Professional Documents
Culture Documents
السإلمي
في الشمال الفريقي
تأليف
/http://slaaby.com
الهإــــــداء
صا,
مال لالفريقى خصو ص إلى أبناء ال ش
ش م
ما
مة عمو صوأبناء ال ش
أهإدى هإذا الكتاب سإائل ص المولى
عز وجل بأسإمائه الحسنى وصفاته العلى
صا لوجهه الكريمأن يكون خال ص
+فمممنَ مكاَمن يميررججوُ للمقاَءم مربله فميرليْميرعممرل
صاَلللحاَ مولم يجرشلررك بلعمباَمدلة مربله معمملل م
أممحلداً" ]الكهف.[110:
مقدمـــــــــة
منإن الحمد لله ,نحمده ,ونستعينه ،ونستغفره ,ونعوذ بالله م
مضُ ش
ل له، من يهده الله فل ل شرور أنفسنا ،ومن سإي يئِّات أعمالنا ,م
من ليضُملل فل هإادى له ،ومأشهد ل أن ل إله إل الله وحده ل شريك و م
دا عبده ورسإوله. محم ص له ،وأشهد ل إن ل
﴿مياَ أمييمهاَ اًللذيمنَ آممنجوُاً اًتليجقوُاً اًلم محلق تجيمقاَتلله مولم تمجموُتجلنَ إللل موأمنَريجتمُ يمرسللجموُ م
ن﴾ ]آل عمران:
.[102
ث لم رنيجهمماَ
س مواًلحمدةس مومخلممق لم رنيمهاَ مزرومجمهاَ موبم ل
ناَس اًتليجقوُاً مربلجكجمُ اًللذىِ مخلممقجكمُ بمنَ نَليرف س
﴿مياَ أمييمهاَ اًلل ج
ل ل ل ل ل ل ل
كرمُ مرقيْلباَ﴾ ]النساء: ساَءمجلوُمن به مواًلررمحاَمم إن اًلم مكاَمن معلمريْ ج لرمجاَلل مكثيْلراً مونَ م
ساَءل مواًتليجقوُاً اًلم اً ذىِ تم م
.[1
صللرح لمجكرمُ أمرعمماَلمجكرمُ مويميغرلفرر لمجكرمُ ل ل
﴿مياَ أمييمهاَ اًلذيمنَ آممنجوُاً اًتليجقوُاً اًلم موجقوُلجوُاً قميروُلل مسديلداً يج ر
ذججنَوُبمجكرمُ موممنَ يجلطلع اًلم مومرجسوُلمهج فميمقرد مفاَمز فميروُلزاً معلظيْلماَ﴾ ]الحزاب.[71-70 :
وبعد :فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ،وخير الهدي ،هإدى
ل بدعة محدثةة بدعة ،وك ش ل ل محمد × ,وششر المور محدثالتها ،وك ش
ضللة.
ب لك الحمد ل كما ينبغى لجلل وجهك ,وعظيم أما بعد :يا ر ي
سإلطانك ,لك الحمد حتى ترضى ,ولك الحمد ل إذا رضيت.
مال ش م هإذا الكتاب الرابع )صفحات من الشتامريخ السإلمى فى ال ش
سنشية منذ نشأتها وحتى الفريقي( يتحدث عن دولة المرابطين ال س
طى ض لسنن الله فى بناء الدمول وإحيامء الشعوب ،فليع م سإقوطها ،ويتعشر ل
نبذة تاريخيية عن أصول القبائل التى قامت عليها دولة المرابطين،
فيتكلم عن مواطنها ,ومواقعها ,وحياتها الجتماعية والسياسإية
والقتصادية والدينية قبل دخول المام عبد الله بن ياسإين فى قلب
الصحراء الكبرى لدعوة قبائل صنهاجة إلى السإلم ,وكيف تعامل ذلك
المام مع تلك القبائل ،وجعل منها أشمصة تحمل السإلم عقيدةص ودعوةص
جا ،كما يسلط هإذا الكتاب الضواء على زعماء دولة المرابطين ممن ومنه ص
أمثال المير يحيى بن إبراهإيم ،والمير أبى بكر ابن عمر ،ويوسإف بن
سإيير المرابطين فى توحيد المغرب القصى، تاشفين ,ويتكلم عن خط م
وتوغسملهم الد شعمموى فى جنوب المغرب نحو غانا ومالى وغيرهإا من دممول
إفريقيا ,ويتحدث عن دفاع المرابطين عن مسلمى ال من يد مللسُ ,وأسإباب
مع جت م م
سملمين هإناك ،وعن أثر تحكيم شرمع الله فى لم ي م ي ضعف ال ل
داخلشية والخامرجشية ,وكيف أعطوا حقوق المرابطين ،وعن سإياسإتهم ال ش
3
سنشية ،وما موقف الرعية من دولة الرعية من خلل دسإتور دولتهم ال س
المرابطين؟
ويتحدث عن علقة دولة المرابطين بالخلفة العباسإية ،ودولة
بنى حماد وملوك الطوائف والسإبان والنصارى ،ويعطى نبذة
مختصرة عن أنظمة الدولة المرابطية ،كنظام الحكم والدارة,
والنظام القضُائي ,والنظام العسكري ،والنظام المالي ,ويدافع عن
دولة المرابطين ويبين مآثرهإا الحضُارية من أعمال معمارية وحياة
أدبشية علمية وفقهية وتاريخيية وجغرافية وطبية ،ويجد القارئ
الكريم فى ثنايا هإذا البحث تركيصزا على معرفة سإنن الله ,وكيفية
من خلل الوقائع التاريخشية ,وأهإمية العلماء فى قيادة التعامل معها م
م ذالخ على حرصوا وكيف والكرامة، زةش والع المجد المة نحو
بالسإباب المادشية والمعنوشية التى حققت الشنصر على العداء،
ث عن أهإمية سإنة التدسرجُّ فى تغيير الشعوب وبناء الدول، ويتحد ل
مىل معظ ال الهإداف تحقيق فى وىم قصل أهإمية بانية
ش الر للتربية ويعطى
للمة سإواء على مستوى القادة فى أخلقهم وعلمهم وجهادهإم ,أو
على مستوى الشعوب فى اسإتجابتها لكتاب ريبها وسإنة نبييها
مخلصة. وقيادتها ال ل
وهإذا الجهد المتواضع حاول أن يسلط الضواء على فقه
من خلل التحليل والتفسير للحداث التى وقعت فى دولة الشتمكين م
المرابطين.
والهدف من هإذا الكتاب:
من أمثال :عبد الله بن -1التعريف بزعماء دولة المرابطين م
ياسإين ،ويحيى بن إبراهإيم ,وأبى بكر بن عمر ,ويوسإف بن
تاشفين ،وأبى عمران الفاسإي.
ن فى فقه الشتمكين من خلل المنظور الشتامريخى -2إظهار معا ة
مشرت بها الحركة لدولة المرابطين ،فيوضح مراحل الشتمكين التى م
المرابطية إلى أن وصلت إلى الدولة ،وما السإباب التى اتخذوهإا
ما وصلوا إلى فذوهإا ل ش
والشروط التى حققوهإا؟ وما الهإداف التى ن ش
ح ي
كم. ال ل
مبدأ العتبار والتعاظ بمعرفة أحوال الدمول, -3تسهيل م
وعوامل بنائها ،وأسإباب سإقوطها ،والنظر فى سإنن الله فى
معات. جت م م
م ي
سُ وال ل
ف م الفاق ،وفى ال من ي ل
-4الهإتمام بمعرفة عقيدة أهإل السنة والجماعة ،وتربية أبناء المة
عليها،
وكيف كان اهإتمام المرابطين بهذه العقيدة التى اسإتمدوهإا من كتاب
الله وسإنة رسإوله ×.
-4إثراء المكتبة السإلمية التاريخيية بالبحاث المنبثقة عن
4
ور سإليم بعيدة عن سإموم المستشرقين، عقيدة صحيحة وتص س
وأفكار العلمانيين الذين يسعون لقلب الحقائق التاريخيية من أجل
خدمة أهإدافهم.
أما خطة الكتاب :فقد قمت بتقسيمه إلى خمسة فصول:
الفصل الول :بناء دولة المرابطين ويشتمل على سإتة مباحث:
المبحث الول :الجذور التاريخية للمرابطين.
المبحث الثاني :المير يحيى بن إبراهإيم.
المبحث الثالث :أبو عمران الفاسإي.
عيم الدينى عبد الله بن ياسإين. المبحث الرابع :الشز م
المبحث الخامسُ :المراحل التى مر بها ابن ياسإين لبناء الدولة.
المبحث السادس :مرحلة الشتمكين.
الفصل الثامني :المرابطون ودفاعاتهم عن مسلمى ال من يد مللسُ.
ويشتمل على تسعة مباحث:
المبحث الول :الصراع بين ط لل مي يط مملة وقليرط لمبة.
ل م
سملمين فى الن يد ملسُ. م ي المبحث الثاني :أسإباب ضعف ال ل
المبحث الثالث :العالم زمن ظهور دولة المرابطين.
مع المرابطين. جت م م
م يالمبحث الرابع :أث ملر الحكم بما أنزل الله على ل
المبحث الخامسُ :ال من يد مللسُ بعد الزلقة.
المبحث السادس :الفتاوى فى جواز ضم ال من يد مللسُ.
المبحث السابع :العبور الثالث للمير يوسإف بن تاشفين.
المبحث الثامن :الجواز الرابع.
المبحث الشتاسإع :آثار البتعاد عن تحكيم شرع الله.
داخلشية والخامرجشية فى دولة المرابطين. الفصل الثاملث :السياسإة ال ش
ويشتمل على سإتة مباحث:
المبحث الول :حقوق الرعية الذين يعيشون فى الدولة.
المبحث الثاني :موقف الرعية فى دولة المرابطين.
المبحث الثالث :موقف المرابطين من الخلفة العباسإية.
المبحث الرابع :علقة المير يوسإف مع بنى حماد.
المبحث الخامسُ :علقة المرابطين مع ملوك الطوائف.
المبحث السادس :علقة المرابطين مع السإبان النصارى.
الفصل الرابع :سإياسإة المرابطين فى دولتهم المجيدة.
ويشتمل على خمسة مباحث:
المبحث الول :نظام الحكم والدارة.
المبحث الثاني :النظام القضُائي.
المبحث الثالث :النظام العسكري.
المبحث الرابع :النظام المالي.
الفصل الخامسُ :أهإم أعمال دولة المرابطين الحضُارية.
ويشتمل على سإبعة مباحث:
5
المبحث الول :الثار المعمارية فى المغرب وال من يد مللسُ.
مشية فى دولة المرابطين. المبحث الثاني :الحياة الدبية والمعل م
المبحث الثالث :من مشاهإير علماء دولة المرابطين.
المبحث الرابع :علوم اللغة فى زمن المرابطين.
المبحث الخامسُ :علوم الشتامريخ والجغرافيا.
المبحث السادس :علوم الطب فى عصر المرابطين.
المبحث السابع :أسإباب السقوط.
ثم نتائج البحث.
صا لوجهه وأخيصرا ,أرجو من الله تعالى أن يكون عمل ص خال ص
ف كتبلته ,ويجعله فى ميزان ل حر ةالكريم وأن ليثيمبنى على ك ي
منم يملكون ما بكل أعانونى الذين إخوانى بحسناتي ،وأن يثي م
ل إتمام م هإذا الكتاب ،سإبحانك اللهم وبحمدك ,أشهد ل أن ل إله إل أج م
ب
ي ر لله ل د الحم أن دعوانا رل وآخ إليك، وأتوب أسإتغفرك أنت،
العالمين.
الفقير إلى عفو ربه ومغفرته
ورحمته ورضوانه
على محمدـ محمد الصلبـى
الخوة الكرام ,يسرني أن تصل ملحظاتكم وانطباعاتكم حول
هإذا الكتاب وغيره من كتبي من خلل دور النشر ,وأطلب من
إخواني الدعاء بظهر الغيب بالخلصا لله رب العالمين ،والصواب
للوصول للحقائق ومواصلة المسيرة في خدمة تاريخ أمتنا.
البريد اللكتروني
E- Mail: abumohamed2@maktoob.com
6
الفصل الول
بناء دولة المرابطين
المبحث الول
الجذور التاريخية للمرابطين
تمهيد :
ل صنهاجة أقوى قبائل البربر وأشدهإا وأمنعها, تعتبر قبائ ل
مالم ش
ش ال ملوا الذين رجالها وكثرة شكيمتها, وةق ش
واشتهرت ب ل
صا من المغرب الوسإط الفريقى وسإكنوا جباله ،وسإهوله وخصو ص
إلى المغرب القصى.
تض المؤرخين قبائل صنهاجة مثلت شعصبا انضُو ي واعتبمر بع ل
من أهإم هإذه القبائل تحت لوائه أكثر من سإبعين قبيلة بربرية ،و م
ونت وأشهرهإا لمتونة ،وجدالة ،ولمطة ،ومسوفة ،وهإى التى تك ش
سنشية .وبعض المؤرخين يجعل القبائل منها دولة المرابطين ال س
م
الصنهاجية لها أصل من حمير بن سإبأ أى :إن أصلهم يمانييون.
)(1
والبعض الخر يذهإب إلى أنهم برابرة ل علقة لهم بالعرب .
-1تسمية الملثمين:
مل مشثمين ،وأصبح
ت القبائل الصنهاجية فى الشتامريخ باسإم ال ل اشتهر ي
موا بالمرابطين ،ويرى بعض عرفوا به إلى أن تس ش
اللثام شعاصرا ل
مل مشثمين ينتسبون إلى قبيلة لمتونة إحدى بطون المؤرخين إن ل
ال
صنهاجة ,وكانت لمتونة تتولى رئاسإة سإائر قبائل مسوفة،
ومسراته ،ومداسإة ,وجدالة ،ولمطة ،وغيرهإا ،ثم آلت الرئاسإة إلى
قبيلة جدالة على عهد المير يحيى بن إبراهإيم الجدالي).(2
صا بقبيلةمل مشثمين فى بدايته كان خا ص ويبدو أن إطلق اسإم ال ل
لمتونة ثم توسإع وأصبح شعاصرا لكل من حالف لمتونة ودخل تحت
اسإم سإيادتها.
-2سإبب تسميتهم:
وأشما سإبب تسميتهم فقد وردت أقوال كثيرة فى سإبب تسميتهم
ممير كانوا يتلثمون لشدة الحير ،ويذهإب
ح ي
بذلك ،منها :إن أجدادهإم ممن م
ن إن أصل قبائل صنهاجة يرجع إلى الهجرات إلى هإذا الرأى ممن ظ ش
القديمة من المشرق لسإباب متعددة ،منها اقتصادية ,وسإياسإية.
()1انظر :دولة المرابطين فى المغرب والندلسُ ،د .سإعدون عباس صا ).(13-12
()2انظر :تاريخ المغرب والندلسُ فى عصر المرابطين ،د .حمدي عبد المنعم ،صا )
.(27
7
ومنها :أشنهم آمنوا بالرسإول × وكانوا قلة فاضطسروا للهرب لما
موا بقصد التمويه ،وقيل :إن طائفة منهم غلبهم أهإل الكفر فتلث ش ل
منم إل خالية وهإى مواطنهم إلى فخالفهم أغارت على عدو لهم
س
خ النسامء بأن يرتدين لبا م النساء والطفال والشيوخ ،فأمر الشيو ل
ن ،ففر العداء وهإكذا اتخذوا اللثام سإنة يلزمونه م م الحرب ويتلث ش م
وارتقى عندهإم إلى مستوى رفيع فى حياتهم وأعرافهم ومما قيل
فى اللثام:
م
وإن انتموا صنهاجة فه ل مقوم لهم درك العل فى
م
هإ ل حمير
)(1
فتلثشموا حمرامز ك ل ي
لم حوميوا إ ي لما م
فضُيلة
-3موطن الملثمين:
مل مشثمون الصحراء الكبرى الممتدة من غدامسُ شرصقا سإكن ال ل
ص
من جبال درن شمال إلى أواسإط إلى المحيط الطلسى غرصبا ،و م
الصحراء الكبرى جنوصبا.
ولم تكن هإذه الماكن والمواطن تجرى بها أنهار دائمة ,وكانت
سُ عنها المطار لسنوات عديدة؛ قليلة المطار وأحياصنا لتحب م ل
فيتعرض سإكانها للمجاعة فيرتحلون لطلب الماء والكل ،فتفرقوا
حول الواحات الصغيرة فى تلك الصحارى الممتدة الطراف،
ونوا قرى بدائية تتماشى مع ظروف حياتهم الرعوية).(2 وك ش
-4حيالتهم القتصادية:
مل مشثمون حول الواحات بحصثا عن المياه وعملوا فى توشزع ال ل
صة زراعة الشعير الذى ينبت فى الرض الفقيرة الزراعة وخا ش
ويكفيه قليل من الماء ،وقد ازدهإرت زراعته فى منطقة أزكى
التى تسكنها قبيلة لمتونة.
من أهإم أشجارهإم ،وكانت مدينة سإجلماسإة من وكان النخي ل
ل م
ملثمون من ش م أهإم واحات الصحراء عمراصنا بشجر النخيل ,واسإتفاد ال ل
ظل أشجار النخيل؛ فزرعوا البطيخ والقرع والكوسإى والقثاء،
وشهدت بعض الواحات زراعة الذرة ،وازدهإرت فى واحة
كر .وكانت وسإيلة الزراعة س ش
سإجلماسإة زراعة القطن وقصب ال س
فى تلك الواحات الصحراوية المحراث البدائى الذى تجسره الجمال.
وكانت تلك القبائل تهتم بتربية الحيوانات للحصول على قوتهم
موا بها
ولكى يستعملوهإا فى تنقلتهم ،ومن أهإم الحيوانات التى اهإت م س
البل ،والتى كانوا يشربون ألبانها ويأكلون لحومها ويستفيدون من
()1انظر :وفيات العيان )جُّ .(7/130
()2انظر :دولة المرابطين فى المغرب والندلسُ ،صا ).(13
8
أوبارهإا وجلودهإا لصناعة العباءات واللبسة والنعال وأسإقف
البيوت الصغيرة.
موا بتربية البغال والحمير لسإتخدامها فى النقل وكذلك اهإت م س
المحلي).(1
من بقرة وغنم وماعز لسإتعمال ألبانها موا بتربية المواشى م واهإت م س
موام س تواهإ لباسإهم، فى وأصوافها وجلودهإا غذائهم, فى ولحومها
بتربية النحل للحصول على العسل والشمع ,وقد مارسإوا الصيد م
وخاصة صيد البقر الوحشي.
ورت فى وازدهإرت الصناعات المحلية للكتفاء الذاتي ،وتط ش
الكم والنوع الصناعات المنزلية ,وكذلك الدوات الحربية التى
مل مشثمين وجيرانهم ازدهإرت بسبب الحروب المستمشرة بين ال ل
موا بصناعة السروجُّ ولجم الخيل، الوثنيين من السودان وغانا ,واهإت م س
وازدهإرت الصناعات الغذائية فاسإتخرجوا الزيت من ثمر الفرتى
سرجُّ وذلك بعصر قشره ،واسإتعملوه فى طهى الطعام وإنارة ال س
ل ،وكانوا يمزجونه بالرمل ويطلون به أسإطح المنازل فيخفف لي ص
من شدة الحر ،ويمنع تسسرب الماء ،واشتهرت مدينة تارودانت
بصناعة قصب السكر ،والمنسوجات واللبسة من الصوف
والقطن والوبر ,وكانوا يصنعون من ثمار القرع أوانى يضُعون فيها
الملح والبهارات.
مل مشثمين؛ الملح ويكثر فى أوليل من أهإم المعادن فى بلد ال ل و م
وتفاري ،والخيرة تضُم معظم مناجمه وهإى على شكل ألواح
ليقط يعلمها العبيد وتحمللها الجمال إلى بلد السودان وغانا ،وكان
من الذهإب ،أما فى الحمل الواحد ليباع فى أيوالتن بعشرة مثاقيل م
ل ،وربما ارتفع إلى الثلثين .كان مالى فكان ليباع بعشرين مثقا ص
للملح أهإمية فى حياتهم القتصادية ،إذ كانوا يقطعونه قطصعا
صغيرة يقايضُون به كالذهإب والفضُة ،وكان الفائض من إنتاجهم
در إلى خارجُّ بلدهإم).(2 الزراعى والصناعى ليص ش
-5أهإمية موقع الملثمين:
مل مشثمين الممشر الوحيد بين ال من يد مللسُ وأواسإط
كانت بلد ال ل
إفريقية؛ فكانت تسلكه القوافل على ثلث طرق ،فالطريق الول
وهإو الطريق الساحلى على المحيط الطلسى ينطلق من أغادير
ب نهر السنغال ,يقابله طريق داخلى غير ماصرا بنواكشوط حتى مص ي
بعيد عنه لجهة الشرق هإو طريق تارودانت أويل ،أما الطريق
الشثامنى وهإو الوسإط فيمتد من أواسإط المغرب إلى قلب الصحراء
()1انظر :ابن أبي زرع ،روض القرطاس ،صا ) (746نقل ص عن دولة المرابطين صا )
.(19
11
المبحث الثاني
المير يحيى بن إبراهإيم )الزعيم السياسإي(
فعر معا فى مقومه ملما ل دا مطا صكان المير يحيى بن إبراهإيم سإي ص
من شجاعة وكرم وجود ومقدرة قيادية عالية ,واشتهر برجاحة عنه م
م
عقلة ونفاذ بصيرته وسإداد رأيه وحرصه على هإداية قومه.
مل مشثمين قاص ص
دا بيت الله خرجُّ هإذا المير الجليل من ديار ال ل
كا الحكم لبنه إبراهإيم عام 427هإـ - الحرام ,لداء فريضُة الحج تار ص
1035م).(1
ن الحج بطلب العلم ،وبعد أداء الفريضُة، وكانت العادة أن يقتر م
انطلق المير يحيى يبحث عن المعرفة فى مدارس المغرب
الفقهية طالصبا للعلم لرواء روحه الظمأى إلى نور المعرفة
ت به أقدالر الله السإلمية التى اندرسإت معالمها فى بلده ,ورم ي
قةم إمام المغرب فى زمانه فى مدينة القيروان »المام أبو حل م م فى م
سُ المير يحيى بتعاليمه وفقهه, ش
عمران الفاسإي« الذى تعلقت نف ل
وعرض نفسه على المام أبى عمران الفاسإى الذى ورث زعامة
المدرسإة المالكية التى انتصرت على الهيمنة السإماعيلية العبيدية
دت حريتها كاملة بعد جهادهإم المرير الباطنية الرافضُية ،واسإتر ش
مال الفريقي. م ش
ش ال فى السنة أهإل معالم ما منمعيل م ص
الذى أصبح م
ب الشيخ أبو عمران بالمير يحيى لما لمسه فيه من حبه ل
ج موأع م
للخير وحرصه على التعلم ،وتحدث إليه المير عن سإوء الحوال
الجتماعية فى بلده ،وجهل قبائلها بأصول الدين وفروع الشريعة،
وطلب من أبى عمران أن يبعث معه أحد طلبته ليعلم مقومه
أصول الفقه والشريعة السإلمية).(2
وتذكر بعض كتب الشتامريخ ,أن أبا عمران الفاسإى هإو الذى وضع
عيم يحيى بن إبراهإيم لقيام دولة صحراوية الخطوط الولى مع الشز م
سإنية فى المغرب على أسإسُ دينية صحيحة ,كى تستطيع القضُاء
على الفوضى السياسإية والدينية التى كان المغرب يتخبط فيها
منذ سإنوات عديدة ،وفى ذلك يقول صاحب كتاب »بعض مشاهإير
أعيان فاس فى القديم«:
»ولما اجتمع أبو عمران مع يحيى بن إبراهإيم ،ندبه إلى قتال
برغواطة ،وقتال زناتة على ما صدر منهم من الظلم ،واسإتنزال
رؤسإائهم من الولية ،فوعده يحيى بالنهوض
()1انظر :دولة المرابطين ،صا ).(19
()2انظر :تاريخ المغرب والندلسُ فى عصر المرابطين ،صا ).(38
12
إلى ذلك« ).(1
صا على أخذ فقيه وعالم معه إلى وكان يحيى بن إبراهإيم حري ص
من أجل تحقيق الهإداف التى مقومه ،ورأى أبو عمران الفاسإى م
رسإموهإا ,أنه لب لد ش من المرور بمراحل ضرورية فى بناء الدولة
المنشودة ,من مرحلة التعريف بالمنهج وتكوين أفراده وتربيتهم
عليه ,وتنفيذ السياسإة المرسإومة بعد التكوين للوصول إلى مرحلة
وة والشتمكين. ق ش
ال ل
مل مشثمين على تلميذ له فى بلد فأحال أبو عمران أمير ال ل
السوس فى أقصى المغرب ،وهإو الفقيه وجاجُّ بن زلوا اللمطي،
الذى كان يقيم فى رباط هإناك بمدينة نفيسُ يسمى دار
المرابطين ،ومن هإذا اليرمباط أرسإل وجاجُّ صحبة هإذا المير الفقيه
عبد الله بن ياسإين الجزولى ليفقه هإؤلء الصحراويين فى أمور
دينهم.
وكان يحيى بن إبراهإيم بجانب تفكيره فى إخراجُّ مقومه من
مات إلى السنور يفكر فى إنقاذ مقومه من الهيمنة الزناتية الظ سل ل م
مل مشثمة تعانى من جورهإاالظالمة ,التى كانت قبائل صنهاجة ال ل
وقسوتها وإذللها وإهإانتها.
لقد رأى المير يحيى أن طريق عزة مقومه فى تمسكهم
منل مبالسإلم الصحيح ،وقد لحظ المير يحيى بن إبراهإيم أن ك ش
حشركوا القبائل البربرية وهإيأوهإا لنشاء الدول ،كانوا جميصعا من
من علماء الدين ،أو أصحاب الدعوات الدينية سإواء المتحمسين م
من م مالكية، إدريسية أو كفرية، إسإماعيلية أو بدعية، كانت خارجية
أمثال :أبى الخطاب عبد العلى بن السمح المعافرى الخارجي،
وأبى عبد الله الشيعى الباطني ،وإدريسُ بن عبد الله بن الحسن
ابن على بن أبى طالب ,حتى برغواطة ذات الديانة الشركية
من أهإل العلم ،وهإو دعى أنه م مها رجل ي ش المجوسإية اليهودية تزع ش م
ميسرة الفقير ،وحتى قبيلة غمارة تزعمها صالح البرغواطى الذى
زعم أنه »صالح المؤمنين« الذى ورد ذكره فى القرآن).(2
مشرت فى ذاكرته حرصا على لهذه الجولة التاريخيية التى م
الهإتمام بالشيخ عبد الله ياسإين الرجل الفقيه العالم السنى ليعلم
مقومه ويزكيهم ويفقههم.
كما كان المير يحيى بن إبراهإيم يخشى من خطر الجنوب
م بدعوة القبائل ويهت ل
الوثنية للسإلم.
()1انظر :فى تاريخ المغرب والندلسُ ،د .أحمد العبادي ،صا ).(271
()2انظر :معالم تاريخ المغرب والندلسُ ،د .حسين مؤنسُ ,صا ).(160
13
وبدأ المير يحيى فى شق طريقه المليء بالشواك من أجل
إنقاذ مقومه وإعزازهإم فى الدنيا والخرة ،ورجع إلى أهإله وعشيرته
عيم
ومعه الرجل الرشبانى والفقيه المالكى والمربى الصبور والشز م
الدينى المام عبد الله ياسإين ،وقبل الدخول فى سإيرته نترجم
للمام السنى المالكى سإيد القيروان فى زمانه.
***
14
المبحث الثالث
أبو عمران الفاسإي
مهندس الخطوط العريضُة
لدولة المرابطين ) 368هإـ 430 -هإـ(
ذكر القاضى عياض فى »ترتيب المدارك وتقريب المسالك
لمعرفة أعلم مذهإب مالك« ترجمة أبى عمران الفاسإى فقال:
جومي، ف ل
»هإو موسإى بن عيسى بن أبى حاجُّ بن وليم بن الخير الغم م
جوم فخذ من زناتة من هإوارة ,وأصله من فاس ،وبيته بها بيت وغ م م
ف ل
مشهور ،يعرفون ببنى أبى حاجُّ ،ولهم عقب ،وفيهم نباهإة إلى
الن«).(1
-1شيوخه:
قه بالقيروان عند أبى الحسن القابسي ،وسإمع بها من أبى تف ش
بكر الدويلي ،وعلى بن أحمد اللواتى السوسإي ،ورحل إلى
قه بها عند أبى محمد الصيلي ،وسإمع الحديث من أبى قليرط لمبة ،فتف ش
عثمان سإعيد بن نصر ،وعبد الوارث بن سإفيان ،وأحمد بن قاسإم،
وغيرهإم ،ثم رحل إلى المشرق ،فحج ودخل العراق ،فسمع من
أبى الفتح ابن أبى الفوارس ،وأبى الحسن على بن إبراهإيم
المستملي ،وأبى الحسن الخضُر ،وغيرهإم من العراقيين) ،(2ودرس
الصول على القاضى أبى بكر الباقلني ،وسإمع بالحجاز من أبى
الحسن بن أبى فراس ،وأبى القاسإم السقطي ،وبمصر من أبى
الحسن ابن أبى جدار ،وأحمد بن نور القاضي ،ثم رجع إلى
القيروان ،وسإكنها ،وأصبح سإيدهإا المطاع ،وأقبل عليه طلب العلم
من كل صوب ،وطارت فتاويه فى المشرق والمغرب ،واعتنى
الشناس بقوله).(3
-2أثره وتلميذه:
ابتدأ نشاطه العلمى سإنة 402هإـ ،حين عاد من المشرق ،فقد
عرف ضُا ،وسإرعان ما ل
جلسُ للطلبة فى المسجد ،وفى داره أي ص
قدره ،واشتهرت إمامته ،وطار ذكره فى الفاق ،وقد خلف المام
القابسى المتوفى سإنة 403هإـ ،فى نشر علوم السنة فى إفريقية
ورئاسإة العلم بها ,ورحل إليه الشناس من القطار لسماع مروياته
ة لقت ح ص
ظا وة البدني ش م
ق شققل الهدف المطلوب ،وفى السنة نجد ال ل لتح ي
جع أصحابه ىىى القوياء ،وكان ليش يى
وافصرا ،فالرسإول × هإو أقوىىى
ىىىىىى ىىى ىىىىىى ىى ىىىى ىىى ىىىىىىىى
ىىىىىىىىى ىىىىىىىىى ىىىى ىىىىىى ىىىىىى ىى ىىىى
ىىىىى × ىى ىىىىى ىىى ىىىى ىىىى ىىىىىى ىىىى ىىى ىىى ى ى
ى ى
ىىىى ىى ىىىىى ىىىى ىىىىى ىىىىىى ىىىىىى ىى
ىىىىىىى × ىىىى ىىىىىى ىىىىى.ى
ى
ىىى × ىىى ىىىىى ىىىىى ىىىىىىىى ىىىى ىىىى ىىىى
صففات الفطرمية الت تيِز با الزععيِم الدين لدولة الرمابطي المأانة ،فحي -4المانة :ومأن ال ص
ع
وجد الفقيِه عبد ال بن ياسي أن القلوب التفت حوله ،وأصبح المأفرم النُاهى ف قبائل اللفزثمَّي ،ل يينُافسِ
ي
المأي ييح بن إبرماهيِم ف مأنُصبه ،بل نده ل يتجاوز حدوده ،ول يتدزخل ف يسلطات المأي ييح مأع
مأقدرته على إزاحته وإبعاده مأن الطرميق ليِتبوأ الزعامأة السيِاسيِة والدينُيِة مأععا ،وهذا يدلل على أمأانة الداعيِة
الفقيِه عبد ال بن ياسي,ن والمأانة صفة مأهمَّة للعامألي ف الرمكة السلمأيِة ،فهى ذات أنوار تشع على
مأن حول الدعاة إل ال فتجذبم للنارماط ف مأيِادين العمَّل السلمأى الواسعة والتاجة لكل جهد
وشخص ملص لذا الدين.
والمأانة تتاج إل أشخاص أقوياء لمَّلها,ن ومأفهوم المأانة ف القرمآن واسع جعدا.
وقد وصف ال الؤممأنُي الذين نالوا الفلحا ف الدنيِا والخرمة وورثوا جنُة الفرمدوس بصفات مأنُها
المأانة.
قال تعال:ى﴿مواًللذيمنَ جهرمُ لمماَمنَاَتللهرمُ مومعرهلدلهرمُ مراًجعوُمن﴾ ]المؤمنون.[8 :
يقول سصيِد يقطب – رحه ال – ف تفسي هذه الية:ى »وراعون لمأاناتم وعهدهم أفرماعدا ،وراعون
لمأاناتم وعهدهم جاعة ،والمأانات كثية ف عنُق الفرمد ،وف عنُق المَّاعة ،والمَّاعة السسعلمَّة مأسئولة عن
ي
أمأاناتا العامأة ،عن عهدها مأع ال تعال ،ومأا يتتب على هذا العهد مأن تبعات ،والنُص يمَّل التعبي
ويدعه يشمَّل كل أمأانة ،وكل عهد,ن ويصف الؤممأنُي بأنم لمأاناتم وعهدهم راعون ،فهى صفة دائمَّة لم
ف كل حي ،ومأا تستقيِم حيِاة المَّاعة إل أن يتؤمزدىَّ فيِها المأانات ويترمفعى فيِها العهود«).(3
()1تاريخ المغرب والندلسُ فى عصر المرابطين ,حمدي عبد المنعم ،صا ).(42
()2انظر :الصفات اللزمة للدعاة إلى الله ,صا ).(63
()3المصدر السابق ,صا ).(73-72-71
29
ل السكون ول الهمود ت الحيلة هإى
قل ل
التحرك
من تعلق بالقعود وهإى الجهاد وهإل يجاهإد
ل التلذذ بالرقود وهإى التلذذ بالمتاعب
وأى حر ل يذود هإى أن تذود عن
الحياض
الذل من ماء صديد هإى أن تحسُ بأن كأس
)(1
تسود هإى أن تعيش خليفة
-2النظام والدقة:
وظهرت صفة النظام والدقة فى شخصية الفقيه ابن ياسإين
عندما تكاثر عدد المريدين فى رباطه الذى اتخذه قريصبا من نهر
طا فى قبول كل جديد كى يحفظ صفو السنغال؛ حيث وضع شرو ص
سا وأوفرهإم مل مشثمين نف ص
خيربين ،فكان ينتقى أطهر ال ل م م
جماعته من ال ل
من توفرت فيه الشروط وة وأقدرهإم على تحمل المشاق ،و م قل ش
واجتاز التجربة بنجاح يتولى تعليمه وتثقيفه من قرآن وسإنة
وتفسير وحديث وأحكام الدين).(2
وأصبح رباطه قمة فى النظام والدقة ,واختار لدارته أحد
المراء ،وفى المور المهمة كان المر شورى بين الجماعة
السإلمية المرابطة).(3
حشثنا على النظام فى كل شيء ،ومن إن ديننا السإلمى م
التطبيقات العملية على ذلك نأخذ مثال السفر ،حيث أمر السإلم
الركب إذا كانوا ثلثة أن يؤمروا عليهم أميصرا ،حتى ل يختلفوا فى
صا أن السفر ,كما قال الرسإول الطريق وتتبعثر جهودهإم ،خصو ص
ش
× ,قطعة من العذاب ،فعملية التنظيم واختيار المير ،ل شك أشنها
عملية تريح المسافرين من أعباء كثيرة ،قال ×» :إذا خرجُّ ثلثة
فى سإفر فليؤمروا أحدهإم«) .(3فلب لد ش إذا ص من تعويد النفسُ وضبطها
سملم ل يتربى تربية منظمة ,إل إذا كان فى م ي
على النظام ،فال ل
جماعة منظمة ذات ارتباط ونظام ودقة فى كل شيء ,وفى كل
أمر ،كما أن هإذه الجماعة لها هإدف جماعي ،يتحقق بتعاون الفرد
وانصهاره فى بوتقة الطاعة والنظام).(4
32
المبحث الخامسُ
المراحل التى مر بها ابن ياسإين فى دعوته
نستطيع أن نقرر من السإتقراء الشتامريخى لسيرته أنه مشر بعدة
مراحل قبل أن تقوم دولة المرابطين ،وبعض المراحل عاصرهإا
وأشرف عليها وبعضُها الخر قام بها أتباعه المخلصون.
مشرت بها دولة المرابطين قبل قيامها فهى أما المراحل التى م
مرحلة التعريف والتكوين والتنفيذ ،أما مرحلة الشتمكين فهى التى
جعلت ملمح دولة المرابطين واضحة للعيان ،إن المراحل التى
عاصرهإا وأشرف عليها بنفسه هإى مرحلة التعريف والتكوين وجزء
من التنفيذ ،أما بقية المعارك فقام بها تلميذه المخلصون من
ما صاحب الفضُل أمثال أبى بكر بن عمر ،ويوسإف ابن تاشفين ،وأ ش
بعد الله تعالى فى مرحلة الشتمكين والتوسإع والنتشار الفعلي ،فهو
يوسإف بن تاشفين منقذ ال من يد مللسُ من الضُياع ومبيد الحركات
الكفرية البدعية من الوجود.
-1مرحلة الدعوة والتعريف بالسإلم:
قام ابن ياسإين فى هإذه المرحلة بتعريف الشناس بالعقيدة
حا لهم أركان اليمان الستة» :اليمان السإلمية الصحيحة؛ موض ص
بالله وملئكته وكتبه ورسإله واليوم الخر وقضُائه وقدره« على
أصول منهج أهإل السنة والجماعة ،واهإتم بتنقية العقيدة السإلمية
مل مشثمين فىمن اللوثات الشركية والوثنية التى خالطت عقائد ال ل
تلك الفترة.
واهإتم بتعليم الشناس الصلة والزكاة وأحكام الصيام حيث
وجدهإم ل يعرفون من السإلم إل اسإمه ،وحارب العادات السيئِّة
التى تصطدم مع ثوابت الدين من زنى وزواجُّ بأكثر من أربع ،وغير
ذلك من العراف والتقاليد الممزوجة بالجهل والتخلف والضُلل،
دا أن
دا فى بيان أصول السإلم مللشناس وحاول جاهإ ص وبذل جه ص
يربطهم بالكتاب والسنة وإجماع المة ،وأوضح مللشناس ضرورة
اللتزام بالسنة وأشنها هإى المبينة للقرآن الكريم ،بل هإى شرح
وتفصيل للقرآن العظيم ،وعمل على تفسير نصوصا الدين
مل مشثمين ,وأزال الشبهات التى تعلقت بأذهإانبأسإلوب يلئم عقول ال ل
الشناس من قبائل صنهاجة ,وكان هإمه جمع الشناس على السإلم
ومبادئه والعمل به على العموم.
ودعا الشناس جميصعا إلى محشبة كل أعمال الخير وكراهإية كل
أنواع الشر.
ونستطيع أن نقول:إن هإذه المرحلة فى دعوة ابن ياسإين كانت
33
انطلصقا من قوله تعالى﴿:مكمماَ أمررمسرلمناَ لفيْجكرمُ مرجسوُلل بمرنجكرمُ يمي رتيجلوُ معلمريْجكرمُ آمياَتلمناَ مويجيمزبكيْجكرمُ
ب مواًلرلحركممةم مويجيمعلبجمجكمُ لماَ لمرمُ تمجكوُنَجوُاً تميرعلمجموُمن﴾ ]البقرة.[151 : ل
مويجيمعلبجمجكجمُ اًلركمتاَ م
دد الله بها وظيفة النبى × وواجبه ,وكذلك الدعاة
وهإذه الية ح ش
من أمته من بعده ,حيث نجد الداعية الفقيه ابن ياسإين سإلك فى
دعوته هإذه المور أو الوظائف أو الواجبات وهإي:
-1تبليغ وحى الله على الشناس ،وذلك فى قوله تعالى﴿ :يمي رتيجلوُ
معلمريْجكرمُ آمياَتلمناَ.﴾...
-2تزكية نفوس الشناس وتطهيرهإا وتنميتها بالخيرات والبركات
قا
فى الدنيا والخرة ,بحيث يصير النسان فى الدنيا مستح ص
للوصاف المحمودة ،وفى الخرة الجر والمثوبة وذلك فى
قوله – سإبحانه وتعالى﴿ :-مويجيمزبكيْجكرمُ﴾.
فالداعية إلى الله يطيهر نفوس الشناس بوحى الله ،وينمى
أرواحهم وأقوالهم وأبدانهم ،ويرتفع بهم إلى المستوى الذى يليق
ضُله على كثير ممن خلق. بكرامة النسان ،الذى كشرمه ربه وف ش
-3التعليم ،تعليم الشناس العلم النافع ،أى القرآن والحكمة،
ل
بوذلك فى قوله سإبحانه من هإذه الية﴿ :مويجيمعلبجمجكجمُ اًلركمتاَ م
مواًلرلحركممةم﴾.
فهو واجب النبى × ,وواجب الدعاة إلى الله إلى يوم الدين،
و»اًلكتاَب« هإو القرآن الكريم ،وهإو هإديص مللشناس؛ كل الشناس ,إذ ما
من خير للبشرية فى دينها ودنياهإا إل أمر به القرآن ،وما من شيء
ب لمنَ مشريسء﴾ من هإذا وذاك إل اشتمل عليه القرآن﴿ :لماَ فميلرطرمناَ لفىِ اًلرلكمتاَ ل
صيْمل جكبل مشريسء﴾ و﴿ لرتبيميْاَلنَاَ لبجكبل مشريسء﴾. و﴿تميرف ل
سإمى القرآن الكريم قرآصنا من بين كتب الله؛ لشنه جمع وقد ل
ثمرة هإذه الكتب كلها ،بل جمع ثمرة العلوم والمعارف كلها ،إذ
القرآن معناه الجمع والثبات.
والحكمة هإي :إصابة الحق بالعلم والعقل ،ولها معان ،فهى
من الله سإبحانه :معرفة الشياء وإيجادهإا ،على غاية ما يكون
الحكام ،ومن النسان :معرفة الموجودات ،والعلم بها ،وفعل
الخيرات .و»اًلكتاَب واًلحكمة« بهذه المعانى هإما تنوير الذهإان بما
تفتقر إليه من هإدايات فى عالمى الغيب والشهادة ،وكم كانت
قبائل صنهاجة محتاجة لهذه الهدايات التى أصلحت اعتقادهإا
وتصورهإا ومنهجها ،وأصبحت قبائل تحمل أهإم رسإالة ودعوة ربانية
بفضُل الله عليها ثم بجهود المخلصين من أمثال الفقيه ابن
34
ياسإين.
-4واجتهد ابن ياسإين – رحمه الله – فى نقل الشناس من
ضلل الباطل إلى طريق الحق ،ومن ظلم الجهل إلى نور
دا بقول الله تعالى﴿ :مويجيمعلبجمجكمُ لماَ لمرمُ تمجكوُنَجوُاً تميرعلمجموُمن﴾ العلم مسترش ص
صلركم بحاضركم ،ويرسإم لكم أسإلم طريق أى ي لب م ي
لمستقبلكم.
حا فى شخصية ابن ياسإين – كان أثر التربية القرآنية واض ص
رحمه الله – حيث نجده فى تبليغ رسإالت الله ل ليداهإن ول
ليجامل ,بل يأخذ بجميع الخلق الشرعية ،ويتوكل على الله فى
الصدع بكلمة الحق ,وكأن بين عينيه قول الله تعالى﴿ :اًللذيمنَ يجيبميلبجغوُمن
ل حل ل ت اً للرساَلم ل
سيْلباَ﴾ ]الحزاب.[39 : شروُمن أممحلداً إللل اًلم مومكمفىِ لباَ م شروُنَمهج مولم يمرخ م ل مويمرخ م م
وكان يشعللر فى قرارة نفسه بالثم والمعصية إن قعد وكتم ما
عمشلمه الله –
سإبحانه وتعالى-وهإذا من أثر القران فى نفسه حيث قال تعالى:
كب جأولمئل م ت مواًلرجهمدىِ لمنَ بميرعلد مماَ بمييْليلناَهج للللناَس لفىِ اًلرلكمتاَ ل ﴿إن اًللذينَ يركتجموُمن ماَ أمنَريزلرمناَ لمنَ اًرلبييْبيمناَ ل
م م ج م م م م
ميلمعنجيجهجمُ اًلج مويميرلمعنجيجهجمُ اًللللعجنوُمن﴾
]البقرة.[159:
من عرف الحق ،فقد وجب عليه أن والية واضحة فى بيان أن م
من لم يفعل فقد أمثم. ليبينه مللشناس ،و م
إننا محتاجون بأن نتربى على آيات الله ،لنفهمها ثم لننطلق
فى دنيا الناس عاملين بها ابتغاء مرضاة الله ،وطمصعا فى ثوابه
ورغبة فى جنته ،وخوصفا من عقابه وشفقة من ناره.
نعى الله تعالى فى كتابه العزيز على أهإل الكتاب عدم بيانهم
ل من متاع الدنيا ,فقال أحكام الله مللشناس وكتمانها مقابل ثمن قلي ة
ب لمجتبمييْبينجينلهج لللنلاَس مولم تمركتججموُنَمهج فمينمبمجذوهج مومراًءم ظججهوُلرلهرمُ ل ل ل
تعالى﴿ :موإلرذ أممخمذ اًلج ميْمثاَمقْ اًلذيمنَ جأوتجوُاً اًلركمتاَ م
س مماَ يمرشتميجرومن﴾ ]آل عمران.[187: ل ل لل
مواًرشتميمررواً به ثممملناَ قمليْلل فمبرئ م
وهإكذا يا أخى الكريم نجد القرآن الكريم فى تربيته للدعاة إليه
يرغبهم ويرهإبهم ،فتنطلق القلوب تسعى للمثوبة والدرجات
العلى؛ لن ما عند الله خير وأبقى.
كما نجد الحاديث النبوية التى تربى عليها ابن ياسإين وتلميذه
مشجعة لهم فى السعى الدءوب من أجل إكمال مرحلة التعريف
بنجاح.
فإن السنة النبوية المطهرة شارحة القرآن وقد فاضت
بالحاديث فى هإذا المجال.
35
روى المام البخارى بسنده ،عن عبد الله بن عباس –رضى
الله عنهما ,-فى باب :تعريف النبى × وفد عبد القيسُ على أن
من وراءهإم ،قال مالك بن يحفظوا اليمان ،والعلم ،ويخبروا م
الحويرث -وهإو من بنى عبد القيسُ -قال لنا النبى ×» :ارجعوا إلى
أهإليكم فعيلموهإم«.
دم إليه ،وفد عبد عن ابن عباس قال» :قال النبى × لما قم م
قوم؟« قالوا :ربيعة ,فقال» :مرحصبا من ال م
من الوفد ,أو مالقيسُ :م
قوم ،أو الوفد ،غير خزايا ول ندامى« ،قالوا :إنا نأتيك من شقة بال م
بعيدة ،وبيننا وبينك هإذا الحى من كفار مضُر ،ول نستطيع أن نأتيك
من وراءنا ندخل به الجنة، إل فى شهر حرام ،فمرنا بأمر نخبر به م
فأمرهإم بأربع ونهاهإم عن أربع :أمرهإم باليمان بالله عز وجل
وحده ،قال» :هإل تدرون ما اليمان بالله وحده؟« قالوا :الله
ورسإوله أعلم.
دا رسإول الله ،وإقام قال» :شهادة أن ل إله إل الله ،وإن محم ص
الصلة ،وإيتاء الزكاة ،وصوم رمضُان ،وتعطوا الخمسُ من المغنم«.
ونهاهإم عن الدباء والحنتم والمزفت ،قال شعبة :ربما قال:
من»النقير«)(1وربما قال» :المقير« قال» :احفظوه وأخبروه م
وراءكم« .
قوم لمعرفة أصول وهإذا الحديث النبوى الشريف نهج لل م
مع ،حيث جت م م
م ي
الدعوة فى مرحلة التعريف ومعالجة المراض بال ل
قوم انتشار كانت عادة شرب الخمر قد انتشرت فى ربوع هإؤلء ال م
النار فى الهشيم ،ولذلك نهاهإم رسإول الله × عن الدباء والحنتم
ن لشرب الخمر ،ومن مثل هإذا والمزفت التى كانت عبارة عن أوا ة
الحديث يستلهم الدعاة أولويات مرحلة التعريف فى الدعوة إلى
الله تعالى ،وغيره من الحاديث الكثيرة والرشادات النبوية
الكريمة.
اسإتمشر الفقيه ابن ياسإين فى تعريف الشناس بأصول دينهم
وأحكامه والخلق التى تطلبها شريعتهم وحارب التقاليد والعراف
السيئِّة بكل شجاعة وجرأة.
قوم غلظ الكباد قساة القلوب إل إن الله تعالى ابتله ب م
فاصطدمت دعوة المصلح الفقيه بأطماعهم؛ فتعشرض للتضُييق
دة والعسف من بعض وجهاء قبائل صنهاجة من قبيلة جدالة والش ش
وحاولوا قتله إل إن الله نجاه منهم.
فأشار المير المخلص والتلميذ الوفى يحيى بن إبراهإيم على
ابن ياسإين أن يذهإبوا إلى جزيرة فى حوض السنغال ليتربى التباع
فيها ابتغاء مرضاة الله والدار الخرة.
()1مسلم :كتاب اليمان ،باب المر باليمان بالله تعالى ورسإوله (1/46) ،رقم ).(17
36
وقال له :إن الجزيرة إذا حسر البحر دخلنا إليها على أقدامنا
وإذا امتل دخلنا فى الزوارق ،وفيها الحلل المحض الذى ل تشك
فيه من الشجر البري وصيد البر والبحر من أصناف الطير
والوحوش والحوت).(1
مل مشثمين
وبذلك يكون ابن ياسإين – رحمه الله – ترك ديار ال ل
واختار جزيرة فى حوض نهر السنغال للمرابطة وتربية المريدين
على كتاب الله وسإنة رسإوله × ،بعد أن ترك صدى ودوصيا لدعوته
مل مشثمين ،وبذلك قشرر ابن ياسإين أن ينتقل إلى مرحلة فى ديار ال ل
التكوين مختاصرا مكاصنا مناسإصبا لهذه المرحلة المهمة فى تاريخ دولة
المرابطين بعد أن نجح فى مرحلة التعريف فى إبلغا الدعوة
والتعريف بها لهم.
ب -مرحلة اختيار العناصر التي تحمل الدعوية عند الفقيه
ابن ياسإين:
تمهيد :اشتهر فى تاريخ المرابطين ما ليسمى برباط ابن
ياسإين ،وقبل أن نتعرض لرباط ابن ياسإين الذى اتخذه فى مرحلة
التكوين أرى من باب الفائدة للقارئ الكريم أن يأخذ فكرة
مختصرة عن معنى اليرمباط فى السإلم.
الرباط :حصن حربى ليقام فى الثغور المواجهة للعدو للذود
سملمين ،وهإذه التسمية مقتبسة من القرآن الكريم م ي عن ديار ال ل
والسنة النبوية المطهرة:
أما القرآن الكريم فمن قوله تعالى﴿ :وأملعيدواً لمهمُ لماَ اًستطمعتمُ بمنَ قجيلوُةس
ر م رج جر م
صبلجرواً ل ل ل ل
اً اً
م مج روُن م آ نَذي اً مومنَ برمباَط اًلرمخريْلل﴾ ]النفال ,[60:ومن قوله تعالى﴿ :مياَ أميي م
هاَ
صاَبلجرواً مومراًبلطجوُاً مواًتليجقوُاً اًلم لممع لجكرمُ تجيرفللجحوُمن﴾ ]آل عمران.[200 :
مو م
وفى الحديث النبوى فى البخارى جاء فضُل اليرمباط فى سإبيل
الله تعالى عن سإهل بن سإعد الساعدى ىى ىىىى ىىىى × ىىى:
»رباط يوم فى سإبيل الله خير من الدنيا وما عليها ،وموضع سإوط
أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها ،والروحة يروحها العبد فى
سإبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها«).(2
وأصبحت كلمة مرابط تطلق على الشخص الذى خرجُّ إلى الثغور
سملمون على الثغر أى م ي
سملمين من أعدائهم ،وأطلق ال لم ي
للدفاع عن ال ل
المحل الذى يقيمون فيه اسإم اليرمباط.
ويحتوى اليرمباط على برجُّ مراقبة وحصن صغير ،وقد أقام ولة
الثغور كثيصرا من هإذه السرلبط لحماية حدود الدولة السإلمية على
()1انظر :دولة المرابطين ،صا ).(23
()2رواه البخاري فى كتاب الجهاد والسير )جُّ ،(3/295حديث رقم ).(2892
37
مير الشتامريخ ،فكان فى بلد ما وراء النهر عشرة آلف رباط ،وكذلك
فى ثغور الجزيرة الفراتية ،وكانت سإواحل المغرب المطشلة على
البحر المتوسإط عرضة لغارات البيزنطيين أكثر من غيرهإا,
فأقيمت فيها السرلبط وشحنت بالمجاهإدين للدفاع عنها ،حتى إن
حامبى الجليل عقبة بن نافع الفهرى عندما أراد بناء مدينة ص م ال ش
القيروان بلغت الحماسإة برجاله فاقترحوا عليه إقامتها على
الساحل للمرابطة فيها ،وقالوا له :قيربها من البحر ليكون أهإلها
)(1
من المرابطين«.
سإعت السرلبط فى عهد العباسإيين ،وبنى الوالى العباسإى وقد تو ش
)(2
هإرثمة بن أعين أول رباط فى إفريقية عام )179هإـ 795 /م(
ما ،وأقام الوالى زيادة سإصعا عظي صسإع الغالبة فى هإذا المجال تو س وتو ش
الله الغلبى رباط سإوسإة عام )206هإـ822 /م(.
وكان الغالبة يسمون هإذه السرلبط بالقصور والمحاريسُ ،وقد
انتشرت من السإكندرية إلى المحيط الطلسي ،وكان أهإالى
مال الفريقى يلجأون إليها إذا داهإمهم الغزاة ،وقد قاومت ش م ال ش
هإذه الثغور أسإاطيل وجيوش البيزنطيين الذين عجزوا رغم
تفوقهم البحرى عن احتلل الساحل الفريقي ،وقد التزم
المقيمون فى هإذه الثغور بالهإتمام بالفروسإية والتدريب عليها
صة ،بالضافة إلى كل التدريبات الجهادية الخرى التى أهإلتهم خا ش
سملمين م
ل ي ال حياض عن الذود من وجه أكمل على بمهماتهم للقيام
والجهاد فى سإبيل الله.
وإلى جانب المهمات الجهادية التى قامت بها الثغور فقد
مشية ،فمع انتشارهإا أخذت التعاليم السإلمية اهإتمت بالناحية المعل م
تنتشر من خللها ،وقد قام فقهاء أهإل السنة والجماعة فى تلك
الثغور من فقهاء المالكية بدور ريادى عظيم فى وجه التيارات
الفكرية والمذهإبية التى عصفت بالمشرق ،وكانت السرلبط والثغور
والقلع والحصون هإى المنطلق لنشر ما كان عليه رسإول الله ×
وأصحابه من عقيدة وعبادة وأخلق ومعاملة ،وأصبحت الثغور فى
تدرس أمور الدين من فقه ي مال الفريقى مدارس علمية ش م ال ش
وحديث وتفسير وأصول وغيرهإا ،وكانت حياة أهإل الثغور تقوم
على أسإاس من التعاون بين أفرادهإا لتحقيق حياة إسإلمية مثالية،
وكان الفراد يجمعون المؤن بأنفسهم عن طريق الصيد البرى
والبحرى حسب موقع اليرمباط ،وكذلك يقومون بإعداد الطعام،
وكل ما تتطلبه عمليات التموين من زراعة وصناعة آلتها بالضافة
إلى صناعة السإلحة).(3
()1انظر :المالكي ،رياض النفوس ،صا ).(6
()2دائرة المعارف السإلمية مادة رباط ،صا ).(19
()3انظر :دولة المرابطين ،صا ).(25 ،24
38
وأشما من ناحية العبادة ،فالجماعة التى التزمت باليرمباط مؤمنة
بربها وبرسإالة السإلم ،فكانت العبادة تقتصر على الصلوات الخمسُ
خر عنها. جماعة ،وقد وضعت عقوبات لمن يتأ ش
وفى أوقات السلم كانوا يحفظون القرآن وتفسيره وكل ما
قومون بالمهمات التى تتعلق بحياة يمت إلى الدين بصلة ،وي ل
اليرمباط ،وبما أن التبشير بهذا الدين والدعوة إليه من أهإم
واجباتهم؛ فكانوا يخرجون إلى القبائل لهدايتها وترغيبها فى
مال الفريقى ش م دت الثلغور فى ال ش السإلم وتربيتها عليه ،وقد أ ش
سملمين ،فقد عصمت أهإل المغرب إلى م ي
خدمات جليلة للسإلم ولل ل
فمتن التى سإادت المشرق ،وكان لمنهج أهإل السنة حد كبير من ال م
والجماعة شوكة وحماة وعلماء وفقهاء فى تلك الربوع من عالمنا
السإلمي ،وتمشيز أهإل الثغور عن غيرهإم بالزهإد والتقشف والتفانى
فى سإبيل الله ،ول يبتغى أهإلها من الشناس من وراء ذلك جزاء ول
ف لمنَ لربيمناَ يميروُلماَ معجبوُلساَ قمرمطملريلراً﴾ ).(1
شكوصرا ،وإنما لسان حالهم ﴿ :إللنَاَ نَممخاَ ج
-1رباط عبد الله بن ياسإين:
أقام الفقيه العالم الشربانى المربى المجاهإد ابن ياسإين رباطه
ل على أهإداف ابن فى الحوض الدنى لنهر السنغال ،وموقعه يد س
ياسإين التى أعد لها ،فهو يقع قريصبا من مملكة غانة الوثنية ،لذلك
ما بالعداء ،ولب لد ش للجماعة المقيمة فيه من الجهاد، دد دائ ص
مه ش
فهو ل
مل مشثمين ،فيستند إليهم فى حالت الخطر، ل ال ديار عن بعيد غير وهإو
دا بشرصيا ل ينضُب لمن يريد النضُمام إليه، وتشكل تلك الديار مور ص
وهإذا يفسر كثرة عدد رجاله.
دخل ابن ياسإين الجزيرة التى فى الحوض الدنى لنهر
السنغال عام )433هإـ1040 /م( ومعه أتباعه المخلصون ,ثم بدأ
مل مشثمين ،وتكاثر عدده حتى بلغ النضُمام إلى جماعته من أبناء ال ل
ص
اللف رجل ،ولما كثر أتباعه ،وضع ابن ياسإين شروطا رآهإا لزمة
لكى ل يتأثر تنظيم رباطه الجديد ومرحلته التى بدأ الشروع فيها،
وة وأقدرهإم على سا وأوفرهإم قل شمل مشثمين نف صفكان ينتقى أطهر ال ل
تحمل المشاق ،كان يطلب منهم أن يتخلوا عن تقاليدهإم
وراتهم التى تخالف السإلم ،ويدخلوا السإلم وأعرافهم وتص س
بقلوب صافية ونفوس طاهإرة وهإمم عالية تسعى لتحكيم شرع
الله على وجه المعمورة).(2
معهجت م م
م ي
دا على تحكيم شرع الله على الفراد وفى ل وعمل جاهإ ص
من فاتته صلة من عمره عليه أن يقضُيها، م ن أ يرى الجديد ،وكان
من يكتفى وهإى مسألة فقهية اختلف علماء المة فيها ،فمنهم م
()1انظر :المصدر السابق ،صا ).(27
()2انظر :دولة المرابطين ،صا ).(28-27
39
من يطلب قضُاء ما فات. بالتوبة النصوح ،ومنهم م
ما بالصغا بالفقهاء والعلماء ويرفعهم
وكان ابن ياسإين يهتم اهإتما ص
إلى مراتب عالية حيث التف حوله مجموعة من الفقهاء والعلماء
ليساعدوه على تربية الشناس وتعليمهم وتأهإيلهم للمرحلة القادمة.
من ل يراه مناسإصبا لهدفهوكان ل يمنعه الحياء من طرد م
المنشود.
وكان أهإل اليرمباط فى قمة الصفاء الروحي ,ويعيشون حياة
مثالية فى رباطهم ،فيتعاونون على قوتهم اليومى معتمدين على
ما توفيلره لهم جزيرتهم من الصيد البحري ،يقنعون بالقليل من
طعام ،ويرتدون الخشن من الثياب).(1 ال ش
سإسه الداعية الشربانى ابن ياسإين كان رباط السنغال الذى أ ش
منارة يشع نولرهإا وخيرهإا وعلمها فى تلك الصحارى القاحلة،
فأصبح قطصبا جذاصبا؛ عامل ص على جذب أبناء قبائل صنهاجة إليه،
ووفر المن والسإتقرار فى تلك الديار الصحراوية البعيدة،
فأصبحت القوافل تمسر بأمن وسإلم دون أن يتعرض لها أحد بسوء،
دى ذلك إلى ازدهإار التجارة. وقد أ ش
وتمي شمز ذلك اليرمباط بحسن إدارته وتنظيمه وتشكيله مما سإاعد
وة النواة الولى لدولة المرابطين حيث تشكل مجلسُ على قل ش
ل والعقد تطورت مع مرور اليام ,وأصبحت الشورى ,وجماعة للح ي
مل مث ش م
مين. مرجعية عليا ل مل ي ل
-2أصول المنهجية العلمية والفقهية عند الفقيه ابن ياسإين التى
ربى عليها أتباعه:
ليعمتبر الفقيه ابن ياسإين من علماء أهإل السنة والجماعة,
مالكى المذهإب ،واسإتمد ش أصول فهمه من أصول المالكية التى
مال كانت ول زالت ضاربة بجذورهإا فى قلوب أهإالى ال ش
ش م
الفريقي ،إل ش أنه كانت له اجتهاداته الحركية والتنظيمية التى
أملتها عليه طبيعة دعوته التى عاشها وتحرك بها ،وبذلك نستطيع
ل عنه بأشنه فقيه مالكى حركي ،ويرى علماء المالكية الذين أن نقو م
تتلمذ ابن ياسإين على كتبهم وفقههم أن المذهإب المالكى له
أصول فى السإتنباط واسإتخراجُّ الدلة الشرعية ومن هإذه الصول:
المصدر الول :القرآن الكريم :كان المام مالك يرى أن
القرآن قد اشتمل على كليات الشريعة ،وأنه عمدة الدين ،وآية
الرسإالة ،ولم تكن نظرته إليه كنظرة الجدليين ،فابتعد عن نظر
المتكلمين ،هإل القرآن لفظ ومعنى ,أو معنى فقط ،وهإو عنده
وأمرهإم باتباعه فيما أمر ونهى﴿ :مومماَ آمتاَجكجمُ اًللرجسوُجل فمجخجذوهج مومماَ نَميمهاَجكرمُ معرنهج
فماَنَريتميجهوُاً﴾
]الحشر.[7:
42
]النفال.[24: ل موللللرجسوُلل إلمذاً مدمعاَجكمُ للمماَ يمرحيْميْجكرمُ﴾ياَ أمييمهاَ اًللذينَ آمنجوُاً اًرستملجيْبوُاً ل
ج م م م
ضىِ اًلج ول يعل لؤممأن ول مأؤممأنُةة خيِاراع ف قبول يحكمَّه:ى﴿مومماَ مكاَمن للجمرؤلمسنَ مولم جمرؤلمنمسة إلمذاً قم م
ضلملل يملبيْلناَ﴾ ضلل م ص اًلم مومرجسوُلمهج فميمقرد م مومرجسوُلجهج أمرملراً مأن يمجكوُمن لمجهجمُ اًلرلخيْميمرةج لمرنَ أمرملرلهرمُ موممنَ يميرع ل
]الحزاب.[36:
من أعرض عن تحكيمه ,أو لم يقبل وأقسم على نفى اليمان ع ش
ل ب
ك لم يجيرؤمجنوُمن محلتىِ يجمحكجموُمك فيْمماَ مشمجمر بمي ريْينميجهرمُ ثجلمُ لم ل مسيلمصا﴿:فملم مومرب م مه راضيا ص ل حك م ل
سلليْلماَ﴾ ]النساء.[65: سلبجموُاً تم ر
ت مويج م يملججدواً لفىِ أمنَريجفلسلهرمُ محمرلجاَ بملماَ قم م
ضريْ م
كحكمه أو التولى عنه المح ش وجعل -سإبحانه وتعالى -قبول ل
ل ولباَللرجسوُلل الذى يميز اليمان من النفاق؛ قال تعالى﴿ :وييجقوُجلوُمن آملناَ لباَ ل
م م مم
ل ورسوُللهل ك لباَلرمرؤلمنليْنَ وإلمذاً جدعجوُاً إلملىِ اً ل ل موأمطمرعمناَ ثجلمُ يميتميموُللىِ فملريءق بم رنيجهمُ بمنَ بميرعلد مذلل م
مم ج ك مومماَ جأولمئ م ج م م
ضوُمن﴾ ]النور ﴿ .[48 - 47:إلنَلمماَ مكاَمن قميروُمل اًلرجمرؤلمنليْمنَ إلمذاً لليْمرحجكممُ بم رييْينميجهرمُ إلمذاً فملريءق بم رنيجهمُ يمرعلر ج
ن﴾ ]النور: ك جهجمُ اًلرجمرفللجحوُ م ل مومرجسوُللله لليْمرحجكممُ بمي ريْينميجهرمُ مأن يميجقوُلجوُاً مسلمرعمناَ موأمطمرعمناَ موجأولمئل م
جدعجوُاً إلملىِ اً ل
.[51
ل ل
وحث على القتداء بالنُب ×:ى﴿لممقرد مكاَمن لمجكرمُ فىِ مرجسوُلل اًل أجرسموُةء محسنة لبممرنَ مكاَمن يميررججوُ اًلم
مواًرليْميروُمم اًلملخمر موذممكمر اًلم مكلثيْلراً﴾ ]الحزاب.[21:
ودزلت أحاديث كثية على وجوب اتباع النُب ×,ن ولذلك سعى الرمابطون لتحقيِقها ف حيِاتم ،ومأن
ل أمتى يدخلون الجنة إل من أبي ،قيل: ذلك مأا رواه أبو هرميرمة أن النُب × قال:ى »ك س
من من أطاعنى دخل الجنة ،و م من يأبى يا رسإول الله؟ قال :م و م
عصانى
فقد أبى« .
)(1
ومأن ذلك مأا رواه العرمباض بن سارية قال:ى »وعظنُا رسول ال × مأوعظة وجلت مأنُها القلوب،
وذرفت مأنُها العيِون ،فقلنُا:ى يا رسول ال ،كأزنا مأوعظة يمأوصدع:ى فأوصنُا ،قال:ى »أوصيكم بتقوى
من يعش منكم مر عليكم عبد ،وإشنه م ة ،وإن تأ ش سممع والطاع م الله ،وال ش
فسيرى اختلفا كثيصرا ،فعليكم بسنتى وسإنة الخلفاء الراشدين ص
دثات المر ،فإن كل مح مالمهديين عضُوا عليها بالنواجذ ،وإشياكم و ل
بدعة ضللة«).(2
إن قبائل صنُهاجة الذين عيرمفوا باللفزثمَّي ث يأطلق عليِهم اسم الرمابطي ظهرم س
ت آثار التزامأهم بسنُة
ي
()1أخرجه البخاري ).(7280
()2أخرجه أبو داود ) ,(4607والترمذي ).(2676
43
النُب × ف كل مأنُاشط حيِاتم؛ن ف التعلم والتزكيِة والهاد والسيِاسة,ن وغيها مأن المأور الت كزونوا با
دولتهم العرموفة.
المصدر الثالث :عمل أهإل المدينة :الذىَّ اهتمَّت به الدرسة الالكيِة الغرمبيِة
اللسنُزيِة عمَّوعمأا عمَّل أهل الدينُة حيِث إزنا دار الجرمة ،وبا تنُزل القرمآن ،وأقام رسول ال × ومأعه أصحابه
با ،وأهل الدينُة أعرمف الزنُاس بالتنُزيل ،وبا كان مأن بيِان رسول ال × ،على هذا رأىَّ الالكليِون أن
عمَّلهم بالقتداء بعلمَّاء أهل الدينُة ف أقوالم وأفعالم حجة ،وقزدمأوا ذلك على القيِاس ،وعلى خب
الواحد ،وف كتاب المأام مأالك إل الليِث ابن سعد الفقيِه الصرمي:ى »إن الزنُاس تبع لهل الدينُة ،الت
إليِها كانت الجرمة ،وبا
تنُزل القرمآن«).(1
وسار فقهاء الدولة الرمابطيِة وعلى رأسهم الفقيِه عبد ال بن ياسي على هذا الطرميق ول ييغصيوا أو
يبدلوا أو يرمضوا بغيه حوعل.
صفحاعب الذىَّ ل يعرمف لهل الصحابي :جعل الالكيِة قول ال ز المصدر الرابع :قو ل
مالف حجة ،واعتمَّدوا ف ذلك على مأا ذكرم المأام مأالك ف »الموطأ« حيث اعتمد فى كثير من
صحَّاببةَ الذين هم أعلم بالتأويل فتاويه على العديد من أقوال ال ص
وأعرف بالمقاصد.
صحَّاببةَ فى المسألةَ الواحدة يختار علماء المالكيةَ من أقوالهم وحين تتعدد أقوال ال ص
ما يتفق مع عمل أهل المدينةَ.
سإملة :اعتبر المالكيةَ المصالح مير م
ح ال ل المصدر الخامسُ :المصال ل
المرسلةَ دليلل شرعليا ومارسوها ممارسةَ عمليةَ فى الحَّياة ،وأصللوا لها أصولل فى
جلب المنفعةَ ،ودفع المفسدة ،وقاسوا بهذه القواعد المور التى لم يشهد لها الشرع
بإبطال ول باعتبار ممعصين ،لنأ تكاليف الشريعةَ ترجع إلى حفظ مقاصدها فى الخلق،
والمقاصد إما ضروريةَ أو حاجيةَ ،أو تحَّسينيةَ.
والضُرورية :هى التى لبمصد منها فى قيام مصالح الدين والدنيا فى الضروريات
الخمس فى الملل جميلعا وهي :حفظ الدين ،والنفس ،والنسل ،والمال ،والعقل.
والحاجية :هى التى تؤدى إلى رفع الضيق والحَّرج والمشقةَ.
والتحسينية :هى المتعلقةَ بمكارم الخألقا وكونأ هذه المعانى مقصودة عرف
بأدلةَ كثيرة ل حصر لها من الكتاب والسنةَ ،مما يدلل على مقاصد الشرع ،ولذا ذهب
المالكيةَ إلى أنأ المصلحَّةَ تكونأ حجةَ ،ويعتبر بعض الباحثين القول بالمصلحَّةَ من
خأصوصيات مذهب المالكيةَ.
المصدلر السادس :القياس :وهو من أصول المنهجيةَ المعلممصيةَ التى سار
فى ذلك).(3
ووضع ابن ياسين خأطةَ شاملةَ ترصكزت على توزيع النابغين من تلميذه على
القبائل التى دخألت فى دعوته ليعلموها القرآنأ وشرائع السلم ،وبدأ ابن ياسين فى
تخطيط الدولةَ التى شرع لتأسيسها على أسس شرعيةَ رصبانيةَ ،وفى ظنى أنأ الذى أسس
الدولةَ المرابطيةَ فعلليا ونفذ أحكامها الشرعيةَ هو يوسف بن تاشفين ،وهذا ما يتضح
من خألل دراسةَ هذه الدولةَ البهيةَ ،ولما متوفى المير يحَّيى بن إبراهيم الجدالي ،قصدم
ابن ياسين مكانه يحَّيى بن عمر اللمتونى وكانأ من أهل الدين والفضل ،كما كانأ منقالدا
فى جميع أموره لمامه ابن ياسين).(4
انظر :فى تاريخ المغرب والندلسُ ،د .العبادي ،صا ).(278 ()1
المصدر السابق ،صا ).(279 ()2
المصدر السابق ،صا ).(279 ()3
ابن خلدون ،العبر) ،جُّ .(2/210 ()4
47
صالح بن طريف قرآصنا باللغة البربرية فى ثمانين سإورة أكثرهإا
منسوب إلى أسإماء النبيين ،أولها سإورة أيوب وآخرهإا سإورة
يونسُ.
وأباح لهم تزلوج النساء فوقا الربع ،وأباح لهم الطلقا ،وحصرم عليهم زواج بنت
العم ،وزواج الممنسملمات ،كذلك شرع قتل السارقا ،ورجم الزاني ،ونفى الكاذب ،وحصرم
رأس كل حيوانأ ،وحصرم ذبح الديك ،والحَّوت أى السمك ،ول ميؤبكل إل أنأ ميذكى »أى
يذبح« والبيض عندهم حرام ،وليس عندهم أذانأ ول إقامةَ وهم يكتفونأ فى معرفةَ
الوقات بصياح الديوك ،ولذلك حصرموها إلى غير ذلك من التعاليم الشيطانيةَ وإلى حدد
كبير تشبه ديانةَ حاميت المفترى فى غمارة).(1
لقد كانت تعاليم هذه الدولةَ الكفريةَ متأثرة بتعاليم اليهود المنحَّرفةَ ،وكذلك ببعض
التعاليم السلميةَ حيث يمكننا أنأ نقول إصنها ديانةَ مشدوهةَ للسلم تعمل للقضاء عليه،
وكانت هذه الدولةَ عند أهل السنةَ والجماعةَ مجولسا منحَّرفين مارقين عن الدين
الحَّنيف ،ولهذا فرضوا قتالهم واستحَّلوا دماءهم.
واستمصرت هذه الدعوة الكفريةَ منذ سنةَ 125هـ فى خألفةَ هشام بن عبد الملك إلى
ظهور أهل السنةَ المرابطين المملبصثمين الذى قضوا عليهم قضالء ممبرلما ،وقد ذكرت كتب
الصتامريخ أنأ حكام المغرب قبل مجيء المرابطين ،كالدارسةَ والمويين والزناتيين قد
قاتلوا برغواطةَ وأنزلوا بها هزائم منكرة وخأسائر فادحةَ.
لقد قاسى المغرب القصى محَّنةَ كبيرة بسبب هذه الدولةَ الكفريةَ والطائفيةَ البدعيةَ
وكانأ خأطرها أشد وأقوى مما تصدوره كتب الصتامريخ).(2
-3الطائفة الثالثة :وهإى الدولة الزناتية:
وهى تتكصونأ من قبائل مكناسةَ ومغراوة وبنى يفرنأ وغيرها من القبائل الزناتيةَ
التى حكمت المغرب سنين بعد زوال نفوذ الدارسةَ ،حيث قامت بدور إيجابى فى
حرب الدولةَ البرغواطيةَ ،إل أنأ حكام هذه الدولةَ اشتهروا بالجور والظلم والتعسف
فى آخأر زمانهم).(3
-4الطائفة الرابعة :طوائف الشيعة والوثنيين:
كانأ محَّللهم جنوب المغرب فى أقصى بلد السوس ،وكانوا عبارة عن أقلصيات
ممبعبثرة.
أصما الشيعةَ فقد انتشروا فى مدينةَ تارودانت ونواحيها وكانوا دعاة للفكر الشيعى
الرافضي ،وبعضهم يرجع جذورهم وأصول فكرتهم للدولةَ العبيديةَ الرافضيةَ التى
جاء ذكرها فى صفحَّات من الصتامريخ السلمى فى الصشبمال الفريقى »الدولةَ العبيديةَ
الرافضيةَ« ,لقد كانأ الصراع عنيلفا بين الشيعةَ وبين أهل السنةَ فى كل ناحيةَ وضاحيةَ
ومكانأ فى المغرب كله ،وتوج جهاد أهل السنةَ بالقضاء على الدولةَ العبيديةَ إل أنأ
1
)( نص على ذلك التشابه صاحب كتاب مفاخر البربر ،صا ) ،(77انظر :فى تاريخ المغرب
والندلسُ ،صا ).(281
()2فى تاريخ المغرب والندلسُ ،صا ).(278
()3المصدر السابق ،صا ).(289
48
بقايا جذورهم أزالها المرابطونأ بقوتهم اللسنصيةَ الميمونةَ ،أما الوثنيونأ فكانوا يسكنونأ
الطلس الكبير فى جبل وعر ،وكانأ الوثنيونأ يعبدونأ الكبش ،ويبدو أصنهم تأثروا
بديانات مصريةَ قديمةَ كانت تعبد الكبش فى زمن الفراعنةَ ويسمونه الله خأنوم ،فكأنأ
طقوس هؤلء الوثنيين وعباداتهم من رواسب مؤثرات مصريةَ قديمةَ).(1
لقد ماتضح لى فى دراستى التاريخييةَ لبلد المغرب أصنها كانت تعانى من تفلكك
سياسي ،وتكونت دول طائفيةَ منحَّرفةَ عن مناهج رب البريةَ ،وكانت شعوب تلك
الديار قد غرقت فى وحل الجهل ،ومستنقعات النحَّراف وفساد التصور ،وضياع
الخألقا ،وكثرة الظلم ،وانتشار العسف والجور .وكانأ علماء وفقهاء المرابطين على
علم ودرايةَ ،وقد وضعوا فى مخأطصمتهم الجهاديةَ توحيد المغرب القصى والقضاء على
الدولةَ الطائفيةَ الكفريةَ ،وإزالةَ الظلم والجور والتعسف.
وعملوا على توحيد الديار المغربيةَ وتربيتها على منهج سنى مالكي ،ومحَّاربةَ
المناهج الكفريةَ ،والقضاء على المذاهب البدعيةَ من خأوارج ومعتزلةَ وروافض
ومنعها من النتشار أو أنأ يكونأ لها وجود.
د -الشروع فى توحيد المغرب القصى:
فى عام 447هـ1055 /م اجتمع فقهاء سجلماسةَ ودرعةَ وكتبوا إلى ابن ياسين
ميردغبوبنه فى الوصول إليهم ليخلص بلدهم مما تعانيه من الحَّكام الطغاة الظلمةَ؛ زناتةَ
المغراويين وأميرهم مسعود بن واندين ،فجمع ابن ياسين شيوخ بقومه وقرأ عليهم
رسالةَ فقهاء سجلماسةَ ،فأشاروا عليه بمدد يد المعونةَ لهم ،وقالوا له» :أليها الشيخ الفقيه,
هذا ما يلزمنا فبمسنر بنا على بركةَ ا«).(2
فخرجت جموع المرابطين فى شهر صفر سنةَ 447هـ إلى بلد درعةَ ،فتصدى
لهم المير مسعود بن واندين بالقتال ،وانتهت المعركةَ بهزيمةَ المغراويين ومصرع
مسعود وتشتت جيشه ،وأسرع ابن ياسين بدخأول سجلماسةَ ،وأصلح أحوالها ،وقدم
عليها عاملل من لمتونةَ وحاميةَ مرابطيةَ ثم عاد إلى الصحَّراء«).(3
وفى عام 448هـ1056/م متوفى المير يحَّيى بن عمر اللمتونى بفعصين عبد ا بن
ياسين أخأاه أبا بكر بن عمر مكانه للقيادة ،ثم تأصهب أبو بكر لغزو بلد السوس؛ ففى
ب بلد السوس ،واخأتار أبو بكر بن عمر ربيع الصثامنى سنةَ 448هـ سار المرابطونأ ب
صنو ب
ابن عمه يوسف بن تاشفين ليتولى القيادة على مقدمةَ الجيش المرابطي ،وكانأ ذلك أول
ظهور ليوسف بن تاشفين مؤسس دولةَ المرابطين وقائد مرحلةَ الصتمكين ،وتمكنوا من
احتلل اردوانت ،وقضوا على الروافض والوثنيين ،كما قاتلوا اليهود المنتشرين فى
تلك النواحى فأعادوا بذلك تلك المناطق إلى مذهب أهل السنةَ والجماعةَ).(4
وسار المرابطونأ إلى مدينةَ أغمات ،وكانأ أميرها يومئذذ لقوط بن يوسف بن على
المغراوى وحاصروها ,واضطر لقوط إلى الفرار عندما أيقن عبث المقاومةَ ،فخرج
يتلمس النجاة فى أهله وحشمه تحَّت جنح الظلم ،ودخأل المرابطونأ أغمات عام
المصدر السابق ،صا ).(291 ()1
انظر :موسإوعة المغرب العربي ).(2/128 ()2
المصدر السابق.(2/182) ، ()3
فى المغرب والندلسُ ،صا ).(293 ()4
49
449هـ1057 /م وأقاموا فيها ما يقرب الشهرين ،وتحَّركوا حركات حربيةَ ممحَّبكمةَ
للقضاء على فلول الممغراويين ،واستطاعوا قتل أمير أغمات وتزوج أبو بكر بن عمر
من زينب النفراويةَ زوجةَ لقوط المغراوي.
ثم سار أبو بكر بن عمر فى جموع المرابطين إلى أرض برغواطةَ وكانأ أميرهم
يومئذذ أبا حفص بن عبد ا بن أبى غفير بن محَّمد بن معاذ ،ونشبت بين المرابطين
والبرغواطيين وقائع ومعارك حاميةَ الوطيس أصيب فيها العالم الربانى والمقاتل
الميدانى والفقيه المودجه ابن ياسين بجراح أودت بحَّياته إلى الشهادة ,نحَّسبه كذلك ول
منزدكى على ا أحلدا ،حمل على إثر تلك الجراح إلى مقدر القيادة فى معسكر المرابطين،
وقبل خأروج روحه جمع رؤساء وشيوخ المرابطين وحصثهم على الثبات فى القتال،
وحصذرهم من عواقب التفرقةَ والتحَّاسد فى طلب الرياسةَ ،ولم يلبث أنأ فارقا الحَّياة ،
)(1
فعلى أمثال هؤلء الرحمةَ والمغفرة والرضوانأ من الرحيم الواحد المنانأ .واتفق رأى
المرابطين على اخأتيار أبى بكر ابن عمر للرياسةَ مكانأ ابن ياسين ،وأجمع شيوخ
المرابطين على مبايعةَ أبى بكر ,فجمع بين الزعامتين الدينيةَ والسياسيةَ ،بينما يؤكد كل
من القاضى عياض وابن خألدونأ أنأ المرابطين اتفقوا فيما بينهم على تقديم الشيخ
سليمانأ بن حدو ،ليرجعوا إليه فى مشاكلهم وقضايا دينهم ،وتوصلى القائد الجديد الزعامةَ
بهمةَ عاليةَ وشجاعةَ فائقةَ ،واستعداد للتضحَّيةَ والفداء من أجل إحياء دين ا على
منهج النبوة ،وطمس المعالم الكفريةَ للدولةَ البرغواطيةَ ،فأمر بتعبئةَ جيوشه المجاهدة
وخأرج لقتال واستئصال الكفر من بلد المغرب ،فأثخن فى جنود الدولةَ البرغواطيةَ،
وفصرقا جموعهم ،وكسر شوكتهم ،وأعلنوا الطاعةَ والولء للدولةَ المجاهدة الجديدة ،ثم
قصد أبو بكر مدينةَ أغمات ،فمكث بها حتى شهر صفر سنةَ )452هـ1060 /م( ثم تابع
سيره فى بلد المغرب ،يفتح البلدانأ والقرى وحصونأ الجبال ،ففتح سائر بلد زناتةَ،
وفتح مكناسةَ ،وحاصر مدينةَ لواتةَ ودخألها عنوة فى شهر ربيع الصثامنى سنةَ 452هـ ,ثم
عاد إلى أغمات التى اتخذها قاعدة عسكريةَ للمرابطين ومقلرا للمير وأخأوته ،وعندما
امتلت المدينةَ اتجه أبو بكر إلى اخأتيار عاصمةَ جديدة ،فوقع على موضع مدينةَ
مراكش الحَّاليةَ ،وشرع فى بنائها ،فأتاه رسول من الصحَّراء يخبره بإغارة قبيلةَ جدالةَ
على قبيلةَ لمتونةَ ،فعصين ابن عمه يوسف ,وأسرع من أجل الصلح بين القبائل
المتنازعةَ ،وقصسم الجيش إلى فريقين ،نصفه مع يوسف الذى شرع فى تأديب القبائل
المغربيةَ المتمردة من مغراوة وزناتةَ وبنى يفرنأ وغيرهم ,ووقع اخأتياره على أربعةَ
من القصواد هم :محَّمد بن تميم الجدالي ،وعمر بن سليمانأ المسوفي ,ومدرك التلكاني،
وسير بن أبى بكر اللمتوني ،وعقد لكل منهم على خأمسةَ آلف من قبيلته ،وسيرهم
لتأديب تلك القبائل المتمردة ،وسار فى أثرهم فغزوا قبائل المغرب قبيلةَ بعد قبيلةَ،
وبللدا بعد بلد ،وكانأ بعضهم يفرونأ وبعضهم يقاتلونه ,والبعض الخأر يدخألونأ فى
طاعته.
واستمصر فى توحيد بلد المغرب وسنرى جهوده الجهاديةَ فى سيرته الميمونةَ.
أما أبو بكر فقد استطاع نشر المن فى الصحَّراء ،وأزال الخلف القائم بين لمتونةَ
وجدالةَ ،وتوسع فى جهاد قبائل السود الوثنيةَ لتدخأل فى دين ا؛ حيث صاول وجاول
وقاتل الزنوج لتأمين حدود دولةَ المرابطين الجديدة بعد دعوة الزنوج للدخأول فى
()1تاريخ المغرب والندلسُ ،صا ).(44
50
السلم.
وبعد أنأ حقق أبو بكر بن عمر نجاحات هائلةَ فى مهمته الدعويةَ؛ رجع إلى
المغرب القصى بجيوشه؛ فأكرمهم يوسف بن تاشفين إكرالما يليق بالقائد الرصبانى أبى
بكر بن عمر ،واخأتار أبو بكر يوسف نائلبا عنه على محكم المغرب القصى ،وأمره
بالعدل والرفق بالممنسملمين ,ثم وصدعه وعاد إلى الصحَّراء وقد زصوده يوسف بطائفةَ
عظيمةَ من الهدايا الجليلةَ ،من المال والخيل والبغال والسلحَّةَ المحَّلة بالذهب،
م
ب ،وهناك استأنف الجهاد والغزو حتى قتل والجوارى والثياب الفاخأرة والمؤنأ والدوا د
فى إحدى غزواته فى سنةَ )480هـ1087/م().(1
قال ابن كثير فى »البدايةَ والنهايةَ« عنه -أى عن أبى بكر بن عمر» :-اتفق له من
الناموس ما لم تتفق لغيره من ملوك ,كانأ يركب معه إذا سار لقتال عدو خأمسمائةَ ألف
مقاتل ،كانأ يعتقد طاعته ،وكانأ مع هذا يقيم الحَّدود ويحَّفظ محَّارم السلم ،ويحَّوط
الدين ويسير فى الصناس سيرة شرعيةَ ،مع صحَّةَ اعتقاده ودينه ،وموالة الدولةَ
العباسيةَ ،أصابته نشابةَ فى بعض غزواته فى حلقه فقتلته«).(2
لقد كانأ أبو بكر بن عمر من أعظم قادة المرابطين ،وأتقاهم وأكثرهم ورلعا وديلنا
وحلبا للشهادة فى سبيل ا ،وساهم فى توحيد بلد المغرب ،ونشر السلم فى
الصحَّارى القاحلةَ وحدود السنغال والنيجر ،وجاهد القبائل الوثنيةَ حتى خأضعت
وانقادت للسلم والممنسملمين ،ودخأل من الزنوج أعداد كبيرة فى السلم ,وساهموا فى
بناء دولةَ المرابطين الفتيةَ ،وشاركوا فى الجهاد فى بلد البننبدملس ,وصنعوا مع إخأوانهم
الممنسملمين فى دولةَ المرابطين حضارة متميزة.
هإـ -تأملت فى مسيرة ابن ياسإين الجهادية:
لقد سار ابن ياسين فى دعوته لقبائل المملبصثمين الصنهاجيةَ سيرة حسنةَ نقيةَ ،وتدصرج
بهم من مرحلةَ التعريف إلى التكوين ثم التنفيذ حيث شرع فى قتال القبائل التى لم
تحَّترم أو متقددس حرمات ا ،وأزال المنكرات ،واعتبر ذلك جهالدا فى سبيل ا.
وقد لحظت أنأ إعلنأ الجهاد على القبائل التى تفشت فيها المنكرات جاء بعد
إعداد وشورى من أهل الحَّل والعقد ،وبعد أنأ أصبحَّت لهم شوكةَ قويةَ وإمام مطاع،
ومجلس من العلماء والفقهاء يقلبونأ أمور السلم والحَّرب.
ويكفى هؤلء البطال على صحَّةَ جهادهم ما رواه مسلم فى صحَّيحَّه عن النبى ×
مته حواريون، » :ما من نبى بعثه الله فى أمة قبلى إل كان له من أ ش
وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ،ثم إشنها تخلف من بعدهإم
خلوف ،يقولون مال يفعلون ،ويفعلون ما ل يؤمرون ،فمن جاهإدهإم ل
بيده فهو مؤمن ،ومن جاهإدهإم بلسانه فهو مؤمن ،ومن جاهإدهإم
ة خردل«).(3 بقلبه فهو مؤمن ،وليسُ وراء ذلك من اليمان حب ل
إنأ حركةَ المرابطين كانت موفقةَ حيث استطاعت أنأ تنسق مع علماء وفقهاء
سجلماسةَ لسقاط الدولةَ الزناتيةَ التى تفشى فيها الظلم والجور والعسف ،فعندما رأوا
(2) ,()1البداية والنهاية.(12/143) ،
2
)( البداية والنهاية ) .(12/143
52
المبحث السادس
مرحلة التمكين والتوسإع لدولة المرابطين
القائد الربانى يوسإف بن تاشفين
500 - 400هإـ 1106 -1009 /م
تمهيد:
قد علمت بأهم المراحل فى فقه الدعوة إلى ا التى مصر بها المام ابن ياسين حيث
نجده نجح نجالحا عظيلما فى تنفيذ مرحلةَ التعريف واخأتيار العناصر التي تحَّمل
الدعوة ،ومرحلةَ المغالبةَ ،واستشهد فى مرحلةَ المغالبةَ وتولى القيادة فى هذه المرحلةَ
أبو بكر بن عمر الذى سار على نفس المنهج الذى رسمه ابن ياسين.
واستمصر فى فتح مدنأ المغرب إل أنه ترك نصف جيش المرابطين لبن عمه
يوسف ،ودخأل بالباقى نحَّو الجنوب داعليا ومجاهلدا ومصللحَّا واستمصر فى فتوحاته حتى
استشهد – رحمه ا – وتوصلى المر بالكليةَ القائد الربانى ابن تاشفين الذى أنهى مرحلةَ
المغالبةَ وانتقل إلى مرحلةَ الصتمكين.
أ -نسبه:
يوسف بن تاشفين بن إبراهيم اللمتونى الصنهاجي ,وأملمه بنت عم أبيه فاطمةَ بنت
سير بن يحَّيى بن وجاج بن وارتقين ،وكانت قبيلته قد سيطرت بسيادتها وقيادتها على
صنهاجةَ ،واحتفظت بالرئاسةَ منذ أنأ جعلها المام ابن ياسين فيها بعد وفاة المير
يحَّيى ابن إبراهيم الجدالى ،فنما عزيلزا كريلما فى بقومه.
قال عنه الممبؤدرمخأونأ من أمثال أشياخ» :خألق للزعامةَ«).(1
)(2
وإنأ اتهموا صنهاجةَ فهم هـــم ف العلى من حمير ملك له الصشبر م
كانأ يوسف أسمر اللونأ نقليه ,معتدل القامةَ ،نحَّيف الجسم ،خأفيف العارضين،
رقيق الصوت ،أكحَّل العينين ،أقنى النف ،له وفرة تبلغ شحَّمةَ الذنأ،
مقرونأ الحَّاجبين ,أجعد الشعر).(3
كانأ يجمع بين جمال الطلعةَ وجمال الجسم ،وبين أبدع المواهب ،كانأ بطلل
شجالعا ،نجلدا حاذلقا ،جصوالدا كريلما ،زاهلدا فى زينةَ الدنيا ،عادلل متورلعا ,متقشلفا ,لباسه
الصوف ،وطعامه خأبز الشعير ،ولحَّوم البل وألبانها) .(4كانأ عزيز الصنفس كثير
الخوف من ا.
كانأ يجمع الصفح والعفو عن الذنوب مهما كبرت ما عدا الذين يرتكبونأ الخيانةَ
فى حق الددين فل مجال للعفو عنهم).(5
()1انظر :فى تاريخ المغرب والندلسُ ،د .أحمد العبادي ،صا ) 168إلى .(170
58
نهر أبرة سنةَ 1051م ).(2
***
تأصثر الممنسملمونأ بسقوط طملبنيمطبلةَ تألثلرا عميلقا على مختلف الساحةَ السلميةَ فى البننبدملس،
وتفصجرت قريحَّةَ الشعراء فى استثارة الهمم والتحَّريض على الجهاد ،والتحَّذير من تفاقم
الخطر ،ومما قيل فى ذلك قول عبد ا بن فرج اليحَّصبى المشهور بابن عسال الطليطلي:
فما المقام بها إل من يا أهإل أندلسُ حثوا
الغلط مطيتكم
ثوب الجزيرة منسول ص من الثوب ينسل من
الوسإط أطرافه وأرى
)(2
سإفط ونحن بين عدو ل
يفارقنا
ضا:
ومن ذلك ل
أي
فى العرف عارية إلى ردوا
يا أهإل أندلسُ س
مردات المعار فما
)(3
شهمات ألم تروا بيدق الكفار
فرزنه
م
لقد كانت روما تقف بكل ما تملك من قصوة معنويةَ وماديةَ خألف ألفونسو وجنوده
للقضاء على الممنسملمين ،وأسبغوا على قتال الممنسملمين صفةَ الحَّروب الصليبيةَ المقدسةَ
وأصبح البابوات لهم دور فى توجيهها.
صا عندما رأى ألفونسو يتوصسع فى ضدم وندم المعتمد بن عصباد على فعلته خأصو ل
ممالك الممنسملمين إليه ،وأيقن إنأ الدائرة عليه قادمةَ ،واجتمع أمراء الممنسملمين عندما رأوا
إنأ شبح السقوط ماثلل أمام أعينهم ،فاتحَّدوا لول مرة واجتمعت كلمتهم على أنأ
يضعوا حلدا لفتوح ألفونسو ,وإذا كانت قواتهم ممنجتببمعةَ ل تكفى لرد عدوانه ،فقد اتفقت
كلمتهم على الستنجاد بالمرابطين فى إفريقيةَ واستدعائهم إلى البننبدملس ،عللما بإنأ
ب الفرنج بإظهار موالتهم لبملممك المغرب يوسف بن تاشفين، ملوك البننبدملس كانت ترهم م
وكانأ له شهرة تطايرت فى الفاقا لما حققه من ضدم مدبول إلى دولته وقضائه عليها,
واشتهر بين الصناس أنأ لبطال المملبصثمين فى المعارك ضربات بالسيوف تقد الفارس,
وطعنات تنظم الكلى ،فكانأ لهم بذلك ناموس ورعب فى قلوب المنتدبين لقتالهم).(4
***
()1انظر :الزلقة ,صا ).(18
) (2انظر :الزلقة ,صا ).(19 ()2وفيات العيان )جُّ .(5/28 3
1
)( أخرجه أحمد فى مسنده )جُّ .(4/286
2
)( البخاري ،فتح الباري ،كتاب الرقاق ،باب ) 38رقم .(6501
3
)( انظر :تاريخ الندلسُ ،صا ) ,(390د .عبد الرحمن الحجي.
63
ثالثصـا :السبب الثالث النغماس فى الشهوات والركونأ إلى الدعةَ والترف وعدم
إعداد المةَ للجهاد ،إنأ المةَ التى تركن إلى الدعةَ والترف واللهو ،وهى غالبةَ قاهرة
يجب أنأ متعد غير مستحَّقةَ للريادة والقيادة ،فما بالك بأمةَ تغرقا فى اللهو والدعةَ
والترف ،وهى ل تدرى إنأ كانأ العدو قد كسر حصنها واجتاحها ،أم أنه ل يزال ينتظر
تلك اللحَّظات؟!.
يقول المؤرخ النصرانى كوندي» :العرب مهزموا عندما نسوا فضائلهم التى جاءوا
بها ،وأصبحَّوا على قلب متقلب يميل إلى الخفةَ والمرح ،والسترسال بالشهوات«).(1
إنأ المؤرخأين رأوا» :إنأ البننبدملسيين ألقوا بأنفسهم فى أحضانأ النعيم ،ناموا فى ظل
ظليل من الغنى الواسع والحَّياة العابثةَ والمجونأ ،وما يرضى الهواء من ألوانأ الترف
الفاجر ،فذهبت أخألقهم كما ماتت فيهم حميةَ آبائهم البواسل ،وغدا التهتك والخلعةَ
والغراقا فى المجونأ ،واهتمام النساء بمظاهر التبرج والزينةَ بالذهب والللى ممن
أبرز المميزات أيام الضمحَّلل التى استناموا للشهوات والسهرات الماجنةَ،
والجوارى الشاديات ،وإنأ شعلبا يهوى إلى هذا الدرك من النحَّلل والميوعةَ ل
يستطيع أنأ يصممد رجاله لحَّرب أو جهاد«).(2
دخأل الممنسلمممونأ البننبدملس وأصبحَّوا ساداتها عندما كانأ نشيد طارقا فى العبور »ا
أكبر« وبقوا فيها زملنا ،حين كانأ يحَّكمها أمثال عبد الرحمن الداخأل عندما مقدم إليه
الخمر ليشرب فقال» :إدنى محَّتاج لما يزيد فى عقلى ل ما ينقصه«).(3
يقول الدكتور عبد الرحمن الحَّجى عن الفاتحَّين الوائل للبننبدملس» :كانت غيرة
هؤلء المجاهدين شديدة على إسلمهم ،فدوه بالنفس وهى عندهم له رخأيصةَ ،فهو
أغلى من حياتهم ,أشربت نفوسهم محصبه ،غدا تصورهم وفكرهم ونورهم وربيع
حياتهم«).(4
وضاعت ممالك البننبدملس من يدى الممنسلمممين عندما كانأ نشيد أحفاد الفاتحَّين:
راقت الخمرة والورد ووزن العود وهإات
صحا القدحا
وعندما قصد الفرنج بلنسيةَ لغزوها عام 456هـ خأرج أهلها للقائهم بثياب الزينةَ؛
فكانت وقعةَ بطرنةَ التى قال فيها الشاعر أبو إسإحاق بن معلي:
ل الحرير عليكم ألواصنا
حلم م
ل لبسوا الحديد إلى
)(5
الوغى ولبستم
كانا ما كان أقبحهم
وأحسنكم بها
ضعف الممنسلمممونأ فى البننبدملس وسلب كثير من ديارهم لما تنافس الولة والمحَّصكام
4
) (3مصرع غرناطة ،صا ) )( سإقوط الندلسُ :د .ناصر العمر ،صا ).(24
.(93 1
2
) (5سإقوط الندلسُ ،صا ) )( المصدر السابق ،صا ).(120
.(27 3
4
)( انظر :تاريخ الندلسُ ،صا ).(211
5
)( انظر :النصر والهزيمة ،صا ).(122
64
من أجل إسعاد زوجاتهم وجواريهم بالباطل.
وإليك ما فعله الممنعتبممد مع إحدى زوجاته :اشتهت زوجةَ الممنعتبممد بن بعصباد أنأ تمشى
فى الطين وتحَّمل القرب ،فأمر الممنعتبممد بن بعصباد أنأ ينشر المسك على الكافور
والزعفرانأ وتحَّمل قرلبا من طيب المسك وتخوض فيها تحَّقيلقا لشهواتها!!
ولكن ا المعز المذل أراد أنأ تنقلب المور على الممنعتبممد ،فيؤخأذ أسيلرا فى أغمات
وتبقى بناته يغزلن للصناس يتكسبن ،وفى ذلك يقول الممنعتبممد وهو شاعر مجيد:
فساءك العيد فى أغمات فيما مضُى كنت بالعياد
مأسإوصرا مسروصرا
يغزلن للناس ما يملكن ترى بناتك فى الطمار
قطميصرا جائعة
أبصارهإن حسيرات برزن نحوك للتسليم
مكاسإيرا خاشعة
كأنها لم تطأ مس ص
كا ش يطأن فى الطين
وكافوصرا والقدام حافية
)(1
مغروصرا ملك من بات بعدك فى ل م
سرلي بهلي م
وصدقا الحَّبييب × ,المؤتى جوامع الكلم إذ يقول» :إذا تبايعتم بالعينة،
وأخذتم أذناب البقر ،ورضيتم بالزرع ،وتركتم الجهاد ،سإشلط الله
ل ،ل ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم«).(2 عليكم ذ ل ص
رابعا :إلغاء الخلفة الموية وبداية عهد الطوائف:
ص
ك أنأ بدايةَ النهيار الفعلى فى البننبدملس بزوال الخلفةَ المويةَ ,ونشأ على أثر لش ص
ذلك عهد السنوات الصعاب ،كانت كلمةَ المةَ واحدة وخأليفتهم واحلدا فأصبحَّت المةَ
كما قال الشاعر:
أسإـــماء معتمد فيها مما يزهإدنى فى أرض
ومعتضُـد أ من يد مللسُ
)(3
السإد ألقاب مملكة فى غير
موضعها
وكمَّا قال الخرم:ى
فيها أمير المؤمنين وتفرشقوا شيصعا فكل
ومنبر محلة
ول يكن يحزكام الفنسفديلسِ أهلع لقيِادة المأة ف عمَّومأهم ،واسع إل ابن حزم وهو يقول عن هؤملء
اليزكام:ى »وال لو علمَّوا أن ف عبادة الصلبان تشيِة أمأورهم لبادروا إليِها ،فنُحن نرماهم يستمَّدون النُصارىَّ
1
)( نفح الطيب) ،جُّ .(274-4/273
2
)( أخرجه أبو داود ،كتاب البيوع) ،باب ،56ت 54 /م(.
3
)( سإقوط الندلسُ ،صا ).(31
65
فيِمَّكنُونم مأن حرمب السسلععمَّي ،لعن ال جيِعهم وسلط عليِهم سيِعفا مأن سيِوفه«).(1
ي
ز
ويقول الدكتور عبد الرمحن الجى عن هؤملء اليكام:ى »وهكذا وجدت ف الفنسفديلسِ أوضاع يكمَّها
أمأرماء اتصف عدد مأنُهم بصفات الثرمة والغدر ،هانت لديهم مأعه مأصال المأة ،ويترمكت دون مأصالهم
الذاتيِة ،باعوا أمأتهم للعدو التبص ثعنُا لبقائهم ف السللطة ،ولقد أصاب المأة مأن الضيِاع بقدر مأا ضيِعوا
للقى السلم ،انرمف هؤملء السئولون عن النُهج النُيِف ،الذىَّ به كانت الفنسفديلسِ وحضارته«. مأن الظ ا ي
خامسصا :الختلف والتفرق بين المسلمين:
كان الختلف والزتفلرمقْ سة مأن سات عصرم مألوكَّ الطوائف ،وكان بعضهم يستعدىَّ النُصارىَّ على
إخوانه ويعقدون مأع النُصارىَّ عهوعدا وأحلعفا ضد إخوانم ف العقيِدة ،وعمأن أجل شهوة سلطة تيرماقْ على
مين: سل م م
م يفا حال ال ل أرض الفنسفديلسِ دمأاء الصلي ،حت قال ابن الرمابط واص ص
فيها وشمل الضُد غير مين سل م م
م ي ما بال شمل ال ل
مبدد مبد شد د
وطريق هإذا الغدر غير دا
ماذا اعتذاركم غ ص
ممشهد
ل لنبيكم
وتركتموهإم للعدو م فشرطتم فى م م ل قال ن
إل ي
المعتدي متي أ ش
)(2
السيد م تالله لو إن العقوبة لم
خف تل م
ع
ولا سقطت طيلفسيِطفلة كان مأن العجيِب إن بعض مألوكَّ الطوائف وقفوا جامأدين ل يتحرمكون لنُجدة
طيلفسيِعطفلة,ن وكأن المأرم ل يعنُيِهم فاغرمين أفواههم جبعنُا وغفلة وتفاهة ،بل إن عدعدا مأنُهم كان يرمتى على
ضا له الضوع ،بذلة تأباها النُفوس السعلمَّة ،تغافلوا عن
أعتاب ألفونسو مألك النُصارىَّ طالعبا عونه,ن أو عار ع
ي
أن ألفونسو ل يفصرمقْ
بي طيلفسيِعطفلة وغيها مأن القواعد الفنسفدليسيِة ،لكن العجب يزول إذا تذزكرمنا نزعتهم النانيِة والعصبيِة).(3
سإادسإا :تخلى بعض العلماء عن القيام بواجبهم:
ص
ك أن حيِاة المأة ف حيِاة علمَّائها فهم تاجها ومأنُارتا وهم روحها ومأادة حيِاتا,ن فكلمَّا كان لش ز
علمَّاء المأة رزبانيِي كان أمأرم المأة ف طرميقه نو العزة والصرمفعة والكرمامأة ،وكزلمَّا ابتعد العلمَّاء عن الرمزبانيِة
ب ف المأة الضعف وتثاقلت نفوسهم إل الرض,ن وحرمصوا على مأصالهم الذاتيِة,ن خبا نور المأة ،ود ز
والهالة.
»فحي كانت المأة تغرمقْ ف الفنسفديلسِ بسبب الجتيِاحا النُصرمانص التلطم ،انصرمف عدد مأن العلمَّاء
1
)( التاريخ الندلسي ،د .عبد الرحمن الحجي ،صا ).(325
2
)( سإقوط الندلسُ ،د .ناصر العمر صا ).(33
3
)( المصدر السابق ،صا ).(34
66
إل العنُاية البالغة بالفقه الذهب وفرموعه ونسوا وتنُاسوا واقع المأة وآلمأها«).(1
وبعض هؤملء هم من قال فيِهم ابن حزم رحه ال:ى »ول يغزرمنك اليفزساقْ والنُتسبون إل الفقه،
اللبسون جلود الضأن على قلوب السباع ،الزيصنُون لهل الشصرم شرمهم ،النُاصرمون لم على فسقهم« .
)(2
ي
ول ننُسى دور العلمَّاء الرمزبانيِي الذين قامأوا بمَّع شتات المأة المَّزقْ,ن وبذلوا وسعهم ف ذلك مأن
أمأثال أب الوليِد الباجي ،وأب يمفزمَّد بن حزم ،وأب إسحاقْ اللبيىَّ وغيهم ،عليِهم رحة ال وبرمكاته.
سإابعصا :عدم سإماع ملوك الطوائف لنصح العلماء:
لقد بذل ممَّوعة مأن العلمَّاء جهعدا مأشكوعرا لتوحيِد صفوف السسلععمَّي وتصزدىَّ أبو الوليِد الباجى
بالحتساب ،ومأشى بي مألوكَّ أهل لذه الهمَّة بنُفسه بعد عودته مأن الشرمقْ السلمأي» ،فرمفع صوته ي
الزيرمة لصلة مأا انبت مأن تلك السباب ،فقام مأقام مأؤممأن آل فرمعون ،ولكزنُه ل يصادف أساععا واعيِة،
لزنه نفخ ف عظام نارمة ،وعطف على أطلل داثرمة ،بفبسيِفد أنه يكزلمَّا وفد على مألك مأنُهم ف ظاهرم أمأرمه لقيِه
بالتحيِب ،وأجزل حظه ف التنُافسِ والتقرميب ،وهو ف باطن يستجهل نزعته ويستثقل طلعته ،ومأا كان
)(3
أفطن الفقيِه -هل رحه ال-هل بأمأورهم وأعلمَّه بتدبيهم ،لكزنُه كان يرمجو حالع تثوب ،ومأذنعبا يتوب«
ول يكن يحزكام الفنسفديلسِ أهلع لقيِادة المأة ،ول تنُفعهم نصائح العلمَّاء حت حزلت بم مأصيِبة وكارثة
أل وهى سقوط طيلفسيِعطفلة.
ثامنصا :مؤتمرات النصارى ومخططاتهم:
استطاع النُصارىَّ أن يضعوا برمامأج يمكمَّة للقضاء على مألوكَّ الطوائف وعمأن فثز على السسلععمَّي
وسهرم على تنُفيِذهاعمَّومأا ،وكان مأن أكب الرممأي مأن مألوكَّ النُصارىَّ الذىَّ أشرمف على هذه الخطزفطات ي
يف ع
فرمناندو مألك قشتالة.
تاسإعصا :وحدة كلمة النصارى:
ف الوقت الذىَّ كان السسلعيمَّون ف الفنسفديلسِ يعانون مأن الزتفلرمقْ والشتات ،كان النُصارىَّ ف وحدة
اجهة أمأة السلم ف الفنسفديلسِ. كلمَّة وترماص صفّ ف مأو ي
1
أخرجه البخاري ،كتاب المظالم ،رقم ) ،(2442مع الفتح )جُّ .(5/116 )(
2
البخاري مع الفتح كتاب المظالم رقم ) 2446جُّ .(5/117 )(
3
انظر :التاريخ الندلسي. )(
4
الترمذي ,باب اليمان ،باب ) (8رقم ).(2616 )(
5
البخاري مع الفتح رقم ) 2792جُّ .(17 / 6 )(
68
***
69
المبحث الثالث
العالم فى زمن ظهور دولة المرابطين
ضرم ومأعال الضارة والدنيِة.
كانت أوروبا يتحكم فيِها القطاعيِون ف حالة هجيِة بعيِدة عن التح ل
وكان العال السلمأى يمززأ عنُد قيِام دولة الرمابطي ،فظهرم مألوكَّ الطوائف ف بلد الفنسفديلسِ ،واستطاع
حاد ف الغرمب الوسط ،والعز السلجقة أن ييطصهيرموا العرماقْ مأن بن بويه ،والعبيِديون حكمَّوا مأصرم ،وبنُو فز
بن باديسِ وأحفاده ف الهدية.
وتوسع الرمابطون وشلت دولتهم أجزاء شاسعة مأن شال إفرميقيِة »جزء مأن الزائرم والرميف ف
الغرمب« ،وضرمبت جذورها ف الصحرماء حت نرم النُيِجرم والسنُغال ،فرمفعوا راية السلم ف تلك المأاكن
البعيِدة.
وكان الشرمقْ السلمأى ف ظرموف سيِاسيِة حرمجة وصعبة قاسيِة حيِث أمأيرم اللفة ف بغداد مأهتز,ن
ض للخطرم ،ول يإلك مأن أمأرم اللفة شيِعئا وإزنا هو رمأز تزكفم فيِه البويهيِون ،ومأن بعدهم والليِفة يمأفعزرم ض
السلجقة,ن أزمأا العبيِدليون ف مأصرم فتحالفوا مأع الفرمنج مأن أجل مأصالهم وأطمَّاعهم,ن فكان أمأرم
السسلععمَّي ف غاية الطورة حت قزيِض ال لهل الشرمقْ نور الصدين ممَّود وصلحا الصدين اليوب اللذين قامأا
ي
بدور عظيِم ف القضاء على النُصارىَّ والعبيِديي ودحرمهم ،وف هذه الظرموف الصعبة والعصيِبة أرادت
حكمَّة ال وقدرته أن ترمج دولة الرمابطي اللسنُزيِة لتكون سعدا مأنُيِععا ضد أطمَّاع النُصارىَّ ف الفنسفديلسِ،
ولتحمَّى الشمَّال الفرميقى مأن غاراتم وأطمَّاعهم ،إنه تدبي العزيز العليِم.
لقد أكرمم ال تعال الرمابطي وجنُودهم بالدفاع والذود عن السلم والسسلععمَّي وعن أعرماضهم وأمأوالم
ي وعقائدهم الت ل تقدر بثمَّن.
وأعززف ال المأة بم ف زمأن عصيِب ورفع ال بم لواء السلم ف
الغرمب والفنسفديلسِ.
واستطاعوا بهودهم الهادية أن ينُقذوا إخوانم ف الصدين مأن ظلم النُصارىَّ وحقدهم الدفي،
ويكبدوهم هزائم عسكرمية أصبحت نباعسا للمأة على مأصرم العصور ومأصرم الدهور.
مين وأطماع ألفونســو أو ص
ل :تكالب النصارى على المسل م
التوسإعية:
بعد سقوط طيلفسيِعطفلة بيِد ألفونسو ،بدا له أن كل شيء مكن,ن وعمَّل على توحيِد جهود النُصارىَّ،
واتفقوا على سحق دولة السلم ف الفنسفديلسِ ،مأعتقدين أن قدرتم تكفيِهم لداء هذا الهمَّة القدسة
لديهم.
70
وترمكَّ النُصارىَّ خصومأاتم الزداخلعزيِة ،وتوزحدت مأدنم ،وكزونوا جيِعشا ضخعمَّا,ن واحتلوا مأدينُة»قورية«
مأن بن الفطسِ ،ووصلوا إل ضواحى إشبيِليِة ،وأحرمقوا قرماها وحقولا ،وسارت فرمقة مأن الفرمسان إل
شذونة ،ث اختقت جزيرمة طرميف قرمب مأضيِق جبل طارقْ ،كمَّا حاصرم القشتاليِون-هل بعاونة جنُد مأن
الرجونيِي والقطلونيِي الذين وضعهم ألفونسو السادس تت قيِادته-هل قلعة فسسرمقيسسفطة الصيِنُة الت يضع
سقوطها مأنُطقة البي »ابرمة« ف يد النُصارىَّ حتعمَّا ،وتصبح الشواطئ السبانيِة الطلزةي على البحرم البيِض
التوسط عرمضة لغاراتم ،يقول الؤمرخ يوسف أشباخ:ى »وأثخن النُصارىَّ ف ولية فسسرمقيسسفطة كلها بالنُار
والسيِف ،ول يكن يرملدهم ف الرمب أىَّ اعتبار إنسان مأا دام المأرم مأتعلعقا بأعداء الصدين ،كمَّا يعتقدون،
ولكن الصون السلمأزيِة قاومأتهم مأقاومأة شديدة ،وتلقى الؤمتن بن هود وععدا لوصول الدد السرميع مأن
إخوانه السسلععمَّي ف جنُوب الزيرمة ،بفبسيِفد أن النُصارىَّ شددوا الضعط على فسسرمقيسسفطة يوعمأا بعد يوم ،وخشى
ي
السسلعيمَّون سقوط العقل النُيِع ،بعد أن أصبحت قواتم وأحوالم ف حالة يرمثى لا ،فقد كانت حتعمَّا دون
ي
قوىَّ النُصارىَّ ،فتطلعوا إل عون مأن الارج ،فاتهت أبصارهم إل قوة الرمابطي الاهدة ف الغرمب
القصى«).(1
وأصبح ألفونسو اللعي يضغط على مالك السسلععمَّي الكبىَّ الاورة له أىَّ ملكت بطليِوس وإشبيِليِة؛ن
فأرسل إل التفبفوصكل بن الفطسِ صاحب بطليِوس ييطلب مأنُه أن ييسصلم إليِه القلع والصون الاورة لدوده
ي
مأع تأدية الزية ،وضيعف مأسلمَّو الفنسفديلسِ أمأام هذه الضرمبات الاكرمة ،وأصبح سقوط المَّالك قاب قوسي
أو أدن ،وظل يحزكام المَّالك مأنُغمَّسي بلزذاتم وفسادهم ،ياربون أنفسهم ويالفون النُصارىَّ ضد
إخوانم ،ويؤملدون لم الزية مأقابل ترمكهم على عرموشهم الت تزعزعت أمأام ضرمباتم ،واستخدم مألوكَّ
الطوائف الرمتزقة مأن النُصارىَّ لمَّاية أنفسهم بعد أن فقدوا المأل ف شعوبم ورعاياهم بسبب ظلمَّهم
وجورهم وتعلسفهم ،وجعل ال بي أمأرماء الطوائف مأن التنُافسِ والتدابرم والتقاطع والتحاسد والغية مأا ل
يعله بي الضرمائرم التفات والعشائرم التغايرمات,ن فلم تصل لم ف ال يد ،ول نشأ على التعاضد عزم ،
)(2
لذلك انارت الرموحا العنُوية للشعب الفنسفديلسى بعدمأا رأىَّ مأن أمأرمائه التخاذل واليِانة,ن حت كاد هذا
الشعب الصابرم يفقد القدرة على القتال با كان يرمهقه يحزكامأه مأن الضرمائب للتنُعم بالعيِش الرمغيِد ودفع
صافرىَّ ،وأصبح بي حاكم يمأبتوز وعدوو مأتب ة
ص ،فقد ارتقى عرمش إسبانيِا النُصرمانيِة ألفونسو للز ف
الزية نُ
السادس بن فرمدينُاند الذىَّ كان يرمغب ف احتلل الزيرمة اليبية ،وعادت حرمب الستداد قوية على يده،
وقد بدأ أعمَّاله الرمبيِة بدينُة طيلفسيِعطفلة فحاصرمها سبع سنُوات حت سقطت بيِده ف 25آيار 1085م
مأستهل صفرم 478هب,ن وقد أحدث سقوطها دوعيا هائلع ف العال السلمأى الغرمب ،وبات السسلعيمَّون ف
ي
حال مأن الضيِاع التام) (3ل يعرفون كيف يتصرفون ,وبدأوا بمغادرة
1
)( انظر الزلقة ،صا ).(32
2
)( انظر :أعلم العلم ،تحقيق د .عبادي ,صا ).(2411
3
)( دولة المرابطين ،صا ).(61
71
المناطق المتاخمة للفونسو ،وأصبحت مملكة ط لل مي يط مملة خالية من
السكان الذين هإجروهإا إلى بطليوس هإرصبا من الضطهاد وحفا ص
ظا
على دينهم ،ورأى ألفونسو أن زمام ال من يد مللسُ أصبح فى يده،
دن والقرى بين م ل
فضُاعف غاراته على جميع البلد؛ وتساقطت ال ل
كل بن الفطسُ وصاحب مت موم ي
يدى اللعين الحقود وأرسإل إلى ال ل
بطليوس يطلب إليه تسليم بعض الحصون ،والقلع المتاخمة
لحدوده مع تأدية الجزية ،ويتوعده بشر العواقب إذا رفض ،فرد ش
ن
كل بشجاعة ونبل معلصنا تحديه ،وفى هإذه الرسإالة معا ة مت موم ي
ال ل
مون سل لم م
ل ي ال فيه أصبح الذى الحرجُّ للموقف دقيق وفهم عميقة
دا أعشز كل..» :ولو علم – أى ألفونسو -أن لله جنو ص مت موم ي
حيث قال ال ل
مد × وأعزه على ح ش
م م
بهم كلمة السإلم ,وأظهر بهم دين نبينا ل
مين فيما وهإمى من أحوالهم سل م م
م ي
الكافرين ..وأما تعييرك لل ل
فبالذنوب المركوبة ،ولو اتفقت كلمتنا مع سإائرنا من الملك أى
مصاب أذقناك كما كان أبوك تتجمرعه ...وبالمسُ كانت قطيعة
المنصور على سإلفك أهإدى ابنته إليه مع الذخائر التى كانت تفد
كل عام عليه«).(1
وأرسل التفبفوصكل قاضيِه العال الفقيِه أبا الوليِد الباجى ليِطوف على حواضرم الفنسفديلسِ يدعو إل لص
الشعث وتوح ييِد الكلمَّة ،ومأدافعة العدو ،ولكن مأهمَّة القاضى ل يتكلل بالنُجاحا لن ضعف المأرماء،
وانيِار مأقومأات الدولة ،وتاذل الشعب فرمضت على اليزكام استضاء العدو ،عنُدئةذ كتب التفبفوصكل إل
ي
المأي يوسف بن تاشفي) ،(2يصور له محنة ال من يد مللسُ ويستنصره)» ،(3لما
كان نور الهدى -أيدك الله -دليلك ,وسإبيل الخير سإبيلك ،ووضحت
ح العلم فى الصلح معالمك ،ووقفت على الجهاد عزائمك ،وص ش
بأشنك لدعوة السإلم أعسز ناصر ،وعلى غزو الشرك أقدر قادر،
وجب أن تستدعى لما عضُل الداء ،وتستغاث لما أحاط بالجزيرة
من البلء ،فقد كانت طوائف العدو المطيف بأنحائها عند إفراط
تسسلطها واعتدائها وشدة كلفها واسإتشرائها تلطف بالحتيال،
وتستنزل بالموال ،ويخرجُّ لها عن كل ذخيرة ،وتسترضى بكل
خطيرة ،ولم يزل دأبها التشكك والعناد ،ودأبها الذعان والنقياد
حتى نفذ المطارف والتلد ،وأتى على الظاهإر والباطن النفاد،
وأيقنوا الن بضُعف المنن ،وقويت أطماعهم فى افتتاح المدن،
مين سل م م
م ي
ل جهة نارهإم ،ورويت من دماء ال ل واضطرمت فى ك ي
أسإنتهم وشفارهإم ،ومن أخطئ القتل منهم فإنما هإم بأيديهم
أسإارى وسإبايا ،يمتحنونهم بأنواع المحن والبليا ،وقد هإموا بما
أرادوه من التوثب ،وأشرفوا على ما أملوه من التغلب ،فيا الله
1
)( المصدر السابق ،صا ).(62
2
)( تاريخ ابن الكردبوس صا ) ،(88عن كتاب دولة المرابطين ،صا ).(62
3
)( د .عدنان ،دولة السإلم فى الندلسُ ودول الطوائف ،صا ).(92-91
72
ك ،ويغلب التوحيدف الشرميكَّ ،ويظهرم مين أيسطو هإكذا بالحق الف ل سل م م
م ي
ويا لل ل
على اليإان الكفيرم ،ول يكشف هذه البليِة النُصيرم ،أل ناصرم لذا الهتضم؟ أل حامأى لا استبيِح مأن
الرمم؟ ،وإنا ل على مأا لق عرمشه مأن ثل ،وعزه مأن ذل ،فإنا الرمززية الت ليِسِ فيِها عزاء ،والبليِة الت ليِسِ
مأثلها بلء ،ومأن قبل هذا مأا كنُت خاطبتك – أعزكَّ ال – بالنُازلة ف مأدينُة قورية أعادها ال وإزنا مأؤميدة
للجزيرمة باللء ،وفمأن فيِها مأن السسلععمَّي باللء ،ث مأا زال التخاذل يتزايد ،والتدابرم يتساند حت تزلصت
ي
صلت ف يد العدو مأدينُة سرمية ،وعليِها قلعة تاوزت حد القلع ف الصانة القضيِة وتضاعفت البليِة وت ز
والمأتنُاع.
وهى مأن الدينُة كنُقطة دائرمية تدركها مأن جيِع نواحيِها ،ويستوىَّ ف الرض با قاصيِها ودانيِها ،ومأا
هو إل نفسِ خافت وزمأرم داهق استول عليِها عدو مأشتكَّ وطاغيِة مأنُافق ،إن ل تبادروا بمَّاعتكم
عجاعل,ن وتتداركها ركباعنا ورجاعل ،وتنُفرموا نوها خفاعفا وثقاعل ،ومأا أحضكم على الهاد با ف كتاب ال
فإزنكم له أتلى ،ول با ف حديث رسول ال × فإنكم إل مأعرمفته أهدىَّ ،وكتاب إليِكم هذا يمَّله الشيِخ
ضحها ،فإنه لا توجه نوكَّ احتساعبا، صلها ويشيرمحها ،ومأشتمَّل على نكتة وهو يبيِنُها ويو ص
الفقيِه الواعظ يف ص
وتكلف الشقة إليِك طالعبا ثواعبا ،عزولت على بيِانه,ن ووثقت بفصاحة
لسانه,ن والزسلم«).(1
ثانيصا :ألفونسو والمعتمد بن عباد:
لقد وقع السعتفعمَّد بن فعزباد ف أخطاء كثية؛ن حيِث تعاهد مأع ألفونسو ضد إخوانه السسلععمَّي ف
علمَّت -هل ل عهودأن يسمَّح له ألفونسو بأخذ مالك من حوله إلز إن النُصارىَّ -هل كمَّا ي طيلفيِعطفلة مأقابل ي
س
لم ول مأواثيِق ،فأراد ألفونسو أن يد مأبعرا لضرمب الصار على إشبيِليِة,ن واحتلل قرمطبة ،فطلب مأن
ب إليِه مأن تسليِمَّها,ن ومأارس ألفونسو مأع السعتفعمَّد أنواععا مأن الذلل
السعتفعمَّد حصوعنا وقرمىَّ الوت أح ل
ي ي
والتجن لتخرمج السعتفعمَّد عن طوره ويلغى التفاقيِة الزيلة بي الطرمفي ويد ألفونسو والنُصارىَّ مأا يصبر أفعاله
ي
النتقامأيِة والوحشيِة.
فطلب ألفونسو مأن السعتفعمَّد أن يسمَّح لزوجته القمَّطجيِة أن تلد ف جامأع قرمطبة بنُاءع على نصيِحة
الساقفة ،لأ ن الطرمف ي
الغرمب كان مأوقع كنُيِسة قرمطبة القديإة ،وسأله أن تنُزل بالزهرماء مأدينُة الليِفة النُاصرم،
لتكون ولدتا بي طيِب نسيِم الزهرماء وفضيِلة مأوضع الكنُيِسة الزعوم) ،(2وأرسل إليِه بعثة مأن خسمَّائة
فارس برمئاسة اليِهودىَّ ابن ساليِب لخذ الزية ،وترمأ السفي وقزل أدبه إن كان له أدب ،وخرمج على
طا لقبل مثل هذه العملةَ العرمف الدبلومأاسي ،وأغلظ ف القول للمَّسعتفعمَّد وقال:ى »ل تعتقدونى بسي ل
ي
المزيفةَ ,ل آخأذ إل الذهب الصافي ،السنةَ القادمةَ ستكونأ مدلنا«) .(3فأخأذت الممنعتبممد
النخوة السلمصيةَ وصلب اليهودي ،وقتل البعثةَ ،وبذلك يكونأ ألفونسو قد تحَّصل على
1
) (2المصدر السابق نفسه. )( دولة المرابطين ,صا ).(64-63 2
3
)( المصدر السابق ،صا ).(66
73
ما يريده ،وكانأ ألفونسو متجلها لحَّصار قرطبةَ فلصما وصل خأبر البعثةَ أقسم بآلهته
ليغزونأ الممنعتبممد فى إشبيليةَ ،وحصرك جيوشه نحَّو غرب البننبدملس فدصمر كل القرى
والتخوم التى فى طريقه نحَّو إشبيليةَ ,وخأرج فى جيش من طريق آخأر يددمر ويخدرب
ويقتل ويحَّرقا ويسفك ويسبي ،حتى وصل إلى جزيرة طريف أقصى جنوب البننبدملس
ل» :هذا آخأر بلد البننبدملس قدعلى المضيق ،وأدخأل قوائم فرسه فى البحَّر قائ ل
وطئته«).(1
وممن هنا أرسل إلى المير يوسف بن تاشفين» :أصما بعد ..فل خأفاء على ذى عينين
أصنك أمير الممنسلمممين بل الملةَ السلمصيةَ ،كما أنا أمير الملةَ النصرانيةَ ،ولم يخف عليك
ما عليه رؤساؤكم بالبننبدملس من التخاذل والتواكل ،والهمال للرعيةَ والخألد إلى
الراحةَ ،وأنا أسومهم الخسف ،فأخأرب الدديار وأهتك الستار ،وأقتل الشصبانأ وآسر
الولدانأ ،ول عذر لك فى التخلف عن نصرتهم إنأ أمكنك معرفةَ هذا ،وأنتم تعتقدونأ أنأ
ا -تعالى -فرض على واحد منكم عشرة منا ،وأنأ قتلكم فى الجنةَ وقتلنا فى النار،
ونحَّن نعتقد أنأ ا أظفرنا بكم وأعاننا عليكم ،ول تقدرونأ دفالعا ول تستطيعونأ
امتنالعا ،وبلغنا عنك وأصنك فى الحتفال عن نيةَ الستقبال فل يدرى أكانأ الجبن بك أم
ي ما عندك من المراكب التكذيب بما أنزل عليك ،فإنأ كنت ل تستطيع الجواز فابعث إل ص
نجوز إليك ،أناظرك فى أحب البقاع إليك؛ فإنأ غلبتنى فتلك نعمةَ جلبت إليك ،ونعمةَ
شملت بين يديك ،وإنأ غلبتك كانت لى اليد العليا عليك ,واستكملت المارة ,وا يتم
الرادة«).(2
فكانأ رلد يوسف بن تاشفين – رحمه ا – على ظهر الكتاب ذاته» :ما ترى ل ما
تسمع إنأ شاء ا -تعالى « -وأردف:
)(3
العرمرم ول كتب إل المشرفية
والقنا
ع
وعاد ألفونسو الغرمور التكب إل إشبيِليِة حيِث التقى بيِشه الخرم أمأام قصرم السعتفمَّد بن فعزباد بضفة
النُهرم ،وحاصرم الدينُة ثلثة أيام ،وكتب إل السعتفعمَّد يسأله أن يرمسل إليِه مأرموحة لطرمد يالذباب ،ول يتحمَّل السعتفعمَّد
ي ي
هذه الهانة فرمزد:ى »قرمأت كتابك وفهمَّت خيِلءكَّ وإعجابك,ن وسأنظرم إليِك ف مأرماوحا مأن اللود اللمَّطيِة ترموحا
مأنُك ول ترموحا عليِك«).(4
ترمكَّ ألفونسو إشبيِليِة وسار نو فسسرمقيسسفطة وحاصرمها ،كانت شبه ضائعة تنُتظرم مأصيها الؤمل,ن
وصاحبها ابن هود ل يستطيِع الدفاع كثعيا ،ث أخذ بلنُسيِة,ن وأعطاها القادر بن ذىَّ النُون صاحب
طيلفسيِعطفلة السابق ،وهاجم ملكة الرمية,ن ووصل القشتاليِون إل نابار قرمب غرمناطة,ن كان الطرم على الفنسفديلسِ
شديعدا ،وقلة الشجاعة وانيِار الرموحا العنُوية تثبط العزائم ،إذ أن ثاني قشتالعيِا هزمأوا أربعمَّائة مأن الرمية).(5
ثالثصا :اجتماع علماء قرطبة:
1
) (2نفسُ المصدر السابق. )(دولة المرابطين ،صا ).(66 2
3
) (4الرياض المعطار ،صا )(80 )( تاريخ ابن الكردبوس ,صا ).(91
للحميري. . 4
5
)( تاريخ ابن الكردبوس صا ) ،(89نقل ص عن دولة المرابطين ،صا ).(66
74
أمأام هذا الضيِاع الفزع الذىَّ وصلت إليِه مالك الفنسفديلسِ؛ن اجتمَّع علمَّاء وفقهاء وزعمَّاء قرمطبة
للتشاور فيِمَّا يب عمَّله لنقاذ مأدينُتهم ،ووصل رأيهم بعد تبادل الراء والفكار إل استدعاء الرمابطي.
ورأىَّ السعتفعمَّد أن هذا الرمأىَّ فيِه صواب ونفاذ بصية؛ن فجزد ف تقوية جيِشه ورمأم الصون والقلع،
يطلب النُجدة مأن إخوانه السسلععمَّي ،وتشاور ف المأرم مأع ابنُه الرمشيِد وزعمَّاء إشبيِليِة الذين أشارواوقزرمر أن ي
ي
عليِه بهادنة ألفونسو والضوع لشرموطه ،ولكن هذا الرمأىَّ ل يد هوىَّ ف نفسِ السعتفعمَّد الذىَّ خل بابنُه
ي
الرمشيِد وكان ول عهده وقال له:ى »أنا ف هذه الفنسفديلسِ غرميب بي برم مأظلم وعدو مرمم ،وليِسِ لنُا ول
ول ناصرم إل ال ،وإن إخواننُا وجياننُا مألوكَّ الفنسفديلسِ ليِسِ فيِهم نفع ،ول ييرمفجى مأنُهم نصرمة ،ول حيِلة إن
نزل بنُا مأصاب أو نالنُا عدو ثقيِل وهو اللعي أذفونش فقد أخذ طيلفسيِعطفلة وعادت دار كفرم وها هو قد رفع
رأسه إليِنُا.
وإن نزل عليِنُا طيلفسيِعطفلة مأا يرمفع عنُا حت يأخذ إشبيِليِة ،ونرمىَّ مأن الرمأىَّ أن نبعث إل هذه الصحرماء
ومألك العدوة نستدعيِه للجواز إليِنُا ليِدافع عنُا الكلب اللعي إذ ل قدرة لنُا على ذلك بأنفسنُا ،فقد تلف
صة) .(1فأجابه الرشيد :يا أبت لاؤنا وتدبرمت بل تبدت أجنُادنا,ن وبغضتنُا العامأة والا ز
من يسلبنا ملكنا ويبدد شملنا؟ فقال :أى م أتدخل علينا فى أ من يد مللسنا
دا أنى أعدت ال من يد مللسُ دار كفر ول تركتها بنى والله ل يسمع عنى أب ص
مين مثل ما سل م م م
ل ي ال منابر على من اللعنة ي
للنصارى فتقوم عل ش
خرز خرز الجمال عندى خير من ل قامت على غيري ،والله ل
الخنازير«).(2
مد بن ع مشباد فى ال من يد مللسُ حذره ملوك معيت م مولما انتشر رأى ال ل
الطوائف من ذلك وقالوا له» :الملك عقيم والسيفان ل يجتمعان
فى غمد واحد« ،وعارض بشدة طلب العون من المرابطين عبد
الله بن سإكوت والى مالقة الذى كان يرى أن المرابطين أشد
-
خطصرا من النصارى ،ويجب العتماد على القوة الذاتية لل من يد مللسيين
)(4 )(3
مد» :رعى الجمال خير من رعى الخنازير« معيت م م
،فأجابهم ال ل
وأضاف :إن دهإينا من مداخلة الضداد لنا فأهإون الششرين أمر
الملثمين«).(5
وقال للذين لموه على هإذا الرأي :يا قوم إشنى فى أمرى على
ما حالة حالين :حالة يقين وحالة شك ،ولبد لى من أحدهإما ،أ ش
الشك فإينى إن اسإتندت إلى ابن تاشفين أو إلى الذفونش ففى
ي ،ويمكن أن ل يفعل فهذه حالة الممكن أن يفيا لى ويبقيا عل ش
شك.
ما حالة اليقين فإينى إن اسإتندت إلى ابن تاشفين فإنى وأ ش
أرضى الله ،وإن اسإتندت إلى الذفونش أسإخطت الله تعالى ،فإذا
1
) (3المصدر السابق ،صا ).(68 )( دولة المرابطين ،صا ).(68 2
3
)( المصدر السابق ،صا ).(69
4
) (2نفسُ المصدر السابق. )( وفيات العيان ).(7/115 5
75
كانت حالة الشك فيها عارضة فلى شيء أدع ما يرضى الله وآتى
ما يسخطه؟ حينئِّذ ة قصر أصحابه عن لومه).(1
مدمعيت م م
ولما عمزم على طلب النصرة من المرابطين؛ اتصل ال ل
كل بن الفطسُ صاحب بطليوس ،وعبد الله بن بلقين مت موم ي بال ل
الصنهاجى صاحب غرناطة ،وطلب منهما أن يرسإل كل منهما
دا إلى المرابطين لمقابلة المير قاضى مدينته حتى يكونوا وف ص
كلت البعثة من قاضى قرطبة ابن أدهإم، يوسإف بن تاشفين ،وتش ش
وقاضى بطليوس ابن مقانا ,وقاضى غرناطة ابن القليعي ,ومعهم
مد إلى القضُاة وعظ معيت م ممد أبو بكر بن زيدون ,وأسإند ال ل معيت م م
وزير ال ل
المير يوسإف وترغيبه فى الجهاد ،وأسإند إلى وزيره إبرام العقود،
مد إلى المير يوسإف معيت م موحملت البعثة معها رسإالة مكتوبة من ال ل
صها» :بسم الله الرحمن الرحيم ,وصيلى مؤرخة 479هإـ ,وهإذا ن س
ما ..إلى مد وعلى آله وصحبه وسإلم تسلي ص ح ش
م مالله على سإيدنا ل
دين ومحيى دعوة الخليفة، حضُرة المام أمير المسلمين وناصر ال ي
المام أبى يعقوب يوسإف بن تاشفين ،القائم بعظيم أكبارهإا،
ظم لما عظم الله من كريم مقدارهإا ،اللئذ شاكر لجللها المع ي ال ش
مو مجدهإا ,المستجير بالله وبطولها بحرامها ,المنقطع إلى سإ س
مد عباد سإلم كريم يخص الحضُرة المعظمة السامية ورحمة ح ش م م ل
الله تعالى وبركاته.
كتب المنقطع إلى كريم سإلطانها من إشبيلية فى غرة جمادى
مين ونصر به سل م م
م ي أمير ال ل الولى 479هإـ1086 /م وإشنه أشيد الله
ل م
دين ،فإشنا -نحن العرب -فى هإذه الن يد ملسُ قد تلفت قبائلنا، ال ي
وتفشرق جمعنا ،وتغشيرت أنسابنا بقطع المادة عنا من ضيعتنا؛ فصرنا
ل نصرنا ،وكثر شعوصبا ل قبائل ,وأشتاصتا ل قرابة ول عشائر ،فق ش
مالتنا ،وتوشلى علينا هإذا العدو المجرم اللعين ألفونسو وأناخ علينا ش ش ل
مين ،وأخذ البلد والقلع سل م م
م ي
بطلي يط ملة ووطئِّها بقدمه ،وأسإر ال لم م ل
والحصون ،ونحن أهإل هإذه ال من يد مللسُ ليسُ لحد منا طاقة على
نصرة جاره ول أخيه ،ولو شاءوا لفعلوا إل أن الهواء والماء منعهم
من ذلك ،وقد سإاءت الحوال ،وانقطعت المال ،وأنت أيدك الله
سإيد حمير ،ومليكها الكبر ،وأميرهإا وزعيمها ،نزعت بهمتى إليك
واسإتنصرت بالله ثم بك ،واسإتغثت بحرمكم لتجوز بجهاد هإذا العدو
مد × ،ولكم ح شم م
الكافر وتحيون شريعة السإلم وتدينون على دين ل
عند الله الثواب الكريم على حضُرتكم السامية السلم ورحمة الله
وبركاته ول حول ول قوة إل بالله
العلى العظيم«).(2
1
)( نفح الطيب ).(6/91
2
)( دولة المرابطين صا ).(71
76
ث المأي على إنقاذ الفنسفديلسِ.
وأرسلت وفود شعبيِة مأن الشيِوخ والعلمَّاء رسائل ت ي
وتأثرم الرمابطون لصاب إخوانم ف الصدين ،وعرمض أمأيهم قضيِة مأسلمَّى الفنسفديلسِ على أهل الصل
والفعسقد عنُده ،وأجعوا يعلى نصرمة دينُهم وإعزاز كلمَّة التوحيِد ،وكان وزيرم يوسف ومأستشاره أفنسفديلسى
الصل اسه عبد الرمحن بن أسبط أو أسباط ،فنُصحه الستشار بأن يطلب مأن السعتفعمَّد بن فعزباد الزيرمة
ي
الضرماء لكى تكون آمأنُة لعبور اليِش ،ولمَّاية خطوط التمَّوين ،وقال له:ى إن المأرم ل تعال ولكم،
وواجب على كل مأسلم إغاثة أخيِه السلم والنتصار له ،واقتنُع المأي يوسف برمأىَّ وزيرمه ف طلب الزيرمة
الضرماء ليِجعل فيِها أثقال جيِشه وأجنُاده ويكون الواز بيِده مأت شاء ،وقال المأي يوسف لعبد الرمحن:ى
صدقت يا عبد الرمحن,ن لقد نبهتن على شيء ل يطرم ببال,ن اكتب إليِه بذلك.
وكتب ابن أسبط إل السعتفعمَّد بن فعزباد الكتاب التال ن ل
صه:ى »بسم ال الرمحن الرمحيِم,ن وصلى ال على
سيِدنا يمفزمَّد وآله وصحبه وسيصلم.
مأن أمأي السسلععمَّي وناصرم الصدين مأعي دعوة أمأي الؤممأنُي ،إل المأي أكرمم الؤميد بنُصرمة ال تعال
السعتفعمَّد على ال يأب القاسم يمفزمَّد بن فعزباد أدام ال كرمامأته بتقواه ،ووفقه لا يرمضاه ،سلم عليِكم ورحة ال
ي
وبرمكاته ،أمأا بعد:ى
فإنه وصل خطابك الكرمي ،فوقفنُا على مأا تضمَّنُه مأن استدعائنُا لنُصرمتك ،ومأا ذكرمته مأن كرمبتك،
ومأا كان مأن قلة حاية جيانك ،فنُحن يإي لشمَّالك ومأبادرون لنُصرمتك وحايتك ،وواجب عليِنُا ف
الزشرمع,ن وف كتاب ال تعال ،وإزنه ل يإكنُنُا الواز إل أن يتسصلم لنُا الزيرمة الضرماء؛ن تكون لنُا لكى يكون
جوازنا إليِك على أيدينُا مأت شئنُا ،فإن رأيت ذلك فاشهد على نفسك بذلك,ن وابعث إليِنُا بعقودها ونن
ف أثرم خطابك إن شاء ال تعال«.
اطلع السعتفعمَّد ابنُه الرمشيِد على خطاب المأي يوسف فقال له:ى يا أبت أل تنُظرم إل مأا طلب؟ فقال
له السعتفعمَّد:ى ياي بن هذا قليِل ف حق نصرمة السسلععمَّي ،ث جع السعتفعمَّد القاضى والفقهاء ،وكتب عقد هبة
ي ي ي
الزيرمة الضرماء للمأي يوسف ،وتسليِمَّها له بضورهم ،وكان يكمَّها يزيد الرماضى بن السعتفعمَّد ،فبعث إليِه
ي
أمأرمه بإخلئها وتسليِمَّها للمَّرمابطي لتكون رهنُاع بتصرمف المأي يوسف) .(1وبعد مأوافقة السعتفعمَّد تزهز
ي
يوسف لتلبيِة نداء إخوانه ف العقيِدة راغعبا ف الجرم والثوبة مأن ال بتأدية فرميضة الهاد ،وكتب أمأاعنا
لهل الفنسفديلسِ أل يتعرمض لحد مأنُهم ف بلده وقال:ى »أنا أول يمأنُتففدةب لنُصرمة هذا الصدين,ن ل يتول المأرم
أحد إل أنا بنُفسي« وأعلن النُفي العام ف قوات الرمابطي ،فأقبلت مأن مأرماكش,ن ومأن الصحرماء وبلد
الزاب,ن ومأن متلف نواحى الغرمب يتوافدون على قيِادتم الرمزبانيِة ،وجهزت السفن لتحمَّل هذه القوات،
وكان أول مأن نزفذ أمأرم العبور قائد الرمابطي النُابغ داود ابن عائشة,ن وترمكز ف الزيرمة الضرماء ،وتتابعت
1
)( دولة المرابطين ،صا ) ،(74مذكرات المير عبد الله صاحب غرناطة صا )،102
.(103
77
كتائب الرمابطي ،وكانت مأعهم المَّال الكثية ،وقد أثار وجودها دهشة الفنسفدليسيِي ،لزنم ل يكونوا
يعرمفونا مأن قبل ،وقد أزثرم وجودها على اليِل فأخذت تمَّح لدىَّ رؤيتها.
ولا تكامأل اليِش الرمابطى بساحل الزيرمة الضرماء,ن ركب المأي يوسف ومأعه قادة مأن خية قادة
الرمابطي وصلحائهم ،ولا ركب واستوىَّ على السفيِنُة رفع يديه نو السمَّاء مأنُاجعيِا:ى »اللهم إن كنُت تعلم
ز
أن جوازنا هذا إصلحا لليمَّسسلععمَّي فسصهل عليِنُا هذا البحرم حت نعبه ،وإن كان غي ذلك فصعبه حت ل
نوزه«) .(1وسهل ال عبورهم ،وكان ذلك يوم المَّيِسِ بعد الزوال مأنُتصف ربيِع الول 479هب حزيرمان
1086م ،وصلى المأي يوسف بالزيرمة الضرماء صلة الظهرم ،وقام أهل الزيرمة بضيِافة الرمابطي ،وظهرم
فرمحهم وسرمورهم على وجوههم ،وبدأ المأي يوسف ف تصي الزيرمة الضرماء ،ورزمأم أسوارها ومأا تصزدع
مأن أبرماجها ،وشحنُها بالسلحة والطعمَّة وكلف ممَّوعة مأن جنُوده برماستها ث ساروا نو إشبيِليِة).(2
سارع السعتفعمَّد مأع قادة قومأه وشيِوخ مأدينُته وفقهاء بلده لستقبال أمأي الرمابطي ،ولا التقى بيِوسف
تعانقا طويلع يبودة وحب وإخلص وأخوة ف الصدين ،وتذاكرما نعم ال عليِهمَّا ،وتواصيِا بالصب والهاد ف
سبيِل نصرمة دين السسلععمَّي ،وكان السعتفعمَّد يمزمَّلع بالدايا ،وأصدر أوامأرمه لعمَّال البلد بلب الرزاقْ لضيِافة
ي ي
اليِش الرمابطي ،وكان السعتفعمَّد كرمعيإا وجواعدا باذلع للخي.
ي
واستعرمض السعتفعمَّد اليِش الرمابطى فرمأىَّ »عسكعرما نقعيِا ومأنُظعرما بعيِا« .
)(3
ي
وواصل المأي يوسف سيه نو إشبيِليِة حيِث كان يستقبل بالتحاب مأع جيِشه الرمابطى على امأتداد
الطرميق حت وصل حاضرمة السعتفعمَّد ،فأقام با ثلثة أيام للستاحة,ن ث قال لليمَّسعتفعمَّد:ى »إنا جئت ناوعيا
ي
جهاد العدو حيِثمَّا كان توجهت«).(4
وأثنُاء مأقام المأي يوسف ف إشبيِليِة بعث المأي يوسف إل مألوكَّ الفنسفديلسِ يستنُفرمهم للجهاد)،(5
فكان أول مأن لب الدعوة عبد ال بن بلقي الصنُهاجى صاحب غرمناطة الذىَّ خرمج إليِه بأمأواله ورجاله،
وأخوه تيِم صاحب مأالقة ،وأرسل ابن صمَّادحا ابنُه مأعز الدولة ف فرمقة مأن جيِشه,ن وسار المأي الرمزبان
والقائد اليِدان نو بطليوس ،فاستقبلهم صاحبها الممتببودكل بن الفطس على ثلث مراحل
من المدينةَ) ,(6وقصدم لهم الهدايا والضيافةَ وعلف الدواب وظهر منه جود وكرم ،وأقام
المير أيالما عدة حتى يصل باقى المتطوعين إل أنأ أكثرهم لم يصل لنشغالهم بمدافعةَ
النصارى ،فتابع سيره الجهادى حتى حطص رحاله عند سهل الدزلبقةَ) ,(7وكانأ يبعد عن
بطليوس ثمانيةَ أميال.
ظم يوسف بن تاشفين جيشه ،فجعل البننبدملسيين جيلشا ,مستقلل بذاته وأسند قيادته ون ص
1
)( الندلسُ فى عهد المرابطين ،صا ).(79
2
) (2انظر :الحلل ,صا ).(79 )( دولة المرابطين ،صا ).(75 3
4
) (4مذكرات المير عبد الله بن )( دولة المرابطين ،صا ).(79
رير ،صا ).(104 5
6
) (6وفيات العيان) ،جُّ .(5/29 )( دولة المرابطين ,صا ).(80 7
78
إلى الممنعتبممد بن بعصباد الذى تولى المقدمةَ ،وأسندت الميمنةَ إلى الممتببودكل بن الفطس،
وجعل أهل شرقا البننبدملس على الميسرة ،وباقى أهل البننبدملس فى الساقةَ.
أصما الجيش المرابطى فتولى داود ابن عائشةَ قيادة فرسانه ،وأما سير بن أبى بكر فتولى
قيادة الحَّشم ،وبقيةَ المرابطين مع حرس المير يوسف بن تاشفين إلى جانب قيادته الجيش
السلمي ،وعسكر المرابطونأ خألف البننبدملسيين تفصل بينهم ربوة بقصد التمويه ،وكانأ
تعداد جيش المرابطين والبننبدملسيين أكثر من 24ألف جندي) (1وتضاربت الروايات فى
ذلك.
وكان ألفونسو مأشغولع بحاصرمة فسسرمقيسسفطة,ن ولا وصله الب السعيِد ارتبك وجزع ،وطلب مأن الستعي
بن هود حاكم فسسرمقيسسفطة أن يدفع له مأالع مأقابل فك الصار ،فامأتنُع ابن هود لا فعلعفمَّه مأن وصول
الرمابطي وقزرمر أل يساعد ألفونسو بأىَّ مأال يستعي به على قتال السسلععمَّي.
ي
واضطزرم ألفونسو لرمفع الصار ،ورجع مأسرمععا إل طيلفسيِعطفلة ،وأعلن الستنُفار العام ،وحل نزاعه وخلفه مأع
بعض أمأرماء النُصارىَّ ،وأرسل إل فمأن وراء جبال ألبتات فأتته أفواج عديدة مأن النُصارىَّ مأتطاوعة مأن أجل
الرمب القزدسة ،وجنُد الفونسو كل فمأن يستطيِع حل السلحا صغعيا أو كبعيا ،ونزظم جيِشه وقسمَّه إل قسمَّي
ي
كبيين:ى أسنُد قيِادة اليِش الول إل ابن عمَّه الكونت غرمسيِا ورودريك ،ومأا لبث غرمسيِا أن انسحب قبل بدء
العرمكة أثرم خلف مأع ألفونسو الذىَّ أبقى رودريك ف القيِادة ،واحتفظ بقيِادة اليِش الثان وعزي على جنُاحيِه
سانتشور أمأيز والكونت برمنار ريإوند,ن وتوزل هو القلب)» ,(2وكان جيِش ألفونسو يعتمَّد على الفرمسان
كمَّجمَّوعة,ن وكان الفارس يلبسِ الزرد والدروع الت تغطيِه مأن الرمأس إل القدم كأزنه حصن مأن الديد يتحرمكَّ
لتزداد شجاعته وجرمأته«.
ولا استعرمض جيِشه نفخ فيِه الشيِطان غرموره وكبياءه ،وقال قولة تدل على تذر كفرمه وعتوه وفساد
مأعتقده حيِث قال:ى »بذا اليِش ألقى يمفزمَّدا وآل يمفزمَّد والنسِ والن واللئكة«).(3
»وكانت جوع الرمهبان والقسيِسي أمأام جيِش ألفونسو اللعون يرمفعون النيِل والصلبان لذكاء المَّاس
الصدين ف نفوس النُود الذين بلغ عددهم أكثرم مأن ستي ألعفا«).(4
وخرمج ألفونسو بيِشه نو بطليِوس ،وكتب إل السعتفعمَّد بن فعزباد كتاعبا جاء فيِه:ى »إن صاحبكم
يوسف قد تعزن مأن بلده وخاض البحار ،وأنا أكفيِه يالعنُاء فيِمَّا بقى,ن ول أكلفكم تععبا ،وأمأضى إليِكم
وألقاكم ف بلدكم رفعقا بكم وتوفعيا عليِكم«).(5
وقصد ألفونسو بذلك أن تكون العرمكة خارج بلده فإذا انزم ولقوا به يكون مأسيهم ف أرضهم
1
دولة المرابطين ,صا ).(81 )(
2
انظر :الحلل ،صا ).(34 )(
3
انظر :الندلسُ فى عهد المرابطين ،صا ).(83 )(
4
انظر :الكامل) ،جُّ .(6/303 )(
5
الروض المعطار ،صا ) ،(88نفح الطيب ).(6/96 )(
79
ولبد مأن الستعداد لكتساحا بلده ،وبذلك تنُجو مأن التدمأي ،وإذا انتصرم حدث ذلك ف أرض أعدائه.
وصل ألفونسو إل بطحاء الصزلفقة وخيِم على بعد ثلثة أمأيِال مأن اليِش السلم يفصل بيِنُهمَّا نرم
بطليِوس يشرمب مأنُه التحاربون).(1
لقد انزعج ألفونسو مأن ميء الرمابطي انزعاعجا كبعيا,ن حيِث شعرم بعودة الرموحا العنُوية إل أهال
الفنسفديلسِ الذين كان يسومأهم سوء العذاب ،ييقصتل رجالم ويسب نساءهم ،ويأخذ مأنُهم الزية ،ويتقرمهم
ويزدريهم ،ويتلعب بصيهم,ن وينُتظرم الفرمصة لستئصالم مأن الفنسفديلسِ ،لتعم النُصرمانيِة ف سائرم البلد،
ويرمتفع الصليِب على أعنُاقْ العباد ،وإذا بالرمابطي يرمبكون مططاته ويبددون أحلمأه.
صا للفارس لذلك أراد ألفونسو أن يوصجه ضرمبة قاصمَّة لن كان السبب ف استدعاء الرمابطي وخصو ع
ع
الغوار السعتفعمَّد بن فعزباد وقرمينُه التفبفوصكل بن الفطسِ ،وكان يرمىَّ أن نصرمه يعتمَّد على تكبيِل القوة الزداخلزيِة
ي ي
ف الفنسفديلسِ بالزائم التتاليِة والتلحقة.
أمأا الرمابطون بعد ذلك سيجعون إل وطنُهم الصلى الغرمب ،وبالقضاء على الفنسفديلسِ يسهل
القضاء على الرمابطي بسبب جهلهم بالطبيِعة الغرمافيِة للبلد.
وما ساعد ألفونسو على أن يعيِش ف تلك الحلم فتور مأعظم أهل الفنسفديلسِ بسبب ترمفهم
ونعيِمَّهم وجبنُهم وحبهم للحيِاة وهرموبم مأن الشهادة ،كمَّا أن أسباب الزيإة نارمت ف ذلك التمَّع
التهالك.
أمأا السعتفعمَّد بن فعزباد صاحب إشبيِليِة والتفبفوصكل بن الفطسِ صاحب بطليِوس فقد قرمرا امأتشاقْ
السام ،ف يمَّن ظفرم عاش سعيِدا ومأن مأات ي
كان شهيِعدا).(2 ع ف ف
لمَّافعة مأا وصلوا إل مأا وصلوا
وأمأا الرمابطون الذين ترمبوا على تعاليِم السلم وأصول أهل السنُة وا ف
إليِه إل بعد ترمبيِة عمَّيِقة ،وتكوين فرميد وإيإان راسخ ساهم علمَّاء وفقهاء الالكيِة ف ذلك ،وعلى رأسهم
الفقيِد الشهيِد ابن ياسي,ن فقد مأرموا برماحل صقلتهم وحرموب زكتهم ،وأصبحوا مأتشصوقي إل الستشهاد
مأعتمَّدين على رب العباد,ن آخذين بأسباب النُصرم العنُوية والادية.
وكان رأىَّ الرمابطي إن العرمكة ف الفنسفديلسِ مأصيية للمأة السلمأزيِة وبذلك ل يإكن العتمَّاد على
شعب مأهزوم وقع ف أسرم العاصى والذنوب.
وكمَّا أن انتصارهم ف الفنسفديلسِ يرمعب أعداءهم وخصومأهم ف الغرمب ويتم بنُصرمهم إنقاذ السلم
والضارة ف ذلك البلد البعيِد عن العال السلمأي.
1
)( ابن الكردبوس صا ) ،(93روض القرطاس صا ) ،(94نقل ص عن دولة المرابطين,
صا ).(84
2
)( انظر :دولة المرابطين ،د .سإعدون عباس ،صا ).(85
80
كان ألفونسو يقود حرمعبا صليِبيِة شرمسة ضد السسلععمَّي ،ودعمَّته الكنُيِسة ف رومأا بالنُود والعتاد
ألفونسو ف حرمبه القدسة ضد السسلععمَّي.ي والمأوال ،ورغبت بلدان الفرمنة بالوقوف مأع
ي
إن الانب الادىَّ عنُد النُصارىَّ كان أعلى بكثي ما عنُد الرمابطي ،ولكزن الانب العنُوىَّ عنُد
الرمابطي ل حدود له.
وأرسل يوسف بن تاشفي إل ألفونسو كتاعبا يعرمض عليِه الدخول ف السلم أو دفع الزية أو
الرمب ،وما جاء ف كتاب المأي:ى »بلغنُا يا أذفونش أزنك نوت الجتمَّاع بنُا,ن وتنُزيِت أن تكون لك فيبسل ض
ك
تعب البحرم عليِها إليِنُا ،فقد جزناه إليِك ،وجع ال ف هذه العرمصة بيِنُنُا وبيِنُك ،وترمىَّ عاقبة ادعائك )ومأا
دعاء الكافرمين إل ف ضلل(« ).(1
ولا قرمأ ألفونسو الكتاب زاد غضبه وذهب بعقله وقال:ى »أبثل هذه الخاطبة ياطبن وأنا وأب نغرمم
الزية لهل مألته مأنُذ ثاني سنُة؟« ) (2وقال لرسول المير يوسف» :مقل للمير ل تتعب
نفسك أنا أصل إليك«) ،(3وإصننا سنلتقى فى ساحةَ المعركةَ ) ،(4ومعنى ذلك أنأ ألفونسو
اخأتار الحَّرب ،وحاول ألفونسو حامى حمى النصرانيةَ فى إسبانيا أنأ يخدع الممنسلمممين
ويمكر بهم ،فكتب إلى المير يوسف فى تحَّديد يوم المعركةَ فكتب إليه» :إنأ بعد غد
الجمعةَ ل نحَّب مقابلتكم فيه لصنه عيدكم ،وبعده السبت يوم عيد اليهود ،وهم كثير فى
محَّلتنا ،وبعده الحد عيدنا ،فنحَّترم هذه العياد ،ويكونأ اللقاء يوم الثنين« فكانأ
جواب المير يوسف» :اتركوا اللعين وما أحب«) (5فاعترض الممنعتبممد وقال للمير
يوسف» :إنها حيلةَ منه وخأديعةَ إصنما يريد غدرنا فل تطمئن إليه ،وقصده الفتك بنا يوم
الجمعةَ فليكن الناس على استعداد له يوم الجمعةَ كل الصنهار«).(6
واستعد الممنسلمممونأ لرصد تحَّركات النصارى وكانأ حدس الممنعتبممد صائلبا صحَّيلحَّا,
ورصدوا تحَّرك العدو نحَّوهم.
وانقض الجيش الذى يقوده رودريك بمنتهى العنف على معسكر الممنسلمممين من
البننبدملسيين فتصصدى فرسانأ المرابطين الذين يقودهم داود ابن عائشةَ الذين أرسلهم
يوسف ابن تاشفين على عجل لدعم البننبدملسيين ،وصمد المرابطونأ أمام هجوم
النصارى ،واضطر النصارى إلى الرتداد إلى خأط دفاعهم الثانى وظهرت من داود
ابن عائشةَ وجنوده كفاءة قتاليةَ لم يعرف لها مثيل ،واخأتار ا من المرابطين شهداء،
واحتدم الصراع ،وزحف ألفونسو ببقيةَ جيشه ،وأقرنأ زحفه بصياح هائل أفزع قلوب
البننبدملسيين قبل خأوضهم المعركةَ ،ولذوا بالفرار ووجدوا أنفسهم أمام أسوار بطليوس
للحتماء بها ،ولم يصمد منهم إل فارس البننبدملسيين وقومه »الممنعتبممد بن بعصباد وأهل
1
وفيات العيان ).(7/116 )(
2
دولة المرابطين ،صا ).(78 )(
3
روض القرطاس ،صا ).(94 )(
4
الندلسُ فى عصر المرابطين ،صا ).(82 )(
5
الحلل الموشية ،صا ).(36 )(
6
أعلم العلم ،تحقيق العبادي ,صا ).(243 )(
81
إشبيليةَ« وأبلى بللء عظيلما وعقرت تحَّته ثلثةَ أفراس ،وأصيب بجروح بليغةَ،
واستمرت المعركةَ الرهيبةَ ،وصمد الممنعتبممد مع داود ابن عائشةَ حتى فلت السيوف،
وتكسرت الرماح ,وصبر الممنسلمممونأ فى المعركةَ صبلرا عظيلما سجل فى صفحَّات المجد
والعزة والكرامةَ فى تاريخنا المجيد.
وبدأت قوة الممنسلمممين تضعف وتتقهقر أمام ضربات النصارى الحَّاقدة ،وأيقن
ألفونسو ببلوغ النصر ممعتبقملدا إنأ هذه هى قوة الممنسلمممين المقاتلةَ التى ظهر العياء
عليها ،وأخأذت موقف المدافعةَ ،ولم يستغرقا ألفونسو طويلل فى أحلمه حتى وثب
جيش من المرابطين إلى ميدانأ المعركةَ أرسله المير يوسف بقيادة سير بن أبى بكر
على رأس الحَّشم لمساندة القوات السلمصيةَ ،فتقصوت بذلك معنوياتهم فى معركةَ مالت
إلى هزيمتهم ،وزحف المير يوسف بحَّرسه المرابطي ،وقام بعمليةَ التفاف سريعةَ
باغت فيها معسكر العدو من الخلف ،ووصل إلى خأيامه وأحرقها وأباد حراسها ،ولم
ينج منهم إل القليل ،وكانت طبول المرابطين تدقا بعنف فترتج منها الرض ،ورغاء
الجمال يتصاعد إلى السماء فبث الذعر فى نفوس العداء وهلعت قلوبهم) .(1وذهل
ألفونسو عندما رأى بعض حرس معسكره فادرين ،وأتته الخأبار من داخأل المعسكر
باستيلء المرابطين عليه ،وأصنه خأسر حوالى عشرة آلف قتيل) ,(2ووجد ألفونسو نفسه
محَّاصلرا من الممنسلمممين فاضطر للقتال متقهقلرا نحَّو معسكره المحَّروقا ،ولكن يوسف
ض عليه كالسيل ،وقاتل ألفونسو عند ذلك لم يترك له الفرصةَ للتقاط النفاس ،فانق ص
ل
قتال المستميت ،وكانأ المير يوسف يبث الحَّماس فى نفوس الممنسلمممين قائل» :يا معشر
الممنسلمممين اصبروا لجهاد أعداء ا الكافرين ,ومن مرمزقا منكم الشهادة فله الجنةَ ومن
سلم فقد فاز بالجر العظيم والغنيمةَ« ،وكانأ رحمه ا يقاتل فى مقدمةَ الصفوف وهو
ابن التاسعةَ والسبعين ،وكأنأ العنايةَ اللهيةَ كانت تحَّميه) ،(3وكانأ فقهاء الممنسلمممين
وصالحَّوهم يعظونأ الجنود ويشجعونهم على مصابرة أعداء الددين ،وفى هذا الجو
الرهيب من القتال الذى دام بضع ساعات وسقط فيه آلف القتلى ،وغمر الدم ساحةَ
المعركةَ عندما دفع المير حرسه الخاصا من السودانأ إلى القتال ،فترجل منهم أربعةَ
آلف كانوا مسلحَّين بدروقا اللمط وسيوف الهند
ونزاريق الزانأ).(4
اندفعوا إلى المعركةَ اندفاع السود فحَّطموا مقاومةَ النصرانيةَ ،وتكصسرت
شوكتهم ,وانقض أسد من أسود الممنسلمممين على ألفونسو وطعنه فى فخذه ،ولذ
النصارى بالفرار ،وتمنى ألفونسو الموت على العيش ,ولجأ مع خأمسمائةَ فارس من
فرسانه إلى تل قريب ينتظر الظلم لينجو من سيوف المرابطين).(5
ومنع يوسف جنوده من اللحَّاقا بهم ،وكانت مناسبةَ للفونسو الذى تابع سيره مع
الظلم إلى طملبنيمطبلةَ ،وصل إليها مغمولما حزيلنا كسيلرا جريلحَّا بعد أنأ فقد خأيرة رجاله
وجنوده وقادة جيشه.
وفقد ألفونسو فى الدزلبقةَ القسم العظم من جيشه ،وأمر يوسف بضم رءوس
1
) (2ابن الكردبوس ،صا ).(93 الحلل الموشية ،صا ).(42 )( 2
3
الندلسُ فى عهد المرابطين ،صا ).(85 )(
4
الروض المعطار ،صا ).(92 )(
5
ملوك الطوائف ،صا ).(314 )(
82
القتلى من النصارى ،فعمل الممنسلمممونأ منها مآذنأ يؤذنونأ عليها ,واستشهد فى تلك
المعركةَ الخالدة جماعةَ من العلماء والفقهاء ،قلما يجود الزمانأ بمثلهم منهم قاضى
مراكش عبد الملك المصمودي ،والفقيه الناسك أبو العصباس بن رميلةَ القرطبي).(1
وجمع الممنسلمممونأ السلب والغنائم التى تركها النصارى وراءهم فى ساحةَ المعركةَ،
وآثر المير يوسف بها ملوك البننبدملس ،وقد عصرفهم أنأ هدفه الجهاد فى سبيل ا
ونصرة السلم).(2
وأرسل المير يوسف إلى المغرب أخأبار النصر المبين وهذا نص خأطابه» :
أصما بعد حملدا ل المتكدفل بنصر أهل دينه الذى ارتضاه ،والصلة والسلم على
سيدنا ممبحَّصمد أفضل وأكرم خألقه ،فإنأ العدو الطاغيةَ لما قربنا من حماه وتوافقنا بإزائه
بلغناه الدعوة ،وخأيرناه بين السلم والجزيةَ والحَّرب ،فاخأتار الحَّرب ،فوقع التفاقا
بيننا وبينه على الملقاة يوم الثنين 15رجب وقال :الجمعةَ عيد الممنسلمممين ,والسبت
عيد اليهود ,وفى عسكرنا منهم خألق كثير ،والحد عيدنا نحَّن ،فافترقنا على ذلك،
وأضمر اللعين خألف ما شرطناه وعلمناه أنهم أهل خأدع ونقض عهود فأخأذنا أهبةَ
الحَّرب لهم ،وجعلنا عليهم العيونأ ليرفعوا إلينا أحوالهم ،فأتتنا النباء فى سحَّر يوم
الجمعةَ 12رجب أنأ العدو قد قصد بجيوشه نحَّو الممنسلمممين ،يرى أنه قد اغتنم فرصته
فى ذلك الحَّين ،فنبذت إليه أبطال الممنسلمممين ،وفرسانأ المجاهدين فتغشته قبل أنأ
يتغشاها ،وتعصدته قبل أنأ يتعداها ،وانقضت جيوش الممنسلمممين على جيوشهم كانقضاض
العقاب على عقيرته ،ووثبت عليهم وثوب السد على فريسته ،وقصدنا برايته السعيدة
المنصورة فى سائر المشاهد مشتهرة ونظروا إلى جيوش لمتونةَ نحَّو ألفونسو – فلصما
أبصر النصارى راياتنا المشتهرة المنتشرة ،ونظروا إلى مراكبنا المنتظمةَ المظفرة،
وأغشتهم بروقا الصفاح ,وأظصلتهم سحَّائب الرماح ,ونزلت بحَّوافر خأيولهم رعود
الطبول بذلك الفياح ،فالتحَّم النصارى بطاغيتهم ألفونسو ،وحملوا على الممنسلمممين حملةَ
منكرة؛ فتلصقاهم المرابطونأ بنصيات خأالصةَ وهمم عاليةَ ،فعصفت ريح الحَّرب وركبت
دائم السيوف والرماح ،بالطعن والضرب ،وطاحت المهج وأقلبت سيل الدماء فى
هرج ,ونزل من سماء ا على أوليائه النصر العزيز والفرج.
ووصلى ألفونسو مطعولنا فى إحدى ركبتيه طعنةَ أفقدته إحدى ساقيه فى 500فارس
من ثمانين ألف فارس ومائتى ألف راجل قادهم ا على المصارع والحَّتف العاجل،
وتخصلص إلى جبل هنالك ,ونظر النهب والنيرانأ فى محَّلته من كل جانب وهو من أعلى
الجبل ينظرها شذلرا ،ويحَّيد عنها صبلرا ،ول يستطيع عنها دفلعا ول لها نصلرا ،فأخأذ
يدعو بالثبور والويل ،ويرجو النجاة فى ظلم الليل ،وأمير الممنسلمممين يحَّمد ا؛ قد ثبتت
فى وسط المعركةَ مراكبه المظفرة ،تحَّت ظلل بنوده المنتشرة منصولرا لجهاد مرفوع
العداء ،ويشكر ا تعالى على ما منحَّه من نيل السؤال والمراد ،فقد سرح الغارات
فى محَّلتهم تهدم بناءها ،وتصطلم ذخأائرها وأسبابها ،وتريه رأى العين دمارها
ظا وأسلفا على أنامل كفيه، ونهبها ،وألفونسو ينظر إليها نظر المغشى عليه ،ويعض غي ل
فتتابعت البهرجةَ الفرار ،رؤساء البننبدملس المهزومين نحَّو بطليوس والفار ،فتراجعوا
1
)( الروض المعطار ،صا ).(95
2
)( المصدر السابق نفسه.
83
حذلرا من العار ،ولم يثبت منهم غير زعيم الرؤساء والقصواد ،أبو القاسم الممنعتبممد بن
بعصباد ،فأتى أمير الممنسلمممين وهو مهيض الجناح ،مريض عنه وجراح ،فهنأه بالفتح
الجليل ،وتسلصبل ألفنش تحَّت الظلم فالرا ل يهدى ول ينام ومات من الخمسمائةَ فارس
الذين كانوا معه بالطريق أربعمائةَ فلم يدخأل طملبنيمطبلةَ إل مائةَ فارس والحَّمد ل على
ذلك كثيلرا.
وكانت هذه النعمةَ العظيمةَ والمنةَ الجسيمةَ يوم الجمعةَ 12رجب 479هـ23/
شهر أكتوبر 1086م ..العجمي).(1
ف إليه البشرى بالنصر ،وكانأ وأرسل الممنعتبممد إلى ابنه الرشيد فى إشبيليةَ يز ل
الناس بانتظار النباء على أحدر من الجمر ،وقد حمل الرسالةَ الحَّمام الزاجل وهى
مقتضبةَ إذ ل تتعدى السطرين ،هذا نصها» :اعلم أنه التقت جموع الممنسلمممين بالطاغيةَ
ألفونسو اللعين ففتح ا للممنسلمممين وهزم على أيديهم المشركين والحَّمد ل رب
العالمين ،فأعلم بذلك من قبلك إخأواننا الممنسلمممين والسلم« ،وقرئت الرسالةَ بمسجد
إشبيليةَ فعمها السرور ،ثم توالت الكتب تفيض بأخأبار النصر منها إنشاء الكاتب ابن
عبد ا بن عبد البر النمرى وفيه يحَّدد تاريخ المعركةَ وسيرها وما أظهره ألفونسو من
الغدر والخأرة للصالحَّين).(2
وأصبح يوم الدزلبقةَ عند المغاربةَ والبننبدملسيين مثل يوم القادسيةَ واليرموك» :يوم
لم يسمع بمثله من القادسيةَ واليرموك ،فياله من فتح ما كانأ أعظمه ،يوم كبير ما كانأ
أكرمه ،فيوم الدزلبقةَ ثبتت قدم الددين بعد زلقها وعادت ظلمةَ الحَّق إلى إشراقها«.
نتائج معركة الزلقة:
كانت لمعركةَ الدزلبقةَ نتائج مهمةَ من أهمها:
صا بعد أنأ أنقذ ا بها سقوط -1رفع الروح المعنويةَ لهل البننبدملس ,خأصو ل
طةَ من سقوط محَّصتم ،وأزاح عن ملوك الطوائف وأمرائها كابوس بسنرقمنس ب
النصارى ومتطلباتهم التى ل تنتهى من الجزيةَ وغيرها.
صةَ أنهم قد هزموا فى بدء -2سقوط هيبةَ ملوك الطوائف أمام رعاياهم خأا ص
المعركةَ ولول أنأ أكرمهم ا بالمرابطين لضاعت البننبدملس.
-3امتناع الرعيةَ عن دفع الضرائب المخالفةَ لتعاليم السلم وتعللقهم بالمرابطين.
-4مصهدت الدزلبقةَ إلى إسقاط دول الطوائف فيما بعد على يد منقذيهم.
-5ظهور نجم يوسف بن تاشفين والمرابطين فى العالم أجمع.
-6انصياع قبائل المغرب التى كانت مترددة فى ولئها وتنتظر فرصةَ الوثوب
على المرابطين ،وبذلك تكونأ نتيجةَ معركةَ الدزلبقةَ أنأ جعلت تلك القبائل
تخلد إلى السكينةَ وأعلنت ولءها التام.
-7عمت الفراح أرجاء العالم السلمى فى شرقه وغربه وأعتقت الرقاب ومسصر
العلماء والفقهاء بهذا النبأ السعيد.
1
)( انظر :الحلل الموشية ،صا ).(47-45
2
)( المصدر السابق ،صا ).(47
84
-8أصيب نصارى السبانأ بهزيمةَ تعيسةَ أصثرت فى نفوسهم ,وتحَّطمت آمالهم فى
الستيلء على أراضى الممنسلمممين فى البننبدملس وإبعادهم.
-9جعلت النصارى ميردتبونأ أمورهم ويودحدونأ صفوفهم ,ويتنازلونأ عن
صراعاتهم الصداخألمصيةَ.
وغير ذلك من النتائج المهمةَ التى غيرت مجرى تاريخ البننبدملس وبلد المغرب.
بعد أنأ رتب المير يوسف أموره بعد معركةَ الدزلبقةَ عاد إلى إشبيليةَ ،ودعا
رؤساء البننبدملس إلى اجتماع عام ،وطلب منهم التفاقا والتحَّاد ضد عدوهم المشترك
الذى نخر فيهم بسبب اخأتلفهم؛ فأجابه الجميع بقبول وصيته وتحَّقيق رغبته ،وترك
ثلثةَ آلف جندى مرابطى للدفاع عن ثغور البننبدملس بقيادة سير بن أبى بكر).(1
رابعا :رجوع المير يوسإف إلى المغرب:
ص
لقد عدد المؤرخأونأ أسباب رجوع يوسف إلى المغرب وهو لم يجمن ثمرة
النتصار بعد إلى أسباب منها:
ضا. -1وفاة ابنه المير أبى بكر الذى استخلفه على سبتةَ وكانأ مري ل
-2اضطراب الحَّدود الشرقيةَ بسبب تحَّالف بنى بحصماد مع عرب بنى هلل
وحاولوا غزو المناطق الحَّدوديةَ التابعةَ للدولةَ المرابطيةَ.
-3أراد أنأ يتفقد الولة والمحَّصكام الذين تركهم فى المممدنأ والقرى ،وينظر فى أمور الرعيةَ.
-4أراد أنأ يخرج من إلحَّاح مسلمى البننبدملس الذين طلبوا منه تعلقب ألفونسو وجنوده
حيث إنه رأى إنأ قواته ل تستطيع أنأ تسيطر على كل البننبدملس لتساع أراضيها.
-5خأشى من إبراهيم بن أبى بكر بن عمر الذى زعم أنه له حق شرعى فى
استخلف والده المجاهد الكبير.
إن نظرمتى للتاريخ السلمأى تؤمصكد ل مأعن عظيِعمَّا ف حيِاة أمأتنُا أل وهو أن العاركَّ الفاصلة ف
تاريها اليِد ل تكون إل لقوم أقامأوا الشرميعة على مأستوىَّ الشعب واليِش والقادة ،وهذا العن واضح ف
سية الرمابطي الذين تدزرجوا ف مأرماحلهم وأقامأوا شرمع ربم على أنفسهم.
ولذا أرىَّ أن مأن أقوىَّ السباب على الطلقْ ف نصرم ال للمَّرمابطي هو تسكهم وتكيِمَّهم
للقرمآن والسنُة على مأستوىَّ شعبهم ودولتهم وجيِشهم وقائدهم ،ولذلك يهمَّنُا كثعيا أن نبي أثرم تكيِم
شرمع ال ف المأم والشعوب واليِوش والفرماد.
***
1
)( انظر :الحلل الموشية ،صا ).(47-45
85
المبحث الرابع
أثر الحكم بما أنزل الله على مجتمع المرابطين
تمهيد:
إن التألمأل ف كتاب ال وسنُة رسوله × وف حيِاة المأم والشعوب تعطى العبد مأعرمفة أصيِلة بأثرم سنُن
ال ف النفسِ والكون والفاقْ,ن وأوضح مأكان لسنُن ال وقوانيِنُه كتاب ال تعال,ن قال تعال:ى ﴿يجلريجد اًلج
لليْبييْبنَ لمجكمُ وييرهلديجكمُ سمننَ اًللذينَ لمنَ قميبللجكمُ وييجتوُب معلميْجكمُ واًل معلليْمُ ح ل
كيْءمُ﴾ ]النُساء:ى.[26 ر ر مم م ر ر م ج ء م م جم م ر م م م ر ج
وسنُن ال تتضح بالدراسة فيِمَّا صزح عن رسول ال × بالطالعة ف سنُته × ،فقد كان يقتنُص الفرمص
والحداث ليِدل أصحابه على شيء مأن السنُن ،ومأن ذلك أن
ناقته × »العضباء« كانت ل يتسبق ،فحدث مأرمة أن سبقها أعرماب على قعود له ،فشزق ذلك على
أصحاب النُب × ،فقال لم × كاشعفا عن سنُة مأن سنُن ال:ى »حق على الله أن ل يرتفع
شيء من الدنيا إل وضعه« ).(1
وقد أرشدنا كتاب ال إل تتبع آثار السنُن ف المأكنُة بالسعى والزسسي ،وف الزمأنُة مأن الزتاعريخ
والصسي.
وأرشدنا القرمآن الكرمي إل مأعرمفة السنُن بالنُظرم والتفلكرم ،قال تعال:ى ﴿قجلل اًنَرظججرواً مماَمذاً لفىِ
ت مواًلنيجذجر معنَ قميروُسم لل يجيرؤلمجنوُمن فميمهرل يميرنتملظجرومن إللل لمثرمل أملياَلم
ض مومماَ تجيغرلنىِ اًلممياَ ج سماَواً ل
ت مواًلمرر ل اًل ل م م
اًللذيمنَ مخلمروُاً لمنَ قميربلللهرمُ قجرل فماَنَريتملظجرواً إلبنَىِ مممعجكمُ بممنَ اًلرجمرنتملظلريمنَ﴾ ]يونسِ:ى.[102 ،101
ومن خلل آيات القرآن يظهر لنا أن السنن اللهية تختص
بخصائص:
ل ل
أولص :أشنها قدر سإابق :قال تعال:ى﴿مماَ مكاَمن معملىِ اًلنلبلبي مرنَ محمرسج فيْمماَ فميمر م
ض اًلج لمهج
ل قممدلراً لمرقجدولراً﴾ ]الحزاب:ى.[38 ل لفىِ اًللذينَ مخلموُاً لمنَ قميربل ومكاَمن أمرمر اً ل
جسلنمة اً ل
ج جم م ر
أىَّ أن حكم ال تعال وأمأرمه الذىَّ يقدره كائن ل مالة ،وواقع ل ميِد عنُه ،ول مأعدل ،فمَّا شاء
كان ومأا ل يشأ ل يكن.
1
)( أخرجه البخاري ،كتاب الجهاد والسير ،باب ناقة رسإول الله × )جُّ ،(6/86
حديث رقم ).(2872
86
ثانيصا :أشنها ل تتحول ول تتبدل :قال تعال:ى ﴿لملئنَ لرمُ مينتمله اًلرجممناَفلجقوُمن مواًللذيمنَ لفىِ
ك لفيْمهاَ إللل قملليْلل ممرلجعوُلنَيْمنَ ض مواًلرجمررلججفوُمن لفىِ اًلرمملدينملة ملنجيغرلريمينل م
ك بللهرمُ ثجلمُ لم يجمجاَلوجرونَم م قجيجلوُبللهمُ لممر ء
ل لفىِ اًللذينَ مخلموُاً لمنَ قميربل وملنَ تملجمد للسجلنلة اً ل
ل مأيرينمماَ ثجلقجفوُاً أجلخجذواً وقجيتبيلجوُاً تميرقلتيْلل سنة اً ل
جم م ر م م
ل﴾ ]الحزاب.[62-60: تميربلدي ل
صيْراً سنة اً ل
ل ل ل ل ل لل
وقال﴿ :مولمروُ مقاَتميلمجكجمُ اً ذيمنَ مكمفجرواً لمموُ جوُاً اًلردمباَمر ثجلمُ لم يمججدومن مولظيْاَ)1مو(لم نَم ل
ل﴾ ]الفتح. [23 ،22: ل تميربلدي ل ت لمنَ قميربل وملنَ تملجمد للسجلنلة اً ل اًللتىِ قمرد مخلم ر
جم
ثالثصا :أنها ماضية ل تتوقف :قال تعالى﴿:جقل للللذيمنَ مكمفجرواً لإن مينتميجهوُاً يجيغممفرر
ت اًلوليْمنَ﴾ ]النفال.[38: ت جسنل ج ف مولإن يميجعوُجدواً فميمقرد مم م
ض ر لمجهرمُ لماَ قمرد مسلم م
رابصعا :أنها ل لتخالف ول تنفع مخالفتها :قال تعالى﴿ :أمفميلمرمُ يملسيْجرواً لفىِ
ضف مكاَمن معاَقلبمةج اًللذيمنَ لمنَ قميربلللهرمُ مكاَنَجوُاً أمركثميمر لم رنيجهرمُ موأممشلد قجيلوُلة موآمثاَلراً لفىِ اًلمرر ل ض فميميْنظججرواً مكريْ م اًلمرر ل
ت فملرجحوُاً بلمماَ لعرنمدجهمُ بممنَ اًلرلعرللمُفمماَ أمرغمنىِ مع رنيجهمُ لماَ مكاَنَجوُاً يركلسبوُمن فميلملماَ جاَءتريجهمُ رسلججهمُ لباَرلبييْبيمناَ ل
م م م ر جج م ج م
ل ل
مومحاَمقْ بهمُ لماَ
ل لل ل ل ل لل
نَ مكاَنَجوُاً به يمرستميرهلزجئوُمن فميلملماَ مرأمرواً بمأرمسمناَ مقاَلجوُاً آمملناَ باَل مورحمدهج مومكمفررمنَاَ بمماَ جكلناَ به جمرشلركيْ م
كت لفىِ لعمباَلدهل مومخلسمر جهمناَلل م ل اًللتىِ قمرد مخلم ر ت اً ل ك مينمفعججهرمُ لإيمماَنَجيجهرمُ لملماَ مرأمرواً بمأرمسمناَ جسنل م فميلمرمُ يم ج
اًلرمكاَفلجرومن﴾ ]غافر.[85-82:
ت
خامسا :ل ينتفع بها المعاندون ،ولكن يتعظ بها المتقون﴿:قمرد مخلم ر ص
س موجهلدىِ ل ل
ف مكاَمن معاَقبمةج اًلرجممكبذبيْمنَ مهمذاً بميميْاَءن بلللناَ ل لمنَ قميربللجكرمُ جسنمءنَ فمسيْجرواً فىِ اًلمرر ل
ض مفاَنَرظججرواً مكريْ م ل ل
موممروُلعظمةء لبرلجمتللقيْمنَ﴾ ]آل عمران.[138 ،137:
سإادسإصا :أنها تسرى على البر والفاجر ،فالمؤمنون – والنبياء
أعلهإم قدصرا – تسرى عليهم سإنن الله ,ولله سإنن جارية تتعلق
بالثار المترتبة على من امتثل شرع الله أو أعرض عنه ،وبما أن
المرابطين التزموا بشرع الله فى كل شئِّونهم ومسروا بمراحل
طبيعية فى حياة الدول فإن أثر حكم الله فيهم واضح وبيين.
ما الثاروللحكم بما أنزل الله آثار دنيوية وأخرى أخروية ,أ ش
الدنيوية التى ظهرت لى فى دراسإتى لشعوب الملثمين التى
قامت بهم دولة المرابطين فعدة أمور منها:
أولص :السإتخلف والتمكين:
1
)( لقد اسإتفدت من كتاب الحكم والتحاكم فى خطاب الوحي للشيخ عبد العزيز
مصطفى كامل فى بيان أثر الحكم بما أنزل الله.
87
حيث نجد أن المرابطين منذ زعيمهم عبد الله بن ياسإين
حرصوا على إقامة شرع الله فى أنفسهم وأهإليهم ،وأخلصوا لله
واهإم وشد شتحاكمهم فى سإيرهإم وعلنيتهم ،فالله سإبحانه وتعالى ق ش
أزرهإم حتى اسإتخلفهم فى الرض ،وأقام المرابطون شريعة الله
ل الملك,فى الرض التى حكموهإا ،فمكن لهم المولى عشز وج ش
ووطأ لهم السلطان.
وهإذه سإنة رشبانية نافذة ل تتبدل فى الشعوب والمم التى
تسعى جاهإدة وجادة لقامة شرع الله تعالى.
والمتأمل فى القرآن الكريم يجد هإذه السنة ماضية فى الفراد
والشعوب والمم ،فيوسإف عليه السلم اسإتخلف فى الرض بعد
أن ابلتلى فأبلى وظهر منه أنه كان من المخملصين ،وعندما قال له
ك اًلريْميروُمم لممديريمناَ لملكيْءنَ أملميْءنَ﴾ ]يوسإف [54 :عرف أنه قد جاء أوان الملك﴿ :إلنَل م
السإتخلف ،فاسإتعد لتبعته ونهض لحمل رسإالته فقال﴿:مقاَمل اًرجمعرللنىِ
معملىِ
ظ معلليْءمُ﴾ ]يوسإف ،[55:وصار بهذا من أهإل التمكين: ض إلبنَىِ محلفيْ ء
مخمزاًئللنَ اًلمرر ل
ك﴿مومكمذلل م
شاَء ولم نَج ل
ضيْجع أمرجمر صيْ ل ل ثيم ل ل ف لفىِ اًلمرر ل مملكلناَ للجيْوُجس م
ب بمررحممتمناَ ممنَ نَم م ج م
شاَءج نَج جض يميمتبميلوُأج م رنيمهاَ محريْ ج م
اًلرجمرحلسلنيْمنَ﴾ ]يوسإف.[56:
قق سإنة التمكين فى بنى إسإرائيل ،قال وقد بشين الله تعالى تح ل
ل ل
ل
ض مونَمرجمعلمجهرمُ أمئلمةل مونَمرجمعلمجهجمُ اًلرموُاًلرثيْمنَ﴾ ل
ضعجفوُاً فىِ اًلمرر لتعالى﴿ :مونَجلريجد مأن نَلجملنَ معملىِ اًللذيمنَ اًرستج ر
]القصص.[5:
ن الله عليهم وكان بعد وراثة الرض والسإتخلف فيها أن م ش
ذابالتمكين إنفا ص
ل
ي فررمعروُمن مومهاَمماَمن ل ل ب
لمشيئِّته السابقة ،قال تعالى﴿ :مونَجممكمنَ لمجهرمُ فىِ اًلمرر ل
ض مونَجر م
موجججنوُمدجهمماَ لم رنيجهمُ لماَ مكاَنَجوُاً يمرحمذرومن﴾ ]القصص.[6:
ضُح هإذه السنة فى القرآن الكريم كما هإى ملموسإة فى وبذلك تت م
واقع المم والشعوب.
دا إياهإم بما وقد خاطب الله تعالى المؤمنين من هإذه المة واع ص
وعد به المؤمنين قبلهم ،فقال سإبحانه فى سإورة السنور﴿:مومعمد اًلج
ت لميْمرستمرخللمفنليجهرمُ لفىِ اًلمرر ل
صاَللحاَ ل ل ل ل
ض﴾ ]النور .[55:أى بدل ص اًلذيمنَ آممنجوُاً مرنجكرمُ مومعملجوُاً اًل ل م
88
ف اًللذيمنَ لمنَ قميربلللهرمُ﴾ من بنى إسإرائيل) ،(1فإذا حقق عن الكفار ﴿مكمماَ اًرستمرخلم م
الناس اليمان وتحاكموا إلى شريعة الشرحمن ،فستأتيهم ثمرة ذلك
وأثره الباقى ﴿مولميْجممبكنملنَ لمجهرمُ لدينميجهجمُ اًللذىِ اًررتم م
ضىِ لمجهرمُ﴾ فتحقيق التحاكم إلى
دين.
دين يتحقق به السإتخلف ،وتحقيق الحكم به يوصل إلى ال ي ال ي
سنشية التى أقامها
وهإذا ما رأيته فى دراسإتى للدولة ال س
المرابطون.
ثانيا :المن السإتقرار:
ص
كانت بلد المغرب قبل وصول المرابطين دويلت متنازعة فيما
بينها ،بل بعض هإذه الدويلت لها معتقدات تخرجها عن الملة ،كما
أن قبائل الملثمين كانت متناحرة فيما بينها ،وصراعهم مع الزنوجُّ
لم يستقر مما وشلد لهم الخوف والزعاجُّ الشديد.
وبعد أن أكرم الله المرابطين بتوحيد قبائل صنهاجة ،وسإاروا
حد المغرب القصى كسله، فى جهادهإم المجيد سإيرة حسنة ،وتو ش
سر الله لهم المن والسإتقرار فى تلك الربوع التى حكم فيها ي ش
شرع الله.
كن الله لها,حيث نجد أن دولة المرابطين بعد أن اسإتخلفت وم ش
أعطاهإا دواعى المن وأسإباب السإتقرار حتى لتحافظ على
ه لهإل اليمان والعمل مكانتها ،وهإذه سإنة جارية ماضية ضمن الل ل
بشرعه وحكمه أن ييسر لهم المن الذى ينشدون فى أنفسهم
وواقعهم ,فبيده -سإبحانه -مقاليد المور ،وتصريف القدار ،وهإو
ب المن المطلق لمن اسإتقام على مقلب القلوب ،والله ي مهم ل
التوحيد وتطهر من الشرك بأنواعه.
ك لمجهجمُ اًلرمجنَ موجهمُ يمرهتمجدومن﴾ سوُاً لإيمماَنَميجهرمُ بلظجرلسمُ جأولمئل م ل لل
قال تعالى﴿:اً ذيمنَ آممنجوُاً مولمرمُ يميرلب ج
]النعام .[82:فنفوسإهم فى أمن من المخاوف ومن العذاب
والشقاء ,إذا خلصت لله من الشرك صغيره وكبيره .إن تحكيم
شرع الله فيه راحة للنفوس لكونها تمسُ عدل الله ورحمته
وحكمته ،إن الله تعالى بعد أن وعد المؤمنين بالسإتخلف ثم
التمكين لم يحرمهم بعد ذلك من المن والطمأنينة والبعد عن
صاَللحاَ ل ل ل ل
ت الخوف والفزع ،قال تعالى ﴿:مومعمد اًلج اًلذيمنَ آممنجوُاً مرنجكرمُ مومعملجوُاً اًل ل م
ف اًللذيمنَ لمنَ قميربلللهرمُ مولميْجممبكنملنَ لمجهرمُ لدينميجهجمُ اًللذىِ اًررتم م
ضىِ لمجهرمُ ض مكمماَ اًرستمرخلم م لميْمرستمرخللمفنليجهرمُ لفىِ اًلمرر ل
مولميْجبمبدلمنليجهمُ بمنَ بميرعلد مخروُفللهرمُ أمرملناَ يميرعبججدونَملنىِ لم يجرشلرجكوُمن لبىِ مشريْلئاَ﴾]النور .[55:وإن تحقيق
العبودية لله ونبذ الشرك بأنواعه يحقق المن فى النفوس على
1
)( انظر :تفسير الجللين ،صا ).(466
89
مستوى الفراد والشعوب.
وهإذا ما حدث لقيادات المرابطين وشعبهم الذى انقاد لمنهج
رب العالمين.
ثالثصا :النصر والفتح:
إن المرابطين حرصوا على نصرة دين الله بكل ما يملكون،
وتحققت فيهم سإنة الله فى نصرته لمن ينصره ,لن الله ضمن
وته ،قال لمن اسإتقام على شرعه أن ينصره على أعدائه بعشزته وق ش
ي معلزيءز اًللذيمنَ لإن لملكلناَجهرمُ لفىِ اًلمررض أمقاَجموُاً
م ل صمرلن اًلج ممنَ مين ج
صجرهج إن اًلم لممقلوُ ي تعالى﴿ :مولمميْن ج
ل معاَلقبمةج اًلججموُلر﴾ ]الحج.[40،41: ل
صلممة وآتميوُاً اًللزمكاَمة وأممرواً لباَلرمرعروف ونَميمهوُاً معلنَ اًلرمرنمكلر و ل
ج م م مج م ج م ر اًل ل م ج
يقول سإيد قطب رحمه الله» :وما حدث قط فى تاريخ
البشرية أن اسإتقامت جماعة على هإدى الله إل منحها القوة
والمنعة والسيادة فى نهاية المطاف لعدادهإا لحمل أمانة الخلفة
فى الرض وتصريف الحياة . .إن الكثيرين ليشفقون من اتباع
شريعة الله والسير على هإداه ،يشفقون من عداوة أعداء الله
ومكرهإم ،ويشفقون من تأسلب الخصوم عليهم ،ويشفقون من
المضُايقات القتصادية وغير القتصادية ،وإن هإى إل أوهإام كأوهإام
ف لمنَ أمر ل قريش يوم قالت لرسإول الله ×﴿ :لإن نَليتلبللع اًلرجهمدىِ مممع م
ضمناَ﴾ ك نَجيتممخطل ر ر ر
]القصص.[57:
ما اتبعت هإدى الله سإيطرت على مشارق الرض ومغاربها فل ش
)(1
فى ربع قرن أو أقل من الزمان« .إن الله تعالى أيد المرابطين
ن عليهم بالفتح؛ فتح الراضى وإخضُاعها لحكم على العداء وم ش
الله تعالى ،وفتح القلوب وهإدايتها لدين السإلم.
إن المرابطين عندما اسإتجابوا وانقادوا لشريعة الله جلبت لهم
الفتح ،واسإتنزلت لهم نصر الله.
كام والشعوب السإلمشية التى تبتعد عن شريعة الله تذل ح ش
إن ال ل
نفسها فى الدنيا والخرة.
كام والقضُاة والعلماء فى الدعوة إلى ح ش
إن مسئِّولية ال ل
تحكيم شرع الله مسئِّولية عظيمة ليسألون عنها يوم القيامة
أمام الله ،قال ابن تيمية -رحمه الله» :-إذا حكم ولة المر
بغير ما أنزل الله ،وقع بأسإهم بينهم . .وهإذا من أعظم
أسإباب تغسير الدول كما جرى هإذا مرة بعد مرة فى زماننا
من أراد الله سإعادته جعله يعتبر بما أصاب وغير زماننا ،و م
1
)( فى ظلل القرآن) ،جُّ .(4/2407
90
من أيده الله ونصره ،ويجتنب مسلك غيره ،فيسلك مسلك م
صمرلن اًلج ممنَ
من خذله الله وأهإانه ،فإن الله يقول فى كتابه﴿ :مولمميْن ج م
ل ل
ي معلزيءز﴾ إلى ﴿مول معاَقبمةج اًلججموُلر﴾ ]الحج.[40،41:
صجرهج إن اًلم لممقلوُ ي
مين ج
فقد وعد الله بنصر من ينصره ،ونصره هإو نصر كتابه ودينه
)(1
من يحكم بغير ما أنزل الله ويتكلم بما ل يعلم .
ورسإوله ،ل نصر م
رابعصا :العز والشرف:
طر فى كتب سإ ي
إن عز المرابطين وشرفهم العظيم الذى ل
منكهم بكتاب الله وسإنة رسإوله × ،إن م س م الشتامريخ يرجع إلى تم س
يعتز بالنتساب لكتاب الله الذى به تشلرف المة ،وبه يعلو ذكرهإا
وضع رجله على الطريق الصحيح وأصاب سإنة الله الجارية فى
إعزاز وتشريف من يتمسك بكتابه وسإنة رسإوله × ،قال تعالى:
كرمُ كلمتاَلباَ لفيْله لذركجرجكرمُ أمفملم تميرعلقجلوُمن﴾ ]النبياء.[10 :
﴿لممقرد أمنَريمزلرمناَ إللمريْ ج
قال ابن عشباس – رضى الله عنهما -فى تفسير هإذه الية :فيه
ى شرفكم) ،(2فهذه المة ل تستمد الشرف والعزة إل من
ى اسإتمساكها بمأحكام ى ى
السإلم ،كما قال عمر بن الخطاب » :ىىى ى ى
ىىى ىىى ىىىى ىىىىىى ىىىى ىىىىىىىىى ىىىىى ىىىى
ىىىى ىىىى ىى ىىىىى ىىىى ىىىىى ىىىى«)(3ى ىىىى
ىىىىى
ىىى ىىى ىىىىىىىىىىىى ىى ىىىىى ىىىىىىىى ى ى ىىى
ى
ىىىىىى ىىىىىىىى ىىىىىىى ىى ىىىىىى ىى ىى ى
ىىى ىى ى
ى ى
ىىى ىىى ىى ىىى ىىىى ىىى ىىىىى ىىى ىىى ىى ىىى ىىى
ىىىىىىىىى ىىى.
ىىى ىىىىى﴿ :ممنَ مكاَمن يجلريجد اًلرلعلزمة فملل لله اًلرلعلزةج مجلميْلعاَ﴾ ]فاطر [10:يعنى من
ل).(4 طلب العزة فليعتز بطاعة الله عشز وج ش
ل اًلرلعلزةج موللمرجسوُللله موللرلجمرؤلملنيْمنَ مولملكلنَ اًلرجممناَفللقيْمنَ لم يميرعلمجموُمن﴾
وقال تعالى﴿ :و ل
م
]المنافقون.[8:
إننى عندما مررت بسيرة المام ابن ياسإين ذكرت وصفه بأشنه
ممهامبة عظيمة فى نفوس أتباعه ,ونال شرصفا وعزة فى قومه.
ذو م
ت أنه إذا
وعندما مررت بسيرة المام أبى بكر بن عمر ،ذكر ل
1
مجموع الفتاوى )جُّ .(35/388 )(
2
انظر :تفسير ابن كثير )جُّ .(3/170 )(
3
أخرجه الحاكم فى المستدرك فى اليمان )جُّ .(1/62 )(
4
ابن كثير )جُّ .(2/526 )(
91
ركب للجهاد ركب معه 500ألف من قومه يجاهإدون معه.
وعندما ذكرت سإيرة المير يوسإف بن تاشفين ذكرت وصفصا له
خلق للزعامة.كأنه ل
ورأيت فى سإيرة هإؤلء البطال عصزا وشرصفا نالوه بالسإتعلء
ذل ،كان اسإتعلؤهإم على شهوة النفسُ وبالسإتعلء على القيد وال س
حا فى سإيرتهم العطرة ،كانت على الخضُوع الخانع لغير الله واض ص
حياتهم خضُوعا ص لله وخشوعا ،وخشية لله وتقوى ومراقبة لله فى
السراء والضُراء ،وهإذا هإو سإسر عزهإم وشرفهم فى تاريخنا
السإلمى المجيد.
لقد عاش المرابطون فى بركة من العيش ،ورغد من الحياة
الطيبة التى وصلوا إليها بإقامة دين الله.
سمماَلء مواًلمرر ل
ض قال تعالى﴿:ولموُ إن أمرهل اًلرجقرىِ آمنجوُاً واًتليمقوُاً لممفتمرحمناَ معلمريْلهمُ بيرمكاَ س
ت بممنَ اًل ل مم م م م م ر مر
مولملكنَ مكلذبجوُاً فمأممخرذمنَاَجهمُ بلمماَ مكاَنَجوُاً يمركلسجبوُمن﴾ ]العراف.[96:
سا :انتشار الفضُائل وانزواء الرذائل:
خام ص
لقد انتشرت الفضُائل فى عصر المرابطين وانحسرت الرذائل،
فخرجُّ جيل فيه نبل وكرم وشجاعة وعطاء وتضُحية من أجل
العقيدة والشريعة ،متطلصعا إلى ما عند الله من الثواب ,يخشى من
ح ش
كامه إلى عقاب الله؛ لقد اسإتجاب ذلك المجتمع بشعبه ودولته و ل
ما ليحييه من اليمان والقرآن وسإنة سإيد النام عليه أفضُل الصلة
والسلم.
إن آثار تحكيم شرع الله فى الشعوب التى نفذت أوامر الله،
ونواهإيه ظاهإرة بينة لدارس الشتامريخ ،وإن تلك الثار الطيبة التى
أصابت دولة المرابطين لهى سإنن من سإنن الله الجارية والماضية
التى ل تستبدل ول تتغير ،فأى شعب يسعى لهذا المطلب الجليل
والعمل العظيم يصل إليه ولو بعد حين ،ويرى آثار ذلك التحكيم
ح ش
كامه. على أفراده ودولته و ل
إن الغرض من البحاث الشتامريخية السإلمشية السإتفادة الجادة
من أولئِّك الذين سإبقونا باليمان؛ فى جهادهإم وعلمهم وتربيتهم
وسإعيهم الدءوب لتحكيم شرع الله ،وأخذهإم بسنن التمكين
وفقهه ,ومراعاة التدسرجُّ والمرحلية ،والنتقاء من الشعب والرتقاء
بهم نحو الكمالت السإلمشية المنشودة.
إن النتصارات العظيمة فى تاريخ أمتنا يجريها الله تعالى
كى نفسه، ن أخلص لربه ودينه ،وأقام شرعه ،وز ش م ي
على يدى م
من فراغا ,لقد جاهإد المرابطون زل م
قة م ولهذا لم يأت فتح ال ي
92
م
حا مبيصنا فى معركة
ما وفت ص
را عظي ص فى الن يد مللسُ وحققوا نص ص
مين.سل م م قة وأنقذ م الله بهم ال ل
م ي زل م
ال ي
***
93
المبحث الخامسُ
الندلـــــسُ بعد الزلقــــــة
بعد رجوع يوسإف بن تاشفين إلى المغرب للسإباب التى
ذكرتها تولى قيادة المرابطين القائد الميدانى سإير بن أبى بكر,
الذى واصل غاراته الناجحة مع أمير بطليوس على أواسإط
ت قوالته مع قوات البرتغال الحالية مما يلى تاجة ،وقد أثخن ي
المرابطين فى تلك البقاع.
مد بن ع مشباد ضربات موفقة بقيادته إلى عدة معيت م مجه ال ل كما و ش
دن حول ط لل مي يط مملة ,ثم اتجه نحو أرض مرسإية ،حيث اسإتقشرت م ل
ل
جموع الفرسإان النصارى بقيادة الكنبيطور فى أحد الحصون
دن المسلمين ,خاصة مدينة م ل
القريبة التى تشن غاراتها على ل
مد انهزم واضطشر أن يلتجئ إلى قلعة لورقة معيت م م المرية ,إل أن ال ل
ص
مد بن ليون ,ثم توجه نحو قرطبة تاركا مرسإية ح ش م م فى كنف واليها ل
لمصيرهإا.
دنم ل
وبدأت قوات النصارى تتجمع حول ألفونسو الذى أربك ل
حصن لييط المنيع الواقع على مسيرة شرق ال من يد مللسُ ,متخذين من م
مين. سل م م
م ي
ن الغارات على أراضى ال ل يوم من لورقة مركصزا لش ي
فلم يمض عام واحد على هإزيمة ألفونسو حتى عاد نشاطه
وجيشه ,ونقل مقر العمليات إلى شرق ال من يد مللسُ الذى خيمت عليه
الفرقة السياسإية ,بعكسُ غرب ال من يد مللسُ الذى كانت تحكمه
مملكتان قويتان هإما مملكة إشبيلية وبطليوس ,تعضُدهإما فرقة
من المرابطين قوامها ثلثة آلف رجل على رأسإها القائد العظيم
سإير بن أبى بكر).(1
تأذى أهإل غرب ال من يد مللسُ من النصارى الحاقدين فتوافدت
صا أهإل بلنسية ومرسإية وفودهإم على المير يوسإف ,وخصو ص
ولورقة ,يصفون للمير يوسإف ما نزل بهم على أيدى النصارى
الذى يتحكمون فى حصن لييط.
مد المجاز إلى المغرب وطلب من يوسإف العبور، معيت م م
وعبر ال ل
م جواز يوسإف إلى الجزيرة الخضُراء ش ت لرغبته، يوسإف فاسإتجاب
فى ربيع الول سإنة 481هإـ1088 /م ,ومن هإناك كتب المير
يوسإف إلى جميع أمراء ال من يد مللسُ يدعوهإم إلى الجهاد ،ثم تحشرك
المير يوسإف إلى مالقة فى صحبة أميرهإا تميم بن بلقين ،كما
لحق المير عبد الله بن بلقين صاحب غرناطة ,والمعتصم بن
مد بن ع مشباد ،بالضافة إلى أمراء مرسإية صمادح ،فضُل ص عن ال ل
معيت م م
1
)( تاريخ المغرب والندلسُ ,صا ).(62
94
وشقورة وبسطة وجيان ،ولم يتخلف من ملوك الطوائف سإوى
ابن الفطسُ صاحب بطليوس ،وتوجهت تلك الجموع لضُرب
الحصار على حصن لييط الذى كان يسكنه ألف فارس واثنا عشر
فا من المشاة من جنود النصارى الحاقدين أصحاب النزعة أل ص
الصليبية النتقامية ،واسإتبسل النصارى فى الدفاع عن الحصن
مين وإلحاق الخسائر سل م م
م يوكانوا يخرجون ليل ص للنقضُاض على ال ل
بهم.
واسإتمشر الحصار بدون جدوى وظهرت صراعات ملوك
الطوائف فيما بينهم ووصلت للمير يوسإف الذى سإاءه ذلك كثيصرا.
مد بن ع مشباد للمير يوسإف خروجُّ ابن رشيق معيت م م
وشكى ال ل
صاحب مرسإية عن الطاعة ودفعه الموال للفونسو السادس
تقرصبا إليه ،وظهرت المشاكل بين أبناء بلكين
عبد الله وتميم للمير يوسإف ،وكأن ل عمل له إل حل المشاكل
والمنازعات بين
الطراف المتنازعة.
وتضُايق المير يوسإف من خيانة ابن رشيق الذى دفع أموال ص طائلة
للفونسو ,وعرض المر على الفقهاء والعلماء الذين أفتوا بإزاحته من
مد ،واسإتغاث ابن رشيق بالمير يوسإف الذى معيت م م
وتسليمه لل ل حكمه
دين ول يستطيع مخالفتها ).(1 ال أحكام أجابه بأنها م
ي ش
مدمعيت م مأبى بكر باعتقاله وتسليمه لل ل وأمر القائد سإير بن
طا عليه إبقاءه حصيا ).(2 مشتر ص
وكانت لفتوى الفقهاء عند قادة المرابطين مكانة عظيمة
يضُعونها فوق كل اعتبار.
ر جيش ابن رشيق من المعركة ،ومنع الزاد على وف ش
ل
من معه من الن يد ملسيين الذين يحاصرون م
جيش المرابطين و م
الحصن ،فارتفعت السإعار ،ووقع الغلء واضطربت الحوال،
شا من وعندما علم ألفونسو بالخلفات التى وقعت حشد جي ص
ر المير أجل فك الحصار عن أتباعه فى حصن لييط ،فاضط ش
فا من معركة خاسإرة غير مأمونة يوسإف إلى فك الحصار خو ص
ل م
حكام الن يد ملسُ وتآمرهإم ش النتائج خاصة بعد الذى رآه من ل
واتصالهم بالعدو ،ورجع المير يوسإف إلى لورقة وترك أربعة
آلف مرابطى بقيادة داود ابن عائشة للمحافظة على
مد بن ح ش م م مرسإية وبعث بجنود إلى بلنسية بقيادة ل منطقة
)(3
تاشفين .
1
)( مذاكرات المير عبد الله ,صا ).(112
2
)( انظر :دولة المرابطين ،صا ).(108
3
)( ابن خلدون ,العبر) ،جُّ ،6صا .(187
95
واسإتطاع ألفونسو الوصول للحصن وأخرجُّ من نجا من الموت،
ورأى أن ل فائدة من الحتفاظ بالحصن ,لشنه يتطلب حماية كبيرة
معرضة لمصير سإابقاتها فقشرر إخلءه وتدميره ,واسإترجع ابن ع مشباد
ل.الحصن بعد أن أصبح أطل ص
لقد أيقن المير يوسإف إن أمراء ال من يد مللسُ ل يصلحون للحكم
ول يعتمد عليهم فى جهاد ،وبعد رجوع المير يوسإف فى عام
482هإـ1089/م عرض المر على الفقهاء والعلماء فأفتوا له بضُم
ال من يد مللسُ للمغرب.
وكان فقهاء وعلماء ال من يد مللسُ يؤيدون ذلك ،وكذلك فقهاء
وعلماء المغرب والمشرق ،وأرسإل المام الغزالى وأبو بكر
الطرطوشي) (1فتوى تؤيد عمله الجليل من أجل توحيد صفوف
مين.سل م م
م يال ل
يقول الغزالي فى شأن أمراء الطوائف :فيجب على المير
وأشياعه قتال هإؤلء المتمردة ول سإيما وقد اسإتنجددوا
بالنصارى) ،(2فقد أفتاه العلماء بجواز خلعهم وإزاحتهم ،وبأنه فى
حل مما تعهد لهم به من البقاء عليهم في جوازه الول ،لنهم
خانوا الله بمعاهإدتهم ألفونسُ على محاربة المسلمين؛ وبالتالي
فإن عليه أن يبادر إلى خلعهم جميصعا ،فإنك إن تركتهم وأنت قادر
عليهم ،أغاروا بقية بلد المسلمين إلى الروم وكنت أنت المحاسإب
بين يدي الله) ،(3وكان ممن اسإتفتى في هإذا الموضوع الفقيه
يوسإف بن عيسى المعروف بأبي الملجوم).(4
وطلب القضُاة والفقهاء من يوسإف أن يرجع ويوحد البلد
بالقوة ،لتدخل تحت الخلفة السإلمشية فى بغداد.
لقد كان ملوك الطوائف يهتمون بمصالحهم الخاصة ل ينظرون
إلى عزة أمتهم حتى وصفهم ابن حزم بقوله» :لو وجدوا فى
اعتناق النصرانية وسإيلة لتحقيق أهإوائهم ومصالحهم لما ترددوا
«).(5
مون فى ال من يد مللسُ يتمنون أن ينضُموا إلى دولة
سل م ل
م ي
وكان ال ل
المرابطين ,وعشبر عن ذلك فقهاؤهإم وعلماؤهإم وبرز الفقيه
القاضى ابن القلعى »قاضى غرناطة« ,الذى توطدت العلقة بينه
وبين يوسإف بن تاشفين منذ ذهإاب أول بعثة إلى المغرب لطلب
حاالنجدة ،إذ كان أحد أعضُائها ,وكان يرى فى المير يوسإف صل ص
1
المصدر السابق نفسه. )(
2
رسإائل أبي بكر بن العربي ،تحقيق د.عصمت دندش صا .198 )(
3
الكتفاء لبن الكردبوس صا ).(106 )(
4
الثر السياسإي للعلماء في عصر المرابطين ،محمد بن بييه صا ).(155 )(
5
رسإالة ابن حزم ,نقل ص عن دول الطوائف ,محمد عبد الله عنان ,صا ).(406 )(
96
ما.وعدل ص وحز ص
حاول المير عبد الله ابن ملك غرناطة أن يتخلص منه
فاعتقله ,ثم اضطر
إلى إطلق سإراحه ،فهرب إلى قرطبة ،ومن هإناك اتصل بالمير
يوسإف وأطلعه على خفايا من المور ،وأفتى بخلع ملوك
الطوائف ,وتفاعل مسلمو ال من يد مللسُ مع هإذه
الفتوى الموفش م
قة).(1
***
1
)( دولة المرابطين ،صا ).(113
97
المبحث السادس
فتوى فى جواز ضم الندلسُ بالقوة والقضُاء على
ملوك الطوائف
أرسإل المام أبو بكر بن العربى المالكى إلى المام الغزالى
كتاصبا يشرح فيه موقف ملوك الطوائف بال من يد مللسُ من حركة يوسإف
بن تاشفين الجهادية ،ويطلب منه فتيا فى ذلك ،قال المام أبو بكر
بن العربي» :وكان أشهر من لقينا من العلماء فى الفاق ،ومن
سإارت بذكره الرفاق ،ولطول باعه فى العلم ورحب ذراعه ،المام
مد الطوسإى الغزالي ،فاسإتدعينا منه فتيا وكتاصبا، ح ش م م أبو حامد بن ل
واختصرت لفظ الفتيا لوقت ضاق عن تقييدهإا لكن أنبه على
معناهإا وهإو :فى علم المام ما ذكر فى وصف خلل أمير
دين أبى يعقوب يوسإف بن تاشفين أمير مين وناصر ال ي سل م مم يال ل
دين، ل م
المغربين الن يد ملسُ والعدوة ،وما أوضحت لديه من إعزاز ال ي
مين ،وهإو حميرى النسب ومعه المرابطون ،وقد سل م م م ي والذب عن ال ل
ش ل م
وقفوا أنفسهم على الجهاد ،وقد كانت جزيرة الن يد ملسُ قد تملكها
من تاريخ ابتداء الفتنة سإنة أربعمائة ,عدة ثوار تسوروا على البلد،
قلبوا بألقاب الخلفاء وخطلبوا فضُعف أهإلها عن مدافعتهم ،وتل ش
للنفسهم ،وضربوا النقود بأسإمائهم ،وأثاروا الفتنة بينهم لرغبة ك ي
ساق فى ف ش واحد منهم فى السإتيلء على صاحبه ،واسإتبانوا ال ل
ضُا ،واسإتنجدوا الرقاء والصنائع الطلقاء فى محاربة بعضُهم بع ص
بالنصارى عندما اعتقد كل واحد منهم أنه أحق من صاحبه ،وعند
مين ،وحينما انكشف للنصارى ضعف سل م مم ي ذهإاب شوكة ال ل
مين ،طلبوا سل ممل ي م ال بلد إلى والمخارجُّ المداخل وعلموا مين،سل م مم يال ل
قة ،ثم المعاقل وأخذوا بالحرب كثيصرا منها من غير مؤونة ول مش ش
مين إلى المرابطين واسإتصرخوهإم فلباهإم سل م مم ي لجأ الباقى من ال ل
مسملمين ووصل إلى البحر ،فاسإتاء بعض الرؤسإاء وفاصء أمير ال ل
مين فى اسإتدعائهم له ،ووصل سل م م
م ي
دا معلى ال ل للمشركين ،وحق ص
المير إلى غرب الن يد ملسُ فمنحه الله نصصرا ،وألجم الكفار السيف، ل
ثم عاود الجواز فى العام الثالث من هإذا الفتح فتهيبه العدو،
صن منه ،ولم يخرجُّ للقائه مع تثاقل الرؤسإاء عنه ،وعثر وتح ش
لحدهإم على خطاب يشجع العدو على اللقاء ،واسإتولى على من
قدر عليه من الرؤسإاء من البلد والمعاقل ،وبقيت طائفة من
رؤسإاء الثغر الشرقى من جزيرة ال من يد مللسُ ،حالفوا النصارى أو
مين إلى الجهاد ،والدخول فى سل م م
م يصاروا معه إلصبا ،ودعاهإم أمير ال ل
بيعة الجمهور ،فقالوا :ل جهاد إل مع إمام من قريش ،ولست به،
أو مع نائب عن المام ،وما أنت ذلك ،فقال :أنا خادم المام
98
العشباسإي ،فقالوا له :أظهر لنا تقديمه إليك ،فقال :أو ليست
الخطبة فى جميع بلدى له؟ فقالوا :ذلك احتيال .ومردوا على
النفاق ،فهل يجب قتالهم؟ وإذا ظفر بهم كيف الحكم فى
أموالهم؟ وهإل على المسلم حرجُّ فى قتالهم؟ وهإل على المام
العشباسإى أن يبعث بمنشور يتضُمن تقديمه له على جهادهإم ،فإنهم
إشنما خرجوا عليه بأن المير خادمه ،وهإو يخطب له على أكثر من
ألفى منبر ،وتضُرب السكة باسإمه إلى غير ذلك ،ومتى وصف
دا وإنما خادم أمير المؤمنين المستظهر، نفسه قال :لست مستب ص
وهإذا أشهر أن يؤكد بالتحلية ,وأظهر من أن يجدد بالتزكية.
فللشيخ المام الجل الزاهإد والوحد أبى حامد أتم الجر ،وأعم
-
الشكر فى النعام بالمراجعة فى هإذا السؤال إن شاء الله تعالى
).(1
أول :فتوى المام الغزالى فى موقف كل من يوسإف بن تاشفين ص
وملوك الطوائف والخلفة العباسإية:
فأجاب المام الغزالى رحمه الله» :لقد سإمعت من لسانه وهإو
الموثوق به الذى يستغنى عن شهادته عن غيره وعن طبقة من
ثقاة المغرب الفقهاء وغيرهإم ،من سإيرة هإذا المير -أكثر الله من
المراء أمثاله -ما أوجب الدعاء لمثاله ،ولقد أصاب الحق فى
إظهار الشعار المامى المستظهرى -حرس الله على
المستظهرين ظلله -وهإذا هإو الواجب على كل ملك اسإتولى على
مين فى مشارق الرض ومغاربها ،فعليهم سل م م
م ي
قطر من أقطار ال ل
ق ،وإن لم يكن بلغهم صريح تزيين منابرهإم بالدعاء للمام الح ي
التقليد من المام ،أو تأخر عنهم ذلك لعائق ،وإذا نادى الملك
المستولى بشعار الخلفة العباسإية ،وجب على كل الرعايا
والرؤسإاء الذعان والنقياد ،ولزمهم السمع والطاعة ،وعليهم أن
يعتقدوا أن طاعته هإى طاعة المام ،ومخالفته هإى مخالفة المام،
وكل من تمرد واسإتعصى وسإل يده عن الطاعة ،فحكمه حكم
صللجحوُاً بمي ريْينميجهمماَ فملإن بميغم ر ل ل
ت الباغي ،وقد قال تعالى﴿:مولإن طماَئلمفمتاَلن ممنَ اًلرجمرؤملنيْمنَ اًقريمتتميلجوُاً فمأم ر
ل﴾ ]الحجرات .[9:والفيئِّة إلرحمداًجهماَ معملىِ اًلجرخرىِ فميمقاَتللجوُاً اًللتىِ تميربلغىِ حلتىِ تملفيء إلملىِ أمرملر اً ل
م م م م
إلى أمر الله ،الرجوع إلى السلطان العادل المتمسك بولء المام
الحق المنتسب إلى الخلفة العباسإية ،فكل متمرد على الحق فإنه
مردود بالسيف إلى الحق ،فيجب على المير وأشياعه قتال هإؤلء
المتمردة عن طاعته ،ول سإشيما وقد اسإتنجدوا بالنصارى المشركين
مين الذين هإم أولياء سل م م م ي وأوليائهم ,وهإم أعداء الله فى مقابلة ال ل
الله ،فمن أعظم القربات قتالهم إلى أن يعودوا إلى طاعة المير
العادل المتمسك بطاعة الخلفة العباسإية ,ويتركوا المخالفة،
1
)( انظر :دراسإات فى تاريخ المغرب ،د .أحمد العبادي ،صا ).(480-479
99
جز أن ي لت مت مب شعم مدبرهإم ،ول أن ف عنهم ،وإذا قاتلوا لم ي م ل وجب الك س
ي لذ مشفف) (1على جريحهم ,بل متى سإقطت شوكتهم وانهزموا ،وجب
مين منهم دون النصارى الذين ل سل م م
م ي
ف عنهم ،أعنى عن ال ل الك س
مين ،وأما ما يظفر به من سل م م
م ي
يبقى لهم عهد مع التشاغل بقتال ال ل
أموالهم فمردود عليهم أو على وريثهم ،وما يؤخذ من نسائهم
وذراريهم فى القتال مهدرة ل ضمان فيها وحكمهم فى الجملة فى
البغى على المير المتمسك بطاعة الخلفة ،والمستولى على
المنابر والبلد بقوة الشوكة حكم الباغى على نائب المام ،فإنه وإن
خر عنه صريح التقليد لعتراض العوائق المانعة من وصول المنشور تأ ش
بالتقليد فهو نائب بحكم قرينة الحال ،إذ يجب على المام المصر أن
يأذن لكل إمام عادل اسإتولى على قطر من أقطار الرض ،فى أن
يخطب عليه ،وينادى بشعاره ويحمل الخلق على العدل والنصفة ،ول
ينبغى أن يظن بالمام توقف فى الرضا بذلك والذن فيه.
وإن توشقف فى كتبه المنشور ،فالكتب قد يعوق عن إنشائها
وإيصالها المعاذير ،وأما الذن والرضا بعدما ظهر حال المير فى
سإة وابتغاء المصلحة للتفويض والتعيين فل رخصة سميا م
العدل وال ي
فى تركه ،وقد ظهر حال هإذا المير بالسإتفاضة ظهوصرا ل شك
فيه ،وإن لم يكن عن إيصال الكتاب وإنشائه عائق ،وكانت هإذه
الفتنة ل تنطفئ إل بأن يصل إليهم صريح الذن والتقليد بمنشور
مقرون بما جرت العادة بمثله فى تقليد المراء ،فيجب على
حضُرة الخلفة بذل ذلك .فإن المام الحق عاقلة أهإل السإلم ،ول
ل له أن يترك فى أقطار الرض فتنة ثائرة إل ويسعى فى يح س
إطفائها بكل ممكن ،قال عمر » :ىى ىىىى ىىىىى ىىى ىىى
ىىىىىىى ىى ىىى ىىىىىىىى ىىىى ىىىىىىىىىىىى ىىى
ىىىىىىى« ,ىىى ىىىىىى ىى ىىى ىىىىى ىىىى ىىى ىىىى
ىى ىىى ىىىىىى: ىى ىىىىى» :ىى ىىى ىىىىى« ىىىى ىىى ى
ى
»ىىىىىى ىى ىىىى ىىىىىىىى« ,ىىىى ىىى ىىىىى ىى ىى
ىىىى ىىىى ىى ىىىى ىى ىىىى ىىىى ىى ىىىىىى ىىى
ىىىى ىى ىىىىىىى ىى ىىىىى ىىىىىى ىى ىىى ىىىى
ىىىىى ىىىى ىى ىىىىىى ىىىىىىى ىىى ىى ىىىى ىى ىىى
ىىىىى ىىىىى ىىى ىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىىى
ىىىىىىىىىى ىىى ىىىى ىىىىىى ىىىى ىىى ,ىىىى ىىىى
ىى ىى ىىىىىى ىىىىىى ىى ىىىىى ىىى ىىىىىى ىىى ىىىى
ىىىى ىىى ىىى ىىى ىىىىى ىى ىى ىىىىىىى ىى ىىىى
ىىىىىىى ىىى ىىىى ىىى ىىىىىىى ىىى ىىىى ىىىىىىى
ىىىىىىىى ىى ىىىى ىىىىى ىىى ىىىى ىى ىىىىى ىىىىى
1
)( ل يذفف :ل يجهز.
100
ىى ىىى ىىىىى ىىىىىى ىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىى ى
ىى ى
ى ى
ىىىىىىى ىىىى ىى ىىىىىىى ىىىى ىى ىىىىىى ىىىىى
ىىىىىى ىىىى ىى ىىى ىىى ىى ىىىىىىى ىىىىى ىى ىىىى
ىىىىى ىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىى ىىىىىى ىىىىىى ىىى
ىىىى ىى ىىى ىىىىى ىى ىىىى ىىىىىى ىىىى ىى ىىى
ىىىى ىىىىىى ىىىى ىى ىىىى ىىىىىىى, ىىىىى ىىىىى ى ى
ىىىىىى ىى ىى ىىىى ىىى ىىىىى ىى ىىىىى ىى ىىىى ىىى
ىىىىى ىىىىىىىىى ىىىىىىىى ىىىىىىىىىى ىىىىىىىى
ىىىىىىىىى ىى ىىىىى ىىىىى ىىىىىى ىىىىىىى
ىىىىىىىى ىىىىىىىى ىىىىىى ىىىىىىىى ىىىى ىىى ىى
ىىىى ىىىى ىى ىىىىى ىىىىىى ىىىى ىى ىىى ىىىىى
ىىىىى ىىىى).(1
ىىىى ىى ىى ىىىى ىىىىىى ىىىىىىى ىى ىىىى ىى
ىىىىىى ىىىىى ىىىىىىى ىىىى ىىى ىىى ى ىىىى ىىىى ىى
ىى ىىىى ىىىىىى ى
ىىىىى ىىىىىى ىى ىىىىىى ىىىىىىىىى ى
ىىىىىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىىىى.
ى ىىىىى ىى ى
ىىىىى ىىىى ىى ىىىىىىى ىىىىىىىى ىىىى ىىىى
ىى ىىىىىى ىىىىىى ىىىىىى ىىى ىى ىىى ىىىىى ىى
ىىىىىىى
ىىىىىى ىىىىىى ,ىىىىىىى ىىىىىىى ىى ىىىى ىىىىىىى
ىىىىىىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىىى.
ىى ى
ىىى ىى ىى ىى ىى ىىىى ىىىىىى ىىىى ىى ىىىى
ىىىىىىى ىىىى ىى ىىىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىى
ىىىىىىىى ىىىىىىىىىى ىىىىىىىى.
ىى ىى ىىىى ىى ىىىى ىىىى ىىىىىىى ىىىىى ىىىىىى
ى ىىىى ىىى ىىىىى ىىىىىىى ىىىىىى ىىىىىىىى ىىىى ى
ىىىىىى ى ى ىى ىىىىى ىى ىىى ى ىىىىىى ىىىىى ىى ى ىىىى
ى
ى
ى
ىىىىىى ىىىىى ىى ىىىى ىىىىىى ىىىى ىى ىىىى ىىىىىىى
ى
ىىىىىىىى ىىى ىىىى ىىىىى ىىى ىىىى ىى ىىىىىىىىىى ى
ى ى
ىىىىىىى
ى ىىىىى ىىىىىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىىى ىىى
ى ىىىىىى ى
ىىىىىى
ىىىىىى ىىى ىى ىىى ىى ىىىى ىىىىى ىى ى ى
ى ىىىىىى ىىىى ىى ىىىىىىى ىى ىىىىىىى ىى ىىى
ى ى ى ىى ىىى
ىىىىىى ىىىىى ىىىى ىىىىىى ىىىى ىىىى ىىى ىىىى
ىىىىى ىىىىى ىىىىىىىى ىىىىى ىىىى ىىىىىىى ىىى
ىىىىىى ىىىى ىى ىىى ىى ىىىىى.
1
)( انظر :دراسإات فى تاريخ المغرب والندلسُ ،د .أحمد عبادي ,صا ).(484
101
ى
ى
ىىى ىىىى ىىىى ىى ىىىىىى ىىىىىى ىىىىى ىىىىىىى
ىىىىىىىى ىى ىىىىىىى ىىىىىىىىى ىىىىى ىىى ىىىىى ى
ىىىى ىىىىىى ىىىىىىى ىىىى ىىىى ىىى ىىىى ىى ىى
ىىىىى ىىىى ىىى ىىىىىى ىىىىىىىى ىى ىىى ى
ى ى ىىىىىىى
ىى ى ى
ىىىى
ىىىىى ىىىىىىىى ىىىى ى
ى ىىىىى ىىىىىىىى ىىىىى ىىى
ىىىىىىىى ىىىىىى. ىىىىىىى ىىىىىىى ى
ىى ى
ىى ىىىىى ىى ىىىىىى ىىىىىىىىى ىىىىىىىىى ى
ىىىىىىى ىىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىىى
ىىىىىىىى ى ى
ىىىىىىىى ىىىىىىىى, ى ىىىىىىى ىىىىىىىىى
ى ى ى
ىىىىىى ىىىىىىىىى ىىىىىى ىىىىىى ىى ىىىى ىى ىىىى ىىى
ىىى ىىىىى ىىىىىىىى ىى ىىىىىى ىىىىىى ىىىىىى
ىىىىى ىىى ىىى ىىىىىى ىىىىىىى ىىىىى ىى ىىى ىى
ى ىىىىىىىى .ى
ى ى
ىى ىىىى ىىىى ىىىى ىىى ىىىىى ى
ىىى ىىىىىى ىىىى ىى
ىىىىىىى ىىىىى ىىىى ىىىىىىى ىىىىىىىىى ىى ىىىى
ىىىىىىىى ىىى ىىى
ى ىىىىىى ىىىىىى ىىى ىىى ىىىىى
ى
ىىىىى ىىىىىى ىىىىى ىىى ىىىى ىىىىىىى ىىىى ىىى
ىىىىى ىىىىىىىى ىىىىىىى ىىىىى ىىىى ىىىىىى ,ىىىى
ىى ىىىى ىى ىىىى ىىىىىى ىىى ىىى ىىىىى ىىىىىىى ىىى
ىىىىى ىىىىى ىىى ىىىىى ىىىىى ىىىىىى ىىىىىىى ىىى
ىى ىىىىىىى ىىىىىىىىى ىىىىى ىىى ىى ىىىىىىى ى
ى
ىىىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىى ىىىىى ىىىىى ىىىىىىىىى
ىىىى ىىىىى ىىىىىىىىىىى ىى ىىىىىىى ىىىىىىىى
ىىىى ىىىىىىىى ىىى ىىى ىىىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىىى
ىىىىىىى ىىىى ىىى ىىى.
ى
ىىىىى ىىى ىى ىىىىى ىىىىى ىىىىى ىىى ىىىىى
ىىىىىىىى ىىىىىىىىى ى ىىىىىى ىىىى ىىىىىى ىىىىىى
ىىىىىىىى ىىىىىىىىى ىىىىى ىىىىى ىىىىىى ىىىىى
ىىىىى ىىىىىى ىىى ىىىىى ىىىىى ىى ىىىىىىىى
ىىىىىىى.
ى
ىى ىىىىىىى ىىىىىى ىىىىىىىى ىىىىى ىىىى ىى ىىى
ىىىىىىىىى ىىىىى ىىىىىىىى ىىىى ىىىىى ىىىىىىى ىى ى
ىىىىى ىىىىىىى ىىىىى ىى ىىىىىىى ىىىىىى ىىىىىىىى
ى ىىىىىىى.
ى ى
ىى ىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىىى ىىىى ىىىىىىى
ى
102
ى
ى
ىىىىىىىى ىىىىىى ىىىىىىىىى ىىىىىىىى ىىىىى ىىىى
ىى ىىىى ىىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىىى ىىىىىىىىى
ى ىىىىىىىى.
ى ىىىىىىىى
ى ى
ىى ىىىى ىىىىىىى ىىىىىى ىى ىىىىىىى ىىىىىىىىىى
ىىىى ىىىىىىى ى ى
ىىىىىىىى ىىى ىىىىى ىى ى
ىىىىىىىى ىى ىى ى
ىىىى ىىى ىىىىىىى ىىىىىىىىى ىىى ىىىى ىى ىىىى ىىى
ى
ىىىىى ىىىىىى ىىىىىىى ىىىى ىىىىىى ىىىىىى
ى ىىىىى . . .ىىى.
***
103
المبحث السابع
العبور الثالث للمير يوسإف بن تاشفين للندلسُ
1
)( انظر :معركة الزلقة ،صا ).(62
104
لكى يقوم عند الحاجة بإنجاد هإذا الجيش أو ذاك).(1
وسإقطت قرطبة فى يد المرابطين فى صفر 484هإـ1091/م
مد اللذين قتل »المأمون ويزيد معيت م مبعد مقاومة عنيفة من ابنى ال ل
م م ل
الراضي« ووصل المرابطون إلى ضواحى طلي يط ملة مهددين ملوك
النصارى ،واسإتولوا على قلعة رباح التى فتحت الطريق أمامهم
مد بن ع مشباد الذى أرسإل إلى معيت م مإلى قشتالة ،واشتد ش الخوف بال ل
ألفونسو يستنجده ضد المرابطين ،وعقد الخطر المشترك أواصر
الصداقة بينهم.
وسإقطت قومونة بعد حصار قصير فى ربيع الول
484/1091م ،وأصبح أمير إشبيلية فى خطر عظيم ،وجاءته
إمدادات النصارى التى أرسإلها ألفونسو بقيادة الكونت جومز،
وعدتها أربعون ألف رجل مرتجل ،وعشرون ألف فارس ،ووصلت
دى لهم القائد الشجاع إبراهإيم بن إلى مقربة من قرطبة وتص ش
إسإحاق فى جند الشجعان ،ونشبت بين الفريقين معركة حاسإمة،
أصاب فيها المرابطون بالرغم من خسائرهإم نصصرا كبيصرا مبيصنا،
وغدت إشبيلية بعد فرار النصارى تحت رحمة المرابطين ،وكانوا
قد ضربوا حولها الحصار ،وكان سإير بن أبى أبكر يقود الجيش
صر ،وفتحت إشبيلية عنوة فى رجب 484هإـ1091/م ،وكانت المحا م
س
مد بن ع مشباد مأسإاة حزينة ،وكانت عبرة لتقلب الدهإر، معيت م م خاتمة ال ل
وذلك أن الرجل الذى لبث زهإاء ربع قرن يقبض بيديه على مصاير
إسإبانيا ،والذى كان يحكم سإواد النصف الجنوبى لشبه الجزيرة،
والذى يرجع إليه سإبب اسإتيلء ألفونسو السادس على ط لل مي يط مملة،
والذى اسإتدعى المرابطين إلى ال من يد مللسُ ،اختتم حياته الحافلة
بالحداث فى غمرة البؤس والحزن فى أغمات المغرب فقد قبض
عليه بعد سإقوط إشبيلية ،وعلى نسائه وأبنائه وبناته – وهإم نحو
)(2
مد من معيت م م
مائة – وأرسإلوا إلى مراكش ،وفى طريقه تألم ال ل
قيده وضيقه وثقله فقال:
بذل الحديد وثقل القيود تبدشلت من ظل عيزم
البنود م
قا صقيل وعضُصبا رقي ص وكان حديدى سإناصنا
الحديد قا
ذلي ص
يعض بساقى عض وقد صار ذلك وذا أدهإما
السإود
مد
معيت م م
ل ال سإيرة فى الدب لقد أطنب الشعراء والمؤرخون وأهإل
بن ع مشباد ،وسإبب ذلك أمور كثيرة وأهإمها فى نظرى أن قضُيته
غريبة ،وشخصيته عجيبة ،ومشر بأمور رهإيبة وكانت سإيرته مليئِّة
1
)( انظر :معركة الزلقة صا ).(62
2
)( المصدر السابق ،صا ).(64
105
بالمتناقضُات فهو الذى قال» :رعى البل ول رعى الخنازير« وهإو
مين، سل م م م يالذى اسإتعان بالنصارى ،وأجلب خيلهم ورجالهم ضد ال ل
وسإيرته تبين لنا سإنن الله فى إعزاز من يشاء وإذلل من يشاء،
وإعطاء الملك لمن يشاء ونزعه ممن يشاء.
ك لملمرنَ تم م
شاَءج شاَءج مومتنلزعج اًلرجمرل م ك تجيرؤلتىِ اًلرجمرل م
ك ممنَ تم م ك اًلرمرل ل ل
قال تعالى﴿:قجلل اًل لجهلمُ مماَل م ج
ك معملىِ جكبل مشريسء قملديءر﴾ ]آل عمران.[26 : شاَء وتجلذيل منَ تم م ل
شاَءج بليْمدمك اًلر م ر
خيْيجر إلنَل م ل
موتجعيز ممنَ تم م ج م م
مد بن ع مشباد فى أغمات سإنة 488هإـ -رحمه الله
معيت م م
وتوفى ال ل
تعالى.-
وفى النادر الغريب أنه نودى فى جنازته بالصلة على الغريب،
من له البقاء والعشزة
بعد عظم)(1سإلطانه وجللة شأنه ،فتبارك م
والكبرياء .
من شعر المعتمد بن عباد:
دخل عليه ولده أبو هإاشم والقيود قد عضُت بساقيه فخاطب
قيده فقال:
أبيت أن تشفق أو ترحما قيدي ,أما تعلمنى
ما
مسل ص
ل
أكلته ول تهشم الع ل
ظما ب ،واللحم د شرا دمى
قد
فينثني ,والقلب قد ليبصرنى فيك أبو هإاشم
هإشمال
سم والمعلقما
جيرمعتهن ال س ت له مثله
ارحم أخيا ة
وقال ذات مرة بعد أن أحيط به فى إحدى معاركه:
ب الصديع
وت مينهنه القل ل لما تماسإكت الدموع
خضُوع
فليبد ل منك لهم ل قالوا الخضُوع ل سإياسإة
م النقيع
س س
على فمى ال ي ضُوع
خ موألذ من طعم ال ل
ملكى ولتسيلم القل م
ب دنا
ب عنى ال س
أتسل ي
ضُلوع
ال س
أن ل تحصينلنى الدروع ت يوم منزالهم
قد لرم ل
ـص عن الحشى شيء وبرزت ليسُ سإوى
د ملفوع القميـ
1
)( وفيات العيان )جُّ .(5/37
106
ب الصديع
وت مينهنه القل ل لما تماسإكت الدموع
خضُوع
بهواى ذلى وال ل ن
أجلى تأخشر ,لم يك ي
وكان فى أملى الرجوع ما سإرتل ق س
ط إلى
القتال
)(1
فروع ي
والصل تتبعه ال ل شيم الولى أنا منهم
ولما لتويفى فى أغمات رثاه الشعراء بقصائد معبرة عن
المشاعر النسانية الدفينة ,وممن رثاه شاعره المخلص أبو بحر
عبد الصمد بقصيدة طويلة أجاد فيها ،وأولها:
أم قد عدتك عن السماع ملك الملوك ،أسإامع
عوادي فأنادي
فيها كما قد كنت فى لما نقلت عن القصور
العياد ولم تكن
)(2
النشاد أقبلت فى الثرى لك
خاضصعا
مد بن ع مشباد عظيمة ،وتعاطف معه كثير معيت م ملقد كانت محنة ال ل
من المؤرخين والدباء والشعراء ،واتهموا يوسإف بن تاشفين
بالقسوة والغلظة وأشنه صحراوى بدوى نزعت الرحمة من قلبه،
واسإتدسلوا أنه ذو نزعة توسإعية دنيوية ،ولذلك أنزل العقوبة المؤلمة
على من اسإتطاع من ملوك ال من يد مللسُ وتخشلص منهم.
والواقع يقول :إن ابن تاشفين لم يطمع فى ال من يد مللسُ ،وتردد
مدمعيت م م ف عن الغنائم بعد اليزلمقة وتركها لل ل كثيصرا قبل العبور ،وع ش
ولمراء ال من يد مللسُ ،ولم يأخذ منها شيصئِّا ،وكانت عودته ,ثم عاد فى
الجواز الثانى بسبب اختلفات ملوك الطوائف الهزلي ،وتحال ل م
ف
بعضُهم مع ملوك النصارى ،ولما اشتد الخطب على أهإل ال من يد مللسُ,
دين صا على سإلمة ال ي وأفتى العلماء بخلع ملوك الطوائف حر ص
دا لمهزلة ملوك الطوائف, والعقيدة؛ قشرر المير يوسإف أن يضُع ح ص
ن -من أجل الشريعة والمصلحة العظمى للمة -لهذه لقد آ م
الدويلت الهزيلة الضُعيفة المتناحرة المتحالف بعضُها مع العداء
أن تنتهي ،وكما قال الشاعر محمود غنيم:
طــمم جانب ليديه ,ح ش من عالج الباب العصى فلم يلن م
المصـراع
فقد شغله هإؤلء المراء المتفرقون عن الجهاد والفتوحات
والمرابطة فى سإبيل الله لضُعفهم وفرقتهم ،فلقوا جزاء خيانتهم
1
)( التاريخ السإلمي ،للذهإبي ،حوادث ووفيات ،مجلد )490-481هإـ( ,صا ).(271
2
)( وفيات العيان )جُّ .(5/37
107
وفرقتهم ،وابن تاشفين خص المراء وحدهإم بشدة عقابه ,وعفا
عن الشعب المسلم ،لن التناقض جلى بين الشعب الذى تعلق
بالمرابطين وبالمير يوسإف لعدله وحزمه وجهاده ،والذى حرصا
على رفع المظالم والضُرائب والمكوس عن كاهإل الشعب الذى
طلب من ملوكه التحاد فى وجه النصارى ،وبين المراء والملوك
ظا على حصبا فى الحكم ،وحفا ص الذين آثروا الشتفسرق والخلف ،ل
مصالحهم الشخصية.
وهإذا الذى قام به المير يوسإف ،وإزاحة الملوك من أعظم
حسناته ومآثره الخالدة فى تاريخه المجيد الذى تعتز به أمتنا
العريقة.
دن والحصون ،وأصبحت م ل
وبسقوط إشبيلية تزعزعت باقى ال ل
غرناطة ومالقة وجيان وقرطبة وإشبيلية والمرية تحت حكم
المرابطين فى وقت لم يتجاوز ثمانية عشر شهصرا.
ت المرية بيد داود ابن عائشة ،هإذا القائد المجاهإد ولما سإقط ي
المرابط فى سإبيل الله ،المنصور بإسإلمه ودينه وصفاء عقيدته
وحفظه للعهود ،واصل سإيره الموفق مع جنوده البواسإل ,وافتتح
مرابيطر وبلنسية وشنتمرية ،ولم تغن أمراءهإم معاونة الكمبيادور
وفرسإانه ،فبلنسية كان بها يحيى بن ذى النون »القادر« ،وعلى
الرغم من أنه كان منضُوصيا تحت حماية ملك قشتالة ،وقد خفت
مين من لنجاده فرقة كبيرة منهم ،وقوة من المرتزقة المسل م
مرسإية بقيادة ابن طاهإر على الرغم من كل هإذا سإقطت بلنسية
بيد المرابطين أصحاب اليادى المتوضئِّة ،والقلوب الطاهإرة،
والضُربات الفتاكة لكل جبار عنيد.
دن شرق م ل
واسإتمشر داود ابن عائشة فى فتح حصون وقلع ل
فه العناية اللهية ،وتنزل عليه الفتوحات الرشبانية, إسإبانية تح س
دا باقصيا على مر خا مجي ص ويخط للمغاربة وللمة السإلمشية تاري ص
العصور والزمان ،واضحة معالم العقيدة واليمان فى نحته
وكتبه بماء الذهإب الصافي.
ما القائد الرشبانى والفارس الميدانى سإير بن أبى بكر فكان أ ش
جهاده الميمون فى غرب ال من يد مللسُ؛ حيث زحف إلى بطليوس
كل« بعد أن فتح إشبيلية مت موم ي
مد بن الفطسُ »ال ل ح ش
م موأميرهإا يومئِّذ ة ل
ش
كما سإلف ،فاسإتولى على شلب ويابرة ,ثم احتل بطليوس فى
صفر 487هإـ -آذار )مارس( 1094م.
وفى الوقت الذى سإقطت فيه بطليوس ،اسإتطاع المرابطون
أن يفتحوا جزر البليار ،التى كان واليها يومئِّذ ة من بنى شهيد أتباع
أمراء بلنسية ودانية ،وأحسن المرابطون صنصعا بفتح الجزر
الشرقية »بليار« فى الوقت الملئم ،فقد كانت منعزلة تعيش
108
تحت هإيمنة السإطول النصراني ،وقد تم الفتح على يد القائد
البحرى ابن تافرطست.
بذلك أصبحت إسإبانيا المسلمة تحت قبضُة دولة المرابطين الفتية
طة التى كان س مسإيرقل ي سإنة 487هإـ 1094/م ،ونستثنى من ذلك ولية م
واليها أحمد بن هإود »المستعين بالله« الذى أبلى بلصء حسصنا فى جهاد
النصارى ,وظهرت فيه شهامة ورجولة أقنعت المير يوسإف على
كه ،وتحالف ابن هإود مع إخوانه فى العقيدة ضد ش أعدائهم إبقائه فى لمل م
دا منيصعا فى الثغور الشمالية وقد كلف النصارى دين ،وكان سإ صفى ال ي
خسائر هإائلة فى الموال والرواح.
واسإتطاع النصارى أن يحتسلوا مدينة »بلنسية« عام 487هإـ بقيادة
القائد
النصرانى الكمبيادور الذى أمن قاضيها »ابن جحاف« ثم أحرقه بالنار،
وعمل المرابطون على إرجاع بلنسية والحصون التى وقعت فى يد
كنوا من تحرير بلنسية عام 495هإـ. النصارى ،وتم ش
من حولهم الفاتيكان أفتى لهإل إسإبانيا و م والجدير بالذكر أن بابا
مين جهاد مقدس, سل م م ل م
م ي
من الفرنج إن قتالهم فى الن يد ملسُ ضد ال ل
ولذلك لم يشارك السإبان فى حروب النصارى الصليبية فى شرق
العالم السإلمى فى هإذه الفترة.
مين صليبية سل م م
م ي لقد كانت سإياسإة السإبان فى حروبهم لل ل
النزعة ،هإمجية الخلق ،خالية من الخلق ،ممزوجة بالغدر بعيدة
عن العلم والحضُارة.
وكانت سإياسإة المرابطين فى حروبهم وجهادهإم مبنية على
طر حضُارية نابعة من مشكاة نشر السإلم ومكارم الخلق فى أ ل ل
الوحيين كتاب الله وسإنة رسإوله × ).(1
***
1
)( انظر :معركة الزلقة ،صا ).(68
109
المبحث الثامن
الجواز الرابع للمير يوسإف فى الندلسُ
لما أصبحت إسإبانيا المسلمة تحت حكم المرابطين بما فى ذلك
طة التى حكمها بنو هإود ،عبر أبو يعقوب يوسإف بن تاشفين س م
سإيرقل ي
م
العبور الرابع سإنة 496هإـ1103 /م بعد اسإترداد بلنسية بعام واحد،
يبتغى تنظيم شئِّونها ،وليطلع على حسن سإير الدارة ،ودعا القادة
والولة وزعماء ال من يد مللسُ ،وشيوخ القبائل المغربية التى تدين بالطاعة
له إلى الجتماع فى قرطبة ،وعشين ولده الصغر علصيا »أبا الحسن«
ولصيا للعهد؛ فقد ظهرت مواهإبه ونجابته ورجاحة عقله ولمسُ والده
فيه الخصال اللزمة لحكم شعوب وأمم كثيرة).(1
أولص :نص ولية العهد للمير على بن يوسإف:
مد بن عبد الغفور ح ش
م م
عهد المير يوسإف إلى كاتبه الفقيه أبى ل
أن يكتب نص ولية العهد وكان مشهوصرا ببلغته ،وهإذا هإو النص:
»الحمد لله الذى رحم عباده بالسإتخلف ،وجعل المامة سإبب
مد نبيه الكريم الذى ألف ح ش م مالئتلف ،وصلى الله على سإيدنا ل
القلوب المتنافرة ،وأذل لتواضعه عزة الملوك الجبابرة.
دين أبا يعقوب بن مين وناصر ال ي سل م م
م ي
أما بعد :فإن أمير ال ل
تاشفين لما اسإترعاه على كثير من عباده المؤمنين ،خاف أن
دا عما اسإترعاه كيف تركه هإمل ص لم يستنب فيه يسأله الله غ ص
سإواه ،وقد أمر الله بالوصية فيما دون هإذه العظمة ،وجعلها من
آكد الشياء الكريمة ،كيف فى هإذه المور العائدة فى المصلحة
مين بما لزمه من هإذه الوظيفة سل م مم ي
الخاصة والجمهور ،وإن أمير ال ل
دينية الشريفة ،قد أعيز الله وحضُه الله بها من النظر فى المور ال ي
رماحه وأحد سإلحه ،فوجد ابنه المير الجل أبا الحسن أكثرهإا
حا إلى المعالى واهإتزاصزا ،وأكرمها سإجية وأنفسها اعتزاصزا، ارتيا ص
فاسإتنابه فيما اسإترعي ،ودعاه لما كان إليه ودعا ،بعد اسإتشارة
أهإل الرأى على القرب والنأي ،فرضوه لما رضيه ،واصطفوه لما
اصطفاه ،ورأوه أهإل ص أن يسترعى فيما اسإترعاه ،فأحضُره
طا عليه الشروط الجامعة بينهما وبين المشروط قبل، مشتر ص
وأجاب حين لدعي ،بعد اسإتخارة الله الذى بيده الخيرة والسإتعانة
بحول الله الذى من آمن به شكره ،وبعد ذلك مواعظ ووصية
بلغت النصيحة مرامى قصية ،يقول فى ختامه شروطها وتوثيق
ربوطها ،كتب شهادته على النائب والمستنيب من رضى إمامتها
ما يقيصنا بما وصاه فى هإذا الترتيب على البعيد والقريب ،وعلم عل ص
1
)( انظر :معركة الزلقة ،صا ).(71
110
وذلك فى عام 495هإـ 1101 /م).(2
أ -وأوصى يوسإف بن تاشفين ابنه علصيا بما يلي:
كام والقضُاة فى الوليات والحصون ح ش
أل ي لعميين فى مناصب ال ل
دن إل المرابطين من قبيلة لمتونة. م ل
وال ل
وأن يحتفظ فى ال من يد مللسُ بجيش دائم حسن الجر من
المرابطين ،قوامه سإبعة عشر ألف فارس ،يطعمون على حساب
طة ،وسإبعة س م سإيرقل ي
الدولة يوزعون كما يأتي :أربعة ألف فى ولية م
آلف فى إشبيلية ،وثلثة آلف فى غرناطة ،وألف فى قرطبة،
والباقى قدره ألفان يحتلون قلع الحصون كحامية ،ويحسن أن
يعهد إلى مسلمى ال من يد مللسُ بحراسإة الحدود النصرانية ومحاربة
النصارى ،فهم لهم معرفة أوسإع وخبرة أكبر على مقاتلة النصارى
من المغاربة ،وأن يعمل على تشجيع ال من يد مللسيين على روح الجهاد
وأن يكافئ المتفوقين فى الحرب منهم بالخيل والسلح والثياب
والمال.
م
صا قرطبة ونصح أبو يعقوب ابنه أن يعامل أهإل الن يد مللسُ وخصو ص
بالرفق واللين ،وأن يقوى علقته الخوية مع بنى هإود الذين هإم
طليعة ال من يد مللسيين فى محاربة النصارى.
ولما انتهى يوسإف بن تاشفين من تنظيم شئِّون ال من يد مللسُ
وقسمها إلى سإت وليات هإى إشبيلية ،غرناطة ،قرطبة ،بلنسية،
طة ،عاد ابن تاشفين إلى مراكش. س مسإيرقل ي
مرسإية ،و م
ب -لقد مرت سإياسإة المرابطين فى الندلسُ بمراحل
ثلث:
مين ،وقدسل م م -1مرحلة التدخل من أجل الجهاد وإنقاذ ال ل
م ي
انتهت بانسحاب المرابطين بمجرد انتصار اليزلمقة.
-2مرحلة الحذر من ملوك الطوائف ،بعد أن ظل وضعهم
وضع التنافر والتحاسإد والتباعد ،ولم يفكروا فى الندماجُّ
فى دولة واحدة ،بل فضُل بعضُهم التقرب إلى العداء
للكيد ببعضُهم.
-3مرحلة ضم ال من يد مللسُ إلى المغرب ،فوضعوا حدا لمهزلة
ملوك الطوائف.
2
)( الزلقة صا ) ،(72-71انظر :ابن الخطيب ،الحاطة ).(2/519،520
111
المبحث التاسإع
آثار البتعاد عن تحكيم شرع الله
على ملوك الطوائف
-1إن البتعاد عن تحكيم شرع الله تعالى يجلب للفراد والمة
كا وعذاصبا فى الخرة ،وإن آثار كا فى الدنيا ،وهإل ص تعاسإة وضن ص
دينية البتعاد عن شرع الله لتبدو على الحياة فى وجهتها ال ي
والجتماعية والسياسإية والقتصادية.
سُ جميع وإن الفتن تظل تتوالى وتترى على الناس حتى تم ش
ل
صيْبميجهرمُ رفتينمةء أمرو شئِّون حياتهم ,قال تعالى﴿ :فميرليْرحمذلر اًللذينَ يمخاَللجفوُمن معنَ أمرملرهل مأن تج ل
ر م ج م
ب أملليْءمُ﴾ ]النور.[63: يل
صيْبميجهرمُ معمذاً ءج
مارسإة ملوك الطوائف للحكم البعيد عن شرع م م
لقد كانت فى ل
الله آثار على المة ،فتجد النسان المنغمسُ فى حياة المادة
سب ك ش
ل مصابا ص بالقلق والحيرة والخوف والجبن يح م والجاهإلية ل
من النصارى ول يستطيع أن يقف أمامهم صيحة عليه ،يخشى م
وقفة عّز وشموخ واسإتعلء ،وإذا تشجع فى معركة من المعارك
ضعف قلبه أمام العداء من أثر المعاصى على قلبه ،وأصبح فى
ضنلكاَ﴾ ]طه.[124: شةل م ض معنَ لذركلرىِ مفإن لمهج مملعيْ م ضنك من العيش﴿ :موممرنَ أمرعمر م
ما الثار على المة ال من يد مللسية فقد أصيبت بالتبسلد وفقد -2أ ش
الحساس بالذات ومات ضميرهإا الروحي ،فل أمر بمعروف
تأمر به ،ول نهى عن منكر تنهى عنه ،وأصابهم ما أصاب
بنى إسإرائيل عندما تركوا المر بالمعروف والنهى عن
المنكر.
سىِ اًبرلنَ ممرريمممُ ل قال تعالى﴿:لجلعنَ اًللذينَ مكمفرواً لمنَ بلنىِ إلسراًلئيْل معملىِ لل ل
ساَن مداًجومد موعيْ م م م رم م م ج م
س مماَ مكاَنَجوُاً ئ صروُاً ومكاَنَجوُاً يميرعتمجدومن مكاَنَجوُاً لم يميتميمناَمهروُمن معنَ يمنمكسر فميمعجلوُهج لمبل ذملل م ل
م ر ك بمماَ مع م م
يميرفمعجلوُمن﴾ ]المائدة.[79 ،78 :
ظم شرع الله أمصرا ونهصيا فإنها تسقط كما مة ل تع ي فإن أيش أ ش
ن
ملر ش سإقط بنو إسإرائيل ،قال رسإول الله ×» :كل والله لتأ ل
ن على يد الظالم ولتأطرشنه ن عن المنكر ولتأخذ ل ش بالمعروف ولتنهول ش
على الحق أطصرا ،ولتقصرنه على الحق قصصرا ،أو ليضُربن الله
ضُا ,ثم ليلعننكم كما لعنهم«).(1 بقلوب بعضُكم بع ص
-3إن ملوك ال من يد مللسُ تحققت فيهم سإنة الله الماضية بسبب
1
)( أبو داود ،كتاب الملحم ،باب المر بالمعروف ,رقم الحديث).(4670
112
تغسير النفوس من الطاعة والنقياد إلى المخالفة والتمرد
ك جمغميْبيلراً نَبيرعممةل أمنَريمعمممهاَ معملىِ قميروُسم محلتىِ على أحكام الله﴿ :مذلل م
ك لبإن اًلم لمرمُ يم ج
م
يجيغميْبيجرواً مماَ بلأمنَريجفلسلهرمُ﴾ ]النفال.[53:
كام الذين تباعدوا عن ح ش كما أن المجتمعات التى تخضُع تحت ال ل
من خالف أمر الله وتطلب ذل وتهان ,حتى تقوم أمام م شرع الله ت ل م
العون من إخوانهم فى العقيدة ,لرجاع حكم الله فى مجتمعاتهم.
إن ملوك ال من يد مللسُ انعكسُ انحرافهم على شباب ال من يد مللسُ كيله،
وفشرط أهإل ال من يد مللسُ فى المر بالمعروف والنهى عن المنكر،
ت ،ولذلك وانعكسُ ذلك فى حركة الفتوحات السإلمشية التى توشقف ي
حرمت شعوب كثيرة من سإعادتها فى الدنيا والخرة بسبب تضُييع
دين ،لقد قست قلوب ملوك المانة والرسإالة والدعوة إلى هإذا ال ي
الطوائف وكثير من أتباعهم إل من رحم الله ،وتركوا الحق
وانقادوا للضُلل ،وابتلوا بالنفاق وفضُحهم الله بذلك ،وحرموا
التوفيق والرجوع للصواب ،وخف دينهم وضعف إيمانهم ،بسبب
بطرهإم للحق وغمطهم لحقوق الناس وابتعادهإم عن شرع الله
تعالى.
-4لقد كانت ممالك الن يد مللسُ مليئِّة بالعتداءات على النفسُ م
والموال والعراض ،وتعطلت مأحكام الله فيما بينهم،
ونشبت حروب وفتن وبليا توشلدت على أثرهإا عداوة
وبغضُاء لم تزل عنها حتى بعد زوالهم.
-5وبسبب البتعاد عن كتاب الله وسإنة رسإوله × سإهلت
مهمة النصارى فى ال من يد مللسُ فأصبحت شوكتهم تقوى
وتحصلوا على مكاسإب كبيرة ،وغاب نصر الله عن ملوك
الطوائف وأهإل ال من يد مللسُ ،وحرموا من التمكين ،وأصبحوا
دن تبتلى بالجوع م لفى خوف وفزع من أعدائهم ،وبعض ال ل
ل النصارى من بسبب حصار النصارى لهم ,وكم قت م
مين وكم سإبوا من نسائهم. سل م م م ي ال ل
-6إن البتعاد عن شرع الله فى ال من يد مللسُ ترتب عليه انتقاصا
الرض وضياع الملك ،وتسسلط الكفار وتوالى المصائب.
دين -7إن من سإنن الله تعالى المستخمرجة من حقائق ال ي
سإشلط عليهم من يعرفونه م م م عصى الله تعالى م والشتامريخ أنه إذا ل
مينسل م مم ي من ل يعرفونه ،ولذلك سإلط الله النصارى على ال ل ش م
فى ال من يد مللسُ ،وعندما تحرك الفقهاء والعلماء وبعض
دين ،والتفوا حول دولة الملوك واسإتنصروا إخوانهم فى ال ي
ش
الشريعة نصرهإم الله على أعدائهم ،ثم خلص الله أهإل
ال من يد مللسُ من ملوك الطوائف الظالمين وأبدلهم بأمراء
113
عادلين ،منقادين لشريعة رب العالمين.
-8إن الذنوب التى يهلك الله بها القرون ويعذب بها المم
قسمان:
أولهماَ :معاندة الرسإل والكفر بما جاءوا به.
وثاَنَيْهماَ :كفر النعم بالبطر والشر ،وغمط الحق واحتقار الناس
وظلم الضُعفاء ومحاباة القوياء ،والسإراف فى الفسق
والفجور ،والغرور بالغنى والثروة ،فهذا كسله من الكفر
بنعمة الله ،واسإتعمالها فى غير ما يرضيه من نفع الشناس
ل العام ،والشنوع الشثانى من الذنوب هإو الذى مارسإه والعد م
ملوك ال من يد مللسُ وأمراؤهإم وأتقنوه إتقاصنا عجيصبا.
***
114
الفصل الثالث
السياسإة الداخلية والخارجية فى دولة المرابطين
المبحث الول
حقوق الرعية فى دولة المرابطين
3
)( تفسير ابن كثير) ،جُّ .(1/369
115
العلماء والفقهاء وبنشرهإا وحمل الناس عليها واسإتخدم فى ذلك
سإلطانه وصلحياته الشرعية).(1
ثانيصا :توحيد المغرب تحت راية الخلفة السإلمية:
قام يوسإف بن تاشفين بتوحيد المغرب القصى تحت راية
الخلفة السإلمشية ,واسإتعمل من أجل هإذا الهدف كافة السإباب
المشروعة سإواء بإصلح ذات البين بين القبائل المتناحرة ،أو
من اسإتعصى عن الجابة ،وكان يسعى سإعصيا باسإتعمال القوة مع م
حثيصثا للقضُاء على الشرور فى بلده ،ويعمل على إغلق أبوابها
لحكام بين المتشاجرين، أول ص بأول وسإبيله فى ذلك» :تنفيذ ا م
م النصفة ،فل يتعدى ظالم المتنازعين حتى تع ش وقطع الخصام بين
)(2
ول يضُعف مظلوم« .
ثالثصا :العمل على حماية المة من المفسدين والمحاربين:
مين يوسإف بن تاشفين أن يؤمن سل م م
م ي
حيث اسإتطاع أمير ال ل
السبل فى بلده ,وأن يبسط المن ,ويقمع الخطار التى هإددت
دولته من المارقين ,ونظم طرق السإفار ومسارب التجارات.
قا من حقوق وقد عد ش علماء السإلم تأمين السبل والطرق ح ص
الرعية التى سإليسأل عنها كل راع ،فذكروا أن المام يلزمه:
حرم ،ليتصرف الناس فى »حماية بيضُة السإلم ,والذب عن ال ل
-
معايشهم وينتشروا فى أسإفارهإم آمنين على أنفسهم وأموالهم«
دين وتمكينه، ك أن تأمين السبل دليل باردز على انتصار ال ي ) ,(3ول ش ش
دعا عدى بن حاتم إلى السإلم ،وعده – إن طالت به فإنه × لما م
مين آمنة ،وسإبلهم محفوظة لما سل م م
م ي الحياة – أن يرى طرق ال ل
مين بعد ضعفهم ،فقد روى البخارى سل م مم ي يؤول إليه المر من قوة ال ل
فى صحيحه عن عدى بن حاتم قال» :بينما أنا عند النبى × إذا
أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ،ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل،
فقال :يا عدى هإل رأيت الحيرة؟ قلت :لم أرهإا ،وقد أنبئِّت عنها،
قال :فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى
دا إل الله «...وفيه أن عدصيا ىىى تطوف بالكعبة ل تخاف أح ص
ىىىىى» :ىىىىى ىىىىىىى ىىىىى ىى ىىىىىى ىىى ىىىى
ىىىىىىى ىى ىىىى ىىى ىىىى«).(4
1
)( انظر :الحكم والتحاكم) ،جُّ .(2/514
2
)( الحكام السلطانية للماوردي ،صا ).(22
3
) (4المصدر السابق صا ).(27
4
)( أخرجه البخاري :كتاب المناقب ،باب علمة النبوة) ،جُّ ،(6/706رقم الحديث )
.(3595
116
رابعا :العمل على حماية المة من أعداء الخارجُّ:
ص
قام المير يوسإف بن تاشفين – رحمه الله – بأعمال عظيمة
ل عدوّ يحاول أن يعتدي ،واتخذ كل حماية لدولته وشعبه من ك ي
السإباب المتاحة من أجل تحقيق هإذا العمل المنشود من تحصين
دة المانعة والقوة الدافعة حتى ل يظفر العداء بثغرة الثغور بالعل ش
)(1
ما لمسلم أو معاهإد . ما ,ويسفكون د ص ينتهكون بها محر ص
ل محاولت أعداء دولته من البرغواطيين وقضُى على ك ي
ماديين الذين حاولوا ضم أراض من دولته ,وقضُى ح ش
والمغاورة وال م
ماديين احترامه بالقوة. ح
م ش ال وألزم واللحاد, الكفر على دويلت
ضمعت الشريعة لجله:
خامسصا :حفظ ما ول م
فقام بإقامة الحدود ،حتى لتصان محارم الله عن النتهاك,
وتحفظ حقوق العباد من أى إتلف أو اسإتهلك ,ونفذ فى رعي شمته
س مأن تمرحجكجموُاً لباَلرمعردلل﴾ ]النساء.[58:
قوله تعالى﴿ :موإلمذاً محمكرمتجرمُ بميريْمنَ اًللناَ ل
جهاديا:
ص إعدادا
ص سإادسإا :إعداد المة
ص
ومسيرة المرابطين منذ خروجهم من رباط عبد الله بن ياسإين
ل على أشنهم قوم مجاهإدون ،وقام قادتهم بجهاد الوثنيين, تد س
واسإتمشر يوسإف بن تاشفين فى قتال أهإل الردة ,وغلة المبتدعة,
وتوحيد القبائل الخارجة عن نطاق الدولة ،وقام بواجبه فى جهاد
الكفرة المعاندين للسإلم حتى أسإلموا أو أدخلوا فى ذمة
ي )(2
دين كله . ما بحق الله تعالى فى ظهور دينه على ال يمين قيا ص
سل م م
م يال ل
سإابعصا :القيام على تحصيل الصدقات وأموال الزكـــاة
والخراجُّ والفيء:
حيث قام المير يوسإف بالشراف على جباية وصرف الزكاة
فى مصارفها الشرعية من غير حيف ول عسف ،فكانت من
مصادر دولة المرابطين الزكاة والخراجُّ والفيء وغيرهإا ،فكان
س ،بل أسإقطها ,وإشنما يأخذ
المير يوسإف ل يأخذ الضُرائب والمكو م
)(3
قه . حيله ،ويضُعه فى حقه ،ول يمنعه من مستح يالمال من م
ثامنصا :تحرى المانة فى اختيار المناصب:
حرصا المير يوسإف على أن يختار المناء والكفاء وأسإند
إليهم الوليات وقيادات الجنود ومناصب القضُاة ،وحرصا على أن
1
) (2انظر :الحكام السلطانية، )( الحكام السلطانية ،لبي يعلي.
للماوردي ،صا ).(23 2
3
)( انظر :السياسإة الشرعية ،لبن تيمية ،صا ).(29
117
من يجده لذلك العمل،ح ممين أصل م
سل م م يويلى كل عمل من أعمال ال ل
م ي
سنشية من أجل أن
واختار وانتخب أحسن وأنفع العناصر لدولته ال س
يقوم بواجبه نحو رعي شمته.
تاسإعصا :الشراف المباشر على شئِّون الدولة:
اعتاد المير يوسإف أن ليشرف بنفسه على أمور رعي شمته ،ويتابع
ولته ,ويزورهإم فى مواطنهم ,ويستمع للشناس ،وما كان يعتمد على
التفويض وحده؛ خوصفا من الله تعالى الذى قال فى كتابه﴿:مياَ مداًجوجد إللنَاَ
ل﴾ ك معنَ سلبيْلل اً ل
م
س لباَلرحبق ولم تميتلبللع اًلرمهوُىِ فمييْ ل
ضل م م ج مجمعرلمناَمك مخلليْمفةل لفىِ اًلمرر ل
ض مفاَرحجكرمُ بميريْمنَ اًللناَ ل م م
]صا ,[26 :وقد عد ش المام الماوردى هإذا المر من حقوق الرعية
على الوالي ،وذكر أنه يلزمه» :أن يباشر بنفسه مشارفة المور,
ول وتصفح الحوال؛ لينهض بسياسإة المة وحراسإة الملة ،ول يع ي
ذة ,أو عبادة؛ فقد يخون المين ,ويغش على التفويض تشاغل ص بل ش
الناصح.(1) «...
كان المير يوسإف يراقب ولته مراقبة شديدة ,ول يتردد ل فى
تبديلهم وعزلهم إذا أسإاءوا ،وكان يضُع مصلحة الرعية فى المقام
الول عند تعيين الولة ويوصيهم بها خيصرا ،وقد جاء فى كتابه إلى
عبد الله ابن فاطمة» :فاتخذ الحق إيمانك ،وارفع لدعوة المظلوم
حجابك ،ول تسد فى وجه المضُطهد بابك ،ووطن للرعية -أحاطها
الله -أكنافك ،وابذل لها إنصافك ،والحرجُّ من كل ما ميحيف عليها
دد عليها من عمالك زيادة ،أو خرق فى أمرهإا ويؤذيها ،ومن سإ ش
ما
ما ظل ص ما ،أو أخذ لنفسه منها درهإ ص
دل حك ص
ما ،أو ب ش
عادة ،أو غي شمر رسإ ص
فاعزله من عمله ،وعاقبه فى بدنه ،وألزمه فى رد ي ما أخذ متعدصيا
إلى أهإله ،واجعله نكال ص لغيره حتى ل يقدم منهم أحد على مثل
فعله«).(2
وكان المير يوسإف ليخطر أهإل الولية بتعيين الوالى
الجديد؛ فكتب إلى أهإل سإبتة بشأن المير يحيى بن أبى
بكر» :ونحن من وراء اختياره والفحص عن أخباره ،فإذا
وصل إليكم كتابنا؛ فالتزموا له السمع والطاعة ،والنصح
والمتابعة جهد السإتطاعة«) (3بالضافة إلى ذلك كان المير
يوسإف كثير الطواف فى مملكته للشراف على تنفيذ
أوامره وتعليماته من قبل الولة) ,(4والطلع على أحوال
1
الحكام السلطانية للماوردي ,صا ).(29 )(
2
دولة المرابطين ,صا ).(66 )(
3
المرجع السابق ،صا ).(166 )(
4
الندلسُ فى عهد المرابطين. )(
118
الرعية والنظر فى أمورهإا.
***
اسإتفدت فى مباحث أثر حكم الله على دولة المرابطين ،وأثر ترك حكم الله
والواجبات السياسإية التي قام بها المير يوسإف من كتاب الحكم والتحاكم فى
خطاب الوحي ،للمؤلف عبد العزيز مصطفى كامل.
119
المبحث الثاني
موقف الرعية فى دولة المرابطين
ت الرعية فى دولة المرابطين حقوقها الشرعية، لقد اسإتوف ي
ش
حكامها وولتها ,وأهإم هإذهدا أن تؤديم واجباتها إلى لفكان طبيعصيا ج ص
الواجبات التى أدتها:
أولص :الطاعة:
كان مسلمو المغرب فى زمن دولة المرابطين يتقربون إلى
الله تعالى بطاعة أميرهإم والنقياد له فى كل معروف ،ويرون هإذه
كامهم بنص القرآن وصريح السنة وصحيحها. ح ش قا ثابصتا ل ل الطاعة ح ص
ل ل ل ل ل
قال تعالى﴿ :مياَ أمييمهاَ اً ذيمنَ آممنجوُاً أمطيْعجوُاً اًلم موأمطيْعجوُاً اًللرجسوُمل موجأولىِ اًلرملر
لمرنجكرمُ﴾ ]النساء.[59:
وفى مجتمع المرابطين كانت الشريعة فوق الجميع يخضُع لها
كام كانت عندهإم مقيدة ح ش الحاكم والمحكوم ،ولهذا فإن طاعة ال ل
ما بطاعة الله ورسإوله. دائ ص
)(1
قال ×» :ل طاعة فى المعصية ،إنما الطاعة فى المعروف« .
ثانيصا :النصرة:
مون تحت قيادة أمراء المرابطين يعاضدون سل م ل
م ي كان ال ل
وينصرون أمراءهإم فى أمور دينهم وجهادهإم لعدوهإم عاملين بقوله
تعالى﴿ :موتميمعاَمونَجوُاً معملىِ اًرلببر مواًلتليرقموُىِ ﴾ ]المائدة.[2:
كامهم ،ويدافعون ح ش
وكانوا يكرمون من يقيم شرع الله من ل
وينافحون عنه ويكرمونه ويجلونه لقوله ×» :إن من إجلل الله
تعالى :إكرام ذى الشيبة المسلم ،وحامل القرآن غير الغالى فيه
والجافى عنه ,وإكرام ذى السلطان المقسط«).(2
ثالثصا :النصح:
قامت هإذه الدولة الميمونة المباركة على النصح المتبادل بين
الحاكم والمحكومين ،ونجد إن أحد الوزراء يطلب من المير
يوسإف عدم جواز البحر فى جهاده ضد النصارى حتى يسلم
مد بن ع مشباد له الجزيرة الخضُراء ،فيسمع المير يوسإف هإذه
معيت م م
ال ل
النصيحة وينفذهإا فى أرض الواقع ،وامتنع عن جواز البحر حتى
صل على تلك الجزيرة التى أفادته فى جهاده كثيصرا ،لقد كانت تح ش
1
)( أخرجه البخاري فى كتاب الحكام ،باب السمع والطاعة ،حديث ).(7145
2
)( رواه أبو داود ،كتاب الدب ،باب تنزيل الناس منازلهم )/23رقم .(4822
120
قيادات المرابطين تستمع للنصح فى تواضع جم ،واسإتعداد نفسى
صلوا عليها. رفيع يدل على عمق التربية العميقة التى تح ش
إن السإلم أوجب على الرعية أن لتناصح ولة أمرهإا ،وقد جاء
المر بذلك فى حديث من جوامع الكلم لرسإول الله × إذ يقول:
من يا رسإول الله؟ قال: دين النصيحة – ثلصثا – قال الصحابة :ل م م »ال ي
)(1
مين وعامتهم« . سل م م
م ي ش
لله – عشز وجل -ولكتابه ولرسإوله ولئمة ال ل
ومعنى النصيحة لهم فى هإذا الحديث» :معاونتهم على الحق
وطاعتهم فيه وتذكيرهإم به وتنبيههم فى رفق ولطف ،ومجانبة
الوثوب عليهم ،والدعاء لهم بالتوفيق«).(2
وقال ×» :ثلثة ل ليغل عليهن قلب امرئ مسلم :إخلصا العمل
مين ،ولزوم جماعتهم«).(3 سل م م
م يلله ،والنصح لئمة ال ل
كام المرابطين ببطانة آمرة بالمعروف وناهإية ح شلقد أكرم الله ل
عن المنكر ,مرشدة للصواب ،ناصحة للراعى والرعية ل تخشى إل
الله.
رابعا :التقويم:
ص
مون الذين ارتبطوا بدولة المرابطين ل يجدون سل م ل
م ي
كان ال ل
جا ول مانصعا فى إيصال ما يرونه من النصح والرشاد وتقويم حر ص
ش
حكام أثناء اجتهاداتهم فى شئِّون الحياة.الخطاء التى يقع فيها ال ل
وهإذا المبدأ قد اسإتقشر فى مفهوم الصحابة منذ بداية دعوة
السإلم ،فهذا
ى
ىىىى ىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىى ديق ىىىىى ى الص يى
ىىىىىى ىىىى» :ىىىى ىىىىى ,ىىىى ىى ىىىى ىىىىى,
ىىى ىىىى ىىىىىىىىى ى
ى ىىىى ىىىىىىى ىىى ىىىىى ى
ىىىىىىىى ىىىىى ىىىىىى ىىىىىى ىىىىىى ىىىىىىى
ىىىى ىىى ىىىى ىىى ىىىى ىىىى ىىى -ىى ىىى ىىىى- ى
ىىىى ىىىى ىىى ىىى ىىىى ىىى -ىى ىىى ىىىىىى ىىىى
ىىى ىىىىى ى ىىى ىىىىىى ىى ىىىى ىىىى ى ى ىى ىى
ى ىىىى-ى ى
ىىىى ىىىى ىىى ىىىى ىىىىىىى ىى ىىى ىىى ىىىى ىىىى
ى ىىىىىىى ىى ىىىى ىىىى ىىىىىىى ىىىى ىىىى ىىىىىىى,
ىىىى ىىىىىىى ىىى ىىىى ىى ىىىىى ,ىىىىى ىىى ىىىىىى
ىىىىىى ىىىى«).(4
1
رواه مسلم ،كتاب اليمان ،باب بيان أن الدين النصيحة/23) ،رقم .(55 )(
2
جامع العلوم والحكم ،لبن رجب ،صا ).(79 )(
3
انظر :صحيح ابن ماجه ،للشيخ اللباني رحمه الله )جُّ 2/182رقم .(248 )(
4
البداية والنهاية) ,جُّ (1/306إسإناده صحيح. )(
121
ىىىى ىىىى ىى ىىىىى ىىىىىى ىىىىى ىى ىىىىى ىىى
ىىىىىىى ىىىى ىىىىىى ىىى ىىىى ى ىىىىىى ىى ىىىىى
ىىىىى ىىىى ىىىى» :ىىى ىى ىىىى ىىىىى ىىىىىىى
ىىىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىىى ى
ىىىىى ىىىىىى ىىىىى ىىىىىىىىى ىىىىىىىى ىىىى ىىىىى ى
ى ىىىى ىىىىى ىىىىىى ىىى ىىى ىى ىىىى ىىىىىىى ىى
ى ى
)(5
ىىى ىىى ىىىى ىىى« .
ىى ىىىىى ىىىىىى ىىىىىىىى ىى ىىىىىىى ىىىىى
ىىىىى ىىىىى ىىىى ىىىى ,ىىىىىى ىىىى ,ىىىىىىى ى
ى
من يجعلون ىىىىىى ىىىىىىى ,وثانيصا :فهى بعيدة كل البعد ع ش
من يحقرون ى
من ل يسألون فيها عما يفعلون ,وبين م فى مرتبة م
كامهم بدون وجه حق ،إن الحاكم فى السإلم له ح شويمتهنون ل
احترامه وحقوقه المستمدة من كتاب الله وسإنة رسإوله ×،
دة من أصل عقيدة السإلم ،لذلك وكذلك للمحكوم حقوقه المستم ش
نجد النصح والنقد والتقويم بين الحاكم والمحكوم فى تاريخ
السإلم على مير العصور والزمان ،فإذا تأملت فى الدول التى
ل -وجدت هإذه المعالم سإارت على شرع الله المولى -عشز وج ش
واضحة.
وهإذا يوسإف بن تاشفين عندما دخل فى بلد ال من يد مللسُ للجهاد
فى سإبيل الله فأرسإل إلى أهإل المرية من ممالك ال من يد مللسُ ،وذكر
طابلهم أىن جماعة أفتوه بجواز طلب العون اقتداء بعمر بن الخ ش
ىىىىىى »ىىى ىىى ىىىى ىى ىىىىىى« ى ى ى
ىىى
ى ى ىىىى ىىى
ىىىىىى ىىىى ىىى ىىى ىىى ىىىىىى ىىىىى ىىى ىىىىى
ىىىى ىىىىىىى ى
ىىىىىىى ىى ىىىىى ىىى ى ى
ىىىىىى
ى ىىى
ىىىى ىىى ىىىىىى ىى ىىىىى ىىىىىى ىىى ىىى ىىىى ,ى
ىىىىى ىىى ىىىىىى ى ىىىى ىى ىىىىىى ىىىى
ىى ىىىىىى ى
ىىىى» :ىىى ىىى ,ىى ىىىى ىىىى ىىىىىىىى ىى ىىىىىى
ىىىىىى ىىىىىى ىى
ىىى ىىى ىىىى ىىىىىىى ىىىىىىى ىى ىىىى ى
ىىىىى ىىىىىى ىىىىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىىى ىىىىى
ىىى ىىى ىىى ىىىىىى ىىىىىىىى ىىىى ىىىى ىىىى
ىىىى × ىىىىىى ىى ىىىىى ىىى ىىى ىى ىىىىى ىىىى ىىىى
ىىىىىىىى ىىىىى ىىىى ىىىى × ىىى ىىىىىى ىى ىىىىى
ىىى ىى ىى ىىى ىى ىىىىى ىىى ىىى ىىىىىىى ىىىىىىى
ىىىىىى ىىىىىى ىى ىىىىى ىىىىى ىىىىىى ىى ىىىىىى
ىىىى ىىى ىىىىىىى ىىى ىىى ىىى ىىىى ىىىى ىىىى ×
5
)( الطبقات الكبرى ،محمد بن سإعد) ،جُّ .(8/222
122
ىى
ىىىى ىى ىىى ىىىى ىىىى ىىىى ىى ىىى ىىى ىىىىىىىى
ىىىىى ىىىىىى ىىىىىى ىىىىىى ىىىىىى ىىىى ىى
ىىىىى
ىىى ىىىىىى ىىىىى ىى ىىى ىىىى ىىىى ىىىىى ىىى ىى
)(1
ىىى ىىى ىىىىىىىى ,ىىىىىى ىىىىىى ىىى ,ىىىىىىى« .
ى
ىىىىىىى ىى ىىى ىىىىىىى ىى ىىىىى ىىىىىىىى ىىىىى
ىىىىىىى ىى ىىىى ىىىىى ىىى ىىىىىىى ىىىىىىىى ىىىى
ىىى ىىىى ىىىىىىى ىى ىىىىىىى ىىى ىىىىىى ىىىىىى
ىىىىى ىىىىىىىىىىى ىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىىى ىىىىى
ى
ىىىىىى ىىىىىى ىى ىىىى ىىىىىى ىىىى ىىى ىىىىى
ى ى
ىىىىىى ىىىىىىىىى ىىى ىىى ىى ىىىى ىىىىىىىىى
ى ى
ىىىىىىىىى ىىىىىى.
***
1
)( وفيات العيان)جُّ .(7/119
123
المبحث الثالث
موقف المرابطين من الخلفة العباسإية
5
)( خندف هإي امرأة إلياس بن معز أحد جدود العرب ،وفد عرف بنوه بها :نهاية
الرب فى معرفة أنساب العرب ،صا ).(248
126
من توشقف عنها منذ أربعين عا ص
ما بالدعوة المامية العباسإية ،وقاتل م
من فى جهة المغارب على سإعتها وامتدادهإا له إلى أن صار جميع م
قة الجماعة، طاعة ،واجتمعت بحمد الله على دعوته الموفش م
فيخطب الن للخلفة ،بسط الله أنوارهإا ،وأعلى منارهإا على أكثر
من ألفى منبر وخمسمائة منبر ،فإن طاعته ضاعفها الله من أول
مر جملتهم -إلى آخر بلد بلد الفرنج -اسإتأصل الله شأفتهم ،ود ش
السوس مما يلى بلد غانة وهإى بلد معادن الذهإب ،والمسافة بين
الحدين المذكورين مسيرة خمسة أشهر ،وله وقائع فى جميع
أصناف الشرك من الفرنج وغيرهإم قد فللت غربهم ،وقللت
حزبهم ،وألفت جموعه حربهم ،وهإو مستملر على مجاهإدتهم،
ومضُايقتهم فى كل أفق ،وعلى كل الطرق ،وقد اسإترجع كثيصرا
مين ،وسإبت سل م م
م يمن المعاقل التى اسإتباحها الروم من أمور ال ل
أهإلها قبل حصول تلك الجهات فى حكم سإلطانه ،وكانت ثغور
مين بها مستضُامة ،وقد أعادهإا جده بحمد الله إلى أولها، سل م مم يال ل
مين والسإلم وعيز سإلطانه ,وهإذا دأبه، سل مم
ل يم ال لحرمة واحترمت
وهإجيراه الذى ل عمل له سإواه.
وعدة جيوشه إذا جمعها لحركته سإتون ألف فارس ,وكان أمله
مواصلة الخدمة والتشريف بإنهاء أعماله ،والعلم بمناقل أحواله
مين ,وإقباله على سل م م
م ي وأفعاله ,وباحتماله على حماية دين ال ل
مجاهإدة المشركين ،إل أن الحائل المانع دون ذلك لاشفاته ،ولم
ظا على ما هإو عليه من إقامة الدعوة السعيدة, يزل محاف ص
والعتراف بجمل النعم الوافدة العديدة بفضُل الله ،ولقد وصل
إلى ديار المشرق فى هإذا العام قاضى من قضُاة المغرب يعرف
كد ما ذكرته ،ويؤيد ما بابن القاسإم ،وذكر من حال هإذا المير ما يؤ ي
شرحته ،وأشاع القاضى المذكور ذلك بمكة ،وصل الله تشريفها
وتعظيمها ،وذكر لى أن الروم على شفا جرف من تضُييقه عليهم،
وحصاره لهم ،وقد تكشرر إعلم الخادم بذلك لما تلزمه من طاعة
دينأولى المر لسإيما هإذا المير ،وقد حظى بفضُائل منها ال ي
المتين ،والعدل المستبين ،وطاعة المام ،وابتدأ جهاده بالمحاربة
مين على طاعته والرتباط سل م م
م ي
على إظهار دعوته ،وجميع ال ل
مين ،وهإو ممن يقسم بالسوية ،ويعدل فى سل م م
م ي
بحماية ثغور ال ل
الرعية ,والله ما فى طاعته مع سإعتها دان منه ،ول ناء عنه من
مين رسإم مكسُ ،وسإبل سل م مم ي
البلد ما يجرى فيه على أحد من ال ل
مين آمنة ،ونقوده من الذهإب والفضُة سإليمة من الشرب، سل م مم يال ل
مطرزة باسإم الخلفة ،ضاعف الله تعظيمها وجللها.
هإذه حقيقة حامله ،والله يعلم أنى ما أسإهبت ول لغوت ،بل
صرت ،ولمولنا أمير المؤمنين المستظهر لعلى قد أغفلت أو ق ش
بالله ،صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهإرين ،والطول العميم فى
127
المر ,تشريفه بقبول تأميله ،وفى الشارة إليه بما يقوى أمره،
ويشد أزره ,ويؤيد سإلطانه ،ويعلى شأنه ,مجرصيا له على السنن
الكريم ،الطول العميم ،فوالله ما فى المراء ول فى شيع النصحاء
الولياء من يجوز فى الولء وصحة النتماء سإبقه ،ول يلبسُ من
النصيحة من الخلفة المقدسإة المبنية على طريق النبوية ،ما يصل
يده ويقوى أيده ويشد عضُده بمنه وطوله.
وضراعة الخادم بالدعية المتقبلة لنفسه ولبنه المسترق القن
بعد المتنان بإباحة الصدر لهما إلى الوطن ،فقد بعد عنه سإبعة
أعوام ،وأقاما فى الجناب المخضُب الظليل ,والكنف الرحب
المأهإول مدة عامين ،يستدشران النعم الحافلة جمل ص بعد جمل،
ويكرعان فى المشارب الجمة العذبة علل ص بعد نهل ,فلله الهام
الشريفة التى مسحت على شكيتها من عدوان اليام بيد شيم
الكرام ،فأزاحت عنهما جميع الشاكيات واللم . .ل أعدم الله
مولنا المام المستظهر بالله أمير المؤمنين ،صلوات الله عليه
وعلى آبائه المنتخبين مبرة تتضُاعف بها المعالي ,وسإعادة تحرز
أسإنى المال ،وكفاية يستمد س بها حرية اليام والليالي ،فذلك بيده
ل خير من طوله مستفاد ،ل واد ،وك سوغيره معجزة ،وهإو المنعم الج ش
شريك له ،ول توفيق إل به والحمد لله حق حمده ،وصلواته على
سإيد المرسإلين رسإوله وعبده وعلى آله الطيبين ،وعترته
المنتخبين الراشدين ،آباء أمير المؤمنين صلوات الله عليهم
دين ،وحسبى الله ونعم الوكيل«).(1 أجمعين إلى يوم ال ي
ملنا فى الرسإالة المذكورة فإنها تدسلنا على طابع رسإائل إذا تأ ش
كام فى فترة المرابطين ،وتدلنا على حسن اختيار دولة ح ش
ال ل
ما
ص عال اختارت نها
ش إ حيث العباسإية الخلفة عند لممثليها المرابطين
كام والخلفاء ،وبذلك ح ش
فقيصها ذا دراية وخبرة كبيرة فى مخاطبة ال ل
نجحت تلك الوفادة وحققت أهإدافها ،ورجعت تحمل معها ثمارهإا.
ثانيصا :رد الخلفة العباسإية على طلب دولة المرابطين:
ك أن الخلفة العباسإية دخلها سإرور عظيم ,وكسبت لش ش
مكسصبا معنوصيا كبيصرا ,ولذلك حرصا الخليفة على أن يرد بنفسه
على خطاب ابن تاشفين حيث كتب سإبعة وثلثين سإطصرا جاء فيها:
»عرضت هإذه القصة بمفاوز العز والعصمة ،ومواقف المامة
المطهرة المكرمة ،زاد الله جللها ،وسإبوغا ظللها ،فخرجت
المراسإم الشريفة بأن
ما،
ما ,ولشرطه ملتز صذلك الولى الذى أضحى بحبل الخلصا معتص ص
قا ،وكل فعله فيما هإو بصدده للتوفيق من وإلى أداء فروضه مساب ص
دين تمسكه ,وفى الذيادةي بال غدا من
م كان الولء ،طويل نجاده ,إذ
1
)( دراسإات فى تاريخ المغرب والندلسُ ,د .أحمد العبادي ،صا ).(476
128
قا بأن يستتب صلح النظام على يده ،ويستشف عنه مسلكه ،حقي ص
من يليه من الكفار ,وإتيان ما يقضُى من يومه حسن العقبى فى م
ل ل ل
عليهم بالجتياح والبوار ،اتباعه لقوله تعالى﴿:مقاَتلجوُاً اً ذيمنَ يميجلوُنَمجكمُ بممنَ
اًلرجكلفاَلر﴾ ]التوبة.[123 :
فهذا هإو الواجب اعتماده الذى يقوم به الشرع ،وأن يؤلف
من فى جملته من النجاد على الطاعة المامية التى هإى شمل م
العروة الوثقى والذخر البقى واسإتقراه قوله تعالى العمل ،والبدار
إلى التشبتث بسببه﴿ :مياَ أمييمهاَ اًللذيمنَ آممنجوُاً أملطيْعجوُاً اًلم موأملطيْعجوُاً اًللرجسوُمل موجأوللىِ اًلرملر
لمرنجكرمُ﴾ ]النساء.[59:
وليكن دأبه الجهاد فيما يكسب عند الله الزلفى ,ويمنحه من
ت لمرنَ مخريْسر يمرح م
ضلراً مومماَ رضاه القسم الكمل الوفى﴿ :يميروُمم تملججد جكيل نَميرف س
س لماَ معلملم ر
سوُسء تميموُيد لمروُ أن بمي ريْينميمهاَ موبمي ريْينمهج أممملداً بملعيْلداً﴾ ]آل عمران.[30: علملم ر ل
ت منَ ج م
وأن يختص رافعها وولده بالرعاء الذى يضُفو عليهما برده،
ويصفو لهما ورده ،وليظهر عليهما من المهاجرة جميل الثر،
م النشر، ويؤول أمرهإما فيما يرجو أشنهما إلى اسإتقامة النظام وض ي
فليقابل المر السإنى فى ذلك بامتثال واحتذاء مطاع المثال -إن
شاء الله.(1)«-
دا قوصيا معنوصيا
لقد اسإتطاعت دولة المرابطين أن تكون سإن ص
فذت أوامر ربها, سنشية ,وبذلك تكون ن ش للخلفة العباسإية ال س
واسإترشدت بتوجيهات نبيها ،فأصابها بركة ذلك من سإمعتها
مين ،وأصبحت جزصءا من الخلفة العباسإية سل م م
م يالعالمية فى ديار ال ل
التى اكتفت منها بالطاعة المعنوية ،وبذلك تحصل أمراء
المرابطين من اعتراف الخلفة العباسإية بدولتهم ,حيث إن
خا أنه لن يعتبر ملكهم دا راسإ ص
المرابطين كانوا يعتقدون اعتقا ص
عا إل إذا باركته المامة القرشية العباسإية. مشرو ص
واختلف المؤيرخون فى زمن اتصال المرابطين بالخلفة
العباسإية :فابن الثير يقول :إن أول اتصال بين المرابطين
والعشباسإيين قد حدث عقب انتصار اليزلمقة ,واسإتيلء يوسإف على
ل من ابن خلدون, ال من يد مللسُ ,ويتفق مع ابن الثير فى هإذا الرأى ك ل
والقلقشندي ,والذهإبي).(2
وأنا أميل إلى أن اتصال المرابطين كان قبل ذلك بكثير حيث
إن واضع الخطوط العريضُة لدولة المرابطين الفقيه »أبو عمران
ل الفقهاء الذين من من أتباع العباسإية ,وك س الفاسإى القيرواني« م
1
)( دراسإات فى تاريخ المغرب ،صا ).(478
2
)( تاريخ المغرب والندلسُ ،د .حمدي عبد المنعم ،صا ).(237
129
سإنسيون مالكسيون ،وبذلك يكون زعماء المرابطين سإاروا مدرسإته ل
سنشية المالكية.
على نفسُ التعاليم ال س
ونجد أن نقود المرابطين قد نقش عليها أسإماء الخلفاء
العشباسإيين منذ عام 450هإـ ،أى منذ عهد المير أبى بكر بن
ل اسإم الخليفة العشباسإى يذكر مقروصنا باسإم أبى بكر عمران ،وظ ش
بن عمران إلى أن توفى فى عام 480هإـ ،وخلفه يوسإف بن
تاشفين فذكر اسإمه على السكة مع اسإم الخليفة العشباسإي ،وهإذا
ك أنيدل على صلة المرابطين بالعشباسإيين قبل اليزلمقة ،ول ش ش
كتابة اسإم الخليفة على عملة المرابطين تم بعد اتصالهم بالخليفة
دا
قوا منه إجابة بقبول طاعتهم ,وتقلي ص العشباسإي ،وبعد أن تل ش
بوليتهم).(1
***
1
)( المصدر السابق ،صا ).(236
130
المبحث الرابع
علقة المير يوسإف مع بنى حماد
حرصا المير يوسإف على علقة حسن الجوار مع دولة بنى
ماد الصنهاجية التى تقع فى شرق دولة المرابطين ،وكان ح ش م
ماديون يتحينون الفرصة لضُم أطراف من مملكة المرابطين، ش حم ال
م لهم ذلك عندما عبر المير يوسإف ال من يد مللسُ عام 479هإـ، وت ش
فتحالفوا مع عرب بنى هإلل؛ وغزوا المغرب الوسإط ؛وعادوا إلى
بلدهإم محملين بالغنائم ،وسإكت يوسإف عن النتقام منهم,
وصالحهم ،ولم يرغب فى الدخول فى حرب معهم مع وجود
ظا لشوكتهم وقوتهم. مين وحف ص سل م م
م يأسإبابها حقصنا لدماء ال ل
مادى فى عام 481هإـ, ح شوعندما لتوفى الناصر بن علناس ال م
بعث المير يوسإف بكتاب تعزية إلى ولده وخليفته المنصور ،مما
ماد ،واسإتمشرت حالة ح ش
يدل على نشيات يوسإف السلمية تجاه بنى م
السلم بين الفريقين أكثر من عشر سإنوات ,ثم نشب خلف بين
ماد,ح ش كام بنى مح ش
والى تلمسان المرابطى تاشفين بن تنغمير و ل
صراع ي ال ش دواشت يوسإف، فهاجم المير تاشفين بدون إذن من المير
بين الطرفين ,وتدخل المير يوسإف واسإتطاع بحكمته وسإياسإته
مين ،وعزل حاكم تلمسان تاشفين وعشين سل م م
م ي
أن يحقن دماء ال ل
مكانه المير مزدلي ،وبعد أن ضم المير يوسإف ال من يد مللسُ أضحت
ذا للفايرين من ال من يد مللسُ ،ومع ذلك لم يحرك المير مملكة بجاية مل ص
-
ماد ,وبقى المر كذلك حتى وفاته ح شيوسإف سإاكصنا تجاه عمل بنى م
).(1
ماديين أثر فى تخفيف ح شلقد كان للتوجه السنى فى دولة ال م
الصراع مع المرابطين ،كما إن لصلة القرابة الصنهاجية سإبصبا آخر،
ماديين أن تقاوم جيوش المرابطين ح شوإل ما كانت تستطيع دولة ال م
ماديين كانت من السإباب ح شالفتية ،وفى نظرى إن بقاء دولة ال م
التى أضعفت الدولة الزيرية والصنهاجية ،وسإببت توتصرا وارتباكاص
لدولة المرابطين ،ولو ضمت لدولة المرابطين لكان أفيد للسإلم
مين وللمغرب الوسإط والقصى. سل م م
م ي وال ل
* **
المبحث الخامسُ
علقة المرابطين مع ملوك الطوائف
مشرت علقة المرابطين مع ملوك الطوائف بمراحل متعددة،
1
)( دولة المرابطين ,صا ).(158
131
وهإي :المسالمة،
التحالف ،القتال.
أو ص
ل :مرحلة المسالمة:
ما وصلت دولة المرابطين ذروة قوتها وحطت بجيوشها ل ش
وأسإاطيلها على سإهل البحر المتوسإط ارتعد ملوك الطوائف،
م ،وأصبحوا بين قبضُتين قويتين :بين وأصابهم الخوف وركبهم اله س
النصارى الذين يمكن مداراتهم بالموال والتنازل عن بعض
الحصون ,وبين المرابطين الذى عرفوا بجهادهإم واسإتعلئهم على
متاع الدنيا ،وحيبهم للشهادة ,ورفع المظالم عن العباد ،وقد
وصلهم ظلم ملوك ال من يد مللسُ ،وقد اشتهر جنود المرابطين بصيت
عظيم فى تحقيق النصر فى المعارك ،وبأس شديد فى القتال مما
عا للتشاور أدخل الرعب فى قلوب ملوك الطوائف ،فعقدوا اجتما ص
فى أمر الخطر القادم من الجنوب ،واسإتقشر رأيهم أن يكتبوا للمير
يوسإف يسألونه العراض عنهم ,وأشنهم تحت طاعته ،وهإذا نص
الكتاب:
»أما بعد ,فإشنك إن أعرضت عنا نسبت إلى كرم ,ولم تنسب
إلى عجز ،وإن أجبنا داعيك نسبنا إلى عقل ولم ننسب إلى وهإن،
وقد اخترنا لنفسنا أجمل نسبنا فاختر لنفسك أكرم نسبتك ،فإشنك
بالمحل الذى ل يجب أن لتسمبق فيه إلى مكرمة ،وإن فى اسإتبقائك
ذوى البيوت ما شئِّت من دوام لمرك وثبوت والسلم«).(1
فا نفيسة.وأرسإلوا مع حامل الكتاب هإدايا وتح ص
وبعد أن تشاور المير يوسإف مع مستشاريه رأى إن يسالمهم
دموا له من طاعة ,ورد ش عليهم بهذا الكتاب جاء فيه: ويرضى بما ق ش
»بسم الله الرحمن الرحيم من يوسإف بن تاشفين سإلم
عليكم ورحمة الله وبركاته ،تحية من سإالمكم وسإلم عليكم,
وحكمه التأييد والنصر فيما حكم عليكم ،وإشنكم مما فى أيديكم من
الملك فى أوسإع إباحة مخصوصين منا أكرم إيثار وسإماحة،
فاسإتديموا وفاءنا بوفائكم ,واسإتصلحوا إخاءنا بإصلح إخائكم،
والله ولى التوفيق لنا ولكم والسلم«.
وقد قرن المير يوسإف الكتاب بالتحف وبدرق اللمط التى ل
توجد إل فى ديار المرابطين ،ولما وصل كتابه إلى ملوك الطوائف
وت نفوسإهم على قتال السإبان ،وأحب أهإل فرحوا بذلك ،وتق ش
كامهم ومحكوميهم).(2 ح ش
ل المرابطين ال من يد مللسُ دولة
ثانيصا :مرحلة التحالف:
1
)( دولة المرابطين ,صا ).(159
2
)( دولة المرابطين ,صا ).(160
132
وبعد سإقوط ط لل مي يط مملة فى يد السإبان النصارى عام 478هإـ
اضطشر ملوك الطوائف أن يطلبوا النجدة من المير يوسإف الذى
لبى نداءهإم ،وكان سإبصبا فى إيقاف زحف النصارى على ممالك
ال من يد مللسُ ،وانتصر على ألفونسو فى معركة اليزلمقة المشهورة.
وبعد أن احتك المير يوسإف بملوك الطوائف ,ووقف على
مين انتقلت
سل م م
م ي
خيانتهم وتحالفهم مع النصارى ,واتصالهم بأعداء ال ل
العلقة من التحالف إلى العداوة.
ثالثصا :مرحلة العداوة:
ت نار الحرب بين المرابطين وملوك الطوائف حيث اسإتعر ي
س م
طة ل ق رسإ إل المرابطين لدولة لسُل دي م
ن ل ا ممالك انتهت بضُم كل
م ي ي م
التى حكمها أحمد بن هإود ,والذى كان كالشوكة فى حلق
ل ،وتراجع النصارى أمام صمود النصارى ،فقد قاومهم زمصنا طوي ص
بنى هإود البطولي ،وأظهر بنو هإود مقدرة فائقة على قتال
طدت العلقة الودشية النصارى مما جعل المرابطين يحترمونهم ،وتو ش
بين المير يوسإف والمير أحمد بن هإود الذى كان وفصيا فى عهوده,
ممته ،ورضى المرابطون ببقاء صا على أ ش صا فى جهاده ,وحري ص ومخل ص
ل م
ما تابصعا لهم ,بذلك أصبحت الن يد ملسُ ولية تابعة أحمد بن هإود حاك ص
لدولة المرابطين ،وتوارت العناصر والزعامات الهزيلة وانهار
سإلطان العصبيات الطائفية ).(1
***
1
)( انظر :الندلسُ فى عصر المرابطين ،صا ).(112
133
المبحث السادس
علقة المرابطين مع السإبان والنصارى
1
)( الحكام السلطانية للماوردي ,صا ).(143
2
)( المصدر السابق نفسه.
135
الفصل الرابع
سإياسإة المرابطين فى دولتهم المجيدة
المبحث الول
نظم الحكم والدارة فى دولة المرابطين
أول :النظام الدارى:
-1نظام إمارة المسلمين:
مين عند المرابطين يعتمد سل م م
م ي كان النظام السائد فى إمارة ال ل
على اختيار المير وفق فقه الشورى ،وكانوا حريصين على تطبيق
صلممة موأمرمجرجهرمُ جشوُمرىِ بمي ريْينميجهرمُ مولملماَ
قول الله تعالى﴿ :اًللذيمنَ اًرستممجاَبجوُاً للمربلهرمُ موأممقاَجموُاً اًل ل
مرمزقريمناَجهرمُ يجيرنلفجقوُمن﴾ ]الشورى.[38 :
وكان زعماء المرابطين يتشاورون فى الوسإائل التى تعين
على تمكين الحق وإظهار الصواب ،ونشر الصلح بين العباد،
ل
ف مع رنيجهرمُ مواًرستميغرفرر
واقتدوا بالقرآن الكريم فى توجيهه للرسإول ×﴿ :مفاَرع ج
شاَلوررجهرمُ لفىِ اًلرملر﴾ ]آل عمران.[159:
لمجهرمُ مو م
»أى ل يصدنك ما كان منهم من خطأ رأيهم فيما بدا منهم يوم
أحد عن أن تستعين برأيهم فى مواقع أخرى ،فإشنما كان قد حصل
فلتة لتغفر وعثرة لتقال ,وشاورهإم فى أمر الحرب وأمثاله مما
يجرى فيه المشاورة«).(1
دلت الية على أن الشورى قد أمر بها الرسإول × فى وقد ش
مهمات المة ومصالحها كالحرب ونحوهإا ،وذلك فى غير أمر
التشريع ،لن أمر التشريع إن كان فيه وحى فل محيد عنه ،وهإى
دين والدنيا ،وما توجيه لكل ولة المر بعده أن يشاوروا عن أمر ال ي
ص واضح ،وهإى تشمل هإنا المشاورة فى شئِّون المة ليسُ فيه ن) (2ل
ومصالحها .
وكان مذهإبهم فى الشورى مذهإب المالكية وليسُ الخصوصا،
قال ابن خويز منداد» :واجب على الولة مشاورة العلماء فيما ل
دين ،ووجوه الجيش فيما يتعلق يعلمون ،وفيما يشكل من أمور ال ي
بالحرب ،ووجوه الناس فيما يتعلق بالمصالح ،ووجوه الكتاب
1
)( انظر :تفسير أبي السعود) ،جُّ .(1/558
2
)( انظر :تفسير القرطبي) ،جُّ .(4/205
136
والوزراء والعمال فيما يتعلق بمصالح البلد وعمارتها«).(1
وأشار ابن العربى إلى وجوبها بأنها سإبب الصواب ,فقال:
»والشورى مسبار العقل وسإبب الصواب« ،ويشير إلى أننا
مأمورون بتحرى الصواب فى مصالح المة وما يتوقف عليه
الواجب فهو واجب).(2
ضُا إلى الوجوب ،بل يؤكد هإذا الوجوب ويذهإب ابن عطية أي ص
م
فيقول» :الشورى من قواعد الشريعة وعزائم الحكام ،ومن ل
يستشير أهإل العلم فعزله واجب ،وهإذا ما ل اختلف فيه«).(3
لقد كان نظام الشورى هإو السإاس الذى اعتمده المرابطون
فى نظام حكمهم فى بداية دولة المرابطين قبل يوسإف بن
تاشفين ،فقد كان المرابطون يختارون بكامل الحرية رئيسهم
الذى يتم تعيينه بعد عقد مجلسُ من زعماء القبائل والولة
والعلماء والفقهاء يشارك فيه شيوخ المرابطين وأعيانهم ،بهذه
الطريقة تم اختيار عبد الله بن ياسإين ،الذى لم يحرصا على
اسإتمرار المارة فى أسإرته ،كما أنه لم يباشر أى ضغط على
المرابطين فى اختيار يحيى بن عمر ثم أبى بكر بن عمر ،بل كانت
وصيته الخيرة للمرابطين قوله» :إياكم والمخالفة والتحاسإد على
الرياسإة ،فإن الله يؤتى ملكه من يشاء ،ويستخلف فى أرضه من
أحب من عباده ،ولقد ذهإبت عنكم فانظروا من تقدمونه منكم،
يقوم بأمركم ويقود جيوشكم ،ويغزو عدوكم ،ويقسم بينكم فيئِّكم،
ويأخذ زكاتكم وأعشاركم«).(4
ومن هإذه الوصية يتبين أن الزعيم الول للمرابطين ،لم يكن
يرى طريقة الحكم الوراثي ،أما يوسإف بن تاشفين فقد كان
يخشى أن يعود المر فوضى بعده وأن تنفصم عرى هإذه الوحدة،
دا على تبيلغها زهإاء نصف وتنتهى هإذه الدعوة التى عمل جاهإ ص
قرن ،لذلك رأى يوسإف أن ي لعميين والصيا للعهد يستخلفه بعد موته,
وهإكذا حدث انحراف فى اختيار الحاكم عند المرابطين من
الشورى إلى النظام الوراثى منذ أن اختار يوسإف بن تاشفين ابنه
علصيا والصيا لولية العهد ،وكان اجتهاد يوسإف بن تاشفين فى هإذا
التعديل الخطير يعتمد على رأيه أن اجتهاده ذلك يحفظ وحدة
بلده ودولته ،ويقضُى على التنافسُ من أجل الحكم ورأى مصلحة
بلده وشعبه تقتضُى اختيار ابنه.
1
تفسير القرطبي) ,جُّ .(4/205 )(
2
ابن العربي. )(
3
ابن أبي زرع القرطاس ،صا ).(90 )(
4
المرجع السابق. )(
137
كان من الطبيعى أن يميهد لفكرته فى اختيار ولى العهد,
من يهمه المر حول هإذا الختيار ،ولهذا بادر ولذلك شاور كل م
بمشاورة الفقهاء والقضُاة وزعماء القبائل وأفراد السإرة
المرابطية وكبار رجال الدولة فى سإنة 495هإـ 1101 /م،
وناقشهم فى المبررات التى دفعته إلى اختياره ،فوافقه الجميع
على ما اعتزم عليه ،وعلى أثر ذلك قرئ مرسإوم البيعة الذى
يتضُمن السإباب التى حملته على هإذا الختيار ،والشروط الواجب
توافرهإا فيه ،والمبادئ التى ينبغى أن يسير عليها ،وهإذا المرسإوم
مد بن عبد الغفور ،وكان من أعلم ح (1ش
م مكتبه الوزير الفقيه أبو ل
)
البلغة فى ذلك العصر« .
ونستخلص من نص الوثيقة التى ذكرتها فيما مضُى :أن يوسإف
بن تاشفين اتبع مبدأين فى اختياره ولده أبا الحسن علصيا ولصيا
لعهده.
أولهما :مبدأ الختيار:
منفقد أشارت الوثيقة التى ذكرتها إلى أن يوسإف قد اختار م
من هإو أصلح لقيادة تلك الدولة المترامية الطراف: بين أولده م
حا إلى المعالى
»فوجد ابنه المير الجل أبا الحسن أكثرهإا ارتيا ص
واهإتزاصزا ،وأكرمها سإجية وأنفسها اعتزاصزا ،فاسإتنابه فيما اسإترعى
ودعاه لما كان إليه دعا«).(2
ثانيهما :مبدأ الشورى:
سك بما جاء فى القرآن الكريم ,وما فقد أخذ يوسإف به ،وتم ش
جاء على لسان
نبيه × ,وما سإار عليه الخلفاء الراشدون» :ودعاه لما كان إليه
دعا ،بعد اسإتشارة أهإل الرأى على القرب والنأي«).(3
كما أشار مرسإوم البيعة إلى أشنها كانت مشروطة ببعض
الشروط اشترطها المير يوسإف على ابنه ،وأهإم تلك الشروط
التمسك بالمبادئ التى دعا إليها المام عبد الله بن ياسإين من
إعلن الجهاد على أعداء السإلم ،واحترام الفقهاء والقضُاة
والعلماء ،والعمل على إقامة العدل بين الرعية ،بالضافة إلى
بعض المور التى تتعلق بضُمان أمن الدولة من وضع سإبعة عشر
ألف فارس بال من يد مللسُ موزعة على أقطار معلومة ،يكون منها
بإشبيلية سإبعة آلف فارس وبقرطبة ألف فارس وباقى العدد على
ذب والمرابطة فى الحصون المعاينة للعدو).(4 مين لل شسل م م
م ي
ثغور ال ل
1
انظر :الحلل الموشية ،صا ).(57-56 )(
2
المرجع السابق نفسه. )(
3
المرجع السابق نفسه. )(
4
تاريخ المغرب والندلسُ ،صا ).(251 )(
138
وفى عام 496هإـ دخل يوسإف بن تاشفين قرطبة ،وجمع كبار
رجال الدولة وأمراء لمتونة أشياخ البلد ،وقادة الرأى والفقهاء
والعلماء والقضُاة ،وتل عليهم عقد البيعة لبنه على الذى سإبقت
الشارة إليه ،وضمنه السإباب التى حملته على اختياره ولصيا للعهد،
ثم أخذ البيعة له من جميع الحاضرين ،وأقسم هإؤلء يمين الطاعة
والولء ،ثم وشقعوا على عقد البيعة ،وقام على أثر ذلك ،فأقسم
سإة التىسميا م
أمام الحاضرين بالتزام شروط العقد وترسإم ال ي
رسإمها أبوه ،ثم أشهد الكتاب ووشقع على الوثيقة .
)(1
2
)( انظر :تاريخ المغرب والندلسُ ،للدكتور حمدى عبد المنعم ،صا ).(368
146
المبحث الثاني
النظام القضُائى فى دولة المرابطين
تمهيد:
للقضُاء مكانة عظيمة ومنزلة شريفة ،وفاصل بين الشناس فى
خصوماتهم
وحاسإم للتداعى وقاطع للتنازع ،وكان العرب فى جاهإليتهم
يعرفون منزلة القضُاء ,ويختارون له أهإله ,ويطلقون عليهم
كام ،واهإتم المسلمون بهذا المر ,ومارسإه رسإول الله × فى ح ش
ال ل
زمانه ،وسإار الخلفاء من بعده على دربه ،وأصبح القضُاء بعد
رسإول الله × فى عداد الوظائف الداخلة تحت الخلفة ،وتطور
القضُاء مع تطور دولة السإلم فكان الخليفة يتخذ قاضصيا فى
حاضرة الخلفة وقضُاة آخرين فى الوليات والمصار.
مضُاصفا إلى الولة حتى كان القضُاء فى المصار أول المر ل
ص
كانت خلفة عمر بن الخطاب فجعله مستقل عن نظر الوالي،
من يتفشرد بالنظر فيه ,ومع اسإتقلل القضُاء عن نظر عشين له م
الوالي ،فإن تقليد القضُاء فى الوليات كان يتم فى الغالب عن
ما فى العاصمة فكان الخليفة طريق الولة بتفويض الخليفة لهم ،أ ش
هإو الذى ليعيين القاضى إلى أن جاء الخليفة العشباسإى أبو جعفر
المنصور الذى انحرف بالقضُاة نحو مركزية الدولة ،وأخضُع
المؤسإسات القضُائية لرقابته المستمشرة ،وجعل تقليد القضُاة على
قضُاء المصار من قبله ،وتابعه على ذلك خلفاء بنى العشباس ،إلى
أن اسإتحدث منصب قاضى القضُاة فى فترة تالية ،فتوشلى قاضى
القضُاة النظر فى مؤهإلت المرشحين للقضُاء ومراقبة الكفاءة
مت ك س
ل )(1
المهنية للقضُاة فى عاصمة الخلفة وخارجها ،واهإت ش
صا
الدول التابعة للخلفة بتطوير نظامها القضُائى وخصو ص
المرابطين الذين حرصوا على إقامة العدل ونشره فى ربوع
بلدهإم ،فكان لمنصب القضُاة أهإمية كبيرة ،ولذلك حرصا أمراء
من برزوا فى العلم والفقه م ش
المرابطين على تعيين القضُاة م
وتميزوا بالمقدرة على تولى هإذه المناصب فى دولتهم دون
السإتناد على العصبية القبلية ،حتى أصبح أكثر القضُاة من غير
قبيلة صنهاجة وهإى سإياسإة حكيمة اتبعها المير يوسإف رغبة فى
تحقيق العدالة وتطبيق
تعاليم السإلم.
1
)( تاريخ الحضُارة العربية والسإلمية ،د .محمد بطاينة ،صا ).(79
147
وقد منحهم رتبة عالية فى الدولة حتى كثرت أموالهم،
واتسعت مكاسإبهم ،وكانوا يستمدون نفوذهإم من سإلطة الدولة
نفسها ،يحكمون وفق المذهإب المالكي ،ويقوم بتنفيذ أحكامهم
كام المحليون ،وقد شارك القضُاة فى معارك الجهاد ح شالولة وال ل
فى
ال من يد ملسُ ،واسإتشهد بعضُهم فى معركة اليزلمقة منهم القاضى عبد
ل
الملك المصمودى قاضى مراكش).(1
سل م
طة سل م
طة القضُائية تتمتع باسإتقلل كبير عن ال س وكانت ال س
التنفيذية ،وكان تعيين القاضى يصدر بمرسإوم عن أمير المسلمين،
وكذلك عزله ،وكان لهإل البلدان التابعة لدولة المرابطين حق
من يرونه مناسإصبا لمنصب القضُاء فى بلدهإم. الترشيح ل م
ض فى بلد معين فعليه أن وإذا أراد أمير المسلمين عزل قا ة
يوضح السإباب لهإل ذلك البلد.
أ -منصب قاضى الجماعة فى الندلسُ:
يعتبر منصب قاضى الجماعة من أرفع المناصب القضُائية فى
ال من يد مللسُ ،كان صاحبه يشرف على القضُاء فى جميع أنحاء
ال من يد مللسُ ،ومن المرجح إن هإذا المنصب الخطير كان ل يتوله إل
من يثبت كفاءة عالية فى أمور القضُاء ،وكان قاضى الجماعة كل م
فى الن يد ملسُ يتمتع بسلطات واسإعة ،ومنهم أبو القاسإم أحمد بن ل م
جهه الميرمد بن عبد العزيز التغلبى الذى و ش ح ش
م ممد بن على بن ل ح ش
م م
ل
يوسإف بن تاشفين إلى اتباع الحق فى الحكام دون أن يعرف فى
ل برغم راغم وتشفق من ملمة الله لومة لئم ،فكتب له» :ول لتبا م
لئم ،فآس بين الشناس فى عدلك ومجلسك حتى ل يطمع قوى فى
منحيفك ول ييأس ضعيف فى عدلك ،ول يكن عندك أقوى م
من القوى حتى تأخذ الضُعيف حتى تأخذ الحق له ،ول أضعف م
الحق منه.(2) « . .
من توشلى منصب قضُاء الجماعة فى ال من يد مللسُ فى ومن أشهر م
مد بن أحمد بن رشد ح م
ل م ش بن مد ح
ل م شم الوليد أبو يوسإف عصر على بن
مد بن أحمد بن خلف إبراهإيم التجيبى ح شم م
الله (3ل المالكى وأبو عبد
)
المعروف بابن الحاجُّ .
ب -قاضى الجماعة فى المغرب:
كانت رئاسإة القضُاء فى المغرب فى زمن دولة المرابطين
تسند إلى قاضى الجماعة بمراكش ،الذى كان ليسمى بقاضى
1
)( دولة المرابطين ،صا ).(166
2
)( الذخيرة فى محاسإن أهإل الجزيرة ،ابن بسام )جُّ . (2/106
3
)( تاريخ المرابطين ،صا ).(287
148
قضُاة المغرب أو بقاضى الحضُرة ،وكان على من يتوشلى هإذا
من المقربين إلى قلب أمير المسلمين يستفتيه المنصب أن يكون م
من توشلى هإذام أشهر ومن ئِّون،ش من له فى كل ما يعرض
مد بن إبراهإيم بن قاسإم بن ح ش
م م
مد عبد الله بن ل ح ش
م م
المنصب :أبو ل
منصور اللخمي ،وأبو الحسن على بن عبد الرحمن المعروف بابن
أبى حقون ،وأبو سإعيد خلوف بن خلف الله.
طا أبعد من مجرد لقد قطع المرابطون فى تنظيم القضُاء شو ص
تقسيم قضُاء ال من يد مللسُ والمغرب وجعل زعامة القضُاء فى كل منهما
لقاضى القضُاة ،أحدهإما يختص بال من يد مللسُ والخر بالمغرب ،بل إن
طة العليا على قضُاء المغرب سل مالمرابطين اتخذوا فقيصها له ال س
وال من يد مللسُ على السواء ،ومن المرجح أن زعامة القضُاء فى العدوتين
كانت أحياصنا من نصيب قاضى مراكش أو قاضى سإبتة أو طنجة،
وأحياصنا أخرى لقاضى الجماعة بقرطبة).(1
جـ -مجلسُ الشورى القضُائي:
كان للقاضى فى صحبته مجموعة من فقهاء البلد الذى توشلى
قضُاءه ليشاورهإم قبل أن يصدر الحكام ،وكان قاضى المدينة
من ليعرفون بالورع م ش
يتولى اختيار هإؤلء الفقهاء من أهإل مدينته ،م
والتقوى والتبحر فى الفقه والعلوم الدينية ،ويحدد ابن عبدون
هإؤلء الفقهاء والمشاورين بأربعة :اثنين يشتركان فى مجلسُ
القاضي ،واثنين يقعدان فى المسجد الجامع ).(2
د -القضُاء العسكري:
عرفت دولة المرابطين ما يمكن تسميته بالقضُاء العسكري،
وكان يمارسإه قضُاة مختصون بحل مشاكل الجند فى مواضع
ث الجند
صة بالمعسكرات ،كما كانوا يشتركون فى القتال لح ي خا ش
وتشجيعهم على القتال ،وكان هإؤلء القضُاة يسمون بقضُاة المحلة
أو قضُاة الجند ،وممن ذكرهإم التاريخ فيمن توشلوا منصب القضُاء
العسكري :عبد الرحيم بن إسإماعيل الذى ع ليين قاضصيا فى معسكر
أمير المسلمين على بن يوسإف بمدينة سإل).(3
هإـ -قضُاء الذميين فى دولة المرابطين:
ذمة فى ال من يد مللسُ ،فقد كان رجال الدين أما بالنسبة لهإل ال ي
النصارى واليهود يتولون القضُاء لهم ،دون أن يتدخل فيهم قضُاة
ذمة ،وفىذمى القضُاء لهإل ال ي المسلمين ،أجاز الفقهاء تقليد ال ي
ذمة قاضصيا يعرف بقاضى ال من يد مللسُ خصص المسلمون لهإل ال ي
1
)( تاريخ المغرب والندلسُ ،صا ).(288
2
)(المرجع السابق ,صا ).(289
3
)( تاريخ المغرب والندلسُ ،صا).(291
149
النصارى أو قاضى العجم ،أما إذا كانت الخصومة بين ذمى
ومسلم فإن قضُاة المسلمين يتولون الفصل بينهما ،وفى هإذا
الصدد يشير أشباخ إلى أن النصارى كانوا »يتمتعون بحرية
الشعائر ويحتفظون ببعض القوانين القوطية ولهم أسإاقفتهم
وقضُاتهم«).(1
و -شجون وأحزان وآلم وآمال:
إن السعى لقامة دولة السإلم فى أى بقعة من بقاع العالم
يحتاجُّ للطلئع
التى تسعى لهذا الهدف العظيم وفقه الخذ بأسإباب التمكين فى
جميع الصعدة
ومختلف الميادين.
ظم القضُائية التى لبد منها فى أى دولة وإذا نظرنا فى الن س ل
دينية أو علمانية وسإألنا أنفسنا ما حظ الحركات السإلمية من هإذا
ظم القضُائية الفقه؟ وما هإى الخطط التى وضعت ليجاد هإذه الن س ل
الشرعية التى لبد منها فى أسإلمة الدولة؟ وما هإى الوسإائل التى
اتخذتها؟ وهإل بدأت فى إيجاد الكوادر التى تجمع فقه الشريعة
جا حصيا لقدرة ظم المعاصرة بحيث تستطيع أن تقدم نموذ ص والن س ل
السإلم على مواكبة التطور والتقدم بمفهومه الصحيح المنبثق من
عقيدة المة ودينها وشريعتها لكانت الجابة محزنة.
من الجزئيات المطلوبة فى إن السعى لتحقيق هإذه الجزئية م
ن
من العاملين فى هإذه الميادين إلى جهد مضُ ة إقامة الدول يحتاجُّ م
وسإهر متواصل ،وتصميم أكيد على الوصول للهدف ،وسإعى دءوب
ممزوجُّ بالدموع والعرق والدماء ،وهإمم ل تعرف الوهإن ،وعزائم
تنخر فى هإياكل الجاهإلية ليدخل من خلل تلك الثقوب نور اليمان
فا على الظلم والضُلل دا؛ زاح ص
دا روي ص
وهإدى القرآن لينتشر روي ص
والظلم والكفران ،وإعادة دولة السإلم فى أثوابها الزاهإية،
وتيجانها الناصعة ،وعدلها المنتظر ،وآفاقها الواسإعة ،ووظائفها
المتعددة من إقامة الصلة وإيتاء الزكاة والمر بالمعروف والنهى
عن المنكر ،ونصرة المستضُعفين ومقارعة الظالمين ،وفتح أبواب
الجهاد وشراء سإلعة الجنة بالمهج والنفسُ والرواح ثمصنا لها .إن
أصحاب تلك الهإداف السامية والنبيلة لبد لهم من أن يتميزوا فى
حياتهم عن غيرهإم فإن المال العظيمة ل يصل إليها إل أصحاب
النفوس الكبيرة.
تعبت من مرادهإا الجسام وإذا كانت النفوس كبـــاصرا
دا فعليها أن تستعين إن تحديات الحركة السإلمية كثيرة ج ص
1
)( انظر :تاريخ الندلسُ ،لشباخ ,صا ).(82
150
منبخالقها على تحقيق أهإدافها ,وعليها أن تكثر العمل ولتقيلل م
الجدل ،وتهتم بالرواحل وتترك المثبطين ،وتصعد بأبنائها على كل
المجالت والصعدة وتهتم بتربيتهم وتزكيتهم وتفجير طاقاتهم
سد ش الثغرات المتعددة ،وعليها أن تحرصا على وتوجيهها حتى ت ل
أوقات أبنائها وتشغلهم بالنافع المفيد للمة ولهم.
إن تحريك الشعوب السإلمية نحو التغيير لقامة شرع الله
مقيد بسنن الله فى المجتمعات والدول والشخاصا ،وسإنن الله ل
تجامل ول ترحم ول تتغير ول تتبدل ،فعلينا أن نفقه سإنن الله
لنحسن التعامل معها ,ونأخذ بها فى خطواتنا لقامة دولة السإلم
ونشر شريعة الشرحمن.
***
151
المبحث الثالث
النظم العســـــكرية
تمهيد:
صفات المجاهإدين فى سإبيل الله:
إن الجهاد فى سإبيل الله عظيم الكلفة والمشقة على النفسُ
سىِ مأن تمركمرجهوُاً مشريْلئاَ موجهموُ ل ل ل
ب معلمريْجكجمُ اًلرقمتاَجل موجهموُ جكررهء جكرمُ مومع م البشرية ،قال تعالى﴿ :جكت م
خيْيءر لجكرمُ﴾ ]البقرة.[216: مر
ولذلك لم يستطع أن يقوم بالجهاد السإلمى على أصوله
الصحيحة إل من رزقه الله صفات تجعله أهإل ص للقيام بهذه العبادة
الكريمة.
هإدين سإواء جا م م موالصل العظيم الذى تنبثق منه كل صفات ال ل
دا ،أو صفات الجيش كله هإو اليمان بالله العلى كانوا قادة أو جنو ص
هإدين ،وبضُعفه تضُعف تلك جا م م م العظيم الذى بقوته تقوى صفات ال ل
الصفات الرفيعة فى القادة والفراد والجيش على حد سإواء ،ولذا
قال ابن تيمية رحمه الله» :وإذا كان أولياء الله هإم المؤمنين
المتقين فبحسب إيمان العبد وتقواه تكون وليته لله تعالى ،فمن
كان أكمل إيماصنا وتقوى ،وكان أكمل ولية لله ،فالشناس متفاضلون
فى ولية الله عز وجل بسبب تفاضلهم فى اليمان والتقوى«).(1
والذى يكون إيمانه أكمل يحقق عبوديته لله أكثر ،فيكون وقته
صا واعتزاصزا ما وتذكصرا وتقوى وإحساصنا وإخل ص كله عبادة وصبصرا وعل ص
ل ل ل ل
ت آمنَاَءم اًل ريْلل مساَجلداً مومقاَئلماَ يمرحمذجر اًلمخمرمة مويميررججوُ ل
بدينه ،قال تعالى﴿ :أملمرنَ جهموُ مقاَنَ ء
)(2
ب قجرل مياَ لعمباَلد مررحممةم مربله قجل مهل يمرستملوُىِ اًللذيمنَ يميرعلمجموُمن مواًللذيمنَ لم يميرعلمجموُمن إلنَلمماَ يميتممذلكر جأوجلوُ اًللرمباَ ل
ج ر ر
ل ل ل ل
ض اًل مواًسمعةء إنَلمماَ يجيموُفىِ ل ل ل ل ل ل لل
سنجوُاً فىِ مهذه اًليدنَريميْاَ محسنة موأمرر ج اً ذيمنَ آممنجوُاً اًتليجقوُاً مربلجكرمُ ل ذيمنَ أمرح م
ت لرن صاَ لهج اًلبديمنَ موأجلمرر ج ل
ت أمرن أمرعبجمد اًلم جمرخل ل ب قجرل إلبنَىِ أجلمرر ج صاَبلرومن أمرجرجهرمُ بلغمريْلر لحساَ س
م م اًل ل ج
سلللميْمنَ﴾ ]الزمر.[12-9 : أمجكوُمن أملومل اًلرجم ر
إن زعماء المرابطين فى تاريخهم المجيد حرصوا على تربية
هإد
جا مم مشعبهم ال ل
هإدين سإواء على مستوى الفراد أو القادة أو جا م م معلى صفات ال ل
الجيش أو الشعب.
1
)( الفتاوى )جُّ .(11/175
2
)( انظر :الجهاد فى سإبيل الله ،د .عبد الله القادري) ،جُّ .(2/5
152
أ -صفات القائد العسكرى عند المرابطين:
هإدين فى دولة المرابطين نجد جا م م م
إذا نظرنا فى سإيرة قادة ال ل
م
أن خيار قادتهم تمشيزوا بصفات أهإشلتهم لقيادة الجيوش وتحقيق
من أ ي
شهر أولئِّك القادة الذين النصر وإلحاق الهزائم بالعداء ،و م
تمشيزوا بصفاتهم القيادية أبو بكر بن عمر ،ويحيى بن عمر ،ويوسإف
مد مزدلي ,وسإير بن أبى بكر ،وأبو عبد الله ح ش
م م
بن تاشفين ,وأبو ل
مد بن الحاجُّ ،وداود ابن عائشة ،وعبد الله بن فاطمة وغيرهإم ح ش
م م
ل
كثير.
نلحظ أنهم تمشيزوا بأمور أهإمها:
مل المشاق:
من طاعة الله وإعداد النفسُ لتح س -1الكثار م
حيث ترشبوا على حسن صلتهم بربهم الذى يمدهإم بالعون بقدر
من القرآن والصيام ما يحققون له العبودية؛ فكان لهم حظ م
والقيام وحسن الصلة والنفاق فى سإبيل الله ،وكان لتربية عبد
الله بن ياسإين لهم فى رباطه أثر كبير لزمهم على طول حياتهم،
كل على فكان فى مرحلة التكوين ليريبى أتباعه على الذكر والتو س
الله ,والصبر على الذشية فى سإبيل الله ،وكان يعيلمهم أسإاليب
إتعاب النفسُ فى ذات الله حتى تستطيع أن تتحمل المشاق فى
سإبيله ،وكان منهجه فى ترسإيخ هإذه المعانى فى نفوس أتباعه
القرآن الكريم:
ص لمرنهج قملليْلل أمرو لزرد معلمريْله مومرتبلل
صمفهج أملو اًنَجق ر
ل
﴿مياَ أمييمهاَ اًلرجملزبمجل قجلمُ اًل لريْمل إللل قمليْلل نَل ر
ك قميروُلل ثملقيْلل إن منَاَلشئمةم اًل لريْلل لهمي أممشيد موطلئاَ موأمقريموُجم لقيْلل إن ل
اًلرجقررآمن تميررتيْلل إللنَاَ مسنجيرللقىِ معلمريْ م
ب لم إللمهم ك موتميبمتلرل إللمريْله تميربتليْلل مر ب
ب اًلرممرشلرلقْ مواًلممغرلر ل ك لفىِ اًلنليمهاَلر مسربلحاَ طملوُيلل مواًرذجكلر اًرسممُ مرب م لم م
صبلرر معملىِ مماَ يميجقوُجلوُمن مواًرهججررجهرمُ مهرجلراً مجلميْ ل ل ل
ل﴾ ]المزمل.[10-1: إللل جهموُ مفاَتلخرذهج موكيْلل مواً ر
يقول سإييد قطب رحمه الله فى »ظلله« فى ترسإيخ هإذه
المعانى فى نفوس الدعاة» :إن الذى يعيش لنفسه قد يعيش
ما الكبير الذى
حا ولكشنه يعيش صغيصرا ويموت صغيصرا ،فأ شمستري ص
يحمل العبء فماله والشنوم ،وماله والراحة ،وماله والفراش
الدافئ ،والعيش الهادئ ،والمتاع المريح ،ولقد عرف رسإول الله
دره ،فقال لخديجة –رضى الله عنها -وهإى × حقيقة المر وق ش
تدعوه أن يطمئِّن وينام» :مضُى عهد النوم يا خديجة« أجل مضُى
عهد النوم ,وما عاد منذ اليوم إل السهر والتعب والجهاد الطويل
الشاق«).(1
لقد كان قادة المرابطين فى تربيتهم الرشيدة جادين بعيدين
1
)( انظر :فى ظلل القرآن )جُّ .(6/3744
153
عن الهزل واللهو واللعب ,وتميز فيهم أبو بكر بن عمر ,ويوسإف
من
بن تاشفين ،فكان لهما السبق على أتباعهما فى كل مجال م
المجالت التى لتعمتبر من ضرورات القائد الناجح.
-2القدوة الحسنة للجنود:
حيث نجد أن قادة المرابطين يقودون المعارك بأنفسهم ,فقتل
عبد الله بن ياسإين فى سإاحات الوغي ،ويحيى بن عمر كذلك ,وأبو
بكر بن عمر فى جهاده فى الصحراء الكبرى ،كما كان يوسإف بن
من العداءتاشفين يقود الحرس الخاصا الذى أعده لنتزاع النصر م
فى الساعات الحرجة ،ويندفع بجواده فى ميادين الجهاد عندما
يشتد س وطيسُ المعركة ،وضربوا أمثلة رائعة فى إيمانهم وعملهم
الصالح وشجاعتهم وكرمهم الفياض وحزمهم وإيثارهإم وإقدامهم.
ة
-3حرصوا على تزكية وتطهير جنودهإم والرتقاء بهم طاع ص
لله:
إن لبعد الجنود عن التعليم والتربية والتطهير يكون سإبصبا فى
م الهزيمة. من ث م ش قسوة قلوبهم وانغماسإهم فى الثام والذنوب و م
ث لفيْلهرمُ مرجسوُلل بمرنَ أمنَريجفلسلهرمُ يم ريتيجلوُ معلمريْلهرمُ قال تعالى ﴿:لممقرد لمنَ اًلج معملىِ اًلرجمؤلمنليْمنَ إلرذ بميمع م
ضلمسل يمبليْسنَ﴾ ]آل عمران: ب مواًلرلحركممةم موإلرن مكاَنَجوُاً لمنَ قميربجل لملفىِ م ل لل
آمياَته مويجيمزبكيْلهرمُ مويجيمعلبجمجهجمُ اًلركمتاَ م
.[164
ث لفىِ اًلجبميْبيْمنَ مرجسوُلل بم رنيجهرمُ يم ريتيجلوُ معلمريْلهرمُ آمياَتلله مويجيمزبكيْلهرمُ وقال تعالى ﴿:جهموُ اًللذىِ بميمع م
ضلمسل يمبليْسنَ﴾ ]الجمعة.[2: ب مواًلرلحركممةم مولإن مكاَنَجوُاً لمرنَ قميربجل لملفىِ م ل
مويجيمعلبجمجهجمُ اًلركمتاَ م
يقول سإييد قطب رحمه الله» :ويزكيهم ويطهرهإم
ويرفعهم وينقيهم :يطهر قلوبهم وتصوراتهم ومشاعرهإم،
ويطهر بيوتهم وأعراضهم وصلتهم ،ويطهر حياتهم
ومجتمعهم وأنظمتهم ،ويطهرهإم من أرجاس الشرك
والوثنية والخرافة والسإطورة ,وما تبثه فى الحياة من
مراسإم وشعائر وعادات وتقاليد هإابطة بالنسان وبمعنى
إنسانيته ،ويطهرهإم من دنسُ الحياة الجاهإلية ,وما تلوث به
المشاعر والشعائر والتقاليد والقيم والمفاهإيم«).(1
وة فيها:
-4الخبرة بأمور الحرب والق ش
وظهر ذلك فى قادة المرابطين فى جهادهإم من أجل توحيد
المغرب القصى كله ,والقضُاء على دولة برغواطة الملحدة ،وما
خاضوه من حروب ومعارك ظهرت فيها خبرتهم الحربية,
1
)( فى ظلل القرآن )جُّ .(1/507
154
ومقدرتهم على تنفيذ أسإاليب الكر والفر ،وظهرت خبرة القائد
العلى يوسإف بن تاشفين فى معركة اليزلمقة التى أكسبت أركان
الحرب خبرات عميقة؛ سإاعدتهم فى جهادهإم من أجل ضم
ال من يد مللسُ لدولتهم الفتية تحت راية السإلم بمنهجه السنى القويم،
والقضُاء على الخطر النصرانى فى ال من يد مللسُ.
وفى القرآن الكريم نجد إشارة لطيفة تبين صفات القائد
العسكرية وهإي :العلم والقوة ،كما قال تعالى﴿:مومقاَمل لمجهرمُ نَمبليْييجهرمُ إن اًلم قمرد
ت مسمعةل ك لمرنهج مولمرمُ يجيرؤ م ج م ج م ت مملللكاَ مقاَلجوُاً أملنَىِ يمجكوُجن لمهج اًلرجمرل ج
ك مع مرليْيمناَ ونَمرحنَ أمحيق لباَلرمرل ل ث لمجكرمُ طماَجلوُ م
بميمع م
صطممفاَهج معلمريْجكرمُ مومزاًمدهج بمرسطمةل لفىِ اًلرلعرللمُ مواًلرلجرسلمُ مواًلج يجيرؤلتىِ جمرلمكهج ممنَ يم م ل
شاَءج منَ اًلمماَلل مقاَمل إن اًلم اً ر
مواًلج مواًلسءع معلليْءمُ﴾ ]البقرة.[247 :
وقد ظهر علمه وخبرته فى اختيار جنده ,ومعرفة الصالح منهم
للجهاد وغير الصالح ،وبرزت قوته فى صموده وصبره ومصابرته
ونجاحه فى جهاده.
قال سإييد قطب رحمه الله» :وفى ثنايا هإذه التجربة تكمن عبرة
القيادة الصالحة الحازمة المؤمنة ،وكسلها واضحة فى قيادة طالوت،
تبرز فيها خبرته بالنفوس وعدم اغتراره بالحماسإة الظاهإرة ,وعدم
اكتفائه بالتجربة الولى ،ومحاولته اختبار الطاعة والعزيمة فى
نفوس جنوده قبل المعركة ،وفصله للذين ضعفوا وتركهم وراءه،
ثم – وهإذا هإو الهإم – عدم تخاذله وقد تضُاءل جنوده تجربة بعد
تجربة ،ولم يثبت معه فى النهاية إل تلك الفئِّة المختارة ،فخاض بها
المعركة ثقة منه بقوة اليمان الخالص ,ووعد الله الصادق
)(1
للمؤمنين«.
-5البعد عن طلب القيادة وابتغاء الرئاسإة:
هإد الزاهإد أبى
جا م
م م
وظهر لى هإذا المعنى فى شخصية المير ال ل
بكر بن عمر ،فعندما لمسُ من ابن عمه مقدرة على القيادة أسإند
المر إليه ،ودخل متوغل ص فى الصحراء الكبرى من أجل الدعوة
والجهاد حتى أكرمه الله بالشهادة ،وكان أمراء المرابطين يرون
المارة قربة وعبادة يتقربون بها إلى الله لنصر دينه وتحقيق
ما من جاه أو منصب أو مال. مصالح عباده ,وليست مغن ص
-6إسإناد المور إلى أهإلها:
وهإذه الصفة ظهرت لى فى سإيرة يوسإف بن تاشفين فى
صر
ش ق من
تعيينه للولة والقادة والفقهاء ،وما كان ليمتنع عن عزل م
1
)( فى ظلل القرآن )جُّ .(1/263
155
من هإو أفضُل منه.
فى عمله ,ويعين م
-7تربية الجندى على التسليم المطلق لله ل لشخص
القائد:
وكان أمراء المرابطين يضُربون أروع المثلة فى زرع هإذه
هإدين ،فهذا أمير المسلمين يرفع يديه جا مم مالمعانى فى نفوس ال ل
نحو السماء مناجصيا المولى عز وجل» :اللهم إن كنت تعلم أن فى
حا للمسلمين فسيهل علينا هإذا البحر حتى نعبره، جوازنا هإذا إصل ص
)(1
وإن كان غير ذلك فصعبه حتى ل نجوزه« .
وفى وسإط معركة اليزلمقة وهإو يبث الحماس فى نفوس
هإدين» :يا معشر المسلمين اصبروا لجهاد أعداء الله جا م
م م
ال ل
من سإلم فقد فاز منكم( الشهادة فله الجنة ،و م من رزق الكافرين ,و م
)2
بالجر العظيم والغنيمة« ،وهإكذا القائد المسلم هإو الذى يربى
جنوده بالمواقف على تحقيق العبودية الخالصة لله.
ولهذا لما قتل عبد الله بن ياسإين لم يتأثر المرابطون ,وقتل
يحيى بن عمر ومن بعده أبو بكر بن عمر ،وما زادهإم ذلك إل إيماصنا
هإدين وتعلقهم جا م
م مما ،وهإذا يدل على حسن تربيتهم لل ل وتسلي ص
وتسليمهم لله ل للشخاصا ،أما تربية اليوم فى جيوش المسلمين
شبيهة بالفرعونية حيث يربى القائد جنوده على طاعته المطلقة
فى الخير والشر ,كما يربيهم على الخضُوع الكامل لشخصه.
مد الغزالى – رحمه الله – هإذه التربية ح شم م
ووصف الشيخ ل
فقال» :إن الذى يدرس المجتمعات الفاسإدة ,ويتغلغل فى بحث
عللها ،والذى يتتبع أعمال الدعياء وطلب الزعامة ،ويستقصى
وسإائلهم الملتوية فى تسخير الجماهإير للوصول إلى القمة ،والذى
يلحظ النهضُات الكبرى وكيف يدركها الفشل فجأة لنهم أصيبوا
برجال يحبون الظهور ،فل يرحبون بالنصر إل إذا جاء عن طريقهم
ما إذا جاء عن طريق غيرهإم فهو وحدهإم ،أ ش
)(3
البلء المبين« .
ظم المعاصرة أن وقال سإعد جمعة» :والفرق بين السإلم والن س ل
ظم الخرى الولء فى السإلم هإو لله وحده ،بينما الولء فى الن س ل
المنعوتة بالتقدمية ،هإو للطاغية ،أو الدكتاتور أو الحزب الحاكم أو
الجيش العقائدى أو اليديولوجية المتسلطة ،ولذا فهو ولء إكراه
وضغط فكرى وقهر بوليسي ،ل ولء الخير والمحبة والمودة
1
)( دولة المرابطين ،صا ).(90
2
)( دولة المرابطين.
3
)( السإلم والسإتبداد السياسإي ،صا ).(35
156
والتقوى والخوة«).(4
وكم نحن محتاجون إلى منهج السإلم الصحيح فى غرس
الربانية والتسليم المطلق لله ل للشخاصا.
-8الحرصا على قاعدة الشورى:
ي
سُ حرب لكان لمير المسلمين فى دولة المرابطين ونائبه مجل د
يضُم قواد الفرق العسكرية المختلفة لدراسإة الخطط الحربية،
من القائد العلى ,والتشاور فى أمور وتلقى الوامر والتعليمات م
الجهاد والبلد والعباد ،واتصف قادة المرابطين بحرصهم على
إقامة مبدأ الشورى فيما بينهم.
فكان قرار الجهاد ضد النصارى فى ال من يد مللسُ بعد شورى شارك
فيها الشيوخ والقادة والعلماء والفقهاء ،وكان قرار ضم ممالك
الطوائف بعد شورى كذلك ,واشتهر المير يوسإف بمشاورة ذوى
الرأى من علماء الشريعة السإلمية وذوى الخبرة فيما يعرض له
من أمور.
-9الحرصا على تحقيق الهإداف والضُبط الدارى وقوة
التأثير:
ظهرت هإذه الصفات فى شخصية يوسإف بن تاشفين الذى
أظهر مهارة إدارية عندما فتح مدينة سإجلماسإة ,واسإتطاع أن
يحقق أهإداف المرابطين بعد جهاد دام ربع قرن ،جنى بعدهإا
المرابطون ثمرة أتعابهم وبسطوا سإيطرتهم على المغرب
القصى ،ولنشر المن فى ربوعه ،واسإتطاع يوسإف بحسن سإيرته
وة الحق الذى التزمه على قبائل المصامدة وعدله أن يؤيثر بق ش
وزناتة وغمارة وغيرهإا.
-10الشجاعة والكرم:
وظهرت هإاتان الصفتان فى قادة المرابطين فى جهادهإم فى
ف المير يوسإف وجنوده عن ال من يد مللسُ ,فبعد معركة اليزلمقة ع ش
من الدماء
الغنائم وتركوهإا لملوك الطوائف ،مع كونهم بذلوا م
والنفوس فى تلك المعركة ما ل يعلمه إل الله ،فدل فعلهم ذلك
على شجاعتهم وكرمهم.
-11التصرف الحكيم السريع أمام المفاجآت:
من الحدود وظهرت لى هإذه الصفة عندما تدخل الحماديون م
الشرقية ،واعتدوا على دولة المرابطين من أطرافها ,فجشرد
المرابطون لهم جي ص
شا ,وردوهإم إلى حدودهإم ,وعقدوا معاهإدة أمن
4
)( الله أو الدمار ،صا ).(181
157
ما على ن هإجو ص وسإلم ،وعندما أخطأ والى تلمسان المرابطى وش ش
عزل ذلك القائد وع ليين مكانه من القيادة العليا ل بنى حماد دون إذن م
ش
ماد ،وعندما تأكد المير من هإو أفضُل منه ,وتراضوا مع بنى ح ش م
يوسإف من خيانة ملوك الطوائف أسإمر بعضُهم ,وقتل بعضُهم،
وضرب الحصار على ممالكهم حتى أسإقطها جميصعا ،وسإاعده على
تحقيق تلك الهإداف قادة عظام اتصفوا بصفات عظيمة انعكست
على جنود المرابطين.
هإذه بعض الصفات التى حرصا المرابطون على غرسإها فى
قياداتهم وزعمائهم ،فكانت خيصرا وبركة على تلك الدولة السنية
الفتية.
ب -المنهج التربوى لجيش المرابطين:
اهإتم المرابطون بتربية جنودهإم تربية جهادية ,اهإتموا بجميع
جوانبها الروحية والنفسية والفكرية والجسدية ،وقد تميزت
هإد بالجنة والشتياق إليها ،فشهدت جا م م م تربيلتهم الروحية بربط ال ل
المعارك التى خاضوهإا ضد أعدائهم على حبهم للموت كحب
خصومهم النصارى للحياة.
وغرس علماء المرابطين فى نفوس جنودهإم عقيدة اليمان
بالقدر ،فأصبح الفارس منهم ينطلق كالسهم فى صفوف العداء
يضُرب ذات اليمين وذات الشمال ،ل يخشى إل الله تعالى مؤمصنا
باليات القرآنية والحاديث النبوية التى تدل على تعميق هإذا
هإدين. جا م م م
المفهوم فى نفوس ال ل
ت لفىِ مممناَلممهاَ فمييْجرملس ج
ك اًللتىِ س لحيْمنَ ممروُتلمهاَ مواًللتىِ لمرمُ تمجم ر ل
قال تعالى﴿:اًلج يميتميموُفىِ اًلمنَريجف م
ل ضىِ معمليْيهاَ اًلرموُ م ل
سظمىِ﴾ ]الزمر ،[42:وقال تعالى﴿:جقل ت مويجيررسجل اًلجرخمرىِ إملىِ أممجسل يم م قم م ر م م ر
ل فميرلميْتميموُلكلل اًلرجمرؤلمجنوُمن﴾ ]التوبة.[51: صيْبيمناَ إللل ماَ مكتمب اًل لممناَ جهوُ موُلممنَاَ ومعملىِ اً ل
م مر م م ج م
ل
للنَ ي م
ما
مه أربعين يو ص
دكم يجمع خلقه فى بطن أ ي وقال ×» :إن أح م
نطفة ،ثم يكون علقة مثل ذلك ،ثم يكون مضُعة مثل ذلك ،ثم
يرسإل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه
وأجله وعمله وشقى أو سإعيد.(1) «..
وكانت وسإائل المرابطين فى تقوية الجانب الروحى فى
جنودهإم وشعبهم المقاتل تعتمد على إحياء شعيرة الصلة،
والصيام ،والزكاة ،والحج ،وتلوة القرآن ،والذكر ،وأما وسإائلهم
فى التربية النفسية فتعتمد على جهود العلماء والفقهاء الذين
يقومون بتزكيتهم وإيضُاح حقيقة النفسُ والكون والحياة وغرض
1
)( رواه البخاري ,رقم ).(3036
158
النسان وهإدفه فى هإذه الدنيا.
وكانوا يرون أن أهإم أسإباب تربية النفوس أن تستعد دائما
للجهاد ،وأن تتربى على خشونة العيش والطعام والشراب ,وقلة
النوم لتنمية فضُيلة الصبر فى نفوسإهم.
جُّ -أبرز الجوانب التربوية فى جيش المرابطين:
-1الخوة السإلمية:
كانت من أسإباب قوة الجيش المرابطى سإريان روح الخوة
بين جميع فصائل الجيش ،وامتلت قلوبهم ونفوسإهم بهذا
المعنى السامى الذى كان سإبصبا فى تذويب النعرات القليمية
من الزنوجُّ ،ومن قبائل صنهاجة والعرقية ،وجيوشهم تتكون م
المتفيرقة ,ومن العرب ,ومن مسلمى السإبان ،وكل هإذه
مة واحدة. ونت أ ش الفصائل المتعددة والمتنوعة ك ش
صللجحوُاً بميريْمنَ أممخموُيرجكرمُ مواًتليجقوُاً اًلم لممع لجكرمُ تجيررمحجموُمن﴾ ل
قال تعالى ﴿:إلنَلمماَ اًلرجمرؤمجنوُمن إلرخموُةء فمأم ر
ل معلمريْجكرمُ إلرذ جكرنتجرمُ أمرعمداًءل فمأمل م
ف بميريْمنَ ت اً ل ]الحجرات ,[10:وقال تعالى﴿:مواًرذجكجرواً نَلرعمم م
صبمرحتجرمُ بلنلرعممتلله إلرخموُاًلنَاَ﴾ ]آل عمران.[103: قجيجلوُبلجكرمُ فمأم ر
لقد تحلى جيش المرابطين بهذه الصفة الربانية العظيمة
دا كالبنيان المرصوصا
فا واح ص
هإدين ,وجعلتهم ص ص
جا م
م م
وت رابطة ال ل
فق ش
فى مواجهة العداء.
-2التواصى بالحق والتواصى بالصبر:
مل على ح مفعندما أصيب عبد الله بن ياسإين بجراح بالغة ,و ل
إثرهإا إلى معسكره؛ جمع رؤسإاء وشيوخ المرابطين وحشثهم على
ذرهإم من عواقب التفرقة والتحاسإد فى الثبات فى القتال ،وح ش
)(1
طلب الرئاسإة وما لبت أن فارق الحياة .
وهإكذا جند الله المجاهإدون ل يتباطأون فى مناصحة بعضُهم
ضُا ،لعلمهم أن فى هإذا التباطؤ هإلكهم جميصعا الذى وصفه لهم بع ص
الرسإول × فى حديث النعمان بن بشير -رضى الله عنهما -فقال:
»مثل اًلقاَئمُ فىِ حدود اًل واًلوُاًقع فيْهاَ كمثل قوُم اًستهموُاً علىِ سفيْنة ,فأصاَب بعضهمُ أعلهاَ,
وبعضهمُ أسفلهاَ ,فكاَن اًلذينَ فىِ أسفلهاَ إذاً اًستقوُاً اًلماَء ميرواً علىِ ممنَ فوُقهمُ فقاَلوُاً :لوُ أنَاَ
خرقناَ فىِ نَصيْبناَ خرلقاَ ,ولمُ نَؤذ ممنَ فوُقناَ ,فإن يتركوُهمُ وماَ أراًدواً هلكوُاً جميْلعاَ ,وإن أخذواً علىِ
أيديهمُ نَجوُاً ونَجوُاً جميْلعاَ«).(2
1
)( تاريخ المغرب والندلسُ ،صا ).(44
2
)( البخاري رقم ) ،(2493فتح الباري )جُّ .(5/132
159
إن مفهوم الجندية السإلمية يترعرع فى بيئِّات التناصح
والتواصى بالحق
والتواصى بالصبر.
-3إصلح ذات البين:
حرصا المرابطون على نبذ الشقاق والقضُاء على الخلف
وعلى رأب الصدع وإصلح ذات البين؛ لعلمهم أن فساد ذات البين
يقضُى على جند الجهاد أكثر مما يقضُى عليهم عدوهإم الخارجى
مهما قويت شوكته وكثر جنده ،فاتخذوا أسإلوب الحكمة واللين
والرفق من أجل تحقيق هإذا الهدف المنشود ،وإذا خرجت فئِّة
تستمرئ الشقاق أو تعمل على إيجاده؛ جشردوا لها الجيوش
وأخضُعوهإا بالقوة ،وهإذا ما قام به المير أبو بكر بن عمر عندما
تمشردت بعض قبائل الصحراء على مبادئ المرابطين ,واشتبكوا مع
بعض القبائل الخرى فى قتال؛ فخرجُّ إليهم بجيشه الكثيف,
وأصلح ذات البين مستعمل ص فى ذلك القوة ،ومن أجل الضُرورة
وإصلح ذات البين أذن النبى × لمن أراد أن يستعمل الكذب الذى
ما ول يحرم حلل ص ,ل سإيما إذا كان من باب التورية ل يحل حرا ص
والتعريض ،كما فى حديث أم كلثوم بنت عقبة أنها سإمعت رسإول
الله × يقول» :ليْس اًلكذب اًلذىِ يصلح بيْنَ اًللناَس فيْنمىِ خيْلراً أو يقوُل خيْلراً«).(1
من الصلة والصيام وجعل النبى × إصلح ذات البين أفضُل م
ذر النبى × من فساد ذات البين ،قال رسإول الله والصدقة ,وح ش
ل
×» :أل أخبركمُ بأفضل درجة منَ اًلصيْاَم واًلصلة واًلصدقة؟« ،قالوا :بلى يا
رسإول الله ،قال» :إصلحا ذاًت اًلبيْنَ ،وفساَد ذاًت اًلبيْنَ اًلحاَلقة«).(2
-4نصر الحق والثبات عليه:
لما أرسإل فقهالء سإجلماسإة ودرعة إلى الفقيه ابن ياسإين,
من يرغبون فى الوصول إليهم ليخلص بلدهإم مما تعانيه م
كام الطغاة الظلمة زناتة المغراويين وأميرهإم مسعود بن ح ش
ال ل
وانودين ،فجمع ابن ياسإين شيوخ قومه ,وقرأ عليهم رسإالة
فقهاء سإجلماسإة؛ فأشاروا عليه بمد يد المعونة لهم ،وقالوا له:
»أيها الشيخ الفقيه هإذا ما يلزمنا فسر بنا على بركة الله
تعالى«).(3
من المرابطين لنصرتهم على ولما طلب ملوك الطائف العون م
صا علىالنصارى لبوا نداء الحق ،لقد كان جيش المرابطين حري ص
1
)( البخاري رقم ) ،(2692فتح الباري )جُّ .(5/299
2
)( رواه الترمذي )جُّ .(633/
3
)( تاريخ المغرب والندلسُ ،صا ).(42
160
نصرة الحق وإحقاقه والقتال عليه.
لقد حرصا المرابطون على أن يشملهم قول رسإول الله ×:
»ل يزاًل منَ أمتىِ أمة قاَئمة بأمر اًل ل يضرهمُ منَ خذلهمُ ول منَ خاَلفهمُ حتىِ يأتيْهمُ أمر اًل
وهمُ علىِ ذلك«) ،(1وقوله ×» :ممنَ يجلرلد اًل به خيْلراً يفقهه فىِ اًلدينَ ,ول تزاًل عصاَبة لمنَ
اًلمسلميْنَ يقاَتلوُن علىِ اًلحق ظاَهرينَ علىِ منَ نَاَوأهمُ إلىِ يوُم اًلقيْاَمة«).(2
إن صفة نصر الحق والثبات عليه والقتال عليه ليست دعوة
تقال ،أو شعارا ص يرفع على مستوى الجماعات أو الدول أو
الطوائف ,وإشنما حقيقة لها دللتها الواقعية فى حياة الشناس ،وأى
جماعة أو دولة تفقد صفة الفقه فى الدين ونصر الحق أو إحداهإما
فليست أهإل ص لن تكون هإى الطائفة المنصورة.
وأى خلل يقع فى أى جماعة؛ فلبد أن يكون مصدره فقد
-
إحدى الصفتين أو فقدهإما مصعا أو ضعف فى إحداهإما أو فيهما مصعا
).(3
إن دولة المرابطين فى جيلها الريادى حققت صفة الفقه فى
من الطائفة قت أن تكون م الدين متمثل ص فى فقهائها العظام ،فاسإتح ش
المنصورة التى حالفها نصر الله وتوفيقه .وعندما ضعفت تلك
من الوجود.الصفات آل أمرهإا إلى طائفة مغلوبة ،بل زالت م
د -عناصر جيوش المرابطين:
-1الملثمون أو المرابطون :كانوا هإم النواة الولى التى
ون منها الجيش المرابطي ،وقد قامت الدولة على أكتافهم, تك ش
وقد اشتهر هإؤلء الملثمون بقوة بأسإهم فى الحرب ،وكانوا أثبت
وق عليهم عدسوهإم فى من الجبال الرواسإى فى المعارك ،ومهما تف ش م
العدد فل يتقهقرون ،ولقد حققوا انتصارت رائعة فى معاركهم فى
المغرب القصى أو فى معارك الجهاد فى ال من يد مللسُ.
من أهإم فرق الجيش كلوا فرقة أصبحت م -2العرب :وش ش
م
المرابطى وشاركوا فى معارك الن يد مللسُ ،وتنتمى بعض العناصر
العربية إلى عرب ال من يد مللسُ الذين اسإتقسروا فى المغرب فى عصر
الدارسإة ،ويرجع البعض الخر إلى قبائل بنى هإلل التى انخرطت
فى سإلك جيش المرابطين ،وشاركوا فى معارك الجهاد ،ومن
أشهر تلك المعارك معركة كنسويجرة ..يقول ابن الكردبوس:
»فجر ابن تاشفين عسكصرا جراصرا من مرابطين وعرب وأ من يد مللسُ
مد بن الحاجُّ ،فالتقوا ح ش
م م
الشرق والغرب ،وقدم عليهم قائده ل
1
) (4البخاري رقم ) ،(3641فتح الباري )جُّ .(6/632
2
)( مسلم )جُّ .(3/1524
3
)( الجهاد فى سإبيل الله) ,جُّ .(2/95
161
بكنثرة فكانت بينهم جولت وحملت إلى أن زلزل الله أقدام
المشركين ,وولوا مدبرين.(1)«...
كما شاركوا فى معركة إقليش ،فيقول ابن القطان:
»واسإتشهد فى هإذه الوقيعة – أى إقليش – المام الجزولي ،وكان
من العيان والعربان.(2)« .. رجل صدق ,وجماعة م
من -3الحرس الخاصا :كانت قوى الحرس الخاصا تتألف م
أشجع الجند من مختلف الوليات ،ويشترط فى قبولهم أن يكونوا
من ذوى القوام الحسن والشجاعة الفائقة والقوة والبراعة ،يقول
أشباخ» :جمع يوسإف بن تاشفين من تجار الرقيق من أقليم غانا،
من العبيد واختار منهم أمهرهإم وزودهإم بالسلح دا كبيصرا م
عد ص
والخيل ,ودربهم على جميع فنون القتال ،وأنشأ من حرسإه الخاصا
من صا م سإا خا ص
من ألفى رجل ،وأنشأ على هإذا النمط حر ص السإود م
من النصارى المعاهإدين ،وكان يوسإف ال من يد مللسيين يتألف من فتيان م
من امتاز منهم بالخلصا يحبوهإم بعطفه وصلته ،وينعم على م
)(3
من الخيل والثياب والسلح والعبيد« . والشجاعة بمختلف الهبات م
وبين الدكتور سإعدون عشباس نصر الله أن النصارى فى جيش
المرابطين اعتنقوا السإلم) ،(4وأصبح الحرس الخاصا ركصنا أسإاسإصيا
م إليه من أركان الجيش المرابطي ،ل سإيما أن على بن يوسإف ض ش
الكثير من أسإرى الحروب ,وشارك هإذا الحرس الخاصا فى
-
دين ح م
موم ي حراسإة معاقل المغرب ،بل حتى فى حروب الدولة ضد ال ل
).(5
-4الحشم :كانت فرق الحشم من أهإم فرق الجيش
المرابطي ,وكانت تتكون من زناتة والمصامدة ،وكانت هإذه الفرق
تتقدم عادة الجيوش المرابطية فى القتال).(6
هإـ -فنون القتال:
لما توشلى المير يوسإف مقاليد حكم المرابطين عمد إلى إصلح
نظام تسليح الجيش وطريقة إعداده للقتال ،ففى البدء كانت
أسإلحتهم يدوية ويعتمدون على البل ,وهإذه السإلحة تصلح لحرب
ما حرب المدن والحصون فإنها تتطلب وسإائل وأسإلحة الصحراء ،أ ش
تتلءم مع الوضع الجديد الناشيء عن حرب الحصار؛ ولهذا ابتكر
1
الكتفاء ،صا ).(108 ،107 )(
2
نظم الجمان ،صا ) ،(10-9انظر :الثغر العلى ،الندلسُ ،صا ).(129 )(
3
تاريخ الندلسُ ،لشباخ ،صا ).(480، 479 )(
4
دولة المرابطين ،صا ).(170 )(
5
تاريخ المغرب فى عصر المرابطين ،صا ).(298 )(
6
المصدر السابق نفسه. )(
162
المير يوسإف الخطة العسكرية المعروفة بالتقري ،وخطة التقرى
تعتمد على توجيه الجيوش إلى بلد معينة للقتال مع جيوشها فى
معارك فاصلة ل لحصار المدن).(1
وسإشلح الجيش بكل أنواع السإلحة المعروفة من مغربية
م
من الجيش يتناسإب مع وأن يد مللسية ونصرانية ,وكان سإلح كل فرقة م
تركيبها ووضعها القتالي :فمشاة الصف الول يتسلحون بالقنا
الطوال وبدروق اللمط.
وكان للمير يوسإف الفضُل فى تنظيم جيش المرابطين,
ومعرفة الرجال ومواهإبهم الفذة الذين أعادوا إلى الذهإان تاريخ
الفتوحات الولى لمة السإلم ،لقد كانت حركة المرابطين مقنعة
للعالم فى زمانها بأن السإلم قادر فى كل زمان ومكان على
إنجاب القادة الفذاذ أمثال سإير بن أبى بكر ،وداود ابن عائشة،
وابن فاطمة ,وابن ميمون ومزدلى وغيرهإم ،وعلى رأس الجميع
القائد الربانى الذى أنقذ الله به السإلم فى ال من يد مللسُ والمغرب
يوسإف بن تاشفين.
كان المير يوسإف أثناء المعارك يرتب جيشه وفق نظام
خماسإي؛ المقدمة :ويحتلها الجنود المشاة ووحدة الفرسإان
الخفيفة ،والجناحان الميمنة والميسرة :وفيهما حملة القسى
والنبال وأكثرهإم من أهإل الثغور ،والقلب يتمركز فيه الفرسإان
المرابطون المزودون بالسإلحة الثقيلة والخفيفة ،والمؤخرة
ويقودهإا المير بنفسه وتتألف من صفوة الجنود والحرس ،وكان
لكل قسم من هإذه القسام قائده الخاصا ،ويجتمع قادة الوحدات
قبيل المعركة على شكل مجلسُ حربى لتلقى الوامر والتعليمات
من القائد العلى يوسإف).(2 م
وتطوشمرت فنون القتال عند المرابطين وأهإدى ابن الصيرفى
إلى المير تاشفين بن على قصيدة احتوت على فنون الحرب
والقتال فقال:
كانت ملوك الفرس قبلك أهإديك من أدب السياسإة ما
تولع به
ذكرى تحض المؤمنين وتنفع لنت أدرى بها ولكنها
سإيان تتبع ظاهإصرا أو تتبع خندق عليك إذا ضربت
محلة
يخشى وهإو فى جود كفك حارب من يخشى عقابك
يطمع بالذي
1
)( دولة المرابطين ،صا ).(44
2
)( دولة المرابطين ,صا ).(172
163
كانت ملوك الفرس قبلك أهإديك من أدب السياسإة ما
تولع به
ـا حيث التمكن والمجال قبل التهارش عبئ جيشك
الوسإع مفسحـ
والخيل تفحص بالرجال قا
إياك تعبئِّة الجيوش مضُي ص
وتمزع
واجعل أمامك منهم من حصن حواشيها ولكن فى
يشجع قابها
وأمض كمينك خلفها إذا واحذر كمين الروم عند
تدفع لقائها
تلقى العدو فشسره متوقع ل تبقين خلفك عندما
)(1
يضُعضُع واصدمه أول وهإلة ل ترتدع
ونستطيع أن نستخرجُّ بعض فنون الحرب التى أوصى بها
الشاعر فى قصيدته للمير تاشفين بن علي:
-1ضرورة حفر الخنادق حول المدن لحمايتها من أى خطر
خارجي.
-2ضرورة تعبئِّة الجيوش وتنظيمها قبل المعركة بوقت كاف لكى
تدخل هإذه الجيوش إلى المعركة ،وهإى على أهإبة السإتعداد،
وحتى ل يأخذهإا العدو على غرة.
-3ضرورة وضع أقوى الفرق العسكرية فى جناحى الجيش،
وفى المقدمة ،بينما يقود القائد العام للجيش المعركة من
قلب جنده.
-4ضرورة نصب الكمائن خلف خطوط العدو.
-5عدم القتال وظهورهإم إلى الماء ،لن فى ذلك هإلكة
لجيوشهم.
-6ضرورة إحداث عنصر المفاجأة فى بداية المعركة ،عن
طريق الصدام مع العدو ،مع ضرورة التقدم وعدم التقهقر.
هإذه بعض الفنون العسكرية التى طبقت فى دولة المرابطين.
وكان المرابطون فى بداية أمرهإم قليلى الخبرة بفن الحصار
ما للهجوم ،إل أنهم لعتمادهإم على قوات الفرسإان المستعدة دائ ص
ن الحصار ،وتجلىبعد فترات من جهادهإم اسإتطاعوا أن يتقنوا ف ش
منم س
كنهم وتم الحصينة، ذلك بوضوح خلل حصارهإم لقلعة شنتيرين
1
)( تاريخ المغرب والندلسُ ،صا ).(300
164
التغلب عليها ،كما ظهرت براعتهم فى هإذا الفن أثناء الحصار الذى
من فرضته الجيوش السإلمية على مدينة غرناطة ,لحمايتها م
الفونسو المحارب خلل غزوته الكبرى لل من يد مللسُ ،التى كان يهدف
من ورائها تلبية دعوى النصارى المعاهإدين فى مدينة غرناطة إلى
نصرتهم.
قا وحقق نتائجه وضرب المرابطون الحصار ،وكان موف ص
المطلوبة.
ن
ضُا فى ف يوقوا أي صن ضرب الحصار ،فقد تف ش وكما أتقنوا ف ش
من الحصار الذى م تخلصهم فى حدث كما الحصار، من التخلص م
ضربه الموحدون على مراكش عام 524هإـ ،ودام ما يقرب من
دين هإزيمة منكرة عند ح م
موم ي ما ،ثم تم ش
كنوا وأوقعوا بال ل أربعين يو ص
البحيرة).(1
واهإتم المرابطون بجميع السإلحة المعروفة فى زمانهم من
نشاب وسإهام ورماح وسإيوف ودروع ورعادات ومزاريق ودرق
لمطية والطاس.
و – السإطول:
سإع المرابطين فى المغرب القصى واسإتيلئهم على ومع تو س
معظم مدنها ولم تبق إل طنحة وسإبتة ،شعر المير يوسإف بأهإمية
السإطول البحرى لما وصلت دولته إلى شواطئ البحر البيض،
وبعد القضُاء على دولة برغواطة صاحبة السإطول البحرى بدأ
يوسإف يهتم بتطوير أسإطوله ،واسإتفاد من خبرات أهإل ال من يد مللسُ
فى ذلك ،وأصبح أسإطول المرابطين يتقدم نحو الهيمنة على البحر
المتوسإط ،وأثمرت جهود يوسإف فى الهإتمام بالسإطول فى زمن
ابنه علي.
وأصبح أسإطول المرابطين بفضُل الله تعالى ،ثم قادته الكبار
-وعلى رأسإهم أبو
عبد الله بن ميمون -قوة ضاربة هإددت النصارى فى جنوب البحر
فسُ الله به كربات مسلمى الشمال الفريقي، المتوسإط ,ون ش
وحقق أسإطول المرابطين انتصارات تجاوزت كل
تقدير وحسبان).(2
ز– اسإتيلء المرابطين على جزر البليار:
هإد العامرى صاحب دانية,
جا م
م م
كانت جزيرة البليار خاضعة ل ل
الذى اسإتقل بملكها سإنة 405هإـ ،وولى عليها بعض الولة ،ولما
1
)( تاريخ المغرب والندلسُ ،صا ).(311
2
)( المصدر السابق نفسه ،صا ).(311
165
هإد فى سإنة 436هإـ توشلى ابنه على الذى وقع فى أسإر جا م
م مقتل ل
بنى هإود عام 468هإـ ومات فى سإرقسطة سإجيصنا عام 474هإـ،
وكانت جزيرة ميورقة تابعة لجزر البليار وكان بها مبشر بن
سإليمان الذى أعلن اسإتقلله بميورقة ،وأما مدينة دانية فضُمها
المقتدر بن هإود إلى سإرقسطة ،ولما ضم المرابطون ممالك
الطوائف تركوا مبشر بن سإليمان صاحب البليار حصرا تقديصرا
لجهوده التى بذلها لصد ي النصارى ،وما اشتهر به من غيرة على
مصالح المسلمين ،وقدرته الفذة فى حماية ملكه من غارات
النصارى المتتابعة فضُل ص عن كونه أقشر العدل ,وأرضى الرعية،
وهإكذا أصبح مبشر يحكم الجزائر الشرقية فى عهد يوسإف بن
تاشفين ،وفى السنوات الولى من حكم على بن يوسإف إلى عام
508هإـ.
وعندما تحالف النصارى من أمراء فرنسا والبرتغال وإسإبانيا
وقرروا القضُاء على جزر مبشر بن سإليمان خرجوا له فى
فا,
خمسمائة سإفينة ,وضربوا على جزيرة ميورقة حصاصرا عني ص
وراسإل مبشر أمير المسلمين على بن يوسإف لنجدته ونصرة
المسلمين ،ولتوفى مبشر بن سإليمان أثناء الحصار وقام بعده
ت ميورقة عام 508هإـ, قريبه الربيع بن سإليمان بن ليون ,وسإقط ي
من المسلمين ,وسإبوا نساء المسلمين ,وعاثوا فى وقتل النصارى م
دا ونهصبا وتخريصبا.
الرض فسا ص
وعندما اقترب أسإطول المرابطين بقيادة القائد البحرى ابن
»تافرطاسإت« وجد النصارى قد رحلوا وتركوهإا كأن لم تكن
بالمسُ ,وفى الحال شرع ابن »تافرطاسإت« فى تعمير الجزيرة,
وأعاد إليها الفارين من سإكانها ،وكان قد لجأ منهم إلى الجبال
جموع غفيرة ,وبذلك أصبحت تلك الجزر تابعة لدولة المرابطين
الفتية.
دى لطماع وكان لأسإطول المرابطين الفضُل بعد الله فى التص ي
النورمنديين فى مدن الشمال الفريقي ،وكان لأسإطول
المرابطين جهاد مشكور فى سإواحل أوروبا الجنوبية؛ مما عشزز من
هإيبة المسلمين فى نفوس النصارى الحاقدين ,فأغار على سإواحل
جليقية وقطلونية وإيطاليا والمبراطورية البيزنطية).(1
ومن أشهر قادة السإطول المرابطى أبو عبد الله بن ميمون,
وتوارث أبناؤه من بعده قيادة أسإاطيل المرابطين ,ولعبت أسإرة
ذود عن بنى ميمون دوصرا ريادصيا فى حماية ثغور المسلمين ,وال ش
حوزتهم وأعراضهم وأموالهم وعقيدتهم.
1
)( تاريخ المغرب والندلسُ ،صا ).(311
166
ح – موانئ أسإطول المرابطين:
كان المرية من أكبر موانئ السإطول المرابطى فى
ال من يد مللسُ ،وكان بها قسم كبير من أسإطول المرابطين بقيادة
مد بن ميمون ،وكان بالمرية دار ح ش
م م
أمير البحر أبى عبد الله ل
صناعة للسفن ،ثم تأتى بعد المرية مدينة دانية التى تعتبر مقر
قيادة السإطول المرابطى فى ال من يد مللسُ.
وكان موانئ أسإطول المرابطين تنتشر على شواطئ سإواحل
المغرب وال من يد مللسُ ،ومن أشهرهإا طنجة ،وبجاية وإشبيلية والجزيرة
الخضُراء ،وجزر البليار).(1
سكإن الشمال الفريقى ل عشزة لشعوبه ول كرامة إل بالتم س
بالمنهج الرباني ،وتربية شعوبه على النقياد لمنهجه الرشيد،
ويحتاجُّ ذلك لعلماء ربانيين وقادة سإياسإيين يعرفون قيمة
دون لجهاد عدوهإم,دينهم ،ويؤمنون بمنهج ربهم ،ويستع س
ويهتمون بإحياء روح الجهاد ،ويغرسإون معانى الشهادة فى
شعوبهم حتى تتدفق دماء السإلم من جديد فى شرايينهم،
ليعملوا على إرجاع ال من يد مللسُ المفقود ,ويقولون متى هإو قل
عسى أن يكون قريصبا.
***
1
)( المصدر السابق ).(112
167
المبحث الرابع
النظام المالى فى عصر المرابطين
حرصا المرابطون فى دولتهم على إسإقاط الضُرائب غير
المشروعة عن كاهإل شعوبهم التى فرضها الزناتيون فى المغرب
وملوك الطوائف فى ال من يد مللسُ ،وكذلك المكوس والرسإوم
والضُرائب فى جبل طارق ،ولم يفرض المرابطون فى دولتهم
رسإم مكسُ أو معونة خراجُّ ل فى حاضرة ول فى بادية ،واتبعوا
ما مالصيا يقوم على قواعد السإلم ،وكان هإذا النظام ظاهإر نظا ص
المعالم فى زمن المير يوسإف بن تاشفين الذى التزم بالكتاب
والسنة فى جمع الموال وتوزيعها ،فاعتمد على الزكاة والعشر
من الموال على الوجه والجزية وأخماس الغنائم ،وجبي بذلك م
الشرعى ما لم يجبه أحد ،وترك فى خزائنه مبلغ ثلثة عشر ألف
)(1
ما فى فا من دنانير الذهإب .وأ ش سا وأربعين أل ص
من الورق ،وخم صربع م
عصر على بن يوسإف فاختلف المر ,وفرض الضُرائب على بعض
السلع ،وفرض ضريبة جديدة على مدن ال من يد مللسُ الهامة ،وكان
صص دخلها لقامة أسإوار جديدة وترميم السإوار القديمة ،وكان ليخ ي
سإبب فرض هإذه الضُريبة دخول ألفونسو المحارب لل من يد مللسُ غازصيا
عام 519هإـ؛ فاضطشر لتحصين المدن وترميم السإوار وتقوية
الجيوش؛ ففرض ضرائب تساعده فى تسديد هإذه النفقات التى ل
غنى عنها.
العملــــــــة:
كانت العملة الرئيسية لدولة المرابطين هإى الدينار الذهإبى
الذى كان عماد القتصاد فى الدولة ,وظشلت هإذه العملة المرابطية
الذهإبية مستخدمة لعدة قرون ،حتى بعد سإقوط الدولة المرابطية،
كما اسإتخدمت العملة الفضُية المعروفة بالدرهإم الفضُي ،لتسهيل
المعاملت التجارية.
وانتشرت دور سإك العملة فى مختلف أجزاء الدولة فى
المغرب أو فى ال من يد مللسُ مثل أغمات ,تلمسان ،سإجلماسإة ،فاس،
مراكش ،سإبتة ،مكناسإة ،طنجة ،شاطبة ،إشبيلية ،دانية ،غرناطة،
قرطبة ،مالقة ،مرسإية ،سإرقسطة ،وغيرهإا).(2
1
)( دولة المرابطين ،صا ).(179
2
)( تاريخ المغرب والندلسُ ،صا ).(320
168
الفصل الخامسُ
أهإم أعمال دولة المرابطين الحضُارية
المبحث الول
الثار المعمارية فى المغرب والندلسُ
إن دولة المرابطين تركت آثاصرا معمارية بارزة ظشلت باقية على
مير الدهإور وكير العصور؛ لترشد الجيال المتعاقبة على سإموي
حضُارة المرابطين المعمارية ،ومن أعظم هإذه الثار على
الطلق:
-1جامع القرويين:
من أهإم المساجد الجامعة فى بلد المغرب وأكثرهإا شهرة
لكونه جامعة إسإلمية عريقة ضاربة بجذورهإا فى أعماق التاريخ،
وكانت هإذه الجامعة تقارع الزهإر الشريف فى العلم وتخريج
الدعاة والعلماء والفقهاء.
ولقد مشر جامع القرويين بثلثة أدوار:
الول عند تأسإيسه سإنة 254هإـ859/م.
والثانى عند الزيادة فيه سإنة 345هإـ956/هإـ.
والثالث عندما زيدت مساحته فى عصر على بن يوسإف سإنة
530/1135م.
وتوشلى مشروع زيادة مسجد القرويين وتوسإيعه القاضى أبو
مد بن داود بسبب ضيق المسجد بالشناس, ح ش
م م
عبد الله ل
واضطرارهإم للصلة فى الشوارع والسإواق فى يوم الجمعة،
وحرصا على أن يكون المال من أوقاف مساجد المسلمين،
وأشرف القاضى
أبو عبد الله بنفسه على هإذا المشروع الحضُارى العظيم وكان
تمام التوسإعة عام 538هإـ.
ت فى جامع القرويين على مير العصور وكير الدهإور ولقد تخشرج ي
أفواجُّ عديدة من فقهاء المة وعلماء الملة ودعاة الشريعة
هإدين البرار والقادة العظام ،وكان لمسجد القرويين عند جا م
م م
وال ل
المرابطين مكانة عظيمة فى نفوسإهم.
وتذكلر كتب التاريخ أن منبر جامع القرويين من أجمل منابر
السإلم ،وتدل على روعة المغاربة فى اختياراتهم الذوقية
169
الرفيعة).(1
-2المسجد الجامع بتلمسان:
وكان مقصرا لنشر علوم السإلم وتربية المسلمين على معانى
القرآن ،وتم بناء هإذا المسجد عام 530هإـ فى إمارة على بن
يوسإف ،وكانت هإندسإته المعمارية فى غاية الجمال ودقة التقان،
ة المعمارية لمسجد تلمسان فيها ورأى بعض المؤرخين إن البني م
لمسات أ من يد مللسية ,وفنون معمارية قرطبية ،بل بعضُهم يرى أن
عرفاء مسجد تلمسان قشلدوا جامع قرطبة تقلي ص
دا مباشصرا فى
لوحتى الرخام اللتين تكسوان إزار واجهة المحراب بتلمسان،
وكذلك سإقف المسجد الخشبى شبيه بسطح مسجد قرطبة،
ضُا.
ه به أي صوكذلك البلط شبي د
ت فى بوتقتها حضُارة والذى يظهر أن دولة المرابطين انصهر ي
المغاربة وال من يد مللسيين والفارقة ،فتجد تلك المعالم الحضُارية
المختلفة فى كافة بقاع دولة المرابطين ،ول ينكر تأثير المعالم
الحضُارية المعمارية ال من يد مللسية فى جميع مدن الدولة.
-3الثالر الحربية:
اهإتم المرابطون بالحصون والقلع؛ ولذلك انتشرت فى المدن
والثغور.
وزاد الاهإتمام بالتحصينات العسكرية فى زمن على بن يوسإف,
الذى أكثر من السإوار والقلع والحصون للدفاع عن دولته فى
المغرب ضد الحركات السياسإية والثورات العدائية المناهإضُة
لدولة المرابطين ،وواصل المير على اهإتمامه بهذا المر كذلك
فى ال من يد مللسُ.
ومن أروع آثار المرابطين الحضُارية الحربية أسإوار مراكش
حيث بدأ المير على بن يوسإف فى بناء سإور المدينة عام 520هإـ
مل بناء السور عام 522هإـ).(2 وك ش
م
وانتشرت فكرة بناء السإوار فى الن يد مللسُ ،وفرضت الدولة
على رعاياهإا ضريبة تنفق على هإذا الهدف السإتراتيجى الجهادى
الدفاعي.
م
من أشهر السإوار التى بنيت أو أعيد ترميمها فى الن يد مللسُ، و م
أسإوار المرية وأسإوار قرطبة التى امتازت بأبراجها المستطيلة
الضُخمة المتقاربة ،وأسإوار إشبيلية من جهة نهر الوادى الكبير،
ممرابطون فى المناطق الوعرة حصوصنا بالحجر ،وشحنوهإا وبنى ال ل
بالجنود والقوات؛ لكى تصمد للحصار مدة طويلة.
1
)( تاريخ المغرب والندلسُ ،صا ).(366
2
)( المصدر السابق ،صا ).(372
170
وكان عدد جنود الحصون والقلع ما يعادل 200فارس و 500
راكب فى
كل حصن.
ومن أشهر قلع المرابطين فى ال من يد مللسُ قلعة منتقوط التى
من أشهر قلع المرابطين فى المغرب تقع على بساتين مرسإية ،و م
قلعة تاسإغيموت التى تقع على بعد ثلثة كيلو مترات جنوب شرق
مراكش ،وعلى بعد نحو عشرة كيلو مترات شرق أغمات على
سإطح هإضُبة أطرافها ذات أجراف وعرة شديدة النحراف ،يصعب
على الغازين ارتقاؤهإا ،وأسإوارهإا تمتد على حافة الهضُبة نفسها.
ن العمارة فىن( ف ش إن قلع المرابطين وحصونهم تدل على أ
ن العمارة ال من يد مللسي .
)1
زمانهم تأثر بالغ التأثر بف ي
***
1
)( تاريخ المغرب والندلسُ ،صا ).(377
171
المبحث الثاني
الحياة الدبية والعلمية فى دولة المرابطين
-1الحركة الدبية:
ازدهإرت الحركة الدبية فى دولة المرابطين فى عهد المير
جع الشعراءعلى بن يوسإف الذى اهإتم بالشعر والدب ،وش ش
من الذين مدحوا والدباء؛ فتوافدوا على بلطه من أهإل ال من يد مللسُ ،و م
المير على بن يوسإف الشاعر الكبير أبو العشباس أحمد بن عبد الله
القيسى المعروف بالعمى التطيلى حيث قال:
وما أنت للملك بالسائسُ يا على العلء فى كل يوم
من بين مؤتل وموال يا ربيع البلد يا غيمة العالم
يا سإليل الذواء والقيال يا قريع اليام عن كل
مسجد
)(1
يعقوب ذكر مكارم وفعال لك من تاشفين أو من أبي
وكان الشعراء يقصدون ولى عهد الدولة فى زمن المير على
بن يوسإف لمدح ابنه تاشفين ،ومن أشهرهإم الشاعر أبو بكر يحيى
مد بن يوسإف ،كما حظى الشعراء فى عصر على بن ح ش
م م
بن ل
يوسإف بمكانة عظيمة لدى السإرة الحاكمة وكبار القادة وعمال
الدولة على القاليم المختلفة.
وكان المير عبد الله بن مزدلى موضع اهإتمام الشعراء منهم
ابن عطية الذى
قال فيه:
)(2
السإلم ضاءت بنور إيابك اليام
ومن قبل مدح الشعراء والده الذى قال فيه أبو عامر بن
أرقم:
وللمسالك يحميها وللدول أنت المير الذى للمجد
هإمته
مناسإب كالضُحا والشمسُ لمزدلى لواء كان يرفعه
فى الحمل
)(3
الجلل يا أيها الملك المرهإب
صولته
1
)( العمى التطيلي ,الديوان ,صا ).(104
2
)( قلئد العقيان ،لبن خاقان ،صا ).(210
172
ووصل المديح إلى الفقهاء والعلماء لمكانتهم العالية فى دولة
المرابطين ،فهذا العمى التطيلى يمدح القاضى الفقيه ابن أحمد
قاضى الجماعة بقوله:
وأن غربت بى عنك إحدى إليك ابن حمدين وإن مبلعد
المغارب المدى
مرور الليالى وازدحام صبابة ود لم يكدر جمامه
الشوائب
ترى على أعقابه كل وذكر عساهإا أن تكون
شاغب مهزة
)(1
بالمتقارب بأيه ما كان الهوى متقارصبا
من الشعراء قاموا بالتندرول ننسى أن أعداء المرابطين م
بالمرابطين ،وبفقهاء دولتهم ،وممن اشتهر بالهجاء والتندر فى هإذا
العصر الشاعر أبو بكر يحيى بن سإهل اليكي ،الذى هإجا
المرابطين ,ومن ذلك قوله:
ولو أنه يعلو على كيوان فى كل من ربط اللثام
دناءة
من بطن زانية لظهر ما الفخر عندهإم سإوى أن
حصان ينقلوا
وضعوا القرون مواضع المنتمون لحمير لكنهم
التيجان
)(2
الغدران ل تطلبن مرابطا ذا عفة
من ألوان الشعر أعنى وازدهإر فى عصر المرابطين لون آخر م
من الشعراء الذين
الطبيعة ،فقد شهد هإذا العصر ظهور عدد كبير م
نبغوا فى هإذا الفن الشعري ،نذكر منهم ابن سإارة الشنتريني،
وابن الزقاق ،وابن خفاجة البلنسي ،وعبد الحق بن عطية ،ومن
ذلك قول الشنترينى الشاعر يصف البركة:
من الزهإر أهإداب لها وطف لله مسجورة فى شكل
ناظرة
فى مائها ولها من عرمض فيها سإلحف ألهانى
لخف تقصمها
برد الشتاء فتستدلى تنافر الشط إل حين
وتنصرف يحضُرهإا
)(3
الجحف كأشنها حين ليبديها تصرفها
3
)( قلئد العقيان ،لبن خاقان ،صا ).(133
1
)( العمى التطيلي ,الديوان ,صا ).(5-4
2
)( تاريخ المغرب ،صا ).(386
173
سإا أغر:
وهإذا أبو الحسن على بن عطية بن الزقاق يصف فر ص
برصقا إذا جمع العتاق رهإان وأغر مصقول الديم تخاله
من فى متنهمن لحظ م يطأ الثرى متبختصرا فكأشنه
نشوان
)(1
حسصنا وبين جفونه كيوان فكأن بدر التم فوق سإراته
وهإذا أبو جعفر بن سإلم المعافرى يصف فى شعره الثلج:
تقسر به عين وتشنعه نفسُ ولم أر مثل الثلج فى
حسن منظر
وقطر بل ماء يقلبه اللمسُ فنار بل نور يضُيء له سإنا
)(2
كأس ترى الرض منه فى مثال
زجاجة
سإا:
وهإذا شاعر آخر يصف لنا قو ص
إذا دنا نزعها فالعيش يا رب مائسة العطاف
منتزح مخطفه
كما ترنم نشوان به قزح ل النزع ظشلت تر س
ن فظ ش
يعطفها
)(3
قزح وقد تأشلف نصل السهم
مندفصعا
من عاصر المير على بن ش م
م وهإو الربيع يصف خفاجة ابن وهإذا
يوسإف:
فأمزجُّ لجينا منهما بنضُار أذن الغمام بديمة وعقار
هإزجُّ الندامى مصفح وأربع على حكم الربيع
الطيار بأجرع
منعن صفحة تندى م وكمامة حدر الصباح قناعها
الزهإار
أخلف ك ي
ل غمامة مدرار فى أبطح رضعت ثغور
أقاحه
دور الندى ودارهإم النوار نثرت بحجر الروض فيه يد
الصبا
3
قلئد العقيان ،صا ).(271 )(
1
المطرب من أشعار أهإل المغرب ،لبن دحية ،صا ).(106 )(
2
تاريخ المغرب ،صا ).(388 )(
3
المصدر السابق نفسه. )(
174
فأمزجُّ لجينا منهما بنضُار أذن الغمام بديمة وعقار
حلى الحباب سإوالف وقد ارتدى غصن النقى
النهار وتقشلدت
جذل وحيث الشطر بدء فحللت حيث الماء صفحة
عذار ضاحك
)(1
الشجار والروح تنفض بكرة لمم
اللربا
لقد ازدهإمر الشعر والدب فى عصر المير على بن يوسإف
ما شهدت بذلك قصائد شعراء المرابطين التى ازدهإاصرا عظي ص
سإجلت فى ذاكرة التاريخ الخالدة.
وما قيل عن انحطاط الشعر والدب فى عصر المرابطين
أكذوبة اسإتشراقية بان زيفها أمام حقائق التاريخ التى ل لتجامل ول
تعرف التحايل.
ول ننسى شيوع فن الموشحات والزجال فى عصر
ما
ن الموشحات» :وأ ش المرابطين ،يقول ابن خلدون عن نشأة ف ي
ذبت مناحيهأهإل ال من يد مللسُ ،فلما كلثر الشعر فى قطرهإم ,وته ش
وفنونه وبلغ التنميق فيه الغاية ،اسإتحدث المتأخرون منهم فصنا
طا وأغصاصنا يكثرون منها ومن يسمونه بالموشح ينظمونه أسإما ص
دا ,ويلتزمون أعاريضُها المختلفة ,ويسمون المتعدد منها بيصتا واح ص
عند قوافى تلك الغصان ,وأوزانها متتالية فيما بعد إلى آخر
س
القطعة ،وأكثر ما تنتهى عندهإم إلى سإبعة أبيات ،ويشمل كل بيت
على أغصان عددهإا بحسب الغراض والمذاهإب ,وينسبون فيها
ويمدحون كما يفعل فى القصائد ,وتجاوزوا فى ذلك إلى الغاية
واسإتطرفه الشناس جملة الخاصة والكافة لسهولة تناوله وقرب
طريقه«).(2
من أشهر وشاحى عصر المرابطين العمى التطيلي ,ومن و م
موشحاته:
ما اجتمعا إل لمر كبار دمع مسفوح وضلوع
حرار ماء ونار
عمر قصير وعناء طويل بئِّسُ لعمرى ما أراد
العذول
)(3
مسيل يا زفرات نطقت عن
غليل
ن
س ف شاع لما »إنه عنه: خلدون ابن فقال الزجل نشأة وأما
1
)( ابن خفاجة ,الديوان ،صا ).(291-290
2
)( ابن خلدون ,المقدمة ،صا ).(436
3
)( ابن خلدون ,المقدمة ،صا ).(441
175
التوشيح فى أهإل ال من يد مللسُ ,وأخذ به الجمهور لسلسإته وتنميق
كلمه وترصيع أجزائه ،نسجت العامة من أهإل المصار على
منواله ،ونظموا فى طريقته بلغتهم الحضُرية من غير أن يلتزموا
ظم فيه فيها إعراصبا ،واسإتحدثوا فصنا سإموه بالزجل ،والتزموا الن ش ي
على مناحيهم إلى هإذا العهد ،فجاءوا فيه بالغرائب ,واتسع فيه
للبلغة مجال بحسب لغتهم المستعجمة«).(1
ويعتبر أبو بكر بن قزمان القرطبى أول من ابتكر الزجل.
ومن أشهر أزجاله ما كان فى مدح القاضى أحمد بن الحاجُّ
قوله:
وصل المظلوم لحق وانتصف غنى ومسكين يحضُر النكار
والقرار ويقع الفصل فالحين اجتمع فيه الثلثة الورع والعلم
والدين فيزول الحق إذا زال ويدوم الحق
إذا دام).(2
هإذه نبذة مختصرة عن بعض فنون الدب التى ازدهإرت
ل دولة المرابطين. وترعرعت فى ظ ي
***
1
)( الزجل فى الندلسُ ،لعبد العزيز الهإواني ،صا ).(201
2
)( المصدر السابق نفسه.
176
المبحث الثالث
من مشاهإير علماء دولة المرابطين
كانت دولة المرابطين مبنية على أسإسُ شرعية ولذلك اهإتمت
بالعلماء والفقهاء الذين ل دوام لدولة تريد أن تحكم بشرع الله
دثون والفقهاء ،نذكر منهم:
ح ي
م م
بدونهم ,ولذلك كثر ال ل
أولص :أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد الجد )ت 520هإـ(.
هإو المام العلمة شيخ المالكية ،قاضى الجماعة بقرطبة أبو
الوليد.
أ -شيوخه:
من أشهر شيوخه الذين تتلمذ عليهم أبو جعفر أحمد بن رزق، م
مد بن فرجُّ ح م
ل م ش و خيرة، بن مد ح
ل م ش م و سإراجُّ، بن مروان وأبو
الطلعي ،والحافظ أبو علي ,وأبو العشباس بن دلهات.
ما
ظا للفقه مقد ص ما ،حاف ص قال ابن بشكوال فيه» :كان فقيصها عال ص
فيه على جميع أهإل عصره ،عارصفا بالفتوى ،بصيصرا بأقوال أئمة
ذا فى علم الفرائض والصول ،من أهإل الرياسإة فى المالكية ،ناف ص
العلم ،والبراعة والفهم ،مع الدين والفضُل ،والوقار والحلم،
والسمت الحسن ،والهدى الصالح ،ومن تصانيفه كتاب
»المقدمات« لوائل كتب المدونة ،وكتاب »البيان والتحصيل لما
من التوجيه والتعليل« ،واختصار »المبسوطة«، فى المستخرجة م
واختصار »مشكل الثار« للطحاوي ،سإمعنا عليه بعضُها ،وسإار فى
القضُاء بأحسن سإيرة وأقوم طريقة ،ثم اسإتعفى منه ،فأعفي،
ولون عليه ويلجأون إليه ،وكان حسن ونشر كتبه ،وكان الشناس ليع ي
الخلق ،سإهل اللقاء ،كثير النفع لخاصته جميل العشرة لهم ،باصرا
بهم«).(1
ب -ومن أشهر فتاوى ابن رشد الجد ما أفتاه فى شأن
من النصارى فى بلد ال من يد مللسُ بإبعادهإم وتغريبهم المعاهإدين م
)(2
لغدرهإم بالمسلمين ومساعدتهم للفونسو المحارب ،عاش هإذا
ما ,ومات فى ذى القعدة سإنة عشرين العالم الجليل سإبعين عا ص
وخمسمائة ،وصلى عليه ابنه أبو القاسإم ،وروى عنه أبو الوليد بن
الدباغا فقال» :كان أفقه أهإل ال من يد مللسُ ،وصشنف شرح العتبية ،فبلغ
فيه الغاية«).(3
ثانصيا :الشهيد القاضى الفقيه أبو على الصدفي:
1
)( سإير أعلم النبلء) ،جُّ .(19/502
2
)( تاريخ المغرب ،صا ).(231
3
)( سإير أعلم النبلء )جُّ .(19/502
177
مد بن
ح ش
م م
دث الحسين بن ل
ح ي
م م
هإو العالم الفقيه القاضى ال ل
سإكرة.
ل
أ -شيوخه:
ج
مد بن سإعدون القروي ،وح ش ح ش
م مروى عن أبى الوليد الباجي ،و ل
سإنة إحدى وثمانين ،ودخل مصر على أبى إسإحاق الحبال ،وقد
من التحديث. منعه المستنصر العبيدى الرافضُى م
قال :فأول ما فاتحته الكلم أجابنى على غير سإؤالي ،حذصرا أن
سإا عليه ،حتى بسطته وأعلملته أشننى من أهإل ال من يد مللسُ أكون مدسإو ص
ص
أريد الحج ،فأجاز لى لفظا ،وامتنع من
غير ذلك.
مد بن الفضُل ح ش
م م
رحل للعراق ،فسمع بالبصرة من جعفر بن ل
العباداني ،وعبد الملك ابن شغبة ،وبالنبار :الخطيب أبا الحسن
مد القطع ،وببغداد :على ابن الحسن بن ح شم ممد بن ل ح ش
م م على بن ل
لقريش بن الحسن صاحب ابن الصلت الهإوازي ،وعاصم بن
الحسن الديب ،وأبا عبد الله الحميدي.
قه ببغداد على أبى بكر الشاشي ،وأخذ بالشام عن الفقيه وتف ش
نصر المقدسإي ،ورجع إلى بلده فى سإنة تسعين بعلم كثير،
مرسإية ،وجلسُ للسإماع بجامعها. وأسإانيد شاهإقة ،واسإتوطن ل
ما بالحديث وطرقه ,عارصفا بعلله ورحل الشناس إليه ،وكان عال ص
ي
ورجاله ،بصيصرا بالجرح والتعديل ،مليح الخط ،جيد الضُبط ،كثير
ظا لمصنفات الحديث ,ذاكصرا لمتونها وأسإانيدهإا ،وكان الكتابة ،حاف ص
ما على »الصحيحين« مع »جامع« أبى عيسى الترمذي ،ولى قائ ص
سإشية ،ثم اسإتعفى منه فأعفي ،وأقبل على نشر العلم مر م قضُاء ل
ما متواضصعا ،وخشرجُّ ص حلي بعلمه، ص لعام ينا،
ي د حاص صال وكان وتأليفه،
خا ،وأشنه القاضى عياض شيوخه ,وذكر أنه أخذ عن مائة وسإتين شي ص
من الصالحين والفضُلء ,وأشنه أكره على خا م جالسُ نحو أربعين شي ص
القضُاء فوليه ،ثم اختفى حتى أعفى منه.
در فى زمن على بن يوسإف فى نشر الكتاب والسنة فى وتص ش
مرسإية بالن يد ملسُ ,وتوافد عليه الطلب من كل حدب وصوب ل م
لينهلوا من علمه الجم الغزير ,ونفع الله به المسلمين فى تلك
القطار.
ب -وفاته:
دة بثغر ال من يد مللسُ،
اسإتشهد أبو على الصدفى فى وقعة قلت لن ي م
من أبناء الستين ،وكانت هإذه لست بقين من ربيع الول ،وهإو م
الوقعة على المسلمين ,وكان عيش أبى على من كسب بضُاعة
178
مع ثقات إخوانه).(1
ود الشامخ ،والجبل الراسإخ، انظر رحمك الله إلى هإذا الط ش
والبحر الزاخر فى حبه لطلب العلم ونشره ،والدعوة إلى دينه
والدفاع عنه ،وحبه للجهاد واليرباط ،وحرصه على أكل الحلل،
والتحرى فى لقمة العيش ،والسإتعلء على الدنيا وزخارفها
الكاذبة ،ويا ت لمرى كم نفسُ أحياهإا خبر اسإتشهاد هإذا العالم الفقيه
ذود عن الزاهإد ،وكان – رحمه الله – يتذشوق الشعر الذى فيه ال ش
سإنة سإييد المرسإلين ,ويكتبه لتلميذه ,منه ما قال أبو عبد الله
مد بن على الصورى لنفسه: ح ش
م م
ل
عائصبا أهإله ومن يدعيه قل لمن أنكر الحديث
وأضحى
خل لقل أم بجهل فالجه ل
ل ل أبعلم تقول هإذا؟ أين لي
السفيه
من الترهإات والتمويه؟ أليعاب الذين هإم حفظوا
دين
ال ي
)(2
ل عالم وفقيه راجعد ك س وإلى قولهم وما قد مروميوه
ثالثصا :القاضى الفقيه أبو بكر بن العربي:
من أعظم فقهاء ال من يد مللسُ فى عصر المرابطين ،هإو القاضى
مد المعافرى ال من يد مللسي،ح ش
م م مد بن عبد الله ابن ل
ح ش
م م
أبو بكر ل
الشبيلي ,المام العلمة ،المتبحر فى العلوم.
دب ببلده ،وقرأ القراءات ،ثم رحل ولد عام 468هإـ1076/م وتأ ش
إلى مصر ،والشام وبغداد ومكة وكان يأخذ عن علماء أى بلد
يرحل إليه حتى أتقن الفقه ،والصول وقيد الحديث ،واتسع فى
الرواية ،وأتقن مسائل الخلف ،وتبحر فى التفسير ،وبرع فى
الدب والشعر ،وعاد إلى بلده إشبيلية بعلم كثير ،لم يأت به أحد
من كانت له رحلة إلى المشرق).(3 م ش
قبله م
أ -مكانته العلمية:
قال الشيخ صديق حسن خان عن ابن العربي» :إمام فى
الصول والفروع ،سإمع ودرس الفقه والصول ,وجلسُ للوعظ
ن ،والتزم المر بالمعروف والنهى عن
وصشنف فى غير ف ّ والتفسير،
ل
المنكر حتى أوذى فى ذلك بذهإاب كتبه وماله؛ فأحسن الصبر على
ذلك كله«).(4
1
سإير أعلم النبلء )جُّ .(19/378 )(
2
تاريخ السإلم للذهإبي ،وفيات عام ) ،(520-511صا ).(369 )(
3
انظر :أحكام القرآن فى المقدمة. )(
4
المصدر السابق نفسه. )(
179
من أخذوا عنه» :اسإتقضُى م ش
قال عنه القاضى عياض ,وهإو م
ببلده فنفع الله به أهإلها لصرامته ،وشدة نفوذ أحكامه ،وكانت له
فى الظالمين سإورة مرهإوبة ،وتؤثر عنه فى قضُائه أحكام غريبة،
ثم صرف عن القضُاء ،وأقبل على نشر العلم وبثه«).(1
مد المقري» :علم العلم ،الطاهإر ح ش
م م
قال عنه الشيخ أحمد بن ل
الثواب ،الباهإر البواب ،الذى أنسى ذكاء إياس ،وترك التقليد
منمن الصل ،وغدا فى السإلم أمضُى م للقياس ،وأنتج الفرع م
النصل«).(2
ب -مؤلفاته:
للمام القاضى أبى بكر بن العربى مؤلفات كثيرة لم يصلنا
ث ما أغلبها ،وقد قضُى أربعين سإنة فى الملء والتدريسُ ،وفى ب ي
من العلوم ،وصشنف -رحمه الله -فى فنون متعددة منها: صله م ح ش
علوم القرآن ,والحديث ،و»مشكل القرآن والحديث« ،وأصول
الدين ،وكتب الزهإد ،وأصول الفقه ،وكتب الفقه ،والجدال
من أشهر المؤلفات التى انتفع والخلف ،واللغة والنحو والتاريخ ،و م
من القواصم«» ،عارضة الحوذى فى بها المسلمون »العواصم م
شرح الترمذي«» ،أحكام القرآن«» ،القبسُ فى شرح موطأ ابن
أنسُ«» ،المسالك على موطأ مالك«» ,النصاف فى مسائل
الخلف«» ،أعيان العيان«» ،المحصول فى أصول الفقه«،
»قانون التأويل«).(3
كان المام ابن العربى يصول ويجول بفقهه فى بلد ال من يد مللسُ
ينور طرق الظلم بعلمه ،ويقضُى على الشبهات بحججه ،ويدمغ
البدع المنتشرة بصبره وحلمه ودعوته ،وكان من أعمدة دولة
المرابطين فى نشر الكتاب والسنة وتفقيه الشناس وتربيتهم على
مبادئ السإلم وأخلق اليمان ودرجات الحسان.
جلها فى كتبه وانتفع بها طلب العلم من وله فوائد علمية سإ ش
بعده منها:
-1قوله :قال علماء الحديث :ما من رجل يطلب الحديث إل
كان على وجهه نضُرة ،لقوله ×» :نَضر اًل أمرأ سمع مقاَلتىِ فوُعاَهاَ فأداًهاَ كماَ
سمعهاَ.«..
قال :وهإذا دعاء منه × لحملة علمه ,لبد بفضُل الله تعالى من
نيل بركته.
1
)( المصدر السابق نفسه.
2
من القواصم ،صا ).(13)( انظر :العواصم م
3
من القواصم.
)( انظر :ترجمته فى كتاب العواصم م
180
-2ومنه قوله :كنت بمكة فى سإنة 489هإـ وكنت أشرب من
ماء زمزم كثيصرا ،وكشلما شربته نويت العلم واليمان ،فنويت العلم
من سره لى م
واليمان ،ففتح الله لى ببركته فى المقدار الذى ي ش
العلم ،ونسيت أن أشرب للعمل ،ويا ليتنى شربته لهما حتى يفتح
الله لى فيهما ،ولم يقدر فكان صفوى للعلم أكثر منه للعمل).(1
وفاته:
أتاه أجله »بمغلية« قرب مدينة »فاس« فى ربيع الول سإنة
543هإـ ،ودفن فى فاس خارجُّ باب المحروف على مسيرة يوم
من فاس غرصبا منها).(2
رابصعا :القاضى الفقيه عياض:
هإو القاضى أبو الفضُل عياض بن موسإى بن عياض بن عمرو
بن موسإى اليحصبى السبتي ،كان إمام وقته فى الحديث وعلومه
والنحو واللغة وكلم العرب وأيامهم وأنسابهم ،وصنف التصانيف
المفيدة ،ولد فى سإبتة فى عام 476هإـ ،وتتلمذ على شيوخها ومن
أشهرهإم :القاضى أبو عبد الله بن عيسى ،والخطيب أبو القاسإم,
والفقيه إسإحاق بن الفاسإي ،وإبراهإيم بن جعفر اللواتي ،وإبراهإيم
بن أحمد القيسي ،وأبو بكر القاسإم بن عبد الرحمن الكومى
وغيرهإم الكثير).(3
أ -رحلته إلى الندلسُ:
كان خروجه لل من يد مللسُ من بيته يوم الثلثاء منتصف جمادى
من
ما ،و م
دا وثلثين عا ص الولى سإنة 507هإـ ،وكان عمره إذ ذاك واح ص
مد عبد ح شم مأشهر شيوخه الذين تتلمذ عليهم فى قرطبة أبو ل
مد المشهور بابن عتاب القرطبي ,وقاضى ح شم م
الرحمن بن ل
الجماعة أبو
عبد الله بن الحاجُّ ،والفقيه أبو جعفر بن رزق ،وأبو مروان عبد
مد عبد الله ح شم موأبو الوليد بن رشد الجد ،وأبو ل الملك بن سإراجُّ،
ل م
بن أحمد بن سإعيد الن يد ملسى الشبيلى وأبو علي الصدفي.
عين فىدر للتعليم والتدريسُ ،و ل صل على علوم غزيرة وتص ش وتح ش
القضُاء ،ونبغ فيه ,واشتهر بعلمه وعبادته وعدله وجوده ،وكانت
م فى الشريف ،ث ل ش )(4
مؤلفات القاضى عياض أكثرهإا فى الحديث
التاريخ والطبقات ثم فى الفقه ،ثم فى القرآن .
ب -مؤلفاته:
1
من القواصم ،صا ).(16
انظر :العواصم م )(
2
وفيات العيان )جُّ .(3/483 )(
3
المغرب والندلسُ ،د .مصطفى الشكعة ،صا ).(124 )(
4
المصدر السابق ،صا ).(136-125 )(
181
»الشفا بتعريف حقوق المصطفى« ،موضوعه فى -1
السيرة النبوية والعقيدة والصول والتفسير والحديث.
»مشارق النوار على صحيح الثار« وموضوعه تفسير -2
غريب الحديث فى الصحاح الثلثة» :موطأ مالك« و
»صحيحى البخارى ومسلم« ،فضُبط أسإماء الرجال
واللفاظ ,ونشبه على مواضع الوهإام والتصحيفات.
وفى هإذا الكتاب قال الشاعر:
ومن عجب كون دت بســـــبتة
مشارق أنوار تب ش
المشارق بالمغرب
فأجابه آخر بقوله:
وإل فل فضُل للترب وما شرف الوطان إل رجالها
على لترب
كتاب »الكمال« ،أكمل به كتاب »المعلم بفوائد كتاب -3
دث المتوفىح ي
م م
مسلم« لشيخه المازرى الفقيه المالكى ال ل
سإنة 536هإـ.
كتاب »منهاجُّ العوارف إلى روح المعارف« وهإو فى -4
شرح مشكل الحديث.
كتاب »اللماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد -5
السماع« فى مصطلح الحديث.
من الفوائد«.
كتاب »بغية الرائد فيما فى حديث أم زرع م -6
كتاب »التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة« فى -7
الفقه وجمع فى هإذه الكتاب فوائد وغرائب.
كتاب »العلم بحدود قواعد السإلم« فى العقيدة. -8
كتاب »الخطب« يحتوى على خمسين خطبة من خطب -9
الجمع.
-10
كتاب »جامع التاريخ« فى التاريخ والطبقات.
-11كتاب »تاريخ سإبتة« وهإو مسودة.
» -12ترتيب المدارك وتقريب المسالك فى معرفة أعلم
مذهإب المام مالك«.
»الغنية« وذكر فيه شيوخه وترجم لهم. -13
» -14المقاصد الحسان فيما يلزم النسان«.
182
» -15غنية الكتاب وبغية الطالب« ،فى الدب والنشاء،
من المخطوطات والكتب التى تدل على سإمو وغيرهإا م
منزلته وسإلمة منهجه.
دة منها :القضُاء والفقه والحديثع م
لقد برع القاضى عياض فى أمور م
دا ,وله موهإبة رائعة تدل على قدرته على واللغة والدب ،وكان شاعصرا مجي ص
من القصائد تلك التى أنشدهإا نظم الشعر ،ومن أروع ما قاله القاضى عياض م
قى العلم فيها من شيوخها، دع قرطبة فى عام 508هإـ ،بعد أن تل ش وهإو يو ي
عا المدينة
ت له صلت بأهإلها ومودة وصداقة وأخوة أكيدة ،فقال مود ص طد يوتو ش
ال من يد مللسية ذات التاريخ العريق:
مت للفراقحداتى وملز شل أقول وقد جد ش ارتحالى
ركائبي وغشردت
وصارت هإواء من فؤاد وقد غمضُت من كثرة
ترائبي الدمع مقلتي
وداعى للحباب ل للحبائب ولم تبقم إل وقفة يستحثها
1
)( المغرب والندلسُ ،د .مصطفى الشكعة ،صا ).(146-139
183
م المير على بن يوسإف بالقاضى عياض لما كان شابا لقد اهإت ش
وظهر ذكاؤه وانتشر صيته ،فأكرمته دولة المرابطين ,وهإيأت له
من التحصيل والتفقه فى الدين. الجواء للمزيد م
وكان القاضى عياض ل يحب كثرة السإفار والرتحال ،ويلحظ
المتتبع لسيرته وحياته أنه كان قليل الرتحال بالقياس إلى
دثين ،وكانت له
ح ي
م م
من العلماء والفقهاء وال ل
معاصريه وأترابه م
نظرية عجيبة فى ذم السفر وبيان أضراره وعيوبه نظمه فى
من العلماء فى نظرته المتفردة وإليك البيات الشعر ،وخالفه كثير م
التى ذكرهإا فى ذم السفر:
نجاة ص ففى السإفار سإبعل تقشعد عن السإفار إن كنت
عوائق طالصبا
سإكنىل صاح يا وأعظمها ة ةأحب ل دوفق ن
ة إخوا ف
ل تشو
الفنادق
ة سإارق
ل وخيف ل
ة أموا وتبذيلر سُ
ة مؤن ة
ش وقل ل
وكثرة ل إيحا ة
وأعقبه دهإر شديد ل المضُايق فقد كان ذا دهإصرا تقادم
عهده
)(1
الحقائق فهذه مقالى والسلم كما
بدا
وهإذه فلسفة غريبة فى السإفار أخالف القاضى عياض – رحمه
الله – فيها ،إل أشننى أقول إن النسان فى أسإفاره العلمية أو
التجارية عندما يقضُى مآربه عليه أن ينتقل إلى غيرهإا ,حتى يحقق
دا لهإله وشعبه,ما مفي ص
ما سإال ص
أهإدافه ويرجع إلى وطنه وقومه غان ص
وقد ذكر العلماء فى السإفار فوائد فقال الشافعى رحمه الله:
سُ
وسإافر ففى السإفار خم ل تغرشب عن الوطان فى
فوائد طلب العلى
)(2
ماجد ة ب معيشةة
م واكتسا ل
تفرجُّ هإ ي
ضُا:
وقال المام الشافعى فى الغتراب أي ص
من راحةة فمد ممع الوطان ل وذىعق م
ما فى المقام لذى م
ب
واغتر م ب
أد م
وانصب فإن لذيد م العيش ضا عمن تفارقه
ص عو تجد سإافر
فى النصب
م ر يج لم وإن طاب إن سإاح إن يى رأيت وقوف الماء
بلم يط م يفسده
2
)( المصدر السابق ،صا ).(149
1
)( انظر :النبوغا المغربي ،عبد الله كنون) ،جُّ .(3/131
2
)( ديوان الشافعي ،صا ).(57
184
من راحةة فمد ممع الوطان ل وذى
عق م
ما فى المقام لذى م
بواغتر م بأد م
س
م لول مفراقل القو موالسه ل والسإد ل لول فراقل الرض ما
لم ليصب افترسإت
)(1
عرب سُ لو وقفت فى
والشم ل
الفلك دائمة
من عاصر القاضى عياض العلمة الشيخ يعلى أبو جبل,
م ش
وكان م
وكان له رأى يخالف رأى القاضى عياض فى السفر نظمه فى
هإذه البيات:
ب فائدةة لتلقى مع فملر ش سإافر لتكسب فى السإفار
السفر فائدة
حا ولو كنت بين الظل نص ص ب به
ل تصيل ل بمكان تقم
ول ل
والشجر
)(2
الخضُر فإن »موسإى« كليم الله
أعوزه ل
فا
ومن شعره فى الشواق ما نظمه من أبيات واص ص
فيها شوقه وحنينه لزيارة المدينة المنورة فقال:
ت
ص باليا م
خ ش
هإدى النام و ل ومن
يا دار خير المرسإلين م
به
وتشوقد متوقد ل الجمرات عندى لجلك لوعة وصابة
وله أبيات يصف فيها نفسه وشوقه إلى وطنه قالها فى مدينة
»داي« ببلد المغرب سإنة 541هإـ ،وكان قد ناهإز الخامسة
1
ديوان الشافعي ،صا ).(34 )(
2
المغرب والندلسُ ,صا ).(150 )(
3
المصدر السابق نفسه. )(
4
أزهإار الرياض) ،جُّ .(4/180 )(
185
عا للرجوع ما على البقاء فيها ممنو ص من العمر ،وكان مرغ ص والستين م
دين. ح م
موم ي
إلى بلده فى زمن دولة ال ل
يعلم الله وأنا أمر على هإذه البيات التى فجرت الحزان فى
نفسي ،وألهبت مشاعرى وهإيجت الشواق إلى مدينتى »بنغازي«
ومنطقتى »الحدائق« ،وذكرتنى ببلدى العزيزة ليبيا ما تملكت
دموع الشوق إلى مسقط رأسإى الذى طالت مدة غيابى عليه أكثر
ما نصفها مسجوصنا فى بلدي ,والنصف الخر من أربعة عشر عا ص
قضُيتها متنقل ص بين البلدان ،ولم تكن تهمتى التى كلفتنى هإذه
العقوبة القاسإية التى أحتسبها عند الله إل أن رضيت بالله ربا
مد نبصيا ورسإول ص ×. ح شم م
وبالسإلم ديصنا وب ل
إن أبيات القاضى عياض فى غربته أضفت على وأنا أترجم
سإا بالحنين إلى
من السإى ,وإحسا ص من الحزن ,ولوعة م حياته مسحة م
أهإلى ووطني ،وأحبتى وإخواني ،فقال القاضى – رحمه الله – وهإو
يحاور حمامة مشرت به:
أخا شجى بالنوح أو بغناء أقمرية الدواح بالله
حىطار م
تهيج من شوقى ومن فقد أرقتنى من هإديلك رنة
لبرحائي
ت
غريب »بداي« قد لبلي م م فإنني
لعلك مثلى يا حما ل
بدامء
خرق بعيد الخافقين قوامء و م فكم من فلةة بين »داي« و
»سإبتة«
كما ضيعضُعتنى زفزة ل د قخواف للرياح فيه تصفقل
الصعداء
ت
ل بن يوم ت
ي أريق عا
دمو ص ح المياه بأرضها
يذكرنى سإ س
ورائي
خمائل أشجارم ترف ملرائي م ويعجبنى فى سإهلها وحزنها
)(1
تنائي لع ش
ل الذى كان التفرسق
ه
حكم ل
جـ -عياض والقضُاء:
م ما أراد من علومم رجع القاضى عياض إلى سإبتة بعد أن أت ش
الن يد مللسُ ,وكان دخوله لمدينته الحبيبة إلى نفسه عام )508هإـ(،
در للتعليم والتدريسُ بعد أن
وفرح أهإل سإبتة بابنهم البار ،وتص ش
امتحنه علماء مدينة سإبتة فى الفقه المالكي ،وأصبح من أهإل
مجلسُ الشورى ،وكان حينئِّذ فى الثانية والثلثين من عمره أو
1
) (2المصدر السابق نفسه ,صا ) )( انظر :المغرب والندلسُ ,صا ).(150
.(150
186
ل ،وكانت تلك المرحلة سإبصبا فى إعداده ليتسنم سإدة يزيد قلي ص
)(1
القضُاة الشريفة الرفيعة فى سإبتة .
ولما كان عياض فى التاسإعة والثلثين من عمره تولى القضُاء،
ل متربصعا على كرسإى القضُاء فى بلده وكان ذلك عام 515هإـ ،وظ ش
سإبتة سإتة عشر عاصما ،فسار فيها أحسن سإيرة ,وكان محمود
الطريقة مشكور الحالة ،أقام جميع الحدود على ضروبها واختلف
أنواعها ،وبنى الزيادة الغربية فى جامع سإبتة التى كمل بها جماله
وترك فى بلده آثاصرا محمودة).(2
ويبدو أن بعض المراء لم يعجبهم حزم وعدالة القاضى عياض،
كما خافوا من كثرة أتباعه وانتشار صيته ومحبة الشناس له ،فلذلك
عزموا على نقله إلى غرناطة ,ولم يذكروا سإبصبا مقنصعا ،مما جعل
ضا فىالفقيه أبا الحسن بن هإارون المالقى يمدح القاضى عيا ص
أبيات سإجلتها ذاكرة التاريخ:
م بين العالمين
والظل ل حل ل ل
م ضا وهإو ي م يظلموا عيا ص
م
قدي ل عنهم
فإنه معلوم
كى يكتموه ش ن الرامء عيصنا جعلوا مكا م
فى اسإمه
)(3
معدوم ح
ل بطائ تي فاح لوله ما
سإبتة
ب
ش فه المير لمر ص ل ممتث غرناطة إلى عياض القاضى وانتقل
أهإل غرناطة لسإتقباله كما يستقبل الفاتحون ،وبالله إنه لحق فاتح
خللقه
للعقول ,ومنور للقلوب ,ومطهر للنفوس بعلمه الغزير ،و ل
المتواضع وسإيرته العطرة.
وسإار فى الشناس سإيرة العدل ،ورفع الظلم ،وإحقاق الحقوق
من تعشرضت عا م دون خوف من أمير أو وزير ،ونشط وضاق به ذر ص
مصالحه للخطر ،ول يستطيع الحصول عليها إل بالظلم ،وأسإفرت
مكايد الشرار فى غرناطة عن عزل القاضى النزيه فى عام
دا عن القضُاء قريصبا لطلب 532هإـ ,ورجع إلى بلده ليكون بعي ص
العلم وحلقاته ,وقصده الشناس وانتفع به العباد ,ونشر نور الكتاب
والسنة فى البلد ،واسإتمشر على تلك الحالة الدعوية سإبع سإنين،
ليتولى قضُاء سإبتة ش وفى أواخر دولة المرابطين عام 539هإـ دعى
خا جليل ص من جديد ،وهإو فى الثالثة والستين من عمره ،وكان شي ص
ما ،فابتهج الشناس لعودته, ما ,وأصبا رحي صما ،وقاضصيا حكي ص ما عظي صوعال ص
وسإار فيهم سإابق سإيرته ،وما مضُت شهور قليلة حتى سإقطت
دين البدعية فاضطشر القاضى ح م
موم ي
دولة المرابطين على يد دولة ال ل
1
2
)( انظر :أزهإار الرياض) ،جُّ .(3/10
3
)( انظر :المغرب والندلسُ ،صا ).(162
187
الجليل إلى خوض الحياة السياسإية والحربية).(1
د -معارك السياسإة والحرب:
مد بن ح ش
م م
دين على يد المبتدع الكبير ل ح م موم ي إن ظهور دولة ال ل
دا
تومرت كانت من أسإباب سإقوط دولة المرابطين ،فطبيعى ج ص
وتولى قيادة جيوش ش دين، ح مموم ي أن يخوض حرصبا ضد دولة ال ل
دين عبد المؤمن بن على الذى اسإتطاع بجيشه أن يحتل ح م
موم يال ل
مدن المغرب مثل فاس ومراكش وغيرهإما.
ورأى القاضى عياض أن المصلحة العليا لمدينة سإبتة وأهإلها أن
ظا على العراض والموال ،وتجنيب المدينة يبايع عبد المؤمن حفا ص
دين تلك البيعة الضطرارية، ح مموم يمن الدمار الشامل ,وقبل أمير ال ل م
دين حتى اسإتجاب ح و
ل م ي مم ال على بثورته هإود بن مد ح
ل م شم قام أن وما
أهإل سإبتة لذلك بزعامة القاضى عياض ،وقام السبتيون بقتل
دين وأصحابه ،وسإار القاضى عياض إلى يحيى بن ح م
موم ي
عامل ال ل
على المسوفى المعروف بابن غانية فى قرطبة وبايعه ،وكان
كا بدعوة المرابطين ,وطلب منه أن ليعيين والصيا على سإبتة متمس ص
فبعث معه يحيى بن أبى بكر الصحراوى ،وأصبحت بذلك مدينة
دين ,وعادت إلى حكم المرابطين. ح مموم يسإبتة خارجة عن دولة ال ل
دين اسإتطاعت إخضُاع مدينة سإبتة وأهإلها, ح م موم ي إل إن جيوش ال ل
دين الذين قبلوا ذلك ,واشترطوا ح
ل م ي مو م لل جديد وأعادوا البيعة من
إبعاد القاضى عياض عن مدينته إلى مراكش ،وقيل تدل ,إلى أن
توفاه الله تعالى.
ما مع عقيدته وعلمه إن موقف القاضى عياض كان منسج ص
دين الذين اعتقدوا عصمة إمامهم ح م
موم ي ودعوته فى محاربته لل ل
صلها ي سإنف التى البدعية العقائد من م ذلك مد بن تومرت ،وغير ح ش م م ل
دين. ح م و
ل م يم ال عن كلمنا عند تعالى الله بإذن
إن القاضى عياض ليسُ من أهإل السنة وحسب ،ولكشنه فقيه
أهإل السنة آنذاك على الطلق ،وهإو كذلك يرى وجوب الوقوف
أمام دعوة ابن تومرت ،وينبغى التخسلص منها حتى حانت أول
ظا على سإلمة فرصة ،وإن يكن قد بايع فالبيعة آنذاك كانت حفا ص
بلدته وأهإلها ،أما وقد لحت الفرصة بخروجُّ بعض المدن على
دين القائم على بدعة المامة المعصومة ،أما وقد ح م
موم ي
سإلطان ال ل
من العقل السإتسلم ثم جرت الريح بما ل تشتهى السفن؛ فإن م
المبايعة وله حكم المضُطير فى ذلك.
دين عبد المؤمن كان على مقدرة عجيبة ممن ح مموم ي
وإن سإلطان ال ل
الدهإاء والمكر ،ولذلك رأى لمصلحة دولته أن يضُع الفقهاء والعلماء
الذين يشك فى ولئهم له فى مراكش ،ومنعهم ممن العودة إلى
1
)( المصدر السابق ,صا ).(162
188
بلدهإم ،أو يضُعهم فى مدن أخرى ليخدموا مخططات الدولة
الناشئِّة).(1
هإـ -وفاة القاضى عياض:
دا عن وطنه فى عام 544هإـ توفى رحمه الله فى منفاه بعي ص
من الله الرحمة والمغفرة والرضوان ودفن فى مراكش (2)،فعليه م
دمه للسإلم. على ما ق ش
هإؤلء بعض العلماء الذين كان لهم سإبق ومكانة فى دولة
المرابطين ,وانتفع الشناس بعلمهم وفقههم ،ترجمت لهم ترجمة
من العلماء متواضعة ,كما برز فى علوم الفقه والحديث كثير م
دثين فى عصر دولة المرابطين منهم :أبو الحسن ح يم م وال ل
على بن عبد الرحمن المعروف بابن أبى حقون وله مختصر
فى أصول الفقه سإماه »بالمقتضُب الشفى فى أصول
مد عبد الله بن على بن عبد الله ح ش
م مالمستصفى« ,ومنهم أبو ل
بن خلف بن أحمد بن عمر اللخمي ،ويعرف بالرشاطي ،وكانت
له عناية بالحديث والرجال والرواة والتواريخ ،وله كتاب سإماه
»اقتباس النوار ،والتماس الزهإار فى أنساب الصحابة ورواة
مد بن حسين بن أحمد ح ش
م م
ضُا أبو عبد الله بن لالثار« ،ومنهم أي ص
مد النصاري ،وأبو جعفر أحمد بن عبد الصمد بن أبى ح شم مبن ل
مد الخزرجي ،وقد ألف كتاصبا فى أحكام الرسإول ح
ل م شم بن عبيدة
× سإماه »آفاق الشموس وأعلق النفوس« ،وكتاصبا آخر سإماه
مد عبدح ش
م م»مقاطع الصلبان ومراتع رياض أهإل اليمان« ،وأبو ل
الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربى وله كتاب
ليسمى »بالوجيز فى التفسير« ,وكذلك برز فى عصر على بن
مد بن ح ش
م ممن الفقهاء وعلماء الحديث :أبو عبد الله ل يوسإف م
حسين بن أحمد النصارى المعروف بابن أبى أحد عشر ،وأبو
مد بن أحمد بن سإعيد بن يربوع بن سإليمان ،وأبو ح ش
م معبد الله ل
الوليد يوسإف بن عبد العزيز بن يوسإف بن عمر المعروف بابن
الدباغا ،وأبو عبد الله
مد بن أحمد بن خلف بن إبراهإيم التجيبى المعروف بابن ح شم م
ل
الحاجُّ قاضى
الجماعة بقرطبة.
***
1
)( سإير أعلم النبلء) ،جُّ .(20/217
2
)( سإير أعلم النبلء) ,جُّ .(2/217
189
المبحث الرابع
علوم اللغة فى زمن المرابطين
منونبغ فى علوم اللغة فى عصر على بن يوسإف عدد كبير م
مد ,عبدح ش
م م
العلماء المبرزين فى النحو وعلوم اللغة نذكر منهم :أبا ل
مد بن السييد البطليوسإى النحوى ت 521هإـ ،وكان ح ش
م م
الله بن ل
ما متبحصرا فى النحو وعلوم اللغة ،وكان الشناسص عال علمه حجة فى
يجتمعون إليه ويقرأون عليه ،ومن تواليفه كتاب »القتضُاب فى
شرح أدب الكتاب« ,وكتاب »التنبيه على السإباب الموجبة
طأ ,بالضافة إلى ذلك لختلف المة« ,وكتاب آخر فى شرح المو ش
عا فمن نظمه قوله: كان شاعصرا مطبو ص
وأوصاله تحت التراب أخو العلم حي خالد بعد موته
رميم
من الحياء وهإو عديم
يظن م ش
وذو جهل ميت وهإو ما ة
على الثرى
ومن أئمة اللغويين وأعلمهم فى عصر على بن يوسإف ،أبو
الحسن على بن أحمد بن خلف النصارى النحوي ،وقد كان من
ما فى علم القراءات ،وأبو أهإل المعرفة بالداب واللغة ،متقد ص
مد بن أحمد بن عبد الله ح شم م
مد بن أحمد بن عبد الله بن ل
ح ش
م م
ل
ما متبحصرا فى النحو،
ص عال وكان اللجاش، بابن المعروف النحوى
وأبو العشباس أحمد بن عبد الجليل ابن عبد الله المعروف
بالتدميرى ت 555هإـ ،ومن تواليفه »نظم القرطين وضم أشعار
السقطين« وجمع فيه أشعار »الكامل« للمبرد و »النوادر« لبى
على البغدادي ،كما له كتاب »التوطئِّة فى العربية« وله شرح على
كتاب الفصيح لثعلب ،وله فى شرح أبيات جمل الزجاجى كتاب
سإماه »شفاء الصدور« ،وكتاب »الفوائد والفرائد« ،ومنهم أبو
العشباس أحمد بن عبد العزيز بن هإشام بن غزوان الفري ،وكان
من أهإل المعرفة بالنحو واللغة والعروض ,وله أرجوزة مزدوجة
فى قراءة نافع وثانية فى قراءة ابن كثير ،ومن تواليفه كتاب
)(1
»فوائد الفصاح عن شواهإد اليضُاح«
***
المبحث الخامسُ
علوم التاريخ والجغرافيا فى عصر المرابطين
1
)( تاريخ المغرب والندلسُ ،صا ).(400- 398
190
ظهر فى عصر المرابطين عدد كبير من أعلم الرواية
والكتابة التاريخية نذكر فى مقدمتهم :أبو زكريا بن يحيى بن
يوسإف النصارى الغرناطى المعروف بابن الصيرفى ،كان
من أعلم عصر على بن يوسإف فى البلغة والدب والتاريخ،
كتب بغرناطة عن المير تاشفين بن على بن يوسإف أيام أن
كان والصيا على ال من يد مللسُ ،وأشلف فى تاريخ ال من يد مللسُ فى العصر
المرابطى كتاصبا سإماه »النوار الجلية فى تاريخ الدولة
المرابطية« ،وكتاصبا آخر سإماه »قصص النباء وسإياسإة
الرؤسإاء« ,وهإما مؤلفان لم يصل إلينا مع السإف ،ولم يصل
إلينا من مؤلفاته الولى سإوى شذور نقلها المتأخرون مثل
ابن الخطيب خاصة روايته عن غزوة ألفونسو المحارب
لل من يد مللسُ سإنة 519هإـ1125/م ،وقد توفى ابن الصيرفى
ضُا أبو الحسن على بن بغرناطة فى سإنة 570هإـ ،وهإناك أي ص
بسام الشنترينى )ت 542هإـ( صاحب كتاب »الذخيرة فى
محاسإن أهإل الجزيرة« ,وهإذا الكتاب موسإوعة أدبية تاريخية
يتضُمن تراث القرن الخامسُ الهجرى /الحادي عشر
مد بن خلف بن الحسن بن ح ش
م م
الميلدي ،وأبو عبد الله ل
إسإماعيل الصدفي ،ويعرف بابن علقمة ,وهإو من أهإل مدينة
ماه »البيان الواضح فى الملم الفادح« بلنسية وله كتاب سإ ش
وتوفى ابن علقمة عام 509هإـ1114/م ،وأبو طالب عبد
الجبار عبد الله ابن أحمد بن أصبغ ،وله كتاب يسمى »عيون
مد بن أحمد بن ح ش
م م
المامة ونواظر السياسإة« ،وأبو عامر ل
عامر البلوى المعروف بالسالمي ،وقد أشلف كتاصبا فى التاريخ
مد
ح ش
م مسإماه »درر القلئد وغرر الفوائد« ،وأبو نصر الفتح بن ل
القيسى الشبيلي ،والمعروف بالفتح بن خاقان ،ومن
تواليفه كتاب »قلئد العقيان فى محاسإن العيان« ،وكتاب
»مطمع النفسُ ومسرح التأنسُ« ,وكتاب »رواية المحاسإن
وغاية المحاسإن« ,وأبو القاسإم خلف بن عبد الملك ويعرف
بابن بشكوال ،وكان من أعلم المؤرخين فى عصر
المرابطين ،وأشهر تواليفه كتابه المعروف »بالصلة« ،الذى
جعله تتمة لكتاب ابن الفرضى فى تاريخ علماء ال من يد مللسُ،
ضُا كتاب »الغوامض والمبهمات« فى اثنى ومن تواليفه أي ص
ءا ،وكتاب »المحاسإن والفضُائل فى معرفة العلماء عشر جز ص
ءا وقد توفى ابن بشكوال الفاضل« فى واحد وعشرين جز ص
فى رمضُان 578هإـ.
وفى مجال الجغرافية نبغ عدد من كبار جغرافى ال من يد مللسُ
والمغرب فى عصر المرابطين نذكر منهم :الشريف أبو عبد الله
191
مد الدريسي ,صاحب كتاب »نزهإة المشتاق فى اختراق ح ش
م م
ل
ش
الفاق« ،وقد ألف الدريسى لرجار الشثامنى صاحب صقلية ،ولذا
ليعرف هإذا الكتاب فى كتب الجغرافية العربية باسإم الرجاري.
ومن جغرافيى عصر المرابطين عبد الله بن إبراهإيم بن وزمر
الحجارى صاحب كتاب »المسهب فى غرائب المغرب« ،وقد اتخذ
سإا لكتابهم المعروف باسإم »المغرب فى حلى بنو سإعيد كتابه أسإا ص
المغرب«).(1
***
1
)( تاريخ المغرب والندلسُ ،صا ).(403-401
192
المبحث السادس
علوم الطب فى عصر المرابطين
تقدمت العلوم الطبية والصيدلنية فى عصر المرابطين
ما يشهد له السإماء والعلم التى تألقت فى حضُارة تقد ص
ال من يد ملسُ والمغرب ،وأشهرهإا ابن زهإر وهإو اسإم طبيب
ل
م
من تركوا بصماتهم م شأن يد مللسى من أعظم أطباء السإلم ،م
واضحة فى تاريخ الحضُارة النسانية جمعاء ،وينتسب أبو
مروان عبد الملك بن زهإر إلى أسإرة أ من يد مللسية لمعت فى
ميدان الطب والعلوم الطبيعية والكيميائية ,عميدهإا الكبر هإو
مد بن مروان بن الزهإر ح شم م
أبو مروان عبد الملك ابن الفقيه ل
اليادى الشبيلي ،وكان والده الفقيه محمد بن مروان من
جلة الفقهاء المتميزين فى علم الحديث فى إشبيلية ،وقد
رحل أبو مروان فى شبابه إلى المشرق وسإمع فى القيروان
ومصر ،وتتلمذ علىأيدى علماء المشرق فى الطب ،ورجع
إلى ال من يد مللسُ ،وأصبح من أشهر علماء الطب فيها ,وتوفى
فى إشبيلية ،وورثه فى علم الطب ابنه أبو العلء الذى تبوأ
مكانة عظيمة فى دولة المرابطين ،ومن تواليفه »الخواصا«
وكتابه »الدوية المفردة« وكتاب »اليضُاح بشواهإد
الفتضُاح« فى الرد على ابن رضوان فيما رده على حنين
بن إسإحاق فى كتاب المدخل إلى »الطب« ،وكتاب »النكت
الطبية« ،وكتاب »الطرر« ومقالة فى تركيب الدوية،
وتوفى أبو العلء فى قرطبة 525هإـ ,وحلمل إلى إشبيلية
ودفن بها ،وأمر المير على بن يوسإف بجمع كتبه ونسخها،
وتم ذلك عام 526هإـ ,وورث ابنه أبو مروان من والده
صناعة علوم الطب ،ونبغ فى هإذا المجال ،ولم يكن فى
من يماثله أو ينافسه ،وكان له حظوة لدى المراء زمانه م
المرابطين ،فقد صنف للمير أبى إسإحاق إبراهإيم بن يوسإف
بن تاشفين كتاصبا سإماه »القتصاد فى صلح الجساد« ،ومن
ضُا كتاب »التيسير فى المداواة والتدبير« وقد ألفه تواليفه أي ص
القاضى أبو الوليد بن رشد وهإذا الكتاب ليعد من أعظم
ضُا كتاب
مراجع الطب فى العصور الوسإطى ،وله أي ص
»الغذية« ،ومقالة فى علل الكلى ،ورسإالة فى علتى
البرصا والبهق ،وتوفى هإذا العالم فى عام 557هإـ فى
إشبيلية.
ومن الطباء الذين برعوا فى عصر على بن يوسإف :أبو عامر
مد بن أحمد بن عامر البلوي ،وله فى الطب كتاب سإماه
ح ش
م م
ل
193
»الشفا« ,وأبو الحسن على بن عبد الرحمن بن سإعيد السعدى
وغيرهإم.
ومما يؤكد اهإتمام دولة المرابطين بالطب وجود منصب يعرف
برئيسُ الصناعة الطبية ,وهإو منصب هإام يقابل ما نطلق عليه
اليوم اسإم وزير الصحة ،إذ كان فيما يبدو المسئِّول الول أمام
دومية والعقاقير).(1
من ال م
المير فى صناعة الطب ,وما يتعلق بها م
***
1
)( تاريخ المغرب والندلسُ ،صا ).(409-407
194
المبحث السابع
أسإباب سإقوط دولة المرابطين
ذات والشهوات عند -1ظهور روح الدعة والنغماس فى المل ش
كام المرابطين وأمرائهم فى أواخر عصر على بن ح ش ل
يوسإف ،وكان للمجتمع الن يد ملسى تأثير ل ينكر فى قادة ل م
وأمراء وحكام دولة المرابطين الذين اسإتجابوا لنزوات
قق قول الله شهواتهم وانغمسوا فى الحياة الدنيا ،فتح ش
سجقوُاً لفيْمهاَ فممحلق مع مرليْيمهاَ اًلرمقروُجل ل
ك قميرريمةل أمممررمنَاَ ج رمتيمرفيْمهاَ فميمف م تعالى ﴿:موإلمذاً أممرردمنَاَ مأن نَييرهلل م
فممدلمررمنَاَمهاَ تمردلميْلراً﴾ ]السإراء.(1) [16:
مة هإم لأ شيقول سإييد قطب رحمه الله» :والمترفون فى ك ي
طبقة الكبراء الناعمين الذين يجدون المال ،ويجدون الخدم،
ويجدون الراحة ،فينعمون بالدعة والراحة ،وبالسيادة حتى تترهإل
نفوسإهم وتأسإن ،وترتع فى الفسق والمجانة وتستهتر بالقيم
والمقدسإات والكرامات ،وتلغ فى الرض والحرمات ،وهإم إذا لم
دا ،ونشروا ب على أيديهم عاثوا فى الرض فسا ص ضُرم ل
ن يم يم ي يجدوا م
الفاحشة فى المة وأشاعوهإا ،وأرخصوا القيم العليا التى ل تعيش
م تتحلل المة وتسترخي ،وتفقد الشعوب إل بها ولها ،ومن ث م ش
حيويتها وعناصر قوتها وأسإباب بقائها فتهلك وتطوى صفحتها.«..
من انغمسُ فى الشهوات، والية تقرر سإنة الله هإذه فى إهإلك م
من القيم والخلق ولزم الفسق وأسإرف فى الملذات ،وتحلل م
والنحلل والفساد.
-2ظهور السفور والختلط بين النساء والرجال ،وبدأت دولة
المرابطين فى آخر عهد المير على بن يوسإف تفقد
طهمرهإا وصفامءهإا الذى اتصف به جيلهم الول ،مما جعل ل
الرعية المسلمة تتذمر من هإذا النحراف والفساد،
مد بن تومرت الذى أظهر نفسه ح ش م م وتستجيب لدعوة ل
للناس بالزاهإد والشناسإك والمر بالمعروف والناهإى عن
المنكر.
-3انحراف نظام الحكم عن نظام الشورى إلى الوراثى الذى
فا على منصب ولية العهد بين أولد على عا عني ص سإبب نزا ص
من المراء إلى منصب بن يوسإف ،كما تطلع مجموعة م
المير على ونازعوه فى سإلطانه مما سإبب تمزصقا داخلصيا،
ففقدت الدولة المرابطية وحدتها الولى ،وكثرت الجيوب
1
)( تاريخ المغرب والندلسُ صا ).(409-407
195
الداخلية فى كيان الدولة ،وتفجرت ثورات عنيفة فى
قرطبة ،وفى فاس وغيرهإما سإاهإمت فى إضعاف الوحدة
السياسإية وإسإقاط هإيبة الدولة المرابطية.
-4الضُيق الفكرى الذى أصاب فقهاء المرابطين وحجرهإم
على أفكار الشناس ,ومحاولة إلزامهم بفروع مذهإب المام
مالك وحده ،وعملوا على منع بقية المذاهإب السنية تعصصبا
لمذهإبهم ،وكان لفقهاء المالكية نفوذ كبير مما جعلهم
يوسإعون تعصبهم وتحجرهإم الفكري.
ويرى بعض المؤرخين أن التعصب العمى عند فقهاء
المرابطين فى زمن المير على ابن يوسإف كان السبب الول فى
سإقوط دولة المرابطين) ،(1لقد أسإهم فقهاء المالكية فى دولة
المرابطين بقسط وافر فى تذمر الرعايا ،وإضعاف شأن المارة،
لقد اسإتغل بعض الفقهاء نفوذهإم من أجل جمع المال وبناء الدور،
وامتلك الرض ،وعاشوا حياة البذخ والرفاهإية المفرطة ،وكان
ذلك سإبصبا فى إيجاد ردة فعل عنيفة عند أفراد المجتمع المرابطي،
وانبرى الشعراء فى تصوير حال الفقهاء فى تلك الفترة ،فقال أبو
مد المعروف بابن البني:
ح ش
م م
جعفر أحمد بن ل
كالذئب أدلج فى الظلم أهإل الرياء لبستم
العاتم ناموسإكم
وقسمتم الموال بابن فملكتم الدنيا بمذهإب
القاسإم مالك
)(2
العالم وركبتم شهب الدواب
بأشهب
-5ومن أهإم العوامل التى أسإقطت دولة المرابطين :فقدهإا
لكثير من قياداتها وعلمائها العظام أمثال سإير بن أبى بكر،
مد بن الحاجُّ،
ح ش
م م
مد ابن فاطمة ،و ل
ح ش
م م
مد بن مزدلي ،و ل ح ش
م م
و ل
وأبى إسإحاق بن دانية ،وأبى بكر بن واسإينو ..فمن لم
يستشهد من كبار رجال الدولة أدركه الموت الطبيعي ،ولم
يستطع ذلك الجيل أن يغرس المبادئ والقيم التى حملها
فى الجيل الذى بعده ،فاختلفت قدرات الجيل الذى بعدهإم
واسإتعداداتهم ،وهإذا درس مهم لبناء الحركات السإلمية
فى أهإمية توريث التجارب والخبرات المتنوعة والمتعددة
للجيال المتلحقة).(3
-6ومن أهإم العوامل التى أنهكت دولة المرابطين ،أنها مشرت
1
)( الزلقة بقيادة يوسإف بن تاشفين ،صا ).(98
2
)( انظر :سإقوط دولة الموحدين ,للدكتور مراجع الغناي ،صا ).(31
3
)( انظر :سإقوط دولة الموحدين ,للدكتور مراجع الغناي ،صا ).(31
196
بأزمة اقتصادية حادة ،نتيجة لنحباس المطر عدة سإنوات،
وحلول الجفاف والقحط بال من يد مللسُ والمغرب ،وزاد من حدة
منالزمة القتصادية أن أسإراب الجراد هإاجمت ما بقى م
الخضُر على وجه البلد مما هإيأ الظروف لنتشار مختلف
من السكان ،ووقعت هإذه الزمة فى الوبئِّة بين كثير م
الفترة الواقعة ما بين أعوام 524هإـ530-م).(1
-7ومن أهإم السإباب الرئيسية فى زوال دولة المرابطين -فى
دين ،ورأيت أنح م
موم ي
نظرى – صدامها المسلح مع جيوش ال ل
أفرد له مبحصثا مستقل ص) (2ويكون ذلك عند دراسإة دولة
دين إن شاء الله.ح م
موم ي
ال ل
***
1
)( المصدر السابق نفسه.
2
)( المصدر السابق نفسه.
197
** * * نتائج البحث
-1إن فى معظم قبائل العالم السإلمى رجال ص لهم عقول راجحة
وبعد نظر وتقدير للمور ،وفى أغلب الحيان يتول مشى أمر القبيلة
دا ،وأعظمهم شجاعة ،وأخلصهم أرجح الشناس عقل ص وأكثرهإم جو ص
لهإله وعشيرته ،وشخصية المير يحيى بن إبراهإيم الجدالى
من الدروس العميقة من هإذا خير دليل على ما قلت ،ولذلك م
البحث هإو أهإمية دور زعماء القبائل فى دعوة قبائلهم
وعشائرهإم ،وإيجاد الحماية اللزمة للدعاة إلى الله فى أوسإاط
القبائل ،فعلى الحركات السإلمية العامة أن توثيق علقتها مع
من المجتمع ،وتحرصا على دعوتها للسإلم هإذه الشريحة م
الربانية التى تبذل جهدهإا لتحكيم شرع الله
ش لتنصهر فى الدعوة
تعالى.
الربانى والفقيه المالكى سإييد
ش -2إن أبا عمران الفاسإى العالم
الفقهاء فى القيروان فى زمانه يعتبر هإو واضع الخطوط
العريضُة لدولة المرابطين ،وكان – رحمه الله – يميز بين
العمل العلنى فى الدعوة وفقهها وتعليم الشناس ،وبين العمل
السرى لقامة دولة سإنية ،وكان رحمه الله على اتصال بفقهاء
أهإل السنة فى مدن وقرى الشمال الفريقي ،ولذلك لما
تعرف أبو عمران الفاسإى على المير الصنهاجى يحيى بن ش
إبراهإيم ،وعلم بأحوال قومه وحاجتهم لمنهج السإلم ومن
يربيهم على ذلك ،اتصل بأخيه الشيخ وجاجُّ بن زلوا اللمطى
حا يقيم
فقيه المالكية بالسوس القصى ،وكان فقيصها صال ص
بمدينة ملكوس ،وأطلعه على المهمة التى جاء من أجلها المير
يحيى ،فاختار لهذه المهمة تلميذه الذكى الفقيه العابد اللمعى
عبد الله بن ياسإين الجزولى صاحب العلوم المتنوعة
والشخصية الجذشابة التى تجرى فى دمائها صفات الدعاة
المتعددة ،وسإار -رحمه الله -وفق خطة محكمة بصبر وحلم
وشجاعة فى قبائل الملثمين.
-3كانت مرحلة التعريف التى ش
نفذهإا المام عبد الله بن ياسإين فى
قبائل جزولة ولمتونة وغيرهإما من أصعب المراحل ،وكادت
تودى بحياته واسإتطاع أن يحارب مظاهإر الشرك والجهل فى
مجتمع صنهاجة الصحراوي ،وأن يتحمل الكثير من أجل
تعليمهم السإلم وأركان اليمان ومقامات الحسان.
-4وفى مرحلة اختيار العناصر التي تحمل الدعوة اختار المام
دا عن
عبد الله بن ياسإين رباطه على مصبي نهر السنغال بعي ص
198
نفوذ المراء وأصحاب الجاه والموال ،وشكل نخبة صفوية
ألزمها بلوائح تنظيمية ومبادئ سإلوكية ،واجتهد فى تربيتها
وشكل منها مجلسُ الشورى.
-5وفى مرحلة المغالبة بعد أن أصبحت للمام ابن ياسإين شوكة
وقوة ومنعة ,اسإتطاع أن يقضُى على قوة الشر فى قبائل
دهإا على منهج السإلم وعقيدة
يوح م
ي لمتونة وجزولة وغيرهإا ،وأن
الرحمن ودعوة اليمان.
-6كانت تربية عبد الله بن ياسإين لتباعه رفيعة المستوى غرسإت
فى نفوسإهم حب الشهادة ،والتلذسذ بمتاعب الجهاد والحرصا
على هإداية الشناس ,واختار لتباعه اسإما ص يدل على الرابطة
السامية التى ربطت هإذه الجموع التى كانت متناحرة وأصبحت
متآخية متعاونة أل وهإى »المرابطون«.
-7أصبح فقهاء المغرب القصى والحرار المتطلعون لتحكيم
شرع الله فى مدنهم يتصلون بالمرابطين ،ويطلبون منهم
ح ش
كام زناتة ،وبالفعل مساعدتهم لزالة الظسلم الواقع عليهم من ل
لبى المرابطون هإذا النداء ,وتحركت جيوشهم القوية لزالة
المظالم ونشر العدل ،والقضُاء على دولة برغواطة الملحدة،
وعلى بقايا الروافض ،وأصبحت جبهاتهم متعددة نحو السنغال
والنيجر ونحو فاس ومكناسإة وطنجة ،وحققوا انتصارات رفيعة
من الزنوجُّ والوثنيين فى السإلم.
ودخلت أمم م
اسإتمر المام ابن ياسإين يقود معارك التوحيد للمغرب القصى
ش -8
من أجل إقامة دولة سإنية ،واسإتشهد فى تلك المعارك بعد أن
ترك خلفه رجال ص آمنوا بسمو دعوتهم وقدسإية فكرتهم وروعة
أهإدافهم.
-9توشلى قيادة المرابطين بعده المام أبو بكر بن عمر الذى تميز
بزهإده وعبادته وبساطته وحبه للجهاد والسإتشهاد ،وكان إذا
من المرابطين ،فوضع ركب للجهاد ركب معه 500ألف مقاتل م
هإذا القائد الخطوة الولى لدولة المرابطين ,وأناب ابن عمه
وتحرك بجيش عظيم نحو ش يوسإف ابن تاشفين على المغرب،
الصحارى القاحلة لنشر السإلم فى النيجر والسنغال ومالي،
ما ,ودخلت أمم وشعوب وقبائل ل يحصيها إل وأبلى بلصء عظي ص
خالقها فى دين الفطرة ودعوة السإلم الخالدة ،ولما رجع إلى
ابن عمه المير يوسإف بن تاشفين فى المغرب وجده قد حقق
ووحد البلد ,وقضُى على الفساد ،وأزال
ش فتوحات عظيمة،
الظلم ونشر العدل ،فتنازل عن المارة لبن عمه يوسإف بعد
ودعه ,ودخل أن أوصاه بتقوى الله وذكشره قدومه على الله ،ثم ش
199
فى الصحراء الكبرى بجيشه الداعى إلى رضوان الله وصراطه
المستقيم وأكرمه الله بالشهادة فى قلب الصحراء الكبرى.
توشلى أمير المرابطين المير يوسإف بن تاشفين؛ فنظم -10
المدن ,وأرسإى نظم الحكم ,وخطشط للدولة المرابطية،
فشرع فى إنشاء دواوينها ومجالسها وإداراتها وجيوشها,
ووضع المراء والفقهاء والقضُاة على المدن والقرى ،وأشرف
على تنفيذ أحكام الله ،وأثبتت اليام والحروب والمحن التى
من الطراز الول, مرش بها على أنه قائد عسكرى وسإياسإى م
وأحبه المرابطون والتفوا حوله وتطايرت الركبان فى نشر
سإيرته وعدله وأحبه المسلمون.
أصاب المسلمين فى ال من يد مللسُ أضرار جسيمة بسبب -11
خنوع ملوك الطوائف للنصارى وضعفهم فى الحكم ،مما
عرض ممالك ال من يد مللسُ لطماع النصارى الحاقدين الذين
جاسإوا خلل الديار فى ال من يد مللسُ يقتلون ويذبحون ويسبون,
وأصبحت ممالك ال من يد مللسُ السإلمية تتساقط فى أيديهم مدينة
بعد مدينة ،وقرية إثر قرية ،وحصنصا خلف حصن ،وركب
فاضطر ملوك الطوائف أن يطلبوا ش المسلمين فزع عظيم
من المير الربانى والقائد الميدانى يوسإف بن الغوث والنصر م
ل م ش
حكام الن يد ملسُ فى اسإتدعاء يوسإف تاشفين ،وكان قرار ل
وتبناه الملك المعتمد ابن عباد بكل ما يملك من حجة ما شحكي ص
وقوة ،ولما قالوا للمعتمد سإيضُم المير يوسإف إليه ال من يد مللسُ،
فقال قولته المشهورة التى أصبحت مثل ص رائصعا على ي
مر
العصور وكري الدهإور تتعلم منه الجيال الوفاء لدينها والولء
لعقيدتها حيث قال» :رعى البل ول رعى الخنازير« ،وقال
المعتمد لبنه :إن اسإتدعاء المير يوسإف أمر يرضى الله
دا سإبصبا فى ضياع ديار المسلمين.
تعالى ،ولن أكون أب ص
اسإتجاب المير يوسإف لدعوة إخوانه فى العقيدة, -12
وعرض المر على أهإل مشورته؛ وتحصل على موافقة
العلماء والفقهاء ورجال الدولة المرابطية ،وحرك كتائب
المرابطين بفرسإانها الشجعان وجنودهإا البطال وعبر
ل م
المضُيق ،وقاد المير يوسإف كتائب المسلمين فى الن يد ملسُ،
ووضع مع أركان جيشه خطة محكمة للقضُاء على جيش
ألفونسو النصراني ،وسإطر المرابطون فى تاريخ أمتنا ملحم
العقيدة والفداء فى معركة اليزلمقة ،وانتصر المسلمون
وانهزم النصارى وحفظ الله السإلم فى ال من يد مللسُ لقرون بعد
تلك المعركة التاريخية ،وبعد هإذا النصر الرائع والنفيسُ الذى
200
حققه المرابطون ورفعوا به راية السإلم فى سإماء ال من يد مللسُ
رجع المير يوسإف إلى المغرب ,وترك الغنائم لملوك
ال من يد مللسُ الذين اختلفوا بعد ذلك وكادوا أن يضُيعوا السإلم من
من المير يوسإف جديد فى تلك الديار ،فطلب فقهاء ال من يد مللسُ م
وشجعه علماء وفقهاء ش ضم ال من يد مللسُ لحكم المرابطين،
المغرب وتحصل على فتاوى من علماء المشرق من أمثال
أبى بكر الطرطوشى فى مصر ،وأبى حامد الغزالى فى
العراق.
اسإتطاع يوسإف بن تاشفين أن يفتح مدن ال من يد مللسُ ،وأن -13
يضُم الممالك إلى دولة المرابطين ،وأسإر بعض ملوك
ال من يد مللسُ الذين ثبت تعاونهم مع النصارى ,ووضعهم فى
المغرب إلى أن توفاهإم الله ،وبذلك قضُى على مهزلة ملوك
الطوائف.
لطخوا دولة المرابطين, حاول المستشرقون أن لي ي -14
أنهم اصطدموا بحقائق التاريخ صا المير يوسإف إل م ص وخصو
دلت على عظمة المير يوسإف ودولته الناصعة التى ش
يشوه دولة ي الميمونة ,وحاول المستشرق رينهارت دوزى أن
المرابطين ويصفها بالبربرية والتخلف ،ويصف السلطان على
بن يوسإف بالرجل التافه ،ويمدح ملوك الطوائف فى ال من يد مللسُ
الذين تحالفوا مع النصارى للقضُاء على السإلم والمسلمين،
نم حملة مسعورة على جهاد المرابطين الذين حقشقوا وش ي
وحدة صفوف المسلمين ،وهإزموا أعداءهإم النصارى ،وخلصوا
المسلمين من هإؤلء الملوك الضُعفاء ،لقد شتم دوزى
المستشرق المير يوسإف ,ووصفه هإو وابنه بأنشهم تافهون،
وأنا ل أسإتغرب من دوزى المستشرق أن يفقد توازنه ,ويخرجُّ
دا
عن نهج المؤرخين النزيه ،لقد كان المستشرق دوزى ملح ص
قا عدصوا للسإلم والمسلمين ،كيف تريده أن يتحمل زندي ص
شعارات المرابطين الدالة على سإمو عقيدتهم وطهارة
منهجهم ،وكأنى بالمستشرق دوزى وهإو يقلب الدينار
مد رسإول ح ش
م م
المرابطى والمكتوب على وجهيه »ل إله إل الله ل
غيْيمر اًللرسلملم لديلناَ فميلمرنَ يجيرقبممل لمرنهج موجهموُ لفىِ اًلملخمرةل لمنَ اًلمخاَسلريمنَ﴾,
ل
الله« ﴿موممنَ يميربتملغ مر
وقد اشتاط غضُصبا وفقد عقله وغرق فى كفره ,فأباح لنفسه
الكذب والفتراء والزور ليهدئ من روعه وانفعاله ،كيف يكون
تافصها من يوحد المغرب القصى ويضُم إليه ال من يد مللسُ ويقضُى
على ملوك الطوائف؟ لقد وصف المؤرخون المنصفون المير
طا للنفسُ ماضى العزيمة عالى ما ضاب ص يوسإف بأنه كان حاز ص
أما دولة الهمة ،تحركه عقيدته السإلمية وشريعته الربانية ،ش
201
أنها دولة حضُارة وعلم وثقافة، المرابطين فقد أثبت التاريخ ش
أما ما قام به أعداؤهإا فى وصفها بالتخلف الحضُارى ش
منة م رعا ،الدلة تسعفه ل باطل قول فهو المذهإبى والتعصب
دين وال من يد مللسيينح م
موم ي
من ال لالحقائق ،وما كان دافع خصومهم م
الذين حملوا عليهم حملة ظالمة إل من باب التعصب الدينى
أو المذهإبي ،أو كراهإية سإياسإية أو قومية حاولوا النيل من
دولة المرابطين السنية ،وتابع أولئِّك القوام الذين مضُوا
حدثين أمثال المتعالم الحاقد الهولندى م م
بعض المستشرقين ال ل
من المعاصرين أمثال م نفر ذلك على راينهارت دوزى ,وتابعه
ارشيبالد لويسُ فى كتابه »القوى البحرية والتجارية فى
حوض البحر المتوسإط«.
ليعتبر ضم ال من يد مللسُ إلى دولة المرابطين من أعظم -15
أعمال المير يوسإف بن تاشفين الجهادية.
كانت نظرة دولة المرابطين إلى الخلفة السإلمية -16
العباسإية فى بغداد صائبة صحيحة ,لكونها منبثقة من منهج
أهإل السنة والجماعة ,ولذلك بايعوا الخليفة العشباسإي ,ورفعوا
أعلمه وشعاره ،ودعوا له على منابرهإم.
كانت علقة الدولة المرابطية بالخلفة العبيدية فى مصر -17
عدائية لختلف العقائد والمناهإج والمذاهإب ،ولذلك حرصا
المرابطون على اقتلع بقايا الرفض والتشيع من دولتهم.
كانت علقة دولة المرابطين بالدولة الزيرية الصنهاجية -18
ذات أبعاد اسإتراتيجية تعاونية ،بسبب وحدة المنهج والمعتقد
والمذهإب والقرابة التى بين زعماء الدولتين ،ولذلك نجد
قا فى البحر المتوسإط للغارة على أسإاطيل النصارى، تنسي ص
ما اقتصادصيا فى دولة تميم بن المعز الزيرى لدولة
ونجد دع ص
المرابطين عندما خاضوا جهادهإم المقدس ضد النصارى.
أما علقة بنى حمشاد بالمرابطين فهى محفوفة بالتخوف -19
عا توسإسعية
حماد أطما ص
ش من الطرفين ،حيث نجد أن لبنى م
تستهدف أطراصفا من دولة المرابطين ,كما نجد أن المعارضين
ال من يد مللسيين للمرابطين اسإتقرسوا فى حماية بنى حمشاد ،إل أن
تميزت بالحكمة وبعد حماد ش
ش سإياسإة المير يوسإف مع بنى
النظر ,والبتعاد عن الصدام ,مراعصيا فى ذلك أموصرا عديدة:
منها قرابتهم ,واتحادهإم فى المنهج والمعتقد والمذهإب.
كانت علقة المرابطين مع ملوك النصارى عدائية ,أما -20
ذمة فكانت محكومة بحكم الشريعة فيهم ،فقامت مع أهإل ال ي
202
على العدل والنصاف.
كانت ال من يد مللسُ مليئِّة بالشعراء والدباء والفقهاء ,إل إن -21
الولء والبراء ضاع مفهومه عند كثير من ملوكهم.
اسإتطاع ال من يد مللسيون أن ليثروا دولة المرابطين بالشعراء -22
والدباء ،وأن يؤيثروا فى كثير من جوانبها المعمارية والفنية
والثقافية.
الحضُارة السإلمية فى زمن دولة المرابطين امتزجت -23
بالعناصر الفريقية والعربية وال من يد مللسية ,مما جعلها متميزة
فى كثير من جوانبها الحضُارية.
كان فى زمن المرابطين علماء وفقهاء ل زال أثرهإم فى -24
المة سإارصيا إلى يومنا هإذا ,من أمثال الفقيه القاضى أبو بكر
دثح يم م
بن العربي ،والوليد بن رشد ،والقاضى عياض ،وال ل
الفقيه أبو على الصدفي ،وغيرهإم كثير.
كان النظام العسكرى والقضُائى والدارى والمالى -25
ص
مواكصبا لعصره ,منضُبطا بأحكام السإلم فى دولة المرابطين.
اسإتطاع أسإطول المرابطين أن يحقق المن والمان -26
لمسلمى الشمال الفريقي ،وأن ليكبيد النصارى فى جنوب
البحر المتوسإط خسائر هإائلة.
إن اهإتمام المير على بن يوسإف بالزهإد والعبادة -27
كلف
وتسليمه لمور الملك فى آخر أيامه للمراء خطأ عظيم ش
دولة المرابطين متاعب عظيمة ،ومن أعظم الخطاء التى
وقع فيها المير على عدم أخذه بنصيحة وزيره الفقيه مالك
مدح ش
م م
بن وهإيب الشبيلى الذى أشار على المير على بقتل ل
دين ،وقال للمير» :هإذا رجل ح م
موم ي
بن تومرت الكذشاب زعيم ال ل
مفسد ل تؤمن غائلته ،ول يسمع كلمه أحد إل مال إليه ،وإن
وقع فى بلد المصامدة ثار علينا منه شر كبير«.
إل أن المير على بن يوسإف رفض قتله ،فلما يئِّسُ مما أراد
من قتل ابن تومرت ،أشار عليه بسجنه حتى يموت ،فقال
أمير المسلمين :نسجنه ,ولم يتعين لنا عليه حق؟ وهإل
من البلد,السجن إل أخو القتل ،ولكن نأمره يخرجُّ عنا م
وليتوجه
)(1
حيث شاء« .
1
)( موسإوعة المغرب العربي) ,جُّ .(189-2/188
203
إن من أعظم أسإباب سإقوط الدول الذنوب والمعاصي, -28
وارتكاب الكبائر والمظالم.
فى زمن أمير المسلمين يوسإف بن تاشفين كانت -29
أبيمن وأهإم ما ظهرومن ي
مقومات النصر متجسدة فى دولته ،م ي
لى فى هإذا البحث من مقومات النصر من أهإمها ،أول:ص
العداد قبل المعركة ،ثانصيا :معرفة قوة العدو وإمكاناته،
والتوجيه المعنوي ،والتعمية على العدو ،والتحام القيادة مع
الشعب ،ومتانة العقيدة ووضوحها ،القيادة المثلى ،عدم
هإدين
جا مم م
القتال لدنيا ،الحكمة فى اتخاذ القرارات ،صفات ال ل
مهدت لهم طريق النصر.
الخلقية والروحية ،مما ش
تمر به الدول والحركات عدم قدرتها علىس من أخطر ما -30
توريث أفكارهإا ومناهإجها وعقيدتها للجيل الذى بعدهإا.
إن السإتهانة بالخصوم تؤديى إلى انهزام المستهزئ -31
وانتصار المستهزأ به.
كان لنفوذ المرابطين فى بلد ال من يد مللسُ أثر واضح -32
المعالم فى الحروب الصليبية فى الشام ،إذ أن دخولهم
ال من يد مللسُ منع الممالك الصليبية التى كانت تتجه إلى بلد
الشام ،بل إن ظهورهإم فى تلك المرحلة التاريخية فى
المغرب وال من يد مللسُ قد حال دون اشتراك القوى الوروبية بكل
ثقلها فى الحروب الصليبية فى الشرق ،وبذلك قدم
المرابطون خدمات عظيمة وجليلة للشرق السإلمي).(1
دا
مقص ص كانت حضُارة المرابطين فى ال من يد مللسُ والمغرب -33
ل م
من الوروبيين الذين توالوا وتوافدوا على الأن يد ملسُ لبناء العلم م
لتلقى العلوم والصناعات ،بل إن بعض ملوكهم أرسإل بعثات
لدراسإة نظام الدولة والحكم وآداب السلوك ،وكل ما يؤدى
إلى سإير المور فى الدولة ,والسير بها فى مضُمار الحضُارة
والتقدم.
تركت دولة المرابطين التى لم يصل عمرهإا الزمنى إلى -34
مائة عام ,وهإى فترة قصيرة فى عمر الدول ,آثاصرا واضحة
جلية فى جميع المجالت ,بل إن تلك المآثر الحضُارية تعدشت
من العالم السإلمي. حدود دولة المرابطين إلى أرجاء أخرى م
دين وانقضُاضها بعنف على دولة ح م
موم ي
إن ظهور دولة ال ل -35
تسبب فى ضعف النواحى الحضُارية والثقافية ش المرابطين
1
)( المصدر السابق نفسه.
204
ما ،وفتحت مجال ص والسياسإية والعسكرية عند المغاربة عمو ص
ل م
لملوك النصارى للقضُاء على السإلم فى الن يد ملسُ فيما بعد.
إن للفراد آجال ص محدودة ،وكذلك لكل دولة أجل محدود, -36
فإذا جاء أجلها ل تستأخر ول تستقدم.
سإنة الله جارية فى إعزاز من يشاء وإذلل من يشاء، -37
من يشاء وإعطائه لمن يشاء.م ش
ونزع الملك م
***
205
الفهرس
الموضوع
الصفحة
الهإداء 3.................................................................
المقدمة 5................................................................
الفصل الول
بناء دولة المرابطين
المبحث الول :الجذور التاريخيية للمرابطين9.....................
المبحث الثاني :المير يحيى بن إبراهإيم )الزعيم السياسإي( 15.
المبحث الثالث :أبو عمران الفاسإي )مهندس الخطوط العريضُة لدولة
المرابطين( 18.............................................................
عيم الدينى لدولة المرابطين عبد الله بن المبحث الرابع :الشز م
ياسإين 21...................................................................
المبحث الخامسُ :المراحل التى مر بها ابن ياسإين لبناء الدولة
36
المبحث السادس :مرحلة الشتمكين والتوسإع والقائد الرباني يوسإف
بن تاشفين 59.............................................................
الفصل الثاني
المرابطون ودفاعاتهم عن مسلمى ال من يد مللسُ
تمهيد 66................................................................. :
المبحث الول :الصراع بين ط لل مي يط مملة وقليرط لمبة 68....................
سملمين فى ال من يد مللسُ وقوة م ي المبحث الثاني :أسإباب ضعف ال ل
النصارى 72................................................................
المبحث الثالث :العالم فى زمن ظهور دولة المرابطين80.......
مع المرابطين جت م م
م ي
ر الحكم بما أنزل الله على ل المبحث الرابع :أثم ل
100
المبحث الخامسُ :ال من يد مللسُ بعد الزلقة108...........................
الموضوع
206
الصفحة
المبحث السادس :فتاوى فى جواز ضم ال من يد مللسُ بالقوة والقضُاء على
ملوك الطوائف 112...............................................................
المبحث السابع :العبور الثالث للمير يوسإف بن تاشفين للندلسُ
117..........................................................................
المبحث الثامن :الجواز الرابع للمير يوسإف في الندلسُ123.....
المبحث التاسإع :آثار البتعاد عن تحكيم شرع الله على ملوك
الطوائف 125...............................................................
الفصل الثالث
داخلشية والخامرجشية فى دولة المرابطين السياسإة ال ش
المبحث الول :حقوق الرعية فى دولة المرابطين128.............
المبحث الثاني :موقف الرعية فى دولة المرابطين133............
المبحث الثالث :موقف المرابطين من الخلفة العباسإية137......
المبحث الرابع :علقة المير يوسإف مع بنى حماد144..............
المبحث الخامسُ :علقة المرابطين مع ملوك الطوائف145......
المبحث السادس :علقة المرابطين مع السإبان النصارى147....
الفصل الرابع
سإياسإة المرابطين فى دولتهم المجيدة
الول :نظم الحكم والدارة في دولة المرابطين149..... المبحث
الثاني :النظام القضُائي في دولة المرابطين160......... المبحث
الثالث :النظم العسكرية165................................. المبحث
الرابع :النظام المالي في عصر المرابطين182........... المبحث
الفصل الخامسُ
أهإم أعمال دولة المرابطين الحضُارية
المبحث الول :الثار المعمارية فى المغرب وال من يد مللسُ183........
مشية فى دولة المرابطين186. . المبحث الثاني :الحياة الدبية والمعل م
الموضوع
الصفحة
المبحث الثالث :من مشاهإير علماء دولة المرابطين191...........
المبحث الرابع :علوم اللغة فى زمن المرابطين205................
المبحث الخامسُ :علوم الشتامريخ والجغرافيا في عصر المرابطين
206
207
المبحث السادس :علوم الطب فى عصر المرابطين208..........
المبحث السابع :أسإباب سإقوط دولة المرابطين210...............
نتائج اًلبحث 213..............................................................
الفهرس 221................................................................
***
208