‫اللغة ال تدعمك دائ ًما‬

‫ترجمة ‪ /‬عمرو محمد‬

‫‪.‬اآلن أنت تفهم كيف يتم تكديس سطح السفينة ضدك من منظور تطوري‪ .‬وهذا ليس كل شيء‪ .‬هناك شيء يجب أن تعرفه عن اللغة والتعلم‬

‫عندما نتعلم لغة ما‪ ،‬فإننا ننشئ ارتباطات ثنائية االتجاه‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬إذا‬
‫‪ ،‬فسيربط الطفل هذا الشيء "مانجو" أظهرت لطفلك ثمرة مانجو وكررت كلمة‬
‫يمكن اإلشارة إليه‪" .‬أين المانجو؟" ‪:‬إذا سألت طفلك بعد ذلك ‪".‬مانجو" بكلمة‬
‫‪:‬لقد قاموا بعمل االرتباطيين التاليين (هايز وسميث ‪)2005‬‬

‫كلمة مانجو >‪ --‬كائن مانجو‬

‫كائن مانجو >‪ -‬كلمة مانجو‬

‫لكي تجعل طفلك يجرب المانجو‪ ،‬عليك تعليمه أنها لذيذة من خالل إصدار الصوت‬
‫يشيرون إلى المانجو‪ ،‬واآلن المزيد من "ما هو لذيذ؟" ‪:‬تسألهم ‪".‬يممم"‬
‫‪:‬االرتباطات مستمرة‬
 ‫وكلمة "يممم" سيصبح طفلك الدارج في النهاية ً‬
‫قادرا على الربط بين صوت‬
‫"المانجو" ‪ ،‬على الرغم من أنك لم تعلميه بشكل مباشر أن كلمة"المانجو"‬
‫‪".‬يممم" مرتبطة بكلمة‬

‫أمرا بديهيًا‪ ،‬لكن هذه القدرة على تكوين هذه االرتباطات تفصلنا عن‬
‫قد يبدو هذا ً‬
‫بقية الثدييات‪ .‬يقوم األطفال الصغار من البشر بإنشاء هذه االرتباطات دون‬
‫الكثير من التفكير‪ ،‬في حين يتعين عليك تدريب أي حيوان غير بشري على القيام‬
‫‪.‬بها‬

‫والشيء الرائع اآلخر هو القدرة على التعلم من تجارب اآلخرين‪ .‬إذا طلب منك‬
‫صديقك االبتعاد عن مطعم السوشي الجديد هذا ألنه مرض‪ ،‬فيمكنك التعلم من‬
‫سا وضرب‬ ‫تجربته‪ .‬في جوهر األمر‪ ،‬يمكنك أن تحاول تجنيب نفسك مرضًا بائ ً‬
‫‪.‬الناقد الداخلي لك بسبب رعايتك الحمقاء لمطعم السوشي هذا‬

‫هذه القدرة على إنشاء هذه الروابط المعقدة لها بعض المزايا الواضحة لجنسنا‬
‫البشري‪ .‬لقد سمح لنا بالتفوق‪ ،‬في بعض النواحي‪ ،‬على جميع األنواع األخرى‬
‫على هذا الكوكب‪ ،‬على الرغم من أننا لسنا األسرع أو األقوى‪ ،‬وال يمكننا إطالق‬
‫حرير العنكبوت من أيدينا‪ .‬وهذا أيضًا سبب آخر العتمادنا بقوة على كوننا جز ًءا‬
‫من مجموعة اجتماعية‪ .‬لقد أتاح لنا ذلك عدم االضطرار إلى التعلم من قوتنا‬
‫العقلية فحسب‪ ،‬بل سمح لنا بتجميع قوتنا العقلية الجماعية للتعلم والتقدم كجنس‬
‫بشري‪ .‬لذا‪ ،‬إذا مات جوني المسكين بسبب أخذ عينات من جذر النبات الطويل‬
‫‪.‬مع الزهور الجميلة المزركشة‪ ،‬فيمكن للقبيلة بأكملها االبتعاد‬

‫إن قدرة عقلك على تكوين كل هذه العالقات ال تقدر بثمن! لكن اللغة يمكن أن‬
‫تأتي بنتائج عكسية عليك بسرعة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬لنفترض أن جدتك لديها‬
‫شجرة مانجو‪ ،‬وتفكر فيها عندما تأكل مانجو‪ .‬عندما تموت فجأة‪ ،‬فإن مجرد‬
‫‪.‬رؤية المانجو يمكن أن يثير موجة من الحزن‬
 ‫تخيل خريطة ذهنية مفصلة تحتوي على العديد من الروابط المرتبطة بأشياء‬
‫وأحداث وأفكار ومشاعر مختلفة‪ .‬أي موقف واحد يمكن أن يؤدي إلى أي من تلك‬
‫االرتباطات‪ .‬ال يستطيع كلبك إنشاء تلك االرتباطات‪ ،‬على األقل ليس إلى مستوى‬
‫التعقيد الذي تستطيعه‪ .‬بطريقة ما‪ ،‬إنها محظوظة لعدم وجود هذه اللغة البشرية‬
‫للتعامل معها‪ .‬إذا كان لدينا في أي وقت ارتباط سلبي بجسم محايد‪ ،‬فإن كل‬
‫أفكارا ومشاعر غير مريحة‬
‫ً‬ ‫‪.‬األشياء المرتبطة بهذا الشيء يمكن أن تثير‬

‫لذلك نحن نعيش في حقل ألغام لغوي حيث يمكن ألي شيء أن يثير سالسل‬
‫فكرية مختلفة‪ .‬لدينا سلطة محدودة على ما يأتي‪ ،‬ألن االرتباطات تتشكل أثناء‬
‫تربيتنا وتجارب حياتنا المستمرة‪ .‬ولهذا السبب أيضًا فإن محاولة إضافة رابط‬
‫جديد إلى سلسلة موجودة ‪ -‬كما هو الحال عندما تمارس الحديث الذاتي اإليجابي‬
‫‪ -‬يمكن أن يكون لها تأثير متناقض‪ ،‬مما يذكرك بتلك الفكرة السلبية التي تحاول‬
‫‪.‬جاهدة تهدئتها‬

‫إذا نظرت إلى كيفية ظهور هذه االرتباطات مع الحديث السلبي عن النفس‪،‬‬
‫سترى أن عقلك يمكنه استحضار ارتباطات سلبية معقدة عن نفسك من أي‬
‫موقف محايد‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬يتم انتقاد رسالة بريد إلكتروني خاصة بالعمل‬
‫بشأن منصب إداري جديد قد يكون بمثابة ترقية‪ .‬لثانية ساخنة‪ ،‬تفكر في التقديم‪،‬‬
‫لكن الذاكرة تظهر على الفور‪ .‬تتذكر مراجعتك السنوية قبل عامين‪ .‬سلط المدير‬
‫مديرا وناقش المجاالت التي يمكنك‬
‫ً‬ ‫الضوء على إمكانياتك في أن تصبح‬
‫تحسينها‪ .‬يتجاهل عقلك التعليقات اإليجابية (كانت مراجعة إيجابية بشكل عام)‪،‬‬
‫‪.‬وبدالً من ذلك يفكر‪،‬ليس هناك طريقة لدي ما يلزم للتقديم‬

‫تؤثر تلك الذاكرة والحديث السلبي مع النفس على شعورك بعدم الجدارة‪.‬‬
‫لنفترض اآلن أن الذكريات األخرى تعزز الشعور بعدم الجدارة‪ ،‬مثل التواجد في‬
‫مشاريع جماعية في الكلية حيث لم تكن القائد أبدًا‪ .‬ثم يتبادر إلى ذهني الفكرلقد‬
‫‪.‬كنت دائ ًما تابعًا أكثر من كونه قائدًا‪ .‬أنا لست مادة قيادية‬
 ‫لقد ربط عقلك حدثًا محايدًا وأرجعه إلى إخفاقات الماضي (الماضي القريب ومنذ‬
‫وقت طويل)‪ .‬ال عجب أنك ال تريد التقدم لهذا العرض الترويجي! أنت ال تريد‬
‫المخاطرة بالسير في طريق عدم الجدارة مرة أخرى إذا لم تحصل على الوظيفة‪.‬‬
‫يقنعك ناقدك الداخلي بأنه يحميك من الفشل المحتمل ومن الشعور بألم عدم‬
‫‪.‬الجدارة‪ .‬وهذا منطقي‪ .‬لكن هذا ال يفضي إلى عيش أفضل حياتك‬

‫لقد رأيت اآلن أن عقلك يمكن أن يعمل ضدك بسبب قدرته الفريدة على ربط أي‬
‫شيء بآخر‪ ،‬مما يؤدي إلى إنشاء عالقة بين شيئين غير متوافقين على ما يبدو‪.‬‬
‫ويمكن لهذه العالقة أن تستمر في تشكيل الطريقة التي تفكر بها وتتصرف بها‬
‫‪.‬في الوقت الحاضر‪ .‬إذا كنت ال تصدقني‪ ،‬فلنقم بتمرين سريع‬

‫تمرين (مقتبس من هايز وسميث ‪)2005‬‬

‫‪.‬أخرج حافظة المالحظات التي اخترتها‪ .‬اكتب أي اسم — شخص‪ ،‬مكان‪ ،‬أو شيء‬

‫‪.‬وفي سطر آخر اكتب اس ًما آخر‬

‫‪:‬اجب على االسئلة التالية‬

‫كيف يكون االسم األول مثل االسم الثاني؟‬

‫كيف يكون االسم األول أفضل من االسم الثاني؟‬

‫‪.‬كيف يكون االسم األول أصل االسم الثاني؟ قد يبدو هذا األمر أكثر صعوبة‪ ،‬لكن انظر إذا كان بإمكانك اإلجابة عليه‬

‫أليس من الرائع أن عقلك يمكنه أن يأخذ شيئين عشوائيين ويجد بطريقة ما طريقة للربط بينهما؟ لكن األمر ليس رائعًا عندما نكون جز ًءا من‬
‫المعادلة‪ .‬يمكن لعقولنا أن تجد مقارنة بيننا وبين أي شخص آخر‪ .‬في أي وقت من األوقات على اإلطالق‪ ،‬يمكن لعقلك أن يفكر بسهولة في شخص‬
‫‪.‬أكثر ذكا ًء وجاذبية وأكثر نجا ًحا منك‬