You are on page 1of 3

‫الرؤية‬

‫" ماما "‬

‫" نعم أبني "‬

‫" أين جواربي الرياضية ؟ "‬

‫" أنه أمامك في الدرج الثاني "‬

‫ينظر يمي ًنا ويسارً ا ولكنه ال يجد جواربه فينادي على أمه مرة ثانية " ولكني ال أراها يا أمي "‬

‫تأتي االم وبنظرة خاطفة وحركة يد سريعة ترفع الجوارب‪ " ،‬ألم أقل لك أن الجوارب أمامك ؟ "‬

‫هل تمتلك االنثى قدرات خارقة على الرؤية وأيجاد االشياء ؟ كيف نفسر قدرتها على فهم مشاعر االخرين ومالحظة أي تغيير‬
‫يحدث فيهم ؟ لماذا " يبصبص " الرجال وال " تبصبص " النساء ؟ لماذا يستطيع الرجال (ليس كل الرجال) ركن السيارة‬
‫بمهارة في مكان ضيق بينما ال تستطيع المرأة (وال كل النساء) ؟‬

‫اسئلة كثيرة نواجهها في حياتنا اليومية تبين االختالف ما بين الرجال والنساء ولكي نفهم سبب هذه االختالفات علينا الرجوع‬
‫الى الوراء قليالً الى االنسان القديم الذي سكن الكهوف‪.‬‬

‫منذ أن أتخذ االنسان الكهف مأوى له حتى بدأ بتقسيم الوظائف ما بين الرجل والمرأة فتخصص الرجل في الصيد وجلب اللحوم‬
‫والدفاع عن مسكنه وتخصصت المرأة في جمع الفواكه والنباتات المختلفة وفي رعاية اطفالها وكان كل منهما يكمل دور االخر‬
‫وال ينتقص منه‪ .‬هذا التخصص أدى الى تطور القوة العضلية في الرجل والى زيادة قدرته في مالحظة االشياء البعيدة‬
‫وتحديدها بسهولة أما المرأة فتطورت لديها قدرة عالية على تمييز االلوان المختلفة (لكي تميز الفواكه المختلفة) ومالحظة أي‬
‫تغير يحدث في طفلها‪.‬‬

‫ولكي نفهم أكثر علينا أن ننظر الى جهاز الرؤية واختالفه ما بين الجنسين‪ .‬فلو تناولنا زوايا الرؤية واالختالف الموجود بين‬
‫الجنسين لوجدنا أن النساء يمتلكن زوايا رؤية أكبر من الرجل ولذلك تتمكن من المرأة من مسح مجال رؤية أكبر من الرجل‬
‫ولكن لمسافة اقصر من الرجل وبالمثل فأن للرجل قدرة عالية على رؤية االشياء من بعيد ولكن هذا على حساب مجال رؤيته‬
‫الضيق‪ .‬بعدما يدخل الضوء الى العين فأنه يسقط على الشبيكة ‪ Retina‬والتي تحتوي على نوعين من الخاليا احدهما مسؤول‬
‫عن الرؤية في الضوء الخافت والنوع االخر مسؤول عن تمييز االلوان‪ ،‬هنا نجد االختالف االخر اذ أن للمرأة عدد أكبر من‬
‫الخاليا التي تميز االلوان وللذكر عدد أكبر من الخاليا المسؤولة عن الرؤية في الضوء الخافت وهذا يفسر قدرة المرأة على‬
‫رؤية تدرجات لونية مختلفة بينما يميز الذكر الوان محدودة‪.‬‬

‫بذلك نصل الى النتيجة التالية‪ ،‬أن للمرأة مجال رؤية أكبر من الرجل وبذلك يمكنها أيجاد االشياء بسهولة أكبر من الرجل الذي‬
‫يستمر بتحريك رأسه يمينا ً وشماالً باحثا ً عن الشيء المطلوب ولكن للرجل قدرة على رؤية االشياء من بعيد وبدقة أكبر نتيجة‬
‫لتطوره كصياد وبالمثل فأن للمرأة قدرة أكبر على فهم مشاعر وأحوال االخرين النها تطورت وهي تراقب طفلها بحثا ً عن أي‬
‫تغيير ينبأ بشيء سيء‪ ،‬وهذا أيضا ً يبرر القول بأن " الرجال يبصبصون " وفي الحقيقة فأن " النساء يبصبصن " أيضا ً ولكن‬
‫من دون الحاجة لتحريك رؤوسهن‪.‬‬

‫تبقى سؤال أخير وهو االختالف ما بين قدرة المرأة والرجل على ركن السيارة‪ .‬في الحقيقة يمتلك الرجال منطقة دماغية‬
‫تطورت (بحكم كونه صياد) بشكل أكبر مما في المرأة‪ ،‬هذه المنطقة تساهم في االدراك الفضائي لالشياء من حوله وطالما أن‬
‫هذه المنطقة تطورت‪ ،‬فمن الممكن أيضا ً للمرأة وببعض التمارين من أن تزيد من قدرتها على االدراك الفضائي (وبالمثل يمكن‬
‫للرجل أن يعمل على تطوير بعض المهارات من المرأة)‪.‬‬
‫لغة الجسد‬
‫" لقد طلب مني المدير القيام ببعض االعمال االضافية ولذلك تأخرت "‬

‫" هل أنت متأكد يا حبيبي ؟ "‬

‫" (لحظة من الصمت)‪ ....‬نعم نعم يا عزيزتي‪ ،‬اال تصدقين ؟! "‬

‫مثل هذا السيناريو رأيناه كثيراً سواء في االفالم أم في الواقع وهو يدل على قدرة المرأة على كشف " الكذب "‪ .‬تمتلك المرأة‬
‫هذه القدرة ألن بأمكانها فهم االشارات الجسدية بشكل أكبر من الرجل وبأمكانها أن تنقل وتعالج المعلومات بين فصي الدماغ‬
‫بشكل أكبر الن لها جسم ثفني ‪ Corpus Callosum‬يحتوي على ألياف عصبية أكبر من الرجل‪ .‬ال يستطيع الرجل أن يميز‬
‫الكذب بشكل كبير وفي بعض االحيان ال يستطيع التمييز حتى وان نظرت المرأة بعينه الن فهم لغة الجسد عنده غير متطورة‬
‫بشكل كبير وألنه ال يحتاجها كثيراً للصيد بينما تحتاجها المرأة بشكل أكبر لفهم وتفسير كل ما يعتمل في طفلها‪.‬‬

‫في تجربة أجريت عرض فيها فيلم ألطفال رضع يبكون وطلب من مجموعة من النساء ان تحدد سبب بكاء االطفال ونفس‬
‫ط لب من الرجال‪ ،‬تمكنت غالبية النساء من تعديد أسباب كثيرة لبكاء الطفل بينما لم يتمكن الرجال (اال عدد قليل ‪%10‬‬ ‫الشيء ُ‬
‫من المجموعة) من تحديد سبب البكاء وأكتفوا بالقول " أن الطفل يحتاج أمه ! "‪ ،‬ولبيان تأثير السن في هذه القدرة‪ ،‬تم عرض‬
‫الفيلم على أجداد وجدات‪ ،‬وكما في النتيجة السابقة تمكنت الجدات من تعداد اسباب كثيرة لبكاء الطفل بينما لم يتعرف االجداد‬
‫على احفادهم اصالً !‪ .‬أما فيما يخص التوائم‪ ،‬فتمكنت جميع النساء من التمييز بين التوائم المتماثلة ولكن لم يتمكن االجداد من‬
‫التمييز بينهم ولهذا فأمكانية تبديل توأم بأخر لن ينجح طالما رأته أنثى‪.‬‬

‫في تجربة أخرى جلس ‪ 50‬شخص في قاعة ومن ثم دخلت مجموعة االناث لتسجل أكثر االشياء التي الحظتها على الخمسين‬
‫شخص‪ ،‬احتاجت هذه المجموعة حوالي ‪ 10‬دقائق لبيان طبيعة العالقة بين االزواج في هذه القاعة‪ ،‬من يعيش بسعادة‪ ،‬من‬
‫يعيش بتعاسة مع شريك حياته‪ .‬بينما مجموعة الرجال فقد اهتمت بتفاصيل القاعة‪ ،‬تصميمها‪ ،‬ابواب الدخول والخروج‪ ،‬االثاث‪،‬‬
‫االشياء المعطوبة وغيرها‪ .‬وهذا أيضا ً يعود بنا الى انسان الكهف والقدرات التي طورها والتي توارثناها عنه‪.‬‬

‫ال تتفاجأ أن أنقلب مزاج زوجتك بلحظة ما بعد حفلة‪ ،‬لو قدمت كل تبرير ممكن ولو كنت في هذه اللحظة أصدق انسان في‬
‫الكون فلن تصدقك أن قلت لها " ال ادري ماذا يحدث معكِ ؟ أخبريني من فضلك "‪ .‬سبب االنقالب الذي الحظته قد تكون إمرأة‬
‫أخرى توددت لك وانت لم تتمكن من ترجمة لغة جسدها وببساطة أكتفيت بقولك أنها " مثيرة " ولكن أستطاعت زوجتك‬
‫مالحظة كل اشارة وكل حركة قامت بها تلك " اللعوب "‪.‬‬

‫عليكِ يا سيدتي أن ال تحزني أن لم يتمكن زوجكِ من مالحظة لون أحمر شفاهكِ الذي تغير أو صبغ أظافركِ ‪ ،‬فدماغه لم يبرمج‬
‫على ذلك‪ .‬وعليك يا سيدي أن تحاول أن تالحظ هذه االمور‪ ...‬فقط حاول‪.‬‬
‫الصوت‬
‫" أنظر لي عندما أكلمك ! "‬

‫جملة غالبا ً ما ُتقال للذكر عند التكلم معه وهو يشيح بوجه ولكن لماذا ُتقال هذه الجملة بنسبة أقل الى االنثى ؟‬

‫السبب يكمن في قدراتنا السمعية اذ ان للمرأة القدرة على تمييز اصوات مختلفة في وقت واحد بينما ال يتمكن الذكر من ذلك‬
‫وفي تجربة اجريت على االطفال الرضع وجد ان االناث الرضع قد تمكن من تحديد ومعرفة صوت بكاء طفل اخر في الغرفة‬
‫نفسها بينما لم يتمكن الذكور الرضع من ذلك‪ .‬ولذلك فأن االنثى تستطيع تمييز صوت امها بوقت مبكر أكثر من الذكر ويمكن‬
‫أن تهدأ أن كانت تبكي حالما تسمع صوت أمها وهي تغني لها بينما الذكر يختلف في ذلك (بالطبع ليس بشكل مطلق)‪ .‬في نفس‬
‫الوقت يمتلك الذكر القدرة على تحديد مكان الصوت بشكل اكثر فعالية من االنثى ولذلك وبال وعي يُطلب من الذكر أن ينظر‬
‫الى الشخص المتحدث (الذي يوبخه غالباً) عندما يتكلم معه وان ال يشيح بنظره عنه‪.‬‬

‫اللمس‬
‫" أياك أن تلمسني ! "‬

‫" ال تتقرب مني ! "‬

‫عبارة تستخدمها غالبية النساء عندما يتجادلن مع الرجال ولكن ما داللة هذه العبارة ؟‬

‫إن للمس أهمية خاصة عندنا نحن الثدييات‪ ،‬اذ يساهم في تطورنا بشكل سليم وقد وجد أن االشخاص الذي أفتقدوا اللمس عندما‬
‫كانوا صغاراً‪ ،‬فأنهم يطورون سلوكا ً عنيفا ً عند البلوغ (أحياناً) وايضا ً للمس أهمية خاصة في مناعة الطفل اذ وجد ان االطفال‬
‫الذي حظوا بجزء كبير من العاطفة واللمس‪ ،‬كانوا اقل عرضة لالصابة بالبرد‪.‬‬

‫في البدأ يكون للذكر ولالنثى نفس حساسية الجلد وكلما ازداد سنهم كلما قلت حساسية الذكر الجلدية و هذا يعود بالدرجة الكبرى‬
‫للهورمونات اذ يعمل هورمون التيستوستيرون ‪ Testosterone‬على زيادة سمك الجلد عند الذكر حتى يبلغ اقصاه في المنطقة‬
‫الظهرية والتي يكون فيها سمك الجلد ‪ 4‬اضعاف سمكه في المرأة‪ ،‬أما في المرأة فيكون الجلد أكثر حساسية ونعومة كنتيجة‬
‫مباشرة لتأثير هورمون االستروجين ‪ Estrogen‬والذي يجعل الجلد أكثر نضارة ولهذا ال تجد مستحضرات تجميل تحتوي على‬
‫التيستوستيرون ولكنك تجدها تحتوي على االستروجين باالضافة الى مواد أخرى‪.‬‬

‫زيادة سمك الجلد عند الذكر يمكن أن نفسرها بالرجوع الى انسان الكهف الذي كان غالبا ً ما يتعرض للهجوم من جهة الظهر من‬
‫قبل الحيوانات وكذلك تساهم قلة حساسية جلد الذكر بمقاومة االلم (او عدم الشعور به في بعض االحيان)‪.‬‬

‫و لهذا تحتاج االنثى الى مالمسة جسدية أكثر من الذكر ولكن يجب ان تكون هذه المالمسة في الوقت المالئم في الموقف‬
‫المالئم‪.‬‬

‫التذوق‬

You might also like