You are on page 1of 85

‫العقيدة والفلسفة‬

‫إعداد‬
‫أ‪.‬د‪.‬م‪ .‬إمام عبد العاطي اخلضراوي‬

‫أستاذ العقيدة والفلسفة املشارك ‪ -‬كلية الشريعة والقانون‬

‫جامعة جازان‬

‫‪1489‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫مفهوم الحقيقة عند محيي الدين ابن عربي "دراسة نقدية"‬

‫إمام عبد العاطي الخضراوي‬


‫وحدة مواد اإلعداد العام‪ ،‬كلية الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة جازان‪ ،‬جازان‪،‬‬
‫المملكة العربية السعودية‬
‫البريد اإللكتروني‪ealkhadrawy@jazanu.edu.sa :‬‬

‫ملخص البحث‪:‬‬
‫إ ّن مفهوم الحقيقة عند محيي الدين ابن عربي(ت ‪638‬هـ) من المسائل‬
‫المعضلة والمهمة‪ ،‬التي دار حولها الجدل‪ ،‬والنقاش‪ ،‬قديماً وحديثاً‪ ،‬وكانت‬
‫هذه الدراسة بمثابة إلقاء الضوء على هذا المفهوم بكل اتجاهاته وجوانبه‬
‫لديه‪ ،‬وتحليل هذا المفهوم وتركيب ما يترتب عليه من آراء‪ ،‬مقارنة بغيره من‬
‫الصوفية الذين تناولوا المسألة‪ ،‬سواء أكانوا على منهجه أم من المخالفين‪،‬‬
‫ومن ثم إبراز النتائج المترتبة على هذه المفهوم لديه من وحدة الوجود‪،‬‬
‫والوحدة المطلقة‪ ،‬وغير ذلك من األفكار‪ ،‬وكانت النتيجة المستخلصة من‬
‫الدراسة‪ ،‬إثبات أن المراد بمفهوم الحقيقة عند الصوفية الحقيقية‪ :‬الصدق في‬
‫اإليمان‪ ،‬وبلوغ درجة اإلحسان‪ ،‬وكمال المراقبة والمداومة على النظر في‬
‫أفعال اهلل تعالى‪ ،‬بيد أن هذه المعاني األصيلة بعيدة كل البعد عن المعنى الذي‬
‫أورده محيي الدين ابن عربي(ت ‪638‬هـ) ومن سلك مسلكه في تبيانهم‬
‫للحقيقة كمصطلح صوفي له ُبعده المنوط به‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬مفهوم‪ ،‬الحقيقة‪ ،‬ابن عربي‪ ،‬وحدة الوجود‪ ،‬الوحدة‬
‫المطلقة‬

‫‪1491‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

The Concept of the Truth for Mohii al-Dīn Ibn Arabi "A Critical
Study".
Imam Abd al-Ati al-Khadrawi
General Preparation Materials Unit, Faculty of Sharia and
Law, Jazan University, Jazan, Saudi Arabia.
Email: ealkhadrawy@jazanu.edu.sa
Abstract:
The concept of truth according to Mohii al-Dīn Ibn Arabi
(d.638 AH) is one of the dilemmas and important issues around
which the debate and discussion took place, both in the past and
in the modern, and this study was like shedding light on this
concept with all its trends and aspects, and analyzing this concept
and the composition of the consequences of it. Of opinions,
compared to other Sufis who dealt with the issue, whether they
are according to his method or from the dissenters, and then
highlighting the consequences of this concept he has in terms of
unity of existence, absolute unity, and other ideas, and the
conclusion drawn from the study was to prove that what is
meant is a concept. The truth for true Sufis: honesty in faith,
attaining the degree of benevolence, perfection of observing and
constantly looking at the actions of Allāh Almighty, however
these authentic meanings are far from the meaning given by
Mohii al-Dīn Ibn Arabi (d.638 AH) and those who followed his
course in their clarification of the truth As a Sufi term it has its
own dimension.
Keywords: Concept, Al-haqiqa, Ibn Arabi, Unity of existence,
Absolute unity.

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ 1492


‫العقيدة والفلسفة‬

‫‪H‬‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف المرسلين‪ ،‬سيدنا‬
‫محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫ف ُتعد هذه الدراسة من الدراسات التي دار حولها الجدل والنقاش قديماً‬
‫وحديث ًا‪ ،‬وذلك من خالل عدة أمور مهمة؛ من حيث مفهومها‪ ،‬وما يترتب‬
‫على ذلك من أفكار مخالفة أحياناً‪ ،‬وكذا في التصورات التي توافق الفكرة‬
‫تارة‪ ،‬وتخالفها تارة أخري‪.‬‬
‫إشكالية البحث‪ :‬ما المقصود بمفهوم الحقيقة عند محي الدين ابن‬
‫عربي‪ ،‬وما هي االتجاهات والرؤى التي بنى عليها فكرته في هذه المسألة‪،‬‬
‫وما هو األثر السلبي حول اتجاهاته العقدية والخلقية‪.‬‬

‫أهمية املوضوع‪:‬‬
‫‪ -1‬كون هذا الموضوع يبحث في قضية مهمة لها أثرها الخطير على‬
‫العقيدة‪.‬‬
‫‪ -2‬إبراز هذا الموضوع يوضح العديد من الجوانب المتعلقة بفكر محي‬
‫الدين ابن عربي‪.‬‬
‫‪ -3‬توسيع دائرة المعارف الشخصية حول هذه المسألة‪.‬‬
‫‪ -4‬الرغبة في إثراء الساحة الفكرية بعمل علمي نافع في هذا الميدان‬
‫موضح ًا موقف ابن عربي من الحقيقة‪.‬‬
‫بواعث اختيار الدراسة‪ :‬من البدهيات أن ِ‬
‫الف َكر البحثية لم ولن تأتي من‬

‫‪1493‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫دون وجود دافع محدد‪ ،‬أو عدة دوافع‪ ،‬وهذه األطروحة سبقتها عدة دوافع‪،‬‬
‫بعضها موضوعي واآلخر ذاتي‪ ،‬أما األول‪ :‬فيرجع لطبيعة الموضوع وأهميته‪،‬‬
‫وبخاصة أن الفكرة لم يتناولها أحد من الباحثين كفكرة مستقلة‪ ،‬فضالً عن أن‬
‫الفكرة تحتاج إلى دراسة وبحث‪ ،‬وفي الواقع أن ِ‬
‫الف َكر التي تناولها الصوفية‬
‫والفالسفة والمتكلمون ‪ -‬تناولوها وفق طبيعة خاصة بهم‪ ،‬ولون فكري‬
‫محدد‪ -‬وأما الثاني‪ :‬فيرجع إلى الحاجة لتبيان مثل هذه المسائل وتوضيحها‪،‬‬
‫وفق منهج موضوعي مجرد‪ ،‬ومن ثم كان هذا الموضوع الموسوم بــــــــ (مفهوم‬
‫الحقيقة عند محيي الدين ابن عربي "دراسة تحليلية") ‪.‬‬

‫أهداف البحث‪:‬‬
‫يهدف هذا البحث إلى العديد من األهداف التي من أهمها دراسة‪،‬‬
‫وتحليل‪ ،‬ونقد هذه الفكرة عند محي الدين ابن عربي‪ ،‬وإبراز الجانب‬
‫الصحيح في هذه المسألة‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫ال أجد فيما بين يدي من البحوث والدراسات القديمة والحديثة‪ ،‬دراسة‬
‫تناولت هذه الفكرة برمتها كاملة ومستقلة‪ ،‬اللهم إال ما ورد في كتب‬
‫ُ‬
‫ب‬‫ودراسات القدامى من أصحاب كتب الصوفية أنفسهم؛ وكذلك من َك َت َ‬
‫عنهم‪ ،‬من تناول يخدم جانب معين سواء أكان في جانب المفهوم‪ ،‬أم في‬
‫جوانب أخرى تتعلق من قريب أو من بعيد بصلب الفكرة‪.‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬
‫لقد اجتهد الباحث أن يسلك في بحثه‪ ،‬منهجاً رئيساً وهو (المنهج‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1494‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫التحليلي)‪ ،‬وذلك أثناء تحليل النصوص‪ ،‬حتى يصل إلى هدفه من ناحية‪ ،‬ومن‬
‫ناحية أخرى تركيب ما يتوصل إليه من عناصر في نسق متكامل يبرز المعالم‬
‫المنهجية المحددة‪.‬‬
‫ولقد استخدم الباحث أيض ًا (المنهج المقارن) أثناء عقد المقارنات‬
‫المتعددة بين مفهوم الحقيقة عند ابن عربي وغيره‪ ،‬وكذلك استخدمت‬
‫(المنهج النقدي)‪ ،‬الذي يتم عرض أوجه النقد من خالله‪ ،‬وبخاصة التي‬
‫ُوجهت للفكرة وألصحابها أي ًا كان منهجهم وموقعهم‪ ،‬وخطوات البحث‬
‫ستكون على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬االعتماد في هذا البحث على المراجع الرئيسة للبحث‪ ،‬إلى جانب‬
‫بعض المراجع والمصادر األخرى التي تتعلق ببحث القضية المراد‬
‫تناولها‪.‬‬
‫‪ -2‬كان الباحث أثناء عرضه المسألة المراد دراستها‪ ،‬يبدأ بعرض الفكرة‬
‫كما تناولها أصحابها‪ ،‬من مصادرهم األساسية الخاصة بهم ما أمكنه‬
‫ذلك‪ ،‬ثم بعد ذلك يتم عرض الفكرة بموضوعية‪ ،‬وكذا تبيان الموقف‬
‫السليم من المسألة‪.‬‬
‫‪ -3‬سار الباحث في دراسته مع الدليل أين وجد؛ ألن منهجية البحث‬
‫العلمي‪ ،‬تفرض علي الباحث السير في ضوء المنهج العقلي الرصين‪.‬‬
‫‪ -4‬أثناء عرض المسألة التزمت بوضع تصور عام لكل مسألة‪ ،‬دون‬
‫الدخول في نقاش تحليلي صرف‪ ،‬وأخذ ورد‪ ،‬وإبراز الرؤية السليمة‬
‫للمسألة‪ ،‬وفي النهاية يكون التعقيب على ما ُذ ِكر في شكل تأمالت‬
‫ورأي ونتيجة للمسألة المراد بحثها‪ ،‬أو للقضية التي تفرعت عنها‪ ،‬أو‬

‫‪1495‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫ترتبت عليها‪.‬‬

‫تبويب البحث‪:‬‬
‫حوى هذا البحث على مقدمة‪ ،‬وتمهيد‪ ،‬ومبحثين‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬على هذا‬
‫النحو‪:‬‬
‫المقدمة‪ :‬فقد تضمنت إشكالية الدراسة‪ ،‬وأهمية الموضوع‪ ،‬والبواعث‬
‫على اختياره‪ ،‬وأهداف البحث‪ ،‬والدراسات السابقة‪ ،‬وتبويب البحث‪ ،‬ومنهج‬
‫الباحث‪.‬‬
‫والتمهيد‪ :‬بعنوان‪ :‬تعدد الرؤى حول مفهوم الحقيقة مطلقاً‪.‬‬
‫أما المبحث األول‪ :‬فقد تناولت فيه‪ :‬طرق إدراك الحقيقة عند ابن عربي‪،‬‬
‫واشتمل على أربعة مطالب‪ :‬المطلب األول‪ :‬أقسام الحقيقة‪ ،‬والمطلب الثاني‪:‬‬
‫تأمالت حول مفهوم الحقيقة‪ ،‬والمطلب الثالث‪ :‬طرق إدراك الحقيقة‪،‬‬
‫والمطلب الرابع‪ :‬نقد طرق إدراك الحقيقة‪.‬‬
‫والمبحث الثاني‪ :‬قد اشتمل على النتائج المترتبة على مفهوم الحقيقة‬
‫عند ابن عربي‪ ،‬وختم برأي ونتيجة‪.‬‬
‫أما الخاتمة‪ :‬فقد اشتملت على أهم النتائج التي توصل الباحث إليها‬
‫من خالل الدراسة‪ ،‬وأتبعت ذلك بثبت المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪h‬‬
‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1496‬‬
‫العقيدة والفلسفة‬

‫التمهيد‬
‫مفهوم احلقيقة يف اللغة ويف االصطالح‬
‫تعد الحقيقة من المفاهيم التي ليس من السهل ضبطها‪ ،‬نظر ًا لتنوع‬
‫المواقف حولها‪ ،‬وبخاصة أن اإلنسان مجبول على المعرفة والبحث عن‬
‫الحقيقة‪ ،‬وبالرغم من ذلك؛ فليس من السهل ألي باحث في أي مجال من‬
‫المجاالت‪ ،‬تعريف الحقيقة تعريفاً جامعاً مانعاً؛ نظراً الختالف وجهات النظر‬
‫في معناها ‪ ،‬فضالً عن اختالف الثقافات حول هذا المفهوم‪ ،‬و ُيعد هذا‬
‫الموضوع من أهم الموضوعات التي أثارها المفكرون قديماً وحديثاً‪ ،‬فيما‬
‫يتعلق بطبيعة الحقيقة وقيمتها وأهدافها تارة‪ ،‬وما يتعلق بطرق إدراكها تارة‬
‫أخرى‪ ،‬وبالتالي انقسم المفكرون حولها؛ فمنهم من ذهب إلى اعتبارها‬
‫مطلقة‪ ،‬ومنهم من ذهب إلى أنها ثابتة‪ ،‬ومنهم من ذهب إلى نقيض ذلك‪ ،‬ومن‬
‫هذا المنطلق يكون البحث عن الحقيقة‪ ،‬وبالتالي يجب الوقوف حول هذا‬
‫المفهوم وقفة تأمل عميقة‪.‬‬
‫الحقيقة في اللغة‪ :‬اسم لما أريد به ما ُوضع له‪َ ،‬فعيلة من الحق‪ ،‬وهو‬
‫الثابت الالزم‪ ،‬نقيض الباطل‪ ،‬يقول (ابن فارس) (ت‪395‬هـ)‪ " :‬الحاء والقاف‬
‫أصل واحد‪ ،‬وهو يدل على إحكام الشيء وصحته؛ فالحق نقيض الباطل‪ ،‬ثم‬
‫يرجع كل فرع إليه بجودة االستخراج(‪.)1‬‬
‫وي قال حقيقة الشيء‪ :‬أي ذاته الثابتة الالزمة بمعنى فاعل أو مفعول‪،‬‬
‫ُ‬

‫(‪ )1‬ابن فارس‪ :‬معجم مقاييس اللغة ‪.18/2‬‬

‫‪1497‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫والتاء لنقل االسم من الوصفية إلى اإلسمية؛ فإذا كانت بمعنى اسم الفاعل؛‬
‫فمعناها الثابتة في مكانها الذي وضعت له‪ ،‬وإذا كانت بمعنى اسم المفعول‬
‫فيكون معناها‪ :‬المثبتة في محلها ولم تنقل عنه(‪.)1‬‬
‫وعليه فتدور مادة هذه الكلمة حول الصدق‪ ،‬والقطع‪ ،‬وإحكام الشيء‬
‫وصحته‪ ،‬والوجوب والثبوت‪ ،‬ومنتهى الشيء وأصله المشتمل عليه‪،‬‬
‫آد َم َل ْن‬
‫والرصانة‪ ،‬واليقين‪ ،‬وعن الحسن البصري (ت‪110‬هـ) أنه قال‪ْ ":‬اب َن َ‬
‫يك‪َ ،‬ح َّتى‬ ‫اس ب َِع ْيب ُه َو ِف َ‬ ‫ِ‬ ‫ان ِفي َق ْلب َ‬ ‫ُت ِصيب ح ِقي َق َة ْاإلِيم ِ‬
‫الن َ‬
‫يب َّ‬
‫ِك َح َّتى َال َتع َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫آخر‪،‬‬ ‫ب‪ ،‬ف ِإذا فعلت ذ ِلك لم تص ِلح عيبا إِال وجدت‬ ‫َت ْب َدأَ ِبإ ِْص َال ِح َذ ِل َك ا ْل َع ْي ِ‬
‫َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ ْ ْ َ ْ ً َّ َ َ ْ َ َ َ‬
‫ان ُشغُلُ َك ِفي َخاص ِة بد ِن َك‪ ،‬و َخير ِعب ِاد ِ‬ ‫ت َذ ِل َك َك َ‬
‫اهلل َم ْن َكا َن‬
‫َ ُْ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َف ِإ َذا َف َع ْل َ‬
‫َك َذ ِل َك"(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫له بحسب‬ ‫وفي االصطالح‪ :‬هي الكلمة المستعملة فيما ُوضعت‬
‫اصطالح التخاطب"(‪.)4‬‬
‫وهذا التعريف َيعم الحقيقة اللغوية‪ ،‬والشرعية‪ ،‬والعرفية‪ ،‬واحترز به عن‬
‫استعمل فيما وضع له في اصطالح آخر غير اصطالح‬
‫ُ‬ ‫المجاز الذي‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬مهمات التعاريف ص ‪ ،289‬والمصباح المنير ص ‪ ،144‬والتعريفات ص ‪،79‬‬


‫والكليات ص ‪.361‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البيهقي في شعب اإليمان‪ ،‬فصل فيما ورد من األخبار في التشديد على انشغال‬
‫المرء بعيوب نفسه ‪.113/9‬‬
‫(‪ )3‬الوضع‪ :‬في اللغة‪ :‬جعل اللفظ بإزاء المعنى‪ ،‬وعرف ًا‪ :‬تعيين أمر للداللة على أمر آخر‬
‫(ينظر‪ :‬التعريفات‪.)252 :‬‬
‫(‪ )4‬التعريفات ص‪.121‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1498‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫التخاطب‪ ،‬كالصالة إذا استعملها المخاطب بعرف الشرع في الدعاء؛ فإنها‬


‫تكون مجاز ًا لكون الدعاء غير ما ُوضعت هي له في اصطالح الشرع؛ ألنها‬
‫في اصطالح الشرع ُوضعت لألركان واألذكار المخصوصة‪ ،‬مع أنها موضوعة‬
‫للدعاء في اصطالح اللغة(‪.)1‬‬
‫والحقيقة‪ :‬الشيء الثابت قطع ًا ويقين ًا‪ُ ،‬يقال حق الشيء إذا ثبت‪ ،‬وهو‬
‫اسم للشيء المستقر في محله؛ فإذا أطلق يراد به ذات الشيء الذي وضعه‬
‫واضع اللغة في األصل‪ ،‬كاسم األسد للبهيمة‪ ،‬وهو ما كان قار ًا في محله‪،‬‬
‫والمجاز ما كان قاراً في غير محله(‪.)2‬‬
‫والحقيقة تستعمل تارة في الشرع الذي له ثبات ووجود‪ ،‬وتارة في‬
‫االعتقاد‪ ،‬وتارة في العمل‪ ،‬وتارة في القول(‪ ،)3‬وحقيقة الشيء وكنهه ومحضه‪،‬‬
‫وحقيقة األمر يقين شأنه‪ ،‬وحقيقة الرجل ما يلزمه حفظه والدفاع عنه‪ ،‬وهي‬
‫كل ما هو صادق وواقعي‪ ،‬أو هي مطابقة الفكر للفكر‪ ،‬أو مطابقة الفكر‬
‫للواقع(‪.)4‬‬
‫الحقيقة في اصطالح الصوفية‪ :‬الحق هو الذات‪ ،‬والحقيقة هي الصفات؛‬
‫فالحق اسم الذات‪ ،‬والحقيقة اسم الصفات (‪ ،)5‬ثم إنهم إذا أطلقوا ذلك أرادوا‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬التعريفات ص ‪.79‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬التعريفات ص ‪80‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬المفردات ص ‪126-125‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬المعجم الفلسفي ‪ ،485/1‬والتوقيف على مهمات التعاريف ص ‪143‬‬
‫(‪ )5‬تفسير هذا المصطلح عند الصوفية‪ :‬األسماء كلها اسم الصفات‪ ،‬واهلل تعالى اسم الذات‪،‬‬
‫واألسماء عالمة تعرف بها الصفات‪ ،‬والصفات عالمة تعرف بها الذات (شطحات‬
‫═‬

‫‪1499‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫به ذات اهلل تعالى وصفاته خاصة‪.‬‬


‫وحقيقة الحقائق عند الصوفية‪ :‬هي المرتبة اإلنسانية الكاملية اإللهية‬
‫الجامعة لجميع المراتب‪ ،‬وهي المسماة بحضرة الجمع‪ ،‬وبأحدية الجمع‬
‫وبمقام الجمع(‪ ،)1‬وقال (التونسي دمرداش)‪" :‬حقيقة الحقائق المرتبة األحدية‬
‫وتسمى حضرة الجمع‪ ،‬وحضرة الوجود"(‪.)2‬‬
‫الجامعة لجميع الحقائق‪ُ ،‬‬
‫هذه أهم المفاهيم االصطالحية للحقيقة عند أهل العرف‪ ،‬وبالتالي إذا‬
‫تأملنا مفهوم الحقيقة عند الصوفية ومن سلك مسلكهم تبين بوضوح‬
‫اتجاهاتهم حول مفهوم الحقيقة‪ ،‬وما نتج عنه من أفكار وآراء‪ ،‬وعالقة هذه‬
‫المفاهيم والمصطلحات بالحقيقة عند الصوفية عامة‪ ،‬وعند ابن عربي خاصة‪،‬‬
‫وهذا ما سوف يظهر بوضوح عند تناول المسألة بالتفصيل‪.‬‬

‫═‬
‫الصوفية ص ‪ ،)82‬وظهور األسماء في الحقيقة ظهور الذات؛ ألنها أي األسماء أمور‬
‫عدمية‪ ، ،‬والظهور وجودي‪ ،‬وبطون الذات هو عين ظهور األسماء ( جيع األسفار ص‬
‫‪ ،) 44‬وأسماء اهلل تعالى ليست هي اهلل ‪ ،‬وال غيره‪ ،‬كما قالوا في الصفات‪ ،‬وقال بعضهم‪،‬‬
‫أسماء اهلل هي اهلل ( التعرف لمذهب أهل التصوف ص ‪ ،)17‬واألسماء الذاتية هي التي ال‬
‫يتوقف وجودها على وجود الغير ‪ ،‬وإن توقف على اعتباره وتعلقه كالعليم القدير وغير‬
‫ذلك‪ ،‬وتسمى األسماء األولية ومفاتيح الغيب وأئمة األسماء (اصطالحات الصوفية ص‬
‫‪ ،) 28‬واألسماء الفعلية عدوها من مراتب الوجود وهي حضرة األسماء الفعلية‪ ،‬وتنقسم‬
‫إلى قسمين‪ :‬قسم هي األسماء الفعلية الجاللية كاسمه المميت الضار المنتقم ‪ ،‬وقسم‬
‫هي األسماء الفعلية الجمالية كالمحيي الرازق ‪(..‬مراتب الوجود ص ‪)18‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬معجم مصطلحات الصوفية ص ‪ ،82‬والتوقيف على مهمات التعاريف ص ‪144‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬معجم مصطلحات الصوفية ص ‪ ،76‬التوقيف على مهمات التعاريف ص ‪146‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1500‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫املبحث األول‬
‫طرق إدراك احلقيقة عند ابن عربي‬
‫املطلب األول‬
‫(‪)1‬‬
‫أقسام احلقيقة‬

‫(‪ )1‬للحقيقة أقسام‪ ،‬قال ابن عربي في الفتوحات‪ " :‬الحقائق فعلى أربعة‪ :‬حقائق ترجع إلى‬
‫الذات المقدسة‪ ،‬وحقائق ترجع إلى الصفات المنزهة وهي النسب‪ ،‬وحقائق ترجع إلى‬
‫المعقوالت وهي األكوان والمكونات‪ ،‬وهذه الحقائق الكونية على ثالث مراتب‪ ،‬علوية‬
‫وهي المعقوالت‪ ،‬وسفلية وهي المحسوسات‪ ،‬وبرزخية وهي المخيالت"( الفتوحات‬
‫‪ ،)29/1‬وقال المولوي الجامي في شرح الفصوص (شرح الجامي على فصوص الحكم‬
‫ص ‪" :) 55‬اعلم أن الحقائق ثالث‪ :‬حقيقة مطلقة فعالة واحدة عالية واجبة وجودها‬
‫بذاتها‪ ،‬وهي حقيقة اهلل تعالى‪ ،‬الثانية‪ :‬حقيقة مقيدة منفعلة سافلة قابلة للوجود من‬
‫الحقيقة ا لواجبة بالفيض والتجلي وهي حقيقة العالم‪ ،‬الثالثة‪ :‬أحدية جامعة بين اإلطالق‬
‫والتقييد والفعل واالنفعال والتأثير والتأثر؛ فهي مطلقة من وجه‪ ،‬ومقيدة من آخر فعالة‬
‫من جهة منفعلة من جهة أخرى"‪ ،‬و إذا تأملنا هذه األقسام الثالثة بصفة عامة‪ ،‬تبين أن‬
‫التقسيم له عالقة وطيدة بمفهوم الحقيقة‪ ،‬وطرق إدراكها‪ ،‬وهذا يظهر جليا عند التعليق‬
‫على هذه األقسام على هذا النحو‪ :‬يقول الشيخ الجامي عن الحقيقة المطلقة‪" :‬هي‬
‫الحقيقة الفاعلة اإللهية فاعلة بباطنها الصور األسمائية‪ ،‬وظاهرها الذي هو الطبيعة الكلية‬
‫تفعل ما عداها من الصور‪ ،‬فالحقيقة اإللهية أصل جميع الصور والطبيعة الكلية التي هي‬
‫مظهرها أصل صورة العالم كله"( شرح الجامي على فصوص الحكم ص ‪ ،)55‬ويقول‬
‫الشيخ الجامي عن هذه الحقيقة األحدية‪ " :‬وهذه الحقيقة أحدية جمع الحقيقتين‪ ،‬ولها‬
‫مرتبة األولية الكبرى واآلخرية العظمى‪ ،‬وذلك ألن الحقيقة الفعالة المطلقة في مقابل‬
‫الحقيقة المنفعلة المقيدة‪ ،‬وكل مفترقين فال بد لهما من أصل هما فيه واحد مجمل‪ ،‬وهو‬
‫═‬

‫‪1501‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫تختلف وجهات النظر حول مفهوم الحقيقة عند الصوفية عامة‪ ،‬وذلك‬
‫تبع ًا لتنوع وتعدد التجارب واألذواق‪ ،‬وبالتالي لكل وجهة في تبيان ُكنه‬
‫الحقيقة وماهيتها‪ ،‬وطرق إدراكها‪ ،‬لكنهم في النهاية يقررون أنهم يلتقون عند‬
‫نقطة واحدة هي التوحيد والتنزيه‪ ،‬والصدق في اإليمان‪ ،‬وبلوغ درجة‬
‫اإلحسان‪ ،‬وكمال المراقبة والمداومة على النظر في أفعال اهلل تعالى‪ ،‬وهذه‬
‫المعاني تجدها عند الصوفية األوائل الذين خلت أفكارهم من الغلو والشطط‬
‫واالنحراف عن منهج الحق‪.‬‬
‫الحقيقة عند محي الدين ابن عربي (ت ‪ 638‬هـ) تتعدد االتجاهات‬
‫الموضحة لهذه المفاهيم عند الصوفية األوائل‪ ،‬منها ظهور ذات الحق من غير‬
‫حجاب التعينات‪ ،‬ومحو الكثرات الموهومة في نور الذات‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫سلب آثار أوصافك عنك بأوصافه‪ ،‬بأنه الفاعل بك فيك منك ال أنت‪ ،‬وهذه‬
‫بعض التعريفات التي أوردها ابن عربي عن مفهوم الحقيقة‪ ،‬وفق مذهبه‪.‬‬
‫يقول ابن عربي (ت ‪ 638‬هـ)‪ ":‬الحقيقة سلب آثار أوصافك عنك‬
‫اصي ِت َها‬
‫آخذ بِن ِ‬
‫بأوصافه بأنه الفاعل بك فيك منك ال أنت ﴿ ما ِمن دابة إ َِّال هو ِ‬
‫َ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ َ َّ‬
‫إ َِّن َر ّبِي َع َلى ِصراط ُم ْس َت ِقيم ﴾[هود ‪.)1("]56 :‬‬
‫َ‬

‫═‬
‫فيهما متعدد مفصل؛ إذ الواحد أصل العدد‪ ،‬والعدد تفصيل الواحد‪ ،‬وظاهرية هذه‬
‫الحقيقة هي الطبيعة الكلية الفعالة من وجه‪ ،‬والمنفعلة من آخر"‪ ،‬ثم يبين وظيفة الحقائق‬
‫الثالث قائالً‪ " :‬وكل واحدة من هذه الحقائق الثالث حقيقة الحقائق التي تحتها " (شرح‬
‫الجامي على فصوص الحكم ص ‪.)55‬‬
‫(‪ )1‬الفتوحات المكية ‪34/2‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1502‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫إن تعريف ابن عربي (ت ‪ 638‬هـ) للحقيقة يثبت أن من آثار الحقيقة‬


‫التقيد والتلبس بها؛ فالسلب إنما يتوجه إلى آثار األوصاف ال إلى األوصاف‪،‬‬
‫فإن وجودك عين وجوده‪ ،‬وأوصافك عين أوصافه‪ ،‬وهو أحدية جمع كثرتها؛‬
‫فإنه الفاعل بك فيك منك ال أنت‪ ،‬وقد أيد معنى كونه أحدية جمع الكثرة‪،‬‬
‫اصي ِت َها إ َِّن َربِّي َع َلى‬
‫آخذ بِن ِ‬
‫وكونه فاعالً لها بقوله تعالى‪ ﴿ :‬ما ِمن دابة إ َِّال هو ِ‬
‫َ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ َ َّ‬
‫ِصراط ُم ْس َت ِقيم ﴾[هود ‪.]56 :‬‬
‫َ‬
‫إن مفاد المعنى‪ :‬أن الحقيقة اسم أطلق على الحق عند تحقيق كونه عين‬
‫وجود العبد وأوصافه‪ ،‬وقد تبين سقوط إضافتها عنه؛ فإنه تحقق بالوجود‬
‫وأوصافه باق على عدمية‪ ،‬لم يشم رائحة من ذلك قوله‪َ :‬ف ِإ َذا أَ ْح َب ْب ُت ُه‪ُ ،‬ك ْن ُ‬
‫ت َل ُه‬
‫َس ْم ًعا َو َب َصرا َو َي ًدا‪َ ،‬و ُم َؤيّ ًِدا‪ ،‬إ ِْن َد َع ِاني أَ َجب ُت ُه‪َ ،‬وإ ِْن َسأَ َل ِني أَ ْع َطي ُت ُه "(‪ ،)1‬فليس‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫(‪)2‬‬
‫للعبد في وجود الحق إال الحكم ال العين" ‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬الحقيقة هي ما عليه الوجود بما فيه من الخالف والتماثل‬
‫والتقابل‪ ،‬إن لم تعرف الحقيقة هكذا‪ ،‬وإال فما عرفت؛ فعين الشريعة عين‬
‫الحقيقة والشريعة حق‪ ،‬ولكل حق حقيقة؛ فحق الشريعة وجود عينها‪،‬‬
‫وحقيقتها ما تنزل في الشهود منزلة شهود عينها في باطن األمر؛ فتكون في‬
‫الباطن كما هي في الظاهر من غير مزيد حتى إذا انكشف الغطاء لم يختل‬
‫األمر على الناظر"(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬شرح السنة من حديث أنس بن مالك ‪ ،22/5‬معاني األخبار للكالباذي (ت‪348‬هـ)‬
‫‪.380/1‬‬
‫(‪ )2‬شرح مشاهد األسرار القدسية ومطالع األنوار اإللهية ص ‪329‬‬
‫(‪ )3‬الفتوحات المكية ‪563/2‬‬

‫‪1503‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫إن مفهوم الحقيقة بهذا المعنى يشير إلى أن الحقيقة واقع الوجود‪ ،‬وعين‬
‫الشريعة عين الحقيقة‪ ،‬وهنا يخيل ابن عربي (ت ‪ 638‬هـ) أن الكالم في‬
‫العالقة بين الحقيقة والشريعة‪ ،‬والنص يخالف ذلك تماماً‪ ،‬فالصوفية الذين هم‬
‫على شاكلته يفرقون بين الحقيقة والشريعة‪ ،‬بيد أنه في الكالم السابق يقرر أن‬
‫الشريعة عين الحقيقة من حيث إنها وجبت بأمره‪ ،‬والحقيقة عين الشريعة من‬
‫حيث إنها مكلف بها من قبل الشريعة(‪ ،)1‬ويقول ابن عربي (ت ‪ 638‬هـ)‪ " :‬من‬
‫فهم حقائق اإلضافات عرف ما ذكرنا له من اإلشارات فليعلم أن قطبه(‪ )2‬ال‬
‫يقوم بغير عمد كما ال يكون والد من غير أن يكون ولد‪ ،)3("....‬فالعمد هو‬
‫المعنى الماسك؛ فإن لم ترد أن يكون اإلنسان فاجعله قدرة المالك فتبين أنه‬
‫ال بد من ماسك يمسكها وهي مملكة فال بد لها من مالك يملكها‪.‬‬
‫ويقول في موضع آخر‪ " :‬ثم أنشأ سبحانه الحقائق على عدد أسماء حقه(‪،)4‬‬

‫(‪ )1‬دليل الباحثين إلى المفاهيم النفسية في التراث ص ‪.307‬‬


‫(‪ )2‬القطب‪ :‬الغوث‪ ،‬وهو عبارة عن الواحد الذي هو موضع نظر اهلل من العالم في كل زمان‬
‫وهو على قلب إسرافيل (التعريفات البن عربي ص ‪ ،)13‬وقيل هو خليفة اهلل في أرضه؛‬
‫أعني عالم اإلمكان (جيع اإلسفار ‪.)23‬‬
‫(‪ )3‬الفتوحات المكية‪ ،‬السفر األول ص ‪50‬‬
‫(‪ )4‬الحقائق ما هلل ومن اهلل‪ ،‬والعالئق ما سوى اهلل (التعرف لمذهب أهل التصوف ص‬
‫‪ ،) 109‬والحقائق على أربعة‪ :‬حقائق ترجع إلى الذات المقدسة‪ ،‬وحقائق ترجع إلى‬
‫الصفات المنزهة وهي النسب‪ ،‬وحقائق ترجع إلى األفعال وهي كن وأخواتها‪ ،‬وحقائق‬
‫ترجع إلى المفعوالت وهي األكوان والمكونات (الفتوحات المكية ‪ ،)33/1‬وحقائق‬
‫األسماء‪ :‬هي تعينات الذات ونسبها؛ ألنها صفات تتميز بها األسماء بعضها عن بعض‬
‫(جامع األصول ص ‪.)81‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1504‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫وأظهر مالئكة التسخير على عدد الخلق؛ فجعل لكل حقيقة اسماً من أسمائه‬
‫تعالى‪ ،‬تعبده وتعلمه‪ ،‬وجعل لكل سر حقيقة ملك ًا يخدمه ويلزمه‪ ،‬ومن‬
‫الحقائق من حجيته رؤية نفسه عن اسمه"(‪.)1‬‬
‫وقال الحقيقة‪ :‬هي الوجود المطلق(‪ )2‬الذي يسمى عين الطمس والعمى؛‬
‫فال نسبة فيه‪ ،‬وال توهم‪ ،‬وال تعقل‪ ،‬وال أين‪ ،‬وال كيف‪ ،‬وال رسم‪ ،‬وال وهم‪،‬‬
‫قد انعدمت النسب كلها(‪.)3‬‬
‫وهنا ّعبر ابن عربي بـــــ )الوجود المطلق)‪ ،‬ويقصد به وحدة الوجود‪.‬‬
‫يقول عالء الدولة السمناني(‪( )4‬ت‪637‬هـ)‪ " :‬إن ما قصده الشيخ هو‬

‫(‪ )1‬المصدر نفسه‪.‬‬


‫(‪ )2‬الذات هي الوجود المطلق‪ ،‬والتواجد بداية والوجود نهاية ‪ ،‬والوجد واسطة بين البداية‬
‫والنهاية‪ ،‬والوجد والموجود مصدران ‪ :‬أحدهما بمعنى الحزن‪ ،‬والثاني بمعنى الوجد ‪،‬‬
‫وفعل كالهما كأنه واحد وال يمكن التفرقة بينهما إال بالمصدر‪ ،‬والوجود اتساع فرجة‬
‫الوجد بالخروج إلى فضاء الوجدان (عوارف المعارف ‪ ، )323/2‬والوجود هو اسم‬
‫للفوز بحقيقة الشيء‪ ،‬وهو وجدان الحق لذاته بذاته ‪ ،‬ولهذا تسمى حضرة الجمع حضرة‬
‫الوجود ( جامع األصول ص ‪ ، )103‬والوجود المطلق‪ :‬أول التنزالت الذاتية المعبر عنها‬
‫بالتجلي األول وباألحدية (مراتب الوجود ص ‪.)14‬‬
‫(‪ )3‬جواهر المعاني وبلوغ األماني ص ‪340‬‬
‫(‪ )4‬هو‪ :‬عالء الدولة ركن الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السمناني‪ ،‬من علماء‬
‫الصوفية‪ ،‬شافعي المذهب‪ ،‬ولد بمدينة سمنان بسنة ‪659‬هـ‪ ،‬كان يحط على ابن عربي‬
‫ويكفره‪ ،‬له الكثير من التصانيف‪ ،‬قيل أنها تجاوزت الثالث مائة‪ ،‬منها "الفالح ألهل‬
‫الصالح" و "العروة ألهل الخلوة" و "صفوة العروة" و "تحفة السالكين"‪ ،‬توفي بغداد سنة‬
‫‪367‬هـ (ينظر‪ :‬الدرر الكامنة ‪.) .250 / 1‬‬

‫‪1505‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫الفرض األخير‪ ،‬لهذا اعترض عليه بذلك‪ ،‬فبينما كان ابن عربي يقول في‬
‫الفتوحات‪" :‬إن الوجود المطلق هو الحق المنعوت بكل نعت‪ ،‬وال شك أن‬
‫الوجود المطلق المنعوت بكل نعت هو الوجود االنبساطي‪ ،‬أعني الحقيقة ال‬
‫بشرط شيء‪ ،‬وال يمكن حمله على المرتبة األولى‪ ،‬أعني الحقيقة بشرط ال‬
‫شيء‪ ،‬ألنه في هذه المرتبة ال اسم‪ ،‬وال رسم‪ ،‬وال نعت‪ ،‬وال صفة‪ ،‬كما‬
‫عرفت‪ ،‬فكيف يكون الوجود في هذه المرتبة منعوت ًا بكل نعت؟"‪.‬‬
‫و ع ّقب عليه السمناني (ت‪637‬هـ) بقوله‪" :‬إن الوجود الحق هو الخالق‬
‫تعالى ال الوجود المطلق وال المقيد"‪ ،‬وقد استخدم هذا األسلوب في كل مرة‬
‫يعبر فيها ابن عربي عن الحق بالوجود المطلق‪ ،‬أو أنه عين كل شيء(‪)1‬؛ حتى‬
‫ّ‬
‫إن السمناني ع ّقب على قول ابن عربي (ت ‪638‬هـ) في (الفتوحات المكية)‬
‫بقوله‪" :‬سبحان من أظهر األشياء وهو عينها"‪ ،‬فقال‪ ":‬يا شيخ إنك ال تستحي‬
‫من الحق‪ ،‬يا شيخ لو قيل أن فضلة الشيخ عين وجود الشيخ ال تسامحه؛ بل‬
‫تغضب عليه‪ ،‬فكيف يجوز لك أن تنسب هذا الهذيان إلى الملك الديان؟ ُت ْب‬
‫إلى اهلل تعالى لتنجو من هذه الورطة الوعرة التي يستنكف عنها الطبيعيون‬
‫والدهريون(‪.)2‬‬

‫تطورت في اليونان خالل القرن الخامس قبل الميالد‪،‬‬


‫الذري فكرة فلسفية ّ‬‫ّ‬ ‫(‪ )1‬المذهب‬
‫تتشكل من الذرة غير القابلة لالنقسام‬
‫ّ‬ ‫الذريون أن العناصر األساسية للحقيقة‬
‫ّ‬ ‫يعتقد‬
‫وترتد‬
‫ُّ‬ ‫الذرة لها حركة‪ ،‬ولكنها تنعدم‬
‫يظنون أن ّ‬
‫واإلتالف‪ ،‬وهي مادة سابحة في الفضاء‪ ،‬و ّ‬
‫تكونت الدنيا نتيجة هذه الحركات‪ ،‬ووجدت لفترة من الزمن ثم‬
‫بعد ارتطامها‪ ،‬وقد ّ‬
‫اختفت (ينظر‪ :‬قصة الفلسفة اليونانية ص ‪.) 12‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬األسفار‪ ،336/2‬إيقاظ النائمين ص ‪ ،11‬قرة العيون ص ‪177‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1506‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫وقد تطلق الشريعة عندهم على كل ما يتوصل به إلى الشيء‪ ،‬أو يكون‬
‫سبب ًا في إدراكه(‪ ،)1‬يقول ابن عجيبة (ت ‪1809‬م) في إيضاح هذا المعنى‪" :‬أي‬
‫فإن كنت من العارفين المحققين فانضح بر شريعتك ببحر حقيقتك‪ ،‬بحيث‬
‫ترش على شريعتك من بحر حقيقتك‪ ،‬حتى تغمرها وتغطيها؛ فتصير الشريعة‬
‫عين الحقيقة‪ ،‬والحقيقة عين الشريعة؛ حتى يصير عملك كله باهلل"(‪.)2‬‬
‫إن تعريفات الحقيقة السالفة عند ابن عربي(ت ‪ 638‬هـ)‪ ،‬ومن سلك‬
‫مسلكه تجعل الباحث يزيد في إيضاح نظرته إلى الوجود‪ ،‬وبخاصة أن فلسفة‬
‫الوجود عنده تشبه إلى حد كبير مذهب الذرة اليوناني(‪ ،)3‬لكن استخدامه لها‬
‫بطريقة تخالف الفكر اليوناني؛ حيث إنه يطبقه على العالم الحسي والمعنوي‬
‫واإللهي‪ ،‬ويستخدم كلمة الحقيقة بديلة عن كلمة الذرة‪ ،‬وهنا تبرز الدكتورة‪/‬‬
‫سعاد الحكيم‪ ،‬نظرة ابن عربي(ت ‪ 638‬هـ) إلى الوجود على النحو اآلتي‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن لكل صفة مفردة في الكون متميزة جزء ال يتجزأ هي حقيقة‬
‫كما يسميها أيض ًا حرف ًا‪ ،‬الثاني‪ :‬إذا جمعت عدة حقائق مفردة وركبت بشكل‬
‫خاص أعطى مفهوماً جديداً يسميه أيضاً حقيقة أو كلمة‪ ،‬مثالً الحقيقة‬
‫اإلنسانية التي تتألف من عدة حقائق مفردة متميزة‪ ،‬الثالث‪ :‬الحقائق التي‬
‫ركبت في الفقرة السابقة من "الحقائق المفردة" تصنف على أساس جديد‬
‫بإرجاعها إلى أصلين في الواقع هما وجها الحقيقة الكبرى الواحدة‪ :‬حق‬

‫(‪ )1‬األقمار المشرقة ألهل الشريعة والطريقة والحقيقة ص ‪.50‬‬


‫(‪ )2‬إبعاد الغمم عن إيقاظ الهمم ص ‪52‬‬
‫(‪ )3‬األسفار‪ ،333/2‬إيقاظ النائمين ص‪10‬‬

‫‪1507‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫خلق‪ ،‬قديم حادث(‪.)1‬‬


‫وبالمقارنة بين تعريف ابن عربي (ت ‪ 638‬هـ) للحقيقة وغيره من‬
‫الصوفية‪ ،‬يتبين أن هناك اتجاهين‪:‬‬
‫االتجاه األول‪ :‬يسلك مسلك ابن عربي (ت ‪ 638‬هـ) في نظرته للحقيقة‬
‫بمفهومها المعلوم لديه‪ ،‬أو يقترب من مذهبه‪ ،‬وكذلك في نظرته للوجود‪،‬‬
‫وهؤالء يعرفون الحقيقة بتعريفات قريبة من تعريفات ابن عربي (ت ‪ 638‬هـ)‪،‬‬
‫وموافقة له في المضمون‪ ،‬وفي النظرة العامة للوجود‪ ،‬ومن هذه‬
‫االصطالحات ما ورد عن ابن عجيبة (ت ‪1809‬م) أنه قال‪" :‬الحقائق هي ما‬
‫يرد على قلب العارف من تجليات العلوم والحكم والمعارف؛ فتارة تكون‬
‫علوماً‪ ،‬وتارة تكون حكماً ومعارفاً‪ ،‬وتارة تكون كشفاً بغيب كان أو‬
‫سيكون"(‪.)2‬‬
‫ويقول‪ " :‬الحقيقة هي شهود(‪ ،)3‬نور الحق في مظاهر الخلق أو شهود‬
‫نور مظاهر الربوبية في قوالب العبودية"‪ ،‬ويقول‪ " :‬الحقيقة شهود الحق في‬
‫تجليات المظاهر؛ فالشريعة أن تعبده‪ ،‬والطريقة أن تقصده‪ ،‬والحقيقة أن‬
‫تشهده فلما تجلى الحق بين الضدين؛ فتجلى بمظاهر عظمة الربوبية في‬

‫(‪ )1‬المعجم الصوفي‪ :‬ص ‪354‬‬


‫(‪ )2‬إيقاظ الهمم شرح متن الحكم‪217/1،‬‬
‫(‪ )3‬يقولون‪ :‬الشهادة الكبرى نوعان‪ :‬أعلى وأدنى؛ فاألعلى شهود الحق بعين اليقين في سائر‬
‫مخلوقاته‪ ،‬فإذا رأى شيئا فإنه يرى ذلك الشيء من غير حلول أو اتصال‪ ،‬واألدنى انعقاد‬
‫المحبة هلل من غير علة فتكون محبته لصفاته وكونه أهال ألن يحب (اإلنسان الكامل‬
‫‪.)93/2‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1508‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫قوالب العبودية‪ ،‬ظهرت الشريعة والحقيقة؛ فشهود العظمة من حيث هي‬


‫حقيقة والقيام بآداب القوالب عبادة وعبودية وشريعة‪.)1("....‬‬
‫وقالوا‪ :‬الحقيقة هي رفع الحجب عن مطالعة الحضرة القدسية(‪ ،)2‬وهي‬
‫المعبر عنها بالمشاهدة(‪ ،)3‬وعلومها المنسوبة إليها تارة تطلق على ما يبرز‬
‫للمشاهد من الحضرة القدسية من العلوم والمعارف واألسرار والفيوض‬
‫والحكم وأحوال اليقين‪...‬وتارة تطلق على علوم الحقيقة على ما يلزم العبد‬
‫في وقت المشاهدة من علوم اآلداب وعلوم الخطاب وعلم ما يلزم اجتنابه‬
‫في وقت المشاهدة‪ ،)4(...‬ويقول شارح التجريد‪" :‬الحقيقة عند الصوفية ظهور‬
‫(‪)5‬‬
‫بدون حجاب التعيينات‪........................................ ،‬‬ ‫ذات الحق‬

‫(‪ )1‬معراج التشوق ص ‪72-71‬‬


‫(‪ )2‬الحضرات مظاهر مجالي للحقائق المنسوبة إلى الحق أو إلى الكون (روضة التعريف‬
‫ص ‪ ،) 82‬والحضرات ثمان تتفاوت حسب أذواق أهل تلك الحضرات‪ ،‬منها الحضرة‬
‫األولى وفيها يتجلى الحق بصفة الرب من حيث نفس العبد (نفحات األنس ص ‪.)233‬‬
‫(‪ )3‬المشاهدة وصل بين رؤية القلوب ورؤية العيان‪ ،‬ألن رؤية القلوب عند كشف اليقين في‬
‫زيادة توهم‪ ،‬والمشاهدة زوائد اليقين سطعت بكواشف الحضور غير خارجة من تغطية‬
‫القلب‪ ،‬وقال المشاهدة‪ :‬حضور بمعنى قرب مقرون بعلم اليقين وحقائقها (اللمع‬
‫ص‪.)101‬‬
‫(‪ )4‬روض المحب الفاني ‪ ...‬ص‪.73‬‬
‫(‪ )5‬الذات‪ :‬وجود الشيء وحقيقته‪ ،‬ومطلق الذات هو األمر الذي تستند إليه األسماء‬
‫والصفات في عينها ال في وجو دها‪ ،‬فكل اسم موضع اإلشارة وال تحمل العبارة‪ ،‬فمن‬
‫أجل ذلك ال يسمى به غير اهلل تعالى (اللمع ص ‪ ،)125‬والذات ذات الحق ال تقبل نعتا‬
‫وال وهما وال صفة‪ ،‬مرفوع عنها النسب واإلضافات (نفحات األنس ص ‪.)45‬‬

‫‪1509‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫ومحو الكثرة الموهومة في(‪ )1‬نور الذات"(‪.)2‬‬


‫وقال شمس الدين الديلمي (ت‪1050‬هـ)‪ :‬الحقيقة عند مشايخ الصوفية‬
‫عبارة عن صفات اهلل تعالى‪ ،‬والحق ذات اهلل تعالى‪ ،‬وقد يريدون بالحقيقة كل‬
‫ما عدا عالم الملكوت‪ ،‬وهو عالم الجبروت(‪ ،)3‬وقيل الحقيقة‪ :‬هي التوحيد(‪،)4‬‬
‫وقيل هي مشاهدة الربوبية(‪.)5‬‬
‫والمراد من قولهم الحقيقة‪ :‬التوحيد؛ فالتوحيد عندهم‪ :‬هو اليقين‪،‬‬
‫واليقين معرفته أن حركات الخلق وسكونهم فعل اهلل ال شريك له في فعاله(‪،)6‬‬
‫الموحد‪ ،‬ومقصودهم من أن الحقيقة هي مشاهدة‬ ‫ِ‬
‫الموحد ال صفة‬ ‫وهو صفة‬
‫َ‬
‫الربوبية‪ ،‬أنه تعالى هو الفاعل في كل شيء والمقيم له؛ ألن هويته قائمة‬
‫بنفسها لكل شيء(‪.)7‬‬
‫االتجاه الثاني‪ :‬يذهب إلى مخالفة ابن عربي(ت ‪ 638‬هـ) فيما توصل‬
‫إليه من مفاهيم تتعلق بالحقيقة‪ ،‬فقد ورد مصطلح الحقيقة عند أصحاب هذا‬

‫(‪ )1‬المحو‪ :‬ذهاب الشيء إذا لم يبق له أثر‪ ،‬وإذا بقي له أثر فيكون طمس (اللمع ص ‪،)14‬‬
‫والمحو رفع أوصاف العادة‪ ،‬واإلثبات إقامة أحكام العبادة (الرسالة القشيرية ص ‪.)42‬‬
‫(‪ )2‬شرح التجريد ص ‪43‬‬
‫(‪ )3‬شرح األنفاس الروحانية ص ‪233‬‬
‫(‪ )4‬التوحيد عندهم‪ :‬هو اليقين‪ ،‬واليقين معرفته أن حركات الخلق وسكونهم فعل اهلل ال‬
‫شريك لهفي فعاله (شطحات الصوفية ص ‪ ،)129‬وهو صفة الموحد ال صفة الموحد‪.‬‬
‫(‪ )5‬اللمع ص ‪ ،411‬معجم مقاليد العلوم للسيوطي ص ‪43‬‬
‫(‪ )6‬شطحات الصوفية ص ‪.129‬‬
‫(‪ )7‬رشح الزالل ص ‪89‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1510‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫االتجاه بمعنى يغاير تماماً المعنى عند ابن عربي(ت ‪ 638‬هـ) ‪ ،‬منها ما روي‬
‫عن أبي الحسين النوري (ت‪295‬هـ) أنه قال‪ " :‬أعز األشياء في زماننا شيئان؛‬
‫عالم يعمل بعلمه‪ ،‬وعارف ينطق عن حقيقته"(‪ ،)1‬وعن رويم البغدادي(‪303‬هـ)‬
‫أنه قال‪ " :‬قعودك مع كل طبقة من الناس أسلم من قعودك مع الصوفية؛ فإن‬
‫كل الخلق قعدوا على الرسوم‪ ،‬وقعدت هذه الطائفة على الحقائق‪ ،‬وطالب‬
‫الخلق كلهم أنفسهم بظواهر الشرع‪ ،‬وطالبوا أنفسهم بحقيقة الورع ومداومة‬
‫الصدق؛ فمن قعد معهم وخالفهم في شيء مما يتحققون فيه نزع اهلل نور‬
‫اإليمان من قلبه"(‪.)2‬‬
‫وروى أن أبا بكر األبهري (ت ‪330‬هـ) عندما سئل عن الحقيقة؛ قال‪:‬‬
‫الحقيقة كلها علم‪ ،‬وسئل عن العلم فقال‪ :‬العلم كله حقيقة(‪ ،)3‬وذكر‬
‫الطوسي(ت‪387‬هـ) أن الحقيقة‪ ":‬وقوف القلب بدوام االنتصاب بين يدي من‬
‫آمن به‪ ،‬فلو داخل القلوب شك أو مخيلة‪ ،‬فيما آمنت به حتى ال تكون به‬
‫واقفة وبين يديه منتصبة لبطل اإليمان‪ ،‬وهذا لما روي َع ِن ا ْل َحارِ ِث بن َم ِالك‬
‫ول َّ ِ‬‫األَ ْنصارِ ِي‪ ،‬أَ َّنه مر بِرس ِ‬
‫ت َيا‬ ‫اهلل ‪َ ،‬ف َق َال َل ُه‪َ " :‬ك ْي َف أَ ْص َب ْح َ‬ ‫ُ َ َّ َ ُ‬ ‫َ ّ‬
‫ول؟ َفإ َِّن ِل ُك ّ ِل َشيء‬ ‫ت ُم ْؤ ِم ًنا َح ًّقا‪َ ،‬ف َق َال‪ " :‬ا ْنظُ ْر َما َت ُق ُ‬ ‫ث؟ " َق َال‪ :‬أَ ْص َب ْح ُ‬ ‫َحارِ ُ‬
‫ْ‬
‫ت‬ ‫ِيم ِان َك؟ " َف َق َال‪َ :‬ق ْد َع َز َف ْت َن ْف ِسي َع ِن ُّ‬
‫الد ْن َيا‪َ ،‬وأَ ْس َه ْر ُ‬ ‫ِ‬
‫َحقي َق ًة‪َ ،‬ف َما َحقي َق ُة إ َ‬
‫ِ‬
‫ِل َذ ِل َك ِلي ِلي‪َ ،‬وا ْط َمأَ َّن َن َهارِ ي‪َ ،‬و َكأَ ِنّي أَ ْنظُر ِإ َلى َعر ِش َر ّبِي َبارِ ًزا‪َ ،‬و َكأَ ِنّي أَ ْنظُر‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يها‪َ ،‬ف َق َال‪:‬‬ ‫يها‪َ ،‬و َكأَ ّني أَ ْنظُ ُر ِإ َلى أَ ْه ِل َّ‬
‫النارِ َي َت َضا َغ ْو َن ف َ‬ ‫ون ف َ‬‫ِإ َلى أَ ْه ِل ا ْل َج َّنة َي َت َز َاو ُر َ‬

‫(‪ )1‬طبقات الصوفية ص ‪169‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬طبقات الصوفية ص ‪182‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬طبقات الصوفية ص ‪382‬‬

‫‪1511‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫ت َفا ْل َز ْم " ثَالثًا"(‪.)1‬‬ ‫َ"يا َحارِ ُ‬


‫ث َع َر ْف َ‬
‫وروي عن أبي علي الدقاق(ت‪410‬هـ) أنه قال‪ " :‬قوله تعالى" إياك نعبد"‬
‫حفظ للشريعة‪ ،‬وقوله "إياك نستعين" إقرار بالحقيقة"(‪ ،)2‬ويقول الهجويري‬
‫(‪465‬هـ) في معنى مصطلح الحقيقة‪" :‬الحقيقة عندهم هي مقام اإلنسان في‬
‫الجمع مع ربه‪ ،‬ووقوف القلب في مقام التنزيه"(‪.)3‬‬
‫فمفهوم الحقيقة عند الصوفية على هذا النحو يدور حول الصدق في‬
‫اإليمان‪ ،‬وبلوغ درجة اإلحسان‪ ،‬وكمال المراقبة والمداومة على النظر في‬
‫أفعال اهلل‪.‬‬
‫ومن الصوفية من يستخدم كلمة الحق(‪ )4‬ويعنى بها اسم اهلل األعظم‪،‬‬
‫ِين﴾ [النور‪ ،]25 :‬فاسم‬
‫اهلل ُه َو ا ْل َح ُّق ا ْل ُمب ُ‬ ‫﴿و يع َلم َ َ‬
‫ون أ َّن َّ َ‬ ‫وذلك لقوله تعالى‪ُ ْ َ َ :‬‬
‫اهلل األعظم عندهم‪ :‬هو االسم الجامع لجميع األسماء‪ ،‬وقيل هو اهلل؛ ألنه اسم‬
‫الذات الموصوفة بجميع الصفات؛ أي المسماة بجميع األسماء(‪ ،)5‬واالسم‬
‫في اصطالحهم ليس هو اللفظ؛ بل هو ذات المسمى باعتبار صفة وجودية‬

‫(‪ )1‬أخرجه الطبراني في المعجم الكبير من حديث حارثة‪ ،‬الباب ‪ ،430/3 ،1‬والبيهقي في‬
‫شعب اإليمان‪ ،‬باب الزهد وقصر األمل‪.432/13‬‬
‫(‪ )2‬الرسالة القشيرية ‪261/1‬‬
‫(‪ )3‬كشف المحجوب ص ‪466‬‬
‫(‪ )4‬الحق في اللغة‪ :‬يدل على إحكام الشيء وصحته‪ ،‬والحق نقيض الباطل (ينظر‪ :‬معجم‬
‫مقاييس اللغة ‪/‬حق) وفي االصطالح‪ :‬هو الصدق والوجوب‪ ،‬وقيل الحق بمعنى ما وجب‬
‫للشيء بعين االستحقاق‪ ،‬وهو في اصطالحهم‪ :‬الحق هو الذات‪.‬‬
‫(‪ )5‬اصطالحات الصوفية ص ‪28‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1512‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫كالعليم القدير(‪ ،)1‬ويستخدمون كلمة الحقوق بمعنى المقامات والمعارف‬


‫واإلرادات(‪ )2‬باعتبارها الموصلة إلى الحق سبحانه وتعالى‪ ،‬يقول بعضهم‪" :‬إذا‬
‫ظهرت الحقوق غابت الحظوظ"(‪.)3‬‬
‫ومعنى هذا‪ :‬أنه إذا كان طريق المريد هو طريق اهلل من تحقق اإلرادة‬
‫والقصد والمعرفة والحال؛ فإنه ينشغل بها جميع ًا ويغيب عن هوى نفسه‬
‫وحظوظها فال يفكر فيها‪ ،‬يقول الغزالي(ت‪505‬هـ) عن بعضهم إن الحقيقة‪:‬‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫"س ٌّر من أسرار اهلل تعالى‪ ،‬يقذفه اهلل تعالى في قلوب أحبابه‪ ،‬لم ُيطلع عليه‬ ‫ِ‬
‫َم َل ًكا وال بشرا"(‪.)4‬‬
‫ً‬
‫والسر المحجوب‪ ،‬ويطلقون‬ ‫وهذا المعنى عندهم هو الغاية المقصودة ِ‬
‫ّ ّ‬
‫(‪ )1‬اصطالحات الصوفية ص ‪28‬‬
‫(‪ )2‬األحوال ‪ :‬ما تحل به القلوب من صفاء األذكار(اللمع‪ :‬ص ‪ ،)26‬واألحوال لألولياء‬
‫والمقامات لألبدال(فتوح القلب‪ :‬ص ‪ ، ) 35‬وقال الجنيد‪ :‬الحال نازلة تنزل بالقلب وال‬
‫تدوم ‪ ،‬فمن ذلك المراقبة وهو النظر بصفاء اليقين إلى المغيبات‪ ،‬ثم القرب ثم المحبة‪،‬‬
‫ثم الرجاء ثم الخوف ثم الحياء ثم الشوق ثم األنس ثم الطمأنينة ثم اليقين (آداب‬
‫المريدين ‪ ، ) 21/3‬والمعارف في اصطالحهم‪ :‬أصل كل شيء ثم اإلرادة وهي منها ‪،‬‬
‫وهي تحقيق الترك‪ ،‬وتحقيق العمل واألخذ والعطاء والحب والكره في األعمال (آداب‬
‫النفوس ص ‪ ،)154‬والمعارف على ثالثة أوجه‪ :‬معرفة إقرار ومعرفة حقيقة ومعرفة‬
‫مشاهدة‪ ،‬وفي معرفة المشاهدة يندرج الفهم والعلم والعبارة والكالم (اللمع ‪،)64/1‬‬
‫والمعارف ضربان‪ :‬معرفة حق ومعرفة حقيقة؛ فمعرفة الحق معرفة وحدانيته‪ ،‬ومعرفة‬
‫الحقيقة على أن ال سبيل إليها (اللمع ص ‪.)56‬‬
‫(‪ )3‬اللمع ص ‪411‬‬
‫(‪ )4‬إحياء علوم ِّ‬
‫الدين ‪24 /3‬‬

‫‪1513‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫عليه علم الباطن‪ ،‬وعلم الحقيقة‪ ،‬والعلم ال ّل ُدنّي‪ ،‬وعلم المكاشفة‪ ،‬وعلم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الموهبة‪ ،‬وعلم القلوب‪ ،‬وعلم المعارف‪ ،‬وعلم اإلشارة‪ ،‬وعلم األسرار‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ب‬‫وعلم الوراثة‪ ،‬وال ُّل ّ‬ ‫اإللهية‪ ،‬والعلم المكنون‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫وأهل‬
‫ُ‬ ‫الحقائق‪،‬‬ ‫وعلماء‬
‫ُ‬ ‫أهل الحقيقة‪،‬‬‫وأه ُله في اصطالحهم هم ُ‬
‫الر ُسل إلى غير‬ ‫وو َر َث ُة‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫صحاب الهِ َبة‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫والحكماء‪ ،‬وأ‬
‫ُ‬ ‫والخاص ُة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫العرفان‪،‬‬
‫ذلك"(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫"الكالم في‬ ‫داره‬
‫وم ُ‬
‫وفية" ‪َ ،‬‬ ‫وهذا العلم "هو العلم الذي تفردت به الص‬
‫ُ‬ ‫ُّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫للخواص واألفراد فقط ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫إال‬
‫ّ‬ ‫ى‬ ‫يتأت‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫أنه‬ ‫زعموا‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫التوحيد"‬
‫علم أسرار ّ‬
‫الحكمة"(‪ ،)6‬وأنه "حيث انتهت درج ُة العلماء‬ ‫الخدمة وثمرة ِ‬ ‫وأنه "نتيج ُة ِ‬
‫بأحكام اهلل ابتدأت درج ُة العلماء باهلل‪ ،‬فنهاية علماء الظّاهر بداي ُة علماء‬
‫ظني‪ ،‬وعلم أهل الباطن َعياني ذوقي‪،‬‬ ‫الباطن؛ أل ّن علم أهل الظاهر ُج ُّل ُه ّ‬
‫ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫َ‬
‫وليس الخبر كالعيان"(‪.)7‬‬
‫هذه وجهة نظر الفريقين فيما عرف عن الحقيقة‪ ،‬وتبين قصور وانحراف‬
‫وجهة النظر األولى عن الحق‪ ،‬واعتدال وجهة النظر الثانية فيما أدلوا به عن‬

‫المكية في معرفه أسرار المالكية والملكية‪441 /2‬‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬الفتوحات‬


‫ّ‬ ‫ّّ‬
‫القشيرية ‪.134 /1‬‬
‫ّ‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬الرسالة‬
‫ّ‬
‫صوف ص ‪.87‬‬ ‫الت ُّ‬
‫عرف لمذهب أهل ّ‬ ‫الت ُّ‬
‫(‪ّ )3‬‬
‫(‪ )4‬البحر المديد في تفسير القرآن المجيد ص ‪.118 /7‬‬
‫المكية ‪.200 /1‬‬‫ِ‬ ‫(‪ )5‬انظر‪ :‬الفتوحات‬
‫ّّ‬
‫(‪ )6‬عمدة القاري ‪185 /2‬‬
‫(‪ )7‬البحر المديد في تفسير القرآن المجيد ‪.180 /4‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1514‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫الحقيقة‪ ،‬وما قد يترتب على آراء أصحاب االتجاه األول من مضامين مخالفة‬
‫تمام ًا لمعتقدات أهل السنة والجماعة‪.‬‬

‫‪h‬‬

‫‪1515‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫املطلب الثاني‬
‫تأمالت حول مفهوم احلقيقة عند ابن عربي (ت ‪638‬هـ)‬
‫من المالحظ أن مفهوم الحقيقة عند الصوفية عامة وعند ابن عربي‬
‫خاصة لم يقف عند حد معين من الفهم واإلدراك المتفق عليه فيما بينهم؛ بل‬
‫كان لكل وجهة حيال هذا المفهوم‪ ،‬من خالل وسيلة إدراك معينة‪ ،‬تخص‬
‫صاحب المفهوم‪ ،‬وبتأمل المفاهيم الخاصة بالحقيقة‪ ،‬يستطيع الباحث تسجيل‬
‫التأمالت والرؤى حول هذا الفهم من خالل وجهة نظر أصحابها على النحو‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬تعدد المفاهيم والرؤى حول ماهية الحقيقة عند ابن عربي‬
‫(ت‪638‬هـ)‪ :‬وهذا ما جعل المصطلح يأخذ العديد من المناحي المتعددة‪،‬‬
‫واالتجاهات المختلفة؛ فبعضهم يرى أن الحقيقة كل ما عدا عالم الملكوت‪،‬‬
‫وهو عالم الجبروت؛ ألن الملكوت عندهم عبارة‪ :‬من فوق العرش إلى تحت‬
‫الثرى‪ ،‬وما بين ذلك من األجسام والمعاني واألعراض والجبروت ما عدا‬
‫الملكوت‪.‬‬
‫والبعض اآلخر اتجه بالحقيقة نحو التوحيد‪ ،‬في حين يرى أحدهم أنها‬
‫مشاهدة الربوبية‪ ،‬وهناك من يرى أن الحقيقة عبارة عن صفات اهلل تعالى‪،‬‬
‫والحق ذات اهلل تعالى‪ ،‬ومنهم من يرى أنها الوجود المطلق‪ ،‬ومنهم من يرى‬
‫أنها فيوضات وتجليات‪.‬‬
‫بيد أن ابن عربي (ت ‪ 638‬هـ)‪ ،‬ومن سلك مسلكه يرون أن الحقيقة هي‬
‫الماهية والذات‪ ،‬وأن الحقائق ال تتغير وال تتبدل‪ ،‬وليس بين حقائق العالم‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1516‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫مفاضلة؛ فيقال هذا أشرف من هذا من جهة الحقائق والذوات‪ ..‬وذلك أن كل‬
‫حقيقة في العالم مربوطة بحقيقته اإللهية(‪.)1‬‬
‫يقول ابن عربي (ت ‪ 638‬هـ)‪ " :‬فما في الوجود كله حقيقة ‪ ...‬ومنك‬
‫إليها‪ ،‬ومنها إليك رقيقة؛ فعدد الرقائق على عدد الحقائق"(‪ ،)2‬فما ثمة إال‬
‫حقيقة واحدة تقبل جميع هذه النسب واإلضافات التي يُكنى عنها باألسماء‬
‫اإللهية‪ ،‬والحقيقة تعطي أن يكون لكل اسم يظهر إلى ما ال يتناهى‪ ،‬حقيقة‬
‫يتميز بها عن اسم آخر‪ ،‬تلك الحقيقة التي يتميز بها االسم عينه‪ ،‬ال ما يقع فيه‬
‫االشتراك(‪.)3‬‬
‫يستنتج من هذا أن الحقيقة عند ابن عربي (ت ‪ 638‬هـ) هي نفسها عند‬
‫الفالسفة‪ ،‬يقول ابن عربي (ت ‪ 638‬هـ)‪ " :‬إن الحقيقة هي ما هو عليه الوجود‬
‫بما فيه من الخالف والتماثل ‪ ،"...‬وأمر آخر أن الحقائق ال تنقلب‪ ،‬وال‬
‫(‪)4‬‬
‫تتبدل‪ ،‬وال تتفاضل فيما بينها‪ ،‬وهي أصل ومبدأ التمييز‬
‫(‪)5‬‬
‫والحقيقة‬ ‫لكنهم في حقيقة األمر أي (الصوفية) يفرقون بين الطريقة‬
‫والشريعة(‪ ،)6‬يقول ابن عربي (ت ‪ 638‬هـ)‪ " :‬يدعون جماعة أنهم من أهل‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬التراجم ص ‪403‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬إنشاء الدوائر ص ‪4‬‬
‫(‪ )3‬فصوص الحكم ‪65/1‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬الفتوحات المكية ‪422/4‬‬
‫(‪ )5‬الطريقة ‪ :‬عبارة عن السير بالسير المختصة بالسالكين إلى اهلل من قطع المنازل والترقي‬
‫بالمقامات (اصطالحات الصوفية ص ‪.)65‬‬
‫(‪ )6‬الشريعة ‪ :‬هي المعنى الذي يجوز عليه النسخ والتبديل مثل أحكام األوامر؛ فالشريعة هي‬
‫═‬

‫‪1517‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫الطريقة المثلى‪ ،‬إن أهل المغرب أهل حقيقة ال طريقة‪ ،‬وهم أهل طريقة ال‬
‫حقيقة‪ ،‬وكفى بهذا الكالم فساد ًا؛ إذ ال وصول إلى حقيقة إال بعد تحصيل‬
‫الطريقة‪ ،‬وقد قال أبو سليمان الدارني(ت‪235‬هـ)‪ :‬إنما حرموا الوصول إلى‬
‫الحقيقة بتضييعهم األصول وهي الطريقة"(‪.)1‬‬
‫وهنا أمر جدير باالهتمام‪ ،‬وهو نظرة ابن عربي (ت ‪ 638‬هـ) للوجود‪،‬‬
‫التي ترى أ ن الوجود حقيقة واحدة‪ ،‬لها وجهان‪ ،‬حق وخلق‪ ،‬وهما متداخالن؛‬
‫فال يشهد حق إال في خلق‪ ،‬وال يقوم خلق إال في حق‪ ،‬يقول ابن عربي (ت‬
‫‪ 638‬هـ)‪:‬‬
‫"فلوال شهود الخلق بالحق لم يكن‪ ،‬ولوال شهود الحق بالخلق لم تكن‪،‬‬
‫فمن قال كن فهو الذي قد شهدته‪ ،‬وما ثم إال من يكون بقول كن"(‪.)2‬‬
‫والحقيقة الكلية عنده هي حقيقة الحقائق‪ ،‬وهي "الذات األحدية‬
‫الجامعة لجميع الحقائق‪ ،‬وتسمى حضرة الجمع‪ ،‬وحضرة الوجود"(‪ ،)3‬وقيل‪:‬‬
‫هي عبارة عن حقيقة معقولة تجمع في ذاتها جميع ماهيات الحق والخلق‬

‫═‬
‫فعل للعبد‪ ،‬والحقيقة هي حفظ اهلل وعصمته جل جالله للعبد ( كشف المحجوب‬
‫للهجويري ‪ ،) 627/2‬وقيل‪ :‬هي عبارة عن األمر بالتزام العبودية‪ ،‬وقيل‪ :‬هي السنة‬
‫الظاهرة التي جاءت بها الرسل عن أمر اهلل‪ ،‬والسنن التي ابتدعت على طريق القربة إلى‬
‫اهلل ( التعريفات البن عربي ص ‪ ،13‬الفتوحات المكية ‪.)562/2‬‬
‫(‪ )1‬روح القدس ص ‪21‬‬
‫(‪ )2‬الفتوحات المكية ‪502/3‬‬
‫(‪ )3‬اصطالحات الصوفية ص ‪ ،59‬جامع األصول ص ‪81‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1518‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫المعقولة؛ فهي مجموع ماهيات الحضرتين اإللهية والكونية وهي بذلك أصل‬
‫العالم‪.‬‬
‫ويبدو أنهم يعنون بها‪ ":‬باطن الوحدة‪ ،‬وهو التعين األول الذي هو أول‬
‫رتب الذات األقدس‪ ،‬وذلك لكليته وكونه أصالً جامع ًا لكل اعتبار وتعين‪،‬‬
‫باطن ًا لكل حقيقة إلهية وكونية‪ ،‬وأصالً انتشى عنه كل ذلك‪ ،‬وقد يقال في‬
‫تفسير حقيقة الحقائق أن ذلك هو اعتبار الذات الموصوف بالوحدة حلت‬
‫عظمته من حيث وحدتها وإحاطتها وجمعيتها لألسماء والحقائق‪ ،‬وتسمى‬
‫أيضاً مرتبة الجمع والوجود وحضرة الجمع والوجود‪ ،‬وفي التحقيق األوضح‬
‫أن حقيقة الحقائق هي‪ :‬الرتبة اإلنسانية الكمالية اإللهية الجامعة لسائر الرتب‬
‫كلها وهي المسماة بحضرة أحدية الجمع ومقام الجمع‪ ...‬وهي أول مرتبة‬
‫تعينت في غيب ذات اهلل تعالى"(‪.)1‬‬
‫ثانياً‪ :‬جناية المصطلحات‪ :‬ينتج عن تعدد المفاهيم والرؤى إشكالية‬
‫مهمة‪ ،‬والتي من الممكن تسميتها بجناية المصطلحات وغموضها وتعقيدها‪،‬‬
‫حيث إن المصطلحات والتعريفات الصوفية تتعدد وتتشتت عن الحق الداللي‬
‫للغة أحيان ًا‪ ،‬واألحالم التي يتحدث عنها رجالهم رموز لها دالالت وأبعاد‪،‬‬
‫يقول رفيق العجم‪:‬‬
‫"ولعل الكرامة والتعريف والشطح والسلوك الخاص بهم جميعهاً‪،‬‬
‫أوليات دفاعية ال واعية يتخذها الفرد حفاظ ًا على توازنه النفسي وتخفيف ًا‬
‫للقلق الذي يعاني منه‪ ،‬وهي ضرورة توازنية في الشخصية‪ ،‬حيث تقابل‬

‫(‪ )1‬لطائف اإلعالم ‪423/1‬‬

‫‪1519‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫بأقنعتها التنكرية جدلية الفكر مع الواقع واستخراج القوانين العقلية‬


‫المنطقية‪ ،)1("...‬وهذا ما حدا ببعض المتكلمين أنهم يعيبون على الصوفية مثل‬
‫هذا الصنيع قائالً‪ " :‬ما بالكم أيها المتصوفة قد اشتققتم ألفاظاً اغتربتم بها عن‬
‫السامعين‪ ،‬وخرجتم عن اللسان المعتاد"(‪.)2‬‬

‫فضالً عن ذلك فإن نصوصه شديدة التعقيد‪ ،‬بحيث ال تعنوا كثيرا للفهم‬
‫ً‬
‫مركب من عناصر‬ ‫الصافي‪ ،‬في بعض األحيان على األقل‪ ،‬و منهجه الكثيف َّ‬
‫بتاتا‪ ،‬شأنه في‬
‫التباين والتنوع؛ إذ إن الرجل ينبع من ينابيع ال ُتحصى ً‬
‫ُ‬ ‫شديدة‬
‫كل مفكر‪ ،‬فهو يصدر عن الفلسفة اليونانية‪ ،‬والسيما الرواقية‬‫ذلك شأن ّ ِ‬
‫والمشائية؛ كما يصدر عن الموروث الصوفي وتراث المتك ِّلمين‪ ،‬مثلما يستفيد‬
‫َّ‬
‫من التراث العربي جملة‪ ،‬والسيما إخوان الصفا‪ ،‬وفلسفة المعتزلة؛ وكذلك‬
‫من الشعر العربي الذي بلغ أوج النضج قبل والدة ابن عربي بكثير‪ ،‬وبسبب‬
‫غنيا بالمحتويات والرموز‬
‫باين أصنافها‪ ،‬فقد جاء مذهبه ًّ‬
‫وت ُ‬
‫من كثرة الينابيع َ‬
‫واألفكار الشديدة التنوع(‪.)3‬‬

‫صمم سل ًفا على أن‬


‫تعقيدا أن ابن عربي(ت ‪ 638‬هـ) قد َّ‬
‫ً‬ ‫ومما يزيد األمر‬
‫يبعثر مذهبه داخل كتبه‪ ،‬والسيما داخل الفتوحات المكية الذي يشبه دغالً من‬
‫األدغال الكثيفة لكثرة ما يحتوي من الموضوعات واألفكار واألخيلة والصور‬
‫والمفاهيم‪ ،‬على سبيل المثال يقول في مقدمة الفتوحات‪" :‬أما التصريح بعقيدة‬

‫(‪ )1‬موسوعة مصطلحات التصوف‪ :‬المقدمة‪.‬‬


‫(‪ )2‬التعرف لمذهب أهل التصوف ص ‪88‬‬
‫(‪ )3‬ابن عربي ومذهبه اإلنساني ص ‪2‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1520‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫أفرد ُتها على التعيين‪ ،‬لما فيها من الغموض‪ ،‬لكن جئت بها‬ ‫الخالصة‪ ،‬فما ْ‬
‫مبددة في أبواب هذا الكتاب‪ ،‬مستوفاة‪ ،‬مبينة‪ ،‬لكنها كما ذكرنا متفرقة‪ ،‬فمن‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫َر َز َقه اهلل الفهم فيها‪ ،‬يعرف أمرها‪ ،‬ويميِزها من غيرها؛ فإنها العلم الحق‪،‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫والقول الصدق‪ ،‬وليس وراءها مرمى‪ ،‬ويستوي فيها البصير واألعمى‪ُ ،‬تلح ُق‬
‫األباعد باألداني‪ ،‬وتلحم األسافل باألعالي"(‪.)1‬‬

‫ويؤكد الغزالي(ت‪505‬هـ) ذلك بقوله‪" :‬ومن أول الطريقة تبتدئ‬


‫المشاهدات والمكاشفات حتى إنهم (أي الصوفية) في يقظتهم يشاهدون‬
‫المالئكة وأرواح األنبياء‪ ،‬ويسمعون منهم أصواتاً‪ ،‬ويقتبسون منهم فوائد‪ ،‬ثم‬
‫يترقى بهم الحال من مشاهدة الصور واألمثال إلى درجـات يضيق عنها نطاق‬
‫النطق‪ ،‬فال يحاول معبر أن يعبر عنها إال اشتمل لفظه على خطأ صريح ال‬
‫يمكنه االحتراز عنه "(‪.)2‬‬

‫وللجرجاني تعليقات عديدة على المصطلحات الصوفية منها ما ذكره‬


‫في تعليقه على مصطلح (الحقيقة المحمدية) في قوله‪ " :‬هو من التعريفات‬
‫التي شابتها المبالغات"(‪ ،)3‬وإن اصطالحات القوم ككل االصطالحات‬
‫المحدثة في اإلسالم أشياء محددة بالمكان‪ ،‬موسومة بالزمان‪ ،‬أمالها‬
‫االضطرار‪.‬‬

‫(‪ )1‬الفتوحات المكية‪ :‬المقدمة ص‪8‬‬


‫(‪ )2‬إحياء علوم الدين ‪36/3‬‬
‫(‪ )3‬الجرجاني‪ :‬التعريفات حاشية ‪ 3‬ص ‪80‬‬

‫‪1521‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫قال القشيري (ت‪465‬هـ)‪ " :‬السلف الصالح لم ْيستعملوا هذه األلفاظ‪،‬‬


‫ولم يكن في معارفهم خلل‪ ،‬والخ َلف الذين استعملوا هذه األلفاظ لم يكن‬
‫باين ًة‪ ،‬وال في الدين بدعة‪ ،‬كما أن المتأخرين من‬
‫ذلك منهم لطريق الحق ُم َ‬
‫الفقهاء عن زمان الصحابة والتابعين ْاستعملوا ألفاظ الفقهاء من لفظ (العلة)‬
‫و(المعلول) و(القياس) وغيره‪ ،‬ثم لم يكن استعمالهم لذلك بدعة وال ُخ ُل ُّو‬
‫السلف عن ذلك كان لهم نقص ًا‪ ،‬وكذلك شأن النحويين والتصريفيين و َن َق َل ُة‬
‫األخبار‪ ،‬في ألفاظ َت ْختص كل طائفة منهم بها"(‪.)1‬‬

‫فلم يفهم منه شيئ ًا ألنه لم يكن له علم بمصطلحات القوم ومدلوالت‬
‫كلماتهم‪ ،‬وفي مثل ذلك قال من قال‪:‬‬
‫أمااااا الخياااااام فمنهاااااا خياااااامهم ** وأرى نساااااق القااااوم هياااار نسااااائها‬

‫وقد أقر بذلك صوفي قديم نقال عن الشبلي أنه أنشد‪:‬‬


‫ّ‬
‫علااام التصاااوال علااام ال نفااااد لااا ** علاااااااام ساااااااااني ساااااااااماو رباااااااااوبي‬
‫أهل الجزالة والصنع الخصوصي(‪.)2‬‬ ‫يعرفهااااااا **‬ ‫فياااااا الفوائااااااد ألربااااااا‬

‫ويقول السيوطي‪" :‬واعلم أن دقائق علم التصوف لو ُعرضت معانيها‬


‫على الفقهاء بالعبارة التي ألفوها في علومهم الستحسنوها كل االستحسان‪،‬‬
‫وكانوا أول قائل بها‪ ،‬وإنما ينفرهم منها إيرادها بعبارة مستغربة لم يألفوها"(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬الرسالة ص ‪45‬‬


‫(‪ )2‬التعرف لمذهب أهل التصوف ص ‪106‬‬
‫(‪ )3‬تأييد الحقيقة العلية ص‪17‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1522‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫ثالثاً‪ :‬إشكالية أخرى مفادها صعوبة تطبيق المفاهيم‪ :‬يصعب على كافة‬
‫طوائف الناس؛ فهم الكلمات واأللفاظ على مدلوالتها األصلية‪ ،‬حيث إنها لم‬
‫توضع إال لنوع معين وقسم خاص من المفاهيم والمقاصد الغير المتبادر إليها‬
‫ّ‬
‫الذهن‪ ،‬ولكل قوم ما اصطلحوا عليه‪ ،‬فال يدرك أبعادها‪ ،‬وال يفهم مطالبها إال‬
‫من كان له معرفة وإلمام‪ ،‬وعلم وإدراك بمصطلحات القوم‪ ،‬وما أصدق ما‬
‫قاله السمعاني في هذا الصدد كما ينقل عنه اإلمام الذهبي(ت‪478‬هـ) أنه قال‪:‬‬
‫"كان عبد القادر من أهل جيالن إمام الحنابلة وشيخهم في عصره‪ ،‬فقيه صالح‬
‫دين خير‪ ،‬كثير الذكر‪ ،‬دائم الفكر‪ ،‬سريع الدمعة‪ ،‬تف ّقه على المخرمي‪،‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وصحب الشيخ حماداً الدباس‪ ،‬وكان يسكن بباب األزج في مدرسة بنيت له‪،‬‬
‫مضيناً لزيارته‪ ،‬فخرج وقعد بين أصحابه‪ ،‬وختموا القرآن‪ ،‬فألقى درساً ما‬
‫فهمت منه شيئاً‪ ،‬وأعجب من ذا أن أصحابه قاموا وأعادوا الدرس‪ ،‬فلعلهم‬
‫فهموا إللفهم كالمه وعبارته"(‪.)1‬‬

‫إن هذه المصطلحات كانت موضع انتقاد ومراجعة من علماء الشريعة‬


‫بعد أن بدا لهم أن تلك المصطلحات تناقض التصور اإلسالمي في وجه من‬
‫األوجه‪ ،‬وقد يكون من أكثر تلك المصطلحات تعرض ًا للنقد والمساءلة‬
‫مصطلحات وحدة الوجود‪ ،‬ووحدة الشهود‪ ،‬وحدود الوالية الصوفية‪ ،‬وختم‬
‫الوالية والمعراج الصوفي والديوان الصوفي وثنائية الحقيقة والشريعة‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬ثنائية الحقيقة والشريعة‪ :‬ينتج عن هذه المصطلحات والمفاهيم‬


‫القول بثنائية الحقيقة والشريعة‪ ،‬وقد حرص بعضهم على إبراز فارق بين‬

‫(‪ )1‬سير أعالم النبالء‪ :‬الذهبي ‪440/20‬‬

‫‪1523‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫الحقيقة والشريعة‪ ،‬أو بين علوم القلوب وعلوم الرسوم‪ ،‬والقول بثنائية‬
‫الحقيقة والشريعة ‪ ،‬يقول السراج الطوسي في (اللمع) عن علم الباطن وعلم‬
‫الظاهر والفرق بينهما‪:‬‬
‫"أ ن علم الشريعة علم واحد‪ ،‬وهو اسم واحد يجمع معنيين‪ :‬الرواية‬
‫والدراية‪ ،‬فإذا جمعتها فهو علم الشريعة الداعية إلى األعمال الظاهرة والباطنة‪.‬‬
‫‪ . ..‬واألعمال الظاهرة كأعمال الجوارح الظاهرة‪ ،‬وهي العبادات واألحكام‬
‫مثل الطهارة والصالة والزكاة والصوم والحج والجهاد وغير ذلك فهذه‬
‫العبادات‪ ،‬وأما األحكام فالحدود والطالق والعتاق والبيوع والفرائض‬
‫والقصاص وغيرها فهذا كله على الجوارح الظاهرة‪ . . .‬وأما األعمال الباطنة‬
‫فكأعمال القلوب‪ ،‬وهي المقامات واألحوال مثل التصديق واإليمان واليقين‬
‫والص دق واإلخالص والمعرفة والمحبة والرضا والذكر والشكر‪ . . .‬فإذا قلنا‬
‫علم الباطن أردنا بذلك علم أعمال الباطن التي هي على الجارحة الباطنة‬
‫وهي القلب‪ ،‬كما أنا إذا قلنا علم الظاهر أشرنا إلى علم األعمال الظاهرة التي‬
‫هي على الجوارح الطاهرة"(‪.)1‬‬
‫وقال القشيري‪" :‬الشريعة أمر بالتزام العبودية‪ ،‬والحقيقة مشاهدة‬
‫الربوبية‪ ،‬فكل شريعة غير مؤيدة بالحقيقة فغير مقبول‪ ،‬وكل حقيقة غير مقيدة‬
‫بالشريعة فغير محصول‪ ،‬فالشريعة جاءت بتكليف الخلق‪ ،‬والحقيقة إنباء عن‬
‫تصريف الحق‪ ،‬فالشريعة أن تعبده‪ ،‬والحقيقة أن تشهده‪ ،‬والشريعة قيام بما‬

‫(‪ )1‬اللمع‪ :‬الطوسي ص ‪409‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1524‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫أمر‪ ،‬والحقيقة شهود لما قضي وقدر‪ ،‬وأخفي وأظهر")"(‪.)1‬‬


‫فهم يعنون بالحقيقة خالف الشريعة التي جاء بها الرسول‬
‫‪ ،‬وأنهم يعنون بالحقيقة رؤية اهلل عز وجل واالطالع على قضاء‬
‫اهلل وقدره‪ ،‬وما أخفاه اهلل وأظهره‪.‬‬
‫وثنائية الحقيقة والشريعة بهذا المعنى قد حدا ببعضهم إلى القول بأن‬
‫العلم علمين‪ :‬ظاهر وباطن‪ ،‬وأن العلم الظاهر هو علم الشريعة‪ ،‬والعلم‬
‫الباطن هو علم الحقائق(‪.)2‬‬
‫وقال أيضاً‪ " :‬وعلوم المشاهدات والمكاشفات هي التي تختص بعلم‬
‫اإلشارة‪ ،‬وهو العلم الذي تفردت به الصوفية بعد جمعها سائر العلوم‪ ،‬وإنما‬
‫قيل علم اإلشارة؛ ألن مشاهدات القلوب ومكاشفات األسرار ال يمكن‬
‫العبارة عنها على التحقيق؛ بل تعلم بالمنازالت والمواجيد‪ ،‬وال يعرفها إال من‬
‫نازل تلك األحوال‪ ،‬وتلك المقامات)"(‪.)3‬‬
‫وافتراض الصوفية َو ْهم وخطأ نشأ عن الجهل بمدار الشريعة واستيعابها‬
‫لكل التصرفات على اختالف درجات قربهم من الخالق‪.‬‬
‫قال المنوفي(‪" :)4‬إن القوم يرجعون بسند طريقهم إلى الرسول‬

‫(‪ )1‬الرسالة القشيرية‪ :‬القشيري ‪60/1‬‬


‫(‪ )2‬السيف الحداد‪ :‬مصطفى البكري‪ ،‬ص ‪16‬‬
‫(‪ )3‬السيف الحداد‪ :‬مصطفى البكري‪ ،‬ص ‪16‬‬
‫(‪ )4‬محمود أبو الفيض بن علي بن عمر بن إبراهيم الشريف الحسيني‪ ،‬ولد في مدينة منوف‬
‫محافظة المنوفية ‪ -‬شمالي القاهرة‪ ،‬حفظ القرآن الكريم‪ ،‬ثم التحق بالمدارس األميرية‬
‫═‬

‫‪1525‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫‪ ‬من حيث أن جبريل ‪ ‬نزل بالشريعة أوالً‪ ،‬فلما تقررت‬


‫ظواهر الشريعة واستقرت‪ ،‬نزل إليه بالحقيقة المقصودة‪ ،‬والحكمة المرجوة‬
‫من أعمال الشريعة فخص الرسول ‪ ‬بباطن الشريعة بعض‬
‫أصحابه دون البعض"‬
‫وقال أيض ًا‪ " :‬أول من أظهر علم القوم‪ ،‬وتكلم فيه سيدنا علي ‪،‬‬
‫وذكر السلسلة الصوفية في تلقي العلوم اللدنية‪ ،‬إلى أن وصل إلى الجنيد‬
‫الذي قال عنه أنه أصحاب الشافعي في علوم الظاهر‪ ،‬ثم صحب وأخذ عن‬
‫خاله السري سقطي(ت‪251‬هـ) علوم الباطن‪ ،‬وعن الجنيد أخذ المحاسبي‪ ،‬ثم‬
‫انتشر هذا الطريق انتشاراً ال ينقطع حتى ينقطع عمر الدنيا"(‪.)1‬‬
‫خامساً‪ :‬الجذور الداخلية والخارجية‪ :‬فإن لها أكبر األثر في فهم الحقيقة‬
‫عند الصوفية ‪ ،‬على الرغم من طابعه السني والشرعي في الكثير من النصوص‬
‫والمواقف‪ ،‬فإن له جذوراً خارجية؛ نظر ًا لتأثره بالفكر الهرمسي‪ ،‬كما يقول‬
‫الدكتور عابد الجابري (ت‪2010‬م) في (بنية العقل العربي)‪":‬وإنما ذكرنا‬
‫اإلسماعيلية هنا ألنه عنهم كان ابن عربي يأخذ مواد عرفانيته‪ ،‬ومن نفس النبع‬
‫(‪)2‬‬
‫الذي غرفوا منه كان يستسقي الهرمسية"‬

‫═‬
‫وشيخا للطريقة‬
‫ً‬ ‫عضوا في المجلس الصوفي األعلى‪،‬‬‫ً‬ ‫واجتاز مراحلها التعليمية‪ ،‬وكان‬
‫عضوا في نقابة الصحفيين المصرية‬
‫ً‬ ‫أسسها سنة (‪ ،)1935‬كما كان‬
‫الفيضية الشاذلية التي ّ‬
‫(ينظر‪ :‬األعالم للزركلي ‪.)232/1‬‬
‫(‪ )1‬جمهرة األولياء‪ :‬المنوفي ‪195/1‬‬
‫(‪ )2‬بنية العقل العربي‪ :‬عابد الجابري ص ‪ 311‬و‪271‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1526‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫ويذهب ابن خلدون(ت‪1406‬م) في مقدمته إلى أن المتصوفة‬


‫المتأخرين‪ ،‬قد تأثروا بالشيعة الغالة‪ ،‬والفكر الباطني المنحرف‪ ،‬وفي هذا‬
‫يقول‪ ":‬إن هؤالء المتأخرين من المتصوفة المتكلمين في الكشف‪ ،‬وفيما وراء‬
‫الحس‪ ،‬توغلوا في ذلك‪ ،‬فذهب الكثير منهم إلى الحلول والوحدة‪ ،‬ومألوا‬
‫الصحف منه‪ ،‬مثل‪ :‬الهروي في كتابه "المقامات" وله غيره‪ ،‬وتبعهم ابن عربي‬
‫وابن سبعين وتلميذهما ابن العفيف وابن الفارض والنجم اإلسرائيلي في‬
‫قصائدهم وكان سلفهم مخالطين لإلسماعيلية المتأخرين من الرافضة الدائنين‬
‫أيضا بالحلول وإلهية األئمة مذهبا لم يعرف ألولهم‪ ،‬فأشرب كل واحد من‬
‫الفريقين مذهب اآلخر‪ ،‬واختلط كالمهم‪ ،‬وتشابهت عقائدهم"(‪.)1‬‬
‫ويرجع ابن خلدون(ت‪1406‬م) من جهة أخرى‪ ،‬هذا القول بالحلول‬
‫المتصوفة المتأخرين إلى الفالسفة اليونانيين خاصة‪ ،‬وإلى‬
‫ّ‬ ‫والوحدة لدى‬
‫تأثيرات المسيحية الذين يقولون باتحاد اهلل بالموجودات من جهة الوجود‬
‫والصفات معاً‪ ،‬ولعله يرى في هذا االتحاد نشازاً واضح المعالم‪ ،‬باعتبار أن‬
‫االتحاد هو اتحاد القديم (اهلل) بالمحدث (المخلوق)‪ ،‬وهذا ما ال يستقيم‬
‫تصوره‪.‬‬
‫منطقياً في ّ‬
‫المتصوفة والمتأخرين الذين صيروا‬
‫ّ‬ ‫وبالفعل فقد "ذهب جماعة من‬
‫ّ‬
‫المدارك الوجدانية علمية نظرية إلى أن البارئ تعالى متحد بمخلوقاته في‬
‫هويته ووجوده وصفاته‪ ،‬وربما زعموا أنه مذهب الفالسفة قبل أرسطو مثل‬
‫أفالطون وسقراط‪ ،‬وهو الذي يعنيه المتكلمون‪ ،‬حيث ينقلونه في علم الكالم‬

‫(‪ )1‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬عبد الرحمن بن خلدون ‪167 /2‬‬

‫‪1527‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫عن المتصوفة‪ ،‬ويحاولون الرد عليه؛ ألنه ذاتان تنتفي إحداهما أو تندرج‬
‫اندراج الجزء‪ ،‬فإن تلك مغايرة صريحة ال يقولون بذلك‪ ،‬وهذا االتحاد هو‬
‫الحلول الذي تدعيه النصارى في المسيح ‪ ،‬وهو أغرب ألنه حلول‬
‫قديم في محدث أو اتحاد به‪ ،‬وهو أيض ًا عين ما تقوله اإلمامية من الشيعة في‬
‫األئمة"(‪.)1‬‬
‫وقد دفعت الشطحات التي كان ينطق بها المتصوفة كثيراً من‬
‫المستشرقين ليربطوا التصوف اإلسالمي بمؤثرات خارجية هندوسية وبوذية‬
‫وزرادشتية‪ ،‬مثل‪ :‬شطحات أبي يزيد البسطامي(ت‪864‬م) الذي قال‪ ":‬رفعني‪-‬‬
‫اهلل‪ -‬مرة فأقامني بين يديه‪ ،‬وقال لي يا أبا يزيد‪ :‬إن خلقي يحبون أن يروك؛‬
‫فقلت‪ :‬زيني بوحدانيتك‪ ،‬وألبسني أنانيتك‪ ،‬وارفعني إلى أحديتك‪ ،‬حتى إذا‬
‫رآني خلقك قالوا‪ :‬رأيناك‪ ،‬فتكون أنت ذاك وال أكون أنا هناك"‪ ،‬ومن ذلك‬
‫أيضا قوله‪ ":‬أول ما صرت إلى وحدانيته فصرت إلى وحدانيته فصرت طيراً‬
‫جسمه من األحدية وجناحاه من الديمومة‪ ،‬فلم أزل أطير في هواء الكيفية‬
‫عشر سنين حتى صرت إلى هواء مثل ذلك مائة ألف مرة؛ فلم أزل أطير إلى‬
‫أن صرت في ميدان األزلية فرأيت فيها شجرة أحدية‪ ،‬ثم وصفت أرضها‬
‫وأصلها وفرعها وأعضاءها وثمارها‪...‬فنظرت فعلمت أن هذا كله خدعة"(‪.)2‬‬
‫فالحقيقة عند الصوفية" ليست الحقيقة الدينية‪ ،‬وال الحقيقة الفلسفية‪،‬‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق ‪.164 /2‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اللمع ص ‪ 461،‬وانظر لتلك الشطحات وغيرها كتاب‪( :‬شطحات الصوفية)‬
‫ال عن (اللمع السراج) ص ‪ ،394 - 380‬وعن ماسنيون في مجموعة‬ ‫ص‪ 32 - 28‬نق ً‬
‫َ‬
‫نصوص ابتداء من ص ‪ ،27‬و (حلية األولياء) ‪.41/1‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1528‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫وال الحقيقة العلمية؛ بل الحقيقة عندهم هي الرؤية السحرية للعالم التي‬


‫تكرسها األسطورة"(‪ ،)1‬بحسب تجربتهم الصوفية الوجدانية مع اهلل‪ ،‬ومن‬
‫وجهة نظرهم تعبر تلك الحاالت عن الحقيقة التي ال يدركها إال إياهم‬
‫بحسب ذوقهم وتجربتهم الخاصة من إحساسهم بوحدة الوجود‪ ،‬والوحدة‬
‫المطلقة‪ ،‬ووحدة الشهود‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬في خضم هذه المفاهيم وما تحمل في طياتها من دالالت؛‬
‫فهناك من يرى أن الحقيقة هي حفظ اهلل وعصمته‪ ،‬والشريعة عبارة عن المعنى‬
‫الذي يجوز عليه النسخ والتبديل مثل أحكام األوامر والنواهي‪ ،‬وعليه فإقامة‬
‫الشريعة بدون الحقيقة محال‪ ،‬وإقامة الحقيقة بدون حفظ الشريعة محال(‪.)2‬‬
‫ومرادهم بهذا اللفظ‪ :‬إقامة العبد في محل وصل اهلل تعالى ووقوف سره‬
‫على محل التنزيه(‪ ،)3‬وهذا متفق تمام ًا مع الرأي الذي يرى أن الحقيقة أن ترى‬
‫اهلل هو المتصرف في خلقه يهدي ويضل‪ ،‬ويعزل وينصب‪ ،‬فما شاء كان‪ ،‬وما‬
‫لم يشأ لم يكن‪ ،‬ال راد لحكمه‪ ،‬وال معقب لقضائه‪ ،‬والشريعة ما ورد به‬
‫التكليف‪ ،‬والحقيقة ما ورد به التعريف‪ ،‬فالشريعة مؤيدة بالحقيقة والحقيقة‬
‫مقيدة بالشريعة(‪ ،)4‬وهذا ما يخالف القوم عرف ًا في التفرقة بينهما‪.‬‬
‫ومعلوم أن الصوفية األوائل كان الكتاب والسنة ديدنهم‪ ،‬يقول بعضهم‪:‬‬

‫(‪ )1‬بنية العقل ص ‪.311‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬كشف المحجوب ‪627/2‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬كشف المحجوب ‪628/2‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬جامع األصول ص ‪58‬‬

‫‪1529‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫" اعلموا أن شيوخ هذه الطائفة بنوا قواعد أمرهم على أصول صحيحة في‬
‫التوحيد‪ ،‬وصانوا بها عقائدهم من البدع ودانوا بما وجدوا عليه السلف وأهل‬
‫السنة "‬
‫وقال عمرو بن نجيد(ت‪283‬هـ)‪" :‬كل وجد ال يشهد له الكتاب والسنة‬
‫فهو باطل"(‪ ،)1‬وقال الجنيد(ت‪297‬هـ)‪ " :‬من لم يقرأ القرآن‪ ،‬ويكتب الحديث‬
‫ال يقتدى به في هذا الشأن؛ ألن علمنا مقيد بالكتاب والسنة"‪ ،‬وقال‪ ":‬الطرق‬
‫كلها مسدودة عن الخلق إال من اقتفى أثر الرسول ‪.)2("‬‬
‫وقال أبو حمزة البغدادي(ت‪269‬هـ)‪ " :‬ال دليل على الطريق إلى اهلل إال‬
‫بمتابعة الرسول ‪ ‬في أحواله وأقواله وأفعاله"(‪.)3‬‬
‫هذه األقوال تدل على ما كان عليه أولئك الشيوخ وأوائل الصوفية‪ ،‬ولكن‬
‫الذين جاءوا بعدهم أدخلوا أمور ًا على التصوف تخالف ما كان عليه أوائلهم‪.‬‬

‫‪h‬‬
‫(‪ )1‬عزيز العظمة ابن تيمية ص ‪147‬‬
‫(‪ )2‬محموعة الرسائل والمسائل ‪2/2‬‬
‫(‪ )3‬مسلك األتقياء ومنهج األصفياء ص ‪130‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1530‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫املطلب الثالث‬
‫طرق إدراك احلقيقة‬
‫ال شك أن اختالف األذواق والرؤى حول مفهوم الحقيقة جعل من‬
‫وسائله شكالً آخر من أشكال التعدد والتنوع‪ ،‬حيث إن طرق إدراك الحقيقة‬
‫أيضاً تقوم على أكثر من طريقة كالكشف‪ ،‬واإللهام‪ ،‬والتجرد‪ ،‬والذوق‪،‬‬
‫والوجدان‪ ،‬والتجلي‪ ،‬والفيوضات‪.‬‬
‫النظر وإعمال‬‫تحصل بواسطة ّ‬‫ّ‬ ‫فطرق إدراك الحقيقة عند الصوفية ال‬
‫الشأن في بقية العلوم‪ ،‬وإنما عن طريق‬‫النصوص كما هو ّ‬ ‫الفكر في ظواهر ّ‬
‫ّ‬
‫الفيض اإللهي؛ فإ ّن خلف تلك الظّواهر بزعمهم معاني محجوبة هي "وراء‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫النظَر العقلي" ال تراها ّإال عيو ُن البصائر‪ ،‬و"العارفون ليس لهم آلة إلى فهم‬
‫َّ‬
‫(‪)2‬‬
‫ّ‬
‫ربِهم أو غيره ّإال بالكشف وال ّذوق‪ ،‬ال الفهم والفكر" ‪ ،‬ولهذا فإ ّن‬ ‫كالم ّ‬
‫والس ّنة الذي لم يكن يُعرف‬
‫الواحد منهم "يأتي بالفهم الجديد في الكتاب ُّ‬
‫ألحد قبله"(‪.)3‬‬
‫والمتأمل في مفهوم الحقيقة عند ابن عربي يجد أن طريق إدراك الحقيقة‬
‫عنده هو الذوق‪ ،‬الذي عرفه بقوله‪ ..." :‬هو أول مبادئ التجلي‪ ،‬وهو حال‬
‫يفجأ العبد في قلبه‪ ،‬فإن أقام نفسين فصاعدا ًكان شرباً "(‪ ،)4‬وكذلك العلم‬

‫ِ‬
‫المكية ‪.31 /1‬‬ ‫(‪ )1‬الفتوحات‬
‫ّّ‬
‫الخواص ‪8‬؛ ص‪8‬‬
‫ّ‬ ‫الغواص على فتاوى سيدي علي‬
‫(‪ )2‬درر ّ‬
‫(‪ )3‬الطّبقات الكبرى‪16 /1‬‬
‫(‪ )4‬الفتوحات المكية ‪432/1‬‬

‫‪1531‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫الذي تلقاه علمه إنما جاءه عن طريق الذوق‪ ،‬وفي هذا يقول‪" :‬ورزقنا من هذا‬
‫الفن ذوق النظرة"(‪ ،)1‬وأن الذوق يتم في غير زمن‪ ،‬وذلك ألن األرواح‪ ،‬التي‬
‫تختص بهذا الضرب من المعرفة‪ ،‬ال تتقيد بالمكان‪ ،‬ويستدل على كالمه بما‬
‫روي عن معاذ بن جبل عن الرسول ‪ ‬من أن "الحق ضربه بين‬
‫كتفيه أو في ظهره فوجد برد األنامل بين ثدييه أو في صدره فعلم علم األولين‬
‫واآلخرين "(‪.)2‬‬
‫الخ ْلوة وال ِ ّذكر‪،‬‬
‫‪":‬المتأهب إذا لزم َ‬
‫ّ‬ ‫ابن عربي (ت ‪ 638‬هـ) ‪-‬‬ ‫ويقول ُ‬
‫اهلل‬
‫ربِه؛ حينئذ يمنحه ّ‬ ‫المحل من ِ‬
‫فقيرا ال شيء له عند باب ّ‬
‫ً‬
‫الفكر‪ ،‬وقعد‬ ‫ّ‬ ‫وفرغ‬
‫ويعطيه من العلم به‪ ،‬واألسرار اإللهية والمعارف الربانية"(‪.)3‬‬
‫تعالى‪ُ ،‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫ويقول الشيخ الجامي (ت‪898‬هـ)‪" :‬قوابل العلم كله ال يعرفه عقل‬
‫بطريق نظر فكري‪...‬بل هذا النوع من اإلدراك والمعرفة ال يكون إال عن‬
‫كشف إلهي حاصل بالتوجيه واالفتقار التام‪ ،‬وتفريغ القلب وتعريته بالكلية من‬
‫جميع التعلقات الملكوتية‪ ،‬والعلوم والقوانين الرسمية منه‪ ،‬أي من ذلك‬
‫الكشف اإللهي"(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬المراد بذوق النظرة عنده‪ :‬العلم المفاجئ الذي يشرق في الخيال فجأة‬
‫السنة‪ ،‬ص‬
‫(‪ )2‬أخرجه أحمد في مسنده‪ ،243/5‬والترمذي في سننه‪ ،‬وابن أبي عاصم في ُّ‬
‫‪ ،471-465‬وغيرهم؛ عن جمع من الصحابة‪ ،‬قال الترمذي‪" :‬هذا حديث حسن صحيح‪،‬‬
‫سألت محمد بن إسماعيل ‪-‬البخاري‪ -‬عن هذا الحديث فقال‪ :‬هذا حديث حسن‬
‫صحيح"‪ ،‬وصححه ابن عربي في أحكام القرآن ‪ ،73/4‬وأحمد شـاكر واأللباني‪.‬‬
‫ِ‬
‫المكية ‪.31 /1‬‬ ‫(‪ )3‬الفتوحات‬
‫ّّ‬
‫(‪ )4‬شرح الجامي على الفصوص ص ‪56‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1532‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫وعليه فابن عربي يعتمد طريق الذوق والكشف ال العقل‪ ،‬وهذا ما صرح‬
‫به في غير موضع من كتبه‪ ،‬ألن العقول أقرت بالعجز عن إدراك الحقائق‪،‬‬
‫وعجزها عن إدراك الحقيقة أحق في أصح المذاهب والطرائق‪ ،‬فال طريق‬
‫لعقل‪ ،‬وال وجه لفكر مفكر‪ ،‬أن يتحكم على الذات اإللهي بإثبات أمر لها‪ ،‬أو‬
‫سلب حكم عنها‪ ،‬إال بإخباره عن نفسه؛ فإن الذات المطلقة غير منضبطة في‬
‫علم عقلي‪ ،‬وال مدركة بفهم فكري(‪.)1‬‬
‫ومن أقواله التي تؤكد صحة ما ذهب إليه؛ ما ذكره في الباب السادس‬
‫والستين وثالثمائة من الفتوحات المكية بقوله‪" :‬جميع ما أتكلم به في‬
‫مجالسي وتآليفي‪ ،‬إنما هو من حضرة القرآن العظيم‪ ،‬فإني أعطيت مفاتيح‬
‫العلم‪ ،‬فال أستمد قط في علم من العلوم إال منه كل ذلك‪ ،‬حتى ال أخرج من‬
‫مجالسة الحق تعالى في مناجاته بكالمه‪ ،‬أو بما تضمنه كالمه‪.‬‬
‫وقال في الباب السادس والستين وثالثمائة‪ :‬جميع ما أكتبه في تصانيفي‬
‫ليس هو عن فكر وال روية‪ ،‬وإنما هو عن نفث في روعي من ملك اإللهام‪،‬‬
‫وقال في الباب العاشر من الفتوحات‪ :‬نحن بحمد اهلل ال نعتمد في جميع ما‬
‫نقوله‪ ،‬إال على ما يلقيه اهلل تعالى في قلوبنا‪ ،‬ال على ما تحتمله‬
‫األلفاظ‪......‬إلخ(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫فالطريقة المثلى إلدراك الحقيقة كما سلف تكون عن طريق الكشف‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬شرح مؤيد الدين الجندي على فصوص الحكم ص ‪234‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اليواقيت والجواهر ‪25-24/2‬‬
‫(‪ )3‬الكشف‪ :‬هو الفعل الذي يتم به االطالع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية‬
‫═‬

‫‪1533‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫ال عن طريق النظر واالستدالل‪ ،‬وطريق الكشف ال يتيسر لكل الناس‪ ،‬ومن‬
‫ثم فطريق الحقيقة صعب وال ينال بسهولة‪ ،‬يقول الحالج‪" :‬أفهام الخالئق ال‬
‫تتعلق بالحقيقة‪ ،‬والحقيقة ال تليق بالخليقة‪ ،‬الخواطر عالئق‪ ،‬وعالئق الخالئق‬
‫ال تصل إلى الحقائق‪ ،‬واإلدراك إلى علم الحقيقة صعب‪ ،‬فكيف إلى حقيقة‬
‫الحقائق!‪ ،‬وحق الحق وراء الحقيقة‪ ،‬والحقيقة دون الحق"(‪.)1‬‬
‫ويقول أيضاً‪ " :‬الحقيقة طرقها مضيقة‪ ،‬فيها نيران شهيقة‪ ،‬ودونها مفازة‬
‫عميقة‪ ،‬الغريب سلكها يخبر عن قطع مقامات األربعين‪ ،‬مثل مقام األدب‬
‫والصفاء والصدق‪ ،‬واالنقياد‪ ،‬والشهود‪ ،‬والوجود‪ ،‬والعدو‪ ،‬والحضور‪،‬‬
‫والرياضة‪ ،‬واالصطالم؛ فهذه مقامات أهل الصفاء والصفوية"(‪.)2‬‬
‫الشبلي(ت‪334‬هـ) بقوله‪" :‬الحقيقة ممتنعة عن أن تدرك‬
‫وهذا ما قرره ّ‬
‫بجهد واجتهاد‪ ،‬وإنما هي مواهب يصل العبد إليها بإيصال الحق تعالى إياه ال‬
‫غير"(‪.)3‬‬
‫وبتأمل هذه الطرق نجد الكثير من الصوفية قد سلكوا هذا المسلك‬
‫وغيره؛ فيذكر صاحب (جامع كرامات األولياء) طريقة من طرق إدراك الحقيقة‬
‫قائالً‪" :‬الحقيقة هي مشاهدة أسرار الربوبية‪ ،‬ولها طريقة‪ ،‬هي عزائم‬
‫الشريعة(‪ ، )4‬فمن سلك تلك الطريقة وصل إلى الحقيقة؛ فالحقيقة نهاية عزائم‬
‫═‬
‫الحقيقية وجود ًا وشهود ًا (التعريفات ص ‪.)198‬‬
‫(‪ )1‬الطواسين‪ :‬ص ‪194‬‬
‫(‪ )2‬المصدر السابق ص ‪195‬‬
‫(‪ )3‬نشر المحاسن الغالية ص ‪77‬‬
‫(‪ )4‬األخذ بعزائم الشريعة طريق يوصل إلى الحقيقة التي هي مشاهدة الربوبية وهذا ما يتميز‬
‫═‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1534‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫الشريعة‪ ،‬ونهاية الشيء غير مخالف له؛ فالحقيقة غير مخالفة لعزائم‬
‫الشريعة"(‪.)1‬‬
‫ويوضح الغزالي (ت‪505‬هـ) طريقة أخرى من طرائق إدراك الحقيقة عند‬
‫الصوفية قائال‪ " :‬الحقيقة المطلقة يتم تحصيلها عن طريق القلب واإللهام عند‬
‫الصوفية واألولياء واألصفياء‪ ،‬ويتم تحصيلها عن طريق الوحي عند األنبياء‪،‬‬
‫وتكتسب عن طريق االستدالل واالستبصار عند العلماء‪.)2("...‬‬
‫يقول صاحبا مقدمة (المنقذ من الضالل)‪ " :‬وبالرغم من أن الغزالي قد‬
‫اقتبس فكرة الكشف عن طريق الصوفية؛ فإنه امتاز عن غيره بجعلها مفتاح‬
‫العلوم ومصدر العقيدة الدينية"(‪.)3‬‬
‫قال الغزالي‪( :‬ت‪505‬هـ) " إن العلوم التي ليست ضرورية‪ ،‬إنما تحصل‬
‫في القلب في بعض األحوال‪ ،‬ويختلف الحال في حصولها؛ فتارة تهجم على‬
‫القلب كأنه ألقى فيه من حيث ال يدري‪ ،‬وتارة تكتسب بطريق االستدالل‬
‫والتعلم؛ فالذي يحصل ال بطريق االكتساب يسمى إلهاماً‪ ،‬والذي يحصل‬
‫باالستدالل يسمى اعتبار ًا واستبصار ًا"(‪.)4‬‬
‫وقال ابن عجيبة (ت ‪1224‬هـ) في وصف الحقيقة‪" :‬الحقيقة شهود‬

‫═‬
‫به الصوفية عن غيرهم (آداب المريدين ص ‪ ،)116‬وال شك أن هذا كالم مغلوط‪.‬‬
‫(‪ )1‬جامع كرامات األولياء ص ‪154‬‬
‫(‪ )2‬إحياء علوم الدين ‪25/3‬‬
‫(‪ )3‬المنقذ من الضالل‪ ،‬المقدمة ص ‪49‬‬
‫(‪ )4‬إحياء علوم الدين ‪32/ 3‬‬

‫‪1535‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫الحق‪ ..‬وال تطاق إال بعد موت النفوس‪ ،‬وحط الرؤوس‪ ،‬وتصفية البواطن من‬
‫األغيار‪ ،‬وتحليتها باألنوار؛ فمن اطلع عليها قبل ذلك‪ ،‬خيف عليه التزندق؛‬
‫ألن الحقيقة ال تدرك بالعلم‪ ،‬وإنما هي أذواق ووجدان‪ ،"..‬ثم قال‪ " :‬اطالع‬
‫المريد على الحقيقة قبل كمال الطريقة‪ ،‬توجب له التقصير في األعمال‪،‬‬
‫والتفتر في الخدمة؛ فإن الحقيقة حلوة‪ ،‬قد يشتغل بها ويهمل الشريعة‪ ،‬ولذا‬
‫قيل من تصوف ولم يتشرع فقد تزندق؛ لتعريته الحقيقة عن الشريعة"(‪.)1‬‬
‫ونخلص من هذه المسألة إلى أن ابن عربي اعتمد طريق الذوق‬
‫والكشف ال العقل‪ ،‬وهذا ما صرح به في غير موضع من كتبه‪ ،‬ألن العقول‬
‫أقرت بالعجز عن إدراك الحقائق‪ ،‬وعجزها عن إدراك الحقيقة أحق في أصح‬
‫المذاهب والطرائق‪ ،‬فال طريق لعقل‪ ،‬وال وجه لفكر مفكر‪ ،‬أن يتحكم على‬
‫الذات اإللهي بإثبات أمر لها‪ ،‬أو سلب حكم عنها‪ ،‬إال بإخباره عن نفسه؛ فإن‬
‫الذات المطلقة غير منضبطة في علم عقلي‪ ،‬وال مدركة بفهم فكري‪.‬‬
‫الشبلي والغزالي وابن عجيبة‬
‫وهذا مذهب الكثير من الصوفية أمثال ّ‬
‫وغيرهم‪.‬‬

‫‪h‬‬
‫(‪ )1‬إيقاظ الهمم ‪138/2‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1536‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫املطلب الرابع‬
‫نقد طرق إدراك احلقيقة‬
‫المتأمل في طرق إدراك الحقيقة عند ابن عربي وغيره من الصوفية‪ ،‬يقرر‬
‫للوهلة األولى تعدد وتنوع الطرق وذلك تبعاً لتنوع أذواق وتجارب أصحابها؛‬
‫ف منهم من صرح بوجود طريقة لإلدراك‪ ،‬ومنهم من أشار إلى صعوبة إدراك‬
‫الحقيقة‪ ،‬ومنهم من قيدها بقيود يصعب على البعض تحقيقها‪ ،‬فالذوق‪،‬‬
‫والكشف‪ ،‬واإللهام‪ ،‬على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬من الوسائل التي يصعب‬
‫تطبيقها وتحقيقها‪.‬‬
‫لذا " تعتقد الصوفية أن الذوق الفردي‪ ،‬ال الشرع‪ ،‬وال العقل هو وحده‬
‫وسيلة المعرفة‪ ،‬ومصدرها‪ ،‬لمعرفة اهلل وصفاته‪ ،‬وما يجب له‪ ،‬فهو أي الذوق‬
‫بالح ُس ِن وال ُقب ِح‪،‬‬
‫الش ِّرية‪ُ ،‬‬
‫بالخ ْيرِ َّية أو َّ‬
‫قوم حقائق األشياء‪ ،‬ويحكم عليها َ‬
‫الذي ُي ّ‬
‫ْ‬
‫بأنها حق أو باطل‪ ،‬ال عجب في ذلك كله ما دامت تجعل الذوق‪ ،‬الفردي‬
‫حاكم ًا وقيم ًا على المسميات وأسمائها؛ فيصنع للشيء معناه مرة‪ ،‬ثم ينسخه‬
‫ّ‬
‫الح ِّدة في َت َوتّر التناقض‪. "...‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫بنقيضه مرة أخرى‪ ،‬هذه ِ‬

‫فضالً عن ذلك؛ فإنهم يرون أنهم يدركون اهلل سبحانه وتعالى إدراكاً‬
‫مباشراً‪ ،‬مصحوباً بحالة وجدانية‪ ،‬يصعب التعبير عنها باأللفاظ‪ ،‬وهذا اإلدراك‬
‫المباشر يسمى عندهم بالكشف‪ ،‬يقول ابن خلدون(ت‪1406‬م)‪ ":‬إنه يعرض‬
‫ألصحاب المجاهدة‪ ،‬وقد صفت نفوسهم من شوائب الحس؛ فيدركون به من‬
‫حقائق الوجود ما ال يدرك سواهم‪ ،‬وبانكشاف حجاب الحس يتلقى الصوفي‬

‫(‪ )1‬هذه هي الصوفية ص ‪33‬‬

‫‪1537‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫المواهب الربانية والعلوم الدينية"‪.‬‬


‫ويرى أن الكشف يُعد من قبيل الوجدان‪ ،‬ومن ثم قصرت مدارك من‬
‫لم يشارك القوم‪ ،‬ما هم بسبيله من أذواق ومواجيد‪ ،‬عن فهم حقيقته(‪.)1‬‬
‫وأورد الشعراني(ت‪973‬هـ) في (الميزان) عن ابن عربي (ت ‪ 638‬هـ)‬
‫قوله‪" :‬من عالمة العلوم الدينية أن تمجها العقول من حيث إنكارها‪ ،‬وال‬
‫(‪)2‬‬
‫بالتسليم فقط إال من غرابة طرقها ‪ ،‬فإن طريق الكشف مباينة لطريق الفكر‪"،‬‬
‫إذن المعرفة الصوفية ليست من قبيل المعرفة االستداللية‪ ،‬أو المعرفة‬
‫الحسية‪ ،‬أو المعرفة العقلية المنطقية‪ ،‬أو المعرفة الميتافيزيقية؛ إذ أنها ال تعتمد‬
‫على العقل واستدالالته‪ ،‬وال على المشاهدة الحسية وتجاربها‪ ،‬وإنما هي من‬
‫قبيل العرفان المباشر‪ ،‬ويمكن تسميتها بلغة علم النفس الحديث بالمعرفة‬
‫الوجدانية الصوفية المباشرة‪ ،‬ووسيلتها هي اإلدراك الصوفي الوجداني‬
‫المباشر‪ ،‬وهذا المعنى ينطبق تمام ًا على ما يطلق عليه الصوفية كلمة كشف(‪.)3‬‬
‫ويقول القشيري(ت‪465‬هـ)‪ " :‬حجج الصوفية أظهر من حجج كل أحد‪،‬‬
‫وقواعد مذهبهم أقوى من قواعد كل مذهب؛ ألن الناس إما أصحاب نقل‬
‫وأثر‪ ،‬وإما أرباب عقل وفكر‪ ،‬وشيوخ هذه الطائفة ارتقوا عن هذه الجملة‪،‬‬
‫والذي للناس غيب فلهم ظهور‪ ،‬فهم أهل الوصال‪ ،‬والناس أهل‬

‫(‪ )1‬ابن خلدون‪ :‬المقدمة‪285 /2 :‬‬


‫(‪ )2‬الميزان‪ :‬ص ‪53‬‬
‫(‪ )3‬أبو الوفا التفتازاني‪ :‬المعرفة الصوفية‪ ،‬مجلة الرسالة العدد ‪932‬ص ‪23‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1538‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫االستدالل"(‪.)1‬‬
‫ويعقب ابن الجوزي(ت‪597‬هـ) على كالم القشيري قائالً‪ " :‬من له أدنى‬
‫فهم يعرف أن هذا الكالم تخليط‪ ،‬فإن من خرج عن النقل والعقل فليس‬
‫بمعدود في الناس‪ ،‬وليس أحد من الخلق إال وهو مستدل "(‪.)2‬‬
‫وهنا ملحظ مهم للغاية مفاده أن‪ :‬طرق إدراك الحقيقة عند الصوفية ذاتية‬
‫وظرفية‪ ،‬تخص الشخص‪ ،‬وتستمد كل صدقها من قراره واختياره‪ ،‬وأمر آخر‬
‫أنه إذا كانت الحقيقة عبارة عن خاطر يخطر بالنفس بمناسبة ما؛ فإن العالقة‬
‫بينهما وبين المناسبة التي تثيرها ليست عالقة ضرورية‪ ،‬وال حتى منتظمة(‪.)3‬‬
‫فضالً عن ذلك‪ :‬االصطالحات الصوفية احتوت على نقد اللفظ‬
‫والمعنى واالختالف بينهما في معنى مفهوم ما‪ ،‬وهذا راجع إلى اختالف‬
‫التجربة الصوفية من تجربة إلى أخرى‪ ،‬ومن ثم فاإلشكاالت الموجهة لطرق‬
‫إدراك الحقيقية كثيرة ومتنوعة‪ ،‬منها ما يتعلق بمفهوم الحقيقة والمعرفة‪ ،‬ومنها‬
‫ما يتعلق بثنائية الظاهر والباطن‪ ،‬ومنها ما يتعلق بالتأويل(‪.)4‬‬

‫‪h‬‬
‫‪ ) 1‬الرسالة القشيرية‪ :‬ص ‪.181‬‬
‫(‪ )2‬تلبيس إبليس ص ‪246‬‬
‫(‪ )3‬نقد العقل العربي ص ‪29‬‬
‫‪ ) 4‬المصدر السابق نفس الموضع‪.‬‬

‫‪1539‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫املبحث الثاني‬
‫النتائج املرتتبة على مفهوم احلقيقة عند ابن عربي‬
‫ال شك أن مفهوم الحقيقة عند ابن عربي قد ترتب عليه العديد من‬
‫األمور التي تمت اإلشارة إليها عند التأمالت حول مفهوم الحقيقة وطرق‬
‫إدراكها‪ ،‬لكن النتيجة الحتمية المترتبة على مفهومها عنده أمر مهم ويستحق‬
‫التأمل‪ ،‬وهو القول بوحدة الوجود‪ ،‬وهذا واضح وضوح الشمس صراحة في‬
‫كالمه وتصريحاته في غير موضع من كتبه قائالً‪ " :‬فما في الوجود كله‬
‫حقيقة‪ ..‬ومنك إليها ومنها إليك رقيقة‪ ،‬فعدد الرقائق على عدد الحقائق"‪،‬‬
‫وأيضاً في قوله ‪ " :‬فما ثمة حقيقة واحدة تقبل جميع هذه النسب واإلضافات‬
‫التي يكنى عنها باألسماء اإللهية ‪.)1( "......‬‬
‫تقول الدكتورة‪ /‬سعاد الحكيم‪ ":‬الحقيقة كما يفهمها وينشدها الفالسفة‬
‫ما هي عند ابن عربي؟ إنها واقع الوجود الذي يراه في وحدته‪ ،‬والوصول إلى‬
‫الحقيقة هو الشهود لتلك الوحدة الوجودية؛ إذن الحقيقة هي‪ :‬الوصول إلى‬
‫وحدة الوجود"(‪.)2‬‬
‫وفي هذا يقول ابن عربي مؤكد ًا هذا المعنى‪ " :‬إن الحقيقة هي ما هو‬
‫عليه الوجود بما فيه من الخالف والتماثل والتقابل؛ فعين الشريعة عين‬
‫الحقيقة؛ فالحقيقة إن أعطت أحدية األلوهية؛ فإنها أعطت النسب فيها‪ ،‬فما‬
‫أثبتت إال أحدية الكثرة النسبية ال أحدية الواحد؛ فإن أحدية الواحد ظاهرة‬

‫(‪ )1‬إنشاء الدوائر ص ‪4‬‬


‫(‪ )2‬المعجم الصوفي ص ‪354‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1540‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫بنفسها وأ حدية الكثرة عزيزة المنال ال يدركها كل ذي نظر‪ ،‬فالحقيقة التي هي‬
‫أحدية الكثرة ال يعثر عليها كل أحد؛ فالحقيقة ظهور صفة حق‪ ،‬خلف حجاب‬
‫صفة عبد"(‪.)1‬‬
‫وعليه فإن وحدة الوجود مبنية علي كلمتين‪ :‬األولي‪ :‬الوحدة ومصدرها‬
‫وحد الذي يعني االنفراد‪ ،‬والوجود ‪ :‬الذي يعني كل ما هو موجود‪ ،‬أو يمكن‬
‫أن يوجد‪ ،‬فهكذا يظهر أن وحدة الوجود تعني الوجود واحد‪ ،‬بمعني أن اهلل‬
‫والعالم حقيقة واحدة‪ ،‬أو بعبارة أوضح‪ :‬إن الوجود الحقيقي هو وجود واحد‬
‫وهو وجود اهلل‪ ،‬أما وجود الخلق فمجرد ظل لصاحب الظل فالخلق بهذا‬
‫االعتبار شبح‪.‬‬
‫وعليه فإن ثنائية الحق والخلق ثنائية موهومة زائفة؛ ألن العقل ال يدرك‬
‫إال التعدد‪ ،‬وهو عاجز عن إدراك الوحدة الشاملة‪ ،‬إن الحق والخلق حسب‬
‫مذهب وحدة الوجود وجهان لحقيقة واحدة(‪. )2‬‬
‫والقول بوحدة الوجود يؤدي إلي ضرورة القول بقدم المخلوقات‪ ،‬إذ إن‬
‫وجود اهلل البد أن يكون مساوي ًا في الوقت ذاته لوجودها(‪.)3‬‬
‫كذلك فإن وحدة الوجود تجعل البعض يخلط بينها وبين الحلول الذي‬
‫يعني أن اهلل يحل في شخص بعينه حلوالً كلياً أو جزئياً‪ ،‬وهذا الخلط وقع فيه‬
‫الكثير من العلماء أمثال الشهرستاني(ت‪548‬هـ) في كتابه الملل والنحل وغيره‬

‫(‪ )1‬فصوص الحكم ‪563/2‬‬


‫(‪ )2‬مفهوم األلوهية ص ‪.104‬‬
‫(‪ )3‬التصوف بين اإلفراط والتفريط ص ‪.236‬‬

‫‪1541‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫حين استعمل عموم لفظ الحلول للداللة على مفهوم وحدة الوجود(‪.)1‬‬
‫ووحدة الوجود مذهب قديم‪ ،‬فكر فيه الفالسفة قبل المتصوفة(‪ )2‬فأول‬
‫فالسفة المدرسة اإليلية وهو إكسانوفان الذي كان من القائلين به‪ ،‬وينقل‬
‫أرسطو نصاً يقول فيه‪ " :‬إن إكسانوفان حين أشار إلى مجموع العالم‪ ،‬قال إن‬
‫الواحد إله "؛ فالعالم إذن واحد‪ ،‬والواحد إله‪ ،‬وبالتالي فمذهب وحدة الوجود‬
‫(‪)3‬‬
‫الذي ال يميز بين اهلل والطبيعة فكالهما واحد‬
‫وهناك خلط بين مفهوم وحدة الوجود‪ ،‬وبين من قال بالحلول في‬
‫شخص بعينه‪ ،‬مثل مقالة النصارى في المسيح ‪ ،‬وسبب هذا الخلط‬
‫هو كون وحدة الوجود‪ ،‬تطور لفكرة االتحاد والحلول‪ ،‬وانتقال فكرة تأليه‬
‫الخلق من طور التأليه الخاص في شخص بعينه إلي طور التعميم‪ ،‬فأصبحت‬
‫الفكرة ذات طابع عام بعد أن كانت ذات طابع خاص(‪.)4‬‬
‫والحق أن اإلسالم ال يتفق مع مذهب وحدة الوجود‪ ،‬ألن في هذه‬
‫العقيدة انتقاالً من التوحيد في عبارته " ال إله إال اهلل " إلى عقيدة التصوف‬
‫الفلسفي التي تعني " ال موجود في الحقيقة إال اهلل "‪ ،‬وسياق كل عقيدة منهما‪،‬‬

‫(‪ )1‬مفهوم األلوهية ص ‪.105‬‬


‫(‪ )2‬يصعب علي الباحث في التصوف الفلسفي أن يفرق بين التصوف الذي قال به بعض‬
‫متصوفة ما يسمي التصوف الفلسفي وبين التصوف السني البعيد كل البعد عن التصوف‬
‫البدعي ذو النظريات الحلولية التي قالت بوحدة الوجود والوحدة المطلقة ووحدة‬
‫الشهود إلى جانب القول بالفناء وغيره من األلفاظ التي استعملوها‪.‬‬
‫(‪ )3‬نشأة الفكر الفلسفي عند اليونان ‪36/1‬‬
‫(‪ )4‬مفهوم األلوهية ص ‪.164‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1542‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫كما يشير الدكتور‪ /‬علي سامي النشار أنه ينتهي بنا إلي نتائج مخالفة أشد‬
‫المخالفة لنتائج أخري‪ ،‬وهذا ما أدي إلي اشتعال نزاع بين بعض الصوفية‬
‫والفقهاء والمتكلمين(‪.)1‬‬
‫حيث زعم أصحاب القول بنظرية وحدة الوجود أن اهلل هو الموجود من‬
‫حيث هو كلي ال يقوم بشيء‪ ،‬وهذا الوجود هو الذي يفيض بالكائنات‬
‫المشخصة‪ ،‬كما يفيض البحر من تحت أمواجه‪.‬‬
‫وقد أثارت تلك الكلمات‪ ،‬وذلك الفهم سخط أهل السنة حيث انتهوا‬
‫إلى أن مذهب وحدة الوجود‪ ،‬أصبح ما تؤول بها شهادة أن ال إله إال اهلل في‬
‫اإلسالم ال تؤدي معناها وحقها‪ ،‬وأن الشهادة التي يري المسلمون أنها تثبت‬
‫استقالل اهلل وحده عن خلقه‪ ،‬إنما تدل على اتصاله به ‪ -‬أي العالم والكون‬
‫والطبيعة ‪ -‬اتصاالً مطلق ًا أي يشكل وحدة وجود‪.‬‬
‫وإن جميع الموجودات بكل ما يصدر عنها من أفعال خليقة بأن تكون‬
‫مجلس يعبد اهلل فيه‪ ،‬وهذا المذهب في التأمل الذي يجعل للمشيئة اإللهية‬
‫المكان األرفع بالقياس إلى األمر التكليفي‪ ،‬قد جر بعض الصوفية فيما جرهم‬
‫إلى القول بفتوي إبليس ‪ -‬وهو قول أيده الجيلي ‪ -‬وفرعون الذي ورد ذكره‬
‫في سفر الخروج وهو قول مشهور من أقوال ابن عربي(‪.)2‬‬
‫وعليه فإن هذا المذهب الفلسفي الصوفي هو مذهب جوهره نفي الذات‬
‫ِ‬
‫يوحد في الطبيعة بين اهلل تعالى وبين الطبيعة‪ ،‬على نحو ما‬
‫اإللهية‪ ،‬حيث ّ‬

‫(‪ )1‬نشأة الفكر الفلسفي في اإلسالم ‪. 53/1‬‬


‫(‪ )2‬التصوف‪ :‬ماسينيون ومصطفي عبد الرازق ص ‪.44‬‬

‫‪1543‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫ذهب إليه الهندوس أخذاً من فكرة يونانية قديمة‪ ،‬وانتقل إلى بعض غالة‬
‫المتصوفة كابن عربي وغيره‪ ،‬وكل هذا مخالف لعقيدة التوحيد في اإلسالم‪،‬‬
‫فاهلل سبحانه وتعالى منزه عن االتحاد بمخلوقاته أو الحلول فيها‪ ،‬لكن حالة‬
‫الصوفي الالشعورية تعتريه أي أن الصوفي يغيب عن العالم فال يشهد إال اهلل‬
‫سبحانه(‪.)1‬‬
‫ولعل ما يحدث لبعض المتصوفة فيجعلهم يقعون في القول بالوحدة‬
‫هو ذوبان صور الموجودات الظلية أو التبعية من أحاسيسهم‪ ،‬فتتحول األغيار‬
‫عندهم إلي أخيلة وأطياف‪ ،‬فيستسلمون لهذا الحال ويعبرون عنه‪ ،‬وينسبون‬
‫بسبب ذلك القول بوحدة الوجود‪ ،‬ولكنهم سرعان ما يعودون فيحطون علي‬
‫أرض الواقع ليثبتوا الخلق والمخلوق والخالق ويفصلوا بينهما(‪ ،)2‬ولعل هذا‬
‫ما حدث البن عربي‪.‬‬
‫وملخص هذا القول‪ :‬أ ّن وحدة الوجود مذهب فلسفي‪ ،‬وصوفي‪ ،‬يقوم‬
‫على توحيد اهلل والعالم‪ ،‬وأنصار هذا المذهب يزعمون أن كل شيء هو اهلل‪،‬‬
‫وقد دخل مفهوم الوحدة للتصوف اإلسالمي بعد انفتاح المسلمين علي‬
‫الشعوب المخالفة لهم‪ ،‬وبعد اشتغالهم بترجمة " علوم األوائل " التي كانت‬
‫تتضمن إلي جانب الفلسفة اليونانية‪ ،‬جانباً من التصوف الفلسفي‪.‬‬
‫فهذه هي ماهية الحقيقة التي لم يدركها بعض العلماء الذين أخذوا‬
‫بظاهر أقوال الصوفية‪ ،‬وهم يعيشون حاالت خاصة ال شعورية من اإليمان‬

‫(‪ )1‬المصدر السابق ص ‪.251‬‬


‫(‪ )2‬التصوف بين اإلفراط والتفريط ص ‪.237‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1544‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫العميق‪ ،‬واإلحسان المستحضر لوجود اهلل‪ ،‬في كل حركاتهم وسكناتهم‪.‬‬


‫وقد وقف العلماء من هذه النظرية موقفاً حازماً فحذروا منها‪ ،‬وبينوا‬
‫ضاللها‪ ،‬وك ّفروا القائلين بها‪ ،‬ومن هؤالء العلماء كبار الصوفية كالجنيد ‪-‬‬
‫رحمه اهلل ‪ -‬الذي سئل عن التوحيد فقال‪" :‬التوحيد إفراد المحدث عن‬
‫القديم"(‪ ، )1‬وهذا رد ظاهر على من مزج بينهما‪ ،‬وجعل الخالق (القديم)‬
‫والمخلوق (المحدث) شيئاَ واحداً‪.‬‬
‫ويقول الشعراني في "طبقات الصوفية"‪ ":‬ولعمري إن عباد األوثان لم‬
‫يجرؤوا على أن يجعلوا آلهتهم عين اهلل(‪)2‬؛ بل قالوا‪َ ﴿ :‬ما َن ْعب ُد ُهم إ َِّال ِلي َق ِر ُبو َنا‬
‫ُ ّ‬ ‫ُ ْ‬
‫اهلل ُز ْل َفى ﴾[الزمر‪ ، ]3:‬فكيف يظن بأولياء اهلل أن يدعوا االتحاد بالحق ‪-‬‬ ‫ِإ َلى َّ ِ‬
‫سبحانه ‪ -‬هذا محال في حقهم رضوان اهلل عليهم "‪ ،‬وذكر القاضي عياض في‬
‫"الشفاء" القول بـــــــــ " حلوله ‪ -‬أي اهلل ‪ -‬في أحد األشخاص كقول بعض‬
‫المتصوفة‪ ،‬والباطنية النصارى والقرامطة "(‪.)3‬‬
‫وجاء في (المحصل في أصول الدين)‪ " :‬مسألة الباري تعالى ال يتحد‬
‫بغيره؛ ألنه حال االتحاد إن بقيا موجودين فهما اثنان ال واحد‪ ،‬وإن صارا‬
‫معدومين فلم يتحدا؛ بل حدث ثالث‪ ،‬وإن ُعدم أحدهما وبقي اآلخر فلم‬
‫يتحدا؛ ألن المعدوم ال يتحد بالموجود "(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬مجموعة الرسائل والمسائل‪.84 /1‬‬


‫(‪ )2‬فلسفة التصوف اإلسالمي ص ‪.15‬‬
‫(‪ )3‬نسيم الرياض في شرح القاضي عياض ‪. 348 /6‬‬
‫(‪ )4‬الحاوي للفتاوي ‪. 125 /2‬‬

‫‪1545‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫وقال صاحب (معيار المريدين)‪ " :‬والدليل على بطالن اتحاد العبد مع‬
‫اهلل تعالى؛ أن االتحاد بين مربوبين محال؛ فإن رجلين مثالً ال يصير أحدهما‬
‫عين اآلخر لتباينهما في ذاتيهما‪ ،‬كما هو معلوم‪ ،‬فالتباين بين العبد والرب ‪-‬‬
‫سبحانه وتعالى ‪ -‬أعظم؛ فإذن أصل االتحاد باطل‪ ،‬ومحال مردود شرع ًا‪،‬‬
‫وعقالً‪ ،‬وعرفاً‪ ،‬بإجماع األنبياء‪ ،‬واألولياء‪ ،‬ومشايخ الصوفية‪ ،‬وسائر العلماء‬
‫والمسلمين‪.‬‬
‫وال شك أن القول ببطالن عقيدة الحلول واالتحاد‪ ،‬هو إبطال لعقيدة‬
‫وحدة الوجود؛ فإن إبطال الجزء إبطال للكل بال شك‪ ،‬فإذا انتفى أن يكون‬
‫بعض الخلق إلهاً فبطالن ألوهية الكل من باب أولى‪.‬‬

‫رأي ونتيجة‪:‬‬
‫ال شك أن مفهوم الحقيقة عند ابن عربي ترتب عليه العديد من األمور‬
‫العضال التي تم تناولها آنفا لكن النتيجة والرأي الذي يقدمه الباحث البد منه‪،‬‬
‫مهما كانت وجهة نظره‪ ،‬ففي البدء هناك حقيقة مهمة وموضوعية وهي أن‬
‫طبائع الناس مختلفة‪ ،‬وإدراكهم لفهم الحقيقة متفاوت‪ ،‬وكذلك طرق إدراك‬
‫الحقيقة عندهم متنوع‪ ،‬ومن ثم أسترجع كالم ابن رشد النفيس في هذا الصدد‬
‫قائالً‪:‬‬
‫"الناس على ثالثة أصناف‪ ،‬صنف ليس هو من أهل التأويل أصالً‪،‬‬
‫وصنف من أهل التأويل الجدلي‪ ،‬وصنف هو من أهل التأويل اليقيني‪،‬‬
‫وهؤالء هم البرهانيون بالطبع‪ ،‬وأهل صناعة الحكمة‪ ،‬وهذا تأويل ال ينبغي أن‬
‫يصرح به ألهل الجدل فضالً عن الجمهور‪ ،‬وإال أبطل الظاهر عند من هو من‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1546‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫أهل الظاهر‪ ،‬مع عدم ثبوت المؤول لديه‪ ،‬وذلك قد يؤدي إلى الكفر؛‬
‫فالتأويالت ال ينبغي أن يصرح بها للجمهور‪ ،‬وال تثبت في الكتب الخطابية‬
‫والجدلية" (‪)1‬‬
‫وإن نشوء هذه الطريقة القائمة على المصطلحات الغامضة والمبهمة‬
‫ربما أرجعه البعض لخلل نفسي‪ ،‬أو امتداد لفكر دخيل خارجي‪ ،‬ال يمت‬
‫لإلسالم بصلة‪ ،‬إال أن القائلين بها أبوا ورفضوا إال أن يلبسوها ثوبا إسالمياً‪،‬‬
‫ويستدلوا لها من كالم اهلل وكالم رسوله ‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬إن‬
‫المراد بقوله سبحانه‪﴿ :‬هو األول واآلخر والظاهر والباطن﴾ [الحديد‪ ،]3:‬أن‬
‫كل ما يتصور موجوداً فهو إما أول‪ ،‬أو آخر‪ ،‬أو ظاهر‪ ،‬أو باطن‪ ،‬فإذا كان اهلل‬
‫تعالى هو األول‪ ،‬واآلخر‪ ،‬والظاهر‪ ،‬والباطن ال غيره‪ ،‬كان الكون هو اهلل؛ ألنه‬
‫ال يخرج عن هذا الوصف‪ ،‬وأيدوا هذا القول بما روي عن أبي هريرة عن‬
‫النبي ‪ ‬أنه قال‪َ " :‬وا َّل ِذي َن ْف ُس ُم َح َّمد بِي ِد ِه َل ْو أَ َّن ُكم َد َّلي ُتم ب َِحبل ِإ َلى‬
‫ْ ْ ْ ْ‬ ‫َ‬
‫اهلل"(‪. )2‬‬ ‫األَر ِض الس ْف َلى َلهب َط ع َلى َّ ِ‬
‫ََ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬
‫إن الحقيقة هي أن لهذا الكون رباً معبوداً من خلقه ‪ ،‬الذين خلقهم‬
‫ووجب عليهم االعتراف واالقرار بتلك الحقيقة ‪ ،‬قال تعالي ﴿ َو ِم ْن آ ََي ِات ِه َخ ْل ُق‬
‫اخ ِت َال ُف أَ ْل ِس َن ِت ُكم َوأَ ْل َو ِان ُكم إ َِّن ِفي َذ ِل َك َآل ََيات‬
‫ات َو ْاألَ ْر ِض َو ْ‬
‫السمو ِ‬
‫َّ َ َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫‪ ) 1‬فصل المقال في تقرير ما بين الحكمة والشريعة من اتصال‪ ،‬ص ‪39‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الترمذي في سننه‪ :‬محمد بن عيسى بن َس ْورة بن موسى بن الضحاك‪ ،‬الترمذي‪،‬‬
‫أبو عيسى (المتوفى‪279 :‬هـ)‪ ،)403 /5( ،‬حديث رقم ‪ ،3298‬تحقيق وتعليق‪ :‬أحمد‬
‫محمد شاكر‪ ،‬وغيره‪ ،‬الناشر‪ :‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي ‪ -‬مصر‪-‬‬
‫الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1395 ،‬هـ ‪ 1975 -‬م‪.‬‬

‫‪1547‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫ين ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِل ْلع ِال ِمين﴾[الروم‪ ،]22:‬وقال تعالي ﴿ه َذا َخ ْل ُق َّ ِ‬
‫اهلل َفأَ ُروني َما َذا َخ َل َق الَّذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اهلل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ظ ِالم َ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ون في َض َالل ُمبِين﴾[لقمان ‪ ،]11 :‬وقال تعالي ﴿أ َل ْم َت َر أ َّن َّ َ‬ ‫ُدونه َب ِل ال َّ ُ‬
‫الش ْم َس َوا ْل َق َمر ُك ٌّل َي ْجرِ ي‬
‫َ‬ ‫ار ِفي ال َّل ْي ِل َو َس َّخ َر َّ‬ ‫ِ‬
‫الن َهارِ َو ُيول ُج َّ‬
‫الن َه َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُيول ُج ال َّل ْي َل في َّ‬
‫اهلل ُه َو ا ْل َح ُّق َوأَ َّن َما‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ون َخبِير ‪َ ..‬ذل َك ِبأ َّن َّ َ‬ ‫ِإ َلى أ َجل ُم َس ًّمى َوأ َّن َّ َ‬
‫اهلل ب َِما َت ْع َم ُل َ‬
‫اهلل ُه َو ا ْل َع ِلي ا ْل َكبِير﴾[لقمان ‪ ،]30-29:‬وقال‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ون م ْن ُدونه ا ْل َباط ُل َوأ َّن َّ َ‬
‫ي ْدع َ ِ‬
‫َ ُ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫الش ْم ُس‬ ‫األ ْر ِض َو َّ‬
‫ات َو َم ْن ِفي ْ َ‬ ‫اهلل يسج ُد َله من ِفي السمو ِ‬
‫َّ َ َ‬ ‫تعالي‪﴿ :‬أَ َل ْم َت َر أَ َّن َّ َ َ ْ ُ ُ َ ْ‬
‫اس َو َك ِثير َح َّق َع َلي ِه‬ ‫الدواب و َك ِثير ِمن الن ِ‬
‫َ َّ‬ ‫الش َج ُر َو َّ َ ُّ َ‬ ‫ال َو َّ‬ ‫وم َوا ْل ِج َب ُ‬ ‫الن ُج ُ‬
‫َوا ْل َق َم ُر َو ُّ‬
‫ْ‬
‫اء﴾[الحج‪.]18:‬‬ ‫ِ‬
‫اهلل َي ْف َع ُل َما َي َش ُ‬
‫اهلل َف َما َل ُه م ْن ُم ْكرِ م إ َِّن َّ َ‬ ‫اب َو َم ْن ُيهِ ِن َّ ُ‬ ‫ا ْل َع َذ ُ‬
‫فهذه هي الحقيقة التي ال مرية فيها وهي حق اليقين بين الخالق‬
‫والمخلوق‪.‬‬

‫‪h‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1548‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫اخلامتة‬
‫الحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات‪ ،‬وبنوره تشرق األرض‬
‫والسماوات‪ ،‬وبعد‪ ،،‬فمسألة مفهوم الحقيقة عند ابن عربي من المسائل‬
‫المهمة التي دار حولها الجدل والنقاش‪ ،‬و في النهاية قد خرجنا بالعديد من‬
‫النتائج المهمة التي تتلخص في اآلتي‪:‬‬

‫أن مفهوم الحقيقة من المسائل المهمة‪ ،‬التي دار حولها الجدل قديماً‬
‫وحديث ًا‪ ،‬وكانت هذه الدراسة بمثابة إلقاء الضوء على هذا المفهوم بكل‬
‫اتجاهاته وجوانبه عنده‪ ،‬وتحليل هذا المفهوم وتركيب ما يترتب عليه من‬
‫آراء‪ ،‬مقارنة بغيره من الصوفية الذين تناولوا المسألة‪ ،‬سواء أكانوا على منهجه‬
‫أم خالفوه‪ ،‬ومن ثم إبراز النتائج المترتبة على هذه المفهوم لديه من وحدة‬
‫الوجود‪ ،‬والوحدة المطلقة‪ ،‬وغير ذلك من األفكار‪ ،‬وكانت النتيجة‬
‫المستخلصة من الدراسة‪ ،‬إثبات أن المراد بمفهوم الحقيقة عند الصوفية‬
‫الحقيقية‪ :‬الصدق في اإليمان‪ ،‬وبلوغ درجة اإلحسان‪ ،‬وكمال المراقبة‬
‫والمداومة على النظر في أفعال اهلل تعالى‪ ،‬بيد أن هذه المعاني األصيلة بعيدة‬
‫كل البعد عن المعنى الذي أورده محيي الدين ابن عربي(ت ‪ 638‬هـ) ومن‬
‫سلك مسلكه في تبيانهم للحقيقة كمصطلح صوفي له ُبعده المنوط به‪.‬‬

‫أهم التوصيات‬
‫‪ -1‬إننا أحوج ما نكون إلى اتباع األسلوب العلمي‪ ،‬والتناول الموضوعي‬
‫ب في‬
‫لكل المسائل المطروحة للبحث والدراسة‪ ،‬وااللتزام بذلك َي ُص ُ‬
‫صالح العملية البحثية‪.‬‬

‫‪1549‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫‪ -2‬واجب على الباحثين تحديد الموقف الموضوعي من أصحاب‬


‫االتجاهات األخرى مهما كان لونها واتجاهها في كل القضايا الفكرية‬
‫والعقدية والتاريخية وغير ذلك‪ ،‬والذي ال سبيل له إال بالمواجهة‬
‫الفكرية‪ ،‬وقبول التحدي‪ ،‬وإثبات الذات‪ ،‬وإال فلسنا جديرين بالحياة‪.‬‬
‫‪ -3‬ال ضير في وضع كل شيء في موضعه من العلمية والتجرد التام‪،‬‬
‫والبحث باسم العلم‪ ،‬ال باسم الهوى‪.‬‬

‫‪h‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1550‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫ثبت املصادر واملراجع‬


‫‪ -‬إبعاد الغمم عن إيقاظ الهمم في شرح الحكم‪ :‬ابن عجيبة الحسني‪ ،‬المحقق‪ :‬عاصم‬
‫إبراهيم الكيالي‪ ،‬دار الكتب العلمية الطبعة‪ :‬األولى سنة ‪2009‬م‪.‬‬

‫‪ -‬إحياء علوم الدين‪ :‬أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي (المتوفى‪505 :‬هـ)‬
‫الناشر‪ :‬دار المعرفة ‪ -‬بيروت‪.‬‬

‫‪ -‬آداب النفوس‪ :‬الحارث بن أسد المحاسبي‪ ،‬أبو عبد اهلل (المتوفى‪243 :‬هـ)‪ ،‬المحقق‪:‬‬
‫عبد القادر أحمد عطا‪ ،‬دار الجيل ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‪ ،‬د ت‪.‬‬

‫‪ -‬األسفار‪ :‬محمود بن عبد الرحمن قدح الناشر‪ :‬الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة‬
‫الطبعة‪ :‬السنة الثالثة والثالثون ‪ -‬العدد (‪1421 )111‬هـ ‪2001‬م‪.‬‬

‫‪ -‬أضواء على التصوف‪ :‬دراسة موضوعية تحليل ونقد من وجهة النظر اإلسالمية‬
‫والفكرية‪ ،‬طلعت غنام‪ .‬دار عالم الكتب‪1979 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬األعالم للزركلي‪ :‬خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس‪ ،‬الزركلي‬


‫الدمشقي (المتوفى‪1396 :‬هـ) دار العلم للماليين‪ ،‬الطبعة‪ :‬الخامسة عشر ‪ -‬أيار‪ /‬مايو‬
‫‪ 2002‬م‪.‬‬

‫‪ -‬األقمار المشرقة ألهل الشريعة والطريقة والحقيقة‪ :‬عبد السالم العمراني الخالدي‪.‬‬
‫عن‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت (‪.)2019‬‬

‫‪ -‬إنشاء الدوائر‪ :‬محي الدين محمد بن على بن عربي الحاتمي (ت‪638‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫عاصم ابراهيم الكيالي‪ .‬كتبة المثنى‪1960 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬إيقاظ النائمين‪ .‬صدر الدين محمد الشيرازي مال صدرا (‪1050‬هـ)‪ ،‬بإشراف محمد‬
‫خامنه‪ ،‬تصحيح وتح قيق مقدمة وتعليق‪ :‬محمد خوانساري‪ .‬تهران‪ :‬بنياد حكمت‬
‫اسالمی صدرا‪2007 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬إيقاظ الهمم‪ :‬ابن عجيبة احمد بن محمد‪ ،‬قدم له وقرظه فهرسه ماجد عرسان‬

‫‪1551‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫الكيالني‪ .‬اعتنى به علي أبو الخير‪ .‬الطبعة ‪ .1‬دمشق‪ :‬دار الخير‪1426 ،‬ه‪.‬‬

‫‪ -‬البحر المديد في تفسير القرآن المجيد‪ :‬أبو العباس أحمد بن محمد بن المهدي بن‬
‫عجيبة الحسني األنجري الفاسي الصوفي (المتوفى‪1224 :‬هـ)‪ ،‬المحقق‪ :‬أحمد عبد‬
‫اهلل القرشي رسالن‪ ،‬الدكتور حسن عباس زكي ‪ -‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ 1419 :‬هـ‪.‬‬

‫‪ -‬بنية العقل العربي‪ :‬محمد عابد الجابري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪،‬‬
‫القاهرة ‪1962‬م‪.‬‬

‫‪ -‬تأييد الحقيقة العلية‪ :‬الحافظ جالل الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‪ .‬الطبعة‪ :‬األولى‪2006 :‬م‪.‬‬

‫‪ -‬تتمة صوان الحكمة‪ :‬أبو الحسن ظهير الدين علي بن زيد بن محمد بن الحسين‬
‫البيهقي‪ ،‬الشهير بابن فندمة (المتوفى‪565 :‬هـ)‪ ،‬بيروت ‪1993‬م‪.‬‬

‫‪ -‬التراجم‪ :‬أبو الفداء زين الدين أبو العدل قاسم بن ُقط ُلوبغا السودوني (نسبة إلى معتق‬
‫أبيه سودون الشيخوني)‪ ،‬الجمالي الحنفي (المتوفى‪879 :‬ه‪ ،‬المحقق‪ :‬محمد خير‬
‫رمضان يوسف‪ ،‬الناشر‪ :‬دار القلم ‪ -‬دمشق‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪1413 ،‬هـ ‪1992-‬م‪.‬‬

‫‪ -‬التصوف بين اإلفراط والتفريط‪ :‬عمر عبد اهلل كامل‪ ،‬بيروت (لبنان)‪ :‬دار ابن حزم‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع ‪.2001‬‬

‫‪ -‬التعرف لمذهب أهل التصوف‪ :‬أبو بكر محمد بن أبي إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب‬
‫الكالباذي البخاري الحنفي (المتوفى‪380 :‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت‪.‬‬

‫‪ -‬التعريفات‪ :‬علي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني (المتوفى‪816 :‬هـ‪،‬‬


‫المحقق‪ :‬ضبطه وصححه جماعة من العلماء‪ ،‬دار الكتب العلمية بيروت ‪-‬لبنا ن‬
‫الطبعة‪ :‬األولى ‪1403‬هـ ‪1983-‬م‪.‬‬

‫‪ -‬تلبيس إبليس‪ :‬جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي‬
‫(المتوفى‪597 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1552‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫األولى‪1421 ،‬هـ‪2001 /‬م‪.‬‬

‫‪ -‬تهافت التهافت‪ :‬أبو الوليد محمد بن رشد (ت ‪595‬هـ) ط ‪ ،1‬دار المعارف ‪1964‬م‪.‬‬

‫‪ -‬التوقيف على مهمات التعاريف‪ :‬زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج‬
‫العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري (المتوفى‪1031 :‬هـ)‪،‬‬
‫عالم الكتب‪ ،‬عبد الخالق ثروت‪ -‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪1410 ،‬هـ‪1990-‬م‪،‬‬

‫‪ -‬جامع األصول‪ :‬مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن‬
‫عبد الكريم الشيباني الجزري ابن األثير (المتوفى‪606 :‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد القادر‬
‫األرنؤوط ‪ -‬التتمة تحقيق بشير عيون‪ ،‬مكتبة الحلواني ‪ -‬مطبعة المالح ‪ -‬مكتبة دار‬
‫البيان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪.‬‬

‫‪ -‬جامع الترمذي‪ :‬محمد بن عيسى بن َس ْورة بن موسى بن الضحاك‪ ،‬الترمذي‪ ،‬أبو‬


‫عيسى (المتوفى‪279 :‬هـ) تحقيق وتعليق‪ :‬أحمد محمد شاكر (جـ ‪ )2 ،1‬ومحمد فؤاد‬
‫عبد الباقي (جـ ‪ ) 3‬وإبراهيم عطوة عوض المدرس في األزهر الشريف (جـ ‪،)5 ،4‬‬
‫شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي ‪ -‬مصر الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1395 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪1975‬م‪.‬‬

‫‪ -‬جامع كرامات األولياء‪ :‬يوسف بن اسماعيل النبهاني‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود المسوتي‪.‬‬


‫الناشر‪ :‬دار التقوى للطباعة والنشر والتوزيع‪2005 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬جمهرة األولياء‪ :‬محمود ابو الفيض المنوفي‪ ،‬مطبعة المدني ‪ -‬مصر ‪1387‬هـ‪.‬‬

‫‪ -‬جواهر المعاني وبلوغ األماني‪ :‬للعالمة سيدي على حرازم الفاسي المغربي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫عبد اللطيف عبد الرحمن‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت‪ ،‬طبعة‪ :‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪2003‬م‪.‬‬

‫‪ -‬الحاوي للفتاوي‪ :‬عبد الرحمن بن أبي بكر‪ ،‬جالل الدين السيوطي (المتوفى‪911 :‬هـ)‪،‬‬
‫دار الفكر للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ 1424 ،‬هـ ‪ 2004 -‬م‪.‬‬

‫‪1553‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫‪ -‬الحقيقة عند فالسفة المسلمين‪ :‬الدكتور نظمي لوقا‪ ،‬مكتبة غريب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د ط ت‪.‬‬

‫‪ -‬حلية األولياء‪ :‬أبو نعيم أحمد بن عبد اهلل بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران‬
‫األصبهاني (المتوفى‪430 :‬هـ)‪ ،‬السعادة ‪ -‬بجوار محافظة مصر‪1394 ،‬هـ ‪1974 -‬م‪.‬‬

‫الخواص‪ :‬سيدي عبد الوهاب الشعراني‪،‬‬


‫ّ‬ ‫الغواص على فتاوى سيدي علي‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬درر‬
‫المكتبة األزهرية للتراث‪ ،‬د ت‪.‬‬

‫‪ -‬الدرر الكامنة‪ :‬أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقالني‬
‫(المتوفى‪ 852 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬محمد عبد المعيد ضان‪ ،‬مجلس دائرة المعارف العثمانية ‪-‬‬
‫صيدر اباد‪ /‬الهند‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1392 ،‬هـ‪1972 /‬م‬

‫‪ -‬دليل الباحثين إلى المفاهيم النفسية في التراث‪ :‬مجموعة باحثين‪ ،‬دار السالم للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬دار السالم للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪2011 ،1‬م‪.‬‬

‫القشيرية‪ :‬عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري (المتوفى‪465 :‬هـ)‬


‫ّ‬ ‫‪ -‬الرسالة‬
‫ّ‬
‫تحقيق‪ :‬اإلمام الدكتور عبد الحليم محمود‪ ،‬الدكتور محمود بن الشريف‪ ،‬دار‬
‫المعارف‪ ،‬القاهرة‪2003 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬رشح الزالل‪ :‬للعارف باهلل تعالى الشيخ‪ :‬كمال الدين عبد الرازق القاشاني المتوفى‬
‫سنة‪730 :‬هـ‪ ،‬ت‪ :‬سعيد عبد الفتاح‪ ،‬المكتبة األزهرية‪1995 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬روح القدس‪ :‬محى الدين ابن عربي‪ ،‬مكتبة دار البيروتي‪1999 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬روضة التعريف بالحب الشريف‪ ،‬تحقيق‪ :‬األستاذ عبد القادر أحمد عطا‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1968 ،1‬م‪.‬‬

‫السنة ابن أبي عاصم‪ :‬أبو بكر بن أبي عاصم وهو أحمد بن عمرو بن الضحاك بن‬ ‫‪ُّ -‬‬
‫مخلد الشيباني (المتوفى‪287 :‬هـ) المحقق‪ :‬محمد ناصر الدين‪ ،‬ط‪1400 /1‬ه‪.‬‬

‫‪ -‬سنن ابن ماجه‪ :‬ابن ماجة أبو عبد اهلل محمد بن يزيد القزويني‪ ،‬وماجة اسم أبيه يزيد‬
‫(المتوفى‪273 :‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية ‪ -‬فيصل‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1554‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫عيسى البابي الحلبي‪.‬‬

‫‪ -‬سير أعالم النبالء‪ :‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان بن َق ْايماز‬
‫الذهبي (المتوفى‪748 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب‬
‫األرناؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ 1405 ،‬هـ ‪ 1985 /‬م‪.‬‬

‫‪ -‬السيوف الحداد في أعناق أهل الذندقة وااللحاد‪ :‬قطب الدين مصطفى بن كمال الدين‬
‫الصديقي البكري (ت ‪1162‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬احمد فريد المزيدي‪ ،‬مصر‪2007 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬شرح األنفاس الروحانية‪ :‬شمس الدين ابو ثابت محمد بن عبد الملك الدليمي‪،‬‬
‫تحقيق احمد فريد المزيدي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار اآلثار اإلسالمية ‪ -‬برلي ‪ -‬سيرالنكا؛ دارة‬
‫الكرز للنشر والتوزيع ‪ -‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪2007‬م‪.‬‬

‫‪ -‬شرح التجريد‪ :‬عبد الهادي [هادي] بن محمد بن عبد الهادي [هادي] بن بكري بن‬
‫محمد بن مهدي بن موسى بن جعثم بن عجيل (العجيلي) (المتوفى‪ :‬ق ‪13‬هـ)‪،‬‬
‫المحقق‪ :‬حسن بن علي العواجي الناشر‪ :‬أضواء السلف‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪1419 ،‬هـ‪1999 /‬م‪.‬‬

‫‪ -‬شرح الجامي على فصوص الحكم‪ :‬الشيخ األكبر ابن عربي ‪ -‬المال عبد الرحمن‬
‫جامي المحقق‪ :‬د‪ .‬عاصم ابراهيم الكيالي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫األولى‪2001 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬شرح مختصر المنتهى األصولي لإلمام أبي عمرو عثمان ابن الحاجب المالكي‪ ،‬تح‪:‬‬
‫محمد حسن إسماعيل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان الطبعة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪ 1424‬هـ‪.‬‬

‫‪ -‬شرح مشاهد األسرار القدسية ومطالع األنوار اإللهية‪ :‬ست العجم بنت النفيس بن أبي‬
‫القاسم البغدادية‪ ،‬تح‪ :‬أحمد فريد‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪2006 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬شرح مؤيد الدين الجندي على فصوص الحكم‪ :‬الكيالي الحسيني الشاذلي‪ ،‬دار‬

‫‪1555‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫الكتب العلمية‪.2008 ،‬‬

‫‪ -‬شطحات الصوفية‪ :‬د‪ .‬عبد الرحمن بدوي‪ ،‬الناشر وكالة المطبوعات الكويت الطبعة‬
‫الثانية سنة ‪ 1976‬م‪.‬‬

‫الخ ْسر ْو ِجردي‬ ‫‪ -‬شعب اإليمان للبيهقي‪ :‬أحمد بن الحسين بن علي بن موسى‬
‫ُ َ‬
‫الخراساني‪ ،‬أبو بكر البيهقي (المتوفى‪458 :‬هـ)‪ ،‬مختار أحمد الندوي‪ ،‬صاحب الدار‬
‫السلفية ببومباي ‪ -‬الهند‪ ،‬مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار‬
‫السلفية ببومباي بالهند الطبعة‪ :‬األولى‪ 1423 ،‬هـ ‪ 2003 -‬م‪.‬‬

‫‪ -‬صحيح البخاري‪ :‬محمد بن إسماعيل أبو عبد اهلل البخاري الجعفي المحقق‪ :‬محمد‬
‫زهير بن ناصر الناصر‪ ،‬دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة‪ ،‬ت‪ :‬محمد‬
‫فؤاد عبد الباقي) الطبعة‪ :‬األولى‪1422 ،‬هـ‬

‫‪ -‬صحيح مسلم‪ :‬مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (المتوفى‪261 :‬هـ)‪،‬‬
‫المحقق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي ‪ -‬بيروت‬

‫‪ -‬الطبراني في المعجم الكبير‪ :‬سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي‪ ،‬أبو‬
‫القاسم الطبراني (المتوفى‪360 :‬هـ) المحقق‪ :‬حمدي بن عبد المجيد السلفي‪ ،‬دار‬
‫النشر‪ :‬مكتبة ابن تيمية ‪ -‬القاهرة الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬د ت‪.‬‬

‫‪ -‬طبقات الصوفية‪ :‬محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن خالد بن سالم‬


‫النيسابوري‪ ،‬أبو عبد الرحمن السلمي (المتوفى‪412 :‬هـ) المحقق‪ :‬مصطفى عبد القادر‬
‫عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت الطبعة‪ :‬األولى‪1419 ،‬هـ ‪1998‬م‪.‬‬

‫‪ -‬ال ّطبقات الكبرى‪ :‬أبو عبد اهلل محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالوالء‪ ،‬البصري‪،‬‬
‫البغدادي المعروف بابن سعد (المتوفى‪230 :‬هـ)‪ ،‬تحقيق ودراسة‪ :‬الدكتور‪ /‬عبد‬
‫العزيز عبد اهلل السلومي‪ ،‬مكتبة الصديق ‪ -‬الطائف‪ ،‬المملكة العربية السعودية عام‬
‫النشر‪ 1416 :‬هـ‪.‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1556‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫‪ -‬عزيز العظمة ابن تيمية‪ :‬مكتبة ضياء الريس‪ ،‬ط األولى ‪2000‬م‪.‬‬

‫‪ -‬عمدة القاري‪ :‬أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى‬
‫الحنفى بدر الدين العينى (المتوفى‪855 :‬هـ)‪ ،‬دار إحياء التراث العربي ‪ -‬بيروت‪.‬‬

‫‪ -‬عوارف المعارف‪ :‬السهرودي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1999 ،1‬م‪.‬‬

‫‪ -‬الفتوحات المكية‪ :‬ابن عربي‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪ -‬المكتبة العربية الطبعة‪:‬‬
‫الثانية ‪1405 -‬هـ ‪1985 -‬م‪.‬‬

‫‪ -‬فصل المقال‪ :‬أبو عبيد عبد اهلل بن عبد العزيز بن محمد البكري األندلسي (المتوفى‪:‬‬
‫‪487‬هـ) المحقق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت ‪-‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪1971‬م‬

‫‪ -‬فصوص الحكم‪ :‬محيي الدين بن عربي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1998 ،1‬م‪.‬‬

‫‪ -‬فلسفة التصوف اإلسالمي‪ :‬محمد عبد الحليم المنشاوي‪ ،‬كتبة مدبولى ‪ -‬القاهرة‪،‬‬
‫ط‪2008 /1‬م‪.‬‬

‫‪ -‬قصة الفلسفة اليونانية‪ :‬زكي نجيب محمود‪ ،‬احمد امين‪ ،‬ط‪ ،2‬مطبعة دار الكتب‪،‬‬
‫القاهرة‪1935 ،‬م‪.‬‬

‫محمد صابر‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬كشاف اصطالحات العلوم‪ :‬محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن‬
‫الفاروقي الحنفي التهانوي (المتوفى‪ :‬بعد ‪1158‬هـ)‪ ،‬تقديم وإشراف ومراجعة‪ :‬د‪.‬‬
‫رفيق العجم تحقيق‪ :‬د‪ .‬علي دحروج‪ ،‬نقل النص الفارسي إلى العربية‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل‬
‫الخالدي الترجمة األجنبية‪ :‬د‪ .‬جورج زيناني الناشر‪ :‬مكتبة لبنان ناشرون ‪ -‬بيروت‬
‫الطبعة‪ :‬األولى ‪1996 -‬م‪.‬‬

‫‪ -‬كشف المحجوب‪ :‬أبو الحسن علي بن عثمان بن أبو علي الجالبي الهجويري‬
‫الغزنوي (ت ‪ ،)1072‬ترجمة‪ :‬إسعاد عبد الهادي قنديل ط دار النهضة بيروت‬
‫‪1980‬م۔‬

‫‪1557‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫‪ -‬الكليات‪ :‬أيوب بن موسى الحسيني القريمي الكفوي‪ ،‬أبو البقاء الحنفي (المتوفى‪:‬‬
‫‪1094‬هـ) المحقق‪ :‬عدنان درويش ‪ -‬محمد المصري‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ -‬بيروت‪،‬‬
‫‪.2008‬‬

‫‪ -‬لطائف األعالم‪ :‬عبد الرزاق القاشاني‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد عبد الرحيم السايح ‪ -‬توفيق‬
‫علي وهبة‪ ،‬وعامر النجار‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية ‪ -‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪2005 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬اللمع‪ :‬أبو اسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي (المتوفى‪476 :‬هـ) الناشر‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ 2003 ،‬م ‪ 1424 -‬هـ‪.‬‬

‫‪ -‬مجموع الفتاوى‪ :‬تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني‬
‫(المتوفى‪728 :‬هـ) المحقق‪ :‬عبد الرحمن بن محمد بن قاسم الناشر‪ :‬مجمع الملك‬
‫فهد لطباعة المصحف الشريف‪ ،‬المدينة النبوية‪ ،‬المملكة العربية السعودية عام النشر‪:‬‬
‫‪1416‬هـ‪1995/‬م‪.‬‬

‫‪ -‬مجموعة الرسائل والمسائل‪ :‬حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر النجدي التميمي‬


‫الحنبلي (المتوفى‪1225 :‬هـ)‪ ،‬دار ثقيف للنشر والتأليف‪ ،‬الطائف الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪1398‬هـ‪.‬‬

‫‪ -‬مراتب الوجود‪ :‬عبد الكريم بن ابراهيم الجيلي (ت ‪899‬هـ) مكتبة الصنادفيه ‪ -‬األزهر‬
‫‪ -‬مصر‪ ،‬ط‪1988 ،1‬م‪.‬‬

‫‪ -‬مسلك األتقياء ومنهج األصفياء‪ :‬عبد العزيز بن حفيد زين الدين بن علي المليباري‪،‬‬
‫ط‪ ،2‬مكتبة ناشرون‪ ،‬بيروت ‪.2014‬‬

‫‪ -‬مسلم الثبوت‪ :‬محب اهلل بن عبد الشكور الهندي البهاري‪ ،‬المطبعة الحسينية المصرية‪،‬‬
‫‪1994‬م‪.‬‬

‫‪ -‬مسند أحمد‪ :‬أبو عبد اهلل أحمد بن محمد بن حنبل بن هالل بن أسد الشيباني‬
‫(المتوفى‪241 :‬هـ)‪ ،‬المحقق‪ :‬شعيب األرنؤوط ‪ -‬عادل مرشد‪ ،‬وآخرونـ‪ ،‬إشراف‪ :‬د‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1558‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫عبد اهلل بن عبد المحسن التركي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 1421 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪2001‬م‬

‫‪ -‬المصباح المنير‪ :‬أحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي‪ ،‬أبو العباس (المتوفى‪:‬‬
‫نحو ‪770‬هـ) الناشر‪ :‬المكتبة العلمية ‪ -‬بيروت‪2001 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬المصفى في أصول الفقه‪ :‬أحمد بن محمد بن علي الوزير؛ حالة الفهرسة‪ :‬غير‬
‫مفهرس؛ سنة النشر‪1996 - 1417 :‬م‪.‬‬

‫‪ -‬معاني األخبار للكالباذي‪ :‬أبو بكر محمد بن أبي إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب‬
‫الكالباذي البخاري الحنفي (المتوفى‪380 :‬هـ) المحقق‪ :‬محمد حسن محمد حسن‬
‫إسماعيل ‪ -‬أحمد فريد المزيدي‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪ /‬لبنان الطبعة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪1420‬هـ ‪1999 -‬م‪.‬‬

‫‪ -‬معجم اصطالحات الصوفية تأليف‪ :‬عبد الرزاق الكاشاني (ت‪730 :‬هـ) تحقيق‪ :‬د‪.‬‬
‫عبد العال شاهين‪ ،‬دار المنار ‪ -‬القاهرة ‪ -‬الطبعة األولى ‪1992 -‬م‪.‬‬

‫‪ -‬المعجم الصوفي‪ :‬د‪ /‬سعاد الحكيم‪ ،‬دار ندرة للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1‬لبنان‪،‬‬
‫‪.1981-1401‬‬

‫‪ -‬معجم مصطلحات الصوفية‪ :‬د‪/‬عبد المنعم حفني‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬بيروت ‪1980‬م‪.‬‬

‫‪ -‬معجم مقاليد العلوم للسيوطي‪ :‬عبد الرحمن بن أبي بكر‪ ،‬جالل الدين السيوطي‬
‫(المتوفى‪911 :‬هـ) المحقق‪ :‬أ‪ .‬د محمد إبراهيم عبادة الناشر‪ :‬مكتبة اآلداب ‪ -‬القاهرة‬
‫‪ /‬مصر الطبعة‪ :‬األولى‪1424 ،‬هـ ‪ 2004 -‬م‬

‫‪ -‬معجم مقاييس اللغة‪ :‬أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي‪ ،‬أبو الحسين‬
‫(المتوفى‪395 :‬هـ) المحقق‪ :‬عبد السالم محمد هارون الناشر‪ :‬دار الفكر عام النشر‪:‬‬
‫‪1399‬هـ ‪1979 -‬م‪.‬‬

‫‪ -‬معراج التشوق‪ :‬الشيخ عبد اهلل أحمد بن عجيبة (ت ‪1224‬هـ) مركز التراث الثقافي‬

‫‪1559‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

‫المغربي‪ ،‬الدار البيضاء‪2008 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬المعرفة الصوفية‪ ،‬أبو الوفا التفتازاني‪ ،‬مجلة الرسالة العدد‪.932 ،‬‬

‫‪ -‬المفردات‪ :‬أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب األصفهانى (المتوفى‪:‬‬


‫‪ 502‬هـ) المحقق‪ :‬صفوان عدنان الداودي الناشر‪ :‬دار القلم‪ ،‬الدار الشامية‪ ،‬دمشق‬
‫بيروت الطبعة‪ :‬األولى ‪ 1412 -‬هـ‪.‬‬

‫‪ -‬مقدمة ابن خلدون ‪ -‬عبد الرحمن بن خلدون‪ ،‬حققها وقدم لها وعلق عليها عبد‬
‫السالم الشدادي‪ ،‬ط‪1996 ،1‬م‪.‬‬

‫‪ -‬المنقذ من الضالل‪ :‬أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي (المتوفى‪505 :‬هـ)‬
‫بقلم‪ :‬الدكتور عبد الحليم محمود الناشر‪ :‬دار الكتب الحديثة‪ ،‬مصر‪1998 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬مهمات التعاريف‪ :‬زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن‬
‫علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري (المتوفى‪1031 :‬هـ)‪ ،‬عالم‬
‫الكتب ‪ 38‬عبد الخالق ثروت‪-‬القاهرة الطبعة‪ :‬األولى‪1410 ،‬هـ‪1990-‬م‪.‬‬

‫‪ -‬نسيم الرياض في شرح القاضي عياض‪ :‬أحمد محمد عمر الخفاجي المصري شهاب‬
‫الدين‪ ،‬المحقق‪ :‬محمد عبد القادر عطا الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪1421 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪ -‬نشأة الفكر الفلسفي عند اليونان‪ :‬علي سامي النشار‪ ،‬مكتبة المعارف ‪ -‬اإلسكندرية ‪-‬‬
‫مصر‪2002 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬نشأة الفكر الفلسفي في اإلسالم‪ :‬علي سامي النشار‪ ،‬مكتبة المعارف ‪ -‬اإلسكندرية ‪-‬‬
‫مصر‪2011 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬نشر المحاسن الغالية‪ :‬عفيف الدين‪ ،‬عبد اهلل بن اسعد بن علي اليافعي‪ :‬مصر‪:‬‬
‫مصطفى البابي الحلبي‪1988 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬نفحات األنس‪ :‬عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الجامي‪ :‬ترجمة‪ :‬تاج الدين‬
‫محمد بن زكريا‪ ،‬نشر‪ :‬األزهر الشريف‪ ،‬د ط ت‪.‬‬

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ ‫‪1560‬‬


‫العقيدة والفلسفة‬

‫‪ -‬نقد العقل العربي‪ :‬محمد عابد الجابري‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪2010‬م‪.‬‬

‫‪ -‬هذه هي الصوفية‪ :‬عبد الرحمن الوكيل الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية سنة النشر‪.1984 :‬‬

‫‪ -‬اليواقيت والجواهر‪ :‬اإلمام عبد الوهاب الشعراني‪ ،‬دار إحياء التراث‪ ،‬المطبعة‬
‫األزهرية المصرية ‪1321‬هـ‪.‬‬

‫‪h‬‬

‫‪1561‬‬ ‫العدد الرابع‪ :‬ذو القعدة ‪1442‬هـ ‪2021 /‬م‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

References and sources


- Ibead Alghumam ean 'iqaz Alhimam fi sharh Alhikmi: Ibn Ajibat
Alhasni, Investigator: Esim Ibrahim Alkayali, Dar Alkutub
Aleilmiat Number: One sanat 2009.
- Ihya' Olum Aldiyn: Abu Hamid Mohamed bin Mohamed
Alghazali Altuwsi (died: 505h) Publisher Dar Almaerifat -
Beirut. - Adab Alnufus: Alharith bin 'Asad Almuhasibi, Abu Abd
Allah ( died: 243h), Investigator: Abd Alqadir Ahmed Ata, Dar
Aljil - Beirut - Lubnan, d t.
- Al'asfar: Mohamed bin Abd Alrahman Qadah Publisher
Aljamieat Al'islamiat bialmadinat Almunawarat No. Alsanat
Althalithat walthalathun - Aleadad (111) 1421h 2001.
- Adwa' ala Altasawufi: Dirasat mawdueiat tahlil wanaqd min
wijhat Alnazar Al'islamiat walfikriati, talaeat ghnam. Dar Alam
Alkutub, 1979.
- Al'aelam lilzirikali: Khayr Aldiyn bin Mohamed bin Mohamed
bin Alin bin Faris, Alzarikili Aldimashqi (died: 1396h) Dar Aleilm
lilmalayini, Number: Alkhamisat Ashar - 'Ayar / May 2002
. - Al'aqmar Almushriqat li'ahl Alsharieat waltariqat walhaqiqati:
Abd Alsalam Aleumrani Alkhalidi. eun: Dar Alkutub Aleilmiat -
Beirut (2019).
- Insha' Aldawayir: Muhay Aldiyn Mohamed bn ala bn Arabin
Alhatimiu (died638h), Investigator: Esim Abrahim Alkayali.
katabat Almuthna, 1960.
- Iqaz Alnayimina. Sadar Aldiyn Mohamed Alshiyrazi mila
Sadrana (1050h), bi'ishraf Mohamed Khamanahu, Tashih wa
Investigator: muqadimat wataeliqi: Mohamed khuansari.
tihran: Biniad Hikmat Aslamy Sadra, 2007.
- 'Iqaz Alhimami: Ibn Ejibat Aihmad bin Mohamedi, qadim lah

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ 1562


‫العقيدة والفلسفة‬

waqarzah faharasah majid eursan Alkilani. Atana bih Ali 'Abu


Alkhayr. Number: 1. Dimashq: Dar Alkhayri, 1426h.
- Albahr Almadid fi Tafsir Alquran Almajid: Abu Aleabas Ahmed
bin Mohamed bin Almahdi bin eajibat Alhusni Al'anjari Alfasi
Alsuwfiu ( died: 1224h), Investigator: Ahmed Abd Allah
Alqurashi raslan, Alduktur Hasan Abas Zaki - Cairo, No. 1419
h. - baniat Aleaql Alearabi: Mohamed Abid Aljabri, Number:
One, maktabat Alnahdat Almisriati, Cairo 1962.
- Tayid Alhaqiqat Alealiati: Alhafiz Jalal Aldiyn Abd Alrahman bin
Abi Bakr Alsayuti, Dar Alkutub Aleilmiat - Beirut - Lubnan. No.
One: 2006.
- Tatimat Sawan Alhikmati: Abu Alhasan Zahir Aldiyn Ali bin Zayd
bin Mohamed bin Alhusayn Albayhaqi, Alshahir biabn Findama
( died: 565h), Beirut 1993.
- Altarajim: 'Abu Alfida' Zayn Aldiyn 'Abu Aleadl Qasim bin
Qutlubgha Alsuwduniu (nisbat ila mueataq Abih Sudun
Alshaykhuni), Aljamali Alhanafi (died: 879h, Investigator:
Mohamed Khayr Ramadan Yusif, Publisher Dar Alqalam -
Dimashqa, Number: One, 1413 h -1992.
- Altasawuf bayn Al'ifrat waltafriti: Omar Abd Allah Kamil, Beirut
(Lubnan): Dar Ibn Hazam liltibaeat walnashr waltawzie 2001.
- Altaearuf limadhhab 'Ahl Altasawwf: Abu Bakr Mohamed bin
'Abi Ishaq bin Ibrahim bin Yaequb Alkilabadhi Albukhari
Alhanafi (died: 380h), Dar Alkutub Aleilmiat - Beirut. -
Altaerifati: Ali bin Mohamed bin Alin Alzayn Alsharif Aljirjani
(died: 816h, Investigatora: dabtuh wasahahah Jamaeat Min
Aleulama'i, Dar Alkutub Aleilmiat Beirut -Labnan Print:One
1403h -1983.
- Tlbis 'Iblis: Jamal Aldiyn 'Abu Alfaraj Abd Alrahman bin Ali bin
Mohamed Aljawzi (died: 597h) Publisher Dar Alfikr liltibaeat

1563 ‫م‬2021 / ‫هـ‬1442 ‫ ذو القعدة‬:‫العدد الرابع‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

walnushri, Beirut, Lubnan, Number: Number: One, 1421/


2001. - Tahafat Altahafati: 'Abu Alwalid Mohamed bin Rushd
(died 595h) t 1, Dar Almaearif 1964.
- Altawqif ala Muhimat Altaearifi: Zayn Aldiyn Mohamed
Almadeui baeabd Alrawuwf bin Taj Alearifin bin Ali bin Zayn
Aleabidin Alhadadi thuma Alminawi Alqahiriu (died: 1031h),
ealam Alkutub, Abd Alkhaliq thurwat- Cairo, No. One, 1410h-
1990,
- Jamie Al'usul: Majd Aldiyn 'Abu Alsaeadat Almubarak bin
Mohamed bin Mohamed bin Mohamed Ibn Abd Alkarim
Alshaybaniu Aljazari Ibn Al'uthir ( a: 606hi), Investigator:u: Abd
Alqadir Al'arnawuwt
- Altatimat Investigator: Bashir Eyuna, maktabat Alhulwani -
matbaeat Almalah - maktabat Dar Albayan, No. One.
- Jamie Altirmidhi: Mohamed bin Eisa bin Sawrt bin Musa bin
Sldahaki, Sltirmidhi, Sbu Eisa (died: 279h) Investigator:
wataeliqu: Ahmed Mohamed Shakir (j 1, 2) waMohamed Fuad
Abd Albaqi (j 3) waIbrahim eutwat eiwad Almudaris fi Al'azhar
Alsharif (j 4, 5), sharikat Maktabat Wamatbaeat Mustafa
Albabi Alhalabi - Misr No. two, 1395 / 1975.
- Jamie Karamat Al'awlia'i: Yusif bin Asmaeil Alnabhani,
Investigator: Mohamed Almasuti. Publisher Dar Altaqwa
liltibaeat walnashr waltawzie, 2005.
- Jamharat Al'awlia'i: Mohamed Abu Alfayd Almanufi, matbaeat
Almadani - misr 1387h.
- Jawahir Almaeani wabulugh Al'amani: lilealamat Sayidi ala
harazim Alfasi Almaghribi, Investigator:u: Abd Allatif Abd
Alrahman, Dar Alkutub Aleilmiat - Beirut, Tabeat: Number:
two, 2003.

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ 1564


‫العقيدة والفلسفة‬

- Alhawi lilfatawi: Abd Alrahman bin Abi Bakrin, Jalal Aldiyn


Alsuyuti (died: 911h), Dar Alfikr liltibaeat walnashri, Beirut -
Lubnan, 1424 h - 2004.
- Alhaqiqat eind falasifat Almuslimina: Alduktur Nazmi lwqa,
katabat ghirib, Cairo, d t t.
- Haliat Al'awlia'i: 'Abu Naeim Ahmed bin Abd Allh bin Ahmed
bin Ishaq bin Musa bin Mihran Al'asbhani ( died: 430h),
Alsaeadat - bijiwar Muhafazat Masr, 1394h - 1974.
- Darar Alghwwas ala fatawa sayidi Ali Alkhwwas: sayidi Abd
Alwahab Alshaerani, Almaktabat Al'azhariat liltarathi, d t.
- Aldrar Alkaminat: Abu Alfadl Ahmed bin Ali bin Mohamed bin
Ahmed bin Hajar Aleasqalani ( died: 852h), t: Mohamed Abd
Almueid Dani, majlis Dayirat Almaearif Aleuthmaniat - Saydar
Abad/ Alhinda, Number: two, 1392/ 1972
-Dalil Albahithin 'Ila Almafahim Alnafsiat fi Altarathu: majmueat
bahithina, Dar Alsalam lilnashr waltawziei, Dar Alsalam
liltibaeat walnashri, ta1, 2011.
- Alrrsalt Alqshyryt: Abd Alkarim bin Hawazin bin Abd Almalik
Alqushayri ( died: 465h) Investigator: Al'imam Alduktur Abd
Alhalim Mohamed, Alduktur Mohamed bin Alsharif, Dar
Almaearifi, Cairo, 2003.
- Rashah Alzalali: llearaf ballh tealy Alshykh. Kamal Aldiyn Abd
Alraziq Alqashany Almtwfy snt. 730. h, ti: Saeid Abd Alfatahi,
Almakabat Alazhiriatu, 1995.
- Ruh Alqudsu: Maha Aldiyn Ibn Arabia, maktabat Dar AlBeiruti,
1999.
- Rawdat Altaerif bialhubi Alsharifi, Investigator:u: Al'ustadh Abd
Alqadir Ahmed Ata, Number: One, Dar Alfikri, Cairo, ta1,
1968.

1565 ‫م‬2021 / ‫هـ‬1442 ‫ ذو القعدة‬:‫العدد الرابع‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

- Alssunt Ibn Abi Esim: 'Abu Bakr bin Abi Esim wahu Ahmed bin
Amriw bin Aldahak bin Mukhalad Alshaybani ( died: 287hi)
Investigator: Mohamed Nasir Aldiyn, ta1/ 1400h.
- Sunan Abn Majaha: Abn Majat Abu Abd Allh Mohamed bn
Yazid Alqazwini, wamajat asm 'Abih Yazid (died: 273h),
Investigator: Mohamed Fuad Abd Albaqi, Dar 'Ihya' Alkutub
Alearabiat - Faysal Eisa Albabi Alhalbi.
- Sayr 'Aelam Alnubala'i: Shams Aldiyn 'Abu Abd Allh Mohamed
bin Ahmed bin Othman bin Qaymaz Aldhahabi (died: 748h),
Print:majmueat min Investigatorn bi'ishraf Alshaykh Shueayb
Al'arnawuwta, Muasasat Alrisalati, Number:i: Althalithati,
1405 / 1985.
- Alsuywf Alhadad fi 'aenaq 'Ahl Aldhandaqat walalhadi: qutb
Aldiyn Mustafa bin Kamal Aldiyn Alsidiyqi Albakri (died 1162h),
Investigator: Ahmad Farid Almazidi, masr, 2007.
- Sharh Al'anfas Alruwhaniati: Shams Aldiyn Abu Thabit
Mohamed bin Abd Almalik Aldilimy, Investigator: Ahmad Farid
Almazidi, Publisher Dar Aluathar Al'islamiat - birli - sirlanka;
Dart Alkarz lilnashr waltawzie - Cairo, No. One 2007.
- Sharah Altajridi: Abd Alhadi [hadi] bin Mohamed bin Abd
Alhadi [hadi] bin Bikri bin Mohamed bin Mahdi bin Musa bin
Jaetham bin Ajil (Aleajili) ( a: q 13hi), Investigator: Hasan bin
Ali Aleawaji Publisher Adwa Alsalaf, Alrayada, Almamlakat
Alearabiat Alsaeudiat, Number: One, 1419h/ 1999.
- Sharah Aljami ala Fusus Alhikmi: Alshaykh Al'akbar Ibn Arabin -
Almula Abd Alrahman Jami Investigator: dr. Esim Ibrahim
Alkayali, Publisher Dar Alkutub Aleilmiati, Number: One, 2001.
- Sharah Mukhtasar Almuntaha Al'usulia lil'imam Abi Imrw
Othman Ibn Alhajib Almaliki, Taha: Mohamed Hasan 'Ismaeil,
Publisher Dar Alkutub Aleilmiati, Beirut - Lubnan Print: One,

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ 1566


‫العقيدة والفلسفة‬

1424 h.
- Sharh mashahid Al'asrar Alqudusiat wamatalie Al'anwar
al'ilahiati: situ Aleajam bint Alnafis bin Abi Alqasim
Albaghdadiat, Taha: Ahmed Frid, Beirut, Dar Alkutub
Aleilmiati, 2006.
- Sharah Muayid Aldiyn Aljundiu ala fusus Alhikmi: Alkayali
Alhusayni Alshadhili, Dar Alkutub Aleilmiati, 2008.
- Shatihat Alsuwfiat: dr. Abd Alrahman Badwi, Alnashir wikalat
Almatbueat Alkuayt Number: two 1976
. - Shaeb Al'iman lilbihaqi: Ahmed bin Alhusayn bin Ali bin Musa
Alkhusrawjirdy Alkhirasani, Abu Bakr Albayhaqi (died: 458h),
Mukhtar Ahmed Alnadwi, Sahib Aldar Alsalafiat bibumbay -
Alhinda, maktabat Alrushd lilnashr waltawzie bialriyad
bialtaeawun mae Aldar Alsalafiat bibumbay bialhind Number:i:
One, 1423 h - 2003.
- Shih Albukhari: Mohamed bin Ismaeil 'abu Abd Allah Albukhari
Aljuefi Investigator: Mohamed Zuhayr bin Nasir Alnasir, Dar
Tawq Alnaja (msawarat ean Alsultaniat bi'idafati, t: Mohamed
fuad Abd Albaqi) Number: One, 1422h
- Shih muslmin: Muslim bin Alhajaj Abu Alhasan Alqushayri
Alnaysaburiu ( a: 261h), Investigator: Mohamed Fuad Abd
Albaqi, Dar 'Ihya' Alturath Alearabi - Beirut.
- Altabaraniu fi Almuejam Alkabira: Sulayman bin Ahmed bin
Ayuwb bin Mutayr Allakhmi Alshami, abu alqasim altabarani
(died: 360h) Investigator: hamdi bin eabd Almajid Alsalafi, Dar
Alnashra: maktabat Ibn Taymiat - Cairo No. two, d t.
- Tabaqat Alsuwfiat: Mohamed bin Alhusayn bin Mohamed bin
Musa bin Khalid bin Salim Alnnysaburi, 'Abu Abd Alrahman
Alsulami (died: 412h) Investigator: Mustafa Abd Alqadir eata,

1567 ‫م‬2021 / ‫هـ‬1442 ‫ ذو القعدة‬:‫العدد الرابع‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

Dar Alkutub Aleilmiat - Beirut No. One, 1419h 1998.


- Alttbqat Alkubra: Abu Abd Allah Mohamed bin Saed bin Manie
Alhashimi bialwala'i, Albasari, Albaghdadi Almaeruf biaibn
Saed (died: 230h), Investigator: wadirasatu: Alduktur/ Abd
Aleaziz Abd Allah Alsalumi, maktabat Alsidiyq - Altayif,
Almamlakat Alearabiat Alsueudiat eam Alnashri: 1416 h.
- Aziz Aleazamat Abn Taymiati: maktabat dia' Alrays, t One 2000.
- eumdat Alqariy: 'Abu Mohamed Mohamed bin Ahmed bin
Musa bin Ahmed bin Husayn Alghitaba Alhanfa Badr Aldiyn
Aleayna ( died: 855h), Dar 'Ihya' Alturath Alearabi - Beirut.
- Eawarif Almaearifi: Alsahrudi, Dar Alkutub Aleilmiati, ta1, 1999.
- Alfutuhat Almakiyati: Abn Arabi, Alhayat Almisriat Aleamat
lilkitab - Almaktabat Alearabiat No. two - 1405h - 1985.
- Fasil Almaqali: Abu Abayd Abd Allh bin Abd Aleaziz bin
Mohamed Albakri Al'andalusi (died: 487h) Investigator: 'Ihsan
Abas, Muasasat Alrisalati, Beirut -Lubnan, Print:One, 1971
- Fusus Alhakmi: Muhyi Aldiyn bn Arbi, Dar Alkutub Aleilmiati,
ta1, 1998.
- Falsafat Altasawuf Al'islami: Mohamed Abd Alhalim
Almunshawi, Katabat madbula - Cairou, ta1/ 2008. - Qisat
Alfalsafat Alyunaniati: Zaki Najib Mohamed, Ahmad Amin, ta2,
matbaeat Dar Alkutub, Cairo, 1935.
- kshaf aistilahat Aleulumi: Mohamed bin Ali Ibn Alqadi
Mohamed Hamid bin Mhmmd Sabir Alfaruqi Alhanafi
Altahanwi (died: 1158h), taqdim wa'ishraf wamurajaeati: dr.
Rafiq Aleajam Investigator: dr. Ali dahruji, Naql Alnasi Alfarisi
ila Alearabiat: dr. Abd Allah Alkhalidi Altarjamat Al'ajnabia
Print:du. Jurj Zinani Publisher maktabat Lubnan nashirun -
Beirut Print:One - 1996.

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ 1568


‫العقيدة والفلسفة‬

- Kashaf Almahjubi: Abu Alhasan Ali bin Othman bin Abu Ali
Aljalabi Alhajwayri Alghaznawi (died 1072), tarjama Print:Isead
Abd Alhadi Qandil t Dar Alnahdat Beirut 1980.
- lkilyati: 'yuwb bin Musa Alhusayni Alqarimi Alkafawi, Abu
Albaqa' Alhanafi (died: 1094h) Investigator: Adnan Darwish -
Mohamed Almasri, Muasasat Alrisalat - Beirut, 2008
- Tayif Al'aelami: Abd Alrazaq Alqashani, Investigator: Ahmed
Abd Alrahim Alsayih - Twfiq Ali wahbat, waeamir Alnijar,
maktabat Althaqafat Aldiyniat - Cairo, Number: One, 2005.
- Allame: Abu Ashaq Ibrahim bin Alin bin Yusuf Alshiyrazi (died:
476h) Publisher Dar Alkutub Aleilmiati, Number: two, 2003
- 1424 h. - Majmue Alfatawa: Taqi Aldiyn 'Abu Aleabas Ahmed
bin Abd Alhalim bin taymiat Alharani (died: 728h) Investigator:
Abd Alrahman bin Mohamed bin Qasim Publisher Majmae
Almalik Fahd litibaeat Almushaf Alsharifi, Almadinat
Alnabawiati, Almamlakat Alearabiat Alsaeudiat eam Alnashri:
1416/1995.
- Majmueat Alrasayil walmasayili: Hamd bin Nasir bin Othman
bin Mueamar Alnajdi Altamimi Alhanbali (died: 1225h), Dar
thaqif lilnashr waltalifi, Altayif Number: One, 1398h.
- Maratib Alwujudi: Abd Alkarim bin Abrahim Aljili (died 899h)
Maktabat Alsanadifih - Al'azhar - Masr, ta1, 1988.
- Maslak Al'atqia' wamanhaj Al'asfia'i: Abd Aleaziz bin Hafid Zayn
Aldiyn bin Ali Almilibari, ta2, maktabat Nashirun, Beirut 2014.
- Maslim Althubuti: Muhibu Allh bin Abd Alshukur Alhindi
Albahari, Almatbaeat Alhusayniat almisriati, 1994.
- Msanad Ahmed: Abu Abd Allah Ahmed bin Mohamed bin
Hanbal bin Hilal bin Asad Alshaybani (died: 241h), Investigator:
Shueayb Al'arnawuwt

1569 ‫م‬2021 / ‫هـ‬1442 ‫ ذو القعدة‬:‫العدد الرابع‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

- Adil Murshidi, wakhrun, Ishrafi: d Abd Allah bin Abd Almuhsin


Alturki, Muasasat Alrisalati, No. One, 1421 / 2001
- Almisbah Almuniri: Ahmed bin Mohamed bin Alin Alfayuwmi
thuma Alhamawi, Abu Aleabas (died: nahw 770h) Publisher
Almaktabat Aleilmiat - Beirut, 2001.
- Almusfa fi Usul Alfiqh: Ahmed bin Mohamed bin Ali Alwaziri;
Halat Alfahrasati: ghayr mafhirisi; sanat Alnashr: 1417 - 1996
- Maeani Al'akhbar lilkilabadhi: Abu Bakr Mohamed bin Abi
'Ishaq bin Ibrahim bin Yaequb Alkilabadhi Albukhari Alhanafi
(died: 380h) Investigator: Mohamed Hasan Mohamed Hasan
Ismaeil.
- Ahmed Farid Almazidi, Dar Alkutub Aleilmiat - Beirut / Lubnan
No. One, 1420h - 1999.
- Muejam aistilahat Alsuwfiat talifu: Abd Alrazaq Alkashani (died:
730hi) Investigator: dr. Abd Aleal Shahin, Dar Almanar - Cairo -
Number: One - 1992.
- Almuejam Alsuwfiu: dr. Suead Alhakimi, Dar Nadrat liltibaeat
walnashri, Beirut, ta1, Lubnan, 1401-1981.
- Muejam mustalahat Alsuwfiati: dr.Abd Almuneim Hafni, Dar
Almasirati, Beirut 1980.
- Muejam maqalid Aleulum lilsuyuti: Abd Alrahman bin Abi Bakr,
Jalal Aldiyn Alsuyuti (died: 911h) Investigator: Dr. Mohamed
Ibrahim Ebadat Publisher maktabat Aladab - Cairo / Misr No.
One, 1424h - 2004
- Muejam maqayis Allughati: Ahmed bin Faris bin Zakaria'
Alqazwini Alrazi, Abu Alhusayn (died: 395h) Investigator: Abd
Alsalam Mohamed Harun Publisher Dar Alfikr eam Alnashri:
1399h - 1979.
- Mieraj Altashawqi: Alshaykh Abd Allah Ahmed bin Ejiba (died

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ 1570


‫العقيدة والفلسفة‬

1224h) Markaz Alturath Althaqafi Almaghribi, Aldar Albayda',


2008.
- Almaerifat Alsuwfiati, Abu Alwafa Altaftazani, majalat Alrisalat
Aleadadu, 932.
- Almufradati: Abu Alqasim Alhusayn bin Mohamed Almaeruf
bialraghib Al'asfuhana (died: 502h) Investigator: Safwan
Adnan Aldawudi Publisher Dar Alqalami, Aldar Alshamiatu,
Dimashq Beirut No. One - 1412.
- Muqadimat abn Khaldun - Abd Alrahman bin Khaldun,
Haqaqaha waqudam laha waealaq ealayha Abd Alsalam
Alshadadi, ta1, 1996.
- Almunqidh min Aldalali: 'Abu Hamid Mohamed bin Mohamed
Alghazali Altuwsi (died: 505h) biqalami: Alduktur Abd Alhalim
Mohamed Publisher Dar Alkutub Alhadithati, Misr, 1998.
- Mahimat Altaearifi: Zayn Aldiyn Mohamed Almadeui baeabd
Alrawuwf bin Taj Alearifin bin Ali bin Zayn Aleabidin Alhadadi
thuma Alminawi Alqahiriu (died: 1031h), ealam Alkutub 38
Abd Alkhaliq thurut-Cairo No. One, 1410h-1990.
- Nsim Alriyad fi sharh Alqadi Iad: Ahmed Mohamed Omar
Alkhafaji Almisri Shihab Aldiyn, Investigator: Mohamed Abd
Alqadir Ata Publisher Dar Alkutub Aleilmiati, 1421h.
- Nasha'at Alfikr Alfalsafi eind Alyunan: Ali Sami Alnashar,
maktabat Almaearif - Al'iskandariat - Misr, 2002.
- Nasha'at Alfikr Alfalsafi fi Al'islami: Aliun Sami Alnashar,
maktabat Almaearif - Al'iskandariat - Misr, 2011.
- Nashr Almahasin Alghaliat: Afif Aldiyn, Abd Allh bin Asead bin
Alin Alyafiei: masri: Mustafa Albabi Alhalbi, 1988.
- Nfahat Al'ansa: Abd Alrahman bin Ahmed bin Mohamed
Aljami: tarjamatu: Taj Aldiyn Mohamed bin Zakaria, Nashra:

1571 ‫م‬2021 / ‫هـ‬1442 ‫ ذو القعدة‬:‫العدد الرابع‬


‫مفهوم احلقيقة عند حميي الدين ابن عربي‬

Al'azhar Alsharif, d t t.
- Naqd Aleaql Alearabi: Mohamed Abid Aljabri, markaz dirasat
Alwahdat Alearabiati, Beirut, 2010.
- Hadhih hi Alsuwfiatu: Abd Alrahman Alwakil Publisher Dar
Alkutub Aleilmiat sanat Alnashri: 1984.
- Alywaqit waljawahiri: Al'imam Abd Alwahab Alshaerani, Dar
'Ihya' Altarathi, Almatbaeat Al'azhariat Almisriat 1321 h. min
Hady Khayr Al'anam -e-

‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية بنني بأسوان‬ 1572

You might also like