حصين‬ ‫عَمرانيَ‬ ‫عثمانُ الصحابيئَ‬ ‫‪ ،‬فأرسل‬ ‫حنيف‬ ‫عثمانُ بن‬

‫عنه ليستطلعَ الخبر‪.‬‬

‫قدومها مع هذا الجيش‪.‬‬ ‫عن سبب‬ ‫عائشةَ‬ ‫سأل عمرانُ بن حصين‬

‫توضح‬ ‫عائثة‬ ‫حرمَ‬ ‫غزَوْا‬ ‫ونزاع القبائل ‪،‬‬ ‫‪ doer‬الأمصار‬ ‫عائشة ‪ :‬إن الغوغاءَ من‬ ‫فقالت‬

‫بن‬ ‫لعمران‬ ‫الأص‬ ‫المُحْدِثين‬ ‫فيه‬ ‫وآوَوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الخطيرة‬ ‫الآحداث‬ ‫فيه‬ ‫وأَحدثوا‬ ‫ع!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسولِ‬

‫الحصبن‬

‫‪.‬‬ ‫‪461‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪225‬‬
‫وقَتلوا إِمامَ‬ ‫‪،‬‬ ‫س!‬ ‫رسوله‬ ‫لعنةَ الله ولعنةَ‬ ‫بذلك‬ ‫واستوجَبوا‬ ‫‪،‬‬ ‫والخارجين‬

‫الحرام ‪ ،‬ونهبوا المال الحرام ‪،‬‬ ‫الدمَ‬ ‫بذلك‬ ‫‪ ،‬فاستحقوا‬ ‫حق‬ ‫بدون‬ ‫المسلمين‬

‫والجلود‪،‬‬ ‫الأعراضَ‬ ‫ومرقوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الحرام‬ ‫والشهر‬ ‫‪،‬‬ ‫البلدَ الحرام‬ ‫وأحفوا‬

‫لهم‪،‬‬ ‫لمقامهم ‪ ،‬رافضون‬ ‫كارهون‬ ‫المدينة ‪ ،‬وأهلُ المدينة‬ ‫وأَفاموا بين أهل‬

‫دهاخراجِهم ‪ ،‬فخرجْتُ‬ ‫مواجهتهم‬ ‫غيرُ قادرين على‬ ‫منهم ‪ ،‬لكنهم‬ ‫متضررون‬

‫لهم المامُ به‬ ‫القوم ‪ ،‬وبما ينبغي‬ ‫بما يفعله هؤلاء‬ ‫‪1‬خبرَهم‬ ‫المسلمين‬ ‫في‬

‫أَمَرَ‬ ‫إلَامَن‬ ‫نًولهُخ‬ ‫صَثِيرتِن‬ ‫فِى‬ ‫لَاخيرَ‬ ‫الأمر ‪ ،‬قال تعالى ‪! ( :‬‬ ‫في إصلاح‬

‫‪. ،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4 :‬‬ ‫النساء‬ ‫أ‬ ‫ألئاسِن‪،‬‬ ‫بَف‬ ‫إضغَ‬ ‫أَؤ‬ ‫مَقرُوف!‬ ‫أَؤ‬ ‫بصَدَتَؤ‬

‫‪ ،‬على‬ ‫مج!‬ ‫الله‬ ‫وأمرَ رسول‬ ‫الله‬ ‫أمرَ‬ ‫‪ ،‬وننفذُ‬ ‫الإصلاح‬ ‫في‬ ‫ننهضُ‬ ‫فنحن‬

‫عليه‪،‬‬ ‫ونحضكم‬ ‫بمعروفِ‬ ‫‪ .‬إننا نأمرُكم‬ ‫والأنثى‬ ‫‪ ،‬والذكر‬ ‫والكبير‬ ‫الصغيرِ‬

‫تغييره ‪.‬‬ ‫على‬ ‫منكر ونحثكم‬ ‫أو ننهاكم عن‬

‫‪ :‬ما الذي‬ ‫له‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫إلى طلحة‬ ‫توخه‬ ‫عائشة‬ ‫عمرانُ حجةَ‬ ‫ولما سمع‬ ‫بن الحصبن‬ ‫عمران‬

‫إلى البصرة ؟‬ ‫جاءَ بك‬ ‫طلحة‬ ‫يناتئى‬

‫والزبير‬
‫‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫‪ :‬المطالبةُ بدم‬ ‫طلحة‬ ‫قال‬

‫عليَا؟‬ ‫تبايع‬ ‫‪ :‬ألم‬ ‫قال‬

‫له‪،‬‬ ‫بيعتي‬ ‫‪ ،‬وانا لا أنقضُ‬ ‫عُنُقي‬ ‫على‬ ‫‪ :‬نعم ‪ ،‬بايغتُه والسيف‬ ‫طلحة‬ ‫قال‬

‫لا نريدُ إلا الاقتصاصَ‬ ‫‪ ،‬فنحن‬ ‫قتلةِ عثمان‬ ‫لم يَحلْ بيننا وبين‬ ‫أقاتلُه إن‬ ‫ولا‬

‫!‬ ‫قتلة عثمان‬ ‫من‬

‫بنفس‬ ‫الزبيرُ‬ ‫‪ ،‬وأجابه‬ ‫عنه طلحة‬ ‫ثم أتى عمرانُ الزبير‪ ،‬فسأله بما سأل‬

‫عنهم‪.‬‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬رضي‬ ‫به طلحة‬ ‫ما أجاب‬

‫له تقريرَه‪،‬‬ ‫وقذَمَ‬ ‫‪،‬‬ ‫بن حنيف‬ ‫إِلى الوالي عثمان‬ ‫وعادَ عمرانُ بن حصين‬
‫بنصح‬ ‫عمران‬
‫عَزكَا‬ ‫الحرُب‬ ‫لتعرِكنًكُمُ‬ ‫والله‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫‪ ،‬ثم قال‬ ‫والزبير وعائشة‬ ‫طلحة‬ ‫هدف‬ ‫عن‬ ‫عثمان بن حنيف‬

‫بالقعود‬
‫!‬ ‫ا‬ ‫شيئَا كثيراَ‬ ‫الحرب‬ ‫بعد‬ ‫مَن بقيَ منكم‬ ‫لا يُساوي‬ ‫ثم‬ ‫طويلاَ‪،‬‬

‫‪.‬‬ ‫يا عمران‬ ‫عَلَيئ‬ ‫أَشِرْ‬ ‫‪:‬‬ ‫له عثمان‬ ‫قال‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪226‬‬
‫قاعدْ فاقعدا‬ ‫قال ‪ :‬إني‬

‫اميرُ المؤمنين‪.‬‬ ‫يأتي‬ ‫حتى‬ ‫واقاتلهُم‬ ‫‪ :‬بل أمنعُهم‬ ‫ابنُ حنيف‬ ‫قال‬

‫أهل‬ ‫انقسام‬ ‫لهم‬ ‫البصرة ‪ ،‬وخرجَ‬ ‫بجانبِ‬ ‫"الَمزبَد)‬ ‫طلحةَ والزبير إلى‬ ‫جيشُ‬ ‫ووصلَ‬

‫ولقاء‬ ‫البمرة‬ ‫البصرة ‪ .‬وتكلمَ القادمون ‪ ،‬وأخبروا‬ ‫دخول‬ ‫من‬ ‫ليمنعهم‬ ‫عثمانُ بن حنيف‬

‫بينهم في المربد‬ ‫‪.‬‬ ‫!ائثة‬ ‫‪ ،‬و!لمت‬ ‫الزبير‬ ‫‪ ،‬و!لمَ‬ ‫طلحة‬ ‫‪ :‬تكلم‬ ‫أهدافهم‬ ‫عن‬

‫وانضموا‬ ‫معه ‪،‬‬ ‫ومَن‬ ‫مَن أئدوا طلحة‬ ‫فمنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمون‬ ‫واختلف‬

‫مَن قعدَ‬ ‫‪ ،‬ومنهم‬ ‫بن حنيف‬ ‫‪ ،‬وبقيَ مع عثمان‬ ‫مَن لم يؤئدهم‬ ‫إليهم ‪ ،‬ومنهم‬

‫(‪)1‬‬
‫إ‪.‬‬ ‫ا‬ ‫بيته‬ ‫لي‬

‫منقابلان‬ ‫ا!فرور!ان‬ ‫وعسكر‬ ‫بن حنيف‬ ‫عثمان‬ ‫مؤتدو‬ ‫والزبير ‪ ،‬واجتمع‬ ‫طلحة‬ ‫اجتمعَ مؤيدو‬

‫فريق مقابل الاَخر‪ ،‬وبين الفريقين افم السكة ‪ ،‬ولم يقع بينهما اشتباك ‪.‬‬ ‫كل‬

‫بن‬ ‫‪ ،‬بقيادة حكيم‬ ‫البصرة‬ ‫في‬ ‫الذين‬ ‫عثمان‬ ‫قَتالَة‬ ‫السبئيين‬ ‫هذا‬ ‫لم يُزضِ‬

‫جبلة‪.‬‬

‫السبئبون ينثبون‬ ‫القتال بين الفريقين‬ ‫‪ ،‬وانشبوا‬ ‫خيولهم‬ ‫على‬ ‫معه‬ ‫ومن‬ ‫فأقبل حكيم‬

‫عنها القنال ببن‬ ‫الله‬ ‫المؤمنين عائشة رضي‬ ‫ائم‬ ‫حكيئم يشم‬ ‫عند فم السكة وصار‬

‫الفربقين‬ ‫عن‬ ‫امرأةٌ مسلمة‬ ‫‪ ،‬ونهته‬ ‫فقتالَه‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫المسلمين‬ ‫فنهاه أحد‬ ‫وشمئها‪،‬‬

‫فقتلها‪.‬‬ ‫ذلك‬

‫الظهر‪،‬‬ ‫حتى‬ ‫الصباح‬ ‫المعركةُ بين الفريقين بفعلِ السبئيين من‬ ‫ونثمبت‬

‫من الفريقين قتلى وجرحى‪.‬‬ ‫وسقط‬

‫بينهما‪،‬‬ ‫المؤقتِ‬ ‫والصلحِ‬ ‫القتال ‪،‬‬ ‫بوقفِ‬ ‫الحكماء‬ ‫بعضُ‬ ‫سعى‬ ‫ثم‬

‫لا يتحرشَ‬ ‫موقعه ‪ ،‬وأن‬ ‫في‬ ‫منهما‬ ‫كل‬ ‫يبقى‬ ‫أق‬ ‫الفريقان على‬ ‫فتصالحَ‬

‫بالفريق الاخر‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪464 -‬‬ ‫‪461 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تارلخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪227‬‬
‫بيعةِ‬ ‫اق جص!يخدوا "كَغبَ بنَ سُور! إلى المدينة ‪ ،‬ليسألَ عن‬ ‫واتفقوا على‬ ‫بن‬ ‫مهمة كعب‬

‫خَرَجا‬ ‫رضى‬ ‫عن‬ ‫بايَعا‬ ‫‪ ،‬ف!نْ‬ ‫أهلِ المدينة‬ ‫أوضاعِ‬ ‫صور ني المدينة طلحةَ والزبير لعلي ‪ ،‬وعن‬

‫بن‬ ‫عثمان‬ ‫منها‬ ‫وخرجَ‬ ‫‪،‬‬ ‫البصرة‬ ‫بقيا في‬ ‫بايَعا مكرهَين‬ ‫لىان‬ ‫‪،‬‬ ‫البصرة‬ ‫من‬

‫حنيف‪.‬‬

‫‪ :‬يا‬ ‫عليه ‪ ،‬فقال‬ ‫الناسُ‬ ‫المدينة ‪ ،‬فاجتمعَ‬ ‫سور‬ ‫بن‬ ‫كعبُ‬ ‫القاضي‬ ‫وصلَ‬

‫والزبير على‬ ‫أكرهَ طلحةُ‬ ‫أهلِ البصرة إليكم ‪ ،‬هل‬ ‫أهلَ المدينة إني رسولُ‬

‫؟ ‪.‬‬ ‫طائعيْن‬ ‫بايَعا‬ ‫البيعة أم‬

‫قال ‪:‬‬ ‫عنه ‪ ،‬حيث‬ ‫اللّه‬ ‫رضي‬ ‫زيد‬ ‫بن‬ ‫الا أسامةُ‬ ‫يُجمت‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الناس‬ ‫سكتَ‬

‫ا‬ ‫!‬ ‫البيعة‬ ‫على‬ ‫أَكرهوهم‬ ‫‪ ،‬حيث‬ ‫كارهان‬ ‫إلا وهما‬ ‫يُبايِعا‬ ‫لم‬

‫(‪.)1‬‬ ‫كلامِ أسامة‬ ‫‪ ،‬بسببِ‬ ‫المدينة‬ ‫بين أهل‬ ‫خلافٌ‬ ‫ووقعَ‬

‫طريقِه إلى البصرة ‪-‬‬ ‫في‬ ‫المديثة ‪ -‬وكان‬ ‫في‬ ‫ولما علمَ عليئ بما جرى‬

‫وفَضْل‪،‬‬ ‫جماعةِ‬ ‫أُكرها على‬ ‫‪ ،‬ولقد‬ ‫وخلاف‬ ‫فُرْقةِ‬ ‫لم يُكرَها فى‬ ‫‪ :‬إنهما‬ ‫قال‬

‫لهما‪،‬‬ ‫البيعة فلا عذرَ‬ ‫نقضَ‬ ‫كانا يريدان‬ ‫‪ ،‬ف!ن‬ ‫المسلمين‬ ‫كلمةِ‬ ‫جمعِ‬ ‫بهدفِ‬

‫!(‪)2‬‬ ‫‪.‬‬ ‫فيه‬ ‫ننظرُ‬ ‫شيئَا آخرَ‬ ‫يريدان‬ ‫كانا‬ ‫ل!ان‬

‫عثمان بن‬ ‫وجيش‬ ‫طلحة‬ ‫بين الفريقين ‪ :‬جيش‬ ‫مناوشات‬ ‫ثم وقعت‬ ‫طرد عئمان بن‬

‫والي البصرة عثمان بن‬ ‫على‬ ‫والزبير القبض‬ ‫طلحة‬ ‫جيش‬ ‫‪ ،‬والقى‬ ‫حنيف من البصرة حنيف‬

‫إلى عليئ‪.‬‬ ‫‪ ،‬ثم أخرجوه‬ ‫حنيف‬

‫السبئيون ‪،‬‬ ‫البصرة ‪ ،‬بقي فيها الخوارج‬ ‫من‬ ‫بن حنيف‬ ‫وبعد طردِ عثمان‬

‫‪.‬‬ ‫في قتل عثمان‬ ‫الذين شاركوا‬

‫خرجوا‬ ‫ثلاثُمئة ممن‬ ‫البصرة ‪ ،‬ومعه‬ ‫بن جبلة زعيمُ سبئي‬ ‫حكيمُ‬ ‫خرج‬

‫‪.‬‬ ‫‪468‬‬ ‫‪-466 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪f‬‬ ‫‪68 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تارلغ‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪228‬‬
‫لقتال طلحة‬ ‫والرعاع ‪ ،‬وتوخهوا‬ ‫الأعراب‬ ‫من‬ ‫عثمان ‪ ،‬ومَن وافقهم‬ ‫إلى‬

‫والزبير‪.‬‬

‫المعركأ مع سبئى‬ ‫‪.‬‬ ‫الزابوقة بالبصرة‬ ‫(دارِ الرزدتى ) في‬ ‫عند‬ ‫الفريقان‬ ‫التقى‬

‫البمر‬ ‫‪.‬‬ ‫تقتُلوا إلا مَنْ قاتلكم‬ ‫‪! :‬‬ ‫عائشة‬ ‫وقالت‬

‫فليكفُفْ عنا‪،‬‬ ‫قتلة عثمان‬ ‫من‬ ‫والزبير ‪ :‬مَن لم يكن‬ ‫طلحة‬ ‫منادي‬ ‫ونادى‬

‫‪.‬‬ ‫نقتلَ قتلةَ عثمان‬ ‫إلا أن‬ ‫نُريدُ‬ ‫ف!ننا لا‬

‫لنا‬ ‫جمعَ‬ ‫دنه الذي‬ ‫الحمدُ‬ ‫والزبير ‪:‬‬ ‫طلحةُ‬ ‫قال‬ ‫‪،‬‬ ‫الجيشان‬ ‫تواجه‬ ‫ولما‬

‫تُنقِ‬ ‫ولا‬ ‫اليوم ‪،‬‬ ‫واقتُفهم‬ ‫منهم‬ ‫أَقِد‬ ‫اللهئمَ‬ ‫‪،‬‬ ‫البصرة‬ ‫في‬ ‫قتلةِ عثمان‬ ‫ثأرنا من‬

‫‪.‬‬ ‫احدًا‬ ‫منهم‬

‫شط‬ ‫بن جبلة ! مفتل كل‬ ‫بقتلِ المجرمِ السبئي (حكيم‬ ‫‪ ،‬انتهت‬ ‫شديدة‬ ‫معركة‬ ‫ووقعت‬

‫ا!واحدا‬ ‫البمرة‬ ‫حصار‬ ‫في‬ ‫شاركَ‬ ‫قد‬ ‫كان‬ ‫واحد‪،‬‬ ‫إلا رجلٌ‬ ‫ينجُ منهم‬ ‫ولم‬ ‫معه ‪،‬‬ ‫ومن‬

‫البصرة إلى‬ ‫من‬ ‫هربَ‬ ‫حيث‬ ‫ال!ثَغديا‪،‬‬ ‫زُهَير‬ ‫بنُ‬ ‫"حُزقوصُ‬ ‫عثمان ‪ ،‬وهو‬

‫بها‪.‬‬ ‫واحتمى‬ ‫قبيلته بني سعد‪،‬‬

‫ملقتْله‪،‬‬ ‫حرقو‬ ‫ليُسْلمِوا‬ ‫بني سعد‪،‬‬ ‫والزبيرُ إلى‬ ‫طلحةُ‬ ‫ولما أرسلَ‬

‫‪.‬‬ ‫تُسْلمه للقصاص‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫‪ ،‬حَمَته قبيلتُه عصبيةَ‬ ‫عثمان‬ ‫ضذَ‬ ‫جنايته‬ ‫بسببِ‬

‫تطهير المجرة من‬ ‫في‬ ‫المنادي‬ ‫نادى‬ ‫والزبير‪،‬‬ ‫أمامَ طلحة‬ ‫البصرة‬ ‫هزيمةِ سبئي‬ ‫وبعد‬

‫الشئيين‬ ‫في‬ ‫غزا المدينة ‪ ،‬وشاركَ‬ ‫ممن‬ ‫قبائلكم احد‬ ‫فيكبم في‬ ‫البصرة ‪ :‬مَن كان‬

‫وقتلِه ‪ ،‬فأتونا به‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫حصار‬

‫جموتى‬ ‫كما‬ ‫‪،‬لسبئتين‪،‬‬ ‫الخوارج‬ ‫بهؤلاء‬ ‫ياتون‬ ‫البصرة‬ ‫أهلُ‬ ‫فصارَ‬

‫‪.‬‬ ‫إلا حُرقوص‬ ‫أحد‪،‬‬ ‫نجامنهم‬ ‫‪ ،‬وما‬ ‫‪ ،‬فقُتِلوا جميعاً‬ ‫بالكلاب‬

‫والزبير‬ ‫طلحة‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫السبئيين ‪ ،‬وحفقَ‬ ‫من‬ ‫البصرة‬ ‫طُهرت‬ ‫وبذلك‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫عثمان وقتلهم‬ ‫قتلة‬ ‫من‬ ‫الجزئي ‪ ،‬في الاقتصاص‬ ‫معهم هدفهم‬ ‫وعائشة ومن‬

‫‪.‬‬ ‫‪472-047‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪YYI‬‬
‫خطتَه في التعامل مع المخالفين‬ ‫الزبَذَة بئين‬ ‫في‬ ‫مع جيشه‬ ‫ولما كان علئ‬ ‫الربذة‬ ‫في‬ ‫علي يبن‬

‫تريدُ يا أميرَ المؤمنين؟‬ ‫‪:.Isl‬‬ ‫الجنود‬ ‫أحد‬ ‫سأله‬ ‫في التعامل له ‪ .‬حيث‬ ‫خطته‬

‫لنا‪.‬‬ ‫منا واستجابوا‬ ‫ذلك‬ ‫قَبِلوا‬ ‫‪ ،‬إق‬ ‫الإصلاخ‬ ‫قال ‪ :‬نريدُ وننوي‬ ‫مع المخالفين له‬

‫ذلك؟‬ ‫لم يُجيبونا الى‬ ‫له ‪ :‬ف!ق‬ ‫قال‬

‫لهم‪،‬‬ ‫الذي‬ ‫‪ :‬نتركُهم مع عُذرِهم واجتهادِهم ‪ ،‬ونُعطيهم الحق‬ ‫قال علي‬

‫ونصبرُ عليهم‪.‬‬

‫منا؟‬ ‫بذلك‬ ‫تال ‪ :‬ف!نْ لم يرضوا‬

‫ما تركونا‪.‬‬ ‫‪ :‬نتركُهم‬ ‫علي‬ ‫قال‬

‫يتركونا؟‬ ‫لم‬ ‫‪ :‬ف!نْ‬ ‫قال‬

‫أنفسنا(‪.)1‬‬ ‫‪ ،‬ودافَغنا عن‬ ‫‪ :‬امتنغنا منهم‬ ‫ال علي‬ ‫ق‬

‫(فَيْدأ‪ ،‬ثم‬ ‫على‬ ‫ومَز‬ ‫‪،‬‬ ‫البصرة‬ ‫باتجاه‬ ‫‪،‬‬ ‫الزَبَذَة‬ ‫من‬ ‫بجيشه‬ ‫عليئ‬ ‫وسار‬

‫قار"‪.‬‬ ‫"ذي‬ ‫‪ ،‬ثم على‬ ‫‪،‬‬ ‫(الئغلَبِية‬ ‫على‬

‫بن أبي طالب‬ ‫بن جعفر‬ ‫بن أبي بكر ومحمدَ‬ ‫تار محمدَ‬ ‫ذي‬ ‫بن‬ ‫وبعثَ‬ ‫أول‬ ‫إلى‬ ‫كل‬ ‫موف!ا‬

‫أردفَهم‬ ‫له ‪ .‬ثم‬ ‫المخالفين‬ ‫إلى‬ ‫الخروجِ‬ ‫في‬ ‫ليسننفِرا اهلَها‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الكوفة‬ ‫إلى‬ ‫الكوفة‬

‫النخعي‪.‬‬ ‫بالأشتر‬

‫أبو‬ ‫عنه ‪ .‬وكان‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الأشعري‬ ‫أبا موسى‬ ‫أميرُ الكوفة هو‬ ‫وكان‬ ‫الكوفة أبو‬ ‫وللي‬

‫الكوفة‬ ‫أهل‬ ‫نصحَ‬ ‫‪ ،‬ولذلك‬ ‫اَنصارِ اعتزالِ الفتنة بين المسلمين‬ ‫من‬ ‫الأضعركما موسى‬ ‫موص‬

‫‪.‬‬ ‫بالقعود‬ ‫مع عدأ القنال‬

‫فلا‬ ‫القتال ‪،‬‬ ‫من‬ ‫لا بذ‬ ‫‪ :‬إذا كان‬ ‫لهما‬ ‫قال‬ ‫عليئ ‪،‬‬ ‫رسولا‬ ‫حاوره‬ ‫ولما‬

‫‪.‬‬ ‫‪947‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الطبركط‬ ‫تاهـلخ‬ ‫)‬ ‫‪0‬‬ ‫(‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪023‬‬
‫الحذ‬ ‫ويقيمُ‬ ‫‪،‬‬ ‫قتلةِ عثمان‬ ‫من‬ ‫يقتمقُ‬ ‫بعدما‬ ‫الآ‬ ‫علي‪،‬‬ ‫نقاتلُ مع‬

‫عليهم (‪.11)1‬‬

‫عليئ بدَلهما ابنَه‬ ‫نتيجة ‪ ،‬فأرسلَ‬ ‫بدون‬ ‫الكوفة‬ ‫عليئ من‬ ‫رسولا‬ ‫رجعَ‬

‫الكوفة‪.‬‬ ‫أهل‬ ‫وعمارَ بن ياسر ‪ ،‬لإنهاضِ‬ ‫الحسن‬

‫والحسن‬ ‫عمار‬ ‫‪.‬‬ ‫موسى‬ ‫أبا‬ ‫يحاورُ‬ ‫وجاءَ الحسنُ‬

‫موسى‬ ‫ألا‬ ‫محاوران‬

‫إلا‬ ‫أرذنا‬ ‫ما‬ ‫فوالله‬ ‫؟‬ ‫عنا‬ ‫الناسَ‬ ‫لِمَ تثبط‬ ‫‪:‬‬ ‫يا أبا موسى‬ ‫له ‪:‬‬ ‫قال‬

‫‪.‬‬ ‫شيء‬ ‫على‬ ‫المؤمنين‬ ‫أَميرُ‬ ‫‪ ،‬ولايُخافُ‬ ‫الإصلاح‬

‫مؤتمن‪،‬‬ ‫المستشار‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫وأمي‬ ‫بأبيْ أنت‬ ‫‪ :‬صدقتَ‬ ‫قال أبو موسى‬

‫خيز‬ ‫فيها‬ ‫القاعدُ‬ ‫فتنة ‪،‬‬ ‫إنها ستكونُ‬ ‫‪9‬‬ ‫‪:‬‬ ‫لمجض يقول‬ ‫الله‬ ‫رسولَ‬ ‫سمعتُ‬ ‫وقد‬

‫من‬ ‫فيها خيز‬ ‫والماشي‬ ‫‪،‬‬ ‫الماشي‬ ‫من‬ ‫والقائمُ فيها خيز‬ ‫القائم ‪،‬‬ ‫من‬

‫ودماءنا‪،‬‬ ‫أموالنا‬ ‫علينا‬ ‫إخوانَا ‪ ،‬وحزَمَ‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫الله‬ ‫جعَلَنا‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫إ‬ ‫الراكب‬

‫أَمْوَلَكُي بَتنَحم‬ ‫لَا تَأ!ثوَ)‬ ‫ءَامَنُوأ‬ ‫اَئَذِجمتَ‬ ‫يأتهَا‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫فقال‬

‫كاَنَ‬ ‫اَلئَهَ‬ ‫إنَ‬ ‫أَنفُسَكُغ‬ ‫نَقْتُلُوَأ‬ ‫وَلَا‬ ‫ثِنكغ‬ ‫تَرَاضى‬ ‫عَن‬ ‫تخوَةً‬ ‫إلآ اق تَكُوتَ‬ ‫ياَلنطِل‬

‫‪.‬‬ ‫‪،2 9 :‬‬ ‫النساء‬ ‫أ‬ ‫بِكُخ رَحِيما‪،‬‬

‫جَهَنَصُ‪،‬‬ ‫ئُتَمَضِدا فَجَزًاؤُ؟‬ ‫مُؤشَا‬ ‫وَمَن يَقْتُل‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫وقال‬

‫‪.‬‬ ‫‪)39 :‬‬ ‫النساء‬ ‫أ‬

‫أب صسى‬ ‫مما قاله خطبة‬ ‫الكوفة ‪ ،‬وكان‬ ‫أهل‬ ‫الأشعرفيُ خطيبَا في‬ ‫ابو موسى‬ ‫ثم وقفَ‬

‫اهل الكونة‬ ‫في‬ ‫بالنه‬ ‫‪ ،‬أعلئم‬ ‫المواطن‬ ‫فى‬ ‫صحبوه‬ ‫الذلن‬ ‫النبى !‪،‬‬ ‫أصحابَ‬ ‫لهم ‪ :‬إن‬

‫كان‬ ‫لقد‬ ‫‪،‬‬ ‫لكم‬ ‫وأنا مؤذيه‬ ‫عليئَ حقَا‪،‬‬ ‫‪ ،‬هـان لكبم‬ ‫لم يصحَبْه‬ ‫ممن‬ ‫وبرسوله‬

‫مَن‬ ‫تأخذوا‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫الله‬ ‫على‬ ‫لا تجترِئوا‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫الله‬ ‫بسلطانِ‬ ‫الرأيُ ألا تستخموا‬

‫الإمام ‪ ،‬وأهلُ‬ ‫على‬ ‫يجتمعوا‬ ‫إليها ‪ ،‬حتى‬ ‫المدينة ‪ ،‬فتردوهم‬ ‫من‬ ‫عليكم‬ ‫قَدِمَ‬

‫‪.‬‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬فلا تتكفَفوا أنتم الدخولَ‬ ‫منكم‬ ‫للأمامة‬ ‫يصلحُ‬ ‫أعلمُ بمن‬ ‫المدينة‬

‫‪.‬‬ ‫‪482-481‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪231‬‬
‫الجرثومة‬ ‫أ‬ ‫العرب‬ ‫جراثيم‬ ‫من‬ ‫جُرثومةَ‬ ‫‪ ،‬تكونوا‬ ‫‪ :‬أَطيعوني‬ ‫أيها الناس‬
‫بنصح‬ ‫أبو موص‬

‫إليكم‬ ‫يأوي‬ ‫البلدان )‬ ‫باقي‬ ‫بين‬ ‫وأمانِ‬ ‫سلامِ‬ ‫أصلَ‬ ‫تكونوا‬ ‫‪:‬‬ ‫الأصل‬ ‫نط هي‬ ‫القنال‬ ‫بعدم‬

‫الفتنة‬
‫بما‬ ‫أعلمُ‬ ‫محمدلج!‬ ‫دهانّا اصحابَ‬ ‫‪،‬‬ ‫الخائف‬ ‫فيكم‬ ‫ويأمنُ‬ ‫‪،‬‬ ‫المظلوم‬

‫أَدبرتْ‬ ‫وإذا‬ ‫‪،‬‬ ‫واضحة‬ ‫غيرَ‬ ‫مشتبهةَ‬ ‫كانت‬ ‫اقبلت‬ ‫إذا‬ ‫الفتنةَ‬ ‫إن‬ ‫سمعنا‪،‬‬

‫بئنة‪.‬‬ ‫واضحةَ‬ ‫أصبحت‬

‫والجنوب‬ ‫بها ريحُ الشمال‬ ‫البطن ‪ ،‬تجري‬ ‫باقر" كداء‬ ‫الفتنةَ‬ ‫هذه‬ ‫وإن‬

‫أينَ تهمث ‪ ،‬تذرُ‬ ‫أَحد من‬ ‫أحيانَا‪ ،‬ولا يدري‬ ‫وتسكنُ‬ ‫والضَبا والدبور‪،‬‬

‫‪.‬‬ ‫الحليمَ حيران‬

‫المظلوم‬ ‫الأوتار ‪ ،‬وآووا‬ ‫‪ ،‬واقطَعوا‬ ‫الأسنة‬ ‫‪ ،‬واتصِلوا‬ ‫السيوف‬ ‫أَغْمِدوا‬

‫هذه الفتنة‪.‬‬ ‫هذا الأمر ‪ ،‬وتنجلي‬ ‫يلتئمَ‬ ‫حتى‬ ‫والمضطهد‪،‬‬

‫ديثُكم ودنياكم‪،‬‬ ‫يسلئم لكم‬ ‫‪ ،‬وأَطيعوني‬ ‫ولا تستغشوني‬ ‫استنْصِحوني‬

‫ا(‪)1‬‬ ‫اشتعالِها‬ ‫مَنْ أَوقَدَها أَو زادَ في‬ ‫الفتنة‬ ‫بحَز‬ ‫ويَشقى‬

‫أبو‬ ‫قالَ الأمير‬ ‫ما‬ ‫الحقً‬ ‫إن‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫التميمي‬ ‫عمرو‬ ‫وقامَ القعقاعُ بن‬ ‫القعقاع بن عمرو‬

‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫ينظمُ‬ ‫‪،‬‬ ‫أمير‬ ‫من‬ ‫للناس‬ ‫لا بذ‬ ‫ولكن‬ ‫له سبيلاً‪،‬‬ ‫ان‬ ‫لو‬ ‫‪،‬‬ ‫موسى‬ ‫الحروج مع‬ ‫يرى‬

‫محلي‬
‫أنصفَ‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫علي‬ ‫الاَن هو‬ ‫‪ ،‬وأميرُ المؤمنين‬ ‫‪ ،‬ويعزُ المظلوم‬ ‫الظالم‬ ‫ويردعُ‬

‫إ(‪)2‬‬ ‫إليه وانصُروه‬ ‫فانفِروا‬ ‫‪،‬‬ ‫إلى الإصلاح‬ ‫يدعو‬ ‫مخالِفيه في الدعوة ‪ ،‬وهو‬

‫الكوفة ‪ ،‬وذهبَ‬ ‫مسجد‬ ‫في‬ ‫يخطبُ‬ ‫أبا موسى‬ ‫وتركَ الأشترُ النخعي‬ ‫الأضز النخعي‬

‫بطزدِ الأشترِ لهم‪،‬‬ ‫يخبرونه‬ ‫الإمارة ‪ ،‬وجاءَ غلمانُ أبي موسى‬ ‫قصر‬ ‫الأمارة واحتل‬ ‫بحنل نصر‬

‫يرحل‬ ‫موص‬ ‫وأبو‬


‫اُخرفي من‬ ‫له الأشتر‪:‬‬ ‫قال‬ ‫فعثه ‪،‬‬ ‫وأنكرَ عليه‬ ‫أبو موسى‬ ‫خاطبه‬ ‫ولما‬
‫كاضبأ‬
‫قصرنا‪.‬‬

‫من‬ ‫‪ ،‬وخرجَ‬ ‫فتركَهم أبو موسى‬ ‫الأشتر‪،‬‬ ‫الكوفة مع‬ ‫أهل‬ ‫وثارَ معظمُ‬

‫الكوفة‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪fAl‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪tAr :‬‬ ‫‪i‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪4 Ar. : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪) 2‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪232‬‬
‫نسعة آ!ت‬ ‫ضوخ‬ ‫‪،‬‬ ‫تسعةُ آلاف‬ ‫فخرجَ‬ ‫علي‪،‬‬ ‫مع‬ ‫للخروج‬ ‫الكوفة‬ ‫اهلَ‬ ‫واستتهَضوا‬

‫علي‬ ‫"‬ ‫الكوفة‬ ‫من‬ ‫قار! ‪.‬‬ ‫‪ ،‬الذي كان في (ذي‬ ‫علي‬ ‫إلى معسكرِ‬ ‫وساروا‬

‫الكوفة ‪ :‬القعقاعُ بن عمرو‬ ‫وجوه‬ ‫من‬ ‫الى نصرةِ علي‬ ‫خرجَ‬ ‫ممن‬ ‫وكان‬

‫الطائي‪.‬‬ ‫التميمي ‪ ،‬وعدفيُ بن حاتم‬

‫محاولةِ‬ ‫بماخرِ‬ ‫أرادَ عليئ أن يقومَ‬ ‫قار‪،‬‬ ‫في ذي‬ ‫علي‬ ‫ولما التحقوا بجيشِ‬

‫على‬ ‫حريصاَ‬ ‫كان‬ ‫البصرة ‪ ،‬وقد‬ ‫في‬ ‫والزبيرِ وعائشة‬ ‫طلحةَ‬ ‫مع‬ ‫منه للصلح‬

‫إلى‬ ‫د!اعادةِ مخالفيه‬ ‫الدماء‪،‬‬ ‫القتال أو سفكِ‬ ‫نشوب‬ ‫‪ ،‬وعدمِ‬ ‫الإصلاح‬

‫معهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬والاتفاقِ‬ ‫طاعته‬

‫علي يرسل القعقاع‬ ‫في‬ ‫عنهما‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫التميمي‬ ‫القعقاعَ بن عمرو‬ ‫المجاهدَ‬ ‫على‬ ‫أرسلَ‬

‫للملح‬ ‫عمرو‬ ‫بن‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬فاذ!ما‬ ‫الرجلين‬ ‫‪ :‬القَ هذئنِ‬ ‫وقال‬ ‫والزبير‪،‬‬ ‫طلحة‬ ‫إلى‬ ‫الصلح‬ ‫مهمةِ‬

‫البمرة‬ ‫أهلى‬ ‫"‬ ‫‪ ،‬وعالنم عليهما الاختلافَ وادفرقة‬ ‫والجماعة‬ ‫الألفةِ‬

‫لها ‪ :‬ما‬ ‫عنها ‪ ،‬وقال‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬فبدأَ بعائثمة رضي‬ ‫البصرة‬ ‫القعقاعُ إلى‬ ‫ذهبَ‬

‫؟‬ ‫البصرة‬ ‫يا أُماه إلى‬ ‫أَقدمكِ‬

‫‪.‬‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫الإصلاحِ‬ ‫أجلِ‬ ‫له ‪ :‬يا بني ‪ :‬من‬ ‫قالت‬

‫ويكئمَهما‬ ‫والزبير ليحضرا‪،‬‬ ‫المعقاعُ مثها ان تبعثَ إلى طلحة‬ ‫فطلبَ‬

‫مثها‪.‬‬ ‫مسمعِ‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫في حضرتها‬

‫‪ -‬كما قالت عائشة ‪ -‬محاورة القعقاع‬ ‫فقالا‬ ‫حضورِهما‪،‬‬ ‫سبب‬ ‫سأَلهما عن‬ ‫ولما حضرا‬

‫لطلحة والزبير‬ ‫بين الناس ‪.‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫أجل‬ ‫من‬

‫لنصلِحَنَ‬ ‫عرَفْناه‬ ‫؟فوالله لئن‬ ‫الإصلاح‬ ‫هذا‬ ‫لهما ‪ :‬اَخبِراني ما وجهُ‬ ‫فقال‬

‫أَنكرنا ‪ A‬لانصلح!‬ ‫‪ ،‬ولئن‬ ‫معكم‬

‫تُركوا بدون‬ ‫يُقتلوا‪ ،‬ف!ق‬ ‫بد أن‬ ‫عنه ‪ ،‬ولا‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫قالا له ‪ :‬قتلةُ عثمان‬

‫كان‬ ‫منهم‬ ‫‪ ،‬لىان اقتُصق‬ ‫لأحكامه‬ ‫‪ ،‬وتعطيلاَ‬ ‫تركَا للقرآن‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬كان‬ ‫قصاص‬

‫!‬ ‫احياءَ للقرآن‬ ‫هذا‬

‫وأنتم‬ ‫‪،‬‬ ‫قتالَة عثمان‬ ‫من‬ ‫ستمئةِ‬ ‫البصرة‬ ‫في‬ ‫كان‬ ‫لقد‬ ‫‪:‬‬ ‫القعقاع‬ ‫قال‬

‫‪233‬‬
‫بن زهير السعدي ‪ ،‬فلما هربَ‬ ‫رجلاَ واحدَا‪ ،‬وهو حُرقوص‬ ‫إلا‬ ‫قتلتموهم‬

‫‪ ،‬منعكُم‬ ‫وقتْلَه‬ ‫ولما أردتم أَخذه منهم‬ ‫بني سعد‪،‬‬ ‫بقومه من‬ ‫احتمى‬ ‫منكم‬

‫أمامكم‬ ‫‪ ،‬ووقفوا‬ ‫‪ ،‬واعتزلوكم‬ ‫رجل‬ ‫له ستةُ آلات‬ ‫‪ ،‬وكضبَ‬ ‫ذلك‬ ‫قومُه من‬

‫وقفةَ رجلِ واحد‪.‬‬

‫لما تَقولون وتُنادون به‬ ‫تفتكوه ‪ ،‬كنتم تاركين‬ ‫ولم‬ ‫ف!ق تركتم حرقوصَا‬ ‫حجة القعقاع‬
‫علئأ به‪.‬‬ ‫الاَن ‪ ،‬وتُطالبون‬ ‫ناجبل‬ ‫المقنعة في‬

‫المعاتجة‬
‫وأُديلوا‬ ‫وهزموكم‬ ‫‪ ،‬وغلَبوكم‬ ‫أجلِ حرقوص‬ ‫من‬ ‫هـاق قاتلتمُ بني سعد‬

‫‪،‬‬ ‫ما تكرهون‬ ‫وقؤَيختُموهم ‪ ،‬وأصابكم‬ ‫المحذور‪،‬‬ ‫‪ ،‬فقد وقغتُم في‬ ‫عليكم‬

‫من هذه البلاد‪ ،‬حيث‬ ‫أَغضنتُم ربيعة ومضر‪،‬‬ ‫وأنتم بمطالبتكم بحرقوص‬

‫وخذلانكم ‪ ،‬نصرةَ لبني سعد‪.‬‬ ‫اجتمعوا على حربكم‬

‫في جيشه!‬ ‫عثمان‬ ‫قَتالةِ‬ ‫‪ ،‬ووجودِ‬ ‫مع علي‬ ‫ما حصلَ‬ ‫وهذا‬

‫المقبولة‪.‬‬ ‫القعقاع ‪ ،‬وحجتِه‬ ‫تأثرتْ أم المؤمنين ومَن معها بمنطق‬

‫؟‬ ‫يا قعقاع‬ ‫أنت‬ ‫له ‪ :‬فماذا تقول‬ ‫فقالت‬

‫الاقتصاصِ‬ ‫التأني في‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ولابذ‬ ‫التسكين‬ ‫أفز دواؤه‬ ‫‪ :‬هذا‬ ‫قال ‪( :‬أقول‬ ‫عند‪ .‬التأفي‬ ‫الحل‬

‫أميرِ‬ ‫كلمةُ الأمة على‬ ‫‪ ،‬واجتمعت‬ ‫الخلافات‬ ‫قتلة عثمان ‪ ،‬ف!ذا انتهت‬ ‫من‬ ‫نم‬ ‫والنكبن‬

‫القصاص‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬تفزغَ لقتلةِ عثمان‬ ‫المزمنين‬

‫وتباشيرَ‬ ‫خير‪،‬‬ ‫علامةَ‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫معه ‪،‬‬ ‫واتفقتم‬ ‫بايعتُم عليأ‬ ‫أنتم‬ ‫واق‬

‫وأصررلم‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫أبيتُم‬ ‫أنتم‬ ‫‪ .‬دان‬ ‫بثار عثمان‬ ‫الأخذِ‬ ‫على‬ ‫وقدرةَ‬ ‫‪،‬‬ ‫رحمة‬

‫المكابرة والقتال ‪ ،‬كان هذا علامةَ شر ‪ ،‬وذهابَا لهذا المُفك‪.‬‬ ‫على‬

‫ولا‬ ‫أولاَ‪،‬‬ ‫كنتم‬ ‫كما‬ ‫خيرِ‬ ‫مفاتيحَ‬ ‫وكونوا‬ ‫تُززلَوها‪،‬‬ ‫العافبة‬ ‫فماثِروا‬

‫لاياكم‪.‬‬ ‫الله‬ ‫له ‪ ،‬فيصرَعَنا‬ ‫فسَعؤضوا‬ ‫للبلاء‪،‬‬ ‫تُعَزضونا‬

‫لا يتم ‪ ،‬حتى‬ ‫أن‬ ‫لخائفط‬ ‫إليه ‪ ،‬واني‬ ‫وأدعوكم‬ ‫هذا‬ ‫لأقولُ‬ ‫إني‬ ‫الله‬ ‫وايمُ‬

‫ما‬ ‫‪ ،‬ف!‪3‬‬ ‫بها ما نزل‬ ‫ونزلَ‬ ‫متاعُها‪،‬‬ ‫قل‬ ‫الأمة ‪ ،‬التي‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫حاجتَه‬ ‫اللهُ‬ ‫يأخذَ‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪234‬‬
‫‪ ،‬ولا‬ ‫قتلِ النفرِ الرجل‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫الرجل‬ ‫الرجل‬ ‫كقتل‬ ‫‪ ،‬وليس‬ ‫بها أمرٌ عظيم‬ ‫نزل‬

‫"‬ ‫ا‬ ‫!‬ ‫القبيلةِ القبيلة‬ ‫قتل‬

‫بقنع‬ ‫القعقاع‬ ‫دعوته‬ ‫‪ ،‬ووافقوا على‬ ‫اقتنعوا بكلام القعقاعِ المقنع الصادقِ المخلص‬

‫والزبير‬ ‫‪ .‬ف!نْ قَدِمَ طلحة‬ ‫فارجع‬ ‫المقالة ‪،‬‬ ‫وأصبتَ‬ ‫أحسَنتَ‬ ‫وق الوا له ‪ :‬قد‬ ‫‪،‬‬ ‫الصلح‬ ‫إلى‬

‫وعائئة‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫شاء‬ ‫الأمرُ ان‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬صلحَ‬ ‫مثلِ رأيك‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫علي‬

‫بنجاح‬ ‫علي‬ ‫عليَا ف!ح‬ ‫في مهمته ‪ ،‬وأخبر‬ ‫قار‪ ،،‬وقد نجح‬ ‫(ذي‬ ‫في‬ ‫عاد القعقاعُ إلى علي‬

‫القعقاع وخطبته‬ ‫‪ ،‬ىهه‬ ‫الصلح‬ ‫القوئم على‬ ‫‪ ،‬وأوشكَ‬ ‫عليئ بذلك‬ ‫معه ‪ ،‬نأُعجب‬ ‫بما جرى‬

‫أذي قار"‬ ‫!‬ ‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬ ‫مَن رضيه‬ ‫‪ ،‬ورضيه‬ ‫مَن كرهه‬

‫الجاهليةَ‬ ‫خطبته‬ ‫‪ ،‬وذكرَ في‬ ‫جيشه‬ ‫في‬ ‫عليئ خطيئا‬ ‫وقفَ‬ ‫ذلك‬ ‫وبعد‬

‫الأمة ‪ ،‬بجمعها‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬واِنعامَ الة وفضلَه‬ ‫وسعادتَه‬ ‫‪ ،‬والإسلام‬ ‫وشقاءَها‬

‫أبي بكر وعمر‪.‬‬ ‫على‬

‫الأمة أَقوائم‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وجنى‬ ‫قتل عثمان‬ ‫من‬ ‫‪ :‬ثم حدثَ‬ ‫خطبته‬ ‫ثم قال في‬

‫‪ ،‬وأَرادوا‬ ‫الفضيلة‬ ‫من‬ ‫عليها‬ ‫الله‬ ‫لما أفاء‬ ‫الأمة‬ ‫وحسدوا‬ ‫الدنيا‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫طلبوا‬

‫بالغُ أَمره ‪.‬‬ ‫واللهُ‬ ‫‪،‬‬ ‫أدبارها‬ ‫على‬ ‫الأشياء‬ ‫رَذَ‬

‫يذهب‬ ‫علي‬ ‫والزبير ‪،‬‬ ‫مع طلحة‬ ‫غدَا إلى البصرة ‪ ،‬للأصلاح‬ ‫إني راحل‬ ‫أَلا‬ ‫ثم قال ‪:‬‬

‫للبمرة للملح‬ ‫عثمان ‪ ،‬بأي‬ ‫على‬ ‫أعان‬ ‫مقن‬ ‫أحد‪،‬‬ ‫فازتَحلوا‪ ،‬الا لا يرتحِلَن غدَا معي‬

‫أنفسهم‪.‬‬ ‫وليقنِ السفهاءُ عني‬ ‫شيء‪،‬‬

‫كلمة‬ ‫واوشكت‬ ‫عليئ وطلحةُ والزبير أن يصطلحوا‪،‬‬ ‫وبهذا اوشكَ‬

‫المسلمين في البصرة والكوفة أن تجتمع‪.‬‬

‫ف!ح الم!لمين‬ ‫علي على الصلح ؟ وهل‬ ‫في جيش‬ ‫السبئئون الذين‬ ‫ولكن هل يسكتُ‬

‫وتاَمر‬ ‫بذلك‬ ‫من‬ ‫أن تجتمعَ كلمةُ المسلمين ‪ 3‬وهم يعلمون أنهم هم الخاسرون‬ ‫يَقبلون‬

‫السبئيين‬ ‫عليهم ‪،‬‬ ‫الأمةَ ستجتمعُ‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫حسابهم‬ ‫على‬ ‫سيكون‬ ‫الصلحَ‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫ذلك‬

‫‪.‬‬ ‫‪494 -‬‬ ‫‪394 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪235‬‬
‫أعانَ على‬ ‫أحدٌ منهم ‪ ،‬ممن‬ ‫يتبعَه‬ ‫نهى أق‬ ‫‪ :‬حيثُ‬ ‫قد بدا ذلك‬ ‫وها هو علي‬

‫بهم إذا تفرغ لهم ؟ ‪.‬‬ ‫يفعل‬ ‫قتلِ عثمان ‪ ،‬فكيف‬

‫بينهم‬ ‫السبئيين ليتدارسوا الأمر ‪ ،‬ولم يكن‬ ‫الخوارج‬ ‫قادة هؤلاء‬ ‫اجتمع‬ ‫اجتماع سري‬

‫(‪. )1‬‬ ‫الحمد‬ ‫ودئه‬ ‫واحا‬ ‫لثباطين السبئيينصحابيئ‬


‫بزعامة ابن صبأ‬
‫السوداء‬ ‫ابن‬ ‫سبأ‪-‬‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬عبدُ‬ ‫السبئيين‬ ‫تادة‬ ‫من‬ ‫الحاضرين‬ ‫من‬ ‫وكان‬

‫أوفى‪.‬‬ ‫بن‬ ‫الهيثم ‪ ،‬وشريح‬ ‫بن‬ ‫‪ ،‬وعلباء‬ ‫النخعي‬ ‫‪ -‬والأشترُ‬

‫يطلبُ‬ ‫الله ممن‬ ‫بكتاب‬ ‫أعلمُ‬ ‫والله عليئ ‪ ،‬وهو‬ ‫هذا‬ ‫؟‬ ‫قالوا ‪ :‬ماذا ترون‬

‫‪ ،‬وسيجمعُ‬ ‫عنكم‬ ‫ما سمعتم‬ ‫قال‬ ‫به ‪ ،‬وقد‬ ‫العمل‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬وأَقربُ‬ ‫قتلةَ عثمان‬

‫بهم‪،‬‬ ‫ستفعلون‬ ‫فماذا‬ ‫أنتم ‪،‬‬ ‫يريدونكم‬ ‫ك!هم‬ ‫والقومُ‬ ‫غدًا‪،‬‬ ‫الناسَ‬ ‫عليكم‬

‫منهم‪.‬‬ ‫كثير ‪ ،‬لستم ناجين‬ ‫عددُهم‬ ‫قليل ‪ ،‬وهم‬ ‫وعدكم‬

‫قبل‪،‬‬ ‫من‬ ‫عرقنا امرهما‬ ‫والزبير فقد‬ ‫‪ :‬أما طلحةُ‬ ‫الأشتر النخعي‬ ‫تال‬ ‫نتل‬ ‫الأثتر يرى‬

‫فإن‬ ‫واحد‪،‬‬ ‫فينا جميعَا‬ ‫رأيهم‬ ‫إلا اليوم ‪ ،‬إن‬ ‫نعرفه‬ ‫فينا فلم‬ ‫عليئ‬ ‫رايُ‬ ‫وأقا‬ ‫علي ورد ابن صبا‬

‫على دمائنا!‬ ‫يصطلحون‬ ‫ف!نما‬ ‫مع علي‬ ‫يصطلحوا‬

‫الفتنةُ والفرقةُ‬ ‫فتعودَ‬ ‫‪،‬‬ ‫بعثمان‬ ‫‪ ،‬ونُلحقه‬ ‫ولنقتُفه‬ ‫علي‬ ‫على‬ ‫فلنشت‬ ‫هلئم‬

‫!‬ ‫ا‬ ‫عنا‬ ‫بها المسلمون‬ ‫وينشغل‬ ‫جديد‪،‬‬ ‫من‬

‫قتلِهم‬ ‫من‬ ‫ما قاله الأشتر‬ ‫سبا‪،‬‬ ‫عبدُالله بن‬ ‫اكبر‬ ‫شيطانُهم‬ ‫رفضَ‬

‫علي‬ ‫مع‬ ‫‪ .‬انتم يا قتلةَ عثمان‬ ‫يا أشتر‬ ‫الرأيُ ما رأيتَ‬ ‫له ‪ :‬بضَ‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫لعلي‬

‫طلحةُ‬ ‫منكم‬ ‫قَتلَ‬ ‫أنْ‬ ‫‪ ،‬بعد‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬أو نحو‬ ‫قار ألفان وخمسمئة‬ ‫ذي‬ ‫في‬

‫ستمئة‪.‬‬ ‫والزبير ني البصرة حوالي‬

‫يقتلوننا ‪ ،‬فها‬ ‫ولو أخذنا برأي الأشتر وتتفنا عليَا‪ ،‬ن!ن القومَ هنا سوف‬

‫لقتالكم‬ ‫شوق‬ ‫ك!هم‬ ‫آلاف ‪ ،‬وهم‬ ‫خمسة‬ ‫ومعه‬ ‫بن عمرو‬ ‫القعقاعُ‬ ‫هو‬

‫بهم‪.‬‬ ‫وقتلكم ‪ ،‬ولا طاقةَ لكم‬

‫‪.‬‬ ‫‪923‬‬ ‫‪: 7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪236‬‬
‫برى‬ ‫الهئم‬ ‫ابن‬ ‫بلد‬ ‫إلى‬ ‫واذهَبوا‬ ‫‪،‬‬ ‫عنهم‬ ‫وانصرِفوا‬ ‫‪،‬‬ ‫دَعوهم‬ ‫الهيثم ‪:‬‬ ‫علباءُ بن‬ ‫فقال‬

‫اعتزال الناص ورد‬ ‫ا‬ ‫!‬ ‫تتقَؤُون به‬ ‫من‬ ‫يأتيكم‬ ‫به ‪ ،‬حتى‬ ‫البلدان ‪ ،‬وتحضنوا‬ ‫من‬ ‫منغ‬
‫ابن سبأ‬

‫وذَ القومُ‬ ‫‪ ،‬لقد‬ ‫ورأيت‬ ‫ماقلتَ‬ ‫‪ :‬بش!‬ ‫وقال‬ ‫ابن سبأ‪،‬‬ ‫شيطانهم‬ ‫فرذَ عليه‬

‫عليكم‬ ‫الأبرياء ‪ ،‬ليهجُموا‬ ‫الناسِ‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬بعيدين‬ ‫وحدَكم‬ ‫منفصلين‬ ‫أنْ تكونوا‬

‫القضاءُ عليكم‪.‬‬ ‫الناس لسهلَ عليهم‬ ‫ويقتلوكم ‪ ،‬ولو انفصَفتُم عن‬

‫عليه‪.‬‬ ‫اجمعوا‬ ‫‪ ،‬الذي‬ ‫رأيَه الخبيث‬ ‫ابنُ سبأ‬ ‫شيطانُهم‬ ‫قذَمَ‬ ‫واخيرَا‬

‫فيهم‪،‬‬ ‫والذوبانِ‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫مخالطةِ‬ ‫في‬ ‫عزكم‬ ‫إ‪3‬‬ ‫يا قوم‬ ‫‪:‬‬ ‫لهم‬ ‫قال‬

‫لتفتنوهم‪.‬‬ ‫وتحفلوهم‬ ‫ودارُوهم‬ ‫فصانِعوهم‬

‫يثير‬ ‫ابن سبا‬ ‫‪ ،‬ويوجدُ‬ ‫الصلح‬ ‫على‬ ‫يقضي‬ ‫ابنُ سبأ بامره اللعين ‪ ،‬الذي‬ ‫ثم أمرهم‬

‫الحئن!زإلممالخنلفامع‬ ‫وتقابَل‬ ‫والزبير‪،‬‬ ‫طلحة‬ ‫مع‬ ‫علي‬ ‫انتقى‬ ‫اذا‬ ‫‪:‬‬ ‫لهم‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫والفرقة‬ ‫النزاع‬

‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫بينهما‪َ،‬‬ ‫واَتشِبوا القتال‬ ‫‪،‬‬ ‫الجيشين‬ ‫في‬ ‫أنتم‬ ‫فاندشوا‬ ‫ليصطلحا‪،‬‬ ‫الجيشان‬

‫او‬ ‫للنظر أو التفكير‬ ‫‪ ،‬ولا تَدَعوهم يتفرغون‬ ‫الصلح‬ ‫محاولات‬ ‫على‬ ‫واقضوا‬

‫جيشهِ‬ ‫أو الاتفاق ‪ ،‬ومَن أنتم في‬ ‫الاجتماع‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ولا تمكنوهم‬ ‫الإصلاح‬

‫الله‬ ‫إليكم ‪ ،‬ويشغلُ‬ ‫‪ ،‬لحاجته‬ ‫عنكم‬ ‫الى السكوت‬ ‫‪ -‬فسيضطر‬ ‫علي‬ ‫‪ -‬وهو‬

‫!‬ ‫!‬ ‫ما يكرهون‬ ‫‪ ،‬ويأتيهم‬ ‫والزبير عنكم‬ ‫طلحةَ‬

‫ائفاق الشئيين‬ ‫العزم‬ ‫وعَقَدوا‬ ‫ابن سبأ‪،‬‬ ‫شيطانهم‬ ‫رأي‬ ‫السبئتون على‬ ‫فاتفق الخوارج‬

‫محلى انساد الصلح‬ ‫‪.‬‬ ‫الجيث!ان‬ ‫يلتقي‬ ‫تنفيذه ‪ ،‬عندما‬ ‫على‬

‫ولا بما اجتمعوا‬ ‫وتفرتوا بين الناس ‪ ،‬ولا يشعرُ بهم أحد‪،‬‬ ‫ثم عادوا‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫عليه‬ ‫واتفقوا‬ ‫له ‪،‬‬

‫له طلحة‬ ‫البصرة ‪ ،‬وعسكرَ‬ ‫جيثمه الى مشارت‬ ‫بطليعة من‬ ‫علي‬ ‫وصل‬

‫من‬ ‫المدد‬ ‫باقي‬ ‫ينتظرُ وصولَ‬ ‫علي‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الجيشان‬ ‫وتقابل‬ ‫والزبير‪،‬‬

‫والمبائل‪.‬‬ ‫المثاطى‬

‫لابن كثير ‪923 : .V‬‬ ‫والهاية‬ ‫والبداية‬ ‫‪.‬‬ ‫‪494 -‬‬ ‫‪394 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪237‬‬
‫أنْ‬ ‫له ‪ :‬أرى‬ ‫الزبير وقال‬ ‫‪ -‬إلى‬ ‫البصرة‬ ‫قادة جش‬ ‫أتى أبو الجرباء ‪ -I‬حدُ‬ ‫قاله الزبير عن‬ ‫ما‬

‫‪ ،‬ليفاجئوه ‪ ،‬قبل ان يجتمعَ عليه اصحابُه‪.‬‬ ‫إلى علي‬ ‫ألفَ فارس‬ ‫الاَنَ‬ ‫تبعثَ‬ ‫علي‬ ‫جش‬

‫‪،‬‬ ‫الرأي‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫ونعرفُ‬ ‫‪،‬‬ ‫الحرب‬ ‫أُمورَ‬ ‫‪ :‬إننا نعرف‬ ‫الزبير‬ ‫له‬ ‫فقال‬

‫‪،‬‬ ‫أنرٌ قد حدث‬ ‫هذا الخلافَ‬ ‫‪ ،‬وأهلُ دعوتنا ‪ ،‬لكن‬ ‫إخوانُنا‬ ‫هم‬ ‫هؤلاء‬ ‫لكن‬

‫يقطعُ العذر يومَ القيامة‪.‬‬ ‫فيه نص!‬ ‫وليس‬

‫أق يتئمَ‬ ‫وأنا أرجو‬ ‫أمر‪،‬‬ ‫على‬ ‫علي‬ ‫وافِدِ‬ ‫القعقاع‬ ‫ثم إننا قد اتفقنا مع‬

‫‪.‬‬ ‫واصبروا‬ ‫الله‬ ‫معه ‪ ،‬فاتقوا‬ ‫الصلح‬

‫تائلاَ‪ :‬إنهم‬ ‫عليه‬ ‫فرذ‬ ‫‪،‬‬ ‫بالهجوم‬ ‫علي‬ ‫الزبير بمفاجأةِ‬ ‫اَخرُ على‬ ‫وأشارَ‬
‫اعنراف الزببر‬

‫أصحابُ‬ ‫أخذَ‬ ‫ما‬ ‫والله‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫بيننا وبينهم‬ ‫ملتب!ن‬ ‫أمرٌ‬ ‫وهذا‬ ‫إخوانُنا‪،‬‬ ‫بالحَيرة وعدم‬

‫الرؤبا‬ ‫وضح‬
‫مواقعُ‬ ‫أين‬ ‫يعلمون‬ ‫إلا وهم‬ ‫الله نبيَا‪ -‬طريقَا‪،‬‬ ‫بعثهُ‬ ‫‪-‬منذ‬ ‫محمديك!‬

‫لا يدرون‬ ‫‪ ،‬ووالله إنهم‬ ‫وقُتِل عثمان‬ ‫الحدث‬ ‫هذا‬ ‫جاء‬ ‫أقدامهم ‪ ،‬حتى‬

‫‪.‬‬ ‫أم مدبرون‬ ‫امقبلون هم‬

‫الغدُ قبحَ‬ ‫‪ ،‬فإذا كان‬ ‫إخواننا‬ ‫عند‬ ‫اليوم ‪ ،‬ويقبحُ‬ ‫عندنا‬ ‫يحسنُ‬ ‫هـان الشيء‬

‫‪ ،‬فلا يرونَها‬ ‫بالحجة‬ ‫‪ ،‬واننا نحتبئُ عليهم‬ ‫عندهم‬ ‫وحَسُن‬ ‫عندنا‬ ‫نفسه‬ ‫ءُ‬ ‫الشي‬

‫بها علينا‪.‬‬ ‫الغدُ احتخوا‬ ‫‪ ،‬ف!ذا كان‬ ‫حجة‬

‫اضطُررنا‬ ‫اليه ‪ ،‬وإنْ رفضوه‬ ‫أجابونا‬ ‫‪ ،‬إق‬ ‫إخواننا‬ ‫مع‬ ‫الصلحَ‬ ‫لاننا نرجو‬

‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫الكيئ(‬ ‫الدواء‬ ‫آخرَ‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫لقتالهم‬

‫عنه ‪ ،‬تعرفُ‬ ‫الله‬ ‫العوام رضي‬ ‫الزبير بن‬ ‫من‬ ‫بهذا الاعترافِ الجريء‬ ‫حائرون‬ ‫الصحابة‬

‫فهمِها‬ ‫في‬ ‫اختلفوا‬ ‫والتي‬ ‫‪،‬‬ ‫وقعت‬ ‫الفتنة التي‬ ‫إزاء‬ ‫‪،‬‬ ‫الصحابة‬ ‫حيرة‬ ‫مقدارَ‬ ‫التعامل مع‬ ‫في‬

‫الفننة‬
‫وسفكِ‬ ‫اختلافُهم إلى اقتتالِهم وحربهم‬ ‫وأذى‬ ‫والتعاملِ معها‪،‬‬ ‫وتوجيهها‬

‫تحاربوا‬ ‫بل‬ ‫مُضطرون‪،‬‬ ‫مُكرهون‬ ‫فتحارَبوا وهم‬ ‫فيما بينهم ‪،‬‬ ‫دمائهم‬

‫الكلامُ‬ ‫هذا‬ ‫وقلقَهم‬ ‫حيرتَهم‬ ‫ويسجلُ‬ ‫‪،‬‬ ‫حائرون‬ ‫تائهون‬ ‫وتقاتلوا وهم‬

‫‪.‬‬ ‫‪94 o‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبركط‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪238‬‬
‫‪-‬لمجرِو‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫باقي أصحاب‬ ‫عنه ‪ ،‬وعن‬ ‫الله‬ ‫للزبير رضي‬ ‫الكاشفُ‬

‫علي ‪ ،‬ف!ن‬ ‫طلحةَ والزبير‪ ،‬أما في جانبِ جيش‬ ‫جشِ‬ ‫هذا في جانب‬

‫الصورةَ لم تتغير‪.‬‬

‫خطته‬ ‫علي بوضخ‬ ‫علئا عن‬ ‫المِتقَري ‪ -‬فسأل‬ ‫بنَان‬ ‫بنُ‬ ‫الآغوَرُ‬ ‫‪-‬وهو‬ ‫جاءَ أحدُ جنودِ علي‬

‫مع‬ ‫في اتعامل‬ ‫‪.‬‬ ‫البصرة ‪ ،‬وخطتِه في التعامل معهم‬ ‫جيش‬ ‫إقدامِه على‬
‫البمرة‬ ‫جش‬
‫نار الفتنة‪،‬‬ ‫د!اطفاص‬ ‫‪،‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫أساسِ‬ ‫على‬ ‫‪ :‬نقدمُ عليهم‬ ‫له علي‬ ‫قال‬

‫‪.‬‬ ‫الحرب‬ ‫عنها‬ ‫‪ ،‬ويضعُ‬ ‫بنا‬ ‫الأمة‬ ‫شملَ‬ ‫يجمعُ‬ ‫الله‬ ‫لعل‬

‫ا عور‬ ‫علياروبين‬ ‫؟‬ ‫ا!ع‬ ‫إلى‬ ‫لم يجيبونا‬ ‫‪ :‬ف!ن‬ ‫له الأعور‬ ‫قال‬

‫المنقري‬ ‫‪.‬‬ ‫بقتال‬ ‫نبدؤُهم‬ ‫! ولا‬ ‫تركونا‬ ‫ما‬ ‫‪ :‬نتركُهم‬ ‫له علي‬ ‫قال‬

‫؟ وقاتَلونا؟‬ ‫لم يتركونا‬ ‫‪ :‬ف!ن‬ ‫الأعور‬ ‫تال‬

‫أنفسنا‪.‬‬ ‫‪ :‬دفَعْناهم عن‬ ‫علي‬ ‫قال‬

‫لنا؟‬ ‫كما يحق‬ ‫أنفسهم‬ ‫يدفعونا عن‬ ‫انْ‬ ‫لهم‬ ‫يحق‬ ‫قال الأعور ‪ :‬وهل‬

‫‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫علي‬ ‫قال‬

‫بين‬ ‫آخر‬ ‫وحوار‬ ‫فيما‬ ‫القوم حجةَ‬ ‫أَترى لهؤلاء‬ ‫عليأ‪:‬‬ ‫الذَألاني فسأل‬ ‫وقام أبو سلامة‬

‫علي وبين أللىا!ني‬ ‫الله ؟‬ ‫وجهَ‬ ‫بذلك‬ ‫‪ ،‬إنْ أرادوا‬ ‫دم عثمان‬ ‫من‬ ‫طلبوا‬

‫‪ :‬نعمأ‬ ‫علي‬ ‫قال‬

‫؟‬ ‫عثمان‬ ‫قتلةِ‬ ‫في تاخيرِك معاقبةَ‬ ‫حجةَ‬ ‫لك‬ ‫‪ :‬فهل ترى‬ ‫قال الدالاني‬

‫‪ :‬نعم!‬ ‫علي‬ ‫قال‬

‫منا‬ ‫وقتلوا‬ ‫وتقاتَفنا‪،‬‬ ‫غذا‪،‬‬ ‫ابتُلينا بهم‬ ‫إن‬ ‫‪،‬‬ ‫حالُنا وحالُهم‬ ‫فما‬ ‫قال ‪:‬‬

‫وتتلنا منهم؟‬

‫قلبَه دله‪،‬‬ ‫نقى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫منا أو منهم‬ ‫لا يُقتلَ أحذ‬ ‫أن‬ ‫لأرجو‬ ‫‪ :‬إني‬ ‫علي‬ ‫قال‬

‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫الجنة‬ ‫الله‬ ‫أدخله‬ ‫إلا‬

‫أنفسكم‪،‬‬ ‫‪ :‬املكوا‬ ‫‪ :‬أيها القوم‬ ‫فقال‬ ‫جيشه‬ ‫في‬ ‫خطيبَا‬ ‫علي‬ ‫وقف‬ ‫ثم‬

‫‪YrR‬‬
‫على‬ ‫‪ ،‬واصبروا‬ ‫‪ ،‬ظ نهم إخوانكم‬ ‫وألسنتكم‬ ‫هؤلاء الناس أيديكم‬ ‫وكفوا عن‬

‫يومَ‬ ‫المخصومَ‬ ‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫عند‬ ‫غذا‬ ‫يسبقِونا‬ ‫أق‬ ‫هـاياكم‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫يأتيكم‬ ‫ما‬

‫عليه الحجة (‪.)1‬‬ ‫اليوم الذي قامت‬ ‫القيامة هو المخصومُ‬

‫المسلميْن‪،‬‬ ‫تسودُ بين الجيشيق‬ ‫الإسلامية التي كانت‬ ‫الأخلاق‬ ‫هذه هي‬ ‫نظرة منصفة‬
‫وادبُ‬ ‫‪،‬‬ ‫الخصومة‬ ‫شرفُ‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫المتقاتلين‬ ‫المتنازعين‬ ‫المختلفيق‬ ‫موضوعية من كل‬

‫فريق للاَخر‬
‫فريقِ للفريق الاَخر‪.‬‬ ‫نظرةُ كل‬ ‫هي‬ ‫‪ ،‬وهذه‬ ‫الخلاف‬

‫والزبير ومَن‬ ‫نظرته إلى طلحة‬ ‫أساسَ‬ ‫يقذمُ علي‬ ‫وبهذه الجملِ الكاشفة‬

‫على‬ ‫قُتلوا‬ ‫الجنة إن‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬وأنهم‬ ‫الله‬ ‫عند‬ ‫وعذز‬ ‫لهم حجةٌ‬ ‫وأنهم‬ ‫معهما‪،‬‬

‫!‬ ‫إ‬ ‫يديه‬

‫والزبير حوالي‬ ‫مع طلحة‬ ‫ألفَا‪ ،‬بينما كان‬ ‫عشرين‬ ‫حوالي‬ ‫مع علي‬ ‫وكان‬

‫الفَا‪.‬‬ ‫ثلاثين‬

‫سنة ست‬ ‫الثانية‬ ‫جمادى‬ ‫شهر‬ ‫المواجهةُ بين الفريقين في‬ ‫وكانت‬ ‫بين‬ ‫المواجهة‬

‫الفربفبن‬
‫علي(‪.)2‬‬ ‫خلافة‬ ‫من‬ ‫وثلاثين ‪ ،‬بعد ستة أشهر‬

‫والزبير‪،‬‬ ‫إلى طلحة‬ ‫بعثَ علي‬ ‫ولما توافق الفريقان ‪ ،‬والتقى الجمعان‬ ‫محلي لجيش‬ ‫موفدا‬

‫البصرة‬
‫‪ ،‬وقالا لهم ‪ :‬إن كنتم مازلتمُ‬ ‫بن حبيب‬ ‫ومالك‬ ‫بن سلامة‬ ‫حكيم‬ ‫كلاَ من‬

‫أيديكم‬ ‫‪ ،‬فكقوا‬ ‫قَبول الصلح‬ ‫من‬ ‫ما فارقتُم عليه القعقاعَ بن عمرو‬ ‫على‬

‫هذه المشكلة‪.‬‬ ‫هـاياكم في حل‬ ‫ننظرَ نحن‬ ‫عنا ‪ ،‬ودَعونا ننزل ‪ ،‬حتى‬

‫حريصون‬ ‫القعقاع ‪ ،‬ونحن‬ ‫ما اتفقنا عليه مع‬ ‫مازننا على‬ ‫فقالوا ‪ :‬نحن‬

‫بين الناس ‪.‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫على‬

‫التميمي في عشرة آلاف من بني تميم ‪ ،‬قد رأى‬ ‫وكان الأحنفُ بن قيس‬ ‫قي!‬ ‫بن‬ ‫الأحنف‬

‫علي‪.‬‬ ‫قتال‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫الزبير‬ ‫و‬ ‫طلحة‬ ‫اعتزالَ القتال ‪ ،‬لاقتال‬ ‫في‬ ‫الفربفبن‬ ‫بعنزل‬

‫محثرة اَلاف‬
‫خذلاني‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫بقوله‬ ‫‪ ،‬عئرَ عنها‬ ‫شديدة‬ ‫بمعاناةِ نفسية‬ ‫يمر‬ ‫الأحنفُ‬ ‫وكان‬

‫‪.‬‬ ‫‪94‬‬ ‫الطبركط ‪ 594 : 4‬ط‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪024‬‬ ‫‪:7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪024‬‬
‫!كً!حِ الزبير‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسولِ‬ ‫وحوارفيُ‬ ‫‪،‬‬ ‫عائشة‬ ‫اتمُ المؤمنين‬ ‫ومعهم‬ ‫هؤلاء‪،‬‬

‫‪ ،‬لشديدٌ‬ ‫ع!ح‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫ابنُ عم‬ ‫بايغتُه ‪ ،‬وهو‬ ‫رجلاَ‬ ‫قتالي‬ ‫أن‬ ‫كما‬ ‫لشديد‪،‬‬

‫أيضَا‪.‬‬

‫يختارَ‬ ‫بأن‬ ‫الأحنفُ‬ ‫رذَ عليه‬ ‫‪،‬‬ ‫بجيشهم‬ ‫إليه الزبير ليلتحق‬ ‫أرسلَ‬ ‫ولما‬

‫‪:‬‬ ‫ثلاث‬ ‫خصال‬ ‫إِحدى‬

‫مع‬ ‫هناك‬ ‫‪ ،‬وأجاهدَ‬ ‫العجم‬ ‫فألحقَ بأرض‬ ‫الجسر‪،‬‬ ‫لي‬ ‫إتا أق تفتحوا‬

‫أ ‪.‬‬ ‫اللهُمن أمره ماقضى‬ ‫يقضيَ‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫قومي‬

‫من‬ ‫الله‬ ‫يقضيَ‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الحرم‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬فأُجاورَ هناك‬ ‫مكة‬ ‫إلى‬ ‫انْ أذهبَ‬ ‫لافا‬

‫أمره ما قضى‪.‬‬

‫ما يجري‬ ‫‪ ،‬أراقبُ‬ ‫قريبَا منكم‬ ‫وأكونَ‬ ‫عليَا‪،‬‬ ‫وأعتزلَ‬ ‫أعتزلكم‬ ‫هـافا أن‬

‫من أمره ماقضىأ‬ ‫الله‬ ‫يقضيَ‬ ‫بينكما‪ ،‬حتى‬

‫فيما‬ ‫التي نشبت‬ ‫المعركة‬ ‫في‬ ‫يشترك‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الجيشين‬ ‫الأحنف‬ ‫فاعتزل‬

‫فيما بعد(‪.)1‬‬ ‫التحقَ مع علي‬ ‫بخصومه‬ ‫فلما ظفرَ علي‬ ‫بعد‪،‬‬

‫بن الحصبن‬ ‫محمران‬ ‫فأرسل‬ ‫اعتزالَ الجيشيْن ‪،‬‬ ‫الحصين‬ ‫بن‬ ‫عمران‬ ‫رأيُ الصحابي‬ ‫وكان‬

‫بنادي باعتزال‬ ‫صطحبَ‬ ‫الحصين‬ ‫بن‬ ‫نُجَند عمرانَ‬ ‫أَبا‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫‪ ،‬ويقول‬ ‫ينادي‬ ‫رسولَه‬

‫الفتنة‬ ‫ويقول‬ ‫الاقتتال ‪.‬‬ ‫عدمِ‬ ‫إلى‬ ‫ويَدعوكم‬ ‫‪،‬‬ ‫السلام‬ ‫يُقرئكم‬ ‫‪،‬‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫‪ ،‬أجزُ اصوافها‪،‬‬ ‫ومعز‬ ‫غنمِ ضأنِ‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫جبل‬ ‫رأس‬ ‫في‬ ‫‪ :‬والله لأنْ أكونَ‬ ‫لكم‬

‫هذيْن الجيشنيئ‪،‬‬ ‫الى أحد‬ ‫أرميَ بسهمي‬ ‫أَن‬ ‫إليئ من‬ ‫ألبانها‪ ،‬أحمث‬ ‫وأشربُ‬

‫((‪.)2‬‬ ‫به أحدَ المسلمين‬ ‫فأصُيبَ‬

‫سور‬ ‫بن‬ ‫كعب‬ ‫اعتزالي القتال ‪.‬‬ ‫البصرة يرى‬ ‫قاضي‬ ‫بن سور‬ ‫كعبُ‬ ‫وكان‬

‫ار!تنةعتزال‬ ‫تشهد‬ ‫‪ ،‬و!‬ ‫أَطِعْني‬ ‫والزبير ‪:-‬‬ ‫مع طلحة‬ ‫فقال لزعيم قومه اي!زد ‪ -‬وكان‬

‫‪.‬‬ ‫‪894 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاربخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪553‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تارلخ‬ ‫(‪)2‬‬

‫ا ‪yf‬‬
‫‪ ،‬ودغ‬ ‫الصلح‬ ‫لا يتحققَ‬ ‫أن‬ ‫أخاتُ‬ ‫‪ ،‬وإني‬ ‫بقومك‬ ‫المعركةَ‬ ‫القتال ‪ ،‬واعتزل‬

‫اقتتلا‪،‬‬ ‫وان‬ ‫ما نريدُه ‪،‬‬ ‫فهذا‬ ‫اصطلحا‬ ‫ف!ن‬ ‫أَخَوان ‪،‬‬ ‫وهما‬ ‫‪،‬‬ ‫الفريقين‬ ‫عنك‬

‫كدَا‪.‬‬ ‫عليهم‬ ‫كنا حكامَا‬

‫له‪.‬‬ ‫ان يستجيبَ‬ ‫فرفضَ‬

‫نزلَ‬ ‫الثانية‬ ‫جمادى‬ ‫شهر‬ ‫من‬ ‫عشر‬ ‫‪ ،‬الخامسِ‬ ‫يوم الخميس‬ ‫وفي‬

‫ترية‬ ‫الزابوتَة! بجانبِ‬ ‫في(‬ ‫زياد‪،‬‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبيد‬ ‫قصر‬ ‫موقع‬ ‫عند‬ ‫الجيشان‬

‫في الصلح‪.‬‬ ‫الأرزاق ‪ ،‬وكانوا لا يشكون‬

‫‪ ،‬مُضَرَ‬ ‫ويتزاورون‬ ‫ويجتمعون‬ ‫يلتقون‬ ‫الجيشين‬ ‫القبائلُ من‬ ‫وصارت‬ ‫زيارات متبادلة‬

‫في‬ ‫لا يشكّون‬ ‫وهم‬ ‫‪،‬‬ ‫اليمن‬ ‫الى‬ ‫واليمنُ‬ ‫ربيعة ‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫وربيعةُ‬ ‫مضر‪،‬‬ ‫الى‬ ‫ين الجيثبن‬

‫إلا بالصلح‪.‬‬ ‫‪ ،‬ولا يتكفمون‬ ‫الصلح‬

‫والزبير‪ ،‬فكلمهم‬ ‫الى طلحة‬ ‫بن عباس‬ ‫الله‬ ‫عبدَ‬ ‫طرنه‬ ‫عليئ من‬ ‫وبعثَ‬

‫‪ -‬المعروفَ‬ ‫الله‬ ‫بن عبيد‬ ‫بن طلحة‬ ‫محمدَ‬ ‫طرفهم‬ ‫‪ ،‬وبعَثوا من‬ ‫وصارحهم‬

‫‪ .‬والقومُ‬ ‫وصارحه‬ ‫‪ ،‬فكفمه‬ ‫السّجاد لعبادته وتقواه ‪ -‬الى علي‬ ‫محمد‬ ‫باسم‬

‫وانسجام واطمئنان ‪.‬‬ ‫وسرور‬ ‫في رضى‬

‫معسكرهما‪،‬‬ ‫طلحةُ والزبير من‬ ‫معسكره ‪ ،‬وخرج‬ ‫عليئ من‬ ‫وخرج‬ ‫مع‬ ‫النقاء علي‬

‫فيه‪،‬‬ ‫اختلفوا‬ ‫فيما‬ ‫وتكلموا‬ ‫‪،‬‬ ‫طويلأ‬ ‫ثلاثتُهم‬ ‫واجتمعوا‬ ‫والتقوا ‪،‬‬ ‫وتوافقوا‬ ‫والزبير‬ ‫طلحة‬

‫‪ ،‬ووضعِ‬ ‫الصلح‬ ‫من‬ ‫أفضلَ‬ ‫أمرَا هو‬ ‫فيما بينهم ‪ ،‬فلم يجدوا‬ ‫وتصارحوا‬

‫إجراءِ‬ ‫على‬ ‫واتفقوا‬ ‫بينهم ‪،‬‬ ‫الخلافات‬ ‫وأَزالوا‬ ‫القتال ‪،‬‬ ‫وعدمِ‬ ‫‪،‬‬ ‫الحرب‬

‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬هـانهاءِ الخلاف‬ ‫الجيشين‬ ‫‪ ،‬وانسحابِ‬ ‫الصلح‬

‫في المساء على هذه النية‪.‬‬ ‫وعاد كل إلى معسكره‬

‫يخبرُهم بما اتفقوا عليه من الصلح‪،‬‬ ‫وأرسلَ علئ إلى رؤساء جيشه‬

‫بما اتفقوا عليه من‬ ‫يخبرانهم‬ ‫جيشهما‪،‬‬ ‫والزبير إلى رؤساء‬ ‫طلحةُ‬ ‫وارسل‬

‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬ ‫الصلح‬

‫‪.‬‬ ‫‪605 -‬‬ ‫‪505‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪242‬‬
‫المسلمبن‬ ‫ن!ح‬ ‫‪ ،‬لم‬ ‫ليلة‬ ‫يخر‬ ‫‪ ،‬وباتوا في‬ ‫الصلح‬ ‫على‬ ‫الجيشيق‬ ‫في‬ ‫وباتَ المسلمون‬

‫وكبظ‬ ‫بالصلح‬ ‫ولإزالةِ‬ ‫‪،‬‬ ‫والاطمئنان‬ ‫العافيةِ والاتفاق‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫لِما هم‬ ‫بمثلِها‪،‬‬ ‫يبيتوا‬

‫البئيين‬ ‫بينهم ‪.‬‬ ‫والفنتة والقتال‬ ‫الخلاف‬

‫علي‪-‬‬ ‫الفين في جيش‬ ‫السبئيين ‪ -‬وكانوا حوالي‬ ‫أما شياطينُ الخوارج‬

‫بين الجيشيْن‪،‬‬ ‫الصلحِ‬ ‫لقرب‬ ‫غيأ‬ ‫ليلة باتوها قط ‪ ،‬وكلهم‬ ‫فقد باتوا بشر‬

‫المسلمين‪.‬‬ ‫على‬ ‫الهلاك ‪ ،‬حِقدَا وحسدَا‬ ‫وقد أشرفوا على‬

‫في‬ ‫السبئينن‬ ‫خطة‬ ‫‪،‬‬ ‫النخعي‬ ‫والأشتر‬ ‫سبأ‪،‬‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبدِ‬ ‫أمثال‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫الْتقى تادتهم‬

‫" محلى‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0 0‬‬ ‫ليلَتَهم كفَها‬ ‫يتشاورون‬ ‫وجعلوا‬ ‫‪،‬‬ ‫اوفى‬ ‫بن‬ ‫وشريح‬

‫فرصة‬ ‫‪ ،‬والقضاءِ على‬ ‫بين الجيشين‬ ‫الصلح‬ ‫اِفسادِ خطة‬ ‫واتفقوا على‬

‫نشوب‬ ‫‪ ،‬بل والعملِ على‬ ‫بين المسلمين‬ ‫الاتفاق ‪ ،‬وابقاءِ الفتنة والخلاف‬

‫بينهم‪.‬‬ ‫الرس‬ ‫القتالِ‬

‫بين‬ ‫هؤلاء‬ ‫في‬ ‫أفراد‬ ‫بأَق يتدَسق‬ ‫فهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الشيطاني‬ ‫الكيد‬ ‫اما تنفيذُ هذا‬

‫بهم‬ ‫أَن يدري‬ ‫دون‬ ‫الليل ‪،‬‬ ‫في‬ ‫وذلك‬ ‫القبائل ‪،‬‬ ‫بين‬ ‫ويتفزقوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الجيشيق‬

‫أحد‪.‬‬

‫السبئيون بنفقون‬ ‫منهم‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬يرمي‬ ‫الثمس‬ ‫النور وطلوع‬ ‫وقبلَ ظهورِ‬ ‫الفجر‪،‬‬ ‫وعند‬

‫على الإيقاع‬ ‫‪،‬‬ ‫بالسيوف‬ ‫عليهم‬ ‫ويهجمون‬ ‫نجيهم السلاح ‪،‬‬ ‫ويضعون‬ ‫الجيثىَ الآخر‪،‬‬

‫بالجثبن‬ ‫‪،‬‬ ‫الصلح‬ ‫‪ ،‬ورفض‬ ‫الاتفاق‬ ‫نقض‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ‫خصمَه‬ ‫فريق ‪ ،‬أ‪3‬‬ ‫كل‬ ‫فيظن‬

‫!‬ ‫ا‬ ‫القتال‬ ‫وأَنشبَ‬

‫بين‬ ‫الصلح‬ ‫جهود‬ ‫على‬ ‫قضتْ‬ ‫سبئية ‪،‬‬ ‫كيدية‬ ‫شيطانية‬ ‫إنها خطة‬

‫بينهم‪.‬‬ ‫والخلافَ‬ ‫الفرفةَ‬ ‫‪ ،‬وعمقت‬ ‫المسلمين‬

‫في‬ ‫وبنجحون‬ ‫‪ ،‬انسثوا‬ ‫الجيشين‬ ‫تسللَ السبئئون مع الغَلَس إلى مواقع‬ ‫الفجر‪،‬‬ ‫وعند‬

‫انثاب الفتال‬ ‫ئفَرِيهم‬ ‫اق يشعرَ بهم أحط ‪ ،‬وخرجَ‬ ‫الظلام ‪ ،‬دون‬ ‫جنح‬ ‫إليها انسلالاَ تحت‬

‫إلى قومه من‬ ‫ويمَانِتهُم‬ ‫‪،‬‬ ‫رَبيعة‬ ‫الى قومه من‬ ‫ورَبَعِئهُم‬ ‫مُضرَ‪،‬‬ ‫إلى قومه من‬

‫‪.‬‬ ‫بالسيوف‬ ‫عليهم‬ ‫فيهم السلاح ‪ ،‬وهجموا‬ ‫اليمن ‪ ،‬ووضعوا‬ ‫أهل‬

‫‪243‬‬
‫العهد‪ ،‬وبدأَ‬ ‫هو الذي نقض‬ ‫أثه‬ ‫كل فريق إلى الفريق الاَخر‪ ،‬على‬ ‫وثارَ‬

‫القتال ‪.‬‬

‫؟‬ ‫‪ ،‬فقالا ‪ :‬ما هذا‬ ‫الفجر‬ ‫بالقتال عند‬ ‫والزبير‬ ‫طلحةُ‬ ‫فوجىءَ‬

‫الفجر!‬ ‫عند‬ ‫علي‬ ‫هاجمَنَا جيشُ‬ ‫القوم ‪ :‬لقد‬ ‫تال‬

‫الدماء‪،‬‬ ‫يسفكَ‬ ‫حتى‬ ‫يتوقفَ‬ ‫عليَا لن‬ ‫والزبير ‪ ،‬وقالا ‪ :‬إن‬ ‫طلحةُ‬ ‫فغضبَ‬

‫!‬ ‫!‬ ‫‪ ،‬لمانه لا يريدُ الصلح‬ ‫الحرمة‬ ‫وششحل‬

‫عن‬ ‫اذا سال‬ ‫منه ‪ ،‬حتى‬ ‫قريبَا‬ ‫السبئيون رجلأ‬ ‫‪ ،‬فقد وضعَ‬ ‫أما عند علي‬ ‫يكذبون‬ ‫البئيون‬

‫عنه‬ ‫وأَخفى‬ ‫‪،‬‬ ‫يريدون‬ ‫بما‬ ‫وأخبره‬ ‫السبئي ‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫كذبَ‬ ‫‪،‬‬ ‫يجري‬ ‫ما‬ ‫على علي‬

‫الكوفة ‪ ،‬ومن‬ ‫‪ ،‬زعيمُ سبئعص‬ ‫الأشتر النخعي‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ ‫ولعل‬ ‫!!‪،‬‬ ‫الحقيقة‬

‫علي‪.‬‬ ‫جيش‬ ‫كبار قادة‬

‫‪3‬‬ ‫‪ :‬ما هذا‬ ‫القتال ‪ .‬فقال‬ ‫بنشوب‬ ‫علي‬ ‫فوجىءَ‬

‫الفجر!‬ ‫والزبير عند‬ ‫طلحةَ‬ ‫هاجَمَنا جيشُ‬ ‫قائلاَ‪ :‬لقد‬ ‫أجابَه السبئي‬

‫بهم ‪ ،‬لكننا ردَذناهم‪.‬‬ ‫وفوجئنا‬

‫الدماء‪ ،‬وششحلآ‬ ‫يسفكا‬ ‫لن يتوثفا حتى‬ ‫والزبير‬ ‫‪ :‬ان طلحةَ‬ ‫فقال علي‬
‫معركة‬ ‫ووثعث‬

‫لا يُريدان الصلح‪.‬‬ ‫‪ ،‬وهما‬ ‫الحرمة‬ ‫الجمل‬

‫القتال ‪ ،‬ومهاجمةِ‬ ‫في اِنشاب‬ ‫جهودِهم‬ ‫وزاد السبئيون في الجيثميق من‬

‫قتالِه‪.‬‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وتهييجه‬ ‫فريقِ بخصمه‬ ‫الفريق الآخر ‪ ،‬هـاغراص كل‬

‫) ‪.‬‬ ‫أالجمل‬ ‫معركة‬ ‫‪ ،‬وهي‬ ‫‪ ،‬حاميةَ شرسة‬ ‫عنيفةَ قاسية‬ ‫المعركةُ‬ ‫ونث!بت‬

‫عنها‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عائشة‬ ‫أئم المؤمنين‬ ‫‪3‬‬ ‫لأ‬ ‫معركةَ أالجمل‪،‬‬ ‫وسميت‬
‫سبت‬ ‫لماذا‬

‫الذي‬ ‫(عسكر‪،‬‬ ‫الجملَ‬ ‫البصرة ‪ ،‬تركبُ‬ ‫جيش‬ ‫المعركة ‪ ،‬وسطَ‬ ‫في‬ ‫كانت‬ ‫الجمل‬ ‫معركة‬

‫على‬ ‫اليمن ‪ ،‬وخرجت‬ ‫اشتراه من‬ ‫" في مكة ‪ ،‬حيث‬ ‫أمية‬ ‫نجنُ‬ ‫قذمه لها (يَغلى‬

‫المعركة‪.‬‬ ‫أثناءَ‬ ‫إلى البصرة ‪ ،‬ثم ركبتْه‬ ‫هذا الجملِ من مكة‬

‫‪ ،‬سنة‬ ‫الثانية‬ ‫من جمادى‬ ‫عشر‬ ‫يوم الجمعة في السادس‬ ‫المعركةُ‬ ‫وكانت‬

‫وثلاثين ‪ ،‬في منطقة (الزابوقة ‪ ،‬قربَ البصرة ‪.‬‬ ‫ست‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪244‬‬
‫‪ ،‬وفي‬ ‫الصلح‬ ‫‪ ،‬في إفساد‬ ‫خطتهم‬ ‫السبئئون في‬ ‫الخوارجُ‬ ‫وبهذا نجحَ‬

‫دماء المسلمين‪.‬‬ ‫سفك‬ ‫تفريق الأمة ‪ ،‬وفي‬

‫‪ ،‬ولم‬ ‫أيها الناس‬ ‫القتال‬ ‫مناديه ‪ :‬كُفوا عن‬ ‫‪ ،‬ونادى‬ ‫لما جرى‬ ‫عليئ‬ ‫حزنَ‬

‫(‪.)1‬‬ ‫فالكل كان مشغولاَ بقتال خصمه‬ ‫أحد‪،‬‬ ‫نداءَه‬ ‫يسمغ‬

‫من‬ ‫الأولى‬ ‫الجولة‬ ‫قائدا جيش‬ ‫‪ :‬الجولة الأولى ‪ :‬كان‬ ‫جولتين‬ ‫على‬ ‫الجمل‬ ‫معركة‬ ‫كانت‬

‫معركأ الجمل‬ ‫قبيلَ الظهر ‪ ،‬وكانت‬ ‫الفجر حتى‬ ‫من‬ ‫البصرة فيها طلحةَ والزبير ‪ ،‬واستمرت‬

‫الجيشين‪.‬‬ ‫كثير جدَا‪ ،‬من‬ ‫قاسية ‪ ،‬قُتل فيها خلق‬ ‫عنيفةَ شديدة‬

‫تقتلوا‬ ‫لا‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ ،‬كما نادى طلحةُ والزبير في جيشهما‬ ‫عليئ في جيشه‬ ‫ونادى‬

‫تاركَا‬ ‫المعركة‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ولا تَفحَقوا خارجَا‬ ‫جريح‬ ‫مُذبِزا‪ ،‬ولا تُجْهِزوا على‬

‫لها‪.‬‬

‫بن سور‬ ‫اعتزالَ كعب‬ ‫يرى‬ ‫البصرة ‪ ،‬وكان‬ ‫وأقبلَ كعبُ بن سُور الأزدي ‪-‬قاضي‬

‫عاننة‬ ‫بنم!‬ ‫الله‬ ‫المؤمنين عائثحة رضي‬ ‫أئم‬ ‫أتى‬ ‫دماء المسلمين ‪ -‬حتى‬ ‫وعدمَ سفك‬ ‫القتال‬

‫دلملح‬ ‫باسوج‬ ‫القتال ‪.‬‬ ‫في بيتها لم تشهد‬ ‫عنها ‪ ،‬وكانت‬

‫‪،‬‬ ‫شديدة‬ ‫بينهم‬ ‫والمعركةُ‬ ‫‪،‬‬ ‫القتال‬ ‫إلا‬ ‫أَبوا‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫القوم‬ ‫لها ‪ :‬أَذرِكي‬ ‫فقال‬

‫‪ ،‬ويتوفَفون عن‬ ‫للصلح‬ ‫القوم إذا رأَوك يميلون‬ ‫بك ‪ ،‬ولعل‬ ‫يصلحُ‬ ‫الله‬ ‫لعل‬

‫القتال ‪.‬‬

‫لا‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫هودجها‬ ‫الأدراع على‬ ‫ووضَعوا‬ ‫لها جملَها "عسكر‪،،‬‬ ‫فاعذوا‬

‫ميدانَ المعركة ‪ ،‬بنيةِ‬ ‫ودخلت‬ ‫جملها‪،‬‬ ‫تصلَها السهامُ والنبال ‪ ،‬وركبت‬

‫بين الفريقين (‪.)2‬‬ ‫الإصلاح‬

‫‪ :‬اتقتالُني‬ ‫الزبير‬ ‫فقال‬ ‫الله عنهما‪،‬‬ ‫رضي‬ ‫ياسر‬ ‫بن‬ ‫وتبارزَ الزبيرُ وعمار‬

‫ا‬ ‫أبا اليقظان‬ ‫يا‬

‫‪.‬‬ ‫‪705 -‬‬ ‫‪605‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬

‫‪.‬‬ ‫‪705 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬

‫‪245‬‬
‫ا‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬لا يا ابا عبد‬ ‫له عمار‬ ‫قال‬

‫الى جيشه‪.‬‬ ‫وعادَ كل‬

‫الأولى‪،‬‬ ‫جولتِها‬ ‫في‬ ‫المعركة‬ ‫‪ ،‬أثناء اشتداد‬ ‫عليئٌ الزبيرَ ليكلمه‬ ‫وطلبَ‬

‫فرسيهما‪.‬‬ ‫‪ ،‬وتوافَقا على‬ ‫له من بين الصفوف‬ ‫فخرجَ‬

‫أعددْتُما‬ ‫فهل‬ ‫‪،‬‬ ‫للقتال‬ ‫ورجالاَ‬ ‫خيلاَ‬ ‫جمغتُما‬ ‫لقد‬ ‫لمحزبير‪:‬‬ ‫علي‬ ‫وقال‬ ‫علي للزبر‬ ‫مقابلة‬

‫يوم القيامة؟‬ ‫الله‬ ‫عذر‪ 2‬عند‬ ‫أثناء المعركة‬

‫بقول‬ ‫ونذكبر‪.‬‬
‫له‬ ‫وانتَ‬ ‫لتقاتِلنه‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫يض‬ ‫الله‬ ‫رسولَ‬ ‫‪ :‬أسمعتَ‬ ‫الله‬ ‫يا زبير ‪ :‬أنشُدُك‬ ‫الرسول‬

‫ظالم؟‬

‫قتاله لعلي ‪ ،‬وأنه‬ ‫‪ ،‬عن‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫من‬ ‫فتذكرَ الزبيرُ ما سمعه‬

‫ظالمَا لعلي في هذا القتال ‪ ،‬وتراجعَ الزبير‪.‬‬ ‫شكون‬

‫سرتُ‬ ‫لما‬ ‫تذكزتُه‬ ‫لو‬ ‫ووالله‬ ‫الاَن ‪،‬‬ ‫إلأ‬ ‫ذكرتُه‬ ‫ما‬ ‫والله‬ ‫‪.‬‬ ‫نعم‬ ‫له ‪:‬‬ ‫وقال‬

‫ا(‪.)1‬‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫الاَن‬ ‫بعد‬ ‫هذا ‪ ،‬ووالله لا أقاتلك‬ ‫مسيري‬ ‫إليك‬

‫أنه‬ ‫‪ ،‬وأيقن‬ ‫إِليه‬ ‫ورجعَ‬ ‫للحق‬ ‫‪ ،‬وانصاعَ‬ ‫المعركة‬ ‫‪ ،‬وتركَ‬ ‫الزبير‬ ‫وانصرفَ‬ ‫بزاجع‬ ‫الزبير‬

‫مع علي‪.‬‬ ‫‪ 3‬الحق‬ ‫وأ‬ ‫ظالئم لعلي في هذا القتال ‪،‬‬ ‫وبزك المعركة‬

‫زالت‬ ‫ما‬ ‫بينهما‬ ‫والمعركةُ‬ ‫‪،‬‬ ‫الجيشين‬ ‫وغادر‬ ‫‪،‬‬ ‫الزبيرُ فرسه‬ ‫ركبَ‬

‫‪ L.Jj J,4‬رآه‬ ‫غلام‬ ‫معه‬ ‫وكان‬ ‫السباع ‪،،‬‬ ‫(وادي‬ ‫يسقى‬ ‫بوادِ‬ ‫ومَزَ‬ ‫‪،‬‬ ‫شديدة‬

‫‪ -‬منصرفَا وحيدًا ‪ ،‬لحقَ به‪.‬‬ ‫جرموزأ‬ ‫بنُ‬ ‫" عَفرو‬ ‫الأشقياء ‪ -‬وهو‬ ‫أحد‬

‫في راحةِ نفسية‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫مطمئن‬ ‫اَمِنٌ‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫شجرة‬ ‫ظل‬ ‫تحت‬ ‫الزبيرُ‬ ‫ونام‬

‫لأنه تركَ قتال علي‪.‬‬

‫‪ ،‬واحتز‬ ‫غيلة وغدرم‬ ‫فقتَلَه‬ ‫نائم ‪،‬‬ ‫وهو‬ ‫الشقي‬ ‫جرموز‬ ‫ابنُ‬ ‫عليه‬ ‫وهجم‬ ‫عمرو بن برصز‬

‫وخاتمه‪.‬‬ ‫وفرسه‬ ‫‪ ،‬ثم أخذَ سيفه‬ ‫رأسه‬ ‫الزبير وهو‬ ‫بقتل‬

‫نانم‬

‫‪.‬‬ ‫‪242 -‬‬ ‫‪241 : 7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪246‬‬
‫في‬ ‫المجهول‬ ‫المكان‬ ‫وقامَ غلامُ الزبير بالصلاةِ عليه ‪ ،‬ثم دفنه في ذلك‬

‫‪.‬‬ ‫السباع‬ ‫وادي‬

‫إِلى عليئ بن أبي طالب‪،‬‬ ‫فرح‬ ‫وهو‬ ‫جرموز)‬ ‫القاتلُ (عمرُو بن‬ ‫واتى‬

‫‪. 1‬‬ ‫)‬ ‫منه الجائزة‬ ‫الزبير ‪ ،‬وينال‬ ‫‪ ،‬بقتْلِ خصمه‬ ‫له البشرى‬ ‫ليزث‬

‫ابن‬ ‫علي يلعن‬ ‫عنه ‪ ،‬ثم أخذَ‬ ‫بقتلِ الزبير بكى ‪ ،‬ثم ترخَمَ عليه وترضى‬ ‫ولما سمعَ علي‬

‫ويبْر‪.‬‬ ‫جرموز‬ ‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫الكربَ عن‬ ‫فزَجَ‬ ‫‪ ،‬وقال ‪ :‬إن هذا السيفَ طالما‬ ‫الزبير‬ ‫سيف‬
‫بالنار‬
‫بالنارأ ‪.‬‬ ‫صفية‬ ‫قاتِلَ ابنِ‬ ‫‪9 :‬بَشز‬ ‫يقول‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫ثم قال ‪ :‬سمعتُ‬

‫‪ ،‬ثم شتمَ‬ ‫جم!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫‪ ،‬عمةِ‬ ‫المطلب‬ ‫بنتِ عبد‬ ‫ابن صفيةَ‬ ‫هو‬ ‫والزبيرُ‬

‫‪.‬‬ ‫وطرده‬ ‫ولعنه‬ ‫ابنَ جرموز‬ ‫علي‬

‫بن الزبير‪،‬‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫قامَ‬ ‫العراق ‪ ،‬حتى‬ ‫حيأ في‬ ‫بن جرموز‬ ‫عمرو‬ ‫وبقي‬

‫العراق ‪.‬‬ ‫بن الزبيرا على‬ ‫اخاه (مصعبَ‬ ‫واذَعى الخلافة ‪ ،‬وولى‬

‫‪ ،‬ويقتلَه ثأرم لأبيه‪.‬‬ ‫أق يأخذه مصعب‬ ‫ابن جرموز‬ ‫فخافَ‬

‫أقتلَه قِصاصَا‪،‬‬ ‫آمِن ‪ ،‬ولن‬ ‫‪ ،‬فهو‬ ‫الزبير ‪ :‬مُروه ففيخرج‬ ‫بن‬ ‫مصعبُ‬ ‫نقال‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫به‬ ‫فأقتلَه‬ ‫للزبير‪،‬‬ ‫عَذلاَ ومساويَا‬ ‫أجعله‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫عندي‬ ‫ووالله إنه لأحقرُ‬

‫عقابَه ليوم القيامة (‪.)1‬‬ ‫وأتركُ‬

‫ثم‬ ‫طلحة‬ ‫جرح‬ ‫البصرة ‪ ،‬فقد‬ ‫الثاني لجيش‬ ‫القائدُ‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫اللّه‬ ‫اما طلحةُ بن عبيد‬

‫البمرة‬ ‫في‬ ‫وفانه‬ ‫فرسه ‪ ،‬إذ جاءه سهم‬ ‫ظهر‬ ‫في ميدان المعركة ‪ ،‬وبينما كان على‬ ‫كان يصولُ‬

‫‪.‬‬ ‫دمُه بغزارة‬ ‫‪ ،‬ونزفَ‬ ‫إصابةَ مباشرة‬ ‫مَنْ رماه ‪ ،‬فأصابه‬ ‫لا يُعرفُ‬ ‫(غَزب!‬

‫لتعالَجَ‬ ‫البيوت‬ ‫وادخل‬ ‫‪ ،‬فاذهب‬ ‫لجريح‬ ‫إنك‬ ‫له ‪ :‬يا أبا محمد‪،‬‬ ‫فقالوا‬

‫فيها‪.‬‬

‫‪ .‬فأُدخل‬ ‫مناسب‬ ‫مكان‬ ‫لي عن‬ ‫‪ ،‬وابحث‬ ‫لغلامه ‪ :‬احمفني‬ ‫فقال طلحة‬

‫‪ ،‬حتى‬ ‫ينزف‬ ‫مازال‬ ‫جرحه‬ ‫دارِ فيها ليعالج ‪ ،‬ولكن‬ ‫في‬ ‫البصرة ‪ ،‬ووُضعَ‬

‫‪.‬‬ ‫‪255 -‬‬ ‫‪924 : 7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪Yfv‬‬
‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫في البيت ‪ ،‬ثم دُفن في البصرة ‪ ،‬رضي‬ ‫توفي‬

‫طلحة‬ ‫القتال ‪ ،‬وبموت‬ ‫على‬ ‫نادمًا‬ ‫ميدان المعركة ‪،‬‬ ‫من‬ ‫الزبيرِ‬ ‫وبخروجِ‬ ‫انتهاء الجولة‬

‫‪ ،‬تكون‬ ‫الجانبيْن‬ ‫من‬ ‫عنهما ‪ -‬وسقوطِ آلاف القتلى والجرحى‬ ‫الله‬ ‫‪ -‬رضي‬ ‫بموت‬ ‫الأدلى‬

‫الغلبةُ فيها لجيش‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫الجمل‬ ‫معركة‬ ‫من‬ ‫الجولةُ الأولى‬ ‫قد انتهت‬ ‫طلحة والزببر‬

‫البصرة ‪.‬‬ ‫جيش‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫علي‬

‫في‬ ‫كثرةَ القتلى والجرحى‬ ‫ويرى‬ ‫يراقبُ سيرَ المعركة ‪،‬‬ ‫علي‬ ‫وكان‬

‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬فيتألمَ ويحزن‬ ‫الجانبين‬

‫ويقول‬ ‫يبكي‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫إلى صدره‬ ‫‪ ،‬وضفَه‬ ‫ابنه الحسن‬ ‫على‬ ‫أقبلَ علي‬ ‫ابنه‬ ‫بصارح‬ ‫محلي‬

‫‪.‬‬ ‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫عامَا‬ ‫بعشرين‬ ‫اليوم‬ ‫هذا‬ ‫قبلَ‬ ‫مات‬ ‫اباك‬ ‫ليتَ‬ ‫‪ :‬يا نُجي ‪،‬‬ ‫ل‬ ‫بحزنه‬ ‫الحسن‬

‫! ‪.‬‬ ‫! !‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫نهيتك‬ ‫كنتُ‬ ‫لقد‬ ‫‪ :‬يا أَبتِ‬ ‫الحسن‬ ‫فقال‬

‫طعمُ‬ ‫‪ ،‬وما‬ ‫!‬ ‫الحد‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫سيصل‬ ‫الأمرَ‬ ‫أن‬ ‫اظن‬ ‫‪ :‬ما كنتُ‬ ‫علي‬ ‫فقال‬

‫‪.‬‬ ‫؟(‪)1‬‬ ‫بعدَ هذا‬ ‫؟ وأقيُ خيرِ يُرجى‬ ‫هذا‬ ‫الحياة بعد‬

‫بعد‬ ‫‪،‬‬ ‫الجمل‬ ‫معركة‬ ‫الثانية من‬ ‫الجوثهُ‬ ‫بدأت‬ ‫النهار‬ ‫انتصفَ‬ ‫وبعدما‬ ‫من‬ ‫الثانية‬ ‫الجولة‬

‫عنهما‪.‬‬ ‫الله‬ ‫والزبير رضي‬ ‫البصرة طلحة‬ ‫غيابِ قائدفي جشِ‬ ‫معركة الجمل‬

‫من المعركة حولَ عائشة وهي‬ ‫الثانية‬ ‫البصرة في الجولة‬ ‫تجمعَ جيشُ‬

‫القائدةُ للمعركة‬ ‫‪ -‬فكأنها هي‬ ‫معركةَ الجمل‬ ‫‪ ،‬ولهذا سُميت‬ ‫الجمل‬ ‫تركبُ‬

‫في هذه الجولة‪.‬‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫الإصلاح‬ ‫إِنهاص المعركة ‪ ،‬وعلى‬ ‫على‬ ‫عائشةُ حريصةَ‬ ‫وكانت‬

‫لجيش‬ ‫مقدمةِ الجيش ‪ ،‬مواجهين‬ ‫في‬ ‫‪-‬بل‬ ‫علي‬ ‫جيش‬ ‫السبئيون في‬

‫الفرصة‬ ‫اتاحة‬ ‫عدمِ‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫والقتال‬ ‫المعركةِ‬ ‫على‬ ‫حريصين‬ ‫البصرة ‪-‬‬

‫لىانهاء المعركة‪.‬‬ ‫للصلح‬

‫البصرة ‪ ،‬ولا سيما وأنهم‬ ‫مَن يواجهونه من جيش‬ ‫وكانوا يقتلون كل‬

‫‪.‬‬ ‫‪241‬‬ ‫البداية وال!نهاية ‪: 7‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪YfA‬‬
‫البصرة ‪.‬‬ ‫لجيش‬ ‫‪ ،‬مواجهين‬ ‫علي‬ ‫كانوا في طليعةِ جيش‬

‫عائئة ندعو كب‬ ‫حريصَا‬ ‫عائشة ‪ ،‬وكان‬ ‫يقود جملَ‬ ‫بن سور‬ ‫البصرة كعبُ‬ ‫تقدم قاضي‬

‫لحمل‬ ‫سور‬ ‫بن‬ ‫‪.‬‬ ‫الصلح‬ ‫هـاحلالِ‬ ‫القتالِ‬ ‫إنهاءِ‬ ‫على‬

‫والدعوة‬ ‫المصحف‬ ‫ير‬ ‫ء‬


‫اليه‬ ‫وتقدنم‬ ‫مصحفا‪،‬‬ ‫واحمل‬ ‫‪،‬‬ ‫الجمل‬ ‫اترك‬ ‫يا كعب‬ ‫‪:‬‬ ‫له عائشة‬ ‫فقالت‬

‫أن‬ ‫النّه‬ ‫فلعل‬ ‫فيه ‪،‬‬ ‫بما‬ ‫والعملِ‬ ‫‪،‬‬ ‫الصلح‬ ‫إلى‬ ‫وادْعُهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫بكتابِ‬ ‫إِليهم‬

‫‪ ،‬ويُنهيَ القتال ‪.‬‬ ‫بك‬ ‫يُصلحَ‬

‫البصرة ‪ ،‬ونادى‬ ‫‪ ،‬وتقدمَ امامَ جيش‬ ‫المصحف‬ ‫بن سور‬ ‫كعبُ‬ ‫فحملَ‬

‫إِلى‬ ‫‪ ،‬أدعوكم‬ ‫البصرة‬ ‫‪ ،‬قاضي‬ ‫سور‬ ‫بن‬ ‫‪ :‬أنا كعبُ‬ ‫قائلاَ ‪ :‬يا قوم‬ ‫علي‬ ‫جيشَ‬

‫أساسه‪.‬‬ ‫على‬ ‫بما فيه ‪ ،‬والصلحِ‬ ‫والعملِ‬ ‫الله‬ ‫كتابِ‬

‫‪ ،‬البئيون يقتلون‬ ‫!حاولةُ كعب‬ ‫أن شجحَ‬ ‫علي‬ ‫مقدمة جيشِ‬ ‫السبئيون في‬ ‫وخشي‬

‫بن كلور‬ ‫كعب‬ ‫في‬ ‫والمصحف‬ ‫‪ ،‬ومات‬ ‫اللّه‬ ‫فلقي وجهَ‬ ‫واحد‪،‬‬ ‫بنبالهم رشقةَ رجلِ‬ ‫فرشقوه‬

‫عنه!‬ ‫الله‬ ‫يده ‪ ،‬رضي‬

‫فصارت‬ ‫وهودجها‪،‬‬ ‫عائشة‬ ‫السبئئين ونبالُهم جملَ‬ ‫سهامُ‬ ‫وأصابتْ‬

‫عن‬ ‫وكفوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الحساب‬ ‫ويومَ‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬اُذكروا‬ ‫اللهَ‬ ‫‪،‬‬ ‫اللهَ‬ ‫‪:‬‬ ‫بَني‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬ ‫وتقول‬ ‫‪،‬‬ ‫تُنادي‬

‫‪.‬‬ ‫القتال‬

‫البصرة ‪.‬‬ ‫جيشِ‬ ‫في ضرب‬ ‫مستمرون‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫لها‬ ‫يستجيبون‬ ‫لا‬ ‫والسبئئون‬

‫على‬ ‫الهجوم‬ ‫القتال ‪ ،‬وعدمِ‬ ‫عن‬ ‫بالكفث‬ ‫يامُرُ‬ ‫الخلفِ‬ ‫من‬ ‫علي‬ ‫وكان‬

‫إِلا‬ ‫ويأبون‬ ‫له ‪،‬‬ ‫لا يستجيبون‬ ‫جيشه‬ ‫مقدمة‬ ‫في‬ ‫السبئيّين‬ ‫‪ ،‬لكن‬ ‫البصريين‬

‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫وقتالاَ‬ ‫وهُجومَا‬ ‫إِقدامَا‬

‫عائثة تدعو على‬ ‫سور‬ ‫بن‬ ‫ومقتلَ كعبِ‬ ‫لدعوتهاكا‬ ‫استجابتهم‬ ‫عائثةُ عدم‬ ‫رأت‬ ‫ولما‬

‫عث!ان‬ ‫قتلة‬ ‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫وأشياعَهم‬ ‫قتلةَ عثمان‬ ‫‪ :‬ائعَنوا‬ ‫الناس‬ ‫‪ :‬ايها‬ ‫‪ .‬قالت‬ ‫أمامها‬

‫البصرة‬ ‫أهل‬ ‫‪ ،‬وضبئَ‬ ‫‪ ،‬وتلعنُهم‬ ‫قتلةِ عثمان‬ ‫على‬ ‫تدعو‬ ‫عاثشةُ‬ ‫وصارت‬

‫ا ‪.‬‬ ‫‪ ،‬ولعنهم‬ ‫وأشياعهم‬ ‫قتلة عثمان‬ ‫على‬ ‫بالدعاء‬

‫؟‬ ‫‪ :‬ما هذا‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫البصرة‬ ‫جث!‬ ‫عاليَا في‬ ‫عليئَ الدعاء‬ ‫وسمعَ‬

‫‪924‬‬
‫معها‪.‬‬ ‫يدعون‬ ‫‪ ،‬والناسُ‬ ‫قتلة عثمان‬ ‫على‬ ‫تدعو‬ ‫قالوا ‪ :‬عائشةُ‬

‫وائعَنوهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬واشياعِهم‬ ‫قتلة عثمان‬ ‫على‬ ‫‪ :‬اذعُوا معي‬ ‫قال علي‬


‫وعلي يدعو عليهم‬

‫(‪. )1‬‬ ‫‪ ،‬والدعاء عليهم‬ ‫بلعنِ قتلة عثمان‬ ‫علي‬ ‫جيش‬ ‫وضبئ‬

‫الهدفِ‬ ‫هذا‬ ‫القتال بينهما ‪ -‬على‬ ‫نشوبِ‬ ‫‪ -‬رغم‬ ‫التقى الجيشان‬ ‫وبهذا‬

‫‪.‬‬ ‫قتلة عثمان‬ ‫الدعاءُ على‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫المشترك‬

‫كيفيةَ القضاص‬ ‫لا يعرفان‬ ‫لكن‬ ‫‪،‬‬ ‫السبئئين‬ ‫قتلةَ عثمان‬ ‫يكرهان‬ ‫الجيشان‬

‫في‬ ‫وكانوا‬ ‫علي‪،‬‬ ‫على‬ ‫أنفسهم‬ ‫فرضوا‬ ‫لأنهم‬ ‫منهم ‪،‬‬ ‫والتخلصِ‬ ‫عليهم‬

‫عليه‪،‬‬ ‫المخالفين‬ ‫وخروجُ‬ ‫له تسارعُ الأحداث‬ ‫يسمخ‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫مقدمةِ جيشه‬

‫!! ‪.‬‬ ‫منهم‬ ‫بالتخلص‬

‫‪ ،‬فسارعَ‬ ‫أم المؤمنين‬ ‫وقتلِ عائشة‬ ‫لعقرِ الجمل‬ ‫جهودَهم‬ ‫السبئيون‬ ‫وخه‬ ‫بربدون‬ ‫السئبون‬

‫لا يأخذُ‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الجمل‬ ‫وقاتَلوا أمام‬ ‫وجملِها‪،‬‬ ‫عائشة‬ ‫لحمايةِ‬ ‫البصرة‬ ‫جيشُ‬ ‫فتل عائشة وجملها‬

‫غاية‬ ‫في‬ ‫المعركةُ أمامَ الجمل‬ ‫كانت‬ ‫‪ ،‬حيث‬ ‫قُتل‬ ‫إلا‬ ‫الجمل‬ ‫بخطام‬ ‫احا‬

‫والسخونة‪.‬‬ ‫الشدة والقوةِ والعنف‬

‫سِجالاَ‬ ‫عائشة ساعاتِ عديدة ‪ ،‬وكانت‬ ‫جمل‬ ‫المعركةُ حول‬ ‫استمرت‬ ‫عنبفة‬ ‫المعركة‬

‫‪ ،‬وتارة‬ ‫علي‬ ‫الغلبة لجيش‬ ‫فتارةَ تكونُ‬ ‫كَز وفَز‪،‬‬ ‫بين‬ ‫‪ ،‬وكانوا‬ ‫الفريقيق‬ ‫بين‬ ‫الجمل‬ ‫حول‬

‫البصرة ‪.‬‬ ‫جيش‬ ‫تميلُ الكفةُ لجانب‬

‫الأطرافُ ‪ -‬الأيدي والأرجل ‪ -‬من‬ ‫الجمل‬ ‫في المعركة حول‬ ‫وقُطعت‬

‫أفي معركةِ قبلها ولا‬ ‫في‬ ‫والأرجل‬ ‫الأيدي‬ ‫من‬ ‫الأطرافُ‬ ‫تُرَ‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الجانبيق‬

‫المعركة‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬أكثَر قطعأمنها‬ ‫بعدها‬

‫عائشة‬ ‫جيش‬ ‫إِمامُ‬ ‫‪-‬‬ ‫أُسَيْد‬ ‫بنِ‬ ‫بن عَتاب‬ ‫عبدُ الرحمن‬ ‫خطامَ الجمل‬ ‫قادَ‬

‫فقُتِل‪.‬‬ ‫البُخْتُري‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫‪ -‬فقُتل ‪ .‬ثم قاده الأسودُ‬ ‫الصلاة‬ ‫في‬

‫‪.5‬‬ ‫\‬ ‫‪3 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاربخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪025‬‬
‫له‬ ‫فقالت‬ ‫الله عنه ‪،‬‬ ‫رضي‬ ‫الزبير‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبدُ‬ ‫الجمل‬ ‫تقدمَ "لقود‬ ‫ثم‬

‫‪ :‬مَنْ أنت؟‬ ‫عائشة‬

‫الزبير!‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬عبدُ‬ ‫قال‬

‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫أسماء‬ ‫‪ :‬واثكلَ‬ ‫فقالت‬ ‫‪،‬‬ ‫يُقتل‬ ‫أق‬ ‫فخافت‬ ‫‪،‬‬ ‫اسماء‬ ‫أُختها‬ ‫ابن‬ ‫وهو‬

‫‪-‬‬ ‫الحارث‬ ‫مالِكُ بن‬ ‫‪ -‬واسمه‬ ‫ابنِ الزبير الأشترُ النخعي‬ ‫على‬ ‫وهجمَ‬

‫علي‪.‬‬ ‫كبار قادة جيش‬ ‫السبئيين ‪ ،‬ومن‬ ‫قائدَ‬ ‫وكان‬

‫ابن الزبير‬ ‫اعزاك‬ ‫‪،‬‬ ‫!‬ ‫شجاع‬ ‫مقاتل‬ ‫بطلٌ‬ ‫وكلاهما‬ ‫الأشترُ وابنُ الزبير قتالاَ شديدَا‪،‬‬ ‫اقتتلَ‬

‫ابن وا!شز النخعي‬ ‫شديداَ‪ ،‬وضرب‬ ‫جرحأ‬ ‫رأسه فجرحه‬ ‫على‬ ‫الزبير‬ ‫ابن‬ ‫الأشترُ‬ ‫وضربَ‬

‫الأرض‬ ‫على‬ ‫ضربةَ بالغة ‪ ،‬ثم تصارَعا صراعَا قوئا‪ ،‬وسقطا‬ ‫الزبير الأشر‬

‫ه قائدُ السبئئين‪،‬‬ ‫لأن‬ ‫قتلِ الأشتر‪،‬‬ ‫على‬ ‫ابنُ الزبير حريصَا‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫يعتركان‬

‫‪.‬‬ ‫قتلةِ عثمان‬ ‫كبار‬ ‫ومن‬

‫ابنُ الزبير في‬ ‫نادى‬ ‫الاَخر‪،‬‬ ‫على‬ ‫أحدٌ‬ ‫يُجْهِزْ‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫كانا يعتركان‬ ‫وبيما‬

‫‪ ،‬قائلاَ‪:‬‬ ‫البصرة بأعلى صوته‬ ‫جيش‬

‫معي‬ ‫مالِكَا‬ ‫وَاقْتُلوا‬ ‫وَمالِكا‬ ‫افتُلوني‬

‫ومالكأ‬ ‫اتتلوني‬ ‫‪ ،‬الذي‬ ‫مالك‬ ‫هو‬ ‫مَنْ‬ ‫لم يَعرفوا‬ ‫الناسُ كلامَ ابن الزبير‪ ،‬ولكن‬ ‫وسمعَ‬

‫ابن‬ ‫تال‬ ‫‪ ،‬ولو‬ ‫"الأشتر"‬ ‫إلا باسم‬ ‫ابنُ الزبير بقتله ‪ ،‬فما كانوا يعرفونه‬ ‫يأمرهم‬

‫منهم‪.‬‬ ‫الأشترُ‬ ‫نجا‬ ‫لما‬ ‫‪،‬‬ ‫الأشتر‬ ‫‪ :‬اقتلوا‬ ‫الزبير‬

‫إ(‪. )1‬‬ ‫!‬ ‫منهما‬ ‫واحد‬ ‫يُقل‬ ‫ولم‬ ‫وفزَقَ الناسُ بين ابن الزبير والأشتر‪،‬‬

‫بن‬ ‫السجاد مقتل عمد‬ ‫باسم مص‬ ‫‪-‬المعروفُ‬ ‫الله‬ ‫بن عبيد‬ ‫وتقدمَ محمدُ بن طلحة‬

‫أمام الجمل‬ ‫طلحة‬ ‫‪.‬‬ ‫الجمل‬ ‫‪ -‬وأَخذَ بزمام‬ ‫لعبادته وتقواه‬

‫‪.‬‬ ‫أُتاه‬ ‫يا‬ ‫‪ :‬مُريني‬ ‫لعائثة‬ ‫وقال‬

‫! ‪.‬‬ ‫آدم‬ ‫ابنَيئ‬ ‫كخيرِ‬ ‫أنْ تكون‬ ‫له ‪ :‬اَمرك‬ ‫قالت‬

‫‪.244‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪243‬‬ ‫‪:7‬‬ ‫كثير‬ ‫لابن‬ ‫والنهاية‬ ‫‪ .‬والبداية‬ ‫‪951‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪251‬‬
‫الله‬ ‫نثَمَذتُك‬ ‫له ‪:‬‬ ‫ليقتله ‪ ،‬يقول‬ ‫إذا تقدمَ له أحد‬ ‫طلحة‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫فكان‬

‫‪ :‬إتُل‬ ‫الشورى‬ ‫تعالى في سورة‬ ‫قولَه‬ ‫‪ ،‬ثم يتلو عليه‬ ‫عني‬ ‫أق تك!‬ ‫والرحم‬

‫‪.‬‬ ‫‪،23 :‬‬ ‫الشورى‬ ‫أ‬ ‫ألقُ!‪،‬‬ ‫فِى‬ ‫ةَ‬ ‫!لا اتمَؤ‬ ‫أخرَا‬ ‫لا أَشئف!علةِ‬

‫هذه‬ ‫‪ ،‬لا يعرفون‬ ‫والأعراب‬ ‫الغوكاص‬ ‫من‬ ‫السبئيين ومَنْ معهم‬ ‫ولكن‬

‫فقتَلَه‪.‬‬ ‫‪ ،‬وطعنَه‬ ‫برمحه‬ ‫أَحدهم‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬فهجمَ‬ ‫المناشدة‬

‫السجاد‪:‬‬ ‫في قتله لمحمد‬ ‫القاتلُ‬ ‫وقال هذا‬ ‫وقانله بزهو‬

‫بجريمته‬
‫العَيقُ مُ!ئلِمِ‬ ‫تَرى‬ ‫فيما‬ ‫قَليلِ الأذى‬ ‫ر!بهِ‬ ‫قَؤَامِ بِماياتِ‬ ‫وَأَشعَثَ‬

‫وَ لِففَمِ‬ ‫لِفيَدَيْنِ‬ ‫صَريعَا‬ ‫فَخَزَ‬ ‫قَميصِهِ‬ ‫جَيبَ‬ ‫بِالزُفحِ‬ ‫لَهُ‬ ‫شَكَكتُ‬

‫التَمًذُم‬ ‫قَنلَ‬ ‫(حمأ‬ ‫تَلا‬ ‫فَهَلأ‬ ‫شاجِز‬ ‫الزُفحُ‬ ‫وَ‬ ‫يُذَكرُنيِ "حم‪،‬‬

‫يَنْدَم(ا"‬ ‫جممعالحَق‬ ‫لا‬ ‫وَمَن‬ ‫عَلِئا‪،‬‬ ‫أَق لَي!تابِغا‬ ‫غَيرَ‬ ‫شَبئء‪،‬‬ ‫غيرِ‬ ‫عَلى‬

‫رجلاَ من‬ ‫سبعون‬ ‫وقُتلَ‬ ‫البصرة ‪،‬‬ ‫من جيش‬ ‫الجمل آلاث‬ ‫حول‬ ‫وقُتلَ‬

‫بزمام الجمل‪.‬‬ ‫منهم كان يتقدمُ ويمسكُ‬ ‫وخدَها ‪ ،‬كل‬ ‫قريش‬

‫داخلَه ‪ -‬وتعفَقت‬ ‫‪ -‬وهي‬ ‫عائشة‬ ‫هودجِ‬ ‫‪ ،‬وفي‬ ‫في الجمل‬ ‫النبالُ‬ ‫ونَشبت‬ ‫عائشة‬ ‫هودج‬
‫من النبال‬ ‫كالقنفذ‬
‫النبال ‪.‬‬ ‫كالقُنفذ من كثؤ‬ ‫في الهودج ‪ ،‬فصار‬ ‫النبالُ‬

‫من‬ ‫‪ ،‬يتأثمُ لما يرى‬ ‫علي‬ ‫جيشِ‬ ‫في‬ ‫التميمي‬ ‫القعقاعُ بن عمرو‬ ‫وكان‬

‫‪ ،‬ومَن حوله‪.‬‬ ‫أمام الجمل‬ ‫القتلى والجرحى‬ ‫كثؤ‬

‫دهاذا أَردنا إِنهاءَ‬ ‫واقفَا‪،‬‬ ‫الجمل‬ ‫هذا‬ ‫مادام‬ ‫قائمَا‪،‬‬ ‫القتالُ‬ ‫‪ :‬لا يزالُ‬ ‫فقال‬

‫! ‪.‬‬ ‫عقرِ الجمل‬ ‫القتال فلا بذ من‬

‫! ‪.‬‬ ‫أو تقُتل‬ ‫عائشة‬ ‫المؤمنين‬ ‫أمُ‬ ‫أق تُصابَ‬ ‫القعقاعَ خشي‬ ‫ثم إن‬

‫البصرة ‪.‬‬ ‫جيش‬ ‫أ من‬ ‫"زُفَرُبنُ الحارث‬ ‫الجمل‬ ‫بزمام‬ ‫يمسكُ‬ ‫وكان‬ ‫بأمر بعقر‬ ‫القعقاع‬

‫وينقذ‬ ‫الجمل‬
‫بعمرِ الجمل‪.‬‬ ‫إنهاء المعركه ‪ ،‬وذلك‬ ‫مثه المعماعُ العملَ على‬ ‫فطلبَ‬
‫عائثة‬
‫على‬ ‫وسقطَ‬ ‫فعقره‪،‬‬ ‫قوائمه ‪،‬‬ ‫على‬ ‫الجملَ‬ ‫الحارث‬ ‫بن‬ ‫زُفَرُ‬ ‫ضربَ‬

‫‪.‬‬ ‫‪526‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪yol‬‬
‫منه‪.‬‬ ‫أنفذُ‬ ‫‪ ،‬ما سُمعَ اشدُ ولا‬ ‫عَجيج‬ ‫وسُمعَ للجمل‬ ‫الأرض‬

‫الجمل‪،‬‬ ‫ظهر‬ ‫فأنزَلاه عن‬ ‫عائشة ‪،‬‬ ‫هودج‬ ‫وزفرُ من‬ ‫وتقدمَ القعقاعُ‬

‫جانبأ‪.‬‬ ‫ووضعاه‬

‫المعركة وتركوا‬ ‫الجمل ‪ ،‬وتوا عن‬ ‫البصرة مصرع‬ ‫جيش‬ ‫ولما راى‬

‫ميدانها وعادوا إلى البصرة ‪.‬‬

‫الليل‪.‬‬ ‫المعركة عند حلول‬ ‫إنهاءُ‬ ‫وكان‬

‫معركة‬ ‫ضحايا‬ ‫كاملاَ‪ ،‬هو يوم الخميس‬ ‫يومَا‬ ‫قد استمرت‬ ‫تكونُ معركةُ الجمل‬ ‫وبذلك‬

‫الجمل‬ ‫وثلاثين (‪0 )1‬‬ ‫سنة ست‬ ‫الثانية‬ ‫العاشر من جمادى‬

‫‪ ،‬خمسةُ آلاف من‬ ‫قتيل‬ ‫وأسفرتْ معركةُ الجمل عن سقوطِ عشرة آلاف‬

‫في الجانبين‬ ‫علي ‪ .‬أما الجرحى‬ ‫من جيش‬ ‫البصرة ‪ ،‬وخمسةُ آلاف‬ ‫جيش‬

‫هذا العدد(‪.)2‬‬ ‫فكانوا اضعافَ‬

‫الله‪،‬‬ ‫عبيد‬ ‫بن‬ ‫وطلحةُ‬ ‫العوام ‪،‬‬ ‫الزبير بن‬ ‫‪:‬‬ ‫القَتلى‬ ‫مقدمة‬ ‫في‬ ‫وكان‬

‫عنهم‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن سور‪،‬‬ ‫بن طلحة ‪ ،‬وكعب‬ ‫ومحمد‬

‫في البمرة‬ ‫عائثة‬ ‫وجاءَها‬ ‫‪،‬‬ ‫مكزَمة‬ ‫معزَزَةَ‬ ‫‪،‬‬ ‫الهودج‬ ‫من‬ ‫المؤمنين‬ ‫عائئمةُ أم‬ ‫أُخرجتْ‬

‫مكة‬ ‫الى‬ ‫‪3‬‬ ‫نفسُه ‪،‬‬ ‫‪ -‬ثم أتاها علي‬ ‫علي‬ ‫بن أبي بكر ‪ -‬من كبار قادة جيش‬ ‫محمد‬ ‫أخوها‬

‫! ‪.‬‬ ‫لنا ولكم‬ ‫الثه‬ ‫‪ :‬يغفرُ‬ ‫‪ :‬يا أماه‬ ‫لها‬ ‫قال‬ ‫ثم‬ ‫عليها‪،‬‬ ‫فسقَمَ‬

‫! ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫لنا ولكم‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬يغفرُ‬ ‫يا بني‬ ‫‪ :‬نعم‬ ‫قائلة‬ ‫عائشة‬ ‫عليه‬ ‫فردتْ‬

‫وأنزلها في‬ ‫بن أبي بكر‪،‬‬ ‫محمد‬ ‫أخوها‬ ‫ولما كان اَخر الليل ‪ ،‬أخذها‬

‫في‬ ‫أيام جَقَزها عليئ‬ ‫البصرة ‪ ،‬وبعد‬ ‫في‬ ‫الخزاعي‬ ‫خلف‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبدِ‬ ‫دار‬

‫أ(‪. )3‬‬ ‫عنها‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬رضي‬ ‫مكة‬ ‫إلى‬ ‫مكرمة‬ ‫معززةَ‬ ‫‪ ،‬وأَعادها‬ ‫كريم‬ ‫موكبِ‬

‫‪.‬‬ ‫‪534‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪533 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪245‬‬ ‫‪: 7‬‬ ‫والنهاية‬ ‫‪ .‬والبداية‬ ‫‪953 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪. o‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬


‫)‪(r‬‬

‫‪253‬‬
‫بها القعقاعُ بن‬ ‫مَزَ‬ ‫المعركة ‪،‬‬ ‫في أرض‬ ‫عائشةُ في هودجها‬ ‫وبينما كانت‬ ‫حوار ليمافي ين‬

‫اثناءَ المعركة‬ ‫‪ :‬سمعتُ‬ ‫له ‪ :‬يا قعقاع‬ ‫عنه ‪ ،‬فقالت‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫التميمي‬ ‫عمرو‬ ‫عائثة والقعقاع‬

‫قائلاَ‪:‬‬ ‫الكوفة يخاطبني‬ ‫أحدَ جيش‬

‫تَزحَمُ‬ ‫وَ‬ ‫وَلَدَا‬ ‫تَغْذو‬ ‫وَا؟ئمُ‬ ‫نَغلَمُ‬ ‫أُئم‬ ‫أَعَق‬ ‫أُمنا‬ ‫يا‬

‫وَمِغصَمُ‬ ‫يَذ‬ ‫مِنهُ‬ ‫وَتُختَلى‬ ‫يُكلَمُ‬ ‫كَنم شُجاعِ‬ ‫تَرَينَ‬ ‫أَلا‬

‫‪.‬‬ ‫يا قعقاع‬ ‫وأبكاني‬ ‫آلمني‬ ‫وقد‬

‫حاوئتِ‬ ‫ولقد‬ ‫‪،‬‬ ‫نعلم‬ ‫لأنج!‪،‬إئم‬ ‫و(نك‬ ‫والله ‪،‬‬ ‫كذبَ‬ ‫‪:‬‬ ‫القعقاع‬ ‫لها‬ ‫فقال‬

‫! ‪.‬‬ ‫لم يطيعوك‬ ‫‪ ،‬ولكنهم‬ ‫الإصلاح‬

‫بعشرين‬ ‫اليوم‬ ‫هذا‬ ‫قبل‬ ‫مِث‬ ‫تد‬ ‫أني‬ ‫لوددتُ‬ ‫له ‪ :‬والله يا بني ‪،‬‬ ‫فقالت‬

‫! ‪.‬‬ ‫سنة‬

‫‪ ،‬فقال له‬ ‫‪ -‬فأخبره بما سمع‬ ‫في جيثه‬ ‫‪ -‬وكان‬ ‫القعقاع إلى علي‬ ‫وخرجَ‬ ‫وعلي‬ ‫محائثة‬

‫ا ‪.‬‬ ‫!‬ ‫سنة‬ ‫اليوم بعشرين‬ ‫قبلَ هذا‬ ‫مِت‬ ‫أني‬ ‫‪ :‬والله ‪ ،‬لوددتُ‬ ‫ءلي‬ ‫بتحسران للفعقاع‬

‫في‬ ‫واحداَ ‪ ،‬وألمُهما واحدَا ‪ ،‬لما جرى‬ ‫وعلي‬ ‫من عائشة‬ ‫قولُ كل‬ ‫فكان‬

‫أ ‪.‬‬ ‫المعركة‬

‫فقيل لها‪:‬‬ ‫الرجال الذين كانوا في جيشها‪،‬‬ ‫بعض‬ ‫عائشةُ عن‬ ‫وسألت‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬يرحمهم‬ ‫قُتلوا ‪ .‬فقالت‬ ‫لقد‬

‫فقيل ‪ :‬قُتلوا‪ .‬فقالت‪:‬‬ ‫علي‪،‬‬ ‫جيش‬ ‫كانوا في‬ ‫رجال‬ ‫عن‬ ‫سألت‬ ‫ثم‬

‫الله‪.‬‬ ‫يرحمهم‬

‫كما قال‬ ‫قالت‬ ‫خصومها‪،‬‬ ‫قومُ البصرة مِن ترخُمِها على‬ ‫فلما استغربَ‬ ‫عائثة تترحم على‬

‫‪ ،‬صن‬ ‫قفبَه‬ ‫‪ ،‬وقد نقى‬ ‫الجيشين‬ ‫قُتل من‬ ‫أق يكونَ أكن واحد‬ ‫‪ :‬إني لأرجو‬ ‫ءلي‬ ‫الجيئين‬ ‫قتلى‬

‫الجنة إ(‪.)1‬‬ ‫أهل‬

‫البصرة ‪،‬‬ ‫قتلى جيش‬ ‫‪ ،‬ورأى‬ ‫ايام‬ ‫ثلاثةَ‬ ‫المعركة‬ ‫أرض‬ ‫في‬ ‫وأقامَ علي‬

‫‪.‬‬ ‫‪537 : 4‬‬ ‫الطبري‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪254‬‬
‫البصرة ‪،‬‬ ‫قاضي‬ ‫بن سور‬ ‫بين القتلى كعبَ‬ ‫لهم وترخَم عليهم ‪ ،‬ورأى‬ ‫وحزنَ‬

‫لنا من‬ ‫أنه لم يخرج‬ ‫زعموا‬ ‫فقال ‪ :‬كيفَ‬ ‫وفضلائها‪،‬‬ ‫وجوهها‬ ‫وغيرَه من‬

‫؟ ‪.‬‬ ‫الا الغوغاءُ والسفهاء‬ ‫البصرة‬

‫محلى‬ ‫يصلي‬ ‫وعلي‬ ‫خففه‬ ‫مما‬ ‫جعِ‬ ‫اَمر‬ ‫‪ .‬ئم‬ ‫قتلى الجيشيق‬ ‫عليئ صلاةَ الجنازة على‬ ‫وصفى‬

‫تتل الجيثين‬ ‫ومتاع ‪ ،‬وأَمر ب!رساله إلى مسجدِ‬ ‫س!ح‬ ‫من‬ ‫المعركة‬ ‫أهلُ البصرة في ساحة‬

‫‪.‬‬ ‫ويأخذُه‬ ‫له ‪ ،‬يأتي‬ ‫شيء‬ ‫على‬ ‫مَن تعزَف‬ ‫‪ ،‬وكل‬ ‫البصرة‬

‫يقشفه‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫لجيشه‬ ‫فيئَا وغنائم‬ ‫خصومُه‬ ‫تركه‬ ‫ما‬ ‫يأخذ‬ ‫أنه لم‬ ‫أي‬

‫أصحابه‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫أَعاده‬ ‫بينهم ‪ ،‬دانما‬

‫طلحة‬ ‫تقسيمَ أموال‬ ‫وأرادوا‬ ‫‪،‬‬ ‫التصرف‬ ‫هذا‬ ‫السبئيّون من‬ ‫وغضب‬

‫وراءهم‪.‬‬ ‫البصريون‬ ‫بالملايين ‪ -‬وتقسيمَ باقي ما خلفه‬ ‫والزبير ‪ -‬وكانت‬

‫أهل البصرة‬ ‫مبايعة‬ ‫في‬ ‫عائشة‬ ‫المؤمين‬ ‫أئمُ‬ ‫انْ تصيرَ‬ ‫يحمت‬ ‫قائلاً‪ :‬ايكم‬ ‫علي‬ ‫فرد عليهم‬

‫لعلي‬ ‫‪.‬‬ ‫؟(‪)1‬‬ ‫عنده‬ ‫وجاريةَ‬ ‫أَمَةَ‬ ‫؟ وأنْ يجعلَها‬ ‫سهمه‬

‫عباس‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبدَ‬ ‫وعئنَ‬ ‫‪ ،‬وبايعَ له اهلُها جميعًا‪،‬‬ ‫البصرة‬ ‫عليئ‬ ‫ثم دخلَ‬

‫عليها‪.‬‬ ‫واليَا‬ ‫عنهما‬ ‫اللّه‬ ‫رضي‬

‫الله‬ ‫رضي‬ ‫والزبير ‪ ،‬فقال علي‬ ‫بية وبين طلحة‬ ‫فيما جرى‬ ‫وكقَمه احدهم‬

‫والزبير‬ ‫وطلحة‬ ‫أنا وعثمان‬ ‫انْ أكونَ‬ ‫لأرجو‬ ‫إلاَ خيرَا ‪ ،‬داثي‬ ‫‪ :‬لا تقولوا‬ ‫عنه‬

‫سُرُلر‬ ‫غِل إِضنَاط‬ ‫ئِنْ‬ ‫صدُورِهِم‬ ‫وَنَزَغنَامَافَى‬ ‫القيامة ‪( :‬‬ ‫يوم‬ ‫عنهم‬ ‫الله‬ ‫قال‬ ‫ممن‬

‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪47 :‬‬ ‫الحجر‬ ‫أ‬ ‫مئفبِلِينَ!(‪)2‬‬

‫الكونة‬ ‫يجعل‬ ‫علي‬ ‫إلى‬ ‫توخه‬ ‫أوضاعُها‪،‬‬ ‫واستقامت‬ ‫‪،‬‬ ‫البصرة‬ ‫أيامَا في‬ ‫أقامَ عليئ‬ ‫وبعدما‬

‫محاعمةد‬ ‫ست‬ ‫سنة‬ ‫رجب‬ ‫شهر‬ ‫من‬ ‫الكوفة ‪ ،‬ودخلَها يوم الإثنين الثاني عشر‬

‫طويلاَ‪.‬‬ ‫لخلافته ‪ ،‬التي لم تستمر‬ ‫وثلاثين ‪ ،‬وجعلَها عاصمة‬

‫‪.‬‬ ‫‪245‬‬ ‫‪: 7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪924 : 7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪255‬‬
‫الشام ‪،‬‬ ‫في‬ ‫معاويةَ‬ ‫عبدِ الله البَجَلِئ إلى‬ ‫بن‬ ‫جريرَ‬ ‫الصحابيئ‬ ‫علي‬ ‫وبعث‬

‫‪.‬‬ ‫فيه الناس‬ ‫فيما دخل‬ ‫‪ ،‬والدخولَ‬ ‫منه مبايعتَه ‪ ،‬وطاعنه‬ ‫وطلب‬

‫إلا بعدَ أن‬ ‫لا يبايعونه‬ ‫أنهم‬ ‫على‬ ‫الشام ‪ ،‬فاتفقوا‬ ‫معاويةُ أهل‬ ‫واستشارَ‬
‫علي بدعو معاؤ‬

‫إلى معاوية هؤلاء‬ ‫يُسَفمَ‬ ‫‪ ،‬أو أن‬ ‫‪ ،‬الذين معه في جيشه‬ ‫عمان‬ ‫قتلةَ‬ ‫يقتلَ هو‬
‫الطامحة‬ ‫في‬ ‫للدخول‬

‫(‪.)1‬‬ ‫القتلة فيقتلَهم ‪ ،‬لأنه وليئُ دم عثمان‬

‫الشام ‪ ،‬مجتهدون‬ ‫عنه ومَن معه مِن أهل‬ ‫الله‬ ‫إن معاويةَ رضي‬

‫قتلة عثمان ‪ ،‬وقتلِهم قصاصَا‪،‬‬ ‫على‬ ‫دإقامة الحذ‬ ‫مطالبتهم‬ ‫ني‬ ‫معذورون‬

‫نظرِ في‬ ‫وجهةُ‬ ‫أمية ‪ ،‬ولهم‬ ‫بني‬ ‫‪ ،‬لأنه قريبُه ‪ ،‬من‬ ‫وليئُ دم عثمان‬ ‫هو‬ ‫ومعاويةُ‬

‫ا ‪.‬‬ ‫قتلةِ عثمان‬ ‫من‬ ‫يقتمق‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫أمير المؤمنين‬ ‫بيعةَ علي‬ ‫تعليقِهم‬

‫مجتهدَا‬ ‫الاَخر‪ ،‬ف!ننا نجده‬ ‫الطرف‬ ‫عليئ في‬ ‫موقف‬ ‫ننظرُ في‬ ‫وعندما‬ ‫محلي‬ ‫نظر‬ ‫وجهة‬

‫ومعاوبة‬
‫تهدأَ الأمور ‪ ،‬وتستقز‬ ‫قتلة عثمان ‪ ،‬حتى‬ ‫من‬ ‫في تأخيرِه الاقتصاص‬ ‫معذورم‬

‫أ ‪.‬‬ ‫المسلمين‬ ‫‪ ،‬ويبايعَ له كل‬ ‫الأوضاع‬

‫عثمان ‪ ،‬وان‬ ‫قتلةِ‬ ‫من ألفين مِن‬ ‫أكثرُ‬ ‫علي‬ ‫كان في جيش‬ ‫أنه‬ ‫أحدْ‬ ‫ي!نكرُ‬ ‫لا‬

‫يكرههم‪،‬‬ ‫كان‬ ‫عليَا‬ ‫‪3‬‬ ‫وأ‬ ‫‪،‬‬ ‫النخعي‬ ‫كالأشتر‬ ‫‪A‬‬ ‫;‪;a‬‬ ‫بعضَهم كان من كبار‬

‫حريصَا‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهم‬ ‫‪ ،‬والقضاءِ‬ ‫منهم‬ ‫للتخلصِ‬ ‫المناسبةَ‬ ‫الفرصةَ‬ ‫ويتحينُ‬

‫تهدأُ الأمور‪.‬‬ ‫‪ ،‬عندما‬ ‫عليهم‬ ‫إقامةِ الحذ‬ ‫على‬

‫‪ ،‬قد أَشغَلوا‬ ‫قتلة عثمان‬ ‫على‬ ‫إقامةِ الحذ‬ ‫في‬ ‫إنَ المطالبين بالإسراع‬
‫كل علي‬ ‫الحروج‬

‫للفنلة‬ ‫ممانبنه‬ ‫أخر‬


‫‪ ،‬هـان شغبَهم‬ ‫القتلة‬ ‫اليهم ‪ ،‬وتأخيرِ محاسبةِ‬ ‫للتوخه‬ ‫اضطز‬ ‫عليَا‪ ،‬حيث‬

‫‪ ،‬قد أخرَ‬ ‫‪ ،‬ثم في صقين‬ ‫وبينهم ‪ ،‬في الجفل‬ ‫بينه‬ ‫المعارك‬ ‫عليه ‪ ،‬ثم حدوثَ‬

‫للقتلة‪.‬‬ ‫محاكمته‬

‫عليئ في البصرة ثم في‬ ‫على‬ ‫الحق ‪ ،‬لم يخرجوا‬ ‫ولو أ‪ 3‬المطالبين بذلك‬

‫الأقل‪-‬‬ ‫على‬ ‫وجهةُ نظرِ مسموعةٌ‬ ‫‪ ،‬ولهم‬ ‫مجتهدون‬ ‫معذورون‬ ‫الشام ‪ -‬وهم‬

‫‪.‬‬ ‫البداية والنهاية ‪Tot : V‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪256‬‬
‫! ‪.‬‬ ‫منهم‬ ‫وتخفَصَ‬ ‫‪،‬‬ ‫القتلة‬ ‫لمحاسبة‬ ‫لتفزَغَ عليئٌ‬

‫مثكلة علي وجود‬ ‫‪ ،‬وإن‬ ‫باجتهادِ‪ ،‬ولضرورة‬ ‫كان‬ ‫لقتلةِ عثمان‬ ‫علي‬ ‫إن تأخيرَ محاكمةِ‬

‫في جبشه‬ ‫القتلة‬ ‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫لضرورة‬ ‫كان‬ ‫جيثه‬ ‫القتلة في‬ ‫وجودَ‬

‫بخلافته‬ ‫المشكلةُ الخطيرةُ التي عصفتْ‬ ‫هي‬ ‫‪ ،‬وهذه‬ ‫وهذا كان قدرُ علي‬

‫الله‪.‬‬ ‫رحمه‬ ‫عليها ‪ ،‬ثم انتهت باستشهاده‬ ‫وقضتْ‬

‫واقعَا نافذا(‪. )1‬‬ ‫الله‬ ‫قدز‬ ‫الأمة ‪ ،‬وكان‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫الله‬ ‫ما قذَره‬ ‫هذا‬

‫بتوجه‬ ‫علي‬ ‫معاويةَ ومَن‬ ‫الكوفة إلى الشام ‪ ،‬لإخضاعِ‬ ‫عنه من‬ ‫اللّه‬ ‫رضي‬ ‫توتجَه علي‬

‫الشام‬ ‫لإخضاع‬ ‫‪.‬‬ ‫معاويةُ للقائه ومقاتلته‬ ‫معه ‪ ،‬واستعذَ‬

‫لقتاله‪.‬‬ ‫جيشَا‬ ‫وخه‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫له معاوية‬ ‫لما قصد‬ ‫للشام‬ ‫عليئ‬ ‫لم يتحركْ‬ ‫ولو‬

‫مبايعة ؟ ‪.‬‬ ‫مخالفةٍ وعدم‬ ‫المؤمنين عن‬ ‫أميرُ‬ ‫عليئ‬ ‫كيفَ يسكتُ‬ ‫ولكن‬

‫! ‪.‬‬ ‫الخليفة‬ ‫على‬ ‫وخروجَا‬ ‫وتمردًا‬ ‫إنه يراها عصيانَا‬

‫وجبث!‬ ‫معاوية جث!علي‬ ‫عددُ جيش‬ ‫وكان‬ ‫ألفَا‪،‬‬ ‫وعشرين‬ ‫مئةَ‬ ‫علي‬ ‫كان عددُ جيش‬

‫معاوية‬ ‫‪.‬‬ ‫ألفًا‬ ‫تسعين‬

‫بن عبادة ‪،‬‬ ‫بن سعد‬ ‫‪ ،‬وقيس‬ ‫‪ :‬الأشتر النخعي‬ ‫علي‬ ‫جيش‬ ‫قادةِ‬ ‫من‬ ‫وكان‬

‫‪.‬‬ ‫عباس‬ ‫بن‬ ‫اللّه‬ ‫‪ ،‬وعبد‬ ‫بن ياسر‬ ‫وعمار‬

‫سفيان‬ ‫بن‬ ‫‪ ،‬وعمرو‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫معاوية ‪ :‬عمرو‬ ‫قادة جيش‬ ‫من‬ ‫وكان‬

‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫‪ ،‬وعبد‬ ‫الأنصاري‬ ‫بشير‬ ‫بن‬ ‫‪ -‬أبو الأعور ‪ -‬والنعمان‬ ‫السلمي‬

‫بن الوليد‪.‬‬ ‫خالد‬

‫معركةُ صفين‬ ‫نهر الفرات ‪ ،‬وكانت‬ ‫على‬ ‫ةصفين‪،‬‬ ‫في‬ ‫والتقى الجيشان‬

‫من‬ ‫الالاف‬ ‫فيها عشرات‬ ‫أسابيع ‪ ،‬وسقطَ‬ ‫الأليمة المحزنة ‪ ،‬التي استمرتْ‬

‫القتلى من الجيشين‪.‬‬

‫محب‬ ‫هوامثى‬ ‫مع‬ ‫لابن العربي ‪172- 162 :‬‬ ‫القواصم‬ ‫من‬ ‫انظر العواصم‬ ‫(‪)1‬‬

‫الدين الخطب‪.‬‬

‫‪Yov‬‬
‫وثلاثين ‪ ،‬وكان‬ ‫سنة ست‬ ‫الحجة‬ ‫ذي‬ ‫بين الجيشيْن في شهر‬ ‫القتالُ‬ ‫بدأ‬ ‫في‬ ‫معركة صفين‬

‫ي‬ ‫ذ‬ ‫بينهما‪ ،‬واستمزَ القتالُ بينهما طيلة شهر‬ ‫ومبارزات‬ ‫القتالُ مناوشات‬ ‫‪3‬‬ ‫الأولى‬ ‫برلتها‬

‫الهدنة‬
‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫مرتيْن(‪1‬‬ ‫اليوم الواحد‬ ‫في‬ ‫كانوا يقتتلون‬ ‫‪ ،‬وربما‬ ‫الحجة‬

‫‪ ،‬وتوفَفا‬ ‫الجيشان‬ ‫وثلاثين تحاجزَ‬ ‫سنة سبع‬ ‫من‬ ‫شهرُ محرم‬ ‫ولما دخلَ‬

‫إلى‬ ‫‪ ،‬تنتهي‬ ‫وموادعة‬ ‫مهادنة‬ ‫يقعَ بينهما‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬رجاءَ‬ ‫طيلةَ الشهر‬ ‫القتال‬ ‫عن‬

‫‪.‬‬ ‫الدماء‬ ‫‪ ،‬وحقنِ‬ ‫‪ ،‬وإنهاءِ المشكلة‬ ‫الصلح‬

‫في‬ ‫بجيشه‬ ‫وفدَا منه إلى معاويةَ المعسكرِ‬ ‫بعثَ علي‬ ‫محرم‬ ‫شهر‬ ‫وفي‬ ‫بن حانم‬ ‫عدي‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫الطائي رضي‬ ‫بن حاتم‬ ‫عَدِقيَ‬ ‫الوفدُ برئاسة‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫صفين‬ ‫الى‬ ‫علي‬ ‫موفد‬

‫معاوية‬
‫الكلمة‪،‬‬ ‫الله‬ ‫ليجمعَ‬ ‫مبايعة علي‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫معاوية‬ ‫حاتم‬ ‫عدفيُ بن‬ ‫ودعا‬

‫البين‪.‬‬ ‫ذات‬ ‫الدماء ‪ ،‬ويصلحَ‬ ‫ويحقنَ‬

‫‪ ،‬ولا ننازعُه‬ ‫علي‬ ‫على‬ ‫نَرُدُ‬ ‫لا‬ ‫بقوله ‪ :‬نحن‬ ‫عدي‬ ‫دعوة‬ ‫ورذ معاويةُ على‬

‫منه هو‬ ‫ما نريده‬ ‫وكل‬ ‫‪،‬‬ ‫القتلة‬ ‫آوى‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫نتهمُه بقتْل عثمان‬ ‫الأمر ‪ ،‬ولا‬

‫إِلى‬ ‫‪ ،‬ونجيبُه‬ ‫نبايعُه أميراً للمؤمنين‬ ‫ذلك‬ ‫لنا القتلةَ لنقتلَهم ‪ ،‬وبعد‬ ‫أنْ يُسلم‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫الطاعة‬

‫في‬ ‫عليًا عاجزٌ‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫ظاهرة‬ ‫نظره‬ ‫‪ ،‬ووجهةُ‬ ‫واضح‬ ‫معاويةَ‬ ‫منطقَ‬ ‫إن‬

‫أنْ قلنا‪.‬‬ ‫‪ ،‬لما سبق‬ ‫معاوية‬ ‫تنفيذ ما يطلبه‬ ‫‪ ،‬عن‬ ‫الأجواء‬ ‫تلك‬ ‫مثل‬

‫عند معاوية‪.‬‬ ‫بن حاتم‬ ‫ولم تنجحْ مهمةُ عدي‬

‫إقناعه بتسليمِ قتلةِ‬ ‫لمحاولة‬ ‫وفدَا إلى علي‬ ‫طرفه‬ ‫ثم بعثَ معاويةُ من‬ ‫بن ملمة‬ ‫حببب‬

‫الفِهْري‪،‬‬ ‫مَسْلَمَة‬ ‫بن‬ ‫حَبيب‬ ‫برئاسة‬ ‫الوفدُ‬ ‫وكان‬ ‫القتال ‪،‬‬ ‫وإنهاءِ‬ ‫‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫معاوية إلى‬ ‫موفد‬

‫بنتيجة (‪.)3‬‬ ‫ولكنه لم يخرج‬ ‫علي‬

‫بين الفريقين ‪ ،‬ودخل‬ ‫الصلح‬ ‫جهود‬ ‫‪ ،‬ولم تنجح‬ ‫شهرُ المحرم‬ ‫ومضى‬

‫‪.‬‬ ‫‪258 -‬‬ ‫البداية والنهاية ‪256 : V‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪25 A : 7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪258-256‬‬ ‫‪:7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫)‪(r‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪258‬‬
‫العنيفة الثمرسة القاسية من معركة‬ ‫الثانيةِ‬ ‫الجولةِ‬ ‫لا بذ من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫شهرُ صفر‬

‫صفين‪.‬‬

‫الحرب الطاحنة‬ ‫واشمرتْ‬ ‫الأربعاء الأولَ من شهر صفر‪،‬‬ ‫يومَ‬ ‫الطاحنةُ‬ ‫الحربُ‬ ‫بدأت‬

‫في صفبن‬ ‫‪.‬‬ ‫العاشرِ من صفر‬ ‫يوم الجمعة‬ ‫حتى‬

‫فيها‬ ‫‪ ،‬زحف‬ ‫كاملة ‪ ،‬شديدةَ طاحنة‬ ‫أيامِ‬ ‫عشرةَ‬ ‫في صفين‬ ‫المعركةُ‬ ‫كانت‬

‫القتلى‪،‬‬ ‫الاَلاف من‬ ‫فيها عشراتُ‬ ‫وسقط‬ ‫والتحما‪،‬‬ ‫‪ ،‬وتداخَلا‪،‬‬ ‫الجيشان‬

‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫الجرحى‬ ‫من‬ ‫وأَضعافُهم‬

‫عئرة أيام‬ ‫القنال‬ ‫‪ ،‬وليلةَ الجمعة‬ ‫صفر‬ ‫التاسع من‬ ‫يومَ الخميس‬ ‫ما تكون‬ ‫أعنفَ‬ ‫وكانت‬

‫ضديدة‬ ‫!ا!لين‬ ‫!خ‬ ‫لا‬ ‫لأف ىن‬ ‫"ليلةَ الهَريرئا‪،‬‬ ‫العاشر من صفر ‪ ،‬التي سميت‬

‫التعبِ‬ ‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫وهمهمة‬ ‫إلا هرير‬ ‫كلام ‪،‬‬ ‫ولا‬ ‫فيها صوتٌ‬ ‫الجيشيْن‬ ‫من‬

‫‪.‬‬ ‫والاستقتال‬ ‫‪ ،‬والاستبسالِ‬ ‫وايإعياء‬

‫فنيت‪،‬‬ ‫‪ ،‬وبالنبالِ حتى‬ ‫تقضَفت‬ ‫حتى‬ ‫الليلة بالرماح‬ ‫هذه‬ ‫تقاتَلوا في‬

‫(‪. . . )1‬‬ ‫تحطمتْ‬ ‫حتى‬ ‫وبالسيوفِ‬

‫على‬ ‫رفع أهلُ الشام المصاحف‬ ‫صفر‪،‬‬ ‫العاشرِ من‬ ‫الجمعة‬ ‫عصرِ‬ ‫وفي‬

‫اللَه‬ ‫رضي‬ ‫ومعاوية‬ ‫بين علي‬ ‫الصراع‬ ‫من‬ ‫جديدة‬ ‫مرحلة‬ ‫الرماح ‪ ،‬ودخلتْ‬

‫عنهما‪.‬‬

‫بن‬ ‫مقتل عمار‬ ‫علي‬ ‫مع‬ ‫عنه ‪ ،‬وكان‬ ‫الله‬ ‫قُتل عمارُ بن ياسر رضي‬ ‫صفين‬ ‫معركة‬ ‫وفي‬

‫ياص في صمين‬ ‫الشام ‪.‬‬ ‫ضذَ أهل‬

‫طويلاَ‪،‬‬ ‫كبيرَا‬ ‫‪ ،‬شيخَا‬ ‫صفين‬ ‫يوم‬ ‫عمار‪،‬‬ ‫‪ :‬رأيتُ‬ ‫سلمة‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبدُ‬ ‫قال‬

‫قاتلتُ‬ ‫بيده ‪ ،‬لقد‬ ‫نفسي‬ ‫‪ :‬والذي‬ ‫يقول‬ ‫وهو‬ ‫تَرْعد‪،‬‬ ‫الحربةَ بيده ‪ ،‬ويده‬ ‫أخذَ‬

‫لو‬ ‫ووالله‬ ‫!‬ ‫الرابعة‬ ‫وهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫مرات‬ ‫‪-‬لمجي! ثلاثَ‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫الراية مع‬ ‫بهذه‬

‫العشرة ‪ :‬البداية والنهاية ‪: 7‬‬ ‫صفين‬ ‫أيام معركة‬ ‫وصف‬ ‫في‬ ‫انظر‬ ‫(\)‬

‫‪.273-‬‬ ‫‪262‬‬

‫‪925‬‬
‫الحق‬ ‫على‬ ‫أننا‬ ‫‪ -‬لما شككتُ‬ ‫البحرين‬ ‫هُجَر ‪ -‬في‬ ‫بنا‬ ‫يبلغوا‬ ‫حتى‬ ‫ضربونا‪،‬‬

‫الباطل‪.‬‬ ‫وأنهم على‬

‫‪ :‬أرأيتَ‬ ‫له‬ ‫المعركة ‪ ،‬فقال‬ ‫في‬ ‫قيسُ بن عباد عمارَ بن ياسر‬ ‫سأل‬ ‫وقد‬

‫‪ ،‬أو‬ ‫ويصيب‬ ‫رأيتُموه ‪ ،‬فإن الرأيَ يخطىء‬ ‫رأيَا‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬هل‬ ‫قتالَكم مع علي‬

‫؟ ‪.‬‬ ‫يكل!رو‬ ‫الله‬ ‫رسولُ‬ ‫عَهِدَه إليكم‬ ‫عها‬ ‫هو‬

‫الناس‬ ‫إلى‬ ‫يعهده‬ ‫شيئَا لم‬ ‫ع!‬ ‫النَه‬ ‫الينا رسول‬ ‫يعهد‬ ‫لم‬ ‫‪:‬‬ ‫عمار‬ ‫فقال‬

‫‪)1(-.‬‬

‫والرأيُ‬ ‫واجتهاد‪،‬‬ ‫رأي‬ ‫عن‬ ‫كان‬ ‫علي‬ ‫بأن قتالَهم مع‬ ‫فعمارٌ يعترفُ‬

‫وقد يصيب‪.‬‬ ‫والاجتهاد قد يخطىء‪،‬‬

‫عنه‪.‬‬ ‫اللّه‬ ‫أن الفئةَ الباغية تقتلُ عمار!ا رضي‬ ‫لمجي!‬ ‫الله‬ ‫أخبرَ رسولُ‬ ‫وقد‬

‫عنه أن‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الخدري‬ ‫أبي سعيد‬ ‫عن‬ ‫ومسلم‬ ‫البخاري‬ ‫فقد روى‬ ‫الفئة‬ ‫عماراَ‬ ‫تقنل‬

‫! ‪.‬‬ ‫الباغية‬ ‫الفئة‬ ‫‪" :‬تقتلكَ‬ ‫لعمار‬ ‫قال‬ ‫مج!حِ‬ ‫الله‬ ‫رسولَ‬ ‫الباغية‬

‫علي‬ ‫قال ‪ :‬كنا مع‬ ‫عمار‪،‬‬ ‫مقتل‬ ‫السلمي‬ ‫الرحمن‬ ‫أبو عبد‬ ‫روى‬ ‫وقد‬

‫إلا اتبعه من‬ ‫‪،‬‬ ‫صفين‬ ‫أودية‬ ‫وادِ من‬ ‫في‬ ‫لا يسير‬ ‫عمارآ‪،‬‬ ‫‪ . . .‬ورأيتُ‬ ‫بصفين‬

‫ع!ي!‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫كان هناك من صحابة‬

‫‪ -‬ابن أخي‬ ‫وقاص‬ ‫أبي‬ ‫عتبة بن‬ ‫بن‬ ‫هاشم‬ ‫إلى‬ ‫عماراَ جاء‬ ‫ورأيت‬

‫علي في صفين‪.‬‬ ‫راية‬ ‫عنه ‪ -‬وهو صاحبُ‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن أبي وقاص‬ ‫سعد‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫السيوف‬ ‫ظلال‬ ‫تقذَمْ ! الجنةُ تحت‬ ‫‪ :‬يا هاشم‬ ‫لهاشم‬ ‫فقال عمار‬

‫الجن‪.‬‬ ‫الحورُ‬ ‫الجنة ‪ ،‬وتزينت‬ ‫فُتحت‬

‫وَصَحْبَه‬ ‫مُحَفَدَا‬ ‫الأحِئه‬ ‫اليَوْمَ أَلْقى‬

‫‪ ،‬فقُتِلا‬ ‫قوية ‪ ،‬واخترقا الجيش‬ ‫وعمار حملة‬ ‫هاشم‬ ‫فحمل‬

‫لله‪.‬‬ ‫ا‬ ‫حمهما‬ ‫ش‬

‫‪.‬‬ ‫‪268 -‬‬ ‫‪267 : 7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪026‬‬
‫‪،‬‬ ‫بن العاص‬ ‫‪ -‬إلى عمرو‬ ‫ال!كْسَكي‬ ‫جَوى‬ ‫ابْن‬ ‫‪ -‬وهو‬ ‫قاتلُ عمار‬ ‫وجاء‬

‫‪.‬‬ ‫عمارَا‬ ‫له ‪ :‬أنا قتلت‬ ‫فقال‬

‫!(‪.)1‬‬ ‫!‬ ‫رئك‬ ‫أسخطْتَ‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫يداك‬ ‫ما ظفرَتْ‬ ‫واللّه‬ ‫‪ :‬أما‬ ‫له عمرو‬ ‫فقال‬

‫الليل ‪ ،‬قلت‪:‬‬ ‫‪ ،‬ودخلَ‬ ‫قُتل عمار‬ ‫‪ :‬بعدما‬ ‫السلمي‬ ‫الرحمن‬ ‫أبو عبد‬ ‫قال‬

‫عليهم‪.‬‬ ‫وقعَ مقتل عمار‬ ‫الشاميين ‪ ،‬لأرى‬ ‫إلى معسكر‬ ‫الليلةَ‬ ‫لادخلَنَ‬

‫قادة‬ ‫من‬ ‫أربعة‬ ‫؟‬ ‫ويتحدثون‬ ‫يتسامرون‬ ‫أنا بأربعةٍ‬ ‫‪ ،‬فإذا‬ ‫معسكرهم‬ ‫فدخلتُ‬

‫الشام‬ ‫جيش‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬وابنه !ر‬ ‫بن ا!اص‬ ‫السلمِي ‪ ،‬و!رو‬ ‫معاوية ‪ ،‬وأبو الأعور‬
‫مفنل‬ ‫بندارسون‬ ‫ص‬ ‫ء‬ ‫و‬
‫عمار‬ ‫منهم ‪،‬‬ ‫قريبَا‬ ‫بينهم ‪ ،‬لاكون‬ ‫فرسي‬ ‫الاربعة ‪ -‬فادخلت‬ ‫خير‬ ‫‪-‬وهو‬ ‫عمرو‬

‫‪.‬‬ ‫منه شيء‬ ‫‪ ،‬ولا يفوتُني‬ ‫ما يقولون‬ ‫فأسمعَ‬

‫فيه‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫هذا‬ ‫يومكم‬ ‫في‬ ‫الرجل‬ ‫‪ :‬قتلتُم هذا‬ ‫عمرو‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبدُ‬ ‫فقال‬

‫؟‬ ‫بًئِ ما قال‬ ‫الله‬ ‫رسولُ‬

‫؟‬ ‫‪ :‬ومماذا قال‬ ‫له أبوه عمرو‬ ‫قال‬

‫بن عمرو‬ ‫الله‬ ‫عب!‬ ‫‪،‬‬ ‫!يَن‬ ‫الله‬ ‫رسولِ‬ ‫جطَ‬ ‫المسلمون‬ ‫بنى‬ ‫لما‬ ‫‪:‬‬ ‫عمرو‬ ‫بن‬ ‫اللّه‬ ‫عبدُ‬ ‫قال‬

‫لهم حديث‬ ‫يروي‬ ‫حجريْن‬ ‫ينقل‬ ‫عمار‬ ‫وكان‬ ‫ولَبنَة لبنة ‪،‬‬ ‫حجرًا‪،‬‬ ‫حجرَا‬ ‫ينقلون‬ ‫الناسُ‬ ‫كان‬

‫الريول عن مفنل‬ ‫‪َ.‬‬ ‫ولبنتين لبنتين‬ ‫‪،‬‬ ‫حجرين‬


‫عمار‬
‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫الفئةُ الباغية‬ ‫‪ ،‬تقتلكَ‬ ‫يا عمار‬ ‫‪ :‬ويحك‬ ‫لمجي! فقال‬ ‫الله‬ ‫رسولُ‬ ‫فأتاه‬

‫الله؟‬ ‫عبد‬ ‫ما يقول‬ ‫له ‪ :‬ألا تسمعُ‬ ‫‪ .‬فقال‬ ‫معاوية‬ ‫على‬ ‫عمرو‬ ‫فأقبل‬

‫الفئة الباغية‪.‬‬ ‫‪ ،‬تقتلُ عماراَ‬ ‫‪ :‬نعم‬ ‫معاوية‬ ‫فقال‬ ‫بالحديث‬ ‫معاوية‬ ‫وأَخبر‬

‫! ‪.‬‬ ‫! !‬ ‫به‬ ‫وجاؤوا‬ ‫أخرجوه‬ ‫؟ إنما قتلَه الذين‬ ‫عماراً‬ ‫قتلْنا‬ ‫نحن‬ ‫هل‬

‫‪.‬‬ ‫!(‪)2‬‬ ‫!‬ ‫به واَخرجه‬ ‫جاءَ‬ ‫مَن‬ ‫عمارَا‬ ‫قتلَ‬ ‫‪ :‬إنما‬ ‫يقولون‬ ‫الشام‬ ‫أهلْ‬ ‫فصارَ‬

‫يد الفئة الباغية ‪ ،‬من‬ ‫على‬ ‫عمار‬ ‫مقتل‬ ‫عن‬ ‫الصحيحُ‬ ‫الحديثُ‬ ‫وهذا‬

‫‪.‬‬ ‫‪926 -‬‬ ‫‪268‬‬ ‫‪:7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪271‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪027‬‬ ‫‪: V‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪261‬‬
‫مقتل‬ ‫عن‬ ‫أخبرَ الرسولُ عليه الصلاة والسلام‬ ‫‪ ،‬حيث‬ ‫‪-‬لمج!‬ ‫دلائلِ نبوة محمد‬

‫! ‪.‬‬ ‫سنة‬ ‫وثلاثين‬ ‫سبع‬ ‫بعد‬ ‫عنه‬ ‫ما أخبر‬ ‫‪ ،‬وتحققَ‬ ‫عمار‬

‫من‬ ‫أن عليًا أقرلث إلى الحق‬ ‫يدكُ على‬ ‫الصحيحَ‬ ‫أن هذا الحديثَ‬ ‫كما‬
‫الثا! بغاة‬ ‫جيش‬

‫بغوا‬ ‫الذين‬ ‫الفئةُ الباغية ‪،‬‬ ‫هم‬ ‫الشام‬ ‫أهلَ‬ ‫وأنَ‬ ‫عنهما‪،‬‬ ‫اللّه‬ ‫رضي‬ ‫‪،‬‬ ‫معاوية‬ ‫على علي‬

‫بايعوه‬ ‫الصحابة‬ ‫والعقد من‬ ‫عليه ‪ ،‬رغمَ أن أهلَ الحل‬ ‫‪ ،‬وخرجوا‬ ‫علي‬ ‫على‬

‫الشام‬ ‫أهل‬ ‫رفض‬ ‫‪ ،‬ولما‬ ‫بيعتُه وخلافتُه شرعية‬ ‫أميراَ للمؤمنين ‪ ،‬فكانت‬

‫‪ -‬كانوا‬ ‫معذورون‬ ‫متأولون‬ ‫مخهدون‬ ‫عليه ‪ ،‬وقاتلوه ‪ -‬وهم‬ ‫وخرجوا‬ ‫بيعتَه‬

‫أمير المؤمنين‪.‬‬ ‫باغية على‬ ‫فئةً‬

‫علي‬ ‫جيشُ‬ ‫عنه ‪ ،‬بأن الذين قتلوا عمارًا هم‬ ‫اللّه‬ ‫أما تأويلُ معاوية رضي‬

‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫منه‬ ‫بعيد ‪ ،‬وغيرُ مقبول‬ ‫تأويل‬ ‫‪ ،‬فهو‬ ‫صفين‬ ‫إلى‬ ‫أَخرجوه‬ ‫لأنهم‬

‫علي‪،‬‬ ‫الغلبةُ لجيش‬ ‫كانت‬ ‫صفين‬ ‫معركة‬ ‫الأخيرةِ من‬ ‫الساعاتِ‬ ‫في‬ ‫علي‬ ‫لجش‬ ‫الغلبة‬

‫!فبن‬ ‫في‬
‫‪.‬‬ ‫معاوية ‪ ،‬وكادَ أهلُ الشام ينهزمون‬ ‫جيشِ‬ ‫اخترقوا صفوفَ‬ ‫حيث‬

‫الله‬ ‫إلى معاوية رضي‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫تقدمَ عمرو‬ ‫الساعات‬ ‫هذه‬ ‫وفي‬

‫إلا‬ ‫يزيذهم‬ ‫ولا‬ ‫إلا اجتماعَا‪،‬‬ ‫أمرَا لا يزيذنا‬ ‫رأيتُ‬ ‫قد‬ ‫له ‪ :‬إنن‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫عنهما‬

‫فإن‬ ‫إليها‪،‬‬ ‫الاحتكام‬ ‫إلى‬ ‫وندعوهم‬ ‫‪،‬‬ ‫المصاحف‬ ‫نرفعَ‬ ‫أن‬ ‫أَرى‬ ‫فرقة ‪،‬‬

‫ورافض‪،‬‬ ‫موافقِ‬ ‫بينهم ‪ ،‬بين‬ ‫فيما‬ ‫القتال ‪ ،‬صىان اختلفوا‬ ‫لنا انتهى‬ ‫استجابوا‬

‫! ‪.‬‬ ‫ريخهم‬ ‫وذهبَ‬ ‫فشلوا‬

‫‪ ،‬فلما‬ ‫التابعي ‪ :-‬كنا بصفين‬ ‫الأسدي‬ ‫بن سلمة‬ ‫قال أبو وائل ‪ -‬شقيق‬ ‫بن‬ ‫عمرو‬ ‫خطوة‬

‫بن‬ ‫عمرو‬ ‫فقال‬ ‫بتل ‪.‬‬ ‫اعتصموا‬ ‫‪،‬‬ ‫الثمام‬ ‫بأهل‬ ‫وكثرَ‬ ‫واشتذَ‬ ‫استمَزَ القتل‬ ‫في رفع‬ ‫العاص‬

‫المصاحف‬
‫‪ ،‬فإنه لن‬ ‫الله‬ ‫كتابِ‬ ‫‪ ،‬فادْعُه إلى‬ ‫بمصحف‬ ‫علي‬ ‫‪ :‬أَرسِلْ إلى‬ ‫لمعاوية‬ ‫العاص‬

‫! ‪.‬‬ ‫عليك‬ ‫يأبى‬

‫إليه!‬ ‫‪ ،‬نتحاكمُ‬ ‫الله‬ ‫كتابُ‬ ‫‪ :‬بيننا وبينكم‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫بالمصحف‬ ‫فجاءَ رجل‬

‫إكَ‬ ‫لُذجمَؤنَ‬ ‫اَتحِتت‬ ‫ئِنَ‬ ‫لضَيا‬ ‫أوتُوأ‬ ‫الذِيى‬ ‫إلَى‬ ‫تَرَ‬ ‫(أر‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫تلا‬ ‫ثم‬

‫‪.‬‬ ‫‪،23 :‬‬ ‫عمران‬ ‫أآل‬ ‫!‬ ‫ئُغرِضُونَ‬ ‫وَهُم‬ ‫ئِنهُز‬ ‫فَرِيق‬ ‫بَينَهُصْ ثُصً شوَكَ‬ ‫لخكُمَ‬ ‫اَلنَهِ‬ ‫كِنف‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪262‬‬
‫اللّه‪.‬‬ ‫كتابُ‬ ‫‪ .‬بيننا وبينكم‬ ‫منكم‬ ‫بذلك‬ ‫أولى‬ ‫أَنا‬ ‫؟‬ ‫علي‬ ‫فقال‬

‫عواتقهم‪،‬‬ ‫على‬ ‫وسيوفُهم‬ ‫‪ ،‬وجاؤوه‬ ‫عليه الخوارج‬ ‫خرجَ‬ ‫ذلك‬ ‫فعند‬

‫لا بذَ أنْ نسيرَ‬ ‫‪:‬‬ ‫وقالوا‬ ‫‪،‬‬ ‫القراَن‬ ‫إلى‬ ‫الاحتكامَ‬ ‫الثام‬ ‫أهلِ‬ ‫دعوةَ‬ ‫ورفضوا‬

‫بيننا وبينهم‪.‬‬ ‫اللهُ‬ ‫يحكمَ‬ ‫حتى‬ ‫بسصِوفنا‪،‬‬ ‫إليهم‬

‫في جيش‬ ‫انقسام‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ :‬يا أيها الناس‬ ‫عنه ‪ ،‬فقال‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الأنصاري‬ ‫حنيف‬ ‫بن‬ ‫سهلُ‬ ‫فوقفَ‬

‫سهل‬ ‫ودعوة‬ ‫علي‬ ‫ىلى‬ ‫لر!!تُ‬ ‫‪ ،‬لو أقدز‬ ‫يومَ ادحديبية‬ ‫رأسني‬ ‫‪ ،‬ولقد‬ ‫الدين‬ ‫اتَهموا الرأىِ على‬

‫ابن حنيف‬ ‫‪.‬‬ ‫أمره‬ ‫لمج!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫منذُ‬ ‫المسلمون‬ ‫الحيرةَ الشديدةَ التي يعيشها‬ ‫حنيف‬ ‫بن‬ ‫ثم بئنَ سهلُ‬

‫‪ ،‬إلا‬ ‫أسلمنا‬ ‫منذ‬ ‫عواتِقِنا‬ ‫على‬ ‫‪ :‬ووالله ما حمَلْنا سيوفَنا‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫وفاةِ عثمان‬

‫فتْقاَ‪ ،‬إلا‬ ‫ولا‬ ‫فتحاَ‬ ‫منه‬ ‫نسدُّ‬ ‫لا‬ ‫فإنا‬ ‫هذا‪،‬‬ ‫أمرِنا‬ ‫غيرَ‬ ‫‪،‬‬ ‫أمرِ نعرفُه‬ ‫إلى‬ ‫ويقودُنا‬

‫‪.‬‬ ‫إ(‪)1‬‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫فيه‬ ‫نتصرفُ‬ ‫كيف‬ ‫ندري‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫لنا غيرُه‬ ‫انفتحَ‬

‫‪ ،‬لعل هذا يقودُ إلى‬ ‫التحكيمِ والصلح‬ ‫والعراقيون في‬ ‫الشاميون‬ ‫ورغبَ‬

‫بينهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬هـانهاءِ الخلافات‬ ‫دماءِ المسلمين‬ ‫حقن‬

‫مع‬ ‫مشكلتُهم‬ ‫‪ ،‬الذين تضاعفت‬ ‫هذه الرغبة إلا الخوارج‬ ‫عن‬ ‫ولم يخرجْ‬

‫فيما بعد‪.‬‬ ‫علي‬

‫معركةُ صفين‪.‬‬ ‫قد انتهت‬ ‫للقراَن ‪ ،‬تكون‬ ‫وبهذه الدعوةِ إلى الاحتكام‬

‫ضحايامعر!ة‬ ‫!ح‬ ‫سنة‬ ‫صفر‪،‬‬ ‫ش!هر‬ ‫العاشرِ من‬ ‫‪،‬‬ ‫يومَ الجمعة‬ ‫انتهاؤُها‬ ‫وكان‬

‫م!بعون‬ ‫صفين‬ ‫‪.‬‬ ‫وثلائين‬

‫ألف قتيل‬ ‫سبعين أ!ا ‪.‬‬ ‫وكان قتلى المسلمين في صن‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫قتيل‬ ‫ألف‬ ‫وأربعون‬ ‫معاوية خمسةٌ‬ ‫قتلى جيش‬ ‫عدد‬

‫!(‪.)2‬‬ ‫!‬ ‫ألف قتيل‬ ‫علي خمسةٌ وعشرون‬ ‫وعدد قتلى جيش‬

‫‪.‬‬ ‫و ‪273‬‬ ‫البداية والنهاية ‪268 : V‬‬ ‫(\)‬

‫‪.‬‬ ‫‪275‬‬ ‫‪:7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪263‬‬
‫والمصابين‪.‬‬ ‫الجرحى‬ ‫عدد‬ ‫غيرُ‬ ‫هذا‬

‫المأساة‬ ‫يشيرُ إلى عمق‬ ‫ورقمٌ مرتفع ‪ ،‬وهذا‬ ‫ونعلمُ أن هذا عددٌ كبير‪،‬‬

‫‪.‬‬ ‫! !‬ ‫الأيام‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫المسلمين‬ ‫التي أصابت‬

‫بسنوات‬ ‫وقوعها‬ ‫قبل‬ ‫‪،‬‬ ‫المعركة‬ ‫هذه‬ ‫‪-‬لمج! عن‬ ‫الله‬ ‫رسولُ‬ ‫أخبرَ‬ ‫وقد‬

‫‪.‬‬ ‫عديدة‬

‫عن‬ ‫عنه‪،‬‬ ‫اللّه‬ ‫أبي هريرة رضي‬ ‫عن‬ ‫ومسلم‬ ‫البخاري‬ ‫روى‬ ‫فقد‬ ‫بخبر عن‬ ‫الرصول‬

‫معركة !فبن‬
‫‪ ،‬مقتلةَ‬ ‫عظيمتان‬ ‫تقتتلَ فئتان‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ :‬الا تقومُ الساعة‬ ‫قال‬ ‫‪!-‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫!‬ ‫"‬ ‫واحدة‬ ‫‪ ،‬دعواهما‬ ‫عظيمة‬

‫ألفًا‪،‬‬ ‫مئة وعشرون‬ ‫علي‬ ‫عظيمتيْن ‪ ،‬فجيشُ‬ ‫الفئتان في صفين‬ ‫لقد كانت‬

‫‪ ،‬قُتل‬ ‫مئتان وعشرةُ آلاف‬ ‫الجيشين‬ ‫ألفَا‪ ،‬ومجموعُ‬ ‫معاوية تسعون‬ ‫وجث!‬

‫مقتلةٌ‬ ‫وهي‬ ‫!!‪،‬‬ ‫صفين‬ ‫في‬ ‫قُتل ثلثُ المسلمين‬ ‫ألفا !‪ ،‬أي‬ ‫سبعون‬ ‫منهم‬

‫! ‪.‬‬ ‫عظيمة‬

‫عنه ‪ ،‬بالاجتهاد‬ ‫والدفاعُ‬ ‫للحق‬ ‫الانتصارُ‬ ‫‪ ،‬وهي‬ ‫واحدة‬ ‫الفئتيْن‬ ‫ودعوى‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫لتأويل‬ ‫وا‬

‫إليه ‪ ،‬وبعد‬ ‫‪ ،‬إِلى ما انتهتْ‬ ‫صفين‬ ‫‪ ،‬وانتهاءِ حرب‬ ‫المصاحف‬ ‫رفع‬ ‫بعد‬ ‫انفاق الفربفبن على‬

‫معاوية ‪ .‬اتفقَ الفريقان على‬ ‫وجيش‬ ‫علي‬ ‫بين جيش‬ ‫مكاتباتٍ ومراجعات‬ ‫النحكبم‬

‫التحكيم‪.‬‬

‫جهته ‪ ،‬ويختارَ معاويةُ حَكَمَا من‬ ‫حَكَمَا من‬ ‫بأنْ يختارَ علي‬ ‫وذلك‬

‫جهته‪.‬‬

‫‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫المشكلة‬ ‫‪ ،‬ويتناقشان في حل‬ ‫الحَكَمان‬ ‫ثم يلتقي الرجلان‬

‫المناسب‪،‬‬ ‫حكْمَهما‬ ‫‪ ،‬ويُصدران‬ ‫المسلمين‬ ‫ما فيه مصلحةُ‬ ‫يتفقان على‬

‫ملزئم للفريقين‪.‬‬ ‫وحكمُهما‬

‫‪.‬‬ ‫‪275‬‬ ‫‪: 7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪264‬‬
‫عمرو بن العاص‬ ‫عنه حَكَمَا‪ ،‬ولم‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن العاص‬ ‫عمرو‬ ‫طرفه‬ ‫اختارَ معاويةُ من‬

‫معاوبة‬ ‫من طرت‬ ‫‪ ،‬وهذه‬ ‫لى‬ ‫مطيعون‬ ‫سامعون‬ ‫مئبعون‬ ‫معاوية ‪ ،‬فهم‬ ‫جيش‬ ‫في‬ ‫مشكلة‬ ‫تكن‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الثمام‬ ‫أهل‬ ‫في‬ ‫ملحوظةٌ‬ ‫مزية‬

‫الأعراب والرعاع‬ ‫من‬ ‫علي ‪ ،‬ومعظمه‬ ‫إنما المشكلةُ في جيش‬

‫الفترة ‪.‬‬ ‫والتمرد في تلك‬ ‫مركزُ الفوضى‬ ‫والغوغاء ‪ ،‬والكوفةُ‬

‫ممثلاَ له ونائبَا عنه ‪ ،‬ولكن‬ ‫حَكَمَا‪،‬‬ ‫عباس‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫اختيارَ عبد‬ ‫أرادَ علي‬

‫بنُ‬ ‫عباس‬ ‫بن‬ ‫اللّه‬ ‫‪ :‬عبدُ‬ ‫‪ ،‬وقالوا‬ ‫ذلك‬ ‫ورفضوا‬ ‫علي‬ ‫شَغَبوا على‬ ‫الكوفة‬ ‫أهلَ‬

‫في الفتنة‪.‬‬ ‫‪ ،‬وقد غصنشَه معك‬ ‫عمك‬

‫علي على‬ ‫اكرا‪.‬‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫‪ -‬رضي‬ ‫بن قيس‬ ‫الله‬ ‫‪ -‬عبدَ‬ ‫الأشعري‬ ‫موسى‬ ‫أبا‬ ‫نُريدك أق تجعلَ‬

‫موص‬ ‫أبي‬ ‫(بفاد‬ ‫اعتزلَ الأحداثَ‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الفتنة والقتال‬ ‫يَنهى الناسَ عن‬ ‫كان‬ ‫حَكَمَا‪ ،‬فقد‬

‫ا!ضعري‬ ‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫حكَمَا‬ ‫أن يكون‬ ‫يصلحُ‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫له بالحجاز‬ ‫أرضِ‬ ‫في‬ ‫كلها ‪ ،‬وأقام‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫حكَمَا‬ ‫الأشتر‬ ‫حكَمَا ‪ ،‬فاجعلوا‬ ‫‪ :‬إذا لم تقبلوا بابن عباس‬ ‫علي‬ ‫قال‬

‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫الأشتر‬ ‫إلا‬ ‫الأمْرَ‬ ‫وافسدَ‬ ‫الحربَ‬ ‫سغَرَ‬ ‫‪ :‬وهل‬ ‫قالوا‬

‫لا يريدُ نجعلَه‬ ‫علي‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الأشعري‬ ‫أبي موسى‬ ‫أهلُ الكوفة على‬ ‫وأصز‬

‫في الفتنة‪،‬‬ ‫رايَه‬ ‫‪ ،‬ولكنه لا يرى‬ ‫جليل‬ ‫‪ ،‬فهو صحابي‬ ‫فيه‬ ‫طغنَا‬ ‫حكَمَا‪ ،‬ليس‬

‫يكون‬ ‫‪ ،‬ولم يقتنغ بحجتِه ولا بوجهةِ نظره ‪ ،‬فكيف‬ ‫ولم يتابغه في الأحداث‬

‫‪.‬‬ ‫له ؟؟‬ ‫مندوبَا عنه ‪ ،‬أو ممث!‬

‫جيشُه يغلبونه على‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الأشعري‬ ‫أبي موسى‬ ‫عليَا أُكره على‬ ‫لكن‬

‫لعلي‬ ‫‪ ،‬ولم يكن‬ ‫قراره ‪ ،‬لأنهم مع قبائلهم وعصبتهم‬ ‫في‬ ‫رأيه ‪ ،‬ويتحكمون‬

‫الله‬ ‫رضي‬ ‫قدَرُه‬ ‫أمره امامهم ‪ .‬وهذا‬ ‫مغلوبَا على‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫معهم‬ ‫قو! أو عصبية‬

‫عنه‪.‬‬

‫تد اصطلحوا‬ ‫بأن الناس‬ ‫‪ ،‬وأخبروه‬ ‫الأشعري‬ ‫ذهبوا إِلى أبي موسى‬

‫ب‬ ‫ر‬ ‫دته‬ ‫‪ .‬فقال ‪ :‬الحمد‬ ‫التحكيم‬ ‫واتفقوا على‬ ‫صفين‬ ‫في‬ ‫الحرب‬ ‫وأوقفوا‬

‫العالمين‪.‬‬

‫‪265‬‬
‫‪ :‬إنا لله دانا إليه‬ ‫‪ .‬فقال‬ ‫قِبل علي‬ ‫من‬ ‫حكمأ‪،‬‬ ‫جعلت‬ ‫قالوا له ‪ :‬لقد‬ ‫ثم‬

‫‪.‬‬ ‫جعون‬ ‫ا‬ ‫ر‬

‫ما‬ ‫‪ :‬هذا‬ ‫الكتاب‬ ‫في‬ ‫ورد‬ ‫ومما‬ ‫‪،‬‬ ‫الفريقين‬ ‫بين‬ ‫التحكيم‬ ‫كتابَ‬ ‫وكتبوا‬ ‫نص كتاب‬
‫علي على‬ ‫ومعاوية بن ابي سفيان ‪ ،‬قاضى‬ ‫عليه علي بن أبي طالب‬ ‫تقاضى‬ ‫ببن‬ ‫النحكبم‬
‫وضهوده‬ ‫الطرنبن‬
‫معاوية على‬ ‫‪ ،‬وقاضى‬ ‫‪ ،‬والمسلمين‬ ‫شيعتهم‬ ‫من‬ ‫العراق ‪ ،‬ومَن معهم‬ ‫أهل‬

‫المؤمنين والمسلمين‪:‬‬ ‫الشام ‪ ،‬ومَن كان معه من‬ ‫اهل‬

‫ما‬ ‫ونُميتُ‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫أحيا‬ ‫ما‬ ‫ونحمص‬ ‫الله وكتابِه‪،‬‬ ‫حكْم‬ ‫عند‬ ‫إننا ننزلُ‬

‫الله‪.‬‬ ‫أما!‬

‫‪-‬‬ ‫بن العاص‬ ‫وعمرو‬ ‫الأشعري‬ ‫فما وَجد الحكَمان ‪ -‬وهما أبو موسى‬

‫بالسنةِ العادلةِ‬ ‫‪ ،‬فعليهما‬ ‫الله‬ ‫كتاب‬ ‫في‬ ‫يجدا‬ ‫عَمِلا به ‪ ،‬ومالم‬ ‫الله‬ ‫كتاب‬ ‫في‬

‫المفزقة(‪.)1‬‬ ‫غير‬ ‫الجامعة‬

‫على‬ ‫اَمِنان‬ ‫انهما‬ ‫‪،‬‬ ‫الفريقين‬ ‫على‬ ‫والمواثيق‬ ‫العهود‬ ‫الحَكَمان‬ ‫وأخذ‬

‫عنهما‪.‬‬ ‫يصدر‬ ‫الذي‬ ‫وأهلهما ‪ ،‬وان الفريقنن ملتزمان بالحكم‬ ‫أنفسهما‬

‫‪،‬‬ ‫بن عباس‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬كعبد‬ ‫علي‬ ‫كبارُ قادة جيش‬ ‫كتابِ التحكيم‬ ‫على‬ ‫وشهدَ‬

‫السلمي‪،‬‬ ‫الأعور‬ ‫معاوية ‪ ،‬كأبي‬ ‫وكبارُ قادة جيش‬ ‫‪،‬‬ ‫قيس‬ ‫بن‬ ‫والأشعث‬

‫بن مسلمة‪.‬‬ ‫وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد‪ ،‬وحبيب‬

‫‪.)2(،‬‬ ‫ةأَذرحُ‬ ‫في‬ ‫في شهر رمضان‬ ‫يلتقيا‬ ‫على ان‬ ‫الحَكَمان‬ ‫واتفق‬ ‫أذرخ‬ ‫في‬ ‫اللقاء‬

‫رمضان‬
‫الأردن ‪.‬‬ ‫‪ ،‬في جنوب‬ ‫الثئراة‬ ‫جبال‬ ‫وأأَذرحُ ا ترية على‬

‫الحكمَنن‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫الأمة‬ ‫أنرِ‬ ‫وتوكيلِ‬ ‫‪،‬‬ ‫التحكيم‬ ‫على‬ ‫الاتفاق‬ ‫وبعد‬

‫إلى موقعه‪.‬‬ ‫‪ ،‬وعاد كل‬ ‫الجيثمان من صفين‬ ‫انسحبَ‬

‫‪ ،‬ولم‬ ‫لأوامره‬ ‫بلاد تابعة له ومطيعة‬ ‫أمامعاويةُ فقد عاد إلى الشام ‪ ،‬وهي‬

‫‪.‬‬ ‫‪277 -‬‬ ‫البداية والنهاية ‪276 : V‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪278 -‬‬ ‫البداية والنهاية ‪277 : V‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪Yll‬‬
‫ولا تمردَا أو عصيانَا‪.‬‬ ‫شَغَبَا‪،‬‬ ‫ولا‬ ‫معاويةُ مشكلة‬ ‫يجذ‬

‫علي بواجه‬ ‫عائدَا الى الكوفة ‪ ،‬ولكنه واجَه أمامه اخطرَ‬ ‫وأما علي فقد كادرَ صفين‬

‫الحوارخ ادا!ين‬ ‫لقبوله‬ ‫صفين‬ ‫عليه في‬ ‫الذين خرجوا‬ ‫مثمكلةُ (الخوارج)‪،‬‬ ‫‪ ،‬وهي‬ ‫مشكلة‬

‫للنحكبم‬ ‫‪.‬‬ ‫فيما بعد‬ ‫‪ ،‬وتطورت‬ ‫مشكلتهم‬ ‫‪ ،‬ثم تضاعفَت‬ ‫التحكيم‬

‫علي‬ ‫رضيَ‬ ‫فعندما‬ ‫‪،‬‬ ‫صفين‬ ‫معركة‬ ‫أثناءَ‬ ‫الخوارج‬ ‫بدايةُ أمر‬ ‫كانت‬

‫إلى بني تميم‪،‬‬ ‫الكندي‬ ‫بن قيس‬ ‫الأشعثُ‬ ‫المعركة ‪ ،‬ذهب‬ ‫أثناءَ‬ ‫بالتحكيم‬

‫‪،‬‬ ‫عبارة‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫التميمي‬ ‫جرير‬ ‫(عُزوَةُ بنُ‬ ‫فقامَ إليه‬ ‫‪،‬‬ ‫بالتحكيم‬ ‫يخبرهم‬

‫فيما بعد‪.‬‬ ‫وشعارَهم‬ ‫دستورَ الخوارج‬ ‫أصبحت‬

‫الله؟‬ ‫دين‬ ‫في‬ ‫الرجالَ‬ ‫‪ :‬أَتحكمون‬ ‫قال‬

‫‪ ،‬لكنهم‬ ‫كلمةُ حق‬ ‫‪ .‬وهي‬ ‫لئه‬ ‫إلا‬ ‫‪ :‬لا حكمَ‬ ‫يقولون‬ ‫بعده‬ ‫الخوارج‬ ‫فصارَ‬

‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬ ‫الباطل‬ ‫بها‬ ‫أرادوا‬

‫يكفرون‬ ‫الحوارج‬ ‫‪،‬‬ ‫جيشه‬ ‫ألفَا من‬ ‫اثنا عث!ر‬ ‫عنه‬ ‫انفصلَ‬ ‫‪،‬‬ ‫الكوفة‬ ‫علي‬ ‫وصلَ‬ ‫ولما‬

‫الى‬ ‫عليأ ويفارقينه‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫دين‬ ‫في‬ ‫الرجالَ‬ ‫حكمَ‬ ‫‪ ،‬وبذلك‬ ‫بالتحكيم‬ ‫لأنه رضيَ‬ ‫عليه ‪،‬‬ ‫وخرجوا‬

‫صورا"‬ ‫‪ ،‬ويجبُ‬ ‫اله‬ ‫دين‬ ‫من‬ ‫قد كفر ‪ ،‬وخرج‬ ‫يكون‬ ‫‪ ،‬وبذلك‬ ‫لله‬ ‫الا‬ ‫مع أنه لا حكمَ‬

‫‪. 1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫!‬ ‫وردتِه‬ ‫يقاتَلَ لكفره‬ ‫أن‬

‫الكوفة ‪ ،‬وإنما ذهبوا الى قرية تُسمى‬ ‫هؤلاء الخوارجُ مع علي‬ ‫لم يدخل‬

‫)‪،‬‬ ‫‪ ،‬و االمحكمة‬ ‫باسمها ‪ ،‬كما سُقوا (الخوارج‬ ‫(حَروراء) فسُقوا الحرورية‬

‫انفسهم‬ ‫شروا‬ ‫الذين‬ ‫‪ .‬أي ‪ :‬هم‬ ‫أ‬ ‫(الشُراة‬ ‫انفسهم‬ ‫يسمون‬ ‫وكانوا‬

‫‪ -‬باعوها ‪ -‬لنَه‪.‬‬

‫الرصول يخبر محن‬ ‫عن‬ ‫مسلم‬ ‫‪ .‬فقد روى‬ ‫الخوارج‬ ‫خروج‬ ‫عن‬ ‫ر!‬ ‫الله‬ ‫أخبرَ رسولُ‬ ‫وقد‬

‫الحوارخ‬ ‫ضوج‬ ‫‪،‬‬ ‫(تمرقُ مارقة‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫عنه ‪ ،‬عن رسول‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫أب سعيد الخدري‬

‫"‪.‬‬ ‫بالحق‬ ‫‪ ،‬تقتُلهم أَؤلى الطائفتيق‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫فُزقةِ‬ ‫عند‬

‫‪.‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ط‬ ‫‪288 : 7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪267‬‬
‫مارقة‪،‬‬ ‫بينهما‬ ‫‪ ،‬تخرجُ‬ ‫أُمتي فرقتين‬ ‫‪ :‬اتكونُ‬ ‫انه قال‬ ‫روايةِ أخرى‬ ‫وفي‬

‫‪.‬‬ ‫قتلَها أَولاهما)‬ ‫تَلي‬

‫‪ :‬فأنتم‬ ‫العراق‬ ‫لأهل‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫الحديث‬ ‫على‬ ‫الخدري‬ ‫عفَقَ أبو سعيد‬ ‫وقد‬

‫‪.‬‬ ‫العراق‬ ‫يا أهلَ‬ ‫قتلتموهم‬

‫‪:‬‬ ‫يشير إلى عدة دلالات‬ ‫الصحيحُ‬ ‫الحديثُ‬ ‫وهذا‬ ‫دلالات هامة من‬

‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫خروجهم‬ ‫عن‬ ‫يت!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫أخبرَ‬ ‫حيث‬ ‫منها ‪ :‬اَثباتُ النبوة ‪،‬‬ ‫الحدبث‬ ‫ذلك‬

‫أَخبر‪.‬‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫عديدة‬ ‫سنواتِ‬ ‫فعلاَ بعد‬ ‫خرجوا‬

‫يوم‬ ‫كماحصل‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫واختلافِ‬ ‫اثناءَ افتراقِ‬ ‫خروجُهم‬ ‫‪:‬‬ ‫ومنها‬

‫صفين‪.‬‬

‫وجيشِ‬ ‫‪،‬‬ ‫علي‬ ‫جيشِ‬ ‫الفرقتنن المختلفتنن ‪،‬‬ ‫ب!سلام‬ ‫الحكمُ‬ ‫ومنها‪:‬‬ ‫للحق‬ ‫أترب‬ ‫!لما‬

‫معاوية‪.‬‬ ‫من معاوبة‬

‫أَولى الطائفتيْن‬ ‫هي‬ ‫الخوارج‬ ‫بأنَ الفرقةَ التي تقاتل‬ ‫الحكُم‬ ‫ومنها‪:‬‬

‫معاوية‬ ‫من‬ ‫الحق‬ ‫إلى‬ ‫أقربُ‬ ‫هم‬ ‫أن عليَا وأصحابَه‬ ‫يعني‬ ‫‪ .‬وهذا‬ ‫بالحق‬

‫وأصحابَه‬ ‫عليَا‬ ‫الحق ‪ ،‬ولكن‬ ‫كانوا على‬ ‫‪ ،‬مع أن معاويةَ وأصحابَه‬ ‫وأصحابه‬

‫‪( :‬تقتلهم اَولى الطائفتين بالحق !(‪.)1‬‬ ‫الأؤلى والأقربُ إلى الحق‬ ‫هم‬

‫اَفروا عليهم‬ ‫حروراء‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬وذهبوا‬ ‫علي‬ ‫على‬ ‫الخوارجُ‬ ‫ولما خرجَ‬

‫الراسبي !‪.‬‬ ‫بن وهب‬ ‫الثه‬ ‫(عبدَ‬

‫إِلى جماعة‬ ‫فثنتهم ‪ ،‬وأق يعيدَهم‬ ‫على‬ ‫أن يقضيَ‬ ‫علي‬ ‫وأرادَ‬ ‫ابن عباص يحاور‬

‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عباس‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبدَ‬ ‫حَروراء‬ ‫في‬ ‫وهم‬ ‫إليهم‬ ‫فبعثَ‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫الحوارج وشبد‬

‫عليهم‪.‬‬ ‫ويقيمَ الحجةَ‬ ‫‪ ،‬ليجادلَهم‬ ‫عنهما‬ ‫نمفهم‬

‫شبهاتِهم‪،‬‬ ‫ويُزيل‬ ‫يُجادلُهم‬ ‫وكان‬ ‫أيام ‪،‬‬ ‫ثلاثةَ‬ ‫عندهم‬ ‫وأقامَ ابنُ عباس‬

‫وترْكِهم‬ ‫توبتِهم‪،‬‬ ‫عن‬ ‫اَعلنوا‬ ‫حيث‬ ‫‪،‬‬ ‫إقناعِ نصفهم‬ ‫من‬ ‫تمكن‬ ‫وأخيزا‬

‫‪.‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪-927‬ه‬ ‫‪:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫'‬ ‫‪IA‬‬


‫‪ ،‬فعادَ بهم ابن عباس‬ ‫المسلمين‬ ‫إلى جماعة‬ ‫‪ ،‬وعودتِهم‬ ‫علي‬ ‫على‬ ‫الخروجَ‬

‫إلى علي في الكوفة‪.‬‬

‫عليه‪.‬‬ ‫ماهم‬ ‫على‬ ‫الثاني فقد أصزوا‬ ‫أما النصفُ‬

‫محلي بخبر الحوارج‬ ‫حرامَا‪،‬‬ ‫دَمَا‬ ‫لا تسفكوا‬ ‫ان‬ ‫‪ :‬بيننا وبينكم‬ ‫ئلاَ‬ ‫;‬ ‫هؤلاء‬ ‫إلى‬ ‫عليئ‬ ‫وأرسلَ‬

‫عن مونفه منهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الفه‬ ‫م!جدَ‬ ‫لا ش!م‬ ‫ذقيَا‪ ،‬ونحن‬ ‫تظلموا‬ ‫سبيلاَ‪ ،‬ولا‬ ‫تقطعوا‬ ‫ولا‬

‫تبدؤونا(‪. )1‬‬ ‫بالقتال حتى‬ ‫ولانبدؤكم‬

‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫الخوارج‬ ‫له أحدُ‬ ‫‪ ،‬فقام‬ ‫الكوفة‬ ‫في‬ ‫يومَا خطيبَا‬ ‫علي‬ ‫وقفَ‬ ‫وقد‬

‫إلا لثه‪.‬‬ ‫‪ ،‬ولاحكمَ‬ ‫الله‬ ‫دين‬ ‫في‬ ‫الرجال‬ ‫له ‪ :‬يا علي ‪ ،‬لقد أشركتَ‬

‫لا حُكْمَ إلا‬ ‫‪:‬‬ ‫قائلين‬ ‫وتصايحَوا‬ ‫المسجد‪،‬‬ ‫أطراف‬ ‫من‬ ‫فقامَ الخوارجُ‬

‫لله‪.‬‬ ‫إلا‬ ‫لا حكمَ‬ ‫له ‪،‬‬

‫بها باطل (‪.)2‬‬ ‫يُراد‬ ‫‪،‬‬ ‫قائلاَ‪ :‬هذه كلمةُ حق‬ ‫علي‬ ‫فر؟ عليهم‬

‫شعارهم ‪ :‬لاحُكمَ‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫عنه ‪ ،‬فما ينادي به الخوارج‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫علي‬ ‫من‬ ‫وهذا كلالم صاذب‬

‫‪ .‬كلمة حق‬ ‫لئه‬ ‫الا‬ ‫أن‬ ‫الإسلام‬ ‫في‬ ‫فمعلوم‬ ‫ذاته ‪،‬‬ ‫في‬ ‫حق‬ ‫‪ .‬كلالم‬ ‫لنه‬ ‫إلا‬ ‫لا حكم‬ ‫‪:‬‬ ‫قولهم‬

‫ارادوابها الباطل‬ ‫إحدى‬ ‫والحاكميةُ‬ ‫انزه ‪،‬‬ ‫والأفرَ‬ ‫‪،‬‬ ‫حكفه‬ ‫الحكمَ‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫هو‬ ‫الحاكمَ‬

‫وصحيح‪.‬‬ ‫صوافي‬ ‫كفُه‬ ‫‪ .‬وهذا‬ ‫الألوهية‬ ‫خصائص‬

‫في‬ ‫هذا الحق‬ ‫الخوارجَ أرادوا الباطل بهذا الحق ‪ ،‬وأرادوا توظيفَ‬ ‫لكن‬

‫لا‬ ‫والكلامُ‬ ‫‪.‬‬ ‫تكفيره‬ ‫بل‬ ‫عليه ‪،‬‬ ‫والخروج‬ ‫والتمردِ‬ ‫‪،‬‬ ‫الخليفة‬ ‫على‬ ‫الشغبِ‬

‫الباطل‪.‬‬ ‫منه هذا‬ ‫هذا ‪ ،‬ولا يُستخرجُ‬ ‫يدكُ على‬

‫ينمنف‬ ‫علي‬ ‫عنه الخوارجَ الذين كفَروه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫علي‬ ‫أنصفَ‬ ‫وفي موطنِ آخر‪،‬‬

‫الذكن‬ ‫الحوارج‬ ‫دمَه ‪.‬‬ ‫واستحفوا‬

‫كفروْ‬ ‫؟‬ ‫هم‬ ‫‪ :‬أمشركون‬ ‫الخوارج‬ ‫بن عامر قال ‪ :‬سُثل عليئ عن‬ ‫علقمة‬ ‫عن‬

‫‪.‬‬ ‫‪281‬‬ ‫‪: V‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪282‬‬ ‫‪: V‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪Yll‬‬
‫!‬ ‫فزوا‬ ‫والكفر‬ ‫الشركِ‬ ‫من‬ ‫هم‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫صثمركين‬ ‫قال ‪ :‬لا ‪ .‬ليسوا‬

‫هم؟‬ ‫له ‪ :‬افمنافقون‬ ‫قيل‬

‫الله‬ ‫يذكرون‬ ‫وهؤلاء‬ ‫قليلاَ‪.‬‬ ‫إلا‬ ‫اللهَ‬ ‫يذكرون‬ ‫لا‬ ‫لا‪ .‬المنافقون‬ ‫قال ‪:‬‬

‫كثيرَا‪.‬‬

‫يا أمير المؤمنين؟‬ ‫هم‬ ‫له ‪ :‬فمن‬ ‫قيل‬

‫!(‪.)1‬‬ ‫!‬ ‫علينا‬ ‫بغيهم‬ ‫بسببِ‬ ‫فقاتلناهم‬ ‫‪،‬‬ ‫بغَؤا علينا‬ ‫‪ :‬إخوانُنا‪،‬‬ ‫قال‬

‫الحكَمَين‪،‬‬ ‫موعدُ اجتماع‬ ‫سنةَ سبعِ وثلاثين ‪ ،‬حان‬ ‫رمضان‬ ‫شهر‬ ‫وفي‬

‫كما اتفقوا في صفين‪.‬‬

‫فيهم‬ ‫‪،‬‬ ‫طَرَفه‬ ‫من‬ ‫التحكيمَ‬ ‫ليشهدوا‬ ‫أربعَمئة رجل‪،‬‬ ‫علي‬ ‫وبعثَ‬ ‫الحكمين‬ ‫اجنماع‬

‫منهم‬ ‫أربعَمئة رجل‪،‬‬ ‫طرفه‬ ‫معاويةُ من‬ ‫وبعثَ‬ ‫‪،‬‬ ‫عباس‬ ‫عبدُالله بن‬ ‫نطأذرح‬

‫بن عمر‪.‬‬ ‫الله‬ ‫عبد‬

‫في "أَدرحُأ‬ ‫بن العاص‬ ‫وعمرو‬ ‫الأشعري‬ ‫والتقى الحَكَمان أبو موسى‬

‫‪. -‬‬ ‫الوقت‬ ‫أ‪ -‬في ذلك‬ ‫الجَنْدَل‬ ‫(دَوْمَةِ‬ ‫من اعمال‬

‫عنه في‬ ‫اللَه‬ ‫رضي‬ ‫بن أبي وقاص‬ ‫المسلمين إشرادُ سعد‬ ‫بعضُ‬ ‫وأرادَ‬

‫المسلمين‪.‬‬ ‫كلمةَ‬ ‫‪ ،‬ليجمع‬ ‫أميرًا للمؤمنين‬ ‫منه ليكون‬ ‫‪ ،‬والطلبَ‬ ‫التحكيم‬

‫العشرة‬ ‫من‬ ‫و عثمان ‪ ،‬وهو‬ ‫زمنَ عمر‬ ‫وكان سعدٌ من أهل الشورى‬ ‫توجه‬ ‫الأنظار‬

‫امير‬ ‫منهم حيَا سنة سبعِ وثلاثين إلا ثلاثة ‪ :‬علي‬ ‫يَبقَ‬ ‫بالجنة ولم‬ ‫المبشرين‬ ‫أب‬ ‫بن‬ ‫لسعد‬

‫بن‬ ‫وسعيد‬ ‫‪ ،‬وسعد‬ ‫له‬ ‫المخالفين‬ ‫المعاركَ ضذَ‬ ‫يخوضُ‬ ‫الذي‬ ‫المؤمنين‬ ‫وقاص‬

‫‪ -‬بضواحي‬ ‫منهما في ارضه‬ ‫والقتال ‪ ،‬واتام كل‬ ‫الفتنةَ‬ ‫زيد ‪ ،‬وكانا قد اعتزلا‬

‫‪. -‬‬ ‫المدينة‬

‫يليَ الخلافة‪،‬‬ ‫أق‬ ‫وتتمنى‬ ‫سعد‪،‬‬ ‫الأنظار تتطلعُ إلى‬ ‫بعضُ‬ ‫وكانت‬

‫الأمر ‪ ،‬واعتزلَ الفتنة‪.‬‬ ‫من‬ ‫نفسَه خرجت‬ ‫كلمةَ الأمة ‪ ،‬ولكن‬ ‫ويجمعَ‬

‫‪.‬‬ ‫‪92 : 7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(()‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪027‬‬
‫بن سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬أن عمر بن سد‬ ‫عامرِ‬ ‫عن‬ ‫مسلم في صحيحه‬ ‫الإمام‬ ‫روى‬

‫لبسمى‬ ‫أبا‪.‬‬ ‫بدعو‬ ‫وكان في كنيم د !ارجَط من‬ ‫سعد‪،‬‬ ‫أبيه‬ ‫انطلقَ إلى‬ ‫أخاه عمر بن سعد‪،‬‬

‫للخلافة‬ ‫‪.‬‬ ‫المدينة‬

‫أ ‪.‬‬ ‫الراكب‬ ‫هذا‬ ‫شز‬ ‫‪ :‬أعوذُ بالثه من‬ ‫قادمَا تال‬ ‫عمرَ‬ ‫ابنَه‬ ‫سعذ‬ ‫فلما رأى‬

‫‪ ،‬والناسُ‬ ‫غنمك‬ ‫في‬ ‫أعرابيَا‬ ‫أنْ تكونَ‬ ‫‪ :‬يا أبتِ ‪ ،‬ارضيتَ‬ ‫فقال‬ ‫ابنُه‬ ‫فاتاه‬

‫صاحبُ‬ ‫‪ ،‬فإنك‬ ‫واشهذهم‬ ‫قم واحضُزهم‬ ‫؟‪،‬‬ ‫الملكَ والخلافة‬ ‫يتنازعون‬

‫كرهَته‬ ‫شيء‬ ‫في‬ ‫تدخلْ‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الشورى‬ ‫أصحاب‬ ‫وأحدُ‬ ‫يك! ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫‪.‬‬ ‫ا !‬ ‫بالخلافة‬ ‫الناس‬ ‫أحى‬ ‫الأمة ‪ ،‬وأنت‬

‫سمعتُ‬ ‫‪ .‬ف!ني‬ ‫وقال له ‪ :‬اسكت‬ ‫عمر‪،‬‬ ‫صدر‬ ‫سعا‬ ‫فضرب‬

‫‪.،‬‬ ‫العبدَ التقيئَ الغنيئَ الخفي‬ ‫يحمت‬ ‫الله‬ ‫‪" :‬ان‬ ‫يقول‬ ‫ي‬ ‫الله‬ ‫رسولَ‬

‫عمر يستمين بأخيه‬ ‫بأخيه عامر‪،‬‬ ‫عمر‬ ‫استعان‬ ‫ابنه عمر‪،‬‬ ‫لدعوة‬ ‫سعا‬ ‫لم يستجب‬ ‫ولضا‬

‫لأتناع أيه‬ ‫عاص‬ ‫‪.‬‬ ‫أميرَا للمؤمنين‬ ‫ليكون‬ ‫الناس‬ ‫إلى‬ ‫اباه بالخروج‬ ‫ليُقنعَ‬

‫الدنيا وأنت‬ ‫على‬ ‫يتقاتلون‬ ‫‪ ،‬الناسُ‬ ‫له ‪ :‬يا أبت‬ ‫وقال‬ ‫أباه ‪،‬‬ ‫عامرٌ‬ ‫فأتى‬

‫‪.‬‬ ‫؟‬ ‫هاهنا‬

‫سبفأ‬ ‫يريد‬ ‫سعد‬ ‫أخرجُ‬ ‫لا‬ ‫والله‬ ‫لا‬ ‫؟‬ ‫؟‬ ‫رأسَا‬ ‫أنْ أكونَ‬ ‫تريدُ‬ ‫الفتنة‬ ‫أفي‬ ‫‪،‬‬ ‫يابني‬ ‫له ‪:‬‬ ‫فقال‬

‫!‬ ‫إ‬ ‫ناطقأ‬ ‫عنه‬ ‫نَبا‬ ‫‪،‬‬ ‫مؤمن‬ ‫عنقَ‬ ‫به‬ ‫ضرنجتُ‬ ‫فإق‬ ‫‪.‬‬ ‫أقاتلُهم‬ ‫الذين‬ ‫يميزُ‬ ‫سيفَا‬ ‫أُعطى‬ ‫حتى‬

‫! ‪.‬‬ ‫! ا‬ ‫وقتلَه‬ ‫قطعَه‬ ‫كافرِ‬ ‫به عنقَ‬ ‫ضرنجتُ‬ ‫د!اق‬ ‫فيه ‪،‬‬ ‫يؤئز‬ ‫ولم‬

‫يحب‬ ‫الله‬ ‫‪( :‬إن‬ ‫يقول‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫سمعتُ‬ ‫له ‪ :‬يا بُني ‪ :‬إني‬ ‫قال‬ ‫ثم‬

‫العبد الغني التقي الخفي أ(‪.)1‬‬

‫حل‬ ‫في‬ ‫وفكَرا‬ ‫ارمر‪،‬‬ ‫ا‬ ‫أذرح ‪ ،‬وتدارَسا‬ ‫في‬ ‫الحكَمان‬ ‫اجتمعَ‬

‫المشكلة‪.‬‬

‫الجو العام عند‬ ‫في "أَذرحأ إلا خليفة واحد‪،‬‬ ‫الحكمين‬ ‫عندَ اجتماع‬ ‫أنه لم يكن‬ ‫ولا ننسى‬

‫اجنماع الحكمبن‬

‫والنهاية‪283 :.V‬‬ ‫البداية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪YVI‬‬
‫عنه ‪ ،‬فهو الذي كان شيعتُه وأصحابه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫علي بن أبي طالب‬ ‫وهو‬

‫للمؤمنين‪.‬‬ ‫اميراَ‬ ‫ومَن معه يعتبرونه‬

‫أميرَا‬ ‫نفسَه‬ ‫يُنَضبْ‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫يَذَعِ الخلافة‬ ‫فلم‬ ‫سفيان‬ ‫أبي‬ ‫أما معاويةُ بن‬

‫أنه أميرٌ للمؤمنين‪.‬‬ ‫على‬ ‫يبايغه شيعتُه وأصحابُه‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫للمؤمنين‬

‫للمؤمنين‬ ‫وأميرين‬ ‫بين خليفتئن‬ ‫والنزاع والقتال لم يكن‬ ‫أي أ‪ 3‬الخلافَ‬ ‫أمبر‬ ‫علي وحد‪.‬‬

‫المسلمين‪،‬‬ ‫معظمُ‬ ‫بايَعَه‬ ‫أمير للمؤمنين‬ ‫بين‬ ‫ومعاوية ‪ -‬إنما كان‬ ‫‪-‬على‬ ‫ومعاوبة‬ ‫المؤمنبن‬

‫‪-‬ص‬ ‫الثام‬ ‫طا‬ ‫وابه‬


‫إلا بعدَ‬ ‫‪،‬‬ ‫مبايعتَه‬ ‫بقيادة معاوية ‪-‬‬ ‫الشام‬ ‫أهل‬ ‫‪-‬وهم‬ ‫بعضهم‬ ‫ورفض‬

‫وتتلهِم‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫قتلةِ‬ ‫من‬ ‫الاقتصاصِ‬

‫أنه وليئُ دمِ الشهيد‬ ‫نفسه‬ ‫يعلنُ عن‬ ‫كان‬ ‫أنَ معاويةَ بن أبي سفيان‬ ‫أي‬

‫له‬ ‫علي‬ ‫عَزْلَ‬ ‫‪ ،‬وان‬ ‫عثمان‬ ‫عمرَ وزمن‬ ‫الشام زمن‬ ‫الوالي على‬ ‫وأَنه‬ ‫‪،‬‬ ‫عثمان‬

‫نظره ‪ -‬حتى‬ ‫‪-‬في‬ ‫للمؤمنين‬ ‫اميرَا‬ ‫‪ ،‬لأن عليَا ليس‬ ‫الشام غيرُ صحيح‬ ‫عن‬

‫من‬ ‫يقتصقُ‬ ‫يأتَي اميرٌ للمؤمنين‬ ‫الشام ‪ ،‬حتى‬ ‫واليَا على‬ ‫يعزلَه ‪ ،‬وأنه سيبقى‬

‫أفيَ‬ ‫او‬ ‫عليَا‪،‬‬ ‫كان‬ ‫يهئمُ إنْ‬ ‫ولا‬ ‫جميعَا‪،‬‬ ‫ويبايعُه المسلمون‬ ‫‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫قتلة‬

‫آخر‪.‬‬ ‫صحابي‬

‫يقذنم نفسَه‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫أجلها‬ ‫يقاتِفه من‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الخلافة‬ ‫عليأ‬ ‫لم ينازغ‬ ‫فمعاويةُ‬ ‫ينازع‬ ‫لم‬ ‫مماوية‬

‫من‬ ‫يطلبُ‬ ‫علي‬ ‫لما كان‬ ‫بل‬ ‫علي‪،‬‬ ‫من‬ ‫بالخلافة‬ ‫أنه الآؤلى‬ ‫على‬ ‫للناس‬ ‫الخلانة‬ ‫محلباَ‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫للخلافة‬ ‫أهليةِ علي‬ ‫في‬ ‫يطعنُ‬ ‫معاوية‬ ‫‪ ،‬ما كان‬ ‫وطاعتَه‬ ‫مبايعتَه‬ ‫معاويةَ‬

‫في الخلافة ‪ ،‬إنما كان يطعنُ في تسزُعِ علي‬ ‫علي‬ ‫كان يقدمُ نفسَه البديلَ عن‬

‫‪.‬‬ ‫قتلة عثمان‬ ‫معاقبة‬ ‫له ‪! ،‬ابطائِه في‬ ‫المسلمين‬ ‫كل‬ ‫مبايعةِ‬ ‫‪ ،‬وعدمِ‬ ‫للخلافة‬

‫الحَكَمين ‪ -‬أبي موسى‬ ‫اجتماع‬ ‫ننظرُ في‬ ‫هذا الأمر‪ ،‬ونحن‬ ‫نستصحبُ‬

‫‪ -‬حتى نعرفَ حقيقةَ الأمر‪.‬‬ ‫وعمرو‬

‫علبئ بن‬ ‫بايعَ‬ ‫المسلمين‬ ‫‪ :‬فريق كبيز من‬ ‫الصورةُ أمامَ الحكَمَيق هكذا‬ ‫وجهة نظر معاو‬

‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫طاعته ‪ ،‬وفريقْ آخر‬ ‫ني‬ ‫‪ ،‬ودخلَ‬ ‫للمؤمنين‬ ‫أميرَا‬ ‫ابي طالب‬ ‫ومن معه في عدم‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫أهليةِ علي‬ ‫في‬ ‫طعْنَا‬ ‫الأمر ‪ ،‬لا‬ ‫هذا‬ ‫الشام ‪ -‬يرفضون‬ ‫‪ -‬معاوية واهل‬ ‫مبات علي‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪272‬‬
‫الأصول‬ ‫على‬ ‫يتم‬ ‫لم‬ ‫استخلافَه‬ ‫‪3‬‬ ‫لأ‬ ‫ولكن‬ ‫الخلافة ‪،‬‬ ‫منازعةَ له في‬

‫‪ ،‬ثم إنه لم‬ ‫الصحابة‬ ‫‪ -‬ولم يبايغه جميعُ‬ ‫نظرهم‬ ‫‪ -‬في‬ ‫الإسلامية الصحيحة‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫قتلة عثمان‬ ‫على‬ ‫الحد‬ ‫دماقامةِ‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫الاَن من تطبيقِ أحكام‬ ‫حتى‬ ‫يتمكن‬

‫‪3‬‬ ‫إ‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫قتَلَة‬ ‫بغاة‬ ‫مجرمون‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫جيشه‬ ‫معه في‬ ‫يحاربون‬ ‫عثمان‬ ‫قتلةَ‬ ‫إ؟‬

‫‪،‬‬ ‫بينهم الحروب‬ ‫تامت‬ ‫‪ ،‬حيث‬ ‫بين المسلمين‬ ‫فرقةِ‬ ‫إلى‬ ‫ادى‬ ‫علي‬ ‫استخلاف‬

‫الجرحى‪،‬‬ ‫قُتل فيها عشرةُ اَلاف بالإضافة إلى أمثالهم من‬ ‫الجمل‬ ‫فحربُ‬

‫الجرحى‪.‬‬ ‫‪ ،‬بالإضافة إلى أمثالهم من‬ ‫ألفًا‬ ‫قُتل فيها سبعون‬ ‫صفين‬ ‫وحربُ‬

‫علي‬ ‫لا بتنازل‬ ‫لماذا‬ ‫خليفةَ واميرَا‬ ‫يبقى عليئُ بن ابي طالب‬ ‫أنْ‬ ‫هذا‬ ‫مع كل‬ ‫المناسب‬ ‫من‬ ‫فهل‬

‫عن الحلانة‬ ‫فستبقى‬ ‫ذلك‬ ‫كلُهم ا لهان استمزَ على‬ ‫به المؤمنون‬ ‫يرضَ‬ ‫؟ولم‬ ‫للمؤمنين‬

‫ويعودُ الأمرُ إِلى‬ ‫الأمر‪،‬‬ ‫عن‬ ‫المسلمين ؟ ام يتخقى‬ ‫بين‬ ‫الحروبُ‬

‫أميراَ‬ ‫‪ ،‬ليختاروا المناسب‬ ‫الصحابة‬ ‫والعقد من‬ ‫أهلُ الحل‬ ‫؟ ‪ ،‬وهم‬ ‫اصحابه‬

‫ا‬ ‫!‬ ‫المسلمين‬ ‫عليه كلمةُ‬ ‫تجتمعُ‬ ‫‪ ،‬الذي‬ ‫للمؤمنين‬

‫أذرح‪.‬‬ ‫في‬ ‫الحَكَمان‬ ‫ما بحثه‬ ‫هذا‬

‫الحكمين‬ ‫أق يَعهدا بأمرِ لفاق‬ ‫على‬ ‫بن العاص‬ ‫وعمرو‬ ‫الأشعري‬ ‫موسى‬ ‫أَبو‬ ‫لقد اتفقَ‬

‫احالة الحلافة‬ ‫عل‬ ‫وهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الصحابة‬ ‫من‬ ‫والعقد‬ ‫الحَل‬ ‫أهلُ‬ ‫وهم‬ ‫أصحابها‪،‬‬ ‫الخلافةِ إلى‬

‫المحابة‬ ‫لأعيان‬ ‫‪.‬‬ ‫وهو عنهم راض‬ ‫ف‬ ‫الله‬ ‫أحياء ‪ ،‬والذين توفي رسولُ‬ ‫الصحابةُ الذين بقوا‬

‫بن زيد‪،‬‬ ‫‪ ،‬وسعيد‬ ‫بن أبي وقاص‬ ‫‪ ،‬وسعد‬ ‫بن أبي طالب‬ ‫امثال ‪ :‬علي‬ ‫من‬

‫‪ -‬اتفقَ‬ ‫عند اختيار عثمان‬ ‫الذين كانوا في الث!ورى‬ ‫‪ -‬وهم‬ ‫بن عمر‬ ‫الله‬ ‫وعبد‬

‫وأق يختاروا من‬ ‫هؤلاء‪،‬‬ ‫أق يلتقيَ أعيانُ الصحابة‬ ‫على‬ ‫الحَكَمان في أذرح‬

‫يبايعُه‬ ‫ثم‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫في‬ ‫رضى‬ ‫يُبايعوه عن‬ ‫وأق‬ ‫أميراَ للمؤمنين ‪،‬‬ ‫بينهم‬

‫والبلدان ‪.‬‬ ‫الأمصار‬ ‫في جميع‬ ‫المسلمون‬

‫‪ ،‬لأنه لم يرضَ‬ ‫الاَن للخلافة‬ ‫تزكَ علي‬ ‫الأمر ‪ ،‬يعني‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫واتفاقُهم‬

‫من‬ ‫والعقد‬ ‫الحل‬ ‫أهلِ‬ ‫‪ ،‬ف!ذا ما أُعيدَ اختيارُه من‬ ‫به خليفة‬ ‫المسلمين‬ ‫جميعُ‬

‫به اميراَ للمؤمنين‪.‬‬ ‫يبايعُ مَن يرضؤنَ‬ ‫‪ ،‬دالا فهو‬ ‫فبها ونعمت‬ ‫الصحابة‬

‫ولم‬ ‫بخلعامعاو‬ ‫لم‬ ‫يخلَغه‬ ‫ولم‬ ‫يثبتاه عليه ‪،‬‬ ‫ولم‬ ‫الأمر‪،‬‬ ‫عن‬ ‫يخلعاه‬ ‫فلم‬ ‫معاويةُ‬ ‫اما‬

‫يثبتا‪.‬‬

‫‪273‬‬
‫التحكيم‪،‬‬ ‫عند‬ ‫للمؤمنين‬ ‫أميراَ‬ ‫لأن معاوية ليس‬ ‫عمرو‪،‬‬ ‫ويثبتْه‬ ‫أبو موسى‬

‫هذا‪.‬‬ ‫على‬ ‫يبايَغ‬ ‫هذا ولم‬ ‫ولم يطلمت‬

‫تنازلِ‬ ‫‪ ،‬وبعد‬ ‫علي‬ ‫إلا بعدَ استشهاد‬ ‫أميرَا للمؤمنين‬ ‫معاويةُ‬ ‫بويعَ‬ ‫وما‬

‫الخلافة عامَ الجماعة‪.‬‬ ‫له عن‬ ‫الحسن‬ ‫ابنه‬

‫أعيان‬ ‫والعقد من‬ ‫الحل‬ ‫اجتماعِ أهل‬ ‫انه إلى حين‬ ‫واتفقَ الحَكَمان على‬ ‫القنال لحين‬ ‫لدقاف‬

‫الحلبفة‬ ‫اخنار‬
‫البلاد التي تحتَ‬ ‫متصرفَا في‬ ‫لاختيارِ أميرِ للمؤمنين ‪ ،‬يبقى علي‬ ‫الصحابة‬

‫البلاد التي‬ ‫معاويةُ متصرفَا في‬ ‫واليمن ‪ ،‬ويبقى‬ ‫العراق والحجاز‬ ‫يده ‪ ،‬وهي‬

‫‪ ،‬وتقعُ الهدنةُ بينهما‪.‬‬ ‫وأفريقية‬ ‫الشام ومصر‬ ‫يده ‪ ،‬وهي‬ ‫تحت‬

‫وبحن‬ ‫ب!نه‬ ‫ما جرى‬ ‫عنه بعضَ‬ ‫الله‬ ‫رضى‬ ‫ولد أوضحَ عمرو بن العاص‬ ‫يروكما‬ ‫العاص‬ ‫ابن‬

‫عند التحكيم‪.‬‬ ‫موسى‬ ‫اَبي‬ ‫وينن‬ ‫ببنه‬ ‫ما جرى‬

‫موص‬ ‫أب!‬

‫فسأله‪:‬‬ ‫علي ‪ -‬اِلى عمرو‬ ‫رجال‬ ‫من‬ ‫جاءَ حَضينُ بن المنذر ‪-‬وهو‬

‫صنغتُما فيه‪3‬‬ ‫‪ ،‬كيف‬ ‫وأبو موسى‬ ‫وُئيتَ أنت‬ ‫الأمر ‪ ،‬الذي‬ ‫أَخنرني عن‬

‫على‬ ‫الأمرُ‬ ‫ماكان‬ ‫وواللهِ‬ ‫ما تالوا‪،‬‬ ‫‪ :‬لقد قال الناسُ في ذلك‬ ‫قال عمرو‬

‫‪.‬‬ ‫تالوا‬ ‫ما‬

‫في هذا الأمر ؟ ‪ -‬أي الخلافة‪-‬‬ ‫‪ :‬ما ترى‬ ‫قلتُ لأبي موسى‬ ‫ولكنني‬

‫وهو‬ ‫ي‬ ‫الله‬ ‫رسولِ‬ ‫الذين توفي‬ ‫النفرِ‬ ‫أنه في‬ ‫‪ :‬ارى‬ ‫قال أبو موسى‬

‫للمؤمنين‪.‬‬ ‫أميرَا‬ ‫مِن بينهم‬ ‫‪ ،‬يختارون‬ ‫راض‬ ‫عنهم‬

‫أنا ومعاوية؟‬ ‫تجعلُني‬ ‫له ‪ :‬فأين‬ ‫قلت‬

‫‪ ،‬وإق‬ ‫معونة‬ ‫ففيكما‬ ‫بكما‬ ‫أميرُ المؤمنين‬ ‫يستعنْ‬ ‫إق‬ ‫‪:‬‬ ‫أبو موسى‬ ‫قال‬

‫! ‪.‬‬ ‫(‬ ‫عنكما‬ ‫الله‬ ‫أمرُ‬ ‫استغنى‬ ‫فطالما‬ ‫‪،‬‬ ‫عنكما‬ ‫أميرُ المؤمنين‬ ‫يستقنِ‬

‫لنفسه ‪ ،‬وتذكُرِه سيرةَ‬ ‫ومحاسبتِه‬ ‫تورغُ عمرو‬ ‫عن‬ ‫أبو موسى‬ ‫روى‬ ‫وقد‬ ‫ي‬ ‫برو‬ ‫‪,e‬‬ ‫أبو‬

‫ما قاله ابن‬ ‫بعض‬


‫بعدهما‪.‬‬ ‫الإحداث‬ ‫‪ ،‬وخويخه من‬ ‫أبي بكر وعمر‬
‫الماص‬
‫لئن كان أبو بكر وعمر‬ ‫والله‬ ‫‪:‬‬ ‫بن العاص‬ ‫‪ :‬قال لي عمرو‬ ‫تال أبو موسى‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪274‬‬
‫رأيُهما!‬ ‫ونقصَ‬ ‫ا‬ ‫لهما ‪ ،‬لقد غُبِناوأخطأ‬ ‫يحل‬ ‫وهو‬ ‫المال‬ ‫تَركا هذا‬

‫‪ .‬وواللهِ ما جاءَنا‬ ‫الرأي‬ ‫ناقصي‬ ‫ولا‬ ‫مخطئيق‬ ‫ولا‬ ‫وواللهِ ما كانا مغبونين‬

‫الآ من قِبلنا(‪.)1‬‬ ‫والضعفُ‬ ‫الوهمُ و الوهن‬

‫اتفق‬ ‫!ا‬ ‫ا ينفذ‬ ‫الحكَمان‬ ‫عليه‬ ‫ما اتفق‬ ‫تنفيذُ‬ ‫التي يتم بها‬ ‫التنفيذية العملية‬ ‫الخطوةَ‬ ‫لكن‬

‫عليه الحكمان‬ ‫كبارُ أعيان‬ ‫يجتمغ‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الفريقين‬ ‫بها لم تُرضِ‬ ‫لم تتم ‪ .‬فالنتيجةُ التي خَرجا‬

‫ما هو‬ ‫على‬ ‫ومعاوية‬ ‫بين علي‬ ‫الأمرُ‬ ‫للمؤمنين ‪ ،‬وبقي‬ ‫اميرِ‬ ‫لاختيارِ‬ ‫الصحابة‬

‫عليه‪.‬‬

‫أميرَا للمؤمنين‪،‬‬ ‫اهلُها‬ ‫ويبايعه‬ ‫معه ‪،‬‬ ‫التي‬ ‫البلدان‬ ‫في‬ ‫عليئٌ يتصرفُ‬

‫أميرَا‬ ‫باعتباره واليًا وليس‬ ‫معه‪،‬‬ ‫التي‬ ‫البلدان‬ ‫في‬ ‫يتصرفُ‬ ‫ومعاويةُ‬

‫حين‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫هدنة‬ ‫‪ ،‬وبينهما‬ ‫للمؤمنين‬

‫القائمة (‪.)2‬‬ ‫المشكلةَ‬ ‫يحل‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫أنرُ التحكيم‬ ‫انتهى‬ ‫وبهذا‬

‫‪ ،‬أما‬ ‫لمعاوية‬ ‫‪ ،‬تابعة‬ ‫هادئةَ‬ ‫الشامُ‬ ‫‪ ،‬بقيت‬ ‫اتفاق‬ ‫بدون‬ ‫التحكيم‬ ‫انتهى‬ ‫لما‬

‫عنده ‪.‬‬ ‫مشكلةُ الخوارج‬ ‫فقد تفاقصت‬ ‫علي‬

‫قبدة‬ ‫الخوارج‬ ‫واَئروا‬ ‫‪،‬‬ ‫مسلحَا‬ ‫جيشا‬ ‫هناك‬ ‫وشكلوا‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫"النفرَوان‬ ‫إلى‬ ‫خرجوا‬ ‫فقد‬

‫الرالبي‬ ‫‪.‬‬ ‫الراسبي‬ ‫وهب‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبدُ‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫أولَ أميرِ لهم‬ ‫عليهم‬

‫دماءَ‬ ‫سفكوا‬ ‫المنطقة ‪ ،‬حيث‬ ‫تلك‬ ‫يعيثون فسادَا في‬ ‫وصاروا‬

‫وأموالَهم‪.‬‬ ‫دماءهم‬ ‫الطريق ‪ ،‬واستحقوا‬ ‫عليهم‬ ‫‪ ،‬وقطعوا‬ ‫المسلمين‬

‫الخوارج بقتلون‬ ‫أحدُ أصحابِ‬ ‫بهم‬ ‫منهم ‪ ،‬أنه مز‬ ‫قتلِ وقعت‬ ‫وأولُ جريمةِ‬

‫بن نجاب‬ ‫الله‬ ‫محبد‬ ‫عنه ‪ ،‬ومعه‬ ‫الله‬ ‫) رضي‬ ‫الأرَت‬ ‫بن‬ ‫بنُ خَئاب‬ ‫الله‬ ‫(عبدُ‬ ‫وهو‬ ‫وَ!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسولِ‬

‫وامرأنه‬ ‫‪.‬‬ ‫حبلى‬ ‫امرأتُه وهي‬

‫‪.‬‬ ‫‪ 78 :‬ا‪18.-‬‬ ‫لابن عربي‬ ‫القواصم‬ ‫من‬ ‫الحواصم‬ ‫(‪)1‬‬

‫بين أبي‬ ‫لما جرى‬ ‫الدين الخطيب‬ ‫ابن الحربي ومحب‬ ‫من‬ ‫انظر توجيه كل‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ .‬مع‬ ‫‪018 -‬‬ ‫‪172 :‬‬ ‫القواصم‬ ‫من‬ ‫التحكيم ‪ ،‬ني ‪ :‬العواصم‬ ‫في‬ ‫وعمرو‬ ‫موسى‬

‫الهامة‪.‬‬ ‫الصفحات‬ ‫هواث!‬

‫‪275‬‬
‫أنت؟‬ ‫له ‪ :‬مَن‬ ‫قالوا‬

‫مج!‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫‪ ،‬صاحبُ‬ ‫خباب‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫تال ‪ :‬أنا عبدُ‬

‫أبيك‪.‬‬ ‫من‬ ‫حديثما سمعتَه‬ ‫قالوا له ‪ :‬حذثنا‬

‫جَمض‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫الأرَت‬ ‫بن‬ ‫خئابُ‬ ‫أبي‬ ‫سمعتُ‬ ‫قال ‪:‬‬

‫الماشي‪،‬‬ ‫من‬ ‫خيز‬ ‫والقائمُ‬ ‫القائم ‪،‬‬ ‫من‬ ‫خيز‬ ‫فيها‬ ‫القاعدُ‬ ‫فتنة ‪،‬‬ ‫أستكون‬

‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫خير من الساعي‬ ‫والماشي‬

‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫بطنَها(‪1‬‬ ‫وبقروا‬ ‫‪،‬‬ ‫امرأته‬ ‫ذبحوا‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫ذبحوه‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫فاقتادوه‬

‫كلائم‬ ‫لقتال الخوارج فياالنهروان) ولما التقى بهم جرى‬ ‫خرجَ علي‬ ‫مع‬ ‫علي‬ ‫حوار‬

‫بن‬ ‫بن سعد‬ ‫‪ ،‬وقيس‬ ‫الأنصاري‬ ‫ابو أيوب‬ ‫بينهم وبينه ‪ ،‬كما كفمهم‬ ‫طويل‬ ‫نبل‬ ‫الخوارج‬

‫قتالهم‬
‫للطاعة‪.‬‬ ‫يعودوا‬ ‫عبادة ‪ ،‬فلم‬

‫عنه راية الأمان ‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الأنصاري‬ ‫أيوب‬ ‫اَبو‬ ‫رفع‬ ‫وبعد ذلك‬

‫انصرف‬ ‫ومَن‬ ‫آمِن ‪،‬‬ ‫الراية فهو‬ ‫هذه‬ ‫إلى‬ ‫‪ :‬مَن جاءَ‬ ‫علي‬ ‫مثادي‬ ‫ونادى‬

‫دمانما نريدُ‬ ‫‪،‬‬ ‫قتالكم‬ ‫لنا في‬ ‫إنه لا حاجة‬ ‫اَمن ‪،‬‬ ‫فهو‬ ‫والمدائن‬ ‫الكوفة‬ ‫الى‬

‫قتلوا إِخواننا‪.‬‬ ‫الذين‬

‫الراسبي‪،‬‬ ‫مع أميرهم‬ ‫ألفِ منهم‬ ‫حوالي‬ ‫‪ .‬وبقي‬ ‫منهم كثيرون‬ ‫فانصرف‬ ‫النهروان‬ ‫معركة‬

‫مع‬ ‫أولُ معركة‬ ‫وبينهم ‪-‬وهي‬ ‫معركةُ (النهروان" بين علي‬ ‫ووقعت‬ ‫قادة‬ ‫ومقتل‬

‫بمقتلِ الكثير من قادتهم‪.‬‬ ‫‪ -‬وانتهت‬ ‫الخوارج‬ ‫الخوارخ‬

‫بن زهير‬ ‫الراسبي ‪ ،‬وقُتل منهم حُرقوص‬ ‫بن وهب‬ ‫الله‬ ‫قُتل أميرُهم عبدُ‬

‫قتل‬ ‫في‬ ‫شاركوا‬ ‫السبئيين الذين‬ ‫أوفى ‪ ،‬وكانا من‬ ‫بن‬ ‫‪ ،‬وشَريح‬ ‫السعدي‬

‫عثمان (‪.)2‬‬

‫‪.‬‬ ‫البداية والنهاية ‪288 : V‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫_‪YM‬‬ ‫‪YAA‬‬ ‫‪:7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪YVI‬‬
‫الثدت‬ ‫ذا‬ ‫علي بقتل‬ ‫الثذيَةإ‪ ،‬أو‬ ‫أذو‬ ‫المعركة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫الخوارج‬ ‫لتلى‬ ‫بين‬ ‫من‬ ‫وكان‬

‫المخائج‬ ‫‪.‬‬ ‫المخَذج‬

‫في‬ ‫الأول‬ ‫ا!ليث‬ ‫الجهني ‪ -‬وكان في‬ ‫زيد بن وهب‬ ‫عن‬ ‫في صحيحه‬ ‫الإمام مسلم‬ ‫روى‬

‫علي للخوارج‬ ‫فنال‬ ‫بن ابي طالب‬ ‫علي‬ ‫‪ -‬قال ‪ :‬قال‬ ‫لقتال الخوارج‬ ‫خرجَ‬ ‫الذي‬ ‫علي‬ ‫جيش‬

‫أمتي‪،‬‬ ‫من‬ ‫قوم‬ ‫‪" :‬يخرج‬ ‫يث!وو يقول‬ ‫الله‬ ‫رسولَ‬ ‫سمعتُ‬ ‫الله عنه ‪ :‬اني‬ ‫رضي‬

‫إلى‬ ‫صلايمم‬ ‫ولا‬ ‫بشيء‪،‬‬ ‫قراءتهم‬ ‫قراءَممم إلى‬ ‫ليس‬ ‫القرآن ‪،‬‬ ‫يقرؤون‬

‫القراَن‬ ‫يقرؤون‬ ‫بشيء‪،‬‬ ‫إِلى صيامهم‬ ‫ولا صامُكم‬ ‫بشيء‪،‬‬ ‫صلاتهم‬

‫ا ‪.‬‬ ‫عليهم‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫انه لهم‬ ‫ويحسبون‬

‫من‬ ‫لهم‬ ‫قُضي‬ ‫ما‬ ‫‪،‬‬ ‫يُصيبونهم‬ ‫الذين‬ ‫الجيشُ‬ ‫يعلمُ‬ ‫‪ :‬ولو‬ ‫علي‬ ‫قال‬ ‫ثم‬

‫أن فيهم رجلاَ‬ ‫ذلك‬ ‫وآيةُ‬ ‫العمل ‪.‬‬ ‫نبيهم يثيئ لاتَكلوا على‬ ‫لسان‬ ‫الأجرِ على‬

‫الثدي ‪ ،‬عليه شعرات‬ ‫مثلُ حلمة‬ ‫عضده‬ ‫رأس‬ ‫لها ذراع ‪ ،‬على‬ ‫ليس‬ ‫له عضدٌ‬

‫أ ‪.‬‬ ‫بيض‬

‫‪ :‬التمسوا‬ ‫علي‬ ‫قال‬ ‫بهزيمتهم‬ ‫المعركةُ‬ ‫انتهت‬ ‫‪ :‬فلما‬ ‫وهب‬ ‫بن‬ ‫زيد‬ ‫قال‬

‫! ‪.‬‬ ‫المخَذج‬ ‫فيهم‬

‫ا ‪.‬‬ ‫يجدوه‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫فالتمَسوه‬

‫بعض‪،‬‬ ‫على‬ ‫أَتى أُناسأ تتلى منهم ‪ ،‬بعضُهم‬ ‫بنفسه ‪ ،‬حتى‬ ‫فقام علي‬

‫‪،‬‬ ‫الأرض‬ ‫يلي‬ ‫مما‬ ‫قتيلاَ‬ ‫المخذج‬ ‫فوجدوا‬ ‫‪،‬‬ ‫فأخروهم‬ ‫‪،‬‬ ‫أَخروهم‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬

‫وبقَغ رسولُه‪.‬‬ ‫اللهُ‬ ‫‪ :‬صدقَ‬ ‫كَئر‪ ،‬ثم قال‬ ‫قتيلاَ‪،‬‬ ‫فلما رآه علي‬

‫هو‪،‬‬ ‫لا إله إلا‬ ‫‪ :‬بالثه الذي‬ ‫المؤمنين‬ ‫‪ :‬يا أمير‬ ‫فقال‬ ‫السلماني‬ ‫عبيدةُ‬ ‫فقام‬

‫مجنً!؟‬ ‫الله‬ ‫هذا من رسولِ‬ ‫سمعتَ‬ ‫أنت‬

‫من‬ ‫هذا‬ ‫إنني سمعتُ‬ ‫لا اله إلا هو‬ ‫الذي‬ ‫والله‬ ‫‪:‬‬ ‫علي‬ ‫فقال‬

‫!(‪.)1‬‬ ‫الله‬ ‫رسولِ‬

‫‪.‬‬ ‫البداية والنهاية ‪992 : V‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪277‬‬
‫عليئ بن‬ ‫مع‬ ‫بن أَبي رافع قال ‪ :‬لما خرجْتُ‬ ‫الله‬ ‫عبيدِ‬ ‫عن‬ ‫مسلم‬ ‫وروى‬ ‫الحدبث الثافي‬

‫إلا لئه‪.‬‬ ‫‪ -‬قالوا ‪ :‬لا حكمَ‬ ‫‪ -‬الخوارج‬ ‫الحَرورية‬ ‫لقتالِ‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬

‫قد‬ ‫يث!‬ ‫الله‬ ‫رسولَ‬ ‫!ان‬ ‫‪.‬‬ ‫باطل‬ ‫أُريد بها‬ ‫حق‬ ‫كلمةُ‬ ‫هذه‬ ‫‪:‬‬ ‫علي‬ ‫فقال‬

‫لا يجاوزُ‬ ‫‪،‬‬ ‫الحق‬ ‫‪ ،‬يقولون‬ ‫هؤلاء‬ ‫في‬ ‫صفَتَهم‬ ‫لأعرفُ‬ ‫أُناسَا‪ ،‬ل!اني‬ ‫وصفَ‬

‫أَسود‬ ‫‪ ،‬منهم‬ ‫الله‬ ‫إلى‬ ‫الله‬ ‫خلقِ‬ ‫أبغضِ‬ ‫‪ -‬من‬ ‫إلى حفقه‬ ‫‪-‬وأَشار‬ ‫منهم‬ ‫هذا‬

‫‪.‬‬ ‫يدني طبيُ شاة أو حلمةُ ثدي‬ ‫اِحدى‬

‫‪.‬‬ ‫الأسود‬ ‫الرجلَ‬ ‫هذا‬ ‫‪ :‬انظروا‬ ‫قال‬ ‫قتلَهَم علي‬ ‫فلما‬

‫‪.‬‬ ‫يجدوه‬ ‫فلم‬ ‫فنظروا‬

‫لا‬ ‫و‬ ‫والله ما كَذَئت‬ ‫‪،‬‬ ‫أَق تجدوه‬ ‫ولابد‬ ‫فانظروا‪،‬‬ ‫ارجعوا‬ ‫‪:‬‬ ‫علي‬ ‫قال‬

‫‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫كُذبتْ‬

‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬ ‫!‬ ‫ا‬ ‫به عليَا ‪ .‬فكئر‬ ‫فأتوا‬ ‫‪،‬‬ ‫خِزبة‬ ‫في‬ ‫مقتولاَ‬ ‫فوجدوه‬ ‫‪،‬‬ ‫فنظروا‬ ‫فعادوا‬

‫ابي‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫قال ‪ .‬قال‬ ‫غفلة‬ ‫بن‬ ‫سويد‬ ‫عن‬ ‫ومسلم‬ ‫البخاري‬ ‫وروى‬ ‫الحديث الثالث‬

‫إلبئ‬ ‫السماء أححث‬ ‫من‬ ‫!ك! ‪ ،‬فلأَق أخز‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫عن‬ ‫‪ :‬إذا حَذثتكم‬ ‫طالب‬

‫خدعة‪.‬‬ ‫فيمابيني وبينكم ف!ن الحرب‬ ‫حدثتكم‬ ‫هـاذا‬ ‫عليه ‪،‬‬ ‫من أق أكذبَ‬

‫‪،‬‬ ‫اَخر الزمان‬ ‫من أمتي ‪ ،‬في‬ ‫قوئم‬ ‫يقول ‪ :‬يخرج‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫سمعتُ‬

‫‪ ،‬يقرؤون‬ ‫البرية‬ ‫خيرِ‬ ‫قولِ‬ ‫مِن‬ ‫‪ ،‬يقولون‬ ‫الأحلام‬ ‫سفهاءُ‬ ‫‪،‬‬ ‫الأسنان‬ ‫أَحداثُ‬

‫السهمُ من‬ ‫يمرقُ‬ ‫كما‬ ‫الدين‬ ‫من‬ ‫يمرقون‬ ‫‪،‬‬ ‫حناجرهم‬ ‫القراَن لا يجاوزُ‬

‫الله‬ ‫عند‬ ‫قاتَلَهم‬ ‫أجراَ لمن‬ ‫قتلهم‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬ف!؟‬ ‫فاقتلوهم‬ ‫الرمية ‪ .‬ف!ذا لقيتُموهم‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫القيامة‬ ‫يوم‬

‫مع‬ ‫ال ‪ :‬كنتُ‬ ‫ق‬ ‫عنهما‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫جابر بن‬ ‫عن‬ ‫مسلم‬ ‫وروى‬ ‫جابر بن عبد الله‬

‫‪.‬‬ ‫بلال للناس‬ ‫يقسمُ فضةَ في ثوب‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫بالجَغرانَة‬ ‫ي‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫اعتراض‬ ‫بروي‬

‫ملى‬ ‫التميمي‬

‫الرصول‬

‫‪.‬‬ ‫‪292‬‬ ‫‪: V‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪19r‬‬ ‫‪:7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪YVA‬‬
‫اعدلا‬ ‫الثه‬ ‫‪ :‬يا رسولَ‬ ‫رجل‬ ‫فقال‬

‫إنْ‬ ‫خبتُ‬ ‫لقد‬ ‫؟‬ ‫إذا لم أَعدل‬ ‫يعدل‬ ‫‪ ،‬ومَن‬ ‫ويلك‬ ‫‪:‬‬ ‫يك!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫فقال‬

‫‪.‬‬ ‫أعدل‬ ‫لم أكن‬

‫المنافق!‬ ‫هذا‬ ‫أقتل‬ ‫‪ ،‬دغني‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬يا رسول‬ ‫عمر‬ ‫فقال‬

‫هذا‬ ‫‪ .‬إن‬ ‫اقتلُ اَصحابي‬ ‫أني‬ ‫الناسُ‬ ‫يتحدثَ‬ ‫(معاذَ الله أن‬ ‫‪:‬‬ ‫ع!‬ ‫فقال‬

‫‪ ،‬مروقَ‬ ‫الدين‬ ‫من‬ ‫‪ .‬يمرُقون‬ ‫حناجرهم‬ ‫القراَن لا يجاوزُ‬ ‫يقرؤون‬ ‫وأصحابَه‬

‫الرمية أ(‪.)1‬‬ ‫من‬ ‫السهم‬

‫سعيد الخدري‬ ‫وأبر‬ ‫عنه قال ‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الخدري‬ ‫أبي سعيد‬ ‫عن‬ ‫ومسلم‬ ‫البخاري‬ ‫وروى‬

‫بروي قمنه‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫التميمي‬ ‫الخُوَنصِرة‬ ‫ذو‬ ‫إذ جاءه‬ ‫قسمأ‪،‬‬ ‫يقسم‬ ‫ي‬ ‫الله‬ ‫بينما رسول‬

‫اللها‬ ‫با رسولَ‬ ‫اعدذ‬

‫؟‬ ‫إذا لم أَعدل‬ ‫يعدل‬ ‫! ومَن‬ ‫‪ :‬ويلك‬ ‫س!‬ ‫فقال‬

‫عنقه؟‬ ‫فيه فأضربَ‬ ‫‪ :‬أتأذنُ لي‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬يا رسولَ‬ ‫الخطاب‬ ‫بن‬ ‫عمر‬ ‫فقال‬

‫صلاتهم‪،‬‬ ‫مع‬ ‫صلاتَه‬ ‫أَحدكم‬ ‫يحقرُ‬ ‫أصحابأ‪،‬‬ ‫له‬ ‫ف!ن‬ ‫‪.‬‬ ‫دغه‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬

‫الرمية ‪. . .‬‬ ‫من‬ ‫السهم‬ ‫يمرقُ‬ ‫كما‬ ‫الدين‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬يمرقون‬ ‫صيامهم‬ ‫مع‬ ‫وصيامَه‬

‫وعلي تتله بوم‬ ‫المرأة ‪ ،‬أو مثلُ البضعةِ‬ ‫يديه مثلُ ثدي‬ ‫إحدى‬ ‫اسود‪،‬‬ ‫رجل‬ ‫آيتهم‬

‫النهروان‬ ‫من الناس ‪.‬‬ ‫فُرقةِ‬ ‫حينِ‬ ‫تُدردر‪ ،‬يَخرجونَ على‬

‫‪،‬‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫من‬ ‫الخدري ‪ :‬فأشهدُ أَني سمعتُ‬ ‫قال أبو سيد‬

‫نعتَ‬ ‫النغتِ الذي‬ ‫على‬ ‫بالرجل‬ ‫قتلَهم وأنا معه ‪ ،‬جيء‬ ‫حين‬ ‫علياَ‬ ‫وأشهدُ أن‬

‫!(‪.)2‬‬ ‫الله‬ ‫رسولُ‬

‫عنه قال ‪ :‬قال‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫ابي سعيد الخدري‬ ‫مسلئم عن‬ ‫وروى‬

‫‪.‬‬ ‫‪792 : 7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬


‫‪.‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪: 7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪927‬‬
‫تقتُلُهم اَولى‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫فُرقةِ من‬ ‫عند‬ ‫‪،‬‬ ‫مارقة‬ ‫(تمرقُ‬ ‫‪:‬‬ ‫يكل!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬

‫)(‪.)1‬‬ ‫بالحق‬ ‫الطائفتين‬

‫بن‬ ‫قال ‪ :‬دخلتُ على سهل‬ ‫بن عمرو‬ ‫بُمئ!ر‬ ‫عن‬ ‫البخاري ومسلم‬ ‫وروى‬ ‫بن حنبف‬ ‫سهل‬

‫ع!ه في ا!رورية‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫من‬ ‫‪ :‬حذثْني ما سمعتَ‬ ‫‪ ،‬فقلت‬ ‫تتال حنيف‬ ‫عن‬ ‫بروي‬

‫شيئأ‪.‬‬ ‫عليه‬ ‫لا ازيدُك‬ ‫جم!‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫من‬ ‫ما سمعتُ‬ ‫قال ‪ :‬أُحدثُك‬ ‫علي للخوارخ‬

‫بيده نحو‬ ‫هاهنا ‪ -‬وأشار‬ ‫من‬ ‫يذكر قومأ يخرجون‬ ‫عنَرِو‬ ‫الله‬ ‫رسولَ‬ ‫سمعتُ‬

‫الدين ‪ ،‬كما‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬يمرقونَ‬ ‫حناجرهم‬ ‫القرآنَ لا يجاوز‬ ‫العراق ‪ -‬يقرؤون‬

‫الرمية‪.‬‬ ‫يمرقُ السهمُ من‬

‫ذكرَ لهم علامة؟‬ ‫‪ :‬هل‬ ‫قلت‬

‫عليه (‪.)2‬‬ ‫‪ ،‬لا أَزيدك‬ ‫ما سمعتُ‬ ‫‪ :‬هذا‬ ‫سهل‬ ‫قال‬

‫‪،‬‬ ‫النبوة‬ ‫دلائلِ‬ ‫من‬ ‫تعتبرُ‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬وغيرها(‪)3‬‬ ‫السبعةُ الصحيحة‬ ‫الأحاديثُ‬ ‫هذه‬ ‫أ!اديت نطالب‬ ‫بع‬

‫‪ ،‬وعدمِ‬ ‫المسلمين‬ ‫على‬ ‫الخوارفي‬ ‫خروجِ‬ ‫عن‬ ‫ع!‬ ‫الله‬ ‫أخبرَ رسولُ‬ ‫حيث‬ ‫الحوارج‬ ‫بقال‬

‫الى‬ ‫ودعا‬ ‫‪،‬‬ ‫للمسلمين‬ ‫وقتلِهم‬ ‫‪،‬‬ ‫ل!مام‬ ‫طاعتهم‬ ‫وعدمِ‬ ‫للقراَن ‪،‬‬ ‫فهمهم‬

‫للحق‪.‬‬ ‫الأقربَ‬ ‫هو‬ ‫مَن قتالَهم ‪ ،‬واعتبره‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬واثنى‬ ‫قتلهم‬

‫الأشترَ النخعي‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫عليئُ بن‬ ‫ولى‬ ‫وثلاثين‬ ‫سثةِ ثمان‬ ‫وفي‬ ‫الأثز‬ ‫بولط‬ ‫علي‬

‫الكوفة ‪ ،‬وبهذا‬ ‫زعماء‬ ‫الأشترُ من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫‪ -‬ولايةَ مصر‬ ‫احارث‬ ‫ا‬ ‫بن‬ ‫‪ -‬ط لك‬ ‫مصر‬ ‫ولات‬ ‫النخي‬

‫الأشترُ من‬ ‫كبار قادته ‪ ،‬وكان‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫علي‬ ‫نفسَه على‬ ‫الاعتبار فرضَ‬

‫‪.‬‬ ‫في قتل عثمان‬ ‫السبئتين الذين شاركوا‬

‫منها‪،‬‬ ‫لم يمكنه‬ ‫الله‬ ‫ولكن‬ ‫العراق إلى مصر‪،‬‬ ‫من‬ ‫الأشترُ النخعي‬ ‫وسار‬

‫فرحتها‪.‬‬ ‫ولم يدَغه يذق‬

‫‪.‬‬ ‫‪TVi‬‬ ‫‪:7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.203‬‬ ‫‪: 7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫)‪(Y‬‬

‫‪: 7‬‬ ‫والنهاية‬ ‫البداية‬ ‫ابن كثير في‬ ‫عديدة ‪ ،‬أوردها‬ ‫كثيرة بروايات‬ ‫انظر أحاديث‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪.703 -‬‬ ‫‪092‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪028‬‬
‫الأشز يموت‬ ‫الذمة فيها‬ ‫قذمَ أحدُ أهل‬ ‫مصر‪،‬‬ ‫مشارتِ‬ ‫إلى"القَفزَم" على‬ ‫فلما وصلَ‬

‫مموماَ قي وصوله‬ ‫السم ‪.‬‬ ‫فماتَ الأششر بذلك‬ ‫‪ ،‬ثم سقاهُ عسلاَ مسمومأ‪،‬‬ ‫له‬ ‫طعامأ‬

‫‪ :‬إنّ دئه‬ ‫‪ ،‬وقالوا‬ ‫المسموم‬ ‫بالعسل‬ ‫الأشتر‬ ‫بموت‬ ‫وعمرو‬ ‫معاويةُ‬ ‫وفرحَ‬

‫‪.‬‬ ‫عسل(‪)1‬‬ ‫من‬ ‫جنوداَ‬

‫ولايةَ مصر‪،‬‬ ‫الصديق‬ ‫الأشتر محمدَ بن أبي بكر‬ ‫عليئ بعد موت‬ ‫وولى‬

‫‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫حصار‬ ‫أعانَ على‬ ‫هذا أيضاَ ممن‬ ‫وكان‬

‫بن أبي بكر‪،‬‬ ‫ليقاتلَ محمدَ‬ ‫إلى مصر‪،‬‬ ‫معاويةُ عمرَو بن العاص‬ ‫ووخه‬

‫‪.‬‬ ‫قتلةِ عثمان‬ ‫من‬ ‫باعتباره‬

‫بهزم‬ ‫ابن العاص‬ ‫ألفأ‪ ،‬وبين‬ ‫ستةَ عشر‬ ‫‪ ،‬ومعه‬ ‫بن العاص‬ ‫المواجهةُ بين عمرو‬ ‫ووقعت‬

‫بكر وبعيد‬ ‫أب!‬ ‫ابن‬ ‫عثمان‬ ‫قتلةُ‬ ‫‪ .‬وقُتل في هذه المواجهة‬ ‫عشرةُ آلاف‬ ‫ومعه‬ ‫بن أبي بكر‪،‬‬ ‫محمد‬

‫مصر لمماوية‬ ‫ابن أبي‬ ‫المعركةُ بهزيمة‬ ‫‪ .‬وانتهت‬ ‫مصر‬ ‫في‬ ‫ابن أبي بكر‬ ‫الذين كانوا مع‬

‫بكر‪.‬‬

‫منهم ‪ ،‬فخرجَ‬ ‫ابن ابي بكر عنه ‪ ،‬ولم يبقَ معه أحد‬ ‫أصحابُ‬ ‫تفرق‬ ‫ثم‬

‫وهو‬ ‫إِليها‬ ‫فمزَ بخربة ‪ ،‬فأَوى‬ ‫حزينأ‪،‬‬ ‫طريداَ مهزومأ‬ ‫ذليلاَ‬ ‫بن أبي بكر‬ ‫محمد‬

‫مصر‪،‬‬ ‫ني‬ ‫بن حَديجِ زعيمُ أَنصار عثمان‬ ‫مُعاويَةُ‬ ‫به‬ ‫‪ ،‬ولحقَ‬ ‫جائعٌ عطشان‬

‫فقتله فيها‪.‬‬

‫معاوية‪،‬‬ ‫في سلطان‬ ‫علي ‪ ،‬ودخلتْ‬ ‫مصرُ من سلطان‬ ‫خرجت‬ ‫وبذلك‬

‫عليها(‪.)2‬‬ ‫واليأ‬ ‫عمرو بن العاص‬ ‫وصار‬

‫وجيش‬ ‫علي‬ ‫بين جيش‬ ‫مناوشات‬ ‫سنةِ تسعِ وثلاثين حصلتْ‬ ‫وفي‬

‫مع الشام (‪. )3‬‬ ‫أطرافِ العراق في حدوده‬ ‫معاوية على‬

‫‪.‬‬ ‫‪313 : 7‬‬ ‫البداية والنهاية‬

‫‪.315 -‬‬ ‫‪313 : 7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪.322 -‬‬ ‫‪032 : 7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(?)‬

‫‪281‬‬
‫في‬ ‫أَبي أَرطأة‬ ‫بُشرَ بن‬ ‫معاويةُ‬ ‫بعثَ‬ ‫‪،‬‬ ‫للهجرة‬ ‫أربعين‬ ‫سنة‬ ‫بدايةِ‬ ‫وفي‬ ‫معاوية بخضع‬
‫والبمن‬ ‫الحجاز‬
‫والمدينة‪،‬‬ ‫بُسْرٌ مكةَ‬ ‫فدخلَ‬ ‫‪،‬‬ ‫لسلطانه‬ ‫واليمن‬ ‫الحجازَ‬ ‫ليُخضعَ‬ ‫جيش‪،‬‬

‫معاوية (‪. )1‬‬ ‫سلطانِ‬ ‫تحت‬ ‫البلادُ‬ ‫هذه‬ ‫لليمن ‪ ،‬ودخلت‬ ‫وذهب‬

‫عنه‬ ‫الله‬ ‫معاويةَ رضي‬ ‫أمرُ‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫عنه يضعف‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫علي‬ ‫أئرُ‬ ‫وصارَ‬ ‫أمر معاو‪-‬يه‬ ‫لوة‬

‫‪ ،‬مشاغِبين عليه ‪ ،‬وكان‬ ‫له‬ ‫عاصين‬ ‫شيعةِ علي‬ ‫أهلُ العراق من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫يقوى‬ ‫أمر علي‬ ‫وضعف‬

‫ازدادَ أهلُ‬ ‫‪ .‬وكلما‬ ‫بطاعته‬ ‫له ‪ ،‬ملتزمين‬ ‫مطيعين‬ ‫معاوية‬ ‫شيعة‬ ‫من‬ ‫أهلُ الشام‬

‫وتخاذُلاَ‪.‬‬ ‫ضعفأ‬ ‫قوة ‪ ،‬ازدادَ أهلُ العراق‬ ‫الشام‬

‫في ذلك‬ ‫عنه خيرُ أهلِ الأرض‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن أبي طالب‬ ‫كل هذا وعلي‬

‫كفه‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ومع‬ ‫لله‬ ‫وأخشاهم‬ ‫‪ ،‬وأعلمُهم‬ ‫وأزهدُهم‬ ‫المسلمين‬ ‫أَكبَدُ‬ ‫‪،‬‬ ‫الزمان‬

‫‪ ،‬لكثؤ‬ ‫الموت‬ ‫كرهَ الحياة ‪ ،‬وتمنى‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫عنه شيعتُه وخذلوه‬ ‫فقد تخلى‬

‫جنودِ‬ ‫وجود‬ ‫وعدمِ‬ ‫شيء‪،‬‬ ‫فعلِ أي‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬وعجزِه‬ ‫المحن‬ ‫الفتن ‪ ،‬وظهورِ‬

‫له‪.‬‬ ‫مطيعين‬

‫ماذا‬ ‫أَشقاها ؟‬ ‫يقول ‪ :‬مايحبسُ‬ ‫يكثرُ أن‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عليئ‬ ‫وكان‬
‫محل!بنبطىءنانله‬

‫! ‪.‬‬ ‫ا‬ ‫؟‬ ‫ليَقتل‬ ‫لا يتقذمُ‬ ‫لماذا‬ ‫؟‬ ‫ينتظر‬

‫فلقَ الحبة‪،‬‬ ‫‪ :‬والذي‬ ‫الله عنه‬ ‫رضي‬ ‫علي‬ ‫‪ :‬تال‬ ‫قال‬ ‫يزيد‬ ‫بن‬ ‫ثعلبة‬ ‫عن‬

‫‪ -‬فما يحبسُ‬ ‫رأسه‬ ‫من‬ ‫‪-‬للحييه‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫هذه‬ ‫لتخضَبَن‬ ‫وبرأَ التسَمة ‪،‬‬

‫أَشقاها؟‬

‫بك‬ ‫فعلَ‬ ‫رجلاَ‬ ‫أن‬ ‫والله لو‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ :‬يا أميرَ المؤمنين‬ ‫سبع‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبدُ‬ ‫فقال‬

‫‪ ،‬لأبذنا عترتَه وعثرتَه‪.‬‬ ‫ذلك‬

‫! ‪.‬‬ ‫!‬ ‫قاتلي‬ ‫غيرَ‬ ‫لا تقتلوا‬ ‫أن‬ ‫بالله‬ ‫‪ :‬أَنشدكم‬ ‫علي‬ ‫فقال‬

‫‪3‬‬ ‫بعدك‬ ‫من‬ ‫تستخلف‬ ‫‪ :‬ألا‬ ‫‪ :‬يا أميرَ المؤمنين‬ ‫فقالوا‬

‫أن‬ ‫علي برنض‬


‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫أترككُم كما ترككُم رسولُ‬ ‫‪ .‬ولكن‬ ‫لا‬ ‫تال ‪:‬‬
‫من‬ ‫أحداَ‬ ‫بسنخلف‬

‫بعد‪.‬‬

‫‪.323 -‬‬ ‫‪322 : 7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪282‬‬
‫لقيتَه؟‬ ‫إذا‬ ‫لربك‬ ‫تقولُ‬ ‫‪ :‬فماذا‬ ‫قالوا‬

‫قبضتَني‪،‬‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫ما بدا لك‬ ‫فيهم‬ ‫استخلقتَني‬ ‫قد‬ ‫‪ :‬اللهئم إنك‬ ‫‪ :‬أقول‬ ‫قال‬

‫! ! ‪.‬‬ ‫أفسدتَهم‬ ‫‪ ،‬هـان شئتَ‬ ‫أصلختَهم‬ ‫‪ ،‬ف!ن شئتَ‬ ‫فيهم‬ ‫وتركتك‬

‫أنه‬ ‫الله محلي يعلم‬ ‫ات!قِ‬ ‫له ‪:‬‬ ‫فقالوا‬ ‫‪،‬‬ ‫علي‬ ‫إلى‬ ‫الخوارجُ‬ ‫‪ :‬جاءت‬ ‫وهب‬ ‫بن‬ ‫زيد‬ ‫وقال‬

‫سبقنلى‬ ‫‪ ،‬مِن‬ ‫مقتول‬ ‫‪ ،‬ولكنني‬ ‫النسمة‬ ‫وبرأ‬ ‫فلقَ الحبة‬ ‫‪ .‬قال ‪ :‬لا ‪ .‬والذي‬ ‫ميت‬ ‫ف!نك‬

‫بيده إلى لحيته ‪ -‬هذا عهدْ معهود‪،‬‬ ‫هذه ‪-‬وأشارَ‬ ‫تخضبُ‬ ‫هذه‬ ‫ضربةِ على‬

‫من افترى (‪.)1‬‬ ‫‪ ،‬وقد خابَ‬ ‫مقضيئ‬ ‫وقضا!‬

‫من‬ ‫علي حزين‬ ‫قومه ‪،‬‬ ‫متأثمأ !ن‬ ‫حزينأ‬ ‫كان‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الأخيرة‬ ‫علي‬ ‫أيامِ‬ ‫وفي‬

‫تر!‬ ‫خذلان‬ ‫!‬ ‫منهم‬ ‫ليستريحَ‬ ‫الموتَ‬ ‫له ‪ ،‬يتمنى‬ ‫شيعتِه واصحابه‬ ‫مخبَطاَ لخذلان‬

‫‪ ،‬تبلَ ايامِ‬ ‫له‬ ‫في خطبة‬ ‫من ما قاله علي‬ ‫زهيرُ بن الأرقم بعضأ‬ ‫وقد روى‬

‫‪.‬‬ ‫استشهاده‬ ‫من‬

‫في آخر‬ ‫ويهابهم‬ ‫‪ :‬نبئتُ أن بُشرَ بن‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫يومَ جمعة‬ ‫علي‬ ‫خطَبَنا‬ ‫‪:‬‬ ‫الأرقم‬ ‫بن‬ ‫زهيز‬ ‫قال‬

‫خطبة ده‬ ‫القوم‬ ‫أن هؤلاء‬ ‫إني والله لأحسبُ‬ ‫ليأخذها‪.‬‬ ‫قد توتجَه لليمن‬ ‫أبي ارطاة‬

‫ا‬ ‫!‬ ‫عليكم‬ ‫‪ -‬سيظهرونَ‬ ‫معاوية‬ ‫‪ -‬قوم‬

‫امامَهم ‪ ،‬وبخيانتِكم‬ ‫إمامَكم ‪ ،‬وطاعتِهم‬ ‫إلا بعصيانِكم‬ ‫عليكم‬ ‫ومايظهرون‬

‫لاصلاحِهمأ‬ ‫ارضكم‬ ‫في‬ ‫وامانتِهم ‪ ،‬وب!فسادِكم‬

‫وبعثَ‬ ‫وغدر‪،‬‬ ‫فلانأ‪ ،‬فخان‬ ‫وبعثتُ‬ ‫وغدر‪،‬‬ ‫فلانأ‪ ،‬فخان‬ ‫قد بعثتُ‬

‫علأقتَه‪.‬‬ ‫قَدَح ‪ ،‬لأخذَ‬ ‫على‬ ‫أحدكم‬ ‫ائتمنتُ‬ ‫ا ولو‬ ‫معاوية‬ ‫المالَ إلى‬

‫وبتمنى الموت‬ ‫أَرِخهم‬ ‫اللهم‬ ‫‪،‬‬ ‫وكرهوني‬ ‫وكرفتُهم‬ ‫‪،‬‬ ‫وسئموني‬ ‫سئمتُهم‬ ‫اللهتم إني‬

‫!‬ ‫(‬ ‫أ‬ ‫منهم‬ ‫وأرِحْني‬ ‫‪،‬‬ ‫مني‬

‫عنه(‪.)2‬‬ ‫الله‬ ‫قُتل رضي‬ ‫حتى‬ ‫الجمعةُ الأخرى‬ ‫قال زهير ‪ :‬فما جاءت‬

‫‪.324 : 7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.326‬‬ ‫‪: 7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪283‬‬
‫أيامه الأخيرة ‪ ،‬يصؤرُ‬ ‫عنه ‪ ،‬في‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫لعلي‬ ‫الكلامُ العجيب‬ ‫وهذا‬

‫حَلاً لها الأ‬ ‫يرَ‬ ‫لم‬ ‫‪ ،‬والتي‬ ‫‪ ،‬والمعاناةِ التي يعانيها منهم‬ ‫قومه‬ ‫يأسِه من‬ ‫مقدار‬

‫ا‬ ‫ا‬ ‫الموت‬ ‫تمئني‬

‫‪ :‬علي‬ ‫الثلاثة‬ ‫الصحابة‬ ‫قتْلِ‬ ‫على‬ ‫الخوارج‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫اتفقت‬ ‫وقد‬ ‫الحوارج‬ ‫ناَمر‬

‫هؤلاء‬ ‫أن‬ ‫يرون‬ ‫وكانوا‬ ‫‪.‬‬ ‫الله عنهم‬ ‫رضي‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫وعمرو‬ ‫ومعاوية‬ ‫على‬ ‫الثلالة‬

‫وسببُ‬ ‫الفتنة ‪،‬‬ ‫وقاد ‪6‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الضلال‬ ‫أئمةُ‬ ‫وأنهم‬ ‫الثلاثةَ كفار‪،‬‬ ‫الصحابةَ‬ ‫الئلائة‬ ‫الصحاة‬

‫يستريح‬ ‫قتلِهم حتى‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ولذلكْلابد‬ ‫بالمسلمين‬ ‫التي حفت‬ ‫المصائب‬

‫الناسُ منهم‪.‬‬

‫بن‬ ‫‪ :‬عبدُ الرحمن‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫الخوارج‬ ‫ثلاثة من‬ ‫أربعين ‪ ،‬اجتمع‬ ‫سنة‬ ‫في‬

‫‪.‬‬ ‫المصري‬ ‫الكندي‬ ‫الحميري‬ ‫المرادي‬ ‫بابنِ مُلْجِم‬ ‫‪ ،‬المعروف‬ ‫عمرو‬

‫التميمي‪.‬‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫والبَزكُ‬

‫بن بكر التميمي‪.‬‬ ‫وعمرو‬

‫قَتَلهم‬ ‫الذين‬ ‫‪،‬‬ ‫الخوارج‬ ‫إخوانِهم‬ ‫الثلاثة مقتلَ‬ ‫الأشقياءُ‬ ‫هؤلاء‬ ‫وتذاكرَ‬

‫قبل ‪ -‬وترخَموا‬ ‫النهروان ‪ -‬التي اشرنا لها من‬ ‫في معركة‬ ‫بن أبي طالب‬ ‫علي‬

‫عليهم‪.‬‬

‫لومةَ‬ ‫الله‬ ‫في‬ ‫لايخافون‬ ‫كانوا‬ ‫؟ فقد‬ ‫بالبقاء بعدهم‬ ‫قالوا ‪ :‬ماذا نصنعُ‬ ‫ثم‬ ‫لعلي‬ ‫ملجم‬ ‫ابن‬

‫وابن‬ ‫ومعاوية‬ ‫‪ -‬علي‬ ‫الثلاثة‬ ‫‪ ،‬وأتينا ائمةَ الضلال‬ ‫للى‬ ‫لائم ‪ ،‬فلو شريخنا أنفسَنا‬ ‫والبرك لمعاوية‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫ا‬ ‫ثارَ إخواننا‬ ‫منهم‬ ‫‪ ،‬وأخذنا‬ ‫البلاد‬ ‫منهم‬ ‫‪ ،‬وأرحْنا‬ ‫‪ -‬فقتفناهم‬ ‫العاص‬ ‫وابن بكر لعمرو‬

‫طالب‪.‬‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫عليئ‬ ‫‪ :‬أنا اكفيكُم‬ ‫ابنُ ملجم‬ ‫قال‬

‫‪.‬‬ ‫الشام‬ ‫في‬ ‫معاوية‬ ‫‪ :‬وأنا أكفيكم‬ ‫البركُ التميمي‬ ‫وتال‬

‫في مصر‪.‬‬ ‫بن العاص‬ ‫عمرو‬ ‫بن بكر ‪ :‬وأنا كفيكم‬ ‫وقال عمرو‬

‫أن‬ ‫على‬ ‫واتفقوا‬ ‫بينهم ‪،‬‬ ‫فيما‬ ‫وتواثقوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الثلاثة‬ ‫الأشقياءُ‬ ‫فتعاهدَ‬

‫دونه ‪ .‬وأخذوا‬ ‫يقتلَه أو يموتَ‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫صاحبه‬ ‫عن‬ ‫منهم‬ ‫أحذ‬ ‫لاينكمىَ‬

‫سيوفَهم وسَفوها‪.‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪YAf‬‬
‫في الابع‬ ‫والتنفيذ‬ ‫صلاةَ فجرِ يوم السابع عثر‬ ‫وقتُ تنفيذ الجريمة‬ ‫يكون‬ ‫أنْ‬ ‫واتفقوا على‬

‫عثر من رمضان‬ ‫فجر‬ ‫منهم إلى من تعهدَ بقتله عند صلاة‬ ‫يتوخهُ كل‬ ‫‪ ،‬بحيث‬ ‫من رمضان‬

‫اليوم ‪ ،‬فيقتلَه !(‪.)1‬‬ ‫ذلك‬

‫انميمي‬ ‫البرك‬ ‫صباحِ‬ ‫جريمتَه ‪ ،‬وفي‬ ‫لينفذَ‬ ‫التميمي إلى دمثق‬ ‫الله‬ ‫البركُ بن عبد‬ ‫ذهبَ‬

‫بج!ح معاو‪ .‬ويقتل‬ ‫في‬ ‫الفجر‬ ‫صلاة‬ ‫إلى‬ ‫معاويةُ‬ ‫خرجَ‬ ‫رمضان‬ ‫من‬ ‫السابع عشر‬ ‫الجمعة‬ ‫يوم‬

‫الضربةُ في‬ ‫‪ ،‬ووقعت‬ ‫فضربه‬ ‫عليه البركُ بسيفه المسموم‬ ‫فحملَ‬ ‫المسجد‪،‬‬

‫معاوية‪.‬‬ ‫يمتْ‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫أليتَه‬ ‫‪ ،‬وجرحتْ‬ ‫معاوية‬ ‫ورك‬

‫قبلَ أن‬ ‫لمعاوية‬ ‫فقال‬ ‫بقتله ‪،‬‬ ‫وأَمر معاويةُ‬ ‫البَرك ‪،‬‬ ‫على‬ ‫وأُلقيَ القبضُ‬

‫‪.‬‬ ‫ببشارة‬ ‫أُبشركَ‬ ‫‪ :‬إني‬ ‫يُقل‬

‫هي؟‬ ‫‪ :‬وما‬ ‫معاوية‬ ‫قال‬

‫قد قتلَ في هذا اليوم عليئَ بن أبي طالب!‬ ‫قال البرك ‪ :‬إن أخي‬

‫ثم أَمر بالبَرْك فقُتل‪.‬‬

‫ءَ‬ ‫وبرى‬ ‫‪،‬‬ ‫السم‬ ‫عنه‬ ‫أذهبَ‬ ‫دواء‬ ‫وسقاه‬ ‫‪،‬‬ ‫معاوية‬ ‫وعالجَ‬ ‫الطيبُ‬ ‫وجاء‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫بكر‬ ‫بن‬ ‫ليَقتل عمرو‬ ‫إلى مصر‪،‬‬ ‫بسيفِه المسموم‬ ‫توتجَهَ‬ ‫فقد‬ ‫بن بكر التميمي‬ ‫أما عمرو‬

‫شرطة‬ ‫مدير‬ ‫يقتل‬ ‫‪.‬‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫عمرو‬

‫وبقنل‬ ‫ابن العاص‬


‫بن العاص‬ ‫أصبحَ عمرو‬ ‫عشر من رمضان‬ ‫السابعِ‬ ‫وفي فجرِ يوم الجمعة‬

‫ليصليَ الفجرَ بالناس ‪ ،‬فأناب مديرَ شرطته‬ ‫من الخروج‬ ‫فلم يتمكن‬ ‫مريضأ‪،‬‬

‫‪.‬‬ ‫بالناس‬ ‫ليصلي‬ ‫العامري‬ ‫خارِجَةَ بنَ اَبي حبيبة‬

‫‪،‬‬ ‫بن بكر بسيفه المسموم‬ ‫‪ ،‬فهجمَ عليه عمرو‬ ‫للمحراب‬ ‫وتقدمَ خارجةُ‬

‫‪ ،‬وقتَلَه‪.‬‬ ‫بن العاص‬ ‫يظئه عمرو‬ ‫وهو‬

‫بن‬ ‫‪ :‬لم تقتلْ عمرو‬ ‫له‬ ‫قالوا‬ ‫بن بكر‪،‬‬ ‫عمرو‬ ‫على‬ ‫ولما أُلقي القبض‬

‫‪327 - 326 :‬‬


‫والنهاية‬
‫‪.V‬‬ ‫البداية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪VAO‬‬
‫‪.‬‬ ‫العامري‬ ‫خارجةَ‬ ‫‪ ،‬هـانما قتلتَ‬ ‫العاص‬

‫‪. 1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫خارجة‬ ‫اللهُ‬ ‫وأرادَ‬ ‫عَنراَ‬ ‫‪ :‬أَردتُ‬ ‫وقال‬ ‫حسرتُه‬ ‫فازدادت‬

‫‪ ،‬فقُتل(‪.)1‬‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫ثم اَمر به عمرو‬

‫هذه المؤامرة !‬ ‫من‬ ‫بن العاص‬ ‫معاوية وعمرو‬ ‫اللهُ‬ ‫أنجى‬ ‫وهكذا‬

‫في قتلهأ‬ ‫أن ينجحَ ابن ملجم‬ ‫اللهُ‬ ‫قذَرَ‬ ‫فقد‬ ‫أما عليئُ بن أبي طالب‬

‫أصحابه‬ ‫الكوفة ‪ ،‬وكتمَ أَمره عن‬ ‫‪ ،‬ودخلَ‬ ‫بن ملجم‬ ‫جاءَ عبدُ الرحمن‬
‫بين‬ ‫ابن ملجم‬
‫امره ‪ ،‬وتَبطلَ خطته‪.‬‬ ‫لا ينكشفَ‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫بها‬ ‫الذين‬ ‫الخوارج‬ ‫من‬ ‫خوارج الكولة‬

‫(قَطام بنتِ‬ ‫جميلة ‪ ،‬تسمّى‬ ‫امرأةِ خارجية‬ ‫على‬ ‫ابن ملجم‬ ‫تعرفَ‬ ‫وتد‬

‫يوم‬ ‫الخارجتان‬ ‫قتلىَ أَباها واخاها‬ ‫لأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫لعلي‬ ‫كارهه‬ ‫موتورةِ‬ ‫الشخنَة)‬

‫‪.‬‬ ‫النهروان‬

‫مهرها‬ ‫فاشترطتْ‬ ‫ليتزوجها‪،‬‬ ‫فَطام ‪ ،‬فخطبها‬ ‫بجمال‬ ‫ملجم‬ ‫ابنُ‬ ‫أعجبَ‬ ‫نطام‬ ‫بنزوج‬

‫! ! ! ‪.‬‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫وقتلَ علي‬ ‫وخادمأ‪،‬‬ ‫درهم‬ ‫ثلاثةَ اَلاف‬ ‫ومهرها تتل علي‬

‫قلبيهما‬ ‫في‬ ‫الحقدُ‬ ‫والْتقى‬ ‫قَطام ‪،‬‬ ‫رغبة‬ ‫مع‬ ‫ملجم‬ ‫ابن‬ ‫رغبةُ‬ ‫اج!تمعت‬

‫قتل علي‪.‬‬ ‫على‬

‫علي!‬ ‫إلا قتل‬ ‫الكوفة‬ ‫إلى‬ ‫لها ‪ :‬والله ما جاءَ بي‬ ‫تال‬

‫(وردانأ‬ ‫اسمه‬ ‫قومها‪،‬‬ ‫رجلاَ من‬ ‫ابن ملجم‬ ‫(تطَامِ! لزوجها‬ ‫ندبت‬

‫ليشاركه في قتك علي‪.‬‬

‫‪ ،‬اسمه‬ ‫الخوارج‬ ‫اَخر من‬ ‫رجل‬ ‫إقناعِ واستمالة‬ ‫من‬ ‫ابنُ ملجم‬ ‫وتمكَن‬

‫‪ -‬بالمشاركةِ في‬ ‫طويل‬ ‫وأَقنعه ‪ -‬بعد جدالِ‬ ‫"شَبيبُ بن نجدةَ الأشجَعيإ‪،‬‬

‫قتل علي‪.‬‬

‫قتلِ علي‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫‪ ،‬وشبيب‬ ‫‪ ،‬ووردان‬ ‫ملجم‬ ‫‪ :‬ابن‬ ‫الثلاثة‬ ‫الأشقياءُ‬ ‫اتفق‬ ‫نط‬ ‫الثلالة‬ ‫اتاَمرون‬

‫‪ ،‬سنة أربعين‪.‬‬ ‫السابع عثمر من رمضان‬ ‫يوم الجمعة‬ ‫صباح‬ ‫الكوفة‬ ‫سجد‬

‫‪.033‬‬ ‫‪: 7‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪286‬‬
‫مقابلَ السدة ‪،‬‬ ‫الجمعة‬ ‫ليلةَ‬ ‫الثلاثةُ‬ ‫سيفَه بالسم ‪ ،‬وكمن‬ ‫ابن ملجم‬ ‫غمسَ‬

‫للصلاة ‪.‬‬ ‫التي يخرجُ منها علي‬

‫الله‬ ‫رضي‬ ‫خرجَ علي بن أبي طالب‬ ‫اليوم‬ ‫الفجر ‪ ،‬من ذلك‬ ‫دخول‬ ‫وقبيلَ‬

‫في طريقه إلى المسجد‪-‬‬ ‫‪-‬وهو‬ ‫وصار‬ ‫للمسجد‪،‬‬ ‫‪ ،‬وتوجه‬ ‫بيته‬ ‫عنه من‬

‫ا‬ ‫‪ ،‬الصلاة‬ ‫‪ :‬الصلاة‬ ‫يقول‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫للصلاة‬ ‫الناسَ النائمين‬ ‫يوقظُ‬

‫عليه الأشقياءُ الثلاثة بسيوفهم‪،‬‬ ‫هجمَ‬ ‫بابَ المسجد‬ ‫علي‬ ‫ولما وصلَ‬

‫السيفُ في طاقِ الباب ‪.‬‬ ‫‪ ،‬فاخطأه ‪ ،‬ووقع‬ ‫شَبيبٌ بالسيف‬ ‫فضربه‬

‫ابن ملجم بضرب‬ ‫رأسِ‬ ‫قَزنِ‬ ‫في‬ ‫سيفُه المسموم‬ ‫فأصابه ‪ ،‬ووقع‬ ‫بالسيف‬ ‫ملجم‬ ‫ابنُ‬ ‫وضربَه‬

‫صباح الجمعة‬ ‫عليأ‬ ‫لحيته ‪ .‬كما كان يشير ويقول‬ ‫عنه ‪ ،‬فسالَ دمُه من رأسِه على‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫علي‬

‫‪ 17‬رمفان‬ ‫من دم رأسه ‪0‬‬ ‫للناس ‪ ،‬بأن لحيتَه ستُخضب‬

‫يا‬ ‫وحده‬ ‫دئه‬ ‫قائلاَ‪ :‬الحكْمُ‬ ‫‪ ،‬صاح‬ ‫عليأ بالسيف‬ ‫ملجم‬ ‫ابنُ‬ ‫ولما ضَربَ‬

‫يقرأ قوله تعالى ‪ :‬أ وَمِفَ أبَاسَ مَن‬ ‫‪ .‬وصار‬ ‫ولا لأصحابك‬ ‫‪ ،‬ليسَ لك‬ ‫علي‬

‫‪. ،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫لبقرة ‪7 :‬‬ ‫ا‬ ‫أ‬ ‫لبَدِ‪،‬‬ ‫يا‬ ‫ؤُ وت‬ ‫وَأدئَهُ‬ ‫أدئَةِ‬ ‫نقسَهُ إشغَاَءَ !ضَاتِ‬ ‫يمَثترِى‬

‫به‪.‬‬ ‫والدم يسيلُ من رأسه ‪ :‬عليكم‬ ‫فقال علع‬

‫بقتْلِ‬ ‫حضرموت‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وقامَ رجل‬ ‫بن ملجم‬ ‫الناس بعبدِ الرحمن‬ ‫أمسكَ‬

‫أحد‪.‬‬ ‫يعرقه‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫بنفسه‬ ‫ونجا‬ ‫هربَ‬ ‫فقد‬ ‫شبيمث‬ ‫وَردان ‪ ،‬أما المتمامرُ الثالث‬

‫بالناس صلاةَ الفجر‪.‬‬ ‫بن هبيرة ) فصقى‬ ‫أجَغدَةَ‬ ‫وقذمَ علي‬

‫علي مع ابن‬ ‫حوار‬ ‫ملجم‬ ‫بن‬ ‫بعبدِ الرحمن‬ ‫‪ .‬ثم جاؤوه‬ ‫بيتِه‬ ‫عنه إلى‬ ‫الله‬ ‫عليأ رضي‬ ‫وحملوا‬

‫له‬ ‫ملجم بعد فر‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫اليدين‬ ‫مكتوفُ‬ ‫وهو‬

‫إليك؟‬ ‫! ألم أُحسن‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬يا عدؤَ‬ ‫ملجم‬ ‫لابن‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫علي‬ ‫تال‬

‫‪ :‬بلى‪.‬‬ ‫قال‬

‫؟‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫قال ‪ :‬ما حملَك‬

‫‪YAV‬‬
‫الله اق‬ ‫وسألتُ‬ ‫صباحأ‪،‬‬ ‫أربعين‬ ‫شحذتُه‬ ‫سيفث‬ ‫هذا‬ ‫‪:‬‬ ‫ابنُ ملجم‬ ‫قال‬

‫به‪.‬‬ ‫ضربْت!‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫يقتلَ به شزَ خلقه‬

‫إلا مقتولاَ بهذا‬ ‫أراك‬ ‫الة ‪ ،‬وما‬ ‫خلقِ‬ ‫شز‬ ‫‪ :‬ما اراكَ إلا من‬ ‫له علي‬ ‫فقال‬

‫السيف‪.‬‬

‫فأنا أعلمُ كيفَ‬ ‫فاقتلوه ‪ .‬د!انْ عشتُ‬ ‫صِث‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫حوله‬ ‫لمن‬ ‫علي‬ ‫قال‬ ‫ثم‬

‫به‪.‬‬ ‫أصنعُ‬

‫نبايعُ‬ ‫هل‬ ‫مِت‬ ‫إق‬ ‫‪:‬‬ ‫أميرَ المؤمنين‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫جندب‬ ‫له‬ ‫فقال‬

‫الحَسَن؟‬

‫ما‬ ‫افعلوا‬ ‫أَبصر‪،‬‬ ‫‪ ،‬أنتم‬ ‫عنها‬ ‫أَنهاكم‬ ‫ولا‬ ‫ببيعتِه ‪،‬‬ ‫لاآمركم‬ ‫‪:‬‬ ‫علي‬ ‫فقال‬ ‫ا‪،‬ضخلات‬ ‫بزك‬ ‫محلي‬

‫مناسبأ‪.‬‬ ‫ترونه‬ ‫من بمده‬

‫أبنائه‬ ‫‪ ،‬وباقي‬ ‫والحسين‬ ‫عنه وصيتَه للحسن‬ ‫الله‬ ‫عليئٌ رضي‬ ‫كتب‬ ‫وقد‬
‫علي قي‬ ‫وصية‬

‫‪ ،‬والصلاة ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫الجميعَ بتقوى‬ ‫أَوصى‬ ‫حيث‬ ‫جميعأ‪،‬‬ ‫وبناته ‪ ،‬وللمسلمين‬ ‫موته‬

‫‪ ،‬والتفقهِ في‬ ‫الجاهل‬ ‫عن‬ ‫والحلمِ‬ ‫‪،‬‬ ‫الرحم‬ ‫‪ ،‬وصلةِ‬ ‫الغيظ‬ ‫‪ ،‬وكظمِ‬ ‫والزكاة‬

‫والأمر‬ ‫الجوار‪،‬‬ ‫وحسن‬ ‫القرآن ‪،‬‬ ‫وتعاهدِ‬ ‫الأمر‪،‬‬ ‫والتثبتِ ني‬ ‫الدين ‪،‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫الفواحثى(‪1‬‬ ‫‪ ،‬واجتنابِ‬ ‫المنكر‬ ‫عن‬ ‫والنهي‬ ‫بالمعروف‬

‫وكان‬ ‫ليلة الأحد‪،‬‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الجمعة‬ ‫فجر‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫أيام‬ ‫ثلاثةَ‬ ‫مريضأ‬ ‫بقيِ علي‬

‫‪ ،‬لا يتلفظُ بغيرها‪.‬‬ ‫إ‬ ‫الله‬ ‫تولِ "لا إله إلا‬ ‫الأيام الثلاثة يكثرُ من‬ ‫هذه‬ ‫في‬

‫أَميرُ‬ ‫أربعين ‪ ،‬توفي‬ ‫سنة‬ ‫رمضان‬ ‫من‬ ‫التامععشر‬ ‫ليلةِ الأحد‬ ‫وفي‬
‫علي لبلة‬ ‫وناة‬

‫رمضان‬ ‫‪I‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الأحد‬


‫الذي‬ ‫البالغِ‬ ‫بالجرح‬ ‫متأئراَ‬ ‫عنه ‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫أبي طالب‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫المؤمنين‬

‫يدِ ذلك‬ ‫شهيداَ على‬ ‫الله‬ ‫لقي‬ ‫‪ ،‬وبذلك‬ ‫المسموم‬ ‫ابن ملجم‬ ‫سئبه له سيفُ‬

‫البائس‪.‬‬ ‫الخارجي‬

‫سنة‪.‬‬ ‫عمرُه يوم توفي ثلاثأ وستين‬ ‫وكان‬

‫‪.932-328‬‬ ‫‪:7‬‬ ‫والنهاية‬ ‫البداية‬ ‫في‬ ‫وصيته‬ ‫نص‬ ‫انظر‬ ‫)‬ ‫‪h‬‬ ‫(‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪288‬‬
‫الا أيامأ‪.‬‬ ‫وتسعةَ اشهر‬ ‫خلافتُه أربعَ سنوات‬ ‫واستمرت‬

‫من‬ ‫كاملِ‬ ‫أسبوعِ‬ ‫بعد‬ ‫الثالث ‪،‬‬ ‫الجمعة‬ ‫يوم‬ ‫بويعَ بالخلافة‬ ‫حيث‬

‫‪.‬‬ ‫عثمان‬ ‫استشهاد‬

‫والحسين‪،‬‬ ‫غشَلَه ولَداه الحسنُ‬ ‫الله عنه ‪،‬‬ ‫رضي‬ ‫علي‬ ‫توفي‬ ‫ولما‬

‫الجنازة ‪ ،‬وكئرَ تسعَ‬ ‫عليه صلاة‬ ‫فصفى‬ ‫ثم تقدمَ الحسنُ‬ ‫عنهما‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫! ‪.‬‬ ‫تكبيرات‬

‫علي سرأ في‬ ‫دفن‬ ‫الحسنُ‬ ‫‪ ،‬وقام‬ ‫الإمارة أ بالكوفة‬ ‫"دار‬ ‫في‬ ‫قبراَ‬ ‫له‬ ‫الليل ‪ ،‬حفروا‬ ‫حلً‬ ‫ولما‬

‫الكوفة‬ ‫دارامارة‬ ‫منتصف‬ ‫أقاربه ‪ ،‬بدقنِه في‬ ‫من‬ ‫ابن الحنفية ومَن معهم‬ ‫ومحمد‬ ‫والحسين‬

‫ويَنبشوه‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الخوارج‬ ‫يأتيَ‬ ‫ان‬ ‫من‬ ‫خوفأ‬ ‫‪،‬‬ ‫وأَخفوه‬ ‫قبره‬ ‫وعَموا‬ ‫الليل ‪،‬‬

‫عليه‪.‬‬ ‫بها لحقدهم‬ ‫جثتَه ويمثلوا‬ ‫ويُخرجوا‬

‫توفي‬ ‫بو!‬ ‫عمر علي‬ ‫قبر‬ ‫الباقر ‪ -‬احدُ ائمة اَل البيت فيما بعد ‪ -‬عن‬ ‫وقد سُئل الإمامُ محمد‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫علي‬

‫يوم قُتل؟‬ ‫‪ :‬كم كان سِن علي‬ ‫له‬ ‫قيل‬

‫سنة‪.‬‬ ‫الباقر ‪ :‬ثلاثأ وستين‬ ‫قال‬

‫دُفن؟‬ ‫‪ :‬أين‬ ‫قيل‬

‫عليه‬ ‫قنرُه خشيةَ‬ ‫‪ ،‬وأُخفي‬ ‫بالكوفة‬ ‫الإمارة‬ ‫دار‬ ‫الباتر ‪ :‬دُفن ليلاَ في‬ ‫قال‬

‫‪.‬‬ ‫الخوارج‬ ‫من‬

‫‪.‬‬ ‫وأرضاه‬ ‫بن أبي طالب‬ ‫أمير المؤمنين علي‬ ‫عن‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫حوار ابن ملجم مع‬ ‫المجرمَ‬ ‫الحسنُ‬ ‫ابنُه‬ ‫‪ ،‬اَحضرَ‬ ‫ودَفْنِه‬ ‫الله عنه‬ ‫رضي‬ ‫علي‬ ‫استشهادِ‬ ‫وبعد‬

‫الحسن تبل تنله‬ ‫ليقتله ‪.‬‬ ‫ملجم‬ ‫بن‬ ‫عبدَ الرحمن‬

‫خصلة‪.‬‬ ‫عليك‬ ‫أَعرضُ‬ ‫‪ :‬إني‬ ‫له ابن ملجم‬ ‫فقال‬

‫‪ :‬وما هي؟‬ ‫تال الحسن‬

‫عليأ‬ ‫أقتلَ‬ ‫أنْ‬ ‫الكعبة‬ ‫عند‬ ‫اللهَ‬ ‫عاهدتُ‬ ‫كنتُ‬ ‫إني‬ ‫‪:‬‬ ‫ابنُ ملجم‬ ‫قال‬

‫‪928‬‬
‫سراحي‬ ‫فأطلِق‬ ‫‪.‬‬ ‫علي‬ ‫قتل‬ ‫من‬ ‫قد تمكنتُ‬ ‫‪ ،‬وها‬ ‫دونهما‬ ‫‪ ،‬أو أموتَ‬ ‫ومعاوية‬

‫قتله ‪ ،‬أو إِق قتفتُه‬ ‫من‬ ‫لم أتمكن‬ ‫عليئ إن‬ ‫وأقتلَ معاوية ‪ ،‬ولك‬ ‫لأذهبَ‬

‫! !‬ ‫لتقتلني‬ ‫إليك‬ ‫‪ ،‬أن أرجعَ‬ ‫ونجوت‬

‫أن تُقتل‪.‬‬ ‫والله ‪ .‬لا بذ من‬ ‫‪ :‬كلآ‬ ‫له الحسن‬ ‫قال‬

‫(‪.)1‬‬ ‫الله‬ ‫قبحه‬ ‫‪،‬‬ ‫فقُتل‬ ‫به ‪،‬‬ ‫الحسن‬ ‫وأَمر‬

‫هو‬ ‫فها‬ ‫‪،‬‬ ‫ابنُ ملجم‬ ‫فعله‬ ‫بما‬ ‫يُشيدون‬ ‫بعد‪،‬‬ ‫فيما‬ ‫الخوارجُ‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ‫بننون على‬ ‫الحوارج‬

‫‪ ،‬قائلاَ‪:‬‬ ‫ابنَ ملجم‬ ‫‪ ،‬يمدحُ‬ ‫بنُ حَطان‬ ‫عِمْرانُ‬ ‫شاعرهم‬ ‫ابن ملجم‬

‫رِضْوانا‬ ‫العَزشِ‬ ‫مِنْ ذي‬ ‫لِيَنلُغَ‬ ‫اِلأ‬ ‫أَرادَ بِها‬ ‫ما‬ ‫تَقِيئ‬ ‫مِن‬ ‫ضَزبَةَ‬ ‫يا‬

‫مِيزانا‬ ‫اللهِ‬ ‫عِتدَ‬ ‫البَرِثةِ‬ ‫اَؤفى‬ ‫فَاَخسَبُهُ‬ ‫يَؤمأ‬ ‫لأذْكُرُهُ‬ ‫إِنيئ‬

‫قتله لعلي‪،‬‬ ‫في‬ ‫شقي‬ ‫فاجز‬ ‫فيما قال ‪ .‬فابنُ ملجم‬ ‫ابنُ حَطان‬ ‫وكذبَ‬

‫وليس‬ ‫البرية واشقاها‪،‬‬ ‫شر‬ ‫رضوانَه ‪ ،‬وهو‬ ‫وليس‬ ‫الله‬ ‫عذاب‬ ‫ونال بجريمته‬

‫خيرَها وأوفاها‪.‬‬

‫التاممع‬ ‫يومِ الأحد‬ ‫عنه ‪ ،‬وفي‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن أبي طالب‬ ‫وبعد ما دُفن علي‬ ‫الكوفة يابعون‬ ‫أهل‬

‫لمبايعة‬ ‫الكوفة‬ ‫أنظارُ أهل‬ ‫توخهت‬ ‫أربعين ‪،‬‬ ‫سنة‬ ‫رمضان‬ ‫من‬ ‫عشر‬ ‫بن علي‬ ‫الحسن‬

‫عنه ‪ ،‬لم‬ ‫الله‬ ‫أن عليأ رضي‬ ‫عنه بالخلافة ‪ ،‬مع‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن علي‬ ‫الحسنِ‬

‫لاختيارهم‪.‬‬ ‫الأفرَ‬ ‫تركَ‬ ‫دهانما‬ ‫‪،‬‬ ‫بذلك‬ ‫يأمرهم‬

‫‪ ،‬وقال‬ ‫بن علي‬ ‫عنه الى الحسن‬ ‫الله‬ ‫بن عبادة رضي‬ ‫جاءَ قيسُ بن سعد‬

‫نبيه !ك!‪.‬‬ ‫‪ ،‬وسنةِ‬ ‫الله‬ ‫كتابِ‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬أبايغك‬ ‫يدك‬ ‫له ‪ :‬ابسط‬

‫قام باقي الناس وبايعوه ‪.‬‬ ‫وبعد ما بايعه قيسُ بن سعد‬

‫من‬ ‫ألفأ‬ ‫علي ‪ ،‬ومعه أربعون‬ ‫من كبار قادة جيش‬ ‫بن سعد‬ ‫وكان قيس‬

‫معاوية وأهلِ الشام ‪.‬‬ ‫قتالِ‬ ‫في مواصلةِ‬ ‫يرغبُ‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫المقاتلين‬

‫‪: 7‬‬ ‫والهاية‬ ‫البداية‬ ‫في ‪:‬‬ ‫اسثهاده‬ ‫صفة‬ ‫ثم‬ ‫علي‬ ‫على‬ ‫التأمر‬ ‫انظر تفاصيل‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪331 -.r 26‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪092‬‬
‫الحسن يجهز جشأ‬ ‫معه‬ ‫العراق ‪ ،‬وكان‬ ‫لغزو أهل‬ ‫معاويةُ جيشأكبيراَ‬ ‫جهز‬ ‫علي‬ ‫وفاةِ‬ ‫وبعد‬

‫لمعاو‬ ‫بن الوليد ‪.‬‬ ‫بن خالد‬ ‫وعبدُ الرحمن‬ ‫بن العاص‬ ‫عمرو‬ ‫في جيشه‬

‫وتجييش‬ ‫الناس ‪،‬‬ ‫حشد‬ ‫على‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫أهلُ الكوفة الحسن‬ ‫وحث‬

‫‪.‬‬ ‫الشام‬ ‫وأهل‬ ‫معاوية‬ ‫لقتالِ‬ ‫‪ ،‬والتوتجُه‬ ‫الجيوش‬

‫عشراتُ‬ ‫الحسن‬ ‫جيش‬ ‫في‬ ‫وخرجَ‬ ‫معاوية ‪،‬‬ ‫لقتال‬ ‫الناس‬ ‫وتجهزَ‬

‫‪.‬‬ ‫كثرةَ وقوة‬ ‫الرجال‬ ‫كأمثالِ‬ ‫كتائب‬ ‫‪ ،‬وكانوا‬ ‫الألوف‬

‫الحسنُ‬ ‫‪ ،‬وخرجَ‬ ‫قائداَ للجيش‬ ‫سعد‬ ‫بن‬ ‫قي!‬ ‫بن علي‬ ‫الحسنُ‬ ‫وعينَ‬

‫معاوية‪.‬‬ ‫قاصدين‬ ‫‪ ،‬وساروا‬ ‫معهم‬

‫بنهبون‬ ‫العرافبون‬ ‫إِشاعة أن‬ ‫(المدائن) سرت‬ ‫ظاهر‬ ‫وبينما كان الجيشُ معسكراَ في‬

‫الحسن‬ ‫متاع‬ ‫عارم! في الجيش ‪،‬‬ ‫فوضى‬ ‫! فحصلت‬ ‫قُتل‬ ‫قد‬ ‫قائد الجيش‬ ‫قيسَ بن سعد‬

‫وصحوْ‬ ‫فنهبوا متاعَ‬ ‫منهم‬ ‫جماعةْ‬ ‫‪ ،‬وأقبل‬ ‫أمتعةَ بعض‬ ‫الناسُ ينهبُ بعضُهم‬ ‫وهجم‬

‫وطعنَهُ‬ ‫تحته ‪،‬‬ ‫البساطَ الذي‬ ‫وسحبوا‬ ‫نفسِه ‪،‬‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫الحسنِ‬ ‫وسرادقَ‬

‫أسالَ دمه‪.‬‬ ‫حتى‬ ‫بعضُهم‬

‫‪.‬‬ ‫شديدة‬ ‫كراهيةَ‬ ‫الحسنُ‬ ‫‪ 1 1‬ا فكرههم‬ ‫بخليفتِهم‬ ‫هذا‬ ‫فعلوا‬

‫ايام الدولة‬ ‫كسرى‬ ‫المدائن ‪-‬مقز‬ ‫في‬ ‫القصرَ الأبيض‬ ‫وأُدخلَ الحسنُ‬

‫ليعالج فيه‪.‬‬ ‫جريخ‬ ‫الفارسية ‪ -‬وهو‬

‫الثقفي‬ ‫المختار‬ ‫ابن‬ ‫الثقفي ‪ ،‬فجاءه‬ ‫المدائن سعدَ بن مسعود‬ ‫على‬ ‫عاملُ الحسن‬ ‫وكان‬

‫تسليم‬ ‫يعرض‬ ‫أبو عبيد بن مسعو!‬ ‫بن أبي عبيد‪- ،‬والده هو الصحابي‬ ‫ةالمختارُ‬ ‫أخيه‬

‫لمعاوية‬ ‫الحسن‬ ‫خلافة‬ ‫في‬ ‫ا!فرس‬ ‫ضذَ‬ ‫الجسر‬ ‫شهيدُ محركأ‬ ‫عنه‪،‬‬ ‫الله‬ ‫الثقفي رضي‬

‫وقد‬ ‫المختار كان شيطانأ‪،‬‬ ‫ابنَه‬ ‫‪ ،‬لكن‬ ‫الصحابة‬ ‫صالحي‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الصديق‬

‫بن الزبير‪-‬‬ ‫مصعبُ‬ ‫وقتلَه‬ ‫فيما بعد‪،‬‬ ‫النبوةَ‬ ‫ادعى‬

‫عم؟‬ ‫يا‬ ‫في الشرفِ والغنى‬ ‫لك‬ ‫وقال المختارُ لعمه ‪ :‬هل‬

‫له ‪ :‬كيف؟‬ ‫قال‬

‫في‬ ‫جريخ‬ ‫وهو‬ ‫بن علي‪،‬‬ ‫الحسن‬ ‫قال المختار‪ :‬تُلقي القبضَ على‬

‫‪192‬‬
‫ويعطيكَ‬ ‫ليقتلَه ‪،‬‬ ‫معاوية‬ ‫خصْمه‬ ‫تبعثُه إلى‬ ‫ثم‬ ‫وتوثقُه ‪،‬‬ ‫وتقئدُه‬ ‫القصر‪،‬‬

‫الوفير‪.‬‬ ‫معاويةُ المال‬

‫بابن بنت‬ ‫أغدرَ‬ ‫أق‬ ‫به ‪ .‬أتريدني‬ ‫ما جئتَ‬ ‫‪ ،‬وقئح‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬قنحك‬ ‫له عمه‬ ‫قال‬

‫! إ(‪.)1‬‬ ‫ب!‬ ‫الله‬ ‫رسولِ‬

‫‪ ،‬وشغبهم‬ ‫له‬ ‫قومه‬ ‫عصيانِ‬ ‫عنه ‪ ،‬بسببِ‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن علي‬ ‫تألم الحسنُ‬ ‫من‬ ‫تألم الحسن‬

‫أبوه علي‬ ‫منهم‬ ‫عانى‬ ‫‪ ،‬وكم‬ ‫طبيعتُهم‬ ‫هي‬ ‫‪ ،‬وهذه‬ ‫له‬ ‫وخذلانهم‬ ‫عليه ‪،‬‬ ‫خذلان قيط د‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫بن‬ ‫ومعاوية‬ ‫بن علي‬ ‫بين الحسن‬ ‫الصلحُ‬ ‫تئمَ‬ ‫وأربعين‬ ‫سنةِ إحدى‬ ‫وفي‬

‫عنهما‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫أبي سفيان‬

‫راسلَ الحسنُ معاوية للصلح ‪ ،‬بعدما رأى من خذلانِ أهل العراق له‪،‬‬ ‫ر!‪4‬‬ ‫ا!ح‬

‫الحسن‪.‬‬ ‫مصالحة‬ ‫‪ ،‬كما كان معاوية راكبأفي‬ ‫كلمتهم‬ ‫وتفرقِهم واختلافِ‬ ‫بين الحسن‬ ‫متبادلة‬

‫ومعاوبة‬
‫ومعاوية‪،‬‬ ‫الحسن‬ ‫صلحِ‬ ‫قصة‬ ‫البخاري في صحيحه‬ ‫الإمامُ‬ ‫وقد روى‬

‫المسلمين‪.‬‬ ‫لكلمة‬ ‫الخلافة لمعاوية ‪ ،‬جمعأ‬ ‫عن‬ ‫وتنازلِه‬

‫‪ -‬معاويةَ بن ابي سفيان‬ ‫والفه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ :‬استقبلَ الحسنُ‬ ‫البصري‬ ‫قال الحسنُ‬ ‫البمري‬ ‫الحسن‬

‫بكتائبَ أمثالِ الجبال ‪.‬‬ ‫مما!ة‬ ‫يروى‬


‫س‬ ‫ء‬ ‫ومعاوبة‬ ‫الحسن‬

‫تقتلَ‬ ‫‪ ،‬لا توَلي حتى‬ ‫كتائب‬ ‫لأرى‬ ‫‪ :‬إني‬ ‫لمعاوية‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫عمرو‬ ‫فقال‬

‫أقرانَهاا‬

‫هؤلاء‪،‬‬ ‫إنْ قتلَ هؤلاء‬ ‫‪:-‬‬ ‫والله خيرَ الرجلين‬ ‫معاوية ‪-‬وكان‬ ‫فقال‬

‫؟ ومَنْ لي‬ ‫بضعفتهم‬ ‫لي‬ ‫ومَن‬ ‫؟‬ ‫بأمورِ الناس‬ ‫فمَن لي‬ ‫هؤلاء‪،‬‬ ‫وهؤلاء‬

‫‪. 3‬‬ ‫بنسائهم‬

‫شمس‬ ‫عبد‬ ‫بني‬ ‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫قريش‬ ‫من‬ ‫وهما‬ ‫‪،‬‬ ‫للحسن‬ ‫رجليْن‬ ‫فبعثَ‬ ‫يوفد‬ ‫مماوبة‬

‫بن عامر بن كريز ‪ -‬وقال لهما ‪ :‬اذهبا إلى‬ ‫اللّه‬ ‫وعبد‬ ‫بن سمرة‬ ‫‪ -‬عبد الرحمن‬ ‫رجدين لمفاوضة‬

‫الحن‬

‫‪. 14‬‬ ‫لابن كثير ‪:8‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪292‬‬
‫‪ ،‬واطلبا إليه‪.‬‬ ‫له‬ ‫عليه ماشاء ‪ ،‬وقولا‬ ‫واعرضا‬ ‫الحسن‬

‫إليه‪.‬‬ ‫له ‪ ،‬وطلبا‬ ‫وقالا‬ ‫معه‬ ‫عليه ‪ ،‬وتكلما‬ ‫‪ ،‬فدخلا‬ ‫فأتيا الحسن‬

‫هذا‬ ‫من‬ ‫أَصَننا‬ ‫قد‬ ‫المطلب‬ ‫‪ :‬إتا بنو عبد‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫لهما الحسن‬ ‫فقال‬

‫دمائها‪.‬‬ ‫في‬ ‫الأمةَ قد عاثَت‬ ‫‪ ،‬هـان هذه‬ ‫المال‬

‫‪ ،‬ويسألك‪.‬‬ ‫إليك‬ ‫‪ ،‬ويطلب‬ ‫وكذا‬ ‫كذا‬ ‫عليك‬ ‫قالا له ‪ :‬إن معاويةَ يعرضُ‬

‫؟‬ ‫بهذا‬ ‫لي‬ ‫‪ :‬فمنَ‬ ‫الحسن‬ ‫قال‬

‫على‬ ‫والانفاق‬ ‫له ‪.‬‬ ‫ونضْمَنُه‬ ‫به ‪،‬‬ ‫لك‬ ‫‪ :‬نحنُ‬ ‫قالا‬

‫الصلح‬
‫به‪.‬‬ ‫لك‬ ‫إلا وافقاه ‪ ،‬وقالا ‪ :‬نحنُ‬ ‫شيئأ‪،‬‬ ‫الحسن‬ ‫وماسألهما‬

‫عنهما‪.‬‬ ‫الله‬ ‫معاويةَ رضي‬ ‫فصالحَ الحسنُ‬

‫أبا بكرة ‪ -‬نفيع بن‬ ‫سمعتُ‬ ‫الحادثة ‪ :‬ولقد‬ ‫راوي‬ ‫البصري‬ ‫قال الحسنُ‬

‫المنبر‪،‬‬ ‫بًئ على‬ ‫الله‬ ‫رسولَ‬ ‫‪ :‬رايتُ‬ ‫يقول‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫‪ -‬رضي‬ ‫الحارث‬

‫الحسن‬ ‫مرة ‪ ،‬وعلى‬ ‫الثاس‬ ‫على‬ ‫يُقبلُ‬ ‫إلى جنبه ‪ ،‬وهو‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫والحسن‬

‫‪:‬‬ ‫والسلام‬ ‫الصلاة‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬ويقولُ‬ ‫أخرى‬

‫الرصول يخبر عن‬ ‫من‬ ‫به بين فئتيْن عظيمتين‬ ‫ان يصلح‬ ‫الله‬ ‫ولعل‬ ‫سَيد‪،‬‬ ‫(إن ابني هذا‬

‫بالح!ن‬ ‫الصلح‬ ‫‪0‬‬ ‫)‬ ‫إ(‪1‬‬ ‫المسلمين‬

‫الحسن‬ ‫عن‬ ‫أخبرَ الرسولُ ع!‬ ‫‪ ،‬حيث‬ ‫النبوة‬ ‫دلائل‬ ‫من‬ ‫الحديثُ‬ ‫وهذا‬

‫به بين فئتين‬ ‫سيصلحُ‬ ‫الله‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫على‬ ‫وأنه حريم!‬ ‫أنه سيد‪،‬‬

‫عظيمتين من المسلمين‪.‬‬

‫بين أهلِ‬ ‫بالحسن‬ ‫الله‬ ‫أصلحَ‬ ‫وأربعين ‪ ،‬حيث‬ ‫ما تحققَ سنةَ إحدى‬ ‫وهذا‬

‫معاوية‪.‬‬ ‫خلافة‬ ‫على‬ ‫الأمةُ‬ ‫الشام ‪ ،‬واجتمعت‬ ‫العراق وأهل‬

‫الحسن ستة‬ ‫خلافة‬ ‫ربيع الأول شة‬ ‫الخلافة في شهر‬ ‫لمعاوية عن‬ ‫وكان تنازلُ الحسن‬

‫أشهر‬ ‫‪.‬‬ ‫وأربعين‬ ‫إحدى‬

‫‪.‬‬ ‫‪17 : 8‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪392‬‬
‫سنة‬ ‫رمضان‬ ‫من‬ ‫ستةَ اشهر‪.‬‬ ‫بن علي‬ ‫خلافةُ الحسن‬ ‫وقد استمرت‬

‫وأربعين‪.‬‬ ‫ربيع الأول سنة إحدى‬ ‫اربعين ‪ ،‬حتى‬

‫مدةُ الخلفاء‬ ‫قد كملت‬ ‫تكون‬ ‫ستة أشهر‪،‬‬ ‫بن علي‬ ‫وبخلافةِ الحسن‬

‫ثلاثين سنة‪.‬‬ ‫الراشدين‬

‫ثلاثون سنة‪،‬‬ ‫بعدي‬ ‫قال ‪( :‬الخلافةُ‬ ‫يك!ضَ‬ ‫الة‬ ‫رسول‬ ‫سفينةُ عن‬ ‫فقد روى‬
‫وهو بكمل نزة‬
‫مُفكأ! ‪.‬‬ ‫ثم تكونُ‬ ‫الراثدين‬ ‫الخلفاء‬

‫سنة‬ ‫ربيع الأول‬ ‫في‬ ‫الخلانةَ‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الصديق‬ ‫وليَ ابو بكر‬ ‫وقد‬

‫ربيع الأول سنة إحدى‬ ‫لمعاوية في‬ ‫بن علي‬ ‫‪ ،‬وتنازلَ الحسنُ‬ ‫عشرة‬ ‫إحدى‬

‫وأربعين‪.‬‬

‫تحققَ هذا‬ ‫حيث‬ ‫دلائل نبوة محمديك!‪.‬‬ ‫وهذا الحديثُ أيضأ من‬

‫قد انتهتْ‬ ‫تكون‬ ‫لمعاوية ‪ ،‬وبذلك‬ ‫تنازلَ الحسن‬ ‫عندما‬ ‫عمليأ‪،‬‬ ‫الحديث‬

‫‪ ،‬لتبدأ فترةُ الملك‪.‬‬ ‫الراشدين‬ ‫فترةُ الخلفاء‬

‫‪ ،‬واولُ‬ ‫اَخرُ الخلفاء‬ ‫أنا‬ ‫‪:‬‬ ‫نفسه‬ ‫عن‬ ‫يقول‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫معاوية‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ‫آخر‬ ‫معاوبة‬

‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬ ‫الملوك‬ ‫وأول‬ ‫الخلفاء‬

‫الملوك‬
‫لمعاوية ‪ ،‬وهو‬ ‫الخلافة‬ ‫تنازله عن‬ ‫قبل‬ ‫الحسن‬ ‫قال أحدُ قادة جيش‬

‫من‬ ‫ألفأ‪ ،‬مستميتين‬ ‫عشر‬ ‫اثنا‬ ‫‪،‬‬ ‫بن علي‬ ‫‪ :‬كنا في مقدمةِ الحسن‬ ‫أبو العريف‬

‫كأنما‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫الحسن‬ ‫فلما سمعْنا بصلحِ‬ ‫‪،‬‬ ‫الثمام‬ ‫قتال أهلِ‬ ‫على‬ ‫الجذ‬

‫ظهوردا من الغيظ‪.‬‬ ‫كُسرت‬

‫متا‪ ،‬يقال له ابو عامر‪:‬‬ ‫الكوفة ‪ ،‬قال له رجل‬ ‫بن علي‬ ‫فلما قدمَ الحسنُ‬ ‫الحسن مببض‬

‫المؤمنين!‬ ‫يامُذِذ‬ ‫وجوه المؤمنبن السلام عليك‬

‫المؤمنين‪،‬‬ ‫مُذِلَّ‬ ‫لستُ‬ ‫هذا‪،‬‬ ‫لا تقل‬ ‫يا أبا عامر‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫له الحسن‬ ‫فقال‬

‫‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪8‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪492‬‬
‫‪. )1(1‬‬ ‫(‬ ‫الملك‬ ‫أن أقاتلهم على‬ ‫كرهت‬ ‫ولكني‬

‫إحدى‬ ‫سنة‬ ‫الأول‬ ‫ربيع‬ ‫في‬ ‫ومعاوية‬ ‫الحسن‬ ‫بين‬ ‫تئم الصلحُ‬ ‫ولما‬

‫الأمصار‪.‬‬ ‫‪ ،‬ثم بايعتْه باقي‬ ‫معاويةَ أميراَ للمؤمنين‬ ‫‪ ،‬بايعَ أهلُ الشام‬ ‫وأربعين‬

‫أمير‬ ‫معاوجة‬ ‫‪،‬‬ ‫الشام والأقطار الأخرى‬ ‫له واليأ على‬ ‫معاويةُ قبل تنازل الحسن‬ ‫وكان‬

‫للمؤمنين من صنة‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫للمؤمنين ‪ ،‬لم يقذنم نفسَه للناس‬ ‫أميراَ‬ ‫خليفة ‪ ،‬ولا‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬

‫احدى وأوبعبن‬ ‫وخليفةَ‬ ‫أميرَ المؤمنين‬ ‫‪3‬‬ ‫لأ‬ ‫‪،‬‬ ‫مبايعتَه بالخ!فة‬ ‫منهم‬ ‫يطلب‬ ‫الصفة ‪ ،‬ولم‬

‫عنهما‪.‬‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬رضي‬ ‫الحسن‬ ‫ابنُه‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫علي‬ ‫وهو‬ ‫موجود‪،‬‬ ‫المسلمين‬

‫أصبحَ‬ ‫فقد‬ ‫له ‪،‬‬ ‫الخلافة‬ ‫وتنازلهِ عن‬ ‫له ‪،‬‬ ‫الحسن‬ ‫مصالحةِ‬ ‫بعد‬ ‫اما‬

‫المسلمين‪.‬‬ ‫‪ ،‬ب!جماع‬ ‫معاويةُ أميراَ للمؤمنين‬

‫سنة‬ ‫الجما!‬ ‫عام‬ ‫(الجَماعة)‬ ‫عامَ‬ ‫‪،‬‬ ‫والأربعون‬ ‫الواحدُ‬ ‫وهو‬ ‫العام ‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫سُمي‬ ‫ولذلك‬

‫احدى وأربعين‬ ‫بن أبي‬ ‫معاويئ‬ ‫الناس جميعأ على‬ ‫!‬ ‫‪ ،‬واجتمعت‬ ‫الفرقة‬ ‫انتهت‬ ‫حيث‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الله‬ ‫سفيان رضي‬

‫الله‬ ‫رضي‬ ‫شعبة‬ ‫بن‬ ‫‪ ،‬وعَئنَ المغيرة‬ ‫وبايَعَه أهلُها‬ ‫‪،‬‬ ‫معاويةُ الكوفة‬ ‫ودخلَ‬

‫من‬ ‫عنهم‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫وآلُ علي‬ ‫والحسينُ‬ ‫الحسنُ‬ ‫عنه واليأ عليها ‪ .‬وارتحلَ‬

‫فيها‪.‬‬ ‫‪ ،‬وأقاموا‬ ‫المنورة‬ ‫المدينة‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫الكوفة‬

‫الخلفاءُ‬ ‫مقدمتهم‬ ‫‪ ،‬وفي‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫أجمعين‬ ‫الصحابة‬ ‫عن‬ ‫الله‬ ‫رضي‬

‫‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫!‬ ‫الراشدون‬

‫‪.‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪: 8‬‬ ‫البداية والنهاية‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪592‬‬
‫الفهَسهـ‬

‫مقدمة‪.......................................‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫والاستشهاد‬ ‫الاستخلاف‬ ‫بين‬ ‫الراشدون‬ ‫الخلفاء‬

‫‪23‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ووفاته‬ ‫يك!‬ ‫الرسول‬ ‫مرض‬ ‫‪:‬‬ ‫الأولئ‬ ‫القبسة‬

‫‪47‬‬ ‫والاستشهاد‬ ‫عنه بين الاستخلاف‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الصديق‬ ‫الثانية ‪ :‬أبو بكر‬ ‫القبسة‬

‫‪vo‬‬ ‫والاستشهاد‬ ‫عنه بين الاستخلاف‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن الخطاب‬ ‫عمر‬ ‫الثالثة ‪:‬‬ ‫الفبسة‬

‫‪301‬‬ ‫والاستشهاد‬ ‫عنه بين الاستخلاف‬ ‫الله‬ ‫بن عفان رضي‬ ‫عثمان‬ ‫‪:‬‬ ‫القبسة الرابعة‬

‫عنه بين الاستخلاف‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫بن أبي طالب‬ ‫الفبسة الخامسة ‪ :‬علي‬

‫‪502‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫والاستشهاد‬

‫‪692‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫لفهرس‬ ‫ا‬

‫‪،+‬‬ ‫!ه‬

‫‪http://www.al-maktabeh.com‬‬ ‫‪692‬‬

You might also like