You are on page 1of 52

‫طبَ ُة األُولَى‬

‫اخلُ ْ‬

‫فضلُ عشر‬
‫ذي احلجَّة‬

‫ُْ ْ‬
‫أل ِقيَت يَ ْو َم اجل ُ ُم َع ِة ‪................‬‬
‫ََ‬
‫َسنة ‪......................................................‬‬
‫السلَيْ َمانيةَّ‬
‫َح ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫كر ِّي ب َ‬‫َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫بِمس ِج ِد أ ِِب بك ٍر الصديق بِالمشَف العس ِ ِ‬
‫ُّ َّ‬ ‫َ َ َ ُ َ ً ْ ْ َ‬ ‫ب َم ِدينَ ِة ِّ‬
‫الر َ‬
‫والسن ِة‬ ‫ْلسَلمِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫ار‬ ‫د‬ ‫اهلل‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫ظ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ح‬ ‫اض‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫‪6‬‬ ‫فض ُل عشر ذي احلجََّة‬
‫صَالِح بْن عَبْدِ اهللِ بْن حَمَ ٍد ال ُعصَيْمِي‬ ‫‪7‬‬

‫اخلُطْ َبةُ األُولَى‬

‫ُخيارا‪ُ.‬‬ ‫ً‬
‫األممُعدوًل ً‬‫يارا‪ُ،‬وجعلُُهذهُاألمُةُبينُُ‬
‫الحمدُُهللُالُذيُجعلُلهُمنُكلُُشيءُُخُ ً‬
‫وأشهدُأًلُُإلهُإًلُُاهلل‪ُ،‬وحدُهًُلُشريكُُلهه‪ُ،‬وأشههدُُأنُُمحمهدً اُعبهدُهُورسهللُه‪ُ،‬صه ُىُاهللُ‬
‫يماُمزيدً اُإلىُيلمُالدين‪.‬‬
‫وع يهُوع ىُآلهُوصحبهُوس ُمُتس ً‬
‫أماُبعد‪ُ:‬‬
‫أيُهاُالمؤمنلن؛ُاتُقلاُربُكمُحقُُتقلاه‪ُ،‬واع مُلاُأنُهاُالعهرو ُالهلققىُوسهبيلُال ُنجهاه‪ُ،‬فُمهنُ‬
‫تع ُقُبُها‪ُ،‬وسارُيفُجادُتُها‪ُ،‬ب ُغهُاهللُمُأُمُ ُنه‪ُ،‬وأدركُُيفُالدُارينُمُؤُنُتُه‪ُ.‬‬

‫﴿ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﴾ُ[آلُعمران]‪ُ.‬‬

‫﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ‬

‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ُ ﴾ُ[النساء]‪ُُ.‬‬
‫قمُُاع ملاُ‪ُ-‬رحمكمُاهللُ‪ُ-‬أنُهُأض ُتكمُأيُامُُعظيمةُ‪ُ،‬وليالُُج ي ةُ‪ُ،‬أقسهمُاهللُ‪ُ‬بُهها؛ُ‬

‫ها‪ُ،‬وتنليهاُبمقامها‪ُ،‬فقالُ▐‪ُ﴿ُ:‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﴾ُ[الفجهر]‪ُ،‬‬
‫ًُ‬ ‫إعظا ًُماُلشأنُ‬
‫قههالُابههنُُعب هاسُ‪«ُ:‬هههيُعشههرُذيُالحُج هة»‪ُ،‬وهههلُقههللُُجمههاهيرُُأهههلُالع ههمُم هنُُالس ه فُ‬
‫والخُ ُفُ‪ُ.‬‬

‫‪ُ،]28:‬قههالُ‬ ‫وقههالُاهللُ▐‪ ﴿ :‬ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﴾ُ[الحهه‬

‫أيضا‪«ُ:‬قيل‪ُ:‬عشرُُذيُالحُجُة»‪ُُ.‬‬
‫ابنُعبُاسُُ¶ُ ً ُ‬
‫‪8‬‬ ‫فض ُل عشر ذي احلجََّة‬

‫النبهيُُ♀‪«ُ:‬مَا‬
‫فمُنُأعظمُاأليامُيفُالسُنةُأيُامُذيُالعشرُمنُذيُالحجُة‪ُ،‬قهالُ ُ‬
‫من أيام العمل فيهن أحب إلى الل من هذه اليَام»‪ُ،‬قهاللا‪ُ:‬وًلُالجههادُ؟ُقهال‪«ُ:‬ول الجهَاد؛‬
‫إل رجل خرج بنفسه وماله‪ ،‬ثم لم يرجع من ذلك بشيء»‪ُ،‬ويفُروايةُ‪«ُ:‬ما من أيام أحب إلى‬
‫الل أن يتعبد له فيها من أيام العشر»؛ُيعنيُعشرُذيُالحجُة‪ُ.‬‬
‫فهذهُاأليُامُهيُأفضلُأيامُالسُنةُع ىُاإلطالق‪ُ،‬وذلكًُلجتماعُأصللُالعباداتُفيها‪ُُ:‬‬
‫ففيهاُتلحيدُاهللُ‪ُ‬بالتُكبيرُوالتُحميد‪«ُ:‬اهللُأكرب‪ُ،‬اهللُأكرب‪ًُ،‬لُإلهُإًلُُاهلل»‪ُ.‬‬
‫وفيهاُمنُأصللُالصُ لات‪ُ:‬صال ُالعيد‪ُ.‬‬
‫وفيهاُمنُالصُيام‪ُ:‬صيامُعرفةُ‪ُُ.‬‬
‫وفيهاُمنُالزكا ‪ُ:‬الصُدقةُالُتيُيخرجهاُاإلنسانُمنُأضحيته‪ُُ.‬‬
‫وفيهاُالح ُُاألكرب‪ُُ.‬‬
‫واجتماعُأصللُالعباداتُفيههاُمهنُأركهانُاإلسهالمُمهؤذُنُبتعظيمهها‪ُ،‬كمهاُاسهتظهرهُأبهلُ‬
‫الفضلُُابنُحجرُُيفُ«فتحُالباري»‪ُ.‬‬
‫واع ملاُ‪ُ-‬رحمكمُاهللُ‪ُ-‬أنُُأولىُاألعمهالُبالتُقهديم‪ُ:‬مهاُاختصهتُبههُههذهُاأليهامُزيهاد ًُ‬
‫النبههيُُ♀‪ُ:‬‬
‫ع هىُالعمهلُالصهالحُالمعتههادُفيهها‪ُ،‬وههلُحه ُُبيههتُاهللُالحهرام‪ ،‬قهالُ ُ‬
‫مربوراُجام ًُعاُفيههُأعمهالُالبهرُُ‬
‫ًُ‬ ‫«الحج المبرور ليس له جزاء إل الجنة»‪ُ،‬فإذاُح ُُالعبدُحجُاُ‬
‫فإنُهُليسُلهُجزاءُُمنُاهللُإًلُُأنُيدخ ُهُاهللُ▐ اجلنة‪.‬‬
‫ومنُجم ةُأمهاتُالعباداتُفيها‪ُ:‬صيامُُيلمُعرفةُ‪ُ،‬قالُ♀‪«ُ:‬صيام يَوم عرفَة‬
‫إني أحتسب على الل أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده»‪ُ.‬‬
‫صَالِح بْن عَبْدِ اهللِ بْن حَمَ ٍد ال ُعصَيْمِي‬ ‫‪9‬‬

‫فمُنُصامُُيلمُعرفةُُظفرُبُهذاُاألجرُالهلافرُوُال هلابُالجزيهل‪ُ،‬أنُيكفهرُلههُمهاُتقهدُمُمهنُ‬
‫سنتهُالسالفةُمنُذنبُ‪ُ،‬وأنُيُكُفُرُزياد ًُع ىُذلكُماُيُكلنُيفُالسُنةُالتُالية‪ُ.‬‬
‫وإنُماُيحصلُذلكُبصيامُيلمُعرفةُُك ُه‪ُ،‬بأنُيقدُمُاإلنسانُنيُتُهُمُنُال ُيل‪ُ،‬فالُيط ه ُع يههُ‬
‫رأسُهُ‪ُ-‬وهلُالفجهرُال هاينُمنههُ‪ُ-‬إًلُوقهدُنهلاُالصهيامُحتهىُيُتمههُبغهروبُشمسهه‪ُ،‬فيكهلنُُ‬
‫عرفةُكامال‪ُ،‬ويتأكُدُذلكُيفُحقُُغيرُالحاجُ‪ُ.‬‬
‫ًُ‬ ‫صائماُيلمُُ‬
‫ًُ‬
‫وأم هاُالحههاجُُفاألفضههلُُلهههُأًلُُيصههلمه؛ُتجريههدًُاُلنفس ههُلالسههتك ارُمههنُالعمههلُالص هالح‪ُ،‬‬
‫وتنشي ًُطاُوتقليةًُلهاُع ىُإتيانُه‪ُ.‬‬
‫ومنُجم ةُاألعمهالُالصهالحةُالُتهيُتكهلنُيفُههذهُاأليهام‪ُ:‬ذبهحُاألضهحيةُتقر ًبهاُإلهىُاهللُ‬
‫▐‪.‬‬
‫وحقيقتها‪ُ:‬سفكُالدُمُتقر ًباُإلىُاهللُ‪ُ.‬‬
‫والمرادُمنُاألضهحيةُلهيسُُاإلطعهامُُوًلُاألكهلُُوًلُاإلههداءُُوًلُالصهدقةُ‪ُ،‬وإنُمهاُالمهرادُ‬
‫منها‪ُ:‬سفكُالدمُتقر ًباُإلىُاهلل‪ُ،‬ولها ثالث مراتب‪ُ:‬‬
‫ه‪ُ،‬فيكلنُقائماُع ىُذبحُهاُبنفسُه‪ُ.‬‬
‫ً‬ ‫فالمرتبة الولى‪ُ:‬أنُيباشرُالمضحُيُذبحُهاُبنفسُ‬
‫حاضراُعندُذبحُها‪ُ،‬فيشهدهاُبنفسه‪ُ.‬‬
‫ً‬ ‫ذلك‪ُ،‬ولكنهُيكلنُُ‬
‫ُ‬ ‫المرتبة الثانية‪ُ:‬أنًُلُيباشرُُ‬
‫حاضراُوًلُمباش ًُراُلها‪ُ،‬وإنماُيؤخرُبهاُفتذبحُيفُب ده‪ُ.‬‬
‫ًُ‬ ‫والمرتبة الثالثة‪ُ:‬أنًُلُيكلنُ‬
‫شهرعاُلألضهحية‪ُ،‬فمهنُعجهزُعنههاُفقهدُ‬
‫فهذهُالمراتهبُاله ُالثُههيُالمراتهبُالمط لبهةُ ً‬
‫سقطتُُعنه‪ُ،‬وأمُاُماُشاعُبهأخر ُُمهنُتحليهلُُمبهال ُُماليهةُُإلهىُجههاتُُمها؛ُألجهلُذبحُههاُيفُ‬
‫خارجُالبالد‪ُ،‬فإنُُهذاُليسُأضحي ًُة‪ُ،‬وإنُماُهلُصدقةُلحمُ‪ُُ.‬‬
‫‪10‬‬ ‫فض ُل عشر ذي احلجََّة‬

‫فمنُأرادُأنُيتحرُاُعباد ُاألضحيةُوًلُسيُماُمهنُكانهتُعنهدهُوصهيُةُ‪ُ،‬فهالُينبغهيُلههُأنُ‬
‫هُحاضراُعندها‪ُ،‬أوُذبحُههاُ‬
‫ً‬ ‫يس كُفيهاُإًلُُماُكانُيس كُُقبلُأعلامُُمُنُذبحهاُبنفسُه‪ُ،‬أوُكلنُ‬
‫مُتعظيمهاُ‬
‫ً‬ ‫يفُب دُه‪ُ،‬فإنُُهذهُهيُالحقيقةُالشُرعيُةُلألضحية؛ُألنُُالمهرادُالتُقهربُُبسهفكُالهدُ‬
‫ً‬
‫وإجالًلُهللُ‪ُ.‬‬

‫أقههللُمههاُتسههمعلن‪ُ،‬وأسههتغفرُاهللُالع ههيُُالعظههيمُلههيُولكههم‪ُ،‬فاسههتغفروهُإنههُهههلُالغفههلرُ‬
‫الرُحيم‪ُ.‬‬
‫صَالِح بْن عَبْدِ اهللِ بْن حَمَ ٍد ال ُعصَيْمِي‬ ‫‪11‬‬

‫اخلُطْ َبةُ الثَّانِ َية‬

‫الحمهدُهللُحمهدً اُحمهدً ا‪ُ،‬والشهكرُلههُتلال ًيهاُوتتهرُا‪ُ،‬لههُالحمهدُولههُالشهكرُك هه‪ُ،‬نسهتغفرُهُ‬


‫ونتلبُإليه‪ُ،‬ونسألهُمزيدُُمزيدُُالفضلُُلديه‪ُ.‬‬
‫وأشهدُأًلُُإلهُإًلُهللُوحدُهًُلُشريكُله‪ُ،‬وأشهدُأنُُمحمُدً اُعبدهُورسللُه‪ُ،‬ص ىُاهللُع يهُ‬
‫وع ىُآلهُوصحبهُأجمعين‪ُ،‬ومنُتبعهمُبإحسانُُإلىُيلمُالدين‪ُ.‬‬
‫أمُاُبعد‪ُ:‬‬
‫أيُهاُالمؤمنلن؛ُإنُُمُنُشُعارُالمؤمنينُيفُعشرُذيُالحجُة‪ُ:‬تكبيرُاهللُوإعظامههُوإجاللهه‪ُ،‬‬
‫عنُأصحابُالنبيُ ♀‪ ،‬فعنُأبيُهرير ُُوابنُعمهرُُ¶ُأنُهمهاُكانهاُ‬
‫ُ‬ ‫بماُصحُُ‬
‫رُالناسُبتكبيرهما‪ُ.‬‬
‫يكبُرانُأيُامُالعشُر‪ُ،‬ويكبُ ُ‬
‫رُتعظيماُهللُ‪«ُ:‬اهللُأكرب‪ُ،‬اهللُأكهرب‪ُ،‬اهللُأكهرب‪ًُ،‬لُإلههُإًلُُاهلل‪ُ،‬واهللُأكهرب‪ُ،‬‬
‫ًُ‬ ‫فيقللُالمكبُ‬
‫اهللُأكرب‪ُ،‬وهللُالحمد»‪ُ.‬‬
‫فيكلنُتكبيراُمط ًقاُعندُابتداءُُعشرُذيُالحُجهة‪ُ،‬فهإذاُكهانُيهلمُُعرفهةُُشهرُعُبعهدُفُجرُههاُ‬
‫ً‬
‫التُكبيههرُالمقيههدُُيفُأدبههارُالصهه لاتُالمكتلبههات‪ُ،‬فههالُيههزالُالعبههدُيكبههرُبعههدُالصهه لاتُ‬
‫المكتلباتُابتدا ًءاُمنُفجرُُيلمُعرفةُُحتُىُآخرُُأيُامُالتُشريق‪ُ،‬وهلُال ُاله ُعشهرُبعهدُصهال ُُ‬
‫العصرُمنه‪ُ،‬فإذاُانقضىُنلرُُشمسههُيكهلنُالمهرءُُقهدُفهرمُمهنُههذهُالعبهاد ُالعظيمهة‪ُ،‬وههيُ‬
‫تكبيرُُاهلل ▐ وإجاللُهُوتعظيمُه‪ُ.‬‬
‫‪12‬‬ ‫فض ُل عشر ذي احلجََّة‬

‫فاحرصلاُ‪ُ-‬رحمكمُاهللُ‪ُ-‬ع ىُامت الُاألعمالُالصُالحةُك ُهها‪ُ،‬وًلُسهيُماُمهاُشهرُعُفيههاُ‬


‫منُاأليُامُالعشر‪ُ،‬واختصتُبه‪ُ،‬مُنُح ُُبيتُاهللُالحرام‪ُ،‬وصهيامُُيهلمُعرفهةُ‪ُ،‬والتُقهرُبُُإلهىُ‬
‫اهللُبههذبحُُاألضههحية‪ُ،‬وتكبيههرُهُوإجالل ههُ‪ُ،‬م ه ُالمحافظههةُُع ههىُعمههلُاليههلمُوال ُي ههةُ‬
‫المتكههرُرُفيههها‪ُ،‬فإن ههُيفُهههذهُاألوقههاتُأجههلُُمههنُاألوقههاتُيفُغيرههها‪ُ،‬والص ه لاتُالخمههسُ‬
‫أعظهمُأجهراُوأك هرُقلا ًبهاُمهنُبقيهةُنظائرههاُيفُبقيهةُأيهامُ‬
‫ً‬ ‫ونلاف ها‪ُ،‬وذكرُها‪ُ،‬وماُتع هقُبُههاُ=ُ‬
‫السُنة‪ُ.‬‬
‫فههاهتب لاُ‪ُ-‬رحمكههمُاهللُ‪ُ-‬فرصههةُُأنُب ُغكههمُُاهللُإيُاههها‪ُ،‬وأقُبُ هلاُع ههىُربُكههمُباإلك ههارُمههنُ‬
‫العباد ‪ُ،‬فإنُناُيق بُيفُهذهُالسنيُاتُبينُفتنُُمغليةُ‪ُ،‬ونعُمُُمُبغُيةُ‪ُ،‬وذنلبُُمغُرُقُةُ‪ُ،‬وًلُمخرجُُ‬
‫ألنفسههناُمههنُمعرُتُههها‪ُ،‬وًلُسههتُرُُلعههلراتُق لبنههاُإًلُُبامت ههالُالنفحههاتُالربانيههة‪ُ،‬والعطايههاُ‬
‫الصههمدانيُة‪ُ،‬فههاغتنملاُفسههحةُعمههركم‪ُ،‬وتب ههيغكمُبههأج كمُأيههامُالعشههر‪ُ،‬واسههتك ُرُواُمههنُ‬
‫العشهرُكهانُيعمهلُعمهالًُل‬
‫ً‬ ‫الصُالحات‪ُ،‬ومنُأنباءُسعيدُُبنُجبيهرُ ‪ ‬أنههُإذاُكهانُأيهامُُ‬
‫يقدُرُع يهُمعه ‪َ ‬ت َعاىل‪ُ.‬‬
‫واجتهدُواُيفُاًلستك ارُمنُالصُالحات؛ُرغب ًُةُإلىُربُكم ▐‪.‬‬
‫ال ُهمُُبارُكُُلناُيفُفعلُالطُاعات‪ُ،‬ووفقنهاُإلتيهانُالحسهنات‪ُ،‬وباعهدُُبيننهاُوبهينُالمعاصهيُ‬
‫والسُيُئات‪ُ.‬‬
‫ال ُهههمُُحب هبُإلينههاُاإليمههان‪ُ،‬وزيُنهههُيفُقُ لبُنهها‪ُ،‬وكههرُهُُإلينههاُالكفههرُوالفسههلقُوالعصههيان‪ُ،‬‬
‫واجع ناُمنُعبادكُالرُاشدين‪ُ.‬‬
‫ال ُهمُُآتُُنُفلسُناُتقلاها‪ُ،‬وزكُهاُأنتُُخيرُُمنُزكُاها‪ُ،‬أنتُُوليُهاُوملًلها‪ُ.‬‬
‫ال همُُإنُاُنسألكُالهداُوالتُقىُوالعُفافُوالغنى‪ُ.‬‬
‫صَالِح بْن عَبْدِ اهللِ بْن حَمَ ٍد ال ُعصَيْمِي‬ ‫‪13‬‬

‫ال ُهمُُأتُمُُع ىُالمس مينُحجُهمُيفُصهحُةُُوسهالمةُُوعافيهةُ‪ُ،‬ال ُههمُُأتهمُُع هىُالمسه مينُ‬


‫حجُهههمُيفُصههحُةُُوسههالمةُُوعافيههةُ‪ُ،‬ال ُهههمُُأتههمُُع ههىُالمسه مينُحجُهههمُيفُصههحُةُُوسههالمةُُ‬
‫وعافيةُ‪ُ،‬ال ُهمُُرُدهمُإلىُأه همُبذنبُُمغفلرُ‪ُ،‬وسعيُُمشكلرُ‪ُ.‬‬
‫ال ُهمُُاقسُمُُلناُمنُخشيتكُماُتُحُللُُبهُبينناُوبهينُمعصهيتك‪ُ،‬ومهنُطاعتهكُمهاُتب ُغنهاُبههُ‬
‫جنتهكُ‪ُ،‬ومهنُاليقهينُمهاُتُههلُنُبههُع ينههاُمصهائبُالهدُنيا‪ُ،‬ال ُههمُُمتُعنهاُبأسهماعنا‪ُ،‬وأبصههارنا‪ُ،‬‬
‫ُ‬
‫وقلاتنا‪ُ،‬أبدً اُماُأحييتنها‪ُ،‬واجع ههُالهلارثُمنها‪ُ،‬ال ُههمًُُلُتجعهلُُالهدُنياُأكهربُهمُنها‪ُ،‬وًلُمب ه ُُ‬
‫فيناُوًلُيرحمنا‪ُ.‬‬
‫عُ منا‪ُ،‬ال ُهمًُُلُتجعلُفتنتناُيفُديننا‪ُ،‬وًلُتس ُطُع يناُمنًُلُيخافُكُُ ُ‬
‫ال همُُفرُجُُكهرُبُالمكهروبين‪ُ،‬ونفهسُهمهلمُالمهمهلمين‪ُ،‬واقهدُالهدينُعهنُالمهدينين‪ُ،‬‬
‫وأط ُقُُأسراُالمس مين‪ُ،‬واشفُُمُرُضُ ُناُومرُضُاناُومرضىُالمس مين‪ُ.‬‬

‫﴿ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﴾ [العنكبوت‪.]45:‬‬
‫ُ‬
‫ت ِبحَ ْم ِد اهللِ‬
‫تَمَّ ْ‬

‫‪ُ‬لإلعالمُباألخطاءُالطباعيةُواًلستدراكاتُواًلقرتاحات؛ُيرجىُالمراس ةُع ىُالربيدُالتالي‪ُAbdellahdj24@gmail.com :‬‬


‫‪14‬‬ ‫فض ُل عشر ذي احلجََّة‬

‫ُ‬
‫طبَ ُة الثَّانِ َي ُة‬
‫اخلُ ْ‬

‫ة عرفةَ‬
‫آي ُ‬

‫ُ َ‬ ‫ْ َ ْ َُ َ‬ ‫ُْ ْ‬
‫ُجادى األول‬ ‫أل ِقيَت يَ ْو َم اجل ُ ُم َع ِة اثلَّ ِان ِمن شه ِر‬
‫َ‬ ‫ََ َ ْ َ َ‬ ‫ََ‬
‫ني َبعد األ ْر َب ِع ِمائ ِة واأل ِل ِف‬ ‫َسنة ِست َوثَل ِث‬
‫السلَيْ َمانيةَّ‬
‫َح ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫كر ِّي ب َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫بِمس ِج ِد أ ِِب بك ٍر الصديق بِالمشَف العس ِ ِ‬
‫ُّ َّ‬ ‫َ َ َ ُ َ ً ْ ْ َ‬ ‫ب َمدينَة ِّ َ‬
‫والسن ِة‬ ‫ْلسَلمِ‬ ‫اض ح ِفظها اهلل دارا ل ِ ِ‬ ‫الري ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫‪16‬‬ ‫آيةُ عرفةَ‬
‫صَالِح بْن عَبْدِ اهللِ بْن حَمَ ٍد ال ُعصَيْمِي‬ ‫‪17‬‬

‫اخلُطْ َبةُ األُولَى‬

‫إن الحمدَ هلل‪ ،‬نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهللهلل ناش اارور أنفسانهلل‪ ،‬وناش يا ايتهلل‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أعماهلللنهلل‪ ،‬نش ياهده اهلل فال نض َّل له‪ ،‬و َنش يضلِ ْل فال ه َ‬
‫هللدي له‪.‬‬
‫ناحمدً ا عبده وريوله‪.‬‬
‫َّ‬ ‫وأ هد َّأَّل إله َّإَّل اهلل وحدَ ه َّل اريك له‪ ،‬وأ هد َّ‬
‫أن‬

‫﴿ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﴾ [آل عمران]‪.‬‬
‫﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ‬

‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﴾ [النسهللء]‪.‬‬

‫﴿ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬

‫ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﴾ [األحزاب]‪.‬‬
‫أ َّنهلل بعد‪:‬‬
‫نحمد♀‪ ،‬و ا َّر األنور‬
‫وأحسش الهدي هدي َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أصدق الحديث كتهللب اهلل‪،‬‬ ‫َّ‬
‫فإن‬
‫وكل ناحدثة بدعةٌ‪َّ ،‬‬
‫وكل بدعة ضاللةٌ‪.‬‬ ‫نحدثهللتاههلل‪َّ ،‬‬
‫ِ‬
‫واخراريش‪ ،‬فاهلل َّتقوا اهلل وكوناوا نا‬ ‫لألولايش‬ ‫أيههلل المؤننون؛ َّ‬
‫إن تقوى اهلل وصا َّيته يابحهلل َنه َّ‬
‫أن نش جواهر القارآن‪ ،‬وباداع ِ الفرقاهللن‪ ،‬آيا ٌة أنز َلهاهلل اهلل‬
‫الصهللدقيش‪ ،‬واعلموا ‪ -‬رحمكم اهلل ‪َّ -‬‬
‫َّ‬
‫أدرك أهال الكتا ِ‬
‫هللب قبال المسالميش‬ ‫َ‬ ‫على نب ايه ♀‪ ،‬يف يوم عظيم‪ ،‬يف نقاهللم عظايم‪،‬‬
‫عظما َة ا نِههلل‪ِ ،‬‬
‫ورفعا َة قا ِ‬
‫ادرههلل‪ ،‬فقاهللل َيهااودي يو ًناهلل ألنياار المااؤننيش عما َار ◙‪ :‬ياهلل أنياار‬
‫‪18‬‬ ‫آيةُ عرفةَ‬

‫نعشر اليهود أ ِنزلت‪ََّ ،‬ل َّتخذنهلل ذلاك الياوم‬


‫َ‬ ‫المؤننيش؛ إ َّنكم تقرؤون آي ًة يف كتهللب اهلل‪ ،‬لو علينهلل‬

‫عيدً ا‪ ،‬فقهللل عمار ◙‪َ « :‬أ َّياة آ َياة؟»‪ ،‬قاهللل‪ ﴿ :‬ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ‬

‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﴾ [المهللعاد‪ ،]3 ::‬فقهللل عمر ◙‪« :‬إ اني َألَعلم اليو َم ا َّلذي أنزلات‬
‫ِ‬
‫الجمعة‪ ،‬يو َم عرف َة»‪.‬‬ ‫هللن ا َّلذي أنزلت فيه على ريول اهلل ♀؛ يف عش َّي ِة‬
‫فيه‪ ،‬والمك َ‬

‫آرار النَّاهللزل علااى النَّبا ااي ♀ نِاش القاارآن‪ ،‬فا ِنزل عليااه‬
‫فكهللناات تلااك اخيااة نِاش ِ‬

‫العظيم يف نقهللنِههلل العظيم ٰهذه اخياة ا َّلتاي يقاول اهلل ‪ ‬فيهاهلل‪:‬‬


‫ِ‬ ‫♀ يف يو ِم عرف َة‬

‫﴿ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﴾ [المهللعااد‪ ،]3 ::‬فا َّ‬


‫ااإن‬
‫جمعت ثالث َة أصول عظيمة‪ ،‬تادَ اون بحا حقيقا َة اإلياالم ا َّلتاي َّل تبادا لههلل األ َّياهللم‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ٰه ِ‬
‫ذه اخي َة‬
‫فأخبَرََاهللَ▐َفيهاَعنَتلكَاألصولَالثَالثةَالعظيمةَ‪:‬‬
‫ليس فيه ي ٌء نِش‬ ‫ديش ك ٌ‬
‫هللنل‪َ ،‬‬ ‫أكمل َلنهلل الدا يش‪ ،‬فديش اإليالم ٌ‬
‫أن اهلل ▐ َ‬ ‫وأوَلها‪َّ :‬‬
‫قاديمهلل وَّل حادي ًاهلل‪،‬‬ ‫أباواب الحياهلل‪ ،:‬وليسات اراع اإلياالم عا ِ‬
‫هللجز ً‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫أي بهللب نش‬
‫النَّقص‪ ،‬يف ا‬
‫ً‬
‫اليوم وَّل غدً ا‪ ،‬عش الوف ِ‬
‫هللء ببيهللن نهلل يحتهللجه النَّهللس‪ ،‬يف نصهلللحِ دين ِهم ودنياهللهم‪ ،‬وليسات تلاك‬ ‫َ‬
‫نمهلل يصوغه النَّهللس ويجتمعون عليه‪.‬‬
‫بمدونهلل أرض َّية َّ‬
‫َّ‬ ‫ال َّتعهللليم نفتقر ً‪ :‬إلى تكميل لههلل‬

‫هللنل؛ أل َّنه ديش اهلل ا َّلذي أكملاه ▐ لناهلل‪ ،‬فإنَّاه قاهللل‪ ﴿ :‬ﭻ‬
‫فديش اإليالم دي ٌش ك ٌ‬

‫ﭼ ﭽ ﭾ ﴾ [المهللعد‪.]3 ::‬‬
‫كم َل اه اهلل‬
‫فهااذا الاادا يش لاام ي َك ام ْل اه أحاادٌ نااش البشاار ينتهااي علم اه إلااى أنااد نحاادود؛ باال َّ‬
‫ٰ‬
‫عليم‪ ،‬وهو يابحهلل َنه ا‬
‫بكال ايء نحاي ٌ ‪ ،‬فلايس فياه ٌ‬
‫نقاص‬ ‫▐ ا َّلذي هو ا‬
‫بكل يء ٌ‬
‫كمال بِهاهلل دياش اإلياالم‪ ،‬وَّل هاو‬
‫ال َب َّت َة‪ ،‬وليس هو نحتاهلل ٌ يف عبهللداتاه إلاى أناوام ناش البادم ي َّ‬
‫صَالِح بْن عَبْدِ اهللِ بْن حَمَ ٍد ال ُعصَيْمِي‬ ‫‪19‬‬

‫اش اإليااالم‪ ،‬ولاايس ااي ٌء‬ ‫اوانيش نسا َت ِ‬


‫جدَّ ‪َّ :‬ل تجااد أصااو َلههلل يف ديا ِ‬ ‫نحتاهلل ٌ يف نعهللنالتااه إلااى قا َ‬
‫ِ‬
‫والعلاام‪ ،‬أو‬ ‫يحتهللجااه النَّااهللس نمااهلل ياان اظم حيااهلل َتهم يف أبااواب السيهلليااة والحكاام‪ ،‬أو ال َّاق ِ‬
‫هللفااة‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫أو اَّلقتصا ِ‬
‫هللد وال َّتنميااة = َّإَّل وهااو يف ديااش اإليااالم‪َ ،‬علِ َماه َناش َعلِ َماه‪،‬‬ ‫االق والسالوك‪ِ ،‬‬ ‫األرا ِ‬

‫وج ِه َله َنش َج ِه َله‪.‬‬


‫َ‬

‫تم اهلل ▐‬ ‫وثانيهااا‪ :‬قولااه ▐‪ ﴿ :‬ﭿ ﮀ ﮁ ﴾ [المهللعااد‪ ،]3 ::‬فاا َّ‬


‫الصراط المستقيم‪ ،‬ا َّلذي يقاول اهلل‬ ‫ِ‬
‫علينهلل بهللإليالم نعم َته‪ ،‬ونعمته الكهللنلة هي يف هدايتنهلل إلى ا‬

‫▐ فياااااااااه‪ ﴿ :‬ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬

‫أن جع َلنَاهلل نسالميش‪،‬‬


‫أتمهاهلل اهلل ▐ عليناهلل ْ‬ ‫ﭳ ﭴ ﴾ [الفهللتحة]‪ ،‬ف تم نعمة وأجلههلل َّ‬
‫ِ‬ ‫ظمى‪ ،‬تتح َّق بِههلل الحيهلل‪ :‬ال َّط ايبة يف الدنيهلل‬
‫واخرر‪.:‬‬ ‫فإ َّنههلل نعم ٌة ع َ‬
‫هلل‪ :‬ناهلل يحاوزه اإلنساهللن ناش ِ‬
‫ثاراء ناهللل‪ ،‬أو غيار ذلاك ناش األحاوال‬ ‫وليس نعيهللر تلاك الحيا ِ‬

‫الصادر‪ ،‬وانفارا أيا ِ‬


‫هللر ِيره‪ ،‬وانطاالق‬ ‫ولكش حقيق َة الحيهلل‪ :‬ال َّط ايبة هي انشراح َّ‬
‫َّ‬ ‫كال‪،‬‬
‫الظهللهر‪:‬؛ ا‬
‫يارور وَّل ح ٌ‬
‫ازن؛‬ ‫ٌ‬ ‫صاح ٌة وَّل نار ٌ ‪ ،‬وَّل‬
‫َّ‬ ‫فقار‪ ،‬وَّل‬
‫النَّفس وق َّوتههلل‪َّ ،‬ل يغ اير يف ذلك غنًى وَّل ٌ‬
‫األنر أنر اهلل‪ ،‬فمهلل هللء اهلل ▐ أنضى َ‬
‫وفعل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وأن‬ ‫ألن العبدَ يعلم أ َّنه ك َّله ب ِ‬
‫نر اهلل‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬

‫وثالثهااا‪ :‬يف قولااه ▐‪ ﴿ :‬ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ﴾ [المهللعااد‪ ،]3 ::‬تقريا ًارا إلااى َّ‬
‫أن‬

‫ٰهذا الدا يش ا َّلذي أنز َله اهلل علاى َّ‬


‫نحماد ♀‪ ،‬فقاهللم فياه ♀ وقعادَ داع ًياهلل‬
‫ونذيرا‪ ،‬هو الدا يش ا َّلذي رض َيه اهلل ▐ للخل ‪.‬‬
‫ً‬ ‫وبشيرا‬
‫ً‬ ‫إلى اهلل بإذنه‬
‫آرر؛ فإ َّنه‬
‫فلم َي ْر َ اهلل ▐ لنهلل دينًهلل يوى ديش اإليالم‪ ،‬و َنش أرا َد أن يطلب دينًهلل َ‬
‫ْ‬
‫نسخوط عندَ اهلل ▐‪ ،‬قهللل تعهلل َلى‪ ﴿ :‬ﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ‬
‫ٌ‬ ‫دي ٌش نبغو ٌ‬
‫‪20‬‬ ‫آيةُ عرفةَ‬

‫ﭶﭷﭸﭹﭺ ﭻﭼ ﴾ [آل عمااران]‪ ،‬فكاال ديااش بعااد ديااش اإليااالم هااو دي ا ٌش‬
‫ٌ‬
‫نسخوط عليه وعلى أهله‪ ،‬فإ َّنهم جمي ًعهلل نش جاى جهانَّم‪ ،‬قاهللل اهلل تعاهلللى‪:‬‬ ‫نبغو ٌ عند اهلل‪،‬‬

‫﴿ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﴾ [البينة‪.]6 :‬‬


‫وقهللل ♀‪« :‬لََيَسَمَعََبَيَيَهَودَيََوَلََنَصَرَانَيَ‪َ،‬ثَمََلامََيا َمَنََباي؛َإَلََأَدَخَلاهََاهللََ‬
‫ِ‬
‫نحماد ♀ هاو دياش اإلياالم‪ ،‬وكال دياش‬ ‫النَارَ»‪ ،‬فهلللدا يش ا َّلذي رض َيه اهلل لنهلل ببعاة َّ‬
‫هللههلل‪.‬‬
‫يرض َ‬‫بغضههلل اهلل ‪ ‬وَّل َ‬ ‫هللن ا َّلتي ي ِ‬
‫ِيواه هو نش األدي ِ‬

‫وأهل ٰهذا الدا يش ‪ -‬ديش اإليالم ‪َ -‬ن ْوعودون بفضل اهلل ورحمتِه‪ ،‬وأهل ِ‬
‫غيره نش األديهللن‬
‫نتو َّعدون بن ِ‬
‫هللر الجحيم‪.‬‬ ‫َ‬
‫أقااول ناهلل تساامعون‪ ،‬وأيااتغفر اهلل العلا َّاي العظاايم لااي ولكاام‪ ،‬فهلليااتغفروه إ َّناه هااو الغفااور‬
‫الرحيم‪.‬‬
‫َّ‬
‫صَالِح بْن عَبْدِ اهللِ بْن حَمَ ٍد ال ُعصَيْمِي‬ ‫‪21‬‬

‫اخلُطْ َبةُ الثَّانِ َية‬

‫َ‬
‫اريك‬ ‫الحمد هلل حمدً ا حمدً ا‪ ،‬والش ْكر له نتوال ًيهلل و َت ْترا‪ ،‬وأ هد أ ََّّل إ ٰلا َه َّإَّل اهلل‪ ،‬وحادَ ه َّل‬
‫نحمد‪ ،‬كماهلل صا َّل َ‬
‫يت‬ ‫نحمد وعلى آله َّ‬ ‫هم ا‬
‫صل على َّ‬ ‫نحمدً ا عبده وريوله‪ ،‬ال ّٰل َّ‬ ‫له‪ ،‬وأ هد َّ‬
‫أن َّ‬
‫نحمد‪،‬‬
‫نحمد وعلى آل َّ‬ ‫هم ب ِ‬
‫هللر ْك على َّ‬ ‫إبراهيم‪ ،‬إ َّنك حميدٌ نجيدٌ ‪ ،‬ال ّٰل َّ‬
‫َ‬ ‫إبراهيم وعلى آل‬
‫َ‬ ‫على‬
‫إبراهيم‪ ،‬إ َّنك حميدٌ نجيدٌ ‪.‬‬
‫َ‬ ‫إبراهيم وعلى آل‬
‫َ‬ ‫كمهلل بهللركت على‬
‫أ َّنهلل بعد‪:‬‬
‫ِ‬ ‫أيه اهلل المؤننااون؛ َّ ِ‬
‫إن ن ا ْش آر ا ِر ن اهلل ناازل علااى ن َّ‬
‫حم اد ♀ قو َل اه تع اهلللى‪ ﴿ :‬ﭻ‬ ‫َّ‬
‫ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﴾ [المهللعااد‪ ،]3 ::‬وقااد َو َع ْيااتم‬
‫وعى ذلاك؛ فلايعلمَأ ََمانَأولا َمااَيناو َ‬ ‫فمش َ‬ ‫ِ‬
‫نش نعنهللههلل نهلل يب بيهللنه يف الخطبة األولى‪َ ،‬‬
‫عليهَأمرا َعظيما ‪َ:‬‬
‫اش اإليااالم‪ ،‬ا َّلاذي أكملااه اهلل ‪ ،‬ورضا َيه لناهلل دينًاهلل‪،‬‬ ‫أحااماما‪ :‬أن يجتهاادَ يف تعلام ديا ِ‬

‫وأر َب ا َر أ َّن اه الناعمااة ال َّتهلل َّن اة الكهللنلااة علااى الخل ا ‪َ ،‬ف َق ِم ا ٌش بِ َم اش أراد النَّج اهلل‪ :‬أن يااتع َّلم أحك اهللم‬
‫نمهلل جهللء به النَّبي ♀‪ ،‬وح ِفظ َلنَاهلل يف الكتاهللب والسانَّة‪ ،‬وأقاهللم اهلل ‪‬‬ ‫اإليال ِم‪َّ ،‬‬
‫الرايخون‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العلم به العلمهللء َّ‬ ‫على نيراث‬
‫فماش َعلِام َناهلل جاهللء باه النَّباي ♀؛‬
‫واآلخر‪ :‬اَّلجتههللد يف العمل بديش اإلياالم‪َ ،‬‬
‫َو َجاب عليااه أن يعما َال بِهاادي النَّبا ااي ♀‪َ ،‬با َرا ًء ناش كا اال اايء يخاهلللن ديا َش النَّبا ااي‬
‫َّ‬
‫♀‪ ،‬ولااايس اااي ٌء فياااه َن ْمدحااا ٌة يف األولاااى واخرااار‪ ،:‬إَّل وهاااو يف دياااش النَّبا ا‬
‫ااي‬
‫‪22‬‬ ‫آيةُ عرفةَ‬

‫بي ♀‪.‬‬ ‫ٌ ِ َّ‬ ‫♀‪ ،‬وَّل ي ٌء فيه نذ َّن ٌة‬


‫ونقص‪ ،‬إَّل وهو يف غير ديش النَّ ا‬
‫هللع ِرفوا ‪ -‬رحمكاام اهلل ‪ -‬قاادر ن اهلل أوصاال اهلل ‪ ‬إلاايكم نااش الناعمااة‪ ،‬وا ْ اكروا اهلل‬
‫فا ْ‬
‫‪ ‬ا َّلااذي جع َلكاام لااه عااهللنِلِيش‪ ،‬فلاام يجعلكاام ▐ يهااو ًدا وَّل نصااهللرى‪ ،‬وَّل‬
‫وتمس اكوا با ِ‬
‫اديش‬ ‫َّ‬ ‫جعلكاام نشااركيش وثن اي ايش‪ ،‬ف اهللعرفوا لاار ابكم نعم َت اه‪ ،‬وقون اوا لااه بش ا ِ‬
‫كرههلل‪،‬‬
‫بحفاظ دينِاه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وإن اهلل تك َّفال‬ ‫فاإن دياش اإلياالم َّل يتغ َّيار وَّل يتبادَّ ل‪َّ ،‬‬
‫اإليالم‪ ،‬واثبتوا علياه‪َّ ،‬‬
‫يرتك ديش اإليالم‪ ،‬أو يلق َيه وراءه ظِ ْهر ايهلل‪.‬‬ ‫الخوف على ِ‬
‫أحدنهلل أن َ‬ ‫َ‬ ‫ولكش‬
‫َّ‬
‫ال ّٰل َّ‬
‫هم احف ْظنهلل بهللإليالم قهللعميش‪ ،‬واحف ْظنهلل بهللإليالم قهللعديش‪ ،‬واحف ْظنهلل بهللإليالم نهللعميش‪.‬‬
‫هم أحيِنَهلل على اإليالم والسنَّة‪ ،‬وتو َّفنهلل على اإليالم والسنَّة‪.‬‬
‫ال ّٰل َّ‬
‫ِ‬
‫أنت رير نش ز َّكهللههلل‪َ ،‬‬
‫أنت َوليههلل ونوَّلههلل‪.‬‬ ‫تقواههلل‪ ،‬وز اكههلل َ‬
‫فوينهلل َ‬
‫هم آ ن َ‬ ‫ال ّٰل َّ‬
‫هللن‪ ،‬وز اينااه يف قلوبِن اهلل‪ ،‬وكا اار ْه إلين اهلل الكفاار والفسااوق والعص ايهللن‪،‬‬ ‫ال ّٰلها َّ‬
‫ام ح اب اب إلين اهلل اإليم ا َ‬
‫ديش‪.‬‬
‫َ‬ ‫الرا‬
‫واجعلنهلل نش عبهللدك َّ‬
‫الماديني َش‪،‬‬ ‫يش ِ‬
‫عاش َ‬ ‫وفار ْ هماوم المهماونيش‪ ،‬وا ْقا ِ‬
‫ض الادَّ َ‬ ‫ال ّٰل َّ‬
‫هم ن اف ْس ك َار َب المكاروبيش‪ ،‬ا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أيرى المسلميش‪ ،‬وا ْ ن َن َر َضنَهلل ْ‬
‫ونر َضهللنهلل ونرضى المسلميش‪.‬‬ ‫وأطل ْ َ‬
‫﴿ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﴾ [العنكبوت‪.]45:‬‬

‫ت ِبحَ ْم ِد اهللِ‬
‫تَمَّ ْ‬

‫‪ ‬لإلعالم بهللألرطهللء ال اطبهللعية واَّليتدراكهلل واَّلقرتاحهلل ؛ يرجى المرايلة على الربيد التهلللي‪Abdellahdj24@gmail.com :‬‬
‫طبَ ُة الثَّالِثَ ُة‬
‫اخلُ ْ‬

‫أعمال عشر‬
‫ذي احلجَّة‬

‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫السابع َوالع ْْش َ‬ ‫ت يَ ْو َم اجل ُ ُم َعة َّ‬ ‫ُْ َ ْ‬


‫ين ِم ْن شه ِر ِذي القعدة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫أل ِقي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َََ َ ْ َ‬ ‫ََ‬
‫ني َبعد األ ْر َب ِع ِمائ ِة واأل ِل ِف‬ ‫َسنة ِست وثَل ِث‬
‫السلَيْ َمانيةَّ‬‫َح ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫كر ِّي ب َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫بِمس ِج ِد أ ِِب بك ٍر الصديق بِالمشَف العس ِ ِ‬
‫ُّ َّ‬ ‫َ َ َ ُ َ ً ْ ْ َ‬ ‫ب َم ِدينَ ِة ِّ‬
‫الر َ‬
‫والسن ِة‬ ‫ْلسَلمِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ار‬ ‫د‬ ‫اهلل‬ ‫ا‬‫ه‬‫ظ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ح‬ ‫اض‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫‪24‬‬ ‫أعمال عشر ذي احلجََّة‬
‫صَالِح بْن عَبْدِ اهللِ بْن حَمَ ٍد ال ُعصَيْمِي‬ ‫‪25‬‬

‫اخلُطْ َبةُ األُولَى‬

‫إن الحمدَ هلل‪ ،‬نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهللهلل ناش اارور أنفسانهلل‪ ،‬وناش يا ايتهلل‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أعماهلللنهلل‪ ،‬نش ياهده اهلل فال نض َّل له‪ ،‬و َنش يضلِ ْل فال ه َ‬
‫هللدي له‪.‬‬
‫ناحمدً ا عبده وريوله‪.‬‬
‫َّ‬ ‫وأ هد َّأَّل إله َّإَّل اهلل وحدَ ه َّل اريك له‪ ،‬وأ هد َّ‬
‫أن‬

‫﴿ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﴾ [آل عمران]‪.‬‬
‫﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ‬

‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﴾ [النسهللء]‪.‬‬

‫﴿ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬

‫ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﴾ [األحزاب]‪.‬‬
‫أ َّنهلل بعد‪:‬‬
‫نحمد♀‪ ،‬و ا َّر األنور‬
‫وأحسش الهدي هدي َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أصدق الحديث كتهللب اهلل‪،‬‬ ‫َّ‬
‫فإن‬
‫وكل ناحدثة بدعةٌ‪َّ ،‬‬
‫وكل بدعة ضاللةٌ‪.‬‬ ‫نحدثهللتاههلل‪َّ ،‬‬
‫فإن تقوى اهلل هي العروة الوثقى‪ ،‬وهي يبيل النَّجهللة‪ِ ،‬‬
‫فماش ا َّتقاى‬ ‫المؤننون‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫ا َّتقوا اهلل أيههلل‬
‫َ‬
‫وأدرك ننْ َي َته‪.‬‬ ‫اهلل ب َلغ نأنو َله‪،‬‬
‫فضا َل َههلل‬
‫هللياهلل‪َّ ،‬‬
‫لماهلل خلا َ األ ايهلل َء تخ َّيار ننهاهلل أ ْ ن ً‬ ‫ثم اعلموا ‪ -‬رحمكم اهلل ‪َّ -‬‬
‫أن اهلل ‪َّ ‬‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫عشار ذي‬ ‫السانة أ َّياهللم‬
‫الزناهللن والوتايف ا َّ‬ ‫وإن اهلل ▐ َ‬
‫عل ناش خيارة َّ‬ ‫على غيرههلل‪َّ ،‬‬
‫‪26‬‬ ‫أعمال عشر ذي احلجََّة‬

‫وتنويههلل بمقهللنههلل‪ ،‬فقهللل ▐‪ ﴿ :‬ﭑ‬


‫ً‬ ‫الح َّجة‪ ،‬فأتسم اهلل ‪ ‬بِههلل إعظهلل ًنهلل لشأنِههلل‪،‬‬
‫ِ‬

‫ِ‬
‫العشر إ اهللر ٌة إلاى عظمتهاهلل‪،‬‬ ‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﴾ [الفجر]‪ ،‬و َت َسمه ▐ بتلك األ َّيهللم‬
‫عظيماهلل ياادل علااى‬ ‫اإن العظاايم َّل ي ِ‬
‫قسام َّإَّل باهلللعظيم‪ ،‬وتااد ذكاار النَّبااي ♀ خ َبا ًرا‬ ‫فا َّ‬
‫ً‬
‫اللتههلل‪ ،‬فقهللل ♀‪« :‬مَاَمَنََأَيَامََالعَمَلََفَيهَنََأَحَبََإَلَىَاللََمَنََهَذَهََالَيَّامَ ‪ -‬يعناي‬
‫َ‬
‫ريول اهلل؟ تهللل‪« :‬وَلََالجَهَادََفَيَسَبَيلََاللَ؛َ‬ ‫أ َّيهللم العشر ‪ ،»-‬تهلللوا‪ :‬وَّل الجههللد ا يبيل اهلل يهلل‬
‫العشا ِر‬
‫إَلََرَجَ ٌلَخَرَجََبَنَفَسَهََوَمَالَهََثَمََلَمََيَرَجَعََمَنََذَلَّكََبَشَّيَءَ»‪ ،‬فهلللعاهللنلون ا هاهه األ َّياهللم ْ‬
‫الر ل ا َّلهي يبقهم فيق ِ‬
‫هللربونه‪ ،‬ونهلل عداهم فإ َّنه َّل يصل إلى‬ ‫يسهللوون ا أعمهلللهم ننزل َة ذلك َّ‬
‫ننزلتهم‪.‬‬
‫فاال يعمال‬
‫الصهلللح ا ههه األ َّيهللم العشر هو أحب األعمهللل إلى اهلل ▐‪َ ،‬‬
‫والعمل َّ‬
‫وأحب إلى اهلل ▐ نش ههه األ َّيهللم العشر ا َّلتاي نساتقبلههلل ‪-‬‬ ‫َّ‬ ‫أعظم‬
‫َ‬ ‫العهللنلون ا وتيف‬
‫عشر ذي ِ‬
‫الح َّجة ‪ ،-‬وإ َّنمهلل ع اظميف تلك األ َّيهللم َّل تمهللع أصول العبهللدا فيههلل‪:‬‬ ‫ِ‬

‫اإن نِاش المشااروع فيه اهلل تكبياار اهلل‬ ‫ِ‬


‫وتعظيم اه و َتهليلِ اه‪ ،‬فا َّ‬ ‫ففيه اهلل توحيااد اهلل ‪ ‬بتكبيا ِاره‬
‫‪ ‬و َتهليله‪ ،‬بقول ِ‬
‫العبد‪( :‬اهلل أكرب اهلل أكرب ََّل إله َّإَّل اهلل‪ ،‬اهلل أكرب اهلل أكارب وهلل الحماد)‪،‬‬
‫إعال ًنهلل لل َّتوحيد‪ ،‬وإبط ًهللَّل لل َّتنديد‪.‬‬
‫الصالة صال ٌة عظيم ٌة‪ ،‬هي صالة يوم عيد األضاحى‪ ،‬ا َّلتاي يجتما فيهاهلل‬
‫وفيههلل نش نشهللهد َّ‬
‫يتقربون إلى اهلل ▐‬
‫المسلمون ز َرافهلل ز َرافهلل ‪ ،‬ا أنهللكش َّتى نش بالد اإليالم‪َّ ،‬‬
‫الصالة‪.‬‬
‫بتلك َّ‬
‫صَالِح بْن عَبْدِ اهللِ بْن حَمَ ٍد ال ُعصَيْمِي‬ ‫‪27‬‬

‫ِ‬
‫عظايم‪ ،‬هاو ياوم عرفا َة‪ ،‬ا َّلاهي تاهللل فياه النَّباي‬ ‫الصايهللم نشاهد صاو ِم ياوم‬
‫وفيههلل نش نشهللهد ا‬
‫♀‪« :‬صَيَامََيَّوَمََعَرَفَّةََأَحَتَسَّبََعَلَّىَاللََأَنََيكَفَّرََالسَّنَةََالَتَّيَقَبَلَّهََوَالسَّنَةََالَتَّيَ‬
‫بَعَدَهَ»‪.‬‬
‫الزكهللة والصدتة صدتة ِ‬
‫العبد ببعض أضحيته‪.‬‬ ‫وفيههلل نش نشهللهد َّ‬
‫َّ‬
‫اختص بِههه األ َّيهلل ِم‪.‬‬
‫َّ‬ ‫وفيههلل الحج األعظم‪ ،‬ا َّلهي‬
‫فلمهلل ا تمعيف أصول العبهللدا ِ فيههلل صهللر ههه األ َّيهللم العشار هاي أ َّياهلل ٌم عظيما ٌة عناد اهلل‪،‬‬ ‫َّ‬
‫والعمل فيههلل أحب إلى اهلل ▐ نش العم ِل فيمهلل يواههلل‪ ،‬فيهلل لههلل نش نعمة عظيمة‪ ،‬وياهلل‬
‫الصاهلللح فايه َّش أحاب‬ ‫ِ‬
‫لههلل نش ننَّة كريمة أن يتخ َّير اهلل ‪ ‬لنهلل نش َينَتنَهلل أ َّيهلل ًنهلل عشار ًة العمال َّ‬
‫السنة‪ ،‬ويهلل لههلل نش فرحة عظيمة أن يب الغك اهلل ▐ ههه‬
‫إلى اهلل ‪ ‬نش يهللئر أ َّيهللم َّ‬
‫ونسرحهلل لبلاو غهللياة األنال‪ ،‬باهللل َّتقرب إلاى اهلل‬
‫ً‬ ‫صحة وعهللفية لتكون نيدا ًنهلل للعم ِل‪،‬‬
‫األ َّيهللم ا َّ‬
‫▐ فيمهلل يحبه ويرضهلله‪.‬‬
‫أتااول ناهلل تساامعون‪ ،‬وأيااتغفر اهلل العلا َّاي العظاايم لااي ولكاام‪ ،‬فهلليااتغفروه إ َّناه هااو الغفااور‬
‫الرحيم‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪28‬‬ ‫أعمال عشر ذي احلجََّة‬

‫اخلُطْ َبةُ الثَّانِ َية‬

‫كل يء ِخي ًهللرا‪ ،‬و عل هاهه األ َّناة عا ً‬


‫دوَّل أخيا ًهللرا‪ ،‬وأ اهد أ ََّّل‬ ‫الحمد هلل ا َّلهي عل نش ا‬
‫نحمدً ا عبده وريوله‪ ،‬ص َّلى اهلل وعلياه وعلاى آلاه‬ ‫ريك له‪ ،‬وأ هد َّ‬
‫أن َّ‬ ‫َ‬ ‫إله َّإَّل اهلل وحدَ ه َّل‬
‫تسليمهلل نزيدً ا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وصحبِه وي َّلم‬
‫ختص ٌة بتعظيم األعم ِ‬
‫هللل فيههلل‪ ،‬وإنََالعمالَالَتَّيَ‬ ‫ِ‬ ‫إن أ َّيهلل َم ِ‬
‫أيههلل المؤننون؛ َّ‬
‫عشر ذي الح َّجة ن َّ‬
‫تنتابَتلكَاليَامَنوعان‪َ:‬‬
‫أحََّّدهما‪ :‬العماال المعتاهللد ا اليااوم وال َّليلااة‪ ،‬فهلللعماال المعتاهللد ا اليااوم وال َّليلااة نااش صااالة‬
‫الحجاة أعظام أ ًارا‪،‬‬
‫َّ‬ ‫والصلوا الخمس ا عشر ذي‬
‫وغيرههلل هو أفضل ننه ا يهللئر العهللم‪َّ ،‬‬
‫وأكثر زكهللة وبِرا نش نظهللئرههلل ا يهللئر أيهللم َّ‬
‫السنة‪.‬‬
‫أناواع ناش أ َّنهاهلل العباهللدا ‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫الصهلللح المختص بِهاهه األ َّياهللم‪ ،‬وفياه‬
‫والنَوعَاآلخر‪ :‬العمل َّ‬
‫ِ‬
‫ملة نهلل فياه‪ :‬صايهللم هاهه العشار‪ ،‬وَّل يا َّيمهلل صايهللم ياوم عرفا َة؛ للفضال الماهكور آن ًفاهلل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫فمش‬
‫وينتهااي صايهللنههلل إلااى صايهللم ال َّتهلليا ‪ ،‬وأ َّناهلل العهلل اار فإ َّناه َّل ي َصاهللم؛ أل َّناه يااوم عيااد‪ ،‬والفقهاهللء‬
‫ِ‬ ‫الكسا ِر وتكميا ِل‬
‫العادد‪ ،‬وأ َّنهاهلل ْ‬
‫عشارة أ َّياهللم بهللعتباهللر ناهلل‬ ‫الصيهللم ا العشر بهللعتبهللر َ ْب ِر ْ‬ ‫يهكرون ا‬
‫الصيهللم فيههلل؛ فإ َّنه يكاون لل اتساعة ننهاهلل‪ ،‬وأعظمهاهلل وآكادههلل‪ :‬هاو‬
‫اختصيف به نش الفضل‪ ،‬وأ َّنهلل ا‬
‫َّ‬
‫الصاحهللبة‬ ‫هللن‪َّ ،‬‬
‫فاإن َّ‬ ‫صيهللم يوم عرف َة‪ ،‬وهي نحل أعظم لقضهللء َناش كاهللن علياه تضاهلل ٌء ناش رنضا َ‬
‫هللء نهلل عليهم نش رنض َ‬
‫هللن فيههلل؛ لجاللتههلل وعظمتههلل‪.‬‬ ‫╚ كهللنوا يتخيرون ههه األيهللم لقض ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫صَالِح بْن عَبْدِ اهللِ بْن حَمَ ٍد ال ُعصَيْمِي‬ ‫‪29‬‬

‫الحج نختص بِههه األ َّياهللم‪،‬‬


‫َّ‬ ‫الصهلللحة فيههلل‪ :‬حج بييف اهلل الحرام‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫ونش ملة األعمهللل َّ‬
‫الحااج األكاارب‪ ،‬والنَّبااي‬
‫ا‬ ‫وفهللتحتااه العظمااى يااوم عرفاا َة‪َّ ،‬‬
‫ثاام يتبعااه اليااوم العهلل اار وهااو يااوم‬
‫حاج حجاهلل ما فياه‬
‫♀ يقول‪« :‬الحَجََالمَبَرَورََلَيَسََلَهََجَزَا ٌءَإَلََالجَنَةَ»؛ أي َنش َّ‬
‫ويرضهلله؛ لم يكاش لاه ازا ٌء عنادَ اهلل ▐ يوفِ ِ‬
‫يه َماهلل‬ ‫َ‬ ‫أعمهللل البِ ار فكهللن على نهلل يحبه اهلل‬
‫فضال نش اهلل ‪ ‬ونِنَّ ًة‪.‬‬
‫له‪َّ ،‬إَّل أن يدخ َله اهلل ▐ الجنَّة‪ً ،‬‬
‫ونش ملة األعمهللل فيههلل‪ :‬األضحية فيههلل‪َّ ،‬‬
‫فإن األضحية تكون ابتدا ًء نش عهلل رههلل إلى آخر‬
‫أ َّيهللم ال َّتشري فيههلل وهو اليوم ال َّثهلللث عشر‪ ،‬فإذا تضى يوم ال َّثهلللث عشر انتهيف أ َّيهللم األضاحية‪،‬‬
‫والمراد نش األضحية‪ :‬ال َّتقرب إلى اهلل ▐ بسافك دنِهاهلل‪ ،‬فلايس نقصاودههلل األكال‬
‫يتقرب النَّهللس إلاى اهلل ▐‬ ‫وَّل اإلطعهللم وَّل اإلهداء‪ ،‬ب ِل المقصود األعظم فيههلل‪ :‬أن َّ‬
‫بسفك بهيمة األنعهللم؛ إظههللرا لمنَّة اهلل ‪ ‬عليهم بماهلل رزتهام ناش بهيماة األنعاهللم‪ِ ،‬‬
‫وذكْا ًرا‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫َّليم اهلل ‪ ‬ا ذلك المشهد العظيم‪.‬‬
‫ياهبحههلل‪،‬‬
‫َ‬ ‫والحهللل ا َّلتي ينبغي أن يكون عليههلل العباد‪ :‬أن يبهلل ِ ا َر تلاك األضاحية بنفساه باأن‬
‫أتل نش أن يشهدههلل بأن يكون تهللئماهلل عليهاهلل‪ ،‬فاإن َع ِ‬
‫جا َز عاش ذلاك‬ ‫فإن لم يقدر على ذلك فال َّ‬
‫ً‬
‫أتل نش أن تكون ا بلده‪ ،‬فلهاَثالثَمراتبَ‪:‬‬ ‫فال َّ‬
‫ذبحههلل بنفسه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أولها‪ :‬أن يبهلل َر َ‬
‫وثانيها‪ :‬أن َّل يبهلل ِ ره‪ ،‬لكش يشهده بيش يديه‪.‬‬
‫وثالثها‪ :‬أن َّل يبهلل َره وَّل يشهدَ ه‪ ،‬ولكنَّه يكون ا بلده‪.‬‬
‫‪30‬‬ ‫أعمال عشر ذي احلجََّة‬

‫هلللصحيح أ َّن ههه صدتة لحم‪ ،‬وَّل تكون أضحي ًة‪ ،‬والمشاروع أن‬ ‫ِ‬
‫وأ َّنهلل إخرا ههلل نش بلده ف َّ‬
‫بي ♀‪ ،‬وبِ ِه‬ ‫ا َّ‬
‫تكون األضحية ا المحل الهي يكون فيه اإلنسهللن‪ ،‬فهها هو هدي النَّ ا‬
‫الصهلللح ‪ ô‬تعهلللى‪.‬‬ ‫السلف َّ‬‫نضيف ينَّته‪ ،‬ونهلل كهللن عليه َّ‬
‫ونش ملة األعمهللل المع َّظماة فيههلل‪ :‬تكبياار اهلل و َتهليلااه ا ْ‬
‫العشر بقول أحدنهلل‪( :‬اهلل أكباار‬
‫دخليف العشر ِرع لإلنسا ِ‬
‫هللن أن‬ ‫ِ‬ ‫اهلل أكرب َّل إله إَّل اهلل‪ ،‬اهلل أكرب اهلل أكرب اهلل وهلل الحمد)‪ ،‬فإذا‬
‫يك ابار تكبيا ًرا نطل ًق اهلل‪ ،‬فااإذا انتهااى إلااى يااو ِم عرفا َة ا ِارع لإلنساهللن أن يك ابار تكبياارا نق َّيادً ا بعااد‬
‫الصلوا المفروضهلل ‪ ،‬ابتدا ًء نش بعد صالة ِ‬
‫فجر يوم عرف َة‪ ،‬وانتههلل ًء بصالة العصر نش ياوم‬ ‫َّ‬
‫ال َّتشري األخير وهو اليوم ال َّثهلللث عشر‪.‬‬
‫وافار‪،‬‬
‫عظيمهلل ليكون له حاٌّ ٌ‬
‫ً‬ ‫فههه أعم ٌهللل صهلللحهلل ٌ ينبغي أن يجتهدَ فيههلل اإلنسهللن ا تههلل ًدا‬
‫ليل نش العمل فيههلل ا َّلهي هو أحب األعمهللل إلى اهلل ▐‪ ،‬فاهللغتنموا أيهاهلل‬
‫ونصيب ٌ‬
‫ٌ‬
‫وتوة أبدانكم‪ ،‬ا ال َّتقرب إلى اهلل ▐ بمهلل يحبه ويرضهلله‪.‬‬ ‫المؤننون فسح َة آ هلللكم‪َّ ،‬‬
‫وإ َّننهلل اليوم ِصارنهلل بايش فاتش ن ْح ِدتاة‪ ،‬وذناوب نغرتاة‪َّ ،‬ل نخار َ للعباد ننهاهلل َّإَّل باهللل َّتعرض‬
‫الرحمااة‬
‫الص امدان َّية‪ ،‬وتااد ه َّي اأ اهلل ‪ ‬لكاام نااش أي ابهللب َّ‬
‫الر َّبهللن َّي اة‪ ،‬والعطهللي اهلل َّ‬
‫َّ‬ ‫للنَّفح اهلل‬
‫هللئر تبقاى لكام ا‬ ‫ِ‬
‫والربكهلل نهلل يكون ا أيهللم عشر ذي الح َّجة‪ ،‬فهللغتنموا ‪ -‬رحمكم اهلل ‪ -‬ذخا َ‬
‫أحب إلاى اهلل ‪‬‬ ‫الحيهللة وبعد الممهلل ‪َّ ،‬‬
‫وإن المرء َّل يقدم على ر ابه ▐ بشيء َّ‬
‫الصهلللح‪.‬‬
‫نش العمل َّ‬
‫هللر ْك لنهلل ا فعل ال َّطهللعاهلل ‪ ،‬وب ِ‬
‫الصهلللحهلل ‪ ،‬وب ِ‬
‫هللعادْ بينناهلل وبايش المعهللصاي‬ ‫ال َّل َّ‬
‫هم و افقنهلل لعمل َّ‬
‫والس ايتهلل ‪.‬‬
‫َّ‬
‫صَالِح بْن عَبْدِ اهللِ بْن حَمَ ٍد ال ُعصَيْمِي‬ ‫‪31‬‬

‫ب إلين اهلل اإليم ا َ‬


‫هللن‪ ،‬وز اينااه ا تلوبن اهلل‪ ،‬وكا اار ْه إلين اهلل الكفاار والفسااوق والعص ايهللن‪،‬‬ ‫ال َّلها َّ‬
‫ام ح اب ا ْ‬
‫الرا ديش‪.‬‬ ‫وا علنهلل نش عبهللدك َّ‬
‫أنيف خير نش ز َّكهللههلل‪َ ،‬‬
‫أنيف وليههلل ونوَّلههلل‪.‬‬ ‫نفوينهلل تقواههلل‪ ،‬وز اكههلل َ‬ ‫ال َّلهم آ ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ال َّل َّ‬
‫هم إ َّنهلل نسألك الهدى والتقى والعفهللف والغنى‪.‬‬

‫ال َّل َّ‬


‫هم إنَّاهلل نساألك الربكاة ا أعمهلللناهلل‪ ،‬والربكاة ا أعمهللرناهلل‪ ،‬والربكاة ا أ ْت َواتناهلل‪ ،‬والربكاة ا‬
‫ذر َّيهللتنهلل‪.‬‬
‫ت َّواتنهلل‪ ،‬والربكة ا ن َّيهللتنهلل‪ ،‬والربكة ا ا‬
‫حجهام ا‬ ‫ال َّلهم أتِم على المسلميش حجهم ا صحة وعهللفية‪ ،‬ال َّل ِ‬
‫هم أت َّم علاى المسالميش َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َّ‬
‫ِ‬
‫صحة وعهللفية‪ ،‬ال َّل َّ‬
‫هم ر َّدهام إلاى أهلايهم‬ ‫حجهم ا َّ‬ ‫هم أت َّم على المسلميش َّ‬ ‫صحة وعهللفية‪ ،‬ال َّل َّ‬‫َّ‬
‫بحج نربور‪ ،‬ويعي نشكور‪.‬‬

‫الفجاهللر‪ ،‬ال َّل َّ‬


‫هام إنَّاهلل نعاوذ باك ناش ارورهم‪،‬‬ ‫ال َّل َّ‬
‫هم إ َّنهلل نعوذ باك ناش ار األ ارار‪ ،‬وكياد َّ‬
‫وندرأ بك ا نحورهم‪.‬‬
‫الما ِدينيش‪،‬‬ ‫هم َف ار ْ ك َار َب المكاروبيش‪ ،‬ون افا ْس هماوم المهماونيش‪ ،‬واتاض الادَّ يش ِ‬
‫عاش َ‬ ‫ال َّل َّ‬
‫ف َن َر َضنَهلل و َن ْرضهللنهلل ونرضى المسلميش‪.‬‬ ‫وا ِ‬

‫الصالة عمود الدا يش‪.‬‬ ‫الصالة َّ‬


‫إن َّ‬ ‫ِ‬
‫وأتم َّ‬

‫ت ِبحَ ْم ِد اهللِ‬
‫تَمَّ ْ‬

‫‪ ‬لإلعالم بهللألخطهللء ال اطبهللعية واَّليتدراكهلل واَّلترتاحهلل ؛ ير ى المرايلة على الربيد التهلللي‪Abdellahdj24@gmail.com :‬‬
‫‪32‬‬ ‫أعمال عشر ذي احلجََّة‬
‫طبَ ُة الرَّابِعَ ُة‬
‫اخلُ ْ‬

‫عِمارةُ عشر‬
‫ذي احلجَّة‬

‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫السابع َواثلَّ ََلث َ‬ ‫ت يَ ْو َم اجل ُ ُم َعة َّ‬ ‫ُْ َ ْ‬


‫ي ِم ْن شه ِر ِذي القعدة‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫أل ِقي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ ْ َََ َ ْ َ‬
‫ي َبعد األ ْر َب ِع ِمائ ِة واأل ِل ِف‬ ‫سنة سبع وثَل ِث‬
‫السلَيْ َمانيةَّ‬
‫َح ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫كر ِّي ب َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫بِمس ِج ِد أ ِِب بكر الصديق بِالمشَف العس ِ ِ‬
‫ُّ َّ‬ ‫َ َ َ ُ َ ً ْ ْ َ‬ ‫ب َم ِدينَ ِة ِّ‬
‫الر َ‬
‫والسن ِة‬ ‫ْلسَلمِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫ار‬ ‫د‬ ‫اهلل‬ ‫ا‬‫ه‬‫ظ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ح‬ ‫اض‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫‪34‬‬ ‫عمار ُة عشر ذي احلجََّة‬
‫ِ‬
‫صَالِح بْن عَبْدِ اهللِ بْن حَمَ ٍد ال ُعصَيْمِي‬ ‫‪35‬‬

‫اخلُطْ َبةُ األُولَى‬

‫إن الحمدَ هلل‪ ،‬نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهللهلل ناش اارور أنفسانهلل‪ ،‬وناش يا ايتهلل‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أعماهلللنهلل‪ ،‬نش ياهده اهلل فال نض َّل له‪ ،‬و َنش يضلِ ْل فال ه َ‬
‫هللدي له‪.‬‬
‫ناحمدً ا عبده وريوله‪.‬‬
‫َّ‬ ‫وأ هد َّأَّل إله َّإَّل اهلل وحدَ ه َّل اريك له‪ ،‬وأ هد َّ‬
‫أن‬

‫﴿ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﴾ [آل عمران]‪.‬‬
‫﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ‬

‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﴾ [النسهللء]‪.‬‬

‫﴿ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬

‫ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﴾ [األحزاب]‪.‬‬
‫أ َّنهلل بعد‪:‬‬
‫نحمد♀‪ ،‬و ا َّر األنور‬
‫وأحسش الهدي هدي َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أصدق الحديث كتهللب اهلل‪،‬‬ ‫َّ‬
‫فإن‬
‫وكل ناحدثة بدعةٌ‪َّ ،‬‬
‫وكل بدعة ضاللةٌ‪.‬‬ ‫نحدثهللتاههلل‪َّ ،‬‬
‫أيههلل المؤننون؛ ا َّتقوا ر َّبكم وكونوا نش المفلِحيش‪.‬‬
‫أن نش رحماة اهلل بكام أن ن َّفا ج آكاهلللكم‪ ،‬وأنادَّ ج أعماهللركم‪ ،‬حتَّاى أدركاتم‬ ‫ثم اعلموا َّ‬
‫َّ‬
‫أيهللنهلل نش ينَتِكم هي خير أيهللنكم‪َ ،‬أَّل وهي عشر ذي ِ‬
‫الح َّجاة‪ ،‬ا َّلتاي تجتماف فيهاهلل ناش أ َّنهاهلل‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ ً‬
‫العبهللدا نهلل َّل يكون ج غيرههلل‪ ،‬فمقدَّ نههلل األكرب هو حج بيت اهلل الحرام‪ ،‬قهللل تعهلللى‪ ﴿ :‬ﮬ‬
‫‪36‬‬ ‫عمار ُة عشر ذي احلجََّة‬
‫ِ‬

‫ﯝ ﯞ﴾ [آل‬ ‫ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬


‫َلُّالجُّنََََّةُّ»‪ ،‬وقااااهللل‬
‫عمااااران]‪ ،‬وقااااهللل ♀‪« :‬الحََََجُُّّالمُّبََََرُّورُُّّلََََيُّسُُّّلََََهُُّّجََََزُّا ٌءُّإُّ ّ ُّ‬
‫جُّفُّلُّمُُّّيُّرُّفُّثُُّّوُّلُّمُُّّيُّفُّسقُُّّخُّرُّجُُّّمُّنُُّّذُّنُّوبُّهُُّّكُّيُّوُّمُُّّوُّلُّدُّتُّهُُّّأُّمُّهُّ»‪.‬‬
‫♀‪« :‬مُّنُُّّحُّ ّ ُّ‬
‫ونِاش أ َّنهاهلل العباهللده فيهاهلل‪ :‬التَّقاارب إلاى اهلل ▐ فيهاهلل بساافك الاادا نهللء أضااحي ًة ج‬

‫َّل ألنر اهلل ‪ ‬ج قولاه‪ ﴿ :‬ﮊ‬


‫ضحى النَّبي ♀ انتثهلل ً‬
‫ا‬ ‫أ َّيهللنههلل المعلونة‪ ،‬فقد َّ‬

‫ااحي ح َّتاااى تو َّفاااهلله اهلل‬


‫اازل يضا ا‬ ‫ﮋ ﮌ ﮍ ﴾ [الكاااوثر]‪ ،‬فضا َّ‬
‫ااحى ♀ ولااام يا ْ‬
‫بعده‪ِ ،‬‬
‫فماش اعهللرر اسياالم ال َّ اهللهره ا َّلتاي‬ ‫يزل المسلمون ي َضحون نِش ِ‬ ‫♀‪ ،‬ولم ِ‬
‫هي نش أع م القربهلل ‪ :‬التَّقرب إلى اهلل بهللألض ِ‬
‫هللحي‪.‬‬
‫ااي‬
‫ا‬ ‫ب‬‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫هللب‬ ‫ح‬ ‫اا‬‫ا‬ ‫أص‬ ‫وناااش كم َلااا ِة تلاااك العبااهللدا صااايهللم تلاااك األيااهللم ال اتساااف ننهااهلل‪ ،‬فا َّ‬
‫ااإن‬
‫ا‬
‫يمهلل له َّش‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫♀ كهللنوا يتعهللهدون قضهلل َء نهلل عليهم نش رنض َ‬
‫هللن ج هؤَّلء األ َّيهللم تع ً‬
‫ِ‬
‫وثبت عنه ♀ نش تع يم أحد تلك األ َّيهللم بماهلل يادل علاى ع ايم فضا ِل َّ‬
‫الصاوم‬
‫فيه‪ ،‬وهو يوم عرف َة‪ ،‬فقهللل ♀‪« :‬صُّيُّامُُّّيُّوُّمُُّّعُّرُّفُّةُّ‪ُّ،‬إُّنَيُّأُّحُّتُّسَبُُّّعُّلَىُّاللُُّّأُّنُُّّيكُّفَرُُّّ‬
‫السنُّةُُّّا ُّّلتُّيُّبُّعُّدُّهُّ»‪.‬‬
‫السنُّةُُّّا ُّّلتُّيُّقُّبُّلُّهُّ‪ُّ،‬وُّ ّ ُّ‬
‫ّ ُّ‬
‫لماهلل‬
‫باي ♀ َّ‬‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ونِش أ َّنههلل العباهللدا فيهاهلل‪ :‬تكبيار اهلل و َتهليلاه وتسابيحه‪َّ ،‬‬
‫فاإن‬
‫َّ‬
‫نُّمُّنُُّّال ُّّتسُّبُّيحُُّّوُّال ُّّتحُّمُّيدُُّّوُّال ُّّتهُّلُّيلُّ»‪.‬‬
‫ذكرهش قهللل‪« :‬فُّأُّكُّثُّرُّواُّفُّيهُّ ُّّ‬
‫َّ‬
‫وكاهللن أصاحهللب النَّبا ااي ♀ يك ابارون فاايه َّش‪ ،‬ويرفعاون أصاوا َتهم باهللل َّتكبير ح َّتاى‬
‫َتض َّج األيواق كلههلل بهللل َّتكبير‪( :‬اهلل أكرب اهلل أكرب َّل إله َّإَّل اهلل‪ ،‬اهلل أكرب اهلل أكرب وهلل الحماد)‪،‬‬
‫الصالوا الخما‬
‫تكبيارا نق َّيادً ا بعاد َّ‬
‫ً‬ ‫تكبيرا نطل ًقهلل ج األ َّيهللم األولاى ننهاهلل‪َّ ،‬‬
‫ثام يكاون‬ ‫ً‬ ‫يكون‬
‫ِ‬
‫بعصر آخر أ َّيهللم ال َّتشريق‪ ،‬وهو اليوم ال َّثهلللث عشر‪.‬‬ ‫ابتدا ًء نش ِ‬
‫فجر يوم عرف َة‪ ،‬وانتههلل ًء‬
‫صَالِح بْن عَبْدِ اهللِ بْن حَمَ ٍد ال ُعصَيْمِي‬ ‫‪37‬‬

‫صاالههلل وأنار‬
‫باي ♀ َّ‬ ‫َّ‬
‫ونش أ َّنههلل العبهللدا فيههلل‪ :‬صاله عيد األضحى‪ ،‬فإن النَّ َّ‬
‫النَّهللس أن يصالوههلل‪ ،‬وهاي ناش َن َشاهللهد المسالميش ا َّلتاي يجتمعاون بِهاهلل‪ ،‬فحاري بهلللمسالم أن‬
‫فإن ا َّلاذيش لام يحجاوا‬
‫الحج ج المشهللعر‪َّ ،‬‬
‫ا‬ ‫الصاله‪ ،‬فكمهلل يجتمف أهل‬ ‫ِ‬
‫يحرص على أداء هذه َّ‬
‫شرع لهم نؤ َّكدً ا اَّلكتمهللع ج هذا المشهد الع يم‪ ،‬وهو نشهد صاله العيديش‪.‬‬
‫ي َ‬
‫أقااول ناهلل تساامعون‪ ،‬وأيااتغفر اهلل العلا َّاي الع اايم لااي ولكاام‪ ،‬فهلليااتغفروه إ َّناه هااو الغفااور‬
‫الرحيم‪.‬‬‫َّ‬
‫‪38‬‬ ‫عمار ُة عشر ذي احلجََّة‬
‫ِ‬

‫اخلُطْ َبةُ الثَّانِ َية‬

‫ورب اآلخااريش‪ ،‬وأ ااهد أ ََّّل إلااه َّإَّل اهلل وحااده َّل‬
‫األولاايش ا‬
‫رب َّ‬‫رب العاهلللميش‪ ،‬ا‬
‫الحمااد هلل ا‬
‫نحمادً ا‬ ‫الحاق واليقايش‪ ،‬أنَّاه َّل نعباو َد َّإَّل هاو الواحاد المتايش‪ ،‬وأ اهد َّ‬
‫أن َّ‬ ‫ا‬ ‫ريك له‪ ،‬ههللد َه‬
‫خلقه‪ ،‬ورحمته المهداه للعهلللميش‪.‬‬ ‫عبده وريوله‪ ،‬حجته على ِ‬
‫َّ‬
‫إباراهيم‪،‬‬
‫َ‬ ‫إباراهيم وعلاى آل‬
‫َ‬ ‫نحماد‪ ،‬كماهلل صا َّل َ‬
‫يت علاى‬ ‫نحمد وعلى آله َّ‬ ‫هم ا‬
‫صل على َّ‬ ‫ال ّٰل َّ‬
‫إبراهيم وعلى‬
‫َ‬ ‫نحمد‪ ،‬كمهلل بهللركت على‬
‫نحمد وعلى آل َّ‬ ‫هم ب ِ‬
‫هللر ْك على َّ‬ ‫إ َّنك حميدٌ نجيدٌ ‪ ،‬ال ّٰل َّ‬
‫إبراهيم‪ ،‬إ َّنك حميدٌ نجيدٌ ‪.‬‬
‫َ‬ ‫آل‬
‫أ َّنهلل بعد‪:‬‬
‫أيههلل المؤننون؛ قهللل نبيكم ♀‪« :‬إُّذُّاُّرُّأُّيُّتُّمُُّّهُّلُّلُُّّذُّيُّالحُّ ّجَةُّ‪ُّ،‬وُّأُّرُّادُُّّأُّحَدكُّمُُّّأُّنُُّّ‬
‫يُّضُّحُّي‪ُّ،‬فُّلُّيُّمُّسُّكُُّّعُّنُُّّشُّعُّرُّهُُّّوُّأُّظُّفُّارُّهُّ»‪.‬‬
‫كسانَتِنَهلل هاذه ‪ -‬أن يكاون غادً ا هاو‬ ‫َّ‬
‫الشهر‪ ،‬فاإذا قادا َر ‪َ -‬‬ ‫وابتداء اسنسهللك يكون بليلة ثبو‬
‫الشاعر واألظفاهللر يكااون نااش غااروب اام هااذه‬ ‫اإن اسنساهللك عااش َّ‬ ‫أول أياهللم ذي ِ‬
‫الح َّجاة‪ ،‬فا َّ‬ ‫َّ َّ‬
‫ج اليااوم ا َّلاذي قب َل اه‪،‬‬ ‫اإن ال َّليلااة تسابِق اليااوم‪ ،‬ويكااون نبااد ه نااش غااروب َّ‬
‫الشام‬ ‫ال َّليلااة‪ ،‬فا َّ‬
‫ضحي‪ ،‬وا َّلذي يمسك عش ذلك هو صاهللح األضاحية‪ْ ،‬‬
‫فاإن وكَّال‬ ‫ِ‬
‫فيمسك عش ذلك ح َّتى ي ا‬
‫أحدً ا بقي اسنسهللك ج ح اقه‪ ،‬وأ َّنهلل الموكَّل ا َّلذي أوكِ َل إليه ذ ْبح األضاحية فاال يتع َّلاق باه هاذا‬
‫الحكاام المااذكور ج قولااه ♀‪« :‬إُّذُّاُّرُّأُّيََتُّمُُّّهََلُّلُُّّذُّيُّالحُّ ّجََةُُّّوُّأُّرُّادُُّّأُّحََدكُّمُُّّأُّنُُّّ‬
‫يُّضُّحُّيُّفُّلُّيُّمُّسُّكُُّّعُّنُُّّشُّعُّرُّهُُّّوُّأُّظُّفُّارُّهُّ»‪.‬‬
‫صَالِح بْن عَبْدِ اهللِ بْن حَمَ ٍد ال ُعصَيْمِي‬ ‫‪39‬‬

‫َ‬
‫ونوَّل َههلل‪.‬‬ ‫هم آ ِ نفوينهلل تقواههلل‪ ،‬وز اكههلل َ‬
‫أنت خير نش ز َّكهللههلل‪َ ،‬‬
‫أنت وليههلل‬ ‫ال َّل َّ‬
‫ال َّل َّ‬
‫هم إ َّنهلل نسألك الهدى والت َقى والع َف َ‬
‫هللف والغنى‪.‬‬
‫وكره إلينهلل الكفر والفسوق والعصيهللن‪.‬‬ ‫ال َّل َّ‬
‫هم ح اب إلينهلل اسيمهللن‪ ،‬وز اينْه ج قلوبنهلل‪ ،‬ا‬
‫يسار علاى‬ ‫حجهام‪ ،‬ال َّل َّ‬
‫هام ا‬ ‫يسر على المسالميش َّ‬ ‫حجهم‪ ،‬ال َّل َّ‬
‫هم ا‬ ‫يسر على المسلميش َّ‬ ‫ال َّل َّ‬
‫هم ا‬
‫ام احف هاام بحف ااك‪ ،‬واك َ ْهاام بعنهلليتااك‪ ،‬وا ااملهم برعهلليتااك‪،‬‬ ‫حجهاام‪ ،‬ال َّلها َّ‬
‫المساالميش َّ‬
‫ِ‬ ‫وتو َّلهم ِ‬
‫بوَّليتك‪ ،‬وق ِه ْم َّر األ رار يهلل َّ‬
‫رب العهلللميش‪.‬‬
‫الم ِدينيش‪.‬‬ ‫ِ‬
‫واقض الدَّ ْي َش عش َ‬ ‫ال َّل َّ‬
‫هم َف ارج كرب المكروبيش‪ ،‬ون اف ْ هموم المهمونيش‪،‬‬

‫الصاله إ َّن َّ‬


‫الصاله نش عهللرر الدا يش‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وأقم َّ‬

‫ت ِبحَ ْم ِد اهللِ‬
‫تَمَّ ْ‬

‫‪ ‬لإلعالم بهللألخطهللء ال اطبهللعية واَّليتدراكهلل واَّلقرتاحهلل ؛ يركى المرايلة على الربيد التهلللي‪Abdellahdj24@gmail.com :‬‬
‫‪40‬‬ ‫عمار ُة عشر ذي احلجََّة‬
‫ِ‬
‫طبَ ُة اخلَا ِمسَ ُة‬
‫اخلُ ْ‬

‫حجُّوا عباد اهلل‬

‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫اس َع َع َ َ‬ ‫ُْ َ ْ‬
‫ت يَ ْو َم اجل ُ ُم َ‬
‫ش ِم ْن شه ِر ِذي القعدة‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫اتل‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫أل ِقي‬
‫َ‬ ‫ََ َ ْ َ َ‬ ‫ََ َ‬
‫ني َبعد األ ْر َب ِع ِمائ ِة واأل ِل ِف‬ ‫َسنة ث َمان َوثَل ِث‬
‫السلَيْ َمانيةَّ‬‫َح ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫كر ِّي ب َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫بِمس ِج ِد أ ِِب بكر الصديق بِالمشَف العس ِ ِ‬
‫ُّ َّ‬ ‫َ َ َ ُ َ ً ْ ْ َ‬ ‫ب َمدينَة ِّ َ‬
‫والسن ِة‬ ‫ْلسَلمِ‬ ‫اض ح ِفظها اهلل دارا ل ِ ِ‬ ‫الري ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫‪42‬‬ ‫حجُُّوا عباد اهلل‬
‫صَالِح بْن عَبْدِ اهللِ بْن حَمَ ٍد ال ُعصَيْمِي‬ ‫‪43‬‬

‫اخلُطْ َبةُ األُولَى‬

‫إن الحمدَ هلل‪ ،‬نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهللهلل ناش اارور أنفسانهلل‪ ،‬وناش يا ايتهلل‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أعماهلللنهلل‪ ،‬نش ياهده اهلل فال نض َّل له‪ ،‬و َنش يضلِ ْل فال ه َ‬
‫هللدي له‪.‬‬
‫ناحمدً ا عبده وريوله‪.‬‬
‫َّ‬ ‫وأ هد َّأَّل إله َّإَّل اهلل وحدَ ه َّل اريك له‪ ،‬وأ هد َّ‬
‫أن‬

‫﴿ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﴾ [آل عمران]‪.‬‬
‫﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ‬

‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﴾ [النسهللء]‪.‬‬

‫﴿ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬

‫ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﴾ [األحزاب]‪.‬‬
‫أ َّنهلل بعد‪:‬‬
‫نحمد♀‪ ،‬و ا َّر األنور‬
‫وأحسش الهدي هدي َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أصدق الحديث كتهللب اهلل‪،‬‬ ‫َّ‬
‫فإن‬
‫وكل ناحدثة بدعةٌ‪َّ ،‬‬
‫وكل بدعة ضاللةٌ‪.‬‬ ‫نحدثهللتاههلل‪َّ ،‬‬
‫أيههلل المسلمون؛ ا َّتقوا ر َّبكم وكونوا نع الم َّتقيش‪ ،‬واعلماوا ‪ -‬رحمكام اهلل ‪َّ -‬‬
‫أن تقاواه يار‬
‫نجهللتكم يف األولى واآلخرة‪.‬‬
‫واعلمااوا أ َّنكاام تسااتقبلون أ َّياهللم الحا ا ا َّلاذي فرضااه اهلل علاايكم‪ ،‬و علااه نبنًاى نااش نب اهلل‬

‫اإليالم‪ ،‬وركنًهلل نش أركهللنه العظهللم‪ ،‬قاهللل تعاهلللى‪ ﴿ :‬ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ‬


‫‪44‬‬ ‫حجُُّوا عباد اهلل‬

‫ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﴾ [آل عماران]‪ ،‬وقهللل تعهلللى‪ ﴿ :‬ﮱ ﯓ ﯔ‬

‫ﯕﯖ ﴾ [البقرة‪.]196:‬‬
‫وقهللل النَّبي ♀‪« :‬أَيَهَاَالنَاسَ‪َ،‬إَنََاللََكَتَبََعَلَيَكَمََالحَجََفَحَجَوا»‪.‬‬
‫وق اهللل ♀‪« :‬بنِِيََالَس ِلَمََعَلِِىَخَمِِسَ‪َ:‬ش ِهَادَةََأََلََإَلِِهََإََلََاللَ‪ ،»...‬فعاادَّ ه َّش‬
‫♀ ح َّتى ذكر ننه َّش الح َّ ‪.‬‬
‫فاإن اهلل ‪َ ‬أ َن َرنَاهلل‬
‫فرضه ب ْعاد ناش الحا ا ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫يقض َ‬ ‫حق المستطيع ا َّلذي لم‬
‫ويتأ َّكد هذا يف ا‬

‫بهللَّليتجهللبة له ولرياوله ♀‪ ،‬فقاهللل‪ ﴿ :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬

‫ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﴾ [األنفهللل‪.]24:‬‬

‫وأنرنهلل بهلللمسهللرعة إلى الخيرا ‪ ،‬فقهللل ▐‪ ﴿ :‬ﭯ ﭰ﴾ [البقرة‪.]148:‬‬


‫ورا عظيم ًة‪ ،‬يجمعهاَأصلن‪:‬‬ ‫وإن للح ا فض َ‬
‫هللئل كثير ًة‪ ،‬وأ ً‬ ‫َّ‬

‫أحدهما‪ :‬ال َّتخليص نِش النَّقهللئص واآلفهلل ‪ ،‬قهللل ♀‪« :‬منََحَجََفَلَمََيَرَفَثََوَلِمََ‬


‫يَفَسَقَ؛َخَرَجََمَنََذَنَوبَهََكَيَوَمََوَلَدَتَهََأَمَهَ»‪.‬‬

‫وثانيها‪ :‬تحصيل الر َتب َّ‬


‫السهللنية والكمهللَّل ‪ ،‬قاهللل ♀‪« :‬الحِجََالمَبِرَورََلِيَسََ‬
‫لَهََجَزَاءََإََلََالجَنَةَ»‪.‬‬
‫أقااول ناهلل تساامعون‪ ،‬وأيااتغفر اهلل العلا َّاي العظاايم لااي ولكاام‪ ،‬فهلليااتغفروه إ َّناه هااو الغفااور‬
‫الرحيم‪.‬‬
‫َّ‬
‫صَالِح بْن عَبْدِ اهللِ بْن حَمَ ٍد ال ُعصَيْمِي‬ ‫‪45‬‬

‫اخلُطْ َبةُ الثَّانِ َية‬

‫نحم ادً ا عبااده‬ ‫الحمااد هلل ر ابن اهلل‪ ،‬وأ ااهد أ ََّّل إلااه َّإَّل اهلل وحااده َّل ااريك لااه‪ ،‬وأ ااهد َّ‬
‫أن َّ‬
‫إباراهيم وعلاى آل‬
‫َ‬ ‫نحماد‪ ،‬كماهلل صا َّل َ‬
‫يت علاى‬ ‫نحماد وعلاى آلاه َّ‬ ‫هم ا‬
‫صال علاى َّ‬ ‫وريوله‪ ،‬ال ّٰل َّ‬
‫نحماد‪ ،‬كماهلل بهللركات علاى‬
‫نحماد وعلاى آل َّ‬ ‫هام با ِ‬
‫هللر ْك علاى َّ‬ ‫إبراهيم‪ ،‬إ َّنك حميادٌ نجيادٌ ‪ ،‬ال ّٰل َّ‬
‫َ‬
‫إبراهيم‪ ،‬إ َّنك حميدٌ نجيدٌ ‪.‬‬
‫َ‬ ‫إبراهيم وعلى آل‬
‫َ‬
‫أ َّنهلل بعد‪:‬‬
‫إن الح ا نااش إِر ِ‬
‫أيه اهلل المنننااون؛ َّ‬
‫اراهيم ♥‪ ،‬فإ َّن اه ح ا َّ وح ا َّ‬ ‫َ‬ ‫ث أباايكم إبا‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫بعاده‪ ،‬حتَّاى حا َّ نبيناهلل ♀‪ ،‬وأنرناهلل باهلللح ا ‪ ،‬و ع َلاه ركنًاهلل ناش أركاهللن‬ ‫األنبيهللء نِاش ِ‬

‫اإليالم‪ ،‬فحجوا إلى البيت الحرام‪ ،‬تنهلللوا ح ْسش الدنيهلل واآلخرة‪.‬‬


‫َ‬
‫ونوَّل َههلل‪.‬‬ ‫أنت خير نش ز َّكهللههلل‪َ ،‬‬
‫أنت وليههلل‬ ‫نفوينهلل تقواههلل‪ ،‬وز اكههلل َ‬ ‫ال َّلهم آ ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ال َّل َّ‬
‫هم إ َّنهلل نسألك الهدى والت َقى والع َف َ‬
‫هللف والغنى‪.‬‬

‫هم إِ َّنهلل نعوذ باك ناش اار األ ارار‪ ،‬وكياد الف َّجاهللر‪ ،‬ال َّل َّ‬
‫هام إنَّاهلل نعاوذ باك ناش ارورهم‪،‬‬ ‫ال َّل َّ‬
‫وندرأ بك يف نحورهم‪.‬‬
‫ِ‬
‫هم اقس ْم لنهلل نش طهللعتك ناهلل تب الغناهلل باه نَّتاك‪ ،‬وناش اليقايش ناهلل ت ا‬
‫هاون باه عليناهلل نصاهللئب‬ ‫ال َّل َّ‬
‫وقوتنهلل‪ ،‬أبدً ا نهلل أحييتنهلل‪ ،‬وا عله الوارث ننَّهلل‪.‬‬ ‫الدنيهلل‪ ،‬ال َّل َّ‬
‫هم ن اتعنهلل بأيمهللعنهلل‪ ،‬وأبصهللرنهلل‪َّ ،‬‬
‫الما ِدينيش‪،‬‬ ‫واقاض الادَّ ْي َش ِ‬
‫عاش َ‬ ‫ِ‬ ‫ال َّل َّ‬
‫هم َف ارج ك َار َب المكاروبيش‪ ،‬ون افا ْس هماوم المهماونيش‪،‬‬
‫وا ف َن َر َضنَهلل َون ْر َضهللنهلل ونرضى المسلميش‪.‬‬
‫‪46‬‬ ‫حجُُّوا عباد اهلل‬

‫الصالة عمود الدا يش‪.‬‬ ‫الصالة َّ‬


‫إن َّ‬ ‫ِ‬
‫وأقم َّ‬

‫ت ِبحَ ْم ِد اهللِ‬
‫تَمَّ ْ‬

‫‪ ‬لإلعالم بهللألخطهللء ال اطبهللعية واَّليتدراكهلل واَّلقرتاحهلل ؛ ير ى المرايلة على الربيد التهلللي‪Abdellahdj24@gmail.com :‬‬
‫طبَ ُة السَّا ِدسَ ُة‬
‫اخلُ ْ‬

‫الطريق إىل احلج املربور‬

‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫السا ِد ِس َوالع ْش َ‬ ‫ت يَ ْو َم اجل ُ ُم َعة َّ‬ ‫ُْ َ ْ‬


‫ين ِم ْن شه ِر ِذي القعدة‬ ‫ِ َِ‬ ‫ِ‬ ‫أل ِقي‬
‫َ‬ ‫َ ََ ََ َََ َ ْ َ‬
‫ني َبعد األ ْر َب ِع ِمائ ِة واأل ِل ِف‬ ‫سنة ثمان وثَل ِث‬
‫السلَيْ َمانيةَّ‬
‫َح ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫كر ِّي ب َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫بِمس ِج ِد أ ِِب بكر الصديق بِالمشَف العس ِ ِ‬
‫ُّ َّ‬ ‫َ َ َ ُ َ ً ْ ْ َ‬ ‫ب َم ِدينَ ِة ِّ‬
‫الر َ‬
‫والسن ِة‬ ‫ْلسَلمِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫ار‬ ‫د‬ ‫اهلل‬ ‫ا‬‫ه‬‫ظ‬‫ف‬‫ِ‬ ‫ح‬ ‫اض‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫‪48‬‬ ‫الطريق إىل احلج املربور‬
‫صَالِح بْن عَبْدِ اهللِ بْن حَمَ ٍد ال ُعصَيْمِي‬ ‫‪49‬‬

‫اخلُطْ َبةُ األُولَى‬

‫إن الحمدَ هلل‪ ،‬نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهللهلل ناش اارور أنفسانهلل‪ ،‬وناش يا ايتهلل‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أعماهلللنهلل‪ ،‬نش ياهده اهلل فال نض َّل له‪ ،‬و َنش يضلِ ْل فال ه َ‬
‫هللدي له‪.‬‬
‫ناحمدً ا عبده وريوله‪.‬‬
‫َّ‬ ‫وأ هد َّأَّل إله َّإَّل اهلل وحدَ ه َّل اريك له‪ ،‬وأ هد َّ‬
‫أن‬

‫﴿ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﴾ [آل عمران]‪.‬‬
‫﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ‬

‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﴾ [النسهللء]‪.‬‬

‫﴿ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬

‫ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﴾ [األحزاب]‪.‬‬
‫أ َّنهلل بعد‪:‬‬
‫نحمد♀‪ ،‬و ا َّر األنور‬
‫وأحسش الهدي هدي َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أصدق الحديث كتهللب اهلل‪،‬‬ ‫َّ‬
‫فإن‬
‫وكل ناحدثة بدعةٌ‪َّ ،‬‬
‫وكل بدعة ضاللةٌ‪.‬‬ ‫نحدثهللتاههلل‪َّ ،‬‬
‫أيه اهلل المنننااون؛ َّ‬
‫إن للم َّتقاايش نف اهلل ً ا‪ ،‬فكونااوا نااش الم َّتقاايش‪ ،‬تغنمااوا العهللجاال والجاال‪،‬‬
‫الرابحيش‪.‬‬
‫وتكونوا نش َّ‬
‫إن اهلل كتااع علاايكح الح ا َّ فحج اوا‪ ،‬ق اهللل َت َع اهلل َل ‪﴿ :‬ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬
‫أيه اهلل المنننااون؛ َّ‬

‫ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﴾ [آل عمران]‪.‬‬
‫‪50‬‬ ‫الطريق إىل احلج املربور‬

‫وإن الح نراتع عظيم ٌة تتفهللو تفهللو َ الم ْشا ِرقي ِش‪ِ ،‬‬
‫فما َش النَّاهللس ناش يرجاب بحا تاهلل ‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫وننهح نش يرجب بغير ذلك‪َّ ،‬‬
‫وإن أعظح الح ا رتب ًة‪ ،‬وأرف َعه نرتب ًة‪ ،‬أن يحظ العبد بأن يكون‬
‫َلَالجَنَّةَ»‪.‬‬
‫نربورا؛ قهللل ♀‪« :‬الحَجََالمَبَرَورََلَيَسََلَهََجَزَا ٌءَإَ ّ َ‬
‫ً‬ ‫حجه‬
‫وإن كثيرا نش النَّهللس إذا عزنوا عل الح صاهللروا يتلمساون السابل الم ِ‬
‫وصالة إلياه بأيسار‬ ‫َّ‬ ‫ا‬ ‫َّ ً‬
‫الرفهللهية‪ ،‬و َيغ َفلون عش نعرفة السبل الموصلة إل الح ا الم ْبرور‪ ،‬ا َّلذي يوصالهح‬
‫يبيل نش َّ‬
‫كال حاهلل يحظا باه‪ ،‬وإ َّنماهلل يحظا باه‬ ‫إل هذا الجزاء العظايح‪ ،‬وهاو الفاو بهلللجنَّاة‪ ،‬فلاي‬

‫أولتااك ا َّل اذيش يحج اون حج اهلل نا ً‬


‫اربورا‪ ،‬والح ا المااربور هااو الح ا المصاابوع عل ا ال اربا‪،‬‬
‫وحقيقته‪ :‬بِر نب الخهلللق‪ ،‬وبر نب المخلوق‪.‬‬
‫فأ َّنهلل البِر نب الخهلللق‪ :‬فهو حسش الدا يهللنة‪.‬‬
‫وأنهلل الرب نب المخلوق فهو حسش المع ِ‬
‫هللنلة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫كماهلل طاهلل َ‬
‫َ‬ ‫وحسش الدا يهللنة بهلللح ا أن يح َّ العبد كماهلل حا َّ النَّبا ♀؛ فيطاو‬
‫ويسع كمهلل يع ‪ ،‬ويقف كمهلل وقف‪ ،‬ويبيا كماهلل باهلل َ ‪ ،‬ويرنِا كماهلل ر َنا ‪ ،‬وينصار كماهلل‬
‫انصر َ ♀‪ ،‬فإذا كهللن حجه أعمهللل ِ ِه ك الهاهلل َو ْفا َق هديِاه ♀‪ ،‬ر ِجا أن‬
‫أتح الوجوه‪.‬‬
‫ا‬ ‫نربورا حسش الدا يهللنة أدائه عل‬
‫ً‬ ‫يكون حجه‬
‫قل هذا أولتك ا َّلذيش يرت َّخصون بأنواع الرخص‪ ،‬واختالفهلل الفقههللء‪َ ،‬علِموا أ َّنهاح‬
‫وإذا َع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ثح َّل يرجاب‬ ‫فكح ن ِش انرئ يتعع َ‬
‫نفسه‪ ،‬ويدفب نهلل َله‪ ،‬ويرهق بدنه‪َّ ،‬‬ ‫َّفرطوا الح ا المربور‪ْ ،‬‬
‫َّ‬
‫الشام ‪،‬‬ ‫بحا نااربور؛ أل َّنهااح يساامب َّ‬
‫أن النَّبا ♀ وقااف عرفا َة ح َّتا غربا‬
‫أن النَّبا َّ ♀ باهلل لياهللل ننا‬ ‫الشام ‪ ،‬ويسامب َّ‬‫ويدفب هو نش عرف َة قبل غروب َّ‬
‫فيههلل‪ ،‬ويبي هو ن َّكة‪ ،‬فأيش هذا نش الح ا الماربور‪ ،‬وهاو لاح يكاش حساش الدا يهللناة بهلل اتبهللعاه‬
‫صَالِح بْن عَبْدِ اهللِ بْن حَمَ ٍد ال ُعصَيْمِي‬ ‫‪51‬‬

‫للنَّب ا ♀ هديه المنهلليك؟!‬


‫وأ َّنااهلل حسااش المعهللنلااة فهااو بااذل النَّاادى‪ ،‬وكااف األذى‪ ،‬وإ ااهللعة المعاارو ‪ ،‬وإغهللثاااة‬
‫الح نيادا ًنهلل‬ ‫الملهو ‪ ،‬وترك اَّل دحهلل ‪ ،‬واَّلجتمهللع عل الخير‪ ،‬ونعونة المسلميش‪ ،‬فلي‬
‫ِ‬
‫والمعونة‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫نيدان لل َّتواص‬ ‫لل َّتصهللرع‪ ،‬وإ َّنمهلل هو‬
‫حجاه‪،‬‬
‫ا‬ ‫ِ‬
‫األخاالق ناب المسالميش؛ ليصايع بِا َّر المعهللنلاة‬ ‫فينبغ أن يكاون العباد َح َساش‬
‫حجهاح‬
‫ا‬ ‫حجاه وقاد كاهللن بارا عبهللدتاه هلل بحساش الدا يهللناة‪ ،‬وبارا ناب المسالميش‬
‫فيعود نش ا‬
‫نمش يرج له أن يكون له حا ناش‬
‫نربورا‪ ،‬ويكون هو َّ‬
‫ً‬ ‫بحسش المعهللنلة‪ ،‬فيكون بحق حجه‬
‫قول ِه ♀‪« :‬الحَجََالمَبَرَورََلَيَسََلَهََجَزَا ٌءَإَ ّ َ‬
‫َلَالجَنَّةَ»‪.‬‬
‫أقااول ناهلل تساامعون‪ ،‬وأيااتغفر اهلل العلا َّ العظاايح لا ولكااح‪ ،‬فهلليااتغفروه إ َّناه هااو الغفااور‬
‫الرحيح‪.‬‬‫َّ‬
‫‪52‬‬ ‫الطريق إىل احلج املربور‬

‫اخلُطْ َبةُ الثَّانِ َية‬

‫الحمد هلل حمدً ا حمدً ا‪ ،‬والشكر له توال ًيهلل وترتًا‪ ،‬وأ هد أ ََّّل إله َّإَّل اهلل وحده َّل ريك له‪،‬‬
‫نحمد‪ ،‬كمهلل ص َّلي َ عل‬
‫نحمد وعل آل َّ‬
‫َّ‬ ‫هح ا‬
‫صل عل‬ ‫نحمدً ا عبده وريوله‪ ،‬ال َّل َّ‬ ‫وأ هد َّ‬
‫أن َّ‬
‫نحماد كماهلل‬
‫نحماد وعلا آل َّ‬
‫َّ‬ ‫هح ب ْ‬
‫هللرك علا‬ ‫إبراهيح إ َّنك حميدٌ نجيدٌ ‪ ،‬ال َّل َّ‬
‫َ‬ ‫إبراهيح وعل آل‬
‫َ‬
‫إبراهيح‪ ،‬إ َّنك حميدٌ نجيدٌ ‪.‬‬
‫َ‬ ‫إبراهيح وعل آل‬
‫َ‬ ‫بهللرك َ عل‬
‫إن نهلل نستقبله نش أ َّيهلل الح ا يكون فيه المسلمون كهلل َّف ًة بيش فريقيش‪:‬‬
‫أيههلل المنننون؛ َّ‬
‫فريق حهلل ٌ ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫وفريق غير حهلل ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫فيهلل أولتك الح َّجهلل ؛ َّل تنسوا إخوا َنكح ا َّلذيش تخ َّلفوا عاش الحا ا بهلللادعهللء لهاح بشامول ِهح‬
‫الرحم َة والمغفر َة‪.‬‬
‫َّ‬
‫هلللساالنة‬
‫تنسوا إخوا َنكح الح َّجهلل نش الدعهللء لهاح ب َّ‬ ‫ويهلل أيههلل ا َّلذيش لح َّ‬
‫يتيسر لكح الح ؛ َّل ْ‬
‫صحة وعهللفية‪ ،‬وأنش وأنهللن‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وال َّتوفيق‪ ،‬وقضهللء ننهلليكهح‬
‫َ‬
‫ونوَّلههلل‪.‬‬ ‫نفوينهلل تقواههلل‪ ،‬و اكههلل أن َ خير نش َّكهللههلل‪ ،‬أن َ وليههلل‬ ‫ال َّلهح آ ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ال َّل َّ‬
‫هح إ َّنهلل نسألك الهدَ ى‪ ،‬والتق ‪ ،‬والعفهلل ‪ ،‬والغن ‪.‬‬

‫فيسر لاه يابي َله‪ ،‬ال َّل َّ‬


‫هاح َناش أراد‬ ‫هح َنش أراد الح َّ ا‬ ‫فيسر له يبي َله‪ ،‬ال َّل َّ‬
‫هح َنش أراد الح َّ ا‬ ‫ال َّل َّ‬
‫وصحة وعهللفية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫هح ه ا ْء للمسلميش أدا َء ننهلليكِهح أ ْنش وأنهللن‪،‬‬ ‫فيسر له يبي َله‪ ،‬ال َّل َّ‬
‫الح َّ ا‬
‫هاح إنَّاهلل نعاوذ باك ناش ارورهح‪،‬‬ ‫الفجاهللر‪ ،‬ال َّل َّ‬
‫هح إ َّنهلل نعوذ بك ناش اار األ ارار‪ ،‬وكياد َّ‬ ‫ال َّل َّ‬
‫صَالِح بْن عَبْدِ اهللِ بْن حَمَ ٍد ال ُعصَيْمِي‬ ‫‪53‬‬

‫وندرأ بك نحورهح‪.‬‬
‫الما ِدينيش‪،‬‬ ‫هح افر ك َارب المكاروبيش‪ ،‬و َن افا ْ هماو المهماونيش‪ ،‬وا ْقا ِ‬
‫ض الادَّ يش عاش َ‬ ‫ال َّل َّ‬
‫ف َن َر َضنَهلل ونرضهللنهلل ونرض المسلميش‪.‬‬ ‫وا ِ‬

‫الصالة عمود الدا يش‪.‬‬ ‫الصالة َّ‬


‫إن َّ‬ ‫وأقح َّ‬

‫ت ِبحَ ْم ِد اهللِ‬
‫تَمَّ ْ‬

‫‪ ‬لإلعال بهللألخطهللء ال اطبهللعية واَّليتدراكهلل واَّلقرتاحهلل ؛ يرج المرايلة عل الربيد التهللل ‪Abdellahdj24@gmail.com :‬‬

You might also like