You are on page 1of 166

‫مجـــــدي الهـــاللي‬

‫جميع الحقوق محفوظة‬

‫الطبعة األولى‬
‫‪1429‬هـ ‪2008 -‬م‬

‫رقم اإليداع‪2007/25107 :‬‬


‫الترقيم الدولي‪I-S–B-N :‬‬
‫‪977-441-046-7‬‬

‫مركز السالم للتجهيز الفني ‪‬‬


‫عبد الحميد عمر ‪‬‬
‫‪ 0106962647‬‬

‫مؤسسـة اقـــــرأ‬
‫للنشر والتوزيع والترجمة‬
‫‪ 10‬ش أحمد عمارة ‪ -‬بجوار حديقة الفسطاط‬
‫القاهرة ت‪ 25326610 :‬محمول‪0126344043 -0102327302:‬‬
‫‪www.iqraakotob.com‬‬
‫‪Email:iqraakotob@yahoo.com‬‬
‫رب يسر وأعن يا كريم‬
‫المقدمـــــــــــــــة‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬حمدداا يدوا ي معمدي ويئدا ي مزيددل‪ ،‬والادالة والسدالم‬
‫على المبعوث رحمة للعالمين سيدما محمد وعلى آلي وصحبي أجمعين‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫هدهل الاددفحات التددي بدين يدددي – أخددي القددار ‪ -‬تتحددث عددن القددرآو وقيمتددي‬
‫العظيمة‪ ،‬وكيفية االمتفاع بي ليحدث الوصال الحقيقي بدين القلدو والقدرآو يت يدر‬
‫تبعاا لهل الفرد ومن ث َّم األمة كما حدث مع الجيل األول‪.‬‬
‫ولعل – أخي القدار – تتسدالل عدن السدبو الدهي يدد ع كاتدو هدهل السدطور‬
‫لئثرة الحديث عدن القدرآو دي عددة كتابدات سدابقة حتدى أصدبح هدها الحدديث هدو‬
‫القاسم المشترك ي ُكتبي األخيرة!!‬
‫بالفعدل هندداك دوا دع تسددوقني رلدى كثددرة الحددديث عدن القددرآو وعددم الملددل مددن‬
‫ذل ‪ ،‬وأعترف بأمني قد أكرر بعض المعامي واأل ئار ي ههل الئتابات‪.‬‬
‫ومددن أهددم هددهل الدددوا ع هددو ذلد الواقددع المريددر الددهي تحيددال أمتنددا‪ ،‬واحتياجهددا‬
‫الماس رلى مشروع ينهض بها‪ ،‬ويعيدها رلى سيرتها األولى‪.‬‬
‫ولقد أكرمنا هللا عز وجل وتفضل علينا بما ال مستحقي‪ ،‬وأرامدا كيدي يمئدن أو‬
‫يئوو القرآو هو ذل المشروع‪.‬‬
‫القرآو كنز عظيم يي كل ما يحتاجي الفرد ليابح كما يحو هللا ويرضدى‪،‬‬
‫و يددي كدددل مدددا تحتاجددي األمدددة لل دددروم مددن النفددده المظلدددم الددهي تسدددير يدددي‪،‬‬
‫والنهوض من َكبْوتها التي طالت وطالت ‪..‬‬
‫رو القرآو يالح تما اما ألو يئوو بمثابة مشروع لنهضة األمة جمعال‪ ،‬هو‬
‫كالشمس يسع الجميع‪ ،‬مع األخه ي االعتبار أو الشمس ال تؤثر رال يمن‬
‫يتع رض لها‪ ،‬كهل القرآو ال ينتفع بي رال من يحسن التعرض لي‪ ،‬بل ويزيد‬
‫القرآو على شمس الدميا‪ ،‬بأو مورل ال يأ ل وشمسي ال ت يو عن أي زماو أو‬
‫مئاو‪...‬‬
‫ومددع تيس در القددرآو للجميددع رال أو يالبيددة األمددة – رال مددن رحددم ربددي – قددد‬
‫أعرضددت عنددي كمادددر متفددرد لتوليددد اإليمدداو وتقددويم السددلوك‪ ،‬واكتفددت منددي‬
‫بتحايل األجر والثواب المترتو على تالوتي وحفظي‪.‬‬
‫من هنا برزت أهمية التنبيي على الجامو العظيم المهجور ي القدرآو‪ ،‬والدهي قدد ال‬
‫‪‬‬
‫‪4‬‬

‫ينتبددي رليدددي الئثيدددروو ممدددن يتعددداملوو معدددي‪ ،‬لدددهل أكثدددرت ‪-‬بفضدددل هللا وعومدددي‪ -‬مدددن‬
‫الئتابات التي تتحدث عن أهمية القرآو وكيفية االمتفاع الحقيقي بي‪ ،‬لعل كتابدا مدن هدهل‬
‫ي من يبحث عن الاالح الحقيقي لقلبي‪ ،‬والعلو والر عة ألمتي‪.‬‬ ‫الئتو يقع بين يد ْ‬
‫إو كندت – أخدي القدار ‪ -‬مدن هدؤالل‪ ،‬وال أشد دي ذلد ‪ ،‬أوصدي بالددعال‬
‫لئاتددو هددهل السددطور بددالم فرة والرحمددة وحسددن ال اتمددة‪ ،‬والدددعال كددهل ل مددة‬
‫بعودة أبنائها رلى القرآو‪ ،‬و ُحسن االمتفاع بي‪.‬‬
‫والحمد هلل الهي هداما لهها وما كنا لنهتدي لدوال أو هدداما هللا ‪ُ ‬‬
‫سب َحا َنكَ َال ِعلب َم‬
‫علَّمتَنَا‪[ ‬البقرة‪.]32 :‬‬
‫لَنَا إِالَّ َما َ‬
‫كتبي العبد العاجز الفقير‬
‫رلى عفو ربي ورحمتي وتو يقي‬
‫مجدي الهاللي‬
‫‪www.Alemanawalan.com‬‬
‫***‬
‫‪5‬‬

‫ق ل أن تقرأ هذه الصفحات‬


‫أخي القارئ‪:‬‬
‫رو الهدف التي تنشدل ههل الافحات هو‪:‬‬
‫(تحقيده الوصدال بدين القلدو والقدرآو ‪ ،‬أو بمعندى آخدر‪ :‬السدماح لندور القدرآو‬
‫بدددخول القلددو ينددورل وي يَّددرل‪ ،‬وهددها بددال شدد سيسددتدعي التعامددل مددع القددرآو‬
‫بالطريقدة التددي تحقدده هدها الهدددف‪ ،‬والتددي أرشددما رليهددا هللا عددز وجدل ددي كتابددي‪،‬‬
‫ورسولي صلى هللا عليي وسلم ي سنتي‪ ،‬وطبقها الاحابة – رضدواو هللا علديهم‬
‫– ئاموا بحه «جيالا قرآمياا ريداا»‪.‬‬
‫وليس معنى هها هو تسفيي أو ت طئة من ال يتعامل مدع القدرآو بهدهل الطريقدة‪،‬‬
‫أو القول بحرماو من يقرؤل بدوو هم أو تأثر من األجر والثواب‪ ،‬نحن ال مقول‬
‫بهها‪ ،‬بل مقول بأو الهي يقرأ القرآو بال هم وال تددبر وال تدأثر لدن ينتفدع بدالقرآو‬
‫بالشئل الاحيح‪ ،‬ورو كاو هها لن يحرمي األجر بإذو هللا‪.‬‬
‫علي د أخددي القددار أو تستاددحو هددها المعنددى وأمددت تقددرأ هددهل الاددفحات‬
‫وييرها‪.‬‬
‫***‬
‫‪‬‬
‫‪6‬‬

‫الفصل األول‬

‫الصخرة أغلقت الغار‬


‫فهل إلى خروج من س يل؟!‬
‫‪7‬‬

‫الصخرة أغلقت الغار‬


‫فهل إلى خروج من س يل؟!‬
‫لو تأملنا المرحلة التي تعيشها أمتنا لوجدماها تتشابي رلى حد كبير مع مرحلة‬
‫التية التي مرت بها بنو رسرائيل عندما ر ضوا دخول األرض المقدسة‪ ،‬ئاو‬
‫ض‪[ ‬المائدة‪:‬‬ ‫ون فِي األَر ِ‬ ‫سنَةً يَتِي ُه َ‬ ‫ين َ‬‫علَي ِهم أَربَ ِع َ‬ ‫العقاب اإللهي ‪‬فَ ِإنَّ َها ُم َح َّر َمةٌ َ‬
‫‪.]26‬‬
‫‪ ..‬والجدير بالهكر أو بني رسرائيل ظلوا خالل ههل المدة يبحثدوو عدن م درم‬
‫من التية‪ ،‬وكلما توهمدوا م رجدا امدد عوا رليدي‪ ،‬وبدهلوا يدي جهددهم‪ ،‬ليفاجدأوا بعدد‬
‫ذل أمي سراب‪ ،‬وأمهم لم يبرحوا مئامهم‪.‬‬
‫‪ ..‬وكهل محدن‪ ،‬منده عقدود طويلدة والم لادوو مدن أبندال أمتندا يبحثدوو عدن‬
‫م ددرم يُنقددهها مددن تيههددا‪ ،‬رال أو هددها البحددث – مددع مددا يددي مددن جهددد ورخددال ‪-‬‬
‫تنقادددي حلقدددة مهمدددة لئدددي تئتمدددل السلسدددلة وتظهدددر النتيجدددة المرجدددوة‪ ،‬وتنفدددرم‬
‫الا رة رمفرا اجا يتيح ل مة ال روم من مأزقها الراهن‪.‬‬
‫‪ ..‬ههل الحلقة المفقودة تُعني بتشد ي السدبو الرئيسدي لمدرض أمتندا وكيفيدة‬
‫عالجي‪ ،‬وتنطله مدن مفهدوم يقدول بدأو أمتندا ليسدت كبقيدة األمدم‪ ،‬وأو لهدا وضدعا‬
‫خاصا عند هللا عز وجل‪ ،‬هي األمة المئلفة مندي سدبحامي بحمدل رسدالتي األخيدرة‬
‫علَبى‬ ‫سب ً ا ِلتَ ُكونُببوا ُ ب َهدَا َء َ‬‫للبشددرية وتبلي هددا للعددالمين‪َ  :‬و َكبذَ ِلكَ َععَلنَبباكُم أ ُ َّمببةً َو َ‬
‫اس‪[ ‬البقرة‪.]143 :‬‬ ‫النَّ ِ‬
‫ج‬
‫ِين ِمن َح َر ٍ‬ ‫علَيكُم فِي الد ِ‬ ‫‪َ ‬و َعا ِهدُوا فِي هللاِ حَقَّ ِع َها ِد ِه هُ َو اعتَ َاكُم َو َما َععَ َل َ‬
‫سو ُل َ ِهيدًا‬ ‫الر ُ‬ ‫ين ِمن قَ ُل َوفِي َهذَا ِليَك َ‬
‫ُون َّ‬ ‫س َّما ُك ُم ال ُمس ِل ِم َ‬‫ِملَّةَ أَ ِبيكُم إِب َرا ِهي َم هُ َو َ‬
‫اس‪[ ‬الحج‪.]78 :‬‬ ‫علَى النَّ ِ‬ ‫علَيكُم َوتَكُونُوا ُ َهدَا َء َ‬ ‫َ‬
‫فصيلة دم األمة‪:‬‬
‫إو كامت أمتنا مئلفة من هللا عز وجل بحمل رسالتي للناس أجمعين‪ ،‬إمها لدن‬
‫تقوت باإليماو‪.‬‬ ‫تستطيع أو تقوم بههل المهمة رال رذا َّ‬
‫اإليماو هو الهي يعين أبنالها على ترجمة ههل الرسالة رلى واقع حي يرال‬
‫الناس‪ ،‬ويولد داخلهم القوة الدا عة للقيام بمهمة البالغ‪.‬‬
‫لهل مجد أو هللا عز وجل قد ربد بدين علومدا وقيادتندا للبشدرية وبدين اإليمداو‬
‫الهي تحملي صدورما ‪ ..‬ألم يقدل سدبحامي‪َ  :‬وأَنبت ُ ُم األَعلَبو َن إِن كُنبتُم ؤمبم ِمنِي َن‪[‬آل‬
‫عمراو‪.]139 :‬‬
‫‪‬‬
‫‪8‬‬

‫الحماية والوالية والئفاية والنارة على قدر اإليماو‪:‬‬


‫ِين آ َمنُوا َوأَ َّن الكَافِ ِر َ‬
‫ين َال َمو َلى لَ ُهم‪[ ‬محمد‪.]11 :‬‬ ‫هللا َمولَى الَّذ َ‬‫‪‬ذَ ِلكَ ِبأ َ َّن َ‬
‫س ِيلً‪[ ‬النسال‪.]141:‬‬ ‫ين َ‬ ‫ع َلى ال ُمم ِمنِ َ‬ ‫‪َ ‬و َلن يَجعَ َل هللاُ ِللكَافِ ِر َ‬
‫ين َ‬
‫واإليماو هو أهم شرط للتمئين‪:‬‬
‫ض َك َمبا‬ ‫ت لَيَسبتَخ ِلفَنَّ ُهم فِبي األَر ِ‬ ‫ِين آ َمنُوا ِمنكُم َوع َِملُوا الصَّبا ِل َحا ِ‬ ‫ع َد هللاُ الَّذ َ‬
‫‪َ ‬و َ‬
‫ضبى لَ ُهبم َولَيُ َ ِبدلَنَّ ُهم ِمبن‬ ‫ِين ِمن قَ ِل ِهم َولَيُ َم ِكنَ َّن لَ ُهم دِيبنَ ُه ُم الَّبذِي ارتَ َ‬
‫ف الَّذ َ‬ ‫استَخلَ َ‬
‫ُون بِي َيئًا‪[ ‬النور‪.]55 :‬‬ ‫بَع ِد َخوفِ ِهم أَمنًا يَع ُدُونَنِي الَ يُش ِرك َ‬
‫رو ادديلة دم أمتنددا هددي اإليمدداو‪ ،‬ويددوم أو يضددعي اإليمدداو‪ ،‬ويددتمئن الهددو‬
‫وحو الدميا من قلوب أبنائها‪ ،‬إمها بهل تفقد ماددر قوتهدا وتميزهدا علدى سدائر‬
‫األمددم‪ ،‬ولدديس ذل د حسددوض بددل رو ضددعي اإليمدداو ويلبددة الهددو مددن شددأمي أو‬
‫يستدعى يضو هللا عليها ألمها بهها الضعي لدن تسدتطيع أو تبلدس رسدالتي‪ ،‬ومدن‬
‫ثَّم إو العقوبات ستتوالى عليها حتى تفيه من يفلتها‪ ،‬وتعود لإليماو تتقو بي‪،‬‬
‫وليس أدل على ذل من قولي صلى هللا عليي وسلم‪« :‬إذا ت ايعتم بالعينة‪ ،‬وأخذتم‬
‫أذنباب ال قببر‪ ،‬ورمببيتم بببال ر ‪ ،‬وتبركتم الجهبباد‪ :‬سببلل هللا علببيكم ذالً ال ين عب‬
‫حتى ترععوا إلى دينكم»(‪. 1‬‬
‫وعن أمس بن مال مر و اعا‪« :‬يأتي على النباس ممبان يبدعو الرعبل للعامبة‪،‬‬
‫فيقول هللا‪ :‬اد لخاصتك أستجب‪ ،‬وأما العامة فل‪ ،‬فإني عليهم غض ان»(‪. 2‬‬
‫مشئلتنا ريمامية‪:‬‬
‫من هنا مقول بأو مشئلة أمتنا ريمامية بالدرجة األولى‪ ،‬ولن ينالح حالها‪ ،‬ولن‬
‫تستعيد عا يتها رال باإليماو‪ ،‬تستبدل بهل يضو هللا برضدال‪ ،‬ومدن ثد َّم تسدتدعى‬
‫ين‪[ ‬الروم‪.]47 :‬‬ ‫علَينَا نَص ُر ال ُمم ِمنِ َ‬ ‫َان َحقًّا َ‬ ‫مارل وتمئيني ‪َ ‬وك َ‬
‫ولدديس معنددى القددول بددأو مشددئلة أمتنددا مشددئلة ريماميددة هددو تددرك األخدده بأسددباب‬
‫الت قدم المادية التي أخهت بهدا سدائر األمدم‪ ،‬أو تدرك الجهداد لتبليدس الددعوة ورقامدة‬
‫المشروع اإلسالمي‪ ،‬بل المقادد هدو رعدادة ترتيدو األولويدات‪ ،‬اإليمداو أوالا ثدم‬
‫يلددي ذلددد توجيددي وتادددريي الطاقددة التدددي يولدددها ذلددد اإليمدداو دددي المجددداالت‬
‫الم تلفددة‪ ،‬والسددعي الدددؤوب السددتئمال المشددروع اإلسددالمي الددهي يبدددأ بإصددالح‬
‫ل‪‬‬‫ببدينُ ُكلؤببب ُ ِ‬ ‫الفدددرد‪ ،‬البيدددت‪ ،‬دددالمجتمع‪ ،‬وينتهدددي بأسدددتاذية العدددالم ‪َ ‬و َي ُكب َ‬
‫ببون الب ِ‬

‫(‪ 1‬صحيح‪ ،‬روال أبو داود ‪ ،‬وأوردل األلبامي ي صحيح الجامع الا ير (‪. 423‬‬
‫(‪ 2‬روال ابن المبارك ي الزهد ح (‪. 922‬‬
‫‪9‬‬

‫[األمفال‪.]39 :‬‬
‫مع األخه ي االعتبار أو أهدم عامدل لنجداح هدها المشدروع هدو وجدود المسدلم‬
‫الاحيح الدهي مم َّئدن هلل دي قلبدي‪ ،‬و دامعئس ذلد علدى سدائر حياتدي ليتحقده يدي‬
‫ين‪[ ‬األمعدام‪:‬‬ ‫ب العَبالَ ِم َ‬ ‫باي َو َم َمباتِي لِ َر ِ‬ ‫سب ِكي َو َمحيَ َ‬ ‫قولي تعالى‪ :‬إِ َّن صَبلَتِي َونُ ُ‬
‫‪.]162‬‬
‫وال يمئن أو يظهر هها النموذم رال باإليمداو‪ ،‬اإليمداو هدو الوقدود الدهي يولدد‬
‫الطاقة الدا عة للقيام بالواجبات الم تلفة ي أي زماو ومئاو ‪‬الَ يَسبتَأ ِذنُكَ الَّبذ َ‬
‫ِين‬
‫ين‬ ‫ع ِلبي ٌم بِبال ُمتَّ ِق َ‬ ‫ِبهم َوهللاُ َ‬ ‫ون بِالِ َواليَو ِم اآلَ ِخ ِر أَن يؤ َجا ِهدُوا بِبأَم َوا ِل ِهم َوأَنفُس ِ‬ ‫يُم ِمنُ َ‬
‫بون ِببالِ َواليَبو ِم اآلَ ِخ ِبر َوارتَابَبت قُلُبوبُ ُهم فَ ُهبم فِبي‬ ‫ِين الَ يُم ِمنُ َ‬ ‫‪ِ ‬إنَّ َما يَستَأ ِذنُكَ الَّذ َ‬
‫ُون‪[ ‬التوبة‪.]45 ،44 :‬‬ ‫َري ِ ِهم يَتَ َر َّدد َ‬
‫العمود الفقري لإليمان‪:‬‬
‫إو كامت ايلة دم أمتنا هي اإليماو‪ ،‬وأمنا اآلو معدامي مدن مقد شدديد يدي‪،‬‬
‫إو أعظم مق ٍو لإليماو هو القرآو(‪. 1‬‬
‫القرآو هو المنبع العظيم لإليماو والهي ال يوجدد لدي مثيدل‪ ،‬ويئفدي أمدي يندادي‬
‫ى واسددتئملوا مقد ريمددامئم‪ ،‬منددابعي ممتلئددة وجداهزة‬ ‫علددى الجميددع أو هلمددوا رلد َّ‬
‫بان‬ ‫إلي َم ِ‬ ‫س ِبمعنَا ُمنَا ِديًبا يُنَبادِي ِل ِ‬ ‫إلمدادكم جميعاا بما تحتاجومي من ريماو ‪َ ‬ربَّنَا إِنَّنَبا َ‬
‫آمنُوا بِ َربِكُم فَآ َمنَّا‪[ ‬آل عمراو‪.]193 :‬‬ ‫أَن ِ‬
‫يقدول محمدد بدن كعدو القرظدي‪« :‬المنددادي هدو القدرآو‪ ،‬لديس كلهدم رأي النبددي‬
‫صلى هللا عليي وسلم»(‪. 2‬‬
‫القرآو لي قدوة تدأثير ضد مة علدى القلدوب ال ينداظرل يهدا ماددر آخدر وكيدي ال‪،‬‬
‫وهو كالم رب العالمين الهي رذا استقبلتي الجبال الرواسي لتاددعت وامددكت مدن قدوة‬
‫علَى َع َ ٍل لَّ َرأَيتَب ُ َخا ِ ب ًعا ؤمتَصَب ِدعًا ِمبن َخشبيَ ِة‬ ‫آن َ‬ ‫تأثيرل عليها ‪‬لَو أَن َ لنَا َهذَا القُر َ‬
‫هللاِ‪[ ‬الحشر‪.]21 :‬‬
‫ددإو كدداو اإليمدداو للقلددو كددالروح للبدددو‪ ،‬ددإو القددرآو يمثددل العمددود الفقددري‬
‫لهها اإليماوض لدهل لديس عجبدا أو يُسدمى القدرآو بدالروح‪َ :‬وكَبذَ ِلكَ أَو َحينَبا إِلَيبكَ‬
‫ُرو ًحببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببا‬

‫(‪ 1‬بفضدل هللا عدز وجدل تددم بسد القدول حدول هددهل المعدامي دي كتداب «رمددي القدرآو سدر مهضدتنا» ورممددا‬
‫م تار هنا المعنى للدخول من خاللي رلى موضوع هها الئتاب‪.‬‬
‫(‪ 2‬ضائل القرآو ألبي عبيد ‪.58‬‬
‫‪‬‬
‫‪10‬‬

‫ِمن أَم ِرنَا" [الشور ‪.]52 :‬‬


‫يقول مومتداي‪ :‬رو مثدل الفئدر العربدي اإلسدالمي المبعدد عدن التدأثير القرآمدي كمثدل‬
‫رجل أ رغ من دمي(‪. 1‬‬
‫رو القرآو – كما يقول محمد رقبال‪ -‬ليس بئتاب حسدو ‪ ..‬رمدي أكثدر مدن ذلد ‪،‬‬
‫رذا دخل القلو ت ير اإلمساو ورذا ت ير اإلمساو ت ير العالم(‪. 2‬‬
‫ويئفي لتأكيد هها المعنى ما حدث مع الجيل األول حينما أحسنوا التعامدل مدع‬
‫القدددرآو‪ ،‬وحدددين اسدددتقبلتي قلدددوبهم االسدددتقبال الادددحيح ئامدددت النتيجدددة السدددريعة‬
‫المههلة‪ ...‬سيادة األرض ي سنوات قليلة‪.‬‬
‫صنعوا ها هنا‪:‬‬ ‫إنهم ُ‬
‫إو كاو التحقه باإليماو والربامية هو أهم صفات جيل التمئين‪ ،‬ليس عج ابا‬
‫أو يئوو الاحابة رضواو هللا عليهم قد تحققت يهم ههل الافة على خير ما‬
‫يئوو‪ ،‬وكاو السبو الرئيس ي هها هو القرآو‪ ،‬ولقد تحدث األستاذ سيد قطو –‬
‫كثيرا ي كتاباتي‪ ،‬ومن ذل ما قالي ي آخر كتبي –‬ ‫رحمي هللا – ي هها األمر ا‬
‫مقومات التاور اإلسالمي‪:‬‬
‫« لقددد كنددت وأمددا أراجددع سدديرة الجماعددة المسددلمة األولددى أقددي أمددام شددعور هددهل‬
‫الجماعدة بوجدود هللا – سدبحامي – وحضددورل دي قلدوبهم و ددي حيداتهم‪ ،‬دال أكدداد أدرك‬
‫كيي تم هها؟!‬
‫كنددت أدرك طبيعددة وجددود هددهل الحقيقددة وحضددورها ددي قلددوبهم و ددي حيدداتهم‪،‬‬
‫ولئنددي لددم أكددن أدرك كيددي تددم هددها حتددى عدددت رلددى القددرآو أقددرؤل علددى ضددول‬
‫موضددوعي األصدديل‪ :‬تجليددي حقيقددة األلوهيددة وتعبيددد الندداس لهددا وحدددها بعددد أو‬
‫يعر وها‪.‬‬
‫‪ ..‬وهنا ق أدركت كيي تم هها كلي!‬
‫أدركت – وال أقول أحطت – سر الاناعة!‬
‫صنع ذل الجيل المتفرد ي تاريخ البشرية وكيي صنع!‬ ‫عر ت أين ُ‬
‫ص دنعوا هددا هنددا! صددنعوا بهددها القددرآو! بهددها المددنهج المتجلددى يددي! بهددهل‬
‫رمهددم ُ‬
‫الحقيقة المتجلية ي هها المنهج! حيث تحي ههل الحقيقة بئدل شديل‪ ،‬وت مدر كدل‬
‫شيل‪ ،‬ويادر عنها كل شيل‪ ،‬ويتال بهدا كدل شديل! وتئيدي بهدا كدل شديل ‪..‬‬

‫‪ ، 287‬ملحه لئتاب رشارات اإلعجاز لبديع الزماو النورسي‪.‬‬ ‫(‪ 1‬قالوا عن القرآو لعماد الدين خليل‬
‫‪.158‬‬ ‫(‪ 2‬روائع رقبال للندوي‬
‫‪11‬‬

‫بهها كلي وجدت – دي األرض و دي دميدا النداس ‪ ..‬حقيقدة «الرباميدة» متمثلدة دي‬
‫أماس من البشر‪.‬‬
‫‪ُ ..‬وجد «الرباميوو» الموصولوو باهلل‪ ،‬العائشوو بداهلل‪ ،‬وهلل‪ ،‬والدهين لديس دي‬
‫قلوبهم وليس ي حياتهم رال هللا‪.‬‬
‫‪ ..‬وحينما وجدت حقيقة «الربامية» ههل ي دميا الناس‪ ،‬ووجد الرباميوو الهين‬
‫هم الترجمة الحية لههل الحقيقة ‪ ..‬حينئه امساحت الحواجز األرضية‪ ،‬والمقررات‬
‫األرضية‪ ،‬و المألو ات األرضية ‪ ..‬ودبت ههل الحقيقة على األرض ‪ ..‬وصنع هللا‬
‫ما صنع ي األرض و ي حياة الناس بتل الحفنة من العباد‪.‬‬
‫وبطلت الحدواجز التدي اعتداد النداس أو يروهدا تقدي دي وجدي الجهدد البشدري‬
‫وتحدد مدال‪ ،‬وبطلت المألو ات التي يقيس بها الناس األحداث واألشيال ‪ ..‬ووجدد‬
‫الواقع اإلسالمي الجديد‪ ،‬وولد معي اإلمساو الحقيقي الجديد»(‪.. 1‬‬

‫القرآن مخرعنا‪:‬‬
‫دإذا كداو القدرآو قدد صدنع الجيدل األول‪ ،‬إمدي قدادر بدإذو هللا أو يادنع أجيداالا‬
‫ربامية جديدة‪ ،‬وأو ي رم األمة – بإذو هللا‪ -‬من أزمتها‪ ،‬ويعيد لها مئامتها‪.‬‬
‫ولدديس هددها الئددالم مددن قبيددل األمددامي واألحددالم بددل هددو حقيقددة أكدددها التدداريخ‪،‬‬
‫وأخبرما بها رسول هللا صلى هللا عليي وسلم‪ ،‬فدي حدديث حهيفدة بدن اليمداو حدين‬
‫أخبرل رسول هللا صلى هللا عليي وسلم بما سيحدث من اختالف و رقة بعددل‪ .‬قدال‬
‫حهيفة‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول هللا ما تأمرمي رو أدركت ذل ‪ ،‬قال‪« :‬تعلَّم كتاب هللا ع‬
‫وعل‪ ،‬واعمل ب فهو المخرج من ذلك»‪.‬‬
‫قال حهيفة‪ :‬أعدت عليي ثالثاا‪ ،‬قدال صدلى هللا عليدي وسدلم ثالثادا‪« :‬تعلَّبم كتباب‬
‫هللا ع وعل واعمل ب فهو النجاة»(‪. 2‬‬
‫وخطدو صددلى هللا عليدي وسددلم دي مرجعددي مدن حجددة الدوداع قددال‪« :‬إنمبا أنببا‬
‫بشر‪ ،‬يو ك أن يأتيني رسبول رببي فأُعي ب ‪ ،‬وإنبي تبارم فبيكم ال قلبين‪ :‬أولهمبا‬
‫كتاب هللا‪ ،‬في الهدى والنور‪ ،‬من استمسك ب وأخذ ب كبان علبى الهبدين ومبن‬
‫(‪3‬‬
‫أخ أه مل»‬
‫وعندما حدثت تنة مقتل عثماو بن عفداو رضدي هللا عندي ذهدو عبدد الدرحمن‬

‫‪ 194 ،192‬باختاار‪.‬‬ ‫(‪ 1‬مقومات التاور اإلسالمي لسيد قطو‬


‫(‪ 2‬روال أبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬والحاكم ي المستدرك وصححي ووا قي الههبي‪.‬‬
‫(‪ 3‬روال مسلم (‪. 6177‬‬
‫‪‬‬
‫‪12‬‬

‫بن أبز رلى أ ُبي بن كعو رضي هللا عندي ليسدألي‪ :‬أبدا المندهر مدا الم درم؟ قدال‪:‬‬
‫كتاب هللا‪ ،‬ما استباو ل اعمل بي وامتفع‪ ،‬وما اشتبي علي ئلي رلى عالمي(‪. 1‬‬
‫و ددي الحددديث الددهي روال الحددارث األعددور قددال‪ :‬دخلددت المسددجد ددإذا الندداس‬
‫ي وضددوو ددي األحاديدددث دددخلت علدددى علددى رضدددي هللا عنددي قلدددت‪ :‬يددا أميدددر‬
‫المؤمنين‪ ،‬أما تر الناس ي وضوو ي األحاديث؟ قال‪ :‬قد علوها؟ قلت‪ :‬معم‪،‬‬
‫قال‪ :‬أما رمي سمعت رسول هللا صلى هللا عليي وسلم يقدول‪« :‬إنهبا سبتكون فبتن»‬
‫قلت‪ :‬ما الم رم منها يا رسول هللا؟ قال‪« :‬كتاب هللا تعبالى‪ ،‬فيب خ بر مبا قب لكم‬
‫ون أ ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس باله ل ‪ ..‬الحديث»(‪. 2‬‬
‫أين السنة؟!‬
‫ولدديس معنددى القددول بددأو القددرآو هددو الم ددرم التقليددل مددن شددأو السددنة النبويددة‪ ،‬ب دل‬
‫العئس القرب الحقيقدي مدن القدرآو سديزيدما حبادا للسدنة‪ ،‬ويعينندا علدى العمدل بمدا تددل‬
‫عليي‪.‬‬
‫السنة تشرح القرآو وتبين ما أ ُجمل يي ‪َ ‬وأَن َ لنَا إِلَيكَ الذِك َر ِلت ُ َبيِ َن ِللنَّ ِ‬
‫باس َمبا‬
‫ون‪[ ‬النحل‪.]44 :‬‬ ‫نُ ِ َل ِإلَي ِهم َولَعَلَّ ُهم يَتَفَك َُّر َ‬
‫ولدديس أدل علددى أهميددة التمسد بالسددنة مددع القددرآو مددن قولدي صددلى هللا عليددي‬
‫وسلم‪ « :‬تركت فيكم يئين‪ ،‬لن تضلوا بعدهما‪ :‬كتباب هللا‪ ،‬وسبنتي‪ ،‬ولبن يتفرقبا‬
‫على الحوض»(‪. 3‬‬ ‫حتى يردا َّ‬
‫بس‬
‫اننب ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫مددع األخدده ددي االعتبددار أو القددرآو ينفددرد بإعجددازل ‪‬قُببل لَّبئِ ِن اعتَ َمعَب ِ‬
‫ض‬ ‫َبان بَعضُب ُهم ِلب َع ٍ‬ ‫ون ِب ِم ِلب ِ َولَبو ك َ‬ ‫علَى أَن يَأتُوا ِب ِم ِل َهذَا القُر ِ‬
‫آن الَ يَبأت ُ َ‬ ‫َوال ِج ؤن َ‬
‫يرا‪[ ‬اإلسرال‪.]88 :‬‬ ‫َظ ِه ً‬
‫القرآو الئريم أعظم معجزة مزلت من السمال‪ ،‬والسر األعظم إلعجازل يئمن‬
‫دددي قدددوة تدددأثيرل علدددى القلدددوب‪ ،‬دددإو كامدددت المعجدددزات السدددابقة حسدددية تشددداهد‬
‫باألباار‪ ،‬إو معجزة القرآو تشاهد بالباائر‪ ،‬ويشعر بها كل من يتعرض لها‪.‬‬
‫‪ ..‬معدددم‪ ،‬هنددداك أوجدددي رعجددداز متعدددددة للقدددرآو (اإلعجددداز البيدددامي واإلعجددداز‬
‫التشريعي واإلعجداز ال يبدي والعلمدي رال أو سدر رعجدازل األعظدم – كمدا يقدول‬
‫اإلمام ال طابي ‪ -‬هو‪« :‬صنيعي بالقلوب‪ ،‬وتأثيرل ي النفوس‪.‬‬
‫منثدورا رذا قددرع السدمع خلد منددي‬ ‫ا‬ ‫دورا أو‬
‫إمد ال تسددمع كالمدا – ييددر القدرآو – منظد ا‬

‫‪.174‬‬ ‫(‪ 1‬م تار قيام الليل لمحمد بن مار المروزي‬


‫(‪ 2‬روال الترمهي والدارمي وييرهما‪ ،‬و ضعفي األلبامي ي السلسلة الضعيفة (‪. 1776‬‬
‫(‪ 3‬صحيح‪ ،‬روال الحاكم‪ ،‬وصححي األلبامي ي صحيح الجامع ح (‪. 2937‬‬
‫‪13‬‬

‫مندي‬ ‫رلى القلو من اللهة والحالوة دي حدال‪ ،‬ومدن الروعدة والمهابدة دي أخدر مدا ي لد‬
‫رليي‪.‬‬
‫ويست رد الخ ابي قائلً‪:‬‬
‫‪ ..‬تستبشدددر بدددي النفدددوس‪ ،‬وتنشدددرح لدددي الاددددور‪ ،‬حتدددى رذا أخدددهت حظهدددا مندددي عدددادت‬
‫مرتاعددة قددد عراهددا مددن الوجيددو والقلدده‪ ،‬وتَ َ َّشداها مددن ال ددوف والفَد َدرق‪ ..‬مددا تقشدعر منددي‬
‫الجلود‪ ،‬وتنزعج لي القلوب‪ ..‬يحول بين النفس وبين ُمضمراتها وعقائدها الراس ة يها‪.‬‬
‫ئم من عدو للرسول صلى هللا عليي وسلم مدن رجدال العدرب و تَّاكهدا‪ ،‬أقبلدوا‬
‫يريدوو ايتيالي وقتلي‪ ،‬سمعوا آيات القرآو‪ ،‬لم يلبثوا حدين وقعدت دي مسدامعهم‬
‫أو يتحولددوا عددن رأيهددم األول‪ ،‬وأو يركنددوا رلددى مسددالمتي‪ ،‬ويدددخلوا ددي دينددي‪،‬‬
‫وصارت عداوتهم مواالة‪ ،‬وكفرهم ريماماا(‪.. 1‬‬
‫رو تددأثير القددرآو علددى القلددوب ال يوجددد لددي مظيددر‪ ،‬ومددن ثد َدم ددإو مددن يُحسددن‬
‫التعرض لي سيئوو من أكثر الناس حبا للسنة‪ ،‬وحرصا على تطبيقهدا‪ ،‬وكيدي ال‬
‫وا لطاقة المتولددة مدن كثدرة التدأثر ب يدات القدرآو سدتد عي لتطبيده كدل مدا يسدتطيع‬
‫تطبيقي مما يُحبي هللا ورسولي‪.‬‬
‫القرآن واألعمال الصالحة األخرى‪:‬‬
‫ولدديس المقاددد كددهل مددن كالمنددا عددن القددرآو التقليددل مددن شددأو بقيددة األعمددال‬
‫الاددالحة األخددر ‪ ،‬ئددل طاعددة‪ ،‬وكددل عمددل صددالح لددي وظيفددة ددي تشددييد بنيدداو‬
‫اإليمداو دي قلدو المسددلم‪ ،‬ولئدن المقادد هدو وضددع القدرآو دي حجمدي الاددحيح‬
‫بالنسبة لتل األعمال‪.‬‬
‫ئما أو للحج أعماالا كثيرة كالسعي والطواف ورمي الجمار‪ ،‬رال أو أهم عمل‬
‫ددي الحددج هددو الوقددوف بعر ددة‪ ،‬بددي يتحقدده أهددم مقاددود للحددج مددن رظهددار الددهل‬
‫واالمئسددار والتَبَددؤس واال تقددار هلل عددز وجددل‪ ،‬لددهل قددال صددلى هللا عليددي وسددلم‪:‬‬
‫«الحج عر ة»(‪. 2‬‬
‫وكما أو للتوبة أعماالا كثيرة كاإلقالع عن الدهمو‪ ،‬ورد المظدالم‪ ،‬واالسدت فار‪،‬‬
‫رال أو أهم عمل للتوبة هو الندم‪ ،‬وبدومي لن تتحقده التوبدة ‪ ..‬قدال صدلى هللا عليدي‬
‫وسلم‪« :‬الندم توبة»(‪. 3‬‬
‫كهل القرآو بالنسبة لإليماو‪ ،‬ئما أو كل طاعة‪ ،‬وكل عمدل صدالح مدن شدأمي‬

‫‪.64‬‬ ‫‪ 109 ،108‬مقال عن البياو ي رعجاز القرآو لل طابي‬ ‫(‪ 1‬التعبير القرآمي والداللة النفسية‬
‫(‪. 3172‬‬ ‫(‪ 2‬صحيح‪ ،‬روال اإلمام أحمد‪ ،‬والحاكم‪ ،‬وصححي األلبامي ي صحيح الجامع‬
‫(‪ 3‬أخرجي ابن ماجة وابن حباو والحاكم وصححي‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪14‬‬

‫أو يزيد اإليماو كالايام والادقة وييرهما رال أو القدرآو يُمثدل العمدود الفقدري‬
‫لإليماو‪ ،‬وبدومي ال يمئن للقلو أو يستعيد عا يتدي بادورة كاملدة‪ ،‬وتُبدث الدروح‬
‫ي جنباتي ‪ ..‬رمي كالمال يي حياة لئل من شرب مني‪.‬‬
‫وفي هذا المعنى يقول ابن القيم‪:‬‬
‫وكل من القلو والبددو محتدام أو يتربدى ينمدو ويزيدد حتدى يئمدل ويادلح ‪ ..‬وكمدا أو‬
‫البددددو محتدددام أو يرقدددى باأليهيدددة المادددلحة لدددي‪ ،‬والحميدددة عمدددا يضدددرل‪ ،‬دددال ينمدددو رال‬
‫بإعطائي ما ينفعي ومنعي ممدا يضدرل‪ ،‬ئدهل القلدو‪ :‬ال يزكدو‪ ،‬وال ينمدو‪ ،‬وال يدتم صدالحي‬
‫رال بهل ‪..‬‬
‫وال سبيل لي رلى الوصول لهل رال من القرآو‪ ،‬ورو وصل رلى شديل مندي مدن‬
‫ييرل‪ ..‬هو شيل يسير ال يحال لي بي تمام المقاود(‪.. 1‬‬
‫من هنا مدرك م ز قول عبد هللا بن عمرو بن العا رضي هللا عني‪:‬‬
‫ديندارا‪ ،‬ودره امدا دره امدا‪ ،‬ويحمد ُل علددى الجيداد ددي‬ ‫ا‬ ‫دارا‬ ‫لدو بدات رجددل ينفده ديند ا‬
‫ا‬
‫سبيل هللا‪ ،‬حتى يابح متقبال مني‪ ،‬وبت أتلو كتاب هللا حتى أصبح متقبال مندي لدم‬
‫أحو أو لي عملي بعملي(‪. 2‬‬
‫وكاو عبد هللا بن مسعود رضي هللا عني ضعيي البنيدة‪ ،‬وكداو يُقدل مدن صديام‬
‫التطوع‪ ،‬سئل عن سبو رقاللي من الاوم‪ .‬قال‪ :‬رمي يضعفني عن قرالة القرآو‪،‬‬
‫ى مني(‪. 3‬‬ ‫وقرالة القرآو أحو رل َّ‬
‫دو قددول الضددحاك بددن مددزاحم‪ :‬لددوال تددالوة القددرآو لسددرمي أو‬ ‫ورو تعجددو عجد ل‬
‫أكدوو مريضدا‪ .‬قيدل لدي‪ :‬ل َدم؟ قدال‪ :‬ألو المدرض ير دع عندي الحدرم ويُئفدر عندي‬
‫الهموب‪ ،‬ويجر لي مثل صالح ما كنت أعمل(‪. 4‬‬
‫هو يعلم أو أثر التالوة ال يعدلي شيل من ريماو وأمداو وسدئينة كمدا قدال عبدد‬
‫هللا بن مسعود‪ :‬رو هها القرآو مأدبة هللا من دخل يي هو آمن(‪. 5‬‬
‫هل أدرم المسلمون قيمة القرآن؟!‬
‫إو كاو القرآو كهل هل أدرك المسلموو قيمتي‪ ،‬وهل أحسنوا االمتفاع بي؟!‬
‫‪ ..‬هددل تعدداملوا معددي علددى حقيقتددي كمادددر متفددرد لزيددادة اإليمدداو ومددن ثدد َّم‬

‫رياثة اللهفاو ‪.76/1‬‬ ‫(‪1‬‬


‫‪ ،55‬وابن أبي شيبة ي مانفي (‪. 508/10‬‬ ‫أوردل ال ا قي ي لمحات األموار‬ ‫(‪2‬‬
‫‪.62‬‬ ‫ضائل القرآو ألبي عبيد‬ ‫(‪3‬‬
‫ابن أبي شيبة (‪ 580/13‬كتاب الزهد (‪. 2399‬‬ ‫(‪4‬‬
‫روال الدارمي (‪. 3323‬‬ ‫(‪5‬‬
‫‪15‬‬

‫الت يير؟!‬
‫ل سدي لدم يحددث هدها‪ ،‬بدل حددث العئدس‪ ،‬لقدد امادو اهتمدام ال البيدة مدنهم – رال مدن‬
‫رحددم ربددي – علددى الناحيددة الشددئلية للقددرآو‪ ،‬ولددم يواكددو ذل د اهتمددام بتدددبرل والتددأثر بددي‪،‬‬
‫وااليتراف من منابع اإليماو التي تتفجر من كل آية من آياتدي‪ ،‬لتسدتمر األمدة دي ضدعفها‬
‫وعجزهددا عددن النهددوض مددن كبوتهددا‪ ،‬وكيددي ال وقددد هُجددر أهددم وأعظددم مادددر لإلمددداد‬
‫اإليمامي‪.‬‬
‫وممددا يزيددد األمددر صددعوبة أو الئثيددرين ال يعتر ددوو بددهل ‪ ،‬بددل يعتبددروو أو‬
‫االهتمام بالقرآو يعني اإلكثار من قرالتي بفهم أو بدوو هم‪ ،‬ويعني كهل ت ريج‬
‫أكبر قدر من ُحفَّداظ ألفاظدي دي أقدل وقدت ممئدن ‪ ..‬دازداد القدرآو يُتمدا‪ ،‬وأصدبح‬
‫ومهجورا‪.‬‬
‫ا‬ ‫حاضرا ويائباا‪ ..‬موجوداا‬‫ا‬
‫حاضددرا بلفظددي علددى ألسددنة الُقَّددرال والحفدداظ‪ ،‬لئنددي يائددو بروحددي‬ ‫ا‬ ‫‪ ..‬صددار‬
‫وأموارل عن القلوب‪ ،‬وأثرل اإليجابي ي السلوك‪.‬‬
‫‪ ..‬صدار موجدودا بشددئلي مدن خددالل المطدابع واإلذاعددات والمددارس والئليددات‬
‫والمسدابقات‪ ،‬لئنددي مهجددور ددي حقيقتددي وتدأثيرل علددى القلددوب‪ ،‬وت ييددرل ل خددالق‬
‫والسلوك‪.‬‬
‫‪ ..‬إو قلت هلموا رلى القرآو منتفع بي‪ ،‬قيل ل ‪ :‬وماذا علينا أو مفعل مع القرآو‬
‫أكثر مما مفعل‪ ،‬أيلو بيوت المسلمين – رو لم تئدن كلهدا – تحتدوي علدى مسد ة‬
‫ددرا مددن‬
‫أو عدددة مسددخ مددن الماددحي‪ ،‬والئثيددر مددن األسددر تجددد يهددا مددن يحفد قد ا‬
‫القرآو‪ ،‬واإلذاعات التي تبث آياتي ليل مهار ي ازدياد مستمر!!‪.‬‬
‫‪ ..‬مددن هنددا تئمددن صددعوبة األمددر‪ ،‬مددع تَيسددر القددرآو للجميددع رال أو الش دعور‬
‫باالحتيام رليي كمادر ال ينى عندي لتوليدد اإليمداو وبدث الدروح رلدى القلدو يئداد‬
‫يئوو يير موجود‪.‬‬
‫سدا رلدى المدال ليدرو ظمدأل‪،‬‬ ‫‪ ..‬رو حالنا ينطبه مع حال من يحتدام احتيا اجدا ما ا‬
‫يبحث عني الهثاا ي كل مئداو علدى الدريم مدن كومدي موجدوداا بدين أمتعتدي و دي‬
‫متناول يدل‪ ،‬لئني ال يادق ذل ‪.‬‬
‫وامطبه حالنا مع قول الشاعر‪:‬‬
‫ومدددددن العجائدددددو والعجائدددددو جمدددددة قددددرب الدددددليل ومددددا رليددددي وصددددول‬
‫كددددالعيس ددددي البيدددددال يقتلهددددا الظمددددا والمددددال ددددوق ظهورهددددا محمددددول‬
‫‪‬‬
‫‪16‬‬

‫الرسول صلى هللا عليي وسلم يشئوما‪:‬‬


‫ومما يلفدت االمتبدال أو رسدولنا صدلى هللا عليدي وسدلم قدد اشدتئاما هلل عدز وجدل‬
‫ب ِإ َّن‬ ‫سبو ُل َيبا َر ِ‬ ‫ب او هها الوضع الشاذ الدهي مفعلدي مدع القدرآو‪َ  :‬وقَبا َل َّ‬
‫الر ُ‬
‫ورا‪[ ‬الفرقاو‪.]30 :‬‬ ‫آن َمه ُج ً‬ ‫قَو ِمي اتَّ َخذُوا َهذَا القُر َ‬
‫أمرا عجيبادا‪ :‬لدو كامدت اآليدة لدم تتضدمن كلمدة‬ ‫ولو تأملنا ههل الشئو لوجدما ا‬
‫«ات ددهوا» أي كامددت بمعنددى‪ :‬يددا رب رو قددومي هجددروا القددرآو لئدداو المددراد بهددا‬
‫سا أبعدوا القرآو تما اما عن حياتهم‪ ،‬ال تجد يها أي مساحة لقرالتدي أوسدماعي‬ ‫أما ا‬
‫أو رذاعتي‪.‬‬
‫لئن وجود كلمة «ات دهوا» مدع كلمدة «مهجدورا» أعطدت لمفهدوم الهجدر بُعدداا‬
‫سددا تعدداملوا مددع القددرآو‪ ،‬وبددهلوا يددي‬ ‫آخددر‪ ،‬ودلددت علددى أو الشددئو ت دد أما ا‬
‫مجهددوداض ئلمددة ات ددهوا تدددل علددى ذل د ‪ ،‬رال أمهددم ددي مفددس الوقددت – ريددم هددها‬
‫المجهود – قد هجدروا القدرآو‪ ،‬وذلد حدين اهتمدوا بشدئلي ولفظدي‪ ،‬وهجدروا أهدم‬
‫جامو يي أال وهو تأثيرل المتفرد على القلوب ليحول ما يهدا مدن ظلمدات الهدو‬
‫بين ‪ ‬يَهبدِي ِبب ِ هللاُ َم ِ‬
‫بن اتَّ َب َ‬ ‫بور َو ِكتَ ٌ‬
‫باب ؤم ِ ٌ‬ ‫رلى مور اإليماو ‪‬قَد َعا َءكُم ِم َن هللاِ نُ ٌ‬
‫ِيهم ِإلَبى‬ ‫ور ِب ِإذنِب ِ َويَهبد ِ‬ ‫بن ال ؤإلُ َمببا ِ‬
‫ت ِإلَبى النؤب ِ‬ ‫سبلَ ِم َويُخب ِبر ُع ُهم ِمب َ‬ ‫ِرمب َبوانَ ُ ُ‬
‫سب ُ َل ال َّ‬
‫ِص َراطٍ ؤمستَ ِقي ٍم‪[ ‬المائدة‪.]16 ،15 :‬‬
‫حين اكتفينا بالتعامل مع القرآو باأللسنة والحناجر‪ ،‬ولدم مجتهدد دي الوصدول‬
‫بالقرآو رلى العقول والقلوب إمنا بهل قد حرمنا أمفسنا من أهم جامو يدي‪ ،‬ومدن‬
‫سر رعجازل األعظم ‪ ..‬ئامدت المحادلة أمندا ات دهما القدرآو مهجدوراض ليندتج عدن‬
‫ذلد الهجددر هبوطنددا لهددها الدددرك‪ ،‬ليادددق ينددا قددول رسددول هللا صددلى هللا عليددي‬
‫وسلم‪« :‬إن هللا يرف بهذا الكتاب أقوا ًما‪ ،‬ويض ب آخرين»(‪. 1‬‬
‫فما الحل في هذه ان كالية؟!‬
‫‪ ..‬مشئلتنا ريمامية‪ ،‬وحلها ياية ي السهولة وهدو ُحسدن اإلقبدال علدى القدرآو‪..‬‬
‫والقرآو بين أيدينا‪ ،‬جاهز لت ييرما‪ ،‬ورمدادما بإيماو متد ه ليس لي حدود‪ ،‬ومن ثم‬
‫القضال على الوهن والضعي الهي أصابنا وجعلنا معرة األمم‪.‬‬
‫ومع ذل الحل ال ُميسَّر لجميع أ راد األمة رال أو الئثير من أبنائها يير مادق‬
‫لههل الحقيقة‪ ،‬وير أو هها الئالم يي مبال دة‪ ،‬وأو يايدة الجهدد وال دمدة للقدرآو‬
‫هو اإلكثار من الئتاتيو والمدارس والئليات لت ريج أكبر قدر من ُحفَّاظ حرو ي‬

‫(‪ 1‬روال مسلم (‪. 1894‬‬


‫‪17‬‬

‫ي أقل وقت ممئن‪ ،‬وحث الناس على كثدرة قرالتدي واالجتهداد دي ختمدي مدرات‬
‫ومرات – وب اصة ي شهر رمضاو – لنيل أكبر قدر من الحسنات ق ‪.‬‬
‫إو ذكدرتهم بأهميدة التددبر والتدأثر بدالقرآو قدال بعضدهم‪ :‬مريدد أكبدر قددر مدن‬
‫الحسنا ت‪ ..‬مريد دخول الجنةض والتدبر يعطلنا عن كثرة القرالة‪.‬‬
‫وقال البعض اآلخر‪ :‬لتئن هنداك ختمدة للقدرالة السدريعة التدي تهدتم بتحاديل‬
‫أكبر قدر من الحسنات دوو هم أو تأثر‪ ،‬وختمة للفهم والتدأثر‪ ،‬وال بدأس – علدى‬
‫حد قولهم – من أو ممئث مع ختمة التدبر سنوات وسنوات‪.‬‬
‫‪ ..‬كددل هددها ويي درل يتددردد بددين الئثيددر مددن المسددلمين‪ ،‬ممددا جعددل أمددر العددودة‬
‫الحقيقية رلى القرآو‪ ،‬واالمتفاع بي لحل مشئلتنا اإليمامية من الاعوبة بمئاو‪.‬‬
‫ولئن حيث أمي ال بديل ل مة عن هها الحل‪ ،‬ال بد أو يستمر ويستمر التدهكير‬
‫بقيمة القرآو‪ ،‬وبالهدف األسمى لنزولدي‪ ،‬والدهي لدو اتضدح أمامندا بادورة جليدة‪،‬‬
‫مستقرا دي قلوبندا‪ ،‬إمدي – بدال شد – سديولد داخلندا الددا ع القدوي‬ ‫ا‬ ‫وأصبح ريماماا‬
‫لإلقبال على القرآو باورة صحيحة لنلتمس مني الهد والنور‪ ،‬أو بمعنى آخر‪،‬‬
‫سدديتحول اهتمامنددا محددو تحقيدده الهدددف الددهي مددن أجلددي مددزل القددرآو‪ ،‬وسددنطوع‬
‫الوسددائل الم تلفددة – مددن قددرالة وسددماع وحفد – لتحقيدده هددها الهدددف‪ ،‬اإليمدداو‬
‫بدالقرآو والثقدة الئبيدرة يددي كماددر متفدرد للهدايدة واإليمدداو والت ييدر هدو مقطددة‬
‫البداية الاحيحة محو العودة الحقيقية رليي‪ ،‬واالمتفاع بي‪.‬‬
‫ئما يقول اإلمام الب اري‪ :‬ال يجد طعمي رال من آمن بي(‪. 1‬‬
‫ويقول مال بن دينار‪ :‬أقسم لئم ال يؤمن عبد بهها القرآو رال صدع قلبي(‪. 2‬‬
‫الهي يؤمن بالقرآو ال يسعي ر أو يتعامل معي تعامال صدحي احا ‪‬الَّبذِي َن آتَينَبا ُه ُم‬
‫اب يَتلُونَ ُ حَقَّ تِلَ َوتِ ِ أُولَئِكَ يُم ِمنُ َ‬
‫ون ِب ِ ‪[ ‬البقرة‪.]121 :‬‬ ‫ال ِكتَ َ‬
‫‪ ..‬إو قلت‪ :‬ولئننا مؤمن بالقرآو ومع ذل ال مجد طعمي وال تأثيرل‪.‬‬
‫ليس المقاد من اإليمداو بدالقرآو هدو مجدرد اإليمداو بأمدي «كدالم هللا‪ ،‬المندزل‬
‫على محمد صلى هللا عليي وسلم‪ ،‬المتعبد بتالوتي»(‪ . 3‬بل المقاد باإلضدا ة لهدها‬
‫اإليماو‪ :‬اإليماو بقيمتي وعظيم شأمي‪ ،‬وأمي مزل من السمال ليهدي الناس رلى هللا‪،‬‬
‫ويأخه بأيديهم رليي ‪..‬‬

‫‪.205‬‬ ‫(‪ 1‬التبياو ي أقسام القرآو البن القيم‬


‫(‪ 2‬الدر المنثور للسيوطي ‪.298/6‬‬
‫‪.21‬‬ ‫(‪ 3‬مباحث ي علوم القرآو لمناع القطاو‬
‫‪‬‬
‫‪18‬‬

‫بهدها اإليمداو تعامدل الادحابة مدع القددرآو‪ ،‬يقدول عبدد هللا بدن عمدر رضددي هللا‬
‫عني‪ :‬لقد عشنا برهة من الدهر وأحدما يُؤتى اإليماو قبل القدرآو‪ ،‬وتندزل السدورة‬
‫على محمد صلى هللا عليي وسلم‪ ،‬يُتَعلم حاللها وحرامها‪ ،‬وآمرها وزجرها‪ ،‬وما‬
‫ينب ي أو يقي عندل منها‪ ،‬ثم لقد رأيت رجاال يدؤتى أحددهم القدرآو قبدل اإليمداو‪،‬‬
‫يقرأ من بين اتحتي رلى خاتمتي‪ ،‬ما يدري ما آمرل وال زاجرل‪ ،‬وال ما ينب دي أو‬
‫يقددي عندددل‪ ،‬وينثددرل مثددر الدددقل(‪ – 1‬و ددي روايددة‪( :‬وكددل حددرف منددي ينددادي‪ :‬أمددا‬
‫رسول هللا رلي لتعمل بي وتتع بمواعظي (‪. 2‬‬
‫ويؤكد على هها المعنى الاحابي ُجندب بن عبد هللا رضي هللا عني بقولي‪:‬‬
‫كنا مع النبي صلى هللا عليي وسلم ومحن يلماو َحزاورة(‪ 3‬تعلمنا اإليماو قبل‬
‫القرآو‪ ،‬ثم تعلمنا القرآو ازددما ريماماا(‪. 4‬‬
‫إو قلت بأو هؤالل قد أدركوا قيمة القرآو ألمهم سمعوا شيئاا لم يئوموا يألفومي‬
‫ضدددا طريادددا‪ ،‬أمادددتوا رليدددي مشددددوهين‪ ،‬امتلددد علددديهم مشددداعرهم‪،‬‬‫‪ ..‬سدددمعول ي ا‬
‫وأحدث يهم أثرل البالس‪.‬‬
‫‪ ..‬معددم‪ ،‬هددها كددالم صددحيح كسددبو مددن األسددباب التددي أوصددلتنا لهددها الوضددع‬
‫ال ريو‪ ،‬لقد ورثنا القرآو يمدا ورثندال عدن آبائندا‪ ،‬وورثندا مفدس طريقدة التعامدل‬
‫معي‪ ،‬كما ألفنا سماع م متي منه معومة أظا رما‪ ،‬تعودما عليدي‪ ،‬لدم يعدد يدؤثر يندا‬
‫كما أثر ي األجيال األولدى ‪ ..‬هدها باإلضدا ة رلدى أسدباب أخدر سديأتي بيامهدا –‬
‫أدت مجتمعة رلى امزوال القرآو ي ركن بعيد من عقولنا‪ ،‬وبيوتنا‪ ،‬وحياتنا‪.‬‬
‫ى وعلي ويقول‪:‬‬ ‫وكأمي بالقرآو ينادي عل َّ‬
‫‪ «..‬هددل أسددتحه من د هددهل المعاملددة مددع أو هددد ي رسددعادك‪ ،‬وردخددال السددرور‬
‫والبهجة على قلب ومساعدت على مواجهة الحياة بحلوها ومرها؟!‬
‫‪ ..‬أأكوو ي بيت وتهجرمي كل هها الهجر؟!‬
‫‪ ..‬أحين أكوو بين يدي ال ياير مايبي من رال حنجرت ؟!‬
‫‪ ..‬أتسمع آياتي تتلى وال تنات لها؟!‬
‫‪ ..‬أتدري ماذا سأقول لرب يوم القيامة؟!‬

‫الدقل‪ :‬رد التمر‪.‬‬ ‫(‪1‬‬


‫روال الحاكم ي المستدرك ‪ ،91/1‬وقال صحيح على شرط الشي ين‪.‬‬ ‫(‪2‬‬
‫حزاورة جمع حزير أي ممتلي القوة‪.‬‬ ‫(‪3‬‬
‫روال ابن ماجي والبيهقي‪ ،‬وامظر ضائل القرآو للمست فري ‪.275/1‬‬ ‫(‪4‬‬
‫‪19‬‬

‫‪ ..‬هيا بادر قبل وات األواو‪ ،‬واجعلني حجة ل ال علي »‪.‬‬


‫اإليماو بالقرآو هو البداية‪:‬‬
‫من هنا مقول بأو مقطدة البدايدة الادحيحة دي طريده االمتفداع بدالقرآو هدي‬
‫زيددادة اإليمدداو والثقددة يددي كمادددر متفددرد للهدايددة والشددفال والت ييددر‪ ،‬ويمئددن‬
‫بعوو هللا أو يتم هها من خدالل التعدرف علدى السدبو األسدمى لندزول القدرآو‪،‬‬
‫وبدداألثر الددهي يُحدثددي ددي القلددوب‪ ،‬والتعددرف علددى ممدداذم واقعيددة أحدددث يه دا‬
‫القرآو أثرل‪ ،‬وبدث يهدا روحدي‪ ،‬والتعدرف كدهل علدى األسدباب التدي أدت بندا‬
‫رلى ضعي اإليماو بالقرآو‪ ،‬ارما كما قال ابن عمر رضي هللا عني‪« :‬ولقبد‬
‫رأيببت رعبباالً يببمتى أحببدهم القببرآن ق ببل انيمببان‪ ،‬فيقببرأ مببا بببين فاتحت ب إل بى‬
‫خاتمت ‪ ،‬ما يدري ما آمره وال ماعره‪ ،‬وال ما ين غي أن يقبف عنبده‪ ،‬وين بره‬
‫ن ر الدقل»‪.‬‬
‫وبعددد التعددرف علددى األسددباب الم تلفددة التددي أوصددلتنا لهددهل الحالددة‪ ،‬علينددا أو‬
‫متعددرف علددى الوسددائل المعينددة علددى االمتفدداع بددالقرآو‪ ،‬لنبدددأ بهددا مهمددة تحقيدده‬
‫الوصال بين القلو والقرآو‪.‬‬
‫و ي الافحات القادمة تبددأ بعدوو هللا و ضدلي رحلدة تعميده اإليمداو بدالقرآو‪،‬‬
‫والتي تنطله من التعرف على السدبو الدرئيس لندزول القدرآو‪ ،‬والدهي رو اتضدح‬
‫ددي األذهدداو‪ ،‬واسددتقر مدلولددة ددي القلددوب‪ ،‬سدديئوو لددي أعظددم األثددر ددي ت ييددر‬
‫مظرتنا للقرآو‪ ،‬وطريقة تعاملنا معي ‪ ،‬ومن ثم االمتفاع الحقيقي بي‪.‬‬
‫***‬
‫الفصل ال اني‬

‫ح ــــــل الود‬
‫‪21‬‬

‫ح ـــل الـــود‬
‫خله هللا عز وجل م لوقات كثيرة‪ ،‬لئني – سبحامي – قد اخت منهدا م لوقادا‬
‫واحداا خلقي لنفسي ‪ ،‬ومفخ يي مدن روحدي‪ ،‬وكرمدي‪ ،‬وأحسدن خلقدي‪ ،‬وأسدجد ألبيدي‬
‫دارا للنعيم األبددي‪ ،‬وذلد بعدد أو يجتداز اختبدا ارا‬ ‫المالئئة‪ ،‬وأعد لي الجنة لتئوو ا‬
‫يسيرا على األرض‪ ،‬جوهرل هو عبادتي – سبحامي – بال يو‪.‬‬ ‫ا‬
‫‪ ..‬جال ي األثر‪ :‬يا ابن آدم خلقت كل شيل لد ‪ ،‬وخلقتد لنفسدي‪ ،‬دال تشدت ل‬
‫بما خلقتي ل عما خلقت لي(‪. 1‬‬
‫ومما ال ش يي أو هللا عز وجل يريد لعبادل جميعاا ال ير‪ ،‬ما من مولود يولد‬
‫رال ويريد هللا لي الفالح والنجاح ي امتحاو الدميا‪ ،‬ومدن ثد َّم دخدول الجندة والتدنعم‬
‫يها ‪َ ‬وهللاُ يَدعُو إِلَى ال َجنَّ ِة َوال َمغ ِف َر ِة بِ ِإذنِ ِ ‪[ ‬البقرة‪.]221 :‬‬
‫أما من يدخل النار هو الهي يأبى ويُار علدى عددم دخدول الجندة‪ ،‬ورال مداذا‬
‫تقول عن موقي هؤالل المشركين من دعوة اإلسالم؟! ‪َ ‬وإِذ قَبالُوا اللَّ ُهب َّم إِن ك َ‬
‫َبان‬
‫بيم‪‬‬‫ب أَ ِل ٍ‬
‫اء أَ ِو ائ ِتنَبا ِب َعبذَا ٍ‬
‫سب َم ِ‬ ‫َهذَا هُ َو الحَقَّ ِمن ِعن ِدمَ فَأَم ِ ر َ‬
‫علَينَبا ِح َج َ‬
‫بارةً ِمب َن ال َّ‬
‫[األمفال‪.]32 :‬‬
‫ومع هها اإلصرار ي طلو العقوبة رال أو هللا عدز وجدل لدم يسدتجو لطلدبهم‪،‬‬
‫ولم يَ ْعجل بعجلتهم‪ ،‬ألمي سبحامي يريد لهم ال ير‪ ،‬لهل هو يحلم علديهم‪ ،‬ويادبر‬
‫على كفرهم وظلمهم ألمفسهم‪ ،‬ويعطيهم الفرصة تلو الفرصة لعلهم ينتبهدوو قبدل‬
‫س ب ًّمى‪[ ‬طددي‪:‬‬ ‫بان ِل َ ا ًمببا َوأَ َع ب ٌل ؤم َ‬ ‫ددوات األواو ‪َ ‬ولَببوالَ َك ِل َمببةٌ َ‬
‫س ب َقَت ِمببن َّربِببكَ لَ َكب َ‬
‫‪.]129‬‬
‫عن أبي هريرة رضي هللا عني‪ :‬أو النبي صلى هللا عليي وسلم قال‪« :‬لما خلبق‬
‫هللا الخلبببق‪ ،‬كتبببب فبببي كتابببب ‪ ،‬فهبببو عنبببده فبببوب العبببر ‪ :‬إن رحمتبببي تغلبببب‬
‫غض ي»(‪. 2‬‬
‫ويئفي ي تأكيد هدها المعندى مدا حددث ألصدحاب القريدة المدهكورة دي سدورة‬
‫«يددس» الددهين شددردوا عددن هللا أرسددل سددبحامي لهددم رسددولين يددهكرامهم بحقيقددة‬
‫وجو دهم ي الدميا‪ ،‬وضرورة العودة رلى هللا قبل وات األواو‪.‬‬

‫(‪ 1‬أوردل الحا ابن رجو ي شرح حديث «رو أيب أوليائي عنددي» ‪ -‬امظدر مجمدوع رسدائل الحدا‬
‫‪.749/2‬‬ ‫ابن رجو الحنبلي‬
‫(‪ 2‬روال مسلم (‪ ، 6903‬وقال النووي وال لبة هنا‪ :‬كثرة الرحمة‪ ،‬وشمولها‪ ،‬كمدا يقدال‪ :‬يلدو علدى دالو‬
‫الئرم والشجاعة رذا كثرا مني‪ .‬امظر صحيح مسلم بشرح النووي ‪.71 /17‬‬
‫‪‬‬
‫‪22‬‬

‫ئيي كاو استقبال أصحاب القرية لهما؟!‬


‫كهبوا الرسولين واستهزؤوا بهما‪ ،‬وس روا منهما‪.‬‬
‫ماذا عل هللا عز وجل بهم بعد هها التئهيو؟!‬
‫ال ثالثاا‪ ..‬فعلوا معي مثل ما علوا بأخويي ‪َ ‬وام ِرب لَ ُهم َّمب َلً‬ ‫أرسل رليهم رسو ا‬
‫سلنَا إِلَي ِه ُم اثنَبي ِن فَكَبذَّبُوهُ َما فَعَ َّ منَبا‬ ‫ون ‪ ‬إِذ أَر َ‬ ‫سل ُ َ‬ ‫اب القَريَ ِة إِذ َعا َء َها ال ُمر َ‬ ‫أَص َح َ‬
‫ون ‪ ‬قَالُوا َما أَنتُم ِإالَّ َبش ٌَر ِم لُنَا َو َما أَنب َ َل الب َّرح َمنُ‬ ‫سل ُ َ‬ ‫ث فَقَالُوا ِإنَّا ِإلَيكُم ؤمر َ‬ ‫ِب َا ِل ٍ‬
‫ِمبببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببن َبببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببيءٍ إِن أَنبببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببتُم إِالَّ‬
‫ون‪[ ‬يس‪.]15-13 :‬‬ ‫تَك ِذبُ َ‬
‫جالهم رجل من بينهم يعر ومي ويعر هم ‪ ..‬جالهم مدن أقادى المديندة ليؤكدد‬
‫لهم صدق الرسل الثالثة‪ ،‬قتلول ليستدعوا بهل يضدو هللا وعقوبتدي‪ ،‬بعدد حلمدي‬
‫وصبرل العظيم عليهم‪ ،‬وجال األمر بعقابهم ألمهدم مجرمدوو ال يريددوو اإليمداو‪،‬‬
‫رصرارا شديداا ريم كل اآليات البينات التي أرسلها هللا لهم‪،‬‬ ‫ا‬ ‫وياروو على ذل‬
‫ُون‪[ ‬يس‪.]29 :‬‬ ‫امد َ‬ ‫اح َدةً فَ ِإذَا هُم َخ ِ‬ ‫ئامت العقوبة ‪ِ ‬إن كَانَت ِإالَّ صَي َحةً َو ِ‬
‫وبعد بياو القرآو الوا ي لحال هؤالل المئهبين وكيي أمهم هدم الدهين اسدتدعوا‬
‫العقوبة بإجرامهم رال أمنا مفاجأ بالتعقيدو اإللهدي علدى مهايدة هدؤالل بقولدي تعدالى‪:‬‬
‫ُون‪[ ‬يس‪.]30 :‬‬ ‫سو ٍل إِالَّ كَانُوا ِب ِ يَستَه ِ ئ َ‬ ‫يهم ِمن َّر ُ‬ ‫علَى ال ِع َا ِد َما يَأتِ ِ‬ ‫‪‬يَا َحس َرةً َ‬
‫اهلل عز وجل يتأسي عليهم‪ ،‬وعلى الماير الهي آلوا رليي‪ ،‬مع أمهم هم الدهين‬
‫دتئبارا‪ ،‬رال أو هددها لددم يمنددع مدن أو‬ ‫علددوا ذلد بأمفسددهم‪ ،‬وأصددروا واسددتئبروا اسد ا‬
‫علَى ال ِع َا ِد‪.‬‬
‫يتأسي هللا ‪-‬سبحامي – عليهم‪ ..‬يَا َحس َرةً َ‬
‫‪ ..‬معم – أخي – هها هو رب الرحيم الودود الدهي ال يرضدى لعبدد مدن عبدادل‬
‫مى ِل ِع َا ِد ِه الكُف َر‪[ ‬الزمر‪.]7 :‬‬ ‫الضالل والئفر ‪َ ‬والَ يَر َ‬
‫لئنددي – سددبحامي – كتددو علددى مفسددي أو يتددرك للبشددر حريددة االختيددار‪ ،‬وأو يعبدددول‬
‫بددإرادتهم‪ ،‬ددال يجبددرهم علددى عددل طاعددة‪ ،‬أو تددرك معاددية‪ ،‬ورال صدداروا مثددل بقيددة‬
‫الم لوقات‪ ،‬و ي مفس الوقت إمي سبحامي يريدد لهدم جميعادا ال يدر ودخدول الجندة لدهل‬
‫هو ال يُعَجل بعقوبتهم رذا ما عاول‪ ،‬بل يحلم ويحلم لعلهم يرجعدوو رليدي دي يدوم مدن‬
‫س ُوا َما ت َ َرمَ َعلَى َظه ِر َها ِمن دَابَّ ٍة َولَ ِكن يُم َِخ ُر ُهم‬ ‫اس ِب َما َك َ‬ ‫َاخذُ هللاُ النَّ َ‬ ‫األيام ‪َ ‬ولَو يُم ِ‬
‫س ًّمى‪ [ ‬اطر‪.]45 :‬‬ ‫إِلَى أ َ َع ٍل ؤم َ‬
‫أال يئفي ي تأكيد هها المعنى أو هللا عز وجل ير النداس تئفدر بدي‪ ،‬وتجعدل‬
‫لي مداا‪ ،‬وولداا وهو مع ذل يرزقهم ويعطيهم؟!‬
‫‪23‬‬

‫قال عبد هللا بدن قديس‪ :‬قدال رسدول هللا صدلى هللا عليدي وسدلم‪« :‬مبا أحبد أصب ر‬
‫على أذى يسمع من هللا تعالى‪ ،‬إنهم يجعلون ل نبدًا‪ ،‬ويجعلبون لب ولبدًا‪ ،‬وهبو‬
‫م ذلك يرمقهم ويعافيهم ويع يهم»(‪. 1‬‬
‫وعددن شددهر بددن حوشددو رضددي هللا عنددي‪ :‬حملددة العددرش ثماميددة‪ :‬أربعددة مددنهم‬
‫يقولددوو‪ :‬سددبحام اللهددم وبحمدددك‪ ،‬ل د الحمددد علددى حلم د بعددد علم د ‪ ،‬وأربعددة‬
‫يقولوو‪ :‬سبحام اللهم وبحمدك‪ ،‬ل الحمد على عفوك بعد قدرت (‪. 2‬‬
‫الرحمة الواسعة‪:‬‬
‫دي يددوم مددن األيددام شدداهد رسدول هللا صددلى هللا عليددي وسددلم والاددحابة الئددرام‬
‫امرأة تسعى ملهو ة تبحث عن ابنها الهي ضل عنها‪ ،‬لمدا وجدتدي أَخَهتدي ألزقتدي‬
‫بطنها‪ ،‬ثم أرضعتي‪ ،‬قال رسول هللا صلى هللا عليي وسدلم ألصدحابي بعدد رؤيدتهم‬
‫لهدها المشددهد المددؤثر‪« :‬أتبرون هببذه المببرأة طارحببة ولبدها فببي النببار؟» قددالوا‪ :‬ال‬
‫وهللا‪ .‬قال‪« :‬ل أرحم بع اده من هذه بولدها»(‪. 3‬‬
‫‪ ...‬معم‪ ،‬هللا عز وجل أرحم بعبادل من ههل بولدها‪ ،‬ومن كل والد بولدل‪.‬‬
‫‪ ...‬أرأيدددت كيدددي يتعامدددل األب مدددع أبنائدددي‪ ،‬وكيدددي يحدددبهم ويتعدددو مدددن أجدددل‬
‫راحتهم‪ ..‬أرأيت كيي يفدرح بنجداحهم‪ ،‬ويحدزو علدى رخفداقهم‪ ،‬وال ينقطدع ربداط‬
‫الود والشفقة بيني وبيدنهم مهمدا طدال الدزمن‪ ،‬حتدى ورو شدرد بعضدهم‪ ،‬وامحدرف‬
‫عددن جددادة ا لطريدده‪ ،‬إمددي ال يت لددى عنددي‪ ،‬بددل يعمددل جاهدداا علددى رعادتددي لاددوابي‬
‫مست د اما أساليو الترييو والترهيو‪ .‬إو أبي رال السير ي طريه الظدالم‪ ،‬دإو‬
‫األب – ورو بددا ياضد ابا عليدي – رال أو حبددل الدود ال ينقطدع أبدداا‪ ،‬هدو يددعو لددي‪،‬‬
‫ويتمنددى لحظددة توبتددي‪ ،‬وينتظددر منددي أي بددادرة خيددر يُقبددل به دا عليددي حتددى يُبددادرل‬
‫بأضعا ها‪.‬‬
‫إو كاو هها هو حو األب ألبنائي‪ ،‬إو حدو هللا عدز وجدل لعبدادل أشدد وأشدد‪،‬‬
‫وممدددا يؤكدددد هدددهل الحقيقدددة‪ :‬رحدددي سدددبحامي بتوبدددة العاصدددين والشددداردين‪ ،‬بدددل و‬
‫الئا رين‪.‬‬
‫‪ ..‬تأمددل معددي قولددي صددلى هللا عليددي وسددلم‪« :‬ل أ ببد فر ًحببا بتوبببة ع ببده حببين‬
‫يتوب إلي من أحدكم كان على راحلت بأرض فلة‪ ،‬فانفلتت من وعليها طعام‬
‫و راب فَأَيِس منها‪ ،‬فأتى بجرة فامب ج فبي ظلهبا‪ ،‬وقبد أَيِبس مبن راحلتب ‪،‬‬

‫(‪ 1‬روال مسلم (‪. 7013‬‬


‫(‪ 2‬تفسير القرآو العظيم البن كثير ‪.64/4‬‬
‫(‪ 3‬روال الب اري (‪ ، 5999‬ومسلم (‪. 6912‬‬
‫‪‬‬
‫‪24‬‬

‫ف ينما هو كذلك إذ هو بها‪ ،‬قائمة عنده‪ ،‬فأخذ بخ امها ثم قال من بدة الفبر ‪:‬‬
‫اللهم أنت ع دي وأنا ربك‪ ،‬أخ أ من دة الفر »(‪. 1‬‬
‫وقال صدلى هللا عليدي وسدلم‪« :‬ل أفبر بتوببة ع بده مبن العقبيم الوالبد‪ ،‬ومبن‬
‫الضال الواعد‪ ،‬ومن الإمآن الوارد»(‪. 2‬‬
‫وكيددي ال وهددو سددبحامي (يحددو مددن عبددادل أو يطيعددول‪ ،‬ويئددرل أو يعاددول‪،‬‬
‫ويفرح بتوبة عبدل مع ينال المطله عدن طاعتدي‪ ،‬وأو مفعهدا رممدا يعدود رليدي‪ ،‬لئدن‬
‫هها من كمال رأ تي بهم وحبي لنفعهم (‪. 3‬‬
‫‪ ...‬معم يا أخي‪ ،‬اهلل عز وجل يريد ال ير لجميع البشر حتدى اليهدود والنادار ‪..‬‬
‫حتددى المنددا قين وقطدداع الطددرق ‪ ..‬حتددى الددهين يعددهبوو الندداس ‪ ..‬يريددد لهددم جميعاددا أو‬
‫يست فرول ي فر لهم‪ ،‬ويتوبوا رليي يقبلهم ‪ ..‬ألم يقل سبحامي لعبادل العاصين المسدر ين‬
‫علَبى أَنفُس ِ‬
‫ِبهم الَ تَقنَ ُبوا ِمبن َّرح َمب ِة هللاِ إِنَّ‬ ‫ِي الَّ ِذينَ أَس َرفُوا َ‬
‫على أمفسهم‪ :‬قُل يَا ِع َاد َ‬
‫الر ِحي ُم‪[ ‬الزمر‪.]53 :‬‬ ‫ور َّ‬ ‫هللاَ يَغ ِف ُر الذؤنُ َ‬
‫وب َع ِميعًا ِإنَّ ُ ُه َو الغَفُ ُ‬
‫‪ ..‬ألم يقل سبحامي للناار بعد أو ادَّعوا أو لي صداحبة وولدداا‪ :‬أَفَبلَ يَتُوبُب َ‬
‫ون إِلَبى هللاِ‬
‫َويَستَغ ِف ُرونَ ُ َوهللاُ َغفُو ٌر َّر ِحي ٌم‪[ ‬المائدة‪.]74 :‬‬
‫ِين تَببابُوا ِمببن قَ ب ِل أَن تَق بد ُِروا‬
‫‪ ..‬ألددم يقددل سددبحامي عددن قطدداع الطددرق‪ِ  :‬إالَّ الَّ بذ َ‬
‫ور َّر ِحي ٌم‪[ ‬المائدة‪.]34 :‬‬ ‫غف ُ ٌ‬ ‫علَي ِهم فَاعلَ ُموا أَ َّن هللاَ َ‬ ‫َ‬
‫سبو ُل‬‫الر ُ‬ ‫‪ ..‬ألم ي اطو النداس جميعادا ويقدول لهدم‪ :‬يَبا أَيؤ َهبا النَّ ُ‬
‫باس قَبد َعبا َء ُك ُم َّ‬
‫آمنُوا َخي ًرا لَّكُم‪[ ‬النسال‪.]170 :‬‬ ‫ق ِمن َّر ِبكُم فَ ِ‬ ‫ِبال َح ِ‬
‫ماذا تقول بعد ذل لرب ودود يريدد لعبدادل جميعادا ال يدر والسدعادة دي الددميا‬
‫واآلخرة «يا ابن آدم! إنك ما دعبوتني ورعبوتني غفبرت لبك علبى مبا كبان منبك‬
‫وال أبالي‪ ،‬يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبك عنبان السبماء ثبم اسبتغفرتني غفبرت لبك‬
‫وال أبالي‪ ،‬يا ابن آدم! لو إنك أتيتني بقراب األرض خ ايا‪ ،‬ثم لقيتنبي ال تشبرم‬
‫بي يئًا‪ ،‬ألتيتك بقرابها مغفرة»(‪. 4‬‬
‫عحود اننسان‪:‬‬
‫‪ ..‬ههل المعاملة الودودة من هللا عز وجل لإلمساو لم يقابلها مفس المعاملدة مدن‬

‫روال مسلم (‪. 6895‬‬ ‫(‪1‬‬


‫روال ابن عساكر ي أماليي عن أبي هريرة‪.‬‬ ‫(‪2‬‬
‫يض القدير للمناوي ‪.321/5‬‬ ‫(‪3‬‬
‫حسن‪ ،‬روال الترمهي وحسني األلبامي ي صحيح الجامع‪ ،‬ح (‪.. 4338‬‬ ‫(‪4‬‬
‫‪25‬‬

‫عشر معشارها‪ ،‬والعجيدو أمندا لدو مظرمدا لجوامدو‬ ‫اإلمساو لربي سبحامي‪ ،‬بل وال ُ‬
‫رعايددة هللا‪ ،‬ودوام رمدددادل‪ ،‬وتربيتددي‪ ،‬ولطفددي‪ ،‬وودل ألي رمسدداو‪ ،‬واسددتمرار ذلد ‪،‬‬
‫وعدم توقفي ولو للحظة واحدة لشعرما وكأو هها اإلمساو هو العبد الوحيد هلل!! ‪..‬‬
‫ورذا ما مظرما رلى رد عل هها اإلمساو تجال تل المعاملة‪ ،‬ومد تفاعل مشاعرل‬
‫وسددلوكي معهددا لظننددا أو لهددها اإلمسدداو رباددا آخددر ييددر هللا لمددا مددر مددن جحددودل‬
‫ورعراضددي عنددي سددبحامي‪ ،‬ويُ َجسددد هددها الحددال الشدداذ مددا جددال ددي األثددر عددن رب‬
‫العزة‪« :‬إني والجن واننس في ن أ عإيم؛ أخلق ويُع د غيبري‪ ،‬وأرمب ويُشبكر‬
‫إلبى صباعد‪ .‬أتح بب إلبيهم بنعمبى وأنبا‬ ‫سواي‪ ،‬خيري إلبى الع باد نبامل و برهم َّ‬
‫إلى‪...‬‬
‫إلى بالمعاصي وهم أفقر يء َّ‬ ‫الغنى عنهم‪ ،‬ويت غضون َّ‬
‫إلى تلقيت من بعيد‪ ،‬ومن أعرض عني ناديت من قريب‪ ،‬ومن تبرم‬ ‫من أق ل َّ‬
‫ألعلببي أع يتب فببوب الم يببد‪ .‬ومببن أراد رمبباي أردت مببا يريببد ‪ .‬ومببن تصببر‬
‫بحولي وقوتي ألنت ل الحديد‪.‬‬
‫أهببل ذكببري أهببل مجالسببتي‪ ،‬وأهببل ببكري أهببل ميببادتي‪ ،‬وأهببل طبباعتي أهببل‬
‫كرامتي‪ ،‬وأهل معصبيتي ال أُقبنَّ هم مبن رحمتبي‪ ،‬فبإن تبابوا فأنبا ح يب هم‪ ،‬فبإني‬
‫أحبببب التبببوابين وأحبببب المت هبببرين‪ ،‬وإن لببببم يتوببببوا فأنبببا ط يببب هم‪ ،‬أبتلببببيهم‬
‫بالمصائب‪ ،‬ألطهرهم من المعايب‪.‬‬
‫من آثرني على سواي آثرت على سواه‪.‬‬
‫الحسببنة عنببدي بعشببر أم الهببا إلببى س ب عمائة م بعف‪ ،‬إلببى أمببعا ك يببرة‪،‬‬
‫والسيئة عندي بواحدة‪ ،‬فإن ندم عليها واستغفرني غفرتها ل ‪.‬‬
‫أ كر اليسير من العمل‪ ،‬وأغفر الك ير من ال لل‪.‬‬
‫رحمتي س قت غض ي‪ ،‬وحلمي س ق مماخذتي‪ ،‬وعفوي س ق عقوبتي‪ ..‬أنا‬
‫أرحم بع ادي من الوالدة بولدها(‪. 1‬‬
‫غواية الشي ان‪:‬‬
‫ومما ساعد اإلمساو على جحودل لربي وبعدل عني‪ :‬عدو هللا ربليس‪.‬‬
‫إبليس كاو يعبد هللا مع المالئئدة‪ ،‬وعنددما خلده هللا آدم واختادي لنفسدي ومفدخ‬
‫يدي مددن روحددي طلددو سدبحامي مددن المالئئددة السددجود لدي‪ ،‬ددر ض ربلدديس السددجود‬
‫متعلال بأمي كيدي يسدجد لمدن هدو أقدل مندي؟! ‪‬قَبا َل أَنَبا َخي ٌبر ِمنب ُ َخلَقتَنِبي ِمبن نَّ ٍ‬
‫بار‬
‫بين‪[ ‬األعدراف‪ ] 12 :‬وبددال مدن أو يعتدرف ربلديس ب طئدي‪ ،‬مجددل‬ ‫َو َخلَقتَ ُ ِمبن ِط ٍ‬

‫(‪ 1‬مدارم السالئين البن القيم ‪.216 ،215/1‬‬


‫‪‬‬
‫‪26‬‬

‫يار على ادعائي‪ ،‬ئاو ذل سبباا ي طردل من رحمة هللا‪ ،‬والحئم عليي بالحبس‬
‫ببن‬ ‫ببر فِي َهببا فَبباخ ُرج ِإنَّببكَ ِم َ‬ ‫ددي النددار‪ :‬قَببا َل فَبباه ِل ِمن َهببا فَ َمببا يَكُببونُ لَببكَ أَن تَتَ َك َّ َ‬
‫ين‪[ ‬األعراف‪.]13 :‬‬ ‫الصَّا ِغ ِر َ‬
‫‪ ..‬وألو ربليس ير أو سبو ههل العقوبة هو آدم‪ ،‬ويدر كدهل أمدي ُمحده دي‬
‫ر ضددي السددجود‪ ،‬لددهل قددد طلددو مددن هللا عددز وجددل مهلددة قبددل تنفيدده العقوبددة‪ ،‬ال‬
‫ب‬ ‫ليرتاح‪ ،‬بل لينتقم لنفسي من آدم وبنيي جميعادا‪ ،‬ويثُبدت أمدي أ ضدل مدنهم‪ .‬قَبا َل َر ِ‬
‫بوم‪‬‬ ‫ت ال َمعلُ ِ‬ ‫ين ‪ ‬إِلَى يَو ِم ال َوقب ِ‬ ‫ون ‪ ‬قَا َل فَ ِإنَّكَ ِم َن ال ُمن َإ ِر َ‬‫فَأَن ِإرنِي إِلَى يَو ِم يُ عَ ُ َ‬
‫[ ‪.]81 -79 :‬‬
‫وبعد أو أعطال هللا المهلة التي طلبهدا‪ ،‬أقسدم بعدزة هللا سدبحامي أو يجتهدد دي يوايدة‬
‫الناس أجمعين وسوقهم معي رلى النار يحقه مرادل‪ ،‬ويُرضى مفسي‪ ،‬ويُنفس عدن حقددل‬
‫وحسدل‪ ،‬ويُظهر للجميع أو هدها الم لدوق الدهي اختادي هللا لنفسدي وكرمدي‪ ،‬وأسدجد لدي‬
‫المالئئة ال يستحه هها كلي بدليل أمدي وقدع ريسدة سدهلة دي حبائلدي‪ ،‬وام ددع ب وايتدي‪:‬‬
‫علَ َّي لَ ِئن أَ َّخرتَ ِن ِإلَى َيو ِم ال ِق َيا َم ِة ألحتَ ِنك ََّن ذُ ِر َّيتَ ُ ِإالَّ‬ ‫‪‬قَا َل أَ َرأَيتَكَ َهذَا الَّذِي ك ََّرمتَ َ‬
‫قَ ِليلً‪[ ‬اإلسرال‪.]62 :‬‬
‫‪‬قَببا َل فَ ِ َمببا أَغب َبويتَنِي ألَقعُبد ََّن لَ ُهببم ِصب َبرا َطكَ ال ُمس بتَ ِقي َم ‪ ‬ث ُب َّم آلَتِيَ بنَّ ُهم ِمببن بَببي ِن‬
‫ين‪‬‬ ‫عببن َ ب َمائِ ِل ِهم َوالَ تَ ِج ب ُد أَك َب َبرهُم َببا ِك ِر َ‬ ‫عببن أَي َمببانِ ِهم َو َ‬ ‫أَي بد ِ‬
‫ِيهم َو ِمببن َخل ِف ِهببم َو َ‬
‫[األعراف‪]17 -16 :‬‬
‫معنى ذل أو كل من يعاى ربليس وي الفي مدن أبندال آدم‪ ،‬ويعبدد هللا بال يدو‪،‬‬
‫ويددنجح ددي امتحدداو العبوديددة يدددخل الجنددةض يعددد بمثابددة مادديبة‪ ،‬وكارثددة علددى‬
‫ربلدديس‪ ،‬ألو ذل د معنددال رثبددات عئددس مددا يدعيددي‪ ،‬ومددن ث د َّم يتأكددد خطددؤل بر ضددي‬
‫السجود آلدم‪ ،‬ويتأكد كهل استحقاق آدم لئل مظاهر التئريم والعناية التي مالها‪.‬‬
‫ط يعة المعركة‪:‬‬
‫ضددا بددأو‬ ‫مددن هنددا مدددرك طبيعددة المعركددة بددين ربلدديس وبددين البشددر‪ ،‬ومدددرك أي ا‬
‫مستهدف ربليس هو رضالل الجميع بال استثنال‪.‬‬
‫صا لي‪ ،‬هو ال يئتفي‬ ‫ئل رجل أو امرأة ي أي زماو أو مئاو يُشئل هد اا خا ا‬
‫بمن أضلهم‪ ،‬بل يريد أال يفلت مني أحد من البشر‪.‬‬
‫ومما يؤكد هها المعنى ما يحدث لي يوم عر ة عندما يجدد الرحمدات والم فدرة‬
‫تتنزل على العباد‪ ،‬يتحسر على مجهودل الضائع ي ريوال هؤالل‪ ..‬يقول صدلى‬
‫هللا عليي وسلم‪« :‬ما ُرئى الشي ان يو ًما هو في أصغر‪ ،‬وال أدحر‪ ،‬وال أغيظ من‬
‫‪27‬‬

‫في يوم عرفة»(‪. 1‬‬


‫‪ ..‬رو هدف ربليس واضح ومحدد أال وهو يواية البشدر جمي اعدا وسدوقهم معدي رلدى الندار‬
‫سب ِع ِير‪‬‬ ‫ان لَكُم َعد ٌُّو فَاتَّ ِخبذُوهُ عَبد ًُّوا ِإنَّ َمبا يَبدعُو ِح بَب ُ ِليَكُونُبوا ِمبن أَصب َحا ِ‬
‫ب ال َّ‬ ‫‪ِ ‬إ َّن الشَّي َ َ‬
‫[ اطر‪.]6 :‬‬
‫إو كاو هها هو هدف ربليس ماذا تظن أو يفعل بالناس؟!‬
‫بال ش أمي سيست دم معهم كل الوسائل واألساليو التي من شدأمها أو تشد لهم‬
‫عن أدال المهمة التي خلقوا من أجلها يئوو مايرهم النار كما يريد‪.‬‬
‫وبالفعددل مجددح ربلدديس مجاح د ا كبيددرا ددي تحقيدده هد ددي‪ ،‬قددد سددار ورالل أيلددو البشددر‪..‬‬
‫سدداروا ورالل بددإرادتهم‪ ،‬ولددو اسددت دم أحدددهم عقلدديض لتبددين لددي كددهب األمددامي التددي يمنيددي‬
‫ين ‪‬‬ ‫الشيطاو بها ‪‬أَلَم أَع َهد إِلَيكُم يَا بَنِي آ َد َم أَن الَّ تَع ُدُوا الشَّبي َ َ‬
‫ان إِنَّب ُ لَكُبم عَبد ٌُّو ؤم ِب ٌ‬
‫ون‪‬‬‫يرا أَفَلَم تَكُونُوا ت َع ِقلُ َ‬ ‫م َّل ِمنكُم ِع ِلًّ َك ِ ً‬‫َوأ َ ِن اع ُدُو ِني َهذَا ِص َرا ٌط ؤمست َ ِقي ٌم ‪َ ‬ولَقَد أ َ َ‬
‫[يس‪.]62 -60 :‬‬
‫أبواب الشي ان‬
‫ومددن أعظددم األبددواب التددي يلددج منهددا الشدديطاو علددى اإلمسدداو بدداب الشددبهات‪ ،‬وبدداب‬
‫الشهوات‪.‬‬
‫مددن بدداب الشددبهات يُشددئئي ددي وجددود رلددي لهددها الئددوو‪ ،‬أو يشددئئي ددي أو رلدي‬
‫الئوو هو (هللا ‪ ،‬أو يشئئي ي وجود حياة وبعث وحساب بعد الموت ‪ ...‬كل ذل‬
‫لئي يبعدل عن التوحيد ولزوم الاراط‪.‬‬
‫أما باب الشهواتض هو يدخل من خالل الدنفس وهواهدا وحبهدا لنيدل الشدهوات‬
‫واستيفال الحظوظ‪ ،‬يزين لها المحرمات‪ ،‬والفجور‪ ،‬والعاياو‪ ،‬ويست ل جهلها‪،‬‬
‫وحبهددا لهددهل األمددور ليحقدده مددرادل بتددرك صدداحبها لفعددل المددأمورات‪ ،‬وارتئابددي‬
‫المحظورات‪ ،‬ومن ث َّم يبتعد عن الاراط‪...‬‬
‫الرحيم الودود‬
‫سبل َ ٍ‬
‫ان‬ ‫َان ِل َي َعلَبيكُم ِمبن ُ‬ ‫ومع أو الشيطاو لم يجبر أحداا على السير ورالل ‪َ ‬و َما ك َ‬
‫إِالَّ أَن َد َعببوتُكُم فَاس بت َ َج تُم ِلببي‪[ ‬ربددراهيم‪ ،] 22 :‬رال أو هللا عددز وجددل لددم يتددرك عبددادل‬
‫ريسة لوساوسي وريرالاتي‪ ،‬وكيي يتركهم وهو اإللي الودود الهي يحدو عبدادل ويريدد‬
‫لهم دخول جنتي ‪‬الشَّبي َانُ يَ ِعب ُد ُك ُم الفَق َبر َويَبأ ُم ُركُم بِالفَحش ِ‬
‫َباء َوهللاُ يَ ِعب ُدكُم َّمغ ِف َبرةً ِمنب ُ‬

‫(‪ 1‬روال الحاكم‪.‬‬


‫‪‬‬
‫‪28‬‬

‫َوفَضلً‪[ ‬البقرة‪.]268 :‬‬


‫ئامت رساالتي المتتالية لهم والتي تدهكرهم بحقيقدة وجدودهم دي الددميا‪ ،‬وأمهدا‬
‫دار امتحدداو‪ ،‬وأو هندداك رباددا واحدداا لهددها الئددوو ‪ ..‬هددو الددهي خلقهددم‪ ،‬وهددو الددهي‬
‫يدددرزقهم ويحفظهدددم ويمددددهم بئدددل مقومدددات الحيددداة‪ ،‬وأو هدددها الدددرب هدددو وحددددل‬
‫المستحه للعبادة‪ ،‬وهو الهي رليي سيرجعوو بعد الموت ليسألهم عن المهمدة التدي‬
‫طالبهم بأدائها‪ ،‬أال وهي عبادتي – سبحامي – بال يو‪ ،‬من مجح ي القيام بها دإو‬
‫لي جائزة عظيمة‪ ،‬ومعي اما أبد ايا ي دار تسمى «الجنة»‪ ،‬ومن شل يهدا سديعاقو‬
‫بالحبس ي سجن اسمي «النار»‪.‬‬
‫وترسم ههل الرساالت للناس الطريه الموصل لرضا هللا عز وجدل‪ ،‬وكيفيدة النجداح‬
‫ي اختبار الدميا‪ ،‬وتستفيض ي الحدديث عدن ربهدم‪ ،‬وتطمئدنهم مدن ماحيتدي‪ ،‬وأمدي رب‬
‫رحدديم ودود ال يريددد لهددم رال ال يددر‪ ،‬وأكبددر دليددل عملددي علددى ذل د هددو حلمددي علدديهم‪،‬‬
‫سلُ ُهم أ َفِي هللاِ َكٌّ فَ ِ‬
‫باط ِر‬ ‫وعدم محاسبتهم الفورية على ذموبهم أو أخههم بها‪ ..‬قَالَت ُر ُ‬
‫س ب ًّمى‪‬‬ ‫ض يَببدعُوكُم ِليَغ ِفب َبر لَ ُكببم ِمببن ذُنُببو ِبكُم َويُ ب َم ِخ َركُم ِإلَببى أ َ َع ب ٍل ؤم َ‬ ‫ت َواألَر ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫س ب َم َ‬
‫ال َّ‬
‫[ربراهيم‪.]10 :‬‬
‫وتقوم ههل الرساالت بتنبيي الناس وتحهيرهم من عدوهم الهي يريدد لهدم الشدر‬
‫ودخول النار‪ ،‬وتئشي لهم أساليبي دي ال وايدة ‪‬يَبا بَنِبي آ َد َم الَ يَفتِنَبنَّ ُك ُم الشَّبي َ انُ‬
‫سو َءاتِ ِه َما إِنَّب ُ يَ َبراكُم‬ ‫س ُه َما ِليُ ِريَ ُه َما َ‬ ‫ج أَبَ َويكُم ِم َن ال َجنَّ ِة يَن ِ ُ عَن ُه َما ِل َا َ‬ ‫َك َما أَخ َر َ‬
‫ث الَ تَ َرونَ ُهم‪[ ‬األعراف‪.]27 :‬‬ ‫هُ َو َوقَ ِيلُ ُ ِمن َحي ُ‬
‫‪ ..‬باختاار رمها رساالت ت اطو الناس جميعاا‪ ،‬وتقول لئل واحد منهم‪:‬‬
‫أقبل وال ت ي رب ينتظرك‪.‬‬
‫وكامت آخر ههل الرساالت التي أرسلها هللا لبندي البشدر هدي «القدرآو»‪ ،‬قدد جعلهدا‬
‫– سبحامي – بمثابدة الرسدالة ال اتمدة للبشدرية جمعدال‪ ،‬وأرسدلها مدع خيدر رسدلي محمدد‬
‫بن عبد هللا عليي الاالة والسالم‪.‬‬
‫لماذا أن ل هللا القرآن؟!‬
‫رذو قد أمزل هللا عز وجل القرآو ليئوو وسديلة يهتددي النداس مدن خاللهدا رلدى طريقدي‪،‬‬
‫بورا ؤم ِينًبا ‪ ‬فَأ َ َّمبا‬‫اس قَد َعبا َءكُم بُر َهبا ٌن ِمبن َّر ِبكُبم َوأَن َ لنَبا ِإلَبيكُم نُ ً‬ ‫ورلى جنتي ‪‬يَا أَيؤ َها النَّ ُ‬
‫ِيهم إِلَيب ِ ِصب َرا ًطا‬ ‫سيُد ِخلُ ُهم فِي َرح َم ٍة ِمن ُ َوفَضب ٍل َويَهبد ِ‬ ‫ص ُموا بِ ِ فَ َ‬ ‫ِين آ َمنُوا بِالِ َواعتَ َ‬ ‫الَّذ َ‬
‫ؤمستَ ِقي ًما‪[ ‬النسال‪.]175 ،174 :‬‬
‫من يقرأ القرآو يتأكد لديي باألدلة العقلية أو للئوو رل اها واحداا‪ ،‬وأو هدها اإللدي‬
‫‪29‬‬

‫هو هللا سبحامي‪ ،‬وأمي خلقنا وأسئننا األرض لي تبرما‪ ،‬وأو هناك حياة بعد الموت‬
‫ثم حساباا‪ ،‬نعي اما أو عهاباا‪.‬‬
‫وال يئتفي القرآو بهل بل يرسم للناس الطريه المستقيم الموصل للنجداح دي‬
‫ويعر هم بالعقبات التي قد تعترضهم‪ ،‬وبالمنحنيات‬ ‫َّ‬ ‫هها االختبار‪ ،‬وميل رضا هللا‪،‬‬
‫التي قد تُبعدهم‪ ،‬وب َعد َُّوهم الهي يترب بهم‪..‬‬
‫‪ ..‬كل هدها مدن خدالل خطداب ودود يقطدر رحمدة وشدفقة وحنامدا ‪ ..‬خطداب يسدتحث‬
‫الجميدع رلددى سددرعة العدودة رلددى هللا قبددل ددوات األواو‪ :‬اسبت َ ِجي ُوا ِلب َبربِكُم ِمببن قَ ب ِل أَن‬
‫ِين أَسب َبرفُوا َعلَببى‬
‫ِي الَّبذ َ‬ ‫هللا‪[ ‬الشددور ‪ .]47 :‬قُببل يَببا ِع َبباد َ‬ ‫بن ِ‬ ‫يَببأتِ َي يَببو ٌم الَّ َمب َبر َّد لَب ُ ِمب َ‬
‫لبر ِحي ُم‪‬‬ ‫أَنفُ ِس ِهم الَ تَقنَ ُوا ِمن َّرح َم ِة هللاِ إِ َّن هللاَ يَغ ِف ُر الذؤنُو َب َع ِميعًا إِنَّ ُ ُه َبو الغَفُ ُ‬
‫بور ا َّ‬
‫[الزمر‪.]53 :‬‬
‫رمي الحبل المتين الهي أمزلي هللا من السمال لينتشل بي الناس من الضالل ‪..‬‬
‫رمي حبل الود الهي يظهر مد حو هللا لعبادل‪ ،‬وأمي يريد لهم جميعاا ال ير‪.‬‬
‫‪ ..‬ألدم يقدل صددلى هللا عليدي وسددلم‪« :‬أبشبروا‪ ،‬فببإن هبذا القببرآن طرفب بيببد هللا‪،‬‬
‫وطرف ُ بأيديكم‪ ،‬فتمسكوا ب ‪ ،‬فإنكم لن تهلكوا‪ ،‬ولن تضلوا بعده أبدًا»(‪. 1‬‬
‫المعر ة وحدها ال تئفى‪:‬‬
‫ددإو قلددت رو معر ددة طريدده الهددد وحدددها ال تئفددي للسددير يددي‪ ،‬قيددود الشددهوات تقي دد‬
‫القلو‪ ،‬وتجهبي رلدى األرض‪ ،‬ووسداوس الشديطاو وريرالاتدي تثدب اإلمسداو كلمدا هد َّم بفعدل‬
‫ال ير‪.‬‬
‫‪ ...‬معم‪ ،‬هها صحيح معر ة طريه الهد وحدها ال تئفي بل البدد مدن وسديلة‬
‫تعين الناس على السير يي ‪ ..‬البد من دوال يشفي صدورهم‪ ،‬ويُ ل قلوبهم من‬
‫سدديطرة الهددو وحددو الدددميا والتثاقددل رلددى األرض‪ ،‬البددد مددن وجددود مددادة تفجددر‬
‫الطاقات وتولد القوة الدا عة داخل اإلمساو للسير ي طرق الهداية ‪ ..‬وهنا يظهر‬
‫أعظم جامو لمعجزة القرآو أال وهو قدرتي الفدهة علدى الت ييدر والتقدويم لئدل مدن‬
‫يُقبددل عليددي‪ ،‬ويدددخل ددي دائددرة تددأثير معجزتددي وذلد مددن خددالل قددوة تددأثيرل علدى‬
‫المشاعر‪ ،‬يمتزم بها مدلول القناعات العقلية التدي تقددمها اآليدات تادبح ريمامدا‬
‫يستقر ي القلو‪ ،‬ليتم ترجمة هها اإليماو بعد ذل ي صورة عمل وسلوك‪.‬‬
‫القرآو ليس وسيلة للهداية ق بل هو ‪ُ ‬هدًى َو ِ فَا ٌء‪ [ ‬الت‪.]44 :‬‬

‫(‪ 1‬صحيح‪ ،‬روال الطبرامي‪ ،‬وصححي األلبامي ي صحيح الجامع‪ ،‬ح (‪. 34‬‬
‫‪‬‬
‫‪30‬‬

‫‪ ..‬يدددل الندداس علددى الطريدده رلددى هللا‪ ،‬ويأخدده بأيددديهم رليددي‪ ،‬ويئددوو لهددم ددي ذل د‬
‫بين ‪ ‬يَهب ِدي ِبب ِ هللاُ‬ ‫بور َو ِكت َ ٌ‬
‫باب ؤم ِ ٌ‬ ‫بن هللاِ نُ ٌ‬ ‫الطريه معم الااحو األمدين ‪‬قَبد َعبا َءكُم ِم َ‬
‫ور ِب ِإذ ِن ِ َويَهبدِي ِهم ِإلَبى‬ ‫ت ِإلَى النؤ ِ‬ ‫سلَ ِم َويُخ ِر ُع ُهم ِم َن ال ؤإلُ َما ِ‬ ‫َم ِن ات َّ َ َ ِرم َوانَ ُ ُ‬
‫س ُ َل ال َّ‬
‫ِص َراطٍ ؤمست َ ِق ٍيم‪[ ‬المائدة‪.]16 ،15 :‬‬
‫ضدا يقدوم‬ ‫أرأيت ماوصي هللا بي القرآو وأمي ليس بئتاب هدايدة قد بدل رمدي أي ا‬
‫بإخرام الناس من الظلمات رلى النور بإذو هللا؟!‬
‫ومما يؤكد هها المعنى المثال الهي ضربي هللا عز وجل للناس وبديَّن يدي قددرة‬
‫علَبى َع َب ٍل لَّ َرأَيتَب ُ َخا ِ بعًا‬ ‫آن َ‬ ‫القدرآو علددى التدأثير والت ييددر‪ :‬لَبو أَن َ لنَببا َهبذَا القُببر َ‬
‫ون‪[ ‬الحشدر‪:‬‬ ‫ؤمتَص َِدعًا ِمن َخشيَ ِة هللاِ َوتِلكَ األم َا ُل نَض ِربُ َها ِللنَّ ِ‬
‫اس لَعَلَّ ُهم يَتَفَك َُّبر َ‬
‫‪.]21‬‬
‫القرآو هدو الرحمدة العظمدى التدي أرسدلها هللا للبشدرية لتئدوو بمثابدة الوسديلة‬
‫باس قَببد‬‫السدهلة والدددوال النداجع لشددفائها مدن أمراضددها وهدددايتها رليدي ‪‬يَببا أَيؤ َهبا النَّب ُ‬
‫ين‪‬‬ ‫ور َوهُبدًى َو َرح َمبةٌ ِلل ُمبم ِم ِن َ‬ ‫َعا َءتكُم َّمو ِع َإةٌ ِمبن َّر ِبكُبم َو ِ بفَا ٌء ِل َمبا ِفبي الصؤب ُد ِ‬
‫[يومس‪.]57 :‬‬
‫‪ ..‬معدددم – أخدددي – هدددهل هدددي أهدددم وأخطدددر وظيفدددة للقدددرآو‪ ،‬وهدددها هدددو السدددر األعظدددم‬
‫لمعجزتي‪ ،‬ئل آية من آياتدي‪ ،‬وكدل سدورة مدن سدورل‪ ،‬تحمدل مندابع يزيدرة لإليمداو‪ ..‬هدهل‬
‫يتعددرض لهددا مهمددا بل ددت قسددوتي‪،‬‬ ‫المنددابع جدداهزة للتفجددر والتددد ه ددي قلددو أي ش د‬
‫ومهما كامت علَّتي‪.‬‬
‫ددالقرآو ال يستعاددى عليددي – بدددإذو هللا – مددرض مددن األمددراض رال ويشدددفيي وال‬
‫شددبهة أو ظلمددة مددن الظلمددات رال وينيرهددا بنددور هللا الددهي يفدديض ويشددع مددن كددل آياتددي‬
‫وكلماتي‪ ،‬يتبدل حال كل من يتعرض لي تعرضدا مسدتمرا ليادبح ش ادا آخدر تتمثدل‬
‫يي معامي العبودية الحقة‪ ،‬والتعامل الاحيح المتوازو مع كل مت يرات حياتي‪.‬‬

‫القرآن وإغلب مداخل الشي ان‪:‬‬


‫إو قلت‪ :‬وماذا يفعل القرآو ي معركة العبد مع الشيطاو؟!‬
‫جالك الجواب بأو القرآو الهي يعدد بمثابدة الحبدل المتدين يُبعدد َم ْدن يتمسد بدي‬
‫عن دائرة تأثير الشيطاو من خالل أمور كثيرة لعل من أبرزها هو ريالقي لبدا َبي‬
‫الشبهات والشهوات اللهين يدخل منهما الشيطاو على اإلمساو‪.‬‬
‫‪31‬‬

‫ئل شبهة يثيرها الشيطاو تجد الرد المقندع الحاسدم عليهدا دي القدرآو بسدهولة‬
‫ويسر‪ ،‬مهما كامت الشبهة مثل‪ :‬هل للئوو رلي‪ ،‬وهل اسمي هللا‪ .. ،‬هل لدي ولدد؟!‪..‬‬
‫هددل لددي زوجددة؟! هددل لددي شددري ؟! ‪ ..‬هددل هندداك حسدداب بعددد المددوت؟‪ ....‬ددالقرآو‬
‫يفدديض بعشددرات اآليددات التددي تددرد ردا مقنعاددا قاطعاددا علددى مثددل هددهل الشددبهات ‪..‬‬
‫كقولي تعالى ي الرد على شبهة عدم وجود خاله لهها الئوو‪ :‬أَم ُخ ِلقُوا ِمن َ‬
‫غي ِر‬
‫ون‪[ ‬الطور‪.]35 :‬‬ ‫َيءٍ أَم هُ ُم ال َخا ِلقُ َ‬
‫وردل على من أثار شبهة أو القرآو من عند محمد صلى هللا عليي وسلم وليس‬
‫مدددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددن عندددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددد هللا ‪‬أَم‬
‫بن اسبتَ َعتُم ِمبن‬ ‫ت َوادعُبوا َم ِ‬ ‫سب َو ٍر ِم ِلب ِ ُمفتَ َر َيبا ٍ‬ ‫ون افتَ َرا ُه قُبل فَبأتُوا ِب َعش ِبر ُ‬ ‫َيقُولُ َ‬
‫ين ‪ ‬فَب ِإن لَّبم يَسبتَ ِجي ُوا لَكُبم فَباعلَ ُموا أَنَّ َمبا أ ُنب ِ َل ِب ِعل ِبم هللاِ‬ ‫ُون هللاِ إِن كُنتُم صَا ِدقِ َ‬ ‫د ِ‬
‫ون‪[ ‬هود‪.]14 ،13 :‬‬ ‫َوأَن الَّ ِإلَ َ ِإالَّ هُ َو فَ َهل أَنتُم ؤمس ِل ُم َ‬
‫‪ ..‬أمدا علددي إليددالق بدداب الشددهوات يدأتي مددن خددالل تقويددة اإليمدداو‪ ،‬وزيادتددي‬
‫باستمرار ‪ ..‬وكلما ازداد اإليماو مق الهو ‪ ،‬ومن ثم ضعي داعي الهدو دي‬
‫قلو اإلمساو وقوي داعي اإليماو‪ ،‬ليابح السلطاو على القلو لمالحة اإليماو‪،‬‬
‫سبل َ ٌ‬
‫ان‪‬‬ ‫علَبي ِهم ُ‬ ‫س لَبكَ َ‬ ‫يدخل العبد بدهل دي دائدرة قولدي تعدالى‪ِ  :‬إ َّن ِع َبا ِدي لَبي َ‬
‫[الحجر‪ ] 42 :‬أي لديس لد علدى قلدوبهم سدلطاو بسدبو تمئدن اإليمداو منهدا‪ ،‬وال‬
‫علَبي ِهم آيَاتُب ُ‬ ‫يوجد مثدل القدرآو دي قدرتدي الفدهة علدى زيدادة اإليمداو ‪َ ‬وإِذَا ت ُ ِليَبت َ‬
‫َمادَت ُهم إِي َمانًا‪[ ‬األمفال‪.]2 :‬‬
‫وكيي ال يئوو القرآو كهل ‪ ،‬والهي أمزلي هو الهي خله اإلمساو ويعلم ما توسوس‬
‫ت‬
‫اوا ِ‬
‫سب َم َ‬ ‫بي مفسي‪ ،‬ومن ث َّم هو يعرف دالل ودوالل ‪‬قُل أَن َ لَب ُ الَّبذِي يَعلَب ُم الس َّ‬
‫ِبر ِفبي ال َّ‬
‫ض‪[ ‬الفرقاو‪.]6 :‬‬ ‫َواألَر ِ‬
‫رمددددي الدددددوال الربددددامي ‪‬قَببببد َعببببا َءتكُم َّمو ِع َإببببةٌ ِمببببن َّربِ ُكببببم َو ِ ببببفَا ٌء ِل َمببببا فِببببي‬
‫ُور‪[‬يومس‪.]57 :‬‬ ‫صد ِ‬ ‫ال ؤ‬
‫يقددول عبددد هللا بددن مسددعود‪ :‬رو هددها الاددراط محتضددر تحضددرل الشددياطين‪،‬‬
‫يقولوو‪َ :‬هلُ َّم يا عبد هللا‪ ،‬ليادوا عن سبيل هللا‪ ،‬عليئم بئتاب هللا إمي حبل هللا(‪. 1‬‬
‫ابن القيم وتجربتي مع القرآو‪:‬‬
‫ولإلمام ابن القيم كالم مفيس يؤكد قدرة القرآو الفهة – بإذو هللا – على ريالق‬

‫‪.75‬‬ ‫(‪ 1‬ضائل القرآو ألبي عبيد‬


‫‪‬‬
‫‪32‬‬

‫بابي الشبهات والشهوات أمام الشيطاو يقول‪:‬‬


‫جمددداع أمدددراض القلدددو هدددي أمدددراض الشدددبهات والشدددهوات‪ ،‬والقدددرآو شدددفال‬
‫للنوعين‪.‬‬
‫فيي من البينات والبراهين القاطعة ما يبين الحه من الباطل‪ ،‬تدزول أمدراض‬
‫الشددبهات المفسدددة للعلددم والتاددور واإلدراك‪ ،‬بحيددث يددر األشدديال علددى مدا هددي‬
‫عليي ‪...‬‬
‫ولدديس تحددت أديددم السددمال كتدداب متضددمن للبددراهين علددى التوحيددد‪ ،‬ورثبددات‬
‫الاددفات‪ ،‬ورثبددات المعدداد والنبددوات‪ ،‬ورد الن َحددل الباطلددة‪ ،‬واآلرال الفاسدددة مثددل‬
‫القرآو‪.‬‬
‫إمددي كفيددل بددهل كلددي‪ ،‬متضددمن لددي علددى أتددم الوجددول وأحسددنها‪ ،‬وأقربهددا رل دى‬
‫العقدول‪ ،‬وأ اددحها بيامددا‪ ...‬وأحسددن مددا عنددد المتئلمددين وييددرهم هددو ددي القددرآو‬
‫تفسيرا‪ ،‬ليس عندهم رال التئلي والتطويل والتعقيد‪.‬‬ ‫ا‬ ‫تقريرا‪ ،‬وأحسن‬
‫ا‬ ‫أصح‬
‫‪ ..‬ولقد تأملت الطدرق الئالميدة‪ ،‬والمنداهج الفلسدفية‪ ،‬مدا رأيتهدا تشدفي علديال‪،‬‬
‫جددرب مثددل‬‫وال تددرو يلدديال‪ ،‬ورأيددت أقددرب الطددرق طريقددة القددرآو ‪ ..‬ومددن َّ‬
‫تجربتي عرف مثل معر تي‪.‬‬
‫إصل انرادة‪:‬‬
‫أمددا شددفاؤل لمددرض الشددهوات‪ ،‬ددهل لمددا يددي مددن الحئمددة والموعظددة الحسددنة‬
‫بالترييددو والترهيددو‪ ،‬والتزهيددد ددي الدددميا‪ ،‬والترييددو ددي اآلخددرة‪ ،‬واألمثددال‬
‫والقا التي يها أمواع العبر واالستباار‪ ،‬يريو القلدو السدليم يمدا ينفعدي‪،‬‬
‫ضا لل ي‪...‬‬ ‫ويريو عما يضرل‪ ،‬ياير القلو مح ابا للرشد‪ ،‬مب ا‬
‫القرآو مزيل ل مدراض الموجبدة لدإلرادات الفاسددة‪ ،‬يادلح القلدو‪ ،‬تادلح‬
‫ررادتي‪ ،‬ويعود رلى طرتي التي ُطر عليها‪ ،‬تالح أ عالدي االختياريدة الئسدبية ‪..‬‬
‫ياير بحيث ال يقبل رال الحه‪ ،‬كما أو الطفل ال يقبل رال اللبن(‪. 1‬‬
‫‪ ..‬لهل إو القرآو للقلوب‪ ،‬كال يدث لد رض‪ ،‬هدو ينبدت يهدا اإليمداو كمدا ينبدت المدال‬
‫الزرع‪.‬‬
‫وباسددتمرار تعددرض القلدددوب للقددرآو يدددزداد اإليمدداو‪ ،‬وتقدددو اإلرادة‪ ،‬وياددلح القلدددو‬

‫(‪ 1‬رياثة اللهفاو ي ماايد الشيطاو‪ 75 – 73/1 :‬باختاار‪.‬‬


‫‪33‬‬

‫حتى ياير كما قال صلى هللا عليي وسلم‪« :‬أببيض م بل الصبفا‪ ،‬ال تضبره فتنبة مبا دامبت‬
‫السماوات واألرض»(‪. 1‬‬
‫‪ ..‬هها القلو هو القلدو السدليم الدهي لديس للشديطاو سدلطاو عليدي لتحدررل مدن‬
‫سيطرة الهو ‪.‬‬
‫‪ ..‬معددم‪ ،‬سدديئوو للشدديطاو بعددض اللَّمددات ولئددن سددرعاو مددا يفيدده منهددا القلددو‪،‬‬
‫ان تَذَك َُّروا فَب ِإذَا‬
‫شي َ ِ‬ ‫ِين اتَّقَوا ِإذَا َم َّ‬
‫س ُهم َطا ِئ ٌ‬
‫ف ِم َن ال َّ‬ ‫وتعود رليي بايرتي‪ِ  :‬إ َّن الَّذ َ‬
‫ون‪[ ‬األعراف‪.]201 :‬‬ ‫هُم ؤم ِص ُر َ‬
‫***‬

‫(‪ 1‬روال مسلم‪ ،‬واإلمام أحمد وأوردل األلبامي ي صحيح الجامع‪ ،‬ح (‪. 2960‬‬
‫الفصل ال الث‬

‫رو القلوب وقوتها‬


‫‪35‬‬

‫رو القلوب وقوتها‬


‫من عجائو القرآو أمي ميسر للجميع‪ ،‬ال يحتام رلى عقليدة خاصدة‪ ،‬أو طقدوس‬
‫معينة‪ ،‬أو أماكن محددة‪ ،‬أو أزمنة بعينها للتعامل معي‪.‬‬
‫هو متاح ي كل الظدروف واألحدوال ‪ ..‬ي اطدو العامدة وال اصدة‪ ،‬والعلمدال‬
‫واألميددين‪ ،‬والرجددل والمددرأة‪ ،‬يُحدددث ددي الجميددع أثددرل العظدديم‪ ،‬ويمددد القلددوب‬
‫بالروح‪ ،‬ويفجر منابع ريمامي يها‪ ،‬ي رجها من الظلمدات رلدى الندور‪ ،‬ومدن يلبدة‬
‫الهو رلى يلبة اإليماو‪.‬‬
‫‪ ..‬رمي كالشمس تسع الجميع بضيائها وأثرهدا ود ئهدا‪ ،‬ويزيدد عدن شدمس الددميا‬
‫بأو شمسي ال ت رب‪ ،‬ومورل ال يأ ل‪.‬‬
‫وكما أو شمس الدميا ال تؤثر رال يمن يتعرض لهداض كدهل القدرآو ال يدؤثر رال‬
‫ين ‪ِ ‬ل َمبببببن َبببببا َء ِمبببببنكُم أَن‬
‫ببببر ِللعَبببببالَ ِم َ‬ ‫ددددديمن يتعدددددرض لدددددي ‪‬إِن هُب َ‬
‫ببببو إِالَّ ذِكب ٌ‬
‫يَستَ ِقي َم‪[‬التئوير‪.]28 ،27:‬‬
‫وال يعني أبداا عدم رؤيدة الدبعض للشدمس بسدبو ال يدوم والسدحو‪ ..‬أمهدا ييدر‬
‫موجودة‪ ،‬أو أو تأثير وجودها ال يعددو ذلد الضدول ال ا دت الم دتل بالضدباب‪،‬‬
‫والهي تاعو معي الرؤية‪..‬‬
‫‪ ..‬كهل القدرآو‪ ،‬معجزتدي موجدودة ومحفوظدة بحفد هللا لهدا‪ ،‬ويظدل تأثيرهدا‬
‫الفه يعمل ويعمل حتى قيام الساعة‪ ،‬إو حالت ال ُحجو بيننا وبينها‪ ،‬ورو أصبحت‬
‫تل ال ُحجو بعضها وق بعض‪ ،‬رال أو ذل ال ينب ي أو يئوو مددعاة لالستسدالم‬
‫ل مر الواقع‪ ،‬والظن بدأو هدها هدو الوضدع الطبيعدي للقدرآو‪ ،‬بدل عليندا أو مجتهدد‬
‫ومجتهد ي الوصول رلى دائرة التأثير المباشر لتل المعجزة‪.‬‬
‫ومما يدعو ل سي أو طول أمد بعدما عنها‪ ،‬مع رلفنا لهل الوضع‪ ،‬جعلنا مئاد‬
‫مادرا متفرداا هاا للتأثير الدائم‪ ،‬والت يير الحقيقي‪.‬‬
‫ا‬ ‫ال مادق بئومها‬
‫مددن هنددا تظهددر الحاجددة للتددهكير بأهميددة هددهل المعجددزة والسددر األعظددم يهددا‪،‬‬
‫ومظاهر تأثيرها ليئوو ذل دا اعا يد عنا للبحدث الجداد عدن كيفيدة الوصدول رليهدا‬
‫واالمتفاع بها‪.‬‬
‫رو تسرى في القلوب‪:‬‬
‫من أهم األوصاف التي وصي بها القرآو أمي‪« :‬روح» ‪َ ‬وكَبذَ ِلكَ أَو َحينَبا ِإ َليبكَ‬
‫ُرو ًحا ِمن أَم ِرنَا‪[ ‬الشور ‪.]52 :‬‬
‫‪‬‬
‫‪36‬‬

‫أهمية وجدودل دي القلدو وتدأثيرل عليدي‪ ،‬كأهميدة الدروح بالنسدبة للجسدد ‪ ..‬بدل‬
‫يزيددد باعتبددار أو األجسدداد رلددى زوال‪ ،‬وأو القلددو هددو محددل مظددر هللا عددز وجددل‪،‬‬
‫وعلى قدر سالمتي وصحتي تئوو االستقامة ي الدميا‪ ،‬والنجداة يدوم القيامدة ‪‬يَبو َم‬
‫س ِل ٍيم‪[ ‬الشعرال‪.]89 ،88 :‬‬ ‫ون ‪ ‬إِالَّ َمن أَتَى هللاَ بِقَل ٍ‬
‫ب َ‬ ‫الَ يَنفَ ُ َما ٌل َوالَ بَنُ َ‬
‫لهل ال ي طي من يقول بأو من يقرأ القرآو ويُحسن التعرض لتأثير آياتي يجد‬
‫مفسي وكأمي يتعامل مع «كائن حي يتحرك وينطه ‪ ..‬لي مشداعر‪ ،‬يفدرح ويحدزو‪،‬‬
‫يرضى وي ضو ‪ ..‬ينتقل بدين سدور القدرآو تتحدرك بهدا مشداعرل ‪ ..‬هدهل سدورة‬
‫تثير يي مشاعر الثقة واالعتزاز‪ ،‬وتل سورة تثير يدي مشداعر ال يدرة‪ ،‬وأخدر‬
‫تثير يي مشاعر ال ضو هلل‪ ،‬وتل سورة تثير يي مشاعر األحدزاو‪ ،‬وهئدها‪»....‬‬
‫(‪1‬‬

‫رمي لديس كتا ابدا حسدو‪ ،‬ولديس دوال حسدو‪ .‬رمدي شديل متفدرد ال يمئدن ردراك‬
‫كنهي وقدرتي الفدهة علدى العمدل دي ذات اإلمسداو ‪ ..‬رمدي ‪-‬كمدا يقدول سديد قطدو‪:-‬‬
‫يزيددل ال شدداوة‪ ،‬ويفددتح النوا دده‪ ،‬ويسددئو النددور‪ ،‬ويحددرك المشدداعر‪ ،‬ويسددتجي‬
‫القلوب‪ ،‬وي ل الضمير‪ ،‬وينشي حياة للروح تنبض بها وتشرق وتستنير(‪.. 2‬‬
‫من دخل في فهو آمن‪:‬‬
‫رو القرآو كما يقول عبدد هللا بدن مسدعود رضدي هللا عندي‪ :‬مأدبدة هللا عدز وجدل‬
‫(‪3‬‬
‫من دخل يي هو آمن‬
‫وكيي ال‪ ،‬والهي يتلدول حده تالوتدي يشدعر بأمدي (يعدي حيداة مابضدة دي عدالم‬
‫آخر يير الهي يعي يي‪ ..‬يدرك أو روحا تسر يي‪.‬‬
‫‪ ..‬يحددس مددن يقددرأ ددي القددرآو متددنقالا بددين آياتددي وسددورل أمددي يعددي ددي قري دة‬
‫ص يرة‪ ،‬يجمعها مئاو واحد‪ ،‬هي ههل المعمورة ريم اتسداعها‪ ..‬ويئتنفهدا زمداو‬
‫واحد من لدو آدم حتى قيام الساعة‪.‬‬
‫‪ ..‬ماو مفتوحة أمامها الطريه‪ ،‬ال يحددها زمداو‪ ،‬وال يقيددها مئداو‪ ،‬تلقدى‬
‫تعاليمهددا لهددها اإلمسدداو الددهي ال تت يددر مشدداعرل وجوامبددي النفسددية وميولددي علددى‬
‫اختالف الزماو‪.‬‬
‫‪ ..‬هئها يجد كل رمساو يي ب يتي ‪ ..‬يُقبل عليي المهموم ليجد يدي بلسدمي‪ ،‬ويقبدل‬

‫(‪ 1‬التعبير القرآمي والداللة النفسية‪.222 /‬‬


‫(‪ 2‬ي ظالل القرآو ‪.3297 /6‬‬
‫(‪ 3‬أخرجي القريابي ي ضائل القرآو رقم (‪. 59‬‬
‫‪37‬‬

‫عليي المحزوو ليجد يي سدلوتي‪ ،‬ويقبدل عليدي العدالم ليجدد يدي طلبدي‪ ،‬ويقبدل عليدي‬
‫الهارب من قيود الحياة الرتيبة ليجد يدي خلوتدي ‪ ..‬يُقبدل عليدي الضدال التائدي ليجدد‬
‫ضدالتي‪ ،‬هددو – كمددا ورد ددي وصددفي – مأدبددة هللا‪ ،‬كددل رمسدداو يأخدده منددي حاجتددي‪،‬‬
‫ويجد يي قناعتي ومتعتي وسلوتي (‪.. 1‬‬
‫و وق كل هها‪ ...‬تل الطاقة الروحية التدي يولددها دي مفدس مدن يُقبدل عليدي ‪..‬‬
‫يقول محمد ريد وجدي‪ :‬رو ي القرآو طاقة روحية هائلة ذات تأثير بالس الشدأو‬
‫ددي مفددس اإلمسدداو‪ ،‬هددو يهددز وجدامددي‪ ،‬ويرهددي أحاسيسددي ومشدداعرل‪ ،‬وياددقل‬
‫روحي‪ ،‬ويوق ردراكي وتفئيرل(‪.. 2‬‬
‫‪ ..‬رمددي يثيددر العواطددي ويددوق العقددول ددي وقددت واحددد‪ ،‬وبعددد االقتندداع يطمددئن‬
‫العقل ويهدأ اإلحساس‪ ،‬ويشعر اإلمساو بنشوة الفرح واالرتياح(‪. 3‬‬
‫تأثير يُدرم وال يمكن وصف ‪:‬‬
‫يقول محمد ريد وجدي‪ :‬لما كاو القرآو روحا من أمر هللا ال جدرم كامدت لدي‬
‫روحاميددة خاصددة هددي عندددما جهددة رعجددازل‪ ،‬والسددبو األكبددر ددي امقطدداع اإلمددس‬
‫والجن عن محاكاة أقار سورة من سورل‪ ،‬وارتعاد رائ الاناديد والجبابرة‬
‫عند سماعي(‪. 4‬‬
‫صا يشعر بي كل من يواجي ماو القرآو ابتدا الا‬ ‫سرا خا ا‬
‫(رو ي هها القرآو ا‬
‫دي عبدارات‬ ‫قبل أو يبحث عن مواضع اإلعجاز يي‪ ،‬رمي يشدعر بسدلطاو خدا‬
‫هها القرآو‪.‬‬
‫‪ ..‬يشعر أو هنال شيئاا ما ورال المعامي التي يددركها العقدل مدن التعبيدر‪ ،‬وأو‬
‫عنادرا ينسدئو دي الحدس بمجدرد االسدتماع لهدها القدرآو‪ ،‬يدركدي بعدض‬ ‫ا‬ ‫هنالد‬
‫ضدا‪ ،‬ولئنددي علددى كددل موجددود ‪ ..‬هددها‬ ‫النداس واضد احا‪ ،‬ويدركددي بعددض الندداس يام ا‬
‫العنار الهي ينسئو ي الحس‪ ،‬ياعو تحديد مادرل‪ :‬أهو العبارة ذاتها؟ أهو‬
‫المعنى الئامن يها؟‬
‫أهو الاور والظالل التي تشدعها؟ أهدو اإليقداع القرآمدي ال دا المتميدز مدن‬
‫ريقاع سائر القول الماوغ من الل دة؟ أهدي هدهل العناصدر كلهدا مجتمعدة؟ أم أمهدا‬
‫تشمل ما تقدم وشيئاا آخر ورالها يير محدود!‬

‫التعبير القرآمي والداللة النفسية ‪.225 ،224 :‬‬ ‫(‪1‬‬


‫التعبير القرآمي والداللة النفسدية‪ 111 /‬مقدالا عدن دائدرة معدارف القدرو العشدرين لمحمدد ريدد وجددي‬ ‫(‪2‬‬
‫‪.679/7‬‬
‫المادر السابه‪.136 /‬‬ ‫(‪3‬‬
‫المادر السابه ‪.109/‬‬ ‫(‪4‬‬
‫‪‬‬
‫‪38‬‬

‫ذلد سددر مدودع ددي كددل مد قرآمددي يشددعر بدي كددل مددن يواجدي ماددو هددها‬
‫القرآو ابتدا ال ثم تأتي ورالل األسرار المدركة بالتددبر والنظدر والتفئيدر دي بندال‬
‫القرآو كلي (‪. 1‬‬
‫‪ ..‬ددالقرآو لددي سددلطاو الجددالل والمهابددة يسددتولى علددى قلددوب الم دداطبين‬
‫استيال ال (كالقهر وما هو بالقهر‪ ،‬لي عل ي القلوب كالسحر وما هدو بالسدحر‪،‬‬
‫ال ي ت ذل باألماار دوو ال اوم‪ ،‬وال بمحالفيي دوو م الفيي‪ ،‬بل ي دزو‬
‫القلو من حيث ال يمئن لااحبي رد‪ ،‬ويؤثر يي من حيدث ال يمئدن د دع‪ ،‬أثدر‬
‫ي األعدال كما أثر ي األتباع (‪. 2‬‬
‫من مإاهر تأثير القرآن‪:‬‬
‫ضدا مددن مظدداهر تددأثيرل ددي اآلخددرين‪ ،‬ولددم يقاددر‬ ‫ولقددد وصددي لنددا القددرآو بع ا‬
‫القددرآو هددها التددأثي ر علددى البشددر ق د بددل مجدددل قددد تعددداهم رلددى الجددن‪ ،‬بددل ورل دى‬
‫الجماد‪..‬‬
‫ولئن كنا ال مستطيع ردراك سر تأثير القرآو وكيفيدة عملدي دي داخدل الفدرد رال‬
‫أمنا يمئن أو مدرك بعضا من أبعادل من خالل متائج ومظاهر هها التأثير‪.‬‬
‫خشو الج ال وتصدعها‪:‬‬
‫(لقد بلدس مدن شدأو القدرآو وعظمتدي وشددة تدأثيرل أمدي لدو أُمدزل علدى جبدل مدن‬
‫الجبددال‪ ،‬و ُجعددل لددي عقددل كمددا ُجعددل للبشددر‪ ،‬لرأيددت الجبددل – مددع كومددي ددي يايددة‬
‫القسوة والاالبة – خاشعاا متاد اعا من خشية هللا كما قال تعالى‪ :‬لَو أَن َ لنَا َهذَا‬
‫علَببى َع َب ٍل لَّ َرأَيتَب ُ َخا ِ بعًا ؤمتَ َ‬
‫صب ِبدعًا ِمببن َخش بيَ ِة هللاِ‪[ ‬الحشددر‪ ]21 :‬أي‪:‬‬ ‫آن َ‬‫القُببر َ‬
‫التَّع الجبل وتادَّع ص ُرل من شدة تأثرل من خشية هللا‪.‬‬
‫فدي هدها بيداو حقيقدة تدأثير القدرآو و عاليتدي دي الم لوقدات‪ ،‬ولدو كامدت جدبالا‬
‫حجرا أص اما‪..‬‬ ‫ا‬ ‫أش اما‪ ،‬أو‬
‫ضددرب التادددع مددثالا لشدددة االمفعددال والتددأثير‪ ،‬ألو منتهددى تددأثر األجسددام‬ ‫و ُ‬
‫(‪3‬‬
‫الالبة أو تنشه وتتادع‪ ،‬وال يحال ذل بسهولة ‪.‬‬
‫ويعله سيد قطو على ههل اآلية يقول‪ :‬هي صورة تمثل الحقيقة‪:‬‬
‫وأثدرا مزلدزالا ال يثبدت لدي شديل يتلقدال بحقيقتدي‬ ‫ا‬ ‫إو لهها القرآو لثقالا وسدلطاماا‬

‫(‪ 1‬ي ظالل القرآو ‪.3399/6‬‬


‫(‪ 2‬التعبير القرآمي والداللة النفسية ‪.128‬‬
‫(‪ 3‬عظمة القرآو للدوسري‪.72 ،71 /‬‬
‫‪39‬‬

‫والهين أحسوا شيئاا من مس القرآو ي كيامهم يتهوقوو ههل الحقيقة تهوقا ال يعبر‬
‫عني رال هها الن القرآمي المشع الموحي(‪. 1‬‬
‫القشعريرة والسجود‪:‬‬
‫إو كاو الجبل سيندك رذا ما استقبل القرآو‪ ،‬كهل إو القلوب المؤمندة ت شدع‬
‫هزا عنيفادا عندد اسدتقبالي‪ ،‬ولقدد وصدي لندا القدرآو بعضدا مدن مظداهر هدها‬ ‫وتهتز ا‬
‫التأثير‪:‬‬
‫ث ِكتَابًبا ؤمتَشَبابِ ًها َّم َبانِ َي تَقشَب ِع ؤر‬
‫بن ال َحبدِي ِ‬ ‫س َ‬‫من ذل قولي تعالى‪ :‬هللاُ نَب َّ َل أَح َ‬
‫ِين يَخشَو َن َربَّ ُهم ث ُ َّم تَ ِلينُ ُعلُو ُدهُم َوقُلُوبُ ُهم إِلَبى ذِك ِبر هللاِ‪[ ‬الزمدر‪:‬‬ ‫ِمن ُ ُعلُو ُد الَّذ َ‬
‫‪.]23‬‬
‫القلو يتأثر ويلين‪ ،‬والجلد يقشعر ويلين ‪ ..‬وما هها رال داللة على األثدر الدهي‬
‫أحدثي القرآو ي القلو‪ ،‬والهزة العنيفة التي حدثت للمشاعر‪.‬‬
‫وليس ذل حسو‪ ،‬بل رو المؤمن الهي يتلو اآليات ويعي معها يجد قلبي وقد‬
‫استولت عليي مشاعر التعظيم والمهابدة واإلجدالل هلل عدز وجدل‪ ،‬وال يسدتطيع أو‬
‫يسيطر على ههل المشاعر تجدل يسجد بتلقائية لربدي رجدالالا وخشدية ومهابدة ‪‬إِ َّن‬
‫ون‬ ‫سب َّجدًا ‪َ ‬ويَقُولُب َ‬ ‫علَبي ِهم يَ ِخ ؤبرو َن ِلألذقَبا ِن ُ‬ ‫ِين أُوتُوا ال ِعلب َم ِمبن قَ ِلب ِ إِذَا يُتلَبى َ‬ ‫الَّذ َ‬
‫بون َويَ ِ ي ب ُدهُم‬
‫بان يَ ُكب َ‬ ‫ون ِلألذقَب ِ‬‫بان َوع ب ُد َر ِبنَببا لَ َمفعُببوالً ‪َ ‬ويَ ِخب ؤبر َ‬
‫ان َر ِبنَببا ِإن َكب َ‬ ‫سب َح َ‬‫ُ‬
‫ُخشُوعًا‪[ ‬اإلسرال‪.]109 ،107 :‬‬
‫الحدال المتوقددع لمدن يسددتقبل القددرآو اسدتقباالا صددحي احا قولدي تعددالى‪ :‬إِذَا تُتلَببى‬
‫س َّجدًا َوبُ ِكيًّا‪[ ‬مريم‪.]58 :‬‬ ‫الرح َم ِن َخ ؤروا ُ‬ ‫علَي ِهم آيَاتُ َّ‬ ‫َ‬
‫إو لم يااحو البدو القلو ي سجودل‪ ،‬اكتفى القلو بالسجود وحدل من خالل‬
‫وجلي واهتزازل وهبوطي خشو اعا لربي‪.‬‬
‫وممددا يلفدددت االمتبدددال أو هللا عدددز وجدددل قدددد ذ َّم الئدددا رين لعددددم سدددجودهم عندددد سدددماعهم‬
‫ُون‪[ ‬االمشدقاق‪،20 :‬‬ ‫بون ‪َ ‬وإِذَا قُ ِبرى َء َعلَبي ِه ُم القُبرآ ُن الَ يَسب ُجد َ‬‫للقدرآو ‪‬فَ َما لَ ُهم الَ يُم ِمنُ َ‬
‫‪.]21‬‬
‫وكددأو الحددال الطبيعددي لإلمسدداو عنددد سددماعي للقددرآو هددو السددجود لشدددة تددأثير‬
‫القرآو على المشاعر والقلوب ‪..‬‬
‫وليست ههل االمفعاالت وما يااحبها مدن قشدعريرة ووجدل وخشدوع وسدجود‬

‫(‪ 1‬ي ظالل القرآو ‪.3532/6‬‬


‫‪‬‬
‫‪40‬‬

‫ا تراضات مظرية أو أحوال مثالية يد هكرها لندا القدرآو مدن بداب التحفيدز‪ ،‬بدل لقدد‬
‫كثيرا ي الجيل األول‪ ،‬وال تدزال تتئدرر ورو كامدت أقدل بئثيدر‬ ‫تئررت صورها ا‬
‫مدن الماضددي ألسددباب عديدددة لدديس منهددا أبدداا قددداو القددرآو ل اصددية تددأثيرل علددى‬
‫القلددوب‪ ،‬ددالمعجزة القرآميددة ال زالددت وسددتظل تعمددل حتددى قيددام السدداعة‪ ،‬هددي‬
‫محفوظددة بحف د هللا ‪ ..‬هددهل (هددومي التددي مشددأت ددي أسددرة امجليزيددة مسدديحية‪،‬‬
‫وش فت بالفلسفة ثم سا رت رلى كندا إلكمال دراسدتها‪ ،‬وهنداك دي الجامعدة أتديح‬
‫لها أو تتعرف على اإلسالم‪ ،‬وأو تنتهي رليي ‪ ..‬تقدول (هدومي واصدفة حالهدا مدع‬
‫لقالاتها األولى بالقرآو‪:‬‬
‫‪ ...‬لن أست ي مهما حاولت‪ ،‬أن أصف األثر الذي ترك القرآن في قل ي‪ ،‬فلم‬
‫أكد أنتهي من قراءة السورة ال ال ة من القرآن حتى وعدتني ساعدة لخالق هذا‬
‫الكون‪ ،‬فكانت هذه أول صلة لي في انسلم ‪. 1( »...‬‬
‫(وهها األديو الشاعر (مقوال حنا يعترف بروعة القرآو‪ ،‬و تدأثيرل البدالس دي‬
‫القلوب‪ ،‬يقول ي تقدمتي لقايدتي الرائعة (من وحي القرآو ‪:‬‬
‫«قددرأت القددرآو ددأذهلني‪ ،‬وتعمقددت يددي فتننددي‪ ،‬ثددم أعدددت القددرالة منددت ‪..‬‬
‫وكيي ال أؤمن ومعجزة القرآو بين يدي أمظرها وأحسها كل حدين‪ ،‬هدي معجدزة‬
‫ال كبقية المعجزات ‪ ..‬معجزة رلهية خالدة تدل بنفسها عن مفسها‪ ،‬وليسدت بحاجدة‬
‫لمن يحدث عنها أو يبشر بها»(‪. 2‬‬

‫أعي وا داعي هللا‪:‬‬


‫ومن مظاهر تأثير القرآو‪ ،‬والتي حدثتنا عنها اآليات‪ ،‬ما حدث لمجموعدة مدن‬
‫الجن حينما استمعوا رلى آيات من القرآو ئاو أول رد عدل لهدم أو قدال بعضدهم‬
‫لبعض‪:‬‬
‫(أماتوا ولم يقولوا (اسمعوا قد أدهشهم ال طاب‪ ،‬وسيطر علديهم‪ ،‬تدأثروا‬
‫تأثرا بال اا‪ ،‬وكامت النتيجة السريعة لهدها التدأثر هدو الريبدة الجار دة بتبليدس مدا‬ ‫بي ا‬
‫بن‬‫بن ال ِجب ِ‬‫صب َبرفنَا إِلَيببكَ نَفَب ًبرا ِمب َ‬
‫همددول مددن ح دو ال طدداب القرآمددي لقددومهم ‪َ ‬وإِذ َ‬
‫بي َولَّببوا ِإلَببى قَببو ِم ِهم‬ ‫ضب ُبرو ُه قَببالُوا أَن ِص بتُوا فَلَ َّمببا قُ ِضب َ‬
‫آن فَلَ َّمببا َح َ‬
‫ون القُببر َ‬
‫يَس بتَ ِمعُ َ‬
‫سبى ُمص َِبدقًا ِل َمبا بَبي َن‬ ‫س ِمعنَا ِكتَابًا أُنب ِ َل ِمبن بَعب ِد ُمو َ‬ ‫ين ‪ ‬قَالُوا يَا قَو َمنَا إِنَّا َ‬
‫ؤمنذ ِِر َ‬
‫آمنُبوا‬ ‫هللا َو ِ‬
‫بي ِ‬ ‫يق ؤمستَ ِق ٍيم ‪َ ‬يا قَو َمنَبا أَ ِعي ُبوا دَا ِع َ‬ ‫ق َو ِإلَى َط ِر ٍ‬ ‫َيدَي ِ َيهدِي ِإلَى ال َح ِ‬

‫‪.287‬‬ ‫(‪ 1‬قالوا عن القرآو لعماد الدين خليل ملحه لئتاب رشارات اإلعجاز للنورسي‬
‫(‪ 2‬مظرية اإلعجاز القرآمي‪ 110 /‬د‪ .‬أحمد سيد محمد عمار‪.‬‬
‫‪41‬‬

‫ب أَ ِل ٍيم‪[ ‬األحقاف‪.]31 -29 :‬‬ ‫عذَا ٍ‬‫ِب ِ َيغ ِفر لَكُم ِمن ذُنُو ِبكُم َويُ ِجركُم ِمن َ‬
‫اآلي دات كمددا يقددول ‪-‬سدديد قطددو‪ -‬تاددور األثددر الددهي امطبددع ددي قلددوبهم مددن‬
‫اإل ماات للقرآو‪ ،‬قد استمعول صامتين منتبهين حتى النهاية‪ .‬لما امتهدت الدتالوة‬
‫لم يلبثوا أو سارعوا رلى قومهم‪ ،‬وقد حملت مفوسهم ومشاعرهم مني مدا ال تطيده‬
‫السئوت عليي‪ ،‬أو التلئؤ ي رباليي واإلمهار بي‪ .‬وهي حالة من امت حسي بشيل‬
‫جديد‪ ،‬وحفلت مشاعرل بمدؤثر قداهر يدالب‪ ،‬يد عدي د عدا رلدى الحركدة واالحتفدال‬
‫بشأمي ورباليي لآلخرين بجد واهتمام(‪. 1‬‬
‫تأثير القرآن على مشركي مكة‪:‬‬
‫ترو لنا كتو السيرة‪ :‬أو أبا سفياو بن حرب‪ ،‬وأبا جهدل – عمدرو بدن هشدام‬
‫– واألخنس بن شريه‪ ،‬خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول هللا صلى هللا عليي وسلم‬
‫وهو يالي من الليل ي بيتي‪ ،‬أخه كل منهم مجلسدا يسدتمع يدي‪ ،‬وكدل ال يعدرف‬
‫بمئددداو صددداحبي‪ ،‬بددداتوا يسدددتمعوو لدددي‪ ،‬حتدددى رذا طلدددع الفجدددر تفرقدددوا‪ ،‬جمعهدددم‬
‫الطريه‪ ،‬تالوموا قدائلين‪ :‬لدو رآكدم بعدض سدفهائئم ألوقعدتم دي مفسدي شديئاا‪ ،‬ثدم‬
‫امار وا حتى رذا كامت الليلة الثامية‪ ،‬عاد كل رجل رلى مجلسي‪ ،‬باتوا يستمعوو‬
‫لي‪ ،‬حتى رذا طلع الفجر تفرقوا‪ ،‬جمعهدم الطريده‪ ،‬قدال بعضدهم لدبعض مثدل مدا‬
‫قالوا أول مدرة‪ ،‬ثدم امادر وا‪ ،‬حتدى رذا كامدت الليلدة الثالثدة‪ ،‬أخده كدل رجدل مدنهم‬
‫مجلسي‪ ،‬باتوا يستمعوو لي حتى رذا طلع الفجدر تفرقدوا‪ ،‬جمعهدم الطريده‪ ،‬قدال‬
‫بعضهم لبعض‪ :‬ال مبرح حتى متعاهد أال معود‪ ،‬تعاهدوا على ذل ثم تفرقوا»(‪. 2‬‬
‫‪ ..‬ما الهي د عهم لهل ؟!‬
‫رمي التأثير القوي للقرآو على قلوبهم‪ ،‬والهي لم يجعلهدم يسدتطيعوو (السديطرة‬
‫على أمفسهم التواقة لالسدتماع رليدي‪ ،‬عدادوا ريدم تعاهددهم علدى عددم العدودة رلدى‬
‫سماعي (‪. 3‬‬
‫ولهددها خشددوا مددن هددها التددأثير علددى عبيدددهم وسددائر الندداس « لددو رآكددم بعددض‬
‫سفهائئم ألوقعتم ي مفسي شيئاا»‪.‬‬
‫الوليد بن المغيرة‪:‬‬
‫سمع الوليد بن الم يرة شيئاا من القرآو ئأمما رق لي قالت قدري ‪ :‬صدبأ وهللا‬
‫الوليد‪ ،‬ولتابوو قري كلها‪.‬‬

‫(‪ 1‬ي ظالل القرآو ‪.3273/6‬‬


‫(‪ 2‬السيرة النبوية البن هشام ‪.193 ،192/1‬‬
‫(‪ 3‬التعبير القرآمي ‪.114/‬‬
‫‪‬‬
‫‪42‬‬

‫أو دوا رليي أبا جهل يثير كبريالل واعتزازل بنسبي ومالي ويطلو مني أو يقول‬
‫ي القرآو قوالا يعلم بي قومي أمي لي كارل‪.‬‬
‫قال‪ « :‬ماذا أقول يي؟ وهللا ما منئم رجدل أعلدم مندي بالشدعر وال برجدزل وال‬
‫بقايدل‪ ،‬وال بأشعار الجن‪ .‬وهللا ما يشبي الهي يقولي شيئاا من هها‪ .‬وهللا‪ :‬رو لقولي‬
‫لحالوة‪ ،‬ورو عليي لطالوة‪ ،‬ورمي ليحطم ما تحتي‪ ،‬ورمي ليعلو وما يُعلى»‪.‬‬
‫قال أبو جهل‪ :‬وهللا ال يرضى قوم حتى تقول يي‪.‬‬
‫قال‪ :‬دعني أ ئر يي ‪ .‬لما ئر قال‪ :‬رو هها رال سحر يؤثر‪ .‬أما رأيتمول يفرق‬
‫بين الرجل وأهلي ومواليي؟ (‪. 1‬‬
‫اعترافات عت ة بن ربيعة‪:‬‬
‫(وهها عتبدة بدن ربيعدة – مدن سدادة قدري – يقدوم رلدى محمدد صدلى هللا عليدي‬
‫وسلم ليفاوضي باسم المشركين من قري ‪ ،‬ويعرض عليي بعض العروض‪ ،‬لعلدي‬
‫يقبل بها‪ ،‬ويترك دعوتي‪.‬‬
‫يعرض عليي ال ُمل ‪ ،‬ويعرض عليي المال‪ ،‬ثم يعرض الطو رو كداو مدا يأتيدي‬
‫من قبيل الوساوس والجنوو‪..‬‬
‫حتى رذا رغ الرجل من عروضي‪ ،‬وأتم مهمتدي‪ ،‬قدال لدي رسدول هللا صدلى هللا‬
‫عليي وسلم‪« :‬أوقد ريت يا أبا الوليد قال‪ :‬معم‪ ،‬قال‪ « :‬اسمع مني»‪ ،‬قال‪ :‬أ عدل‪،‬‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليي وسلم‪ :‬بسم هللا الرحمن الرحيم ‪‬حبم ‪ ‬تَن ِ يب ٌل ِم َ‬
‫بن‬
‫يرا َونَبذ ً‬
‫ِيرا‬ ‫اب فُ ِصلَت آ َيات ُ ُ قُرآنًا ع ََر ِب ًّيا ِلقَو ٍم َيعلَ ُم َ‬
‫بون ‪َ ‬بشِب ً‬ ‫الر ِح ِيم ‪ِ ‬كتَ ٌ‬
‫الرح َم ِن َّ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ون ‪َ ‬وقالوا قلوبُنَا فِي أ ِكنَّ ٍة ِم َّما تَدعُونَا إِلي ِ َوفِي‬ ‫َ‬
‫ض أك ُرهُم ف ُهم الَ يَس َمعُ َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫فَأَع َر َ‬
‫ون‪ [ ‬الت‪.]5-1 :‬‬ ‫اب فَاع َمل ِإنَّنَا عَا ِملُ َ‬
‫آذا ِننَا َوق ٌر َو ِمن َبي ِننَا َو َبي ِنكَ ِح َج ٌ‬
‫ومضددى رسددول هللا صددلى هللا عليددي وسددلم يقددرأ عليددي سددورة اددلت‪ ،‬وعتبددة‬
‫مناددت لهددا‪ ،‬وقددد ألقددى يديددي خلددي ظهددرل‪ ،‬معتمدداا عليهددا يسددمع منددي‪ ،‬ثددم امتهددى‬
‫رسول هللا صلى هللا عليي وسلم رلى آيدة السدجدة مدن السدورة‪ ،‬سدجد وسدجد معدي‬
‫عتبة‪ ،‬ثم قال‪ :‬قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت‪ ،‬أمت وذاك‪.‬‬
‫و ي بعض الروايات أمي صلى هللا عليي وسلم لما وصل رلى قولي تعالى‪ :‬فَ ِإن‬
‫أَع َرمُوا فَقُل أَنذَرتُكُم صَا ِعقَةً ِم َل صَا ِعقَ ِة عَا ٍد َوثَ ُمو َد‪ ‬قال لي عتبة‪ :‬ماشدت هلل‬
‫والرحم أو تمس ‪ ،‬رذ لم يعد عتبة يتمال مفسدي أمدام هدها الدهي يسدمع ممدا ال قبدل‬
‫ألهل األرض بي‪.‬‬

‫(‪ 1‬التاوير الفني ي القرآو لسيد قطو‪ 13 /‬مقال عن السيرة البن هشام‪ ،‬وتفسير ابن كثير‪.‬‬
‫‪43‬‬

‫ثم قام عتبة رلى أصحابي الهين بعثول عدنهم رسدوالا ومفاو ا‬
‫ضدا‪ ،‬رال أمدي كداو قدد‬
‫سمع ما سمع‪ ،‬أثر القرآو ي مفسدي وجوارحدي‪ ،‬حتدى بددا ذلد دي وجهدي‪ ،‬قدال‬
‫القوم بعضهم لبعض‪ :‬محلي باهلل‪ ،‬لقد جدالكم أبدو الوليدد ب يدر الوجدي الدهي ذهدو‬
‫بي‪ ،‬لما جلس رليهم قالوا‪ :‬ما ورالك يا أبا الوليد؟‬
‫قال‪ :‬ورائي أمي سمعت قوال‪ ،‬وهللا ما سمعت بمثلدي قد ‪ ،‬وهللا مدا هدو بالشدعر‪،‬‬
‫وال بالسحر‪ ،‬وال بالئهامة‪.‬‬
‫يا معشر قري ‪ ،‬أطيعومي واجعلوها بي‪ ،‬وخلوا بين هها الرجدل وبدين مدا هدو‬
‫يي اعتزلول‪ ،‬وهللا ليئومن لقولي الهي سمعت مني مبأ عظيم(‪. 1‬‬

‫السجود الجماعي‪:‬‬
‫‪ ..‬ي يوم من األيام كاو رسول هللا صلى هللا عليي وسلم يقرأ سورة النجم عند‬
‫الئعبة‪ ،‬وكاو يسدتمع لقرالتدي العديدد مدن المشدركين‪ ،‬سدئتوا وأمادتوا‪ ،‬وتدأثروا‬
‫لدرجددة أمددي عندددما بلددس مهايددة السددورة‪ ،‬وسددجد عنددد قولددي تعددالى‪ :‬فَاس ب ُجدُوا لِ‬
‫َواع ُدُوا‪ ،‬لم يتمال جميع المستمعين السيطرة على أمفسهم وخروا ساجدين‪.‬‬
‫يقول عبد هللا بن مسعود‪ :‬أو النبي صلى هللا عليي وسلم قرأ بالنجم سدجد‪ ،‬لدم‬
‫يبدده أحددد رال سددجد‪ ،‬رال أو شددي ا ا أخدده كفا دا مددن تددراب ر عددي رلددى جبهتددي‪ ،‬وقددال‪:‬‬
‫يئفيني هها(‪. 2‬‬
‫سجدوا وهم مشركوو ‪ ..‬وهم يمداروو دي الدوحي والقدرآو ‪ ..‬وهدم يجدادلوو‬
‫ي هللا والرسول!‬
‫سجدوا تحت ههل المطارق الهائلة التي وقعت على قلوبهم والرسول صلى هللا‬
‫عليي وسلم يتلو ههل السورة عليهم‪ ،‬و يهم المسلموو والمشركوو‪ .‬ويسجد يسجد‬
‫الجميع‪.‬‬
‫‪ ..‬ال يملئوو أو يقاوموا وقع هها القرآوض وال أو يتماسئوا لهها السلطاو ‪ ..‬ثدم‬
‫أ اقوا بعد ترة إذا هم ي ذهول من سجودهم كههولهم وهم يسجدوو‪.‬‬
‫بهها تواترت الروايات‪ ،‬ثم ا ترقت ي تعليل هها الحادث ال ريو‪ ،‬وما هو ي‬
‫الحقيقة ب ريو‪ ،‬هو تأثير هها القرآو العجيو ووقعي الهائل ي القلوب(‪. 3‬‬

‫(‪ 1‬المعجزة القرآمية لمحمد حسن هيتو‪.38 ،37 /‬‬


‫(‪ 2‬الب اري (‪ ، 3640‬ومسلم (‪. 576‬‬
‫(‪ 3‬ي ظالل القرآو ‪.3419/6‬‬
‫‪‬‬
‫‪44‬‬

‫خو المشركين من فتنة نسائهم وأوالدهم بسماعهم للقرآن‪:‬‬


‫لما اشتد أذ المشركين بالمسلمين‪ ،‬وهاجر بعض الاحابة رلى الحبشة‪،‬‬
‫ريو أبو بئر رضي هللا عني بالهجرة‪ ،‬لقيي ابن الدينَّة‪ ،‬قال‪ :‬أين تريد يا أبا‬
‫بئر؟ قال أبو بئر‪ :‬أخرجني قومي‪ ،‬أريد أو أسيح ي األرض‪ ،‬وأعبد ربي‪،‬‬
‫قال ابن الدينة‪ :‬إو مثل يا أبا بئر ال ي رم وال يُ رم‪ ،‬رم لتئسو المعدوم‪،‬‬
‫وتال الرحم‪ ،..‬أما ل جار‪ ،‬ارجع أعبد رب ببلدك‪.‬‬
‫رجدع معدي وطداف علددى أشدراف قدري وأبل هدم بأمددي أجدار أبدا بئدر رضددوا‬
‫بجوارل‪ ،‬وقالوا لي‪ُ :‬مر أبا بئر ليعبد ربي ي دارل‪ ،‬لياد َّل بهدا وليقدرأ مدا شدال‪،‬‬
‫وال يؤذينا بهل ‪ ،‬وال يستعلن باالتي‪ ،‬وال يقرأ ي يير دارل‪.‬‬
‫دابتنى أبددو بئدر مسددجداا بفندال دارل‪ ،‬ئدداو كددل يدوم ياددلي يدي ويقددرأ القدرآو‪،‬‬
‫يجتمع عليي مسال المشركين وأبنداؤهم يتعجبدوو مندي وينظدروو رليدي‪ ،‬وكداو أبدو‬
‫بئر رجالا ب َّئا ال ال يمل عينيي رذا قرأ القرآو‪.‬‬
‫وأ ددزع ذل د أشددراف قددري مددن المشددركين‪ ،‬أرسددلوا رلددى ابددن الدينددة قدددم‬
‫عليهم‪ ،‬قالوا لي‪ :‬رما كنا أجرما أبا بئر بجوارك على أو يعبد ربي دي دارل‪ ،‬ورمدي‬
‫قد جاوز ذل دابتنى مسدجدا بفندال دارل‪ ،‬وأعلدن بالادالة والقدرالة يدي‪ ،‬ورمدا قدد‬
‫خشينا أو يفتن مسالما وأبنالما بهها ا ْم َهي‪ ،‬ورو أبدي أو يفعدل ذلد اسدألي أو يدرد‬
‫علي ذمت ‪ ،‬إما كرهنا أو مُ فر ذمت ‪.‬‬
‫جال رلى أبي بئر يطلو مني أال يجهدر بدتالوة القدرآو الئدريم‪ ،‬قدال أبدو بئدر‪:‬‬
‫رمي أرد رلي جوارك‪ ،‬وأرضي بجوار هللا ورسولي(‪. 1‬‬
‫‪ ...‬ههل األخبار تؤكد رقرار المشركين بقوة تأثير القرآو‪ ،‬ولوال الئبر والعنداد‬
‫والحر على استمرار مفوذهم ومئاسبهم ألسلموا‪ ،‬ويئفي تواصيهم يمدا بيدنهم‬
‫باالجتهاد ي الحيلولة بين الناس وبدين سدماعهم للقدرآو حتدى ال يتدأثروا بسدماعي‬
‫بببروا الَ تَسبببب َمعُوا ِل َهببببذَا القُببببر ِ‬
‫آن َوالغَببببوا ِفيبببب ِ لَ َعلَّ ُكببببم‬ ‫يؤمنددددوا‪َ :‬وقَببببا َل الَّببببذ َ‬
‫ِين َكفَب ُ‬
‫ون‪ [‬الت‪.]26 :‬‬ ‫تَغ ِل ُ َ‬
‫(من هنا مدرك حئمة تئليي المسلم بدأو يمئدن المشدركين مدن سدماع كدالم هللا‬
‫هللا ث ُ َّم أَب ِلغب ُ َمأ َمنَب ُ‪‬‬
‫ارمَ فَأ َ ِعر ُه َحتَّى َيس َم َ َكلَ َم ِ‬ ‫ين استَ َج َ‬ ‫‪َ ‬و ِإن أَ َح ٌد ِم َن ال ُمش ِر ِك َ‬
‫[التوبددة‪ ،] 6 :‬ولددم يئلددي المسددلم بمددا بعددد السددماع ‪ ..‬اإلسددماع هددو األداة األولددى‬
‫والمباشرة لنقل كدالم هللا رلدى اآلخدرين‪ ،‬وهدو الوسديلة األمسدو لفدتح القلدوب رلدى‬

‫‪ 128 ،127‬مقالا عدن اتحداف‬ ‫(‪ 1‬صحابة رسول هللا وجهودهم ي تعليم القرآو الئريم ألمس كرزوو‬
‫الور ‪.286/1‬‬
‫‪45‬‬

‫هد هللا (‪. 1‬‬


‫القرآن كان الس ب األول نسلم األوائل‪:‬‬
‫و ي مقابل تأثر الئدا رين بدالقرآو مدع عددم رسدالمهم بسدبو كبدرهم وعندادهم‪،‬‬
‫وحرصددهم علدددى مادددالحهمض مجدددد أو العامدددل المشددترك إلسدددالم مدددن أسدددلم مدددن‬
‫ضا‪.‬‬
‫المسلمين األوائل هو سماعهم للقرآو أي ا‬
‫هها عمدر بدن ال طداب رضدي هللا عندي يقدول دي قادة رسدالمي‪ :‬لمدا سدمعت‬
‫رق لي قلبي بئيت‪ ،‬ودخلني اإلسالم(‪. 2‬‬ ‫القرآو َّ‬
‫* وقال الطفيل بن عمرو الدوسي رضي هللا عني وقد حشدا دي أذميدي ُكرسدفا‪،‬‬
‫لئال يسمع القرآو‪ « :‬دأبى هللا رال أو يسدمعني بعدض قولدي‪ .‬سدمعت كالمدا حسدنا‪،‬‬
‫ي الحسدن‬ ‫قلت ي مفسي‪ :‬واثئل أمي‪ ،‬وهللا رمي لرجل لبيو شاعر‪ ،‬ما ي فدى علد َّ‬
‫من القبيح‪ ،‬ما يمنعني أو أسمع من هها الرجل ما يقول؟‬
‫ى القرآو‪،‬‬ ‫ى رسول هللا صلى هللا عليي وسلم اإلسالم‪ ،‬وتال عل َّ‬ ‫قال‪ :‬عرض عل َّ‬
‫(‪3‬‬
‫أمرا أعدل مني ‪ ..‬أسلمت ‪.‬‬ ‫وهللا ما سمعت قوال ق أحسن مني‪ ،‬وال ا‬
‫* وهها الجبير بن مطعم يأتي المدينة مع أسار بدر يسمع رسول هللا صدلى‬
‫هللا عليي وسلم يقرأ ي صالة الم درب بسدورة الطدور‪ ،‬لمدا قدرأ‪ :‬أَم ُخ ِلقُبوا ِمبن‬
‫ون‪ ‬قددال جبيددر‪« :‬كبباد قل ببي أن ي يببر»‪ ،‬و ددي روايددة‬ ‫غيب ِبر َببيءٍ أَم هُ ب ُم ال َخببا ِلقُ َ‬
‫َ‬
‫«وذلك أول ما وقر من انيمان في قل ي»(‪. 4‬‬
‫جعفدرا رضدي هللا‬ ‫ا‬ ‫* وحئت أم سلمة رضدي هللا عنهدا – أو النجاشدي اسدتقرأ‬
‫ددرا مددن (كهدديع ‪ ..‬بئددى النجاشددي‪ ،‬حتددى‬ ‫عنددي القددرآو‪ ،‬قالددت‪ :‬قددرأ عليددي صد ا‬
‫اخضددلت لحيتددي‪ ،‬وبئددت أسدداقفتي حتددى أخضددلوا مادداحفهم‪ ،‬حددين سددمعوا مددا تددال‬
‫عدديهم‪ ،‬ثدددم قدددال النجاشددي‪ :‬رو هدددها والدددهي جددال بدددي عيسدددى لي ددرم مدددن مشدددئاة‬
‫واحدة(‪.. 5‬‬
‫* وجال و د مدن ماداري الحبشدة رلدى الرسدول صدلى هللا عليدي وسدلم‪ ،‬لمدا سدمعوا‬
‫بي‪ ،‬تال عليهم الرسول صدلى هللا عليدي وسدلم كدالم هللا «فلمبا سبمعوا القبرآن‪ ،‬فامبت‬
‫أعينهم من الدم ثم استجابوا ل‪ ،‬وآمنوا ب »(‪. 6‬‬

‫التعبير القرآمي ‪.108 ،107‬‬ ‫(‪1‬‬


‫السيرة النبوية البن هشام ‪.213/1‬‬ ‫(‪2‬‬
‫المادر السابه ‪.239/1‬‬ ‫(‪3‬‬
‫روال الب اري ومسلم‪.‬‬ ‫(‪4‬‬
‫السيرة النبوية البن هشام ‪.207/2‬‬ ‫(‪5‬‬
‫المادر السابه‪.‬‬ ‫(‪6‬‬
‫‪‬‬
‫‪46‬‬

‫كيف أسلم أسيد بن حضير؟‬


‫والسدديرة مليئددة باألحددداث التددي تؤكددد هددها المعنددى وكيددي أو األثدر الددهي كدداو‬
‫يُحدثدي القدرآو دي مفددس مسدتمعي هدو السدبو المباشددر دي رسدالم األمادار‪ ،‬ومددن‬
‫قبلهم المهاجرين‪.‬‬
‫هها هو أسيد بدن حضدير‪ ،‬وسدعد بدن معداذ‪ ،‬وكامدا سديدي (األوس ‪ ،‬قدد عزمدا‬
‫على رخرام ماعو بن عمير من يثدرب بعدد أو تزايدد عددد مدن أسدلم مدن أهلهدا‬
‫على يديي‪ ،‬و كاو ماعو ي بستاو من بساتين بنى (عبد األشدهل يددعو النداس‬
‫رلى اإلسالم‪ ،‬ويقرأ عليهم القرآو‪.‬‬
‫بددأ أُسدديد بدأو أخدده حربتددي‪ ،‬ومضدى محددو البسددتاو‪ ،‬لمدا رآل أسددعد بددن زرارة‬
‫مقبالا قال لماعو‪ :‬ويح يا ماعو‪ ،‬هها سيد قومي‪ ،‬وأرجحهم عقدال‪ :‬أسديد بدن‬
‫حضير‪ ،‬إو يسلم يتبعي ي رسالمي خله كثير‪ ،‬اصدق هللا يي‪..‬‬
‫وقددي أسدديد بددن حضددير علددى الجمددع‪ ،‬والتفددت رلددى ماددعو وصدداحبي أسددعد‪ ،‬وقددال‪ :‬مددا‬
‫جددال بئمددا رلددى ديارمددا‪ ،‬وأيراكمددا بضددعفائنا؟! اعتددزال هددها الحددي رو كامددت لئمددا بنفسدديئما‬
‫حاجة‪.‬‬
‫التفت ماعو رلى أسيد قائال‪ :‬يا سيد قومي‪ ،‬هل ل دي خيدر مدن ذلد ؟ قدال‪:‬‬
‫وما هو؟!‬
‫قال‪ :‬تجلس رلينا‪ ،‬وتسمع منا‪ ،‬إو رضيت ما قلنال قبلتي‪ ،‬ورو لم ترضي تحولنا‬
‫عنئم ولم معد رليئم‪.‬‬
‫قال أسيد‪ :‬لقد أمافت‪ ،‬وركز رمحي ي األرض وجلس‪ ،‬أقبل عليي ماعو‬
‫ئلمي عن اإلسالم‪ ،‬وقرأ عليي شيئا من آيات القرآو‪ ،‬امبسطت أساريرل‪ ،‬وأشرق‬
‫وجهي‪ ،‬وقال‪ :‬ما أحسن هها الهي تقول‪ ،‬ما أجل ذل الهي تتلدو!! كيدي تادنعوو‬
‫رذا أردتم الدخول ي اإلسالم؟‬
‫قال ماعو‪ :‬ت تسل وتطهر ثياب ‪ ،‬وتشهد أو ال رلي رال هللا وأو محمداا رسول‬
‫هللا‪ ،‬وتالي ركعتين‪ ،‬فعل(‪. 1‬‬
‫وهئددها مجددد األثددر السددريع للقددرآو‪( ..‬لقددد تلقددول مسددحورين‪ ،‬يسددتو ددي ذل د‬
‫المؤمنوو والئا روو‪ :‬هؤالل يُسحروو يؤمنوو‪ ،‬وهؤالل يُسحروو يهربوو‪ ،‬ثم‬
‫يتحدث هؤالل وهؤالل عمدا مسَّدهم‪ ،‬دإذا هدو حدديث يدامض ال يعطيد أكثدر مدن‬
‫صورة المسحور المبهور‪ ،‬الهي ال يعلم موضع السحر يما يسمع من هها الدنظم‬

‫(‪ 1‬السيرة النبوية البن هشام ‪.275 ،274/2‬‬


‫‪47‬‬

‫العجيو‪ ،‬ورو كاو ليُحس مني ي أعماقي هها التأثير ال ريو (‪. 1‬‬
‫الدليل الدامغ‪:‬‬
‫ومع كل مظاهر التأثير القرآمي السدابه ذكرهدا‪ ،‬رال أو أهدم مظهدر لقدوة تدأثير‬
‫المعجزة القرآمية هوالتحول العظيم الهي حدث لجيل الاحابة‪ ،‬والت يير الجهري‬
‫الهي حدث لهم بعد رسالمهم‪...‬‬
‫‪ ..‬هها الجيل الهي يمثل مموذ اجا ألمة العرب‪ ،‬والتدي كامدت قبدل اإلسدالم دي ذيدل األمدم‬
‫مددن حيددث التقدددم والحضددارة وامددتالك أسددباب القددوة والمنعددة‪ ،‬وكدداو أ رادهدا ي رقددوو دي‬
‫الظالم والت لي والجاهلية‪ ،‬وكاو حالهم أسوأ بئثير مدن حالندا اآلو‪ ،‬وكيدي ال‪ ،‬وقدد كداموا‬
‫يقوموو بأ عال لو حدثت بيننا لقامدت الددميا ولدم تقعدد‪ ،‬ويئفيد دي تأكيدد هدها المعندى تلد‬
‫القاة‪:‬‬
‫قد الح رسول هللا صلى هللا عليي وسلم أو رجالا مدن أصدحابي يالزمدي ال دم‬
‫قال لي‪« :‬ما لك تكون مح ونا؟»‪.‬‬
‫قال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬رمي قد أذمبت ي الجاهلية ذمبا أخاف أو ال يُ فر لي ورو‬
‫أسلمت‪ ،‬قال عليي الاالة والسالم‪« :‬أخ رني عن ذن بك؟» قدال‪ :‬يدا رسدول هللا‪،‬‬
‫ى امرأتدي أو أتركهدا‬ ‫رمي كنت من الهين يقتلوو بناتهم‪ُ ،‬ولدت لي بنت شفعت رل َّ‬
‫ى‬
‫تركتها حتى كبرت وأدركت‪ ،‬اارت من أجمل النسال طبوها ددخلت علد َّ‬
‫الحميددة‪ ،‬ولددم يتحمددل قلبددي أو أزوجهددا أو أتركهددا ددي البيددت ب يددر زوم‪ ،‬قلددت‬
‫س َّرت‬ ‫للمرأة‪ :‬رمي أريد أو أذهو رلى قبيلة كها ي زيارة أقربائي ابعثيها معي‪ُ ،‬‬
‫ى المواثيه بدأو ال أخومهدا‪ ،‬دههبت بهدا‬ ‫بهل وزينتها بالثياب وال ُحلل‪ ،‬وأخهت عل َّ‬
‫رلى رأس بئر نظرت ي البئر‪ ،‬فطندت الجاريدة بدأمي أريدد أو ألقيهدا دي البئدر‪،‬‬
‫التزمتني وجعلت تبئي وتقول‪ :‬يا أبي أي شيل تريد أو تفعل بي؟‬
‫ى الحمية‪ ،‬ثم التزمتني وجعلدت تقدول‪:‬‬ ‫رحمتها ثم مظرت ي البئر دخلت عل َّ‬
‫يددا أبددي ال تضدديع أمامددة أمددي‪ ،‬جعلددت مددرة أمظددر رلددى البئددر‪ ،‬ومددرة أمظددر رليه دا‬
‫وأرحمها‪ ،‬ويلبني الشيطاو أخهتها وألقيتها ي البئدر منئوسدة‪ ،‬وهدي تندادي دي‬
‫البئر‪ :‬يا أبي قتلتني‪ ،‬مئثت هناك حتى امقطع صوتها‪ ،‬رجعت‪.‬‬
‫بئى رسول هللا صلى هللا عليدي وسدلم وقدال‪« :‬لبو أُمبرت أن أعاقبب أحبدًا بمبا فعبل‬
‫في الجاهلية لعاق تك»(‪. 2‬‬
‫أمة عجي ة‪:‬‬
‫(‪ 1‬التاوير الفني ي القرآو لسيد قطو ‪.25/‬‬
‫(‪ 2‬أوردل القرطبي ي تفسيرل الجامع ألحئام القرآو ‪ -64/7‬دار الئتو العلمية‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪48‬‬

‫‪ ..‬لقد كاو العرب قبل اإلسالم يعبدوو الحجارة‪ ،‬ويأتوو الفواح ‪ ،‬ويقطعدوو‬
‫األرحام ويسيؤوو الجوار‪ ،‬ويأكل القو منهم الضعيي‪.‬‬
‫يقول أبدو رجدال العطداردي رضدي هللا عندي‪« :‬كندا دي الجاهليدة معبدد الحجدر‪ ،‬دإذا‬
‫حجرا أ َ ْخيَر مني‪ ،‬ألقينال وأخهما اآلخر‪ ،‬إذا لم مجدد جمعندا ُجثدوة مدن تدراب‪ ،‬ثدم‬
‫ا‬ ‫وجدما‬
‫(‪1‬‬
‫جئنا بالشاة حلبناها عليي ثم طفنا بي» ‪.‬‬
‫‪ ..‬ههل – أخي‪ -‬ممداذم لمدا كداو عليدي الجيدل األول قبدل اإلسدالم ‪ ..‬هدها الجيدل‬
‫بههل الحالة‪ ،‬حين أحسن أ رادل استقبال القدرآو‪ ،‬والتعدرض الادحيح لديض أحسدن‬
‫القددرآو و ددادتهم وقددام بعملددي خيددر قيددام معهددم‪ ،‬وأخرجددت مدرسددتي جدديالا ري دداا‬
‫وبأعداد كبيرة‪ ،‬امتقلت أمتهم متوثبدة مدن السداقة رلدى المقدمدة وذلد دي سدنوات‬
‫معدودة‪..‬‬
‫يقول – محمد ال زلي‪ -‬رحمي هللا‪:‬‬
‫واألمة التي مزل عليها القرآو أعاد صيايتها‪ ،‬هي المعجزة التي تشدهد للنبدي‬
‫عليدي الاددالة والسددالم بأمددي أحسددن بنددال األجيددال‪ ،‬وأحسددن تربيددة األمددم‪ ،‬وأحسددن‬
‫صياية جيل قدم الحضارة القرآمية لل له‪ ..‬دنحن مدر أو العدرب عنددما قدرأوا‬
‫القددرآو‪ ،‬تحولددوا تلقائياددا رلددى أمددة تعددرف الشددور وتئددرل االسددتبداد ‪ ..‬رل دى أمددة‬
‫يسودها العدل االجتماعي وال يُعرف يها مظام الطبقات ‪ ..‬رلى أمة تئدرل التفرقدة‬
‫العنارية‪ ،‬وتئرل أخالق الئبريال والتر ع على الشعوب‪.‬‬
‫ووجدددما بدددوياا كربعددى بددن عددامر رضددي هللا عنددي يقددول لقائددد الفددرس‪ :‬جئنددا م ددرم‬
‫الندداس مددن عبددادة العبدداد رلددى عبددادة هللا وحدددل‪ ،‬ومددن ضدديه الدددميا رلددى سددعة الدددميا‬
‫واآلخرة‪ ،‬ومن جور األدياو رلى عدل اإلسالم(‪. 2‬‬
‫لهل لقد أصاب اإلمام القرا ي حين قال‪:‬لو لم يئن لرسول هللا صلى هللا عليي وسلم‬
‫معجزة رال أصحابي لئفول ي رثبات مبوتي(‪. 3‬‬
‫***‬

‫(‪ 1‬الب اري (‪ 4376‬وجثوة من تراب هي القطعة من التراب تجمع تاير كوما‪.‬‬
‫(‪ 2‬كيي متعامل مع القرآو لمحمد ال زالي ‪.30‬‬
‫(‪ 3‬صددحابة رسددول هللا وجهددودهم ددي تعلدديم القددرآو الئددريم د‪ .‬أمددس كددرزوو مقددال عددن الفددروق للقرا ددي‬
‫‪.170/4‬‬
‫‪49‬‬

‫الفصل الراب‬

‫الرسول صلى هللا علي وسلم‬


‫والقرآن‬
‫‪‬‬
‫‪50‬‬

‫الرسول صلى هللا علي وسلم والقرآن‬


‫رذا كدداو للقددرآو العظدديم ذلدد األثددر الواضددح السددريع علددى كددل مددن يُحسدددن‬
‫التعرض لدي‪ ،‬رال أو هدها األثدر سديزداد ويدزداد كلمدا طالدت تدرات المئدث معدي‪،‬‬
‫وكيي ال وما من لقال يتم بين القلو والقرآو رال واإليماو يزداد‪ ،‬والندور يتدوهج‪،‬‬
‫والطاقة تتولد‪ ،‬والدا ع لالستقامة يقو ‪.‬‬
‫من هنا مدرك كيي وصل الجيل األول لهها المستو اإليمدامي ييدر المسدبوق‬
‫على مستو البشر العاديين‪.‬‬
‫ذل اإليماو الهي ظهرت آثارل العظيمة ي كل االتجاهات واألوقات‪ ،‬مع أو‬
‫الاحابة – رضواو هللا عليهم – كاموا يضحئوو‪ ،‬ويلعبوو‪ ،‬ويمارسدوو حيداتهم‬
‫باورة متوازمة‪ ،‬رال أو اإليماو ي قلوبهم – كما يقول عبد هللا بدن عمدر‪ -‬أمثدال‬
‫الجبال(‪. 1‬‬
‫ولها كاو أثر ذل اإليماو يظهر سريعاا عند التعرض للمواقي الاعبة‪..‬‬
‫قال أبدو سدلمة بدن عبدد الدرحمن‪ :‬لدم يئدن أصدحاب رسدول هللا صدلى هللا عليدي‬
‫وسلم منحر ين أو متماوتين‪ ،‬وكاموا يتناشدوو األشعار دي مجالسدهم‪ ،‬ويدهكروو‬
‫أمرجاهليتهم‪ ،‬إذا أُريد أحد منهم على شديل مدن أمدر ديندي دارت حمداليه عينيدي‬
‫كأمي مجنوو(‪. 2‬‬
‫ولقد كاو السبو الرئيس دي هدها اإليمداو – كمدا أسدلفنا – هدو القدرآو‪ ،‬لقدد امئبدوا‬
‫علددى تالوتددي‪ ،‬وأعطددول الئثيددر والئثيددر مددن أوقدداتهم‪ ،‬وسدداعدهم علددى ذل د أسددتاذهم‬
‫ومربيهم وقدوتهم‪ ،‬معلم البشرية‪ ،‬محمدد صدلى هللا عليدي وسدلم‪ ،‬قدد كداو دائدم التدهكير‬
‫بمئامة القرآو وعظمتي‪ ،‬ومن ذل قولي‪« :‬ما من كلم أعإم عند هللا مبن كلمب ‪ ،‬ومبا‬
‫َرد الع اد إلى هللا كلما أحب إلي من كلم »(‪. 3‬‬
‫وقولي‪ « :‬القرآن أحب إلى هللا من السماوات واألرض ومن فيهن»(‪. 4‬‬

‫تأثر الرسول صلى هللا علي وسلم بالقرآن‪:‬‬

‫‪.66‬‬ ‫جامع العلوم والحئم البن رجو‬ ‫(‪1‬‬


‫‪ ،291‬طبعة المنيرية‪.‬‬ ‫تلبيس ربليس البن الجوزي‬ ‫(‪2‬‬
‫روال الدارمي (‪. 3354‬‬ ‫(‪3‬‬
‫روال الدارمي (‪. 3359‬‬ ‫(‪4‬‬
‫‪51‬‬

‫لقد كاو حبي صلى هللا عليي وسلم للقرآو‪ ،‬واهتمامي بي ال يُوصي‪ ،‬قد سديطر‬
‫القددرآو علددى عقلددي‪ ،‬واسددتحوذ علددى مشدداعرل‪ ،‬وبل ددت قددوة تددأثيرل عليددي أو شديَّو‬
‫شعرل‪ ،‬قد دخل عليي يوما أبو بئر رضي هللا عندي قدال لدي‪ :‬شدبت يدا رسدول هللا‬
‫قبل المشيو‪ .‬قال لي مبيناا السبو‪ « :‬ي تني هود وأخواتها ق ل المشيب»(‪. 1‬‬
‫علببى‬
‫َّ‬ ‫و ددي يددوم مددن األيددام قددال لعبددد هللا بددن مسددعود رضددي هللا عنددي «اقببرأ‬
‫القببرآن»‪ ،‬قددال‪ :‬أقددرأ عليد ‪ ،‬وعليد أُمددزل؟!‪ ،‬قددال‪« :‬إنببي أحببب أن أسببمع مببن‬
‫غيري»‪.‬‬
‫بف ِإذَا ِعئ َنبا‬
‫قال‪ :‬قرأت عليي سورة النسال حتى رذا جئدت رلدى هدهل اآليدة ‪‬فَكَي َ‬
‫علَى َه ُمالَ ِء َِهيدًا‪[ ‬النسدال‪ ]41:‬قدال‪« :‬حسدب »‪،‬‬ ‫ِمن ك ُِل أ ُ َّم ٍة بِش َِهي ٍد َو ِعئنَا بِكَ َ‬
‫التفت رليي إذا عينال تهر او(‪. 2‬‬
‫تأثرا بال اا لدرجدة أو‬
‫‪ ..‬لقد تشبع صلى هللا عليي وسلم بالقرآو تشبعاا تا اما‪ ،‬وتأثر بي ا‬
‫اإلمام الشا عي ‪ -‬رحمي هللا‪ -‬يعتبر أو كل ما حئم بي رسدول هللا صدلى هللا عليدي وسدلم‬
‫هو مما همي من القرآو(‪. 3‬‬
‫لقد اختلطت معامي القرآو بش اية الرسول صلى هللا عليي وسلم‪ ،‬وامتزجت‬
‫بها‪ ،‬اارت تتمثل واقعاا حيا ي ش اي‪ ،‬وكأو القرآو أصبح رسول هللا صدلى‬
‫ت‪‬‬‫هللا ُم َ ِينَبا ٍ‬
‫ت ِ‬ ‫علَبيكُم آيَبا ِ‬ ‫هللا عليي وسلم ‪‬قَد أَن َ َل هللاُ ِإلَيكُم ذِك ًبرا ‪َ ‬ر ُ‬
‫سبوالً يَتلُبو َ‬
‫[الطالق‪ ] 11 ،10 :‬لقد كاو بحه‪ :‬قرآما يمشي على األرض‪ ،‬لهل عندما سدئلت‬
‫السيدة عائشة – رضي هللا عنها عن خلقي صلى هللا عليي وسلم قالدت‪ :‬كداو خلقدي‬
‫القرآو‪ ،‬يرضي لرضال‪ ،‬ويس لس طي(‪. 4‬‬
‫التأثير العملي السري ‪:‬‬
‫وكاو للقرآو تأثير سريع عليي صلى هللا عليي وسلم من الناحية العملية‪ ،‬وليس‬
‫أدل علددى ذل د مددن أو جددودل ورحسددامي كدداو يددزداد أكثددر وأكثددر بعددد أو يدارسددي‬
‫جبريل ‪ -‬عليي السالم‪ -‬القرآو ي رمضاو‪.‬‬
‫عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪« :‬كاو النبي صلى هللا عليدي وسدلم أجدود‬
‫الناس بال ير‪ ،‬وأجود ما يئوو ي شهر رمضاو‪ ،‬ألو جبريل كداو يلقدال دي كدل‬
‫ليلة ي شهر رمضاو حتى ينسلخ‪ ،‬يعرض عليي رسول هللا صلى هللا عليي وسلم‬

‫صحيح‪ ،‬أخرجي ابن مردويي وصححي األلبامي ي صحيح الجامع‪ ،‬ح (‪. 3721‬‬ ‫(‪1‬‬
‫روال الب اري (‪ ، 5050‬ومسلم (‪. 1864‬‬ ‫(‪2‬‬
‫تفسير القرآو العظيم البن كثير ‪.4/1‬‬ ‫(‪3‬‬
‫الب اري (‪. 4997‬‬ ‫(‪4‬‬
‫‪‬‬
‫‪52‬‬

‫القرآو‪ ،‬إذا لقيي جبريل كاو أجود بال ير من الريح المرسلة»(‪. 1‬‬
‫يقول ابن حجر تعليقا على هها الحديث‪:‬‬
‫و يي أو مداومة التالوة توجو زيادة ال ير(‪. 2‬‬
‫صفة قراءت ‪:‬‬
‫عندما كاو صلى هللا عليي وسلم يقرأ القرآو كاو يقرؤل قرالة هادئة‪ ،‬مترسلة‪،‬‬
‫ث‪[ ‬اإلسدرال‪:‬‬ ‫علَبى ُمكب ٍ‬
‫اس َ‬ ‫حزينة كما أمرل ربي ‪َ ‬وقُرآنًا فَ َرقنَاهُ ِلتَق َبرأَهُ َ‬
‫علَبى النَّب ِ‬
‫آن تَرتِيلً‪[‬المزمل‪.]4 :‬‬ ‫‪َ  ،]106‬و َرتِ ِل القُر َ‬
‫‪ ..‬ئاو يرتل السورة حتى تبدو وكأمها أطول من أطول منها‪.‬‬
‫‪ ..‬وكدداو يمددد الحددروف ددي مهايددة اآليددة ليسددمح للعقددل بددتفهم ال طدداب اإللهدي‪،‬‬
‫وللقلددو بالتجدداوب معددي‪ ،‬واالتعدداظ بددي‪ ،‬ددإذا مددا مددر ب يددة يهددا ذكددر الجنددة دعددا‬
‫واستبشر‪ ،‬ورذا مر ب ية يها ذكر النار استعاذ منها باهلل‪.‬‬
‫‪ ..‬ولقد وصفت السيدة أم سلمة – رضي هللا عنها‪ -‬قرالة رسول هللا صلى هللا‬
‫عليي وسلم بأمها (قرالة مفسرة حر اا حر اا (‪. 3‬‬
‫‪ ..‬ووصفت السيدة عائشدة – رضدي هللا عنهدا – ترتيلدي قالدت‪ :‬لدو أراد السدامع أو‬
‫يعد حرو ي لعدها‪.‬‬
‫‪ ..‬و ي حديث حفاة – رضي هللا عنها – أو النبي صلى هللا عليي وسلم كداو‬
‫يقرأ بالسورة يرتلها حتى تئوو أطول من أطول منها(‪. 4‬‬
‫‪ ..‬وظل صلى هللا عليي وسلم ليلة كاملة يردد آية واحدة هدي قولدي تعدالى‪ِ  :‬إن‬
‫تُعَذِب ُهم فَ ِإنَّ ُهم ِع َا ُدمَ َوإِن تَغ ِفر لَ ُهم فَ ِإنَّكَ أَنتَ العَ ِ ي ُ ال َح ِكي ُم‪[ ‬المائدة‪. 5( ]118 :‬‬
‫ويصف لنا أبو ذر رمي هللا عن هذه الليلة فيقول‪:‬‬
‫صلى بنا رسول هللا صلى هللا عليي وسلم ذات ليلدة العشدال ثدم رجدع رلدى أهلدي‪ .‬لمدا‬
‫تئفأت عني العيوو رجع رلى مقامدي جئدت قمدت خلفدي قبدل أو يركدع‪ ،‬أومدأ رلد َّي بيددل‬
‫قمت عن يميني‪ ،‬ثم جال عبد هللا بن مسعود رضي هللا عندي قدام خلفندا أومدأ رليدي بيددل‬
‫قام عن شمالي – قام رسول هللا صلى هللا عليي وسلم حتى أصبح يتلدو آيدة واحددة مدن‬

‫مسلم (‪. 746‬‬ ‫(‪1‬‬


‫تح الباري ‪.54/9‬‬ ‫(‪2‬‬
‫روال الترمهي (‪ 2923‬وقال حديث حسن صحيح يريو‪.‬‬ ‫(‪3‬‬
‫روال مسلم (‪. 733‬‬ ‫(‪4‬‬
‫روال اإلمام أحمد وابن ماجة وصححي الحاكم ووا قي الههبي‪ ،‬ورسنادل حسن‪.‬‬ ‫(‪5‬‬
‫‪53‬‬

‫كتاب هللا بهدا يركدع‪ ،‬وبهدا يسدجد‪ ،‬وبهدا يددعو حتدى أصدبح ‪ِ ‬إن تُعَبذِب ُهم فَب ِإنَّ ُهم ِع َبا ُدمَ‬
‫َوإِن تَغ ِفر لَ ُهم فَ ِإنَّكَ أَنتَ العَ ِ ي ُ ال َح ِكي ُم‪.‬‬
‫لما أصدبح قلدت لعبدد هللا بدن مسدعود رضدي هللا عندي رو رسدول هللا صدلى هللا‬
‫عليي وسلم عل كها وكها‪ ،‬لو سألتي عن ذل ‪ .‬قال عبد هللا رضي هللا عندي‪ :‬بدأبي‬
‫وأمي يا رسول هللا قمت الليلة ب ية واحدة بها تركع‪ ،‬وبها تسجد‪ ،‬وبها تدعو‪ ،‬وقد‬
‫علم هللا القرآو كلي‪ .‬قال‪« :‬إني دعوت ألمتي»(‪. 1‬‬
‫الحرص على التلوة اليومية‪:‬‬
‫اا على قرالة القرآو كل يوم‪ ،‬وكيدي ال وقدد‬ ‫وكاو صلى هللا عليي وسلم حري ا‬
‫أمرل هللا بهل ‪‬إِنَّ َما أ ُ ِمرتُ أَن أَع ُ َد َر َّب َه ِذ ِه ال َلب َد ِة الَّب ِذي َح َّر َم َهبا َولَب ُ كُب ؤل َبيءٍ‬
‫آن‪[ ‬النمل‪.]92 ،91:‬‬ ‫ين ‪َ ‬وأَن أَتلُ َو القُر َ‬ ‫َوأ ُ ِمرتُ أَن أَك َ‬
‫ُون ِم َن ال ُمس ِل ِم َ‬
‫ولما جال و د ثقيي رلى المدينة أمزلهم رسول هللا صلى هللا عليي وسلم ي قبة‬
‫بين المسجد وبين أهلي‪ ،‬ئاو يدأتيهم ويُحددثهم بعدد العشدال‪ ،‬و دي ليلدة مدن الليدالي‬
‫تأخر عليهم ثم أتاهم قالوا لي‪ :‬يا رسول هللا لبثت عنا الليلة أكثر مما كندت تلبدثض‬
‫على ِح بي مبن القبرآن‪ ،‬فكرهبت أن أخبرج مبن المسبجد حتبى‬ ‫نعم‪ ،‬طرأ َّ‬ ‫قال‪« :‬‬
‫(‪2‬‬
‫أقضي » ‪.‬‬
‫ومع ذل لم يُؤثر عني صلى هللا عليي وسلم أمي قرأ القرآو كلي ي ليلة واحدة‪.‬‬
‫تقول السيدة عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ال أعلم مبي هللا صلى هللا عليي وسدلم قدرأ‬
‫القرآو ي ليلة‪ ،‬وال قام ليلة حتى أصبح(‪. 3‬‬
‫وممدا يؤكددد هددها المعندى مددا روال اإلمددام مسدلم أو رجددال جددال رلدى عبددد هللا بددن‬
‫اددل(‪ 4‬ددي ركعددة‪ .‬قددال عبددد هللا‪:‬‬ ‫مسددعود رضددي هللا عنددي قددال‪ :‬رمددي ألقددرأ ال ُمف َّ‬
‫ههاا(‪ 5‬كههَّ الشعر؟ رو أقواما يقرأوو القرآو ال يجاوز تراقيهم‪ .‬ولئن رذا وقع ي‬
‫القلو رسخ يي‪ ،‬مفع ‪..‬‬
‫ثم قدال‪ :‬رمدي ألعلدم النظدائر التدي كداو رسدول هللا صدلى هللا عليدي وسدلم يقدرو‬
‫سئل عنهدا قدال‪ :‬عشدروو سدورة مدن المفادل‪،‬‬ ‫بينهن‪ ،‬سورتين ي كل ركعة‪ُ ..‬‬
‫(‪6‬‬
‫و ي رواية‪ :‬ثمامية عشر‪ ،‬وسورتين من آل حم ‪.‬‬

‫أخرجي محمد بن مار ي قيام الليل (‪. 148‬‬ ‫(‪1‬‬


‫روال أبو داود (‪ ، 1393‬وابن ماجي (‪ 1345‬وأحمد ي المسند (‪. 343‬‬ ‫(‪2‬‬
‫‪.154‬‬ ‫أخرجي محمد بن مار ي قيام الليل (الم تار‬ ‫(‪3‬‬
‫المفال‪ :‬هي السور ال ير طويلة وتبدأ من سورة الحجرات أو سورة ق حتى سورة الناس‪.‬‬ ‫(‪4‬‬
‫الههَّ‪ :‬شدة اإلسراع‪ ،‬واإل راط ي العجلة‪.‬‬ ‫(‪5‬‬
‫روال مسلم (‪. 1908 ،1906 ،1905‬‬ ‫(‪6‬‬
‫‪‬‬
‫‪54‬‬

‫قال القاضي عياض ‪ ..‬رو هها كاو قدر قرالتي يالباا‪ ،‬وأو تطويلي الوارد رممدا‬
‫كاو ي التدبر والترتيل‪ ،‬وما ورد من ييدر ذلد دي قرالتدي البقدرة والنسدال وآل‬
‫عمراو كاو ي مادر من األوقات(‪. 1‬‬
‫دعوت صلى هللا علي وسلم للناس بالقرآن‪:‬‬
‫ومدن مظدداهر تددأثر الرسددول صددلى هللا عليدي وسددلم بددالقرآو‪ ،‬وردراكددي ألهميتدي‬
‫وأثرل العظيم ي النفوس‪ ،‬أمي كاو يدعو الناس بدي أكثدر مدا كداو يددعوهم بئالمدي‬
‫هو‪ ،‬وقاتي مع عتبة بن ربيعة – أحد أئمة الئفر ي مئة – مشهورة‪ ،‬وقد مرت‬
‫علينا‪.‬‬
‫وكاو صلى هللا عليي وسلم يعدرض مفسدي علدى النداس دي موسدم الحدج – قبدل‬
‫الهجرة‪ -‬يقول لهم‪« :‬هل من رعل يحملنبي إلبى قومب ‪ ،‬فبإن قريشًبا منعبوني أن‬
‫أبلغ كلم ربي»(‪. 2‬‬
‫وكاو يقول ألصحابي‪ِ « :‬بلغوا عني ولو آية» (‪. 3‬‬
‫كثيرا ما ي طو الجمعة بدالقرآو (‪ ، 4‬وهدو مدن هدو‬ ‫وكاو صلى هللا عليي وسلم ا‬
‫ي البالية‪ ،‬ويئفي أمي قد أوتى جوامع الئلم‪.‬‬
‫رو مسلم عن أم هشام بنت حارثة قالت‪ :‬ما أخهت (ق والقرآو المجيدد رال‬
‫عن لساو رسول هللا صلى هللا عليي وسلم يقرؤها كل يدوم جمعدة علدى المنبدر رذا‬
‫خطو الناس (‪. 5‬‬
‫ورو ابن ماجي عن أُبي بن كعو قال‪ :‬قدرأ رسدول هللا صدلى هللا عليدي وسدلم‬
‫يوم الجمعة (تبارك وهو قائم‪ ،‬هكرما بأيام هللا‪ ،‬وأبو الدردال‪ ،‬وأبو ذر ي مزمي‪،‬‬
‫قددال‪ :‬متددى أُمزلددت هددهل السددورة؟ ددإمي لددم أسددمعها حتددى اآلو‪ ،‬أشددار رليددي أو‬
‫اسئت(‪. 6‬‬
‫صفاء المن ‪:‬‬

‫صحيح مسلم بشرح النووي ‪ ، 346/6‬وقال النووي‪ :‬وقد جال بياو ههل السور العشرين ي رواية دي‬ ‫(‪1‬‬
‫سنن أبي داود‪ :‬الرحمن والنجم ي ركعة‪ ،‬واقتربت والحاقة ي ركعة‪ .‬والطور والهاريات ي ركعة‪.‬‬
‫والواقعة وموو ي ركعة‪ ،‬وسأل سائل‪ ،‬والنازعدات دي ركعدة‪ .‬وويدل للمطففدين‪ ،‬وعدبس دي ركعدة‪،‬‬
‫والمدثر ‪ ،‬والمزمل ي ركعة‪ ،‬وهل أتى‪ ،‬وال أقسم ي ركعة‪ ،‬وعدم والمرسدالت دي ركعدة‪ ،‬والددخاو‬
‫ورذا الشمس كورت ي ركعة‪.‬‬
‫أخرجي أبو داود (‪ ، 4734‬والترمهي (‪. 2925‬‬ ‫(‪2‬‬
‫صحيح الجامع الا ير (‪. 2837‬‬ ‫(‪3‬‬
‫زاد المعاد البن القيم ‪.187/1‬‬ ‫(‪4‬‬
‫صحيح مسلم (‪. 873‬‬ ‫(‪5‬‬
‫روال ابن ماجة (‪ 1111‬وأسنادل حسن‪.‬‬ ‫(‪6‬‬
‫‪55‬‬

‫لقد كاو القرآو هو ش ل رسول هللا صلى هللا عليي وسلم الشايل‪ ،‬ول َم ال وهدو‬
‫أكثر ال له ردرا اكا ألهميتي وقدرتي على الت يير‪ ،‬ألم يقل لي ربي‪َ  :‬وكَبذَ ِلكَ أَو َحينَبا‬
‫بورا‬‫اني َمبانُ َولَ ِكبن َععَلنَباهُ نُ ً‬ ‫إِلَيكَ ُرو ًحا ِمن أَم ِرنَا َمبا كُنبتَ تَبد ِري َمبا ال ِكتَ ُ‬
‫باب َوالَ ِ‬
‫شببا ُء ِمبن ِع َا ِدنَببا َو ِإنَّببكَ لَتَهبدِي ِإلَبى ِص َبراطٍ ؤمسبتَ ِق ٍيم‪[ ‬الشددور ‪:‬‬ ‫نَّهبدِي ِبب ِ َمبن نَّ َ‬
‫‪.]52‬‬
‫اا على عدم امش ال الاحابة بشيل آخر‬ ‫لهل كاو صلى هللا عليي وسلم حري ا‬
‫يير كتاب هللا حتى يستطيع ذل الئتاب أو يقوم بوظيفتي كاملة ي ت ييدر قلدوبهم‬
‫ييرا جهرياا‪ .‬ويئفي ي تأكيد هدها المعندى‬ ‫وعقولهم ومفوسهم‪ ،‬ومن ث َّم سلوكهم ت ا‬
‫ما حدث مني صلى هللا عليي وسلم مع عمر بن ال طاب رضدي هللا عندي‪ ،‬قدد مدر‬
‫عمر برجل يقرأ كتابا‪ ،‬استحسني‪ ،‬قال للرجل‪ :‬اكتو لي من هها الئتاب‪ ،‬ثم أتى‬
‫النبي صلى هللا عليدي وسدلم جعدل يقدرأ عليدي‪ ،‬وجعدل وجدي رسدول هللا صدلى هللا‬
‫يتلوو‪ ،‬ضرب رجل من األماار بيدل الئتداب‪ ،‬وقدال‪ :‬ثئلتد أمد يدا‬ ‫عليي وسلم َّ‬
‫ابن ال طاب‪ ،‬أما تر وجي رسول هللا صلى هللا عليي وسلم منه اليوم وأمت تقرأ‬
‫عليي هها الئتاب؟‬
‫قال رسدول هللا صدلى هللا عليدي وسدلم‪« :‬إنمبا بع بت فات ًحبا وخات ًمبا‪ ،‬وأع يبت‬
‫عوامبببب الكلببببم وفواتحبببب ‪ ،‬واختُصببببر لببببي الحببببديث اختصببببارا فببببل يهلكببببنكم‬
‫المتهوكون»(‪. 1‬‬ ‫ِ‬
‫يتلوو وجهي صلى هللا عليي وسلم وي ضو عندما يجد أحد أصحابي يقرأ أو‬ ‫‪َّ ..‬‬
‫يستحسن كتا ابا آخر ييدر القدرآو‪ ،‬وكيدي ال يت يدر وجهدي وربدي يقدول لدي‪ :‬أَ َو لَبم‬
‫علَي ِهم‪[ ‬العنئبوت‪.]51 :‬‬ ‫اب يُتلَى َ‬ ‫علَيكَ ال ِكتَ َ‬‫يَك ِف ِهم أَنَّا أَن َ لنَا َ‬
‫ادا‪ ،‬أمدزل هللا سدبحامي‪ :‬نَحبنُ‬ ‫وعندما طلو مني أصحابي أو يق عليهم قا ا‬
‫آن‪[ ‬يوسي‪.]3 :‬‬ ‫َص ِب َما أَو َحينَا إِلَيكَ َهذَا القُر َ‬ ‫س َن القَص ِ‬ ‫علَيكَ أَح َ‬ ‫ص َ‬ ‫نَقُ ؤ‬
‫قددد أخددرم ابددن جريددر‪ ،‬عددن عددوو بددن عبددد هللا قددال‪ :‬مد َّل أصددحاب رسددول هللا‬
‫صلى هللا عليي وسلم ملَّة‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬حدثنا‪ ،‬أمزل هللا تعدالى ‪‬هللاُ نَب َّ َل‬
‫ث‪[ ‬الزمر‪ ،]23 :‬ثم ملدوا ملدة أخدر قدالوا‪ :‬يدا رسدول هللا‪ ،‬حددثنا‬ ‫س َن ال َحدِي ِ‬ ‫أَح َ‬
‫ب‬‫وق الحديث ودوو القرآو – يعنوو القا ‪ -‬أمزل هللا ‪‬البر تِلبكَ آيَباتُ ال ِكتَبا ِ‬
‫بن‬ ‫علَيببكَ أَح َ‬
‫سب َ‬ ‫بص َ‬ ‫بون ‪ ‬نَحببنُ نَقُب ؤ‬ ‫بين ‪ ‬إِنَّببا أَن َ لنَبباهُ قُرآنًببا ع ََربِيًّببا لَّعَلَّ ُكببم تَع ِقلُب َ‬ ‫ال ُم ِب ِ‬
‫ين‪[ ‬يوسدي‪:‬‬ ‫َ‬
‫آن َوإِن كُنتَ ِمن ق ِل ِ لَ ِم َن الغَافِ ِل َ‬ ‫َ‬
‫َص ِب َما أو َحينَا إِلَيكَ َهذا القُر َ‬ ‫َ‬ ‫القَص ِ‬
‫‪.]3 -1‬‬

‫(‪ 1‬المتهوكوو أي المتحيروو‪ ،‬والحديث أخرجي عبد الرزاق والبيهقي عن أبي قالبة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪56‬‬

‫دددلهم علددى‬ ‫ددأرادوا الحددديث‪ ،‬دددلهم علددى أحسددن الحددديث‪ ،‬وأرادوا القاد‬
‫أحسن القا (‪. 1‬‬
‫ترييبي صلى هللا عليي وسلم للاحابة ي تعلم القرآو‪:‬‬
‫ومع حرصي صلى هللا عليي وسلم على عدم امش ال الاحابة بشيل آخر يير‬
‫القددرآو كدداو كددهل يسددت دم معهددم أسدداليو التشددويه الم تلفددة ليسددتثير مشدداعرهم‬
‫ويد عهم لإلقبال على القرآو واالمش ال بي‪.‬‬
‫رو مسلم عن عقبة بن عامر رضي هللا عندي قدال‪« :‬خبرج علينبا رسبول هللا‬
‫صبفَّة‪ ،‬فقبال‪ :‬أيكبم يحبب أن يغبدو كبل يبوم إلبى‬ ‫صلى هللا عليي وسلم ونحن في ال ُ‬
‫(‪2‬‬
‫كوماوين ‪ ،‬في غير إثبم وال ق يعبة‬ ‫َ‬ ‫بُ حان‪ ،‬أو إلى العقيق‪ ،‬فيأتي من بناقتين‬
‫رحم» قلنا‪ :‬يا رسول هللا محو ذل ‪ .‬قال‪« :‬أفل يغبدو أحبدكم إلبى المسبجد فبيعلَم‬
‫أو يقرأ آيتين من كتباب هللا عب وعبل خيبر لب مبن نباقتين‪ ،‬وثبل خيبر لب مبن‬
‫ثل ‪ ،‬وأرب خير ل من أرب ‪ ،‬ومن أعدادهن من انبل»(‪. 3‬‬
‫الن ي صلى هللا علي وسلم بيَّن ألصحاب معاني القرآن‪:‬‬
‫ادا علدى تعلديم الادحابة ألفداظ‬ ‫كما كاو رسول هللا صلى هللا عليدي وسدلم حري ا‬
‫اا كهل على تعليمهم معاميي‪..‬‬ ‫القرآو‪ ،‬إمي كاو حري ا‬
‫يقول د‪ .‬يوسي القرضاوي‪ :‬ولقد جعل القرآو من مهدام النبدي صدلى هللا عليدي‬
‫وسلم‪( :‬تعليم الئتاب والحئمة وهها ي أربع آيات من القرآو‪.‬‬
‫وال ريدو أو هددها التعلدديم لديس هددو (التحفددي بدددليل أمدي معطددوف علددى تددالوة‬
‫بباب َوال ِحك َمببةَ‪[ ‬آل‬ ‫علَببي ِهم آيَاتِبب ِ َويُبب َ ِك ِ‬
‫يهم َويُ َع ِل ُم ُهبب ُم ال ِكتَ َ‬ ‫اآليددات علدديهم‪ :‬يَتلُببو َ‬
‫عمراو‪.]164 :‬‬
‫فالتعليم أخص من التلوة‪.‬‬
‫رو هها التعلم والتعلديم هدو الدهي عبدرت عندي بعدض األحاديدث بدـ (التددارس ‪.‬‬
‫في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي هللا عني أو النبدي صدلى هللا عليدي وسدلم‬
‫قال‪« :‬ما اعتم قوم في بيت من بيوت هللا يتلون كتاب هللا‪ ،‬ويتدارسون بينهم‪،‬‬
‫إال ن لببت علببيهم السببكينة‪ ،‬وغشببيتهم الرحمببة‪ ،‬وحفببتهم الملئكببة‪ ،‬وذكببرهم هللا‬
‫فيمن عنده»‪.‬‬
‫ومعنى تدارس القرآو‪ :‬محاولة التعرف على ألفاظي ومباميي‪ ،‬وعلدى مفاهيمدي‬
‫(‪ 1‬الدر المنثور للسيوطي ‪ ،5/4‬وروال ابن أبي حاتم بإسناد حسن‪.‬‬
‫(‪ 2‬الناقة الئومال‪ :‬هي الناقة العظيمة السمنة‪.‬‬
‫(‪ 3‬روال مسلم (‪. 1870‬‬
‫‪57‬‬

‫ومعاميي‪ ،‬وما يرشد رليي من العبر‪ ،‬وما يدل عليي من األحئام واآلداب(‪. 1‬‬
‫ويقول الشيخ محمد ال زالدي – رحمدي هللا – ومعندى مدارسدة القدرآو‪ :‬القدرالة‬
‫والفهم والتدبر والتبين لسنن هللا ي النفس واآل اق‪ ،‬ومعر دة الوصدايا واألحئدام‪،‬‬
‫وأمواع الترييو والترهيو‪ ،‬والوعد والوعيد‪ ،‬وما رلى ذل مما يحتام المسلموو‬
‫رليي(‪.. 2‬‬
‫ويمكد على هذا المعنى انمام ابن تيمية فيقول‪:‬‬
‫يجو أو يُعلم أو النبي صلى هللا عليي وسلم بديَّن ألصدحابي معدامي القدرآو كمدا‬
‫اس َما نُب ِ َل إِلَبي ِهم‪[ ‬النحدل‪ ]44 :‬يتنداول‬ ‫بيَّن لهم ألفاظي‪ ،‬قولي تعالى‪ِ  :‬لت ُ َيِ َن ِللنَّ ِ‬
‫هها وهها‪.‬‬
‫وقد قال أبو عبد الرحمن السلَمى‪ :‬حدثنا الهين كاموا يقرئومندا القدرآو‪ ،‬كعثمداو‬
‫بن عفاو‪ ،‬وعبد هللا بن مسعود‪ ،‬وييرهما‪ :‬أمهم كاموا رذا تعلمدوا مدن النبدي صدلى‬
‫هللا عليي وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتدى يتعلمدوا مدا يهدا مدن العلدم والعمدلض‬
‫قالوا‪ :‬تعلمنا القرآو والعلم والعمل جميعاا‪.‬‬
‫ولهها كاموا يبقوو مدة ي حف السورة‪.‬‬
‫وقال أمس‪ :‬كاو الرجل رذا قرأ البقرة وآل عمراو ج َّل ي أعيننا‪.‬‬
‫باب أَن َ لنَباهُ إِلَيبكَ ُم َبا َرمٌ ِليَب َّدبَّ ُروا آيَاتِب ِ ‪: [ ‬‬ ‫‪ ..‬وذل أو هللا تعدالى قدال‪ِ  :‬كتَ ٌ‬
‫آن‪[ ‬النسدال‪ ،]28 :‬وقدال‪ :‬أَفَلَبم يَب َّدبَّ ُروا القَبو َل‪‬‬ ‫ون القُر َ‬ ‫‪ ،]29‬وقال‪ :‬أَفَلَ يَتَ َدبَّ ُر َ‬
‫[المؤمنوو‪.]68 :‬‬
‫وتدبر الئالم بدوو هم معاميي ال يمئن!‪.‬‬
‫بون‪[ ‬يوس دي‪،]2 :‬‬ ‫وكددهل قددال تعددالى‪ِ  :‬إنَّببا أَن َ لنَببا ُه قُرآنًببا ع ََر ِب ًّيببا لَّ َعلَّ ُكببم تَع ِقلُب َ‬
‫وعقل الئالم متضمن لفهمي‪.‬‬
‫ومدن المعلددوم أو كددل كدالم المقاددود منددي‪ :‬هدم معاميددي دوو مجددرد ألفاظددي ‪..‬‬
‫ددالقرآو أولددى بددهل ‪ ،‬ولهددها كدداو النددزاع بددين الاددحابة ددي تفسددير القددرآو قلدديالا‬
‫جداا(‪. 3‬‬
‫ويقول اإلمام الزركشي‪ :‬وقد جال عن ابن عمر أمهم كداموا يتعلمدوو مدا ينب دي‬
‫أو يوقي عندل‪ ،‬كما يتعلموو القرآو(‪ . 4‬تعلم الوقدي واالبتددال أحدد ثمدرات تعلدم‬

‫‪ 150 ،149‬باختاار‪.‬‬ ‫كيي متعامل مع القرآو العظيم د‪ .‬يوسي القرضاوي‬ ‫(‪1‬‬


‫‪ 28‬باختاار‪.‬‬ ‫كيي متعامل مع القرآو لمحمد ال زالي‬ ‫(‪2‬‬
‫‪ 75 -74‬باختاار‪.‬‬ ‫مقدمة ي أصول التفسير البن تيمية‬ ‫(‪3‬‬
‫البرهاو ي علوم القرآو للزركشي‪.237/‬‬ ‫(‪4‬‬
‫‪‬‬
‫‪58‬‬

‫المعامي‪.‬‬
‫ادا علدى تعلديم‬ ‫‪ ..‬من هنا مقول بأو رسول هللا صلى هللا عليدي وسدلم كداو حري ا‬
‫ظا ومعنى‪.‬‬ ‫أصحابي القرآو ‪ ..‬لف ا‬
‫‪ ..‬يقول عبد هللا بن عمر‪« :‬كاو رسول هللا صلى هللا عليي وسلم يعلمنا القرآو‪،‬‬
‫إذا مر بسجود سجد وسجدما معي»(‪. 1‬‬
‫(والشتهار هها األمر عن رسول هللا صلى هللا عليدي وسدلم صدار أصدالا يقداس‬
‫عليي ييرل‪ ،‬ومن هها القبيل قول جابر بدن عبدد هللا رضدي هللا عندي‪« :‬كبان الن بي‬
‫صلى هللا عليي وسلم يعلمنا االستخارة في األمبور كلهبا كمبا يعلمنبا السبورة مبن‬
‫القرآن»(‪. 2‬‬
‫إذا طرأ ما يمنع رسول هللا صلى هللا عليي وسلم من مباشرة ذل بنفسدي و َّكدل‬
‫بعض أصحابي للقيام بههل المهمة‪.‬‬
‫ومن هها ما ورد عن عبادة بن الاامت رضي هللا عني قال‪« :‬كاو رسول هللا‬
‫صلى هللا عليي وسلم يش ل‪ ،‬إذا قدم مهاجر على رسول هللا صلى هللا عليي وسلم‬
‫د عي رلى رجل منا يعلمي القرآو»(‪. 3‬‬
‫وعددن أبددي موسددى رضددي هللا عنددي أو رسددول هللا صددلى هللا عليددي وسددلم بعددث‬
‫معاذاا وأبا موسى رلى اليمن‪ ،‬أمرهما أو يعلما الناس القرآو»(‪. 4‬‬
‫ال بديل عن التفهم والتدبر‪.‬‬
‫ومددع هددها الترييددو ددي تعلددم القددرآو رال أمددي صددلى هللا عليددي وسددلم كدداو دائددم‬
‫التحهير لاحابتي – وألمتي من بعدل – من أو يتحول القدرآو مدن وسديلة عظيمدة‬
‫إلحيال القلو وبث الروح يي رلى قرالة حنجرية ق طلبادا ل جدر والثدواب دوو‬
‫االمتفاع الحقيقي بي‪ ،‬عندما سألي عبد هللا بن عمدرو بدن العدا عدن خدتم القدرآو‬
‫ي أقل من ثالثة أيام قال لي‪« :‬ال يفقه من يقرؤه في أقل من ثل »(‪. 5‬‬
‫ومع حثي صلى هللا عليي وسلم لاحابتي علدى كثدرة تدالوة القدرآو رال أمدي كداو‬
‫يرب ذل بالقرالة الهادئة المرتلة المتفهمة لل طاب‪ ،‬والتى من خاللهدا يتعدرض‬
‫القلددو ألمددوار القددرآو‪ ،‬ومنددابع اإليمدداو يددي يحدددث الوصددال‪ ،‬وتدددب الددروح دي‬
‫القلو شيئاا شيئاا حتى يحيا حياة كاملة‪.‬‬

‫أخرجي اإلمام أحمد واللف لي (‪ ، 157/2‬ومسلم بنحول (‪. 2575‬‬ ‫(‪1‬‬


‫روال الب اري (‪. 1162‬‬ ‫(‪2‬‬
‫أخرجي اإلمام أحمد ‪.324/5‬‬ ‫(‪3‬‬
‫أخرجي اإلمام أحمد ‪ .. 397/4‬امظر ضائل سور القرآو د‪ .‬ربراهيم عيسى‪.25/‬‬ ‫(‪4‬‬
‫السلسلة الاحيحة (‪. 1513‬‬ ‫(‪5‬‬
‫‪59‬‬

‫تأمل قولي صلى هللا عليي وسلم لاحابتي‪« :‬من قرأ القرآن في س ليا ٍل كتب‬
‫من المخ تين»‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬من قرأل ي خمس يا رسول هللا؟‬
‫قال‪« :‬إني أخا أن يُعجلكم عن البتفهم‪ ،‬إال أن تصب روا علبى م باكرة الليبل‪،‬‬
‫فمن فعل كُتب من المقربين»‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬في ثالث يا رسول هللا؟‬
‫قال‪ « :‬ال أراكم ت يقون ذلك‪ ،‬إال أن ي دأ أحدكم بالسورة وأك بر همب أن ي لبغ‬
‫آخرها»‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬إو أطقنال على تَفَهم وترتيل؟!‬
‫قال‪« :‬فذلك الجهد من ع ادة الن يين»‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬في أقل من ثالث يا رسول هللا؟‬
‫قال‪« :‬ال تقرأوه في أقل من ثل »‪.‬‬
‫و ي رواية‪ :‬قالوا‪ :‬يا رسول هللا! و ي أقل من ثالث‪.‬‬
‫قال‪« :‬ال‪ ،‬ومن وعد منكم نشا ًطا فليجعل في حسن تلوتها»(‪. 1‬‬
‫‪ ..‬وكاو صلى هللا عليي وسلم يددل الادحابة علدى الوسدائل المعيندة علدى تفهدم‬
‫القرآو والتدأثر بدي ومدن ذلد قولدي صدلى هللا عليدي وسدلم دي بيداو أهميدة القدرالة‬
‫باوت حزين‪« :‬أحسن الناس قراءة الذي إذا قرأ رأيت أن يخشى هللا»(‪. 2‬‬
‫‪ -‬وقولي صلى هللا عليي وسلم عن ضل التسوك قبل القدرالة‪« :‬إذا قبام أحبدكم‬
‫يصلي من الليل فليستك‪ ،‬فإن أحدكم إذا قرأ في صلت وم ملك فاه على في ‪،‬‬
‫وال يخرج من في يء إال دخل فم الملك»(‪. 3‬‬
‫‪ -‬ولبياو ضرورة الفهم مع القرالة قال صلى هللا عليي وسدلم‪« :‬إذا قبام أحبدكم‬
‫مببببن الليببببل فاسببببتعجم القببببرآن علببببى لسببببان فلببببم يببببدر مببببا يقببببول فلينصببببر ‪،‬‬
‫فليض ج »(‪. 4‬‬
‫سره‬
‫* وللتهكير بأهمية القرالة ي الماحي قال صلى هللا عليي وسلم‪« :‬من َّ‬
‫أن يحب هللا ورسول ‪ ،‬فليقرأ في المصحف»(‪. 5‬‬

‫أوردل الحئيم الترمهي ي موادر األصول‪ ،‬والسيوطي ي الجامع الئبير‪ ،‬والقرطبي ي التهكار‪.‬‬ ‫(‪1‬‬
‫صحيح الجامع الا ير (‪. 194‬‬ ‫(‪2‬‬
‫السلسلة الاحيحة (‪. 1213‬‬ ‫(‪3‬‬
‫صحيح الجامع الا ير (‪. 717‬‬ ‫(‪4‬‬
‫صحيح الجامع الا ير (‪. 6289‬‬ ‫(‪5‬‬
‫‪‬‬
‫‪60‬‬

‫‪ ..‬وكدداو صددلى هللا عليددي وسددلم دائددم التددهكير للاددحابة علددى ضددرورة تهيئددة‬
‫األجوال المناسبة المعينة على التركيدز والفهدم‪ ،‬ومدن ذلد مدا روال أبدو داود عدن‬
‫أبددي سددعيد رضددي هللا عنددي قددال‪ :‬اعتئددي رسددول هللا صددلى هللا عليددي وسددلم ددي‬
‫المسجد سمعهم يجهروو بالقرالة‪ ،‬ئشي الستر وقال‪« :‬أال إن كلكبم منباج ربب‬
‫فل يمذين بعضكم بعضا‪ ،‬وال يرف بعضكم على بعض في القراءة»(‪. 1‬‬
‫‪ -‬وكاو صلى هللا عليي وسلم دائم الناح ألصحابي – وألمتي من بعدل – بدوام‬
‫قرالة القدرآو وتعاهددل حتدى يسدتمر رمدداد القلدو بالمعدامي اإليماميدة تدتم التدهكرة‬
‫والتبارة‪ ،‬ويدزداد القدرب والوصدال‪ ،‬وكداو يحفدزهم علدى اإلقبدال علدى القدرآو‬
‫بتهكيرهم باألجر العظيم المترتدو علدى تالوتدي‪ ،‬و دي مفدس الوقدت كداو يحدهرهم‬
‫من تركي وعدم المداومة على قرالتي حتى ال تتفلت معاميدي مدن العقدل والقلدو ‪..‬‬
‫ومن ذل قولي صلى هللا عليي وسلم‪:‬‬
‫«اقرؤوا القرآن واعملوا ب ‪ ،‬وال تجفوا عنب ‪ ،‬وال تغلبو فيب ‪ ،‬وال تبأكلوا بب ‪،‬‬
‫وال تستك روا ب »(‪. 2‬‬
‫وقولي‪ « :‬اقرؤوا القرآن؛ فإنكم تمعرون علي ‪ ،‬أما إني ال أقبول آآلبم‪ ،‬حبر ‪،‬‬
‫ولكن ألف عشر‪ ،‬والم عشر‪ ،‬وميم عشر‪ ،‬فتلك ثلثون»(‪. 3‬‬
‫«تعاهدوا القرآن‪ ،‬فوالذي نفسي بيده‪ ،‬لهو أ د تفصيا من قلوب الرعال من‬
‫انبل من عُقلها»(‪. 4‬‬
‫متابعت صلى هللا علي وسلم ألصحاب ‪:‬‬
‫كاو صلى هللا عليي وسلم يتدابع أصدحابي دي أمدر القدرآو ومدد تعاهددهم لدي‪،‬‬
‫وكاو حرياا على أال يمدر علديهم يدوم دوو أو يقدرأوا القدرآو‪ ،‬تأمدل معدي قولدي‬
‫صلى هللا عليي وسلم‪« :‬من نام عبن ح بب ‪ ،‬أو عبن بيء منب ‪ ،‬فقبرأه فيمبا ببين‬
‫صلة الفجر وصلة الإهر‪ ،‬كُتب ل كأنما قرأه من الليل»(‪. 5‬‬
‫وذكدر عنددل أحدد أصدحابي قدال‪« :‬ذلبك رعبل ال يتوسبد القبرآن»(‪ 6‬ومعنددى ال‬
‫يتوسد القرآو أي يقوم بي الليل وال ينام عني‪.‬‬
‫وقال يوما ألصحابي‪ « :‬إنبي ألعبر أصبوات رفقبة األ بعريين ببالقرآن حبين‬

‫‪.‬‬ ‫ير (‪2639‬‬ ‫صحيح الجامع الا‬ ‫(‪1‬‬


‫‪.‬‬ ‫ير (‪1168‬‬ ‫صحيح الجامع الا‬ ‫(‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ير (‪1164‬‬ ‫صحيح الجامع الا‬ ‫(‪3‬‬
‫‪.‬‬ ‫ير (‪2956‬‬ ‫صحيح الجامع الا‬ ‫(‪4‬‬
‫روال مسلم (‪. 747‬‬ ‫(‪5‬‬
‫روال ابن المبارك ي الزهد‪ ،‬وأحمد‪ ،‬والنسائي‪.‬‬ ‫(‪6‬‬
‫‪61‬‬

‫يدخلون بالليل‪ ،‬وإن كنت لم أر مناملهم حين ن لوا بالنهار»(‪. 1‬‬


‫ومع ههل المتابعة والحدث علدى تعاهدد القدرآو إمدي صدلى هللا عليدي وسدلم كداو‬
‫كهل يتابع أثر القرآو على الاحابة ومدد تمثدل ثمرتدي الحقيقيدة ديهم‪ ،‬ويئفيد‬
‫ي تأكيد هها المعنى ذل الحديث الهي يرويي جبير بن مفير عن أبي الدردال أمدي‬
‫ببادرل رلدى السدمال‪ ،‬ثدم قدال‪:‬‬ ‫قال‪ :‬كندا مدع النبدي صدلى هللا عليدي وسدلم شد‬
‫«هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى ال يقدروا من علبى بيء»‪ .‬قدال أحدد‬
‫الحاضرين وهو زيداد بدن لبيدد األمادار ‪ :‬كيدي ي دتلس مندا وقدد قرأمدا القدرآو؟‬
‫وهللا لنقرأمي‪ ،‬ولنقرئني مسالما وأبنالما‪.‬‬
‫قال صلى هللا عليي وسدلم‪« :‬ثكلتبك أمبك يبا ميباد‪ ،‬إن كنبت ألعبدم مبن فقهباء‬
‫أهل المدينة‪ ،‬هذه التوراة واننجيل عند اليهود والنصارى فما تغنى عنهم»‪.‬‬
‫قال جبير بن مفير‪ :‬لقيت ُعبدادة بدن الادامت قلدت‪ :‬أال تسدمع مدا يقدول أخدوك أبدو‬
‫الددردال؟ أخبرتددي الددهي قددال أبددو الدددردال‪ ،‬قددال‪ :‬صدددق أبددو الدددردال‪ .‬رو شددئت حدددثت‬
‫بأول علدم يُر دع مدن النداس‪ :‬ال شدوع‪ ،‬يوشد أو تددخل المسدجد الجدامع دال تدر يدي‬
‫خاشعاا(‪. 2‬‬
‫وخرم صدلى هللا عليدي وسدلم يومدا علدى أصدحابي وجددهم دي حلقدة يقدرؤوو‬
‫القرآو ويتدارسومي بينهم‪ ،‬فرح بهدم وقدال‪« :‬الحمبد ل‪ ،‬كتباب هللا واحبد‪ ،‬وفبيكم‬
‫األخيببار‪ ،‬وفببيكم األحمببر واألسببود‪ ،‬اقببرأوا القببرآن‪ ،‬اقببرأوا ق ببل أن يببأتي أقببوام‬
‫يقيمبببون حروفببب كمبببا يقبببام السبببهم ال يجببباوم تبببراقيهم‪ ،‬يتعجلبببون أعبببره وال‬
‫يتأعلون »(‪. 3‬‬
‫لقددد كدداو صددلى هللا عليددي وسددلم شددديد الحددر علددى أال تئددوو قددرالة القددرآو‬
‫باأللسنة والحناجر ق ‪ ،‬لئي يتم الوصال بين القلو والقرآو وينعئس ذل علدى‬
‫السددلوكض ال بددد مددن الددتفهم والتددأثر والتجدداوب مددع اآليددات‪ ،‬ددإو لددم يحدددث ذل د ‪،‬‬
‫و اكتفى المرل بالقرالة التي ال تتجاوز حنجرتي إو ههل القرالة ستئوو دي واد‪،‬‬
‫بينما يئوو عملي وسلوكي ي واد آخر‪ ،‬وليس أدل على ذل من هه الواقعة‪:‬‬
‫بينما كاو رسول هللا صلى هللا عليي وسلم يقسم م امم حنين رذ قام رجدل قدال‪:‬‬
‫اعدل‪ ،‬قال‪« :‬لقد قيت إن لم أعدل» ‪ ..‬ثم قال رسول هللا صلى هللا عليي وسلم‪:‬‬
‫« إن ناسا يجيئون‪ ،‬يقرؤون القرآن ال يجباوم تبراقيهم‪ ،‬يمرقبون مبن البدين كمبا‬

‫(‪ 1‬روال الب اري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬


‫(‪ 2‬أخرجي الترمهي وقال‪ :‬حديث حسن يريو‪ ،‬وصححي األلبامي ي صحيح الجامع (‪. 6990‬‬
‫(‪ 3‬روال ابن حباو ي صحيحي‪ ،‬وابن المبارك ي الزهد‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪62‬‬

‫يمرب السهم من الرمية‪. 1( »..‬‬


‫رو أعظم أثر لقرالة القرآو هو امضباط السلوك‪ ،‬واقتدراب الفعدل مدن القدول‪..‬‬
‫إو لم يحدث دَ َّل ذل على عدم الوصال القلبي بالقرآو‪ ،‬ولقد كاو صلى هللا عليي‬
‫وسلم دائم التحهير من ذل ‪ ،‬وعندما أخبر بالفتن التي ستمر بها األمة‪ ،‬ربد ذلد‬
‫بعدم االمتفاع بالقرآو‪ ،‬عن أبي سعيد ال دري أو رسول هللا صلى هللا عليي وسلم‬
‫قال‪ « :‬ستكون في أمتي اختل وفرقة‪ ،‬قبوم يحسبنون القبول ويسبيئون الفعبل‪،‬‬
‫يقرؤون القرآن ال يجاوم تراقيهم ‪. 2( »..‬‬
‫وعن أبي قالبدة قدال‪ :‬قدال رسدول هللا صدلى هللا عليدي وسدلم وذكدر شديئاا قدال‪:‬‬
‫«ذل د أواو ينُسددخ القددرآو»‪ ،‬قددال رجددل كدداألعرابي‪« :‬يددا رسددول هللا مددا ينسددخ‬
‫القرآو؟‪ ،‬أو كيي ينسخ القرآو؟»‪ ،‬قال رسول هللا صلى هللا عليي وسدلم‪« :‬ويحد‬
‫يههو أصحابي‪ ،‬ويبقى رجال كأمهم النعام»‪ ،‬ضدرب رسدول هللا صدلى هللا عليدي‬
‫وسلم رحد يديي على األخر ‪ ،‬مدهما يشير بهما‪ ،‬قال الناس‪ ،‬يا رسدول هللا أو‬
‫ال متعلمي ومعلمي أبنالما‪ ،‬ومسدالما»‪ ،‬قدال رسدول هللا صدلى هللا عليدي وسدلم‪« :‬قدد‬
‫قرأت اليهود والناار ‪ ،‬قد قرأت اليهود والناار »(‪. 3‬‬
‫الوصية بالقرآن‪:‬‬
‫ال عجددو رذاا ‪-‬أخددي القددار ‪ -‬أو تئددوو الوصددية التددي أوصددى بهددا رسددول هللا‬
‫صلى هللا عليي وسلم أمتي من بعدل هي القرآو‪.‬‬
‫‪ ..‬في صحيح الب اري عن طلحة قال‪ :‬سألت عبد هللا بن أبي أو ي‪ :‬أأوصي النبي‬
‫صلى هللا عليي وسلم؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬قلت‪ :‬كيي كتو على الناس الوصية؟‪ ،‬أُمروا بها ولدم‬
‫يُو ؟ قال‪ :‬أوصى بئتاب هللا»(‪. 4‬‬
‫وعندما أخبر صلى هللا عليي وسلم حهيفة بدن اليمداو بداالختالف والفرقدة التدي‬
‫ستحدث بعدل‪ ،‬قال لي حهيفة‪ :‬يدا رسدول هللا مدا تدأمرمي رو أدركدت ذلد ؟! قدال‪:‬‬
‫«تعلَّم كتاب هللا ع وعل واعمل ب فهو المخرج من ذلك»‪.‬‬
‫قدال حهيفددة‪ :‬أعددت عليددي ثالثدا‪ .‬قددال صدلى هللا عليددي وسدلم‪« :‬تعلببم كتبباب هللا‬
‫واعمل ب فهو النجاة»(‪. 5‬‬
‫وقددال يومددا ألصددحابي‪« :‬سببتكون فببتن» سددألول‪ :‬ومددا الم ددرم منهددا؟ قددال‪« :‬كتبباب‬

‫روال مسلم (‪. 1063‬‬ ‫(‪1‬‬


‫صحيح‪ ،‬روال أحمد‪ ،‬وأبو داود وابن حباو‪ ،‬والحاكم وصححي‪.‬‬ ‫(‪2‬‬
‫أخرجي ابن المبارك ي الزهد برقم (‪ ، 753‬وقال الشيخ أحمد ريد‪ :‬مرسل صحيح اإلسناد‪.‬‬ ‫(‪3‬‬
‫صحيح الب اري‪.‬‬ ‫(‪4‬‬
‫أخرجي الحاكم وصححي ووا قي الههبي‪.‬‬ ‫(‪5‬‬
‫‪63‬‬

‫هللا‪. 1( »..‬‬
‫القرآو كاو ُخلُقي صلى هللا عليي وسلم‪ ،‬ووصيتي‪ ،‬وميراثي ‪ ..‬مر أعرابي بعبد‬
‫هللا بددن مسددعود وعندددل قددوم يتعلمددوو القددرآو‪ ،‬قدال‪ :‬مددا ياددنع هددؤالل؟ قددال ابددن‬
‫مسعود‪ :‬يقتسموو ميراث محمد صلى هللا عليي وسلم(‪. 2‬‬
‫***‬

‫(‪ 1‬روال الترمهي (‪ ، 2906‬والدارمي (‪ ، 3332‬وأوردل األلبامي ي السلسلة الضعيفة‪.‬‬


‫‪.51‬‬ ‫(‪ 2‬ضائل القرآو ألبي عبيد‬
‫الفصل الخامس‬

‫النموذج العملي‬
‫والدفعة األولى لمدرسة‬
‫القرآن‬
‫‪65‬‬

‫النموذج العملي‬
‫والدفعة األولى لمدرسة القرآن‬
‫الدفعة األولى‪:‬‬
‫ذاق صحابة رسول هللا صلى هللا عليي وسلم حالوة اإليماو من خالل القدرآو‪،‬‬
‫وأدركوا قيمتي وقدرتي الفهة على الت يير وبث الروح‪ ،‬أقبلوا عليي‪ ،‬وامش لوا بي‪،‬‬
‫وأعطددول الئثيددر مددن أوقدداتهم‪ ،‬وامجددهبت مشدداعرهم محددول عنددد لقددائهم بددي لدرجددة‬
‫االست راق والهيمنة‪ ،‬حتى أصبحوا ال يملئوو دمعهم حين يبدأوو التالوة‪ ،‬بل رو‬
‫بعضهم كاو يمد رض مدن شددة أثدر القدرآو عليدي‪ ،‬والدبعض اآلخدر كامدت األمدوار‬
‫تشاهد ي دارل عند قرالتي‪ ،‬والئثير منهم كاو يعي مع آية مدن اآليدات سداعات‬
‫طواالا يقرؤها ويئررها ويبئي‪ ،‬وال يمل من ذل ‪.‬‬
‫ضا من األخبار التي وردت عن مظاهر تأثر الاحابة رضواو‬ ‫ورلي أخي بع ا‬
‫هللا عليهم بالقرآو‪:‬‬
‫* ي أثنال مرض الرسول صدلى هللا عليدي وسدلم قدال لمدن حولدي‪« :‬مبروا أببا‬
‫فليصل بالناس»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بكر‬
‫قالت عائشة‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬رو أبدا بئدر رجدل رقيده‪ ،‬رذا قدرأ القدرآو ال يملد‬
‫دمعي(‪. 1‬‬
‫* وعن عبد هللا بن عروة بن الزبير قال‪ :‬قلت لجدتي أسمال ‪ -‬بندت أبدي بئدر‬
‫– كيي كاو أصحاب رسول هللا صلى هللا عليدي وسدلم رذا سدمعوا القدرآو؟ قالدت‪:‬‬
‫تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما معتهم هللا(‪. 2‬‬
‫* وكدداو عمددر بددن ال طدداب يمددر باآليددة ت نقددي‪ ،‬يبقددى ددي بيتددي أيا امددا يُعدداد‪،‬‬
‫ضا(‪. 3‬‬
‫يحسبومي مري ا‬
‫* و ي يوم من األيام قال بعض الاحابة لرسول هللا صلى هللا عليي وسلم‪ :‬ألم‬
‫تر ثابت بن قيس بن شماس لم تزل دارل البارحة تزهر مادابيح؟! قدال‪« :‬فلعلب‬
‫سئل ثابت‪ ،‬قال‪ :‬قرأت سورة البقرة(‪. 4‬‬ ‫قرأ بسورة ال قرة»‪ُ ،‬‬
‫* وقال رجل مدن أهدل مئدة لمسدروق – أحدد التدابعين‪ :-‬هدها مقدام أخيد تمديم‬
‫الداري‪ ،‬لقد رأيتي ذات ليلة حتى أصبح أو كاد أو يابح يقرأ آيدة مدن كتداب هللا‪،‬‬

‫متفه عليي‪.‬‬ ‫(‪1‬‬


‫الدر المنثور ‪.610/5‬‬ ‫(‪2‬‬
‫صحابة رسول هللا ‪ ‬وجهودهم ي تعليم القرآو الئريم‪.156 /‬‬ ‫(‪3‬‬
‫‪ ،. 66‬وابن كثير ي ضائل القرآو‪ ،‬وقال‪ :‬رسنادل جيد‪.‬‬ ‫ضائل القرآو ألبي عبيد‬ ‫(‪4‬‬
‫‪‬‬
‫‪66‬‬

‫ت أَن نَّج َعلَ ُهم كَالَّذ َ‬


‫ِين آ َمنُوا‬ ‫ِين اعتَ َر ُحوا ال َّ‬
‫س ِيئَا ِ‬ ‫يركع ويسجد ويبئي ‪‬أَم َحس َ‬
‫ِب الَّذ َ‬
‫بون‪ ‬لدم يدزل يرددهدا‬ ‫سا َء َمبا يَح ُك ُم َ‬ ‫س َوا ًء َّمحيَاهُم َو َم َمات ُ ُهم َ‬ ‫َوع َِملُوا الصَّا ِل َحا ِ‬
‫ت َ‬
‫حتى أصبح(‪. 1‬‬
‫* وهها أسيد بن حضير يقول‪ :‬لو أمي أكوو كما أكدوو محدل حدال مدن أحدوال‬
‫ثالث لئنت من أهل الجنة وما شئئت ي ذل ‪ :‬حين أقرأ القرآو أو أسمعي يُقدرأ‪،‬‬
‫ورذا سمعت خطبة رسول هللا صلى هللا عليي وسلم‪ ،‬ورذا شهدت جنازة(‪. 2‬‬
‫* وكدداو عبدداد بددن بشددر يقددوم بحراسددة المسددلمين بعددد أو عسددئروا ددي مئدداو‪،‬‬
‫وأخلدوا للنوم وهم ي طريده عد ودتهم مدن يدزوة ذات الرقداع‪ ،‬ولمدا وجدد الجدو‬
‫هادئاا بدأ ي الاالة وقرالة القرآو‪ ،‬و ي أثنال ذل لمحي أحد المشركين أصابي‬
‫بسهم لم يتحرك من مئامي‪ ،‬بل مزعي وأكمل صالتي‪ ،‬ثدم رمدال بسدهم ثداو نزعدي‬
‫وأكمل صالتي‪ ،‬ثم رمال بثالث نزعي وركع وسجد وسلَّم وأيق صاحبي عمار بن‬
‫يا سر‪ ،‬ولما سألي عمار لماذا لم توقظني منده أول سدهم؟ قدال لدي‪ :‬كندت دي سدورة‬
‫ي الرمدي ركعدت ذمتد ‪،‬‬ ‫أقرؤها لم أحدو أو أقطعهدا حتدى أمفدهها لمدا تدابع علد َّ‬
‫وأيم هللا لوال أو أُضيَّع ث ارا أمرمي رسول هللا صلى هللا عليي وسلم بحفظي لقطدع‬
‫مفسي قبل أو أقطعها أو أمفهها(‪. 3‬‬
‫‪ ..‬لقد كاو شعورل رضي هللا عني بلهة القرالة‪ ،‬أشد بئثير من شعورل باأللم!!‬
‫ض‬‫ت األَر ُ‬ ‫‪ ..‬وعددن عبددد هللا بددن عمددرو بددن العددا قددال‪ :‬لمددا مزلددت إِذَا ُمل ِ لَب ِ‬
‫ِمل َ الَ َها" وأبو بئر الاديه قاعد بئى حين أمزلت‪ ،‬قال لي رسول هللا صلى هللا‬
‫عليي وسلم‪ :‬ما يبئي يا أبا بئر؟ قال‪ :‬يبئيني ههل السورة(‪. 4‬‬
‫‪ ..‬وهها أسيد بن حضير بينما كاو يقرأ ي الليل سورة البقرة و رسدي مربدوط‬
‫عندددل رذ جالددت الفددرس‪ ،‬سددئت سددئنت‪ .‬قددرأ جالددت الفددرس‪ ،‬سددئت وسددئنت‬
‫الفرس‪ ،‬ثم قرأ جالت الفرس‪ ،‬امارف وكاو ابني يحيى قريبا منهدا‪ ،‬أشدفه أو‬
‫تايبي‪ ،‬لما اجترل ر ع رأسي ي السمال حتى ما يراها‪ ،‬لما أصبح حددث النبدي‬
‫صلى هللا عليي وسلم‪ ،‬قال لي‪« :‬اقرأ يا ابن الحضير‪ ،‬اقرأ يا ابن الحضير» قال‪:‬‬
‫أشفقت يا رسول هللا أو تطأ يحيى وكاو منهدا قريبدا‪ ،‬ر عدت رأسدي امادر ت‬
‫ظلَّدة يهدا أمثدال المادابيح‪ ،‬رجدت‬ ‫رليي‪ ،‬ر عت رأسي رلى السدمال دإذا مثدل ال ُ‬
‫حتدددى ال أراهدددا‪ ،‬قدددال‪« :‬وتددددري مدددا ذاك؟ «قبببال‪ :‬ال‪ ،‬قبببال‪ :‬تلبببك الملئكبببة دنبببت‬

‫المادر السابه‪.145 /‬‬ ‫(‪1‬‬


‫م تار قيام الليل لمحمد بن مار‪.148 /‬‬ ‫(‪2‬‬
‫السيرة النبوية البن هشام‪.‬‬ ‫(‪3‬‬
‫أوردل ابددن جريددر الطبددري ددي تفسدديرل ‪ ،553/24‬وامظددر صددحابة رسددول هللا وجهددودهم ددي تعلدديم القددرآو‪،‬‬ ‫(‪4‬‬
‫‪.129‬‬
‫‪67‬‬

‫لصوتك‪ ،‬ولو قرأت ألص حت ينإر الناس إليها‪ ،‬ال تتوارى منهم»(‪. 1‬‬
‫‪ ..‬وعن البرال قال‪ :‬قرأ رجدل الئهدي‪ ،‬و دي الددار دابدة‪ ،‬جعلدت تنفدر‪ ،‬نظدر‬
‫ددإذا ضددبابة أو سددحابة قددد يشدديتي‪ ،‬ددهكر ذلد للنبددي صددلى هللا عليددي وسددلم قدال‪:‬‬
‫« اقرأ فلن! فإنها السكينة تن لت عند القرآن‪ ،‬أو تن لت للقرآن»(‪. 2‬‬
‫‪ ..‬وعن أبي يزية األمااري قال‪ :‬كاو رجل من األماار قائ اما يقرأ‪ ،‬جالت‬
‫كهيئة القبدة السدودال‪ ،‬يهدا كهيئدة الاالصدل‪ ،‬حتدى أظلتدي‪ ،‬فدزع‪ ،‬ومفدر رسدي‪،‬‬
‫امار ت على رسي ارتفعت‪ ،‬لما أصبح أتى رسول هللا صلى هللا عليي وسدلم‬
‫ددهكر لددي ذلد ‪ ،‬قددال لددي رسددول هللا صددلى هللا عليددي وسددلم‪« :‬تلببك السببكينة أَ ِذنَببت‬
‫القرآن حين سمعت ‪ ،‬أما إنك لو ث ت رأيت منها عج ا»(‪. 3‬‬
‫‪ ..‬ورو الزهدري أو عبددد هللا بددن عبدداس كدداو يُقدر عبددد الددرحمن بددن عددوف ددي‬
‫خال ة عمر بن ال طاب‪ ..‬قال عبد هللا بدن عبداس‪ :‬لدم أر أحدداا يجدد مدن القشدعريرة مدا‬
‫يجد عبد الرحمن عند القرالة(‪. 4‬‬
‫‪ ..‬ولمددا قدددم أهددل الدديمن المدينددة ددي زمددن أبددي بئددر رضددي هللا عنددي سددمعوا‬
‫القرآو‪ ،‬جعلوا يبئوو‪ ،‬قال أبو بئر الاديه‪ :‬هئها كنا ثم قست القلوب(‪. 5‬‬
‫‪ ..‬عن عبيد بن عمير قال‪ :‬صلى بنا عمر بدن ال طداب رضدي هللا عندي صدالة‬
‫ضت عَينَاهُ ِم َن ال ُحب ِن فَ ُه َبو‬
‫الفجر ا تتح سورة يوسي قرأها حتى رذا بلس ‪َ ‬وابيَ َّ‬
‫ك َِإي ٌم‪[ ‬يوسي‪ ]84 :‬بئى حتى امقطع ركع(‪. 6‬‬
‫‪ ..‬وهددها عبددد هللا بددن مسددعود يقددول‪ :‬رذا وقعددت ددي (سددور آل حددم وقعددت ددي‬
‫روضات دمثات أتأمه يهن(‪. 7‬‬
‫عجو بهن وأستله بقرالتهن‪ ،‬وأتتبع محاسنهن(‪. 8‬‬ ‫ومعنى أتأمه يهن‪ :‬أي أ ُ‬
‫‪ ..‬وعن عبد هللا بن أبي مليئة قال‪ :‬صحبت ابن عباس مدن مئدة رلدى المديندة‪،‬‬
‫ئاو يالي ركعتين‪ ،‬إذا مزل قام شطر الليل‪ ،‬ويرتل القرآو حر ا حر ا‪ ،‬ويئثر‬
‫ي ذل من التسبيح والنحيو(‪. 9‬‬

‫روال الب اري (‪ ، 5018‬ومسلم (‪. 1856‬‬ ‫(‪1‬‬


‫روال مسلم (‪. 1854‬‬ ‫(‪2‬‬
‫روال أبو معيم‪ ،‬وأوردل المست فري ي ضائل القرآو برقم (‪. 473‬‬ ‫(‪3‬‬
‫االمتاار للقرآو للباقالمي ‪ ،201/1‬وم تار قيام الليل لمحمد بن مار ‪.145 /‬‬ ‫(‪4‬‬
‫‪.135‬‬ ‫ضائل القرآو ألبي عبيد‬ ‫(‪5‬‬
‫‪.137‬‬ ‫ضائل القرآو ألبي عبيد‬ ‫(‪6‬‬
‫‪.255‬‬ ‫المادر السابه‬ ‫(‪7‬‬
‫آيات ال شوع لعبد هللا الم ربي‪.232 /‬‬ ‫(‪8‬‬
‫‪ ،318‬مقالا عن اإلصابة‪.‬‬ ‫صحابة رسول هللا وجهودهم ي تعليم القرآو‬ ‫(‪9‬‬
‫‪‬‬
‫‪68‬‬

‫األثر الم ا ر للقرآن في سلوم الصحابة‪:‬‬


‫رذا أردت – أخي – أو تعرف قدر تأثير القرآو على قلوب الادحابة‪ ،‬وكيدي‬
‫أو معاميددي قددد اسددتحوذت علددى مشدداعرهم‪ ،‬وأصددبحت تددواجههم وتددوجههم حيثمددا‬
‫اتجهوا امظر رلى آثار ذل من الناحية العملية لتر كيي كاو ذل األثر سدريعا‬
‫ددي رذعددامهم للحدده‪ ،‬ومبددادرتهم لفعددل ال يددر‪ ،‬وعدددم التلئددؤ أو التبدداطؤ تحددت أي‬
‫دعو ‪.‬‬
‫أال تح ون أن يغفر هللا لكم؟!‬
‫‪ ..‬هها أبو بئر الاديه رضي هللا عني كاو ينفه على مسطح بن أثاثة لقرابتي‬
‫مني و قرل‪ ،‬لما قال مسطح ما قال ي السديدة عائشدة دي حادثدة اإل د ‪ ،‬قدال أبدو‬
‫بئر‪ :‬وهللا ال أمفه على مسطح شيئاا أبداا بعد الهي قال ي عائشة‪ ،‬مدا قدال‪ .‬دأمزل‬
‫س بعَ ِة أَن يُمتُببوا أُو ِل بي القُربَ بى َوال َم َ‬
‫سببا ِك َ‬
‫ين‬ ‫هللا‪َ  :‬والَ يَأتَب ِل أُولُببو الفَض ب ِل ِمببنكُم َوال َّ‬
‫بون أَن يَّغ ِف َبر هللاُ لَكُبم َوهللاُ‬
‫س ِي ِل هللاِ َوليَعفُوا َوليَصبفَ ُحوا أَالَ ت ُ ِح ؤ َ‬‫ين فِي َ‬ ‫اع ِر َ‬ ‫َوال ُم َه ِ‬
‫ور َّر ِحي ٌم‪[ ‬النور‪.]22 :‬‬ ‫غف ُ ٌ‬‫َ‬
‫قال أبو بئر‪ :‬بلى وهللا رمي أحو أو ي فر هللا لي‪.‬‬
‫رجع رلى النفقة التي كاو ينفه عليي‪ ،‬وقال‪ :‬وهللا ال أمزعها أبداا (‪. 1‬‬
‫أعرض عن الجاهلين‪:‬‬
‫‪ ..‬وهها عمر بن ال طاب رضي هللا عني يأتيي ال ُحر بن قيس وعمدي عييندة بدن‬
‫ي يدا ابدن ال طداب‪ ،‬دوهللا مدا تعطيندا الجدزل‬ ‫حان يقول عيينة لل ليفة عمر‪ :‬هد َّ‬
‫وال تحئم ينا بالعدل‪ .‬ضو عمر حتى ه َّم بي‪ ،‬قال لي الحر‪ :‬يا أمير المؤمنين‪،‬‬
‫رو هللا تعالى قال لنبيي صلى هللا عليي وسدلم ‪ُ ‬خب ِذ العَف َبو َوأ ُمبر بِبالعُر ِ َوأَع ِبرض‬
‫ين‪[ ‬األعراف‪ ،]199 :‬ورو هها من الجاهلين‪.‬‬ ‫ع َِن ال َجا ِه ِل َ‬
‫يقددول ابددن عبدداس‪ :‬وهللا مددا جاوزهددا عمددر حددين تالهددا عليددي‪ ،‬وكدداو وقا اددا عنددد كتدداب‬
‫هللا(‪. 2‬‬
‫أقرمت ربي حائ ي‪:‬‬
‫ضبا ِعفَ ُ لَب ُ‬‫سبنًا فَيُ َ‬‫ض هللاَ قَرمًبا َح َ‬ ‫لما مزل قول هللا تعالى‪َ  :‬مبن ذَا الَّبذِي يُق ِبر ُ‬
‫ون‪[ ‬البقرة‪.]245 :‬‬ ‫ل َوإِلَي ِ تُر َععُ َ‬ ‫س ُ‬
‫ض َويَ ُ‬ ‫يرةً َوهللاُ يَق ِ ُ‬‫أَمعَافًا َك ِ َ‬

‫(‪ 1‬روال الب اري (‪. 4750‬‬


‫(‪ 2‬روال الب اري (‪. 4642‬‬
‫‪69‬‬

‫قال أبو الدحداح‪ :‬يا رسول هللا!‪ ،‬ورو هللا يريد منا القدرض؟ قدال‪« :‬نعبم يبا أببا‬
‫الدحدا » قال‪ :‬أرمي يدك يا رسول هللا! ناولدي يددل‪ .‬قدال‪ :‬رمدي قدد أقرضدت ربدي‬
‫حائطي (بستاو يي ستمائة م لة‪.‬‬
‫وأم الدحداح يي وعيالها‪ ،‬جال أبو الدحداح ناداها‪ :‬يا أم الدحداح‪ .‬قالت لبي ‪.‬‬
‫قال‪ :‬أخرجي قد أقرضتي ربي – عز وجل – قالت‪ :‬ربدح بيعد يدا أبدا الدحدداح!‬
‫ومقلت مني متاعها وصبيامها(‪. 1‬‬
‫ثابت بن قيس من أهل الجنة‪:‬‬
‫عن أمس بن مالد رضدي هللا عندي قدال‪ :‬لمدا مزلدت هدهل اآليدة‪ :‬يَبا أَيؤ َهبا الَّبذ َ‬
‫ِين‬
‫آ َمنُببوا الَ تَرفَعُببوا أَصب َبواتَكُم فَببوبَ صَببو ِ‬
‫ت النَّ ِببي ِ َوالَ تَج َهبب ُروا لَ ب ُ بِببالقَو ِل َك َجه ِببر‬
‫ون‪[ ‬الحجرات‪.]2 :‬‬ ‫ض أَن تَح َ َل أَع َمالُكُم َوأَنتُم الَ تَشعُ ُر َ‬ ‫بَع ِضكُم ِل َع ٍ‬
‫كاو ثابت بن قيس بن شماس ر يع الاوت‪ ،‬قال‪ :‬أما الهي كنت أر ع صوتي‬
‫على رسول هللا صلى هللا عليي وسلم‪ ،‬وأما من أهل النار‪ ،‬حب عملي‪ ،‬وجلس ي‬
‫بيتي حزينا فقدل رسول هللا صلى هللا عليي وسلم دامطله بعدض القدوم رليدي قدالوا‬
‫لي‪ :‬تفقدك رسول هللا صلى هللا عليي وسلم‪ ،‬مال ؟!‬
‫قال‪ :‬أما الهي أر ع صوتي وق صوت النبي‪ ،‬وأجهر لي بالقول‪ ،‬حب عملدي‪،‬‬
‫أما من أهل النار‪.‬‬
‫أتوا النبي صلى هللا عليي وسلم أخبرول بمدا قدال‪ .‬قدال النبدي صدلى هللا عليدي‬
‫وسلم‪« :‬ال بل هو من أهل الجنة»‪.‬‬
‫قال أمس‪ :‬ئنا مرال يمشي بين أظهرما ومحن معلم أمي من أهل الجنة‪ .‬لما كداو‬
‫يوم اليمامة كاو ينا بعض االمئشاف‪ ،‬جال ثابت بن قيس بدن شدماس وقدد تحدن‬
‫ولبس كفني‪ ،‬قال‪ :‬بئسما تعودوو أقرامئم‪ ،‬قاتلهم حتى قُتل رضي هللا عني(‪. 2‬‬
‫سم ًعا لربي وطاعة‪:‬‬
‫عن معقل بن يسار قال‪ :‬زوجت أختاا لي من رجل طلقها‪ ،‬حتى رذا امقضدت عددتها‬
‫جدال ي طبهدا‪ ،‬قلددت لدي‪ :‬زوجتد وأ رشددت ‪ ،‬وأكرمتد ‪ ،‬طلقتهدا ثددم جئدت ت طبهددا‪ ،‬ال‬
‫وهللا ال تعود رلي أبداا‪ ،‬وكامت المرأة تريدد أو ترجدع رليدي‪ ،‬دأمزل هللا هدهل اآليدة ‪َ ‬وإِذَا‬
‫سب ِبر ُحوهُ َّن بِ َمعب ُبرو ٍ َوالَ‬‫سبكُوهُ َّن بِ َمعب ُبرو ٍ أَو َ‬ ‫بن فَأَم ِ‬
‫سببا َء فَب َلَغ َن أَ َعلَ ُهب َّ‬
‫َطلَّقبت ُ ُم النِ َ‬
‫ارا ِلتَعتَدُوا‪[ ‬البقرة‪.]231 :‬‬ ‫سكُوهُ َّن ِم َر ً‬ ‫تُم ِ‬

‫(‪ 1‬روال اإلمام أحمد ي المسند (‪. 346/3‬‬


‫(‪ 2‬روال أحمد ي المسند (‪ ، 12422‬ومسلم بنحول‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪70‬‬

‫قلت‪ :‬اآلو أ عل يا رسول هللا‪ ،‬قال‪ :‬زوجها ريال(‪. 1‬‬


‫و ي رواية‪ :‬سمع ذل معقل بن يسار قال‪ :‬سمعا لربي وطاعة‪ ،‬دعا زوجها‬
‫زوجها ريال(‪. 2‬‬
‫وهللا لو أست ي الجهاد لجاهدت‪:‬‬
‫عن زيد بن ثابت أو رسول هللا صلى هللا عليدي وسدلم أملدى عليدي‪ :‬الَ َيسبتَ ِوي‬
‫س ِي ِل هللاِ‪.‬‬
‫ُون فِي َ‬‫ين َوال ُم َجا ِهد َ‬
‫ُون ِم َن ال ُمم ِمنِ َ‬ ‫القَا ِعد َ‬
‫ى‪ ،‬قددال‪ :‬يددا رسددول هللا‪ ،‬وهللا لددو أسددتطيع‬ ‫جددال ابددن أم مئتددوم وهددو يُملهددا عل د َّ‬
‫الجهاد لجاهددت – وكداو أعمدى – دأمزل هللا علدى رسدولي صدلى هللا عليدي وسدلم‬
‫غيب ُبر أُو ِلببي‬ ‫ين َ‬ ‫بن ال ُمببم ِمنِ َ‬ ‫(ييددر أولددى الضددرر (‪ 3‬أي‪ :‬الَ يَس بتَ ِوي القَا ِع بد َ‬
‫ُون ِمب َ‬
‫س ِي ِل هللاِ‪[ ‬النسال‪.]195 :‬‬ ‫ُون فِي َ‬‫ض َر ِر َوال ُم َجا ِهد َ‬ ‫ال َّ‬
‫ال حاعة لي في أرمك‪:‬‬
‫مزل رجل مدن العدرب علدى عدامر بدن ربيعدة‪ ،‬دأكرم عدامر مثدوال‪ ،‬وكلدم يدي‬
‫رسول هللا صلى هللا عليي وسلم‪ ،‬جال الرجل رليي بعد ذل ‪ ،‬قال‪ :‬رمي اسدتقطعت‬
‫رسول هللا صلى هللا عليي وسلم واديا مدا دي العدرب أ ضدل مندي‪ ،‬ولقدد أردت أو‬
‫أقطع ل مني قطعة تئوو ل ولعقب ‪.‬‬
‫قال عدامر‪ :‬ال حاجدة لدي دي قطيعتد ‪ ،‬مزلدت اليدوم سدورة أذهلتندا عدن الددميا‬
‫ُون‪[ ‬األمبيال‪. 4( ]1 :‬‬ ‫غفلَ ٍة ؤمع ِرم َ‬ ‫سابُ ُهم َوهُم فِي َ‬ ‫اس ِح َ‬ ‫‪‬اقتَ َر َب ِللنَّ ِ‬
‫قرأت ال ارحة سورة براءة‪:‬‬
‫خرم عبد الرحمن بن يزيد مرة‪ ،‬وهدو يريدد أو يجاعدل دي بعدث خدرم عليدي‬
‫(ال ُجعل هو مدا يُجعدل لل دازي رذا وجدو علدى اإلمسداو يدزو جعدل مئامدي رجدالا‬
‫آخددر ب ُجعددل يشددترطي ‪ ،‬ثددم أصددبح تجهددز‪ ،‬قيددل لددي‪ :‬ألددم تئددن أردت أو تجاعددل؟‬
‫قال‪ :‬بلى‪ ،‬و لئن قرأت البارحة سورة برالة سمعتها تحث على الجهاد(‪. 5‬‬
‫وهددها أبددو طلحددة يقددرأ سددورة (بددرالة ددأتى علددى هددهل اآليددة ‪‬ان ِفب ُبروا ِخفَافًببا َوثِقَبباالً‬
‫هللا‪[ ‬التوبددة‪ ]41 :‬قددال‪ :‬أر ربنددا اسددتنفرما‬ ‫َو َعا ِهبدُوا ِبببأَم َوا ِلكُم َوأَنفُ ِسبكُم ِفببي َ‬
‫س ب ِي ِل ِ‬
‫شدديو اخا وشددباباا جهزومددي يددا بنددي‪ ،‬قددال بنددول‪ :‬يرحم د هللا‪ ،‬قددد يددزوت مددع رسددول هللا‬
‫صدلى هللا عليددي وسددلم حتددى مدات‪ ،‬ومددع أبددي بئدر حتددى مدات‪ ،‬ومددع عمددر حتددى مددات‪،‬‬
‫روال الب اري (‪. 5130‬‬ ‫(‪1‬‬
‫تح الباري ‪.234/9‬‬ ‫(‪2‬‬
‫روال الب اري (‪. 4592‬‬ ‫(‪3‬‬
‫الجامع ألحئام القرآو للقرطبي‪.‬‬ ‫(‪4‬‬
‫‪.243‬‬ ‫ضائل القرآو ألبي عبيد‬ ‫(‪5‬‬
‫‪71‬‬

‫نحن م زو عن ‪ ،‬أبى ركدو البحدر مدات لدم يجددوا لدي جزيدرة يدد نول يهدا رال بعدد‬
‫تسعة أيام‪ ،‬لم يت ير د نول يها(‪. 1‬‬

‫مينوا القرآن بالفعال‪:‬‬


‫ولشدحه همدم المسدلمين قبدل القتددال كداو الادحابة يقدرؤوو القدرآو‪ ،‬ويددهكروو‬
‫بعضهم البعض بأخالق القرآو‪.‬‬
‫قددال هشددام بددن عددروة كدداو شددعار أصددحاب رسددول هللا صددلى هللا عليددي وسددلم‬
‫ورضي عنهم يوم اليمامة‪« :‬يا أصحاب سورة ال قرة»(‪. 2‬‬
‫وقال أبو حهيفدة يشدحه الهمدم دي ذلد اليدوم المشدهود‪ :‬يدا أهدل القدرآو‪ ،‬زيندوا‬
‫القرآو بالفعال‪.‬‬
‫وكدداو الاددحابة يتواصددوو بيددنهم ويقولددوو‪ :‬يددا أصددحاب سددورة البقددرة‪ ،‬بطددل السددحر‬
‫اليوم(‪. 3‬‬
‫ولمددا أخدده سددالم مددولى أبددي حهيفددة الرايددة بعددد مقتددل زيددد بددن ال طدداب قددال لددي‬
‫المهاجروو‪ :‬أت شى أو مؤتي من قبل ؟ قال‪( :‬بئس حامل القرآو أما رذاا (‪. 4‬‬
‫و ددي القادسددية وقبددل بدددل المعركددة‪ :‬صددلى سددعد بددن أبددي وقددا بالنداس الظهددر ثددم‬
‫خطو الناس وعظهم وحثهم وتال قولي تعالى‪َ  :‬ولَقَد َكت َ نَا ِفي ال َّ بُ ِ‬
‫ور ِمبن بَعب ِد البذِك ِر‬
‫القرال علدى النداس‪ :‬آيدات‬ ‫ون‪[ ‬األمبيال‪ ]105 :‬وقرأ َّ‬ ‫أ َ َّن األَرضَ يَ ِرث(ُ‪َ 5‬ها ِع َاد َ‬
‫ِي الصَّا ِل ُح َ‬
‫الجهاد وسورل ‪.‬‬
‫وبعد امتهال المعركة وامتادار المسدلمين كتدو سدعد بدن أبدي وقدا رلدى عمدر بدن‬
‫ال طاب كتابا ي برل يي بالفتح‪ ،‬ئاو مما يي‪ .. :‬وأصيو من المسلمين سعد بدن عبيدد‬
‫القاري و الو و الو‪ ،‬ورجال من المسدلمين ال يعلمهدم رال هللا‪ ،‬إمدي بهدم عدالم ‪ ..‬كداموا‬
‫يُددووو بددالقرآو رذا جددن علدديهم الليددل كدددوي النحددل‪ ،‬وهددم آسدداد ددي النهددار ال تشددبههم‬
‫األسود(‪.. 6‬‬
‫ههل األجوال القرآمية جعلتهم يتر عوو عن الددميا ومدا يهدا‪ ،‬وشدم ت مفوسدهم‬
‫رلى الرضواو األكبر لهل كاموا آسداداا بالنهدار ال تشدبههم األسدود ‪ ..‬يقدول جدابر‬

‫تفسير ابن كثير ‪.327/2‬‬ ‫(‪1‬‬


‫ضائل القرآو للمست فري برقم ‪.713‬‬ ‫(‪2‬‬
‫البداية والنهاية البن كثير ‪.367/6‬‬ ‫(‪3‬‬
‫المادر السابه ‪.381/6‬‬ ‫(‪4‬‬
‫البداية والنهاية ‪.47/7‬‬ ‫(‪5‬‬
‫المادر السابه ‪.50/7‬‬ ‫(‪6‬‬
‫‪‬‬
‫‪72‬‬

‫بن عبد هللا‪ :‬وهللا الهي ال رلي رال هدو‪ ،‬مدا اطلعندا علدى أحدد مدن أهدل القادسدية أمدي‬
‫يريد الدميا مع اآلخرة(‪. 1‬‬
‫امش ال الاحابة بالقرآو ومحا ظتهم على وردهم اليومي‪:‬‬
‫ههل األمثلة الرائعدة ألثدر القدرآو علدى سدلوك الادحابة مدا كامدت لتظهدر لدوال‬
‫حر الاحابة على كثدرة قدرالة القدرآو بدتفهم وترتيدل‪ ،‬قدد كداو للواحدد مدنهم‬
‫حزب يومي من القرآو – قل أو كثر – ال يتئاسل عن القيام بي‪.‬‬
‫عن الحسن قال‪« :‬قال أمير المؤمنين عثماو بن عفاو رضدي هللا عندي‪ :‬لدو أو‬
‫ى يوم ال أمظر دي‬ ‫قلوبنا طهرت ما شبعنا من كالم ربنا‪ ،‬ورمي ألكرل أو يأتي عل َّ‬
‫خرق ماحفي من كثرة ما كاو‬ ‫الماحي‪ ،‬وما مات عثماو رضي هللا عني حتى َّ‬
‫يديم النظر يي(‪. 2‬‬
‫وعندما دخل عليي المعتدوو ليقتلول كداو المادحي دي حجدرل يقدرأ يدي‪ ،‬مددَّ‬
‫سبيَك ِفي َك ُه ُم هللاُ َوهُ َبو‬‫ضربت‪ ،‬سال الدم‪ ،‬قطرت قطرة على قولي تعدالى‪ :‬فَ َ‬ ‫يدل ُ‬
‫س ِمي ُ ال َع ِلي ُم‪[ ‬البقرة‪. ]137 :‬‬
‫(‪3‬‬
‫ال َّ‬
‫وعن ابن عباس قدال‪ :‬كداو عمدر بدن ال طداب رضدي هللا عندي رذا دخدل البيدت‬
‫مشر الماحي قرأ يي(‪. 4‬‬
‫وقيل لنا ع‪ :‬ما كاو يانع ابن عمر – رضي هللا عنهما – ي منزلدي؟ قدال‪ :‬ال‬
‫تطيقومي‪ :‬الوضول لئل صالة‪ ،‬والماحي بينهما(‪. 5‬‬
‫‪ ..‬وعن خيثمة قال‪ :‬دخلت علدى عبدد هللا بدن عمدرو وهدو يقدرأ دي المادحي‬
‫قلت لي‪ ،‬قال‪ :‬هها حزبي الهي أقرأ بي الليلة(‪. 6‬‬
‫‪ ..‬وكددداو الحسدددن بدددن علدددى يقدددرأ وردل مدددن أول الليدددل‪ ،‬وحسدددينا كددداو يقدددرأل مدددن آخدددر‬
‫الليل(‪. 7‬‬
‫‪ ..‬وقالددت عائشددة‪ :‬رمددي ألقددرأ حزبددي‪ ،‬أو قالددت‪ُ :‬سددبعي‪ ،‬وأمددا جالسددة علددى راش دي أو‬
‫سريري(‪. 8‬‬

‫آيات ال شوع ‪ ،228 /‬مقالا عن تاريخ الطبري ‪.19/2‬‬ ‫(‪1‬‬


‫حياة الاحابة للئامدهلو ‪.168/3‬‬ ‫(‪2‬‬
‫صحابة رسول هللا وجهودهم ي تعليم القرآو الئريم ‪ ، 179‬مقدال عدن معر دة الادحابة ألبدي معديم‬ ‫(‪3‬‬
‫‪.254/1‬‬
‫حياة الاحابة ‪.168/3‬‬ ‫(‪4‬‬
‫حياة الاحابة ‪.168/3‬‬ ‫(‪5‬‬
‫ضائل القرآو للمست فري ‪421/1‬‬ ‫(‪6‬‬
‫المادر السابه ‪.421/1‬‬ ‫(‪7‬‬
‫المادر السابه ‪.422/1‬‬ ‫(‪8‬‬
‫‪73‬‬

‫‪ ..‬وكدداو أبددو موسددى يقددول‪ :‬رمددي ألسددتحي أو أمظددر كددل يددوم ددي عهددد ربددي عددز وجددل‬
‫مرة(‪. 1‬‬
‫‪ ..‬وذات يوم قام عبد الدرحمن بدن عبدد القدار بزيدارة عمدر بدن ال طداب دي‬
‫دارل‪ ،‬تركي عمر وحيدا لمدة طويلة‪ ،‬ثم أذو لي بالدخول عليي‪ ،‬وقال لي معلال مدا‬
‫عل‪ :‬رمي كنت ي قضال وردي(‪. 2‬‬
‫لقددد كامددت هندداك مسدداحة معتبددرة للقددرآو ددي يددومهم‪ ،‬لدرجددة أو بعضددهم كدداو‬
‫ي تمي ي ثالثة أيام والبعض ي سبع‪ ،‬والبعض دي عشدر‪ ،‬مدع التددبر والترتيدل‬
‫والتجاوب مع اآليات كما مر علينا‪ ،‬والهي ساعدهم على المداومة على ذلد هدو‬
‫استشعارهم لقيمة القرآو مدن ماحيدة‪ ،‬ولتحدهيرات الرسدول صدلى هللا عليدي وسدلم‬
‫المتئررة لهم بعدم االمش ال ب يرل من ماحية أخر ‪ ..‬لهل كاو القرآو ياحبهم‬
‫ي كل وقت‪ ،‬حتى ي المعارك لم يتركوا قرالة القرآو كما مر علينا ي معركدة‬
‫القادسية ‪..‬‬
‫والهي كاو يسي ر ي طرقات المدينة ليال لن ت طدي أذمدال آيدات القدرآو وهدي‬
‫تنساب من كل بيت‪ ،‬الجميع يقرأ ويترمم ويبئي‪ ،‬ويستشعر حالوة اإليماو‪ ،‬ولهة‬
‫الوصددال‪ ،‬يد عددي ذل د رلددى مزيددد مددن القددرالة بتدددبر وترتيددل‪ ..‬يسددتوي ددي ذل د‬
‫الرجال والنسال‪ ،‬ولقد مر علينا قولي صلى هللا عليي وسلم‪« :‬إني ألعر أصوات‬
‫رفقبة األ ببعريين بببالقرآن حببين يببدخلون بالليبل‪ ،‬وإن كنببت لببم أر منبباملهم حببين‬
‫ن لوا بالنهار»(‪. 3‬‬
‫وكدداو صددلى هللا عليددي وسددلم يسددير مددر علددى امددرأة تقددرأ ‪َ ‬هببل أَتَببامَ َح بد ُ‬
‫ِيث‬
‫الغَا ِ يَ ِة‪ ‬قام يستمع ويقول‪« :‬معم قد جالمي»(‪. 4‬‬
‫لقددد كدداو القددرآو هددو محددور حيدداتهم‪ ،‬ومددادة حيدداة قلددوبهم‪ ..‬يحرصددوو علددى‬
‫تحايلها أكثر من حرصهم على تحايل الطعام والشراب والراحة‪ ،‬ولم ال وهم‬
‫يدركوو بأو الحياة الحقيقية هي حياة القلو‪ ..‬امظر رليهم بعد دخولهم مئة اتحين‬
‫مددع رسددول هللا صددلى هللا عليددي وسددلم بعددد أيددام حا لددة بددالمجهود العظدديم والسددفر‬
‫الطويل ‪ ..‬ألديس مدن الطبيعدي أو ي لددوا للراحدة دي الليدل بعدد امتهدال مهمدتهم؟!‬
‫ولئنهم لم يفعلوا ذل بل ظلدوا حدول الئعبدة يادلوو ويقدرأوو القدرآو ويركعدوو‬
‫ويسجدوو ويتضرعوو رلى هللا يحمدومي ويشئرومي على عظيم ضلي‪.‬‬

‫التهكار ي أ ضل األذكار للقرطبي ‪.184/‬‬ ‫(‪1‬‬


‫ضائل القرآو ألبي عبيد‪.185 /‬‬ ‫(‪2‬‬
‫سبه ت ريجي‪.‬‬ ‫(‪3‬‬
‫أوردل ابن كثير ي تفسيرل ‪.456/4‬‬ ‫(‪4‬‬
‫‪‬‬
‫‪74‬‬

‫‪ ..‬جالت هند بنت عتبة زوجها أبي سفياو بن حرب صبيحة تح مئة‪ ،‬قالدت‬
‫لي‪ :‬أريد أو أبايع محمداا‪.‬‬
‫عبدد‬ ‫قال أبو سفياو‪ :‬قد رأيت تئفرين‪ .‬قالت أي وهللا‪ ،‬وهللا ما رأيت هللا تعالى ُ‬
‫حه عبادتي ي هها المسدجد قبدل الليلدة‪ ،‬وهللا رو بداتوا رال مادلين قيا امدا وركو اعدا‬
‫وسجوداا(‪. 1‬‬
‫ال عجو رذو – أخي القار ‪ -‬أو تظهر ههل النمداذم الفريددة‪ ،‬وبهدهل األعدداد‬
‫الئبيرة‪ ،‬المدرسة واحدة‪ ،‬والمنهج واحد‪ ،‬والنبع صافٍ ياض ال ينضو‪.‬‬
‫كيف كانوا يحفإون آيات القرآن؟‬
‫ومدددع اهتمدددام الادددحابة الشدددديد بدددالقرآو‪ ،‬والحدددر علدددى تالوتدددي كدددل يدددوم‪،‬‬
‫واإلكثار من مدة المئث معدي‪ ،‬رال أو هدها لدم يدد عهم لإلسدراع دي حفد اآليدات‪،‬‬
‫باعتبار أو من أهم أهداف التالوة هدو الزيدادة المسدتمرة لإليمداو‪ ،‬وتوليدد الطاقدة‬
‫الدا عة للعمل‪ ،‬و ي مفس الوقدت دإو هددف الحفد ي تلدي‪ ،‬الدهي يحفد ألفاظدي‬
‫البد وأو يدرك معاميها‪ ،‬ويعمل بما تدل عليدي حتدى يُادبح حدامالا حمدالا صدحي احا‬
‫لههل األلفاظ وال يئوو ممن عناهم هللا عز وجل بقولي‪َ  :‬م َ ُل الَّذِي َن ُح ِملُوا التَّو َراةَ‬
‫ث ُ َّم لَم يَح ِملُو َها َك َم َ ِل ال ِح َم ِار يَح ِم ُل أَسفَ ً‬
‫ارا‪[ ‬الجمعة‪.]5 :‬‬
‫لهل مجد التمهل وعدم اإلسدراع هدو سدمة الادحابة دي حفد القدرآو‪ ،‬ولديس‬
‫أدل علددى ذل د مددن قددول أبددي عبددد الددرحمن السددلمى‪ :‬حدددثنا الددهين كدداموا يُقرؤمنددا‬
‫القرآو كعثماو بن عفاو‪ ،‬وعبد هللا بن مسدعود رضدي هللا عنهمدا‪ ،‬وييرهمدا أمهدم‬
‫كاموا رذا تعلموا مدن النبدي صدلى هللا عليدي وسدلم عشدر آيدات لدم يجاوزوهدا حتدى‬
‫يتعلموا ما يها من العلم والعمل‪ ،‬قالوا‪ :‬تعلمنا العلم والعمدل جمي اعدا(‪ ، 2‬وزاد دي‬
‫رواية الفريابي‪ :‬وأمي سيرث القرآو من بعدما قوم يشربومي شرب المال ال يجاوز‬
‫هها‪ ،‬وأشار بيدل رلى حنئي(‪. 3‬‬
‫لقددد كدداو الاددحابة – رضددواو هللا علدديهم‪ -‬يدددركوو قيمددة القددرآو وأمددي ‪‬قَببوالً‬
‫ثَ ِقيلً‪[ ‬المزمل‪ .] 5 :‬يقول عبد هللا بن عمدر‪ :‬كندا صددر هدهل األمدة وكداو الرجدل‬
‫من خيار أصحاب رسول هللا صلى هللا عليي وسلم ما معي رال السورة من القدرآو‬
‫أو شبي ذل ‪ ،‬وكاو القرآو ثقيالا علديهم‪ ،‬ورزقدوا العمدل بدي‪ ،‬ورو آخدر هدهل األمدة‬
‫ي في عليهم القرآو‪ ،‬حتى يقرأل الابي واألعجمي ال يعملوو بي(‪. 4‬‬

‫رهباو الليل لسيد العفامي ‪.310/1‬‬ ‫(‪1‬‬


‫‪.104‬‬ ‫منهج السلي ي العناية بالقرآو الئريم لبدر ماصر‬ ‫(‪2‬‬
‫ضائل القرآو للفريابي ‪.241‬‬ ‫(‪3‬‬
‫‪.49‬‬ ‫أخالق حملة القرآو لآلجر‬ ‫(‪4‬‬
‫‪75‬‬

‫ولقد أخبرهم الرسول صلى هللا عليي وسلم بهل حين قال‪« :‬يخرج أقبوام مبن‬
‫أمتي يشربون القرآن كشربهم الل ن»(‪. 1‬‬
‫لدهل لمددا بددأ المسددلموو دي عاددر التدابعين يقبلددوو علدى حفد القدرآو بشددئل‬
‫م تلددي عمددا كدداو يفعلددي الاددحابة‪ ،‬ازداد تحددهير الاددحابة لهددم وت ددويفهم مددن‬
‫خطورة حمل ألفاظ القرآو دوو ردراك معاميي ومعر ة أحئامي‪ ،‬والعمدل بمدا تددل‬
‫عليي آياتي‪ .‬قد جمع أبو موسى األشعري الهين حفظوا القرآو ي الئو دة‪ ،‬وكداو‬
‫عظم القرآو‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫عددهم يبلس قرابة الثالثمائة‪َّ ،‬‬
‫وزرا‪ ،‬دداتبعوا القددرآو وال‬
‫ا‬ ‫ذخددرا‪ ،‬وكددائن علدديئم‬
‫ا‬ ‫«رو هددها القددرآو كددائن لئددم‬
‫يتبعئم‪ ،‬إمي من اتبع القرآو هب بي على رياض الجنة‪ ،‬ومن اتبعي القرآو ز َّم بي‬
‫ي قفال قه ي ي النار»(‪. 2‬‬
‫وعندما جال رجل رلى أبي الدردال وقال لي‪ :‬رو ابني قد جمع القرآو‪ ،‬دامزعج‬
‫أبو الدردال وقال لي‪ :‬اللهم ايفر‪ .‬رمما جمع القرآو من سمع لي وأطاع(‪. 3‬‬
‫وكيددي ال يقددول هددها‪ ،‬وهددو القائددل‪ :‬أخدداف أو يقددال لددي يددوم القيامددة علمددت أم‬
‫جهلت؟‬
‫دددأقول‪ :‬علمدددت‪ .‬دددال تبقدددى آيدددة دددي كتددداب هللا آمدددرة أو زاجدددرة رال و تسدددألني‬
‫ريضتها‪.‬‬
‫تسألني اآلمرة‪ :‬هل ائتمرت؟ وتسألني الزاجرة‪ :‬هل ازدجرت؟!‬
‫أعوذ باهلل من علم ال ينفع‪ ،‬ومن دعال ال يسمع(‪. 4‬‬
‫ي‬
‫وكاو يقول‪ :‬لو أعيتني آية من كتاب هللا عدز وجدل لدم أجدد أحدداا يفتحهدا علد َّ‬
‫رال رجالا بـ َب ْرك ال ماد لرحلت رليي(‪. 5‬‬
‫و دي المقابدل كداموا يجتهددوو دي تعلديم مدن بعددهم القدرآو بطريقدة تدرب بدين‬
‫اللف والمعندى‪ ،‬وتحقده مفهدوم «التعلديم‪ ،‬وكداموا يقتادروو دي الجلسدة الواحددة‬
‫على آية أو بضع آيات حتى يتم االمتفاع الاحيح بها‪.‬‬
‫هها عبدد هللا بدن مسدعود كداو رذا أصدبح درم أتدال النداس رلدى دارل‪ ،‬يقدول‪:‬‬
‫على مئامئم‪ ،‬ثم يمر بالدهين يقدرئهم القدرآو‪ ،‬يقدول‪ :‬أبدا دالو‪ ،‬بدأي سدورة أمدت؟‬

‫صحيح روال الفريابي‪ ،‬والطبرامي‪ ،‬وأوردل الهيثمي ي مجمع الزوائد ‪ 229/6‬وقال‪ :‬رجالي ثقات‪.‬‬ ‫(‪1‬‬
‫‪.20‬‬ ‫أخالق حملة القرآو لآلجري‬ ‫(‪2‬‬
‫‪.133‬‬ ‫ضائل القرآو ألبي عبيد‬ ‫(‪3‬‬
‫‪.46‬‬ ‫حديث القرآو عن القرآو لمحمد الراوي‬ ‫(‪4‬‬
‫‪ ،101‬وبَ ْرك ال ماد‪ :‬موضع ي أقاصي هجر باليمن‪.‬‬ ‫ضائل القرآو ألبي عبيد‪،‬‬ ‫(‪5‬‬
‫‪‬‬
‫‪76‬‬

‫ي بددرل‪ ،‬يقددول‪ :‬ددي أي آيددة؟ ي بددرل؟ يفددتح عليددي اآليددة التددي تليهددا‪ ،‬ثددم يقددول‪:‬‬
‫تعلمهددا‪ ،‬إمهددا خيددر ل د ممددا بددين السددمال واألرض‪ ،‬دديظن الرجددل أمددي لدديس ددي‬
‫القرآو آية لعلها خير منها‪ ،‬ثم يمر باآلخر يقدول لدي مثدل ذلد ‪ ،‬حتدى يقدول ذلد‬
‫لئلهم(‪. 1‬‬
‫وقال أبو العالية‪ :‬تعلموا القرآو خمس آيات خمدس آيدات‪ ،‬رمدي أحفد لئدم‪ ،‬ورو‬
‫جبريل صلوات هللا عليي كاو ينزل ب مس آيات متواليات(‪. 2‬‬
‫وقال أبو رجال العطاردي‪ :‬كاو أبو موسدى يعلمندا القدرآو خمدس آيدات خمدس‬
‫آيات(‪. 3‬‬
‫خو الصحابة على القرآن‪:‬‬
‫بعد أو ذاق الاحابة – رضدواو هللا علديهم – حدالوة القدرآو‪ ،‬وأدركدوا قيمتدي‬
‫الحقيقية‪ ،‬والسر األعظم لمعجزتي‪ ،‬ووظيفتدي المتفدردة دي رمشدال اإليمداو‪ ،‬وبندال‬
‫اليقين الاحيح‪ ،‬ومن ثد َّم التقدويم والت ييدر ‪ ..‬بعدد أو تأكددوا مدن هدها كلدي‪ ،‬ورأوا‬
‫بأعينهم ثمار التعامل الاحيح مع هها الئتاب ي شتى الدوائر والمجداالت‪ ،‬كداو‬
‫من أهم ما يش ل بالهم هو توصيل ههل الرسالة لمدن بعددهم مدن األجيدال حتدى ال‬
‫يتحول القدرآو مدن وسديلة عظيمدة للت ييدر رلدى مجدرد كتداب مقددس يُقدرأ للتبدرك‬
‫والثواب ق ‪..‬‬
‫لهل كداموا حريادين علدى متابعدة مدن بعددهم دي كيفيدة تعداملهم مدع القدرآو‪،‬‬
‫السيدة عائشة تسمع رجدال يقدرأ القدرآو قدرالة سدريعة‪ ،‬قالدت‪ :‬مدا قدرأ هدها ومدا‬
‫سئت(‪. 4‬‬
‫* وجال رجل يقال لي‪ :‬مُهي بن سناو رلى عبد هللا بدن مسدعود قدال لدي‪ :‬يدا أبدا‬
‫عبد الرحمن‪ :‬كيي تقرأ هها الحدرف‪ ،‬ألفدا تجددل أم يدال «مدن مدال ييدر آسدن» أو‬
‫«من مال يير ياسن» قال عبد هللا‪ :‬وكل القرآو قد أحايت يير هها؟‬
‫قال مُهي ‪ :‬رمي ألقدرأ المفادل دي ركعدة‪ .‬قدال عبدد هللا‪ :‬هدهاا كهده الشدعر؟ رو‬
‫أقوامددا يقددرأوو القددرآو ال يجدداوز تددراقيهم‪ ،‬ولئددن رذا وقددع ددي القلددو رسددخ يددي‪،‬‬
‫مفع(‪.. 5‬‬

‫لمحات األموار ‪.272/1‬‬ ‫(‪1‬‬


‫ضائل القرآو للمست فري ‪.321/1‬‬ ‫(‪2‬‬
‫معر ة القرال ‪.59/1‬‬ ‫(‪3‬‬
‫الزهد لعبد هللا بن المبارك برقم (‪. 1197‬‬ ‫(‪4‬‬
‫صحيح مسلم (‪. 1905‬‬ ‫(‪5‬‬
‫‪77‬‬

‫* وقيددل لعبددد هللا بددن عمددرو بددن العددا ‪ :‬الرجددل يقددرأ ددي ليلددة؟ قددال‪ :‬أقددد‬
‫علتموها؟ لو شال هللا أمزلي جملة واحدة‪ ،‬رمما ُال ليعطي كل سورة حظهدا مدن‬
‫الركوع والسجود(‪. 1‬‬
‫* ورأ عبد هللا بن مسعود ماحفاا مزيناا بالدههو قدال‪ :‬رو أحسدن مدا ُزيندت‬
‫ومهارا ي ال لوة(‪. 2‬‬
‫ا‬ ‫بي الماحي تالوتي ليالا‬
‫وكدداو أبددو الدددردال يقددول‪ :‬رذا حليددتم مادداحفئم‪ ،‬وزوقددتم مسدداجدكم‪ ،‬الدددمار‬
‫عليئم(‪. 3‬‬
‫توعيهات ووصايا الصحابة نحو القرآن‪:‬‬
‫عن الحسن قال‪ :‬كاو رجل يئثر يشياو بداب عمدر رضدي هللا عندي‪ ،‬قدال لدي‪:‬‬
‫اذهددو ددتعلم كتدداب هللا‪ ،‬ددههو الرجددل‪ ،‬فقدددل عمددر ثددم لقيددي ئأمددي عاتبددي‪ ،‬قددال‪:‬‬
‫وجدت ي كتاب هللا ما أينامي عن باب عمر(‪. 4‬‬
‫‪ ..‬أوصى ُجندب بن عبد هللا أهل البارة بوصية قال يهدا‪ :‬وعلديئم بدالقرآو‪،‬‬
‫إمي ه د النهار‪ ،‬ومور الليل المظلم‪ ،‬اعملوا بي على ما كاو من جهد و اقة(‪. 5‬‬
‫‪ ..‬أما الحسن بن على يوصدى وصدية مهمدة وضدابطة لقدرالة القدرآو يقدول‪:‬‬
‫اقرأ القرآو ما مهاك إذا لم ينه لست تقرؤل(‪. 6‬‬
‫‪ ..‬وقال على بدن أبدي طالدو‪ :‬أال أمبدئئم بالفقيدي حده الفقيدي‪ ،‬مدن لدم يُقَدن النداس مدن‬
‫رحمة هللا‪ ،‬ولم يرخ لهم ي معادية هللا‪ ،‬ولدم يُد َؤ َّمنهم مئدر هللا‪ ،‬ولدم يتدرك القدرآو‬
‫رلى ييرل‪..‬‬
‫أال ال خير ي عبادة ليس يها تفقي‪ ،‬وال خير ي قي لديس يدي تفهدم‪ ،‬وال خيدر‬
‫ي قرالة ليس يها تدبر(‪. 7‬‬
‫‪ ..‬وكاو عبد هللا بن مسعود يقول‪ :‬أُمزل القدرآو ليعملدوا بدي ات دهوا دراسدتي عمدال‪،‬‬
‫رو أحدهم ليتلدو القدرآو مدن اتحتدي رلدى خاتمتدي مدا يُسدق مندي حر دا وقدد أسدق العمدل‬
‫بي(‪. 8‬‬
‫‪ ..‬وقال أبو الدردال‪:‬‬

‫‪.152‬‬ ‫م تار قيام الليل‬ ‫(‪1‬‬


‫‪.192‬‬ ‫التهكار ي أ ضل األذكار‬ ‫(‪2‬‬
‫الزهد البن المبارك برقم (‪. 746‬‬ ‫(‪3‬‬
‫‪.154‬‬ ‫صحابة رسول هللا وجهودهم ي تعليم القرآو الئريم‬ ‫(‪4‬‬
‫‪.78‬‬ ‫ضائل القرآو ألبي عبيد‬ ‫(‪5‬‬
‫‪.134‬‬ ‫المادر السابه‬ ‫(‪6‬‬
‫‪.148‬‬ ‫م تار قيام الليل‬ ‫(‪7‬‬
‫رحيال علوم الدين ‪.426/1‬‬ ‫(‪8‬‬
‫‪‬‬
‫‪78‬‬

‫ريداكم والهددهاذين‪ ،‬الددهين يهددهوو القددرآو‪ ،‬يسددرعوو بقرالتددي‪ ،‬إممددا مثددل أولئد‬
‫كمثل ال ُئنة‪ :‬ال أمسئت مال‪ ،‬وال أمبتت ك (‪. 1‬‬
‫والئنة هي الظلة التي تئوو وق الدار‪.‬‬
‫‪ ..‬وهها خباب بن األرت يقول لجار لي‪ :‬يا هندال! تقدرب رلدى هللا مدا اسدتطعت‪،‬‬
‫إم لن تقرب رليي بشيل هو أحو رليي من كالمي(‪. 2‬‬
‫‪ ..‬وجال رجل رلى أبي الدردال قال لي‪ :‬رو رخواماا ل من أهل الئو ة يقرئوم‬
‫السددالم‪ ،‬ويأمروم د أو توصدديهم‪ .‬قددال‪ :‬أقددرئهم السددالم و ُمددرهم ليعطددوا القددرآو‬
‫ب زائمهم إمي يحملهم على القاد والسهولة ويجنبهم الجور والحزومة(‪. 3‬‬
‫وال دزائم جمدع خزامدة وهددي حلقدة توضدع دي أمددي البعيدر ليشدد بهدا الزمددام‪،‬‬
‫والمددراد‪ :‬استسددلم للقددرآو‪ ،‬وأعطددي زمام د ‪ ،‬واتركددي يقددودك‪ ،‬وسددر ورالل تابعا دا‬
‫مطيعاا‪.‬‬
‫‪ ..‬ومن وصايا عبد هللا بن عمرو بن العا ‪ :‬علديئم بدالقرآو تعلمدول وعلمدول‬
‫ظا لمن عقل(‪. 4‬‬ ‫أبنالكم‪ ،‬إمئم عني تُسألوو‪ ،‬وبي تجزوو‪ ،‬وكفى بي واع ا‬
‫‪ ..‬وكاو أبو أمامة الباهلي يقدول‪ :‬اقدرأوا القدرآو‪ ،‬وال ي درمئم هدهل الماداحي‬
‫المعلقة‪ ،‬إو هللا ال يعهب قلبا وعى القرآو(‪. 5‬‬
‫‪ ..‬ومن أقوال عبد هللا بن مسعود‪ :‬من قرأ دي ليلدة أكثدر مدن ثلدث القدرآو هدو‬
‫راجز‪ ،‬ومن قرأ القرآو ي أقل من ثالث هو راجز(‪. 6‬‬
‫‪ ..‬وعن أبي حمزة قال‪ :‬قلت البن عباس‪ :‬رمي سريع القرالة‪ ،‬ورمي أقرأ القدرآو دي‬
‫ثدالث‪ ،‬قددال‪ :‬ألو أقددرأ البقددرة ددي ليلددة‪ ،‬أدبرهدا وأرتلهددا‪ ،‬أحددو رلد َّى مددن أو أقددرأ كمددا‬
‫تقول(‪. 7‬‬
‫وقال أبو موسى األشدعري لقدرال البادرة‪ :‬اتلدول‪ ،‬وال يطدولن علديئم األمدد‪ ،‬تقسدو‬
‫(‪8‬‬
‫قلوبئم‪ ،‬كما قست قلوب من كاو قبلئم‪.‬‬
‫تحذيرات الصحابة من رف القرآن‪:‬‬

‫‪.135‬‬ ‫م تار قيام الليل‬ ‫(‪1‬‬


‫‪.77‬‬ ‫ضائل القرآو ألبي عبيد‬ ‫(‪2‬‬
‫‪.72‬‬ ‫المادر السابه‬ ‫(‪3‬‬
‫‪.71‬‬ ‫المادر السابه‬ ‫(‪4‬‬
‫سنن الدارمي (‪. 3320‬‬ ‫(‪5‬‬
‫لمحددات األمددوار ‪ ، 1202/3‬ومعنددى راجددز‪ :‬أي يقددرؤل كقددرالة الشددعر بالسددجع والرجددز تتددوالى يددي‬ ‫(‪6‬‬
‫الحركة والسئوو حتى تنتهي أجزاؤل‪.‬‬
‫‪.197‬‬ ‫المرشد الوجيز‬ ‫(‪7‬‬
‫أخرجي مسلم‪. .‬‬ ‫(‪8‬‬
‫‪79‬‬

‫كاو الادحابة – رضدواو هللا علديهم – يحدهروو مدن بعددهم‪ ،‬وي و دومهم مدن‬
‫زمن يُر ع يي القرآو‪ ،‬عن شدَّاد بن معقل عدن عبدد هللا بدن مسدعود قدال‪ :‬رو أول‬
‫ما تفقدوو من دينئم األمامة‪ ،‬ورو آخر مدا يبقدى منهدا الادالة‪ ،‬وليادلين أقدوام ال‬
‫دين لهم‪ ،‬و رو هها القدرآو الدهي بدين ظهدراميئم سدينُتزع مدنئم‪ ،‬قدال‪ :‬قلدت‪ :‬كيدي‬
‫ينتزع منا وقد أثبتي هللا ي قلوبنا‪ ،‬وأثبتنال دي ماداحفنا؟ قدال‪ :‬يسدر عليدي دي‬
‫ليلة واحدة‪ ،‬ينتدزع مدا دي القلدوب‪ ،‬ويدههو مدا دي الماداحي‪ ،‬ثدم قدرأ عبدد هللا‬
‫‪َ ‬ولَئِن ِ ئنَا لَنَذ َه َ َّن ِبالَّذِي أَو َحينَا إِلَيكَ ‪[ ‬اإلسرال‪. 1(]86 :‬‬
‫‪ ..‬وعن عبد هللا بن عمرو بن العا قال‪ :‬ال تقوم الساعة حتى يرجدع القدرآو‬
‫من حيث مزل‪ ،‬لي دو ٌّ كدو النحدل‪ ،‬يقدول الدرب‪ :‬مالد ؟ يقدول‪ :‬يدا رب أ ُتلدى‬
‫وال يعمل بي‪ ،‬أُتلى وال يُعمل بي‪ ،‬ثالث مرات‪.‬‬
‫قال الليث بن سعد‪ :‬رممدا يُر دع القدرآو حدين يقبدل النداس علدى الئتدو‪ ،‬ويئبدوو‬
‫عليها‪ ،‬ويتركوو القرآو(‪. 2‬‬
‫وعن عبدد هللا بدن مسدعود قدال‪ :‬اقدرؤوا القدرآو قبدل أو ير دع‪ ،‬إمدي ال تقدوم السداعة‬
‫حتى ير ع‪ ،‬قالوا‪ :‬هدهل الماداحي تر دع ‪ ،‬ئيدي بمدا دي صددور النداس؟ قدال‪ :‬يسدر‬
‫عليي ليال‪ ،‬ير ع من صدورهم‪ ،‬يادبحوو يقولدوو‪ :‬كأمدا لدم معلدم شديئاا‪ ،‬ثدم يفيضدوو‬
‫ي الشعر(‪. 3‬‬
‫‪ ..‬وعن معاذ بن جبل قدال‪ :‬سديبلى القدرآو دي صددور أقدوام كمدا يبلدى الثدوب‬
‫َيَتَها ت‪ ،‬يقرؤومي ال يجدوو لي شهوة وال لهة‪ ،‬يلبسوو جلود الضدأو علدى قلدوب‬
‫اددروا قددالوا‪ :‬سددنبلس‪ ،‬ورو أسدداؤا‬‫الددهئاب‪ ،‬أعمددالهم طمددع ال ي الطددي خددوف‪ ،‬رو قَ َّ‬
‫قالوا‪ :‬سي فر لنا‪ ،‬رما ال مشرك باهلل شيئاا(‪. 4‬‬
‫‪ ..‬وكدداو اإلمددام المقددر خلددي بددن هشددام البددزار يعتددو علددى أهددل زمامددي عدددم‬
‫العناية بفهم القرآو والعمل بي‪ ،‬يقول رحمي هللا‪:‬‬
‫ما أظن القدرآو رال عاريدة دي أيددينا‪ ،‬وذلد أمدا رويندا أو عمدر بدن ال طداب رضدي هللا‬
‫شدئرا هلل‪ ،‬ورو ال دالم دي‬
‫عني حف البقرة ي بضع عشرة سنة‪ ،‬لما حفظها محدر جدزورا ا‬
‫دهرما هها يجلدس بدين يددي يقدرأ ثلدث القدرآو ال يُسدق مندي حر دا‪ ،‬مدا أحسدو القدرآو رال‬
‫عارية ي أيدينا(‪. 5‬‬

‫روال عبد الرزاق ‪ ،363/3‬وابن أبي شيبة ‪ ،505 ،256/7‬والحاكم ‪ ،549/4‬والبيهقي ي السنن ‪.289/6‬‬ ‫(‪1‬‬
‫‪.179‬‬ ‫م تار قيام الليل لمحمد بن مار‬ ‫(‪2‬‬
‫شعو اإليماو للبيهقي ‪ ،355/2‬والزهد البن المبارك ح (‪. 752‬‬ ‫(‪3‬‬
‫سنن الدارمي (‪. 3347‬‬ ‫(‪4‬‬
‫‪.123‬‬ ‫منهج السلي‬ ‫(‪5‬‬
‫‪‬‬
‫‪80‬‬

‫خو الصحابة من انشغال الناس بغير القرآن‪:‬‬


‫أراد عمددر بددن ال طدداب رضددي هللا عنددي أو يئتددو السددنن‪ ،‬استشددار أصددحابي‪،‬‬
‫شهرا‪ ،‬ثدم قدال‪ :‬رمدي ذكدرت قو امدا كداموا قدبلئم‬
‫ا‬ ‫أشاروا عليي بهل ‪ ،‬ثم است ار هللا‬
‫كتبوا كتباا‪ ،‬أكبوا عليها‪ ،‬وتركوا كتاب هللا عز وجل‪ ،‬ورمي وهللا ال أشدوب كتداب‬
‫هللا بشيل أبداا(‪. 1‬‬
‫وخطو على بن أبي طالو رضي هللا عني ي الناس وقال‪ :‬أعزم على كل من‬
‫كاو عندل كتاب رال رجع محال‪ ،‬إمما هل الناس حيث تتبعدوا أحاديدث علمدائهم‪،‬‬
‫وتركوا كتاب ربهم(‪. 2‬‬
‫‪ ..‬وبلس عبد هللا بن مسعود أو عند ماس كتابادا يعجبدوو بدي‪ ،‬لدم يدزل بهدم حتدى‬
‫أتول محال‪ ،‬ثم قال‪ :‬رممدا هلد أهدل الئتداب قدبلئم أمهدم أقبلدوا علدى كتدو علمدائهم‬
‫وتركوا كتاب ربهم(‪. 3‬‬
‫‪ ..‬وعن ابن سيرين أو زيد بن ثابت قال‪:‬‬
‫أرادمي مرواو بن الحئم وهو أمير على المدينة أو أ َكتُبَي شيئاا‪ ،‬قال‪ :‬لم أ عل‪،‬‬
‫دترا بددين مجلسددي وبددين بقيددة دارل‪ ،‬وكدداو أصددحابي يدددخلوو عليددي‬
‫قددال‪ :‬جعددل سد ا‬
‫ويتحد ثوو ي ذل الموضدع‪ ،‬أقبدل مدرواو علدى أصدحابي قدال‪ :‬مدا أرامدا رال قدد‬
‫ى‪ ،‬قلت‪ :‬وما ذاك؟ ما أراما رال قد خناك‪ ،‬قلت‪ :‬وما ذاك؟ قال‪ :‬رما‬ ‫ُخنَّال‪ ،‬ثم أقبل عل َّ‬
‫(‪4‬‬
‫أمرما رجال يقعد خلي هها الستر يئتو ما تفتى هؤالل وما تقول ‪.‬‬
‫‪ ..‬وقال عمرو بن قيس‪ :‬و دت مع أبي رلى يزيد بدن معاويدة (بحدوارين حدين‬
‫عزيدي‪ ،‬ومُهنيدي بال ال دة دإذا رجدل دي مسدجدها يقدول‪ :‬أال رو مدن‬ ‫تو ى معاويدة مُ َّ‬
‫أشراط الساعة أو تُر ع األشرار وتوضع األخيار‪ ،‬أال رو من أشدراط السداعة أو‬
‫يظهر القول‪ ،‬ويُ زو العمل‪ ،‬أال رو من أشراط الساعة أو تُتلى المثُناة دال يوجدد‬
‫من ي يرها‪.‬‬
‫قيل لي‪ :‬وما المثنال؟‬
‫قال‪ :‬ما استُئتو من كتاب يير القرآو‪ ،‬عليئم بالقرآو بي هُديتم‪ ،‬وبي تجزوو‬
‫وعني تسألوو‪.‬‬
‫حدثت بهها الحديث بعد ذل بحم ‪ ،‬قال لي رجل من القوم‪ :‬أو ما تعر ي؟‬

‫جامع بياو العلم و ضلي برقم (‪. 343‬‬ ‫(‪1‬‬


‫جامع بياو العلم و ضلي برقم (‪. 337‬‬ ‫(‪2‬‬
‫روال الدارمي (‪. 473‬‬ ‫(‪3‬‬
‫روال الدارمي (‪. 478‬‬ ‫(‪4‬‬
‫‪81‬‬

‫قلت‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬ذاك عبد هللا بن عمرو(‪. 1‬‬


‫‪ ..‬وقال عبدد هللا بدن مسدعود‪ :‬رو ماسدا يسدمعوو كالمدي ثدم ينطلقدوو يئتبومدي‪،‬‬
‫ورمي ال أُحل ألحد أو يئتو رال كتاب هللا(‪. 2‬‬
‫‪ ..‬وأراد عمر بن ال طاب أو يئتو السنة‪ ،‬ثم بدا لي أو ال يئتبها‪ ،‬ثم كتو دي‬
‫األماار‪« :‬من كاو عندل شيل ليمحي»(‪. 3‬‬
‫‪ ..‬وعن األسود بن حالل قال‪ :‬أُتى عبد هللا (ابن مسعود باحيفة يها حدديث‬
‫دعا بمال محاها‪ ،‬ثم أمر بها أخرجت‪ ،‬ثم قال‪ :‬أ ُذكر باهلل رجال يعلمها عند أحد‬
‫رال أعلمني بي‪ ،‬وهللا لو أعلم أمها بدار الهند لبل تهدا‪ ،‬بهدها هلد أهدل الئتداب قدبلئم‬
‫حين مبهوا كتاب هللا ورال ظهورهم كأمهم ال يعلموو(‪. 4‬‬
‫‪ ..‬وعن أبي مضرة قال‪ :‬قلت ألبي سعيد ال دري‪ :‬أال مئتو ما مسمع من ؟‬
‫قددال‪« :‬أتريدددوو أو تجعلوهددا مادداحي؟ رو مبدديئم صددلى هللا عليددي وسددلم كدداو‬
‫يُحدَّثنا نحف ‪ ،‬احفظوا كما كنا محف (‪. 5‬‬
‫‪ ..‬ههل األخبار وييرها تعئس ت وف الاحابة الشديد من امش ال الناس ب ير‬
‫القرآو‪ ،‬يحرموا أمفسهم من مورل العظيم‪ ،‬وأثرل المبارك والهي ال يوجد لي مثيل‬
‫وال بديل‪.‬‬
‫هها الت وف جعلهم يتشددوو ي موضوع كتابة العلم و تقييدل‪.‬‬
‫وهنددا أمددراو ال بددد مددن التنويددي عليهمددا ددي هددها المقددام‪ :‬األول خددا بالس دنة‬
‫ومئامتها‪ ،‬والثامي خا بتقييد العلم وكتابتي‪.‬‬
‫من لة السنة الن وية‪:‬‬
‫يقول عبد الفتاح أبو يدل رحمي هللا‪ :‬السنَّة والئتاب توأماو ال ينفئاو‪ ،‬وال يتم‬
‫التشريع رال بهما جميعاا‪.‬‬
‫والسنة مبيَّنة للئتاب وشارحة لدي‪ ،‬وموضَّدحة لمعاميدي‪ ،‬ومفسَّدرة لمبهمدي‪ ،‬هدي‬
‫من الئتاب بمنزلة الشرح لي‪ ،‬يُفال مقاصدل ويُتَّم أحئامي(‪. 6‬‬
‫وقد أتى رجل رلى عمراو بن حاين رضي هللا عني سألي عن شيل‪ ،‬حدثي‪،‬‬

‫روال الدارمي (‪. 480‬‬ ‫(‪1‬‬


‫روال الدارمي (‪. 485‬‬ ‫(‪2‬‬
‫جامع بياو العلم و ضلي ‪ 275/1‬برقم (‪. 345‬‬ ‫(‪3‬‬
‫جامع بياو العلم و ضلي برقم (‪. 350‬‬ ‫(‪4‬‬
‫جامع بياو العلم و ضلي برقم (‪. 339‬‬ ‫(‪5‬‬
‫‪.11 ،10‬‬ ‫لمحات من تاريخ السنة وعلوم الحديث لعبد الفتاح أبو يدة‬ ‫(‪6‬‬
‫‪‬‬
‫‪82‬‬

‫قال الرجل‪ :‬حدثوا عن كتاب هللا وال تُحدَّثوا عن ييرل‪.‬‬


‫قال – عمراو بن حاين – رم امرؤ أحمه! أتجد ي كتاب هللا تعالى صالة‬
‫الظهر أربعا ال يُجهر يها؟ ثم عدَّد عليي الاالة والزكاة ومحو هها‪ ،‬ثم قال‪ :‬أتجد‬
‫هها ي كتاب هللا مفسرا؟! رو كتاب هللا قد أبهم هها‪ ،‬ورو السنة تفسر ذل (‪. 1‬‬
‫السنة من الئتاب بمنزلة الجزل من الئل‪ ،‬ولقد تعهدد هللا سدبحامي بحفد كتابدي‬
‫ون‪[ ‬الحجر‪.]9 :‬‬ ‫إ َ‬‫الئريم قال‪ :‬إِنَّا نَحنُ نَ َّ لنَا الذِك َر َوإِنَّا لَ ُ لَ َحافِ ُ‬
‫وحف السنة من حف الئتاب وال ريو‪ ،‬هي محفوظة بحف هللا تعالى لها(‪. 2‬‬
‫تدوو السنة ي عهد الرسول صلى هللا عليي وسلم‪:‬‬ ‫لماذا لم َّ‬
‫يقول د‪ .‬ماطفى السباعي – رحمي هللا‪:‬‬
‫ال ي تلدي اثندداو مددن كتدداب السدديرة وعلمددال السددنة وجمدداهير المسددلمين ددي أو‬
‫القرآو الئريم قد لقى من عناية الرسول صلى هللا عليي وسلم والاحابة ما جعلي‬
‫محفوظا ي الادور‪ ،‬ومئتوبا ي الرقاع‪ ،‬والسعي‪ ،‬والحجارة‪ ،‬وييرها‪ ،‬حتدى‬
‫رذا تو ى رسول هللا صلى هللا عليي وسلم كاو القرآو محفوظا مرتبا ال ينقاي رال‬
‫جمعي ي ماحي واحد‪.‬‬
‫أما السنة لم يئن شأمها كهل ‪ ،‬ريم أمها مادر مهم من ماادر التشريع دي‬
‫عهد الرسول صلى هللا عليي وسلم وال ي تلي أحد ي أمها لم تدوو تدوينا رسميا‬
‫كما دُوو القرآو‪ ،‬ولعل مرجع ذلد رلدى أو الرسدول صدلى هللا عليدي وسدلم عداش‬
‫بين الاحابة ثالثاا وعشرين سنة‪ ،‬ئاو تدوين كلماتي وأعمالدي ومعامالتدي تددوينا‬
‫محفوظا ي الاحي والرقاع من العسر بمئاو‪ ،‬لما يحتام ذل رلى تفدرغ أمداس‬
‫كثيرين من الاحابة لهها العمل الشاق‪.‬‬
‫(ومد ن األسددباب كددهل خددوف اخددتالط بعددض أقددوال النبددي المددوجزة الحئيمددة‬
‫خطدر علدى كتداب هللا يفدتح بداب الشد يدي‬ ‫ل‬ ‫بالقرآو‪ ،‬سهوا مدن ييدر عمدد‪ ،‬وذلد‬
‫ألعدددال اإلسددالم‪ ،‬ممددا يت هومددي ث ددرة ينفددهوو منهددا رلددى المسددلمين لحملهددم علددى‬
‫التحلل من أحئامي‪ ،‬والتفلت من سلطامي ‪ ..‬كل ذل وييرل‪ -‬مما توسع العلمال ي‬
‫بيامي – من أسرار عدم تدوين السنة دي عهدد الرسدول صدلى هللا عليدي وسدلم(‪، 3‬‬
‫وبهددها مفهددم سددر النهددي عددن كتابته دا الددواردة ددي صددحيح مسددلم عددن أبددي سددعيد‬
‫ال دري‪ ،‬عن رسول هللا صلى هللا عليي وسلم‪« :‬ال تكت وا عني يئًا إال القبرآن‪،‬‬

‫‪.15‬‬ ‫(‪ 1‬المادر السابه‬


‫‪.19‬‬ ‫(‪ 2‬المادر السابه‬
‫‪.59 ،58‬‬ ‫(‪ 3‬السنة ومئامتها ي التشريع لماطفى السباعي‬
‫‪83‬‬

‫فمن كتب عني غير القرآن فليمح »‪.‬‬


‫موقف الصحابة من الحديث بعد و فاة الرسول صلى هللا علي وسلم‪:‬‬
‫أوصى رسول هللا صلى هللا عليي وسلم صحابتي بتبليس السنة رلى مدن ورالهدم‬
‫ضر هللا امر ًءا سم مقالتي فوعاها فحفإها‪ ،‬ثبم أداهبا إلبى مبن لبم يسبمعها‪،‬‬ ‫«ن َّ‬
‫(‪1‬‬
‫فرب حامل فق غير فقي ورب حامل فق إلى من هو أفق من » ‪.‬‬
‫وشدددد علدديهم ددي التثبددت يمددا يددروو «كفببى بببالمرء كببذبا أن يحببد بكببل مببا‬
‫سم »(‪. 2‬‬
‫لم يئدن بددل مدن أو ياددع الادحابة بداألمر ويبل دوا أمامدة الرسدول صدلى هللا‬
‫عليي وسلم رلى المسلمين‪ ،‬وخاوصا وقد تفرقوا ي األماار‪ ،‬وأصدبحوا محدل‬
‫عناية التابعين والرحلة رليهم‪ ،‬ئاو التابعوو يتتبعوو أخبارهم ومواطنهم يرحدل‬
‫رليهم من يرحل على بُعد المشقة وعنال األسفار‪.‬‬
‫هها كلي كاو عامال ي امتشار الحديث وامتقالي بين المسلمين(‪. 3‬‬
‫‪( ..‬ومهما يئن من ركثدار بعدض الادحابة التحدديث عدن رسدول هللا‪ ،‬قدد كداو‬
‫ذل قليال ي عاري الشي ين أبي بئر وعمر‪ ،‬رذ كامت خطتها حمدل المسدلمين‬
‫على التثبت من الحديث من جهة‪ ،‬وحمل المسلمين على العناية بالقرآو أوالا(‪.. 4‬‬
‫قدد كامددت ريبدة عمددر رضدي هللا عنددي أال يئثدروا مددن التحدديث عددن الرسددول‬
‫عليي الاالة والسالم كي ال ينش ل النداس بالحدديث عدن القدرآو‪ ،‬والقدرآو يدض‬
‫طددر ‪ .‬مددا أحددوم المسددلمين رلددى حفظددي وتناقلددي‪ ،‬والتثبددت يددي‪ ،‬والوقددوف علددى‬
‫دراستي!!‬
‫رو الشعبي عن قرظة بن كعو قال‪ :‬خرجنا مريد العراق مشدى معندا عمدر‬
‫رلى (صرار ‪ ،‬توضأ سل اثنتين ثم قال‪ :‬أتدروو ل َم مشيت معئم؟‬
‫قالوا‪ :‬معم محن أصحاب رسول هللا صلى هللا عليي وسلم مشيت معنا‪.‬‬
‫قددال‪ :‬رمئددم تددأتوو أهددل قريددة لهددم دو ٌّ بددالقرآو كدددو النحددل‪ ،‬ددال تادددوهم‬
‫بالحديث تش لوهم‪ ،‬جردوا القرآو وأقلوا الرواية عن رسول هللا صدلى هللا عليدي‬
‫وسلم‪ ،‬وامضوا وأما شريئئم‪ ،‬لما قدم قرظدة بدن كعدو قدالوا‪َ :‬حددَّثنا‪ ،‬قدال‪ :‬مهامدا‬

‫صحيح‪ ،‬روال اإلمام أحمد‪ ،‬وابن ماجي‪ ،‬وصححي األلبامي ي صحيح الجامع حديث (‪. 6766‬‬ ‫(‪1‬‬
‫روال مسلم‪.‬‬ ‫(‪2‬‬
‫‪.62‬‬ ‫السنة ومئامتها ي التشريع اإلسالمي‬ ‫(‪3‬‬
‫‪.64‬‬ ‫المادر السابه‬ ‫(‪4‬‬
‫‪‬‬
‫‪84‬‬

‫عمر بن ال طاب(‪. 1‬‬


‫ويعله الشيخ محمد ال زالي – رحمي هللا – على هها األمر يقول‪:‬‬
‫عمددر وييددرل مددن األئمددة ال يجحدددوو السددنة‪ ،‬ولئددنهم يريدددوو رعطددال القددرآو‬
‫حظي األو ر من الحفاوة واإلقبال‪ ،‬وذل هو الترتيو الطبيعي‪ ،‬ال بد من معر ة‬
‫القاموو كلي معر ة سليمة قبل ال وض ي شروح وتفاصيل لبعض أجزائي(‪. 2‬‬
‫تقييد العلم وكتابتي‪:‬‬
‫أما ب او تقييد العلم وكتابتي وت وف الاحابة من ذلد – كمدا مدر عليندا‬
‫– يقول ال طيو الب دادي‪:‬‬
‫قد ثبت أو كراهة من كرل الئتابدة مدن الاددر األول‪ ،‬رممدا هدي لدئال يضداهى‬
‫بئتاب هللا تعالى ييرل‪ ،‬أو يشت ل عن القرآو بسوال‪ ،‬ومهى عن الئتو القديمة أو‬
‫تت ه‪ ،‬ألمي ال يعرف حقها من باطلها‪ ،‬وصحيحها من اسدها‪ ،‬مع أو القرآو كفى‬
‫منها‪ ،‬وصار مهيمنا عليها‪.‬‬
‫وعولوا على تدويني ي الاحي‪ ،‬بعد‬ ‫ويقول‪ :‬رمما اتسع الناس ي َكتْو العلم‪َّ ،‬‬
‫الئراهة لهل ‪ ،‬ألو الروايات قد امتشرت‪ ،‬واألسداميد طالدت‪ ،‬والعبدارات باأللفداظ‬
‫اختلفت‪ ،‬عجزت القلوب عن حف ما ذكرما‪..‬‬
‫وقال النووي‪ :‬كاو بين السلي من الاحابة والتابعين اختالف كثير دي كتابدة‬
‫العلم‪ ،‬ئرهها كثيروو منهم‪ ،‬وأجازها أكثرهم‪ ،‬ثم أجمع المسلموو على جوازها‬
‫وزال ذل ال الف(‪. 3‬‬
‫وقدال ابدن حجدر العسدقالمي‪ :‬السدلي اختلفددوا دي ذلد عمدال وتركدا‪ ،‬ورو كدداو‬
‫األمر استقر واإلجماع امعقدد علدى جدواز كتابدة العلدم‪ ،‬بدل علدى اسدتحبابي‪ ،‬بدل ال‬
‫يَبعُد وجوبي على من خشى النسياو ممن يتبين عليي تبليس العلم(‪. 4‬‬
‫ولكن هل من كلمة سواء في هذا المومو ؟!‬
‫بال ش أمي ال يمئن االست نال بالقرآو عن السدنة‪ ،‬وكيدي يئدوو هدها وهللا عدز‬
‫وجل يقول لرسدول‪َ  :‬وأَن َ لنَبا إِلَيبكَ البذِك َر ِلت ُ َبيِ َن ِللنَّب ِ‬
‫اس َمبا نُب ِ َل إِلَبي ِهم‪[ ‬النحدل‪:‬‬
‫‪.]44‬‬

‫‪.63‬‬ ‫المادر السابه‬ ‫(‪1‬‬


‫‪.37‬‬ ‫قي السيرة لمحمد ال زالي‬ ‫(‪2‬‬
‫امظر‪ :‬تحقيه أبي األشبال الزهيري لئتاب جامع بياو العلم و ضلي ‪.270 ،269/1‬‬ ‫(‪3‬‬
‫تح الباري ‪.273 -271/1‬‬ ‫(‪4‬‬
‫‪85‬‬

‫سببو ُل فَ ُخ بذُو ُه َو َمببا نَ َهبباكُم عَن ب ُ فَببانت َ ُهوا‪‬‬ ‫ويقددول للمسددلمين جميعاددا‪َ  :‬و َمببا آتَببا ُك ُم َّ‬
‫الر ُ‬
‫[الحشر‪.]7 :‬‬
‫( الحديث هو الهي تولى بياو ما أ ُجمل من القرآو‪ ،‬وتفاديل أحئامدي‪ ،‬ولدوالل‬
‫لم مسدتطع أو معدرف الادالة والاديام‪ ،‬وييرهمدا مدن األركداو والعبدادات علدى‬
‫الوجي الهي أرادل هللا تبارك وتعالى‪ ،‬وما ال يقوم الواجو رال بي هو واجو (‪. 1‬‬
‫ضددا علددى ضددرورة تقييددد العلددم بالئتابددة حتددى ال ت ددتل الروايددات‪،‬‬ ‫ومؤكددد أي ا‬
‫وتتداخل العبارات ويير ذل من المفاسد الئثيرة‪..‬‬
‫ال بد من كتابة الحدديث والعنايدة بدي‪ ،‬متندا‪ ،‬وسدندا‪ ،‬وشدرحا‪ .‬ولئدن ألديس مدن‬
‫الطبيعي أو يئوو االهتمام بالقرآو أوالا ثم بالسنة ثام ايا؟!‬
‫وال بد كهل من كتابة العلم‪ ،‬واالمتفاع ب رال العلمال وجهودهم الفئرية‪ ،‬ولئدن‬
‫أليس االهتمام بالقرآو – لفظا ومعنى – يسبه ذل ‪.‬‬
‫مع كل ما قيل عن أسباب عدم تقييد العلم ي البداية – وهي أسباب صدحيحة‬
‫– رال أو أحددد أهددم الحئددم مددن ذل د هددو خددوف الرسددول عليددي الاددالة والسددالم‬
‫وصحابتي من بعدل علدى امشد ال المسدلمين ب يدر القدرآو كماددر متفدرد للت ييدر‬
‫والتقويم‪ ،‬الرسول عليي الاالة والسالم كاو أعلم النداس بقددر القدرآو‪ ،‬وبأمدي ال‬
‫يقوم مقامي شيل آخر ي عملي داخل اإلمساو‪ ،‬وكاو ي شى من االمشد ال ب يدرل‬
‫حتى ال يفقد القلو أهم مادر إلمشال اإليماو ورحداث الت يير‪.‬‬
‫وكهل كاو الاحابة يدركوو أهمية القرآو‪ ،‬وي شوو من االهتمام ب يرل‪ ،‬مع‬
‫حرصهم على تبليس سنة رسول هللا صلى هللا عليي وسلم واألخه بها‪.‬‬
‫ومما يدعو ل سي أمي قد حدث ما كاو ي شال الرسول عليي الاالة والسالم‪،‬‬
‫وصددحابتي مددن بعدددل‪ ،‬ئدداو امجددهاب األجيددال الالحقددة محددو العلددم و روعددي علددى‬
‫حساب االهتمام بالقرآو من حيث كومي مادرا للهداية والشفال‪.‬‬
‫يقول الشيخ محمد ال زالي – رحمي هللا‪:-‬‬
‫هجر المسلموو القرآو رلى األحاديث‪..‬‬
‫ثم هجروا األحاديث رلى أقوال األئمة ‪..‬‬
‫ثم هجروا أقوال األئمة رلى أسلوب المقلدين‪.‬‬
‫وكاو تطور الفئر اإلسالمي على هها النحو وبال على اإلسالم وأهلي ‪ ..‬رو‬

‫(‪ 1‬تعليه أبي األشبال على كتاب جامع بياو العلم ‪ 270/1‬مقال عن ماصر الدين األلبامي‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪86‬‬

‫ابن عبد البر عن الضحاك بن مزاحم‪:‬‬


‫يأتي على الناس زمداو يُعلده يدي المادحي حتدى يعشد عليدي العنئبدوت‪ ،‬ال‬
‫ينتفع بما يي‪ ،‬وتئوو أعمال الناس بالروايات واألحاديث(‪.. 1‬‬
‫عطدل يدي‬ ‫وعن بشر الحا ي قال‪ :‬سمعت أبا خالد األحمر يقول‪ :‬يدأتي زمداو‪ ،‬ت ُ َّ‬
‫المااحي‪ ،‬يطلبوو الحديث والدرأي‪ ،‬إيداكم وذلد إمدي يُادف ُه الوجدي‪ ،‬و َيشد ل‬
‫القلو‪ ،‬ويُئثر الئالم(‪. 2‬‬
‫من آثار هجر القرآن‪:‬‬
‫اهددتم أكثريددة الاددحابة رضددواو هللا علدديهم بتبليددس م دا يحفظومددي مددن أحاديددث‬
‫رسول هللا صلى هللا عليي وسلم لمن بعدهم‪ ،‬وبدأ بعد ذل االهتمام الشديد بتدوين‬
‫األحاديث خو ادا مدن النسدياو أو مدوت مدن يحفظهدا‪ ،‬وقدد بدهلوا دي ذلد مجهدوداا‬
‫كبيرا‪ ،‬ثم تفرع العلم رلى روع كثيرة كالفقي والسير‪ ،‬وظهر علدم الئدالم والفدرق‬ ‫ا‬
‫الم تلفدددة كالمعتز لدددة والمرجئدددة ومدددا صددداحبها مدددن خال دددات ئريدددة ضددد مة‪،‬‬
‫ومواجهات كثيرة ش لت األمة وأضاعت الئثير من جهود العلمال ي الدرد علدى‬
‫بعضهم البعض‪.‬‬
‫وبدأ الئالم عن أسمال هللا وصفاتي‪ ،‬وعن القَدَر‪ ،‬وعن مفهوم اإليماو واإلسالم‬
‫وعن مرتئو الئبيرة‪ ،‬ويير ذل من األمور ‪..‬‬
‫والددهي يقددرأ ددي ه دهل ال ال ددات – بعددد أو يعددي مددع القددرآو ويقددرؤل مددرات‬
‫ومرات بتدبر وترتيل وتأثر – إمي سي رم بنتيجدة مفادهدا أو هدهل ال ال دات مدا‬
‫هي رال ثمرة من ثمار هجر القرآو‪ ،‬وأو صيحات التحهير التي أُطلقت من الجيل‬
‫األول والتي تحهر من االمش ال ب يدر القدرآو‪ ،‬أو قرالتدي بددوو هدم وال تدأثر لدم‬
‫تأخددهها األجيددال المتالحقددة مأخدده الجددد‪ ،‬بددل وبدددأ االمبهددار بالموروثددات الثقا يددة‬
‫كثيرا عدن وظيفتهدا‬ ‫للحضارات الم تلفة‪ ،‬وكاو ما كاو من خال ات ش لت األمة ا‬
‫األساسية‪.‬‬
‫بناء انيمان من خلل القرآن‪:‬‬
‫رو الهي يقرأ القرآو ويتدبرل ويرتلي‪ ،‬وينش ل بي كما امش ل الادحابة‪ ،‬سديجد‬
‫معاميي قدد امطبعدت دي عقلدي‪ ،‬وتحولدت رلدى يقدين‪ ،‬وامتزجدت بعاطفتدي ادارت‬
‫ريماماددا راس د ا ا رسددوا الجبددال الرواسددي‪ ،‬ددالقرآو يُشددرب ددي القلددو محبددة هللا‪،‬‬
‫وتعظيمي‪ ،‬ومهابتي‪ ،‬وتقديسي‪..‬‬

‫(‪. 43 ،42‬‬ ‫(‪ 1‬قي السيرة لل زالي‬


‫(‪ 2‬سير أعالم النبالل ‪.21/9‬‬
‫‪87‬‬

‫اإليمدداو بدداهلل‪ ،‬وبأسددمائي الحسددنى‪ ،‬وصددفاتي العددال دوو تعطيددل أو تشددبيي أو‬
‫تأويل يال لقار القرآو بسدهولة ويسدر‪ ،‬ورو لدم يسدتطع التعبيدر عندي‪ ،‬والددليل‬
‫على هها أو ريمامي ال يهتز رذا ما اسدتمع أو قدرأ عدن شدبهة مدن شدبهات الفالسدفة‬
‫وأهل المنطه‪ ،‬وكيي ال‪ ،‬والقرآو قدد أ درد مسداحات كبيدرة للحدديث عدن ألوهيدة‬
‫هللا سددبحامي وربوبيتددي وقيوميتددي علددى خلقددي‪ ،‬وقدرتددي المطلقددة‪ ،‬وعلمددي المح دي ‪،‬‬
‫وعزتي‪ ،‬وجاللي‪ ،‬وكمالي ‪..‬‬
‫وليس ذل حسو قد أَ ْولى قضية اإليماو باليوم اآلخر اهتما اما ا‬
‫كبيرا‪ ،‬وكهل‬
‫سائر أركاو اإليماو ‪.‬‬
‫‪ ..‬كل ذل من خالل خطاب سهل ميسر يجمع بدين القناعدة العقليدة‪ ،‬والتفاعدل‬
‫القلبي‪ ،‬لينشأ اإليماو كنتيجة لتعامه الفئر مع العاطفة‪.‬‬
‫‪ ..‬وعندددما امشد ل الجيددل األول بددالقرآو لددم تظهددر تلد التسدداؤالت والشددبهات‬
‫وال ال ات التي ظهرت بعد ذل ‪.‬‬
‫يقدول الشدديخ محمدد ال زالددي‪ -‬يرحمدي هللا‪ .. :-‬رو دراسددة هدها القددرآو الئددريم‪،‬‬
‫سا بعظمة هللا‪ ،‬لم أحسي ي قرالة كتاب آخر(‪. 1‬‬ ‫أورثتنى رحسا ا‬
‫‪ ..‬أحسست أو الئتداب الدهي بدين يددي‪ ،‬يبدد ويعيدد دي قيدادة النداس رلدى هللا‪،‬‬
‫واسدتثارة مشداعرهم مددن األعمداق‪ ،‬كددي يرتبطدوا بدي‪ ،‬ويتوجهددوا رليدي‪ ،‬ويسددتعدوا‬
‫للقائي ‪..‬‬
‫‪..‬الحديث دائم متال عن هللا‪ ،‬وما ينب دي لدي! وعدن َج ْعدل هدهل الحيداة مهدادا لمدا بعددها‬
‫(‪.. 2‬‬
‫ويقدددول‪ :‬ليدددت المسدددلمين اسدددتقوا عقائددددهم مدددن القدددرآو وحددددل! رذو ألراحدددوا‬
‫واستراحوا‪ ،‬رو بعض هواة الجدل لم يتورعوا عن كثرة الل ي قضايا العقيدة‪،‬‬
‫ضلوا وأضلوا‪ ،‬ويشبي هؤالل ي االمحراف قوم يرتهم لسفة اليوماو وخياالتهم‬
‫النظرية ‪ ..‬تحدثوا ي أصل اإليماو‪ ،‬زادوا الطين بلة‪..‬‬
‫وال عاصم من ههل المزاله كلها‪ ،‬رال التزام المنهج‪ ،‬والسير ي معالمي(‪.. 3‬‬
‫‪ ..‬رمني أتلو القرآو وأترك معاميي تنطبع ي ؤادي دوو تقعر وال تجرؤ(‪.. 4‬‬
‫ويقول‪ :‬هها الئتاب يعرف الناس بربهم‪ ،‬على أساس من رثارة العقل‪ ،‬وتعميده‬

‫‪.12‬‬ ‫ي القرآو‬ ‫المحاور ال مسة‬ ‫(‪1‬‬


‫‪.12 ،11‬‬ ‫المادر السابه‬ ‫(‪2‬‬
‫‪.14‬‬ ‫المادر السابه‬ ‫(‪3‬‬
‫‪.15‬‬ ‫المادر السابه‬ ‫(‪4‬‬
‫‪‬‬
‫‪88‬‬

‫النظددر‪ ،‬ثددم يحددول هددهل المعر ددة رلدى مهابددة هلل‪ ،‬ويقظددة ددي الضددمير‪ ،‬ووجددل مددن‬
‫التقاير‪ ،‬واستعداد للحساب(‪. 1‬‬
‫إعادة ترتيب األولويات‪:‬‬
‫مددن هنددا مقدددول بأمنددا ال مريدددد االسددت نال بددالقرآو عدددن السددنة‪ ،‬أو عدددن كتددو العلدددم‬
‫الم تلفة‪ ،‬وال مريد االمش ال ب ير القرآو على حساب القدرآو‪ ،‬بدل مريدد األمدرين معادا‪،‬‬
‫على أو يُعطي القر آو األولوية ي االهتمام والرعايدة‪ ،‬ليتحقده الهددف الدهي مدن أجلدي‬
‫اب ؤم ِي ٌن ‪ ‬يَهبدِي ِبب ِ هللاُ َم ِ‬
‫بن اتَّ َب َ‬ ‫ور َو ِكتَ ٌ‬ ‫أمزلي هللا عز وجل ‪‬قَد َعا َءكُم ِم َن هللاِ نُ ٌ‬
‫ِيهم ِإلَبى‬ ‫ت ِإلَبى النؤب ِ‬
‫ور ِب ِإذ ِنب ِ َو َيهبد ِ‬ ‫بن ال ؤإلُ َمببا ِ‬
‫سبلَ ِم َويُخب ِبر ُع ُهم ِمب َ‬ ‫ِرمب َبوانَ ُ ُ‬
‫سب ُ َل ال َّ‬
‫ِص َراطٍ ؤمستَ ِق ٍيم‪[ ‬المائدة‪.]16 ،15 :‬‬

‫كلمة أخيرة عن الصحابة والقرآن‪:‬‬


‫رو أكثر أجيال األمة ردرا اكا لقيمة القرآو هم جيل الاحابة‪ ،‬قد عاشوا الحيداة قبلدي‪،‬‬
‫وعاشدددوها بعددددل‪ ،‬لدددها قدددد أدركدددوا – أكثدددر مدددن ييدددرهم – معندددى السدددعادة الحقيقيدددة‪،‬‬
‫والربامية‪ ،‬والت يير ‪ ..‬ويئفي ي ذل حدزمهم علدى امقطداع الدوحي بعدد و داة الرسدول‬
‫صلى هللا عليي وسلم‪.‬‬
‫عن أمس بن مال رضي هللا عني قال‪:‬‬
‫قال أبو بئر الاديه رضي هللا عني بعد و اة رسول هللا صلى هللا عليدي وسدلم‬
‫لعمر رضي هللا عني‪ :‬امطله بنا رلى أم أيمن‪ ،‬مزورها كما كداو رسدول هللا صدلى‬
‫هللا عليي وسلم يزورها ‪ ..‬لما امتهيا رليها‪ ،‬بئت‪ ،‬قاال لها‪ :‬مدا يبئيد ؟ مدا عندد هللا‬
‫خير لرسولي صلى هللا عليي وسلم‪ ،‬قالت‪ :‬مدا أبئدى أو ال أكدوو أعلدم أو مدا عندد‬
‫هللا خيددر لرسددولي صددلى هللا عليددي وسددلم‪ ،‬ولئنددي أبئددى أو الددوحي قددد امقطددع مددن‬
‫السمال! هيجتهما على البئال‪ ،‬جعال يبئياو معها(‪. 2‬‬
‫مدن هندا مددرك أهميددة صديحات التحدهير التدي أطلقوهددا‪ ،‬والوصدايا التدي كدداموا‬
‫يوصوو بها من بعدهم حول القرآو‪.‬‬
‫هددهل الوصددايا كامددت تنطلدده مددن استشددعارهم للقيمددة العظيمددة للقددرآو‪ ،‬وكامددت‬
‫تنطله كهل مدن خدو هم مدن عددم ردراك األجيدال الالحقدة لتلد القيمدة‪ ،‬يندزو‬
‫القددرآو جامبددا وال يأخدده دورل المرسددوم لددي ددي قيددادة الحيدداة‪ ،‬وتشددئيل الش اددية‬

‫‪.20‬‬ ‫(‪ 1‬المادر السابه‬


‫(‪ 2‬روال مسلم‪.‬‬
‫‪89‬‬

‫المسدلمة الاددحيحة مددن جميددع جوامبهددا‪ ،‬ورمددادها الدددائم باإليمدداو‪ ،‬ومددن ثد َّم تفقددد‬
‫األمة مئامتها العالية بين األمم‪ ،‬تتراجع رلى الورال‪ ..‬رلى الهلة والمهامدة‪ ،‬وكيدي‬
‫ال وقددد رب د هللا عددز وجددل علددو هددهل األمددة باإليمدداو ‪َ ‬وأَن بت ُ ُم األَعلَببو َن إِن كُن بتُم‬
‫ين‪[ ‬آل عمراو‪.]139 :‬‬ ‫ؤمم ِم ِن َ‬
‫‪ ..‬هل أخهت األجيال المتتابعة ههل الوصايا مأخه الجد؟!‬
‫ل سي لم يحدث ذل ‪ ،‬بل حدث العئس‪ ،‬وابتعدد الئثيدروو مدن المسدلمين عدن‬
‫االمتفاع الحقيقي بئتابهم‪.‬‬
‫ئامت النتيجة هي الحدال البدائس والوضدع المريدر الدهي محيدال‪ ،‬دالقرآو ر دع‬
‫قدر الجيل األول وأعلى من شأمي وجعل األمة اإلسالمية ي مقدمدة األمدم‪ ،‬بينمدا‬
‫أوصلنا هجر االمتفاع بالقرآو رلى هها المستو الهي ال ي فى وصفي على أحد ‪..‬‬
‫إو كنت ي ش من هها تأمل قولي صلى هللا عليي وسلم‪« :‬إن هللا يرف بهذا‬
‫القرآن أقوا ًما ويض ب آخرين»(‪. 1‬‬
‫***‬

‫(‪ 1‬سبه ت ريجي‪.‬‬


‫الفصل السادس‬

‫لماذا لم ننتف بالقرآن؟!‬


‫‪91‬‬

‫لماذا لم ننتف بالقرآن؟!‬


‫رأينا كيي أثَّر القرآو العظيم على الجيل األول‪ ،‬ورأينا كيي كداو أثدر القدرآو‬
‫علددى مشددركي مئددة ‪ ..‬ليبقددى السددؤال‪ :‬لمدداذا ال يفعددل القددرآو معنددا مثددل مددا ع دل‬
‫معهم؟!‪..‬‬
‫رمنا حتى لم مقدل عندي مدا قالدي الوليدد بدن الم يدرة‪« :‬إن لب لحبلوة‪ ،‬وإن عليب‬
‫ل لوة‪ ،‬وإن أسفل لمغدب‪ ،‬وإن أعله لم مر‪ ،‬وإن يعلو وال يعلى علي ‪.»..‬‬
‫رو القرآو هو القرآو‪ ،‬وأدوات االمتفاع بي التدي مملئهدا مدن أذو وعدين ولسداو‬
‫وقلددو هددي مفددس األدوات التددي اسددت دموها أوصددلتهم لتل د المرتبددة العاليددة ددي‬
‫تعاملهم مع القرآو‪ ،‬بل رو رصتنا ي االستفادة أوسع منهم مع وجود المااحي‬
‫ي كل مئاو‪.‬‬
‫لماذا ال يحدث معنا مثل ما حدث معهم؟!‬
‫لماذا لم يحدث معنا مثل مدا حددث لمشدركي مئدة – علدى األقدل – مدن تدأثرهم‬
‫بالقرآو؟!‬
‫قبل اإلجابة عن ههل األسئلة مقرأ سويا ههل الئلمات لإلمام حسن البنا – رحمي هللا‪:-‬‬
‫حين أمزل هللا القرآو علدى مبيدي محمدد صدلى هللا عليدي وسدلم وقدرأل هدها النبدي‬
‫الئريم علدى األمدة العربيدة حيندهاك‪ ،‬عمدل دي مفوسدهم عمدل السدحر‪ ،‬وبلدس أثدرل‬
‫أعمدداق هددهل القلددوب‪ ،‬وت ل ددل ددي حنايددا الضددلوع‪ ،‬وتمئددن مددن مئددامن األرواح‪،‬‬
‫وبدل هللا بي ههل األمة خلقاا آخدر‪ ،‬ئداو البدوو بعيدداا‪ ،‬والفدارق عظي امدا بدين األمدة‬
‫العربية ي جاهليتها ورسالمها‪.‬‬
‫ولقد أثر القرآو ي مفوس المشركين والمؤمنين على السدوال‪ ،‬ولئدن أثدرل دي‬
‫أثدرا وقتيادا سدلبياا‪ ،‬وكداموا يفدروو مندي‪ ،‬ويضدعوو الحوائدل‬ ‫مفوس المشركين كداو ا‬
‫آن َوالغَبوا ِفيب ِ‬ ‫يمدا بيدنهم وبينددي‪ ،‬ويقدول بعضددهم لدبعض‪ :‬الَ تَسب َمعُوا ِل َهبذَا القُببر ِ‬
‫ون‪ [ ‬الت‪.]26 :‬‬ ‫لَعَلَّكُم تَغ ِل ُ َ‬
‫س َن ُ أُولَئِكَ الَّذ َ‬
‫ِين َهدَا ُه ُم هللاُ‬ ‫ون أَح َ‬
‫ون ال َقو َل فَيَتَّ ِعُ َ‬
‫أما المؤمنوو ئاموا ‪‬يَستَ ِمعُ َ‬
‫ب‪[ ‬الزمر‪.]18 :‬‬ ‫َوأُولَئِكَ هُم أُولُو األل َا ِ‬
‫وحولهم مدن حدال‬ ‫ئاو أثر القرآو ي مفوسهم دائ اما ريجابياا ‪ ..‬بدَّلهم وييَّرهم‪َّ ،‬‬
‫ث‬‫بن ال َحبدِي ِ‬ ‫رلى حال‪ ،‬ود عهم رلى كرائم ال اال وجالئل األعمال ‪‬هللاُ نَ َّ َل أَح َ‬
‫س َ‬
‫ِكتَابًا ؤمتَشَبا ِب ًها َّم َبانِ َي تَقشَب ِع ؤر ِمنب ُ ُعلُبو ُد الَّبذ َ‬
‫ِين يَخشَبو َن َربَّ ُهبم ثُب َّم تَ ِلبينُ ُعلُبو ُدهُم‬
‫‪‬‬
‫‪92‬‬

‫َوقُلُوبُ ُهم ِإ َلى ذِك ِر هللاِ ذَ ِلكَ ُهدَى هللاِ يَهدِي ِب ِ َمن يَّشَا ُء‪[ ‬الزمر‪.]23 :‬‬
‫وهددا هددو القددرآو يُتلددى علينددا‪ ،‬ويُقددرأ بددين ظهرامينددا‪ ،‬هددل ت يددرت بددي مفوسددنا‪،‬‬
‫وامطبعت عليي أخالقنا‪ ،‬و عل ي قلوبنا كما كاو يفعل ي قلوب أسال نا؟!‬
‫ال أيهددا اإلخددواو ‪ ..‬لقددد صددرما مقددرأ القددرآو قددرالة آليددة ص در ة ‪ ..‬كلمددات تتددردد‪،‬‬
‫وم مات تتعدد‪ ،‬ثم ال شيل رال هها‪ ،‬أما ديض القدرآو وروحاميتدي‪ ،‬وهدها السديل الددا ه‬
‫من التأثير القوي الفعال‪ ،‬مدن بينندا وبيندي حجداب‪ ،‬ولهدها لدم مئدن صدورة مدن النسد ة‬
‫األولى التي تأثرت بالقرآو وتبدَّلت مفوسها بي(‪. 1‬‬
‫هل اللغة هي الس ب؟!‬
‫ددإو قلددت‪ :‬رو الجيددل األول تددأثر هددها التددأثر البددالس بددالقرآو ألو العددرب كدداموا‬
‫يتهوقوو الل ة بالسليقة ويدركوو معاميها ومراميها‪ ،‬أمدا محدن لسدنا مدثلهم‪ ،‬لدهل‬
‫ياعو علينا هم القرآو ومن ث َّم التأثر واالمتفاع الحقيقي بي‪.‬‬
‫(‪2‬‬
‫بال ش أو (من يتهوق العربية يدرك معامي قد ت فى على يير أهل الل ة‬
‫طا لالمتفاع بالقرآو كهداية وشفال‪.‬‬ ‫ولئن هها األمر ليس شر ا‬
‫مهيرا يعلم أو الناس جميعاا ليسوا مدن أهدل‬ ‫الهي أمزل القرآو وجعلي للعالمين ا‬
‫الل ة المتهوقين لها‪..‬‬
‫و ددي مفددس الوقددت مددي ال يمئددن ألحددد أو يهتدددي بهددد القددرآو ويتددأثر بددي‪،‬‬
‫ويئدددوو لدددي بمثابدددة البشدددير‪ ،‬والندددهير‪ ،‬والهدددادي‪ ،‬والندددور‪ ،‬والدددروح‪ ،‬والتدددهكرة‪،‬‬
‫والتبارة ‪ ..‬رال رذا تعلم الل ة العربية كل ة ت اطدو يفهدم خطابهدا وألفاظهدا همدا‬
‫عامدداض كدداو تعلددم هددها القدددر مددن الل ددة ضددروري ل عجمددي لفهددم خطدداب القددرآو‬
‫المباشر لي‪ ،‬ولو هما رجمالياا‪..‬‬
‫يقول اإلمام ابن تيمية‪ :‬رو مفس الل ة العربية من الدين‪ ،‬ومعر تهدا درض واجدو‪،‬‬
‫إو هم الئتاب والسنة رض‪ ،‬وال يفهماو رال بفهم الل ة العربية‪ ،‬ومدا ال يدتم الواجدو‬
‫رال بي هو واجو(‪. 3‬‬
‫ومما ال ش يي أو عاقل مهما كاو مستو علمي وردراكي محدوداا يستطيع –‬
‫رذا ما أعمل عقلي يما يقرأ أو يسمع من آيات – أو يفهم ال طاب القرآمي بدرجة‬
‫ما ‪..‬‬

‫(‪ 1‬مجلة األخواو المسلمين العدد (‪ 21‬السنة األولى ‪ 18‬رمضاو ‪1362‬هـ‪ 18 ،‬سبتمبر ‪1943‬م‪.‬‬
‫‪.568‬‬ ‫(‪ 2‬التعبير القرآمي‬
‫‪.320‬‬ ‫(‪ 3‬مباحث ي علوم القرآو لمناع القطاو‬
‫‪93‬‬

‫ههل الدرجة تمئني – بعوو هللا – من بلدوغ الهدايدة القرآميدة‪ ،‬وهدها مدن صدور‬
‫رعجاز القرآو‪ ،‬أو يسر هللا همدي للجميدع‪ ،‬كد لل علدى قددرل مسدتوال َولَقَبد يَ َّ‬
‫سبرنَا‬
‫آن ِللذِك ِر" [القمر‪.]17 :‬‬ ‫القُر َ‬
‫لهل إو بلوغ الهداية من القرآو‪ ،‬والتدأثر بمعاميدي‪ ،‬ومدن ثدم االمتفداع الحقيقدي‬
‫بي‪ ،‬ي وسع وطاقة أي عاقل مهما كاو مستو ردراكي‪.‬‬
‫يقول اإلمام محمد عبدل‪ :‬يجو على كل واحد من الناس أو يفهدم آيدات الئتداب‬
‫بقدر طاقتي‪ ،‬ال رق بين عدالم وجاهدل ‪ .‬يئفدي العدامي مدن هدم قولدي تعدالى‪ :‬قَبد‬
‫ون‪[ ‬المؤمنوو‪ ]2 ،1 :‬ما يعطيي‬ ‫صلَتِ ِهم َخا ِ عُ َ‬
‫ِين هُم فِي َ‬ ‫أَفلَ َح ال ُمم ِمنُ َ‬
‫ون ‪ ‬الَّذ َ‬
‫الظاهر من اآليات‪ ،‬وأو الدهين ُجمعدت أوصدا هم دي اآليدات الئريمدة لهدم الفدوز‬
‫والفالح عند هللا تعالى(‪. 1‬‬
‫ويقول‪ :‬ومن الممئن أو يتناول كل أحد من القدرآو بقددر مدا يجدهب مفسدي رلدى‬
‫ال ير‪ ،‬ويار ها عن الشر‪ ،‬إو هللا تعالى أمزلي لهدايتنا وهو يعلم منا كدل أمدواع‬
‫الضعي الهي محن يي(‪. 2‬‬
‫تفسير ال يعذر أحد بجهالت ‪:‬‬
‫ومما يؤكد هها المعنى ما قالي ابن عباس رضي هللا عني‪:‬‬
‫تفسير القرآو على أربعة أوجي‪ :‬وجي تعر دي العدرب مدن كالمهدا‪ ،‬وتفسدير ال‬
‫يعهر أحد بجهالتي‪ ،‬وتفسير يعلمي العلمال‪ ،‬وتفسير ال يعلمي رال هللا تعالى(‪. 3‬‬
‫الوجددي األول‪ :‬كمددا يقددول د‪ .‬يوسددي القرضدداوي‪ ،‬والددهي تعر ددي العددرب مددن‬
‫كالمهددا‪ :‬أو القددرآو مددزل بلسدداو العددرب‪ ،‬وهددو مددا جددال علددى معهددود كالمهدم مددن‬
‫الحقيقة والمجاز‪ ،‬والاريح والئناية ‪ ..‬العرب تعرف القرآو من خالل معر تها‬
‫بأسلوب كالمها وطرائقي‪.‬‬
‫الوجي الثامي‪( :‬ال يعهر أحد بجهالتدي ‪ :‬هدو مدا كداو واضد احا بحيدث يتبدادر رلدى‬
‫األذهاو معر تي‪ ،‬دوو حاجة رلى كد الههن‪ ،‬ورجهاد العقل‪.‬‬
‫الوجي الثالث‪( :‬تفسير يعلمي العلمال ‪ :‬مدا ال يعر دي رال أهدل العلدم‪ ،‬ممدا يحتدام‬
‫رلددى اسددتنباط وتدددقيه ومعر ددة بعلددوم أخددر ‪ ،‬حتددى يحمددل المطلدده علددى المقيددد‪،‬‬
‫والعام على ال ا ‪..‬‬

‫‪.11‬‬ ‫(‪ 1‬مقدمة تفسير سورة الفاتحة‬


‫‪.12‬‬ ‫(‪ 2‬المادر السابه‬
‫(‪ 3‬ذكرل الطبري ي مقدمة تفسيرل‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪94‬‬

‫الوجي الرابع‪ :‬ما ال يعلمي رال هللا‪ :‬مثل شؤوو ال يو‪ ،‬التدي ال يعلدم حقائقهدا رال‬
‫هللا سبحامي‪ ،‬كأحوال البرزا‪ ،‬وأمور اآلخرة‪ ،‬وموعد قيام الساعة(‪... 1‬‬
‫وعله اإلمام الزركشي دي كتابدي (البرهداو دي علدوم القدرآو علدى قدول ابدن‬
‫عباس ي تقسيم التفسير رلى أربعة أمواع قال‪:‬‬
‫هها تقسيم صحيح‪.‬‬
‫‪ ..‬أمددا الددهي تعر ددي العددرب هددو الددهي يرجددع يددي رلددى لسددامهم‪ ،‬وذل د الل دة‬
‫واإلعراب‪.‬‬
‫أما الل ة على المفسر معر ة معاميها‪ ،‬ومسميات أسمائها‪ ،‬وال يلزم ذل القار ‪.‬‬
‫وأما اإلعدراب مدا كداو اختال دي محديال للمعندى وجدو علدى المفسدر والقدار‬
‫تعلمي‪ ،‬ليتوصل المفسر رلى معر ة الحئم‪ ،‬ويسلم القار من اللحن(‪.. 2‬‬
‫‪ ..‬وأما مدا ال يعدهر أحدد بجهلدي‪ ،‬هدو مدا تتبدادر األ هدام رلدى معر دة معندال مدن‬
‫الناو المتضمنة شرائع األحئام ودالئل التوحيد‪ ،‬وكل لف أ اد معندى واحدداا‬
‫جلياا يُعلم أمي مراد هللا تعالى‪.‬‬
‫هها القسدم ال يلتدبس تأويلدي‪ ،‬رذ كدل أحدد يددرك معندى التوحيدد مدن قولدي‬
‫تعددالى ‪‬فَببباعلَم أَنَّبب ُ الَ ِإلَببب َ ِإالَّ هللاُ‪[ ‬محمددد‪ ،]19 :‬وأمدددي ال شددري لدددي دددي‬
‫رلهيتددي‪ ،‬ورو لددم يعلددم أو (ال موضددوعة ددي الل ددة للنفددي‪ ،‬و (رال لإلثبددات‪،‬‬
‫وأو مقتضى ههل الئلمة الحار‪.‬‬
‫‪ ..‬مددا كدداو مددن هددها القسددم ال يُعددهر أحددد يدددعي الجهددل بمعددامي ألفاظددي‪ ،‬ألمهددا‬
‫معلومة لئل أحد بالضرورة(‪. 3‬‬
‫المرونة في النص القرآني‪:‬‬
‫وهنا تجدر اإلشارة رلى أو (العبارة القرآميدة يهدا مدن المرومدة والسدعة بحيدث‬
‫يفهمها العقل العربي ي عادر مدزول القدرآو‪ ،‬كمدا يفهمهدا كدل قدار لئتداب هللا‬

‫‪.202‬‬ ‫(‪ 1‬كيي متعامل مع القرآو العظيم‬


‫(‪ 2‬قال الحليمي يما مقلي عني البيهقي ي الشعو (‪ : 244 ،243/5‬ومعنى رعراب القرآو شيئاو‪ :‬أحدهما‬
‫أو يحا على الحركات التي بها يتميز لساو العرب عدن لسداو العجدم‪ ،‬ألو أكثدر كدالم العجدم مبندي‬
‫على السئوو وصال وقطعا‪ ،‬وال يتميز الفاعل من المفعول‪ ،‬والماضي من المستقبل باختالف حركات‬
‫المطالع‪ ..‬واآلخر‪ :‬أو يحا على أعياو الحركات‪ ،‬وال يُبدَّل شيئاا مني ب يرل‪ ،‬ألو ذل ربما أوقع ي‬
‫اللحن أو يير المعنى‪ .‬أ ‪ .‬هـ‪.‬‬
‫وبفضل هللا يتم تعليم ال نطه السليم للئلمدات مدع تعلدم أحئدام التجويدد دي حلقدات القدرآو المنتشدرة دي كدل‬
‫مئاو‪.‬‬
‫‪.203 ،202‬‬ ‫(‪ 3‬كيي متعامل مع القرآو العظيم‬
‫‪95‬‬

‫ي كل جيل‪ ،‬ويجد يها ما يُشبع ئرل ووجدامي معاا هما طرياا ميسرا (‪. 1‬‬
‫و ي هها المعنى يقول الشيخ محمد ال زالي رحمي هللا‪:‬‬
‫العبارة القرآمية يها مرومة تجعل معدامي كثيدرة ت درم منهدا أو تتحملهدا اآليدة‬
‫وكاو ال بد أو تئوو ي الاياية ههل المرومة لئي تبقى وتئوو ممتدة مع الزمن‬
‫‪ ..‬فيها مرومة ظاهرة بحيث أمي رذا تئلم ي التداريخ ‪ ..‬أو تئلدم دي شديل‪ :‬تندزل‬
‫يهدا‪ ،‬ويمئدن‬ ‫العبارة لها مسيج معين بحيث يمئن أو يسدتقبلها العبقدري وي دو‬
‫أو يادددل رليهدددا العدددامي ويسدددتقر عندددد حددددودها األولدددى ‪ ..‬هدددها مدددن خادددائ‬
‫القرآو(‪. 2‬‬
‫ويضرب مثالا لهل يقول‪:‬‬
‫ئلمة ‪‬الَ َري َب فِي ‪ ‬وسعتني وأما ص ير‪ :‬أ هم أو الريبة الش وعدم الاحة‪،‬‬
‫لئددن وسددعتني وأمددا كبيددر أعددرف األصددول التددي يسددتند رليهددا الئددالم لئددي يئددوو‬
‫مقبوال(‪. 3‬‬
‫الدليل الواقعي‪:‬‬
‫وهناك دليل واقعي واضح يؤكد على أو السبو لعدم امتفاعنا بالقرآو ليس هو‬
‫ا تقادما للتهوق الل وي‪.‬‬
‫‪ ..‬هها الدليل يتمثل ي وجود مماذم كثيرة ممتددة عبدر التداريخ اإلسدالمي مدن‬
‫تدأثرا بال ادا‪ ،‬وامتفعدوا بدي‬
‫يير العرب ممن تعلموا الل ة العربيدة‪ ،‬تدأثروا بدالقرآو ا‬
‫امتفا اعا عظي اما‪.‬‬
‫يقول أبو الحسن الندوي‪:‬‬
‫ال تَقدل قاد العلمددال والمشددايخ الاددالحين الددهين ولدددوا ددي العجددم وكامددت‬
‫ل تهم يير العربية‪ ،‬ي تهوقهم لتالوة القرآو الئريم‪ ،‬وعندايتهم بحفظدي‪ ،‬وشد فهم‬
‫بي‪ ،‬وامادرا هم كليدا رليدي‪ ،‬واسدت راقهم يدي‪ ،‬ال تقدل هدهل القاد رثدارة للريبدة‬
‫وتأثيرا ي النفوس وعظة وعبرة عن ييرهم من الهين كامت ل تهم األصلية هي‬ ‫ا‬
‫العربيدددة‪ ،‬ومجتدددز مدددن مئدددات هدددهل القاددد – يمدددا يلدددي – بعدددض الحئايدددات‬
‫المؤثرة‪:‬‬
‫‪ ..‬يهكر دي سديرة اإلمدام المجددد أحمدد السدرهندي أمدي كداو يبددو عندد تالوتدي‬

‫‪.563‬‬ ‫(‪ 1‬التعبير القرآمي‬


‫‪ 205‬باختاار‪.‬‬ ‫(‪ 2‬كيي متعامل مع القرآو‪،‬‬
‫‪.206‬‬ ‫(‪ 3‬المادر السابه‬
‫‪‬‬
‫‪96‬‬

‫لئتدداب هللا تعددالى‪ ،‬ويظهددر علددى وجهددي أو الحقددائه القرآمي دة تفدديض عليددي‪ ،‬وأو‬
‫بركاتي تنسئو و يوضي تنهمر‪ ،‬وكاو رذا قرأ آيات العهاب أو اآليات التي جالت‬
‫باي ة التعجو واالستفهام‪ ،‬تجاوب معها‪ ،‬وتئيي بها‪.‬‬
‫‪ ..‬كاو الشيخ ضل الرحمن الئنج مراد آبادي (م ‪1313‬هـ يقرأ القدرآو ذات‬
‫يددوم رذ يلب دي الوجددد (التددأثر واالسددت راق المشدداعري الشددديد مددع اآليددات ‪ ،‬قددال‬
‫للشيخ السيد تجمل حسين‪ :‬رو اللهة التي مجدها دي القدرآو‪ ،‬لدو وجددتم منهدا ذرة‪،‬‬
‫لما صبرتم على الجلوس مثلنا‪ ،‬ول رجتم تمزقوو ثيابئم رلى الاحرال‪ ،‬ثم قدال‪:‬‬
‫آل‪ ،‬ودخل حجرتي ومرض لعدة أيام‪.‬‬
‫وقال ذات مرة‪ :‬رو الالة الحقيقية بالقرآو ياية السلوك واإلحساو‪.‬‬
‫‪ ..‬ويقول الشيخ الجليل عبد القادر الرائيفوري – أحد كبار المشايخ المعرو ين‬
‫ددي عاددرل – وهددو ياددي حددال مربيددي وشددي ي عبددد الددرحيم الرائيفددوري (م‬
‫‪1919‬م – الموا ه ‪ 1337‬هـ ‪ :‬لقد رأيت الشيخ يقرأ القدرآو الئدريم‪ ،‬ئداو يطيدل‬
‫قرالتددي ددي صددالة الليددل أيمددا رطالددة‪ ،‬تددارة يبئددي‪ ،‬ورذا جددال ذكددر العددهاب‪ ،‬بئددى‬
‫واست فر هللا تعالى وتضرع رليي تضرعا عجيباا يتمثل حدال مدن يسدأل العفدو عدن‬
‫جريمتي ي ضراعة ولهي‪ ،‬ورذا جالت آية يهدا ذكدر رحمدة هللا – عدز وجدل –‬
‫وسر تارة‪ ،‬وهدأ صامتا أخر (‪. 1‬‬ ‫َّ‬ ‫استبشر‬
‫محمد إق ال‪:‬‬
‫ومددن ممدداذم األعدداجم الددهين تددأثروا بددالقرآو واسددتفادوا منددي اسددتفادة عظيمددة‪:‬‬
‫شاعر اإلسالم محمد رقبال‪.‬‬
‫يقول أبو الحسن الندوي‪:‬‬
‫لقد أثَّر (القرآو الئريم ي عقلية رقبال‪ ،‬و ي مفسي مدا لدم يدؤثر يدي كتداب وال‬
‫دي بحدر القدرآو‪،‬‬ ‫ش اية‪ ،‬ولم يزل محمد رقبال رلدى آخدر عهددل بالددميا ي دو‬
‫ويطير ي أجوائي‪ ،‬ويجوب ي آ اقي‪ ،‬ي رم بعلم جديد‪ ،‬وريماو جديد‪ ،‬ورشراق‬
‫جديد‪ ،‬وقوة جديدة‪.‬‬
‫وكلما تقدمت دراستي‪ ،‬واتسعت آ اق ئرل‪ ،‬ازداد ريماماا بأو القرآو هو الئتاب‬
‫ال الد‪ ،‬والعلم األبدي وأساس السعادة‪ ،‬ومفتاح األقفال المعقددة‪ ،‬وجدواب األسدئلة‬
‫المحيرة‪ ،‬وأمي دستور حياة‪ ،‬ومبراس الظلمات‪.‬‬

‫‪ 106-104‬بتارف يسير‪.‬‬ ‫(‪ 1‬المدخل رلى الدراسات القرآمية‬


‫‪97‬‬

‫ولم يزل يدعو المسلمين ويير المسلمين رلى التدبر دي هدها الئتداب العجيدو‪،‬‬
‫و همددي‪ ،‬ودراسددتي‪ ،‬واالهتدددال بددي ددي مشددئالت العاددر‪ ،‬واسددتفتائي ددي أزمددات‬
‫المدمية‪ ،‬وتحئيمي ي الحياة والحئم‪ ،‬ويعتو علدى المسدلمين رعراضدهم عدن هدها‬
‫الئتاب‪ ،‬الهي ير ع هللا بي أقوا اما‪ ،‬ويضع بي آخرين‪.‬‬
‫يقول إق ال‪:‬‬
‫ديرا للمتددزعمين للدددين‪ ،‬والمحتئددرين للعلددم‪ ،‬وال‬ ‫رم د أيهددا المسددلم ال تددزال أسد ا‬
‫سا‪ ،‬رو الئتاب الهي هو ماددر حياتد ومنبدع قوتد ‪،‬‬ ‫تستمد حيات من القرآو رأ ا‬
‫ال اتاددال لدد بددي رال رذا حضددرت الو دداة‪ ،‬تُقددرأ عليدد سددورة «يددس» لتمددوت‬
‫بسهولة‪ .‬واعجبا! قد أصبح الئتداب الدهي أُمدزل ليمنحد القدوة يتُلدى اآلو لتمدوت‬
‫براحة وسهولة(‪. 1‬‬
‫ويقول‪ :‬أقول لئم مدا أؤمدن بدي وأديدن‪ :‬رمدي لديس بئتداب حسدو‪ ،‬رمدي أكثدر مدن‬
‫ذ ل ‪ ،‬رذا دخل القلو ت ير اإلمساو‪ ،‬ورذا ت ير اإلمساو ت ير العالم(‪.. 2‬‬
‫بدي ال مان النورسي‪:‬‬
‫أثرا‬
‫وبديع الزماو سعيد النورسي مدن ممداذم األعداجم الدهين تدأثروا بدالقرآو تد ا‬
‫بال اا‪ ،‬و اضت عليي معاميي‪ ،‬وكتو الئثير حولها دي «رسدائل الندور» وحفد هللا‬
‫بي اإلسالم ي تركيا ترة سقوط ال ال ة وتحويل تركيا رلى دولة علمامية‪..‬‬
‫‪ ..‬قبددل أو يُقبددل النورسددي علددى القددرآو رقبدداالا صددحي احا كدداو يشددعر بددالحيرة‪،‬‬
‫ويبحددث عددن مرشددد روحددي يسددير ورالل‪ ،‬وأخدده يددوازو بددين كددالم عبددد القددادر‬
‫الجيالمدددي دددي كتابدددي « تدددوح ال يدددو» وبدددين كدددالم أحمدددد السدددرهندي دددي كتابدددي‬
‫«المئتوبات»‪..‬‬
‫درا‪ ،‬أأسددير ورال هددها‪ ،‬أم أسددير ورال ذاك؟‬ ‫يقدول رحمددي هللا‪ :‬احتددرت كثيد ا‬
‫ي ي ط در‬ ‫وحينمددا كنددت أتقلددو ددي هددهل الحيددرة الشددديدةض رذ ب دداطر رحمددام َّ‬
‫على قلبي ويهتي بي‪ :‬رو بداية هدهل الطدرق جميعهدا‪ ،‬ومنبدع هدهل الجدداول‬
‫كلهددا‪ ..‬وشددمس هددهل الئواكددو السدديارة ‪ ..‬رممددا هددو القددرآو الئددريم‪ ،‬توحيددد‬
‫القبلددة الحقيقددي رذو ال يئددوو رال ددي القددرآو الئددريم ‪ ..‬ددالقرآو هددو أسددمى‬
‫مرشد ‪ ..‬وأقدس أستاذ على اإلطالق‪..‬‬
‫ومنه ذل اليوم أقبلت على القرآو‪ ،‬واعتامت بي‪ ،‬واستمددت مني‪.‬‬

‫(‪ 1‬روائع رقبال‪ 40 -28 :‬باختاار‪.‬‬


‫(‪ 2‬المادر السابه ‪.158‬‬
‫‪‬‬
‫‪98‬‬

‫‪ ..‬صر ت كل همي ووقتي رلى تدبر معامي القرآو الئريم‪ ،‬وبدأت أعي حياة‬
‫«سعيد الجديد»‪ ..‬أخهتني األقدار مفيادا مدن مديندة رلدى أخدر ‪ ..‬و دي هدهل األثندال‬
‫تولدت من صميم قلبي معاو جليلة مابعة من يوضات القرآو الئريم‪..‬‬
‫أمليتهددا علددى مددن حددولي مددن األش د ا ‪ ،‬تلدد الرسددائل التددي أطلقددتم عليهددا‬
‫«رسائل النور» رمها امبعثت حقا من مور القرآو الئريم(‪.. 1‬‬
‫النماذج ك يرة‪:‬‬
‫ورلي أخي القار بعضا من النماذم ي العادر الحدديث مدن األعداجم الدهين‬
‫أسلموا وتأثروا بالقرآو‪.‬‬
‫ههل عائشة برجد ت هدومي التدي مشدأت دي أسدرة رمجليزيدة مسديحية‪ ،‬وشد فت‬
‫بالفلسفة‪ ،‬ثم سا رت رلى كندا إلكمدال دراسدتها‪ ،‬وهنداك دي الجامعدة أتديح لهدا أو‬
‫تتعرف على اإلسالم‪ ،‬وأو تنتهي رليي ‪..‬‬
‫تقول هومي‪ . . :‬لن أستطيع مهما حاولت‪ ،‬أو أصدي األثدر الدهي تركدي القدرآو‬
‫ي قلبي‪ ،‬لم أكد امتهى من قرالة السورة الثالثة من القرآو حتى وجدتني سداجدة‬
‫ل اله هها الئوو‪ ،‬ئامت ههل أول صالة لي ي اإلسالم(‪.. 2‬‬
‫‪ ..‬وهددها نس دامي مومتدداي الفرمسددي‪ :‬رجددل بحددث وترحددال‪ ،‬اخددت بدراسددة‬
‫القضدددايا اإلسدددالمية والعربيدددة عدددن كثدددو‪ ،‬قضدددى سدددنوات عديددددة دددي الم دددرب‬
‫والمشدددرق وأ ريقيدددا وآسددديا‪ ،‬ومشدددر عشدددرات األبحددداث والئتدددو عدددن اإلسدددالم‬
‫والحضددارة اإلسددالمية‪ ،‬وامتهددى األمددر بددي رلددى رعددالو رسددالمي ددي صدديي عددام‬
‫‪.1977‬‬
‫يقددول مومتدداي‪ :‬رمنددي ال أشد لحظددة ددي رسددالة محمددد صددلى هللا عليددي وسددلم‪،‬‬
‫واعتقد أمي خاتم األمبيال والمرسلين‪ ،‬وأمي بُعدث للنداس كا دة‪ ،‬وأو رسدالتي جدالت‬
‫ل تم الوحي الهي مزل ي التوراة واإلمجيل‪ .‬وأحسن دليل علدى ذلد هدو القدرآو‬
‫المعجزة ‪ ..‬ويقول‪ :‬رو مثدل الفئدر العربدي اإلسدالمي المبعدد عدن التدأثير القرآمدي‬
‫كمثل رجل أ رغ من دمي(‪.. 3‬‬
‫‪ ..‬وهدددها كدددات سدددتيفنز‪ :‬الم ندددى البريطدددامي المشدددهور دددي السدددتينات وأوائدددل‬
‫السددبعينيات‪ ،‬اعتندده اإلسددالم عددام ‪1976‬م بعددد أو تعددرف علددى القددرآو بواسددطة‬

‫‪ 162 – 161‬باختاار‪.‬‬ ‫(‪ 1‬كليات رسائل النور – سيرة ذاتية‬


‫‪.287‬‬ ‫(‪ 2‬قالوا عن القرآو لعماد الدين خليل‪ ،‬ملحه لئتاب رشارات اإلعجاز للنورسي‪،‬‬
‫‪.287‬‬ ‫(‪ 3‬المادر السابه‬
‫‪99‬‬

‫شقيقي‪.‬‬
‫يقول ستيفنز‪ :‬ي تل الفترة من حياتي ( ترة الشهرة والنجاح بدا لي وكأمني‬
‫علت كل شيل‪ ،‬و حققت لنفسي النجداح والشدهرة والمدال والنسدال ‪ ..‬كدل شديل‪،‬‬
‫ولئن كنت مثل القرد أقفز من شجرة رلى أخر ‪ ،‬ولم أكن قام اعا أبداا‪ ،‬ولئن كامت‬
‫قرالة القرآو بمثابة توكيد لئل شيل بدداخلي كندت أرال حقدا‪ ،‬وكداو الوضدع مثدل‬
‫مواجهة ش ايتي الحقيقية(‪. 1‬‬
‫‪ ..‬وهها ايتين دينيي (‪ : 1929 -1861‬تعلم ي رمسا‪ ،‬وأشهر رسالمي وتسمى‬
‫بناصر الدين (‪ 1927‬يقول عن القرآو‪:‬‬
‫رو معجزة األمبيال الهين سبقوا محمداا صدلى هللا عليدي وسدلم كامدت دي الواقدع‬
‫معجددزات وقتيددة‪ ،‬وبالتددالي معرضددة للنسددياو السددريع‪ .‬بينمددا مسددتطيع أو مسددمى‬
‫معجددزة اآليددات القرآميددة‪( :‬المعجددزة ال الدددة وذلدد أو تأثيرهددا دائددم ومفعولهددا‬
‫مسدتمر‪ ،‬ومدن اليسدير علدى المددؤمن دي كدل زمداو و ددي كدل مئداو أو يدر هددهل‬
‫المعجزة بمجرد تالوة ي كتاب هللا‪.‬‬
‫أحس المشركوو دي دخيلدة مفوسدهم‪ ،‬أمدي قدد يدزا قلدوبهم ذلد الئدالم‬ ‫ا‬ ‫ويقول‪:‬‬
‫كثيدرا مدا‬
‫ا‬ ‫العجيو الاادر من أعماق قلو الرسول صلى هللا عليي وسدلم‪ ،‬وكلهدم‬
‫كاموا على وش ال ضوع لتل األلفاظ األخداذة التدي ألهمهدا ريمداو سدماوي‪ ،‬ولدم‬
‫يمنعهم عن اإلسالم رال قوة حبهم ألعراض الدميا(‪.. 2‬‬
‫ههل النماذم السابه ذكرها كامت ‪-‬كما تر ‪ -‬ألماس ليست الل دة العربيدة هدي‬
‫لسامهم‪ ،‬بل تعلموها كما يتعلم الواحد منا ل ة أخر يير ل تي العربية‪.‬‬
‫ومما ال ش يدي أو أقادى مدا كداموا يطمحدوو رليدي دي تعداملهم مدع الل دة‬
‫يعدددي دددي الدددبالد‬ ‫العربيدددةض أو يادددلوا رلدددى المسدددتو الل دددوي ألي شددد‬
‫العربية‪ ،‬وينطه بها بسالسة وطالقة‪ ،‬تما امدا مثلمدا يطمدح مدن يدتعلم مندا الل دة‬
‫اإلمجليزية – على سبيل المثال – وبال ريو أو مسدتو تدهوقهم لل دة العربيدة‬
‫وأساليبها وباليتها سيئوو أقل منا بمراحل‪ ،‬ومع هها قد رأيندا تدأثرهم البدالس‬
‫عبر بعضهم عني بالئلمات السابقة(‪. 3‬‬ ‫بالقرآو والهي َّ‬

‫‪.268‬‬ ‫(‪ 1‬المادر السابه‬


‫‪.263‬‬ ‫(‪ 2‬المادر السابه‬
‫(‪ .. 3‬لم مهكر دي ممداذم تدأثر األعداجم بدالقرآو‪ ،‬أولئد الدهين ال يفهمدوو العربيدة‪ ،‬ومدع ذلد عنددما اسدتمعوا رلدى‬
‫القدرآو – وهدم ال يفهمومدي – حددثت عندددهم ت يدرات وتدأثر بشدئل مدا ‪ ..‬لددم متحددث عدنهم ألو هدها األثدر الددهي‬
‫أحدثي يهم القرآو ليس هو مقاددما الحقيقدي‪ ،‬ألمهدم يتدأثروو بجدرس القدرآو وجمالدي التدوقيعي وم مدي أو كمدا‬
‫يسميي الشيخ محمد عبد هللا دراز – رحمي هللا – يتأثروو بالقشرة ال ارجية للقرآو‪.‬‬
‫وهها ليس التأثر اإليمامي الهي مريدل‪ ،‬التأثر اإليمامي هو هم المعنى واالمفعال معي لينشأ اإليماو بي‬
‫‪‬‬
‫‪100‬‬

‫عودة إلى العصر األول لن ول القرآن‪:‬‬


‫إذا ما عدما للعار األول لنزول القرآو مجدد ممداذم ‪-‬لهدا علدم بالعربيدة لئنهدا‬
‫تأثرا عظي اما بالقرآو كالنجاشي الهي تأثر بسدماعي آيدات‬ ‫ليست لسامها‪ -‬قد تأثرت ا‬
‫عيُ لحيتي‪ ،‬ثم قال‪ :‬رو هدها والدهي جدال‬ ‫من سورة مريم‪ ،‬وبئى حتى أخضلت دمو ُ‬
‫(‪1‬‬
‫بي عيسى ‪ -‬عليي السالم‪ -‬لي رم من مشئاة واحدة ‪ .‬وأسلم رحمي هللا‪.‬‬
‫ولدديس معنددى هددها هددو التقليددل مددن شددأو أهددل الل ددة العربيددة أصددحاب التددهوق‬
‫الاددحيح لهددا‪ ،‬بددل العئددسض هددم األئمددة الددهين ينب ددي أو ينتشددروا بددين المسددلمين‬
‫يبينوا لهم ما أشئل عليهم همي من القرآو يزدادوا بي هداية‪.‬‬
‫طا أساسياا لالمتفاع بالقرآو‪.‬‬ ‫كل ما مقادل أو تعلم العربية من كل جوامبها ليس شر ا‬
‫أخرم ابن الضريس ي ضائل القرآو أو الحارث بن قيس قدال‪ :‬كندت رجدالا‬
‫دي لسدامي لئندة(‪ ، 2‬قيدل لدي‪ :‬ال تَعَلَّدم القدرآو حتدى تَعَلَّدم العربيدة‪ ،‬أتيدت عبددد هللا‬
‫هكرت ذل لي‪ ،‬قلت‪ :‬رمهم يضحئوو مني‪ ،‬ويقولوو‪ :‬تعلم العربيدة قبدل أو تعلدم‬
‫القرآو‪ ،‬قال‪ :‬ال تفعل‪ ،‬إم ي زماو تحف يي حددود القدرآو‪ ،‬وال يبدالوو حفد‬
‫كثير من حرو ي‪ ،‬ورو بعدك زماو تحف يي الحروف وتُضيَّع يي الحدود(‪. 3‬‬
‫من هنا يتضح لنا أو عدم امتفاعنا بالقرآو ي تحقيه الهداية والشفال والربامية‬
‫ليس بسبو ضعي تهوقنا لل ة العربية ‪..‬‬
‫ولكن ما الس ب إذن؟!‬
‫اا ما قد أصابي مدرض شدديد لدي أعدراض كثيدرة‪ ،‬وتدم تشد ي‬ ‫هو أو ش ا‬
‫مرضي ووصي الدوال المناسو لي بواسطة طبيو من األطبال‪ ،‬وعندما سأل عن‬
‫ا لدوال اكتشي بأمي (األسبرين ق والهي تمتلي بي األدرام ي بيتي‪.‬‬
‫أليس من المفترض أو يبدأ ي تناول الدوال؟!‬
‫ولئدددن رو لدددم يفعدددل ذلددد ‪ ،‬وأصدددر علدددى الدددههاب‪ ،‬لطبيدددو آخدددر ‪ ..‬بمددداذا تبدددرر هدددها‬
‫التارف؟!‬
‫ألديس هدو اسددت فا ي بهدها الددوال‪ ،‬وعدددم ريمامدي بدأو يئددوو األسدبرين سدبباا ددي‬

‫ي القلو‪ ،‬ومما يساعد على مجاح ههل العملية هو ترتيل القرآو بادوت حدزين‪ ،‬ويتأكدد هدها المعندى‬
‫ض األعجَمِ ينَ ‪ ‬فَقَ َرأَهُ َ‬
‫علَي ِهم َّمبا كَبانُوا بِب ِ ُمبممِ نِينَ ‪[ ‬الشدعرال‪:‬‬ ‫علَى بَع ِ‬
‫ي قولي تعالى‪َ  :‬ولَو نَ َّ لنَاهُ َ‬
‫‪ ]199 ،198‬ئيي يؤمنوو بشيل ال يفهمومي وال يعر وو كنهي؟!‬
‫(‪ 1‬السيرة النبوية البن هشام ‪.207/1‬‬
‫(‪ 2‬لئنة‪ :‬أي عي (مثل األعجمي الهي ال ينطه كل حروف الل ة بطريقة صحيحة ‪.‬‬
‫(‪ 3‬ضائل القرآو البن الضريس برقم (‪ 1‬و (‪. 3‬‬
‫‪101‬‬

‫الت ل من مرضي الشديد‪ ،‬وذهاب أعراضي المؤلمة‪.‬‬


‫رو أمر القرآو معنا أشد من أمر األسبرين مع هها المريض‪.‬‬
‫ددالمرض موجددود‪ ،‬وأعراضددي باديددة لئددل ذي عينددين‪ ،‬والتش د ي واضددح‪،‬‬
‫والدددوال موجددود‪ ..‬أمزلددي رب العددالمين ليحدددث بإذمددي شددفا ال تا امددا ال ي ددادر سددقما‪،‬‬
‫ولئننا ال مريد تناولي على الريم من معاماتنا الشديدة من المرض ‪..‬‬
‫لماذا؟!‬
‫ألمنا باختاار ال مثه ي أو القرآو الموجود بدين أيددينا‪ ،‬و دي بيوتندا يسدتطيع‬
‫أو يحل مشئالتنا‪ ،‬ويعيد لنا مجدما‪.‬‬
‫‪ ..‬معم أخي‪ ،‬رو السبو األساسي لعدم امتفاعنا بالقرآو هو‪:‬‬
‫ضعي الثقة واإليماو بي كدوال كافٍ شاف وكوسيلة تقويم وت يير هة‪.‬‬
‫أما كيي وصلنا لهها المستو من ضعي اإليماو والثقة بالقرآو‪ ،‬بال ش أو‬
‫هها لم يحدث ي يوم وليلة‪ ،‬بدل حددث عبدر قدروو طويلدة‪ ،‬بسدبو عوامدل كثيدرة‬
‫سدداهمت مجتمعددة أو متفرقددة ددي امددزوال القددرآو ددي ركددن ص د ير ددي مفوسددنا‪،‬‬
‫ويمئن رجمال ههل العوامل واألسباب ي اآلتي‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬الاورة الموروثة عن القرآو‪.‬‬
‫ثام ايا‪ :‬طول اإللي‪.‬‬
‫ثالثاا‪ :‬مسياو الهدف من مزول القرآو‪.‬‬
‫رابعاا‪ :‬االمش ال بفروع العلم والتوسع يها على حساب القرآو‪.‬‬
‫سا‪ :‬يياب أثر القرآو‪.‬‬‫خام ا‬
‫سا‪ :‬كيد الشيطاو‪.‬‬ ‫ساد ا‬
‫ساب اعا‪ :‬مفاهيم وممارسات ساهمت ي عدم االمتفاع بالقرآو‪.‬‬
‫ولنبدأ ‪ -‬بعوو هللا ‪ -‬الافحات القادمدة دي تنداول كدل سدبو مدن هدهل األسدباب‬
‫بشيل من التفايل‪.‬‬
‫***‬
‫‪‬‬
‫‪102‬‬

‫أوالً‪ :‬الصورة الموروثة عن القرآن‬


‫‪ ..‬بعد أو ينزل الجنين من بطن أمي‪ ،‬ويبدأ دي النمدو شديئاا شديئاا‪ ،‬ثدم يددخل مرحلدة‬
‫أمورا كثيرة تحدث من حولي ‪ ..‬ههل األمدور تقدع دي ذاكرتدي‪ ،‬دإذا‬ ‫ا‬ ‫اإلدراك‪ ،‬إمي ير‬
‫مددا تئددرر بعضددها أمامددي إم هددا تنتقددل رلددى منطقددة الالشددعور ددي عقلددي لتشددئل معتق دداا‬
‫لديي(‪. 1‬‬
‫على سبيل المثدال‪ :‬عنددما كداو يشدعر بدالعط كداموا يحضدروو لدي شديئاا كدل‬
‫مرة‪ ،‬استقر ي يقيني – مع الوقت – أو هها الشيل هو الهي يد ع عني العط ‪،‬‬
‫ثم بعد ذل يعلم اسم هها الشيل‪ ،‬يطلبي بتلقائية عند عطشي‪.‬‬
‫وعندما يجد أبويي يتوقفاو عن الئالم عند سدماع شديل مدا يادل رلدى مسدامعي‬
‫عدة مرات ي اليوم‪ ،‬إو ذاكرتي ت تزو ههل الاورة من االحترام (ل ذاو ‪.‬‬
‫‪ ..‬وهئها دي سدائر األمدور التدي يجددها دي بيئتدي األولدى‪ ،‬ئدل مدا يُقَّددس دي‬
‫دس عنددل‪ ،‬والعئدس صدحيح‪ ،‬هدو ال يأبدي بداألمور التدي ال يهدتم بهدا أهدل‬ ‫بيتي‪ ،‬يُقَ َّ‬
‫البيت‪.‬‬
‫و ي هها المعنى يقول جودت سعيد‪:‬‬
‫األطفددال الددهين تددد عهم األرحددام رلددى الوجددود وال يملئددوو ئد ادرا أو كال امددا‪ ،‬أو‬
‫كتابة‪ ،‬ولديس لدديهم رال االسدتعداد ألو يئومدوا أي شديل تئدوو عليدي بيئدتهم‪ ،‬ئدل‬
‫طفل يولد ي العالم العربدي يادير عربيادا دي لسدامي و ئدرل‪ ،‬حدين ال يدر ييدر‬
‫قومدي‪ ،‬والادديني يادير بوذيددا‪ ،‬والهنددي برهميددا‪ ،‬وكدهل كددل أطفدال أهددل الملددل‬
‫والنحل والل ات(‪. 2‬‬
‫وكما قال صلى هللا عليي وسلم‪« :‬ما من مولود إال يولبد علبى الف برة‪ ،‬فبأبواه‬
‫يمجسان ‪. 3( »..‬‬ ‫يُه َّودان أو يُنصَّران ‪ ،‬أو ِ‬
‫( ددي ا لمهددد وهددو ينظددر رلددى منايدداة أمددة وسددلوكها معددي‪ ،‬ومددع مددن حولهددا مددن‬

‫(‪ 1‬أي معلومة يتلقاها اإلمساو مدن خدالل سدمعي أو بادرل إمهدا تدههو رلدى جدزل دي العقدل وهدو العقدل‬
‫المدددرك أو الددواعي أو الشددعور‪ ،‬ددإذا قبلهددا العقددل امتقلددت رلددى الجددزل اآلخددر وهددو ال يددر مدددرك أو‬
‫الالشعور والهي يشئل منطقة العلم الراسخ‪ ،‬أو اليقين‪ ،‬أو المعتقدات سوال كامت صحيحة أو اسددة‪،‬‬
‫ولئي يستقر مدلول المعلومة ي منطقة الالشعور ال بد من تئرار مرورها على العقل المدرك مرات‬
‫ومرات ي مررها رلى الالشعور حتى تستقر يي ‪ ..‬مثال‪ :‬تعلدم قيدادة السديارة دي البدايدة يئدوو بالعقدل‬
‫المدرك وبعد تئرار وتئرار تستقر المعلومات دي الالشدعور‪ ،‬يقدوم اإلمسداو بقيدادة السديارة بتلقائيدة‬
‫دوو تفئير‪ ،‬وكهل تعلم أحئام التجويد ي البداية يئوو بالعقل المدرك وبعد ذل بـ (الالشعور ‪.‬‬
‫‪.312‬‬ ‫(‪ 2‬كن كابن آدم لجودت سعيد‬
‫(‪ 3‬متفه عليي‪.‬‬
‫‪103‬‬

‫الئبار والاد ار‪ ،‬ئلدي أذو وعدين تادو دي (ال وعيدي مفداهيم الحضدارة التدي‬
‫احتاجت رلى آالف السنين‪ ،‬خالل سنتين أو ثالث‪.‬‬
‫رمدي يبددأ بدالتمييز بددين األصدوات ال اضدبة واألصددوات الحاميدة‪ ،‬وبدين الوجددول‬
‫المقطبة ال اضبة‪ ،‬والوجول الباسمة المطمئنة الراضية‪.‬‬
‫من هنا يتعلم األشديال المقدسدة التدي م ضدو مدن أجلهدا رذا امتهئدت‪ ،‬واألشديال‬
‫والمفاهيم المدمسة التي م ضو‪ ،‬ومر ع أصواتنا‪ ،‬ومقطو وجوهنا منها‪.‬‬
‫لهها إو الطفل حين يبددأ دي الحبدو‪ ،‬واإلمسداك باألشديال‪ ،‬واللعدو بهدا‪ ،‬ينظدر‬
‫رلى وجوهنا ليطمئن رلى أو سلوكي يُقابل بعالمات الرضدا علدى وجوهندا‪ ،‬وهئدها‬
‫يفهددم القدديم العميقددة التددي تحئددم سددلوكنا قبددل أو يددتئلم‪ ،‬وقبددل أو يعددرف الئلمددات‬
‫ومعاميها‪ ،‬تبدو ههل القيم عميقة دي ش اديتي وكأمهدا ولددت معدي‪ ،‬ألمهدا ت درس‬
‫يي عمليا‪.‬‬
‫يحدث هها لد الطفل ي السنوات التي تسبه ذهابدي رلدى المدرسدة‪ ،‬وقبدل أو‬
‫يتعلم الئالم‪ ،‬وهها ما يحئم سلوكي العميه دي حياتدي القادمدة‪ ،‬ويادعو عليدي أو‬
‫يدرس يددي ددي سددنوات عمددرل األولددى‪ ،‬ألمددي ت ل ددل ددي‬ ‫ي ددرم علددى مددا تعلمددي و ُ‬
‫الالشعور(‪. 1‬‬
‫وماذا عن الاورة الموروثة عن القرآو؟!‬
‫إو كامت أيلو المفداهيم والقديم – سدوال كامدت صدحيحة أم خاطئدة – ت درس‬
‫دي يقدين الطفددل دي سدنوات عمددرل األولدى‪ ،‬مدداذا يتئدوو لديدي مددن مفداهيم حددول‬
‫القرآو؟!‬
‫هددو ددي البدايددة ال يعددرف القددرآو لئنددي يددر شدديئاا موضددو اعا ددي مئدداو مددا‬
‫بالمنزل‪ ،‬تمر األيام واأليام وال يقتدرب مندي أحدد‪ ،‬ورذا مدا حددث وأمسد بدي أحدد‬
‫أبويي إمي يُقبلي‪ ،‬وينظر يي قليال ثم يتركي ي مئامي‪.‬‬
‫‪ ..‬يجدد أمدي تقدوم بتشد يل المدهياع ي درم مندي صددوت لدي م مدة ليسدت كسددائر‬
‫الن مات التي يسمعها‪ ،‬ثم يجد أمي تترك مئاو المهياع الدهي ينبعدث مندي الادوت‬
‫وتههو لمئاو آخر‪ ..‬أو تتحدث مع والدل‪ ،‬أو ي الهاتي‪ ،‬أو تقرأ ي مجلة ‪ ..‬كل‬
‫هها ي وجود الاوت المنبعث من المهياع!!‪.‬‬
‫‪ ..‬ير والدل ووالدتي يشاهداو التلفاز باهتمام‪ ،‬إذا ما جال الاوت الهي تعود‬

‫‪.314 ،313‬‬ ‫(‪ 1‬كن كابن آدم‬


‫‪‬‬
‫‪104‬‬

‫علددى سددماعي مددع أمددي وبددنفس الن مددة‪ ،‬يجددد أبويددي وقددد ذهددو اهتمامهم دا أيلقددا‬
‫الجهاز‪ ،‬أو تركال يبث الاوت دوو أو يستمع رليي أحد‪.‬‬
‫سا يجلسوو ي مئاو كبيدر‪ ،‬ويسدمع مفدس الادوت‪،‬‬ ‫‪ ..‬يسير مع أبويي يجد أما ا‬
‫ويجد الناس ‪ -‬ي ال الو‪ -‬يتحدثوو يما بينهم‪ ،‬وال يعبأوو بما يسمعوو ‪..‬‬
‫زرا يهددا‪ ،‬وامبعددث مفددس الاددوت‪ ،‬ثددم‬ ‫‪ ..‬يركددو مددع والدددل السدديارة‪ ،‬يجدددل قددد أدار ا‬
‫يجد أبال يتحدث مع أمي دي وجدود الادوت الدهي تعدود علدى سدماعي دوو أو يهدتم بدي‬
‫أحد ‪..‬‬
‫ماذا تظن أو يرسخ ي يقين هها الطفل – الهي ما هو رال أما وأمت – عن القرآو؟!‬
‫هل سيرث من أبويي ومن البيئة المحيطدة أهميدة القدرآو‪ ،‬وأمدي للقلدو كدالروح‬
‫للجسد‪ ،‬أم سيرث التقديس الشئلي لي‪ ،‬وعدم االهتمام بفهم خطابي؟!‬
‫‪ ..‬وعنددما يئبددر األوالد ويئومددوو ددي سددن المدرسدة‪ ،‬ددإو بعددض اآلبددال يأخده‬
‫بأيديهم رلدى مراكدز تعلديم القدرآو‪ ،‬يدزداد األمدر رسدو اخا لديدي بدأو المطلدوب مدع‬
‫القرآو هو‪ :‬ألفاظ تقرأ أو تحف بال وعي وال ردراك‪..‬‬
‫الصورة الذهنية‪:‬‬
‫يقول عمر ع يد حسنة‪:‬‬
‫رو الادددورة التدددي طبعدددت دددي أذهامندددا‪ ،‬دددي مراحدددل الطفولدددة للقدددرآو أمدددي ال‬
‫يُسددتدعي للحضددور رال ددي حدداالت االحتضددار والنددزع والو داة‪ ،‬أو عنددد زيددارة‬
‫المقابر‪ ،‬أو ملجأ لقرالتي عند أصدحاب األمدراض المستعادية‪ ،‬وهدي قدرالات ال‬
‫تتجاوز الشفاة(‪. 1‬‬
‫‪ ..‬ويقول اإلمام محمد عبدل رحمي هللا‪:‬‬
‫معر تنا بالقرآو كمعر تنا باهلل تعالى أول مدا يُلقدن الوليدد عنددما مدن معر دة هللا‬
‫تعالى هو اسم (هللا تبارك وتعالى‪ ،‬يتعلمي باأليماو الئاذبة‪ ،‬والاادقة‪( :‬وهللا لقدد‬
‫علت كها وكها‪ ،‬وهللا ما علت كها ‪.‬‬
‫وكهل القرآو‪ :‬يسمع الابي ممن يعي معهدم أمدي كدالم هللا تعدالى‪ ،‬وال يعقدل‬
‫معنى ذل ‪ ،‬ثم ال يعرف من تعظيم القرآو رال ما يعظمي بي سائر المسدلمين الدهين‬
‫تربى بينهم وذل بأمرين‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬اعتقاد أو آية كها رذا ُكتبت ومحيت بمال وشربي صاحو مدرض كدها‬

‫‪.17‬‬ ‫(‪ 1‬كيي متعامل مع القرآو‬


‫‪105‬‬

‫يشفى ‪ ،‬وأو من حمل القرآو ال يقربدي جدن وال شديطاو ويبدارك لدي دي كدها وكدها‬
‫رلى يير ذل مما هو مشهور ومعروف للعامة أكثر مما هو معروف لل اصة‪.‬‬
‫الهزة والحركة الم اوصة والئلمات المعلومة التدي تاددر ممدن‬ ‫‪ ..‬ثاميهما‪َّ :‬‬
‫يسمعوو القرآو رذا كاو القار رخديم الادوت‪ ،‬حسدن األدال‪ ،‬عار ادا بالتطريدو‬
‫على أصول الن م‪.‬‬
‫والسبو ي ههل اللهة والنشوة هو حسن الاوت والن م‪ ،‬بل أقو سدبو لدهل‬
‫هو بُعد السامع عن هدم القدرآو‪ ..‬وأعندى بدالفهم مدا يئدوو عدن ذوق سدليم تاديبي‬
‫أساليو القرآو بعجائبها وتملئي مواعظها تش لي عما بين يديي مما سوال(‪.. 1‬‬
‫ورثنا القرآن‪:‬‬
‫سددا‬
‫لقددد ورثنددا القددرآو يمددا ورثنددال عددن السددابقين ‪ ..‬ورثنددال كئتدداب مقدددس تقدي ا‬
‫شئلياا‪ :‬مُقبَّلي ‪ ..‬مفتدتح بدي الحفدالت والمناسدبات ‪ ..‬تئتدو آياتدي دي تابلوهدات أميقدة‬
‫تزين الجدراو‪ ،‬أو تدق على مائوكات من الههو والفضة لتتزين بها النسال‪.‬‬
‫ياي أبو الحسن الندوي هها الحال عند حديثدي عدن العوامدل التدي أثدرت دي‬
‫تئوين ش اية محمد رقبال يقول‪:‬‬
‫أما األستاذ اآلخر الهي يرجع رليي الفضل ي تئدوين ش اديتي وعقليتدي‪ ،‬هدو‬
‫أستاذ كريم ال ي لو مني بيدت مدن بيدوت المسدلمين‪ ،‬ولئدن لديس الشدأو دي وجدود‬
‫األسددتاذ‪ ،‬وكومددي بمتندداول اليددد مددن تالميددهل‪ ،‬رممددا الشددأو ددي معر تددي‪ ،‬وتقددديرل‪،‬‬
‫وجاللي‪ ،‬واإل ادة مني‪ ،‬ورال لئاو أبنال البيت‪ ،‬ورجال األسرة‪ ،‬وأهدل الحدي أسدعد‬
‫بعالمهم‪ ،‬وأكثر امتفا اعا من ييرهم‪ ،‬ولئن بالعئس من ذل رأينا أو العالم الئبير‬
‫والحئيم الشهير‪ ،‬والمؤلي العظيم‪ ،‬ضائع ي بيتي‪ ،‬مهجدور دي دارل‪ ،‬يزهدد يدي‬
‫أوالدل‪ ،‬ويستهين بقيمتي أ راد أسرتي‪ ،‬ويأتي رجل من أقاى العالم‪ ،‬ي ترف من‬
‫بحر علومي‪ ،‬ويتضلع من ح َئمي‪.‬‬
‫‪ ..‬ال تددههو بئددم الظنددوو‪ ،‬وال يبعددد بئددم القيدداس أيهددا اإلخددواو! ددهل األسددتاذ‬
‫العظيم هو «القرآو الئريم» الهي أثر ي عقلية رقبال‪ ،‬و ي مفسي ما لدم يدؤثَّر يدي‬
‫كتاب وال ش اية‪ ،‬ولئني أقبل على قرالة هها الئتداب رقبدال رجدل حدديث العهدد‬
‫باإلسالم‪ ،‬يي من االستطالع والتشدوق مدا لديس عندد المسدلمين الدهين ورثدوا هدها‬
‫الئتاب العجيو‪ ،‬يما ورثول من مال ومتاع ودار وعقار(‪. 2‬‬

‫‪ ،20 ،19‬باختاار‪.‬‬ ‫(‪ 1‬مقدمة تفسير الفاتحة‬


‫‪.38 ،37‬‬ ‫(‪ 2‬روائع رقبال‬

106

***
‫‪107‬‬

‫ثانيًا‪ :‬طول انلف‬


‫رو وجود الشمس‪ ،‬وشروقها ويروبها كل يوم آيات عظيمدة تددل علدى القددرة‬
‫المطلقة لل اله – سبحامي وتعالى‪ -‬وعلى قيوميتي على جميع خلقي‪ ،‬وأمي ال تأخهل‬
‫سنة وال موم ‪..‬‬
‫ههل اآليات التي مشاهدها كل يوم‪ :‬صبا احا ومسا ال لماذا ال تؤثر ينا؟!‬
‫الجواب هو‪ :‬ألمنا ألفنا وجودها منه الا ر‪.‬‬
‫( طبيعة النفس البشدرية رذا ألفدت الشديل خفدى عليهدا أسدرارل‪ ،‬وصدر ها هدها‬
‫اإللي عن التفئر يي ثم اكتشاف ما يي (‪. 1‬‬
‫إذا ما امتقلنا للقرآو الئريم إمنا مجد أو (طول اإللي لدي دور كبيدر دي عددم‬
‫امتفاعنا بي‪..‬‬
‫منه الا ر ومحن قد ألفندا القدرآو يُتلدى بن مدة وتراتيدل معيندة‪ ،‬ال تظهدر هدهل‬
‫أياو‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫الن مة ي كالم آخرم سوال كاو شعرا أو مثرا أو‬
‫وباسدددتمرار سدددماع هدددهل الن مدددة تعدددودت األُذو عليهدددا‪ ،‬وألفتهدددا دوو محاولدددة‬
‫اإلص ال رلى معنى الئالم الهي يااحبها‪.‬‬
‫ومما ساعد على عدم اإلص ال لل طاب القرآمي أو المستمع ي ال الو يئتفي‬
‫بجددو الروحاميددة‪ ،‬والشددعور باالرتيدداح الددهي ينشددأ عنددد سددماع أصددوات المقددرئين‬
‫ينساب ي المئاو وكما أسلفنا إو هها االرتياح ماشي عن جرس القدرآو وجمالدي‬
‫التوقيعي الدهي ال مظيدر لدي‪ ،‬ولئندي ل سدي ال ينُشدي ريمامادا‪ ،‬اإليمداو يحتدام رلدى‬
‫يقظة العقل وردراكي للمعنى‪ ،‬مع استثارة العاطفة مع هدها المعندى ليسدتقر مدلولدي‬
‫ي القلو ينشأ بهل اإليماو‪.‬‬
‫القراءة باأللحان المحدثة‪:‬‬
‫وممددا سدداعد علددى رلددي القددرآو‪ ،‬وعدددم االماددراف رلددى المعنددى هددو القددرالة‬
‫باأللحاو المحدثة التي ابتدعها بعض المقرئين‪.‬‬
‫يقول ابن رجو‪ :‬ههل األلحاو تهيج الطباع‪ ،‬وتلهي عن تدبر ما يحال لي مدن‬
‫االسددتماع‪ ،‬حتددى ياددير االلتددهاذ بمجددرد سددماع الن مددات الموزومددة‪ ،‬واألصددوات‬
‫المطربة‪ ،‬وذل يمنع المقاود من تدبر معامي القرآو‪.‬‬

‫‪.136‬‬ ‫(‪ 1‬التعبير القرآمي‬


‫‪‬‬
‫‪108‬‬

‫ورمما وردت السنة بتحسين الاوت بالقرآو‪ ،‬ال بقرالة األلحاو‪ ،‬وبينهما بدوو‬
‫بعيد(‪. 1‬‬
‫( القددار يتفدددنن دددي الددن م والتلحدددين‪ ،‬وي دددرم عددن سدددنن الترتيدددل‪ ،‬وقواعدددد‬
‫التجويد‪ ،‬ويعيد اآلية عندد استحسداو السدامعين للن مدة وطلدبهم اإلعدادة‪ ،‬والسدامع‬
‫يست في الطدرب ال مدن معدامي القدرآو‪ ،‬بدل مدن حسدن التوقيدع‪ ،‬وأ دامين األلحداو‪،‬‬
‫ياي ح ي مهاية اآليات بئلمات االستحساو‪ ،‬والثندال علدى القدار ‪ ،‬والددعال لدي‪،‬‬
‫وطلو اإلعادة مني(‪. 2‬‬
‫ولطالمدا طرقددت أَذامندا ومحددن مسددير دي الشددوارع والطرقدات أصددوات بعددض‬
‫المقرئين وهم يقرؤوو بهدهل األلحداو الم ُحدثدة‪ ،‬والقدرالات الم تلفدة لدنفس اآليدة‪،‬‬
‫ولطالما سمعنا كلمات االستحساو التي تلقى رليهم واآلهات التي ت رم مدن أ دوال‬
‫السامعين‪..‬‬
‫سدددمعنا هدددها وال مدددزال مسدددمعي حتدددى ألفندددال‪ ،‬وامادددر ت عقولندددا عدددن ردراك‬
‫المعامي‪..‬‬
‫***‬

‫(‪ 1‬مجموع رسائل ابن رجو ‪.463/2‬‬


‫‪.100‬‬ ‫(‪ 2‬هجر القرآو‬
‫‪109‬‬

‫ثال ًا‪ :‬نسيان الهد الذي من أعل ن ل القرآن‬


‫رو اإلمساو هو موضوع القرآو‪ ،‬بمعنى أو الهدف األسمى لندزول القدرآو هدو‬
‫هداية اإلمساو ورصالحي والسير بي ي الطريه المؤدي رلى رضا هللا وجنتي‪..‬‬
‫ومن أجل تحقيه هها الهدف جعلها هللا رسالة موجزة مقارمدة بمدا تحتويدي مدن‬
‫معاو عظيمة‪ ،‬ليسهل حملها وقرالتها وحفظها‪.‬‬
‫‪ ..‬ولئومهددا رسددالة مددوجزة‪ ،‬و قراتهددا قليلددة الئلمددات ثقيلددة المعددامي‪ ،‬كدداو مددن‬
‫بتأو وتؤدة حتدى يدتمئن القدار والسدامع مدن هدم المقادود‬ ‫الضروري قرالتها ٍ‬
‫ث‪[ ‬اإلسرال‪.]105 :‬‬ ‫علَى ُمك ٍ‬ ‫اس َ‬ ‫علَى النَّ ِ‬ ‫منها ‪َ ‬وقُرآنًا فَ َرقنَاهُ ِلتَق َرأَهُ َ‬
‫‪ ..‬وألو وظيفتهددا ددي الهدايددة والت ييددر تتطلددو الزيددادة المسددتمرة لإليم داو ددي‬
‫القلدوب‪ ،‬كدداو األمددر اإللهددي بترتيلهددا والت ندي بهددا لتسددتثير بددهل العاطفددة ‪َ ‬و َر ِتب ِل‬
‫آن تَرتِيلً‪[ ‬المزمل‪.]4 :‬‬ ‫القُر َ‬
‫‪ ..‬وألمها ت اطو الناس جميعاا‪ ،‬قد يسرها هللا للقرالة‪ ،‬ال تحتدام رلدى أمداكن‬
‫آن ِللذِك ِر‪[ ‬القمر‪.]17 :‬‬‫سرنَا القُر َ‬ ‫محددة‪ ،‬أو أزمنة خاصة لتقرأ يها‪َ  :‬ولَقَد يَ َّ‬
‫وألو مستويات الناس وثقا اتهم ومداركهم م تلفة قد جعل هللا عباراتها مرمة‬
‫تستوعو الزماو والمئاو واألش ا أياا كاو مستواهم‪..‬‬
‫‪ . .‬وألو اإلمسدداو مددن طبيعتددي النسددياو‪ ،‬وكددهل لتعرضددي المسددتمر للم ريددات‬
‫والملهيددات خددالل يومددي وليلتدديض كدداو مددن األهميددة بمئدداو أو يددداوم علددى قددرالة‬
‫القرآو لتحدث لي دوام التهكرة والتبارة‪ ،‬وليُعَوض بالقرآو مدا قددل مدن ريمداو‪،‬‬
‫وليس ذل حسو بل وليمد قلبي بالروح التي تجعلي دو اما ي رقبال على هللا‪.‬‬
‫‪ ..‬من هنا كامت التوجيهات النبوية المتعددة بئثرة تالوة القرآو‪ ،‬وتعاهددل كدل يدوم‪،‬‬
‫وحتى ال تمل النفس كاو رصد الجوائز واألجر العظيم لئل من قدرأ حر ادا مدن القدرآو‬
‫ليستمر الحا ز والدا ع لديها للقرالة ‪ ..‬كل ذل ليتحقه المقاود من اللقال بالقرآو ‪..‬‬
‫‪ ..‬تأمل معي هها الحديث النبوي الهي يرب بين األمرين ‪ ..‬بين قيمدة القدرآو‪،‬‬
‫وبين ثواب قرالتي‪ .‬عن عبد هللا بن مسعود‪ ،‬عن النبي صلى هللا عليي وسلم قدال‪:‬‬
‫«إن هذا القرآن مأدبة هللا تعالى‪ ،‬فتعلموا من مأدبت ما اسبت عتم‪ .‬إن هبذا ح بل‬
‫هللا ع ب وعببل‪ ،‬وهببو النببور الم ببين‪ ،‬والشببفاء النبباف ‪ ،‬عصببمة لمببن تمسببك ب ب ‪،‬‬
‫قوم‪ ،‬وال ي يغ فيُستعتب‪ ،‬وال تنقضى عجائ ‪ ،‬وال‬ ‫ج فيُ َّ‬
‫ونجاة لمن ات ع ‪ ،‬ال يعو ؤ‬
‫يخلبق علبى ك برة البرد‪ .‬فباتلوه‪ ،‬فبإن هللا يبأعركم علبى تلوتب بكبل حبر عشبر‬
‫‪‬‬
‫‪110‬‬

‫حسنات‪ ،‬أما إني ال أقول الم‪ ،‬ولكن ألف عشر‪ ،‬والم عشر‪ ،‬وميم عشر»(‪. 1‬‬
‫‪ ..‬وألو الهداية لن تحدث رال بفهم المراد من ال طاب كاو األمر بتدبر القرآو‬
‫باب أَن َ لنَباهُ إِلَيبكَ ُم َ َ‬
‫بارمٌ ِليَب َّدبَّ ُروا آيَاتِب ِ َو ِليَتَبذَك ََّر‬ ‫لتحقيه المقاود مدن مزولدي ‪ِ ‬كتَ ٌ‬
‫ب‪.]29 : [ ‬‬ ‫أُولُو األل َا ِ‬
‫‪ ..‬وألو الدبعض قددد ال يتيسددر لددي وجددود المادحي بجددوارل ددي كددل األوقددات‪،‬‬
‫وألو الاالة تتطلو قرالة القرآو كامت ضيلة حفظي ‪ ..‬كلي أو بعضي‪.‬‬
‫شدرعت‪ ،‬ومددب رليهدا لتحقيده‬ ‫‪ ..‬رذو هي منظومة متئاملدة مدن الوسدائل التدي ُ‬
‫باس قَبد َعبا َءتكُم َّمو ِع َإبةٌ ِمبن َّربِكُبم‬ ‫الهدف العظيم من مدزول القدرآو ‪‬يَبا أَيؤ َهبا النَّ ُ‬
‫ين‪[ ‬يومس‪.]57 :‬‬ ‫ُور َوهُدًى َو َرح َمةٌ ِلل ُمم ِمنِ َ‬ ‫َو ِ فَا ٌء ِل َما فِي ال ؤ‬
‫صد ِ‬
‫ئثددرة قددرالة القددرآو‪ ،‬وتعلددم أحئددام تالوتددي‪ ،‬وترتيلددي‪ ،‬وحف د آياتددي‪ ،‬وتدددبرل‪،‬‬
‫وقرالتي باوت مسموع وحزين‪ ..‬كل ههل وسائل لتحقيه الهدف‪.‬‬
‫‪ ..‬معنى ذل أو أهل القدرآو هدم أهدل االمتفداع بدي‪ ،‬والوصدول مدن خاللدي رلدى‬
‫الهدف الهي أمزل من أجلي‪.‬‬
‫من هنا مدرك كالم ابن القيم‪ :‬أهل القرآو هم العالموو بي‪ ،‬والعاملوو بمدا يدي‪،‬‬
‫ورو لم يحفظول عن ظهر قلو‪ ،‬وأمدا مدن حفظدي ولدم يفهمدي‪ ،‬ولدم يعمدل بمدا يدي‪،‬‬
‫ليس من أهلي ورو أقام حرو ي رقامة السهم(‪. 2‬‬

‫ماذا يحد لو نُسى الهد ؟!‬


‫‪ ..‬إذا ما مُسى الهدف من مزول القرآو‪ ،‬وبالتالي لم يحدث رب الوسائل بهدها‬
‫الهدف‪ ،‬من المتوقع أو يتعامل الئثير مع النادو الدواردة دي ضدل وأهميدة‬
‫«الوسدددائل» (كفضدددل القدددرالة والترتيدددل والحفددد وقدددرالة الليدددل‪ ..‬علدددى أمهدددا‬
‫«يايات» و «أهداف»‪.‬‬
‫يُابح هم المرل حف القرآو كهدف ومن ثم ال يُعطدي اهتما امدا يُدهكر للقدرالة‬
‫المتأمية الواعية المدركة لمعامي اآليات ضالا عن التأثر بها‪.‬‬
‫وينارف الهم كهل رلى تحايل أكبر قددر مدن الحسدنات مدن خدالل القدرالة‬
‫ضدا رلدى اسدت راق األوقدات دي تعلدم أحئدام الترتيدل‬ ‫السدريعة‪ ،‬وينادرف الهدم أي ا‬

‫‪ ،50‬و ي مجمع الزوائد (‪ ، 164/7‬والدارمي (‪ 3316‬عن‬ ‫(‪ 1‬أخرجي أبو عبيد ي ضائل القرآو‬
‫عبد هللا بن مسعود‪.‬‬
‫(‪ 2‬زاد المعاد البن القيم ‪.338/1‬‬
‫‪111‬‬

‫والتعمه يها‪ ،‬والتشديد على المتعلمين ي أمور قد ال تئوو أساسية ي الترتيل‪.‬‬


‫‪ ..‬كل ذل وييرل من المتوقع أو يحدث لو مُسى الهدف من مزول القرآو ‪..‬‬
‫ولقد حدث ذلد بالفعدل ‪ ..‬معدم‪ ،‬لدم يحددث ذلد بدين يدوم وليلدة‪ ،‬بدل بددأ مسدياو‬
‫الهدف من مزول القرآو يحدث بالتدريج بعد الجيل األول‪.‬‬
‫يقول عبد هللا بن مسعود‪ :‬أُمزل القرآو ليُعمل بي‪ ،‬ات هوا دراستي عمال!!‬
‫رو أحدكم ليقرأ من اتحتي رلى خاتمتي مدا يُسدق مندي حر دا‪ ،‬وقدد أسدق العمدل‬
‫بي(‪. 1‬‬
‫‪ ..‬ويقول الحسن الباري‪ :‬رمئدم ات دهتم قدرالة القدرآو مراحدل‪ ،‬وجعلدتم الليدل‬
‫جمال‪ ،‬أمتم تركبومي وتقطعوو بي مراحلي‪ ،‬ورو مدن كداو قدبلئم رأول رسدائل مدن‬
‫ربهم‪ ،‬ئاموا يتدبرومها بالليل وينفهومها بالنهار(‪. 2‬‬
‫وخير توصيي للحال مدع القدرآو حدين ينُسدى الهددف مدن مزولدي قدول الحسدن‬
‫الباري‪:‬‬
‫رو هها القرآو قد قرأل عبيد وصدبياو ال علدم لهدم بتأويلدي ولدم يدأتوا األمدر مدن‬
‫اب أَن َ لنَاهُ ِإلَيكَ ُم َ َ‬
‫ارمٌ ِليَ َّدبَّ ُروا آيَاتِ ِ ‪.‬‬ ‫ق َبل أولي‪ ،‬قال هللا عز وجل ‪ِ ‬كتَ ٌ‬
‫وما تدبر آياتي رال اتباعي لعلمي‪ ،‬وهللا يعلمي‪.‬‬
‫أمددا وهللا مددا هددو بحفد حرو ددي ورضدداعة حدددودل‪ ،‬حتددى رو أحدددهم ليقددول‪ :‬قددد‬
‫قرأت القرآو كلي ما أُسق مني حر ا‪ ،‬وقد أسقطي كلي‪ ،‬ما بدا لي القرآو ي خلده‬
‫وال عمل‪ ،‬حتى رو أحدهم ليقول‪ :‬وهللا رمي ألقرأ السورة ي مفس واحد‪.‬‬
‫وهللا مددا هددؤالل بددالقرال وال العلمددال وال الحئمددال وال الورعددة‪ ،‬ومتددى كامددت‬
‫القرال تقول مثل هها؟ ال كثر هللا ي الناس مثل هها(‪. 3‬‬
‫ويقول أبو امة المقدسي‪:‬‬
‫لم يبه لمعظم من طلو القرآو العزيز ه َّمةا رال ي قوة حفظي‪ ،‬وسرعة سردل‪،‬‬
‫وتحريددر النطدده بألفاظددي‪ ،‬والبحددث عددن م ددارم حرو ددي‪ ،‬والريبددة ددي حسددن‬
‫الاوت بي‪.‬‬
‫وكل ذل ‪ -‬ورو كاو حسنا – ولئن وقي ما هو أهم مني وأتم‪ ،‬وأولى‪ ،‬وأحر ‪،‬‬

‫(‪ 1‬سبه ت ريجي‪.‬‬


‫(‪ 2‬لمحات األموار لل ا قي ‪.1204/3‬‬
‫(‪ 3‬أخرجي الفريابي ي ضائل القرآو برقم (‪ ، 177‬ومحمد بن مار ي قيام الليل‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪112‬‬

‫وهو هم معاميي‪ ،‬والتفئر يدي‪ ،‬والعمدل بمقتضدال‪ ،‬والوقدوف عندد حددودل‪ ،‬وثمدرة‬
‫خشية هللا تعالى من حسن تالوتي(‪. 1‬‬
‫ابن تيمية يمكد على هد ن ول القرآن‪:‬‬
‫يقول ابن تيمية رحم هللا‪:‬‬
‫وال ي فى على أولى األلباب أو المقاود بنزولي اتباعدي‪ ،‬والعمدل بمدا يدي‪ ،‬رذ‬
‫العاملوو بدي هدم الدهين ُجعلدوا مدن أهلدي‪ ،‬وأو المطلدوب مدن تالوتدي تددبرل‪ ،‬و هدم‬
‫معاميددي‪ ،‬لددهل أمببر هللا بترتيلددي والترسددل يددي ليتجلددى أمددوار البيدداو مددن مشددارق‬
‫تبارتي‪ ،‬ويتحلى ب ثار اإليماو من حقائه تهكرتي(‪. 2‬‬
‫ذكر بالهد ‪:‬‬ ‫ال نا يُ ِ‬
‫ومن أقوال اإلمام حسن البنا رحمي هللا‪:‬‬
‫لم ينزل القرآو من عليال السمال على قلو محمد صلى هللا عليي وسلم ليئوو‬
‫تميمة ي ُحتجو بها‪ ،‬أو أوراداا تُقرأ على المقابر و ي الم تم‪ ،‬أو ليُئتو ي‬
‫السطور‪ ،‬ويحف ي الادور‪ ،‬أو لي ُحمل أوراقاا ويُهمل أخالقاا‪ ،‬أو ليحف كال اما‬
‫وي ُهجر أحئا اما ‪ ..‬ورمما مزل ليهدي البشرية رلى السعادة وال ير ‪‬قَد َعا َءكُم ِم َن‬
‫سلَ ِم َويُخ ِر ُع ُهم‬ ‫ين ‪َ ‬يهدِي ِب ِ هللاُ َم ِن اتَّ َ َ ِرم َوانَ ُ ُ‬
‫س ُ َل ال َّ‬ ‫اب ؤم ِ ٌ‬‫ور َو ِكتَ ٌ‬ ‫هللا نُ ٌ‬
‫ِ‬
‫ص َراطٍ ؤمستَ ِق ٍيم‪[ ‬المائدة‪،15 :‬‬ ‫َ‬
‫ِيهم إِلى ِ‬ ‫ور بِ ِإذنِ ِ َويَهد ِ‬ ‫ؤ‬ ‫َ‬
‫ت إِلى الن ِ‬ ‫ُ‬ ‫ؤ‬
‫ِم َن الإل َما ِ‬
‫‪. 3(]16‬‬
‫ويقول ي مفس المعنى‪:‬‬
‫لديس المقادود مدن القددرآو‪ :‬مجدرد الدتالوة‪ ،‬أو التمدداس البركدة‪ ،‬وهدو مبددارك‬
‫حقاددا‪ ،‬ولئددن بركتددي الئبددر ددي تدددبرل‪ ،‬وتفهددم معاميددي ومقاصدددل‪ ،‬ثددم تحقيقهددا ددي‬
‫األعمال الدينية والدميوية على السوال‪ ،‬ومن لم يفعل ذل ‪ ،‬واكتفى بمجرد التالوة‬
‫ب ير تدبر وال عمل‪ ،‬إمي يُ شى أو يحه عليي الوعيد الهي يرويدي الب داري عدن‬
‫حهيفة رضي هللا عني‪« :‬يدا معشدر القدرال‪ :‬اسدتقيموا قدد سدبقتم سدبقاا عظي امدا ورو‬
‫أخهتم يميناا وشماالا لقد ضللتم ضالالا بعيداا»(‪. 4‬‬
‫هل نقرأ لنفهم أم نقرأ لنقرأ؟!‬
‫وللشيخ محمد ال زالي – رحمي هللا – كالم دقيه يؤكد هها المعنى‪ ،‬يقدول دي‬

‫‪.193‬‬ ‫المرشد الوجيز‬ ‫(‪1‬‬


‫‪.54‬‬ ‫قاعدة ي ضائل القرآو‬ ‫(‪2‬‬
‫‪.34‬‬ ‫مظرات ي كتاب هللا‬ ‫(‪3‬‬
‫‪.88‬‬ ‫المادر السابه‬ ‫(‪4‬‬
‫‪113‬‬

‫كتاب «كيي متعامل مع القدرآو؟»‪ « :‬حدال المسدلمين مدع القدرآو الئدريم تسدتدعى‬
‫الدراسددة المتعمقددة‪ ،‬ذل د أو المسددلمين بعددد القددروو األولددى‪ ،‬اماددرف اهتمددامهم‬
‫بئتابهم رلى ماحية التالوة‪ ،‬وضب م ارم الحروف‪ ،‬واتقاو ال ُنن وال ُمددود‪ ،‬ومدا‬
‫رلى ذل مما يتال بلف القرآو والحفاظ على تواترل كما جالما‪ ،‬أدا ال وأحئا امدا ‪-‬‬
‫أقادد أحئددام الدتالوة‪ -‬لئددنهم بالنسدبة لتعدداملهم مددع كتدابهم‪ ،‬صددنعوا شديئاا ربمددا لددم‬
‫تانعي األمدم األخدر ‪ ..‬دإو كلمدة «قدرأت» عنددما يسدمعها اإلمسداو العدادي أو‬
‫يقولها‪ ،‬تعني‪ :‬أو رسالة جالتي أو كتاباا وقع بين يديي نظدر يدي‪ ،‬و هدم المقادود‬
‫مني ‪ ..‬من حيث الداللة ال أجد ئا اكا بين الفهم والقرالة‪ ،‬أو بين السماع والوعي‪.‬‬
‫أما األمة اإلسالمية‪ ،‬ال أدري بأية طريقة ادلت بدين الدتالوة‪ ،‬وبدين التددبر‪،‬‬
‫أصبح المسلم اليوم يقرأ القرآو لمجرد البركة‪ ،‬كما يقولوو‪ ،‬وكأو ترديد األلفاظ‬
‫دوو حس بمعاميها‪ ،‬ووعي لم ازيها‪ ،‬يفيد أو هو المقاود‪.‬‬
‫وعندما أحاول أو أتبين الموقي ي هها التادرف‪ ،‬أجدد أمدي مر دوض مدن‬
‫باب أَن َ لنَبباهُ ِإلَيببكَ ُم َب َ‬
‫بارمٌ ِليَ ب َّدبَّ ُروا‬ ‫الناحيددة الشددرعية‪ ،‬ذل د أو قولددي تعددالى‪ِ  :‬كتَب ٌ‬
‫ب‪ ]29 : [ ‬يعنددي‪ :‬الددوعي واإلدراك والتددهكر‬ ‫آيَاتِ ب ِ َو ِليَتَببذَك ََّر أُولُببو األل َببا ِ‬
‫والتدبر‪ ..‬أين التدبر؟ وأين التدهكر مدع تلد الدتالوة السدطحية التدي لديس يهدا‬
‫أي رحساس بالمعنى‪ ،‬أو ردراك للمقاد» (‪.. 1‬‬
‫***‬

‫‪.27‬‬ ‫(‪ 1‬كيي متعامل مع القرآو‬


‫‪‬‬
‫‪114‬‬

‫رابعًا‪ :‬االنشغال بفرو العلم والت حر فيها‬


‫كاو صدلى هللا عليدي وسدلم يحدر علدى عددم امشد ال الادحابة ب يدر القدرآو‬
‫حتى يتمئن القرآو ي القيام بعملي على أكمل وجي‪..‬‬
‫وتددو ى الرسددول صددلى هللا عليددي وسددلم بعددد أو تددرك جدديالا عظي امددا تف ددر بددي‬
‫البشرية حتى اآلو ‪..‬‬
‫ولقد كاو أبنال هها الجيل حرياوو على تبليس مفس الرسالة لمن بعدهم‪ ،‬ولقد‬
‫مر علينا سابقاا الئثير من المواقي التي تؤكد هها المعنى ‪..‬‬
‫ولئن بعد أو اتسدعت الفتوحدات‪ ،‬واخدتل المسدلموو باألجنداس األخدر وبمدا‬
‫كاموا يحملومي من ثقا ات حدث االمبهار بها والتفئير ي مقلها وأسلمتها‪.‬‬
‫‪ ..‬هددها مددن ماحيددة‪ ،‬ومددن ماحيددة أخددر ددإو االمشد ال بتدددوين الحددديث‪ ،‬وتتبددع‬
‫رجالي استنفه جهدا عظي اما من األجيال التالية لجيل الاحابة‪.‬‬
‫‪ ..‬هددها العمددل العظدديم الددهي قددام بددي هددؤالل العلمددال الاددالحوو كدداو ضددرور ايا‬
‫لحف سنة رسول هللا صلى هللا عليي وسلم‪ ،‬ولئن كداو مدن األولدى أال يئدوو هدها‬
‫العمل على حساب القرآو‪ ،‬بمعنى أو يسير االهتمدام بالحدديث وتدويندي جنبادا رلدى‬
‫جنو مع االهتمام بالقرآو كمادر متفرد للهداية والت ييدر‪ ،‬ولئدن لدم يحددث هدها‬
‫على الوجي المطلوب‪ ،‬وبددأ دور القدرآو يتراجدع قلديالا دي النفدوس‪ ،‬ولقدد تعالدت‬
‫صيحات مدن بيدنهم تندبههم لضدرورة التدوازو‪ ،‬حتدى ال يئدوو االهتمدام بالحدديث‬
‫على حساب القرآو‪ ،‬ومن ذل ما قالي اإلمام الشعبي ألصحاب الحديث‪:‬‬
‫يا قوم! رمئم كلما تقدمتم ي الحديث تأخرتم ي القرآو(‪. 1‬‬
‫وليت األمر قدد اقتادر علدى االهتمدام بالسدنة‪ ،‬السدنة هدي صدنو القدرآو‪ ،‬وشدارحة لمدا‬
‫أجمل يي‪ ،‬والدهي يهدتم بهدا اهتما امدا صدحي احا سديجدها تددعول دو امدا رلدى االمتفداع الحقيقدي‬
‫بالقرآو‪.‬‬
‫وليددت األمددر قددد اقتاددر كددهل علددى العلددوم التدي اسددتقاها العلمددال مددن الئتداب‬
‫والسددنة والتددي تُعددرف الندداس بددربهم وبددالطريه الموصددل لبلددوغ رضددال وجنتددي‪،‬‬
‫وبأحئامي التي ا ترضها عليهم‪ ،‬وبما ينفعهم وبما يضرهم ي الدارين‪.‬‬

‫‪ ، 53‬مقال عن مزهة الفضالل تههيو سير أعالم النبالل‬ ‫(‪ 1‬مع القرآو وحملتي ي حياة السلي الاالح‬
‫‪.582/3‬‬
‫‪115‬‬

‫‪ ..‬لم يقتار األمر على ذل ‪ ،‬بل بدأ التوسدع دي دروع العلدم الم تلفدة كعلدوم‬
‫اآللة (النحو ‪-‬البالية‪ -‬الارف‪ ..‬والتي من المفترض أمها وسائل ُمعينة ل دمة‬
‫العلم األساسي النا ع أال وهو معر ة هللا عدز وجدل ومدا يحبدي ويرضدال‪ ،‬ومعر دة‬
‫(‪1‬‬
‫أحئامي‪ ،‬ومعر ة ما ينفع وما يضر‪.‬‬
‫‪ ..‬كل ذل كاو على حساب االهتمام بالقرآو‪.‬‬
‫ومما ساعد على االمجراف ي هها األمر النسياو التدريجي للهدف من مدزول‬
‫القرآو‪ ،‬وعدم أخه تحهيرات الادحابة مأخده الجدد‪ ،‬واجتهداد الدبعض دي تأويلهدا‬
‫على أمها تعني ق عدم خل القرآو ب يرل وهو ال يزال يضا طرياا‪.‬‬
‫الن لم يعد واحدًا‪:‬‬
‫رذو تطور الفئر اإلسالمي بهدها الشدئل كداو لدي مدردود سدلبي علدى االهتمدام‬
‫بددالقرآو‪ ،‬والددددليل علدددى ذلدد أو المسددداحة اتسدددعت بددين الجيدددل األول واألجيدددال‬
‫المتتالية ‪ ..‬و ي هها المعنى يقول سيد قطو‪:‬‬
‫‪ ..‬كاو هناك مقاد من رسول هللا صلى هللا عليي وسدلم أو يقادر النبدع الدهي‬
‫يستقي مني ذل الجيل – جيل الاحابة ي ترة التئوين األولى ‪ -‬على كتداب هللا‬
‫وحدل‪ ،‬لت ل مفوسهم لي وحدل‪ ،‬ويستقيم عودهم علدى منهجدي وحددل ‪ ..‬ومدن ثدم‬
‫يضو أو رأ عمر بن ال طاب رضي هللا عني يستقي من مبع آخر‪.‬‬
‫كاو رسول هللا صلى هللا عليي وسدلم يريدد صدنع جيدل خدال القلدو‪ ،‬خدال‬
‫العقل‪ ،‬خال التاور‪ ،‬خال الشعور‪ ،‬خال التئوين من أي مؤثر آخر يير‬
‫المنهج اإللهي الهي يتضمني القرآو الئريم‪.‬‬
‫ذل الجيل استقى رذو من ذل النبع وحدل‪ ،‬ئاو لي ي التاريخ ذل الشأو الفريد‪.‬‬
‫‪ ..‬ثددم مددا الددهي حدددث‪ ،‬اختلطددت الينددابيع! صددبت ددي النبددع الددهي اسددتقت منددي‬
‫األجيدددال التاليددددة لسددددفة اإليريدددده ومددددنطقهم وأسدددداطير الفددددرس وتاددددوراتهم‪،‬‬
‫ورسرائيليات اليهدود‪ ،‬والهدوت النادار ‪ ،‬وييدر ذلد مدن رواسدو الحضدارات‬

‫(‪ 1‬يقول ابن رجو ي رسالة ( ضل علم السلي على ال لي ‪ :‬أما ما أُحدث بعد الاحابة من العلوم التي‬
‫توسع يها أهلها وسموها علو اما‪ ،‬وظنوا أو من لم يئن بها عالما هدو جاهدل أو ضدال‪ ،‬ئلهدا بدعدة‪،‬‬
‫وهي من محدثات األمور المنهي عنها‪ ،‬من ذل ما أحدثدي المعتزلدة مدن الئدالم دي القددر وضدرب‬
‫األمثال هلل‪ ،‬وقد ورد النهي عن ال وض ي القدر‪ ..‬ومن ذل ما أحدثي المعتزلة ومن حها حهوهم من‬
‫خطرا من الئالم ي القدر‪ ،‬ألو الئدالم دي القددر‬
‫ا‬ ‫الئالم ي ذات هللا وصفاتي بأدلة العقول‪ ،‬وهو أشد‬
‫كالم ي أ عالي تعالى وهها الئالم ي ذاتي وصفاتي تعالى‪.‬‬
‫صورا كثيرة للعلوم المحدثة ال ير ما عة قال‪ :‬وكل ذل محدث ال أصل لي‪،‬‬‫ا‬ ‫‪ ..‬وبعد أو عدَّد ابن رجو‬
‫وصار ذل علمهم حتى ش لهم ذل عن العلم النا ع‪( .‬امظر ‪ :‬ضل علم السلي على ال لدي مدن‬
‫‪. 33-24‬‬
‫‪‬‬
‫‪116‬‬

‫والثقا ات‪.‬‬
‫واخددتل هددها كلددي بتفسددير القددرآو الئددريم‪ ،‬وعلددم الئددالم‪ ،‬كمددا اخددتل بالفقددي‬
‫ضا‪.‬‬
‫واألصول أي ا‬
‫وت رم على ذل النبع المشوب سائر األجيال بعد ذل الجيل‪ ،‬لم يتئرر ذل‬
‫الجيل أبداا‪.‬‬
‫‪ ..‬ومدددا مدددن شددد أو اخدددتالط النبدددع األول كددداو عدددامالا أساسدددياا مدددن عوامدددل‬
‫االختالف البيَّن بين األجيال كلها‪ ،‬وذل الجيل المتميز الفريد(‪. 1‬‬
‫ليست دعوة لترم العلوم األخرى‪:‬‬
‫ولدديس المقاددد مددن هددها الئددالم هددو الدددعوة لتددرك العلددوم األخددر ‪ ،‬والتددراث‬
‫الض م الهي خلفتي تل األجيال ي شتى روع الثقا ة‪ ،‬والهي أ اد البشرية كلها‪،‬‬
‫والهي استطاعت أوروبا أو تستثمرل خير استثمار ي بنال مهضتها الحديثة‪.‬‬
‫‪ ..‬ليس هها هو المقاد يقيناا‪.‬‬
‫بددل المقاددد مددن طددرح هددها الموضددوع دراسددة األسددباب والعوامددل التددي أدت رلددى‬
‫ا مددزوال دور القددرآو ددي أذهامنددا رلددى هددها الحددد الددهي أصددبحت يددي الاددورة الههنيددة‬
‫المستدعال عند الحديث عندي هدي كيفيدة اسدتئمال حفظدي؟‪ ..‬كيفيدة التبدرك بدي وتحاديل‬
‫األجر والثواب من خاللي؟!‬
‫والمقاد كهل من طرح هها الموضوع هو الدعوة إلعادة ترتيو األولويات‪،‬‬
‫ووضدع االمتفداع الحقيقدي بدالقرآو علدى رأس قائمدة الرعايدة واالهتمدام‪ ،‬ثدم تدأتي‬
‫السنَّ ة بعدل‪ ،‬ثم سائر العلوم األخر التي ت دم اإلمساو وتنفعي ي الدارين‪.‬‬
‫ييرة على القرآو ‪ ..‬ولئن!!‬
‫عندما امش لت األمة بالعلوم األخر وتوسع العلمال ي دروع العلدم‪ ،‬اشدتدت‬
‫دورا عجيبددة ظنادا مددنهم أمهددم بددهل‬
‫ييدرة بعددض الاددالحين علددى القدرآو فعلددوا أمد ا‬
‫يُريبوو المسلمين ي االمئباب مرة أخر على القرآو‪ ،‬جدالت ل سدي بنتيجدة‬
‫عئسية‪.‬‬
‫ومن أبرز ههل األمور هي‪ :‬وضع أحاديث ي ضائل القرآو‪ ،‬و ضائل سورل‬
‫ليس لها أي أصل‪.‬‬
‫‪ ..‬ذكر اإلمام الزركشي ي كتابي (البرهاو دي علدوم القدرآو ‪ :‬أمدي قيدل لندوح‬

‫‪.14 ،13‬‬ ‫(‪ 1‬معالم ي الطريه‬


‫‪117‬‬

‫بن أبي مريم‪ :‬من أين ل عن عئرمة عدن ابدن عبداس دي ضدائل القدرآو سدورة‬
‫سورة؟!‬
‫قددال‪ :‬رمددي رأيددت الندداس قددد أعرضددوا عددن القددرآو واشددت لوا بفقددي أبددي حنيفددة‬
‫وم ازي محمد بن رسحاق‪ ،‬وضعت ههل األحاديث حسبة(‪. 1‬‬
‫يقددول د‪ .‬ماددطفى السددباعي – رحمددي هللا – رو مددن أسددباب وضددع األحاديددث‪:‬‬
‫الجهل بالدين مع الريبة ي ال ير‪.‬‬
‫وهو صنيع كثير من الزهاد والعباد والاالحين‪ .‬قد كاموا يحتسدبوو وضدعهم‬
‫ل حاديث ي الترييدو والترهيدو‪ ،‬ظنادا مدنهم أمهدم يتقربدوو رلدى هللا‪ ،‬وي ددموو‬
‫دين اإلسالمض ويحببوو الناس ي العبادات والطاعات‪ ،‬ولمدا أمئدر العلمدال علديهم‬
‫على متعمدًا فليت وأ مقعده‬ ‫روهم بقولي صلى هللا عليي وسلم‪« :‬من كذب َّ‬ ‫ذل وذ َّك‬
‫(‪2‬‬
‫من النار» ‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬محن مئهب لي صلى هللا عليي وسلم ال عليي‪ .‬وهها كلي من الجهدل بالددين‬
‫ويلبددة الهددو وال فلددة‪ ،‬ومددن أمثلددة مددا وضددعول ددي هددها السددبيل حددديث ضددائل‬
‫القرآو سورة سورة‪ ،‬قد اعترف بوضعي موح بن أبي مدريم‪ ،‬واعتدهر لدهل بأمدي‬
‫رأ الندداس قددد أعرضددوا عددن القددرآو واشددت لوا بفقددي أبددي حنيفددة‪ ،‬وم ددازي ابددن‬
‫رسحاق(‪. 3‬‬
‫ي كم يُ تم القرآو؟!‬
‫و مدن األخبدار التدي دُسدت كدهل لتحفيدز النداس لئثدرة قدرالة القدرآو تلد التددي‬
‫تتناول َه ْد بعض السلي ي ختم القرآو‪..‬‬
‫من المعلوم أو رسول هللا صلى هللا عليي وسلم لم يُجز ألحد من الادحابة أو‬
‫يقرأ القرآو ي أقل من ثالث‪.‬‬
‫هها عبد هللا بن عمرو يقول‪ :‬جمعت القرآو قرأت بي ي كل ليلدة‪ ،‬بلدس ذلد‬
‫النبي صلى هللا عليي وسلم‪ ،‬قال لي‪« :‬اقرأ ب فبي كبل بهر» قلدت‪ :‬أي رسدول‬
‫هللا‪ ،‬دعني أستمتع من قوتي وشبابي‪ ،‬قال‪« :‬اقرأ ب في كل عشبرين»‪ ،‬قلدت‪ :‬أي‬
‫رسدول هللا‪ ،‬دعندي أسدتمتع مدن قدوتي وشدبابي‪ ،‬قدال‪« :‬اقبرأ بب فبي كبل عشبر»‪،‬‬
‫قلددت‪ :‬يددا رسددول هللا‪ ،‬دعنددي أسددتمتع مدن قددوتي وشددبابي‪ ،‬قددال‪« :‬اقببرأ بب فببي كببل‬
‫س »‪ ،‬قلت‪ :‬أي رسول هللا دعني أستمتع من قوتي وشبابي‪ ،‬أبى»(‪. 4‬‬

‫‪.290‬‬ ‫البرهاو ي علوم القرآو للزركشي‬ ‫(‪1‬‬


‫متفه عليي‪.‬‬ ‫(‪2‬‬
‫‪.87‬‬ ‫السنة ومئامتها ي التشريع‬ ‫(‪3‬‬
‫روال النسائي ي ضائل القرآو‪ ،‬وأحمد ي مسندل (‪ 199‬وابن ماجي (‪. 1346‬‬ ‫(‪4‬‬
‫‪‬‬
‫‪118‬‬

‫و ددي روايددة‪« :‬ال يفقه ب مببن يقببرؤه فببي أقببل مببن ثببل »(‪ . 1‬دداألمر واضددح‪،‬‬
‫العقل والقلو ال يدتحمالو اسدتيعاب القدرآو كلدي – همدا وتجاوبدا – دي أقدل مدن‬
‫ثالث‪ ،‬على ال الو‪.‬‬
‫‪ ..‬يقول أبو الطيو محمد شمس الحه آبادي ي تعليقي على هها الحديث‪ :‬وهها‬
‫م صريح ي أمي ال ي تم القرآو ي أقل من ثالث(‪. 2‬‬
‫وعن ابن مسعود قال‪ :‬اقرأوا القرآو ي سبع وال تقرأول ي أقل من ثالث(‪. 3‬‬
‫وكاو معاذ بن جبل يئرل أو يقرأ القرآو ي أقل من ثالث(‪. 4‬‬
‫و ي يوم من األيام قال النبي صلى هللا عليدي وسدلم ألصدحابي‪« :‬أيعجب أحبدكم‬
‫أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة»‪ ،‬شه ذل عليهم‪ ،‬وقالوا‪ :‬أينا يطيه ذل يا رسول‬
‫(‪. 5‬‬ ‫هللا؟! قال‪« :‬هللا الواحد الصمد ثلث القرآن» (سورة اإلخال‬
‫إجابددة الاددحابة تدددل علددى استاددعابهم قددرالة ثلددث القددرآو ددي ليلددة‪ ،‬ألمهددم‬
‫يعلموو حقوق القرالة‪.‬‬
‫‪ ..‬رو جملة األحاديدث الادحيحة التدي وردت عدن النبدي صدلى هللا عليدي وسدلم دي‬
‫مسألة الحد األدمى ل تم القرآو تؤكد على أمدي صدلى هللا عليدي وسدلم لدم يُدرخ ألحدد‬
‫ختمي ي أقل من ثالثة أيام‪.‬‬
‫إو قلت بأو عثماو بن عفاو رضدي هللا عندي كداو يقدرأ القدرآو دي ركعدة‪ .‬لجدالك‬
‫الجواب بأو هها األثر قدد ضدعَّفي الترمدهي‪ ،‬وأقدر األلبدامي ذلد التضدعيي قدال‪ :‬ولقدد‬
‫أحسن اإلمام الترمهي برواية هدها ال بدر والدهي بعددل (خبدر عثمداو بدن عفداو‪ ،‬وخبدر‬
‫سددعيد بددن جبيددر باددي ة التضددعيي‪ ،‬ألو الركعددة مهمددا طالددت ال يمئددن أو يقددرأ يهددا‬
‫القرآو الئريم كامال‪ ،‬ضال عما ي ذل من م الفتي لسدنة رسدول هللا صدلى هللا عليدي‬
‫وسلم ي الركوع والسجود والقيام‪ ،‬وحاشا لسيدما عثماو أو يفعل مثل ذل (‪. 6‬‬
‫وقال الشيخ عبد القادر األرماؤوط‪ :‬أقول‪ :‬هها هو الاواب الموا ه للسنة(‪. 7‬‬
‫وقد ي ُحمل خبر عثماو بن عفاو رضدي هللا عندي وأمثالدي كمدا يقدول ابدن كثيدر‪:‬‬
‫رما على أمي ما بل هم ي ذل حديث ممدا تقددم‪ ،‬أو أمهدم كداموا يفقهدوو ويتفئدروو‬

‫أخرجي اإلمام أحمد‪ ،‬وأوردل األلبامي ي السلسلة الاحيحة ح (‪. 1513‬‬ ‫(‪1‬‬
‫عوو المعبود ‪.187/4‬‬ ‫(‪2‬‬
‫أخرجي سعيد بن مناور بإسناد صحيح‪.‬‬ ‫(‪3‬‬
‫‪.179‬‬ ‫ضائل القرآو ألبي عبيد‬ ‫(‪4‬‬
‫روال الب اري ومسلم‪.‬‬ ‫(‪5‬‬
‫( ‪. 357‬‬ ‫ضعيي الترمهي ل لبامي‬ ‫(‪6‬‬
‫‪.67‬‬ ‫هجر القرآو‬ ‫(‪7‬‬
‫‪119‬‬

‫يما يقرأومي مع ههل السرعة وهللا سبحامي وتعالى أعلم(‪. 1‬‬


‫أخبارا عجيبة عن بعض‬ ‫ا‬ ‫إذا ما مظرما رلى كتو ضائل القرآو مجد ي أيلبها‬
‫السلي بأو الماا كاو ي تم ي رمضاو ستين ختمة‪ ،‬وآخدر كداو ي دتم ختمدة يمدا‬
‫بين الظهر والعار‪ ،‬وي تم ختمة أخر يما بين الم رب والعشدال‪ ،‬وآخدر كداو‬
‫ي تم بالنهار أربع ختمات‪ ،‬وبالليل أربع ختمات(‪. 2‬‬
‫وأكثر من هها وأكثر‪ ،‬ومن ال يادق هها الئالم عليي بالنظر ي كتو ضائل‬
‫القرآو ليتأكد بنفسي‪ .‬هل هها كالم يُعقل؟!‬
‫هل يمئن ألحد أو ي تم القرآو بين صالتي الم رب والعشال؟!‬
‫رو متوسد المسددا ة الزمنيددة بددين امتهددال صددالة الم ددرب حتددى صددالة العشددال‬
‫تقرب من ساعة من الزمن‪ ،‬أي أمي كاو يقرأ كل جزل من القرآو ي دقيقتين!!!‬
‫‪ ..‬ههل األخبار وييرها‪ ،‬مهما قيل ي صحتها أو عددم صدحتها‪ ،‬هدي أوالا‪ :‬ت دالي‬
‫الهدد النبدوي‪ ،‬ثامياددا‪ :‬تادطدم مددع قولدي تعدالى‪ِ  :‬ليَب َّدبَّ ُروا آيَاتِب ِ ‪ :]29 : [ ‬ثالثاددا‪ :‬ال‬
‫يمئن تاديقها مهما ا دعدى الدبعض وجدود بركدة دي الوقدت عنددهم(‪ .. 3‬ولعدل السدبو‬
‫ورال تناقددل هددهل اآلثددار ‪-‬دوو التثبددت مددن صددحتها‪ -‬هددو اسددتثارة هم دم المسددلمين ددي‬
‫االمئباب على القرالة‪ ،‬واالمش ال بها‪.‬‬
‫ول سدي جدالت هدهل األخبدار بنتيجدة عئسدية‪ ،‬وازداد الحدر علدى القدرالة‬
‫لمجرد القرالة‪ ،‬وخمدت الدعوة لتفهم القرآو وتددبرل والتدأثر بدي‪ ،‬وقدد ظهدر هدها‬
‫الحر باورة واضحة ي شهر رمضاو‪ ،‬وجميعنا يعرف ما يحددث دي هدها‬
‫الشهر من تسارع وتنا س بين الناس ي عدد ال تمات‪ ،‬دوو أي التفات رلى تدبر‬
‫أو تأثر‪.‬‬
‫***‬

‫‪.65‬‬ ‫(‪ 1‬ضائل القرآو البن كثير‬


‫(‪ 2‬امظر ضدائل القدرآو البدن كثيدر‪ ،‬والتبيداو للندوي‪ ،‬و ضدائل القدرآو ألبدي عبيدد لتجدد الئثيدر مدن هدهل‬
‫األخبار‪.‬‬
‫(‪ 3‬وهل لم يئ ن عند الاحابة بركة ي الوقت حين شه عليهم قرالة ثلث القرآو ي ليلة؟!!‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪120‬‬

‫سا‪ :‬غياب أثر القرآن‬


‫خام ً‬
‫ومن العوامل التي أدت رلى ضعي اإليماو بالقرآو يياب أثرل ي حياة الئثير‬
‫من المنش لين بي‪.‬‬
‫‪ ..‬معددم‪ ،‬هندداك ممدداذم قرآميددة تظهددر بددين الحددين واآلخددر‪ ،‬ولئددن مسددبتها قليلددة‬
‫بالمقارمة بالمجموع‪.‬‬
‫وعندما ير عموم الناس أو أخالق يالبية أهل القرآو ال ت تلي عدن أخدالق‬
‫ييرهم‪ ،‬بل على العئس قد يروا مدن البسدطال أخالقادا وسدلوكيات قدد ال يجددوها‬
‫أثيرا‬
‫من المنش لين بالقرآو ‪ ..‬إو هها من شدأمي أو يدؤثر علدى مظدرتهم للقدرآو تد ا‬
‫دارا ددي النفس‪،‬ويدددخل ددي مطدداق التقددديس الشددئلي‬ ‫سددلبياا‪ ،‬لتددزداد مئامتددي امحاد ا‬
‫المحض‪.‬‬
‫دإذا مدا حددثتهم عددن ضدرورة االمتفداع بددالقرآو كمدا امتفدع بددي الجيدل األول‪ ،‬قفدزت رلددى‬
‫أذهامهم األمثلة التي يعر ومها ويحتئوو بها من المنشد لين بدالقرآو‪ ،‬و التدي ال يدروو يهدا‬
‫النمدداذم الاددحيحة‪ ،‬لددهل ددإو كلمات د – ددي ال الددو – لددن تجددد لهددا ص دد ا ريجابياددا ددي‬
‫مفوسهم‪.‬‬
‫‪ ..‬واألمثلة على هها الئالم موجدودة دي كدل مئداو – رال مدن رحدم هللا – وسدنئتفي‬
‫ي ههل الافحات بعرض رسالة مُشرت ي مجلدة «الزهدور» المادرية‪ ،‬وهدي تُعبدر‬
‫عددن وضددع مددؤلم معيشددي‪ ،‬يددي الئثيددر مددن المتناقضددات بددين القددول والفعددل‪ ،‬والواجددو‬
‫والواقع‪ ..‬وعنواو الرسالة هو‪:‬‬
‫النصف الهارب!‬
‫كدادت الفتداة أو تطيدر ر احدا عنددما اختارهدا هدي مدن بدين كدل الفتيدات‪ ،‬وتقددم‬
‫ل طبتهدددا‪ ..‬ت يلدددت حياتهدددا معدددي دددرق قلبهدددا‪ .‬وشدددعرت بأمهدددا امتلئدددت الددددميا‪،‬‬
‫واآلخرة معاا‪ ،‬الشاب يحف القرآو كامالا‪ ،‬وي طو الجمعة ي مسجد الحي‪ .‬وال‬
‫يفوتي رض ي جماعدة‪ ،‬ولدن تئدوو حياتهدا معدي رال جندة علدى األرض تر درف‬
‫عليها مالئئة الطاعة والسعادة‪ ،‬وال يعرف الشقاق لها طريقاا‪.‬‬
‫وعندددما طلبددت أم الفتدداة مددن زوجهددا أو يسددأل عددن الشدداب أجابهددا بابتسددامة‬
‫عريضددة‪ :‬يددا حا َّج دة أسددأل علددى مددن؟! تددوكلي علددى هللا الرجددل تسددبقي سدديرتي‪،‬‬
‫وعالمة الاالة التي تزين جبهتي!‬
‫وتم الزوام سري اعا بعد خطبة قاديرة‪ ،‬وعقدد لدم يتجداوز أيا امدا‪ ،‬ودخلدت الفتداة‬
‫جنتهدا‪ ،‬أ و مدا كامدت تظنددي جندة! فدي البيدت المشددترك‪ ..‬و دي ظدل سدتر الجدددراو‬
‫‪121‬‬

‫واألسقي سقطت األقنعة‪ ،‬وظهر الوجي الحقيقي الم يي للزوم‪ ،‬ووجددت الفتداة‬
‫مفسها ي كني من ال يرعى يهدا رالا وال ذمدة‪ ،‬دالجبين المدزداو بسديمة السدجود‬
‫مقطو دائ اما‪ ،‬و اللساو الرطو بالهكر ال ي اطبها رال بسدول‪ ،‬والوجدي الدهي شددها‬
‫مورل يشيح عنها كلما تحدثت رليي أو سألتي شيئاا‪ ،‬وتطور األمر أكثرض إذا باليدين‬
‫اللتددين طالمددا ارتفعتددا بتئبيددرة اإلحددرام توجهدداو رليهددا اللئمددات رذا احتددد ال ددالف‬
‫بينهمددا‪ ،‬والقدددمين اللتددين كددم مشددتا رلددى المسدداجد تددركالو أي شدديل ددي طريقهمددا‬
‫عندما ي ضو!‬
‫امسددحبت الفرحددة وحددالوة التوقددع مددن مفددس الفتدداةض لت ليددا مئامهمددا للادددمة‬
‫ومرارة الواقع‪ ،‬واإلحساس القاسي بال ديعة‪..‬‬
‫كامت تسترجع كلماتي عن البيت المسدلم‪ ،‬وتقارمهدا بأ عالدي‪ ،‬تهدز رأسدها ييدر‬
‫مادقة‪ ..‬تتهكر ما قالي عن صلة الرحم‪ ،‬وكيي يئدوو البيدت قبلدة‪ ،‬وتقيسدها رلدى‬
‫ظاظتددي مددع ذو قربددال‪ ،‬وسددول اسددتقبالي ألقاربهددا‪ ،‬تئدداد أو تجددن! تتأملددي وهددو‬
‫يطيل صالة النوا ل تشعر أمها أمام مدالك‪ ،‬دإذا خدرم مدن صدالتي شدعرت بأمدي‬
‫ي لع ثوبي ليرتدي ثوب رمساو ال يظن من يتعامل معي أمي ركع مرة ي حياتي!‬
‫عاتبتددي ‪ ..‬تددهرع بالقوام دة‪ ،‬حا َّجتددي بددالقرآو والسددنة اتهمهددا بالتفلس دي وسددول‬
‫األدب‪ ،‬سددألتي التحئدديم ددر ض بإبددال‪ ،‬وأكددد أمددي ييددر م طددي‪ ..‬شددئتي رلددى أبيه دا‬
‫اتهمها بالمبال ة‪ ،‬واإلسالة رلى الرجل الطيو «السئرة» على حد تعبيرل!‬
‫ضفضدددت مدددع أمهدددا‪ ،‬قالدددت بامزعدددام‪ :‬صدددحيح‪« ..‬حسدددبنال موسدددى ئددداو‬
‫رعوو»‪ ،‬ثم أرد ت بأسى‪ :‬ولئن اصبري يا ابنتي‪ ،‬وأجرك على هللا‪.‬‬
‫وعندددما تدديقن األب مددن صدددق ابنتددي‪ ،‬لددم يسددتطع أو يواجددي مظددرات زوجتددي‬
‫الالئمة‪ ،‬وهي تقول لي‪ :‬قلت ل ‪ :‬اسأل عني يا حام!‬
‫وتمر الشهور والسنوات والزوم ال يسدتجيو لنادح‪ ،‬وال يقبدل مراجعدة‪ ،‬وال‬
‫ينحني للحه!‬
‫أعيت األب الحيدل‪ ..‬ومفدض الوسدطال أيدديهم بعددما قددوا األمدل ‪ ..‬ولدم تملد‬
‫األم رال البئال ومحاولة التابر ركرا اما للا ير الهي رزقت بي ابنتها‪.‬‬
‫وبقيت االبنة تتجرع مرارة حياة كريهة‪ ،‬واألب يأكلي الندم‪ ،‬واألم تعش ي‬
‫قلبها الفرحة المئسورة‪ ،‬والرجل كما هو‪ ،‬يتلو القرآو باوت رخيم جميل‪ ،‬بينما‬
‫تنزو هي ي ركن قاى الئهة بإذاعة القرآو الئريم يتداخل ي سمعها صدوت‬
‫تالوة زوجها وصوت مهيع يتحدث عدن أسدس اختيدار الدزوم‪ ،‬مستشدهداا بحديثدي‬
‫صلى هللا عليي وسلم‪ « :‬إذا عاءكم من ترمون دين وخلق ف وعبوه‪ ،‬إال تفعلبوا‬
‫‪‬‬
‫‪122‬‬

‫تكن فتنة في األرض وفساد ك ير»‪.‬‬


‫تنهمر دموعها وتضم كفيها بأسدى‪ ،‬قابضدة علدى الفدراغ‪ ،‬متسدائلة عدن مادي‬
‫معادلددة االختيددار الددهي يسددئن بيتهددا‪ ،‬والناددي اآلخددر الددهي ددر‪ ،‬وال تدددري رلددى‬
‫(‪1‬‬
‫أين؟!‬
‫***‬

‫(‪ 1‬مجلة الزهور العدد ‪ 78‬السنة السابعة – ربيع اآلخر ‪ 1428‬هـ مايو ‪2007‬م‪.‬‬
‫‪123‬‬

‫سا‪ :‬كيد الشي ان‬


‫ساد ً‬
‫رو ربليس – الهي أقسم بعزة هللا بأو يعمل على يواية البشر وسوقهم معي رلى‬
‫النار – ما كاو ليترك ههل األمدة ليلتقدي أبناؤهدا بدالقرآو يتدزودوا مندي باإليمداو‪،‬‬
‫وبالتالي يتحانوو من كيدل‪ ،‬ويلتزموو صراط هللا المستقيم‪ ،‬يدخلوو الجنة‪.‬‬
‫وكيي يتركهم وقد رأ التأثير العظيم الفه للقرآو علدى جيدل الادحابة‪ ،‬ومدن‬
‫ثَّم إو استمرار وجود القرآو بين المسلمين من شأمي أو يُفسد م ططاتي‪ ،‬وي لده‬
‫األبواب أمامي‪.‬‬
‫و ي الوقت ذاتي إو الشديطاو ال يمئندي تحريدي القدرآو ألو هللا عدز وجدل قدد‬
‫ون‪[ ‬الحجر‪.]9 :‬‬ ‫إ َ‬‫تئفل بحفظي ‪‬إِنَّا نَحنُ نَ َّ لنَا الذِك َر َوإِنَّا لَ ُ لَ َحافِ ُ‬
‫وال يمئنددي كددهل دعددوة المسددلمين لنبدده كتددابهم وربعددادل مددن بيددنهم ألمددي رسددالة‬
‫مبيهم‪.‬‬
‫فماذا فعل الشي ان م القرآن؟!‬
‫اسددتطاع الشدديطاو أو يسددتدرم المسددلمين‪ ،‬ويبعدددهم شدديئاا شدديئاا عددن االمتفدداع‬
‫الحقيقي بالقرآو‪ ،‬و ي الوقت ذاتي تركهم يتالوو بالقرآو‪ ،‬ويتعاملوو معي ولئن‬
‫من الناحية الشئلية‪.‬‬
‫‪ ..‬يجتمع لي بهل أمراو‪:‬‬
‫األول‪ :‬أو يابح القرآو موجوداا بين المسلمين من الناحية الشئلية اللفظية‪.‬‬
‫الثامي‪ :‬أو يئوو يائباا من الناحية الحقيقية الجوهرية‪.‬‬
‫ي مد باجتماع ههين األمدرين أي تأميدو للضدمير دي مفدوس المسدلمين بهجدر‬
‫مهجورا‪.‬‬
‫ا‬ ‫كتابهم‪ ،‬ومن ث َّم ال يمئن ألحد أو يفئر بأو القرآو بات يائباا‬
‫عندددما تنتشددر المادداحي ددي كددل مئدداو‪ ،‬وتبددث اإلذاعددات آياتددي ليددل مه دار‪،‬‬
‫وت ُ دددرم المددددارس والحلقدددات والئليدددات عشدددرات اآلالف مدددن حفاظدددي‪ .‬وين َئدددو‬
‫المسلموو على قرالتي ي رمضاو‪ ،‬ويتنا سوو على ختمدي مدرات ومدرات بُ يدة‬
‫تحايل أكبر قدر من الحسنات‪..‬‬
‫عندما يئوو هها وييرل من مظاهر االهتمام الشئلي بالقرآو هدو السدائد بينندا‪،‬‬
‫ددإو الدددعوة رلددى العددود ة الحقيقيددة رليددي‪ ،‬واالمتفدداع بمعجزتددي‪ ،‬وقدرتددي الفددهة علددى‬
‫رمشددال اإليمدداو والت ييددر لددن تجددد آذامددا ماد ية بددين المسددلمين‪ ،‬بددل سياددبح مددن‬
‫‪‬‬
‫‪124‬‬

‫المتوقع أو يقال لااحو ههل الدعوة‪ :‬وماذا عساما أو مفعل مع القرآو أكثدر ممدا‬
‫مفعل؟! أال يئفي هها الجهد المبهول معي؟!‬
‫تل يس إبليس‪:‬‬
‫لقددد مجددح الشدديطاو مجا احددا كبيد ادرا ددي اسددتدرام األمددة وربعادهددا عددن االمتفدداع‬
‫الحقيقي بالقرآو‪ ،‬وهها لم يتم ي يوم وليلة‪ ،‬بدل كداو اسدتدرا اجا هادئادا بطيئادا عبدر‬
‫القروو المتعاقبة حتى وصل رلى الحال الهي وصل رليي اآلو‪.‬‬
‫وكامت أبوابي الرئيسة التي يدخل منها على المسلمين هي بداب الجهدل‪ ،‬وبداب‬
‫الهددو ‪ ،‬ومددن كددل منهمددا تتفددرع أبددواب كثيددرة تناسددو كددل الحدداالت‪ ،‬وتددؤدي ددي‬
‫النهاية رلى تحقيه هد ي‪.‬‬
‫والجدير بالهكر أو الشيطاو ليس لي سلطاو مباشر على أحد من الناس‪ ،‬ولئن‬
‫عندما تاادف وسوستي هدو دي الدنفس‪ ،‬أو جهدال بداألمر مدن المتوقدع أو تدتم‬
‫االستجابة لها‪.‬‬
‫الجهددل بقيمددة القددرآو الحقيقيددة‪ ،‬والهدددف مددن مزولددي‪ ،‬كدداو لددي دور كبيددر دي‬
‫االستجابة لوساوس الشيطاو ي هها الباب‪.‬‬
‫أما الهو لي أ رع كثيرة يمئن أو ت ُ هَّيي من خالل التعامل الشئلي مع القرآو‬
‫ادددر المجددالس لتعلدديم حرو ددي‪ ،‬والمباهدداة‬ ‫منهددا‪ :‬التقدددم علددى الندداس بحفظددي‪ ،‬وتَ َ‬
‫بإتقامي‪ ،‬وات اذل حر ة و‪....‬‬
‫األبواب المتفرعة من بابَ ْي الجهل والهدو كثيدرة ومتعدددة وكلهدا تدؤدي رلدى‬
‫عدم االمتفاع الحقيقي بالقرآو‪.‬‬
‫ليس وحده‪:‬‬
‫ومما تجدر اإلشارة رليي أو العوامل واألسباب – السابه ذكرها – قد ساعدت‬
‫الشيطاو ي الوصول لهد ي‪ ،‬وربعاد يالبية األمة عن االمتفاع الحقيقي بالقرآو‪.‬‬
‫الادددورة الموروثدددة‪ ،‬وطدددول اإللدددي‪ ،‬ومسدددياو الهددددف مدددن مدددزول القدددرآو‪،‬‬
‫واالمش ال بفروع العلم على حساب القدرآو‪ ،‬وعددم ظهدور آثدار سدلوكية ريجابيدة‬
‫للئثير من المشت لين بالقرآو ‪..‬‬
‫كل هها سهل على الشيطاو مهمتي‪..‬‬
‫الشي ان ملحا ب ئ اليأس‪:‬‬
‫رو هدف الشيطاو هو ربعاد كل رد دي األمدة عدن االمتفداع الحقيقدي بدالقرآو‪،‬‬
‫‪125‬‬

‫لهل هو ي البداية يجتهد ي الحيلولة دوو قرالة المسلم للقرآو‪ ،‬رما بالتسويي‪،‬‬
‫أو بإش الي بأمر آخر‪.‬‬
‫إو قرأ بالفعل دخل عليي من مداخل متعددة‪:‬‬
‫‪ ..‬مدخل التعو والنعاس‪.‬‬
‫‪ ..‬مدخل تحايل أكبر قدر من الحسنات ليد ع القدار للقدرالة السدريعة ييدر‬
‫المتدبرة‪.‬‬
‫‪ ..‬مدخل شرود الههن مع بعض الئلمات‪.‬‬
‫‪ ..‬مدددخل تددهكيرل بددأمر مددن أمددور الدددميا التددي ينب ددي عليددي القيددام بهددا ليتددرك‬
‫القرالة‪.‬‬
‫‪ ..‬مدخل االهتمام الشديد بم ارم الحروف ورتقاو التالوة‪.‬‬
‫‪ ..‬مدخل ت ويفي من تدبر القرآو‪..‬‬
‫يقول ابن هبيرة‪ :‬ومن مئايد الشيطاو تنفير عباد هللا عن تدبر القرآو لعلمي أو‬
‫الهد واقع عند التدبر‪ ،‬يقول‪ :‬ههل م اطرة‪ ،‬حتى يقول اإلمساو‪ :‬أما ال أتئلم ي‬
‫القرآو تور اعا(‪. 1‬‬
‫ويقول أبو حامد ال زالي ي حديثي عن موامع هم القرآو‪:‬‬
‫أو يئوو الهم منادر اا رلدى تحقيده الحدروف بإخراجهدا مدن م ارجهدا‪ ،‬وهدها‬
‫يتولى حف ظي شيطاو وكل بالقرال ليار هم عن هدم معدامي كدالم هللا عدز وجدل‪،‬‬
‫ال يزال يحملهم على ترديد الحرف يُ َّ يل رليهم أمي لم ي رم مدن م رجدي‪ ،‬هدها‬
‫يئوو تأم لهم مقاورا على م ارم الحروف دأمى تنئشدي لدي المعدامي؟ وأعظدم‬
‫ضحئة للشيطاو من كاو مطيعاا لمثل هها التلبيس(‪. 2‬‬
‫(ومن تأمل هدد رسدول هللا صدلى هللا عليدي وسدلم ‪ ،‬ورقدرارل كدل لسداو علدى‬
‫قرالتهم تبين لي أو التنطع‪ ،‬والتشدق‪ ،‬والوسوسة ي رخدرام الحدروف لديس مدن‬
‫سنتي(‪. 3‬‬
‫المعركة الحاسمة‪:‬‬
‫بههل المداخل السابقة وييرها‪ ،‬استطاع الشيطاو أو يحقه مرادل‪ ،‬ويُبعد األمة‬

‫‪ ،48‬مقالا عن ذيل طبقات الحنابلة البن رجو (‪. 273/3‬‬ ‫(‪ 1‬تدبر القرآو للسنيدي‬
‫(‪ 2‬رحيال علوم الدين ‪.440 ،439/1‬‬
‫(‪ 3‬رياثة اللهفاو ‪.254/1‬‬
‫‪‬‬
‫‪126‬‬

‫عن جوهر القرآو‪ ،‬وعن وظيفتي المتفردة ي رحداث الت يير المتئامل للش اية‬
‫المسلمة‪.‬‬
‫منه أو مزل القرآو من السمال‪ ،‬أصبحت أهم معركدة للشديطاو مدع المسدلمين‬
‫هددي ربعددادهم عددن دائددرة تددأثير هددها الئتدداب ليسددهل عليددي رضدداللهم وربعددادهم عدن‬
‫الاراط المستقيم‪.‬‬
‫ومددن العجيددو أو العبددادة الوحيدددة التددي أمرمددا هللا عددز وجددل أو مسددتعيه بددي‪،‬‬
‫ومطلو حمايتي لنا مدن الشديطاو‪ ،‬قبدل القيدام بهدا‪ :‬هدي قدرالة القدرآو ‪‬فَب ِإذَا قَ َبرأتَ‬
‫الر ِع ِيم‪[ ‬النحل‪.]98 :‬‬ ‫ل ِم َن الشَّي َ ِ‬
‫ان َّ‬ ‫آن فَاستَ ِعذ ِبا ِ‬
‫القُر َ‬
‫من المعلوم أمي قبل أو يشرع المرل ي الهكر أو الايام أو رخرام الاددقة‪،‬‬
‫إمي يير مأمور بأو يستعيه باهلل من الشيطاو‪.‬‬
‫لماذا قرالة القرآو دوو ييرها من العبادات؟!‬
‫ألديس دي هدها األمدر داللدة علدى أو الشديطاو يجتهدد ويجتهدد دي ربعداد النداس‬
‫عندي‪ ،‬والحيلولدة دوو امتفدداعهم بدي‪ ،‬وذلد ألمدي يعلددم بقيمدة القددرآو‪ ،‬وقدرتدي الفددهة‬
‫على الت يير والشفال!!‬
‫مددن هنددا يتبددين لنددا حئمددة االسددتعاذة بدداهلل وطلددو حمايتددي قبددل بدددل القددرالة‪،‬‬
‫الشيطاو لن يترك أحداا ينتفع بالقرآو‪ ،‬وال أمل أمامنا رال باالستعامة باهلل عليي‪.‬‬
‫ويؤكد على هها المعنى ابن القيم بقولي‪:‬‬
‫ور ْجلددي‪ ،‬حتددى يشدد لي عددن المقاددود‬ ‫رو الشدديطاو يُ ْجلددو علددى قارئددي ب يلددي َ‬
‫بددالقرآو‪ ،‬وهددو تدددبرل وتفهمددي‪ ،‬ومعر ددة مددا أراد بددي المددتئلم ‪-‬سددبحامي‪ -‬يحددر‬
‫بجهدل على أو يحول بين قلبي وبين مقاود القرآو‪ ،‬ال يئمل امتفاع القدار بدي‪،‬‬
‫أُمر عند الشروع أو يستعيه باهلل مني(‪. 1‬‬
‫ولعلندا بددهل مُدددرك سددر شددئو الئثيددرين مدن أمهددم حددين يشددرعوو ددي قددرالة‬
‫القددرآو يفاجددأوو ب ددواطر وأ ئددار لددم تئددن تددأتيهم مددن قبدل‪ ،‬يشددرد ذهددنهم معهدا‪،‬‬
‫ويستَ رقوو يها است راقاا تا اما‪.‬‬
‫ومُدرك كهل سر شئو الدبعض مدن أو الريبدة دي الندوم تسديطر عليدي‪ ،‬بدل‬
‫وي لبي النعاس كلما شرع ي قرالة القرآو‪.‬‬
‫***‬
‫(‪ 1‬رياثة اللهفاو ‪.149/1‬‬
‫‪127‬‬

‫ساب ًعا‪ :‬مفاهيم وممارسات ساهمت في عدم االنتفا بالقرآن‬


‫كاو ل سباب السابه ذكرها دور كبيدر دي امدزوال قيمدة القدرآو دي األذهداو‪،‬‬
‫وضددعي الثقددة يددي‪ ،‬وقاددر دورل علددى التبددرك وا تتدداح الحفددالت والمناسددبات‪،‬‬
‫والقرالة ي الم تم‪ ،‬ويير ذل من صور االهتمام الشئلي بالقرآو‪.‬‬
‫عندما ي يو الهدف من مزول القرآو‪..‬‬
‫وعندما تتوارث األجيال المتتابعة التقديس الشئلي للقرآو‪..‬‬
‫أثرا ريجاب ايا ي سلوك يالبية المنش لين بالقرآو‪.‬‬ ‫وعندما ال ير الناس ا‬
‫وعنددددما تئدددوو معركدددة الشددديطاو األولدددى مدددع المسدددلمين هدددي ربعدددادهم عدددن االمتفددداع‬
‫بالقرآو‪..‬‬
‫ماذا منتظر أو تئوو ثمرة هها كلي؟!‬
‫ل سي ثمار كثيرة ولئنها مريرة ‪..‬‬
‫قد ياب القرآو عن قيادة الحياة ‪..‬‬
‫ولم تقر األعين بظهور الجيل القرآمي الربامي ‪..‬‬
‫وأصبحت األمة ي األذلين‪..‬‬
‫‪ ..‬هها بافة عامة‪.‬‬
‫أمدددا علدددى مسدددتو األ دددراد قدددد أثمدددرت هدددهل األمدددور العديدددد مدددن المفددداهيم‬
‫والممارسددات التددي أدت رلددى رضددعاف قيمددة القددرآو الحقيقيددة ددي النفددوس أكثددر‬
‫وأكثر‪.‬‬
‫ههل المفاهيم والممارسات – التي تحتام رلى تاحيح – ما كامدت لتظهدر بهدها‬
‫الشئل لو تم التعامل مدع القدرآو علدى أمدي قدد مدزل مدن السدمال لمهمدة عظيمدة أال‬
‫وهي هدايتنا رلى هللا ‪ ،‬واألخه بنا رلى صراطي المستقيم‪.‬‬
‫عندما مُسى الهدف‪ ،‬تم التعامل مع الوسدائل المعيندة علدى الوصدول رليدي علدى‬
‫أمها أهداف ي ذاتها‪.‬‬
‫ولقد تم الحديث – بفضل هللا – عن بعض ههل المفاهيم والممارسات ي كتاب‬
‫(العودة رلى القرآو لماذا وكيي؟ ال‪ :‬عقبات ي طريده العدودة‪ ،‬وكتداب (رمدي‬
‫القرآو سر مهضتنا ال‪ :‬تساؤالت وردود‪.‬‬
‫و ي ههل األسطر مستئمل – بعوو هللا – طرح تل المفاهيم والممارسات‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪128‬‬

‫الخو من تدبر القرآن واللقاء الم ا ر ب ‪:‬‬


‫بان الَّ ب ِذي أُن ب ِ َل فِي ب ِ‬
‫ضب َ‬‫هللا عددز وجددل أمددزل القددرآو لهدددايتنا جميعاددا ‪َ ‬ببه ُر َر َم َ‬
‫ان‪[ ‬البقرة‪.]185 :‬‬ ‫ت ِم َن ال ُهدَى َوالفُرقَ ِ‬
‫اس َو َب ِينَا ٍ‬
‫القُرآنُ هُدًى ِللنَّ ِ‬
‫أمزلي سدبحامي لهددايتنا وهدو يعلدم حالندا وكدل صدور الضدعي لددينا ‪‬قُبل أَن َ لَب ُ‬
‫ض‪[ ‬الفرقاو‪.]6 :‬‬ ‫ت َواألَر ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫الَّذِي يَعلَ ُم الس َِّر فِي ال َّ‬
‫س َم َ‬
‫اب أَن َ لنَاهُ ِإلَيبكَ ُم َ َ‬
‫بارمٌ‬ ‫ولقد طالبنا سبحامي بتدبر القرآو لنال رلى هدايتي ‪ِ ‬كتَ ٌ‬
‫ب‪.]29 : [ ‬‬ ‫ِليَ َّدبَّ ُروا آيَاتِ ِ َو ِليَتَذَك ََّر أُولُو األل َا ِ‬
‫‪ ..‬معم‪ ،‬التدبر المطلوب على حسو الطاقة‪ ،‬والحد األدمى لطاقة أي عاقل يُمئني من‬
‫بلوغ الهداية‪.‬‬
‫ولئن البعض ت وف من التدبر‪ ،‬وألزم مفسدي بأمدي رذا أراد أو يفهدم مدا يقدرأ دال بدد وأو‬
‫يئوو بيني وبين القرآو كتاب تفسير لتوضيح معنى كل كلمة يقرؤها‪ ،‬وكل آية يتلوها‪.‬‬
‫ويعتبددر اإلمددام ابددن تيميددة أو هددها الت ددوف مددن أهدم األسددباب التددي حالددت بددين‬
‫الناس وبين هم القرآو(‪. 1‬‬
‫وعندما عدد اإلمام أبو حامد ال زالي موامع هم القرآو ذكر منها‪ :‬أو يئوو قد‬
‫ظاهرا واعتقد أمي ال معنى لئلمات القرآو رال ما تناولي النقل عن ابدن‬ ‫ا‬ ‫تفسيرا‬
‫ا‬ ‫قرأ‬
‫(‪2‬‬
‫عباس ومجاهد وييرهما ‪.‬‬
‫وياحح اإلمام محمد عبدل – رحمي هللا – هها المفهوم يقول‪:‬‬
‫خاطو هللا بالقرآو من كاو ي زمن التنزيل‪ ،‬ولم يوجي ال طاب رلديهم ل اوصدية‬
‫ي أش اصهم‪ ،‬بل ألمهم من أ راد النوع اإلمسدامي الدهي أمدزل القدرآو لهدايتدي ‪ ..‬يقدول‬
‫تعالى ‪‬يَا أَيؤ َها النَّ ُ‬
‫اس اتَّقُبوا َربَّكُب ُم‪ ‬هدل يُعقدل أمدي يرضدى مندا بدأو ال مفهدم قولدي هدها‪،‬‬
‫ومئتفي بالنظر ي قول ماظر مظر يدي لدم يأتندا مدن هللا وحدي بوجدوب اتباعدي ال جملدة‬
‫وال تفايال؟‬
‫كال‪ ،‬رمي يجو على كل واحد من الناس أو يفهدم آيدات الئتداب بقددر طاقتدي ال درق‬
‫بين عالم وجاهل(‪. 3‬‬
‫ولدديس معنددى هددها هددو تددرك النظددر ددي كتددو التفسددير‪ ،‬بددل المقاددد هددو اللقددال‬

‫‪.67‬‬ ‫(‪ 1‬قاعدة ي ضائل القرآو البن تيمية‬


‫(‪ 2‬رحيال علوم الدين ‪.441/1‬‬
‫‪.11‬‬ ‫(‪ 3‬تفسير الفاتحة وجزل عم لمحمد عبدل‬
‫‪129‬‬

‫المباشر مع القرآو ورعمال العقل ي هم اآليات – هما رجماليا بحسو الطاقة –‬


‫والرجوع رلى التفاسير إلزالة شبهة أو معر ة معنى التبس علينا همي‪.‬‬
‫تحصيل األعر وال واب فقل‪:‬‬
‫ومن المفاهيم التي ينب ي أو تُاحح عند المسلمين قادر وظيفدة القدرآو علدى‬
‫تحايل األجر والثواب والتبرك‪...‬‬
‫المفهوم السدائد أمدي رو كداو لئدل حدرف يقدرؤل المدرل مدن القدرآو لدي بدي عشدر حسدنات‬
‫ليقرأ رذو أكبر قدر ممئن من الحدروف ليدزداد رصديدل مدن الحسدنات‪ ،‬و دي الوقدت مفسدي‬
‫إو تددبر القدرآو والوقدوف عندد معاميدي سديعطل مسديرتي عدن قدرالة أكبدر قددر ممئدن مدن‬
‫اآليددات‪ ،‬ومددن ث د َّم يفوتددي الئثيددر مددن الحسددنات‪ ...‬رذو لنتددرك التدددبر جامباددا لتحقيدده هدددف‬
‫الثواب واألجر!!‬
‫‪ ..‬بمثل هها الفهم ابتعد الئثير عن تدبر القرآو وتسابقوا يما بينهم علدى ختمدي‬
‫ي أقل وقت ممئن خاصة ي شهر رمضاو‪.‬‬
‫وبددالريم مددن أو آيدددات القددرآو وأحاديددث الرسدددول صددلى هللا عليددي وسدددلم تحددث علدددى‬
‫التدددبر والت د أثر‪ ،‬وتددهم مددن يقددرأ القددرآو وال يجدداوز حنجرتددي‪ ،‬رال أو حددو الددنفس للراحددة‬
‫والشعور بالرضا بعد كل رمجاز ( َكمي ينجدزل المدرل مدع القدرآو‪ ،‬جعلهدا تسدتريح لمفهدوم‬
‫أو الهدف من قرالة القرآو هدو تحاديل األجدر والثدواب‪ ،‬وأو هدها الهددف يتحقده بمجدرد‬
‫قرالة األلفاظ دوو تفهم وال تأثر‪.‬‬
‫م ما ال ش يي أو األسهل علدى اإلمسداو القدرالة السدريعة للقدرآو‪ ،‬والتدي قدد‬
‫يشرد معها العقل ي أودية الدميا‪ ،‬يشعر المرل بعد القرالة براحة مفسية لمجدرد‬
‫كبيرا من األرباع واألجزال دوو مجهود يُهكر‪ ،‬يابح هدها الشدعور‬ ‫رمجازل ك اما ا‬
‫دا اعا لي لإلكثار من القرالة خاصة ي شهر رمضاو‪.‬‬
‫‪ ..‬تحول بهل مسار التعامدل مدع القدرآو‪ ،‬وبددالا مدن أو تئدوو قرالتدي وسديلة‬
‫لفهم المقاود مني‪ ،‬أصبحت ياية يتنا س يها المتنا سوو‪.‬‬
‫انسرا في حفظ القرآن‪:‬‬
‫ومن المفاهيم التي كاو لها دور كبير ي ربعداد الدبعض عدن االمتفداع بدالقرآو‪:‬‬
‫قناعتهم بأو أهل القرآو هم حفاظ حرو ي‪ ،‬ب ض النظر عن رب ذل بالعمل بما‬
‫يي‪ ،‬والت له بأخالقي‪ ،‬لينئوَّ كل من يحو القرآو ويطمع ي الدخول دي زمدرة‬
‫أهلي على حف ألفاظي ي أسرع وقت ممئن‪ ،‬إذا ما تم لي ذل تمئنت مدن عقلدي‬
‫ومشاعرل عقيدة بأمي قد أصبح من أهل القرآو‪ ،‬ينتج عن ذلد شدعورل باالكتفدال‬
‫‪‬‬
‫‪130‬‬

‫تجاهي‪ ،‬وت بو داخلي أي ريبة أو شعور باالحتيام رلى الجوامو األخر النا عة‬
‫ي القرآو‪ ..‬يئفيي ما علي‪ ،‬والجهد الهي بهلي‪.‬‬
‫ولقددد مددر علينددا مددن أحددوال الاددحابة مددع القددرآو‪ ،‬وتمهلهددم ددي حفظدي‪ ،‬حتددى‬
‫ظا ومعنى‪ ،‬وريماماا‪ ،‬ويترجمول عمالا‪.‬‬ ‫يحملول لف ا‬
‫يقول اإلمام أبدو بئدر الطرطوشدي‪ :‬وممدا ابتدعدي النداس دي القدرآو االقتادار‬
‫على حف حرو ي دوو التفقي يي‪.‬‬
‫ورو اإلمام مال ي الموطدأ أو عبدد هللا بدن عمدر مئدث علدى سدورة البقدرة‬
‫ثمامي سنين يتعلمها(‪. 1‬‬
‫قراءة الحافظ‪:‬‬
‫ومما أبعد طائفة كبيرة من الحفاظ عن تدبر القرآو واالمتفاع الحقيقي بدي‪ ،‬هدو‬
‫حرصددهم علددى عدددم مسددياو المحفددوظ ق د ‪ ،‬لددهل تددراهم يقددرأوو اآليددات قددرالة‬
‫سريعة بقاد المراجعة وكل همهم هو عدم النسياو أو ال طأ‪.‬‬
‫لهل لو سألت الئثير من الحفاظ‪ :‬كيي تقدرأ القدرآو؟ سديئوو جوابدي المتوقدع‪:‬‬
‫«أقرؤل بطريقة تحا على حفظي لي»‪ ،‬وكدأو الحفد هدو ال ايدة‪ ،‬مدع أو الحفد‬
‫وسيلة مهمة لتيسير االمتفاع بي واستدعائي ي أي وقت‪.‬‬
‫رو المراجعة التي يراجعها الحا ما هي رال آيات القرآو التدي أ ُمدر بتددبرها‪،‬‬
‫والعمل بما يها‪ ،‬ولقد مر علينا أو عبد هللا بن عباس كاو يُقر عبد الدرحمن بدن‬
‫أر أحداا يجد من القشدعريرة مدا يجدد‬ ‫عوف ي خال ة عمر بن ال طاب‪ ،‬قال‪ :‬لم َ‬
‫عبد الرحمن عند القرالة‪.‬‬
‫وللشدديخ محمددد ال زالددي – رحمددي هللا – تعليدده علددى هددهل المسددألة مددن خددالل‬
‫تجربة ش اية مر بها يقول‪ :‬حفظت القرآو وعمري عشدر سدنين‪ ..‬وبداهدةا مدا‬
‫كنت أعى مني شيئاا‪ ..‬وال ريو أو ههل الطريقة ي الحف أللفاظ القرآو صر تني‬
‫معاو كثيرة كنت أمر بها وال أعر ها ‪ ..‬وأما كبير‪ ،‬أقرأ‪ ،‬ولئن ألمدي حفظدت‬ ‫ٍ‬ ‫عن‬
‫الئالم دوو هم للمعندى أجدد مفسدي – دي كثيدر مدن األحيداو – أمضدي دوو هدم‬
‫للمعنى‪ ،‬ألو الحف كاو ي لدو علدى التددبر أو رحسداو الدوعي ‪ ..‬ومدا بددأت أ ئدر‬
‫حتى أكرهت مفسي على أو أعدود دأدقه النظدر دي كدل مدا أقدرأ‪ ،‬وأحمدل مفسدي‬
‫على ترك ههل العادة التي ورثناها مع الحف (‪. 2‬‬

‫‪.206‬‬ ‫(‪ 1‬الحوادث والبدع ألبي بئر الطرطوشي‬


‫‪.32‬‬ ‫(‪ 2‬كيي متعامل مع القرآو‬
‫‪131‬‬

‫حول مفهوم النسيان‪:‬‬


‫من أكبر معينات عدم مسياو القرآو‪ :‬تدبرل‪ ،‬والوقوف عندد معاميدي‪ ،‬مدع األخده‬
‫ي االعتبار قول من قال من العلمال بأو مفهوم النسياو هو ترك العمل بي‪.‬‬
‫اإلمددام أبددو شددامة حمددل األحاديددث الددواردة ددي ذم مسددياو القددرآو علددى تددرك‬
‫العم دل‪ ،‬ألو النسددياو هددو التددرك لقولددي تعددالى‪َ :‬ولَقَببد ع َِهببدنَا ِإلَببى آ َد َم ِم بن قَ ب ُل‬
‫ِي" [طي‪.]115 :‬‬ ‫فَنَس َ‬
‫قال‪ :‬وللقرآو يوم القيامة حالتاو‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬الشفاعة لمن قرأل ولم ينس العمل بي‪.‬‬
‫والثامية‪ :‬الشئاية على من مسية أي تركي تهاوما ولم يعمل بي‪.‬‬
‫قال‪ :‬وال يبعد أو يئوو من تهاوو بي حتى مسى تالوتي كهل (‪.. 1‬‬
‫وأورد القرطبي ي التهكار عن سفياو الثوري قولي‪:‬‬
‫بناس‪ ،‬رذا كاو يحل حاللي‬ ‫وليس من اشتهر بحف شيل من القرآو وتفلت مني ٍ‬
‫ويحرم حرامي‪.‬‬
‫قال القرطبي‪ :‬وهها تأويل حسن جداا و يي توجيي(‪. 2‬‬
‫إذا ما تعلم المرل ما تدل عليي اآليدات التدي يحفظهدا مدن علدم وعمدل ثدم تدرك‬
‫التنفيه إو هها يدخل دي مفهدوم النسدياو‪ ،‬بدل قدد يئدوو أهدم صدورل‪ ،‬وممدا يؤكدد‬
‫ذل قول أبي الدردال‪:‬‬
‫أخاف أو يقال لي يوم القيامة علمدت أم جهلدت؟ دأقول‪ :‬علمدت‪ .‬دال تبقدى آيدة‬
‫ي كتاب هللا آمرل أو زاجرة رال وتسألني ريضتها‪ .‬تسألني اآلمرة هدل ائتمدرت؟‬
‫وتسألني الزاجرة هل ازدجرت؟‬
‫أعوذ باهلل من علم ال ينفع‪ ،‬ومن دعال ال يسمع(‪. 3‬‬
‫أمراض القلوب‪:‬‬
‫ومن المدداخل ال طيدرة علدى الدبعض ريهدامهم بدأمهم ال يادلحوو للتعامدل مدع‬
‫القرآو وتدبرل بسبو ذموبهم وأمراض قلوبهم‪ ،‬وريهدامهم بدأو علديهم التطهدر مدن‬
‫ذل أوالا ثم اإلقبال على الق رآو ‪ ،‬وألو من الاعو على المرل أو يظدن بأمدي قدد‬

‫‪.157‬‬ ‫(‪ 1‬الزواجر البن حجر الهيثمي‬


‫‪.219‬‬ ‫(‪ 2‬التهكار ي أ ضل األذكار‬
‫‪.46‬‬ ‫(‪ 3‬حديث القرآو عن القرآو‬
‫‪‬‬
‫‪132‬‬

‫وصل لمرحلة التطهر والشفال من أمراض قلبي‪ ،‬لهل ستظل هدهل الشدبهة تشدئل‬
‫حجاباا‪ ،‬وعائقاا يعوقي عن االمتفاع بالقرآو‪.‬‬
‫ولو تأملنا حديث القرآو عن القرآو سنجد أو من أهم صفات هها الئتاب أمي‪:‬‬
‫شدفال لمددا دي الادددور ‪ ..‬والشددفال رممدا يئددوو للمدريض ولدديس للاددحيح‪ ،‬أي أو‬
‫القرآو هو الدوال الهي يطهر قلوبنا‪ ،‬وأو الهي يظن بعددم صدالحيتي للتعامدل مدع‬
‫القرآو بسبو مرض قلبي هو أولى الناس بالقرآو‪..‬‬
‫باس قَبد َعبا َءتكُم َّمو ِع َإبةٌ ِمبن َّربِكُبم َو ِ بفَا ٌء ِل َمبا فِبي‬‫‪ ..‬يقول ربنا‪ :‬يَا أَيؤ َهبا النَّ ُ‬
‫ين‪[ ‬يومس‪.]57 :‬‬ ‫ُور َوهُدًى َو َرح َمةٌ ِلل ُمم ِمنِ َ‬ ‫صد ِ‬ ‫ال ؤ‬
‫ثم رمنا مجد ي السيرة أو صناديد الئفر ‪ ..‬العتاة والمتئبرين أمثال أبدي جهدل‪،‬‬
‫والوليد بن الم يرة‪ ،‬وعتبة بن ربيعدة قدد تدأثروا بدالقرآو‪ ،‬وخدا وا أو يبلدس تدأثيرل‬
‫آن‬‫الناس يؤمنوا بي‪ ،‬ويضيع ملئهم وسيادتهم‪ ،‬لهل قالوا‪ :‬الَ تَس َمعُوا ِل َهذَا القُبر ِ‬
‫ون‪ [ ‬الت‪.]26 :‬‬ ‫َوالغَوا ِفي ِ لَ َعلَّكُم تَغ ِل ُ َ‬
‫ولسنا هنا مقلدل مدن شدأو تدأثير المعاصدي وأمدراض القلدوب علدى هدم القدرآو‬
‫والتأثر بي‪ ،‬ال ش أو القلو كلما طهر‪ ،‬كاو تأثرل أسرع‪ ،‬و ي مفس الوقت دإو‬
‫القلو المريض رذا ما أقبل على القرآو يريد مني الشفال‪ ،‬إو استمرار تعرضي لي‬
‫يرا‪ ،‬ثدم‬ ‫كفيل – بإذو هللا‪ -‬بأو يحددث لدي التدأثر الدهي يبددأ دي ال الدو لحظيادا ويسد ا‬
‫يزداد شيئاا شيئاا بمداومة القرالة بتفهم وترتيل وتباك‪.‬‬
‫هللا يُح ِيبي األَر َ‬
‫ض َبعب َد‬ ‫ويئفي ي تأكيد هها المعندى قولدي تعدالى‪ :‬اع َل ُمبوا أَ َّن َ‬
‫ون‪[ ‬الحديد‪.]17 :‬‬ ‫َموتِ َها قَد بَيَّنَّا لَ ُك ُم اآلَيَا ِ‬
‫ت لَعَلَّكُم تَع ِقلُ َ‬
‫يقددول الحددا ابددن كثيددر ددي تفسدديرل لهددهل اآليددة‪ :‬يددي رشددارة رلددى أو هللا تعددالى يلددين‬
‫القلوب بعد قسوتها‪ ،‬ويهددي الحيدار بعدد ضدلتها‪ ،‬ويفدرم الئدروب بعدد شددتها‪ ،‬ئمدا‬
‫يحيددى األرض الميتددة المجدبددة الهامدددة بال يددث الهتدداو الوابددل‪ ،‬كددهل يهدددي القلددوب‬
‫القاسية ببراهين القرآو والدالئل ويولج رليهدا الندور بعدد أو كامدت مقفلدة ال يادل رليهدا‬
‫الواصل(‪. 1‬‬
‫ومع هها كلي يبقى مدرض الئبدر هدو العدائه األكبدر أمدام االمتفداع بدالقرآو ألو‬
‫المتئبر ي ال الو ال يستشعر حاجتي رليي‪ ،‬ومن ثم لن يُقبل عليي طالباا الشفال‪.‬‬
‫قراءتان للقرآن‪:‬‬

‫(‪ 1‬تفسير القرآو العظيم ‪.280/4‬‬


‫‪133‬‬

‫ومن المدداخل المبُعددة للدبعض عدن القدرآو تادورهم بأمدي يمئدنهم الجمدع بدين‬
‫القرالة السريعة للقدرآو بدال تددبر وال تدأثر ب يدة تحاديل األجدر والثدواب‪ ،‬وبدين‬
‫قرالة القرآو بتددبر وتدأثر‪ ،‬وذلد مدن خدالل ت ادي ختمدة للقدرالة السدريعة‪،‬‬
‫وختمة للتدبر‪ ،‬وال بأس من المئدث مدع ختمدة التددبر وقتادا طدويالا‪ ،‬ولدو اسدتمرت‬
‫سنوات وسنوات‪.‬‬
‫‪ ..‬هددها المدددخل مددن أخطددر المددداخل ألمددي يددؤدي رلددى اسددتمرارية المددرل ددي‬
‫التعامددل مددع القددرآو باددورة شددئلية دوو االمتفدداع الحقيقددي بددي‪ ،‬مددع عدددم شددعورل‬
‫بتأميو الضمير تجال ههل القرالة السريعةض ألمي يعلم أو ختمة التدبر سدتر ع عندي‬
‫حرم القرالة بال هم‪.‬‬
‫‪ ..‬ومددن المتوقددع لمددن يقتنددع بهددها أو تئددوو القددرالة السددريعة هددي ال البددة علددى‬
‫صدا‪ ،‬وألمهدا كدهل ت ُشدعرل بالرضدا‬ ‫كبيرا‪ ،‬وال جهداا خا ا‬ ‫قرالتي ألمها ال تئلفي وقتاا ا‬
‫عن مفسي‪ ،‬وتحقيه ذاتي كلما امتهى من قرالة سورة أو جزل‪...‬‬
‫أمددا ختمددة التدددبر هددي تحتددام رلددى قددرالة هادئددة‪ ،‬مترسددلة‪ ،‬مددع رعمددال العقددل لفهددم‬
‫المراد من ال طاب ‪-‬ولو ه امدا رجماليادا‪ -‬هدها بدال شد ال يدريح الدنفس‪ ،‬وربمدا حاولدت‬
‫التهددرب منددي‪ ،‬والتسددويي ددي القيددام بددي باعتبددار أو هندداك باباددا آخددر للقددرالة السددريعة‬
‫المريحة مفتو احا أمامها‪.‬‬
‫وألو خيدددر الهددددي هدددو هددددي محمدددد صدددلى هللا عليدددي وسدددلم‪ ،‬وخيدددر النمددداذم‬
‫التطبيقية هو مموذم الاحابة رضواو هللا عليهم‪ ،‬داعلم ‪-‬أخدي‪ -‬أمدي لدم َيدرد عدن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليي وسلم‪ ،‬وال عن صحابتي الئرام أمهدم كداموا ي اادوو‬
‫ختمة للتدبر‪ ،‬وختمة للقرالة السدريعة‪ ،‬بدل كامدت قدرالة واحددة تبحدث عدن الفهدم‬
‫والتأثر‪.‬‬
‫التعمق في المعنى‪:‬‬
‫ومددن المددداخل ال طيددرة علددى الددبعض ‪-‬وب اصددة مددن أراد االمتفدداع بددالقرآو‪-‬‬
‫قندداعتهم بضددرورة الوقددوف عنددد كددل كلمددة ددي القددرآو‪ ،‬واالجتهدداد ددي معر ددة‬
‫معناها‪ ،‬والتعمه يها‪ ،‬ومن ثد َّم ال تتجداوز حاديلة القدرالة بضدع آيدات‪ ،‬ويادبح‬
‫القدرآو وكأمدي ي اطدو عقلدي قد ‪ ،‬دوو أو يددؤثر دي قلبدي‪ ،‬تادير ثمدرة قرالتدي‬
‫مجرد زيادة ي معار ي العقلية دوو زيادة لإليماو ي قلبي‪ ،‬مما يجعلي ‪-‬بعدد مددة‬
‫من الزمن‪ -‬يمل من ههل الطريقة‪ ،‬ويتسرب رليي الشعور بالندم على وات األجر‬
‫الهي كاو سيحالي حين يقرأ جز الا أو جزلين ي هها الوقت‪ ،‬ومن ثد َّم دإو هدها‬
‫الشعور سيد عي للعودة رلى القرالة السريعة مرة أخر ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪134‬‬

‫وصايا الصحابة‪:‬‬
‫عددن أمددس بددن مال د أو عمددر بددن ال طدداب قددرأ علددى المنبددر ‪َ ‬وفَا ِك َهببةً َوأَ ًّبببا‪‬‬
‫[عبس‪ ،]31 :‬قال‪ :‬ههل الفاكهة قد عر ناها‪ ،‬ما األب؟‬
‫ثم رجع رلى مفسي قال‪ :‬رو هها هو التئلي يا عمر‪.‬‬
‫و ي رواية‪ :‬هها لعمر هللا التئلي‪ ،‬اتبعوا ما تبين لئم من هها الئتاب(‪. 1‬‬
‫ومن أقوال عبد هللا بن مسعود‪:‬‬
‫تعلمدوا قبددل ذهداب العلددم‪ ،‬دإو مددن ورائئدم قو امددا يددعومئم رلددى كتداب هللا وقددد‬
‫مبهول ورال ظهورهم‪ ،‬تعلموا قبل ذهاب العلم‪ ،‬ورياكم والتبدع‪ ،‬ورياكم والتنطدع‪،‬‬
‫ورياكم والتعمه‪ ،‬وعليئم بأمركم العتيه(‪. 2‬‬
‫المطلوب أو ممرر ما ال مفهمي ومئتفي بدالفهم اإلجمدالي ‪-‬حسدو الطاقدة‪ -‬بدي‬
‫سيتحقه الهداية بمشيئة هللا‪.‬‬
‫ولقددد مددر علينددا أمددي لمددا وقددع الندداس ددي أمددر عثمدداو رضددي هللا عنددي قددال عبددد‬
‫الرحمن بن أبز أل ُبي ابدن كعدو رضدي هللا عندي‪ :‬أبدا المندهر مدا الم درم؟ قدال‪:‬‬
‫كتاب هللا‪ ،‬ما استباو ل اعمل بي وامتفع‪ ،‬وما اشتبي علي ئلي رلى عالمي(‪. 3‬‬
‫هل يمكننا التأثر بكل آية؟!‬
‫‪ ..‬البعض ممن وضعوا التدبر والتأثر هد اا لهم ال يرضوو بأو تمر عليهم آية‬
‫بدددوو تددأثر أو امفعددال‪ ،‬مددع أو هددها ييددر مطلددوب‪ ،‬ددالمطلوب هددو تدددبر رجمددالي‪،‬‬
‫وترتيل‪ ،‬وتبداك‪ ،‬ثدم امتظدار للتدأثر الدهي ال يمئدن توقدع موضدع حدوثدي‪ ،‬ألو هدها‬
‫األمر ليس بأيدينا‪ ،‬بل هو منحة مدن هللا عدز وجدل يمنحهدا لمدن يئثدر مدن اإلقبدال‬
‫على القرآو بإماات وتركيدز ملتمسدا الهدد ‪ ،‬وال يمئدن ألحدد أو يتوقدع موضدع‬
‫التأثر‪.‬‬
‫ومع ذل تر البعض يريد التأثر مع كل آية تجدل يئرر اآلية مرات ومرات‬
‫حتى يحدث التأثر‪ ،‬ينتج عن ذل ُمئثي وقتاا طويالا مع بضع آيات من القرآو‪.‬‬
‫يفاجأ أمي بعد مرور أيام كثيرة لم تتجاوز قرالتي عدة صفحات‪ ،‬يددخل عليدي‬
‫الشيطاو من باب أمي بهل قد هجر القرآو ألمي لن ي تمي رال ي عدة شهور – رو‬

‫(‪ 1‬ضائل القرآو ألبي عبيد ‪.376‬‬


‫(‪ 2‬ضائل القرآو للمست فري ‪.182/1‬‬
‫‪.170‬‬ ‫(‪ 3‬م تار قيام الليل لمحمد بن مار‬
‫‪135‬‬

‫ختمي – ويستحثي ي ضرورة العودة للقرالة السريعة‪.‬‬


‫ويزداد رلحاح الشيطاو عليي بترك التدبر عندما تحول الظروف بيندي وبدين‬
‫القددرالة بضددعة أيددام‪ ،‬ددإذا مددا عدداد رلددى القددرآو دخددل عليددي الشدديطاو مددن بدداب‬
‫ت ويفددي مددن هجددر القددرآو‪ ،‬يوهمددي بضددرورة اإلسددراع ددي القددرالة بفهددم أو‬
‫بدوو هم إلدراك ما اتي ‪.‬‬
‫مدة الختم‪:‬‬
‫ومددن المددداخل ال ُمبْعدددة كددهل اقتندداع الددبعض بضددرورة خددتم القددرآو ددي مدددة‬
‫هاجرا لي‪ ،‬يؤدي ذلد رلدى اإل دراط‬ ‫ا‬ ‫أقااها شهر أو أربعوو يوما حتى ال يئوو‬
‫ددي سددرعة القددرالة ددي بعددض األيددام حتددى يتسددنى لددي خددتم القددرآو خددالل المدددة‬
‫المحددة‪ ،‬وبالتالي تقل رصة التدبر والتأثر‪...‬‬
‫أخرم ابن أبي داود عن مئحول قولي‪ :‬كاو أقويال أصدحاب رسدول هللا صدلى‬
‫هللا عليددي وسددلم يقددرلوو القددرآو ددي سددبع‪ ،‬وبعضددهم ددي شددهر‪ ،‬وبعضددهم ددي‬
‫شهرين‪ ،‬وبعضهم ي أكثر من ذل (‪. 1‬‬
‫ويقول محمد أبو شهبة ي كتابي «المدخل لدراسة القرآو الئريم»‪:‬‬
‫وليس ي الحديث ‪-‬الهي قال يي رسول هللا صلى هللا عليدي وسدلم لعبدد هللا بدن‬
‫عمرو بدن العدا ‪« :‬اقبرأ القبرآن فبي أربعبين»‪ -‬مدا يددل علدى كراهدة ال دتم دي‬
‫أكثر من أربعين‪ ،‬والعبارة ليست حاصرة حتى يئدوو مدا عدداها لديس مدن سدنتي‪،‬‬
‫وياية ما يدل عليي أو ذل كاو حالة من حاالتي‪ ،‬أو أمي كاو ال الو منها(‪. 2‬‬
‫ولدديس معنددى هددها هددو التراخددي ددي قددرالة القددرآو وختمددي‪ ،‬بددل العئددس هددو‬
‫المطلوب‪.‬‬
‫القرآو دوال متئامل يبدأ من سورة الفاتحة وينتهي عند سدورة النداس‪ ،‬وكلمدا‬
‫تناول المرل هها الدوال بئثرة وبطريقة صحيحة تسارع شفاؤل وبرؤل‪.‬‬
‫المطلوب رذو‪ :‬هو االمش ال بالقرآو‪ ،‬واإلكثار من تالوتي‪ ،‬ولئن دوو وجدود‬
‫مدة ال تم كسيي مسل على الرقاب‪ ،‬ليتسنى للقار التدبر والتأثر‪ ،‬وااليتراف‬
‫من منابع القرآو اإليمامية‪ ،‬وتناول دوائي باورة صحيحة‪.‬‬
‫السما عندى أفضل!!‬

‫(‪ 1‬اإلتقاو ي علوم القرآو للسيوطي ‪.104/1‬‬


‫‪.438‬‬ ‫(‪ 2‬المدخل لدراسة القرآو الئريم‬
‫‪‬‬
‫‪136‬‬

‫ومما أبعد البعض عن االمتفاع الحقيقدي بدالقرآو ظندي أمدي يتدأثر بالسدماع أكثدر‬
‫من تأثرل بالقرالة‪ ،‬ومدن ثد َّم إمدي يهمدل القدرالة‪ ،‬هدو ‪-‬كمدا يقدول‪ -‬يجدد قلبدي عندد‬
‫سماع الو و الو من المقرئين‪ ..‬ولو كاو التأثر بالمعنى هدو ال ُمسدبو لدهل عندد‬
‫سن هها األمر‪ ،‬وكيي ال‪ ،‬والتأثر بالمعنى مدع الادوت الحسدن ينبدت‬ ‫السماع‪ ،‬لح ُ‬
‫اإليماو ي القلو يقول ابن تيمية‪:‬‬
‫كاو عمر بن ال طاب يقول ألبي موسى األشعري‪ :‬يا أبا موسدى ذكرمدا ربندا‪،‬‬
‫يقددرأ وهددم يسددمعوو ويبئددوو‪ .‬وكدداو أصددحاب محمددد صددلى هللا عليددي وسددلم رذا‬
‫اجتمعوا أمروا واحداا منهم أو يقرأ القرآو والباقي يستمعوو‪.‬‬
‫ويقدددول‪ :‬ولهدددها السدددماع مدددن المواجيدددد العظيمدددة‪ ،‬واألذواق الئريمدددة‪ ،‬ومزيدددد‬
‫المعارف واألحوال الجسيمة ما ال يسعي ال طاب‪ ،‬وال يحويي كتداب‪ ،‬كمدا أو دي‬
‫تدبر القرآو وتفهمي من مزيد العلم واإليماو ما ال يحي بي بياو(‪. 1‬‬
‫ولقد أعطى لنا القرآو مموذ اجا للسماع الاحيح الناتج عدن تددبر المعندى ‪َ ‬و ِإذَا‬
‫ق‬ ‫سو ِل تَ َرى أَعيُنَ ُهم تَ ِف ُ‬
‫يض ِم َن الدَّم ِ ِم َّما ع ََرفُوا ِم َن ال َح ِ‬ ‫الر ُ‬‫س ِمعُوا َما أُن ِ َل إِلَى َّ‬ ‫َ‬
‫ِين‪[ ‬المائدددة‪ ]83 :‬بئدداؤهم – كمددا يقددول‬ ‫َ‬ ‫يَقُولُب َ‬
‫بون َربَّنَببا آ َمنَّببا فاكت ُ نَببا َمب َ ال َّ‬
‫شببا ِهد َ‬
‫(‪2‬‬
‫الطرطوشي – رمما كاو لما همول من معاميي ‪.‬‬
‫أما رذا كاو التأثر مات اجا عن صوت القار وتطريبي بالقرآو دوو المعنى هندا‬
‫تئمن المشئلة‪.‬‬
‫ألو التطريو ورو كاو يستثير المشداعر رال أمدي قدد يسدتثيرها دي أمدور كامندة‬
‫لديها ال ت دم اإليماو‪ ،‬اإليماو ينشأ عند استثارة المشاعر مع هدم مدا دلدت عليدي‬
‫القرالة‪.‬‬
‫يقول بئر أبو زيد‪:‬‬
‫رمما التعبد أو يتحرك (قلو العبدد رلدى كدالم هللا ومدا يدي مدن العظدة والعبدرة‪،‬‬
‫والتهكير بالماير وبالجنة والنار‪ ،‬وعظيم الحئم واألحئام‪.‬‬
‫أما لو تحرك عند قرالة القرآو طربدا لمجدرد حسدن الادوت‪ ،‬دوو مدا يحملدي‬
‫من آيات القرآو الئريم‪ ،‬هها ليس من التعبد(‪. 3‬‬
‫القلو قد يئوو يي محبة هلل ومحبة ل يرل‪ ،‬وخشية لدي وخشدية ل يدرل‪ ،‬دإذا مدا‬
‫‪.74 ،73‬‬ ‫(‪ 1‬التحفة العراقية ي األعمال القلبية‬
‫‪.191‬‬ ‫(‪ 2‬الحوادث والبدع‬
‫‪ 78 ،77‬بتارف يسير‪.‬‬ ‫(‪ 3‬هجر القرآو‬
‫‪137‬‬

‫تدأثرا بمدا‬
‫سمع المرل القرآو وهو يُقرأ بالتطريو والاوت الحسن‪ ،‬إمي قد يجدد ا‬
‫يسددمعي‪ ،‬ويظددن أو هددها كلددي مددن دواعددي محبددة هللا وخشدديتي‪ ،‬بددل هددي مشدداعر‬
‫ممتزجددة (ولدديس كددل مددا حددرك الئددامن ددي النفددوس‪ ،‬يئددوو مبا احددا ددي حئددم هللا‬
‫ورسولي (‪. 1‬‬
‫إو قلت‪ :‬ألم يدرد دي السدنة اسدتحباب سدماع القدرآو مدن أصدحاب األصدوات‬
‫الحسنة؟!‬
‫‪ ..‬معم‪ ،‬ورد ذل ليئوو أدعى لتفهم القرآو والتأثر بمعاميي‪.‬‬
‫يقول ابن كثير‪ :‬المطلوب شر اعا رمما هو التحسين بالاوت الباعث على تددبر‬
‫القرآو و همي‪ ،‬وال شوع وال ضوع واالمقياد للطاعة‪.‬‬
‫أمدددا األصدددوات بالن مدددات المحدثدددة المركبدددة علدددى األوزاو واألوضددداع الملهيدددة‬
‫والقداموو الموسديقائي‪ ،‬ددالقرآو يندزل عدن هددها‪ ،‬وي ُجدل ويُعظدم أو يسددل دي أدائدي هددها‬
‫المههو وقد جالت السنة بالزجر عن ذل (‪. 2‬‬
‫عن عابس ال فاري قال‪ :‬سمعت رسول هللا صلى هللا عليي وسلم يت وف على أمتدي‬
‫ست خاال‪.‬‬
‫رمرة الادبياو‪ ،‬وكثدرة الشد َرط‪ ،‬والرشدوة دي الحئدم‪ ،‬وقطيعدة الدرحم‪ ،‬واسدت فاف‬
‫ومشوا يت دهوو القدرآو مزاميدر يقددموو أحددهم لديس بأ ضدلهم دي الددين ولئدن‬ ‫ا‬ ‫بالدم‪،‬‬
‫(‪3‬‬
‫يقدمومي لي نيهم بي ينال» ‪.‬‬
‫و ي حديث آخر‪ ،‬قال صلى هللا عليي وسلم‪:‬‬
‫«بادروا باألعمال ستاا‪ :‬رمارة السفهال‪ ،‬وكثرة الش َرط‪ ،‬وبيع ال ُحئم‪ ،‬واست فا ا‬
‫ومشدوا يت دهوو القدرآو مزاميدر‪ ،‬يقددَّموو أحددهم لي نديهم‪،‬‬
‫ا‬ ‫بالدم‪ ،‬وقطيعة الرحم‪،‬‬
‫(‪4‬‬
‫ورو كاو أقلهم ق اها» ‪.‬‬
‫***‬

‫‪. 472‬‬ ‫مزهة األسماع ي مسألة السماع من مجموع رسائل ابن رجو‬ ‫(‪1‬‬
‫‪.115 ،114‬‬ ‫ضائل القرآو البن كثير‬ ‫(‪2‬‬
‫روال أحمد والبزار والطبرامي ي األوس والئبير‪ ،‬وقال الهيثمي‪ :‬و ي رسناد أحمد‪ :‬عثماو بن عمير‬ ‫(‪3‬‬
‫البجلي وهو ضعيي‪ ،‬وأحد رسنادي الئبير رجالي رجال الاحيح‪ ،‬امظر مجمع الزوائد ‪.245/5‬‬
‫(‪. 2812‬‬ ‫صحيح‪ ،‬روال الطبرامي‪ ،‬وصححي األلبامي ي صحيح الجامع‪،‬‬ ‫(‪4‬‬
‫الفصل الساب‬

‫كيف يحد الوصال‬


‫بين القلب والقرآن؟!‬
‫‪139‬‬

‫كيف يحد الوصال‬


‫بين القلب والقرآن؟!‬
‫عندما متفئر ي أسباب عدم امتفاعنا بالقرآو – السابه ذكرها – إمندا سدندرك‬
‫أو عددودة األمددة رلددى القددرآو أمددر يايددة ددي الاددعوبة‪ ،‬وكيددي ال وقددد اسددتقر ددي‬
‫وتئدوو حداجز مفسدي‬ ‫َّ‬ ‫األذهاو‪ ،‬و ي العقدل البداطن‪ ،‬صدورة مبتدورة عدن القدرآو‪،‬‬
‫سمي بدين العقدل وبدين اآليدات المسدموعة والمقدرولة‪ ،‬وكأمهدا بل دة أخدر ييدر‬
‫الل ة التي منطقها‪ ،‬حتى ارتضدى العقدل أال يبدهل أي محاولدة لفهدم المدراد منهدا ‪..‬‬
‫هها الحاجز – كما أسلفنا ‪ -‬يبدأ ي التئوو داخل المسلم منه معومة أظا رل ‪..‬‬
‫لقد توارثت األمة ‪ -‬جديال بعدد جيدل‪ -‬هدها التعامدل ال داطي مدع القدرآو‪ ،‬ورسدخ دي‬
‫األذهدداو مفدداهيم خاطئددة حددول الطريقددة المثلددى ل دمتددي‪ ،‬وأو يايددة المطلددوب منددي ه دو‬
‫رتقاو تالوتي‪ ،‬وحفد حرو دي‪ ،‬وكثدرة قرالتدي لتحاديل األجدر والبركدة دوو ربد هدها‬
‫كلددي بمعاميددي‪ ..‬مددع أو الناددو القرآميددة واضددحة الداللددة بددأو المقاددود مددن قددرالة‬
‫القرآو‪ :‬همة وتدبرل‪ ،‬والفقي يي والعمل بدي‪ ،‬ومدا الدتالوة والسدماع والحفد رال وسدائل‬
‫لالمتفاع بئنوزل‪ ،‬كما قال بعض السلي‪ :‬مزل القرآو ليُعمل بي‪ ،‬ات دهوا تالوتدي عمدال‪،‬‬
‫ولهها ‪-‬كما يقول ابن القيم‪ -‬كاو أهل القرآو هم العالموو بي ‪ ،‬والعداملوو بمدا يدي‪ ،‬ورو‬
‫لم يحفظول عن ظهر قلو‪.‬‬
‫وأما من حفظي ولدم يفهمدي‪ ،‬ولدم يعمدل بمدا يدي‪ ،‬لديس مدن أهلدي ورو أقدام حرو دي رقامدة‬
‫السهم (‪. 1‬‬
‫مع قوة ووضوح وكثرة النادو الدالدة علدى ذلد رال أمهدا لدم تقدع مواقعهدا‬
‫الاحيحة ي النفوس‪.‬‬
‫مددا الحددل ر ذو ويالبيددة المسددلمين لددم يعددودوا يدددركوو قيمددة القددرآو الحقيقيددة‪،‬‬
‫بين ‪ ‬يَهبدِي بِب ِ هللاُ َم ِ‬
‫بن اتَّ َب َ‬ ‫بور َو ِكتَ ٌ‬
‫باب ؤم ِ ٌ‬ ‫ومقاد مزولدي ‪‬قَبد َعبا َءكُم ِم َ‬
‫بن هللاِ نُ ٌ‬
‫ور ِب ِإذنِب ِ َويَهبدِي ِهم ِإلَببى‬ ‫بن ال ؤإلُ َمببا ِ‬
‫ت ِإلَبى النؤب ِ‬ ‫سبلَ ِم َويُخب ِبر ُع ُهم ِمب َ‬ ‫ِرمب َبوانَ ُ ُ‬
‫سب ُ َل ال َّ‬
‫ِص َراطٍ ؤمستَ ِق ٍيم‪[ ‬المائدة‪.]16 ،15 :‬‬
‫‪ ...‬رمي أمر ياية ي الاعوبة أو يئوو دوال أحدما ي يديي‪ ،‬ثم يُعدرض عندي‪،‬‬
‫ليترك المرض يفت بجسدل ويهلئي‪.‬‬
‫‪ ...‬الئثير منا يشئو مرض قلبي وضعي ريمامي‪ ،‬إو دللتي على القرآو‪ ،‬ال تجد‬

‫(‪ 1‬زاد المعاد البن القيم (‪. 338 ،337 /1‬‬


‫‪‬‬
‫‪140‬‬

‫لئلمات أي وقع ريجابي ي مفسي‪ ،‬وكيي ال والاورة الههنية التي تقفز ل ذهاو‬
‫عند الحديث عن القرآو صورة ماقاة مشدوهة ال تُعطدي لهدها الئتداب رال قدسدية‬
‫شئلية ق ‪ ،‬وال ترب بيني وبين وظائفي الحقيقية ي الت يير والشفال‪.‬‬
‫انيمان أوالً‪:‬‬
‫رذا ما ش َّ انا حالنا مع القرآو‪ ،‬وبحثنا عن السبو الرئيس لهها الوضع الشداذ‬
‫لوجدمال – كما أسلفنا – ماب اعا من ضعي اإليماو بقيمة القرآو وقدرتدي الفدهة علدى‬
‫رمشال اإليماو ورحداث الت يير‪.‬‬
‫ومما يؤكد هها المعنى قول عبد هللا بن عمر‪:‬‬
‫لقد عشنا برهة من دهرما ورو أحدما ليؤتي اإليماو قبل القرآو‪ ،‬وتنزل السورة‬
‫علدى محمددد صدلى هللا عليددي وسددلم ندتعلم حاللهددا وحرامهددا ومدا ينب ددي أو يوقدي‬
‫عندل منها كما تتعلموو أمتم القرآو اليدوم‪ ،‬ولقدد رأيدت اليدوم رجداالا يدؤتي أحددهم‬
‫القرآو قبل اإليماو يقرأ ما بين اتحة الئتاب رلى خاتمتي ما يدري مدا آمدرل‪ ،‬وال‬
‫زاجرل‪ ،‬وما ينب ي أو يوقي عندل‪ ،‬وكل حرف ينادي‪ :‬أما رسول هللا رلي لتعمدل‬
‫بي‪ ،‬وتتع بمواعظي‪.‬‬
‫و ي رواية‪ :‬يقرأ ما بين اتحتي رلى خاتمتي‪ ،‬وال يدري ما آمرل‪ ،‬وما زاجرل‪،‬‬
‫وما ينب ي أو يوقي عندل ينثر مثر الدقل(‪. 1‬‬
‫يقول الدوسري‪ :‬اإليماو الهي أشار رليي ابن عمر رضي هللا عني (ورو أحددما‬
‫يؤتي اإليماو قبل القرآو‪ ..‬هو اإليماو بأو القرآو رمما أُمزل لتددبر آياتدي والعمدل‬
‫بما يي‪.‬‬
‫وذلد اإليمدداو هددو الددهي د ددع الاددحابة رضددواو هللا علدديهم لتحقيدده النادديحة‬
‫لئتاب هللا على ذل الوجي‪ ،‬ئاموا دور مدزول السدورة أو اآليدة يبدادروو لتعلمهدا‬
‫والعمدل بهدا‪ ،‬كمددا قدال ابدن عمددر دي حديثددي السدابه‪ :‬وتندزل السددورة علدى محمددد‬
‫صلى هللا عليي وسلم نتعلم حاللها وحرامها وما ينب ي أو مقي عندل منها‪.‬‬
‫ضا‪ :‬أو سبو التقاير دي العمدل بئتداب هللا يرجدع رلدى‬ ‫وأ اد قول ابن عمر أي ا‬
‫عدم تمئن ذل اإليماو من القلوب (ولقدد رأيدت رجداالا يدؤتي أحددهم القدرآو قبدل‬
‫اإليماو‪ ،‬يقرأ ما بين اتحة الئتاب رلى خاتمتي مدا يددري مدا آمدرل وال زاجدرل‪..‬‬

‫(‪ 1‬روال الحاكم ي المستدرك – كتاب اإليماو وقال هها حديث صحيح على شرط الشي ين‪.‬‬
‫‪141‬‬

‫(‪ 1‬الاحابة حين أوتوا اإليماو بقيمة القرآو (لم يئومدوا يقرؤومدي بقادد الثقا دة‬
‫واال طالع‪ ،‬وال بقاد التهوق والمتاع ‪ ..‬لم يئن أحدهم يتلقدى القدرآو ليسدتئثر بدي‬
‫من زاد الثقا ة حسو‪ ..‬ورمما كاو يتلقى القرآو ليعرف أمر هللا ي خاصدة شدأمي‬
‫وشأو الجماعة التي يعي يها‪ ،‬وشأو الحياة التي يحياها هدو وجماعتدي ‪ ..‬يتلقدى‬
‫األمر ليعمل بي ور سماعي‪ ،‬كما يتلقى الجندي ي الميدداو األمدر اليدومي ليعمدل‬
‫بي ور تلقيي (‪. 2‬‬
‫نق ة ال داية الصحيحة‪:‬‬
‫رو اإليماو بقيمة الشيل – أي شيل – هو الهي يولد االمبهار بي‪ ،‬واالستسدالم‬
‫لي‪ ،‬و دتح منا ده االسدتماع والتلقدي مندي‪ ،‬و العئدس صدحيح عددم اإليمداو بالشديل‬
‫يد ع إليالق منا ه االستماع لي‪ ،‬وعدم االكتراث بي‪.‬‬
‫بمثل هها تحدث عيسى عليي السالم لبني رسرائيل‪َ ... :‬قد ِعئتُكُم ِبآيَ ٍة ِمن َّر ِب ُكم‬
‫ين َك َهيئَ ِة ال َّي ِر فَبأ َنفُ ُخ فِيب ِ فَيَكُبونُ َطي ًبرا بِب ِإذ ِن هللاِ َوأُب ِبر ُ‬
‫ئ‬ ‫ق لَكُم ِم َن ال ِ ِ‬ ‫أَنِي أَخلُ ُ‬
‫ون فِبي‬ ‫ص َوأُح ِيي ال َموتَى ِب ِإذ ِن هللاِ َوأُنَ ئُكُم ِب َما تَأ ُكلُ َ‬
‫ون َو َمبا تَبد َِّخ ُر َ‬ ‫األَك َم َ َواألَب َر َ‬
‫ين‪[ ‬آل عمراو‪.]49 :‬‬ ‫بُيُو ِتكُم ِإ َّن ِفي ذَ ِلكَ آلَ َيةً لَّكُم ِإن كُنتُم ؤمم ِم ِن َ‬
‫أرأيت أخي القار بماذا ختمت اآلية؟!‬
‫ين‪ ،‬دإو لدم تئومدوا مدؤمنين بدي كرسدول‬ ‫آليَةً َّلكُم ِإن كُنتُم ؤمم ِمنِ َ‬‫‪ِ ‬إ َّن فِي ذَ ِلكَ َ‬
‫لن تستقبلوا هها اآليات استقباال صحي احا‪.‬‬
‫ومفس األمر بالنسبة للقرآو إو لم يدزدد اإليمداو بقيمدة القدرآو‪ ،‬وبالهددف مدن‬
‫يي‪.‬‬ ‫مزولي‪ ،‬وبأمي قادر – بإذو هللا – على امتشالنا من الوحل الهي م و‬
‫‪ ..‬رو لم يحدث هها إو أي كالم يقدال عدن تددبر القدرآو‪ ،‬والتمهدل دي حفظدي‪،‬‬
‫وضرورة الت له بأخالقي لن يجد االستجابة الئا ية ي مفوس مستمعيي ‪..‬‬
‫‪ ..‬من هنا مقول بأو مقطة البداية الادحيحة لالمتفداع بدالقرآو هدي العمدل علدى‬
‫زيادة اإليماو بي ي القلوب‪ .‬كما يقول اإلمام الب اري‪ :‬ال يجد طعمي رال من آمن‬
‫بي‪.‬‬
‫ئلما ازداد اإليماو‪ :‬ازداد التلهي لإلقبال عليي‪ ،‬واالستسالم لي‪ ،‬واالمجهاب محدول‪،‬‬
‫واالمش ال بي‪.‬‬

‫‪.583 ،582‬‬ ‫(‪ 1‬عظمة القرآو للدوسري‬


‫(‪ 2‬معالم ي الطريه ‪.15 ،14‬‬
‫‪‬‬
‫‪142‬‬

‫ئيي لنا أو مترجم هها الئالم النظري رلى واقع عملي‪ ،‬ليحدث الوصال بين القلو‬
‫والقرآو؟!‬
‫هناك ثالثة محاور ينب ي أو مسير يها مجتمعي حتى يتحقده لندا – بمشديئة هللا‬
‫– الهدف الهي مابو رليي‪.‬‬
‫ههل المحاور هي‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬تقوية الريبة والدا ع لالمتفاع الحقيقي بالقرآو‪.‬‬
‫ثامياا‪ :‬صدق اللجول رلى هللا واإللحاح عليي لتيسير امتفاعنا بالقرآو‪.‬‬
‫ثالثادا‪ :‬اإلقبددال علدى القددرآو‪ ،‬واإلكثددار مدن تالوتددي‪ ،‬وات داذ األسددباب والوسددائل‬
‫المعينة على تدبرل والتأثر بي‪.‬‬
‫وإليك أخي القارئ بعضًا من التفصيل حول هذه المحاور ال لثة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تقوية الرغ ة والداف للنتفا الحقيقى بالقرآن‬
‫ال طوة األولى ي طريه العودة رلى القرآو‪ ،‬وتوجيي القلو محو أموارل ‪-‬كمدا‬
‫أسلفنا‪ -‬هي زيادة الثقة يي‪ ،‬والتعرف على قيمتي الحقيقية‪ ،‬وكيي أمي قادر ‪-‬بدإذو‬
‫هللا‪ -‬علددى رحيددال قلوبنددا وت ييددر مددا بأمفسددنا‪ ،‬والتعددرف كددهل علددى العقبددات التددي‬
‫تواجهنا ي طريه العدودة رليدي وكيفيدة اجتيازهدا‪ ،‬مدع تادحيح المفداهيم ال اطئدة‬
‫التي رس ت ي األذهاو عن كيفية التعامل معي‪ ..‬وكلما ازدادت الثقة ي القدرآو‬
‫قويت الريبة‪ ،‬واشتدت الحاجة‪ ،‬وتولد الدا ع القوي لإلقبال الاحيح عليي‪.‬‬
‫يقدددول سددديد قطدددو‪ :‬النددداس قلمدددا ينقادددهم العلدددم بدددالحه والباطدددل‪ ،‬وبالهدددد‬
‫والضالل‪ ..‬رو الحه بطبيعتي مدن الوضدوح والظهدور بحيدث ال يحتدام رلدى بيداو‬
‫طويل ‪..‬‬
‫‪ ..‬رمما تنق الناس الريبة ي الحه(‪. 1‬‬
‫ين‪‬‬
‫سبائِ ِل َ‬
‫ف َوإِخ َوتِب ِ آيَباتٌ ِلل َّ‬‫س َ‬ ‫ويقول السعدي ي قولي تعالى ‪‬لَقَد ك َ‬
‫َان فِي يُو ُ‬
‫[يوسددي‪ :] 7 :‬آيددات لئددل مددن سددأل عنهددا بلسدداو الحددال أو بلسدداو المقددال‪ ،‬ددإو‬
‫السددائلين هدددم الدددهين ينتفعدددوو باآليدددات والعبدددر‪ ،‬وأمدددا المعرضدددوو دددال ينتفعدددوو‬
‫باآليات(‪. 2‬‬

‫(‪ 1‬ي ظالل القرآو ‪.480/1‬‬


‫‪.394‬‬ ‫(‪ 2‬تيسير الئريم الرحمن‬
‫‪143‬‬

‫الريبة ي الشيل تولد الشعور باالحتيام رليي‪ ،‬ومن ث َّم االمتفاع بي‪.‬‬
‫ورلي أخي القار كلمات ألبي الحسن الندوي ‪-‬رحمي هللا‪ -‬تؤكدد هدها المعندى‬
‫يقول يها‪:‬‬
‫رو من الشروط األولية األساسية لالستفادة من القرآو الئريم واالمتفاع بي‪ ،‬هو‬
‫وجود الريبة رليي‪ ،‬وطلو االسدتفادة مندي‪ ،‬مدن لدم تتحقده عنددل الريبدة والطلدو‬
‫ماذا يئوو تأثير القرآو يي؟‬
‫رو مددن سددنة هللا – تعددالى – ومواميسددي أمددي ال يعطددي رال بالريبددة والسدددؤال‪،‬‬
‫وللريبة والسؤال عندل قيمة كبيرة‪ ،‬القله على الوضدع الدراهن‪ ،‬وعددم االقتنداع‬
‫بي‪ ،‬والجهد لإلصالح والت ييدر‪ ،‬والبحدث عدن الطريده هدو أول خطدوة عنددل دي‬
‫سبيل السعادة(‪. 1‬‬
‫‪ ..‬ولعل ما قيل ي الافحات السابقة يستثير لددينا مشداعر الريبدة واالحتيدام‬
‫رلى جوهر القرآو ‪ ..‬لئن ههل االستثارة ال تئفي لتوليد الدا ع القوي لإلقبال الادحيح‬
‫عليي‪ ،‬ومن ث َّم من المتوقع أو تضعي يندا هدهل االسدتثارة الوقتيدة شديئاا شديئاا‪ ،‬ومعدود‬
‫لسابه عهدما من التعامل الشئلي مع القرآو‪.‬‬
‫لهل إو ال طوة األولى واألساسية ي طريه العودة رلى القرآو هدي ترسديخ‬
‫وتعميدده الشددعور بالريبددة األكيدددة واالحتيددام الحقيقددي رليددي‪ ،‬وهددها يسددتلزم منددا‬
‫القرالة ي بعض الئتو التي تناولدت هدها الموضدوع واإلكثدار منهدا دي البدايدةض‬
‫لتقددوم بت هيددة وتقويددة مشدداعر الريبددة وتأججهددا لينددتج عنهددا دا ددع قددوي ومسددتمر‬
‫لإلقبال الاحيح على القرآو‪.‬‬
‫والئتدو التدي تحدددثت عدن القدرآو كثيددرة مرشدح لد منهددا – أخدي – تلد التددي‬
‫أبرزت قيمة القرآو‪ ،‬وكيفية التعامل الاحيح معي‪ ،‬من ههل الئتو‪:‬‬
‫‪ -‬أخالق حملة القرآو ألبي بئر اآلجر ‪.‬‬
‫‪ -‬كيي متعامل مع القرآو؟ لمحمد ال زالي‪.‬‬
‫‪ -‬المدخل رلى الدراسات القرآمية ألبي الحسن الندوي‪.‬‬
‫‪ -‬تدبر القرآو لسلماو بن عمر السنيدي‪.‬‬
‫‪ -‬م تار قيام الليل لمحمد بن مار المروزي‪.‬‬

‫‪.93‬‬ ‫(‪ 1‬المدخل رلى الدراسات القرآمية الندوي‬


‫‪‬‬
‫‪144‬‬

‫‪ -‬النبأ العظيم لمحمد عبد هللا دراز‪.‬‬


‫‪ -‬التهكار ي أ ضل األذكار لإلمام القرطبي‪.‬‬
‫‪ -‬منهج السلي ي العناية بالقرآو الئريم لبدر بن ماصر البدر‪.‬‬
‫‪ -‬صحابة رسول هللا وجهودهم ي تعليم القرآو الئريم ألمس أحمد كرزوو‪.‬‬
‫‪ -‬مظرات ي كتاب هللا لإلمام الشهيد حسن البنا ‪-‬جمع عاام تليمة‪.‬‬
‫‪ -‬جيل قرآمي ريد من كتاب معالم ي الطريه لسيد قطو‪.‬‬
‫‪ -‬مقومات التاور اإلسالمي لسيد قطو‪.‬‬
‫‪ -‬مقدمة تفسير ي ظالل القرآو لسيد قطو‪.‬‬
‫‪ -‬روائع رقبال ألبي الحسن الندوي‪.‬‬
‫‪ -‬مددا كتبددي ابددن القدديم عددن القددرآو ددي كتددو‪ :‬زاد المعدداد – الفوائددد – مدددارم‬
‫السالئين – مفتاح دار السعادة‪...‬‬
‫‪ -‬ضائل القرآو للفريابي‪.‬‬
‫‪ -‬ضائل القرآو ألبي عبيد الهروي‪.‬‬
‫ولقد أكرم هللا عز وجل كاتو ههل السطور‪ ،‬وتفضل عليي بما ال يستحقي‪ ،‬بدأو‬
‫يسَّر لي الئتابة ي هها الموضوع ي عدة كتو هي‪:‬‬
‫‪ -‬العودة رلى القرآو لماذا وكيي؟‬
‫‪ -‬رمي القرآو سر مهضتنا‪.‬‬
‫‪ -‬بنال اإليماو من خالل القرآو‪.‬‬
‫‪ -‬كيي م ير ما بأمفسنا؟‬
‫‪ -‬الطو او قادم ‪ ..‬هللا أو الدمار‪.‬‬
‫‪ -‬عودة المجد‪َ ..‬و ْهم أم حقيقة؟‪.‬‬
‫‪ -‬الجيل الموعود بالنار والتمئين‪.‬‬
‫‪ -‬حقيقة العبودية‪.‬‬
‫‪ -‬كيي منتفع بالقرآو؟‬
‫ل أخي القار أو تقرأ من هدهل الئتدو مدا تشدال حتدى تقدو ريبتد وتشدتد‬
‫حاجتد رلددى القدرآو‪ ،‬واعلددم أو «اإلمدداد علددى قددر االسددتعداد» ‪ ،‬وأو االسددتعداد‬
‫‪145‬‬

‫للتلقدي يزيددد ويددنق تبعاددا للشددعور باالحتيددام‪ ،‬مددن اشددتد شددعورل باالحتيددام رلددى‬
‫القرآو وقويت ي ذل ريبتي ازداد استعدادل لهل التلقي‪ ،‬ومن ث َّم اإلقبدال الددائم‬
‫عليي‪ ،‬يتحقه تب اعا لهل الوصال بين القلو والقرآو‪.‬‬
‫المحور ال اني‪ :‬انلحا على هللا ع وعل‬
‫ال بد أو موقن بأو الهي سيفتح لنا قلوبنا ليحدث الوصال بينها وبين القرآو هو‬
‫هللا وحدل ال شري لي ‪َ ‬و ِإ ِن اهتَدَيتُ فَ ِ َما يُ ِ‬
‫وحي ِإلَ َّي َر ِبي‪[ ‬سبأ‪.]50 :‬‬
‫بل‬
‫سب ِ‬‫ددال بددد وأو يادددر أوالا القددرار اإللهددي بالوصددال ورال سدديئوو حالنددا ‪َ ‬ك َا ِ‬
‫اء ِليَ لُ َغ فَاهُ َو َما هُ َو بِ َا ِل ِغ ِ ‪[ ‬الرعد‪.]14 :‬‬
‫َكفَّي ِ إِلَى ال َم ِ‬
‫علَي ِهم ِليَتُوبُوا‪[ ‬التوبة‪]118 :‬؟!‬ ‫اب َ‬‫ألم يقل سبحامي‪ :‬ث ُ َّم تَ َ‬
‫ومع ذل ‪ ،‬وحتى ال يدَّعي أحد بأو األمر ليس بيدل‪ ،‬وأمدي منتظدر لهدايدة ربدي‪،‬‬
‫قددد ربدد سدددبحامي بددين رمدددادل وعطائدددي للعبددد‪ ،‬وبددين مدددد حددر هددها العبدددد‬
‫واستعدادل لتلقي هها العطال ‪‬فَ َمن أَسلَ َم فَأُولَئِكَ تَ َح َّروا َر َ دًا‪[ ‬الجن‪.]14 :‬‬
‫و ددي الحددديث القدسددي يقددول تعددالى‪« :‬يببا ع ببادي كلكببم مببال إال مببن هديت ب ‪،‬‬
‫فاستهدوني أهدكم»(‪. 1‬‬
‫الجملة األولى (كلكبم مبال إال مبن هديتب تحادر وتقادر الهدايدة علدى هللا‬
‫عز وجل‪ ،‬والجملة الثامية (فاستهدوني أهدكم تبين دور العبد ي استجالب تل‬
‫الهداية‪ ،‬إو كامت الهداية من هللا‪ ،‬رال أو البداية مدن العبدد يطلبهدا بلسداو حالدي أو‬
‫مقالي‪.‬‬
‫وكما جال ي األثر عن أبي الدردال‪:‬‬
‫لمدا أهددب هللا آدم رلددى األرض قددال لددي‪ :‬يدا آدم أحبنددي وحببنددي رلددى خلقددي‪ ،‬وال‬
‫اا على ذل أعنت عليي(‪.. 2‬‬ ‫تستطيع ذل رال بي‪ ،‬ولئن رذا رأيت حري ا‬
‫عون هللا للع د على قدر ع م ‪:‬‬
‫يقول ابن رجو‪ :‬عوو هللا للعبد علدى قددر قدوة عزيمتدي وضدعفها‪ ،‬مدن صدمم‬
‫على ررادة ال ير أعامي هللا وثبتي‪.‬‬
‫على قدر أهل العزم تأتي العزائم *** وتأتي على قدر الئرام المئارم‬

‫(‪ 1‬روال مسلم‪.‬‬


‫‪.127‬‬ ‫(‪ 2‬استنشاق مسيم األمس البن رجو الحنبلي‬
‫‪‬‬
‫‪146‬‬

‫ولهها سمى هللا خوا الرسل‪ :‬أولوا العزم‪.‬‬


‫واعلم أو العزيمة على الرشد مبدأ ال ير‪ ،‬إو اإلمساو قد يعلم الرشد وليس لي‬
‫عليي عزم‪.‬‬
‫ال ير كلي مندوط بالعزيمدة الادادقة علدى الرشدد‪ ،‬وهدي الحملدة األولدى التدي‬
‫تهزم جيوش الباطل‪ ،‬وتوجو ال لبة لجنود الحه‪ ،‬قال أبدو حدازم‪ :‬رذا عدزم العبدد‬
‫على ترك اآلثام‪ ،‬أتتي الفتوح‪.‬‬
‫ويئفي مثاالا لهها ما حدث مدن عمدر بدن عبدد العزيدز عنددما دُ دن سدليماو بدن عبدد‬
‫المل قُ َّرب رليي موكو ال ال ة تركي وركو ب لتي‪ ،‬وصار مستاحبا لتلد العزيمدة‪،‬‬
‫علم هللا صدقي يها أعامي عليها(‪. 1‬‬
‫‪ ..‬هل تريد – أخي‪ -‬االمتفاع بالقرآو؟! ما علي رذو رال أو تستاحو عزيمة‬
‫صادقة ي ذل ‪ ،‬ثم تترجم ههل الريبة والعزيمة ي صورة دعال وطلو مدن هللا‬
‫عز وجل بأو يبل مرادك‪.‬‬
‫ترعمة الرغ ة‪:‬‬
‫إو كامت ال طوة األولى لالمتفداع الحقيقدي بدالقرآو هدي اشدتداد الريبدة‪ ،‬دإو‬
‫ال طوة التي تليها ‪ ..‬بل تاحبها ‪ ..‬هدي ترجمدة هدهل الريبدة بالددعال والتضدرع‬
‫عرضها ل ُحسن التأثر بي‪.‬‬
‫رلى هللا عز وجل بأو يفتح قلوبنا لنور القرآو‪ ،‬ويُ َّ‬
‫علينا أو مدعول – سدبحامي – دعدال المضدطر الدهي ي درم دعداؤل مدن أعمداق‬
‫أعماق قلبي‪ ،‬كالهي تتقاذ ي األموام ي البحر‪ ،‬أخه ياارع ال درق‪ ،‬ولديس لديدي‬
‫شيل يتعله بي رال أملي ي هللا بأو يستجيو تضرعي‪ ،‬وينقهل من الموت‪.‬‬
‫واعلم – أخي – أو مفتاح اإلجابة هو التضرع والحرقدة واستشدعار االحتيدام‬
‫الماس هلل عز وجل‪.‬‬
‫يقول ابن رجو‪ :‬وعلى قدر الحرقة والفاقة تئوو رجابة الدعال(‪. 2‬‬
‫وتددهكر ‪ -‬أخددي ‪ -‬قولددي صددلى هللا عليددي وسددلم‪« :‬إن هللا ال يسببتجيب دعبباء مببن قلببب‬
‫غافل اله»(‪. 3‬‬
‫وعلينددا أال مئتفددي بالدددعال واالسددت اثة مددرة أو مددرتين‪ ،‬بددل ال بددد مددن اإللحدداح‬
‫(‪ 1‬مجموع رسائل ابن رجو ‪ 348 -343/1‬باختاار‪.‬‬
‫(‪ 2‬الهل واالمئسار البن رجو‪.‬‬
‫(‪ 3‬روال اإلمام أحمد والترمهي‪.‬‬
‫‪147‬‬

‫واإللحاح على هللا بدعال المضطر مرات ومرات حتى ينفتح الباب‪.‬‬
‫اهلل عز وجل يسمع دعالمدا‪ ،‬ويقددر علدى رجابتدي – ورجابدة جميدع ال الئده –‬
‫مددن أول مددرة‪ ،‬ولئنددي يريددد أو يددر منددا الادددق ددي الطلددو‪ ،‬وأمنددا جددادوو يمددا‬
‫اختبارا لنا‪ ،‬إو تركنا الباب‪ ،‬وأوقفنا التضرع‬ ‫ا‬ ‫مدَّعى‪ ،‬لهل هو قد يؤخر اإلجابة‬
‫والدعال كاو ذل عالمة وبيَّنة على عدم صدقنا دي أمندا بحاجدة ماسدة إلجابدة مدا‬
‫مطلبددي مددن هللا‪ ،‬وأو األمددر ال يعدددو أو يئددوو رد عددل لحددا ٍل طارئددة عشددنا معهددا‪،‬‬
‫تأثرا لحظياا‪ ،‬لهل يقول صلى هللا عليي وسدلم‪« :‬يُسبتجاب ألحبدكم مبا‬ ‫وتأثرما بها ا‬
‫(‪1‬‬
‫لم يعجل‪ ،‬يقول‪ :‬دعوت فلم يُستجب لي» ‪.‬‬

‫(‪ 1‬متفه عليي‪.‬‬


‫‪‬‬
‫‪148‬‬

‫ولنعلم جمي اعا بأمندا لدو وصدلنا لحالدة االضدطرار والحرقدة عندد الددعال مدرات‬
‫ومدددرات‪ ،‬دددإو البددداب – يقينادددا – سددديُفتح‪ ،‬والشددديطاو سدددي نس‪ ،‬وشدددمس القدددرآو‬
‫ستشرق ي قلوبنا بنور ربها‪.‬‬
‫ومدن أهددم أوقددات اإللحدداح علددى هللا ودعائددي دعدال المضددطر هددو ذلد الوقددت الددهي‬
‫يسبه قرالة القرآو‪ ،‬اإللحاح الحار ي هها الوقت من شدأمي أو يهيدي القلدو السدتقبال‬
‫القرآو استقباالا صحي احا‪.‬‬
‫ين لَب ُ البد َ‬
‫ِين‪‬‬ ‫يب ‪ ‬فَادعُوا هللاَ ُمخ ِل ِص َ‬ ‫ئما يقول تعالى‪َ  :‬و َما يَتَذَك َُّر إِالَّ َمن يُنِ ُ‬
‫[يا ر‪.]14 ،13 :‬‬
‫ومنها كهل تل األوقات التي تست له يها أبواب هم اآليات علينا‪.‬‬
‫يهكر الحا ابن كثير – رحمي هللا – ي سياق هجدرة عمدر بدن ال طداب مدع‬
‫عياش ابن ربيعة‪ ،‬وهشدام بدن العدا – رضدي هللا عدنهم – (ولقدد حدبس الئفدار‬
‫شدا رلدى مئدة بعدد حيلدة مداكرة‬ ‫هشا اما عن الهجرة‪ ،‬واستطاع أبو جهل أو يرد عيا ا‬
‫وخطة يدادرة ‪ ..‬وقدد كداو شدائعاا بدين المسدلمين أو هللا ال يقبدل ممدن ا تدتن توبدة‪،‬‬
‫وكاموا يقولوو ذل ألمفسدهم حتدى قددم رسدول هللا صدلى هللا عليدي وسدلم المديندة‪،‬‬
‫علَبى أَنفُسِب ِهم الَ تَقنَ ُبوا ِمبن َّرح َمب ِة هللاِ‬ ‫ِين أَس َبرفُوا َ‬‫ِي الَّذ َ‬ ‫وأمزل هللا‪ :‬قُل يَا ِع َاد َ‬
‫لر ِحي ُم ‪َ ‬وأَنِي ُوا ِإلَبى َر ِبكُبم َوأَسب ِل ُموا‬
‫ور ا َّ‬‫وب َع ِميعًا ِإنَّ ُ هُ َو الغَفُ ُ‬ ‫هللا يَغ ِف ُر الذؤنُ َ‬
‫ِإ َّن َ‬
‫س َن َما أُن ِ َل إِلَبيكُم ِمبن‬‫ون ‪َ ‬واتَّ ِعُوا أَح َ‬ ‫اب ث ُ َّم الَ تُنص َُر َ‬ ‫لَ ُ ِمن قَ ِل أَن يَأتِيَ ُك ُم العَذَ ُ‬
‫ون‪[ ‬الزمر‪.]55-53 :‬‬ ‫اب بَغتَةً َوأَنت ُم الَ تَشعُ ُر َ‬ ‫َّر ِبكُم ِمن قَ ِل أَن يَأتِيَ ُك ُم العَذَ ُ‬
‫قال عمر‪ :‬وكتبتها وبعثت بها رلى هشام بن العا ‪.‬‬
‫قددال هشددام‪ :‬لمددا أتتنددي جعلددت أقرؤهددا بدده طددو أصددعد بهددا وأصددوب‪ ،‬وال‬
‫أ همها حتى قلت‪ :‬اللهم همنيها‪ ،‬ألقى هللا ي قلبي أمها رمما أُمزلت ينا و يمدا كندا‬
‫مقول ي أمفسنا‪ ،‬ويقال ينا‪.‬‬
‫قددال‪ :‬رجعددت رلددى بعيددري جلسددت عليددي لحقددت برسددول هللا صددلى هللا عليددي‬
‫وسلم بالمدينة(‪. 1‬‬
‫ويقول اإلمام ابن تيمية عن مفسي‪:‬‬
‫ربما طالعت على اآلية الواحدة محو مئة تفسير‪ ،‬ثم أسدأل هللا الفهدم وأقدول‪ :‬يدا‬
‫معلم آدم وربراهيم علمني‪ .‬وكنت أذهدو رلدى المسداجد المهجدورة وأمدرغ وجهدي‬

‫‪ ، 157 ،156‬مقال عن البداية والنهاية البن كثير (‪. 137 ،136/3‬‬ ‫(‪ 1‬هجر القرآو‬
‫‪149‬‬

‫ي التراب‪ ،‬وأسأل هللا وأقول‪ :‬يا معلم ربراهيم همني(‪. 1‬‬


‫فإذا ع م األمر‪:‬‬
‫لقد مر علينا ي قاة رسالم أسيد بن حضير‪ ،‬قول أسدعد بدن زرارة لمادعو‬
‫بن عمير عندما رأ أُسيداا يقبل عليهما بوجي ياضباا‪« :‬أصدب هللا في »‪.‬‬
‫لما صدق ماع و هللا ي أسيد‪ :‬امفتح قلبي‪ ،‬وامشرح صدرل‪ ،‬وامفرجدت أسداريرل‪،‬‬
‫ودخل ي اإلسالم‪.‬‬
‫وهها هو بيت القايد‪ :‬أو مادق هللا ي طلو االمتفاع الحقيقي بالقرآو‪.‬‬
‫َبان َخي ًبرا لَّ ُهبم‪[ ‬محمدد‪:‬‬ ‫ع َ َم األم ُر فَلَو َ‬
‫ص َدقُوا َ‬
‫هللا لَك َ‬ ‫‪ ..‬ألم يقل سبحامي‪ :‬فَ ِإذَا َ‬
‫‪.]21‬‬
‫األمر قد عزم اآلو‪ ،‬وال يبقى رال الاددق مدع هللا‪ ،‬ودوام اإللحداح عليدي‪ ،‬وأو‬
‫يئوو حالنا معي – سبحامي – كحال الطفدل الدهي يريدد حاجدة مدن أبيدي‪ ،‬دال تجددل‬
‫ييأس أبداا من طلو حاجتي ريم ر ض أبيي المتئرر ‪ ،‬ويظدل الطفدل دي رلحاحدي‬
‫المستمر ويظل أبول ير ضي حتى يتحدول الدر ض رلدى اسدتجابة أمدام ذلد السديل‬
‫من اإللحاح‪..‬‬
‫وهلل المثل األعلى‪ ،‬لنادق هللا ي طلبنا‪ ،‬ولنلح عليي ي الطلو‪ ،‬إو تدأخرت‬
‫اإلجابددة علينددا أال ميددأس‪ ،‬ربنددا – سددبحامي وتعددالى – أكددرم األكددرمين‪ ،‬وأجددود‬
‫األجددودين‪ ،‬وهددو ينتظددر منددا أي التفاتددة محددول ليقبددل علينددا‪ ،‬ددإو تددأخر اإلم دداد‪،‬‬
‫لحئمة يعلمها هو‪ ،‬ول ير كبير ينتظرما شدريطة أال مبدرح بابدي‪ ،‬وأو مسدتمر دي‬
‫اإللحاح عليي‪ ،‬مع رظهار عظيم ا تقارما وحاجتنا رلى جودل‪.‬‬
‫‪ ...‬أخي‪:‬‬
‫مريددت وجهد ددي التددراب‪ ،‬دداختل بددي دمعد ‪ ،‬واشددتد محيبد‬ ‫أتظددن أمد رو َّ‬
‫وتضددرع رلددى هللا ددي طلبدد للوصددال بددين قلبدد والقددرآو‪ ...،‬أتظددن أو ربدد‬
‫يعرض عن ‪ ،‬وال يستجيو لطلب ؟!‬
‫المحور ال الث‪ :‬انك ار من تلوة القرآن بتفهم وترتيل وصوت ح ين‬
‫المحور الثالث الهي ينب ي أو يسير جنبا رلى جنو بجوار المحورين السابقين‬
‫‪.5‬‬ ‫(‪ 1‬رسائل من السجن البن تيمية‬
‫‪‬‬
‫‪150‬‬

‫هو اإلكثار من تالوة القرآو بتفهم وترتيل وصوت حزين‪.‬‬


‫وقبل أو متحدث عن الوسائل العملية المعينة على الفهم والتدأثر بدالقرالة منقدل‬
‫رلي – أخي القار ‪ -‬بعض تجارب وماائح المالحين ي هها الشأو‪.‬‬
‫محمد إق ال‪:‬‬
‫يقول أبو الحسن الندوي‪ :‬لقد كامت قرالة محمد رقبال للقرآو قدرالة ت تلدي‬
‫عددن قددرالة الندداس‪ ،‬ولهددهل القددرالة ال اصددة ضددل كبيددر ددي تهوقددي للقددرآو‪،‬‬
‫واستطعامي ريال‪.‬‬
‫وقد حئدى قادتي لقدرالة القدرآو‪ .‬قدال‪« :‬قدد كندت تعمددت أو أقدرأ القدرآو بعدد‬
‫صددالة الاددبح كددل يددوم‪ ،‬وكدداو أبددي يرامددي‪ ،‬يسددألني‪ :‬مدداذا أصددنع؟ أجيبددي‪ :‬أقددرأ‬
‫القرآو‪ ،‬وظل على ذلد ثدالث سدنوات متتاليدات يسدألني سدؤالي‪ ،‬أجيبدي جدوابي‪،‬‬
‫وذات يوم قلت لي‪ :‬ما بال يا أبي! تسألني مفس السؤال وأجيب جواباا واحدداا‪ ،‬ثدم‬
‫ال يمنع ذل عن رعادة السؤال من يدٍ؟ قال‪ :‬رمما أردت أو أقول ل ‪ :‬يا ولديض‬
‫اقرأ القرآو كأممدا مُ َّدزل عليد ‪ .‬ومنده ذلد اليدوم بددأت أتفهدم القدرآو وأقبدل عليدي‪،‬‬
‫ئاو من أموارل ما اقتبست‪ ،‬ومن دررل ما مظمت»(‪. 1‬‬
‫حسن ال نا‪:‬‬
‫من وصايا اإلمام حسن البنا ي كيفية االمتفاع بالقرآو‪:‬‬
‫«واجتهد أو تقرأ دي الادالة وييرهدا علدى ُمئدث وتمهدل‪ ،‬وخشدوع وتدهلل‪،‬‬
‫وأو تقي على رؤوس اآليات‪ ،‬وتعطي التالوة حقها مدن التجويدد والن مدات‪ ،‬مدن‬
‫ييددر تئلددي وال تطريددو‪ ،‬أو اشددت ال باأللفدداظ عددن المعددامي‪ ،‬مددع ر ددع الاددوت‬
‫المعتدل ي التالوة العادية أو الاالة الجهرية‪ ،‬إو ذل يُعين على الفهدم‪ ،‬ويثيدر‬
‫مددا يددا مددن شد بيو الدددمع‪ ،‬ومددا مفددع القلددو شدديل أ ضددل مددن تددالوة ددي تدددبر‬
‫وخشوع»(‪. 2‬‬
‫وكاو يُاد ر مقالدي األسدبوعي التفسديري بجريددة اإلخدواو األسدبوعية بعبدارة‬
‫موضوعة ي برواز يقول يها‪:‬‬
‫« بين القرآو وبين القلدوب المؤمندة صدلة قويدة‪ ،‬يفدتح أمامهدا خدزائن أسدرارل‪،‬‬
‫مستحضرا قلبي‪ ،‬محاوالا الوصول‬‫ا‬ ‫رجاؤما للقار الئريم أو يتلو اآليات مرارا‪،‬‬

‫(‪ 1‬روائع رقبال ألبي الحسن الندوي‪ – 39 ،38 /‬دار القلم – دمشه‪.‬‬
‫(‪ 2‬حسن البنا ومنهجي ي التفسير‪ -100 /‬دار التوزيع والنشر اإلسالمية – مار‪.‬‬
‫‪151‬‬

‫رلى معناها قبدل قدرالة التفسدير‪ ،‬ثدم يقدرؤل بعدد ذلد ‪ ،‬سديعرف بدهل كيدي يدتفهم‬
‫كتاب هللا من يير واسطة»(‪. 1‬‬
‫سيد ق ب‪:‬‬
‫أمددا سدديد قطددو ‪-‬رحمددي هللا‪ -‬قددد تحدددث كثيد ادرا عددن القددرآو وكيفيددة االمتفدداع بددي‪ ،‬مددن‬
‫أقوالي‪:‬‬
‫رو هددها القددرآو ينب ددي أو يقددرأ‪ ،‬وأو يُتلقددى مددن أجيددال األمددة المسددلمة بدوعي‪،‬‬
‫وينب ددي أو يُتدددبر علددى أمددي توجيهددات حيددة‪ ،‬تتنددزل اليددوم‪ ،‬لتعددالج مسددائل اليددوم‪،‬‬
‫ولتنير الطريه رلى المستقبل‪ .‬ال على أمي مجرد كدالم جميدل يرتدل‪ ،‬أو أمدي سدجل‬
‫لحقيقة مضت ولن تعود‪.‬‬
‫‪ ..‬ولن منتفع بهها القرآو حتى مقرأل لنلتمس عندل توجيهات حياتنا الواقعدة دي‬
‫يومنا و ي يدما‪ ،‬كما كامت الجماعة المسلمة األولى تتلقدال لتلدتمس عنددل التوجيدي‬
‫الحاضر ي شؤوو حياتها الواقعة‪..‬‬
‫وحين مقدرأ القدرآو بهدها الدوعي سدنجد عنددل مدا مريدد‪ .‬وسدنجد يدي عجائدو ال‬
‫ت طدددر علدددى البدددال السددداهي! سدددنجد كلماتدددي وعباراتدددي وتوجيهاتدددي حيدددة تندددبض‬
‫وتتحرك وتشير رلى معالم الطريه‪ ..‬وتقول لنا حديثا طويالا مفاالا دقيقاا ي كدل‬
‫ما يعرض لنا مدن الشدؤوو ‪ ..‬وسدنجد عندئده دي القدرآو متا اعدا وحيداة‪ ،‬وسدندرك‬
‫سبو ِل ِإذَا َدعَباكُم ِل َمبا‬ ‫معنى قولدي تعدالى‪َ  :‬يبا أَ ؤي َهبا الَّبذ َ‬
‫ِين آ َمنُبوا اسبتَ ِجي ُوا ِ‬
‫ل َو ِلل َّر ُ‬
‫يُح ِييكُم‪[ ‬األمفال‪. 2( ]24 :‬‬

‫أبو الحسن الندوي‪:‬‬


‫ويتحدددث الندددوي عددن تجربتددي مددع القددرآو يقددول‪ :‬رو للمؤلددي تجربددة عمليددة‪،‬‬
‫اا‪ ،‬ي صدد الالة الش اية المباشرة بالقرآو الئريم‪ ،‬والعالقدة‬ ‫واقترا احا م ل ا‬
‫القوية معي‪ ،‬وتهوقي والتجاوب معي‪ ،‬واالستفادة مني أكثر وأكثر‪ ،‬والتقرب بي رلى‬
‫هللا‪ ،‬والرقي عن طريقي ي مدارم التو يه‪.‬‬
‫وهو أمي ينب ي أو يشت ل بالقرآو – قدر المستطاع – مباشدرة بددوو وسداطة‪،‬‬
‫ويتلو متني أكثر ما يمئن‪ ،‬ويستمتع بقرالتي‪ ،‬ويتهوق ويتدبر ي معاميي‪ ،‬إذا كاو‬

‫(‪ 1‬حسن البنا ومنهجي ي التفسير‪ -98 /‬دار التوزيع والنشر اإلسالمية‪ -‬مار‪.‬‬
‫(‪ 2‬ي ظالل القرآو‪ -261 /1 :‬دار الشروق – مار‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪152‬‬

‫اددل مددن العربيددة مددا يحتددام رليددي‪ ،‬وتمئددن مددن هددم القددرآو الئددريم‬
‫القددار قددد ح َّ‬
‫مباشرة‪ ،‬عليي بقرالتي و همي مباشرة‪ ،‬ورال ليرجع رلدى الحواشدي والمالحظدات‬
‫التفسيرية الم تارة‪ ،‬ويحاول تالوة القرآو الئدريم‪ ،‬و همدي وتددبرل وتهوقدي مدن‬
‫دوو اعتمداد وتعويدل دائدم علددى تفسدير رمسدامي ومراجعددة كثيدرة لئتدو التفاسددير‪،‬‬
‫ويئتفي بهل رلى مدةٍ ما من الزمن‪ ،‬ويحمد هللا ‪ -‬تعالى ‪ -‬على ما يفتحي عليي من‬
‫كثيرا(‪. 1‬‬
‫هم كتابي‪ ،‬وما يو ه رليي من تالوتي‪ ،‬حمداا ا‬
‫وسائل عملية معينة على االنتفا بالقرآن‪:‬‬
‫وبعددد أو مقلنددا لد – أخددي القددار – بعددض تجددارب ووصددايا الماددلحين ددي‬
‫كيفية االمتفداع بدالقرآو يبقدى الحدديث عدن الوسدائل المعيندة لتحقيده الوصدال بدين‬
‫القلو والقرآو باورة عملية‪ ،‬ولقد تم ذكر ههل الوسائل بشيل من التفاديل دي‬
‫كتاب «بنال اإليمداو مدن خدالل القدرآو»‪ ،‬وكتداب «حقيقدة العبوديدة»‪ ،‬وييرهمدا‪،‬‬
‫ولتمام الفائدة‪ ،‬مهكرها هنا باختاار‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬اإللحداح علدى هللا عددز وجدل بددأو يفدتح قلوبندا ألمددوار كتابدي‪ ،‬وأو يئرمنددا‬
‫ويعيننا على التدبر والتدأثر‪ ،‬ولقدد تقددم الحدديث عدن أهميدة اإللحداح علدى هللا دي‬
‫المحور الثامي‪ ،‬ومعيد ذكرل هنا باعتبار أو القيام بي أمر ضدروري قبدل الشدروع‬
‫ي تالوة القرآو وذل ألهميتي و ائدتي العظيمة دي اسدتثارة مشداعر الريبدة دي‬
‫االمتفاع بالقرآو‪ ،‬وتهيئة القلو الستقبالي‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬اإلكثار من تالوة القرآو‪ ،‬ورطالة ترة المئث معي‪ ،‬وعدم قطع القرالة بدأي‬
‫أمر من األمور ‪-‬ما أمئدن ذلد ‪ -‬حتدى ال م درم مدن جدو القدرآو‪ ،‬وسدلطاو االسدتعاذة‪،‬‬
‫خاصة ي البداية‪ ،‬ويُفضل أو يئوو اللقدال بدالقرآو دي مئداو هداد ‪-‬قددر المسدتطاع‪-‬‬
‫وبع يدداا عددن الضوضددال ليسدداعد المددرل علددى التركيددز وعدددم شددرود الددههن‪ ،‬وال منسددى‬
‫ضا من المعينات‪.‬‬ ‫الوضول والسواك قبل القرالة هي أي ا‬
‫ثال ًا‪ :‬القرالة مدن المادحي وبادوت مسدموع وبترتيدل‪ :‬الترتيدل لدي وظيفدة‬
‫كبيددرة ددي َّ‬
‫الطد ْدرق علددى المشدداعر ومددن ث د َّم اسددتثارتها وتجاوبهددا مددع الفهددم الددهي‬
‫سيولدل التدبر‪ ،‬لينشأ بهل اإليماو حينما يتعامه الفهم مع التأثر‪.‬‬
‫وهنا تبرز أهمية تعلدم أحئدام الدتالوة حتدى تتحقده الفائددة مدن الترتيدل‪ .‬دال بدد‬
‫وأو يجتهد كدل مندا دي تعلدم أحئدام الدتالوة والنطده الادحيح لآليدات دي أسدرع‬

‫‪.107‬‬ ‫(‪ 1‬المدخل رلى الدراسات القرآمية ألبي الحسن الندوي‬


‫‪153‬‬

‫وقت حتى يتسنى لي االمتفاع بالقرآو‪.‬‬


‫راب ًعا‪ :‬القرالة الهادئة الحزينة‪ :‬علينا ومحن مرتل القرآو‪ ،‬أو مُعطي الحروف‬
‫وال ُنَّددات والمدددود حقهددا حتددى يتيسددر لنددا معايشددة اآليددات وتدددبرها والتددأثر بهددا‪،‬‬
‫وعلينا كهل أو مقرأ القرآو باوت حزين الستجالب التأثر‪.‬‬
‫سا‪ :‬الفهم اإلجمالي لآليات من خالل رعمال العقل ي تفهم ال طاب‪ ،‬وهها‬ ‫خام ً‬
‫يست لزم منا التركيز التام مع القرالة‪ .‬وليس معنى رعمال العقل ي تفهدم ال طداب‬
‫أو مقي عند كل كلمة ومتئلي ي معر ة معناهدا ومدا ورالهدا‪ ،‬بدل يئفدي المعندى‬
‫اإلجمالي الهي تدل عليدي اآليدة حتدى يتسدنى لندا االسترسدال دي القدرالة ومدن ثد َّم‬
‫التااعد التدريجي لحركة المشاعر تال رلى التأثر واالمفعال ي أسرع وقت‪.‬‬
‫سا‪ :‬االجتهاد ي التعامدل مدع القدرآو كأمدي أمدزل عليد ‪ ،‬وكأمد الم اطدو‬ ‫ساد ً‬
‫بي‪ ،‬واالجتهاد كهل دي التفاعدل مدع هدها ال طداب مدن خدالل الدرد علدى األسدئلة‬
‫التي تتضمنها اآليات‪ ،‬والتأمين عند مواضع الدعال‪ .. ،‬وهئها‪.‬‬
‫سابعًا‪ :‬تئرار وترديد اآلية أو اآليات التي حدث معهدا تجداوب وتدأثر قلبدي‬
‫حتى يتسنى للقلو االستزادة مدن الندور الدهي يددخل‪ ،‬واإليمداو الدهي ينشدأ دي‬
‫ههل اللحظات‪ ،‬ويستمر ترديد وتئرار تل اآلية أو اآليات حتى يتوقدي التدأثر‬
‫واالمفعال‪ ،‬ئما قيل‪ :‬اآلية مثل التمرة كلما مض تها‪ ،‬است رجت حالوتها‪.‬‬
‫وال بأس من وجود تفسير م تار بجوارما لجالل شبهة أو معر ة معنى دق‬
‫علينا همي‪ ،‬ورو كاو من األ ضل الرجوع رليي بعد امتهال القرالة حتى ال م درم‬
‫من جو القرآو واالمفعاالت الوجدامية التي معي دي رحابهدا رال رذا ألحدت عليندا‬
‫كلمة مريد معر ة معناها ي الحال‪.‬‬
‫‪ ..‬إو داومنا علدى هدهل الوسدائل – أخدي القدار – وثابرمدا عليهدا وسدرما بهدا‬
‫جنبا رلى جنو مع المحورين السابقين (تقوية الريبة واإللحاح على هللا ‪ ،‬لنبشر‬
‫جمي اعا بقدرب شدروق شدمس القدرآو علدى قلوبندا لتبددأ معهدا حيداة جديددة تئسدوها‬
‫السدئينة والطمأمينددة‪ ،‬وروح جديددة وثابددة تواقددة لفعدل ال يددر‪ ،‬وأهددم مدن هددها كلددي‬
‫التجلبددو بجلبدداب العبوديددة‪ ،‬والرضددا بدداهلل ربددا‪ ،‬واالكتفددال بددي‪ ،‬واالسددت نال عددن‬
‫الناس‪.‬‬
‫‪ ..‬كل هها‪ ،‬أخي الحبيو ‪،‬وييرل من الثمدار العظيمدة ينتظرمدا جميعادا رو محدن‬
‫سنَّا اإلقبال على القرآو وداومنا على ذل ‪.‬‬ ‫أح َ‬
‫‪‬‬
‫‪154‬‬

‫ئلما أعطينا للقرآو حقي أعطاما من خيرل وكنوزل التي ال مهاية لها‪ ،‬لدو كداو‬
‫معداو هاديددة‪ ،‬لنفددد‬
‫ٍ‬ ‫البحدر مددداداا واألشددجار أقال امدا‪ ،‬تئتددو مددا يحملدي كددالم هللا مددن‬
‫البحر قبل أو تنفد أسرار ومعامي هها الئالم‪.‬‬
‫وأعلم ‪-‬أخي‪ -‬بأمنا رذا أحسدنَّا اإلقبدال علدى القدرآو‪ ،‬وأكثرمدا مدن تالوتدي بالليدل‬
‫والنهار‪ ،‬سدنجد – بعدوو هللا – لدهة المناجداة‪ ،‬وسدنأمس بئدالم هللا أكثدر مدن أُمسدنا‬
‫بأي شيل آخر‪ ،‬وستأتينا الفتوحات من حيث ال محتسو‪.‬‬
‫***‬
‫كلمة أخـــيرة‬
‫لكل مســــــلم‬
‫‪‬‬
‫‪156‬‬

‫كلمة أخيرة لكل مسلم‬


‫أخي‪...‬‬
‫هل تبحث مثلي عن السعادة والطمأمينة وراحة البال؟!‬
‫هل تتوق رلى الربامية والقرب من هللا؟!‬
‫هل تريد لقلب أو يحيا حياتي الحقيقية؟!‬
‫سو ِل‬
‫لر ُ‬
‫ل َو ِل َّ‬ ‫ها هو القرآو يدعوما جمي اعا لهل ‪َ ‬يا أَ ؤي َها ا َّلذ َ‬
‫ِين آ َمنُوا استَ ِجي ُوا ِ‬
‫إِذَا َدعَاكُم ِل َما يُح ِييكُم‪[ ‬األمفال‪.]24 :‬‬
‫رو القرآو ينبت اإليماو دي القلدوب مهمدا بل دت قسدوتها‪ ،‬ويُشدربها محبدة هللا‪،‬‬
‫وخشدديتي‪ ،‬ومهابتددي حتددى ياددير حبددي – سددبحامي – أحددو األشدديال رليهددا‪ ،‬وخشدديتي‬
‫أخوف األشيال لديها‪.‬‬
‫‪ ..‬رمي روح القلوب وقوتهدا ‪ ..‬مدن قددل قدد أضداع علدى مفسدي رصدة عظيمدة‬
‫لل حياة الحقيقية‪ ،‬والسعادة‪ ،‬والرضا‪ ،‬ودخول جنة الدميا‪.‬‬
‫سود بي الافحات‪ ،‬بل هو حقيقة‬ ‫واعلم أخي أو هها ليس كالما مظريا رمشائياا ت ُ َّ‬
‫ال ينق ظهورها ي عالم الواقع سدو أو مت ده القدرار اآلو باالمتفداع الحقيقدي‬
‫بالقرآو‪.‬‬
‫‪ ..‬معم‪ ،‬اآلو علينا أو معزم على ذل ‪ ،‬ثم متجي رلى هللا متضدرع رليدي ومسدت يث‬
‫بي است اثة المشرف على ال رق بأو يفتح قلوبنا ألموار القرآو‪..‬‬
‫ثم مقبل مباشرة على القرآو مقرؤل قرالة جديددة ‪ ..‬قدرالة الباحدث عدن الهدايدة‬
‫والشفال والت يير‪ ،‬وأو مداوم على ذل ما وسعنا الوقت والجهد‪.‬‬
‫سدتدب الدروح دي‬ ‫يقيندا رو ثابرمدا علدى ذلد ستشدرق قلوبندا بندور القدرآو‪ ،‬و َ‬
‫صدورما‪ ،‬لتبدأ الحياة الجديدة‪ ،‬والوالدة الحقيقية ‪ ..‬والدة القلو الحي الهي رذا ما‬
‫ُوجد‪ُ :‬وجدت معي أسباب النجاح والفالح جميعاا‪.‬‬
‫وتهكر أخي أو صالح األمة متوقي على صالحي وصدالح ‪ ،‬وصدالحنا لدن‬
‫يئوو رال باإليماو أوال‪ ،‬والقرآو هو العمود الفقري لهها اإليماو‪.‬‬
‫ماذا منتظر بعد ذل ؟!‬
‫ماذا منتظر وقد دخلت األمة رلى ال دار‪ ،‬وقدد سدقطت صد رة عظيمدة أيلقدت‬
‫‪157‬‬

‫بابي‪ ،‬والئل يستارا وينادي‪ :‬هل رلى خروم من سبيل؟‬


‫هل مئتفي بارتدال األكفاو‪ ،‬و امتظدار المدوت‪ ،‬أم مبحدث عدن م درم مدن هدها‬
‫ال ار؟!‬
‫رو الدليل الهي سيقودما رلى ال روم موجود لئني مهجور‪.‬‬
‫رو القائد الهي مبحث عني قريو منا‪ ،‬وأهل إلخراجنا من ال ار‪.‬‬
‫رمي القرآو ‪ ..‬ري وربي القرآو‪..‬‬
‫هئها أخبرما ربنا وأرشدما مبينا صلى هللا عليي وسلم‪.‬‬
‫هيا يا أخي ‪ ..‬هيا مبدأ بأمفسنا أوالا نأخه الدوال‪ ،‬و مزحدزح الاد رة لن درم‬
‫مددن ال ددار ومددر شددمس النهددار‪ ،‬ومستنشدده النسدديم النقددي‪ ،‬يحيددا القلددو‪ ،‬وتسددئن‬
‫النفس‪ ،‬ثم معود لنأخه بأيدي رخوامنا ن رجهم من ههل الظلمات بإذو هللا‪.‬‬
‫أال قد بلغت‪ ،‬اللهم فا هد‪.‬‬
‫وص َّل اللهم على سيدنا محمد وعلى آل وصح وسلم‪.‬‬
‫***‬
‫‪‬‬
‫‪158‬‬

‫المراجـــــــــع‬
‫‪ -‬القرآو الئريم‪.‬‬
‫‪ -‬اإلتقاو ي علوم القرآو – جالل الدين السيوطي – دار الندوة الجديدة – بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬رحيال علوم الدين – أبو حامد ال زالي – دار الحديث – ط ‪1412 – 1‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬أخالق حملة القرآو – أبو بئر اآلجر – دار الئتاب العربي – لبناو‪.‬‬
‫‪ -‬استنشاق مسيم األمس – ابن رجو الحنبلي – المئتو اإلسالمي – ط‪1411 -1‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬رياثة اللهفاو – ابن قيم الجوزية – المئتو اإلسالمي – بيروت – ط‪1409 -2‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬االمتاار للقرآو – القاضي البداقالمي – دار ابدن حدزم – بيدروت – تحقيده د‪ .‬محمدد‬
‫عاام القضال‪.‬‬
‫‪ -‬آيات ال شوع ي القرآو – عبد هللا الم ربي – بيت األ ئار الدولية – األردو‪.‬‬
‫‪-‬البداية والنهاية – الحا ابن كثير – دار الفجر للتراث – القاهرة – ط‪.2003 -1‬‬
‫‪ -‬البرهاو ي علوم القرآو – الزركشي – دار الحديث – القاهرة – ‪1427‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬التبياو ي أقسام القرآو – ابن قيم الجوزية – دار اإليماو – االسئندرية‪.‬‬
‫‪ -‬التحفة العراقية ي األعمال القلبية– ابدن تيميدة – المطبعدة السدلفية – القداهرة – ط‪-3‬‬
‫‪.1402‬‬
‫‪ -‬تدبر القرآو – سليماو بن عمر السنيدي – المنتد اإلسالمي – ط‪1422 -1‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬التوحيددددد والوسدددداطة ددددي التربيددددة الدعويددددة – ريددددد األمادددداري – دار الئلمددددة –‬
‫المناورة – مار‪.‬‬
‫‪ -‬التددددهكار ددددي أ ضددددل األذكددددار – القرطبددددي – مئتبددددة دار البيدددداو – دمشدددده – ط‪-3‬‬
‫‪1407‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬التاوير الفني ي القرآو – سيد قطو – دار الشروق – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬التعبيددر القرآمددي والداللددة النفسددية – عبددد هللا الجيوس دي – دار ال وث دامي – دمشدده –‬
‫ط‪.2007 -2‬‬
‫‪ -‬تفسدددير القدددرآو العظددديم – الحدددا ابدددن كثيدددر – مئتبدددة العبيئددداو – بيدددروت – ط‪-2‬‬
‫‪1417‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬تفسير سورة الفاتحة وجزل عم – اإلمام محمدد عبددل – الهيئدة العامدة لقادور الثقا دة‬
‫– مار‪.‬‬
‫‪ -‬تلبيس ربليس – ابن الجوزي – المطبعة المنيرية – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬تيسددير الئددريم الددرحمن ددي تفسددير كددالم المندداو‪ -‬عبددد الددرحمن السددعدي – مؤسسددة‬
‫الرسالة – ط‪1420 -1‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬جدددامع بيددداو العلدددم و ضدددلي – ابدددن عبدددد البدددر –دار ابدددن الجدددوزي – السدددعودية ط‪-3‬‬
‫‪.1997‬‬
‫‪159‬‬

‫‪ -‬الجددددامع ألحئددددام القددددرآو – القرطبددددي – دار الئتددددو العلميددددة – بيددددروت – ط‪– 5‬‬
‫‪1417‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬جددامع العلددوم والحئددم – ابددن رجددو الحنبلددي – دار ابددن الجددوزي‪ -‬السددعودية – ط‪-2‬‬
‫‪1420‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬حددديث القددرآو عددن القددرآو – محمددد الددراوي – مئتبددة العبيئدداو – الريدداض – ط‪– 1‬‬
‫‪1415‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬حسن البنا ومنهجي ي التفسير – دار التوزيع والنشر اإلسالمية – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬الحددددوادث والبدددددع – أبددددو بئددددر الطرطوشددددي – دار الم ددددرب اإلسددددالمي – ط‪– 1‬‬
‫‪1410‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬حيدداة الاددحابة – محمددد يوسددي الئامدددهلوي – شددركة الريدداض – السددعودية‪ -‬ط‪-1‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ -‬الدددر المنثددور ددي التفسددير بالمددأثور – للسدديوطي – دار الئتددو العلميددة – بيددروت –‬
‫ط‪2000 – 1‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الدهل واالمئسدار للعزيدز الجبدار – ابدن رجدو – مئتبدة التوعيدة اإلسدالمية – القداهرة‬
‫– ط‪1414 -1‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬رسائل من السجن البن تيمية – دار األرقم – الئويت – ط‪.1407 -3‬‬
‫‪ -‬رهباو الليل – سيد العفامي – مئتبة ابن تيمية – القاهرة – ط‪1418 -4‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬روائع رقبال – أبو الحسن الندوي – دار القلم – دمشه – ط‪1420 -1‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬زاد المعاد ي هد خير العباد – ابن القيم – مؤسسة الرسالة – بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬الزهددد – عبددد هللا بددن المبددارك – تحقيدده أحمددد ريددد – دار العقيدددة – اإلسددئندرية –‬
‫ط‪.1425 -14‬‬
‫‪ -‬الزواجدر عدن اقتدراف الئبددائر – ابدن حجدر المئددي الهيثمدي – دار الشدعو – القدداهرة‬
‫– ‪1400‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬سلسددلة األحاديددث الاددحيحة – محمددد ماصددر الدددين األلبددامي – مئتبددة المعددارف –‬
‫الرياض – ‪1415‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬سلسدددلة األحاديدددث الضدددعيفة – محمدددد ماصدددر الددددين األلبدددامي – مئتبدددة المعدددارف –‬
‫الرياض‪.‬‬
‫‪ -‬سددددير أعددددالم النددددبالل – الحددددا الددددههبي – مؤسسددددة الرسددددالة – بيددددروت – ط‪-1‬‬
‫‪1429‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬السنة ومئامتها ي التشدريع اإلسدالمي – مادطفى السدباعي – المئتدو اإلسدالمي –‬
‫بيروت – ط‪.1405– 4‬‬
‫‪ -‬السيرة النبوية – ابن هشام – دار التراث العربي – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬سنن الدارمي – دار المعر ة – بيروت – ط‪1421 -1‬هـ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪160‬‬

‫‪ -‬صددحيح الجددامع الاد ير وزيادتددي –األلبددامي – المئتددو اإلسددالمي – دمشدده – ط‪-3‬‬


‫‪.1408‬‬
‫‪ -‬صحيح مسلم بشرح النووي – دار المعر ة – بيروت – ط‪1417 -3‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬صددحابة رسددول هللا صددلى هللا عليددي وسددلم وجهددودهم ددي تعلدديم القددرآو الئددريم‪ -‬أمددس‬
‫أحمد كرزوو – دار ابن حزم – بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬عظمددة القددرآو الئددريم – محمددود الدوسددري – دار ابددن الجددوزي – السددعودية – ط‪-1‬‬
‫‪1426‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬عددوو المعبددود شددرح سددنن أبددي داود – شددمس الحدده آبددادي – دار الئتددو العلميددة –‬
‫بيروت ط ‪1410 -1‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬تح الباري– ابن حجر العسقالمي – دار الئتو العلمية – بيروت – ط‪1410-1‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬ضدددائل القدددرآو – أبدددو عبيدددد القاسدددم الهدددروي – دار ابدددن كثيدددر – دمشددده – ط‪-2‬‬
‫‪1420‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬ضائل القرآو – ابن كثير – دار المعر ة – بيروت – ط‪1407 -2‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬ضائل القرآو – ابن الضريس – دار الفئر – دمشه‪.‬‬
‫‪ -‬ضائل سور القرآو الئدريم – ربدراهيم علدى السديد عيسدى – دار السدالم – القداهرة –‬
‫ط‪.2005 -2‬‬
‫‪ -‬ضائل القرآو – للفريابي – مئتبة الرشد – الرياض – ط‪1421 -2‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬ضائل القرآو – المست فري – تحقيده أحمدد رسدلوم‪ -‬دار ابدن حدزم – بيدروت – ط‪1‬‬
‫‪2006‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ضل علم السلي على ال لي ‪ -‬ابن رجو الحنبلي ‪ -‬دار الحديث‪ -‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬ي ظالل القرآو – سيد قطو – دار الشروق – القاهرة – ط‪ 1408 -15‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬قة السيرة – محمد ال زالي – دار القلم – دمشه – ط‪ 1416 -6‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬دديض القدددير شددرح الجددامع الا د ير – المندداوي – دار الئتددو العلميددة – بيددروت –‬
‫ط‪ 1415 -1‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬قاعدة ي ضائل القرآو – ابن تيمية – مئتبة الظالل – اإلحسال – السعودية‪.‬‬
‫‪ -‬كليددات رسددائل النددور – رشددارات اإلعجدداز – النورسددي – شددركة سددوزلر‪ -‬القدداهرة‪-‬‬
‫ط‪2004 -1‬م‪.‬‬
‫‪ -‬كليدات رسدائل الندور – سديرة ذاتيدة – النورسدي – شدركة سدوزلر – القداهرة – ط‪-4‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -‬كيي متعامل مع القرآو؟ ‪ -‬محمد ال زالي – دار الو ال – مار – ط‪ 1412 -2‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬كيي متعامل مع القرآو العظيم – يوسي القرضاوي – دار الشروق – مار‪.‬‬
‫‪ -‬كن كابن آدم – جودت سعيد – دار الفئر – دمشه – ط‪.1419 -1‬‬
‫‪ -‬لمحددات األمددوار ومفحددات األزهددار – ال ددا قي – دار البشددائر اإلسددالمية – بيددروت –‬
‫‪161‬‬

‫ط‪1997 -1‬م‪.‬‬
‫‪ -‬لمحدات مددن تدداريخ السددنة – عبددد الفتداح أبددو يدددة – مئتددو المطبوعددات اإلسددالمية –‬
‫حلو – ط‪– 1‬‬
‫‪ -‬مباحث ي علوم القرآو – مناع القطاو – مؤسسة الرسالة – ط‪ 1407 -21‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬مجموع رسائل ابن رجو – الفاروق الحديثة – شبرا – القاهرة – ‪2002‬م‪.‬‬
‫‪ -‬المحدددداور ال مسددددة ددددي القددددرآو – محمددددد ال زالددددي – دار الو ددددال – ماددددر – ط‪-2‬‬
‫‪.1989‬‬
‫‪ -‬مجمددع الزوائددد ومنبددع الفوائددد – الهيثمددي – دار الئتددو العلميددة – بيددروت ‪1408 -‬‬
‫هـ‪.‬‬
‫‪ -‬مدارم السالئين – ابن قيم الجوزية – دار الئتو العلمية – بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬م تادر قيدام الليدل – محمدد بدن مادر المدروزي – مؤسسدة الرسدالة – ط‪1414 -2‬‬
‫هـ‪.‬‬
‫‪ -‬المدخل لدراسة القرآو الئريم – محمد أبو شهبة‪ .‬طبعة خاصة بالمؤلي‪.‬‬
‫‪ -‬المددخل رلدى الدراسدات القرآميدة – أبددو الحسدن النددوي – مؤسسدة الرسدالة – بيدروت‬
‫– ط‪.2004 -1‬‬
‫‪ -‬المرشدددد الدددوجيز رلدددى علدددوم تتعلددده بالئتددداب العزيدددز – أبدددو شدددامة – دار صدددادر –‬
‫بيروت – ‪1975‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مع القدرآو وحملتدي دي حيداة السدلي الادالح – عبيدد الشدعبي – دار الدوطن للنشدر –‬
‫السعودية‪.‬‬
‫‪ -‬معالم ي الطريه – سيد قطو – دار الشروق – القاهرة – ط‪ 1403 -10‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬المعجزة القرآميدة – محمدد حسدن هيتدو – مؤسسدة الرسدالة – بيدروت – ط‪1419 -3‬‬
‫هـ‪.‬‬
‫‪ -‬مقدمة ي أصول التفسير – ابن تيمية – دار التراث اإلسالمي القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬مقومات التاور اإلسالمي – سيد قطو – دار الشروق – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬مدددنهج السدددلي دددي العنايدددة بدددالقرآو الئدددريم – بددددر ماصدددر البددددر – دار الفضددديلة –‬
‫المناورة– ط‪ 1424 -1‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬مظرية اإلعجاز القرآمي – أحمد سيد عمار – دار الفئر – دمشه – ط‪.1998 -1‬‬
‫‪ -‬مظرات ي كتداب هللا لإلمدام الشدهيد حسدن البندا – جمدع عادام تليمدة – دار التوزيدع‬
‫والنشر – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬هجر القرآو ( دتح الدرحمن دي بيداو هجدر القدرآو ‪ -‬محمدد تحدي‪ ،‬محمدود المدالح –‬
‫دار طيبة ال ضرال – مئة‪.‬‬
‫‪ -‬مجلددة زهددور الماددرية – العدددد ‪ – 78‬السددنة السددابعة – ربيددع اآلخددر ‪ -1428‬مددايو‬
‫‪.2007‬‬
‫‪‬‬
‫‪162‬‬

‫‪ -‬مجلددة اإلخددواو المسددلمين – العدددد (‪ 21‬السددنة األولددى ‪ -18-‬رمضدداو – ‪1362‬هددـ ‪-‬‬


‫‪ 18‬سبتمبر – ‪ ،1943‬مقال من موقع رخواو أوو الين‪.‬‬
‫***‬
‫‪163‬‬

‫الفهرس‬
‫المقدمة ‪.................................. ................................‬‬
‫قبل أو تقرأ ههل الافحات ‪........... ................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الصخرة أغلقت الغار فهل إلى خروج من س يل؟!‬
‫ايلة دم األمة ‪......................... ................................‬‬
‫مشئلتنا ريمامية ‪.......................... ................................‬‬
‫العمود الفقري لإليماو ‪................ ................................‬‬
‫صنعوا ها هنا ‪..................... ................................‬‬ ‫رمهم ُ‬
‫القرآو م رجنا ‪......................... ................................‬‬
‫أين السنة؟! ‪............................. ................................‬‬
‫القرآو واألعمال الاالحة األخر ‪..................................‬‬
‫هل أدرك المسلموو قيمة القرآو؟! ‪..................................‬‬
‫الرسول يشئوما ‪........................ ................................‬‬
‫ما الحل ي ههل اإلشئالية؟! ‪......... ................................‬‬
‫اإليماو بالقرآو هو البداية ‪............ ................................‬‬
‫الفصل ال اني‪ :‬ح ل الود‬
‫الرحمة الواسعة ‪........................ ................................‬‬
‫جحود اإلمساو ‪.......................... ................................‬‬
‫يواية الشيطاو ‪......................... ................................‬‬
‫طبيعة المعركة ‪......................... ................................‬‬
‫أبواب الشيطاو ‪......................... ................................‬‬
‫الرحيم الودود ‪.......................... ................................‬‬
‫لماذا أمزل هللا القرآو؟! ‪................ ................................‬‬
‫المعر ة وحدها ال تئفى ‪............... ................................‬‬
‫القرآو وريالق مداخل الشيطاو ‪.....................................‬‬
‫ابن القيم وتجربتي مع القرآو ‪......... ................................‬‬
‫رصالح اإلرادة ‪......................... ................................‬‬
‫الفصل ال الث‪ :‬رو القلوب وقوتها‬
‫روح تسر ي القلوب ‪............... ................................‬‬
‫‪‬‬
‫‪164‬‬
‫من دخل يي هو آمن ‪.................. ................................‬‬
‫تأثير يُدرك وال يمئن وصفي ‪......... ................................‬‬
‫من مظاهر تأثير القرآو ‪............... ................................‬‬
‫خشوع الجبال وتادعها ‪.............. ................................‬‬
‫القشعريرة والسجود ‪................... ................................‬‬
‫أجيبوا داعي هللا ‪........................ ................................‬‬
‫تأثير القرآو على مشركي مئة ‪.......................................‬‬
‫الوليد بن الم يرة ‪....................... ................................‬‬
‫اعترا ات عتبة بن ربيعة ‪............. ................................‬‬
‫السجود الجماعي ‪....................... ................................‬‬
‫خوف المشركين من تنة مسائهم وأوالدهم بسماعهم للقرآو ‪.....‬‬
‫القرآو كاو السبو األول إلسالم األوائل ‪...........................‬‬
‫كيي أسلم أسيد بن حضير؟ ‪.......... ................................‬‬
‫الدليل الدامس ‪............................ ................................‬‬
‫أمة عجيبة ‪............................... ................................‬‬
‫الفصل الراب ‪ :‬الرسول والقرآن‬
‫تأثر الرسول بالقرآو ‪................. ................................‬‬
‫التأثير العملي السريع ‪................. ................................‬‬
‫صفة قرالتي ‪............................ ................................‬‬
‫الحر على التالوة اليومية ‪......... ................................‬‬
‫دعوتي للناس بالقرآو ‪.................. ................................‬‬
‫صفال المنبع ‪............................ ................................‬‬
‫ترييبي للاحابة ي تعلم القرآو ‪.....................................‬‬
‫النبي صلى هللا عليي وسلم بين ألصحاب معامي القرآو ‪..........‬‬
‫ال بديل عن التفهم والتدبر‪........... ................................ .‬‬
‫متابعتي ألصحابي ‪....................... ................................‬‬
‫الوصية بالقرآو ‪........................ ................................‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬النموذج العملي والدفعة األولى لمدرسة القرآن‬
‫األثر المباشر للقرآو ي سلوك الاحابة ‪...........................‬‬
‫أال تحبوو أو ي فر هللا لئم؟! ‪.......... ................................‬‬
‫أعرض عن الجاهلين ‪................. ................................‬‬
‫‪165‬‬

‫أقرضت ربي حائطي ‪................. ................................‬‬


‫ثابت بن قيس من أهل الجنة ‪.......... ................................‬‬
‫سم اعا لربي وطاعة ‪..................... ................................‬‬
‫وهللا لو أستطيع الجهاد لجاهدت ‪.....................................‬‬
‫زينوا القرآو بالفعال ‪................... ................................‬‬
‫امش ال الاحابة بالقرآو ومحا ظتهم على وردهم اليومي ‪.......‬‬
‫كيي كاموا يحفظوو آيات القرآو؟ ‪...................................‬‬
‫خوف الاحابة على القرآو ‪.......... ................................‬‬
‫توجيهات ووصايا الاحابة محو القرآو ‪............................‬‬
‫تحهيرات الاحابة من ر ع القرآو ‪..................................‬‬
‫خوف الاحابة من امش ال الناس ب ير القرآو ‪....................‬‬
‫منزلة السنة النبوية ‪.................... ................................‬‬
‫تدوو السنة ي عهد الرسول ‪...............................‬‬ ‫لماذا لم َّ‬
‫موقي الاحابة من الحديث بعد و اة الرسول ‪....................‬‬
‫تقييد العلم وكتابتي ‪...................... ................................‬‬
‫من آثار هجر القرآو ‪.................. ................................‬‬
‫بنال اإليماو من خالل القرآو ‪......... ................................‬‬
‫رعادة ترتيو األولويات ‪............... ................................‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬لماذا لم ننتف بالقرآن؟!‬
‫هل الل ة هي السبو؟! ‪................. ................................‬‬
‫تفسير ال يعهر أحد بجهالتي ‪........... ................................‬‬
‫المرومة ي الن القرآمي ‪............ ................................‬‬
‫محمد رقبال ‪.............................. ................................‬‬
‫بديع الزماو النورسي ‪................. ................................‬‬
‫النماذم كثيرة ‪........................... ................................‬‬
‫عودة رلى العار األول لنزول القرآو ‪..............................‬‬
‫ولئن ما السبو رذو؟! ‪................. ................................‬‬
‫أوالا‪ :‬الاورة الموروثة عن القرآو ‪.................................‬‬
‫ثام ايا‪ :‬طول اإللي ‪...................... ................................‬‬
‫ثالثاا‪ :‬مسياو الهدف الهي من أجلي مزل القرآو ‪.....................‬‬
‫راب اعا‪ :‬االمش ال بفروع العلم والتبحر يها ‪.........................‬‬
‫‪‬‬
‫‪166‬‬
‫سا‪ :‬يياب أثر القرآو ‪............. ................................‬‬ ‫خام ا‬
‫سا‪ :‬كيد الشيطاو ‪................... ................................‬‬ ‫ساد ا‬
‫ساب اعا‪ :‬مفاهيم وممارسات ساهمت ي عدم االمتفاع بالقرآو ‪....‬‬
‫ال وف من تدبر القرآو واللقال المباشر بي ‪.........................‬‬
‫تحايل األجر والثواب ق ‪.......... ................................‬‬
‫اإلسراع ي حف القرآو ‪.............. ................................‬‬
‫قرالة الحا ‪........................... ................................‬‬
‫حول مفهوم النسياو ‪................... ................................‬‬
‫أمراض القلوب ‪........................ ................................‬‬
‫قرالتاو للقرآو ‪......................... ................................‬‬
‫التعمه ي المعنى ‪...................... ................................‬‬
‫مدة ال تم ‪................................ ................................‬‬
‫السماع عند أ ضل!! ‪................ ................................‬‬
‫الفصل الساب ‪ :‬كيف يحد الوصال بين القلب والقرآن؟!‬
‫اإليماو أوالا ‪............................. ................................‬‬
‫مقطة البداية الاحيحة ‪................ ................................‬‬
‫أوال‪ :‬تقوية الريبة والدا ع لالمتفاع الحقيقى بالقرآو ‪..............‬‬
‫المحور الثامي‪ :‬اإللحاح على هللا عز وجل ‪.........................‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬اإلكثار من تالوة القرآو بتفهم وترتيل وصوت حزين‬
‫وسائل عملية معينة على االمتفاع بالقرآو ‪...........................‬‬
‫كلمة أخيرة لئل مسلم ‪.................. ................................‬‬
‫المراجع ‪................................. ................................‬‬
‫الفهرس ‪.................................. ................................‬‬
‫***‬

You might also like