Professional Documents
Culture Documents
ت
النبوة
الشيخ /أحمد بن يوسف السيد
12
مقدمة :
كثيرًا ما يتم التزهيد والتقليل من باب نصرة اإلسالم والمسلمين ومن
شأن مسؤولية الفرد تجاه المستضعفين من المسلمين وسبب ذلك :
-1إعتبار الناس أنها موضوع عصري مستحدث.
-2الظن بأنها ليست من هدي السلف.
-3الظن بأنها ليست من أصول العقيدة.
1
بيان اآليات المتعلقة بالباب :
اآلية األولى :
(َو َم ا َل ُك ْم اَل ُتَق اِت ُلوَن ِف ي َس ِب يِل ِهَّللا َو اْل ُم ْس َتْض َع ِف يَن ِم َن الِّرَج اِل َو الِّنَس اِء
َو اْل ِو ْل َداِن اَّلِذيَن َي ُق وُلوَن َرَّبَن ا َأْخ ِرْج َن ا ِم ْن َٰه ِذِه اْلَق ْرَيِة الَّظ اِل ِم َأْه ُلَه ا َو اْج َع ل َّلَن ا
ِم ن َّلُدنَك َو ِل ًّيا َو اْج َع ل َّلَن ا ِم ن َّلُدنَك َن ِص يًرا)( .النساء .)75 :
2
ذكر في اآلية ثالث فئات من المؤمنين :
الفئة األولى ِ( :إَّن اَّلِذيَن آَم ُنوا َو َه اَج ُروا َو َج اَه ُدوا ِب َأْم َو اِل ِه ْم َو َأنُف ِس ِه ْم ِف ي
َس ِب يِل ِهَّللا) :المهاجرون.
الفئة الثانية َ( :و اَّلِذيَن آَو وا َّو َن َص ُروا) :األنصار.
الفئة الثالثة َ( :و اَّلِذيَن آَم ُنوا َو َل ْم ُيَه اِج ُروا) :الذين أمنوا ولم يهاجروا.
أسس هللا سبحانه وتعالى عقد الوالء بين المؤمنين فكتب على الفئتين
األولى والثانية الوالء التام الكامل بينهم (ُأوَٰل ِئ َك َبْع ُض ُه ْم َأْو ِل َياُء َبْع ٍض )؛
أما الفئة الثالثة التي آمنت وبقيت في بالد الكفر ولم تهاجر فكتب لهم
الوالء ولكن بدرجة أقل وذلك لتخلفهم عن الهجرة (َو ِإِن اْس َت نَص ُروُك ْم ِف ي
الِّديِن َف َع َل ْي ُك ُم الَّنْص ُر).
َت ْأُم ُروَن ِب اْل َم ْع ُروِف َو َتْن َه ْو َن َع ِن اْل ُم نَك ِر). (ُك نُتْم َخ ْيَر ُأَّم ٍة ُأْخ ِرَج ْت ِل لَّناِس
(آل عمران .)110 :
تبين اآلية معنى آخر من المسؤولية وهو األمر بالمعروف والنهي عن
المنكر.
من صور إنكار المنكر :رفع الظلم عن المسلمين.
األمر بالمعروف والنهي عن المنكر سمة من سمات األمة اإلسالمية.
واحدة من الصور التي يظهر فيها خلل :حصر المسؤولية العامة تجاه
اإلسالم والمسلمين في األمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقط وترك
قضية الوالء والبراء.
3
بيان األحاديث المتعلقة بالباب :
الحديث األول :
عن النعمان بن بشير رضي هللا عنهما عن النبي ﷺ قال َ( :م َث ُل القاِئِم عَل ى
ُحُدوِد ِهَّللا والواِق ِع فيهاَ ،ك َم َث ِل َق ْو ٍم اْس َت َه ُم وا عَل ى َس ِف يَن ٍة ،فأصاَب
َبْع ُض ُه ْم أْع الها وَبْع ُض ُه ْم أْس َف َل هاَ ،ف كاَن اَّلِذيَن في أْس َف ِلها إذا اْس َتَق ْو ا
ِم َن الماِء َم ُّروا عَل ى َم ن َف ْو َق ُه ْم ،فقالوا :لو أَّنا َخ َر ْق نا في َن ِص يِب نا َخ ْر ًق ا وَل ْم
ُنْؤ ِذ َم ن َف ْو َق نا ،فإْن َي ْت ُرُك وُه ْم وما أراُدوا َه َل ُك وا َج ِم يًع ا ،وإْن أَخ ُذوا عَل ى
أْيِديِه ْم َن َج ْو ا ،وَن َج ْو ا َج ِم يًع ا) .أخرجه البخاري.
4
الحديث الثاني :
عن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه قال :سمعت رسول هللا ﷺ يقول :
(َم ن َر َأى ِم نُك م ُم ْن َك ًرا َف ْل ُيَغ ِّيْرُه بَيِدِه ،فإْن َل ْم َيْس َت ِط ْع َف ِب ِلساِنِه ،فإْن َل ْم
َيْس َت ِط ْع َف ِب َق ْل ِب ِه ،وذلَك أْض َع ُف اإليماِن ) .أخرجه مسلم.
من وجوه تأكيد أهمية األمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أمر النبي
ﷺ بتغيير المنكر.
وتغيير المنكر يحتاج إلى معرفة ما جاء وصفة بالشريعة أنه منكر ،وهذا
باب يتطلب التفقه في كتاب هللا وفي سنة رسول هللا.
الحديث الثالث:
عن أبي بكر الصديق رضي هللا عنه َ ،ق اَل َ :يا َأُّيَه ا الَّناُس ِإَّنُك ْم َتْق َر ُء وَن َه ِذِه
اآْل َي َة َ { :يا َأُّيَه ا اَّلِذيَن آَم ُنوا َع َل ْي ُك ْم َأْنُف َس ُك ْم اَل َي ُض ُّرُك ْم َم ْن َض َّل ِإَذ ا اْه َت َدْي ُتْم }
َ ،و ِإِّني َس ِم ْع ُت َرُس وَل ِهَّللا ﷺ َي ُق وُل ِ( :إَّن الَّناَس ِإَذ ا َر َأُو ا الَّظ اِل َم َف َل ْم
َي ْأُخُذوا َع َل ى َيَدْيِه َ ،أْو َش َك َأْن َيُع َّم ُه ُم ُهَّللا ِب ِع َق اِب ِه ).أخرجه أحمد في مسنده.
5
يشير الحديث إلى قضية العقاب وخطورة ترك الفساد والمنكر والظلم بال
نكير.
من أسباب العقاب اإللهي العام الذي ينزل على الناس ترك الظالم يظلم
دون أن يكون هناك نكير.
والعقاب اإللهي العام ليس بالضرورة أن يكون صاعقة أو خسف وإنما
من الممكن أن يكون بزوال األمن أو تقلب الحال أو تسلط األعداء.
من األمور المهمة التي فيها اقتداء بأبي بكر الصديق رضي هللا عنه هو
فك االلتباس وتوضيح المقصود في قضايا الدين.
يبين الحديث خوف النبي ﷺ على أمته من تسلط األعداء عليها إذا هم
تركوا األمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
من أهم ما ينبغي أن يستفز الصالحين هو كثرة الخبث ألنه سبب لوقوع
العذاب ،وأن وجود الصالحين ليس سببًا لدفع الهالك مادام الخبث موجود.
6
الحديث الخامس :
عن النعمان بن بشير رضي هللا عنهما قال :قال رسول هللا ﷺ ( :مثُل
المؤمنين في َت واِّدهم ،وَت َراُحِم ِه م ،وتعاُط ِف ِه ْم .مثُل الجَس ِد إذا اشتَك ى
مْن ُه عضٌو تَداَع ى َل ُه ساِئُر الجَس ِد بالَّس َه ِر واْل ُحَّم ى) .أخرجه البخاري ومسلم.
“الحمد لله”