You are on page 1of 65

2254346 :‫هاتف‬ 2234643 :‫هاتف‬

2053 :‫رباعي‬ 2219935 :‫فاكس‬


:‫موبايل‬ :‫موبايل‬
0940962383 0955370064

‫الدكتور ياسر رسالن حب الرمان‬


‫الحسيني‬

yasserhr1@hotmail.com
yasser@dr-yasserhr.com
www.dr-yasserhr.com
www.facebook.com/yasser.habarman

~2~
‫احلكمة‬
‫تعريفها‪ -‬أدلتها – ضروراتها‬

‫~‪~3‬‬
~4~
‫مقدمة‬
‫الحمد ددد ه رب العد ددالمي ‪ ،‬والصد ددالل والسد ددالد و د د سد دديد و د ددد‬
‫وحبيب دي وقددرل ينددي مدداد المرسددوي سدديد ا محمددد و و د ولدده و ددحبه‬
‫أ معي ‪.‬‬
‫بفضل اه وكرمه ظرت متأمالا في هذه الحيال‪ ،‬فو ددت أن الحممدة‬
‫تمون في كدل تصدرو وقدوع و مدل‪ ،‬فد ن تحققد الحممدة فيمدا نكر دا‬
‫م د ق ددد وفقن ددا لم ددل ي ددر لقول دده تع ددال ‪ :‬ﱡ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶﲷ ﲸ ﲹ‬

‫ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾﲿ ﱠ [البقرل‪.]289:‬‬
‫فالحممددة تدددع و د ر احددة العقددل ورزا تدده‪ ،‬والخبددرل الواسددعة التددي‬
‫تج د د تجددارب ديدددل فددي هددذه الحيددال‪ ،‬سددواك أكا د تجددارب‬
‫شخصية أد تجارب أ ذت الغير‪.‬‬
‫وبالخال ددة الحممددة‪ ..‬قددوع وفعددل مددا ينبغددي فددي الوقد الددذ ينبغددي‬
‫و الشمل الذ ينبغدي ‪ ،‬وقدد نكدرت فدي كتدابي اييدات التدي نكدرت‬
‫بهددا الحممددة‪ ،‬واألحاديددا النبويددة الموثقددة‪ ،‬وبعددا القص د المفيدددل‪،‬‬
‫را ي ا م اه ‪ ‬أن أكون قد وفقد لتويديو و يصداع معند الحممدة‬
‫لتمون في حياتنا براس ا هادي ا‪ ،‬ومنهج ا يهد ل سواك السبيل‪.‬‬
‫واه ولي التوفيق‬
‫المؤلف‬
‫الدكتور ياسر رسالن حب الرمان‬
‫الحسيني‬
‫~‪~5‬‬
‫تمهيد‬
‫الحممة كما نكرت في القرون المريم‪:‬‬
‫الحمد ه رب العالمي ‪ ،‬والصالل والسدالد ود سديد ا محمدد و ود‬
‫وله و حبه وسوم‪.‬‬
‫ﲶﲸﲹﲺﲻ ﲼ‬ ‫ﲷ‬ ‫‪ -‬قدداع اه ‪ : ‬ﱡ ﲳﲴﲵ‬
‫ﲾﳀﳁﳂﳃ ﳄﱠ [البقرل‪.]269:‬‬ ‫ﲿ‬ ‫ﲽ‬
‫‪ -‬قد د د د د د دداع اه ‪ :‬ﱡ ﲮ ﲯ ﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶ‬
‫ﳀﳂﳃﳄ‬
‫ﳁ‬ ‫ﲻﲽﲾﲿ‬
‫ﲼ‬ ‫ﲷﲸﲹﲺ‬
‫ﳋﳍ ﳎﳏﳐ‬
‫ﳌ‬ ‫ﳅﳆ ﳇ ﳈﳉ ﳊ‬
‫[النساك‪.]113:‬‬ ‫ﳑﱠ‬
‫ﲜﲞ‬
‫ﲝ‬ ‫ﭧ ﭨ ﱡ ﲖﲗﲘﲙﲚ ﲛ‬ ‫‪-‬‬
‫ﲡﲣ ﲤ ﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﱠ‬
‫ﲢ‬ ‫ﲟﲠ‬
‫[النحل‪.]125:‬‬
‫ﱇﱉﱊﱋﱌﱍ ﱎ‬
‫ﱈ‬ ‫ﭧ ﭨ ﱡ ﱁﱂ ﱃﱄﱅ ﱆ‬ ‫‪-‬‬
‫[اإلسراك‪.]39:‬‬ ‫ﱏﱐﱑﱒﱓﱠ‬
‫ﭧ ﭨ ﱡ ﱁﱂﱃﱄﱅﱆ ﱈ‬
‫ﱇﱉﱊﱋ ﱌ‬ ‫‪-‬‬
‫ﱍﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱠ [لقمان‪.]12:‬‬
‫ﱎ‬
‫‪ -‬ﭧ ‪ : ‬ﱡ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩﱪ ﱫﱬ‬

‫ﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱠ [البقرل‪.]129 :‬‬


‫~‪~6‬‬
‫‪ -‬ﭧﭨ ﱡ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬﲭ‬

‫ﲮﲯ ﲰﲱﲲﲳﲴﲵﱠ [البقرل‪.]151 :‬‬

‫‪ -‬قد د د د د د د د د د د د دداع اه ‪ :‬ﱡ ﱣﱤﱥ ﱦﱧﱠ‬


‫[وع مران‪.]٤8 :‬‬

‫فوما لوحممدة مد مما دة ظيمدة فدي المتداب والسدنة‪ ،‬ولحا دة األمدة‬


‫حايددرا ومسددتقبالا ليهددا فددي كددل شددؤو ها‪ ،‬ولخفدداك معن د الحممددة و د‬
‫كثير م المسومي ‪ ،‬فقد قم ببحا هذا المويوع فدي يدوك القدرون‬
‫الم ددريم والس ددنة‪ ،‬مس ددتدلا باييد دات واألحادي ددا الموثق ددة‪ ،‬ومستش ددهدا‬
‫بالقص ‪ ،‬لتثبي معن الحممة‪.‬‬
‫كمددا أيددف م د كددالد الصددالحي م د الصددحابة ريددوان اه ودديهم‬
‫والتدابعي ‪ ،‬وأسدأع اه أن يجعدل موندا الصدا لو ده اه تعدال ‪ ،‬ويرزقنددا‬
‫اإل الص والتوفيق ودواد النعم‪ ،‬وحس الخاتمة مع العافية‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫~‪~7‬‬
‫أهمية البحث‬
‫تظهر أهمية بحا الحممة م الع التأمل في العنا ر ايتية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن الحميم اسم م أسماك اه تعال ‪.‬‬
‫‪ -2‬ورد اسددم (الحمدديم) َوَم دا لمقوق دا لمعرف دا فددي القددرون كاسد مدم م د‬
‫أسماك اه الحسن ‪ 38‬مرل ‪ ،‬ووردت فة حميم‪ ٤0‬مرل‪.‬‬
‫‪ -3‬أن كل أمر م أوامر اه أو هي منه فيه حممة منه ‪.‬‬
‫احب الحممة‪ ،‬فقداع‪ :‬ﱡ ﲸﲹﲺ‬ ‫‪ -4‬أن اه أثن و‬
‫ﲻ ﲼﲽﲾ ﱠ [ البقرل‪.]269:‬‬
‫‪ -5‬أن اه س ددب الحمم ددة لد د فس دده‪ ،‬و ع ددل يتاكه ددا مد د ن ددده‪،‬‬
‫ﭧﭨ ﱡ ﳄﳅ ﳆﳇﳈﳉﱠ [يوسف‪.]22:‬‬
‫‪ -6‬وامددت و د لقمددان حيددا وتدداه الحممددة‪ ،‬ﭧﭨ ﱡ ﱁﱂ‬
‫ﱃﱄﱅﱆﱇﱠ [ لقمان‪.]12:‬‬
‫المد ْدؤِم ِ فَ َح ْيد ل‬
‫دا‬ ‫ِ‬
‫ْح ْمم دةل َ م‬
‫يددالةل ل‬
‫ِ‬
‫‪ -7‬وقدداع رسددوع اه ‪« :‬الْ َمو َم دةل ال َ‬
‫َح ُّق بِ َها»(‪.)1‬‬
‫َو َ َد َها فَد له َو أ َ‬
‫‪ -8‬أن الرسددوع ‪ ‬د ددا لب د مدده‪ ،‬بددد اه ب د بددار ريددي اه‬
‫نهما فقاع‪« :‬الوهم ومه الحممة»(‪.)2‬‬
‫‪ -9‬أن ا تماد جاح الد ال في د وتهم و الحممة‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة ‪.)2687( ‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري من حديث ابن عباس ‪.)3756( ‬‬

‫~‪~8‬‬
‫‪ -10‬أن الد ول اإلسالمية أحوج ما تمون ل الحمماك والعقالك م‬
‫الد ال‪.‬‬
‫‪ -11‬أن بعا المواقف واأل مداع التدي قداد بهدا مد يدد ي اإلسدالد‪،‬‬
‫كا تفتقر ل كثير مد الحممدة‪ ،‬كالدد وع فدي معدار وموا هدات‬
‫سمرية مع دولهم‪ ،‬وقد رت مثل هذه األ ماع و البالد العربيدة‬
‫اإلسالمية الويالت والخراب والدمار‪.‬‬
‫وكددل نلد د بس ددبب دددد الحمم ددة ف ددي تص ددرفاتهم‪ ،‬ول ددم يؤ ددذ بع ددي‬
‫ال تبار م المستفيد م هذه المعار ‪.‬‬
‫وم الع ما سنذكر لحقا تتضو أهمية الحممة‪ ،‬وأهمية الحديا‬
‫نها في يوك القرون المريم والسنة العقرل م الع أقواع العوماك‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫~‪~9‬‬
‫البحث األول‬
‫معنى احلكمة‬
‫ورد لوحممة دل معان‪ ،‬وهي معان ا ة و امة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ 1‬د المعن لغةا وا قالح ا‪.‬‬
‫‪ 2‬د الحممة في القرون المريم‪.‬‬
‫‪ 3‬د الحممة كما وردت في السنة النبوية المعقرل‪.‬‬
‫‪ ٤‬د الحممة كما رفها بعا العوماك‪.‬‬
‫ثم بعد نل ذكر ال ة تجمع بي هذه المعا ي‪.‬‬
‫‪ -‬المعن الوغو لوحممة‪:‬‬
‫قدداع اب د منظددور‪ :‬قيددل‪ :‬الحمدديم‪ :‬نو الحممددة‪ ،‬والحممددة بددارل د‬
‫معرفد ددة أفضد ددل األشد ددياك بأفضد ددل العود ددود‪ ،‬ويقد دداع لم د د يحس د د دقد ددا ق‬
‫الصنا ات ويتقنها‪ :‬حميم(‪.)1‬‬
‫وقدداع الجددوهر (‪ :)2‬الحممددة م د العوددم‪ ،‬و دداحب الحممددة‪ :‬المددتق‬
‫لألمور‪ ،‬وقد حمم بضم الماو‪ ،‬أ ‪ :‬ار حميم ا‪.‬‬
‫وقيل في تاج العرور(‪ :)3‬الحممة بالمسر العدع في القضاك كالحمم‪،‬‬
‫والحممة العوم بحقا ق األشياك ود مدا هدي ويده‪ ،‬والعمدل بمقتضداها‪،‬‬
‫ولهددذا ا قسددم ل د وميددة و مويددة‪ ،‬ويقدداع‪ :‬هددي هي ددة القددول العقويددة‬
‫العومية‪.‬‬

‫(‪ )1‬لسان العرب‪ ,‬مادة ( حكم ) ‪.30/15‬‬


‫(‪ )2‬الصحححات جححال الوصححح وصحححات العربيححح‪ ,‬أبححو بصححر دسححماعيي بححن حمححاد الجحححوهري‬
‫الفارابي‪.‬‬
‫ّ‬
‫الحرّا الحسحيبي‪ ,‬أبحو‬ ‫(‪ )3‬جال العروس من جواهر القاموس‪ ,‬محمّحد بحن محمّحد بحن عبحد‬
‫الّبيدي (المجوفى‪1205:‬هـ)‪.‬‬ ‫الفيض‪ ,‬المو ّقب بالمرجضى‪َّ ,‬‬
‫~ ‪~ 10‬‬
‫‪ -‬الحممة في القرون المريم‪:‬‬
‫ورد لفددا الحممددة فددي القددرون المددريم شددري مددرل(‪ ،)1‬فددي تسددع شددرل‬
‫وية‪ ،‬في اثنتي شرل سورل‪.‬‬
‫وقد ا توف المفسرون في تفسير اييات الواردل بوفا الحممة‪.‬‬
‫فنجد الراز (‪ )2‬يقوع‪ :‬تفسير الحممة في القرون و دل أو ه‪:‬‬
‫‪ -‬أحدددها‪ :‬مددوا ا القددرون‪ ،‬قدداع ‪ :‬ﱡ ﱢﱣﱤﱥﱦﱧ‬
‫ﱨﱩﱠ [البقرل‪ ،]231:‬ومثوها في وع مران‪.‬‬
‫‪ -‬ثا يه دا‪ :‬الحممددة بمعن د ‪ :‬الفهددم والعوددم‪ ،‬ومندده‪ :‬فددي سددورل األ عدداد‪:‬‬
‫ﱡ ﲨﲩ ﲪﲫ ﲬﲭﱠ [األ عاد‪.]89:‬‬
‫‪ -‬ثالثها‪ :‬الحممة بمعن النبول‪ ،‬ومنه‪:‬‬
‫في سورل ص‪ :‬ﭧﭨ ﱡ ﱟﱠ ﱡﱢﱠ [ص‪.]20:‬‬
‫وفد ددي سد ددورل البقد ددرل‪ :‬ﭧ ﭨ ﱡ ﲘﲙﲚﲛﱠ‬
‫[البقرل‪.]251:‬‬
‫يقوع الفيروزوباد (‪ :)3‬وردت الحممة في القرون و ستة أو ه‪:‬‬

‫(‪ )1‬المعجم المفهرس أللفاظ القرآن الكريم‪ ,‬ص ‪.262‬‬


‫(‪ )2‬أبححو عبححد ه محمححد الححراّي‪ ,‬الابرسححجابي المولححد‪ ,‬الفححافعي األفححعري الموقححب بفخححر‬
‫الدين الراّي‪ ,‬وهو دمام مفسر فقيه أصولي‪ ,‬لحه جصحابيك كريحرة ومفيحدة فحي كحي فحن محن‬
‫أهمها الجفسير الكبير الذي سماه (مفاجيح الصيب)‪.‬‬
‫(‪ )3‬القاموس المحيا‪ ,‬محمد بن يعقوب‪ ,‬أبو ااهر‪ ,‬مجد الدين الفيراّي الفيروّآبحادي‬
‫من أئمح الوصح واألدب‪ ,‬وُ لِد الفيروّآبادي عام ‪729‬هـ‪1329 /‬م‪ ,‬وذلح فحي كحاّرون محن‬
‫أعماي فيراّ‪ ,‬وابجقي دلى العرا ‪ ,‬وجحاي فحي مصحر والفحام‪ ,‬ودخحي بحدد الحروم والهبحد‪,‬‬
‫وّ ِبيد باليمن حيث اسجقر بها قرابح العفحرين عامًحا األخيحرة محن عمحره (ابحن حجحر‪ :‬دببحا‬ ‫َ‬
‫الصمر بأببا العمر ‪.)160/7‬‬
‫~ ‪~ 11‬‬
‫والرسالة‪ :‬ﭧﭨ ﱡ ﱣﱤﱥﱠ‬ ‫األوع‪ :‬بمعن النبول‬
‫[وع مران‪.]٤8:‬‬
‫الثا ي‪ :‬بمعن القرون والتفسير‪ ،‬و ابة القوع فيه‪ :‬ﱡ ﲳﲴﲵ‬
‫ﲶﲸﲹﲺﲻ ﲼﲽﲾﱠ [البقرل‪.]269:‬‬
‫ﲷ‬
‫ﭧ ﭨ ﱡ ﱆﱇ‬ ‫الثالا‪ :‬بمعن فهم الدقا ق والفقه في الدي ‪،‬‬
‫ﱈﱠ [مريم‪.]12:‬‬
‫الرابع‪ :‬بمعن ‪ :‬الو ا والتذكير‪:‬‬
‫[النسد د د د د د د دداك‪ ،]5٤:‬أ ‪:‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﱡ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨﱠ‬
‫الموا ا الحسنة‪.‬‬
‫الخددام ‪ :‬ويددات القددرون وأوامددره و واهيدده‪ ،‬ﭧ ﭨ ﱡ ﲖﲗﲘﲙ‬
‫ﲚ ﲛﲜﱠ [النحل‪.]125:‬‬
‫ﭧﭨ ﱡ ﱁ‬ ‫السددادر‪ :‬بمعن د لحجددة العقددل وفددق أحمدداد الشددريعة‪،‬‬
‫[لقمان‪ ،]12:‬أ ‪ :‬قولا يوافق العقل والشرع(‪.)1‬‬ ‫ﱂ ﱃ ﱄﱠ‬
‫قد دداع اب د د بد ددار(‪ :)2‬يعند ددي المعرفد ددة بد ددالقرون‪ ،‬اسد ددخه ومنسد ددو ه‪،‬‬
‫ومحممه ومتشابهه‪ ،‬ومقدمه ومؤ ره‪ ،‬وحالله وحرامه‪ ،‬وأمثاله(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬بصائر ذوي الجمييحّ فحي لاحائك الكجحاب العّيحّ ‪ ,490/2‬والحكمحح فحي الحدعوة دلحى‬
‫ه‪ ,‬ص ‪.18‬‬
‫(‪ )2‬عبد ه بن عباس بن عبد الماوب‪ ,‬ابن عم الببي ‪ ,‬الهافحمي‪ ,‬فجحى قحريو‪ ,‬ويوقحب‬
‫بأبي العباس‪ ,‬يعد من أكرر الرواة روايح لحديث الببي ‪ ,‬وأكررهم كحذل معرفحح بمعحابي‬
‫اآليات وفهمها‪ ,‬ومعرفح معابي األحاديث واآلرار‪.‬‬
‫(‪ )3‬جفسير ابن كرير ‪.322/1‬‬
‫~ ‪~ 12‬‬
‫وقاع براهيم النخعي(‪ :)1‬الحممة‪ :‬الفهم‪.‬‬
‫وقاع زيد ب أسوم(‪ :)2‬الحممة‪ :‬العقل‪.‬‬
‫وقدداع مال د (‪ :)3‬و دده ليقددع فددي قوبددي أن الحممددة هددي‪ :‬الفقدده فددي اه‬
‫(أ معرف ددة أوام ددره و واهي دده والحمم ددة منهم ددا)‪ ،‬وأم ددر يد ود ده اه ف ددي‬
‫القووب م رحمته وفضوه‪.‬‬
‫وهذه األقواع نكرها اب كثير ثم قب قا الا‪ :‬والصدحيو أن الحممدة‬
‫بدالنبول بدل هدي أ دم منهدا‪ ،‬وأ الهدا النبدول‬ ‫كما قاع الجمهور ل تخت‬
‫والرسددالة أ د (‪ ،)٤‬ولم د ألتبدداع األ بيدداك حددا م د الخيددر و د سددبيل‬
‫التبع‪ ،‬كما اك في بعا األحاديا(‪.)5‬‬
‫وقدداع سددماحة الشدديأ أحمددد أمددي كفتددارو رحمدده اه‪ :‬الحممددة قددوع‬
‫أو فعل ما ينبغي في الوق الذ ينبغي و الشمل الذ ينبغي‪.‬‬

‫(‪ )1‬دبححراهيم بححن يّيححد بححن األسححود البخعححي‪ ,‬اليمححابي الكححوفي (‪715 - 666‬م) هححو فقيححه‬
‫وجابعي من مديبح الكوفح‪ ,‬وأحد األئمح المعروفين بالفقه في اإلسدم‪.‬‬
‫(‪ّ )2‬يد بن أسوم هو أبو عبد ه العدوي العمري المدبي‪ ,‬وهو من أئمحح العوحم والححديث‪,‬‬
‫كان له حوقح لوعوم في مسجد رسوي ه يدرس فيها البحاس الفقحه والححديث‪ ,‬روى الححديث‬
‫عن عبد ه بن عمر وجابر بحن عبحد ه وسحومح بحن األكحوس وأبحس بحن مالح وعاحا بحن‬
‫يسار‪ ,‬وجوقى عوى يديه مال بن أبس وسفيان الروري واألوّاعي وسفيان بن عييبح‪.‬‬
‫(‪ )3‬أبو عبد ه مال بن أبس بن مال بن أبي عحامر األصحبحي الحميحري المحدبي (‪-93‬‬
‫‪179‬هححـ ‪795-711 /‬م) فقيححه ومححح سدث مسححوم‪ ,‬ورححابي األئمححح األربعححح عبححد أهححي السححبح‬
‫والجماعححح‪ ,‬وصححاحب المححذهب المححالكي فححي الفقححه اإلسححدمي‪ .‬افح ُجهر بعومححه الصّيححر وقححوة‬
‫حفظححه لوحححديث الببحححوي وجرب‪،‬جححه فيحححه‪ ,‬وكححان معروفحححا ً بالصححبر والحححذكا والهيبححح والوقحححار‬
‫واألخد الحسحبح‪ ,‬وقحد أربحى عويحه كريح ار محن العومحا محبهم اإلمحام الفحافعي ‪ ,‬ويُعح ‪،‬د كجابحه‬
‫"المواأ" من أوائي كجب الحديث الببوي وأفهرها‪.‬‬
‫(‪ )4‬ألن كي رسوي ببي وال عكس ‪.‬‬
‫(‪ )5‬جفسير ابن كرير ‪.322/1‬‬
‫~ ‪~ 13‬‬
‫وقاع بد الرحم السعد (‪ )1‬مفسرا الحممة‪:‬‬
‫الحممددة هددي‪ :‬العوددود النافعددة والمعددارو الصددا بة‪ ،‬والعقددوع المسددددل‬
‫واأللبدداب الرزينددة‪ ،‬و ددابة الصددواب فددي األقددواع واألفعدداع‪ ،‬ثددم قدداع‪:‬‬
‫و مي ددع األم ددور ل تص ددوو ل بالحمم ددة الت ددي ه ددي وي ددع األش ددياك ف ددي‬
‫موايعها‪ ،‬وتندزيل األمور منازلها‪ ،‬واإلقداد في محل اإلقداد‪ ،‬واإلحجاد‬
‫في مويع اإلحجاد(‪.)2‬‬
‫‪ -‬الحممة كما وردت في السنة النبوية‪:‬‬
‫السنة هي المصدر الثا ي لوتشريع بعد القرون المريم‪ ،‬وسنذكر بعا‬
‫األحاديا التي وردت في الحممة‪:‬‬
‫وسنقتصر و بعا األحاديا الصحيحة‪ ،‬وبعا األحاديا يعيفة‬
‫السند‪ ،‬ول سيما المشتهر منها و األلسنة‪.‬‬
‫أولا‪ :‬األحاديا الصحيحة‪:‬‬
‫‪ 1‬د د ابد بدار ريدي اه نهمدا قداع‪ :‬يدمني رسدوع اه ‪ ‬لد‬
‫دره‪ ،‬وقاع‪« :‬الوهم ومه الحممة»(‪.)3‬‬
‫وقد فسرها البخار (‪)٤‬بد د د‪ :‬الحممة‪ :‬اإل ابة في غير النبول‪.‬‬

‫(‪ )1‬هو الفيخ العدمح أبو عبد ه عبد الرحمن بن باصر بن عبد ه بحن باصحر السحعدي‬
‫من جميم ويعرك بابن السعدي (‪1956-1889‬م) ولد في بودة عبيّة فحي القصحيم ‪ ,‬جربحى‬
‫يجيما ً ولكبه بفأ بفأة حسحبح‪ ,‬وكحان قحد اسحجرعى األبظحار مبحذ حدارحح سحبه بذكائحه ور بجحه‬
‫الفديدة في الجعوم‪ ,‬وهو مصبك وكاجب كجاب جيسير الكريم الرحمن‪.‬‬
‫(‪ )2‬جفسير ابن السعدي ‪.332/1‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري من حديث ابن عباس ‪.) 3756 ( ‬‬
‫(‪ )4‬أبو عبد ه محمد بن دسماعيي البخحاري (‪ 13‬فحواي ‪ 194‬هحـ ‪ 1 -‬فحواي ‪ 256‬هحـ)‬
‫(‪ 20‬يوليححو ‪ 810‬م ‪ 1 -‬سححبجمبر ‪ 870‬م)‪ .‬أحححد كبححار الح ّفححاظ الفقهححا ‪ ,‬مححن أهححم عومححا‬
‫الحديث‪ ,‬له مص ّبفات كريرة أبرّها كجاب صحيح البخاري‪.‬‬
‫~ ‪~ 14‬‬
‫وفسرها اب حجر(‪ )1‬بد د د‪ :‬سر ة الجواب بالصواب‪.‬‬
‫بريل‬
‫ل‬ ‫َسقف بيتي وأ ا بم ممةَ فنَد َز َع‬ ‫رج‬
‫‪ 2‬د قاع رسوع اه ‪« :‬فل َ‬
‫سوه بمداك َزم َدزَد ثد مم داك بِقَسد مد نهدب لممتود‬ ‫رج در ثل مم غَ َ‬ ‫ف َف َ‬
‫ممةا و يما ا فأفرغَهل في در ث مم أطْبَد َقهل‪.)2(»..‬‬ ‫ِ‬
‫ح َ‬
‫‪ 3‬د قاع رسوع اه ‪« :‬ل حسد ل في اثنتي ‪ :‬ر دل وتداه اه مدالا‬
‫فسوقه و هومته في الحق‪ ،‬ور ل وتداه اه حممدة فهدو يقضدي بهدا‬
‫ويعومها»(‪.)3‬‬
‫والحممة هنا فسرت بالقرون‪ ،‬كما وردت في حديا و ر(‪.)٤‬‬
‫‪ ٤‬د قاع رسوع اه ‪ « :‬ن م الشعر حممة»(‪.)5‬‬
‫قاع اب حجر‪ :‬ن م الشعر حممة‪ ،‬أ ‪ :‬قولا ادقا مقابقا لوحق‪.‬‬
‫‪ -5‬و أبي هريرل ‪ ‬قاع‪ :‬قاع رسوع اه ‪« :‬أتداكم أهدل الديم‬
‫هم أيعف قووبا‪ ،‬وأرق أف دل‪ ،‬اإليمان يمان والحممة يما ية»(‪.)6‬‬
‫د ددالح(‪ :)7‬ن المد ددراد بالحممد ددة‪ :‬العود ددم المشد ددتمل و د د‬ ‫قد دداع اب د د‬
‫المعرفة باه(‪.)8‬‬

‫(‪ )1‬أحمد بن عوي بن محمد الكبابي العسقدبي‪ ,‬أبو الفضي‪ ,‬فهاب الدين‪ ,‬ابن َح َجر‪.‬‬
‫(‪ 852 - 773‬هـ ‪1449 - 1372 /‬م)‪ .‬من أئمح العوم والجاريخ‪ .‬أصوه من عسقدن‬
‫(بفوساين) ومولده ووفاجه بالقاهرة‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري من حديث أبس بن مال ‪.)349( ‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري من حديث عبد ه بن مسعود ‪.)73( ‬‬
‫(‪ )4‬فجح الباري ‪.167/1‬‬
‫(‪ )5‬رواه البخاري من حديث أبي بن كعب ‪.)6145 ( ‬‬
‫(‪ )6‬رواه الجرمذي من حديث أبي هريرة ‪.)3935( ‬‬
‫ْن الكردي‪ ,‬ال َّف ْه ُر ُّ ْو ِري‪ , ،‬أحد عوما الحديث‪.‬‬ ‫(‪ )7‬أبُو َعمْ ٍرو ع ُْر َمانُ بن َ‬
‫صدَ ِت ال سدي ِ‬
‫(‪ )8‬فجح الباري ‪ ,532/6‬والحكمح في الدعوة دلى ه ‪ ,‬ص ‪.24‬‬
‫~ ‪~ 15‬‬
‫ثا ي ا‪ :‬األحاديا الضعيفة في سندها‪:‬‬
‫ومما يجدر نكره بعا األحاديا المشتهرل و األلسدنة فدي الحممدة‬
‫مع أن أسا يدها يعيفة‪ ،‬مع اإلشارل ل دودل معناهدا‪ ،‬وأ هدا ل تخدرج‬
‫حة سبتها ل رسوع اه ‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫كو ها حمم ا‪ ،‬نا ما ثبت‬
‫‪ « .1‬نا رأيتم الر ل قد أ قي زهدا في الدد يا وقودة منقدق‪ ،‬فداقتربوا‬
‫منه‪ ،‬ف ه يوق الحممة»(‪.)1‬‬
‫‪« .2‬المومددة الحممددة يددالة المددؤم حيثمددا و دددها فهددو أحددق بهددا»‬
‫وفي لفا‪« :‬حيا و دها ذبها»(‪.)2‬‬
‫‪« .3‬مد د أ ود د ه أربع ددي يومد دا ه ددرت ين ددابيع الحمم ددة مد د قوب دده‬
‫ولسا ه»(‪.)3‬‬
‫‪« .٤‬رأر الحممة مخافة اه»(‪.)٤‬‬
‫‪« .5‬الرفق رأر الحممة»(‪.)5‬‬
‫‪« .6‬الحمم ددة ش ددرل أ د دزاك تس ددعة منه ددا ف ددي العزل ددة ‪ ،‬وواح ددد ف ددي‬
‫الصم »(‪.)6‬‬
‫ش د ِر َ‬
‫يف َشد َدرف ا‪َ ،‬وتَد ْرفَد لدع ال َْع ْب د َد ال َْم ْمولددو َ َحتمد‬ ‫‪ ِ« .7‬من ال ِ‬
‫ْح ْم َم دةَ تَ ِزي د لد ال م‬
‫ي َع ال لْمولو ِ »(‪.)7‬‬ ‫ضعهل مو ِ‬
‫تَ َ َ َ ْ‬
‫(‪ )1‬رواه ابن ماجه من حديث أبي خدد ‪.)4101 ( ‬‬
‫(‪ )2‬رواه الجرمذي من حديث أبي هريرة ‪.)2687( ‬‬
‫(‪ )3‬رواه القضاعي من حديث ابن عباس رضي ه عبهما في (مسبد الفهاب رقحم ‪466‬‬
‫الرسالح)‪.‬‬
‫(‪ )4‬ذكره األلبابي من حديث ابن مسعود ‪.)3066( ‬‬
‫(‪ )5‬ذكره األلبابي من حديث جرير ‪.)3159( ‬‬
‫(‪ )6‬رواه البيهقي في " الّهد " من حديث أبي هريرة ‪ 95 /1( ‬رقم ‪.)127‬‬
‫(‪ )7‬ذكره األلبابي في ضعيك الجامع الصصير من حديث أبس ‪.)2786( ‬‬
‫~ ‪~ 16‬‬
‫‪ -‬الحممة كما رفها بعا العوماك‪:‬‬
‫هنددا دددل أقددواع أ ددرو د د الحممددة والتددي ل تخددرج د المع ددا ي‬
‫السابقة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -1‬قيل‪ :‬هي ويع الشيك في مويعه(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬وق دداع رش دديد ري ددا‪ :‬الحمم ددة‪ :‬العو ددم الص ددحيو‪ ،‬ال ددذ يبع ددا‬
‫اإلرادل ل العمل النافع الذ هو الخير(‪.)2‬‬
‫‪ -3‬قاع الراز ‪ :‬حمم الحممة والعقل‪ ،‬هو الحمدم الصدادق المبدرأ‬
‫م الزيغ والخول(‪.)3‬‬
‫وأ يرا‪ :‬لعل ير ال ة تجمع أغوب هدذه المعدا ي التدي وردت فدي‬
‫الحممددة هددي مددا قالدده سددماحة الشدديأ أحمددد أمددي كفتددارو رحمدده اه‪:‬‬
‫"الحممددة قددوع وفعددل مددا ينبغددي فددي الوق د الددذ ينبغددي و د الشددمل‬
‫الذ ينبغي"‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )1‬الحكمح في الدعوة دلى ه‪ ,‬ص ‪.29‬‬


‫(‪ )2‬المبار ‪.77/2‬‬
‫(‪ )3‬جفسير الراّي ‪.67/7‬‬
‫~ ‪~ 17‬‬
‫البحث الثاني‬
‫حلكْمَة ودرجاتها‬
‫أنواع ا ِ‬
‫ِ‬
‫الح ْم َمة و ان(‪:)1‬‬
‫األوع‪ِ :‬ح ْم َمدة وميمدة ظريمدة‪ ،‬وهدي الطدالع ود بداط األشدياك‪،‬‬ ‫النموع م‬
‫ومعرفة ارتباط األسباب بمسبباتها‪ ،‬وقا وأمرا‪ ،‬قدرا وشر ا‪.‬‬
‫النموع الثما ي‪ِ :‬ح ْم َمة مويمة‪ ،‬وهي ويع الشيك في مويعه‪.‬‬
‫در ات ِ‬
‫الح ْم َمة(‪:)2‬‬
‫وهي و ثالث در ات‪:‬‬
‫ال مدر ة األول ‪ :‬أن تعقي كد مل شديك ح مقده ول تعديده حد مده‪ ،‬ول تعجوده‬
‫وقته‪ ،‬ول تؤ ره نه‪.‬‬
‫ِ‬
‫فالح ْم َمددة نا‪ :‬فعددل مددا ينبغددي‪ ،‬و د الو دده الددذ ينبغددي‪ ،‬فددي الوق د‬
‫دل ودل فدي‬ ‫دل ظداد الو دود مدرتب بهدذه الصدفة‪ ،‬وك ُّ‬ ‫الذ ينبغي‪ ...‬فم ُّ‬
‫الو ود‪ ،‬وفي العبد فسببه اإل دالع بهدا‪ ،‬فأكمدل النمدار أوفدرهم صديبا‪.‬‬
‫وأ قصهم وأبعدهم المماع أقوهم منها ميراثا‪.‬‬
‫ولها ثالثة أركان‪ :‬العوم‪ ،‬والحوم‪ ،‬واألََال‪.‬‬
‫ووفاتها وأيدادها‪ :‬الجهل‪ ،‬والقميش‪ ،‬والعجوة‪.‬‬
‫فال ِح ْم َمة لجاهل‪ ،‬ول طا ش‪ ،‬ول جوع‪.‬‬

‫(‪ )1‬مدارل السالكين (‪.)478/2‬‬


‫(‪ )2‬مدارل السالكين (‪.)452/448 -2‬‬
‫~ ‪~ 18‬‬
‫ال مدر ددة الثما ي ددة‪ :‬أن تش ددهد ظ ددر اه ف ددي َو ْ ددده‪ ،‬وتع ددرو دل دده ف ددي‬
‫لح ْممه‪ ،‬وتوحا لقفه في منعه‪.‬‬
‫الح ْم َم ددة ف ددي الو ددد والو ي ددد‪ ،‬وتش ددهد لح ْمم دده‪ ،‬ﭧﭨ‬‫أ ‪ :‬تع ددرو ِ‬
‫ﱡ ﱦﱧﱨﱩ ﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳ ﱴ‬
‫ﱵﱠ [النسدداك‪ ،]٤0:‬فتشددهد دلدده فددي و يددده‪ ،‬و حسددا ه فددي و ددده‪،‬‬
‫وكل قا م ِ‬
‫بح ْم َمته‪.‬‬
‫وكددذل تعددرو دلدده فددي أحمامدده ال م‬
‫شددر ية‪ ،‬والمو يمددة الجاريددة و د‬
‫الخال ق‪ ،‬ف مه ل وم فيهدا‪ ،‬ول دور‪ ،‬وكدذل تعدرو الخيدر فدي منعده‪،‬‬
‫زا نده اإل فداق‪ ،‬ول يَ ِغديا مدا‬ ‫ف مه سبحا ه هو َ‬
‫الج َدواد الدذ ل يدنق‬
‫لح ْم َمدة كامودة فدي نلد ‪،‬‬ ‫في يمينه سعة قا ه‪ ،‬فما منع م فضدوه مل ِ‬
‫َ‬
‫فعقاؤه قاك ومنعه قاك‪.‬‬
‫ال مدر د ددة الثمالثد ددة‪ :‬أن تبود ددغ فد ددي اسد ددتدلل البصد دديرل‪ ،‬وفد ددي رشد دداد‬
‫الحقيقة‪ ،‬وفي شارت الغاية‪.‬‬
‫ل أ و در ات العوم‪ ،‬وهي البصيرل التي تمدون‬ ‫فتصل باستدلل‬
‫سددبة العوددود فيهددا ل د القوددب كنسددبة المر ددي ل د البصددر‪ ،‬وهددذه هددي‬
‫صدحابة د سدا ر األمدة‪ ،‬وهدي أ ود در دات‬
‫الصيغة التي ا ت م بها ال م‬
‫العوماك‪ ،‬واه أ وم‪.‬‬

‫~ ‪~ 19‬‬
‫البحث الثالث‬
‫أمثلة من احلكمة يف القرآن الكريم‬
‫ﱡ ﱃﱄﱅﱆﱠ‬ ‫الق د د ددرون كو د د دده حمم د د ددة‪ :‬ق د د دداع تع د د ددال ‪:‬‬
‫[هد د ددود ‪ ،]1:‬ولد د ددم ل يمد د ددون‬ ‫[يد د ددو ‪ ،]1:‬وقد د دداع‪ :‬ﱡ ﲆﲇﲈﱠ‬
‫ﲊ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏﱠ‬
‫ﲋ‬ ‫وهددو ﱡ ﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉ‬ ‫كددذل ‪،‬‬
‫[فصو ‪.]٤2:‬‬
‫أولا‪ :‬قصة أ حاب المهف‪:‬‬
‫ن قص ددة أ ددحاب المه ددف كم ددا نك ددرت ف ددي الق ددرون المد دريم قص ددة‬
‫جيبة‪ ،‬ول قف ند تفصيل القصة‪ ،‬ولم شير ل مويع الحممدة‬
‫في تصرو هؤلك الفتية‪ ،‬وقدرتهم و تجاوز المحنة التي مروا بها‪.‬‬
‫فقددد نكددر اب د كثيددر(‪ )1‬ق دالا د غيددر واحددد م د السددوف والخوددف أن‬
‫هددؤلك الفتيددة كددا وا مد أبندداك موددو الددرود وسددادتهم‪ ،‬وقددد فددارقوا قددومهم‬
‫لمددا رأوا مددا ودديهم م د بددادل غيددر اه‪ ،‬حي دا كددا وا يعبدددون األ ددناد‬
‫والقواغي ويذبحون لها‪ ،‬ولهم مو بار نيد‪ ،‬فاتفق كومدة هدؤلك‬
‫الفتيددة ود ا تددزاع قددومهم‪ ،‬واتخددان ممددان يعبدددون اه فيدده فعددرو بهددم‬
‫قددومهم‪ ،‬فوشددوا بددأمرهم ل د مومهددم‪ ،‬فاستحضددرهم بددي يديدده‪ ،‬فسددألهم‬
‫د أمددرهم‪ ،‬ومددا هددم ويدده‪ ،‬فأ ددابوه بددالحق‪ ،‬ود ددوه لد اه ‪ ‬وهددذا‬
‫معند د د قول د دده تع د ددال ‪ :‬ﱡ ﲮ ﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶ‬

‫(‪ )1‬جفسير ابن كرير ‪.74/2‬‬


‫~ ‪~ 20‬‬
‫ﲼﲾﲿﳀﳁﱠ [المهد د ددف‪ ،]1٤:‬ولمد د د د‬ ‫ﲽ‬ ‫ﲷ ﲸﲹﲺﲻ‬
‫مومهم أب د وتهم وتهددهم وتو دهم ن لم ير عوا ل دي قومهم‪،‬‬
‫وأ قدداهم مهوددة لينظددروا فددي أمددرهم‪ ،‬وبعددد نلد ا تمعددوا وقددرروا الفددرار‬
‫بدينهم ل ممان و در‪ ،‬وهدو المهدف الدذ لجدؤوا ليده‪ ،‬ونكدر القدرون‬
‫المريم تفا يل قصتهم في المهف‪.‬‬
‫وتظهر الحممة في قصتهم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ )1‬أن هدايتهم لد ديد اه‪ ،‬و ددد تقويدد قدومهم ود مدا هدم ويده‬
‫هو ي الحممة والتوفيق‪ ،‬ونل فضل اه يؤتيه م يشاك‪.‬‬
‫‪ )2‬ا تد ددزالهم لقد ددومهم‪ ،‬بعد ددد أن أدركد ددوا أ د دده ل ينفد ددع معهد ددم صد ددو‬
‫ول د ددول‪ ،‬وهددذه هددي العزلددة المشددرو ة‪ ،‬ول سدديما نددد وقددوع الفددت‬
‫وشد د ل أَ ْن‬‫أو الخش ددية منه ددا‪ ،‬وه ددذا مص ددداق الح ددديا الص ددحيو‪« :‬ي ِ‬
‫ل‬
‫داع َوَم َواقِ َدع الْ َققْد ِر‬
‫ْجبَ ِ‬ ‫داع ال لْم ْسدوِ ِم غَدنَم يَد ْتبَ لدع بِ َهدا َش َدع َ‬
‫ف ال ِ‬ ‫يَ لمو َن َ ْيددر َم ِ‬
‫َ‬
‫يَِف ُّر بِ ِدينِ ِه ِم َ ال ِْفتَ » ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪ )3‬تمسمهم بالحق لموا هتهم الباطل‪.‬‬


‫‪ )٤‬حمم ددتهم ف ددي قض دداك ح ددوا جهم‪ ،‬ﱡ ﲭ ﲮﲯﲰ‬
‫ﲱﲲﲳﲴﲵ ﲶﲷﲸﲹﲺﲻ‬
‫ﲼ ﲽﲾﱠ [المهف‪.]19:‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري ‪.) 7088 ( ‬‬
‫~ ‪~ 21‬‬
‫ن هذه القصة‪ ،‬فيها الحممة‪ ،‬والعبرل‪ ،‬وبيدان مدنها الدد ول‪ ،‬وحسد‬
‫اسددتخداد الوسددا ل‪ ،‬وتقدددير المصددالو والمفاسددد‪ ،‬ومعرفددة مددا ولد ليدده‬
‫األمور‪ ،‬ل غير نل م الدرور والعبر‪.‬‬
‫ثا يا‪ :‬قصة سيد ا سويمان ومومة سبأ‪:‬‬
‫وهددي قصددة طويوددة نكددرت فددي سددورل النمددل‪ ،‬وقددد فصددل المفسددرون‬
‫فيهدددا(‪ ،)1‬وسنقتصد ددر و د د ال ددن القرو د ددي لووقد ددوو ند ددد بعد ددا هد ددذه‬
‫المواقف التي وتم فيها الحممة في التصرو واتخان القرار‪.‬‬
‫‪ -1‬أوع موقد ددف د ددراه هد ددو نايد ددة س د ديد ا س د دويمان بر يتد دده‪ ،‬وتفق د دده‬
‫ألحوالهم‪ :‬قاع تعال ‪ :‬ﱡ ﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴ‬
‫ﲵ ﲶﱠ [النمل‪.]20:‬‬
‫‪ -2‬وسيد ا سويمان ‪ ‬ل يتعجل بدالحمم ود غيداب الهدهدد‪،‬‬
‫سبب دد رؤيته‪ ،‬ﱡ ﲮﲯﲰ‬ ‫حيا ويع الحتماع األوع بالسؤاع‬
‫ﲱﲲﱠ [النمل‪ ،]20:‬فقد يمون مو ودا‪ ،‬ولم سديد ا سدويمان‬
‫لم يره لسبب م األسباب‪ ،‬أد أ ه كان م الغا بي !!‪.‬‬
‫دده مددنها لوتثب د و دددد العجوددة‪ ،‬قبددل اتخددان الق درار‪ ،‬فم د الحممددة‬
‫دد اتخان القرار في حالة الغضب أو الفرح وقبل التبي ‪.‬‬
‫‪ -3‬و ندددما تأكددد لسدديد ا سددويمان ويدده الصددالل والسددالد أ دده كددان‬
‫غا بدا أ دددر القددرار العددادع‪ :‬العددذاب الشددديد‪ ،‬أو الددذبو‪ ،‬أو البددراكل‪،‬‬

‫(‪ )1‬ابظر جفسير سورة البمي في جفسير الابري‪ ,‬والبصوي‪ ,‬وابن كرير و يرها ‪.‬‬
‫~ ‪~ 22‬‬
‫وهددي التددي تنجيدده مد حدددو هدداتي العقددوبتي ن دداك بسددوقان مبددي‬
‫فسديد ا سدويمان ويدده الصدالل والسددالد لدم يغتدر بمومدده وقوتده وقدرتدده‬
‫ليتسو و هذا المخووق الضعيف‪ ،‬أل ه يعوم قدرل اه ويه‪.‬‬
‫وقددد كددان تصددرو سدديد ا سددويمان ‪ ‬سددويما‪ ،‬وويددعه لالحتمددالت‬
‫كددان ددا با‪ ،‬فقددد ثبت د ب دراكل الهدهددد‪ ،‬ندددما دداك بسددوقان مبددي ‪،‬‬
‫قدداع ‪ ‬و د لسددان الهدهددد‪:‬ﱡ ﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍ‬
‫ﳎﳏﱠ [النمل‪.]22:‬‬
‫ه منها لوعدع‪ ،‬يرسمه سيد ا سويمان ‪ ،‬وأسووب في القيدادل‬
‫والحممة‪.‬‬
‫‪ -٤‬يس ددمع س دديد ا س ددويمان ‪ ‬ب ددر س ددبأ كم ددا حم دداه الهده ددد‪،‬‬
‫والخبددر فددي غايددة األهميددة‪ ،‬بددل دده بددر يزل دزع الجبدداع‪ ،‬مو د قددو ‪،‬‬
‫و رش ظيم‪ ،‬وقود يعبددون غيدر اه‪ ،‬كدل هدذا وهدم فدي دوار سديد ا‬
‫سويمان‪ ،‬فقد يهددون مومه نات يود(‪ ،)1‬ومدع هدذا فدال يتعجدل ويده‬
‫الصالل والسالد‪ ،‬ويوتزد منها التثبي ‪ ،‬مع أ ده يعودم أن الهدهدد أقدل‬
‫م أن يمذب ويه(‪ ،)2‬ول سيما أن الهدهد بحا ة ل براكل سداحته‬
‫ريمددة ل‬ ‫بعددد تخوفدده وغيابدده‪ ،‬فم د المسددتبعد أن يضدديف ل د نل د‬
‫قوبددة الغيدداب دون نن هددي العددذاب أو القتددل‪،‬‬ ‫تغتفددر‪ ،‬ف د نا كا د‬

‫(‪ )1‬وأصي المفكوح هي عبادجهم لصير ه‪ ,‬وجأرير ذل عوى يرهم ‪.‬‬


‫(‪ )2‬وال يعبي هذا أن الهدهد يكذب عوى يره‪ ,‬ولكن يعد كذبه عوى سويمان أفد‪.‬‬
‫~ ‪~ 23‬‬
‫فمددانا سددتمون قوبددة المددذب؟ والهدهددد يعوددم أن سدديد ا سددويمان ل‬
‫ددق الهدهدد‪،‬‬ ‫ويه المذب‪ ،‬ومدع أن كدل الددل ل تشدير لد‬ ‫يخف‬
‫وبعددده د المددذب‪ ،‬ف د ن سدديد ا سددويمان ويدده الصددالل والسددالد ل‬
‫ﱡﱻﱼ‬ ‫تأ د ددذه العاطفد د دة‪ ،‬ويظ د ددل موتزمد د دا بم د ددنها التثبد د د ‪،‬‬
‫[النمددل ‪ ،]27:‬وهددذا ددي الحمم ددة‬ ‫ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁﱠ‬
‫وأساسها‪.‬‬
‫‪ -5‬ويمت ددب س دديد ا س ددويمان ‪ ‬الرس ددالة بأس ددووب را ددع حم دديم‪،‬‬
‫يقددتحم شددغاو القوددوب ويسدديقر ويهددا‪ ،‬مددع اإليجدداز والقددول والبيددان‪،‬‬
‫ﱡ ﲡﲢﲣﲤﲥﱠ [النمل‪.]31:‬‬
‫‪ -6‬و ندددما يسددمع المددرك بددر الهدهددد‪ ،‬أن هددؤلك القددود قددد ولددوا‬
‫نددما يدرو كيدف‬ ‫فديهم ر داع؟!! ولمد‬ ‫امرأل يتمومه العجدب! ألدي‬
‫كا د هددذه المددرأل تقددود قومهددا؟! وحنمتهددا‪ ،‬وسياسددتها‪ ،‬وحممتهددا‪،‬‬
‫ل يستغرب نل ‪ ،‬ويدر سر هذا ال تيار(‪ ،)1‬ولننظدر لد شديك مد‬
‫حممتها في قيادل قومها‪.‬‬
‫أ د فهي أولا توتزد بالشورو منهج ا وسووك ا‪ ،‬ول تققع أمرا دون قالك‬
‫قومها‪.‬‬

‫(‪ )1‬جوليح المرأة اإلمامح العظمى يحر جحائّ عبحد جمهحور العومحا ‪ ,‬وهحو الحراجح‪ ,‬ولكحن‬
‫هؤال القوم كفار‪ ,‬وليس بعد الكفر ذبب‪.‬‬
‫~ ‪~ 24‬‬
‫ب د ندددما فويددها قومهددا باتخددان القددرار المناسددب‪ ،‬كا د حميمددة‬
‫و اقوة فوم تستخف بقول سويمان‪ ،‬ولم يدد وها الغدرور بقدوع قومهدا‪:‬‬
‫ﱡ ﲴ ﲵﲶﲷ ﲸﲹﲺﲻﲼ ﲽﲾﲿﱠ‬
‫ﱡ ﳁﳂﳃﳄ‬ ‫[النمل‪ ،]33:‬بل كان رأيها الصا ب وموقفها الحميم‪،‬‬
‫ﳋﳍﳎ ﱠ [النمل‪،]3٤:‬‬ ‫ﳅﳆ ﳇﳈﳉﳊ ﳌ‬
‫ولهذا كان لبدد مد اتخدان قدول مويدة تمشدف حقيقدة ددوها قبدل‬
‫الددد وع فددي معركددة قددد تمددون اسددرل‪ ،‬ﱡ ﳐﳑ ﳒﳓﳔ‬
‫ﳕﳖﳗ ﱠ [النمل‪.]35:‬‬
‫‪ -7‬و ن دددما دداك ددواب س دديد ا س ددويمان ود د رس ددالتها الهدي ددة‪،‬‬
‫ﱌﱎﱏﱐ ﱑ ﱒﱓ‬
‫ﱍ‬ ‫ﱡ ﱅﱆﱇ ﱈﱉﱊﱋ‬
‫ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟﱠ‬
‫[النمل‪.]37-36:‬‬
‫قددار وا بددي الرسددالة األول د فددي رقتهددا ولينهددا وقوتهددا‪ ،‬وبددي الرسددالة‬
‫الثا يددة ف دي درامتها وحزمهددا وبالغددة أسددووبها‪ ،‬وهددذه هددي الحممددة‪،‬‬
‫(ويع الشيك في مويعه)‪ ،‬فالبداية كا تقتضي مثل تو الرسدالة‪،‬‬
‫والنهايددة تقتضددي هددذه الرسددالة‪ ،‬ولقددد فعددل سدديد ا سددويمان ‪ ‬م ددا‬
‫ينبغددي‪ ،‬كمددا ينبغددي‪ ،‬فددي الوق د الددذ ينبغددي‪ ،‬ول غددرو فقددد وت داه اه‬
‫المو والحممة‪ ،‬كما وت أباه(‪ )1‬ويهما السالد‪.‬‬
‫(‪ )1‬سويمان هو ابن أحد األببيا المكرمين سيدبا داود عويه السدم‪ ,‬فهو سحويمان بحن داود‬
‫بن ديفا بن عويد بن عابرحين يبجهي بسبه دلى يهوذا بن يعقوب بن دسحا بن دبراهيم‪.‬‬
‫~ ‪~ 25‬‬
‫‪ -8‬أ يد ددرا تتخد ددذ هد ددذه المد ددرأل القد ددرار الحاسد ددم‪ ،‬الحمد دديم‪ ،‬وهد ددو‬
‫الستجابة لسيد ا سويمان ‪ ‬ود وته‪ ،‬طا عة مختارل‪.‬‬
‫‪ -9‬أمددا غايددة الحممددة ونروتهددا‪ ،‬فهددو موقددف سدديد ا سددويمان ‪‬‬
‫ممددا حدددث‪ ،‬فهددل دا ودده العجددب والغددرور‪ ،‬أو سددب الفضددل لنفسدده؟‬
‫ﱡ ﲒ ﲓﲔ ﲕﲖﲗﲘ ﲚ‬
‫ﲙ‬ ‫حاشاه مد نلد ‪ ،‬بدل قداع تعدال ‪:‬‬
‫ﲟﲡﲢﲣﲤﲥﲦﱠ [النمل‪.]٤0:‬‬ ‫ﲠ‬ ‫ﲛﲜﲝﲞ‬
‫فم د د توفيد ددق اه ‪ ‬لوعبد ددد أن ينسد ددب كد ددل فضد ددل و جد دداح ل د د اه‬
‫متحدثا بذل سرا في فسه وبي النار ا ترافا بفضل اه ‪.‬‬
‫و ن ما تميزت به هذه القصة بمواقف حممة متنو ة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ 1‬د العدع‪.‬‬
‫‪ 2‬د التثب والتبيان‪.‬‬
‫وسعةل األفق‪.‬‬ ‫‪ 3‬د بعد الرؤية‪ِ ،‬‬
‫‪ ٤‬د تقان قا دل المصالو والمفاسد‪.‬‬
‫‪ 5‬د القول دون نف‪ ،‬والوي دون يعف‪.‬‬
‫‪ 6‬د الشورو‪.‬‬
‫‪ 7‬د سبة الفضل ه ‪.‬‬
‫‪ 8‬د التنبه والحذر م الستدراج‪.‬‬
‫‪ 9‬د القول في اتخان القرار المناسب في الوق المناسب ‪.‬‬

‫~ ‪~ 26‬‬
‫ثالثا‪ :‬قصة لقمان وابنه‪:‬‬
‫شهد اه بعوو حممدة لقمدان‪ ،‬فقداع ‪:‬ﱡ ﱁﱂﱃﱄﱅ‬
‫ﱍﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱠ‬
‫ﱎ‬ ‫ﱇﱉﱊﱋ ﱌ‬
‫ﱆ ﱈ‬
‫[لقمدان‪ ،]12:‬مع أن القوع الرا و أ ه لي بيدا(‪ ،)1‬وقدد ورد فدي حممدة‬
‫لقمان وثار كثيرل‪ ،‬نكرها المفسرون‪ ،‬ومنها ما هو حيو ومنهدا مدا هدو‬
‫يددعيف‪ ،‬ولمننددي سددأقف مددع مددا ومسدده م د حممددة فددي القصددة التددي‬
‫نكرها القرون حي و لقمان ابنه‪:‬‬
‫‪ -1‬وأوع م د ددا يش د ددد ا ف د ددي ه د ددذه القص د ددة حسد د د األس د ددووب ال د ددذ‬
‫يسددتخدمه أثندداك د وتدده لبندده‪ ،‬حتد دده يخاطبدده بأحددب األلقدداب ليدده‪،‬‬
‫وأقربهددا ل د فسدده (يددا بنددي)‪ ،‬وبهددذا يددتمم م د السدديقرل و د قوبدده‬
‫و قود دده‪ ،‬ونل د د أد د د لقبد ددوع النصد ددو والد ددو ا‪ ،‬وأن مبعثد دده الحد ددب‬
‫والشفقة والقرب ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن لقم د ددان م د ددع فد د دي و ظ د دده لبن د دده ب د ددي األ د ددوع والف د ددروع‪،‬‬
‫واألقددواع‪ ،‬واألفعدداع وال تقدداد‪ ،‬واألمددر والنهددي‪ ،‬فهددا هددو ينهدداه د‬
‫الشر ‪ ،‬ثم يأمره بالصالل‪ ،‬ويذكره بعدع اه‪ ،‬وشموع ومه و حاطته‪،‬‬
‫ثددم جددده يددأمره بددأن يق ددود ب داألمر بددالمعروو‪ ،‬والنهددي د المنم ددر‪،‬‬
‫وينهاه المبر‪ ،‬والخيالك‪ ،‬والعجب‪ ،‬والغرور‪ ،‬حتد مشديته يبدي لده‬
‫كيف تمون‪ ،‬كما أن وته له يواب وموازي ‪.‬‬
‫(‪ )1‬جفسير ابن كرير ‪.442/2‬‬
‫~ ‪~ 27‬‬
‫‪ -3‬أن و ايا لقمان لبنده بوغد شدرا بدي أمدر و هدي و بدار‪ ،‬فدي‬
‫معن األمدر أو النهدي‪ ،‬كدل هدذا فدي كومدات قصديرل ميودة بعيددل د‬
‫التموددف‪ ،‬وهددذا م د الحممددة‪ ،‬ولهددذا دداكت الحمددم واألمثدداع مد د‬
‫كومددات قصدديرل المبند د كبيددرل المعن د ‪ ،‬وه دذا مددا ومسدده فددي و ددية‬
‫لقمان لبنه‪.‬‬
‫‪ -٤‬و أ ذ م قصة لقمان دل درور أهمها‪:‬‬
‫أ ‪ -‬حس األسووب‪ ،‬وا تيار أفضدل المومدات لوو دوع لد قودوب‬
‫المد وي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التركيددز و د األ ددوع م د التوحيددد وغيددره‪ ،‬مددع دددد اإل ددالع‬
‫بالفروع‪.‬‬
‫د ‪ -‬اإليجاز مع التركيز والشموع‪.‬‬
‫د ‪ -‬أن األمددر بددالمعروو‪ ،‬والنهددي د المنمددر‪ ،‬لددي بدداألمر الهددي‬
‫واليسير‪ ،‬ولذا يخش و احبه م المزالق‪ ،‬ويستقيع أن يتخو‬
‫م نل بالصبر‪ ،‬والتوايع‪ ،‬والتزاد منها الوسقية في أموره كوها‪.‬‬
‫قاع اه ‪ :‬ﱡ ﲸﲹﲺﲻ ﲼﲽﲾﱠ [البقرل ‪.]269:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫~ ‪~ 28‬‬
‫البحث الرابع‬
‫أمثلة من السنة النبوية يف احلكمة‬
‫تجر الحممدة ود لسدان رسدوع اه ‪ ‬كالمداك ال ُّدزلع‪ ،‬وأفعالده ‪‬‬
‫كوها ي الحممة‪.‬‬
‫وسنختار بعا األمثوة لبيان الحممة في السنة‪.‬‬
‫‪ -1‬فنج ددد حممت دده ‪ ‬ف ددي حسد د تعامو دده م ددع أ ددحابه ومرا ات دده‬
‫ألحددوالهم‪ ،‬وهددذا أكثددر مد أن يحصد ‪ ،‬وأشددهر مد أن يلحصددر واحددد‬
‫بمثاع‪.‬‬
‫‪ -2‬ابة الرسوع ‪ ‬لوسا وي ‪ ،‬حيا قد يبدو الخالو والتعارض‬
‫أحيا ا بينها‪ ،‬بينما هي م ا تالو التنوع ل ا تالو التضاد‪ ،‬ونلد‬
‫لحممة ظيمة‪ ،‬وهي مرا ال حاع السا وي ‪ ،‬وم باب المثاع‪:‬‬
‫‪« -‬قد دداع بد ددد اه ب د د مسد ددعود ‪ :‬سد ددأل رسد ددوع اه ‪ ‬قو د د ‪:‬‬
‫ي ددا رسد دوع اه! أ العم ددل أفض ددل ؟ ق دداع‪« :‬الصد دالل ود د ميقاته ددا»‪،‬‬
‫قو د ‪ :‬ث د مم أ ؟‪ ،‬قدداع‪« :‬ثددم بد ُّدر الوالدددي »‪ ،‬قو د ‪ :‬ثددم أ ؟‪ ،‬قدداع‪:‬‬
‫«الجهدداد فددي سددبيل اه»‪ ،‬فسددم د رسددوع اه ‪ ،‬ولددو اسددتزدته‬
‫لزاد ي(‪.)1‬‬
‫أ ها قال ‪« :‬يا رسوع اه! ترو الجهداد أفضدل‬ ‫‪ -‬و ا شة‬
‫العمل أفال جاهد؟ قاع‪ :‬لم أفضل الجهاد حا مبرور»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري من حديث عبد ه بن مسعود ‪.)2782( ‬‬


‫(‪.)2784‬‬ ‫(‪ )2‬رواه البخاري من حديث عائفح‬
‫~ ‪~ 29‬‬
‫‪ -‬و د بددد اه بد بسددر ‪ ‬أن ر دالا قدداع‪ :‬يددا رسددوع اه ن شددرا ع‬
‫اإلسددالد قددد كثددرت ودي فددأ بر ي بشدديك أتشددبا بدده‪ ،‬قدداع‪« :‬ل يددزاع‬
‫لسا رطبا م نكر اه»(‪.)1‬‬
‫ل غير نل م األحاديا التدي سدأع أ دحابها د أفضدل العمدل‪،‬‬
‫ابة رسوع اه ‪ ‬مرا دال لحداع السدا وي ‪ ،‬و دراكدا منده ‪‬‬ ‫فا توف‬
‫أن ما يستقيعه هدذا قدد ل يسدتقيعه نا ‪ ،‬لد غيدر نلد مد األسدباب‬
‫التي يرا فيها حاع الفرد وحا ة األمة وقوا د الشرع‪.‬‬
‫‪ -3‬وا ظر ل هذا األسووب الحمديم مد لد ده ‪ ‬لمعالجدة قضدية‬
‫مهمة تحتاج ل الحممة‪ ،‬وبعد النظر‪.‬‬
‫أبي أمامة الباهوي ‪ ‬قاع‪ :‬ن فت شاب ا أت ل النبي ‪ ‬فقاع‪:‬‬
‫يا رسوع اه ا ذن لي بالز ‪ ،‬فأقبل القود ويه فز روه‪ ،‬وقالوا‪ :‬مه مه‪،‬‬
‫فقدداع‪« :‬اد دده»‪ ،‬فددد ا مندده قريب دا‪ ،‬قدداع‪ :‬فجو د قدداع‪« :‬أتحبدده ألم د ؟»‬
‫قاع‪ :‬ل واه!! عوني اه فدا ‪ ،‬قاع‪« :‬ول النار يحبو ده ألمهداتهم»‪،‬‬
‫قاع‪ :‬أفتحبه لبنت ؟‪ ،‬قداع‪ :‬ل واه!! يدا رسدوع اه عوندي اه فددا ‪،‬‬
‫ق دداع‪« :‬ول الن ددار يحبو دده لبن دداتهم»‪ ،‬ق دداع‪ :‬أفتحب دده أل تد د ؟‪ ،‬ق دداع‪:‬‬
‫ل واه!! عوني اه فدا قاع‪« :‬ول النار يحبو ده أل دواتهم»‪ ،‬قداع‪:‬‬
‫«أفتحب د د دده لعمتد د د د ؟»‪ ،‬ق د د دداع‪ :‬ل واه!! عون د د ددي اه ف د د دددا ‪ ،‬ق د د دداع‪:‬‬
‫«ول الن د د د ددار يحبو د د د دده لعم د د د دداتهم»‪ ،‬ق د د د دداع‪« :‬أفتحب د د د دده لخالتد د د د د ؟»‪،‬‬

‫(‪ )1‬رواه الجرمذي من حديث عبد ه بن بسر ‪.)3375( ‬‬


‫~ ‪~ 30‬‬
‫قاع‪ :‬ل واه!! عوني اه فدا ‪ ،‬قاع‪« :‬ول النار يحبو ه لخالتهم»‪،‬‬
‫قاع‪ :‬فويع يده ويده‪ ،‬وقداع‪« :‬الوهدم اغفدر ن بده‪ ،‬وطهدر قوبده‪ ،‬وحصد‬
‫فر ه»‪ ،‬فوم يم بعد نل الفت يوتف ل شيك(‪.)1‬‬
‫‪ - ٤‬ومد األمثوددة فددي هددذا المجدداع أيضدا‪ ،‬قصددة الحديبيددة‪ ،‬ومددا وقددع‬
‫فيهد ددا م د د أحد ددداث كا د د تقتضد ددي الحممد ددة فد ددي أسد ددم معا يهد ددا‪،‬‬
‫و ل لحدث أمور ل تحمد قباها‪.‬‬
‫ويصعب التفصيل في نل ولم سنقتصر و قضية واحددل لتمدون‬
‫لنا برل و براسا‪ ،‬وتو القضية هدي كتابدة الصدوو‪ ،‬ولنقدرأ كمدا داك فدي‬
‫حيو البخار ‪:‬‬
‫فددد ا النبددي ‪ ‬الماتددب‪ ،‬فقدداع النبددي ‪« :‬اكتددب بسددم اه الددرحم‬
‫ال ددرحيم»‪ ،‬فق دداع س ددهيل‪ :‬أم ددا ال ددرحم ف ددواه م ددا أدر م ددا ه ددو‪ ،‬ولمد د‬
‫اكتددب‪(( :‬باسددم الومهد مم)) كمددا كند تمتددب‪ ،‬فقدداع المسددومون‪ :‬واه ل‬
‫متبهد ددا ل ((بسد ددم اه الد ددرحم الد ددرحيم))‪ ،‬فقد دداع النبد ددي ‪« :‬اكتد ددب‪:‬‬
‫باسم الومه مم»‪ ،‬ثم قاع‪ :‬هذا ما قايد ويده محمدد رسدوع اه‪ ،‬فقداع‬
‫سددهيل‪ :‬واه لددو كنددا عوددم أ د رسددوع اه م دا دددد ا د البي د ول‬
‫قاتونا ‪ ،‬ولم اكتب‪ :‬محمد بد بدد اه‪ ،‬فقداع النبدي ‪« :‬واه دي‬
‫لرسوع اه‪ ،‬و ن كذبتمو ي‪ ،‬اكتب‪ :‬محمد ب بد اه‪. )2( » ..‬‬
‫(‪ )1‬رواه اإلمام أحمد من حديث أبي أمامح ‪.)256/5( ‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري من حديث المسور بن مخرمحح ومحروان بحن الحكحم رضحي ه عبهمحا‬
‫(‪.)2732-2731‬‬
‫~ ‪~ 31‬‬
‫ن التأمل في هذه الحادثدة العظيمدة‪ ،‬يبدي لندا مقددار حممدة رسدوع اه‬
‫‪ ‬و دددد اسددتجابته لالسددتفزاز‪ ،‬أو الوقددوو نددد أمددر فيدده سددعة مددع أ دده‬
‫يحقق لومسومي مماسب باهرل‪ ،‬وهذا م باب النظر في المصدوحتي‬
‫دداكت النتيجددة بتسددمية اه لهددذا‬ ‫والسددعي لتحصدديل أ الهمددا‪ ،‬ولددذل‬
‫ﭧ ﭨ ﱡ ﱁﱂ ﱃﱄﱅﱠ [الفتو ‪.]1:‬‬ ‫الصوو فتحا‪،‬‬
‫و ح د بحا ددة ل د و ددي هددذه الدددرور‪ ،‬و دددد السددتجابة لوضددغ نا‬
‫ك ددان ددالو الحد د دق‪ ،‬أو أن هن ددا م ددا ه ددو أولد د مم ددا يري ددده هد ددؤلك‪:‬‬
‫ﱡﲸﲹﲺﲻ ﲼﲽﲾﱠ [البقرل‪.]269:‬‬
‫و لد ال يتددوهم متددوهم أن الحممددة تقتضددي التنددازع دا مدا نا كددان األد‬
‫فد ددي مصد ددوحة اإلسد ددالد والمسد ددومي ‪ ،‬كمد ددا هد ددو واقد ددع بعد ددا العد دداموي‬
‫لإلسددالد‪ ،‬والمتحمسددي لوددد ول‪ ،‬وهددذا وددل فددي المددنها‪ ،‬و قددأ فددي‬
‫التصرو‪ ،‬ول سيما أن هؤلك يحتجون دا م ا بقصدة الحديبيدة‪ ،‬ندد كدل‬
‫تنازع يقدمو ه‪.‬‬
‫مد د هند ددا بد ددي أن هند ددا قضد ددايا ل تقبد ددل التند ددازع أبد دددا‪ ،‬وهد ددذه هد ددي‬
‫الحمم ددة‪ ،‬وه ددذا كثي ددر دددا ف ددي كت دداب اه‪ ،‬وس ددنة رس ددوله ‪ ،‬وفع ددل‬
‫الخوف د دداك الراش د دددي ‪ ،‬ومد د د نلد د د س د ددبب د ددزوع س د ددورل (الم د ددافرون)‪:‬‬
‫ﱡ ﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱠ [المافرون‪.]2-1:‬‬

‫~ ‪~ 32‬‬
‫لهدم‬ ‫وكدذل قصدة قدريش مدع رسدوع اه ‪ ،‬نددما طوبدوا أن يخصد‬
‫مجوس ا دون الضدعفة مد المسدومي ‪ ،‬فن دزع قولده تعدال ‪ :‬ﱡ ﳀﳁﳂ‬
‫ﳃﳄﳅﳆﳇ ﳈﳉﱠ [األ عاد‪.]52:‬‬
‫موا ع الحممة‪:‬‬
‫م المهم و ح عالا مويوع الحممة أن دذكر أهدم األسدباب التدي‬
‫تمنع م العمل بالحممة‪ ،‬وتحوع دون و ودها‪.‬‬
‫‪ 1‬د اتباع الهوو(‪:)1‬‬
‫ﭧ ﭨ ﱡ ﱁﱂﱃﱄﱅﱆ ﱇﱈﱉﱊ ﱋﱌ ﱍﱎ‬
‫ﱖﱘ ﱙﱠ [الجاثية‪.]23:‬‬
‫ﱏ ﱐﱑﱒ ﱓ ﱔﱕ ﱗ‬
‫ﲽ ﲿﳀﳁﳂﳃﳄ ﳅ‬
‫ﲾ‬ ‫‪ :‬ﱡ ﲻ ﲼ‬ ‫ويقد د د د د د ددوع‬
‫‪.]50:‬‬ ‫ﳆﳇﱠ [القص‬
‫وﭧﭨ ﱡﲱﲲﲳﲴﲵﲶ ﲷﱠ [المؤمنون‪.]71:‬‬
‫واييات في ند الهوو كثيرل دا‪ ،‬وكوهدا تددع ود اسدتحالة ا تمداع‬
‫الحمم د ددة واله د ددوو‪ ،‬وتأم د ددل ف د ددي ه د دداتي اييت د ددي ليتض د ددو م د ددا أق د ددوع‪:‬‬
‫ﱡ ﲩﲪﲫﲬ ﲭﲮﲯﲰﲱﱠ [الما دددل‪ ،]٤9:‬والحمددم‬
‫بما أ زع اه هو مقتض الحممة(‪.)2‬‬
‫لصح‪ :‬ميي البفس دلى الفهوة‪ ,‬ويقاي ذل لوبفس المائوح دلى الفهوة وقيي‪ :‬سمي‬ ‫(‪ )1‬الهوى ً‬
‫بذل ؛ ألبه يهوي بصاحبه فحي الحدبيا دلحى كحي داهيحح وفحي اآلخحرة دلحى الهاويحح‪ ,‬والهحوي‪:‬‬
‫سقوا من عوو دلى سحفي (مفحردات القحرآن‪ )1543/1,‬والهحوى اصحادحاً‪ :‬محيدن الحبفس‬
‫دلى ما جسجوذه من الفحهوات مح ن يحر داعيحح الفحر (الجعريفحات‪ ,‬عوحي بحن محمحد بحن عوحي‬
‫الجرجابي‪ ,320/1 ,‬دار الكجاب العربي‪ ,‬بيروت‪ ,‬الابعح األولى ‪1405 ,‬هـ)‪.‬‬
‫(‪ )2‬ألن جعريك الحكمح والعمي مجقارب‪ ,‬بي العدي حكمح‪ ,‬والحكمح عدي ألن كحدً مبهمحا‬
‫وضع الفي في موضعه‪.‬‬
‫~ ‪~ 33‬‬
‫ﱡ ﱨ ﱩﱪﱫ ﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲ‬ ‫وفددي ويددة أ ددرو‪ :‬قدداع ‪:‬‬
‫ﱳﱴﱠ [محمد‪.]1٤ :‬‬
‫وفددي حددديا رسددوع اه ‪ ‬فددي بيددان وق د العزلددة‪ « :‬نا رأي د شددحا‬
‫مقا ا‪ ،‬وهوو متبعا‪ ،‬و جاب كل ن رأ برأيه‪ ،‬ورأيد أمدرا ل يددان‬
‫ل به‪ ،‬فعوي ويصة فس ‪.)1(»...‬‬
‫وهددذا دليددل ود فقدددان الحممددة ونهابهددا‪ ،‬والحممددة منبعهددا العقددل‪،‬‬
‫بل ن معناهما واشتقاقهما متقارب‪ ،‬فمالهما يدلن و المنع ممدا ل‬
‫ينبغي‪ ،‬وم هنا اك الشا ر يبي تأثير الهوو و الحممة‪:‬‬
‫و هواه قوه فقد جا‬ ‫ووفة العقل الهوو فم ال‬
‫‪ 2‬د الجهل‪:‬‬
‫الجهل يد العوم ‪ ،‬وما و د الجهل في شيك ل شا ه‪ ،‬وما دزع مد‬
‫ش دديك ل زا دده‪ ،‬والتأم ددل ف ددي ه ددذه ايي ددات يب ددي ت ددأثير الجه ددل‪ ،‬وأ دده‬
‫والحممددة ل يجتمعددان‪ ،‬حيددا نكددر اه سددبحا ه فددي أكثددر م د ويددة أن‬
‫سبب دد توفيقهم لوحق والحممة هو الجهل‪:‬‬
‫ﭧﭨ ﱡ ﲗﲘﲙﲚﲛﲜ ﲝﱠ [الزمر‪.]6٤:‬‬
‫ﲝﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﱠ [البقرل‪.]67:‬‬ ‫ﲞ‬ ‫ﱡ ﲛﲜ‬
‫ﳏﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗ ﱠ [الما دل‪.]50:‬‬ ‫ﳐ‬ ‫ﱡ ﳍﳎ‬
‫ﱡ ﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱠ [هود‪.]٤6:‬‬

‫(‪ )1‬رواه ابن ماجه من حديث أبي أميّح ال ّ‬


‫فعبابيس ‪.)4014( ‬‬
‫~ ‪~ 34‬‬
‫وم الع هدذه اييدات يتضدو لندا تدأثير الجهدل ود الحممدة‪ ،‬ولدذا‬
‫قاع الشا ر‪:‬‬
‫وفي الجهل قبل الموت موت ألهوه‬
‫وأ س د دادهم دون الد دقدبد دور ق د دب د دور‬
‫‪ 3‬د األ ذ بظواهر النصوص‪ ،‬و دد الجمع بي األدلة‪:‬‬
‫فمد د أ ددذ بظ ددواهر النص ددوص‪ ،‬ل ددم يوفق ددوا لوص ددواب ف ددي كثي ددر مد د‬
‫المسا ل‪ ،‬وهل الحممة ل اإل ابة في القوع والعمل كما سبق؟‬
‫أما ددد الجمدع بدي األدلدة فهدو قدأ يقدع فيهدا بعدا طدالب العودم‪،‬‬
‫فيعتمدون و دليل دون و ر‪ ،‬وهذا يؤد ل اتخان بعا المواقدف‬
‫بعيدا الحممة‪ ،‬وهم يحسبون أ هم يحسنون دنعا‪ ،‬ففقد لشديك‪،‬‬
‫ولم غاب نه أشياك‪.‬‬
‫‪ ٤‬د الستدلع باألدلة في غير موايعها‪:‬‬
‫وهددذا يختوددف د السددابق‪ ،‬أل دده اسددتخداد لودددليل فددي غيددر مويددعه‪،‬‬
‫واألمثوة تويو نل ‪:‬‬
‫أ د فمدم سدمعنا مد الندار مد نا طودب منده األمدر بدالمعروو‪ ،‬والنهدي‬
‫د المنمددر‪ ،‬رو د اإلمدداد أحمددد أن قداد أبددو بمدر فحمددد اه وأثند‬
‫ويه ثم قاع‪ :‬يا أيها النار مم تقرؤون هذه اييدة‪ :‬ﱡ ﱛﱜﱝ‬
‫ﱟ ﱡﱢﱣﱤﱥﱦ ﱠ [الما ددددل‪ ،]105:‬قد دداع رسد ددوع‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱞ‬
‫اه ‪ « :‬ن النددار نا رأوا المنم ددر ل يغيرو دده أوشد د أن يع ممه ددم اه‬
‫بعقابه»(‪.)1‬‬
‫(‪ )1‬رواه ابن ماجه من حديث قيس بن أبي حاّم ‪.)4005( ‬‬
‫~ ‪~ 35‬‬
‫ب د وم د السددتدلع باألدلددة فددي غيددر موايددعها‪ ،‬اسددتدلع كثيددر م د‬
‫النار‪ ،‬ول سيما ندد تبريدر ددد المشداركة فدي الجهداد فدي سدبيل اه‪،‬‬
‫ولم يعوموا أن هذا الدليل حجة ويهم ل لهم‪ ،‬ولننظر في حديثه ‪.‬‬
‫روو الويا ب سعد‪ ،‬يزيد ب أبي حبيب‪ ،‬أسوم أبي مران‪،‬‬
‫قاع‪« :‬حمل ر ل م المها ري بالقسقنقينية و ف العدو حتد‬
‫رقه‪ ،‬ومعنا أبو أيوب األ صار ‪ ،‬فقاع ار‪ :‬ألقد بيدده لد التهومدة‪،‬‬
‫فقاع أبو أيوب‪ :‬ح أ وم بهذه ايية‪ ،‬ما زل فيندا‪ ،‬دحبنا رسدوع‬
‫اه ‪ ‬وشددهد ا معدده المشدداهد‪ ،‬و صددر اه‪ ،‬فومددا فشددا اإلسددالد و هددر‪،‬‬
‫ا تمعنددا معشددر األ صددار تحببد ا‪ ،‬فقونددا‪ :‬قددد أكرمنددا اه بصددحبة بيدده ‪‬‬
‫و صددره حت د فشددا اإلسددالد‪ ،‬وكثددر أهودده‪ ،‬وكنددا قددد وثر دداه و د األهوددي‬
‫واألمددواع واألولد‪ ،‬وقددد ويددع الحددرب أوزارهددا‪ ،‬فنر ددع ل د أهوينددا‬
‫وأولد ا فنقيم فديهم فن دزع قولده تعدال ‪ :‬ﱡ ﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖ‬
‫ﲗﲘﱠ [البقد ددرل‪ ،]195:‬فما د د التهومد ددة فد ددي اإلقام د دة فد ددي األهد ددل‬
‫والماع‪ ،‬وتر الجهاد»(‪.)1‬‬
‫‪ 5‬د دد فهم الدليل‪:‬‬
‫ونل بأن يمون الدليل حيح ا‪ ،‬والستشهاد به في مويعه‪ ،‬ولمنده‬
‫ل يفهددم الدددليل ود و هدده الصددحيو‪ ،‬ونلد مد الجهددل وهندا ددالف‬
‫الحممة في تصرفه‪ ،‬وأسووب تقبيقه‪ ،‬ومثاع نل ‪:‬‬

‫(‪ )1‬قاي ابن كرير ‪ ,228/1‬وعبد بن حميد في جفسيره وابن أبي حاجم وابن جرير كما في‬
‫فجح الباري (‪.)33/8‬‬
‫~ ‪~ 36‬‬
‫بي بالصدالل نا بودغ سدبع سدني ‪ ،‬و نا‬ ‫أن الرسوع ‪ ‬قاع‪ « :‬لم لروا الص م‬
‫بوغ شر سني فايربوه ويها»(‪.)1‬‬
‫فيأتي فيضرب ابنه يرب ا مبرح ا وغويظ ا‪ ،‬وهذا غير مراد م الحديا‪،‬‬
‫وهددو يخددالف الحممددة‪ ،‬ألن المددراد هددو الضددرب غيددر المبددرح المو ددع‪،‬‬
‫ألن القفل لم يموف بعد‪ ،‬فم كان في س العاشرل أو الحادية شرل‬
‫فوم يبوغ س التمويف‪ ،‬فميف عاقبه قاب ا شديدا‪ ،‬والمراد هو التربيدة‬
‫والتعويد‪ ،‬ل العقاب واإليذاك‪.‬‬
‫وك د د د د د دذل قولد د د د د دده تعد د د د د ددال ‪ :‬ﱡﱘﱙ ﱚﱛ‬
‫ﱜﱝﱞ ﱟﱠ [النس دداك‪ ،]3٤:‬في ددأتي ال ددزوج‪ ،‬ول‬
‫يفهددم معند هددذه اييددة‪ ،‬ويقددوع‪ :‬ن الددواو ل تقتضددي ترتيبدا‪ ،‬ول تعقيبدا‪،‬‬
‫فيبددأ بالضدرب قبدل الدو ا والهجدر‪ ،‬ويدأتي و در ويضدرب زو تده يدرب ا‬
‫شديدا مؤلما‪ ،‬وكل هذا الو المقصود و اش م قصور الفهم‪.‬‬
‫‪ 6‬د دد تحديد األهداو المقووبة‪.‬‬
‫‪7‬د النظرل السقحية لألمور‪.‬‬
‫‪ 8‬د و ية التفمير‪:‬‬
‫ن هددذه العوا ددق الثالثددة متقاربددة فددي معناهددا‪ ،‬وحقيقتهددا‪ ،‬و ن كددان كددل‬
‫واحددد منهددا يحمددل معن د ا د ا‪ ،‬و سددتقيع أن قددوع‪ :‬ن بينهددا موم د ا‬
‫و صو ا‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أبو داود من حديث عبد المو بن سبرة عن أبيه عن ج سده ‪.)494( ‬‬
‫~ ‪~ 37‬‬
‫فعدد تحديد األهدداو ورسدمها بدقدة يدؤد لد و يدة التفميدر‪ ،‬وهدذا‬
‫األمر ل ينشأ ادل م النظرل السدقحية لألمدور‪ ،‬والوقدوو ندد دواهر‬
‫األحد ددداث‪ ،‬دون النظد ددر فد ددي أسد ددبابها‪ ،‬ومآلتهد ددا‪ ،‬ووثارهد ددا‪ ،‬والنتيجد ددة‬
‫القبيعية لتخان القرار‪ ،‬والموقف م الحدث‪ ،‬هو دد تقابق ما يتخذ‬
‫مد د ق ددرار م ددع م ددا يس ددتو به الح دددث‪ ،‬ومد د ث ددم بجا ددب الحمم ددة‪ ،‬ألن‬
‫الحممة هي ويع الشيك في مويعه‪.‬‬
‫ومثل نل ‪ :‬م في أسدنا ه تسدور‪ ،‬ويشدمو مد ولمهدا‪ ،‬فمومدا داك‬
‫القبيب أ قاه ما يسم األلم‪ ،‬ويستمر األلم يعاوده‪ ،‬والقبيب مستمر‬
‫ف دي و ددف المسددمنات‪ ،‬دون اتخددان العددالج الحاسددم ب زالددة التسددور‪،‬‬
‫حت لو أدو لد زالدة السد ناتده‪ ،‬ألن بقداك التسدور سديجعوه يقضدي‬
‫ود بقيدة السد ‪ ،‬أو قدد ينتقدل المدرض لد العصدب وبقيدة األسدنان نا‬
‫أهمو األسباب‪ ،‬وتم تجاهل حقيقة المرض‪.‬‬
‫ومثل نل قوع في األحداث‪ ،‬وما وا ه م أمور تحتاج ل الج‬
‫حاسم‪.‬‬
‫‪9‬د تقديم الجز يات و المويات‪:‬‬
‫وهددذا اش د م د قصددور العوددم‪ ،‬وقصددر النظددر‪ ،‬وهددذا األمددر ابتوينددا بدده‬
‫كثيرا في صر ا الحاير‪ ،‬وفي بعا الدوع اإلسالمية‪.‬‬
‫وأدر أ ددداك اإلس ددالد ه ددذه الثغ ددرل‪ ،‬فأق دداموا بع ددا ش ددعا ر اإلس ددالد‬
‫الجز ية‪ ،‬وهدموا أ وله وأركا ه‪.‬‬
‫~ ‪~ 38‬‬
‫يقددرؤون القددرون فددي اإلنا ددة‪ ،‬وينقوددون قبددة الجمعددة فددي التوفزيددون‪،‬‬
‫ولمنهم يتحاكمون ل غير شرع اه‪.‬‬
‫ورأينددا ددددا مد النددار يغضددبون نا رأوا شددارب الددد ان‪ ،‬وهددو منمددر‬
‫ول ش ولمدنهم ل يحركدون سداكنا نددما يدرون الربدا‪ ،‬وقدد يدرب فدي‬
‫األرض وا تشر‪.‬‬
‫‪ 10‬د العجوة و دد يب النف ‪:‬‬
‫العجو ددة مد د الش دديقان‪ ،‬و نا ابتو ددي س ددان به ددذه الخص ددوة الذميم ددة‪،‬‬
‫ستقوده لد المهالد ‪ ،‬ومد وثدار العجودة ومظاهرهدا ددد يدب الدنف‬
‫في المواقف التي تحتاج ل تأن‪ ،‬وتؤدل‪ ،‬وروية‪.‬‬
‫وأكثددر أسددباب الندددد دداتا د العجوددة وال فعدداع غيددر المنضددب ‪ ،‬وهنددا‬
‫تمون النتيجة غير محمودل‪.‬‬
‫‪ 11‬د الخو في المفاهيم‪:‬‬
‫الحميم لبد أن ينقوق م مفاهيم حيحة‪ ،‬وقوا دد ثابتدة‪ ،‬مسدتمدل‬
‫م د المتدداب والسددنة‪ ،‬و نا ا توق د المفدداهيم لدددو المددرك وتشددابه‬
‫األمور‪ ،‬ل يصدل لد مبتغداه‪ ،‬وسديتخب فدي سديره‪ ،‬ومد الموحدو فدي‬
‫صر ا الحاير ا تالط كثير م المفاهيم ود كثيدر مد طدالب العودم‬
‫والد ال‪ ،‬وم نل ‪:‬‬

‫~ ‪~ 39‬‬
‫أ د الخود فددي مفهددود ددوو الفتنددة‪ ،‬حتد أ ددبو سدديف ا مسددوق ا ود‬
‫رؤور الددد ال ل د اه‪ ،‬فمومددا أمددر ومددر بمعددروو‪ ،‬أو ه د دداه د‬
‫منمددر‪ ،‬قيددل لدده‪ :‬د تثيددر الفتنددة‪ ،‬ولددم يعوددم أول د أ هددم فددي الفتنددة‬
‫سققوا‪ ،‬وكان م تيجة هذا األمر‪ ،‬أن استمرت األمة تقدد التنازلت‬
‫الواحد توو اي ر‪ ،‬حت و ونا ل ما و ونا ليه‪.‬‬
‫ب د ومد الخود فددي المفدداهيم كالثوابد والمتغيدرات‪ ،‬وغيددر نلد ‪،‬‬
‫حت سوو بي المثير فيما بينهما‪ ،‬مع الفارق المبير‪.‬‬
‫و تيجددة لوخو د فددي هددذا المفهددود ا ب د الحممددة بعددا المنتسددبي‬
‫ل د الددد ول‪ ،‬فبدددلا م د أن يددد و ل د الوحدددل وال ددتالو‪ ،‬د ددوا ل د‬
‫الفرديد دة والتف ددرق‪ ،‬وه ددم ل يري دددون نلد د ول شد د ‪ ،‬ولمد د مد د ي ددزرع‬
‫الشو ل يققف العنب‪.‬‬
‫‪ 12‬د دد تقان قا دل المصالو والمفاسد‪:‬‬
‫وهددذا يددؤد لد تقدديم وددب المصددوحة ود دفددع المفسدددل‪ ،‬ودفددع‬
‫المفسدل الصغرو بالمبرو‪ ،‬و وب المصوحة الد يا وتر العويا‪.‬‬
‫‪ 13‬د الغفوة مما د األ داك‪:‬‬
‫حد فددي صددر اشددتد فيدده الصددراع بددي الحددق والباطددل‪ ،‬وقددد تقددورت‬
‫أس دداليب األ ددداك ف ددي الح ددرب ود د اإلس ددالد والمس ددومي ‪ ،‬ول س دديما‬
‫ندما أثب لهم التاريأ أن أ معركة مباشدرل مدع المسدومي لد تمدون‬
‫في الو األ داك ا الا أو و الا‪.‬‬
‫~ ‪~ 40‬‬
‫وهنا لجؤوا ل أساليب الممر والخديعة والتوبي ‪ ،‬وقد ا قو هذه‬
‫األساليب و كثير م المسدومي ‪ ،‬وا خدد وا بالشدعارات التدي يرفعهدا‬
‫أ داك اه‪ ،‬وم هنا كان كثير م المواقف التي وقفها العومداك والدد ال‬
‫في بعا بالد المسومي غير متماف ة مع ق األ داك ومؤامراتهم‪.‬‬
‫ن الحممة هي فعل ما ينبغي‪ ،‬كما ينبغي‪ ،‬في الوق الذ ينبغي‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫~ ‪~ 41‬‬
‫البحث اخلامس‬
‫لوازم احلكمة‬
‫‪ 1‬د اإل الص والتقوو‪:‬‬
‫هددذا هددو األسددار لمددل مددل‪ ،‬والمنقوددق لمددل هدددو وغايددة‪ ،‬فدداه‬
‫سد ددبحا ه وتعد ددال يقد ددوع‪ :‬ﱡ ﳆﳇﳈﳉﳊﱠ [البقد ددرل‪،]282:‬‬
‫ويقوع‪ :‬ﱡ ﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﱠ [البينة‪.]5:‬‬
‫والرسددوع ‪ ‬يقددوع‪ « :‬ن اه ل ينظددر لد أ سددادكم ول لد ددوركم‬
‫ولم ينظر ل قووبمم»(‪.)1‬‬
‫نددا ل تص ددور حمم ددة دون ددالص‪ ،‬ولددذل نك ددرت أن مد د موا ددع‬
‫الحممددة‪ ،‬الهددوو‪ ،‬فد نا كددان الهددوو مد موا ددع الحممدة فد ن اإل ددالص‬
‫ﱡ ﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑ ﲒﲓﲔ‬ ‫والتق د د د د د د ددوو أساس د د د د د د ددها‪،‬‬
‫ﲕﱠ [القد د د د د د د د د د د د د د ددالق‪ ،]3-2:‬ﱡ ﳀﳁﳂﳃ ﳄﳅﳆﳇﱠ‬
‫‪ :‬ﱡ ﲝﲞ‬ ‫[القددالق‪ ،]٤:‬و وم د هددذا المعن د فددي قولدده تعددال‬
‫ﲟﱠ [الفرقان‪ ،]7٤:‬ف ه ل يمون ماما ل نا كان حميما‪.‬‬
‫‪ 2‬د التوفيق واإللهاد‪:‬‬
‫ن الحممدة ديغة ظيمدة‪ ،‬وغايدة سدامية‪ ،‬ورتبدة رفيعدة‪ ،‬ينداع داحبها‬
‫سددمة م د سددمات األ بيدداك والرسددل‪ ،‬ودديهم و و د بينددا أفضددل الصددالل‬

‫(‪ )1‬رواه مسوم من حديث أبي هريرة ‪. )2564( ‬‬


‫~ ‪~ 42‬‬
‫والسددالد‪ ،‬ولددذا فويس د متاحددة لمددل فددرد بددل هددي مددع بددذع األسددباب‬
‫وتددوافر األركددان فضددل مد اه و عمددة‪ ،‬ولددذا قدداع ‪ :‬ﱡ ﲳﲴ‬
‫ﲶﲸﲹﲺﲻ ﲼﲽﲾﱠ [البقد د ددرل‪ ،]269:‬وبد د ددي‬ ‫ﲷ‬ ‫ﲵ‬
‫أ د دده أ ق د د لقمد ددان الحممد ددة‪ :‬ﱡ ﱁﱂﱃﱄﱠ [لقمد ددان‪،]12:‬‬
‫وسددأع رسددوع اه ‪ ‬ربدده أ دده يوهددم اب د بددار الحممددة‪ ،‬ويعومدده ياهددا‬
‫«الوه مم ومه الحممة»(‪ ،)1‬و ندما فقه هذه الحقيقة‪ ،‬ف ه يتعي وينا‬
‫أن تعامل معها بما يجب م أسباب‪ ،‬ليم اه وينا بها‪.‬‬
‫‪ 3‬د العوم الشر ي‪:‬‬
‫العوم م أهم قوا د الحممة سبب م أسبابها ورك م أركا ها‪.‬‬
‫ولهذا قاع سبحا ه‪ :‬ﱡ ﲭﲮﲯﲰﲱﲲﱠ [فاطر‪.]28:‬‬
‫و ش دية اه م د الحممددة‪ ،‬ﭧ ﭨ ﱡ ﳂﳃﳄﳅﳆ ﳇ‬
‫ﳈ ﱠ [الزمد د ددر‪ ،]9:‬ل يسد د ددتوون فد د ددي أشد د ددياك كثيد د ددرل‪ ،‬ومنهد د ددا درا‬
‫الحممة‪.‬‬
‫وقرن اه بي الحمم وهي الحممة والعوم فدي ددل ويدات مد كتداب‬
‫اه‪ ،‬فيق د د د ددوع س د د د ددبحا ه د د د د د ل د د د ددوط‪ :‬ﱡ ﱒﱓﱔﱕﱠ‬
‫[األ بياك‪.] 7٤:‬‬
‫ﳉﳋ‬ ‫ﳊ‬ ‫ويق ددوع د د يوس ددف ‪ :‬ﱡ ﳄﳅ ﳆﳇﳈ‬
‫ﳌﳍﱠ [يوسف‪.]22:‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري من حديث ابن عباس ‪.)3756( ‬‬


‫~ ‪~ 43‬‬
‫ﱡ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜﱠ‬ ‫ويقوع داود وسويمان ويهما السالد‪:‬‬
‫[األ بياك‪.]79:‬‬
‫وقد د د دداع د د د د موس د د د د ‪ :‬ﱡ ﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱠ‬
‫[القص ‪.]1٤:‬‬
‫وم قوع الرسوع ‪« :‬م يرد اه به يرا يفقهه في الدي »(‪.)1‬‬
‫وم د د د ددالع مد ددا سد ددبق يتبد ددي لند ددا أن بعد ددا العومد دداك فسد ددروا الحممد ددة‬
‫بالعوم(‪.)2‬‬
‫‪ ٤‬د التجربة والخبرل‪:‬‬
‫همددا م د أهددم أسددباب التوفيددق لوحممددة‪ ،‬وقددد ورد نددد البخددار فددي‬
‫األدب المفرد‪:‬‬
‫(ل حمدديم ل نو تجربددة) فالتجربددة فددي الحي دال ر دديد يددخم تعددادع‬
‫أ و الشهادات‪ ،‬ف نا أييف لد العودم أ دبح أهدم مد الشدهادل‪،‬‬
‫وهد دل الش ددهادل ل و ددم وتجرب ددة‪ ،‬م ددع أ ه ددا ف ددي الغال ددب تم ددون تجرب ددة‬
‫قا رل‪.‬‬
‫وهنددا قددف نددد ويددة وردت فددي القددرون‪ ،‬ﭧ ﭨ ﱡ ﱑﱒ ﱓﱔ‬
‫ﱕ ﱖﱗﱘ ﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟ ﱠﱡﱢﱣ‬
‫[األحقدداو‪ ،]15:‬ف نددا وحددا أن ارتبدداط بوددو األشددد‬ ‫ﱤ ﱥ ﱦﱠ‬

‫او َي َح بن أبي سفيان رضي ه عبهما(‪.)1037‬‬


‫(‪ )1‬رواه مسوم من حديث م َُع ِ‬
‫(‪ )2‬جفسير الراّي ‪.67/7‬‬
‫~ ‪~ 44‬‬
‫والسددتواك بس د األربعددي لدده دددل دللت‪ ،‬ومنهددا أن المددرك يمددون ق دد‬
‫حصل و التجربة‪ ،‬وأن ما قبل األربعي ر ديد التجربدة فيده أقدوو مد‬
‫ر يد العقاك‪ ،‬وما بعد األربعدي سدمة العقداك فيده أقدوو مد التجربدة أل‬
‫وهي الخبرل‪ ،‬حيا ن األربعي مرحوة وسيقة في مر اإل سان‪ ،‬حيا‬
‫ن ما قبوها م العمل يعادع ما بعدها في األ م األغوب‪.‬‬
‫و ال د ددة المد ددالد‪ :‬أن التجربد ددة امد ددل مهد ددم فد ددي حصد ددوع الحممد ددة‬
‫وتحققها‪ ،‬فهي تضاو ل ر يده العموي‪.‬‬
‫‪ 5‬د الستشارل‪:‬‬
‫ن م النجاح الستشارل وتجنب األفراد فدي اتخدان القدرار فالشدورو‬
‫والستشددارل لهددا مما ته دا فددي اإلسددالد‪ ،‬ولودللددة و د أهميتهددا و ظددم‬
‫منزلتهددا‪ ،‬أن اه سددبحا ه أمددر بيدده ‪ ‬وهددو المعصدود الددذ يددوح ليدده‪،‬‬
‫أن يستشير حابته فجاكت ايية فدي سدياق يفيدد أن هدذا هدو مقتضد‬
‫ﱎﱐﱑﱒﱓﱔ‬ ‫الحممد د د د د د د د د د ددة ﭧ ﭨ ﱡ ﱉﱊﱋ ﱌﱍ ﱏ‬
‫ﱟﱡﱢ ﱣ‬
‫ﱠ‬ ‫ﱗ ﱙﱚ ﱛﱜﱝ ﱞ‬
‫ﱘ‬ ‫ﱕﱖ‬
‫ﱥﱧﱨﱩﱪﱠ [وع مران‪.]159:‬‬
‫ﱤ ﱦ‬
‫ﭧﭨ ﱡ ﲉ‬ ‫وقد دداع سد ددبحا ه وا د ددف ا المد ددؤمني ومثني د د ا ود دديهم‪:‬‬
‫ﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﱠ[الشورو‪،]38:‬‬
‫وهنا ويدة أ درو تددع ود الشدورو حتد فدي أمدور حياتندا‪ ،‬وهدي قضدية‬
‫فقاد الولد ن أ ها تحتاج ل تشاور بي الزو ي حت ل يظوم القفدل‬
‫~ ‪~ 45‬‬
‫ﭧ ﭨ ﱡ ﳁﳂﳃﳄﳅﳆ‬ ‫الد ددذ ل حد ددوع لد دده ول قد ددول‪،‬‬
‫ﳇﳈﳉﳊﱠ [البقرل‪.]233:‬‬
‫ومد د ددالع م ددا س ددبق تتض ددو أهمي ددة الش ددورو‪ ،‬وأثره ددا ف ددي موا ه ددة‬
‫األحددداث‪ ،‬ولددو اسددتغن أحددد نددي لسددتغن رسددوع اه ‪ ‬ال دذ كددان‬
‫يشدداور ددحابته نددد المومددات‪ ،‬بددل دده كددان يأ ددذ بددرأيهم‪ ،‬ولددو ددالف‬
‫رأيه أحيا ا كما حدث في أحد‪.‬‬
‫رأ الجما ة ل تشق البالد به رغم الخالو‪ ،‬ورأ الفرد يشقيها‬
‫ويقوع اي ر‪:‬‬
‫فأرسدل حدمديدما ول تدو ده‬ ‫نا كن في حا دة مرسدالا‬
‫فش داور لبد دي دبا ول تد دع دص ده‬ ‫و ن باب أمر وي الت دوو‬
‫وقددد قيددل‪ :‬النددار ثالثددة‪ ،‬ر ددل كامددل‪ :‬وهددو الددذ لدده قددل ويستشددير‪،‬‬
‫و صف ر دل‪ :‬وهدو الدذ لده قدل(‪ )1‬ول يستشدير‪ ،‬والثالدا‪ :‬ل شديك‪،‬‬
‫وهو الذ ل قل له ول يستشير(‪.)2‬‬
‫‪ 6‬د بعد النظر وسمو الهدو‪:‬‬
‫سان يعيش و هدامش‬ ‫ن الذ يعيش لقضية مصيرية يختوف‬
‫الحيال‪ ،‬فعند وقوع حدث م األحداث‪ ،‬أو موا هة قضية مد القضدايا‬
‫سنجد الفرق بي التفميري ‪ ،‬ألن األوع سيرب القضية باألهداو التدي‬
‫يسع ليها‪ ،‬ويعالجها م الع منظور معي ‪.‬‬
‫(‪ )1‬وأرى أبه لو كان له عقي السجفار‪.‬‬
‫(‪ )2‬حجى ال جصر السفيبح‪ ,‬ص ‪.68‬‬
‫~ ‪~ 46‬‬
‫أم ددا الث ددا ي ف دده يعق ددي ال ددرأ ‪ ،‬ويتخ ددذ الموق ددف بن دداك ود د الظ ددروو‬
‫المحيقة به‪ ،‬بعيدا النظدر فدي األسدباب والنتدا ا وايثدار فهدو بداد‬
‫الرأ ‪.‬‬
‫ولذا ف ن وو الهمة وبعد النظر‪ ،‬سبب مد أسدباب التوفيدق فدي الدرأ ‪،‬‬
‫والسداد فيه‪ ،‬و دق الشا ر‪:‬‬
‫تعب في مرادها األ ساد‬ ‫و نا كا النفور كبارا‬
‫‪ 7‬د ر احة العقل‪:‬‬
‫ن العقل ممان الحممة وبيتها‪ ،‬وبي العقدل والحممدة اشدترا لفظدي‬
‫ومعنو ‪ ،‬وقد يقوق العاقل و الحميم‪ ،‬والحميم و العاقل‪.‬‬
‫وممددا يدددع و د القددة العقددل بالحممددة أن اه ‪ ‬لمددا نكددر الحممددة‬
‫ﲶ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾﱠ‬ ‫ﲷ‬ ‫قاع‪ :‬ﱡ ﲳﲴﲵ‬
‫[البقددرل‪ ،]269:‬أ ‪ :‬أولددو العقددوع‪ ،‬و تمهددا بقولدده‪ :‬ﱡﳀﳁﳂﳃ‬
‫ﳄﱠ [البقددرل‪ ،]269:‬أ ‪ :‬أولددو العقددوع‪ ،‬وقدداع اب د اشددور(‪ :)1‬أ‬
‫التنبيدده و د أن م د ش داك اه يتدداك الحممددة هددو نو الوددب‪ ،‬وأن تددذكر‬
‫الحممة واستصحاب رشدادها بمقددار استحضدار الودب وقوتده‪ ،‬والودب‬

‫الااهر بن محمحد بحن محمحد ال َّفحاذلي بحن عبحد‬ ‫الااهر بن محمد بن محمد َّ‬ ‫(‪ )1‬هو محمد َّ‬
‫القحححادر بحححن محمحححد (بفحححجح المحححيم) ابحححن عافحححور‪ ,‬ولحححد قحححرب العاصحححمح الجوبسحححيَّح‪ ,‬سحححبح‬
‫الااهر ابن عافحور عحن‬ ‫‪1296‬هـ ‪1879 -‬م‪ .‬وبفأ في رحاب العوم والجاه‪ُ ,‬جو سفي محمد َّ‬
‫أربع وجسعين سبح في ضاحيح ال َمرْ َسى قرب جو ُبس العاصحمح‪ ,‬يحوم األححد ‪ 13‬محن رجحب‬
‫عدمحح‬‫فحور‪َّ ,‬‬ ‫سبح ‪1394‬هـ المواف ‪ 12‬محن آب ‪1973‬م‪ .‬كجحاب (محمحد َّ‬
‫الاحاهر ابحن عا ُ‬
‫الابحاس‪ ,‬وهحو الكجحاب رقحم (‪ )26‬فحي‬ ‫الفِقه وأُصوله وال َّجفسير وعُوومه)‪ ,‬جأليك‪ :‬دياد خالحد َّ‬
‫سوسححوح‪( :‬عومححا ومفكححرون معاصححرون‪ ,‬لمحححات مححن حي حاجهم وجعريححك بمؤلفححاجهم) الجححي‬
‫جصدرها دار القوم بدمف ‪ ,‬الابعح األولى‪1426 ,‬هـ ‪2005 -‬م)‪.‬‬
‫~ ‪~ 47‬‬
‫قل اإل سان‪ ،‬أل ده‬ ‫في األ ل‪ :‬ال ة الشيك وقوبه‪ ،‬وأطوق هنا و‬
‫أ فع شيك فيه(‪. )1‬‬
‫وألثر العقل في تصرفات المرك وسووكه‪ ،‬ونكره اه في القدرون كثيدرا‪،‬‬
‫تنويها بمما ته‪ ،‬وأثره في الحيال‪.‬‬
‫‪ 8‬د العدع‪:‬‬
‫أمر اه ‪ ‬بالعدع في كتابه في دل موايدع‪ ،‬ول يممد أن تجتمدع‬
‫الحممة مع الظوم‪ ،‬والجور‪.‬‬
‫يقوع سبحا ه‪ :‬ﱡ ﱫﱬﱭﱮﱠ [النحل‪.]90:‬‬
‫ﲧﲩﲪﲫ‬ ‫ﲨ‬ ‫ويق د د ددوع تع د د ددال ‪ :‬ﱡ ﲡﲢﲣﲤﲥ ﲦ‬
‫ﲬﱠ [الما دل‪.]8:‬‬
‫وفد د ددي سد د ددورل األ عد د دداد‪ :‬ﭧ ﭨ ﱡ ﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱠ‬
‫[األ عاد‪.]152:‬‬
‫وف ددي س ددورل الش ددورو‪ :‬ﭧﭨ ﱡ ﳇﳈ ﳉﱠ [الش ددورو‪،]15:‬‬
‫و نددد التأمددل فددي هددذه اييددة تتضددو القددة الحممددة بالعدددع‪ ،‬بددل مما ددة‬
‫العدع م الحممة‪.‬‬
‫والحمم والحممة اشدتقاقهما واحدد‪ ،‬ومعناهمدا متقدارب‪ .‬و ندد النظدر‬
‫في دللت الحممة‪ ،‬جد أ ها في مآلتها بمعن الحمم‪ ،‬ألن الحمم‬
‫هو الحمم بي المتخا مي أو بي الخصود‪ ،‬والحممة هي النظدر فدي‬

‫(‪ )1‬الجحرير والجبوير ‪. 64/2‬‬


‫~ ‪~ 48‬‬
‫أمري أو دل أمدور‪ ،‬وا تيدار الصدا ب أو األ دوب منهدا‪ ،‬واه سدبحا ه‬
‫ق د ددد ع د ددل الع د دددع أس د ددار الحم د ددم‪ ،‬ﭧ ﭨ ﱡ ﲨ ﲩﲪﲫﲬ‬
‫ﲭﲮﲯﲰﲱﲲ ﲳﲴﲵﲶ ﱠ [النسد د د دداك‪،]58:‬‬
‫فمما أن العدع م لوازد الحمم‪ ،‬فهو م لوازد الحممة‪ ،‬بدل ركد مد‬
‫أركا ها‪ ،‬وأسار م أسسدها‪ ،‬والعددع والحممدة معناهمدا‪ :‬ويدع الشديك‬
‫في مويعه‪ ،‬و ن كا الحممة أ م م العدع‪.‬‬
‫‪ 9‬د التثب والتبي ‪:‬‬
‫م الوسدا ل التدي تدؤد لد الحممدة‪ :‬التثبد والتبدي ‪ ،‬وهمدا‪ :‬مدنها‬
‫شددر ي د ددا ليدده القددرون‪ ،‬حيددا قدداع سددبحا ه‪ :‬ﱡ ﱏﱐﱑﱒﱓ‬
‫ﱔﱕﱖﱠ [الحجرات‪.]6:‬‬
‫وبما أن العجوة والستخفاو م وفات الحممة‪ ،‬ف ن التأ ي والتثب‬
‫م د ا هما‪.‬‬
‫والعجود د ددة م د د د الشد د دديقان‪ ،‬ولد د ددذل قد د دداع اه تعد د ددال لرسد د ددوله ‪:‬‬
‫ﱡ ﳕﳖﳗﳘﳙﱠ [الرود‪ ،]60:‬وهذه ايية أ دم مد التثبد ‪،‬‬
‫بل هي أمر بالصبر‪ ،‬والتثب يحتاج ل الصبر‪.‬‬
‫وفي وية الحجرات بعد أن أمر اه بالتبي ‪ ،‬قاع في ايية التي بعدها‪:‬‬
‫ﱥﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭ ﱠ [الحج د د د د د د د د د درات‪،] 7:‬‬ ‫ﱡ ﱡﱢﱣﱤ ﱦ‬
‫أ ‪ :‬لد ددو أن الرسد ددوع ‪ ‬اسد ددتجاب لمد ددا يريد دددون دون تثب د د ول رويد ددة‬
‫أل ددابهم العند د والمش ددقة‪ ،‬الحس ددية والمعنوي ددة‪ ،‬وه ددذا مم ددا يخ ددالف‬
‫الحممة ومقا دها‪.‬‬
‫~ ‪~ 49‬‬
‫والددذ يمعد النظددر فددي كثيددر مد األحددداث المعا ددرل‪ ،‬يدددر أن مد‬
‫أبرز أسباب وثارها السوبية‪ :‬العجوة و دد التثب ‪.‬‬
‫وق د ددد أدر األ د ددداك ه د ددذه الثغ د ددرل‪ ،‬فمث د ددروا مد د د اإلش د ددا ات وب د ددا‬
‫الخالف ددات‪ ،‬وتوقاه ددا كثي ددر مد د المس ددومي دون روي ددة ول تبص ددر‪ ،‬ول ددم‬
‫يوتزمدوا المدنها الربدا ي‪ ،‬بالتثبد والتبدي ورد األمدر لد أهوده‪ ،‬كمدا أمددر‬
‫ﲂﲄﲅﲆﲇﲈ‬ ‫اه تعال ‪ :‬ﱡ ﱺﱻﱼﱽﱾ ﱿﲀﲁ ﲃ‬
‫ﲉ ﲊﲋﲌﲍﲎﲏﱠ [النساك‪.]83:‬‬
‫‪ 10‬د المجاهدل‪:‬‬
‫ﭧﭨ ﱡ ﲐ ﲑﲒﲓﲔ ﱠ [العنمب د ددوت‪ ،]69:‬أ ‪:‬‬
‫لنددوفقنهم إل ددابة القددرق المسددتقيمة‪ ،‬كمددا فسددرها اإلم دداد القب ددر (‪،)1‬‬
‫والحممة هي التوفيق إل ابة الحق‪.‬‬
‫ولهددذا ف د ن م د أ ظددم األسددباب لوتوفيددق لوحممددة‪ ،‬ه دي المجاهدددل‪،‬‬
‫وهي مفا وة م الجهاد‪ ،‬وحمل لونف ود تحقيدق مدراد اه مدرل بعدد‬
‫أ رو‪.‬‬
‫‪ 11‬د الد اك والستخارل‪:‬‬
‫ﳃ‬ ‫ﳂ‬ ‫ﲼﲾﲿﳀﳁ‬
‫ﲽ‬ ‫ﭧﭨ ﱡ ﲷﲸ ﲹﲺﲻ‬
‫[البقددرل‪ ،]186:‬ق دداع ابد د‬ ‫ﳄﳅﳆﳇﳈ ﳉﱠ‬
‫ابة الحق وفعوه(‪.)2‬‬ ‫اشور‪ :‬الرشد‪:‬‬

‫(‪ )1‬جفسير الابري ‪.15/21‬‬


‫(‪ )2‬الجحرير والجبوير ‪. 180/2‬‬
‫~ ‪~ 50‬‬
‫وقد تقدد أن م معا ي الحممدة‪ :‬اإل دابة فدي القدوع والعمدل‪ .‬والدد اك‬
‫له منزلة ظيمة‪ ،‬ووثاره مشاهدل‪ ،‬موموسة‪ ،‬وتمرر في القرون وروده‪:‬‬
‫قاع ‪ :‬ﱡ ﲧﲨﲩﲪﲫﱠ [النمل‪.]62:‬‬
‫وقاع ‪ :‬ﱡ ﱏ ﱐ ﱑﱠ [غافر‪.]60:‬‬
‫وقاع اه ‪ :‬ﱡ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜﱠ [األ راو‪.]55:‬‬
‫والسددتخارل قرينددة الددد اك‪ ،‬بددل هددي ددوع مد الددد اك المشددروع‪ ،‬ندددما‬
‫يعددرض لومددرك طريقددان فددأكثر‪ ،‬ول يدددر أيهددا يسددو ‪ ،‬ف دده بالسددتخارل‬
‫يوفق لوصواب والحممة‪.‬‬
‫‪ 12‬د الصبر‪:‬‬
‫الصدبر مفتداح الفددرج‪ ،‬وفدي حدديا لونبددي ‪ ‬قداع‪ « :‬من ِ ظَدم الْجد ِ‬
‫دزاك‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دتاله ْم‪ ،‬فَم د ْ ريد َدي فوَددهل‬
‫دب قَوم دا ابد ل‬ ‫َمد َدع ظَد ِدم الْددبالك‪ ،‬وِ من الومدده ِنا أ َ‬
‫َحد م‬
‫الس ْخ ل »(‪ ،)1‬ولقد وردت ويتان في كتاب اه‪،‬‬ ‫سخ َ فَدوَهل ُّ‬ ‫الريا‪ ،‬وم ِ‬
‫َْ‬
‫دل و أن الصبر د امة م د ا م الحممة‪ ،‬بل سبب مد أسدبابها‪،‬‬
‫ﱱ‬ ‫ﱰ‬ ‫وفد د د د د ددي السد د د د د ددجدل‪ :‬ﭧ ﭨ ﱡ ﱪﱫﱬﱭ ﱮﱯ‬
‫ﱲﱳﱴﱠ [السجدل‪.]2٤:‬‬
‫ن الصبر م أ ظم أسباب توفيقهم لإلمامة‪ ،‬ول يمم أن يمون مامدا‬
‫لومتقي ل نا كان حميما‪ ،‬قاع اإلماد القبدر ‪ :‬وأريدد بدذل فدي هدذا‬
‫المويد ددع أ د دده عد ددل مد ددنهم قد ددادل فد ددي الخيد ددر‪ ،‬يد ددؤتم بهد ددم ويهتد دددو‬
‫بهديهم(‪.)2‬‬
‫(‪ )1‬رواه الجرمذي من حديث أبس بن مال ‪.)2396( ‬‬
‫(‪ )2‬جفسير الابري (‪.)112/21‬‬
‫~ ‪~ 51‬‬
‫ولمندزلة الصبر وأثره في الحيال‪ :‬وردت ويات كثيرل تحا ويده وتدأمر‬
‫به‪ ،‬وم اييات التي وردت تبي أثر الصبر في الحصوع و الحممة‬
‫والتوفيق لها‪:‬‬
‫قوله تعال ‪ :‬ﱡﲠﲡﲢﱠ [البقرل‪.]٤5:‬‬
‫ﲾﳀﳁ ﳂﳃﳄﱠ [لقمان‪.]17:‬‬ ‫ﲿ‬ ‫وقوله سبحا ه‪ :‬ﱡ ﲻﲼﲽ‬
‫وقوله ‪ :‬ﱡ ﲈﲉﲊﲋ ﲌﲍﱠ [المهف‪.]67:‬‬
‫وقوله ‪ :‬ﱡ ﲘ ﲙﲚﲛﲜﲝﱠ [المهف‪.]69:‬‬
‫وقول د د د د د د د د دده ‪ :‬ﱡ ﲹﲺﲻﲼ ﲽﲾﲿﳀ‬
‫ﳁﳂﱠ [وع مران‪.]200:‬‬
‫ومد دالع مدا سدبق يتضددو أن الصدبر مد دفات الحممداك‪ ،‬ولددذل‬
‫أو اه به رسوه وأ بياكه و باده المؤمني ‪.‬‬
‫‪ 13‬د الرفق ولي الجا ب‪:‬‬
‫ن اه رفيق يحب الرفق‪ ،‬والرسوع ‪ ‬يقوع‪ « :‬ن الرفدق مدا كدان فدي‬
‫شيك ل زا ه‪ ،‬ول يندزع م شيك ل شا ه»(‪.)1‬‬
‫قال ‪ :‬كان اليهود يسدومون ود النبدي ‪‬‬ ‫السيدل ا شة‬
‫لد د ق ددولهم فقالد د ‪:‬‬ ‫س دداد ويد د ‪ ،‬ففقند د ا شد دة‬
‫يقول ددون‪ :‬ال م‬
‫سدداد والوعنددة‪ ،‬فقدداع النبددي ‪« :‬يددا ا شددة ن اه رفيددق يحددب‬
‫ودديمم ال م‬
‫الرفق ويعقي و الرفق ما ل يعقي و العندف ومدا ل يعقدي ود مدا‬
‫سواه»(‪.)2‬‬
‫(‪.)2594‬‬ ‫(‪ )1‬رواه مسوم من حديث عائفح‬
‫(‪.)2593‬‬ ‫(‪ )2‬رواه مسوم من حديث عائفح‬
‫~ ‪~ 52‬‬
‫وكددان ‪ ‬وهددو الرفيددق بأمتدده يو ددي ددحابته بددالرفق والسددمينة دا مدا‪،‬‬
‫وقد د د ددد مد د د دددح اه ‪ ‬رسد د د ددوله ‪ ‬فقد د د دداع‪ :‬ﱡ ﱉﱊﱋ ﱌﱍﱎﱠ‬
‫[وع مران‪ ،]159:‬فالرفق والوي م سمات الحمماك‪.‬‬
‫ومما تجدر اإلشارل ليه هنا أن هنا فهم ا اط ا لمفهود الودي ‪ ،‬حيدا‬
‫يتصددور المثيددر أن الرفددق والوددي مددرادو لوضددعف‪ ،‬وهددذا فهددم دداط ‪،‬‬
‫ف د ن الرفددق والوددي ل يضدداد القددول‪ ،‬ول يسددتوزد الضددعف‪ ،‬و مددا يضدداد‬
‫العنف والفظا ة والغوظة‪ ،‬وم األدلة و نل ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن اه تعال و ف رسوله ‪ ‬بالوي ‪ ،‬ومدحه بذل ‪ ،‬و ف نه‬
‫الفظا ة والغوظة‪ ،‬ول يمدح ل بالممدوح‪.‬‬
‫‪ -2‬أن الرسددوع ‪ ‬م د أقددوو الر دداع ب ددل هددو أقددواهم‪ ،‬مددع الود دي‬
‫والرحمة‪ ،‬والرفق و فا الجا ب‪.‬‬
‫‪ -3‬أن الرسد ددوع ‪ ‬أو د د الد ددذ يريد ددد أن يد ددذبو نبيحتد دده بد ددالوي‬
‫والرفق‪ ،‬والدذبو مد مظداهر القدول ل الضدعف «و نا نبحدتم فأحسدنوا‬
‫الذبو‪ ،‬وليحد أحدكم شفرته فويرح نبيحته»(‪.)1‬‬
‫وفدي هدذا الحدديا دليدل ود أن القدول بدالوي والرفدق‪ ،‬فحدد الشددفرل‬
‫دليل و القول بوي ورفق‪.‬‬
‫‪ -٤‬أن الجهدداد مظهددر م د مظدداهر القددول بددل هددو القددول بعينهددا‪ ،‬ومددع‬
‫نلد د د ينهد د د في د دده م د ددا ي د ددؤد لد د د العن د ددف والغوظ د ددة‪ ،‬فنهد د د د د د‬
‫المثوة(‪)2‬و حوها‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه مسوم من حديث فدَّاد بن أوس ‪.)1955( ‬‬
‫(‪ )2‬أي الجمريي بالجرث‪.‬‬
‫~ ‪~ 53‬‬
‫وبهددذا يتضددو أ دده ل منافددال بددي الوددي والرفددق وبددي القددول‪ ،‬وكوهددا مد‬
‫فات الحمماك‪.‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫قد تجتمدع هدذه الصدفات فدي شدخ واحدد‪ ،‬وهدو دادر وقويدل‪ ،‬وقدد‬
‫تتددوافر فددي مجمو ددة م د األف ددراد‪ ،‬فبمجمددو هم تتددوافر فدديهم ددفات‬
‫الحممة وسماتها‪.‬‬
‫وكمددا نكددر العومدداك أن المجدددد قددد يمددون فددردا واحدددا‪ ،‬وقددد يمو ددون‬
‫مجمو ة م العوماك‪ ،‬والد ال يجددون لهذه األمة أمر دينها(‪.)1‬‬
‫ففي حديا النبدي ‪ « :‬ن اه يبعدا لهدذه األمدة ود رأر كدل م دة‬
‫سنة م يجدد لها دينها»(‪.)2‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )1‬كجاب الججديد والمجددون ‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه أبو داود من حديث أبي هريرة ‪.)4291( ‬‬
‫~ ‪~ 54‬‬
‫البحث السادس‬
‫أمور جيب فيها مراعاة احلكمة‬
‫هنا أمور وقضايا كثيرل يتساهل كثيدر مد الندار فدي مرا دال الحممدة‬
‫فيها‪ ،‬مع أ ها أول م غيرها‪ ،‬ألهميتها‪ ،‬ولما يترتب و تر الحممة‬
‫فيها م وثار سوبية‪.‬‬
‫‪ 1‬د الوالدان واألولد والزو ة واألهل واألرحاد‪:‬‬
‫فمويددوع بددر الوالدددي وتربيددة األولد‪ ،‬ومصدداحبة الزو ددة ومعاشددرتها‬
‫و ددوة األهددل واألرحدداد واألقددارب مويددوع وقددع النددار فيدده بددي فددراط‬
‫وتفري ‪ ،‬وقويل مدنهم مد يوفدق لد األسدووب األمثدل‪ ،‬ويدؤد حدق اه‬
‫في هذا الجا ب‪.‬‬
‫فمثالا‪ :‬الزو ة‪ ،‬هنا م أساك فهم حق القوامة التي منحده اه ياهدا‪،‬‬
‫ﭧﭨ ﱡ ﱁﱂﱃﱄﱠ [النساك‪ ،]3٤:‬فتسو و زو ته‬
‫و دها ممووكة له‪ ،‬يعاموها كما يعامل السيد ممووكه‪ ،‬وتجاهل حقوقهدا‪،‬‬
‫والم ددنها الش ددر ي ف ددي معاش ددرتها‪ ،‬ﭧ ﭨ ﱡﲱﲲﱠ‬
‫[النساك‪ ،]19:‬وهذا اسدتعباد لدم يدأنن بده اه‪ ،‬وو درون ضدعوا لسدوقان‬
‫الشهول‪ ،‬ﭧﭨ ﱡ ﲐﲑﲒﲓﲔﲕﱠ [وع مران‪،]1٤:‬‬
‫فاسددتعبدتهم النسدداك‪ ،‬وأ ددبح المددرأل ه ددي السدديدل ف ددي البي د ‪ ،‬ف ددال‬
‫يقض أمر دو ها‪ ،‬ول يعتذر مقوب م مقالبها‪ ،‬فضا القوامة‪.‬‬

‫~ ‪~ 55‬‬
‫ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄﱠ‬ ‫والقويل م وفق ل العمل بهدذه األدلدة‪:‬‬
‫[النس د د د دداك‪ ،]3٤:‬ﭧﭨ ﱡ ﲎﲏﲐﱠ [البق د د د ددرل‪ ،]228:‬وق د د د ددوع‬
‫الرسددوع ‪« :‬ل يفددر (‪ )1‬مددؤم مؤمنددة‪ ،‬ن كددره منهددا وق د ا ريددي منهددا‬
‫و ددر»(‪ ،)2‬وقولدده «ف مددا ه د م ددوان ندددكم»(‪ ،)3‬أ ‪ :‬أسدديرات‪ ،‬وغيددر‬
‫نل م اييات واألحاديا التي تبي حق الزو ة والزوج‪.‬‬
‫‪ 2‬د التعامل مع المجتمع‪:‬‬
‫فال يخوو مجتمع م المجتمعات م التناقضات‪ ،‬والمجتمدع يحتداج‬
‫لد أسددووب حمدديم فددي التعامددل معدده‪ ،‬وبدا وتنميددة لإليجابيددات‪ ،‬ودركا‬
‫لوسوبيات‪ ،‬فال فراط ول تفري ول غوو(‪ )٤‬ول فاك(‪.)5‬‬
‫‪ 3‬د مار المنمر‪:‬‬
‫لمددانا مددار المنمددر؟ وهددل األمددر بددالمعروو ل يحتدداج ل د حممددة؟‬
‫لي األمر كذل ‪ ،‬والمدراد هدو اإلشدارل لد مدا يفتقدر لد الحممدة مد‬
‫حيا الواقدع‪ ،‬والمشداهد أن اإل دالع بالحممدة فدي النهدي د المنمدر‬
‫أ ظم م اإل الع بها ند األمر بالمعروو‪.‬‬

‫(‪ )1‬ال َي ْف َر ‪ :‬ال يبصض‪ ,‬قاي البحووي فحي فحرت صححيح مسحوم‪َ :‬ي ْف َحر بفحجح اليحا والحرا‬
‫ودسكان الفا بيبهما؛ قاي أهي الوصح‪َ ( :‬ف ِر َكهُ) ِب َكسْ ِر الرَّ ا َي ْف ُر ُك ُه دِ َذا أَبْصَ ضه َ‬
‫(و ْال َفرْ ) ِب َف ْج ِح‬
‫ْال َفا َودِسْ َكان الرَّ ا ْالب ُْصض‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسوم من حديث أبي هريرة ‪.)1469( ‬‬
‫(‪ )3‬رواه الجرمذي من حديث عمرو بن األحوص عن أبيه ‪. )1163( ‬‬
‫(‪ )4‬وو‪ :‬االرجفاس في الفي وججاوّ الحد فيه‪" .‬جمهرة الوصح" البن دريد (‪.)961/2‬‬
‫(‪َ )5‬جفححا ‪ :‬هححو ال ِصوَححظ فححي ال ِع ْفح َحرة‪ ,‬وال ُخححرْ فححي المعاموححح‪ ,‬وجححر الرس ف ح فححي األمححور‪.‬‬
‫"الجوقيك عوى مهمات الجعاريك" لومباوي ص‪.128‬‬
‫~ ‪~ 56‬‬
‫و المثيري ‪ ،‬أكثر م‬ ‫وكذل ف ن يواب مار المنمر قد تخف‬
‫فاك يواب األمر بالمعروو‪.‬‬
‫فالخال ددة‪ :‬نددا بحا دة ل د الحممددة نددد األمددر بددالمعروو‪ ،‬ولمننددا‬
‫أشد حا ة ليها ند مار المنمر‪.‬‬
‫أل دده لب ددد مد د مرا ددال المص ددالو(‪ )1‬والمفاس ددد(‪ ،)2‬وس ددد ال ددذرا ع(‪،)3‬‬
‫وغيرهمددا م د القوا ددد الشددر ية‪ ،‬واإل ددالع بالحممددة لدده وثدداره التددي ل‬
‫ﲾﳀﳁ‬ ‫ﲿ‬ ‫تخف د ‪ ،‬ﭧ ﭨ ﱡ ﲸﲹﲺﲻ ﲼﲽ‬
‫ﳂﳃﳄ ﱠ [البقرل‪.]269:‬‬
‫‪ ٤‬د شا ة بعا األ بار والمفاهيم‪:‬‬
‫ﲂﲄ‬ ‫يق ددوع اه س ددبحا ه وتع ددال ‪ :‬ﱡ ﱺﱻﱼﱽﱾ ﱿﲀﲁ ﲃ‬
‫ﲏﲑﲒ‬
‫ﲐ‬ ‫ﲅ ﲆﲇﲈﲉ ﲊﲋ ﲌ ﲍﲎ‬
‫ﲓﲔﲕﲖ ﲗﲘﲙ ﱠ [النساك‪.]83:‬‬
‫م القضايا التي تقل فيها مرا ال الحممة‪:‬‬
‫شا ة األ بدار ممدا داهره المسدرل أو الخدوو‪ ،‬وقدد يمدون وراك هدذه‬
‫األ بد ددار أهد ددداو تخف د د و د د المثي د دري ‪ ،‬ول سد دديما وق د د األزمد ددات‬
‫والحروب‪.‬‬

‫(‪ )1‬المصالح‪ :‬جمع المصوحح‪ ,‬أي المبفعح الجي قصدها الفارس الحكحيم لعبحاده‪ ,‬محن حفحظ‬
‫ديبهم‪ ,‬وبفوسهم‪ ,‬وعقولهم‪ ,‬وبسوهم‪ ,‬وأموالهم‪" .‬ضوابا المصوحح‪ ,‬لوبواي‪ ,‬ص‪."37‬‬
‫(‪ )2‬المفاسد‪ :‬جمع مفسدة‪ ,‬وهي الضرر‪.‬‬
‫(‪ )3‬سد الذرائع‪ :‬الذريعح‪َ :‬حس ُم ما َّد ِة َو َسائي ْالفساد دَ فعا ً لها‪َ ,‬فمجى َ‬
‫كحان الفعْ ح ُي السَّحال ُم عحن‬
‫المف َس َد ِة وسِ يوَ ًح لو َمفسد ِة مبعبا من ذل الفعي‪" .‬أبوار البرو ‪.")45/3( ,‬‬
‫~ ‪~ 57‬‬
‫وألن الحممة ليس متاحة لمدل أحدد أمدر اه بدرد هدذه األ بدار لد‬
‫رسددوع اه ‪ ‬فددي حياتدده‪ ،‬و لد سددنته و ومدداك األمددة بعددد وفاتدده ‪ ‬ألن‬
‫أول هم الذي يدركون الحممة‪ ،‬ويعومون ما وراك هذه األ بار‪ ،‬ومد‬
‫ثددم يقددررون مددا يناسددب الحدداع‪ ،‬فقددد قدداع رسددوع اه‪ « :‬ن العومدداك هددم‬
‫ورثة األ بياك»(‪.)1‬‬
‫وه ددم الد ددذي يفقهد ددون قد ددوع رسدددوع اه ‪« :‬كفد د بدددالمرك ك ددذبا أن‬
‫يحدددث بمددل مددا سددمع»(‪ ،)2‬ألن كثيددرا مد اإلشددا ات واأل بددار ليسد‬
‫و اهرها‪ ،‬بل قد تمون ممذوبة م أ وها‪.‬‬
‫‪ 5‬د النقد وبيان األ قاك‪:‬‬
‫هددذه مسددألة يددل فيهددا كثيددر م د النددار‪ ،‬فمددنهم م د أطوقددوا ألسددنتهم‬
‫دون حسدديب أو رقيددب‪ ،‬وهمهددم النقددد والتجددريو و حصدداك األ قدداك‪،‬‬
‫فهددم ل يقصدددون النقددد البندداك بددل النقددد الجددارح الددالنع‪ ،‬ل يسددمعون‬
‫بمنقصد دة ل أش ددا وها‪ ،‬ول بمذم ددة ل أنا وه ددا‪ ،‬وطا ف ددة أ ددرو دددوا‬
‫النصيحة فضيحة‪ ،‬والتنبيه و األ قاك تجريحا‪.‬‬
‫ومد د هن ددا فد د ن موي ددوع النق ددد وبي ددان األ ق دداك موي ددوع حس ددار ل دده‬
‫يواب يجب أن ترا ‪ ،‬وحدود ل يجوز تعديها وتجاوزها‪.‬‬
‫ومرا ال هذا األمر هو الحممة التي عنيها‪ ،‬والضالة التي نشدها‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه ابن ماجه من حديث أبي الدردا ‪.)223( ‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسوم من حديث أبي هريرة ‪.)5( ‬‬
‫~ ‪~ 58‬‬
‫هنا مسا ل وقضايا ا تو األمر فيها و بعا المسومي ‪ ،‬فسووا‬
‫بينه ددا م ددع أ ه ددا متض ددادل ومتعاري ددة‪ ،‬وبينهد دا ددي رفي ددع ل يدرك دده ل‬
‫الحمماك‪ ،‬مم وهبهم اه البصر والبصيرل‪.‬‬
‫فمددثالا جددد الخو د بددي اإلس دراو وبددي المددرد‪ ،‬والخو د بددي البخددل‬
‫وبي التوفير أو القتصاد‪ ،‬واألوع مذمود‪ ،‬والثا ي ممدوح ومقووب‪.‬‬
‫وس دديرد بعضد دا مد د ه ددذه القض ددايا والمس ددا ل وتنبيهد دا لد د ق ددورل دددد‬
‫التفريق بينها‪ ،‬وتصور أ هدا مد المتمداثالت‪ ،‬لنمدون ود بيندة مد أمر دا‬
‫تجنبا إلطالق المالد و واهنه‪ ،‬دون تبصر لحقيقته ووثاره‪.‬‬
‫فم نل الخو بي ‪:‬‬
‫‪ 1‬د القول وبي العنف‪.‬‬
‫‪ 2‬د الرفق والوي وبي الضعف‪.‬‬
‫‪ 3‬د المدارال وبي المداهنة‪.‬‬
‫‪ ٤‬د المصوحة وبي المفسدل‪.‬‬
‫‪ 5‬د النصيحة وبي التشهير‪.‬‬
‫‪ 6‬د اإلسرار وبي السموت الحق‪.‬‬
‫‪ 7‬د الغيرل وبي ال دفاع غير المنضب ‪.‬‬
‫‪ 8‬د العزل وبي التمبر‪.‬‬
‫‪ 9‬د التوايع وبي الذع‪.‬‬
‫‪ 10‬د التأ ي وبي البرود والخموع والمسل‪.‬‬
‫~ ‪~ 59‬‬
‫‪ 11‬د الشجا ة وبي التهور‪.‬‬
‫‪ 12‬د وو الفتنة وبي الجب والخوو‪.‬‬
‫وكثير م النار يصعب ويه التفريق بينها‪ ،‬فتجد م يصف الشدجاع‬
‫بالتهور‪ ،‬وتجد م يثني و المتهور ويصفه بالشجا ة‪.‬‬
‫و رو م يسم النا و بالتشهير‪ ،‬وو رون يبدررون مدل الدذ يشدهر‬
‫بالنار بأ ه ا و‪ ..‬وهمذا‪.‬‬
‫والمنها الصحيو هو تسمية الحقا ق بأسما ها‪ ،‬ول يتسدن نلد ل‬
‫لم رزق وما وفهما وقدرال و ويع الشيك فدي مويدعه‪ ،‬وهدذه هدي‬
‫الحممة التي تحدث نها‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫~ ‪~ 60‬‬
‫أهم المرا ع‬
‫‪ .1‬القرون المريم‪.‬‬
‫‪ .2‬التفسير المبير لوراز ‪ ،‬فخر الدي الراز ‪.‬‬
‫‪ .3‬الحممددة فددي الددد ول ل د اه تعددال ‪ ،‬د‪ .‬سددعيد ب د وددي ب د‬
‫وهف القحقا ي‪.‬‬
‫‪ .٤‬الصددحاح تدداج الوغددة و ددحاح العربيددة‪ ،‬أبددو صددر سددما يل ب د‬
‫حماد الجوهر الفارابي‪.‬‬
‫‪ .5‬القامور المحي ‪ ،‬محمد ب يعقوب‪.‬‬
‫‪ .6‬القضددا ي‪ ،‬محمددد ب د سددالمة ب د عفددر ب د وددي ب د حممددون‬
‫القضا ي‪.‬‬
‫‪ .7‬المصباح المنير‪ ،‬أحمد ب محمد ب وي الفيومي‪.‬‬
‫‪ .8‬المنار‪ ،‬محمد رشيد ب وي ريا‪.‬‬
‫‪ .9‬بصددا ر نو التمييددز فددي لقددا ف المتدداب العزيددز‪ ،‬محمددد ب د‬
‫يعقوب‪.‬‬
‫‪ .10‬تاج العرور‪ ،‬محمد ب محمد ب بد الرزاق الحسيني‪.‬‬
‫‪ .11‬تفسير اب كثير‪ ،‬لإلمداد مداد الددي أبدي الفدداك سدما يل بد‬
‫كثير‪.‬‬
‫‪ .12‬تفسير اب السعد ‪ ،‬بد الرحم ب ا ر السعد ‪.‬‬
‫‪ .13‬تفسير البغو ‪ ،‬أبو محمد الحسي ب مسعود البغو ‪.‬‬
‫~ ‪~ 61‬‬
‫‪ .1٤‬تفسير القبر ‪ ،‬محمد ب رير القبر ‪.‬‬
‫‪ .15‬سن اب ما ه‪ ،‬محمد ب يزيد ب ما ه القزويني‪.‬‬
‫‪ .16‬سن الترمذ ‪ ،‬محمد ب يس الترمذ ‪.‬‬
‫‪ .17‬سن أبي داود‪ ،‬أبو داود سويمان ب األشعا‪.‬‬
‫‪ .18‬سيرل اب هشاد‪ ،‬بد المو ب هشاد‪.‬‬
‫‪ .19‬حيو البخار ‪ ،‬محمد ب سما يل البخار ‪.‬‬
‫‪ .20‬حيو مسوم‪ ،‬مسوم ب حجاج‪.‬‬
‫‪ .21‬يعيف الجامع الصغير‪ ،‬محمد ا ر الدي األلبا ي‪.‬‬
‫‪ .22‬فتو البار ‪ ،‬اب حجر العسقال ي‪.‬‬
‫‪ .23‬كتاب التحرير والتنوير‪ ،‬الشيأ محمد القاهر ب اشور‪.‬‬
‫‪ .2٤‬كتاب التجديد والمجددون‪ ،‬بد السالد محمد بد المريم‪.‬‬
‫‪ .25‬كتدداب الزهددد المبيددر‪ ،‬أحمددد بد الحسددي بد وددي بد موسد‬
‫الخسرو رد الخراسا ي (أبو بمر البيهقي)‪.‬‬
‫‪ .26‬كتاب حت ل تغرق السفينة‪ ،‬الشيأ ا ا القر ي‪.‬‬
‫‪ .27‬لسان العرب‪ ،‬اب منظور‪.‬‬
‫‪ .28‬مسند اإلماد أحمد‪ ،‬أحمد ب محمد ب حنبل‪.‬‬

‫~ ‪~ 62‬‬
‫بسم اه الرحم الرحيم‬
‫الخاتمة‬
‫الحمد ه رب العالمي ‪ ،‬وأفضل الصالل والسالد ود سديد ا محمدد‬
‫و و وله و حبه أ معي ‪.‬‬
‫بفض ددل اه وكرم دده لق ددد بيند د ف ددي ه ددذا ال لمتي ددب المتواي ددع‪ ،‬معند د‬
‫الحمم ددة وكد ددل اييدددات التد ددي وردت ف ددي الق ددرون المد دريم فيمدددا يتعود ددق‬
‫بالحمم ددة‪ ،‬وبع ددا القصد د الت ددي نك ددرت فيه ددا الحمم ددة‪ ،‬واألحادي ددا‬
‫النبوية الشريفة المتعوقة بهذا المويوع‪.‬‬
‫فما و دت سا ا ا حا ومحبوبدا وموفقدا ل وقدد وفدق لوحممدة فدي‬
‫كل تصرفاته وأقواله‪.‬‬
‫فأر و م اه ‪ ‬أن أكون قد وفقد بهدذا البحدا الضدرور الدذ‬
‫يجددب أن يوافددق حياتنددا وأقوالنددا وأفعالنددا لنحظ د بددالخير المثيددر‪ ،‬وأن‬
‫مون م سعداك الداري ‪.‬‬
‫واه ولي التوفيق‬

‫المؤلف‬
‫الدكتور ياسر رسالن حب الرمان‬
‫الحسيني‬

‫~ ‪~ 63‬‬
‫فهرس املوضوعات‬
‫املقدمة‪5.................................................................‬‬
‫متهيد‪6.................................................................‬‬
‫أهمية البحث‪8...........................................................‬‬
‫البحث األول‪ :‬معنى احلكمة‪10.......................................‬‬
‫البحث الثاني‪ :‬أنواع احلكمة ودرجاتها‪18..........................‬‬
‫البحث الثالث‪ :‬أمثلة من احلكمة يف القرآن الكريم‪20..............‬‬
‫البحث الرابع‪ :‬أمثلة من السنة النبوية يف احلكمة‪29...............‬‬
‫البحث اخلامس‪ :‬لوازم احلكمة‪42....................................‬‬
‫البحث السادس‪ :‬أمور جيب فيها مراعاة احلكمة‪55 ..............‬‬
‫أهم املراجع‪61...........................................................‬‬
‫اخلـامتة‪63...............................................................‬‬
‫فهرس املوضوعات‪64...................................................‬‬

‫~ ‪~ 64‬‬
65

You might also like