You are on page 1of 52

‫هيا بنا نؤمن ساعة‬

‫مجدي الهاللي‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫المقدمة‬
‫مباركاا يها ‪ِ ،‬ماء الماماتاو تاضرو تماا هيا ماا‪ ،‬ت ِماء ماا ءاا ر ااا ما ءا‬
‫ً‬ ‫طيبا‬
‫كثير ً‬
‫حمدا ًا‬
‫الحمد هلل ً‬
‫بعد‪ ،‬تالصالة تالمالم على المبعوث رحمة للعالمي ‪ ،‬سيدنا محمد تعلى آل تصحب تم تبع هداه تسار على‬
‫ن ج إلى يوم الدي ‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فعااادما تااولى أهااو بداار الصاادي – رض ا ع عا ا ‪ -‬الخالفااة مااام هنعيااي عماار ه ا الخ ااا ماضا ًاها علااى‬
‫المديااة‪ ،‬فمدااع عماار ساااة لا نانح جلمااة‪ ،‬تلا خنصا إلها ا اااا ‪ ،‬ف لاام ما أها بداار إع ااا ه ما ال ااا ‪،‬‬
‫أم مش ة ال ا ت لم اإلع ا ا عمر؟‬ ‫ف ال ل أهو بدر‪ِ :‬‬
‫ما ل ما حا فلا‬ ‫ف ال عمر‪ :‬ال ا خله ة رسول ع‪ ،‬تلك ال حاجة ل عاد موم مؤماي ‪ ،‬عرف كء ما‬
‫صر ف أدائ ‪ ..‬أحم كاء ماا ضخها ماا حام لا ما ‪ ..‬إذا غاا‬ ‫لم أكثر ما ‪ ،‬تما عله م تاجم فل ِ‬
‫ُ‬
‫أحده ت دته‪ ،‬تإذا مرو عادته‪ ،‬تإذا افن ر أعانوه‪ ،‬تإذا احناج سااعدته‪ ،‬تإذا أصايم تاساوه‪ ..‬دياا الاصاهحة‪،‬‬
‫ع الماكر‪ ،‬ففه خنصمو ؟ ففه خنصمو ؟!‬ ‫اضمر بالمعرتف تالا‬ ‫تخل‬
‫مانمر فا هاما المداا بعاد أ‬ ‫اامال هاال عماء‪ ،‬فلا شاأ أ‬
‫ا عاما ك ً‬ ‫ف ال‬ ‫ل د مدع عمر ه الخ ا‬
‫فم اام‬ ‫تأك ااد بأنا ا ل ااهع لل اضا ا عم ااء حمه ا ا ه ااي أه ااء المديا ااة اضخه ااار ال اامي تمدا ا اإل م ااا فا ا مل ااو‬
‫ا َّ لا عاد‬ ‫فأنااهوا إلي اا‪ ،‬تصالرو الادنها عااده فلا يناافماوا علي اا‪ ،‬ت ِما‬ ‫ظ ءأ اآلخارة لادي‬
‫اهنمامات ‪ ،‬تع ُ‬
‫إلى ال اض ‪.‬‬ ‫فمرعا ما يئو إلى الح دت الحاجة للمها‬ ‫هااك مجال للخصومة هيا ‪ ،‬تإ حد‬
‫صااع المعجا او تال‬ ‫إ همه الوامعة تعدع إلى حد كبيار أ ار اإل ماا عاادما يانمد ما ال لاو ‪ ،‬فاإل ماا‬
‫ريم‪.‬‬
‫إلياااا كنام الناااري مظااهر كثيارة ض ار اإل مااا علاى جيااء الصاحابة رضاوا ع علاي ‪ ،‬تالاامي‬ ‫تل اد ن لا‬
‫‪ ..‬مايئو الجاوار‪ ،‬تيعبادت اضحجاار‪ ،‬تينكاالبو‬ ‫ال ايه‬ ‫موما ضالي ‪ ،‬أكء ال وي في‬ ‫كانوا مبء إسالم‬
‫ائء‪.‬‬ ‫اإل ما ما فعء حنى أصبحوا م ر المثء ف كء اإل جاههاو تال‬ ‫على الش واو‪ ،‬ف عء ه‬
‫ما أ ارة تأنانهاة‬ ‫تنح إذ نيهش ف عصر تعلو يه ار او الماد ة‪ ،‬تتللم آ ارها هوضوح على تامع الااا‬
‫تتاافع على الدنها‪..‬؛ حرِي هاا أ نعمء باسنمرار على زيادة اإل ما ف ملو ااا تملاو ما حولااا حناى ينليار‬
‫العرف العام لألمة‪ ،‬تتظ ر في ا المظاهر اإل جاههة كما ظ رو ف الجيء اضتل‪.‬‬
‫ُ‬
‫تم أه الوسائء الن تعيااا ‪-‬بإذ ع‪ -‬على تح ي ذلك‪ :‬استشعار الحاجةة الماسةة لادةااإل ا مةان فةي‬
‫القلوب‪.‬‬
‫الرغبة‪ ،‬تاءندو الع يمة نحو تحمه ‪.‬‬ ‫فكلما اسنثيرو مشاعر االحنهاج تجاه زيادة اإل ما ؛ كلما موي‬
‫مةةار ا مةةان‬ ‫ولكةي سسةةت ار مشةةاعرنا سجةةاأل رةةلا ا مةةر عل نةةا ن نعةوا لسة رإل الج ةةث ا وا فنتعةةر علة‬
‫وآ ارأل عل هم‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وعل نا كللك التعر عل مراحث االرسقةا والادةااإل ا مانيةة وآ اررةا المختلفةة‪ ،‬والتةي سظهةر بوضةو فةي‬
‫عالقة المر بربه وبالناس‪ ،‬وسظهر كللك في كيفية سعامله مع حداث الحياإل وسقلباسها المختلفة‪ ،‬ليكون رةلا‬
‫التعر بم ابة المرآإل التي سكشف مستواأل ا ماني الحقيقي مام نفسه‪ ،‬تساعن ا ينأكد – كما تأكدو – بأنا‬
‫جنازه فا رحلنا اإل مانهاة‪ ،‬يهداو ذلاك مادعاة لنشاميره‬ ‫كبير عله أ‬ ‫ال ي ال يا ص الكثير‪ ،‬تأ أمام ءوطا ًا‬
‫تسيه الحثيع لندارك ما فات مبء أ أته الموو فاال يا عا حيائام الاادم‪ ،‬تال الرغباة فا الصاالح حنَّاى ِإذا‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫جاا أحاد ُه ُ اَلما َاو ُو ماال ر َارج ُعااو * لعلا أ َعما ُاء صاال ًحا يهمااا ترَكا ُ كاال إَّن اا كلمااة ُهاو مائُل ااا تما َ ترائ ا َ‬
‫ه َرزخ ِإلى ي َو ِم ُي َبعثُو ﴾ [المؤماو ‪.]100 ،99 :‬‬
‫ااا أَي ااا َّال ا ِمي آم ُا اوا‬ ‫نمااأل ع ع ا تجااء أ يااوم ملو اااا تيحيي ااا باإل مااا ‪ ،‬إن ا تل ا ذلااك تال ااادر عله ا‬
‫هد َ ﴾ [اضن ال‪.]24 :‬‬ ‫اك َ لِما ُ َحِي ُ‬ ‫اسن ِجيبوا َِّّلِلِ تلِ َّلرس ِ‬
‫ول ِإذا دع ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬

‫‪3‬‬
‫الفصث ا وا‬
‫من مار ا مان‬
‫في ج ث الصحابة‬

‫‪4‬‬
‫من مار ا مان في ج ث الصحابة‬
‫المااما ِ‬
‫تف َرُع ااا ِف ا َّ‬ ‫ص اُل ا اِه ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ًلُ مااث ًال كلم ا ًة طيب ا ًة كشااجرة طيب اة أ َ‬
‫ضاار َّ‬
‫ااول تعااالى‪ :‬أل ا َ تاار ك َه ا‬
‫ُكل ا ُك َّء ِحي ِبِإ َذ ِ‬
‫رِ ا ﴾ [إهراهه ‪.]25-24:‬‬ ‫(‪ )24‬تُ َؤِت أ ُ‬
‫مار انعة‬
‫أحماا غرس ا ف ال لم فإن ا تُثمر ‪ -‬بإذ ع – ًا‬ ‫َّ‬ ‫فاإل ما كالشجرة ال يبة المباركة الن إذا ما‬
‫تطيبااة ف ا كااء االتجاهاااو تاضتماااو‪ ،‬تاضمثلااة العملهااة الن ا تؤكااد ه امه الحمه ااة م ا الكث ارة بمدااا ‪ ،‬تسااامكر –‬
‫بعو ع تف ال – فا الصا حاو ال ادماة بعاك تلاك الثماار‪ ،‬ماع م ج اا هامااذج ت بهمهاة ما حهااة الصاحابة‬
‫رضوا ع علي ‪.‬‬
‫لماذا الحديث عن ج ث الصحابة؟‬
‫محمد‬ ‫‪ ..‬أخرج أهو ُنيه ع عبد ع ه عمر مال‪ :‬م كا ُم ًّ‬
‫مناا فلهمن بم مد ماو‪ ،‬أتلئك أصحا‬
‫أهرها ملو ا‪ ،‬تأعم ا علما‪ ،‬تأمل ا َ‬
‫تكلً ا‪ ..‬موم اخناره ع لصاحبة‬ ‫صلى ع عله تسل ‪ ،‬كانوا خير همه اضمة‪َّ ،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نبه صلى ع عله تسل ‪ ،‬تنَ اء دياا ‪ ،‬فنش َّاب وا باأخالم تطارائ ‪ ،‬ف ا أصاحا محماد صالى ع علها تسال‬
‫كانوا على ال دى الممنمه وع ر الكيبة(‪.)1‬‬
‫«حهاة الصحابة»‪:‬‬ ‫تي ول أهو الحم الادتي ف م دمن لكنا‬
‫م أموى مصادر ال وة اإل مانهة تالعاط ة الدياهاة‪ ،‬النا ال تا ال‬ ‫إ الميرة الابوية تسير الصحابة تتاريخ‬
‫ماارط ان ا هااا تخمودهااا فا م اام‬ ‫هاامه اضمااة ت ناابع ما ااا ءااعلة اإل مااا ‪ ،‬تتشاانعء ه ااا مجااامر ال لااو ‪ ،‬النا‬
‫جثااة هامادة‬ ‫الرياااح تالعواصاام الماد ااة‪ ،‬تالنا إذا ان ااأو ف اادو هاامه اضمااة موت ااا تمي ت ااا تتأ يرهااا‪ ،‬تأصاابح‬
‫تحمل ا الحهاة على أكناف ا‪.‬‬
‫فا ياد الرساول صالى‬ ‫دعوة اإلسالم فآماوا ه ا تصدمن ا ملاو ‪ ..‬تضاعوا أيادي‬ ‫إن ا تاري رجال جا ت‬
‫تعشاايرت ‪ ،‬تاساان اهوا الما ارراو تالمداااره فا ساابيء الاادعوة إلااى‬ ‫تأماوال‬ ‫ن وسا‬ ‫علااي‬ ‫ع علها تساال ‪ ،‬تهانا‬
‫عجائم اإل ما بالليم‪ ،‬تالحم‬ ‫تع ول ‪ ،‬تصدرو عا‬ ‫ع‪ ،‬تأف ى يا ا إلى ملو ‪ ،‬تسه ر على ن وس‬
‫هلل تالرسااول‪ ،‬تالرحمااة علااى المااؤماي تالشاادة علااى الكااافري ‪ ،‬تإيثااار اآلخ ارة علااى الاادنها‪ ،‬تالحاارع علااى دعااوة‬
‫الاااا ‪ ،‬تإخ اراج خلا ع م ا ابااادة اليباااد إلااى ابااادة ع تحااده‪ ،‬تم ا جااور اضد ااا إلااى عاادل اإلسااالم‪ ،‬تم ا‬
‫تعلاو‬
‫تح ام ا‪ ،‬تالشاو إلاى ل اا ع‪ ،‬تالحااي إلاى الجااة‪ُ ،‬‬ ‫ضي الدنها إلى سعن ا‪ ،‬تاالسن انة ه خارف الدنها ُ‬
‫ال م ااة‪ ،‬تُع ااد الاظ اار فا ا نش اار ِرف ااد اإلس ااالم تخي ارتا ا فا ا الع ااال ‪ ،‬تاننش اااره ضج ااء ذل ااك فا ا مش ااار اضرو‬
‫تملار اا‪ ،‬تنماوا فا ذلاك ل َّامت ‪ ،‬تهجارتا ارحاات ‪ ،‬تغااادرتا أتطاان ‪ ،‬ت املوا ُم ج ا تحار أماوال حناى أمبلا‬
‫تهبا ا ري ااح اإل م ااا موي ااة عاصا ا ة‪ ،‬طيب ااة مبارك ااة‪ ،‬تماما ا دتل ااة النوحي ااد تاإل م ااا تاليب ااادة‬
‫ال ل ااو إل ااى ع‪َّ ،‬‬
‫اجا(‪.)2‬‬
‫ف دي ع أفو ً‬ ‫تالن وى‪ ،‬تاننشرو ال دا ة ف العال ‪ ،‬تدخء الاا‬

‫العر – هيرتو‪.‬‬ ‫( ‪ ) 1‬حلهة اضتلها ضه ُنيه اضصب ان ( ‪ ،) 305/1‬دار الكنا‬


‫(‪ )2‬حهاة الصحابة للكاندهلوي ( ‪ )15/1‬هنصرف مير‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ال مار العشر ‪:‬‬
‫ا ساسي من التحدث عن مار ا مان ومدى ظهوررا فةي ج ةث الصةحابة رضةوان هللا علة هم‬ ‫إن الهد‬
‫رو است ارإل مشاعر االحتياج نحو التربية ا مانية‪ ،‬وسقودة العادمة لسلوك طردقها بإذن هللا‪..‬‬
‫ولقد سم اختيار عشر مار ل تم الحديث عنها – بعون هللا – ري بإجماا ‪:‬‬
‫الممارعة ل عء الخير‪.‬‬
‫المبادرة ت ُ‬
‫أتًال‪ُ :‬‬
‫انها‪ :‬ت وية الوازط الداخل ‪.‬‬
‫ً‬
‫الثًا‪ :‬ال هد ف الدنها‪.‬‬
‫ابعا‪ :‬النأييد اإلل ‪.‬‬
‫رً‬
‫خامما‪ :‬إ اظ ال وى الخفهة‪.‬‬
‫ً‬
‫سادسا‪ :‬الرغبة ف ع‪.‬‬
‫ً‬
‫سابعا‪ :‬اخن ا الظواهر الملبهة تملة المشدالو هي اضفراد‪.‬‬
‫ً‬
‫اماا‪ :‬النأ ير اإل جاه ف الاا ‪.‬‬
‫ً‬
‫تاسعا‪ :‬اتخاذ ال ارراو الصيبة‪.‬‬
‫ً‬
‫عاءر‪ :‬الشعور بالمدياة تال مأنياة‪.‬‬ ‫ًا‬
‫تالجاادير بال اامكر أ ه اامه الثم ااار العش اار مااا ها ا إال م ااوف م اايرة ما ا ءااجرة اإل م ااا المبارك ااة‪ ،‬تل ااد تا ا‬
‫اخنهارهااا كبامااة مناوعااة‪ ،‬فما ااا مااا ينعلا بعالمااة المااؤم هر ا ‪ ،‬تما ااا مااا ياااعدع علااى عالمنا هاادنهاه تآخرت ا ‪،‬‬
‫تما ا ما ظ ر آ اره على تعامالت مع اآلخري ‪.‬‬
‫تإلهك ‪ -‬أخ ال ارئ – بع ً ا م الن اصيء حول همه الثمار العشر‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وًال‪ :‬المباارإل والمسارعة لفعث الخ ر‬
‫مبةاار ومسةار ًعا لفعةث الخ ةر‪ ،‬يتحةرك فةي الحيةاإل وكأنةه قةد‬
‫ًا‬ ‫من رم مار ا مان الحي نك سجةد اةاحبه‬
‫جارةدا للواةوا إل هةا مهمةا كلفةه ذلةك مةن بةلا وسعة وس ةحية‪ ..‬سةراأل‬‫ً‬ ‫رفعت له ار ة من بع ةد فهةو سةع‬
‫مرااا بلسان حالةه‪ « :‬لبيةك اللهةم‬ ‫اوما يبحث عن ي باب قربه من رضا ربه والتعرض لرحمته ل ندفع إليه ً‬ ‫ً‬
‫لبيك‪ ..‬لبيك وسعد ك »‪.‬‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫تل ااد ماارر ال ارآ هاامه الحمه ااة فا مولا تعااالى‪ :‬إ َّ الاامي ُها َ ما َ خ َشااهة رِ ا َ ُم َشا ُ و (‪ )57‬تالاامي ُها َ‬
‫ااو رِ ِ ا َ ُي َؤ ِمُاااو (‪ )58‬ت َّالا ِامي ُها َ ِهاارِ ِ َ ال ُ َشا ِارُكو (‪ )59‬ت َّالا ِامي ُي َؤتُااو مااا آتا َاوا تُمُلااوُ ُ َ ت ِجلااة أَّن ُ ا َ ِإلااى‬
‫ِبآ ا ِ‬
‫او ت ُه َ ل ا سا ِبُ و ﴾ [المؤماو ‪.]61-57/‬‬ ‫رِ ِ ار ِجعو (‪ )60‬أُتلِئك م ِارعو ِف اَلخير ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫دالالو تاضحة علاى أ أصاحا ال لاو المؤمااة الخاءاعة لر اا ها أكثار الااا مماارعة‬ ‫فاآل او تُع‬
‫للخيراو تأسب إلي ا‪.‬‬
‫‪ -‬تالنا تؤكاد هاما المعااى‬ ‫تإلهك ‪ -‬أخ ال ارئ ‪ -‬بعك اضمثلة م حهاة الصحابة ‪ -‬رضوا ع علي‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬خرج جاهر ه عبد ع رض ع عا ذاو ساة إلى هالد الرتم غازًيا ف سبيء ع‪ ،‬تكا الجهش بمهادة‬
‫تيشااد ما أزرها ‪،‬‬
‫مالاك ها عبااد ع الخثعما ‪ ،‬تكاا مالااك ااوف بجاااوده تها ما ل ااو له اام علااى أحاوال ‪ُ ،‬‬
‫تيااوِل كباااره مااا ماانح ون م ا عاا ااة ترعا ااة‪ ،‬فماار بجاااهر ه ا عبااد ع‪ ،‬فوجااده ماءا ًاها تمع ا بلااء ل ا ممااك‬ ‫ُ‬
‫ار حملااك علها ؟ ! ف ااال‪:‬‬ ‫ه ماما تي ااوده‪ ،‬ف ااال لا ‪ :‬مااا بااك ااا أبااا عبااد ع‪ ،‬لا ال تركاام‪ ،‬تمااد ماار ع لااك ظ ا ًا‬
‫ول‪ « :‬م أُغبرو مدماه ف سبيء ع حرم ع على الاار»‪.‬‬ ‫رسول ع صلى ع عله تسل‬ ‫سمع‬
‫إلها ‪ ،‬تنااداه باأعلى صاوت ‪ ،‬تماال‪ :‬اا أباا عباد‬ ‫مالك تم ى حنى غدا ف م دماة الجاهش‪ ،‬ا الن ا‬ ‫فنرك‬
‫ع‪ ،‬مالااك ال تركاام بللااك‪ ،‬ته ا ف ا حوزتااك ؟! فعاارف جاااهر مصااده‪ ،‬تأجاب ا بصااوو عااال تمااال‪ :‬ل ااد ساامع ُ‬
‫رسول ع صلى ع عله تسل ول‪ « :‬م أُغبرو مدماه ف سبيء ع حرم ع على الااار »‪ ،‬فنوا ام الااا‬
‫ع دتاه تكء ما يريد أ وز ه ما اضجر‪ ،‬فما ُرِئ جهش أكثر مشاة م ذلك الجهش(‪.)1‬‬
‫المعَّلى أن مال‪:‬‬
‫ترتى الامائ ع أه سعيد ه ُ‬
‫يوماا ترساول ع صالى ع علها‬ ‫كاا نلدت إلى الممجد علاى ع اد رساول ع صالى ع علها تسال ‪ ،‬فمررناا ً‬
‫تسل ماعد على المابر‪ ،‬ف ل ‪ :‬ل د حدث أمر‪ ،‬ف أر رسول ع صلى ع عله تسل همه اآل ة‪ :‬م َاد نارى ت َلام‬
‫المااما ِ فلُاولِيَّاااك ِمَبلا ًة ت َرضاااها فااو ِل ت َج ااك ءا َ ر اَلم َما ِج ِد اَلحا ا‬
‫ار ِم ﴾ [الب ارة‪ ،]144/‬حنااى فاار ما اآل ااة‪،‬‬ ‫ت َج ِ ااك ِفا َّ‬

‫( ‪ ) 1‬أُسااد اللابااة ( ‪ ،) 307/1‬تتاااري اإلسااالم للاامهب ( ‪ ،)143/3‬تساايرة اه ا هشااام ( ‪ ،)218 ،217/3‬تحااديع‬


‫«م أُغبرو مدماه‪ » ..‬أخرج البخاري (‪ ،308/1‬رم ‪ ،)865‬تغيره‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫لصاحب ‪ :‬تعال نركع ركعناي مباء أ ياا ل رساول ع صالى ع علها تسال فاكاو أتل ما صالى ( فا‬ ‫فل‬
‫الظ ر يومئم (‪.)1‬‬ ‫ن ل رسول ع صلى ع عله تسل تصلى بالاا‬ ‫اتجاه الكيبة ) فنوارياا فصليااهما‪،‬‬
‫‪ -‬تف يوم م اض ام َ ِدم َ مافلة لعبد الرحم ه عاوف ه اا سابعمائة راحلاة تحماء المنااط‪ ،‬فلماا دخلا‬
‫المدياة ارتج اضرو ه ا‪ ،‬ف ال عائشة‪ :‬ما همه الرجة ؟ ف يء ل ا‪ِ :‬عير لعبد الرحم ه عوف‪ ..‬سبعمائة‬
‫اآلخرة أعظ ‪.‬‬ ‫عائشة‪ :‬بارك ع يهما أع اه ف الدنها‪ ،‬تلثوا‬
‫البر تالدمي تال عام‪ ،‬ف ال‬
‫نامة تحمء ُ‬
‫تمبء أ تبرك الاو كا الخبر مد تصء لعباد الارحم ها عاوف‪ :‬فامهم إلي اا ُممارًعا‪ ،‬تماال‪ :‬أءا دك اا‬
‫ُم أ همه العير جمهع ا بأحمال ا تأمناه ا تأحالس ا ف سبيء ع‪.‬‬
‫أ َّ‬
‫التنافس في الخ ر ‪:‬‬
‫اةةاح ا مةةان الحةةي ال يردةةد ن سةةبقه حةةد إل ة الواةةوا لل ار ةةة العظم ة ‪ ..‬ار ةةة رضةةا هللا والتعةةرض‬
‫حادنا ح ن ستح ن مامه فراة لالقتراب من سلك ال ار ة وال ستطيع‬
‫لرحمته ومغفرسه واخوا جنته‪ ،‬لللك سراأل ً‬
‫اغتنامها سباب خارجة عن إرااسه كالمرض و الفقر‪ ،‬تلاا ف مصة الب َّكائي خير مثال على ذلك‪:‬‬
‫أ يابعثوا غاازي (غا تة‬ ‫رض ع عا ما مال‪ :‬أمر رسول ع صلى ع عله تسل الاا‬ ‫فع اه ابا‬
‫عبد ع ه مع ء الم ن ‪ ،‬ف الوا‪ :‬ا رسول ع احملاا‪ .‬ف اال‪ « :‬وع‬ ‫تبوك)‪ ،‬فجا و عصابة م أصحاب في‬
‫فنولوا تل بدا ‪ ،‬تعا َّ علاي أ ُحبماوا عا الج ااد‪ ،‬تال جادت ن اة تال محم ًاال‪.‬‬ ‫ما أجد ما أحملك عله »‪َّ ،‬‬
‫اهك ِما‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫فأن ل ع عمره ‪ :‬تال على المي ِإذا ما أت َوك لن َحمل ُ َ ُمَل ال أ ِج ُد ما أ َحمُل ُك َ عل َه تول َوا تأ َعُي ُاا ُ َ تف ُ‬
‫الد َم ِع ح ًنا أ َّال ِج ُدتا ما ُي َا ُِ و ﴾(‪[ )2‬النو ة‪.]92/‬‬
‫َّ‬
‫‪ -‬تف ا الصااحهحي أ ف ا ار الم اااجري أت اوا رسااول ع صاالى ع عله ا تساال ف ااالوا‪ :‬ذهاام أهااء ال ا َد ور‬
‫العلى تالايه الممه ‪ ،‬ف ال صلى ع عله تسل ‪« :‬تما ذاك؟»‪ ،‬ف االوا‪ُ :‬صالو كماا‬ ‫(اضموال الكثيرة) بالدرجاو ُ‬
‫نصاال ‪ ،‬تيص اومو كمااا نصااوم‪ ،‬تينصاادمو تال ننصااد ‪ ،‬تيعن ااو تال نعن ا ‪ ،‬ف ااال رسااول ع صاالى ع عله ا‬
‫دركو ب م سب ك ‪ ،‬تتمب و ب ما بعادك ‪ ،‬تال داو أحاد أف اء مااك ‪ ،‬إال ما‬ ‫ءيئا تُ ِ‬
‫تسل ‪ « :‬أفال أُعلمد ً‬
‫صاااع مثااء مااا صاااعن ؟ »‪ ،‬مااالوا‪ :‬هلااى ااا رسااول ع‪ ،‬مااال‪ « :‬تُما ِابحو ‪ ،‬تتحماادت ‪ ،‬تتُ ِ‬
‫كبارت ‪ُ ،‬دهاار كااء صااالة‬
‫ال ًااا ت ال ااي م ارة »‪ ،‬فرجااع ف ا ار الم اااجري إلااى رسااول ع صاالى ع عله ا تساال ف ااالوا‪ :‬ساامع إخواناااا أهااء‬
‫اضموال بما فعلاا‪ ،‬ف علوا مثل ‪.‬‬
‫شا »(‪.)3‬‬ ‫ف ال رسول ع صلى ع عله تسل ‪ « :‬ذلك ف ء ع يؤته م‬
‫شدإل الحرص عل اعوإل الخلق إل هللا‪:‬‬

‫( ‪ ) 1‬ت مير ال رآ العظه اله كثير ‪ – 168/1‬مدنبة العبهدا ‪ ،‬تحاديع ال بلاة أخرجا الاماائ فا الماا الكبارى ‪-‬‬
‫( ج ‪ / 6‬ع ‪ ،291‬هرم ‪ ،)11002‬تمماد أحمد ه حابء ‪( -‬ج ‪ / 4‬ع ‪ ،408‬هرم ‪.)19677‬‬
‫( ‪ ) 2‬الدر الماثور للميوط ‪.479/3‬‬
‫ممل ‪ ،‬تأخرج البخاري ( ‪ 289/1‬هرم ‪ ،)807‬تممل ( ‪ ،97/2‬هرم ‪.) 1375‬‬ ‫عله ‪ :‬تهما ل‬ ‫( ‪ ) 3‬من‬

‫‪8‬‬
‫جمهعاا إلاى ع‪ ،‬تإلاى النحارر‬
‫ً‬ ‫كلما ازداد اإل ما تءعر المر بحالتت كلما ازدادو رغبنا فا دعاوة الااا‬
‫م ا ضااي الاادنها إلااى سااعة الاادنها تاآلخ ارة‪ ،‬تكه ا ال تهااو ياارى الكثيااري مم ا حول ا عااانو م ا آ ااار ال يااود‬
‫تحهط ب مبء ذلك‪ ،‬فم َّ ع ع تجء عله تحرره ما اا‪ ،‬لاملك‬ ‫تالمجو المعاوية المحبوسي في ا‪ ،‬تالن كان‬
‫ف و ال ي دأ تال ر حنى ُيبلِغ الدعوة إلي ما تسع الج د تالوم تالمال‪.‬‬
‫تيدفع ضدا هما الواجم كملك علم بأ الدعوة إلى ع م أحم اضعمال إله سبحان ‪..‬‬
‫اءند حرع الصحابة على دعوة الخل إلى ع‪.‬‬
‫‪ ..‬م هاا ُندرك كه‬
‫ف ما أهو بدر الصدي بعد إسالم ُمارط بالدعوة إلى ع م ت ب م موم فأسل على يد ‪ :‬ال ير ه‬
‫العوام‪ ،‬تعثما ه ع ا ‪ ،‬تطلحة ه ُعبيد ع‪ ،‬تسعد ه أه تماع‪ ،‬تعبد الرحم ه عوف(‪.)1‬‬
‫اتَّبااع أ اره عاارتة ها ممااعود‬ ‫م ها‬ ‫لمااا انصارف عا‬
‫تذكار اها إساحا أ رسااول ع صالى ع علها تسال َّ‬
‫صء إلى المدياة‪ ،‬فأسل تسأل أ يرجع إلى موم باإلسالم‪ ،‬ف اال لا رساول ع صالى ع‬ ‫حنى أدرك مبء أ‬
‫نخاوة االمناااط للامي كاا ماا ‪،‬‬ ‫ماتلوك »‪ ،‬تعرف رسول ع صلى ع عله تسل أ فاي‬ ‫عله تسل ‪ « :‬إن‬
‫اعا‪.‬‬
‫حببا م ً‬
‫ف ال عرتة‪ :‬ا رسول ع‪ ،‬أنا أحم إلي م أبداره ‪ ،‬تكا في كملك ُم ً‬
‫فخرج يدعو موم إلى اإلساالم رجاا أ ال خاال وه بما لنا فاي ‪ ،‬فلماا أءارف علاى ُعَّلهاة (مداا مرت اع) –‬
‫تمد دعاه إلى اإلسالم تأظ ر ل ديا – رموه بالابء م كء تج ‪ ،‬فأصاب سا ف نلا ‪ ،‬ف ياء لعارتة‪ :‬ماا تارى‬
‫ف دمك ؟ مال‪ :‬كرامة أكرما ع ه ا‪ ،‬تء ادة سام ا ع إل (‪..)2‬‬

‫( ‪ ) 1‬الميرة اله كثير ( ‪ ،)437/1‬تذكره الحلب ف الميرة الحلبهة (‪.)449/1‬‬


‫الها ا عب ااد الب اار ( ‪،)328/1‬‬ ‫( ‪ ) 2‬الم اايرة الابوي ااة الها ا هش ااام ( ‪ ،) 538/2‬تأُس ااد اللاب ااة ( ‪ ،)768/1‬تاالس اانهعا‬
‫تاإلصابة اله حجر (‪.)493/4‬‬

‫‪9‬‬
‫انيا‪ :‬سقودة الوازع الداخلي (الورع)‬
‫كلم ااا م ا ِاوي اإل م ااا ‪ ،‬ازدادو حماس ااهة ال اارد تج اااه الوم ااوط أت مج اارد االمنا ا ار ما ا الش ااب او تالمحظ ااوراو‪،‬‬
‫اول عبااد ع ها ممااعود‪ :‬إ الماؤم ياارى‬ ‫تلااك الحماساهة‪..‬‬
‫تالعداع صاحهح‪ ،‬فكلمااا ض ُاعم اإل مااا ن صا‬
‫(‪)1‬‬
‫م َّر على أن ‪ ،‬ف ال با هداما‬ ‫ذنو كأن ماعد تح جبء خاف أ ع عله ‪ ،‬تإ ال اجر يرى ذنو كمبا‬
‫نحاه هيده أت دفع )‪.‬‬
‫( أي‪َّ :‬‬
‫معاى ذلك أ درجة إ ما ال رد عدم ا ءعوره تحماسين تجاه المنو ‪ ،‬تف أي االتجاهي تكو ‪..‬‬
‫صاخور جباء م ادد باالن هاار فا أي لحظاة‪ ،‬أم ما حاال ما تمار‬ ‫عاد تحا‬ ‫‪ ..‬هء ت نر م حاال ما‬
‫ذبابة على أن ؟‬
‫ميبااا ال ل ااء‪،‬‬
‫ما هاااا ن ااول بااأ اإل مااا الحا هااو الاامي اابط ساالوك اإلنمااا ‪ ( ،‬تيناارك مااع كااء ن ااع ر ً‬
‫ااهدا ال ُجاما ااء تال حا اااه ‪ ،‬تال ا ااء تال ياما ااى‪ ...‬صا اااحب ا ف ا ا اللا اادتة تالرتحا ااة‪،‬‬
‫تحارسا ااا ال م ا ا و‪ ،‬تءا ا ً‬
‫ً‬
‫دفعااا‪ ،‬تيااد َع ا ع ا‬
‫تالمجنمااع تالخلااوة‪ ،‬تيرُمب ااا ف ا كااء زمااا ‪ ،‬تيلحظ ااا ف ا كااء مدااا ‪ ،‬تياادفع ا إلااى الخي اراو ً‬
‫المآ دعًّا‪ ،‬تيجاب ا طري ال لء‪ ،‬تيبصرها سبيء الخير تالشر) (‪.)2‬‬
‫‪ ..‬ف ياوم ما اض اام ذكار الابا صالى ع علها تسال أناواط الخياء تأن اا لرجاء أجار‪ ،‬تلرجاء سانر‪ ،‬تعلاى‬
‫رجء تزر‪.‬‬
‫فما َ َعم َاء ِم َث ااال ذ َّرة‬ ‫الح ُماار ؟ ماال‪ « :‬مااا أنا ل ع علا في اا إال هاامه اآل اة الجامعااة ال ااذة‪:‬‬ ‫فمائء عا ُ‬
‫خ َي ًار يرهُ * تم َ َعم َء ِم َث ال ذ َّرة ء ًّار يرهُ ﴾(‪[ )3‬ال ل لة‪.]8 ،7/‬‬
‫فعادما ي داد اإل ما بأ هااك حما على الهمير م العمء – تلو كا مث ال ذرة كماا تُشاير اآل ااو ‪-‬‬
‫فإ ذلك م ءأن أ يدفع المر للنحرك بحماسهة تحمر ءديدي تجاه النعامء مع جمهع اضءها ‪.‬‬
‫‪ ..‬نعم‪ ،‬رلا رو رم قانون ل بط السلوك ومهما وضعت القوان ن الصارمة في المجتمعات ل بط سلوك‬
‫ا فراا فلن سؤسي ماررا إال إذا بدئ بإاال ا مان في القلوب لتكون مةن مرسةه‪ :‬سقودةة الةوازع الةداخلي‪...‬‬
‫وادق من قاا‪:‬‬
‫ال سنتهي ا نفس عن غّ ها‪ ...‬ما لم كن لها من نفسها اافع‬
‫الحارس ا م ن‪:‬‬
‫حارسااا م ا الشاارطة يدفع ا إلااى العمااء‬
‫ً‬ ‫ااول أهااو اضعلااى المااودتدي‪ :‬إ اإل مااا ي ا رط ف ا داخااء اإلنمااا‬
‫تيحث على االئنمار بأتامر ع ع تجء‪ ..‬هما الوازط الا م ‪ ،‬تالحار الداخل هاو الامي شاد ع اد ماانو‬

‫عله ‪ :‬البخاري ( ‪ ،) 2324 /5‬تممل ( ‪.) 92/8‬‬ ‫( ‪ ) 1‬من‬


‫( ‪ ) 2‬رسالة هء نح موم عمليو ؟ لحم الباا ع (‪ )71‬م مجموعة الرسائء‪.‬‬
‫( ‪ ) 3‬أخرج البخاري (‪ ،835/2‬رم ‪.)2242‬‬

‫‪10‬‬
‫ام هدا اة ال ارد‬ ‫ف حمه ة اضمر‪..‬هما اإل ما هاو الامي‬ ‫تالملوك تيجعل ناف ًما هي الاا‬ ‫اإلسالم الخل‬
‫الممل ‪ ،‬تاضمة المملمة إلى سوا ال ري إذا ما كا مد تمد م ال لم‪.‬‬
‫كا ِامهونا ‪،‬‬ ‫‪ ..‬جااا رجااء ف عااد هااي ياادي الابا صاالى ع علها تساال ‪ ،‬ف ااال‪ :‬ااا رسااول ع إ لا مملااوكي‬
‫؟!‪ ،‬ف اال رساول ع صالى ع علها تسال ‪ « :‬إذا‬ ‫أناا فاي‬ ‫تأضار ‪ ،‬فكها‬ ‫تيخونونا ‪ ،‬تيعصاونا ‪ ،‬تأءانم‬
‫كاا‬ ‫كا يوم المهامة ُحمم ما خانوك تعصوك تكمهوك‪ ،‬تع اباك إ ااه ‪ ،‬فاإ كاا ع اباك إ ااه ب ادر ذناو‬
‫ك اًفااا‪ ،‬ال ل ااك تال عله ااك‪ ،‬تإ ك ااا ع اب ااك إ اااه دت ذن ااو كااا ف ا ًاال ل ااك‪ ،‬تإ ك ااا ع اب ااك إ اااه ف ااو‬
‫ذنو ‪ ..‬امنُص ل ماك ال ء‪ ،‬فناحى الرجء‪ ،‬تجعء ي نم تيبدا ‪ ،‬ف اال رساول ع صالى ع علها تسال ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫» أمااا ت ا أر مول ا تعااالى‪ :‬تن ا ُاع اَلمااو ِازي اَل ِ َمااط لِيا َاو ِم اَل ِمهاما ِاة فااال تُ َ‬
‫ظل ا ُ نَ ااع ءا َاي ًئا تِإ َ كااا م َث ااال حَّبااة م ا َ‬
‫اسِبي ﴾ [اضنبها ‪.]47/‬‬ ‫خردل أتياا ِه ا تك ى ِهاا ح ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أحرار (‪.)1‬‬ ‫كل‬ ‫خير م م ارمن ‪ ،‬أء دك أن‬
‫ءيئا ًا‬
‫ً‬ ‫ف ال الرجء‪ :‬ا رسول ع ما أجد ل تل ؤال‬
‫شدإل الورع ‪:‬‬
‫ع عائشة رض ع عا ا مال ‪ :‬كا ضه بدر غالم ُخرج ل الخاراج‪ ،‬تكاا أهاو بدار ُخارج ما خ ارجا‬
‫جوعا‪ ،‬فأكء ما ل مة مبء أ مأل عا ‪ ،‬ف ال ل اللالم‪ :‬تدري ما هما ؟‬ ‫يوما بش تتاف م أه بدر ً‬ ‫فجا ً‬
‫ف ال أهاو بدار‪ :‬تماا هاو ؟‪ ،‬ماال‪ :‬كاا تك اا إلنماا فا الجاهلهاة تماا أُحما الك اناة تلكاا خدعنا ‪ ،‬فل ياا‬
‫عجيبا‪ ..‬أدخء أصبع فا‬
‫ً‬ ‫ما (‪ ..)2‬فماذا فعء أهو بدر عادئم ؟! فعء فعال‬ ‫فأع ان هملك‪ ،‬ف ما المي أكل‬
‫ف ب ا ‪..‬‬ ‫فم ف ا كء ء‬
‫ترتى اه جرير ال بري ف تاريخ ‪ ،‬ماال‪ :‬لماا هابط الممالمو المادائ ‪ ،‬تجمعاوا اضببااو أمباء رجاء بحا‬
‫معا فدفعا إلااى صاااحم اضبباااو‪ ،‬ف ااال تالاامي معا ‪ :‬مااا رأياااا مثااء هااما مااط‪ ،‬مااا عدلا مااا عااادنا‪ ،‬تال ار ا ‪،‬‬
‫؟‪،‬‬ ‫اأنا‪ ،‬ف االوا‪ :‬ما أنا‬
‫ءيئا ؟ ف ال‪ :‬أماا وع لاوال ع ماا أتيانك با ‪ ،‬فعرفاوا أ للرجاء ء ً‬
‫ً‬ ‫ف الوا‪ :‬هء أخمو ما‬
‫ف ال‪ :‬ال وع ال أخبرك لنحمدتن تال غيارك له رظاون ‪ :‬تلكاا أحماد ع تأرضاى هثوابا ‪ ،‬فاأتبعوه رج ًاال حناى‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫انن ى إلى أصحاب فمأل عا فإذا هو عامر ه عبد بهع‬

‫ءااعم‬ ‫( ‪ ) 1‬حااديع صااحهح‪ :‬أخرج ا النرماامي (‪ ،320/5‬رم ا ‪ )3165‬تأحمااد (‪ ،280/6‬رم ا ‪ ،)26444‬تالبي ا ف ا‬


‫اإل ما (‪ ،377/6‬رم ‪ ،)8586‬تصحح الشه اضلبان ف صحهح النرغيم تالنرهيم ( ‪.)280/2‬‬
‫( ‪ ) 2‬أخرج البخاري (‪ 1395 / 3‬هرم ‪.)3629‬‬
‫( ‪ ) 3‬ن ء هما الخبر سيد م م ف ظالل ال رآ ‪ ،505/1‬ن ًال ع تاري ال بري ( ‪.)16/4‬‬

‫‪11‬‬
‫مار اإل ما ‪:‬‬ ‫تم‬
‫ال ًا‪ :‬الارد في الدنيا‬
‫مااع تجااوده »‪ ،‬تمثااال ذلااك‪ :‬ال ااء الاامي مااعد سااعادة‬ ‫ما تعري اااو ال هااد‪ « :‬انصاراف الرغبااة فا الشا‬
‫غااامرة حااي يلعاام بالا ُادمى‪ ،‬تيحاارع علااى امناائ ااا‪ ،‬تيحلا بشا ار الجديااد ما ااا‪ ،‬تلكا عااادما دباار هااما ال ااء‬
‫ب ع ساي تجد حرص تءل تفرح ه ما اللعم ء تي ء إلى أ ي تل تتاصرف رغبن عا اا يهصاير ازه ًادا‬
‫على ضهاع ا إذا ما ُف دو‪.‬‬ ‫في ا تال ُيبالى هوجودها إذا ما ُتجدو‪ ،‬تال ح‬
‫وحةاا النةاس مةةع الةدنيا – بةدون ا مةةان – كحةاا ا طفةةاا مةع لعةبهم‪ ،‬ولكةةي يارةدوا ف هةا البةةد مةن نمةةو‬
‫ا مان في قلوبهم‪.‬‬
‫فعادما وى اإل ما ف ال لم ء تعل صاحب بالدنها‪ ،‬ترغبن في ا‪ ،‬تحرص علي ا‪.‬‬
‫لامااو اإل مااا‬ ‫‪ ..‬نعا ‪ ،‬هااو لا ينرك ااا هبدنا هاء ينرك ااا ب لبا ‪ ،‬فال هاد حالااة ُءاعورية يهشا ا الماار كانعداا‬
‫ف ملب ‪ ،‬تهو ال منل م ال ر‪ ،‬تال ينااف مع اللاى‪.‬‬ ‫الحمه‬
‫ار إذا ماا ُتجادو هاي يد ا ‪ ،‬فعلاى سابيء المثاال‪ :‬ماد يناوفر لد ا العدياد‬
‫‪ ..‬ال اهد ف الدنها ال ياشالء ه اا كثي ًا‬
‫اويال إنماا يرتادي ماا امنادو إلها ياده‪ ،‬تهاو‬
‫م المالبع‪ ،‬فاإذا ماا أراد الخارتج ما ما لا فإنا ال ام أمام اا ط ً‬
‫عء ذلك عل هنل ائهة تعدع حالة ملب اإل مانهة‪.‬‬ ‫حي‬
‫تكلما موى اإل ما أكثر تأكثر ازداد تعل صاحب باآلخرة ترغبن في اا‪ ،‬تازداد زهاده فا الادنها بصاورة أءاد‬
‫ل ضرترياو الحهاة‪ ،‬تلهع هما بمبم معارضن‬ ‫تأءد لدرجة أن ال ينرك لا م إال أمء ال ليء ما ا ت ما ُح‬
‫بمباحااو الادنها‪ ،‬تلكا ض إ مانا اأهى علها ذلاك تيدفعا السانثمار كااء ماا أتها فا حهاتا لااداره‬ ‫لمبادأ النمناع ُ‬
‫دتما إلى م‬ ‫ِ‬
‫الدار َاآلخرة ﴾ [ال صص‪ ،]77/‬لملك ف و حناج ً‬ ‫منمثال مول ع تعالى‪ :‬ت َاهن ِغ ِيهما آتاك َّ‬
‫ًلُ َّ‬ ‫ً‬ ‫اآلخرة‬
‫ال َد َنها ﴾ [ال صص‪.]77/‬‬ ‫صيبك ِم‬ ‫يمكره ب ول تعالى‪ :‬تال ت َاع ن ِ‬
‫ال‪ ،‬تإ مان أه عله أ ينوسع ف هما الاصيم‪.‬‬ ‫تكه‬
‫ركلا كانوا‪:‬‬
‫أحاوال عجيباة‬ ‫ماا‬ ‫‪ -‬ماع الادنها فكانا‬ ‫ه مه الممنوياو اإل مانهة تعامء الصاحابة ‪ -‬رضاوا ع علاي‬
‫منلر ما ا أمثال م ضعاف اإل ما المي ال ي الو ف مرحلة ال ولة تالل و ب ي اضرو‪.‬‬
‫ااخاا‪ ،‬تلا يبعاع‬
‫طعاما س ً‬
‫ً‬ ‫ف ما أهو الدردا ن ل ب جماعة م اضضهاف ف ليلة ءديدة البرد فأرسء إلي‬
‫إلااي باضغ هااة فلمااا هماوا بااالاوم جعلاوا ينشاااترت فا أماار َ‬
‫اللحاام‪ ،‬ف ااال تاحااد مااا ‪ :‬أنااا أذهاام إلها تأكلما ‪،‬‬
‫صو م‬ ‫م حر تال ُ‬ ‫فم ى حنى تمم على با حجرت فرآه مد اض جع تما عله إال و خفه ال‬
‫هرد‪ ،‬ف ال الرجء ضه الدردا ‪ :‬ما أراك ها إال كماا نبيا نحا !! أيا منااعد ؟! فقةاا‪ :‬لنةا اار رنةاك نرسةث‬
‫سباعا كث ما نحصث عليه من متاع ولو كنا قد استبق نا في رلأل الدار ش ًئا منه لبع نا به إليكم‪ ،‬م إن‬
‫إل ها ً‬

‫‪12‬‬
‫ةف ف هةا خ ةر مةن الم قةث‪ ،‬فأرانةا ن نتخفةف مةن‬
‫في طردقنا اللي سنسلكه إل سلك الةدار عقبةة كةؤوا المخ ّ‬
‫قالنا َّ‬
‫علنا نجتاز(‪.)1‬‬
‫تاجر فجا ه ذاو يوم مال م « ح ارموو » م اداره سابعمائة ألام درها ‪ ،‬يبااو‬
‫تكا طلحة ه عبيد ع ًا‬
‫تنا‪.‬‬
‫ليلن ج ًعا مح ً‬
‫!!‬ ‫فدخل َ عله زتجن أم كلثوم‪ ،‬تمال ‪ :‬ما بك ا أبا محمد ؟!! لعل رابك َّ‬
‫ماا ء‬
‫ف ال‪ :‬ال‪ِ ،‬‬
‫تلا َع حليلة الرجء الممل أن ‪ ،‬تلك ت كرو ماام الليلاة تملا ‪ :‬ماا ظا رجاء هر ا إذا كاا يااام‬
‫تف هين هما المال ؟!‪ ،‬مال ‪ :‬تما لمك ما ؟! أي أن م المحناجي م مومك ت َّ‬
‫أخالئك ؟! فإذا أصابح‬
‫صرر ت ِج ا ‪ ،‬تممام هاي‬
‫موف ‪ ،‬فلما أصبح جعء المال ف ُ‬ ‫ف مم هيا ‪ ،‬ف ال‪ :‬رحمك ع‪ ،‬إنك موف ة ها‬
‫ف ار الم اجري تاضنصار(‪.)2‬‬
‫م أهاء « ِحماص‬ ‫بعك مم يث ه‬ ‫‪ ..‬تف يوم م اض ام دخء على أمير المؤماي عمر ه الخ ا‬
‫كناباا فاإذا يها فاال تفاال ‪ ،‬تساعيد ها‬
‫ً‬ ‫أساد حاجاات ‪ ،‬فرفعاوا إلها‬ ‫»‪ ،‬ف ال ل ‪ :‬اكنبوا ل أسما ف ارائك حناى ُ‬
‫عااامر‪ ،‬ف ااال‪ :‬تما سااعيد ها عااامر ؟! ف ااالوا‪ :‬أميرنااا‪ .‬مااال‪ :‬أمياارك ف ياار ؟! مااالوا‪ :‬نعا ‪ ،‬توع إنا لنماار علها‬
‫دموعا لحينا ‪ ،‬ا عماد إلاى ألام ديااار فجعل اا فا‬ ‫اض ام ال وال تال يومد ف هين نار‪ ،‬يبدى عمر حنى هللا‬
‫ص َّرة تمال‪ :‬امر تا عله المالم ما ‪ ،‬تمولوا ل ‪ :‬بعع إلهاك أميار الماؤماي ه اما الماال لنمانعي با علاى م اا‬
‫ُ‬
‫حاجاتك‪.‬‬
‫بالص َّرة فاظر إلي ا فإذا ه دنانير‪ ،‬فجعء ُيبعدها عا تي ول ‪ «:‬إنا هلل تإنا إله راجعو »‬ ‫جا الوفد لمعيد ُ‬
‫ف َّبا زتجنا ماامعورة تمالا ‪ :‬مااا ءااأنك ااا سااعيد ؟! أماااو أمياار المااؤماي ؟! مااال‪ :‬هااء أعظا ما ذلااك‪ .‬مالا ‪:‬‬
‫أأُصيم المملمو ف تامعة ؟! مال‪ :‬هء أعظ م ذلك‪ ،‬مال ‪ :‬تما أعظ ما ذلاك ؟! ماال‪ :‬دخلا َ علا َّ الادنها‬
‫تخلااص ما ااا‪ ،‬مااال‪ :‬أتتُ ِعياياا علااى ذلااك ؟ مالا ‪ :‬نعا ‪ .‬فأخاام‬
‫لنُ مااد آخرتا ‪ ،‬تدخلا َ ال ناااة فا هينا ‪ .‬ف الا ‪َّ :‬‬
‫صرر تزع ا(‪.)3‬‬ ‫الدنانير فجعل ا ف ُ‬
‫ه اضرو يدخء عله بعك أصحاب تهو ف مرو الموو يه ول ل ‪ :‬إ ف هما المداا‬ ‫‪ ..‬تهما خبا‬
‫اائال مااط‪ ،‬ا بدااى‪ ،‬ف ااالوا‪ :‬مااا يبدهااك؟!‬
‫ما ااا سا ً‬ ‫طااا مااط‪ ،‬تال ماعا‬
‫ماااني ألاام درها ‪ ،‬وع مااا ءااد َد ُو علي ااا ر ا ً‬

‫( ‪ ) 1‬اإلصابة ج‪ 3‬ترجمة ( ‪ ،)6117‬تأسد اللابة ( ‪ ،)159/4‬تاري اإلسالم للمهب ( ‪.) 107/2‬‬


‫( ‪ ) 2‬طب اااو اها ا س ااعد ( ‪ ،)214/3‬تت ااميم الن ااميم ( ‪ ،)20/5‬تاإلص ااابة ( ‪ )229/2‬ترجم ااة ( ‪ ،)4266‬تحلهااة‬
‫اضتلها ( ‪.)7/1‬‬
‫( ‪ ) 3‬اإلصااابة ج‪ ،2‬ترجمااة ( ‪ ،) 3270‬تحلهااة اضتلهااا ( ‪ ،)244/1‬تت ااميم الن ااميم ( ‪ ،)51/4‬تص ا ة الص ا وة (‬
‫‪.) 372/1‬‬

‫‪13‬‬
‫ما هاما الماال ماا‬ ‫فالا‬ ‫ايئا‪ ،‬تإنا ب يا‬
‫ف ال أبد ض أصحاه م وا تل ياالوا م أجوره ف همه الادنها ء ً‬
‫(‪)1‬‬
‫وابا لنلك اضعمال ‪.‬‬ ‫أخاف أ دو‬
‫ً‬
‫عوده فرآه يبد ‪ ،‬ف ال ل سعد‪ :‬ما يبدهك اا أخا‬ ‫‪ ..‬تهما سعد اه أه تماع يمهم إلى سلما ال ارس‬
‫رسااول ع صاالى ع علها تساال ؟ ألااهع‪ ..‬؟ مااال ساالما ‪ :‬مااا أبدا تاحاادة ما ا انااي ‪ ،‬مااا‬ ‫؟ ألااهع مااد صااحب‬
‫أبد ضًّاا على الدنها‪ ،‬تال كراههة ف اآلخرة‪ ،‬تلك رسول ع صالى ع علها ع اد إليااا ع ًادا ماا أ ارنا إال ماد‬
‫تعا َّادي ‪ ،‬مااال‪ :‬تمااا ع ِ ااد إلهااك ؟ مااال‪ :‬ع ِ ااد إلياااا أنا د ا أحاادك ما الاادنها مثااء زاد ال اركاام‪ ،‬تال أ ارن ا إال مااد‬
‫فجمع مال سلما فكا بهمن خممة عشر درهما(‪.)3‬‬
‫ُ‬ ‫‪..‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫َّ‬
‫تعدي‬

‫( ‪ ) 1‬اإلص ااابة‪ ،‬ج‪ ،1‬ترجما ااة (‪ ،)2210‬تأسا ااد اللابا ااة ( ‪ ،) 316/1‬تحله ااة اضتلها ااا ( ‪ ،)143/1‬تصا ا ة الصا ا وة (‬
‫‪.)168/1‬‬
‫( ‪ ) 2‬أخرج ا ا أها ااو علا ااى (‪ ،80/8‬رم ا ا ‪ ،)4610‬تال ب ارن ا ا (‪ ،77/4‬رم ا ا ‪ ،)3695‬تالبي ا ا ف ا ا ءا ااعم اإل ما ااا‬
‫(‪ ،307/7‬رم ‪ ،)10400‬تأهو نيه ف الحلهة (‪.)360/1‬‬
‫( ‪ ) 3‬أخرج اه حبا (‪ ،481/2‬رم ‪.)706‬‬

‫‪14‬‬
‫ومن مار ا مان‬
‫ابعا‪ :‬التأي د ا لهي‬
‫رً‬
‫او تما ِف َاض َر ِ‬
‫و ﴾ [الب رة‪.]284/‬‬ ‫الممات ِ‬‫ع ع تجء هو مالك الكو تر تمدهر أمره َِّّلِلِ ما ِف َّ‬
‫تيامل ماا‬ ‫ال يوجد ل ءريك ف ملك ‪ ،‬عء ما شا ‪ِ ..‬دم ِ‬
‫تيؤخر‪ ،‬مبك تيبمط‪ ،‬خ ك تيرفع‪ُ ،‬عا ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ًلُ لِ َّلاا ِ ِم َ ر َحمة فال ُم َم ِمك ل ا تما ُ َم ِم َك فال ُم َرِسء ل ُ ِم َ ب َع ِدِه ﴾ [فاطر‪.]2/‬‬
‫َ ن ِح َّ‬
‫إكرم ا‬
‫ا‬ ‫تإ كااا البشاار كل ا أمااام ع س اوا فااال أف االهة لجاااع أت مبيلااة أت لااو إال أن ا ساابحان ي يااد م ا‬
‫أم ح ِمام َّال ِامي اجنرحاوا َّ ِ ِ‬
‫المايئاو أ َ ن َجعل ُ ا َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫تيؤ رتنا علاى هاواه‬ ‫تعااين ترعاين للماؤماي الامي ُحَبونا ُ‬
‫كمو ﴾ [الجا هة‪.]21/‬‬ ‫ك َّال ِمي آماوا تع ِمُلوا َّ ِ ِ‬
‫اه َ تمماتُ ُ َ سا ما َح ُ ُ‬ ‫الصالحاو سوا ً م َحه ُ‬ ‫ُ‬
‫اك َ ﴾ [الحجراو‪.]13/‬‬ ‫فالكرامة على مدر االسن امة ِإ َّ أ َكرمك ِعاد َّ ِ‬
‫ًل أ َت ُ‬ ‫َُ َ‬
‫َّ ِ‬
‫اه َ ما ً غدًما ﴾ [الج ‪.]16/‬‬ ‫اموا على ال ِري ة ض َس َيا ُ‬ ‫اسن ُ‬‫تأ َ ل ِو َ‬
‫الصالِ ِحي ﴾ [اضعراف‪.]196/‬‬ ‫ت ُهو ينوَّلى َّ‬ ‫تكلما ارت ى العبد ف سل اإل ما ازدادو تال ة ع ل‬
‫ساامع الاامي‬ ‫تف ا الحااديع ال دس ا ‪ « :‬تال ي ا ال عباادي ين اار إل ا بالاوافااء حنااى أحب ا ‪ ،‬فااإذا أحببن ا كا ا‬
‫مشا ه اا‪ ،‬تلائ ساألا ضع ياا ‪ ،‬تلائ‬ ‫ممع ب ‪ ،‬ت صره المي يبصر ب ‪ ،‬تيده الن يب ش ه ا‪ ،‬ترجل النا‬
‫د اره المااوو تأنااا أك اره‬ ‫أنااا فاعل ا تاارددي ع ا باابك ن ااع المااؤم‬ ‫اساانعاذن ضعيمن ا ‪ ،‬تمااا تاارددو ع ا ء ا‬
‫(‪)1‬‬
‫» ‪.‬‬ ‫مما ت‬
‫همه الوال ة تالك ا ة تشمء ال رد المؤم ‪ ،‬تتشمء المجنمع المؤم ‪.‬‬
‫‪ ..‬فعل مستوى الفرا‪:‬‬
‫يتول هللا عا وجث مور عبدأل المؤمن بما حقق له مصلحته الحقيقية ودجل له السعااإل فةي الةداردن‪،‬‬
‫ق عل العبد في مةور الةدنيا إال نهةا سحمةث فةي‬ ‫وفي بعض ا حيان قد سكون من مظارر سلك الوال ة الت‬
‫قةوا اةل هللا عليةه وسةلم‪ « :‬إن هللا ليحمةي عبةدأل المةؤمن مةن الةدنيا‬ ‫طياسها خ ًار ك ًار‪ ،‬وفي رلا المعن‬
‫ورو حبه‪ ،‬كما سحمون مرد كم الطعام والشراب سخافون عليه»(‪.)2‬‬
‫ا مة وا مان‪:‬‬
‫الوال ة تالاصرة لألماة‪،‬‬ ‫ه‬ ‫إ ما بعك اضفراد – هاا تهااك – لك تنح‬ ‫أما ف محهط اضمة‪ ،‬فال د‬
‫جمهااع أع ااائ ‪ .‬بمعاااى أ تجااود أفاراد صااالحي فا‬ ‫اح‬
‫احهحا إال إذا صا َّ‬
‫فاضمااة كالجمااد الواحااد‪ ،‬ال دااو صا ً‬
‫وموا بالعمء على إصالح غيره – بإذ ع‬ ‫الاصرة اإلل هة‪ ،‬هء الهد تأ‬
‫ذتات ال د السنجال الميهة ت ُ‬
‫– تأ يبااملوا غا ااة ج ااده ف ا ذلااك م ا خااالل العمااء علااى ت ويااة اإل مااا ف ا ملااو ‪ ،‬تتصااحهح النصااوراو‬

‫( ‪ ) 1‬أخرج البخاري (‪ ،2384 / 5‬هرم ‪.)6137‬‬


‫( ‪ ) 2‬حديع صحهح‪ :‬أخرج أحمد (‪ ،428/5‬رم ‪ .)23677‬تأخرج أ ً اا‪ :‬البي ا فا ءاعم اإل ماا (‪،321/7‬‬
‫رم ‪ ،)10450‬تالحاك (‪ ،231/4‬رم ‪ )7465‬تصحح ‪ ،‬تصحح اضلبان ف صحهح الجامع‪ ،‬ح ( ‪.)1814‬‬

‫‪15‬‬
‫إلى طري النواضع تنك ار الماو‪ ،‬تتعويده على همل الج د ف سبيء‬ ‫تالم اهه الخاطئة ف ع ول ‪ ،‬تدفع‬
‫ع‪.‬‬
‫العاارف العااام لألمااة‪ ،‬تتشااهع في ااا معااان الصااالح‪ ،‬تيرت ااع مامااو اإل مااا فا ال لااو تلااو‬
‫تعااادما ينلياار ُ‬
‫هاماابة مع ولااة تنااهح للمماال اتخاااذ م ا ارراو الن ااحهة هاابعك ء ا وات تمصااالح م ا أجااء نص ارة ديا ا ‪ ..‬عادئاام‬
‫ًل ال ُلِي ُر ما ِب َوم حنَّى ُلِي ُرتا‬
‫ِإ َّ َّ‬
‫ينح موعود ع هاصر اضمة – بإذن سبحان – مصداما ل ول تعالى‪:‬‬
‫ما ِبأ َنُ ِم ِ َ ﴾ [الرعد‪.]11/‬‬
‫وساردخ ا مة خ ر شارد عل نه عندما غل ا مان والصال عل ج ةث مةن جيةاا ا مةة فةإن النصةر‬
‫كون حليفهم‪ ،‬والتأي ةد ا لهةي ال يتجةاوزرم‪ ..‬انظار – إ ءائ – إلاى آ ااو ال ارآ تها تُ ارر تتُؤكاد علاى‬
‫صاِب ُرتا تتنَُّ اوا ال ُ ا َارُك َ ك َيا ُاد ُه َ ءا َاي ًئا﴾ [آل عما ار ‪ ،]120/‬تمولا ‪ :‬هلااى ِإ َ‬ ‫هااما المعاااى فا مولا تعااالى‪ :‬تإِ َ ت َ‬
‫َك َ ِبخ َمم ِة آالف ِم اَلمالِئك ِة ُمم ِو ِمي ﴾ [آل عم ار ‪.]125/‬‬ ‫وك َ ِم َ ف َوِرِه َ هما ُ َم ِد َد ُك َ ر ُ‬
‫صِب ُرتا تتنَُّ وا تيأَتُ ُ‬
‫تَ‬
‫يعا لنؤيااد المااؤماي ‪ ،‬تت اتااء مع ا فااور تح ا بالصاابر تالن ااوى‪ ،‬تف ا‬ ‫فاآل ااة تؤكااد أ المالئكااة ساانا ل س ار ً‬
‫لهموموه سو العما ‪.‬‬ ‫تينرك المملمو ضعدائ‬
‫الم اهء ؛ فعادما ليم اإل ما يا ع النأييد اإلل ‪ُ ،‬‬
‫الوعد الحق‪:‬‬
‫ااف ِري علاى اَل ُم َاؤ ِمِاي ساِب ً‬
‫يال﴾‬ ‫ًل لَِلك ِ‬
‫تلا َ َجعاء َّ ُ‬ ‫ل د تعد ع ع تجاء ابااده الماؤماي بالللباة تالاصار‪:‬‬
‫[الاما ‪.]141/‬‬
‫هما الوعد ال اطع منى ينح ؟‪ُ ..‬جيم سيد م م ع هما المؤال ف ت ميره ل مه اآل ة يه ول ‪:‬‬
‫تحك م ع جامع‪ :‬أن منى اسن رو حمه ة اإل ما ف ن و المؤماي ‪ ،‬تتم َّثل‬ ‫إن تعد م ع ماطع‪ُ ،‬‬
‫اردا هلل ف ا ك اء خاااطرة تحركااة‪ ،‬تابااادة هلل ف ا الصااليرة‬
‫تنظامااا للحد ا ‪ ،‬تتجا ً‬
‫ً‬ ‫ف ا تامااع حهااات ما ًجااا للحهاااة‪،‬‬
‫سبيال‪.‬‬
‫ً‬ ‫جعء ع للكافري على المؤماي‬ ‫تالكبيرة‪ ..‬فل‬
‫تهمه حمه ة ال ح الناري اإلسالم كل تامعة تاحدة تُخال اا‪ .‬و نةا قةرر فةي قةة بوعةد هللا ال خالجهةا‬
‫شك‪ ،‬ن الهادمة ال سلحق بالمؤمن ن‪ ،‬ولم سلحق بهم في سةاردخهم كلةه‪ ،‬إال ورنةاك غةرإل فةي حقيقةة ا مةان‪:‬‬
‫إما في الشعور‪ ،‬وإما فةي العمةث – تما اإل ماا أخا ُم العادة‪ ،‬تإعاداد ال اوة فا كاء حاي هاهاة الج ااد فا سابيء‬
‫همه ال ار ة تحدها مجردة م كء إضافة تم كء ءائبة – ت در همه الثلرة تكو ال يمة الومنهة‪،‬‬ ‫ع‪ ،‬تتح‬
‫عود الاصر للمؤماي حي يوجدت ‪.‬‬
‫الثلارة فا تارك طاعاة الرساول صالى ع علها تسال ‪ ،‬تفا ال ماع فا اللاهماة‪.‬‬ ‫اثال‪ ،‬كانا‬
‫« أُحد » م ً‬ ‫ف‬
‫ه اا تنماها المااد اضصايء ! تلاو ذهبااا نننباع كاء‬ ‫الثلرة ف االعن از بالكثرة تاإلعجاا‬ ‫تف « ُحاي » كان‬
‫ايئا ما هاما‪ ..‬نعرفا أت ال نعرفا ‪ ..‬أماا تعاد ع‬
‫لوجادنا ء ً‬ ‫مرة تخلم في ا الاصار عا الممالمي فا تااريخ‬
‫ف و ح ف كء حي ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ ..‬نعم‪ ،‬إن المحنة قد سكون لالبتال ‪ ..‬ولكن االبتال إنما جي لحكمة‪ ،‬رةي اسةتكماا حقيقةة ا مةان‬
‫وقصةةه هللا عل ة المسةةلم ن – فمت ة امتملةةت سلةةك الحقيقةةة‬
‫ومقت ةةياسه مةةن ا عمةةاا – كمةةا وقةةع فةةي ح ةد َّ‬
‫باالبتال والنجا فيه‪ ،‬جا النصر وسحقق وعد هللا عن ق ن‪.‬‬
‫ابيال »‪ ..‬إنماا يادعو الجماعاة‬
‫جعء للكافري على الماؤماي س ً‬ ‫‪ ..‬تحي ُ رر الاص ال رآن ‪ :‬أ ع « ل‬
‫تعمال‪ .‬تأال داو اعنمادهاا كلا‬
‫ً‬ ‫امعا‬
‫تءعور‪ ،‬تف حهات ا ت ً‬
‫ًا‬ ‫تصور‬
‫ًا‬ ‫المملمة السنكمال حمه ة اإل ما ف ملو ا‬
‫على عاوان ا‪ .‬فالاصر لهع للعاواناو‪ .‬إنما هو للحمه ة الن ت ار ها‪.‬‬
‫الاصرة ف أي زما تف أي مدا ‪ ،‬إال أ نمنكمء حمه ة اإل ماا ‪ ،‬تنمانكمء م ن اهاو‬
‫تلهع هيااا ت ي ُ‬
‫همه الحمه ة ف حهاتاا تتامعاا كملك‪ ..‬تم حمه ة اإل ما أ نأخم العدة تنمنكمء ال وة‪.‬‬
‫إ اإل مااا صاالة بااال وة الكباارى‪ ،‬الن ا ال ت ا ُاعم تال ت اااى‪ ..‬تإ الك اار ان اااط ع ا تلااك ال ااوة تانع ا ال‬
‫عا ااا‪ ..‬تل ا تملااك مااوة محاادتدة م وعااة ماع لااة فانهااة أ تللاام مااوة موصااولة بمصاادر ال ااوة ف ا هااما الكااو‬
‫جمهعا‪.‬‬
‫ً‬
‫دائماا هاي حمه اة اإل ماا تمظ ار اإل ماا ‪ ..‬إ حمه اة اإل ماا ماوة حمهمهاة اهناة‬
‫ً‬ ‫غير أنا جام أ ُن ِار‬
‫بوو الاوامهع الكونهة‪ ،‬ذاو أ ر ف الا ع تيهما صدر عا ا م الحركة تالعمء‪ .‬ته حمه اة ضاخمة هائلاة‬
‫ك يلة حي تُوا ِج حمه ة الك ر الماع لة المبنوتة المحدتدة أ ت رها(‪.)1‬‬
‫نماذج للوال ة والتأي د ا لهي ‪:‬‬
‫للمؤماي كثيرة‪ ،‬سوا كا ذلك على ممنوى ال رد أت الجماعة المؤماة‪.‬‬ ‫تالاماذج العملهة للنأييد اإلل‬
‫فعل مستوى الفرا ‪:‬‬
‫* أخاارج اها أها الاادنها فا كنااا « ُمجاااه الاادعوة » عا أنااع ها مالااك‪ ،‬مااال‪ :‬كااا رجااء ما أصااحا‬
‫ااجر ينَّجار بماال لا تللياره‪ ،‬تكاا لا ُنماك تترط‪ ،‬فخارج‬ ‫رسول ع صلى ع عله تسل ُكاى أبا معل تكاا ت ًا‬
‫مارة‪ ،‬فلمها لِااص ُمن ِاااع فا المااالح‪ ،‬ف ااال‪ :‬ضااع مناعااك فااإن ماتلااك‪ ،‬مااال‪ :‬ءااأنك بالمااال‪ ،‬مااال‪ :‬لما ُ أُريااد إال‬
‫دماك‪ ،‬ماال‪ :‬فاامرن أُصال ‪ ،‬ماال‪ :‬صا ِاء ماا هاادا لاك‪ ،‬فنوضاأ ا ص َّالى‪ ،‬فكااا ما دعائا ‪ :‬ااا تدتد‪ ،‬اا ذا العاار‬
‫ااال لمااا ُيريااد‪ ،‬أسااألك بع تااك الن ا ال تُارام(‪ ،)2‬تملكااك الاامي ال ُ ااام(‪ ،)3‬ت اااورك الاامي مااأل أركااا‬
‫فعا ً‬
‫المجيااد‪ ،‬ااا َّ‬
‫عرءك‪ ،‬أ تك يا ءر هما اللص‪ ،‬ا مليع أغثا ‪ .‬مال ا ال ًاا‪ ،‬فاإذا هاو ب اار ‪ ،‬هياده حر اة رافع اا هاي أذنا‬
‫أمبء على الناجر‪ ،‬ف ال ما أنا ‪ ،‬ف اد أغاا ا ع باك ؟ ماال‪ :‬إنا ملاك ما أهاء‬ ‫فرس ‪ ،‬ف ع اللص ف نل ‪،‬‬

‫( ‪ ) 1‬ف ظالل ال رآ ‪.) 783 ،782/2 ( :‬‬


‫( ‪ ) 2‬ال تُرام‪ :‬ال تُ لم‪.‬‬
‫( ‪ ) 3‬ال ُ ام‪ :‬ال ُيمل‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫اجة‪ ،‬ا‬
‫ضهااء المااما ضا َّ‬ ‫فماامع‬
‫انهااا‪ُ ،‬‬
‫المااما الرابعااة‪ ،‬لمااا دعااوو ساامع ضهاوا المااما مع عااة‪ ،‬ا دعااوو ً‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫الثًا ف يء‪ :‬دعا مدرت ‪ ،‬فمأل ع أ ُيوليا منل‬
‫* تأخرج الحاك ع محمد ه الماكادر أ « سا ياة » رضا ع عاا ‪ -‬ماولى رساول ع صالى ع علها‬
‫لوحا م ألواح ا ف رحا اللوح فا أجماة‬
‫ً‬ ‫تسل ‪ -‬مال‪ :‬ركب البحر فانكمرو س يان الن كا في ا‪ ،‬فركب‬
‫(‪ )2‬في ا اضسد‪ ،‬فأمبء إل ُيريدن ‪ ،‬ف ل ا أبا الحارث‪ :‬أنا س ياة مولى رسول ع صلى ع عله تسل ‪ ،‬ف أطأ‬
‫أن ا‬ ‫أرس ا ‪ ،‬تامبااء إل ا ‪ ،‬فاادفعا بماكب ا حنااى أخرجا ا م ا اضجمااة تتضااعا علااى ال ري ا ‪ ،‬تهم ا ‪ ،‬فظاا ا‬
‫يودعا ‪ ،‬فكا ذلك آخر ع دي ب (‪.)3‬‬
‫* تلما فنح عمرت ه العاع رض ع عا مصر‪ ،‬أتى أهل ا حي دخء هؤنة ( م أءا ُ ر المابط ) ف االوا‬
‫لا ‪ :‬أي ااا اضمياار‪ ،‬إ لايلاااا هااما ُساااة ال جااري إال ه ااا‪ ،‬ف ااال ل ا ‪ :‬تمااا ذاك ؟ مااالوا‪ :‬إنا كااا لثانا عشارة ليلااة‬
‫الحلا تالثهاا‬
‫ايئا ما ُ‬ ‫تخلو م هما الش ر عمدنا إلى جارية ِبدر هي أهوي ا‪ ،‬فأرضياا أهوي ا‪ ،‬تجعلاا علي اا ء ً‬
‫أف ء ما دو ‪ ،‬أل يااها ف هما الايء‪ ،‬ف ال ل عمرت‪ :‬إ هما ال دو ف اإلسالم‪ ،‬فإ اإلسالم ي دم ما‬
‫كثير حناى ه َماوا باالجال ‪ ،‬فلماا رأى ذلاك عمارت كنام‬ ‫مبل ‪ ،‬فأماموا أء ُ ر هؤنة تأهيم تممرى ال جري ً‬
‫مليال تال ًا‬
‫إلى عمر ه الخ ا رض ع عا هملك‪ ،‬فكنم إله عمر‪ :‬مد أصب ‪ ،‬إ اإلسالم ي دم ما مبلا ‪ ،‬تماد بعثا‬
‫مدم الكنا على عمرت فنح الب امة فإذا في ا‪:‬‬ ‫إلهك هب امة‪ ،‬فأل ا ف داخء الايء إذا أتاك كناه ‪ ،‬فلما ِ‬
‫من عبد هللا عمر م ر المؤمن ن إل ن ث رث مصر‪ :‬ما بعد ‪:‬‬
‫فإن كنت سجري من قبلك فال سجر‪ ،‬وإن كان الواحد القهار جردك‪ ،‬فنسأا هللا الواحد القهار ن جردك‪.‬‬
‫في اا‬ ‫فأل ى عمرت الب امة ف الايء – تمد ت هأ أهء مصر للجال تالخرتج ما ا‪ ،‬ضن ا ال اوم بمصالحن‬
‫المَّاة المو ع أهء مصر(‪.)4‬‬
‫اعا‪ ،‬تم ع تلك ُ‬
‫إال الايء – فأصبحوا تمد أجراه ع سنة عشر ذر ً‬
‫التأي د ا لهي للفئة المؤمنة ‪:‬‬
‫عادما ناظر إلى المعارك الن خاض ا الجيء اضتل مع أعادا الادي نجاد أ الميا ا «الماادي» مياء ب اوة‬
‫الماؤماي ‪ ،‬ماع اضخام فا االعنباار باأ ال ئاة‬ ‫الع َّدة‪ ،‬تمع ذلك كا الاصر حله‬
‫نحو أعدائ م حيع العدد ت ُ‬
‫‪-‬‬ ‫– م ماا هللا‬ ‫تلاك اضسابا‬ ‫أهدا ف اضخم باضسبا الماد ة المناحة أمام ا‪ ،‬تلك كانا‬
‫المؤماة ل تُ صر ً‬
‫أمء بدثير مما عاد أعدائ ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬اإلصابة ( ‪.)182/4‬‬
‫( ‪ ) 2‬أجمة‪ :‬ءجر كثير ملنم ( غابة)‪.‬‬
‫( ‪ ) 3‬إتحاف الخيرة الم رة ه تائد الممانيد العشرة للبوصيري رم ( ‪ ،) 6848‬تمعرفة الصحابة ضه ُنيه ‪ ،‬هرم (‬
‫‪ ،) 3102‬تدالئء الابوة للبي ‪ ،‬هرم ( ‪.) 2293‬‬
‫( ‪ ) 4‬أخرجا ا أه ااو الش ااه فا ا العظم ااة (‪ ،1424/4‬رما ا ‪ ،)9373‬تاها ا عم اااكر (‪ ،)336/44‬انظ اار حهاااة الص ااحابة‬
‫(‪.) 409 ،408/3‬‬

‫‪18‬‬
‫ف ا معركااة هاادر ينجلااى النأييااد اإلل ا ف ا صااور منعااددة لينااوج ف ا الا ا ااة هاصاار ع ي ا ‪ِ :‬إ َذ ُل ِش ا ُ‬
‫هد ُ‬
‫الماما ِ ماا لِ ُه ِ ارُك ِبا ِ تُيا َم ِهم عا َا ُك ِر َجا ا َّ‬
‫لش َاه ا ِ تلِي َارِط علاى ُمُلاو ُ‬ ‫الَاعا أما ًة ِم َاا ُ تُياا ِ ُل عل َاه ُك َ ِما َّ‬
‫ِد َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫وح رَك ِإلى اَلمالِئك ِة أِن مع ُك َ فثِبنُاوا َّال ِامي آمُااوا ساأَُل ِ ِفا ُمُلاو ِ َّال ِامي ك ُارتا‬ ‫تيثِب ِب ِ َاض َمدام (‪ِ )11‬إ َذ ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اض ِرُوا ِم َا ُ َ ُك َّء هاا ﴾ [اضن ال‪.]12 ،11/‬‬
‫اض ِرُوا ف َو َاض َعاا ِ ت َ‬ ‫الرَعم ف َ‬
‫َ‬
‫* تف فنح المدائ سخر ع ن ر دجلة لهع ُبر عله المملمو بخيول ‪...‬يبعاد اننصاار ال ادساهة العظاه –‬
‫كماا ااول اها كثياار فا البدا ااة تالا ا اة – دخااء ساعد ها أها تماااع (ن ار ءااير) تلكاا لا جاد في ااا أحااد تال‬
‫إلاي ‪ ،‬تلا جاد ساعد رضا ع‬ ‫ءيئا مما ُلا ‪ ،‬هء مد تحول ال ار إلاى المادائ تركباوا الما ‪ ،‬تضا َموا الما‬
‫ً‬
‫عا ءيئا م الم ( لعبور ن ر دجلة )‪ ،‬تأخبر سعد بأ كمرى ي دجرد عازم على أخم اضموال تاضمنعة م‬
‫الماادائ ‪ ،‬تإنااك إ لا تدرك ا مبااء ااالث فاااو علهااك تت ااار اضماار‪ .‬فخ اام سااعد المماالمي علااى ءاااط دجلااة‬
‫معا ‪ ،‬تها‬ ‫فحمد ع تأ اى عله تمال‪ :‬إ عدتك مد اعنص ماك ه اما البحار فاال تخُلصاو ( تصاُلو ) إلاي‬
‫جمهعاا‪:‬‬
‫ً‬ ‫علااى م ااع هااما البحاار إلااي ‪ ،‬ف ااالوا‬ ‫خُلصااو إلااهد إذا ءااا تا فيااتءااونك فا سا ا ‪ ،‬تإنا مااد ع ما‬
‫إلااى العبااور‪ ..‬وقةةد مةةر سةةعد المسةةلم ن عنةةد اخةةوا‬ ‫سااعد الاااا‬ ‫عا م ع لاااا تلااك علااى الرءااد فافعااء‪ ،‬فاااد‬
‫العلةةي‬ ‫ونتوكةةث عليةةه‪ ،‬حسةةبنا هللا ونعةةم الوك ةةث‪ ،‬وال حةةوا وال قةوإل إال بةةا‬ ‫ن قولةوا‪ « :‬نسةةتع ن بةةا‬ ‫المةةا‬
‫العظةيم »‪ ،‬ا امانح ب رسا دجلاة تامانح الااا ‪ ،‬تلا ينخلاام عاا أحاد‪ ،‬فماارتا في اا كأنماا مايرت علاى تجا‬
‫ينحااد و علاى‬ ‫اضرو حناى ملااؤتا مااا هااي الجااانبي ‪ ،‬فاال ُياارى تجا المااا ما ال رساا ت َّ‬
‫الرجالااة‪ ،‬تجعااء الاااا‬
‫تج ا المااا كمااا ينحااد و علااى تج ا اضرو‪ ،‬تذلااك لمااا حصااء ل ا م ا ال مأنياااة تاضم ا ‪ ،‬تالو ااو بااأمر ع‬
‫غياار ماادح م ا خشاام لرجااء ااال ل ا مالااك ه ا‬ ‫م ا أمنعاان‬‫تتعااده تنص اره تتأييااده‪..‬تل ُعاادم للمماالمي ء ا‬
‫ياامهم مناااع ‪ ،‬فاارده المااوج إلااى الجاناام‬ ‫عااامر‪ ،‬فاادعا صاااحب ع عا تجااء تمااال‪ :‬الل ا ال تجعلاا ما هيااا‬
‫ردته على صاحب بعيا ‪.‬‬ ‫المي صدتن ‪ ،‬فأخمه الاا‬
‫ااو علااى تج ا المااا مااالوا‪ :‬ديو ًانااا ديو ًانااا‪ ،‬أي‪ :‬مجاااني مجاااني ‪ .‬ا مااالوا‪ :‬وع مااا‬ ‫تعااادما رآه ا ال اار‬
‫جاا‪.‬‬‫إنما‪ ،‬هء ت اتلو ًّ‬
‫ت اتلو ً‬
‫أحدا(‪.)1‬‬
‫ءيئا‪ ،‬تدخلوا المدائ تل جدتا ه ا ً‬
‫دتا ً‬ ‫أحد‪ ،‬تل‬ ‫تخرج المملمو م الا ر تل لر ما‬

‫( ‪ ) 1‬البدا ة تالا ا ة اله كثير ‪ 72-70/7‬باخنصار‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ومن مار ا مان‬
‫خامسا‪ :‬إ قاظ القوى الخفية‬
‫ً‬
‫عااادما ياانمد اإل مااا م ا ال لاام ت ا داد رغبااة العبااد ف ا المهااام بدااء مااا حب ا ر ا تيرضاااه فنجااده ينحاادى‬
‫الصعا ‪ ،‬تينحمء الشدائد ف سبيء ذلك‪.‬‬
‫وضةاعا قةوى منةه‪ ،‬ودجتةاز‬
‫ً‬ ‫اومةا يتحةدى‬ ‫ى‬
‫‪ ..‬ا مان الحي يةوق القةو الخفيةة ااخةث ا نسةان ودجعلةه ً‬
‫مصاع عظم بك ر من حدوا إمكاناسه‪..‬‬
‫رسول ع صالى ع علها تسال فا مداة ‪ ،‬تكاانوا ملاة ممن اع ي ف االوا‪ :‬وع ماا‬ ‫‪ ..‬اجنمع يوما أصحا‬
‫إ ااه ؟ ف ااال عبااد ع ها ممااعود‪ :‬أنااا أُساامع‬‫ساامع ماريش هااما ال ارآ ُج اار ل ااا با مااط‪ ،‬فما رجااء ُماامع‬
‫إذا أرادته ِبشر‪ .‬ف ال‪ :‬دعون فإ‬ ‫إ اه‪ .‬ف الوا‪ :‬إنا نخشاه علهك‪ ،‬إنما نريد رجال ل عشيرة تحمه تتماع ما‬
‫ع سهماعا تيحميا ‪.‬‬
‫ا غاادا إلااى الممااجد حنااى أتااى م ااام إهاراهه فا ال ااحى‪ ،‬تماريش جلااو حااول الكيبااة‪ ،‬فوماام عاااد الم اام‬
‫َّ‬ ‫الا َّار َحم ُ (‪ )1‬عَّل ا اَلُ ا َآ‬
‫ار (‪ )2‬خل ا ا َِإل َنمااا (‪ )3‬علم ا ُ‬ ‫افعااا ه ااا صااوت ‪-‬‬
‫تم ا أر‪ :‬بم ا ع الاارحم الاارحه – ر ً‬
‫اَلبها ﴾ [الرحم ‪.]4-1/‬‬
‫تم ى ر ها‪ ،‬فنأملن مريش تمال ‪ :‬مااذا ماال اها أم عباد ؟! ًّتباا لا ‪ ،‬إنا ينلاو بعاك ماا جاا با محماد‪،‬‬
‫تهو أر حنى هلغ ما ا ما ءا ع أ يبلغ‪ ،‬ا انصارف إلاى أصاحاب تالادم‬ ‫ر و تج‬ ‫تماموا إله تجعلوا‬
‫اآل ‪ ،‬تإ‬ ‫ماايء ماا ‪ ،‬ف ااالوا لا ‪ :‬هااما الاامي خشااياا علهااك‪ ،‬ف ااال‪ :‬وع مااا كااا أعاادا ع أهااو فا عياا مااا‬
‫ما درهو (‪.)1‬‬
‫غدا‪ ،‬مالوا‪ :‬ال‪ ،‬حمبك‪ ،‬ل د أسمعن‬ ‫ءئن ضُغ َّ‬
‫اديا بمثل ا ً‬
‫لادت مع ا‬ ‫‪ ..‬تهما عمرت ه الجموح يرى أهاا ه الثال ة ينج ت لل ا أعدا ع فا أُحاد‪ ،‬فعا م علاى أ‬
‫مما ع م عله ‪ ،‬ف و ءه كبير طاع ف الم ‪ ،‬تهاو إلاى ذلاك‬ ‫إلى الج اد‪ ،‬لك ال نهة أجمعوا على ماع أهي‬
‫أعرج ءديد العرج‪ ،‬تمد عمره ع يهم عمره ‪ ،‬ف االوا لا ‪ :‬اا أباناا‪ ،‬إ ع عامرك‪ ،‬فعاالم تُكلام ن ماك ماا أع ااك‬
‫ع ما ؟!‬
‫فل اام الشااه م ا مااول ‪ ،‬تان ل ا إلااى رسااول ع صاالى ع عله ا تساال شاادوه ‪ ،‬ف ااال‪ :‬ااا نب ا ع‪ ،‬إ‬
‫حبمون ع هاما الخيار تها ينامرعو باأن أعارج‪ ،‬وع إنا ضرجاو أ أطاأ بعرجنا‬ ‫أهاائ هؤال يريدت أ‬
‫همه الجاة‪.‬‬
‫ف ال رسول ع صلى ع عله تسل ضهاائ ‪ « :‬دعوه ؛ لعء ع ع تجء أ يرزم الش ادة »‪ .‬فخلوا عا‬
‫إذعانا ضمر رسول ع صلى ع عله تسل ‪.‬‬
‫ً‬

‫( ‪ ) 1‬صور إ مانهة م حهااة الصاحابة تالناابعي ‪ ،314/1‬ن ًاال عا ساير أعاالم الاابال للامهب ‪ ،‬تصا ة الصا وة الها‬
‫الجوزي‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫اتج إلى ال بلة ترفع كفها إلاى الماما‬ ‫الخرتج‪ ،‬حنى تدط عمرت ه الجموح زتجن ‪،‬‬ ‫تما إ ِأزف تم‬
‫خائباا »‪ .‬ا ان لا ُحاهط با أهااا ه الثال اة‪ ..‬تلماا حما‬
‫ً‬ ‫تماال‪ « :‬الل ا ارزماا الشا ادة تال تردنا إلاى أهلا‬
‫تطااهع المعركااة‪ ،‬تت اار الاااا ع ا رسااول ع صاالى ع عله ا تساال ءااوهد عماارت ه ا الجمااوح م ا ف ا‬
‫الرعيااء اضتل تيثاام علااى رجلا الصااحهحة ت ًبااا تهااو ااول‪ :‬إنا لمشاانا إلااى الجااة‪ ،‬إنا لمشاانا إلااى الجاااة‪،‬‬
‫تكااا ت ار ه اها ا « خا َّاالد » تمااازال الشااه تفناااه جاه اادا ع ا رسااول ع صاالى ع عله ا تساال حنااى خ ا َّا‬
‫ار‬
‫صريعي ء يدي على أرو المعركة‪ ،‬لهع هي االه تأهه إال لحظاو (‪.)1‬‬
‫حمث ال ار ة ‪:‬‬ ‫عم‬
‫تإ تعجم م أ ر اإل ما فعجم إصرار عبد ع ه أم مدنوم على الج اد تهو أعمى‪ ،‬تس ره مع جاهش‬
‫سااعد ه ا أها ا تماااع إل ااى ال ادسااهة لمالم اااة ال اار ‪ ،‬تهااو الب ااع درع ا ‪ ،‬مم اانكمء عدت ا ‪ ،‬فين اادم لهحمااء ار ااة‬
‫ال ار ة !! (‪.)2‬‬ ‫المملمي ‪ ...‬تهو أعمى !! تيحاف علي ا إلى أ ُمنء ء ًيدا‪ ،‬تهو حن‬
‫َّ‬
‫شال ا ا مان‪:‬‬
‫( رتى الناري أ جع ر ه أه طالم رض ع عا أخم ار اة رساول ع صالى ع علها تسال فا غا تة‬
‫مياا ‪ ،‬فأخاام ال ار ااة ههماااره‬ ‫مؤتاة‪ ،‬ف اتااء ه ااا‪ ،‬حنااى إذا أره ا ال نااال اماانح عا فرسا ‪ ،‬فع رهااا ا ماتااء‪ ،‬ف عا‬
‫ال ار ة بع د ‪ ،‬حنى منء تل االث ت ال او سااة‪ ،‬تتجاد الممالمو ماا هاي صادره تماكبها‬ ‫ف ع ‪ ،‬فاحن‬
‫تطعاة رمح‪ ،‬كل ا ما اضماام‪ ،‬تمااو فناى ال نهاا تهاو حا َ‬ ‫تما أمبء ما تمعي جراحة‪ ،‬ما هي ضر ة سه‬
‫إلى الجاة‪ ،‬تينلاى هاعمائ ا‪ ،‬تيمن ي ه خارف الدنها‪.‬‬
‫هء ُينصور هما م غير ع يدة تنلللء ف اضحشا ‪ ،‬تنشوة إ مانهة تمري ف العرت ‪ ،‬تلمة رتحهاة تنللام‬
‫على الشعور باضل ؟!‬
‫إ هما الشالل م اإل ما تاالحنما ‪ ،‬ترجا اضجر تالثاوا ‪ ،‬تالشاو إلاى الجااة‪ ،‬تالحااي إلاى الشا ادة‪،‬‬
‫نبع ما هما النهار الم ي الماير) (‪.)3‬‬ ‫بدرا‪ ،‬تل ُمنخدم بعد‪ ،‬تل‬
‫تالحم هلل تلرسول تللمؤماي ؛ الزال ً‬

‫( ‪ ) 1‬سير أعالم الابال ( ‪ ،)54/1‬تتاري اإلسالم للمهب ( ‪ ،) 216/2‬تالبدا ة تالا ا ة اله كثير ( ‪.) 42/4‬‬
‫( ‪ ) 2‬صااور إ مانهااة م ا حهاااة الصااحابة تالنااابعي ‪ ،132 ،131/1‬ن ا ًاال ع ا اإلصااابة اله ا حجاار‪ ،‬تال ب اااو اله ا‬
‫اله عبد البر‪.‬‬ ‫سعد‪ ،‬تص ة الص وة اله الجوزي‪ ،‬تاالسنهعا‬
‫( ‪ ) 3‬ن حاو اإل ما ضه حم الادتي‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ومن مار ا مان ‪:‬‬
‫سااسا‪ :‬الرغبة في هللا‬
‫ً‬
‫كلماا ازداد اإل ماا بااّلِل عا تجاء ازدادو اة العباد يها سابحان ت أنا مالاك الملاك‪ ،‬المنصارف فا ءااؤت‬
‫كااء ذرة يها ‪ ،‬العلااه الخبياار الاامي ال تلياام عاا أي حركااة أت سااداة فا هااما الكااو ‪ ..‬ال ااادر الم ناادر‪ ،‬الل ااور‬
‫الرحه ‪....‬‬
‫ار‬
‫ت امااو هاامه الث ااة ف ا ال لاام ت ا داد رغبااة العبااد ف ا ر ا يهصاابح ذها ا مشاالوًال بااالن كير يه ا ‪ ،‬تملب ا حاضا ًا‬
‫مع ا ‪ ..‬فينوج ا إله ا باضعمااال‪ ،‬تين ا ي ل ا باضفعااال الن ا ترضااه ‪ُ ..‬كثاار م ا مااجات ا ت ااع أء اوام إله ا ‪...‬‬
‫مصر أت زَّل مدم ‪ ...‬لم ما المماعدة ف كء أموره‪ ،‬تالش ادة على ما حدث ل ‪.‬‬ ‫منرضه كلما َّ‬
‫ال ملكاو لا‬ ‫حناى تامحا ما حياع كاون‬ ‫ف نظره تت اء الث اة فاي‬‫صلر حج الاا‬
‫ُ‬ ‫تف الم اهء‪:‬‬
‫ار‪ ،‬فااال ينا ي ل ا فا أفعالا ‪ ،‬تال مااعى لعلااو ما لنا عاااده ‪ ،‬هااء ماانلا عااا ‪ ،‬تيا ااع ما ملبا‬
‫ن ًعااا أت ضا ًّا‬
‫ال مع في ‪ ،‬تم َّ ال يرائي بأموال أت أفعال ‪..‬‬
‫ةديدا فةةي ا مةةان بةةه‪ ..‬ر ةلأل‬
‫عظيمةةا بةةا عةةا وجةةث‪ ،‬وضةةع ًفا شة ً‬
‫ً‬ ‫إن الردةةا اةةورإل ب ي ةةة سعكةةس جه ة ًال‬
‫سلقائيا بادااإل ا مان الحقيقي با وال قة فيه‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫الصورإل مكنها ن س محث وسنمحي‬
‫الراغبون في هللا‪:‬‬
‫عما أناع ها الا ار عا مناال هادر‪ ،‬ف اال‪ :‬اا رساول‬ ‫ول أناع ها مالاك رضا ع عاا ‪ :‬غاا‬ ‫‪-‬‬
‫ع‪ ..‬غب ُ ع أتل منال ماتلن المشركي ‪ ،‬لئن شهدني هللا قتاا المشرك ن ل رد َّن هللا مني ما انع‪.‬‬
‫فلمااا كااا يااوم أُحااد تانكشاام المماالمو ‪ ،‬مااال‪ :‬الل ا إنا أعناامر إلهااك ممااا صاااع هاؤال ( عاا ‪ :‬المماالمي )‪،‬‬
‫تأها أر إلهااك ممااا صاااع هاؤال ( عاااى‪ :‬المشااركي )‪ ،‬ا ت اادم فاساان بء سااعد ها معاااذ‪ ،‬ف ااال‪ :‬ااا سااعد‪ ،‬الجاااة تر‬
‫الا ر‪ ،‬إن أجد ريح ا دت أحد‪ .‬مال سعد‪ :‬فما أسن هع أ أصم ما صاع(‪.)1‬‬
‫‪ -‬تي ول سعد ه أه تماع‪ :‬لما كان « أحاد » ل ياا عباد ع ها جحاش تماال‪ :‬أال تادعو ع ؟ ف لا ‪:‬‬
‫اديدا حاارده‪ ،‬أماتل ا‬ ‫ِ‬
‫اديدا بأسا ‪ ،‬ءا ً‬
‫هلااى‪ .‬فخلونااا فا ناحهااة‪ ،‬فاادعوو‪ ،‬ف لا ‪ :‬ااار إذا ل ي ا العاادت فل اا رجا ًاال ءا ً‬
‫اأم عباد ع ها جحاش علاى دعاائ ‪ ،‬ا ماال‪ :‬الل ا‬ ‫تي اتلا ‪ ،‬ارزما الظ ر عله حنى أمنل تآخام سالب ‪ ،‬ف َّ‬
‫غةدا‬
‫ءديدا بأس ‪ ،‬أماتلا يهاك تي ااتلا ‪ ،‬ا أخامن يهجادط أن ا تأذنا ‪ ،‬فةإذا لق تةك ً‬
‫ءديدا حرده‪ً ،‬‬
‫رجال ً‬
‫ً‬ ‫ارزما‬
‫قلت‪ :‬فيم جدع نفك و ذنك؟ فأقوا‪ :‬فيك وفي رسولك‪ ،‬فتقوا‪ :‬ادقت‪.‬‬
‫خير ما دعاوت ‪ ،‬ل اد رأينا آخار الا اار‪ ،‬تإ أن ا تأذنا لمعل اا‬
‫دعوة عبد ع ه جحش ًا‬ ‫مال سعد‪ :‬كان‬
‫ف خهط(‪.)2‬‬

‫( ‪ ) 1‬رتاه البخاري (‪ ،1032 / 3‬هرم ‪.)2651‬‬


‫( ‪ ) 2‬أخرج ا البي ا ف ا ساااا ( ‪ ،) 307/6‬تالحاااك ف ا الممااندرك ( ‪ ) 86/2‬تمااال‪ :‬صااحهح علااى ءاار الشااهخي‬
‫تل ُخرجاه‪ ،‬تأترده المهب ف المير (‪.) 112/1‬‬

‫‪22‬‬
‫أ ينركااوه ليركااع ركعنااي ‪،‬‬ ‫‪..‬تعااادما أراد مشااركوا مدااة منااء خبياام ه ا عاادي رض ا ع عا ا طلاام مااا‬
‫ج ًعا‬ ‫طول‬
‫أمبء على ال وم ف ال‪ :‬أما وع‪ ،‬لوال أ تظاوا أن إنما َّ‬ ‫فواف وا‪ .‬فركع ركعني أتم ما تأحما ما‪،‬‬
‫َّإنا مد هللاا رسالة رسولك‪ ،‬فبللا‬ ‫رفعوه على خشبة‪ ،‬فلما أت وه مال‪ :‬الل‬ ‫م ال نء السنكثرو م الصالة‪.‬‬
‫اللداة ما ُصاع هاا‪..‬‬
‫ءعر مال يه ‪:‬‬ ‫ت عد أ صلبوه أنشد ًا‬
‫ف ا ا ا ا ا ا ا ا ااما الع ا ا ا ا ا ا ا ا اار ص ا ا ا ا ا ا ا ا ا ِابرن عل ا ا ا ا ا ا ا ا ااى م ا ا ا ا ا ا ا ا ااا ُيا ا ا ا ا ا ا ا ا ارادف اها ا ا ا ا ا اا ا ا ااد ا ب ا ا ا ا ا ا ااعوا لحما ا ا ا ا ا ا ا تم ا ا ا ا ا ا ااد ب ا ا ا ا ا ا ااا م معا ا ا ا ا ا ا ا‬
‫اارك علا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااى أتصا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااال ِء ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اَلو مم ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا َّط‬
‫تذلا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااك ف ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ذاو اإلل ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا تإ ش ا ا ا ايا ابا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااأ‬
‫(‪)1‬‬
‫الما أي ح ا ا ا ا ا ا ا ا ااال ك ا ا ا ا ا ا ا ا ااا فا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ع م ا ا ا ا ا ا ا ا ااجع‬ ‫لعما ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااري م ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا أح ِ ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا َاء إذا ما ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا مما ا ا ا ا اعالاا ا ا ا ا ا ا ا ااى‬
‫ً‬

‫( ‪ ) 1‬ساايرة اه ا هشااام ( ‪ ،) 172/2‬تساايرة اه ا كثياار ( ‪ ،) 130/3‬تحلهااة اضتلهااا ضه ا ُنيااه ( ‪ ،) 113/1‬تسااير‬


‫أعالم الابال للمهب (‪.)48/1‬‬

‫‪23‬‬
‫ومن مار ا مان‬
‫سابعا‪ :‬اختفا الظوارر السلبية وقلة المشكالت ب ن ا فراا‬
‫ً‬
‫عم اإل ما ‪ :‬علو ال وى تيمه ر على اإلرادة‪.‬‬ ‫عادما‬
‫تال وى هو كء ما تميء إله الا ع‪ ،‬أي أ غلبة ال وى معااها سه رة الا ع بأطماع ا على إرادة اإلنماا‬
‫أسي ار ل ا‪.‬‬
‫تملب ‪ ،‬يهصبح ً‬
‫فالا ع ءحهحة تحم االسنئثار بدء ما تظ أ يه ن ع ا فياشأ ع هما ال وى ‪ -‬عادما ينمد م ال لم‬
‫‪ -‬ال مع تالظل تالبخء تالنعدي على ح و اآلخري ‪.‬‬
‫دتما العلو على اآلخري تتكره أ ينمي علي ا أحد فيانج ع ذلك الحمد تالح د‪.‬‬ ‫تالا ع تريد ً‬
‫تاللااش‬ ‫تالااا ع تك اره الظ ااور بمظ اار المخ ا فياشااأ ع ا هااما ال ااوى عااادما مااه ر علااى ال لاام‪ :‬الكاام‬
‫تالخداط‪..‬‬
‫فياشأ ع ذلك‪ :‬ال مو تعدم المهام باضتامر الشراهة‪...‬‬ ‫تالا ع تكره المشا تالنكاله‬
‫تهدما تا ل جمهع الظواهر الملبهة تالمشدالو م ضعم اإل ما تغلبة هوى الا ع‪.‬‬
‫والحث ا وا وا م ث لعالج المجتمع المسلم من ظواررأل السلبية إنما كون بإاال ا مةان‪ ،‬فكلمةا ازااا‬
‫ا مان فةي القلةوب انحسةر سةأ ر الهةوى عل هةا وقودةت ا رااإل وافعةت اةاحبها لمكةارم ا خةالق ومعال هةا‪..‬‬
‫او﴾‬ ‫ير ِم اَل ُخل ا ِ لي َب ِل ب َع ُ ُ َ على ب َعاك ِإ َّال َّال ِامي آمُااوا تع ِمُلاوا َّ‬
‫الصاالِح ِ‬ ‫تأمء مول ع تعالى‪ :‬تإِ َّ كِث ًا‬
‫[ع‪.]24/‬‬
‫إ قاظ ا مان رو البدا ة الصحيحة لحث المشكالت‪:‬‬
‫إ العمء على زيادة اإل ما ف ال لو هو الحء اضتل لكثير م المشادالو‪ ،‬ف ا ظاء اضجاوا اإل مانهاة‬
‫صاااع المعج ا او‪ ،‬تياارتو‬ ‫تاامع ال لااو لااداع الع ااو تالص ا ح تالنمااامح تالنلاااو ع ا ال اواو‪ ،‬فاإل مااا‬
‫حدما ن ائها ما خاالل سالوكهات النا ماد تبادت‬
‫الا و ‪ ،‬لملك فإن لهع م المااسم أ نحد على ءخص ما ً‬
‫ما ف حالة ضاعم إ مانا ‪ ،‬تلاهع ما المااسام كاملك أ تادفعاا تلاك النصارفاو إلاى مواج نا تاتخااذ مومام‬
‫م اد ما ؛ ض ذلك مد يؤدي إلى االجن ااد فا االننصاار لا ما تإ بااو صاحة موم ا ‪ ،‬فنا داد اضماور تع ي ًادا‪،‬‬
‫لااملك فااالم نرح ف ا مثااء هاامه الحاااالو أ تكااو البدا ااة ه ا العمااء علااى إ اااظ اإل مااا ف ا ال لااو ‪ ،‬فننحااول‬
‫تدريجهًّا اضجوا المحه ة إلى أجوا صحهة معى في ا الجمهع إلى مرضاة ع ع تجء‪.‬‬
‫أماما ‪ ،‬عااد ذلاك ساننلير‬ ‫مثء همه اضجوا اإل مانهة تصبح – ف اللالام – ن اع المار ت ار ه تلهما‬ ‫ف‬
‫الكثير م المشدالو تل ائهًّا بإذ ع‪.‬‬ ‫الدتافع‪ ،‬تتان‬
‫لااهع معاااى هااما هااو انعاادام حاادتث المشاادالو هااي اضفاراد‪ ،‬فال بهعااة البشارية تمااا تحملا ما ضااعم تااأهى‬
‫– تكو هياة‪ ،‬عارضة سرعا ما ت تل عادما ممع أصحاه ا حادي اإل ما ياادي‬ ‫ذلك‪ ،‬تلكا ا ‪ -‬إ حد‬
‫﴾ [ع‪.]30/‬‬ ‫ِن َع اَلع َب ُد ِإَّن ُ أَّتا‬ ‫أ ات وا ع‬ ‫علي‬

‫‪24‬‬
‫اة النا كاا يا اا علاى مما ح ها أ ا اة‬ ‫فعل سب ث الم اا‪ :‬عادما ع م أهو بدر الصدي على م اع الا‬
‫اايلة الع ااو ب ول ا تعااالى‪ :‬تال أَتا ِاء أُتُلااو‬ ‫ضن ا كااا مم ا تكل ا ف ا حاد ااة اإلفااك ن ا ل ال ارآ ُلياامكره تغي اره ب‬
‫ِ‬ ‫يء َّ ِ‬
‫سِب ِ‬ ‫المع ِة أ يؤتُوا أُتلِ اَلُ ر ى تاَلمم ِ‬
‫اكي تاَل ُم ا ِج ِري ِف‬ ‫اَل َ ِء ِم َا ُك َ ت َّ‬
‫ص ُحوا أال تُحبَو أ َ‬ ‫ًل تَله َعُ وا تَله َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬
‫‪ :‬هلى وع إناا نحام أ تل ار لااا اا ر ااا‪،‬‬ ‫ًلُ غُ ور ر ِحه ﴾ [الاور‪ ]22/‬فعاد ذلك مال الصدي‬ ‫ًلُ ل ُك َ و َّ‬ ‫َل ِر َّ‬
‫أهدا (‪.)1‬‬
‫صل م الا ة‪ ،‬تمال‪ :‬وع ال أن ع ا ما ً‬ ‫أرجع إلى مم ح ما كا‬
‫‪ ..‬تعاادما اخنلاام رجااال علااى مياراث هيا مااا تذهبااا حنكمااا إلااى رسااول ع صاالى ع علها تساال ‪ ،‬فماااذا‬
‫فعء مع ما ؟!‪.‬‬
‫عا أم ساالمة رضا ع عا ااا مالا ‪ :‬جااا رجااال ما اضنصااار خنصااما إلااى رسااول ع صاالى ع علها‬
‫لهع هيا ما هياة‪ ،‬ف اال رساول ع صالى ع علها تسال ‪ « :‬إنكا تخنصامو‬ ‫تسل ف مواريع هيا ما مد ُد ِرس‬
‫هياك على نحاو ماا أسامع‪ ،‬فما م اي‬ ‫بح َّجن م بعك فإن أم‬ ‫إل تإنما أنا بشر‪ ،‬تلعء بع د ألح ُ‬
‫اما ف عا يوم المهامة » يبدى‬ ‫ءيئا فال أخمه‪ ،‬فإنما أم ع ل م عة م الاار أت ه ا إس ً‬ ‫ل م ح أخه ً‬
‫الاارجال تمااال كااء تاحااد ما مااا‪ :‬ح ا ضخ ا ‪ .‬ف ااال رسااول ع صاالى ع عله ا تساال ‪ « :‬أمااا إذ ملنمااا فاذهبااا‬
‫(‪.)2‬‬
‫لينحلء كء تاحد ماك صاحب »‬ ‫اسن ما‬ ‫َّ‬
‫توخها الح‬ ‫فامنمما‬
‫غنائم بدر‪:‬‬
‫هااااك غاااائ كثي ارة ممااا أدى إلااى اخاانالف‬ ‫عااادما اننصاار المماالمو علااى المشااركي ف ا غ ا تة هاادر كان ا‬
‫معالجاة هامه‬ ‫تما‬
‫َّ‬ ‫البعك حول كهفهة توزيع ا‪ ،‬تظ بعك الشبا أن أح ِم غيره ما الشايوخ‪ ..‬فكها‬
‫المشدلة؟‬
‫صالِ ُحوا‬ ‫الرس ِ‬
‫اول فااتَُّ وا َّ‬ ‫ال ُم ِاء َاضن ِ ِ‬
‫ن ل سورة اضن ال ت دأو ب ول تعالى‪ :‬مأُلونك ع ِ َاض َن ِ‬
‫ًل تأ َ‬ ‫اال َّّلِل ت َّ ُ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫تماماا‪ ،‬تأصابح‬ ‫ًل ترُسول ُ ِإ َ ُك َانُ َ ُم َؤ ِمِاي ﴾ [اضن ال ‪ .]1 :‬فخرج اللااائ ما أيادي‬
‫هعوا َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ذاو ه َيا ُك َ تأط ُ‬
‫هلل ترسول ‪.‬‬
‫تمكره باإل ما تعالمات ‪ ،‬تأتردو بعك ص او المؤماي لهعرو كاء ماا ن ما علي اا‬ ‫هدأو اآل او ِ‬
‫ينوَّكُلاو (‪)2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِإَّنما اَلم َؤ ِمُاو َّال ِمي ِإذا ُذ ِكر َّ ِ‬
‫إ م ًاناا تعلاى رِ ا َ‬ ‫ًلُ تجل َ ُمُلوُ ُ َ تِإذا ُتلي َ عل َي َ آ اتُ ُ زاد َت ُ ا َ‬ ‫ُ‬
‫تم َل ِارة تِرَز‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ًّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫درجااو ع َااد رِ ا َ‬ ‫الصالة ت ِم َّما رزَما ُ‬
‫ااه َ ُي َا ُ او (‪ )3‬أُتلئاك ُها ُ اَل ُم َؤم ُااو ح اا ل ُ ا َ‬ ‫َّ‬ ‫همو‬‫المي ُم ُ‬
‫ك ِري ﴾ [اضن ال ‪. ]4 - 2 :‬‬

‫(‪ )1‬ت مير ال رآ العظه اله كثير ‪.260 ،259/3‬‬


‫(‪ )2‬أخرج اإلمام أحمد ( ‪ ،)320/6‬تمال ءعيم اضرنؤت ‪ :‬إساااده حما ‪ ،‬تاها أها ءايبة ( ‪ .) 353/7‬وا سةطام‪:‬‬
‫حرك بها النار‪.‬‬
‫ري الحديدإل التي س َّ‬

‫‪25‬‬
‫ف ء كر أحد بعد همه اآل او ف اللاائ ‪ ،‬أم أن ساه كر فا ن ما ‪ ،‬تأيا هاو ما هامه الصا او‪ ،‬تهاء هاو‬
‫مؤم ح ا أم ال؟‬
‫ما نصاار عظااه فا هاامه اللا تة المباركااة‪ ،‬تأ هااما الاصار‬ ‫ا تم ا المااورة فناامكره بمااا ما َّ ع علااي‬
‫الليااع‪ ،‬تأمااده‬ ‫بالاعااا ‪ ،‬تأن ا ل علااي‬ ‫كااا م ا عاااد ع ع ا تجااء تحااده‪ ،‬ال م ا عاااد أن م ا ‪ ،‬فل ااد َّ‬
‫غش ا‬
‫أمدام ‪ ،‬تأته كيد عدته ‪.‬‬ ‫بالمالئكة‪ ،‬تسدد رمي ‪ ،‬ت ب‬
‫تملب ‪.‬‬ ‫تتخوف بأ ع ُحول هي المر‬ ‫ِ‬ ‫تمكره اآل او ب رترة االسنجابة هلل تالرسول‪،‬‬
‫ملِيااء ُم َمن َ ااعُ و ِف ا‬ ‫ِ‬
‫تتعااود اآل اااو هااماكرت إلااى أ ااام مدااة حااي كااانوا ممن اع ي ‪ :‬تا َذ ُكا ُارتا إ َذ أ َناانُ َ‬
‫َّ ِ ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫اك تأَّيااد ُك ِها ِ‬ ‫و تخاااُفو أ َ ي انخ َّ ُك َّ‬
‫َاض َر ِ‬
‫ت َشا ُاد ُرت ﴾ [اضن ااال ‪:‬‬ ‫صا ِاره ترزم ُك ا َ م ا ال يباااو لعل ُك ا َ‬
‫َ َ‬ ‫الاااا ُ فااآت ُ َ‬ ‫ُ‬
‫‪.]26‬‬
‫ت عااد أ تجااردو ال لااو هلل‪ ،‬ت ارجااع كااء تاحااد مااا إ مان ا ‪ ،‬تنم ا أماار اللاااائ ‪ ..‬جااا و اآل ااة الحاد ااة‬
‫اعلم اوا أَّنمااا غِاماانُ ِم ا َ ء ا فااأ َّ َِّّلِلِ ُخمم ا تلِ َّلرس ا ِ‬
‫ول تلِا ِامي‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫تَ ُ‬ ‫تاضر عااي لننحاادث ع ا كهفهااة ت مااه اللاااائ‬
‫ااّلِلِ تمااا أ َن َلاااا علااى ع َبا ِادنا يا َاوم اَلُ َرمااا ِ يا َاوم اَلن ااى‬ ‫الم اِب ِ‬
‫يء ِإ َ ُك َااانُ َ آم َااانُ َ ِبا َّ‬ ‫اَلُ ر ااى تاَلينااامى تاَلمما ِ‬
‫ااكي ِ ت َاه ا ِ َّ‬ ‫َ‬
‫ًلُ على ُك ِء ء م ِدير ﴾ [اضن ال ‪.]41 :‬‬ ‫اَلج َمعا ِ و َّ‬
‫َ‬

‫‪26‬‬
‫ومن مار شجرإل ا مان المباركة‬
‫امًنا‪ :‬التأ ر ا جابي في الناس‬
‫االحا فا ن ما ‪ ،‬هااء علها أ عمااء علااى إصااالح غياره ااا ُهاا َّ أ ِم ا ِ‬ ‫لااهع علااى المماال ف ااط أ دااو صا ً‬
‫ور﴾ [ل ما ‪.]17/‬‬ ‫اصِب َر على ما أصابك ِإ َّ ذلِك ِم َ ع َ ِم َاضُ ُم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصالة تَأ ُم َر باَلم َع ُرتف ت َان ع ِ اَل ُم َاك ِر ت َ‬
‫َّ‬
‫ًلِ تع ِمء صالِ ًحا تمال ِإَّنِا ِم اَل ُم َملِ ِمي ﴾[فصل ‪.]33/‬‬ ‫تم َ أ َحم ُ م َوًال ِم َّم َ دعا ِإلى َّ‬
‫صلِ ِحي ﴾ [اضعراف‪.]170/‬‬ ‫ِ‬ ‫ت َّال ِمي ُم ِم ُدو ِباَل ِكنا ِ تأماموا َّ ِ‬
‫هع أ َجر اَل ُم َ‬ ‫الصالة إَّنا ال ُن ُ‬ ‫ُ‬
‫ًل علا ااى ب ِ‬
‫ص ا ايرة أن ا اا تم ا ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُما ا َاء ها ا ِامِه س ا اِب ِيل أ َد ُعا ااو ِإلا ااى َّ‬ ‫فالا اادعوة إلا ااى ع ه ا ا عما ااء الرسا ااء تأتبا اااع‬
‫اتَّبعِا ﴾[يوسم‪.]108/‬‬
‫ونجا الداعية فةي اعوسةه للنةاس عنةي التةأ ر ا جةابي فة هم‪ ..‬رةلا التةأ ر سةتلام وجةوا رو حةي‪،‬‬
‫محمال بالحرقة والشفقة علة هم‪ ..‬وال‬
‫ً‬ ‫ورغبة جارفة سهيمن عل قلبه سستح ه نقاذ اآلخردن‪ ،‬فيخرج كالمه‬
‫مكن التلبس بهلأل الحالة إال من خالا قظة ا مان وسمكنه في قلبه‪.‬‬
‫إلها ‪ ،‬يهصاد‬ ‫‪ ..‬اإل ما الحا يادفع صااحب للباد ها ما فا المهاام بالعماء الصاالح مباء أ يادعو الااا‬
‫َّ ي داد تأ يره ف اآلخري ‪.‬‬ ‫مول فعل ‪ ،‬تم‬
‫صاحب ا االن عال‪ ،‬تيؤيدها العمء ه الكلماة المثمارة‪ ،‬النا تُحارك‬ ‫ول سيد م م‪ :‬الكلمة البمه ة الن‬
‫اآلخري إلى العمء‪.‬‬
‫اآلذا ال تنعاداها إلاى ال لاو م ماا‬ ‫تي ول‪ :‬أ ما دااهة ال صاد فعلا مولا ‪ ،‬فاإ كلماتا ت ام علاى أهاوا‬
‫كلمات بارعة‪ ،‬تابارات هلهلة(‪.)1‬‬ ‫كان‬
‫مت نؤ ر في الناس‪:‬‬
‫ًل ال ُلِي ُار ماا‬
‫ِإ َّ َّ‬ ‫اء سابحان‬
‫غيار أهاا هاا ماا بأن ما ‪ ،‬ألا‬
‫إ تليير حاال اضماة اضلاه لا يان إال إذا َّ‬
‫ِب َوم حنَّى ُلِي ُرتا ما ِبأ َنُ ِم ِ َ ﴾ [الرعد ‪.]11 :‬‬
‫تالوامع خبرنا بأ هما النليير لهع باضمر الهمير‪ ..‬فموجة الماد ة ف ُعلو‪ ،‬تانجما المملمي نحو طي‬
‫اضرو ف ا ازد اااد‪ ،‬تلك ا ياان اضخاام بأياادي إلااى تليياار مااا بأن م ا ‪ ،‬تت ويااة اإل مااا ف ا ملااو ‪ ،‬تتصااحهح‬
‫وياا ارسا ًخا‬
‫ماناا م ًّ‬
‫اضفكار تالمعن داو ف ع ول ‪ ،‬تالنأ ير اإل جاه الدائ في ؛ الهد ما تجاود رجاال ماؤماي إ ً‬
‫تيعي الاا على الخرتج م بحر الش واو‪.‬‬ ‫كالجبال صمد أمام أمواج الماد ة العاتهة‪ُ ،‬‬
‫م هاا ن ول بأ البدا ة الصحهحة للنليير ه تجاود الشاخص المناوهج‪ ،‬صااحم الارتح اله ِظاة‪ ،‬تاإل ماا‬
‫جمهعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الاجاح‬ ‫الح ‪ ،‬تكما ول اإلمام حم الباا‪ :‬إذا ُت ِجد المؤم الصحهح ُت ِجدو مع أسبا‬

‫( ‪ ) 1‬ف ظالل ال رآ ‪.2369/4‬‬

‫‪27‬‬
‫القلوب ب د هللا ‪:‬‬
‫إخالصااا‪ ،‬ترغبااة ف ا ن ااع‬
‫ً‬ ‫صاادًما ت‬ ‫إ الاامي اانح ال لااو لكااالم الاادعاة هااو ع ع ا تجااء فااإ رأى مااا‬
‫ل – ملو ‪.‬‬ ‫–ب‬ ‫نح ل‬ ‫فإن سبحان‬ ‫المدعوي ‪ ،‬تء ة صادمة علي‬
‫َّ تضع ل ال بول ف اضرو كما ف‬ ‫ما لة العبد عاد ر باإل ما أحب ع ع تجء‪ ،‬تم‬ ‫تكلما عل‬
‫فالناا فأحبا ‪ ،‬يهحبا جبرياء‪ ،‬فيااادي جبرياء فا أهاء‬
‫الحديع‪ « :‬إذا أحام ع عب ًادا ناادى جبرياء‪ :‬إ ع حام ً‬
‫يوضع ل ال بول ف اضرو »(‪.)1‬‬ ‫فالنا فأحبوه‪ ،‬يهحب أهء المما‬
‫المما ‪ :‬إ ع حم ً‬
‫الح نفسك سصلح لك رع تك ‪:‬‬
‫‪ ..‬انظر إلى أه بدر الصدي رض ع عا تهو مش بجانم راحلة عمارت ها العااع رضا ع عاا‬
‫مائال‪ « :‬ا عمرت‪ ،‬ات ع فا سارائرك تعالنيناك‬
‫الجهش المنوج إلى الشام ً‬ ‫تهو يوصه مبء س ره على أر‬
‫تاسنحه ‪ ،‬فإن يراك تيرى عملك‪ ..‬فك م عمال اآلخارة‪ ،‬تأ ِرد بماا تعماء تجا ع‪ ،‬تكا تال ًادا لما معاك‪ ،‬تال‬
‫تكشا ا الا ااا عا ا أس ااناره ‪ ،‬تاكن ا ِ‬
‫ام بعالني اان ‪ ..‬تإذا تعظا ا أص ااحابك ف ااأتج ‪ ،‬تأص االح ن م ااك تُص االح ل ااك‬
‫رعينك»(‪.)2‬‬
‫‪ ..‬تلما ح ر أبا بدر الماوو أتصاى باسانخالف عمار ها الخ اا ‪ ،‬ا بعاع إلاى عمار فادعاه فكاا مماا‬
‫ع‬ ‫لا ي ال اوا خااائ ي لااك فارمي ماااك مااا خ ا‬ ‫تصاااه ب ا ‪ :‬إ أتل مااا أحاامرك ن مااك‪ ،‬تأحاامرك الاااا ‪ ..‬فااإن‬
‫تفرَمن (‪.)3‬‬
‫الورط(‪.)4‬‬ ‫تع ِ‬
‫الممور ه مخرمة مال‪ :‬كاا ننعل م عمر ه الخ ا‬

‫عله ‪ ،‬أخرج البخاري (‪ ،1175/3‬رم ‪ ،)3037‬تممل (‪ ،2030/4‬رم ‪.)2637‬‬ ‫( ‪ ) 1‬من‬


‫( ‪ ) 2‬حهاة الصحابة ‪.544/1‬‬
‫( ‪ ) 3‬حهاة الصحابة ‪.541/1‬‬
‫( ‪ ) 4‬أخرج اه سعد (‪.)290/3‬‬

‫‪28‬‬
‫ومن مار ا مان‪:‬‬
‫ساسعا‪ :‬اسخاذ الق اررات الصعبة‬
‫ً‬
‫ينعاارو الماار ف ا حهات ا لمواماام تحناااج ما ا إلااى اتخاااذ م ارارو مااد يااانج عا ااا ن ااص يلح ا ب ا ‪ ،‬أت أذى‬
‫منرددا مبء اتخاذها‪ ،‬تيظء ُ ِكار في اا‪ ،‬تياواز هاي الواجام الاديا‬ ‫ً‬ ‫ُصيب ‪ ،‬أت ضي اآلخري ما ‪ ،‬لملك تجده‬
‫المي ُحثَ على فعء الش ت ي اضضرار الن مد تنرتم على فعل ‪ ،‬مما مد يؤدي ف الا ا ة إلى ترك المهاام‬
‫يه ِوو على ن م مصالح كثيرة ف دنهاه تآخرت ‪.‬‬
‫ب‪ُ ،‬‬
‫‪ ..‬هما الحال عدع ضعم ال لم تعدم تمد اإل ما ما ‪ ،‬تفا الم اهاء ؛ كلماا ازداد اإل ماا م ِاوي ال لام‬
‫تس ء على صاحب اتخاذ ال ارراو الن مد دو ل ا م الااحهة الظاهرية تأ ير سلب عله ‪..‬‬
‫الاص ااح‪ ،‬اضم اار‬
‫تما ا أمثل ااة ه اامه ال ا ا ارراو‪ :‬الشا ا ادة عل ااى ال ااا ع أت اآلخا اري ‪ ،‬االعنا اراف بالخ ااأ‪ ،‬مب ااول ُ‬
‫العمارة‪ ،‬الن ااحهة بمااا حبا‬
‫ُ‬ ‫المااصاام‪ ،‬اإلن ااا فا تما‬ ‫بااالمعرتف تالا ا عا الماكاار لألصاادما تأصااحا‬
‫المر ‪..‬‬
‫نماذج مشرقة‪:‬‬
‫تإلهك أخ ال ارئ بعك اضمثلة العملهة م حهاة الصحابة‪ ،‬تالن تؤكد هما المعاى ‪:‬‬
‫رضا ع عاا تعلاى عات ا مر اة ماا ‪ ،‬ف لا ‪ :‬اا أميار الماؤماي ال‬ ‫عمار ها الخ اا‬ ‫‪ -‬مال عرتة‪ :‬رأي‬
‫أ أكمارها‪ ،‬تم اى‬ ‫فا ن ما نخاوة‪ ،‬فأحببا‬ ‫لما أتناا الوفاود بالمامع تال اعاة دخلا‬
‫يابل لك ذلك‪ ،‬ف ال‪َّ :‬‬
‫بال ر ة إلى حجرة امرأة م اضنصار فأفرغ ا ف إنائ ا (‪.)1‬‬
‫رضا ع عاا ‪ ،‬ف اال‪ :‬اا أميار الماؤماي ‪ ،‬عائام باك‬ ‫رجال ما أهاء مصار أتاى عمار ها الخ اا‬
‫ً‬ ‫‪ -‬تع أنع أ‬
‫اار ا بالمااو تي ااول ‪:‬أنااا اه ا‬ ‫اه ا عماارت ه ا العاااع فمااب ن فحمااء‬ ‫م ا الظل ا ‪ ،‬مااال‪ :‬عاامو معااا ًذا‪ ،‬مااال‪ :‬ساااب‬
‫تي دم اها مع ‪ ،‬ف دما‪ ،‬ف ال عمر‪ :‬أي المصري ؟ خم المو فاضر ‪،‬‬
‫اضكرمي ‪ ،‬فكنم عمر إلى عمرت أمره بال دتم ُ‬
‫فجعء ر بالماو ‪ ،‬تعمار اول‪ :‬اضار اها اضكارمي ‪ .‬ماال أناع‪ :‬ف ار ‪ ،‬ياهللاع ضار تنحا ُنحام ضار فماا‬
‫أملع عا حنى تماياا أ ُيرفع عا ‪ ،‬مال عمر للمصري‪ :‬ضع الماو علاى صالعة عمارت‪ ،‬ف اال‪ :‬اا أميار الماؤماي ‪،‬‬
‫ار ؟ ماال‪ :‬اا‬
‫أحارًا‬ ‫أُم ات‬ ‫تمد تلدت‬ ‫إنما اها المي ضر ا ‪ ،‬تمد اسن دو ما ‪ ،‬ف ال عمر لعمرت‪ُ :‬مم ك تعبدت الاا‬
‫أمير المؤماي ‪ ،‬ل أعل تل أتا (‪.)2‬‬
‫ه ااا‪ ،‬فاادخء عماار المااو‬ ‫ماادم‬ ‫إها ًاال تارتجعن ااا إلااى الحمااى فلمااا سااما‬ ‫‪ -‬تعا اها عماار مااال‪ :‬اءاانري‬
‫سمانا ف ال‪ :‬لم همه اإلهء ؟ ميء لعبد ع ه عمر‪ ،‬فجعء ول‪ :‬ا عبد ع ه عمر‪ :‬با با ‪ ،‬اها‬‫ً‬ ‫إهال‬
‫فرأي ً‬
‫أمير المؤماي ‪ ،‬فجئ أسعى‪ ،‬ف ل ‪ :‬مالك ا أمير المؤماي ؟ مال‪ :‬ما همه اإلهء ؟ مل ‪ :‬اءنرين ا ت عثا ه اا‬

‫(‪.) 435/5‬‬ ‫( ‪ ) 1‬صالح اضمة ف علو ال مة للدكنور سيد حمي الع ان‬
‫( ‪ ) 2‬رتاه اه عبد الحد ف (فنوح مصر)‪ ،‬كا العمال ( ‪.)36010‬‬

‫‪29‬‬
‫إلى الحمى أهنل ما يبنل المملمو ‪ ،‬ف ال‪ :‬ارعو إهء اها أميار الماؤماي ‪ ،‬اسا وا إهاء اها أميار الماؤماي ‪ ،‬اا‬
‫مال المملمي (‪.)1‬‬ ‫ء ف هي‬ ‫اغد إلى أر ِ مالك‪ ،‬تاجعء ال‬
‫عبد ع ه عمر‪ُ ،‬‬
‫إسدا النصيحة‪:‬‬
‫‪ ..‬بعد اننصااراو خالاد ها الولياد المننالهاة فا العا ار بعاع إلها أهاو بدار الصادي هرساالة ت ائاة تنصاهحة‬
‫ف ال في ا‪:‬‬
‫« فل هنئك با سليمان النية والحظوإل‪ ،‬فأسمم يتم هللا لك‪ ،‬وال يدخلنك عج فتخسر وسخلا‪ ،‬وإ اك ن سدا‬
‫بعمث فإن هللا له الم ّن ورو ولي الج اا »‪.‬‬
‫أمر عمر ه الخ ا سعد ه أه تماع على حر الع ار أرسء إله تأتصاه ف ال‪:‬‬ ‫‪ ..‬تعادما َّ‬
‫ال لرَّنااك ما ع أ ِميااء خااال رسااول ع صاالى ع علها تساال تصاااحم رسااول ع‪ ،‬فااإ ع عا تجااء ال‬
‫محااو المااي بالمااي ‪ ،‬تلكا ا محااو المااي بالحم ا ‪ ،‬فااإ ع لااهع هيا ا ت ااي أحااد نماام إال ال اعااة‪ ،‬فالاااا‬
‫ف ا ذاو ع س اوا ‪ ،‬ع ر ا ته ا اباااده‪ ،‬ين اضاالو بالعاببااة تياادركو مااا عاااده بال اعااة‪،‬‬ ‫تتضااهع‬ ‫ء اري‬
‫فااانظر اضماار الاامي أري ا رسااول ع صاالى ع عله ا تساال مااام ُبعااع إلااى أ فارماااا‪ ،‬فال م ا فإن ا اضماار‪ .‬هاامه‬
‫عظن إ اك إ تركن ا ترغب عا ا حبط عملك‪ ،‬تكا م الخاسري (‪.)2‬‬
‫من النفس ‪:‬‬ ‫االنتصا‬
‫أُذنك فامنص ما ‪ ،‬فأخم بأذن ا‬ ‫عرك‬ ‫‪ ..‬كا لعثما ه ع ا رض ع عا عبد‪ ،‬ف ال ل ‪ :‬إن كا‬
‫مال عثما رض ع عا ‪ :‬اءدد‪ ،‬ا حبما مصاع الدنها‪ ،‬ال مصاع اآلخرة(‪.)3‬‬
‫رض ا ع عا ا ف ا المااو تمع ا الاادرة‪،‬‬ ‫ه ا ساالمة ع ا أهه ا مااال‪ :‬ما َّار عماار ه ا الخ ااا‬ ‫‪ ..‬تع ا إ ااا‬
‫الم بااء ل ياا ف ااال‪ :‬ااا‬
‫فخ اا ه ااا خ ااة فأصااا طاارف ااو ‪ ،‬ف ااال‪ :‬أمااط عا ال ريا ‪ .‬فلمااا كااا فا العااام ُ‬
‫سلمة‪ ،‬تُريد الحج ؟ ف ل ‪ :‬نع ‪ .‬فأخم هيدي فان ل ه إلى ما لا فأع اان سا مائاة درها تماال‪ :‬اسانع ه اا‬
‫على ِ‬
‫حجك‪ ،‬تاعل أن ا بالخ ة الن خ نك‪ .‬مل ‪ :‬ا أمير المؤماي ما ذكرت ا‪ .‬مال‪ :‬تأنا ما نمين ا(‪.)4‬‬

‫(‪ ،)12156 ،147 / 6‬تسااا س ااعيد ها ا ماص ااور‪ ،‬تمصااام اها ا أه ااى ءاايبة‪ ،‬تأترده‬ ‫( ‪ ) 1‬المااا الكب اارى للبي ا ا‬
‫ال ادي ف كا العمال (‪.) 36006‬‬ ‫المن‬
‫( ‪ ) 2‬ت اااري ال ب ااري (‪ ،)306/4‬البدا ااة تالا ا ااة (‪ ،)42 / 7‬الكام ااء فا ا الن اااري الها ا اض ي اار (‪ ،)408 / 1‬تحه اااة‬
‫الصحابة ( ‪.) 548/1‬‬
‫( ‪ ) 3‬حهاة الصحابة ‪ ،537/1‬ن ًال ع « الرياو الا رة ف ماامم العشرة » للمحم ال بري ( ‪.) 111/2‬‬
‫( ‪ ) 4‬تاري ال بري (‪ ،)578 / 2‬تحهاة الصحابة ( ‪.) 536/1‬‬

‫‪30‬‬
‫ومن مار ا مان‬
‫عاشًار‪ :‬الشعور بالسك نة والطمأن نة‬
‫ار‬
‫مجيباا‪ ..‬حاض ًا‬
‫ً‬ ‫‪ ..‬مر ًيباا‬ ‫مادر على فعء أي ءا‬
‫اإل ما الح باّلِل ع تجء عا ‪ :‬الث ة ب سبحان رًّا ًا‬
‫رحهما‪..‬‬
‫ً‬ ‫جليال‪ ..‬ر تًفا‬
‫عظهما ً‬
‫ً‬ ‫غير غائم‪..‬‬
‫هاامه الث ااة ف ا ملاام العبااد تبااددو ما ا المخاااتف الن ا ترهاام الاااا ‪ :‬كااالخوف م ا س ا وة‬ ‫تكلمااا تمدا ا‬
‫الظالمي تالخوف م الممن بء المج ول تما تخبئ اض ام‪.‬‬
‫تكلما ضعم اإل ما ‪ ،‬تمل الث ة زادو المخاتف‪ ،‬تظ رو أماراو ال لع تال ط تاالض ار عاد النعرو‬
‫اّلِلِ﴾ [آل‬ ‫ساُااَل ِ ِف ا ُمُلااو ِ َّالا ِامي ك ا ُارتا َ‬
‫الرَعاام ِبمااا أ َءاارُكوا ِب ا َّ‬ ‫الهاانال أت ن ااص أت ت اايي ‪ ،‬ألا ااء ساابحان‬
‫عم ار ‪.]151 :‬‬
‫المارة ل اما الشارك عااد الاا ص‬
‫فالمشرك باّلِل عان م ضاعم هاء انعادام الث اة با سابحان ‪ ،‬تتظ ار الثمارة ُ‬
‫تهلعا‪.‬‬
‫ابا تف ًعا ً‬
‫تاالهنال ‪ :‬ر ً‬
‫( كااالخوف علااى ف اواو الاارز ‪ ،‬تالخااوف م ا‬ ‫‪ ..‬ااول اه ا تهمهااة‪ :‬الخااوف الاامي حصااء ف ا ملااو الاااا‬
‫الممن بء المج ول ) هو الشرك المي ف ملو (‪.)1‬‬
‫تف الم اهء تجد المؤم هاادئ الاا ع‪ ،‬ارباط الجاأ ‪ ،‬م مائ ال لام عااد تعرضا للمحا تالبال اا تاضمادار‬
‫ًلُ تِن َعا اَلو ِكي ُاء‬ ‫اخش َاو ُه َ فا اد ُه َ ِإ م ًاناا تمااُلوا ح َم ُاباا َّ‬ ‫المؤلمة َّال ِمي مال ل ُ َّ‬
‫الاا ُ ِإ َّ َّ‬
‫الاا م َاد جم ُعاوا ل ُكا َ ف َ‬ ‫ُ‬
‫ًل تف َ ء ل َ َمم َم ُ َ ُسو ﴾ [آل عم ار ‪.]174 - 173 :‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )173‬ف َان لُبوا ِهِا َعمة ِم َّ‬
‫ًلُ ترُسااوُل ُ تمااا زاد ُه ا َ ِإ َّال ِإ م ًان اا‬‫ًلُ ترُسااوُل ُ تصااد َّ‬ ‫تل َّمااا أرى اَل ُم َؤ ِم ُاااو َاض َح ا ا ماااُلوا هااما مااا تعاادنا َّ‬
‫هما ﴾ [اضح ا ‪.]22 :‬‬ ‫ِ‬
‫تت َمل ً‬
‫م ا هاااا ناادرك معاااى ال ااول بااأ ‪ « :‬حمااباا ع تنع ا الوكيااء » ه ا كلمااة المااؤماي عاااد مواج ااة المواماام‬
‫الصيبة‪.‬‬
‫رسوخا ما الجباال‬
‫ً‬ ‫تكلما ازداد اإل ما ازدادو الث ة باّلِل حنى تصء لمرتت ا فنصبح ة م ل ة ياهة أءد‬
‫الرتاس ‪ ،‬تتظ ر آ ارها تم اضحداث المنشابدة تالعصايبة‪ ،‬كمثاء ماا حادث لموساى علها الماالم عاادما خارج‬
‫ار م فرعاو لكاا أدرك ا بجااوده لهصابح البحار أماام تفرعاو ت ار ها يه اول أتباعا ‪:‬‬ ‫مع ها إسرائيء فرًا‬
‫ِإَّنا ل ُم َدرُكو ﴾ [الشع ار ‪ ]61 :‬يهجيم علي ه دت الوا ف ر ‪ :‬ك َّال ِإ َّ م ِع رِ سي َ ِدي ِ ﴾ [الشع ار ‪.]62 :‬‬
‫تف رحلة ال جارة ت ياماا كاا الرساول صالى ع علها تسال تصااحب فا غاار اور إذ بالمشاركي صالو‬
‫ءديدا على رسول ع صلى ع علها تسال ‪ ،‬تعلاى الادعوة‪ ،‬تي اول لرساول‬
‫إل ف اللار‪ ،‬يهخاف أهو بدر خوًفا ً‬
‫ع صلى ع عله تسل ‪ :‬ا نب ع لو أ أحده طأطأ بصره رآنا‪ ..‬إ ُمنل ُ فإنما أنا رجء تاحد‪ ،‬تإ ُمنلا‬

‫(‪ )1‬رسائء اه تهمهة ف المج ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫اضمة‪ ،‬له اجأ بأ رسول ع صلى ع عله تسال لا يناأ ر ه امه المخااتف‪ ،‬هاء كاا هاادئ الاا ع‪،‬‬ ‫هلك‬ ‫أن‬
‫اضحا م إجاهن على ما أ اره أهو بدر ما مخااتف‪:‬‬
‫رابط الجأ ‪ ،‬على ة م ل ة باّلِل ع تجء‪ ،‬ت دا ذلك ت ً‬
‫اسد ا أبا بدر‪ ،‬ا اا ع الث ما‪ ..‬ال تح إ ع معاا(‪.)1‬‬
‫طمأن نة القل ‪:‬‬
‫ااكاا عاااد جريااا اضحااداث‬
‫ما مااار اإل مااا العظهمااة تلااك ال مأنياااة تالماادياة النا ماادب ا فا ال لاام‪ ،‬فنجااده سا ً‬
‫سدو الوا بااّلِل‪ ،‬الم مائ با – سابحان – لاملك عاادما ذهام عماار ها اسار إلاى رساول ع صالى ع علها تسال‬
‫تطأة النعميم تاإليما أُكره على الايء م رسول ع صلى ع عله تسل ‪ ،‬تذكر آل اة الك اار بخيار‪،‬‬ ‫لهخبره بأن تح‬
‫مئاااا‬
‫تجااد ملبااك ؟»‪ ،‬ف ااال عمااار‪ :‬أجااد ملب ا م ً‬ ‫فمااا كااا م ا رسااول ع صاالى ع عله ا تساال إال أن ا سااأل ‪« :‬فكه ا‬
‫باإل ما ‪ ،‬ف ال رسول ع صلى ع عله تسل ‪ « :‬فإ عادتا فعد »(‪.)2‬‬
‫تاصار تإال أل يناك فا الب ارة (تعاا‬
‫‪ ..‬تعادما أسرو الارتم عباد ع ها حمافاة الما م ف اال لا ال اغهاة‪َّ :‬‬
‫فملئ ا زينًااا‪ ،‬تأُغلي ا ‪ ،‬تدعااا رجا ًاال م ا أساارى المماالمي‬
‫ُ‬ ‫م ا نحااا )‪ ،‬مااال‪ :‬مااا أفعااء‪ ..‬فاادعا بااالب رة الاحااا‬
‫تاصار تإال أل يناك‪ ،‬ماال‪ :‬ماا‬ ‫فعرو عله الاصرانهة‪ ،‬فأهى‪ ،‬فأل ااه فا الب ارة فاإذا عظاما تلاوح‪ ،‬تماال لعباد ع‪َّ :‬‬ ‫ُ‬
‫أفعء‪ ،‬فأمر ب أ ُيل ى ف الب رة يبدى‪ ،‬ف الوا‪ :‬مد ج ط‪ ،‬مد بدى‪ .‬مال‪ :‬ردته‪ ،‬ف ال عبد ع‪ :‬ال ترى أنا بديا‬
‫ج ًعا مما تريد أ تصاع ه تلكا بدي حيع لهع ل إال ن ع تاحدة ُ عء ه ا هاما فا ع‪ ،‬كاا أحام أ‬
‫لا ‪،‬‬ ‫دو ل م اضن ع عدد كء ءعرة ف َّ ‪ ،‬تُم َّالط علا َّ فن عاء ها هاما‪ ،‬ماال‪ :‬فأعجام ماا ‪ ،‬تأحام أ‬
‫ف ال‪ِ :‬مبء رأس تأطل ك‪ ،‬مال‪ :‬ما أفعء‪ ،‬مال‪ِ :‬مبء رأس تأطل ك تأطلا معاك مااني ما الممالمي ‪ ،‬ماال‪ :‬أماا‬
‫مدموا على عمر ه الخ ا مام إله عمر‬ ‫همه فاع ‪ ،‬ف بء رأس تأطل تأطل مع ماني م المملمي ‪ ،‬فلما ِ‬
‫علاج‪،‬‬ ‫أر‬ ‫رساول ع صالى ع علها تسال ماازحو عباد ع يه ولاو ‪ :‬مبلا‬ ‫ف بَّء رأس ‪ ،‬ماال‪ :‬فكاا أصاحا‬
‫(‪.)3‬‬ ‫يه ول ل ‪ :‬أُطلِ هنلك ال بلة مانو م المملمي‬

‫( ‪ ) 1‬أخرج البخاري (‪ ،1427 / 3‬رم ‪ ،) 3707‬تال صة هنمام ا ف سيرة اه هشام‪ ،‬تالرحي المخنوم‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬أخرجا ا اه ا ا س ااعد ( ‪ ،)178 / 1 / 3‬تأها ااو ني ااه ف ا ا « الحله ااة » ( ‪ ،)140 / 1‬تال با ااري ( ‪،) 182 / 14‬‬
‫تأخرج الحاك ( ‪ ) 357 / 2‬تصحح ‪ ،‬تتاف المهب ‪ ،‬تالكاندهلوي ف حهاة الصحابة ( ‪.) 222/1‬‬
‫(‪ 352 / 11‬رما‬ ‫( ‪ ) 3‬أسد اللابة اله اض ير (‪ ،) 212 ،11/3 ،597/1‬معرفة الصاحابة ضها نياه اضصاب ان‬
‫‪ ،)3608‬تاري دمش ‪.)359 / 27( -‬‬

‫‪32‬‬
‫ملمة خ رإل حوا مار ا مان‬
‫‪ ..‬رلأل – خي القارئ – عشر مار لإل مان الحي عندما يتمكن مةن القلة ‪ ،‬قةد َّ‬
‫سعرفنةا‬
‫مةن رةلا الطةر‬ ‫سةابقا – بةأن الهةد‬
‫ً‬ ‫عل ها وعشنا بعض م لتهةا العمليةة‪ ،‬وكمةا ذكرنةا –‬
‫رو است ارإل مشاعرنا‪ ،‬وسعم ق شعورنا باالحتياج الشديد للتربية ا مانية‪.‬‬
‫ولكي يتأمد لدينا رةلا الشةعور عل نةا ن نتعةر علة المادةد مةن ا م لةة العمليةة لهةلأل‬
‫ال مةةار وغ ررةةا‪ ،‬وذلةةك مةةن خةةالا القة ار إل فةةي الكتة التةةي ستحةةدث عةةن المعةةاني ا مانيةةة‪،‬‬
‫وسربطها بالواقع العملي في ج ث الصحابة‪.‬‬
‫ولعث من نس الكتة التةي سحةد ت عةن ج ةث الصةحابة بهةلأل الطردقةة كتةاب‪ « :‬حيةاإل‬
‫الصحابة » لمحمد يوسف الكاندرلوي رحمه هللا‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصث ال اني‬

‫ميف حالك مع ربك؟‬

‫‪34‬‬
‫يتم – بإذن هللا – الحديث في رلا الفصث عةن مراحةث االرسقةا ا مةاني‪ ،‬وبعةض المظةارر العمليةة لهةلأل‬
‫من رلا الحديث رو استشعار الخطر سجاأل ضعف ا مان في قلوبنا – إال من رحم هللا‪.‬‬ ‫المراحث‪ ،‬والهد‬
‫َّ‬
‫وسلكر – خي – نه كلما ازااا الشعور بالخطر‪ ،‬ازااات الرغبة في التغ ر والترقي‪.‬‬
‫لللك اعو نفسي و اعوك إل ق ار إل رلا الفصث بعقولنا ومشاعرنا و ن قوم كث مّنا بتق يم نفسه وحالته‬
‫ا مانية من خالا عرض ارتماماسه وسةلوكه وواقعةه علة المراحةث ا مانيةة المةلكورإل فةي رةلأل الصةفحات‪،‬‬
‫ين رو من ا مان ؟ وكيف حاا قلبه مع ربه؟‬ ‫فلعله بللك عر‬

‫‪35‬‬
‫ميف حالك مع ربك؟‬
‫نور القل ‪:‬‬
‫كما أ للعي نور تُبصر ب تترى ما حول ا ؛ فإذا ما غا عا ا عمي ‪ ،‬كملك فإ لل لم نور ُيبصار با ‪،‬‬
‫عم تتاه تتخبط تم َ كا ِف ه ِمِه أ َعمى ف ُ و ِف ا َآل ِخرِة‬
‫تيرى ح ائ اضمور فإذا ما غا عا ذلك الاور ِ‬

‫أ َعمى تأض َء سِب ً‬


‫يال ﴾ [اإلس ار ‪.]72 :‬‬

‫موحشا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ماسها ضهً ا‬
‫تنور ال لم هو أه مظ ر لحهات ‪ ،‬فبدتن صير ال لم ُمظلما‪ً ،‬‬
‫فإذا ما دخل بصاهص ما ناور اإل ماا تليارو طبهعنا ‪ ،‬تتحماا حالنا ‪ ،‬تظ ارو بعاك اآل اار اإل جاههاة‬
‫على صاحب ‪.‬‬
‫يناور ال لام أكثار تأكثار‪ ،‬تتنحما صاحن ‪،‬‬
‫تعادما منمر الاور ف الدخول‪ ،‬تاإل ما ف ال يادة تالامو ؛ َّ‬
‫على اهنماماو تسلوك صاحب ‪.‬‬ ‫تياعدع ذلك باإل جا‬
‫أمااا إذا مااا دخااء نااور اإل مااا ال لاام ‪ -‬بااإذ ع – ا لا عمااء صاااحب باساانمرار علااى زيادتا ؛ فماايا ص‬
‫حجم ‪ ،‬تمد محء‪ ،‬تيا تي ف ال لم‪ ،‬تم ا َّ ت حام الظلماة إلها مارة انهاة لنكاو الانهجاة‪ :‬اخن اا الكثيار‬
‫ف ال عل َي ِ ُ َاضم ُد ف م َ ُمُلوُ ُ َ ﴾ [الحديد‪.]16 :‬‬ ‫م اآل ار اإل جاههة تالثمار ال يبة لإل ما‬
‫تيدفهااك لنأكيااد هااما المعاااى مولا صاالى ع علها تساال ‪ « :‬إ اإل مااا َخلا فا ال لااو كمااا خلا الثااو‬
‫فجددتا إ مانك »(‪.)1‬‬
‫اودا فااأي ملاام أءاار ا‬
‫اودا عا ً‬
‫تمولا صاالى ع علها تساال ‪ « :‬تُعاارو ال اان علااى ال لااو عاارو الحصااير عا ً‬
‫نك يه نكنة سودا ‪ » ..‬الحديع(‪.)2‬‬
‫قظة القل ري البدا ة‪:‬‬
‫كما أ للبد مراحء نمو تارت ا ‪ ،‬كء مرحلة ل ا سمات ا تمظاهرها‪ ،‬كملك اإل ما ف ال لم‪.‬‬
‫ظاة ال لام هااور اإل ماا ‪ ،‬حياع ُما َ‬ ‫تالمرحلة اضتلى لالرت ا اإل مان ه مرحلة « بدا ةة اليقظةة »‪..‬‬
‫فا جاباتا ‪ ،‬تتبادأ مع اا مرحلاة جديادة‬ ‫ع ع تجء على العبد بإدخال نور اإل ما إلى ملب ‪ ،‬لنبدأ الحهااة تاد‬
‫ال‪ ،‬تال لاام – مبااء ظنا – مظلا مااد سااه ر علها ال ااوى تتحدا فا مشاااعره‪..‬‬ ‫فا مماايرة صاااحب ‪ ...‬تكها‬

‫اا ا أتما َ كاا م َينًاا فأ َحي َياااهُ‬ ‫ُ‬ ‫رح بما ت رح با ن ما تهواهاا‪ ،‬تيل ام ل اا‪ ،‬تيحا علاى ماا وت اا أت‬
‫﴾ [اضنعام‪.]122 :‬‬ ‫ا‬ ‫الظُلم ِ‬
‫او ل َهع ِبخا ِرج ِم َا‬ ‫َ‬ ‫ور َم ِش ِب ِ ِف َّ‬
‫الاا ِ كم َ مثُل ُ ِف‬ ‫تجعَلاا ل ُ ُن ًا‬

‫( ‪ ) 1‬سب تخريج ‪ ،‬تيخل بمعاى‪ :‬يبلى‪.‬‬


‫( ‪ ) 2‬أخرج ممل (‪ ،128/1‬رم ‪.)144‬‬

‫‪36‬‬
‫ف ق قل ًال من غفلته ودستيق مةن سةباسه‪،‬‬ ‫سبد اليقظة – في الغال – ببصيص من النور جعث القل‬
‫ل بد معها العقث في التفك ر في حقيقة الحيةاإل والمةوت‪ ،‬ودةاااا شةغفه للتعةر علة سفااة ث مةا حةدث بعةد‬
‫الموت‪ ،‬ومن المتوقع في رلأل المرحلة‪ ،‬سةيطرإل الشةعور بالنةدم علة القلة كلمةا اسةترجع ذكردةات الماضةي‪،‬‬
‫وا خطا التي وقع ف ها في حق هللا‪ ،‬وفي حق اآلخردن‪ ،‬ف دفعه رلا الشةعور إلة الحيةا مةن هللا عةا وجةث‬
‫والرجا في عفوأل ومغفرسه وسوبته‪ ،‬وددفعه كللك إل العمث عل را الحقوق التي استلبها من اآلخردن‪.‬‬
‫حج الدنها – تلاو ملايال‪ -‬فا‬ ‫صلر‬
‫ُ‬ ‫تف همه المرحلة اضتلى م مراحء االرت ا اإل مان م المنومع أ‬
‫تي ِكر في ا لياء ن اار‪،‬‬
‫علي ا‪ُ ،‬‬ ‫تياافع‬
‫عي العبد‪ ،‬تياعدع ذلك على تعامل مع م ردات ا‪ ،‬يبعد أ كا ُماه ُ‬
‫تجااد حرص ا علي ااا يناااامص‪،‬‬ ‫تال ُيبااال ‪ -‬ف ا ساابيء نيل ااا – بلي اره‪ ،‬ت ال اارر الاامي مااد ُماابب ل خ اري ‪...‬‬
‫الكثير م حم الدنها‬ ‫ليثمر ذلك تحماا ملحوظا ف المعامالو تالعمء على ضب ا ب وابط الشرط‪ ،‬تإ ب‬
‫ف ال لم‪.‬‬
‫تم ا أه ا المظاااهر العملهااة ل اامه المرحلااة‪ :‬االتجاااه اإل جاااه نحااو أدا اليباااداو تف ااائء اضعمااال‪ ،‬فنجااد‬
‫يصااا علااى أدا الصاالواو المدنو ااة ف ا أتل تمن ااا‪ ،‬تإلحام ااا بماااا ا الراتبااة‪ ،‬تكااملك صااهام رم ااا‬
‫العبااد حر ً‬
‫تبهام ‪ ،‬تاإلكثار م صهام الن وط‪ ،‬تتنملكا الرغباة فا تعلا أحداام تاالتة ال ارآ ‪ ،‬تح ا بعاك ساوره تأج ائا ‪،‬‬
‫العلا ‪ ،‬تااللنا ام بماا مدا االلنا ام با مماا ُيرضا ع عا تجاء ما ابااداو‬ ‫تي داد حرص على ساماط درت‬
‫تيعااي المحناااج‪،‬‬
‫علها فنجااده صااء الاارح ‪ُ ،‬‬ ‫الجاوارح‪ ،‬تيا داد حرصا كااملك علااى ن ااع اآلخاري تالمهااام بح ااوم‬
‫تيمعى ف م ا حوائج الاا ‪.‬‬
‫إ اك واالغترار ببدا ات اليقظة‪:‬‬
‫ء ع – إلى مرحلة « هدا ة اله ظة »‪ ،‬تكانوا ما ا على مممي ‪:‬‬ ‫تصء العديد – ب‬
‫القسم ا وا‪ :‬مم فرح بآ ار اله ظة‪ ،‬ت النليير المحدتد المي حدث لا ‪ ،‬ف نارو همنا تع يمنا للعماء علاى‬
‫اسنكمال النرم اإل مان ‪ ،‬تاكن ى بماا صاار إلها ‪ ،‬تنما أ اإل ماا ي ياد تياا ص‪ ،‬تأ الاا ع لا بالمرصااد ؛‬
‫ايئا‪ ،‬فنعاود – بالنادريج – الماه رة لل اوى مماا ياؤ ر بالمالم علاى‬
‫ايئا فش ً‬
‫مما جعاء اإل ماا ينااامص فا ملبا ء ً‬
‫اهنمامات تسلوكهات ‪.‬‬
‫عود لماه ع ده م الل لة الشديدة تالاوم العميا ‪ ،‬تالماه رة الناماة لل اوى‪ ،‬إال أ‬ ‫‪ ..‬نع ‪ ،‬ف اللالم ل‬
‫ار ع ا المماانوى الاامي هاادأ ب ا مرحلااة « هدا ااة اله ظااة »‪ ،‬ف ااو ُصاال لكا ا لااهع –‬
‫أحوال ا اإل جاههااة ساان ء كثيا ًا‬
‫يصااا علااى الصااالة فا أتل تمن ااا بالممااجد ت خاصااة صااالة ال جاار‪ ..‬تهااو ال ماار لكاا غياار‬ ‫كالماااه ‪ -‬حر ً‬
‫تاص ًاال ما‬
‫صحهحا ف معامالت الماد ة‪ ...‬تهو ال دم ‪ ،‬لكا مد ال ول الحمه اة كاملاة َ‬
‫ً‬ ‫طا‬
‫ما بط ان با ً‬
‫لوم اآلخري أت تحمهً ا لمصلحة ينوه تحمه ا‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ُّ‬
‫سمكن اليقظة‪:‬‬
‫أما ال م الثان ‪ :‬ف و مم مد علِ أ ما م َّ ع عله م دخول نور اإل ما إلى ملبا ماا هاو إال «هدا اة»‬
‫فشمر ع ساعد الجد‪ ،‬تاجن د ف تعاهد تإمداد ال لم باإل ما ‪.‬‬
‫رحلة سير ال لم إلى ع‪َّ ،‬‬
‫هما ال ِم م المنومع أ ُكرم ع ع تجء فيان ء إلى مرحلة جديدة م م ارحاء االرت اا اإل ماان ‪ ،‬تها‬
‫مرحلة‪ « :‬تم َد تاسنحدام اله ظة »‪.‬‬
‫ومن مظارر رلأل المرحلة‪:‬‬
‫زيادة الحرع على فعء الخير أكثر تأكثر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫زيادة الورط‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫– ع ا الاادنها‪ ،‬تعاادم ال اارح الشااديد بإببال ااا تزيادت ااا‪ ،‬أت الح ا‬ ‫انص اراف الرغبااة – بعااك الش ا‬ ‫‪‬‬
‫تن صان ا‪.‬‬
‫العمي على فوات ا ُ‬
‫ازد اد الن كير ف الموو تإمدانهة ل ائا فا أي تما ‪ ،‬مماا يدفعا إلاى زياادة النشامير تالمابا نحاو‬ ‫‪‬‬
‫فعء الخير‪.‬‬
‫تل د أخبرنا رسول ع صلى ع عله تسل ه امه العالمااو‪ ،‬فعا اها مماعود رضا ع عاا ماال‪ :‬ملااا‪ :‬اا‬
‫إل َسااال ِم ف ُ ااو علااى ُنااور ِم ا َ رِ ا ِ ﴾ [ال ماار‪ .]22 :‬كه ا انشاارح‬
‫ًل صا َادره لِ َ ِ‬
‫ُ‬ ‫رسااول ع‪ ،‬مول ا تعااالى‪ :‬أفم ا َ ءاارح َّ ُ‬
‫الصدر ؟ مال‪ « :‬إذا دخء الاور ال لام انشارح تان انح »‪ ،‬ملااا‪ :‬اا رساول ع‪ ،‬تماا عالماة ذلاك ؟ ماال‪« :‬اإلناباة‬
‫إلى دار الخلود‪ ،‬تالنجاف ع دار اللرتر‪ ،‬تاالسنعداد للموو مبء ن تل »(‪.)1‬‬
‫استمرار الادااإل الحقيقية لإل مان‪:‬‬
‫عادما تنمد اله ظة م ال لم تيمنمر اإلمداد اإل مان ‪ ،‬فاإ ذلاك ما ءاأن أ يااعدع علاى معاامالو العباد فا‬
‫ءنى المجاالو ت خاصة ف تعامل مع ر ‪ ،‬تمع الدنها‪ ،‬تمع المال‪ ،‬تمع الاا ‪ ،‬تمع أحداث الحهاة‪...‬‬
‫تكلما اسنمرو ال يادة الحمه ة لإل ما كلما ارت ى ال لم م مرحلة إلى مرحلاة فا رحلاة سايره إلاى ع حناى صاء‬
‫صء إله عبد ف همه الرحلة ‪ -‬بعد اضنبها ‪ -‬حيع الح ور ال لب الدائ مع ع‪ ،‬أت بمعاى‬ ‫إلى أمر ما ُمد أ‬
‫آخر‪ :‬ال لم المله اضههك المي ال ت ُ َره فناة ما دام المماتاو تاضرو كما جا ف الحاديع‪ « :‬ملام أهاهك مثاء‬
‫الص ا ال ت ره فناة ما دام المماتاو تاضرو »(‪.)2‬‬
‫تف أ اا رحلة ال لم إلى ع حدث ل حدث هام تفار تمحوري أال تهو « الوالدة الثانهة»‪.‬‬
‫تإلهك ‪ -‬أخ ال ارئ – بع ً ا م الن صيء حول همه الا ا الن تنااتل انعداساو االرت ا اإل مان علاى‬
‫الكثير م العالماو تالمعامالو‪.‬‬

‫ف ءعم اإل ما (‪ ،352/7‬رم ‪.)10552‬‬ ‫( ‪ ) 1‬أخرج الحاك (‪ ،346/4‬رم ‪ ،)7863‬تالبي‬


‫ماكوسا‪.‬‬
‫ً‬ ‫جخها‪ :‬أي‬
‫تم ً‬‫المر اد‪ :‬ءدة البهاو ف سواد‪ُ ،‬‬
‫( ‪ ) 2‬أخرج ممل ( ‪ )89/1‬رم ( ‪ ،)386‬تاضسود ُ‬

‫‪38‬‬
‫التعامث مع الدنيا مقياس الادااإل الحقيقية لإل مان‪:‬‬
‫اافال‪ ،‬ال ماان هع أ ياارى الاادنها علااى‬
‫تيااا ف ا ال لاام تجااد ص ااحب غا ً‬
‫نائمااا ما ً‬
‫ادر ً‬‫عااادما دااو اإل مااا مخا ًا‬
‫حمه ن ا‪ ،‬هء يراها جميلة مب رة تمهم باضبصار‪ ،‬يهشند حرص علي ا‪ ،‬تي داد فكره في ا تف كهفهة تحصيل ا‪..‬‬
‫سا ُاي ِ‬
‫دهر أماار‬ ‫طالبااا فا المدرسااة أت الجامعااة تجااده كثياار ال كاار فا مماان بل ‪ ،‬تكها‬
‫فااإ كااا هااما الشااخص ً‬
‫زتاج ‪ ،‬تعمل ‪ ،‬إل ‪.‬‬
‫َّ‬
‫تينمااها لا م ‪...‬‬ ‫ير تجده حل باللاى‪ ،‬تياظر نظرة ال امع إلى دنها غيره‪ُ ..‬مد عياه إلي ا‬
‫تإ كا ف ًا‬
‫ريًّا تجده دائ ال كر ف كهفهة إنما أموال ‪ ،‬تمماب ة أمران ‪ ،‬تاغناام كء فرصة تلاوح أماما ما ءاأن ا أ‬ ‫تإ كا‬
‫تُ يده ار ‪.‬‬
‫جمهعااا كحااال اضط ااال ته ا يل ااو بالا ُادمى‪ ..‬رحااو إذا مااا حصاالوا علااى ُدمهااة جدياادة‪ ،‬تي ااو مع ااا‬
‫ً‬ ‫حااال‬
‫الماعاو ال وال‪ ،‬تيح نو علي ا إذا ما انكمرو تتع ل ‪ ،‬تيحلماو بشا ار الم ياد تالم ياد ما اا‪ .‬فاإذا جلاع إلاي ما‬
‫تاهنمامات ‪.‬‬ ‫ت ألعاه‬
‫مليال ف العمر تتجاتز مرحلة ال ولة‪ ،‬تجده غير مبال ه‬
‫دب ُره ً‬
‫ُ‬
‫ما اا‪ ،‬تيظَااو أ‬ ‫كملك حال الاا مع الدنها‪ ،‬ف يل و ب يا ا تيناافماو علي اا‪ ،‬تي رحاو هنحصايء أي ءا‬
‫هما هو غا ة الماعادة‪ ،‬فإذا ما استيق ا مان في قلوب بع هم‪ ،‬واستحكمت اليقظة منها‪ ،‬فإنهم – وبصورإل سلقائية‬
‫– ال جدون في نفسهم رغبة في مشاركة من حولهم اللهو بهلا الط ن‪ ،‬وسنصر رغبتهم ‪ -‬ش ًئا فش ًئا – عنها‪..‬‬
‫رلا التحوا ليس بأيديهم‪ ،‬بث رو انعكاس لطبيعة المرحلة ا مانية التي ارسقةوا إل هةا‪ ،‬كحةاا مةن انتقةث إلة مرحلةة‬
‫البلوغ من ا طفاا عندما أسيه بوأل بالدمية التي طالما ساقةت نفسةه إل هةا فةي الصةغر‪ ،‬فةإذا بةه يتعامةث معهةا بةدون‬
‫لهفة وال ش ف‪ ،‬وسرعان ما يتركها وال يبالي بها‪.‬‬
‫تلااهع معاااى انص اراف الرغبااة ع ا الاادنها هااو هجرهااا تترك ااا تعاادم النعامااء مااع م ردات ااا‪ ،‬هااء إ ال اارد ف ا هاامه‬
‫ما‬ ‫المرحلة ينعامء مع ا على أن ا م رعة ل خارة‪ ،‬تأن اا مم َّ‬
‫اخرة لا لنمااعده فا إنجااح م ماة تجاوده علي اا‪ ،‬تال باأ‬ ‫ُ‬
‫النمنع ه ا بال در المي ال ُيامه تلك الم مة‪.‬‬
‫أت بمعاااى آخاار‪ :‬تخاارج الرغبااة ف ا الاادنها‪ ،‬تالشاالم ه ااا‪ ،‬تالحاارع تالل ااة علي ااا م ا ملب ا ‪ ،‬فينعامااء مع ااا‬
‫تيمدا م ن ع ن م تأمن يهدو مم ينرك‬ ‫بع ل مبء مشاعره‪ ،‬ت ما ح ل مصلحن الحمهمهة ف الداري ‪ِ ،‬‬
‫ُ‬
‫صالحا‪ ،‬ت ملك تُصبح الدنها ف يده‪ ،‬ينحد في ا تال تنحد يه ‪.‬‬
‫ً‬ ‫في ا أ ًار‬
‫االرسقا ا ماني والتعامث مع الماا‪:‬‬
‫المال هو أه رم « للدنها »‪ ،‬تالكثير م الاا ظَاو أن من هعو م خالل تجوده مع أ ُح وا‬
‫جمهع أماني تيجلبوا ضن م المعادة‪ ،‬تينمنعوا بمباهج الحهاة كه ما ءا تا‪ ،‬لملك ِ‬
‫شدء المال المادة اضساسهة‬ ‫ُ‬
‫لل مع تالناافع تالحمد هي الاا ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫اح ا با ؛ فاإ ما مداخلا الرئهماهة‬ ‫تء ِ‬
‫تض الشه ا عل ذلك‪ ،‬تيعلا طبهعاة الاا ع تحب اا الشاديد للماال‪ُ ،‬‬
‫علااى الاااا ‪ :‬إزك ااا هاامه ال بهع ااة فااي ‪ ،‬تتخ ااوي م ا المماان بء المج ااول‪ ،‬تم ا احنماله ااة حاادتث ال اار‪...‬‬
‫َم ُرُك َ ِباَل َحشا ِ ﴾ [الب رة‪.]268 :‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الش َه ا ُ ع ُد ُك ُ اَل َ ر تيأ ُ‬
‫فاإذا مااا اساانه اإل مااا – ظااة حمهمهاة منمداااة ما ال لاام – كااا ما أها عالماااو النليياار الاامي حاادث‬
‫للمر ‪ :‬اخنالف طري ة تعامل مع المال‪.‬‬
‫ار‪ ،‬فالمااال م ا أحاام اضءااها للااا ع تتُ ِحَبااو اَلمااال ُحًّبااا ج ًّم اا﴾‬
‫‪ ..‬نع ا ‪ ،‬ف ا البدا ااة ال دااو النليياار كبيا ًا‬
‫[ال جر‪.]20 :‬‬
‫تكلماا نماا اإل ماا أكثار انعداع ذلاك‬ ‫إال أ الا تالشلم بالمال سن ِء ائرتا ‪ -‬نمابهًّا ‪ -‬فا ذاو العباد‪َّ ،‬‬
‫على طري ة تعامل مع ‪ ،‬فيا داد إن اما فا أتجا الخيار المخنل اة‪ ،‬تيما ء علها اتخااذ مارار اإلن اا الساهما فا‬
‫العمر تاالحنهاج َّال ِمي ُي َا ُِ و ِف َّ‬
‫الم َّار ِ تال َّ َّار ِ ﴾ [آل عم ار ‪.]134 :‬‬ ‫أتماو ُ‬
‫فشيئا يا ع تعل ال لم بالمال‪ ،‬تم َّ صير ُح ًّار ما ‪ ،‬ال عبد ل ‪.‬‬ ‫تءيئا ً‬
‫ً‬
‫ومن مظارر التغ ر في رلا الجان ‪ :‬نقص ملحوظ شعر به المر في فرحه عندما فاجأ بادةااإل راة دأل‬
‫من الماا‪ ،‬و عند الفوز بصةفقة رابحةة‪ ،‬وكةللك نقةص ملحةوظ فةي حانةه عنةد فقةدأل جةا مةن مالةه‪ ،‬و عنةد‬
‫ضياع مصلحة ان ودة كانت في متناوا يدأل‪ ،‬وليس معن رلا ن مشاعر الفر والحان ال ستحرك لد ةه عنةد‬
‫بطه م اان الارةد الحقيقةي لكة ال سأسةوا علة‬ ‫إقباا الماا و إابارأل ولكنه انفعاا لحظي سرعان ما ياوا‬
‫ما فاسكم وال سفرحوا بما آسامم ﴾ [الحديد‪.]23 :‬‬
‫ومةةن المظةةارر العمليةةة للتغ ةةر فةةي رةةلا الجان ة ‪ :‬المااماحة ف ا البهااع تالش ا ار ‪ ،‬فنجااده ال ُياادم ف ا س اعر‬
‫الش لهشنري بأرخص اضسعار‪ ،‬أت ُلال يه ليبهع بأعالها‪.‬‬
‫عااء ذلااك علا هاادافع‬ ‫تكلمااا مااوي اإل مااا أكثاار تأكثاار صااار اإلن ااا أحاام إلها ما اإلمماااك‪ ،‬تهااو حااي‬
‫الث ااة العمه ااة بااأ اآلخ ارة ه ا خياار تأب ااى‪ ،‬تأ الحهاااة ف ا الجاااة ه ا الحهاااة الحمهمهااة الدائمااة الن ا يابل ا أ‬
‫ينج ل ا العبد فيؤدي ذلك اإل ما إلى تحَي أي فرصة إلرسال ما ُمدا إرساال ما أماوال تخالفا إلاى داره‬
‫البابهة «هااك»‪ ،‬تيجد صعو ة ف إب ا الش لداره الدنيوية الن شعر أن سينرك ا هي لحظة تأخرى‪.‬‬
‫أنا‬ ‫سايرة الرساول صالى ع علها تسال ‪ ،‬تكها‬ ‫تلك أ تنأكد م هاما المعااى أكثار تأكثار إذا ماا راجعا‬
‫هوناا عااد ي اودي ماع أنا صالى ع علها تسال ماد جا تا أماوال كثيارة ما اللااائ كلااائ خيبار‬
‫ماو تدرع مر ً‬
‫تال ائم‪ ،‬لكا كا ُيا ا إن ا م ال خشى ال ر‪ ،‬فكما ول أنع ه مالك رض ع عا ‪ :‬ما ُسائء رساول‬
‫غاما هي جبلي ‪،‬‬
‫ءيئا إال أع اه‪ ،‬تل د جا ه رجء مأل الع ا فأع اه ً‬
‫ع صلى ع عله تسل على اإلسالم ً‬
‫(‪.)1‬‬
‫محمدا ع ع ا م ال خشى ال ر‬ ‫ً‬ ‫فرجع إلى موم ف ال‪ :‬ا موم أسلموا‪ ،‬فإ‬

‫ائء (‪.)2312‬‬ ‫( ‪ ) 1‬أخرج ممل ف ال‬

‫‪40‬‬
‫ما ا ؟ » مال ‪ :‬ما ب ا ما اا إال‬ ‫ذبحوا ءاة‪ ،‬ف ال الاب صلى ع عله تسل ‪ « :‬ما ب‬ ‫تع عائشة أن‬
‫كل ا إال كن ا »(‪.)1‬‬ ‫كن ا‪ .‬مال‪ « :‬ب‬
‫تل د م َّار عليااا ماول أها الادردا عاادما عوتام فا عادم تجاود أغ هاة فا هينا تمها تت ا ضايوف ما هارد‬
‫الشنا حياع ماال‪ :‬لااا دار هاااك ُنرساء إلي اا تباعاا كاء ماا نحصاء علي اا ما منااط‪ ،‬تلاو ُكَّااا اسانب ياا فا هامه‬
‫الدار ءيئا ما ا لبعثاا ه ا إلهد ‪.‬‬
‫تلهع معاى هما هو حم ال ر تالرغبة يه ‪ ،‬فل د اسنعاذ رسول ع صالى ع علها تسال ماا « تأعاوذ باك‬
‫م الك ر تال ر »(‪ .)2‬تلكااا – هاا ‪ -‬ننكل عا حالاة إ مانهاة ساام ة يهشا ا ال لام تدفعا إلاى ال ا بالماال‬
‫على الدنها‪ ،‬تاالكن ا بأمء ال ليء لنهمير أموره في ا‪ ،‬تإرساال كاء ماا ُمدا إرساال إلاى الادار البابهاة‪ ،‬تحناى لاو‬
‫تمنع هاعم ا فإن شدر ع علي ا تال منعمل ا ف معصين ‪.‬‬
‫ننهجاة عمل ا فا النجاارة كعثماا ها ع اا ‪ ،‬تعباد‬ ‫تل د كا هاااك أ رياا فا الصاحابة رضاوا ع علاي‬
‫إلمماااك ا‪ ،‬تكااانوا ينحياااو أي فرصااة‬ ‫أكثاار م ا حااب‬
‫الاارحم ها عااوف‪ ،‬تلكااا كااانوا ُحبااو إن ااا أم اوال‬
‫تناااح ل ا لباامل الكثياار ما تلااك اضماوال كمااا فعااء عثمااا ها ع ااا رضا ع عاا فا تج يا جااهش العم ارة‪،‬‬
‫تء ار هئر رتمة‪ ،‬تكما فعاء عباد الارحم ها عاوف ‪ -‬كماا م َّار عليااا – عاادما أخارج كاء تجارتا النا جاا و‬
‫اآلخرة أعظ ‪.‬‬ ‫م الشام هلل ع تجء بعدما هلل مول الميدة عائشة‪ :‬بارك ع يهما أع اه ف الدنها‪ ،‬تلثوا‬
‫االرسقا ا ماني والتعلق بالبشر‪:‬‬
‫ة المر ف ر ‪ ،‬تف أن مالك الكو تمادهر أماوره‬ ‫ف أتماو الل لة تمبء حدتث اله ظة اإل مانهة‪ ،‬تكو‬
‫ا َّ يا داد‬ ‫الظاااهرة أماما كبيارة‪ ،‬تما‬ ‫تفا ماادرات‬ ‫نا فا الاااا‬ ‫تال ااائ علها ؛ محاادتدة‪ ،‬تفا الم اهااء تكااو‬
‫إ مانا ف ا إمدانهااة ن ع ا أت ضااره لا ‪ ،‬يهمااعى لايااء رضاااه تاالساان ادة مااا ‪ ،‬لااملك تجااده ينا ي ل ا بأموال ا‬
‫لعل ياال حظوت ‪.‬‬ ‫م ن ده ‪ ..‬معى دتما لنحمي صورت أمام‬ ‫رح بمدح ‪ ،‬تيح‬ ‫تأفعال ‪..‬‬
‫سبعا له ال قة في هللا عا وجةث‪ ،‬ومةن‬‫فإذا ما حد ت اليقظة وازااا ا مان قوإل ورسو ًخا في القل ازااات ً‬
‫سدردجيا نحوأل سبحانه‪ ،‬وانصرفت عةن النةاس‪ ،‬فيقةث االرتمةام بهةم والتفك ةر فة هم‪،‬‬
‫ًّ‬ ‫َّم سحولت رلأل المشاعر‬
‫والحرص عل ن ث رضارم‪ ،‬وإن كان رضارم عنه س تحقق بعد ذلك – بإذن هللا – ولكن عن طردقه سةبحانه‬
‫قصدا ‪.-‬‬
‫سبعا ال ً‬
‫– ً‬

‫( ‪ ) 1‬ح ااديع ص ااحهح‪ :‬أخرجا ا أحم ااد (‪ ،)50/6‬تالنرم اامي (‪ ،644/4‬رما ا ‪ )2470‬تم ااال‪ :‬ص ااحهح‪ ،‬تص ااحح الش ااه‬
‫اضلبان ف الململة الصحهحة هرم ( ‪.)2544‬‬
‫( ‪ ) 2‬أخرج ا ا اه ا ا أها ااى ءا اايبة (‪ ،24/6‬رم ا ا ‪ ،)29184‬تأها ااو داتد (‪ ،324/4‬رم ا ا ‪ ،)5090‬تأحما ااد (‪ ،42/5‬رم ا ا‬
‫‪ ،)20446‬تمال الشه اضلبان صحهح اإلسااد‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ ..‬قاا ال هللا عليه وسلم‪ « :‬من رض الناس بسخط هللا وكله هللا إل النةاس‪ ،‬و مةن سةخط النةاس‬
‫برضا هللا كفاأل هللا مؤنة الناس»(‪.)1‬‬
‫رةث‬ ‫وقاا‪ « :‬إذا ح هللا عبدا نااى جبردث إن هللا ح فالنا فأحببه فيحبةه جبردةث ف نةااى جبردةث فة‬
‫م يوضع له القبوا ف ا رض»(‪.)2‬‬ ‫السما إن هللا ح فالنا فأحبوأل فيحبه رث السما‬
‫حنى صء المر لدرجة االسنلاا ال لب عا ‪،‬‬ ‫تكلما نما اإل ما أكثر ن ص النعل بالاا ‪ ،‬تال مع في‬
‫م حيع الا ع تال ر‪.‬‬ ‫أت بمعاى آخر‪ :‬يا ع تعل ال لم ه‬
‫فا بعاك اضعماال‪ ،‬لكاا ينعاماء مع ا باعنباار أن ا ما جملاة اضسابا‬ ‫لام ممااعدت‬ ‫‪ ..‬نع هو ماد‬
‫تياشا الانااائج ف ااو ع عا تجااء‪ ،‬تمااا البشاار إال ساانار إلظ ااار‬
‫النا مااد أخاام ه ااا‪ ،‬أمااا الاامي ُحاارك اضحااداث ُ‬
‫مدرت تر و ين ‪.‬‬
‫أخم م ع ع طاري ‪،‬‬ ‫أخمه بمشاعر م‬ ‫تكملك ف و مد أخم ما ما ُع ون إ اه ب يم ن ع‪ ،‬تلك‬
‫تأن مجرد أدتاو لنوصيء رز ر – سبحان – إله ‪.‬‬
‫ف ال لم‪.‬‬ ‫تبعا لامو اإل ما الحمه‬
‫ً‬ ‫‪ ..‬تهدما تظ ر بالندريج مار االسنلاا ع الاا‬
‫االرسقا ا ماني والتعامث مع حداث الحياإل‪:‬‬
‫ِ‬
‫أتلا َ َكاام ِهرِاك أَّنا ُ‬ ‫الحهاااة الدنيويااة مااا ها إال مشا د عظااه تنجلااى يها مظاااهر صا او ع عا تجاء‬
‫[فصل ‪.]53 :‬‬ ‫ء ِ يد ﴾‬ ‫على ُك ِء ء‬
‫َ‬
‫ا تألوان اا تأتصااف ا هاو الداللاة علاى‬ ‫تال دف العظه م تجود المخلوماو ه مه الكثرة على اخنالف أءادال‬
‫الااا تماا‬ ‫ت َجرِي ِف اَلب َح ِر ِبما ي َا ُاع َّ‬ ‫الا ِار تاَلُ َل ِك َّالِن‬ ‫ف َّ‬
‫اللَي ِء ت َّ‬ ‫اخِنال ِ‬
‫وتَ‬ ‫الممات ِ‬
‫او ت َاض َر ِ‬ ‫ع ِإ َّ ِف خَل ِ َّ‬
‫المااحا ِ‬
‫ااح ت َّ‬ ‫ص ِاري ِ ِ‬
‫الري ِ‬ ‫ِ‬ ‫الماما ِ ِما مااا فأحهاا ِبا ِ َاضرو بعاد موِت ااا ت َّ ِ ِ‬ ‫ًلُ ِما َّ‬
‫ُكااء د َّاباة تت َ‬ ‫اع في اا ما َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ َنا ل َّ‬
‫و آل او لِ َوم َع ُِلو ﴾ [الب رة‪.]164 :‬‬ ‫لمما ِ ت َاض َر ِ‬
‫اَل ُمم َّخ ِر ه َي ا َّ‬
‫ار ‪ ،‬تع ااا تماااع‪ ،‬تصااحة تماارو‪ ،‬إل ا ؛ هااو‬
‫ار تضا َّا‬
‫تال اادف كااملك م ا ت لباااو أحااداث الحهاااة م ا سا َّا‬
‫إظ ااار مدرتا ساابحان تميَومينا ‪ ،‬تع تا ‪ ،‬ترحمنا ‪ ،‬تحدمنا ‪ ...‬تسااائر صا ات ‪ ،‬تأ ً ااا اخنبااار موماام اإلنمااا‬
‫ما ا لِيَبُلوُك َ أ ُ‬
‫َك َ أ َحم ُ عم ًال ﴾ [الملك‪.]2 :‬‬
‫تاإلنما هو المخاطم ه ما كل ‪ ،‬تعله أ ينعرف على ر م خالل همه المشاهد تاضحداث الن تحدث‬
‫ظر كه نص ِرف َاآل ِ‬
‫او لعَّل ُ َ َ ُ و ﴾ [اضنعام‪.]65 :‬‬ ‫ُ‬ ‫َان ُ َ َ ُ‬ ‫دتما‬
‫تيشاهدها ً‬‫أمام ‪ُ ،‬‬
‫لكا ظلماااو ال ااوى تاالنك ااا نحااو طااي اضرو مااد ت ُحااول هياا ت ااي الر يااة الصااحهحة تالنحليااء الحمه ا‬
‫المامات ِ‬
‫او ت َاض َر ِ‬ ‫ل مه المشاهد تاضحاداث تكاأِي َ ِما َ آ اة ِفا َّ‬
‫ضاو ﴾ [يوسام‪:‬‬ ‫و ُم َارت عل َي اا ت ُها َ ع َا اا ُم َع ِر ُ‬
‫‪.]105‬‬

‫( ‪ ) 1‬أخرج النرممي (‪ 609/4‬هرم ‪ ،)2414‬تصحح الشه اضلبان ف «صحهح الجامع» هرم (‪.)6010‬‬
‫عله ‪ :‬أخرج البخارى (‪ ،1175/3‬رم ‪ ،)3037‬تممل (‪ ،2030/4‬رم ‪.)2637‬‬ ‫( ‪ ) 2‬من‬

‫‪42‬‬
‫اإل ما ؛ فإن ف البدا ة دو بمثاباة بصاهص ما الااور ظ ار فا ال لام جعلا يانبا ‪-‬‬ ‫فإذا ما اسنه‬
‫– لِما جري حول ‪ ،‬ت خاصة ف اآل او الكبيرة الن يرسل ا ع ع تجء‪.‬‬ ‫بعك الش‬

‫فااإذا مااا نمااا اإل مااا أكثاار‪ ،‬مااوي نااور البصاايرة أكثاار لن ا داد الر يااة العامااة تضا ً‬
‫اوحا‪ ،‬تي ا داد ر ااط اضحااداث‬
‫تالمشاهد باّلِل ع تجء‪.‬‬
‫‪ ..‬نعم‪ ،‬من المتوقع ال سكون رلأل الرؤدة حاضرإل في كث ا وقةات‪ ،‬بةث سةتكون نسةبتها محةدواإل‪ ،‬ولكنهةا‬
‫ستاااا مسةاحتها – بةإذن هللا – بمةرور الوقةت وازا ةاا النمةو ا مةاني‪ ،‬لتسةيطر علة فكةر العبةد ومشةاعرأل‪،‬‬
‫فتجعله عيش بكيانه في حقيقة التوح د‪ ،‬فيعبر من المشاردإل إل شةهوا اةفات هللا عةا وجةث ورةي سعمةث‪،‬‬
‫ارَينُ َ ماا ت َح ُرُاو (‪ )63‬أأ َنانُ َ ت َ رُعونا ُ أ َم ن َحا ُ‬
‫أف أ‬ ‫عةا وجةث‬ ‫ف ربط كث ما حدث مامه وكث ما شةاردأل بةا‬
‫ال َّ ِارُعو ﴾ [الوامعة‪.]64 ،63 :‬‬
‫ًل رمى ﴾ [اضن ال‪.]17 :‬‬ ‫ًل منل ُ َ تما رم َي ِإ َذ رم َي تل ِك َّ َّ‬ ‫وه َ تل ِك َّ َّ‬
‫فل َ تَ ُنُل ُ‬
‫اح ُك َ لِه َعل َّ‬
‫ًلُ م َ خاُف ُ ِباَلل َي ِم ﴾ [المائدة‪]94 :‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ًلُ ِبش ِم‬
‫الص َيد تااُل ُ أ َيد ُد َ تِرم ُ‬ ‫َ‬
‫ليَبُلوَّن ُك ُ َّ‬
‫تكااا صاالى ع علها تساال يااهش بدهانا كلا فا هاامه الحمه ااة‪ ..‬انظاار إلها تهااو ااول ضصااحاب ‪ « :‬إ‬
‫الشمع تال مر ال ياكم ا لموو أحاد تال لحهاتا ‪ ،‬تلكا ماا آيناا ما آ ااو ع‪ ،‬خ ِاوف ه ماا ابااده‪ ،‬فاإذا أريان‬
‫ذلك َ‬
‫فصلوا تادعوا حنى ياكشم ما بد »(‪.)1‬‬
‫»(‪.)2‬‬ ‫ول‪ « :‬إنما أنا مبلغ وع ي دي‪ ،‬تإنما أنا ماس ‪ ،‬وع ُع‬ ‫تكا‬
‫تعادما ماو اه ل يام اهان مال‪ « :‬مولوا ل ا‪ :‬هلل ما أخم تهلل ما أع ى‪.)3(» ...‬‬
‫تل ااد كااا الصااحابة كااملك يهشااو فا ظااالل هاامه الحمه ااة‪ ،‬ف ااما عبااد ع ها عنهااك بعااد أ منااء أبااا ارفااع‬
‫علاى سارعة ملاادرة المداا ‪ ،‬تماع‬ ‫الي ودي ف حص خيبر عود ممرًعا إلاى أصاحاب ُيبشاره ب نلا تيمانحث‬
‫هما الوضع المنوتر إال أن ل ياع تلك الحمه ة ف ال ل ‪ :‬الاجا ‪ ،‬ف د منء ع أبا رافع(‪.)4‬‬
‫ُ ص على م حول مصة إسالم يه ول‪ :‬تأهاى ع إال أ ُمامعا بعاك‬ ‫تهما ال يء ه عمرت الدتس‬
‫مول (‪..)5‬‬
‫تعادما كا ال ير ه العوام هوص اها عبد ع ب رترة سداد د َيِا مال ل ف معرو حديث ‪:‬‬

‫عله ‪ :‬أخرج البخاري (‪ ،353 / 1‬هرم ‪ ،) 993‬تممل (‪ ،35 / 3‬هرم ‪.)2153‬‬ ‫( ‪) 1‬من‬
‫( ‪ ) 2‬حديع صحهح‪ :‬أخرج أحمد (‪ ،133 / 28‬هرم ‪ ،)16936‬ت ال بران فا المعجا الكبيار (‪ ،389/19‬رما‬
‫ف الململة الصحهحة هرم (‪.)1628‬‬ ‫‪ ،)914‬تصحح الشه اضلبان‬
‫( ‪ ) 3‬ج م حديع أخرج البخاري (‪ ،2435 / 6‬هرم ‪.)6228‬‬
‫( ‪ ) 4‬ج ا م ا حااديع أخرج ا البخاااري ف ا صااحهح ج ‪ /4‬ع ‪ 1484‬حااديع رم ا ‪ ،3813 :‬انظاار الماايرة الابويااة‬
‫الصاله ‪.418/2‬‬ ‫َّ‬ ‫لعل‬
‫( ‪ ) 5‬معرف ا اة الصا ااحابة ضه ا ا نيا ااه اضصا ااب ان ‪ ،175 / 11( -‬ها اارم ‪ ،)3500‬الما اايرة الابويا ااة اله ا ا هشا ااام (‪/ 2‬‬
‫‪.)226‬‬

‫‪43‬‬
‫ماا أراد حناى ملا ‪ :‬اا‬ ‫ما فاسنع عله موالي‪ ،‬مال عبد ع‪ :‬يهللاع ماا دريا‬ ‫ا ُها إ عج و ع ء‬
‫أب ‪ ،‬م موالك؟ مال‪ :‬ع‪.‬‬
‫ه (‪.)1‬‬ ‫ف كر ة م ديا إال مل ‪ :‬ا مولى ال ير امك عا ديا يه‬ ‫مال عبد ع‪ :‬يهللاع ما تمع‬
‫مع المنع والعطا ‪:‬‬
‫تمااع انعدااا االرت ااا اإل مااان علااى تضااوح الر يااة آل اااو ع المخنل ااة‪ ،‬فإن ا أ ً ااا ياااعدع علااى طري ااة‬
‫اساانمبال العبااد ل ااا‪ ،‬تتعاملا مع ااا‪ ،‬فنجااده ياار ط الاااع النا تا ِارد علها باااّلِل الماااع ‪ ،‬تي اارح ب اال – ساابحان –‬
‫ا َّ ت ااهج مشاااعر االمناااا هلل ع ا تجااء ف ا ملب ا لهيااهش حالااة ال لاام‬ ‫ااء‪ ،‬تم ا‬ ‫تيماانكثر علااى ن م ا هااما ال‬
‫الشاكر‪.‬‬
‫مليال ف البدا ة – َّإال أن سرعا ما عود ب إ مان إلى‬
‫ً‬ ‫‪ ..‬تف أتماو المح تالبال ا تجده – تإ ت اي‬
‫الصبر تعدم الجا ط أت النما َخط‪ ،‬هاء تما المنوماع ‪ -‬ماع اسانمرار الاماو اإل ماان – أ ياهش المار فا حالاة‬
‫الرضا ع ع‪ ،‬يهمد ملب م ما ت َّلب ب اضحداث‪.‬‬
‫ت اسنمرار الامو اإل مان ي داد ف العبد ضحداث الحهاة تت لبات اا ت خاصاة المؤلماة ما اا لننحاول كل اا فا‬
‫نظره إلى ع ا م ع ع تجء ُمء ل ِ‬
‫صيباا ِإ َّال ما كنم َّ‬
‫ًلُ لاا ﴾ [النو ة‪.]51 :‬‬ ‫َ َ ُ‬
‫ار لا ‪،‬‬
‫عجبا ضمر المؤم إ أمره كل ل خير تال دو هما إال للمؤم ‪ ،‬إ أصاهن س ار ءدر فكا خي ًا‬ ‫« ً‬
‫خير ل » (‪.)2‬‬
‫ًا‬ ‫تإ أصاهن ض ار صبر فكا‬
‫تمما يل م الناوي إله أن م ما ارت اى اإل ماا فا ملام العباد إال أ بشارين – تماا في اا ما ضاعم – لا‬
‫تُ ارم ‪ ،‬لملك فم المنومع أ ت ِ ل اضمدام ف بعك اضمور ال ليلة تالاادرة‪ ،‬لك داع اإل ماا ُسارعا ماا يادفع‬
‫صاااحب للعااودة الم اريعة تالنو ااة الاصااوح‪ ،‬تاساانئااف المااير إلااى ع ِإ َّ َّالا ِامي اتَّ ا َاوا ِإذا م َّم ا ُ َ ط ا ِائم ِم ا‬
‫الشه ا ِ تم َّكرتا فِإذا ه مب ِ‬
‫ص ُرت ﴾ [اضعراف‪.]201 :‬‬ ‫َُ َُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬
‫االرسقا ا ماني والحالة القلبية‪:‬‬
‫أتماااو ءااعوره‬ ‫كلمااا مااوي اإل مااا تازداد نااوره ف ا ال لاام كلمااا أحااع الماار بانش اراح ف ا صاادره‪ ،‬تت ااا ل‬
‫ايئا تُصابح ممااحة الحهااة‬ ‫ايئا فش ً‬
‫بال ي ‪ ،‬فإذا ما اسنمر الاور ف دخول ال لام ازدادو ممااحة الحهااة يها ‪ ،‬تء ً‬
‫ااعا م ا غيرهااا‪ ،‬يهحاادث حاادث هااام تمااادي شااعر ب ا الماار ف ا لحظااة سااعيدة م ا‬
‫ف ا ال لاام أكباار تأكثاار اتما ً‬
‫لحظاااو عماره‪ ،‬أال تهااو ءااعوره هنحاارك ملبا فا صاادره حركااة ساريعة تم ا ر ة‪ ،‬تهااما مااا ُماامى هاوالدة ال لاام‬
‫ااجدا فا صااالة فجاار يااوم ما اض ااام‪،‬‬
‫الحا ‪ ،‬أت « الاوالدة الثانهااة »‪ ،‬تالنا صا ا أحااد الماالم ب ولا ‪ :‬كاا سا ً‬
‫تُمم م المجود لكاا ء ُاعرو باأ ملبا لا ُ ا ما ساجدت ‪ ..‬أي‪ :‬حةدث لةه خشةوع وربةود وشةدإل انجةلاب‬

‫( ‪ ) 1‬البخاري (‪.)3129‬‬
‫( ‪ ) 2‬أخرج ممل (‪ ،2295/4‬رم ‪.)2999‬‬

‫‪44‬‬
‫ن‬ ‫ظث القل كما رو‪ ،‬م عوا بعد ذلك إل حالته الطبيعية إلة‬ ‫إل ا سفث‪ ،‬وعندما قام البدن من السجوا َّ‬
‫سأسي لحظات خرى في الصالإل و اللكر و الدعا و التفكر‪ ،‬يتكرر ف ها رلا ا مر بصورإل ال إراا ة‪.‬‬
‫متعلقا بأشيا سحوا ب نه وب ن العبوا ة َّ‬
‫الحقة هلل عا وجث‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وسفس ر رلا ا مر ن القل قبث ذلك كون‬
‫مةالتعلق بالمةاا‪ ،‬و النةاس و المنصة ‪ ،‬و العقةار‪ ..‬رةلأل ا شةيا سكةون بم ابةة السةجن الةلي عةيش فيةةه‬
‫العبد‪ ،‬والو اق اللي قّ دأل‪ ،‬فإذا ما نما ا مان فةي قلبةه ضةعفت سلةك العالئةق وا غةالا‪ ،‬حتة سةأسي اللحظةة‬
‫تعلقةةا بربةةه‪ ،‬لةةللك سجةةدأل خشةةع ودهةةبط‬
‫ةر منهةةا‪ ،‬م ً‬
‫السةةع دإل عنةةدما سنقطةةع وسنفصةةث عةةن القل ة ‪ ،‬فيص ة ر حة ًّا‬
‫ود طرب عند ذكر هللا‪ ،‬واعائه‪ ،‬والت رع إليه‪...‬‬
‫تف ا هااما المعاااى ااول اه ا المااه ‪ :‬فللاارتح ف ا هااما العااال نشااأتا ‪ ،‬إحااداهما‪ :‬الاشااأة ال بهيهااة المشاانركة‪،‬‬
‫تالثانهااة‪ :‬نشااأة ملبهااة رتحانهااة‪ُ ،‬يولااد ه ااا ملبا ‪ ،‬تيا صااء عا مشااهمة طبعا ‪ ،‬كمااا ُتلااد هدنا تان صااء عا مشااهمة‬
‫الب ‪.‬‬
‫تف كنا « ال هد » لإلمام أحمد أ الممهح عله المالم مال للحواريي ‪ :‬إنك ل تلِجوا ملكوو الماماتاو‬
‫تاضرو حنى تُولدتا مرتي ‪.‬‬
‫ءه اإلسالم اه تهمهاة ‪ -‬رحما ع – اول‪ :‬ها تالدة اضرتاح تال لاو‬ ‫مائال‪ :‬سمع‬
‫ً‬ ‫تيمن رد اه المه‬
‫ما (‪.)1‬‬‫م اضهدا ‪ ،‬تخرتج ا م عال ال بهعة‪ ،‬كما ُتلدو اضهدا م البد ‪ ،‬تخرج‬
‫تعادما تحدث – بإذ ع تف ال ‪ -‬تلاك الاوالدة لل لام‪ ،‬فإنا يان اء إلاى مرحلاة جديادة ما م ارحاء حهاتا ‪،‬‬
‫ملب ااا ربهً ااا سا اريع الن ااأ ر ب ااالمواع ‪ ،‬سا اريع الوج ااء‬
‫تتظ اار آ اره ااا هوض ااوح فا ا ت اعلا ا م ااع اضح ااداث يهص اابح ً‬
‫ًلُ ت ِجلا َ ُمُلااوُ ُ َ ﴾ [اضن ااال‪ ..]2 :‬ساريع الح ااور تاالسااندعا فا‬‫تاالضا ار عاااد ذكاار ع َّالا ِامي ِإذا ُذ ِكاار َّ‬
‫الدعا تالمكر تال كر تالصالة ت خاصة عاد تكبيرة اإلحرام‪.‬‬
‫شعر صاحب ه بوط تخشوع كحالة م حاالو النأ ر تالنجات مع م ار ة ال رآ أت الدعا أت الامكر أت‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المااجاة تيخ َرت ل َأل َذما ِ ي َب ُكو تي ِ ُيد ُه َ ُخ ُش ً‬
‫وعا﴾ [اإلس ار ‪ .]109 :‬تت داد سرعة تماوة هاما الن اعاء كلماا زاد ناور‬
‫اإل ما يه ‪.‬‬

‫االرسقا ا ماني والعالقة مع هللا عا وجث‪:‬‬


‫حنااء‬ ‫لكااء تاحااد َّ‬
‫ماااا عالماااو مااع اآلخ اري ‪ ..‬هاامه العالماااو تن اااتو مااا هااي ال ا َّاوة تال ااعم‪ ،‬ف ااااك م ا‬
‫حناء المرتباة الخمماي ‪ ،‬ماع اضخام فا االعنباار‬ ‫حنء المرتباة العاءارة‪ ،‬تهاااك ما‬ ‫المرتبة اضتلى‪ ،‬تهااك م‬
‫أ همه المراتم ال ين ترتيب ا ب ارراو م الشخص‪ ،‬هء ه ننهجة ممارساو‪ ،‬ترصيد‪ ،‬ت ة‪ ،‬تمشاعر‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬مدارج المالكي اله المه ( ‪.) 146/1‬‬

‫‪45‬‬
‫تلكء مرتبة مظاهر تمي ها ع غيرها‪ ،‬فصاحم المرتبة اضتلى ل مدانة خاصة عاد المار تجعلا ُ ِم َار لا‬
‫بأس ا ارره‪ ،‬تيمنشاايره ف ا خصوصااهات ‪ ...‬اارح ب ر ا ‪ ،‬تيشاانا إلااى ر ين ا ‪ ،‬تينحا َّاي أي فرصااة لل ائ ا ‪ ،‬تيمااعد‬
‫المدة‪.‬‬ ‫بصحبن ‪ ،‬تال مء م همه الصحبة م ما طال‬
‫اثال – فاااضمر خنلاام‪ ..‬نعا ‪ ،‬هااو اارح هر ينا تيمااعد بصااحبن ‪ ،‬تلكا‬
‫أمااا صاااحم المرتبااة الخاممااة – ما ً‬
‫لهع كاضتل‪.‬‬
‫أما صاحم المرتبة العاءرة فالعالمة أمء بدثير مم سب ‪.‬‬
‫بربه‪ ،‬و ي مرسبة سحتث ؟‬ ‫فإذا ما سأا الواحد َّ‬
‫منا نفسه عن عالقته ّ‬
‫فإننا سنفاجأ بأنها ليست في المراس ا ول ‪ ،‬وذلك من خالا راد مظارر رلأل العالقة‪ ..‬فال شوق إل‬
‫سةنعم بةلكرأل‪ ،‬وكةث رةلا بسةب ضةعف‬
‫لقائه‪ ،‬وال نس بمناجاسه‪ ،‬وال سعااإل في قربه‪ ،‬وال فر بةالخلوإل بةه‪ ،‬وال ُّ‬
‫ا مان‪ ،‬وضعف ال قة به سبحانه وبقدرأل العظيم‪.‬‬
‫اله ظاة اإل مانهااة الحمهمهااة‪ ،‬تماوي اإل مااا فا ال لام‪ ،‬فااإ هاامه العالماة تنحما تاادريجهًّا‪،‬‬ ‫‪ ..‬فاإذا مااا حااد‬
‫تتان ااء ما مرتبااة إلااى مرتبااة أعلااى ما ااا‪ ،‬تتماانمر فا الصااعود كلمااا زاد اإل مااا حنااى تحنااء المرتبااة اضتلااى‪،‬‬
‫حيااع تا داد الرغبااة فا ع‪ ،‬تالرضااا با ‪ ،‬تالمااعادة فا ذكاره‪ ،‬تالب جااة فا تااالتة كالما ‪ ،‬تاضنااع فا الخلااوة با‬
‫تمااجات ‪.‬‬
‫‪ ..‬ي ا داد الح ااور ال لب ا الاادائ مع ا – ساابحان ‪ُ -‬ليثماار س اؤال تطلاام مماااعدت ف ا أمااور العبااد كل ااا‪،‬‬
‫المعرضااي ‪ ،‬هاء صااء اضمار إلااى االعنامار عا‬ ‫تإءا اده علااى ماا حاادث لا ما تكاميم المداامهي ‪ ،‬أت إعاراو ُ‬
‫ما أصبح ها ما نعماة أت بأحاد ما خل اك فمااك تحادك ال‬ ‫ءدر ع على نعم ( الل‬ ‫تنمهان‬ ‫جحود الاا‬
‫ءريك لك‪ ،‬فلك الحمد تلك الشدر) (‪.)1‬‬
‫‪ ..‬يانظر ال رصة الن خلو في ا المدا ‪ ،‬تت دأ اضصواو لهخلو هر ‪ ،‬تيب َ‬
‫اع إلها أءاوام ‪ ،‬تيعارو علها ءاداين ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ًلِ ما ال ت َعل ُمو ﴾ [يوسم‪..]86 :‬‬
‫ًلِ تأ َعل ُ ِم َّ‬
‫تي لم ما حاجن ِإَّنما أ َء ُدو هِث ت ُحَ ِن ِإلى َّ‬
‫تجاتز‪..‬‬
‫‪ُ ..‬مارط ف اسنرضائ إذا ما تمع ما ت صير أت ُ‬
‫أن ع ا ا‬ ‫‪ ..‬يا ا داد هملا ا للج ااد فا ا خدم ااة دياا ا ‪ ،‬تدع ااوة خل ا ا إلها ا ‪ ،‬تن ع ا ا بد ااء م ااا أنعا ا ع علها ا «خي اار الا ااا‬
‫للاا »(‪..)2‬‬
‫‪ ..‬شعر باللاى ب ‪ ،‬تييهش ملب ف حالة م االمناا نحوه سبحان ‪.‬‬
‫‪ ..‬ي داد تي داد تعل ب ‪ ،‬تاسنلاائ ع غيره‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬أخرج ا أهااو داتد (‪ ، 318/4‬رم ا ‪ ، )5073‬تالامااائ ف ا الكب ارى (‪ ، 5/6‬رم ا ‪ ،)9835‬تالبي ا ف ا ءااعم‬
‫اإل ما (‪ ، 89/4‬رم ‪ ، )4368‬تمال ءعيم اضرنؤت ‪ :‬حديع حم ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬حااديع حم ا ‪ :‬أخرج ا الاادارم ا ف ا اضف اراد‪ ،‬تالخلع ا ع ا جاااهر‪ ،‬تحمااا اضلبااان ف ا صااحهح الجااامع هاارم‬
‫(‪.)6662 ،3289‬‬

‫‪46‬‬
‫رلا رو معن الواوا إل هللا في الدنيا‪ ،‬فكمةا قةوا ابةن رجة ‪ :‬الواةوا إلة هللا نوعةان‪ :‬حةدرما فةي‬
‫الدنيا‪ ،‬وال اني في اآلخرإل‪.‬‬
‫فأما الواوا الدن وي فالمراا به‪ :‬ن القلوب سصةث إلة معرفتةه‪ ،‬فةإذا عرفتةه َّ‬
‫حبتةه و نسةت بةه‪ ،‬فوجدسةه‬
‫قردبا‪ ،‬ولدعائها مج ًبا‪ ،‬كما في بعض اآل ار‪ :‬ابن آام‪ ،‬اطلبني سجدني‪ ،‬فإن وجدسني وجدت كةث شةي ‪،‬‬
‫منها ً‬
‫وإن ف ُّتك فاسك كث شي ‪.‬‬
‫ومةةا الواةةوا ا خ ةروي‪ :‬فةةدخوا الجنةةة التةةي رةةي اار كرامةةة هللا وليائةةه‪ ،‬ولكةةنهم فةةي ارجاسهةةا متفةةاوسون فةةي‬
‫الماِبُو (‪ )10‬أُتلِئك اَلم َّرُو ﴾ [الوامعة‪.]11 ،10 :‬‬
‫الماِبُو َّ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫القرب بحس سفاوت قلوبهم في القرب‪ :‬ت َّ‬

‫( ‪ ) 1‬المحجة ف سير الدلجة للحاف اه رجم‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫التربية ا مانية‬ ‫ردا‬
‫ء ع الحديع ف الص حاو الماب ة ع مراحء إ اظ تتجدياد تت وياة اإل ماا تالنا ما الم نارو‬ ‫ت ب‬
‫شعر بآ ارها ال رد ف تعامل مع ر ا ‪ ،‬تماع الادنها‪ ،‬تماع الااا ‪ ،‬تماع أحاداث الحهااة‪ ،‬تيشاعر بآ ارهاا كاملك‬ ‫أ‬
‫ف أحوال ملب ‪.‬‬
‫تيمدااا أ ُنصهغ همه المراحء فا أهاداف ال اة ‪ ،‬عليااا أ ن اع ا أمامااا تنماعى للوصاول إلي اا‪ ..‬هامه‬
‫اضهداف ه ‪:‬‬
‫القرد ة ‪ :‬تهااو تم َد ا تاساانحدام اله ظااة م ا ال لاام‪ ،‬فااال نريااد ظااة لحظهااة‪ ،‬هااء نرياادها ظااة‬ ‫وًال‪ :‬الهةةد‬
‫ف جابات ‪ ،‬تل اد أجماء آ ارهاا رساول ع صالى ع علها‬ ‫حمهمهة دائمة تنمد م ال لم لنبدأ مع ا الحهاة تد‬
‫تسل عادما ُسئء ع عالماو دخول الاور ال لم ف ال‪ « :‬اإلنابة إلى دار الخلود‪ ،‬تالنجااف عا دار اللارتر‪،‬‬
‫تاالسنعداد للموو مبء ن تل »(‪.)1‬‬
‫انيا‪ :‬والاإل القل الحي‪ :‬هما ال دف ال مدا الوصاول إلها إال باسانمرار ت تياد ال لام باإل ماا بعاد تم َدا‬
‫ً‬
‫اله ظة ما ‪ ،‬تالم صود هوالدة ال لم الح ‪ :‬أي تحرره ما أسار ال اوى تان صاال عاا ‪ .‬أت بمعااى آخار‪ :‬ان ااط‬
‫الحبء المي جمع العالئ الن كا ال لم ُمنعلً ا ه ا م دت ع كالمال تالجاه تالاا ‪ ،‬الن تحول هيا ت ي‬
‫النعل النام باّلِل ع تجء‪ ،‬تااللن ام ب ‪ ،‬تالنوج الدائ نحوه‪.‬‬
‫همه الوالدة تن عادما علاو الااور فا ال لام علاى الظلماة بصاورة كبيارة‪ ،‬تما عالمااو حادت ا‪ :‬رماة ال لام‬
‫تساارعة تااأ ره بااالمواع ‪ ،‬تهبوط ا تخشااوع تسااجوده هلل‪ ،‬تس ا ولة اسااندعائ إذا أراد صاااحب اسنح اااره‪ ،‬تم ا‬
‫آ ارها كملك‪ :‬تحم ملحاوظ فا عالمااو المار المخنل اة‪ ،‬فيا داد مر ا ما ر ا ‪ ،‬تتعل ا با ‪ ،‬تتاا ص رغبنا فا‬
‫الدنها بصورة ملحوظة‪ ،‬تي ء طمع ف الاا ‪ ،‬تي داد تشميره نحو الجاة‪...‬‬
‫تم آ ارها كملك‪ :‬راحة البال تالشعور بالمدياة تال مأنياة تالمالم الداخل ‪.‬‬
‫ال الث‪ :‬الح ور القلبي الدائم مع هللا‪ ،‬والتعلةق الشةديد بةه – سةبحانه – أت بمعااى آخار‪ :‬تح يا‬ ‫الهد‬
‫مول صلى ع علها تسال عاادما ُسائء عا اإلحماا ف اال‪ « :‬أ تعباد ع كأناك تاراه »(‪ ، )2‬تهاما حادث إذا ماا‬
‫الهما أهه ً اا‪ ،‬تم ا آ ااار ذلااك‪ :‬خ ااوط‬
‫ملب اا سا ً‬
‫اساانمر اإلمااداد اإل مااان لل لاام‪ ،‬في ا داد يه ا الاااور‪ ،‬حنااى صااير ً‬
‫المشاعر تالملوك ف مجمل هلل ع تجء كما مال صلى ع عله تسل ‪ « :‬م أحم هلل‪ ،‬تأبلاك هلل‪ ،‬تأع اى‬
‫هلل‪ ،‬تماع هلل‪ ،‬ف د اسنكمء اإل ما »(‪.)3‬‬

‫( ‪ ) 1‬سب تخريج ‪.‬‬


‫البخاري (‪ ،27/1‬رم ‪ ،)50‬تممل (‪ ،39/1‬رم ‪.)9‬‬ ‫عله ‪ ،‬أخرج‬ ‫( ‪ ) 2‬من‬
‫( ‪ ) 3‬حااديع صااحهح‪ :‬أخرج ا أهااو داتد (‪ ،354 / 4‬هاارم ‪ ،) 4683‬تصااحح الشااه اضلبااان ف ا صااحهح الجااامع‬
‫هرم (‪.)5965‬‬

‫‪48‬‬
‫تم ااال‪ « :‬ال يبل ااغ العب ااد حمه ااة اإل م ااا حن ااى علا ا أ م ااا أص اااب لا ا دا ا لهخ ئا ا تم ااا أخ ااأه لا ا دا ا‬
‫لهصيب »(‪.)1‬‬
‫مانهااا كمااا مااال صاالى ع عله ا‬
‫اامال إ ًّ‬
‫تم ا آ ارهااا كااملك‪ :‬النعامااء مااع أحااداث الحهاااة تت لبات ااا المخنل ااة تعا ً‬
‫ار‬
‫جبا ضمر المؤم إ أمره كل ل خير تال دو هما إال للماؤم ‪ ،‬إ أصااهن سا ار ءادر فكاا خي ًا‬
‫تسل ‪ « :‬ع ً‬
‫خير ل »(‪.)2‬‬
‫ًا‬ ‫ل ‪ ،‬تإ أصاهن ض ار صبر فكا‬
‫والقل في رلأل المرحلة العظيمة عيش في سعااإل عظيمة وعالقة مت نة مع ربه‪ ..‬فهو شةامر نعمةه‪،‬‬
‫اض بق ائه‪ ،‬مطمئن بلكرأل‪ ،‬في شوق اائم إليه وسوجه مستمر نحوأل‪.‬‬
‫اابر عل بالئه‪ ،‬ر ٍ‬
‫نمأل ع ع تجء أ شملاا بعظه ف ل ‪ ،‬تأ جعلاا م أصحا ال لو الملهمة الم مئاة‪ ،‬تأ ياورها‬
‫هاور اإل ما ب ‪ ،‬تيخرج ا م ظلماو الج ء تالل لة تال وى‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬حااديع صااحهح‪ :‬أخرج ا ال ب ارن ا كمااا ف ا مجمااع ال تائااد (‪ ،)58/1‬تم اال ال يثمااى‪ :‬إسااااده حم ا ‪ .‬تأخرجا ا‬
‫او‪.‬‬ ‫أ ً ا‪ :‬أحمد (‪ ،441/6‬رم ‪ ،)27530‬مال ال يثم (‪ :)197/7‬رتاه أحمد تال بران ترجال‬
‫( ‪ ) 2‬أخرج ممل (‪ ،2295/4‬رم ‪.)2999‬‬

‫‪49‬‬
‫ملمة خ رإل‬
‫خي الحب ‪:‬‬
‫ل د كا ال دف الرئهع المي ترم إله الص حاو الماب ة هو تامهاة تت وياة الشاعور باالحنهااج إلاى النرما‬
‫تيل ِ م الع ائ نحو المير ف طري اإل ماا ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ف مدارج اإل ما ؛ لهدو ذلك بمثابة الومود المي ُشعء الرغبة‪ُ ،‬‬
‫تالعمء الممنمر على ت وين ‪.‬‬
‫لملك أدعو ن م تأدعوك – أخ – تمبء أ ننرك همه الص حاو إلى اسنثمار تلك الحالة الشاعورية النا‬
‫مد انناهناا تنح نيهش مع مار اإل ما تمراحل ‪ ،‬تذلك فا اتخااذ مارار جاازم هبدا اة جديادة ماع ع عا تجاء‪،‬‬
‫تع م صاد على إحها ملو اا باإل ما ‪.‬‬
‫ااعم ع ماااا‪ ،‬تأحاامر ن م ا تإ اااك م ا االساانجابة لوسااات‬ ‫ههااا – أخ ا – ننخاام ال ارار اآل تمبااء أ‬
‫تي ِك الا و هو ع عا تجاء‪،‬‬ ‫الشه ا بأ ظرتفاا تمشاغلاا تأعمارنا ال تممح هملك‪ ،‬فالمي ُحي ال لو ُ‬
‫ماا – كبدا ة – صد الرغبة‪ ،‬تموة الع م حنى ُحي ملو اا تيشرح صادترنا هااور اإل ماا‬ ‫تهو سبحان يريد َّ‬
‫فِإذا ع م َاض َم ُر فل َو صدُموا َّ‬
‫ًل لكا خ َي ًار ل ُ َ ﴾ [محمد ‪.]21 :‬‬
‫فنوَّك َاء‬ ‫ماا بعد صد العا م‪ُ :‬حما االسانعانة با تالنوكاء علها فا تح يا ذلاك اضمار فاِإذا ع َما‬ ‫تيريد َّ‬
‫ُ‬
‫ًلِ ﴾ [آل عم ار ‪.]159 :‬‬ ‫على َّ‬
‫المشا ِرف علاى اللار‬
‫م هاا تظ ر أهمهة ترجمة هاما الشاعور تهاما العا م هدعائا سابحان دعاا الم ا ر ُ‬
‫المااوم بااأ ر ا –هااو تحااده– ال ااادر علااى إن اااذه‪ ،‬تعلياااا أ نااداتم علااى ذلااك حنااى شاارح ع صاادترنا‪ ،‬تيااوم‬
‫ملو اا‪ ،‬تيدفعاا إلى النرم ف مدارج اإل ما ‪.‬‬
‫هلل ع تجء‪.‬‬
‫الحرمة تاسنشعار االحنهاج الما‬
‫تلاعل – أخ – أ م ناح اإلجابة هو الن رط ت ُ‬
‫فلابدأ م اآل بالدعا تالن رط تاإللحاح على ع‪ ،‬تلانامكر مولا صالى ع علها تسال ‪ « :‬إ تصاد ع‬
‫صدمك »(‪.)1‬‬

‫والحمد هلل اللي ردانا لهلا وما كنا لنهتدي لوال ن ردانا هللا‬
‫واث اللهم عل س دنا محمد وعل آله واحبه ومن سار عل نهجه واسبع رداأل إل يوم الدين‪.‬‬
‫ّ‬

‫( ‪ ) 1‬أخرجا ا الام ااائ (‪ ، 60/4‬رما ا ‪ ، )1953‬تالح اااك (‪ ، 688/3‬رما ا ‪ ،)6527‬تص ااحح الش ااه اضلب ااان فا ا‬
‫صحهح الجامع هرم (‪.)1415‬‬

‫‪50‬‬
‫المقدمة‬
‫الفصث ا وا‪ :‬من مار ا مان في ج ث الصحابة‬
‫لماذا الحديع ع جيء الصحابة؟‬
‫الثمار العشر‬
‫وًال‪ :‬المباارإل والمسارعة لفعث الخ ر‬
‫الناافع ف الخير‬
‫ءدة الحرع على دعوة الخل إلى ع‬
‫انيا‪ :‬سقودة الوازع الداخلي (الورع)‬
‫الحار اضمي‬
‫ءدة الورط‬
‫ال ًا‪ :‬الارد في الدنيا‬
‫هدما كانوا‬
‫ابعا‪ :‬التأي د ا لهي‬
‫رً‬
‫اضمة تاإل ما‬
‫الوعد الح‬
‫نماذج للوال ة تالنأييد اإلل‬
‫لل ئة المؤماة‬ ‫النأييد اإلل‬
‫خامسا‪ :‬إ قاظ القوى الخفية‬
‫ً‬
‫أعمى حمء ال ار ة‬
‫َّ‬
‫ءالل اإل ما‬
‫سااسا‪ :‬الرغبة في هللا‬
‫ً‬
‫الراغبو ف ع‬
‫سابعا‪ :‬اختفا الظوارر السلبية وقلة المشكالت ب ن ا فراا‬
‫ً‬
‫إ اظ اإل ما هو البدا ة الصحهحة لحء المشدالو‬
‫غاائ هدر‬
‫امنا‪ :‬التأ ر ا جابي في الناس‬
‫ً‬
‫منى نؤ ر ف الاا‬
‫ال لو هيد ع‬
‫أصلح ن مك تُصلح لك رعينك‬

‫‪51‬‬
‫ساسعا‪ :‬اسخاذ الق اررات الصعبة‬
‫ً‬
‫نماذج مشرمة‬
‫إسدا الاصهحة‬
‫االننصاف م الا ع‬
‫عاشرا‪ :‬الشعور بالسك نة والطمأن نة‬
‫ً‬
‫طمأنياة ال لم‬
‫كلمة أخيرة حول مار اإل ما‬
‫الفصث ال اني ‪ :‬كيف حالك مع ربك؟‬
‫نور ال لم‬
‫ظة ال لم ه البدا ة‬
‫إ اك تاالغنرار هبدا او اله ظة‬
‫تم َد اله ظة‬
‫اسنمرار ال يادة الحمهمهة لإل ما‬
‫ال يادة الحمهمهة لإل ما‬ ‫النعامء مع الدنها ممها‬
‫االرت ا اإل مان تالنعامء مع المال‬
‫االرت ا اإل مان تالنعل بالبشر‬
‫االرت ا اإل مان تالنعامء مع أحداث الحهاة‬
‫مع الماع تالع ا‬
‫االرت ا اإل مان تالحالة ال لبهة‬
‫االرت ا اإل مان تالعالمة مع ع ع تجء‬
‫التربية ا مانية‬ ‫ردا‬
‫أتًال‪ :‬ال دف ال ريم‪ :‬تم َد تاسنحدام اله ظة م ال لم‬
‫انها‪ :‬تالدة ال لم الح‬
‫ً‬
‫ال دف الثالع‪ :‬الح ور ال لب الدائ مع ع ع تجء‬
‫كلمة أخيرة‬
‫ال ر‬

‫‪52‬‬

You might also like