You are on page 1of 416

‫تحذير‬

‫هذه النسخة غير مخصصة للبيع‬


‫ديفيد سلون ويلسون‬

‫ستيفن سي هايز‬

‫ترجمة ‪ /‬عمرو محمد‬


‫محتويات‬
‫مقدمة‬
‫‪1.‬التطور وعلم السلوك السياقي‬
‫ديفيد سلون ويلسون‬
‫جامعة بينغهامتون‬
‫ستيفن سي هايز‬
‫جامعة نيفادا ‪ ،‬رينو‬
‫‪2.‬علم سياق التعلم‪ :‬دمج علم التطور والسلوك ضمن منهج وظيفي‬
‫مايكل ج‬
‫جامعة نيو مكسيكو‬
‫ديريك هاملتون‬
‫جامعة نيو مكسيكو‬
‫‪3.‬التكييف الكًلسيكي والعملي‪ :‬استراتيجيات مميزة تطوريًا؟‬
‫زوهار ز‪ .‬برونفمان‬
‫جامعة تل أبيب‬
‫سيمونا جينسبيرغ‬
‫جامعة إسرائيل المفتوحة‬
‫إيفا جابلونكا‬
‫جامعة تل أبيب‬
‫حوار حول التعلم‬
‫مشاركون‪:‬مايكل ج‪ .‬دوجر وديريك إيه هاميلتون وستيفن سي هايز وإيفا جابلونكا‬
‫‪ 4.‬الفكر والتواصل الرمزي من منظور علم السلوك السياقي‬
‫ديرموت بارنز هولمز‬
‫إيفون بارنز هولمز‬
‫سيارا ماكنتيغارت‬
‫قسم علم النفس التجريبي السريري والصحي ‪ ،‬جامعة غينت ‪ ،‬بلجيكا‬
‫‪5.‬أسفل الرموز‪ :‬االتفاقية كظاهرة سيميائية‬
‫تيرينس دبليو ديكون‬
‫قسم األنثروبولوجيا ‪ ،‬جامعة كاليفورنيا ‪ ،‬بيركلي‬
‫حوار حول الفكر والتواصل الرمزي‬
‫مشاركون‪:‬ديرموت بارنز هولمز وإيفون بارنز هولمز وتيرينس دبليو ديكون‬
‫وستيفن سي هايز‬
‫‪ 6.‬األساس التطوري لسلوك المراهقين المحفوف بالمخاطر‬
‫بروس جيه إليس‬
‫جامعة يوتا‬
‫‪7.‬تشكيل الحمض النووي (المكتشف ‪ ،‬والمًلحظ ‪ ،‬والمستشار)‪ :‬منهج علم السلوك السياقي‬
‫لتدخل الشباب‬
‫جوزيف سياروتشي‬
‫معهد علم النفس اإليجابي والتعليم ‪ ،‬األسترالية الكاثوليكية‬
‫جامعة‬
‫لويز إل هايز‬
‫جامعة ملبورن وأوريجان ‪ ،‬المركز الوطني للتميز في‬
‫الصحة النفسية للشباب‬
‫حوار حول التنمية والمراهقة‬
‫مشاركون‪:‬جوزيف سياروتشي ‪ ،‬وبروس جيه‪ .‬إليس ‪ ،‬ولويز إل هايز ‪ ،‬وديفيد سلون‬
‫ويلسون‬
‫‪ 8.‬التعاطف الموجود‪ :‬تطبيق السياقية على علم التعرف على مشاعر اآلخرين‬
‫كيبي مكماهون‬
‫م‪ .‬زكاري روزنتال‬
‫جامعة ديوك‬
‫‪9.‬الطبيعة االجتماعية والسياقية للعاطفة‪ :‬منظور تطوري‬
‫لين إي أوكونور‬
‫معهد رايت‬
‫جاك دبليو بيري‬
‫جامعة سامفورد‬
‫حوار عن العواطف والتعاطف‬
‫مشاركون‪:‬جاك دبليو بيري ‪ ،‬وستيفن سي هايز ‪ ،‬وكيببي مكماهون ‪ ،‬ولين إي أوكونور ‪،‬‬
‫وإم‪ .‬زاكاري روزنتال‬
‫‪10.‬النماذج العًلئقية والقيادة وتصميم المنظمة‪ :‬نظرة تطورية للتطوير التنظيمي‬
‫جي دبليو ستويلهورست‬
‫جامعة أمستردام‬
‫مارك فان فوجت‬
‫جامعة ‪ ، VU‬أمستردام‬
‫‪ 11.‬المرونة التنظيمية‪ :‬إنشاء منظمة واعية ومدفوعة الغرض‬
‫فرانك دبليو بوند‬
‫غولدسميث ‪ ،‬جامعة لندن‬
‫حوار حول التطوير التنظيمي‬
‫مشاركون‪:‬فرانك دبليو بوند وجيه دبليو ستويلهورست ومارك فان فوجت وديفيد سلون‬
‫ويلسون‬
‫‪ 12.‬عدم التطابق التطوري‪ :‬إطار عمل لفهم الصحة واألمراض في العالم الحديث‬
‫‪" -‬حياة أفضل من خًلل التطور"‬
‫آرون ب‬
‫قسم علم النفس بجامعة كاليفورنيا‬
‫‪13.‬العيش بصحة جيدة كأول الطب‪ :‬الصحة والعافية في العالم الحديث‬
‫كيلي جي ويلسون‬
‫جامعة ميسيسيبي‬
‫حوار حول الصحة السلوكية والبدنية‬
‫مشاركون‪:‬آرون بي بليسديل ‪ ،‬ديفيد سلون ويلسون ‪ ،‬كيلي جي‪.‬ويلسون‬
‫‪14.‬المجموعات الصغيرة كوحدات أساسية للتنظيم االجتماعي‬
‫ديفيد سلون ويلسون‬
‫جامعة بينغهامتون‬
‫‪15.‬إيجابيات المجتمع‪ :‬استخدام ‪ CBS‬لبناء عًلقات مرنة وصحية‬
‫بول دبليو بي أتكينز‬
‫معهد علم النفس اإليجابي والتعليم ‪ ،‬الجامعة الكاثوليكية األسترالية‬
‫حوار حول المجموعات الصغيرة‬
‫مشاركون‪:‬بول دبليو بي أتكينز ‪ ،‬وستيفن سي هايز ‪ ،‬وديفيد سلون ويلسون‬
‫‪16.‬التباين واالختيار في علم النفس المرضي والعًلج النفسي‪ :‬مثال عدم المرونة‬
‫النفسية‬
‫ستيفن سي هايز‬
‫جامعة نيفادا ‪ ،‬رينو‬
‫جان لويس مونيست‬
‫‪ ، LIP / PC2S‬جامعة غرونوبل ألب ‪ ،‬فرنسا‬
‫‪ 17.‬التوفيق بين التوتر بين التغيير السلوكي واالستقرار‬
‫رينيه أ‪.‬داكويرث‬
‫قسم علم البيئة وعلم األحياء التطوري ‪ ،‬جامعة‬
‫أريزونا‬
‫حوار حول علم النفس المرضي وتغيير السلوك‬
‫مشاركون‪:‬رينيه دكوورث ‪ ،‬ستيفن سي هايز ‪ ،‬جان لويس مونيستيس ‪ ،‬ديفيد‬
‫سلون ويلسون‬
‫‪ 18.‬التطور وعلم السلوك السياقي‪ :‬أين نحن وأين نحن ذاهبون؟ حوار ختامي بين‬
‫المحررين‬
‫ستيفن سي هايز‬
‫جامعة نيفادا ‪ ،‬رينو‬
‫ديفيد سلون ويلسون‬
‫جامعة بينغهامتون‬
‫هرس‬
‫ِف ِ‬
‫الفصل ‪1‬‬

‫التطور والسياق‬
‫علم السلوك‬
‫ديفيد سلون ويلسون‬
‫جامعة بينغهامتون‬
‫ستيفن سي هايز‬
‫جامعة نيفادا ‪ ،‬رينو‬

‫يسعى مجلده إلى دمج مجموعتين من المعارف التي لديها تطورت بشكل مستقل إلى حد كبير خًلل نصف القرن‬
‫الماضي‪ .‬األول هو علم التطور (‪ ، )ES‬والذي يقدم بالفعل نظرية موحدة‬
‫إطار العلوم البيولوجية ويتم تطبيقه بشكل متزايد على العلوم المتعلقة باإلنسان‪ .‬والثاني هو علم السلوك‬
‫السياقي (‪ ، ) CBS‬الذي يسعى إلى فهم تاريخ ووظيفة السلوك البشري في سياق الحياة اليومية ‪ ،‬حيث‬
‫تحدث السلوكيات بالفعل ‪ ،‬وكذلك للتأثير على السلوك بالمعنى العملي‪ .‬مصطلح ‪ CBS‬جديد نسبيًا ‪،‬‬
‫لكنه وجه حديث لوجهات النظر الوظيفية والسياقية لعلم النفس التي تطورت حول منظري التعلم مثل‬
‫‪ BF Skinner‬والتي تتبع نفسها إلى وجهات النظر الوظيفية للرواد مثل ‪ William James‬و‬
‫‪John Dewey.‬‬
‫هذا المجلد هو ثمرة عًلقة شخصية ومهنية بين المحررين يزيد عمرها عن عشر سنوات‪ .‬قدمنا أنتوني‬
‫بيجًلن ‪ ،‬عالم الوقاية الرئيسي والرئيس السابق لجمعية أبحاث الوقاية ‪ ،‬ووجدنا نحن الثًلثة أن محادثاتنا مثمرة‬
‫بشكل غير عادي في عدد من المجاالت‪ .‬جنبًا إلى جنب مع دينيس إمبري ‪،‬‬
‫ً‬
‫مطوال‬ ‫بصفتنا رائد أعمال علميًا يقوم بتسويق ممارسات التغيير السلوكي المستندة إلى األدلة ‪ ،‬فقد كتبنا ً‬
‫مقاال‬
‫بعنوان "تطور المستقبل‪ :‬نحو علم التغيير المتعمد" ‪ ،‬والذي تم نشره مع حوالي عشرين تعلي ًقا في المجلة‬
‫األكاديمية األولى ‪( Behavioral and Brain Sciences‬ويلسون) ‪Hayes ، Biglan ، & ،‬‬
‫‪ .)2014 ، Embry‬يمكن اعتبار هذه المقالة بمثابة المعلم األول في تكامل ‪ ES‬و ‪ CBS‬الذي يسعى هذا‬
‫المجلد إلى المضي قد ًما فيه ؛ لذلك ‪ ،‬من المناسب بشكل خاص أن يكتب توني مقدمة هذا المجلد‪.‬‬
‫إن تواريخ هاتين الهيئتين من المعرفة متشابكة تما ًما‪ .‬الغرض من هذا الفصل التمهيدي هو تتبع الجذور‬
‫ا لتاريخية لكًل الهيئتين المعرفيتين حتى نتمكن من استكشاف فائدة إطار العمل الذي ينبثق من إعادة دمجهما‬
‫دون إثارة ارتباطات تخريبية من الماضي‪ .‬عندما تصبح مجموعات المعرفة معزولة عن بعضها البعض ‪،‬‬
‫فهذا ليس فقط ألسباب دنيوية (على سبيل المثال ‪ ،‬تم تنظيم العلماء في مجتمعات منفصلة مع فرص قليلة‬
‫للتفاعل) ولكن قد يكون بسبب سوء الفهم الذي جعل من الصعب العمل معًا بشكل فعال أو لتكوينات األفكار‬
‫صا دقيقًا لهذه‬‫التي تقاوم االختًلط ‪ ،‬حتى عندما يتم تجميعها وفهمها‪ .‬يتطلب إنشاء إطار أكثر توحيدًا فح ً‬
‫األنواع المختلفة من االنفصال ‪ ،‬بما في ذلك تاريخها ‪،‬‬
‫ضا في فهم األغراض الرئيسية لهذا المجلد‪ :‬االستمرار في نقل ‪CBS‬‬ ‫سيساعد فحص موجز للتاريخ أي ً‬
‫تحت مظلة ‪ ، ES‬ولمساعدة ‪ ES‬على معرفة كيف يمكن للعمل مع علماء السلوك الموجودين على السياق‬
‫أن يعزز تطوير مبادئه الخاصة‪ .‬وتطبيقها على الشؤون العملية‪ .‬بدالً من العًلقة المتسلسلة التي يتم تخيلها‬
‫يوما ما إلى تطبيقات‬ ‫عادة ً ‪ ،‬حيث يتم متابعة "األسئلة الكبيرة" لمصلحتها داخل األمل في أنها قد تؤدي ً‬
‫عملية ‪ ،‬يتصور هذا المجلد عًلقة متوازية ‪ ،‬حيث يكون أفضل العلوم األساسية هو األكثر صلة في نفس‬
‫الوقت لفهم الت غيير اإليجابي والتنبؤ به والتأثير عليه في العالم الحقيقي‪ .‬هذا النوع من إستراتيجية التطوير‬
‫"الشبكية" هو سمة قوية من سمات ‪ CBS‬وكان محوريًا للجهود التعاونية لمحرري هذا المجلد‪.‬‬
‫التاريخ ذو الصلة لـ ‪ ES‬و ‪ ، CBS‬سنتطرق إلى االحتماالت الحالية وتنظيم هذا المجلد وأغراضه‬
‫المحددة‪.‬‬

‫تاريخ موجز للفكر التطوري فيما يتعلق بـ ‪CBS‬‬


‫ال يمكن أن يكون هناك شك في أنه في ذهن داروين ‪ ،‬فإن نظريته في االنتقاء الطبيعي تنطبق على طول‬
‫وعرض البشرية باإلضافة إلى العالم الطبيعي‪ .‬قبل أكثر من عشرين عا ًما من نشر أصل األنواع ‪ ،‬كتب‬
‫داروين في دفتر مًلحظاته الخاص (‪" :) 1980/1837‬أصل اإلنسان أثبت اآلن‪ .‬يجب أن تزدهر‬
‫الميتافيزيقيا‪ .‬من يفهم قرد البابون سيفعل أكثر تجاه الميتافيزيقيا أكثر من لوك "‪ .‬لم يكن داروين هو التطوري‬
‫تركيزا على تحسين الحالة البشرية‪ .‬يتمتع هربرت سبنسر بسمعة‬ ‫ً‬ ‫الوحيد في فترته ‪ ،‬وكان معاصروه أكثر‬
‫عالية ‪ ،‬وقد بُني علم الكونيات التطوري الخاص به ‪ ،‬على الرغم من نسيانه إلى حد كبير اليوم ‪ ،‬حول‬
‫تحسين البشرية‪ .‬كان سبنسر وليس داروين‬
‫في أمريكا ‪ ،‬طورت مجموعة صغيرة من المفكرين من بينهم أوليفر ويندل هولمز ‪ ،‬وتشارلز ساندرز‬
‫بيرس ‪ ،‬وويليام جيمس ‪ ،‬وجون دي وي مدرسة فلسفية للفكر تسمى البراغماتية مستوحاة من نظرية‬
‫التطور‪ .‬روا قصتهم بشكل جميل من قبل لويس ميناند (‪ )2001‬في كتابه ‪The Metaphysical‬‬
‫‪ ، Club‬الذي حصل على جائزة بوليتسر للتاريخ‪ .‬إن البصيرة المركزية للبراغماتية هي أن األفكار‬
‫ليست حقائق مجردة ‪ ،‬بل هي أدوات للبقاء ال يمكن فهمها إال في سياق األشخاص الذين يعيشون حياتهم‬
‫اليومية‪ .‬كما قال جيمس في كتابه البراغماتية عام ‪" ، 1907‬ال يوجد فرق في الحقيقة المجردة التي ال‬
‫تعبر عن اختًلف في الحقيقة الملموسة والسلوك الناتج عن هذه الحقيقة ‪ ،‬المفروض على شخص ما ‪،‬‬
‫بطريقة ما ‪ ،‬في مكان ما ‪ ،‬وفي وقت ما‪".‬‬
‫توفر البراغماتية األساس الفلسفي لمفهوم العلوم األساسية والتطبيقية التي تحدث بالتوازي وليس بالتسلسل‪.‬‬
‫هو ‪ -‬هي‬
‫من األمثلة على ذلك ديوي ‪ ،‬الذي أنشأ مدرسة المختبر في جامعة شيكاغو ‪ ،‬والتي تضاعفت كمدرسة‬
‫لألطفال ومختبر لدراسة العملية التعليمية‪.‬‬
‫على الرغم من أن دراسة التطور في العلوم البيولوجية وفيما يتعلق بالشؤون اإلنسانية بدأت متداخلة ‪،‬‬
‫فقد تطور الجانبان على طول مسارات منفصلة لمعظم القرن العشرين‪ .‬األسباب معقدة ‪ ،‬لكن أحد العوامل‬
‫الرئيسية كان ظهور علم الوراثة‪ .‬صاغ داروين نظريته من حيث االختًلف واالختيار والتشابه بين الوالدين‬
‫والنسل (الوراثة) ‪ ،‬والتي كانت حقيقة موثقة بسهولة حتى لو كانت اآلليات األساسية غامضة‪ .‬لقد كافح‬
‫لتحديد آلية (آليات) الوراثة طوال حياته دون نجاح ودون أن يدرك أن معاصره ‪ ،‬جريجور مندل ‪ ،‬كان‬
‫لديه مفتاح اإلجابة من خًلل تجاربه على البازالء‪ .‬عندما أعيد اكتشاف عمل مندل في أوائل القرن العشرين‬
‫‪ ،‬سرعان ما أصبحت الجينات تعتبر ليس فقط آلية للوراثة ‪ ،‬ولكن باعتبارها اآللية الوحيدة للميراث‪ .‬بعبارة‬
‫أخرى ‪ ،‬أصبحت دراسة التطور شديدة التركيز على الجينات ‪ ،‬كما لو أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن‬
‫يشبه بها األبناء والديهم هي من خًلل مشاركة الجينات‪ .‬هذا غير صحيح تما ًما ‪ -‬فالنسل يمكن أن يشبه‬
‫آبائهم من خًلل مشاركة نفس السمات الثقافية ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬لكن نماذج التغيير الثقافي كعملية تطورية‬
‫بآلياتها الخاصة بالوراثة لم يتم تطويرها من داخل علم األحياء التطوري حتى الربع األخير من القرن‬
‫العشرين‪ .‬مئة عام‪ .‬وهكذا ‪ ،‬مع تركيزهم الضيق على الجينات ‪ ،‬تنازل معظم علماء األحياء التطورية عن‬
‫دراسة التغيير غير الجيني إلى تخصصات أخرى (جابلونكا والمب ‪ .)2006 ،‬هذا غير صحيح تما ًما ‪-‬‬
‫فالنسل يمكن أن يشبه آبائهم من خًلل مشاركة نفس السمات الثقافية ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬لكن نماذج التغيير‬
‫الثقافي كعملية تطورية بآلياتها الخاصة بالوراثة لم يتم تطويرها من داخل علم األحياء التطوري حتى الربع‬
‫األخير من القرن العشرين‪ .‬مئة عام‪ .‬وهكذا ‪ ،‬مع تركيزهم الضيق على الجينات ‪ ،‬تنازل معظم علماء‬
‫األحياء التطورية عن دراسة التغيير غير الجيني إلى تخصصات أخرى (جابلونكا والمب ‪ .)2006 ،‬هذا‬
‫غير صحيح تما ًما ‪ -‬فالنسل يمكن أن يشبه آبائهم من خًلل مشاركة نفس السمات الثقافية ‪ ،‬على سبيل المثال‬
‫‪ ،‬لكن نماذج التغيير الثقافي كعملية تطورية بآلياتها الخاصة بال وراثة لم يتم تطويرها من داخل علم األحياء‬
‫التطوري حتى الربع األخير من القرن العشرين‪ .‬مئة عام‪ .‬وهكذا ‪ ،‬مع تركيزهم الضيق على الجينات ‪،‬‬
‫تنازل معظم علماء األحياء التطورية عن دراسة التغيير غير الجيني إلى تخصصات أخرى (جابلونكا والمب‬
‫‪.)2006 ،‬‬
‫يُعتقد على نطاق واسع أن النظرية التطورية اكتسبت سمعة سيئة لنفسها في العلوم االجتماعية من‬
‫خًلل استخدامها لتبرير عدم المساواة ‪ -‬الداروينية االجتماعية‪ .‬التاريخ الحقيقي أكثر تعقيدًا وإثارة‬
‫لًلهتمام ‪ ،‬كما ورد للجمهور العام في إصدار خاص من المجلة اإللكترونية ‪This View of Life‬‬
‫‪ // :(https‬التطور‬
‫‪ ) /Institute.org/this-view-of-life‬بعنوان "الحقيقة والمصالحة من أجل الداروينية االجتماعية"‬
‫(ويلسون وجونسون ‪ .) 2016 ،‬يستخدم المصطلح الفعلي "الداروينية االجتماعية" إلى حد كبير كإزدراء‬
‫لوصف أي سياسة عدم التدخل التي تسمح لألثرياء باالستفادة من الفقراء‪ .‬بالكاد اي احد‬
‫ونادرا ما يستخدم المتهمون بالداروينية االجتماعية نظرية داروين‬
‫ً‬ ‫يسمي نفسه داروينيًا اجتماعيًا ‪،‬‬
‫(أو حتى سبنسر) لتبرير آرائهم‪ .‬لم ي ُطلق على المفكرين التقدميين مثل ديوي ‪ ،‬الذين تأثروا بشكل‬
‫واضح بداروين ‪ ،‬اسم الداروينيين االجتماعيين‪ .‬ومما يدعو إلى االرتباك أن استخدام مصطلح‬
‫"الداروينية االجتماعية" كبعبع في العلوم االجتماعية واإلنسانية يتعايش جنبًا إلى جنب مع المنح‬
‫الدراسية التي يمكن أن تبدد األسطورة بسهولة (هودجسون ‪.)2004 ،‬‬
‫كان للتخصصات األكاديمية مثل األنثروبولوجيا الثقافية (‪ )2016 ، Wilson & Paul‬وعلم‬
‫االجتماع (‪ )2016 ، Wilson & Schutt‬أسبابها الخاصة إلعًلن االستقًلل عن علم األحياء (خاصةً‬
‫التنوع المتمركز حول الجينات) ‪ ،‬وحتى عن علم النفس ‪ ،‬من أجل التأسيس‪ .‬استقًلليتهم الخاصة‪ .‬في‬
‫علم النفس ‪ ،‬يعتبر ويليام جيمس حديثًا بشكل مذهل مثل عالم النفس التطوري ‪ ،‬وقد طور هو ومعاصره‬
‫أفكارا حول التعلم كقوة توجيهية للتطور الجيني كانت سابقة لعصرهم‪ .‬ومع‬
‫ً‬ ‫‪ ،‬جيمس مارك بالدوين ‪،‬‬
‫ذلك ‪ ،‬فإن هذه التطورات المبكرة في علم النفس قد طغى عليها في الغالب ظهور النظرية السلوكية‬
‫والتعلم ‪ ،‬التي هيمنت على علم النفس األكادي مي خًلل منتصف القرن العشرين‪ .‬يعد فهم تاريخ السلوكية‬
‫أمرا بالغ األهمية إلنشاء إطار عمل يوحد ‪ ES‬و ‪CBS ،‬‬ ‫ً‬
‫كان أحد أسباب ظهور السلوكية خًلل النصف األول من القرن العشرين هو أن منظري التعلم اعتقدوا ‪ -‬مع‬
‫وجود مبرر ‪ -‬أن التقدم العلمي لعلم النفس كان يتباطأ بسبب التركيز على األحداث العقلية الداخلية المفترضة‬
‫واالستبطان كأسلوب بحث‪ .‬لم يعترض السلوكيون على دراسة التفكير واالستدالل بحد ذاته‪ .‬رفض سكينر‬
‫صراحة فكرة أن علم النفس السلوكي يحتاج إلى تقييد نفسه بالسلوك الصريح (سكينر ‪ ، )1945 ،‬وليس من‬
‫المعروف عمو ًما أنه حتى السلوكية الكًلسيكية طورت طرقًا إبداعية لدراسة موضوعات مثل حل المشكًلت‬
‫والتفكير‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬طور ‪ ، John B. Watson‬والد السلوكية األمريكية ‪ ،‬إجراء "التحدث بصوت‬
‫عا ٍل" لدراسة التفكير ‪،‬‬
‫(إريكسون وسيمون ‪ .)1993 ،‬لكن بالنسبة للجزء األكبر ‪ ،‬استخدم علماء السلوك المًلحظات‬
‫المباشرة للحيوانات غير البشرية بدالً من االستبطان البشري كأساس لتطوير المبادئ‪.‬‬
‫ظاهريًا ‪ ،‬يجب أن تكون هذه الميزات والعديد من الميزات األخرى أقرب إلى التفكير السلوكي والعكس‬
‫صحيح‪ .‬كًلهما أحادي وعندما يفكرون في السلوك ‪ ،‬فإنهم يركزون على اإلجراءات في سياق التاريخ‬
‫والظروف‪ .‬استند الجناح الوظيفي للتفكير السلوكي إلى البراغماتية كفلسفة علمية ( ‪Hayes، Hayes،‬‬
‫‪ ، ) 1988 ،& Reese‬واعتنق المنظرون الرئيسيون مثل سكينر الفكر التطوري صراحة‪ .‬تأمل هذه الفقرة‬
‫المأخوذة من واحدة من أهم مقاالته ‪" ،‬االختيار بالنتائج" (سكينر ‪ ، 1981 ،‬ص ‪:)501‬‬
‫االختيار بالنتائج هو وضع سببي ال يوجد إال في الكائنات الحية ‪ ،‬أو في اآلالت التي تصنعها الكائنات‬
‫ضا تشكيل سلوك الفرد والحفاظ‬‫الحية‪ .‬تم التعرف عليه ألول مرة في االنتقاء الطبيعي ‪ ،‬ولكنه يفسر أي ً‬
‫عليه وتطور الثقافات‪ .‬في جميع هذه المجاالت الثًلثة ‪ ،‬يحل محل التفسيرات القائمة على األنماط‬
‫السببية للميكانيكا الكًلسيكية‪ .‬االستبدال يقاوم بشدة‪ .‬لم يثبت االنتقاء الطبيعي قضيته ‪ ،‬لكن التأخيرات‬
‫المماثلة في االعتراف بدور االختيار في المجاالت األخرى يمكن أن تحرمنا من المساعدة القيمة في‬
‫حل المشكًلت التي تواجهنا‪.‬‬
‫في هذا المقطع ‪ ،‬يقول سكينر إن هناك شيئًا ما يتعلق بالتغيير الفردي والثقافي المفتوح الذي يشبه التطور‬
‫الجيني‪ .‬في جميع الحاالت الثًلث ‪ ،‬هناك تباين في السلوكيات ‪ ،‬والسلوكيات المختلفة لها عواقب مختلفة ‪،‬‬
‫وهناك مجموعة مختارة من السلوكيات التي تكيف الكائن الحي مع بيئته‪ .‬الثًلثة كلها عمليات تطورية تعتمد‬
‫على "التباين األعمى واالحتفاظ االنتقائي" ‪ ،‬كما كان عالم النفس االجتماعي دونالد كامبل مغر ًما بوضعها‬
‫(كامبل ‪.)1960 ،‬‬
‫تفسيرا‪ .‬ضع‬
‫ً‬ ‫تتطلب عبارة سكينر "تحل محل التفسيرات القائمة على األنماط السببية للميكانيكا الكًلسيكية"‬
‫في اعتبارك المًلحظة الدنيوية بأن العديد من األنواع الحية الصحراوية ذات لون رملي إلخفاء نفسها عن‬
‫مفترساتها وفرائسها‪ .‬التفسير التطوري واضح بما فيه الكفاية‪ :‬األفراد اختلفوا في ألوانهم في الماضي ‪ ،‬أولئك‬
‫الذين اندمجوا فيها‬
‫نجت خلفيتهم وأعيد إنتاجها بشكل أفضل ‪ ،‬وكان االختًلف وراثيًا ‪ ،‬مما أدى إلى الكائنات الحية المموهة‬
‫جيدًا التي نراها اليوم‪ .‬الحظ أنه يمكننا عمل هذا التنبؤ لجميع أنواع الكائنات الصحراوية ‪ ،‬مثل القواقع‬
‫والحشرات والبرمائيات والزواحف والطيور والثدييات‪ .‬كل مجموعة من هذه المجموعات التصنيفية لها‬
‫أشكال خارجية فيزيائية مختلفة (أصداف الحلزون مصنوعة من كربونات الكالسيوم ‪ ،‬والهياكل الخارجية‬
‫للحشرات مصنوعة من الكيتين ‪ ،‬وما إلى ذلك) مشفرة بواسطة جينات مختلفة‪ .‬ما الذي يمكننا من فهم‬
‫خصائص األنواع التي تعيش في الصحراء دون الحاجة إلى أي معرفة بتركيبتها الجسدية؟ الجواب هو‬
‫التنوع الوراثي‪ .‬إلى أي مدى ينتج عن التركيب الفيزيائي للكائنات اختًلفات وراثية ‪ -‬أي ‪ ،‬إلى أي مدى‬
‫ضا على تشكيل البيئة‬ ‫يمكننا تجاهل التركيب المادي والتنبؤ على أساس عمل تشكيل البيئة‪ .‬ينطبق هذا أي ً‬
‫على األفراد والثقافات المرنين سلوكيا ً ‪ ،‬وهو ما قصده سكينر من خًلل ادعائه أن "االختيار بالنتائج" يحل‬
‫محل التفسيرات القائمة على األنماط السببية للميكانيكا الكًلسيكية‪.‬‬
‫عادة ً ما يستخدم علماء األحياء التطورية استراتيجية تفكير تسمى "تفكير االنتقاء الطبيعي" أو "برنامج‬
‫التكيف" ‪ ،‬والتي تبدأ بافتراض وجود تباين وراثي لجميع السمات وأن الوقت قد انقضى لتتطور التكيفات‬
‫عن طريق االنتقاء الطبيعي‪ .‬لم يتم الدفاع عن هذه االفتراضات على أنها صحيحة ‪ ،‬ولكن يتم التعامل معها‬
‫على أنها وسائل راحة بحيث يكون السؤال "ما هي خصائص الكائن الحي إذا كان متكيفًا جي ًدا مع البيئة؟"‬
‫يمكن أن يطلب‪ .‬ينتج عن استراتيجية التفكير هذه فرضيات توفر نقاط انطًلق جيدة للتحقيق التجريبي ‪،‬‬
‫عندما تدخل التفاصيل الفوضوية آلليات الوراثة والسكان الخارجين عن التوازن التطوري في اللعب‪.‬‬
‫باختصار ‪ ،‬يقوم علماء األحياء التطورية بعمل افتراضاتهم الخاصة حول "اللوح الفارغ" حول التباين‬
‫دليًل مفيدًا ‪ ،‬والتي يجب وضعها في االعتبار عند النظر في افتراضات "اللوح الفارغ"‬ ‫الوراثي باعتباره ً‬
‫حول قدرة األفراد والثقافات على التغيير‪ .‬في جميع هذه النواحي ‪ ،‬تُعلم السلوكية بعمق بالنظرية التطورية‬
‫وتقف على أرض صلبة‪.‬‬
‫بالنظر إلى كل ذلك ‪ ،‬لماذا االنقطاع؟ كانت االختًلفات إلى حد كبير حول االستراتيجية التحليلية ‪-‬‬
‫االختًلفات التي ال يمكن التغلب عليها حتى االثنين‬
‫تم تطوير الجوانب بشكل أكبر‪.‬‬
‫على الرغم من وجود العديد من االختًلفات المهمة بين األنواع المختلفة لنظرية التعلم ‪ ،‬فقد سعى كل‬
‫هؤالء العلماء إلى تطوير مبادئ سلوكية ذات دقة عالية (يمكن تطبيق المفاهيم بشكل ال لبس فيه) ونطاق‬
‫كبير (يمكن تطبيق المفاهيم عبر مجموعة من المواقف) وهذا ما فعلته‪ .‬ال تتعارض مع النظريات الراسخة‬
‫والمدعومة جيدًا في المجاالت العلمية األخرى (أي أنها كانت متماسكة عبر مستويات التحليل ‪ ،‬أو "العمق")‪.‬‬
‫كانت االستراتيجية العلمية التي تم نشرها للعثور على هذه المبادئ في البداية قائمة على المختبرات‬
‫والتجريبية ‪ ،‬بدالً من فحص سلوك الحيوان بمرور الوقت في سياقه الطبيعي بطريقة رصدية‪ .‬اعترض‬
‫الباحثون النفسيون والبيولوجيون بشدة على هذه االستراتيجية ‪ ،‬غالبًا ما ينظر إليه على أنه افتراض تطوري‬
‫جاهل بأن المبادئ المحددة في المختبر يجب أن تعمم بغض النظر عن التركيب البيولوجي لكائنات معينة‪.‬‬
‫ذكر بينكر هذا االعتراض بوضوح عندما ادعى أن "السلوكيين يعتقدون أن السلوك يمكن فهمه بشكل مستقل‬
‫عن بقية علم األحياء ‪ ،‬دون االنتباه إلى التركيب الجيني للحيوان أو التاريخ التطوري لألنواع" (‪، 2002‬‬
‫ص ‪ . ) 20‬أدلى العديد من المنظرين التطوريين المعروفين بتعليقات مماثلة (على سبيل المثال ‪Gould ،‬‬
‫ضا من أن محاولة إيجاد‬‫‪ de Waal‬؛ ‪ .)2001 ، & Marler ، 1987‬كان الباحثون األخًلقيون قلقين أي ً‬
‫مبادئ قابلة للتطبيق بشكل عام يتم تطبيقها عبر نصائح الفروع التطورية كانت ال بد أن تغفل السمات‬
‫الرئيسية للسلوك التي تم تركيبها من خًلل التطور إلى سمات تاريخية أو ظرفية محددة‪ .‬لقد اعتقدوا أن‬
‫يرا عن السلوك الطبيعي للفأر ؛ ولن تخبرك دراسة الفئران في بيئة‬ ‫وضع فأر في غرفة فعالة لن يخبرك كث ً‬
‫قاحلة بالكثير عن السلوك البشري‪.‬‬
‫من جانبهم ‪ ،‬فهم السلوكيون هذا القلق‪ .‬قام العديد من علماء السلوك (بما في ذلك ‪ Watson‬و ‪)Skinner‬‬
‫بقص أسنانهم األكاديمية في البحث النفسي البيولوجي (على سبيل المثال ‪ ،‬كان أحد المنشورات الثًلثة األولى‬
‫لسكينر عن االنتفاخات عند النمل)‪ .‬لقد تقدموا لألمام على أي حال ‪ ،‬وشعروا أن المبادئ السلوكية ذات الدقة‬
‫العالية والنطاق والعمق التي تم تعميمها عبر أطراف الفروع التطورية قد تكون موجودة ‪ ،‬وإذا كان األمر كذلك‬
‫‪ ،‬فقد يتم ت حديدها بسهولة أكبر دون التركيز األولي على التعقيد‬
‫من المًلحظات الميدانية‪ .‬غالبًا ما يُنسى أن نظرية التعلم كانت في البداية فر ًعا من علم النفس المقارن‬
‫كبيرا من أبحاث التعلم المبكر فحصت تعميم مبادئ التعلم مثل التعزيز أو التحكم التمييزي‬ ‫ً‬ ‫قدرا‬
‫‪ ،‬وأن ً‬
‫عبر األنو اع‪ .‬كانت االستراتيجية السلوكية استراتيجية محفوفة بالمخاطر ‪ ،‬وكان من الممكن أن تفشل ‪،‬‬
‫لكن اتضح أن العديد من هذه المبادئ تنطبق في الواقع على جميع األنواع التي تطورت خًلل العصر‬
‫ضا أن لديهم نسخة احتياطية من التطبيق على‬ ‫الكمبري أو فيما بعد‪ .‬سرعان ما أدرك علماء السلوك أي ً‬
‫الشؤون اإلنسانية للتأكد من أن مبادئهم مهمة ‪ ،‬حتى لو لم يتم تطوير هذه المبادئ في البداية من خًلل‬
‫الدراسات الميدانية‪.‬‬
‫يمكننا التفكير في هذه االختًلفات في ضوء أسئلة ‪ Tinbergen‬األربعة الرئيسية حول أي سمة‬
‫نمطية (‪ ، )1963‬بما في ذلك السلوك‪ .‬يجب فهم كل سمة ذات أساس وظيفي من الناحية الوظيفية‪.‬‬
‫سيكون لها آلية فيزيائية ‪ ،‬وسوف تتطور‪ .‬كما سيكون لها تاريخ‪ .‬استخدم ‪ Tinbergen‬كلمة التطور‬
‫في المقام األول لوصف سؤال التاريخ ‪ ،‬ولكن يمكن توسيع التطور للنظر في جميع األسئلة األربعة‬
‫(على سبيل المثال ‪ .) 2014 ، .Wilson et al ،‬قام علماء السلوك بفحص التطور والوظيفة ضمن‬
‫أطر زمنية قصيرة كمكان للبدء ‪ ،‬مع إشارة فقط إلى اآللية الفيزيائية والتاريخ ؛ اعتقد أنصار التطور‬
‫السائد أن التاريخ والعمل على مدى األطر الزمنية األطول سيعمل بشكل أفضل كبداية ‪ ،‬لكنهم كانوا‬
‫متشككين في األهمية المركز ية للتنمية والوظيفة خًلل أطر زمنية أقصر ‪،‬‬
‫قد تكون الروابط العميقة بين النظرية السلوكية والتطورية التي الحظناها قد عملت بشكل طبيعي في عصر جديد‬
‫من التكامل حيث نضجت هذه الحقول للنظر في األسئلة التي لم تتم معالجتها بعد ‪ ،‬إذا لم يكن ذلك لعدد قليل من‬
‫األ حداث التاريخية‪ .‬كانت المناهج المعرفية ‪ ،‬التي حلت إلى حد كبير محل السلوكية في علم النفس األساسي خًلل‬
‫الجزء األخير من القرن العشرين ‪ ،‬قائمة على أساس ميكانيكي‪ .‬كان االستعارة المركزية لنماذج معالجة المعلومات‬
‫هو العقل باعتباره حاسوبًا متعدد األغراض ‪ -‬وبالتالي الحاجة إلى فهم دوائره‪ .‬كانت العبارة الرئيسية "تتجاوز‬
‫المعلومات المقدمة" (برونر ‪ ، ) 1973 ،‬مما يعني أن العقل يجب أن يكون لديه قدر كبير من المعرفة الفطرية من‬
‫أجل معالجة‬
‫معلومات من البيئة ‪ ،‬البصيرة التي تم رفضها ‪ ،‬أو على األقل التقليل من شأنها إلى حد كبير ‪ ،‬من‬
‫قبل التقليد السلوكي‪.‬‬
‫قام علم النفس التطوري (‪ )1992 ،Barkow، Cosmides، & Tooby‬بتسخير وإعادة توجيه هذا‬
‫كبيرا من‬
‫ً‬ ‫كمبيوترا واحدًا متعدد األغراض بل عددًا‬
‫ً‬ ‫التغيير في ‪ Zeitgeist‬من خًلل القول بأن العقل ليس‬
‫أجهزة الكمبيوتر أو الوحدات ذات األغراض الخاصة التي نشأت عن طريق التطور الجيني حل مشاكل البقاء‬
‫والتكاثر المحددة التي واجهتها بيئة األجداد‪ .‬في حين اختلف علماء النفس التطوري مع المعرفيين حول التفاصيل‬
‫في تنظيم العقل ‪ ،‬فقد شاركوا في االزدراء المشترك الستراتيجيات علم النفس السلوكي‪ .‬توبي وكوزميدس‬
‫(‪ )1992‬قدموا تباينًا حادًا بين علم النفس التطوري ‪ ،‬من ناحية ‪ ،‬و "نموذج العلوم االجتماعية القياسي" من‬
‫ناحية أخرى ‪ ،‬والذي يتضمن السلوكية وما يسمى بتقاليد "اللوح الفارغ" في العلوم االجتماعية ‪ ،‬بما في ذلك‬
‫علماء األنثروبولوجيا مثل مارجريت ميد وكليفورد غيرتز‪ .‬أضاف ستيفن بينكر (‪ )2002‬ثقله الكبير من خًلل‬
‫كتابه ‪The Blank Slate.‬‬
‫كان تأثير هذه التطورات هو أن أنصار التطور لم يكونوا مدركين إلى حد كبير لًلنفتاح على التفكير التطوري‬
‫الذي كان موجودًا في المناهج السلوكية‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬في عصر التركيز على الجينات ‪ ،‬كانت هناك أسباب‬
‫قليلة ت جعل أنصار التطور يبحثون عن معرفة بمبادئ التعلم‪ .‬عندما تم طرد السلوكية إلى حد كبير من علم النفس‬
‫األكاديمي األساسي ‪ ،‬لم تنقرض ولكنها ظلت حية وبصحة جيدة في العلوم السلوكية التطبيقية ‪ ،‬حيث كان‬
‫للحاجة إلى التأثير على السلوكيات في العالم الحقيقي تأثير معتدل على الرياح المتغيرة لألزياء األكاديمية‪ .‬ومع‬
‫ذلك ‪ ،‬بالنسبة إلى أنصار التطور السائد ‪ ،‬كانت السلوكية غير مرئية بشكل متزايد ‪ ،‬واستخدمت كفتى جلدي‬
‫أكثر من كونها بؤرة اهتمام جاد‪ .‬تم رفض تشبيه سكينر بين طوارئ التعزيز وحاالت البقاء على قيد الحياة أو‬
‫االختيار الثقافي عل ى نطاق واسع ألن الجينات والميمات عاشت وماتت عبر مراحل الحياة ‪ ،‬بينما تم تعزيز‬
‫كبيرا لجدول‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مجاال‬ ‫السلوكيات خًلل الحياة‪ .‬من جانبهم ‪ ،‬أدرك علماء السلوك أهمية التطور ‪ ،‬لكنهم لم يروا‬
‫أعمالهم العملي والبحثي في جدول علم التطور‪.‬‬
‫هناك وقفت‪ .‬لعقود‪.‬‬
‫ثم بدأت األمور تتغير ‪ ،‬وأصبح هذا المجلد ممكنًا‪.‬‬
‫في ‪ ، ES‬ما تغير هو أن المعرفة اآللية األكبر بشكل كبير التي يوفرها تحليل الجينوم أضعفت بشكل‬
‫متناقض التفسيرات الجينية البسيطة لسمات النمط الظاهري‪ .‬تم سحب الدور المركزي للتنمية في ‪ES‬‬
‫في شكل بحث "‪ ، ) 2003 ، Evo-Devo" (West-Eberhard‬بينما بدأت القوة الفكرية المتزايدة‬
‫للمنهج التطورية الموسعة متعددة األبعاد والمستويات (على سبيل المثال ‪، Pigliucci & Muller ،‬‬
‫‪ ) 2010‬في خلق اهتمام متجدد بعًلقة التعلم والسلوك بالخلق المتخصص واالختيار المناسب والتنظيم‬
‫الجيني واإلقامة‪ .‬كتابا ن بارزان في هذا التغيير هما األنواع الرمزية ‪ ،‬بقلم تيرينس ديكون (‪، )1997‬‬
‫والتطور في أربعة أبعاد ‪ ،‬بقلم إيفا جابلونكا وماريون المب (‪ .)2006‬نحن فخورون بأن كًل من‬
‫‪ Deacon‬و ‪ Jablonka‬تم تضمينهما بين المؤلفين في هذا المجلد‪.‬‬
‫يحدد ‪ Jablonka‬و ‪ Lamb‬ما ال يقل عن أربع آليات للوراثة‪ )1( :‬وراثي‪ )2( .‬الوراثة الًلجينية (التي‬
‫تتضمن تغييرات عبر األجيال في التعبير الجيني بدالً من تواتر الجينات) ؛ (‪ )3‬أشكال التعلم االجتماعي‬
‫الموجودة في العديد من األنواع ؛ و (‪ ) 4‬أشكال الفكر الرمزي التي تميز اإلنسان‪ .‬يمكننا أن نضيف إلى هذه‬
‫ا لعناصر المكون التكيفي لجهاز المناعة ‪ ،‬مع تكوين واختيار األجسام المضادة كعملية تطورية خامسة مع آلية‬
‫الوراثة الخاصة بها‪.‬‬
‫ضا أنه بحاجة إلى اللجوء إلى األفكار التطورية الحديثة مثل االختيار‬ ‫من جانبه ‪ ،‬وجد التقليد السلوكي أي ً‬
‫متعدد المستويات للتعامل مع فشل المبا دئ السلوكية الكًلسيكية في شرح اللغة البشرية واإلدراك ( & ‪Hayes‬‬
‫‪ .)2014 ، Sanford‬أصبح من الواضح تجريبيًا أن معرفة كيفية تأثير المبادئ السلوكية على التعبير الجيني‬
‫من خًلل آليات الوراثة الًلجينية أصبحت اآلن ذات أهمية مركزية (على سبيل المثال ‪Dias & Ressler ،‬‬
‫‪ .) 2014 ،‬تم استخدام األفكار التطورية بشكل متزايد لتوجيه برامج البحوث السلوكية األساسية ( ‪Hayes،‬‬
‫‪Sanford، & Chin، 2017).‬‬
‫أدى اإلدراك األولي للتطور إلى ما هو أكثر من التطور الجيني إلى نهضة في التفكير بين علماء التطور‬
‫حول موضوعات كانت في السابق شبه حصرية في مجال العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ .‬كما يتزايد االعتراف‬
‫بهذه الكائنات الحية‬
‫هي أنظمة لتحويل البيئة والسلوك إلى علم األحياء‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬يوجد اآلن سهم برأسين بين الحقول‬
‫التي تدرس اآلليات التطورية وتلك التي تدرس السلوك بمنهج وظيفي وسياقي‪.‬‬
‫يوفر الجهاز المناعي للفقاريات تشبي ًها مفيدًا بشكل خاص للتفكير في نظامنا المتطور للتغيير السلوكي‬
‫(ويلسون وآخرون ‪ .) 2014 ،‬يشتمل الجهاز المناعي على ما يسمى بالمكون الفطري ‪ ،‬والذي يتكون من‬
‫دفاعات آلية للغاية ال تتغير خًلل عمر الكائن الحي ‪ ،‬وما يسمى بالمكون التكيفي ‪ ،‬والذي يتضمن تكوين‬
‫ما يقرب من ‪ 100‬مليون من األجسام المضادة المختلفة واختيار تلك التي ترتبط بنجاح بالمستضدات‪.‬‬
‫المصطلحات مربكة بعض الشيء ‪ ،‬ألن المكون الفطري شديد التكيف والمكون التكيفي يتضمن آليات فطرية‬
‫للغاية‪ .‬على أي حال ‪ ،‬إذا فكرنا في آلياتنا المتطورة للتغيير ال سلوكي على أنها تشتمل على مكون فطري‬
‫ومك ِّ ِون ‪،‬‬
‫يمكن العثور على مثال في كره الذوق‪ .‬عندما تمت مواجهتها في األصل ‪ ،‬كان يُنظر إليها على أنها شكل‬
‫جديد تما ًما من أشكال التعلم (على سبيل المثال ‪Garcia ، Lasiter ، Bermudez-Rattoni ، & ،‬‬
‫‪ )1985 ، Deems‬التي تحد ت بشكل مباشر أو حتى زورت استراتيجية نظرية التعلم (على سبيل المثال ‪،‬‬
‫سيليجمان ‪ ) 1970 ،‬ألنها انتهكت بشكل كبير المعايير الحالية للمبادئ السلوكية‪ .‬عندما تم فحص ميزات التكييف‬
‫الكًلسيكي وثبت أنها تنطبق على هذه الحالة ‪ ،‬أصبح من الشائع التفكير في األمر على أنه تعديل تطوري‬
‫للمعلمات الزمنية والمحفزات التي تؤثر على التكييف الكًلسيكي (على سبيل المثال ‪.)1971 ، Revusky ،‬‬
‫بدون مبادئ التكييف الكًلسيكي ‪ ،‬لم يكن من الممكن الوصول إلى هذا التفسير المتماسك‪ .‬في نفس الوقت‪ ،‬حقيقة‬
‫أن اإلشارات المحددة فقط التي تختلف عبر األنواع يمكن أن تكتسب وظائف من خًلل كره الذوق تتطلب فهم‬
‫البصيرة التطورية‪ .‬يبدو أن اإلجماع الحديث هو أن الظاهرة تنطبق على اإلشارات المتعلقة بالغذاء ضمن‬
‫المكانة البيئية ألنواع معينة‪ .‬كل من تعلم العلم والتطور‬
‫تم استخدام العلم وكان ضروريًا للمساعدة في فهم الظاهرة الشاملة ‪ .‬هناك نقطة أكبر يمكن أن توضحها أمثلة‬
‫مثل هذه في اإلدراك المتأخر‪ .‬في حين أن التفكير "باالختيار بالنتائج" يمكن أن يكون ثاقبًا في حد ذاته ‪ ،‬إال‬
‫أنه يمكن أن يصبح محدودًا بسبب نقص المعرفة باآلليات الفيزيائية والفشل في فحص التطور والوظيفة‬
‫بطريقة تتسع عبر السياق والتاريخ التطوري‪ .‬وبالمثل ‪ ،‬فإن النظرة الجينية للتطور تقلل بشكل كبير من‬
‫قيمة دور التعلم والسلوك عبر مجموعة واسعة من الموضوعات التطورية‪ .‬هكذا‪:‬‬
‫كان الجميع مخطئين ‪ ،‬والتقدم يتطلب التحرك من جميع الجهات‪ .‬يحتاج أنصار التطور إلى‬
‫استشارة علوم السلوك البشري واإلنسانيات باحترام ‪ -‬الكتشاف ما تعرفه هذه التخصصات عن‬
‫التعلم واألنظمة الرمزية‪ .‬سيستفيد العلماء والعلماء من العلوم السلوكية واإلنسانية من خًلل‬
‫التفكير في عملهم داخل مدار النظرية التطورية (‪Wilson et al.، 2014، p. 401).‬‬
‫باختصار ‪ ،‬هناك الكثير مما يمكن تعلمه وتدريسه من جميع الجوانب ‪ -‬ولكن فقط إذا أمكن التغلب‬
‫على الحدود التخصصية ويمكن ربط العديد من التكوينات المختلفة لألفكار ببعضها البعض‪ .‬هذا هو‬
‫الغرض من هذا المجلد‪.‬‬

‫حول هذا المجلد‬


‫في هذا الكتاب ‪ ،‬نستكشف وجهة النظر القائلة بأن المناهج الوظيفية والسياقية في العلوم السلوكية تحتاج إلى‬
‫إعادة دمجها مع علم التطور لكًل المجالين للتقدم في المقطع المناسب من أجل إنشاء إطار أفضل لفهم السلوك‬
‫البشري والتنبؤ به والتأثير عليه‪ .‬يستكشف هيكل المجلد هذه الفكرة بطريقة مبتكرة‪ .‬يجمع المجلد فرقًا من أنصار‬
‫عا‬
‫التطور وعلماء السلوك حول موضوع محدد ذي صلة بالعًلقة بين هذين المنهجين‪ .‬تم إعطاء المؤلفين موضو ً‬
‫طلب منهم تحديد تركيز معين لورقتهم البحثية داخل هذا‬ ‫واسعًا مثل "التعلم" أو "اللغة والتواصل الرمزي" و ُ‬
‫المجال الموضعي بأي طريقة يرونها مناسبة‪ .‬ثم أصبحت تلك األوراق فصوالً من هذا الكتاب‪.‬‬
‫تم اختيار الفرق بسبب بروزها في المنظورات التطورية أو في منظورات العلوم السلوكية السياقية‪ .‬لم يكن‬
‫هناك قيود على األساليب أو القضايا المحددة ‪ ،‬وفي الواقع ‪ ،‬كان كل فريق يجهل عمل الفريق اآلخر حتى‬
‫تمت كتابة الفصل الخاص به بالكامل‪ .‬ثم قرأ كل جانب فصل اآلخر وأجرى محادثة مسجلة ‪ ،‬أدارها محررو‬
‫المجلد ‪ ،‬حول أوجه التشابه واالختًلف بينهما‪ .‬ثم تم تعديل نص تلك المحادثة إلى حوار مضغوط يتبع كل‬
‫زوج من الفصول‪.‬‬
‫يسمح هذا الترتيب غير العادي للقارئ برؤية كل مجال كما يفعل الخبراء ‪ ،‬ومن ثم رؤية الخبراء يبحثون‬
‫نظرا لوجود محاولة قليلة لتقييد المنهج المتبع في مجال موضوع كبير‬ ‫عن سبل االتصال وإعادة االندماج‪ً .‬‬
‫عا من التقييم لدرجة التداخل والتكامل الموجودة‬ ‫‪ ،‬فقد قدمت حتى القضايا نفسها التي تم اختيارها للتفسير نو ً‬
‫بالفعل‪ .‬تم تصميم هذا المجلد ليكون متا ًحا بشكل متسا ٍو لكًل المجتمعين ‪ ،‬مع حصول القارئ على مقعد في‬
‫الصف األمامي ليشهد إعادة دمج تاريخية ‪ -‬وهو ما يحدث بين الخبراء في الوقت الفعلي من خًلل مقاالتهم‬
‫ومحادثاتهم‪.‬‬
‫كمحررين ‪ ،‬حاولنا إبراز هذه العملية أكثر من إمًلء شكلها‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فقد أخذنا في االعتبار أهمية‬
‫دراسة السلوك في سياق الحياة اليومية ‪ ،‬حيث يحدث السلوك بالفعل ‪ ،‬في اختيار الفرق والمواضيع‪ .‬يتفق‬
‫كًل المجالين على هذا التركيز على مستوى االفتراضات ‪ ،‬ولكن ليس بالضرورة على مستوى استراتيجية‬
‫البحث‪ .‬تأخذ المناهج التطورية وجهة نظر مفادها أنه ال يمكن فهم األنواع في النهاية إال فيما يتعلق بالبيئات‬
‫الماضية والحالية‪ .‬هذا هو السبب في أن الدراسات الميدانية تحتل مكانة بارزة للغاية ولماذا يصر معظم‬
‫أنصار التطور على أن األبحاث المختبرية يجب أن تكون مستنيرة من خًلل الدراسات الميدانية لتجنب‬
‫خطر عدم قابليتها للتفسير‪ .‬ألن علم السلوك السياقي يأخذ التنبؤ والتأثير بدقة ونطاق وعمق ليكون نموذج‬
‫الفهم الخاص به (أي معايير الحقيقة الخاصة به) ‪ ،‬يتفقون على أن الدراسات المختبرية يجب أن تُقرأ بحذر‬
‫حتى يتم تطبيقها على دراسة التنوع السلوكي والثقافي البشري في سياق مشاكل العالم الحقيقي‪ .‬لهذه األسباب‬
‫‪ ،‬اخترنا عمدًا ا لفرق التي أخذت السياق والتأثير البشري على محمل الجد ‪ ،‬في أي من هذين الشكلين‪ .‬كما‬
‫تبدأ األبحاث التطورية المتعلقة باإلنسان في وضع نفس التركيز على الدراسات الميدانية مثل البحث عن‬
‫األنواع األخرى ‪ ،‬وفكرة إجراء البحوث األساسية والتطبيقية في أعشاش متوازية بشكل جيد في هذا المنهج‬
‫العام ‪ ،‬مما يسهل نقطة اتصال أخرى بين ‪ ES‬و ‪CBS.‬‬
‫على الرغم من أن ‪ CBS‬هي فرع تم تسميته حديثًا من العلوم السلوكية التطبيقية ‪ ،‬فقد تمت صياغتها لتكون‬
‫وج ًها حديثًا لعلم النفس السلوكي‪ .‬وبدالً من محاولة وصف حالته ‪ ،‬سنترك فصول هذا المجلد تحكي تلك القصة‪.‬‬
‫يوضح التاريخ الذي قمنا بمراجعته سبب اعتماد ‪ CBS‬إلى حد كبير على مبادئ التعلم األساسية المستمدة من‬
‫ضا أن تطورها الحديث قد أدى إلى نظرية قوية تجريبيا ً للفكر الرمزي‬ ‫مختبر الحيوان ‪ ،‬ولكن القارئ سيرى أي ً‬
‫تسمى نظرية اإلطار العًلئقي (‪ ، )RFT‬والتي تُعلم طرقها العملية للتأثير على السلوك ‪ ،‬بما في ذلك عًلج‬
‫التقبل وااللتزام ‪ /‬تدريب التقبل وااللتزام ‪ ،‬أو ‪( . ACT‬للحصول على مراجعة شاملة لبرنامج أبحاث ‪، CBS‬‬
‫انظر )‪Zettle، Hayes، Barnes-Holmes، & Biglan، 2016.‬‬
‫أحد أوجه عدم التناسق التي تظهر في هذا المجلد هو أن علماء الس لوك السياقي فكروا أكثر في العلوم‬
‫التطورية خًلل العقد الماضي أكثر من التفكير بالعكس‪ .‬جمعية العلوم السلوكية السياقية (‪ ، )ACBS‬التي‬
‫تأسست عام ‪ ، 2005‬تضم حوالي ‪ 8000‬عضو في جميع أنحاء العالم وفروع في ‪ 27‬دولة و ‪ 18‬لغة‪.‬‬
‫كان أنصار التطور يتحدثون بشكل منتظم في االجتماعات السنوية ‪ ،‬وهناك مجموعة ذات اهتمام خاص‬
‫بعلم التطور‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬في هذه اللحظة ‪ ،‬تعلم مجتمع ‪ CBS‬المضغوط نسبيًا المزيد عن التطور أكثر مما‬
‫انتشارا حول ‪ .CBS‬حتى عند عد زمًلئك المسافرين ‪ ،‬من المحتمل‬ ‫ً‬ ‫تعلمه المجتمع التطوري األكبر واألكثر‬
‫أن يكون هناك أقل من ‪ 25000‬عالم ومحترف لديهم توجهات ‪ CBS‬في جميع أنحاء العالم ‪،‬‬
‫ضا يتغير‪ .‬تم التطرق إلى العديد من القضايا‬ ‫ال ينطبق الشيء نفسه على علماء التطور ‪ ،‬لكن هذا أي ً‬
‫التي تم فحصها في هذا المجلد في المجلة اإللكترونية ‪ ، )This View of Life (TVOL‬والتي توفر‬
‫تغطية متعمقة لـ ‪ ES‬لعامة الناس والمهنيين المهتمين ‪ ،‬والتي تسلط الضوء على روابط المؤلفات العلمية‬
‫المعاصرة‬
‫‪ .)/(https://evolution-institute.org/this-view-of-life‬يدير ‪ David TVOL‬كجزء من منظمته‬
‫غير الربحية ‪ The Evolution Institute (EI: https://evolution-institute.org). ACBS ،‬هو‬
‫مؤيد تنظيمي لـ ‪ ، EI‬وقد ساهم مؤلفو ‪ CBS‬في مقاالت ‪ .TVOL‬تشكل هذه الجهود موارد إضافية مهمة‬
‫إلعادة توحيد ‪ ES‬و ‪CBS.‬‬
‫وبالتالي ‪ ،‬فإن هذا المجلد هو لقطة لمحادثة مستمرة ذات مسار واضح‪ :‬إعادة دمج علم التطور ومنهج‬
‫سياقي وظيفي لدراسة السلوك في إطار شامل لمعالجة التعقيد البشري‪ .‬يسعدنا أن نشارك اإلثارة التي‬
‫شعرنا بها بشأن دمج ‪ ES‬و ‪ CBS‬مع جمهور أكبر في صفحات هذا المجلد الرائد‪.‬‬

‫مراجع‬
‫‪ .)1992( .Barkow ، JH ، Cosmides ، L. ، & Tooby ، J‬العقل المتكيف‪ :‬علم النفس التطوري و‬
‫جيل الثقافة‪.‬أكسفورد‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫برونر ‪ ،‬شبيبة (‪ .)1973‬أبعد من المعلومات المقدمة‪ .‬أكسفورد ‪ ،‬المملكة المتحدة‪ :‬نورتون‪.‬‬
‫كامبل ‪ ،‬تي دي (‪ .) 1960‬االختًلف األعمى واالحتفاظ االنتقائي في الفكر اإلبداعي وعمليات المعرفة األخرى‪ .‬مراجعة نفسية ‪،‬‬
‫‪.400 - 380 ، 67‬‬
‫داروين ‪ ،‬سي ‪ ،‬وهربرت ‪ ،‬س‪( .‬محرر)‪ 1980( .‬؛ كتبت في األصل حوالي ‪ .)1837‬دفتر المًلحظات األحمر لتشارلز داروين‪.‬‬
‫إيثاكا ‪ ،‬نيويورك‪ :‬مطبعة جامعة كورنيل‪.‬‬
‫الشماس ‪ .)1997( TW ،‬األنواع الرمزية‪ .‬نيويورك‪ :‬نورتون‪.‬‬
‫دي وال ‪ ،‬إف بي إم (‪ .) 2001‬القرد ومعلم السوشي‪ :‬انعكاسات ثقافية لعالم رئيسيات‪ .‬جديد‬
‫يورك‪ :‬كتب أساسية‪.‬‬
‫دياس ‪ ،‬بي جي ‪ ،‬وريسلر ‪ ،‬كي جي (‪ .) 2014‬تؤثر التجربة الشمية للوالدين على السلوك والبنية العصبية في األجيال الًلحقة‪.‬‬
‫علم األعصاب الطبيعي ‪.96-89 ، 17 ،‬‬
‫إريكسون ‪ ،‬كا ‪ ،‬وسيمون ‪ ،‬هـ‪ .)1993( .‬تحليل البروتوكول‪ :‬التقارير الشفهية كبيانات‪ .‬بوسطن‪ :‬مطبعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‪Garcia .‬‬
‫‪ .)1985( ، J. ، Lasiter ، PS ، Bermudez-Rattoni ، F. ، & Deems ، DA‬نظرية النفور العامة‬
‫التعلم‪ .‬مجلة أكاديمية نيويورك للعلوم ‪.21-8 ، 443 ،‬‬
‫غولد ‪ ،‬جيه إل ‪ ،‬ومارلر ‪ ،‬ب‪ .)1987( .‬التعلم بالفطرة‪Scientific American، 256 ، 74-85. .‬‬
‫‪ .) 1988( Hayes ، SC ، Hayes ، LJ ، & Reese ، HW‬العثور على الجوهر الفلسفي‪ :‬مراجعة لفرضيات العالم‬
‫لستيفن سي بيبر‪ .‬مجلة التحليل التجريبي للسلوك ‪doi: 10.1901 / jeab.1988.50–97 .111-97 ، 50 ،‬‬
‫‪ .)2014( .Hayes، SC، & Sanford، B‬جاء التعاون أوالً‪ :‬التطور واإلدراك البشري‪ .‬مجلة التحليل التجريبي للسلوك ‪- 112 ، 101 ،‬‬
‫‪ .129‬دوى‪jeab.64 / 10.1002 :‬‬
‫‪ .)2017( .Hayes ، SC ، Sanford ، BT ، & Chin ، F‬حمل الهراوة‪ :‬علم التطور والتحليل السلوكي السياقي للغة‬
‫واإلدراك‪ .‬مجلة العلوم السلوكية السياقية ‪ .328-314 ، 6 ،‬دوى‪j.jcbs.2017.01.002 / 10.1016 :‬‬
‫هودجسون ‪ ،‬جنرال موتورز (‪ .) 2004‬الداروينية االجتماعية في المجًلت األكاديمية الناطقة باإلنجليزية‪ :‬مساهمة في تاريخ المصطلح‪ .‬مجلة‬
‫علم االجتماع التاريخي ‪ .463-428 ، 17 ،‬دوى‪j.1467 / 10.1111 :‬‬
‫‪–6443.2004.00239.x‬‬
‫جابلونكا ‪ ،‬إي ‪ ،‬والمب ‪ ،‬إم (‪ .)2006‬التطور في أربعة أبعاد‪ :‬جيني ‪ ،‬جيني ‪ ،‬سلوكي ‪ ،‬و‬
‫اختًلف رمزي في تاريخ الحياة‪ .‬كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬مطبعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‪.‬‬
‫جيمس ‪ ،‬و‪ .)1907( .‬البراغماتية‪ :‬اسم جديد لبعض طرق التفكير القديمة‪ .‬نيويورك‪Longmans ، Green & Co. :‬‬
‫ميناند ‪ ،‬إل (‪ .)2001‬النادي الميتافيزيقي‪ :‬قصة أفكار في أمريكا‪ .‬نيويورك‪ Farrar :‬و ‪Straus & Giroux.‬‬
‫‪ .) 2010( Pigliucci، M.، & Muller، GB‬التطور ‪ ،‬التوليف الممتد‪ .‬كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‬
‫يضعط‪.‬‬
‫بينكر ‪ ،‬س‪ .)2002( .‬اللوح الفارغ‪ :‬اإلنكار الحديث للطبيعة البشرية‪ .‬نيويورك‪ :‬فايكنغ‪.‬‬
‫‪ .)1971( .Revusky ، S‬دور التدخل في االرتباط على مدى التأخير‪ .‬في ‪WK Honig & PHR James‬‬
‫(محرران) ‪ ،‬ذاكرة الحيوان‪ .‬نيويورك‪ :‬مطبعة أكاديمية‪.‬‬
‫سيليجمان ‪ ،‬مي (‪ .)1970‬وفق قوانين التعليم العامة‪ .‬مراجعة نفسية ‪.418 - 406 ، 77 ،‬‬
‫سكينر ‪ ،‬فرنك بلجيكي (‪ .)1945‬التحليل العملي للمصطلحات النفسية‪ .‬مراجعة نفسية ‪ .277-270 ، 52 ،‬دوى‪/ 10.1037 :‬‬
‫‪h0062535‬‬
‫سكينر ‪ .)1981( BF ،‬االختيار حسب العواقب‪ .‬العلوم ‪.504-501 ، 213 ،‬‬
‫تينبيرجن ‪ ،‬ن‪ .)1963( .‬في أهداف وأساليب علم السلوك‪[ Zeitschrift für Tierpsychologie .‬مجلة علم نفس الحيوان]‬
‫‪.433-410 ، 20 ،‬‬
‫‪ .)1992( .Tooby ، J. ، & Cosmides ، L‬األسس النفسية للثقافة‪ .‬في ‪JH Barkow ، L. Cosmides ، & J.‬‬
‫‪( Tooby‬محرران) ‪ ،‬العقل المتكيف‪ :‬علم النفس التطوري وجيل الثقافة‪ .‬أكسفورد‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫ويست إبرهارد ‪ ،‬إم جي (‪ .)2003‬اللدونة التنموية والتطور‪ .‬نيويورك‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫ويلسون ‪ ،‬دي إس (‪ .) 2017‬علم النفس التطوري ونموذج العلوم االجتماعية القياسي‪ :‬استعادة‬
‫حل وسط‪ .‬هذا المنظر من الحياة‪ .‬تم االسترجاع من ‪ // :https‬التطور‬
‫‪-institute.org/article/evolutionary-psychology-and-the-standard-social-science-model‬‬
‫‪-‬استعادة‪-‬الوسط‪-‬األرض ‪/‬؟ المصدر = تفول‬
‫ويلسون ‪ ،‬دي إس ‪ ،‬هايز ‪ ،‬إس سي ‪ ،‬بيجًلن ‪ ،‬إيه ‪ ،‬وإمبري ‪ ،‬د‪ .)2014( .‬تطور المستقبل‪ :‬نحو علم التغيير المتعمد‪ .‬العلوم‬
‫السلوكية والدماغية ‪.460-395 ، 37 ،‬‬
‫‪ .)2016( Wilson، DS، & Johnson، EM‬الحقيقة والمصالحة للداروينية االجتماعية‪ .‬هذا المنظر من الحياة‪ .‬تم‬
‫االسترجاع من ‪https://evolution-institute.org/wp-content/uploads/2016/11 /2Social-‬‬
‫‪Darwinism_Publication.pdf‬‬
‫ويلسون ‪ ،‬دي إس ‪ ،‬وبول ‪ ،‬ر‪ .) 2016( .‬األنثروبولوجيا الثقافية والتطور الثقافي‪ :‬هدم هذا الجدار! محادثة مع روبرت بول‪.‬‬
‫هذا المنظر من الحياة‪ .‬تم االسترجاع من ‪https://evolution-institute.org/article/cultural-anthropology-‬‬
‫‪and-cultural-evolution-tear -down-this-wall-a-Conversation with-robert-paul /‬‬
‫ويلسون ‪ ،‬دي إس ‪ ،‬وبيرس ‪ ،‬ت‪ .)2016( .‬هل كان ديوي داروينيًا؟ نعم! نعم! نعم! هذا المنظر من الحياة‪ .‬مأخوذ من‬
‫‪https://evolution-institute.org/article/was-dewey-a-darwinian-yes-yes-yes -an-interview-‬‬
‫‪with-trevor-pearce /‬‬
‫‪ .)2016( .Wilson، DS، & Schutt، R‬لماذا أعلن علم االجتماع االستقًلل عن علم األحياء (وهل يمكن لم شملهم)؟‬
‫مقابلة مع راسل شوت‪ .‬هذا المنظر من الحياة‪ .‬تم االسترجاع من ‪https://evolution-institute.org/article/why-‬‬
‫‪did-sociology-declare-independence -from-biology-and-can-they-reunited-an-interview-‬‬
‫‪with-russell-schutt /‬‬
‫‪( .Zettle ، RD ، Hayes ، SC ، Barnes-Holmes ، D. ، & Biglan ، T‬محرران)‪ .)2016( .‬كتيب وايلي‬
‫للعلوم السلوكية السياقية‪ .‬ويست ساسكس ‪ ،‬المملكة المتحدة‪ :‬وايلي بًلكويل‪.‬‬
‫الفصل ‪2‬‬

‫علم السياق‬
‫التعلم‪ :‬التكامل السلوكي‬
‫وعلم التطور في الداخل‬
‫منهج وظيفي‬
‫مايكل ج‬
‫جامعة نيو مكسيكو‬
‫ديريك هاملتون‬
‫جامعة نيو مكسيكو‬

‫في المستوى العام للغاية ‪ ،‬هناك نوعان متفاعًلن ولكن من الناحية المعرفية مناهج متميزة للدراسة النفسية‬ ‫أ‬
‫للتعلم‪ :‬آلية (بنيوية) ووظيفية‪ .‬األول ‪ ،‬الذي يسود بوضوح ويتضمن معظم المناهج المعرفية وعلم األعصاب‬
‫المعاصرة ‪ ،‬يركز على هيكل وتنظيم ووظائف اآلليات الداخلية التي يُفترض أنها تكمن وراء التعلم أو تدفعه‬
‫(على سبيل المثال ‪ Ormrod ،‬؛ ‪ Domjan ، 2010‬؛ ‪ .)2012 ، Bechtel ، 2008‬يركز األخير‬
‫على العًلقات بين التغييرات الملحوظة في سل وك الكائن الحي واألحداث البيئية المرتبطة أو العرضية (على‬
‫سبيل المثال ‪ ،‬كاتانيا ‪ 2013 ،‬؛ ؛‪De Houwer، Barnes-Holmes، & Moors، 2013‬‬
‫‪ .) 1994 ،Donahoe & Palmer‬يتفاعل الباحثون من هذين التقليدين حول البيانات ‪ ،‬لكنهم يختلفون‬
‫بشكل كبير في افتراضاتهم األساسية ‪ ،‬ونظرياتهم ‪ ،‬وأساليبهم التجريبية ‪ ،‬و‬
‫تفسيرات النتائج التجريبية‪.‬‬
‫في علم التطور المعاصر ‪ ،‬كان هناك تحرك بعيدًا عن االعتماد الحصري على االنتقاء الطبيعي أو‬
‫الجيني كتفسير للتكيف الظاهري واهتمام متزايد باألدوار التي تلعبها أنظمة الوراثة األخرى ‪ ،‬بما في ذلك‬
‫علم التخلق ‪ ،‬وعمليات التعلم ‪ ،‬والعمليات الرمزية أو اللغوية ‪ ،‬والثقافة (على سبيل المثال ‪Bolhuis،‬‬
‫‪ Jablonka & Lamb،‬؛‪ Caporael، 2001‬؛‪Brown، Richardson، & Laland، 2011‬‬
‫‪ Papini‬؛‪ .) 2002 ،2014‬من الواضح أن هذه األنظمة تتداخل بشكل كبير مع تلك الموجودة في قلب‬
‫علوم ال تعلم والسلوك‪ .‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬تشترك المناهج الوظيفية للتعلم مع علم التطور في االلتزام بنماذج‬
‫السببية االنتقائية والتركيز على التكيفات الوظيفية للبيئات‪ .‬بالنظر إلى هذه القواسم المشتركة المعرفية‬
‫والنظرية والمحتوى ‪ ،‬نتخذ الموقف هنا بأن كًل من علوم التعلم والتطور سيتم خدمتهما بشكل جيد من خًلل‬
‫اعتماد منهج سياقي وظيفي متكامل لدراسة التعلم والسلوك‪ .‬في ما يلي ‪ ،‬نضع الفروق بين المناهج الميكانيكية‬
‫والوظيفية للتعلم من خًلل مثال مناهجهم المختلفة للتعلم المكاني ‪ ،‬ومناقشة المحاوالت السابقة لدمج التعلم‬
‫والتطور ‪ ،‬ونختتم بالدعوة إلى علم سياقي متكامل للتعلم والتطور ‪.‬‬

‫منهجان لدراسة التعلم‬


‫يمكن النظر إلى المناهج الميكانيكية الحديثة لعلم التعلم على أنها أحفاد فكرية للسلوكية اإليجابية ‪ ،‬أو االستنتاجية‪-‬‬
‫االستنتاجية ‪ ،‬أو السلوكية الجديدة أو الممنهجية التي ميزت علم النفس التجريبي في منتصف القرن العشرين‪.‬‬
‫قام ‪ ) 1994( Donahoe and Palmer‬بتسمية هذه األساليب بشكل جماعي كمقاربات عملية مستنبطة‪:‬‬
‫تعمل البيانات السلوكية كمؤشرات أو مصادر لًلستدالل حول اآلليات المعرفية و ‪ /‬أو الفسيولوجية العصبية‬
‫التي يُفترض أنها تكمن وراء التعلم‪ .‬ضمن هذا المنهج ‪ ،‬يتم إجراء التجارب ‪ ،‬التي تتضمن عادة ً مجموعات من‬
‫الكائنات الحية ‪ ،‬الختبار الفرضيات المستخلصة من النظريات حول آليات التعلم األساسية‪ .‬عادة ً ما يتم حساب‬
‫متوسط البيانات عبر الموضوعات (للتعميم) ‪ ،‬والمراسًلت ‪ ،‬في شكل نتائج متوقعة ‪،‬‬
‫بمثابة المعيار الذي يتم من خًلله تحديد الفرضيات (والنظريات األصلية) لتكون مدعومة أو مزورة‪.‬‬
‫في المقابل ‪ ،‬فإن المناهج الوظيفية الحديثة لعلم التعلم تنحدر إلى حد كبير من "التقليد سكينر" وتقع تحت‬
‫عنوان تحليل السلوك أو علم السلوك السياقي (‪ .)CBS‬بدالً من أن يُنظر إليه على أنه مؤشر آلليات التعلم‬
‫عا‬
‫المفترضة ‪ ،‬فإن سلوك الكائنات الحية بأكملها فيما يتعلق بسياقها البيئي التاريخي والفوري يعتبر موضو ً‬
‫للدراسة في حد ذاته ‪ ،‬ويتم العثور على تفسيرات (أسباب) السلوك في العًلقات الوظيفية المرصودة بشكل‬
‫موثوق بين السلوك والسياقات البيئية ذات الصلة‪ .‬ضمن هذا المنهج ‪ ،‬فإن الوحدات األساسية للتحليل هي‬
‫عًلقات البيئة والسلوك ‪ ،‬حيث يتم تحديد كل مكون من مكونات العًلقة بشكل متبادل من خًلل عًلقته‬
‫الوظيفية مع اآلخر‪ .‬ذلك بالقول‪ ،‬يتم تعريف السلوك من حيث السوابق والعواقب البيئية ‪ ،‬ويتم تعريف هذه‬
‫نظرا ألن التنبؤ والتأثير يعمًلن كمعايير يتم من خًللها‬ ‫ً‬ ‫بدورها من حيث آثارها الملحوظة على السلوك‪.‬‬
‫تقييم النظريات السياقية الوظيفية ‪ ،‬تميل التجارب إلى إشراك األفراد ‪ ،‬والطرق التجريبية مصممة إلظهار‬
‫التحكم السلوكي بأقصى قدر من الصًلحية الداخلية‪ .‬يتم تحقيق قابلية تعميم النتائج من خًلل تكرارها عبر‬
‫المشاركين أو السياقات ‪ ،‬وليس من خًلل تصميمات المجموعة في حد ذاتها‪ .‬والطرق التجريبية مصممة‬
‫إلثبات التحكم السلوكي بأقصى قدر من الصًلحية الداخلية‪ .‬يتم تحقيق قابلية تعميم النتائج من خًلل تكرارها‬
‫عبر المشاركين أو السياقات ‪ ،‬وليس من خًلل تص ميمات المجموعة في حد ذاتها‪ .‬والطرق التجريبية‬
‫مصممة إلثبات التحكم السلوكي بأقصى قدر من الصًلحية الداخلية‪ .‬يتم تحقيق قابلية تعميم النتائج من خًلل‬
‫تكرارها عبر المشاركين أو السياقات ‪ ،‬وليس من خًلل تصميمات المجموعة في حد ذاتها‪.‬‬
‫توضح ورقة بحثية حديثة أجراها ‪ De Houwer‬وزمًلؤه (‪ ) 2013‬بشكل جيد الفرق بين المناهج‬
‫ُعرف التعلم عادة ً على أنه تغييرات في الكائن‬‫الميكانيكية والوظيفية لعلم التعلم‪ .‬من المنظور اآللي السائد ‪ ،‬ي َّ‬
‫الحي ناتجة عن التجربة‪ .‬يجد هؤالء المؤلفون أن هذا التعريف إشكالي لعدة أسباب ‪ ،‬وبدالً من ذلك ‪ ،‬يقترحون‬
‫تعريفًا وظيفيًا للتعلم باعتباره تكيفًا جينيًا‪ .‬ال ينصب التركيز هنا على الكائن الحي أو آلياته الداخلية ولكن على‬
‫االنتظام الوظيفي الملحوظ بين السلوك والبيئات‪ .‬وفقًا لوجهة النظر هذه ‪ ،‬ال تعتمد أنواع التعلم المختلفة ‪ ،‬على‬
‫كثيرا على اآلليات أو الهياكل العضوية المختلفة بقدر ما تعتمد‬ ‫ً‬ ‫سبيل المثال ‪ ،‬التكييف الكًلسيكي والعملي ‪،‬‬
‫على أنواع مختلفة من االنتظامات البيئية وعًلقتها بالسلوك‪.‬‬
‫االنتظام في التكرار المنظم للمنبهات السابقة ذات الصلة) تختلف عن تلك التي تشارك في التكييف الفعال (أي‬
‫االنتظام في العًلقات بين السلوك والمنبهات الًلحقة ذات الصلة)‪ .‬في حين أن االختًلفات بين المناهج اآللية‬
‫والوظيفية هي أكثر فلسفية من كونها تجريبية ‪ ،‬فإننا نجادل في أن األساليب الوظيفية مناسبة بشكل أفضل‬
‫للتكامل مع علم التطور الحديث‪.‬‬

‫المناهج اآللية والوظيفية لدراسة التعلم المكاني‬


‫لتوضيح االختًلفات بين األساليب الميكانيكية والوظيفية كما تم تطبيقها في أبحاث التعلم بما يتجاوز التكييف‬
‫نظرا ألن التعلم المكاني معقد ومتسق‬
‫العملي البسيط والتكييف الكًلسيكي ‪ ،‬ننتقل إلى التعلم المكاني والمًلحة‪ً .‬‬
‫محورا رئيسيًا لع لم النفس التجريبي في أيامه األولى وقد أثر بشكل كبير في فهمنا‬
‫ً‬ ‫نسبيًا عبر األنواع ‪ ،‬فقد كان‬
‫للقواعد العصبية لتعلم الثدييات وذاكرتها على مدار الخمسين عا ًما الماضية‪.‬‬
‫بعد العمل المبكر لـ ‪ ) 1907( Watson‬وآخرون الذين ركزوا على العمليات الحسية األساسية المطلوبة‬
‫للتعلم المكاني ‪ ،‬تحول التركيز إلى النقاش حول ما يتم تعلمه في ترتيبات التعلم المكاني (انظر ‪ ،‬على سبيل‬
‫المثال ‪ .)2011 ، Knierim & Hamilton ،‬ربما كان هذا أفضل مثال على ذلك في الجدل الكًلسيكي‬
‫بين تولمان (‪ )1938‬وهال (‪ )1943‬فيما يتعلق بالحصول على الخرائط المعرفية بدالً من اكتساب اتجاهات‬
‫االستجابة أو االرتباطات المكتسبة‪ .‬أدى اكتشاف ‪ )1971( O'Keefe and Dostrovsky‬لخًليا‬
‫األماكن في قرن آمون (الفئران) إلى صياغة نظرية رسم الخرائط المعرفية شديدة التأثير لوظيفة الحصين‬
‫التي اقترحها أوكيف ونادل (‪ .)1978‬في قلب هذا المنظر ‪ ،‬تتمثل وظيفة الحصين في إنشاء والحفاظ على‬
‫التمثيل المكاني للمحفزات البيئية وعًلقاتها (خريطة معرفية) مستقلة عن منظور وسلوك المراقب (الكائن‬
‫الحي)‪ .‬إن توقعهم االستفزازي بأن الخرائط المعرفية يتم تشكيلها بالكامل وتحديثها بسرعة (أي بشكل غير‬
‫تدريجي وبدون اعتبار للطوارئ السلوكية) حفز العديد من المختبرات للتحقيق‬
‫ما إذا كانت ظواهر التعلم الراسخة مثل الحجب والتعتيم ستحدث في مهام التعلم المكاني (‪Mackintosh‬‬
‫‪ .)2002 ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬قام ‪ Chamizo‬و ‪ Aznar-Casanova‬و ‪ )2003( Artigas‬بالتحقيق‬
‫في حجب مهمة مًلحة مكانية افتراضية للبشر‪ .‬بعد التعرف على التنقل الفعال إلى موقع الهدف ‪ ،‬أدت إزالة‬
‫بعض المحفزات البيئية إلى تعطيل أداء المًلحة ‪ ،‬مما دفع هؤالء المؤلفين إلى التشكيك في حساب رسم‬
‫الخرائط المعرفي للميل المكاني‪.‬‬
‫على الرغم من أن هذه النتائج (وغيرها) يبدو أنها تدعم حساب التعلم على حساب التعيين المعرفي ‪،‬‬
‫فمن المهم اإلشارة إلى أن كًل الحسابين آليان ‪ ،‬في هذا التنقل يتم شرحه من خًلل مناشدة اآلليات المفترضة‬
‫التي هي نتاج التعلم‪ :‬الخرائط المعرفية مقابل الجمعيات‪ .‬لم يتم تحديد الوظائف المحددة للمحفزات البيئية‬
‫ذات الصلة فيما يتعلق بسلوك التنقل ولم يتم تضمينها في شرح هذا السلوك‪.‬‬
‫ً‬
‫تحليًل تجريبيًا لوظائف التحفيز‬ ‫ردا على ذلك ‪ ،‬أجرى هاملتون ‪ ،‬روزنفيلت ‪ ،‬وويشاو (‪)2004‬‬
‫التي تعمل طوال مدة تجارب المًلحة المكانية‪ .‬أظهرت النتائج أن األجزاء المتميزة من التنقل نحو‬
‫موقع الهدف تعتمد على محفزات بيئية مختلفة ‪ ،‬مع االختيار األولي لًلتجاه بنا ًء على المزيد من‬
‫الميزات العالمية للبيئة والجوانب الًلحقة ‪ /‬النهائية للرحلة بنا ًء على المنبهات الموجودة عند الهدف‬
‫أو بالقرب منه‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬تعمل العًلقات الوظيفية الدقيقة في مهام المًلحة المكانية ‪ ،‬مما يدل على‬
‫أهمية التحليًلت الوظيفية لكل من الحسابات اآللية والوظيفية للسلوك‪.‬‬
‫إذا تم استخدام اآلليات المستنبطة كتفسيرات للسلوك ‪ ،‬فمن األهمية بمكان أن يتم تعريفها من حيث العًلقات‬
‫الوظيفية المحددة تجريبيا ً ‪ ،‬خشية أن تؤدي إلى إهمال العًلقات الوظيفية المهمة‪ .‬بمجرد اكتشاف هذه العًلقات‬
‫الوظيفية ‪ ،‬يمكن للحقل أن يأخذ في االعتبار القيمة المتزايدة لدمج اآلليات المستنبطة في التفسيرات السلوكية ‪،‬‬
‫خاصة عندما يتم تعريف هذه اآلليات نفسها من حيث تلك العًلقات الوظيفية نفسها‪ .‬كما يتم تصورها بشكل عام‬
‫‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن الحسابات اآللية للسلوك عمو ًما ال تؤكد بشكل كافٍ على العًلقات بين البيئة والسلوك التي‬
‫تشكل أسس‬
‫نظريات التعلم الوظيفية‪ .‬فيما يتعلق بعلم التطور ‪ ،‬يبدو أن هناك إمكانية واضحة للمواءمة بين األسئلة‬
‫حول وظائف السلوكيات المكانية (بما في ذلك التعلم) في هذا الصدد وقيمتها التكيفية‪.‬‬

‫التعلم والتطور‬
‫بينما تختلف المقاربات الميكانيكية والوظيفية لدراسة التعلم من نواح ٍ أساسية ‪ ،‬فقد اعترف كًلهما منذ فترة‬
‫طويلة بأن التعلم نفسه هو تكيف تطوري ‪ ،‬وقد حاول كًلهما دمج التطور في تفكيرهما حول التعلم‪ .‬ومع ذلك‬
‫حرر ‪ ،‬التطور والتعلم ‪،‬‬‫‪ ،‬وكما جاء في تقرير ‪ )1988( Bolles and Beecher‬في مقدمة مجلدهما ال ُم َّ‬
‫فإن المجالين قد تقدموا بشكل مستقل عن بعضهما البعض ‪ ،‬وعندما تكون هناك نقاط تفاعل ‪ ،‬غالبًا ما تكون في‬
‫شكل اقتراحات يعتبر التقدم في أحد المجاالت من أجل تطوير اآلخر‪ .‬عادة ً ‪ ،‬عندما يُدرج علماء النفس‬
‫ضا ‪Ginsburg‬‬ ‫كبيرا (انظر أي ً‬
‫االعتبارات التطورية في نظرياتهم عن التعلم ‪ ،‬ال يولي علماء التطور اهتما ًما ً‬
‫‪ .) 2010 ، & Jablonka‬وينطبق الشيء نفسه عندما يدرج علماء التطور النتائج النفسية في آرائهم حول‬
‫التعلم‪ .‬يضاف إلى ذلك ميل كل من علماء التطور والتعلم إلى وضع افتراضات غير متعلمة حول التقليد اآلخر‪.‬‬
‫على سبيل المثال ‪ ،‬تم انتقاد علماء النفس بسبب استخدامهم غير الدقيق وأحيانًا الخاطئ لمصطلح "التكيف"‬
‫(‪ ، ) 1988 ، Beecher‬وتم انتقاد علماء التطور اللتزامهم بافتراض االستمرارية بين السلوك البشري وغير‬
‫البشري في مواجهة االختًلفات المقنعة بين البشر وغير البشر في قدراتهم العًلئقية عالية المستوى ( ‪Penn‬‬
‫‪ .) 2008 ، ، Holyoak ، & Povinelli‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬كما يًلحظ دوناهو (‪ )2012‬في مراجعته لـ‬
‫& ‪Evolution Since Darwin: The First 150 Years (Bell، Futuyma، Eanes،‬‬
‫‪Levinton، 2010) ،‬‬
‫مناهج آلية للتعلم والتطور‬
‫كما هو متوقع ‪ ،‬عندما يدمج علماء النفس المفاهيم التطورية في نظرياتهم عن التعلم والسلوك ‪ ،‬فإنهم يميلون‬
‫إلى القيام بذلك بطرق تعكس ميولهم المعرفية‪ .‬وفقًا لذلك ‪ ،‬يتطلع أولئك الذين ينتمون إلى التقاليد اآللية إلى‬
‫العمليات التطورية ‪ ،‬ومعظمهم من االنتقاء الجيني ‪ ،‬لشرح تطور أو حدوث اآلليات البيولوجية أو المعرفية‬
‫(الوحدات) التي تكمن وراء سلوك االهتمام (على سبيل المثال ‪ ،‬ديكنز ‪ 2003 ،‬؛ دومجان ‪ 2010 ،‬؛ كًلين‬
‫‪ ،‬كوزمايدس ‪Tooby ، & Chance ، 2002). ،‬‬
‫منذ أواخر الستينيات ‪ ،‬تأثرت المقاربات الميكانيكية لدراسة التعلم بشكل كبير بوجهة نظر التكيف التي ترى‬
‫السلوك المكتسب كجزء من المعدات البيولوجية للكائن الذي يسمح بتًلئم بيئته بشكل أفضل‪ .‬يشير بابيني‬
‫(‪ ) 2002‬بشكل جماعي إلى هذا الموقف باسم "النظرة البيئية" ‪ ،‬والتي يمكن أن تتناقض مع "وجهة نظر‬
‫األغراض العامة" التي ترى التعلم على أنه مفتوح النهاية ومعمم عبر األنواع‪ .‬كانت النظرة البيئية مدفوعة إلى‬
‫حد كبير بحركة "القيود البيولوجية على التعلم" التي تحركها االكتشافات في تعلم كره الذوق ‪ ،‬وتجنب التعلم ‪،‬‬
‫والتشكيل الذاتي ‪ ،‬والبحث عن الطعام الذي بدا أنه يدحض النظرة التقليدية للتعلم بشكل عام ‪ ،‬عملية مفتوحة‬
‫ود عم فكرة أن آليات التعلم هي تكيفات شكلتها االنتقاء الطبيعي لتحقيق أفضل الحلول لمشاكل بيئية محددة‪ .‬تم‬
‫تجسيد هذا الرأي في نقد سيليجمان (‪ ) 1970‬المؤثر لعمليات التعلم العامة عبر األنواع ودعوته للتركيز على‬
‫آليات التعلم المحددة التي تحددها مهام تعليمية معينة‪ .‬بمجر د تحديد هذه العمليات واآلليات المحددة ذات الصلة‬
‫بيولوجيًا ‪ ،‬اختبر علماء التعلم اآللي مدى إمكانية تعديلها من خًلل إجراءات التكييف المختلفة (على سبيل المثال‬
‫‪ .) 1988 ، Domjan & Hollis ،‬تم تجسيد هذا الرأي في نقد سيليجمان (‪ )1970‬المؤثر لعمليات التعلم‬
‫العامة عبر األنواع ودعوته للتركيز على آليات التعلم المحددة التي تحددها مهام تعليمية معينة‪ .‬بمجرد تحديد‬
‫هذه العمليات واآلليات المحددة ذات الصلة بيولوجيًا ‪ ،‬اختبر علماء التعلم اآللي مدى إمكانية تعديلها من خًلل‬
‫إجراءات التكييف المختلفة (على سبيل المثال ‪ .)1988 ، Domjan & Hollis ،‬تم تجسيد هذا الرأي في نقد‬
‫سيليجمان (‪ ) 1970‬المؤثر لعمليات التعلم العامة عبر األنواع ودعوته للتركيز على آليات التعلم المحددة التي‬
‫تحددها مهام تعليمية معينة‪ .‬بمجرد تحديد هذه العمليات واآلليات المحددة ذات الصلة بيولوجيًا ‪ ،‬اختبر علماء‬
‫التعلم اآللي م دى إمكانية تعديلها من خًلل إجراءات التكييف المختلفة (على سبيل المثال ‪Domjan & ،‬‬
‫‪Hollis ، 1988).‬‬
‫على الرغم من عدم تركيزه بشكل خاص على التعلم ‪ ،‬إال أن المنهج الذي أصبح يُعرف باسم علم النفس‬
‫متطورا للنظرة البيئية للعقل والسلوك‪ .‬في حين أن نطاق الموضوعات المدرجة‬ ‫ً‬ ‫التطوري (‪ )EP‬يوفر ً‬
‫مثاال‬
‫تحت ‪ EP‬واسع جدًا وانتقائي (انظر ‪Caporael ، 2001) ،‬‬
‫يرتبط المصطلح عادة بعمل مجموعة معينة من الباحثين (على سبيل المثال ‪Barkow، ،‬‬
‫؛‪ Pinker، 2002‬؛‪ Buss، 1999‬؛‪ Buller، 2005‬؛‪Cosmides، & Tooby، 1992‬‬
‫‪ .)1979 ،Symons‬يتخذ هؤالء الباحثون موقفًا مفاده أن القدرات المعرفية البشرية هي نتيجة‬
‫مجموعة من وحدات معالجة المعلومات المحددة المصممة بواسطة االنتقاء الطبيعي لحل المشكًلت‬
‫التكيفية التي يواجهها أسًلفنا في الصيد والتجمع‪ .‬يتميز ‪ EP‬من منظورين شاملين‪ )1( :‬معارضة‬
‫تفسيرات العملية العامة للسلوك البشري المعقد لصالح "نمطية ضخمة"‪ .‬و (‪ )2‬االعتماد على اللياقة‬
‫الشاملة أو االنتقاء الطبيعي كمحرك أساسي لتطور هذه الوحدات‪.‬‬
‫شكك آخرون في المًلءمة التجريبية والمفاهيمية لـ ‪ EP‬كمنصة عامة لعلم التطور (على سبيل المثال ‪،‬‬
‫‪ DS Wilson ، Hayes‬؛ ‪ Papini ، 2002‬؛ ‪ Caporael ، 2001‬؛ ‪Bolhuis et al. ، 2011‬‬
‫‪ .)2014 ، ، Biglan ، & Embry‬نجد هذه الحجج مقنعة‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬يشير د‪ .‬يشير هذا القياس‬
‫إلى أن التمييز بين النظرة البيئية (نمطية ضخمة ‪ ،‬فطرية متقنة) ووجهات نظر األنظمة العامة للتعلم‬
‫والسلوك هو تقسيم خاطئ ‪ ،‬بال نظر إلى أن الضغوط البيئية التفاضلية يمكن أن تؤدي إلى كل من االستعداد‬
‫الفطري واالختًلفات بين األنواع في التعلم كتعديًلت محددة لعمليات التعلم العامة‪ .‬هذه التعديًلت نفسها‬
‫تؤدي إلى آليات وراثية غير حركية قادرة على تكييف الكائنات بسرعة مع بيئاتها الحالية بطريقة عامة‬
‫للمجال‪ .‬في النهاية ‪ ،‬تعد اللغة اإلنجليزية بمثابة منصة غير مناسبة لعلم سياقي متكامل للتطور والتعلم ألنه‬
‫فشل في استيعاب األدلة المتزايدة (التي تمت مناقشتها بمزيد من التفصيل أدناه) على قابلية البشر للتأثر‬
‫بآليات الوراثة غير الجينية مثل التعلم واللغة وال ثقافة ‪ ،‬ويفشل في التعرف على هذه كعوامل دافعة للتطور‪.‬‬
‫هذه التعديًلت نفسها تؤدي إلى آليات وراثية غير حركية قادرة على تكييف الكائنات بسرعة مع بيئاتها‬
‫الحالية بطريقة عامة للمجال‪ .‬في النهاية ‪ ،‬تعد اللغة اإلنجليزية بمثابة منصة غير مناسبة لعلم سياقي متكامل‬
‫للتطور والتعلم ألنه فشل في استيعاب األدلة المتزايدة (التي تمت مناقشتها بمزيد من التفصيل أدناه) على‬
‫قابلية البشر للتأثر بآليات الوراثة غير الجينية مثل التعلم واللغة والثقافة ‪ ،‬ويفشل في التعرف على هذه‬
‫كعوامل دافعة للتطور‪ .‬هذه التعديًلت نفسها تؤدي إلى آليات وراثية غير حركية قادرة على تكييف الكائنات‬
‫بسرعة مع بيئاتها الحالية بطريقة عامة للمجال‪ .‬في النهاية ‪ ،‬تعد اللغة اإلنجليزية بمثابة منصة غير مناسبة‬
‫لعلم سياقي متكامل للتطور والتعلم ألنه فشل في استيعاب األدلة المتزايدة (التي تمت مناقشتها بمزيد من‬
‫التفصيل أدناه) على قا بلية البشر للتأثر بآليات الوراثة غير الجينية مثل التعلم واللغة والثقافة ‪ ،‬ويفشل في‬
‫التعرف على هذه كعوامل دافعة للتطور‪.‬‬

‫تحليل السلوك وتطوره‬


‫ربما من المفارقات أنه كانت هناك محاوالت أقل لدمج العلوم التطورية وتحليل السلوك رسميًا‪ .‬هذا مثير‬
‫للسخرية ألنه منذ البداية ‪ ،‬صنف تحليل السلوك نفسه على أنه فرع من فروع علم األحياء ( ‪Donahoe ،‬‬
‫‪ Skinner‬؛ ‪ ، ) 1974 ، 1996‬والسببية القائمة على االختيار هي موقف مركزي مشترك في كًل المجالين‪.‬‬
‫في وقت مبكر ‪ ،‬ادعى سكينر أن سلوك الكائنات الحية هو مجال واحد للتحقيق يجب أن يؤخذ فيه كل من علم‬
‫التطور والتطور في االعتبار‪ .‬لقد أقر بأنه ال يمكن فهم السلوك أو التنبؤ به أو التحكم فيه دون فهم األنماط‬
‫وصور التكييف الفعال باعتباره تناظريًا وراثيًا‬
‫ِّ‬ ‫الغريزية للكائنات الحية ‪ ،‬والتاريخ التطوري ‪ ،‬والمنافذ البيئية ‪،‬‬
‫ضا ‪Morris، Lazo،‬‬ ‫لًلنتقاء الطبيعي (سكينر ‪ 1981 ، 1974 ، 1938 ،‬؛ دوناهو ‪ 2012 ،‬؛ انظر أي ً‬
‫‪& Smith، 2004).‬‬
‫أحد األمثلة على دمج األفكار التطورية في تحليل السلوك هو ورقة ‪ ، )2012( Baum‬حيث أعاد تعريف‬
‫التعزيز على أنه التشكيل الطارئ لتخصيص السلوك الذي ينتج أحداثًا مهمة من الناحية التطورية والمحفزات‬
‫المرتبطة بها‪ .‬مثال آخر هو "السلوكية الغائية" لراشلين (‪ .)2014‬يجادل ‪ Rachlin‬بأن التركيز التحليلي‬
‫النموذجي في البحث التحليلي للسلوك مقيد للغاية مؤقتًا ويقترح أن تحليل السلوك يستعير من علم األحياء‬
‫التطوري وجهة نظر ممتدة أكثر من الناحية الزمنية لًلختيار‪ .‬بدالً من التركيز على األفعال المنفصلة ‪ ،‬يدعو‬
‫إلى التركيز على أنماط السلوك األكثر تعقيدًا والممتدة التي يتم اختيارها وتنظيمها على مدى فترات زمنية‬
‫أطول‪.‬‬
‫يحاول كتاب سوزان شنايدر ‪ ،‬علم العواقب‪ :‬كيف تؤثر على الجينات ‪ ،‬وتغير الدماغ ‪ ،‬وتأثير عالمنا‬
‫(‪ ، ) 2012‬دمج البحث في عدد من التخصصات ‪ ،‬مع التركيز على استخدام العواقب لتغيير السلوك والجينات‬
‫واألدمغة و البيئات‪ .‬إنها تتبع منهج "األنظمة المتفاعلة" وتحاول تنظيم ذلك‬
‫عمل متعدد التخصصات تحت عنوان جماعي لعلم العواقب‪ .‬يوضح الكتاب جيدًا القوة المثيرة لإلعجاب لًلختيار‬
‫من خًلل النتائج على كل مستوى من مستويات التحليل تقريبًا من الخًليا العصبية إلى الثقافات ‪ ،‬ويقدم أو على‬
‫األقل يتضمن حالة قوية للتكامل والتوازن عبر التخصصات التي تتخذ منه ًجا انتقائيًا‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬على الرغم‬
‫ضا ‪، Monestès‬‬ ‫من هذه الجهود والقواسم المشتركة المعترف بها بين علم التطور وتحليل السلوك (انظر أي ً‬
‫‪ ، )2016‬ال تزال هناك حاالت قليلة نسبيًا للتعاون أو التكامل الحقيقي بين تحليل السلوك وعلم التطور‪.‬‬
‫دورا في الحفاظ على تطوير المجالين مستقًلً نسبيًا‪ .‬إحداها أنه على الرغم من آراء‬
‫ربما لعبت عدة عوامل ً‬
‫سكينر ‪ ،‬لم يُعط هو أو محللو السلوك اآلخرون التطورات في التطور وز ًنا كافيًا في فهم السلوك الفعال‪ .‬قد‬
‫يكون لبعض ذلك عًلقة بالكم الهائل من العمل الذي ينطوي عليه اكتشاف وتطوير مبادئ التكييف الفعال من‬
‫خًلل التحليًلت المختبرية‪ .‬كان ذلك ضروريًا إلنشاء تحكم ت جريبي واضح ‪ ،‬لكن االفتقار إلى الصًلحية البيئية‬
‫في هذا العمل ربما ساهم في إهماله النسبي من قبل علماء التطور وعلماء البيئة السلوكية‪ .‬بشكل مماثل ‪ ،‬قد‬
‫يشير التركيز في تحليل السلوك على التحليًلت المختبرية للسلوك إلى عدم اكتراث بالقيود البيولوجية القائمة‬
‫على التطور على التعلم وتقبل تكافؤ الجهد المحفز المشكوك فيه وتعزيز افتراضات العبور المعزز التي جعلت‬
‫البيانات من المختبرات العاملة مفتعلة للغاية بحيث ال تكون ذات أهمية للتطور العلماء‪ .‬باإلضافة إلى ذلك ‪،‬‬
‫تعبيرا ظاهريًا عن النمط الجيني‬
‫ً‬ ‫حتى وقت قريب ‪ ،‬كان علماء التطور يميلون إلى النظر إلى السلوك باعتباره‬
‫متغيرا تفسيريًا أو سببيًا‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬فإن الرأي السائد‬
‫ً‬ ‫‪ ،‬وكان يُنظر إلى التعلم على أنه متغير تابع وليس‬
‫لموقف سكينر ‪ ،‬على الرغم من العديد من التصريحات المنشورة على عكس ذلك ‪ ،‬هو أنه مناصر للبيئة بشكل‬
‫جذري وأن تحلي ل السلوك يبدو غير مهتم بقضايا العقل والسلوك المعقد (‪)2010 ،Kokko & Jennions‬‬
‫أخيرا ‪ ،‬أصبحت السلوكية مرتبطة في وسائل‬ ‫ً‬ ‫‪ ،‬وهو بالضبط ما كان أنصار التطور البشري يحاولون تفسيره‪.‬‬
‫اإلعًلم بحركة تعديل السلوك واستخدام إجراءات تشبه البرتقالة اآللية والعقاب لتعديل‬
‫سلوك غير مرغوب فيه‪ .‬ليس بالضبط نوع الصورة العامة التي يرغب معظم العلماء في االنضمام‬
‫إليها‪.‬‬

‫علم السلوك السياقي والتطور‬


‫على الرغم من أننا وصفنا تحليل السلوك بأنه منهج وظيفي متماسك لدراسة التعلم والسلوك ‪ ،‬إال أن المجال‬
‫تماما في نظرية المعرفة األساسية ‪ ،‬أو الموضوع المحدد ‪ ،‬أو وحدات التحليل ‪ ،‬أو وجهات‬ ‫ليس موحدًا ً‬
‫النظر حول اللغة واإلدراك ‪ ،‬أو معايير التفسيرات المتقبلة لـ السلوك (على سبيل المثال ‪Hayes & ،‬‬
‫‪ KG Wilson‬؛ ‪ Hayes ، Barnes-Holmes ، & Roche ، 2001‬؛ ‪، Sanford ، 2014‬‬
‫‪ .)2016‬بينما يتبنى بعض محللي السلوك نظرية المعرفة السياقية بالكامل ‪ ،‬ويتبعون منه ًجا تحليليًا موالريًا‬
‫‪ ،‬ويؤكدون على دراسة اللغة واإلدراك ‪ ،‬ويدمجون العمليات اللفظية كمتغيرات تحكم في نظرياتهم للسلوك‬
‫‪ ،‬بينما يحتفظ آخرون بنظرية المعرفة الواقعية األكثر تقليدية ‪ ،‬واتباع منهج تحليلي جزيئي ‪ ،‬والتركيز على‬
‫السلوكيات الفعالة المنفصلة في المواقف الخاضعة للرقابة ‪ ،‬وتجنب التفسيرات العقلية للسلوك الذي يستدعي‬
‫العمليات اللفظية‪ .‬في ضوء هذه االختًلفات ‪ ،‬كانت هناك محاوالت داخل تحليل السلوك لوضعه ضمن‬
‫إطار مفاهيمي أكبر وتوسيع نطاقه من خًلل دمج التخصصات األكاديمية مع وجهات النظر المفاهيمية‬
‫المماثلة‪ .‬إلى حد بعيد أنجح هذه المحاوالت هي المحاولة األخيرة لوضع تحليل السلوك ضمن علم سلوكي‬
‫سياقي أكبر (‪ Zettle، Hayes، Barnes-‬؛‪Hayes، Barnes-Holmes، & Wilson، 2012‬‬
‫‪Holmes، & Biglan، 2016).‬‬
‫إن الوصف الكامل لـ ‪ CBS‬خارج نطاق هذا الفصل ‪ ،‬لكن ‪ Hayes‬وزمًلئه (‪ ، 2012‬ص‬
‫ً‬
‫موجزا‪:‬‬ ‫‪ )2‬يقدمون تعريفًا‬
‫‪ ... ] [CBS‬يرتكز على افتراضات فلسفية سياقية ‪ ،‬ومتداخلة في علم التطور متعدد األبعاد ومتعدد‬
‫المستويات كنظرة سياقية للحياة ‪ ،‬ويسعى إلى تطوير المفاهيم واألساليب العلمية األساسية والتطبيقية‬
‫المفيدة في التنبؤ والتأثير على اإلجراءات المضمنة باستمرار للكائنات الحية بأكملها ‪ ،‬بشكل فردي وفي‬
‫مجموعات بدقة ونطاق وعمق‪.‬‬
‫لألغراض الحالية ‪ ،‬من المفيد تفريغ وتوضيح بعض المصطلحات في هذا التعريف‪.‬‬
‫األول هو اإلشارة إلى االفتراضات الفلسفية السياقية‪ .‬على الرغم من أن تحليل السلوك يركز على‬
‫متغيرات التحكم البيئي ‪ ،‬إال أن مفهوم السياق يتم تطويره وتفصيله بشكل أكبر داخل ‪ .CBS‬هنا ‪ ،‬يتضمن‬
‫السياق تاريخ الكائن الحي (سواء الوراثي أو النشوء والتطور) ‪ ،‬ووضعه الحالي ‪ ،‬والمجموعة الكاملة من‬
‫العواقب المحتملة الفورية والمتأخرة التي تتوقف على سلوكه‪ .‬السياق ال ينفصل عن سلوك االهتمام وهو‬
‫في حد ذاته جزء من التيار السلوكي‪ .‬وف ًقا لذلك ‪ ،‬تعتبر السياقات نفسها وحدات اختيار‪ .‬كما يؤكد‬
‫‪" ، )2016( Monestès‬في سياق تطوري أكبر ‪ ،‬يجب أن تسير دراسة آثار العواقب على الكائن الحي‬
‫جنبًا إلى جنب مع النظر في التعديًلت البيئية التي تنتج عن سلوك الكائنات الحية" (ص ‪.)104‬‬
‫السمة المميزة األخرى للفلسفة السياقية هي المعيار الذي من خًلله تعتبر النظريات والتفسيرات صحيحة‪.‬‬
‫معيار الحقيقة للسياق هو العمل الفعال أو المدى الذي يوفره الحساب العلمي للتنبؤ ‪ ،‬وحيثما أمكن ‪ ،‬التأثير‪.‬‬
‫التنبؤ والتأثير هما هدفان علميان تشترك فيهما شبكة سي بي إس مع تحليل السلوك ‪ ،‬لكن علم السلوك وتكنولوجيا‬
‫ضا‬
‫التأثير (التغيير) على مستوى الفرد والجماعة هو هدف واضح وأساسي للغاية من شبكة سي بي إس‪ .‬وهو أي ً‬
‫سبب أساسي لتضمينه في علم التطور‪ .‬علم التطور هو علم التغيير ‪ ،‬وعلى هذا النحو ‪ ،‬يوفر بنية شاملة طبيعية‬
‫للتعلم والعلوم السلوكية‪.‬‬
‫الحظ في هذا التعريف األهداف المضافة للتنبؤ والتأثير بدقة ونطاق وعمق‪ .‬في هذه الحالة ‪ ،‬تشير الدقة إلى‬
‫المدى الذي تكون فيه مجموعة معينة من المفاهيم والمبادئ العلمية واضحة ‪ ،‬أي أن نطاق المتغيرات المحددة‬
‫ذات الصلة وعًلقاتها ببعضها البعض قد تم تطويرها وتحديدها بشكل جيد‪ .‬يشير النطاق إلى مجموعة السياقات‬
‫التي تنطبق عليها تلك المفاهيم العلمية ‪ ،‬ويشير العمق إلى مجموعة مجاالت التحليل أو التخصصات التي تنطبق‬
‫عليها بشكل مفيد‪ .‬على سبي ل المثال ‪ ،‬في كل من علوم التعلم والتطور ‪ ،‬تبين أن االختيار كمفهوم علمي يتمتع‬
‫بالدقة والعمق‪ .‬ال‬
‫إلى أي مدى تكون عمليات االختيار مركزية لكًل الحقلين يتحدث عن نطاقها‪.‬‬
‫النقطة الثانية التي يجب مًلحظتها هي أن ‪ CBS‬متداخلة في علم التطور متعدد األبعاد ومتعدد‬
‫مباشرا باالختيار كعملية سببية مركزية وموحدة‪.‬‬
‫ً‬ ‫التزاما‬
‫ً‬ ‫المستويات‪ .‬يعد تضمين ‪ CBS‬ضمن علم التطور‬
‫يقود هذا االلتزام الدليل المتزايد على أن االختيار الطبيعي (الجيني) هو مجرد آلية وراثية واحدة تدفع‬
‫التطور البشري (على سبيل المثال ‪ ،‬؛ ‪ Cziko 1995‬؛ ‪ Corning ، 2014‬؛ ‪Caporael ، 2001‬‬
‫‪ Monestès ، 2016‬؛ ‪ Jablonka & Lamb ، 2014‬؛ ‪Ginsburg & Jablonka ، 2010‬‬
‫‪ West-Eberhard‬؛ ‪ .)2003 ،‬في رأينا ‪ ،‬أوضح جابلونكا والمب (‪ )2014‬أوضح وأقوى حالة لمنهج‬
‫متعدد المستويات واألبعاد في علم التطور ‪ ،‬حيث يدعيان أن أربعة أنظمة وراثية (أبعاد) ي جب أخذها في‬
‫االعتبار في أي اعتبار مناسب للتطور البشري‪ :‬الجينية ‪ ،‬والتخلقية ‪ ،‬والسلوكية ‪ ،‬والرمزية (لغة)‪ .‬كما‬
‫تشيكو (‪ ، )1995‬يشير ‪ ) 2001( Caporael‬وآخرون إلى أن ما يجعل نظرية السلوك التطورية ليس‬
‫فقط أنها تستند إلى علم األحياء أو على االنتقاء الجيني ‪ ،‬بل إنها تعتمد على تكامل ثًلثة مبادئ متفاعلة‬
‫للتغيير‪ :‬التباين ‪ ،‬االختيار ‪ ،‬واالحتفاظ (اإلرسال)‪ .‬عبر مجاالت البحث التطوري ‪ ،‬قد يختلف التركيز على‬
‫التباين ‪ ،‬وشروط االختيار ‪ ،‬وآليات االستبقاء ‪ ،‬لكن اختيار الخًليا العصبية ‪ ،‬واالختيار في الجهاز المناعي‬
‫‪ ،‬والتعلم كلها تعتبر أمثلة على التطور‪ .‬كما يؤكد ‪ ، ) 2001( Caporael‬فإن "وجهة نظر الجين" للتطور‬
‫ضيقة جدًا بحيث ال تستوعب األدلة الحديثة المتعلقة بأدوار التخلق والتعلم والعوامل االجتماعية ‪ /‬الثقافية‬
‫في التطور البشري‪ .‬من منظور ‪CBS ،‬‬
‫أخيرا ‪ ،‬يدعو ‪ CBS‬إلى تحليل السلوك المحدد سياقيًا للكائنات بأكملها ‪ ،‬وليس األنظمة أو اآلليات المعزولة‬
‫ً‬
‫أو األعضاء غير المجسدة‪ .‬مرة أخرى ‪ ،‬يتماشى هذا مع آراء العديد من علماء التطور المعاصرين الذين يدعون‬
‫ضا إلى علم تطور جديد‪ .‬كابورايل (‪، )2001‬‬
‫أي ً‬
‫على سبيل المثال ‪ ،‬يجادل بأن "عملية التطور هي ظرفية وعًلئقية ومتجسدة في سياقات محددة‪ .‬يستدعي‬
‫االختيار متعدد المستويات االنتباه إلى تفاعًلت الكائنات الحية مع بيئاتها وإلى تطور النمط الظاهري‬
‫"(الصفحة ‪ ، 5‬تمت إضافة الخط المائل)‪ .‬و‪" :‬إن موقع النشاط يجعل وحدة التحليل هي الكائن في مكانه‬
‫‪ ،‬حيث يكون التركيز ع لى العًلقة بين الكيان والسياق ‪ ،‬أو الشخص واإلعداد" (ص ‪ .)6‬عًلوة على‬
‫ذلك ‪ ،‬يؤكد ‪ ) 2013( Bateson‬أنه "بينما يمكن إعًلم سلوك الحيوانات بأكملها من خًلل معرفة‬
‫اآلليات األساسية ‪ ،‬ال يمكن إجراء عملية إعادة التجميع إال على مستوى الكائن الحي بأكمله‪ ".‬ومضى‬
‫يقول إن "اإلشارة إلى الجينات على أنها تكيفت مع البيئة لم يعد منطقيًا‪ .‬التكيف على مستوى النمط‬
‫الظاهري "(ص ‪.)8‬‬
‫بالنظر إلى الدور المركزي لًلختيار في كل من علم التطور والتعلم والتركيز المتزايد على التعلم واللغة‬
‫والتأثيرات الثقافية على التطور البشري ‪ ،‬فمن الواضح لماذا تريد ‪ CBS‬وضع العلوم السلوكية تحت غطاء‬
‫علم التطور‪ .‬هناك عًلقة متبادلة متأصلة بين المجالين‪ .‬التعلم والسلوك الرمزي والثقافة هي نفسها عمليات‬
‫تطورية ويجب فهمها والتحقيق فيها في السياق األوسع لعلم التطور‪ .‬باإلضافة إلى كونها أنظمة وراثة في حد‬
‫ذاتها ‪ ،‬فإن التعلم وا لسلوك الرمزي والثقافة تؤثر بوضوح على التطور ‪ ،‬والفهم األعمق لهذه العمليات أمر بالغ‬
‫األهمية للنهوض بعلم التطور‪.‬‬

‫علم سياقي للتعلم‬


‫إن العلم السياقي للتعلم الموجود في علم التطور سيكون له الكثير ليكسبه والكثير ليقدمه‪ .‬بالنظر إلى األهمية‬
‫المتزايدة المعترف بها لألبعاد السلوكية والرمزية والثقافية للتطور ‪ ،‬فمن الواضح أن الفهم المتطور للتعلم‬
‫البشري واللغة أمر بالغ األهمية لتقدم علم التطور البشري‪ .‬في الواقع ‪ ،‬إذا كان ادعاء جينسبيرج وجابلونكا‬
‫(‪ ) 2010‬أن التعلم الطارئ هو أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى ما يسمى "االنفجار الكمبري" ‪ ،‬فإن ذلك‬
‫يتبع أن التكييف الفعال نفسه هو عامل رئيسي للتطور‪ .‬على العكس من ذلك ‪ ،‬إذا‬
‫عمليات التعلم واللغة هي في حد ذاتها تكيفات تطورية ‪ ،‬ومن ثم فمن األهمية بمكان أن يتم فهمها في‬
‫سياق علم التطور‪.‬‬
‫من األمثلة الممتازة لمساهمة العلوم السلوكية السياقية المحتملة في علم التطور النظرية السياقية المدعومة‬
‫بشكل متزايد للغة واإلدراك والتي تسمى نظرية اإلطار العًلئقي (‪ ، RFT) (Hayes‬وآخرون ‪2001 ،‬‬
‫؛ ‪ .)2013 ، Dymond & Roche‬الوصف الكامل خارج نطاق هذا الفصل ‪ ،‬لكن جوهر ‪ RFT‬يعتمد‬
‫على مرجع خاص لًلستجاب ة المكتسبة يسمى االستجابة العًلئقية المشتقة‪ .‬ما يميز االستجابة العًلئقية المشتقة‬
‫عن السلوك الفعال اآلخر هو أنه بمجرد الحصول على الذخيرة ذات الصلة ‪ ،‬فإنها تسمح باالشتقاق الخاضع‬
‫المدرب لوظائف التحفيز بواسطة تلك‬ ‫ِّ‬ ‫للسيطرة للعًلقات غير المدربة بين المحفزات واالكتساب غير‬
‫المحفزات‪ .‬باختصار ‪ ،‬يقدم حسابًا وظيفيًا مدعو ًما تجريبيًا الكتساب وتطوير السلوك الرمزي‪.‬‬
‫على الجانب اآلخر ‪ ،‬يمكن رؤية مثال واضح لفوائد علم التعلم السياقي التي يوفرها التكامل مع علم التطور‬
‫في ورقة حديثة قام بها ‪ DS Wilson‬وزمًلؤه (‪ ، )2014‬الذ ين يحاولون ربط االستجابة العًلئقية المشتقة‬
‫بالمفاهيم التطورية‪ .‬فيما يتعلق بالسلوك الرمزي البشري ودوره كنظام وراثي ‪ ،‬يشبه هؤالء المؤلفون دور‬
‫الشبكات الرمزية (العًلئقية المشتقة) بدور النمط الجيني‪ .‬لقد قاموا بتسمية هذه الشبكات الرمزية بـ "األنماط‬
‫المتشابهة" ل لتأكيد على المقارنة حيث ‪ ،‬بمجرد إنشائها ‪ ،‬يؤدي كل نمط رمزي إلى مجموعة من السلوكيات‬
‫طا ظاهرية‪ .‬مثل‬ ‫التي من المحتمل أن تؤثر على البقاء والتكاثر بنفس الطريقة التي تنتج بها األنماط الجينية أنما ً‬
‫ضا مثل‬
‫األنماط الجينية ‪ ،‬تعيش األنماط المتشابهة وتتطور بنا ًء على السلوك الذي تنتجه في العالم الحقيقي‪ .‬أي ً‬
‫األنماط الجينية ‪ ،‬يمكن أن تتحد عناصر األنماط المتشابهة بشكل كبير ‪ ،‬مما ينتج عنه آالف العًلقات المشتقة‬
‫من عدد قليل من العًلقات اللفظية المدربة بشكل مباشر‪ .‬ينتج عن هذه العملية قدرة غير محدودة تقريبًا على‬
‫التغيير السلوكي والثقافي المفتوح‪ .‬يذهب هؤالء المؤلفون‬
‫لتوضيح كيف يمكن أن يؤدي التكامل المفاهيمي داخل ‪ CBS‬للنتائج من مجموعة متباينة من‬
‫تخصصات العلوم السلوكية إلى علم فعال للتغيير المتعمد‪.‬‬
‫مثال آخر على فوائد دمج التعلم في علم التطور المعاصر يقدمه ‪ .)2014( Hayes and Sanford‬على‬
‫الرغم من وصف ‪ RFT‬ألول مرة على أنه سلوك فعال ناتج عن العديد من األمثلة المتعددة ‪ ،‬إال أنه سرعان‬
‫ما أصبح واض ًحا أن الحساب الكافي لتطور االستجابة العًلئقية نفسها يتطلب حسابًا لضغوط االختيار التي من‬
‫ضا حساب لظهور‬ ‫شأنها أن تنتج االختًلفات الجينية التي تسمح بالتدريب النموذجي المتعدد إلنتاج تأثيره ‪ ،‬وأي ً‬
‫مجتمع لفظي يمكن أن يوفر هذا التدريب‪ .‬من خًلل مناشدة التطورات األخيرة في علم التطور ‪ ،‬وخاصة تلك‬
‫المعنية بالمنافسة بين المجموعات واالختيار متعدد المستويات ‪ ،‬استنتج هؤالء المؤلفون أن التعاون بين األنواع‬
‫ه و شرط أساسي تطوري لتطوير اللغة البشرية واإلدراك‪.‬‬
‫كما ذكرنا سابقًا ‪ ،‬تتمثل أهداف ‪ CBS‬في تطوير علم متعدد المستويات واألبعاد يتميز بالدقة‬
‫والنطاق والعمق‪ .‬يوجد بالفعل قدر كبير من الدقة والعمق في كل من علم التعلم والتطور‪ .‬إن تكامل‬
‫علوم التعلم والتطور من شأنه أن يضيف إلى نطاق كليهما‪ .‬من المؤكد أنه ستكون هناك عقبات يجب‬
‫التغلب عليها في تطوير منهج متعدد التخصصات لعلم متكامل للتعلم والتطور ‪ ،‬وليس أقلها التوقعات‬
‫والممارسات داخل التخصصات والمؤسسية‪ .‬لكن االعتماد المتبادل النظري والعقل الذي يمكن أن‬
‫ينتج يبدو يستحق الجهد المبذول‪.‬‬

‫مراجع‬
‫‪( .Barkow ، JH ، Cosmides ، L. ، & Tooby ، J‬محرران)‪ .)1992( .‬العقل المتكيف‪ :‬علم النفس التطوري‬
‫وجيل الثقافة‪.‬أكسفورد‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫باتسون ‪ ،‬ب‪ .)2013( .‬التطور وعلم التخلق والتعاون‪ .‬مجلة العلوم البيولوجية ‪.10-1 ، 38 ،‬‬
‫بوم ‪ ،‬دبليو بي (‪ .) 2012‬إعادة التفكير في التعزيز‪ :‬التخصيص واالستقراء والطوارئ‪ .‬مجلة التحليل التجريبي للسلوك ‪، 97 ،‬‬
‫‪.104-101‬‬
‫بكتل ‪ ،‬و‪ .)2008( .‬آليات في علم النفس المعرفي‪ :‬ما هي العمليات؟ فلسفة العلم ‪.994-983 ، 75 ،‬‬
‫بيتشر ‪ ،‬دكتوراه في الطب (‪ .)1988‬بعض التعليقات على منهج التكيف للتعلم‪ .‬في ‪ ، RC Bolles & Beecher‬دكتوراه في الطب‬
‫(محرران) ‪ ،‬التطور والتعلم‪ .‬هيلزديل ‪ ،‬نيوجيرسي‪ :‬لورانس إيرلبوم‪.‬‬
‫بيل ‪ ،‬ماساتشوستس ‪ ،‬فوتويما ‪ ،‬دي جي ‪ ،‬إينس ‪ ،‬دبليو إف ‪ ،‬وليفينتون ‪ ،‬جي إس (‪ .)2010‬التطور منذ داروين‪ :‬األول‬
‫‪ 150‬سنة‪.‬سندرالند ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬سينيور أسوشيتس‪.‬‬
‫‪ .)2011( Bolhuis ، JJ ، Brown ، GR ، Richardson ، RC ، & Laland ، KN‬داروين في االعتبار‪:‬‬
‫فرص جديدة لعلم النفس التطوري‪ .‬بلوس بيولوجي ‪doi: 10.1371 / journal.pbio .9 ،‬‬
‫‪.1001109‬‬
‫‪ .)1988( Bolles ، RC ، & Beecher ، MD‬مقدمة‪ .‬في ‪( RC Bolles & MD Beecher‬محرران) ‪ ،‬التطور والتعلم‪.‬‬
‫هيلزديل ‪ ،‬نيوجيرسي‪ :‬لورانس إيرلبوم‪.‬‬
‫بولر ‪ ،‬دي جي (‪ )2005‬تكييف العقول‪ :‬علم النفس التطوري والسعي المستمر لإلنسان‬
‫طبيعة سجية‪ .‬كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬مطبعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‪.‬‬
‫بوس ‪ .)1999( DM ،‬علم النفس التطوري‪ .‬بوسطن‪ :‬ألين وبيكون‬
‫كابورايل ‪ ،‬إل (‪ .)2001‬علم النفس التطوري‪ :‬نحو نظرية موحدة وعلم هجين‪.‬‬
‫المراجعة السنوية لعلم النفس ‪، 607-628.52 ،‬‬
‫كاتانيا ‪ ،‬إيه سي (‪ .)2013‬التعلم (الطبعة الخامسة)‪ .‬كورنوال أون هدسون ‪ ،‬نيويورك‪ :‬سلون للنشر‪.‬‬
‫‪ .)2003( Chamizo، VD، Aznar-Casanova، JA، & Artigas، AA‬طغيان اإلنسان في مجموعة افتراضية‪ :‬التوجيه‬
‫البسيط هو منافس جيد للتعلم المحلي‪ .‬التعلم والتحفيز ‪.281-262 ، 34 ،‬‬
‫كورنينج ‪ ،‬بنسلفانيا (‪ .)2014‬التطور "عن قصد"‪ :‬كيف شكل السلوك العملية التطورية‪.‬‬
‫المجلة البيولوجية لجمعية لينيان ‪، 242 - 260.112 ،‬‬
‫تشيكو ‪ ،‬ج‪ .) 1995( .‬بدون معجزات‪ :‬نظرية االختيار العالمية والثورة الداروينية الثانية‪.‬‬
‫كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬مطبعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‪.‬‬
‫دي هوور ‪ ،‬ج‪ ، .‬بارنز هولمز ‪ ،‬د‪ ، .‬ومورز ‪ ،‬أ‪ .)2013( .‬ما هو التعلم؟ حول طبيعة ومزايا التعريف الوظيفي للتعلم‪ .‬نشرة ومراجعة نفسية‬
‫‪.642-631 ، 20 ،‬‬
‫ديكنز ‪ ،‬ت‪ .) 2003( .‬آالت الرموز العامة‪ :‬المرحلة األولى في تطور االتصال الرمزي‪ .‬علم النفس التطوري ‪- 192 ، 1 ،‬‬
‫‪.209‬‬
‫دومجان ‪ ،‬م‪ .)2010( .‬مبادئ التعلم (الطبعة السابعة)‪ .‬بوسطن‪ :‬سينجاج‪.‬‬
‫‪ .) 1988( Domjan، M.، & Hollis، KL‬السلوك اإلنجابي‪ :‬نظام نموذجي محتمل للتخصص التكيفي في التعلم‪ .‬في ‪RC‬‬
‫‪( Bolles & MD Beecher‬محرران) ‪ ،‬التطور والتعلم‪ .‬هيلزديل ‪ ،‬نيوجيرسي‪ :‬لورانس إيرلبوم‪.‬‬
‫دوناهو ‪ ،‬جي دبليو (‪ .)1996‬حول العًلقة بين تحليل السلوك وعلم األحياء‪ .‬مجلة التحليل التجريبي للسلوك ‪.73-71 ، 19 ،‬‬
‫دوناهو ‪ ،‬جي دبليو (‪ .) 2012‬تأمًلت في تحليل السلوك وعلم األحياء التطوري‪ :‬مراجعة انتقائية للتطور منذ داروين‪ :‬أول ‪150‬‬
‫عا ًما‪ .‬مجلة التحليل التجريبي للسلوك ‪.260-249 ، 97 ،‬‬
‫دوناهو ‪ ،‬جي دبليو ‪ ،‬وبالمر ‪ ،‬دي سي (‪ .)1994‬التعلم والسلوك المعقد‪ .‬بوسطن‪ :‬ألين وبيكون‪.‬‬
‫‪ .)2013( .Dymond، S.، & Roche، B‬التطورات في نظرية اإلطار العًلئقي‪ :‬البحث والتطبيقات‪.‬‬
‫أوكًلند ‪ ،‬كاليفورنيا‪ :‬مطبعة السياق‪.‬‬
‫جينسبيرغ ‪ ،‬س ‪ ،‬وجابلونكا ‪ ،‬إي (‪ .)2010‬تطور التعلم النقابي‪ :‬عامل في االنفجار الكمبري‪ .‬مجلة علم األحياء النظري ‪266 ،‬‬
‫‪.20-11 ،‬‬
‫‪ .)2004( Hamilton ، DA ، Rosenfelt ، CS ، & Whishaw ، IQ‬التحكم المتسلسل في التنقل من خًلل إشارات اإلعدادات‬
‫المحلية واألصناف في مهمة موريس المائية‪ .‬بحوث الدماغ السلوكية ‪.397-385 ، 154 ،‬‬
‫‪ .)2001( .Hayes، SC، Barnes-Holmes، D.، & Roche، B‬نظرية اإلطار العًلئقي‪ :‬ما بعد سكينر‬
‫حساب اللغة البشرية واإلدراك‪ .‬نيويورك‪Plenum. :‬‬
‫‪ .)2012( Hayes، SC، Barnes-Holmes، D.، & Wilson، KG‬علم السلوك السياقي‪ :‬خلق علم أكثر مًلءمة لتحدي‬
‫حالة اإلنسان‪ .‬مجلة العلوم السلوكية السياقية ‪.16-1 ، 1 ،‬‬
‫‪ .)2014( Hayes، SC، & Sanford، BT‬جاء التعاون أوالً‪ :‬التطور واإلدراك البشري‪.‬‬
‫مجلة التحليل التجريبي للسلوك ‪112 - 129.، 101 ،‬‬
‫هال ‪ ،‬سي إل (‪ .)1943‬مبادئ السلوك‪ :‬مقدمة لنظرية السلوك‪ .‬نيويورك‪ :‬أبليتون‪-‬سنشري‪-‬كروفتس‪.‬‬
‫جابلونكا ‪ ،‬إي ‪ ،‬والمب ‪ ،‬ج‪ .)2014( .‬التطور في أربعة أبعاد‪ :‬علم الوراثة ‪ ،‬علم التخلق ‪ ،‬السلوكي و‬
‫اختًلف رمزي في تاريخ الحياة(الطبعة الثانية)‪ .‬كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬مطبعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‪.‬‬
‫‪ .)2002( .Klein، SB، Cosmides، L.، Tooby، J.، & Chance، S‬القرارات وتطور الذاكرة‪:‬‬
‫أنظمة متعددة ‪ ،‬وظائف متعددة‪ .‬مراجعة نفسية ‪.329-306 ، 109 ،‬‬
‫‪ .) 2011( Knierim ، JJ ، & Hamilton ، DA‬تأطير اإلدراك المكاني‪ :‬التمثيًلت العصبية لألطر المرجعية القريبة والبعيدة‬
‫ودورها في التنقل‪ .‬مراجعة فسيولوجية ‪.1279-1245 ، 91 ،‬‬
‫كوكو ‪ ،‬هـ ‪ ،‬وجينيونز ‪ ،‬دكتوراه في الطب (‪ .)2010‬علم البيئة السلوكية‪ :‬التاريخ الطبيعي لعلم األحياء التطوري‪.‬‬
‫في ‪ MA Bell‬و ‪ WF Eanes‬و ‪( DF Futuyma‬محرران) ‪ ،‬التطور منذ داروين‪ :‬أول ‪ 150‬عا ًما‪.‬‬
‫سندرالند ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬سيناور‪.‬‬
‫ماكينتوش ‪ ،‬نيوجيرسي (‪ .)2002‬ال تسأل عما إذا كان لديهم خريطة معرفية ‪ ،‬ولكن كيف يجدون طريقهم‪ .‬علم النفس ‪، 23 ،‬‬
‫‪.185 - 165‬‬
‫‪ .)2016( .Monestès ، J.-L‬مكان وظيفي للغة في التطور‪ .‬في ‪RD Zettle ، SC Hayes ، D. Barnes-Holmes‬‬
‫‪( ، & A. Biglan‬محرران) ‪ ،‬دليل وايلي لعلم السلوك السياقي‪ .‬ويست ساسكس ‪ ،‬المملكة المتحدة‪ :‬وايلي بًلكويل‪.‬‬
‫موريس ‪ ،‬إي كيه ‪ ،‬الزو ‪ ،‬جي إف ‪ ،‬وسميث ‪ ،‬إن جي (‪ .)2004‬سواء ‪ ،‬ومتى ولماذا نشر سكينر عن المشاركة البيولوجية في‬
‫السلوك‪ .‬محلل السلوك ‪.169–153 ، 27 ،‬‬
‫ناعور ‪ ،‬ب‪ EO Wilson .)2009( .‬و ‪ :BF Skinner‬حوار بين علم األحياء االجتماعي والراديكالي‬
‫سلوكية‪.‬نيويورك‪ :‬سبرينغر‪.‬‬
‫‪ .) 1971( .O'Keefe، J.، & Dostrovsky، J‬الحصين كخريطة مكانية‪ :‬دليل أولي من نشاط الوحدة في الجرذ المتحرك‬
‫بحرية‪ .‬بحوث الدماغ ‪.175 - 171 ، 34 ،‬‬
‫‪ .)1978( .O'Keefe، J.، & Nadel، L‬الحُصين كخريطة معرفية‪ .‬أكسفورد‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫أورمرود ‪ ،‬جي إي (‪ .)2012‬التعلم البشري (الطبعة السادسة)‪ .‬لندن‪ :‬بيرسون‪.‬‬
‫بابيني ‪ ،‬إم آر (‪ .)2002‬النمط والعملية في تطور التعلم‪ .‬مراجعة نفسية ‪.201 - 186 ، 109 ،‬‬
‫‪ .) 2008( Penn ، DC ، Holyoak ، KJ ، & Povinelli ، DJ‬خطأ داروين‪ :‬شرح االنقطاع بين العقول البشرية وغير البشرية‪.‬‬
‫العلوم السلوكية والدماغية ‪.130-109 ، 31 ،‬‬
‫بينكر ‪ ،‬س‪ .)2002( .‬اللوح الفارغ‪ :‬اإلنكار الحديث للطبيعة البشرية‪ .‬نيويورك‪ :‬فايكنغ‪.‬‬
‫راشلين ‪ ،‬هـ‪ .)2014( .‬هروب العقل‪ .‬نيويورك‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫شنايدر ‪ .)2012( SM ،‬علم العواقب‪ :‬كيف تؤثر على الجينات ‪ ،‬وتغير الدماغ ‪ ،‬و‬
‫تؤثر على عالمنا‪.‬أمهيرست ‪ ،‬نيويورك‪ :‬كتب بروميثيوس‪.‬‬
‫سيليجمان ‪ ،‬مي (‪ .)1970‬وفق قوانين التعليم العامة‪ .‬مراجعة نفسية ‪.18-406 ، 77 ،‬‬
‫سكينر ‪ ،‬فرنك بلجيكي (‪ .)1938‬سلوك الكائنات الحية‪ .‬نيويورك‪ :‬أبليتون‪-‬سنشري‪-‬كروفتس‪.‬‬
‫سكينر ‪ ،‬فرنك بلجيكي (‪ .)1974‬حول السلوكية‪ .‬نيويورك‪ :‬راندوم هاوس‪.‬‬
‫سكينر ‪ .)1981( BF ،‬االختيار حسب العواقب‪ .‬العلوم ‪.504-501 ، 213 ،‬‬
‫سيمونز ‪ ،‬د‪ .)1979( .‬تطور الجنس البشري‪ .‬نيويورك‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫تولمان ‪ ،‬المفوضية األوروبية (‪ .)1938‬محددات السلوك عند نقطة االختيار‪ .‬مراجعة نفسية ‪ .41-1 ، 45 ،‬واتسون ‪ ،‬جي بي (‪ .)1907‬األحاسيس‬
‫الحركية والعضوية‪ :‬دورها في رد فعل الجرذ األبيض تجاه‬
‫المتاهة‪ .‬دراسات نفسية ‪.101-1 ، 8 ،‬‬
‫ويست إبرهارد ‪ ،‬إم جي (‪ .)2003‬اللدونة التنموية عند األطفال‪ .‬نيويورك‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫ويلسون ‪ ،‬دي إس ‪ ،‬هايز ‪ ،‬إس سي ‪ ،‬بيجًلن ‪ ،‬إيه ‪ ،‬وإمبري ‪ ،‬د‪ .) 2014( .‬تطور المستقبل‪ :‬نحو علم التغيير المتعمد‪ .‬العلوم‬
‫السلوكية والدماغية ‪.460-395 ، 37 ،‬‬
‫ويلسون ‪ .)2016( KG ،‬علم السلوك السياقي‪ :‬االستخفاف بالمصطلحات‪ .‬في ‪RD Zettle ، SC Hayes ، D. Barnes-‬‬
‫‪( Holmes ، & A. Biglan‬محرران) ‪ ،‬دليل وايلي لعلم السلوك السياقي‪ .‬ويست ساسكس ‪ ،‬المملكة المتحدة‪ :‬وايلي بًلكويل‪.‬‬
‫‪( .Zettle ، RD ، Hayes ، SC ، Barnes-Holmes ، D. ، & Biglan ، A‬محرران)‪ .)2016( .‬كتيب وايلي للعلوم‬
‫السلوكية السياقية‪ .‬ويست ساسكس ‪ ،‬المملكة المتحدة‪ :‬وايلي بًلكويل‪.‬‬
‫الفصل ‪3‬‬

‫التكييف الكًلسيكي والعملي‪ :‬استراتيجيات مميزة‬


‫تطوريًا؟‬
‫زوهار ز‪ .‬برونفمان‬
‫جامعة تل أبيب‬
‫سيمونا جينسبيرغ‬
‫جامعة إسرائيل المفتوحة‬
‫إيفا جابلونكا‬
‫جامعة تل أبيب‬

‫تم تكريس قرن من البحث العلمي للتحقيق التعلم النقابي (‪ .) AL‬في مرحلة مبكرة جدًا من هذا المسعى ‪ ،‬تم‬ ‫ا‬
‫رسم تمييز أساسي بين التعلم الكًلسيكي (بافلوفيان) والتعلم الفعال ‪ /‬الفعال (سكينريان ‪ /‬ثورينديكيان)‪ .‬على‬
‫الرغم من مناقشة طبيعة (وجدارة) هذا التمييز خًلل النصف األول من القرن العشرين ‪ ،‬فقد أصبح في نهاية‬
‫المطاف أحد المبادئ األساسية لدراسات ‪ ، AL‬وهو أمر مفروغ منه من قبل العديد من الباحثين المعاصرين‪.‬‬
‫موجزا للتمييز ‪ ،‬ونفحص حالته من منظور تطوري ‪ ،‬ونحاول تحديد ما إذا كان يمكن اعتبار‬ ‫ً‬ ‫نقدم تاري ًخا‬
‫نوعي التكييف بالفعل أنظمة تعليمية متميزة‪ .‬نحن نستخدم ثًلثة معايير ‪ ،‬بنا ًء على االقتراحات التي قدمها‬
‫منظرو التعلم والذاكرة ( & ‪ Schacter‬؛ ‪ Sherry & Schacter ، 1987‬؛ ‪Tulving ، 1985‬‬
‫‪ Foster & Jelicic ،‬؛ ‪Tulving ، 1994‬‬
‫‪ ، )1999‬يمكن اعتبار ذلك كافيا ً بشكل مشترك للتمييز بين أنظمة التعلم والذاكرة المختلفة ‪ ،‬وتطبيقها‬
‫على التمييز الكًلسيكي ‪ /‬الفعال‪ .‬يشير تحليلنا إلى أنه ‪ ،‬خاصة عند النظر إليه من منظور تطوري ‪،‬‬
‫ليس من الواضح أن التكييف الكًلسيكي والفعال يجب اعتباره أنظمة تعلم وذاكرة متميزة‪ .‬نختتم بتقديم‬
‫تمييزات بديلة ومكملة بين أشكال ‪ AL‬التي تستند إلى مفهوم اتساع التعلم‪ :‬الدرجة التي يشمل فيها التعلم‬
‫المحفزات واألفعال والقيم المعقدة‪ .‬نقترح حدوث تغييرين تطوريين تقدميين يتضمنان تغييرات في‬
‫التسلسل الهرمي للتحكم خًلل التاريخ التطوري لـ ‪AL.‬‬

‫التمييز بين التعلم الكًلسيكي والتعليمي‪ :‬الحجج المبكرة والحالية‬


‫ً‬
‫مجاال للدراسة التجريبية‬ ‫في نهاية القرن التاسع عشر والنصف األول من القرن العشرين ‪ ،‬أصبح التعلم النقابي‬
‫والصياغة الدقيقة‪ .‬قام إيفان بافلوف في روسيا (بافلوف ‪ )1927 ،‬وإدوارد ثورندايك وبي إف سكينر في‬
‫الواليات المتحدة (ثورندايك ‪ 1898 ،‬؛ سكينر ‪ ) 1938 ،‬بدراسة وتوثيق الطريقة التي تربط بها الحيوانات‬
‫المنبهات واألفعال والقيم كنتيجة لتجربتها الوراثية‪ ، .‬من أجل تكييف سلوكهم مع البيئة‪.‬‬
‫تستلزم نظرية بافلوف ‪ ،‬المعروفة اليوم بالتكييف الكًلسيكي (أو "المستجيب") ‪ ،‬تكوين ارتباط بين المنبه‬
‫عرف الواليات المتحدة على أنها حافز يثير‬ ‫المشروط (‪ )CS‬والمحفز غير المشروط (الواليات المتحدة)‪ .‬ت ُ َّ‬
‫استجابة انعكاسية (استجابة غير مشروطة ‪ ) UR ،‬؛ على سبيل المثال ‪ ،‬رائحة الطعام تؤدي بالفطرة إلى إفراز‬
‫اللعاب‪ .‬على العكس من ذلك ‪ ،‬فإن صوت المسرع ال يؤدي إلى إفراز اللعاب قبل التعلم ‪ ،‬وبالتالي يعتبر ‪.CS‬‬
‫تتشكل رابطة ‪ CS-US‬عندما تتبع الواليات المتحدة نظام ‪ CS‬بشكل متكرر ‪ ،‬وعادة ما يكون ذلك على مقربة‬
‫نظرا لتشكيل اتحاد ‪ ، CS-US‬يتم الحصول على استجابة مشروطة (‪ :)CR‬العرض التقديمي‬ ‫زمنية قريبة‪ً .‬‬
‫التالي لـ ‪ CS‬سوف يستدعي ‪ ، CR‬حتى في غياب الواليات المتحدة‪.‬‬
‫وبالتالي ‪ ،‬فقد تعلم الكائن الحي االستجابة لـ ‪( CS‬على سبيل المثال ‪ ،‬إلفراز اللعاب) كما لو كانت‬
‫الواليات المتحدة على وشك الوصول‪.‬‬
‫ضا قانون ثورندايك للتأثير‬
‫نظرية ثورندايك وسكنر ‪ ،‬المعروفة اليوم باسم االشتراط الفعال (يُطلق عليه أي ً‬
‫‪ ،‬أو التكييف األداتي) ‪ ،‬تصف المواقف التي يتغير فيها احتمال استحضار فعل معين كدالة لتاريخه المعزز‪:‬‬
‫األفعال التي يتبعها إيجابية ستكون النتيجة (أو السلبية) أكثر (أو أقل) من المرجح أن تحدث في المستقبل ‪،‬‬
‫في ظل ظروف مماثلة‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬ميل الجرذ للضغط على رافعة سيزداد أو ينقص إذا تبع هذا‬
‫الفعل بشكل متكرر توصيل الطعام أو الصدمة الكهربائية ‪ ،‬على التوالي‪ .‬زعم سكينر (‪ ، )1938‬الذي‬
‫طور هذا المنهج ‪ ،‬أن السلوك الفعال (المنبعث) يتشكل من خًلل التعزيز‪ .‬جادل بأن الحافز (على سبيل‬
‫المثال ‪،‬‬
‫على الرغم من أن التعلم النقابي الفعال والكًلسيكي يتم تفعيلهما وتعريفهما بشكل مختلف ‪ ،‬في األيام األولى‬
‫من دراستهما ‪ ،‬حاول العديد من المنظرين ‪ ،‬بما في ذلك بافلوف وسكينر ‪ ،‬توضيح العًلقات بينهما‪ .‬اعتبر‬
‫بافلوف والعديد من العلماء الروس أن هذين النوعين من التكييف يعتمدان على نفس مبادئ بافلوفيان ‪ ،‬بافتراض‬
‫وجود اتصاالت ثنائية االتجاه اإلثارة والمثبطة بين المراكز العصبية التي تتحكم في المنبهات (‪ CS‬والواليات‬
‫المتحدة) واالستجابات (‪ CR‬و ‪ ) UR‬التي تختلف في قوتها النسبية وصدفها الزمني (تمت مراجعتها في‬
‫‪ .) 1976 ، Gormezano & Tait‬ومن ثم ‪ ،‬في بعض الحاالت ‪ ،‬يمكن أن تؤدي ‪ UR‬التي يتم استنباطها‬
‫فطريًا إلى تحفيز رد الفعل ‪ ،‬وبالتالي تنفيذ التعلم الفعال‪ .‬من ناحية أخرى ‪ ،‬فإن بعض علماء النفس األمريكيين‬
‫اعتبر العديد من علماء النفس موقعًا آخر أن نمطي التعلم يعتمدان على عمليتين متميزتين‪ .‬على سبيل المثال‬
‫‪ ،‬في ورقة عام ‪، 1935‬‬
‫ميز سكينر بين التكييف الفعال والتكييف بافلوفيان‪ .‬جادل بأن جوهر تكييف بافلوف هو "استبدال حافز‬
‫بآخر ‪ ،‬أو ‪ ،‬كما قال بافلوف ‪ ،‬اإلشارة‪ .‬إنه يجهز الكائن الحي عن طريق الحصول على إثارة استجابة‬
‫قبل أن يبدأ التحفيز األصلي في العمل "‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬في التعلم الفعال ‪ ،‬ال توجد إشارة‪" :‬يختار الكائن‬
‫الحي من مجموعة كبيرة من ردود الفعل غير المشروطة‪1‬تلك التي يكون التكرار فيها مه ًما فيما يتعلق‬
‫ببعض الوظائف األولية ويتجاهل تلك التي ال يكون مه ًما فيها "‪ .‬االستجابة المشروطة في هذه الحالة‬
‫األخيرة ال تستعد لحافز التعزيز ‪ ،‬بل تنتجها‪.‬‬
‫على الرغم من خضوعه للعديد من المؤهًلت (انظر ‪ ، )1967 ، Rescorla & Solomon‬خًلل‬
‫العقود التالية ‪ ،‬أصبح التمييز بين التعلم الكًلسيكي والتعلم الفعال الذي اقترحه سكينر أكثر ً‬
‫تقبًل‪ .‬يتضح هذا‬
‫من األدبيات التي تناقش تطور التعلم النقابي ‪ ،‬حيث يُفترض عادة ً أن التكييف الكًلسيكي والفعال هما نظامان‬
‫متميزان ‪ ،‬وأن التعلم الفعال (األكثر تعقيدًا) قد تطور من التكييف الكًلسيكي (ويلز ‪ 1968 ،‬؛ رازران ‪،‬‬
‫‪ 1971‬؛ مور) ‪ 2004 ،‬؛ ‪Perry ، Barron ، & Cheng ، 2013).‬‬
‫ضا اعتراف بأوجه التشابه األساسية المشتركة بين نوعي التكييف (على سبيل المثال ‪،‬‬ ‫كان هناك أي ً‬
‫‪ .)1993 ، Donahoe ، Burgos ، & Palmer‬يستلزم كًل النوعين من ‪ )1( :AL‬إدراك الحافز أو‬
‫المنبهات التي تبدأ العملية (‪ CS‬في التكييف الكًلسيكي ؛ الحالة الداخلية للحيوان المستكشف والشيء الذي‬
‫يعمل عليه في تكييف فعال) ؛ يليه (‪ )2‬سلوك (‪ UR‬في التكييف الكًلسيكي ؛ السلوك المعزز في التكييف‬
‫الفعال) ؛ وإشارة بقيمة (‪( )3‬تحملها إما الواليات المتحدة أو المعزز) التي تحدد مدى بروز االستجابة‬
‫ضا أن التمييز بين الشرط الفعال والكًلسيكي ال يعني أن‬ ‫المثارة‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬كان من الواضح أي ً‬
‫العمليتين ال تتفاعل‪ .‬محاوالت دراسة التفاعًلت ‪،‬‬
‫ما هي إذن مكانة هذا التمييز؟ من الواضح أن هناك اختًلفات عملية مثيرة لًلهتمام بين أنواع الردود‬
‫النموذجية ‪،‬‬
‫التعزيزات والنتائج السلوكية للتعلم الفعال والكًلسيكي‪ .‬لكن هل هذه االختًلفات مثل تلك الخاصة بتعلم‬
‫لغتين ‪ ،‬على سبيل المثال اليابانية والعبرية ‪ ،‬والتي تنطوي بًل شك على العديد من االختًلفات على عدة‬
‫مستويات (سلوكية ‪ ،‬وعصبية) ولكنها تبدو ‪ ،‬مع ذلك ‪ ،‬تنتمي إلى مجال وظيفي معرفي واحد؟ أم أن الفروق‬
‫تشبه تلك الموجودة بين القدرة على تعلم الغناء والقدرة على تعلم اإلبحار؟ أو ربما يشبه التعلم الذي يعتمد‬
‫على الذاكرة العرضية مقابل الذاكرة اإلجرائية أو مثل الفرق بين التعلم غير الترابطي والتعلم النقابي؟ أقل‪،‬‬

‫معايير التمييز بين أنظمة التعلم والذاكرة وتطبيقها على التميز‬


‫التشغيلي ‪ /‬الكًلسيكي‬
‫اقترح المنظرون المعرفيون ( ؛ ‪ Sherry & Schacter ، 1987‬؛ ‪Tulving ، 1985‬‬
‫‪ Foster & Jelicic‬؛ ‪ )1999 ، Schacter & Tulving ، 1994‬أن التمييز بين أنظمة التعلم‬
‫والذاكرة (مثل الذاكرة اإلجرائية والتوضيحية) يجب أن يستند إلى ضرورة فردية وكافية بشكل‬
‫مشترك‪ .‬المعايير التطورية الوظيفية‪ .‬بنا ًء على اقتراحهم ‪ ،‬نقترح المعايير الثًلثة التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬التميز الوظيفي‪ :‬يجب أن تلتزم أشكال التعلم المميزة بمبادئ وظيفية مختلفة‬
‫وأن تعتمد على هياكل عصبية قابلة للفصل‪ .‬من الناحية التشغيلية ‪ ،‬يمكن‬
‫ضا‬
‫االستدالل على التميز الوظيفي عن طريق الفصل المزدوج (انظر أي ً‬
‫‪.)1988 ، Dunn & Kirsner‬‬
‫‪ .2‬التميز التصنيفي‪ :‬يجب أن يظهر أعضاء بعض أصناف الحيوانات شكًل ً واحدًا من‬
‫التعلم أثناء وجود أعضاء‬
‫يجب أن تعرض األنواع الحيوانية األخرى األخرى (إذا كان االفتراض بحدوث‬
‫خسارة ثانوية يعتبر غير محتمل)‪ .‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬يجب أن ينتج عن‬
‫التمييز تنبؤات صريحة فيما يتعلق بقدرات التعلم للكائنات الحية التي لم يتم‬
‫اختبارها بعد‪.‬‬
‫‪ .3‬التميز التكيفي التطوري‪ :‬يجب أن يكون ألشكال التعلم المميزة مبررات تكيفية‬
‫تطورية متميزة يمكن أن تفسر االختًلفات النوعية في قدرات التعلم بين أعضاء‬
‫ً‬
‫أشكاال‬ ‫مختلف األصناف‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬يعد التعلم بأغنية الطيور وتعلم التنقل‬
‫متخصصة من التعلم ال يمكن اختزالها في بعضها البعض (فهي "تحل" ضغوط‬
‫االختيار المختلفة ؛ شيري وشاكتير ‪ .)1987 ،‬يفترض أن تكون المعلومات‬
‫المستفادة مميزة في كل حالة‪.‬‬

‫بنا ًء على هذه المعايير ‪ ،‬ننتقل اآلن إلى تحليل التمييز الكًلسيكي ‪ /‬الفعال‪.‬‬

‫هل التعلم الكًلسيكي والتعليمي متميز وظيفيًا؟‬


‫يتشارك شكًل التعلم في مبادئ التعلم األساسية‪ .‬كما نوقش أعًله ‪ ،‬في كًل الشكلين ‪ ،‬يجب أن يتبع‬
‫التعزيز ‪ CS‬أو اإلجراء (على سبيل المثال ‪ Ferster & Skinner ،‬؛ ‪، Skinner ، 1938‬‬
‫‪ .)1957‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬يخضع كًل النموذجين لمبدأ تعلم أخطاء التنبؤ ‪ ،‬والذي وفقًا له فقط‬
‫التعزيز غير المتوقع هو الذي يؤدي إلى التعلم ( & ‪ Rescorla‬؛‪Kamin، 1968، 1969‬‬
‫‪ Clark، 2013 ).‬؛‪ Schultz، Dayan، Montague، 1997‬؛‪Wagner، 1972‬‬
‫على الرغم من أوجه التشابه هذه ‪ ،‬هناك بعض التقارير التجريبية عن االنفصال بين شكلي التعلم ‪،‬‬
‫على عدة مستويات من التنظيم البيولوجي‪ .‬أظهرت الدراسات التي أجريت على القوارض أن اآلفات‬
‫الموجودة في القشرة األمامية المدارية تضعف تكييف بافلوفيان ‪ ،‬بينما تتداخل اآلفات في القشرة الحوفية‬
‫مع التكييف الفعال (‪Ostlund & Balleine ،‬‬
‫‪ .)2007‬على المستوى الخلوي ‪ ،‬على األقل في ‪ ، Aplysia‬كشفت الدراسات أن كًل الشكلين من‬
‫التكييف مصحوبان بتأثيرات مختلفة على استثارة غشاء الخًليا العصبية الحرجة (‪ )51B‬التي‬
‫تشارك في نوعي التكييف (‪ Brembs‬و ‪ Lorenzetti‬و ‪ Reyes‬و ‪Baxter ، & Byrne،‬‬
‫‪ Mozzachiodi‬؛‪ Lorenzetti، Mozzachiodi، Baxter، & Byrne، 2006‬؛‪2002‬‬
‫‪& Byrne، 2010).‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬فإن الدراسات التي تظهر االنفصال بين التعلم الكًلسيكي والتعلم العملي تنتظر التكرار‬
‫‪ ،‬وهناك عدد قليل جدًا من هذه الدراسات للسماح بأي استنتاج مهم ‪ ،‬خاصة بالنظر إلى أن التأثيرات‬
‫الصفرية (التي يُفترض أنها تشير إلى عدم وجود انفصال) تميل إلى عدم نشرها‪ .‬للمقارنة ‪ ،‬تناولت‬
‫المئات ‪ ،‬إن لم يكن اآلالف ‪ ،‬من األوراق مسألة ما إذا كانت أشكال التعلم األخرى ‪ -‬التذكر واالعتراف‬
‫‪ -‬قابلة للفصل (تمت المراجعة في ‪ .)2002 ، Yonelinas‬وبالتالي ‪ ،‬يجب أن تتناول الدراسات‬
‫المستقبلية هذا السؤال المهم ‪ ،‬وأن توفر البيانات التي تشتد الحاجة إليها حول ما إذا كان التكييف‬
‫الكًلسيكي والفعال يمكن فصلهما وظيفيًا بالفعل‪.‬‬
‫ربما تكون إحدى أكبر الصعوبات في التمييز بين التعلم الفعال والتعلم الكًلسيكي هي أن كليهما يحدث خًلل‬
‫نفس حلقة التعلم (حتى في البشر ؛ انظر ‪ .)1972 ،Staats، Minke، Martin، & Higa‬ال يمكن التغلب‬
‫على الصعوبة جزئيًا إال إذا اتخذ المرء تدابير خاصة لعزل تأثيرات المنبهات الحسية التنبؤية عن التأثيرات‬
‫التعزيزية المرتبطة بأفعال الحيوان‪ .‬في الواقع ‪ ،‬اتخذت دراسة بارزة (‪ )2008 ، Brembs & Plendl‬مثل‬
‫هذه التدابير باستخدام نموذج محاكاة الطيران (‪ .)1991 ، Wolf & Heisenberg‬في هذا النموذج ‪ ،‬يتم‬
‫لصق ذبابة ذبابة الفاكهة على خطاف صغير وربطها بمقياس عزم الدوران ‪ ،‬وبالتالي "تطير" بشكل ثابت في‬
‫وسط بانوراما أسطوانية‪ .‬بسبب هذا التصميم ‪ ،‬يتمتع المجرب بالتحكم الكامل في المحفزات اإلدراكية التي‬
‫تتعرض لها الذبابة (على سبيل المثال ‪ ،‬اللون األزرق ‪ /‬األخضر) ‪2،‬ومن ثم ‪ ،‬في ظل هذه الظروف الفريدة ‪،‬‬
‫من الممكن دراسة نوعي التعلم بشكل منفصل‪ .‬أظهر ‪ Brembs‬أن التعرف على المحفزات اإلدراكية الخارجية‬
‫(وكيل للتكييف الكًلسيكي) والتعرف على حركات الفرد (وكيل للتكييف الفعال) كان‬
‫ضعيف تفاضليًا بسبب التًلعب الوراثي في إنزيم أدينيل سيكلز وبروتين كيناز سي ‪ ،‬على التوالي‬
‫(بريمبس وبليندل ‪ .)2008 ،‬على أساس هذه الدراسات ‪ ،‬يقترح ‪ )2011( Brembs‬أنه بدالً من‬
‫التمييز التقليدي القائم على العمليات المتضمنة في كل نوع من أنواع التعلم ‪ ،‬يجب اعتماد تصنيف يعتمد‬
‫على ما تم تعلمه‪" :‬اليوم ‪ ،‬ي مكننا اقتراح مصطلحات لتحسين تمييز ما يتم تعلمه (المحفزات أو السلوك)‬
‫من كيفية تعلمه (عن طريق التكييف الكًلسيكي أو الفعال)‪ .‬نحدد التعلم الذاتي على أنه عملية تحديد قيمة‬
‫نعرف التعلم العالمي على أنه العملية التي تمنح قيمة للمنبهات الحسية‪ .‬بينما‬
‫لعمل أو حركة معينة‪ .‬نحن ِّ‬
‫يحدث التعلم العالمي فقط في تجارب التكييف الكًلسيكي ‪ ،‬قد تحدث كلتا العمليتين أثناء التكييف الفعال‬
‫"(كولومب وبريمبس ‪ ، 2010 ،‬ص ‪.)142‬‬
‫نعتقد أن التمييز الذي اقترحه بريمبس وزمًلؤه مفيد ‪ ،‬على الرغم من أنه في معظم الظروف ‪ ،‬بما في‬
‫ذلك معظم تجارب التكييف الكًلسيكية ‪ ،‬تتعلم الحيوانات كًلً من العالم وسلوكها ‪ ،‬وهي نقطة أكدها علماء‬
‫النفس األوائل (تمت مراجعتها في ‪ .)1967 ، Rescorla & Solomon‬ضع في اعتبارك حالة التكييف‬
‫الكًلسيكي عندما يؤدي إشارة معينة (على سبيل المثال ‪ ،‬رائحة معينة) التي تتنبأ بوجود فريسة إلى تفاعل‬
‫عض منعكس في الحيوان (‪ .)UR‬ومع ذلك ‪ ،‬يجب أن تكون االستجابة االنعكاسية الفعلية مصممة وفقًا‬
‫للفريسة المحددة التي يتوقعها اإلشارات (حجمها ‪ ،‬نسيجها ‪ ،‬إلخ)‪ .‬يتعلم الحيوان كًلً من اإلشارات التي‬
‫تتنبأ بالفريسة و ‪ )UR (CR‬المعدل الذي يثيره التلميح‪ .‬وبصورة أعم ‪ ،‬عندما ال يكون السجل التجاري‬
‫صا بالمستند المسؤول عن االستنباط) ‪،‬‬ ‫ً‬
‫تعديًل له خا ً‬ ‫مطابقًا لجولة أوروغواي (يعد‬
‫ومن ثم ‪ ،‬فإننا نعتقد أن االفتراض القائل بأن التكييف الكًلسيكي يتطلب التعلم العالمي فقط ال ينطبق في‬
‫العديد من الظروف الطبيعية حيث يحدث كل من التعلم الذاتي والعالمي معًا ‪ ،‬على الرغم من أن اعتماد الحيوان‬
‫على العالم والتعلم الذاتي قد يختلف بطرق مهمة ‪ .‬يجب أن توضح الدراسات المستقبلية ما إذا كان التمييز بين‬
‫التعلم الذاتي والعالمي ينطبق على الكائنات الحية بخًلف ذبابة الفاكهة ‪ ،‬وكيف يمكن تطبيق هذا التمييز على‬
‫الكائنات الحية غير ذبابة الفاكهة ‪ ،‬وفي أي ظروف بيئية تكون مثل هذه االنفصاالت مهمة وظيفيًا‪.‬‬
‫من االعتبارات األخرى ذات الصلة بالتمييز بين التعلم الذاتي (القائم على السلوك الحركي عادةً) والتعلم‬
‫العالمي (القائم على اإلدراك) هو االعتماد المتبادل بين اإلدراك واالستجابة الحركية‪ :‬حتى عندما يكون الحيوان‬
‫ساكنًا ويكون هدف اإلدراك ثابتًا ‪ ،‬فإن اإلدراك يتضمن الحركية عمل‪ .‬باستثناء بعض الظروف الخاصة ‪ ،‬ال‬
‫تدرك الحيوانات عالمها بشكل سلبي‪ .‬بشكل عام ‪ ،‬فهم يدركون العالم ويستكشفونه من خًلل الحركات النشطة‬
‫للجسم و ‪ /‬أو أعضائه الحسية ‪ ،‬مع كون المتغيرات الحركية والحسية العبين متساويين في األهمية ( ‪Ahissar‬‬
‫‪ Ahissar & Arieli‬؛ ‪ .)2001 ، & Vaadia ، 1990‬ربما تكون فكرة أن اإلدراك سلبيًا هي أحد أسباب‬
‫االفتراض الشائع بأن التكييف الفعال (النشط) قد تطور من التكييف الكًلسيكي (األكثر سلبية) ( ‪Moore ،‬‬
‫‪ Perry et al. ، 2013).‬؛ ‪2004‬‬

‫هل التعلم الكًلسيكي والتعليمي متمايزان‬


‫تصنيفيا؟‬
‫عا واحدًا من التعلم وليس‬
‫نحن غير مدركين ألي كائن حي تم البحث فيه عن نوعي التعلم الذي يمتلك نو ً‬
‫اآلخر‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬تُظهر النيماتودا ‪ ،‬التي تكون قدراتها التعليمية بسيطة نسبيًا ‪ ،‬كًل شكلي التعلم (رانكين‬
‫‪ .) 2004 ،‬وبالمثل ‪ ،‬فقد ثبت أن أبليسيا تمتلك التعلم الكًلسيكي (‪،Carew، Walters، & Kandel‬‬
‫‪ )1981‬والتعلم الفعال (‪ .) 2002 ،.Brembs et al‬ومع ذلك ‪ ،‬نعتقد أن مسألة االستقًلل التصنيفي تتطلب‬
‫نظرا ألن المعرفة الحالية حول قدرات التعلم لمعظم الشعب الحيوانية ضعيفة للغاية‪ .‬أي‬ ‫مزيدًا من الدراسة ‪ً ،‬‬
‫مًلحظة للحيوانات ال يمكن أن تتعلم إال من خًلل التعلم الفعال أو فقط من خًلل التكييف الكًلسيكي ستدعم‬
‫الفرضية القائلة بأن التكييف الفعال والكًلسيكي هما نظامان تعليميان متميزان ‪ ،‬على األقل في بعض األصناف‪.‬‬
‫هل يلبي شكًل التكييف تحديات تطورية مميزة؟‬
‫يبدو أن التعلم النقابي هو تكيف عام في المجال بامتياز (‪ Heyes‬؛ ‪، )2012 ، Macphail ، 1982‬‬
‫ومن الصعب تحديد "التحديات التطورية" المتميزة التي يرتفع إليها ‪ AL‬الفعال والكًلسيكي على وجه التحديد‬
‫‪ ،‬حيث يبدو أن كًلهما يواجه معظم التحديات‪ .‬من الواضح أن كل من التعلم الكًلسيكي والتعليمي يؤدي إلى‬
‫التحدي العام المتمثل في مطابقة اإلجراء األنسب مع الظروف المحددة (المصادفة وجينيًا) ‪ ،‬عن طريق ربط‬
‫اإلجراءات والظروف والقيمة‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬ضع في اعتبارك ذئبًا يتعلم أثناء البحث عن الطعام أن‬
‫الرائحة القادمة من األدغال يتبعها عادة أرنب قافز يعبر الشجيرة‪ .‬في المرة التالية التي يتم فيها مواجهة الرائحة‬
‫‪ ،‬يتوقع الذئب وجود أرنب ‪ ،‬وبالتالي سوف يستعد لهجوم (على سبيل المثال ‪ ،‬قفزة لألمام ‪ ،‬تزيد من معدل‬
‫ضربات القلب) ‪ ،‬وفقً ا للتكييف الكًلسيكي‪ .‬سيؤدي هذا اإلعداد إلى زيادة احتمالية أسر الذئب لألرنب‪ .‬وهكذا‬
‫‪ ،‬من خًلل ربط الرائحة (‪ ) CS‬باألرنب القافز (الواليات المتحدة) ‪ ،‬يمكن للذئب زيادة استجابته لألرنب (الذي‬
‫ضا على جوانب فعالة ‪ -‬يجب أن يختار‬ ‫يحمل ‪ ،‬كفريسة ‪ ،‬قيمة تحفيزية إيجابية بارزة)‪ .‬يشتمل هذا السيناريو أي ً‬
‫الذئب اإلجراء األنسب لجعل الهجوم أكثر فاعلية (على سبيل المثال ‪ ،‬القفز مقابل الزحف)‪ .‬سيتم تحديد قيمة‬
‫اإلجراء المختار (واألعمال المنافسة) من خًلل تاريخ التكييف الفعال السابق للذئب (إلى السياق ‪ ،‬واألرانب ‪،‬‬
‫وما إلى ذلك) ‪ ،‬حيث كان من المرجح أن يؤدي كل إجراء إلى تحقيق الهدف‪( .‬في هذه الحالة ‪ ،‬أسر األرنب)‪.‬‬
‫يمكن للذئب زيادة استجابته لألرنب (الذي يحمل ‪ ،‬كفريسة ‪ ،‬قيمة تحفيزية إيجابية بارزة)‪ .‬يشتمل هذا السيناريو‬
‫ضا على جوانب فعالة ‪ -‬يجب أن يختار الذئب اإلجراء األنسب لجعل الهجوم أكثر فاعلية (على سبيل المثال‬ ‫أي ً‬
‫‪ ،‬القفز مقابل الزحف)‪ .‬سيتم تحديد قيمة اإلجراء المختار (واألعمال المنافسة) من خًلل تاريخ التكييف الفعال‬
‫السابق للذئب (إلى السياق ‪ ،‬واألرانب ‪ ،‬وما إلى ذلك) ‪ ،‬حيث كان من المرجح أن يؤدي كل إجراء إلى تحقيق‬
‫الهدف‪( .‬في هذه الحالة ‪ ،‬أسر األرن ب)‪ .‬يمكن للذئب زيادة استجابته لألرنب (الذي يحمل ‪ ،‬كفريسة ‪ ،‬قيمة‬
‫ضا على جوانب فعالة ‪ -‬يجب أن يختار الذئب اإلجراء األنسب‬ ‫تحفيزية إيجابية بارزة)‪ .‬يشتمل هذا السيناريو أي ً‬
‫لجعل الهجوم أكثر فاعلية (على سبيل المثال ‪ ،‬القفز مقابل الزحف)‪ .‬سيتم تحديد قيمة اإلجراء المختار (واألعمال‬
‫المنافسة) من خًلل تاريخ التكييف الفعال السابق للذئب (إلى السياق ‪ ،‬واألرانب ‪ ،‬وما إلى ذلك) ‪ ،‬حيث كان‬
‫من المرجح أن يؤدي كل إجراء إلى تحقيق الهدف‪( .‬في هذه الحالة ‪ ،‬أسر األرنب)‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬على نطاق أدق ‪ ،‬يمكن القول (وفقًا لفرضية سكينر) أن التكييف الفعال يلبي التحدي المتمثل‬
‫في التغيير الفعال لحالة الكائن الحي (على سبيل المثال ‪ ،‬من الجوع إلى الشبع) ‪ ،‬في حين أن التكييف‬
‫الكًلسيكي يستلزم قدرة الكائن الحي على تستعد بشكل أفضل لألحداث المستقبلية (التي ال تستطيع السيطرة‬
‫عليها)‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬كما أكدنا سابقًا عند مناقشة التعلم الذاتي والعالمي ‪ ،‬في ظل الظروف الطبيعية والبيئية‬
‫‪ ،‬فإن هذين "التحديين" يتعايشان بشكل ممنهجي ‪ ،‬ومن المحتمل أن يكون النظام قد تطور ليعكس هذا‬
‫التشابك‪.‬‬
‫نستنتج أنه ليس من الواضح أن التمييز بين التكييف الفعال والكًلسيكي يفي بجميع المعايير الًلزمة‬
‫الستنتاج أن نوعي ‪ AL‬هما نظامان تعليميان متميزان‪ .‬هناك عدد قليل من الدراسات التي تشير إلى الفصل‬
‫نظرا ألهمية هذا السؤال‪ .‬ال يُعرف سوى‬‫بين التعلم الفعال والتعلم الكًلسيكي ‪ ،‬ومع ذلك فهي قليلة جدًا ‪ً ،‬‬
‫القليل جدًا عن قدرات التعلم للكائنات البسيطة نسب ًيا ‪ ،‬ولكن وفقًا لمعرفتنا ‪ ،‬تُظهر تلك التي تمت دراستها‬
‫أخيرا ‪ ،‬ليس من الواضح أبدًا ما إذا كانت التحديات التطورية التي "يحلها" التعلم‬
‫ً‬ ‫كًل الشكلين من التكييف‪.‬‬
‫الكًلسيكي والعملي متميزة ‪ ،‬خاصة في البيئات البيئية الطبيعية ‪ ،‬حيث يحدث عادة ً كل من التعلم الذاتي‬
‫والعالمي‪.‬‬

‫تصنيف تطوري تكميلي‬


‫ال يزال التمييز بين التكييف الفعال والكًلسيكي غير ثابت علميًا بعد قرن من البحث في ‪ .AL‬هل هذا يعني‬
‫أن ‪ ، AL‬الذي ظهر ألول مرة في أوائل العصر الكمبري ( ‪Ginsburg & Jablonka ، 2010a ،‬‬
‫‪ ، )2010b‬ظل دون تغيير جوهري منذ ذلك الحين ‪ ،‬وأن االختًلف الوحيد في التعلم بين الحيوانات يُعزى‬
‫إلى التغيرات في الحواس والحركية ‪ ،‬وأنظمة التحفيز ‪ ،‬كما جادل ماكفيل (‪)1987 ، 1982‬؟ هل يجب‬
‫أن نركز ‪ ،‬بدالً من ذلك ‪ ،‬على التكيفات الخاصة بالمجال في التعلم والتخلي عن محاولة تمييز التكيفات‬
‫العامة للمجال (‪ see review by Papini‬؛‪)2002 ،Shettleworth، 1998‬؟ أو هل يمكننا اعتماد‬
‫خيار ثالث ‪ -‬منهج موجه نحو التحول التطوري (‪- )1995 ، Maynard Smith & Szathmary‬‬
‫والسعي إلى تغيير نوعي تقدمي في إطار القدرة العامة للمجال على التعلم عن طريق االرتباط؟ نعتمد هذا‬
‫البديل الثالث ‪ ،‬والذي ‪ ،‬نحافظ عليه ‪ ،‬يمكنه توضيح طبيعة العًلقات بين ‪ AL‬والقدرات المعرفية األخرى‬
‫وتوضيح األسئلة المتعلقة بتوزيع ‪ AL‬في عالم الحيوان‪ .‬نقترح مرحلتين نوعيتين تؤديان إلى ‪ AL‬واسع‬
‫(مرن) بشكل متزايد ‪ ،‬والذي يتضمن كًل من التعلم الكًلسيكي ‪ /‬العالمي والتعلم الفعال ‪ /‬الذاتي‪:‬‬
‫‪ .1‬محدود ‪ ، AL‬حيث يمكن فقط تعديل التفاعًلت الموجودة مسبقًا (المتطورة) من خًلل‬
‫التجربة‪ .‬تعتمد ‪ AL‬المحدود على تطور اإلشارات الزمنية ‪ ،‬مما يؤدي إلى االنتقال من‬
‫التحسس العام ‪ ،‬حيث ال يؤثر ترتيب المحفزات المقدمة على االستجابة ‪ ،‬إلى ديناميكيات‬
‫التعلم ‪ ،‬مما يؤدي إلى استجابة أقوى وأكثر ديمومة عندما يسبق ‪ CS‬الواليات المتحدة‪.‬‬
‫ضا باسم تكييف ألفا) أو عندما يتبع المعزز نشا ً‬
‫طا استكشافيًا‪ .‬مثال على‬ ‫(المعروف أي ً‬
‫تكييف ألفا وصفه كارو وزمًلؤه (‪ .) 1981‬لقد قاموا بإقران لمسة ضعيفة لسيفون‬
‫‪ ، Aplysia‬مما أدى إلى استجابة ضعيفة للحركة االنعكاسية لسحب الخيشوم (‪)a CS‬‬
‫‪ ،‬مع صدمة كهربائية قوية الحقة في الذيل ‪ ،‬مما أدى إلى انسحاب قوي للخيشومية‬
‫(الواليات المتحدة)‪ .‬أدى تسلسل االقتران ‪ CS-US‬هذا إلى تحفيز السيفون الضعيف‬
‫الذي أسفر عن انسحاب قوي للخيشومية (‪ ، )CR‬أقوى بكثير من االقتران العشوائي‬
‫بين المنبهين ‪ ،‬أو االقتران العكسي ‪ ،‬عندما يسبق الحافز القوي المحفز الضعيف (أي‬
‫‪ -US ،‬تسلسل ‪ .)CS‬وبالمثل ‪ ،‬أظهر ‪ Brembs‬وزمًلؤه (‪ )2002‬أن ‪Aplysia‬‬
‫يمكن أن تخضع لتكييف فعال محدود من خًلل تعلم زيادة ميلها لسلوك حركي فطري‬
‫معين (العض) عندما يتبع هذا السلوك مباشرة منبه تقوية إيجابي (التحفيز الكهربائي‬
‫ضا ‪ .)1986 ، Cook & Carew‬أبسط أنواع‬ ‫لخًليا الدوبامين المعززة ؛ انظر أي ً‬
‫التحديث ‪ ،‬استنادًا إلى عدم التوافق بين (أو التأثير المفاجئ) لإلشارات الواردة وحاالت‬
‫الشبكات الموجودة مسبقًا ‪ ،‬تظهر في هذا المستوى وتتجلى في الحجب وإعادة التأكيد‪.‬‬
‫المنع (كامين ‪ ) 1969 ،‬هو ضعف تكوين الجمعيات إذا تم ‪ ،‬أثناء عملية التكييف ‪،‬‬
‫تقديم ‪ CS‬السابق للواليات المتحدة جنبًا إلى جنب مع ‪ CS‬آخر مرتبط بالفعل بالحافز‬
‫غير المشروط والتنبؤ به تما ًما‪ .‬كما لوحظ‬
‫سابقًا ‪ ،‬يُطلق على هذا االعتماد على القيمة المفاجئة لـ ‪ CS‬مبدأ خطأ التنبؤ‬
‫( ‪ Schultz،‬؛‪ Schultz et al.، 1997‬؛‪Rescorla & Wagner، 1972‬‬
‫‪ Schultz & Dickinson‬؛‪ .)2000 ،1998‬إعادة العرض هي تعديل المعالجة‬
‫الحسية عن طريق القيادة الحركية ‪ ،‬بحيث يمكن تمييز التأثيرات الحسية لفعل المرء‬
‫عن تلك اآلتية من العالم (تمت مراجعته في ‪ .)2008 ، Crapse & Sommer‬يُعد‬
‫التكرار ضروريًا لجميع الحيوانات المتحركة الكبيرة ‪ ،‬بينما تم اإلبًلغ عن حدوث‬
‫انسداد في ‪ Aplysia californica‬و ‪ Planarians‬و ‪ Moth‬يرقات‬
‫(‪ .)2005 ، Pszczolkowski & Brown‬من المفترض أن يكون ‪ AL‬المحدود ‪،‬‬
‫طا بين أي منبه وسلوك عنصري (غير مركب) ‪ ،‬شائ ًعا جدًا‬‫والذي يتضمن عمو ًما ارتبا ً‬
‫‪ ،‬على الرغم من أن معرفتنا بالتعلم في العديد من الشعب الحيوانية شحيحة جدًا في‬
‫الوقت الحالي‪.‬‬
‫‪ .2‬أدى التطور التدريجي إلى التعلم النقابي غير المحدود ‪ ،‬حيث يشتمل المدخًلت المركبة‬
‫غير المنع كسة على اقتران محدد من عدة ميزات (على سبيل المثال ‪ ،‬شكل كبير أزرق‬
‫يشبه عباد الشمس) أو تسلسل محدد غير انعكاسي من اإلجراءات (على سبيل المثال ‪،‬‬
‫الضغط على مفتاح ثم االنتقال إلى اليسار) يمكن ربطه بالقيمة ودعم تكييف الدرجة الثانية‪.‬‬
‫وبالتالي ‪ ،‬فإن تطور ‪ AL‬غير المحدود قد سار جنبًا إلى جنب مع تطور التعرف على‬
‫مرارا‬
‫ً‬ ‫األشياء وتصنيفها ‪ ،‬وكذلك مع اإلدراك الجوهري‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬فقد قيل‬
‫وتكرارا أن الربط يتطلب اهتما ًما من أعلى إلى أسفل (‪، Treisman & Gelade‬‬ ‫ً‬
‫‪ ، )1980‬ونقترح أن ‪ AL‬غير المحدود يتضمن مستويات أعلى بشكل متزايد من المعالجة‬
‫والتحكم ثنائي االتجاه‪ :‬يحدث تحديث التمثيًلت العصبية السابقة في ضوء المعلومات‬
‫الجديدة المفاجئة من خًلل آليات تتجاوز التثبيط الجانبي للمعالجة الحسية غير المعززة‪.‬‬
‫بمعنى آخر ‪ ،‬ظهور ‪ AL‬كامل غير محدود‬
‫تضمنت تطور استدعاء المنبهات المقيدة من خًلل االندماج اإلدراكي واالهتمام‬
‫التنازلي الذي اعتمد على الترميز التنبئي الهرمي متعدد المستويات ( & ‪Rao‬‬
‫أخيرا ‪ ،‬وكما‬
‫ً‬ ‫‪ Clark‬؛ ‪ Friston ، 2005‬؛ ‪.)2013 ، Ballard ، 1999‬‬
‫نوضح أدناه ‪ ،‬يستلزم ‪ AL‬غير المحدود الحد األدنى من الوعي ألنه يفترض‬
‫مسبقًا السمات الوظيفية والهيكلية التي تعتبر ضرورية للحد األدنى من الوعي‬
‫من قبل الفًلسفة وعلماء النفس وعلماء األحياء العصبية ( ‪Bronfman،‬‬
‫‪Ginsburg، and Jablonka، 2016a، 2016b).‬‬

‫كما ناقشنا أدناه ‪ ،‬تتوافق هذه األشكال من ‪ AL‬مع المعايير المذكورة أعًله ويمكن اعتبارها أنظمة‬
‫ذاكرة تعلم مميزة ‪ ،‬على الرغم من وجود مناطق رمادية ‪ ،‬والتي تتحدى التصنيف ‪ ،‬بين هذه‬
‫التحوالت ‪ ،‬كما هو حتمي مع معظم الفروق القائمة على التطور‪.‬‬
‫لماذا يجب أن يكون التمييز الذي اقترحناه بين التعلم النقابي المحدود وغير المحدود مه ًما بالمعنى النظري‬
‫أو العملي؟ في حين أن هناك ‪ ،‬كما نعتقد ‪ ،‬العديد من اآلثار الوظيفية للتمييز المقترح بين ‪ AL‬المحدود‬
‫وغير المحدود ‪ ،‬فإننا نرغب في التركيز هنا على ضمني واحد (رئيسي) ‪ ،‬وهو نظري وعملي على حد‬
‫سواء‪ .‬لقد ناقشنا بالتفصيل في مكان آخر (‪ )Bronfman et al. ، 2016a‬أن االنتقال التطوري من ‪AL‬‬
‫المحدود إلى ‪ AL‬غير المحدود يشير إلى االنتقال التطوري إلى اإلحساس ‪ ،‬أو الوعي األساسي‪ .‬باختصار‬
‫‪ ،‬حجتنا هي أن النظام التمكيني لـ ‪ AL‬غير المحدود ‪ -‬مجموع اآلليات والديناميكيات الكامنة وراءه ‪-‬‬
‫يعرض جميع الخصائص التي تعتبر ضرورية بشكل فردي وكافية بشكل مشترك للوعي األساسي ‪،‬‬
‫آثارا مهمة‪.‬‬
‫إذا كانت ‪ UAL‬بالفعل عًلمة تطورية معقولة للحد األدنى من الوعي ‪ ،‬فإن اقتراحنا يحمل ً‬
‫الثانية األولى‪-‬‬
‫ال يُتوقع ترتيب ترتيب المحفزات واألفعال المركبة إال عندما يكون الحيوان واعيًا ‪ /‬مدر ًكا‪ .‬ويدعم هذا‬
‫دركة عن غير قصد والجديدة ‪ ،‬مثل صور الزهور أو الفطر الغريبة ‪ ،‬ال‬ ‫االكتشاف أن ‪ CSs‬المقنعة وال ُم َ‬
‫تؤدي إلى التكييف ‪ ،‬في حين أن الوجوه الغاضبة المقنعة تفعل ذلك (‪.)1993 ،Öhman & Soares‬‬
‫تحتاج الدراسات من هذا النوع إلى التوسيع الختبار التكييف من الدرجة الثانية للمحفزات الجديدة والمركبة‬
‫التي تم تعلمها بالفعل والعمل في كل من البشر والحيوانات (التي لم يتم التحقيق في قدرتها على أن تصبح‬
‫مشروطة بمحفزات مقنعة من أنواع مختلفة)‪ .‬يمكن لمثل هذه الدراسات على الحيوانات من مجموعات‬
‫تصنيفية مختلفة أن تقدم رؤى فيما يتعلق بتوزيع الحد األدنى من الوعي في مملكة الحيوان‪ .‬على المستوى‬
‫النظري ‪،‬‬

‫هل ‪ AL‬المحدود و ‪ AL‬غير المحدود‬


‫متميزان وظيفيا؟‬
‫يعتمد ‪ AL‬غير المحدود على إضافة مبادئ التعلم الجديدة والتحكم في الهياكل العصبية لنظام ‪ AL‬المحدود‪.‬‬
‫يعتمد ‪ AL‬المحدود على تشوير التواصل الزمني والتشفير التنبئي األولي ‪ ،‬بينما يعتمد ‪ AL‬غير المحدود ‪-‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك ‪ -‬على االندماج اإلدراكي والتصنيف والتشفير التنبئي متعدد المستويات الهرمي‪ .‬على‬
‫المستوى التشريحي ‪ ،‬نتوقع أن تتطلب ‪ AL‬المحدود دما ً‬
‫غا بدوائر تكاملية (الحد األدنى ‪ ،‬دوائر من الخًليا‬
‫العصبية الداخلية تتدخل بين الوحدات الحسية والوحدات الحسية والحركية ‪ ،‬مثل الدوائر الظاهرة في العقد‬
‫الدماغية في ‪ .)Aplysia‬يتطلب ‪ AL‬غير المحدود ‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك ‪،‬‬
‫الحصين في الحشرات والثدييات على التوالي (‪Bronfman et al. ، 2016b).‬‬

‫هل ‪ AL‬المحدود و ‪ AL‬غير المحدود‬


‫متميزان من الناحية التصنيفية؟‬
‫تشير األدلة الحالية بقوة إلى أن ‪ AL‬المحدود و ‪ AL‬غير المحدود منفصًلن من الناحية التصنيفية‬
‫(على الرغم من أن الدراسات حول قدرات التعلم للحيوانات المختلفة لم يتم تصميمها وفقًا لمعاييرنا)‪.‬‬
‫هناك كائنات حية تمتلك ‪ AL‬محدودًا فقط (على سبيل المثال ‪ ، )Aplysia ، Planaria ،‬بينما‬
‫ضا (جميع الفقاريات ‪ ،‬والعديد من المفصليات ‪ ،‬وبعض‬ ‫تعرض مجموعة فرعية ‪ AL‬غير محدود أي ً‬
‫الرخويات ؛ ‪ .)Bronfman et al. ، 2016b‬نقترح أن ‪ AL‬المحدودة بدأت في التطور خًلل‬
‫العصر الكمبري المبكر مع زيادة حجم الجسم والعمر المرتبط‪.‬‬

‫هل كًل الشكلين من ‪ AL‬يواجهان تحديات تطورية‬


‫مميزة؟‬
‫يبدو أن شكلي التعلم يم ِّكنان من إيجاد حلول للظروف المعقدة بشكل متزايد‪ .‬يسمح ‪ AL‬المحدود "بإعادة‬
‫تركيب اإلجراء"‪ :‬ألول مرة ‪ ،‬يمكن ربط االستجابات الفطرية المختلفة (والدوائر الكامنة وراءها) مع بعضها‬
‫البعض عن طريق التعلم ‪ ،‬وبالتالي إثراء الذخيرة السلوكية للحيوان وإنشاء وحدة وظيفية جديدة قابلة للدمج‪.‬‬
‫عًلوة على ذلك ‪ ،‬كما يتضح من آثار الحجب وإعادة التأكيد ‪ ،‬يمكن للحيوانات أن تتجاهل المعلومات غير‬
‫ذات الصلة ‪ ،‬وهو تكيف مهم للحيوانات التي تعيش في عالم متغير بطبيعته‪ .‬من خًلل تعلم أدوات الربط‬
‫ضا مشكلة التعلم الزائد‪ :‬بينما مع وجود محفزات ‪ AL‬فردية محدودة تشتمل‬ ‫فقط ‪ ،‬يحل ‪ AL‬غير المحدود أي ً‬
‫على الكائن المكتسب (على سبيل المثال ‪ ،‬كائن كبير ومظلم وسريع الحركة) سيؤدي كل منها إلى االستجابة‬
‫المكتسبة (‪ ، )Ginsburg & Jablonka ، 2010b‬يمكن للحيوان الذي لديه ‪ AL‬غير محدود أن يقوم‬
‫بضبط استجاباته ويستجيب فقط القتران هذه المحفزات ‪ ،‬للمركب والمبدأ المنصهر ‪ ،‬وبالتالي تجنب اإلفراط‬
‫في االستجابة لميزات محددة (وغير تشخيصية)‪ .‬نقترح أن تطور‬
‫قد يكون استدعاء الميزات المقيدة ‪ ،‬والذي يتضمن اندماج المكونات المختلفة لإلدراك ‪ ،‬والتي تطورت‬
‫مع الترميز التنبئي الهرمي ‪ ،‬مدفوعة بمشكًلت التعلم الزائد‪ .‬لقد اقترحنا أن تطور هذه األشكال من‬
‫‪ AL‬كان عامًل ً في االنفجار الكمبري (‪ ، )Ginsburg & Jablonka ، 2010a ، 2010b‬مع‬
‫وجود ‪ AL‬محدود بالفعل خًلل أوائل الكمبري ‪ ،‬وتطور ‪ AL‬غير محدود خًلل المراحل الكمبري‬
‫الًلحقة‪.‬‬
‫يبدو أن تصنيفنا لـ ‪ AL‬يتوافق مع جميع المعايير التي تم اقتراحها للتمييز بين أنظمة التعلم والذاكرة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى هذه التغييرات التطورية النوعية ‪ ،‬خًلل الـ ‪ 540‬مليون سنة الماضية من تطور الحيوان ‪،‬‬
‫والتي تضمنت العديد من اإلشعاعات التكيفية الرئيسية و العديد من التخصصات في أصناف حيوانية مختلفة‬
‫ضا تعديل مدى ونطاق ‪ AL‬المحدود و ‪ AL‬غير المحدود في تصنيف ‪ -‬بطريقة محددة وفقًا‬ ‫‪ ،‬ربما تم أي ً‬
‫للقيود الحسية والحركية والتحفيزية واإلمكانيات التي يعاني منها أفراد األنواع المختلفة في مجاالتهم المحددة‪.‬‬
‫لم ينته تطور التعلم التدريجي ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬بتطور ‪ AL‬غير المحدود‪ .‬كان تطور الذاكرة العرضية في عدة‬
‫مجموعات وتطور التعلم القائم على الرموز في البشر تغيرات تطورية نوعية وتقدمية إضافية‪.‬‬

‫الملخص واالستنتاجات‬
‫ً‬
‫سؤاال مفتو ًحا‪ .‬استخدمنا ثًلثة‬ ‫بعد قرن من الجهد ‪ ،‬ال يزال التمييز بين اإلشراط الكًلسيكي والتكييف الفعال‬
‫معايير وظيفية وتطورية لفحص هذا التمييز ‪ ،‬ووجدنا أن هناك القليل من التبرير التطوري له‪ :‬نحن غير مدركين‬
‫ألي كائن حي يمتلك شكًل ً واحدًا من أشكال التعلم دون اآلخر ‪ ،‬وليس هناك سبب وجيه لًلعتقاد بذلك في ظل‬
‫الطبيعة‪ ، .‬تحدث الظ روف البيئية شكًل التعلم بشكل منفصل‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن العديد من الدراسات التي أظهرت‬
‫االنفصال الجزئي بين شكلي التعلم تدعم التمييز إلى حد محدود‪ .‬العمل الرائد لبريمبس وزمًلئه ( ‪Brembs‬‬
‫&‬
‫بليندل ‪ 2008 ،‬؛ كولومب وبريمبس ‪ 2010 ،‬؛ ‪ )2011 ،Brembs‬وسيلة واعدة لًلستكشاف‬
‫المستقبلي لهذه االنفصال‪.‬‬
‫لقد قدمنا تصنيفًا بديًلً مكمًلً لـ ‪ ، AL‬والذي تحفزه بشكل أساسي االعتبارات التطورية‪ .‬اقترحنا أن‬
‫‪ AL‬أصبح أكثر مرونة بشكل متزايد منذ ظهوره ألول مرة خًلل أوائل العصر الكمبري ؛ اقترحنا‬
‫تمييزا بين مستويين رئيسيين من التعلم النقابي ‪ -‬محدود وغير محدود ‪ -‬مرتبطان بالتسلسل الهرمي‬ ‫ً‬
‫والتطوري ‪ ،‬ولكنهما مع ذلك متميزان وظيفيًا وتطوريًا‪ .‬يقدم تصنيفنا تنبؤات سلوكية قابلة لًلختبار ‪،‬‬
‫ويمكن استخدامه لتوجيه البحث المقارن في المستقبل حول تطور أنظمة التعلم والذاكرة‪ .‬عًلوة على‬
‫ذلك ‪ ،‬إذا تم التحقق من صحته ‪ ،‬فقد يلقي مزيدًا من الضوء على التنظيم الوظيفي المرتبط بكل نظام‬
‫تعليمي والهياكل العصبية الكامنة وراءه‪.‬‬

‫مراجع‬
‫‪ .)2001( .Ahissar، E.، & Arieli، A‬معرفة المكان بالوقت‪ .‬نيورون ‪.201 - 185 ، 32 ،‬‬
‫‪ .)1990( .Ahissar، E.، & Vaadia، E‬النشاط التذبذبي للوحدات المفردة في القشرة الحسية الجسدية لقرد مستيقظ ودورها‬
‫المحتمل في تحليل النسيج‪ .‬وقائع األكاديمية الوطنية للعلوم ‪.8939-8935 ، 87 ،‬‬
‫‪ .)2016( .Barron، AB، & Klein، C‬ماذا يمكن أن تخبرنا الحشرات عن أصول الوعي‪.‬‬
‫وقائع األكاديمية الوطنية للعلوم ‪، 4900-4908.113 ،‬‬
‫بريمبس ‪ ،‬ب‪ .)2011( .‬قرارات عفوية وتكييف فعال في ذباب الفاكهة‪ .‬العمليات السلوكية ‪.164–157 ، 87 ،‬‬
‫‪ .)2002( Brembs، B.، Lorenzetti، FD، Reyes، FD، Baxter، DA، & Byrne، JH‬تعلم المكافأة الفعالة في ‪:Aplysia‬‬
‫االرتباطات واآلليات العصبية‪ .‬علم ‪.1709-1706 ، 296 ،‬‬
‫‪ .)2008( .Brembs، B.، & Plendl، W‬التفكك المزدوج لتًلعبات ‪ PKC‬و ‪ AC‬على التعلم الفعال والكًلسيكي في ذبابة‬
‫الفاكهة‪ .‬علم األحياء الحالي ‪.1171-1168 ، 18 ،‬‬
‫‪ .)Bronfman، Z.، Ginsburg، S.، & Jablonka، E. (2016a‬األصول التطورية للوعي‪:‬‬
‫اقتراح عًلمة انتقال‪ .‬مجلة دراسات الوعي ‪.34–7 ، 23 ،‬‬
‫‪ .)Bronfman، Z.، Ginsburg، S.، & Jablonka، E. (2016b‬االنتقال إلى الحد األدنى من الوعي من خًلل تطور‬
‫التعلم النقابي‪ .‬الحدود في علم النفس‪doi.org/10.3389/fpsyg.2016.01954 .‬‬
‫‪ .)1981( Carew، TJ، Walters، ET، & Kandel، ER‬تكييف كًلسيكي في رد فعل انسحاب بسيط في ‪Aplysia‬‬
‫‪ .californica‬مجلة علم األعصاب ‪.1437-1426 ، 1 ،‬‬
‫كًلرك ‪ ،‬أ‪ .) 2013( .‬ماذا بعد؟ األدمغة التنبؤية والوكًلء الموقعون ومستقبل العلوم المعرفية‪ .‬العلوم السلوكية والدماغية ‪، 36 ،‬‬
‫‪.204-181‬‬
‫كولومب ‪ ،‬ج ‪ ،‬وبريمبس ‪ ،‬ب‪ .)2010( .‬بيولوجيا علم النفس‪ :‬تكييف بسيط؟ علم األحياء التواصلي والتكاملي ‪.145-142 ، 3 ،‬‬
‫‪ .)1986( Cook ، DG ، & Carew ، TJ‬التكييف الفعال للتلويح بالرأس في ‪ .Aplysia‬وقائع األكاديمية الوطنية للعلوم ‪،‬‬
‫‪.1124-1120 ، 83‬‬
‫‪ .)2008( Crapse ، TB ، & Sommer ، MA‬تصريف نتيجة طبيعية في جميع أنحاء المملكة الحيوانية‪ .‬مراجعات الطبيعة‬
‫علم األعصاب ‪.600-587 ، 9 ،‬‬
‫دوناهو ‪ ،‬جي دبليو ‪ ،‬بورغوس ‪ ،‬جي إي ‪ ،‬وبالمر دي سي (‪ .)1993‬منهج انتقائي للتعزيز‪.‬‬
‫مجلة التحليل التجريبي للسلوك ‪، 17-40.60 ،‬‬
‫دن ‪ ،‬جي سي ‪ ،‬وكيرسنر ‪ ،‬ك‪ .)1988( .‬اكتشاف العمليات العقلية المستقلة وظيفيًا‪ :‬مبدأ االرتباط المعكوس‪ .‬مراجعة نفسية ‪،‬‬
‫‪.101-91 ، 95‬‬
‫‪ .)2016( Feinberg، TE، & Mallatt، JM‬األصول القديمة للوعي‪ :‬كيف خلق الدماغ‬
‫خبرة‪.‬كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬مطبعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‪.‬‬
‫فيرستر ‪ ،‬سي‪ ، .‬وسكينر ‪ ،‬فرنك بلجيكي (‪ .)1957‬جداول التعزيز‪ .‬نيويورك‪ :‬أبليتون‪-‬سنشري‪-‬كروفتس‪.‬‬
‫فوستر ‪ ،‬جي كيه ‪ ،‬وجيليتش ‪ ،‬مي (‪ .)1999‬الذاكرة‪ :‬أنظمة أم عملية أم وظيفة؟ أكسفورد‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫فريستون ‪ ،‬ك‪ .) 2005( .‬نظرية االستجابات القشرية‪ .‬المعامًلت الفلسفية للجمعية الملكية في لندن ب‪ :‬العلوم البيولوجية ‪360 ،‬‬
‫‪.836-815 ،‬‬
‫جينسبيرغ ‪ ،‬س ‪ ،‬وجابلونكا ‪ ،‬إي (‪ 2010‬أ)‪ .‬تطور التعلم النقابي‪ :‬عامل في االنفجار الكمبري‪ .‬مجلة علم األحياء النظري ‪-11 ، 266 ،‬‬
‫‪ .20‬دوى‪j.jtbi.2010.06.0000 / 10.1016 :‬‬
‫‪.017.‬‬
‫جينسبيرغ ‪ ،‬س ‪ ،‬وجابلونكا ‪ ،‬إي (‪ 2010‬ب)‪ .‬تجربة‪ :‬منهج جامعي‪ .‬مجلة دراسات الخداع ‪.124-102 ، 17 ،‬‬
‫‪ .)1976( Gormezano ، I. ، & Tait ، RW‬تحليل بافلوفيان للتكييف الفعال‪.‬‬
‫علم النفس والسلوك التكاملي ‪، 37-55.11 ،‬‬
‫هيز ‪ ،‬سي (‪ .)2012‬عقول بسيطة‪ :‬دفاع مؤهل عن التعلم النقابي‪ .‬فلسفي‬
‫معامًلت الجمعية الملكية في لندن ب‪ :‬العلوم البيولوجية ‪، ٢٦٩٥-٢٧٠٣.367 ،‬‬
‫كامين ‪ ،‬إل جيه (‪ .) 1968‬عمليات تشبه االنتباه في التكييف الكًلسيكي‪ .‬في ‪( MR Jones‬محرر) ‪ ،‬ندوة ميامي حول التنبؤ‬
‫بالسلوك‪ :‬التحفيز المفرط‪ .‬كورال جابلز‪ :‬مطبعة جامعة ميامي‪.‬‬
‫كامين ‪ ،‬إل جيه (‪ .)1969‬القدرة على التنبؤ‪ ،‬مفاجأة‪ ،‬واالهتمام‪ ،‬وتكييف‪ .‬في ‪( BA Campbell & RM Church‬محرران) ‪ ،‬العقاب‬
‫والسلوك المكروه‪ .‬نيويورك‪Appleton-Century- :‬‬
‫كروفتس‪.‬‬
‫كيميل ‪ ،‬هـ‪ .) 1965( .‬العوامل المثبطة اآللية في التكييف الكًلسيكي‪ .‬في ‪( WF Prokasy‬محرر) ‪ ،‬التكييف الكًلسيكي‪ :‬ندوة‪ .‬نيويورك‪:‬‬
‫أبليتون‪-‬سنشري‪-‬كروفتس‪.‬‬
‫‪ .)2006( Lorenzetti، FD، Mozzachiodi، R.، Baxter، DA، & Byrne، JH‬يعمل التكييف الكًلسيكي والعملي‬
‫بشكل تفاضلي على تعديل الخصائص الجوهرية للخًليا العصبية المحددة‪ .‬علم األعصاب الطبيعي ‪.19-17 ، 9 ،‬‬
‫ماكفيل ‪ ،‬إم (‪ .)1982‬الدماغ والذكاء في الفقاريات‪ .‬أكسفورد‪ :‬مطبعة كًلرندون‪.‬‬
‫ماكفيل ‪ ،‬إم (‪ .)1987‬علم النفس المقارن للذكاء‪ .‬العلوم السلوكية والدماغية ‪.656-645 ، 10 ،‬‬
‫ماينارد سميث ‪ ،‬ج‪ ، .‬وزاثماري ‪ ،‬إي (‪ .)1995‬التحوالت الكبرى في التطور‪ .‬أكسفورد‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫ميركر ‪ ،‬ب‪ .)2007( .‬وعي بدون قشرة دماغية‪ :‬تح ٍد لعلم األعصاب والطب‪ .‬العلوم السلوكية والدماغية ‪.81-63 ، 30 ،‬‬
‫مور ‪ ،‬بي آر (‪ .)2004‬تطور التعلم‪ .‬المراجعات البيولوجية ‪.335-301 ، 79 ،‬‬
‫‪ .) 2010( Mozzachiodi، R.، & Byrne، JH‬أكثر من اللدونة المتشابكة‪ :‬دور اللدونة غير المشبكية في التعلم والذاكرة‪.‬‬
‫االتجاهات في علم األعصاب ‪.26-17 ، 33 ،‬‬
‫‪ .) 1993( Öhman، A.، & Soares، JJ‬حول الطبيعة التلقائية للخوف الرهابي‪ :‬االستجابات الكهربية المشروطة للمحفزات‬
‫ذات الصلة بالخوف المقنع‪ .‬مجلة علم النفس الشاذ ‪.132-121 ، 102 ،‬‬
‫‪ .)2007( Ostlund ، SB ، & Balleine ، BW‬تتوسط القشرة الجبهية المدارية تشفير النتائج في بافلوفيان ولكن ليس التكييف الفعال‪.‬‬
‫مجلة علم األعصاب ‪.4825-4819 ، 27 ،‬‬
‫بابيني ‪ ،‬إم آر (‪ .)2002‬النمط والعملية في تطور التعلم‪ .‬مراجعة نفسية ‪.186 ، 109 ،‬‬
‫بافلوف ‪ .)1927( IP ،‬ردود الفعل الشرطية‪ :‬تحقيق في النشاط الفسيولوجي لل‬
‫القشرة الدماغية‪ .‬لندن‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫بيري ‪ ،‬سي جيه ‪ ،‬بارون ‪ ،‬إيه بي ‪ ،‬وتشينج ‪ ،‬ك‪ .)2013( .‬تعلم الًلفقاريات واإلدراك‪ :‬االرتباط‬
‫ظواهر الركيزة العصبية‪ .‬مراجعات وايلي متعددة التخصصات‪ :‬العلوم المعرفية ‪.582-561 ، 4 ،‬‬
‫‪ .) 2005( Pszczolkowski ، MA ، & Brown ، JJ‬تجربة واحدة لتعلم اختيار الفاكهة المضيفة بواسطة يرقات حرشفية‬
‫األجنحة‪ .‬علم وظائف األعضاء والسلوك ‪.175 - 168 ، 86 ،‬‬
‫رانكين ‪ ،‬سي إتش (‪ .) 2004‬تعلم الًلفقاريات‪ :‬ما الذي ال تستطيع الدودة تعلمه؟ علم األحياء الحالي ‪R617– R618. ، 14 ،‬‬
‫‪ .) 1999( Rao، RP، & Ballard، DH‬الترميز التنبئي في القشرة البصرية‪ :‬تفسير وظيفي لبعض تأثيرات المجال االستقبالي غير‬
‫الكًلسيكية‪ .‬علم األعصاب الطبيعي ‪.87-79 ، 2 ،‬‬
‫رزران ‪ ،‬ج‪ .)1971( .‬العقل في التطور‪ .‬بوسطن‪ :‬هوتون ميفلين‪.‬‬
‫‪ .)1967( Rescorla، RA، & Solomon، RL‬نظرية التعلم ذات العمليتين‪ :‬العًلقات بين تكييف بافلوف والتعلم اآللي‪ .‬مراجعة نفسية‬
‫‪.182 - 151 ، 74 ،‬‬
‫‪ .) 1972( Rescorla ، RA ، & Wagner ، AR‬نظرية تكييف بافلوفيان‪ :‬االختًلفات في فعالية التعزيز وعدم التقوية‪ .‬في ‪AH Black‬‬
‫‪( & WF Prokasy‬محرران) ‪ ،‬التكييف الكًلسيكي الثاني‪ :‬البحث والنظرية الحالية‪ .‬نيويورك‪Appleton-Century- :‬‬
‫كروفتس‪.‬‬
‫‪ .)1994( .Schacter ، DL ، & Tulving ، E‬أنظمة الذاكرة ‪ .1994‬كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬مطبعة معهد‬
‫ماساتشوستس للتكنولوجيا‪.‬‬
‫شولتز ‪ ،‬و‪ .)1998( .‬إشارة مكافأة التنبؤية من الخًليا العصبية الدوبامين‪ .‬مجلة الفسيولوجيا العصبية ‪.27–1 ، 80 ،‬‬
‫شولتز ‪ ،‬دبليو ‪ ،‬دايان ‪ ،‬بي ‪ ،‬ومونتاج ‪ ،‬بي آر (‪ .)1997‬الركيزه العصبيه للتنبؤ والثواب‪.‬‬
‫العلم ‪، ١٥٩٣-١٥٩٩.275 ،‬‬
‫شولتز ‪ ،‬دبليو ‪ ،‬وديكنسون ‪ ،‬أ‪ .)2000( .‬الترميز العصبي ألخطاء التنبؤ‪ .‬المراجعة السنوية لعلم األعصاب ‪.500-473 ، 23 ،‬‬
‫شيري ‪ ،‬دي إف ‪ ،‬وشاكتر ‪ .)1987( DL ،‬تطور أنظمة الذاكرة المتعددة‪ .‬مراجعة نفسية ‪.439 ، 94 ،‬‬
‫شيتلوورث ‪ ،‬إس جيه (‪ .) 1998‬اإلدراك والتطور والسلوك‪ .‬أكسفورد‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪ .‬سكينر ‪ ،‬فرنك بلجيكي (‪ .)1935‬نوعان من‬
‫المنعكس المشروط والنوع الزائف‪ .‬مجلة العامة‬
‫علم النفس ‪، 66-77.12 ،‬‬
‫سكينر ‪ ،‬فرنك بلجيكي (‪ .)1938‬سلوك الكائنات الحية‪ :‬تحليل تجريبي‪ .‬نيويورك‪ :‬أبليتون‪-‬سنشري‪-‬كروفتس‪.‬‬
‫سميث ‪ ،‬جي إم انظر ماينارد سميث ‪ ،‬ج‪.‬‬
‫سميث ‪ ،‬ك‪ .)1954( .‬التكييف كقطعة أثرية‪ .‬مراجعة نفسية ‪.225-217 ، 61 ،‬‬
‫‪ .)1972( Staats ، AW ، Minke ، KA ، Martin ، CH ، & Higa ، WR‬الحرمان ‪ -‬الشبع وقوة تكييف الموقف‪:‬‬
‫اختبار لنظرية التمييز معزز الموقف‪ .‬مجلة الشخصية وعلم النفس االجتماعي ‪.185–178 ، 24 ،‬‬
‫ثورندايك ‪ ،‬إي‪ .)1898( .‬بعض التجارب على ذكاء الحيوان‪ .‬العلوم ‪.824-818 ، 7 ،‬‬
‫‪ ، Treisman ، AM‬و ‪ .)1980( .Gelade ، G‬وهناك نظرية التكامل ميزة من االهتمام‪ .‬علم النفس المعرفي ‪، 12 ،‬‬
‫‪.136–97‬‬
‫تولفينج ‪ ،‬إي (‪ .)1985‬وكم أنظمة الذاكرة هناك؟ عالم نفس أمريكي ‪.385 ، 40 ،‬‬
‫ويلز ‪ ،‬إم جي (‪ .)1968‬التحسيس وتطور التعلم النقابي‪ .‬في ‪( J. Salánki‬محرر) ‪ ،‬علم األعصاب من الًلفقاريات‪.‬‬
‫نيويورك‪ :‬سبرينغر‪.‬‬
‫‪ .)1991( .Wolf، R.، & Heisenberg، M‬التنظيم األساسي للسلوك الفعال كما تم الكشف عنه في اتجاه رحلة ذبابة‬
‫الفاكهة‪ .‬مجلة علم وظائف األعضاء المقارن أ ‪.705-699 ، 169 ،‬‬
‫‪ .)2002( Yonelinas ، AP‬طبيعة التذكر واإللمام‪ :‬مراجعة ‪ 30‬عا ًما من البحث‪.‬‬
‫مجلة الذاكرة واللغة‪، 46 ، 441-517.‬‬
‫حوار حول التعلم‬
‫مشاركون‪:‬مايكل ج‪ .‬دوجير ‪ ،‬ديريك أ‪ .‬هاميلتون‬
‫ستيفن سي هايز وإيفا جابلونكا‬
‫ستيفن سي هايز‪ :‬ربما يكون المكان الجيد للبدء هو هذه الحقيقة الغريبة التي ال يبدو أنها كانت تاريخيا ً‬
‫محادثة حيوية بين هذين الجناحين‪ :‬التطور والتعلم‪ .‬لماذا هذا؟‬
‫مايكل ج‪ .‬هناك مفارقة في هذا‪ .‬في النهاية التحليلية للسلوك ‪ ،‬إنه أمر مدهش بالنسبة لي ألن التكييف‬
‫الفعال الذي اعتمده سكينر على التطور ‪ ،‬كان هذا هو النموذج‪ .‬يتحدث عن التكييف الفعال‬
‫باعتباره تكيفًا جينيًا بنفس الطريقة التي يكون بها التطور على مستوى النشوء والتطور‪ .‬يجري‬
‫‪ EO Wilson‬و ‪ BF Skinner‬محادثات بينهما حول مدى تشابه نظريات المعرفة و "أال‬
‫يجب أن نجتمع معًا للقيام بشيء ما هنا؟" لكنهم لم يفعلوا ذلك‪.‬‬
‫يرجع بعض ذلك إلى أنك عندما تجري بحثًا في المختبرات مع الحمام والفئران في صناديق‬
‫سكينر ‪ ،‬ال يبدو حقًا مثل نوع السلوك الذي يدرسه الناس في البيئات الطبيعية ‪ ،‬وبالتالي فإن علماء‬
‫البيئة ليسوا مهتمين بشكل خاص‪.‬‬
‫إيفا جابلونكا‪:‬أعتقد أن التعلم كان يُنظر إليه على أنه نوع جيني من التكيف السلوكي وأن التطور يتعامل مع‬
‫وراثة االختًلفات التي تنتقل بين األجيال ‪ ،‬وليس في غضون جيل واحد‪ .‬لذلك ‪ ،‬على الرغم من وجود‬
‫مبدأ اختيار مشترك لكليهما ‪ ،‬فقد كان يُنظر إلى هاتين العمليتين على أنهما مختلفتان تما ًما ؛ واحد هو‬
‫نسبي واآلخر وجيني‪ .‬كانت هناك نظريات من البداية ‪ -‬مثل نظريات هربرت سبنسر ‪ ،‬على سبيل‬
‫المثال ‪ -‬حاولت توحيد الصورة بأكملها بالقول ‪" ،‬انظر ‪ ،‬هذه المبادئ تنتشر في جميع المجاالت ‪،‬‬
‫وعندما نفكر في التطور ‪ ،‬فإننا‬
‫يجب أن نفكر في التطور على كل مستوى من مستويات التنظيم ‪ ،‬من المادي إلى الرمزي‬
‫والثقافي وما إلى ذلك‪ " .‬تم انتقاد هذا ألسباب عديدة‪ .‬بعضها أسباب وجيهة ‪ ،‬ألنه في بعض‬
‫األحيان كانت المقارنات واسعة جدًا وأحيانًا فاتتهم نقطة ما كان كل تخصص معين يحاول‬
‫إظهاره بطريقة صارمة‪ .‬كان هناك دائ ًما أشخاص ‪ ،‬دائ ًما ‪ ،‬يفكرون في المبادئ الموحدة‬
‫ويحاولون فهمها‪ .‬بالدوين ‪ ،‬على سبيل المثال ؛ وادينغتون‪ .‬جوتليب‪ .‬باتريك باتسون‪ .‬لكن فكرة‬
‫أن "هذا هو نسالة وهذا هو تطور ؛ إنهم مختلفون وعلينا أن نفكر فيهم بشكل مختلف "كان‬
‫مصدرا مه ًما جدًا لهذا االنفصال‪.‬‬
‫ً‬
‫ستيف‪:‬لقد تعلمت أن أفكر في التطور باعتباره مرتب ً‬
‫طا بالكائن نفسه ومن ثم تم تعديله وراثيًا ‪ ،‬لكن دون أي‬
‫إحساس بأنه يمكن أن يسير في االتجاه اآلخر‪ .‬اآلن هناك مقاالت في مجلة ‪ Science‬تحاول تقديم‬
‫الحجة القائلة بأن الغرائز هي أصداء التعلم القديم‪ .‬إنه ‪ .catawampus‬إنه ليس مجرد بناء أو‬
‫اختيار متخصص ‪ ،‬ولكن وصوالً إلى التسهيًلت الجينية‪ .‬كيف تتعامل منظوراتك المختلفة مع هذه‬
‫القضية األكبر لًلتجاه بين هذه المجاالت المختلفة؟‬
‫إيفا‪:‬منهجي الخاص هو إلى حد كبير منهج التطور التطوري‪ .‬الكائنات الحية ال تنتظر حدوث الطفرات المنقذة‬
‫للحياة ؛ إنهم نشيطون ‪ ،‬ويتعلمون ‪ ،‬ويتغيرون‪ .‬وهم من البًلستيك‪ .‬ال يوجد كائن حي غير موجود‪.‬‬
‫مثل هذا الكائن الحي سوف ينقرض بسرعة كبيرة‪ .‬تتكيف الكائنات الحية أوالً وراثيًا ‪ -‬تلك التي لديها‬
‫اختًلفات تسمح لها بالتكيف بشكل أفضل من غيرها‪ .‬لذلك سيتم اختيار البنية التحتية البيولوجية التي‬
‫تدعم هذا النوع من التكيف إذا كانت تحتوي على مكون قابل للتوريث‪ .‬هناك أكثر من نوع واحد من‬
‫ضا أن يكون وراثيًا‪ .‬وفي الحيوانات‬ ‫التنوع الوراثي ‪ -‬ال يمكن أن يكون وراثيًا فحسب ‪ ،‬بل يمكن أي ً‬
‫ضا رمزي‪ .‬الجينات ‪ ،‬بهذا المعنى‬ ‫ضا اختًلفات متعلمة اجتماعيًا ؛ وفي البشر أي ً‬
‫االجتماعية ‪ ،‬توجد أي ً‬
‫‪ ،‬هي أتباع في التطور‪ .‬هذه عبارة استخدمتها ماري جين إبرهارد ‪ -‬الجينات هي أتباع ‪ ،‬فهي تثبت ما‬
‫تم تحقيقه من الناحية الجينية‪.‬‬
‫مايك‪ :‬من منظور وظيفي ‪ ،‬فإن وحدة التحليل األساسية لدينا هي العًلقة بين الكائن الحي وتلك البيئة‬
‫‪ -‬وهكذا عندما أفكر في العودة إلى الوراء ‪ ،‬كيف يمكن أن يعود المنهج الوظيفي للتعلم ‪ ،‬فإنه‬
‫ال يعود إلى الكائن الحي بالضرورة ‪ ،‬يعود إلى قابلية ذلك الكائن الحي للتأثير البيئي‪.‬‬
‫ديريك هاملتون‪:‬يعتبر مفهوم االختيار عالميًا في علم التطور ‪ ،‬ولكن ليس بين جميع منظري التعلم‬
‫أو علماء النفس التجريبيين‪ .‬من منظور فصلنا ‪ ،‬يجب ببساطة أن يكون هناك قدرة في الكائن‬
‫الحي على هذا النوع من عملية االختيار‪.‬‬
‫ستيف‪ :‬تناول كًل الفصلين االعتبارات التصنيفية إلى حد ما ‪ ،‬واالعتبارات التعريفية‪ .‬ما الفرق الذي‬
‫يحدثونه ‪ ،‬من اآلن فصاعدًا ‪ ،‬من حيث أنواع األبحاث التي قد تمس العًلقة بين هذين المجالين؟‬
‫مايك‪:‬هناك افتراضات مضمنة في مصطلح "التعلم النقابي"‪ :‬توجد هذه االرتباطات ؛ هم هياكل‪ .‬كانت موجودة‬
‫على مستوى عصبي أو موجودة في نوع من المستوى المفاهيمي‪ .‬إذا اتبعت منه ًجا وظيفيًا أكثر لهذا‬
‫وفكرت في التعلم ككلمة تُستخدم بطريقة مجردة للحديث عن التغييرات السلوكية استجابة ً لألنظمة البيئية‬
‫عا من التركيز المختلف هناك‪ .‬ما تستجيب له الكائنات الحية هو االنتظامات‬ ‫‪ ،‬يمكنك أن ترى أن هناك نو ً‬
‫البيئية ‪ ،‬والتمييز بين التكييف الكًلسيكي والفعال الذي نشأ في هذا الفصل ‪ ،‬من وجهة نظرنا ‪ ،‬ليس‬
‫اختًلفًا في األنظمة أو اآلليات أو الهياكل األساسية بقدر ما هو اختًلف في نوع االنتظامات البيئية يمكن‬
‫أن تؤثر على السلوك‪.‬‬
‫ما أود أن يخبرنا به أنصار التطور هو كيف يجهزنا االنتقاء التطوري ‪ ،‬بشكل مختلف ‪،‬‬
‫لًلستجابة لهذه االنتظامات البيئية‪ .‬ومرة أخرى ‪ ،‬لست متأكدًا من أن المستوى العصبي أو‬
‫البيولوجي هو مكان اإلجابة‪.‬‬
‫إيفا‪ :‬أعتقد أن الحديث فقط عن االستجابة التكيفية لألنظمة البيئية كتعريف للتعلم غير كاف‪ .‬هناك جميع أنواع‬
‫االنتظام في العالم التي تستجيب لها الكائنات الحية ‪ -‬على سبيل المثال ‪ ،‬التغيرات في كمية النباتات‬
‫الخفيفة التي تحصل عليها خًلل العام ‪ -‬وتستجيب لهذه االنتظامات بطريقة محددة للغاية وقابلة للتكيف‬
‫للغاية‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ال ينبغي أن نطلق على هذه الردود اسم "التعلم"‪ .‬إذن ‪ ،‬ما الذي يميز التكيف السلوكي‬
‫القائم على التعلم؟ أعتقد أن الطريقة الكًلسيكية لمقاربة هذا هي التحدث عن شيء يحدث للكائن الحي‬
‫‪ -‬يجب أن يكون لديه نوع من المستقبًلت ‪ ،‬نوع من أجهزة االستشعار التي تسمح لإلشارات من البيئة‬
‫أو من الجسم بالوصول إلى الجهاز العصبي (نحن نتحدث عن الكائنات العصبية) وهذا يؤدي إلى نوع‬
‫ضا االحتفاظ ببعض جوانب التفاعل التي يمر بها الكائن الحي داخل هذا‬ ‫من االستجابة التكيفية‪ .‬نطلب أي ً‬
‫الكائن الحي بحيث عندما تتكرر هذه األنواع من الظروف ‪ ،‬يؤدي ذلك إلى تغيير في االستجابة من‬
‫المرة األولى‪ .‬لذلك هناك نوع من االستبقاء ‪ ،‬وهناك نوع من الذاكرة‪ .‬علينا أن نتحمل الذاكرة ؛ وعلينا‬
‫أن نفترض ليس فقط أنه يتم االحتفاظ باألشياء ولكن يمكن استرجاعها ‪ ،‬لذلك هناك نوع من عملية‬
‫االسترجاع‪.‬‬
‫أعتقد أنك محق ‪ ،‬من السذاجة جدًا التفكير ‪ ،‬عندما نفكر في الثدييات أو البشر ‪ ،‬أننا سنجد عصبيًا‬
‫بسي ً‬
‫طا‪ -‬يرتبط بهذا السلوك‪ .‬هذا يقودني إلى سؤال ستيف‪ .‬أعتقد أن أحد األشياء التي يمكن أن‬

‫تساعدنا هو ما إذا كان نوع الفروق أو التصنيفات التي نصنعها سيسمح لنا بالتفكير في مستويات‬
‫مختلفة من االنتقاء ‪ ،‬وحول أنواع مختلفة من المدخًلت في الكائن الحي التي يمكن معالجتها أو‬
‫التعامل معها بطرق تؤدي إلى استجابات تكيفية تؤدي إلى نوع من المخرجات التطورية التراكمية‪.‬‬
‫ضا إلى فهم مصدرها‪.‬‬
‫نحتاج أي ً‬
‫إن التمييز الذي نجريه في فصلنا بين التعلم المرتبط المحدود والتعلم المرتبط غير المحدود مفيد ‪،‬‬
‫كما نأمل ‪ ،‬ألننا نحاول معرفة ما وراء األشكال المختلفة للتعلم‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬ما الذي تحتاجه ‪،‬‬
‫وما الذي تحتاجه بالفعل ‪ ،‬من أجل التعلم المرتبط غير المحدود؟ هذا النوع غير المقيد من‬
‫وتسلسًل بين العديد من اإلجراءات والطلبات ‪ ،‬باإلضافة إلى تكييف‬ ‫ً‬ ‫يتطلب التعلم اندما ًجا إدراكيًا‬
‫من الدرجة الثانية‪ .‬يجب أن يكون لديك نظام ذاكرة مخصص وأن يكون لديك أنظمة تكامل‬
‫وأنظمة ارتباط على مستويات مختلفة وأنظمة ارتباط حسي وأنظمة ارتباط متعدد وأنظمة تربط‬
‫المحرك والحس وما إلى ذلك‪ .‬العديد من مجموعات الحيوانات تمتلكه ‪ ،‬ولكن ليس كلها‪ .‬لكننا‬
‫ضا أنه في جميع الحاالت تقريبًا ‪ ،‬تمتلك الحيوانات ذات التعلم النقابي المحدود أدمغة‪.‬‬ ‫وجدنا أي ً‬
‫لذلك سألنا أنفسنا ‪ ،‬لماذا نحتاج إلى عقل لذلك؟‬
‫حتى التعلم النقابي المحدود مهمة شاقة للغاية‪ .‬بمجرد أن تفهم هذا ‪ ،‬يمكنك تقدير التعقيد المطلوب‬
‫حتى بالنسبة لشيء يبدو أنه نوع بسيط نسبيًا من التعلم‪ .‬لمزيد من التعلم النقابي المعقد ‪ ،‬ولكي يتطور‬
‫تكامًل عالي المستوى وتسلسًلت‬‫ً‬ ‫التعلم النقابي غير المحدود ‪ ،‬هناك حاجة إلى المزيد‪ .‬يتطلب‬
‫هرمية للمعالجة وأنظمة ذاكرة مخصصة‪ .‬وأنت تنظر إلى هذا وتعتقد ‪ ،‬رائع ‪ ،‬نحن لسنا على‬
‫اإلطًلق على مستوى البشر أو حتى أي شيء من هذا القبيل‪ .‬نحن لسنا حتى على مستوى المخلوقات‬
‫التي يمكن أن تتخيل ويمكن أن تحلم ويمكن أن تخطط‪ .‬لكن إذا استطعنا فهم هذا المستوى ‪ ،‬فربما‬
‫يمكننا فهم المرحلة التالية والمرحلة التالية‪.‬‬
‫ديريك‪ :‬أقوم بتدريس فصل تعليمي كبير للطًلب الجامعيين في جامعة نيو مكسيكو ‪ ،‬وأحد األشياء التي نكافح‬
‫معها خًلل الجزء األول من الفصل هو كيفية تعريف التعلم بطريقة مفيدة علميًا‪ .‬في الجزء األول من‬
‫القرن العشرين ‪ ،‬السبعين عا ًما األولى ‪ ،‬كانت تعريفات التعلم معقدة للغاية ‪ ،‬وكانت مليئة بالعناصر‬
‫التي لها عًلقة بما ليس التعلم ‪ ،‬وليس ما هو عليه‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬الحالة العابرة ‪ ،‬أو مجرد تكيف‬
‫موجز لًلستجابة للعوامل البيئية ‪ ،‬أو حاالت الكائن الحي مثل التعب ‪ ،‬أو حاالت الدواء‪ .‬تتطلب التجربة‬
‫التي تعدل السلوك بطريقة دائمة نسبيًا قيمة تنبؤية وقيمة تكيفية فيما يتم اكتسابه‪ .‬يمكن القول أن هذا‬
‫ينطبق على التكييف الكًلسيكي أو التكييف األداتي ‪ -‬مفهوم‬
‫قد يؤدي التعلم النقابي غير المحدود الذي تتحدث عنه إيفا إلى توسيع هذه القدرة التنبؤية في جميع‬
‫مهما جدًا للكائنات‬
‫أنواع المواقف المعقدة األخرى‪ .‬لذلك ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬قد يكون التواصل ً‬
‫البسيطة جدًا ‪ ،‬لكننا نعلم في الكائنات ذات الترتيب األعلى ‪ ،‬أن التواصل ليس ضروريًا وال كافيا ً‬
‫للتعلم‪.‬‬
‫تتحدث مدارس الفكر األكثر ميكانيكية عن م نتجات الميل ‪ ،‬مثل أنواع التمثيًلت التي تحدث‬
‫في الجهاز العصبي ‪ -‬وهذا يؤدي إلى مسار مختلف تما ًما لألسئلة البحثية التي قد يضيفها المرء‬
‫أو يطرحها وكيف يمكن دمجها في أسئلة أكبر حول التطور ‪ .‬يعتبر مناشدة التمثيل مشكلة غير‬
‫محددة ‪ -‬ليس لديك معلومات كافية للتنبؤ بأبعاد مهمة (على سبيل المثال ‪ ،‬التوقيت) لما سيحدث‬
‫في المستقبل باستخدام هذا النوع من البنية‪.‬‬
‫مايك‪ :‬أشياء مثل االحتفاظ يجب أن يتم حسابها في أي حساب لدينا‪ .‬لكن ما يقلقني هو عندما نقول ألنه يجب‬
‫أن يكون هناك استبقاء ‪ ،‬وبالتالي هناك ذاكرة‪ .‬ثم نبدأ في البحث عن الذاكرة وأساسها الفسيولوجي‬
‫وطبيعتها كآلية‪ .‬سرعان ما بدأنا في تحديد أجزاء من الدماغ من حيث الوظائف التي تخدمها ‪ ،‬لذلك‬
‫تبدأ في سماع أشياء مثل "سلوك الحصين" بدالً من التعلم التكويني أو االرتباطات المعقدة‪ .‬نبدأ في‬
‫تحديد الذاكرة بجزء من الدماغ ‪ ،‬أو جزء من الجهاز العصبي‪ .‬ال يوجد شيء واحد يسمى الذاكرة‪.‬‬
‫الذاكرة في جميع أنحاء الدماغ‪ .‬يمكنك الحصول على تكييف فعال على المستوى العصبي ؛ الخًليا‬
‫العصبية تستجيب للعواقب‪ .‬شرحا للتعقيد ‪ ،‬ليكون مفيدا لي ‪،‬‬
‫إيفا‪ :‬أتفق مع الكثير مما تقوله ‪ ،‬لكن مع ذلك ‪ ،‬عندما تتحدث عن العًلقات بين البيئة ‪ ،‬والقواعد البيئية ‪ ،‬والكائن‬
‫الحي ‪ ،‬فإن الكائن الحي هو نظام تفسير االنتظام‪ .‬قد يكون االنتظام في البيئة هو نفسه بالنسبة للبراغيث‬
‫وألجل‬
‫إنسان؛ يفسرونها بشكل مختلف‪ .‬لذلك عليك أن تفهم نظام التفسير الخاص بالمتلقي ‪ -‬ما هو تفسير هذا‬
‫النوع من الحيوانات مقابل ذلك النوع من الحيوانات الذي يجعل هذا الحيوان يتعلم بهذه الطريقة ويتعلم‬
‫الحيوان اآلخر بهذه الطريقة‪ .‬ومن أجل القيام بذلك ‪ ،‬عليك أن تفهم شيئًا عن تفاصيل كيف تعلم هذا‬
‫ضا عن البنية التشريحية العصبية والعصبية والبنية التحتية الفسيولوجية‪.‬‬
‫الحيوان وأي ً‬
‫ستيف‪ :‬إذا كان لديك وحدة واضحة على مستوى تفاعًلت الكائن الحي والبيئة ‪ ،‬وتغيير تلك العًلقة الذي يعتمد‬
‫على االتصال باالنتظام ‪ ،‬فقد يسمح لك باالنتقال إلى المزيد من عمليات النمط الظاهري‪ .‬خذ شيئًا مثل‬
‫نفور الذوق‪ .‬كل ما رأيته في األدبيات عن كره التذوق يخبرني أنه شكل متخصص من التكييف‬
‫الكًلسيكي‪ .‬أعتقد أن معظم الناس اآلن سوف ينظرون إليه على أنه تكيف تطوري لعملية وظيفية غيرت‬
‫المعايير الزمنية النموذجية‪ .‬كان هذا التكيف بسبب األهمية الخاصة لتعلم العًلقات الممتدة مؤقتًا بين‬
‫ضا بالغذاء‬
‫نظرا لتاريخه البيئي ‪ ،‬ونتائج المرض المرتبطة أي ً‬
‫المنبهات ذات الصلة بالغذاء للكائن الحي ً‬
‫لهذا الكائن الحي‪ .‬لذا فإن درجة حرارة الطعام مهمة مع هذا الكائن الحي ؛ البصر ‪ ،‬مع هذا الكائن‬
‫الحي ؛ رائحة‪ ،‬مع هذا الكائن الحي ؛ وهذا التشويه الدراماتيكي للمعلمات الزمنية يتطور تدريجيا ً حيث‬
‫تنتقل من التعلم القائم على فجوات الثواني إلى فجوات ‪ 24‬ساعة‪ .‬هل يمكننا استخدام ذلك كمثال؟‬
‫سأندهش يا مايك ‪ ،‬إذا كنت تعتقد أنها فكرة سيئة أن تنظر إلى البيولوجيا العصبية الكامنة وراء نفور‬
‫التذوق ‪ ،‬بالنظر إلى هذا التشوه غير العادي لهذه المعايير الزمنية‪.‬‬
‫مايك‪:‬ليس لدي أي اعتراض على محاولة فهم البيولوجيا العصبية للتعلم إلى الحد الذي يكون مفيدًا‬
‫فيما نحاول القيام به فيما يتعلق بالتنبؤ والتحكم‪ .‬لكن هذا يصبح االختبار‪ .‬لذلك عندما تقول‬
‫إيفا ‪" ،‬أريد أن أعرف ما هي هذه األنظمة وما هي هذه العمليات ‪ "،‬أوافق‪ .‬ولكن إلى أي‬
‫غاية وكيف تعرف أنك تعرف عنها؟‬
‫فيما يتعلق بنفور التذوق ‪ ،‬سيكون االختبار بالنسبة لي هو ما إذا كان وصف النظام ‪ ،‬أو‬
‫التحليل ‪ ،‬يسمح لي بالتًلعب بنفور التذوق في العالم الحقيقي ‪ ،‬أو تحقيق المزيد منه أو التمكن‬
‫من التدخل فيه‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬ال يبدو أن االنقراض يعمل مع نفور الذوق ‪ -‬لماذا؟‬
‫إيفا‪ :‬من األشياء التي ال تستطيع الحيوانات ذات التعلم النقابي المحدود أن تفعلها هي التعلم بطريقة غير‬
‫عنصرية‪ .‬التمييز بين التعلم النقابي المحدود وغير المحدود (‪ )UAL‬يصنف الحيوانات بطريقة‬
‫جديدة‪ .‬نعتقد أن ‪ UAL‬هو عًلمة تطورية للحد األدنى من الوعي‪ .‬أحد أنواع اإلدراك التي نود أن‬
‫نفهمها هو نوعنا‪ .‬اآلن ‪ ،‬كيف نفعل ذلك؟ انها معقدة جدا‪ .‬تتمثل إحدى الطرق في البدء بشيء أبسط‬
‫قليًلً‪ .‬ثم حاول أن ترى ما تحتاجه للحصول على شيء أكثر تعقيدًا ‪ ،‬ثم أكثر تعقيدًا ‪ ،‬وأخيرا ً ربما‬
‫نوع اإلدراك لدينا‪ .‬نحن براجماتيون‪ .‬نحن ننظر في كل مستوى ممكن للحصول على أي معلومات‬
‫حول اإلدراك لمحاولة ربطهم م ًعا وتشكيل صورة‪ .‬يمكن أن يكون لـ ‪ UAL‬آثار لفهم اإلدراك األكثر‬
‫تعقيدًا ‪ ،‬وأي الحيوانات واعية ‪ ،‬وهو سؤال فلسفي وعلمي ضخم‪ UAL .‬لم يسقط من السماء وال‬
‫غا منه‪ .‬تطورت‪ .‬نعتقد أنه كان أحد دوافع االنفجار الكمبري‪ .‬لقد فتح‬ ‫أمرا مفرو ً‬
‫يمكننا أن نعتبره ً‬
‫الطريق لسباق تسلح بين الفرائس والحيوانات المفترسة ‪ ،‬وكذلك العًلقات االجتماعية داخل النوع‪.‬‬
‫مايك‪ :‬الطريقة التي أفكر بها في اإلدراك والوعي هي قدرة الكائن الحي على االستجابة بشكل تمييزي لسلوكه‪.‬‬
‫مع البشر ‪ ،‬يمكننا التحدث عن ذلك ‪" -‬مرحبًا ‪ ،‬لقد شعرت بهذا" أو "لقد فعلت ذلك للتو" ‪ -‬ولكن يمكن‬
‫ضا االستجابة بشكل تمييزي ؛ يمكن تدريبهم على القيام بذلك‪ .‬وهذا ‪ ،‬على ما أعتقد ‪ ،‬هو‬ ‫للحيوانات أي ً‬
‫تطور مثير لًلهتمام للغاية في التطور‪ .‬هذا هو المكان الذي أعتقد أن اللغة تلعب فيه حقًا الدور األكثر‬
‫قادرا ‪ -‬إذا كنت تعيش في مجتمع‬ ‫ً‬ ‫أهمية وقد تكون أحد المحركات في كل هذا‪ .‬ألنك يجب أن تكون‬
‫اجتماعي ‪ ،‬ويرغب الناس في معرفة ما ستفعله ‪ ،‬وماذا فعلت ‪،‬‬
‫قادرا على اإلجابة عن ذلك من خًلل تمييز نفسك وسلوكك‬
‫أو كيف شعرت ‪ -‬يجب أن تكون ً‬
‫عن بقية المجموعة‪.‬‬
‫إيفا‪:‬من الصعب جدًا إعطاء تعريف للوعي ‪ ،‬كما تعلم‪ .‬إنها تما ًما مثل مشكلة الحياة ‪ -‬يمكنك وصفها ‪ ،‬لكن‬
‫ال يمكنك تعريفها‪ .‬ينطوي الوعي على القدرة على امتًلك شيء يمكننا تسميته بالتجربة الذاتية‪ .‬من‬
‫الصعب جدًا تحديد هذا النوع من األشياء‪ .‬هناك العديد من توصيفات الحالة الواعية أو للحيوان‬
‫الواعي في األدبيات‪ .‬وما حاولنا التوصل إليه كان عبارة عن قائمة بهذه الخصائص ثم حاولنا أن‬
‫نرى ‪ ،‬حسنًا ‪ ،‬هل يعرضها حيوان لديه تعليم ترابطي غير محدود؟ وتوصلنا إلى االستنتاج‪ :‬نعم ‪،‬‬
‫إنها كذلك ‪ -‬ولهذا اخترناها كعًلمة تط ورية‪ .‬نحن ال نقول أن الوعي والتعلم النقابي غير المحدود‬
‫هما نفس الشيء‪ .‬لكننا نقول أنه من أجل التعلم ‪ ،‬في التعلم النقابي غير المحدود ‪ ،‬بهذه الطريقة ‪،‬‬
‫الفصل ‪4‬‬

‫الفكر الرمزي و‬
‫التواصل من منظور علم السلوك السياقي‬
‫ديرموت بارنز هولمز‬
‫إيفون بارنز هولمز‬
‫سيارا ماكنتيغارت‬
‫قسم علم النفس التجريبي السريري والصحي ‪ ،‬جامعة غينت ‪ ،‬بلجيكا‬

‫ً‬
‫موجزا لكيفية السياق لقد اقترب العلم السلوكي من موضوع الفكر‬ ‫صا‬
‫في الفصل الحالي ‪ ،‬نقدم ملخ ً‬ ‫أنا‬
‫والتواصل الرمزي‪ .‬نبدأ بالنظر في كيفية تعريف علم النفس السلوكي للعًلقات الرمزية ودراستها قبل البحث‬
‫األساسي لموراي سيدمان (‪ ) 1994‬وزمًلئه حول معادلة المحفزات في السبعينيات والثمانينيات‪ .‬على وجه‬
‫التحديد ‪ ،‬حتى ذلك الوقت ‪ ،‬افترض علم النفس السلوكي إلى حد ما أن الفكر والتواصل الرمزي يعمًلن بطرق‬
‫متشابهة إلى حد كبير لكل من األنواع البشرية وغير البشرية (سكينر ‪ ، )1957 ،‬وأن كل السلوك ينطوي على‬
‫نفس العمليات السلوكية (على سبيل المثال ‪ ،‬الكًلسيكية والفاعلية تكييف)‪ .‬بدا سكينر نفسه على خًلف مع هذا‬
‫الرأي في الستينيات عندما اقترح مفهوم التحكم التعليمي في شرح حل المشكًلت البشرية ‪ ،‬لكن الطبيعة الرمزية‬
‫للتعليمات ظلت محددة بشكل سيئ‪.‬‬
‫هايز في الثمانينيات من القرن الماضي تحت عنوان نظرية اإلطار العًلئقي (‪ .)RFT‬كان تطور القدرة‬
‫على االنخراط في األطر العًلئقية أقل أهمية في الحجم األساسي في هذا المجال (‪Hayes، Barnes-‬‬
‫‪ ، )2001 ،Holmes، & Roche‬لكن التحليًلت ال مفاهيمية األحدث طورت الحساب في هذا المجال‪.‬‬
‫يهدف الفصل الحالي إلى تقديم لمحة عامة عن المنهج التحليلي السلوكي للفكر والتواصل الرمزي لإلنسان‬
‫‪ ،‬وتطوره ‪ ،‬كما يُنظر إليه في الغالب من خًلل عدسة ‪RFT.‬‬

‫السلوك اللفظي‬
‫عرف سكينر اللغة على أنها أي سلوك من قبل المتحدث يتم تعزيزه من‬
‫في كتابه السلوك اللفظي لعام ‪ِّ ، 1957‬‬
‫خًلل وساطة المستمع ‪ ،‬والذي بدوره يؤدي إلى ظهور فئات متعددة من السلوك اللفظي‪ .‬وشملت هذه الفئات‬
‫‪ ، mands‬والصدى ‪ ،‬والنصوص ‪ ،‬والنسخ ‪ ،‬واإلمًلء ‪ ،‬والتداخل اللفظي ‪ ،‬واللباقة ‪ ،‬والتكتيكات الممتدة ‪،‬‬
‫والسياسة التلقائية‪ .‬في حين تم استخدام هذه المفاهيم على نطاق واسع في برامج التعليم العًلجي (على سبيل المثال‬
‫‪ ، )1981 ، Lovaas ،‬لم يولد نص سكينر برنام ًجا حيويًا ومنت ًجا للبحث األساسي حول اللغة البشرية في حد‬
‫ذاتها‪ .‬أحد األسباب المحتملة لذلك هو أن العديد من العوامل اللفظية التي حددها يمكن دراستها في المختبر غير‬
‫البشري‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬عندما يتعلم الجرذ الضغط على رافعة للطعام في غرفة فعالة ‪ ،‬يمكن اعتبار مكبس‬
‫الرافعة نوعًا من الماند ‪ ،‬إذا تم تعزيز الصحافة الرافعة من قبل فرد تم تدريبه من قبل المجتمع اللفظي للقيام بذلك‬
‫(‪ .)2001 ،Hayes، Blackledge، & Barnes-Holmes‬بالنظر إلى وجهة النظر المفاهيمية هذه ‪ ،‬لم يكن‬
‫هناك دافع كبير للباحثين السلوكيين لدراسة اللغة في الحيوان البشري‪ .‬لن يظهر هذا الدافع إال عند تحديد االختًلفات‬
‫الرئيسية بين السلوك البشري وغير البشري‪.‬‬
‫في حين أن تأثير تحليل سكينر الفعال للسلوك اللفظي ظل محدودًا ‪ ،‬حتى في علم النفس السلوكي ‪ ،‬فإن‬
‫بعض علماء النفس السلوكي ‪ ،‬بما في ذلك سكينر ‪ ،‬تابعوا سمات أوسع للغة البشرية‪ .‬في السنوات األولى ‪،‬‬
‫كان هذا يركز على ما يسمى بالرقابة التعليمية أو اتباع القواعد‪ .‬تم تحديد القواعد ألول مرة من قبل سكينر‬
‫(‪ )1969‬كمحفزات للطوارئ‪ .‬هذا هو ‪" ،‬نحن نميل إلى اتباع القواعد ألن‬
‫تم تعزيز السلوك السابق استجابة لمحفزات لفظية مماثلة "(ص‪ .)148 .‬في الواقع ‪ ،‬ظهرت العديد من الدراسات‬
‫حول الرقابة التعليمية واتباع القواعد في األدبيات في السبعينيات والثمانينيات‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬أظهر البحث‬
‫شهرا‬
‫ً‬ ‫أن األطفال الرضع يبدأون فقط في إظهار استجابة شبيهة بالبالغين في جداول التعزيز من عمر ‪24‬‬
‫ويمكن تتبع المصدر المحتمل لهذا التغيير التطوري إلى القدرة على إنشاء قواعد بسيطة يمكن استخدامها للتنظيم‬
‫ضا أن‬
‫سلوك الفرد (على سبيل المثال ‪ .)1985 ، Bentall ، Lowe ، & Beasty ،‬أظهر الباحثون أي ً‬
‫السلوك المحكوم بالقواعد يمكن أن يكون غير حساس للتغيرات في حاالت الطوارئ التعزيزية (على سبيل‬
‫المثال ‪ .)1986 ، Hayes ، Brownstein ، Haas ، & Greenway ،‬على الرغم من ظهور العديد‬
‫من الدراسا ت حول السلوك المحكوم في األدبيات ‪ ،‬ظل تعريف وظيفي دقيق للتحكم التعليمي بعيد المنال‪ .‬كما‬
‫عرف سكينر القواعد على أنها منبهات محددة للطوارئ ‪ ،‬لكنه فشل في تحديد المواصفات‬ ‫هو مذكور أعًله ‪ِّ ،‬‬
‫من الناحية الوظيفية‪ .‬قدمت األبحاث حول االستجابة العًلئقية المشتقة هذا التعريف الذي تشتد الحاجة إليه‪.‬‬

‫معادلة المحفزات ونظرية اإلطار العًلئقي‬


‫في أوائل السبعينيات ‪ ،‬أبلغ موراي سيدمان عن تأثير سلوكي في بحثه على اكتساب مهارات القراءة األساسية‬
‫لدى األفراد الذين يعانون من صعوبات التعلم‪ .‬أصبح هذا التأثير يُعرف باسم التكافؤ التحفيزي ‪ ،‬وفي النهاية‬
‫قدم األساس لحساب تحليلي للسلوك للفكر الرمزي والتواصل لدى البشر‪ .‬تضمن تأثير التكافؤ األساسي للمحفزات‬
‫تدريب سلسلة من االستجابات المطابقة التي يمكن تفسيرها بسهولة من حيث طوارئ التعزيز المباشر ‪ ،‬ولكن‬
‫لوحظ في كثير من األحيان سلوكيات المطا بقة الناشئة اإلضافية التي كان من الصعب شرحها من حيث المبادئ‬
‫السلوكية الراسخة‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬الطفل الذي تم تعليمه مطابقة كلمة منطوقة بصورة ‪ ،‬وكلمة منطوقة مع‬
‫قادرا على مطابقة الكلمة المطبوعة تلقائيًا مع الصورة دون أي تعزيز إضافي (انظر‬ ‫ً‬ ‫كلمة مطبوعة ‪ ،‬كان‬
‫‪ ، 1994 ، Sidman‬للحصول على معالجة بطول الكتاب)‪ .‬الدراسات األخرى ‪ ،‬التي تستخدم األنواع غير‬
‫وتكرارا في ذلك‬
‫ً‬ ‫مرارا‬
‫ً‬ ‫البشرية ‪ ،‬بما في ذلك الرئيسيات العليا "المدربة على اللغة" ‪ ،‬فشلت‬
‫إظهار هذا التأثير الناشئ (على سبيل المثال ‪ .)2000 ، Dugdale & Lowe ،‬عندما أصبحت المنبهات‬
‫مرتبطة بهذه الطريقة ‪ ،‬قيل إنها تشكل طبقات أو عًلقات معادلة‪ .‬بشكل حاسم ‪ ،‬جادل سيدمان بأن تكوين‬
‫مثل هذه العًلقات قد يوفر نموذ ًجا تحليليًا للسلوك للعًلقات الرمزية أو المرجعية في اللغة البشرية‪ .‬بعبارة‬
‫أخرى ‪ ،‬قدم سيدمان التعريف األول للمعنى الداللي في علم النفس السلوكي ‪ ،‬والذي اقترح أنه قد يكون‬
‫فريدًا ‪ ،‬أو على األقل مهيمنًا للغاية ‪ ،‬في البشر‪ .‬كما سنرى الحقًا ‪ ،‬قدم هذا المنهج للعًلقات الداللية األساس‬
‫لحساب سلوكي للمواصفات التي كانت مفقودة سابقًا في األدبيات المتعلقة بالسلوك المحكوم بالقواعد‪.‬‬
‫جاء امتداد عمل ‪ Sidman‬األساسي إلى السلوك المحكوم بالقواعد مع منهج‪ SC Hayes‬و ‪LJ Hayes‬‬
‫(‪ ) 1989‬لتكافؤ التحفيز كفئة فعالة لًلستجابة العًلئقية القابلة للتطبيق بشكل تعسفي (‪ .)AARR‬وفقًا لوجهة‬
‫طا معينة من العوامل العًلئقية الشاملة أو المعممة‬‫النظر هذه ‪ ،‬أنشأ تاريخ العًلقات المعززة بين المنبهات أنما ً‬
‫‪ ،‬والتي يشار إليها باسم األطر العًلئقية (بارنز هولمز ‪ ،‬بارنز هولمز ‪،‬‬
‫صغيرا يتعلم اإلشارة إلى كلب العائلة عند سماعه كلمة‬
‫ً‬ ‫& كولينان ‪ .)2000 ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬تخيل ً‬
‫طفًل‬
‫ضا أن يقول "روفر" عندما يُسأل‬ ‫"كلب" وأن يقول "كلب" عندما يشير شخص آخر إلى الكلب‪ .‬قد يتعلم الطفل أي ً‬
‫‪" ،‬ما اسم الكلب؟" كل من هذه االستجابات المتعلقة بالتسمية أو العًلئقية ستتم المطالبة بها بشكل صريح‬
‫وتشكيلها وتعزيزها في البداية من قبل المجتمع اللفظي‪ .‬عبر العديد من هذه األمثلة ‪ ،‬التي تتضمن محفزات‬
‫أخرى في سياقات أخرى ‪ ،‬تصبح الفئة الفعالة من محفزات التنسيق بهذه الطريقة مجردة ‪ ،‬بحيث لم يعد التعزيز‬
‫المباشر لجميع المكونات الفردية للتسمية مطلوبًا عند مواجهة محفز جديد‪ .‬لذلك ‪ ،‬إذا تم عرض صورة لخنزير‬
‫البحر والكلمة المكتوبة وطفلها ‪ ،‬وأخبرنا باسمها ‪ ،‬قد يقول الطفل الحقًا "هذه خرافة" عند تقديمه مع صورة أو‬
‫كلمة ذات صلة ‪ ،‬دون أي مطالبة أو تعزيز مباشر للقيام بذلك‪ .‬بعبارة أخرى ‪ ،‬يتم إنشاء العامل العًلئقي المعمم‬
‫لتنسيق الصور والكلمات المنطوقة والكلمات المكتوبة ‪ ،‬ويعزز بشكل مباشر مجموعة فرعية من السلوكيات‬
‫ذات الصلة (الكلمة ‪ /‬الصورة المنطوقة ‪ ،‬والكلمة المنطوقة ‪ /‬الكلمة المكتوبة) "تلقائيًا"‪( .‬على سبيل المثال ‪،‬‬
‫صورة ‪ /‬كلمة مكتوبة)‪.‬‬
‫دائما تحت شكل من‬ ‫عندما يتم إنشاء نمط من االرتباط المعمم ‪ ،‬يتم تعريف فئة السلوك هذه على أنها ً‬
‫أشكال التحكم السياقي‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬يُنظر إلى اإلشارات السياقية على أنها تعمل على أنها تمييزية ألنماط‬
‫مختلفة من االستجابة العًلئقية أو األطر العًلئقية المختلفة‪ .‬تكتسب اإلشارات وظائفها من خًلل أنواع‬
‫التواريخ الموضحة أعًله‪ .‬وهكذا ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬فإن عبارة "هذا هو" ‪ ،‬كما في "هذا كلب" ‪ ،‬سيتم‬
‫إنشاؤها عبر النماذ ج كإشارة سياقية للنمط الكامل لًلستجابة العًلئقية (على سبيل المثال ‪ ،‬تنسيق كلمة‬
‫"كلب" مع كًلب فعلية )‪ .‬بمجرد إنشاء الوظائف العًلئقية لمثل هذه اإلشارات السياقية في الذخيرة السلوكية‬
‫لطفل صغير ‪ ،‬يصبح عدد المحفزات التي قد تدخل في فئات االستجابة العًلئقية هذه غير محدود تقريبًا‬
‫(‪Hayes، Barnes-Holmes، & Roche، 2001).‬‬
‫تضمن المفهوم التحليلي األساسي لإلطار العًلئقي الذي اقترحه ‪)1989( Hayes and Hayes‬‬
‫ثًلث خصائص مشتركة‪ :‬االستلزام المتبادل؛ التضمين االندماجي وتحويل وظائف التحفيز‪ .‬أوالً ‪ ،‬االستلزام‬
‫المتبادل يشير إلى العًلقة بين اثنين من المحفزات‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬إذا تم إخبارك أن ‪ A‬هو نفسه ‪، B‬‬
‫فستشتق أن ‪ B‬هو نفسه ‪ .A‬أي أن ‪ A‬المحدد هو نفس العًلقة ‪ B‬التي تستلزم بشكل متبادل (المتماثل) ‪B‬‬
‫هو نفس العًلقة ‪ . A‬ثانيًا ‪ ،‬يشير االستلزام االندماجي إلى العًلقات بين ثًلثة أو أكثر من المحفزات‪ .‬على‬
‫سبيل المثال ‪ ،‬إذا قيل لك إن ‪ A‬أكبر من ‪ B‬و ‪ B‬أكبر من ‪ ، C‬فستشتق أن ‪ A‬أكبر من ‪ C‬و ‪ C‬أقل من‬
‫‪ .A‬أي أن العًلقات ‪ AB‬و ‪ BC‬تستلزم بشكل اندماجي العًلقات ‪ AC‬و ‪ . CA‬ثالث‪ ،‬يشير تحويل وظائف‬
‫التحفيز إلى "المحتوى النفسي" المتضمن في أي حالة من حاالت االستجابة العًلئقية المشتقة‪ .‬على سبيل‬
‫المثال ‪ ،‬إذا كانت ‪ A‬أقل من ‪ ، B‬وتم إرفاق وظيفة تقوية بـ ‪ ، A‬فإن ‪ B‬ستكتسب وظيفة تقوية أكبر من ‪A‬‬
‫‪ ،‬على الرغم من أن الوظيفة كانت مرتبطة مباشرة بـ ‪ A‬وليس ‪ .B‬هذا المنهج العام للغة البشرية و أصبح‬
‫اإلدراك معروفًا باسم نظرية اإلطار العًلئقي (‪ ، ) RFT‬وسهل الحساب التحليلي للسلوك للعناصر األساسية‬
‫للغة ‪ ،‬مثل المعنى والمرجع والفهم (بارنز وهولمز ‪ ، )1991 ،‬مما أدى إلى معالجة طول الكتاب من قبل‬
‫مطلع األلفية (‪Hayes، Barnes-Holmes، & Roche، 2001).‬‬
‫في حين ركز عمل ‪ Sidman‬على عًلقات التكافؤ على ما يمكن اعتباره النوع األساسي من العًلقات‬
‫الرمزية ‪ ،‬طور ‪ RFT‬ووسع التحليل المفاهيمي في محاولة لتغطية الثراء الكامل والتعقيد للغة البشرية‬
‫واإلدراك في قطعة قماش كاملة‪ .‬تم تعريف عًلقات التكافؤ على أنها نوع واحد فقط من العًلقات الرمزية‬
‫ضا من أوائل‬‫‪ ،‬مع العديد من العًلقات األخرى (المحددة أعًله كأطر عًلئقية) التي تم تحديدها ودراستها أي ً‬
‫التسعينيات حتى يومنا هذا‪ .‬تم تحليل أنماط األطر العًلئقية (على سبيل المثال ‪ ،‬التنسيق ‪ ،‬والمعارضة ‪،‬‬
‫والتمييز ‪ ،‬والمقارنة ‪ ،‬واألطر المكانية ‪ ،‬واألطر الزمنية ‪ ،‬والعًلقات اإللهية ‪ ،‬والعًلقات الهرمية) عبر‬
‫ضا‬
‫العديد من الدراسات التجريبية ‪ ،‬وعبر مجموعة متنوعة من اإلجراءات‪ .‬استكشفت بعض األبحاث أي ً‬
‫تحول الوظائف (انظر ‪ ، Hughes & Barnes-Holmes، 2016a‬للمراجعة األخيرة)‪ .‬باإلضافة‬
‫إلى ذلك ‪ ،‬دعمت األدلة التجريبية افتراض ‪ RFT‬األساسي بأن التعرض لنماذج متعددة أثناء تطوير اللغة‬
‫المبكر مطلوب لتأسيس هذه األطر العًلئقية (انظر ‪.)Hughes & Barnes-Holmes، 2016b‬‬
‫كبيرا‪.‬‬
‫اكتسبت الحجة القائلة بأن األطر العًلئقية يمكن اعتبارها عوامل عًلئقية شاملة أو معممة جذبًا ً‬

‫التوليد والتعقيد للغة البشرية‬


‫ضا الوحدة التشغيلية األساسية لإلطار العًلئقي لتوفير حسابات تحليلية‬
‫استخدم النص األساسي في ‪ RFT‬أي ً‬
‫وظيفية لمجاالت محددة للغة البشرية واإلدراك ‪ ،‬وكان السلوك المحكوم بالقواعد أحد هذه المجاالت‪ .‬وفقًا لـ‬
‫‪ ، RFT‬يمكن اعتبار القاعدة أو التعليمات شبكة من األطر العًلئقية التي تتضمن عادة ً التنسيق والعًلقات‬
‫الزمنية مع اإلشارات السياقية التي تحول وظائف سلوكية محددة‪ .‬خذ التعليمات البسيطة ‪ ،‬على سبيل المثال ‪،‬‬
‫"إذا كان الضوء أخضر ‪ ،‬فاذهب‪ ".‬تتضمن هذه القاعدة إطارات للتنسيق بين الكلمات "ضوء" و "أخضر" و‬
‫"انطلق" واألحداث الفعلية التي تشير إ ليها‪ .‬بهذا المعنى ‪ ،‬فإن التعريف الفني إلطار التنسيق ‪ ،‬الموضح أعًله ‪،‬‬
‫يوفر تعريفًا تحليليًا وظيفيًا لـ "المواصفات" التي كانت‬
‫مفقودة من الحسابات السابقة للقواعد أو التعليمات‪ .‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬فإن الكلمتين "‪ "if‬و "‪ "then‬تعمًلن‬
‫كإشارات سياقية لتأسيس عًلقة زمنية بين الضوء األخضر وعملية الذهاب (أي الضوء األخضر أوالً ‪ ،‬ثم‬
‫اذهب)‪ .‬وهكذا تقوم الشبكة العًلئقية بتحويل وظائف الضوء األخضر نفسه ‪ ،‬بحيث يتحكم اآلن في فعل "الذهاب"‬
‫كلما الحظ الفرد الذي تم تقديمه مع القاعدة أن الضوء األخضر قيد التشغيل‪.‬‬
‫أنتجت التطورات المفاهيمية اإلضافية تحليًلت تجريبية وتطبيقية للقواعد أو التعليمات اللفظية من‬
‫حيث الشبكات العًلئقية المعقدة المكونة من إطارات عًلئقية متعددة ‪ ،‬والتفكير المجازي والقياسي من‬
‫حيث ربط األطر العًلئقية ‪ ،‬وحل المشكًلت من حيث األشكال المتزايدة التعقيد للسيطرة السياقية على‬
‫العًلئقية‪ .‬تأطير نفسها‪ .‬للتوضيح ‪ ،‬ضع في اعتبارك مثال التشبيه ‪ ،‬الكمثرى هو الخوخ كما القط للكلب‪.‬‬
‫في هذا المثال ‪ ،‬هناك عًلقتان منسقتان من خًلل عضوية الطبقة (يتحكم فيها الدليل) وعًلقة تنسيق‬
‫تربط بين عًلقات التنسيق (التي يتحكم فيها اإلشارة كـ)‪ .‬من وجهة نظر ‪ ، RFT‬يتضمن التفكير القياسي‬
‫بالتالي نفس العملية النفسية التي ينطوي عليها التأطير العًلئقي بشكل عام (أي ‪AARR) ،‬‬
‫ضا ‪ ،‬من الناحية المفاهيمية والتجريبية ‪ ،‬على دور اللغة البشرية في أخذ المنظور‪.‬‬ ‫ركزت أبحاث ‪ RFT‬أي ً‬
‫على سبيل المثال ‪ ،‬بالنسبة لـ ‪ ، RFT‬ي تضمن تبني المنظور األساسي ثًلث عًلقات إلهية‪ :‬العًلقات الشخصية‬
‫‪ ، I-YOU‬والعًلقات المكانية هنا ‪ ،‬والعًلقات الزمنية اآلن (‪ .)2001 ، Y. Barnes-Holmes‬االفتراض‬
‫األساسي هنا هو أنه عندما يتعلم األطفال االستجابة وفقًا لهذه العًلقات ‪ ،‬يصبحون قادرين على تحديد موقع‬
‫صغيرا جدًا يُسأل "ماذا تناولت على الغداء اليوم؟"‬
‫ً‬ ‫الذات في الزمان والمكان وفيما يتعلق باآلخرين‪ .‬تخيل ً‬
‫طفًل‬
‫أثناء تناولها وجبة العشاء مع عائلتها‪ .‬إذا استجاب الطفل ببساطة باإلشارة إلى ما يتناوله شقيقه حاليًا على العشاء‬
‫‪ ،‬فقد يتم تصحيحه بقول "ال ‪ ،‬هذا ما يأكله أخوك اآلن ‪ ،‬ولكن ماذا أكلت في وقت سابق اليوم؟" في الواقع‪،‬‬
‫أوقات محددة وأماكن محددة ( ‪McHugh، Barnes-Holmes، & Barnes-Holmes،‬‬
‫‪2004).‬‬
‫في هذه المرحلة ‪ ،‬يمكننا االستمرار في تقديم العديد من األمثلة على الطرق التي تم بها استخدام ‪RFT‬‬
‫لتوفير حسابات وأساليب وظيفية لمختلف المجاالت في علم النفس ‪ ،‬بما في ذلك الذكاء واإلدراك الضمني‬
‫والتحيز وما إلى ذلك (‪ . )Hughes & Barnes-Holmes، 2016b‬ومع ذلك ‪ ،‬على مستوى أكثر عمومية‬
‫‪ ،‬قد يكون من المفيد النظر في إطار عمل حديث تم اقتراحه يسلط الضوء على إمكانية أن تأخذ ‪ RFT‬قدرة‬
‫بشرية بسيطة تسمى ‪ AARR‬وإنشاء تحليًلت متزايدة التعقيد للقدرة على االنخراط في التفكير الرمزي‬
‫مؤخرا ما يصفونه بإطار متعدد األبعاد متعدد المستويات‬ ‫ً‬ ‫والتواصل‪ .‬على وجه التحديد ‪ ،‬قدم الباحثون‬
‫(‪ )MDML‬لتحليل ‪ .AARR‬وفقًا لهذا اإلطار ‪ ،‬يمكن تصور ‪ AARR‬على أنها تتطور بمعنى واسع من‬
‫االستنتاج المتبادل ‪ ،‬إلى شبكات بسيطة تشارك في األطر ‪ ،‬إلى شبكات أكثر تعقيدًا تشارك في القواعد والتعليمات‬
‫‪ ،‬فيما يتعلق بالعًلقات والشبكات العًلئقية المشاركة في التفكير التناظري ‪ ،‬وأخيرا ً بربط الشبكات العًلئقية‪.‬‬
‫ضا كل من هذه المستويات ع لى أنها ذات أبعاد متعددة‪ :‬االشتقاق والتعقيد والتماسك‬ ‫يصور إطار العمل أي ً‬
‫والمرونة (‪Barnes-Holmes، Barnes-Holmes، Luciano & McEnteggart، 2017).‬‬
‫بعبارات بسيطة ‪ ،‬يشير االشتقاق إلى مدى جودة ممارسة حالة معينة من ‪ .AARR‬على وجه التحديد ‪ ،‬في‬
‫المرة األولى التي يتم فيها إصدار ‪ ، AARR‬سيكون االشتقاق مرتف ًعا ‪ ،‬ولكن عبر األمثلة المتكررة لتلك الفئة‬
‫‪ ،‬سينخفض مستوى االشتقاق‪ .‬يشير التعقيد إلى مستوى التفاصيل أو الكثافة لنمط معين من ‪ .AARR‬وكمثال‬
‫بسيط للغاية ‪ ،‬فإن ‪ AARR‬الذي يتضمن االستحقاق المتبادل وحده أقل تعقيدًا من ‪ AARR‬الذي ينطوي على‬
‫استلزام اندماجي‪ .‬يشير التماسك إلى المدى الذي يمكن فيه التنبؤ بـ ‪ AARR‬بشكل عام بنا ًء على التواريخ‬
‫السابقة للتعزيز‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬عادة ً ما يُنظر إلى العبارة "الفأر أكبر من الفيل" على أنها تفتقر إلى الترابط‬
‫مع الشبكات العًلئقية التي تعمل في المجتمع اللفظي األوسع‪ .‬الحظ ‪ ،‬مع ذلك ‪ ،‬أن مثل هذا البيان قد يُنظر إليه‬
‫على أنه متماسك في سياقات معينة (على سبيل المثال ‪ ،‬عند لعب لعبة "كل شيء عكس ذلك")‪ .‬المرونة تشير‬
‫إلى المدى الذي أ‬
‫طلب‬‫صغيرا ُ‬
‫ً‬ ‫يمكن تعديل مثيل معين لـ ‪ AARR‬بواسطة المتغيرات السياقية الحالية‪ .‬تخيل ً‬
‫طفًل‬
‫منه الرد بإجابة خاطئة على السؤال "أيهما أكبر ‪ ،‬فأر أم فيل؟" كلما كان ذلك أسهل ‪ ،‬زادت مرونة‬
‫‪AARR.‬‬
‫المعالجة التفصيلية لـ ‪ MDML‬خارج نطاق الفصل الحالي‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن النقطة الحاسمة التي يجب‬
‫تقديرها هي أنه يمكن استخدام ‪ RFT‬إلنشاء إطار عمل مفاهيمي يبدأ بوحدة تحليل علمية بسيطة جدًا أو أساسية‬
‫‪ ،‬وهي االستجابة العًلئقية التي يستلزمها الطرفان‪ .‬من منظور ‪ ، RFT‬هذه الوحدة ليست مرادفة للتسمية في‬
‫التحليل التقليدي للمعنى والتواصل الرمزي ‪ ،‬ولكن يُنظر إليها على أنها جوهرية في التحليل النفسي للتسمية‬
‫كعمل في السياق‪ .‬وبعبارة أخرى ‪ ،‬فإن مفهوم االستلزام المتبادل يُظهر المفهوم غير الرسمي للتسمية ‪ ،‬وال‬
‫يترك شيئًا سوى الخصائص العًلئقية األولية للعملية النفسية أو السلوكية‪ .‬ما يضيفه ‪ MDML‬إلى هذا التحليل‬
‫المفاهيمي هو إطار عمل للنظر فيما يبدو أنه األبعاد الرئيسية التي قد يختلف معها االستنتاج المتبادل كعملية‬
‫سلوكية (على سبيل المثال ‪ ،‬قد تختلف االستجابة التي تنطوي على متبادل من حيث التماسك والمرونة والتعقيد‬
‫واالشتقاق) ‪ .‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬يؤكد ‪ MDML‬على أن وحدات التحليل األكثر تعقيدًا قد تتطور من االستحواذ‬
‫المتبادل ‪ ،‬مثل الشبكات العًلئقية البسيطة المشاركة في األطر العًلئقية ‪ ،‬والشبكات األكثر تعقيدًا التي تتضمن‬
‫مجموعات من اإلطارات ‪ ،‬وربط اإلطارات العًلئقية باإلطارات العًلئقية ‪ ،‬وفي النهاية من الشبكات العًلئقية‬
‫المعقدة بالكامل إلى الشبكات العًلئقية المعقدة األخرى‪ .‬وفي كل حالة ‪ ،‬قد تختلف هذه المستويات المختلفة من‬
‫‪ AARR‬وفقًا لألبعاد األربعة المذكورة أعًله ‪ ،‬وربما أخرى ال يزال يتعين تحديدها‪ .‬قد تختلف االستجابة التي‬
‫تستلزم بشكل متبادل من حيث التماسك والمرونة والتعقيد واالشتقاق)‪ .‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬يؤكد ‪ MDML‬على‬
‫أن وحدات التحليل األكثر تعقيدًا قد تتطور من االستحواذ المتبادل ‪ ،‬مثل الشبكات العًلئقية البسيطة المشاركة‬
‫في األطر العًلئقية ‪ ،‬والشبكات األكثر تعقيدًا التي تتضمن مجموعات من اإلطارات ‪ ،‬وربط اإلطارات العًلئقية‬
‫باإلطارات العًلئقية ‪ ،‬وفي النهاية من الشبكات العًلئقية المعقدة بالكامل إلى الشبكات العًلئقية المعقدة األخرى‪.‬‬
‫وفي كل حالة ‪ ،‬قد تختلف هذه المستويات المختلفة من ‪ AARR‬وفقًا لألبعاد األربعة المذكورة أعًله ‪ ،‬وربما‬
‫أخرى ال يزال يتعين تحديدها‪ .‬قد تختلف االستجابة التي تستلزم بشكل متبادل من حيث التماسك والمرونة‬
‫والتعقيد واالشتقاق)‪ .‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬يؤكد ‪ MDML‬على أن وحدات التحليل األكثر تعقيدًا قد تتطور من‬
‫االستحواذ المتبادل ‪ ،‬مثل الشبكات العًلئقية البسيطة المشاركة في األطر العًلئقية ‪ ،‬والشبكات األكثر تعقيدًا‬
‫التي تتضمن مجموعات من اإلطارات ‪ ،‬وربط اإلطارات العًلئقية باإلطارات العًلئقية ‪ ،‬وفي النهاية من‬
‫الشبكات العًلئقية المعقدة بالكامل إلى الشبكات العًلئقية المعقدة األخرى‪ .‬وفي كل حالة ‪ ،‬قد تختلف هذه‬
‫المستويات المختلفة من ‪ AARR‬وفقًا لألبعاد األربعة المذكورة أعًله ‪ ،‬وربما أخرى ال يزال يتعين تحديدها‪.‬‬
‫مثل الشبكات العًلئقية البسيطة المشاركة في األطر العًلئ قية ‪ ،‬والشبكات األكثر تعقيدًا التي تتضمن مجموعات‬
‫من اإلطارات ‪ ،‬وربط األطر العًلئقية باألطر العًلئقية ‪ ،‬وفي النهاية ربط الشبكات العًلئقية المعقدة بالكامل‬
‫بشبكات عًلئقية معقدة أخرى‪ .‬وفي كل حالة ‪ ،‬قد تختلف هذه المستويات المختلفة من ‪ AARR‬وفقًا لألبعاد‬
‫األربعة المذكورة أعًله ‪ ،‬وربما أخرى ال يزال يتعين تحديدها‪ .‬مثل الشبكات العًلئقية البسيطة المشاركة في‬
‫األطر العًلئقية ‪ ،‬والشبكات األكثر تعقيدًا التي تتضمن مجموعات من اإلطارات ‪ ،‬وربط األطر العًلئقية باألطر‬
‫العًلئقية ‪ ،‬وفي النهاية ربط الشبكات العًلئقية المعقدة بالكامل بشبكات عًلئقية معقدة أخرى‪ .‬وفي كل حالة ‪،‬‬
‫قد تختلف هذه المستويات المختلفة من ‪ AARR‬وفقًا لألبعاد األربعة المذكورة أعًله ‪ ،‬وربما أخرى ال يزال‬
‫يتعين تحديدها‪.‬‬
‫عندما يُنظر إلى ‪ RFT‬من خًلل عدسة ‪ ، MDML‬فإن القوة المحتملة التي قد يتعين عليها تحليل تعقيدات‬
‫وديناميكيات الفكر والتواصل البشري الرمزي تصبح واضحة بسرعة‪ .‬بنفس الطريقة التي يوفر بها االستلزام‬
‫المتبادل منه ًجا عًلئقيًا بحتًا لفهم التسمية كعملية لغوية ‪ ،‬توفر مفاهيم اإلطارات والشبكات والعًلقات المرتبطة‬
‫والشبكات العًلئقية تحليًلت عًلئقية بحتة لظواهر اللغ ة البشرية المعقدة بشكل متزايد‪ .‬كما هو موضح أعًله ‪،‬‬
‫على سبيل المثال ‪ ،‬يبدو أن مفهوم العًلقات المتصلة‬
‫أن تكون ذات صلة بالمنطق القياسي ‪ ،‬إن لم تكن مرادفة له‪ .‬وبالمثل ‪ ،‬قد يكون ربط الشبكات العًلئقية‬
‫ذا صلة بسرد وفهم القصص المعقدة (‪Stewart & Barnes-Holmes، 2001b).‬‬
‫في هذه المرحلة ‪ ،‬يجب االعتراف بأن ‪ MDML‬هو تطور جديد نسبيًا في أدبيات ‪ ، RFT‬ولكنه‬
‫يتزامن مع تطور جديد نسبيًا في النظرية ‪ ،‬والذي يهدف إلى وضع هذا المنهج السلوكي في اللغة‬
‫البشرية واإلدراك ضمن االنضباط األوسع‪ .‬علم التطور‪ .‬كما سنلخص أدناه ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬تم‬
‫دورا أساسيًا في تطور‬
‫ً‬ ‫مؤخرا للكيفية التي قد يكون بها ميل اإلنسان للتعاون‬
‫ً‬ ‫إيًلء اهتمام كبير‬
‫االستدالل المتبادل باعتباره جوهر أو الوحدة األساسية للفكر والتواصل الرمزي البشري‪.‬‬

‫‪ RFT‬والعلوم التطورية‬
‫كحساب سلوكي للغة البشرية واإلدراك ‪ ،‬ركزت ‪ RFT‬تقليديًا على تجارب التعلم التي تحدث في حياة‬
‫الفرد‪ .‬هذا التركيز مفهوم ألن النظرية كانت مدفوعة إلى حد كبير باهتمام عملي بالتنبؤ والتأثير على لغة‬
‫اإلنسان واإلدراك نفسه في البيئات السريرية والتعليمية واالجتماعية األوسع‪ .‬بشكل عام ‪ ،‬من المعروف‬
‫دائ ًما أن القدرة ع لى اكتساب العوامل العًلئقية التي تم تحديدها بواسطة ‪ RFT‬بسهولة نسبية من المحتمل‬
‫أن تكون قد نشأت من تاريخ تطوري معين ‪ ،‬ولكن حتى وقت قريب ‪ ،‬كان العمل في هذا المجال محدودًا‬
‫(‪ 2014 ، Hayes & Sanford‬؛ ويلسون ‪ ،‬هايز ‪ ،‬بيجًلن ‪ ،‬وإمبري ‪.)2014 ،‬‬
‫من ناحية ‪ ،‬ي بدو أن اللغة تتطلب قفزة تطورية هائلة ‪ ،‬وقد تم تكريس اهتمام كبير لشرح العًلقة المحتملة بين‬
‫العديد من أمثلة التواصل غير البشري (على سبيل المثال ‪ ،‬نداءات التزاوج ‪ ،‬ورقصة نحل العسل ‪ ،‬وتعبيرات‬
‫الوجه في الرئيسيات) و ثراء وتعقيد اللغة البشرية (انظر ‪ .)2014 ، .Hauser et al‬من ناحية أخرى ‪ ،‬إذا كان‬
‫التركيز على القدرة على ‪ ، AARR‬بدالً من التركيز على مفهوم غير محدد للغة البشرية ‪ ،‬فإن التحدي العلمي يبدو‬
‫أكثر قابلية لإلدارة‪ .‬على وجه التحديد ‪ ،‬يبدو من الحكمة البدء نسبيًا بـ‬
‫سؤال بسيط ‪" ،‬كيف ظهر سلوك االستلزام المتبادل ( تحت السيطرة السياقية) بقوة في الجنس البشري؟" إذا‬
‫تمكنا من اإلجابة على هذا السؤال ‪ ،‬فربما تتم معالجة أسئلة أكثر تعقيدًا حول الثراء الكامل للفكر والتواصل‬
‫البشري الرمزي ‪ ،‬جزئيًا ‪ ،‬من خًلل شرح كيف يس ِّهل االستنتاج المتبادل االستنتاج التوافقي ‪ ،‬ونمو االستجابة‬
‫العًلئقية األكثر تعقيدًا ‪ ،‬وما إلى ذلك‪.‬‬
‫فيما يلي ‪ ،‬اعتمدنا هذه االستراتيجية بالضبط‪ .‬بالطبع ‪ ،‬يجب أن يظل ما نقدمه تخمينيًا إلى حد كبير ‪ ،‬لكن‬
‫الهدف هنا هو بدء حوار هادف مع خبراء في مجاالت أخرى ‪ ،‬وخاصة في علم التطور ‪ ،‬بدالً من السعي لتقديم‬
‫إجابة نهائية لسؤال م عقد بشكل ال يصدق ( أي كيف تطور الفكر والتواصل البشري الرمزي؟)‪ .‬لخص ‪DS‬‬
‫‪ Wilson‬و ‪ ) 2007( EO Wilson‬التطور البشري على أنه "العناصر الثًلثة"‪ :‬اإلدراك والثقافة والتعاون‪.‬‬
‫على الرغم من أن كل هذه العناصر الثًلثة مدمجة في عمليات التسليم المبكر لـ ‪ ، RFT‬يبدو أن التعاون كان‬
‫أقل من الًلزم إلى حد ما‪.‬‬
‫في أول معالجة بطول الكتاب لـ ‪ ، RFT‬يشير ‪ Hayes‬و ‪ Barnes-Holmes‬و ‪)2001( Roche‬‬
‫إلى أن االستنتاج المتبادل في المستمع يمكن أن يحسن تجنب الحيوانات المفترسة حتى لو لم يكن االستنتاج‬
‫موجودًا كجزء من مجموعة التحدث‪ .‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬تم اقتراح أن هذا االختًلف الصغير يمكن أن‬
‫يؤدي إلى ظهور مجموعة من المستمعين الذين أصبحوا بعد ذلك قادرين على تعزيز االستجابات المتضمنة‬
‫بشكل متبادل في مجموعة التحدث‪ .‬يعتمد هذا الحساب ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬على تطور االستدالل المتبادل كتكييف‬
‫لإلدراك لدى المستمعين ‪ ،‬والذي ينتشر بعد ذلك إلى المتحدثين وفي جميع أنحاء الثقافة ‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫زيادة التعاون االجتماعي‪ .‬على النقيض من هذا الحساب ‪ ،‬اقترح ‪)2014( Hayes and Sanford‬‬
‫مؤخرا أنه من األفضل تطوريًا افتراض أن التعاون جاء أوالً‪ .‬في الواقع ‪ ،‬كما يشير هايز وسانفورد ‪،‬‬
‫ً‬
‫من هذا المنظور ‪ ،‬فإن التعاون الذي بدأ في األصل باإلشارة والشخير ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬قدِّم للبشر‬
‫أهمية كبيرة‬
‫المهارات السلوكية ‪ ،‬مثل اإلحالة االجتماعية واالهتمام المشترك ‪ ،‬والتي تم االعتراف بها على أنها سًلئف‬
‫سلوكية مهمة للتطور النفسي لـ ‪ AARR‬في حياة الفرد (انظر ‪ .)2009 ، Pelaez‬واألهم من ذلك ‪ ،‬أن هذه‬
‫السًلئف تزيد من احتمالية تعزيز التعاون ‪ ،‬كما هو الحال مع األطفال الصغار‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬إذا قال طفل‬
‫صغير "إيه" أثناء النظر إلى لعبة ومحاولة الوصول إليها ‪ ،‬فإن األم ستعزز هذا التعاون من خًلل إعطاء اللعبة‬
‫للطفل‪ .‬ويخلص ‪ ) 2014( Hayes and Sanford‬إلى أن‪" :‬التبادل بأكمله سيبني التعاون ‪ ،‬وتبني وجهات‬
‫النظر ‪ ،‬واالهتمام المشترك كنماذج يتم الحفاظ عليها داخل المجموعة ألنها تبادل اتصاالت مفيد وظيفيًا‪ .‬إذا قمنا‬
‫بفك هذا التسلسل المحتمل للغاية ‪ ،‬فهذا يعني أنه في سيا ق مستويات عالية من التعاون ‪ ،‬والمهارات الكافية في‬
‫االهتمام المشترك ‪ ،‬والمراجع االجتماعية ‪ ،‬وأخذ المنظور ‪ ،‬فإن أي نطق مميز في وجود كائن مرغوب فيه‬
‫من المرجح أن يؤدي إلى حاالت معززة من التناظر أو االستنتاج المتبادل "(ص ‪ ، 122‬التأكيد في األصل)‪.‬‬
‫وبمجرد أن يتطور االستلزام المتبادل ‪ ،‬فإن التعاون الموسع يزيد من تسهيل تكيف األنواع ‪ ،‬من خًلل السماح‬
‫بالتكيفات األكثر تعقيدًا لهذه الوحدة الوظيفية ‪ ،‬مثل االستلزام االندماجي‪ .‬في نهاية المطاف ‪ ،‬من المرجح أن‬
‫يؤدي التعقيد المتزايد في ‪ AARR‬إلى تسهيل استخدام الرموز والقدرة على حل المشكًلت في البيئة الطبيعية‬
‫واالجتماعية‪ .‬وفقًا لهذا الحساب األكثر حداثة ‪ RFT‬لتطور ‪ ، AARR‬يؤدي التعاون إلى أشكال أكثر فائدة من‬
‫اإلدراك ‪ ،‬بدالً من اإلدراك الذي يؤدي إلى أشكال أكثر فائدة من التعاون‪ .‬وأخذ المنظور ‪ ،‬فإن أي نطق مميز‬
‫في وجود كائن مرغوب من المر جح أن يؤدي إلى حاالت معززة من التناظر أو االستلزام المتبادل "(ص ‪122‬‬
‫‪ ،‬التأكيد في األصل)‪ .‬وبمجرد أن يتطور االستلزام المتبادل ‪ ،‬فإن التعاون الموسع يزيد من تسهيل تكيف األنواع‬
‫‪ ،‬من خًلل السماح بالتكيفات األكثر تعقيدًا لهذه الوحدة الوظيفية ‪ ،‬مثل االستلزام االندماجي‪ .‬في نهاية المطاف‬
‫‪ ،‬من المرجح أن يؤدي التعقيد المتزايد في ‪ AARR‬إلى تسهيل استخدام الرموز والقدرة على حل المشكًلت‬
‫في البيئة الطبيعية واالجتماعية‪ .‬وفقًا لهذا الحساب األكثر حداثة ‪ RFT‬لتطور ‪ ، AARR‬يؤدي التعاون إلى‬
‫أشكال أكثر فائدة من اإلدراك ‪ ،‬بدالً من اإلد راك الذي يؤدي إلى أشكال أكثر فائدة من التعاون‪ .‬وأخذ المنظور‬
‫‪ ،‬فإن أي نطق مميز في وجود كائن مرغوب من المرجح أن يؤدي إلى حاالت معززة من التناظر أو االستلزام‬
‫المتبادل "(ص ‪ ، 122‬التأكيد في األصل)‪ .‬وبمجرد أن يتطور االستلزام المتبادل ‪ ،‬فإن التعاون الموسع يزيد‬
‫من تسهيل تكيف األنواع ‪ ،‬من خًلل السماح بالتكيفات األكثر تعقيدًا لهذه الوحدة الوظيفية ‪ ،‬مثل االستلزام‬
‫االندماجي‪ .‬في نهاية المطاف ‪ ،‬من المرجح أن يؤدي التعقيد المتزايد في ‪ AARR‬إلى تسهيل استخدام الرموز‬
‫والقدرة على حل المشكًلت في البيئة الطبيعية واالجتماعية‪ .‬وفقًا لهذا الحساب األكثر حداثة ‪ RFT‬لتطور‬
‫‪ ، AARR‬يؤدي التعاون إلى أشكال أكثر فائدة من اإلدراك ‪ ،‬بدالً من اإلدراك الذي يؤدي إلى أشكال أكثر‬
‫فائدة من التعاون‪ .‬من المحتمل أن يؤدي أي نطق مميز في وجود كائن مرغوب إلى حاالت معززة من التناظر‬
‫أو االستلزام المتبادل "(ص ‪ ، 122‬التأكيد في األصل)‪ .‬وبمجرد أن يتطور االستلزام المتبادل ‪ ،‬فإن التعاون‬
‫الموسع يزيد من تسهيل تكيف األنواع ‪ ،‬من خًلل السماح بالتكيفات األكثر تعقيدًا لهذه الوحدة الوظيفية ‪ ،‬مثل‬
‫االستلزام االندماجي‪ .‬في نهاية المطاف ‪ ،‬من المرجح أن يؤدي التعقيد المتزايد في ‪ AARR‬إلى تسهيل استخدام‬
‫الرموز والقدرة على حل المشكًلت في البيئة الطبيعية واالجتماعية‪ .‬وفقًا لهذا الحساب األكثر حداثة ‪RFT‬‬
‫لتطور ‪ ، AARR‬يؤدي التعاون إلى أشكال أكثر فائدة من اإلدراك ‪ ،‬بدالً من اإلدراك الذي يؤدي إلى أشكال‬
‫أكثر فائدة من التعاون‪ .‬من المحتمل أن يؤدي أي نطق مميز في وجود كائن مرغوب إلى حاالت معززة من‬
‫التناظر أو االستلزام المتبادل "(ص ‪ ، 122‬التأكيد في األصل)‪ .‬وبمجرد أن يتطور االستلزام المتبادل ‪ ،‬فإن‬
‫التعاون الموسع يزيد من تسهيل تكيف األنواع ‪ ،‬من خًلل السماح بالتكيفات األكثر تعقيدًا لهذه الوحدة الوظيفية‬
‫‪ ،‬مثل االستلزام االندماجي‪ .‬في نهاية المطاف ‪ ،‬من المرجح أن يؤدي التعقيد المتزايد في ‪ AARR‬إلى تسهيل‬
‫استخدام الرموز والقدرة على حل المشكًلت في البيئة الطبيعية واالجتماعية‪ .‬وفقًا لهذا الحساب األكثر حداثة‬
‫‪ RFT‬لتطور ‪ ، AARR‬يؤدي التعاون إلى أشكال أكثر فائدة من اإلدراك ‪ ،‬بدالً من اإلدراك الذي يؤدي إلى‬
‫أشكال أكثر فائدة من التعاون‪ .‬يزيد التعاون الموسع من تكيف األنواع ‪ ،‬من خًلل السماح بإجراء تعديًلت أكثر‬
‫تعقيدًا لهذه الوحدة الوظيفية ‪ ،‬مثل االستلزام االندماجي‪ .‬في نهاية المطاف ‪ ،‬من المرجح أن يؤدي التعقيد المتزايد‬
‫في ‪ AARR‬إلى تسهيل استخدام الرموز والقدرة على حل المشكًلت في البيئة الطبيعية واالجتماعية‪ .‬وفقًا لهذا‬
‫الحساب األكثر حداثة ‪ RFT‬لتطور ‪ ، AARR‬يؤدي التعاون إلى أشكال أكثر فائدة من اإلدراك ‪ ،‬بدالً من‬
‫اإلدراك الذي يؤدي إلى أشكال أكثر فائدة من التعاون‪ .‬يزيد التعاون الموسع من تكيف األنواع ‪ ،‬من خًلل‬
‫السماح بإجراء تعديًلت أكثر تعقيدًا لهذه الوحدة الوظيفية ‪ ،‬مثل االستلزام االندماجي‪ .‬في نهاية المطاف ‪ ،‬من‬
‫المرجح أن يؤدي التعقيد المتزايد في ‪ AARR‬إلى تسهيل استخدام الرموز والقدرة على حل المشكًلت في‬
‫البيئة الطبيعية واالجتماعية‪ .‬وفقًا لهذا الحساب األكثر حداثة ‪ RFT‬لتطور ‪ ، AARR‬يؤدي التعاون إلى أشكال‬
‫أكثر فائدة من اإلدراك ‪ ،‬بدالً من اإلدراك الذي يؤدي إلى أشكال أكثر فائدة من التعاون‪.‬‬

‫بمجرد إنشاء الوحدة األساسية لـ ‪ ، AARR‬فإنها تسمح بتطور وحدات تشغيل ارتباطية أكثر تعقيدًا ‪ ،‬مثل‬
‫الشبكات العًلئقية ‪ ،‬وعًلقة العًلقات (على سبيل المثال ‪ ،‬القياس واالستعارة) ‪ ،‬وربط الشبكات العًلئقية بأكملها‬
‫بالشبكات العًلئقية األخرى ( على سبيل المثال ‪ ،‬استخراج مواضيع مشتركة من روايات مختلفة)‪ .‬في الواقع ‪،‬‬
‫تطورت هذه المجموعة من القدرات العًلئقية إلى أشكال معقدة من االتصاالت وحل المشكًلت في غضون‬
‫بضعة آالف من السنين فقط‪ .‬في الواقع ‪ ،‬يمكن القول إن القدرة على ‪ AARR‬هي خاصية مميزة للجنس البشري‬
‫‪ ،‬وتسمح لنا بالتنبؤ والتأثير على بيئتنا بطرق معقدة وقوية بشكل متزايد‪ .‬من هذا المنظور ‪ ،‬بمجرد تطور‬
‫‪ ، AARR‬البيئة الطبيعية‬
‫تصبح كثيفة وغنية بالمحفزات التي تكون رمزية وليست ذات تأثير مباشر ‪ ،‬كما يبدو أنها لألنواع غير‬
‫البشرية‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬يمكن استخدام المنبهات الرمزية لتشكيل معاني جديدة وبناء حقائق جديدة‬
‫منفصلة عن التجربة المباشرة (مثل الخيال والشعر واالستعارة)‪ .‬على هذا النحو ‪ ،‬فإن انتقال السلوك ‪،‬‬
‫من فرد إلى آخر ومن جيل إلى جيل ‪ ،‬يزداد بشكل كبير‪ .‬يؤدي هذا في النهاية إلى تباين أكبر في السلوك‬
‫وإمكانية اكتساب سلوكيات جديدة تعمل على زيادة البقاء على قيد الحياة على مستويات متعددة ‪ -‬األفراد‬
‫والجماعات واألنواع‪.‬‬

‫الملخص واالستنتاجات‬
‫عند تبني منهج‪ RFT‬الذي أوضحناه هنا ‪ ،‬فإن السؤال ليس كيف تطورت اللغة البشرية ‪ ،‬ولكن باألحرى‬
‫كيف استلزم األمر المتبادل كوحدة أساسية من ‪ AARR‬في المقام األول ‪ ،‬ثم كيف من المحتمل أن‬
‫تتطور الوحدات األكثر تعقيدًا من ‪ AARR‬من االستحواذ المتبادل ‪ ،‬مما يسمح بظهور القواعد النحوية‬
‫والنحو ‪ ،‬واتباع القواعد المعقدة ‪ ،‬والقياس ‪ ،‬واالستعارة ‪ ،‬ورواية القصص‪ .‬يمكن النظر إلى هذا المنهج‬
‫على أنه تبسيط كبير للعمليات التي ينطوي عليها تطور اللغة البشرية ‪ ،‬ولكن إذا لم نتمكن من شرح‬
‫كيفية تطور سلوك بسيط مثل االستلزام المتبا دل ‪ ،‬يبدو أن هناك أمل ضئيل في تفسير تطور اللغة‬
‫البشرية في قطعة قماش كاملة‪ .‬كما هو مذكور أعًله ‪ ،‬ال يزال ما سبق تخمينيًا للغاية ‪ ،‬ولكنه يعمل على‬
‫إبراز مجاالت التداخل المهمة المحتملة بين علم التطور وعلم السلوك السياقي‪ .‬ونأمل أن يساعد الفصل‬
‫الحالي في تسهيل حوار مثمر في هذا الصدد‪.‬‬

‫مراجع‬
‫بارنز ‪ ،‬دي ‪ ،‬وهولمز ‪ ،‬واي (‪ .)1991‬السلوكية الراديكالية وتكافؤ المحفزات واإلدراك البشري‪.‬‬
‫السجل النفسي ‪، 19-30.41 ،‬‬
‫بارنز هولمز ‪ ،‬د‪ ، .‬بارنز هولمز ‪ ،‬واي ‪ ،‬وكولينان ‪ ،‬ف‪ .)2000( .‬نظرية اإلطار العًلئقي والسلوك اللفظي لسكينر‪ :‬توليفة‬
‫محتملة‪ .‬محلل سلوك ‪.84-69 ، 23 ،‬‬
‫بارنز هولمز ‪ ،‬د‪ ، .‬بارنز هولمز ‪ ،‬واي ‪ ،‬لوسيانو ‪ ،‬سي ‪ ،‬وماكينتيجارت ‪ ،‬سي (‪ .)2017‬من نموذج ‪ IRAP‬و ‪ REP‬إلى إطار متعدد‬
‫األبعاد متعدد المستويات لتحليل ديناميكيات‬
‫استجابة عًلئقية قابلة للتطبيق بشكل تعسفي‪ .‬مجلة العلوم السلوكية السياقية ‪ .445-434 ، 6 ،‬دوى‪org / 10.1016 / :‬‬
‫‪j.jcbs.2017.08.001‬‬
‫بارنز هولمز ‪ ،‬واي (‪ .) 2001‬تحليل األطر العًلئقية‪ :‬دراسة اللغة واإلدراك عند األطفال الصغار (أطروحة دكتوراه غير منشورة)‪ .‬جامعة‬
‫أيرلندا الوطنية ‪ ،‬ماينوث‪.‬‬
‫بنتال ‪ .)1985( .RP ، Lowe ، CF ، & Beasty ، A ،‬دور السلوك اللفظي في تعلم اإلنسان‪ :‬ثانياً‪.‬‬
‫االختًلفات التنموية‪ .‬مجلة التحليل التجريبي للسلوك ‪.180-165 ، 43 ،‬‬
‫دوجديل ‪ ،‬إن ‪ ،‬ولوي ‪ ،‬سف (‪ .) 2000‬اختبار التماثل في التمييز الشرطي للشمبانزي اللغوي‪ .‬مجلة التحليل التجريبي للسلوك ‪.22-5 ، 73 ،‬‬
‫‪Hauser، MD، Yang، C.، Berwick، RC، Tattersall I.، Ryan، MJ، Watumull J.،… Lewontin، RC‬‬
‫(‪ .)2014‬سر تطور اللغة‪ .‬الحدود في علم النفس ‪ .401 ، 5 ،‬دوى‪fpsyg.2014.00401 / 10.3389 :‬‬
‫‪( .Hayes ، SC ، Barnes-Holmes ، D. ، & Roche ، B‬محرران)‪ .)2001( .‬نظرية اإلطار العًلئقي‪A post- :‬‬
‫حساب سكينر للغة البشرية واإلدراك‪ .‬نيويورك‪Plenum. :‬‬
‫‪ .)2001( .Hayes ، SC ، Blackledge ، JT ، & Barnes-Holmes ، D‬اللغة واإلدراك‪ :‬بناء منهج بديل ضمن‬
‫التقاليد السلوكية‪ .‬في ‪( SC Hayes ، D. Barnes-Holmes ، & B. Roche‬محرران) ‪ ،‬نظرية اإلطار العًلئقي‪:‬‬
‫حساب ما بعد سكينر للغة البشرية واإلدراك‪ .‬نيويورك‪Plenum. :‬‬
‫‪ .)1986( Hayes، SC، Brownstein، AJ، Haas، JR، & Greenway، DE‬التعليمات ‪ ،‬والجداول المتعددة ‪،‬‬
‫واالنقراض‪ :‬التمييز بين القواعد التي تحكمها القواعد والسلوك الذي يتحكم فيه الجدول الزمني‪ .‬مجلة التحليل التجريبي للسلوك‬
‫‪.147-137 ، 46 ،‬‬
‫‪ .)1989( Hayes ، SC ، & Hayes ، LJ‬الفعل اللفظي للمستمع كأساس لحكم الحكم‪ .‬في ‪( SC Hayes‬محرر) ‪ ،‬السلوك‬
‫المحكوم بالقواعد‪ :‬اإلدراك ‪ ،‬والطوارئ ‪ ،‬والتحكم التعليمي‪ .‬نيويورك‪Plenum. :‬‬
‫‪ .)2014( .Hayes، SC، & Sanford، B‬جاء التعاون أوالً‪ :‬التطور واإلدراك البشري‪ .‬مجلة التحليل التجريبي للسلوك ‪،‬‬
‫‪.129-112 ، 101‬‬
‫هيوز ‪ ،‬س ‪ ،‬وبارنز هولمز ‪ ،‬د‪ 2016( .‬أ)‪ .‬نظرية اإلطار العًلئقي‪ :‬الحساب األساسي‪ .‬في‬
‫‪RD Zettle، SC Hayes، D. Barnes-Holmes، & A. Biglan (Eds.)، The Wiley handbook of‬‬
‫السياقي السلوكي العلوم‪ .‬ويست ساسكس ‪ ،‬المملكة المتحدة‪ :‬وايلي بًلكويل‪.‬‬
‫هيوز ‪ ،‬س ‪ ،‬وبارنز هولمز ‪ ،‬د‪ 2016( .‬ب)‪ .‬نظرية اإلطار العًلئقي‪ :‬اآلثار المترتبة على دراسة لغة اإلنسان واإلدراك‪ .‬في ‪RD Zettle ، SC‬‬
‫‪( Hayes ، D. Barnes-Holmes ، & A. Biglan‬محرران ) ‪ ،‬دليل وايلي لعلم السلوك السياقي‪ .‬ويست ساسكس ‪ ،‬المملكة المتحدة‪ :‬وايلي‬
‫بًلكويل‪.‬‬
‫لوفاس ‪ ،‬أوي (‪ .)1981‬تعليم األطفال المعاقين تطوريًا‪ :‬كتاب ‪ .ME‬أوستن‪TX: Pro-Ed. :‬‬
‫‪ .)2004( .McHugh ، L. ، Barnes-Holmes ، D. ، & Barnes-Holmes ، Y‬حساب إطار عًلئقي لتطور الظواهر المعرفية‬
‫المعقدة‪ :‬أخذ وجهات النظر ‪ ،‬وفهم المعتقدات الخاطئة ‪ ،‬والخداع‪ .‬المجلة الدولية لعلم النفس والعًلج النفسي ‪.324-303 ، 4 ،‬‬
‫بيًليز ‪ ،‬م‪ .) 2009( .‬االهتمام المشترك واإلشارة االجتماعية في الطفولة كسًلئف لًلستجابة العًلئقية المشتقة‪ .‬في ‪RA‬‬
‫‪ Rehfeldt‬و ‪ ، ).Y. Barnes-Holmes (Eds‬اشتق االستجابة العًلئقية‪ :‬تطبيقات للمتعلمين المصابين بالتوحد وإعاقات‬
‫النمو األخرى‪ .‬أوكًلند ‪ ،‬كاليفورنيا‪ :‬منشورات نيو هاربينجر‪.‬‬
‫سيدمان ‪ ،‬م‪ .)1994( .‬معادلة التحفيز‪ :‬قصة بحثية‪ .‬بوسطن‪ :‬جمعية المؤلفين‪.‬‬
‫سكينر ‪ ،‬فرنك بلجيكي (‪ .)1957‬السلوك اللفظي‪ .‬نيويورك‪ :‬أبليتون‪-‬سنشري‪-‬كروفتس‪.‬‬
‫سكينر ‪ ،‬فرنك بلجيكي (‪ .)1969‬طوارئ التعزيز‪ :‬تحليل نظري‪ .‬نيويورك‪Appelton-Century-Crofts. :‬‬
‫ستيوارت ‪ ،‬آي ‪ ،‬وبارنز هولمز ‪ ،‬د‪ 2001( .‬أ)‪ .‬فهم االستعارة‪ :‬منظور اإلطار العًلئقي‪.‬‬
‫محلل سلوك ‪، 191-199.24‬‬
‫ستيوارت ‪ ،‬آي ‪ ،‬وبارنز هولمز ‪ ،‬د‪ 2001( .‬ب)‪ .‬العًلقات بين العًلقات‪ :‬التشبيهات واالستعارات و‬
‫قصص‪ .‬في ‪( SC Hayes ، D. Barnes-Holmes ، & B. Roche‬محرران) ‪ ،‬نظرية اإلطار العًلئقي‪A post- :‬‬
‫حساب سكينر للغة البشرية واإلدراك‪ .‬نيويورك‪Plenum. :‬‬
‫ويلسون ‪ ،‬دي إس ‪ ،‬هايز ‪ ،‬إس سي ‪ ،‬بيجًلن ‪ ،‬ت ‪ ،‬وإمبري ‪ ،‬د‪ .)2014( .‬تطور المستقبل‪ :‬نحو علم التغيير المتعمد‪ .‬العلوم‬
‫السلوكية والدماغية ‪.22-1 ، 34 ،‬‬
‫‪ ، )2007( Wilson، DS، & Wilson، EO‬إعادة التفكير في األساس النظري لعلم األحياء االجتماعي‪.‬‬
‫مراجعة ربع سنوية للبيولوجيا ‪، 327-348.82 ،‬‬
‫الفصل ‪5‬‬

‫أسفل الرموز‪ :‬االتفاقية كظاهرة سيميائية‬


‫تيرينس دبليو ديكون‬
‫قسم األنثروبولوجيا ‪،‬‬
‫جامعة كاليفورنيا‪ ،‬بيركلي‬

‫مقدمة‬
‫المرجع الرمزي هو سمة مميزة للغة البشرية‪ .‬في هذا الصدد ‪ ،‬تتناقض اللغة مع األصوات النموذجية‬
‫لألنواع األخرى ومعظم اإليماءات التواصلية ‪ ،‬والتي توفر فقط مرجعًا رمزيا ً أو مؤشرياً‪ .‬بسبب طبيعتها‬
‫التعسفية والتقليدية ‪ ،‬يجب اكتساب المرجع الرمزي عن طريق التعلم ‪ ،‬ويفتقر إلى كل من االرتباطات‬
‫الطبيعية والعواقب التناسلية عبر األجيال التي تميز التكيفات التواصلية األخرى المتطورة بالفطرة ‪ ،‬مثل‬
‫الضحك والبكاء‪ .‬هذا هو السبب في عدم وجود كلمات فطرية ولماذا تعتمد اإلشارة الرمزية بشكل كبير‬
‫على النقل االجتماعي (على عكس الجيني)‪.‬‬
‫أشكال االتصال الرمزية والفهرسية موجودة في كل مكان في عالم الحيوان وكذلك في التواصل البشري‪.‬‬
‫أنها توفر مرجعا بحك م السمات الشكلية والمادية التي تشترك فيها مركبة اإلشارة وتلك التي تشير إليها‪ .‬على‬
‫النقيض من ذلك ‪ ،‬فإن عدم مًلءمة أي خصائص مشتركة بين مركبات اإلشارة (على سبيل المثال ‪ ،‬أصوات‬
‫الكلمات) وما تشير إليه ‪ -‬غالبًا ما يشار إليه على أنه تعسفي ‪ -‬هو الذي يسهل القدرة على دمج األشكال الرمزية‬
‫في العديد من الهياكل المعقدة بشكل كبير (على سبيل المثال ‪ ،‬الجمل و الروايات) القادرة على تحديد محتويات‬
‫تواصلية شديدة التنوع والدقة‪.‬‬
‫إن القول بأن المرجع الرمزي تعسفي يعني أنه يتم تحديده من خًلل االصطًلح ‪ ،‬وليس من خًلل‬
‫أي خصائص مركبة للعًلمة الجوهرية‪ .‬ولكن ما الذي ينطوي عليه مفهوم االصطًلح عند استخدامه‬
‫بهذه الطريقة؟ يسرد قاموس ‪ Merriam-Webster‬ثًلثة معاني ذات صلة وثيقة الصلة بهذه‬
‫صا ‪ ،‬ال سيما في األمور االجتماعية ؛ قاعدة‬
‫المسألة‪ :‬يمكن أن يكون االصطًلح استخدا ًما أو مخص ً‬
‫سلوك أو سلوك ؛ أو تقنية أو ممارسة أو جهاز راسخ‪.‬‬
‫عا التي تُنسب إلى العرف االجتماعي في سياق التاريخ الفكري‬
‫من المحتمل أن أكثر الظواهر االجتماعية شيو ً‬
‫هي المال واللغة‪ .‬االدعاء بأن اللغة هي تعبير عن العرف االجتماعي قديم‪ .‬في عمل أرسطو في التفسير يصف‬
‫ً‬
‫رمزا‪.‬‬ ‫اس ًما‪3‬كاتفاقية ألنها ليست سمة طبيعية لما تشير إليه‪ .‬ويشير صراحة إلى أن هذا هو ما يجعل االسم‬
‫ضا بمفهوم العقد االجتماعي (على سبيل المثال ‪ ،‬من قبل روسو وهوبز) ‪ ،‬الذي يُفهم‬ ‫ارتبط مفهوم االتفاقية أي ً‬
‫على أنه اتفاق ‪ ،‬في الغالب فيما يتعلق بمعارضته للميول الطبيعية أو لما يسمى بـ "حالة الطبيعة" المتخيلة لتسبق‬
‫الحضارة‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬أدرك جون لوك أن االتفاقيات الضمنية قد تنشأ حتى لو لم يتم التفاوض على اتفاق صريح‪.‬‬
‫محورا رئيسيًا لتحليل ديفيد هيوم للعديد من الممارسات المنتظمة الموجودة في‬
‫ً‬ ‫كان مفهوم االتفاقية‬
‫المجتمعات البشرية‪ .‬وجادل بأن االتفاقيات االجتماعية ضرورية لتأسيس ظواهر اجتماعية مثل الملكية‬
‫واالتفاقيات والقوانين وما إلى ذلك ‪ ،‬حيث يختار األفراد جميعًا وف ًقا لحدود أو عادات سلوك معينة من توقع‬
‫المنفعة المتبادلة‪ .‬كما ينتقد صراحة الفكرة القائلة بأن االتفاقيات يجب أن تكون نتيجة التفاقات صريحة‪.‬‬
‫يوضح هذا بمثال ال يُنسى‪ :‬رجلين في قارب تجديف ‪ ،‬كل منهما بمجداف واحد ‪ ،‬يحتاجان إلى تنسيق‬
‫التجديف ومزامنته للوصول إلى أي وجهة معينة‪.‬‬
‫أعاد فًلسفة القرن العشرين النظر في النظرية التقليدية للغة في نصف قرن من المناقشات حول طبيعة‬
‫علم الداللة و‬
‫الحقيقة ‪ ،‬خاصة أنها أثرت على أسس المنطق‪ .‬تنازع عمالقة الفكر في هذا المجال ‪ ،‬مثل كارناب وكوين ‪،‬‬
‫على تماسك النظريات التقليدية للمعنى ‪ ،‬والحقيقة ‪ ،‬والرياضيات‪ .‬في منتصف القرن ‪ ،‬أدى ذلك إلى نقاش‬
‫حاد في علم اللغة ‪ ،‬وغذِّته بشكل خاص إنكار نعوم تشومسكي الشديد الرتباط الدالالت (والمرجع الرمزي‬
‫بشكل عام) بالقواعد والنحو‪ .‬مناقشة ال تزال محتدمة ‪ ،‬والتي سيتم تناولها أدناه‪.‬‬
‫قدم الفيلسوف ديفيد لويس إعادة تقييم مثيرة لًلهتمام للبنية المنطقية لًلتفاقية في كتابه الصادر عام‬
‫‪ 1969‬بعنوان االتفاقية بشكل مناسب‪ .‬جادل لويس بأن االتفاقية يجب اعتبارها حًلً لمشكلة التنسيق‬
‫وأنها ال تحتاج إلى اتفاق صريح أو ضمني‪ .‬بد ًءا من سرد استعارة هيوم عن المجدفين وتأطير المشكلة‬
‫من منظور نظرية اللعبة ‪ ،‬طور بشكل تدريجي نماذج أكثر تعقيدًا لكيفية وصول مجموعات األفراد‬
‫تلقائيًا إلى ما قد يبدو بخًلف ذلك على أنه سلوكيات جماعية متفق عليها ‪ ،‬دون أي اتفاق ‪ ،‬ضمنيًا‪ .‬او‬
‫غير ذلك‪.‬‬

‫سيميائية التقليدية‬
‫التقليد ليس هو المحدد الحاسم لإلشارة الرمزية ‪ ،‬على الرغم من أن الرموز يجب أن تتضمن مركبات اإلشارات‬
‫التقليدية‪ .‬يمكن أن تكون هناك رموز تقليدية ومؤشرات تقليدية‪ .‬تشمل األيقونات التقليدية أشكال العصا على‬
‫أبواب الحمامات ‪ ،‬والجمجمة والعظام المتقاطعة على الزجاجات التي تحتوي على السم ‪ ،‬ورسم السجائر بشرطة‬
‫ضا بشكل فهرسي‪ .‬يشير وضع رمز ذكر أو أنثى على باب‬ ‫مائلة متقاطعة فوقها‪ .‬بالطبع ‪ ،‬يتم استخدام الثًلثة أي ً‬
‫الحمام إلى أنه يفتح على مرحاض خاص بالجنس ؛ تشير شارة الجمجمة والعظام المتقاطعة إلى شيء ما عن‬
‫المادة الموجودة في الحاوية المميزة ؛ وسيجارة التدخين المشطوب عليها تشير إلى منطقة ممنوع التدخين‪ .‬لذا‬
‫فإن كل من التشابه الرسمي واالرتباطات الواقعية لهذه العًلمات هي اتفاقيات ذات صلة‪ .‬المؤشر التقليدي الذي‬
‫عا هو الحد األدنى من الخط األبيض في منتصف الطريق ذات االتجاهين‪ .‬على الرغم من أنه‬ ‫يكون مبد ً‬
‫يمكن مقارنتها بشكل أيقوني بـ "خط الملكية" أو الحدود الوطنية ‪ ،‬أو حتى بمخطط شكل كتاب تلوين‬
‫‪ ،‬فهي ال تمنع السائقين فعليًا من عبوره‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬على الرغم من طبيعته التقليدية واعتماده على‬
‫قوانين المرور ‪ ،‬فإن الخط نفسه ليس رمزيًا ويمكن القول مجازيًا فقط أن له معنى أو تعريف‪.‬‬
‫هذا التمييز مهم ‪ ،‬ألنه يساعد على فك التشابك في نزعة مزعجة لمجرد مساواة الرموز مع االصطًلحات‪.‬‬
‫كما أوضح تشارلز بيرس بوضوح ‪ ،‬فإن كونك مركبة الفتة تقليدية واإلشارة التقليدية ليسا متماثلين‪ .‬وهكذا‬
‫‪ ،‬قام بتعيين مركبات اإلشارات التقليدية "تشريعات" وغير تقليدية "خطايا" أو "عًلمات مؤهلة" ‪ ،‬وجادل‬
‫بأنه يمكن أن تكون هناك إشارات تشريعية أيقونية ومؤشرية ورمزية ‪ ،‬ولكن ليس الخطايا الرمزية أو‬
‫الصفات ال رمزية‪ .‬بعبارة أخرى ‪ ،‬ال يمكن أن تتحمل اإلشارة الرمزية إال مركبات اإلشارات التقليدية‪.‬‬
‫وبالتالي ‪ ،‬فإن الرموز تقليدية بشكل مضاعف من حيث أنها تتضمن مركبات إشارات تقليدية تشير بشكل‬
‫ضا‪ .‬لتفسير تطور القدرات المرجعية الرمزية سواء في اكتساب لغة الطفولة أو في حالة تطور‬ ‫تقليدي أي ً‬
‫هذه القدرة لدى البشر ‪،‬‬
‫هذا يعني أننا يجب أن نجيب على عدد من األسئلة ذات الصلة‪ :‬إذا كانت األعراف اللغوية هي تصرفات‬
‫مشتركة لم يتم تأسيسها من خًلل اتفاق اجتماعي صريح أو توافق اجتماعي ‪ ،‬فكيف يمكن تحقيقها في‬
‫التطور ونمو الطفل؟ هل يقودنا هذا حت ًما إلى تقبل مصدر فطري؟ وماذا قد يعني هذا فيما يتعلق ببنية اللغة‬
‫وكذلك األشكال التقليدية األخرى من السميوزيس؟‬
‫هذا هو المكان الذي توفر فيه الرؤى التي قدمتها تحليًلت هيوم ولويس ً‬
‫دليًل مه ًما‪ .‬يتم تعريف التنسيق فيما‬
‫يتعلق بتحقيق غاية مشتركة ‪ ،‬سواء كان الو كًلء المعنيون يعرفون أهداف بعضهم البعض أم ال‪ .‬يتجلى هذا في‬
‫تأطير لويس للتنسيق في مصطلحات نظرية اللعبة‪ .‬األلعاب ‪ ،‬كما هي معممة بهذا المعنى المجرد ‪ ،‬هي أنشطة‬
‫ذات مكافآت أو أهداف واضحة‪ .‬حتى إذا لم يكن هناك اتصال صريح بين الوكًلء ‪ ،‬فًل يزال بإمكانهم الحصول‬
‫على معلومات حول أهداف بعضهم البعض من خًلل مراقبة عواقب سلوكيات بعضهم البعض‪ .‬وهكذا في حالة‬
‫المجدفين ‪ ،‬حتى لو كانوا لسبب ما غير قادرين على التفاعل بأي شكل من األشكال‬
‫‪4‬‬
‫بخًلف التجديف ‪ ،‬ال يزال بإمكانهم االلتقاء بنمط منسق يؤدي إلى الوصول إلى وجهة معينة‪.‬‬
‫ما يتم تجاهله غالبًا عند وصف هذا النوع من التجارب الفكرية هو أنه ال تزال هناك معلومات (تُعرف أي ً‬
‫ضا‬
‫باسم ‪ .) semiosis‬يتم تحقيق الحل بطريقة شبه تلقائية ‪ ،‬ليس فقط من خًلل االستخدام الصريح للغة أو اإلشارة‬
‫‪ ،‬أو غير ذلك من الوسائل الصريحة لألشخاص لمشاركة نواياهم المنفصلة ‪ ،‬ولكن من خًلل تفسير المواقف‬
‫التي تظهر في االستجابات السلوكية‪ .‬في الواقع ‪ ،‬يمكن أن يكون هذا هو الحال حتى لو كان هناك عامل بشري‬
‫واحد متورط وآلة تجديف أوتوماتيكية تتحكم في المجذاف اآلخر‪ .‬النقطة المهمة هي أنه بمجرد أن نوسع تحليلنا‬
‫إلى ما وراء التواصل الشبيه باللغة وحتى أبعد من االتصال المنتج عن قصد للنظر في السميوزية بالمعنى‬
‫األوسع ‪ ،‬يصبح من الواضح أن تطوير االصطًلحية يتطلب نشا ً‬
‫طا سيميائيًا واسع النطاق‪ .‬اكثر تحديدا‪ ،‬الكتساب‬
‫أو تطوير القدرة على تحديد المرجع عبر العرف ‪ -‬أي المرجع الرمزي ‪ -‬مطلوب اتصال غير تقليدي سابق في‬
‫مرحلة ما لتأسيس هذا االصطًلح‪ .‬إلعادة صياغة هذه الفرضية بمصطلحات سيميائية‪ :‬من أجل تطوير نظام‬
‫اتصال رمزي مثل اللغة ‪ ،‬يجب إنشاء خصائصها التقليدية باستخدام وسائل أيقونية وفهرسية‪.‬‬
‫لكني أريد تقديم مطالبة أقوى بكثير‪ .‬سأجادل في أن اصطًلحية اللغة هي بحد ذاتها انعكاس لهذه العًلقات‬
‫األيقونية والمؤشرات التي تعاود الظهور في شكل عًلقات بين الرموز‪ .‬تمر هذه العًلقات بين الرموز‬
‫عا‪ :‬القواعد والنحو‪ .‬هدفي هو إعادة صياغة مفهوم االصطًلح اللغوي بمصطلحات‬ ‫بمصطلحات لغوية أكثر شيو ً‬
‫سيميائية من أجل فصله عن مفهوم االصطًل ح اللغوي باعتباره مجرد رسم خرائط تعسفي بين الداالت‬
‫والمدلوالت‪ .‬سأجادل بأن هذا التعسف المفترض في العًلقة بين مركبة اإلشارة وخصائص اإلحالة يتم تمكينه‬
‫من خًلل البنية األيقونية والفهرسية غير التعسفية للعًلقات بين الرموز‪ .‬لوضع هذا بطريقة أخرى ‪ ،‬التواصل‬
‫مع المرك بات الًلفتة (على سبيل المثال ‪ ،‬الكلمات) التي تشير إلى االتفاقية وحدها أصبحت ممكنة من خًلل‬
‫دمجها عبر خصائص أيقونية ومؤشرات غير تقليدية‪ .‬لذلك ليست فقط شروط التنسيق‬
‫للغة التي تم تحقيقها من خًلل العرف االجتماعي ‪ ،‬لكن الهيكل الذي ينتج عنه يعكس البنية السيميائية‬
‫لًلتفاقية نفسها‪.‬‬

‫عملية فتح الرمز‬


‫في ورقة بحثية مشهورة نُشرت عام ‪ ، 1990‬أوضح العالم المعرفي ستيفان هارناد قلقًا لطالما حير فًلسفة‬
‫اللغة وعلماء اإلدراك عمو ًما‪ .‬أطلق عليها "مشكلة تأريض الرمز"‪ .‬كان اللغز هو كيف يمكن للعًلمات‬
‫التعسفية ‪ ،‬مثل أصوات الكًلم أو حاالت الدماغ ‪ ،‬أن ترتبط بشكل موثوق بمراجع محددة بحيث يكون‬
‫االتصال الرمزي ممكنًا‪ .‬بعبارة أخرى ‪ ،‬بدون تحديد هذا التعيين خارجيًا ‪ ،‬أي باستخدام االتصال الرمزي‬
‫للتفاوض حول إنشاء هذه المراسًلت ومشاركتها ‪ ،‬كيف يمكن إنشاء هذه الخرائط في المقام األول؟ إذا‬
‫تطلب األم ر التواصل مع الرموز إلنشاء اتفاقية رسم الخرائط المشتركة هذه بين الرموز ومراجعها ‪ ،‬فإننا‬
‫نواجه تراج ًعا شر ًسا‪.‬‬
‫في المحاضرات األخيرة واألوراق البحثية القادمة ‪ ،‬قمت أنا وجوانا راتشازيك ليوناردي بعكس هذا التأطير‬
‫للمشكلة‪ .‬نشير إلى أن المشكلة تكمن في الوا قع في شرح كيف يمكن استخدام األشكال األيقونية والفهرسية‬
‫لًلتصال ‪ -‬والتي تكون "متأصلة" في جوهرها بسبب مشاركة المركبات في الميزات مع مراجعها ‪ -‬لتطوير‬
‫االتصال باستخدام مركبات الًلفتات غير األرضية (الملقب بالكلمات ‪ /‬حرف او رمز)‪ .‬هذا ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬هو‬
‫نادرا ما يتم تأطيره بهذه الطريقة هو أن تفاعًلت‬
‫التحدي الذي يواجهه كل طفل صغير‪ .‬السبب في أن التحدي ً‬
‫الطفل والقائم على رعاية الطفل ال تُفهم عمو ًما بمصطلحات سيميائية (سواء في علم النفس أو علم اللغة التنموي)‬
‫وألن تطوير الكفاءة اللغوية ال يُنظر إليه على أنه انتقال من سابق إلى في وقت الحق ‪ ،‬عملية سيميائية أكثر‬
‫تطورا‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬هناك من منظور سيميائي‬
‫مجموعة غنية ومعقدة من المهارات السيميائية االجتماعية التي يتم اكتسابها خًلل السنة األولى من الحياة وقبل‬
‫المراحل األولى من اكتساب اللغة بشكل واضح‪ .‬من هذا المنظور السيميائي ‪ ،‬فإن النمو الهائل للغة خًلل‬
‫السنتين الثانية والثالثة من العمر هو عملية تساعد فيها هذه القدرات األيقونية والفهرسية السابقة على اكتشاف‬
‫الطفل لكيفية استخدام الكلمات وتركيبات الكلمات بشكل رمزي‪.‬‬
‫هذه عملية غير أرضية إلى الحد الذي يجب على الطفل الصغير أن يكتشف فيه كيفية االنتقال من استخدام‬
‫مركبات الفتة مؤرضة ذاتيًا إلى استخدام مركبات الفتة غير مقيدة ‪ ،‬كل ذلك مع الحفاظ على التأريض‬
‫المرجعي‪ .‬ال يمكن الحفاظ على هذا إال إذا تم الحفاظ على هذه العًلقات الرمزية والمؤشرات بطريقة ما في‬
‫سا مرجعيًا غائبة عن مركبات‬ ‫نظرا ألن الخصائص التي يمكن أن توفر أسا ً‬
‫االنتقال إلى االتصال الرمزي‪ً .‬‬
‫اإلشارة اللغوية ‪ ،‬فًل يمكن الحفاظ على التأريض إال بوسائل خارجية بالنسبة لها ‪ ،‬أي في العًلقات بينها‪.‬‬
‫يوضح الشكًلن ‪ 1‬و ‪ 2‬منطق عدم وجود أساس للرمز في اللغة‪.‬‬

‫شكل ‪1‬‬
‫الشكل ‪2‬‬

‫القواعد العامة من القيود السيميائية‬


‫سؤاال مه ًما‪ :‬هل يمكن تفسير الخصائص التي يفهمها اللغويون على أنها نحوية من حيث‬ ‫ً‬ ‫يثير هذا‬
‫الخصائص األيقونية والفهرسية؟ في هذا القسم ‪ ،‬سأستكشف إمكانية شرح بعض المبادئ النحوية األكثر‬
‫انتشارا ‪ -‬ما يسمى بالمجموعات النحوية ‪ -‬من حيث القيود السيميائية‪ .‬على وجه التحديد ‪ ،‬سأجادل في‬
‫ً‬
‫أن أكثر السمات العالمية تقريبًا للقواعد هي أقل جوانب اللغة تعسفية ألنها مقيدة بمتطلبات المرجع‬
‫األيقوني والفهرسي‪.‬‬
‫العًلقات النحوية ال تظهر تلقائيًا في المقدمة مع جميع أشكال االتصال الرمزي‪ .‬هذا ألن القواعد هي خاصية‬
‫لإلشارة الرمزية التي تظهر عندما يتم تضخيم المرجع الرمزي من خًلل عمليات اندماجية‪ .‬بمجرد أن يتم‬
‫التعرف على تلك اإلشارة الرمزية‬
‫ليست عًلقة بسيطة لرسم الخرائط ‪ ،‬ولكنها تنبثق من قاعدة العًلقات األيقونية والفهرسية المنقولة‬
‫إلى العًلقات بين الرموز والرموز ‪ ،‬وستصبح المساهمات العديدة لهذه القيود السيميائية الكامنة في‬
‫بنية اللغة واضحة‪.‬‬
‫تتشكل العًلقات الرمزية والفهرسية من خًلل مشاركة الخصائص الصريحة مع مراجعهم‪ .‬هذه قيود ضمنية‬
‫ال مفر منها مور وثة من خًلل ميزات القواعد والنحو‪ .‬يتم إعادة التعبير عنها في العمليات التي تتضمن‬
‫مجموعات الرموز ‪ ،‬مثل العبارات والجمل والوسيطات والسرد‪ .‬تظهر هذه القيود من األسفل ‪ ،‬إذا جاز التعبير‬
‫تمثيًل رمزيًا ‪ ،‬بدال ً من الحاجة إلى فرضها من مصدر خارجي للمبادئ‬
‫ً‬ ‫‪ ،‬من البنية التحتية السيميائية التي تشكل‬
‫النحوية (على سبيل المثال ‪ ،‬القواعد العامة الفطرية)‪ .‬على الرغم من أن هذه البنية التحتية غير مرئية إلى حد‬
‫كبير ‪ -‬مخفية في تفاصيل النظام الداخلي ومؤتمتة إلى حد كبير خًلل مرحلة الطفولة المبكرة ‪ -‬فإن استخدام‬
‫الرموز مجتمعة في السياقا ت التواصلية يكشف بالضرورة هذه القيود التي تحدد التأريض األيقوني والمؤشر‪.‬‬
‫انتشارا في تنظيم بنية اللغة ‪ ،‬ولكن باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬هناك‬
‫ً‬ ‫هذه القيود السيميائية لها التأثير األكثر‬
‫ضا في االنتظام اللغوي العابر‪ .‬وتشمل هذه القيود‬
‫انتشارا والتي تساهم أي ً‬
‫ً‬ ‫مصادر للقيود األضعف واألقل‬
‫المعالجة بسبب القيود العصبية ‪ ،‬ومتطلبات االتصال ‪ ،‬والتحيزات المعرفية الخاصة بتراثنا التطوري‬
‫مباشرا في إنشاء‬
‫ً‬ ‫الرئيسيات ‪ /‬أسًلف اإلنسان‪ .‬على الرغم من أن أيا ً من مصادر القيد هذه ال يلعب ً‬
‫دورا‬
‫هياكل لغوية محددة ‪ ،‬فإن تأثيرها المستمر على مدى آ الف السنين من نقل اللغة يميل إلى التخلص من‬
‫أشكال اللغة األقل فاعلية في إزالة الغموض عن المرجع ‪ ،‬ويصعب الحصول عليها في في سن مبكرة‬
‫كبيرا ووقت معالجة ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫‪ ،‬تتطلب جهدًا معرفيًا‬
‫تشمل مصادر القيد على الفئات الرئيسية القيود السيميائية وقيود المعالجة العصبية والمخططات الحسية‬
‫المتطورة والتحيزات المعرفية وقيود التواصل االجتماعي البراغماتية‪ .‬يتم سرد هذه الفئات والقيود المحددة‬
‫داخل كل فئة في الجدول ‪( 1‬معدل‬
‫‪ )2012 ،from Deacon‬بترتيب يتوافق تقريبًا مع قوتهم النسبية في التأثير على بنية اللغة‪ .‬يقلل التأثير‬
‫المشترك لهذه القيود المتعددة بشكل كبير من "فضاء الطور" ألشكال اللغة المحتملة (كما هو موضح في مخطط‬
‫‪ Venn‬المعقد في الشكل ‪ .) 3‬قد تعطي النماذج اللغوية المختلفة األولوية لواحدة أو أخرى من هذه الفئات‬
‫الرئيسية من القيود لشرح بعض السمات الهيكلية المنتظمة للغاية للغة‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬غالبًا ما تسلط القواعد‬
‫المعرفية الضوء على تأثيرات المخططات الحسية والتحيزات المعرفية ‪ ،‬في حين تركز المناهج اللغوية الوظيفية‬
‫الممنهج ية بشكل كبير على براغماتية التواصل االجتماعي‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬في المناقشة التالية ‪ ،‬سأركز فقط على‬
‫انتشارا‪.‬‬
‫ً‬ ‫بعض القيود السيميائية األكثر‬

‫الشكل ‪3‬‬
‫ربما يكون األثر األكثر جذرية لهذا التحليل هو أن أهم مصادر القيود في كل مكان على تنظيم اللغة ال تنشأ‬
‫من الطبيعة وال من التنشئة‪ .‬أي أنها ليست نتيجة التطور البيولوجي الذي ينتج ميول فطرية وليست مشتقة من‬
‫متطلبات الخطاب أو حوادث التاريخ الثقافي‪ .‬القيود السيميائية هي تلك التي تعكس بشكل مباشر الفئات النحوية‬
‫والقيود النحوية والتنظيم اللغوي للغة‪ .‬إنها في المعنى الحقيقي قيود مسبقة ‪ ،‬تسبق كل اآلخرين‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬غالبًا‬
‫ما يتم الخلط بينها وبين التأثيرات الفطرية‪.‬‬
‫الجدول ‪1‬‬

‫أ‪ .‬القيود السيميائية‬

‫‪ .1‬القدرة التكرارية (يمكن للرموز فقط أن توفر عودية غير مدمرة [معتم] عبر األنواع المنطقية)‬
‫‪ .2‬هيكل التوقع (يجب أن تكون الرموز مرتبطة بالمؤشرات من أجل الرجوع)‬
‫‪ .3‬قيود العبور والتضمين (تعتمد المؤشراتية على االرتباط المباشر والتجاور ‪ ،‬وهي متعدية)‬
‫‪ .4‬التحديد الكمي (المؤشرات المرمزة تحتاج إلى إعادة تحديد)‬
‫‪ .5‬يمكن اكتشاف القيود السيميائية بطريقة عملية و "التخمين" قبل ردود الفعل اللغوية (بسبب التشابه‬
‫مع التجارب األيقونية والمؤشرات غير اللغوية)‬

‫‪ .B‬قيود المعالجة العصبية‬


‫‪ .6‬العمارة المتفرعة المتفرعة (قيود الذاكرة)‬
‫‪ .7‬التنظيم الحسابي (أتمتة اإلجراءات)‬
‫‪ .8‬ستختلف الركائز العصبية على أساس منطق المعالجة وليس الفئات اللغوية (يجب أن تكون هناك‬
‫اختًلفات توطين خاصة باللغة)‬

‫‪ .C‬تطور المخططات الحسية والتحيزات المعرفية‬


‫‪ .9‬وحدات المخطط ‪ /‬اإلطار القياسي (عن طريق االقتراض المعرفي)‬
‫‪ .10‬االستيًلء الصوتي (وسيلة مثالية للتقليد)‬

‫‪ .D‬قيود التواصل البراغماتي‬


‫‪ .11‬القيود العملية (أدوار االتصال ووظائف الخطاب)‬

‫‪ .12‬التوقعات ‪ /‬المحظورات الخاصة بالثقافة (على سبيل المثال ‪ ،‬االتفاقيات المميزة لإلشارة ‪ ،‬وطرق‬
‫تحديد منظور الخطاب ‪ ،‬والمحظورات ضد أنواع معينة من التعبيرات ‪ ،‬وما إلى ذلك)‬

‫المصاريف العودية‬
‫في مراجعة نظرية حديثة ومعروفة اآلن لمشكلة أصول اللغة (‪،Hauser، Chomsky، & Fitch‬‬
‫‪ ، ) 2002‬بدا أن نعوم تشومسكي يتراجع عن عدد من االدعاءات السابقة حول "القدرة" الفطرية للغة‪.‬‬
‫في برنامجه المبسط الجديد ‪ ،‬يركز بدالً من ذلك على الوجود المطلق للبنية االندماجية الهرمية للغة‬
‫والتطبيق العودي لعملية توصف بأنها "دمج"‪ .‬هذا التحول في التركيز يضاعف من إصراره على المدى‬
‫الطويل على أن ما يجعل العقل البشري فريدًا هو القدرة الفطرية على التعامل مع العًلقات العودية‪.‬‬
‫تستفيد معظم اللغات بالفعل على نطاق واسع من العمليات التوافقية العودية التي ال توجد في االتصاالت‬
‫ضا من‬‫غير البشرية‪ .‬مثل العديد من االدعاءات ذات الصلة بالقواعد النحوية الفطرية ‪ ،‬فإن هذا يتبع أي ً‬
‫المفهوم االختزالي لإلشارة الرمزية‪.‬‬
‫نظرا ألن مركبات اإلشارة المستخدمة في االتصال الرمزي (على سبيل المثال ‪ ،‬الكلمات) ال تتطلب خصائص‬
‫ً‬
‫جوهرية تربطها بمراجعها ‪ ،‬فيمكنها اإلشارة إلى بعضها البعض أو إلى مجموعات من الرموز األخرى دون لبس‪.‬‬
‫هذا يسمح بالبدائل التي تشير عبر األنواع المنطقية (على سبيل المثال ‪ ،‬جزء للكل ‪ ،‬عضو بالفئة ‪ ،‬كلمة لكلمة)‬
‫وبالتالي عبر المستويات الهرمية في االتصاالت اللغوية‪ .‬ال يمكن أن تشير الرموز أو المؤشرات عبر األنواع‬
‫المنطقية بسبب مشاركة خصائص مركبة اإلشارة (على سبيل المثال ‪ ،‬تشابه الشكل ‪ ،‬االرتباط في المكان أو الزمان)‬
‫في تحديد المرجع‪ .‬ولكن بسبب استقًللية خصائص مركبة اإلشارة عن األشياء المرجعية ‪ ،‬يمكن أن تمثل الرموز‬
‫عًلقات رمزية أخرى ‪ ،‬بما في ذلك مستويات غير محدودة تقريبًا من مجموعات الرموز (مثل العبارات والجمل‬
‫الكاملة وحتى الروايات)‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإن العودية ليست عملية يجب "إضافتها" إلى اإلدراك البشري باإلضافة إلى‬
‫القدرات الرمزية‪ .‬إنها إمكانية اندماجية تأتي مجانًا ‪ ،‬إذا جاز التعبير ‪ ،‬بمجرد توفر المرجع الرمزي‪ .‬لذا فإن غياب‬
‫العودية في الحيوان‬
‫التواصل ليس لغزا أكثر من غياب التواصل الرمزي‪ .‬إنه ببساطة بسبب افتقارهم إلى القدرات الرمزية‪.‬‬
‫على الرغم من إتاحة التكرار من خًلل االتصال الرمزي ‪ ،‬فًل داعي لًلستفادة منه‪ .‬لذا فإن قلة هذه‬
‫اللغة في لغة األطفال واألدوات اللغوية ‪ ،‬فضًلً عن عدم وجودها في بعض اللغات (على سبيل المثال ‪،‬‬
‫‪ )2005 ، Everett‬ليست دليًلً ضد توفرها العالمي في اللغة‪ .‬يعد التكرار وسيلة مهمة لتحسين‬
‫االتصال اللغوي ألنه يوفر طريقة لتكثيف سًلسل الرموز‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬تجعل العمليات العودية‬
‫المتكررة من الممكن استخدام كلمة واحدة (على سبيل المثال ‪ ،‬ضمير) أو عبارة (على سبيل المثال ‪،‬‬
‫‪ ) anaphor‬لإلشارة إلى مجموعة واسعة من الخطاب السابق‪ .‬ال يؤدي ذلك إلى تحسين جهود التواصل‬
‫ضا مطالب "حفظ‬ ‫ضا من حمل الذاكرة العاملة‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن التكرار يخلق أي ً‬ ‫فحسب ‪ ،‬بل يقلل أي ً‬
‫السجًلت" الجديدة التي تساعد على تجنب االلتباسات التي أتاحها هذا التكثيف‪ .‬يتطلب هذا دمج القيود‬
‫األيقونية والفهرسية في الطرق التي يمكن بها دمج الرموز‪ .‬تشكل هذه القيود دون الرمزية على العًلقات‬
‫بين الكلمات السمات األساسية للقواعد والنحو‪.‬‬

‫هيكل التوقع‬
‫ينعكس قيد سيميائي آخر في كل مكان تقريبًا في التقسيم التوافقي الذي يشكل تراكيب العبارة والجمل‪ .‬تتكون‬
‫الوحدات التوافقية مثل الكلمات والجمل والجمل المعقدة من عناصر تكمل بالضرورة الوظائف السيميائية لبعضها‬
‫البعض‪ .‬بعبارة أخرى ‪ ،‬ما يمكن "دمجه" بطريقة تشكل وحدة اندماجية ذات ترتيب أعلى تكراريًا مقيدًا بشدة‪.‬‬
‫يجب أن تتضمن هذه الوحدة الوظيفية على األقل مكونين مختلفين شب ًها ‪ ،‬أحدهما يعمل على اآلخر‪ .‬على سبيل‬
‫ا لمثال ‪ ،‬تتطلب جميع اللغات على األقل بنية حسية ثنائية ‪ ،‬أي شيء مثل مسند الموضوع أو نموذج إرسال‬
‫تعليق على الموضوع‪ .‬على الرغم من أن األقوال واألوامر والشتائم المتعمقة ليست غير شائعة ‪،‬‬
‫عادة بعض السمات البارزة للسياق المادي أو االجتماعي المباشر‪ .‬لقد تم اقتراح أن هذا الهيكل في كل مكان قد‬
‫يعكس انقسا ًما بين كائن ‪ -‬كائن ‪ ،‬وكيل ‪ -‬مريض ‪ ،‬أو ما وأين‪ .‬لكن السهولة التي يمكن بها تبادل هذه الفئات‬
‫المعرفية في أدوارها النحوية تشير إلى وجود قيد مشترك أساسي وراء كل منهم‪.‬‬
‫منذ وقت طويل قبل الجهود المبذولة إلضفاء الطابع الرسمي على االستدالل المنطقي ‪ ،‬أدرك العلماء أن‬
‫المصطلحات المعزولة تعبر عن معنى ولكنها تفتقر إلى مرجع محدد ما لم يتم تضمينها في بناء اندماجي‬
‫يتوافق تقريبًا مع اقتراح‪ .‬يُطلق على تخصيص مرجع معين لتعبير أو صيغة من أجل تأكيد شيء ما ‪،‬‬
‫اإلسناد‪ .‬في المنطق الرمزي ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬يتطلب تعبير جيد التكوين (أي إشارة) كًلً من دالة‬
‫ووسيطة (أي تلك التي يتم تطبيق الوظيفة عليها)‪ .‬غالبًا ما يُعتبر المنطق المسند من الدرجة األولى الهيكل‬
‫نادرا ما يتم عرض شكله األساسي بشكل‬ ‫العظمي الداللي للبنية االفتراضية في اللغة ‪ ،‬على الرغم من أنه ً‬
‫صريح في اللغة الطبيعية‪ .‬يتميز ببنية "المسند (الحجة)" بالشكل ‪ ، )F (x‬حيث ‪ F‬دالة و ‪ x‬متغير أو‬
‫"وسيطة" تعمل عليها هذه الوظيفة‪ .‬مثل هذا التعبير هو الوحدة الذرية األساسية للمنطق األصلي‪ .‬قد يشير‬
‫هذا التعبير إلى حدث أو حالة أو عًلقة ‪ ،‬ويمكن أن يكون هناك مسندات ذات مكان واحد ‪ ،‬وثاني ‪ ،‬وثًلثة‬
‫‪ ،‬وصفر يحددها عدد الحجج التي يأخذونها‪ .‬لذلك ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬فإن الوظيفة "يعيش" عادة ً ما تكون‬
‫مسندًا من مكان واحد ‪ ،‬و "اإلعجابات" عبارة عن مسند من مكانين ‪ ،‬و "يعطي" عبارة عن مسند من ثًلثة‬
‫أماكن‪.‬‬
‫يقترح هذا الفرضية التالية‪ :‬تعبر بنية المسند (الوسيطة) عن تبعية المرجع الرمزي على المرجع القياسي ‪،‬‬
‫كما هو الحال في الرمز (الفهرس)‪ .‬الدليل على هذه التبعية السيميائية ضمنيًا في الطريقة التي تُستخدم بها‬
‫اإلجراءات اإللهية (على سبيل المثال ‪ ،‬التأشير واإليماءات اإلرشادية األخرى) للمساعدة في إصًلح مرجع‬
‫مصطلح أو وصف غامض ‪ ،‬ويمكن حتى استبدالها بموضوعات الجملة وحججها‪ .‬وهكذا ‪ ،‬على سبيل المثال ‪،‬‬
‫فإن نطق كلمة "أملس" في سياق عشوائي يجذب االنتباه فقط إلى خاصية مجردة ‪ ،‬ولكن عند نطقها أثناء تشغيل‬
‫يد المرء على طول سطح طاولة أو اإلشارة إلى سطح بحيرة بًل موجة ‪ ،‬يتم إنشاء المرجع‪ .‬يمكن أن تشير‬
‫ضا حتى لو تم نطقها بمعزل عن أي منها‬
‫أي ً‬
‫مؤشر علني في سياق اجتماعي حيث يركز المتحدث والمستمع انتباههما المشترك على نفس اإلجراء‬
‫الذي ال تشوبه شائبة‪ .‬في هذه الحالة ‪ ،‬كما هو الحال مع األقوال الشمولية بشكل عام ‪ ،‬يتم تأسيس‬
‫المرجع الرمزي من خًلل اإلشارة الضمنية المفترضة مسبقًا في براغماتية التفاعل التواصلي‪ .‬في‬
‫الواقع ‪ ،‬في حالة عدم توفر فهرسة صريحة ‪ ،‬ي ُفترض أنه يجب اإلشارة إلى الجانب األكثر وضو ًحا‬
‫لًلتفاق على السياق المباشر‪ .‬بشكل عام ‪ ،‬إذن ‪ ،‬يجب ربط أي تعبير رمزي على الفور بعملية فهرسة‬
‫لإلشارة إليه‪ .‬بدون مثل هذا االرتباط هناك معنى ولكن ال مرجعية‪.‬‬
‫هذا قيد سيميائي عالمي (على الرغم من أنه ليس قاعدة عالمية) تم توضيحه في المنطق ومض ِّمنًا في‬
‫البنية العًلئقية الضرورية للجمل والقضايا‪ .‬إنه قيد يجب طاعته من أجل تحقيق إنشاء مرجعية مشتركة‬
‫ضا ‪ ،‬وحيث يتم‬ ‫‪ ،‬وهو أمر حاسم للتواصل‪ .‬عندما يكون هذا الرابط المباشر مفقودًا ‪ ،‬يكون المرجع غام ً‬
‫انتهاك هذا القيد (على سبيل المثال ‪ ،‬من خًلل التوليفات التي تخلط هذا التواصل بين العمليات الرمزية‬
‫والفهرسية ؛ ما يسمى بـ ‪ ، )Word-salad‬عادة ً ما يفشل المرجع‪.‬‬
‫نظرا ألن‬ ‫ً‬ ‫هذا القيد مستمد من الكشف عن القيود الفهرسية الضمنية في تفسير المرجع الرمزي‪.‬‬
‫المرجع الرمزي غير مباشر و "افتراضي" ‪ ،‬فإنه في حد ذاته يمكنه فقط تحديد االحتمال المرجعي غير‬
‫القائم على أساس‪ .‬يؤدي الموضوع أو الموضوع أو الوسيطة (= متغير) وظيفة موضعية من خًلل‬
‫ترميز عًلقة مؤشرية ‪ -‬إشارة إلى شيء آخر مرتبط به في بعض القدرات المادية الفعلية (على سبيل‬
‫المثال ‪ ،‬سياق عملي أو نصي متجاور)‪ .‬ال يمكن ترك هذا التحديد المرجعي في شكل رمزي فقط ‪ ،‬ألن‬
‫الرموز المعزولة (على سبيل المثال ‪ ،‬الكلمات واألشكال) تشير فقط بالمثل إلى "موضعها" في النظام‬
‫أو شبكة الرموز األخرى‪.‬‬
‫تعكس أهمية التواصل المباشر في هذه العًلقة القيد األساسي المحدد لتحديد المرجع القياسي‪ .‬يجب أن يتم‬
‫التوسط في المرجع الفهرسي عن طريق االرتباط المادي ‪ ،‬والتواصل ‪ ،‬واالحتواء ‪ ،‬والسببية ‪ ،‬وما إلى ذلك ‪،‬‬
‫مع موضوعه بطريقة ما‪ .‬فشلت المؤشرات القياسية بدون هذه الفورية‪ .‬هناك ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬العديد من الطرق التي‬
‫يمكن من خًللها تحقيق هذه الفورية ‪ ،‬ولكن بدونها ‪ ،‬ال يتم اإلشارة إلى أي شيء‪ .‬هؤالء‬
‫القيود على الفهرسة موروثة من قبل الفئات النحوية والتنظيم النحوي للجمل والقضايا والصيغ المنطقية‪.‬‬
‫متجاورا مع الفهرس الذي يؤسس‬ ‫ً‬ ‫لتوضيح هذه الفرضية بعبارات سيميائية‪ :‬يجب أن يكون الرمز‬
‫قائما على أسس أخرى) ‪،‬‬ ‫فورا ‪ ،‬والذي يكون ً‬ ‫مرجعيته (إما إلى العالم أو إلى السياق النصي المتفق عليه ً‬
‫وإال فشلت اإلشارة إليه‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإن للتواصل دور مؤشر مضاعف يلعبه‪ :‬التواصل (نصيًا أو براغماتيًا)‬
‫لمؤشر مع مركبة اإلشارة الرمزية وكذلك مع بعض الميزات في السياق المباشر الجسور بين الرمز وتلك‬
‫الميزة‪ .‬هذا تعبير عن سمة أخرى من السمات المعيارية‪ :‬عبور المرجع‪.‬‬
‫وببساطة ‪ ،‬فإن المؤشر الذي يشير إلى مؤشر آخر يشير إلى كائن ما بشكل فعال يم ِّكن المؤشر األول‬
‫ضا إلى هذا الكائن‪ .‬عادة ما يتم استغًلل هذه الخاصية خارج اللغة‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإن التآكل‬ ‫من اإلشارة أي ً‬
‫غير المتساوي إلطارات السيارات يشير إلى أن اإلطارات لم يتم توجيهها بزاوية يمين دقيقة للرصيف‬
‫‪ ،‬مما قد يشير إلى عدم محاذا ة اإلطارات ‪ ،‬مما قد يشير بدوره إلى أن المالك ال ينتبه بشكل خاص إلى‬
‫ضا‬‫حالة عربة‪ .‬وبالمثل ‪ ،‬يمكن أن يكون التأريض الفهرسي لكلمات المحتوى في الجملة غير مباشر أي ً‬
‫‪ ،‬ولكن فقط طالما لم يتم إدخال كلمة جديدة تعمل رمزيا ً لكسر هذا التواصل الخطي‪.‬‬
‫دورا رمزيًا أو فهرسيًا‬
‫بالطبع ‪ ،‬تعمل كل كلمة أو شكل في الجملة بشكل رمزي ‪ ،‬وقد تأخذ الكلمة أو العبارة ً‬
‫أعلى رتبة في عًلقاتها االندماجية مع وحدات اللغة األخرى على نفس المستوى‪ .‬توفر هذه المرونة مجموعة‬
‫متنوعة من العًلقات الفهرسية المرمزة‪ .‬لذلك ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬يمكن استبدال الحجج بالضمائر ‪ ،‬ويمكن‬
‫أن تشير الضمائر إلى المسندات والحجج األخرى ‪ ،‬أو يمكن أن تشير إلى خارج الخطاب ‪ ،‬أو إذا كانت اللغة‬
‫تستخدم تحديد الجنس لألسماء ‪ ،‬يمكن أن يشير الضمير المحدد إلى النوع التالي في الغالب اسم مجاور مع‬
‫ً‬
‫مفصوال بالعديد من األسماء غير المتوافقة‬ ‫الموافقة على الجنس المعبر عنه في التفاعل السابق ‪ ،‬حتى لو كان‬
‫والعبارات االسمية‪ .‬سيتم الحكم على الجملة التي تفتقر إلى التأريض الدليلي المستنتج لعنصر رمزي مكون‬
‫واحد غير نحوي لهذا السبب‪ .‬لكن‪،‬‬
‫القيود‪ .‬يتم تحديده من خًلل حقيقة أن الجملة ال تحتوي على مرجع ال لبس فيه‪.‬‬
‫االستثناء الذي يثبت القاعدة ‪ ،‬إذا جاز التعبير ‪ ،‬يتمثل في اللغات شديدة التصريف و ‪ /‬أو التراص‬
‫حيث يتم دمج العًلمات الفهرسية مباشرة في مورفولوجيا الكلمات‪ .‬بالمقارنة مع اللغة اإلنجليزية ‪،‬‬
‫التي تحافظ على التأريض القياسي لمعظم وظائفها الرمزية من خًلل قيود صارمة على ترتيب‬
‫الكلمات ‪ ،‬تميل هذه اللغات إلى الحصول على ترتيب كلمات مجاني نسبيًا‪ .‬يؤدي هذا إلى التنبؤ‪:‬‬
‫فكلما تم دمج الدوال الفهرسية في مورفولوجيا الكلمات بشكل كامل ‪ ،‬كلما كانت البنية أقل تقييدًا ‪،‬‬
‫والعكس صحيح‪.‬‬

‫التحديد الكمي واالنتقالية‬


‫يتعلق بهذه الوظيفة الفهرسية دور القياس في اللغة الطبيعية والمنطق الرمزي‪ .‬في اللغة ‪ ،‬فقط األسماء‬
‫وحجج الفعل تتطلب محددات كمية‪ .‬في المنطق ‪ ،‬يتطلب التعبير الجيد التكوين أكثر من مجرد وظيفة‬
‫وحجتها‪ .‬يتطلب اإلسناد الذي ال لبس فيه "قياس" الحجة (ما لم يكن اس ًما مناسبًا)‪ .‬هذا الشرط األخير‬
‫واالستثناء يقوالن‪ .‬في اللغة اإلنجليزية ‪ ،‬تشتمل المحددات الكمية على مصطلحات مثل "‪ "a‬و "‪ "the‬و‬
‫"‪ "some‬و "‪ "this‬و "هؤالء" و "‪ ." all‬تشير هذه المصطلحات إلى عدد ما يشار إليه ‪ ،‬حتى لو كان ذلك‬
‫فقط من الناحية النسبية (مثل "بعض")‪ .‬تعتبر أسماء العلم هي االستثناء ألنها تشير إلى أفراد منفردين ‪،‬‬
‫صا فرديًا أو مكانًا محددًا ‪ ،‬مثل مدينة أو بلد‪ .‬المرجع في هذه الحالة ال لبس فيه‪ .‬كما يمكن‬
‫سواء كان شخ ً‬
‫أن يكون واض ًحا في حالة ما يسمى بالمصطلحات الجماعية مثل "الماء" أو الخصائص المجردة مثل‬
‫نظرا لعدم و جود شخصية واضحة لها‪ .‬يعود هذا القيد الهيكلي األساسي مرة أخرى إلى البنية‬ ‫"العدالة" ‪ً ،‬‬
‫التحتية المعقدة وراء المرجع الرمزي‪.‬‬
‫ترمز كلمات مثل "‪ "a‬و "‪ "the‬و "‪ "some‬و "‪ "many‬و "‪ "most‬و "‪ "all‬وما إلى ذلك ‪ ،‬إلى‬
‫النتيجة االفتراضية ألشكال مختلفة من اإلشارات المتكررة أو اإلشارات االفتراضية (اإلشارات)‪ .‬إنها‬
‫مؤشرات افتراضية بشكل فعال تستفيد من االرتباط المتعدي مع العًلقات القياسية األخرى ‪،‬‬
‫مثل معلومات القرب ("هذا" ‪" ،‬ذلك") أو حيازة المعلومات ("الخاص به" ‪" ،‬الخاص بك") للتمييز‬
‫بين المؤشرات‪.‬‬
‫ضا ظروف سياقية‬ ‫على غرار حالة المؤشرات الضمنية المفترضة في الكًلم الكليوفراستي ‪ ،‬هناك أي ً‬
‫حيث قد يكون القياس الكمي الصريح في اللغة غير ضروري‪ .‬يكون هذا أكثر وضو ًحا في الحاالت التي‬
‫تكون فيها إمكانية تحديد األفراد غير مناسبة (كما هو الحال في بعض األسماء الجماعية ‪ ،‬على سبيل‬
‫المثال ‪" ،‬ماء" ‪ " ،‬كل المياه" ‪" ،‬القليل من المياه")‪ .‬ال يتطلب المرجع الذاتي تحديدًا كميًا ألنه يتم توفيره‬
‫من خًلل النص الذي يشير إليه (انتقالية اإلشارة)‪ .‬ولكن عندما يتم استبدال المصطلحات العامة بالضمائر‬
‫أو الكلمات األخرى التي تخدم وظائف مؤشرية علنية (على سبيل المثال ‪" ،‬هذا" أو "ذلك") فإنها تتطلب‬
‫ضا ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬العديد من االستثناءات األخرى للحاجة إلى القياس‬ ‫حتما ً إضافة القياس الكمي‪ .‬هناك أي ً‬
‫الكمي‪.‬‬

‫عواقب إعادة الصياغة السيميائية للغة‬


‫االفتراض طويل األمد الذي ال جدال فيه بأن المرجع الرمزي يفتقر إلى البنية الجوهرية قد خدع اللغويين‬
‫في افتراض أنظمة وخوارزميات مخصصة لشرح القيود البنيوية للغة‪ .‬لقد أدى عدم االنتباه إلى األسس‬
‫األيقونية والفهرسية لإلشارة الرمزية إلى تضخيم تعقيد مشكلة اكتساب اللغة‪ .‬أدى هذا تجنب قصر النظر‬
‫طا من المعرفة الخاصة باللغة ‪ ،‬وهذه‬‫قدرا بسي ً‬
‫للتحليل السيميائي إلى عقيدة كلية اللغة الفطرية التي تتضمن ً‬
‫الضرورة المنطقية الظاهرة دعمت تمس ًكا دينيًا تقريبًا بهذا االفتراض على الرغم من الًلمعقولية البيولوجية‬
‫لتطورها ونقصها‪ .‬من الدعم العصبي ألي هياكل أو وظائف دماغية مقابلة‪.‬‬
‫لسوء الحظ ‪ ،‬لم تكن النظرية السيميائية المعاصرة ذات فائدة كبيرة ‪ ،‬في المقام األول ألنها ظلت نظرية‬
‫هيكلية في الغالب مرتبطة بفهم تصنيفي ثابت للعًلقات السيميائية‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬عندما يُفهم السميوزيس على أنه عملية تمايز تفسيري تُفهم من خًلله أنماط مرجعية مختلفة‬
‫على أنها مكونة ديناميكيًا وهرميًا لبعضها البعض ‪ ،‬فإن هذه األلغاز العديدة تتًلشى وتتحول هذه الجوانب‬
‫المستقلة على ما يبدو لغموض اللغة إلى أساس مشترك‪. .‬‬
‫لذا فإن االقتراب من اكتساب اللغة بشكل شبه آلي يوفر حسابًا وظيفيًا يمكنه توحيد مجموعة واسعة‬
‫ضا إلى أن حدسنا الساذج حول هذه االنتظامات اللغوية قد‬ ‫من العًلقات النحوية والنحوية‪ .‬كما يشير أي ً‬
‫نادرا ما يعلق المتحدث الساذج‬
‫يكون أكثر دقة مما قد يوحي به المنهج الرسمي الذي تحكمه القواعد‪ً .‬‬
‫على أن الجملة غير النحوية تخرق القاعدة ‪ ،‬وعادة ما يتم الضغط عليها بشدة لتوضيح مثل هذه القاعدة‪.‬‬
‫بدالً من ذلك ‪ ،‬فإن التعليق المعتاد هو أنه يبدو خاطئًا أو أنه ال معنى لقوله بهذه الطريقة‪.‬‬
‫في حالة الجمل غير النحوية ‪ ،‬يعرف المتحدثون الساذجون أن هناك شيئًا خاطئًا حتى لو لم يتمكنوا من‬
‫التعبير عنه إال بالقول إنهم محرجون أو يصعب تفسيرهم ويتطلبون بعض التخمين لفهمها‪ .‬عًلوة على ذلك ‪،‬‬
‫ف ي خطاب المحادثة اليومي ‪ ،‬ال يتم االلتزام بقواعد النحو والصياغة المزعومة إال بشكل فضفاض للغاية‪ .‬هذا‬
‫عادة ألن المصالح المشتركة واالهتمام المشترك وكذلك أطر التفاعل المنظمة ثقافيًا توفر الكثير من األسس‬
‫القياسية ‪ ،‬وبالتالي في مثل هذه الظروف يميل االلتزام بهذه ا لقيود إلى تجاهل تفضيلي‪ .‬ليس من المستغرب أنه‬
‫مع الزيادة الواسعة في معرفة القراءة والكتابة ‪ ،‬بدأ االهتمام األكاديمي بالتركيز على القواعد والنحو ‪ ،‬ومع‬
‫تعليم القراءة والكتابة ‪ ،‬بدأت هذه "القواعد" في التكتل‪ .‬بالكلمة المكتوبة‬

‫ثراء المنبه‬
‫ضا فه ًما بديًلً لما يسمى بفقر مشكلة التحفيز التي غالبًا ما‬
‫أخيرا ‪ ،‬يوفر هذا التحليل الوظيفي السيميائي أي ً‬
‫ً‬
‫تكون‬
‫استُدعيت للقول بأن معرفة القواعد يجب أن تكون فطرية إلى حد كبير‪ .‬تماشيا ً مع حقيقة أن المتحدثين‬
‫الساذجين غير قادرين بشكل عام على التعبير عن "القواعد" التي تصف فهمهم لما هو وما هو ليس‬
‫جملة جيدة التكوين ‪ ،‬فإن األطفال الصغار الذين يتعلمون لغتهم األولى نادرا ً ما يتم تصحيحهم‬
‫لألخطاء النحوية (على عكس التصحيح المنتظم النطق)‪.‬‬
‫عًلوة على ذلك ‪ ،‬ال يستكشف األطفال خيارات اندماجية عشوائية في كًلمهم ‪ ،‬ويختبرون للعثور‬
‫على تلك التي يوافق عليها اآلخرون‪ .‬إنهم يقدمون تخمينات حكيمة بشكل ملحوظ‪ .‬لذلك ‪ ،‬تم افتراض‬
‫أنه يجب أن يكون لديهم بعض الفهم الضمني لهذه القواعد المتاحة بالفعل‪ .‬في الواقع ‪ ،‬يمتلك األطفال‬
‫ً‬
‫وشامًل للمعلومات لتعلم كيفية إنتاج وتفسير هذه القيود السيميائية األساسية على اإلسناد‬ ‫مصدرا واس ًعا‬
‫ً‬
‫‪ ،‬ولكنها ليست في شكل معرفة فطرية بالقواعد‪ .‬إنه في شكل معرفة حول القيود الجوهرية للمرجع‬
‫األيقوني والفهرسي التي يتم اكتشافها واستيعابها من التفاعًلت االجتماعية قبل وأثناء الرضاعة والطفولة‬
‫المبكرة‪ .‬نحن البشر نأتي إلى العالم بتحيزات متعمدة وميول سلوكية تسهل هذا التعلم‪.‬‬
‫بادئ ذي بدء ‪ ،‬فإن التمييز بين المؤشرات هو قدرة أساسية لكل اإلدراك ‪ ،‬الحيوان واإلنسان‪ .‬ال‬
‫ماهرا في استخدام االرتباط والتواصل وما إلى ذلك ‪ ،‬من أجل‬ ‫ً‬ ‫صا لتصبح‬‫يتطلب األمر تدريبًا خا ً‬
‫عمل تنبؤات وبالتالي فهم العًلقات المعيارية‪ .‬هذا ضروري لجميع أشكال التعلم‪.‬‬
‫إن الميول المتطورة لإلشارة إلى األشياء المرغوبة أو اإلشارة إليها أو لجذب انتباه مشترك قد تم‬
‫االعتراف بها منذ فترة طويلة على أنها ميول بشرية مشتركة عالميًا لم يتم تطويرها بشكل جيد في األنواع‬
‫األخرى‪ .‬يوفر هذا االستعداد الفهرسي البشري العالمي الدعامة المثالية لدعم ما يجب التفاوض بشأنه ويجب‬
‫ضا تدريبًا إضافيًا‬
‫استيعابه بشكل تدريجي داخل بنية اللغة‪ .‬توفر التجربة المبكرة للتواصل بمساعدة التأشير أي ً‬
‫في الخلفية لفهم العًلقة الضرورية بين الرموز والمؤشرات‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ ،‬على الرغم من وجود القليل من التصحيح النحوي والنحوي في حديث األطفال المبكر ‪ ،‬إن وجد‬
‫‪ ،‬هناك معلومات عملية واسعة النطاق‬
‫حول النجاح أو الفشل في اإلشارة أو تفسير المرجع‪ .‬هذا في شكل ردود فعل براغماتية فيما يتعلق باإلبًلغ عن‬
‫مرجع ال لبس فيه ؛ ومصدر المعلومات هذا يحضر كل استخدام للكلمات تقريبًا‪ .‬لذلك أود أن أزعم أن األطفال‬
‫ال "يعرفون" القواعد بشكل فطري ‪ ،‬وال يتعلمون قواعدها ‪ ،‬ومع ذلك فهم "يكتشفون" بسرعة القيود السيميائية‬
‫التي تستمد منها القواعد‪.‬‬
‫على الرغم من أنه من الضروري معرفة كيفية تنفيذ لغة معينة لهذه القيود ‪ ،‬إال أن العملية ليست‬
‫استقرائية‪ .‬ليس من الضروري أن يستنبط الطفل قواعد عامة من العديد من الحاالت‪ .‬يقدم األطفال‬
‫الصغار تخمينات جيدة حول بنية الجملة ‪ -‬كما لو أنهم يعرفون بالفعل "قواعد" القواعد ‪ -‬من خًلل‬
‫االستفادة من المزيد من التشبيهات الطبيعية للقيود غير اللغوية والتحيزات في األيقونية والمؤشرات ‪،‬‬
‫ومن خًلل الحصول على تعليقات عملية حول المرجع المشوش أو الغامض‪.‬‬

‫عالمية؟‬
‫يجب أن تكون القيود السيميائية مستقلة عن العامل ‪ ،‬ومستقلة عن األنواع ‪ ،‬ومستقلة عن اللغة ‪ ،‬ومستقلة‬
‫عن الخطاب‪ .‬لقد افترض خطأ أنها إما هياكل فطرية أو مشتقة من المخططات المعرفية أو تحددها‬
‫التحيزات الحسية و ‪ /‬أو البراغماتية التواصلية االجتماعية‪ .‬على الرغم من أنها سابقة للتجربة اللغوية ‪،‬‬
‫وبعضها من المتطلبات األساسية للتواصل الرمزي الناجح ‪ ،‬إال أنها ليست فطرية وال مشتقة اجتماعيًا‪.‬‬
‫إنها ناشئة عن قيود ضمنية في البنية التحتية السيميائية لإلشارة الرمزية والعمليات التفسيرية‪ .‬وهي بهذه‬
‫الطريقة تشبه المجاميع الرياضية (على سبيل المثال ‪ ،‬األعداد األولية) "المكتشفة" (غير المخترعة) حيث تصبح‬
‫أنظمة التمثيل الرياضي أكثر قوة‪ .‬على الرغم من أن كل شكل من أشكال التًلعب بالرموز في الرياضيات كان‬
‫أحرارا في اختيار أي شكل إذا أردنا الحفاظ على اتساق التمثيل الكمي‪.‬‬
‫ً‬ ‫عا وبالتالي اتفاقية ثقافية ‪ ،‬فإننا لسنا‬
‫اخترا ً‬
‫ضا أكثر تقييدًا ؛ وبما أن األشكال‬
‫وبالمثل ‪ ،‬عندما تصبح اللغات أكثر تعقيدًا وقوة تعبيرية ‪ ،‬فإنها تصبح أي ً‬
‫األدبية قد أزيلت من السياقات البراغماتية اليومية‬
‫في االتصال المنطوق اليوم ‪ ،‬فقد تطلب فقدان المؤشرات الًلمركزية التزا ًما أكثر صرامة بالقيود‬
‫السيميائية للقواعد اللغوية والنحو لتجنب الغموض المرجعي والمراوغة‪ .‬ال ينبغي أن يكون مفاجئًا ‪ ،‬إذن‬
‫‪ ،‬أن ظهور معرفة القر اءة والكتابة على نطاق واسع يؤدي إلى جهود رسمية لتأسيس معايير قواعد‬
‫النحو والنحو "المناسبة"‪.‬‬
‫انتشارا على بنية اللغة ‪ ،‬وهي في الواقع أكثر عالمية مما يمكن أن‬
‫ً‬ ‫القيود السيميائية هي التأثيرات األكثر‬
‫يتخيله دعاة العقلية ‪ -‬ألنها ليست خاصة بالبشر‪ .‬إنها عالمية بمعنى أن قيود الرياضيات عالمية‪ .‬حتى أنها‬
‫ستكون ذات صلة بتطور االتصال الرمزي في أماكن أخرى من الكون‪ .‬لكنها ليست مثل "قواعد" غير‬
‫استثنائية‪ .‬يمكن أن تتباعد اللغات المختلفة والتفاعًلت المنطوقة اليومية واألشكال الفنية للتعبير عن هذه‬
‫القيود بدرجات متفاوتة ‪ ،‬ولكن على حساب الغموض واالرتباك في المرجع‪ .‬على العموم‪،‬‬
‫بالطبع ‪ ،‬عند التفكير في القائمة األكبر من العوامل التي تساهم في الخصائص التي يتم مشاركتها‬
‫على نطاق واسع عبر اللغات (راجع الجدول ‪ ، )1‬يجب أن نعترف بإسهامات كل من القيود العصبية‬
‫ضا ‪ ،‬يساهمون في العديد من‬ ‫الخاصة باإلنسان والقيود االجتماعية المشروطة تاريخيًا‪ .‬هم ‪ ،‬أي ً‬
‫االنتظامات العالمية تقريبًا التي تميز لغات العالم‪ .‬وعلى الرغم من أن الكثيرين يعكسون بالفعل‬
‫التأثيرات الفطرية التي ربما تكون قد تطورت على وجه التحديد بسبب مساهماتهم في تسهيل اكتساب‬
‫اللغة واألداء ‪ ،‬ال أحد يحدد تنظيم اللغة بالمعنى التوليدي‪ .‬بدال من ذلك ‪ ،‬جنبا إلى جنب مع القيود‬
‫السيميائية في كل مكان التي نوقشت في هذا الفصل ‪ ،‬فإنها تضيف إلى التأثيرات الجماعية للمجموعة‬
‫بأكملها‪.‬‬

‫مراجع‬
‫‪EM‬‬ ‫‪Edghill).‬‬ ‫(ترجمه‬ ‫الفورية‬ ‫الترجمة‬ ‫في‬ ‫الميًلد)‪.‬‬ ‫قبل‬ ‫‪350‬‬ ‫(حوالي‬ ‫أرسطو‬
‫‪http://classics.mit.edu//Aristotle/interpretation.html‬‬
‫مؤتمر‪( .‬اختصار الثاني)‪ .‬في قاموس ‪ Merriam-Webster‬على اإلنترنت (الطبعة ‪ .)11‬تم االسترجاع من‬
‫‪http://www.mw.com/dictionary/convention‬‬
‫ديكون ‪ ،‬ت‪ .)2012( .‬ما وراء األنواع الرمزية‪ .‬في ‪( T. Schilhab ، F. Stjernfeldt ، & T. Deacon‬محرران) ‪،‬‬
‫تطورت األنواع الرمزية‪ .‬نيويورك‪ :‬سبرينغر‪.‬‬
‫إيفريت ‪ ،‬دل (‪ .) 2005‬القيود الثقافية على النحو واإلدراك في البيراها‪ :‬نظرة أخرى على ميزات تصميم اللغة البشرية‪.‬‬
‫األنثروبولوجيا الحالية‪.646–621 ،46 ،‬‬
‫هارناد ‪ ،‬س‪ .)1990( .‬مشكلة تأريض الرمز‪ .‬فيزيكا د ‪.346–335 ، 42 ،‬‬
‫هاوزر ‪ ،‬إم ‪ ،‬تشومسكي ‪ ،‬إن ‪ ،‬آند فيتش ‪ ،‬دبليو تي (‪ .)2002‬كلية اللغة‪ :‬ما هي ومن يمتلكها وكيف تطورت؟ علم ‪، 298 ،‬‬
‫‪.1579-1569‬‬
‫هيوم ‪ ،‬د‪ .)1739-1740( .‬أطروحة عن الطبيعة البشرية‪ :‬محاولة إدخال األسلوب التجريبي للتفكير في الموضوعات األخًلقية‪.‬‬
‫لندن‪.‬‬
‫لويس ‪ ،‬د‪ .) 1969( .‬االتفاقية‪ :‬دراسة فلسفية‪ .‬برينستون‪ :‬مطبعة جامعة برينستون‪.‬‬
‫بيرس ‪ ،‬سي إس (‪ .)1958 ، 1931-1935‬األوراق المجمعة لتشارلز ساندرز بيرس (المجلدات ‪ ، 6-1‬محرر تشارلز‬
‫هارتشورن وبول فايس ‪ ،‬المجلدات ‪ ، 8-7‬محرر آرثر دبليو بيركس)‪ .‬كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬مطبعة جامعة هارفارد‪.‬‬
‫‪ .)Raczaszek-Leonardi، J.، & Deacon، T. (in press‬مشكلة الرمز الذي ال أساس له‪.‬‬
‫حوار حول الفكر والتواصل الرمزي‬
‫مشاركون‪:‬ديرموت بارنز هولمز وإيفون بارنز هولمز وتيرينس دبليو ديكون وستيفن سي هايز‬
‫ستيفن سي هايز‪:‬ربما يمكننا أن نبدأ من ارتفاع ‪ 35000‬قدم ونسأل فقط‪ :‬ماذا نتوقع من نظرية الفكر‬
‫والتواصل الرمزي؟‬
‫تيرينس دبليو ديكون‪:‬ما أركز عليه في فصلي ‪ -‬وإن لم يكن بالضرورة في عملي بشكل عام ‪ -‬هو العًلقات بين‬
‫الرموز ‪ ،‬األشياء التي تسمى القواعد والنحو‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن كتابي "األنواع الرمزية" ‪ -‬العنوان يوضح‬
‫هذا بعيدًا ‪ -‬يدور حول ما هو غير عادي في الرموز‪ .‬وبالطبع ‪ ،‬أنا ال أتحدث عن هذه العًلقة التبادلية‪.‬‬
‫في اآلونة األخيرة ‪ ،‬بدأ الناس في دراسة التكافؤ التحفيزي في دراسات الرنين المغناطيسي الوظيفي ‪،‬‬
‫ويبدو أنه يعتمد على نشاط قشرة الفص الجبهي‪ .‬ومن المثير لًلهتمام ‪ ،‬أن الحجة التي قدمتها في األنواع‬
‫الرمزية تشير إلى أنه كان هناك دور متزايد بشكل ملحوظ لقشرة الفص الجبهي في البشر ‪ ،‬سواء في‬
‫وظيفة الدماغ العامة أو في اللغة تحديدًا‪.‬‬
‫كان هدف عملي هو إظهار أن قشرة الفص الجبهي لديها نوع من الخريطة التي لها عًلقة بما‬
‫أسميه مساحة التوجيه‪ .‬والطريقة التي عملت بها هي النظر إلى الوصًلت األمامية مع منطقة في‬
‫الدماغ المتوسط تسمى األكيمة العلوية‪ .‬على وجه التحديد األكيمة العلوية العميقة ‪ ،‬والتي تشارك‬
‫في توجيه االنتباه في الفضاء الشخصي‪ .‬كنت مهت ًما جدًا بحقيقة أن قشرة الفص الجبهي ال تحتوي‬
‫على خريطة حسية أو خريطة محرك ‪ ،‬في حين أن كل مكان آخر في القشرة الدماغية يشبه الخريطة‪.‬‬
‫دورا في التحكم في‬
‫لتجد أن هناك خريطة توجيهية في قشرة الفص الجبهي تلعب على ما يبدو ً‬
‫االتجاهات المحتملة وتنظيمها‬
‫كثيرا في التقييمات التوافقية‬
‫نحو شيء ما ساعدني على فهم سبب مشاركة قشرة الفص الجبهي ً‬
‫من مختلف األنواع‪ .‬أعتقد أن هذا هو سبب مشاركته في تأثير التكافؤ التحفيزي‪ .‬لذلك أعتقد‬
‫دورا مه ًما في تسهيلتنا للغة‪ .‬ال‬
‫أن تأثير التكافؤ التحفيزي ‪ -‬أو االستلزام المتبادل ‪ -‬يلعب ً‬
‫أعتقد بالضرورة أن ما يمكن أن تسميه المسدس الدخاني هو الذي جعل اللغة ممكنة ؛ لكني‬
‫أعتقد أن انحياز الميل البشري نحو التكافؤ التحفيزي قد جعل اللغة أسهل ‪ ،‬وأعتقد أن تضخم‬
‫الفص الجبهي البشري هو نتيجة االختيار من أجل تسهيل اللغة المتزايدة‪.‬‬
‫ديرموت بارنز هولمز‪ :‬عادت دراسة معادلة التحفيز ‪ ،‬كما أشرنا في فصلنا ‪ ،‬إلى العمل المبكر لموراي سيدمان‬
‫مصدرا للعديد والعديد من الدراسات‪ .‬منذ سنوات ‪ ،‬أظهر ديفيد‬ ‫ً‬ ‫‪ ،‬الذي أعتقد أنه صاغ العبارة وكان‬
‫طا أثناء استجابة التكافؤ‬‫ديكنز أنه عندما أظهر الناس التكافؤ ‪ ،‬كانت المناطق المرتبطة باللغة أكثر نشا ً‬
‫مقارنة بمهمة التحكم‪ .‬هناك أدلة كثيرة ‪ ،‬أدلة متزايدة ‪ ،‬على أن مناطق القشرة المخية المرتبطة بالعًلقات‬
‫ضا عندما يُظهر البشر عًلقات التكافؤ في ماسح ضوئي ‪ ،‬أو‬ ‫الرمزية في اللغة الطبيعية متورطة أي ً‬
‫عندما يتم تسجيل تخطيط كهربية الدماغ‪.‬‬
‫أظهرت إحدى دراسات ستيف المبكرة ‪ ،‬مع جينا ليبكينز في عام ‪ ، 1993‬ظهور االستدالل المتبادل‬
‫قبل أن ترى ظهور االستلزام االندماجي في المسار التنموي للتأطير العًلئقي ‪ ،‬أو عًلقات التكافؤ‪ .‬يبدو‬
‫أن التناسق أو االستلزام المتبادل يظهر ‪ ،‬ولو في غضون أشهر فقط ‪ ،‬قبل أن ترى استنتا ًجا اندماجيًا‪.‬‬
‫في عملنا المبكر على ‪ ، RFT‬قمنا بتعريف اإلطار على أنه استلزام متبادل ‪ ،‬واستلزام اندماجي ‪،‬‬
‫وتحويل للوظيفة ‪ ،‬وأعتقد أننا رأينا اإلطار كوحدة أساسية‪ .‬لكن اآلن أعتقد أننا نرى االستنتاج المتبادل‬
‫كوحدة أساسية‪ .‬بشكل عام ‪ ،‬االستلزام المتبادل يجعلك تتجه نحو عًلقات رمزية أساسية جدًا وليس أكثر‬
‫من ذلك بكثير ؛ استلزام اندماجي ‪ ،‬شبكات عًلئقية متزايدة التعقيد ‪،‬‬
‫وما إلى ذلك ‪ ،‬كما هو موضح في فصلنا ‪ ،‬هو المكان الذي تنطلق منه لغة اإلنسان‬
‫واإلدراك‪.‬‬
‫ستيف‪ :‬ماذا نتوقع من نظرياتنا؟ الفكرة هي أن تكافؤ المحفزات هو مثال على االرتباط ونحن على‬
‫استعداد تطوري للقيام بذلك ‪ ،‬لكنه ال يزال يتطلب تدريبًا في تاريخ الفرد ‪ -‬ولذا فإن بعض هذه‬
‫الحسابات تقترح كيف يجب أن يذهب هذا التدريب‪ .‬في هذا المنهج ‪ ،‬إذا لم تتمكن من معالجتها‬
‫‪ ،‬فهناك خطأ في النظرية‪ .‬مثل ‪ ،‬تيري ‪ ،‬إذا استطعنا أخذ األ شياء التي تشير إليها وبناء برنامج‬
‫تدريبي ‪ ،‬فهل سيزعجك ذلك إذا لم يؤد إلى النتائج التي كنت تأمل فيها ‪ ،‬لنقل األطفال المتأخرين‬
‫في النمو؟‬
‫تيري‪ :‬أعتقد أنه ليس هناك شك في أن األطفال المصابين بالتوحد لديهم بعض المشكًلت العصبية التي‬
‫ال نفهمها تما ًما‪ .‬وكما هو الحال مع محاولة العمل مع مرضى الحبسة الكًلمية البالغين بعد السكتة‬
‫الدماغية ‪ ،‬فهناك بعض األشياء التي ال يمكنك تجاوزها‪ .‬ال يمكنك إصًلحه ‪ ،‬على الرغم من‬
‫قادرا على التحول إلى أنظمة وظيفية ثانوية يمكنها تحمل بعض الحمل ‪ ،‬لكن عادة ً‬ ‫أنك قد تكون ً‬
‫ضا‪.‬‬
‫ال يمكنك التعويض تما ًما‪ .‬وأعتقد أن هذا هو الحال مع التوحد أي ً‬
‫هناك شيء آخر أود التركيز عليه في هذا الصدد يتعلق بالعمل األخير الذي صدر من بيركلي ‪ ،‬فقط‬
‫في العام الماضي من مختبر جاالنت‪ .‬إنها ورقة بحثية نُشرت في ‪ Nature‬بواسطة ‪ Huth‬وزمًلؤه‬
‫حيث قاموا بعرض مقاطع طويلة من القصص على األشخاص أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي‬
‫تحليًل معقدًا للمكمًلت في محاولة لتحديد مناطق القشرة الدماغية التي كانت‬‫ً‬ ‫الوظيفي ‪ ،‬واستخدموا‬
‫نشطة بشكل تفضيلي وبالتالي مرتبطة بدالالت معينة‪ .‬التصنيفات‪ .‬نتج عن ذلك خريطة ال تصدق تقريبًا‬
‫للقشرة الدماغية مغطاة بفسيفساء من الكلمات ‪ ،‬حيث يتم تغطية كل منطقة من القشرة الدماغية تقريبًا ‪،‬‬
‫دورا في تكوين االرتباطات الداللية‪ .‬لم تكن هناك‬
‫مما يدل على أن القشرة الدماغية بأكملها تقريبًا تلعب ً‬
‫مناطق قليلة جدًا من القشرة المخية متورطة‪ .‬وهذا يشمل المجاالت التي نعتبرها فقط حسية أو حركية‬
‫‪ ،‬على سبيل المثال ‪ -‬وليس "مناطق اللغة" في حد ذاتها‪ .‬هذا االستخدام الواسع للمناطق القشرية المتنوعة‬
‫المعنية‬
‫ضا إلى أنه كان هناك تجنيد رائع حقًا للقشرة الدماغية بأكملها‬
‫في التحليل الداللي للغة يشير أي ً‬
‫في اللغة أثناء التطور ؛ وذلك عندما نركز على ما يسمى "مناطق اللغة" ‪ ،‬فإننا ننظر فقط‬
‫إلى جزء صغير من الصورة‪ .‬يشير هذا إلى وجهة نظر مختلفة جدًا للغة عن وجهة نظرنا‬
‫التقليدية‪.‬‬
‫ديرموت‪ :‬بالعودة إلى السؤال حول المدى الذي يجب أن تؤدي فيه النظرية أو الحساب إلى بعض المكاسب‬
‫العملية ‪ ،‬فإن وحدات التحليل ذاتها الت ي نقترحها في نظرية اإلطار العًلئقي مبنية حول تلك‬
‫الحاجة الفلسفية األساسية للغاية للتنبؤ والتأثير والمعالجة ‪ ،‬تحسين ‪ ،‬وهلم جرا‪ .‬هذا ال يعني أنك‬
‫ال تدرك أنه قد تكون هناك عيوب هيكلية أو مشكًلت هيكلية ال يمكن حلها‪ .‬لكنك تبدأ من‬
‫االفتراض بأنه يتعين عليك التوصل إلى وحدات التحليل العلمي التي تحدد المتغيرات ذاتها التي‬
‫تحتاج إلى التًلعب بها ‪ ،‬على األقل من حيث المبدأ ‪ ،‬لمعالجة أوجه القصور أو السيطرة على‬
‫التجاوزات ‪ ،‬أو لبناء سلوكيات ال تزال غير موجودة بعد‪ .‬يوجد‪.‬‬
‫قادرا على إظهار أن التدريب النموذجي المتعدد مع‬ ‫ً‬ ‫مع االستلزام المتبادل ‪ ،‬تريد أن تكون‬
‫األطفال الصغار مهم ‪ -‬علمهم أنه يمكنهم ربط األشياء على أنها متشابهة ‪ ،‬على أنها عكس ذلك ‪،‬‬
‫على أنها مختلفة ‪ ،‬مثل كونها أعلى وأسفل ‪ ،‬إلى اليسار من وإلى اليمين ‪ ،‬وقم بذلك عبر إعدادات‬
‫وسياقات مختلفة ‪ ،‬وما إلى ذلك ‪ ،‬وافعل ذلك إلى مستوى من السيولة ‪ ،‬أو المرونة ‪ ،‬حتى تتمكن‬
‫من جعل األطفال يقومون بذلك بطريقة واحدة ‪ ،‬ثم قم بإحضار إشارة تقول افعلها بالطريقة األخرى‬
‫وسيفعلونها بالطريقة األخرى من أجلك ‪ ،‬وهكذا‪ .‬ثم بناء عًلقات أكثر تعقيدًا تحت السيطرة السياقية‪.‬‬
‫لذلك يجب أن تحدد وحدات التح ليل الخاصة بك ما عليك القيام به‪ :‬المتغيرات التي تحتاج إلى‬
‫استهدافها إلنتاج السلوكيات التي تحددها كلغة‪ .‬لكنك تريد العًلج ‪ ،‬تريد السلوكيات التي تستهدفها‬
‫بنظريتك عندما تعاملها بنظريتك ‪ ،‬إلظهار التحسينات في اللغة واإلدراك‪ .‬إذا لم تفهم ذلك ‪ ،‬فإن‬
‫نظرية اإلطار العًلئقي ليست نظرية للغة واإلدراك‪.‬‬
‫ستيف‪ :‬وهذا يرتبط بشيء تم إبرازه بشكل كبير خًلل هذا المجلد ‪ -‬إذا قرأت كل الفصول ‪ ،‬فسترى ذلك‬
‫‪ -‬ألن لديك هنا منهج ين غير عقليين على وجه التحديد‪ .‬إنها موجهة نحو التطور بالمعنى الواسع‬
‫‪ ،‬سواء في حياة األفراد أو عبر مراحل الحياة‪ .‬ومع ذلك لم يتحدثا مع بعضهما البعض‪ .‬هذا‬
‫النوع من طبيعة األرخبيل للجزر التي لم تتم زيارتها حتى ضمن نفس المنهج الفلسفي األساسي‬
‫أمر رائع‪ .‬ومن الجدير بالذكر أنه ال يوجد بالفعل علم تطور تطبيقي قوي‪ .‬هناك القليل من الجهود‬
‫‪ ،‬القليل منها ‪ ،‬لكنها ليست قوية‪ .‬لماذا هذا؟‬
‫تيري‪ :‬جزء منه يتعلق بهذا االنعزال التأديبي الذي كان يحدث‪ .‬قلة قليلة من الناس في علم النفس يتابعون‬
‫التطورات األخيرة في ‪ ، Evo-Devo‬التي تربط بين التطور والنظرية التطورية‪ .‬هناك بالفعل‬
‫الكثير من االختًلف بين وجهات نظر الداروينية الجديدة البسيطة والمنظور الحالي للنظرية‬
‫التطورية التي تقود الكثير من األبحاث المثيرة لًلهتمام والتي لم تخرج عن نطاق االنضباط‪.‬‬
‫وأود أن أقول أن نفس الشيء ربما يكون صحي ًحا بالعكس‪.‬‬
‫ميزة أخرى هي أنه ذات صلة بالبحث التطبيقي ‪ ،‬فأنت تحتاج حقًا إلى فهم الركائز العصبية المعنية‪.‬‬
‫تضمنت كل عملي على تطور الدماغ مقارنة أدمغة األنواع المختلفة والتركيز على العمليات التنموية‬
‫التي تنتج اختًلفاتهم في البنية‪ .‬عندها فقط يمكننا طرح السؤال ‪" ،‬ما الذي يجعل البشر مختلفين؟ ما هي‬
‫العمليات التنموية التي قد تكون متضمنة؟ " هذا دليل غير مباشر ‪ ،‬بالتأكيد ‪ ،‬غير مباشر للغاية ‪ ،‬ونتيجة‬
‫لذلك من الصعب تطبيقه ‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالجهاز العصبي‪ .‬من الصعب أن نفترض ‪" ،‬حسنًا ‪،‬‬
‫يمكنني اآلن استخدام ذلك ألغراض عًلجية‪ ".‬لم يكن تركيزي عًلجيًا‪ .‬بصفتي عالم أحياء تطوريًا ‪،‬‬
‫أهدف إلى فهم هذه العمليات نفسها ‪ ،‬لفهم كيف أدى نمو الدماغ إلى إحداث اختًلفات في الدماغ في‬
‫األنواع المختلفة ‪ ،‬وكيف يمكن أن يساعد في شرح السمات المميزة للعقلية البشرية‪ .‬لذلك أعتقد أن هذا‬
‫النوع من ‪ -‬أنا‬
‫لن أقول أنه ضروري ‪ ،‬ولكن يصعب تجنبه ‪ -‬من الصعب التغلب على تأثير يشبه الجزيرة تشير إليه‪.‬‬
‫وهذا هو السبب في أن مثل هذه المحادثات ال ينبغي أن تكون لمرة واحدة فقط‪ .‬عليهم أن يستمروا وعلينا‬
‫أن نجد طرقًا ‪ -‬أظن أنه يتعين علينا إجبارهم ‪ -‬لكي يحدثوا بشكل منتظم‪.‬‬
‫تتضمن األهمية العًلجية لعملي اكتساب القواعد والنحو‪ .‬إنه يحل بشكل فعال ً‬
‫لغزا قدي ًما أطلق‬
‫عليه نعوم تشومسكي "فقر الحافز"‪ .‬يتعلق فقر الحافز بحقيقة أن األطفال ال يتم تصحيحهم‬
‫الستخدامهم أو إساءة استخدامهم للقواعد التي يُفترض أنها تشتمل على القواعد النحوية‪ .‬أنا أزعم‬
‫أن هذه الطريقة في تصور المشكلة مشوشة‪ .‬في الواقع ‪ ،‬يحصل األطفال على تعليقات مكثفة ‪ ،‬لكن‬
‫األمر ال يتعلق بقو اعد النحو والنحو‪ .‬إنها تتعلق بالفشل أو الغموض في المرجع‪ .‬وهذا ما يدور حوله‬
‫األساس ‪ ،‬وما يتم تعلمه في االتصال اللغوي السابق ‪ ،‬وما يجب أن تحافظ عليه اللغة على الرغم‬
‫من عدم وجود أدلة توفرها الرموز التعسفية‪ .‬فشل المرجع بسبب مشاكل الفهرسية ‪ ،‬وفي اللغة ‪،‬‬
‫ديرموت‪ :‬هذا ينطبق على األدبيات المتعلقة بالتدريب النموذجي ‪ ،‬أو على محاوالت استخدام التدريب النموذجي‬
‫لتوليد عًلقات مشتقة مع غير البشر‪ .‬ومرة أخرى ‪ ،‬كانت النتائج سلبية إلى حد كبير ‪ ،‬وال يبدو أنها‬
‫تعمل مع األنواع غير البشرية‪ .‬هذا يجلس بسهولة أكبر ‪ ،‬كما أعتقد ‪ ،‬مع فكرة أنه حتى التضمين‬
‫المتبادل ‪ ،‬أبسط وحدة ‪ ،‬مبني ‪ ،‬أو متضمن إلى حد كبير ‪ ،‬في التعلم وفي األعمال التعاونية‪.‬‬
‫ستيف‪:‬هناك عدد قليل من الدراسات التي تبحث في التدريب النموذجي مع األطفال الصغار جدًا ‪-‬‬
‫في الواقع ‪ ،‬يشارك فريقك في بعض من ذلك ‪ ،‬ويبدو أن ما استخلصته من ذلك هو أنه إذا لم‬
‫تقدم هذا النوع من التدريب لألطفال ‪ ،‬فإنهم لن أفعل ذلك بشكل عفوي‪ .‬هل تعتقد أن هذا قد‬
‫تمت تسويته؟ هذا في األساس ‪ ،‬عليك تدريب التناظر كعامل فعال حتى تتمكن من الحصول‬
‫عليه ورؤيته بهذه الطريقة؟‬
‫ديرموت‪:‬أعتقد أن الدليل يشير إلى أنك بحاجة إلى هذا التاريخ من التدريب النموذجي ألنواع معينة‬
‫من األطر لتظهر‪.‬‬
‫ستيف‪:‬يبدو لي أن بعض األشياء الموجودة في فصل تيري تتضمن نو ًعا ما األشياء التي يجب القيام بها‬
‫للقيام بذلك‪ .‬خذ أشياء مثل عوامل سكينر التقليدية ؛ وهي تشمل كميات معقولة من هذه األنواع‬
‫من ال عًلقات المعيارية التي يتم تدريبها بشكل مباشر‪ .‬نفس الشيء ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬إذا أخذت‬
‫الدليل األخير مع بروتوكول مارك ديكسون ‪ ،‬حيث بدأ في تدريب هذه العًلقات المشتقة ذات‬
‫الترتيب األعلى ‪ ،‬ولكن فقط بعد تدريبه على قدرة قوية على االستجابة بشكل أكبر بهذه الطرق‬
‫غير التعسفية التي تشكل أسا ًسا لـ هو ‪ -‬هي‪ .‬بعبارة أخرى ‪ ،‬أعتقد أن هذه الطبيعة التكميلية لها‬
‫قد تكون في الواقع أبعد مما تبدو عليه‪.‬‬
‫إيفون بارنز هولمز‪ :‬يفسر التحكم السياقي الجيد الكثير من نجاحنا في هذا التدريب وأعتقد أنه يرتبط بما‬
‫يقوله تيري‪ .‬لدينا أطفال ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬نموذجي وغير نمطي ‪ ،‬ال سيما غير نمطي ‪،‬‬
‫يستطيعون القيام بمهام متبادلة في سياق ومن الواضح أنهم ال يستطيعون ذلك في سياق آخر‪ .‬ال‬
‫يوجد زخم سلوكي كافٍ في النظام لًلستدالل المتبادل للتعميم من سياق إلى آخر‪ .‬أعتقد أن ما يفعله‬
‫عمل تيري هو أنه يشير إلى ا لسياق ‪ ،‬وهناك العديد من الميزات السياقية التي بدأنا اآلن التركيز‬
‫عليها عند تدريب الذخيرة العًلئقية مع األطفال الصغار‪.‬‬
‫ستيف‪:‬يبدو أنه من المحتمل أن يكون المجتمع السلوكي على وشك الدخول في شراكة مع بعض‬
‫األشياء التي يشير إليها تيري وزمًلؤه كذراع تجريبي وممتد‪.‬‬
‫تيري‪ :‬كانت إحدى أولى دراساتي كطالب دراسات عليا هي إعادة النظر في مهام ‪ Piagettian‬الحسية من حيث‬
‫نضج قشرة الفص الجبهي‪ .‬كنت أظن أن ما نراه في مراحل "التعلم" الحسي كان تطوير القدرة على نقل‬
‫التعلم ‪ -‬القدرة على استخدام ما تم تعلمه في سياق واحد وتحويل تلك المعرفة إلى سياق جديد يشارك السمات‬
‫العًلئقية مع السياق األول و‬
‫ولكن مع ميزات تحفيز مختلفة‪ .‬يتضمن تكافؤ المحفزات ‪ ،‬أو أي شيء تريد تسميته ‪ ،‬ميزات‬
‫عًلئقية ‪ ،‬وليس فقط ميزات التحفيز‪ .‬تبين أن التعلم االنتقالي ضعيف التطور عبر األنواع ‪-‬‬
‫بل إنه ضعيف التطور في القرود مثل الشمبانزي والغوريًل‪.‬‬
‫يصبح األطفال جيدًا في نقل التعلم بين سنتين وثًلث سنوات من العمر ‪ ،‬على غرار ما يحدث‬
‫عندما يظهرون بسهولة معادلة التحفيز‪ .‬يحل األطفال األكبر س ًنا هذه األنواع من المهام دون صعوبة‪.‬‬
‫لذلك أعتقد أن أحد العوامل التي يجب أن نأخذها في االعتبار ‪ ،‬عندما نتحدث عن التنمية ‪ ،‬هو أن‬
‫التغييرات التي نًلحظها ليست فقط بسبب التجربة ؛ يتطلب األمر كل من الخبرة وامتًلك جهاز‬
‫عصبي قادر على االستفادة من تلك التجربة‪ .‬يبدو أن هذا عامل حاسم غالبًا ما يتم تجاهله‪.‬‬
‫ديرموت‪:‬أعتقد أننا كنا نتحدث عن بعضنا البعض في تاريخ النظام ‪ ،‬خاصة عند محاولة التعامل مع‬
‫اللغة ‪ ،‬بطريقة لم تكن بالضرورة جيدة ألي منا‪ .‬لكني أعتقد أن ما نراه هنا مختلف‪ .‬لدي فصل‬
‫تيري أمامي اآلن ‪ ،‬ويمكنني رؤية مًلحظاتي في جميع أنحاء المخطوطة بأشياء مثل "نعم ‪ ،‬نعم‬
‫‪ ،‬متوافق مع ‪ RFT‬؛ نعم ‪ ،‬نعم ‪ ،‬منطقي‪ .‬أوه ‪ ،‬هذا مفيد جدًا ؛ أوه ‪ ،‬لم أكن أعرف ذلك ؛‬
‫كبيرا كتبته حيث‬
‫ً‬ ‫سأستخدم ذلك في محاضراتي حول ‪ ." RFT‬ال أعتقد أن هناك "ال" واحدًا‬
‫وجدت أنني أختلف بشكل أساسي‪.‬‬
‫ستيف‪:‬حسنًا ‪ ،‬أعتقد أن الناس سيرون أن هذا صحيح إلى حد كبير في المجلد بأكمله‪ .‬سترى ً‬
‫قدرا‬
‫ضا" ‪ ،‬بل إنها فرصة ‪ ،‬على الرغم من االختًلفات ‪،‬‬ ‫ملحو ً‬
‫ظا من التداخل‪ .‬وليس فقط "أنا أي ً‬
‫لبناء ودعم بعضنا البعض‪.‬‬
‫تيري‪ :‬وال الطبيعة وال التنشئة تتعامل مع القضية برمتها‪ .‬هناك عالم ثالث كامل تجاهلناه ‪ ،‬ما أسميه القيد‬
‫السيميائي‪ .‬لقد تجاهلناها ألننا اعتقدنا أنه إذا كانت ا لرموز تعسفية ‪ ،‬فإن القواعد النحوية إما أن تكون‬
‫مدمجة ‪ ،‬أو تُعطى في أدمغتنا ‪ ،‬أو أنه يتعين علينا إنشاءها من خًلل بعض العمليات التقليدية التي لم‬
‫نقم بها بعد‪.‬‬
‫تم تحليلها بشكل شبه آلي‪ .‬لذا فإن اهتمامي بهذا الفصل والمشروع هو جعل الناس يقولون ‪،‬‬
‫"أوه ‪ ،‬هذه منطقة غير مستكشفة‪".‬‬
‫ستيف‪:‬حسنًا ‪ ،‬دعنا نرى أين يأخذ المجتمع هذه الفرص‪.‬‬
‫الفصل ‪6‬‬

‫األساس التطوري لسلوك المراهقين المحفوف‬


‫بالمخاطر‬
‫بروس جيه إليس‬
‫جامعة يوتا‬

‫خطرا ألنه من المحتمل أن يؤذي األفراد الذين ينخرطون فيه ‪ ،‬أو اآلخرين من حولهم ‪ ،‬أو‬‫ً‬
‫ب‬
‫السلوكيات مثل العدوان ‪ ،‬والجريمة ‪ ،‬واالختًلط ‪ ،‬والقيادة المتهورة ‪ ،‬و غالبًا ما يُطلق على استخدام‬
‫المخدرات‬
‫المجتمع ككل‪ .‬من المرجح أن يشارك المراهقون في هذه السلوكيات أكثر من األشخاص في أي مرحلة أخرى‬
‫من دورة الحياة (معهد الطب [‪ ]IOM‬والمجلس القومي للبحوث [‪ Steinberg‬؛ ‪، NRC] ، 2011‬‬
‫قدرا هائًلً من االهتمام‬
‫‪ .)2008‬وهكذا ‪ ،‬ركز النظام القانوني وصانعو السياسات والعلماء ً‬
‫حول سلوك المراهق المحفوف بالمخاطر كمشكلة تحتاج إلى حل‪.‬‬
‫نظرا للمشاكل التي تسببها سلوكيات المراهقين المحفوفة بالمخاطر ‪ ،‬فمن المغري اعتبارها غير قادرة على‬
‫ً‬
‫التكيف‪ .‬في الواقع ‪ ،‬يعتبر اإلطار المفاهيمي السائد للتفكير في هذه السلوكيات أنها نتائج تنموية سلبية أو‬
‫مضطربة ناشئة عن تجارب الحياة المجهدة (جنبًا إلى جنب مع نقاط الضعف الشخصية أو البيولوجية)‪ .‬وفقًا‬
‫لهذا اإلطار ‪ ،‬األطفال الذين نشأوا في بيئات داعمة وذات موارد جيدة (على سبيل المثال ‪ ،‬الذين يعيشون في‬
‫مجتمعات ذات شبكات اجتماعية وموارد للشباب ؛ الذين لديهم روابط قوية بالمدارس والمعلمين ؛ الذين يستفيدون‬
‫من الرعاية الوالدية والداعمة التي تشمل االنضباط المتسق ؛ الذين يتعرضون ألقران اجتماعيين إيجابيين)‬
‫يميل ون إلى التطور بشكل طبيعي وإظهار السلوك والقيم الصحية‪ .‬في المقابل ‪ ،‬األطفال الذين نشأوا في بيئات‬
‫عالية الضغط (على سبيل المثال ‪ ،‬الذين يعانون من الفقر ‪،‬‬
‫ارتباط الحي ‪ ،‬وفوضى المجتمع ؛ الذين يشعرون باالنفصال عن المعلمين والمدارس ؛ الذين يعانون‬
‫من مستويات عالية من الصراع األسري والعًلقات السلبية مع الوالدين ؛ الذين يتعرضون ألقران‬
‫منحرفين) غالبًا ما يتطورون بشكل غير طبيعي ويظهرون سلوكيات مشكلة تكون مدمرة ألنفسهم‬
‫ولآلخرين‪ .‬تعتبر النتائج التنموية المختلفة "تكيفية مقابل غير قادرة على التكيف" اعتمادًا على مدى‬
‫تع زيزها مقابل تهديدها لصحة الشباب ونموهم وسًلمتهم‪ .‬أشير إلى هذه المجموعة من االفتراضات‬
‫التوجيهية كنموذج علم النفس المرضي التنموي لسلوك المراهقين المحفوف بالمخاطر ( ‪Ellis et al.‬‬
‫‪، 2012).‬‬
‫على الرغم من أن صحة نموذج علم النفس المرضي التطوري يبدو بديهيًا ‪ ،‬إال أن أحد أهداف هذا‬
‫الفصل هو إظهار أنه غير كافٍ وغير مكتمل في الوقت نفسه‪ .‬لفهم السبب ‪ ،‬ضع في اعتبارك أن‬
‫التعريف األساسي للمخاطر هو "احتمال المعاناة من ضرر أو خسارة" (‪.)YourDictionary.com‬‬
‫هذا التعريف ‪ -‬العمود الفقري لمنهج "عامل الخطر" لًلضطراب النفسي والطب الحيوي ‪ -‬يلتقط فقط‬
‫الجانب السلبي للمخاطر دون النظر في سبب المخاطرة بالناس‪ .‬السلوكيات المحفوفة بالمخاطر ليست‬
‫غير قادرة على التكيف إذا كانت الفوائد المتوقعة تفوق التكاليف المتوقعة‪ .‬يأخذ الناس المخاطر المحسوبة‬
‫طوال الوقت ‪ ،‬في جميع مراحل دورة الحياة‪ .‬ال يمكننا اعتبار السلوكيات المحفوفة بالمخاطر بشكل‬
‫نادرا ما يتم إجراء تحليل متوازن‬
‫شرعي غير قادرة على التكيف بنا ًء على تكاليفها فقط‪ .‬ومع ذلك ‪ً ،‬‬
‫للتكلفة والعائد في أدبيات علم النفس المرضي التنموي ‪،‬‬
‫ثم هناك مسألة من المستفيد وفي أي مقياس‪ .‬بقدر ما نؤيد مبدأ "افعل لآلخرين كما تفعل مع اآلخرين" ‪ ،‬غالبًا‬
‫ما يتصرف األشخاص لصالح أنفسهم أو لصالح مجموعة محددة على حساب ‪ ،‬أو على األقل دون مراعاة‬
‫رفاهية ‪ ،‬األفراد والجماعات‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬يمكن أن تؤدي سلوكيات المراهقين المحفوفة بالمخاطر إلى‬
‫ضرر صاف من حيث ظواهر الشخص ورفاهه (على سبيل المثال ‪ ،‬إنتاج مشاعر بائسة أو تقصير الحياة) ‪،‬‬
‫أو رفاهية اآلخرين من حولهم ‪ ،‬أو المجتمع ككل ‪ ،‬ولكن ال يزال تكيفية بالمعنى التطوري‪ .‬ضع في اعتبارك ‪،‬‬
‫على سبيل المثال ‪ ،‬السلوكيات عالية الخطورة التي تعرض المراهقين للخطر و ‪ /‬أو تلحق األذى باآلخرين‬
‫ولكنها تزيد من الهيمنة‬
‫في التسلسل الهرمي االجتماعي والوصول إلى الرفقاء (مثل ؛‪Gallup، O'Brien، & Wilson، 2011‬‬
‫‪ Sylwester & Pawłowski، 2011).‬؛‪Palmer & Tilley، 1995‬‬
‫يجب أن توضح هذه األمثلة أن كلمة "محفوفة بالمخاطر" ليست مثل "غير قادرة على التكيف"‪ .‬المشاكل‬
‫المرتبطة بسلوكيات المراهقين المحفوفة بالمخاطر حقيقية ‪ ،‬وهناك حاجة قوية للحد منها ‪ ،‬ولكن اعتبارها‬
‫مختلة هي مجرد تسمية وليست حًلً‪ .‬بدالً من ذلك ‪ ،‬من منظور تطوري ‪ ،‬تتضمن الحلول القابلة للتطبيق‬
‫فهم وظائف المخاطرة في سياقات حياة المراهقين‪.‬‬
‫على الرغم من أن مراع اة كل من تكاليف وفوائد السلوك المحفوف بالمخاطر هي خطوة أولى حاسمة ‪ ،‬فمن‬
‫المهم تجاوز نماذج التكلفة والفوائد االقتصادية وفهم مفهوم السلوك التكيفي من منظور تطوري‪ .‬تضع النماذج‬
‫االقتصادية التقليدية افتراضات حول تعظيم المنفعة خاطئة للناس من جميع األعمار وخاصة للمراهقين‬
‫(‪ Hodgson & Knudsen‬؛‪ .)2010 ،Beinhocker، 2006‬نحن نوع بيولوجي ‪ ،‬وإن كنا نتمتع‬
‫بقدرات ملحوظة على التغيير النفسي والثقافي‪ .‬لدينا تاريخ تطوري طويل ‪ ،‬والعديد من الرئيسيات ‪ ،‬والثدييات‬
‫‪ ،‬والفقاريات تشاركنا تكيفاتنا‪ .‬المراهقة ‪ ،‬تلك الفترة التنموية التي تنضج فيها الكائنات جنسيا ً وتحاول اقتحام‬
‫حوض التكاثر ‪ ،‬هي فترة من المخاطر المتزايدة في العديد من األنواع (‪ ، )1999 ، Weisfeld‬ويتعين علينا‬
‫أن نفهم السبب من حيث فهم أسباب وعواقب المخاطرة‪ .‬ليس من قبيل المصادفة أن سلوكيات المراهقين المحفوفة‬
‫بالمخاطر تدور حول المقاييس القياسية للنجاح التطوري ‪ -‬البقاء والجنس ‪ -‬والحصول على الموارد والعًلقات‬
‫والحالة االجتماعية التي تضمن هذه النتائج‪.‬‬
‫سأطلق على دراسة سلوك المراهقين المحفوف بالمخاطر من منظور تطوري النموذج التطوري ‪ ،‬على‬
‫عكس نموذج علم النفس المرضي التنموي‪ .‬ال يستبعد النموذجان أحدهما اآلخر ‪ ،‬وكًلهما يشتركان في نفس‬
‫الهدف العملي المتمثل في تقليل السلوكيات المشكلة من أجل المنفعة طويلة األجل لألفراد والمجتمع (بغض‬
‫النظر عن التكيف التطوري للسلوك)‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬يمكن أن يساعدنا النموذج التطوري في تحقيق هذا الهدف من‬
‫خًلل زي ادة فهم المنطق التكيفي والدافع الكامن وراء العديد من سلوكيات المراهقين المحفوفة بالمخاطر ( ‪Ellis‬‬
‫‪ .)2012 ، .et al‬حتى عندما يكون السلوك المحفوف بالمخاطر حقيقيًا‬
‫مرضي (أي ضار من منظور علم النفس المرضي التطوري والنمائي) ‪ ،‬غالبًا ما يكون هناك حاجة إلى‬
‫فهم مفصل للتكيفات في سياق البيئات الماضية والحالية لفهم طبيعة علم األمراض‪.‬‬
‫كل من نموذج علم النفس المرضي التنموي والنموذج التطوري لهما منطق داخلي مقنع يجعلهما يبدوان‬
‫ضا أنه يجب أن‬
‫بديهيين‪ .‬من الواضح أن السلوكيات عالية الخطورة يجب أن تكون مختلة‪ .‬يبدو من الواضح أي ً‬
‫يكون هناك شيء ما فيه لألطفال الذين ينخرطون في هذه السلوكيات‪ .‬أثر نموذج علم النفس المرضي التنموي‬
‫بشدة على التفكير في تنمية المراهقين خًلل نصف القرن الماضي‪ .‬إنه حقًا النموذج السائد‪ .‬يمتلك النموذج‬
‫جذورا تمتد إلى الماضي ‪ ،‬لكنه بدأ ينضج فقط خًلل العقدين الماضيين وال يزال غير معروف نسبيًا‬
‫ً‬ ‫التطوري‬
‫من قبل علماء النفس التنموي‪ .‬باالعتماد على ‪ ، ) 2012( .Ellis et al‬يحاول هذا الفصل تجميع هذه القطع‬
‫معًا وتطبيقها على سلوك المراهق المحفوف بالمخاطر‪.‬‬
‫يتناقض النموذج التطوري مع نموذج علم النفس المرضي التنموي ‪ ،‬والذي يؤكد أن التعرض للشدائد‬
‫البيئية يضع األطفال والمراهقين في خطر مرتفع لتطوير المشكًلت المعرفية واالجتماعية والعاطفية‬
‫والصحية (على سبيل المثال ‪ .)2009 ، Shonkoff ، Boyce ، & McEwen ،‬على الرغم من أن‬
‫ضا التأثيرات القوية لإلجهاد البيئي ‪ ،‬فإن علم النفس المرضي التنموي والنماذج‬ ‫النماذج التطورية تدرك أي ً‬
‫التطورية تصور اإلجهاد البيئي والشدائد ‪ ،‬فضًلً عن الموارد البيئية والدعم ‪ ،‬بطريقة مختلفة‪ .‬وفقًا لنموذج‬
‫علم النفس المرضي التنموي ‪ ،‬فإن البيئات اإليجابية أو الداعمة ‪ ،‬بحكم التعريف ‪ ،‬تعزز النتائج التنموية‬
‫"الجيدة" (على النحو المحدد بالقيم الغربية السائدة ؛ على سبيل المثال ‪ ،‬الصحة ‪ ،‬السعادة ‪ ،‬االرتباط اآلمن‬
‫‪ ،‬تقدير الذات العالي ‪ ،‬تنظيم العواطف ‪،‬‬
‫في المقابل ‪ ،‬من منظور تطوري ‪ ،‬توفر البيئات ذات الطابع اإليجابي بشكل غير متناسب الموارد والدعم‬
‫الذي يعزز اللياقة البدنية ‪ ،‬في حين أن ا لبيئات ذات الطابع السلبي تجسد بشكل غير متناسب الضغوطات والشدائد‬
‫التي تقوض اللياقة‪ .‬يفترض النموذج التطوري أن االنتقاء الطبيعي شكل آلياتنا العصبية الحيوية الكتشاف‬
‫واالستجابة للنسب المختلفة للتكاليف والفوائد التي توفرها البيئات اإليجابية مقابل السلبية‪ .‬األهم من ذلك ‪ ،‬أن‬
‫هذه االستجابات ليست عشوائية ولكنها تعمل بدالً من ذلك على معايرة استراتيجيات النمو والسلوك بشكل تكيفي‬
‫لمطابقة تلك البيئات (على سبيل المثال ‪ Del Giudice ،‬؛ ‪Belsky ، Steinberg ، & Draper ، 1991‬‬
‫‪، Ellis ،‬‬
‫& شيرتكليف ‪ .)2011 ،‬تتحدى هذه النظرة للتنمية التحليل النفسي المرضي السائد للنتائج المختلة في ظروف‬
‫الشدائد‪ .‬على وجه الخصوص ‪ ،‬يؤكد المنظور التطوري أن كًل من البيئات المجهدة والداعمة كانت جز ًءا من‬
‫التجربة اإلنسانية طوال تاريخنا ‪ ،‬وأن األنظمة التنموية التي شكلها االنتقاء الطبيعي تستجيب بشكل تكيفي لكًل‬
‫النوعين من السياقات ( ‪Ellis ، Boyce ، Belsky ، Bakermans-Kranenburg ، & Van‬‬
‫‪ Ellis et al‬؛‪ .) 2012 ،.IJzendoorn، 2011‬وبالتالي ‪ ،‬فإن البيئات المجهدة ال تزعج التنمية بقدر ما‬
‫تزعجها أو تنظمها نحو استراتيجيات قابلة للتكيف في ظل ظروف مرهقة (أو على األقل كانت متكيفة خًلل‬
‫‪5‬‬
‫تاريخنا التطوري)‪.‬‬
‫من المهم مًلحظة أن التكيف األمثل (بالمعنى التطوري) للبيئات الصعبة ال يخلو من عواقب وتكاليف حقيقية‪.‬‬
‫غالبًا ما تضر البيئات القاسية بالناس أو تقتلهم ‪ ،‬وحقيقة أن األطفال والمراهقين يتأقلمون من الناحية التطورية‬
‫مع ظروف التربية هذه (تمت المراجعة في ؛‪Ellis، Figueredo، Brumbach، Schlomer، 2009‬‬
‫‪ ) 2008 ،Pollak‬ال تعني أن مثل هذه الظروف إما تعزز صحة الطفل‪ -‬أن تكون أو يجب أن يتم تقبلها على‬
‫أنها حقائق غير قابلة للتعديل في الحياة (على سبيل المثال ‪" ،‬مغالطة ديفيد هيوم الطبيعية")‪ .‬تم ِّكن التكيفات‬
‫التنموية مع البيئات عالية الضغط األفراد من تحقيق أقصى استفادة من المواقف السيئة (أي التخفيف من تكاليف‬
‫اللياقة البدنية التي ال مفر منها) ‪ ،‬على الرغم من أن "األفضل" قد ال يزال يشكل استراتيجية عالية المخاطر‬
‫تعرض صحة الشخص وبقائه للخطر ( على سبيل المثال ‪ Shonkoff et al ،‬؛ ‪، .Mulvihill ، 2005‬‬
‫ضارا برفاهية المجتمع ككل على المدى الطويل‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬هناك رواية حقيقية‬ ‫ً‬ ‫‪ )2009‬وقد يكون‬
‫البيئات ‪ ،‬مثل دور األيتام الرومانية أو األوكرانية ( ‪Dobrova-Krol ، Van IJzendoorn ،‬‬
‫‪ ، ) 2010 ، Bakerman-Kranenburg ، & Juffer‬التي تتجاوز النطاق المعياري للظروف التي‬
‫واجهتها على التطور البشري‪ .‬ال يمكن أن يؤدي االختيار ببساطة إلى تشكيل أدمغة األطفال وأجسادهم لًلستجابة‬
‫بشكل تكيفي للتربية الجماعية من قبل مقدمي الرعاية المدفوعين ‪ ،‬والقائمين على الرعاية ‪ ،‬وغير األقارب‬
‫(‪ .) 1999 ، Hrdy‬من المتوقع أن يؤدي التعرض لمثل هذه الظروف الصعبة (التطورية) غير المسبوقة إلى‬
‫إحداث تطور مرضي ‪ ،‬وليس استراتيجيات تكيفية تطورية (كما هو موضح أدناه)‪.‬‬
‫قاد نموذج علم النفس المرضي التنموي الباحثين إلى التركيز على اآلثار الضارة للبيئات المعاكسة ‪،‬‬
‫مثل ت أثير الضغوط العائلية والبيئية على نتائج الصحة العقلية (على سبيل المثال ‪ ،‬بداية علم النفس‬
‫المرضي لدى المراهقين)‪ .‬يُنظر إلى السلوك المختل في مرحلة المراهقة على أنه نتيجة طبيعية للتعرض‬
‫لسياقات اجتماعية بيئية قاسية أو غير متوقعة أو ال يمكن السيطرة عليها‪ .‬وبالتالي فإن نموذج علم النفس‬
‫المرضي التنموي يركز بشكل غير ضروري على التكاليف المتوقعة ويتجاهل إلى حد كبير الفوائد‬
‫المتوقعة من المخاطرة ‪ ،‬مما يجعل من الصعب شرح دوافع المراهقين للسلوك المحفوف بالمخاطر‪ .‬كما‬
‫ناقش إليس وزمًلؤه (‪ ، )2012‬أدى هذا التحيز إلى إهمال المجال لسؤال بالغ األهمية‪ :‬ما الذي يحتويه‬
‫المراهق؟‬
‫نظرا ألن استراتيجيات المخاطرة المختلفة من المحتمل أن تكون قابلة للتكيف أو غير قادرة على التكيف ‪،‬‬
‫ً‬
‫اعتمادًا على السياق ‪ ،‬يمكننا أن نتوقع من االنتقاء الطبيعي تفضيل استراتيجيات المخاطرة التي تعتمد على‬
‫إشارات بيئية موثوقة وصحيحة‪ .‬محور هذا المنظور هو مفهوم التكيف الشرطي‪" :‬اآلليات المتطورة التي‬
‫تكتشف وتستجيب لميزات معينة لبيئات الطفولة ‪ ،‬والميزات التي أثبتت موثوقيتها عبر الزمن التطوري في‬
‫التنبؤ بطبيعة العالم االجتماعي والمادي الذي سينضج فيه األطفال ‪ ،‬و مسارات التطور الجيني التي تطابقت‬
‫بشكل موثوق مع تلك السمات خًلل التاريخ االنتقائي الطبيعي لألنواع "(‪ ، 2005 ، Boyce & Ellis‬ص‬
‫‪ 290‬؛ للحصول على معالجة شاملة للتكيف الشرطي ‪ ،‬انظر ‪ .)2003 ، West-Eberhard‬تدعم التكيفات‬
‫الشرطية تطوير استراتيجيات البقاء على قيد الحياة والتكاثر ‪ ،‬وبالتالي تمكن األفراد من العمل بكفاءة في‬
‫مجموعة متنوعة من البيئات المختلفة‪ .‬ينظر إليها من داخل هذا اإلطار ‪ ،‬المراهق الذي‬
‫يستجيب لبيئة خطرة من خًلل تطوير المرفقات غير اآلمنة ‪ ،‬واعتماد توجه شخصي انتهازي ‪ ،‬واالنخراط في‬
‫مجموعة من السلوكيات الخارجية ‪ ،‬والحفاظ على الظهور الجنسي المبكر ال يقل وظيفيًا عن المراهق الذي‬
‫يستجيب لبيئة اجتماعية جيدة الموارد وداعمة من خًلل تطوير الخصائص والتوجهات المتعارضة (انظر‬
‫‪ Ellis et al. ، 2011).‬؛ ‪Belsky et al. ، 1991‬‬
‫باختصار ‪ ،‬فإن نموذج علم النفس المرضي التنموي محدود في قدرته على شرح أنماط سلوك المراهقين‬
‫المحفوف بالمخاطر ألنه ال يمثل بشكل صريح القيود التطورية ‪ -‬كيف شكل االنتقاء الطبيعي دماغ المراهق‬
‫لًلستجابة للفرص والتحديات البيئية ‪ -‬وال يعالج بشكل كاف سبب ظهور المراهقين‪ .‬االنخراط في سلوكيات‬
‫المخاطرة في المقام األول‪ .‬إ ن تفسير السلوكيات عالية الخطورة على أنها تكيفية بالمعنى التطوري ال يبرر‬
‫السلوك عالي الخطورة بالمعنى المعياري ؛ ومع ذلك ‪ ،‬من خًلل توفير وجهة نظر فريدة من نوعها حول‬
‫وظائف سلوك المراهقين المحفوف بالمخاطر ‪ ،‬يمكن للنموذج التطوري أن يؤدي إلى حلول عملية لم تكن‬
‫وشيكة من منظور علم النفس المرضي التنموي (‪Ellis et al. ، 2012).‬‬

‫تحول المراهقين هو نقطة انعطاف في تطوير الكفاءات االجتماعية‪-‬‬


‫التنافسية وتحديد المسارات االجتماعية واإلنجابية‬
‫تمتد فترة المراهقة على مدى السنوات من بداية سن البلوغ حتى بداية مرحلة البلوغ ‪ ،‬وهي في األساس‬
‫انتقال من مرحلة ما قبل اإلنجاب إلى مرحلة التكاثر في مدى الحياة‪ .‬يقوم الشخص النامي بإعادة تخصيص‬
‫الطاقة والموارد نحو التحول إلى فرد كفؤ باإلنجاب‪ .‬من منظور تطوري ‪ ،‬تتمثل الوظيفة الرئيسية للمراهقة‬
‫في الوصول إلى الوضع اإلنجابي ‪ -‬لتطوير الكفاءات الجسدية واالجتماعية الًلزمة للوصول إلى مورد‬
‫بيولوجي جديد ومتنازع عليه بشدة‪ :‬الجنس ‪ ،‬وفي نهاية المطاف ‪ ،‬التكاثر‪ .‬كل من االختًلط الجنسي وشدة‬
‫المنافسة الجنسية خًلل الذروة‬
‫المراهقة والبلوغ المبكر (‪ Weisfeld & Coleman‬؛‪ ، )2005 ،Weisfeld، 1999‬عندما لم يجد‬
‫مستقرا وسوق التزاوج مفتو ًحا إلى أقصى حد‪ .‬قد يساعد هذا الوقت من االختًلط‬ ‫ً‬ ‫معظم الناس بعد شري ًكا‬
‫والمنافسة المتزايدة الشباب على تحديد حالتهم الخاصة وجاذبيتهم ‪ ،‬وتحسين تفضيًلتهم ‪ ،‬وممارسة‬
‫استراتيجيات جذب الشريك (‪ .)2005 ، Weisfeld & Coleman‬هذه العمليات أساسية لتأسيس الهوية‬
‫في مرحلة المراهقة‪ .‬األهم من ذلك ‪ ،‬أن انتقال المراهقين هو نقطة انعطاف (أي فترة حساسة للتغيير) في‬
‫المسارات التنموية للحالة ‪ ،‬والتحكم في الموارد ‪ ،‬ونجاح التزاوج ‪ ،‬والنتائج األخرى ذات الصلة باللياقة‬
‫البدنية (‪Ellis et al. ، 2012).‬‬
‫لتحقيق النجا ح في المرحلة االنتقالية الحرجة للمراهقين ‪ ،‬فضل االنتقاء الطبيعي مجموعة منسقة من‬
‫عا بالتغيرات النضجية في إفراز‬ ‫التغييرات السريعة والمتقطعة ‪ -‬البلوغ ‪ -‬عبر مجاالت تنموية متعددة‪ .‬مدفو ً‬
‫هرمونات النمو ‪ ،‬وأندروجينات الغدة الكظرية ‪ ،‬والمنشطات التناسلية ‪ ،‬يشمل تطور البلوغ نضج الخصائص‬
‫الجنسية األولية والثانوية ‪ ،‬والتغيرات السريعة في التمثيل الغذائي والنمو البدني ‪ ،‬وتفعيل الدوافع والدوافع‬
‫الجديدة ‪ ،‬ومجموعة واسعة من االجتماعية ‪ ،‬التغيرات السلوكية والعاطفية (الجدول ‪ .)1‬تعمل هذه العمليات‬
‫الخاصة بالبلوغ على بناء القدرة اإل نجابية وزيادة الكفاءات االجتماعية التنافسية لدى الفتيان والفتيات‪ .‬وبالتالي‬
‫‪ ،‬يزيد الطول والوزن والعضًلت‪ .‬بروز الفكين وعظام الوجنتين‪ .‬ظهور شعر الجسم والوجه‪ .‬زيادة قدرة القلب‬
‫واألوعية الدموية وقوة الجزء العلوي من الجسم وقوة القبضة ؛ واألكتاف األوسع نطاقا تجعل جسم الذكر أكثر‬
‫صًلبة وقوة وجاذبية جنسية لإلناث‪ .‬إن نمو الثدي ‪ ،‬والشفاه الممتلئة ‪ ،‬واتساع الوركين ‪ ،‬وتراكم الدهون ‪،‬‬
‫وبلوغ الطول والوزن عند البالغين تشير إلى الخصوبة وتجعل الجسم األنثوي أكثر جاذبية من الناحية الجنسية‬
‫للذكور‪ .‬التغييرات في معدالت األيض واسته ًلك الطعام وأنماط النوم تدعم هذا التحول الجسدي‪ .‬يزيد تحول‬
‫ضا من النشاط الليلي (عندما يحدث معظم السلوك الجنسي والرومانسي)‪ .‬تزيد الرغبة الجنسية‬ ‫مرحلة المراهقة أي ً‬
‫المتزايدة الدافع لمتابعة عًلقات التزاوج وجذبها والمحافظة عليها‪ .‬زيادة البحث عن اإلحساس واالستجابة‬
‫العاطفية تعزز البحث عن الحداثة واالستكشاف وقد تزيد من السعي وراء المكافآت االجتماعية‪.‬‬
‫وتعكس المنافسة عالية المخاطر التي تحدث في مرحلة المراهقة على الجنس والوضع والتحالفات‬
‫االجتماعية‪ .‬غالبًا ما يكون للسلوكيات المنحرفة والمحفوفة بالمخاطر (على سبيل المثال ‪ ،‬الجريمة ‪ ،‬وكسر‬
‫القواعد ‪ ،‬والقتال ‪ ،‬والقيادة المحفوفة بالمخاطر ‪ ،‬وألعاب الشرب) وظائف إشارات تعزز سمعة الشجاعة‬
‫والمتانة ويمكنها االستفادة من المركز في التسلسًلت الهرمية المهيمنة ‪ ،‬خاصة بالنسبة للذكور‪ .‬يزيد االبتعاد‬
‫عن العًلقات بين الوالدين والطفل من االستقًللية ويعيد توجيه المراهق نحو عًلقات األقران وحلبة التزاوج‪.‬‬
‫قد تعكس زيادة مستويات القلق واالكتئاب لدى الفتيات الحساسية المتزايدة للتقييمات االجتماعية السلبية‬
‫(نناقشها أدناه)‪ .‬على الرغم من أن أي تغيير محدد خاص بالبلوغ مدرج في الجدول ‪ 1‬قد يكون متواضعًا‬
‫في الحجم ‪ ،‬إذا تم جمعه معًا ‪ ،‬فإن التحول البلوغ مثير‪.‬‬

‫الجدول ‪ .1‬التغيرات المورفولوجية والسلوكية البيولوجية‬


‫الخاصة بالبلوغ (بغض النظر عن العمر)‬
‫مقتبس من ‪ )2012( .Ellis et al‬؛ تم اإلبًلغ عن االستشهادات لدعم العمل التجريبي فيه‪.‬‬

‫التغيير الخاص بالبلوغ‬

‫‪ .1‬التطور الجنسي‪ .‬نضوج الخصائص الجنسية األولية والثانوية‪ .‬طفرة النمو في الطول والوزن‪ .‬كل مرحلة من مراحل تطور‬
‫البلوغ تحرك المراهق نحو قدرة أكبر على اإلنجاب الجسدي‪.‬‬

‫‪ .2‬ينام‪ .‬يحدث التحول اليومي في تفضيل توقيت النوم ‪ ،‬مع بداية النوم في وقت الحق وأوقات الصعود في الصباح ‪ ،‬في‬
‫منتصف سن البلوغ‪ .‬زيادة النعاس ‪ ،‬والتي قد تشير إلى الحاجة المتزايدة للنوم ‪ ،‬مرتبطة بنمو البلوغ األكثر تقد ًما‪.‬‬

‫‪ .3‬الشهية واألكل‪ .‬يزيد إجمالي مدخول السعرات الحرارية خًلل مراحل تطور البلوغ ‪ ،‬مع زيادة بنسبة ‪ 50‬في المائة‬
‫تقريبًا من مرحلة ما قبل البلوغ إلى سن البلوغ المتأخر‪ .‬تحدث الزيادات الحادة من فترة ما قبل البلوغ إلى منتصفه عند‬
‫الفتيات ومن منتصف البلوغ إلى أواخره عند األوالد ‪ ،‬وهو ما يقابل فترات النمو األسرع عند اإلناث والذكور ‪ ،‬على‬
‫التوالي‪.‬‬

‫‪ .4‬الدافع الجنسي‪.‬تزيد كل مرحلة من مراحل تطور البلوغ من احتمالية االنخراط في عًلقة عاطفية (على سبيل المثال ‪،‬‬
‫المواعدة) ‪ ،‬والنشاط الجنسي ‪ ،‬والتحرش الجنسي‬
‫أفراد الجنس اآلخر ‪ ،‬و "واقع في الحب"‪ .‬تنطبق التأثيرات عمو ًما على كل من األوالد والبنات‪.‬‬

‫‪ .5‬البحث عن اإلحساس(الرغبة أو اإلعجاب بالخبرات عالية اإلثارة واإلثارة)‪ .‬يُظهر األوالد والبنات الذين يعانون من‬
‫تطور سن البلوغ المتقدم مستويات أعلى من البحث عن اإلحساس وتعاطي المخدرات بشكل أكبر‪.‬‬

‫ً‬
‫تفاعًل‬ ‫‪ .6‬التفاعل العاطفي‪.‬يُظهر األوالد والبنات ذوو نمو البلوغ األكثر تقد ًما (ما قبل إلى مبكر مقابل منتصف إلى متأخر)‬
‫أكبر لألنظمة السلوكية العصبية التي تشارك في معالجة المعلومات العاطفية‪.‬‬

‫‪ .7‬العدوان ‪ /‬الجنوح‪ .‬يرتبط التقدم خًلل كل مرحلة من مراحل تانر بزيادة مستويات العدوانية واالنحراف في كل من‬
‫األوالد والبنات‪.‬‬

‫‪ .8‬الهيمنة االجتماعية‪ .‬أثناء نضج البلوغ ‪ ،‬ترتبط المستويات المرتفعة من هرمون التستوستيرون بالهيمنة االجتماعية أو‬
‫الفاعلية األكبر لدى األوالد‪ .‬يبدو أن هذه العًلقة أقوى عند األوالد الذين ينتمون إلى أقران غير متعمدين‪.‬‬

‫‪ .9‬الصراع بين الوالدين والطفل‪ .‬يزداد الصراع ‪ /‬المسافة بين الوالدين والطفل ويقل الدفء بين الوالدين والطفل خًلل فترة‬
‫البلوغ‪ .‬تشير بعض األبحاث إلى وجود عًلقة منحنية ‪ ،‬مع ذروة الصراع ‪ /‬المسافة في منتصف سن البلوغ‪ .‬تنطبق التأثيرات‬
‫عمو ًما على كل من األوالد والبنات‪.‬‬

‫‪ .10‬االكتئاب والقلق‪.‬يرتبط نضج البلوغ األكثر تقد ًما ‪ ،‬وكذلك التغيرات األساسية في مستويات هرمون البلوغ ‪ ،‬بمزيد من‬
‫أعراض االكتئاب والقلق وإدراك أكبر للتوتر لدى الفتيات‪.‬‬

‫التغييرات العصبية الخاصة بالبلوغ ‪ ،‬جنبًا إلى جنب مع التغيرات المعتمدة على العمر والخبرة في دماغ‬
‫المراهق ‪ ،‬تجعل المراهقة البشرية فترة إعادة تنظيم متشابك رئيسي وديناميكي ‪ ،‬بد ًءا من تكوين الخًليا العصبية‬
‫إلى موت الخًليا المبرمج ‪ ،‬وتكوين وتقليم التشعبات والمشابك ‪ ،‬وتكوين النخاع ‪ ،‬والتمايز الجنسي (بًلكمور‬
‫& ميلز ‪ 2014 ،‬؛ ‪ Piekarski‬وآخرون ‪ .) 2016 ،‬لقد تم االفتراض بأن إعادة تشكيل الدوائر السلوكية‬
‫وصقلها يفتح الدماغ على المدخًلت البيئية وبالتالي يخلق فترة حساسة للتعلم والتغيير التنموي ( ‪Blakemore‬‬
‫‪ Piekarski et al‬؛ ‪ .) 2016 ، .& Mills ، 2014‬وبالتالي قد تشكل المراهقة نافذة للضعف والفرص‬
‫‪ -‬نقطة انعطاف حيث يمكن للتجارب أن تؤثر بشكل غير متناسب على مسارات النمو‪.‬‬
‫تمشيا مع فرضية الفترة الحساسة ‪ ،‬هناك زيادة كبيرة خًلل فترة المراهقة في الوفاة والعجز (على سبيل‬
‫المثال ‪ ،‬معدالت المراضة والوفيات في الواليات المتحدة) المتعلقة باالكتئاب ‪ ،‬واضطرابات األكل ‪ ،‬وتعاطي‬
‫الكحول والمواد األخرى ‪ ،‬والحوادث ‪ ،‬واالنتحار ‪ ،‬والقتل ‪ ،‬والسلوك المتهور ‪ ،‬والعنف والسلوك الجنسي‬
‫المحفوف بالمخاطر (‪ Steinberg‬؛‪ .)2008 ،IOM & NRC، 2011‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫ضا وقت رئيسي في تطوير‬ ‫معدالت االعتًلل والوفيات التي يمكن قياسها بشكل مباشر ‪ ،‬فإن المراهقة هي أي ً‬
‫العديد من السلوكيات والعادات غير الصحية (مثل تدخين السجائر وتعاطي المخدرات واضطرابات األكل) التي‬
‫سيك ون لها تأثير سلبي هائل على الصحة على المدى الطويل عبر فترات العمر‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬في الوقت نفسه ‪،‬‬
‫تعتبر المراهقة فترة رئيسية من الفرص للتأثير على مسارات النمو في اتجاهات إيجابية‪ .‬إنه الوقت الذي يطور‬
‫فيه الشباب عادات واهتمامات صحية المهارات والميول ‪ ،‬ومواءمة دوافعهم وإلهامهم نحو األهداف اإليجابية‪.‬‬
‫على المستوى النفسي ‪ ،‬غالبًا ما يتم تعزيز هذه التغييرات وإعادة التنظيم التي تحدث في مرحلة المراهقة من‬
‫خًلل تكوين الهوية‪.‬‬
‫من منظور تطوري ‪ ،‬تعتبر عمليات انعطاف المراهقين وعمليات تكوين الهوية المرتبطة بها بالغة األهمية‬
‫ألنها تنظم تطوير استراتيجيات إنجابية بديلة (انظر ‪ .)2012 ، .Ellis et al‬تتفاعل خبرات النضج في مرحلة‬
‫المراهقة مع السياق االجتماعي لتشكيل مسارات اجتماعية وإنجابية طويلة األجل‪ .‬بين الذكور ‪ ،‬يميل األوالد‬
‫مبكرا إلى أن يكونوا أطول وأقوى من أقرانهم في نفس العمر ‪ ،‬وغالبًا ما يحصلون على مكانة عالية‬ ‫ً‬ ‫الناضجون‬
‫داخل مجموعة األقران (تمت المراجعة في ‪ .)1999 ، Weisfeld‬وجد جونز (‪ )1957‬أن األوالد في سن‬
‫مبكرة كانوا أكثر اتزانًا اجتماعيًا وأقل قلقًا في مرحلة المراهقة‪ .‬في التحليًلت الطولية ‪ ،‬هؤالء األوالد ‪ ،‬على‬
‫الرغم من أنهم حققوا فقط نفس االرتفاع النهائي مثل أقرانهم الذين بلغوا الحقًا ‪ ،‬ظلوا أكثر ثقة بالنفس في مرحلة‬
‫البلوغ ‪ ،‬وسجلوا درجات أعلى في خصائص الشخصية المرتبطة بالهيمنة ‪ ،‬وكانوا أكثر عرضة لتقلد مناصب‬
‫تنفيذية في حياتهم المهنية‪ .‬في دراسة طولية أكثر حداثة ‪ ،‬الطول الذي تم بلوغه في مرحلة المراهقة ‪ ،‬بدالً من‬
‫الطول النهائي للبالغين ‪ ،‬كان متوقعًا بشكل إيجابي للدخل لدى الذكور البالغين ( ‪Persico ، Postlewaite‬‬
‫‪ ، ) 2004 ، ، & Silverman‬مما يشير مرة أخرى إلى عواقب طويلة المدى لـ "المكانة" في مرحلة المراهقة‪.‬‬
‫مبكرا) توج ًها اجتماعيًا جنسيًا‬
‫ً‬ ‫مبكرا (ولكن ليس الفتيات الناضجات‬ ‫ً‬ ‫أخيرا ‪ ،‬يُظهر األوالد الناضجون‬
‫ً‬
‫غير مقيد (أي استعداد أكبر لًلنخراط في ممارسة الجنس العرضي) ولديهم عدد أكبر من الشركاء‬
‫الجنسيين مدى الحياة في سن الرشد مقارنة باألوالد المتأخرين ( ؛‪Ostovich & Sabini، 2005‬‬
‫‪ .) 2004 ،see also Ellis‬ومن المثير لًلهتمام ‪ ،‬أن حالة البلوغ مرتبطة بوضوح بمستويات السلوك‬
‫العدواني ‪ /‬المنحرف لدى األوالد البالغين ‪ ،‬لكن توقيت البلوغ ال يغذي للتنبؤ بالسلوك العدواني ‪/‬‬
‫المنحرف لدى الشباب (نجمان وآخرون ‪ .) 2009 ،‬قد تكون الحالة التي تم الحصول عليها في مرحلة‬
‫المراهقة طويلة األمد وتجنب الحاجة إلى سلوكيات خارجية مرتفعة في مرحلة البلوغ‪.‬‬
‫كما وثقت األبحاث الحالية العواقب طويلة المدى لتطور البلوغ المبكر عند الفتيات‪ .‬تميل النساء اللواتي‬
‫عانين من تطور البلوغ المبكر ‪ ،‬مقارنة بأقرانهن الًلئي بلغن الح ًقا ‪ ،‬إلى الحصول على مستويات أعلى‬
‫من استراديول المصل وتركيزات الجلوبيولين المرتبطة بالهرمونات الجنسية التي تستمر حتى سن العشرين‬
‫إلى الثًلثين ؛ لديهم فترات أقصر من نقص الخصوبة لدى المراهقين (الفترة بين الحيض وبلوغ دورات‬
‫الحيض الخصبة) ؛ تجربة سن مبكرة من االتصال الجنسي األول والحمل األول والوالدة األولى ؛ عرض‬
‫تقييمات ضمنية أكثر سلبية للرجال في مرحلة البلوغ المبكرة ؛ تحقيق نتائج تعليمية وحالة مهنية منخفضة‬
‫واالنخراط في سلوك أكثر عدوانية ‪ /‬انحراف كشباب ؛ وهي أثقل ‪ ،‬وتحمل المزيد من الدهون في الجسم ‪،‬‬
‫وعرض أحمال تباين أعلى (" البلى" البيولوجي التراكمي ") في مرحلة المراهقة والبلوغ المبكر (تمت‬
‫مراجعته في ‪ .)2012 ، .Ellis et al‬يمكن تصور هذه التأثيرات كجزء من سلسلة التطور التي تتنبأ فيها‬
‫الظروف البيئية المبكرة (على سبيل المثال ‪ ،‬ندرة الموارد أو عدم القدرة على التنبؤ بها ‪ ،‬والعًلقات األسرية‬
‫المتضاربة ‪ ،‬ونقص الدفء والدعم الوالدين) بنضج البلوغ المبكر عند الفتيات ( ‪Belsky ، Steinberg‬‬
‫‪ Mendle، Ryan، & McKone‬؛‪ Ellis، 2004‬؛‪ ، )2016 ،، & Draper ، 1991‬والذي بدوره‬
‫ينظم األبعاد المهمة للتنمية االجتماعية واإلنجابية (انظر بشكل خاص ‪Baams، Dubas،‬‬
‫‪ Belsky، Steinberg، Houts، Halpern- Felsher،‬؛‪Overbeek، & Van Aken، 2015‬‬
‫‪ James، Ellis، Schlomer، & Garber، 2012).‬؛‪2010‬‬
‫سواء تم قياسها من حيث علم النفس المرضي التنموي أو اللياقة اإلنجابية ‪ ،‬فإن الكثير على المحك في‬
‫انتقال المراهقين‪ .‬لهذا السبب ‪ ،‬أفترض أن االنتقاء الطبيعي يفضل االستجابات العاطفية والسلوكية القوية‬
‫بشكل خاص للنجاحات االجتماعية والفشل في هذه المرحلة‪ .‬تتفق هذه الفرضية مع (‪ )1‬بيانات حيوانية‬
‫تظهر زيادة التعرض لإلجهاد في مرحلة المراهقة ‪ ،‬خاصة بين اإلناث ‪ ،‬نتيجة لزيادة التعبير عن مستقبًلت‬
‫الجلوكوكو رتيكويد في القشرة واستجابات الكورتيكوستيرون األقوى واألطول فترة بعد اإلجهاد الحاد‬
‫(‪ )2008 ، Andersen & Teicher‬؛ و (‪ ) 2‬البيانات البشرية التي تظهر تفاعلية متزايدة ألنظمة الغدد‬
‫الصماء العصبية الحساسة للتوتر خًلل االنتقال إلى المراهقة ( ‪Gunnar، Wewerka، Frenn،‬‬
‫‪ Stroud et al.، 2009).‬؛‪Long، & Griggs، 2009‬‬
‫من بين األفراد الذين تكون ظروفهم أو ظروفهم الحالية تنبئًا بالفشل اإلنجابي المستقبلي (على سبيل‬
‫المثال ‪ ،‬الشباب العاطلين عن العمل وغير المتزوجين والمهمشين مع القليل من الموارد أو اآلفاق) ‪ ،‬فإن‬
‫االستراتيجيات منخفضة المخاطر التي تقلل التباين في النتائج لها فائدة محدودة‪ .‬على النقيض من ذلك ‪ ،‬فإن‬
‫األنشطة عالية الخطورة (على سبيل المثال ‪ ،‬المنافسة المواجهة والخطيرة مع الذكور اآلخرين ‪ ،‬وعضوية‬
‫ً‬
‫احتماال‬ ‫العصابات ‪ ،‬واألنشطة اإلجرامية) ‪ ،‬والتي تزيد من التباين في النتائج بحكم تعريفها ‪ ،‬تصبح أكثر‬
‫‪ -‬بل حتى جذابة ‪ -‬ألن النجاح في هذه األنشطة يمكن أن يؤدي إلى لياقة ال يمكن الحصول عليها‪ .‬الفوائد‬
‫لألفراد المحرومين (‪ .)1985 ، Wilson & Daly‬في هذا المعنى ‪ ،‬قد يزيد السلوك المحفوف بالمخاطر‬
‫استراتيجيًا من الوصول إلى الحالة والموارد والتزاوج ‪ -‬ركائز النجاح اإلنجابي‪ .‬تدعم البيانات الشاملة هذا‬
‫التنظير ‪ ،‬إظهار معدالت مرتفعة بشكل ملحوظ من العنف بين الشباب والفقراء والمهمشين الذكور (على‬
‫سبيل المثال ‪ ،‬آرتشر ‪ - )2009 ،‬وهي مجموعة قد تكون مسؤولة إلى حد كبير عن االرتفاع الدراماتيكي‬
‫في العنف الجسيم واالن حراف في مرحلة المراهقة‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬ترتبط سلوكيات عدوانية األقران‬
‫والمخاطرة بين المراهقين بشكل موثوق بفرص التزاوج األكبر ( ‪ Palmer‬؛ ‪Gallup et al. ، 2011‬‬
‫‪ Sylwester & Pawłowski ، 2011).‬؛ ‪& Tilley ، 1995‬‬
‫الوجه اآلخر للعملة هو ارتفاع حاد في معدالت االكتئاب والقلق لدى الفتيات المراهقات‪ .‬يعد الدعم‬
‫االجتماعي أحد الموارد البالغة األهمية على المحك بالنسبة للفتيات المراهقات‪ .‬البشر يتكاثرون بشكل‬
‫تعاوني‬
‫األنواع (‪ ، ) 2009 ، Hrdy‬وتعتمد النساء في المجتمعات التقليدية على شبكة اجتماعية ممتدة ‪ ،‬بما في ذلك‬
‫الرفقا ء والحلفاء ‪ ،‬للمساعدة في تربية ذرية باهظة الثمن للغاية ‪ ،‬والحصول على الموارد ومشاركتها ‪ ،‬وتوفير‬
‫الحماية‪ .‬على مدار التاريخ التطوري ‪ ،‬ربما كانت المراهقة فترة حرجة بالنسبة للفتيات لتطوير قاعدتهن‬
‫االجتماعية ومهارات العًلقات‪ .‬لهذا السبب ‪ ،‬أفترض أن االختيار فضل الحساسية المتزايدة للتهديدات والفرص‬
‫فيما يتعلق بتكوين العًلقات االجتماعية لدى الفتيات المراهقات‪ .‬بما يتفق مع هذه الفرضية ‪ ،‬فإن المراهقات‬
‫أكثر قلقًا من الفتيان المراهقين بشأن التقييم السلبي ‪ ،‬ولديهم حاجة أكبر للموافقة االجتماعية ‪ ،‬ويكونون أكثر‬
‫تعاطفا ً ‪ ،‬وأكثر تفاعًل ً مع الصراع بين األشخاص وضغط األقران (تمت المراجعة في & ‪Andrews‬‬
‫‪ 2009 ، Thomson‬؛ روز & رودولف ‪ .) 2006 ،‬قد تتفاعل هذه الحساسية المتزايدة للتقييم االجتماعي‬
‫والصراع مع التهديدات المتصورة للعًلقات االجتماعية إلنتاج مستويات مرتفعة من القلق واالكتئاب لدى الفتيات‬
‫أمرا بالغ األهمية في هذا السياق ‪ ،‬حيث أن تطور البلوغ‬‫في سن المراهقة‪ .‬يعتبر اإلدماج االجتماعي والتقبل ً‬
‫المبكر ال يتوقع سوى زيادة مستويات أعراض االكتئاب بين الفتيات المراهقات الًلئي يتمتعن بشعبية منخفضة‬
‫أو لديهن عًلقات مع األقران إشكالية (‪ Teunissen et al‬؛ ‪.)2011 ، .Conley & Rudolph ، 2009‬‬
‫تتًلقى هذه النتيجة مع النماذج التطورية التي تصور االكتئاب باعتباره تكيفًا مع اإلقصاء االجتماعي أو‬
‫المشكًلت االجتماعية المعقدة األخرى والتي تتمثل وظيفتها في تقليل المخاطر االجتماعية في ظل هذه الظروف‬
‫(‪ ) 2003 ، Allen & Badcock‬وتعزيز التحليل المستمر للسياقات التي أدت إلى نوبة االكتئاب‪ .‬و‬
‫أخيرا ‪ ،‬يمكن وضع انتقال المراهق في سياق أوسع من خًلل النظر في التغيرات التنموية التي تحدث قبل عدة‬ ‫ً‬
‫سنوات ‪ ،‬في االنتقال من الطفولة المبكرة إلى المتوسطة (انتقال األحداث ؛ & ‪Del Giudice ، Angeleri ،‬‬
‫‪ .)2009 ، Manera‬يتسم انتقال األحداث بحدث الغدد الصماء للكظر (بداية إفراز األندروجين من الغدة الكظرية)‬
‫وظهور أو تكثيف الفروق الجنسية المهمة في السلوك واإلدراك‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬فإن بعض العمليات التي تبلغ‬
‫ذروتها في مرحلة المراهقة (على س بيل المثال ‪ ،‬التغيرات التنموية في مستويات العدوانية) تبدأ بالفعل في هذه‬
‫المرحلة المبكرة‪ .‬من منظور تطوري ‪ ،‬وسط‬
‫قد تعزز الطفولة المنافسة االجتماعية قبل النضج اإلنجابي ‪ ،‬حيث أن الوضع والموارد االجتماعية المكتسبة‬
‫خًلل هذه المرحلة يمكن أن تزيد من فرص النجاح في مراحل الحقة‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬يمكن أن تسمح‬
‫التعليقات االجتماعية التي يتم تلقيها خًلل مرحلة الطفولة المتوسطة بإعادة المعايرة التكيفية لًلستراتيجيات‬
‫التنافسية قبل التنقل في الساحة االجتماعية األكثر أهمية للمراهقة (‪Del Giudice et al. ، 2009).‬‬

‫الملخص و االستنتاج‬
‫إن مسألة سلوك المراهقين المحفوف بالمخاطر معقدة بشكل ملحوظ ‪ ،‬وأي تدخل يهدف إلى الحد منه (أو‬
‫التخفيف من عواقبه) يواجه عقبات ومضاعفات هائلة‪ .‬لهذا السبب بالذات ‪ ،‬نعتقد أن المخاطرة في مرحلة‬
‫المراهقة توفر أرضية اختبار ممتازة لتقييم إمكانات المنهج التطوري للتنمية البشرية‪ .‬يكمل النموذج‬
‫التطوري المنهج القياسي ويمتد له ويعدله بطريقتين مترابطتين‪ .‬أوالً ‪ ،‬يقدم النموذج التطوري أسا ً‬
‫سا نظريًا‬
‫ومتطورا لفهم معنى ومظاهر السلوك المحفوف بالمخاطر‪ .‬ثانيًا ‪ ،‬على نفس القدر من األهمية ‪ ،‬يمكن‬
‫ً‬ ‫عميقًا‬
‫أن يكون مصدر معلو مات لبرامج الوقاية والعًلج من خًلل تسليط الضوء على المتغيرات الرئيسية ‪،‬‬
‫واإلشارة إلى طرق تعظيم فعالية البرنامج ‪ ،‬والكشف عن المزالق والمفاضًلت المحتملة ‪،‬‬
‫تعتبر الفرضيات التكيفية حول الوظيفة مركزية في التحليل التطوري للمراهقة ‪ -‬لماذا تم الحفاظ على‬
‫بعض سمات المراهقة عن طريق االنتقاء الطبيعي بدالً من األخرى‪ .‬االفتراض اإلرشادي للفصل الحالي‬
‫هو أن فهم وظائف المراهقة ضروري لشرح سبب انخراط المراهقين في سلوك محفوف بالمخاطر ‪ ،‬وأن‬
‫التدخل الوقائي الناجح يعتمد على العمل مع أهداف ودوافع المراهقين بدالً من العمل ضدها ( ‪Ellis et‬‬
‫‪ Ellis، Volk، Gonzalez، & Embry‬؛‪ .)2015 ،al.، 2012‬مثل نظرية تناسب المرحلة مع البيئة‬
‫(‪ ، )1993 ، .Eccles et al‬يؤكد النموذج التطوري على أهمية التوافق بين احتياجات وفرص المراهقين‪.‬‬
‫من منظور تطوري ‪ ،‬تتمثل الوظيفة الرئيسية للمراهقة في الوصول إلى الوضع اإلنجابي ‪ -‬لتطوير الكفاءات‬
‫الجسدية واالجتماعية الًلزمة للوصول إلى مورد بيولوجي جديد ومتنازع عليه بشدة‪ :‬الجنس ‪ ،‬وفي نهاية‬
‫المطاف ‪ ،‬التكاثر‪ .‬تعمل التغييرات التنموية الخاصة بالبلوغ على بناء القدرة اإلنجابية وزيادة الكفاءات‬
‫االجتماعية التنافسية في هذا ال منعطف الحرج‪ .‬هناك الكثير على المحك في المرحلة االنتقالية للمراهقين ؛ إنها‬
‫نقطة انعطاف (أي فترة حساسة للتغيير) في تطوير الحالة ‪ ،‬والتحكم في الموارد ‪ ،‬ونجاح التزاوج ‪ ،‬والنتائج‬
‫األخرى ذات الصلة باللياقة البدنية‪ .‬تمشيا مع فرضية الفترة الحساسة ‪ ،‬هناك زيادة كبيرة خًلل فترة المراهقة‬
‫في الوفاة والعجز المرتبط باالكتئاب واضطرابات األكل والكحول وتعاطي المخدرات األخرى والحوادث‬
‫واالنتحار والقتل والسلوك المتهور ‪ ،‬العنف والسلوك الجنسي المحفوف بالمخاطر‪ .‬أفترض أن االنتقاء الطبيعي‬
‫فضل االستجابات العاطفية والسلوكية القوية بشك ل خاص للنجاحات االجتماعية والفشل أثناء انتقال المراهق ‪-‬‬
‫أمرا أساسيًا‬
‫وهي نافذة مهمة للضعف وفرصة لتحديد مسارات اجتماعية وإنجابية طويلة األمد‪ .‬يعد تكوين الهوية ً‬
‫إلعادة التنظيم والتغيير الذي يحدث في مرحلة المراهقة حيث يكتشف األفراد وينتقلون إلى مجاالت اجتماعية‬
‫وإنجابية جديدة‪.‬‬
‫للنموذج التطوري آثار ال تعد وال تحصى لتصميم برامج التدخل الوقائي للمراهقين (‪،2012 ،.Ellis et al‬‬
‫حلوال عملية واتجاهات جديدة للبحث لم تكن وشيكة من منظور علم النفس المرضي التنموي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ .)2015‬يقترح‬
‫يتخطى النموذج التطوري علم النفس المرضي ليأخذ في االعتبار "ماذا يوجد لألطفال؟" وبنا ًء على ذلك ‪ ،‬يقدم‬
‫نموذ ًجا لكيفية تشكيل االنتقاء الطبيعي لدماغ المراهق لًلستجابة للفرص والتحديات البيئية التي تمت مواجهتها‬
‫أثناء انتقال المراهق‪ .‬في عرض هذا المنظور ‪ ،‬آمل أن يتم الكشف عن معرفة جديدة تتعلق بأسباب سلوك‬
‫المراهقين المحفوف بالمخاطر ‪،‬‬

‫مراجع‬
‫‪ .) 2003( Allen، NB، & Badcock، PBT‬فرضية الخطر االجتماعي للمزاج المكتئب‪ :‬المنظورات التطورية والنفسية‬
‫واالجتماعية والبيولوجية العصبية‪ .‬النشرة النفسية ‪.913-887 ، 129 ،‬‬
‫‪ .)2008( Andersen، SL، & Teicher، MH‬اإلجهاد والفترات الحساسة وأحداث النضج في اكتئاب المراهقين‪ .‬االتجاهات‬
‫في علم األعصاب ‪.191–183 ، 31 ،‬‬
‫‪ .) 2009( .Andrews ، PW ، & Thomson ، JA ، Jr‬الجانب المشرق لكونك أزرق‪ :‬االكتئاب كتكيف لتحليل المشاكل المعقدة‪.‬‬
‫مراجعة نفسية ‪.654-620 ، 116 ،‬‬
‫آرتشر ‪ ،‬ج‪ .)2009( .‬هل االنتقاء الجنسي يفسر االختًلفات بين الجنسين في العدوانية؟ العلوم السلوكية والدماغية ‪-249 ، 32 ،‬‬
‫‪.311‬‬
‫‪ .)2015( Baams ، L. ، Dubas ، JS ، Overbeek ، G. ، & Van Aken ، MA‬التحوالت في الجسم والسلوك‪:‬‬
‫دراسة تحليلية تلوية عن العًلقة بين تطور البلوغ والسلوك الجنسي للمراهقين‪ .‬مجلة صحة المراهقين ‪.598-586 ، 56 ،‬‬
‫بينهوكر ‪ ،‬إد (‪ .)2006‬أصل الثروة‪ :‬التطور والتعقيد وإعادة التشكيل الجذري لـ‬
‫اقتصاديات‪.‬بوسطن‪ :‬مطبعة كلية هارفارد لألعمال‪.‬‬
‫‪ .)1991( .Belsky ، J. ، Steinberg ، L. ، & Draper ، P‬تجربة الطفولة ‪ ،‬التنمية الشخصية ‪ ،‬واالستراتيجية اإلنجابية‪ :‬نظرية تطورية‬
‫للتنشئة االجتماعية‪ .‬تنمية الطفل ‪.670-647 ، 62 ،‬‬
‫‪ .)2010( Belsky، J.، Steinberg، L.، Houts، RM، & Halpern-Felsher، BL‬تطوير استراتيجية اإلنجاب في‬
‫اإلناث‪ :‬زيادة القسوة األمومية المبكرة ‪ -‬الحيض المبكر ‪ -‬المخاطرة الجنسية‪ .‬علم نفس النمو ‪.128-120 ، 46 ،‬‬
‫‪ .)2014( Blakemore، SJ، & Mills، KL‬هل المراهقة فترة حساسة للمعالجة االجتماعية والثقافية؟ المراجعة السنوية لعلم‬
‫النفس ‪.207-187 ، 65 ،‬‬
‫بويس ‪ ،‬دبليو تي ‪ ،‬وإيليس ‪ ،‬بي جي (‪ .)2005‬الحساسية البيولوجية للسياق‪ .1 :‬نظرية تطورية تطورية ألصول ووظائف تفاعل‬
‫اإلجهاد‪ .‬التطور وعلم النفس المرضي ‪.301-271 ، 17 ،‬‬
‫كونلي ‪ ،‬سي إس ‪ ،‬ورودولف ‪ ،‬دينار كويتي (‪ .) 2009‬الفرق بين الجنسين الناشئ في اكتئاب المراهقين‪ :‬تفاعل مساهمات سن‬
‫البلوغ وضغط األقران‪ .‬التطور وعلم األمراض النفسي ‪.620-593 ، 21 ،‬‬
‫ديل جوديس ‪ ،‬إم ‪ ،‬أنجيليري ‪ ،‬آر ‪ ،‬ومانيرا ‪ ،‬ف‪ .)2009( .‬تحول األحداث‪ :‬نقطة تحول تنموية في تاريخ حياة اإلنسان‪ .‬مراجعة‬
‫التنمية ‪.31–1 ، 29 ،‬‬
‫ديل جوديس ‪ ،‬إم ‪ ،‬إليس ‪ ،‬بي جيه ‪ ،‬آند شيرتكليف ‪ ،‬إي إيه (‪ .)2011‬نموذج المعايرة التكيفية لًلستجابة للضغط‪ .‬علم األعصاب‬
‫ومراجعات السلوك الحيوي ‪.1592-1562 ، 35 ،‬‬
‫‪.Dobrova-Krol ، NA ، Van IJzendoorn ، MH ، Bakermans-Kranenburg ، MJ ، & Juffer ، F‬‬
‫(‪ .) 2010‬آثار اإلصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في الفترة المحيطة بالوالدة والتربية المؤسسية المبكرة على النمو البدني‬
‫والمعرفي لألطفال في أوكرانيا‪ .‬تنمية الطفل ‪.251-237 ، 81 ،‬‬
‫‪.Eccles، JS، Midgley، C.، Wigfield، A.، Buchanan، CM، Reuman، D.، Flanagan، C.، & Mac Iver، D‬‬
‫(‪ .) 1993‬التطور خًلل فترة المراهقة‪ :‬تأثير المرحلة‪ -‬البيئة المًلئمة على تجارب المراهقين الصغار في المدارس واألسر‪ .‬عالم نفس‬
‫أمريكي ‪.101-90 ، 48 ،‬‬
‫إليس ‪ .)2004( BJ ،‬توقيت البلوغ عند الفتيات‪ :‬منهج تاريخ الحياة المتكامل‪.‬‬
‫النشرة النفسية ‪، ٩٢٠-٩٥٨.130 ،‬‬
‫‪ .) 2009( Ellis، BJ، Figueredo، AJ، Brumbach، BH، & Schlomer، GL‬األبعاد األساسية للمخاطر البيئية‪ :‬تأثير البيئات‬
‫القاسية مقابل البيئات غير المتوقعة على تطور وتطوير استراتيجيات تاريخ الحياة‪ .‬الطبيعة البشرية ‪.268-204 ، 20 ،‬‬
‫‪Ellis، BJ، Boyce، WT، Belsky، J.، Bakermans-Kranenburg، MJ، & Van IJzendoorn، MH (2011).‬‬
‫القابلية التفاضلية للبيئة‪ :‬نظرية تطورية‪-‬نمائية عصبية‪.‬‬
‫التنمية وعلم النفس المرضي ‪، 7 - 28.23 ،‬‬
‫‪Ellis، BJ، Del Giudice، M.، Dishion، TJ، Figueredo، AJ، Gray، P.، Griskevicius، V.،… Wilson،‬‬
‫‪ .) 2012( DS‬األساس التطوري لسلوك المراهقين المحفوف بالمخاطر‪ :‬اآلثار المترتبة على العلم والسياسة والممارسة‪ .‬علم‬
‫النفس التنموي ‪.623-598 ، 48 ،‬‬
‫‪ .)2015( Ellis ، BJ ، Volk ، AA ، Gonzalez ، JM ، & Embry ، DD‬تدخل األدوار ذات المغزى‪ :‬منهج تطوري‬
‫للحد من التنمر وزيادة السلوك االجتماعي اإليجابي‪ .‬مجلة البحوث في المراهقة ‪ .637-622 ، 26 ،‬دوى‪/ 10.1111 :‬‬
‫‪jora.12243‬‬
‫جالوب ‪ ،‬إيه سي ‪ ،‬أوبراين ‪ ،‬دي تي ‪ ،‬ويلسون ‪ ،‬دي إس (‪ .) 2011‬عدوانية األقران داخل الجنس وسلوك المواعدة خًلل فترة المراهقة‪:‬‬
‫منظور تطوري‪ .‬السلوك العدواني ‪.267-258 ، 37 ،‬‬
‫جونار ‪ .)2009( .MR ، Wewerka ، S. ، Frenn ، K. ، Long ، JD ، & Griggs ، C ،‬التغيرات التنموية في نشاط ما تحت‬
‫المهاد والغدة النخامية والكظرية خًلل االنتقال إلى المراهقة‪ :‬التغييرات المعيارية واالرتباطات مع سن البلوغ‪ .‬التطور وعلم النفس المرضي‬
‫‪.85-69 ، 21 ،‬‬
‫هودجسون ‪ ،‬جنرال موتورز ‪ ،‬وكنودسن ‪ ،‬ت‪ .)2010( .‬تخمين داروين‪ :‬البحث عن المبادئ العامة لـ‬
‫التطور االجتماعي واالقتصادي‪ .‬شيكاغو‪ :‬مطبعة جامعة شيكاغو‪.‬‬
‫هيردي ‪ ،‬إس بي (‪ .) 1999‬الطبيعة األم‪ :‬تاريخ األمهات والرضع واالنتقاء الطبيعي‪ .‬نيويورك‪:‬‬
‫البانتيون‪.‬‬
‫هيردي ‪ ،‬إس بي (‪ .)2009‬األمهات وغيرهم‪ :‬األصول التطورية للتفاهم المتبادل‪.‬‬
‫كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬مطبعة جامعة هارفارد‪.‬‬
‫معهد الطب والمجلس القومي للبحوث‪ .)2011( .‬علم المخاطرة لدى المراهقين‪:‬‬
‫ملخص ورشة العمل‪ .‬واشنطن العاصمة‪ :‬مطبعة األكاديميات الوطنية‪.‬‬
‫جيمس ‪ ،‬ج‪ ، .‬إليس ‪ ،‬بج ‪ ،‬شلومر ‪ ،‬ج‪ .‬إل ‪ ،‬وغاربر ‪ ،‬ج‪ .)2012( .‬المسارات الخاصة بالجنس إلى البلوغ المبكر ‪ ،‬والبدء‬
‫الجنسي ‪ ،‬والمخاطرة الجنسية‪ :‬اختبارات نموذج تطوري تطوري متكامل‪ .‬علم النفس التنموي ‪.702-687 ، 48 ،‬‬
‫متأخرا‪ .‬تنمية الطفل ‪.128 - 113 ، 28 ،‬‬
‫ً‬ ‫مبكرا أو‬
‫ً‬ ‫جونز ‪ ،‬إم سي (‪ .)1957‬المهن الًلحقة لألوالد الذين بلغوا‬
‫‪ .)2016( Mendle ، J. ، Ryan ، RM ، and McKone ، KM‬سوء معاملة الطفولة المبكرة وتطور البلوغ‪ :‬تكرار في‬
‫عينة قائمة على السكان‪ .‬مجلة البحث في المراهقة ‪.602-595 ، 26 ،‬‬
‫مولفيهيل ‪ ،‬د‪ .) 2005( .‬األثر الصحي لصدمات الطفولة‪ :‬مراجعة متعددة التخصصات ‪ .2003-1997 ،‬قضايا في تمريض‬
‫األطفال الشامل ‪.136-115 ، 28 ،‬‬
‫‪Najman، JM، Hayatbakhsh، MR، McGee، TR، Bor، W.، O'Callaghan، MJ، & Williams، GM‬‬
‫(‪ .)2009‬تأثير البلوغ على العدوانية ‪ /‬االنحراف‪ :‬المراهقة إلى الشباب‪.‬‬
‫المجلة االسترالية والنيوزيلندية لعلم الجريمة ‪، 369-386.42 ،‬‬
‫أوستوفيتش ‪ ،‬جي إم ‪ ،‬وسابيني ‪ ،‬ج‪ .)2005( .‬توقيت البلوغ والجنس عند الرجل والمرأة‪ .‬محفوظات السلوك الجنسي ‪، 34 ،‬‬
‫‪.206-197‬‬
‫بالمر ‪ ،‬سي تي ‪ ،‬وتيلي ‪ ،‬سي إف (‪ .)1995‬الوصول الجنسي لإلناث كدافع لًلنضمام إلى العصابات‪ :‬منهج تطوري‪ .‬مجلة أبحاث‬
‫الجنس ‪.217-213 ، 32 ،‬‬
‫بيرسيكو ‪ ،‬ن‪ ، .‬بوستليوايت ‪ ،‬أ‪ ، .‬وسيلفرمان ‪ ،‬د‪ .) 2004( .‬أثر تجربة المراهق على نتائج سوق العمل‪ :‬حالة الطول‪ .‬مجلة االقتصاد السياسي‬
‫‪.1053-1019 ، 112 ،‬‬
‫بيكارسكي ‪ ،‬دي جي ‪ ،‬جونسون ‪ ، CM ، Boivin ، JR ،‬توماس ‪.AW ، Lin ، WC ، Delevich ، K. ،… Wilbrecht ، L ،‬‬
‫(‪ .)2016‬هل يشير البلوغ إلى انتقال في الفترات ا لحساسة للدونة في القشرة المخية الترابطية؟ أبحاث الدماغ ‪.144-123 ، 1654 ،‬‬
‫‪doi.org/10.1016/j.brainres.2016‬‬
‫‪.08.042i‬‬
‫بوالك ‪ ،‬إس دي (‪ .) 2008‬آليات ربط التجربة المبكرة وظهور العواطف‪ :‬إيضاحات من دراسة األطفال الذين تعرضوا لسوء‬
‫المعاملة‪ .‬االتجاهات الحالية في علم النفس ‪.375-370 ، 17 ،‬‬
‫روز ‪ ،‬إيه جيه ‪ ،‬ورودولف ‪ ،‬دينار كويتي (‪ .)2006‬مراجعة الفروق بين الجنسين في عمليات العًلقات بين األقران‪ :‬المقايضات‬
‫المحتملة للتطور العاطفي والسلوكي للفتيات والفتيان‪ .‬النشرة النفسية ‪.131 - 98 ، 132 ،‬‬
‫شونكوف ‪ ،‬جي بي ‪ ،‬بويس ‪ ،‬دبليو تي ‪ ،‬وماكيوين ‪ ،‬بي إس (‪ .) 2009‬علم األعصاب والبيولوجيا الجزيئية وجذور التفاوتات الصحية في‬
‫الطفولة‪ :‬بناء إطار جديد لتعزيز الصحة والوقاية من األمراض‪ .‬مجلة الجمعية الطبية األمريكية ‪.2259-2252 ، 301 ،‬‬
‫شتاينبرغ ‪ ،‬إل (‪ .)2008‬منظور علم األعصاب االجتماعي على المخاطرة لدى المراهقين‪ .‬مراجعة التنمية ‪.106-78 ، 28 ،‬‬
‫دوى‪j.dr.2007.0 8.002 / 10.1016 :‬‬
‫‪Stroud ، LR ، Foster ، E. ، Papandonatos ، GD ، Handwerger ، K. ، Granger ، DA ، Kivlighan‬‬
‫‪،‬‬
‫‪ .)2009( .KT، & Niaura، R‬االستجابة للتوتر وتحول المراهقين‪ :‬األداء مقابل ضغوطات رفض األقران‪ .‬التطور وعلم‬
‫النفس المرضي ‪.68-47 ، 21 ،‬‬
‫‪ .)2011( .Sylwester ، K. ، & Pawłowski ، B‬الجرأة على أن تكون حبيبيًا‪ :‬جاذبية المخاطرة كشركاء في العًلقات‬
‫الجنسية طويلة وقصيرة األمد‪ .‬أدوار الجنس ‪.706-695 ، 64 ،‬‬
‫‪Teunissen، HA، Adelman، CB، Prinstein، MJ، Spijkerman، R.، Poelen، EA، Engels،‬‬
‫آر سي ‪ ،‬وشولت ‪ ،‬آر إتش (‪ .) 2011‬التفاعل بين توقيت البلوغ وشعبية األقران للبنين والبنات‪ :‬دمج المنظورات البيولوجية‬
‫والشخصية حول اكتئاب المراهقين‪ .‬مجلة علم نفس الطفل الشاذ ‪.423-413 ، 39 ،‬‬
‫‪ .) 1999( Weisfeld ، GE‬المبادئ التطورية للمراهقة البشرية‪ .‬نيويورك‪ :‬كتب أساسية‪.‬‬
‫‪ .)2005( Weisfeld ، GE ، & Coleman ، DK‬مًلحظات إضافية على المراهقة‪ .‬في ‪RL Burgess & K.‬‬
‫‪( MacDonald‬محرران) ‪ ،‬وجهات نظر تطورية حول التنمية البشرية (الطبعة الثانية)‪ .‬ألف أوكس ‪ ،‬كاليفورنيا‪ :‬سيج‪.‬‬
‫ويست إبرهارد ‪ ،‬إم جي (‪ .)2003‬اللدونة التنموية والتطور‪ .‬نيويورك‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫ويلسون ‪ ،‬إم ‪ ،‬ودالي ‪ ،‬إم (‪ .) 1985‬التنافسية والمخاطرة والعنف‪ :‬متًلزمة الشاب‪ .‬علم السلوك والبيولوجيا االجتماعية ‪، 6 ،‬‬
‫‪.73-59‬‬
‫الفصل ‪7‬‬

‫تشكيل الحمض النووي (مكتشف ‪،‬‬


‫المحضر والمستشار)‪:‬‬
‫علم السلوك السياقي‬
‫يقترب‬
‫لتدخل الشباب‬
‫جوزيف سياروتشي‬
‫معهد علم النفس اإليجابي والتعليم ‪،‬‬
‫الجامعة الكاثوليكية األسترالية‬
‫لويز إل هايز‬
‫جامعة ملبورن وأوريجان ‪،‬‬
‫المركز الوطني للتميز في الصحة النفسية للشباب‬

‫العمل الجاد لتحصين كل طفل ضد األمراض الجسدية ‪ ،‬ولكن نحن كمجتمع لم نفعل ما يكفي‬ ‫دبليو‬
‫لتحصين األطفال ضد األمراض النفسية‪ .‬أربعة عشر بالمائة من الشباب عانوا من اضطراب القلق‬
‫(‪ ٪20 ، )1998 ،Wittchen، Nelson، & Lachner‬عانوا من حدث صادم واحد على األقل ‪٪3 ،‬‬
‫أصيبوا باضطراب ما بعد الصدمة (‪٪ 14 ،)2000 ،Perkonigg، Kessler، Storz، & Wittchen‬‬
‫ينخرطون في شكل من أشكال إيذاء الذات ( & ‪Martin ، Swannell ، Hazell ، Harrison ،‬‬
‫شهرا الماضية ( ‪Kann‬‬‫ً‬ ‫‪ ، )2010 ، Taylor‬و ‪ ٪17‬فكروا بجدية في محاولة االنتحار في االثني عشر‬
‫‪ .)2014 ، .et al‬ال يوجد دليل على أن هذه المعدالت نفسية‬
‫النضال آخذ في التناقص‪.‬‬
‫ما يحدث الخطأ هنا؟ لماذا تحرز العلوم التنموية القليل من التقدم؟ نقترح أن فشلنا في التواصل يساهم‬
‫في المشكلة‪ .‬توجد أبحاث الشباب في الجزر المعزولة‪ .‬يركز بعض الباحثين على علم األمراض ‪،‬‬
‫والبعض اآلخر على مراحل النمو ‪ ،‬أو العوامل االجتماعية والعائلية ‪ ،‬أو أداء الدماغ ‪ ،‬أو اإلدراك‬
‫الفردي ‪ ،‬أو استراتيجيات تنظيم المشاعر‪ .‬من الواضح أننا تعلمنا الكثير عن الشباب ‪ ،‬لكننا ال نعمل معًا‬
‫لتجميع المعرفة بطريقة تسمح بنشرها بسهولة في ال مدارس واألسر والمجتمعات‪ .‬يضيع العلم في الجزر‬
‫الفردية‪.‬‬
‫في هذا الفصل ‪ ،‬نجادل بأن منهج علم السلوك السياقي (‪ ) CBS‬يمكن أن يوحد مجاالت البحث المختلفة في‬
‫خدمة تسهيل التنمية اإليجابية للشباب‪ .‬نجعل هذه الحجة في ثًلثة أقسام‪ .‬أوالً ‪ ،‬نعرض الشكل الذي يمكن أن‬
‫سا لنموذج ‪ CBS‬شامل يسمى ‪ ، DNA-V‬والذي يتخطى جزر‬ ‫ً‬
‫مثاال ملمو ً‬ ‫يبدو عليه نموذج ‪ .CBS‬نقدم‬
‫المعرفة ويمكن تطبيقه لمساعدة الشباب عبر السياقات‪ .‬يوضح هذا المثال كيف يمكن لتيارات العلم أن تتجمع ‪-‬‬
‫بيئة التكيف ‪ ،‬والتعلق ‪ ،‬والتنمية ‪ ،‬واالختيار بالنتائج ‪ ،‬والتعلم ‪ ،‬واإلدراك ‪ ،‬والعاطفة ‪ ،‬والثقافة‪ .‬ثانيًا ‪ ،‬نأخذ‬
‫جانبًا واحدًا من ‪ ، CBS‬وهو الحياة الخفية والرمزية للشباب ‪ ،‬ونفحص هذا بالتفصيل إلظهار كيفية تطبيق‬
‫المبادئ على اللغة واإلدراك‪ .‬أخيراً‪ ،‬نجمع معًا كيف يضع نموذج ‪ CBS‬افتراضات سياقية يمكن استخدامها‬
‫لفهم التكيف في السياق‪ .‬على الرغم من أن العلوم التطورية (‪ )ES‬ومبادئ التكيف والتنوع واالختيار واالحتفاظ‬
‫هي جزء ال يتجزأ من نموذج المراهقين ‪ ، DNA-V‬فإننا نتجنب االزدواجية من خًلل ترك مناقشة العلوم‬
‫التطورية التفصيلية للفصل الشريك بواسطة ‪( Bruce Ellis‬الفصل ‪.)6‬‬

‫‪DNA-V:‬منهج‪ CBS‬لتحسين حياة الشباب‬


‫‪ DNA-V‬هو اسم لنموذج لتنمية الشباب وهو نسخة تطبيقية لعلم السلوك السياقي ويهدف إلى معالجة جميع‬
‫تيارات التكيف‪ .‬يرمز الحمض النووي إلى ثًلث فئات من السلوك نسميها‬
‫‪ ")"Discoverer (D‬و "‪ ")Noticer (N‬و "‪ ")Advisor (A‬والتي يتم استخدامها على النحو‬
‫األمثل في خدمة الحيوية والعمل القيِّم (‪ .)V‬يعد ‪ DNA-V‬أحد النماذج القليلة التي تضم جميع تدفقات‬
‫المعرفة األربعة لـ ‪ :CBS‬العلوم التطورية (‪،DS Wilson، Hayes، Biglan، & Embry‬‬
‫‪ ، )2014‬المبادئ السلوكية (سكينر ‪ ، )1969 ،‬نظرية اإلطار العًلئقي ( ‪Hayes، Barnes-‬‬
‫‪ )2001 ،Holmes، & Roche‬وعًلج التقبل وااللتزام ( & ‪SC Hayes، Strosahl،‬‬
‫‪ .)2012 ،Wilson‬ومع ذلك ‪ ،‬على عكس عًلج التقبل وااللتزام ‪ ،‬ال يعتمد ‪ DNA-V‬على عًلج‬
‫الضيق النفسي‪ .‬بدالً من ذلك ‪ ،‬نصوره على أنه نموذج من القاعدة إلى القمة يأخذ في االعتبار كيفية نمو‬
‫البشر من الوالدة إلى مرحلة البلوغ‪ .‬في هذا الفصل ‪ ،‬نركز على المراهقين على وجه التحديد‪.‬‬
‫تسلط ‪ DNA-V‬الضوء على تطور المراهقين في سياق التطور وتاريخ الحياة‪ .‬نحن ال نتبع المنهج‬
‫السريري لمقارنة المراهقين "المضطربين" بالمراهقين "العاديين" ومحاولة جعل هؤالء المضطربين يبدون‬
‫أكثر طبيعية (‪ .)2008 ، Ciarrochi & Bailey‬بدالً من ذلك ‪ ،‬ننظر إلى جميع سلوكيات المراهقين‬
‫على أنها تكيف مع سياقات المراهقين‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإننا ننظر في كيف يمكن أن ينمو المراهقون أقوياء‬
‫ومرنين ‪ ،‬وكيف تساهم مبادئ االختًلف واالختيار واالحتفاظ بهم عبر التيارات ‪ ،‬من علم األحياء إلى التعلم‬
‫إلى االنتقال الثقافي‪ .‬نحن ال نغفل أبدًا عن السياق الذي ينمو فيه الشباب‪ .‬نحن ننظر إلى عالمهم االجتماعي‬
‫وروابط التعلق‪ .‬نحن نستخدم مبادئ فعالة لفحص كيفية اختيار سلوك األطفال من خًلل العواقب ‪ ،‬ونستخدم‬
‫نظرية اإلطار العًلئقي لفهم كيف تكون رمزية أو معرفية ‪ ،‬العالم ينمو‪ .‬نحن نستخدم العمليات السلوكية‬
‫التطبيقية من العًلج بالتقبل وااللتزام لفهم سبب شعور الشباب بالضيق واالرتباك في أنماط سلوكية غير‬
‫مفيدة ‪ ،‬وفهم كيف يمكننا التدخل لمساعدتهم على التخلي عن السلوك غير المفيد وتطوير ذخيرة سلوكية‬
‫علنية ورمزية جديدة وأكثر وظيفية ‪.‬‬
‫يتم تقديم النموذج الكامل في الشكل ‪ 1‬ومناقشته أدناه‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن ‪ DNA-V‬ال يُقصد به أن يكون‬
‫حزمة مسجلة كعًلمة تجارية ‪ ،‬بل هو نموذج يلتقط العمليات المدعومة تجريبياً‪ .‬للحصول على وصف تفصيلي‬
‫لـ ‪ DNA-V‬واستراتيجيات التدخل الخاصة به ‪ ،‬يرجى االطًلع على ‪L. Hayes and Ciarrochi‬‬
‫(‪ .) 2015‬لمراجعة األدلة وراء كل من العمليات المنفذة‬
‫في ‪ ، DNA-V‬يرجى مراجعة ‪ Ciarrochi‬و ‪ Atkins‬و ‪ Hayes‬و ‪ Sahdra‬و ‪Parker (2016).‬‬
‫سنقدم أوالً نظرة عامة على كل جانب من جوانب النموذج‪.‬‬
‫القيم والحيوية‪ :‬نبدأ من مركز نموذج ‪ DNA-V‬الخاص بنا‪ .‬هنا ‪ ،‬تحدد الروابط مع القيم والحيوية‬
‫العواقب التي من شأنها ‪ ،‬بشكل مثالي ‪ ،‬تحديد سلوك معين في بيئة معينة‪ .‬تصبح القيمة عمليات لفظية‬
‫متطورة تنمو معنا‪ .‬في مرحلة الطفولة ‪ ،‬يكون السلوك العرضي الهادف عمي ًقا ولكنه بسيط ‪ -‬فنحن نسعى‬
‫لًلتصال والتواصل مع البشر الذين يوفرون الرعاية والتعلق اآلمن (‪ .)1989 ،Ainsworth‬يشهد تراثنا‬
‫التطوري على حاجتنا لآلخرين (‪ .)1979 ، Bowlby‬ومع ذلك ‪ ،‬بمرور الوقت ‪ ،‬بينما نتعلم كيفية التنقل‬
‫في اللغة الرمزية ‪ ،‬يمكننا توسيع مخزوننا من السلوكيات ذات المغزى وتوسع نطاق السلوكيات القيمة لدينا‪.‬‬
‫في سن المراهقة ‪ ،‬القيم هي نوع من السلوك اللفظي الذي يمكن أن يغير التجربة ويساعد الشباب على‬
‫تجاوز التعزيز الفوري‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬يمكن للمراهق الذي يقدر العمل مع الحيوانات ويريد أن يصبح‬
‫طبيبًا بيطريًا أ ن يستخدم اللغة لتحويل تصوراته حول سلوك الدراسة من "الكدح" إلى "الخطوة األولى‬
‫لتصبح طبيب بيطري"‪ .‬عمليا ‪ ،‬يمكننا تشكيل الشباب الستخدام القواعد الشفهية التي تربط السلوك بمعايير‬
‫االختيار ؛ على سبيل المثال ‪ ،‬من خًلل طرح أسئلة مثل ‪" ،‬ما سبب هذا السلوك؟" "ما المهم بالنسبة لك؟"‬
‫و "هل هذا السلوك يجلب لك الحيوية والرفاهية؟" بالطبع ‪ ،‬لن يطور جميع المراهقين نفس المهارات اللغوية‬
‫‪ ،‬وأولئك الذين ال يمتلكون المهارة في استخدام اللغة لبناء معنى في الحياة قد يتخذون بدالً من ذلك إجراءات‬
‫لمجرد التعزيز الفوري الذي يجلبه نشاط ما‪.‬‬
‫الشكل ‪ :1‬نموذج ‪ DNA-V‬للعمل القيم‪ )Discoverer (D .‬و ‪ )Noticer (N‬و ‪)Advisor (A‬‬
‫هي استعارات لثًلث فئات من السلوك يمكن أن تعمل لدعم قيم الفرد وحيويته (‪ .)V‬تحدث المرونة‬
‫النفسية عندما يكون الناس قادرين على االستمرار في ‪D ،‬‬
‫السلوكيات ‪ ، N‬أو ‪ ، A‬أو تغييرها ‪ ،‬في خدمة القيم‪.‬‬

‫كما يمكن رؤيته في الشكل ‪"( V ، 1‬القيم") محاطة بـ ‪ D‬و ‪ N‬و ‪ .A‬وهي تمثل ثًلث مجموعات‬
‫ومستشارا‪ .‬والجدير بالذكر أنها فئات سلوك وليست "أشياء"‪ .‬نحن‬
‫ً‬ ‫من السلوك نسميها مكتشفًا و ُمعل ًما‬
‫نستخدم الحمض النووي كاستعارة لوصف نموذجنا ألنه يشمل السلوكيات التي يمتلكها جميع الشباب ‪،‬‬
‫والتي يمكن للجميع التعبير عنها بطرق مختلفة ‪ -‬تما ًما كما يتم التعبير عن الحمض النووي الخلوي‬
‫بطرق مختلفة‪ .‬يساعدنا اختصار الحمض النووي في اإلشارة إلى أن هذه المهارات هي قدرات أساسية‬
‫‪ ،‬تشبه إلى حد ما علم ا ألحياء األساسي لدينا‪ .‬بطبيعة الحال ‪ ،‬هناك تباين فردي ‪ ،‬لكن جميع الشباب‬
‫قادرون على تطوير مهاراتهم في الحمض النووي‪ .‬السياق والتكيف واالختيار حسب العواقب أمور‬
‫ضا‪ .‬تما ًما مثل الحمض النووي البيولوجي ‪ ،‬تحتاج عمليات الحمض النووي في نموذجنا‬ ‫مهمة هنا أي ً‬
‫إلى السياقا ت البيئية الصحيحة للعثور على التعبير األمثل‪.‬‬
‫يتم تشكيل سلوكيات الشباب ‪ D‬و ‪ N‬و ‪ A‬في خدمة زيادة النشاط والحيوية القيمة‪ .‬تشير األبحاث إلى أن‬
‫البشر عمو ًما يختبرون القيمة عبر ستة مجاالت‪ :‬التواصل مع اآلخرين ‪ ،‬والعطاء ‪ ،‬والنشاط ‪ ،‬والتواصل مع‬
‫اللحظة الحالية ‪ ،‬وتحدي الذات والتعلم ‪ ،‬واالهتمام بالنفس (‪ .)2015 ، L. Hayes & Ciarrochi‬يفترض‬
‫الحساب التطوري أن كل من هذه السلوكيات مرتبطة بالرفاهية (تفسير تقريبي) ألنها تزيد في النهاية اللياقة‪.‬‬
‫نظرا ألننا مجموعة من األنواع التي تحتاج وتعتمد على بعضها البعض (‪EO Wilson‬‬ ‫باإلضافة إلى ذلك ‪ً ،‬‬
‫‪ ، )2012 ،‬فإن سلوكياتنا القيِّمة تميل دائ ًما إلى االرتباط بأشخاص آخرين‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬التواصل‬
‫والعطاء أمثلة على السلوك التعاوني ‪ ،‬والبشر الذين يعملون معًا لرعاية وحماية صغارهم وبعضهم البعض أكثر‬
‫عرضة للبقاء على قيد الحياة من أولئك الذين ال يفعلون ( ؛‪DS Wilson، Vugt، & O'Gorman، 2008‬‬
‫‪ .) 2012 ،EO Wilson‬يعتبر تحدي الذات والنشاط من السلوكيات التي تعزز اللياقة ألنها تساعد المرء على‬
‫السيطرة على البيئة والتنافس مع البشر اآلخرين على المكانة والنجاح اإلنجابي‪ .‬االهتمام بالنفس يعزز الصحة‬
‫أخيرا ‪ ،‬يعد االرتباط باللحظة الحالية سلو ًكا يقوض اآلثار الضارة للغة (على سبيل المثال ‪ ،‬اجترار‬
‫ً‬ ‫واإلنجاب‪.‬‬
‫الماضي) ويزيد من الحساسية لمعلومات اللحظة الحالية التي يتم إرسالها عبر الجسم والبيئة المادية‪ .‬كل هذه‬
‫الجوانب ذات القيمة يمكن أن تزدهر من خًلل استخدامنا لسلوكيات المكتشف ‪ ،‬والمًلحظ ‪ ،‬والمستشار‪Vugt .‬‬
‫‪ 2008 ، ، & O'Gorman‬؛ إي أو ويلسون ‪ .) 2012 ،‬يعتبر تحدي الذات والنشاط من السلوكيات التي‬
‫تعزز اللياقة ألنها تساعد المرء على السيطرة على البيئة والتنافس مع البشر اآلخرين على المكانة والنجاح‬
‫أخيرا ‪ ،‬يعد االرتباط باللحظة الحالية سلو ًكا يقوض اآلثار‬
‫ً‬ ‫اإلنجابي‪ .‬االهتمام بالنفس يعزز الصحة واإلنجاب‪.‬‬
‫الضارة للغة (على سبيل المثال ‪ ،‬اجترار الماضي) ويزيد من الحساسية لمعلومات اللحظة الحالية التي يتم‬
‫إرسالها عبر الجسم والبيئة المادية‪ .‬كل هذه الجوانب ذات القيمة يمكن أن تزدهر من خًلل استخدامنا لسلوكيات‬
‫المكتشف ‪ ،‬والمًلحظ ‪ ،‬والمستشار‪ 2008 ، Vugt ، & O'Gorman .‬؛ إي أو ويلسون ‪ .)2012 ،‬يعتبر‬
‫تحدي الذات والنشاط من السلوكيات التي تعزز اللياقة ألنها تساعد المرء على السيطرة على البيئة والتنافس مع‬
‫أخيرا ‪ ،‬يعد االرتباط‬
‫ً‬ ‫البشر اآلخرين على المكانة والنجاح اإلنجابي‪ .‬االهتمام بالنفس يعزز الصحة واإلنجاب‪.‬‬
‫باللحظة الحالية سلو ًكا يقوض اآلثار الضارة للغة (على سبيل المثال ‪ ،‬اجترار الماضي) ويزيد من الحساسية‬
‫لمعلومات اللحظة الحالية التي يتم إرسالها عبر الجسم والبيئة المادية‪ .‬كل هذه الجوانب ذات القيمة يمكن أن‬
‫تزدهر م ن خًلل استخدامنا لسلوكيات المكتشف ‪ ،‬والمًلحظ ‪ ،‬والمستشار‪ .‬يعتبر تحدي الذات والنشاط من‬
‫السلوكيات التي تعزز اللياقة ألنها تساعد المرء على السيطرة على البيئة والتنافس مع البشر اآلخرين على‬
‫أخيرا ‪ ،‬يعد االرتباط باللحظة الحالية سلو ًكا‬
‫ً‬ ‫المكانة والنجاح اإلنجابي‪ .‬االهتمام بالنفس يعزز الصحة واإلنجاب‪.‬‬
‫يقوض اآلثار الضارة للغة (على سبيل المثال ‪ ،‬اجترار الماضي) ويزيد من الحساسية لمعلومات اللحظة الحالية‬
‫التي يتم إرسالها عبر الجسم والبيئة المادية‪ .‬كل هذه الجوانب ذات القيمة يمكن أن تزدهر من خًلل استخدامنا‬
‫لسلوكيات المكتشف ‪ ،‬والمًلحظ ‪ ،‬والمستشار‪ .‬يعتبر تحدي الذات والنشاط من السلوكيات التي تعزز اللياقة‬
‫ألنها تساعد المرء على السيطرة على البيئة والتنافس مع البشر اآلخرين على المكانة والنجاح اإلنجابي‪ .‬االهتمام‬
‫أخيرا ‪ ،‬يعد االرتباط باللحظة الحالية سلو ًكا يقوض اآلثار الضارة للغة (على‬
‫ً‬ ‫بالنفس يعزز الصحة واإلنجاب‪.‬‬
‫سبيل المثال ‪ ،‬اجترار الماضي) ويزيد من الحساسية لمعلومات اللحظة الحالية التي يتم إرسالها عبر الجسم‬
‫والبيئة المادية‪ .‬كل هذه الجوانب ذات القيمة يمكن أن تزدهر من خًلل استخدامنا لسلوكيات المكتشف ‪ ،‬والمًلحظ‬
‫‪ ،‬والمستشار‪ .‬اجترار الم اضي) ويزيد من الحساسية لمعلومات اللحظة الحالية التي يتم إرسالها عبر الجسم‬
‫والبيئة المادية‪ .‬كل هذه الجوانب ذات القيمة يمكن أن تزدهر من خًلل استخدامنا لسلوكيات المكتشف ‪ ،‬والمًلحظ‬
‫‪ ،‬والمستشار‪ .‬اجترار الماضي) ويزيد من الحساسية لمعلومات اللحظة الحالية التي يتم إرسالها عبر الجسم‬
‫والبيئة المادية‪ .‬كل هذه الجوانب ذات القيمة يمكن أن تزدهر من خًلل استخدامنا لسلوكيات المكتشف ‪ ،‬والمًلحظ‬
‫‪ ،‬والمستشار‪.‬‬
‫مستشار ‪ ،‬أو صوتنا الداخلي ‪ ،‬هو مصطلح مجازي نستخدمه لوصف السلوك اللفظي الذي يعمل على توجيه‬
‫العمل بكفاءة وتجنب أخطاء التجربة والخطأ‪ .‬إنه تطبيق لحساب نظرية اإلطار العًلئقي للغة البشرية واإلدراك‬
‫‪ ،‬والمبدأ الفعال "لًلستجابة العًلئقية المشتقة القابلة للتطبيق التعسفي" (‪ .)2010 ، Tornke‬يعتمد المرشد‬
‫على تاريخ الشخص ‪ ،‬والذي يتضمن الخبرات وحل المشكًلت السابقة والتفكير والتعاليم السابقة‪ .‬يمثل المرشد‬
‫كبيرا ‪ ،‬ولكن ليس كل ‪ ،‬استخدامنا للغة الرمزية‪ .‬يتضمن المرشد تقييمات للذات واآلخرين والعالم ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جز ًءا‬
‫وقواعد حول كيفية العيش في العالم‪ .‬يرتبط استخدامنا لمصطلح "المستشار" ارتبا ً‬
‫طا وثيقًا بكيفية استخدام‬
‫اآلخرين لمصطلحات مثل األفكار السلبية ا لتلقائية ‪ ،‬والمفاهيم الذاتية ‪ ،‬واألمل ‪ ،‬والمعتقدات المختلة ‪ ،‬و‬
‫المخطط (‪ .)2008 ، Ciarrochi & Bailey‬كما أنه يتعلق بالتدخًلت المستخدمة في العًلج‬
‫السلوكي المعرفي ‪ ،‬مثل إعادة التقييم المعرفي وحل المشكًلت‪ .‬يتمثل أحد أهداف تدريب ‪DNA-V‬‬
‫في مساعدة الشباب على تطوير معتقدات مفيدة ‪ ،‬واستخدام تلك المعتقدات لتوجيه العمل الفعال‪.‬‬
‫ضا على مًلحظة عندما تكون بعض المعتقدات غير مفيدة و‬ ‫يساعد تدريب ‪ DNA-V‬الشباب أي ً‬
‫"إزالة الخطاف" عنها بعناية وعدم السماح لهم بالتأثير على اإلجراءات القيمة‪ .‬بشكل أساسي ‪ ،‬يساعد‬
‫‪ DNA-V‬الشباب على تطوير مستشار أكثر إفادة‪.‬‬
‫ملحوظة مصطلح يشير إلى قدرتنا على التركيز على أحداث اللحظة الحالية التي تحدث داخل وخارج‬
‫أجسادنا‪ .‬لقد ولدنا جمي ًعا ككتاب‪ .‬رؤية عالمنا وسمعه ولمسه وتذوقه وش ِّم رائحته‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن سلوكنا‬
‫المًلحظ يتشكل بسرعة من خًلل التجربة‪ .‬مثل جميع الثدييات ‪ ،‬فقد تطورنا لتجربة الخطر من خًلل‬
‫أجسامنا ‪ ،‬في المقام األول من خًلل المركب المبهم البطني لدينا (العصب القحفي العاشر)‪ .‬تجلب الرسائل‬
‫الخارجية للسًلمة أو الخطر تغييرات في معدل ضربات القلب ‪ ،‬والشعب الهوائية ‪ ،‬والنطق ‪ ،‬واألذن‬
‫الوسطى ‪ ،‬وتعبيرات الوجه (بورجيس ‪ .)2011 ،‬إذا كبرنا في بيئة قاسية أو غير داعمة اجتماعيا ً ‪ ،‬فإن‬
‫مهارات المًلحظة لدينا تجعلنا مفرطين في الحساسية لإلشارات التي تتعلق بالتهديد والسًلمة ( ‪Szalavitz‬‬
‫‪ .) 2010 ، & Perry‬في المقابل ‪ ،‬إذا كبرنا في بيئة حاضنة ‪ ،‬تجعلنا مهارات المًلحظ أكثر حساسية‬
‫نسبيًا لإلشارات التي تشير إلى الحداثة وتثير الفضول واالستكشاف ( ‪Ainsworth، Blehar، Waters،‬‬
‫‪ .) 2015 ،& Wall‬إذا تم تهدئتنا من قبل مقدمي الرعاية المحبين عندما نكون منزعجين ‪ ،‬نتعلم كيفية‬
‫"االستماع" إلى اإلشارات الموجودة في أجسادنا ‪ ،‬والثقة في أجسادنا ‪ ،‬والثقة في أنه يمكننا التواصل مع‬
‫اآلخرين وطلب مساعدتهم إذا لزم األمر (‪ 2015 ، .Ainsworth et al‬؛ أينسوورث ‪ .)1989 ،‬يدعم‬
‫"المخطر اآلمن" توسيع الذخيرة والمهارات السلوكية ( & ‪Fredrickson، Cohn، Coffey، Pek،‬‬
‫‪ ، )2008 ،Finkel‬ويرسم عن كثب مفهوم اليقظة والوعي غير التفاعلي ‪ ،‬وهو القدرة على التركيز على‬
‫اللحظة الحالية عن قصد وبفضول (كبات زين ‪ .)1994 ،‬المراقبون المهرة قادرون على الحفاظ على‬
‫تركيز االنتباه ‪ ،‬وتقبل التجربة السلبية والسماح لها بالحدوث ؛ ال يتفاعلون مع التجربة الداخلية مثل الدوافع‬
‫والشكوك ؛ ويمكنهم ممارسة عدم التعلق أو عدم االرتباط بالتجارب والمشاعر الممتعة ( ‪Sahdra،‬‬
‫‪Ciarrochi، & Parker، 2016).‬‬
‫مكتشف هو مصطلح للسلوك يستخدم التعلم بالتجربة والخطأ من أجل توسيع المهارات والموارد‪ .‬يتميز اكتشاف‬
‫األطفال عادة باللعب واالستكشاف ‪ ،‬بينما يتسم اكتشاف المراهقين عادة ً بحب التجديد والبحث عن األحاسيس‬
‫والمخاطرة التكيفية‪ .‬يخاطر المكتشفون المراهقون من أجل تطوير االستقًلل وتعلم أدوار الكبار‪ .‬تُستخدم‬
‫مهارات المكتشف لمساعدة الشباب على إيجاد طرق للعيش بحيوية وتوجيه حياتهم نحو غايات قيِّمة‪ .‬للقيام بذلك‬
‫‪ ،‬يجب عليهم باستمرار فحص قابلية السلوكيا ت الحالية والقديمة للتطبيق ‪ ،‬من خًلل تتبع عواقب أفعالهم‪ .‬يشير‬
‫استخدامنا لمصطلح مكتشف إلى مجموعة واسعة من تيارات البحث ‪ ،‬بما في ذلك‬
‫(‪ )1‬المخاطرة التكيفية عبر األنواع (‪ Hawley‬؛ ‪ )2( ، )2011 ، Ellis et al. ، 2012‬توسيع‬
‫وبناء النظريات النفسية (‪ )3( ، )2001 ، Fredrickson‬تشكيل الطوارئ الذي يبدأ في مرحلة‬
‫الطفولة (‪ ، )1981 ، Forehand & McMahon‬و (‪ )4‬تدخًلت التنشيط السلوكي‬
‫(‪.)2007 ،Cuijpers، van Straten، & Warmerdam‬‬
‫سياقيشكل الدائرة الخارجية لنموذجنا (الشكل ‪ )1‬ويشير إلى جميع األحداث التطورية وتاريخ‬
‫تأثيرا منظ ًما على سلوكيات الشباب ‪ D‬و ‪ N‬و ‪.A‬‬
‫ً‬ ‫الحياة واألحداث المباشرة التي مارست وتمارس‬
‫من المهم مًلحظة أنه ‪ ،‬من منظور سياقي وظيفي ‪ ،‬ال توجد طريقة مسبقة لتحديد ما هو "السياق"‬
‫وما هو السلوك‪ .‬بدال ً من ذلك ‪ ،‬يشير السلوك إلى ما يهم المتدخل في وقت معين ‪ ،‬ويشير السياق‬
‫إلى جميع العوامل التي قد تؤثر على هذا السلوك‪ .‬هناك عامًلن سياقيان مهمان في تحديدهما من‬
‫أجل تنمية الشباب ‪ -‬السياق االجتماعي والسياق الذاتي‪.‬‬
‫كثيرا ؛ يعيشون لبعضهم البعض‪.‬‬ ‫ً‬ ‫السياق االجتماعي لـ ‪ .DNA-V‬ال يعيش البشر مع بعضهم البعض‬
‫االرتباط باآلخرين ال يقل أهمية عن التغذية (‪ Hrdy‬؛‪ .)2009 ،Bowlby، 1979‬يناقش زميلنا إليس‬
‫أهمية السياق االجتماعي ‪ ،‬وخاصة الطرق التي يمكن أن تشكل بها البيئة االجتماعية القاسية مقابل التنشئة‬
‫كيف يسعى الشباب لتلبية احتياجاتهم‪ .‬في ‪ ، DNA-V‬نأخذ في االعتبار كيف تحيط االرتباطات والقوى‬
‫االجتماعية وتؤثر بشكل متبادل على سلوكيات األفراد ‪ D‬و ‪ N‬و ‪ .A‬وبالتالي ‪ ،‬فإن الشباب الذين يظهرون‬
‫سلو ًكا معاديًا للمجتمع هم األشخاص المميزون‬
‫"العداء" من حيث عالمهم "االجتماعي"‪ .‬قد نجادل ‪ ،‬بنا ًء على الدراسات التي تُظهر أهمية االتصال‬
‫ضا يحتاجون إلى مدح اآلخرين وسيستخدمون سلوكياتهم ‪ D‬و‬ ‫البشري ‪ ،‬أنه حتى أكثر النرجسيين بغي ً‬
‫‪ N‬و ‪ A‬للحصول عليه‪ .‬يزيد االتصال االجتماعي من رفاهيتنا ‪ ،‬في حين أن العزلة االجتماعية هي‬
‫عامل خطر لإلصابة بأمراض القلب والسمنة وضعف التفكير ومشاكل الصحة العقلية والموت‬
‫( ‪ Holt-Lunstad‬؛ ‪ Heinrich & Gullone ، 2006‬؛ ‪Hawkley & Cacioppo ، 2010‬‬
‫ً‬
‫تركيزا قويًا على فهم مدى تلبية الشباب‬ ‫‪ & ، ، Smith‬اليتون ‪ .)2010 ،‬وبالتالي ‪ ،‬يركز ‪DNA-V‬‬
‫الحتياجاتهم االجتماعية ‪ ،‬ومدى إحاطتهم بالدعم من البالغين واألقران ‪ ،‬ومدى بناء هذا الدعم لمهارات‬
‫‪ D‬و ‪ N‬و ‪A.‬‬
‫السياق الذاتي لـ ‪ .DNA-V‬باإلضافة إلى السياق االجتماعي ‪ ،‬يمكن لشعور الشاب بالذات أن يشكل سلوكياته‬
‫‪ D‬و ‪ N‬و ‪ . A‬نناقش هذا األمر بمزيد من التفصيل في القسم التالي ‪ ،‬ولكن باختصار هنا ال نشير فقط إلى‬
‫ضا إلى كيفية ارتباط المرء بتلك التقييمات الذاتية (انظر ‪Barnes-‬‬ ‫التقييمات الذاتية (سلوك المستشار) ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫‪ Holmes، Hayes، & Dymond، 2001، for‬حساب سلوكي للذات)‪ .‬هناك طريقتان رئيسيتان للتواصل‬
‫مع الذات وهما النظر إلى الذات بالتعاطف مع الذات والنظر إلى الذات على أنها قادرة على التغيير ‪ ،‬أو امتًلك‬
‫"عقلية نمو" (مارشال وآخرون ‪ 2015 ،‬؛ ييغر ودويك ‪ .) 2012 ،‬في إطار عملنا ‪ ،‬يتضمن التعاطف مع‬
‫الذات القدرة على مًلحظة التقييمات الذاتية السلبية ‪ ،‬وإدراك أن تلك التقييمات الذاتية طبيعية ‪ ،‬وأن يعامل المرء‬
‫نفسه بلطف في خدمة نشاط قيم‪ .‬الشباب الذين لديهم تعاطف مع الذات يتمتعون برفاهية أعلى ‪ ،‬وإدارة أفضل‬
‫ضا (مارشال وآخرون ‪ .)2015 ،‬يعتقد‬ ‫مما كانت عليه في المناسبات التي يكون فيها احترام الذات لديهم منخف ً‬
‫الشباب ذوو العقلية النامية أن التقييمات الذاتية مثل "غير الموهوبين" ال تحددهم ويعتقدون أنه يمكنهم تحسين‬
‫أنفسهم (‪ .)2012 ، Yeager & Dweck‬معًا ‪ ،‬تمنح عق لية النمو والتعاطف مع الذات الشباب ما نسميه‬
‫"نظرة ذاتية مرنة" ‪ ،‬أو القدرة على االستجابة بمرونة للنكسات والمعتقدات التي تحد من الذات واستخدام‬
‫سلوكياتهم ‪ D‬و ‪ N‬و ‪ A‬للتوسع والنمو ‪ .‬في المقابل ‪ ،‬يميل الشباب الذين لديهم نظرة ذاتية غير مرنة ‪ /‬صارمة‬
‫إلى استخدام سلوكياتهم ‪ D‬و ‪ N‬و ‪ A‬ضمن الحدود الضيقة نسبيًا لكيفية تعريفهم ألنفسهم‪ .‬على سبيل المثال ‪،‬‬
‫ضع في اعتبارك شابًا يؤمن بشدة بـ "أنا رياضي"‪ .‬هو يعتقد الشباب ذوو العقلية النامية أن التقييمات الذاتية مثل‬
‫"غير الموهوبين" ال تحددهم ويعتقدون أنه يمكنهم تحسين أنفسهم (‪ .)2012 ، Yeager & Dweck‬معًا ‪،‬‬
‫تمنح عقلية النمو والتعاطف مع الذات الشباب ما نسميه "نظرة ذاتية مرنة" ‪ ،‬أو القدرة على االستجابة بمرونة‬
‫للنكسات والمعتقدات التي تحد من الذات واستخدام سلوكياتهم ‪ D‬و ‪ N‬و ‪ A‬للتوسع والنمو ‪ .‬في المقابل ‪ ،‬يميل‬
‫الشباب الذين لديهم نظرة ذاتية غير مرنة ‪ /‬صارمة إلى استخدام سلوكياتهم ‪ D‬و ‪ N‬و ‪ A‬ضمن الحدود الضيقة‬
‫نسبيًا لكيفية تعريفهم ألنفسهم‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬ضع في اعتبارك شابًا يؤمن بشدة بـ "أنا رياضي"‪ .‬هو يعتقد‬
‫الشباب ذوو العقلية النامية أن التقييمات الذاتية مثل "غير الموهوبين" ال تحددهم ويعتقدون أنه يمكنهم تحسين‬
‫أنفسهم (‪ .)2012 ، Yeager & Dweck‬م ًعا ‪ ،‬تمنح عقلية النمو والتعاطف مع الذات الشباب ما نسميه‬
‫"نظرة ذاتية مرنة" ‪ ،‬أو القدرة على االستجابة بمرونة للنكسات والمعتقدات التي تحد من الذات واستخدام‬
‫سلوكياتهم ‪ D‬و ‪ N‬و ‪ A‬للتوسع والنمو ‪ .‬في المقابل ‪ ،‬يميل الشباب الذين لديهم نظرة ذاتية غير مرنة ‪ /‬صارمة‬
‫إلى استخدام سلوكياتهم ‪ D‬و ‪ N‬و ‪ A‬ضمن الحدود الضيقة نسبيًا لكيفية تعريفهم ألنفسهم‪ .‬على سبيل المثال ‪،‬‬
‫ضع في اعتبارك شابًا يؤمن بشدة بـ "أنا رياضي"‪ .‬هو تمنح عقلية النمو والتعاطف مع الذات الشباب ما نسميه‬
‫" نظرة ذاتية مرنة" ‪ ،‬أو القدرة على االستجابة بمرونة للنكسات والمعتقدات التي تحد من الذات واستخدام‬
‫سلوكياتهم ‪ D‬و ‪ N‬و ‪ A‬للتوسع والنمو‪ .‬في المقابل ‪ ،‬يميل الشباب الذين لديهم نظرة ذاتية غير مرنة ‪ /‬صارمة‬
‫إلى استخدام سلوكياتهم ‪ D‬و ‪ N‬و ‪ A‬ضمن الحدود الضيقة نسبيًا لكيفية تعريفهم ألنفسهم‪ .‬على سبيل المثال ‪،‬‬
‫ضع في اعتبارك شابًا يؤمن بشدة بـ "أنا رياضي"‪ .‬هو تمنح عقلية النمو والتعاطف مع الذات الشباب ما نسميه‬
‫"نظرة ذاتية مرنة" ‪ ،‬أو القدرة على االستجابة بمرونة للنكسات والمعتقدات التي تحد من الذات واستخدام‬
‫سلوكياتهم ‪ D‬و ‪ N‬و ‪ A‬للتوسع والنمو‪ .‬في المقابل ‪ ،‬يميل الشباب الذين لديهم نظرة ذاتية غير مرنة ‪ /‬صارمة‬
‫إلى استخدام سلوكياتهم ‪ D‬و ‪ N‬و ‪ A‬ضمن الحدود الضيقة نسبيًا لكيفية تعريفهم ألنفسهم‪ .‬على سبيل المثال ‪،‬‬
‫ضع في اعتبارك شابًا يؤمن بشدة بـ "أنا رياضي"‪ .‬هو وسلوكيات ضمن الحدود الضيقة نسبيًا لكيفية تعريفهم‬
‫ألنفسهم‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬ضع في اعتبارك شابًا يؤمن بشدة بـ "أنا رياضي"‪ .‬هو وسلوكيات ضمن الحدود‬
‫الضيقة نسبيًا لكيفية تعريفهم ألنفسهم‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬ضع في اعتبارك شابًا يؤمن بشدة بـ "أنا رياضي"‪.‬‬
‫هو‬
‫قد يستخدم ‪ DNA-V‬جيدًا لتحسين لياقته الرياضية ‪ ،‬ولكن ماذا يحدث عندما يصاب وال يستطيع‬
‫ممارسة الرياضة بعد اآلن؟ في هذه الحالة ‪ ،‬قد يكافح الستخدام ‪ D‬و ‪ N‬و ‪ A‬بشكل فعال وتهيمن‬
‫عليه أفكار مثل "إذا لم أكن رياضيًا ‪ ،‬فأنا لست أحدًا"‪.‬‬
‫يوضح الملخص أعًله أن ‪ DNA-V‬سياقي ويأخذ في االعتبار التكيف والتباين واالختيار‬
‫واالحتفاظ عبر تيارات البحث‪ .‬من الناحية المثالية ‪ ،‬تتطور مهارات ‪ D‬و ‪ N‬و ‪ A‬وتتغير بنا ًء على‬
‫عواقبها على قيم الشاب وحيويته‪ .‬نحول تركيزنا اآلن إلى جانب واحد حاسم من ‪ - DNA-V‬التكيف‬
‫الرمزي واالختيار من خًلل العواقب‪.‬‬

‫منهج‪ CBS‬لتطور الحياة الرمزية‬


‫يعتبر النشاط الرمزي أساسيًا لجميع جوانب ‪ . DNA-V‬على سبيل المثال ‪" ،‬يستخدم" المستشار التقييمات‬
‫والقواعد لتجنب التجربة والخطأ ‪ ،‬ويستخدم المحضر كلمات لوصف التجارب الداخلية والخارجية ‪ ،‬ويستخدم‬
‫المكتشف الكلمات لتخيل عوالم أفضل وطرق جديدة للوجود‪ .‬قد تبدأ القيمة كتفضيًلت غير لفظية ‪ ،‬ولكنها‬
‫تصبح أكثر رمزية عندما نتعلم التحدث عما نريده في الحياة‪ .‬تعتبر النظرة الذاتية رمزية بطبيعتها ألنها تتضمن‬
‫"أنا" لفظيًا يرتبط بالتقييمات واألوصاف ‪ ،‬ويمكن وضعها شفهيًا في وجهات نظر مختلفة (على سبيل المثال ‪،‬‬
‫صا آخر ‪ ،‬على‬‫صا يختبر شخ ً‬‫"أنا مختلف اآلن عما كنت عليه في ذلك الوقت")‪ .‬تتضمن النظرة االجتماعية شخ ً‬
‫األقل جزئيًا ‪ ،‬لفظيًا (على سبيل المثال ‪" ،‬في المستقبل ‪ ،‬سيرفضني") والقدرة على وضع ذلك اآلخر في منظور‬
‫لفظي (على سبيل المثال ‪" ،‬أنا حزين ‪ ،‬لكنها غاضبة ")‪.‬‬
‫ننتقل اآلن إلى مناقشة حول كيفية تطور السلوك الرمزي ‪ ،‬أو اللغة ‪ ،‬ويمكن أن يتم اختيارها ‪،‬‬
‫وأن تكون هي نفسها بمثابة عواقب اختيار للمراهقين‪.‬‬
‫عادة ‪ ،‬تركز النظريات التطورية على الطرق التي يتشكل بها السلوك الذي يمكن مًلحظته من خًلل‬
‫التكاليف والفوائد البيئية‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬قد تسعى النظريات إلى تفسير السلوك الجنسي للمراهقين‬
‫من حيث خطورة البيئة ‪ ،‬ودرجة التطابق بين بيئة األجداد والبيئة الحالية ‪ ،‬ونسبة الذكور إلى اإلناث‬
‫في البيئة (‪ .) 2012 ، .Ellis et al‬تتنبأ هذه النظريات بكيفية عمل ملف‬
‫تعمل البيئة التطورية للتكيف من خًلل نظام الوراثة الجينية للتأثير على قدرات المراهقين وتفضيًلتهم في‬
‫سياقات محددة‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فهم ال يقدمون القصة التطورية الكاملة‪ .‬جادل ‪ CBS‬وبعض علماء التطور أنه‬
‫باإلضافة إلى نظام الوراثة الجينية ‪ ،‬هناك أنظمة وراثة جينية وسلوكية ورمزية (انتقال من خًلل اللغة وأشكال‬
‫أخرى من التواصل الرمزي مثل الثقافة) (‪Jablonka & Lamb ، 2006).‬‬
‫يمكن النظر إلى المدرسة الكندية الكندية على أنها امتداد للمبادئ التطورية لفهم وتشكيل السلوك الخاص مثل‬
‫التفكير الرمزي (انظر الفصل ‪ .) 1‬نحن هنا نجادل بأننا لن نخفض معدالت انتشار المعاناة لدى المراهقين إذا‬
‫فشلنا في دمج نظام الوراثة الرمزي في نماذجنا ‪ ،‬جنبًا إلى جنب مع أنظمة الوراثة األخرى‪ .‬نحن بحاجة إلى‬
‫ضا كيف يستخدمون الرموز لفهمها ‪ ،‬وكيف يتم نقل المفاهيم‬ ‫فهم ليس فقط شكل البيئة الخارجية للشباب ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫الرمزية من الوالدين إلى الطفل‪ .‬هذه هي الطريقة الوحيدة التي نفهم بها تما ًما كيف ينتقل البشر من األطفال‬
‫المعالين إلى البالغين الذين يمكنهم تولي أدوار ومسؤوليات الكبار‪.‬‬
‫عا من السلوك (‪ )1‬تطور كقدرة فريدة لدى البشر ‪ ،‬و (‪ )2‬يتأثر‬ ‫من وجهة نظر ‪ ، CBS‬تعد اللغة نو ً‬
‫بمبادئ التباين واالختيار واالحتفاظ (‪ .)2014 ، .DS Wilson et al‬يشير ويلسون وزمًلؤه إلى شبكة‬
‫من العًلقات الرمزية التي تنظم السلوك على أنها "نمط متماثل"‪ .‬هنا ‪ ،‬نشير إلى هذا ببساطة باسم‬
‫"المعتقدات"‪ .‬مثل النمط الجيني ‪ ،‬تتطور المعتقدات و "تعيش" بنا ًء على ما تسببه‪6‬الكائن الحي للقيام به‪.‬‬
‫المراسًلت المباشرة بين تلك المعتقدات والعالم المادي ليست شرطا‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬قد تساعد المعتقدات‬
‫الدينية الناس على التعاون والتغلب على المجموعات األخرى ‪ ،‬حتى لو اعتقد العلماء أنها غير صحيحة‬
‫(‪DS Wilson ، 2010).‬‬
‫مهمتنا هي مساعدة المراهقين على التطور بمرونة مع اللغة‪ .‬يبدأ األطفال البشريون الحياة في عالم اإلحساس‬
‫‪ ،‬ويستجيبون للمنبهات الجسدية بالبكاء ‪ ،‬والوصول ‪ ،‬واالبتسام ‪ ،‬والضحك ‪ ،‬والتقيؤ‪ .‬مع اقترابهم من ‪18‬‬
‫عا من الكعك على نوع آخر‪ .‬إنهم ال‬ ‫شهرا ‪ ،‬يتعلمون المشي واللعب والغناء (غالبًا بشكل سيئ) ويفضلون نو ً‬
‫ً‬
‫يشعرون بالخجل حتى اآلن بشأن طريقة اللعب أو الغناء‪ .‬لم يشعروا بعد بالذنب تجاه تناول الكعك‪ .‬ثم يتطورون‬
‫لغة‪ .‬إنهم يطورون القدرة على ترك محفزات اللحظة الحالية ‪ ،‬واستخدام الكلمات أو الرموز "لتجربة"‬
‫صا غريبًا يقترب مني في شاحنة بيضاء‬‫الماضي ("فعلت شيئًا محر ًجا") أو المستقبل ("إذا رأيت شخ ً‬
‫‪ ،‬فأنا بحاجة إلى الركض بعيد")‪ .‬حتى عندما يركزون على اللحظة الحالية ‪ ،‬يمكنهم تغيير تلك‬
‫اللحظة بالحكم ("أنا ال أحظى بشعبية" ؛ "إنها لئيمة")‪.‬‬
‫ينمو المراهقون بشكل متزايد "داخل" عالم رمزي واسع قد ال يكون له أي صلة بالواقع المادي‪ .‬عبر الكثير‬
‫من التا ريخ البشري ‪ ،‬ضم هذا العالم الرمزي عوامل خارقة للطبيعة ‪ ،‬ومقدسة ودنس ‪ ،‬وطقوس ‪ ،‬وطقوس‬
‫مرور ‪ ،‬ومفاهيم دينية غير بديهية (تماثيل نازفة ‪ ،‬ووالدات عذراء) ‪ ،‬وكلها ربما كانت في خدمة بناء التعاون‬
‫وقدمت بشكل واضح تعريف األدوار والمسؤولية داخل المجتمع (‪ .)2005 ، Alcorta & Sosis‬يعيش‬
‫ضا داخل عالم رمزي ‪ ،‬لكن من غير الواضح مدى تأثير هذه الرموز على التعاون وإعداده‬ ‫المراهق الحديث أي ً‬
‫ألدوار الكبار‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬غالبًا ما يكون المراهقون المعاصرون "يعيشون داخل" الوسائط واألفًلم‬
‫والتغريدات ورسائل البريد اإللكتروني ومواقع الويب ووسائل التواصل االجتماعي ‪ -‬وكلها مليئة بالقصص‬
‫والشائعات واإلعًلنات‪.‬‬
‫هذا يعني أنه على الرغم من أننا نحن البشر اكتسبنا القدرة على انتزاع أنفسنا من الغابة المادية ‪ ،‬إال‬
‫وتكرارا‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬تُستثنى فتاة‬
‫ً‬ ‫مرارا‬
‫ً‬ ‫أننا من خًلل اللغة نعيد خلق خطر الغابة في رؤوسنا‬
‫مراهقة من اللعب مع فتيات أخريات وتتعرض للعار‪ .‬في وقت الحق ‪ ،‬تقف أمام مرآتها ‪ ،‬وتقرص‬
‫"سمنتها" ‪ ،‬متمنية أن تتمكن من قطعها ‪ ،‬على الرغم من أنها في الحقيقة نحيفة للغاية‪ .‬قد تفعل ذلك جيدًا‬
‫في مرحلة البلوغ ‪ ،‬بعد فترة طويلة من انتهاء حادثة با حة المدرسة‪ .‬أو صبي يجلس بمفرده في الغرفة‬
‫يقوم بواجب الرياضيات عندما يتذكر المعلم يسأله ‪ ،‬أمام الفصل بأكمله ‪" ،‬هل أنت غبي أو شيء من‬
‫هذا القبيل؟" يسترجع العار ‪ ،‬كما لو كان المعلم والفصل هناك في الغرفة معه‪ .‬يغلق كتاب الرياضيات‪.‬‬
‫المدهش في كًل المثالين هو أنه بالنسبة للبشر ‪،‬‬
‫السبب وراء أهمية الرموز في حياتنا هو أن سياقنا يعزز فكرة أننا يجب أن نتفاعل مع الرموز كما لو كانت‬
‫"الشيء الحقيقي"‪ .‬إذا قالت األم‪" :‬احذر من الثعابين" ‪ ،‬فإنها تريد من طفلها أن يتفاعل مع كلمة "ثعبان" كما لو‬
‫كان ثعبانًا حقيقيًا‪ .‬من الواضح أنه م ن المفيد للطفل أن يستجيب لكلمة "ثعبان" كما لو كان هناك ثعبان حقيقي‬
‫ألن مثل هذه االستجابة ال تحصل على موافقة األم فحسب ‪ ،‬بل تساعد الطفل على البقاء على قيد الحياة‪ .‬في‬
‫الواقع ‪ ،‬تعد الرموز أدوات مفيدة للبقاء بحيث نريد استخدامها طوال الوقت ‪ ،‬في كل جانب من جوانب الحياة‪.‬‬
‫هذا هو المكان الذي نبدأ فيه برؤية المشاكل‪ .‬يتم استخدام الرموز حتى عندما ال تكون مفيدة‪.‬‬
‫ال ‪ ،‬يمكن اختيار‬‫بشكل عام ‪ ،‬يمكن أن يكون اإلفراط في استخدام الرموز مشكلة من ثًلث طرق‪ .‬أو ً‬
‫ال من السعي وراء‬ ‫ال من عواقب العالم المادي‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬بد ً‬
‫السلوك بنا ًء على العواقب الرمزية ‪ ،‬بد ً‬
‫االتصال االجتماعي الفعلي والوضع واالستقًللية ‪ ،‬يمكننا شراء رموز هذه األشياء‪ .‬نحن نشتري سيارة‬
‫باهظة الثمن ألنه يُعلن عنها على أنها تمنحنا حرية "السير في طريقك الخاص" ‪ ،‬على الرغم من أن الدين‬
‫الذي يجلبه لنا يجبرنا على العمل ل ساعات أطول في وظيفة نكرهها‪ .‬نحن نتجنب الطبيب حتى ال نضطر‬
‫إلى التفكير في اعتًلل الصحة ‪ ،‬وبذلك تزيد من مخاطر تعرضنا العتًلل الصحة‪ .‬نعتقد أننا نشعر بالتفوق‬
‫على اآلخرين ‪ ،‬حتى عندما ال نكون كذلك ( & ‪Ehrlinger، Johnson، Banner، Dunning،‬‬
‫‪ )2008 ،Kruger‬وحتى عندما ن شعر بأننا متفوقون يتعارض مع قدرتنا على التعاون والتواصل‬
‫(‪ Nevicka‬و ‪ Velden‬و ‪ De Hoogh‬و & فيانن ‪.)2011 ،‬‬
‫المشكلة الثانية المحتملة مع االستخدام المفرط للغة هي أنها يمكن أن تثير ردود فعل عاطفية ‪،‬‬
‫حتى عندما ال تكون ردود الفعل هذه مرتبطة بما يحدث في الوقت الحاضر‪ .‬على سبيل المثال ‪،‬‬
‫مجرد التفكير في الماضي ‪ ،‬تجربة مخزية يمكن أن تدفع الشاب إلى التصرف بالخجل واالنسحاب‬
‫على الرغم من السياق االجتماعي اآلمن‪.‬‬
‫المشكلة الثالثة المحتملة مع االستخدام المفرط للغة هي أنها تجعل من الممكن لنا أن نخطئ في تطبيق‬
‫القواعد التي تم تعلمها في مكانة معينة (مثل األسرة) في مجاالت أخرى (مثل المدرسة) ويساهم في عدم‬
‫التوافق البيئي وعدم الحساسية للتكاليف والفوائد في الوقت الحاضر ( ‪SC Hayes، Brownstein،‬‬
‫‪ .)1986 ،Zettle، Rosenfarb، & Korn‬على سبيل المثال ‪ ،‬في أسرة مسيئة ‪ ،‬قد يتعلم الطفل أنه‬
‫ال يمكن الوثوق بأحد‪ .‬عندما تكون في المدرسة ‪ ،‬هذا‬
‫قد يفشل نفس الطفل في التقاط اإلشارات من شخص بالغ مهتم يمكن الوثوق به ويريد مساعدة الطفل‬
‫(‪ .)2002 ،Ciarrochi، Deane، Wilson، & Rickwood‬وبالتالي ‪ ،‬قد يفشل الطفل في‬
‫إصدار سلوك طلب المساعدة (عدم وجود تباين) ويفوت فرصة تلقي المساعدة ‪ /‬التعزيز نتيجة لهذا‬
‫السلوك (االختيار)‪.‬‬

‫ً‬
‫مميزا لتنمية الشباب‬ ‫يوفر ‪ CBS‬منه ًجا عمليًا‬
‫تشترك ‪ CBS‬في االفتراضات مع العلوم التطورية والسلوكية ‪ ،‬والتي تختلف بدورها بشكل كبير عن‬
‫العديد من االفتراضات الموجودة عادة ً في مجاالت أخرى من علم النفس ‪ ،‬وال سيما علم النفس التنموي‬
‫والبحث عن المراهقة "المعيارية"‪ .‬إن ما يسمح لنا بتوصيل الجسور بين التطور والتعلم والتدفقات‬
‫الرمزية والثقافية هو افتراضاتنا الخاصة بمكتب النظم األساسية‪ .‬يُفترض أن يكون سلوك الشباب تكيفًا‬
‫مع سياق معين (بما في ذلك التطور ‪ ،‬وتاريخ الحياة ‪ ،‬والسياق الحالي) ‪ ،‬والهدف من ‪ CBS‬هو تحديد‬
‫الجوانب المتغيرة للسياق التي تخضع للتدخل‪ .‬هذا يأخذ وجهة نظر سياقية وظيفية ‪ ،‬وهو اإلطار الفلسفي‬
‫الذي يدعم شبكة سي بي إس ( & ‪ SC Hayes ، Hayes ،‬؛ ‪SC Hayes et al. ، 2012‬‬
‫‪Reese ، 1988).‬‬
‫يفترض عالم ا لسلوك السياقي أن السلوك هو فعل مستمر في السياق‪ .‬السلوك في هذا الرأي هو أي شيء يفعله‬
‫الكائن الحي ‪ ،‬بما في ذلك السلوك العلني (ما نراه) وأيضًا السلوك السري (غير المرئي ‪ ،‬والتفكير ‪ ،‬والشعور ‪،‬‬
‫ونشاط الدماغ)‪ .‬يشمل السياق كل تاريخ الحياة التطوري (بما في ذلك التاريخ الوراثي ‪ ،‬والتخليقي ‪ ،‬والسلوكي ‪،‬‬
‫تأثيرا تنظيميًا على السلوك ( ‪DS‬‬
‫ً‬ ‫والرمزي) ‪ ،‬باإلضافة إلى األحداث البيئية المباشرة التي تمارس وتمارس‬
‫‪ .)2014 ، .Wilson et al‬غالبًا ما يتناقض هذا الرأي مع النظرة الواقعية للعالم ‪ ،‬والتي تسعى إلى فهم كيفية‬
‫عمل الجوانب المختلفة للشباب معًا (على سبيل المثال ‪ ،‬تؤثر المعتقدات على المشاعر) ‪ ،‬وتحدد األجزاء الطبيعية‬
‫مقابل غير الطبيعية (على سبيل المثال ‪ ،‬غياب أو وجود االجترار) ‪ ،‬و يسعى للعثور على األجزاء المختلة وإصًلحها‬
‫(على سبيل المثال ‪ ،‬تقليل االجترار) (‪ .)2008 ، Ciarrochi & Bailey‬قد يقارن الواقعي العنصري ‪ ،‬على‬
‫سبيل المثال ‪ ،‬بين "العادي" و‬
‫الشباب القلقين إكلينيكيًا من أجل تحديد كيفية اختًلفهم (على سبيل المثال ‪ ،‬المخطط السلبي) ‪ ،‬والسعي‬
‫إلى جعل الشباب القلق أكثر تشاب ًها مع الشباب العادي (تقليل المخطط السلبي)‪ .‬في المقابل ‪ ،‬ال‬
‫يفترض المنهج السلوكي السياقي أبدًا أن أي سلوك أو تجربة داخلية مختلة بطبيعتها‪ .‬يبحث علماء‬
‫‪ CBS‬عن طرق قد يكون هذا السلوك تكيفًا مع سياق مميز‪ .‬يفترضون أنه ال يوجد مراهق "عادي"‪.‬‬
‫تؤثر هاتان النظرتان على أبحاث وتدخًلت المراهقين‪ .‬من وجهة نظر واقعية أولية ‪ ،‬يُتهم المراهقون‬
‫عمو ًما بأنهم منغمسون في أنفسهم أو قلقون بشكل مفرط بشأن ما يعتقده اآلخرون ‪ ،‬كما لو كانت هذه حاالت‬
‫مختلة بطبيعتها تحتاج إلى تصحيح (على سبيل المثال ‪ ،‬التفكير الشبيه بالبالغين هو المعيار المتوقع للنضج)‪.‬‬
‫في المقابل ‪ ،‬يفترض علماء السياق الوظيفي أن ميل المراهقين إلى التفكير في أنفسهم ‪ ،‬واالنخراط في‬
‫المقارنة االجتماعية أو القيل والقال ‪ ،‬له غرض تكيفي‪ .‬مهمتهم هي اكتشاف الغرض من األنماط السلوكية‬
‫لكل مراهق ولنا كنوع‪ .‬إذا كان االستيعاب الذاتي ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬موجودًا عبر الثقافات والبيئات ‪،‬‬
‫فإننا نبحث عن كي فية مساعدة هذا االستيعاب الشباب على اكتساب أشياء مثل الوضع االجتماعي والهيبة‬
‫والهيمنة (‪Ellis et al.، 2012).‬‬
‫ضا على علم األحياء‪ .‬ال ينظر السياقيون الوظيفيون عمو ًما إلى األنماط‬ ‫وجهة النظر السياقية تنطبق أي ً‬
‫البيولوجية كأسباب كافية للسلوك العلني‪ .‬بدالً من ذلك ‪ ،‬ينظرون إلى األنماط البيولوجية على أنها سلوكيات‬
‫تحتاج إلى تفسير من خًلل التأثيرات البيئية التطورية والحالية‪ .‬سبب وجهة النظر هذه عملي‪ .‬يريد السياقيون‬
‫الوظيفيون تحديد جوانب البيئة التي يمكن تغييرها إلحداث تغيير إيجابي في كل من علم وظائف األعضاء‬
‫وال سلوك العلني‪ .‬التفسير الواقعي األولي مثل "نقص الدوبامين يسبب االكتئاب" غير مكتمل بالنسبة للسياق‬
‫الوظيفي ألنه ال يشير إلى أي جانب من البيئة المتغيرة ‪ ،‬مثل العزلة االجتماعية ‪ ،‬التي تؤدي إلى كل من نقص‬
‫الدوبامين واالكتئاب‪ .‬يدرس السياقيون الوظيفيون كيفية تفاعل ع لم األحياء مع التكاليف والفوائد البيئية إلنتاج‬
‫طا بزيادة في المخاطرة التي‬ ‫التكيفات‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬في بيئات التنشئة ‪ ،‬قد يكون ظهور سن البلوغ مرتب ً‬
‫تساعد الشاب على إقامة حياة طويلة األمد‪.‬‬
‫العًلقات خارج األسرة‪ .‬في البيئات القاسية ‪ ،‬قد تركز المخاطرة على المكاسب الفورية وخصم المكاسب‬
‫طويلة األجل غير المؤكدة إلى حد كبير (‪ .)2012 ،Dishion، Ha، & Veronneau‬وبالتالي ‪ ،‬فإن‬
‫الهدف من التدخًلت المستندة إلى ‪ CBS‬ليس القضاء على حب المراهقين للمخاطرة ‪ ،‬ولكن بدالً من ذلك‬
‫خلق بيئات تسمح لسلوكهم القائم على المخاطرة بأن يكون اجتماعيًا وليس معاديًا للمجتمع ( ‪Ellis et al.،‬‬
‫‪ Hawley، 2011).‬؛‪2012‬‬

‫االستنتاجات‬
‫إن أبحاث تدخل الشباب مثيرة لإلعجاب ولكنها مجزأة‪ .‬طالما بقي األمر كذلك ‪ ،‬فلن نتمكن أبدًا من تطوير‬
‫التدخًلت الشبابية المثلى‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬ما فائدة تحدي األفكار السلبية إذا لم نأخذ في االعتبار السياق‬
‫االجتماعي والعائلي الذي تحدث فيه؟ يمكن أن تكون األفكار السلبية شديدة التكيف‪ .‬ما فائدة تعليم الشباب‬
‫أن الصحة العقلية هي "مشكلة دماغية" إذا فشلنا في التفكير في كيف يمكن لهذه الرسالة أن تثبط عزيمة‬
‫الشباب؟ في العديد من السياقات ‪ ،‬ال يكون القلق واالكتئاب خطأ الدماغ المعيب ‪ ،‬بل هو خطأ التكيف في‬
‫بيئة قاصرة‪ .‬ما فائدة عًلج األعراض البيولوجية لًلكتئاب بحبوب منع الحمل إذا فشلنا في مراعاة العوامل‬
‫االجتماعية التي تسبب األعراض البيولوجية ‪ ،‬وكذلك العواقب النفسية والبيولوجية طويلة المدى لعلم‬
‫األد وية؟ ما فائدة تعليم الشباب أن يكون لديهم أهداف طويلة المدى وأمل عندما ال نساعدهم على الهروب‬
‫من بيئة قاسية وتقليل عدم اليقين بشأن مستقبلهم؟ حتى السمات مثل اليقظة ‪ ،‬والتي غالبًا ما يتم التعامل معها‬
‫على أنها سلعة عالمية ‪ ،‬يمكن أن يكون لها عواقب سلبية في سياقات معينة ( ‪Farias & Wiholm،‬‬
‫‪ Shapiro‬؛‪ .)1992 ،2015‬باختصار ‪ ،‬ال يوجد ملف بيولوجي أو خبرة داخلية أو سلوك خارجي يمكن‬
‫الحكم عليه على أنه جيد ومستقل عن السياق الفردي واالجتماعي والتطوري‪ .‬ال توجد حبوب نفسية صحية‬
‫عالميًا للشباب‪ .‬التي غالبًا ما يتم التعامل معها على أنها سلعة عالمية ‪ ،‬يمكن أن يكون لها عواقب سلبية في‬
‫سياقات معينة (‪ Shapiro‬؛‪ .)1992 ،Farias & Wiholm، 2015‬باختصار ‪ ،‬ال يوجد ملف بيولوجي‬
‫أو خبرة داخلية أو سلوك خارجي يمكن الحكم عليه على أنه جيد ومستقل عن السياق الفردي واالجتماعي‬
‫والتطوري‪ .‬ال توجد حبوب نفسية صحية عالميًا للشباب‪ .‬التي غالبًا ما يتم التعامل معها على أنها سلعة‬
‫عالمية ‪ ،‬يمكن أن يكون لها عواقب سلبية في سياقات معينة (‪ Shapiro‬؛‪،Farias & Wiholm، 2015‬‬
‫‪ .) 1992‬باختصار ‪ ،‬ال يوجد ملف بيولوجي أو خبرة داخلية أو سلوك خارجي يمكن الحكم عليه على أنه‬
‫جيد ومستقل عن السياق الفردي واالجتماعي والتطوري‪ .‬ال توجد حبوب نفسية صحية عالميًا للشباب‪.‬‬
‫مثاال واحدًا على كيفية إلغاء تجزئة أبحاث تدخل الشباب ‪ ،‬باستخدام مصطلحات تطورية‬ ‫قدم هذا الفصل ً‬
‫محددة جيدًا مثل التكاليف ‪ ،‬والفوائد ‪ ،‬والسياق ‪ ،‬واالختًلف ‪ ،‬واالختيار‪ .‬لم يكن لدينا مساحة كبيرة للحديث‬
‫عن االحتفاظ والميراث ‪ ،‬لكننا نود أن نًلحظ ‪ ،‬في الختام ‪ ،‬ذلك‬
‫يعني الوراثة اللفظية أننا يمكن أن نرى تحسينات كبيرة في حالة اإلنسان في بضعة أجيال فقط‪ .‬تخيل لو‬
‫تمكنا من تعليم الشباب أن يصبحوا مدركين للطرق التي يمكن أن تهيمن بها الرموز على تفسيراتنا للتجربة‬
‫وتصبح غير مفيدة‪ .‬قد يتعلمون بعد ذلك كيفية استخدام الرموز مثل األدوات ‪ ،‬و "وضعها جانباً" عندما ال‬
‫سا في النقد الذاتي والمادية والتحيز‪ .‬هل يمكن أن ينقلوا هذه الدروس إلى‬ ‫تعود مفيدة‪ .‬قد يصبحون أقل انغما ً‬
‫أطفالهم؟ أو تخيل ما إذا كان جميع ال شباب قد تعلموا الحكم على سلوكهم من حيث كيفية خدمته لقيمهم ‪،‬‬
‫وخاصة كيف ساعدهم على بناء التواصل والحب؟ أو تخيل الشباب الذين فهموا أنهم ليسوا ثابتين ‪ ،‬وأن‬
‫المستقبل ليس ثابتًا ‪ ،‬ويمكنهم تحسين أنفسهم وهذا العالم‪ .‬ماذا يمكن أن يعلموا أطفالهم؟‬

‫مراجع‬
‫اينسورث ‪ ،‬مس (‪ .)1989‬المرفقات بعد الطفولة‪ .‬عالم نفس أمريكي ‪.709 ، 44 ،‬‬
‫‪ .)2015( Ainsworth، MS، Blehar، MC، Waters، E.، & Wall، SN‬أنماط التعلق‪ :‬أ‬
‫دراسة نفسية للوضع الغريب‪.‬هيلزديل ‪ ،‬نيوجيرسي‪ :‬لورانس إيرلبوم‪.‬‬
‫ألكورتا ‪ ،‬سي ‪ ،‬وسوسيس ‪ ،‬ر‪ .)2005( .‬الطقوس والعاطفة والرموز المقدسة‪ .‬الطبيعة البشرية ‪ .359–323 ، 16 ،‬بارنز هولمز ‪ ،‬د‪ ، .‬هايز ‪،‬‬
‫إس سي ‪ ،‬وديموند ‪ ،‬س‪ .)2001( .‬قواعد التوجيه الذاتي‪ .‬في ‪SC Hayes ،‬‬
‫ديرموت بارنز هولمز وآخرون‪( .‬محرران) ‪ ،‬نظرية اإلطار العًلئقي‪ :‬حساب ما بعد سكينر‬
‫لغة اإلنسان واإلدراك‪ .‬نيويورك‪Plenum. :‬‬
‫‪ .) 2015( Biglan، A.، & Hayes، SC‬كتيب وايلي للعلوم السلوكية السياقية‪ .‬ويست ساسكس ‪ ،‬المملكة المتحدة‪ :‬وايلي‬
‫بًلكويل‪.‬‬
‫بولبي ‪ ،‬ج‪ .)1979( .‬تكوين وكسر الروابط العاطفية‪ .‬نيويورك‪ :‬روتليدج‪.‬‬
‫براينت ‪ ،‬ج‪ .)2006( .‬حول التعميمات المتسرعة حول علم النفس التطوري‪ .‬المجلة األمريكية لعلم النفس ‪.487-481 ، 119 ،‬‬
‫تشاوال ‪ ،‬إن ‪ ،‬وأوستافين ‪ ،‬ب‪ .)2007( .‬التجنب التجريبي كمنهج وظيفي األبعاد لعلم النفس المرضي‪ :‬مراجعة تجريبية‪ .‬مجلة علم النفس‬
‫العيادي ‪.890-871 ، 63 ،‬‬
‫‪ .)2016( .Ciarrochi، J.، Atkins، P.، Hayes، L.، Sahdra، B.، and Parker، P‬علم النفس اإليجابي للسياق‪:‬‬
‫توصيات سياسية لتطبيق علم النفس اإليجابي في المدارس‪ .‬حدود علم النفس ‪1561 ، 7 ،‬‬
‫‪ .)2008( .Ciarrochi، J.، & Bailey، A‬دليل ممارس العًلج السلوكي المعرفي لـ ‪ :ACT‬كيفية سد الفجوة بين العًلج‬
‫السلوكي المعرفي وعًلج التقبل وااللتزام‪ .‬أوكًلند ‪ ،‬كاليفورنيا‪ :‬منشورات نيو هاربينجر‪.‬‬
‫‪ .)2002( .Ciarrochi، J.، Deane، FP، Wilson، CJ، & Rickwood، D‬المراهقون الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة هم‬
‫األقل عرضة لطلب المساعدة‪ :‬العًلقة بين الكفاءة العاطفية المنخفضة وقلة النية في طلب المساعدة‪ .‬المجلة البريطانية للتوجيه واإلرشاد ‪،‬‬
‫‪.188-173 ، 30‬‬
‫متوترا ولكن متسام ًحا‪ :‬التأثيرات المتناقضة للسمة‬
‫ً‬ ‫‪ .)1999( Ciarrochi، J.، & Forgas، JP‬عن كونك‬
‫القلق والمزاج المكروه على األحكام بين المجموعات‪ .‬ديناميات المجموعة‪ :‬النظرية والبحث و‬
‫ممارسة ‪، 227-238.3 ،‬‬
‫‪ .)2016( .Ciarrochi، J.، & Parker، P‬عدم التعلق واليقظة‪ :‬بنيات مرتبطة ولكنها متميزة‪.‬‬
‫التقييم النفسي ‪، ٨١٩-٨٢٩.28 ،‬‬
‫‪ .)2007( .Cuijpers ، P. ، van Straten ، N. ، & Warmerdam ، L‬عًلجات التنشيط السلوكي لًلكتئاب‪ :‬التحليل‬
‫التلوي‪ .‬مراجعة علم النفس العيادي ‪.326-318 ، 27 ،‬‬
‫ديشون ‪ ،‬تي جيه ‪ ،‬ها ‪ ،‬ت ‪ ،‬وفيرونيو ‪ ،‬إم إتش (‪ .)2012‬تحليل بيئي لتأثيرات تجمع األقران المنحرف على االختًلط الجنسي‬
‫‪ ،‬والسلوك المشكل ‪ ،‬واإلنجاب من مرحلة المراهقة المبكرة إلى مرحلة البلوغ‪ :‬تعزيز إطار تاريخ الحياة‪ .‬علم النفس التنموي‬
‫‪doi: 10.1037 / a0027304 .717-703 ، 48 ،‬‬
‫إيرلينجر ‪ ،‬ج‪ ، .‬جونسون ‪ ،‬ك‪ ، .‬بانر ‪ ،‬إم ‪ ،‬دانينج ‪ ،‬د‪ ، .‬وكروجر ‪ ،‬ج‪ .)2008( .‬لماذا يجهل غير المهرة‪ :‬استكشافات أخرى‬
‫(غائبة) للبصيرة الذاتية بين غير األكفاء‪ .‬السلوك التنظيمي وعمليات اتخاذ القرار البشري ‪.121-98 ، 105 ،‬‬
‫‪Ellis، BJ، Del Giudice، M.، Dishion، TJ، Figueredo، AJ، Gray، P.، Griskevicius، V.،… Volk،‬‬
‫‪ .) 2012( AA‬األساس التطوري لسلوك المراهقين المحفوف بالمخاطر‪ :‬اآلثار المترتبة على العلم والسياسة والممارسة‪ .‬علم‬
‫النفس التنموي ‪.598 ، 48 ،‬‬
‫فارياس ‪ ،‬م ‪ ،‬وويهولم ‪ ،‬سي (‪ .)2015‬حبة بوذا‪ :‬هل يمكن للوساطة أن تغيرك؟ لندن‪ :‬واتكينز ميديا ليمتد‪.‬‬
‫‪ .)2014( .Ford، B.، & Mauss، I‬اآلثار المتناقضة للسعي وراء المشاعر اإليجابية‪ .‬في‬
‫‪ ، ).J. Gruber & T. Moskowitz (Eds‬العاطفة اإليجابية‪ :‬دمج جوانب الضوء والجوانب المظلمة‪ .‬منحة أكسفورد‬
‫عبر اإلنترنت‪ .‬دوى‪acprof: oso / 9780199926725.001.0001 / 10.1093 :‬‬
‫‪ .)1981( Forhand، RL، & McMahon، RJ‬مساعدة الطفل غير الممتثل‪ .‬نيويورك‪ :‬جيلفورد‪.‬‬
‫فريدريكسون ‪ ،‬بي إل (‪ .) 2001‬دور المشاعر اإليجابية في علم النفس اإليجابي‪ :‬نظرية التوسيع والبناء للعواطف اإليجابية‪ .‬عالم‬
‫نفس أمريكي ‪.226-218 ، 56 ،‬‬
‫فريدريكسون ‪ .)2008( BL ، Cohn ، MA ، Coffey ، KA ، Pek ، J. ، & Finkel ، SM ،‬القلوب المفتوحة تبني الحياة‪ :‬العواطف‬
‫اإليجابية ‪ ،‬التي يتم تحفيزها من خًلل التأمل المحب واللطف ‪ ،‬تبني موارد شخصية تبعية‪ .‬مجلة الشخصية وعلم النفس االجتماعي ‪95 ،‬‬
‫‪.1062-1045 ،‬‬
‫غولدني ‪ ،‬ر‪ ، .‬إكيرت ‪ ،‬ك‪ ، .‬هوثورن ‪ ،‬جي ‪ ،‬وتايلور ‪ ،‬أ‪ .)2010( .‬التغييرات في انتشار االكتئاب الشديد في عينة المجتمع‬
‫األسترالي بين عامي ‪ 1998‬و ‪Australian and New Zealand Journal of Psychiatry، 44، 901- .2008‬‬
‫‪910.‬‬
‫‪ .)2015( .Haslam، N.، & Kvaale، E‬التفسيرات الجينية لًلضطراب العقلي‪ :‬نموذج البركات المختلطة‪ .‬علم النفس ‪24 ،‬‬
‫‪.404-399 ،‬‬
‫‪ .) 2010( Hawkley، LC، & Cacioppo، JT‬الوحدة مهمة‪ :‬مراجعة نظرية وتجريبية للنتائج واآلليات‪ .‬حوليات الطب السلوكي ‪40 ،‬‬
‫‪.227-218 ،‬‬
‫هاولي ‪ .)2011( PH ،‬تطور المراهقة ومراهقة التطور‪ :‬مجيء عمر اإلنسان ونظرية القوى التي صنعتها‪ .‬مجلة البحث في‬
‫المراهقة ‪ .316-307 ، 21 ،‬دوى‪j.1532–7795.2010.00732.x / 10.1111 :‬‬
‫‪ .)2015( .Hayes، L.، & Ciarrochi، J‬المراهق المزدهر‪ :‬استخدام عًلج التقبل وااللتزام وعلم النفس اإليجابي لمساعدة‬
‫المراهقين على إدارة العواطف وتحقيق األهداف وبناء التواصل‪ .‬أوكًلند ‪ ،‬كاليفورنيا‪ :‬مطبعة السياق‪.‬‬
‫‪( .Hayes ، SC ، Barnes-Holmes ، D. ، & Roche ، B‬محرران)‪ .)2001( .‬نظرية اإلطار العًلئقي‪:‬‬
‫حساب ما بعد سكينر للغة البشرية واإلدراك‪ .‬نيويورك‪Plenum. :‬‬
‫‪ .)1986( .Hayes ، SC ، Brownstein ، AJ ، Zettle ، RD ، Rosenfarb ، I. ، & Korn ، Z‬سلوك تحكمه‬
‫قواعد وحساسية تجاه عواقب االستجابة المتغيرة‪ .‬مجلة التحليل التجريبي للسلوك ‪.256-237 ، 45 ،‬‬
‫‪ .)1988( Hayes ، SC ، Hayes ، LJ ، & Reese ، HW‬العثور على الجوهر الفلسفي‪ :‬مراجعة لفرضيات العالم لستيفن سي بيبر‪ .‬مجلة‬
‫التحليل التجريبي للسلوك ‪-97 ، 50 ،‬‬
‫‪111.‬‬
‫‪ .)2006( .Hayes، SC، Luoma، JB، Bond، FW، Masuda، A.، & Lillis، J‬عًلج التقبل وااللتزام‪ :‬النموذج‬
‫والعمليات والنتائج‪ .‬بحوث وعًلج السلوك ‪.25-1 ، 44 ،‬‬
‫‪ .)2012( Hayes، SC، Strosahl، KD، & Wilson، KG‬عًلج التقبل وااللتزام ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ :‬عملية وممارسة التغيير الذهني‪.‬‬
‫نيويورك‪ :‬جيلفورد‪.‬‬
‫هاينريش ‪ ،‬إل إم ‪ ،‬وجولون ‪ ،‬إي (‪ .)2006‬األهمية السريرية للوحدة‪ :‬مراجعة األدبيات‪.‬‬
‫مراجعة علم النفس العيادي ‪، 695-718.26 ،‬‬
‫هولت لونستاد ‪ ،‬جيه ‪ ،‬سميث ‪ ،‬ت‪ ، .‬واليتون ‪ ،‬ج‪ .)2010( .‬العًلقات االجتماعية ومخاطر الوفاة‪:‬‬
‫مراجعة التحليل التلوي‪ .‬بلوس ميديسين ‪doi.org/10.1371/journal.pmed.1000316 .7 ،‬‬
‫هيردي ‪ ،‬س‪ .) 2009( .‬األمهات وغيرهم‪ :‬األصول التطورية للتفاهم المتبادل‪ .‬كامبريدج ‪،‬‬
‫ماجستير‪ :‬مطبعة جامعة هارفارد‪.‬‬
‫جابلونكا ‪ ،‬إي ‪ ،‬والمب ‪ ،‬إم (‪ .)2006‬التطور في أربعة أبعاد‪ :‬جيني ‪ ،‬جيني ‪ ،‬سلوكي ‪ ،‬و‬
‫االختًلف الرمزي في تاريخ الحياة‪.‬كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬مطبعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‪.‬‬
‫كابات زين ‪ ،‬ج‪ .)1994( .‬أينما تذهب هناك فأنت‪ :‬تأمل اليقظة في الحياة اليومية‪ .‬جديد‬
‫يورك‪ :‬هايبريون‪.‬‬
‫‪.Kann، L.، Kinchen، S.، Shanklin، SL، Flint، KH، Kawkins، J.، Harris، WA،… Whittle، L‬‬
‫(‪ .)2014‬ترصد سلوك الخطر لدى الشباب‪ -‬الواليات المتحدة ‪ .2013 ،‬ملخصات مراقبة ‪MMWR ، 63 ، 1-168.‬‬
‫مارشال ‪ ،‬إس ‪ ،‬باركر ‪ ،‬بي ‪ ،‬سياروتشي ‪ ،‬جيه ‪ ،‬سهدرا ‪ ،‬ب ‪ ،‬جاكسون ‪ ،‬سي ‪ ،‬آند هيفين ‪ ،‬بي (‪ .)2015‬يحمي التعاطف مع الذات من‬
‫اآلثار السلبية لتدني احترام الذات‪ :‬دراسة طولية في عينة مراهقة كبيرة‪ .‬الشخصية واالختًلفات الفردية ‪.121-116 ، 74 ،‬‬
‫مارتن ‪ ،‬جي ‪ ،‬سوانيل ‪ ،‬إس في ‪ ،‬هازل ‪ ،‬بل ‪ ،‬هاريسون ‪ ،‬جي إي ‪ ،‬وتايلور ‪ ،‬إيه دبليو (‪ .)2010‬إيذاء النفس في أستراليا‪:‬‬
‫مسح مجتمعي‪ .‬المجلة الطبية األسترالية ‪.506 ، 193 ،‬‬
‫ميلين ‪ ،‬آر ‪ ،‬كوتشر ‪ ،‬إس ‪ ،‬لويس ‪ ،‬إس بي ‪ ،‬ووكر ‪ ،‬إس ‪ ،‬وي ‪ ،‬واي ‪ ،‬فيريل ‪ ،‬إن ‪ ،‬وأرمسترونج ‪ ،‬إم (‪ .)2016‬تأثير ممنهج‬
‫الصحة النفسية لطًلب المدارس الثانوية على المعرفة ووصمة العار‪ :‬تجربة معشاة ذات شواهد‪ .‬مجلة األكاديمية األمريكية‬
‫للطب النفسي لألطفال والمراهقين ‪doi: 10.1016 / j.jaac.2016.02.018 .391-383 ، 55 ،‬‬
‫‪ .)2011( .Nevicka، B.، Velden، F.، De Hoogh، A.، & Vianen، A‬الواقع يتعارض مع التصورات‪:‬‬
‫القادة النرجسيون واألداء الجماعي‪ .‬علم النفس ‪.1264-1259 ، 22 ،‬‬
‫‪ .)2000( Perkonigg، A.، Kessler، RC، Storz، S.، & Wittchen، HU‬األحداث الصادمة واضطراب ما بعد‬
‫الصدمة في المجتمع‪ :‬االنتشار وعوامل الخطر واالعتًلل المشترك‪Acta Psychiatrica Scandinavica ، 101 ، .‬‬
‫‪46-59.‬‬
‫بيري ‪ ،‬دينار بحريني (‪ .) 2009‬فحص سوء معاملة األطفال من خًلل عدسة النمو العصبي‪ :‬التطبيقات السريرية لنموذج العًلج‬
‫العصبي التكافؤ‪ .‬مجلة الفقد والصدمة ‪ .255 - 240 ، 14 ،‬دوى‪15325020903004350 / 10.1080 :‬‬
‫بورجيس ‪ ،‬سو (‪ .)2011‬نظرية تعدد الرؤوس‪ :‬األسس الفيزيولوجية العصبية للعواطف ‪،‬‬
‫التعلق والتواصل والتنظيم الذاتي‪.‬نيويورك‪ :‬نورتون‪.‬‬
‫سهدرا ‪ ،‬ب‪ ، .‬سياروتشي ‪ ،‬ج‪ ، .‬وباركر ‪ ،‬ب‪ .)2016( .‬عدم التعلق واليقظة‪ :‬بنيات مرتبطة ولكنها متميزة‪ .‬التقييم النفسي ‪28 ،‬‬
‫‪.829-819 ،‬‬
‫سيليجمان ‪ ،‬مي (‪ .)2004‬السعادة الحقيقية‪ :‬استخدام علم النفس اإليجابي الجديد لتحقيق أهدافك‬
‫إمكانية تحقيق دائم‪ .‬نيويورك‪ :‬كتب أتريا‪.‬‬
‫شابيرو ‪ ،‬د‪ .) 1992( .‬اآلثار الضارة للتأمل‪ :‬تحقيق أولي للمتأملين على المدى الطويل‪ .‬المجلة الدولية لعلم النفس الجسدي ‪39 ،‬‬
‫‪.4-1 ،‬‬
‫سكينر ‪ ،‬فرنك بلجيكي (‪ .)1969‬طوارئ التعزيز‪ :‬تحليل نظري‪ .‬إنجليوود كليفس ‪ ،‬نيوجيرسي‪:‬‬
‫برنتيس هول‪.‬‬
‫شتاينبرغ ‪ ،‬إل (‪ .) 2001‬نحن نعرف بعض األشياء‪ :‬العًلقات بين الوالدين والمراهقين في الماضي والتوقعات‪ .‬مجلة البحوث في‬
‫المراهقة ‪.19-1 ، 11 ،‬‬
‫‪ .)2010( Szalavitz ، M. ، & Perry ، BD‬ولد من أجل الحب‪ .‬نيويورك‪ :‬ويليام مورو‪.‬‬
‫تورنك ‪ ،‬ن‪ .)2010( .‬التعلم ‪ :RFT‬مقدمة لنظرية اإلطار العًلئقي والسريري‬
‫طلب‪ .‬أوكًلند ‪ ،‬كاليفورنيا‪ :‬منشورات نيو هاربينجر‪.‬‬
‫توينجي ‪ ،‬ج‪ ، .‬وكامبل ‪ ،‬و‪ .) 2008( .‬زيادة في وجهات النظر الذاتية اإليجابية بين طًلب المدارس الثانوية‪ :‬تغييرات مجموعة‬
‫الوالدة في األداء المتوقع ‪ ،‬والرضا عن النفس ‪ ،‬وإعجاب الذات ‪ ،‬والكفاءة الذاتية‪ .‬علم النفس ‪.1086-1082 ، 19 ،‬‬
‫توينجي ‪ ،‬ج‪ ، .‬كامبل ‪ ،‬دبليو ‪ ،‬وفريمان ‪ ،‬إي (‪ .)2012‬االختًلفات بين األجيال في أهداف حياة الشباب ‪ ،‬واالهتمام باآلخرين ‪،‬‬
‫والتوجه المدني ‪ .2009-1966 ،‬مجلة الشخصية وعلم النفس االجتماعي ‪.1062-1045 ، 102 ،‬‬
‫ويلسون ‪ ،‬دي إس (‪ .)2010‬كاتدرائية داروين‪ :‬التطور والدين وطبيعة المجتمع‪ .‬شيكاغو‪:‬‬
‫مطبعة جامعة شيكاغو‪.‬‬
‫ويلسون ‪ ،‬دي إس ‪ ،‬هايز ‪ ،‬إس ‪ ،‬بيجًلن ‪ ،‬إيه ‪ ،‬وإمبري ‪ ،‬دي (‪ .)2014‬تطور المستقبل‪ :‬نحو علم التغيير المتعمد‪ .‬العلوم‬
‫السلوكية والدماغية ‪.460-395 ، 37 ،‬‬
‫ويلسون ‪ ،‬د‪ .‬س ‪ ،‬فوغت ‪ ،‬إم ‪ ،‬وأوجورمان ‪ ،‬ر‪ .) 2008( .‬نظرية االختيار متعدد المستويات والتحوالت التطورية الرئيسية‪.‬‬
‫االتجاهات الحالية في علم النفس ‪.9-6 ، 17 ،‬‬
‫ويلسون ‪ ،‬إي أو (‪ .)2012‬الفتح االجتماعي لألرض‪ .‬نيويورك‪ :‬ليفرايت‪.‬‬
‫‪ .)1998( .Wittchen ، H.-U. ، Nelson ، CB ، & Lachner ، G‬انتشار االضطرابات النفسية واالضطرابات النفسية لدى المراهقين‬
‫والشباب‪ .‬الطب النفسي ‪.126-109 ، 28 ،‬‬
‫‪ .) 2012( .Yeager ، D. ، & Dweck ، C‬العقليات التي تعزز المرونة‪ :‬عندما يعتقد الطًلب أنه يمكن تطوير الخصائص‬
‫الشخصية‪ .‬عالم نفس تربوي ‪.314-302 ، 47 ،‬‬
‫حوار حول التنمية والمراهقة‬
‫مشاركون‪:‬جوزيف سياروتشي ‪ ،‬بروس جيه إليس ‪،‬‬
‫لويز إل هايز وديفيد سلون ويلسون‬

‫ديفيد سلون ويلسون‪ :‬دعوني أتدحرج مع بعض المًلحظات حول كًل الفصلين‪ .‬إنهم متشابهون بشكل الفت‬
‫للنظر في تركيزهم على السلوك في السياق‪ .‬يقول بروس ‪" ،‬ما الفائدة من ذلك لألطفال؟" إن الكثير‬
‫مما نعتبره مرضيًا هو في الواقع تكيفي بالمعنى التطوري للكلمة‪ .‬هذه نقطة دقيقة ولكنها أساسية‬
‫يجب توضيحها حول التفكير التطوري بشكل عام‪ .‬ثم أوضح جو ولويز نفس النقطة تما ًما للسلوك‬
‫في السياق ‪ ،‬وهو جوهر علم السلوك السياقي وجذوره التطورية‪.‬‬
‫في الوقت نفسه ‪ ،‬هناك بعض االختًلفات الًلفتة للنظر بين الفصول ‪ -‬ليس فقط بين هذين الزوجين‬
‫‪ ،‬ولكن بين أزواج الفصول األخرى في الكتاب‪ .‬لتوضيح ذلك ‪ ،‬دعني أستطرد قليًلً وأقول إنني كتبت‬
‫أن النظام السلوكي البشري يجب أن يُنظر إليه على أنه مثل جهاز المناعة ‪ ،‬مع عنصر تكيفي ومك ِّ ِون‬
‫فطري‪ .‬المكون الفطري هو بنية نفسية وفسيولوجية تطورت عن طريق التطور الجيني وستكون هي‬
‫ضا تسمية هذه اللدونة المظهرية المغلقة‪ .‬يعد المكون‬ ‫نفسها في البشر كما في الثدييات األخرى‪ .‬يمكننا أي ً‬
‫التكيفي أكثر انفتا ًحا ويتم تمثيله من خًلل عمليات سكينر‪ :‬أشياء مثل التكييف الفعال ‪ ،‬وكذلك اللغة كما‬
‫تمت دراستها في شبكة سي بي إس مع نظرية اإلطار العًلئقي ومن قبل مؤلفين مثل إيفا جابلونكا‬
‫وماريون المب في كتابهم التطور في أربعة أبعاد‪.‬‬
‫على هذه الخلفية ‪ ،‬أرى أن فصل بروس يتعلق إلى حد كبير بالمك ِّ ِون الفطري للنظام السلوكي البشري‬
‫‪ ،‬كما هو الحال في الفصل اآلخر‪.‬‬
‫الثدييات ‪ ،‬وفصل ‪ Joe's and Louise‬كما ركز على المكون التكيفي للنظام السلوكي ‪،‬‬
‫وله عًلقة كبيرة باالختيار من خًلل العواقب وامتداده إلى الفكر الرمزي واللغة‪ .‬ال يوجد‬
‫الكثير من التداخل بين الفصلين في هذا الصدد بالذات‪.‬‬
‫ضا في فصولنا‪ .‬قال إي أو‬ ‫بروس جيه إليس‪:‬أشارككم مًلحظتكم أن هناك أوجه تشابه واختًلفات واضحة أي ً‬
‫ويلسون إن ما يتطور هو توجيه التعلم‪ :‬السهولة النسبية التي يتم بها تكوين ارتباطات معينة وتجاوز‬
‫البعض اآلخر ‪ ،‬حتى في مواجهة التعزيز القوي نسبيًا‪ .‬ال أفكر في األمر بقدر ما هو وجود مكون‬
‫فطري ومكتسب‪ .‬ما يتطور هو توجيه معين أو استعداد للتعلم‪ .‬إذا بدأت في التفكير في كيفية تأثير‬
‫السياقات على المراهقين ‪ ،‬فأنت ال تبدأ بلوحة فارغة بأي وسيلة‪ .‬لديك أنواع معينة من المعلومات‬
‫وسياقات معينة ستكون مهمة للغاية للمراهقين ألنهم يحاولون االنتقال إلى مرحلة اإلنجاب من فترة‬
‫الحياة حيث يتعين عليهم التزاوج بنجاح ‪ ،‬حيث يتعين عليهم جذب الشركاء بنجاح‪ .‬لذا‪ ،‬سيكون هناك‬
‫الكثير من الحاالت الطارئة في البيئة التي ستكون مهمة حقًا بالنسبة لهم ‪ -‬أشياء مثل االندماج االجتماعي‬
‫‪ ،‬والمركزية االجتماعية ‪ ،‬والوضع النسبي ‪ -‬هذه األشياء لها تأثير كبير في مرحلة المراهقة‪ .‬لذا ‪،‬‬
‫بالتفكير في كيفية عمل السياق االجتماعي والرمزي ووسائل التواصل االجتماعي وكل هذه األشياء ‪-‬‬
‫ستكون بطريقة غير اعتباطية إلى حد كبير‪.‬‬
‫لويز إل هايز‪ :‬شكرا لك ‪ ،‬بروس‪ .‬أوافق على أن هناك الكثير من أوجه التشابه وبعض االختًلفات الكبيرة في‬
‫فصولنا‪ .‬أود أن أتحدث عن كيف يمكن لـ ‪ CBS‬تغيير ما نعتقده عن السياق كأحد هذه األشياء‪ .‬من‬
‫ضا هذا الجانب الجديد ‪ -‬تصبح بيئتنا‬
‫منظور ‪ ، CBS‬السياق ليس فقط البيئة المادية ‪ ،‬ولكنه يجلب أي ً‬
‫اللفظية سياقًا‪ .‬المراهقة هي ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬انفجار اللغة واإلدراك والسلوك ‪ ،‬مع القدرة على البدء في النظر‬
‫خارج أسرتك وفهم عالمك والمكان المناسب لك‪ .‬تساعدنا نظرية اإلطار العًلئقي في النظر إلى مدى‬
‫يتم تحديد السلوك من خًلل العواقب داخل الفرد‪ .‬لذا فإن السياق ال يصبح فقط البيئة المادية‬
‫ضا البيئة اللفظية ‪ ،‬ونحن بحاجة إلى النظر في كيفية تطور ذلك وتطوره‪ .‬يمكننا أن‬ ‫ولكن أي ً‬
‫نرى كيف يقوم الشباب بتشكيل عالمهم من خًلل ذكرياتهم وتاريخهم وكيفية استخدامهم للوقت‬
‫وكيفية استخدامهم للتفاعًلت االجتماعية‪ .‬هذا يسمح لنا بالتركيز على عقود من البحث تظهر‬
‫كيف يمكن تكييف سلوك األطفال وتغييره عن طريق اختيار العواقب ‪ -‬ويسمح لنا بالدخول‬
‫داخل هذا المجال اللفظي الرمزي ‪ ،‬حيث يمكن تحديد قيمة الناس من خًلل ما يفكرون فيه‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬في المجلد بأكمله ‪ ،‬هناك شيء بنِّاء للغاية حول ‪ CBS‬ونظرية اإلطار العًلئقي ‪ -‬وهذا ليس‬
‫أمرا سيئًا‪ .‬هناك طفل في مياه الحمام البنائية‪ .‬وهناك طفل في مياه االستحمام من‬
‫بالضرورة ً‬
‫النوع الفطري الذي نفكر فيه على األقل في بعض مدارس علم النفس التطوري‪ .‬التحدي هو‬
‫إبقاء األطفال والتخلص من مياه االستحمام‪.‬‬
‫جوزيف سياروتشي‪ :‬إنه اختًلف في التركيز‪ .‬نحن نقبل كل ما يقوله بروس ‪ ،‬ولكن تركيز شبكة سي بي إس‬
‫واحد على الجوانب المتغيرة للبيئة وكيف يمكننا التعامل مع هذه األشياء لتحسين حالة الشباب‪ .‬إلعطائك‬
‫مثاالً على كيفية االرتباط بين االثنين ‪ ،‬فإننا بالتأكيد ندرك م دى حساسية المراهقين للتقييم االجتماعي‬
‫والوضع النسبي‪ .‬تتمثل إحدى وظائف اللغة في مساعدتنا في تجنب التعلم عن طريق التجربة والخطأ‪.‬‬
‫اسمحوا لي أن أوضح أين يأتي ذلك عمليا مع الشباب‪ .‬في الثقافة الحديثة ‪ ،‬عندما يكون لدى الطفل فكرة‬
‫سلبية مثل أنني غير محبوب أو ال قيمة لي ‪ ،‬غالبًا ما يستجيب البالغون بقولهم ‪" ،‬ال ‪ ،‬أنت شخص‬
‫وتكرارا ‪ ،‬هو أنه عندما يتحدى الناس األفكار السلبية‬
‫ً‬ ‫مرارا‬
‫ً‬ ‫رائع‪ .‬أنت رائع‪ .‬أنت ظريف‪ ".‬ما نجده ‪،‬‬
‫‪ ،‬في كثير من األحيان يقاوم الشاب ويقاوم‪ .‬هذا غريب نوعا ما‪ .‬أال يجب أن يرغب الجميع في "فتح‬
‫العمًلق في الداخل" ولديهم أفكار إيجابية عن أنفسهم؟ اتضح أنه إذا بدأت في النظر إليها وظيفيًا ‪ ،‬فإن‬
‫اللغة موجودة للحفاظ على سًلمتنا‪ .‬ومتى‬
‫يعتقد الشباب شيئًا مثل أنني لست جيدًا في الرياضيات ‪ ،‬ثم هذه العبارة اللفظية موجودة لحمايتهم‬
‫من إحراج أنفسهم ‪ ،‬وارتكاب األخطاء ‪ ،‬وفقدان المكانة االجتماعية في الرياضيات‪ .‬السبب في‬
‫أنهم يقاومون طمأنتك هو أنك تطلب منهم في األساس أن يفعلوا شيئًا يجعلهم يشعرون بعدم‬
‫األمان تما ًما‪ .‬يأتي ذلك من فهم أفضل لكيفية تطور اللغة لمساعدتنا على تجنب التعلم عن طريق‬
‫ضا‬
‫التجربة والخطأ‪ .‬لذلك عندما تسعى لتحدي ما يسمى بالمعتقدات السلبية للشباب ‪ ،‬فإنك أي ً‬
‫تتحدى سًلمتهم وأمنهم‪ .‬هذه المعتقدات ‪ ،‬مهما كانت سلبية ‪ ،‬غالبًا ما توفر لهم األمان‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬نقطة جيدة!‬
‫بروس‪ :‬بالتفكير في مسألة المقاومة هذه ‪ ،‬فإن أحد التغييرات النموذجية لألنواع التي تحدث في مرحلة المراهقة هو‬
‫أنها تصبح أكثر مقاومة لنصائح ومعلومات الوالدين‪ .‬كما قال أحدهم ذات مرة ‪ ،‬عندما يبلغ طفلك سن‬
‫المراهقة ‪ ،‬يتم طردك كمدير لطفلك وعليك أن تفعل كل ما في وسعك لمحاولة إعادة تعيينك كمستشار‪.‬‬
‫يصبح هذا وثيق الصلة بالتفكير في التدخًلت مع المراهقين ‪ -‬فأنت ال تريد أن يشعر المراهقون بأنهم‬
‫يتعرضون للتًلعب أو الوصم‪ .‬العديد من التدخًلت تفرد المراهقين‪ .‬إذا كنت في سياق مدرسي وكان لديك‬
‫شخص ما تم تحديده على أنه يعاني من مشاكل سلوكية أو فشل في فصوله الدراسية ‪ ،‬فقد يتم وضعه في‬
‫فصل دراسي خاص ‪ ،‬ويتم استهدافه بتدخل مضاد لل تنمر ‪ ،‬وما إلى ذلك‪ .‬بمجرد اختيار مراهق واستهدافه‬
‫لتدخل يحركه الكبار ‪ ،‬لقد كدت أن تخسر قبل أن تبدأ ‪ ،‬ألن المراهقين ال يريدون أن تتم إدارتهم بهذه‬
‫ًل عن تدخل األدوار الهادف وكيف يحاول التغلب على‬ ‫الطريقة‪ .‬هذا يمثل تحديات‪ .‬اسمحوا لي أن أذكر قلي ً‬
‫هذه المشكلة‪ .‬إنه تدخل مضاد للتنمر قمت بتطويره بالتعاون مع ‪ Dennis Embry‬و ‪Anthony Volk‬‬
‫مؤخرا ورقتنا األولى حول هذا الموضوع ‪ ،‬والتي تظهر‬
‫ً‬ ‫و ‪ .José-Michael Gonzalez‬لقد نشرنا‬
‫النتائج األولية‪ .‬تم تصميمه كتدخل مضاد للتنمر على مستوى المدرسة‪ .‬في األساس ‪ ،‬إنه برنامج وظائف‪:‬‬
‫يحصل كل طفل في المدرسة على وظيفة يقوم بها إنه تدخل مضاد للتنمر قمت بتطويره بالتعاون مع‬
‫مؤخرا ورقتنا‬
‫ً‬ ‫‪ Dennis Embry‬و ‪ Anthony Volk‬و ‪ .José-Michael Gonzalez‬لقد نشرنا‬
‫األولى حول هذا الموضوع ‪ ،‬والتي تظهر النتائج األولية‪ .‬تم تصميمه كتدخل مضاد للتنمر على مستوى‬
‫المدرسة‪ .‬في األساس ‪ ،‬إنه برنامج وظائف‪ :‬يحصل كل طفل في المدرسة على وظيفة يقوم بها إنه تدخل‬
‫مضاد للتنمر قمت بتطويره بالتعاون مع ‪ Dennis Embry‬و ‪ Anthony Volk‬و ‪José-Michael‬‬
‫مؤخرا ورقتنا األولى حول هذا الموضوع ‪ ،‬والتي تظهر النتائج األولية‪ .‬تم‬
‫ً‬ ‫‪ .Gonzalez‬لقد نشرنا‬
‫تصميم ه كتدخل مضاد للتنمر على مستوى المدرسة‪ .‬في األساس ‪ ،‬إنه برنامج وظائف‪ :‬يحصل كل طفل‬
‫في المدرسة على وظيفة يقوم بها‬
‫التي لها دور مهم في إدارة المدرسة‪ .‬ولكن قبل دخولك ‪ ،‬تقوم فعليًا بجمع بيانات في المدرسة‬
‫حول من ينخرط في سلوكيات معادية للمجتمع أو سلوكيات تنمر‪ .‬ثم يحصل الجميع على وظيفة‬
‫‪ ،‬لكن يتم استهدافهم في وظائف معينة‪ .‬يحصل المتنمرون على وظائف تمنحهم طريقة اجتماعية‬
‫بديلة للحصول على مكانة‪.‬‬
‫إن التدخل النموذجي المتمثل في عدم التسامح مطل ًقا ‪ ،‬والذي يؤدي فقط إلى فرض عقوبات لوقف‬
‫التنمر ‪ ،‬ال ينجح على اإلطًلق‪ .‬لماذا ي تخلى األطفال عن استراتيجية فعالة للغاية مع عدم وجود شيء‬
‫في المقابل؟ إنه أمر رائع بالنسبة لي ‪ ،‬عندما تنظر بالفعل إلى التدخًلت السائدة ‪ ،‬كم هو شائع استخدام‬
‫العقوبة لوصم األطفال واستهدافهم ؛ ومحاولة استخدام أساليب قسرية ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬لوقف التنمر‬
‫‪ ،‬والذي غالبًا ما يكون له آثار عكس ما هو مقصود‪.‬‬
‫جوزيف‪:‬هذا يبدو كبرنامج رائع يا بروس‪ .‬كنت أنا ولويز نفعل شيئًا مشاب ًها حيث نقوم بتمكين الشباب‬
‫ليكونوا قادة في مجتمعهم‪ .‬لكن الشيء الوحيد الذي أود أن أشير إليه هو أنه عندما نعمل مع‬
‫عا بقيمهم واحتياجاتهم‬
‫الشباب ‪ -‬فإن النموذج بأكمله في العلم القائم على السياق يكون مدفو ً‬
‫وحيويتهم‪ .‬للبدء ‪ ،‬نحتاج إلى معرفة احتياجاتهم في هذا السياق‪ .‬هل توافق ‪ ،‬لويز؟‬
‫لويز‪:‬أنا أتفق تماما‪ .‬أعلم أنني قلت ذلك ساب ًقا ‪ ،‬لكنني أعتقد أنه من المهم تكرار ذلك عندما نتحدث عن‬
‫ضا التحدث عن تغيير سياقهم اللفظي ‪ ،‬لذلك يمكن أن يكون السياق داخلهم‪.‬‬ ‫تغيير سياقهم ‪ ،‬يمكننا أي ً‬
‫يجب علينا قياسه ‪ ،‬لكني أتخيل أن تدخل بروس يغير السياق اللفظي داخل المتنمرين‪ .‬إنه يمنحهم‬
‫المزيد من االختًلف في كيفية رؤيتهم ألنفسهم وكيف يفهمون أنفسهم‪ .‬هذا ما نحاول أنا وجو القيام‬
‫به من خًلل العمل على كل تلك المستويات عندما نغير السياق‪.‬‬
‫جوزيف‪:‬أود معرفة ما إذا كان بإمكاني أنا ولويز الجمع بين منهج بروس وما نقوم به‪ .‬يُنظر إلى‬
‫المراهقين كما لو أنك وضعتهم في المدرسة لمدة أربع أو خمس سنوات حتى يصبحوا‬
‫مستعدين لفعل شيء ما في العالم الحقيقي‪ .‬لماذا ال تفكر فيهم على أنهم قوة التغيير المحتملة‬
‫اآلن؟‬
‫بروس‪ :‬الصحيح‪ .‬يحاول التدخل تحويلهم بعيدًا عن نمط كونهم مجرد أوعية سلبية في المدرسة إلى وضع حيث‬
‫كل واحد منهم لديه وظيفة ذات مغزى مهم إلدارة المدرسة‪ .‬بعضهم من البستانيين ‪ ،‬والبعض اآلخر‬
‫يعتني بالحيوانات‪ .‬هناك رسام الفتات ‪ ،‬مذيع للسلطة الفلسطينية‪ .‬عندما يقوم الجميع بعمل شيء ما‬
‫لمساعدة المدرسة على العمل ‪ ،‬فهذا يحسن البيئة المدرسية للجميع‪.‬‬
‫جوزيف‪:‬هذا رائع‪.‬‬
‫ديفيد‪ :‬هنا نقطة رئيسية أخرى أود مناقشتها‪ .‬يستند جزء كبير من هذه المحادثة إلى الفرضية‪" :‬تغيير‬
‫السياق وسوف يتكيف األفراد (أو المجموعات) مع هذا السياق" ‪ ،‬كما لو كانت عملية التكيف‬
‫مباشرة‪ .‬لكنها في الواقع ليست مباشرة ‪ ،‬أو على األقل في بعض األحيان ليست كذلك‪ .‬حتى‬
‫التغيير في االتجاه الذي يريد الجميع تغييره سيظل يتطلب نو ًعا من العمل‪ .‬هذا هو المكان الذي‬
‫يأتي فيه ‪ ، ACT‬إلنجاز هذا النوع من العمل من خًلل أشياء مألوفة لمجتمع ‪ - ACT‬تغيير‬
‫المرونة النفسية ‪ ،‬وأخذ المنظور ‪ ،‬والعمل على التغلب على العقبات ‪ ،‬وما إلى ذلك‪ .‬إنها عملية‬
‫تحتاج إلى إدارتها ألن قدرات التعلم الطبيعية لدينا ‪ ،‬بأسلوب تطوري حقيقي ‪ ،‬تتسلق قمة محلية‬
‫وال تكون قادرة على اجتياز مشهد تكيفي متعدد السيك‪.‬‬
‫مثيرا للجدل على‬
‫ً‬ ‫جوزيف‪:‬الصحيح! الشيء الوحيد الذي نفعله مع ‪ DNA-V‬هو ‪ -‬لن يكون هذا‬
‫اإلطًلق بالنسبة لك ‪ ،‬ديفيد ‪ -‬هو نفس العمليات على مستوى المجموعة‪ .‬نريد أن تصبح‬
‫المجموعات ‪ ،‬وكذلك األفراد ‪ ،‬أكثر قدرة على التكيف وأكثر حيوية‪ .‬لذلك أعتقد أنه يمكننا‬
‫توسيع نطاق هذا إلى مستويات مختلفة‪.‬‬
‫ضا حول التقييم‪ .‬هذا‬
‫لويز‪:‬أحد األشياء المهمة التي يجب إضافتها عندما تفكر في المراهقين هو أن هناك افترا ً‬
‫هو السبب في أن جانب الحيوية مهم حقًا‪ .‬كما قال كل من بروس وجو ‪ ،‬نحن بحاجة إلى التفكير في‬
‫المراهقين في السياق والنظر في المكان الذي يحصلون فيه على حيويتهم‪ .‬قد يحصل الشاب على حيويته‬
‫بطريقة مختلفة ‪ ،‬وال يمتلك القدرات اللفظية من حيث النمو في‬
‫بالطريقة التي قد تستخدمها مع البالغين‪ .‬نحن بحاجة إلى التفكير في ماهية احتياجاتهم ‪ ،‬والتي‬
‫قد ال تكون احتياجاتك النموذجية للطبقة الوسطى ‪ -‬وهذا جانب صعب‪.‬‬
‫بروس‪ :‬ديفيد ‪ ،‬ما ذكرته للتو هو أحد األسئلة الكبيرة‪ .‬إلى أي مدى سيكون األفراد حساسين للسياق ‪ ،‬أو‬
‫كثيرا في البرمجة التنموية‪.‬‬
‫ً‬ ‫إلى أي مدى سيقاومون هذا السياق؟ كطبيب نفساني تنموي ‪ ،‬أفكر‬
‫تجارب الحياة المبكرة تحت الجلد‪ .‬بنا ًء على تعرضك المبكر للميكروبات ‪ ،‬يتم برمجة نظام‬
‫المناعة لديك ؛ بنا ًء على تعرضك المبكر للتهديدات والمخاطر ‪ ،‬تتم برمجة فسيولوجيا اإلجهاد‬
‫لديك ‪ ،‬ويتم برمجة وصول ‪ HPA‬الخاص بك ؛ بنا ًء على تعرضك المبكر لعلم الطاقة ‪ ،‬تتم‬
‫برمجة عملية التمثيل الغذائي لديك‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬وهذا متراكب على االختًلفات الجينية الخارجة من الصندوق‪.‬‬
‫بروس‪:‬نعم بالتاكيد‪ .‬كل هذه األشياء تحت الجلد‪ .‬يتم ترميزهم جميعًا جينيًا‪ .‬وبالتالي فإن التنمية لديها الكثير من‬
‫الجمود‪ .‬غالبًا ما يعتقد الناس ‪" ،‬لماذا لسنا مرنين بًل حدود؟ لماذا ال نتغير تما ًما مع كل موقف؟ " حسنًا‬
‫‪ ،‬الحقيقة هي أننا ال نفعل ذلك‪ .‬الناس لديهم شخصيات وهناك استقرار مع مرور الوقت‪ .‬كلما بدأت‬
‫مبكرا الستراتيجية معينة ‪ ،‬كلما أصبحت أفضل في هذه اإلستراتيجية‪ .‬في الوقت نفسه ‪ ،‬هناك‬ ‫ً‬ ‫البرمجة‬
‫حساسية كبيرة للسياق‪ .‬يجب على األ فراد قراءة سياقاتهم ؛ عليهم أن يتفاعلوا مع البيئة التي يتواجدون‬
‫فيها‪ .‬لذا في النهاية ‪ ،‬فهم الفروق الفردية سيبحث في التفاعل بين الخبرات التنموية والسياقات الحالية‪.‬‬
‫أكثر وأكثر ‪ ،‬ما أراه وما أشارك فيه هو التعاون بين ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬علماء النفس التنموي وعلماء‬
‫النفس االجتماعي ‪ ،‬لدراسة التفاعًلت بين االختًلف في الخبرات التنموية واالختًلف في نوع من‬
‫التجارب البيئية أو الحالة النفسية التي تم التًلعب بها‪ .‬تُظهر هذه الدراسات أن ما تقوم به تجارب الحياة‬
‫المبكرة هو تحفيزك على التفاعل بطرق مختلفة مع السياقات الحالية‪ .‬عليك قياس كل من و‬
‫فكر في كليهما لإلجابة حقًا على السؤال حول إلى أي مدى سيكون تدخلك ‪ ،‬أو هذا التغيير‬
‫البيئي ‪ً ،‬‬
‫فعاال ‪ ،‬ولمن‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬أعتقد أن هذا شيء يمكن ألفراد شبكة سي بي إس تحمله أكثر مما لديهم‪ .‬هناك نوع من افتراض‬
‫مؤثرا أنه "بطبيعة الحال‬
‫ً‬ ‫"اللوح الفارغ"‪ .‬هناك اقتباس في فصل ‪ Louise‬و ‪ Joe‬يقول شيئًا‬
‫هناك تباين فردي ‪ ،‬لكن جميع الشباب قادرون على تطوير مهاراتهم في الحمض النووي‪".‬‬
‫هناك شعور بأن هذا صحيح ويمكن تبريره‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬وفقًا لما قاله بروس ‪ ،‬قد يكون هناك‬
‫ضا بعض القيمة المضافة في تحديد سياق التدريب‪.‬‬
‫أي ً‬
‫جوزيف‪ :‬يتم وضع مهارات الحمض النووي في سياقها ‪ ،‬ديفيد‪ .‬عندما نقول "مهارات الحمض النووي"‬
‫‪ ،‬فقد حددناها لكل شخص ‪ ،‬وفقًا لما يحتاجون إليه في بيئتهم‪ .‬إنها ليست مهارات يمكن أن تكون‬
‫مستقلة عن كيفية عملها في سياق ذلك الفرد ‪ ،‬بالنظر إلى تاريخه أو تاريخها‪ .‬قضيت أنا ولويز‬
‫الكثير من الوقت ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬نتحدث عن الصدمة في ‪The Thriving‬‬
‫‪ ، Adolescent‬في فصلنا عن التعاطف مع الذات ‪ ،‬وكيف يغير ذلك مهارات ‪Noticer‬‬
‫الناس‪ .‬ربما تريد التحدث قليًل عن هذا يا لويز؟‬
‫لويز‪:‬أعتقد أن ما نعنيه في هذا االقتباس ‪ -‬وأنا أتفهم وجهة نظرك ‪ ،‬إذا بدت غير مضمونة ‪ -‬ما نعنيه هو‬
‫أننا بحاجة إلى االبتعاد عن فكرة النظر إلى السلوك الرسمي والشكل الذي يبدو عليه من الخارج ‪،‬‬
‫والبدء في البحث في كيفية عملها للفرد‪ .‬لذلك ال يمكنك إزالة سياقه‪ .‬قد يبدو من منظور اجتماعي‬
‫سلوك مكره ومعاد للمجتمع ‪ ،‬ولكنه يعمل بشكل جيد للغاية بالنسبة للفرد‪ .‬عندما نتحدث عن تطوير‬
‫مهارات الحمض النووي ‪ ،‬فإننا نتطلع إلى تطويرها بطريقة تساعدهم على أن يكونوا أكثر مرونة‬
‫مع البيئة التي يتواجدون فيها‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬الصحيح‪ .‬يأتي السياق عندما تمر فعليًا بالعملية ‪ ،‬على سبيل المثال عند فحص العقبات التي‬
‫تعترض طريق الوصول إلى األهداف القيِّمة‪.‬‬
‫حسنًا ‪ ،‬لقد كان هذا رائعًا‪ .‬ال شيء سوى الخير يمكن أن يأتي من هذا النوع من المحادثة‪.‬‬
‫ضا أن أذكر قاس ًما مشتر ًكا آخر لفصلين ‪ ،‬وهو علم عظيم‪ .‬كًلهما قائم‬
‫في الختام ‪ ،‬أردت أي ً‬
‫على األدلة ويمثًلن أفضل العلوم السلوكية‪.‬‬
‫الفصل ‪8‬‬

‫التعاطف الموجود‪ :‬تطبيق السياقية على علم‬


‫التعرف على مشاعر اآلخرين‬
‫كيبي مكماهون‬
‫م‪ .‬زكاري روزنتال‬
‫جامعة ديوك‬

‫قد يكون تعبير الوجه مع شفاه عريضة ومقلوبة وأسنان مرئية يُفهم عالميًا على أنه ابتسامة ‪ ،‬لكن معناه يمكن أن‬ ‫أ‬
‫يختلف بشكل كبير‪.‬‬
‫يميل األمريكيون إلى االعتقاد أنه عندما يبتسم الشخص ‪ ،‬فإنه يمر بمشاعر ممتعة مقترنة بالرغبة في‬
‫تعزيز التواصل أو الثقة‪ .‬في المقابل ‪ ،‬قد يفسر اليابانيون االبتسامة على أنها مؤشر على اإلحراج أو‬
‫الخجل أو األلم المقنع بشكل مناسب لألوساط االجتماعية‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإن معنى االبتسامة يتحدد من خًلل‬
‫السياق الذي تنشأ فيه ومن يدركها‪.‬‬
‫كان تحديد كيف يدرك الناس وينسبون المعنى إلى التعبيرات العاطفية هدفًا مه ًما في علم التعاطف ‪ ،‬والقدرة‬
‫على التعرف على مشاعر اآلخرين ومشاركتها وفهمها (دي وال ‪ 1996 ،‬؛ زكي ‪ .)2014 ،‬يعد التعاطف‬
‫أمرا بالغ األهمية لبقاء الجنس البشري ألنه يقود السلوكيات اإليثارية (على سبيل المثال ‪ ،‬مساعدة اآلخرين أو‬
‫ً‬
‫ضمان سًلمة اآلخرين) ‪ ،‬ويعزز التماسك االجتماعي ‪ ،‬ويسمح لألفراد بتكوين روابط حميمة مع اآلخرين (دي‬
‫وال ‪ .)2008 ،‬نظرا ألهميتها‬
‫عا مه ًما في علم وممارسة علم النفس‪ .‬سيركز هذا الفصل‬ ‫ضمن األداء البشري التكيفي ‪ ،‬كان التعاطف موضو ً‬
‫بشكل خاص على عملية التعاطف إلدراك مشاعر شخص آخر‪.‬‬
‫غالبًا ما تعاملت التحقيقات السابقة في العلوم األساسية للتعاطف مع السياق االجتماعي على أنه سمة مميزة‬
‫تؤثر على قدرات الفرد التعاطفية ‪ ،‬لكن هذا المنهج يقوض ضمنيًا كيف يكون السياق األساسي لإلدراك العاطفي‬
‫والتفسير نفسه‪ .‬تتطلب إعادة دمج السياق في تصورنا للتعاطف منه ًجا مختلفًا‪ .‬تقدم فرضيات العالم لستيفن بيبر‬
‫(‪ ) 1942‬نماذج بديلة للحقيقة يمكن أن توجه هذا المنهج المختلف‪ .‬في هذا الفصل ‪ ،‬ننظر في كيفية التعرف‬
‫على التعبيرات العاطفية بدقة من منظور أحد هذه النماذج ‪ ،‬السياقية‪ .‬سنراجع أوالً المنهج السائد في بحث‬
‫التعاطف وقيوده‪ .‬ثم سنقدم نموذ ًجا للسياق وكيف يمكن أن يعزز فهمنا للعواطف والتعاطف‪ .‬أخيراً‪،‬‬

‫البحث المضلل عن‬


‫عالمية التعاطف‬
‫التعاطف هو مهارة حاسمة بالنسبة لنا ككائنات اجتماعية ألنه من المهم تحديد الحاالت العاطفية لألشخاص‬
‫اآلخرين في بيئتنا‪ .‬تذهب نظريات العاطفة االجتماعية إلى حد القول بأن العاطفة هي في جوهرها وسيلة لتوصيل‬
‫المعلومات حول الحاالت الداخلية والخارجية إلى أشخاص آخرين (‪ .)2012 ، Hareli & Hess‬لذلك ‪،‬‬
‫ركزت التحقيقات التجريبية للتعاطف تقليديًا على دراسة كيف يمكن لشخص واحد (أي "ال ُمدرك") تحديد‬
‫المشاعر التي يشعر بها شخص آخر (أي "الهدف") ‪ ،‬بنا ًء على إشاراته اللفظية أو غير اللفظية (أي‪، .‬‬
‫التعبيرات)‪ .‬يمكن إرجاع جذور هذا المنهج إلى كتاب دارو ين `` التعبير عن المشاعر في اإلنسان والحيوان ''‬
‫(‪ ، ) 1872‬والذي قدم فكرة أن هناك ‪ ،‬تعبيرات الوجه التكيفية المرتبطة بتجارب عاطفية ذاتية مميزة عبر‬
‫الجنس البشري‪ .‬يعتمد على افتراض أن البشر يعبِّرون عن مشاعرهم على الوجه التي يستطيع اآلخرون القيام‬
‫بها‬
‫يدرك ‪ ،‬كان السؤال الدافع لهذا البحث المبكر هو ما إذا كانت تعابير الوجه المعطاة تنقل نفس المشاعر‬
‫عبر الثقافات‪.‬‬
‫أشهر باحث نفسي تناول هذا السؤال حتى اآلن هو بول إيكمان‪ .‬غامر إيكمان بدخول غينيا الجديدة لجمع‬
‫األدلة على أن الناس من كل من المجتمعات المتعلمة والمجتمعات األمية يمكنهم التعرف على نفس المشاعر‬
‫من صورة تعبيرات الوجه (‪ Ekman & Friesen‬؛‪،Ekman، Sorenson، & Friesen، 1969‬‬
‫‪ .)1971‬في عملهما األساسي في عام ‪ ، 1971‬أجرى هو وواالس فريزين الدراسة ضمن ثقافة فور‬
‫لمرتفعات جنوب شرق غينيا الجديدة ‪ ،‬والتي لم تتعرض للثقافة الغربية والطريقة التي يظهر بها أفراد الثقافة‬
‫الغربية العاطفة‪ .‬قرأ المشاركون القصص وتم تقديم مجموعة من الصور لوجوه بتعبيرات عاطفية مختلفة‪.‬‬
‫تم توجيههم للحكم على أفضل تعبير عاطفي يناسب المشاعر الموصوفة في القصة‪ .‬الفت للنظر‪ ،‬كانت‬
‫هناك قواسم مشتركة كبيرة بين ال مشاركين الفوريين والبالغين الغربيين في أحكامهم‪ .‬نشر إيكمان وزمًلؤه‬
‫هذه النتائج على نطاق واسع كدليل يشير إلى أن األفراد من ثقافات مختلفة يمكنهم تحديد نفس المشاعر‬
‫األساسية لدى اآلخرين ( ؛‪ Ekman، Friesen & Ellsworth، 1972‬؛‪Ekman et al.، 1969‬‬
‫‪ Ekman‬؛‪ ، )1993 ،Ekman & Friesen، 1971‬يدعم نظرية عالمية للعاطفة ‪ ،‬حيث تؤدي الحالة‬
‫العاطفية للشخص إلى تعبير متطابق ومتميز يمكن التعرف عليه من قبل اآلخرين عبر السكان والسياقات‪.‬‬
‫إيكمان وفريزين ‪ 1971 ،‬؛ ‪ ، )1993 ، Ekman‬يدعم نظرية عالمية للعاطفة ‪ ،‬حيث تؤدي الحالة‬
‫العاطفية للشخص إ لى تعبير متطابق ومتميز يمكن التعرف عليه من قبل اآلخرين عبر السكان والسياقات‪.‬‬
‫إيكمان وفريزين ‪ 1971 ،‬؛ ‪ ، )1993 ، Ekman‬يدعم نظرية عالمية للعاطفة ‪ ،‬حيث تؤدي الحالة‬
‫العاطفية للشخص إلى تعبير متطابق ومتميز يمكن التعرف عليه من قبل اآلخرين عبر السكان والسياقات‪.‬‬
‫أدى هذا العمل إلى انتشار البحث العلمي ‪ ،‬باستخدام ممنهج يات وعينات متنوعة ‪ ،‬أدت إلى تفعيل التعاطف‬
‫كتصنيف للعاطفة من تكوين معين لتعبيرات الوجه‪ .‬كان من األمور الحاسمة لنجاح البحث المبكر حول هذا‬
‫الموضوع تطوير والتحقق من صحة سلسلة صور الوجه المؤثرة ‪ ،‬وهي مجموعة من الوجوه المصورة التي‬
‫تعرض أحد التعبيرات العاطفية األساسية الستة‪ :‬الحزن ‪ ،‬والسعادة ‪ ،‬والخوف ‪ ،‬والغضب ‪ ،‬واالشمئزاز ‪،‬‬
‫والمفاجأة (إيكمان) & فريزين ‪ .) 1976 ،‬قام المقيمون المستقلون بترميز كل صورة للعاطفة التي اعتقدوا أن‬
‫الوجه يعبر عنها ‪ ،‬مما أدى إلى دليل نظام ترميز حركة الوجه (‪ )FACS‬لترميز تعبيرات الوجه ( ‪Ekman‬‬
‫‪ .) 2005 ، & Rosenberg‬كل صورة لها عاطفة محددة هي اإلجابة "الصحيحة" ‪ ،‬مثل‬
‫مشفرة من قبل هؤالء المراجعين المستقلين‪ .‬تعرض الدراسات التي تستخدم هذا المنهج الصور بشكل‬
‫عام للمشاركين وتقيس درجة وصول المشاركين إلى اإلجابات الصحيحة‪ .‬على الرغم من وجود‬
‫مصادر بديلة للصور ‪ ،‬فإن هذه المجموعة ونظام الترميز يستخدمان على نطاق واسع كمحفزات‬
‫معيارية في البحث الذي يدرس التعاطف‪ .‬يتم تحديد دقة التعرف على المشاعر من خًلل الدرجة‬
‫التي يختار بها المشاركون تسمية المشاعر المعينة‪.‬‬
‫تمت مناقشة الصًلحية البيئية لهذا النموذج على نطاق واسع (‪ Russell‬؛ ‪، Ekman ، 1994‬‬
‫‪ ، )1994‬ألن هذه المهمة المختبرية االصطناعية تختلف تما ًما عن الطريقة التي يفهم بها الناس عادة‬
‫مشاعر اآلخرين في البيئات الطبيعية اليومية ‪ ،‬مثل أثناء محادثة مع أحد أفراد أسرته أو مرور شخص ما‬
‫نادرا ما تكون هناك ظروف واقعية يضطر فيها الناس إلى الحكم على‬ ‫ً‬ ‫في الشارع‪ .‬يجادل البعض بأنه‬
‫المشاعر في سياق غير متصل باإلنترنت وثابت مثل صور الوجوه (دزيوبيك ‪ .)2012 ،‬لنفترض ‪ ،‬على‬
‫نادرا ما تحدث في كثافة ووضوح الصور المعروضة على‬ ‫ً‬ ‫نادرا أو‬
‫ً‬ ‫سبيل المثال ‪" ،‬أن تعابير الوجه‬
‫نادرا ما يكون لديهم الوقت لدراسة الوجه كما فعلوا عند عرض صورة‬ ‫نادرا أو ً‬
‫األشخاص أو أن المراقبين ً‬
‫ثابتة‪ .‬ثم‪،‬‬
‫في األدبيات المبكرة التي تدعم عالمية المشاعر األساسية ‪ ،‬كان هناك دليل على أن المشاعر األساسية يتم‬
‫التعرف عليها في الثقافات المختلفة بمعدالت مختلفة بشكل ملحوظ بين مختلف المجموعات السكانية ( ‪Biehl‬‬
‫‪ Matsumoto‬؛‪ .)1989 ،et al.، 1997‬أشار راسل (‪ ) 1994‬إلى أن الدراسات عبر الثقافات تستخدم‬
‫عمو ًما نفس مجموعة صور الوجوه الغربية ذات التعبيرات المطروحة‪ .‬نتيجة لذلك ‪ ،‬أسفرت الدراسات التي‬
‫أجريت على السكان الذين لديهم قدر أكبر من الوصول إلى الثقافة الغربية عن معدالت أداء عالية ‪ ،‬وبالتالي‬
‫كانت أكثر دع ًما للنظرية من النتائج التي توصلت إليها الدراسات في الثقافات األكثر عزلة (راسل ‪.)1994 ،‬‬
‫على سبيل المثال ‪ ،‬وجد إيكمان نفسه أن أكثر من ‪ 50‬في المائة من المشاركين في مجموعة فور حكموا على‬
‫تعبيرات الوجه الحزينة بأنها غاضبة (‪Ekman et al. ، 1969).‬‬
‫التساؤل عن قيمة هذا المنهج التحليلي ألن مثل هذه الدراسات قد تقيس في الواقع ما إذا كان‬
‫المشاركون يعرفون الطريقة النمطية التي يعبر بها الغرب عن المشاعر ‪ ،‬وليس كيف يشعر هؤالء‬
‫المشاركون ‪ ،‬أو يعبرون عن مشاعرهم ‪ ،‬أو يتعرفون على مشاعر اآلخرين من مجتمعهم‪.‬‬
‫يتمثل أحد القيود الرئيسية في هذا البحث في أنه يتجاهل مقدار المعلومات التي يمكن أن يوفرها سياق‬
‫المعلومات حول معنى التعبير العاطفي‪ .‬أشار راسل إلى أن هذه الدراسات تطلب من المشاركين الحكم على‬
‫المشاعر من التعبيرات التي ال تحتوي على معلومات سياقية ‪ ،‬في حين أن "اإلشارة إلى تعبير وجه محدد‬
‫كإشارة يتطلب أن ينقل التعبير الرسالة المفترضة ليس فقط عندما يُرى الوجه بمفرده ‪ ،‬ولكن عند رؤيته‬
‫مضمنة في مجموعة معقولة من السياقات التي تحدث بشكل طبيعي "(‪ ، 1994‬ص ‪ .)123‬هناك ثروة من‬
‫األدلة على أن السياق يؤثر على إدراك التعبير العاطفي (على سبيل المثال ‪Campos، Mumme، ،‬‬
‫‪ .)1994 ،Kermoian، & Campos‬بدون هذه المعلومات السياقية الهامة ‪ ،‬قد ال تنطبق نتائج البحث‬
‫على األوضاع االجتماعية الواقعية‪.‬‬
‫تقدما لتقييم كيفية حدوث التعاطف‬
‫حاول باحثو التعاطف تحسين المصداقية البيئية ألبحاثهم بمهام أكثر ً‬
‫في السياقات االجتماعية اليومية‪ .‬إذا كانت العواطف طر ًقا تكيفية لتوصيل الحاالت الداخلية ألعضاء آخرين‬
‫من جنسنا البشري ‪ ،‬فإن التفاعل االجتماعي هو اإلعداد األساسي الذي يحدث فيه التعاطف ( & ‪Hareli‬‬
‫‪ McArthur & Baron‬؛ ‪ .)1983 ، Hess ، 2012‬نموذج الدقة التعاطفية ( ‪Ickes، Stinson،‬‬
‫‪ )1990 ،Bissonnette، & Garcia‬هو مثال رئيسي على الممنهجية التجريبية الصارمة التي تهدف‬
‫إلى عكس التفاعل االجتماعي الحقيقي‪ .‬تتطلب هذه المهمة أن يتحدث اثنان من المشاركين مع بعضهما‬
‫البعض لبضع دقائق أثناء تصويرهما بالفيديو‪ .‬بعد حديثهم ‪،‬‬
‫على الرغم من أن هذه المهمة هي خطوة نحو دراسة التعاطف ضمن سياقات اجتماعية حقيقية ‪ ،‬فإن مقياس‬
‫النتيجة الرئيسي هو دقة التعاطف كما هو محدد من خًلل مراسًلت تنبؤات المشاركين والتجارب المبلغ عنها‬
‫يعرف الدقة بالوصول إلى ‪a‬‬
‫ذاتيًا من شركائهم (‪ .)1993 ، Ickes‬هذا ِّ‬
‫إجماع بين المدرك والهدف (‪ .)2011 ،Zaki & Ochsner‬وجدت الدراسات التي تستخدم هذه المهام‬
‫أن الغرباء لديهم دقة تعاطفية متوسطة تبلغ حوالي ‪ .)2003 ، Ickes( ٪22‬هذا المعدل منخفض جدًا‬
‫لدرجة أنه يثير السؤال‪ :‬هل التخمين الدقيق لما سيقوله شخص آخر أنه يشعر فقط بجانب واحد من التعاطف؟‬
‫ضا أن دقة التعاطف مع األصدقاء كانت أعلى بنسبة ‪ ٪50‬من الغرباء ‪ ،‬على‬ ‫وجدت هذه الدراسات أي ً‬
‫األرجح ألن أحكامهم تضمنت معلومات تاريخية من الصداقة كجزء من سياق اتخاذ القرار‪ .‬إذا كان للسياق‬
‫االجتماعي (على سبيل المثال ‪ ،‬الثقافة ‪ ،‬طبيعة العًلقة بين المدرك والهدف) تأثير كبير على اإلدراك‬
‫العاطفي ‪ ،‬فيجب إدراجه في التصور األساسي والتفعيل للتعاطف‪.‬‬

‫وجهات نظر العالم واإلدراك العاطفي‬


‫يتطلب دمج السياق في فهم التعاطف قدرا كبيرا من الوضوح الفلسفي والمفاهيمي حول كيفية التعامل مع قضية‬
‫السياق نفسه‪ .‬في كتابه ‪ ، )1942( World Hypotheses: A Study in Evidence‬يصف ستيفن بيبر‬
‫أربع مجموعات مشتركة من االفتراضات واألساليب التي قال إنها تستخدم لدراسة وفهم العالم ‪ -‬ما أسماه‬
‫"فر ضيات العالم" أو وجهات النظر العالمية‪ .‬تتكون وجهات النظر العالمية من استعارة جذر منطقية أساسية ‪،‬‬
‫والحدث قيد التحقيق ‪ ،‬ومعيار الحقيقة ‪ ،‬أو المبدأ الذي يوجه طريقتنا في تحليل هذا الحدث‪ .‬تم استخدام وجهات‬
‫النظر العالمية سابقًا للمساعدة في فهم وتبسيط فلسفة قضايا العلوم في برامج البحث النفسي (على سبيل المثال‬
‫‪ Hayes ،‬و ‪ Hayes‬و ‪ Reese‬و ‪Sarbin ، 1993).‬‬
‫الشكلية لها جذر استعارة فكرة أن العالم يتكون من أشكال متكررة ‪ ،‬ومهمتنا التحليلية هي اكتشاف ماهيتها‬
‫وكيف تنعكس في أحداث معينة‪ .‬من وجهة النظر هذه ‪ ،‬يمكن أن يكون للعديد من األحداث المختلفة في العالم‬
‫طبيعة مشتركة وباطنية ألنها قد تكون جميعها مظاهر لنفس الشكل‪ .‬العلماء من منظور الشكل‬
‫قد يعتقد أنه لفهم األحداث ‪ ،‬يجب على المرء تحديد النموذج وتسميته ‪ ،‬وإظهار أن خصائصه المحددة تتوافق‬
‫مع العالم‪.‬‬
‫الشكلية هي فلسفة العلم التي تصف بشكل أفضل منهج البحث التقليدي لفحص العواطف والتعاطف‪.‬‬
‫ترتكز النظرية العالمية للعاطفة على افتراض وجود عواطف نموذجية عالمية يمكن التعرف عليها‬
‫من قبل الناس بطريقة عالمية نموذجية‪ .‬تدرس األبحاث التي تدعم هذه النظرية كيف يمكن لألفراد‬
‫التعرف على العواطف النموذجية من تعبيرات الوجه‪ .‬في هذه الحالة ‪ ،‬تعتبر األحداث (أي تعبيرات‬
‫الوجه) انعكاسات لألشكال األساسية (المشاعر النموذجية) وتعتبر أحكام المشاركين على تعابير‬
‫الوجه "صحيحة" إذا أدركوا هذا الشكل األساسي بشكل صحيح‪.‬‬
‫على سبيل المثال ‪ ،‬اتخذ عمل إيكمان وجهة نظر مف ادها أن "التعبير الغاضب" هو شكل يتم تمثيله في صورة‬
‫وجه ‪ ،‬يتم تحديده وتسميته من قبل األشخاص الذين يشاهدون الصورة‪ .‬عندما يسمي شخص ما صورة "تعبير‬
‫غاضب" ‪ ،‬يكون هذا البيان صحي ًحا ألنهم سموا الحدث (على سبيل المثال ‪ ،‬الصورة) من خًلل شكله المميز‬
‫(على سبيل المثال ‪ ،‬التعبير الغاضب) المرتبط بعاطفة أساسية مفترضة‪ .‬بعد ذلك ‪ ،‬لدراسة حدث "قدرة الشخص‬
‫أ على التعرف على تعبيرات الغضب" ‪ ،‬سيدرس العالم التشكيلي طبيعة هذا الحدث من خًلل تقييم ما إذا كان‬
‫الشخص "أ" يستطيع تحديد وتسمية التعبير الغاضب في الصورة ‪ ،‬والذي يعتبر صحي ًحا ‪ ،‬أو "دقيق‪ ".‬من وجهة‬
‫النظر هذه ‪ ،‬يمكن للعوامل السياقية مثل الثقافة أن تخفي الحقيقة األساسية ‪ ،‬لكنها ليست بطبيعتها جز ًءا من‬
‫حقيقة المشاعر أو التعرف على هذه المشاعر‪ .‬نتيجة لذلك ‪ ،‬يعرف العلم من منظور الشكل التعاطف الحقيقي‬
‫على أنه القدرة على التعرف على الشكل "الص حيح" للتعبير العاطفي ‪ ،‬على الرغم من االختًلفات بسبب الثقافة‬
‫واالختًلفات الفردية األخرى‪.‬‬
‫يمكن أن تتناقض الشكلية مع السياقية ‪ ،‬التي تستند إلى االستعارة الجذرية للفعل الهادف التاريخي الواقعي‪:‬‬
‫الفعل في السياق‪ .‬يعتبر تحليل الحدث "صحي ًحا" إذا تم تحقيق الغرض من التحليل ضمن السياق‪ .‬هذا فهم‬
‫عملي أو عملي للحقيقة ‪ ،‬يكون فيه ما هو صحيح هو ما "يعمل" نحو هدف تحليلي في سياق معين (‪Hayes‬‬
‫‪ .)1993 ،‬السياقية تقول ذلك‬
‫تعتمد طبيعة الحدث ذاتها على السياق (‪ Kohlenberg‬؛ ‪ .)2000 ، Pepper ، 1942‬من هذا‬
‫ضا فهم سياقه ‪ ،‬بما في ذلك الثقافة والعوامل‬
‫المنظور ‪ ،‬فإن فهم الطبيعة الحقيقية لحدث ما يتطلب أي ً‬
‫المؤثرة األخرى ذات الصلة ‪ ،‬ألن هذه هي الوظائف التي يتكون منها الحدث بأكمله‪.‬‬
‫هناك مجموعة واسعة من العوامل ضمن سياق اجتماعي معين ‪ ،‬والتي يمكن أن تشمل العوامل الداخلية‬
‫والخارجية‪ .‬يمكن أن تكون العوامل الداخلية عوامل تؤثر بشكل أساسي على "داخل جلد" الشخص ‪ ،‬بما في‬
‫ذلك األفكار واألحاسيس واألحداث النفسية األخرى‪ .‬من ناحية أخرى ‪ ،‬يمكن أن تكون العوامل الخارجية سياقات‬
‫اجتماعية والعديد من جوانب المجتمع التي تؤثر على العمليات النفسية لألفراد‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬يقدم نموذج‬
‫برونفنبرينر (‪ )1979‬اإليكولوجي للتنمية البشرية وصفًا لمختلف طبقات المجتمع المتشابكة التي تشكل السياق‬
‫الخارجي‪ .‬ضمن هذا النموذج ‪ ،‬تسمى العوامل داخل البيئة المباشرة للفرد ‪ ،‬مثل عائلة الفرد أو مكان العمل ‪،‬‬
‫بالنظم الصغيرة‪ .‬النظم الكب يرة هي عوامل شاملة للمجتمع ‪ ،‬مثل القيم وأنماط الحياة أو الوضع االجتماعي‬
‫واالقتصادي‪ .‬يعتبر علماء السياق أن هذه العوامل مترابطة وأساسية لطبيعة الظواهر التي يدرسونها‪ .‬لذلك ‪،‬‬
‫يهدف علم المشاعر من منظور سياقي إلى تحديد وفهم هذه العوامل السياقية من أجل فهم الظواهر العاطفية‬
‫بشكل كامل‪ .‬تعتبر ممنهج ية البحث التجريبي مفيدة بشكل خاص لهذا الغرض (‪ .)1993 ، Hayes‬مراجعة‬
‫األبحاث التجريبية السابقة حول العاطفة والتعاطف يمكن أن تلقي الضوء على العوامل التي تم تحديدها بالفعل‪.‬‬
‫تعتبر ممنهج ية البحث التجريبي مفيدة بشكل خاص لهذا الغرض (‪ .)1993 ، Hayes‬مراجعة األبحاث‬
‫التجريبية السابقة حول العاطفة والتعاطف يمكن أن تلقي الضوء على العوامل التي تم تحديدها بالفعل‪ .‬تعتبر‬
‫ممنهج ية البحث التجريبي مفيدة بشكل خاص لهذا الغرض (‪ .)1993 ، Hayes‬مراجعة األبحاث التجريبية‬
‫السابقة حول العاطفة والتعاطف يمكن أن تلقي الضوء على العوامل التي تم تحديدها بالفعل‪.‬‬

‫السياقية والعاطفة‬
‫نظرا ألن‬
‫ً‬ ‫يمكن أن يؤدي عرض علم التعاطف والعاطفة من خًلل عدسة السياقية إلى العديد من التعقيدات‬
‫السياق يمكن أن يشكل بشكل أساسي العديد من العمليات المختلفة التي تتضمن الشعور والتعبير والتعرف على‬
‫المشاعر‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬تعتمد طبيعة المشاعر نفسها على السياق الذي تنشأ فيه‪ .‬حدد كامبوس وزمًلؤه‬
‫(‪ )1994‬منه ًجا وظيفيًا لفهم العاطفة ‪ ،‬بحجة ذلك‬
‫تعمل العواطف بشكل أساسي على أداء وظيفة ضمن سياق معين (ص ‪ .)284‬من هذا المنظور ‪ ،‬قام هؤالء‬
‫المؤلفون بدمج البيئة االجتماعية في تعريفهم للعاطفة‪" :‬ال يمكن للمرء أن يفهم العاطفة من خًلل فحص‬
‫الشخص أو األحداث البيئية ككيانات منفصلة ‪ ...‬يمكن تعريف العاطفة بإيجاز من منظور وظيفي على أنها‬
‫محاولة من قبل الشخص لتأسيس ‪ ،‬الحفاظ على أو تغيير أو إنهاء العًلقة بين الشخص والبيئة في األمور‬
‫ذات األهمية بالنسبة للشخص "(ص ‪ .)285‬بمعنى آخر ‪ ،‬تحفزنا مشاعرنا على اتخاذ إجراءات معينة داخل‬
‫أمرا مه ًما بالنسبة لنا ‪ ،‬فسوف نشعر‬
‫بيئتنا لتحقيق هدف ما‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬إذا كان الدفاع عن سمعتنا ً‬
‫بالغضب عندما يهيننا شخص ما ويتم دفعنا للرد على القذف‪ .‬سيكون هذا هو الحال بشكل خاص إذا كنا‬
‫ضا أكثر عرضة‬ ‫نعيش في مجتمع أكد على أهمية الدفاع عن سمعتنا بقوة‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬قد نكون أي ً‬
‫للغضب إذا كان لدينا ثقة في مهاراتنا القتالية وتسابق قلوبنا من فنجان كبير من القهوة في ذلك الصباح‪.‬‬
‫لذلك ‪ ،‬هناك عوامل سياقية خارجية (أي خارج الجلد) تحدد أهدافنا وتفسيرنا لهذا الموقف ‪ ،‬وعوامل داخلية‬
‫(أي داخل جلد المرء) تحدد االستجابة الفسيولوجية والسلوكية‪ .‬إذا اختلف أي من هذه العوامل ‪ ،‬فقد تختلف‬
‫ضا‪ .‬وهكذا ‪ ،‬ينظر الوظيفي إلى العواطف على أنها ظواهر شخصية بطبيعتها‬ ‫التجربة العاطفية والتعبير أي ً‬
‫ضا أكثر عرضة للغضب إذا‬ ‫تحفز الناس في بيئاتهم االجتماعية (كامبوس وآخرون ‪ .)1994 ،‬قد نكون أي ً‬
‫كانت لدينا ثقة في مهاراتنا القتالية وتسابق قلوبنا من فنجان كبير من القهوة في ذلك الصباح‪ .‬لذلك ‪ ،‬هناك‬
‫عوامل سياقية خارجية (أي خارج الجلد) تحدد أهدافنا وتفسيرنا لهذا الموقف ‪ ،‬وعوامل داخلية (أي داخل‬
‫جلد المرء) تحدد االستجابة الفسيولوجية والسلوكية‪ .‬إذا اختلف أي من هذه العوامل ‪ ،‬فقد تختلف التجربة‬
‫ضا‪ .‬وهكذا ‪ ،‬ينظر الوظيفي إلى العواطف على أنها ظواهر شخصية بطبيعتها تحفز‬ ‫العاطفية والتعبير أي ً‬
‫ضا أكثر عرضة للغضب إذا كانت‬ ‫الناس في بيئاتهم االجتماعية (كامبوس وآخرون ‪ .)1994 ،‬قد نكون أي ً‬
‫لدينا ثقة في مهاراتنا القتالية وتسابق قلوبنا من فنجان كبير من القهوة في ذلك الصباح‪ .‬لذلك ‪ ،‬هناك عوامل‬
‫سياقية خارجية (أي خارج الجلد) تحدد أهدافنا وتفسيرنا لهذا الموقف ‪ ،‬وعوامل داخلية (أي داخل جلد‬
‫المرء) تحدد االستجابة الفسيولوجية والسلوكية‪ .‬إذا اختلف أي من هذه العوامل ‪ ،‬فقد تختلف التجربة العاطفية‬
‫ضا‪ .‬وهكذا ‪ ،‬ينظر الوظيفي إلى العواطف على أنها ظواهر شخصية بطبيعتها تحفز الناس في‬ ‫والتعبير أي ً‬
‫بيئاتهم االجتماعية (كامبوس وآخرون ‪ .)1994 ،‬خارج الجل د) العوامل السياقية التي تحدد أهدافنا وتفسير‬
‫هذا الموقف ‪ ،‬والعوامل السياقية الداخلية (أي داخل الجلد) التي تحدد االستجابة الفسيولوجية والسلوكية‪ .‬إذا‬
‫ضا‪ .‬وهكذا ‪ ،‬ينظر الوظيفي إلى‬ ‫اختلف أي من هذه العوامل ‪ ،‬فقد تختلف التجربة العاطفية والتعبير أي ً‬
‫العواطف على أن ها ظواهر شخصية بطبيعتها تحفز الناس في بيئاتهم االجتماعية (كامبوس وآخرون ‪،‬‬
‫‪ .) 1994‬خارج الجلد) العوامل السياقية التي تحدد أهدافنا وتفسير هذا الموقف ‪ ،‬والعوامل السياقية الداخلية‬
‫(أي داخل الجلد) التي تحدد االستجابة الفسيولوجية والسلوكية‪ .‬إذا اختلف أي من هذه العوامل ‪ ،‬فقد تختلف‬
‫ضا‪ .‬وهكذا ‪ ،‬ينظر الوظيفي إلى العواطف على أنها ظواهر شخصية بطبيعتها‬ ‫التجربة العاطفية والتعبير أي ً‬
‫تحفز الناس في بيئاتهم االجتماعية (كامبوس وآخرون ‪.)1994 ،‬‬
‫وفقًا لمراجعة كامبوس وزمًلئه (‪ ، ) 1994‬يركز الفنيون على العوامل السياقية التي تميز وظيفة العاطفة‬
‫عرفت األبحاث التي دعمت النظرية العالمية للعاطفة العاطفة‬ ‫والقدرة على أداء هذه الوظيفة في بيئة معينة‪َّ .‬‬
‫بأنها حالة ذاتية محددة مرتبطة بتعبير وجه مميز‪ .‬يأخذ هذا نظرة تشكيلية تفترض أن نفس المشاعر األساسية‬
‫وتعبيراتها موجودة في جميع األفراد والسياقات‪ .‬بدالً من ذلك ‪ ،‬تفترض وجهة النظر السياقية الوظيفية أن‬
‫العواطف يتم تعريفها من خًلل وظيفتها ضمن سياق معين‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬تحدد البيئة جوانب مهمة لكيفية‬
‫أداء العاطفة لوظيفتها بنجاح‪ .‬أوالً ‪ ،‬البيئة االجتماعية (مثل األعراف االجتماعية والعًلقات مع اآلخرين)‬
‫يمكن أن تحدد ما هو هدف الشخص ومدى احتمالية أن ينجح الشخص في هذا الهدف (كامبوس وآخرون ‪،‬‬
‫‪ .) 1994‬أحد األهداف المهمة للعواطف هو توصيل االحتياجات أو المعلومات حول البيئة ألشخاص آخرين‪.‬‬
‫بالنظر إلى وظيفة االتصال هذه ‪ ،‬سيتم الشعور بالعواطف والتعبير عنها بطرق أكثر فاعلية في توصيل الرسالة‪.‬‬
‫على سبيل المثال ‪ ،‬تحدد االستجابات الفسيولوجية أنماط العمل ذات العواقب الوظيفية (قد يؤدي دقات القلب‬
‫المرتبطة بالخوف إلى دفع الفرد للهروب من موقف خطير)‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬فإن الطريقة التي يفسر بها‬
‫الفرد السياق أو تجعله منطقيًا يمك ن أن تؤدي إلى تقييمات مختلفة لهذه االستجابات الفسيولوجية (على سبيل‬
‫المثال ‪ ،‬ما إذا كانت ضربات القلب عًلمة على الخوف أو الغضب)‪ .‬التقييمات ‪ ،‬أو تفسيرات الموقف ‪ ،‬يمكن‬
‫أن تؤثر على أهداف ومعنى الوضع االجتماعي الذي تنشأ فيه المشاعر (كامبوس وآخرون ‪ ، 1994 ،‬ص‬
‫كبيرا حاس ًما قد يحدد األهداف الظرفية للمرء والمرجعيات السلوكية المتقبلة‬
‫ً‬ ‫أخيرا ‪ ،‬تعد الثقافة نظا ًما‬
‫ً‬ ‫‪.)297‬‬
‫التي يمكن أن تساعد في تحقيق تلك األهداف‪ .‬لذلك ‪ ،‬فإن المنهج الوظيفي للعاطفة يأخذ في االعتبار جميع‬
‫العوامل السياقية التي تحدد جميع مكونات العاطفة ‪ ،‬بما في ذلك علم وظائف األعضاء ‪ ،‬والخبرة الذاتية ‪،‬‬
‫والتقييم ‪ ،‬واالستجابة السلوكية ‪ ،‬والهدف‪ .‬ال يوجد سبب واحد أو عامل محدد ألن كل هذه العوامل والمكونات‬
‫أساسية لطبيعة العاطفة نفسها‪ .‬بينما يرفض العالم النموذجي االختًلفات الثقافية باعتبارها اختًلفات من تصور‬
‫عالمي للعاطفة ‪،‬‬

‫السياقية والبحث عن التعاطف‬


‫يوضح المنظور السياقي ليس فقط كيف يمكن للسياق أن يشكل بشكل أساسي ماهية المشاعر وكيف يتم التعبير‬
‫ضا كيف يشكل اآلخرين إلدراك تلك التعبيرات العاطفية‪ .‬في عمله‬‫عنها ألداء وظيفة في بيئة معينة ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫على الدقة البراغماتية ‪ ،‬يذكر ‪ ) 1984( Swann‬أن "عًلمة اإلدراك األمثل أو الدقيق للشخص هو قدرته‬
‫على تعزيز أهداف التفاعل لدى المدركين‪ .‬ببساطة ‪ ،‬االعتقاد الدقيق هو االعتقاد الفعال "(ص ‪ .)461‬من وجهة‬
‫النظر هذه ‪ ،‬أ‬
‫يعتبر تصور الشخص "دقيقًا" إذا كان يساعده أو يساعدها في تحقيق وظيفة داخل بيئة معينة‪ .‬هناك ثًلثة مكونات‬
‫للدقة الواقعية‪ )1( :‬البيئة ‪ ،‬أو مكان حدوث االعتراف ؛ (‪ ) 2‬وظيفة الشخص داخل تلك البيئة ‪ ،‬أو سبب حدوث‬
‫االعتراف ؛ و (‪ ) 3‬ما يجب االعتراف به ألداء هذه الوظيفة‪ .‬تساعدنا المكونات الثًلثة على فهم ما إذا كان‬
‫التعاطف "دقيقًا" من وجهة نظر السياقية‪ .‬ال يعتمد على معيار عالمي أو "شكل" ‪ ،‬مثل "إذا كان بإمكان شخص‬
‫ما الحكم على المشاعر الصحيحة من تعبير الوجه هذا"‪ .‬بدالً من ذلك ‪ ،‬يتم تعريفه على أنه "إذا كان بإمكان‬
‫شخص ما الحكم على مشاعر شخص آخر بطريقة تؤدي وظيفة معينة ضمن هذا التفاعل االجتماعي المحدد"‪.‬‬
‫هذا يغير بشكل جذري كيفية قياس قدرات التعاطف لدى شخص ما ‪،‬‬
‫كما يراه أحد السياقيين ‪ ،‬يجب أن يأخذ بحث التعاطف في االعتبار خصائص كل من المدرك والهدف‬
‫وكيف يمكن أن يؤثر كل منهما على اآلخر‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬تتنبأ قدرات التعاطف لدى المدرك بمدى‬
‫معبرا للغاية ( ‪Zaki، Bolger،‬‬‫ً‬ ‫قدرة هذا المدرك على تخمين مشاعر الهدف ‪ ،‬ولكن فقط إذا كان الهدف‬
‫‪ .) 2008 ،Ochsner‬كلما زاد تفاعل المدرك والهدف ‪ ،‬زادت قدرة المدرك على الوصول إلى السمات‬
‫العاطفية مثل نظرات العين أو طرح األسئلة (‪ ، )1990 ، .Ickes et al‬مما يؤدي إلى زيادة دقة التعاطف‪.‬‬
‫وبالتالي ‪ ،‬تعتمد قدرات التعاطف على التفاعًلت بين الفروق الفردية والسياق االجتماعي ‪ ،‬والذي غالبًا ما‬
‫يكون ديناميكيًا ومتعدد األوجه‪.‬‬
‫على هذا المنوال ‪ ،‬يوضح بحث آخر كيف يمكن للسياق الداخلي للمدرك أن يؤثر على قدراته في التعاطف‪.‬‬
‫ضا على قدرته على التعرف على مشاعر اآلخرين‬ ‫على سبيل المثال ‪ ،‬تؤثر الحالة العاطفية للمدرك أي ً‬
‫(‪ Niedenthal ، Halberstadt ، & Margolin‬؛ ‪.)2000 ، Schmid & Schmid Mast ، 2010‬‬
‫نظرا ألن اضطراب الشخصية الحدية والفصام واالكتئاب‬ ‫ً‬ ‫ضا على التعاطف ‪،‬‬ ‫يؤثر علم النفس المرضي أي ً‬
‫والرهاب االجتماعي كلها مرتبطة بأداء التعاطف غير الطبيعي ( ‪Roepke، Vater، Preißler،‬‬
‫‪ Mandal، Pandey، & Prasad‬؛‪1998 ،Heekeren، & Dziobek، 2012‬؛ جورمان وجوتليب‬
‫ضا تغيير االستجابات التعاطفية عن طريق التقييمات ‪ ،‬أو ما هو‬ ‫‪ .)2006 ،‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬يمكن أي ً‬
‫معروف عن السياق االجتماعي‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬المراقبون الذين اعتقدوا أن األهداف االجتماعية تنافسية‬
‫أو‬
‫غير جدير بالثقة يمنع االستجابات العاطفية العفوية ( ‪ Singer et‬؛ ‪Lanzetta & Englis ، 1989‬‬
‫‪ Cikara ، Bruneau ، & Saxe‬؛ ‪ ، )2011 ، al. ، 2006‬بينما يعتقد أن الهدف هو شريك تعاوني‬
‫(‪ )1989 ، Lanzetta & Englis‬أو يحضر له أو لها عززت التجارب المؤلمة ( ‪Lamm، Batson،‬‬
‫ضا على عمليات التعاطف ‪ ،‬ولكن‬ ‫‪ )2007 ،& Decety‬االستجابات التعاطفية‪ .‬تؤثر فسيولوجيا المدرك أي ً‬
‫حتى هذا التأثير يمكن أن يعتمد على السياق‪ .‬أظهرت إحدى المراجعات أن األوكسيتوسين قد يؤثر على‬
‫بعض العمليات المعرفية االجتماعية مثل القدرة على معالجة اإلشارات االجتماعية (بارتز ‪ ،‬زكي ‪ ،‬بولجر‬
‫‪ ،‬وأوشسنر ‪ .) 2011 ،‬ومع ذلك ‪ ،‬هذا يعني أن السياق وتوافر اإلشارات االجتماعية في البيئة سيحددان‬
‫في النهاية نتيجة تأثير األوكسيتوسين على التعاطف‪ .‬فمثًل‪ ،‬قد يزيد األوكسيتوسين من انتباه الشخص‬
‫للتعبيرات العاطفية للهدف ‪ ،‬لكن استجابته لهذا التعبير ستعتمد على ما إذا كان الهدف صديقًا أم ً‬
‫عدوا (بارتز‬
‫وآخرون ‪ .) 2011 ،‬لذلك ‪ ،‬يمكن تشكيل استجابات الفرد التعاطفي من خًلل عوامل داخلية ‪ ،‬مثل علم‬
‫وظائف األعضاء أو المعتقدات أو العمليات النفسية األخرى ذات الصلة‪.‬‬
‫ضا على قدرات‬ ‫ضا أن النظم الكبيرة للسياق االجتماعي تؤثر أي ً‬ ‫على مستوى أوسع ‪ ،‬أظهرت األبحاث أي ً‬
‫الفرد التعاطف (‪Kraus ، Côté ،‬‬
‫& كيلتنر ‪ 2010 ،‬؛ مندس وكراوس ‪ 2014 ،‬؛ ماتسوموتو ‪ 1989 ،‬؛ شميد ماست ‪ ،‬جوناس وهال ‪،‬‬
‫‪ .)2006‬العمل األصلي إليكمان وزمًلئه (إكمان‬
‫& ‪ ) 1971 ،Friesen‬على قدرات المشاركين على التعرف على التعبيرات العاطفية على الرغم من‬
‫االختًلفات بين الثقافات‪ .‬بدالً من ذلك ‪ ،‬لفت ماتسوموتو (‪ ) 1989‬االنتباه إلى هذه االختًلفات الثقافية كدليل‬
‫على جوانب ال مجتمع التي تؤدي إلى مثل هذه التأثيرات العميقة على التعاطف‪ .‬في مراجعته ‪ ،‬وجد أن أحكام‬
‫التعبيرات العاطفية تتأثر بمسافة قوة ثقافتهم ‪ ،‬أو الدرجة التي توجد بها اختًلفات في القوة بين األفراد ‪ ،‬والفردية‬
‫‪ ،‬الدرجة التي يقدر بها المجتمع األهداف الفردية واالستقًللية عن اآلخرين‪ .‬يحدد كل جانب من هذه الجوانب‬
‫األعراف والقيم االجتماعية للمجتمع ‪ ،‬والتي بدورها تؤثر على كيفية تعبير األفراد عن المشاعر وإدراكهم لها‪.‬‬
‫تدعم األبحاث التجريبية األحدث هذه النتائج‪ .‬فمثًل‪ ،‬وجدت إحدى الدراسات أن األشخاص األقل في الوضع‬
‫االجتماعي واالقتصادي لديهم دقة تعاطف أعلى من غيرهم (‪ .)2010 ، .Kraus et al‬عًلوة على ذلك ‪،‬‬
‫يرتدي الناس‬
‫كانت المًلبس التي تشير إلى حالة منخفضة (على سبيل المثال ‪ ،‬سراويل العرق) أكثر حساسية لإلشارات‬
‫العاطفية لألشخاص الذين يرتدون مًلبس تشير إلى الدرجة العالية (على سبيل المثال ‪ ،‬بدلة) ( & ‪Mendes‬‬
‫‪ .) 2014 ، Kraus‬تدعم هذه النتائج وجهة النظر السياقية القائلة بأن المعلومات حول السياق االجتماعي‬
‫ضرورية لفهم التعاطف الذي ينشأ داخله‪ .‬يحتاج البحث إلى تحديد ودراسة هذه العوامل بدالً من مجرد التحكم‬
‫فيها أو تجاهلها‪.‬‬

‫اآلثار المترتبة على اتجاهات البحث المستقبلية‬


‫بينما بدأ البحث في إرساء األساس لممنهج سياقي للتعاطف ‪ ،‬فإنه يحتاج إلى اتخاذ خطوات إضافية‪ .‬أوالً ‪،‬‬
‫معيارا موحدًا واحدًا لدقة التعاطف ‪ ،‬مثل معيار اإلجماع‪ .‬يتضمن المنهج السياقي‬
‫ً‬ ‫يجب أن يتجاوز البحث‬
‫لتعريف التعاطف ما يلي‪ )1( :‬البيئة ‪ ،‬أو حيث تحدث االستجابة التعاطفية ؛ (‪ )2‬وظيفة الشخص داخل تلك‬
‫البيئة ‪ ،‬أو سبب حدوث االستجابة التعاطفية ؛ و (‪ )3‬ما هي االستجابة التعاطفية الًلزمة ألداء هذه الوظيفة‪.‬‬
‫على سبيل المثال ‪ ،‬أظهرت األبحاث السابقة أن هناك بعض الظروف التي غالبًا ما يكون فيها الناس‬
‫مدفوعين لتجنب التعرف على مشاعر شخص آخر (زكي ‪ .)2014 ،‬قد يعتبر الباحثون التشكيلي أن هذا‬
‫التجنب هو "أداء ضعيف" أو فشل في التعاطف بشكل صحيح‪ .‬سيأخذ الباحث السياقي في االعتبار كيف‬
‫ساعد هذا التجنب الشخص على تحقيق هدف معين في البيئة ‪ ،‬وما هي العوامل األخرى التي ساهمت في‬
‫هذه العملية‪ .‬لذلك ‪ ،‬يمكن أن تقدم السياقية تعريفًا أكثر مرونة للتعاطف يعتمد على الظروف التي ينشأ فيها‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ ،‬يمكن أن تبذل التحقيقات المستقبلية جهودًا واعية لتحديد كيفية تأثير السياق على التعاطف في سياقات‬
‫طبيعية مختلفة‪ .‬درس البحث السابق بشكل تقليدي التعاطف من خًلل توحيد البيئة والوظيفة‪ .‬على سبيل المثال‬
‫صورا للوجوه ‪ ،‬وهدف المشارك‬ ‫ً‬ ‫‪ ،‬في نموذج بحث إيكمان ‪ ،‬البيئة هي اإلعداد البحثي حيث يرى المشاركون‬
‫هو تخمين المشاعر "الصحيحة" ‪ ،‬ووظيفة مهارات التعاطف لدى المشارك هي إكمال المهام وفقًا للتعليمات (‬
‫عل ى سبيل المثال ‪" ،‬حدد تسمية المشاعر التي تصف الوجه بشكل أفضل‬
‫التعبير")‪ .‬تحد مثل هذه المهام المعملية من آثار الدوافع أو األهداف أو االحتياجات التي قد يمتلكها الشخص في‬
‫حياته‪ .‬هناك حاجة إلى دراسة أوسع للبيئة والوظيفة‪ .‬يحتاج البحث إلى التحقيق في سبب وكيفية تعاطفنا مع‬
‫اآلخرين لتحقيق أهداف شخصية محددة في الحياة اليومية‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬قد نتعرف على مشاعر شخص‬
‫آخر بشكل مختلف إذا أردنا إراحة الشخص أو التنافس ضده‪ .‬التقييم البيئي اللحظي أو األساليب األخرى التي‬
‫تلتقط سلوك الناس في إعدادات الحياة الواقعية هي أدوات محتملة يمكن استخدامها لهذا الغرض‪ .‬يمكن أن تزيد‬
‫النتائج من هذا البحث من الصًلحية البيئية إذا أمكن تعميمها على مجموعة متنوعة من البيئات والسكان‪.‬‬
‫ضا دراسة حاالت محددة من التعاطف من خًلل فحص شامل لجميع العوامل‬ ‫أخيرا ‪ ،‬يمكن للتحقيقات أي ً‬
‫ً‬
‫السياقية ذات الصلة ‪ ،‬وإجراء تحليل متعمق للتعاطف ضمن السياق المحدد الذي نشأ فيه‪ .‬األهم من ذلك ‪،‬‬
‫أن مثل هذا التحليل السياقي يهدف إلى تحديد العوامل السياقية ذات الصلة التي تساهم في عملية التعاطف ‪،‬‬
‫وتؤدي وظيفتها في بيئة معينة‪ .‬قد تبدأ مثل هذه التحليًلت بفحص شامل لحاالت فردية ‪ ،‬مما قد يؤدي إلى‬
‫فرضيات جديدة حول تأثيرات العوامل السياقية (‪ .)2004 ، Biglan‬العًلج النفسي هو مصدر غني‬
‫محتمل لمثل هذه البيانات‪ .‬ستعكس مثل هذه التحقيقات في التعاطف عن كثب كيفية حدوث التعاطف في‬
‫ظروف الحياة الواقعية‪.‬‬

‫اآلثار المترتبة على العًلج‬


‫العًلج النفسي هو وضع يتطلب بشكل منتظم التعاطف واإلدراك الشديد وفهم العواطف‪ .‬لقد أبلغت السياقية‬
‫بالفعل مجال العًلج النفسي وأدت إلى ظهور موجة من العًلجات السلوكية المعرفية المعاصرة (‪.)CBTs‬‬
‫في العًلجات السلوكية المستندة إلى السياق ‪ ،‬يتم فحص مشاعر العمًلء وفهمها ضمن السياق ( ‪Hayes،‬‬
‫‪ .)2011 ،Villatte، Levin، Hildebrandt‬ال توجد مشاعر "صحيحة" أو "خاطئة" بشكل موضوعي‬
‫عبر السياقات ‪ ،‬ولكن من المفهوم أن العواطف تخدم وظيفة (على سبيل المثال ‪ ،‬التواصل ‪ ،‬تحفيز الميول‬
‫العملية) داخل بيئة معينة‪ .‬باستخدام هذا المنهج ‪ ،‬يتم فهم العواطف ضمن السياق األوسع لما يهم‬
‫العمًلء (أي قيمهم) في أي سياق معين‪ .‬يقوم المعالج والعميل بشكل تعاوني بتحديد الروابط الزمنية في‬
‫سلسلة سابقة والعواقب المرتبطة بالسلوكيات المشكلة‪ .‬يستخدم هذا المنهج ‪ ،‬المعروف باسم التحليل الوظيفي‬
‫أو التحليل السلوكي ‪ ،‬لتحديد العوامل السياقية المرتبطة بالعواطف والسلوكيات المشكلة (‪Kohlenberg‬‬
‫‪ .) 2000 ،‬من أجل تغيير المشاعر والعواقب السلوكية ذات الصلة ‪ ،‬يتم وضع الوظائف واألهداف في‬
‫سياقها وفقًا لقيم الشخص‪ .‬باختصار ‪ ،‬يفهم المعالجون النفسيون السياقيون العواطف على أنها جزء ال يتجزأ‬
‫ً‬
‫تركيزا واض ًحا‬ ‫من سياق حياة العميل‪ .‬لذلك ‪ ،‬ال يمكن فصل العواطف ووظائفها عن السياق ‪ ،‬والذي يتضمن‬
‫على قيم العميل ذات الصلة بالسياق‪.‬‬
‫لكي يدرك المعالج ويفهم ما يشعر به العميل ‪ ،‬فإن العًلقة العًلجية هي السياق الذي يؤدي إلى التعاطف‪.‬‬
‫تشجع السياقية المنظور القائل بأن عواطف العميل ال تحدث في فراغ ‪ ،‬ولكنها بدالً من ذلك تقع في إطار العًلج‪.‬‬
‫كما يدرك المعالج ويفهم ما يشعر به العميل ‪ ،‬تؤثر العوامل السياقية على عملية التعاطف هذه‪ .‬على وجه التحديد‬
‫‪ ،‬تؤثر العوامل السياقية على منظور المعالج عندما يدرك مشاعر العميل (‪ .)2000 ، Kohlenberg‬أوالً ‪،‬‬
‫يجب توضيح وظيفة تعاطف المعالج‪ .‬غالبًا ما تكون هذه الوظيفة هي مساعدة العميل على تحقيق أهدافه من‬
‫العًلج‪ .‬يمكن للتحليل السلوكي تحديد جميع العوامل السياقية التي تساهم في كيفية إدراك المعالج لمشاعر العميل‬
‫في خدمة هذه الوظيفة العًلجية‪ .‬يمكن تطب يق نتائج بحث التعاطف السياقي هنا‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬قد تؤثر‬
‫الخلفية الثقافية للمعالج وحالة االستثارة الفسيولوجية والحالة العاطفية الذاتية للمعالج على قدرته على التعرف‬
‫واالستجابة بفعالية (أي االستجابة بطريقة تعمل مع مراعاة قيم العميل وأهدافه لسياق العًلج) لمشاعر العميل‪.‬‬
‫يمكن أن يؤدي فهم تأثير هذه العوامل إلى تحديد كيفية إدراك مشاعر العميل في سياقات مماثلة‪ .‬لذلك ‪ ،‬تسمح‬
‫السياقية باتباع منهج مرن لفهم كيفية الشعور بالعواطف والتعبير عنها وإدراكها في السياق‪.‬‬
‫فهم التجارب العاطفية لعمًلئهم واالستجابات السلوكية المرتبطة بها بطريقة تسترشد بقيم العمًلء في السياق‪.‬‬

‫استنتاج‬
‫السياقية هي بديل لوجهة النظر التشكيلي للعواطف بشكل عام ‪ ،‬والتعاطف بشكل خاص‪ .‬تؤدي النزعة‬
‫الشكلية في علم المشاعر ضمنيًا إلى فكرة أن هناك طريقة "حقيقية" للشعور والتعبير وإدراك المشاعر‪.‬‬
‫الهدف من هذا المنهج هو العثور على هذه الطريقة "الحقيقية" وتسميتها ومعالجة االختًلفات عبر السياقات‬
‫كضوضاء تخفي التعرف على الشكل األساسي‪ .‬ما هو ضجيج للمفكر هو الظاهرة التي تهم السياقي‪ .‬يعتقد‬
‫السياقي أن العواطف أو العمليات التعاطفية تسمح للشخص بتحقيق هدف في سياق معين‪ .‬يوفر هذا رؤية‬
‫أكثر مرونة وواقعية لما هو "صحيح" ‪ ،‬وجهة نظر تعتبر أي معلومات سياقية ذات صلة حيوية لفهم طبيعة‬
‫المشاعر ووظيفتها‪ .‬عند تطبيقها على العلوم والممارسات النفسية ‪،‬‬

‫مراجع‬
‫بارتز ‪ ،‬جا ‪ ،‬زكي ‪ ،‬جيه ‪ ،‬بولجر ‪ ،‬إن ‪ ،‬وأوشسنر ‪ ،‬كيه إن (‪ .)2011‬التأثيرات االجتماعية لألوكسيتوسين في البشر‪:‬‬
‫السياق والشخص مهم‪ .‬االتجاهات في العلوم المعرفية ‪.309-301 ، 15 ،‬‬
‫بييل ‪ ،‬إم ‪ ،‬ماتسوموتو ‪ ،‬دي ‪ ،‬إيكمان ‪ ،‬بي ‪ ،‬هيرن ‪ ،‬ف ‪ ،‬هايدر ‪ ،‬ك ‪ ،‬كودوه ‪ ،‬ت ‪ ،‬وتون ‪ ،‬ف‪ .)1997( .‬تعبيرات الوجه اليابانية والقوقازية‬
‫لماتسوموتو وإيكمان (‪ :)JACFEE‬بيانات الموثوقية واالختًلفات عبر الوطنية‪ .‬مجلة السلوك غير اللفظي ‪.21-3 ، 21 ،‬‬
‫بيجًلن ‪ ،‬أ‪ .)2004( .‬السياقية وتطوير ممارسات وقائية فعالة‪ .‬علم الوقاية ‪.21-15 ، 5 ،‬‬
‫برونفنبرينر ‪ ،‬يو‪ .) 1979( .‬بيئة التنمية البشرية‪ :‬تجارب حسب الطبيعة والتصميم‪.‬‬
‫كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬مطبعة جامعة هارفارد‪.‬‬
‫كامبوس ‪ ،‬ج‪ ، .‬موم ‪ ،‬د‪ ، .‬كرمويان ‪ ،‬آر ‪ ،‬وكامبوس ‪ ،‬ر‪ .)1994( .‬منظور وظيفي لطبيعة العاطفة‪ .‬في ‪( NA Fox‬محرر) ‪ ،‬تطوير تنظيم‬
‫العاطفة‪ :‬االعتبارات البيولوجية والسلوكية‪ .‬شيكاغو‪ :‬جمعية البحث في تنمية الطفل‪.‬‬
‫سيكارا ‪ ،‬إم ‪ ،‬برونو ‪ ،‬إي جي ‪ ،‬وساكس ‪ ،‬ر‪ .‬آر (‪ .)2011‬نحن وهم‪ :‬فشل التعاطف بين المجموعات‪.‬‬
‫االتجاهات الحالية في العلوم النفسية ‪، 149-153.20 ،‬‬
‫داروين ‪ ،‬سي (‪ .)1872‬التعبير عن العواطف في اإلنسان والحيوان‪ .‬لندن‪ :‬موراي‪.‬‬
‫دي وال ‪ ،‬إف بي إم (‪ .)1996‬حسن المحيا‪ :‬أصول الصواب والخطأ في اإلنسان وغيره‬
‫الحيوانات‪.‬كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬مطبعة جامعة هارفارد‪.‬‬
‫دي وال ‪ ،‬إف بي إم (‪ .)2008‬إعادة اإليثار إلى اإليثار‪ :‬تطور التعاطف‪ .‬المراجعة السنوية لعلم النفس ‪.300-279 ، 59 ،‬‬
‫دزيوبك ‪ ،‬آي (‪ .)2012‬تعليق‪ :‬نحو تقييم أكثر صحة من الناحية البيئية للتعاطف‪ .‬مراجعة العاطفة ‪.19-18 ، 4 ،‬‬
‫إكمان ‪ ،‬ب‪ .)1993( .‬تعبيرات الوجه والعاطفة‪ .‬عالم نفس أمريكي ‪.392-384 ، 48 ،‬‬
‫إيكمان ‪ ،‬ب‪ .)1994( .‬دليل قوي على المسلمات في تعابير الوجه‪ :‬الرد على نقد راسل الخاطئ‪ .‬النشرة النفسية ‪-268 ، 115 ،‬‬
‫‪.87‬‬
‫‪ .) 1971( Ekman ، P. ، & Friesen ، WV‬ثوابت عبر الثقافات في الوجه والعاطفة‪ .‬مجلة الشخصية وعلم النفس‬
‫االجتماعي ‪.129-124 ، 17 ،‬‬
‫‪ .)1976( Ekman ، P. ، & Friesen ، WV‬صور لتأثيرات الوجه‪ .‬بالو ألتو ‪ ،‬كاليفورنيا‪ :‬مطبعة علماء النفس االستشارية‪.‬‬
‫‪ .)1972( .Ekman ، P. ، Friesen ، WV ، & Ellsworth ، P‬العاطفة في وجه اإلنسان‪ :‬إرشادات لـ‬
‫البحث وتكامل النتائج‪ .‬نيويورك‪ :‬مطبعة بيرغامون‪.‬‬
‫‪ .) 2005( Ekman، P.، & Rosenberg، EL‬ماذا يكشف الوجه‪ :‬دراسات أساسية وتطبيقية للتعبير التلقائي باستخدام نظام‬
‫ترميز الوجه (‪ .)FACS‬نيويورك‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫‪ .)1969( Ekman ، P. ، Sorenson ، ER ، & Friesen ، WV‬العناصر الثقافية الشاملة في عروض المشاعر على‬
‫الوجه‪ .‬علم ‪.88-86 ، 164 ،‬‬
‫‪ .)2012( .Hareli، S.، & Hess، U‬قيمة اإلشارة االجتماعية للعواطف‪ .‬اإلدراك والعاطفة ‪.389-385 ، 26 ،‬‬
‫هايز ‪ ،‬إس سي (‪ .)1993‬األهداف التحليلية وأنواع السياقية العلمية‪ .‬في ‪ SC Hayes‬و ‪ LJ Hayes‬و ‪ HW Reese‬و‬
‫‪( TR Sarbin‬محرران) ‪ ،‬مجموعة متنوعة من السياقية العلمية‪ .‬أوكًلند ‪ ،‬كاليفورنيا‪ :‬مطبعة السياق‪.‬‬
‫‪ .)1993( .).Hayes، SC، Hayes، LJ، Reese، HW، & Sarbin، TR (Eds‬أصناف من السياقية العلمية‪ .‬أوكًلند‬
‫‪ ،‬كاليفورنيا‪ :‬مطبعة السياق‪.‬‬
‫‪ .)2011( .Hayes، SC، Villatte، M.، Levin، M.، & Hildebrandt، M‬منفتحة وواعية ونشطة‪ :‬المناهج السياقية‬
‫باعتبارها اتجاهًا ناشئًا في العًلجات السلوكية والمعرفية‪ .‬المراجعة السنوية لعلم النفس العيادي ‪.168-141 ، 7 ،‬‬
‫إيكيس ‪ ،‬و‪ .)1993( .‬دقة التعاطف‪ .‬مجلة الشخصية ‪.610-587 ، 61 ،‬‬
‫إيكيس ‪ ،‬و‪ .)2003( .‬قراءة العقل اليومية‪ .‬نيويورك‪Perseus Press. :‬‬
‫إيكيس ‪ ،‬دبليو ‪ ،‬ستينسون ‪ ،‬إل ‪ ،‬بيسونيت ‪ ،‬ف ‪ ،‬وجارسيا ‪ ،‬س‪ .) 1990( .‬اإلدراك االجتماعي الطبيعي‪ :‬دقة التعاطف في ثنائي الجنس‬
‫المختلط‪ .‬مجلة الشخصية وعلم النفس االجتماعي ‪.742-730 ، 59 ،‬‬
‫‪ .) 2006( Joorman، J.، & Gotlib، IH‬هل هذه السعادة التي أراها؟ التحيزات في تحديد تعبيرات الوجه العاطفية في االكتئاب والرهاب‬
‫االجتماعي‪ .‬مجلة علم النفس الشاذ ‪.705 ، 115 ،‬‬
‫كوهلينبيرج ‪ ،‬بس (‪ .)2000‬العاطفة والعًلقة في العًلج النفسي‪ :‬تحليل سلوكي‬
‫إنطباع‪ .‬في ‪( MJ Dougher‬محرر) ‪ ،‬تحليل السلوك السريري‪ .‬رينو ‪ ،‬نيفادا‪ :‬اضغط على السياق‪.‬‬
‫‪ .)2010( .Kraus، MW، Côté، S.، & Keltner، D‬الطبقة االجتماعية والسياقية والدقة التعاطفية‪.‬‬
‫علم النفس ‪، 1716-1723.21 ،‬‬
‫الم ‪ ،‬سي ‪ ،‬باتسون ‪ ،‬سي دي ‪ ،‬وديسيتي ‪ ،‬ج‪ .) 2007( .‬الركيزة العصبية للتعاطف البشري‪ :‬آثار تبني المنظور والتقييم المعرفي‪ .‬مجلة علم‬
‫األعصاب اإلدراكي ‪.58-42 ، 19 ،‬‬
‫‪ .) 1989( Lanzetta ، JT ، & Englis ، BG‬توقعات التعاون والمنافسة وتأثيرها على االستجابات العاطفية غير المباشرة‬
‫للمراقبين‪ .‬مجلة الشخصية وعلم النفس االجتماعي ‪.554-543 ، 56 ،‬‬
‫‪ .)1998( Mandal ، MK ، Pandey ، R. ، & Prasad ، AB‬تعبيرات الوجه عن العواطف والفصام‪ :‬مراجعة‪ .‬نشرة‬
‫الفصام ‪.412-399 ، 24 ،‬‬
‫ماتسوموتو ‪ ،‬د‪ .)1989( .‬التأثيرات الثقافية على تصور العاطفة‪ .‬مجلة علم النفس عبر الثقافات ‪.105-92 ، 20 ،‬‬
‫ماك آرثر ‪ ،‬إل زد ‪ ،‬وبارون ‪ ،‬آر إم (‪ .)1983‬نحو نظرية بيئية لإلدراك االجتماعي‪.‬‬
‫مراجعة نفسية ‪، ٢١٥ - ٢٣٨.90 ،‬‬
‫‪ .) 2014( Mendes، WB، & Kraus، MW‬تثير الرموز الجذابة للطبقة االجتماعية استجابات سلوكية وفسيولوجية متسقة‬
‫مع الطبقة‪ :‬منهج ثنائي‪ .‬مجلة علم النفس التجريبي‪ :‬عام ‪.2340-2330 ، 143 ،‬‬
‫‪ .)2000( .Niedenthal، PM، Halberstadt، JB، & Margolin، J‬الحالة العاطفية وكشف التغيير في تعبيرات الوجه عن االنفعال‪.‬‬
‫المجلة األوروبية لعلم النفس االجتماعي ‪.222-211 ، 30 ،‬‬
‫الفلفل ‪ .)1942( SC ،‬فرضيات العالم‪ :‬دراسة في الدليل‪ .‬بيركلي ‪ ،‬كاليفورنيا‪ :‬مطبعة جامعة كاليفورنيا‪.‬‬
‫‪ .)2012( .Roepke ، S. ، Vater ، A. ، Preißler ، S. ، Heekeren ، HR ، & Dziobek ، I‬اإلدراك االجتماعي‬
‫في اضطراب الشخصية الحدية‪ .‬الحدود في علم األعصاب ‪.195 ، 6 ،‬‬
‫راسل ‪ ،‬جا (‪ .)1994‬هل هناك اعتراف عالمي بالعاطفة من تعبيرات الوجه؟ مراجعة للدراسات عبر الثقافات‪ .‬النشرة النفسية‬
‫‪.41-102 ، 115 ،‬‬
‫صا القوة وسيظهر هو أو هي الحساسية الشخصية‪ :‬الظاهرة ولماذا‬ ‫شميد ماست ‪ ،‬م ‪ ،‬جوناس ‪ ،‬ك ‪ ،‬وهال ‪ ،‬جا (‪ .)2006‬امنح شخ ً‬
‫ومتى‪ .‬مجلة الشخصية وعلم النفس االجتماعي ‪doi.org/10.1037/a0016234 .850-835 ، 97 ،‬‬
‫‪ .)2010( .Schmid، PC، & Schmid Mast، M‬تأثيرات الحالة المزاجية على التعرف على المشاعر‪ .‬الدافع والعاطفة ‪،‬‬
‫‪.292-288 ، 34‬‬
‫سينجر ‪ ،‬ت‪ ، .‬سيمور ‪ ،‬ب ‪ ،‬أودوهرتي ‪ ،‬جيه بي ‪ ،‬ستيفان ‪ ،‬كيه إي ‪ ،‬دوالن ‪ ،‬آر جي ‪ ،‬وفريث ‪ ،‬سي دي (‪ .)2006‬يتم تعديل‬
‫االستجابات العصبية التعاطفية من خًلل اإلنصاف المتصور لآلخرين‪ .‬الطبيعة ‪.469-466 ، 439 ،‬‬
‫سوان ‪ ،‬دبليو بي (‪ .)1984‬البحث عن الدقة في اإلدراك الشخصي‪ :‬مسألة براغماتية‪.‬‬
‫مراجعة نفسية ‪، 457-477.91 ،‬‬
‫زكي ‪ ،‬ج‪ .)2014( .‬التعاطف‪ :‬حساب متحمس‪ .‬النشرة النفسية ‪doi.org .1647-1608 ، 140 ،‬‬
‫‪/10.1037/a0037679‬‬
‫زكي ‪ ،‬ج‪ ، .‬بولجر ‪ ،‬إن ‪ ،‬وأوشسنر ‪ ،‬ك‪ .)2008( .‬يتطلب األمر اثنين‪ :‬الطبيعة الشخصية للدقة التعاطفية‪ .‬علم النفس ‪، 19 ،‬‬
‫‪.404-399‬‬
‫زكي ‪ ،‬ج‪ ، .‬وأوشسنر ‪ ،‬ك‪ .)2011( .‬إعادة دمج دراسة الدقة في أبحاث اإلدراك االجتماعي‪.‬‬
‫االستفسار النفسي ‪، 159 - 182.22 ،‬‬
‫الفصل ‪9‬‬

‫االجتماعية والسياقية‬
‫طبيعة العاطفة‪:‬‬
‫منظور تطوري‬
‫لين إي أوكونور‬
‫معهد رايت‬
‫جاك دبليو بيري‬
‫جامعة سامفورد‬

‫لقد تم اقتراح أنه ال أحد يستطيع تعريف كلمة "عاطفة" بوضوح‪ .‬وفقًا لجوزيف ليدوكس ‪" ،‬هناك العديد‬
‫من نظريات العواطف بقدر نظريات العواطف"‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإننا جميعًا نعرف بشكل عام ما هي العاطفة‪ :‬حدث‬
‫أنا‬
‫نفسي‪ -‬فيزيولوجي موجز يتضمن القدرة الذاتية على تجربة ما نفكر فيه على أنه شعور‪ .‬نحن نعلم ما هي‬
‫العواطف ألننا نشاركها‪ .‬نحن نعتمد كليًا على عواطفنا‪ .‬يزودوننا بالمعلومات والتوجيه حيث نتفاعل مع‬
‫التغييرات في البيئة المادية واالجتماعية ؛ تخبرنا مشاعرنا بما هو‬
‫يحدث‪.‬‬
‫تقليديا ‪ -‬على األقل في األوساط األكاديمية والسريرية ‪ -‬تم اعتبار العواطف ظواهر عقلية داخل النفس‬
‫(‪ .)1999 ، Keltner & Haidt‬في نفوذ ثقافتنا الفردية ‪ ،‬مع تركيزها المستمر على الفرد المنعزل المنفصل‬
‫عن السياق ‪ ،‬نرى أنفسنا ‪ ،‬أوالً وقبل كل شيء ‪ ،‬كأفراد منفصلين بما يكفي لًلعتقاد بأن المشاعر التي نختبرها‬
‫تحدث لنا وحدنا‪ .‬نحن نعيش في ثقافة ينمو فيها األطفال غالبًا‬
‫النوم بمفردهم في غرفة نومهم ال خاصة ‪ ،‬وال يتشاركون حتى مع األشقاء‪ .‬وحيد‪ .‬لقد قيد أسلوب حياتنا الفردي‬
‫الغربي تنظيرنا حول العواطف ‪ ،‬وأرسلنا في اتجاهات خاطئة عديدة‪ .‬في معظم تاريخ البشرية ‪ ،‬وفي كثير من‬
‫نادرا ما ينقطع األطفال عن االتصال الجسدي بأمهم (كونر ‪ .)2005 ،‬إن فكرة وضع‬ ‫ً‬ ‫أنحاء العالم اليوم ‪،‬‬
‫األطفال في السرير ‪ ،‬ناهيك عن غرفة لوحدهم ‪ ،‬أمر ال يمكن تصوره‪.‬‬
‫في عصر التكيف التطوري (‪ Cosmides & Tooby‬؛ ‪ ، )2000 ، EEA‬ربما يكون أفضل فهم‬
‫نادرا ما كان‬
‫له من خًلل فحص أنماط الحياة والعادات لعدد قليل من ثقافات الصيادين والجمعيات المتبقية ‪ً ،‬‬
‫تماما‪ .‬تعتبر العواطف ظاهرة اجتماعية ‪ ،‬فهي تعمل على‬ ‫الناس بمفردهم ‪ ،‬وكانت فكرة الخصوصية غريبة ً‬
‫ربط أفراد الفئات االجتماعية والتأثير عليهم ‪ -‬األسرة والقبيلة واألمة‪ .‬من هذا المنظور ‪ ،‬يحدد العالم‬
‫االجتماعي الذي نعيش فيه كيف نفكر ‪ -‬وحتى كيف نختبر ‪ -‬العواطف‪.‬‬
‫التجارب المتنوعة التي نفكر فيها عندما تطورت العواطف كجزء من الجهاز العقلي شديد التعقيد لدماغ‬
‫الثدييات ‪ ،‬المصمم والتنظيم بشكل رائع لألطفال الرضع الذين يأتون إلى العالم يعتمدون كليًا على أمهم‪ .‬تولد‬
‫الزواحف متطورة تما ًما ؛ قد تكون السمة الوحيدة القريبة من مشاعر الثدييات هي شيء ما ‪ ،‬ربما إحساس ‪،‬‬
‫يشير إلى الخطر أو األمان ‪ ،‬ويوصي باالقتراب أو التجنب‪ .‬تحتاج األم المرضعة ‪ ،‬الثدييات األم ‪ ،‬إلى المعلومات‬
‫الشاملة التي توفرها المشاعر إلخبارها بما يحدث في العالم وهي تنتقل من لحظة إلى أخرى ‪ ،‬مما يجعل من‬
‫الممكن التكيف بنج اح مع الظروف الجسدية والنفسية واالجتماعية المتغيرة‪ .‬هذا مهم بشكل خاص عندما تحتاج‬
‫إلى فهم توصيل العاطفة من طفلها‪ .‬بدون القدرة على الشعور بالعواطف وتفسيرها ‪ ،‬قد تفشل األم في معرفة ما‬
‫إذا كان طفلها جائ ًعا أم رطبًا أم متعبًا أم باردًا‪ .‬إن األمهات الًلتي لديهن ارتباط عاطفي بأطفالهن أكثر قدرة‬
‫على االعتناء بهن ‪ ،‬واألطفال القادرون على التواصل مع المشاعر التي تشعر بها أمهاتهم وتع ِبِّر عنها هم أكثر‬
‫قدرة على التعلم‪ .‬تتعزز العًلقة الحميمة بين األمهات واألطفال من خًلل تلك الصلة العاطفية ‪ ،‬وهي تؤثر على‬
‫كل شيء في حياة المو لود الجديد ‪ ،‬بما في ذلك تنظيم التنفس ومعدل ضربات القلب ودرجة الحرارة‬
‫(‪Feldman ، 2007).‬‬
‫في المجموعات البشرية ‪ ،‬من المنطقي اعتبار العواطف أحداثًا اجتماعية تطورت لحماية ورعاية‬
‫ومساعدة البنية االجتماعية والتواصل بين األشخاص داخل المجموعات‪ .‬العًلقة التفاعلية بين األم والرضيع‬
‫هي موضوع يتم تداوله طوال الحياة ‪ ،‬حيث أننا ال نتوقف أبدًا عن الحاجة إلى االتصال الشخصي ؛ إنه‬
‫يشكل األساس حتى لتنظيم عاطفة البالغين في الثدييات (‪ .)2000 ،Lewis، Amini، & Lannon‬بد ًءا‬
‫سا لًلتصال البشري ‪،‬‬ ‫من العًلقة بين األم والرضيع ‪ ،‬في جنسنا االجتماعي للغاية ‪ ،‬تشكل العواطف أسا ً‬
‫والذي بدونه ال يمكننا البقاء على قيد الحياة‪ .‬أثناء السماح لنا بما يحدث في عالمنا ‪ ،‬تعمل العواطف كدليل‬
‫للسلوك ‪ ،‬ويرجع ذلك جزئيًا إلى السرعة التي تتم معالجتها بها (‪،Ohman، Flykt، Lundqvist‬‬
‫‪ .)2000‬إذا انتظرنا المزيد من اإلد راك الواعي إلرشادنا في أي موقف معين ‪ ،‬لن نكون قادرين على‬
‫التكيف مع بيئة سريعة التغير تكون فيها السرعة جوهرية‪ .‬تسمح لنا العواطف بالتصرف عندما يتعين علينا‬
‫‪ -‬تقديم انعكاس واضح للخطر والسًلمة‪ .‬إحدى السمات الرائعة للعواطف هي أنها غير واعية إلى حد كبير‬
‫وقادرة عل ى تولي زمام األمور قبل أن نعرف ما الذي أصابنا (شيرير ‪ .)2005 ،‬هذا يجعلهم صعبًا في‬
‫الدراسة ‪ ،‬ويميزهم عن اإلدراك الواعي ‪ ،‬على الرغم من أن االثنين مترابطان حت ًما‪ .‬قد نكون مفكرين‬
‫بطيئين ‪ ،‬لكننا مفاعًلت سريعة للغاية ‪ ،‬بفضل عواطفنا‪ .‬عندما يبكي الطفل ‪ ،‬تغمر األم بالمواد الكيميائية‬
‫التي تدفعها إلى العمل‪ .‬بدون تفكير واعي ‪ ،‬تقوم باألفعال التي تعرف أنها ستجلب الراحة‪ .‬قد نتعرف بوعي‬
‫على مشاعرنا ونكون قادرين على تصنيفها الحقًا ‪ ،‬حتى بعد وقت طويل من اتخاذ اإلجراءات ‪ ،‬على الرغم‬
‫من أنها في كثير من األحيان تظل مخفية عن الوعي الصريح‪ .‬في مجرى الحياة اليومية ‪ ،‬نشعر بالعديد من‬
‫نادرا ما نتوقف عن التعبير عن مظهرها‪.‬‬
‫المشاعر ولكننا ً‬
‫يميل الناس إلى تصنيف المشاعر على أنها سلبية وإيجابية ‪ ،‬وصحية وغير صحية ‪ ،‬وإيجابية اجتماعية‬
‫ومعادية للمجتمع ‪ ،‬ليس ألن بعضها ‪ ،‬بشكل موضوعي ‪ ،‬أكثر فائدة من البعض اآلخر ‪ ،‬ولكن ‪ ،‬بشكل شخصي‬
‫‪ ،‬بعضها مزعج ‪ ،‬أو حتى أكثر إزعا ًجا أو اضطرابًا ‪ ،‬من البعض اآلخر‪ .‬يتحدث البوذيون عن المشاعر األقل‬
‫متعة على أنها "مؤلمة" بينما قد تعتبرها األديان األخرى "غير أخًلقية"‪ .‬بعض المشاعر غير السارة ‪ ،‬عند‬
‫المبالغة فيها ‪ ،‬قد تج عل الناس مختلين من الناحية السلوكية‪ .‬االضطرابات البيولوجية عن طريق الطريق‬
‫مسببات األمراض ‪ ،‬السموم العصبية ‪ ،‬سوء التغذية ‪ ،‬كوارث النمو ‪ ،‬أو الطفرات العشوائية في نهاية الخط‬
‫‪ ،‬قد تؤدي إلى مشاعر ال تمتلك وظائف تكيفية واضحة‪ .‬الشخص الذي يفشل في قراءة أو التعبير عن‬
‫المشاعر بطريقة مناسبة ثقافيًا قد يتم استبعاده وعزله اجتماعيًا ‪ ،‬وهو وضع مميت لعضو من جنسنا‬
‫االجتماعي‪ .‬المشاعر المؤيدة للمجتمع ‪ ،‬مثل التعاطف والرحمة ‪ ،‬متقبلة اجتماعيًا بدرجة أكبر بكثير ‪،‬‬
‫وبالتأكيد أكثر مًلءمة في كيفية تجربتنا لها‪ .‬الحب أفضل من الكراهية‪ .‬الشعور بالفخر أفضل من الخجل‪.‬‬
‫نفضل أن نشعر بالسعادة والفرح على أن نشعر بموجة من الذنب أو الخزي أو الندم‪ .‬بغض النظر عن‬
‫التصنيف ‪ ،‬فإن جميع المشاعر هي نتاج ضغوط تطورية وللظروف البيئية التي تتكيف معها ‪ ،‬وبالتالي فهي‬
‫مهمة‪.‬‬
‫نظرا ألن العواطف‬
‫الطبيعة الشخصية للعواطف تجعل من الضروري أن يتم توصيلها ‪ ،‬من شخص آلخر‪ً .‬‬
‫غالبًا ما تكون غير واعية في اللحظة التي تنشأ فيها ‪ ،‬يُنظر إلى تعبيرها في البداية في السلوك غير اللفظي ‪،‬‬
‫على الرغم من أنها قد تصبح واعية بسرعة ويتم نقلها من خًلل اللغة‪ .‬عندما "جرف زوجان جديدان في الحب"‬
‫بشيء من الشعور ‪ ،‬فهذا هو الشعور أوالً ‪ ،‬ثم يصفه أحدهما أو كًلهما بأنه "حب"‪ .‬قبل أن يتمكن أي منهما‬
‫من الوصول إلى نقطة تسمية الشعور ‪ ،‬دون علم أي منهما أنهما قاما بإرسال إشارات لبعضهما البعض مع‬
‫التًلميذ المتسعين ‪ ،‬مما يدل على اهتمام شديد‪ .‬تسمح لنا العواطف بتوصيل مشاعرنا لآلخرين في مجموعتنا‬
‫االجتماعية ‪ ،‬قبل أن نعرفها‪ .‬قد تشير المشاعر إلى الخطر أو األمان‪ .‬عندما يعبر شخص ما عن الخوف ‪،‬‬
‫خطرا‪ .‬يعلم الجميع ما هو الشعور بالقلق والخوف ‪ ،‬والعواطف‬ ‫ً‬ ‫يعرف أفراد المجموعة االجتماعية أن هناك‬
‫التي تحذرنا من أن شيئًا سيئًا قد يحدث لنا ‪ ،‬أو لآلخرين الذين نهتم بهم‪ .‬عندما يقع شخص ما في الحب ‪ ،‬فإن‬
‫الشريك المحتمل يعرف ذلك‪ .‬قد يكون التواصل العاطفي هدفًا قريبًا من المشاعر‪ .‬على الرغم من الخًلفات‬
‫الموجودة بين باحثي المشاعر ‪ ،‬من وجهة نظرنا ‪ ،‬تشير األدلة إلى أن العديد من المشاعر عالمية ‪ ،‬وتعود إلى‬
‫التاريخ التطوري‪.‬‬

‫العديد من المشاعر عالمية‬


‫مشيرا إلى عالمية المشاعر األساسية في الثدييات ‪ ،‬وصف استمرارية تعبيرها أثناء تطورها‪ .‬في‬ ‫ً‬ ‫داروين ‪،‬‬
‫التعبير عن المشاعر في اإلنسان والحيوان (‪ ) 1872‬أظهر التعبيرات العاطفية في الثدييات التي سبقتنا ‪ ،‬مع‬
‫رسوم توضيحية رائعة للمشاعر في الكًلب والقطط والثدييات األخرى ‪ ،‬بما في ذلك جنسنا البشري‪ .‬على الرغم‬
‫من مركزية العواطف في حياة اإلنسان ‪ ،‬لم يبدأ علماء النفس في دراستها بجدية إال في أوائل الستينيات‪ .‬بإلهام‬
‫من داروين ‪ ،‬بدأ العديد من الباحثين ‪ ،‬مثل تومكينز (‪ ، )1962‬وبلوتشيك (‪ ، )1963 ، 1962‬وإيزارد‬
‫(‪ ، )1971‬وإيكمان (‪ ، )1972‬في التحقيق فيما يُطلق عليه غالبًا "المشاعر األساسية" عند البشر ‪ ،‬وهي‬
‫المشاعر التي نتشارك مع الرئيسيات األخرى وربما الثدييات األخرى‪ .‬يُعتقد عمو ًما أن العواطف األساسية لها‬
‫سمات فسيولوجية مميزة و ميول استجابة تهدف إلى مساعدتنا على التكيف مع المتطلبات البيئية ‪ ،‬وكذلك‬
‫صورا ألشخاص يعبرون‬ ‫ً‬ ‫الحصول على إشارات اتصال موثوقة وموصولة‪ .‬عرض إيكمان وفريزين (‪)1971‬‬
‫عن ستة مشاعر أساسية (السعادة والحزن والخوف والغضب والمفاجأة واالشمئزاز) ‪ ،‬أظهروا أنه عبر الثقافات‬
‫‪ -‬بما في ذلك األشخاص الذين لديهم الحد األدنى من االتصال بالعالم الحديث ‪ -‬هذه المشاعر معترف بها عالميًا‪.‬‬
‫منذ ذلك الحين ‪ ،‬تم إدراج عدد متزايد من المشاعر ‪ ،‬إلى جانب المشاعر الستة األولى ‪ ،‬ضمن المشاعر األساسية‬
‫من قبل بعض الباحثين على األقل ‪ ،‬إلى جانب العواطف المركبة ‪ ،‬أو مجموعة العواطف‪ .‬عرض إيكمان‬
‫صورا ألشخاص يعبرون عن ستة مشاعر أساسية (السعادة والحزن والخوف والغضب‬ ‫ً‬ ‫وفريزين (‪)1971‬‬
‫والمفاجأة واالشمئزاز) ‪ ،‬أظهروا أنه عبر الثقافات ‪ -‬بما في ذلك األشخاص الذين لديهم الحد األدنى من االتصال‬
‫بالعالم الحديث ‪ -‬هذه المشاعر معترف بها عالميًا‪ .‬منذ ذلك الحين ‪ ،‬تم إدراج عدد متزايد من المشاعر ‪ ،‬إلى‬
‫جانب المشاعر الستة األولى ‪ ،‬ضمن المشاعر األساسية من قبل بعض الباحثين على األقل ‪ ،‬إلى جانب العواطف‬
‫صورا ألشخاص يعبرون عن ستة مشاعر‬ ‫ً‬ ‫المركبة ‪ ،‬أو مجموعة العواطف‪ .‬عرض إيكمان وفريزين (‪)1971‬‬
‫أساسية (السعادة والحزن والخوف والغضب والمفاجأة واالشمئزاز) ‪ ،‬أظهروا أنه عبر الثقافات ‪ -‬بما في ذلك‬
‫األشخاص الذين لديهم الحد األدنى من االتصال بالعالم الحديث ‪ -‬هذه المشاعر معترف بها عالميًا‪ .‬منذ ذلك‬
‫الحين ‪ ،‬تم إدراج عدد متزايد من المشاعر ‪ ،‬إلى جانب المشاعر الستة األولى ‪ ،‬ضمن المشاعر األساسية من‬
‫قبل بعض الباحثين على األقل ‪ ،‬إلى جانب العواطف المركبة ‪ ،‬أو مجموعة العواطف‪.‬‬

‫العواطف في السياق‪ :‬الثقافة والجنس والموقف‬


‫االجتماعي والطبقة‬
‫في حين أن القدرة على المشاعر عالمية ‪ ،‬فإن متى وكيف يختبرها الناس يعتمد على الثقافة والبيئة والسياق‬
‫االجتماعي‪ .‬التباين المحتمل هو سمة من سمات جميع السمات النفسية ؛ سواء كنا نتحدث عن الشخصية أو‬
‫الميل إلى التقلبات المزاجية ‪ ،‬فإن التباين الجيني يتفاعل مع العوامل البيئية والتنموية‪ .‬النطاق الهائل من‬
‫االختًلفات المحتملة هو ما يجعلنا متفردين كأفراد ‪ ،‬وما يخلق االختًلفات الجماعية بيننا‪ .‬وهكذا ‪ ،‬في حين أن‬
‫قدرتنا على الشعور بالعواطف عالمية ‪ -‬أي أننا جميعًا قادرون على الشعور بكل عاطفة كما‬
‫باإلضافة إلى القراءة واالستجابة للعواطف التي يشعر بها اآلخرون ويعبر عنها ‪ -‬نظهر اختًلفات واسعة‬
‫بين المجموعات ‪ ،‬وبين األفراد داخل المجموعات‪ .‬يوفر التباين الوحدات األساسية التي يعمل عليها‬
‫التطور لخلق التكيفات التي نعرفها بالعواطف‪.‬‬
‫بعد الدراسات األولية التي أثبتت شمولية المشاعر وربطها بالقدرات البيولوجية األساسية ‪ ،‬اتبعت سنوات‬
‫من البحث ‪ ،‬مما سلط الضوء على عًلقة الثقافة بالعواطف‪ .‬تختلف الثقافات بشكل ملحوظ في القيمة التي تضعها‬
‫على المشاعر ‪ ،‬والظروف التي يتم التعبير عنها في ظلها ‪ ،‬وحتى في معدل تكرار تجربتها‪ .‬قد يكون التعبير‬
‫صا بالثقافة ويعتمد على السياق‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬حتى بالنظر إلى االختًلفات بين الثقافات ‪،‬‬‫عن المشاعر خا ً‬
‫توجد داخل كل ثقافة اختًلفات في التعبير عن المشاعر التي تعتمد على السياق االجتماعي ‪ ،‬مثل الجنس ‪/‬‬
‫الجنس ‪ ،‬والوضع االجتماعي والطبقة ‪ ،‬وطبيعة العًلقات‪ .‬يتم تنظيم التعبير المتقبل عن المشاعر في أي موقف‬
‫من خًلل ما نشير إليه باسم "قواعد العرض"‪ .‬توفر قواعد العرض تعليمات حول متى ‪ ،‬ومع من ‪ ،‬وكيف نعبر‬
‫عن مشاعرنا أو نخفيها‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬تختلف قواعد التعبير عن المشاعر عندما يتواصل شخص ما مع‬
‫مشرف مقارنةً بالتحدث مع أحد أفراد األسرة‪ .‬في حين أن البحث عبر الثقافات قد حاول تحديد اختًلفات واضحة‬
‫في المشاعر بين الثقافات ‪ ،‬فقد تكون هذه الدراسات ‪ ،‬في حاالت قليلة جدًا ‪ ،‬في المقام األول تلتقط "السلوك‬
‫العام"‪ .‬السياق مهم‪ .‬قد يكون هذا مشاب ًها لدراسات الشخصية‪ .‬قد تبدو المرأة متقبلة ومنطوية في مكان العمل‬
‫مع مديريها من الذكور (أو اإلناث) ‪ ،‬بينما تكون عكس ذلك تما ًما عندما تكون في المنزل مع أمهاتها أو أشقائها‬
‫أو شركائها‪ .‬الحظ تساي (‪ ) 2007‬أن األمريكيين اآلسيويين يميلون إلى إيجاد المزيد من المشاعر المهدئة‬
‫"المثالية" مقارنة بالتفضيًلت األمريكية األوروبية لمزيد من المشاعر المتعلقة باإلثارة‪ .‬قد يكون هذا أو ال يكون‬
‫صحي ًحا بنفس القدر بالنسبة للسلوك العام والخاص‪.‬‬
‫أوضحت بريجز (‪ ) 1970‬االختًلفات الثقافية الخاصة في التعبير عن المشاعر في مناقشتها للدرجة غير‬
‫العادية التي يتجنب بها أفراد مجتمع اإلنويت التعبير عن الغضب ‪ ،‬ويبدو أنهم في الواقع يعانون من الغضب‬
‫بشكل أقل‪ .‬البقاء على قيد الحياة في القطب الشمالي صعب للغاية‪ .‬تطلبت الندرة في البيئة بقاء المجموعات‬
‫صغيرة‪ .‬ال‬
‫قد يؤدي التعبير عن الغضب إلى نزاع خطير يؤدي إلى استبعاده من المجموعة‪ .‬في أجزاء كثيرة من العالم ‪،‬‬
‫يؤدي الخًلف الغاضب إلى انفصال أحد أفراد األسرة أو المجموعة واالنتقال إلى مكان آخر‪ .‬هذا النوع من‬
‫فصل األفراد عن مجموعتهم سيكون قاتًلً في بيئة القطب الشمالي القاسية‪ .‬لذلك ‪ ،‬من الواضح أنه من التكيف‬
‫أمرا غير وارد‪ .‬مع انتقالنا إلى‬
‫وجود قواعد ضد التعبير عن الغضب في بيئة يكون فيها االبتعاد بشكل دائم ً‬
‫االقتصاد العالمي ‪ ،‬أصبحت االختًلفات بين المناطق والدول أقل وضو ًحا وبالتالي أقل قابلية للتنبؤ‪ .‬ماتسوموتو‬
‫(‪ ، ) 2002‬بعد أن اكتشف ألول مرة اختًلفات كبيرة في دراسات المشاعر التي تقارن األمريكيين اليابانيين‬
‫واألمريكيين األوروبيين ‪ ،‬الحظ الحقًا أنه مع العولمة ‪ ،‬اختفت االختًلفات إلى حد كبير‪.‬‬
‫داخل كل شبكة من العًلقات في أي ثقافة معينة ‪ ،‬توجد قواعد ولوائح مفصلة للتعبير العاطفي‪ .‬في الثقافة‬
‫الغربية ‪ ،‬الغضب الذي تعبر عنه النساء هو أمر مستهجن بشدة ‪ ،‬في حين أن الغضب الذي يعبر عنه الرجال‬
‫مصدرا للهيمنة االجتماعية‪ .‬ربما يكون الرئيس التنفيذي الغاضب قد نهض ‪ ،‬جزئيًا ‪ ،‬بسبب أعصابه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قد يكون‬
‫هنا ‪ ،‬يستخدم الرجال الغضب لتأكيد الهيمنة في ترتيب أعضاء المجموعة في مكان العمل‪ .‬لكن في نفس بيئة‬
‫العمل ‪ ،‬ال تتقدم النساء بالتعبير الصريح عن الغضب ‪ -‬بل على العكس تما ًما‪ .‬في إحدى الدراسات ‪ ،‬وجد أن‬
‫نظرا لشعر‬
‫الوجه عند الظهور بشعر امرأة كان يعتبر غاضبًا بشكل خطير بينما كان يُنظر إلى الوجه نفسه ‪ً ،‬‬
‫الرجل المعتاد ‪ ،‬على أنه محايد نسبيًا (‪ .)2009 ، Barrett & Bliss-Moreau‬في االنتخابات األمريكية‬
‫األخيرة ‪ ،‬التعليقات السلبية حول مرشحة تدعم نتائج األبحاث في مجال التعليم‪ :‬المرأة في الثقافة الغربية التي‬
‫تبدو قوية وواثقة قد يُنظر إليها على أنها غاضبة أو "عاهرة" أو حتى أسوأ من تصنيفها االجتماعي ‪ ،‬فقد يتم‬
‫تصنيفها على أنها "غير شريفة‪ " .‬ال تزال هذه مشكلة كبيرة للنساء في األوساط األكاديمية‪ .‬بشكل عام ‪ ،‬يصنف‬
‫الطًلب األساتذة اإلناث دون األس اتذة الذكور حتى لو كانت النتائج التعليمية لألخير أقل ( ‪Boring،‬‬
‫‪ ، ) 2016 ،Ottoboni، & Stark‬أو إذا تم تحديد جنس األساتذة االفتراضيين في الدورات عبر اإلنترنت‬
‫بشكل عشوائي بغض النظر عن الجنس الفعلي (‪ ، )2015 ،MacNell، Driscoll، & Hunt‬مما يشير إلى‬
‫أن تقييمات الطًل ب هي مقاييس للتحيز بين الجنسين أكثر من كونها مقاييس لقدرة التدريس‪ .‬التحيز ضد الثقة‬
‫الفكرية والعاطفية التي تعبر عنها المرأة ‪ ،‬قد يُنظر إلى المرأة في الثقافة الغربية التي تبدو قوية وواثقة على‬
‫أنها غاضبة أو "عاهرة" أو أسوأ من ذلك بالنسبة لترتيبها االجتماعي ‪ ،‬فقد يتم تصنيفها على أنها "غير شريفة"‪.‬‬
‫ال تزال هذه مشكلة كبيرة للنساء في األوساط األكاديمية‪ .‬بشكل عام ‪ ،‬يصنف الطًلب األساتذة اإلناث دون‬
‫األساتذة الذكور حتى لو كانت النتائج التعليمية لألخير أقل (‪ ، )2016 ،Boring، Ottoboni، & Stark‬أو‬
‫إذا تم تحديد جنس األساتذ ة االفتراضيين في الدورات عبر اإلنترنت بشكل عشوائي بغض النظر عن الجنس‬
‫الفعلي (‪ ، ) 2015 ،MacNell، Driscoll، & Hunt‬مما يشير إلى أن تقييمات الطًلب هي مقاييس للتحيز‬
‫بين الجنسين أكثر من كونها مقاييس لقدرة التدريس‪ .‬التحيز ضد الثقة الفكرية والعاطفية التي تعبر عنها المرأة‬
‫‪ ،‬قد يُنظر إلى المرأة في الثقافة الغربية التي تبدو قوية وواثقة على أنها غاضبة أو "عاهرة" أو أسوأ من ذلك‬
‫بالنسبة لترتيبها االجتماعي ‪ ،‬فقد يتم تصنيفها على أنها "غير شريفة"‪ .‬ال تزال هذه مشكلة كبيرة للنساء في‬
‫األوساط األكاديمية‪ .‬بشكل عام ‪ ،‬يصنف الطًلب األساتذة اإلناث دون األساتذة الذكور حتى لو كانت النتائج‬
‫التعليمية لألخير أقل (‪ ، ) 2016 ،Boring، Ottoboni، & Stark‬أو إذا تم تحديد جنس األساتذة‬
‫االفتراضيين في الدورات عبر اإلنترنت بشكل عشوائي بغض النظر عن الجنس الفعلي ( ‪MacNell،‬‬
‫‪ ، )2015 ،Driscoll، & Hunt‬مما يشير إلى أن تقييمات الطًلب هي مقاييس للتحيز بين الجنسين أكثر من‬
‫كونها مقاييس لقدرة التدريس‪ .‬التحيز ضد الثقة الفكرية والعاطفية التي تعبر عنها المرأة ‪ ،‬قد يتم تصنيفها على‬
‫أنها "غير شريفة"‪ .‬ال تزال هذه مشكلة كبيرة للنساء في األوساط األكاديمية‪ .‬بشكل عام ‪ ،‬يصنف الطًلب‬
‫األساتذة اإلناث دون األساتذة الذكور حتى لو كانت النتائج التعليمية لألخير أقل ( & ‪Boring، Ottoboni،‬‬
‫‪ ، ) 2016 ،Stark‬أو إذا تم تحديد جنس األساتذة االفتراضيين في الدورات عبر اإلنترنت بشكل عشوائي‬
‫بغض النظر عن الجنس الفعلي (‪ ، )2015 ،MacNell، Driscoll، & Hunt‬مما يشير إلى أن تقييمات‬
‫الطًلب هي مقاييس للتحيز بين الجنسين أكثر من كونها مقاييس لقدرة التدريس‪ .‬التحيز ضد الثقة الفكرية‬
‫والعاطفية التي تعبر عنها المرأة ‪ ،‬قد يتم تصنيفها على أنها "غير شريفة"‪ .‬ال تزال هذه مشكلة كبيرة للنساء في‬
‫األوساط األكاديمية‪ .‬بشكل عا م ‪ ،‬يصنف الطًلب األساتذة اإلناث دون األساتذة الذكور حتى لو كانت النتائج‬
‫التعليمية لألخير أقل (‪ ، ) 2016 ،Boring، Ottoboni، & Stark‬أو إذا تم تحديد جنس األساتذة‬
‫االفتراضيين في الدورات عبر اإلنترنت بشكل عشوائي بغض النظر عن الجنس الفعلي ( ‪MacNell،‬‬
‫‪ ، ) 2015 ،Driscoll، & Hunt‬مما يشير إلى أن تقييمات الطًلب هي مقاييس للتحيز بين الجنسين أكثر من‬
‫كونها مقاييس لقدرة التدريس‪ .‬التحيز ضد الثقة الفكرية والعاطفية التي تعبر عنها المرأة ‪ ،‬أو إذا تم تعيين جنس‬
‫األساتذة االفتراضيين في الدورات عبر اإلنترنت بشكل عشوائي بغض النظر عن الجنس الفعلي ( ‪MacNell‬‬
‫‪ ، ) 2015 ، ، Driscoll ، & Hunt‬مما يشير إلى أن تقييمات الطًلب هي مقاييس للتحيز بين الجنسين أكثر‬
‫من القدرة على التدريس‪ .‬التحيز ضد الثقة الفكرية والعاطفية التي تعبر عنها المرأة ‪ ،‬أو إذا تم تعيين جنس‬
‫األساتذة االفتراضيين في الدورات عبر اإلنترنت بشكل عشوائي بغض النظر عن الجنس الفعلي ( ‪MacNell‬‬
‫‪ ، ) 2015 ، ، Driscoll ، & Hunt‬مما يشير إلى أن تقييمات الطًلب هي مقاييس للتحيز بين الجنسين أكثر‬
‫من القدرة على التدريس‪ .‬التحيز ضد الثقة الفكرية والعاطفية التي تعبر عنها المرأة ‪،‬‬
‫التحدث في األماكن العامة ‪ ،‬يوضح تأثير القواعد الثقافية المتعلقة بالتعبير عن المشاعر ‪ ،‬بينما يوضح‬
‫ضا العًلقة بين القواعد الثقافية المحددة لعرض المشاعر والسياسة‪.‬‬ ‫أي ً‬

‫الفردية والجماعية‪ :‬تطور العاطفة الخاصة بالثقافة‬


‫تختلف الثقافات في قواعد سلوكها ‪ ،‬مع االنفعالية المرتبطة بثقافة معينة‪ .‬يقدم تطبيق المفاهيم التطورية‬
‫على ظهور المجتمعات الفردية والجماعية مثاالً على كيف ولماذا قد يحدث هذا‪.‬‬
‫تتمثل إحدى نقاط القوة في التعامل مع الظواهر االجتماعية من منظور تطوري في أنه يدعونا‬
‫لطرح أسئلة واسعة مثل لماذا وكيف أصبحت ثقافة ما جماعية بينما أصبحت ثقافة أخرى فردية؟‬
‫لماذا قد يظهر شكل من أشكال التنظيم االجتماعي ‪ ،‬له سلوكيات معينة وميول عاطفية ‪ ،‬في الدول‬
‫الغربية وآخر في مناطق من آسيا؟‬
‫طا على االختيار ‪ ،‬مما يؤدي‬ ‫تبدأ اإلجابات على هذه األسئلة بالعوامل البيئية الملموسة التي تخلق ضغو ً‬
‫إلى اختًل فات مجموعة معينة‪ .‬حدد التحليل التطوري للظروف التي تشرح ظهور الجماعية مشكلة ملحة‬
‫واحدة على األقل كانت الجماعية حًلً جزئيًا لها ‪ ،‬وهي انتشار مسببات األمراض‪ .‬تتميز الجماعية‬
‫بالسلوكيات والمواقف مثل التماسك االجتماعي القوي ‪ ،‬واالمتثال ‪ ،‬والشك تجاه الغرباء ‪ ،‬والحساسية‬
‫االجتماعية ‪ ،‬مع االهتمام بالعاطفة ‪ ،‬وكلها بمثابة استراتيجيات دفاعية ضد مسببات األمراض (فينشر ‪،‬‬
‫ثورنهيل ‪ ،‬موراي ‪ ،‬وشالر ‪ .)2008 ،‬في المناطق التي يوجد بها مسببات األمراض مثل التيفوس والمًلريا‬
‫والجذام ‪ ،‬يعيش األشخاص الذين يعيشون في ترابط وثيق ومتعاون ‪،‬‬
‫بدأ علم األعصاب الثقافي في النظر إلى العوامل البيولوجية التي تتفاعل مع االختًلفات السلوكية واالجتماعية‬
‫والعاطفية التي ترتبط باالختًلفات بين الثقافات‪ .‬يتم تحديد المتغيرات الجينية المحددة‬
‫التي من المحتمل أن تفسر االختًلفات في االنفعالية بين الثقافات الفردية والجماعية ‪ ،‬والتي من المحتمل أن‬
‫تكون مدفوعة بالتطور المشترك للثقافة الجينية‪ .‬يوفر المجتمع والثقافة الجماعية البيئة الداعمة اجتماعيا ً الًلزمة‬
‫لألشخاص الحساسين عاطفياً‪ .‬تم تحديد مجموعة متنوعة من جين ناقل السيروتونين ‪ ، HTTLPR-5 ،‬المرتبط‬
‫بالح ساسية العاطفية ‪ ،‬لكن نتائج هذه الحقيقة الجينية تختلف باختًلف الثقافة (‪، Chiao & Blizinsky‬‬
‫‪ .)2010‬في الصين ‪ ،‬يحمل حوالي ‪ ٪ 70‬من السكان المتغير الجيني ‪ ،‬دون أي تأثير سيء‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬في‬
‫الغرب ‪ ،‬ما يقرب من ‪ ٪ 40‬من السكان الذين يحملون نفس تعدد األشكال ‪ HTTLPR-5‬معرضون‬
‫الضطرابات المزاج والقلق‪ .‬هذا منطقي ‪ ،‬ألنه في سياق بيئة جماعية داعمة اجتماعيًا ‪ ،‬يحمل الشعب الصيني‬
‫البديل ‪ ،‬مع الماكياج العاطفي الحساس المرتبط به ‪ ،‬من المرجح أن ينجو ويزدهر‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ظهرت ثقافة‬
‫فردية في الغرب بسبب الحاجة األقل لًلستجابة لتحدي مسببات األمراض‪ .‬في سياق تلك الثقافة ‪ ،‬يمكن أن‬
‫يواجه األشخاص الحساسون عاطفيا ً تحديات عاطفية ونفسية أكبر‪ .‬توضح هذه النتائج مدى تعقيد االختًلفات‬
‫بين الثقافات في العواطف ‪ ،‬بسبب عملية التطور المشترك للثقافة الجينية‪.‬‬
‫يمكن العثور على مثال معاصر آخر للتطور المشترك للثقافة الجينية الذي قد يؤثر على العاطفة أو الميول‬
‫العاطفية من خًلل اتباع التغييرات الحالية التي نراها في "اختيار األنثى" ‪ ،‬ذات الصلة باختيار الشريك في‬
‫الرئيسيات‪ .‬في العديد من أنواع الرئيسيات ‪ ،‬بما في ذلك نوعنا ‪ ،‬تختار اإلناث عمو ًما مع من تنخرط في التكاثر‪.‬‬
‫تبحث اإلناث من البشر عن شركاء يقدمون أفضل رعاية ألطفالهم وأطفالهم أثناء خوضهم عملية تطوير طويلة‬
‫جدًا ومتعددة السنوات من الرضاعة إلى مرحلة البلوغ‪ .‬حتى األربعين سنة الماضية (أو نحو ذلك) ‪ ،‬كان من‬
‫رجاال أقوياء ‪ ،‬وعضًلت ‪،‬‬‫ً‬ ‫المرجح أن تختار اإلناث ‪ -‬عندما تكون قادرة على اختيار شركائها في اإلنجاب ‪-‬‬
‫ورياضيين ‪ ،‬و "ذكوريون" للغاية في الشخصية والميول العاطفية‪ .‬كان من المرجح أن يكون الذكر "مفتول‬
‫العضًلت" مزودًا أكثر موثوقية للنسل‪ .‬لكن‪ ،‬التغييرات الثقافية على قدم وساق‪ .‬مع السرعة المتصاعدة ‪ ،‬تغير‬
‫التكنولوجيا الط ريقة التي نصنع بها األشياء ‪ ،‬وأصبح الذكور الماهرون في التقنيات الجديدة هم المزودون األكثر‬
‫فاعلية‪ .‬في رد فعل ‪ ،‬يتغير اختيار األنثى ؛ المرأة المعاصرة‬
‫من المرجح اآلن أن تختار رفيقة خبير في التكنولوجيا لتربية أطفالها معه (كونر ‪ .)2015 ،‬نموذج بيل‬
‫جيتس ‪ /‬ستيف جوبز ‪ /‬باراك أوباما للرجولة آخذ في الظهور ‪ ،‬مع تغييرات في عاطفية الرجال‪ .‬اختيار‬
‫األنثى للشريك الجديد هو أكثر "أنثوية" من حيث الحساسية العاطفية‪ .‬قد يكون الرجل الجديد أكثر حساسية‬
‫اجتماعيًا ‪ ،‬وأكثر تعاطفًا ورحمة ‪ ،‬وأكثر استعدادًا إلظهار المشاعر اللطيفة‪ .‬اليوم ‪ ،‬من المرجح أن يكون‬
‫الرجل الجديد مزودًا أكثر فاعلية ‪ ،‬وسواء كان ذلك لألفضل أو لألسوأ ‪ ،‬فمن المرجح أن يبكي‪ .‬مثل ظهور‬
‫الجماعية في الصين مع العوامل الوراثية المرتبطة بها ‪ ،‬من المرجح أن يُظهر األطفال الذكور للرجل‬
‫الجديد ‪ ،‬مثل آبائهم ‪ ،‬حساسية اجتماعية وعاطفية أكبر‪ .‬اليوم ‪ ،‬التغييرات في الثقافة ‪ ،‬كما رأينا في ظهور‬
‫التكنولوجيا ‪ ،‬من المرجح أن تؤثر على علم الوراثة للرجل الجديد ‪ ،‬هذا هو ‪ ،‬اختيار األنثى الجديد للشريك‬
‫وإيثارا بشكل علني‪ .‬يبدو من‬
‫ً‬ ‫‪ ،‬بدء عملية التطور المشترك التي تؤدي إلى رجال أكثر حساسية وتعاط ًفا‬
‫المحتمل أن االختًلفات المعقدة في الناقًلت العصبية تتطور م ًعا ‪ ،‬مما يساعد على دعم التغييرات في‬
‫المشاعر االجتماعية‪ .‬إن التغييرات في قواعد العرض للذكور واإلناث واضحة بشكل متزايد ‪ ،‬وبالمثل ‪ ،‬قد‬
‫تتغير طبيعة الرجال المعاصرين‪.‬‬

‫اإليثار والتعاطف والرحمة والذنب‬


‫على الرغم من االختًلفات الثقافية والجنسانية والطبقة االجتماعية في العروض العاطفية ‪ ،‬يبدو من المرجح أن‬
‫تجربة العاطفة أكثر اتساقًا بكثير من تعبيرها‪ .‬قد تكون تجربة السعادة أو تجربة الخوف متشابهة تما ًما بالنسبة‬
‫نظرا لكوننا‬
‫لنا جمي ًعا ‪ ،‬على الرغم من أننا قد نختلف بالضبط في المكان والطريقة التي يُسمح لنا بالتعبير عنها‪ً .‬‬
‫ثدييات اجتماعية للغاية تعيش في مجموعات كبيرة نسبيًا ‪ ،‬فإننا مدفوعون بشكل أساسي باإليثار ‪ ،‬وإن كان ذلك‬
‫دون وعي في كثير من األحيان‪ .‬على الرغم من المنافسة الجارية بيننا ‪ ،‬داخل مجموعاتنا ‪ ،‬فإن هذه الطبيعة‬
‫األساسية ‪ -‬ما يشير إليه البوذيون باسم "طبيعة بوذا" ‪ -‬تعمل على تماسك عائًلتنا والمجموعات االجتماعية‬
‫األكبر معًا‪ .‬التعاطف ‪ ،‬القدرة والميل للشعور بما يشعر به اآلخرون ‪ ،‬مشتق من العمارة العصبية بما في ذلك‬
‫الخًليا العصبية المرآتية (‪ .)1998 ، Gallese & Goldman‬إذا رأيت أل ًما محددًا ‪ ،‬تشعر باأللم‪ .‬إذا كنت‬
‫كذلك‬
‫بالقرب من شخص سعيد ‪ ،‬ستجد نفسك سعيدًا‪ .‬الضحك معدي كالقلق واالكتئاب والغضب‪ .‬قد نكون قادرين‬
‫على المنافسة ‪ ،‬لكننا نتعاون في أغلب األحيان‪ .‬تطور الجهاز العصبي البشري للتعاون على أساس مستويات‬
‫متعددة من االختيار (ويلسون ‪ .) 2015 ،‬يتيح لنا التعاون داخل مجموعاتنا أن نكون ناجحين في المهام األساسية‬
‫في الحياة ‪ ،‬بما في ذلك العمل واإلنجاب‪ .‬نتعاون في تربية أبنائنا ورعاية أسرنا الصغار والكبار على حد سواء‪.‬‬
‫ننظم مجموعاتنا عن طريق التعاون‪ .‬نحن نقبل القادة ‪ ،‬نحن أتباع مخلصون ‪ ،‬نتسامح مع التسلسل الهرمي‬
‫وأحيانًا تقسيم العمل الذي ال يفي بالغرض‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬نتعاون من أجل نجاح مجموعتنا ككل ؛ في‬
‫المنافسة بين المجموعات ‪ ،‬تتفوق المجموعات التي بها عدد أكبر من المتعاونين على المجموعات التي تضم‬
‫عددًا أقل من المتعاونين‪.‬‬
‫يتم اخ تيار العواطف ‪ ،‬كتكيف مع مشاكل معينة ‪ ،‬على مستويات متعددة ‪ ،‬وما يبدو مفيدًا للفرد داخل‬
‫ضارا بالمجموعة ككل ‪ ،‬في المنافسة بين المجموعات‪ .‬قد نقوم بتحليل أي عاطفة تقريبًا من‬
‫ً‬ ‫المجموعة قد يكون‬
‫منظور نظرية االختيار متعدد المستويات (‪ .)2007 ، Wilson & Wilson‬قد يخدم الغضب العديد من‬
‫الوظائف اإليجابية على مستوى الفرد ‪ ،‬مثل فرض والء األصدقاء أو إخًلص الشريك ‪ ،‬أو في إقامة عًلقة‬
‫تعايش مع أحد أعضاء المجموعة‪ .‬قد يتفاعل اآلباء بسرعة مع الغضب من أجل إنقاذ حياة طفلهم ‪ ،‬عندما‬
‫يستجيب اآلباء لطفل يسير في الشارع بًل مباالة دون أن ينظروا متى يعرف هو أو تعرفها بشكل أفضل‪ .‬عندما‬
‫ضا وظيفة إيجابية للمجموعة‪.‬‬ ‫يهدد شخص ما حياة طفل ‪ ،‬يغضب الوالدان بشكل مناسب‪ .‬قد يخدم الغضب أي ً‬
‫من خًلل التعبير عن الغضب والكراهية ‪ ،‬قد ننقل رسالة إلى أعضاء مجموعة أخرى ‪ ،‬إلى "المجموعة‬
‫الخارجية" ‪ ،‬حول استعدادنا ل لقتال من أجل "المجموعة" الخاصة بنا‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬قد يكون الغضب والكراهية‬
‫مؤيدين عند توجيههما نحو "اآلخر" (الجماعة الخارجية ‪ ،‬العدو في المنافسة بين المجموعات) ‪ ،‬مما يعني أنه‬
‫قد يساعد في دعم مجموعتك‪.‬‬
‫قد يتفاعل أعضاء المجموعة بغضب عندما يفشل عضو آخر في المجموعة في اتباع القواعد المتقبلة ثقافيًا‪.‬‬
‫قد يظهر الغضب داخل مجموعة من األصدقاء أو الزمًلء كوسيلة لمعاقبة أحد أعضاء المجموعة عند انتهاك‬
‫األعراف الثقافية‪ .‬وهذا يعتبر عقابًا لإليثار في ذلك‬
‫مدفوعة بنوايا اإليثار ‪ ،‬لصالح المجموعة‪ .‬يمكن أن تكون قوية في حماية المجموعة من المتسللين‬
‫إذا غضب أعضاء المجموعة معًا‪ .‬الغضب هو عامل متكرر في كل من المنافسة داخل المجموعة‬
‫وبين المجموعة ؛ خصوصيات السياق التطوري مهمة‪ .‬قال الداالي الما ‪ ،‬متحدثًا عن االستبداد‬
‫ضا كرد فعل على تهديد‬ ‫والقمع السياسي ‪ -‬ربما مع وضع التبت في االعتبار أوالً ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫الديمقراطية المتصور في السياسة األمريكية األخيرة ‪ -‬إن الغضب لم يكن مناسبًا فحسب ‪ ،‬بل يجب‬
‫أن يستمر بًل هوادة حتى يصبح الظالمون أطيح به‪.‬‬
‫شعور الناجي بالذنب ‪ ،‬وهو عاطفة منتشرة على الرغم من الًلوعي عادة ‪ ،‬يصف الشعور بعدم االرتياح‬
‫والذنب عندما يعتقد شخص ما أنه من خًلل السعي والنجاح في تحقيق أهداف الحياة العادية ‪ ،‬بما في ذلك‬
‫صا أقل نجا ًحا‪ .‬في حين أنه قد يتم اختياره على مستوى‬
‫العًلقات الجيدة والعمل والسعادة ‪ ،‬سوف يؤذي شخ ً‬
‫اللياقة الفردية ‪ ،‬إال أن استمراره يشير إلى أنه تم اختياره على مستوى المجموعة‪ .‬يمكن أن يساعد‬
‫المجموعات أن يكون لديها العديد من األشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من ذنب الناجين‪ .‬يحاول‬
‫األشخاص الذين يعانون من ذنب الناجين التعاون مع اآلخرين ‪ ،‬مما يعزز بشكل واضح فعالية المجموعة‪.‬‬
‫قد يتجنبون القيادة ويكونون أكثر ارتيا ًحا ألن يكونوا ت ابعين ‪ ،‬ويدعمون التسلسًلت الهرمية االجتماعية‬
‫الًلزمة لتنظيم العالم االجتماعي واالقتصادي لمجموعات كبيرة من الناس ‪ ،‬على الرغم من تفضيلنا القوي‬
‫للعدالة‪ .‬في مجموعات أصغر ‪ ،‬مثل المجموعات في المنطقة االقتصادية األوروبية ‪ ،‬قد يكون ذنب الناجين‬
‫مفيدًا في الحفاظ على المساواة ؛ إذا كان القليل منهم مرتا ًحا لتجاوز اآلخر ‪ ،‬لكان من الممكن أن يلعب ذنب‬
‫دورا مه ًما في تعزيز بنية اجتماعية ديمقراطية وقائمة على المساواة‪ .‬وصف ‪Cosmides and‬‬ ‫الناجين ً‬
‫‪ ) 2005( Tooby‬القدرة البشرية على "اكتشاف الغشاشين" من أجل تجنب "االستيًلء عليها" من قبل‬
‫اآلخرين‪ .‬ذنب الناجي هو ‪ ،‬في األساس ‪ ،‬القدرة على اكتشاف الغشاش التي تحولت إلى الداخل ‪ ،‬على‬
‫نفسه‪ .‬عند المعاناة من ذنب الناجين ‪ ،‬يشك الناس في سعادتهم ويخشون أن تأتي على حساب بؤس شخص‬
‫دورا مه ًما في تعزيز بنية اجتماعية ديمقراطية وقائمة‬
‫آخر‪ .‬كان من الممكن أن يلعب شعور الناجين بالذنب ً‬
‫على المساواة‪ .‬وصف ‪ )2005( Cosmides and Tooby‬القدرة البشرية على "اكتشاف الغشاشين"‬
‫من أجل تجنب "االستيًلء عليها" من قبل اآلخرين‪ .‬ذنب الناجي هو ‪ ،‬في األساس ‪ ،‬القدرة على اكتشاف‬
‫الغشاش التي تحولت إلى الداخل ‪ ،‬على نفسه‪ .‬عند المعاناة من ذنب الناجين ‪ ،‬يشك الناس في سعادتهم‬
‫دورا‬
‫ويخشون أن تأتي على حساب بؤس شخص آخر‪ .‬كان من الممكن أن يلعب شعور الناجين بالذنب ً‬
‫مه ًما في تعزيز بنية اجتماعية ديمقراطية وقائمة على المساواة‪ .‬وصف ‪Cosmides and Tooby‬‬
‫(‪ )2005‬القدرة البشرية على "اكتشاف الغشاشين" من أجل تج نب "االستيًلء عليها" من قبل اآلخرين‪ .‬ذنب‬
‫الناجي هو ‪ ،‬في األساس ‪ ،‬القدرة على اكتشاف الغشاش التي تحولت إلى الداخل ‪ ،‬على نفسه‪ .‬عند المعاناة‬
‫من ذنب الناجين ‪ ،‬يشك الناس في سعادتهم ويخشون أن تأتي على حساب بؤس شخص آخر‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬في ثقافتنا الجماهيرية ‪ ،‬قد يمنع األشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من ذنب الناجين‬
‫الدافع العادي والطموح لتحقيق التطلعات البشرية الطبيعية‪ .‬قد يضحِّي األشخاص الذين يعانون من الشعور‬
‫بالذنب بأنفسهم من خًلل المشاركة‬
‫في اإليثار المرضي‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬قد تظل المرأة في عًلقة مدمرة ألنها تعتقد أنه سيضر شريكها‬
‫إذا تركته‪ .‬قد يعتقد شخص آخر يعاني من مشكلة في الشرب ويريد التوقف عن الشرب أن هذا سيجعل‬
‫أفراد أسرته ‪ ،‬ومعظمهم من الذين يشربون الخمر أو حتى مدمنون على الكحول ‪ ،‬يشعرون بعدم كفاية‬
‫بالمقارنة‪ .‬األمثلة موجودة في كل مكان‪ .‬يبدو أن ذنب ال ناجين يكمن وراء العديد من المشاكل التي تدفع‬
‫الناس إلى العًلج (‪ .)2012 ،O'Connor، Berry، Lewis، & Stiver‬يبدو أن ذنب الناجي‬
‫المدمر مرتبط باإلدراك الكامن غير الواعي والمسبب لألمراض ‪ -‬أي االعتقاد بأن المرء مسؤول كليًا‬
‫عن رفاهية اآلخر ‪ ،‬عندما تكون هذه المسؤولية مستحيلة‪ .‬هذه المشاعر ‪ -‬التي يمكن لمعظمنا أن يتعامل‬
‫معها عندما نتوقف ونفكر فيها ‪ -‬ال تزال قائمة ‪ ،‬على الرغم من مدى الضرر الذي قد يلحق باألفراد‪.‬‬
‫يبدو من المحتمل أن هناك ضغوط اختيار جماعية ثقيلة لهذه المشاعر ‪ ،‬بالنظر إلى أنها مشكلة ساحقة‬
‫لكثير من الناس‪.‬‬

‫العًلج النفسي‪ :‬التجارب العاطفية الجديدة قد تجعل الحياة أفضل‬


‫المبدأان اللذان يرتبطان خًلل هذه المناقشة حول العواطف هما أن العواطف شخصية أكثر مما يُعتقد في كثير‬
‫من األحيان ‪ ،‬وهذا السياق مهم‪ .‬تنطبق هذه المبادئ على متى وكيف يشعر الناس بالعواطف ‪ ،‬وكيف يتم التعبير‬
‫عنها ‪ ،‬وكيف يعملون كإحدى اآلليات التي تجمع الناس معًا‪ .‬قد يشير السياق إلى الجغرافيا والعرق والطبقة‬
‫والمكانة والعًلقات وحتى مستوى االختيار الذي يتم تحليلها فيه‪ .‬توسيع هذا إلى أنشطة بشرية معينة والعًلج‬
‫النفسي والعًلقة العًلجية نفسها هي سياقات‪ .‬عندما يكون العًلج النفسي ناج ًحا ‪ ،‬فهو سياق اجتماعي يهدف‬
‫تحديدًا إلى التغيير الشخصي ‪ ،‬والعًلقة العاطفية بين المعالج والعميل هي الوسيط الذي يحدث فيه التغيير ‪،‬‬
‫ما يحدث في العًلج النفسي ‪ ،‬بغض النظر عن "المدرسة" أو األسلوب أو النوع ‪ ،‬ينطوي على قيام المعالج‬
‫بتوفير سياق شخصي واجتماعي مختلف ‪-‬‬
‫ذو نبرة عاطفية إيجابية ‪ -‬أثناء تعليم العميل عًلقة السياقات أو المواقف بحالته الحالية‪ .‬يبدأ العمًلء العًلج‬
‫بمجموعة من المشكًلت لحلها‪ .‬في كثير من الحاالت ‪ ،‬ال يعرفون بالضبط ما هي تلك المشاكل ‪ ،‬وعًلوة على‬
‫ذلك ‪ ،‬يعتقدون أنهم هم أنف سهم "المًلمون"‪ .‬حتى أولئك الذين يبدو أنهم يلومون على الخارج عن كل مشاكلهم‬
‫يتماشون مع اعتقاد خفي يشير إلى أنهم مخطئون‪ .‬تتضمن بعض العًلجات الحالية مراجعة دقيقة لمعتقدات‬
‫العمًلء الواعية ‪ ،‬تليها جهود إلعادة سرد قصص حياتهم ‪ ،‬وإزالة الشعور باللوم الذي يشعر به العمًلء‪ .‬قد‬
‫يكون ميل العمًلء إلى استيعاب اللوم عن األحداث التي حدثت في حياتهم بمثابة تحيز ثقافي للغربيين ‪ ،‬وفقًا‬
‫للعديد من المعلمين البوذيين التبتيين ‪ ،‬بما في ذلك قداسة الداالي الما‪ .‬تفاجأ مدرسو البوذية اآلسيويون‬
‫المحترمون هؤالء ‪ ،‬بل أصيبوا بالدهشة ‪ ،‬عندما ب دأوا في تعليم الطًلب الغربيين ووجدوهم مليئين باللوم الذاتي‬
‫وما وصفناه في العديد من الدراسات بأنه "ذنب كره الذات"‪ .‬لذلك ‪ ،‬على األقل في العًلج النفسي مع الغربيين‬
‫‪ ،‬قد تكون الجهود الصريحة والضمنية لتعديل هذا الميل إلى االستيعاب ‪ ،‬لتقليل الشعور بالخزي والذنب الذي‬
‫يعاني منه العمًلء ‪ ،‬أهم عمل في العًلج‪ .‬وعلى الرغم من أن هذا قد يحدث من خًلل "العًلج بالموقف"‬
‫ضا ‪ ) 2005 ، Sampson‬بدون ذكر صريح للعواطف ‪ ،‬إال أنه عًلج يركز‬ ‫(‪ 1993 ، Weiss‬؛ انظر أي ً‬
‫بالكامل تقريبًا على تغيير اإلدراك والعواطف المزعجة التي طال أمدها‪ .‬عندما بدأوا في تعليم الطًلب الغربيين‬
‫ووجدوا أنهم مليئين باللوم الذاتي وما وصفناه في العديد من الدراسات بأنه "ذنب كره الذات"‪ .‬لذلك ‪ ،‬على األقل‬
‫في العًلج النفسي مع الغربيين ‪ ،‬قد تكون الجهود الصريحة والضمنية لتعديل هذا الميل إلى االستيعاب ‪ ،‬لتقليل‬
‫الشعور بالخزي والذ نب الذي يعاني منه العمًلء ‪ ،‬أهم عمل في العًلج‪ .‬وعلى الرغم من أن هذا قد يحدث من‬
‫ضا ‪ )2005 ، Sampson‬بدون ذكر صريح للعواطف‬ ‫خًلل "العًلج بالموقف" (‪ 1993 ، Weiss‬؛ انظر أي ً‬
‫‪ ،‬إال أنه عًلج يركز بالكامل تقريبًا على تغيير اإلدراك والعواطف المزعجة التي طال أمدها‪ .‬عندما بدأوا في‬
‫تعليم الطًلب الغربيين ووجدوا أنهم مليئين باللوم الذاتي وما وصفناه في العديد من الدراسات بأنه "ذنب كره‬
‫الذات"‪ .‬لذلك ‪ ،‬على األقل في العًلج النفسي مع الغربيين ‪ ،‬قد تكون الجهود الصريحة والضمنية لتعديل هذا‬
‫الميل إلى االستيعاب ‪ ،‬لتقليل الشعور بالخزي والذنب الذي يعاني منه العمًلء ‪ ،‬أهم عمل في العًلج‪ .‬وعلى‬
‫ضا ‪، Sampson‬‬ ‫الرغم من أن هذا قد يحدث من خًلل "العًلج بالموقف" (‪ 1993 ، Weiss‬؛ انظر أي ً‬
‫‪ )2005‬بدون ذكر صريح للعواطف ‪ ،‬إال أنه عًلج يركز بالكامل تقريبًا على تغيير اإلدراك والعواطف‬
‫المزعجة التي طال أمدها‪ .‬قد تكون الجهود الصريحة والضمنية لتعديل هذا الميل إلى االستيعاب ‪ ،‬لتقليل الشعور‬
‫بالخزي والذنب الذي يعاني منه العمًلء ‪ ،‬أهم عمل في العًلج‪ .‬وعلى الرغم من أن هذا قد يحدث من خًلل‬
‫ضا ‪ )2005 ، Sampson‬بدون ذكر صريح للعواطف ‪،‬‬ ‫"العًلج بالموقف" (‪ 1993 ، Weiss‬؛ انظر أي ً‬
‫إال أنه عًلج يركز بالكامل تقريبًا على تغيير اإلدراك والعواطف المزعجة التي طال أمدها‪ .‬قد تكون الجهود‬
‫الصريحة والضمنية لتعديل هذا الميل إلى االستيعاب ‪ ،‬لتقليل الشعور بالخزي والذنب الذي يعاني منه العمًلء‬
‫‪ ،‬أهم عمل في العًلج‪ .‬وعلى الرغم من أن هذا قد يحدث من خًلل "العًلج بالموقف" (‪ 1993 ، Weiss‬؛‬
‫ضا ‪ )2005 ، Sampson‬بدون ذكر صريح للعواطف ‪ ،‬إال أنه عًلج يركز بالكامل تقريبًا على‬ ‫انظر أي ً‬
‫تغيير اإلدراك والعواطف المزعجة التي طال أمدها‪.‬‬
‫قد تكون العواطف ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬هي نبضات القلب الدائمة للعًلج ‪ ،‬وهنا السياق هو هذا الرقص الخاص‬
‫والحميم والشخصي للغاية بين شخصين هدفهما الواعي هو مساعدة العمًلء على التغلب على الصعوبات في‬
‫إدارة حياتهم بدرجة معينة من الراحة‪ .‬في حين أن العمًلء قد ال يكونون مدركين تما ًما للمشاكل التي يبحثون‬
‫عن حلول لها ‪ ،‬إال أنهم يأملون في تحقيق النج اح في سعيهم لتحقيق أهداف الحياة العادية والطبيعية ‪ ،‬مثل‬
‫العًلقات السعيدة مع الشركاء الحميمين واألصدقاء وأفراد األسرة ؛ النجاح في تربية األبناء إذا كان لديهم أطفال‬
‫؛ العمل الذي يستمتعون به ؛ والقدرة على إيجاد طرق إلعالة أنفسهم ومن يحبونهم مالياً‪ .‬يهدف العمًلء أي ً‬
‫ضا‬
‫إلى المساهمة بشكل مفيد في مجموعتهم االجتماعية بأكملها‪ .‬عندما يفهم المعالجون الدافع األساسي لإليثار الذي‬
‫يدفع عمًلئهم ‪،‬‬
‫سطح اإلدراك الواعي ‪ ،‬فهم قادرون على نقل التقبل وحتى اإلعجاب الذي يخلق بحد ذاته ظروفًا‬
‫لتنظيم المشاعر الصحية‪ .‬تصف هذه النظرة العامة أي تجربة عًلج نفسي ناجحة ‪ ،‬حتى تلك التي‬
‫يتضمن جزء من العًلج فيها وصفة طبية لألدوية النفسية‪.‬‬
‫عندما تثقل كاهل الناس الصعوبات ويسبحون في المشاعر المظلمة ‪ ،‬فإنهم يشعرون بالسوء‪ .‬النقطة‬
‫المهمة هي أن التفاعًلت الشخصية السلبية ‪ ،‬أو غياب الروابط االجتماعية ‪ ،‬هي أهم مصادر التعاسة‪.‬‬
‫الظروف التي تجعل من الصعب إقامة عًلقات أو الحفاظ عليها تخلق سياقًا للمشاعر السلبية‪ .‬قد يكون هذا‬
‫نتيجة لخلفية نفسية واجتماعية مضطربة ‪ ،‬كما هو الحال عندما يتم تربية األطفال من قبل الوالدين المصابين‬
‫بأمراض عقلية غير معالجة ‪ ،‬أو عندما يتعرضون لعوامل بيئية ضارة مثل سوء التغذية ‪ ،‬أو السموم‬
‫العصبية ‪ ،‬أو مسببات األمراض‪ .‬الصدمات التي تتعرض لها المجموعات ككل ‪ -‬مثل الحروب على الموارد‬
‫الشحيحة ‪ ،‬أو الكوارث الطبيعية مثل الزالزل وأحداث الطقس ‪ ،‬وأنواع عشوائية أخرى من المحن ‪ -‬تميل‬
‫إلى تكثيف التفاعًل ت االجتماعية والعاطفية اإليجابية ألن الناس يبدون عرضة لمساعدة بعضهم البعض‬
‫أكثر من المعتاد عندما تعاني المجموعة بأكملها‪ .‬مهما كان سبب العًلقات الشخصية المضطربة بشكل‬
‫ممنهج ي ‪ ،‬فإن العًلقة العاطفية بين العميل والمعالج تقدم طريقة للحصول على تجربة اجتماعية جديدة ‪،‬‬
‫تجربة يجد فيها العمًلء أنفسهم يشعرون بارتباط وثيق مع اآلخر‪.‬‬
‫تركز بعض العًلجات المعاصرة بوعي وصراحة على المشاعر‪ .‬تتضمن هذه العًلجات مناقشات علنية‬
‫حول المشاعر ‪ ،‬بما في ذلك تلك التي يتم تجربتها والشعور بها بين المعالج والعميل في العًلج نفسه‪ .‬تحدث‬
‫ا لعًلجات األخرى التي ال يوجد فيها أي مناقشة مباشرة للمشاعر ‪ ،‬سواء داخل العًلج أو حتى في وصف‬
‫التجارب السابقة‪ .‬قد يستمر العًلج عن طريق العمل الًلواعي للعواطف الشخصية‪ .‬قد يتساءل المرء ‪ ،‬إذا كانت‬
‫العواطف شخصية وتعتمد العًلجات على عًلقات المعالج ‪ /‬العميل ‪ ،‬فكيف يمكن أن تكون بعض العًلجات‬
‫صا‬
‫المحوسبة الجديدة فعالة للغاية‪ .‬هنا يبدو من المحتمل أن الكلمات والقيم التي يعبر عنها الكمبيوتر تمثل شخ ً‬
‫في حياة العمًلء ‪ ،‬ويجدون أنفسهم‬
‫محادثات "في االعتبار" مع شخص متخيل‪ .‬هناك مًلحظة شائعة مفادها أن العًلج يكون له تأثير عندما يبدأ‬
‫ضا في التحدث‬ ‫العمًلء ‪ ،‬في خيالهم ‪ ،‬في إجراء محادثات مع معالجهم ‪ ،‬وبالمثل ‪ ،‬عندما يبدأ المعالجون أي ً‬
‫بصمت مع عمًلئهم‪ .‬على الرغم من أن البحث مطلوب في هذه النقطة ‪ ،‬عندما تكون عمليات التبادل‬
‫باستخدام برنامج كمبيوتر ‪ ،‬يبدو من المحتمل ظهور شخص على أي حال‪ .‬إن حاجتنا للتجارب العاطفية‬
‫كبيرة جدًا ‪ ،‬فنحن نحاول العثور عليها في أحًلمنا وفي خيالنا ‪ ،‬عندما نكون وحدنا في ثقافتنا الوحيدة للغاية‪.‬‬

‫استنتاج‬
‫القصة التي حاولنا سردها في هذه المناقشة للعواطف هي قصة تصف طبيعتها الشخصية ‪ ،‬وتكاملها‬
‫مع السياق‪ .‬من "طبيعة بوذا" الخاصة بنا ‪ ،‬يقوم كل واحد منا ‪ ،‬عميل ومعالج على حد سواء ‪ ،‬بإنشاء‬
‫رابط بيننا وبين عواطفنا ‪ ،‬مما يسمح لنا بالعيش واالزدهار في جميع أنحاء كوكبنا‪.‬‬

‫مراجع‬
‫‪ .)2009( .Barrett، LF، & Bliss-Moreau، E‬إنها عاطفية‪ .‬إنه يمر بيوم سيء‪ :‬تفسيرات نسبية للقوالب النمطية للعاطفة‪.‬‬
‫العاطفة ‪.649 ، 9 ،‬‬
‫‪ .) 2016( Boring ، A. ، Ottoboni ، K. & Stark ، PB‬تقييمات الطًلب للتدريس (في الغالب) ال تقيس فعالية التدريس‪.‬‬
‫‪ .ScienceOpen Research‬دوى‪S2199–1006.1 / 10.14293 :‬‬
‫‪.SOR-EDU.AETBZC.v1‬‬
‫بريجز ‪ ،‬جيه إل (‪ .)1970‬ال تغضب أبدًا‪ :‬صورة لعائلة من اإلسكيمو (المجلد ‪ .)12‬كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪:‬‬
‫مطبعة جامعة هارفارد‪.‬‬
‫‪ Chiao‬و ‪ JY‬و ‪ .) 2010( Blizinsky ، KD‬التطور المشترك للجينات الثقافية للفردانية والجماعية وجين ناقل السيروتونين‪.‬‬
‫وقائع الجمعية الملكية في لندن ب‪ :‬العلوم البيولوجية ‪.537-529 ، 277 ،‬‬
‫‪ .)2000( .Cosmides ، L. ، & Tooby ، J‬علم النفس التطوري والعواطف‪ .‬في ‪M. Lewis & JM‬‬
‫هافيًلند جونز (محرران) ‪ ،‬دليل العواطف (الطبعة الثانية)‪ .‬نيويورك‪ :‬جيلفورد‪.‬‬
‫‪ .) 2005( .Cosmides ، L. ، & Tooby ، J‬التكيفات العصبية المعرفية المصممة للتبادل االجتماعي‪ .‬في ‪DM‬‬
‫‪( Buss‬محرر) ‪ ،‬كتيب علم النفس التطوري‪ .‬هوبوكين ‪ ،‬نيوجيرسي‪ :‬جون وايلي وأوالده‪.‬‬
‫داروين ‪ ،‬سي (‪ .)1872‬التعبير عن العواطف في اإلنسان والحيوان‪ .‬لندن‪ :‬موراي‪.‬‬
‫إكمان ‪ ،‬ب‪ .) 1972( .‬االختًلفات العالمية والثقافية في تعبيرات الوجه عن المشاعر‪ .‬في جيه آر كول (محرر) ‪ ،‬ندوة نبراسكا‬
‫حول التحفيز ‪( 1971 ،‬ص ‪ .)283 - 207‬لينكولن ‪ ،‬ملحوظة‪ :‬مطبعة جامعة نبراسكا‪.‬‬
‫‪ .) 1971( Ekman ، P. ، & Friesen ، WV‬ثوابت عبر الثقافات في الوجه والعاطفة‪ .‬مجلة الشخصية وعلم النفس‬
‫االجتماعي ‪.129-124 ، 17 ،‬‬
‫فيلدمان ‪ ،‬ر‪ .)2007( .‬التزامن بين الوالدين والرضع وبناء التوقيت المشترك‪ :‬السًلئف الفسيولوجية ‪ ،‬ونتائج النمو ‪ ،‬وظروف‬
‫الخطر‪ .‬مجلة علم نفس الطفل والطب النفسي ‪ .354-329 ، 48 ،‬دوى‪j.1469–7610.2006.01701.x / 10.1111 :‬‬
‫فينشر ‪ ،‬سي إل ‪ ،‬ثورنهيل ‪ ،‬آر ‪ ،‬موراي ‪ ،‬دي آر ‪ ،‬وشالر ‪ ،‬إم (‪ .)2008‬يتنبأ انتشار العوامل الممرضة بالتنوع البشري عبر‬
‫الثقافات في الفردية ‪ /‬الجماعية‪ .‬وقائع الجمعية الملكية في لندن ب‪ :‬العلوم البيولوجية ‪.1285-1279 ، 275 ،‬‬
‫‪ .) 1998( .Gallese ، V. & Goldman ، A‬الخًليا العصبية المرآتية ونظرية المحاكاة لقراءة األفكار‪ .‬االتجاهات في العلوم المعرفية‬
‫‪ .501-493 ، 2 ،‬دوى‪S1364–6613 (98) 01262–5 / 10.1016 :‬‬
‫‪ .)1971( Izard ، CE‬وجه العاطفة‪ .‬نيويورك‪ :‬أبليتون‪-‬سنشري‪-‬كروفتس‪.‬‬
‫كيلتنر ‪ ،‬د‪ ، .‬وهايدت ‪ ،‬ج‪ .) 1999( .‬الوظائف االجتماعية للعواطف على أربعة مستويات من التحليل‪ .‬اإلدراك والعاطفة ‪13 ،‬‬
‫‪.521-505 ،‬‬
‫كونر ‪ ،‬م‪ .)2005( .‬الطفولة والطفولة الصياد والجمع‪ The! Kung :‬وآخرون‪ .‬في ‪BS Hewlett‬‬
‫& ‪( ME Lamb‬محرران) ‪ ،‬طفولة الصياد والجمع‪ :‬المنظورات التطورية والتنموية والثقافية‪ .‬نيو برونزويك ‪،‬‬
‫نيوجيرسي‪ :‬صفقة ‪.Aldine‬‬
‫كونر ‪ ،‬م‪ .)2015( .‬المرأة بعد كل شيء‪ :‬الجنس والتعليم ونهاية سيادة الرجل‪ .‬نيويورك‪:‬‬
‫نورتون‪.‬‬
‫لويس ‪ ،‬ت‪ ، .‬أميني ‪ ،‬ف ‪ & ،‬النون ‪ ،‬ر‪ .)2000( .‬نظرية عامة عن الحب‪ .‬نيويورك‪ :‬راندوم هاوس‪.‬‬
‫‪ .)2015( MacNell ، L. ، Driscoll ، A. ، & Hunt ، AN‬ماذا يوجد في االسم‪ :‬الكشف عن التحيز الجنساني في‬
‫تصنيفات الطًلب للتدريس‪ .‬التعليم العالي المبتكر ‪ .303-291 ، 40 ،‬دوى‪s10755 –014–9313–4 / 10.1007 :‬‬
‫ماتسوموتو ‪ ،‬دكتور (‪ .) 2002‬اليابان الجديدة‪ :‬دحض سبع صور نمطية ثقافية‪ .‬لندن‪ :‬نيكوالس بريلي‪.‬‬
‫‪ .) 2012( .O'Connor، LE، Berry، JW، Lewis، T.، & Stiver، D‬الذنب الممرض القائم على التعاطف ‪ ،‬واإليثار المرضي ‪،‬‬
‫وعلم النفس المرضي‪ .‬في ‪( B. Oakley ، A. Knafo ، G. Madhavan ، & DS Wilson‬محرران) ‪ ،‬اإليثار المرضي‪.‬‬
‫أكسفورد‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫‪ .) 2000( .Ohman، A.، Flykt، A.، & Lundqvist، D‬العاطفة الًلواعية‪ :‬وجهات نظر تطورية ‪ ،‬بيانات نفسية فيزيولوجية وآليات‬
‫نفسية عصبية‪ .‬في ‪RD Lane ،‬‬
‫نادل ‪ ،‬وج‪ .‬أهيرن (محرران) ‪ ،‬علم األعصاب اإلدراكي للعاطفة‪ .‬نيويورك‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫بلوتشيك ‪ ،‬ر‪ .)1962( .‬العواطف‪ :‬حقائق ونظريات ونموذج جديد‪ .‬نيويورك‪ :‬راندوم هاوس‪.‬‬
‫سامبسون ‪ ،‬هـ‪ .)2005( .‬المعاملة بالمواقف‪ .‬في ‪( G. Silberschatz‬محرر) ‪ ،‬العًلقات التحويلية‪:‬‬
‫نظرية التحكم والسيطرة في العًلج النفسي‪ .‬نيويورك‪ :‬روتليدج‪.‬‬
‫شيرير ‪ .) 2005( KR ،‬المعالجة الًلواعية في العاطفة‪ :‬الجزء األكبر من جبل الجليد‪ .‬في ‪LF Barrett ،‬‬
‫‪( PM Niedenthal، & P. Winkielman‬محرران) ‪ ،‬العاطفة والوعي‪ .‬نيويورك‪ :‬جيلفورد‪.‬‬
‫تساي ‪ ،‬جيه إل (‪ .) 2007‬التأثير المثالي‪ :‬األسباب الثقافية والعواقب السلوكية‪ .‬وجهات نظر في علم النفس ‪.259-242 ، 2 ،‬‬
‫تومكينز ‪ ،‬إس إس (‪ .)1962‬التأثير والتصوير والوعي (المجلد ‪ .)1‬نيويورك‪ :‬سبرينغر‪.‬‬
‫فايس ‪ ،‬ج‪ .)1993( .‬كيف يعمل العًلج النفسي‪ .‬نيويورك‪ :‬جيلفورد‪.‬‬
‫ويلسون ‪ ،‬دي إس (‪ .) 2015‬هل اإليثار موجود؟ الثقافة والجينات ورفاهية اآلخرين‪ .‬نيو هافن ‪ ،‬كونيتيكت‪ :‬مطبعة جامعة ييل‪.‬‬
‫‪ .)2007( Wilson، DS، & Wilson، EO‬إعادة التفكير في األساس النظري لعلم األحياء االجتماعي‪.‬‬
‫مراجعة ربع سنوية للبيولوجيا ‪، 327-348.82 ،‬‬
‫حوار عن العواطف و‬
‫العطف‬
‫مشاركون‪:‬جاك دبليو بيري ‪ ،‬وستيفن سي هايز ‪ ،‬وكيببي مكماهون ‪ ،‬ولين إي أوكونور ‪ ،‬وإم‪.‬‬
‫زاكاري روزنتال‬

‫ستيفن سي هايز‪:‬ربما يمكننا التحدث أوال ً عما نعنيه بالعاطفة ‪ -‬فقط للوصول إلى نفس الصفحة ‪-‬‬
‫ولماذا يصعب في هذا المجال اإلجابة على هذا السؤال؟‬
‫م‪ .‬زكاري روزنتال‪:‬بالنسبة لتفكيري ‪ ،‬فإن جز ًءا من سبب كون هذا التحدي يجب تحديده هو أنني أعتقد‬
‫أن الطريقة التي نتحدث بها عن المشاعر تتقاطع ح ًقا مع بعض الجوانب األساسية للتجربة‬
‫اإلنسانية‪ .‬إنها نقطة وصول للعديد من األشياء األساسية لإلنسان‪ .‬العاطفة تًلمس التعلم ‪ ،‬وتلمس‬
‫الذاكرة ‪ ،‬وتًلمس التفكير ‪ ،‬وتلمس االستثارة واالنتباه واإلحساس واإلدراك‪ .‬تتقاطع جميع‬
‫عملياتنا األساسية على مستوى ما مع ما نسميه "العاطفة"‪ :‬البقاء ‪ ،‬والتكاثر ‪ ،‬والتزاوج ‪ ،‬والثقة‬
‫‪ ،‬والحميمية‪ .‬ثم هناك أساسيات أخرى للتجربة اإلنسانية ‪ ،‬مثل الخيال واإللهام ‪ -‬وكلها ناتجة‬
‫عن أو عواقب أو تتزامن مع ما نسميه العواطف‪.‬‬
‫ضا تحديدها ألنها معقدة للغاية‪ .‬هناك الكثير من االفتراضات الفلسفية‬‫جاك دبليو بيري‪:‬من الصعب أي ً‬
‫والنظرية التي تؤثر على األشخاص الذين يقترحون التعريفات‪ .‬وإذا كانت لديك وجهات نظر فلسفية‬
‫مختلفة على نطاق واسع ‪ ،‬فسيؤدي ذلك إلى انهيار اإلجماع‪ .‬على سبيل المثال فقط ‪ ،‬أفترض أن‬
‫السلوك الممنهجي لن يدرج المشاعر في أي تعريف للعاطفة‪ .‬في المقابل ‪ ،‬بالنسبة إلى ويليام جيمس‬
‫‪ ،‬فإن المشاعر ضرورية لتعريفه‪:‬‬
‫العواطف هي مشاعر التغيرات الجسدية استجابة للمنبهات والخبرة الواعية هي المفتاح‪.‬‬
‫كثيرا عن دور الوعي في العواطف ‪ ،‬وهذا يعتمد جزئيًا على وجهات نظرنا‬ ‫ً‬ ‫تحدثت أنا ولين‬
‫التزاما بمنظور تطوري حيث أن المهم في النهاية في التطور هو أن‬
‫ً‬ ‫الفلسفية والنظرية‪ .‬هذا يعكس‬
‫عا ما من السلوك يجب أن يحدث فرقًا في اللياقة‪ .‬هناك بحث يظهر أن هناك تغيرات فسيولوجية‬‫نو ً‬
‫سريعة للغاية واستجابات سلوكية تحدث قبل الشعور بالمشاعر ‪ ،‬قبل تقييم الموقف‪ .‬ولكن عندما‬
‫تستجيب بسرعة بهذه الطريقة ‪ ،‬يمكن أن يخرجك هذا من المشاكل ‪ ،‬أو يخرج طفلك من المشاكل‬
‫‪ ،‬لذلك على الرغم من أن الوعي ليس متور ً‬
‫طا ‪ ،‬إال أنه وظيفي تما ًما‪ .‬لهذا السبب ‪ ،‬نحن على‬
‫ضا‪ .‬قد ال يعترف اآلخرون بذلك ببساطة‪.‬‬‫استعداد لتضمين أي تعريف للعاطفة عمليات الًلوعي أي ً‬
‫كيبي مكماهون‪ :‬أحب التقاطع بين فصلنا وفصلك ‪ ،‬فكرة وظيفة البقاء على قيد الحياة‪ .‬الهدف هو اللياقة‪.‬‬
‫ونفكر في األمر بطريقة سياقية‪ :‬مهما كانت االستجابات تحقق هدفًا معي ًنا أو تساعدنا على البقاء‪.‬‬
‫األمر الخادع بشأن المشاعر هو أنها مجموعة من العمليات المختلفة‪ :‬السلوكية ‪ ،‬والخبرة الذاتية ‪،‬‬
‫والتواصل ‪ ،‬والفسيولوجية‪ .‬هناك العديد من الجوانب المختلفة‪ .‬يميل علماء المشاعر إلى التركيز‬
‫على أح دهم ويقولون إنها االستجابة الفسيولوجية ‪ ،‬وهذا هو الشعور‪ .‬لكننا نعتبرها مجموعة من هذه‬
‫األشياء ‪ -‬حاالت كونها تحفز البشر أو الكائنات الحية األخرى في بيئتهم بطريقة تحقق هدفًا ‪،‬‬
‫متداخلة في الهدف األكبر للبقاء‪ .‬هذا تعريف واسع جدًا للعاطفة ‪ ،‬ولكن هكذا نميل إلى التفكير في‬
‫األمر‪.‬‬
‫ستيف‪ :‬ربما يمكننا الذهاب من هناك للغوص في بعض هذه االفتراضات التي تم الحديث عنها‪ .‬إذن ‪ ،‬لقد أثرت‬
‫قضايا االفتراضات حتى أن جاك ذكر ويليام جيمس‪ .‬أعتقد أنه يجب على الناس أن يعرفوا أحد األسباب‬
‫التي تجعلنا نتحدث في عنوان "إطار عمل متكامل" هو أنه يمكنك تتبع الجناح السياقي لعلم السلوك مرة‬
‫أخرى إلى جيمس ‪ ،‬وجيمس بالتأكيد يمكنك ربط‬
‫بإحكام شديد لداروين وهو يحاول التعامل مع مضامين التطور‪ .‬لذا يبدو أن "التكامل" طريقة جيدة حقًا‬
‫للحديث عن كيفية ارتباط هذين الجناحين ببعضهما البعض‪ .‬لكن هناك اختًلفات في فصولك تتعلق‬
‫باالفتراضات ‪ ،‬وهي تتغلغل في ما وراء اإلستراتيجية إلى كيفية تفكيرنا في المشاعر‪.‬‬
‫لين إي أوكونور‪:‬نحن نفكر في العواطف كحزمة ‪ -‬تشمل علم األحياء ‪ ،‬والمشاعر ‪ ،‬واإلدراك‪ .‬كل شيء‬
‫عا ما‪ .‬وال يمكنك ح ًقا فصل المكونات ؛ إنها حقًا حزمة‪ .‬ونعتقد أن العواطف ذات صلة‬
‫يندمج معًا نو ً‬
‫بكل سلوكيات الثدييات‪ .‬لذلك سيكون هذا هو المنظور التطوري‪.‬‬
‫جاك‪:‬يؤكد كًلنا على أن المشاعر تميل في الواقع إلى خدمة الوظائف الشخصية‪ .‬تطورت هذه اآلليات جزئيًا‬
‫لمعيشة المجموعة‪ .‬هذا هو السبب في أننا نشارك مشاعرنا ‪ ،‬ونعبر عنها ‪ ،‬وليس فقط من خًلل الوجه‪.‬‬
‫هناك طرق أخرى لتوصيل المعلومات‪ .‬هذا هو سبب أهمية التعاطف‪ .‬تطورت العواطف من أجل الحياة‬
‫الجماعية ‪ ،‬لذلك في مستوى ما ستكون هناك وظيفة التعامل مع اآلخرين‪.‬‬
‫لين‪:‬نحن نفكر في العاطفة ‪ ،‬ونفكر في التعاطف ‪ ،‬على أنه حقًا القدرة على فهم ما يشعر به شخص‬
‫آخر ؛ ال يعني ذلك بالضرورة أن المشاعر مشتركة‪ .‬نحن نميز بين الدقة في القدرة على‬
‫قراءة مشاعر شخص ما ومشاركة المشاعر‪.‬‬
‫ضا هو أن جز ًءا من المشاعر والتعاطف واعي‪ :‬هل أنت بالفعل على دراية بما يحدث‬
‫كيبي‪:‬أعتقد أن ما تثيره أي ً‬
‫أم ال؟ وهل يمكنك مشاركة المشاعر وإدراكها بوعي أم ال؟ هل يمكن أن تشعر بعاطفة ‪ ،‬وتدركها بوعي‬
‫أم ال؟‬
‫لين‪:‬في معظم األوقات ال ندرك عواطفنا‪ .‬عليك أن تتوقف وتركز فعليًا عن قصد‪ :‬ما الذي كنت أشعر‬
‫به؟ المشاعر في الغالب غير واعية‪.‬‬
‫كيبي‪:‬هذه هي النقطة المثيرة لًلهتمام في اتباع منهج األنظمة المزدوجة‪ .‬الكثير مما ندركه ونفهمه وحتى نفكر‬
‫فيه يمكن أن يكون فاقدًا للوعي‪ .‬لكن المثير لًلهتمام في ذلك هو أن الناس يميلون إليه‬
‫نسمي الجزء الًلوعي "النظام اآللي"‪ .‬عندما تدرك ذلك ‪ ،‬يمكنك البدء في التصرف بمزيد من النية ‪،‬‬
‫مع المزيد من الوظائف التنفيذية والتخطيط‪ .‬عندما تشعر بعاطفة وال تكون على دراية بها ‪ ،‬فإنك‬
‫تتصرف ‪ -‬قد تميل إلى التصرف بنا ًء عليها تلقائيًا ‪ ،‬بنا ًء على تاريخ التعلم أو العادات أو األنماط‬
‫المرتبطة بها‪.‬‬
‫لين‪:‬المشاعر واعية أو غير واعية تقود السلوك‪.‬‬
‫زاك‪:‬أنا موافق‪ .‬إنهم حقًا المحرك الذي يقود السلوك ‪ ،‬وربما أكثر إلى النقطة المحددة هنا ‪ ،‬يقودون ترابطنا‬
‫االجتماعي‪ .‬تعبيري العاطفي مفهوم أو ال يفهمه اآلخرون المستمعون جيدًا‪ .‬وشعوري بكوني مفهومة‬
‫هو دالة على مدى حسن تناغم شخص ما تعاطفيًا ‪ -‬هل يستطيعون تصنيف المشاعر التي أشعر بها‬
‫بطريقة تتوافق بما فيه الكفاية مع ما أعتقد أنني أواجهه‪ .‬هذا يساعدني على فهم ميولي التحفيزية‪.‬‬
‫وضوحا مع احتياجاتي التحفيزية ‪ -‬احتياجات استجابتي السلوكية في السياق ‪ -‬كلما‬ ‫ً‬ ‫كلما كنت أكثر‬
‫كنت أكثر كفاءة ؛ وكلما كنت أكثر كفاءة ‪ ،‬أصبحت أكثر قدرة على تحقيق أهداف اجتماعية إيجابية‬
‫وقادرا على فهم شخص ما ‪ -‬يكون‬‫ً‬ ‫في السياق‪ .‬عندما أكون متناغ ًما عاطفيًا ‪ ،‬ومتعاطفًا ‪ ،‬ومدر ًكا ‪،‬‬
‫لذلك تأثير‪ .‬يمكن أن تقلل من االستثارة الًلإرادية ‪ ،‬أو تفتح أنظمة مقصودة ‪ ،‬لتكون أكثر فعالية ‪،‬‬
‫انفتاحا على التجارب الجديدة‪ .‬لذا فإن مجرد فهم التعبير‬
‫ً‬ ‫لتكون أكثر عرضة للتعلم ‪ ،‬لتكون أكثر‬
‫ا لعاطفي لآلخرين يمكن أن يكون له هذه السلسلة من التأثيرات ‪ -‬سواء كان ذلك العًلج النفسي ‪،‬‬
‫سواء كنت في المنزل مع زوجتي أو أطفالي ‪ ،‬أو ما إذا كان ذلك حقًا في أي سياق اجتماعي‪.‬‬
‫ستيف‪:‬أحد األشياء التي رأيتها في فصلكم هي قضية العالمية مقابل الخصوصية الثقافية‪ .‬كانت هناك‬
‫بعض االختًلفات‪.‬‬
‫لين‪ :‬نعتقد أن العواطف كلها عالمية ‪ ،‬في جميع المجاالت‪ .‬لكن طريقة التعبير عنها مختلفة‪ .‬هناك ثقافات‬
‫ليس من المتقبل فيها أن تُظهر المرأة أي غضب‪ .‬نفس الوجه المرسوم بالكمبيوتر هو‬
‫يتم تفسيره على أنه غضب مطلق إذا كانت امرأة ‪ ،‬حيث لن يكون األمر كذلك بالنسبة للرجل‪.‬‬
‫ما يُسمح بالتعبير عنه يعتمد بشكل كبير على الثقافة ‪ ،‬وهو ملزم بالسياق‪.‬‬
‫كيبي‪ :‬ربما تكون النقطة العالمية للقواسم المشتركة بين الطريقة التي نرى بها المشاعر هي "البقاء‬
‫كوظيفة"‪ .‬لذا ‪ ،‬ما يمكن أن يكون شائعًا ‪ ،‬عالميًا ‪ ،‬حول العواطف هو أنها تساعدنا كنوع‬
‫على البقاء ‪ ،‬سواء على المستوى الفردي أو على مستوى المجموعة‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬من المثير لًلهتمام أن المشاعر وتجارب الذات مع العواطف نفسها يمكن أن تعتمد‬
‫بشكل كبير على السياق‪ .‬وعندما يكون لديك الكثير من التباين في كيفية تعبير الناس عن مشاعرهم‬
‫وحتى شعورهم بمشاعرهم ‪ ،‬فما هو العام؟ أنا نصف صيني ونصف أمريكي وهناك بعض المشاعر‬
‫تماما‪ .‬الحزن وجع في المعدة‪ .‬الغضب صداع‪ .‬لذلك أميل‬ ‫التي تعيشها عائلتي الصينية بشكل مختلف ً‬
‫إلى االعتقاد بأننا أقل عالمية مما كان يُعتبر سابقًا عالميًا‪.‬‬
‫لين‪:‬هل تعتقد حقًا أن إعطائه اس ًما مختلفًا يجعله مختلفًا؟ أعني ‪ ،‬تجربتي عبر الثقافات مع العمًلء هي‬
‫أنهم قد يستخدمون كلمة لفظية مختلفة ولكن الشعور هو نفسه‪ .‬نقول "ذنب الناجي" ‪ ،‬على سبيل‬
‫المثال ‪ ،‬ولم يتم الحديث عن ذلك في معظم تاريخ علم النفس‪ .‬لكنني أعتقد أنها تجربة عالمية ‪،‬‬
‫ألننا نفضل حقًا اإلنصاف ‪ -‬فالكًلب تفضل األسهم ‪ ،‬ولسنا الحيوان الوحيد‪ .‬لذلك عندما تبدو‬
‫األشياء غير متكافئة ‪ ،‬فإنها تزعجنا‪ .‬كشف الغشاش الذي تحول إلى الداخل هو في الحقيقة ما‬
‫يدور حوله ذنب الناجين‪ .‬إذا قلت "حزين" مقابل "حزين" ‪ ،‬فهل هذه أشياء مختلفة؟ هل هو‬
‫الشيء ذاته؟ أي جزء هو نفسه؟ ما الذي نعتبره عالميًا؟ ما الذي يعرف "العالمي"؟‬
‫جاك‪ :‬جزء من تركيزنا على العالمية يتعلق فقط بتركيزنا التطوري هنا‪ .‬العواطف آليات متطورة‪ .‬تهدف إلى‬
‫مساعدتنا في حل المشكًلت والتفاعل بنجاح في المواقف المتكررة‪ .‬لذا فقد طورنا قدراتنا وهذه المواقف‬
‫المتكررة متعددة الثقافات‪ .‬تربية األطفال ستكون مهمة‪ .‬سيكون التعاون مه ًما‪ .‬الجميع ‪ ،‬بغض النظر‬
‫عن الثقافة ‪،‬‬
‫سيواجهون تهديدات على حياتهم أو سًلمتهم‪ .‬سيكون هناك صراع بين األشخاص قد يستدعي العدوان‬
‫والغضب‪ .‬لذلك لدينا هذه القدرات التي تطورت لًلستجابة للمواقف‪ .‬وال أعرف ما إذا كانت األوضاع‬
‫كثيرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫قد تغيرت‬
‫زاك‪ :‬التجربة الفسيولوجية ‪ -‬قد يكون هناك بعض التعميمات المشتركة هناك‪ .‬لكنني أزعم أن هذا قد‬
‫ال يكون دقيقًا تما ًما مثل مصطلحات الحالة العاطفية التي نستخدمها في لغتنا‪ .‬القدرات على‬
‫االقتراب ‪ ،‬والقدرات على تجنب أو االبتعاد ‪ ،‬والقدرات على التجربة ‪ -‬قدرات المدخًلت‬
‫عالمية‪ .‬لغة اإلخراج المستخدمة والتعبير ‪ ،‬أعتقد أنها أكثر دقة من لغة عالمية بحتة‪.‬‬
‫جاك‪:‬غالبًا ما نطور مصطلحات جديدة تصف الموقف الذي نشعر به‪ .‬كيف تفسر تعريف "الشماتة"‬
‫أو شيء من هذا القبيل؟‬
‫كيبي‪:‬من المنطقي أن نراها ذات أبعاد أكثر من كونها قاطعة‪ .‬إذا كنت تفكر في كيفية تشكيل السياق‬
‫للعاطفة ‪ ،‬فإن الشماتة هي مجرد متعة ‪ ،‬إنها مجرد سعادة‪ .‬لكن لها جزء سياقي من "السعادة‬
‫بسبب ألم شخص آخر" ‪ ،‬والتي يمكن أن تعود بالنفع عليك ولعائلتك أو لمن تريد أن تعيش‪.‬‬
‫لذلك أعتقد أنه من المثير التفكير في أي جزء من هذا هو الجزء العام‪.‬‬
‫جاك‪:‬يمكنك أن تجد استخدا ًما للكلمات الجديدة لوصف السعادة في سياقات مختلفة‪.‬‬
‫كيبي‪:‬هل هو نوع مختلف من السعادة؟ هل تشعر بالشماتة مختلفة عن شعوري بالحصول على هدية‬
‫عيد ميًلد؟‬
‫ستيف‪:‬ما هي معايير التصنيفات واالختًلفات عندما نقول "المشاعر"؟ هل لديك ما تعتقد أنه مهم‬
‫بشكل خاص؟‬
‫صا ما على البقاء في‬
‫كيبي‪ :‬أعتقد أننا تحدثنا عن التفكير فيما يصلح في سياق معين ‪ -‬ما الذي يساعد شخ ً‬
‫سياق معين‪ .‬يأخذ‬
‫التهديد ‪ ،‬على سبيل المثال‪ .‬إنها فئة سياقية تؤدي إلى أنواع مختلفة من العواطف ‪ -‬اتجاهات‬
‫عمل مختلفة من أجل النجاح في التغلب على هذا التهديد‪ .‬لذا إذا فكرنا بهذه الطريقة ‪ ،‬فسنستمر‬
‫في العودة إلى ماذا عن الوظيفة؟ ماذا لو كانت الوظيفة هي الطريقة التي يمكننا بها تصنيف‬
‫المشاعر؟‬
‫عا من المجموعة الفئوية‪.‬‬
‫ستيف‪:‬جاك ولين‪ :‬عندما تقول إن كل المشاعر عالمية ‪ -‬يبدو أن هناك نو ً‬
‫جاك‪ :‬عليك أن تبدأ في مكان ما‪ .‬ال تريد أن تقول أن كل شخص في كل سياق مختلف لديه مشاعر‬
‫مختلفة تما ًما‪ .‬بدأ إيكمان بفكرة ‪" ،‬دعونا نركز على المشاعر بين الثقافات‪ .‬كل منا لديه تعابير‬
‫وجه يمكن التعرف عليها "‪ .‬هذا مكنه من البدء‪ .‬عليك أن تبدأ في مكان ما‪.‬‬
‫زاك‪ :‬اسمحوا لي أن أقفز وأحاول أن أقدم ربما طريقة للتفكير في األمر‪ .‬كلما كان بإمكاننا أن نكون أكثر‬
‫كفاءة في فهم ما يعبر عنه بعضنا البعض ‪ ،‬كان ذلك أفضل ‪ ،‬ألسباب عديدة ‪ ،‬علميًا ومن حيث‬
‫طرق التفكير التطبيقية‪ .‬ما هو سياق كيف نتحدث عن العاطفة ووظيفتها؟ أعتقد أن هذا مهم حقًا‪.‬‬
‫في العًلج ‪ ،‬سأستخدم الكلمات التي أعتقد أنها من المحتمل أن يكون لها صدى ‪ ،‬وتعطي الهدف‬
‫والمعنى والقيمة والوضوح ‪ ،‬وأساعد ذلك الفرد على تغيير أنماط طويلة من طرق التفكير والربط‬
‫والشعور‪ .‬قد تكون بعض هذه المصطلحات العاطفية القاطعة‪ .‬لكن هذا مختلف تما ًما عن العلم الذي‬
‫إطارا لألبعاد يسمح لي بمحاولة توقع متغيرات معينة‬
‫ً‬ ‫قد أفعله في الساعة التالية‪ .‬هناك ربما أستخدم‬
‫والتحكم فيها في سياق معين للغاية‪.‬‬
‫ستيف‪ :‬مثير لإلعجاب‪ .‬لقد أخذت للتو الطبيعة السياقية للعاطفة ثم طبقتها على الطبيعة السياقية لتحليل العاطفة‬
‫في الثقافة العلمية مقابل الثقافة السريرية‪ .‬لكن دعنا ننتقل إلى مسألة الثقافة هذه‪ .‬كيف تهبط منظوراتك‬
‫المختلفة ومتى‬
‫هل تنظر في موضوع الثقافة؟ هل هي مجرد مسألة تعبير؟ هل هو أكثر من ذلك؟‬
‫تقبًل أو األقل ً‬
‫تقبًل تعتمد على ما هو وظيفي في البيئة المحددة‪ .‬على سبيل‬ ‫لين‪:‬يبدو أن المشاعر األكثر ً‬
‫المثال ‪ ،‬هناك تعبير مقيد ومشاعر الغضب بين اإلنويت البعيدين ألنهم ال يستطيعون التفرق‪ .‬إذا‬
‫كان هناك قتال حقيقي ‪ ،‬فًل يمكن للناس أن يتفرقوا وإال سيموتون‪ .‬لذلك هناك الكثير من القواعد‬
‫ضد الغضب‪ .‬وأعت قد في الواقع أن الناس هناك ربما يشعرون بقدر أقل من الغضب ‪ ،‬ألنه أمر‬
‫مستهجن للغاية‪.‬‬
‫زاك‪ :‬قد تكون قائمة ما نسميه المشاعر متسقة للغاية عبر الثقافة ‪ ،‬عبر الزمن‪ .‬قد نتوصل إلى مصطلحات‬
‫فريدة لتحديد المواقف‪ .‬لكن في النهاية ‪ ،‬إشارات تهديد البقاء هي إشارات تهديد البقاء على قيد‬
‫الحياة هي إشارات تهديد البقاء‪ .‬واإلشارات التي تشير إلى فرصة التزاوج أو التكاثر هي تلك‬
‫األنواع من اإلشارات‪.‬‬
‫لين‪:‬سألنا أنفسنا عن سبب أهمية التفكير في األمر عبر الثقافات ‪ ،‬وذلك ألننا نتعامل بشكل متزايد مع‬
‫عالم عالمي‪ .‬كان هناك تركيز كبير على االختًلفات ‪ ،‬ومن المهم حقًا أن نفهم أي ً‬
‫ضا عالمية‬
‫مكياجنا وميلنا للتكيف مع الظروف المحلية‪.‬‬
‫جاك‪ :‬انها حقيقة‪ .‬تجعل النسبية المتطرفة اآلخرين يبدون غرباء‪ .‬ونحن نعلم أن أوجه التشابه تعزز‬
‫التعاطف‪.‬‬
‫زاك‪:‬أتفق معك ‪ -‬وربما البحث عن توليفة يمكن أن تفعل شيئًا لمساعدتنا على التواصل بشكل أفضل مع بعضنا‬
‫البعض في عالمنا المتزايد العولمة‪ .‬ليس ألننا نفترض أن العالمية موجودة على كل المستويات ‪ ،‬ألننا‬
‫نعلم أنه ربما تكون بعض األشياء عالمية والبعض اآلخر ليس كذلك‪.‬‬
‫كيبي‪ :‬هذه هي المرة األولى في التاريخ لدينا الكثير من االتصاالت مع العديد من الثقافات المختلفة‪ .‬نحتاج إلى‬
‫مفردات كبيرة لفهم التعبيرات العاطفية لآلخرين‪ .‬إما ذلك ‪ ،‬أو نجد لغة مشتركة للتعبير عن المشاعر‪.‬‬
‫لدينا جمي ًعا رسائل نصية وفي جميع أنحاء العالم ‪ ،‬فإن الرموز التعبيرية المبتسمة هي نفس الشيء! هذا‬
‫يجعل كل شيء‬
‫هذه األسئلة أكثر صلة بالموضوع اآلن عندما ‪ -‬كيف نفهم التعبير العاطفي لشخص آخر في جميع‬
‫أنحاء العالم؟‬
‫ستيف‪ :‬ما الذي تريده من محترف تطبيقي يقرأ هذه الفصول وربما يشاهد هذه المناقشة ليأخذها بعيدًا؟‬
‫زاك‪ :‬المهم هو عدم افتراض أنك محق في التعبير العاطفي أو تعليم مرضاك أن يصدقوا أنهم على حق أو‬
‫أن لديهم الحقيقة‪ .‬بدالً من ذلك ‪ ،‬يجب التفكير ح ًقا في التعاطف العاطفي وفهم البشر اآلخرين بطريقة‬
‫أكثر واقعية وسياقية‪ :‬ما الذي ينجح‪.‬‬
‫لين‪:‬في بعض األحيان عندما يأتي المرضى وهم مكتئبون سيقولون ‪" ،‬هذا ما أنا عليه اآلن‪ ".‬وأعلم‬
‫المرضى أن ينظروا بعمق أكبر‪" :‬حسنًا ‪ ،‬متى انخفض مزاجك؟" عندما يبدأون في ربط‬
‫مشاعرهم بسياقات معينة ‪ ،‬فإن ذلك يحدث فرقًا حقًا‪ .‬قد يكون تدريس فكرة السياق والعواطف‬
‫للمرضى من أهم األشياء التي أقوم بها‪.‬‬
‫كيبي‪:‬من المهم جدًا تعليم المرضى أن عواطفهم منطقية في السياق‪ .‬هذا يزيل الكثير من العار واللوم‬
‫ووصمة العار من "أشعر بالحزن"‪ .‬نحتاج أن نقول ‪" ،‬دعونا نلقي نظرة على كل ما يحدث‬
‫في حياتك وما يحدث اآلن ‪ ،‬هنا ‪ ،‬في هذه الجلسة‪ .‬من المنطقي ما تشعر به "‪.‬‬
‫زاك‪ :‬من المهم مساعدة العمًلء على فهم تاريخ التعلم الخاص بهم ‪ ،‬وقيمهم ‪ ،‬وأهدافهم ‪ ،‬والمكان الذي‬
‫يريدون الذهاب إليه ‪ ،‬وما الذي يعترض طريقهم‪ .‬إذا كانت ذخيرة االستجابة الضيقة ‪ ،‬من حيث‬
‫صلتها بالعاطفة ‪ ،‬هي أحد تلك العوامل ‪ -‬وغالبًا ما تكون كذلك ‪ -‬فمن الجدير استكشاف تلك المنطقة‬
‫العاطفية بوتيرة منطقية لذلك العميل أو المريض‪.‬‬
‫الفصل ‪10‬‬

‫النماذج العًلئقية والقيادة والتصميم التنظيمي‪:‬‬


‫نظرة تطورية‬
‫التطوير التنظيمي‬
‫جي دبليو ستويلهورست‬
‫جامعة أمستردام‬
‫مارك فان فوجت‬
‫جامعة ‪ ، VU‬أمستردام‬

‫مقدمة‬
‫في هذا الفصل ‪ ،‬نستكشف كيف يمكن للنظرية التطورية أن تساعد المديرين في توجيه التطوير التنظيمي ‪ -‬مع‬
‫أخذ شركات األعمال كمثال رئيسي لنا‪ .‬من منظور تطوري ‪ ،‬أي استنادًا إلى االعتراف الصريح بأن البشر هم‬
‫نوع بيولوجي ذو نزعات سلوكية متطورة ‪ ،‬من األفضل فهم الشركات على أنها حلول محددة تاريخيًا وثقافيًا‬
‫لمشكلة تحقيق واستدامة التعاون على نطاق واسع بين الغرباء الجيني (جونسون) ‪Price، & van Vugt، ،‬‬
‫‪ Stoelhorst & Richerson‬؛‪ .) 2013 ،2013‬هذا يعني أن فهم التصرفات المتطورة التي تكمن وراء‬
‫القدرة البشرية الفريدة على حل هذه المشكلة يجب أن يكون مفيدًا في إدارة الشركات بنجاح‪ .‬يتماشى هذا االدعاء‬
‫مع االقتراح األخير بأن نظريات ومحاوالت التغيير المتعمد‬
‫يمكن أن تستفيد من كونها متأصلة في النظرية التطورية ( & ‪Wilson، Hayes، Biglan،‬‬
‫‪Embry، 2014).‬‬
‫في أدبيات اإلدارة ‪ ،‬يشير مصطلح "التطوير التنظيمي" على نطاق واسع إلى الظاهرة العامة للتغيير التنظيمي‬
‫‪ ،‬وبشكل أكثر تحديدًا إلى منهج التغيير التنظيمي المخطط الناشئ عن عمل كورت لوين (‪Burnes & Cooke‬‬
‫‪ .) 2012 ،‬إن رؤيتنا للتطوير التنظيمي تربط بين هذين المعنيين للمصطلح بمعنى أننا نهتم بالتغيير التنظيمي‬
‫بشكل عام ‪ ،‬مع التركيز على دور المديرين في التخطيط لهذا التغيير‪ .‬يكمن الرابط الواضح من حججنا إلى‬
‫المنهج األكثر تحديدًا للتطوير التنظيمي الذي انبثق من عمل لوين في مقولته الشهيرة‪" :‬ال يوجد شيء عملي‬
‫مثل النظرية الجيدة" (لوين ‪ .) 1951 ،‬هدفنا الرئيسي هو إظهار األهمية العملية للنظرية التطورية لفهم التغيير‬
‫التنظيمي والتطوير في الشركات الحديثة‪.‬‬
‫أدناه ‪ ،‬نستخدم النظرية التطورية لتصور الشركات باعتبارها سياقات ثقافية تسمح ألعضائها بجني‬
‫فوائد التعاون على نطاق واسع‪ .‬تقف في طريق هذه الفوائد معضًلت اجتماعية‪ :‬مواقف تنطوي على‬
‫توترات بين المصالح الفردية (قصيرة األجل) والمصالح الجماعية (طويلة األجل)‪ .‬من هذا المنظور ‪،‬‬
‫فإن اإلدارة تدور حول تشكيل السياق الثقافي للشركة بطرق تحافظ على التعاون في مواجهة المعضًلت‬
‫االجتماعية‪ .‬يمكن للمديرين المساعدة في الحفاظ على التعاون من خًلل مناشدة اآلليات النفسية التي‬
‫تطورت في األصل للحفاظ على التعاون في المجتمعات الصغيرة والمساواة التي تطور فيها البشر في‬
‫األصل‪ .‬من بين هذه اآلليات ‪ ،‬كيفية تأطير أعضاء الشركة معرفيًا لعًلقاتهم االجتماعية مع بعضهم‬
‫البعض من حيث أربعة "نماذج عًلئقية" أساسية‪ :‬المشاركة المجتمعية ‪ ،‬ترتيب السلطة ‪ ،‬مطابقة المساواة‬
‫‪ ،‬وتسعير السوق (فيسك ‪ .)1992 ، 1991 ،‬يمكن للمديرين توجيه التطوير التنظيمي من خًلل التأثير‬
‫على مجموعة محددة من النماذج العًلئقية التي يتبناها أعضاء الشركة لهيكلة تفاعًلتهم االجتماعية‪.‬‬
‫يمارس المديرون هذا التأثير من خًلل أسلوب قيادتهم (يقود المديرون جزئيا ً بالقدوة) وقوتهم في تغيير‬
‫القواعد الرسمية (يقود المديرون جزئيا ً تصميم المنظمة)‪ .‬نعطي أمثلة على كل منها‪ .‬يمارس المديرون‬
‫هذا التأثير من خًلل أسلوب قيادتهم (يقود المديرون جزئيا ً بالقدوة) وقوتهم في تغيير القواعد الرسمية‬
‫(يقود المديرون جزئيا ً تصميم المنظمة)‪ .‬نعطي أمثلة على كل منها‪ .‬يمارس المديرون هذا التأثير من‬
‫خًلل أسلوب قيادتهم (يقود المديرون جزئيا ً بالقدوة) وقوتهم في تغيير القواعد الرسمية (يقود المديرون‬
‫جزئيا ً تصميم المنظمة)‪ .‬نعطي أمثلة على كل منها‪.‬‬
‫المنظمات الحديثة من منظور تطوري‬
‫في سياق نظرية التطور ‪ ،‬المنظمات الحديثة مثل الشركات هي ظاهرة محيرة ألنها عادة ما تنطوي‬
‫على تعاون واسع النطاق للغاية بين األفراد الذين ال يرتبطون مباشرة وراثيا‪ .‬يبدو أن التعاون بشكل‬
‫عام ‪ ،‬ناهيك عن القدرة البشرية على الحفاظ على تعاون واسع النطاق بين غير األقارب ‪ ،‬يطير في‬
‫مواجهة المنطق األساسي للنظرية التطورية ‪ ،‬وهو أن االنتقاء الطبيعي يمكن أن يكافئ السلوكيات التي‬
‫تزيد من اللياقة الفردية للكائن الحي‪ . .‬بالنظر إلى هذا المنطق ‪ ،‬فإن تطور التعاون يتطلب حًلً لمعضلة‬
‫اجتماعية ‪ ،‬أي حل لحقيقة وجود توتر بين المصالح الضيقة للكائنات الفردية والمصالح األوسع للجماعات‬
‫‪7‬‬
‫التي قد تعيش فيها‪ .‬ألن السلوكيات ال تعاونية ضرورية لدعم المجموعات ‪ ،‬بحكم التعريف ‪،‬‬
‫في حين أن المنطق الكامن وراء هذا التنبؤ ال مفر منه ‪ ،‬إال أن عددًا من األنواع التعاونية الناجحة‬
‫للغاية ‪ ،‬مثل النمل والنمل األبيض والبشر ‪ ،‬قد تطورت مع ذلك‪ .‬كان تفسير هذه الحقيقة ً‬
‫لغزا مركزيًا‬
‫مؤخرا نسبيًا‬
‫ً‬ ‫في نظرية التطور منذ داروين (كرونين ‪ ، )1991 ،‬لكن التفسيرات المقنعة ظهرت‬
‫(للحصول على ملخصات ‪ ،‬انظر ‪ Barclay & van Vugt‬؛‪ .)2015 ،Nowak، 2006‬يقدم‬
‫اإلنسان العاقل نظرية التطور مع لغز مثير لًلهتمام بشكل خاص ‪ ،‬ألننا النوع الوحيد القادر على‬
‫الحفاظ على التعاون على نطاق واسع بين غير األقارب باستخدام النقل الثقافي ‪ ،‬أي القدرة على‬
‫التعلم اجتماعيًا والبناء على أفكار اآلخرين (توماسيلو ‪ .)2009 ،‬من منظور تطوري ‪ ،‬فإن الشركات‬
‫الحديثة هي ببساطة مظهر تاريخي وثقافي محدد لهذه القدرة‪.‬‬
‫عا لقدرة اإل نسان على الحفاظ على تعاون واسع النطاق بين غير األقارب‬ ‫يستدعي التفسير األكثر إقنا ً‬
‫مزي ًجا من االختيار متعدد المستويات (‪ Wilson & Wilson‬؛ ‪)2007 ، Sober & Wilson ، 1998‬‬
‫والتطور المشترك لثقافة الجينات (‪ Richerson‬؛ ‪ & Boyd & Richerson ، 1985‬بويد ‪،‬‬
‫‪8‬‬
‫‪.)2005‬‬
‫وفقًا لهذا التفسير ‪ ،‬فإن الطبيعة المحددة للتعاون البشري هي نتيجة لتاريخ طويل من المنافسة بين‬
‫المجموعات التي فضلت المعايير الثقافية التعاونية ‪ ،‬والتي بدورها وفرت ضغوط االختيار داخل‬
‫المجموعة لصالح األفراد الذين لديهم ميول وراثية أكثر تعاونًا‪ .‬يتماشى هذا التفسير النهائي للتعاون‬
‫البشري مع مجموعة من النتائج التجريبية حول اآلليات القريبة التي تدفع السلوكيات البشرية في‬
‫مواجهة المعضًلت االجتماعية (للمراجعة ‪ ،‬انظر فان النج ‪ ،‬بالييت ‪ ،‬باركس ‪ ،‬وفان فوغت ‪،‬‬
‫‪ .)2014‬في الواقع ‪ ،‬قيل إن معظم علم النفس االجتماعي واألخًلقي لدينا قد تطور للحفاظ على‬
‫التعاون داخل المجموعة في مواجهة المنافسة بين المجموعة ( ‪ Haidt ،‬؛ ‪Greene ، 2013‬‬
‫‪2012).9‬‬
‫وبالتالي ‪ ،‬فإن المنهج التطوري للسلوك التنظيمي البشري يدور حول قدرتنا المتطورة على وضع مصلحة‬
‫المجموعة طويلة األجل فوق مصلحتنا الذاتية قصيرة األجل ‪ ،‬أو بعبارة أخرى ‪ ،‬قدرتنا على التغلب على‬
‫المعضًلت االجتماعية (‪ .) 2014 ، Van Vugt & Ronay‬في حين أننا نتمتع بنزعات سلوكية إلدارة‬
‫المعضًلت االجتماعية ‪ ،‬فإن هذا ال يعني أن هذه المعضًلت لم تعد موجودة‪ :‬فالمنظمات البشرية معرضة‬
‫دائ ًما لخطر التقويض بسبب المنافسة داخل المجموعة (كامبل ‪ .)1994 ،‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬هناك مشكلة‬
‫"عدم التطابق التطوري"‪ :‬تطورت تصرفاتنا التعاونية في األصل في سياق مجموعات صغيرة ‪ ،‬متكافئة ‪،‬‬
‫عائلية بين الصيد والجمع (بوهم ‪ .)2012 ،‬نتيجة ل‪،‬‬

‫التحدي اإلداري من منظور تطوري‬


‫بالنظر إلى ما سبق ‪ ،‬يواجه المديرون تحديين رئيسيين‪ .‬األول هو توفير بيئة تساعد في التغلب على المعضًلت‬
‫االجتماعية ‪ ،‬مع مراعاة عدم التوافق التطوري بين البيئة الهرمية واسعة النطاق للشركات الحديثة وبيئات‬
‫المساواة الصغيرة‪.‬‬
‫حيث تطورت قدرتنا على حل المعضًلت االجتماعية في األصل (‪، Von Rueden & van Vugt‬‬
‫‪ .)2016‬والثا ني هو التغلب على المعضًلت االجتماعية بطرق تجعل الشركة ناجحة في المنافسة مع‬
‫الشركات األخرى‪ .‬ال يكفي إيجاد أي حل تعاوني ؛ بالنظر إلى حقيقة أن الشركات تتنافس مع الشركات‬
‫األخرى ‪ ،‬فإن كفاءتها النسبية هو المهم (جونسون وآخرون ‪ .)2013 ،‬ما الذي يشير إليه المنظور التطوري‬
‫الذي يجب على المديرين فعله لمواجهة هذه التحديات؟‬
‫وفقًا لرؤية ويلسون وزمًلئه (‪ ) 2014‬لعلم تطوري للتغيير المتعمد ‪ ،‬فإن االقتراح األول هو أن المديرين‬
‫يجب أن يفكروا في شركاتهم على أنها سياقات ثقافية‪ .‬كما يؤكد ويلسون وزمًلؤه ‪ ،‬فإن النجاح التطوري‬
‫لإلنسان العاقل يُستمد في جزء كبير منه من قدرتنا الفريدة على التفكير الرمزي‪ .‬نتج عن هذه القدرة نظام وراثي‬
‫سا كمخزن لقواعد السلوك‬ ‫ثان يجلس على قمة تصرفاتنا السلوكية الموروثة جينيًا‪ .‬تعمل الثقافة أسا ً‬ ‫ثقافي ٍ‬
‫الوظيفية التي يتم تمريرها من خًلل التقليد والتعلم‪ .‬جوهر قدرت نا على التفكير الرمزي هو أنه يسمح بإمكانيات‬
‫اندماجية ال نهاية لها ‪ ،‬مما يجعل الثقافة أداة متعددة االستخدامات للغاية لمساعدة المجموعات على التكيف مع‬
‫الظروف البيئية المختلفة‪.‬‬
‫إلى هذا االقتراح األول نضيف ثانيًا ‪ ،‬وهو أن المديرين يمكنهم التفكير في الثقافات التنظيمية كتطبيقات‬
‫لمجموعات محددة من أربعة "نماذج عًلئقية" أولية (‪ .)1992 ، 1991 ، Fiske‬يصف ‪، 2004( Fiske‬‬
‫ص ‪ )3‬النماذج العًلئقية بأنها إطارات معرفية يستخدمها الناس ‪ ،‬تلقائيًا وغالبًا دون وعي ‪" ،‬لتخطيط وتوليد‬
‫عملهم الخاص ‪ ،‬لفهم وتذكر وتوقع عمل اآلخرين ‪ ،‬لتنسيق اإلنتاج المشترك لـ العمل الجماعي والمؤسسات ‪،‬‬
‫وتقييم أفعالهم وأفعال اآلخرين "‪ .‬النماذج العًلئقية األربعة التي حددها فيسك هي المشاركة المجتمعية (عًلقة‬
‫الوحدة والمجتمع والهوية الجماعية) ‪ ،‬تصنيف السلطة (عًلقة االختًلفات الهرمية ‪ ،‬مصحوبة بممارسة القيادة‬
‫والعرض التكميلي لًلحترام واالحترام) ‪،‬‬
‫العًلقات حيث يحسب الناس نسب التكلفة ‪ /‬المنفعة ويتابعون مصلحتهم الذاتية) (فيسك ‪.)1991 ،‬‬
‫ترى نظرية النماذج العًلئقية أن هذه النماذج األربعة كافية لمراعاة التنوع الكبير في العًلقات االجتماعية‬
‫التي لوحظت عبر الثقافات (‪ .)1991 ، Fiske‬هناك سببان لهذا‪ .‬أوالً ‪ ،‬يرتبط األفراد بطرق مختلفة عند‬
‫عا عبر العًلقات‪10.‬ثانيًا ‪ ،‬يحدد السياق الثقافي المحدد‬
‫التفاعل في مجاالت مختلفة من عًلقتهم ‪ ،‬مما يولد تنو ً‬
‫(على سبيل المثال ‪ ،‬اإلثني أو القومي أو التنظيمي) قواعد التنفيذ المحددة للنماذج العًلئقية ‪ -‬أي متى وكيف‬
‫ومع من يتم تنفيذ نموذج عًلئقي معين (‪Fiske ، 1991 ، 2004 ، 2012 ).11‬من خًلل الرؤية التطورية‬
‫األوسع للسلوك البشري ‪ ،‬يمكن فهم النماذج العًلئقية األربعة على أنها اللبنات األساسية التي تمكن وتقيد‬
‫العًلقات الرمزية التي تحدد الثقافات‪ .‬تم ِّكن النماذج العًلئقية العًلقات الرمزية بسبب إمكاناتها االندماجية‬
‫ضا تقيد العًلقات الرمزية ألن هذه العًلقات‬
‫ومرونتها فيما يتعلق بقواعد التنفيذ المحددة التي تسمح بها ‪ ،‬ولكنها أي ً‬
‫في النهاية هي نتيجة أربعة نماذج أساسية فقط مشتقة من جوانب متأصلة بعمق في تطورنا‪ .‬علم النفس االجتماعي‬
‫واألخًلقي‪.‬‬
‫إذا نظرنا إلى الشركات على أنها سياقات ثقافية ‪ ،‬فإن التحدي اإلداري يترجم إلى تشكيل العًلقات‬
‫الرمزية للشركة ‪ ،‬أي القواعد الرسمية وغير الرسمية التي تشكل السلوكيات الجماعية ألعضائها ‪ ،‬بطرق‬
‫(‪ )1‬تحافظ على التعاون داخل المجموعة في مواجهة المعضًلت االجتماعية‪ .‬و (‪ )2‬جعل الشركة ناجحة‬
‫في مواجهة المنافسة بين المجموعات مع الشركات األخرى‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬إذا فكرنا في الثقافات‬
‫التنظيمية على أنها تطبيقات محددة للنماذج العًلئقية األربعة ‪ ،‬فإن التحدي اإلداري يترجم إلى إطًلق‬
‫تطبيقات لهذه الن ماذج تؤدي إلى عًلقات رمزية تساعد في تحقيق هذين الهدفين‪ .‬إذن ‪ ،‬سؤال المتابعة‬
‫المنطقي هو كيف يمكن للمديرين التأثير على النماذج العًلئقية التي يتبناها أعضاء الشركة لتأطير عًلقاتهم‬
‫االجتماعية؟ أقل‪،‬‬
‫دور أسلوب القيادة في التطوير التنظيمي‬
‫التضمين األول لحججنا حتى اآلن هو أن نجاح الشركات يعتمد إلى حد كبير على اإلجراءات التعاونية ألعضائها‬
‫دورا مه ًما في تشكيل هذه اإلجراءات (‪ Spisak‬و ‪ O'Brien‬و ‪ Nicholson‬و‬ ‫‪ ،‬وأن المديرين يلعبون ً‬
‫‪ .) 2015 ، van Vugt‬على سبيل المثال ‪ ،‬يمكن للمديرين تحفيز التعاون من خًلل القيادة على حدة ‪ ،‬والعمل‬
‫ضا القيادة بطريقة‬
‫كنماذج مرموقة يرغب أعضاء الفريق في تقليدها (سميث وآخرون ‪ .)2015 ،‬يمكنهم أي ً‬
‫أكثر توجيهية ‪ ،‬على سبيل المثال عن طريق مكافأة الجهود التعاونية ومعاقبة الدراجين األحرار ( ‪O'Gorman‬‬
‫‪ .)2008 ، ، Henrich ، & van Vugt‬يمكن أن تكون القيادة في الشركات أكثر ديمقراطية وتشاركية ‪،‬‬
‫وتشمل العديد من أصحاب المصلحة في عملية صنع القرار ‪ ،‬أو يمكن أن تكون استبدادية نسبيًا ‪ ،‬بل وحتى‬
‫استبدادية‪ .‬المعنى الثاني لحججنا هو أن السياقات التنافسية للشركات تحدد إلى حد ما "أسلوب" القيادة الذي يعمل‬
‫بشكل أفضل‪ .‬على سبيل ا لمثال ‪ ،‬تفضل المجموعات البشرية القادة الذين يتمتعون بشخصيات أكثر عدوانية‬
‫ومهيمنة عندما تكون المنافسة مع مجموعات أخرى بارزة ‪ ،‬بينما يختارون أفرادًا أكثر جدارة بالثقة وأقل هيمنة‬
‫كقادة إلدارة الصراع داخل المجموعات (‪Spisak، Homan، Grabo، & van Vugt، 2011) .‬‬
‫يعمل أسلوب القيادة للمديرين كإشارة قوية للنموذج العًلئقي السائد داخل الشركة‪ .‬تتزامن المشاركة المجتمعية‬
‫(‪ ، ) CS‬على سبيل المثال ‪ ،‬مع أسلوب القيادة الذي يعزز الثقة والهوية المشتركة بشكل جماعي‪ .‬يتعامل‬
‫المديرون الذين يتبنون أسلوب القيادة القائم على علوم الكمبيوتر أعضاء الفريق كما لو كانوا جز ًءا من نفس‬
‫العائلة (يشبه إلى حد كبير ماضينا التطوري)‪ .‬في مثل هذه العًلقة ‪ ،‬يتم توزيع الموارد على أساس الحاجة ‪،‬‬
‫ويُتوقع من الناس إظهار درجة عالية من االلتزام ‪ ،‬وحتى اإليثار ‪ ،‬تجاه بعضهم البعض وتجاه شركتهم‪ .‬يُتوقع‬
‫بشكل روتيني سلوكيات المواطنة التنظيمية (‪ ، ) OCBs‬أي المساهمات الطوعية للمنظمة بما يتجاوز المهام‬
‫التعاقدية لألعضاء‪ .‬أسلوب القيادة الذي يميز علوم الكمبيوتر هو االهتمام والمراعاة وهناك درجة عالية من‬
‫االهتمام للفريق ككل ‪ ،‬وهو أكثر أهمية من رفاهية األفراد‪ .‬ال‬
‫مفهوم القيادة التحويلية (باس ‪ )1990 ،‬يناسب اإلدارة من قبل ‪ CS‬حيث يحاول المديرون تحويل اهتمامات‬
‫األعضاء الفردية إلى فريق شامل أو مصلحة ثابتة من خًلل إظهار القيادة على سبيل المثال ومن خًلل‬
‫عرض أسلوب القيادة الخادمة والتضحية بالنفس‪.‬‬
‫يُظهر المدراء الذين يتبنون نموذج تصنيف السلطة (‪ )AR‬أسلوبًا للقيادة يعمل من خًلل "التزام النبالة"‪.‬‬
‫هنا ‪ ،‬يجب على المديرين توفير األمن ألعضاء الفريق ‪ ،‬وفي المقابل يُمنحون المكانة ويحصلون على حصة‬
‫أكبر من الموارد ‪( ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬في الراتب أو في امتيازات أخرى)‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬يتم التعامل‬
‫مع أعضاء الفريق بشكل فردي من قبل المديرين بنا ًء على المنصب الهرمي الذي يشغلونه في الفريق ‪،‬‬
‫والذي قد يعتمد على األقدمية أو الكفاءة أو الموهبة‪ .‬يشرح نموذج الخدمة مقابل الهيبة القيادة وفقًا للواقع‬
‫المعزز‪ .‬الواقع المعزز يشبه الطريقة التي يعمل بها قادة ‪ Big Men‬في المجتمعات التقليدية ( & ‪Price‬‬
‫‪ Von Rueden & van Vugt‬؛ ‪ .)2016 ، van Vugt ، 2014‬يحقق الرجال الكبار المكانة من‬
‫خًلل تقديم الخدمات العامة بسخاء للمجموعة‪ .‬في هذا اإلطار العًلئقي ‪ ،‬يتمتع المديرون بالسلطة على‬
‫أعضاء الفريق ‪ ،‬لكنه يأتي مع واجب حماية مصالح الفريق‪ .‬يتميز الواقع المعزز بأسلوب قيادة استبدادي‬
‫أبوي ‪ ،‬ولكنه أسلوب يعتمد على المكانة وليس على اإلكراه (راجع ‪Henrich & Gil-White ، 2001).‬‬
‫يشكل المديرون الذين يعملون عبر ‪ Equality Matching‬عًلقات تبادل فردية مع أعضاء الفريق‬
‫ويعملون من خًلل آليات مت بادلة للحث على التعاون‪ .‬يمكن ألعضاء الفريق الذين يساهمون أكثر في الفريق‬
‫أن يتوقعوا الحصول على مكافآت ‪ ،‬في حين أن األفراد الذين ال يساهمون يمكن أن يتوقعوا العقوبة‪ .‬في‬
‫‪ ، EM‬سيطابق المديرون الجهود التعاونية ألعضاء الفريق من خًلل زيادة االستثمار في عًلقاتهم مع‬
‫األعضاء ذوي المساهمات العالية‪ .‬تتشابه القيادة وف ًقا لـ ‪ EM‬مع نظرية تبادل األعضاء القياديين ( )‪LMX‬‬
‫‪ ، )1995 ، (Graen & Uhl-Bien‬حيث أن العًلقة الرئيسية هي العًلقة الشخصية بين المدير وعضو‬
‫الفريق‪ .‬تحدد جودة هذه العًلقة مدى ثقة المديرين في كل عضو للتعاون‪.‬‬
‫يتم تطبيق شكل أكثر تفصيًلً لقيادة المعامًلت من قبل المديرين الذين يستخدمون تسعير السوق (‪)MP‬‬
‫كنموذج عًلئقي مهيمن‪ .‬هنا ‪ ،‬تعمل القيادة من خًلل عقد تفاوضي بين الشركة والعاملين فيها يتم فيه تحديد‬
‫مهام وأدوار كل عضو في الفريق بوضوح ‪ ،‬وكذلك الحوافز التي يتلقونها في المقابل‪ .‬المال هو العملة ويمكن‬
‫للمديرين تحفيز الجهود التعاونية من خًلل توفير زيادات في الرواتب أو مكافآت لألداء غير العادي‪ .‬في ‪MP‬‬
‫‪ ،‬يعمل أعضاء الفريق بشكل استراتيجي ‪ ،‬ويقومون بما هو مطلوب فقط لتلقي المكافآت المالية‪ .‬ال يُتوقع عمو ًما‬
‫أن يكون ‪ OCBs‬ضمن هذا الن موذج ‪ ،‬وال يوجد دافع جوهري كبير للبقاء مع الشركة وتلبية متطلبات الوظيفة‪.‬‬
‫كما هو موضح أعًله ‪ ،‬ستؤدي أنماط القيادة المختلفة إلى إطًلق نماذج ارتباطية مختلفة ‪ ،‬وبذلك تحفز‬
‫التعاون بطرق مختلفة‪ .‬نتيجة لذلك ‪ ،‬سوف تختلف الثقافات التنظيمية اعتمادًا على النموذج العًلئقي السائد‪.‬‬
‫بالطبع ‪ ،‬قد يطبق المديرون مزي ًجا من النماذج العًلئقية في تفاعًلتهم مع أعضاء الفريق‪ .‬على سبيل المثال ‪،‬‬
‫قد يتبع توزيع المساحات المكتبية نموذج الواقع المعزز مع حصول األعضاء الكبار على مساحة أكبر ‪ ،‬في‬
‫حين أن الرواتب والمكافآت قد تتبع نموذج ‪ .MP‬يمكن تطبيق نموذج ‪ CS‬على توزيع العمل اإلضافي ‪ ،‬حيث‬
‫يتعين على أعضاء الفريق مع العائًلت الشابة القيام بوقت إضافي أقل ‪ ،‬في حين قد يسود ‪ EM‬في التعامل مع‬
‫الدراجين المجانيين‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬بنا ًء على شخصياتهم ‪ ،‬من المرجح أن يهيمن نموذج معين في أسلوب القيادة‬
‫للمديرين الفرديين‪ .‬على سبيل المثال‪،‬‬
‫األهم من ذلك ‪ ،‬يمكن استخدام نظرية النماذج العًلئقية لتطوير فرضيات حول فشل التعاون داخل الشركات‬
‫(راجع ‪ Giessner & van Quaquebeke‬؛ ‪ .)2010 ، Bridoux & Stoelhorst ، 2016‬نرى‬
‫على األقل سببين محتملين لمثل هذه اإلخفاقات‪ .‬أوالً ‪ ،‬قد ينجم فشل التعاون عن عدم التوافق بين النموذج‬
‫العًلئقي السائد المعتمد من قبل المديرين والنموذج المعتمد من قبل أعضاء الفريق‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬قد يرغب‬
‫أعضاء الفريق في العمل عبر علوم الكمبيوتر ‪ ،‬وتجميع جهودهم وتوزيع الموارد حسب الحاجة‪ .‬ومع ذلك ‪،‬‬
‫قد يتم توجيه ا لمديرين من قبل أولئك الذين هم في أعلى الهرم الوظيفي للعمل من خًلل نموذج ‪ EM‬أو ‪MP‬‬
‫‪ ،‬حيث يكافأ أعضاء الفريق بشكل فردي على جهودهم التعاونية‪ .‬ثانيًا ‪ ،‬قد يحدث فشل في التعاون‬
‫ينتج عن عدم اتساق المديرين في نوع النموذج العًلئقي الذي يطبقونه‪ .‬مثال على ذلك هو عندما يقوم‬
‫المديرون الذين يعملون بشكل عام عبر نموذج ‪ MP‬بتقديم طلب خاص ألعضاء الفريق لًلنخراط في‬
‫‪( OCB‬مثل القيام بعمل إضافي غير مدفوع األجر) ألن الشركة في وضع مالي صعب‪ .‬يمكن لحاالت عدم‬
‫التطابق هذه أن تفسر االنتهاكات المتصورة لًلعتبارات األخًلقية واإلنصاف ‪ ،‬والتي قد تتسبب في انهيار‬
‫التعاون (‪Giessner & van Quaquebeke ، 2010).‬‬

‫دور التصميم التنظيمي في التطوير التنظيمي‬


‫بعد النظر في دور المديرين في توجيه التطوير التنظيمي على المستوى الجزئي لتفاعًلتهم مع أعضاء‬
‫الفريق ‪ ،‬ننتقل اآلن إلى دور المديرين على المستوى الكلي للتصميم التنظيمي‪ .‬تجسد الشركات الحديثة‬
‫القدرة البشرية الفريدة على الحفاظ على التعاون على نطاق واسع بين غير األقارب‪ .‬تعد الشركات من‬
‫بين أكبر وأنجح أشكال المنظمات البشرية ‪ ،‬مما يسمح ألعضائها بالتغلب على المعضًلت االجتماعية‬
‫التي تقف في طريق جني فوائد التعاون ‪ -‬والقيام بذلك على الرغم من عدم التوافق التطوري بين طبيعتها‬
‫الواسعة النطاق والتسلسل الهرمي و مجتمعات المساواة الصغيرة التي تطور فيها علم النفس االجتماعي‬
‫البشري في األصل‪ .‬كيف يمكن للشركات تحقيق ذلك؟‬
‫للمساعدة في اإلجابة عن هذا السؤال ‪ ،‬ضع في اعتبارك صراع الشركات الكبيرة مع مزايا‬
‫وعيوب "النموذج متعدد األقسام" (النموذج ‪ ، )M‬والذي‬
‫ضا على حياة اإلنسان ككل ‪ ... ،‬يجب أن‬
‫‪ ]"[i‬من حيث تأثيره ‪ ،‬ليس فقط على النشاط االقتصادي ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫يصنف كأحد االبتكارات الرئيسية في القرن الماضي" (روبرتس ‪ ، 2004 ،‬ص ‪ .)2‬وصف تشاندلر (‪)1962‬‬
‫ظهور النموذج ‪ M‬في النصف األول من القرن العشرين وانتشاره الًلحق ‪ ،‬حيث الحظ أنه نشأ ألن الشركات‬
‫أدركت أن التنظيم الوظيفي األكثر تقليدية ‪ ،‬حيث نظمت الشركات نفسها على أساس التخصص الوظيفي (على‬
‫سبيل المثال ‪ ،‬حول أقسام التصنيع والمبيعات والبحث والتطوير) ‪ ،‬يقف في طريق‬
‫استراتيجيات النمو الخاصة بهم‪ .‬وبدال ً من ذلك ‪ ،‬بدأت الشركات في تنظيم نفسها حول األقسام التي‬
‫يرأسها المديرون العامون المسؤولون عن نمو وربحية أقسامهم‪ .‬أصبح هذا الشكل التنظيمي وسيلة‬
‫ناجحة للغاية لزيادة حجم التعاون البشري‪.‬‬
‫يستخدم النموذج ‪ M‬مبدأ "شبه التحلل" (‪ :) 2002 ،Simon‬كل قسم من أقسامه عبارة عن وحدة‬
‫تعاونية قائمة بذاتها نسبيًا (غالبًا ما يتم تنظيمها وفقًا لخطوط وظيفية)‪ .‬باإلضافة إلى أقسامها ‪ ،‬تمتلك‬
‫مقرا رئيسيًا (‪ ، ) HQ‬وهو مسؤول عن إدارة التنسيق عبر األقسام المختلفة (‪Chandler‬‬ ‫‪ً M-form‬‬
‫‪ .)1991 ،‬يتم ذلك عادة ً على أساس مزيج من ‪ MP‬و ‪ . AR‬يتمتع المقر الرئيسي بسلطة على المديرين‬
‫العامين لألقسام (‪ )AR‬ويدير سوقًا رأسماليًا داخليًا يحقق التنسيق من خًلل تخصيص التدفقات النقدية‬
‫بين األقسام بنا ًء على أدائها السابق وإمكانات الربح المستقبلية (‪ .)MP‬كان الجمع بين شبه التحلل مع‬
‫‪ MP‬و ‪ AR‬وصفة للنجاح في البيئة االقتصادية السخية في الخمسينيات والستينيات ‪،‬‬
‫على الرغم من نجاحه األولي ‪ ،‬فمن السهل من منظور تطوري أن نرى أنه حتى لو كان الشكل ‪ M‬مناسبًا‬
‫ضا طبقة إضافية من المعضًلت االجتماعية‪ .‬بينما‬‫تما ًما الستغًلل فوائد التعاون على نطاق واسع ‪ ،‬فإنه يقدم أي ً‬
‫في التنظيم الوظيفي التقليدي كانت المشكلة "مجرد" أن تتعاون اإلدارات الوظيفية مع بعضها البعض ‪ ،‬قدم‬
‫النموذج ‪ M‬مشكلة إضافية للتعاون بين األقسام‪ .‬تفاقمت هذه المشكلة بسبب المشهد االقتصادي المتغير في‬
‫السبعينيات والث مانينيات ‪ ،‬مع تصاعد المنافسة العالمية وزيادة تأثير األسواق المالية‪ .‬وضعت هذه التطورات‬
‫طا انتقائية قوية على الشركات وأجبرتها بشكل متزايد على البحث عن ميزة تنافسية في استغًلل التآزر‬ ‫ضغو ً‬
‫المعرفي الفريد عبر األقسام بدالً من اقتصاديات الحجم وحدها‪.‬‬
‫الشكل‪ :‬يمكن إدارة هذه األقسام كوحدات قائمة بذاتها (‪Strikwerda & Stoelhorst ، 2009).‬‬
‫يصف ‪ Strikwerda‬و ‪ ) 2009( Stoelhorst‬كيف تطورت بعض المنظمات الكبيرة نحو شكل تنظيمي‬
‫جديد قد يكون أكثر قدرة على تلبية متطلبات ضغوط االختيار االقتصادي في القرن الحادي والعشرين‪ .‬على‬
‫النقيض من شبه التحلل ‪ ، MP ،‬و ‪ ، AR‬فإن هذا "الشكل متعدد األبعاد" الجديد يعتمد على الترابط ‪، CS ،‬‬
‫و ‪ .EM‬في النموذج التقليدي ‪ ، M‬يعني مبدأ التصميم األساسي لقابلية التحلل القريب أن األقسام يجب أن تكون‬
‫وحدات قائمة بذاتها يكون فيها المدير العام مسؤوالً عن األداء في سوق معين ‪ ،‬فضًلً عن التحكم الهرمي في‬
‫جميع الموارد الًلزمة تخدم هذا السوق‪ .‬في المقابل ‪ ،‬في الشكل الجديد متعدد األبعاد ‪ ،‬يتم جعل المديرين‬
‫معتمدين عن عمد على بعضهم البعض من خًلل إعطاء مدير واحد المسؤولية عن سوق معين ومدير آخر‬
‫يتحكم في الموارد لخدمة هذا السوق‪ .‬في الواقع ‪ ،‬يمكن أن يؤخذ هذا المبدأ المتمثل في تصميم االعتماد المتبادل‬
‫‪12‬‬
‫في المنظمة إلى أبعد من التصميم على طول بعدين فقط ‪ -‬ومن هنا جاء مصطلح متعدد األبعاد‪.‬‬
‫يجادل ‪ Bridoux‬و ‪ ) 2016( Stoelhorst‬بأنه عندما يتضمن اإلنتاج اعتمادات متبادلة قوية ‪ ،‬فإن‬
‫إطارات ‪ CS‬و ‪ EM‬تكون أكثر قدرة على الحفاظ على التعاون من إطارات ‪ MP‬و ‪ .AR‬تمشيا مع هذا‬
‫‪ ،‬فإن الشكل متعدد األبعاد يناشد بشكل أكثر وضوحا إطارات ‪ CS‬و ‪ .EM‬هذا ال يعني أن ‪ MP‬و ‪AR‬‬
‫لم يعودا يلعبان أي دور على اإلطًلق‪ .‬عادة ً ما يكافأ المديرون في الشكل متعدد األبعاد على أدائهم في البعد‬
‫الذي يتحملون مسؤوليته (‪ ، ) MP‬وفي حالة تضارب المصالح الذي ال يستطيع مديرو األبعاد المختلفة حله‬
‫فيما بينهم ‪ ،‬ال يزال بإمكان إدارة الشركة التدخل (‪ . ) AR‬ولكن لجعل االعتماد المتبادل بين المديرين في‬
‫الشكل متعدد األبعاد يعمل ‪،‬‬
‫في الشكل متعدد األبعاد ‪ ،‬يتم تشغيل ‪ EM‬بسبب اعتماد المديرين على بعضهم البعض‪ .‬في حين أن المديرين‬
‫العامين للقسم في شكل ‪ M‬يقفون ببساطة في عًلقة هرمية مع رؤسائهم في الشركة‬
‫المقر الرئيسي ومرؤوسيهم داخل القسم ‪ ،‬يحتاج المديرون المترابطون في الشكل متعدد األبعاد إلى تطوير‬
‫عًلقات ‪ EM‬مع بعضهم البعض ليكونوا ناجحين‪ .‬يتم تشغيل ‪ CS‬بطريقتين مترابطتين على األقل‪ .‬األول‬
‫هو من خًلل نظام معلومات موثوق يسيطر عليه المقر الرئيسي للشركة يجعل أداء المنظمة على مختلف‬
‫األبعاد شفافًا‪ .‬والثاني هو من خًلل التركيز بشكل أقوى على األداء الجماعي للمؤسسة ‪ ،‬عادة من خًلل‬
‫ضا‬
‫التركيز على مدى قدرة المنظمة ككل على خدمة عمًلئها‪ .‬في الواقع ‪ ،‬يتم استخدام توجه العميل هذا أي ً‬
‫للفصل في أي تضارب مصالح متبقي بين المديرين من مختلف األبعاد ‪ ،‬مع إعطاء األولوية لمسار العمل‬
‫الذي يقترح نظام المعلومات الموثوق به أنه سيعزز النجاح مع العمًلء إلى أقصى حد‪.‬‬

‫استنتاج‬
‫في هذا الفصل ‪ ،‬بدأنا فقط في البداية في النظر في التغيير التنظيمي والتطوير من منظور تطوري ‪ -‬مع التركيز‬
‫على دور المديرين في توجيه التغيير المتعمد في الشركات الحديثة‪ .‬لقد جادلنا بأنه ‪ ،‬من منظور تطوري ‪ ،‬تعتبر‬
‫ً‬
‫حلوال محددة تاريخيًا وثقافيًا لمشكلة جني فوائد التعاون على نطاق واسع‪ .‬أصبح التعاون على نطاق‬ ‫الشركات‬
‫واسع في الشركات الحديثة ممكنًا بسبب اآلليات النفسية التي تطورت في األصل للحفاظ على التعاون في‬
‫المجتمعات الصغيرة نسبيًا والمساواة التي عاش فيها البشر معظم تاريخهم التطوري‪ .‬يتمثل التحدي اإلداري‬
‫الرئيسي في الشركات الحديثة في توفير سياق ثقافي قادر على الحفاظ على التعاون داخل المجموعة ‪ ،‬على‬
‫الرغم من عدم التطابق التطوري ‪،‬‬
‫لقد ناقشنا كيف يمكن للمديرين توجيه تطور الثقافة التنظيمية من خًلل تصميم المنظمة وأسلوب القيادة‪.‬‬
‫عند القيام بذلك ‪ ،‬كانت مساهمتنا الرئيسية هي دمج نظرية النماذج العًلئقية في النظرية التطورية الناشئة‬
‫للسلوك البشري‪ .‬هذا مهم بشكل خاص لمشروع تطوير علم المتعمد‬
‫التغيير القائم على النظرية التطورية (‪ ، )2014 ، .Wilson et al‬ألن نظرية النماذج العًلئقية تقدم‬
‫طريقة ملموسة لفهم اللبنات األساسية للتنوع الثقافي والتطوير التنظيمي‪ .‬مجموعات مختلفة من النماذج‬
‫األربعة جنبًا إلى جنب مع قواعد تنفيذ محددة تسمح للبشر ببناء سياقات ثقافية في اختًلفات ال نهاية لها‪.‬‬
‫بهذا المعنى ‪ ،‬ربما يمكن فهم النماذج العًلئقية األربعة على أنها المكافئ الثقافي لألحرف األربعة لألبجدية‬
‫الجينية‪ .‬إذا كان األمر كذلك ‪ ،‬فقد يُنظر إلى التغيير الثقافي المتعمد على أنه علم يوجه تطور تطبيقات محددة‬
‫للنماذج العًلئقية األربعة‪.‬‬
‫أخيرا نعود إلى وجهات نظر لوين األصلية حول التطوير التنظيمي‪ .‬منذ حوالي سبعين عا ًما ‪ ،‬لم يؤكد‬ ‫ً‬ ‫دعونا‬
‫ضا مثل هذا التغيير لمعالجة الصراع‬ ‫لوين (‪ )1951‬فقط على قيمة النظرية للتغيير المخطط له ‪ ،‬بل أراد أي ً‬
‫االجتماعي وتعزيز القيم الديمقراطية (بيرنز وكوك ‪ .)2012 ،‬يعد تطبيق منهج لوين مًلئ ًما اليوم كما كان في‬
‫أيامه ‪ ،‬عندما كان النموذج ‪ M‬في صعوده‪ .‬بالنسبة للكثيرين ‪ ،‬فإن الشركات الحديثة مرادفة لـ ‪ MP‬و ‪، AR‬‬
‫وفي حين أن التركيز على هذين النموذجين العًلئقية قد ساهم بًل شك في الرفاهية االقتصادية ‪ ،‬قد يجادل‬
‫البعض بأن هذا قد يكون على حساب الرفاه الجسدي والنفسي‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬كما يوضح ظهور الشكل متعدد‬
‫األبعاد الموصوف أع ًله ‪ ،‬بالنظر إلى أن خلق الرفاه االقتصادي في االقتصادات التي تحركها المعرفة يعتمد‬
‫بشكل متزايد على عمليات اإلنتاج التي تنطوي على ترابط قوي ‪ ،‬فمن المرجح أن تكون األسواق الناشئة و‬
‫‪ CS‬أكثر مًلءمة لخلق الرفاهية االقتصادية من ‪ MP‬و ‪ .)2016 ، AR (Bridoux & Stoelhorst‬عًلوة‬
‫نظرا ألن الشركات تنظم نفسها وفقًا لهذه الخطوط ‪ ،‬فقد ال تجعلها ثقافاتهم أكثر نجا ًحا في المنافسة‬ ‫على ذلك ‪ً ،‬‬
‫نظرا للتوافق بين ‪ EM‬و ‪ CS‬واألصول الصغيرة والمساواة لعلم النفس‬ ‫مع الشركات األخرى فحسب ‪ ،‬ولكن ً‬
‫ضا وعدًا بزيادة الرفاهية‪.‬‬
‫المتطور لدينا ‪ ،‬قد تحمل الثقافات أي ً‬

‫مراجع‬
‫باركلي ‪ ،‬ب‪ ، .‬وفان فوجت ‪ ،‬م‪ .) 2015( .‬علم النفس التطوري للشخصية البشرية‪ :‬التكيفات واألخطاء والنواتج الثانوية‪ .‬في ‪D.‬‬
‫‪( Schroeder & W. Graziano‬محرران) ‪ ،‬دليل أكسفورد للسلوك االجتماعي اإليجابي‪ .‬أكسفورد‪ :‬مطبعة جامعة‬
‫أكسفورد‪.‬‬
‫باس ‪ ،‬بم (‪ .)1990‬كتيب باس وستوجديل للقيادة‪ :‬النظرية والبحث واإلدارة‬
‫التطبيقات(الطبعة الثالثة)‪ .‬نيويورك‪ :‬فري برس‪.‬‬
‫بوم ‪ ،‬سي (‪ .) 2012‬األصول األخًلقية‪ :‬تطور الفضيلة واإليثار والعار‪ .‬نيويورك‪ :‬كتب أساسية‪.‬‬
‫‪ .)1985( Boyd ، R. ، & Richerson ، PJ‬ثقافة وعملية تطورية‪ .‬شيكاغو‪ :‬مطبعة جامعة شيكاغو‪.‬‬
‫‪ ، Bridoux ، FM‬و ‪ .)2016( Stoelhorst ، JW‬عًلقات أصحاب المصلحة والرفاهية االجتماعية‪ :‬نظرية سلوكية‬
‫للمساهمات في خلق القيمة المشتركة‪ .‬أكاديمية مراجعة اإلدارة ‪.251-229 ، 41 ،‬‬
‫بيرنز ‪ ،‬ب ‪ ،‬وكوك ‪ ،‬ب‪ .)2012( .‬ماضي وحاضر ومستقبل التطوير التنظيمي‪ :‬أخذ نظرة بعيدة‪ .‬العًلقات اإلنسانية ‪، 65 ،‬‬
‫‪.1429-1395‬‬
‫كامبل ‪ ،‬دي تي (‪ .) 1994‬كيف يؤدي اختيار المجموعة الفردية وجها لوجه إلى تقويض اختيار الشركة في التطور التنظيمي‪ .‬في‬
‫‪( JA Baum & JV Singh‬محرران) ‪ ،‬الديناميات التطورية للمنظمات‪ .‬أكسفورد‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫تشاندلر ‪ ،‬م (‪ .)1962‬اإلستراتيجية والهيكل‪ :‬فصول في تاريخ المشروع األمريكي‪.‬‬
‫كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬مطبعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‪.‬‬
‫تشاندلر ‪ ،‬م (‪ .)1991‬وظائف وحدة المقر الرئيسي في الشركة متعددة األعمال‪ .‬مجلة اإلدارة اإلستراتيجية ‪.50-31 ، 12 ،‬‬
‫كرونين ‪ ،‬هـ‪ .) 1991( .‬النملة والطاووس‪ .‬كامبريدج ‪ ،‬المملكة المتحدة‪ :‬مطبعة جامعة كامبريدج‪.‬‬
‫فيسك ‪ ،‬أ ف ب (‪ .) 1991‬هياكل الحياة االجتماعية‪ :‬األشكال األربعة األساسية للعًلقات اإلنسانية‪ .‬جديد‬
‫يورك‪ :‬فري برس‪.‬‬
‫فيسك ‪ ،‬أ ف ب (‪ .)1992‬األشكال األربعة األساسية لًلشتراكية‪ :‬إطار لنظرية موحدة للعًلقات االجتماعية‪ .‬مراجعة نفسية ‪99 ،‬‬
‫‪.723-689 ،‬‬
‫فيسك ‪ ،‬ا ف ب (‪ .)2004‬نظرية النماذج العًلئقية ‪ .2.0‬في ‪( N. Haslam‬محرر) ‪ ،‬نظرية النماذج العًلئقية‪ :‬أ‬
‫نظرة عامة معاصرة‪ .‬ماهوا ‪ ،‬نيوجيرسي‪ :‬لورانس إيرلبوم‪.‬‬
‫فيسك ‪ ،‬ا ف ب (‪ .)2012‬نماذج ‪ :Metarelational‬تكوينات العًلقات االجتماعية‪ .‬المجلة األوروبية لعلم النفس االجتماعي ‪،‬‬
‫‪.18-2 ، 42‬‬
‫جيسنر ‪ ،‬إس آر ‪ ،‬وفان كواكيبيك ‪ ،‬إن‪ .)2010( .‬استخدام منظور النماذج العًلئقية لفهم السلوك المناسب معياريًا في القيادة األخًلقية‪ .‬مجلة أخًلقيات‬
‫العمل ‪.55-43 ، 95 ،‬‬
‫‪ .)1995( .Graen، G.، & Uhl-Bien، M‬المنهج القائم على العًلقات للقيادة‪ :‬تطوير نظرية تبادل القادة (‪ )LMX‬للقيادة‬
‫على مدى ‪ 25‬عا ًما‪ :‬تطبيق منظور متعدد المستويات متعدد المجاالت‪ .‬القيادة الفصلية ‪.247-219 ، 6 ،‬‬
‫جرين ‪ ،‬دينار (‪ .)2013‬القبائل األخًلقية‪ :‬العاطفة والعقل والفجوة بيننا وبينهم‪ .‬نيويورك‪:‬‬
‫البطريق‪.‬‬
‫هايدت ‪ ،‬ج‪ .)2012( .‬العقل الصالح‪ :‬لماذا ينقسم الناس الطيبون بالسياسة والدين‪ .‬جديد‬
‫يورك‪ :‬بانثيون‪.‬‬
‫هنريش ‪ ،‬ج‪ .) 2004( .‬اختيار المجموعة الثقافية والعمليات التطورية والتعاون على نطاق واسع‪.‬‬
‫مجلة السلوك االقتصادي والتنظيم ‪، 3 - 35.5 ،‬‬
‫ُ‬
‫‪ .)2001( Henrich ، J. ، & Gil-White ، FJ‬تطور المكانة‪ :‬تمنح المكانة بحرية كآلية لتعزيز فوائد نقل الثقافة‪ .‬التطور‬
‫والسلوك البشري ‪.196–165 ، 22 ،‬‬
‫جونسون ‪ .)2013( .DDP ، Price ، ME ، & van Vugt ، M ،‬يد داروين الخفية‪ :‬المنافسة في السوق والتطور والشركة‪.‬‬
‫مجلة السلوك االقتصادي والتنظيم ‪( 90 ،‬ملحق) ‪S128 - S140. ،‬‬
‫لوين ‪ ،‬ك‪ .)1951( .‬مشاكل البحث في علم النفس االجتماعي‪ .‬كارترايت (محرر) ‪ ،‬نظرية المجال في العلوم االجتماعية‪ :‬أوراق‬
‫نظرية مختارة‪ .‬نيويورك‪ :‬هاربر ورو‪.‬‬
‫نواك ‪ ،‬ماجستير (‪ .)2006‬خمس قواعد لتطور التعاون‪Science، 314، 1560–1563. O'Gorman، RO، Henrich، J.، & .‬‬
‫‪ .)2008( .van Vugt، M‬تقييد حرية االنتفاع في المنافع العامة‬
‫األلعاب‪ :‬يمكن للعقوبات االنفرادية المعينة أن تحافظ على التعاون البشري‪ .‬وقائع الجمعية الملكية ب ‪.329-323 ، 276 ،‬‬
‫‪ .) 2014( .Price، M.، & van Vugt، M‬تطور المعاملة بالمثل بين القائد وأتباعه‪ :‬نظرية الخدمة من أجل الهيبة‪ .‬الحدود‬
‫في علم األعصاب البشري ‪.363 ، 8 ،‬‬
‫ريتشرسون ‪ ،‬بي جيه ‪ ،‬بويد ‪ ،‬ر‪ .) 2005( .‬ليس بالجينات وحدها‪ :‬كيف غيرت الثقافة التطور البشري‪.‬‬
‫شيكاغو‪ :‬مطبعة جامعة شيكاغو‪.‬‬
‫روبرتس ‪ ،‬ج‪ .)2004( .‬الشركة الحديثة‪ :‬التصميم التنظيمي لألداء والنمو‪ .‬أكسفورد‪:‬‬
‫مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫سيمون ‪ ،‬ها (‪ .)2002‬قرب التحلل وسرعة التطور‪ .‬التغيير الصناعي والشركات ‪.599-587 ، 11 ،‬‬
‫سميث ‪ ،‬جي إي ‪ ،‬جافريليتس ‪ ،‬إس ‪ ،‬بورغيرهوف مولدر ‪ ،‬إم ‪ ،‬هوبر ‪ ،‬بي إل ‪ ،‬إل مولدين ‪ ،‬سي ‪ ،‬نيتل ‪ ،‬دي ‪ ... ،‬سميث ‪،‬‬
‫إي إيه (‪ .) 2015‬القيادة في مجتمعات الثدييات‪ :‬الظهور والتوزيع والسلطة والمكافأة‪ .‬االتجاهات في علم البيئة والتطور ‪31 ،‬‬
‫‪.66-54 ،‬‬
‫‪ .)1998( Sober ، E. ، & Wilson ، DS‬لآلخرين‪ :‬تطور وعلم النفس للسلوك غير األناني‪.‬‬
‫كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬مطبعة جامعة هارفارد‪.‬‬
‫‪ .)2011( .Spisak، BR، Homan، AC، Grabo، A.، & van Vugt، M‬مواجهة الموقف‪ :‬اختبار نموذج طارئ‬
‫بيولوجي اجتماعي للقيادة في العًلقات بين المجموعات باستخدام الوجوه المذكر والمؤنث‪ .‬القيادة الفصلية ‪.280-273 ، 23 ،‬‬
‫‪ .)2015( .Spisak ، B. ، O'Brien ، M. ، Nicholson ، N. ، & van Vugt ، M‬المتخصصة البناء وتطور القيادة‪.‬‬
‫أكاديمية مراجعة اإلدارة ‪.306-291 ، 40 ،‬‬
‫‪ .) 2013( Stoelhorst ، JW ، & Richerson ، PJ‬نظرية طبيعية للتنظيم االقتصادي‪ .‬مجلة السلوك االقتصادي والتنظيم ‪90 ،‬‬
‫(ملحق) ‪S45 – S56. ،‬‬
‫‪ .)2009( Strikwerda، J.، & Stoelhorst، JW‬ظهور وتطور التنظيم متعدد األبعاد‪ .‬مراجعة إدارة كاليفورنيا ‪، 51 ،‬‬
‫‪.31-11‬‬
‫توماسيلو ‪ ،‬م‪ .)2009( .‬أصول الثقافية للمعرفة البشرية‪ .‬كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬مطبعة جامعة هارفارد‪.‬‬
‫‪ .)2014( .Van Lange ، PAM ، Balliet ، D. ، Parks ، CD ، & van Vugt ، M‬المعضًلت االجتماعية‪:‬‬
‫سيكولوجية التعاون البشري‪ .‬أكسفورد‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫فان فوجت ‪ ،‬إم ‪ ،‬وروناي ‪ ،‬آر دي (‪ .) 2014‬علم النفس التطوري للقيادة‪ :‬النظرية والمراجعة وخريطة الطريق‪ .‬مراجعة علم‬
‫النفس التنظيمي ‪.95-74 ، 4 ،‬‬
‫‪ .) 2016( .Von Rueden، C.، & van Vugt، M‬القيادة في المجتمعات الصغيرة‪ :‬بعض اآلثار المترتبة على النظرية والبحث‬
‫والممارسة‪ .‬القيادة الفصلية ‪ .990-978 ، 26 ،‬دوى‪ / 10.1016 :‬ي‬
‫‪.leaqua.2015.10.004‬‬
‫‪ .)2014( Wilson، DS، Hayes، SC، Biglan، A.، & Embry، DD‬تطور المستقبل‪ :‬نحو علم التغيير المتعمد‪ .‬العلوم‬
‫السلوكية والدماغية ‪.460-395 ، 37 ،‬‬
‫‪ .)2007( Wilson، DS، & Wilson، EO‬إعادة التفكير في األساس النظري لعلم األحياء االجتماعي‪.‬‬
‫مراجعة ربع سنوية للبيولوجيا ‪، 327-348.82 ،‬‬
‫يوكل ‪ ،‬ج‪ .)2014( .‬القيادة في المنظمات (الطبعة الثامنة)‪ .‬نهر السرج العلوي ‪ ،‬نيوجيرسي‪ :‬برنتيس هول‪.‬‬
‫الفصل ‪11‬‬

‫المرونة التنظيمية‪:‬‬
‫خلق اليقظة و‬
‫منظمة يحركها الغرض‬
‫فرانك دبليو بوند‬
‫غولدسميث ‪ ،‬جامعة لندن‬

‫المرونة النفسية ‪13‬هو المحدد األساسي للصحة العقلية و الفعالية السلوكية ‪ ،‬كما افترضتها إحدى نظريات‬
‫علم النفس المرضي القائمة على السياق والتجريب‪ :‬التقبل و‬
‫ص‬
‫العًلج بااللتزام (‪ Hayes ، Strosahl ، & Wilson‬؛ ‪ .)1999 ، ACT‬يشير إلى قدرة الناس‬
‫على التركيز على وضعهم الحالي ‪ ،‬وبنا ًء على الفرص التي يوفرها هذا الموقف ‪ ،‬التخاذ اإلجراءات‬
‫المناسبة نحو متابعة أهدافهم القائمة على القيم ‪ ،‬حتى في وجود أحداث نفسية صعبة أو غير مرغوب‬
‫فيها (مثل األفكار والمشاعر ‪ ،‬األحاسيس الفسيولوجية ‪ ،‬الصور ‪ ،‬والذكريات) ( ‪Hayes،‬‬
‫‪Luoma، Bond، Masuda، & Lillis، 2006).‬‬
‫يتمثل أحد اآلثار الرئيسية لهذا المفهوم ‪ -‬ومن ثم اسمه ‪ -‬في أنه ‪ ،‬في أي موقف معين ‪ ،‬يحتاج الناس إلى‬
‫التحلي بالمرونة فيما يتعلق بالدرجة التي يعتمدون بها أفعالهم على أحداثهم الداخلية أو حاالت التعزيز (أو‬
‫العقوبة) الطارئة موجود في هذه الحالة‪ .‬تؤكد ‪ ، ACT‬وتشير األبحاث ‪ ،‬إلى أن األشخاص يتمتعون بصحة‬
‫نفسية أكبر ويؤدون بشكل أكثر فاعلية عندما يبنون أفعالهم على قيمهم وأهدافهم (‪.)2011 ، .Bond et al‬‬
‫وبالتالي ‪ ،‬إذا كان الشخص يقدر أن يكون قائدا ً فعاالً ‪ ،‬فسوف يتخذ إجرا ًء بشأن مهمة صعبة حتى لو كان ذلك‬
‫كذلك‬
‫استفزاز القلق ومع ذلك ‪ ،‬في موقف آخر ‪ ،‬قد تمتنع عن اتخاذ إجراء (على سبيل المثال ‪ ،‬عدم التحدث مع‬
‫زميل لها) حتى لو شعرت بشدة أنها تفعل ذلك ‪ ،‬من أجل متابعة هدفها الشخصي المتمثل في أن تكون قائدا ً‬
‫فعاالً‪ .‬باختصار ‪ ،‬يبني األشخاص الذين يظهرون المرونة النفسية سلوكهم ‪ ،‬في أي موقف معين ‪ ،‬أكثر‬
‫على قيمهم وأهدافهم و بدرجة أقل على تقلبات أحداثهم الداخلية أو المواقف الطارئة الحالية ( ‪Bond et‬‬
‫‪al. ، 2011).‬‬
‫أحد اآلثار المترتبة على التصرف المرن هو أن الناس سيختبرون ‪ ،‬في بعض األحيان ‪ ،‬أحداث نفسية‬
‫كبيرا من‬
‫ً‬ ‫قدرا‬
‫غير مرغوب فيها (مثل القلق) أثناء السعي وراء أهدافهم القائمة على القيم‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإن ً‬
‫نظرية وممارسة ‪ ACT‬تؤكد على استخدام استراتيجيات الذهن لتجربة هذه األحداث ‪ ،‬بحيث يكون لها تأثير‬
‫سلبي أقل على الصحة النفسية لألفراد وقدرتهم على متابعة أهدافهم القائمة على القيم‪ .‬عندما يدرك الناس‬
‫أحداثهم النفسية ‪ ،‬فإنهم يراقبونها عن عمد على أساس لحظة بلحظة ‪ ،‬بطريقة غير تعاونية ومنفتحة وفضولية‬
‫وغير قضائية (‪ Linehan‬؛‪ Kabat-Zinn، 1990‬؛‪1993 ،Brown & Ryan، 2003‬؛ مارالت‬
‫وكريستيلر ‪.)1999 ،‬‬
‫وبالتالي ‪ ،‬تؤكد المرونة النفسية على كل من العمل الملتزم تجاه أهداف هادفة واليقظة‪ .‬هذا المزيج من‬
‫العمليات المعززة بشكل متبادل من المرجح أن يفسر العديد من فوائد الصحة العقلية واألداء المرتبطة بهذه‬
‫الخاصية الفردية (على سبيل المثال ‪ ،‬انظر ‪ Lloyd، Bond،‬؛‪Bond، Lloyd، & Guenole، 2013‬‬
‫طا بين هذه المتغيرات‪ .‬أظهرت تجارب‬ ‫‪ .)2017 ،& Flaxman‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن البحث ال يظهر فقط ارتبا ً‬
‫التدخل العشوائية المضبوطة في مكان العمل (والعيادة) أن زيادة المرونة النفسية هي اآللية أو الوسيط الذي‬
‫تحسن من خًلله ‪ :ACT‬الصحة العقلية للموظف ()‪Bond‬‬
‫& بونس ‪ 2000 ،‬؛ فًلكسمان آند بوند ‪ 2010 ،‬؛ ‪ )2013 ،Lloyd، Bond، & Flaxman‬وإمكانيات‬
‫االبتكار (‪ )2000 ،Bond & Bunce‬ومستويات اإلرهاق العاطفي والمواقف غير المفيدة تجاه‬
‫مجموعات العمًلء (‪.)2004 ،.Hayes et al‬‬
‫يفترض هذا الفصل أن الجمع بين االلتزام باإلجراءات القائمة على القيم واليقظة (أي المرونة النفسية) المفيدة‬
‫جدًا لألفراد يمكن تصميمه في مؤسسات (وفرق) ‪ ،‬من أجل تحقيق نتائج مفيدة مماثلة في تلك المنظمات‪.‬‬
‫المنظرون‬
‫شددت منذ فترة طويلة على أهمية المرونة للفعالية التنظيمية ‪ ،‬مشيرة إلى أنه من أجل متابعة أهدافها‬
‫الرئيسية ‪ ،‬تحتاج المنظمات إلى هياكل وعمليات وتقنيات واستراتيجيات (تسمى م ًعا "الخصائص التنظيمية")‬
‫التي يمكن أن تساعدها على التكيف عبر أبعاد مثل الوقت والمدى والنية والتركيز ( ‪Golden & Powell‬‬
‫نادرا ما يميل هؤالء المنظرون إلى مناقشة كيف يمكن لألحداث النفسية للموظفين‬ ‫‪ .)2000 ،‬ومع ذلك ‪ً ،‬‬
‫أن تمنع ‪ ،‬أو حتى تقوض ‪ ،‬التحديد والتنفيذ األمثل لهذه الخصائص ‪ ،‬وبالتالي تثبيط المرونة التنظيمية ‪،‬‬
‫ونتيجة لذلك ‪ ،‬الفعالية‪.‬‬
‫أحد االستثناءات الملحوظة هو ‪ ، )1955( Jaques‬وهو محلل نفسي كًليني ساعد في إنشاء معهد‬
‫تافيستوك للعًلقات اإلنسانية في لندن‪ .‬افترض أن القادة والعاملين يتعاونون دون وعي لتصميم الخصائص‬
‫ضا للدفاع‬
‫التنظيمية ‪ ،‬ليس فقط لتحقيق الهدف األساسي للشركة (على سبيل المثال ‪ ،‬تصنيع منتج) ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫عن الموظفين ضد األفكار والمشاعر غير المرغوب فيها (على سبيل المثال ‪ ،‬من خًلل التوحيد القياسي ‪-‬‬
‫و ‪ ،‬وبالتالي ‪ ،‬ربما تكون عمليات نزع اإلنسانية)‪ .‬إذا لم تكن آليات الدفاع هذه "واعية" للقادة ‪ ،‬فإنها تنتج‬
‫منظمة صارمة أقل فعالية في تحقيق أهدافها‪ .‬حتى يومنا هذا ‪ ،‬ال يزال علماء النفس في العمل يستخدمون‬
‫تدخل ‪ Tavistock's T-group‬كجزء من جهودهم لتوعية القادة بعمليات المجموعة التي قد تؤدي إلى‬
‫خصائص وثقافات تنظيمية غير مفيدة‪.‬‬
‫كما حدث مع مبادئ التحليل النفسي ‪ ،‬أعتقد أنه يمكننا توسيع نطاق مفهوم المرونة النفسية إلى المستوى‬
‫التنظيمي‪ .‬من خًلل القيام بذلك ‪ ،‬يمكننا تقديم حساب معاصر قائم على التجربة لكيفية إنشاء والحفاظ على‬
‫المنظمات المرنة التي تساعد الموظفين على التعامل مع األحداث النفسية الصعبة بطرق تعزز صحتهم‬
‫العقلية ‪ ،‬فضًلً عن األهداف القائمة على القيم للمنظمات‪ .‬للقيام بذلك ‪ ،‬سأفصل كيف يمكننا تصميم‬
‫الخصائص التنظيمية التي تنتج مؤسسة "واعية" وملتزمة بمتابعة قيمها‪ .‬سأجادل بأنه يمكننا بناء هذا النموذج‬
‫من المرونة التنظيمية باستخدام المبادئ والنماذج واالستراتيجيات الموجودة للسلوك التنظيمي (‪OB). OB‬‬
‫هو مجال دراسة يبحث في تأثير ذلك الفرد‬
‫(على سبيل المثال ‪ ،‬الشخصية ‪ ،‬الصحة العقلية) ‪ ،‬المجموعة (على سبيل المثال ‪ ،‬القيادة ‪ ،‬الفرق) ‪،‬‬
‫والخصائص التنظيمية (على سبيل المثال ‪ ،‬الهيكل ‪ ،‬العمليات) لها الفعالية التنظيمية (بما في ذلك صحة‬
‫األفراد) (روبينز‬
‫& القاضي ‪ .) 2007 ،‬سأسعى إلى تطوير هذا النموذج من خًلل تحديد الهياكل والعمليات والتقنيات‬
‫واالستراتيجيات التي تتوافق مع هدف علم السلوك السياقي ( ‪ Hayes ، Barnes-Holmes‬؛ ‪CBS‬‬
‫‪ ، )2012 ، ، & Wilson‬والتي تعتمد عليها المرونة النفسية (ومن ثم ‪ ) ACT‬مبني على‪.‬‬

‫علم السلوك السياقي والسلوك التنظيمي‬


‫الهدف من ‪ CBS‬هو تطوير العلوم والممارسات التي تتنبأ بالسلوك البشري وتؤثر عليه ‪ ،‬وعلى وجه‬
‫التحديد ‪ ،‬السلوك الذي يعمل على تحقيق األهداف المرتبطة بمجموعة من القيم المفصلة ( ‪Hayes et‬‬
‫‪ .)2012 ، .al‬بالنسبة إلى المنظمة التي تروج لـ ‪ ، CBS‬وهي جمعية العلوم السلوكية السياقية ‪ ،‬فإن‬
‫هذه القيم تهدف إلى تخفيف المعاناة البشرية وتعزيز رفاهية اإلنسان‪( .‬تمشيا مع جذورها الفلسفية السياقية‬
‫الوظيفية ‪ ،‬تتصور ‪ CBS‬السلوك على المستوى العضوي‪ :‬كل ما يفعله اإلنسان ‪ ،‬بما في ذلك التمثيل‬
‫‪ ،‬والوميض ‪ ،‬والتفكير ‪ ،‬والشعور ‪ ،‬والتذكر ‪ ،‬وما إلى ذلك ؛ ‪Hayes et al. ، 2012).‬‬
‫يتطلب تحقيق هدف التنبؤ بالسلوك البشري والتأثير عليه أن نقوم بتحليل سلوك الشخص بأكمله في‬
‫السياق الذي يحدث فيه‪ .‬وفقًا لـ ‪ ، CBS‬يتم تعريف هذا السياق من خًلل تفاعل الوضع الحالي ونتائج‬
‫نظرا لتاريخ الفرد (الجيني والبيولوجي والتاريخي)‪ .‬هذا التحليل لـ "الفعل في‬
‫سلوك الفرد في تلك الحالة ‪ً ،‬‬
‫السياق" هو تحليل عملي ‪ ،‬من حيث أنه يسمح لنا بفهم األفعال بالمعنى الوظيفي ؛ يسمح لنا بمعرفة سبب‬
‫حدوثها ‪ ،‬أو ما الذي يحاولون تحقيقه‪ .‬يرشدنا في تصميم التدخًلت التي يمكن أن تسمح لنا بتغيير السلوك‬
‫‪ -‬عن طريق تغيير السياق الذي يحدث فيه ‪ -‬وذلك لتعزيز رفاهية اإلنسان وفعاليته في مكان العمل‪.‬‬
‫ً‬
‫تحليًل وظيفيًا للفعل في السياق‬ ‫إن هدف ‪ CBS‬المتمثل في التنبؤ بالسلوك والتأثير عليه ‪ ،‬والذي يتطلب‬
‫ضا تحديد ‪ ،‬في ذلك‬
‫‪ ،‬يتطلب منا أي ً‬
‫التحليل ‪ ،‬متغير يمكننا بالفعل معالجته (أو التأثير عليه)‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬ضع في اعتبارك التحليل الوظيفي التالي‪:‬‬
‫"من أجل زيادة اإلنتاجية في قسم معين ‪ ،‬نحتاج إلى زيادة مشاركة الموظفين وتحفيزهم"‪ .‬قد يمثل هذا التحليل‬
‫حسابًا دقيقًا لألحداث ؛ في الواقع ‪ ،‬تُظهر األبحاث أن مشاركة الموظفين وتحفيزهم هما عامًلن تنبؤان ممتازان‬
‫لإلنتاجية (على سبيل المثال ‪ Barrick ،‬و ‪ Stewart‬و ‪ .)2002 ، Piotrowski‬ومع ذلك ‪ ،‬من منظور‬
‫عملي ‪ ،‬فإنه ليس مفيدًا للغاية بالنسبة لنا ‪ ،‬ألنه ال يقدم أي إشارة إلى كيف يمكننا التأثير فعليًا على اإلنتاجية ‪،‬‬
‫ألننا ال نستطيع زيادة مشاركة وتحفيز الموظفين بشكل مباشر‪( .‬لألسف ‪ ،‬ربما ال يملك الناس مثل هذه المفاتيح‬
‫على ظهورهم‪ ).‬بدالً من ذلك ‪ ،‬نحتاج إلى إنشاء تحليل سياقي وظيفي لهذا الموقف ‪ ،‬مثل‪" :‬من أجل زيادة‬
‫اإلنتاجية في قسم معين ‪ ،‬نحتاج إلى منح الموظفين مزيدًا من التحكم في كيفية قيامهم بعملهم والتأكد من توعيةهم‬
‫بأهمية ما يقومون به‪ ".‬تشير األبحاث إلى أن زيادة مستويات التحكم وأهمية المهمة تتنبأ بشكل كبير باإلنتاجية‬
‫(على سبيل المثال ‪ ، )1971 ، Hackman & Lawler ،‬ويظهر البحث أنه يمكننا التأثير على هذه المتغيرات‬
‫ضا (على سبيل المثال ‪ )2008 ، Bond ، Flaxman ، & Bunce ،‬؛ وبالتالي ‪ ،‬فإن هذا التحليل األخير‬ ‫أي ً‬
‫يتوافق مع هدفنا السياقي الوظيفي المتمثل في التنبؤ بالسلوك البشري والتأثير عليه من أجل تعزيز صحة نفسية‬
‫وفعالية سلوكية أفضل‪" .‬تشير األبحاث إلى أن المستويات المتزايدة من التحكم وأهمية المهمة تتنبأ بشكل كبير‬
‫باإلنتاجية (على سبيل المثال ‪ ، ) 1971 ، Hackman & Lawler ،‬ويظهر البحث أنه يمكننا التأثير على‬
‫ضا (على سبيل المثال ‪ )2008 ، Bond ، Flaxman ، & Bunce ،‬؛ وبالتالي ‪ ،‬فإن‬ ‫هذه المتغيرات أي ً‬
‫هذا التحليل األخير يتوافق مع هدفنا السياقي الوظيفي المتمثل في التنبؤ بالسلوك البشري والتأثير عليه من أجل‬
‫تعزيز صحة نفسية وفعالية سلوكية أفضل‪" .‬تشير األبحاث إلى أن المستويات المتزايدة من التحكم وأهمية المهمة‬
‫تتنبأ بشكل كبير باإلنتاجية (على سبيل المثال ‪ ، )1971 ، Hackman & Lawler ،‬ويظهر البحث أنه‬
‫ضا (على سبيل المثال ‪)2008 ، Bond ، Flaxman ، & Bunce ،‬‬ ‫يمكننا التأثير على هذه المتغيرات أي ً‬
‫؛ وبالتالي ‪ ،‬فإن هذا التحليل األخير يتوافق مع هدفنا السياقي الوظيفي المتمثل في التنبؤ بالسلوك البشري والتأثير‬
‫عليه من أجل تعزيز صحة نفسية وفعالية سلوكية أفضل‪.‬‬
‫من خًلل متابعة هذا الهدف المتمثل في التنبؤ والتأثير ‪ ،‬يمكننا ضمان تطوير نموذج للمرونة التنظيمية‬
‫يتكون من بنى واستراتيجيات وتقنيات ‪ OB‬التي يمكننا معالجتها من أجل التأثير على الفعالية الفردية والتنظيمية‪.‬‬
‫في الواقع ‪ ،‬يمكن لمثل هذا النموذج العملي أن يساعد جميع الباحثين والممارسين في ‪ OB‬على االستمرار في‬
‫التركيز بالليزر على التأثير على التغيير ‪ ،‬غير مثقل بالتركيبات غير الضرورية التي ال يمكن ألي ممارس‬
‫‪14‬‬
‫‪ OB‬أن يؤثر عليها بشكل مباشر (على سبيل المثال ‪ ،‬الدافع ‪ ،‬جدوى العمل‪).‬‬

‫التوائم الوظيفية‪ :‬المرونة النفسية ونماذج المرونة التنظيمية‬


‫السداسي (يشار إليه بالعامية باسم ‪ hexaflex‬؛ انظر الشكل ‪ )1‬هو تمثيل رسومي للعمليات النفسية‬
‫األساسية الست (تمت مناقشتها‬
‫أدناه) التي تشكل المرونة النفسية ‪ -‬العمليات التي يمكننا التأثير عليها من خًلل تقنيات ‪ ACT‬المختلفة‬
‫(‪ .) 2006 ، .Hayes et al‬تشكل العمليات الموجودة على يسار السداسي (التقبل والتشوه) عمليات اليقظة ‪،‬‬
‫بينما تعزز العمليات الموجودة على اليمين (القيم والعمل الملتزم) االلتزام بعمليات العمل القائمة على القيم‪ .‬يعمل‬
‫االثنان الموجودان في مركز ‪( hexaflex‬اللحظة الحالية والذات كسياق) على تسهيل كًل النوعين من العمليات‪.‬‬
‫في القسم التالي ‪ ،‬سأناقش خصائص ‪ OB‬التي أعتقد أنها ‪ ،‬على المستوى التنظيمي ‪ ،‬مكافئة وظيفيًا لعمليات‬
‫‪ hexaflex‬الست‪ .‬يمكننا التأثير على خصائص ‪( OB‬الموضحة في الشكل ‪ ، )2‬وبذلك ‪ ،‬أؤكد أنه يمكننا‬
‫تصميم منظمات "واعية" (أو منفتحة وواعية) وملتزمة بتعزيز قيمها ؛ بعبارات أخرى‪،‬‬
‫كما تمت مناقشته في القسم التالي ‪ ،‬فإن الخصائص التنظيمية الست التي تشكل ‪ orgflex‬تخدم وظيفة ذات‬
‫صلة بالعملية النفسية المقابلة لها (مكانيًا) في ‪( hexaflex‬قارن الشكلين ‪ 1‬و ‪ )2‬؛ وبالتالي ‪ ،‬يقع "الغرض‬
‫واألهداف" في ‪ orgflex‬في نفس وضع "القيم" في ‪ ، hexaflex‬وأنا أؤكد أنها تخدم وظائف مماثلة من حيث‬
‫تحديد مسار ذي مغزى في حياة المنظمة أو الفرد ‪ ،‬على التوالي ‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬من المفترض أن كل‬
‫خاصية تنظيمية في ‪ orgflex‬يمكن أن تعزز ‪ ،‬بدرجات متفاوتة ‪ ،‬في األفراد العاملين ‪ ،‬العملية النفسية المقابلة‬
‫على ‪ hexaflex‬؛ وبالتالي ‪ ،‬منظمة منفتحة على االنزعاج (على سبيل المثال ‪،‬‬
‫الشكل ‪ .1‬نموذج المرونة النفسية ‪ACT‬‬

‫الشكل ‪ .2‬نموذج المرونة التنظيمية‬

‫الخصائص الست للمرونة التنظيمية‬


‫الغرض واألهداف‬
‫بالنسبة لألفراد ‪ ،‬تشير القيم ‪ ،‬في نظام ‪ ACT‬السداسي ‪ ،‬إلى اتجاه السفر الذي يختار األشخاص القيام‬
‫به ؛ يعطون معنى لحياتهم ‪ ،‬ويحتاج الناس إلى العمل باستمرار من أجلهم ‪ ،‬حيث ال يمكن تحقيقهم أو‬
‫استمرارهم إلى األبد (إن وجد) (‪ ) 2012 ، .Hayes et al‬؛ على سبيل المثال ‪ ،‬يجب على الشخص‬
‫أن يعمل باستمرار ليكون شري ًكا محبًا‪ :‬ال يمكن تحقيق ذلك إلى األبد‪ .‬وبالمثل ‪ ،‬تشير أدبيات ‪ OB‬إلى‬
‫أهمية الغرض من المنظمة‪ .‬مثل القيمة ‪ ،‬فإنه يوجه أهداف المنظمة (أو الرؤية) واإلجراءات اليومية‬
‫(أو المهمة) (ماركيز ‪ ،‬جلين ‪ ،‬وديفيز ‪ .)2007 ،‬الغرض التنظيمي له ثًلث خصائص‪:‬‬
‫(‪ )1‬يلبي حاجة في العالم تعمل على جعل العالم مكا ًنا أفضل (على سبيل المثال ‪ ،‬أي شيء من صنع آالت‬
‫لعًلج السرطان إلى توفير الترفيه للناس) ؛ (‪ )2‬يلبي حاجة المجتمع (على سبيل المثال ‪ ،‬توفير وسائل النقل‬
‫لسكان لندن) ؛ و (‪ )3‬كما هو الحال مع تعريف ‪ ACT‬للقيمة ‪ ،‬فهي طموحة ولكنها غير مستدامة (على‬
‫سبيل المثال ‪" ،‬الحفاظ على حياة اإلنسان وتحسينها" ‪ -‬مستحضرات ميرك الصيدالنية) (ماركيز وآخرون‬
‫‪.)2007 ،‬‬

‫العمل المخطط‬
‫بالنسبة إلى ‪ ، hexaflex‬يتضمن مصطلح اإلجراء الملتزم تحديد اإلجراءات ‪ ،‬أو األهداف ‪ ،‬التي يلتزم‬
‫األفراد باتخاذها ‪ ،‬من أجل التحرك نحو قيمهم (‪ .)2012 ، .Hayes et al‬وبالمثل ‪ ،‬بالنسبة لـ ‪، orgflex‬‬
‫تحتاج المنظمات إلى اتخاذ اإلجراءات المخطط لها من أجل تعزيز غرضها وأهدافها‪ .‬أستخدم مصطلح مخطط‬
‫‪ ،‬بدالً من االلتزام ‪ ،‬لـ ‪ ، orgflex‬من أجل تسليط الضوء على صعوبة تخطيط وتنفيذ الخطوات المترابطة‬
‫(ربما عبر العديد من اإلدارات) الًلزمة لتحقيق هدف تنظيمي‪ .‬في الواقع ‪ ،‬ينعكس خطر فشل الهدف ‪ ،‬بسبب‬
‫نقص التخطيط الكافي ‪ ،‬في أدبيات ‪ ، OB‬حيث يمكن للمرء أن يجد العديد من األساليب المختلفة إلدارة‬
‫المشروع ؛ لديهم جميعًا قواسم مشتركة ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬االستراتيجيات والعمليات المخططة لضمان تسليم المشروع‬
‫(أي الهدف) بالفعل‪ .‬الذي أدافع عنه للترويج للعمل المخطط في ‪ orgflex‬يسمى "تعريف المشروع" (مارتن ‪،‬‬
‫‪ .)2009‬تحدد هذه العملية "الم شروع" (أو الهدف) الذي من أجله ‪ ،‬والعمليات ذات الصلة التي تعمل بها الفرق‬
‫والمؤسسات من أجل تعزيز المنظمة‬
‫غاية‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬مثلما يعتمد اإلجراء الملتزم على قيم الفرد ‪ ،‬فإن عملية تعريف المشروع مرتبطة بشكل واضح‬
‫بالغرض من المنظمة‪ .‬هذا االرتباط المؤكد هو سبب رئيسي وراء اعتقادي أن هذا المنهج للعمل المخطط له‬
‫مشابه لإلجراء الملتزم في ‪hexaflex.‬‬
‫بالنسبة لألفراد ‪ ،‬من المرجح أن يتضمن اتخاذ إجراء ملتزم إنشاء خطة عمل تحدد الهدف ‪ ،‬وكيف سيتم‬
‫تحقيقه ‪ ،‬والعوائق النفسية والخارجية التي قد تعترض طريق تحقيق الهدف ‪ ،‬وربما حتى إطار زمني يتم‬
‫فيه تحقيق األهداف الفرعية وسيتم تحقيق الهدف نفسه (‪،Bond، Hayes، Barnes-Holmes‬‬
‫‪ .)2006‬بالنسبة للمنظمات ‪ ،‬يعد تعريف المشروع عملية محددة جيدًا (انظر مارتن ‪ )2009 ،‬والتي يجب‬
‫أن تؤدي إلى ما يلي‪ :‬تعريف المشكلة (على سبيل المثال ‪ ،‬أين نحن اآلن وأين نحتاج إلى الذهاب) ؛ تحديد‬
‫نتيجة المشروع (أو الهدف) ؛ خطة المشروع التي تحدد منهج التحليل والتصميم وإكمال الخطة ‪ ،‬باإلضافة‬
‫وأخيرا ‪ ،‬يجب أن تحدد بوضوح فريق المشروع وقائد المشروع‬ ‫ً‬ ‫إلى الجدول الزمني لجميع هذه العمليات ؛‬
‫وهيكل التقارير‪.‬‬
‫باإلضافة إلى التركيز ع لى تحديد القيم ‪ /‬األهداف المستندة إلى الغرض ‪ ،‬فإن التشابه الثاني بين اإلجراء‬
‫الملتزم وتعريف المشروع هو أنه ‪ ،‬بالنسبة لكليهما ‪ ،‬يُنظر إلى المشكًلت على أنها جزء ال مفر منه من‬
‫العمل نحو األهداف ‪ ،‬ويجب توقعها ومعالجتها ( ‪Hayes ، Villate، Leven، & Hildebrandt،‬‬
‫‪ Martin‬؛‪ .)2009 ،2011‬في ‪ ، ACT‬تعتبر "المشاكل" (النفسية) مثل القلق واألحداث الداخلية األخرى‬
‫غير المرغوب فيها "طبيعية" ‪ ،‬وليست شيئًا يحتاج إلى التغيير أو التخلص منه ‪ ،‬من أجل تحقيق أهداف‬
‫المرء‪ .‬وبالمثل ‪ ،‬في منهج تعريف المشروع ‪ ،‬ال يُنظر إلى المشكًلت على أنها عًلمات على المتاعب ‪،‬‬
‫أو غير مرغوب فيها ‪ ،‬أو تستحق اللوم ‪ ،‬أو حتى مهددة بتحقيق الهدف ؛ بدالً من ذلك ‪ ،‬يتم تقبلها كجزء ال‬
‫مفر منه من العملية ويجب الكشف عنها ومعالجتها في أسرع وقت ممكن‪ .‬هكذا‪ ،‬ينظر كل من العمل الملتزم‬
‫ومنهج العمل المخطط لتعريف المشروع إلى الم شكًلت كجزء طبيعي من العمل نحو األهداف ؛ يجب أن‬
‫يتم تقبل هم ومعالجتهم ‪ ،‬لكنهم ال يحتاجون إلى أن يقفوا في طريق تحقيق تلك األهداف‪.‬‬
‫االستجابة الظرفية‬
‫بالنسبة إلى ‪ ، hexaflex‬فإن الذات كسياق (‪ )SAC‬هي عملية معقدة لها مجموعة واسعة من اآلثار النفسية‬
‫لمسائل تتراوح من الصحة العقلية واضطراب طيف التوحد إلى القدرة المعرفية (‪.)2012 ، .Hayes et al‬‬
‫ألغراض ‪ ، orgflex‬هناك وظيفة معينة لـ ‪ SAC‬لها صلة أكبر بالمنظمات‪ SAC :‬هي مساحة نفسية يمكن‬
‫للناس من خًللها مًلحظة تصوراتهم الذاتية (على سبيل المثال ‪" ،‬أنا شخص خجول" ‪" ،‬أنا قائد فعال ") دون‬
‫وجود مثل هذه التصورات تحدد أفعالهم بشكل مفرط (‪ .)2012 ، .Hayes et al‬بدالً من ذلك ‪ ،‬من منظور‬
‫‪ ، SAC‬يكون األشخاص أكثر قدرة على اتخاذ إجراءات ‪ ،‬في سياق معين ‪ ،‬تكون أكثر اتساقًا مع قيمهم (على‬
‫سبيل المثال ‪ ،‬العًلقة الحميمة) من أفكارهم حول من هم (على سبيل المثال ‪" ،‬أنا غير محبوب شخص ") ومن‬
‫ليسوا (" أنا لست واثقًا ")‪.‬‬
‫المنظمات المستجيبة للظروف هي تلك التي تسعى بشدة وتتفاعل مع التعليقات من بيئة مهامها (‪، Leavitt‬‬
‫‪ :) 1965‬العمًلء ‪ ،‬والمنافسون ‪ ،‬والموردون ‪ ،‬والمنظمون الحكوميون ‪ ،‬والنقابات‪ .‬يتخذون قرارات تشغيلية‬
‫واستراتيجية تستند بشكل أكبر إلى تلك التعليقات (التي تتضمن أبحاث السوق ‪ ،‬وتعليقات العمًلء ‪ ،‬ومشاركة‬
‫النقابات) ‪ ،‬وبدرجة أقل على عًلمتهم التجارية (على سبيل المثال ‪ ،‬آمنة وموثوق بها) وثقافتهم ("هذه هي‬
‫الطريقة التي نؤدي بها األشياء هنا" )‪ .‬كما هو الحال مع األشخاص الذين يبنون أفعالهم بشكل مفرط على‬
‫تصوراتهم الذاتية ‪ ،‬من المرجح أن تكون المنظمات التي تبني أفعالها بشكل مفرط على عًلمتها التجارية أو‬
‫ثقافتها ‪ /‬تاريخها أقل مرونة وقابلية للتكيف ‪ ،‬وبالتالي أقل قدرة على متابعة أهدافها ‪ /‬قيمها وأهدافها بشكل فعال‪.‬‬
‫كما الحظ ‪ ، )1965( Leavitt‬لكي تظل المنظمات فعالة ‪ -‬لمتابعة أغراضها وأهدافها ‪ -‬يجب أن تتكيف بنجاح‬
‫مع التغييرات في بيئة مهامها‪ .‬أولئك الذين يتورطون بشكل مفرط في عًلمتهم التجارية أو ثقافتهم يجدون‬
‫صعوبة في إجراء تلك التغييرات الضرورية‪.‬‬
‫الحظ المنظرون التنظيميون منذ فترة طويلة مدى صعوبة تغيير المؤسسات لثقافاتها وكيف تقدم نفسها‬
‫للجمهور (أي عًلمتها التجارية)‪ .‬يمكن أن تكون أسباب هذه الصًلبة المدمرة للذات عديدة ‪ ،‬لكن ‪Bion‬‬
‫مثيرا للقلق بشكل خاص‪ :‬يميل الموظفون على جميع المستويات إلى التواطؤ الًلإرادي‬ ‫(‪ )1948‬أبرز سببًا ً‬
‫لتصميم وصيانة هياكل العمل والعمليات الصلبة التي تعمل لمساعدتهم على تقليل غير المرغوب فيهم‪.‬‬
‫األحداث النفسية (على سبيل المثال ‪ ،‬من خًلل طلب عمليات موافقة معقدة بًل داع تثبط االبتكار ‪ ،‬واألهم‬
‫من ذلك ‪ ،‬عدم االرتياح الذي يمكن أن يصاحب ذلك)‪ .‬التغيير صعب بما فيه الكفاية ‪ ،‬ولكنه يكون أكثر‬
‫صعوبة إذا كانت خصائص العمل التي تتطلب التغيير تعمل لمنع الموظفين من الشعور بعدم الراحة من‬
‫نوع ما‪ .‬إن أدبيات التطوير التنظيمي مليئة باالستراتيجيات للتغلب على هذه "المقاومة النفسية للتغيير" (على‬
‫سبيل المثال ‪ .)1999 ، French & Bell ،‬إحدى هذه الطرق هي "تصميم" (أو على األقل تقليل) الهياكل‬
‫والعمليات الجامدة التي يمكن أن تمنع االستجابة الظرفية‪ .‬يتم تحقيق ذلك جزئيًا من خًلل تصميم العمل‬
‫الفعال‪.‬‬

‫تصميم العمل الفعال‬


‫التشوه المعرفي هو منهج يتبعه الناس تجاه أحداثهم الداخلية ويغير الوظائف غير المرغوب فيها لتلك األحداث‬
‫دون تغيير شكلها أو تواترها أو حساسيتها الظرفية (‪ .)2012 ، .Hayes et al‬بعبارة أخرى ‪ ،‬ينطوي نزع‬
‫الوباء على تغيير الطريقة التي يتفاعل بها األشخاص مع تجاربهم الخاصة بحيث ‪ ،‬في حين أن هذه التجارب‬
‫قد ال تزال موجودة ‪ ،‬لم يعد ل ديهم آثار نفسية ‪ /‬سلوكية ضارة عليهم‪ .‬وبالمثل ‪ ،‬لطالما افترض الباحثون‬
‫التنظيميون أن األشكال المختلفة لتصميم العمل ‪ -‬أي الطرق التي يتفاعل بها األشخاص مع مهام عملهم ‪ -‬يمكن‬
‫أن تحد من تأثير متطلبات العمل على الصحة البدنية والعقلية لألشخاص‪ .‬ربما يكون نموذج ‪Karasek‬‬
‫(‪ )1979‬للتحكم في المطالب هو األكثر وضو ًحا في هذا التوقع‪ .‬ويؤكد أن الوظائف التي تتطلب الكثير من‬
‫المتطلبات لن يكون لها سوى آثار ضارة على األشخاص ‪ ،‬مثل أمراض القلب التاجية والضغوط النفسية ‪ ،‬إذا‬
‫اضطر األشخاص إلى االقتراب من عملهم دون التحكم الكافي في الوظيفة‪ .‬إذا كانت المنظمات تقدم‬
‫األشخاص الذين لديهم بعض التأثير على كيفية قيامهم بعملهم (حتى لو كان ذلك يتطلب الكثير) ‪ ،‬فلن‬
‫ضا سيؤدون عملهم بشكل أكثر فاعلية ويكونون أكثر‬‫ضررا ‪ ،‬ولكنهم أي ً‬
‫ً‬ ‫يختبروا فقط تأثيرات أقل وأقل‬
‫حما ًسا في تنفيذه‪ .‬تدعم المراجعة الشاملة ألدبيات التحكم في العمل هذه الفرضية إلى حد كبير ( ‪Terry‬‬
‫‪ see also Bond et al.، 2008).‬؛‪& Jimmieson، 1999‬‬
‫ضا تأثيرات مفيدة للتحكم في الوظائف ‪ -‬على‬ ‫تفرض نظريات ‪ OB‬األخرى الراسخة والمدعومة تجريبيا ً أي ً‬
‫سبيل المثال ‪ ،‬نموذج خصائص الوظيفة (‪ ، )1971 ، Hackman & Lawler‬ومنهج النظم االجتماعية‬
‫التقنية (على سبيل المثال ‪ ، )1960 ، Emery & Trist ،‬ومتطلبات الوظيفة ‪ -‬نموذج الموارد (على سبيل‬
‫المثال ‪Bakker ،‬‬
‫& دميروتي ‪ .) 2007 ،‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬تفترض هذه النظريات أن خصائص تصميم العمل األخرى يمكن‬
‫أن يكون لها تأثيرات مفيدة على صحة وأداء ومواقف العمال ؛ يتضمن ذلك الدعم في تنفيذ عمل الفرد ‪ ،‬وفرصة‬
‫القيام بمجموعة متنوعة من المهام ‪ ،‬والقدرة على القيام بعمل كامل من البداية إلى النهاية (على سبيل المثال ‪،‬‬
‫فريق يبني سيارة من البداية إلى النهاية ‪ ،‬أو توجيه شكوى العميل من الوقت الذي يتم فيه حتى وقت حلها)‪.‬‬
‫بالنسبة للتحكم في الوظائف ‪ ،‬هناك أبحاث طويلة األمد وكبيرة تُظهر الفوائد الصحية واألداء لهذه الخصائص‬
‫وغيرها من خصائص تصميم العمل (همفري ونارغانغ ومورجسون ‪.)2007 ،‬‬
‫وبالتالي ‪ ،‬فإن مفاهيم كل من التشتيت والعمل المصمم جيدًا يؤكدان أن األفكار غير المرغوب‬
‫فيها والعمل المتطلب ‪ ،‬على التوالي ‪ ،‬ال يجب بالضرورة أن يؤديا إلى عواقب ضارة‪ :‬فهم يفعلون‬
‫ذلك فقط عندما يتم االقتراب منهم من موقف مدمج أو في سياق فقير‪ .‬تصميم العمل‪ .‬كما يشير‬
‫‪ ، hexaflex‬يمكن لألفراد تغيير السياق الذي يختبرون فيه تجاربهم الداخلية ‪ ،‬ولكن كما يبرز‬
‫‪ ، orgflex‬يمكن للمنظمات فقط إنشاء السياق الذي ينفذ فيه األشخاص (أو يتعاملون) مع عملهم‪.‬‬

‫االنفتاح على االنزعاج‬


‫لن يكون مفاجئًا ألحد أن المنظمات يمكن أن تثير مشاعر صعبة وغير مرغوب فيها لدى الناس‪ .‬يوضح‬
‫‪ hexaflex‬كيف أنه من المفيد لألفراد تقبل تلك المشاعر واالنفتاح عليها في السعي وراءهم‬
‫القيم؛ تؤيد ‪ orgflex‬هذا الموقف المنفتح نفسه على المستوى التنظيمي ‪ ،‬وتدافع أدبيات ‪ OB‬عن العديد‬
‫من الهياكل والعمليات واالستراتيجيات وأساليب القيادة المختلفة التي تتطلب مثل هذا االنفتاح على‬
‫االنزعاج‪ .‬يعد توفير التحكم في الوظائف للعمال أحد مبادئ التصميم التي يجد العديد من المديرين أنها‬
‫تثير القلق ؛ يشمل البعض اآلخر السماح للموظفين بالمشاركة في صنع القرار ؛ التواصل بوضوح‬
‫وانفتاح وصدق مع الموظفين في الوقت المناسب ؛ عملية تعريف المشروع المذكورة أعًله ؛ ومنهج‬
‫تحولي للقيادة ‪ ،‬والذي يتطلب أسلوب قيادة شخصي ومنفتح و "قيادي بالقدوة" (باس ‪.)1998 ،‬‬
‫إذا كان المديرون غير راغبين في تجربة مثل هذا االنزعاج ‪ ،‬فقد ال يعيدون تصميم مؤسساتهم بحيث تعكس‬
‫خصائص ‪ OB‬هذه‪ .‬يمكن أن يؤدي هذا التجنب إلى اإلضرار بكل من فعالية المنظمة وصحة موظفيها‪ .‬عًلوة‬
‫على ذلك ‪ ،‬سيفتقد القادة فرصة ليكونوا نموذ ًجا يحتذى به لموظفيهم فيما يتعلق بكيفية الشعور بعدم الراحة‬
‫واالستمرار في متابعة العمل الهادف ‪ ،‬واألهداف الشخصية بالفعل‪.‬‬

‫وعي‬
‫نظرا ألن ‪ hexaflex‬يدعو إلى ضرورة أن يكون األفراد في الوقت الحاضر وأن يكونوا على دراية‬ ‫ً‬
‫بأحداثهم الداخلية وانفتاحهم عليها ‪ ،‬لذلك تحافظ ‪ orgflex‬على نفس النصيحة للفرق والمؤسسات‪ .‬تتوافق هذه‬
‫النصيحة مع مجال كامل داخل ‪ OB‬يركز على الحفاظ على وعي النظام‪ :‬إدارة الموارد البشرية‪ .‬سيكون لدى‬
‫معظم المؤسسات من أي حجم قسم الموارد البشرية (‪ ) HR‬الذي سيطور السياسات والممارسات التي تعمل إما‬
‫لفهم ما يحدث داخل المنظمة (على سبيل المثال ‪ ،‬من خًلل تقييم األداء واستطًلعات الموظفين) أو لتدريب‬
‫الموظفين (بشكل أساسي) ليكونوا مدركين ألفعالهم (على سبيل المثال ‪ ،‬من خًلل التدريب المتنوع وتخطيط‬
‫التطوير الوظيفي)‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬فإن دور الحفاظ على الوعي ال يكمن فقط في الموارد البشرية‪ .‬لكي يكون لدى المؤسسات أفراد‬
‫وفرق وإدارات مرنة وعالية األداء ‪ ،‬يجب أن تحدث مراقبة متسقة في كل من هذه المستويات‪ .‬على سبيل المثال‬
‫‪ ،‬أحد األساليب المفيدة التي يمكن للقادة استخدامها مع فرقهم أو‬
‫يشار إلى اإلدارات باسم "تتبع القرار" (مارتن ‪ .)2009 ،‬يهدف هذا المنهج للحفاظ على الوعي إلى‬
‫الحصول على تغذية راجعة فورية تقريبًا على النتائج ‪ ،‬من أجل تحسين كل من عملية التعلم وصنع‬
‫القرار‪ .‬يسجل صانعو القرار ‪ -‬حتى لو لم يكونوا قادة رسميين ‪ -‬القرار الذي اتخذوه للتو ‪ ،‬جنبًا إلى‬
‫جنب مع النتائج التي يتوقعونها ‪ ،‬ثم قرأوا الحقًا تلك الوثيقة للتفكير والتعلم من عواقب القرار‪.‬‬

‫المنظمات القيادية والمرنة‬


‫يسلط ‪ orgflex‬الضوء على خصائص ‪ OB‬التي يمكن أن تنتج تنظي ًما مر ًنا ‪ ،‬وبالتالي ً‬
‫فعاال وصحيًا ‪ ،‬لكن‬
‫القادة الكبار والمتوسطين يحتاجون إلى تصميم هذه الخصائص وصيانتها وتغييرها استراتيجيًا‪ .‬ويؤكد هنا أنه‬
‫من أجل القيام بذلك بشكل فعال ‪ ،‬يحتاج هؤالء القادة إلى أن يكونوا مرنين من الناحية النفسية‪ .‬من غير المرجح‬
‫أن يكون القادة المتجنبون غير الواعين على استعداد لتجربة االنزعاج المحتمل أو الغموض أو عدم اليقين الذي‬
‫يمكن أن ينجم عن تزويد عمالهم بالتحكم في الوظائف ‪ ،‬والنظر في الحلول البديلة للمشاكل ‪ ،‬واتخاذ منهج ملتزم‬
‫إلكمال المشروع‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬مثلما يس ِّهل اليقظة تحديد القيم لألفراد ‪ ،‬يُعتقد أن القادة الواعين ‪ -‬أو‬
‫المنفتحين والواعين ‪ -‬قادرون بشكل أكثر وضو ًحا على تحديد الهدف والرؤية ‪،‬‬
‫ال يزال يتعين على البحث دراسة العًلقة بين المرونة النفسية للقادة ومرونة منظماتهم ‪ ،‬ولكن من المأمول‬
‫أن يحفز هذا الفصل مثل هذه التحقيقات‪ .‬إذا تم العثور على مثل هذه العًلقة ‪ ،‬فإن تدخًلت ‪ ACT‬في موقع‬
‫العمل ستكون مفيدة لزيادة المرونة النفسية للقادة‪ .‬كما هو مذكور أعًله ‪ ،‬أظهرت األبحاث أن تدخًلت ‪ACT‬‬
‫في مكان العمل فعالة في تحسين إنتاجية العمال ‪ ،‬والصحة العقلية ‪ ،‬والمواقف (‪ )2013 ، .Bond et al‬؛‬
‫وغالبًا ما يُنظر إلى زيادة المرونة النفسية على أنها اآل لية التي تنتج بها تدخًلت العًلج القائم على األرتيميسينين‬
‫آثارها المفيدة‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬من خًلل زيادة المرونة النفسية للقادة ‪ ،‬قد يكونون في وضع أفضل‬
‫الموقف (بمساعدة خبير ‪ ،‬ربما) لتصميم وتنفيذ وصيانة خصائص ‪ OB‬المحددة في ‪orgflex.‬‬

‫االستنتاجات‬
‫يسلط ‪ orgflex‬الضوء على الخصائص التنظيمية التي يُفترض أنها ستنتج منظمة أكثر مرونة ‪ ،‬وبالتالي ‪،‬‬
‫أكثر إنتاجية وصحة‪ .‬أشارت األبحاث إلى أن هذه الخصائص مرتبطة ‪ ،‬بشكل فردي ‪ ،‬بالمنظمات ذات األداء‬
‫األفضل ‪ ،‬وفي حالة تصميم العمل الفعال ‪ ،‬فإن الصحة العقلية أفضل (همفري وآخرون ‪ .)2007 ،‬لم يتحقق‬
‫البحث بعد في الفرضيات القائلة بأن (‪ )1‬الخصائص الست في ‪ orgflex‬تتحد لتؤثر على اإلنتاجية والصحة ‪،‬‬
‫و‬
‫(‪ )2‬أنهم يفعلون ذلك من خًلل زيادة المرونة التنظيمية‪ .‬حتى إذا كان البحث المستقبلي يدعم هاتين‬
‫الفرضيتين ‪ ،‬فإن هذا الفصل ال يؤكد أن الخصائص المحددة في ‪ orgflex‬هي الوحيدة التي يمكن أن تعزز‬
‫المرونة التنظيمية‪ .‬في الواقع ‪ ،‬طور ‪ )2010( Hayes‬نموذ ًجا للمرونة التنظيمية لم يتم إبًلغه صراح ًة‬
‫بأدبيات ‪ ، OB‬ولكن باألحرى من خًلل مبادئ ‪ )1990( Ostrom‬للتصميم األساسي لفعالية المجموعة‪.‬‬
‫كما أبرزه ‪ ، hexaflex‬مع ذلك ‪ ،‬هناك ش عور بأن المرونة سيتم تعزيزها على أفضل وجه عندما ال تسعى‬
‫المنظمات بنشاط فقط لتحقيق هدفها ورؤيتها ورسالتها ‪ ،‬ولكن عندما تفعل ذلك "بوعي" ؛ أي عندما يكونون‬
‫منفتحين ومدركين لعملياتهم وبيئاتهم الداخلية والخارجية‪ .‬من المأمول أن يعمل ‪ orgflex‬على التأكيد ‪،‬‬
‫على وجه الخصوص ‪ ،‬على هذه النقطة األخيرة‪.‬‬

‫مراجع‬
‫‪ .)2007( .Bakker، AB، & Demerouti، E‬نموذج متطلبات الموارد الوظيفية‪ :‬حالة من الفن‪ .‬مجلة علم النفس اإلداري ‪،‬‬
‫‪.328-309 ، 22‬‬
‫باريك ‪ ،‬إم آر ‪ ،‬ستيوارت ‪ ،‬جي إل ‪ ،‬وبيوتروفسكي ‪ ،‬إم‪ .)2002( .‬الشخصية واألداء الوظيفي‪ :‬اختبار التأثيرات الوسيطة للتحفيز‬
‫بين مندوبي المبيعات‪ .‬مجلة علم النفس التطبيقي ‪.43 ، 87 ،‬‬
‫باس ‪ .)1998( BM ،‬القيادة التحويلية‪ .‬هيلزديل ‪ ،‬نيوجيرسي‪ :‬لورانس إيرلبوم‪.‬‬
‫بيون ‪ ،‬دبليو آر (‪ .)1948‬الخبرات في مجموعات‪ .‬العًلقات اإلنسانية ‪.320-314 ، 1 ،‬‬
‫‪ .) 2000( .Bond ، FW ، & Bunce ، D‬وسطاء التغيير في تدخًلت إدارة اإلجهاد في موقع العمل التي تركز على العاطفة وتركز‬
‫على المشكلة‪ .‬مجلة علم نفس الصحة المهنية ‪-156 ، 5 ،‬‬
‫‪163.‬‬
‫‪ .)2008( .Bond ، FW ، Flaxman ، PE ، & Bunce ، D‬تأثير المرونة النفسية على إعادة تصميم العمل‪ :‬اإلشراف‬
‫الوسيط لتدخل إعادة تنظيم العمل‪ .‬مجلة علم النفس التطبيقي ‪.654-645 ، 93 ،‬‬
‫‪Bond، FW، Hayes، SC، Baer، RA، Carpenter، KM، Guenole، N.، Orcutt، HK،… Zettle، RD‬‬
‫(‪ .)2011‬الخصائص السيكومترية األولية الستبيان التقبل والعمل‪ :II -‬مقياس منقح للتصلب النفسي والتجنب التجريبي‪ .‬العًلج‬
‫السلوكي ‪.688-676 ، 42 ،‬‬
‫‪ .)2006( .Bond ، FW ، Hayes ، SC ، & Barnes-Homes ، D‬المرونة النفسية ‪ ، ACT ،‬والسلوك التنظيمي‪.‬‬
‫مجلة إدارة السلوك التنظيمي ‪.54-25 ، 26 ،‬‬
‫‪ .)2013( .Bond ، FW ، Lloyd ، J. ، & Guenole ، N‬استبيان التقبل والعمل المتعلق بالعمل (‪ :)WAAQ‬النتائج‬
‫النفسية األولية وآثارها لقياس المرونة النفسية في سياقات محددة‪ .‬مجلة علم النفس المهني والتنظيمي ‪.347-331 ، 86 ،‬‬
‫‪ .)2003( Brown، KW، & Ryan، RM‬فوائد التواجد‪ :‬اليقظة ودورها في الرفاه النفسي‪ .‬مجلة الشخصية وعلم النفس االجتماعي ‪84 ،‬‬
‫‪.848-822 ،‬‬
‫دي بورد ‪ ،‬ر‪ .)1978( .‬التحليل النفسي للمنظمات‪ :‬منهج التحليل النفسي للسلوك‬
‫في المجموعات والمنظمات‪ .‬لندن‪ :‬تافيستوك‪.‬‬
‫‪ .)1960( Emery، FE، & Trist، EL‬النظم االجتماعية والتقنية‪ .‬في & ‪CW Churchman‬‬
‫م‪ .‬فيرهولست (محرران) ‪ ،‬علوم اإلدارة‪ :‬نماذج وتقنيات (المجلد ‪ .)2‬أكسفورد‪ :‬بيرغامون‪Flaxman ، PE ، & Bond ، FW .‬‬
‫(‪ .)2010‬مقارنة عشوائية موقع العمل للتقبل و‬
‫االلتزام بالعًلج والتدريب على التلقيح ضد اإلجهاد‪ .‬بحوث السلوك والعًلج ‪.820-816 ، 48 ،‬‬
‫الفرنسية ‪ .)1999( WL ، & Bell ، CH ،‬تطوير المنظمة‪ :‬تدخًلت العلوم السلوكية ل‬
‫تحسين المنظمة‪ .‬إنجليوود كليفس ‪ ،‬نيوجيرسي‪ :‬برنتيس هول‪.‬‬
‫غولدن ‪ ،‬دبليو ‪ ،‬وباول ‪ ،‬ب‪ .)2000( .‬نحو تعريف المرونة‪ :‬بحثا عن الكأس المقدسة؟ أوميغا ‪.384-373 ، 28 ،‬‬
‫هاكمان ‪ ،‬جي آر ‪ ،‬ولولر ‪ ،‬إي (‪ .)1971‬ردود فعل الموظف على خصائص الوظيفة‪ .‬مجلة علم النفس التطبيقي ‪-259 ، 55 ،‬‬
‫‪.286‬‬
‫‪ ، 2010( Hayes ، SC‬يونيو)‪ .‬القيم والعًلقات اللفظية والرحمة‪ :‬هل يمكننا القيام بعمل أفضل لمواجهة التحديات العالمية؟ ورقة مقدمة‬
‫في المؤتمر العالمي السنوي ‪ ، ACBS‬رينو ‪ ،‬نيفادا‪.‬‬
‫‪ .)2012( Hayes، SC، Barnes-Holmes، D.، & Wilson، KG‬علم السلوك السياقي‪ :‬خلق علم أكثر مًلءمة لتحدي‬
‫حالة اإلنسان‪ .‬مجلة العلوم السلوكية السياقية ‪.16-1 ، 1 ،‬‬
‫‪ .)2006( .Hayes، SC، Luoma، JB، Bond، FW، Masuda، A.، & Lillis، J‬عًلج التقبل وااللتزام‪ :‬النموذج والعمليات والنتائج‪.‬‬
‫بحوث وعًلج السلوك ‪.25-1 ، 44 ،‬‬
‫‪ .)1999( Hayes، SC، Strosahl، KD، & Wilson، KG‬عًلج التقبل وااللتزام‪:‬‬
‫منهج تجريبي لتغيير السلوك‪ .‬نيويورك‪ :‬جيلفورد‪.‬‬
‫& ‪Hayes، SC، Strosahl، KD، Wilson، KG، Bassett، RT، Pastorally، J.، Toarmino، D.،‬‬
‫‪ .)2004( McCurry، SM‬قياس التجنب التجريبي‪ :‬اختبار أولي لنموذج العمل‪ .‬سجل نفسي ‪.578-553 ، 54 ،‬‬
‫‪ .)2011( .Hayes، SC، Villatte، M.، Levin، M.، & Hildebrandt، M‬منفتحة وواعية ونشطة‪ :‬المناهج السياقية‬
‫باعتبارها اتجاهًا ناشئًا في العًلجات السلوكية والمعرفية‪ .‬المراجعة السنوية لعلم النفس العيادي ‪.168-141 ، 7 ،‬‬
‫همفري ‪ ،‬إس إي ‪ ،‬نارغانغ ‪ ،‬جي دي ‪ ،‬ومورجسون ‪ ،‬إف بي (‪ .) 2007‬دمج ميزات تصميم العمل التحفيزي واالجتماعي والسياقي‪ :‬ملخص تحليلي‬
‫تلوي وامتداد نظري للعمل‬
‫أدب التصميم‪ .‬مجلة علم النفس التطبيقي ‪.1332 ، 92 ،‬‬
‫جاك ‪ ،‬إي (‪ .)1955‬النظم االجتماعية كدفاع ضد القلق االضطهادي واالكتئاب‪.‬‬
‫في ‪ ،).M. Klein، P. Heimann، & R. Money-Kyrle (Eds‬اتجاهات جديدة في التحليل النفسي‪ .‬لندن‪:‬‬
‫تافيستوك‪.‬‬
‫كابات زين ‪ ،‬ج‪ .)1990( .‬كارثة كاملة‪ :‬استخدام حكمة عقلك وجسدك في مواجهة‬
‫اإلجهاد واأللم والمرض‪ .‬نيويورك‪ :‬ديًلكورتي‪.‬‬
‫‪ ، Karasek ، RA‬االبن (‪ .) 1979‬متطلبات الوظيفة ‪ ،‬وخط العرض لقرار الوظيفة ‪ ،‬والضغط العقلي‪ :‬اآلثار المترتبة على‬
‫إعادة تصميم الوظيفة‪ .‬العلوم اإلدارية الفصلية ‪.308-285 ، 24 ،‬‬
‫‪ .)1965( Leavitt ، HJ‬التغيير التنظيمي التطبيقي في الصناعة‪ :‬الهيكلي والتكنولوجي و‬
‫المناهج اإلنسانية‪ .‬في ‪( JG March‬محرر) ‪ ،‬دليل التنظيم‪ .‬شيكاغو‪ :‬راند مكنالي‪.‬‬
‫لينهان ‪ ،‬مم (‪ .)1993‬العًلج المعرفي السلوكي الضطراب الشخصية الحدية‪ .‬نيويورك‪ :‬جيلفورد‪.‬‬
‫‪ .)2013( Lloyd ، J. ، Bond ، FW ، & Flaxman ، PE‬قيمة المرونة النفسية‪ :‬دراسة اآلليات النفسية التي يقوم عليها‬
‫تدخل العًلج السلوكي المعرفي لإلرهاق‪ .‬العمل والضغط ‪.199-181 ، 27 ،‬‬
‫‪ .) 2017( Lloyd ، J. ، Bond ، FW ، & Flaxman ، PE‬الكفاءة الذاتية المتعلقة بالعمل كمشرف لتأثير تدخل التدريب على إدارة‬
‫اإلجهاد في موقع العمل‪ :‬تحفيز العمل الجوهري كشرط أعلى للتأثير‪ .‬مجلة علم نفس الصحة المهنية ‪.127-115 ، 22 ،‬‬
‫مارالت ‪ ،‬جي إيه ‪ ،‬وكريستيلر ‪ ،‬جي إل (‪ .)1999‬اليقظة والتأمل‪ .‬في ‪( WR Miller‬محرر) ‪ ،‬دمج الروحانية في العًلج‪ .‬واشنطن العاصمة‪:‬‬
‫جمعية علم النفس األمريكية‪.‬‬
‫ماركيز ‪ ،‬سي ‪ ،‬جلين ‪ ،‬ماساتشوستس ‪ & ،‬ديفيس ‪ ،‬جي إف (‪ .)2007‬تشابه المجتمع والعمل االجتماعي للشركات‪ .‬أكاديمية‬
‫مراجعة اإلدارة ‪.945-925 ، 32 ،‬‬
‫مارتن ‪ ،‬رل (‪ .) 2009‬تصميم األعمال‪ :‬لماذا يعتبر التفكير التصميمي الميزة التنافسية التالية‪.‬‬
‫بوسطن ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬مطبعة أعمال هارفارد‪.‬‬
‫اوستروم ‪ ،‬إي‪ .)1990( .‬إدارة المشاعات‪ :‬تطور مؤسسات العمل الجماعي‪.‬‬
‫كامبريدج ‪ ،‬المملكة المتحدة‪ :‬مطبعة جامعة كامبريدج‪.‬‬
‫‪ .)2007( Robbins، SP، & Judge، TA‬السلوك التنظيمي (الطبعة الثانية عشر)‪ .‬نيو جيرسي‪Pearson :‬‬
‫‪Education، Inc.‬‬
‫تيري ‪ ،‬دي جي ‪ ،‬وجيميسون ‪ ،‬إن إل (‪ .)1999‬مراقبة العمل ورفاهية الموظف‪ :‬مراجعة عشر سنوات‪ .‬في & ‪CL Cooper‬‬
‫‪( IT Robertson‬محرران) ‪ ،‬المراجعة الدولية لعلم النفس الصناعي والتنظيمي ‪ ، West Sussex .1999‬المملكة‬
‫المتحدة‪Wiley-Blackwell. :‬‬
‫حوار حول التنظيمي‬
‫تطوير‬
‫مشاركون‪:‬فرانك دبليو بوند ‪ ،‬جي دبليو ستويلهورست ‪،‬‬
‫مارك فان فوجت وديفيد سلون ويلسون‬

‫ديفيد سلون ويلسون‪:‬اسمحوا لي أن أبدأ بالتركيز على مراقبة المجموعات التي تعمل بشكل جيد ‪،‬‬
‫ألن هذا أحد مبادئ التصميم األساسية وفقًا إللينور أوستروم‪ .‬إذا لم تتمكن من مراقبة السلوك‬
‫المتفق عليه ‪ ،‬فعليك أن تنسى األمر‪ .‬ولكن هناك أشكال سيئة للمراقبة ‪ ،‬وهناك فرط في‬
‫المراقبة‪ .‬ربما ترغب في توضيح ذلك قليًلً‪.‬‬
‫فرانك دبليو بوند‪:‬خذ على سبيل المثال عمال مركز االتصال‪ .‬ربما يتعين عليهم استدعاء األشخاص‬
‫الذين تأخروا في سداد مدفوعاتهم ؛ أو استدعاء األشخاص الذين يقومون بمعالجة األموال ؛‬
‫ثم شيء آخر‪ .‬غالبًا ما يقول القائد ‪" ،‬حسنًا ‪ ،‬أريدكم جميعًا أن تفعلوا ذلك بهذا الترتيب‪ .‬سأقوم‬
‫بفحصك في وقت الغداء ألرى كيف تسير األمور "‪ .‬إذا منحنا الناس مزيدًا من التحكم في‬
‫كيفية أدائهم لعملهم ‪ ،‬فسنحقق أدا ًء أفضل‪ .‬أنا شخص فظيع في الصباح ‪ ،‬وهناك مهام معينة‬
‫ال أريد القيام بها في الصباح‪ .‬إذا كان بإمكاني القيام بها في فترة ما بعد الظهر ‪ ،‬فسأحب ذلك‬
‫بشكل أفضل‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬في األساس ‪ ،‬توفير مساحة كافية لألشخاص للقيام بالمهمة‪ .‬ستتم مراقبتهم‪ .‬لكن افعلها بطريقتهم‪.‬‬
‫صريح‪ :‬الصحيح‪ .‬وإذا احتاجوا إلى الخروج في الصباح لًلتصال بالمدرسة ألن المديرة تريد التحدث عن‬
‫جوني الصغير ‪ ،‬فسيكون بإمكانها تعويض ذلك الوقت الحقًا في فترة ما بعد الظهر ‪ ،‬عندما يميل‬
‫ضا أعطيت األشخاص التحكم في‬ ‫إلى ذلك‪ .‬اعمل اسرع‪ .‬لذلك ال يزال لديك المراقبة ‪ ،‬ولكنك أي ً‬
‫العمل بطريقة ما‬
‫سيكون ذلك مرغوبًا أكثر بالنسبة لهم‪ .‬نجد أنه يقلل من التغيب ؛ يبقى األداء بشكل أساسي كما هو‬
‫؛ كما ينخفض معدل الدوران‪ .‬لذا فإن المراقبة ضرورية ‪ ،‬لكن يجب أن تكون درجة المراقبة وتكرار‬
‫المراقبة متناسبة مع هدف الوظيفة‪ .‬في العديد من مراكز االتصال ‪ ،‬سيعرف الناس حتى عندما تقوم‬
‫من مقعدك للذهاب إلى الحمام ‪ ،‬وأشياء من هذا القبيل‪ .‬لذلك عليك أن توازن ذلك‪.‬‬
‫مارك فان فوجت‪:‬يجلب األشخاص إلى المؤسسات مجموعة من التفضيًلت المتطورة ‪ ،‬والتي تعد جز ًءا‬
‫من إرثنا التطوري‪ .‬الحاجة إلى االستقًللية ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬الحاجة إلى التقدير واالحترام‬
‫قادرا على الحصول على هيبة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قادرا على تطوير كفاءتك وأن تكون‬‫‪ ،‬والحاجة إلى أن تكون ً‬
‫يجلب الناس إلى وظائفهم احتياجاتهم ودوافعهم‪ .‬والسؤال هو هل البيئة التنظيمية الحديثة طريقة‬
‫تزدهر بها هذه الحاجات والقيم والدوافع؟ يجب أن تكون الهياكل متوافقة مع دوافع الناس‬
‫واحتياجاتهم ‪ ،‬كما يجب أن تكون مستج يبة للبيئات‪ .‬هل هناك عدم تطابق تنظيمي حيث لم يعد‬
‫نوع الهياكل التي أنشأناها بعد الثورة الصناعية أفضل مًلءمة لما يحتاجه الناس ويريدونه؟‬
‫وكيف يجب علينا بيعها بالتجزئة وإعادة تصميمها لتصبح مثل المجتمعات التعاونية التي ازدهر‬
‫فيها أسًلفنا لمئات اآلالف من السنين على األرجح؟‬
‫ديفيد‪ :‬اسمحوا لي أن أدفع المحادثة في هذا االتجاه‪ .‬األدبيات التنظيمية لألعمال واإلدارة عبارة عن‬
‫ضا ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬يعتبر‬
‫أدبيات مترامية األطراف ‪ ،‬وهناك الكثير من العمل الذي يتم إنجازه ؛ وأي ً‬
‫العمل عملية تنافسية للغاية ‪ ،‬لذا فإن المنافسة بين المجموعات في عالم األعمال شديدة‪ .‬ال تعمل‬
‫الشركات دائ ًما بشكل جيد ‪ ،‬وهناك شيء جديد جدًا حول كًل المنظورين ‪ ،‬والمنظور التطوري‬
‫ومنظور شبكة سي بي إس‪ .‬لذا ‪ ،‬ساعدني في فهم القيمة المضافة‪ .‬لماذا تعتبر وجهات نظرك‬
‫جديدة ‪ ،‬على خلفية الدراسة األكاديمية المترامية األط راف للمنظمات والمنظمات نفسها؟‬
‫‪JW Stoelhorst:‬تميل المنظمات إلى أن تكون مصممة على غرار النظرية االقتصادية الكًلسيكية‬
‫‪ ،‬التي تضع افتراضات عنا كبشر تم دحضها إلى حد كبير‪ .‬نتفق جميعًا على أن القيم مهمة ‪-‬‬
‫لكن السؤال هو ‪ ،‬ما هي القيم؟ إذا كان األمر يتعلق فقط بتوليد قيمة للمساهمين ‪ ،‬فهل سيكون‬
‫ذلك متناسبًا مع تراثنا التطوري؟‬
‫ضا نظا ًما يعمل وف ًقا لما كان يقترحه فرانك‪.‬‬
‫ومن المثير لًلهتمام أن النظرية االقتصادية تقدم لنا أي ً‬
‫ليس هناك الكثير من المراقبة ‪ -‬ال أحد يخبر المديرين التنفيذيين بكيفية القيام بذلك ؛ طالما أنهم مربحون‬
‫‪ ،‬سيحصلون على مكافأة ضخمة‪ .‬لكن المشكلة تكمن في أن هناك قيمة معينة تتولى زمام األمور‪ .‬يتعلق‬
‫األمر برمته بالدفع لألشخاص على أساس أدائهم تجاه تحقيق هدف الربحية ‪ ،‬وأي نوع آخر من القيمة‬
‫يخرج من النافذة‪.‬‬
‫أعتقد أنك ترى هذا بقوة أكبر في الشركات غير الربحية‪ .‬إذا ذهبت إلى المدارس ‪ ،‬إذا ذهبت‬
‫إلى الشرطة ‪ ،‬إذا ذهبت إلى قطاع الرعاية الصحية ‪ ،‬تتم إدارة األمور وفقًا لما يمكننا قياسه ‪-‬‬
‫وما يمكننا قياسه هو كل شيء يتعلق باإلنتاجية‪ .‬لذلك بدأنا في دفع المزيد والمزيد نحو اإلنتاجية‬
‫‪ ،‬ودفعنا كل الدوافع الجوهرية التي ربما ت كون ‪ ،‬خاصة في هذه القطاعات غير الربحية ‪ ،‬هي‬
‫التي دفعت الناس للعمل هناك في المقام األول‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬لذلك ‪ ،‬مع هذه األنواع األخرى من المجموعات ‪ ،‬لم تعد الربحية المالية ‪ ،‬لكنك تقول أن شيئًا آخر‬
‫مشابه يترسخ‪.‬‬
‫‪JW:‬نعم ‪ ،‬أصبحت إدارة المؤسسات بشكل عام لعبة القيود المالية ‪ ،‬لقياس ما يمكنك قياسه ‪ ،‬ومكافأة‬
‫األشخاص على هذا األساس‪ .‬أعتقد أننا ذهبنا إلى أبعد الحدود في وجود هذا المنظور بعينه ‪،‬‬
‫حيث تكون نقطة البداية هي فكرة أننا جميعًا من الهومو االقتصاديين‪.‬‬
‫يسارا ويمي ًنا ‪ -‬منظمات "بًل سلطة"‪.‬‬
‫ً‬ ‫ارا‬
‫عًلمة‪:‬هذا هو جاذبية المنظمات غير الهرمية ‪ ،‬والتي ترى ازده ً‬
‫يشير الناس إلى أنهم يستمتعون بالعمل فيها‪ :‬اإلنتاجية عالية ‪ ،‬والرضا مرتفع‪ .‬والسؤال هو ‪ ،‬هل‬
‫يعكس هذا شيئًا أعمق عن الطبيعة البشرية والدوافع البشرية؟ بعض التصميم التنظيمي‬
‫يقول الناس ‪ ،‬حسنًا ‪ ،‬هذه المنظمات غير الهرمية لطيفة ‪ ،‬لكنها أي ً‬
‫ضا محدودة النطاق‪ .‬وبمجرد‬
‫توسيع نطاق المؤسسات وإعطائها مهام أكثر تعقيدًا ‪ ،‬يتعين عليك توسيع نطاق التراتبية‪.‬‬
‫وذلك عندما ‪ ،‬كما يعتقدون ‪ ،‬تبدأ التسلسًلت الهرمية في الظهور بشكل شبه طبيعي‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬أعتقد أنه يجب أن يكون لديك هيكل عندما تصبح أكبر ‪ ،‬ولكن ما إذا كان هذا الهيكل هرميًا ‪،‬‬
‫و ‪ /‬أو عنصر تحكم من أسفل إلى أعلى باإلضافة إلى تحكم من أعلى إلى أسفل ‪ ،‬فهذا أمر‬
‫مختلف‪ .‬خذ شركة ‪ ، Toyota‬على سبيل المثال ‪ ،‬التي نجحت من خًلل وضع المديرين‬
‫التنفيذيين في أرضية المتجر ‪ ،‬بدالً من الطابق العلوي‪.‬‬
‫صريح‪:‬تقرأ كتبًا عن شركة الهند الشرقية ‪ ،‬وعن النجاحات الكبرى للثورة الصناعية ‪ ،‬وتلك لم تكن أماكن‬
‫جيدة للعمل‪ .‬كما تعلم ‪ ،‬لم تكن المشكلة ‪" ،‬أشعر بالتوتر" ؛ كان ‪" ،‬لقد مت"‪ .‬وما إذا كان الموظف‬
‫لديه مشكلة أم ال ‪ ،‬فهذا ال يهم حقًا ؛ كان كل شيء عن المال‪ .‬ال يزال األمر ‪ ،‬بالنسبة للمنظمات ‪،‬‬
‫يتعلق بالمال ‪ -‬حول قيمة المساهمين وكل ذلك‪.‬‬
‫إذا ً لديك مكان ما مثل ‪ ، SalesForce.com‬والتي ربما تكون أنجح شركة حوسبة سحابية‬
‫ضا هو أنهم‬
‫إلدارة موارد المستهلك في العالم ‪ ،‬وهم يجنون الكثير من المال‪ .‬ولكن ما يفعلونه أي ً‬
‫استثمروا الكثير من األموال في حركة "جاي برايد"‪ .‬يمنحون الناس نصف يوم إجازة في‬
‫األسبوع لمتابعة هدف خيري‪ .‬أعتقد أن المنظمات األكثر ذكا ًء تعترف‪" :‬نعم ‪ ،‬نحن بحاجة إلى‬
‫ضا الوفاء بالقيم التي يمتلكها موظفونا؟"‬
‫كسب المزيد من المال ‪ ،‬ولكن كيف يمكننا أي ً‬
‫ديفيد‪:‬أجل ‪ ،‬أريد أن أنهي بسؤالين كبيرين‪ .‬اسمحوا لي أن أدرج كًلهما ‪ -‬فهما مرتبطان ببعضهما البعض‪.‬‬
‫غالبًا ما يتم تنظيم الشركة لصالح النخبة داخل تلك الشركة‪ .‬إنه يعمل بشكل رائع للمدير التنفيذي ‪ ،‬أو‬
‫الرئيس التنفيذي والمساهمين ‪ ،‬فقط يستخرج ‪ ،‬ويستخرج ‪ ،‬ويستخرج من الشركة‪ .‬جيد بالنسبة لهم ‪،‬‬
‫وليس بالضرورة جيدًا للشركة‪ .‬وبالطبع ‪ ،‬لن يرغبوا في التخلي عن السيطرة‪ .‬اإلنسان االقتصادي هو‬
‫أيديولوجية تخدم تلك األغراض ‪ ،‬وهؤالء الناس لن يذهبوا باستخفاف في الليل‪ .‬هناك‬
‫نوع من النظرة متعددة المستويات لتطور األعمال ‪ ،‬والتي تشير إلى هذا المكون التخريبي داخل‬
‫المجموعة‪ .‬هناك شيء ما يكاد يكون ثوريًا ‪ -‬أعني ‪ ،‬حرفيا ً ‪ -‬في ما يتعلق بأعضاء المنظمات التي ليس‬
‫لديها الكثير من القوة الستعادة تلك السلطة‪ .‬ما قد يجعل هذا العمل ناج ًحا هو أن المنظمات التي تفعل‬
‫ذلك في الواقع تتنافس مع الشركات التي تعوقها العمليات التخريبية داخل المجموعة‪.‬‬
‫السؤال الثاني هو كيف نقوم بالبحث العلمي مع مجموعات كهذه‪ .‬في كثير من األحيان ‪ ،‬ال تمتلك‬
‫الشركات والمنظمات غير الربحية حقًا عقلية علمية ‪ ،‬وفكرة أنه يمكن معاملتها كمختبرات حية‬
‫ليست بهذه البساطة التي قد تبدو عليها‪.‬‬
‫‪JW:‬السؤال الذي تطرحه هو‪" :‬من الذي تخدمه أيديولوجية قيمة المساهم؟" في الواقع ‪ ،‬فإن الرؤساء‬
‫التنفيذيين الذين ذكرتهم هم تاريخيا ً مجموعة حديثة نسبيًا يتم إشراكها في أيديولوجية السوق المالية‬
‫هذه‪ :‬كان الكثير من التفكير المتعلق بقيمة المساهمين موج ًها ضد الرؤساء التنفيذيين الذين يفعلون‬
‫ما يريدون‪ .‬تاريخيًا ‪ ،‬لم يكن المساهمون يسيطرون على الرؤساء التنفيذيين بشكل كافٍ ‪ -‬على األقل‬
‫هذا ما كان يعتقده األشخاص الذين يدفعون أيديولوجية قيمة المساهمين‪ .‬في النهاية ‪ ،‬تم إشراك‬
‫الرؤساء التنفيذيين ‪ ،‬من خًلل مكافآتهم الكبيرة ‪ ،‬في مصالح األسواق المالية‪ .‬إذا نظرت إلى هذا‬
‫من خًلل عدسة تطورية ‪ ،‬فأنت تريد أن تحافظ المؤسسات على المنافسة سلمية وأن تحافظ على‬
‫نزاهة القادة‪ .‬لقد كانت الرأسمالية جيدة إلى حد ما في جعل المنافسة أكثر سلمية‪ .‬لكن النظام الحالي‬
‫ليس جيدًا جدًا في الحفاظ على نزاهة القادة‪.‬‬
‫صريح‪:‬القوانين والقواعد الحكومية مهمة للغاية‪ .‬ال يمكنك أن تدع السوق الحرة تفعل ما تريد‪ .‬هذا لن ينجح‪.‬‬
‫كيف يمكنك التحكم في ذلك يختلف من ثقافة إلى أخرى‪ .‬وبعد ذلك ‪ ،‬داخل المنظمات ‪ ،‬يكون للقادة‬
‫ضا‪ .‬الشيء الوحيد الذي لم نتحدث عنه ‪ ،‬والذي‬ ‫أهمية غير عادية ‪ ،‬واختيار هؤالء القادة مهم جدًا أي ً‬
‫يحرص علماء النفس التنظيمي على التحدث عنه ‪ ،‬هو عملية االختيار بأكملها‪ .‬كما تعلم ‪ ،‬كيف نختار‬
‫القادة ‪ ،‬بل وأي شخص لدينا في الشركة؟ ما هي القيم التي نختار على أساسها هؤالء الناس؟ ما هي‬
‫الكفاءات التي نختار على أساسها هؤالء األشخاص؟ نحن نحرز تقد ًما في جعل الناس يتغيرون ‪،‬‬
‫لكن الناس ال يحبون التغيير‪ .‬مات البحارة البريطانيون بسبب اإلسقربوط من حوالي ‪ 1400‬حتى‬
‫‪ ، 1600‬وكان هناك فصل ذكي في كامبريدج نشر في ‪ 1400‬شيئًا هذه الورقة قائًلً إنه إذا امتصوا‬
‫الحمضيات لمدة دقيقة ‪ ،‬فسيكونون بخير‪ .‬نفذت البحرية الملكية ذلك بعد مائتي عام‪ .‬كما تعلم ‪" -‬أنا‬
‫أميرال ‪ ،‬أعرف ما هو األفضل‪ ".‬ربما يكون التحرك نحو بعض الطرق القائمة على األدلة لفعل‬
‫األشياء يجعل األمور تتغير بشكل أسرع قليًلً‪ .‬لكن أعتقد أن هذا سيكون دائ ًما صعبًا‪.‬‬
‫ديفيد‪ :‬التغيير صعب ‪ ،‬كما قلت ‪ ،‬ونحن بحاجة إلى تقنية لمجرد جعل الناس يفعلون ما يريدون القيام به‬
‫‪ ،‬سواء بشكل فردي أو جماعي‪ .‬أعتقد أن هذا هو مساهمة خاصة لـ ‪ ACT‬ونظرية اإلطار‬
‫كثيرا ‪ ،‬مثل ستيفن جاي‬
‫ً‬ ‫العًلئقي‪ .‬ندخل إلى عوالم ال يتحدث عنها معظم دعاة التطور البشري‬
‫جولد حول التوازن حول الخطط والقيود واألشياء التي تتداخل مع عملية التكيف فقط مع البيئة‪.‬‬
‫صريح‪ :‬وهذا شيء يعمل عليه عدد من األكاديميين في الوقت الحالي‪ .‬نريد تحديد ما هي هذه المشاكل وكيف‬
‫يمكننا بالفعل تحسين األداء والصحة العقلية للناس‪.‬‬
‫ً‬
‫زميًل لك في‬ ‫كثيرا وقد انغمست حقًا في األدبيات التجارية ‪ ،‬لذلك أعتبر نفسي‬
‫ديفيد‪:‬أعمل مع المجموعات ً‬
‫هذا المجال‪ .‬ومن تجربتي أن المجموعات التي أتناولها ليس لديها عقلية علمية ‪ ،‬وهم مشغولون جدًا‬
‫لدرجة أن فكرة حملهم على التراجع والتفكير تؤدي إلى "ال يمكنني فعل ذلك! أنا مشغول جدا!" إذن‬
‫كيف يمكننا أن نتعامل مع هذه المجموعات كمختبرات ‪ ،‬ونجري بحثًا علميًا جيدًا في هذا المكان؟‬
‫عًلمة‪:‬نحن نجرب ذلك قليًلً في مختبر القيادة ‪ ،‬حيث ندعو فرقًا من القادة إلخضاع أنفسهم لممنهج علمي‪.‬‬
‫إنهم فضوليون للغاية بشأن الممنهجيات التي يمكننا تقديمها ؛ لكن في نفس الوقت ‪( ،‬أ) ليس لديهم‬
‫الوقت ‪ ،‬و (ب) ليس لديهم الوقت‬
‫أحب أن يتم تحليلها كمجموعات‪ .‬يحبون أن يتم تحليلهم كأفراد‪ .‬تدريب المديرين التنفيذيين واإلدارة‬
‫العليا والمديرين التنفيذيين ‪ ،‬كل هذا جيد وجيد ؛ ولكن لدراستها في الواقع ألنها تعمل كفرق ‪ ،‬نجد‬
‫ذلك مخيفًا للغاية بالنسبة لهم‪ .‬لذا فإن ما نحاول القيام به هو في األساس الجمع بين نوع من المنهج‬
‫الفردي ‪ ،‬حيث ننظر إلى االحتياجات الفردية ودوافع هؤالء القادة ‪ -‬يمكن أن يكونوا في مجلس‬
‫تنفيذي ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬أو في مجلس إشرافي لشركة أو منظمة غير ربحية ‪ -‬لذلك ‪ ،‬نقدم لهم‬
‫ضا ‪ ،‬ما نفعله هو ‪ ،‬نراقب اجتماع الفريق ‪ ،‬ثم نحلل اجتماع الفريق من‬ ‫مًلحظات فردية ‪ ،‬ولكننا أي ً‬
‫حيث أنواع االتصاالت ‪ ،‬وكلها مجهولة نسبيًا‪ .‬لذلك نقول شيئًا ما على مستوى المجموعة ‪ -‬على‬
‫سبيل المثال ‪ ،‬هل هناك شخص واحد يتحدث طوال الوقت واآلخرون يستمعون بشكل سلبي ولكنهم‬
‫ال يساهمون بنشاط؟ في بعض األحيان ال يدركون كيف يتم احتكار المناقشات من قبل فرد واحد ‪،‬‬
‫ولذا فإننا نقدم لهم المًلحظات التي يعتزون بها‪ .‬الشيء اآلخر هو أننا نحتاج بالطبع إلى تلك البيانات‬
‫لألغراض العلمية‪ .‬ما ندخله هو نوع من المقايضة‪ .‬حتى اآلن ‪ ،‬يبدو أن هذا يعمل بشكل جيد‪.‬‬
‫صريح‪:‬شيء واحد نقوم به ‪ ،‬هو أننا نحاول استهداف األفراد في المؤسسات الذين نعتقد أنهم يمكن‬
‫ي بند في‬ ‫أن يكونوا مفتا ًحا ‪ -‬ولكن ليس مرتفعًا جدًا‪ .‬نحن حرفيًا نخ ِّمرهم ونتناولها ‪ -‬لد ِّ‬
‫ميزانيتي للقيام بذلك‪ .‬نسألهم عما يحتاجونه بأنفسهم‪ :‬كيف يمكننا مساعدتك؟ وإذا كانوا قادة ‪،‬‬
‫فًل بد أنهم بحاجة إلى أداء وظائف وإنجازات معينة‪ .‬ونقول إننا سنفعل ذلك مجانًا ونفعل ذلك‬
‫‪ ،‬وعادة ما ينجح ‪ ،‬وهذا هو دخولنا إلى المنظمة‪ .‬لذلك نجد أن هذه طريقة لطيفة للقيام باألشياء‬
‫عا من قلب الطاوالت عليها ‪ -‬إذا كانوا يحتسون النبيذ ويتناولون العشاء لعمًلئهم ‪ ،‬فإننا‬ ‫‪ ،‬نو ً‬
‫نحاول أن نفعل الشيء نفسه لهم‪ .‬يمكن أن تكون هذه طريقة فعالة للقيام باألشياء ‪ ،‬خاصة في‬
‫المؤسسات الكبيرة‪.‬‬
‫الشيء الوحيد الذي يريد علم السياق أن يفعله ‪ ،‬ليس فقط توقع النتائج ‪ ،‬ولكن في الواقع يغير النتائج‬
‫ضا‪ .‬من أعظم األمور المتعلقة بالمرونة النفسية كخاصية نفسية‬
‫أي ً‬
‫هل نعلم أنه يمكننا تغييره‪ .‬لقد تم القيام به في العديد والعديد من الدراسات‪ .‬وقد رأينا أن التغيير‬
‫يتوسط التغيير في النتائج التي نحبها‪ .‬لقد عرفنا منذ فترة طويلة متغيرات الشخصية التي تتنبأ‬
‫جيدًا ‪ ،‬لكن ال يمكننا تغييرها‪ :‬العصابية ‪ ،‬والضمير ‪ ،‬والتقبل ‪ ،‬واالنفتاح على التجربة ‪ ،‬كل‬
‫هؤالء‪ .‬المرونة النفسية مختلفة‪ .‬يمكننا أن نذهب إلى قسم الموارد البشرية ونقول ‪ ،‬إذا أجريت‬
‫للتو هذا االستبيان المكون من سبعة عناصر ‪ ،‬فيمكننا مساعدتك في معرفة أفضل السبل لمساعدة‬
‫موظفيك‪.‬‬
‫‪JW:‬اسمحوا لي أن أكون صريحا بشأن تحديات العمل مع المنظمات‪ .‬من الصعب جدًا إجراء تجارب محكومة‬
‫على مستوى المنظمات‪ .‬نتيجة لذلك ‪ ،‬ال يوجد الكثير من اإلثباتات القائمة على األدلة لممارسات اإلدارة‪.‬‬
‫هذه مشكلة في جميع العلوم االجتماعية ‪ -‬ألسباب أخًلقية ‪ ،‬أو ألسباب تتعلق بالوصول ‪ ،‬أو لمجرد‬
‫الحصول على عينة كافية‪ .‬لذلك نحن نميل إلى العمل عبر مستويات التحليل ‪ ،‬في محاولة لتجميع قصة‬
‫من ما نعرفه من المختبر وما نعرفه من الميدان‪ .‬إحدى الطرق التي يمكن أن يساعد بها التفكير التطوري‬
‫هو أنه يمنحك هذه النظرة النموذجية لألشياء ‪ ،‬حيث يمكنك البدء في تكوين روابط ذات مغزى بين ‪،‬‬
‫على سب يل المثال ‪ ،‬حالة فردية لشركة واحدة والكثير من النتائج المثيرة لًلهتمام في المختبر‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬فازت ‪ Elinor Ostrom‬بجائزة نوبل من خًلل إنشاء قاعدة بيانات لمجموعات الموارد‬
‫المشتركة من مؤلفات منتشرة للغاية‪ .‬كانت جميع الحسابات تقريبًا وصفية ‪ ،‬ومع ذلك لم‬
‫يمنعها ذلك من ترميزها وتحليلها ثم الخروج بمبادئ التصميم األساسية هذه ‪ ،‬والتي يمكن‬
‫التحقق من صحتها بعد ذلك باستخدام أنواع أخرى من الدراسات‪ .‬هناك الكثير الذي يمكن‬
‫القيام به بالبيانات الخاصة بي ‪ ،‬والتي يمكن استكمالها بعد ذلك بدراسات مضبوطة أكثر دقة‪.‬‬
‫الفصل ‪12‬‬

‫عدم التطابق التطوري‪:‬‬


‫إطار ل‬
‫فهم الصحة و‬
‫المرض في العالم الحديث‪-‬‬
‫"حياة أفضل من خًلل التطور"‬
‫آرون ب‬
‫قسم علم النفس بجامعة كاليفورنيا‬

‫على الرغم من سمعتها على أنها مخلوقات لزجة ومزلقة تتناثر على األرصفة والممرات بعد عاصفة ممطرة‬
‫‪ ،‬ديدان األرض مخلوقات مذهلة‪.‬‬
‫د‬
‫إنهم يغيرون التربة التي يعيشون ويتغذون فيها كيميائيًا ‪ ،‬مما يؤدي إلى فائدة اللياقة البدنية ليس فقط‬
‫ضا للنباتات وحتى الميكروبات التي تعيش في التربة ( ‪Odling-Smee ،‬‬ ‫ألنفسهم ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫‪2009).‬‬
‫ضا ‪ ،‬يغير عالمهم بطرق مذهلة‪ .‬في رحلة إلى كولومبيا في عام ‪ ، 2015‬كان من‬ ‫النمل ‪ ،‬أي ً‬
‫حسن حظي أن أشهد عن كثب مجموعة من النمل القاطع لألوراق‪ .‬يقوم هذا النمل بعمل قصاصات‬
‫من أوراق النبات التي يحملونها إلى أعشاشهم تحت األرض‪ .‬ثم تُستخدم مادة األوراق كمصدر غذاء‬
‫للفطر الذي يحصده النمل من أجل الغذاء‪ .‬يتغذى النمل اآلخر على حشرات المن التي تتغذى على‬
‫نباتات معينة وتحميها ‪ ،‬وتحلب حشرات المن إلفرازها الغذائي الذي يغذي النمل‪.‬‬
‫يقوم القنادس ببناء قبب ال تصدق للعيش فيها وسدود إلنشاء أحواض تحميهم من الحيوانات المفترسة‪.‬‬
‫التعديًلت البيئية التي أحدثتها سدود القندس لها آثار عميقة على النظام البيئي ‪ ،‬وتثري في النهاية‬
‫التنوع البيولوجي‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإن القنادس هم مهندسون بيئيون وينظر إليهم على أنهم من األنواع‬
‫األساسية (‪Rosell، Bozsér، Collen، & Parker، 2005).‬‬
‫هذه ليست سوى ثًلثة أمثلة على ما يسميه علماء األحياء البناء المتخصص‪ .‬البناء المتخصص هو العملية‬
‫التي من خًللها يقوم الكائن الحي بتغيير بيئته ‪ ،‬مما يؤدي عادة ً إلى زيادة اللياقة‪ .‬في حين أن العديد من‬
‫أنواع الفقاريات والًلفقاريات تقدم أمثلة على البناء المتخصص ‪ ،‬فقد أخذ البشر العملية إلى حد يتجاوز‬
‫قدرات الحيوانات غير البشرية (‪ .)2014 ، Stutz‬نتيجة لترويض النار ‪ ،‬وصنع أدوات من الحجر ‪،‬‬
‫والخشب ‪ ،‬والعظام ‪ ،‬واألوراق ‪ ،‬واختراع المًلبس واإلسكان الذي يحمي من العناصر ‪ ،‬وفي النهاية‬
‫اختراع اللغة ‪ ،‬تمكن البشر من ترك موطن أجدادهم األفريقي واستعمارهم‪ .‬الكثير من اليابسة في العالم ‪،‬‬
‫بما في ذلك البيئ ات القاسية داخل الدائرة القطبية الشمالية‪ .‬لقد تمكنا من اصطياد الطرائد الكبيرة واألسماك‬
‫وحتى الحيتان الكبيرة للحصول على الطعام‪.‬‬
‫يقدم اإلنسان المعاصر الحالة النهائية للبناء المتخصص ‪ ،‬مع إنشاء الزراعة والمدن والمجتمعات‬
‫الطبقية واسعة النطاق والمآثر العلمية وا لتكنولوجية مثل الليزر ومسرعات الجسيمات وتحرير الجينات‬
‫‪ ،‬وفي النهاية عن طريق نقل جو أرضي قابل للتنفس إلى أعماق المحيطات وفي الفضاء‪.‬‬
‫على الرغم من تحقيق تقدم وإنجازات مذهلة ‪ ،‬إال أن بناء مكانة اإلنسان هو سيف ذو حدين‪ .‬لقد أثرى بالتأكيد‬
‫حالة اإلنسان بطرق ال تصدق ورائعة‪ :‬الفن والموسيقى والقصص والرقص والعلوم والرياضيات والفلسفة ‪-‬‬
‫ضا المساهم‬‫كل ذلك يوفر تجربة إنسانية ثرية بعمق‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬في الوقت نفسه ‪ ،‬فإن بناء مكانة اإلنسان هو أي ً‬
‫الرئيسي في غالبية األمراض والمعاناة البشرية في جميع أنحاء العالم ‪ ،‬خاصة منذ الثورة الصناعية والتغييرات‬
‫التي أحدثتها في المجتمع البشري الحديث‪ .‬براعة اإلنسان ملحوظة على المستوى الفردي ‪ ،‬لكنها أصبحت قوية‬
‫بشكل ال يصدق مع التراكم الثقافي للمعرفة والمهارات والتكنولوجيا‪ .‬وقد سمح ذلك للمجتمعات البشرية بإحداث‬
‫تطورات وتغييرات في نمط الحياة والموئل بشكل أسرع مما يمكن لوتيرة التطور البيولوجي مواكبة ذلك‪ .‬نتيجة‬
‫كثيرا عن تلك التي تتكيف معها أجسادنا وعقولنا‪ .‬وهكذا ‪ ،‬فإن العديد‬
‫ً‬ ‫ل‪ ،‬لقد أنشأنا بيئة معيشية غالبًا ما تختلف‬
‫من أمراض العصر الحديث و‬
‫يمكن اعتبار األمراض على أنها حاالت من عدم التطابق ا لتطوري‪ .‬مثل الرسام األحمق الذي يرسم نفسه عن‬
‫ضا وضع الجنس البشري نفسه والعالم الذي نعيش فيه في حالة محفوفة بالمخاطر‪.‬‬
‫غير قصد في الزاوية ‪ ،‬هكذا أي ً‬
‫قبل أن ننتقل إلى األمراض المختلفة الناجمة عن عدم التطابق التطوري ‪ ،‬دعنا أوالً نقارن بعبارات عامة‬
‫جدًا بيئة األجداد النموذجية بالبيئة الحديثة النموذجية التي عاشها األشخاص الذين يعيشون في العصر الحديث‪.‬‬
‫كانت بيئة األسًلف التي عاش فيها البشر ألكثر من ‪ ٪99‬من الوقت منذ نشأة اإلنسان العاقل (بما في ذلك‬
‫اإلنسان العاقل هومو سابينس) منذ حوالي ‪ 500000‬عام تتكون من العيش في بيئات خارجية بشكل أساسي‪.‬‬
‫تتميز هذه البيئات بأنها غير خطية ‪ ،‬مع الكثير من التقلبات في الضوء ودرجة الحرارة واالرتفاع والنشاط‬
‫والمدخًلت الحسية ؛ التفاعًلت اليومية مع عدد قليل من األفراد المألوفين تتراوح أعمارهم من الرضاعة إلى‬
‫كبار السن ؛ قضي جزء كبير من اليوم في شراء وإعداد الطعام والمأوى وضروريات الحياة اليومية األخرى‬
‫؛ استهًلك األطعمة التي توفر جميع المغذيات الكبيرة والصغرى الضرورية والتي تمنع عادة نقص المغذيات‬
‫؛ المعرفة المستمدة إلى حد كبير من الخبرات المتراكمة للفرد ومن المحادثة المباشرة مع أعضاء مجتمع صغير‬
‫؛ وأنماط النوم المتسقة إلى حد ما والتي تكون كافية إن لم تكن تلبي متطلبات النوم على النحو األمثل‪ .‬على‬
‫الرغم من التكامل الوثيق داخل البيئة االجتماعية ‪ ،‬هناك قدر كبير من الحرية واالستقًللية الشخصية في كيفية‬
‫ترتيب األنشطة اليومية واتخاذ الخيارات‪ .‬وال يوجد فص ل واضح للذات عن الجماعة أو البيئة‪ .‬وأنماط النوم‬
‫المتسقة إلى حد ما والتي تكون كافية إن لم تكن تلبي متطلبات النوم على النحو األمثل‪ .‬على الرغم من التكامل‬
‫الوثيق داخل البيئة االجتماعية ‪ ،‬هناك قدر كبير من الحرية واالستقًللية الشخصية في كيفية ترتيب األنشطة‬
‫اليوم ية واتخاذ الخيارات‪ .‬وال يوجد فصل واضح للذات عن الجماعة أو البيئة‪ .‬وأنماط النوم المتسقة إلى حد ما‬
‫والتي تكون كافية إن لم تكن تلبي متطلبات النوم على النحو األمثل‪ .‬على الرغم من التكامل الوثيق داخل البيئة‬
‫االجتماعية ‪ ،‬هناك قدر كبير من الحرية واالستقًللية الشخص ية في كيفية ترتيب األنشطة اليومية واتخاذ‬
‫الخيارات‪ .‬وال يوجد فصل واضح للذات عن الجماعة أو البيئة‪.‬‬
‫من ناحية أخرى ‪ ،‬يتميز المجتمع الصناعي الغربي بأنه خطي للغاية ‪ -‬يعيش في بيئات نجارة ‪ ،‬مع نطاق‬
‫حركة أقل بكثير عند الجلوس ‪ ،‬أو الوقوف ‪ ،‬أو المشي ؛ مع معظم الوقت الذي يقضيه في الداخل محميًا من‬
‫التقلبات في درجة الحرارة والضوء والنشاط والمدخًلت الحسية (مما يؤدي إلى درجة كبيرة من التجانس في‬
‫هذه المحفزات) ؛ مع قضاء جزء كبير من اليوم في نشاط محظور ‪ ،‬إما في المدرسة (األطفال والمراهقون) أو‬
‫العمل (الكبار) ؛ فترات طو يلة من الركود (على سبيل المثال ‪ ،‬الجلوس في وظيفة مكتبية أو في المدرسة) ؛‬
‫واتصاالت يومية بمجموعة اجتماعية أصغر بكثير ‪ ،‬غالبًا ما تكون من فئة عمرية محدودة ‪ ،‬بينما تواجه في‬
‫نفس الوقت روابط مختصرة وسطحية بعدد أكبر بكثير من‬
‫فرادى‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬في األسر الحديثة ‪ ،‬يتحمل اآلباء عبء ترتيب الجداول الزمنية ‪ ،‬والتغذية ‪،‬‬
‫والترفيه ‪ ،‬وحتى األنشطة االجتماعية ألطفالهم الذين لم يبلغوا سن الرشد ‪ -‬مما يفرض قيودًا زمنية صارمة‬
‫تحد من حرية اآلباء في االنخراط في األنشطة المستقلة واالجتماعية ‪ ،‬مثل الزراعة‪ .‬عًلقات هادفة مع‬
‫ا ألصدقاء من نفس الجنس‪ .‬وهكذا ‪ ،‬على عكس دولة األجداد (كما يتضح من مجتمعات الصيد والجمع‬
‫المعاصرة) نادرا ً ما يتمتع اآلباء بحرية قضاء الوقت مع أصدقائهم الذكور ‪ ،‬ونادرا ً ما ترتبط األمهات على‬
‫مدار اليوم بمجموعة أقران من الصديقات األخريات الًلئي يقدمن الدعم االجتماعي والمشاركة في مهام‬
‫الحياة اليومية ‪ ،‬بما في ذلك رعاية األطفال‪.‬‬
‫ما يلي هو مناقشة للطرق المختلفة التي يعيش بها البشر المعاصرون في عدم التطابق التطوري‬
‫‪ ،‬وعواقبه على الصحة البدنية والعقلية (‪ .)2013 ،Blaisdell، Pottenger، & Torday‬عند‬
‫مناقشة حاالت عدم التوافق هذه ‪ ،‬أحاول تحديد الحلول التي قد تسمح لنا باالزدهار في المجتمع‬
‫الحديث دون التخلي عن وسائل الراحة والتقدم في العصر الحديث‪.‬‬

‫‪ .1‬الغذاء‬
‫ابتعدنا عن مكانة القرد األفريقي منذ حوالي ‪ 7-6‬مًليين سنة عندما انتقل البشر من الغابة الكثيفة إلى بيئات‬
‫الغابات والسافانا المفتوحة (كًلين ‪ .)2009 ،‬منذ حوالي ‪ 2.5‬مليون سنة ‪ ،‬بدأنا في صنع واستخدام األدوات‬
‫لفتح منافذ تغذية جديدة تركز على اللحوم‪ .‬في المليون سنة الماضية ‪ ،‬سمح لنا ترويض النار بتضمين الدرنات‬
‫القاسية النشوية (أعضاء التخزين تحت األرض) في نظامنا الغذائي من خًلل الطهي (‪، Wrangham‬‬
‫‪ .) 2009‬شكلت هذه التطورات علم وظائف األعضاء لدينا ‪ ،‬بما في ذلك الجهاز الهضمي واألدمغة ( ‪Aiello‬‬
‫‪& Wheeler ، 1995).‬‬
‫منذ حوالي ‪ 10000‬عام ‪ ،‬بدأت المجتمعات البشرية في بعض المناطق في تدجين النباتات والحيوانات‬
‫الستخدامها كمصادر غذاء يمكن االعتماد عليها‪ .‬كانت الحبوب الغذائية أهم مصادر الغذاء المستأنسة ‪ ،‬والتي‬
‫أصبحت من المواد الغذائية األساسية للمجتمعات األكبر من أي وقت مضى‪ .‬أحدث فجر الزراعة أيضًا تغييرات في‬
‫صحتنا ‪ ،‬لكن هذه التغييرات كانت تميل إلى األسوأ (‪ .)1999 ، Cordain‬حيثما تم اعتماد الزراعة القائمة على‬
‫الحبوب ‪،‬‬
‫نشأ عدد من األمراض المتعلقة بنقص المغذيات (‪Cohen & Crane-Kramer ، 2007).‬‬
‫أدخلت الثورة الصناعية تقنيات معالجة األغذية التي كانت نعمة اقتصادية لمجتمع حديث مستقر‪ .‬بدالً من‬
‫االضطرار إلى االعتماد على السلع القابلة للتلف التي تحتاج إلى كميات كبيرة من الملح أو التخمير لحفظها ‪،‬‬
‫سمحت عمليات التكرير بتطوير السكر األبيض والدقيق األبيض وزيوت البذور التي كانت ثابتة في درجة‬
‫حرارة الغرفة ألشهر ‪ ،‬إن لم يكن لسنوات‪ .‬أدى ذلك إلى زيادة سعة التخزين وإمكانية النقل مما سمح بنقل هذه‬
‫ضا تكاليف صحية‪ .‬وحيثما‬ ‫السلع الجديدة إلى جميع أنحاء العالم‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن مثل هذه التطورات تكبدت أي ً‬
‫تم إدخال هذه األطعمة المكررة ‪ ،‬ازدهرت األمراض التنموية والمعدية والمزمنة (برايس ‪.)1939 ،‬‬
‫أصبح النظام الغذائي الغربي ‪ ،‬الذي يحتوي على نسبة عالية من السكر المكرر والدقيق والزيوت ‪ ،‬وغالبًا‬
‫ما يحتوي على مواد حافظة كيميائية ونكهات وألوان صناعية ‪ ،‬مرادفًا لنظام غذائي غير صحي‪ .‬إنه النظام‬
‫الغذائي القياسي الذي يمكن مقارنة القيمة الصحية لألنظمة الغذائية األخرى به ‪ ،‬مثل النظام الغذائي النباتي أو‬
‫البحر األبيض المتوسط أو باليو‪ .‬يرتبط استهًلك نظام غذائي مكرر بالسمنة والسكري ومرض الزهايمر‬
‫وأمراض القلب واألوعية الدموية والسرطان واألمراض التنكسية األخرى (‪ .)2010 ، Lindeberg‬في‬
‫اآلونة األخيرة ‪ ،‬كشفت الدراسات التي أجريت على الحيوانات غير البشرية عن الدور السببي لنظام غذائي‬
‫مكرر أو غربي في ضعف الصحة العقلية (‪)2014 ،Andre، Dinel، Ferreira، Laye، Castanon‬‬
‫والضعف اإلدراكي (‪Blaisdell et al.، 2017).‬‬
‫إن تطبيق األنظمة الغذائية التي تحاكي أنماط أكل أجدادنا يبشر بالوقاية والعًلج من العديد من األمراض‬
‫المزمنة الحديثة ‪ ،‬والتي غالبًا ما توصف بأنها أمراض الحضارة (‪Kuipers ، Joordens ، & Muskiet‬‬
‫‪ .) 2012 ،‬باتباع أسلوب أكل من العصر الحجري القديم يزيل الحبوب والبقوليات والسكر ومنتجات األلبان‬
‫نظرا لفوائده الصحية العديدة‪ .‬الخبر السار هو أن العلم‬
‫وزيوت البذور من النظام الغذائي ‪ ،‬فقد اكتسب زخ ًما ً‬
‫أصبح متسقًا بشكل م تزايد في تحديد أنواع األطعمة التي يزدهر بها معظم الناس مقابل أنواع األطعمة التي قد‬
‫تكون مشكلة لألفراد الحساسين أو حتى لمعظم الناس‪ .‬كقاعدة عامة ‪ ،‬يبدو أن معظم الناس يبلي بًل ًء حسنًا في‬
‫األنظمة الغذائية القائمة على األطعمة الكاملة التي تقلل من كمية المعالجة الصناعية (على سبيل المثال ‪ ،‬التكرير‬
‫‪ ،‬استخدام المذيبات الكيميائية ‪ ،‬استخدام‬
‫المكونات المنتجة في المختبر ‪ ،‬وما إلى ذلك) ‪ ،‬من ناحية ‪ ،‬وسيئة على الدقيق والسكر وزيوت البذور‬
‫المعالجة والمكررة للغاية من ناحية أخرى‪.‬‬
‫جانبا ‪ ،‬من المثير لًلهتمام أن نأخذ في االعتبار أن اتفاقية مقارنة اآلثار الصحية لتدخل نمط الحياة‬
‫التجريبي ‪ ،‬مثل التغذية أو التمرين أو النوم ‪ ،‬ضد مجموعة التحكم التي ال تتلقى العًلج ‪ ،‬يمكن إعادة‬
‫صياغتها على أنها ال مجموعة التحكم العًلجية تعكس في الواقع الحالة التجريبية الحديثة لعدم التطابق‬
‫التطوري! بالنظر إلى هذا الضوء ‪ ،‬فإن المجموعة التجريبية تصحح عدم التطابق ‪ ،‬وتعيد جانبًا‬
‫واحدًا من نمط الحياة الحديث إلى حالة سيطرة األجداد‪.‬‬

‫‪ .2‬النشاط‬
‫على غرار النظام الغذائي والتغذية ‪ ،‬انحرفت أنماط نشاط اإلنسان الحديث في المجتمعات الغربية بشكل كبير‬
‫عن نموذج األجداد‪ .‬كانت هناك زيادة في السلوك المستقر (على سبيل المثال ‪ ،‬الجلوس) ‪ ،‬خاصة مع ظهور‬
‫الثورة الصناعية ‪ ،‬التي أنتجت آالت يمكنها القيام بأغلبية العمالة البشرية السابقة‪ .‬غالبًا ما أدت محاوالت معالجة‬
‫األضرار الصحية للسلوك المستقر إلى ظهور مشكًلت خاصة بها‪ .‬قد تكون تمارين الحركة المتكررة ‪ ،‬مثل‬
‫الركض أو تلك التي تتضمن آالت ثابتة الحركة (على سبيل المثال ‪ ،‬التجديف ‪ ،‬والحركة اإلهليلجية ‪ ،‬وركوب‬
‫مصدرا للعديد من إصابات االستخدام المزمنة وتنكس األنسجة المحسن‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬يتعرض‬ ‫ً‬ ‫الدراجات)‬
‫رياضيو التحمل لخطر أكبر من عامة الناس لإلصابة بالرجفان األذيني (‪)2009 ، Abdulla & Nielsen‬‬
‫‪ ،‬في حين أن كبار السن الذين يمارسون تمارين خفيفة يكونون أقل عرضة للخطر ( ‪Mozaffarian،‬‬
‫ضا على عداء الماراثون لديهم لوحة متكلسة‬ ‫‪ .)2008 ،Furberg، Psaty، & Siscovick‬تم العثور أي ً‬
‫أكثر في الشرايين مقارنة بمجموعة التحكم المستقرة (‪ .)2011 ، .Kröger et al‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬فإن‬
‫تدريب التحمل يؤدي إلى اإلجهاد التأكسدي (‪ )2006 ، .Duca et al‬ويزيد من هرمون اإلجهاد الكورتيزول‬
‫(‪ .)2012 ،Skoluda، Dettenborn، Stalder، & Kirschbaum‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬عندما يمارس‬
‫البا لغون التمارين في مجموعات ‪ ،‬كما هو الحال في لعبة كرة السلة أو كرة القدم الصغيرة ‪ ،‬يمكن أن يتعرضوا‬
‫لمعدل مرتفع من اإلصابات ألن الفترات الطويلة من السلوك المستقر الناجم عن نمط الحياة الحديث ال تفعل‬
‫ضا على عداء الماراثون لديهم لوحة متكلسة أكثر في الشرايين مقارنة بمجموعة التحكم‬ ‫ذلك‪ .‬تم العثور أي ً‬
‫المستقرة (‪ .) 2011 ، .Kröger et al‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬فإن تدريب التحمل يؤدي إلى اإلجهاد التأكسدي‬
‫(‪ )2006 ، .Duca et al‬ويزيد من هرمون اإلجهاد الكورتيزول ( ‪Skoluda، Dettenborn،‬‬
‫‪ .)2012 ،Stalder، & Kirschbaum‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬عندما يمارس البالغون التمارين في مجموعات‬
‫‪ ،‬كما هو الحال في لعبة كرة السلة أو كرة القدم الصغيرة ‪ ،‬يمكن أن يتعرضوا لمعدل مرتفع من اإلصابات ألن‬
‫ضا على عداء‬‫الفترات الطويلة من السلوك المستقر الناجم عن نمط الحياة الحديث ال تفعل ذلك‪ .‬تم العثور أي ً‬
‫الماراثون لديهم لوحة متكلسة أكثر في الشرايين مقارنة بمجموعة التحكم المستقرة (‪.)2011 ، .Kröger et al‬‬
‫عًلوة على ذلك ‪ ،‬فإن تدريب التحمل يؤدي إلى اإلجهاد التأكسدي (‪ )2006 ، .Duca et al‬ويزيد من‬
‫هرمون اإلجهاد الكورتيزول (‪.)2012 ،Skoluda، Dettenborn، Stalder، & Kirschbaum‬‬
‫عًلوة على ذلك ‪ ،‬عندما يمارس البالغون التمارين في مجموعات ‪ ،‬كما هو الحال في لعبة كرة السلة أو كرة‬
‫القدم الصغيرة ‪ ،‬يمكن أن يتعرضوا لمعدل مرتفع من اإلصابات ألن الفترات الطويلة من السلوك المستقر الناجم‬
‫عن نمط الحياة الحديث ال تفعل ذلك‪.‬‬
‫تسمح بمستوى أساسي كافٍ من اللياقة البدنية والمتانة الفسيولوجية لحماية الجسم من قوى الذروة‬
‫الكبيرة المعنية‪.‬‬
‫في حين أن تمارين التحمل عالية الحجم توفر بعض الفوائد الصحية ‪ ،‬فإن التمارين منخفضة الحجم ولكن‬
‫عالية الكثافة مثل الركض والتدريب المتقطع عالي الكثافة (‪ )HIIT‬تقدم نفس الفوائد في جزء صغير من‬
‫الوقت المستثمر وخطر اإلصابة وتنكس األنسجة (جيلن وآخرون ‪ .)2016 ،‬ينخرط الصيادون المعاصرون‬
‫في حجم أكبر بكثير من الحركة منخفضة المستوى ‪ ،‬مثل المشي (غالبًا على األسطح غير المستوية في‬
‫حافي القدمين) ‪ ،‬واالنحناء ‪ ،‬والقرفصاء ‪ ،‬والتسلق ‪ ،‬والحمل ‪ ،‬تتخللها نوبات متكررة من النشاط عالي‬
‫الكثافة ‪ ،‬مثل الركض والقفز والرمي ورفع األشياء الثقيلة (‪،O'Keefe، Vogel، Lavie، & Cordain‬‬
‫عال من لياقة القلب واألوعية الدموية‬
‫‪ .)2011‬هذا النمط من النشاط الموزع غير الخطي يجلب مستوى ٍ‬
‫وجسم قوي ومرن لمجموعة واسعة من القوى التي تصادف في بيئة طبيعية غير متجانسة‪ .‬يبدو أن تقليد‬
‫المزيد من أنواع أنماط الحركة الموروثة يساعد على تحسين الصحة واللياقة البدنية دون تكاليف تمارين‬
‫الحركة المتكررة الجديدة (‪ .)2014 ، .Gillen et al‬وبالتالي ‪ ،‬يجب أن يشتمل النمط المثالي لممارسة‬
‫األسًلف لشخص حديث على الكثير من الحركات ذات الحجم المنخفض والبطيئة مثل المشي والبستنة‬
‫والعمل المنزلي وما إلى ذلك بشكل شبه يومي ‪ ،‬ودفعات متقطعة ومتقطعة قصيرة المدة‪ .‬حركات عالية‬
‫الشدة ‪ ،‬مثل الركض وحركات تحمل األثقال والتسلق والقفز وما إلى ذلك ‪ ،‬مرة أو مرتين في األسبوع‪ .‬هذا‬
‫النمط‪،‬‬

‫‪ .3‬المناطق المحيطة‬
‫في بيئة األجداد ‪ ،‬أمضى األفراد غالبية وقتهم في الخارج ‪ ،‬منغمسين في الطبيعة‪ .‬فقط مع تطور البيئات المنزلية‬
‫النجارة ‪ ،‬وخاصة مع ظهور النوافذ الزجاجية وأنظمة تكييف الهواء ‪ ،‬بدأ األفراد في إنفاق غالبية‬
‫وقتهم في الداخل ‪ ،‬معزولين عن البيئة الخارجية‪ .‬ما هي عواقب هذا التغيير الدراماتيكي؟‬
‫غالبًا ما تكون جودة الهواء الداخلي رديئة بسبب إطًلق الغازات من المواد الكيميائية في األثاث والطًلء‬
‫والسجاد وما إلى ذلك (جونز ‪ .)1999 ،‬وبالمثل ‪ ،‬فإن قضاء ساعات طويلة في الداخل يؤدي إلى انخفاض‬
‫كبير في التعرض ألشعة الشمس‪ .‬نتيجة لذلك ‪ ،‬ال نتعرض للضوء الساطع الشديد أو الطيف الكامل للضوء‬
‫حافزا للعديد من الوظائف المهمة ‪ ،‬بما في ذلك إنتاج‬ ‫ً‬ ‫الذي نتلقاها في الخارج‪ .‬يوفر ضوء الشمس‬
‫الكالسيتريول (فيتامين د النشط) ‪ ،‬وأكسيد النيتريك (الذي ينظم ضغط الدم وصحة القلب (فيليش وآخرون ‪،‬‬
‫‪ ، )) 2010‬والعناصر الغذائية الرئيسية األخرى (ميد ‪ ، )2008 ،‬وكذلك تنظيم اإليقاعات اليومية (فان‬
‫دير هورست وآخرون ‪ .)1999 ،‬كما أدى قضاء معظم وقتنا في الداخل إلى تقليل التعرض لتقلبات درجة‬
‫كبيرا (أو حتى‬
‫ً‬ ‫دورا‬
‫الحرارة وحركة الهواء بشكل كبير‪ .‬يلعب االنخفاض في درجة الحرارة بعد الغسق ً‬
‫دورا أكبر) في جذب بداية النوم كما يفعل انخفاض شدة اإلضاءة (خاصة في النطاق األزرق) (فان سومرين‬ ‫ً‬
‫ضا في التعرض لألصوات والروائح المحيطة‬ ‫‪ .)2000 ،‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬في الداخل ‪ ،‬نواجه انخفا ً‬
‫المعتادة في اإلعدادات الخارجية‪.‬‬
‫يُبلغ األفراد الذين يقضون وقتًا أطول في الهواء الطلق ‪ ،‬وخاصة في الطبيعة ‪ ،‬عن تحسن في الصحة‬
‫العقلية واإلدراك (‪ Pearson & Craig‬؛ ‪ .)2014 ، Mantler & Logan ، 2015‬يختار‬
‫األطفال اللعب في البيئات الطبيعية أكثر من اإلعدادات االصطناعية والنجارة والمخططة عندما يكون‬
‫الوصول إلى كل منها متا ًحا بشكل متسا ٍو (‪ ، ) 2010 ، Lucas & Dyment‬والمزيد من مساحات‬
‫اللعب الطبيعية لها قيمة لعب أعلى من تلك الموجودة في مساحات اللعب األكثر صرامة مع عدد أقل‬
‫ميزات قابلة للتًلعب (‪ .) 2012 ، Woolley & Lowe‬يشير هذا إلى أننا يجب أن نعطي األولوية‬
‫لمزيد من التعر ض للخارج على مدار اليوم لتلقي فوائد صحية مهمة للبالغين ‪ ،‬باإلضافة إلى الفوائد التي‬
‫تعود على صحة األطفال وتطورهم البدني والمعرفي والعقلي ( & ‪Kemple، Oh، Kenney،‬‬
‫‪Smith-Bonahue، 2016 ).‬‬

‫‪ .4‬التعرض للضوء‬
‫يرتبط التغيير في التعرض ألشعة الشمس بالتغيير في نوع وتوزيع الضوء الداخلي واالصطناعي الذي‬
‫نتعرض له‪ .‬داخلي‬
‫عادة ما تكون اإلضاءة أقل حدة بكثير من ضوء الشمس‪ .‬تحتوي اإلضاءة الفلورية على الضوء األزرق‬
‫‪ ،‬والذي يتم تقليله بشكل كبير في شمس الصباح والمساء ‪ ،‬وبالتالي فإن التعرض في المساء والليل‬
‫إلضاءة الفلورسنت واإلضاءة من شاشات التلفزيون والكمبيوتر والجهاز اللوحي والهاتف يمكن أن يؤدي‬
‫إلى خلل في إيقاعات الساعة البيولوجية (‪ Chang‬و ‪ Aeschbach‬و ‪ Duffy‬و & كزيسلر ‪،‬‬
‫‪ .) 2014‬ترتبط اإليقاعات اليومية غير المنتظمة بزيادة احتمالية المرض وطول مدته ‪ ،‬والنوم غير‬
‫المنت ظم ‪ ،‬والمزاج المكتئب ‪ ،‬وما إلى ذلك‪( .‬روينبيرج وميرو ‪.)2016 ،‬‬
‫تتضمن بعض الطرق لتقليل اضطرابات الضوء األزرق أو منعها برامج وإعدادات على شاشات‬
‫الكمبيوتر والهاتف ‪ ،‬مثل ‪ ، f.lux‬وارتداء نظارات تحجب الضوء األزرق بعد غروب الشمس‪.‬‬
‫المصابيح الكهربائية متوفرة اآلن في السوق والتي ال تصدر ضوء أزرق وبالتالي يمكن استخدامها‬
‫في الليل لإلضاءة الداخلية‪.‬‬

‫‪ .5‬التعليم‬
‫يتكيف األطفال مع التعلم وتشكيل الذكاء بشكل طبيعي من خًلل اللعب واالستكشاف (‪.)2015 ، Blaisdell‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬يعاني ‪ ٪13‬إلى ‪ ٪20‬من األطفال الذين يعيشون في الواليات المتحدة من اضطراب عقلي في عام‬
‫معين ‪ ،‬وقد تزايدت هذه االتجاهات خًلل العقدين الماضيين (مراكز السيطرة على األمراض والوقاية منها ‪،‬‬
‫‪ .) 2013‬يوضح هذا حالة أخرى من عدم التطابق التطوري‪ .‬اإلعداد النموذجي لمرحلة ما قبل المدرسة ورياض‬
‫األطفال ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬يتم جدولته وتنظيمه بشكل كبير ‪ ،‬مع توجيه العديد من األنشطة بواسطة المعلم‬
‫بدالً من تحفيز اهتمامات األطفال الخاصة‪ .‬يقضي الفصل الدراسي بأكمله لألطفال فترات محظورة من الوقت‬
‫في أنشطة محددة يرتبها المعلم ‪ ،‬ويتم نقل األطفال من نشاط مجدول إلى آخر وفقًا إلشارة خارجية ‪ ،‬مثل وقت‬
‫نادرا‬
‫الساعة‪ .‬طوال حياتهم المهنية بأكملها في مرحلة ما قبل الروضة وحتى التعليم في الصف الثاني عشر ‪ً ،‬‬
‫ما يتمتع األطفال بحرية االنخراط في استكشاف مرعب ألي موضوع أو نشاط يرغبون فيه ‪ ،‬وللمدة الزمنية‬
‫التي يريدونها ‪ ،‬وبالسرعة التي تناسبهم‪ .‬بدالً من ذلك ‪ ،‬يتطلب اإلعداد التعليمي الحديث ويضع قيمة على الطفل‬
‫الذي يجلس ساكنًا لفترات طويلة من الوقت ‪ ،‬ويستمع إلى التعليمات الموجهة أو يؤدي‬
‫العمليات الموجهة (على سبيل المثال ‪ ،‬القراءة والكتابة والحسابات)‪ .‬يتعارض هذا النظام مع ميول‬
‫األطفال في الحركة والضحك واللعب وأحًلم اليقظة والتواصل االجتماعي‪.‬‬
‫يتناقض هذا بشكل كبير مع الطريقة التي يتعلم بها األطفال ويتطورون في مجتمعات الصيد والجمع ‪ ،‬حيث‬
‫يتنقل األطفال بحرية في مجموعات عمرية مختلطة ‪ ،‬ويعملون أحيانًا مع اآلخرين وفي أوقات أخرى بمفردهم‬
‫(جراي ‪ .)2015 ،‬قد يكون عدم التوافق بين اإلعدادات التعليمية الحديثة القائمة على العمل من ناحية ‪ ،‬وسياق‬
‫األجداد القائم على اللعب والحرية للنمو المعرفي والعاطفي واالجتماعي للطفل من ناحية أخرى ‪ ،‬مساهما رئيسيا‬
‫في المزمن العقلي والنفسي ‪ ،‬و ربما مشاكل الصحة الجسدية التي تواجه األطفال في المجتمع الحديث (جراي‬
‫‪ .) 2011 ،‬تعد الزيادة في عدد المدارس التقدمية ‪ ،‬مثل مونتيسوري والمدارس المستقلة غير التقليدية ‪ ،‬والتعليم‬
‫المنزلي ‪ ،‬وعدم التعليم في المجتمع األمريكي الحديث من أعراض النظام التعليمي المعطل‪ .‬لألسف‪ ،‬ال تملك‬
‫معظم العائًلت من الطبقة الدنيا والم توسطة الوقت و ‪ /‬أو الموارد المالية لًللتزام بمثل هذه البدائل‪ .‬ما نحتاجه‬
‫حقًا هو إصًلح شامل للنظام التعليمي الحديث لمواءمته بشكل وثيق مع االحتياجات البيولوجية لتنمية الطفل ‪،‬‬
‫ودمج الحرية واللعب والفكاهة والتعاون والديمقراطية كمبادئ أساسية‪.‬‬

‫‪ .6‬الحياة االجتماعية‬
‫بالنسبة لمعظم تاريخنا التطوري ‪ ،‬عاش البشر في مجتمعات عصابة صغيرة ‪ ،‬تتكون من ‪ 40‬إلى ‪ 60‬فردًا في‬
‫المتوسط في المجموعة االجتماعية األساسية‪ .‬كانت هناك تجمعات عرضية بين شبكات العصابات ‪ ،‬ولكن من‬
‫المحتمل أن تكون هذه أحداثًا موسمية ونادرة‪ .‬نتيجة لذلك ‪ ،‬عرف الناس بشكل مباشر كل فرد في مجتمعهم ‪،‬‬
‫وطوروا صداقات وثيقة مدى الحياة داخل هذا المجتمع الصغير‪ .‬في مثل هذا المجتمع ‪ ،‬يساعد الجميع ويساهم‬
‫في األنشطة المختلفة التي تخدم المجموعة ‪ ،‬بد ًءا من البحث عن الطعام ‪ ،‬وبناء المأوى ‪ ،‬وبناء وإصًلح األدوات‬
‫والمًلبس ‪ ،‬إلى رعا ية األطفال المبكرة ‪ ،‬ورواية القصص ‪ ،‬والحفاظ على األنشطة الثقافية والمشاركة فيها‪.‬‬
‫& ويلسون ‪ .)1999 ،‬على الرغم من بعض تقسيم العمل ‪ -‬تميل النساء أكثر نحو رعاية األطفال في وقت‬
‫مبكر ‪ ،‬بينما يميل الرجال نحو االستكشاف والصيد‬
‫(وفي بعض المجتمعات في حالة حرب) ‪ -‬مجتمع النطاق يتسم بالمساواة ‪ ،‬حيث يشترك الجميع في‬
‫نفس الحريات واالستقًللية من ناحية ‪ ،‬ويساهم بشكل كبير في المجموعة والمجتمع من ناحية أخرى‪.‬‬
‫ولعل األهم من ذلك كله ‪ ،‬أن أنظمة المعتقدات ‪ ،‬وهياكل اتخاذ القرار ‪ ،‬والعًلقات المجتمعية تم‬
‫التعامل معها بمنهج وأسلوب مرح (جراي ‪.)2009 ،‬‬
‫في المقابل ‪ ،‬يتألف المجتمع الحديث من مًليين األفراد ‪ ،‬منظمين في مجموعات اجتماعية متعددة‬
‫ومتداخلة جزئيًا مرتبطة عبر شبكات معقدة بشكل ال يصدق ‪ ،‬ويتم فرضها من خًلل اإلكراه والشرطة‪.‬‬
‫نحن مواطنون في حي ومدينة ودولة وأمة‪ .‬يعمل معظم األفراد في شركة أو مؤسسة أخرى‪ .‬نحن أعضاء‬
‫في األحزاب السياسية ونوادي الكتب ومجموعات اآلباء والمعلمين والفرق الرياضية والصاالت الرياضية‬
‫ومجموعات وسائل التواصل االجتماعي وما إلى ذلك‪ .‬يتم تنظيم يوم عصري نموذجي حول جدول زمني‬
‫مقيد إلى حد ما للتنقل من وإلى العمل في األوقات المحظورة التي يحددها يوم العمل القياسي ‪ ،‬وتوجيه‬
‫األطفال من وإلى المدرسة ‪ ،‬وإعداد (أو طلب) وجبات الطعام في أوقات محددة من اإلفطار والغداء والعشاء‬
‫كثيرا عن أسًلفنا في مجتمعات الفرق الصغيرة‪.‬‬
‫‪ ،‬والذهاب إلى الفراش في كثير من األحيان في وقت متأخر ً‬
‫عًل وة على ذلك‪ ،‬في نهاية يوم العمل أو المدرسة ‪ ،‬قد نقضي بعض الوقت في األنشطة الًلممنهجية مع‬
‫األصدقاء والمعارف ‪ ،‬ولكن معظم الوقت المتبقي يقضي في منازلنا مع عائلتنا النووية ‪ ،‬ولكن ليس مع‬
‫أصدقائنا‪ .‬هذا الجدول اليومي المقيد والمنظم ‪ ،‬مع القليل من الوقت الذي نقضيه في التواصل مع شبكة‬
‫كبيرة من األصدقاء المقربين ‪ ،‬يضر بشكل كبير بصحتنا العقلية ورفاهيتنا النفسية‪ .‬يساعد قضاء الوقت بين‬
‫األصدقاء في تقليل التوتر وتحسين الصحة الفسيولوجية (‪ Uchino‬و ‪ Cacioppo‬و ‪Kiecolt-Glaser‬‬
‫‪ .)1996 ،‬الوصول المقيد إلى األصدقاء ‪ ،‬خاصة على أساس يومي ‪ ،‬يتركنا منفصلين عن مجموعة الدعم‬
‫التي ستحيط بنا بشكل طبيعي في مجتمع الفرقة‪ .‬نتيجة لذلك ‪ ،‬نعاني من درجة أكبر من القلق ‪ ،‬مما يؤثر‬
‫سلبًا على صحتنا العقلية وحتى الجسدية‪.‬‬
‫‪ .7‬األبوة واألمومة‬
‫لقد ذكرنا بالفعل كيف يتناقض الدور الذي يلعبه الوالدان في األسرة النووية المعاصرة في أسرة من‬
‫الطبقة المتوسطة وذات الدخل المزدوج بشكل كبير مع األدوار األبوية في مجتمعات األجداد التقليدية‪.‬‬
‫بصفتنا آباء ‪ ،‬يجب أن نطعم أطفالنا ونغتسلهم ونلبسهم ‪ ،‬ونوفر لهم األمان والمأوى‪ .‬عًلوة على ذلك ‪،‬‬
‫يجب علينا غسل مًلبسهم وسائقهم من وإلى المدرسة ‪ ،‬واألنشطة الًلممنهجية ‪ ،‬و "مواعيد اللعب"‪.‬‬
‫عًلوة على ذلك ‪ ،‬نحن مصدرهم األساسي للترفيه والتنشئة االجتماعية‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإن األبوة واألمومة‬
‫المعاصرة مقيدة بشدة لحرية الوالدين وهي شاقة ومملة‪.‬‬
‫على النقيض من ذلك ‪ ،‬في مجتمعات األجداد ‪ ،‬يمكن أن تكون أدوار األبوة مختلفة تما ًما‪ .‬بينما تستثمر األم‬
‫بشكل كبير في رعاية األطفال خًلل فترة رضاعة طفلها ‪ ،‬يوفر الكبار واألطفال األكبر سنًا الكثير من األبوة‬
‫واألمومة‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬فإن القدرة على حمل وإطعام الرضيع أينما ذهبت يعني أن األم ليست مقيدة في‬
‫الحركة أو في الجد اول اليومية كما هو الحال بالنسبة لألم في المجتمع الغربي‪ .‬ال يوجد فصل بين األم الجديدة‬
‫دورا قويًا وداع ًما في مجتمعات األجداد ‪ ،‬لكنهم ال‬ ‫ضا ً‬‫ومجموعة األقران والشبكة االجتماعية‪ .‬يلعب اآلباء أي ً‬
‫ضا بحرية مماثلة بعد والدة الطفل كما‬ ‫يتحملون عبء العمل على الحفاظ على األسرة‪ .‬وهكذا ‪ ،‬يتمتع اآلباء أي ً‬
‫كانوا يتمتعون بها مسبقًا‪ .‬يكتسب األطفال االستقًلل بسرعة في السنوات القليلة األولى من حياتهم‪ .‬في الواقع ‪،‬‬
‫قصيرا جدًا حول األسرة النواة‬
‫ً‬ ‫بحلول الوقت الذي يبلغ فيه الطفل ‪ 5‬أو ‪ 6‬سنوات ‪ ،‬يقضي هو أو هي عادة وقتًا‬
‫‪ ،‬وبدالً من ذل ك يقضي معظم وقته مع األطفال اآلخرين في الفرقة‪ .‬في معظم مجموعات الصيادين والجامعين‬
‫ً‬
‫ومستقًل‬ ‫صا بهم‬ ‫ً‬
‫منفصًل خا ً‬ ‫معسكرا‬
‫ً‬ ‫المعاصرة ‪ ،‬يشكل األطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 5‬و ‪ 18‬عا ًما عادة ً‬
‫إلى حد ما بجوار معسكر الكبار (جراي ‪.)2015 ،‬‬
‫من الصعب التقليل من م ستوى اإلجهاد الناجم عن أعباء تربية األطفال في المجتمع الحديث ‪ ،‬ومن المرجح أن‬
‫يتم االعتراف به بشكل متزايد على أنه عدم توافق تطوري مهم يحتاج إلى معالجة‪ .‬في الواقع ‪ ،‬يعكس ارتفاع‬
‫معدالت التعليم في المنزل وحتى الحركات غير المدرسية في جميع أنحاء الواليات المتحدة والمجتمعات الحديثة‬
‫األخرى هذا‬
‫زيادة الوعي وهي محاولة إلعادة التوازن إلى كل من الطفل والوالدين من المعادلة‪.‬‬

‫‪ .8‬الهيكل االجتماعي والحكم‬


‫يتسم مجتمع عصابات الصيادين وجمع الثمار بالديمقراطية والمساواة إلى حد كبير‪ .‬تطورت التحيزات‬
‫المعرفية لتكييف األفراد مع مجتمع العصابات (‪ .)2006 ، Haselton & Nettle‬السلوك البشري هو‬
‫بطبيعة الحال إيثار وجشع (تعاوني وتنافسي) ‪ ،‬ولكن في مجتمع الصيد والقطف توجد قيود اجتماعية ‪،‬‬
‫وخاصة عواقب وخيمة على السلوكيات المعادية للمجتمع (‪ .)1999 ، Boehm‬يمكن نبذ األفراد غير‬
‫ضا لمنع األفراد من‬‫االجتماعيين واألنانيين أو حتى طردهم من مجموعة‪ .‬تطورت الممارسات الثقافية أي ً‬
‫إساءة معاملة اآلخرين أو اإلساءة إليهم (خاصة النساء واألطفال) ‪ ،‬ومن اكتناز الموارد ‪ ،‬ومن تقييد حرية‬
‫األفراد اآلخرين‪ .‬قد يخسر هؤالء األفراد فرص التزاوج ‪ ،‬وسيعانون من فقدان السمعة ‪ ،‬والمكانة الجماعية‬
‫‪ ،‬والمعاملة بالمثل ‪ ،‬وقد يتم نبذهم في نهاية المطاف وإبعادهم عن المجموعة‪.‬‬
‫في المجتمع الحديث ‪ ،‬تعمل المجهولية وحجم السكان واألنظمة االقتصادية للعالم الحديث على عزل‬
‫األفراد عن آثار جشعهم أو غيره من السلوكيات المعادية للمجتمع‪ .‬يتم اآلن تمجيد الجشع غير المقيد (القصور‬
‫الكبيرة ‪ ،‬االستهًلك الواضح ‪ ،‬الهدر الهادف ‪ ،‬إلخ)‪ .‬في الواليات المتحدة ‪ ،‬تمتلك ‪ 160‬ألف أسرة ثراء‬
‫نفس القدر من الثروة التي تمتلكها أفقر ‪ 145‬مليون أسرة (سايز وزوكمان ‪ .)2016 ،‬يسمح عدم الكشف‬
‫عن هويته في مثل هذا المجتمع الكبير بالسلوكيات التي عادة ً ما يتم التحكم فيها في مجتمع عصابة صغيرة‬
‫‪ ،‬مثل إساءة معاملة النساء ‪ ،‬وإساءة معاملة األطفال ‪ ،‬والتوزيع غير المتكافئ للموارد ‪ ،‬وما إلى ذلك‪.‬‬
‫بينما نحافظ على التحيزات المضمنة التي تكيفتنا مع عالم األجداد ‪ ،‬مثل الخلط بين العصا والثعبان‬
‫(‪ ، )2013 ،Johnson، Blumstein، Fowler، & Haselton‬لم يكن هناك وقت تطوري كافٍ‬
‫الكتساب التحيزات من أجل الرواية التطورية الفورية‪ .‬التهديدات ‪ ،‬مثل السيارات أو المخدرات ‪ ،‬أو‬
‫المخاطر طويلة األجل ‪ ،‬مثل الفشل في التخطيط للتقاعد أو اتخاذ الخيارات التي تفيد بيئتنا وتعالج تغير‬
‫المناخ (كانيمان ‪ .)2011 ،‬ما هي اآلثار المترتبة على عدم وجود تحيزات ل‬
‫التعامل مع مشاكل طويلة األمد؟ يمكن أن يؤدي غيابهم إلى تفاوت أكبر بين تناقص األثرياء والفقراء‬
‫المتزايد ‪ ،‬وزيادة الركود على مستوى الحكومات والمنظمات في معالجة القضايا العالمية مثل االكتظاظ‬
‫السكاني ‪ ،‬وإنتاج الغذاء ‪ ،‬وتغير المناخ ‪ ،‬والتلوث ‪ ،‬والرعاية الصحية ‪ ،‬وعبء األمراض المزمنة‪، .‬‬
‫على سبيل المثال ال الحصر (‪ .) 2017 ، Diggs‬نحن بحاجة إلى تطبيق التفكير التطوري إلعادة‬
‫هندسة مجتمعنا ‪ ،‬والحوكمة ‪ ،‬والسياسة ‪ ،‬والبنية التحتية ‪ ،‬وإدارة الم وارد وتخصيصها ‪ ،‬وإعادة مواءمة‬
‫علم نفس أسًلفنا مع تقنيتنا وأنظمتنا الحديثة ‪ ،‬من أجل تعزيز صحة السكان والبيئة (ويلسون ‪.)2011 ،‬‬

‫‪ .9‬التأريض المعرفي‬
‫تم تعريف الجنس البشري من خًلل تقنيته ‪ ،‬من أصل اإلنسان الماهر أو "الرجل اليدوي" ومجموعات‬
‫تطورا والتحكم في الحريق الذي تم‬ ‫ً‬ ‫األدوات القديمة المرتبطة به ‪ ،‬إلى األدوات الحجرية األشولية األكثر‬
‫إثباته في المواقع األثرية لإلنسان المنتصب ‪ ،‬إلى تقدم أكثر تقد ًما من أي وقت مضى‪ .‬األدوات التي صنعها‬
‫اإلنسان العاقل من العصر الحجري إلى العصر البرونزي إلى العصر الحديدي ؛ من المحرك البخاري إلى‬
‫محرك االحتراق إلى الطائرة إلى سفينة الصواريخ ؛ من التحكم في الكهرباء إلى المعالج الدقيق إلى اإلنترنت‬
‫الًلسلكي لعالم متصل عالميًا‪.‬‬
‫حدثت هذه الثورة التكنولوجية األخيرة لإلنترنت المتصل باستمرار والذي يربط بين األجهزة مثل الهواتف‬
‫الذكية وأجهزة الكمبيوتر واألجهزة اللوحية الموزعة في جميع أنحاء العالم بسرعة كبيرة (على مدار الخمسة‬
‫عشر عا ًما الماضية أو نحو ذلك) ‪ ،‬وغيرت حياتنا اليومية بشكل كبير بحيث من المدهش قلة ما الحظناه من‬
‫هذه التغييرات‪ .‬في حين أن هذا التقدم األخير هو الوالدة الحقيقي ة لعصر المعلومات ‪ ،‬وجميع المزايا الرائعة‬
‫ضا جانب مظلم لهذه التكنولوجيا الجديدة‪ .‬من الصعب الخروج من المنزل هذه األيام‬ ‫التي يجلبها ‪ ،‬إال أن هناك أي ً‬
‫وعدم مًلحظة تفاعل شريحة كبيرة من السكان بهواتفهم الذكية ‪ -‬أثناء المشي أو الجلوس في المقهى أو المطعم‬
‫أو حتى أثن اء قيادة السيارة‪ .‬بصرف النظر عن الحوادث المحتملة بسبب المشي أو القيادة المشتتة ‪،‬‬
‫االتصال وينتهي األمر بخفض اإلنتاجية (‪ .)2016 ، Gazzaley & Rosen‬حتى قبل عشر سنوات ‪ ،‬تم‬
‫االعتراف باإلفراط في استخدام اإلنترنت واإلفراط في استخدام الهاتف الخلوي على أنهما إدمان سلوكي ناشئ‬
‫(‪ .)2007 ،Jenaro، Flores، Gómez-Vela، González-Gil، & Caballo‬يرتبط االستخدام‬
‫اإلجباري للهواتف الذكية واألنواع ذات الصلة من "التكنولوجيا" (االستخدام المفرط للتكنولوجيا) بشكل إيجابي‬
‫باآلثار النفسية السلبية ‪ ،‬مثل انخفاض موضع السيطرة المدرك ‪ ،‬وزيادة القلق من التفاعل االجتماعي ‪ ،‬والمادية‬
‫المبالغ فيها ‪ ،‬والحاجة المفرطة للمس (لي ‪Chang، Lin، & Cheng، 2014). ،‬‬
‫تداعيات هذا التحول الثقافي الكبير المدفوع بالتكنولوجيا واضحة‪ .‬إذا تركت دون رادع ‪ ،‬فإن‬
‫اإللهاء الناجم عن التكنولوجيا ‪ ،‬واالنفصال عن العالم المادي والعاطفي والملموس ‪ ،‬وفقدان الملل‬
‫وأحًلم اليقظة ‪ ،‬وعدم تنظيم إيقاعات النوم اليومية ‪ ،‬يمكن أن يربكوا معًا آليات التكيف لدينا ويحفز‬
‫المستويات السريرية من القلق والتوتر و االكتئاب ‪ ،‬وكذلك يساهم في االلتهاب الجهازي وعدم انتظام‬
‫محور ‪ ، HPA‬ويحفز تطور األمراض المزمنة‪.‬‬
‫في الوقت نفسه ‪ ،‬يمكن أن تساعدنا المرونة المذهلة والتطور السريع والتطور في تكنولوجيا المعلومات في‬
‫العثور على إجابات لهذه المشاكل الناشئة‪ .‬عند دمجها مع التفكير التطوري ‪ ،‬يمكن تشكيل التكنولوجيا لتحسين‬
‫أداء اإلنسان وصحته‪ .‬على الرغم من وجهة النظر ا لتشاؤمية الواردة في هذا الفصل ‪ ،‬إال أن هناك الكثير مما‬
‫يدعو للتفاؤل‪ .‬بالفعل ‪ ،‬هناك موجة متزايدة من التطبيقات واألجهزة والبرامج الجديدة التي تسخر التكنولوجيا‬
‫لتحسين اإلنسان‪ .‬اآلن يمكن للمرء ارتداء عداد خطوات يومي ‪ ،‬واالتصال بجهاز تعقب النوم ليًلً ‪ ،‬وتنزيل‬
‫ت طبيق التغذية على الهاتف الذكي ‪ ،‬كل ذلك لتحسين هذه المتغيرات الصحية‪ .‬المصدر المفتوح والطبيعة‬
‫المتضمنة لًلقتصاد التشاركي الناشئ تبشر بالدعم من الفئات االجتماعية والمجتمع ‪ ،‬وحتى بيئة جديدة من‬
‫الخيارات لزيادة الكفاءة والراحة الموزعة في جميع أنحاء العالم‪ Airbnb .‬و ‪ Uber‬هما مثاالن على الشركات‬
‫القائمة على تكنولوجيا المعلومات التي دمجت نفسها في نسيج السفر المحلي والدولي‪ .‬المنظمات األكاديمية مثل‬
‫جمعية صحة األجداد ومعهد التطور والمجًلت األكاديمية مثل مجلة التطور والصحة والتطور ‪،‬‬
‫الطب والصحة العامة‪ ،‬وعدد كبير من مواقع الويب الشخصية والتجارية المخصصة لموضوعات‬
‫تستند إلى عدم التطابق التطوري (غالبًا ما يتم تحديدها من خًلل الكلمات "السلف" أو "باليو" أو‬
‫"البدائي") كلها شواهد على االستخدام المتزايد لتكنولوجيا المعلومات والمؤسسات االجتماعية‬
‫لًلستفادة الصحة و العافية‪.‬‬

‫مراجع‬
‫عبد هللا ‪ ،‬ج‪ ، .‬ونيلسن ‪ ،‬جيه آر (‪ .) 2009‬هل خطر اإلصابة بالرجفان األذيني أعلى لدى الرياضيين منه لدى عامة الناس؟‬
‫مراجعة ممنهجية وتحليل تلوي‪ .‬يوروباس ‪ .1159-1156 ، 11 ،‬دوى‪europace / eup197 / 10.1093 :‬‬
‫‪ .)1995( .Aiello، LC، & Wheeler، P‬فرضية األنسجة باهظة الثمن‪ :‬الدماغ والجهاز الهضمي في تطور اإلنسان‬
‫والرئيسيات‪ .‬األنثروبولوجيا الحالية ‪.221-199 ، 36 ،‬‬
‫أندريه ‪ ،‬سي ‪ ،‬دينيل ‪ ،‬أل ‪ ،‬فيريرا ‪ ،‬جي ‪ ،‬الي ‪ ،‬إس ‪ ،‬وكاستانون ‪ ،‬إن‪ .)2014( .‬تعمل السمنة التي يسببها النظام الغذائي على‬
‫تغيير اإلدراك بشكل تدريجي ‪ ،‬والسلوك الشبيه بالقلق والسلوك الشبيه باالكتئاب الناجم عن عديدات السكاريد الدهنية‪ :‬التركيز‬
‫على تنشيط الدماغ اإلندوليمين ‪-2،3‬ديوكسيجيناز‪ .‬الدماغ والسلوك والمناعة ‪ .21-10 ، 41 ،‬دوى‪/ 10.1016 :‬‬
‫‪j.bbi.2014.03.012‬‬
‫‪ .)2015( Blaisdell ، AP‬اللعب كأساس للذكاء البشري‪ :‬الدور المضيء لتطور وتطور الدماغ البشري وآثاره على التعليم‬
‫ونمو الطفل‪ .‬مجلة التطور والصحة ‪.54-1 ، 1 ،‬‬
‫‪.)2017( .Blaisdell، AP، Biedermann، T.، Sosa، E.، Abuchaei، A.، Neveen، Y.، & Bradesi، S‬‬
‫النظام الغذائي قليل الدسم المكرر والمسبب للسمنة يعطل عمليات التحكم في االنتباه والسلوك في مهمة اليقظة في الفئران‪.‬‬
‫العمليات السلوكية ‪.151-142 ، 138 ،‬‬
‫‪ .) 2013( Blaisdell، AP، Pottenger، B.، & Torday، JS‬من دقات القلب إلى الوصفات الصحية‪ :‬دور فسيولوجيا الفركتًلت في حركة‬
‫صحة األجداد‪ .‬مجلة التطور والصحة ‪.17-1 ، 1 ،‬‬
‫بوم ‪ ،‬سي (‪ .)1999‬االنتقاء الطبيعي لصفات اإليثار‪ .‬الطبيعة البشرية ‪ .252-205 ، 10 ،‬دوى‪s12110– / 10.1007 :‬‬
‫‪999–1003-z‬‬
‫كاسيوبو ‪ ،‬جيه تي ‪ ،‬وهاوكلي ‪ ،‬إل سي (‪ .) 2009‬الشعور بالعزلة االجتماعية واإلدراك‪ .‬االتجاهات في العلوم المعرفية ‪، 13 ،‬‬
‫‪ .454-447‬دوى‪j.tics.2009.06.005 / 10.1016 :‬‬
‫مراكز السيطرة على األمراض والوقاية منها‪ .)2013( .‬مراقبة الصحة النفسية بين األطفال‪-‬‬
‫الواليات المتحدة ‪ .2011-2005 ،‬تم االسترجاع من‬
‫‪www.cdc.gov/mmwr/preview/mmwrhtml/su6202a1.htm‬‬
‫تشانغ ‪ ،‬إيه‪ -‬إم ‪ ،‬إيشباخ ‪ ،‬دي ‪ ،‬دافي ‪ ،‬جي إف ‪ ،‬وتشيزلر ‪ ،‬كاليفورنيا (‪ .)2014‬يؤثر االستخدام المسائي ألجهزة القراءة اإللكترونية الباعثة للضوء‬
‫سلبًا على النوم والتوقيت اليومي واليقظة في صباح اليوم التالي‪ .‬وقائع األكاديمية الوطنية للعلوم ‪. 201418490 .1237-1232 ، 112 ،‬‬
‫دوى‪pnas.1418490112 / 10.1073 :‬‬
‫كوهين ‪ ،‬مينيسوتا ‪ ،‬وكرين كرامر ‪ .)2007( GMM ،‬الصحة القديمة‪ :‬مؤشرات هيكلية زراعية‬
‫والتكثيف االقتصادي‪.‬غينزفيل ‪ ،‬فلوريدا‪ :‬مطبعة جامعة فلوريدا‪.‬‬
‫كوردان ‪ ،‬إل (‪ .)1999‬الحبوب‪ :‬سيف اإلنسانية ذو حدين‪ .‬المجلة العالمية للتغذية وعلم التغذية ‪.73-19 ، 84 ،‬‬
‫ديجز ‪ ،‬ج‪ .)2017( .‬عدم التطابق التطوري‪ :‬اآلثار المترتبة على النظام الغذائي وممارسة الرياضة‪ .‬مجلة التطور والصحة ‪2 ،‬‬
‫‪.3 ،‬‬
‫دوكا ‪ ،‬إل ‪ ،‬دا بونتي ‪ ،‬أ ‪ ،‬كوزي ‪ ،‬إم ‪ ،‬كاربوني ‪ ،‬إيه ‪ ،‬بوماتي ‪ ،‬إم ‪ ،‬نافا ‪ ،‬آي ‪ ... ،‬فيوريلي ‪ ،‬جي (‪ .)2006‬التغييرات في الكريات الحمر ‪،‬‬
‫وأيض الحديد واألكسدة بعد نصف الماراثون‪ .‬داخلي و‬
‫طب الطوارئ ‪ .34 - 30 ،1 ،‬دوى‪BF02934717 / 10.1007 :‬‬
‫& ‪Feelisch، M.، Kolb-Bachofen، V.، Liu، D.، Lundberg، JO، Revelo، LP، Suschek، CV،‬‬
‫‪ .)2010( Weller، RB‬هل ضوء الشمس مفيد لقلبنا؟ مجلة القلب األوروبية ‪ .1045-1041 ، 31 ،‬دوى‪/ 10.1093 :‬‬
‫‪eurheartj / ehq069‬‬
‫‪ .)2016( Gazzaley، A.، & Rosen، LD‬العقل المشتت‪ :‬العقول القديمة في عالم عالي التقنية‪.‬‬
‫كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬مطبعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‪.‬‬
‫جيلن ‪ ،‬جي بي ‪ ،‬مارتن ‪ ،‬بي جيه ‪ ،‬ماكينيس ‪ ،‬إم جي ‪ ،‬سكيلي ‪ ،‬جنيه ‪ ،‬تارنوبولسكي ‪ ،‬إم إيه ‪ ،‬وجيباال ‪ ،‬إم جي (‪ .)2016‬اثنا‬
‫عشر أسبوعًا من التدريب المتقطع السريع يحسن مؤشرات صحة القلب واألوعية الدموية على غرار تدريب التحمل التقليدي‬
‫على الرغم من انخفاض حجم التمرين وااللتزام بالوقت بمقدار خمسة أضعاف‪ .‬بلوس وان ‪ .11 ،‬دوى‪/ 10.1371 :‬‬
‫‪journal.pone.0154075‬‬
‫جيلين ‪ ،‬جي بي ‪ ،‬بيرسيفال ‪ ،‬مي ‪ ،‬سكيلي ‪ ، LE ،‬مارتن ‪ ،‬بي جيه ‪ ،‬تان ‪ ،‬آر بي ‪ ،‬تارنوبولسكي ‪ ،‬إم إيه ‪ ،‬وجيباال ‪ ،‬إم جي‬
‫(‪ .)2014‬ثًلث دقائق من التمارين الشاملة المتقطعة أسبوعيًا تزيد من قدرة تأكسد العضًلت والهيكل العظمي وتحسن صحة‬
‫القلب‪ .‬بلوس وان ‪ .9 ،‬دوى‪journal.pone.0111489 / 10.1371 :‬‬
‫جراي ‪ ،‬ب‪ .)2009( .‬العب كأساس للوجود االجتماعي للصيد والقطف‪ .‬المجلة األمريكية للبًلي ‪.522-476 ، 1 ،‬‬
‫جراي ‪ ،‬ب‪ .)2011( .‬تراجع اللعب وظهور علم النفس المرضي لدى األطفال والمراهقين‪.‬‬
‫المجلة األمريكية للبًلي ‪، 443-463.3 ،‬‬
‫جراي ‪ ،‬ب‪ .)2015( .‬حرية التعلم‪ :‬لماذا إطًلق غريزة اللعب سيجعل أطفالنا أكثر سعادة ‪،‬‬
‫المزيد من االعتماد على الذات ‪ ،‬وأفضل الطًلب مدى الحياة‪ .‬نيويورك‪ :‬كتب أساسية‪.‬‬
‫هاسيلتون ‪ ،‬إم جي ‪ ،‬ونيتل ‪ ،‬د‪ .)2006( .‬المتفائل بجنون العظمة‪ :‬نموذج تطوري تكاملي للتحيزات المعرفية‪ .‬مراجعة‬
‫الشخصية وعلم النفس االجتماعي ‪ .66-47 ، 10 ،‬دوى‪s15327957pspr1001_3 / 10.1207 :‬‬
‫جينارو ‪ ،‬سي ‪ ،‬فلوريس ‪ ،‬إن ‪ ،‬جوميز فيًل ‪ ،‬إم ‪ ،‬غونزاليس جيل ‪ ،‬إف ‪ ،‬وكابالو ‪ ،‬سي (‪ .)2007‬إشكالية استخدام اإلنترنت والهاتف الخلوي‪:‬‬
‫ارتباطات نفسية وسلوكية وصحية‪ .‬بحث ونظرية اإلدمان ‪ .320-309 ، 15 ،‬دوى‪16066350701350247 / 10.1080 :‬‬
‫جونسون ‪ .)2013( DD ، Blumstein ، DT ، Fowler ، JH ، & Haselton ، MG ،‬تطور الخطأ‪ :‬إدارة الخطأ‬
‫والقيود المعرفية وتحيزات اتخاذ القرار التكيفية‪ .‬االتجاهات في علم البيئة والتطور ‪.481-474 ، 28 ،‬‬
‫جونز ‪ ،‬أ ف ب (‪ .)1999‬جودة الهواء الداخلي والصحة‪ .‬بيئة الغًلف الجوي ‪ .4564-4535 ، 33 ،‬دوى‪/ 10.1016 :‬‬
‫‪S1352–2310 (99) 00272–1‬‬
‫كانيمان ‪ ،‬د‪ .)2011( .‬تفكير سريع وبطيء‪ .‬نيويورك‪ Farrar :‬و ‪Straus & Giroux.‬‬
‫‪ .)2016( .Kemple ، KM ، Oh ، J. ، Kenney ، E. ، & Smith-Bonahue ، T‬قوة اللعب في الهواء الطلق واللعب‬
‫في البيئات الطبيعية‪ .‬تعليم الطفولة ‪.454-446 ، 92 ،‬‬
‫كًلين ‪ ،‬آر جي (‪ .) 2009‬الحياة البشرية‪ :‬أصول اإلنسان البيولوجية والثقافية‪ .‬شيكاغو‪ :‬مطبعة جامعة شيكاغو‪.‬‬
‫كروجر ‪ ،‬ك ‪ ،‬ليمان ‪ ،‬إن‪ .‬رابابورت ‪ ،‬إل ‪ ،‬بيري ‪ ،‬إم سوروكين ‪ ،‬إيه ‪ ،‬بود ‪ ،‬ت ‪ ... ،‬موهلينكامب ‪ ،‬س‪ .)2011 .‬تصلب‬
‫الشرايين السباتي والمحيطي عند عدائي الماراثون الذكور‪ .‬الطب والعلوم في الرياضة والتمارين الرياضية ‪-1142 ، 43 ،‬‬
‫‪.1147‬‬
‫‪ .) 2012( Kuipers ، RS ، Joordens ، JCA ، & Muskiet ، FAJ‬إعادة بناء متعددة التخصصات لتغذية العصر الحجري القديم‬
‫التي تبشر بالوقاية والعًلج من أمراض الحضارة‪ .‬مراجعات بحوث التغذية ‪ .129-96 ، 25 ،‬دوى‪S0954422412 / 10.1017 :‬‬
‫‪000017‬‬
‫‪ .)2014( Lee ، YK ، Chang ، CT ، Lin ، Y. ، & Cheng ، ZH‬الجانب المظلم الستخدام الهاتف الذكي‪ :‬السمات‬
‫النفسية والسلوك القهري والتقنية‪ .‬أجهزة الكمبيوتر في سلوك اإلنسان ‪ .383-373 ، 31 ،‬دوى‪/ 10.1016 :‬‬
‫‪j.chb.2013.10.047‬‬
‫لينديبرج ‪ ،‬س‪ .)2010( .‬الغذاء واألمراض الغربية‪ :‬الصحة والتغذية من التطور‪-‬‬
‫إنطباع‪.‬ويست ساسكس ‪ ،‬المملكة المتحدة‪ :‬وايلي بًلكويل‪.‬‬
‫‪ .2010 ،Lucas، AJ، & Dyment، JE‬أين يختار األطفال اللعب على أرض المدرسة؟ تأثير التصميم األخضر‪ .‬التعليم ‪، 38 ، 13-3‬‬
‫‪ .189-177‬دوى‪03004270903130812 / 10.1080 :‬‬
‫مانتلر ‪ ،‬إيه ‪ ،‬ولوجان ‪ ،‬إيه سي (‪ .) 2015‬البيئات الطبيعية والصحة النفسية‪ .‬التقدم في الطب التكاملي ‪ .12-5 ، 2 ،‬دوى‪:‬‬
‫‪j.aimed.2015.03.002 / 10.1016‬‬
‫ميد ‪ ،‬مينيسوتا (‪ .) 2008‬فوائد أشعة الشمس‪ :‬بقعة مضيئة لصحة اإلنسان‪ .‬منظورات الصحة البيئية ‪.167A160-A ، 116 ،‬‬
‫دوى‪ehp.116-a160 / 10.1289 :‬‬
‫‪ .)2008( .Mozaffarian، D.، Furberg، CD، Psaty، BM، & Siscovick، D‬النشاط البدني وحدوث الرجفان‬
‫األذيني عند كبار السن‪ :‬دراسة صحة القلب واألوعية الدموية‪ .‬الدورة الدموية ‪ .807-800 ، 118 ،‬دوى‪/ 10.1161 :‬‬
‫‪CIRCULATIONAHA.108.785626‬‬
‫‪ .)2009( .Odling-Smee ، J‬البناء المتخصص في التطور والنظم البيئية وعلم األحياء التنموي‪ .‬في ‪A. Barberousse‬‬
‫‪( ، M. Morange ، & T. Pradeu‬محرران) ‪ ،‬رسم خرائط مستقبل علم األحياء‪ .‬دوردريخت ‪ ،‬ألمانيا‪ :‬سبرينغر‪ .‬دوى‪:‬‬
‫‪5–9636–4020-1–978 / 10.1007‬‬
‫‪ .)2011( .O'Keefe، JH، Vogel، R.، Lavie، CJ، & Cordain، L‬تمرن مثل الصياد‪ :‬وصفة طبية للياقة البدنية‬
‫العضوية‪ .‬التقدم في أمراض القلب واألوعية الدموية ‪ .479-471 ، 53 ،‬دوى‪j.pcad.2011.03.009 / 10.1016 :‬‬
‫بيرسون ‪ ،‬دي جي ‪ ،‬وكريغ ‪ ،‬ت‪ .) 2014( .‬األماكن الرائعة في الهواء الطلق‪ :‬استكشاف فوائد الصحة العقلية للبيئات الطبيعية‪ .‬الحدود في‬
‫علم النفس ‪ .1178 ، 5 ،‬دوى‪fpsyg.2014.01178 / 10.3389 :‬‬
‫السعر ‪ ،‬واشنطن (‪ .)1939‬التغذية والضمور الجسدي‪ .‬نيويورك‪ :‬بول ب‪ .‬هوبر‪.‬‬
‫‪ .)2016( .Roenneberg ، T. ، & Merrow ، M‬الساعة اليومية وصحة اإلنسان‪ .‬علم األحياء الحالي ‪R432- ، 26 ،‬‬
‫‪ .443R‬دوى‪j.cub.2016.04.011 / 10.1016 :‬‬
‫روسيل ‪ ،‬إف ‪ ،‬بوزسير ‪ ،‬أو‪ ، .‬كولين ‪ ،‬ب ‪ ،‬وباركر ‪ ،‬هـ‪ .)2005( .‬التأثير البيئي أللياف الخروع القنادس و ‪canadensis‬‬
‫الخروع وقدرتها على تعديل النظم البيئية‪ .‬مراجعة الثدييات ‪ .276-248 ، 35 ،‬دوى‪j.1365– / 10.1111 :‬‬
‫‪2907.2005.00067.x‬‬
‫‪ .) 2016( .Saez، E.، & Zucman، G‬عدم المساواة في الثروة في الواليات المتحدة منذ عام ‪ :1913‬دليل من بيانات ضريبة الدخل‬
‫المرسملة‪ .‬المجلة الفصلية لًلقتصاد ‪ .578-519 ، 131 ،‬دوى‪10 :‬‬
‫‪.1093 / qje / qjw004‬‬
‫سكولودا ‪ ،‬إن ‪ ،‬ديتينبورن ‪ ،‬إل ‪ ،‬ستالدر ‪ ،‬تي ‪ ،‬وكيرشباوم ‪ ،‬سي (‪ .) 2012‬ارتفاع تراكيز الكورتيزول في الشعر لدى الرياضيين الذين‬
‫يمارسون رياضة التحمل‪ .‬علم الغدد الصماء العصبية النفسية ‪ .617- 611 ، 37‬دوى‪ / 10.1016 :‬ي‬
‫‪.psyneuen.2011.09.001‬‬
‫‪ .)1999( Sober، E.، & Wilson، DS‬لآلخرين‪ :‬تطور وعلم النفس للسلوك غير األناني‪.‬‬
‫كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬مطبعة جامعة هارفارد‪.‬‬
‫ستيبتو ‪ ،‬إيه ‪ ،‬أوين ‪ ،‬إن ‪ ،‬كونز إيبرخت ‪ ،‬إس آر ‪ ،‬وبريدون ‪ ،‬إل (‪ .)2004‬الشعور بالوحدة واستجابات الغدد الصم العصبية والقلب واألوعية‬
‫الدموية والتهابات اإلجهاد لدى الرجال والنساء في منتصف العمر‪ .‬علم الغدد الصماء النفسية والعصبية ‪ .611-593 ، 29‬دوى‪:‬‬
‫‪S0306–4530 (03) 00086–6 / 10.1016‬‬
‫ستوتز ‪ ،‬إيه جاي (‪ .)2014‬البناء المتخصص المتجسد في سًللة أشباه البشر‪ :‬البنية السيميائية واالهتمام المستمر في اإلدراك‬
‫المتجسد البشري‪ .‬الحدود في علم النفس ‪ .19–1 ، 5 ،‬دوى‪fpsyg.2014.00834 / 10.3389 :‬‬
‫‪ .)1996( Uchino ، BN ، Cacioppo ، JT ، & Kiecolt-Glaser ، JK‬العًلقة بين الدعم االجتماعي والعمليات‬
‫الفسيولوجية‪ :‬مراجعة مع التركيز على اآلليات الكامنة واآلثار المترتبة على الصحة‪ .‬النشرة النفسية ‪.531-488 ، 119 ،‬‬
‫دوى‪2909.119.3.488–0033/ 10.1037 :‬‬
‫فان دير هورست ‪ ،‬جي تي ‪ ،‬موجتجنز ‪ ،‬إم ‪ ،‬كوباياشي ‪ ،‬ك‪ ، .‬تاكانو ‪ ،‬آر ‪ ،‬كانو ‪ ،‬إس ‪ ،‬تاكاو ‪ ،‬إم ‪ ... ،‬ياسوي ‪ ،‬إيه (‪.)1999‬‬
‫‪ 1Mammalian Cry‬و ‪ 2Cry‬ضروريان للحفاظ على إيقاعات الساعة البيولوجية‪ .‬الطبيعة ‪ .30-627 ، 398 ،‬دوى‪:‬‬
‫‪19323 / 10.1038‬‬
‫فان سومرين ‪ .) 2000( EJW ،‬أكثر من مجرد عًلمة‪ :‬التفاعل بين التنظيم اليومي لدرجة الحرارة والنوم ‪ ،‬والتغيرات المرتبطة‬
‫بالعمر ‪ ،‬وإمكانيات العًلج‪ .354–313 ، 17 ،Chronobiology International .‬دوى‪CBI- / 10.1081 :‬‬
‫‪100101050‬‬
‫ويلسون ‪ ،‬دي إس (‪ .)2011‬مشروع الحي‪ :‬استخدام التطور لتحسين مدينتي ‪ ،‬كتلة واحدة في أ‬
‫زمن‪ .‬نيويورك‪ :‬ليتل براون‪.‬‬
‫وولي ‪ ،‬هـ ‪ ،‬ولو ‪ ،‬أ‪ .)2012( .‬استكشاف العًلقة بين منهج التصميم وقيمة اللعب في مساحات اللعب الخارجية‪ .‬بحوث المناظر الطبيعية ‪،‬‬
‫‪ .74-53 ، 38‬دوى‪01426397 / 10.1080 :‬‬
‫‪.2011.640432‬‬
‫بشرا‪ .‬نيويورك‪ :‬كتب أساسية‪.‬‬
‫رانجهام ‪ ،‬ر‪ .)2009( .‬اصطياد النار‪ :‬كيف جعلنا الطبخ ً‬
‫الفصل ‪13‬‬

‫العيش الكريم كالطب األول‪:‬‬


‫الصحة والعافية في‬
‫العالم الحديث‬
‫كيلي جي ويلسون‬
‫جامعة ميسيسيبي‬

‫خًلل شتاء عام ‪ ، 2009‬في تدريب لعلماء النفس اإلكلينيكي في سألني يوجين ‪ ،‬أوريغون ‪ ،‬وديفيد سلون‬ ‫د‬
‫ويلسون عما إذا كان فهمي لعلم النفس مستمدًا من علم التطور‪ .‬هذا السؤال متى‬
‫لقد غرقت حقًا ‪ ،‬وقلبت حياتي المهنية وحياتي تما ًما‪ .‬كان سؤال ديفيد قريبًا لتأكيد ‪Dobzhanski‬‬
‫أن ال شيء منطقيًا في علم األحياء إال في ضوء التطور‪ .‬أعتقد حاليًا أنه ال يوجد شيء منطقي في‬
‫علم النفس إال في ضوء التطور‪ .‬وما بدأ كمشروع في ذلك الشتاء لفرز الجذور التطورية ألوبئة‬
‫الصحة العقلية الحديثة أدى إلى ما أراه حاليًا جذور جميع أوبئة الرعاية الصحية الحديثة‪.‬‬
‫بعد مئات المقاالت والفصول والكتب ‪ ،‬جمعت علم التطور مع معرفتي الخاصة بعلم السلوك السياقي وغيرت‬
‫الطريقة التي أعامل بها كل عميل أراه وكل معالج أتدربه‪ .‬وقد غيرت بشكل جذري الطريقة التي أعامل بها‬
‫نفسي‪ .‬لقد توصلت إلى معرفة أي نوع من المخلوقات نحن ‪ ،‬وما نحتاجه بشدة ‪ ،‬وما هي أعظم نقاط قوتنا ونقاط‬
‫ضعفنا‪ .‬لقد غزا البشر معظم ما قتلنا في السافانا وأصبحوا أكثر ثرا ًء ونجا ًحا‬
‫نتيجة صناعتنا وكفاءتنا‪ .‬لكن علمنا عن اللطف قد تأخر‪ .‬حان الوقت إلصًلح ذلك‪.‬‬

‫صحة اإلنسان ورفاهه‪ :‬لدي أخبار سارة وأخبار سيئة‬


‫االخبار الجيدة‬
‫قبل مائتي عام ‪ ،‬كان عمر اإلنسان نصف ما هو عليه اليوم‪ .‬لقد ماتنا من إصابات وإصابات ومضاعفات‬
‫في الوالدة لن تقتل أبدًا في العالم الحديث‪ .‬على مدى المائتي عام الماضية ‪ ،‬انخفض معدل وفيات الرضع‬
‫في العالم من ‪ 43‬إلى ‪ 4.3‬في المائة ومعدل وفيات األمهات من ‪ 1000‬لكل ‪ 100‬ألف والدة حية إلى أقل‬
‫من ‪ - 10‬تغيرات كبيرة! حتى في البلدان النامية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا ‪ ،‬يبلغ معدل‬
‫وفيات الرضع واألمهات النصف تقريبًا ‪ -‬والعمر يتضاعف ‪ -‬عما كان عليه في أغنى البلدان في أوروبا‬
‫قبل ‪ 200‬عام فقط (‪Roser، 2017).‬‬

‫األخبار السيئة‬
‫مع انحسار هؤالء القتلة التاريخيين ‪ ،‬تركوا في أعقابهم مصادر جديدة وحديثة بالكامل للوفاة واإلعاقة‪.‬‬
‫مع العديد من أشكال المرض الجديدة ‪ ،‬نحن أفضل في منع الموت من الوقاية من اإلعاقة‪ .‬سنوات العيش‬
‫مع اإلعاقة (‪ ) YLD‬هي مقياس من الصحة العامة للضعف الناتج عن المرض واإلصابة‪ .‬على الرغم من‬
‫انخفاض معدل الوفيات ‪ ،‬إال أن سنوات العيش مع العجز تنمو وتصبح المصدر المهيمن لعبء المرض‬
‫العالمي‪ .‬شهدت بعض المصادر الرئيسية لإلعاقة ‪ -‬آالم أسفل الظهر والرقبة ‪ ،‬واالكتئاب الشديد ‪ ،‬وعسر‬
‫المزاج ‪ ،‬والسمنة ‪ ،‬واالضطراب ثنائي القطب ‪ ،‬والقلق ‪ ،‬والفصام ‪ ،‬واضطرابات تعاطي المخدرات ‪-‬‬
‫زيادات بنسبة ‪ 50-40‬في المائة في سنوات العجز في العمر بين عامي ‪ 1990‬و ‪ .2013‬زيادة بنسبة‬
‫‪ 136‬بالمائة خًلل نفس فترة الثًلثة وعشرين عا ًما ( ‪Global Burden of Disease‬‬
‫‪Collaborators ، 2015).‬‬
‫هذه الزيادات ليست غير ذات صلة‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬يزيد خطر إصابة الفرد المصاب باالكتئاب بالسمنة‬
‫بنسبة ‪ 58‬في المائة ‪ ،‬في حين أن الشخص الذي يعاني من السمنة معرض لخطر اإلصابة باالكتئاب بنسبة ‪ 53‬في‬
‫المائة‬
‫ضا في اتجاهات الرعاية‬ ‫(جاتينو ودنت ‪ .)2011 ،‬يظهر تداخل األدلة بين المرض العقلي والجسدي أي ً‬
‫الصحية‪ Medco .‬هي شركة إلدارة الوصفات الطبية تخدم ما يقرب من ‪ 65‬مليون شخص في الواليات‬
‫المتحدة‪ .‬تُعرف منطقة مبيعات ‪ ، Medco‬التي تتألف من كنتاكي وتينيسي وميسيسيبي وأالباما ‪ ،‬باسم‬
‫"حزام السكري" ألنها تتمتع بأعلى مستوى من العًلج بوصفة طبية لمرض السكري في الواليات المتحدة‪.‬‬
‫ضا بأعلى نسبة استخدام لألدوية النفسية ‪ ،‬حيث يتناول أكثر من ‪ 23‬بالمائة من‬ ‫تتمتع هذه المنطقة نفسها أي ً‬
‫األفراد المشمولين دوا ًء نفسيًا واحدًا على األقل (‪Medco Health Solutions، Inc.، 2011).‬‬
‫لقد أقنعتني قراءتي لألدبيات المتعلقة بعبء المرض الحديث أن المعدالت المتزايدة ألكثر األشكال‬
‫انتشارا للمشكًلت الجسدية والنفسية وجهان لنفس الوباء‪ .‬يحدث الوباء نتيجة تقاطع سلوك البشر في‬ ‫ً‬
‫كبيرا عن السياقات التي تطور فيها البشر (وأنماط السلوك هذه)‪ .‬آلالف‬ ‫ً‬ ‫ومع سياقات تختلف اختًلفًا‬
‫السنين ‪ ،‬مات البشر مما فعله العالم بنا‪ .‬لقد أصابنا وأصابنا بالطفيليات والكائنات الحية الدقيقة‪ .‬لقد‬
‫اعتدى علينا بالطقس القاسي ‪ ،‬وعدم كفاية الطعام ‪ ،‬والحيوانات المفترسة التي كانت سعيدة بتناول الغداء‬
‫منا‪ .‬في كثير من النواحي ‪ ،‬تطورنا في عالم كان صعبًا للغاية‪ .‬لقد تغلب البشر على مجموعة مذهلة من‬
‫هذه الصعوبات‪ .‬لكن الفتوحات جاءت بتكلفة‪.‬‬

‫عوامل الخطر للمرض الحديث‬


‫عوامل الخطر لألمراض الحديثة ذات شقين‪ .‬األول هو التعرض لعالمنا الهندسي نفسه‪ .‬لقد كان لحلولنا لصعوبات‬
‫العالم عواقب غير مقصودة‪ .‬األطعمة المهندسة التي يسهل تحضيرها بشكل مًلئم هي أكثر تقبًل وأقل تغذية من‬
‫األطعمة الكاملة غير المصنعة‪ .‬لقد منحنا التخطيط الحضري مساحة معيشية أكبر من أي وقت مضى بينما أزال‬
‫الحوافز للمشي وركوب الدراجات كجزء من الحياة اليومية ‪ .‬الوقود األحفوري والطاقة النووية وراء معجزة‬
‫الكهربة ‪ ،‬لكنها خلقت مشاكل بيئية كبيرة‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬يمكن تخفيف العديد من مخاطر العصر الحديث من خًلل تغيير السلوك‪.‬‬
‫لكن هذا يقودنا إلى عامل الخطر الثاني‪ :‬لقد أصبح تغيير سلوك العالم الحديث أكثر صعوبة بسبب‬
‫المعززات التي يسهل الوصول إليها ولكنها غير صحية‪ .‬المعززات هي أشياء مرغوبة في حد ذاتها‬
‫(ملف تعريف ارتباط) ‪ ،‬أو األشياء التي تجعل األشياء غير المرغوب فيها تختفي (قرص تايلينول)‪.‬‬
‫سنعمل من أجل ملف تعريف االرتباط ‪ ،‬ألن طعم ملفات تعريف االرتباط جيد‪ .‬سنعمل من أجل تايلينول‬
‫ألنه يجعل صداعنا يختفي ‪ -‬وهذا أمر جيد‪ .‬يصف قانون المطابقة ‪ ،‬الذي طوره محلل السلوك ريتشارد‬
‫هيرنشتاين (‪ ، ) 1961‬العًلقة القانونية بين الطرق التي توزع بها الكائنات السلوك وتوافر التعزيزات‪.‬‬
‫توزع الكائنات الحية السلوك بطريقة "تطابق" توافر التعزيز‪ .‬في بعض األحيان ‪ ،‬ينتج عن خيار‬
‫االستجابة الفردية دفقًا ثابتًا من التعزيزات‪ .‬ولكن في عالم أكثر تعقيدًا ‪ ،‬مع العديد من خيارات االستجابة‬
‫‪ ،‬تغير الكائنات الحية سلوكها بمرور الوقت إلنتاج أقصى قدر من التعزيز باستخدام الحد األدنى من‬
‫الطاقة‪ .‬تُظهر التكرارات األكثر تعقيدًا لقانون المطابقة قدرة رائعة على التنبؤ بأنماط االستجابة عبر‬
‫العديد من األنواع المختلفة وأشكال السلوك ‪ ،‬وعبر مجموعة متنوعة من المعززات‪.‬‬
‫غادرا للغاية‪ .‬فضلت السافانا أسًلفنا الذين اختاروا الطريق‬
‫ً‬ ‫قانون المطابقة يجعل العالم الحديث مكانًا‬
‫األسهل إلى أعلى التل ‪ ،‬وأولئك الذين فضلوا األطعمة الغنية بالطاقة ‪ ،‬وأولئك الذين ابتعدوا عن األلم أو‬
‫التهديد باأللم‪ .‬لقد صممنا طريقنا للخروج من معظم المشاكل التي قتلتنا طوال تاريخنا التطوري ‪ ،‬لكن‬
‫الميل إلى الوقوف في أقرب مكان ‪ ،‬واختيار الكعك ‪ ،‬وتناول حبوب منع الحمل في أدنى قدر من األلم‬
‫ظل قائما‪.‬‬

‫المرونة النفسية وتغيير نمط الحياة‬


‫يوضح فهم القانون المطابق وتفاعله مع العالم الحديث سبب صعوبة التغيير‪ .‬لم نولد جيًل من البشر الكسالى‬
‫المفرطين في تناول الطعام‪ .‬لقد صممنا عال ًما مليئًا بالراحة والسعرات الحرارية ‪ ،‬عال ًما يتم فيه تسويق الراحة‬
‫على أنها جوهرية‬
‫جيد‪ .‬لكن هذه المعززات ليست أشياء ثابتة ‪ ،‬فهي معززات في السياق‪ .‬ولدينا علم السياق السلوكي‬
‫الذي يمكن أن يساعدنا على التخلي عن الكعك والتقدم نحو حياة أكثر صحة وأكثر ثرا ًء‪.‬‬
‫عًلج التقبل وااللتزام (‪ )ACT‬هو نموذج سلوكي سياقي تم اختباره على نطاق واسع على كل من‬
‫األمراض النفسية والجسدية ‪ ،‬بما في ذلك االكتئاب ‪ ،‬والقلق ‪ ،‬والذهان ‪ ،‬واأللم المزمن ‪ ،‬والسمنة ‪ ،‬والسكري‬
‫‪ ،‬والسلوك المستقر ‪ ،‬وتعاطي المخدرات واالعتماد عليها ‪ ،‬واإلجهاد في مكان العمل ‪ ،‬و اإلقًلع عن‬
‫التدخين ‪ ،‬من بين أمور أخرى‪ .‬الهدف من عًلج ‪ ACT‬هو زيادة المرونة النفسية‪ .‬المرونة النفسية هي‬
‫القدرة على اإلدراك والمشاركة في اللحظة الحالية كإنسان واعٍ واالستمرار في السلوك أو تغييره بنا ًء على‬
‫قيم المرء الراسخة‪ .‬في خدمة تنمية هذه القدرة ‪ ،‬نقوم بتدريس ست ممارسات أساسية ( ‪Hayes،‬‬
‫‪Strosahl، & Wilson، 2011).‬‬
‫تقبل الممارسة‪.‬في ‪ ، ACT‬يعد تقبل التدريس نشا ً‬
‫طا أساسيًا‪ .‬نقيض التقبل هو التجنب‪ .‬إذا كانت هناك حقيقة‬
‫واحدة راسخة في علم النفس اإلكلينيكي التجريبي ‪ ،‬فهي أن التجنب هو أساس األداء النفسي الجيد‪ .‬لقد ثبت أن‬
‫التغييرات في التقبل هي الوسيط لتغيير نمط الحياة الحرج‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬ضاعف بريكر وزمًلؤه معدالت‬
‫اإلقًلع عن التدخين بأكثر من الضعف في برنامج اإلقًلع عن التدخين باستخدام مادة ‪ ACT‬على اإلنترنت‬
‫مقارنة ببرنامج المعهد الوطني للسرطان عبر اإلنترنت‪ .‬يمكن حساب ‪ 80‬في المائة تما ًما من التباين في معدالت‬
‫اإلقًلع عن طريق معرفة التغيير في التقبل العام لألحاسيس الجسدية الصعبة ‪ ،‬واإلدراك ‪ ،‬والعواطف‬
‫(‪ .)2013 ، Bricker ، Wyszynski ، Comstock ، & Heffner‬يمكن فهم التقبل على أنه مهارة ‪،‬‬
‫ومثل أي مهارة ‪ ،‬يمكن ممارستها بنشاط‪ .‬تغيير نمط الحياة المستدام مدعوم بتقبل جيد الممارسة‪ .‬غالبًا ما يأتي‬
‫التخلي عن المعززات الفورية الجذابة مع إزعاج كبير ‪ ،‬والذي يمكن تقبله أو تجنبه‪.‬‬
‫ممارسة الهزيمة‪ .‬ال يعيش البشر في العالم فحسب ‪ ،‬بل يعيشون في نسخة من العالم‪ .‬عندما نتحدث إلى الناس‬
‫عن تغيير نمط الحياة ‪ ،‬من بين ردود الفعل قصص عن ضيق الوقت ‪ ،‬أو قلة المثابرة ‪ ،‬أو ما إذا كان الناس‬
‫متعبون جدًا ‪ ،‬أو متأخرون جدًا ‪ ،‬أو مرضى جدًا ‪ ،‬أو ضعفاء جدًا ‪ ،‬أو أغبياء جدًا ‪ ،‬أو‬
‫كسول جدا للتغيير‪ .‬أو ربما توجد قصص حول "ال أحب ذلك" أو "ال أريد ذلك" أو "أنا فقط ال أشعر‬
‫بالرغبة في ذلك"‪.‬‬
‫هذه األفكار هي فقط العدو إذا جعلناها مسؤولة عن حياتنا‪ .‬لكن ليس من الضروري أن يكونوا العدو‪.‬‬
‫إنها ببساطة تاريخنا التطوري ‪ ،‬وتردد صداها وتحثنا على حرق طاقة أقل واستهًلك المزيد ‪ -‬وهي‬
‫استراتيجية آمنة للغاية حتى وقت قريب جدًا‪ .‬يمكننا التصرف دون إذن من هذه األفكار المقلقة ودون إبعادها‪.‬‬
‫هناك مجموعة متزايدة من األدلة التي تشير إلى أن محاوالت قمع األفكار غير المرغوب فيها‬
‫ستؤدي إلى نتائج عكسية‪ .‬كما يقول البوذيون‪ :‬إن ما تقاومه مستمر‪ .‬في ‪ ، ACT‬نعلم الناس استخدام‬
‫مجموعة متنوعة من التمارين لتنمية القدرة على مًلحظة فكرة ‪ ،‬كفكرة ‪ ،‬دون دحضها أو التصرف‬
‫بنا ًء عليها‪ .‬المًلحظة فقط هي مهارة تم تدريسها بأكثر األفكار صعوبة وإخافة من اإلدمان إلى الذهان‬
‫إلى األلم المزمن‪.‬‬
‫التغيير في السلوك صعب‪ .‬دونات سهل‪ .‬نحن نعيش في عالم مبني لإلغراء‪ .‬يمكننا أن نتعلم أن نًلحظ‬
‫صعود وهبوط المقاومة المعرفية والعاطفية والسلوكية عندما نبتعد عن الكعك ونتحرك نحو صالة األلعاب‬
‫الرياضية‪ .‬يمكننا التدرب على مًلحظة االنزعاج اللحظي واالنفتاح عليه ‪ ،‬وفي القيام بذلك ‪ ،‬إلمكانية‬
‫التغيير‪.‬‬
‫تدرب على وعي اللحظة الحالية‪.‬العالم الحديث مليء بالمشتتات‪ .‬لكل لحظة نوفرها بكفاءاتنا ‪ ،‬يبدو أن لدينا‬
‫شيئين جديدين لملء تلك اللحظة‪ .‬ال سًلم حقًا في العالم الحديث إال السًلم الذي نخلقه‪ .‬يتوسع الدليل على فوائد‬
‫تنمية الوعي الذهني بسرعة ويظهر التأثيرات من المستوى السلوكي إلى المستوى الجزيئي‪ .‬تظهر التحليًلت‬
‫التلوية فوائد كبيرة للعديد من الم تًلزمات السريرية الشائعة ‪ ،‬وخاصة القلق واالكتئاب والتوتر (خوري وآخرون‬
‫‪ .) 2013 ،‬تؤثر ممارسات التأمل واليقظة على التعبير الجيني المرتبط باستقًلب الطاقة ‪ ،‬ووظيفة الميتوكوندريا‬
‫‪ ،‬وإفراز األنسولين ‪ ،‬وصيانة التيلومير ‪ ،‬والعمليات المؤيدة لًللتهابات ‪ ،‬وأنظمة االستجابة للضغط األخرى‪.‬‬
‫تدرب على الذات كعملية‪ .‬بعض القصص التي نعيشها هي قصص عن أنفسنا ‪ ،‬بما في ذلك قصص حول ما هو‬
‫ممكن بالنسبة لنا‪ .‬في عالم تغيير نمط الحياة ‪ ،‬يمكننا أن نتشبث بأساليبنا المعتادة في العيش كنوع من الهوية‪.‬‬
‫هنا ‪ ،‬نقوم بتدريس منظور مرن وسلس‪ .‬على سبيل ا لمثال ‪ ،‬لقد بحثت في بعض الصور القديمة لنفسي عندما‬
‫صغيرا ‪ -‬ربما كان عمري ثًلث أو أربع سنوات‪ .‬لقد أمضيت بعض الوقت في النظر إلى وجه ذلك الصبي‬ ‫ً‬ ‫كنت‬
‫الصغير ثم في المرآة ‪ ،‬ألرى ما إذا كان بإمكاني الحصول على لمحة عنه في عيني‪ .‬الحظت مدى سهولة إهمال‬
‫أو تأجيل رعايتي الشخصية أكثر من تأجيل رعاية الطفل الصغير في تلك الصورة القديمة‪ .‬أتساءل‪ :‬متى أصبح‬
‫من المتقبل إهمالي؟ عندما أذهب للجري ‪ ،‬أحيانًا أتخيل ذلك الصبي الصغير معي‪ .‬ماذا قد يفكر في هذا الرجل‬
‫العجوز يأخذه للركض؟ مًلحظة التحوالت في أفكارك عن نفسك ‪ ،‬بمرور الوقت ‪ ،‬يمكن أن تساعد في توليد‬
‫إحساس بالذات كعملية مستمرة ‪ ،‬بصرف النظر عن المحتوى السائد في اليوم‪.‬‬
‫تدرب على تنمية االرتباط بالقيم‪.‬من السهل أن تضيع في متاعب اليوم وتفقد ما هو أكثر أهمية‪ .‬لكن‬
‫االرتباط الواعي والمتعمد بما هو أكثر قيمة في حياتنا هو أفضل حماية ضد مخاطر العالم الحديث‪.‬‬
‫وضعنا االفتراضي المتطور هو توزيع السلوك لزيادة السعرات الحرارية وتقليل إنتاج الطاقة ‪،‬‬
‫للتحرك نحو المعززات وبعيدًا عن األلم‪ .‬لكن االرتباط الوثيق بالقيم يمكن أن يتحايل بل ويغير وظيفة‬
‫المعززات الفورية‪.‬‬
‫على سبيل المثال ‪ ،‬نحن نعلم أن الب شر هم من الثدييات االجتماعية بعمق‪ .‬تزدهر الثدييات االجتماعية ‪،‬‬
‫جزئيًا ‪ ،‬من خًلل فعل ما يفعله من حولها ‪ ،‬وأكل ما تأكله ‪ ،‬والتحرك أثناء تحركها‪ .‬بناتي مهمات بالنسبة لي‬
‫‪ ،‬وأنا أعلم أن احتمالية تناولهن ألطعمة صحية ‪ ،‬والحصول على قسط كافٍ من النوم عالي الجودة ‪ ،‬وممارسة‬
‫التمارين الرياضية بانتظام يتأثر بالناس من حولهم‪ .‬أريد أن أكون جز ًءا من هذا التأثير نحو حياة صحية‪ .‬بصفتي‬
‫نادرا ما يريد أطفالنا‬
‫ً‬ ‫أبًا ‪ ،‬أعلم أن االحتجاج عليهم بسبب نشاط غير صحي له تأثير ضئيل‪ .‬في الواقع ‪،‬‬
‫واآلخرون من حولنا أن يتم إخبارهم بما يجب عليهم فعله‪ .‬غالبًا ما يقومون بضبط النصائح غير المرغوب فيها‪.‬‬
‫تغييرا فينا‪ .‬نحن نقدر‬
‫ً‬ ‫لكن الوجود البطيء والثابت للسلوك الصحي من حولنا يمكن أن يحدث‬
‫اختر بنشاط أي نوع من التأثير سنكون في هذا العالم‪ .‬الثمار بطيئة وصغيرة ‪ ،‬لكنها موجودة في كل عمل‬
‫من أعمال الرعاية الذاتية‪ .‬عندما أركض أو أتناول وجبة صحية أو أتأكد من هدوء المنزل بعد الساعة‬
‫ضا زوج وأب‪ .‬عندما أتحدث عن هذه األشياء علنًا‬ ‫العاشرة ليًلً ‪ ،‬فأنا ال أمارس الرعاية الذاتية فقط‪ .‬أنا أي ً‬
‫‪ ،‬في فصولي ‪ ،‬بين طًلبي وأصدقائي ‪ -‬حول الحفاظ على التغيير ‪ ،‬وحول معنى هذا التغيير والغرض منه‬
‫‪ -‬فإنني أمد هذا التأثير إلى العالم من حولي‪ .‬عادة ً ما يرتبط تغيير نمط الحياة بفقدان الوزن أو بنسخة عامة‬
‫نسبيًا من "صحة أفضل" ‪ ،‬ولكن يمكننا أن نضيف إلى هذه المعززات من خًلل إقامة روابط واضحة بين‬
‫الرعاية الذاتية والقيم الراسخة‪.‬‬
‫ممارسة العمل الملتزم‪.‬العنصر األخير والحاسم لممارسة ‪ ACT‬هو بناء أعمال محددة صغيرة تجعل‬
‫الشخص يتماشى مع نمط المعيشة القيم‪ .‬االلتزام في ‪ ACT‬ليس وعدًا بشأن العمل المستقبلي‪ .‬العمل الملتزم‬
‫هو ممارسة لحظة بلحظة‪ .‬أي نمط من تغيير نمط الحياة المتعمد في عالم يغرينا بإصرار الطريق السهل‬
‫للوصول إلى الكعك المحلى واإلعاقة سيشمل ثغرات في تلك األنماط‪ .‬في هذه اللحظات ‪ ،‬يتمثل العمل‬
‫الملتزم في اتخاذ الخطوة التالية ‪ ،‬مهما كانت صغيرة ‪ ،‬والتي تعيدنا إلى التوافق مع الرعاية الذاتية ‪ ،‬واألهم‬
‫ضا ‪ ،‬مع القيم التي ترتبط بها هذه الرعاية‪.‬‬
‫من ذلك أي ً‬

‫الموت من حلولنا‪ :‬بعض األماكن لبدء الممارسة‬


‫‪ #‬ديتوكس حياتك‪ .‬اعتاد العالم أن يمتلئ بالبق واألعشاب والجراثيم‪ .‬لقد أنشأنا مجموعة من السموم لمكافحتها‪.‬‬
‫لكن العديد من السموم التي نستخدمها لقتل األعشاب الضارة واآلفات والميكروبات القاتلة انقلبت علينا‪ .‬المواد‬
‫المسببة الضطرابات الغدد الصماء مثل ‪ BPA‬منتشرة في كل مكان ‪ ،‬والبكتيريا تزداد مقاومة لمضاداتنا‬
‫الحيوية‪ .‬تعالج العديد من أدويتنا األخرى أمراضنا اللحظية ‪ ،‬ولكن لها آثار معطلة على المدى الطويل‪ .‬نحن‬
‫بحاجة إلى تقليل أنماط التعرض للسموم ‪ ،‬بما في ذلك السموم الواضحة مثل التبغ ‪ ،‬والكحول المفرط ‪ ،‬وتعاطي‬
‫المخدرات األخرى ‪ ،‬وكذلك االستخدام العرضي والمعتاد لألدوية‪ .‬العديد من العًلجات الحديثة ‪ ،‬التي تستخدم‬
‫بشكل مزمن ‪ ،‬ستسبب المرض في حد ذاتها‪ .‬الصداع الناتج عن‬
‫زاد االستخدام المفرط لألدوية بنسبة ‪ 130‬في المائة في السنوات األخيرة وارتفع ليصبح السبب الرئيسي الثامن‬
‫عشر للسنوات المفقودة بسبب اإلعاقة (العبء العالمي لألمراض ‪ .)2015 ،‬خمسة عشر في المائة من البالغين‬
‫في الواليات المتحدة و ‪ 40‬في المائة ممن تزيد أعمارهم عن ‪ 65‬عا ًما يتناولون خمسة أدوية أو أكثر كل يوم‬
‫(كانتور ‪ ،‬ورهم ‪ ،‬وهاس ‪ ،‬وتشان ‪ ،‬وجيوفانوتشي ‪ .) 2015 ،‬ال توجد ببساطة تجارب سريرية حول التأثير‬
‫طويل المدى لهذه الكوكتيًلت الدوائية ‪ ،‬خاصة على األشخاص الذين يعانون من مخاطر صحية شديدة‪ .‬ال‬
‫يمكنك التخلص من جميع السموم ‪ ،‬ولكن يمكن ألي شخص أن يتخذ خطوات صغيرة لتقليل حمولته السامة‬
‫اإلجمالية‪ .‬يمكن للتحسينات في نمط الحياة أن تقلل أو تلغي أحيانًا الحاجة إلى األدوية‪ .‬ابحث عن أنماط السموم‬
‫في حياتك وقم بتعطيلها‪.‬‬
‫‪ #‬حركي جسمك‪ .‬في السافانا ‪ ،‬كان تزويد أنفسنا باألساسيات مثل الطعام والماء والمأوى يتطلب عمالة مكثفة‬
‫للغاية‪ .‬لقد صنعنا عالما ً يحتاج إلى القليل من الحركة ‪ ،‬بما في ذلك مدة الحركة وتنوعها‪ .‬معظم الناس الذين‬
‫يقرؤون هذه الكلمات يكسبون قوت يومهم‪ .‬يتنبأ السلوك الخامل بآالم الظهر وأمراض التمثيل الغذائي واالكتئاب‬
‫‪ ،‬من بين العديد من أشكال المرض الحديثة األخرى‪ .‬تعتبر الحركة دوا ًء جيدًا لكل مرض حديث تقريبًا‪ .‬إذا‬
‫كنت تريد اإلحساس بما تم تطويرنا من أجله ‪ ،‬اصطحب بعض األطفال في سن السادسة إلى ملعب مجهز جيدًا‬
‫وشاهدهم وهم يركضون ويتعثرون ويدورون ويتدربون ويتوازنون ويتدحرجون على العشب‪ .‬شاهد نطاق‬
‫الحركة المعبر عنه في العمود الفقري والذراعين والكتفين والركبتين والكاحلين والوركين‪ .‬تابع نفسك اآلن‬
‫خًلل يوم واحسب فقط أنماط الحركة األساسية ومقدار الوقت الذي تخصصه لكل منها‪ .‬الحظ حدود نطاق‬
‫حركتك‪ .‬مع تقدمنا في العمر ‪ ،‬وأحيانًا في وقت مبكر جدًا ‪ ،‬نفقد نطاق الحركة هذا‪ .‬يتم التعرف على الحركة‬
‫بشكل متزايد على أ نها دواء جيد‪ .‬يقوم مجلس السرطان في أستراليا الغربية في بيرث بممارسة تمارين شاقة‬
‫قبل وبعد العًلج الكيميائي مباشرة لمنع فقدان العضًلت والعظام‪ .‬التمرين وحده هو عًلج فعال لًلكتئاب ‪،‬‬
‫ويشير تحليل تحيز النشر إلى أن فائدته قد تم التقليل من شأنها (‪ .)2016 ، .Schuch et al‬يمكن عكس‬
‫المرض األيضي الناتج عن الشيخوخة أو إبطائه من خًلل النشاط البدني (مورا ‪ .)2013 ،‬تظهر الدراسات‬
‫ضا بنسبة ‪ 45‬في المائة في معدل وفيات‬ ‫طويلة المدى للتمارين الرياضية القوية مثل الجري بشكل روتيني انخفا ً‬
‫القلب و ‪ -30‬الحظ حدود نطاق حركتك‪ .‬مع تقدمنا في العمر ‪ ،‬وأحيانًا في وقت مبكر جدًا ‪ ،‬نفقد نطاق الحركة‬
‫هذا‪ .‬يتم التعرف على الحركة بشكل متزايد على أنها دواء جيد‪ .‬يقوم مجلس السرطان في أستراليا الغربية في‬
‫بيرث بممارسة تمارين شاقة قبل وبعد العًلج الكيميائي مباشرة لمنع فقدان العضًلت والعظام‪ .‬التمرين وحده‬
‫هو عًلج فعال لًلكتئاب ‪ ،‬ويشير تحليل تحيز النشر إلى أن فائدته قد تم التقليل من شأنها (‪.Schuch et al‬‬
‫‪ .) 2016 ،‬يمكن عكس المرض األيضي الناتج عن الشيخوخة أو إبطائه من خًلل النشاط البدني (مورا ‪،‬‬
‫ضا بنسبة‬ ‫‪ .) 2013‬تظهر الدراسات طويلة المدى للتمارين الرياضية القوية مثل الجري بشكل روتيني انخفا ً‬
‫‪ 45‬في المائة في معدل وفيات القلب و ‪ -30‬الحظ حدود نطاق حركتك‪ .‬مع تقدمنا في العمر ‪ ،‬وأحيانًا في وقت‬
‫مبكر جدًا ‪ ،‬نفقد نطاق الحركة هذا‪ .‬يتم التعرف على الحركة بشكل متزايد على أنها دواء جيد‪ .‬يقوم مجلس‬
‫السرطان في أستراليا الغربية في بير ث بممارسة تمارين شاقة قبل وبعد العًلج الكيميائي مباشرة لمنع فقدان‬
‫العضًلت والعظام‪ .‬التمرين وحده هو عًلج فعال لًلكتئاب ‪ ،‬ويشير تحليل تحيز النشر إلى أن فائدته قد تم‬
‫التقليل من شأنها (‪ .) 2016 ، .Schuch et al‬يمكن عكس المرض األيضي الناتج عن الشيخوخة أو إبطائه‬
‫من خًلل النشاط البدني (مورا ‪ .) 2013 ،‬تظهر الدراسات طويلة المدى للتمارين الرياضية القوية مثل الجري‬
‫ضا بنسبة ‪ 45‬في المائة في معدل وفيات القلب و ‪ -30‬يتم التعرف على الحركة بشكل‬ ‫بشكل روتيني انخفا ً‬
‫متزايد على أنها دواء جيد‪ .‬يقوم مجلس السرطان في أستراليا الغربية في بيرث بممارسة تمارين شاقة قبل وبعد‬
‫العًلج الكيميائي مباشرة لمنع فقدان العضًلت والعظام‪ .‬التمرين وحده هو عًلج فعال لًلكتئاب ‪ ،‬ويشير تحليل‬
‫تحيز النشر إلى أن فائدته قد تم التقليل من شأنها (‪ .)2016 ، .Schuch et al‬يمكن عكس المرض األيضي‬
‫الناتج عن الشيخوخة أو إبطائه من خًلل النشاط البدني (مورا ‪ .)2013 ،‬تظهر الدراسات طويلة المدى‬
‫ضا بنسبة ‪ 45‬في المائة في معدل وفيات القلب و‬ ‫للتمارين الرياضية القوية مثل الجري بشكل روتيني انخفا ً‬
‫‪ -30‬يتم التعرف على الحركة بشكل متزايد على أنها دواء جيد‪ .‬يقوم مجلس السرطان في أستراليا الغربية في‬
‫بيرث بممارسة تمارين شاقة قبل وبعد العًلج الكيميائي مباشرة لمنع فقدان العضًلت والعظام‪ .‬التمرين وحده‬
‫هو عًلج فعال لًلكتئاب ‪ ،‬ويشير تحليل تحيز النشر إلى أن فائدته قد تم التقليل من شأنها (‪.Schuch et al‬‬
‫‪ .) 2016 ،‬يمكن عكس المرض األيضي الناتج عن الشيخوخة أو إبطائه من خًلل النشاط البدني (مورا ‪،‬‬
‫ضا بنسبة‬
‫‪ .)2013‬تظهر الدراسات طويلة المدى للتمارين الرياضية القوية مثل الجري بشكل روتيني انخفا ً‬
‫‪ 45‬في المائة في معدل وفيات القلب و ‪ -30‬التمرين وحده هو عًلج فعال لًلكتئاب ‪ ،‬ويشير تحليل تحيز النشر‬
‫إلى أن فائدته قد تم التقليل من شأنها (‪ .)2016 ، .Schuch et al‬يمكن عكس المرض األيضي الناتج عن‬
‫الشيخوخة أو إبطائه من خًلل النشاط البدني (مورا ‪ .) 2013 ،‬تظهر الدراسات طويلة المدى للتمارين الرياضية‬
‫ضا بنسبة ‪ 45‬في المائة في معدل وفيات القلب و ‪ -30‬التمرين وحده هو‬ ‫القوية مثل الجري بشكل روتيني انخفا ً‬
‫عًلج فعال لًلكتئاب ‪ ،‬ويشير تحليل تحيز النشر إلى أن فائدته قد تم التقليل من شأنها (‪، .Schuch et al‬‬
‫‪ .) 2016‬يمكن عكس المرض األيضي الناتج عن الشيخوخة أو إبطائه من خًلل النشاط البدني (مورا ‪،‬‬
‫ضا بنسبة‬‫‪ .) 2013‬تظهر الدراسات طويلة المدى للتمارين الرياضية القوية مثل الجري بشكل روتيني انخفا ً‬
‫‪ 45‬في المائة في معدل وفيات القلب و ‪-30‬‬
‫انخفاض نسبة الوفيات من جميع األسباب‪ .‬حجم الحد من المخاطر أعلى بين بعض المجموعات الفرعية‬
‫المصابة بأمراض مزمنة (‪Lee et al. ، 2014).‬‬
‫‪#‬خذ قسطا من النوم‪.‬في تاريخنا التطوري ‪ ،‬تم تحديد نومنا من خًلل صعود وهبوط الضوء ودرجة الحرارة‪.‬‬
‫اليوم ‪ ،‬كًلهما ميزات قابلة للتعديل في أي منزل حديث‪ .‬األضواء والشاشات في كل مكان‪ .‬على عكس ما قبل‬
‫خمسين عا ًما ‪ ،‬يعمل البث التلفزيوني على مدار ‪ 24‬ساعة‪ .‬من المحتمل أن يحمل كل شخص يقرأ هذه الكلمات‬
‫ً‬
‫جهازا في جيبه يمكنه توصيلها بأي شكل من أشكال الترفيه تقريبًا في أي لحظة وفي أي يوم‪ .‬هذا العالم‬
‫قاس على النوم‪ .‬ما يقرب من ‪ 25‬في المائة من سكان الواليات المتحدة البالغين يبلغون عن شكاوى‬ ‫المتواصل ٍ‬
‫من األرق (إيروين ‪ .) 2015 ،‬نحن نتعلم فقط الغرض من النوم ‪ ،‬لكن يبدو أن للنوم وظائف حيوية متعددة‪.‬‬
‫حتى الحيوانات السباتية تخرج من السبات لتنام ‪ -‬وهذا أمر ضروري‪ .‬أثناء النوم العميق ‪ ،‬يزيد الجهاز‬
‫الجليمفاوي المكتشف حديثًا بشكل كبير من تدفق السائل النخاعي ‪ ،‬تسريع عملية التصفية السلبية للنفايات الخلوية‬
‫بشكل كبير‪ .‬قد يؤدي إزالة بيتا أمي لويد المتورط في مرض الزهايمر ‪ ،‬باإلضافة إلى اعتًلالت البروتين األخرى‬
‫‪ ،‬إلى فهم أفضل لعمليات التخلص من النفايات (‪ .)2017 ، Warren & Clark‬النوم عامل خطر قابل‬
‫للتعديل بشكل كبير ويرتبط بمجموعة واسعة من األمراض والوفيات في العالم الحديث ‪ ،‬بما في ذلك السمنة‬
‫والس كري وأمراض القلب واألوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى واالكتئاب والقلق واضطراب‬
‫نقص االنتباه واضطرابات تعاطي الكحول‪ .‬من بين أمور أخرى كثيرة (معهد الطب ‪ .)2006 ،‬ليلة واحدة من‬
‫النوم الرهيب ويمكنك أن ترى بنفسك التأثير العميق للنوم على الحالة المزاجية ‪ ،‬واالنتباه ‪ ،‬والتحفيز ‪ ،‬والحكم‬
‫مباشرا في‬
‫ً‬ ‫دورا سببيًا‬
‫‪ ،‬وحل المشكًلت ‪ ،‬والفعالية الشخصية‪ .‬على الرغم من أن اضطراب النوم قد ال يلعب ً‬
‫العديد من األمراض ‪ ،‬إنه ضغوط واضحة على األنظمة الجسدية والنفسية‪ .‬عندما ال تنام ‪ ،‬ال يتم التخلص من‬
‫الفضًلت وتحمل دينًا سا ًما في اليوم التالي‪ .‬ما هو تأثير هذا العبء السام على العقول النامية لألطفال أو األدمغة‬
‫الضعيفة لكبار السن؟ نحن ببساطة ال نعرف‪ .‬لكن من جهتي ‪ ،‬أنا على استعداد لتحمل مخاطر الحصول على‬
‫فرصة نوم منتظمة وكافية أثناء فرز العلم‪.‬‬
‫‪ #‬أكل_طعام حقيقي‪ .‬ما يقرب من ثًلثة من كل خمسة سعرات حرارية في النظام الغذائي األمريكي تتكون‬
‫من أطعمة فائقة المعالجة محملة بمكونات ليس لها قيمة غذائية (ستيل وآخرون ‪ .)2016 ،‬تم تصميم هذه‬
‫المنتجات لإلفراط في االستهًلك مع تحسين ملمس الفم والحًلوة والملوحة‪ .‬من بين نتائج هذا الهجوم على‬
‫األطعمة المصنعة الزيادة الهائلة في السكر المضاف‪ .‬ارتفع استهًلك السكر المضاف من حوالي أربعة‬
‫أرطال سنويًا في أمريكا االستعمارية إلى ‪ 120‬رطًلً للفرد سنويًا في عام ‪، Bray & Popkin( 1994‬‬
‫‪ .)2014‬ما يقرب من ‪ 90‬في المائة من السكر المضاف في نظامنا الغذائي يأتي من هذه األطعمة فائقة‬
‫المعالجة (ستيل وآخرون ‪ .)2016 ،‬وبالمثل ‪ ،‬توجد زيوت بذور أوميغا ‪ 6‬عالية في كل طعام معالج للغاية‬
‫تقريبًا‪ .‬توجد زيوت أوميغا ‪ 6‬إلى أوميغا ‪ 3‬بنسبة ‪ 1 :15‬في نظام غذائي معاصر بعد مًليين السنين بنسبة‬
‫‪ .1 :1‬هذه الزيوت أوميغا ‪ ، 6‬في حين أنها ضرورية ‪ ،‬الجرعات العالية من العوامل المعروفة لًللتهابات‬
‫التي تظهر في السمنة والسكري والعديد من االضطرابات النفسية (سيموبولوس ‪ .)2006 ،‬ال شيء في‬
‫تاريخنا التطوري يمكن أن يعدنا لهجوم "الطعام" الغني بالطاقة والخالي من العناصر الغذائية‪ .‬على الرغم‬
‫من وجود اتفاق ضئيل حول النظام الغذائ ي "المثالي" ‪ ،‬ونظام باليو ‪ ،‬وقليل الدسم ‪ ،‬وخام ‪ ،‬ونباتي ‪ ،‬وما‬
‫إلى ذلك ‪ ،‬فمن اآلمن القول أنه ال أحد ‪ -‬ال أحد على اإلطًلق ‪ -‬يدعو إلى اتباع نظام غذائي يحتوي على‬
‫ً‬
‫ومعقوال‪ :‬تناول‬ ‫معظم السعرات الحرارية التي تأتي من األطعمة فائقة المعالجة ‪ .‬يبدو مايكل بوالن معتدالً‬
‫كثيرا ‪ ،‬معظمه من النباتات‪ .‬قليل الدسم ‪ ،‬خام ‪ ،‬نباتي ‪ ،‬وما إلى ذلك ‪ ،‬من اآلمن القول‬‫طعا ًما حقيقيًا ‪ ،‬ليس ً‬
‫أنه ال أحد ‪ -‬ال أحد على اإلطًلق ‪ -‬يدعو إلى اتباع نظام غذائي يحتوي على معظم السعرات الحرارية التي‬
‫كثيرا ‪،‬‬
‫ً‬ ‫طعاما حقيقيًا ‪ ،‬ليس‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ومعقوال‪ :‬تناول‬ ‫تأتي من األطعمة فائقة المعالجة‪ .‬يبدو مايكل بوالن معتدالً‬
‫معظمه من النباتات‪ .‬قليل الدسم ‪ ،‬خام ‪ ،‬نباتي ‪ ،‬وما إلى ذلك ‪ ،‬من اآلمن القول أنه ال أحد ‪ -‬ال أحد على‬
‫اإلطًلق ‪ -‬يدعو إلى اتباع نظام غذائي يحتوي على معظم السعرات الحرارية التي تأتي من األطعمة فائقة‬
‫كثيرا ‪ ،‬معظمه من النباتات‪.‬‬
‫طعاما حقيقيًا ‪ ،‬ليس ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ومعقوال‪ :‬تناول‬ ‫المعالجة‪ .‬يبدو مايكل بوالن معتدالً‬
‫‪#SocialNetworksMatter.‬قضى البشر معظم تاريخنا التطوري يعيشون في مجموعات صغيرة حيث‬
‫عرفنا الجميع والجميع يعرفنا‪ .‬كنا ننام معًا ‪ ،‬ونأكل معًا ‪ ،‬ونصطاد ونبحث عن الطعام معًا‪ .‬حزننا ورقصنا‬
‫وغنينا معا‪ .‬ونعم ‪ ،‬قاتلنا‪ .‬بالتأكيد بين المجموعات ‪ ،‬بوحشية أحيانًا ‪ ،‬ولكن بطرق محدودة في الداخل‪ .‬ومع ذلك‬
‫‪ ،‬فقد انتصر البشر في الغالب على السافانا من خًلل التعاون‪ .‬ليس لدينا األسنان أو المخالب أو العضًلت أو‬
‫السرعة أو التخفي التي يمتلكها العديد من منافسينا‪ .‬ولكن إذا جمعت بعضنا معًا ‪ ،‬فيمكننا تتبع أي منهم أو نصبه‬
‫أو خدعه أو قطيعه أو التهامه أو تقديمه للخدمة (لألفضل أو الشر)‪ .‬كنا بحاجة إلى بعضنا البعض في السافانا‬
‫من أجل البقاء‪ .‬قال عالم النفس التجريبي الشهير هاري هارلو إنه األفضل‪ :‬القرد الوحيد هو قرد ميت‪ .‬لكن‬
‫أثرا جانبيًا مؤسفًا‪ :‬من الممكن‬
‫مهارتنا في حل المشكًلت خلقت ً‬
‫البقاء على قيد الحياة في العالم الحديث في عزلة تامة‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن مجرد وجود شيء ما ال يجعله صحيًا‪.‬‬
‫عندما كنت طفًلً ‪ ،‬كنت أنام في نفس السرير مع أخي الصغير ديفيد حتى بلغت الثانية عشرة من عمري ‪-‬‬
‫الجلد على الجلد ‪ ،‬بجوار بعضنا البعض‪ .‬شاركت معه اللمس والبصر والشم والتواصل االجتماعي كل يوم‪.‬‬
‫صا ما يقرأ هذه الكلمات اآلن سيمر هذا اليوم ‪ ،‬ربما هذا األسبوع ‪ ،‬وربما‬ ‫من الجدير التوقف لندرك أن شخ ً‬
‫لفترة أطول ‪ ،‬دون أن يعرف أبدًا اللمسة الل طيفة إلنسان آخر‪ .‬يعيش المزيد من الناس بمفردهم اليوم أكثر‬
‫من أي وقت مضى في التاريخ‪ .‬إذا كنت من المحظوظين ‪ ،‬ففكر في ترك الكتاب لثانية وإضفاء لمسة لطيفة‬
‫على شخص قريب منك‪ .‬لقد خلقنا لنكون معا‪.‬‬
‫يؤثر االتصال االجتماعي علينا وصوالً إلى المستوى الجزيئي‪ .‬تعمل العزلة االجتماعية والعداء االجتماعي‬
‫على تنظيم الجينات لترميز هرمونات التوتر والعمليات المؤيدة لًللتهابات ‪ ،‬وتقليل حساسية األنسولين والمناعة‬
‫الفيروسية ‪ ،‬من بين تأثيرات أخرى‪ .‬على مدى فترة زمنية قصيرة ‪ ،‬تكون هذه التحديات جيدة ومن المحتمل أن‬
‫تبني متانة واستجابة األ نظمة األساسية‪ .‬لكن التعرض المزمن للعداء و ‪ /‬أو العزلة سام للثدييات االجتماعية‪.‬‬
‫والبشر ثدييات اجتماعية بعمق‪ .‬إلى جانب الخراب األيضي ‪ ،‬يمكن استخدام كل من العزلة االجتماعية والعداء‬
‫االجتماعي لنمذجة االكتئاب والقلق مع حيوانات المختبر‪ .‬في الدراسات الوبائية ‪ ،‬كًلهما يتنبأ تقريبًا بكل مرض‬
‫حديث نعاني منه‪ .‬على الرغم من أن صحتنا المباشرة ال تعتمد على التواصل االجتماعي ‪ ،‬إال أن صحتنا طويلة‬
‫األمد تعتمد عليها بالتأكيد‪.‬‬
‫إن أخذ أقل وقت ممكن كل يوم للحفاظ على الروابط االجتماعية وتعميقها هو استثمار في كل من رفاهيتك‬
‫ورفاهية األشخاص الذين تتواصل معهم‪ .‬يقترح عمل عالم االجتماع والطبيب في جامعة هارفارد نيكوالس‬
‫كريستاكيس أن كل أنواع األشياء ‪ ،‬سواء كانت جيدة أو سيئة ‪ ،‬تنتشر عبر الشبكات االجتماعية‪ .‬إذا كنت‬
‫تعتني بنفسك ‪ ،‬وتقوم بذلك بطريقة عامة ومتصلة باآلخرين ‪ ،‬فسوف تساهم في صحة شبكتك االجتماعية‪.‬‬
‫ضا على االستمرار في رعايتك الذاتية‪.‬‬ ‫مع انتشار هذه التأثيرات الصغيرة من حولك ‪ ،‬ستساعدك شبكتك أي ً‬
‫التأثير متبادل‪ .‬ال يمكنك االعتناء بنفسك أو إهمال نفسك دون مشاركة هذا التأثير‪.‬‬
‫العيش بشكل جيد في العالم الذي صنعناه‪ :‬جعل الممارسة‬
‫إنسانية‬
‫من الممكن تما ًما أن نحيا حياة كريمة وغنية وذات هدف وحيوية في العالم الذي صنعناه ‪ -‬ربما أكثر‬
‫من أي وقت مضى في تاريخ البشرية‪ .‬ولكن من المرجح أن يضيف تقديم قائمة بأوجه عدم التطابق‬
‫التطورية حول النظام الغذائي والتمارين الرياضية والنوم إلى قائمة المهام الطويلة جدًا بالفعل‪ .‬إذا‬
‫فهمنا المبادئ السلوكية ونوع المخلوقات التي نحن عليها ‪ ،‬يمكننا أن نفعل ما هو أفضل‪.‬‬
‫مهما‪ .‬هذا صحيح‬
‫تغييرا ً‬
‫ً‬ ‫‪#SmallThingsMatter.‬تمتلئ األدبيات العلمية بأمثلة ألشياء صغيرة تُحدث‬
‫في الصحة الجسدية‪ :‬القليل من حمض الفوليك يمكن أن يمنع عيوب العمود الفقري عند األطفال إذا أعطيت‬
‫ثوان‬
‫ٍ‬ ‫لألمهات الحوامل‪ .‬يمكن أن تنتج الدراسات الحديثة عن التدريب المتقطع عالي التأثير ‪ ،‬والذي يتضمن‬
‫فقط من التمرينات عالية الجهد تتخللها بضع دقائق من الحركة منخفضة الجهد ‪ ،‬فوائد رائعة ‪ ،‬حتى لألفراد‬
‫الذين يعانون من مخاطر صحية شديدة (‪ Gibala‬و ‪ Little‬و ‪ MacDonald‬و ‪.)2012 ، Hawley‬‬
‫وينطبق الشيء نفسه على العًلجات النفسية‪ .‬في التنشيط السلوكي ‪ ،‬وهو عًلج من الدرجة األولى لًلكتئاب‬
‫‪ ،‬ليس حجم النشاط بل اتجاهه هو المهم‪ .‬يمكن أن يسمح نقل مقدار ضئيل فقط للشخص بالوقوع مرة أخرى‬
‫في تيار الحياة‪ .‬على نفس المنوال‪ ،‬غالبًا ما يبدأ أفضل عًلج قائم على التعرض للقلق بمواجهات صغيرة‬
‫جدًا تثير القلق‪ .‬عندما يفكر الناس في تغيير نمط الحياة ‪ ،‬فإنهم غالبًا ما يحاولون تحمل الكثير‪ .‬ومن األمثلة‬
‫الشائعة على ذلك أنظمة الجوع وبرامج التمرين الطويلة المفرطة القوة‪.‬‬
‫‪ #EverythingInteracts.‬التفاعًلت موجودة في كل مكان ‪ ،‬من المستوى الجزيئي إلى مستوى تغيير‬
‫السلوك الفردي‪ .‬في حين أنه قد ال يكون صحي ًحا بالمعنى الحرفي أن كل شيء يتفاعل ‪ ،‬إال أنه صحيح بدرجة‬
‫كافية في مرض نمط الحياة‪ .‬ببساطة ال يوجد شيء يمكنك القيام به لتحسين النوم الذي لن يؤثر على العشرات‬
‫من عمليات التمثيل الغذائي التي تؤثر على هرمونات الشهية وإدارة الجلوكوز وهرمونات التوتر وتنظيفها‬
‫وتنظيم المشاعر واالنتباه وما إلى ذلك‪ .‬ولكن يمكن قول الشيء نفسه عن التفاعًلت االجتماعية المحسنة ‪ ،‬مثل‬
‫تقليل تعرض المرء للعداء االجتماعي أو االجتماعي‬
‫عزل‪ .‬الجواب على السؤال عن مكان التدخل في نمط الحياة هو‪ :‬في كل مكان‪ .‬لكن من الناحية‬
‫نظرا للتفاعل العميق لهذه األنظمة ‪ ،‬فمن المحتمل أن يكون ألي مكان تساعد‬
‫العملية‪ :‬في أي مكان‪ً .‬‬
‫فيه نفسك تأثيرات مهمة في المصب على مناطق أخرى‪ .‬وتذكر أن األشياء الصغيرة مهمة‪.‬‬
‫‪ #TurninginKindness.‬عند التشجيع على تغيير نمط الحياة ‪ ،‬يجدر بك التفكير فيما إذا كنت تفضل‬
‫قائمة مهام أو هدية تقدم بلطف‪ .‬ال يلزم أن تكون الهدايا المقدمة في لطف كبيرة أو معقدة أو باهظة الثمن‪ .‬هدية‬
‫الطفل المصنوعة من الغراء والورق الملون وعصي المصاصة المصنوعة من الحب والمقدمة بلطف كافية‪.‬‬
‫إنه أكثر من كافٍ ‪ .‬بالتأكيد أفضل من أي قائمة مهام‪ .‬إليك إستراتيجية بسيطة ألخذ منظور ‪ :ACT‬تخيل وجه‬
‫شخص تحبه من كل قلبك‪ .‬يوقف‪ .‬الحظ ما إذا كان بإمكانك تذكر الوقت الذي أمسك فيه هذا الشخص وأنت‬
‫تنظر إليه أو إليها‪ .‬يوقف‪ .‬انظر إلى هذا الوجه‪ .‬اقض بضع لحظات في النظر إلى تلك العيون‪ .‬ثم تخيل شيئًا‬
‫صا تحبه بهذا الشكل ‪ ،‬بقلب مفتوح‪ .‬إذا كان بإمكانك أن تقدم ‪ ،‬بلطف ‪ ،‬بعض التغيير‬ ‫أصعب ‪ ،‬أنك كنت شخ ً‬
‫الصحي الصغير في نمط الحياة ‪ ،‬نزهة ‪ ،‬وجبة صحية ‪ ،‬فيلم مع صديق قديم ‪ ،‬ما اللطف الذي تقدمه لك؟‬
‫التعزيز اإليجابي يتغلب على اإلكراه‪ .‬اللطف يتفوق على قائمة المهام‪ .‬قبل أن تأكل الوجبة التالية ‪ ،‬قبل أن تقرر‬
‫ما إذا كنت ستذهب إلى صالة األلعاب الرياضية أم ال ‪ ،‬قبل أن تشاهد حلقة أخرى من القانون والنظام ‪ ،‬فكر‬
‫في الشيء اللطيف ‪ ،‬وتوقف مؤقتًا ‪ ،‬واتجه بلطف نحو حياتك‪.‬‬
‫قادرا على القيام بذلك بمفردي!" هي واحدة‬
‫‪"# WeAreNotThatKindofMonkey.‬يجب أن أكون ً‬
‫من القصص الخاطئة وغير المفيدة بشكل فريد التي يجلبها عمًلئي إلى العًلج‪ .‬نحن ببساطة لسنا هذا النوع‬
‫من القرود‪ .‬أنا مقتنع بزعم ديفيد سلون ويلسون أن جوهرة التاج في التطور البشري هي التعاون البشري‪.‬‬
‫يتعاون البشر أكثر من أي رئيسيات آخر عبر الزمان والمكان ‪ ،‬وفي آالف السنين األخيرة عبر عالم مترابط‬
‫بشكل متزايد‪ .‬وبالتعاون مع البشر ‪ ،‬قضوا على الموت من مرض الجدري في جهد دولي شامل بين عامي‬
‫‪ 1967‬و ‪ .1977‬لم يكن بوسع أي فرد أن يفعل ذلك ‪ ،‬وال حتى أمة منفردة‪.‬‬
‫يمكننا القيام بأشياء معًا لم نتمكن من القيام بها بأنفسنا‪ .‬تغيير نمط الحياة على المستوى الفردي ليس‬
‫استثناء‪ .‬ابحث عن صديق أو غريب يمشي معه‪ .‬تحدث عن تغيير نظامك الغذائي وتداول الوصفات مع‬
‫األشخاص الذين تعرفهم‪ .‬أخبر الناس عندما تذهب إلى اليوجا واسألهم عما إذا كانوا يريدون المشاركة‪.‬‬
‫مبكرا‪ .‬لن ينضم إليك معظم األشخاص الذين‬ ‫ً‬ ‫اذهب مبكرا قليًل‪ .‬تمدد وتحدث مع اآلخرين الذين يأتون‬
‫ضا‪ .‬لقد خلقنا لنكون‬
‫تتحدث معهم في هذا المسعى ‪ ،‬لكن القليل منهم سيفعل ذلك ‪ ،‬وعدد قليل من أصدقائهم أي ً‬
‫معا‪.‬‬
‫طا من التعرض للضغوط‪ :‬اإلهانات االجتماعية‬ ‫‪ #‬أنماط الممارسة‪.‬عادة ً ما تتضمن النماذج الحيوانية للمرض أنما ً‬
‫والكيميائية والجسدية‪ .‬أحب أن أحث الناس على إيجاد أنماط في حياتهم وتعطيل األنماط السامة‪ .‬يمكن أن‬
‫يتضمن هذا أشياء بسيطة للغاية‪ .‬في العمل ‪ ،‬قم بتعطيل وقت الجلوس عن طريق المشي لمدة دقيقتين أو عن‬
‫طا صحية من الممارسة‪ .‬مرة أخرى ‪ ،‬يمكن أن تكون هذه ممارسات‬ ‫طريق صعود درج واحد‪ .‬ازرع أنما ً‬
‫صغيرة جدًا‪ .‬تناول العشاء من أطباق السلطة بدالً من أطباق العشاء‪ .‬الدليل واضح على أن هذا التغيير الصغير‬
‫سيقلل من السعرات الحرارية التي تتناولها‪ .‬إذا كنت تعلم أن العشاء سيكون غير صحي ‪ ،‬فتناول تفاحة قبل‬
‫العشاء‪ .‬سوف يفسد شهيتك كما قالت أمي! أحد األشياء التي أحبها في كل من اليوجا والتأمل اليقظ هو مفهوم‬
‫الممارسة‪ .‬بغض النظر عن عدد السنوات التي يمارسها الناس ‪ ،‬فهم ال يصلون أبدًا‪.‬‬
‫‪ #‬ابحث عن ممارستك‪ .‬أحد مخاطر العالم الحديث هو التوافر الجاهز للمقارنة االجتماعية السلبية‪ .‬تعتبر المنافسة‬
‫في الثقافة فضيلة‪ .‬المنافسة جيدة ‪ ،‬لكنها في بعض الحاالت غير مفيدة‪ .‬إذا كان نمط حياتك في حاجة ماسة إلى‬
‫تعديل ‪ ،‬فإن آخر شيء تحتاجه هو مقارنة سرعتك في الجري مع شخص يركض بانتظام لسنوات‪ .‬عمليًا ‪،‬‬
‫يضغط كل تطبيق للياقة البدنية على األشخاص لتحديد األهداف‪ .‬عندما كنت في سن المدرسة ‪ ،‬كنت الئقًا بشكل‬
‫ال يصدق‪ .‬لقد نشأت في مكان قضينا فيه الكثير من الوقت في الغابة نمشي ونركض وتسلق األشجار والسباحة‬
‫والخوض في أنهار غرب واشنطن‪ .‬لم يكن لدي هدف لياقة‪ .‬أنا أشجع الناس على استخدام صورة طفل في‬
‫اللعب كنموذج‪ .‬أحب أن أتبع الجري‪ .‬عندما يخبرني الناس أنهم يكرهون الجري ‪ ،‬بعد ثًلثين ثانية يشعرون‬
‫وكأنهم سيموتون ‪ ،‬أسألهم لماذا يركضون لفترة طويلة! في المرة القادمة التي تخرج فيها وتمشي في مكان ما‬
‫ثوان ‪ ،‬فقط‬
‫ٍ‬ ‫‪ ،‬اركض لمدة خمس‬
‫وامش مرة أخرى‪ .‬افعل هذا مرة واحدة كل يوم لمدة أسبوع‪ .‬ما سيحدث هو أنك ستًلحظ‬ ‫ِ‬ ‫خمسة ‪ ،‬ثم توقف‬
‫وجود دافع للركض لمدة عشر ثوان ‪ ...‬وهكذا تبدأ‪ .‬غالبًا ما يركض الناس بسرعة كبيرة جدًا ‪ ،‬أو بعيدًا جدًا ‪،‬‬
‫مبكرا جدًا ‪ ،‬ويؤذون أنفسهم‪ .‬أنا أحب الركض الجيد ‪ ،‬لكنه ليس ضروريًا‪ .‬البيانات المتعلقة بالجري ولو‬‫ً‬ ‫أو‬
‫لمسافة قصيرة ‪ ،‬ولو ببطء ‪ ،‬وحتى بشكل غير متكرر ‪ ،‬جيدة بشكل مذهل‪ .‬ابحث عن عيادتك الخاصة‪ .‬الممارسة‬
‫التي تناسبك في هذه اللحظة بالذات‪ .‬اترك المقارنة‪ .‬ابدأ ‪ ،‬مهما كانت صغيرة‪.‬‬
‫‪ #PracticeFalling.‬عندما بدأت ممارسة اليوجا الخاصة بي ألول مرة ‪ ،‬كان أستاذي ‪ ،‬ستيفي سيلف‬
‫‪ ،‬يقول ‪" ،‬ماذا لو كان السقوط جز ًءا من الوضع؟" كان هذا بعض الراحة ‪ ،‬حيث كان السقوط في كثير من‬
‫األحيان جز ًءا من أوضاع اليوجا‪ .‬بعد ثماني سنوات من الممارسة شبه اليومية ‪ ،‬ما زلت أقع بشكل حتمي‬
‫نادرا ما تكون الشتائم الحادة‬
‫في وضع الشجرة‪ .‬أنت ال تحتاج إلى أن تكون مثاليًا‪ .‬ما يهم هو نمط الممارسة‪ً .‬‬
‫نماذج جيدة للمرض‪ .‬نحن أقوياء بشكل ال يصدق لإلهانات الحادة‪ .‬ليلة واحدة من النوم المفقود‪ .‬وجبة واحدة‬
‫سريعة‪ .‬يوم واحد خامل‪ .‬تعثر واحد في وضع الشجرة‪ .‬ال شيء من هذه يسبب المرض‪ .‬عندما تسقط من‬
‫ممارستك ‪ ،‬كما هو الحال في تأمل التنفس ‪ ،‬فإن وظيفتك هي ببساطة العودة إلى الممارسة‪ .‬األشخاص‬
‫الوحيدون الذين ال يسقطون هم أولئك الذين ال يمارسون‪ .‬تدرب على الوقوع بالنعمة واللطف‪.‬‬

‫ال تقود سيارة في النهر ؛ ال تأخذ قاربًا على‬


‫الطريق السريع‬
‫التطور عملية عميقة ‪ ،‬وأحيا ًنا تحدث "بسرعة" جدًا‪ .‬ولكن حتى المقياس الزمني التطوري "السريع" يقزم‬
‫عمر اإلنسان‪ .‬لم تحصل الزرافات على رقاب طويلة في عطلة نهاية األسبوع‪ .‬في مرحلة ما من تاريخ‬
‫جنسنا البشري ‪ ،‬حدث شيء غريب للغاية‪ :‬بدأنا نتحدث مع بعضنا البعض‪ .‬لقد استغرق األمر بعض الوقت‬
‫لًلنتقال من الهمهمات والصيحات إلى ‪ ، Twitter‬ولكن "بسرعة" نسبيًا ‪ ،‬جعلنا التكيف النهائي للغة نحن‬
‫الحيوانات المفترسة بًل منازع في النظام البيئي لألرض‪ .‬مع هذه الميزة المذهلة ‪ ،‬ارتفع التعاون البشري‬
‫إلى مستويات مذهلة‪ .‬لقد حللنا عددًا هائًلً من المشكًلت البيئية التي أدت إلى تعقيد وتقصير حياتنا ‪ ،‬بنتائج‬
‫جيدة بالتأكيد ‪ ،‬ولكنها في بعض األحيان مختلطة‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬حتى مع الهواتف الذكية ‪ ،‬والسفر الجوي عبر القارات ‪ ،‬والمعالج الدقيق ‪ ،‬ال يمكننا فعل كل ذلك‬
‫لتسريع تكيف أجسامنا المادية مع البيئة التي أنشأناها ألنفسنا‪ .‬أدت الوتيرة المذهلة لتقدمنا التكنولوجي‬
‫واالقتصادي في الخمسمائة عام الماضية إلى خلق عالم لم نتكيف معه بعد‪.‬‬
‫إذا كنت تقود سيارتك في النهر ‪ ،‬فلن تصل إلى حيث تريد أن تذهب ‪ ،‬وسوف تبتل‪ .‬استقل قاربًا على الطريق‬
‫السريع ‪ ،‬وستتدحرج إلى جانب واحد وتبقى تما ًما حيث بدأت‪ .‬لن تتناسب مركباتك مع محيطها ‪ ،‬وهذا يمكن‬
‫أن يؤدي بك فقط إلى المشاكل‪ .‬في يوم من األيام ‪ ،‬قد نتطور جيدًا لنزدهر على نظام غذائي من زيت الكانوال‬
‫وفحم الكوك العادي‪ .‬قد ننجح في العيش بمفردنا ‪ ،‬وال نبتعد أبدًا عن شققنا ‪ ،‬وننام أربع ساعات في الليلة‪ .‬ولكن‬
‫اليوم ليس ذلك اليوم‪.‬‬
‫مؤخرا أو القضاء عليها‪ .‬قد‬
‫ً‬ ‫كما رأينا ‪ ،‬مع ذلك ‪ ،‬يمكن تغيير السلوكيات الضارة التي اتخذناها‬
‫ال يكون األمر سهًلً أو مناسبًا ‪ ،‬لكنه ممكن ‪ ،‬ونعرف كيف نفعله‪ .‬ما تبقى هو مسألة نية ومثابرة‬
‫ونشر األفكار التي تظهر من المختبرات حول العالم كل يوم‪.‬‬
‫يبدو أن هناك شيئًا واحدًا واض ًحا‪ :‬السرد الذي يربط كل مشكلة بشرية بالجينات واألدمغة يبدو أنه ال‬
‫يناسب العالم تما ًما‪ .‬الجينات واألدمغة ليست مكسورة بقدر ما ال تتطابق جيدًا مع العالم الذي صممناه‪.‬‬
‫طريقة أخرى لل تعبير عن ذلك هي أن البيئة التي أنشأناها سامة للجينات واألدمغة‪ .‬نحن لسنا بشر‬
‫محطمين‪ .‬نحن بشر بحاجة إلى طرق مختلفة للعيش تكون أكثر مًلءمة لطبيعتنا التطورية‪ .‬لن نحدد‬
‫طريقنا للخروج من هذه المشاكل‪ .‬أقترح عل ًما للشفاء ‪ ،‬وليس عل ًما يجعل التعايش مع السموم االجتماعية‬
‫أمرا م ً‬
‫تقبًل ‪ .‬يجب أن يكون العيش الكريم هو أول دواء لنا‪.‬‬ ‫والبيئية ً‬

‫مراجع‬
‫بهاسين ‪ ،‬إم كيه ‪ ،‬دوسيك جا ‪ ،‬تشانغ ب ‪ ،‬جوزيف ‪ ،‬إم جي ‪ ،‬ديننجر جي دبليو ‪ ،‬فريتشيوني ‪ ،‬جي إل ‪ ... ،‬ليبرمان ‪ ،‬تي إيه‬
‫(‪ .)2013‬تؤدي استجابة االسترخاء إلى تغييرات النسخ الزمنية في استقًلب الطاقة وإفراز األنسولين والمسارات االلتهابية‪.‬‬
‫بلوس وان ‪doi: 10.1371 / journal.pone.0062817 .8 ،‬‬
‫براي ‪ ،‬جي إيه ‪ ،‬وبوبكين ‪ ،‬بي إم (‪ .) 2014‬السكر الغذائي ووزن الجسم‪ :‬هل وصلنا إلى أزمة وباء السمنة والسكري؟ رعاية مرضى السكري‬
‫‪ .956-950 ، 37 ،‬دوى‪dc13–2085 / 10.2337 :‬‬
‫‪ .)2013( Bricker، J.، Wyszynski، C.، Comstock، B.، & Heffner، JL‬تجربة معشاة ذات شواهد تجريبية للتقبل‬
‫على شبكة اإلنترنت والعًلج بااللتزام لإلقًلع عن التدخين‪ .‬أبحاث النيكوتين والتبغ ‪ .1764-1756 ، 15 ،‬دوى‪10.1093 :‬‬
‫‪ntr / ntt056 /‬‬
‫جاتينو ‪ ،‬إم ‪ ،‬ودينت ‪ ،‬إم (‪ .) 2011‬السمنة والصحة العقلية‪ .‬أكسفورد‪ :‬المرصد الوطني للسمنة‪ .‬جيباال ‪ ،‬إم جي ‪ ،‬ليتل ‪ ،‬جي بي ‪ ،‬ماكدونالد ‪ ،‬إم‬
‫جي ‪ ،‬هاولي ‪ ،‬جا (‪ .) 2012‬التكيفات الفسيولوجية للتدريب المتقطع منخفض الحجم وعالي الكثافة في مجال الصحة والمرض‪ .‬مجلة علم وظائف‬
‫األعضاء ‪، 590 ،‬‬
‫‪ .1084-1077‬دوى‪jphysiol.2011.224725 / 10.1113 :‬‬
‫المتعاونون في العبء العالمي لألمراض (‪ .) 2015‬اإلصابة العالمية واإلقليمية والوطنية واالنتشار والسنوات التي عاشوها مع‬
‫اإلعاقة بالنسبة لـ ‪ 301‬من األمراض الحادة والمزمنة واإلصابات في ‪ 188‬دولة ‪ :2013-1990 ،‬تحليل ممنهجي لدراسة‬
‫العبء العالمي لألمراض ‪ .2013‬النسيت ‪ . 800-743 ، 386 ،‬دوى‪S0140–6736 (15) 60692– / 10.1016 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .)2011( Hayes ، SC ، Strosahl ، K. ، & Wilson ، KG‬عًلج التقبل وااللتزام‪:‬‬
‫عملية وممارسة التغيير الواعي(الطبعة الثانية)‪ .‬نيويورك‪ :‬جيلفورد‪.‬‬
‫هيرنشتاين آر جيه (‪ .) 1961‬القوة النسبية والمطلقة لًلستجابة كدالة لتكرار التعزيز‪ .‬مجلة التحليل التجريبي للسلوك ‪.272-267 ، 4 ،‬‬
‫معهد الطب (‪ .) 2006‬اضطرابات النوم والحرمان من النوم‪ :‬مشكلة صحية عامة لم تتم معالجتها‪.‬‬
‫واشنطن العاصمة‪ :‬مطبعة األكاديميات الوطنية‪ .‬دوى‪11617 / 10.17226 :‬‬
‫إيروين ‪ ،‬إم آر (‪ .)2015‬لماذا النوم مهم للصحة‪ :‬منظور علم المناعة العصبي النفسي‪ .‬المراجعة السنوية لعلم النفس ‪.172 - 143 ، 66 ،‬‬
‫دوى‪annurev-psych-010213 / 10.1146 :‬‬
‫‪–115205‬‬
‫‪ .)2015( Kantor، ED، Rehm، CD، Haas، JS، Chan، AT، & Giovannucci، EL‬االتجاهات في استخدام‬
‫العقاقير التي تستلزم وصفة طبية بين البالغين في الواليات المتحدة من ‪ 1999‬إلى ‪ .2012‬مجلة الجمعية الطبية األمريكية ‪،‬‬
‫‪ .1831-1818 ، 314‬دوى‪jama.2015.13766 / 10.1001 :‬‬
‫خوري ‪ ،‬ب ‪ ،‬ليكومتي ‪ ،‬ت‪ ، .‬فورتين ‪ ،‬جي ‪ ،‬ماسي ‪ ،‬إم ‪ ،‬تيرين ‪ ،‬ب‪ ، .‬بوشار ‪ ،‬ف ‪ ... ،‬هوفمان ‪ ،‬س‪ .)2013( .‬العًلج‬
‫القائم على اليقظة‪ :‬تحليل تلوي شامل‪ .‬مراجعة علم النفس العيادي ‪ .771-763 ، 33 ،‬دوى‪/ 10.1016 :‬‬
‫‪j.cpr.2013.05.005‬‬
‫‪ .)2014( Lee، D.، Pate، RR، Lavie، CJ، Sui، X.، Church، TS، & Blair، SN‬يقلل الجري في أوقات الفراغ‬
‫من ج ميع األسباب ومخاطر الوفيات القلبية الوعائية‪ .‬مجلة الكلية األمريكية ألمراض القلب ‪ .481-472 ، 64 ،‬دوى‪:‬‬
‫‪j.jacc.2014.04.058 / 10.1016‬‬
‫أمريكا‪.‬‬ ‫في‬ ‫الذهنية‬ ‫الحالة‬ ‫(‪.)2011‬‬ ‫الصحية‬ ‫الحلول‬ ‫شركة‬ ‫مدكو‬
‫‪http://apps.who.int/medicinedocs/en/d/Js19032en/‬‬
‫مورا ‪ ،‬ف‪ .)2013( .‬شيخوخة الدماغ الناجحة‪ :‬اللدونة وإثراء البيئة ونمط الحياة‪ .‬حوارات في علم األعصاب السريري ‪، 15 ،‬‬
‫‪PMCID: PMC3622468 .52-45‬‬
‫روزر ‪ ،‬م‪ .)2017( .‬عالمنا في البيانات‪ .‬تم االسترجاع في ‪ 24‬مايو ‪ 2017‬من ‪www.ourworldindata.org Schuch، FB،‬‬
‫‪ .)2016( .Vancampfort، D.، Richards، J.، Rosenbaum، S.، Ward، PB، Stubbs، B‬ممارسه الرياضه‬
‫كعًلج لًلكتئاب‪ :‬تحليل تلوي يضبط تحيز النشر‪ .‬مجلة البحوث النفسية ‪ .51-42 ، 77 ،‬دوى‪/ 10.1016 :‬‬
‫‪j.jpsychires.2016.02.023‬‬
‫‪ .)2006( Simopoulos ، AP‬الجوانب التطورية للنظام الغذائي ‪ ،‬ونسبة أوميغا ‪ / 6‬أوميغا ‪ 3‬والتنوع الجيني‪ :‬اآلثار الغذائية‬
‫لألمراض المزمنة‪ .‬الطب الحيوي والعًلج الدوائي ‪ .507-502 ، 60 ،‬دوى‪j.biopha.2006.07.080 / 10.1016 :‬‬
‫ستيل ‪ ،‬إم ‪ ،‬بارالدي ‪ ،‬إل جي ‪ ،‬لوزادا ‪ ،‬إم ‪ ،‬موباراك ‪ ،‬جيه ‪ ،‬مظفريان ‪ ،‬دي ‪ ،‬مونتيرو ‪ ،‬كاليفورنيا (‪ .)2016‬األطعمة فائقة‬
‫المعالجة والسكريات المضافة في النظام الغذائي للواليات المتحدة‪ :‬دليل من دراسة مقطعية تمثيلية على المستوى الوطني‪.‬‬
‫المجلة الطبية البريطانية المفتوحة ‪ .009892e ، 6 ،‬دوى‪bmjopen-2015–009892 / 10.1136 :‬‬
‫وارن ‪ ،‬جيه دي ‪ ،‬وكًلرك ‪ ،‬سي إن (‪ .)2017‬نموذج جديد للنوم العتًلل البروتينات التنكسية العصبية‪ .‬طب النوم ‪، 32 ،‬‬
‫‪ .283-282‬دوى‪j.sleep.2016.12.006 / 10.1016 :‬‬
‫حوار حول السلوكيات و‬
‫الصحة الجسدية‬
‫مشاركون‪:‬آرون بي بًليسديل ‪ ،‬ديفيد سلون ويلسون ‪،‬‬
‫كيلي جي ويلسون‬

‫ديفيد سلون ويلسون‪:‬لقد استخدم كًلكما علمك لتغيير الصحة ‪-‬ممارسات في حياتك الخاصة‪ .‬أعتقد‬

‫أنه سيكون من المثير لًلهتمام استكشاف ذلك قليًلً‪.‬‬

‫آرون ب‪.‬بالتأكيد‪ .‬في الفترة ‪ ، 2009-2008‬عندما صادفت كل مدونات نظام باليو الغذائي ‪ ،‬بدأت في‬
‫الترقيع في حياتي الخاصة‪ .‬مثل ‪ ،‬ماذا سيحدث إذا أخذت معظم األطعمة المصنعة التي كنت أتناولها‬
‫‪ ،‬كل الحبوب ‪ ،‬والخبز ‪ ،‬والمعكرونة ‪ ،‬والسكريات؟ ذهبت منخفض الكربوهيدرات ألنني كنت أقرأ‬
‫ضا ‪ ، Gary Taubes's Good Calories، Bad Calories‬وكان يدافع عن هذه الفكرة‪.‬‬ ‫أي ً‬
‫لقد خففت حقًا ‪ ،‬ووجدت أنني أمتلك طاقة أكثر بكثير مما اعتدت عليه‪ .‬لكن التغيير األكثر عمقًا هو‬
‫أنني أعاني من هذا االضطراب الوراثي ‪ -‬البروتوبورفيريا المكونة للكريات الحمر ‪ -‬الذي جعلني‬
‫شديد الحساسية ألشعة الشمس‪ .‬أي منطقة من الجلد تعرضت ألشعة الشمس سوف تلتهب وتحترق‬
‫تدريجيًا‪ .‬بعد حوالي عام من اتباع هذا النظام الغذائي بشكل ديني ‪ ،‬قضيت فترة ما بعد الظهيرة مع‬
‫زوجتي في الشمس‪ .‬كنت أفكر ‪ ،‬يا رجل ‪ ،‬ستكون إحدى تلك األمسيات والليالي الصعبة ‪ ،‬لكن ال‬
‫شيء‪ .‬لم أحصل على أي رد فعل على اإلطًلق‪ .‬لذلك بدأت بالتجربة — ما مقدار الشمس التي‬
‫يمكنني تحملها قبل أن أبدأ في الشعور برد الفعل هذا؟ لن أحصل على رد الفعل‪.‬‬
‫عندما كانت ابنتي الكبرى في الخامسة أو السادسة من عمرها ‪ ،‬ستتم دعوتك إلى جميع حفًلت أعياد‬
‫الميًلد اإللزامية مع جميع األطفال في سن الخامسة والسادسة في مدرستهم‪ .‬بدأت أتناول الوجبات‬
‫الخفيفة في الحفًلت‪ :‬القليل من الكعك ‪ ،‬وتناول بعض رقائق البطاطس ودوريتوس‪ .‬أعراض البورفيريا‬
‫لدي‬
‫عدت عندما أكون في الشمس‪ .‬لذلك قمت بقص كل تلك األشياء مرة أخرى وفي غضون أسابيع‬
‫قليلة كانت في حالة مغفرة مرة أخرى‪.‬‬
‫إنها تدور حول نمط الحياة وعدم التطابق التطوري‪ .‬لذلك أحاول تطبيق كل هذه األفكار‬
‫في حياتي الخاصة‪.‬‬
‫مثال آخر ‪ -‬الضوء األزرق هو ما يثبط إنتاج الميًلتونين ‪ ،‬وهو ما تحتاجه في الليل لتنظيم النوم‬
‫والنوم‪ .‬لقد تعلمت أن أكون ذكيًا حيال ذلك مع برامج مثل ‪ ، f.lux‬والتي تعرف تلقائيًا متى تغرب‬
‫الشمس وتقوم بتصفية اللون األزرق ‪ ،‬لذا فأنا ال أتعرض لجزء قمع الميًلتونين من الطيف‪ .‬لقد‬
‫استبدلت بالفعل بعض المصابيح ‪ ،‬خاصة مصباح القراءة الخاص بي بجوار سريري ‪ ،‬بضوء‬
‫برتقالي اللون ال ينبعث منه أي طيف أزرق‪.‬‬
‫لقد بدأت مجتمعًا كامًل ً مكر ً‬
‫سا لفكرة فهم أوجه عدم التطابق هذه ومحاولة تصحيحها‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬جمعية صحة األجداد (‪http://www.ancestralhealth.org).‬‬
‫كيلي جي ويلسون‪ :‬لقد أجريت محادثة معك يا ديفيد ‪ ،‬على ما أعتقد في شتاء عام ‪ ، 2009‬مما جعلني أفكر‬
‫في تخصصي من خًلل عدسة علم التطور‪ .‬في وقت الحق من ذلك الصيف ‪ ،‬كنت أقوم ببعض‬
‫األعمال المتعلقة بالقيم والعناية بالنفس ‪ ،‬وقد تم النقر عليها‪ .‬قلت للجمهور "أنا في مدرسة ‪HL‬‬
‫‪ Mencken‬للرعاية الذاتية‪ :‬كلما شعرت برغبة في القيام بتمارين بدنية قوية ‪ ،‬أستلقي حتى تمر‪".‬‬
‫ضحك الجميع في الغرفة ‪ ،‬وضحكت‪ .‬ولكن بعد ذلك عندما كنت أقوم بهذا التمرين على القيم وكنت‬
‫أتخيل وجه إحدى بناتي ‪ -‬فجأة لم تعد مزاحتي مضحكة بعد اآلن‪ .‬لقد مررت بلحظة الوضوح هذه‪:‬‬
‫"متى أصبح من الجيد بالنسبة لي أن أهمل نفسي ‪ ،‬ومتى أصبح من الجيد بالنسبة لي المزاح بشأن‬
‫هذا اإلهمال؟" ثم عدت إلى علم التطور بشعور من االرتباط الشخصي‪.‬‬
‫عدت إلى المنزل من تلك الورشة وبدأت في ممارسة اليوجا‪ .‬كان أول شيء فعلته‪ .‬بالكاد أستطيع‬
‫فعل أي شيء ‪ ،‬بعد عقود من اإلهمال الشديد لسًلمتي الجسدية‪ .‬أنفقت‬
‫أشهر وأشهر في اليوجا اللطيفة لذوي االحتياجات الخاصة‪ .‬كنت هناك مع المرضى وكبار السن‬
‫الذين يتعافون من الجراحة ‪ ،‬ومعلم اليوجا المفضل لدي يحب المزاح أنني أتيت إلى فصول ما قبل‬
‫الوالدة‪ .‬يضحك الناس دائ ًما وهي تقول ‪" ،‬ال ‪ ،‬ال حقًا!" المربع التالي الذي تم اختياره كان النظام‬
‫الغذائي‪ .‬لم يكن نظامي الغذائي سيئًا تما ًما ‪ ،‬ألن زوجتي كانت تهتم بما يأكله األطفال وأشياء من‬
‫هذا القبيل‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ربما كنت أحصل على ‪ ٪ 90‬من سعراتي الحرارية من األطعمة فائقة‬
‫عا ما‪ .‬يمكنك أن ترى التأثير‬ ‫المعالجة‪ .‬بدأت في القراءة عن الحقيقة المرة للسكر وكنت منده ً‬
‫شا نو ً‬
‫الصحي للتغييرات المذهلة التي حدثت في العالم في نظامنا الغذائي وممارسة الرياضة في الخمسين‬
‫عا ًما الماضية فقط‪ .‬تراجع في مستويات الوفيات‪ .‬الذكور البيض على وجه الخصوص ‪ ،‬حيث استقر‬
‫النمو في الصحة بالفعل‪ .‬لقد أخذت كل هذه األشياء من نظامي الغذائي‪ .‬اآلن ما آكله هو الطعام‪ .‬إذا‬
‫أخبارا جيدة‪ .‬ثم بدأت في الجري‪ .‬وبعد ذلك في غضون‬ ‫ً‬ ‫كانت تحتوي على ملصق ‪ ،‬فربما ال تكون‬
‫ثًلثة أو أربعة أشهر ‪ ،‬بدأت في الجري حافي القدمين‪ .‬اآلن أنا مهووس بالركض حافي القدمين‪.‬‬
‫ضع "ركض" بين عًلمات االقتباس ‪ ،‬ألنني ال أعرف ما إذا كان أي عداء سيطالب بها‪.‬‬
‫هارون‪ :‬إنه ألمر مدهش مدى التباين الذي يرجع إلى العوامل الوراثية‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬غالبًا ما يتم اتهام أشياء مثل الجري حافي القدمين أو حمية باليو بأنها علم غير مرغوب فيه‪ .‬ربما‬
‫هذا مبرر ‪ ،‬أو ربما ال‪ .‬ولكن ما يصلح وقد يكون حر ًجا بالنسبة لفرد ما قد ال يكون مه ًما بالنسبة‬
‫لشخص آخر ؛ قد يكون ألسًلفهم دور كبير في ذلك ؛ العوامل البيئية ‪ ،‬وهلم جرا‪ .‬كيف نقوم‬
‫بعمل علم جيد ‪ ،‬وكيف نحمي من االنحراف في االتجاه الجديد؟‬
‫كيلي‪:‬هناك بعض األشياء الغريبة التي ال تصدق هناك‪ .‬ولكن عندما تبدأ في البحث عن مصادر‬
‫"جيدة" ‪ ،‬عليك أن تقبل "جيد بما فيه الكفاية"‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬يتناول عدد هائل من السكان‬
‫خمسة أدوية أو أكثر‪ .‬ال توجد تجارب سريرية عشوائية على ذلك ولن تكون هناك أبدًا ‪ ،‬ألنه‬
‫ال يوجد مجلس مراجعة مؤسسي سيوافق على ذلك‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬إذا قمت بتجربة عقار ووجدت أن هناك فوائد قصيرة األجل ‪ ،‬فهذا ال يشير‬
‫إلى أي آثار طويلة المدى‪ .‬يمكن في الواقع عكس ذلك‪.‬‬
‫كيلي‪ :‬هذا صحيح في كثير من الحاالت‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬كنت أستخدم مثبطات مضخة البروتون بعد‬
‫أن أصبت بسرطان الرأس والعنق‪ .‬لم يكن لدي ما يكفي من اللعاب ‪ ،‬مما يؤدي إلى ضعف‬
‫مزمن والجهاز الهضمي‪ .‬لذلك أخذت مثبطات مضخة البروتون هذه لعشرات السنين‪ .‬حسنًا ‪،‬‬
‫ما أعرفه اآلن هو أنه يمكنك إحداث أعراض معدية معوية لدى البالغين األصحاء في أقل من‬
‫ثمانية أسابيع من التعرض لمثبطات مضخة البروتون‪ .‬يقول الملصق دائ ًما "ما يصل إلى أربعة‬
‫عشر يو ًما" أو شيء من هذا القبيل ‪ ،‬ولكن هذا ليس ما تقوله اإلعًلنات التجارية‪ .‬تقول اإلعًلنات‬
‫التجارية أنه من غير األمريكي أال تأكل كلب الفلفل الحار‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬إذن ما هي طريقة المضي قد ًما؟‬
‫كيلي‪:‬حسنًا ‪ ،‬يمكنك تجنب تناول األشياء التي ليس لها قيمة غذائية‪ .‬لذا ‪ ،‬انظر إلى "المكونات الطبيعية"‬
‫‪ -‬في بعض األحيان تكون هذه هي الطريقة التي تخفي بها شركات األغذية مكونات الطعام التي‬
‫ال يريدون إخبارك عنها‪ .‬خذ شيئًا يسمى ‪ .castoreum‬إنه موجود في أشياء بنكهة الفانيليا‬
‫والتوت ‪ ،‬ويأتي من الغدد الشرجية للقنادس‪ .‬إنه طبيعي‪ .‬ما هو أكثر طبيعية من الحمار القندس؟‬
‫وهل أعتقد أنه خطير؟ على االغلب ال‪ .‬لكن هل هو ضروري؟ رقم‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬هذا ال يتعلق بالعلم‪ .‬كيف نثبت فعًل ً أن شيئًا ما مفيد لك أو ال يناسبك ‪ ،‬خاصة ً عندما يكون‬
‫متعلقًا بالسياق؟‬
‫كيلي‪:‬حسنًا ‪ ،‬ها هي المشكلة‪ .‬يقول المصنع المشكوك فيه الذي تديره شركة ‪" :Big Food‬ال يوجد‬
‫دليل على ‪ ". X‬ولذا فإن قاعدتي هي‪ :‬هل هناك جانب سلبي لتجاهل ذلك؟ ال يمكنني معرفة أي‬
‫جانب سلبي لعدم تناول األطعمة التي تحتوي على مكونات ليست طعا ًما‪.‬‬
‫هارون‪:‬أتفق مع كيلي‪" :‬مذنب حتى تثبت براءته"‪ .‬يتم تطبيق ذلك عادة ً في الطب ويجب تطبيقه على نطاق‬
‫واسع للسياسة ‪ ،‬ألي مكونات جديدة ‪ -‬أو حتى أشياء مثل بطانة ‪ BPA‬وأشياء‬
‫اخترعتها الصناعة ثم استخدمتها في منتجات ال تؤثر فقط على صحتنا ‪ ،‬بل على بيئتنا‪.‬‬
‫أعتقد أنه من غير الحكمة وضع سياسة بشأن علم المًلحظة ‪ -‬وهو أمر جيد ح ًقا في إنشاء‬
‫فرضيات يمكن بعد ذلك ‪ ،‬ويجب اختبارها علميًا مع المزيد من العمل المخبري القائم على التجربة‪.‬‬
‫تنشغل وسائل اإلعًلم بهذا األمر‪ :‬العنوان يقول "اللحوم الحمراء يمكنها فعل ذلك ‪ ،‬إنها سيئة" ‪ ،‬ثم‬
‫في األسبوع التالي ‪" ،‬اللحوم الحمراء هي في الواقع مصدر لهذا ‪ ،‬إنها حقًا مفيدة لك" ‪ ،‬ثم األسبوع‬
‫التالي ‪" ،‬اللحوم الحمراء سيئة" ‪ ،‬وتنسق كرة الطاولة هذه ذهابًا وإيابًا‪.‬‬
‫ضا أدلة معملية أساسية‪.‬‬
‫كيلي‪:‬يمكننا الحصول على كليهما‪ .‬خذ دليل السكر‪ .‬هناك أدلة وبائية ‪ ،‬ولكن هناك أي ً‬
‫على سبيل المثال ‪ ،‬يمكنك تعريض الفئران الصغيرة للوصول المجاني إلى محلول سكر بنسبة ‪، ٪25‬‬
‫وسيؤدي ذلك إلى تغيير تنظيم الجينات المتعلقة باستجابة اإلجهاد‪ .‬سيغير الجينات التي ستؤثر على‬
‫المرونة العصبية‪.‬‬
‫ديفيد‪ :‬كيف ينجو مفهوم الكائن الحي من مفهوم عدم التطابق؟ إذا كانت األشياء جيدة أو سيئة حسب بيئة‬
‫كثيرا عن بعضها البعض وعنِّا!‬
‫ً‬ ‫أسًلفك ‪ ،‬فإن بيئات أجداد الفأر أو الحمام تختلف‬
‫كيلي‪:‬بعض النماذج تحمل والبعض اآلخر ال‪ .‬إذا كنت تأخذ شيئًا مثل الحركة ‪ ،‬يمكنك محاكاة‬
‫ضا التنبؤ بالصحة‬
‫االكتئاب والقلق في الفئران عن طريق تقييد نشاطهم البدني‪ .‬يمكنك أي ً‬
‫ضا عًلج المشكًلت‬‫النفسية عند البشر من خًلل معرفة شيء ما عن أنماط حركتهم ؛ يمكنك أي ً‬
‫النفسية عن طريق تحسين أنماط الحركة‪ .‬عندما ترى تقاربًا في هذه البيانات ‪ ،‬فهذا ما أبحث‬
‫عنه‪.‬‬
‫هارون‪:‬أتفق مع كيلي‪ .‬الفئران والجرذان ‪ -‬إنها حيوانات محببة‪ .‬من العناصر الغذائية األساسية بالنسبة لهم‬
‫البذور والحبوب‪ .‬بدأ البشر في تناول الحبوب فقط منذ حوالي ‪ 10000‬عام‪ .‬في مختبري الخاص ‪،‬‬
‫حيث أظهرت أن اتباع نظام غذائي غني بالسكر سيؤدي إلى خلل في اإلدراك والتحفيز لدى الفئران ‪،‬‬
‫كانت مجموعتهم الضابطة تتناول نظا ًما غذائيًا يحتوي على كمية ال بأس بها من الحبوب ‪،‬‬
‫بما في ذلك القمح‪ .‬بالنسبة للجرذ ‪ ،‬سيكون هذا نظا ًما غذائيًا من نوع األجداد‪ .‬ربما ليس من‬
‫أجل اإلنسان‪.‬‬
‫معرفة شيء ما عن التاريخ التطوري وبيئة الكائن الحي الذي تختاره ‪ -‬ال يتطلب األمر‬
‫الكثير من الجهد للقيام بذلك ‪ ،‬وفهم ما إذا كان سيكون نموذ ًجا حيوانيًا جيدًا أم ال‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬يبدو لي ‪ ،‬مع وجود الكثير من األشخاص المهتمين بهذا ‪ ،‬أنه يجب أن تكون هناك طريقة‬
‫لتنظيم ما يرقى إلى التجارب العشوائية المضبوطة أو على األقل األشياء التي تشبه الدراسات‬
‫السريرية ‪ -‬باستثناء أنها تتم على أساس التنظيم الذاتي ‪ ،‬مع عدد كبير من األشخاص الذين‬
‫يحتاجون حقًا إلى التنظيم‪ .‬إن أبحاث الحمض النووي البشري مثل ‪ andme23‬تشبه ذلك‬
‫إلى حد ما‪.‬‬
‫هارون‪ :‬نحن بحاجة إلى المزيد من العًلجات الفردية والتقنيات السلوكية التي يمكننا تقديمها للناس في حياتنا‬
‫اليومية‪ .‬خطوات صغيرة لبناء مهاراتك التي تناسبك وإعادة كتابة سردك الخاص‪ .‬أعتقد أن تعليم‬
‫الناس القيام بهذه األنواع من األشياء سيكون له أكبر فائدة وسيوفر للناس أكبر قدر من المساعدة‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬ينقسم هذا في الواقع إلى الموضوع النهائي الكبير الذي أريد مناقشته معك ‪ ،‬والذي يتعلق بتدريب ‪ACT‬‬
‫في سياق قدرات التعلم األصلية لدينا‪ .‬لقد حصلنا على الكثير من األميال من التفكير في اختيار سكينر‬
‫من خًلل العواقب ‪ -‬التكييف الفعال كعملية تطورية بحد ذاتها‪ .‬من خًلل نظرية اإلطار العًلئقي ‪ ،‬نقدم‬
‫تراكبًا من اللغة والفكر الرمزي يتجاوز سكينر‪ .‬تتمثل إحدى األفكار المستخلصة من هذا في أنه إذا كان‬
‫كل شخص عملية تطورية ‪ ،‬فغالبًا ما يأخذك التطور إلى حيث ال تريد أن تذهب‪ .‬ما هو قابل للتكيف‬
‫بالمعنى التطوري للكلمة ليس دائ ًما جيدًا معياريًا وقابل للتكيف بالمعنى اليومي للكلمة‪ .‬جزء كبير من‬
‫المشكًلت االجتماعية والشخصية قابلة للتكيف بالمعنى التطوري للكلمة ‪ -‬على سبيل المثال ‪ ،‬من خًلل‬
‫عملية تعزيز أدت في اتجاه مختل ‪ ،‬مثل العائًلت التي عززت بعضها البعض لسلوك بغيض‪ .‬ما يفعله‬
‫‪ ACT‬هو إدارة عملية‬
‫التطور الشخصي‪ .‬وبالتالي هناك شعور بأنه شكل من أشكال البناء المتخصص‪ .‬نحن في الواقع‬
‫نخلق بيئة ‪ ،‬نو ًعا من البيئة المعرفية أو البيئة االجتماعية أو شيء من هذا القبيل ‪ ،‬والذي يقوم‬
‫بعد ذلك بتوجيه العملية التطورية في اتجاه أكثر فائدة ‪ ،‬على الصعيدين الشخصي واالجتماعي‪.‬‬
‫كيلي‪:‬إذا نظرت إلى التمييز بين الطوارئ قصيرة األجل والطوارئ طويلة األجل ‪ ،‬فهناك شيء يسمى قانون‬
‫المطابقة‪ .‬إنها طريقة للتنبؤ الكمي بكيفية توزيع الحيوانات لسلوكها‪ .‬ما يقوله قانون المطابقة أسا ًسا‬
‫هو أن الحيوانات ستوزع سلوكها بطريقة تتناسب مع توفر المعززات‪ .‬والشيء الذي نعرفه عن‬
‫المعززات هو أن التعزيز الفوري جيد ‪ ،‬والمعززات الكبيرة أفضل من المعززات الصغيرة‪ .‬المشكلة‬
‫هي أن لدينا هذا الكم الهائل من األطعمة الغنية بالطاقة المذهلة التي لم يكن أسًلفنا يأملون فيها‪.‬‬
‫ديفيد‪ :‬الكثير من حاالت عدم التطابق التي تحدثنا عنها يتم التوسط فيها في الواقع من خًلل قانون‬
‫المطابقة‪.‬‬
‫كيلي‪ :‬نعم‪ .‬لكن المشكلة هي أننا نقوم فقط بما قاله التطور‪ :‬خذ الطريق السهل إلى أعلى التل ‪ ،‬وفضل األطعمة‬
‫الغنية بالطاقة‪ .‬المشكلة مع المعززات الصغيرة ‪ ،‬المتزايدة ‪ ،‬والمتأخرة هي أنها ال تعمل بشكل جيد‪.‬‬
‫‪ ، ACT‬أعتقد ‪ -‬في عمل القيم في ‪ ، ACT‬على وجه الخصوص ‪ -‬يسمح لنا بإحضار هذه المعززات‬
‫الصغيرة المتزايدة إلى هذه اللحظة هنا‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬لدي أشخاص يقولون ‪" ،‬حسنًا ‪ ،‬الرعاية‬
‫كثيرا ما يقول الناس‬
‫ً‬ ‫الذاتية ‪ ،‬هذا ال يثير اهتمامي ‪ "،‬وأنا أحب ‪" ،‬أوه ‪ ،‬حقًا؟ ما الذي يثير اهتمامك؟ "‬
‫‪" ،‬أطفالي ‪ ،‬عائلتي"‪ .‬وأنا أحب ‪" ،‬حسنًا ‪ ،‬إذا كانوا يشاهدونك يتأكدون من تلبية احتياجات اآلخرين‬
‫ولكنك تهمل نفسك وتمزح عن رعايتك الذاتية ‪ ،‬هل هذا رائع؟" ما هي القيم التي يقدمها لك العمل ‪ ،‬في‬
‫تلك اللحظة التي أضع فيها نفسي في شاحنتي وأبدأ بالتوجه إلى المسار ‪ ،‬في تلك اللحظة ‪ ،‬أكون األب‬
‫الذي أري د أن أكونه ‪ ،‬فأنا المرشد الذي أريد أن أكون ‪ ،‬أنا عضو في المجتمع الذي أريد أن أكون ‪ ،‬في‬
‫مضطرا إلى االنتظار حتى وقت الحق ألنني موجود‬
‫ً‬ ‫تلك اللحظة‪ .‬لست‬
‫النمط‪ .‬وتعمل القيم في ‪ ACT‬في أنماط النشاط‪ .‬ال يتعلق األمر ببعض النتائج الكبيرة ‪ ،‬إنه‬
‫يتعلق بنمط النشاط‪.‬‬
‫بالنسبة لحيوانات المختبر ‪ ،‬يمكنك تحديد األفضلية عن طريق إنشاء القليل من الحرمان ‪ ،‬ولكن مع‬
‫البشر البالغين الذين يتنقلون بحرية ‪ ،‬فإن األشياء التي لها أكبر قيمة تعزيز بالنسبة لك هي تقريبًا جميع‬
‫سا ‪ ،‬كونه‬‫األشياء التي تنطوي على تلك األنماط الممتدة حقًا بمرور الوقت‪ :‬كونك زو ًجا ‪ ،‬كونه مدر ً‬
‫أبًا‪ .‬أقوم بإنشاء مكانة من حولي حيث الحديث عن األكثر قيمة هو حدث يومي‪.‬‬
‫ديفيد‪ ACT:‬كبناء متخصص عقلي‪.‬‬
‫كيلي‪:‬أحب ذلك‪.‬‬
‫هارون‪:‬لقد فعلت الشيء نفسه بشكل أساسي ‪ -‬بناء مكاني الخاص وإدراك أنه يجب علي إعطاء األولوية‬
‫لنفسي ‪ ،‬خاصة اآلن بعد أن أصبح لدي أطفال‪ .‬كان علي حقًا أن أتراجع وأدرك أن ما يهمني ‪،‬‬
‫حسنًا ‪ ،‬ليس عدد المنشورات التي أحصل عليها سنويًا‪ .‬أعتقد أننا بحاجة إلى أن نكون قادرين‬
‫على حزم هذا النوع من المنهج وتقديمه إلى مناطق ذوي الياقات الزرقاء‪ .‬األشخاص الذين‬
‫يعيشون في صحاري الطعام ‪ ،‬حي ث ال يمكنهم الوصول إلى أي شيء سوى متاجر الراحة‬
‫ويصعب عليهم اتخاذ قرارات عندما يعملون في وظيفتين ‪ ،‬ولديهم أطفال ‪ ،‬ويحاولون تلبية‬
‫اإليجار كل من شهر إلى شهر‪ .‬ما نريد رؤيته يحدث هو أن يساعد علماء التطور في التأثير‬
‫على الطريقة التي تُبنى بها بيئاتنا على المستوى المجتمعي‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬أنا مقتنع بأن ‪ ACT‬يفعل شيئًا من أجلي‪ .‬عندما أستوعب هذه األشياء ‪ ،‬أصبحت طبيعة ثانية بالنسبة لي‪.‬‬
‫أنا واثق ‪ -‬ال يمكنني إثبات ذلك ‪ -‬أن تدريب ‪ ACT‬قد جعلني أعمل بشكل أفضل كشخص‪ .‬خذ الدراسات‬
‫حول العًلج بقائمة ‪ .ACT‬خصص "اخرج من عقلك وادخل في حياتك" للمجموعات السكانية الصعبة‬
‫‪ -‬الطًلب اليابانيون الذين يعانون من ضغوط شديدة والذين يدرسون في أمريكا ‪ ،‬ومعلمي رياض‬
‫األطفال حتى الصف الثاني عشر الذين يعانون من اإلرهاق‪ .‬ترتفع األرقام من حيث الرفاهية المتزايدة‬
‫‪ ،‬فقط على أساس قراءة الكتاب‪ .‬هذا هو الدخول‬
‫لديك المزيد من السكان ذوي الياقات الزرقاء ‪ ،‬آرون‪ .‬إنها طريقة لحل عدم التطابق ‪ ،‬ولكن يمكنك‬
‫ضا التفكير في األمر على أنه شكل من أشكال البناء المتخصص‪.‬‬
‫أي ً‬
‫كيلي‪:‬هذا ما نطلق عليه‪ :‬المبادئ العامة‪.‬‬
‫الفصل ‪14‬‬

‫المجموعات الصغيرة كوحدات أساسية للتنظيم‬


‫االجتماعي‬
‫ديفيد سلون ويلسون‬
‫جامعة بينغهامتون‬

‫أو رفاهية اإلنسان للوجود على اإلطًلق ‪ ،‬يجب أن تتواجد في مجموعة متنوعة المقاييس ‪ ،‬بما في‬ ‫‪F‬‬
‫ذلك األفراد ‪ ،‬والمجموعات الصغيرة نسبيًا ‪ ،‬والمجتمعات واسعة النطاق ‪ ،‬وفي النهاية الكوكب بأسره‪ .‬في‬
‫عالم اليوم ‪ ،‬يميل االنتباه إلى التركيز على المقاييس األصغر واألكبر‪ .‬نحن نتوق إلى االزدهار كأفراد ‪ ،‬ومع‬
‫ذلك فإن الكوارث العالمية التي تلوح في األفق علينا ‪ -‬المناخية والبيئية والسياسية واالقتصادية ‪ -‬كلها واضحة‬
‫للغاية‪ .‬غالبًا ما تحجب هذه المخاوف أهمية الرفاهية على مستوى المجموعات الصغيرة ودورها في‬
‫تعزيز الرفاه على مستويات أخرى‪.‬‬
‫ضا أهمية المجموعات‬ ‫االتجاهات السائدة في الفكر الفكري خًلل نصف القرن الماضي حجبت أي ً‬
‫الصغيرة‪ .‬تدعي االختزالية أنه ال يمكن فهم الكيانات ذات المستوى األعلى إال من خًلل فصلها ودراسة‬
‫التفاعًلت بين أجزائها‪ .‬الفردية الممنهج ية في العلوم االجتماعية هي شكل من أشكال االختزالية التي‬
‫تميز الفرد البشري كوحدة أساسية وتدعي أن كل األشياء االجتماعية يمكن فهمها من حيث التفاعًلت‬
‫على المستوى الفردي‪ .‬نظرية االختيار العقًلني في االقتصاد هي شكل من أشكال الفردية الممنهجية‬
‫التي تتعامل مع معزز المنفعة الفردية (‪ )Homo Economicus‬كوحدة أساسية ‪ ،‬مع المنفعة التي‬
‫يتم تشغيلها عادة كثروة نقدية‪ .‬تكاد تكون المجموعات الصغيرة غير مرئية على خلفية هذه التقاليد الفكرية‬
‫االختزالية‪.‬‬
‫في المقابل ‪ ،‬في سياق النظرية التطورية ‪ ،‬تظهر المجموعات الصغيرة كوحدة أساسية للتنظيم‬
‫االجتماعي البشري ‪ ،‬وهي ضرورية لرفاهية اإلنسان على كل من المقاييس األصغر واألكبر‪ .‬قبل‬
‫الشروع في التفاصيل ‪ ،‬من المهم اإلسهاب لفترة أطول قليًلً في سبب إحداث هذا االختًلف في اختيار‬
‫الخلفية النظرية‪.‬‬

‫االختزال والشمولية والنظرية التطورية‬


‫الحظ نيكو تينبيرجن (‪ ، ) 1963‬الذي كان رائدًا في دراسة السلوك (علم السلوك) كفرع من علم األحياء‬
‫‪ ،‬أن هناك أربعة أسئلة يجب طرحها لجميع منتجات التطور المتعلقة بوظائفها وتاريخها وآليتها‬
‫ً‬
‫تمييزا مزدو ًجا بين‬ ‫وتطورها‪ .‬األسئلة األربعة التي يطرحها تينبرجن ‪ ،‬كما يطلق عليها غالبًا ‪ ،‬ترسم‬
‫السببية النهائية والدقيقة التي قام بها عالم األحياء التطوري إرنست ماير (‪ ، )1961‬مع "نهائي" يشمل‬
‫"وظيفة" تينبرجن وأسئلة "التاريخ" و "التقريب" "يشمل أسئلة" اآللية "و" التنمية "‪ .‬هذه الفروق‬
‫ضرورية للحصول على مجموعة األدوات المفاهيمية للنظر ية التطورية (انظر على سبيل المثال ‪DS‬‬
‫‪ ، 2013 ، Wilson & Gowdy‬لمناقشة أسئلة ‪ Tinbergen‬األربعة الموجهة نحو االقتصاد‬
‫والسياسة العامة)‪.‬‬
‫تشير "اآللية" في هذا السياق إلى األساس المادي لسمة متطورة ‪ ،‬ويتعلق "التطور" بكيفية ظهور‬
‫السمة خًلل عمر الكائن الحي‪ .‬طرح هذه األسئلة يمكن التعامل معه بشكل مفيد كمشروع اختزالي‬
‫‪ ،‬وصوال ً إلى المستوى الجزيئي‪ .‬لكن أسئلة "الوظيفة" و "التاريخ" شمولية للغاية‪ .‬الشمولية هي‬
‫الرأي القائل بأن الكل ال يمكن تفسيره بالكامل من حيث األجزاء ؛ بطريقة ما تسمح األجزاء ‪ ،‬ولكن‬
‫ال تسبب ‪ ،‬أن يكون للكل خصائصه‪ .‬هذا المفهوم ليس صوفيًا ‪ -‬إنه ضروري لفهم التكيفات التي‬
‫تتطور عن طريق االنتقاء الطبيعي (‪DS Wilson ، 1988).‬‬
‫عندما ألقي محاضرة حول هذا الموضوع ‪ ،‬أعرض شريحة من صحراء نموذجية ذات رمال بنية فاتحة‬
‫‪ ،‬تليها شريحة من صحراء غير معتادة ذات رمال بيضاء نقية‪ .‬هذه الصحاري نادرة ولكنها موجودة في‬
‫المناطق التي توجد فيها الصخور األساسية‬
‫الركيزة بيضاء ‪ ،‬مثل الطباشير أو الجبس‪ .‬ثم أطلب من الجمهور تخمين لون معظم الحيوانات التي‬
‫تعيش في الصحاري البيضاء‪ .‬دائ ًما ‪ ،‬يقترح أحدهم اإلجابة بـ "أبيض"‪.‬‬
‫إنهم على حق بالطبع ‪ ،‬لكن المثير لًلهتمام هو التفكير في سلسلة التفكير التي أدت بهم إلى‬
‫استنتاجهم‪ .‬إذا لم يكونوا من علماء الخلق ‪ ،‬فمن المحتمل أنهم كانوا يعتقدون أن مجموعات الحيوانات‬
‫في الصحراء البيضاء تختلف في ألوانها ‪ ،‬وأن الفريسة غير البيضاء يتم إزالتها من قبل الحيوانات‬
‫المفترسة (أو على العكس من ذلك ‪ ،‬يتم رصد الحيوانات المفترسة غير البيضاء وتتجنبها فريستها)‬
‫‪ ،‬وأن النسل يشبه الوالدين في تلوينهم‪ .‬مجتمعة ‪ ،‬تؤدي هذه األفكار إلى التنبؤ بأن الحيوانات في‬
‫ضا بيضاء‪.‬‬ ‫الصحراء البيضاء ستكون أي ً‬
‫الحظ أنه يمكن إجراء هذا التنبؤ دون أي معرفة بالتركيب المادي للكائنات الحية‪ .‬يمكن صنعه لجميع‬
‫المجموعات التصنيفية ‪ ،‬مثل الحشرات والقواقع والعناكب والزواحف والبرمائيات والطيور والثدييات ‪،‬‬
‫على الرغم من اختًلف هذه المجموعات في جيناتها وخارجها الجسدي‪ .‬االفتراض الوحيد المطلوب هو أن‬
‫عا وراثيًا ‪ ،‬والذي يحول الكائنات الحية إلى نوع من الطين المرن الذي‬
‫التركيب الفيزيائي للكائنات ينتج تنو ً‬
‫يتم تشكيله إلى أشكال مختلفة عن طريق البقاء والتكاثر التفاضلي‪ .‬مثلما يسمح الصلصال بالنحات ولكنه ال‬
‫يسبب تأثير التشكيل ‪ ،‬فإن التركيب المادي للكائن الحي يسمح ولكنه ال يسبب تأثير تشكيل البيئة‪ .‬دونالد‬
‫كامبل (‪ ، ) 1990‬الذي كان رائدًا في التفكير التطوري الحديث في العلوم االجتماعية وكان شديد النقد‬
‫للفردانية الممنهجية ‪،‬‬

‫وحدات االختيار كوحدات مميزة للتحليل‬


‫تتميز االختزالية بأدنى وحدات التحليل ‪ ،‬من حيث المبدأ وصوالً إلى‪-‬الجزيئات والذرات والجسيمات دون‬

‫الذرية‪ .‬تميز الفردية الممنهج ية في العلوم االجتماعية األفراد كوحدة تحليل ‪ ،‬ولكن ليس لديها سبب نظري قوي‬
‫للقيام بذلك‪ .‬لهذا السبب يطلق عليه اسم "ممنهجي"‪ .‬تقدم النظرية التطورية أسبابًا نظرية قوية‬
‫لتمييز وحدات التحليل ‪ ،‬ولكن الوحدة المميزة تكون في بعض األحيان فردًا فقط‪.‬‬
‫الطريقة التي أعبر بها عن هذه النقطة في المحاضرة هي عرض شريحة نحلة منعزلة‪ .‬ليست كل أنواع‬
‫النحل اجتماعية ؛ في آالف األنواع ‪ ،‬تقوم أنثى عزباء بعمل تربية حاضنتها دون أي مساعدة‪ .‬يمكن دراسة‬
‫الوحدات الفرعية للنحلة االنفرادية ‪ ،‬مثل أعضائها وخًلياها وجيناتها وجزيئاتها‪ .‬وبالمثل ‪ ،‬يمكننا دراسة‬
‫النحل االنفرادي على مستويات المجموعات واألنواع واألنظمة البيئية المتعددة األنواع التي تحتوي عليها‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬هناك شيء مميز حول النحل الفردي كوحدة تحليل ‪ ،‬ألنه الوحدة األساسية التي عمل عليها‬
‫االنت قاء الطبيعي‪ .‬كل شيء تحت مستوى الفرد منظم لمساعدة الفرد على البقاء والتكاثر كوحدة واحدة‪.‬‬
‫ويجب أن تكون هذه التعديًلت معروفة لفهم كيفية تفاعل النحل الفردي في المجموعات السكانية والنظم‬
‫البيئية‪ .‬هكذا‪،‬‬
‫يسهل فهم هذا القدر من قبل معظم أفراد الجمهور ‪ ،‬تما ًما كما يتنبأون بسهولة أن معظم الحيوانات التي تعيش‬
‫في الصحاري البيضاء يجب أن تكون بيضاء‪ .‬بعد ذلك ‪ ،‬أريهم شريحة من مستعمرة نحل العسل ‪ ،‬حيث يعمل‬
‫النحل الفردي معًا كوحدة تعاونية ‪ ،‬بما في ذلك التقسيم التناسلي للعمل المشابه للغدد التناسلية والخًليا الجسدية‬
‫لكائن حي متع دد الخًليا‪ .‬في هذه الحالة ‪ ،‬فإن وحدة التحليل المميزة هي المستعمرة وليس النحل الفردي ‪ ،‬ألن‬
‫معظم سمات نحل العسل تتطور بحكم بقاء المستعمرات وتكاثرها بشكل أفضل من الطوائف األخرى ‪ ،‬وليس‬
‫النحل الذي يعيش ويتكاثر بشكل أفضل من النحل اآلخر داخل الطوائف ‪ -‬على الرغم من أن هذا يحدث إلى حد‬
‫ما ‪ ،‬تما ًما كما تحدث السرطانات في الكائنات متعددة الخًليا‪ .‬بالتعميم ‪ ،‬يمكننا القول أن وحدة التحليل المميزة‬
‫تعتمد على مستوى االختيار السائد‪:‬‬
‫ضا مراعاة الوحدات والمستويات األخرى‪.‬‬ ‫حتى عندما تكون وحدة تحليل معينة تستحق التركيز ‪ ،‬فمن المهم أي ً‬
‫على سبيل المثال ‪ ،‬في بعض السياقات ‪ ،‬يمكن اعتبار النظم البيئية متعددة األنواع وحدات اختيار وبالتالي‬
‫ً‬
‫متميزا من التحليل‪ .‬في الواقع ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬كل متعدد الخًليا‬ ‫تفترض مستوى‬
‫يعمل الكائن الحي ككوكب لنظام بيئي من الميكروبات يتكون من عدة آالف من األنواع والعديد من‬
‫تريليونات الخًليا ‪ ،‬مما ينافس بل ويتجاوز عدد خًليا المضيف نفسه‪ .‬تختلف الميكروبيوم بين األفراد‬
‫‪ ،‬وتؤثر على السمات المظهرية ‪ ،‬وتعيش وتتكاثر مع مضيفيها‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإن ما يُنظر إليه عادة ً‬
‫على أنه اختيار على مستوى الفرد كان بمعنى آخر مثاالً على االختيار على مستوى النظام البيئي‬
‫طوال الوقت!‬

‫المجموعات البشرية كوحدات اختيار‬


‫معظم أفراد الجمهور قادرون على متابعتي حتى اآلن ‪ ،‬على الرغم من أن التفكير في أنفسهم ككواكب‬
‫تسكنها ميكروبيوم قد يستغرق القليل من التعود عليها‪ .‬بالتأكيد ‪ ،‬كل ما قلته حتى اآلن سيُعتبر سائدًا من قبل‬
‫معظم علماء األحياء التطورية‪ .‬ما سيأتي بعد ذلك يتحدى خيال الجميع تقريبًا ‪ -‬أن المجموعات الصغيرة‬
‫كانت وحدات انتقاء فعالة أثناء التطور الجيني البشري وأن المجموعات األكبر كانت وحدات انتقاء فعالة‬
‫خًلل التطور الثقافي البشري على مدى ‪ 10000‬سن ة الماضية‪ .‬هذا يعني أنه ألغراض عديدة ‪ ،‬يجب أن‬
‫تكون المجموعات هي الوحدة المميزة للتحليل في جنسنا البشري‪ .‬من الخطأ التركيز بشكل أساسي على‬
‫البشر كأفراد كما هو الحال بالنسبة لعالم األحياء في نحل العسل للتركيز بشكل أساسي على النحل الفردي‪.‬‬
‫عدد العلماء الذين طوروا هذه األطروحة بالعشرات أو حتى المئات ‪ ،‬وهو ما يكفي إلحراز تقدم كبير ‪،‬‬
‫صغيرا من المجتمع العلمي في جميع أنحاء العالم ‪ ،‬ناهيك عن عامة الناس‪ .‬من بينهم‬ ‫ً‬ ‫لكنهم ال يزالون جز ًءا‬
‫جون ماينارد سميث وإورز ساثمياري (‪ ، )1999 ، 1995‬كريستوفر بوم (‪، )2011 ، 1999 ، 1993‬‬
‫تيرينس ديكون (‪ ، )1998‬إيفا جابلونكا وماريون المب (‪ ، )2006‬بيتر ريتشرسون وروبرت بويد (‪)2005‬‬
‫‪ ،‬إي أو ويلسون (‪ ، )2012‬بيتر تورتشين (‪ ، )2015‬جوزيف هنريش (‪ ، )2015‬مايكل توماسيلو (‪)2009‬‬
‫وأنا (دي إس ويلسون ‪ .)2015 ،‬ها هي القصة الناشئة بإيجاز‪.‬‬
‫في معظم أن واع الرئيسيات ‪ ،‬يعمل االختيار بين المجموعات إلى حد ما ولكنه يعارضه بشكل كبير‬
‫األشكال التخريبية لًلختيار داخل المجموعة ‪ ،‬ويفضل السمات التي يمكن اعتبارها أنانية واستبدادية من‬
‫الناحية اإلنسانية‪ .‬حتى التعاون غالبًا ما يتخذ شكل ائتًلفات تتنافس بشكل مدمر ضد تحالفات أخرى‬
‫داخل نفس المجموعة‪.‬‬
‫وجد أسًلفنا طر ًقا لقمع األشكال التخريبية للمنافسة داخل المجموعات ‪ ،‬بحيث أصبحت المجموعة الوحدة‬
‫األساسية لًلختيار‪ .‬كان من الضروري ضبط األمن المتبادل بين أعضاء المجموعة ‪ ،‬حيث كان إغراء االستفادة‬
‫من الذات على حساب اآلخرين موجودًا دائ ًما‪ .‬يسمي كريستوفر بوم هذه الهيمنة العكسية ‪ -‬المجموعة التي‬
‫تهيمن على الفرد المحتمل ‪ ،‬وليس العكس‪ .‬وفقًا لـ ‪" ، ) 1993( Boehm‬تترك لنا البيانات بعض الغموض ‪،‬‬
‫لكنني أعتقد أنه منذ ‪ 40.000‬سنة مضت ‪ ،‬مع ظهور البشر المعاصرين تشريحيا ً الذين استمروا في العيش‬
‫في مجموعات صغيرة ولم يقموا بتدجين النباتات والحيوانات بعد ‪ ،‬من المحتمل جدًا أن جميع المجتمعات‬
‫البشرية مارست سلو ًكا قائ ًما على المساواة وأنهم فعلوا ذلك في معظم األوقات بنجاح كبير "(ص‪.)236 .‬‬
‫هذا وقت كافٍ ألن تصبح المساواة المحروسة على نطاق المجموعات الصغيرة متأصلة بعمق في علم‬
‫النفس االجتماعي الفطري لدينا‪ .‬أصبح العمل الجماعي ‪ -‬النجاح كمجموعة وليس على حساب اآلخرين‬
‫ً‬
‫أشكاال جسدية مألوفة مثل‬ ‫داخل مجموعة واحدة ‪ -‬هو التكيف المميز لجنسنا البشري‪ .‬يأخذ العمل الجماعي‬
‫الصيد والتجمع ورعاية األطفال والدفاع ضد الحيوانات المفترسة والهجوم والدفاع ضد الجماعات البشرية‬
‫ً‬
‫أشكاال ذهنية ‪ ،‬مثل القدرة المتزايدة بشكل كبير على التفكير الرمزي‬ ‫ضا‬
‫األخرى‪ .‬يأخذ العمل الجماعي أي ً‬
‫والقدرة على نقل كميات كبيرة من المعلومات المكتسبة عبر األجيال‪ .‬بهذه الطريقة ‪ ،‬يمكن فهم كل ما يميز‬
‫جنسنا تقريبًا على أنه تابع لحدث واحد ‪ -‬تحول في التوازن بين مستويات االختيار مع أن يصبح االختيار‬
‫بين المجموعة هو القوة المهيمنة‪.‬‬
‫أصبحت قدرتنا المعززة بشكل كبير على نقل المعلومات المستفادة عبر األجيال عملية تطورية سريعة في‬
‫حد ذاتها ‪ ،‬مما يسمح للمجموعات البشرية بالتكيف مع بيئاتهم بسرعة أكبر بكثير من التطور الجيني وحده‪ .‬هذا‬
‫مكن أسًلفنا من االنتشار في جميع أنحاء العالم ‪ ،‬واحتًلل جميع المناطق المناخية والعشرات من المنافذ البيئية‬
‫‪ ،‬وتناول الطعام‬
‫كل شيء من البذور إلى الحيتان (‪ .)2004 ، Pagel & Mace‬ثم أدى ظهور الزراعة إلى خلق حلقة تغذية‬
‫مرتدة إيجابية بين حجم المجموعة وإنتاج الغذاء ‪ ،‬مما أدى إلى مجتمعات ضخمة اليوم (‪Turchin ، 2015).‬‬
‫المجموعات البشرية الكبيرة أكثر صعوبة في التنظيم من المجموعات الصغيرة لسببين‪ .‬أوالً ‪ ،‬اآلليات‬
‫النفسية التي تطورت على نطاق المجموعات الصغيرة ال تعمل بالضرورة على نطاق المجموعات‬
‫الكبيرة‪ .‬ثانيًا ‪ ،‬المجموعات الكبيرة في جوهرها أكثر صعوبة في التنظيم من المجموعات الصغيرة‪.‬‬
‫أدى ذلك إلى مرحلة استبدادية في تاريخ البشرية ‪ ،‬حيث تم هيكلة المجتمعات لصالح مجموعة صغيرة‬
‫من النخب ‪ ،‬ومن المفارقات أنها تشبه مجتمعات الرئيس يات أكثر من المجتمعات البشرية الصغيرة‪.‬‬
‫التطور الثقافي هو عملية متعددة المستويات ال تقل عن التطور الجيني ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن االختيار بين‬
‫المجموعات ‪ ،‬الذي تغذيه الحرب إلى حد كبير ولكن ليس بالكامل ‪ ،‬أدى إلى مجتمعات عمًلقة تعاونية‬
‫ضا في الوقت الحاضر ‪ ،‬والمجتمعات‬ ‫مثيرة لإلعجاب اليوم‪ .‬بالطبع المجتمعات االستبدادية موجودة أي ً‬
‫التعاونية في خطر دائم من التحول إلى االستبداد وغيره من أشكال النخبوية (على سبيل المثال ‪ ،‬االستبداد‬
‫االقتصادي الناجم عن التفاوت الشديد في الثروة)‪ .‬تعكس األحداث االجتماعية والسياسية التي تدور‬
‫حولنا التطور الثقافي الذي يعمل على مستويات مختلفة بدرجات مختلفة من الشدة‪ .‬لم يكن التطور الثقافي‬
‫للمجتمع البشري واسع النطاق منحنى تصاعدي سلس‪ .‬لقد كان أشبه بمنحنى سن المنشار مع العديد من‬
‫االنعكاسات على طول الطريق‪.‬‬
‫لم تبدأ هذه الرؤى حول التطور الجيني والثقافي البش ري في التطور حتى أواخر القرن العشرين ‪،‬‬
‫وبالتالي فهي جديدة على معظم التخصصات المتعلقة باإلنسان ‪ ،‬األساسية والتطبيقية‪ .‬سأناقش بإيجاز‬
‫اآلثار المترتبة على الدراسة األكاديمية األساسية للبشر قبل االنتقال إلى اآلثار المترتبة على علم السلوك‬
‫السياقي‪.‬‬

‫اآلثار المترتبة على الدراسة األكاديمية األساسية لإلنسان‬


‫على الرغم من أن النزعة االختزالية والفردية الممنهج ية قد هيمنت على الفكر الفكري خًلل نصف القرن‬
‫الماضي ‪ ،‬إال أن التقاليد الفكرية األخرى في العلوم االجتماعية واإلنسانية اإلنسانية أكثر ودية‪.‬‬
‫لمفهوم المجتمع البشري ككائن حي في حد ذاته‪ .‬توفر نظرية االختيار متعدد المستويات الحديثة‬
‫سا جديدًا إلحياء هذه التقاليد وتحديثها‪.‬‬‫(‪ )MLS‬أسا ً‬
‫نظِّر االجتماعي الفرنسي ألكسيس دي توكفيل ‪ ،‬الذي كتب عن أمريكا خًلل‬ ‫ضا ال ُم ِ‬
‫الحظ أي ً‬
‫ثًلثينيات القرن التاسع عشر ‪ ،‬أن المجموعات الصغيرة هي وحدة أساسية للتنظيم االجتماعي البشري‬
‫في هذا المقطع‪" :‬القرية أو البلدة هي الرابطة الوحيدة الطبيعية تما ًما لدرجة أن ‪ ،‬أينما تم جمع عدد‬
‫من الرجال ‪ ،‬يبدو أنها تشكل نفسها "(‪ ، 1990/1835‬ص ‪.)60‬‬
‫دانييل فيجنر ‪ ،‬عالم النفس المعاصر الذي أجرى سلسلة رائعة من التجارب على الذاكرة كعملية على مستوى‬
‫المجموعة ‪ ،‬قال هذا عن اآلباء المؤسسين لعلم النفس (‪ ، 1986 ، Wegner‬ص ‪:)185‬‬
‫وجد المعلقون االجتماعيون ذات مرة أنه من المفيد جدًا تحليل سلوك المجموعات بنفس الوسيلة‬
‫المستخدمة في تحليل سلوك األفراد‪ .‬كان من المفترض أن تكون المجموعة ‪ ،‬مثل الشخص ‪ ،‬واعية‬
‫‪ ،‬وأن يكون لديها شكل من أشكال النشاط العقلي الذي يوجه العمل‪ .‬كان روسو وهيجل المهندسين‬
‫المعماريين األوائل لهذا الشكل من التحليل ‪ ،‬وقد أصبح مستخد ًما على نطاق واسع في القرن التاسع‬
‫ِّ‬
‫منظر اجتماعي تقريبًا نعترف به اآلن كمساهم في علم‬ ‫عشر وأوائل القرن العشرين حتى أن كل‬
‫النفس االجتماعي الحديث يحمل وجهة نظر مماثلة‪.‬‬
‫ضا بالنسبة لنظام علم النفس االجتماعي خًلل النصف األول من القرن العشرين‬
‫كان هذا صحي ًحا أي ً‬
‫‪ ،‬قبل أن يطغى عليه الفردية الممنهجية‪ .‬العديد من الدراسات الكًلسيكية ‪ ،‬مثل تجربة ‪Robber's‬‬
‫‪( Cave‬شريف ‪ ،‬هارفي ‪ ،‬وايت ‪ ،‬هود ‪ ،‬وشريف ‪ )1954 ،‬والتجارب الجماعية البسيطة (‪Tajfel‬‬
‫‪ ، )1981 ،‬تبدو منطقية تما ًما من منظور تطوري حديث متعدد المستويات‪.‬‬
‫كان إميل دوركهايم (‪ )1995/1912 ، Durkheim & Fields‬من أوائل المنظرين االجتماعيين ‪ ،‬الذي‬
‫اشتهر بتعر يف الدين بأنه "نظام موحد للمعتقدات والممارسات المتعلقة باألشياء المقدسة ‪ ...‬الذي يتحد في‬
‫مجتمع أخًلقي واحد يسمى الكنيسة ‪ ،‬كل أولئك الذين تلتزم بها "(ص ‪ .)44‬يصف المؤمنون الدينيون أنفسهم‬
‫مجتمعاتهم على أنها جسد واحد أو خلية نحل ‪ ،‬كما في هذا المقطع من القرن السابع عشر‬
‫‪" :) 1978/1650 ، (Ehrenpreis & Felbinger‬الحب الحقيقي يعني النمو للكائن الحي بأكمله ‪،‬‬
‫الذي يترابط أفراده ويخدمون بعضهم البعض‪ .‬هذا هو الشكل الخارجي لعمل الروح الداخلي ‪ ،‬كائن‬
‫الجسد الذي يحكمه المسيح‪ .‬نرى نفس الشيء يعمل بين النحل ‪ ،‬الذين يعملون جميعًا بحماس متسا ٍو في‬
‫جمع العسل ”(ص ‪ .)11‬بدأ دوركهايم تقليد الوظيفة ‪ ،‬والذي تم تقبله على نطاق واسع بين علماء‬
‫األنثروبولوجيا وعلماء االجتماع خًلل النصف األول من القرن العشرين قبل أن تطغى عليه الفردية‬
‫الممنهج ية‪ .‬كان للوظيفة مشاكلها الخاصة ‪ ،‬بما في ذلك كونها بديهية في افتراضاتها حول المجموعات‬
‫كوحدات وظيفية ‪ ،‬لكن نظرية ‪ MLS‬ليست بديهية في هذه النقطة ويمكن أن تضع التقليد الوظيفي على‬
‫أساس علمي معاصر‪.‬‬
‫ال يمكن لعلماء السياسة تجنب الحديث عن الكيانات فوق الفردية مثل المؤسسات والدول ألنها جزء من‬
‫موضوع تخصصهم‪ .‬تقتصر معظم األ طر النظرية التي يستخدمها علماء السياسة إلى حد كبير على‬
‫تخصصاتهم والتخصصات المجاورة مثل االقتصاد وعلم االجتماع‪ .‬تضع نظرية ‪ MLS‬دراسة المؤسسات‬
‫طا بتنوع أكبر في التخصصات األخرى‪ .‬سأقدم مثا ً‬
‫ال‬ ‫البشرية على أساس أوسع بكثير يمكن أن يكون مرتب ً‬
‫في القسم التالي الذي ي تضمن عمل إلينور أوستروم ‪ ،‬عالمة سياسية من خًلل تدريبها وحصلت على جائزة‬
‫نوبل في االقتصاد في عام ‪.2009‬‬
‫حتى التخصصات االختزالية للغاية مثل علم األعصاب يمكن أن تستفيد من منظور تطوري متعدد‬
‫المستويات‪ .‬وفقًا لـ ‪ ، )2015( Coan and Sbarra‬فإن الدماغ البشري مصمم لـ "توقع" وجود‬
‫اآلخرين الداعمين‪ .‬تؤدي االنحرافات عن هذا الشرط االفتراضي إلى ظهور أنواع مختلفة من تفاعًلت‬
‫اإلجهاد‪ .‬هذه هي الحالة االفتراضية للدماغ ألنها كانت البيئة االجتماعية االفتراضية للغالبية العظمى من‬
‫أسًلفنا لمعظم تاريخنا التطوري‪ .‬ال يمكنك فهم بنية الدم اغ دون فهم ما تطورت لتقوم به في مجموعة‬
‫معينة من بيئات األجداد‪.‬‬
‫أنتجت التقاليد الفكرية لًلختزال والفردية الممنهج ية العديد من التطورات في دراسة اآلليات القريبة ‪ ،‬لكن‬
‫هذه المعرفة غير مكتملة بالضرورة‪ .‬في المستقبل ‪ ،‬نحن‬
‫يمكن أن يتطلع إلى منهج أكثر شمولية واختزاليًا على حد سواء من خًلل إيًلء اهتمام متسا ٍو لجميع‬
‫أسئلة ‪ Tinbergen‬األربعة ‪ ،‬أو كل من السببية القريبة والنهائية ‪ ،‬كما يقول ماير‪ .‬في هذا المنهج‬
‫األكثر تقريبًا ‪ ،‬سيتم االعتراف بالمجموعة الصغيرة على النحو الواجب كوحدة أساسية للتنظيم‬
‫االجتماعي البشري‪.‬‬

‫مبادئ تصميم أوستروم والعلوم السلوكية السياقية‬


‫على عكس معظم األبحاث العلمية األساسية ‪ ،‬فإن علم السلوك السياقي ( ‪ Zettle ، Hayes‬؛ ‪CBS‬‬
‫‪ ) 2016 ، ، Barnes-Holmes ، & Biglan‬موجه نحو العمل‪ .‬يتوقع أن يتنبأ بالسلوك ويؤثر‬
‫عليه منذ البداية ‪ ،‬بدالً من التعامل مع البحوث األساسية والتطبيقية كمؤسسات منفصلة‪ .‬من بين أشياء‬
‫أخرى ‪ ،‬يعني هذا التركيز أن ‪ CBS‬بحاجة إلى التركيز على المتغيرات السياقية القابلة للتًلعب التي‬
‫تحدد اإلجراء ‪ ،‬وقليل من هذه العوامل أكثر أهمية من دور المجموعات الصغيرة في السلوك البشري‪.‬‬
‫إن مفهوم المجموع ات الصغيرة كوحدات أساسية في التنظيم االجتماعي البشري له آثار غنية على‬
‫ضا لألفراد‬
‫المكتب المركزي لإلحصاء ‪ ،‬ليس فقط على مستوى المجموعات الصغيرة ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫والمجتمعات واسعة النطاق‪.‬‬
‫كانت إلينور أوستروم شخصية رئيسية في إثبات أهمية المجموعات الصغيرة في الحياة الحديثة‪ .‬خبيرة‬
‫سياسية من خًلل التدريب ‪ ،‬تخصصت في دراسة المجموعات التي تحاول إدارة الموارد المشتركة مثل الغابات‬
‫والحقول ومصايد األسماك وأنظمة الري‪ .‬هذه المجموعات معرضة لمأساة اإلفراط في االستخدام ‪ ،‬التي أطلق‬
‫عليها عالم البيئة جاريت هاردين (‪" )1968‬مأساة العموم" ‪ ،‬ألن كل عضو في مجموعة موارد مشتركة لديه‬
‫إغراء الستخدام أكثر من حصته العادلة‪ .‬اعتبرت الحكمة التقليدية أن الحلول الوحيدة لمأساة المشاعات هي‬
‫خصخصة المورد (إن أمكن) أو تنظيمه بطريقة من أعلى إلى أسفل‪ .‬أظهرت ‪ Ostrom‬من خًلل إنشاء قاعدة‬
‫بيانات عالمية أن المجموعات قادرة على إدارة مجموعات موارد مشتركة بمفردها ‪ ،‬ولكن فقط إذا كانت تمتلك‬
‫ثمانية مبادئ تصميم أساسية (‪ ، )CDPs‬والتي تظهر في الجدول ‪ ، 1‬في نهاية هذا الفصل‪ .‬كان هذا كذلك‬
‫على عكس الحكمة االقتصادية األرثوذكسية بأن أوستروم حصلت على جائزة نوبل في االقتصاد في‬
‫عام ‪ 2009‬إلنجازها‪.‬‬
‫قامت أوستروم في األصل بتأطير بحثها في العلوم السياسية ‪ ،‬لكنها أدرجت التفكير التطوري طوال‬
‫حياتها المهنية‪ .‬كان أهم كتاب لها بعنوان إدارة المشاع‪ :‬تطور مؤسسات العمل الجماعي (أوستروم ‪1990 ،‬‬
‫ضا أوستروم ‪ .)2010 ،‬لقد تشرفت بالعمل مع لين (كما كانت تفضل أن تُسمى) وشريكها بعد‬ ‫؛ انظر أي ً‬
‫الدكتوراه مايكل كوكس لمدة ثًلث سنوات قبل وفاتها في عام ‪ ، 2012‬مما أدى إلى مقالة بعنوان "تعميم‬
‫مبادئ التصميم األساسية لفعالية المجموعات" (‪ DS‬ويلسون ‪ ،‬أوستروم ‪ ،‬وكوكس ‪.)2013 ،‬‬
‫حتى لو كان فصل الكتاب هذا هو مقدمتك األولى لنظرية ‪ ، MLS‬يجب أن يكون تطابق نظرية‬
‫‪ MLS‬مع ‪ CDPs‬الخاص بـ ‪ Ostrom‬واض ًحا‪ .‬أوالً وقبل كل شيء ‪ ،‬في المجموعة التي تنفذ‬
‫‪ 1CDP‬بقوة ‪ ،‬سوف يتعرف األعضاء على أنفسهم كمجموعة وسيكون لديهم فهم واضح للغرض‬
‫منها‪ .‬يمنع ‪ 2CDP‬التوزيع غير العادل للتكاليف والفوائد ‪ ،‬أو االختيار المضطرب داخل المجموعة‬
‫بلغة نظرية ‪ .MLS‬كما يثبط ‪ 6-3CDP‬االختيار التخريبي داخل المجموعة في سياقات مثل صنع‬
‫القرار وحل النزاعات‪ .‬تتعلق ‪ 8-7CDP‬بالعًلقات بين المجموعات في المجتمعات متعددة‬
‫المجموعات ‪ ،‬والتي تحتاج إلى عكس نفس المبادئ مثل العًلقات بين األفراد داخل المجموعات ‪،‬‬
‫وهي نقطة سأعود إليها أدناه‪.‬‬
‫ببساطة شديدة ‪ ،‬في المجموعة التي تنفذ بقوة ‪ ، CDPs‬من الصعب على أعضاء المجموعة أن يستفيدوا‬
‫من أنفسهم على حساب األعضاء اآلخرين ‪ ،‬مما يجعل العمل الجماعي هو الطريق الوحيد المتبقي للنجاح‪.‬‬
‫تعزز ‪ CDPs‬بيئة اجتماعية في مجموعة حديثة مماثلة للبيئة االجتماعية التي كانت موجودة طوال تطورنا‬
‫الجيني ‪ ،‬مما جعلنا مثل هذه األنواع التعاونية في المقام األول‪.‬‬
‫يسمح االرتباط بين ‪ CDPs‬ونظرية ‪ MLS‬بتعميم عمل ‪ Ostrom‬من ناحيتين‪ .‬أوالً ‪ CDPs ،‬عامة من‬
‫الناحية النظرية‪ .‬إنها تنبع من الديناميكيات التطورية للتعاون في جميع األنواع وتاريخنا التطوري كنوع متعاون‬
‫للغاية‪ .‬ثانيًا ‪ ،‬لنفس السبب ‪ ،‬يجب أن تنطبق على جميع المجموعات البشرية الصغيرة ‪ ،‬وليس فقط مجموعات‬
‫الموارد المشتركة‪ .‬التعاون بحد ذاته أمر شائع‪-‬‬
‫مورد التجمع ‪ ،‬عرضة لنفس مأساة االستغًلل من داخل ذلك هاردن الذي لفت االنتباه فيما يتعلق‬
‫باستغًلل الموارد الطبيعية المشتركة‪.‬‬
‫من منظور ‪ CBS‬الذي يركز على التأثير في العمل ‪ ،‬يعد تعميم ‪ CDPs‬مفيدًا بشكل كبير من خًلل‬
‫توفير مخطط عملي لتصميم المجموعات البشرية الصغيرة وتجميعها في مجتمعات أكبر متعددة المجموعات‬
‫(تسمى "اإلدارة متعددة المراكز" ؛ ‪ Ostrom‬؛ ‪ .) 2010 ، McGinnis ، 1999‬ومع ذلك ‪ ،‬فمن‬
‫األهمية بمكان التمييز بين مبدأ التصميم الوظيفي وتنفيذه‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬تحتاج جميع المجموعات إلى‬
‫مراقبة السلوكيات المتفق عليها (‪ ، )4CDP‬ولكن كيفية القيام بذلك يمكن أن تكون شديدة التغير ويمكن أن‬
‫تعتمد على الظروف المحلية‪ .‬هذا يعني أنه ال يمكن تنفيذ ‪ CDPs‬بطريقة قاطعة ملفات تعريف االرتباط‪.‬‬
‫يجب على أعضاء المجموعة العبث بترتيباتهم حتى يحصلوا على ‪ CDPs‬المناسبة ألنفسهم‪.‬‬
‫ضا‬
‫باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬فإن ‪ CDPs‬ضرورية فقط وليست كافية لكي تعمل المجموعة بشكل جيد‪ .‬هناك أي ً‬
‫مبادئ تصميم مساعدة (‪ ) ADPs‬تحتاجها بعض المجموعات دون غيرها لتحقيق أهدافها الخاصة‪ .‬على سبيل‬
‫المثال ‪ ،‬تعاني بعض المجموعات من معدل دوران أعلى بكثير في أعضائها مقارنة بالمجموعات األخرى (على‬
‫سبيل المثال ‪ ،‬األخوة الجامعية)‪ .‬يجب تصميم هذه المجموعات مع أخذ معدل دوران الموظفين في االعتبار إذا‬
‫كانت ستستمر‪ .‬بالنسبة ألي مجموعة معينة ‪ ،‬فإن ‪ ADPs‬ال تقل أهمية عن ‪ .CDPs‬بين تحديات تحديد‬
‫‪ ADPs‬وتحديات العثور على أفضل تنفيذ لجميع ‪ ، CDPs‬فإن إنشاء بيئة اجتماعية مثالية لمجموعة معينة‬
‫أمرا سهًلً ‪ -‬ولكنه ممكن ‪ ،‬وامتًلك المخطط الوظيفي الصحيح أفضل من امتًلك مخطط خاطئ‬‫ليس بالضرورة ً‬
‫أو ال يوجد مخطط على اإلطًلق‪.‬‬

‫‪ :Prosocial‬قصة نجاح إعادة التوحيد‬


‫على الرغم من شهرة أوستروم كحائزة على جائزة نوبل ‪ ،‬إال أن إرثها ال يزال يقتصر إلى حد كبير على دراسة‬
‫مجموعات الموارد المشتركة ‪ ،‬وكانت هناك جهود قليلة لتطوير أساليب التغيير العملي على أساس ‪ .CDPs‬أ‬
‫االستثناء الملحوظ هو ‪ ، Prosocial‬وهو مشروع يرأسه المؤلف مع العديد من أعضاء مجتمع ‪، CBS‬‬
‫بما في ذلك ستيفن سي هايز ‪ ،‬المحرر المشارك لهذا المجلد ‪ ،‬وبول أتكينز ‪ ،‬الذي كتب الفصل اآلخر عن‬
‫مثاال على إعادة التوحيد بين ‪CBS‬‬ ‫المجموعات الصغيرة في زوج الفصل هذا‪ .‬لذلك يمثل ‪ً Prosocial‬‬
‫والعلوم التطورية التي يسعى هذا المجلد إلى تعزيزها لمجموعة متنوعة من المجاالت المواضيعية‪.‬‬
‫استوحيت ‪ Prosocial‬جزئيًا من قاعدة البيانات التجريبية التي جمعتها ‪ Ostrom‬لمجموعات الموارد‬
‫المشتركة ‪ ،‬مما أدى بها إلى اشتقاق ‪ CDPs‬في المقام األول‪ .‬تم تجميع قاعدة البيانات في الغالب من الكتب‬
‫والمقاالت المكتوبة عن المجموعات ‪ ،‬وليس مباشرة من المجموعات ‪ ،‬وكانت العديد من الحسابات وصفية‬
‫‪ ،‬وتتطلب إجراءات تشفير إلجراء التحليًلت الكمية‪ .‬كانت قاعدة البيانات ف ِّجة لكنها كافية ألستروم لتحقيق‬
‫رؤاها‪ .‬في حالتنا ‪ ،‬نحن نعمل مباشرة مع المجموعات ونحن في وضع أفضل بكثير اللتقاط البيانات الكمية‪.‬‬
‫وبالتالي ‪ ،‬ستكون ‪ Prosocial‬قاعدة بيانات علمية باإلضافة إلى طريقة تغيير عملية ‪ ،‬والتي تتماشى إلى‬
‫حد كبير مع روح ‪CBS.‬‬
‫نتوقع أن ‪ CDPs‬مطلوبة فعليًا من قبل جميع المجموعات التي يجب أن يعمل أعضاؤها معًا‬
‫لتحقيق أهداف مشتركة‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬نتوقع أنه في أي قطاع معين (على سبيل المثال ‪ ،‬األعمال‬
‫التجارية ‪ ،‬والمدارس ‪ ،‬والكنائس ‪ ،‬والمنظمات غير الربحية ‪ ،‬واألحياء) ستختلف المجموعات في‬
‫مدى جودة تنفيذ ‪ ، CDPs‬وسيرتبط هذا االختًلف بقدرة المجموعات على تحقيق أهدافها المحددة‬
‫‪ .‬هذا ما الحظه ‪ Ostrom‬لمجموعات الموارد المشتركة ‪ ،‬ويجب أال تختلف األنواع األخرى من‬
‫المجموعات‪.‬‬
‫أحد اختبارات هذه التوقعات هو إجراء مسح للمجتمعات المقصودة ‪ ،‬وهي مجتمعات سكنية مصممة بدرجة‬
‫عالية من التماسك االجتماعي والعمل الجماعي في االعتبار ( & ‪Grinde، Nes، MacDonald،‬‬
‫‪ .) 2017 ،Wilson‬كانت المجتمعات المتعمدة موجودة عبر التاريخ (انظر ‪ ، 2000 ، Sosis‬لمراجعة‬
‫مجتمعات القرن التاسع عشر) ويوجد اآلالف في الوقت الحاضر ‪ ،‬مرتبطة بشبكات من اتحادات مثل اتحاد‬
‫المجتمعات المقصودة (‪ .)FIC‬لقد تعاونا مع ‪ FIC‬إلجراء مسح ألكثر من ‪ 100‬مجتمع مقصود قام بقياس تنفيذ‬
‫‪ CDPs‬ومقاييس األداء المختلفة مثل ‪Life Satisfaction.‬‬
‫على الرغم من حقيقة أن جميع المجتمعات المقصودة ملتزمة بالعمل الجماعي ‪ ،‬إال أنها ال تزال‬
‫متنوعة في تنفيذها لـ ‪ ، CDPs‬والتي ترتبط بدورها بالرضا عن الحياة ‪ ،‬كما هو موضح في الشكل‬
‫‪ .1‬يمثل الخطان مجموعات عالية ومنخفضة في اندماج الهوية ‪ ،‬والذي يمثل الدرجة التي اندمجت‬
‫بها الهوية الشخصية لألفراد مع هوية مجموعتهم‪ .‬يمكن اعتبار اندماج الهوية بمثابة تنفيذ قوي بشكل‬
‫استثنائي لـ ‪ ، 1CDP‬وله عًلقة قوية جدًا بالرضا عن الحياة‪.‬‬

‫الشكل ‪ .1‬الرضا عن الحياة (المحور الصادي) كدالة لتنفيذ مبادئ التصميم األساسية (المحور‬
‫السيني) في مسح المجتمعات المقصودة‪ .‬يمثل الخطان مجتمعات تسجل درجات عالية ومنخفضة في‬
‫الدرجة التي تندمج بها هوية الفرد مع هوية مجموعته‪( .‬من ‪ Grinde‬وآخرون ‪).2017 ،‬‬
‫بالنسبة للمجموعات التي تحتاج إلى تحسين ‪ ،‬فإن تبني خطط التنمية المجتمعية يتطلب التغيير‪ .‬قد يكون‬
‫التغيير صعبًا على األفراد ويمكن أن يكون أكثر من ذلك‬
‫صعب على المجموعات‪ .‬ومن ثم ‪ ،‬عندما يبدأ الميسرون االجتماعيون العمل مع المجموعات ‪ ،‬فإنهم‬
‫ال يبدأون مع ‪ CDPs‬ولكن بتمرين من تدريب التقبل وااللتزام ( ‪ Hayes ، Strosahl‬؛ ‪ACT‬‬
‫‪ )2012 ، ، & Wilson‬المصمم لزيادة المرونة النفسية واختيار اإلجراءات التي تحرك مجموعة‬
‫نحو أهدافها القيمة‪ .‬الطريقة المحددة التي نستخدمها تسمى "المصفوفة" (‪Polk & Schoendorff‬‬
‫‪ ، )2014 ،‬ولكن النقطة األكثر أهمية التي يجب توضيحها هي أن العمل مع مجموعة هو مسألة‬
‫إدارة عملية تطورية ثقافية ‪ ،‬وبالتالي التطرق إلى العديد من الفصول والموضوعات األخرى مناطق‬
‫في هذا الكتاب‪ .‬يتم تجميع كل هذا في طريقة عملية للعمل مع المجموعات ‪ ،‬بما في ذلك موقع ويب‬
‫وشبكة عالمية من الميسرين (قم بزيارة ‪ http://www.prosocial.world‬لمزيد من المعلومات)‪.‬‬

‫من الرعاية الجماعية إلى الرعاية الذاتية والعناية‬


‫باألرض‬
‫ضا‬
‫ال تعتبر المجموعات الصغيرة وحدة أساسية للتنظيم االجتماعي البشري فحسب ‪ ،‬بل قد تكون مطلوبة أي ً‬
‫لتحقيق الرفاهية على كل من المقاييس األصغر واألكبر‪ .‬يزدهر األفراد عندما يكونون أعضاء في مجموعات‬
‫تشارك في أنشطة هادفة ‪ ،‬حيث يمكنهم تقديم الدعم االجتماعي وتلقيه ويكونوا معروفين بأفعالهم كأفراد‬
‫ضا إنشاء وفرض معايير للعمل‬ ‫اجتماعيين إيجابيين (‪ .)2015 ، Biglan‬يمكن للمجموعات الصغيرة أي ً‬
‫االجتماعي اإليجابي على نطاق أعلى ‪ ،‬مثل العمل نحو االستدامة العالمية ‪ ،‬بشكل أكثر فعالية من الفرد‬
‫بمفرده‪.‬‬
‫يتم دعم كل من هذه التنبؤات من خًلل دراستنا للمجتمعات المقصودة (ماكدونالد وآخرون ‪ ،‬في الصحافة)‬
‫‪ ،‬حيث يبلغ األفراد عن مستوى عا ٍل جدًا من الرضا والشعور بالمعنى في الحياة ‪ ،‬وتنجح المجموعات في‬
‫تحقيق أهداف العمل الجماعي مثل الحد من البصمة البيئية‪ .‬ويخدمون كمسؤولين حكماء للمناطق الطبيعية‪ .‬في‬
‫عالم األعمال ‪ ،‬تبلغ الشركات التي تتبنى المسؤولية االجتماعية وتنفذ مبادئ التصميم األساسية عن مستويات‬
‫عالية من رضا الموظفين ‪ ،‬وتنجح في تحقيق أهداف مسؤوليتها االجتماعية ‪ ،‬بل وتزدهر كشركات بفضل‬
‫العًلقات التعاونية مع الموردين ذوي التفكير المماثل والعمًلء و‬
‫مجموعات أخرى في النظام البيئي البشري متعدد المجموعات (‪،Wilson، Kelly، Philip، & Chen‬‬
‫‪ .) 2016‬يوفر الجمع بين مخطط وظيفي لفعالية المجموعات مع مخطط للتفاعًلت التعاونية بين المجموعات‬
‫صا قويًا من األمل في عالم يبدو أنه ال يعمل فيه سوى القليل‪.‬‬
‫بصي ً‬

‫الجدول ‪ .1‬مبادئ التصميم األساسية‬


‫‪ )1‬حدود واضحة المعالم‪ .‬يجب تحديد هوية المجموعة وحقوقها في المورد المشترك بوضوح‪.‬‬

‫‪ )2‬التكافؤ النسبي بين الفوائد والتكاليف‪ .‬يجب على أعضاء المجموعة التفاوض على نظام يكافئ األعضاء على‬
‫مساهماتهم‪ .‬يجب الحصول على مكانة عالية ومزايا أخرى غير متناسبة‪.‬‬

‫‪ )3‬ترتيبات االختيار الجماعي‪ .‬يجب أن يكون أعضاء المجموعة قادرين على وضع قواعدهم الخاصة واتخاذ قراراتهم‬
‫الخاصة باإلجماع‪ .‬يكره الناس أن يتم إخبارهم بما يجب عليهم فعله ولكنهم سيعملون بجد لتحقيق أهداف المجموعة التي‬
‫اتفقوا عليها‪.‬‬

‫‪ )4‬يراقب‪ .‬إدارة المشاعات معرضة بطبيعتها لًلنتفاع المجاني واالستغًلل النشط‪ .‬ما لم يتم اكتشاف هذه االستراتيجيات‬
‫المفيدة محليًا بتكلفة منخفضة نسبيًا ‪ ،‬فستحدث مأساة المشاعات‪.‬‬

‫‪ )5‬عقوبات متدرجة‪ .‬ال تتطلب التجاوزات عقوبة قاسية ‪ ،‬على األقل في البداية‪ .‬غالبًا ما تكون الثرثرة أو التذكير اللطيف‬
‫كافية ‪ ،‬ولكن يجب أيضًا انتظار أشكال العقوبة األكثر قسوة الستخدامها عند الضرورة‪.‬‬

‫‪ )6‬آليات حل النزاعات‪ .‬يجب أن يكون من الممكن حل النزاعات بسرعة وبطرق يراها أعضاء المجموعة عادلة‪.‬‬

‫‪ )7‬بعض االعتراف بحقوق التنظيم‪ .‬يجب أن تتمتع المجموعات بالسلطة إلدارة شؤونها الخاصة‪ .‬من غير المحتمل أن تتكيف‬
‫القواعد المفروضة خارجيًا مع الظروف المحلية وتنتهك ‪.3CDP‬‬

‫‪ ) 8‬حكم متعدد المراكز‪ .‬بالنسبة للمجموعات التي تشكل جز ًءا من أنظمة اجتماعية أكبر ‪ ،‬يجب أن تكون هناك مؤسسات متداخلة‪.‬‬
‫تعمل المبادئ السابقة بشكل أفضل في مجموعات صغيرة نسبيًا‪.‬‬
‫يجب أن يكون المجتمع على نطاق أوسع متعدد المراكز ‪ ،‬حيث تتفاعل المجموعات مع مجموعات ‪ ،‬غالبًا في طبقات‬
‫متعددة‪.‬‬

‫مراجع‬
‫بيجًلن ‪ ،‬أ‪ .) 2015( .‬تأثير التنشئة‪ :‬كيف يمكن لعلم السلوك البشري أن يحسن حياتنا و‬
‫عالمنا‪ .‬أوكًلند ‪ ،‬كاليفورنيا‪ :‬منشورات نيو هاربينجر‪.‬‬
‫بوم ‪ ،‬سي (‪ .)1993‬مجتمع المساواة وعكس التسلسل الهرمي للسيطرة‪ .‬األنثروبولوجيا الحالية ‪.254-227 ، 34 ،‬‬
‫بوم ‪ ،‬سي (‪ .)1999‬التسلسل الهرمي في الغابة‪ :‬المساواة وتطور اإليثار البشري‪.‬‬
‫كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬مطبعة جامعة هارفارد‪.‬‬
‫بوم ‪ ،‬سي (‪ .) 2011‬األصول األخًلقية‪ :‬تطور الفضيلة واإليثار والعار‪ .‬نيويورك‪ :‬كتب أساسية‪.‬‬
‫كامبل ‪ ،‬دي تي (‪ .)1990‬مستويات التنظيم ‪ ،‬والسببية النزولية ‪ ،‬ومنهج نظرية االختيار لنظرية المعرفة التطورية‪ .‬في ‪G.‬‬
‫‪ ، ).Greenberg & E. Tobach (Eds‬نظريات تطور المعرفة‪ .‬هيلزديل ‪ ،‬نيوجيرسي‪ :‬لورانس إيرلبوم‪.‬‬
‫‪ .)2015( Coan، JA، & Sbarra، JA‬نظرية خط األساس االجتماعي‪ :‬التنظيم االجتماعي للمخاطر والجهد‪.‬‬
‫الرأي الحالي في علم النفس ‪، 87-91.1 ،‬‬
‫الشماس ‪ .)1998( TW ،‬األنواع الرمزية‪ .‬نيويورك‪ :‬نورتون‪.‬‬
‫‪ .)1995/1912( Durkheim، E.، & Fields، KE‬األشكال األساسية للحياة الدينية‪ .‬نيويورك‪ :‬فري برس‪.‬‬
‫‪ .)1978( .Ehrenpreis، A.، & Felbinger، C‬رسالة إلى الجماعة األخوية كأسمى وصية للمحبة‪ .‬في ر‪ .‬فريدمان (محرر)‬
‫‪ ،‬المجتمع األخوي‪ :‬أعلى أمر في الحب‪ .‬ريفتون ‪ ،‬نيويورك‪( .Plow Publishing :‬نُشر العمل األصلي عام ‪).1650‬‬
‫‪ .)2017( Grinde، B.، Nes، RB، MacDonald، IF، & Wilson، DS‬جودة الحياة في المجتمعات المقصودة‪ .‬بحوث المؤشرات‬
‫االجتماعية ‪https://doi.org/10.1007/s11205–017 .16-1 ،‬‬
‫‪–1615–3‬‬
‫هاردين ‪ ،‬ج‪ .)1968( .‬مأساة الحس السليم‪ .‬العلم ‪.1248-1243 ، 162 ،‬‬
‫‪ .)2012( Hayes، SC، Strosahl، K.، & Wilson، KG‬عًلج التقبل وااللتزام‪:‬‬
‫عملية وممارسة التغيير الواعي(الطبعة الثانية)‪ .‬نيويورك‪ :‬جيلفورد‪.‬‬
‫هنريش ‪ ،‬ج‪ .)2015( .‬سر نجاحنا‪ :‬كيف تقود الثقافة التطور البشري والتدجين‬
‫جنسنا ‪ ،‬ويجعلنا أكثر ذكا ًء‪ .‬برينستون ‪ ،‬نيوجيرسي‪ :‬مطبعة جامعة برينستون‪.‬‬
‫جابلونكا ‪ ،‬إي ‪ ،‬والمب ‪ ،‬إم (‪ .)2006‬التطور في أربعة أبعاد‪ :‬جيني ‪ ،‬جيني ‪ ،‬سلوكي ‪ ،‬و‬
‫اختًلف رمزي في تاريخ الحياة‪ .‬كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬مطبعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‪.‬‬
‫ماينارد سميث ‪ ،‬ج‪ ، .‬وزاثماري ‪ ،‬إي (‪ .)1995‬التحوالت الكبرى في التطور‪ .‬نيويورك‪:‬‬
‫‪ WH‬فريمان‪.‬‬
‫ماينارد سميث ‪ ،‬ج‪ ، .‬وزاثماري ‪ ،‬إي (‪ .)1999‬اصول الحياة‪ :‬من والدة الحياة الى اصلها‬
‫لغة‪ .‬أكسفورد‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫ماير ‪ ،‬إي (‪ .)1961‬السبب والنتيجة في علم األحياء‪ .‬العلوم ‪.1506-1501 ، 134 ،‬‬
‫ماكجينيس ‪ ،‬دكتوراه في الطب (محرر)‪ .)1999( .‬اإلدارة متعددة المراكز والتنمية‪ :‬قراءات من‬
‫ورشة عمل في النظرية السياسية وتحليل السياسات‪ .‬آن أربور‪ :‬مطبعة جامعة ميشيغان‪.‬‬
‫اوستروم ‪ ،‬إي‪ .)1990( .‬إدارة المشاعات‪ :‬تطور مؤسسات العمل الجماعي‪.‬‬
‫كامبريدج ‪ ،‬المملكة المتحدة‪ :‬مطبعة جامعة كامبريدج‪.‬‬
‫أوستروم ‪ ،‬إي (‪ .) 2010‬ما وراء األسواق والدول‪ :‬الحوكمة متعددة المراكز لألنظمة االقتصادية المعقدة‪ .‬المجلة االقتصادية‬
‫األمريكية ‪.33–1 ، 100 ،‬‬
‫باجل ‪ ،‬إم ‪ ،‬ومايس ‪ ،‬ر‪ .)2004( .‬الثروة الثقافية لألمم‪ .‬الطبيعة‪.278–275 ،428 ،‬‬
‫‪ .)2014( .Polk، KL، & Schoendorff، B‬مصفوفة ‪ :ACT‬منهج جديد لبناء النفسية‬
‫المرونة عبر اإلعدادات والسكان‪ .‬أوكًلند ‪ ،‬كاليفورنيا‪ :‬مطبعة السياق‪.‬‬
‫ريتشرسون ‪ ،‬بي جيه ‪ ،‬بويد ‪ ،‬ر‪ .) 2005( .‬ليس بالجينات وحدها‪ :‬كيف غيرت الثقافة التطور البشري‪.‬‬
‫شيكاغو‪ :‬مطبعة جامعة شيكاغو‪.‬‬
‫شريف ‪ ،‬م ‪ ،‬هارفي ‪ ،‬إل جيه ‪ ،‬وايت ‪ ،‬بي جيه ‪ ،‬هود ‪ ،‬دبليو آر ‪ ،‬وشريف ‪ ،‬سي دبليو (‪ .)1954‬تجربة كهف السارق‪ :‬الصراع والتعاون‬
‫بين المجموعات‪ .‬ميدلتاون ‪ ،‬كونيتيكت‪ :‬مطبعة جامعة ويسليان‪.‬‬
‫سميث ‪ ،‬جي إم انظر ماينارد سميث ‪ ،‬ج‪.‬‬
‫سوسيس ‪ ،‬ر‪ .)2000( .‬الدين والتعاون داخل المجموعة‪ :‬النتائج األولية لتحليل مقارن للمجتمعات اليوتوبية‪ .‬البحث عبر الثقافات‬
‫‪.87-70 ، 34 ،‬‬
‫تاجفل ‪ ،‬هـ (‪ .) 1981‬الفئات البشرية والفئات االجتماعية‪ :‬دراسات في علم النفس االجتماعي‪ .‬كامبريدج ‪،‬‬
‫المملكة المتحدة‪ :‬مطبعة جامعة كامبريدج‪.‬‬
‫تينبيرجن ‪ ،‬ن‪ .)1963( .‬في أهداف وأساليب علم السلوك‪[ Zeitschrift für Tierpsychologie .‬مجلة علم نفس الحيوان]‬
‫‪.433-410 ، 20 ،‬‬
‫توكفيل ‪ ،‬إيه دي (‪ .)1990‬الديمقراطية في أمريكا‪ .‬نيويورك‪ :‬كًلسيكيات البطريق‪( .‬نُشر العمل األصلي عام ‪).1835‬‬
‫توماسيلو ‪ ،‬م‪ .)2009( .‬لماذا نتعاون‪ .‬بوسطن‪ :‬مطبعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‪.‬‬
‫تورشين ‪ ،‬ب‪ .)2015( .‬المجتمع الفائق‪ :‬كيف جعلت الحرب التي دامت ‪ 10000‬سنة البشر أعظم المتعاونين‬
‫االرض‪ .‬ستورز ‪ ،‬كونيتيكت‪ :‬باريستا بوكس‪.‬‬
‫فيجنر ‪ .)1986( DM ،‬الذاكرة العابرة‪ :‬تحليل معاصر لعقل المجموعة‪ .‬في ب‪.‬‬
‫‪( Mullen & GR Goethals‬محرران) ‪ ،‬نظريات سلوك المجموعة‪ .‬نيويورك‪ :‬سبرينغر‪-‬‬
‫فيرالغ‪.‬‬
‫ويلسون ‪ ،‬دي إس (‪ .)1988‬الشمولية واالختزال في علم األحياء التطوري‪Oikos ، 53 ، 269-273. .‬‬
‫ويلسون ‪ ،‬دي إس (‪ .) 2015‬هل اإليثار موجود؟ الثقافة والجينات ورفاهية اآلخرين‪ .‬نيو هافن ‪ ،‬كونيتيكت‪ :‬مطبعة جامعة ييل‪.‬‬
‫ويلسون ‪ ،‬دي إس ‪ ،‬وجودي ‪ ،‬جي إم (‪ .) 2013‬التطور كإطار نظري عام لًلقتصاد والسياسة العامة‪ .‬مجلة السلوك االقتصادي‬
‫والتنظيم ‪S3 – S10. doi.org/10.1016/j.jebo.2012.12.008 ، 90 ،‬‬
‫ويلسون ‪ ،‬دي إس ‪ ،‬كيلي ‪ ،‬تي إف ‪ ،‬فيليب ‪ ،‬إم إم ‪ ،‬وتشين ‪ ،‬إكس (‪ .)2016‬القيام بعمل جيد من خًلل عمل الخير‪ :‬تقرير معهد‬
‫‪https://evolution-institute.org/wp-‬‬ ‫اجتماعيا‪.‬‬ ‫المسؤولة‬ ‫األعمال‬ ‫عن‬ ‫التطور‬
‫‪content/uploads/2016/01/EI-Report-Doing-Well-By-Doing-Good.pdf‬‬
‫‪ .) 2013( Wilson، DS، Ostrom، E.، & Cox، ME‬تعميم مبادئ التصميم األساسية لفعالية المجموعات‪ .‬مجلة السلوك‬
‫االقتصادي والتنظيم ‪ .32S21-S ، 90 ،‬دوى‪j.jebo.2012.12.010 / 10.1016 :‬‬
‫ويلسون ‪ ،‬إي أو (‪ .)2012‬الفتح االجتماعي لألرض‪ .‬نيويورك‪ :‬نورتون‪.‬‬
‫‪( .Zettle ، RD ، Hayes ، SC ، Barnes-Holmes ، D. ، & Biglan ، T‬محرران)‪ .)2016( .‬كتيب وايلي للعلوم‬
‫السلوكية السياقية‪ .‬ويست ساسكس ‪ ،‬المملكة المتحدة‪ :‬وايلي بًلكويل‪.‬‬
‫الفصل ‪15‬‬

‫إيجابيات المجتمع‪ :‬استخدام ‪ CBS‬لبناء‬


‫عًلقات مرنة وصحية‬
‫بول دبليو بي أتكينز‬
‫معهد علم النفس اإليجابي والتعليم ‪،‬‬
‫الجامعة الكاثوليكية األسترالية‬

‫"كل الحياة مترابطة‪ .‬بطريقة ما ‪ ،‬نحن مقيدون في ثوب مصير واحد ‪ ،‬عالقين في شبكة ال مفر منها من التبادلية‬
‫‪ ،‬حيث يؤثر ما يؤثر على المرء بشكل مباشر جميعًا بشكل غير مباشر‪ ... .‬ال يمكنني أبدًا أن أكون ما يجب أن‬
‫أكونه حتى تصبح ما يجب أن تكون عليه ‪ ،‬وال يمكنك أبدًا أن تكون ما يجب أن تكون عليه حتى أكون كما يجب‬
‫أن أكون‪ .‬ه ذه هي الطريقة التي يتكون بها العالم "‪.‬‬
‫—مارتن لوثر كينغ االبن (‪)2005/1960‬‬

‫نعيش على أعتاب بين أن تتغلب عليها الحقائق المادية لتأثيراتنا على األرض وإمكانية التعاون‬ ‫دبليو‬
‫العالمي‪ .‬لقد أتاحت التكنولوجيا تسري ًعا هائًل ً لكل من المصلحة الذاتية والمشاركة‪ .‬السرد االقتصادي السائد‬
‫للمصلحة الذاتية ‪ ،‬وأنماط المعامًلت ‪( "I-It" ،‬بوبر ‪ ، ) 1958 ،‬ال يمكن أن تستمر العًلقات التي يبدو أنها‬
‫تحتفل بها في الثقافة الشعبية‪ .‬نحن بحاجة إلى مزيد من السلوك التعاوني الذي يقدر االستقًللية الفردية في‬
‫نفس الوقت الذي يعترف فيه بوجهات نظر وقيم اآلخرين‪ .‬نحن بحاجة إلى منهج واضح بما فيه الكفاية‬
‫لمساعدة العديد من الناس على العيش بسًلم ‪ ،‬وفاعلية ‪ ،‬واحترام مع بعضهم البعض ‪ ،‬لكن هذا ال يعتمد على‬
‫اللوم التبسيطي واألخًلقي ليكون كذلك‪.‬‬
‫لطف أو أكثر فائدة لبعضهم البعض‪.‬‬
‫تعالج ‪ Prosocial‬هذه التحديات باستخدام كًل التقاليد الفكرية التي يستند إليها هذا المجلد‪ .‬لقد‬
‫استكشفت النظرية التطورية لماذا يمكن ألولئك الذين يتعاونون البقاء على قيد الحياة ‪ ،‬واالزدهار ‪،‬‬
‫والتكاثر بشكل أكثر فعالية من أولئك الذين يتصرفون من منطلق المصلحة الذاتية‪ .‬وقد استكشفت العلوم‬
‫السلوكية السياقية (‪ )CBS‬كًلً من (أ) كيف تُم ِّكن اللغة البشرية في نفس الوقت من تحقيق إنجازات‬
‫هائلة في حل المشكًلت والتعاون ‪ ،‬مع تمكين أشكال جديدة من المعاناة وسوء الفهم التي تقوض التعاون‬
‫‪ ،‬و (ب) استراتيجيات تغيير السلوك التي تصل بعيدًا إلى ما وراء التعليم النفسي وتحويل الدوافع الفردية‬
‫والجماعية ‪ ،‬وصنع المعنى ‪ ،‬والتقدير‪.‬‬
‫تم وصف مبادئ وعملية ‪ Prosocial‬من منظور تطوري في الفصل السابق‪ .‬باختصار ‪ ،‬تتضمن‬
‫العملية اإلجتماعية ست خطوات‪:‬‬

‫‪ .1‬المشاركة األولية وقياس الحالة الحالية لتفاعل الفريق‪.‬‬


‫‪ .2‬المصفوفة الفردية (‪،Polk، Schoendorff، Webster، & Olaz‬‬
‫‪.)2016‬‬
‫‪ .3‬مصفوفة المجموعة‪.‬‬

‫‪ .4‬النظر في تفاعل الفريق من حيث مبادئ التصميم األساسية الثمانية‬


‫(‪.)2013 ،Wilson، Ostrom، & Cox‬‬
‫‪ .5‬تخطيط العمل‪.‬‬
‫‪ .6‬الختام والقياس النهائي لحالة تفاعل الفريق‪.‬‬

‫هدفي في هذا الفصل هو استكمال الفصل السابق برؤى من المكتب المركزي لإلحصاء فيما يتعلق بالسلوكيات‬
‫الًلزمة لتنفيذ المبادئ بشكل أكثر فعالية‪ .‬التدريب والممارسة في أخذ المنظور والمرونة النفسية هي المحاور‬
‫المركزية للمراحل المبكرة من ‪ ، Prosocial‬بما في ذلك إجراءات المصفوفة الفردية والجماعية‪ .‬سوف أزعم‬
‫أن تبني المنظور المعزز والمرونة النفسية يحوالن تنفيذ مبادئ التصميم األساسية من قيود صارمة محتملة‬
‫السلوك إلى أدلة قوية وفعالة لتعزيز التعاون وإدارة التنوع والعمل إلحداث تغيير ممنهجي‪.‬‬
‫أبدأ باستكشاف اآلثار المترتبة على علم السلوك السياقي للتفكير في التعاون‪ .‬ثم أوجز مجموعتين‬
‫أساسيتين من السلوكيات التي يركز عليها هذا الفصل‪ :‬أخذ المنظور والمرونة النفسية‪ .‬أختتم بشرح‬
‫كيفية تحويل هذين الذراعين لمبادئ التصميم األساسية‪.‬‬

‫أشكال التعلم وتأثيرها في مجموعات‬


‫يستند علم السلوك السياقي في منظور تطوري على السلوك‪ .‬يختلف السلوك ويتم اختياره لًلستمرار أو‬
‫التكرار وفقًا لوظائفه في خدمة أهداف الكائن الحي‪ .‬االختًلف في السلوك يحدث من خًلل التعلم‪ .‬البشر‬
‫فريدون في قدرتهم على استخدام الرموز التعسفية كإشارات لتغيير طريقة استجابتهم لألحداث‪ .‬ومع ذلك ‪،‬‬
‫قبل التركيز في معظم هذا الفصل على قدراتن ا الرمزية ‪ ،‬أود أن أذكر بإيجاز العمليات القديمة للتعلم‬
‫المستجيب والتعلم الفعال‪ .‬عمليات التعلم الجسدي والعاطفي التلقائية هذه هي أجزاء مهمة من السلوك في‬
‫المجموعات التي غالبًا ما يتم تجاهلها عندما نركز على عمليات لفظية أكثر عقًلنية‪.‬‬
‫الكثير من استجابتنا العاطفية لآلخرين لها أسسها في تعلم المشاركين‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬قد يتعلم الطفل‬
‫الذي لديه أم حانية ذات عيون بنية ربط العيون البنية بمشاعر الدفء واألمان ‪ ،‬وبالتالي قد يثق في األشخاص‬
‫ذوي العيون البنية أكثر‪ .‬على العكس من ذلك ‪ ،‬فإن الطفل الذي ينشأ في منزل حيث تتصاعد الخًلفات في‬
‫كثير من األحيان إلى عنف قد يتعلم أن الصراع يتنبأ بالعنف وبالتالي يصبح خائفًا في وجود خًلفات طفيفة‪.‬‬
‫تما ًما كما تعلمت كًلب بافلوف أن تسيل لعابها عند صوت الجرس ‪ ،‬بالنسبة لهذا الطفل ‪ ،‬أصبحت األصوات‬
‫طا الستجابة خوف مشروطة ‪ ،‬مما يؤدي إلى تجنب حتى أشكال منتجة من الصراع‪.‬‬ ‫حافزا مشرو ً‬
‫ً‬ ‫المرتفعة‬
‫ردود الفعل التلقائية والعاطفية منتشرة في مجموعات ‪ ،‬وأحيانًا يكون لها تأثير كبير ‪ ،‬ومن الصعب نسبيًا‬
‫التحكم فيها‪.‬‬
‫يعتمد التعلم الفعال على عواقب السلوك‪ .‬قد يًلحظ الشخص المصاب بقلق من األداء أن قضاء الكثير من‬
‫الوقت في التحضير للعرض التقديمي يزيد أحيانًا من احتمالية أن يسير العرض بشكل جيد‪ .‬إذا كان هذا االحتمال‬
‫(التحضير الذي يؤدي إلى تقديم العرض بشكل جيد) يزيد من تكرار السلوك (احتمالية أكبر للتحضير) ‪ ،‬يحدث‬
‫التعلم الفعال‪ .‬بدالً من ذلك ‪ ،‬قد يتعلم الشخص أن تجنب العر وض التقديمية (السلوك) يقلل من قلقه (إزالة النتائج‬
‫السلبية) وبالتالي قد يصبح من المحتمل بشكل متزايد تجنب العروض التقديمية‪ :‬شكل آخر من أشكال التعلم‬
‫الفعال‪ .‬يمكن العثور على هذه األنواع من العمليات غير اللفظية في كل مكان في مجموعات‪ .‬فمثًل‪،‬‬
‫ضا‬
‫يمكن لكل من البشر والحيوانات غير البشرية أن يتعلموا بشكل متجاوب أو فعال‪ .‬لكن يمكن للبشر أي ً‬
‫تعلم ربط األحداث بشكل رمزي‪ .‬ربما تكون نظرية اإلطار العًلئقي (‪ Hayes ، Barnes-‬؛ ‪RFT‬‬
‫‪ )2001 ، Holmes ، & Roche‬هي المنهج السلوكي الحالي األكثر دع ًما للغة البشرية واإلدراك العالي‬
‫‪ ،‬مع قائمة رائعة من التنبؤات التجريبية التي تم تأكيدها الحقًا (‪Hayes ، Gifford ، & Ruckstuhl‬‬
‫‪ 1996 ،‬؛ انظر الفصل ‪ 4‬في هذا المجلد)‪ .‬وفقًا لـ ‪ ، RFT‬فإن جوهر اللغة البشرية هو القدرة على اشتقاق‬
‫العًلقات المتبادلة والتوافقية بين األحداث التي تستند جزئيًا إلى اإلشارات االجتماعية‪ .‬ثم تقوم عملية االشتقاق‬
‫هذه بتغيير التأثير السلوكي لهذه األحداث‪.‬‬
‫تعزز هذه العًلقات الرمزية بشكل كبير القدرة البشرية على التعاون (‪.)2014 ،Hayes & Sanford‬‬
‫على الرغم من أن الجماعات البشرية تنخرط في عمليات غير لفظية مثل التواجد المشترك والكدح المشترك‬
‫في المهام الجسدية ‪ ،‬فإن الغالبية العظمى من سلوكهم رمزي بطبيعته‪ .‬يمكن أن يقوض التعلم الرمزي في بعض‬
‫األحيان التعاون ‪ ،‬كما هو الحال عندما يستمد أعضاء المجموعة تفسيرات غير مفيدة لدوافع اآلخرين‪ .‬ولكن‬
‫بشكل عام ‪ ،‬فإن التعلم الرمزي يعزز بشكل كبير من إمكانية التعاون‪ .‬باستخدام اللغة ‪ ،‬يناقش البشر في‬
‫مجموعات أهدافهم وأهدافهم والصعوبات التي قد يواجهونها وكيفية التغلب عليها‪ .‬نحن نخطط للمستقبل و‬
‫تذكر ما نجح وما لم ينجح في الماضي‪ .‬ونتعقب السلوك ونسعى لتغييره باستخدام العمليات اللغوية‪.‬‬
‫ضا من التعاون بشكل أكثر فاعلية من خًلل صنع التعليمات واتباعها‪ .‬داخل‬ ‫يم ِّكن التعلم الرمزي البشر أي ً‬
‫‪ ، CBS‬السلوك المحكوم بالقاعدة هو سلوك خاضع لسيطرة "حافز تحديد الطوارئ" مثل قاعدة "‪."if-then‬‬
‫لذلك ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬قد يوجه أحد أعضاء المجموعة لآلخر أنه "عندما يكون لدينا اجتماع [سابقة أو‬
‫سياق] ‪ ،‬يجب عليك كتابة ما نناقشه في شكل محاضر [السلوك] ‪ ،‬حتى يتمكن األشخاص من فهم اإلجراء‬
‫وتذكره بشكل أفضل نقاط من االجتماع [نتيجة السلوك] "‪ .‬يمكن أن تكون القواعد وصفية وليست إلزامية‪.‬‬
‫على سبيل المثال ‪ ،‬قد يتأثر سلوك الشخص "بحكم ذاتي" شخصي بأن "األشخاص الذين ال يوافقون علنًا‬
‫على [السلوك] في االجتماعات [السياق السابق] يُنظر إليهم على األرجح على أنهم مثيرون للمشاكل والعبون‬
‫فقراء في الفريق [نتيجة]"‪.‬‬
‫يمكن أن يكون إخضاع السلوك للسيطرة التحفيزية للقواعد مفيدًا للغاية في المجموعات‪ .‬يمكن إرشاد أعضاء‬
‫المجم وعة بسرعة حول كيفية أداء السلوكيات المعقدة بكفاءة وفعالية دون أي حاجة للتعلم عن طريق التجربة‬
‫والخطأ‪ .‬ويمكن للمجموعات صياغة معايير اجتماعية مفيدة ‪ ،‬مثل مبادئ اإليجابيات المبينة في الفصل السابق‬
‫وما يليه‪.‬‬
‫ضا‪ .‬يميل السلوك المحكوم بالقاعدة إلى‬ ‫لكن السلوك تحت سيطرة القواعد يمكن أن يكون مشكلة أي ً‬
‫أن يكون غير حساس لتغير السياقات ( ‪Hayes، Brownstein، Haas، Greenway،‬‬
‫‪ Hayes، Brownstein، Zettle، Rosenfarb، & Korn‬؛‪ .)1986 ،1986‬لذلك ‪ ،‬على‬
‫سبيل المثال ‪ ،‬قد يتم اتباع السياسات واإلجراءات التي تم تطويرها لحل المشكًلت السابقة لفترة‬
‫طويلة بعد أن تصبح غير مفيدة‪ .‬ثانيًا ‪ ،‬يمكن أن تكون القواعد االجتماعية والذاتية لتوجيه السلوك‬
‫غالبًا عشوائية وغير مفيدة نسبيًا‪ .‬لذلك ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬قد يمتلك القائد حك ًما ذاتيًا ‪ ،‬عندما يأتي‬
‫إليه المرؤوس بمشكلة ‪ ،‬يجب عليه السعي إلصًلح المشكلة حتى يُنظر إليه على أنه قائد جيد‪ .‬على‬
‫الرغم من أن هذا الحكم الذاتي يبدو حميما ً ‪ ،‬إال أنه غالبًا ما يكون غير مفيد في المنظمات الحديثة‬
‫التي تسعى إلى دعم وتمكين الموظفين إليجاد حلول ألنفسهم‪.‬‬
‫باختصار ‪ ،‬تتأثر قدرتنا على التعاون بأشكال التعلم البدائية غير الرمزية والعاطفية والتجريبية ‪ ،‬وأكثر‬
‫من ذلك‪.‬‬
‫األشكال الحديثة نسبيًا للتعلم الرمزي أو اللفظي‪ .‬يعتبر التعلم الرمزي عًلقيًا ويحول تأثيرات المحفزات بحيث‬
‫يمكن للشخص أن يستجيب لموقف معين بشكل أكثر فعالية (أو ال) كنتيجة للتعليمات بدالً من التجربة المباشرة‪.‬‬
‫تحدد القواعد كما تُفهم بهذه الطريقة عواقب سلوكيات معينة في سياقات معينة ؛ ويمكن أن تكون اتفاقيات‬
‫اجتماعية صريحة أو قواعد ذاتية أكثر ضمنية تنظم السلوك‪ .‬في القسمين التاليين ‪ ،‬أصف اثنين من الذخائر‬
‫ضا‬
‫السلوكية التي تمكن البشر من التعاون بطرق أكثر تعقيدًا بكثير من الحيوانات األخرى ‪ ،‬ولكن يمكن أي ً‬
‫تعزيزها خًلل فترة حياة الشخص لتحسين التعاون‪ :‬تبني المنظور والمرونة النفسية‪.‬‬

‫مهارات التعاون في المجموعات‬


‫أخذ منظور‬
‫تسمح لنا قدرتنا على تبني منظور آخر بتنسيق سلوكنا مع السلوك المتوقع لآلخرين‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإن أخذ‬
‫وجهات النظر هو أساس العًلقات اإلنسانية (‪ Piaget‬؛ ‪ ، )1969 ، Mead ، 1934‬وعندما يتم‬
‫إضعافه ‪ ،‬فإنه يؤدي إلى صعوبات خطيرة في المشاركة االجتماعية (‪ .)2012 ، Doherty‬من وجهة‬
‫نظر ‪ ، CBS / RFT‬يتم تمكين أخذ المنظور من خًلل العًلقات الرمزية مثل أنا ‪ /‬أنت ‪ ،‬هنا ‪ /‬هناك‬
‫‪ ،‬واآلن ‪ /‬بعد ذلك‪ .‬يتم اكتساب هذه العًلقات من خًلل التدريب النموذجي المتعدد أثناء اكتساب اللغة‪.‬‬
‫نظرا ألن "أنا" أعرف أن كائنًا ما قد تم نقله‬
‫تجارب "بقاء الكائن" الكًلسيكية ‪ ،‬حيث يفترض الطفل أنه ً‬
‫ضا ‪ ،‬على الرغم من أنك لم تره يتم نقله ‪ ،‬توضح بإسهاب أنه باستخدام ‪I / YOU‬‬ ‫‪ ،‬ستعرف "أنت" أي ً‬
‫بشكل مناسب التمييز هو مهارة معقدة يتم تعلمها ببطء بمرور الوقت (‪ McHugh‬و ‪Barnes-‬‬
‫‪ Holmes‬و &‬
‫يمكن تسريع اكتساب سلوك التأطير اإللهي الماهر عند األطفال (‪)2011 ،Weil، Hayes، & Capurro‬‬
‫‪ ،‬وهناك أدلة كثيرة على أنه من الممكن زيادة الصلة السلوكية للحاالت العاطفية والمعرفية لآلخرين ببساطة‬
‫عن طريق تعليمات مثل "من فضلك" حاول أن تتخيل كيف [يفكر أو يشعر] شريكك بشأن ما يحدث "( ‪Leong،‬‬
‫‪ .)1177 .Cano، Wurm، Lumley، & Corley، 2015، p‬مثل هذه التعليمات التخاذ‬
‫يمكن لوجهة نظر اآلخرين في المجموعات تحسين جودة التفاوض (‪ Galinsky‬و ‪ Maddux‬و‬
‫‪ Gilin‬و ‪ ) 2008 ، White‬والتعاون‪ .‬هذا أمر مهم في ضوء األدلة التي تفيد بأن حتى البالغين‬
‫البارعين في مهارات تبني المنظور غالبًا ما يفشلون تلقائيًا في أخذ منظور اآلخرين ( ‪Keysar،‬‬
‫‪Lin، & Barr، 2003).‬‬
‫يتم التمييز أحيا ًنا بين أخذ المنظور المعرفي والعاطفي‪ .‬في الحالة األولى ‪ ،‬يهتم الشخص بأفكار ومنطق‬
‫اآلخر ‪ ،‬بينما في الحالة الثانية ‪ ،‬يهتم الشخص بمشاعر اآلخر‪ .‬أظهر ‪ )1996( Oswald‬أن أخذ المنظور‬
‫العاطفي يؤدي إلى مزيد من االستثارة التعاطفية باإلضافة إلى المزيد من المساعدة والسلوك التعاوني في آخذ‬
‫المنظور‪ .‬أخذ المنظور العاطفي يجعل أهداف أخذ المنظور تبدو أكثر مصداقية ويقلل من تجربتهم الشخصية‬
‫ضا أن أخذ المنظور العاطفي يعزز اتخاذ المنظور المعرفي ‪،‬‬‫مع األلم (‪ .)2015 ، .Leong et al‬يبدو أي ً‬
‫لكن العكس ليس صحي ًحا‪ .‬من الممكن االهتمام بتفكير اآلخر مع تجاهل اإلشارات العاطفية‪.‬‬
‫تعتمد قيمة أخذ المنظور ‪ ،‬مثل جميع السلوكيات ‪ ،‬على السياق‪ .‬في السياقات التنافسية ‪ ،‬يمكن أن‬
‫يؤدي تبني المنظور إلى زيادة المنافسة وتقليل التعاون إذا كان هناك توقع بأن يتصرف اآلخرون‬
‫بشكل تنافسي (‪ .)2006 ،Epley، Caruso، & Bazerman‬في هذه الحالة ‪ ،‬يبدو أن االهتمام‬
‫بسلوك اآلخرين يخلق شكًل ً تفاعليًا من األنانية‪.‬‬
‫ينطوي االهتمام التعاطفي البشري على تحويل وظائف التحفيز التي يمكن أن تنشأ عندما نأخذ منظور‬
‫آخر ‪ ،‬لكنها حساسة للتأطير العًلئقي فيما يتعلق بكل من الذات واآلخر‪ .‬اكتشف أتكينز وباركر (‪، )2012‬‬
‫على سبيل المثال ‪ ،‬كيف يمكن التدخل في التعاطف من خًلل التقييمات التي تفيد بأن اآلخر ال عًلقة له‬
‫بذاته أو ال يستحق التعاطف (جويتز ‪ ،‬كيلتنر ‪ ،‬وسيمون توماس ‪ .)2010 ،‬وبالمثل ‪ ،‬إذا كان الناس يخافون‬
‫من عدم قدرتهم على التكيف مع الشعور بألم اآلخر ‪ ،‬فقد يتحولون عن مسارهم‬
‫االهتمام بتقليل محنتهم الشخصية بدالً من التعاطف مع اآلخر (‪Roseman & Smith ، 2001).‬‬
‫أحد المحددات الحاسمة لما إذا كنا نشعر بالتعاطف أو الضيق الشخصي هو ما إذا كانت الذات في إطار من‬
‫ضا يجب أن أشعر بالضيق" (أتكينز ‪ .)2013 ،‬قد يشعر‬ ‫التنسيق مع اآلخر ‪ -‬أي ‪" ،‬إذا كنت منزع ًجا ‪ ،‬فأنا أي ً‬
‫األشخاص الذين يخشون الصراع بسبب االستجابات العاطفية المشروطة بالضيق الشديد عندما يضعون أنفسهم‬
‫في مكان اآلخرين الذين يواجهون الصراع‪ .‬يبدو أن تطور التمايز التكيفي المعقد بين الذات اآلخر (‪)I / YOU‬‬
‫ينطوي على جدلية االنفصال أوالً عن اآلخر ثم إعادة االندماج من خًلل االهتمام برفاهية اآلخر (‪، Kegan‬‬
‫‪ .) 1994‬تم التًلعب بهذه العملية تجريبيا‪ .‬عند التعامل مع منظور الشخص الذي يعاني ‪ ،‬فإن التعليمات لتخيل‬
‫ضا في نفس الموقف يمكن أن تؤدي إلى ضائقة شخصية باإلضافة‬ ‫كيف ستشعر متلقي المنظور إذا كانت هي أي ً‬
‫إلى التعاطف (باتسون ‪ ،‬في وقت مبكر ‪& ،‬‬
‫بشكل عام ‪ ،‬تشير األدلة إلى أن الجهود المبذولة للحث على اتخاذ وجهة نظر "دافئة" واالهتمام‬
‫التعاطفي ستكون مفيدة في المجموعات ‪ ،‬شريطة أن يكون أعضاء المجموعة ماهرين بشكل كافٍ‬
‫في التمييز بين تجربتهم الخاصة وتجارب اآلخرين‪ .‬يعد فهم مشاعر اآلخرين ‪ ،‬باإلضافة إلى أفكارهم‬
‫ومنطقهم وأغراضهم ‪ ،‬مقدمة حاسمة للسلوك التعاوني‪.‬‬

‫المرونة النفسية في سياق المجموعات‬


‫المرونة النفسية هي القدرة على التواصل مع اللحظة الحالية ومتابعة القيم واألهداف المختارة شخصيًا حتى عند‬
‫مواجهة أحداث نفسية غير مرغوب فيها (على سبيل المثال ‪ ،‬األفكار الصعبة والمشاعر والصور وما إلى ذلك)‪.‬‬
‫لقد ثبت اآلن أن المرونة النفسية تعزز رفاهية الفرد (انظر بشكل خاص الفصول ‪ 6‬و ‪ 10‬و ‪ 12‬و ‪ )16‬ولكنها‬
‫ضا على النتائج المرتبطة بالمجموعة مثل األداء والمشاركة والعًلقات‪ .‬بشكل مستعرض ‪ ،‬ترتبط‬ ‫تؤثر أي ً‬
‫المرونة النفسية بالصحة العقلية العامة ‪ ،‬والرضا الوظيفي ‪ ،‬وعدد أقل من الغياب عن العمل ‪ ،‬والمشاركة في‬
‫العمل ‪ ،‬وأداء المهام (‪Bond، Lloyd، & Guenole، 2013).‬‬
‫طوليًا ‪ ،‬أظهر ‪ )2000( Bond and Bunce‬أن المرونة النفسية توسطت في تحسين رفاهية الموظف‬
‫والميل إلى االبتكار عند مقارنته بالتدخل الذي يركز على المشكلة‪ .‬أظهر ‪Bond and Flaxman‬‬
‫ضا عززت األداء الوظيفي وتعلم‬ ‫(‪ )2006‬أن المرونة النفسية تنبأت بالصحة العقلية العامة ‪ ،‬ولكنها أي ً‬
‫ضا مع التحكم في الوظيفة ‪ ،‬مما يشير‬‫مهارات جديدة‪ .‬في هذه الدراسة األخيرة ‪ ،‬تفاعلت المرونة النفسية أي ً‬
‫إلى أنه عندما يتيح الموقف االختيار ‪ ،‬تكون المرونة النفسية أكثر أهمية‪ .‬هذه نتيجة مهمة لـ ‪Prosocial‬‬
‫‪ ،‬وهي مبنية على فكرة تعزيز الشمولية والسيطرة داخل المجموعات‪ .‬لمراجعة تأثيرات المرونة النفسية في‬
‫إعدادات العمل ‪ ،‬راجع ‪ Bond‬و ‪ Lloyd‬و ‪ Flaxman‬و ‪Archer (2015).‬‬
‫كانت تأثيرات المرونة النفسية على جودة العًلقات أقل دراسة إلى حد ما‪ .‬قدم أتكينز وباركر (‪)2012‬‬
‫نموذ ًجا شامًلً للطرق التي يمكن أن تعزز بها المرونة النفسية مًلحظة المعاناة في شخص آخر ‪ ،‬وتقليل‬
‫التفاعل مع التقييمات التي ت منع التعاطف ‪ ،‬وتعزز مشاعر القلق التعاطفي ‪ ،‬والعمل الملتزم في اتجاه‬
‫اإليجابي‪ .‬كل من أخذ وجهات النظر والقلق التعاطفي يرتبطان سلبًا ‪ ،‬في حين أن التجنب التجريبي يرتبط‬
‫بشكل إيجابي بانعدام التلذذ االجتماعي (فيًلرداجا ‪ ،‬إستيفيز ‪ ،‬ليفين ‪ ،‬هايز ‪ .)2012 ،‬نفس النمط ينطبق‬
‫على التحيز المعمم (ليفين وآخرون ‪ .)2016 ،‬هناك بعض األدلة على أن جوانب اليقظة في المرونة النفسية‬
‫يمكن أن تعزز مسامحة اآلخرين الذين تجاوزوا‪ .‬جونز ‪ ،‬ألين ‪ ،‬ودرس جوردون (‪ )2015‬األزواج حيث‬
‫كان أحد الشركاء غير مخلص ووجدوا أنه حتى مع التحكم في التعاطف العام وأخذ وجهات النظر ‪ ،‬فإن‬
‫اليقظة تتنبأ بمزيد من التسامح‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإن قدرات التنظيم العاطفي المرتبطة باليقظة تعمل فوق التعاطف‬
‫وأخذ وجهات النظر‪.‬‬
‫يمكن فهم المرونة النفسية من حيث ثًلث عمليات فرعية‪ :‬االنفتاح والوعي والمشاركة‪ .‬إن الرغبة في‬
‫الحصول على تجارب صعبة في خدمة القيم واألهداف الفردية والجماعية أمر بالغ األهمية لعمل المجموعة‬
‫الفعال‪ .‬بدون االنفتاح على التجربة ‪ ،‬قد ال يتحدث أعضاء المجموعة عن القضايا التي يختلفون معها ألنهم‬
‫يخشون الصراع ‪ ،‬أو يقومون بالكثير من العمل ألنهم‬
‫يخافون من الرفض االجتماعي ‪ ،‬أو يرفضون التحديات ألنهم يخشون الفشل ‪ ،‬أو يخرجون من‬
‫الغضب بدال ً من إيجاد طرق للبقاء منخرطين بشكل بناء مع المجموعة‪ .‬في كل هذه الحاالت ‪ ،‬يعمل‬
‫الناس على تخفيف األلم وعدم الراحة على المدى القصير حتى على حساب مصالحهم طويلة المدى‪.‬‬
‫الشعور المرن بالذات هو جانب مهم آخر من جوانب المرونة النفسية ذات الصلة بالمجموعات‪ .‬على‬
‫سبيل المثال ‪ ،‬قد يغضب الشخص إذا اختلف شخص ما مع وجهة نظره ‪ -‬فقد يكون خائ ًفا من أن الخًلف‬
‫قد ينعكس بشكل سيء على سمعته في أعين اآلخرين‪ .‬رد الفعل هذا هو محاولة للدفاع عن تصور معين‬
‫صا أو طيبًا‪ .‬من منظور ‪ ، CBS‬يتعلق األمر بالحصول على‬ ‫للذات في عيون اآلخرين ‪ ،‬مثل أن تكون مخت ً‬
‫رؤية للذات كمجموعة من تصنيفات الفئات التي تحتاج إلى الدفاع عنها بدالً من كونها مراقبًا للتجربة‪ .‬يتيح‬
‫بناء المرونة النفسية قبل تطوير الفريق للناس نزع فتيل األفكار والمعتقدات واالفتراضات حول الذات‬
‫واألفراد اآلخرين والفريق ‪،‬‬
‫تتضمن العملية الفرعية األخيرة ‪ ،‬المشاركة ‪ ،‬التوضيح وااللتزام بالتصرف وفقًا للقيم‪ .‬ترتبط القيم‬
‫االجتماعية بمزيد من االستجابة االجتماعية (‪ )2007 ، Caprara & Steca‬باإلضافة إلى اهتمام‬
‫تعاطفي أكبر وأخذ منظور (‪ .)2008 ،Silfver، Helkama، Lonnqvist، & Verkasalo‬ناقش‬
‫أتكينز وباركر (‪ ) 2012‬كيف أنه من غير المرجح أن نوسع التعاطف مع اآلخر إذا لم نرى اآلخر وثيق‬
‫الصلة بأهدافنا ‪ ،‬أو إذا رأينا اآلخر على أنه ال يستحق التعاطف‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬أظهر ‪Batson‬‬
‫ميًل لمحاولة تبني‬‫و ‪ Eklund‬و ‪ Chermok‬و ‪ Hoyt‬و ‪ )2007( Ortiz‬أن الناس كانوا أكثر ً‬
‫منظور آخر ‪ ،‬والتعبير عن قلقهم العاطفي ‪ ،‬وفي النهاية مساعدة شخص تصرف بلطف أكثر من شخص‬
‫تصرف بطريقة غير الئقة‪ .‬تجاه اآلخر‪.‬‬
‫ً‬
‫تحفيزا لمتابعة أهداف اجتماعية‬ ‫األفراد الذين يتمتعون بمزيد من القيم االجتماعية اإليجابية يكونون أكثر‬
‫تأثيرا إيجابيًا إذا كانوا قادرين على تحقيق قيمهم االجتماعية اإليجابية‬
‫ً‬ ‫إيجابية ‪ ،‬وفي الواقع ‪ ،‬يبدو أنهم يختبرون‬
‫(شوارتز ‪ .)2010 ،‬باتسون وأحمد و‬
‫يناقش ‪ )2002( Tsang‬كيف يمكن لألفراد تحفيزهم لمساعدة اآلخرين من قيم األنانية (مساعدة اآلخرين‬
‫من أجل تحقيق منافع شخصية) ‪ ،‬أو اإليثار (مساعدة أفراد معينين نعتني بهم) ‪ ،‬أو الجماعية (مساعدة‬
‫المجموعات التي نهتم بها) ‪ ،‬أو المبدأية ( التمسك بالمبادئ األخًلقية للصالح العام وغير المتحيز)‪ .‬تحتوي‬
‫كل مجموعة من مجموعات القيم هذه على نقاط قوة وضعف ‪ ،‬ومن المحتمل أن يتم تحفيز العديد من‬
‫األشخاص من قبلهم جميعًا في أوقات مختلفة‪ .‬ما هو حاسم هو خلق مناقشة حول قيمة التعاون التي تساعد‬
‫الناس على توضيح وتوسيع فهمهم لمصادر التعزيز المتاحة في التعاون مع اآلخرين‪.‬‬

‫كيف يحول أخذ المنظور والمرونة النفسية مبادئ تصميم ‪Ostrom‬‬


‫في هذا القسم األخير ‪ ،‬سأستكشف بعض األمثلة حول كيفية قيام تبني المنظور والمرونة النفسية‬
‫بتحويل وظائف مبادئ التصميم األساسية لـ ‪ .Prosocial‬الحظ أنه من أجل ربط مبادئ التصميم‬
‫األساسية (‪ )CDPs‬بشكل أفضل بأغراض ‪ ، Prosocial‬يتم استخدام بعض عمليات إعادة‬
‫الصياغة الطفيفة لـ ‪CDPs.‬‬
‫نظرا ألن أعضاء المجموعة يستخدمون المصفوفة‬ ‫أول ‪ CDP‬هو الهوية المشتركة والغرض المشترك‪ً .‬‬
‫(‪ ) 2016 ، .Polk et al‬لتطوير كل من خريطة المجموعة الخاصة بهم وخريطة المجموعة المشتركة‬
‫لما يهتمون به وما يعترض طريقهم ‪ ،‬فإنهم يعملون على مستويين‪ .‬ظاهريًا ‪ ،‬يتعلق األمر بمشاركة‬
‫المعلومات ‪ -‬لمعرفة ما يهم كل منا وكيف تتداخل هذه االهتمامات والقيم كمجموعة ‪ ،‬ومعرفة ما الذي يقودنا‬
‫بشكل منفصل ومتى نكون معًا‪ .‬ولكن على مستوى أعمق ‪ ،‬إذا تم إجراؤها بشكل جيد ‪ ،‬فإن عملية مشاركة‬
‫آمالنا ومخاوفنا تبني تبني منظور ‪ ،‬والتعاطف ‪ ،‬واألمان ‪ ،‬والثقة ‪ ،‬والشعور بـ "نحن" كمجموعة‪.‬‬
‫خًلل هذه العملية ‪ ،‬يصبح أعضاء المجموعة أكثر ضعفًا وإنسانًا‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬فإن هذا يشجع اآلخرين‬
‫على المخاطرة عندما يكونون قد تركوا الخوف يمنعهم من التحدث‪ .‬يرى أعضاء المجموعة كيف يواجه اآلخرون‬
‫نفس الصعوبات ‪ ،‬ويتعلمون أن معظم التسميات التي نستخدمها لوصف أنفسنا واآلخرين (أنا ذكي ‪ ،‬إنه غبي ‪ ،‬أنا‬
‫ً‬
‫انفصاال وهميًا وغير ضروري‪ .‬معاناة‪.‬‬ ‫انطوائي ‪ ،‬إنها منفتحة ‪ ،‬إلخ) تخلق‬
‫بدالً من الحكم والنقد والدفاع ‪ ،‬يتعلم أعضاء المجموعة مًلحظة ما يحدث واستكشاف اإلجراءات‬
‫ا لتي قد تساعدهم على التحرك نحو األهداف الفردية والجماعية ‪ ،‬وبالتالي تعزيز الهوية المشتركة‬
‫والهدف المشترك‪.‬‬
‫‪ 2CDP‬حول التوزيع العادل للتكاليف والفوائد‪ .‬التكاليف والفوائد ليست هي نفسها بالنسبة للجميع‪ .‬قد‬
‫يرى شخص ما قيادة المجموعة كميزة بينما قد يراها شخص آخر على أنها تكلفة ؛ قد يقدر اآلخرون أو‬
‫ضا أن‬‫يستنكرون قضاء الوقت في مهام أخرى‪ .‬بمجرد أن نفهم منظور اآلخرين بشكل أفضل ‪ ،‬يمكننا أي ً‬
‫نفهم بشكل أفضل ما يرونه تكلفة أو فائدة ‪ ،‬وإذا كانت قيمنا تحركنا في اتجاه االهتمام باآلخرين ‪ ،‬فيمكننا‬
‫العمل بشكل أكثر كفاءة لتعظيم الفوائد وتقليل التكاليف على على أساس فردي‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬يمكن أن‬
‫تساعدنا المرونة النفسية على تقبل ألم الظلم اللحظي أو المتصور ‪ ،‬مع االستمرار في التصرف في اتجاه ما‬
‫يهم أهداف المجموعة طويلة المدى‪.‬‬
‫‪ ، 3CDP‬صنع القرار الشامل ‪ ،‬مهم في ‪ Prosocial‬ألنه يساعد على بناء الدافع للعمل الجماعي ‪،‬‬
‫في نفس الوقت الذي يحمي فيه من المصالح الفردية التي تهيمن على المصالح المشتركة‪ .‬يمكن أن يتخذ‬
‫أشكاال عديدة ‪ ،‬بما في ذلك التشاور أو التصويت أو اإلجماع ‪ ،‬من أجل قرارات مهمة‬ ‫ً‬ ‫صنع القرار الشامل‬
‫ولكنها غير عاجلة‪ .‬إن الشكل الفعال لإلجماع ‪ ،‬المستخدم على نطاق واسع في المجموعات التنظيمية‬
‫والمجتمعية ‪ ،‬هو السؤال عما إذا كان أي شخص "يعترض" على قرار ‪ ،‬وليس ما إذا كان هو التفضيل‬
‫األول للجميع‪ .‬يمكن للمجموعات أن تتقارب بسرعة أكبر بشأن القرارات النهائية مع التركيز على جمع‬
‫األصوات واالعتراضات ‪ ،‬وال يزال الجميع يشعر بالمشاركة‪ .‬يقع هذا المبدأ في صميم النظام االجتماعي‬
‫والنظام الهولوقراطي واألنظمة الرسمية األخرى للتعاون الجماعي‪.‬‬
‫مهما كان المنهج المتبع ‪ ،‬فإن تبني منظور محسِّن ومرونة نفسية يساعدان أعضاء المجموعة على تجاوز‬
‫المياه المضطربة وأحيانًا الصعبة عاطفيًا للمشاركة والدعوة ألفكار وخيارات مختلفة‪ .‬إن تبني منظور مرن‬
‫يعزز قدرة أعضاء المجموعة على االستماع إلى اهتمامات اآلخرين وتقديرها ‪ ،‬مع مراعاة عواقب القرارات‬
‫من منظور اآلخرين‪.‬‬
‫يمكن أن تساعد المرونة النفسية أعضاء المجموعة على الجلوس مع عدم الراحة الناتج عن الخًلفات‬
‫‪ ،‬بدالً من الرد عليها ‪ ،‬وممارسة المزيد من التحكم في الوظيفة (‪.)2003 ، Bond & Bunce‬‬
‫ضا من عملية اتخاذ القرار المتهورة أو التي تتجنب المخاطرة ‪ -‬عندما يكون‬‫تقلل المرونة النفسية أي ً‬
‫الناس أكثر مرونة نفسية ‪ ،‬فإنهم أقل عرضة للمقامرة أو استبعاد فوائد األهداف طويلة األجل‪ .‬تعمل‬
‫المرونة النفسية على تحويل األشخاص من كونهم تحت سيطرة المصالح قصيرة المدى إلى االستجابة‬
‫لمصالحهم طويلة المدى واألكثر عمقًا‪.‬‬
‫إذا كان للمجموعة قائد ‪ ،‬يمكن أن تساعد المرونة النفسية ذلك القائد في التعامل مع ضغوط اتخاذ القرارات‬
‫في مواجهة التعقيد وعدم اليقين‪ .‬ديناميكية أخرى مشتركة هي أن القادة يتخذون قرارات لمساعدتهم على‬
‫الظهور بمظهر جيد ‪ ،‬وليس لصالح المجموعة‪ .‬عندما يتعلم القادة أنهم لم يعودوا بحاجة للدفاع عن غرورهم‬
‫‪ ،‬يمكنهم تحرير انتباههم لًلستماع إلى اآلخرين وبناء قراراتهم على معلومات أفضل‪ .‬من المعروف أن‬
‫القادة التحوليين يميلون إلى أن يكونوا أكثر قدرة على التصرف في مواجهة المشاعر الصعبة ‪ ،‬مثل عدم‬
‫اليقين والشك (‪Heifetz، Grashow، & Linsky، 2009).‬‬
‫حتى اآلن ‪ ،‬كانت مبادئ التصميم في المقام األول حول خلق الظروف المثلى للتعاون‪ .‬يعد كل من ‪CDPs‬‬
‫التاليين ‪ ،‬وتتبع السلوكيات المتفق عليها (‪ ) 4CDP‬واالستجابات المتدرجة للتجاوزات (‪ ، )5CDP‬مفتا ًحا‬
‫إلدارة السلوكيات التي تهتم بالذات‪ .‬يتم تحسين ‪ 4CDP‬من خًلل اتخاذ منظور أفضل ‪ ،‬مما يزيد من احتمالية‬
‫مًلحظة السلوك الفعلي على عكس السلوك المتوقع في اآلخرين‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬تولد المصفوفة معلومات‬
‫حول ما يجب تتبعه ‪ -‬السلوكيات الفردية والجماعية والسلوكيات الدفاعية التي من المحتمل أن تتداخل مع‬
‫التعاون الفعال‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬إذا كان أعضاء المجموعة يعرفون أنه عندما يشعر القائد بعدم األمان ‪ ،‬فإنه‬
‫يصبح أكثر ديكتاتورية أو تجنبًا أو حتى ودودًا بشكل مفرط ‪ ،‬فيمكنهم حينئ ٍذ التصرف لمساعدة القائد والمجموعة‬
‫على التصرف بشكل أكثر فاعلية عند مًلحظة هذه السلوكيات ‪ .‬وبالمثل ‪ ،‬إذا علم أعضاء المجموعة أنهم عندما‬
‫يتعرضون للتوتر ‪ ،‬فمن المرجح أن يجادلوا ‪ ،‬فيمكنهم عندئذ وضع عمليات لمًلحظة وقت حدوث ذلك والتخفيف‬
‫ضا في مواءمة‬ ‫من اآلثار‪ .‬ال يقتصر التتبع على السلوك األناني أو غير المفيد فحسب ‪ ،‬بل يمكن أن يساعد أي ً‬
‫الجهود التعاونية حسنة النية‬
‫التي تسحب في اتجاهات مختلفة‪ .‬وجد ‪ )1990( Ostrom‬أن تتبع السلوك كان أكثر فاعلية إذا تم‬
‫إجراؤه بواسطة المجموعة ككل‪ .‬يمكن أن يساعد وضوح الهدف في بناء شعور مشترك بالمسؤولية‬
‫والرعاية داخل المجموعة لتحسين األداء‪.‬‬
‫ضا تحويل ‪ ، 5CDP‬االستجابات المتدرجة للتجاوزات ‪ ،‬من خًلل تبني المنظور والمرونة‬ ‫يتم أي ً‬
‫ضا تغيير "الشعور"‬ ‫النفسية‪ .‬سيؤدي أخذ وجهات النظر إلى تحسين فهم أسباب التجاوزات ويمكنه أي ً‬
‫بالعقوبات‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬يمكن أن يتم طردك من منظمة (أي ‪ ،‬نفي من قبل المجموعة) بطريقة‬
‫قاسية وعقابية ‪ ،‬أو يمكن القيام به بطريقة تزيد من فرص الشخص الذي يترك المجموعة للتعلم والنمو‬
‫من التجربة‪ .‬ترتبط المرونة النفسية بال رغبة المتزايدة في التعامل مع المحادثات الصعبة دون تجنب ‪،‬‬
‫مع مًلحظة وتخفيف الميول للتصرف بأحكام أو عقابية (على سبيل المثال من البر الذاتي ‪ ،‬على سبيل‬
‫أخيرا ‪ ،‬يمكن أن يساعد في زيادة التسامح عند االقتضاء (‪Johns et al. ، 2015).‬‬ ‫ً‬ ‫المثال)‪.‬‬
‫‪ 6CDP‬يدور حول حل النزاعات سريعًا وعاطفيًا‪ .‬الصراع جزء ال مفر منه من التعاون‪ :‬عندما يتم‬
‫تمكين الناس لجلب أنفسهم بالكامل إلى مشروع تعاوني ‪ ،‬فإن مصالحهم ستتباعد حت ًما في بعض النقاط‪.‬‬
‫يزيد أخذ وجهات النظر من احتمالية البحث عن وجهات نظر مختلفة واالستماع إليها‪ .‬يمكن أن تساعد‬
‫المرونة النفسية في إدارة الخوف المنتشر تقريبًا من الصراع من خًلل زيادة التأقلم مع الكفاءة الذاتية ‪،‬‬
‫وتقليل مشاركة األنا والدفاع اللفظي (‪ ، )2008 ، .Heppner et al‬وتقليل العدوانية ( ‪Lakey ،‬‬
‫‪ .) 2008 ، Kernis ، Heppner ، & Lance‬يساعد تعلم تبني منظور اآلخرين ‪ ،‬والتعاطف معهم‬
‫وتحمل آالم الصراع ‪ ،‬على تحويل معنى وقيمة الصراع من شيء يجب تجنبه إلى شيء يمكن استخدامه‬
‫للتعلم والنمو‪.‬‬
‫يتعلق المبدأان األخيران من ‪ Prosocial‬بكيفية تفاعل المجموعة مع المجموعات األخرى‪ :‬سلطة‬
‫الحكم الذاتي (‪ )7CDP‬والمناسبة‬
‫العًلقات مع المجموعات األخرى‪ .)8(CDP‬تما ًما كما توفر المبادئ الستة األولى إمكانية إقامة عًلقات‬
‫صحية وداعمة بين األفراد ‪ ،‬فإن آخر اثنين من ‪ CDPs‬يسلطان الضوء على الحاجة إلى تبني المنظور‬
‫والمرونة النفسية على مستوى المجموعة‪ .‬من خًلل توضيح أهمية وقيمة البيئة األوسع التي تجلس فيها‬
‫المجموعة ‪ ،‬من المرجح أن تهتم المجموعات وتًلحظ وجهات نظر المجموعات األخرى‪ .‬وتسمح‬
‫المرونة النفسية للمجموعات بالتحرك في اتجاه ما يهتمون به حتى في ظل وجود تجارب صعبة نابعة‬
‫من داخل وخارج مجموعاتهم‪.‬‬
‫في الختام ‪ ،‬استكشف هذا الفصل كيف يغير علم السلوك السياقي جهودنا ويعمقها لتنفيذ مبادئ التصميم‬
‫األساسية لـ ‪ .Prosocial‬في حين أنه من الممكن تما ًما للمجموعات محاولة تحسين أدائها من خًلل‬
‫تبني ممارسات تتفق مع مبادئ التصميم األساسية وحدها ‪ ،‬فقد جادلت بأن تبني المنظور والمرونة‬
‫النفسية يزيدان بشكل كبير من احتمالية التنفيذ الف عال للمبادئ‪ .‬بينما تخبرنا مبادئ التصميم األساسية على‬
‫نطاق واسع بما يتعين علينا القيام به لتعزيز التعاون ‪ ،‬يخبرنا علم السلوك السياقي كيف نحتاج إلى القيام‬
‫بذلك لتحسين كفاءتنا وإنسانيتنا‪.‬‬

‫مراجع‬
‫أتكينز ‪ .)2013( PWB ،‬التعاطف والتمايز الذاتي واليقظة‪ .‬في ‪K.Pavlovich & K.‬‬
‫‪( Krahnke‬محرران) ‪ ،‬التنظيم من خًلل التعاطف‪ .‬نيويورك‪ :‬روتليدج‪.‬‬
‫أتكينز ‪ ،‬بي دبليو بي ‪ ،‬وباركر ‪ ،‬إس كيه (‪ .) 2012‬فهم التعاطف الفردي في المنظمات‪ :‬دور التقييمات والمرونة النفسية‪ .‬أكاديمية مراجعة اإلدارة‬
‫‪.546-524 ، 37 ،‬‬
‫باتسون ‪ ،‬سي دي ‪ ،‬أحمد ‪ ،‬إن ‪ ،‬وتسانغ ‪ ،‬جي إيه (‪ .)2002‬أربعة دوافع لمشاركة المجتمع‪ .‬مجلة القضايا االجتماعية ‪، 58 ،‬‬
‫‪.445-429‬‬
‫باتسون ‪ ،‬سي دي ‪ ،‬إيرلي ‪ ،‬إس ‪ ،‬وسالفاراني ‪ ،‬جي (‪ .) 1997‬أخذ المنظور‪ :‬تخيل كيف يشعر اآلخر مقابل تخيل كيف ستشعر‪ .‬نشرة‬
‫الشخصية وعلم النفس االجتماعي ‪.758-751 ، 23 ،‬‬
‫باتسون ‪ .)2007( CD ، Eklund ، JH ، Chermok ، VL ، Hoyt ، JL ، & Ortiz ، BG ،‬سابقة إضافية للقلق‬
‫التعاطفي‪ :‬تقدير رفاهية الشخص المحتاج‪ .‬مجلة الشخصية وعلم النفس االجتماعي ‪.74-65 ، 93 ،‬‬
‫‪ .)2000( .Bond ، FW ، & Bunce ، D‬وسطاء التغيير في تدخًلت إدارة اإلجهاد في موقع العمل التي تركز على العاطفة‬
‫وتركز على المشكلة‪ .‬مجلة علم نفس الصحة المهنية ‪.163-156 ، 5 ،‬‬
‫‪ .)2003( .Bond ، FW ، & Bunce ، D‬دور التقبل والتحكم الوظيفي في الصحة النفسية والرضا الوظيفي وأداء العمل‪.‬‬
‫مجلة علم النفس التطبيقي ‪.1057 ، 88 ،‬‬
‫‪ .) 2006( Bond ، FW ، & Flaxman ، PE‬قدرة المرونة النفسية والتحكم الوظيفي على التنبؤ بالتعلم واألداء الوظيفي‬
‫والصحة النفسية‪ .‬مجلة إدارة السلوك التنظيمي ‪.130-113 ، 26 ،‬‬
‫‪ .)2015( .Bond ، FW ، Lloyd ، J. ، Flaxman ، PE ، & Archer ، R‬المرونة النفسية و ‪ ACT‬في العمل‪ .‬في‬
‫‪( RD Zettle ، SC Hayes ، D. Barnes-Holmes ، & A. Biglan‬محرران) ‪ ،‬دليل وايلي لعلم السلوك السياقي‪.‬‬
‫ويست ساسكس ‪ ،‬المملكة المتحدة‪ :‬وايلي بًلكويل‪.‬‬
‫‪ .)2013( .Bond ، FW ، Lloyd ، J. ، & Guenole ، N‬استبيان التقبل والعمل المتعلق بالعمل‪ :‬النتائج النفسية األولية وآثارها لقياس المرونة‬
‫النفسية في سياقات محددة‪ .‬مجلة علم النفس المهني والتنظيمي ‪.347–331 ، 86 ،‬‬
‫بوبر ‪ ،‬م‪ .)1958( .‬أنا وأنت (‪ .).RG Smith، Trans‬نيويورك‪ :‬سكريبنر‪.‬‬
‫‪ .)2007( .Caprara ، GV ، & Steca ، P‬الوكالة المؤيدة للمجتمع‪ :‬مساهمة القيم ومعتقدات الكفاءة الذاتية في السلوك االجتماعي اإليجابي‬
‫عبر األعمار‪ .‬مجلة علم النفس االجتماعي واإلكلينيكي ‪.239-218 ، 26 ،‬‬
‫دوهرتي ‪ ،‬م‪ .)2012( .‬نظرية العقل‪ .‬في ‪ ، ).L. McHugh & I. Stewart (Eds‬أخذ الذات والمنظور‪ :‬مساهمات وتطبيقات‬
‫من علم السلوك الحديث‪ .‬أوكًلند ‪ ،‬كاليفورنيا‪ :‬مطبعة السياق‪.‬‬
‫‪ .)2006( Epley، N.، Caruso، EM، & Bazerman، MH‬عندما يزيد أخذ المنظور‪:‬‬
‫األنانية التفاعلية في التفاعل االجتماعي‪ .‬مجلة الشخصية وعلم النفس االجتماعي ‪.889-872 ، 91 ،‬‬
‫فيشر ‪ ،‬ر‪ ، .‬وشابيرو ‪ ،‬د‪ .)2006( .‬ما وراء السبب‪ :‬استخدام العواطف أثناء التفاوض‪ .‬نيويورك‪:‬‬
‫البطريق‪.‬‬
‫‪ .)2008( Galinsky ، AD ، Maddux ، WW ، Gilin ، D. ، & White ، JB‬لماذا من المجدي الدخول في رأس‬
‫خصمك‪ :‬اآلثار المتفاوتة ألخذ المنظور والتعاطف في المفاوضات‪ .‬علم النفس ‪.384-378 ، 19 ،‬‬
‫جويتز ‪ ،‬ج‪ ، .‬كيلتنر ‪ ،‬د‪ ، .‬وسيمون‪-‬توماس ‪ ،‬إي (‪ .)2010‬التعاطف‪ :‬تحليل تطوري ومراجعة تجريبية‪ .‬النشرة النفسية ‪136 ،‬‬
‫‪.374–351 ،‬‬
‫‪ .)2001( .Hayes، SC، Barnes-Holmes، D.، & Roche، B‬نظرية اإلطار العًلئقي‪ :‬ما بعد سكينر‬
‫حساب اللغة البشرية واإلدراك‪ .‬نيويورك‪Plenum. :‬‬
‫‪ .)1986( Hayes، SC، Brownstein، AJ، Haas، JR، & Greenway، DE‬التعليمات والجداول المتعددة‬
‫واالنقراض‪ :‬التمييز بين السلوك المحكوم بالقاعدة والسلوك الذي يتحكم فيه الجدول الزمني‪ .‬مجلة التحليل التجريبي للسلوك ‪،‬‬
‫‪.147-137 ، 46‬‬
‫‪ .)1986( Hayes، SC، Brownstein، AJ، Zettle، RD، Rosenfarb، I.، Korn، AP‬سلوك تحكمه قواعد‬
‫وحساسية تجاه عواقب االستجابة المتغيرة‪ .‬مجلة التحليل التجريبي للسلوك ‪.256-237 ، 45 ،‬‬
‫‪ )1996( .Hayes، SC، Gifford، EV & Ruckstuhl، LE، Jr‬نظرية اإلطار العًلئقي والوظيفة التنفيذية‪ .‬في ‪GR‬‬
‫‪( Lyon & NA Krasnegor‬محرران) ‪ ،‬االنتباه والذاكرة والوظيفة التنفيذية‪ .‬بالتيمور‪ :‬بروكس‪.‬‬
‫‪ .)2014( .Hayes، SC، & Sanford، B‬جاء التعاون أوالً‪ :‬التطور واإلدراك البشري‪ .‬مجلة التحليل التجريبي للسلوك ‪- 112 ، 101 ،‬‬
‫‪ .129‬دوى‪jeab.64 / 10.1002 :‬‬
‫‪ .)2009( .Heifetz، RA، Grashow، A.، & Linsky، M‬ممارسة القيادة التكيفية‪ .‬بوسطن‪:‬‬
‫مطبعة هارفارد بيزنس‪.‬‬
‫‪Heppner، WL، Kernis، MH، Lakey، CE، Campbell، W.، Goldman، BM، Davis، PJ، & Cascio،‬‬
‫‪ .) 2008( EV‬اليقظة كوسيلة للحد من السلوك العدواني‪ :‬التصرف واألدلة الظرفية‪ .‬السلوك العدواني ‪.496-486 ، 34 ،‬‬
‫‪ .)2015( Johns، KN، Allen، ES، & Gordon، KC‬العًلقة بين اليقظة والغفران من الكفر‪ .‬اليقظة ‪–1462 ، 6 ،‬‬
‫‪.1471‬‬
‫كيجان ‪ ،‬ر‪ .) 1994( .‬فوق رؤوسنا‪ :‬المتطلبات العقلية للحياة الحديثة‪ .‬كامبريدج ‪ ،‬ماساتشوستس‪ :‬مطبعة جامعة هارفارد‪.‬‬
‫‪ .)2003( Keysar، B.، Lin، SH، & Barr، DJ‬حدود استخدام نظرية العقل عند البالغين‪ .‬اإلدراك ‪.41-25 ، 89 ،‬‬
‫كينغ ‪ ،‬م‪.‬ل‪ ، .‬االبن (‪ .) 2005/1960‬األبعاد الثًلثة لحياة كاملة‪ .‬ألقيت موعظة في كنيسة جيرمانتاون الموحدين‪ .‬في تي‬
‫أرمسترونج ‪ ،‬سي كارسون ‪ ،‬وأيه كًلي (محرران) ‪ ،‬أوراق مارتن لوثر كينج جونيور‪ :‬عتبة عقد جديد ‪ ،‬يناير ‪- 1959‬‬
‫ديسمبر ‪( 1960‬المجلد ‪ .)5‬بيركلي ‪ ،‬كاليفورنيا‪ :‬مطبعة جامعة كاليفورنيا‪.‬‬
‫‪ .)2008( Lakey ، CE ، Kernis ، MH ، Heppner ، WL ، & Lance ، CE‬الفروق الفردية في األصالة واليقظة‬
‫كمتنبئين للدفاع اللفظي‪ .‬مجلة البحث في الشخصية ‪.238-230 ، 42 ،‬‬
‫‪ .)2015( Leong ، LEM ، Cano ، A. ، Wurm ، LH ، Lumley ، MA ، & Corley ، AM‬يؤدي التًلعب بأخذ‬
‫المنظور إلى قدر أكبر من التعاطف وألم أقل أثناء مهمة الضغط البارد‪ .‬مجلة األلم ‪.1185-1176 ، 16 ،‬‬
‫‪ .)2016( Levin، ME، Luoma، JB، Vilardaga، R.، Lillis، J.، Nobles، R.، & Hayes، SC‬فحص دور‬
‫عدم ال مرونة النفسية ‪ ،‬وأخذ المنظور ‪ ،‬والقلق التعاطفي في التحيز المعمم‪ .‬مجلة علم النفس االجتماعي التطبيقي ‪-180 ، 46 ،‬‬
‫‪.191‬‬
‫ماكهيو ‪ ،‬إل ‪ ،‬بارنز هولمز ‪ ،‬واي ‪ ،‬وبارنز هولمز ‪ ،‬د‪ .)2004( .‬أخذ وجهات النظر كاستجابة عًلئقية‪ :‬ملف تنموي‪ .‬سجل‬
‫نفسي ‪.144–115 ، 54 ،‬‬
‫ميد ‪ ،‬جي إتش (‪ .)1934‬العقل والذات والمجتمع‪ .‬شيكاغو‪ :‬مطبعة جامعة شيكاغو‪.‬‬
‫اوستروم ‪ ،‬إي‪ .)1990( .‬إدارة المشاعات‪ :‬تطور مؤسسات العمل الجماعي‪.‬‬
‫كامبريدج ‪ ،‬المملكة المتحدة‪ :‬مطبعة جامعة كامبريدج‪.‬‬
‫أوزوالد ‪ ،‬بنسلفانيا (‪ .)1996‬آثار المنظور المعرفي والعاطفي على االهتمام التعاطفي والمساعدة اإليثارية‪ .‬مجلة علم النفس‬
‫االجتماعي ‪.623-613 ، 136 ،‬‬
‫بياجيه ‪ ،‬ج‪ .)1969( .‬سيكولوجية الطفل‪ .‬نيويورك‪ :‬هاربر‪.‬‬
‫‪ .)2016( Polk، KL، Schoendorff، B.، Webster، M.، & Olaz، FO‬الدليل األساسي لمصفوفة ‪ .ACT‬أوكًلند ‪،‬‬
‫كاليفورنيا‪ :‬مطبعة السياق‪.‬‬
‫روزمان ‪ ،‬آي جيه ‪ ،‬وسميث ‪ ،‬كاليفورنيا (‪ .)2001‬نظرية التقييم‪ :‬نظرة عامة ‪ ،‬افتراضات ‪ ،‬أصناف ‪،‬‬
‫الخًلفات‪ .‬في ‪( K. Scherer & T. Johnstone‬محرران) ‪ ،‬عمليات التقييم في العاطفة‪ :‬النظرية ‪،‬‬
‫األساليب والبحوث‪ .‬نيويورك‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫شوارتز ‪ ،‬إس إتش (‪ .)2010‬القيم األساسية‪ :‬كيف تحفز وتثبط السلوك االجتماعي اإليجابي‪ .‬في‬
‫‪( M. Mikulincer & PR Shaver‬محرران) ‪ ،‬الدوافع االجتماعية والعواطف والسلوك‪ :‬األفضل‬
‫مًلئكة طبيعتنا‪ .‬واشنطن العاصمة‪ :‬جمعية علم النفس األمريكية‪.‬‬
‫‪ .)2008( .Silfver ، M. ، Helkama ، K. ، Lonnqvist ، JE ، & Verkasalo ، M‬العًلقة بين أولويات القيمة واالستعداد‬
‫للشعور بالذنب والعار والتعاطف‪ .‬الدافع والعاطفة ‪.80-69 ، 32 ،‬‬
‫‪ .)2012( Vilardaga، R.، Estévez، A.، Levin، ME، & Hayes، SC‬االستجابة العًلئقية الربانية والتعاطف‬
‫والتجنب التجريبي كمنبئات النعدام الت لذذ االجتماعي‪ :‬مزيد من المساهمات من نظرية اإلطار العًلئقي‪ .‬سجل نفسي ‪، 62 ،‬‬
‫‪.432-409‬‬
‫‪ .) 2011( .Weil، TM، Hayes، SC، & Capurro، P‬إنشاء ذخيرة عًلئقية إلهية عند األطفال الصغار‪ .‬سجل نفسي ‪،‬‬
‫‪.390-371 ، 61‬‬
‫‪ .)2013( Wilson، DS، Ostrom، E.، & Cox، ME‬تعميم مبادئ التصميم األساسية لفعالية المجموعات‪ .‬مجلة السلوك‬
‫دوى‪:‬‬ ‫‪.32S21‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪S‬‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪)0‬‬ ‫الملحق‬ ‫‪،‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪،‬‬ ‫والتنظيم‬ ‫االقتصادي‬
‫‪http://dx.doi.org/10.1016/j.jebo.2012.12.010‬‬
‫حوار حول المجموعات الصغيرة‬
‫مشاركون‪:‬بول دبليو بي أتكينز ‪ ،‬وستيفن سي هايز ‪،‬‬
‫ديفيد سلون ويلسون‬

‫ستيفن سي هايز‪:‬يحتاج القراء إلى معرفة أننا جميعًا قد عملنا معًا في مشروع ‪ Prosocial‬لسنوات‪.‬‬
‫في هذه المرحلة من الكتاب ‪ ،‬قرأ الناس عن ‪ ، Prosocial‬لذلك ربما نبدأ ببضعة تعليقات‬
‫عشوائية على أشياء ملحوظة أو غير متوقعة حول مشروع ‪Prosocial.‬‬
‫بول دبليو بي أتكينز‪:‬ما نحن بصدده ح ًقا هو إدارة العًلقة بين اهتمامات المجموعة والمصالح الفردية‬
‫ومصالح النظام األوسع‪ .‬نحن ندير ثًلث مجموعات من العًلقات‪ .‬وأعتقد أن الطريقة التي نقدم بها‬
‫المرونة النفسية وأخذ المنظور تضع الفرد في الصورة بطريقة تسمح لنا بعد ذلك بإجراء محادثة‬
‫عميقة حول العًلقة بين المصلحة الذاتية واهتمامات المجموعة‪.‬‬
‫خبيرا اقتصاديًا ‪ ،‬وإذا كنت في العديد من مجموعات األعمال ‪ ،‬فأنت تعتقد أنك‬
‫ً‬ ‫ديفيد سلون ويلسون‪:‬إذا كنت‬
‫تعلم أن األمر كله يتعلق بالمصلحة الذاتية‪ .‬هذا هو الشيء الوحيد الذي تناشده على اإلطًلق‪ .‬توفر‬
‫عا مختلفًا من المخطط الوظيفي لما تريد المجموعة أن تصبح‪.‬‬ ‫مبادئ التصميم في ‪ Prosocial‬نو ً‬
‫العنصر األول ‪ ،‬المرونة النفسية ‪ ،‬يزيد من القدرة على التغيير‪ .‬التغيير صعب‪ .‬لقد بدأت بالتفكير في‬
‫العًلج بالتقبل وااللتزام بعًلج ‪ ACT‬كعملية تطورية على المستوى الفردي تعمل على تغيير التطور‬
‫على مستويات أخرى‪.‬‬
‫ستيف‪ :‬يمكن التفكير في جميع أشكال التغيير من وجهة نظر تطورية‪ .‬العًلج النفسي والتغيير السلوكي له عًلقة‬
‫باالختًلف واالختيار واالحتفاظ ‪ ،‬في السياق في البعد والمستوى المناسبين‪ .‬إن إعداد األفراد للتغيير‬
‫هو مسألة خلق ما يكفي‬
‫المرونة بحيث يكون هناك بعض االختًلف لًلختيار من بينها ‪ ،‬مع مًلحظة السياق بحيث يمكنك‬
‫القيام بذلك بحكمة ‪ -‬ثم التركيز على ماهية معايير االختيار ‪ ،‬حتى تتمكن من بناء أنماط جديدة‬
‫ضا على المستوى الصحيح‪ .‬أتخيل أن عددًا من القراء يأتون‬ ‫تريدها حقًا‪ .‬لكن عليك أن تفعل ذلك أي ً‬
‫ويسمعون فقط عن علم السلوك السياقي وعلم التطور يفكرون ‪" ،‬الوحدة البيولوجية هي الوحدة‬
‫الصغيرة‪ .‬والوحدة النفسية هي األكبر "‪ .‬وهنا فجأة يُنظر إلى الفرد في سياق مجموعة أكبر ‪ ،‬لكن‬
‫الوحدة األكبر يُنظر إليها من وجهة نظر علم التطور‪ .‬هذا مثير لًلهتمام‪.‬‬
‫ربما تكون هذ ه طريقة للعودة إلى مبادئ التصميم نفسها‪ .‬بالطبع ‪ ،‬تم تطوير مبادئ التصميم‬
‫في األصل لمصادر التجمع المشترك وفاز لين أوستروم بجائزة نوبل لهذا الغرض ‪ -‬وليس من‬
‫أجل طريقة التغيير‪ .‬هل يغير ذلك كيفية هبوط عملها عند استخدامه مع المجموعات؟‬
‫تماما أن عملها تمت دراسته في الغالب في سياق مجموعات الموارد المشتركة‪ .‬وقمنا‬ ‫ً‬ ‫ديفيد‪:‬إنها الحالة‬
‫بتعميمها بطريقتين‪ .‬األول هو إظهار أن مبادئ التصميم تتبع بشكل عام للغاية نظرية االختيار متعدد‬
‫المستويات ‪ ،‬من الديناميكيات التطورية للتعاون‪ .‬بمجرد أن تأخذ ذلك ‪ ،‬يصبح من الواضح أن مبادئ‬
‫التصميم هذه يجب أن تنطبق ح ًقا على جميع المجموعات‪ .‬غالبًا ما يكون روح العصر في مجموعات‬
‫األعمال واحدًا من األنانية الكاملة والداروينية االجتماعية‪ .‬نتوقع أن يكون الدافع وراء كل شخص‬
‫هو المصلحة الذاتية ‪ ،‬ونفترض أن المنافسة داخل المجموعات أمر جيد‪ .‬غالبًا ما يكون نموذج‬
‫القيادة بالكامل من أعلى إلى أسفل ‪ ،‬وبالتالي في سياق بعض الخلفيات ‪ ،‬فإن مبادئ التصميم األساسية‬
‫‪ ،‬كمخطط لمجموعة تعمل بشكل جيد ‪ ،‬تكون غير بديهية للغاية ويتم نصحها من قبل النظرة العالمية‬
‫السائدة‪.‬‬
‫بول‪" :‬كومينينغ" هو بديل لهذه النظرة السائدة للعالم ‪ ،‬اإلنسان االقتصادي‪ .‬كانت أوستروم تعارض حقًا‬
‫االعتماد فقط على التنظيم من أعلى إلى أسفل أو على قوى السوق التنافسية بين األفراد‪ .‬كانت تشير‬
‫إلى هذا الطريق الثالث ‪ ،‬وهو إمكانية الخلق‬
‫االتفاقات المشتركة التي تنسق النشاط‪ .‬تضيف ‪ CBS‬ح ًقا شيئًا عن قوة القصص التي نرويها‬
‫ألنفسنا‪ .‬إذا قلنا أننا كائنات اقتصادية ذات مصلحة ذاتية ‪ ،‬فهذا ما نصبح عليه‪ .‬لكن إذا قلنا أن‬
‫هناك إمكانية التعاون هذه ‪ ،‬فلننظر إلى المجموعات الصغيرة كوحدة للتحليل ‪ ،‬فقد يكون ذلك‬
‫أكثر فائدة لنا ‪ ،‬كطريقة لتنظيم المجتمع‪ .‬بالنسبة لي ‪ ،‬هناك رابط عميق بين عمل أوستروم‬
‫والروح االجتماعية‪.‬‬
‫ديفيد‪ :‬هذا النموذج هو طريق ثالث بين سياسة عدم التدخل الكامل من جهة ‪ ،‬والقيادة والسيطرة من جهة أخرى‪.‬‬
‫يطلق عليه الحكم متعدد المراكز ‪ ،‬ألنه يتعين عليك التعامل مع المقاييس األكبر باإلضافة إلى المقاييس‬
‫األصغر‪ .‬مبادئ التصميم هذه ‪ -‬لديهم أسنان‪ .‬أعني ‪ ،‬إنه مثل اإليثار مع الموقف ‪ ،‬في األساس‪ .‬إنهم‬
‫يمليون حقًا ما يمكنك وما ال يمكنك فعله‪ .‬يحدد مبدأ التصميم األول المجموعة ومن بداخلها ‪ ،‬وإذا لم‬
‫تكن فيها ‪ ،‬فلن تتمكن من مشاركة مورد التجمع المشترك‪ .‬لذا فإن اإليجابيات االجتماعية ال تتطلب فقط‬
‫ضا كيف تتناسب المجموعة مع منظمة‬ ‫معرفة ما هو اجتماعي إيجابي داخل المجموعة ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫اجتماعية أكبر متعددة المجموعات تكون بدورها اجتماعية‪.‬‬
‫ستيف‪ :‬هل يمكننا النظر إلى هذه الفكرة القائلة بأن وحدات االختيار تتمتع بامتياز؟ في كل مستوى ال‬
‫يمكنك فهم المستوى األعلى من خًلل فهم المستويات األعلى واألدنى‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬قد يتم‬
‫اختيار الممارسات الثقافية على مستوى عا ٍل جدًا ‪ ،‬لكنها مرتبطة بالسلوكيات الفردية التي يمكن‬
‫اختيارها خًلل حياة الفرد‪ .‬في كل مستوى ‪ ،‬ال يمكننا البقاء على هذا المستوى لفهمه‪ .‬هل يغير‬
‫ذلك وجهة نظرك يا ديفيد حول امتياز وحدة االختيار هذه؟‬
‫ديفيد‪ :‬إذا كنت تريد أن تكون بعض الوحدات قابلة للتكيف ‪ ،‬وأن تكون مستدامة ‪ ،‬وأن تكون وظيفية ‪ ،‬فيجب‬
‫أن يكون االختيار على مستوى تلك الوحدة‪ .‬اليد الخفية تتظاهر بأن تعظيم المصلحة الذاتية ذات‬
‫المستوى األدنى يفيد بقوة الصالح العام‪ .‬هذا ليس هو الحال في العمق‪ .‬يمكن أن يكون لديك مجموعة‬
‫تم تحديدها على مستوى المجموعة ‪ ،‬والتي تعمل بشكل جيد كمجموعة‪ .‬ولكن عندما تتعمق في‬
‫اآلليات ‪ ،‬تجد أن المجموعة في الواقع ال تتطلب‬
‫ألعضاء المجموعة في االعتبار‪ .‬وإلعطاء مثال بسيط حقًا ‪ ،‬فإن السمعة ضخمة في المجموعات‬
‫البشرية‪ .‬أحد األسباب التي تجعل الناس يتصرفون لصالح مجموعاتهم هو أنهم متحمسون‬
‫لسمعتهم‪ .‬إذا أساءوا التصرف ‪ ،‬فإن سمعتهم ستنهار ‪ ،‬وبعد ذلك سيكون أداءهم سيئًا كفرد‪ .‬هذا‬
‫هو دافع المصلحة الذاتية‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬في نفس الوقت ‪ ،‬إنها آلية قوية لكي تعمل المجموعة بشكل‬
‫جيد‪.‬‬
‫بول‪:‬من المهم حقًا أن نصبح أكثر مهارة في الحديث عن قوى االختيار على مستويات متعددة في نفس‬
‫الوقت‪ .‬السرد ليس "لنكن جميعًا أكثر تعاونًا"‪ .‬السرد هو "كيف يمكننا فهم االحتياجات وضغوط‬
‫االختيار على مستويات متعددة في نفس الوقت؟" أفراد ‪ ،‬مجموعات صغيرة ‪ ،‬مجموعات كبيرة‪.‬‬
‫ً‬
‫امتيازا ‪ ،‬فإننا نتميز نو ًعا ما بالعًلقة والحب واالتصال‪ .‬عندما نتميز بالفرد‬ ‫عندما نمنح مجموعة‬
‫‪ ،‬فإننا نميل إلى منح األفضلية للقوة الفردية أو القدرة على تحقيق غاياته الخاصة‪ .‬أعتقد أن هذه‬
‫هي القصة التي نحاول خلقها في العمل الذي نقوم به معًا‪.‬‬
‫ديفيد‪ :‬عندما نفكر ‪ ،‬ما نوع المجموعة التي نريدها أن تكون؟ نحن نعمل في وضع السببية المطلق‪.‬‬
‫بهذا المعنى ‪ ،‬ما لم نفكر نيابة عن المجموعة بأكملها ‪ ،‬فلن تعمل المجموعة بشكل جيد‪.‬‬
‫ستيف‪ :‬أتخيل أن الكثير من األشخاص المهتمين بهذه الفصول المحددة من الكتاب لديهم أسباب عملية‬
‫تجعلهم مهتمين‪ .‬يمكن أن يكونوا يعملون بالفعل مع مجموعات ؛ هم بالتأكيد أعضاء في‬
‫مجموعات‪ .‬ماذا يمكنك أن تقول عن شخص دخل في هذا الموضوع وقال ‪" ،‬حسنًا ‪ ،‬لماذا أعتقد‬
‫أن هذا سيكون في الواقع أكثر فعالية من األساليب الجماعية األخرى الموجودة هناك؟" هل‬
‫مبادئ التصميم هذه ‪ -‬مع تعزيزها بالمرونة النفسية ‪ ،‬وأخذ المنظور من األشياء من وجهة نظر‬
‫شبكة سي بي إس ‪ -‬هل هي مجموعة متماسكة نسبيًا؟‬
‫بول‪ :‬ما يذهلني بشأن المبادئ عندما أنظر إليها هو أن هناك مستويات مختلفة من العمومية‪ .‬تعد مراقبة‬
‫السلوكيات المتدرجة والعقوبات المتدرجة وصفة محددة لكيفية القيام باألشياء‪ .‬لكن يبدو أن فكرة‬
‫العدالة في توزيع التكاليف والفوائد تحدث على مستوى أوسع بكثير من العمومية‪ .‬إن وجود عًلقات‬
‫مناسبة مع المجموعات األخرى ال يتعلق بالمجموعة نفسها ولكن بالمستوى األعلى التالي‪ .‬أعتقد أن‬
‫هذا مف يد بشكل ال يصدق ألنه يبني على الفكرة الكاملة التي كنا نتحدث عنها عن "المجموعات على‬
‫طول الطريق" والحاجة إلى القدرة على التنقل بمرونة بين مستويات التنظيم المختلفة وفهم االختيار‬
‫من خًلل النتائج في كل مستوى من منظمة‪ .‬هذا طريق طويل للقول إنني أعتقد أن المبادئ متماسكة‬
‫‪ ،‬وأعتقد أنها وظيفية ‪،‬‬
‫ديفيد‪:‬أود تذكير الناس بما فعلته ‪ Ostrom‬لمجموعة موارد التجمع المشترك‪ .‬وجدت أنها متنوعة في‬
‫حطاما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جميًل ‪ ،‬وكان البعض اآلخر‬ ‫فعاليتها‪ .‬كان هناك منحنى على شكل جرس‪ .‬كان أداء بعضهم‬
‫للقطارات ‪ ،‬وكان معظمهم في المنتصف‪ .‬ومن ثم تشرح مبادئ التصميم األساسية هذه التباين بشكل‬
‫أساسي‪ .‬اآلن عندما نقوم بتعميم مبادئ التصميم األساسية ‪ ،‬نتوقع أن نجد نفس األشياء لجميع أنواع‬
‫المجموعات‪ .‬إذا كنت سأدرس مجموعات األعمال أو الكنائس أو األحياء أو أي شيء آخر ‪ ،‬كنت‬
‫أتوقع أن أجد منحنى على شكل جرس‪ .‬سيعمل البعض بشكل جميل ‪ ،‬ولم يكن على أحد أن يعلمهم‬
‫؛ البعض اآلخر سيكون حطام القطارات ؛ سيكون معظمها في المنتصف‪ .‬لذلك نحن ال نقول أن ال‬
‫شيء آخر يعمل‪ .‬هذا ليس هو الحال‪.‬‬
‫ستيف‪:‬أحد األسباب الرئيسية لًلعتقاد بأنها كاملة نسبيًا هو التوافق مع النظرية التطورية‪ .‬وما حدث هنا في هذا‬
‫المشروع ‪ ،‬لدينا منظورين يركزان على التطور‪ .‬واحد في العلوم السلوكية ‪ ،‬واآلخر من العلوم‬
‫البيولوجية‪.‬‬
‫بول‪ :‬ما نبنيه هو مجموعة من المبادئ المجردة التي تكون واسعة بما يكفي لتكون مرنة في العديد‬
‫والعديد من السياقات ‪ -‬وهذا يعني أن على الناس القيام بالعمل لتطبيقها على سياقهم الخاص‬
‫؛ يحتاجون إلى جعله أكثر تحديدًا‪.‬‬
‫ديفيد‪ :‬أوستروم أوضحت هذه النقطة بنفسها ‪ ،‬أن مبادئ التصميم األساسية هي مبادئ وظيفية وأن تنفيذها‬
‫يجب أن يكون سياقيًا للغاية ‪ ،‬ويعود إلى شكل من أشكال السياقية‪ .‬تحتاج كل مجموعة إلى المراقبة‬
‫‪ ،‬ولكن من ناحية أخرى ‪ ،‬تعتمد الطريقة التي ترصدها بالضبط ‪ ،‬بشكل كبير ‪ ،‬على الموقف المعين‪.‬‬
‫كثيرا في التطور ‪ ،‬ويحدث بهذه‬
‫لكل ترتيب وظيفي ‪ ،‬هناك العديد من التطبيقات الممكنة‪ .‬يحدث هذا ً‬
‫كثيرا في المجموعات‪.‬‬ ‫الطريقة ً‬
‫ستيف‪:‬جزء من الصعوبة في المقاربة الوظيفية هو أنك يجب أن تتأخر عن هذه الحلول الطبوغرافية ‪ ،‬فقط‬
‫صحيحا تاريخيًا مع المناهج الوظيفية في العلوم السلوكية‪ .‬أود أن أنتقل‬
‫ً‬ ‫افعلها بهذه الطريقة‪ .‬كان هذا‬
‫ًل‪ .‬هل تتفق معي في أن علم التطور قد واجه صعوبة نسبيًا في إنتاج علم‬ ‫إلى اتجاه مختلف قلي ً‬
‫تطبيقي قوي؟‬
‫ديفيد‪:‬حسنًا ‪ ،‬دعنا نلقي نظرة على التطبيقات الموجودة في العلوم البيولوجية فقط ‪ -‬تدخل في أشياء‬
‫مثل تربية الحيوانات والنباتات وأشياء من هذا القبيل‪ .‬اآلن إذا طرحت نفس السؤال في العلوم‬
‫المتعلقة باإلنسان ‪ ،‬فستحصل على إجابة مختلفة تما ًما‪ .‬لكني أعتقد أن السبب في ذلك هو هذا‬
‫التاريخ الرهيب والمعقد للتفكير التطوري في الشؤون اإلنسانية‪ .‬تم طرد التفكير التطوري‬
‫من العلوم السلوكية البشرية في معظم األحيان ‪ ،‬واآلن فقط حصل على فرصة عادلة‪.‬‬
‫بول‪ :‬لذلك أعتقد أننا بدأنا الحديث عن سًلسل متعددة للتطور أو أبعاد التطور والتطور الثقافي‪ .‬وهذا‬
‫يدخل إلى الصحافة الشعبية ‪ ،‬اللغة الشعبية ‪ ،‬إلى حد أكبر بكثير مما كانت عليه في السابق‪.‬‬
‫ديفيد‪ :‬لقد تحدثت أكثر فأكثر من حيث التطور والتعقيد‪ .‬عندما نحاول تغيير نظام معقد ‪ ،‬فًل أحد ذكي بما‬
‫فيه الكفاية لذلك‪ .‬ستكون هناك دائ ًما عواقب غير متوقعة‪ .‬هذا يفرض استراتيجية معينة للتغيير‬
‫التكيفي ‪ ،‬والتي تكون شديدة الحذر ‪ ،‬وتجريبية للغاية ؛ من المحتمل أن تكون عالية‬
‫سياقيًا ‪ ،‬بحيث ال ينجح ما ينجح في سياق ما في سياق آخر‪.‬‬
‫ستيف‪ :‬إذا كنت تفكر في العمليات مثل تسلسل التغيير ‪ ،‬يمكن أن تطغى على عدد العمليات المتضمنة في‬
‫كل موقف معين‪ .‬ولكن إذا فكرت في العمليات التي تتًلءم مع منظور تطوري ‪ ،‬فإن االختًلفات‬
‫التي يمكن تحديدها والتأثير على االختيار واالحتفاظ بها في أجزاء أخرى من النظام ‪ -‬أشياء يمكن‬
‫تغييرها فعليًا بطريقة ما ‪ ،‬وعندما يحدث ذلك ‪ ،‬فإنها تؤثر في بهذه الطريقة — تنتقل من مستوى‬
‫تعقيد وصفي بحت ‪ ،‬وغامر تقريبًا إلى شيء أبسط بكثير‪ .‬يمنحك التفكير التطوري مجموعة صغيرة‬
‫من األدوات التحليلية لتقييم هذا التعقيد والدخول فيه‪.‬‬
‫كل هذا سبب إضافي لضرورة وجود علم تطور تطبيقي قوي في المجال السلوكي‪ .‬وهذا المشروع‬
‫هو محاولة للبدء في القيام بذلك عن طريق جعل األشخاص الذين اعتادوا القيام بالتدخًلت على المستوى‬
‫النفسي في اتصال مع أولئك الذين اعتادوا التفكير في المبادئ التطورية على مستويات أعلى‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬يبدو أن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تخطئ فيها‪ .‬أعتقد أن اتباع منهج تطوري أكثر‬
‫تعقيدًا سيساعد في حل بعض هذه المشكًلت‪.‬‬
‫ستيف‪ :‬ما الذي تعتقد أنك تعلمته عن الموضوع الرئيسي للكتاب نفسه؟ تحقيق التوفيق بين منظور‬
‫علم السلوك وعلم التطور‪.‬‬
‫بول‪:‬بالتأكيد‪ .‬حسنًا ‪ ،‬لقد تعلمت الكثير من كل منكما‪ .‬يميل علماء النفس الميكانيكيون إلى أن يكونوا‬
‫راض عن ذلك‪ .‬لطالما كان لدي ميل نحو منظورات أكثر ممنهجية‬ ‫ٍ‬ ‫فرديين‪ .‬لطالما كنت غير‬
‫وقائمة على العمليات‪ .‬يسمح لنا ‪ Prosocial‬أن نسأل كيف يمكننا إدخال العلم في مناقشة‬
‫النماذج البديلة للتنظيم الذي يميز حقًا رعاية اإلنسان والعًلقات والروحانية ‪ ،‬وكل األشياء‬
‫كثيرا خارج السرد االقتصادي السائد‪.‬‬
‫التي تهم ً‬
‫ديفيد‪ :‬عًلقتي بأفراد شبكة سي بي إس هي في الحقيقة واحدة من أهم األشياء التي حدثت لي في حياتي‪ .‬وسأغامر‬
‫بالتنبؤ بأن جانب شبكة سي بي إس سيأخذ في التطور بوقت طويل قبل أن يتعامل أنصار التطور مع‬
‫شبكة سي بي إس‪ .‬أعتقد أن هناك عددًا من الحواجز التي يواجهها زمًلئي‪ .‬أحدهما هو هذا االستقطاب‬
‫السخيف الذي نشأ بين علم النفس التطوري وما يسمى بنموذج العلوم االجتماعية القياسي‪ .‬لذا فحتى‬
‫أنصار التطور الذين يفكرون في علم النفس ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬ال يرون تقليد سكينر أو أي شيء‬
‫يتبعه كجزء من منظور تطوري‪ .‬لذلك هذا شيء يجب التغلب عليه‪ .‬سيستغرق األمر الكثير من الوقت‪.‬‬
‫ثم هناك حاجز آخر يجعلني حزينًا حقًا وهو المفهوم الكامل للبراغماتية وعلم السلوك السياقي ‪ -‬أنه‬
‫يمكننا القيام بالعلم في سياق العالم الحقيقي ‪ ،‬ويمكننا بالفعل تخفيف المعاناة ‪ ،‬وتحسين العالم بطرق‬
‫مختلفة ‪ ،‬والبقاء في االتصال بأعلى جودة من العلوم األساسية‪ .‬هذا شيء ال يحصل عليه معظم زمًلئي‪.‬‬
‫فكرة القيام بشيء من هذا القبيل ‪ ،‬إنها مجرد طريقة خارج منطقة الراحة الخاصة بهم‪ .‬يريدون البقاء‬
‫في البرج العاجي‪.‬‬
‫ستيف‪:‬حسنًا ‪ ،‬هذا في الواقع ما كنت أشير إليه سابقًا ‪ ،‬ديفيد ‪ ،‬عندما قلت إنه كان من الصعب حقًا الحصول‬
‫على علم تطور تطبيقي قوي حقًا ‪ ،‬من وجهة نظر الجانب العلمي السلوكي‪ .‬القيام بذلك ‪ ،‬على المدى‬
‫الطويل ‪ ،‬من المحتمل أن يكون له تأثير أكثر أهمية بكثير من أي شيء يمكن أن تنتجه ‪ CBS‬في حد‬
‫ذاته‪ .‬لكن بالنسبة للمستقبل القريب ‪ ،‬أعتقد أن طاقم ‪ CBS‬أظهر بالفعل تقبًل ً لهذه المفاهيم وهم على‬
‫استعداد للخروج إلى هناك والقيام بذلك‪ .‬وأحد األشياء التي قلتها لزمًلئي في شبكة سي بي إس هي أن‬
‫هذا مهم جدًا لسبب آخر قد ال تكون على دراية كاملة به‪ .‬ليس من قبيل الصدفة أنه في المرحلة التي‬
‫كان محللو السلوك ومعدالت السلوك يتقدمون ثقافيًا ‪ ،‬فجأة تعرضوا للصفع مع البرتقالة اآللية والخلط‬
‫بين غسل الدماغ أو الجراحة النفسية ومحاولة إحداث فرق إيجابي في الثقافة والعائًلت والمجتمعات‪.‬‬
‫أعتقد أن نفس الشيء سيكون‬
‫حدثت إذا كان الناس من جانب علم التطور قد تقدموا إلى األمام‪ .‬تقاوم الثقافات التغيير ‪ -‬ليس‬
‫األفراد فقط‪ .‬لكن المعالجين معتادون على ذلك‪ .‬وسيتعين على علماء التطور أن يسيروا عبر‬
‫تلك المنطقة من أجل الدخول حقًا في إنتاج تغيير ثقافي مباشر‪ .‬لذا فهذه شراكة مثيرة لًلهتمام‬
‫بدأناها‪ .‬هل لديك أفكار حول ذلك؟‬
‫ديفيد‪:‬حسنًا ‪ ،‬عندما اقتربنا من أنصار التطور بهذا المجلد ‪ ،‬كان لدينا معدل تقبل مرتفع جدًا‪ .‬اخترنا‬
‫األفضل واألكثر ذكا ًء ‪ ،‬وتواصلنا معهم بشأن مشروعنا ‪ ،‬وقال معظمهم ‪" ،‬سأكتبه!" لذلك‬
‫هناك شعور أعتقد أنه ربما أكون قد بالغت في ترددهم‪ .‬وأود أن أعتقد أن حجمنا ‪ ،‬وهذه‬
‫الندوات عبر اإلنترنت التي نصورها ‪ ،‬ستكون خطوة عمًلقة نحو ذلك التوحيد ودفع علم‬
‫التطور والسلوك إلى األمام‪ .‬هذا هو هدفنا‪.‬‬
‫الفصل ‪16‬‬

‫االختًلف واالختيار‬
‫في علم النفس المرضي و‬
‫العًلج النفسي‪ :‬المثال‬
‫من عدم المرونة النفسية‬
‫ستيفن سي هايز‬
‫جامعة نيفادا ‪ ،‬رينو‬
‫جان لويس مونيست‬
‫‪ ، LIP / PC2S‬جامعة غرونوبل ألب ‪ ،‬فرنسا‬

‫لماذا يعاني اإلنسان وسط الكثير؟ يمكننا أن نفهم معاناة أولئك الذين يواجهون الحرمان أو‬ ‫دبليو‬
‫الحرب ‪ ،‬لكن هذا بالكاد يفسر زيادة تحديات الصحة العقلية والسلوكية في العالم المتقدم‪ .‬قبل ثًلثين عا ًما ‪،‬‬
‫كان االكتئاب رابع سبب رئيسي لإلعاقة والمرض في جميع أنحاء العالم ‪ ،‬بعد التهابات الجهاز التنفسي ‪،‬‬
‫وأمراض اإلسهال ‪ ،‬وأمراض ما قبل الوالدة‪ .‬قبل عشرين عاما كان ثالث زعيم‬
‫موجه‪ .‬قبل عشر سنوات أصبحت الثانية (‪Ferrari et al. ، 2013).‬‬
‫هناك العديد من اإلحصائيات من هذا القبيل ‪ ،‬ويمكن أن تغرينا بسهولة بالتفاصيل‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬قد‬
‫أفكارا حول سبب زيادته‪ .‬لكن االكتئاب ليس سوى جزء صغير من الصورة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نتعمق في ماهية االكتئاب ‪ ،‬ونولد‬
‫نظرا ألن‬
‫ً‬ ‫بعد ذلك يجب التقاط الخيط التالي (ربما األلم المزمن أو اإلدمان أو القلق) وعًلجه بنفس الطريقة‪.‬‬
‫األسباب السلوكية للعديد من الوجوه التي تعاني من ضعف الصحة العقلية والسلوكية تم فحصها واحدًا تلو اآلخر‬
‫‪ ،‬فمن شبه المؤكد أننا سنفقد األهمية الكبيرة‪.‬‬
‫صورة‪ .‬سوف نفقد السؤال األصلي‪ .‬لماذا يعاني البشر وسط الكثير؟‬
‫تتمثل إحدى طرق المضي قد ًما في طرح سؤال كبير من هذا النوع في التركيز على عمليات مدروسة‬
‫جيدًا ومن المعروف أنها تؤدي إلى نتائج عقلية سيئة في العديد من المجاالت المختلفة‪ .‬يمكننا بعد ذلك‬
‫التفكير في سبب كون هذه العملية سامة وما هو معروف عن كيفية تغييرها‪ .‬ميزة مثل هذه االستراتيجية‬
‫هي أنها تحول السؤال المركزي إلى سؤال ذي تركيز تجريبي ‪ ،‬ولكن دون أن تفقد مسار الصورة‬
‫الكبيرة‪.‬‬
‫في هذا الفصل ‪ ،‬سوف ندرس بإيجاز عدم المرونة النفسية ( ‪Hayes، Luoma، Bond، Masuda،‬‬
‫‪ ) 2006 ،Lillis‬ومكوناتها الفرعية ‪ ،‬وسننظر في سبب كونها إشكالية وكيف يمكن تغييرها‪ .‬بعد إنشاء مثال‬
‫للمعرفة في علم السلوك السياقي ‪ ،‬سنفحص بعد ذلك كيف تتعامل مكونات عدم المرونة النفسية مع التباين‬
‫واالختيار ‪ ،‬وكيف يتناسب علم السلوك السياقي مع علم التطور الحديث ‪ ،‬قبل العودة إلى سؤالنا األصلي الكبير‪.‬‬

‫عدم المرونة النفسية‬


‫تشكل عدم المرونة النفسية واحدة من أكثر العمليات النفسية المدروسة‪ .‬إذا أدخلت "عدم المرونة‬
‫النفسية" وعملياتها الفرعية المحددة المتنوعة في محركات البحث مثل "‪، "Web of Science‬‬
‫فستظهر عدة مئات من الدراسات‪ .‬تشير المرونة النفسية في شكلها اإليجابي عمو ًما إلى االنفتاح‬
‫والوعي والمشاركة النشطة‪ .‬على النقيض من ذلك ‪ ،‬فإن عدم المرونة النفسية تتوافق مع التفاعل مع‬
‫العالم بطريقة مغلقة نفسيًا ‪ ،‬بًل عقل ‪ ،‬منفصلة ‪ ،‬وغالبًا ما تكون متكررة وظيفيًا‪.‬‬
‫يمكن القول إن عدم المرونة النفسية هي واحدة من أكثر العمليات النفسية السامة المعروفة ‪ ،‬كما يتم تحديدها‬
‫من خًلل اتساعها وحجم تأثيرها وميلها إلى التوسط أو التخفيف من العمليات النفسية األخرى المعروفة بأنها‬
‫إشكالية (‪ .)2007 ، Chawla & Ostafin‬تُظهر الدراسات الطولية ودراسات عينات التجربة عالية الجودة‬
‫أن المرونة النفسية تتنبأ بتطور وتطور الضيق النفسي ‪ ،‬فوق مستويات خط األساس (على سبيل المثال ‪ ،‬كشدان‬
‫‪ ،‬باريوس ‪ ،‬فورسيث ‪ ،‬و‬
‫ستيجر ‪ 2006 ،‬؛ ‪Spinhoven، Drost، de Rooij، van Hemert، & Penninx، 2014).‬‬
‫المقطع العرضي (على سبيل المثال ‪ )2011 ، .Bond et al ،‬والدراسات التأملية (على سبيل المثال‬
‫‪،‬‬
‫يشير ‪ Fledderus‬و ‪ Bohlmeijer‬و ‪ )2010 ، Pieterse‬في نفس االتجاه‪.‬‬
‫إنها حقيقة تجريبية غريبة‪ :‬عندما يتم تجنب المشاعر واألفكار ( & ‪Abramowitz ، Tolin ،‬‬
‫‪ ، )2001 ، Street‬أو يتم التعامل معها على أنها صحيحة حرفيًا (‪)2014 ، .Gillanders et al‬‬
‫‪ ،‬فإن تكرارها أو شدتها يميل إلى الزيادة ‪ ،‬مما يؤدي إلى استمرار المزيد من الهروب والتجنب‬
‫واالعتقاد‪ .‬كل من المكونات الفرعية الستة للصًلبة النفسية (التجنب التجريبي ‪ ،‬واالندماج المعرفي ‪،‬‬
‫واالهتمام غير المرن بالماضي والمستقبل ‪ ،‬وهيمنة الذات المفهومة ‪ ،‬والعجز في التقييم ‪ ،‬وعدم القدرة‬
‫على تقديم االلتزامات السلوكي ة والحفاظ عليها) لها نفس النمط األساسي‪ :‬هم تميل إلى تعزيز حلقة تضخيم‬
‫ذاتي يكون فيها ناتج العملية هو المدخل إلى نفس العملية (انظر ‪Hayes، Sanford، & Feeney،‬‬
‫‪2015).‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬يمكن تغيير عدم المرونة النفسية ‪ ،‬وعندما تكون كذلك ‪ ،‬تصبح هذه المسارات السلبية إيجابية‪.‬‬
‫على الرغم من أن عددًا من األساليب تغير عدم المرونة النفسية ‪ ،‬فإن العًلج بالتقبل وااللتزام ( ‪ACT:‬‬
‫‪ ) 2012 ،Hayes، Strosahl، & Wilson‬هو أسلوب تدخل يعتمد بشكل واع على عدم المرونة النفسية‬
‫باعتباره هدفه األساسي للتغيير‪ .‬كمثال ‪ ،‬ضع في اعتبارك عملية عدم المرونة المتمثلة في "االندماج المعرفي"‬
‫‪ ،‬أي ميل القواعد اللفظية للسيطرة على المصادر األخرى للتنظيم السلوكي‪ .‬تستهدف ‪ ACT‬هذه العملية باستخدام‬
‫أساليب "التشويش اإلدراكي" المصممة لتقليل التأثير السلوكي لتصريحات الذات الصعبة‪ .‬أحد هذه األساليب هو‬
‫تكرار الكلمات (‪ ، )2004 ،Masuda، Hayes، Sackett، & Twohig‬حيث يتم تقطير األفكار الصعبة‬
‫وتكرارا لمدة ‪ 30‬ثانية تقريبًا حتى تفقد كل معانيها‪ .‬طريقة أخرى‬
‫ً‬ ‫مرارا‬
‫ً‬ ‫إلى كلمة واحدة ‪ ،‬والتي تتكرر بعد ذلك‬
‫من هذا القبيل هي األصوات السخيفة (‪ ، )2015 ، Eilers & Hayes‬حيث يتم تكرار األفكار الصعبة‬
‫بصوت عا ٍل في أصوات الشخصيات الكرتونية أو السياسيين األقل تفضيًلً‪ .‬كمثال آخر ‪ ،‬يستهدف ‪ ACT‬نقاط‬
‫الضعف في وضوح القيم من خًلل مساعدة الناس على استكشاف الصفات المختارة للوجود والفعل ‪ ،‬وهي‬
‫عا واسعة من اإلجراءات (تشيس وآخرون ‪ .)2013 ،‬تظهر أكثر من ‪ 200‬تجربة‬ ‫عملية تدخل تغير وحدها أنوا ً‬
‫عشوائية وأكثر من ‪ 50‬دراسة توسطية أن ‪ ACT‬مفيد في مجموعة واسعة من مشاكل الصحة العقلية والسلوكية‬
‫‪ ،‬وهو مفيد ألنه يتغير حيث تتكرر األفكار الصعبة بصوت عا ٍل بصوت الشخصيات الكرتونية أو السياسيين‬
‫األقل حظوة‪ .‬كمثال آخر ‪ ،‬يستهدف ‪ ACT‬نقاط الضعف في وضوح القيم من خًلل مساعدة الناس على‬
‫عا واسعة من اإلجراءات‬ ‫استكشاف الصفات المختارة للوجود والفعل ‪ ،‬وهي عملية تدخل تغير وحدها أنوا ً‬
‫(تشيس وآخرون ‪ .)2013 ،‬تظهر أكثر من ‪ 200‬تجربة عشوائية وأكثر من ‪ 50‬دراسة توسطية أن ‪ACT‬‬
‫مفيد في مجموعة واسعة من مشاكل الصحة العقلية والسلوكية ‪ ،‬وهو مفيد ألنه يتغير حيث تتكرر األفكار‬
‫الصعبة بصوت عا ٍل بصوت الشخصيات الكرتونية أو السياسيين األقل حظوة‪ .‬كمثال آخر ‪ ،‬يستهدف ‪ACT‬‬
‫نقاط الضعف في وضوح القيم من خًلل مساعدة الناس على استكشاف الصفات المختارة للوجود والفعل ‪ ،‬وهي‬
‫عا واسعة من اإلجراءات (تشيس وآخرون ‪ .)2013 ،‬تظهر أكثر من ‪ 200‬تجربة‬ ‫عملية تدخل تغير وحدها أنوا ً‬
‫عشوائية وأكثر من ‪ 50‬دراسة توسطية أن ‪ ACT‬مفيد في مجموعة واسعة من مشاكل الصحة العقلية والسلوكية‬
‫‪ ،‬وهو مفيد ألنه يتغير‬
‫على‬ ‫الدراسات‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫محدثة‬ ‫قائمة‬ ‫على‬ ‫العثور‬ ‫(يمكن‬ ‫النفسية‬ ‫المرونة‬ ‫عدم‬
‫‪http://www.contextualscience.org/state_of_the_act_evidence).‬‬

‫علم النفس المرضي كخسارة في التباين السلوكي الوظيفي‬


‫من وجهة نظر علم السلوك السياقي ‪ ،‬يمكننا التفكير في الكائن النفسي كمجموعة يسكنها العديد من السلوكيات‬
‫الفردية المختلفة و "األنواع" من السلوكيات ‪ ،‬وكلها تتفاعل مع بعضها البعض ومع بيئتها‪ .‬تختلف هذه‬
‫السلوكيات ويتم اختيارها خًلل عمر الكائن الحي عن طريق عمليات التعلم ‪ ،‬مثل التكييف الفعال والكًلسيكي‬
‫‪ ،‬الذي يسمح بالتكيف الجيني‪ .‬يتم تمريرها عبر األجيال من خًلل عمليات مثل التعلم االجتماعي والتطور‬
‫الثقافي والبناء المتخصص واالستيعاب الجيني‪.‬‬
‫يعتمد التطور الكبير على التباين واالحتفاظ االنتقائي (كامبل ‪ .)1960 ،‬يتطلب التطور المتعمد‬
‫تطبيق هذه العمليات التطورية في السياق الصحيح ‪ ،‬على البعد الصحيح ‪ ،‬وعلى المستوى الصحيح من‬
‫االختيار (‪ .) 2014 ،Wilson، Hayes، Biglan، & Embry‬بالنظر إلى الكم الهائل من األدلة‬
‫على عدم المرونة النفسية كعامل ممرض سلوكي ‪ ،‬وعلى النتائج اإليجابية عندما يتم تغيير عدم المرونة‬
‫‪ ،‬يبدو أنه من المفيد فحص هذه العمليات التطورية الست (االختًلف ‪ ،‬واالختيار ‪ ،‬واالحتفاظ ‪ ،‬والسياق‬
‫نظرا لقصر الفصل الحالي ‪،‬‬‫‪ ،‬والبعد ‪ ،‬والمستوى) عند النظر في التطور و تغيير السلوك‪ .‬ومع ذلك ‪ً ،‬‬
‫سنركز بشكل كبير على التباين واالختيار ‪ ،‬مع ذكر العمليات األربع األخرى فقط (انظر ‪Hayes،‬‬
‫)‪Monestès، & Wilson، 2018‬‬
‫يجب التفكير في التباين من الناحيتين الوظيفية والشكلية‪ .‬يتم تحديد اإلجراءات وظيفيًا عندما نركز‬
‫على كيفية نقل الكائن الحي من حالة سابقة معينة إلى حالة تبعية معينة‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬اإلجراءات‬
‫التي تؤدي إلى أسر الفرائس بنجاح ‪ ،‬والتزاوج الناجح ‪ ،‬وبناء بيئات مواتية لتربية األطفال متميزة‬
‫وظيفيًا‪.‬‬
‫التباين الرسمي في السلوك هو مسألة وجود العديد أو القليل من الطبوغرافيات السلوكية ضمن‬
‫نوع وظيفي معين‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬إذا كنت أعرف العديد من الطرق المؤدية إلى المتجر ‪،‬‬
‫فيمكنني الوصول إليه بسهولة عن طريق تغيير االتجاهات إذا تم حظر طريق معين‪ .‬إذا كنت أعرف‬
‫طريقًا واحدًا فقط ‪ ،‬فلن أكون متأكدًا من الوصول إلى هناك إذا حدث نفس الشيء‪.‬‬
‫يمكن أن ينتج علم النفس المرضي عن صًلبة سلوكية رسمية أو وظيفية (أو كليهما)‪ .‬عندما يكون التغيير‬
‫ضروريًا ‪ ،‬فإن أولئك الذين لديهم تنوع أكبر في السلوكيات الرسمية والوظيفية هم أكثر عرضة للتغيير والتكيف‪.‬‬
‫يمكن للتعلم في حاالت الطوارئ أن يزيد ويقلل من تقلب السلوك ‪ ،‬اعتمادًا على نوع التباين الذي يتم النظر‬
‫فيه‪ .‬يزيد التعلم الفعال من فئات كاملة من االختًلفات السلوكية الرسمية ‪ ،‬وكلها تخدم وظيفة مشتركة‪ .‬على‬
‫طيورا أخرى تزيل القمم من زجاجات الحليب ‪ ،‬فقد يكتسب الجزء العلوي‬ ‫ً‬ ‫سبيل المثال ‪ ،‬إذا رأى طائر صغير‬
‫ً‬
‫أشكاال معينة من اإلجراءات‬ ‫من الزجاجة وظيفة مصدر الغذاء ‪ ،‬لكن التعلم عن طريق التجربة والخطأ قد يؤسس‬
‫التي تزيل الجزء العلوي (شيري & جاليف ‪ .) 1984 ،‬يتيح التعلم استكشاف البيئة ‪ ،‬مما يؤدي إلى اختيار‬
‫المنافذ البيئية ‪ ،‬والتي بدورها تغير الحاالت الطارئة التي يتم االتصال بها والتي تنشئ سلوكيات جديدة (أي‬
‫مختلفة وظيفيًا) من خًلل التعزيز‪ .‬عندما يغير السلوك المكانة الجسدية أو السلوكية أو االجتماعية أو الثقافية‬
‫التي يحدث فيها ‪ ،‬يمكن إنشاء حلقة سلوكية إيجابية (‪ ) 2016 ، Monestès‬تزيد من التباين الوظيفي‪ .‬وبالتالي‬
‫‪ ،‬يمكن أن يزيد التعلم من التباين الرسمي والوظيفي‪.‬‬
‫ضا ‪ ،‬في ظل بعض الظروف ‪ ،‬أن يؤدي إلى تنوع سلوكي ضيق‪ .‬إذا هيمنت‬ ‫لكن التعلم يمكن أي ً‬
‫مجموعة من السوابق أو العواقب على اآلخرين ‪ ،‬فقد يؤدي تقليل التباين الوظيفي إلى مزاحمة أنواع‬
‫السلوك األخرى‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬قد يصبح الشخص المدمن على المخدرات غير مهتم بأسرته ‪ ،‬أو‬
‫بالجنس ‪ ،‬أو بالمًلحقات التعليمية مع زيادة نسبة يومه المرتبطة وظيفيًا بالمخدرات‪ .‬في هذه الحالة ‪،‬‬
‫يتم تضييق االختًلف الوظيفي‪ .‬إذا تم قطع الوصول إلى العقار ‪ ،‬فقد يًُلحظ تباين رسمي هائل ‪ -‬التسوق‬
‫من قبل الطبيب ‪ ،‬والنشاط اإلجرامي ‪ ،‬وخداع أفراد األسرة ‪ -‬لكنهم جمي ًعا في خدمة نوع سلوكي وظيفي‬
‫ضا‪.‬‬
‫معين‪ :‬اإلدمان نفسه‪ .‬في هذه الحالة ‪ ،‬زاد التباين الرسمي ‪ ،‬لكن التباين الوظيفي ظل منخف ً‬
‫وبالتالي ‪ ،‬يمكن للذخيرة السلوكية لكل فرد أن تظهر نفسها بمستويات عالية أو منخفضة من التباين الرسمي‬
‫والوظيفي‪ .‬يعرض الجدول ‪ 1‬الحاالت المختلفة لمستويات التباين الرسمية والوظيفية العالية والمنخفضة ونتائجها‬
‫التكيفية أو اإلشكالية المشتركة (أي النفسية المرضية)‪.‬‬

‫الجدول ‪ .1‬نتائج التفاعًلت بين المستويات العالية والمنخفضة من‬


‫االختًلفات الوظيفية والرسمية‬
‫االختًلف الوظيفي‬
‫م‬
‫س‬
‫تو‬
‫ى‬
‫ع‬
‫ا‬
‫مستوى منخفض‬ ‫ل‬
‫خ‬
‫ل‬
‫ا‬
‫قليل‬ ‫ق‬
‫نمطية‬ ‫ر‬
‫م‬
‫ز‬
‫ي‬
‫سم ِّ‬
‫َر ِ‬ ‫مستوى‬ ‫ية‬
‫االختًلف‬ ‫ا‬
‫غير منتجة‬ ‫ل‬
‫ت‬
‫ك‬
‫ي‬
‫عالي‬ ‫ف‬
‫استكشاف‬ ‫ا‬
‫س‬
‫ت‬
‫ك‬
‫شا‬
‫مستوى‬ ‫ف‬
‫(عدم المرونة)‬

‫من ناحية ‪ ،‬يكون التباين الرسمي والوظيفي على مستوى عا ٍل ‪ ،‬وهو أمر شائع في االستكشاف الطبيعي‬
‫للبيئة الذي ينتج عنه اكتشاف طرق تكيفية للتصرف أو الحفاظ على التكيف مع البيئة‪ .‬يمكن أن تتطور االختًلفات‬
‫ضا في اتجاهين متعاكسين‪ .‬في حين أن التباين الوظيفي غير شائع عند مستوى منخفض‬ ‫الوظيفية والشكلية أي ً‬
‫من التباين الرسمي ‪ ،‬إال أنه مع ذلك ممكن ‪ ،‬على األقل بالنسبة للبشر ‪ ،‬من خًلل الرمزية اإلبداعية ‪ ،‬أي عبر‬
‫إسناد معاني مختلفة إلى تكرارات مختلفة لنفس السلوك‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬يمكن أن يؤدي تناول بيضة إلى‬
‫زيادة الوصول إلى التغذية أو إرضاء اإللهة أوستر‪.‬‬
‫إن حجتنا هي أن القضايا النفسية المرضية تتوافق بشكل وثيق مع المستويات المنخفضة من التباين الوظيفي‪.‬‬
‫تتوافق إحدى الحاالت مع الحد األدنى من التباين الرسمي والتباين الوظيفي المنخفض ‪ ،‬وهو ما نسميه هنا‬
‫السلوكيات النمطية ‪ ،‬مثل ما يمكن مًلحظته في التوحد‪ .‬في الواقع‪،‬‬
‫تميل السلوكيات المتكررة لألشخاص الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد إلى االرتباط مع شدة‬
‫االضطراب (‪ ، )2010 ، .Mirenda et al‬ال سيما ألنها تمثل عقبات أمام السلوكيات التكيفية‪ .‬الحالة‬
‫األخرى للقضاي ا النفسية تتوافق مع مستويات عالية من التباين الرسمي مع الحد األدنى من التباين الوظيفي‬
‫‪ ،‬ما نسميه هنا "عدم المرونة"‪ .‬هذا يتوافق مع استكشاف غير منتج للبيئة بحثًا عن نفس النتائج‪ .‬لقد استخدمنا‬
‫بالفعل مثال إدمان المخدرات ‪ ،‬ولكن هناك مثال آخر يحاول تجنب المشاعر الصعبة‪ .‬العمًلء المضطربين‬
‫القلق ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬عادة ما يحاولون مجموعة متنوعة من السلوكيات المختلفة رسميًا للوصول إلى‬
‫متغيرا للغاية ‪ -‬مثل تجنب إلقاء‬
‫ً‬ ‫وظيفة واحدة مرغوبة ‪ -‬التخلص من القلق‪ .‬من الخارج ‪ ،‬يبدو السلوك‬
‫محاضرة ‪ ،‬شرب الكحوليات قبل المناسبات االجتماعية ‪ ،‬أو الركض لمسافة ‪ 10‬أميال في اليوم لتقليل‬
‫تنظيم االستثارة ‪ -‬لكنها في الحقيقة ثابتة للغاية بالمعنى الوظيفي‪ .‬يبدو أن العديد من أشكال علم النفس‬
‫المرضي تتميز باالنخراط بطرق ال تعد وال تحصى يمكن من خًللها تحقيق وظيفة محددة ولكنها غير‬
‫مفيدة‪.‬‬

‫اللغة كمصدر رئيسي لفقدان التباين الوظيفي في البشر‬


‫لماذا يمكن أن تهيمن أشكال السلوك الجامدة نسبيًا على علم النفس البشري حتى في المواقف االقتصادية‬
‫واالجتماعية الناجحة نسبيًا؟ أحد االحتماالت هو أن األشكال المميزة للغة البشرية واإلدراك هي أساسية لكل‬
‫من هاتين النتيجتين‪ .‬وبطريقة أخرى ‪ ،‬فإن أعظم نجاح لنا من الناحية التطورية هو أعظم نقاط ضعفنا‪.‬‬
‫يمكن للغة البشرية واإلدراك أن تؤثر بشكل كبير على التباين الرسمي للسلوك‪ :‬يمكن أن تزيده أو تنقصه‪.‬‬
‫على سبيل المثال ‪ ،‬قد تؤدي التعليمات البسيطة "ال تقل نفس النكتة مرتين" إلى سلسلة ال نهاية لها تقريبًا‬
‫من األشكال السلوكية المختلفة (مثل النكات المختلفة) ‪ ،‬لكل منها وظيفة متشابهة إلى حد كبير (أي جعل‬
‫الناس يضحكون)‪ .‬على العكس من ذلك ‪ ،‬مع الطفل الممتثل ‪ ،‬فإن التعليمات "ال تخرج أبدًا إلى الشارع‬
‫بدون شخص بالغ" يمكن أن تقضي فعليًا على تلك التضاريس من ذخيرتهم ‪ ،‬حتى في المواقف التي يمكن‬
‫فيها تكييفها (منزل يحترق ‪ ،‬على سبيل المثال)‪.‬‬
‫حساب عمليات التعلم العًلئقية األساسية لهذا التأثير‪ .‬هناك دليل كبير على أن لغة اإلنسان واإلدراك عًلقتان‬
‫وليست ترابطيتين (‪ .)2001 ،Hayes، Barnes-Holmes، & Roche‬تبدأ القدرة على اشتقاق‬
‫العًلقات بغض النظر عن شكل األحداث ذات الصلة بالترتيب المتبادل لعًلقة اسم الكائن ‪ ،‬بحيث عندما‬
‫يؤدي كائن ما إلى ظهور عًلمات مميزة ‪ ،‬غالبًا ما تؤدي هذه العًلمات إلى توفير الكائن عن طريق‬
‫االشتقاق (والعكس صحيح)‪ .‬بالعكس)‪ .‬من المحتمل أن يكون هذا قد ظهر ألول مرة كعملية اجتماعية‬
‫تعاونية (من أجل هذا التحليل ‪ ،‬انظر ‪ ، )2014 ،Hayes & Sanford‬لكنه امتد بسرعة ليشمل الشبكات‬
‫العًلئقية (أي الرمزية) القائمة على مجموعة متنوعة من أنواع العًلقات المختلفة (االختًلف ‪ ،‬المعارضة‬
‫‪ ،‬المقارنة والتسلسل الهرمي والسببية وما إلى ذلك)‪ .‬تم استكشاف هذا الرأي في الفصل ‪ 4‬من المجلد‬
‫الحالي‪.‬‬
‫تم توضيح تأثير التعلم العًلئقي على األنماط الظاهرية السلوكية الرسمية في عدد ال يحصى من الدراسات‬
‫(‪ ) 2013 ، Dymond & Roche‬التي تتوافق إلى حد كبير مع التوقعات التي تم إجراؤها منذ عقود عندما‬
‫بدأت للتو في فهم الطبيعة العًلئقية للغة البشرية (‪ .)1996 ، )Hayes ، Gifford ، & Ruckstuhl‬ومع‬
‫ذلك ‪ ،‬فإن اللغة ال تغير فقط التباين السلوكي الرسمي‪ .‬يمكنه تغيير العمليات األخرى ذات الصلة بالتطور (انظر‬
‫‪ ، 2018 ، .Hayes et al‬للحصول على وصف أكثر شموالً)‪ .‬يمكن للغة أن تجعل النتائج البعيدة أو‬
‫االحتمالية فعالة ‪ ،‬أو تخلق عمليات تحفيزية لفظية‪ .‬في الوقت نفسه ‪ ،‬يمكن للغة واإلدراك تقليل التباين الوظيفي‬
‫عن طريق تقليل التحكم في السلوك من خًلل العمليات غير اللفظية‪ .‬مثلما يمكن للنباتات الغازية أن تفعل‬
‫بالنباتات األ خرى ‪ ،‬فإن السلوك الرمزي البشري يتغلب بسرعة على السلوكيات األخرى‪ .‬هذا يقلل من الوظائف‬
‫السلوكية بمعنى أن الوظائف التنبؤية والمقارنة التي تم تأسيسها بشكل رمزي تبدأ في الهيمنة على جميع الوظائف‬
‫األخرى‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬عند مواجهة الصعوبات ‪ ،‬يميل البشر إلى التخطيط ‪ ،‬والعقل ‪ ،‬وحل المشكًلت ‪-‬‬
‫وكلها وظائف تم تأسيسها بشكل رمزي‪ .‬يبدأ هذا بشكل طبيعي في تحويل الفكر البشري أو العاطفة أو الذاكرة‬
‫أو اإلحساس من األحداث إلى مشاكل يجب حلها‪ .‬إذا أخبرك شخص ما أن فقدان الحب أمر مؤلم للغاية ‪ ،‬فقد‬
‫تبدأ في النظر إلى ردود الفعل الم حبة لشريكك بالريبة والخوف من خيبات األمل المؤلمة القادمة‪ .‬إذا كان هناك‬
‫شيء مهم (مثل فرصة الحصول على جديد وكثير وحل المشكًلت — جميع الوظائف المحددة رمزياً‪ .‬يبدأ هذا‬
‫بشكل طبيعي في تحويل الفكر البشري أو العاطفة أو الذاكرة أو اإلحساس من األحداث إلى مشاكل يجب حلها‪.‬‬
‫إذا أخبرك شخص ما أن فقدان الحب أمر مؤلم للغاية ‪ ،‬فقد تبدأ في النظر إلى ردود الفعل المحبة لشريكك بالريبة‬
‫والخوف من خيبات األمل المؤلمة القادمة‪ .‬إذا كان هناك شيء مهم (مثل فرصة الحصول على جديد وكثير‬
‫وحل المشكًلت — جميع الوظائف المحددة رمزياً‪ .‬يبدأ هذا بشكل طبيعي في تحويل الفكر البشري أو العاطفة‬
‫أو الذاكرة أو اإلحساس من األحداث إلى مشاكل يجب حلها‪ .‬إذا أخبرك شخص ما أن فقدان الحب أمر مؤلم‬
‫للغاية ‪ ،‬فقد تبدأ في النظر إلى ردود الفعل المحبة لشريكك بالريبة والخوف من خيبات األمل المؤلمة القادمة‪.‬‬
‫إذا كان هناك شيء مهم (مثل فرصة الحصول على جديد وكثير‬
‫الوظيفة المرغوبة) تسبب القلق ‪ ،‬يمكنك محاولة تهدئة الخوف باالنسحاب من الفرصة‪ .‬بعبارة أخرى‬
‫‪ ،‬تعتبر عدم المرونة النفسية في جزء منها امتدادًا طبيعيًا لحل المشكًلت الرمزي لإلنسان‪.‬‬
‫يهيمن السلوك اللفظي البشري على أشكال العمل األخرى لعدة أسباب‪ .‬أحدها أنه مفيد على نطاق واسع ‪،‬‬
‫وبالتالي يميل إلى اإلفراط في استخدامه‪ .‬عندما يتم اختيار السلوكيات اللفظية ‪ ،‬فإنها تقلل من قدرة السلوكيات‬
‫األخرى على البقاء ‪ ،‬أو ظهور سلوكيات جديدة ‪ ،‬وذلك ببساطة ألن الوقت واالنتباه موارد محدودة‪ .‬يمكن أن‬
‫يؤد ي اختيار السلوكيات إلى تقليل التباين بالمعنى الوظيفي حتى لو زاد التباين بالمعنى الرسمي (‪،Neuringer‬‬
‫‪ .) 2004 ،2002 ،1986‬إذا اتسمت لحظات عديدة بمشاركة الفكر البشري أو التفكير المنطقي أو التواصل‬
‫اللفظي ‪ ،‬بمرور الوقت ‪ ،‬فإن سلوكيات األنواع األخرى أقل وأقل ال تتأثر‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬تميل العًلقات اللفظية البشرية إلى أن تصبح مسيطرة ألنها رمزية ‪ ،‬بمعنى أنها‬
‫استجابات عًلئقية منفصلة إلى حد ما عن األشكال المادية والطوارئ‪ .‬هذه الخاصية تجعلهم سلوك "كل‬
‫التضاريس"‪ .‬يمكن أن تنطبق اللغة واإلدراك على أي شيء في أي مكان وفي أي وقت‪ .‬على سبيل المثال‬
‫‪ ،‬عندما يتم إخبار شخص ما بأنه ال يجب أن يكون ضعيفًا ‪ ،‬فإن أي شيء يمكن تحليله كدليل على الضعف‬
‫مؤلما ‪ ،‬من ‪ + B‬في المدرسة إلى سوء الحظ في األلعاب إلى تجربة عاطفة مؤلمة ولكن‬ ‫ً‬ ‫يمكن أن يصبح‬
‫طبيعية‪ .‬وهذا بدوره يقلل من الحساسية تجاه النتائج الفعلية للفعل ( ‪Monestès، Villatte، Stewart،‬‬
‫‪Loas، 2014).‬‬
‫التعزيز االجتماعي الذي يأتي من كونك على حق في خلق الفهم اللفظي ‪ ،‬والشعور الفوري بالتماسك الذي‬
‫يأتي من تجميع شبكات لفظية متسقة (انظر ‪ ، )2014 ، Quinones & Hayes‬يمكن أن يحافظ على‬
‫الشبكات اللفظية حتى في غياب األشكال األخرى من الفعالية السلوكية‪ .‬يمنح الفهم البشر وهم إتقان العالم بمجرد‬
‫القدرة على وصفه‪ .‬قد يشعر المرضى الذين يعانون من طفح جلدي مجهول السبب بالضيق ألنهم ال يعرفون ما‬
‫لديهم ‪ ،‬في حين أن المرضى الذين تم إخبارهم بأنهم مصابون بالتهاب الجلد مجهول السبب من المحتمل أن يتم‬
‫طمأنتهم ‪ ،‬على الرغم من أن هذا يعني نفس الشيء تما ًما‪.‬‬
‫مع انخفاض التباين الوظيفي وزيادة الوظائف التي يمكن دمجها بسهولة مع األحداث اللفظية الحرفية في‬
‫شكل مستوعب ‪ ،‬قد تضعف الوظائف األخرى التي ال تتحد جيدًا مع األحداث اللفظية الفعلية والتقييمية‬
‫والتنبؤية‪ .‬قد يتضاءل الشعور بالرهبة ‪ ،‬والشعور بالتعالي ‪ ،‬أو الحب ‪ ،‬أو راحة البال عندما تصبح فئة‬
‫وظيفية واحدة من السلوكيات مهيمنة أكثر فأكثر‪ .‬إنه نوع من األنانية السلوكية حيث تحصل أنواع أخرى‬
‫من التصرفات التي يمكن أن تكون مفيدة كجزء من مجموعة تعاونية من اإلجراءات على القليل من الوقت‬
‫أو االهتمام‪ .‬تحصل عناصر ذخيرة حل المشكًلت اللفظية بشكل أناني على مزيد من الوقت واالهتمام أكثر‬
‫مما تستحقه وظيفتها‪ .‬هذا مثال على نوع من الذروة التكيفية ‪ ،‬حيث تنتج العمليات حلقات تضخيم ذاتي أو‬
‫عمليات ذاتية االستدامة تقيد المزيد من التطور عبر العمليات التطورية العادية‪.‬‬
‫دعنا نتوسع في مثال سابق ال يتطلب لغة بشرية وإدرا ًكا حتى يمكن فهم العملية‪ :‬إدمان المخدرات‪ .‬يمكن أن‬
‫ينتج عن استهًلك المواد المسببة لإلدمان معززات قوية ويزيل تدريجيا ً أشكال السلوك األخرى‪ .‬كل خطوة في‬
‫"تسلق التل " لإلدمان يمكن أن تكون شهية للغاية ‪ ،‬لكن صفات اإلدمان الذاتية التي تضخم الذات واالكتفاء الذاتي‬
‫قد تقلل في النهاية من الوصول إلى األحداث السلوكية األخرى بحيث ال يتوفر لها سوى القليل من الوقت ألي‬
‫شيء آخر‪ .‬مزيد من التطوير عبر العمليات التطورية العادية مقيد با لتأثيرات الشديدة لًلنسحاب من المواد‬
‫المسببة لإلدمان‪.‬‬
‫باختصار ‪ ،‬نحن نجادل في أن علم النفس المرضي هو شكل من أشكال الحل الرمزي للمشاكل الذي‬
‫يعطل التفاعل الطبيعي لتوسيع وتقلص التباين ‪ ،‬وبالتالي تقليل التباين الوظيفي‪ .‬يمكن للعًلقات اللفظية أن‬
‫تعزز هذا الت غيير لألسباب المحددة أعًله‪ :‬منفعتها العامة ‪ ،‬وطبيعة "كل التضاريس" ‪ ،‬وانتشار الدعم‬
‫االجتماعي ‪ ،‬وتأثيرات التعزيز للتماسك الحرفي‪ .‬يُقال بطريقة عامية ‪ ،‬أننا نبدأ في العيش في رؤوسنا مع‬
‫تولي علم النفس المرضي زمام األمور ألن مصدر أعظم إنجازاتنا ‪ ،‬وهو حل المشكًلت الرمزي البشري‬
‫‪ ،‬هو تعزيز تقلص االستدامة الذاتية للتنوع الوظيفي‪.‬‬
‫العًلج النفسي الناجح كزيادة في المرونة‬
‫يمكن اعتبار العًلج النفسي وتغيير السلوك المتعمد شكًلً من أشكال علم التطور التطبيقي ‪ ،‬مع‬
‫استعادة التباين المحدد من خًلل صفات العمل المختارة كهدف رئيسي‪ .‬يعزز التدخل النفسي الناجح‬
‫االختيار المناسب للسياق واالحتفاظ باالختًلفات الناجحة لألبعاد الصحيحة على المستوى الصحيح‬
‫من االختيار (‪ Wilson et al.، 2014).‬؛‪Hayes & Sanford، 2015‬‬
‫تتمثل مهمة العًلج النفسي في زيادة المرونة الوظيفية المًلئمة للسياق في جميع المجاالت السلوكية ذات‬
‫الصلة ‪ ،‬بما في ذلك السلوك العلني والعاطفة واإلدراك‪ .‬يُقترح هذا من خًلل حقيقة أن التغييرات في هذه‬
‫األشكال من المرونة النفسية معروفة بوساطة النتائج في العديد من أشكال العًلج (على سبيل المثال ‪Arch ،‬‬
‫و ‪ Wolitzky-Taylor‬و ‪ Eifert‬و ‪Craske ، 2012).‬‬
‫ضع في اعتبارك كيف يمكن القيام بذلك‪ .‬لسبب واحد ‪ ،‬يتم بناء العًلج النفسي بشكل متعمد على عًلقة‬
‫حميمة ورعاية ‪ ،‬ولكن اتضح أن العًلقات من هذا النوع تميل إلى أن تكون نموذ ًجا للمرونة النفسية‪ .‬بدالً من‬
‫التجنب التجريبي ‪ ،‬يقدم المعالجون المهتمون نموذ ًجا لًلنفتاح التجريبي‪ .‬يمكن التحدث عن أي شعور أو ذاكرة‬
‫أو دافع أو فعل تقريبًا بصراحة ‪ ،‬ومن غير المرجح أن يتراجع المعالج في حالة من الرعب أو يهز إصب ًعا من‬
‫الخجل‪ .‬يتم وضع المواقف القضائية في الجانب وبدالً من ذلك ‪ ،‬يتم فحص تجارب العمًلء بشعور من الفضول‬
‫نادرا ما يتم دعم االنتباه الصارم للماضي ‪ ،‬على شكل اجترار ‪ ،‬أو إلى المستقبل ‪ ،‬في شكل قلق ‪ ،‬وبدالً‬ ‫النزيه‪ً .‬‬
‫من ذلك ‪ ،‬ينصب التركيز على ما يمكن فعله اآلن‪ .‬من خًلل االستعداد الستكشاف جميع جوانب حياة العميل‬
‫بشكل أكثر انفتا ًحا ‪ ،‬الوعي على غرار الحفاظ على عملية ضيقة من العرض الذاتي‪ .‬ما يهتم به العميل بعمق‬
‫هو مركز الصدارة ‪ ،‬ويتم تقييم اإلجراءات بنا ًء على فوائدها لحياة حيوية‪ .‬بصياغة عامة كما فعلنا للتو ‪ ،‬يمكنك‬
‫أن ترى أن العًلقة العًلجية في العًلج النفسي تميل إلى نموذج المرونة النفسية‪ .‬إذا استوعب العمًلء تلك البيئة‬
‫‪ ،‬تزداد مرونتهم‪.‬‬
‫نظرت بعض الدراسات في هذه الفكرة من خًلل قياس جودة تحالف العمل في العًلج ‪ ،‬والمرونة النفسية‬
‫للعمًلء‬
‫(على سبيل المثال ‪ ،‬جيفورد وآخرون ‪ .) 2011 ،‬تتوسط هاتان العمليتان نتائج العًلج ‪ ،‬ولكن عندما يتم وضعها‬
‫في نموذج وسيط متعدد ‪ ،‬فإن مرونة العميل تقلل أو تلغي تأثير تحالف العمل (‪.)2011 ، .Gifford et al‬‬
‫هناك طريقة سهلة لوضع هذه النتيجة في كلمات‪ :‬النمذجة ودعم المرونة النفسية في العًلقة مهمان في النتائج ‪،‬‬
‫لكن تأثير هذه العًلقة على العمًلء يتم تحديده من خًلل الدرجة التي يستوعبونها ثم يتبنون هذا الموقف مع‬
‫أنفسهم‪ .‬ما تبقى من العًلقة العًلجية بعد هذا التأثير مجردة إحصائيًا ليس مفيدًا من حيث النتيجة‪.‬‬
‫يتمثل الهدف من العًلج النفسي في جزء منه في الحد من هيمنة اللغة الحرفية والزمنية والحكمية‬
‫ً‬
‫مستحيًل ‪ ،‬وإنشاء استجابات أكثر مرونة‬ ‫التي تجعل االتصال المفتوح مع العالم الداخلي والخارجي‬
‫تكون حرة في الحفاظ على اتصالها بالسياق الحالي والتي يمكن يتم اختيارهم بنا ًء على ترويجهم‬
‫لصفات الوجود والعمل ‪ ،‬أي ترويجهم للقيم اإلنسانية ( ‪Ritzert، Forsyth، Berghoff،‬‬
‫‪ .)2015 ،Barnes-Holmes، & Nicholson‬بهذه الطريقة ‪ ،‬يمكن استخدام اإلدراك الحرفي‬
‫والزمني والحكمي عندما يكون مفيدًا (على سبيل المثال ‪ ،‬عند إصًلح السيارة باتباع دليل) ‪ ،‬ولكن‬
‫أشكال أخرى من العمل (على سبيل المثال ‪ ،‬المًلحظة ‪ ،‬الوصف ‪ ،‬أخذ المنظور ‪ ،‬الشعور ‪ ،‬التقدير‬
‫‪ ،‬غير اللفظي يمكن أن يظهر السلوك) في المقدمة عندما يكون أكثر فائدة (على سبيل المثال ‪ ،‬عند‬
‫البحث عن راحة البال)‪.‬‬
‫تناسب العملية الكامنة وراء التغييرات من هذا النوع النموذج الذي اقترحناه‪ :‬يتم إنشاء وظائف جديدة‪ .‬إذا‬
‫كان لعواطف معينة وظائف تجنب قوية ‪ ،‬فإن عمل التقبل يضيف وظائف أخرى لتلك المشاعر نفسها ‪ ،‬مثل‬
‫الفضول أو المًلحظة أو الوصف‪ .‬إذا كانت األفكار المخيفة أو الحكمية تدفع إلى الجدل أو االمتثال أو المقاومة‬
‫‪ ،‬فإن عمل التشويش يضيف وظائف أخرى مثل اللعب أو االعتراف أو الفكاهة أو اللطف مع الذات‪ .‬تؤدي‬
‫إضافة وظائف جديدة إلى مزيد من المرونة السلوكية ‪ ،‬ويمكن أن تبدأ عواقب اإلجراء في تحديد ما يصلح‪.‬‬
‫ال من ذلك استخدامه‬ ‫نظرا ألن السلوك الرمزي يبتعد عن األشكال المتجنبة لحل المشكًلت ‪ ،‬يمكن بد ً‬ ‫ً‬
‫لزيادة المرونة الوظيفية ‪ -‬يمكن أن يرتبط االختًلف الرسمي المنخفض بالتنوع الوظيفي العالي (ما نطلق‬
‫عليه "الرمزية اإلبداعية" في الجدول ‪ .)1‬بالنسبة للكائنات اللفظية ‪ ،‬أي سلوك‬
‫يمكن تحويل الوظيفة لفظيًا دون أي تغيير رسمي لذلك السلوك ‪ ،‬وذلك ببساطة عن طريق إدخال إشارات‬
‫سياقية مختلفة تجذب االنتباه إلى الشبكات العًلئقية المختلفة التي تركز على عواقب اإلجراء‪ .‬يمكن أن‬
‫ينبعث نفس السلوك بنفس الطريقة مع وجود معاني مختلفة للشخص ‪ ،‬بشرط أن يكون السلوك مرتب ً‬
‫طا‬
‫صا يعمل في أحد خطوط التجميع يعاني‬ ‫بشبكات عًلئقية مختلفة‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬لنفترض أن شخ ً‬
‫من التكرار الممل للحركات ‪ ،‬مما يثير غضبها على والديها اللذين رفضا دفع مصاريف تعليمها العالي‪.‬‬
‫لكنها في نفس اللحظة قد ترى التزامها كدليل على تفانيها ألطفالها ‪ ،‬أو تح ٍد لها إليجاد أفضل طريقة‬
‫لتحسين عملية التصنيع‪ .‬في هذه الحالة ‪ ،‬يمكن أن تكون وظيفة اإلجراءات المتشابهة بشكل متكرر‬
‫متنوعة للغاية ‪،‬‬
‫طا سلبيًا ‪ ،‬عندما يقترن باالنفتاح والوعي ‪ ،‬قد تشجع هذه التحوالت العامل‬ ‫بعيدًا عن كونه نشا ً‬
‫على البحث عن تغييرات في بيئة العمل ‪ ،‬مثل التحريض على "اصطحاب طفلك إلى العمل" ‪ ،‬أو‬
‫اإلصرار على ظروف عمل أكثر أمانًا ‪ ،‬بحيث يمكن لهذا العمل أن يعزز نجاح األسرة‪ .‬هذا ليس‬
‫افتراضيا‪ :‬إنها حقيقة تجريبية أن تقبل التدخًلت وقيمها تؤثر بشكل طبيعي على بيئات العمل بهذه‬
‫الطريقة (‪Bond & Bunce، 2000).‬‬
‫يمكن فهم نموذج المرونة النفسية بأكمله من حيث المفاهيم األساسية الستة (االختًلف ‪ ،‬واالختيار ‪ ،‬واالحتفاظ‬
‫‪ ،‬والسياق ‪ ،‬والبعد ‪ ،‬والمستوى) الًلزمة لًلستخدام المتعمد لعلم التطور‪ .‬في هذا الفصل ‪ ،‬أكدنا على التباين‬
‫ضا من االهتمام المرن بالسياق الداخلي والخارجي للعمل ‪ ،‬ويعززون‬ ‫واالختيار ‪ ،‬لكن المعالجين يزيدون أي ً‬
‫االستبقاء من خًلل الممارسة ‪ ،‬ويحافظون على أبعاد العمل في التركيز (على سبيل المثال ‪ ،‬عدم السماح للبعد‬
‫الرمزي بمزاحمة الميراث اآلخر تدفقات) ‪ ،‬والنظر في مستويات االختيار (على سبيل المثال ‪ ،‬تعزيز النتائج‬
‫عنصرا سلوكيًا مهيمنًا ؛ أو تعزيز نجاح األزواج والعائًلت ‪ ،‬وليس األفراد‬
‫ً‬ ‫اإليجابية للشخص كله ‪ ،‬وليس‬
‫فقط)‪ .‬يتم استكشاف هذه األفكار بشكل كامل في مكان آخر (على سبيل المثال ‪Hayes & Sanford ، ،‬‬
‫‪ Hayes et al. ، 2018).‬؛ ‪2015‬‬
‫استنتاج‬
‫علم السلوك السياقي هو شكل من أشكال العلوم السلوكية يقع بوعي تحت مظلة علم التطور‪ .‬ركزنا في هذا‬
‫الفصل على التباين واالختيار ألنها تؤثر على علم النفس المرضي وتغيير السلوك‪ .‬يتضمن علم النفس‬
‫المرضي عدم المرونة الرسمية أو الوظيفية ‪ ،‬ويساعد العًلج النفسي عن طريق إ ضافة أشكال جديدة من‬
‫المرونة وربطها بالسياق وباالختيار القائم على القيم‪ .‬من خًلل التفكير في العمل النفسي التطبيقي كعلم‬
‫تطور تطبيقي ‪ ،‬يتم تبسيط مجموعة القضايا دون أن تكون مبسطة ‪ -‬وهي المجموعة التي يبدو من المحتمل‬
‫أن تكون مفيدة عمليًا ألولئك الذين يعملون في مجال تغيير السلوك المتعمد‪.‬‬

‫مراجع‬
‫‪ .) 2001( Abramowitz ، JS ، Tolin ، DF ، & Street ، GP‬اآلثار المتناقضة لقمع الفكر‪ :‬تحليل تلوي للدراسات الخاضعة للرقابة‪.‬‬
‫مراجعة علم النفس العيادي ‪.703-683 ، 21 ،‬‬
‫‪ .)2012( Arch ، JJ ، Wolitzky-Taylor ، KB ، Eifert ، GH ، & Craske ، MG‬الوساطة العًلجية الطولية للعًلج السلوكي‬
‫المعرفي التقليدي وعًلج التقبل وااللتزام الضطرابات القلق‪ .‬بحوث وعًلج السلوك ‪.478-469 ، 50 ،‬‬
‫‪ .)2000( .Bond ، FW ، & Bunce ، D‬وسطاء التغيير في تدخًلت إدارة اإلجهاد في موقع العمل التي تركز على العاطفة‬
‫وتركز على المشكلة‪ .‬مجلة علم نفس الصحة المهنية ‪.163-156 ، 5 ،‬‬
‫‪Bond، FW، Hayes، SC، Baer، RA، Carpenter، KM، Guenole، N.، Orcutt، HK،… Zettle، RD‬‬
‫(‪ .)2011‬الخصائص السيكومترية األولية الستبيان التقبل والعمل ‪ :II -‬مقياس منقح للصًلبة النفسية والتجنب التجريبي‪.‬‬
‫العًلج السلوكي ‪.688-676 ، 42 ،‬‬
‫كامبل ‪ ،‬دي تي (‪ .) 1960‬االختًلف األعمى واالحتفاظ االنتقائي في الفكر اإلبداعي وعمليات المعرفة األخرى‪ .‬مراجعة نفسية ‪،‬‬
‫‪.400 - 380 ، 67‬‬
‫تشيس ‪ ،‬جا ‪ ،‬هومانفار ‪ ،‬آر ‪ ،‬هايز ‪ ،‬إس سي ‪ ،‬وارد ‪ ،‬تا ‪ ،‬فيًلرداجا ‪ ،‬جي بي ‪ ،‬وفوليت ‪ ،‬في إم (‪ .)2013‬القيم ليست مجرد أهداف‪ :‬يضيف‬
‫التدريب على القيم القائم على ‪ ACT‬عبر اإلنترنت إلى تحديد األهداف في تحسين أداء الطًلب الجامعيين‪ .‬مجلة العلوم السلوكية السياقية ‪، 2 ،‬‬
‫‪.84-79‬‬
‫تشاوال ‪ ،‬إن ‪ ،‬وأوستافين ‪ ،‬ب‪ .)2007( .‬التجنب التجريبي كمنهج وظيفي األبعاد لعلم النفس المرضي‪ :‬مراجعة تجريبية‪ .‬مجلة علم النفس‬
‫العيادي ‪.890-871 ، 63 ،‬‬
‫‪ .)2013( .Dymond، S.، & Roche، B‬التطورات في نظرية اإلطار العًلئقي‪ :‬البحث والتطبيق‪.‬‬
‫أوكًلند ‪ ،‬كاليفورنيا‪ :‬مطبعة السياق‪.‬‬
‫‪ .)2015( Eilers ، HJ ، & Hayes ، SC‬العًلج الوقائي من التعرض واالستجابة مع تمارين التشوه اإلدراكي لتقليل السلوكيات المتكررة‬
‫والمقيدة التي يظهرها األطفال المصابون باضطراب طيف التوحد‪ .‬بحث في اضطرابات طيف التوحد ‪ .31-18 ، 19 ،‬دوى‪10 :‬‬
‫‪.1016 / j.rasd.2014.12.014‬‬
‫فيراري ‪ ،‬إيه جيه ‪ ،‬تشارلسون ‪ ،‬إف جي ‪ ،‬نورمان ‪ ،‬ري ‪ ،‬باتن ‪ ،‬إس بي ‪ ،‬فريدمان ‪ ،‬جي ‪ ،‬موراي ‪ ،‬سي جي إل ‪ ... ،‬وايتفورد ‪ ،‬ها‬
‫(‪ .) 2013‬عبء االضطرابات االكتئابية حسب البلد والجنس والعمر والسنة‪ :‬نتائج دراسة العبء العالمي لألمراض ‪PLoS .2010‬‬
‫‪Medicine، 10. doi: 10‬‬
‫‪.1371 / journal.pmed.1001547‬‬
‫‪ .) 2010( Fledderus، M.، Bohlmeijer، ET، & Pieterse، ME‬هل يتوسط التجنب التجريبي في آثار أنماط التأقلم‬
‫غير القادرة على التكيف على علم النفس المرضي والصحة العقلية؟ تعديل السلوك ‪.519-503 ، 34 ،‬‬
‫‪Gifford ، EV ، Kohlenberg ، B. ، Hayes ، SC ، Pierson ، H. ، Piasecki ، M. ، Antonuccio ، D. ،‬‬
‫‪ .)2011( .& Palm ، K‬هل يساهم العًلج السلوكي الذي يركز على العًلقات والتقبل في نتائج البوبروبيون؟ تجربة معشاة‬
‫ذات شواهد من ‪ FAP‬و ‪ ACT‬لإلقًلع عن التدخين‪ .‬العًلج السلوكي ‪.715-700 ، 42 ،‬‬
‫…‪Gillanders، DT، Bolderston، H.، Bond، FW، Dempster، M.، Flaxman، PE، Campbell، L.،‬‬
‫‪ .)2014( .Remington، R‬التطوير والتحقق األولي من استبيان االندماج المعرفي‪ .‬العًلج السلوكي ‪.101-83 ، 45 ،‬‬
‫‪ .)2001( .Hayes، SC، Barnes-Holmes، D.، & Roche، B‬نظرية اإلطار العًلئقي‪ :‬ما بعد سكينر‬
‫حساب اللغة البشرية واإلدراك‪ .‬نيويورك‪Plenum. :‬‬
‫‪ .)2012( Hayes، SC، Barnes-Holmes، D.، & Wilson، KG‬علم السلوك السياقي‪ :‬خلق علم أكثر مًلءمة لتحدي‬
‫حالة اإلنسان‪ .‬مجلة العلوم السلوكية السياقية ‪ .16-1 ، 1 ،‬دوى‪j.jcbs.2012.09.004 / 10.1016 :‬‬
‫‪ .)1996( .Hayes ، SC ، Gifford ، EV ، & Ruckstuhl ، LE ، Jr‬نظرية اإلطار العًلئقي والوظيفة التنفيذية‪ .‬في‬
‫‪( GR Lyon & NA Krasnegor‬محرران) ‪ ،‬االنتباه والذاكرة والوظيفة التنفيذية‪ .‬بالتيمور‪ :‬بروكس‪.‬‬
‫‪ .)2006( .Hayes، SC، Luoma، J.، Bond، F.، Masuda، A.، & Lillis، J‬عًلج التقبل وااللتزام‪ :‬النموذج‬
‫والعمليات والنتائج‪ .‬بحوث وعًلج السلوك ‪ .25-1 ، 44 ،‬دوى‪j.brat.2005.06.006 / 10.1016 :‬‬
‫‪ .)2018( Hayes، SC، Monestès، J.-L.، & Wilson، DS‬المبادئ التطورية لعلم النفس التطبيقي‪ .‬في ‪SC Hayes‬‬
‫‪( & S. Hofmann‬محرران) ‪ ،‬العًلج المعرفي السلوكي القائم على العمليات‪ :‬الكفاءات السريرية األساسية في العًلج القائم‬
‫على األدلة‪ .‬أوكًلند ‪ ،‬كاليفورنيا‪ :‬منشورات نيو هاربينجر‪.‬‬
‫‪ .)2014( .Hayes، SC، & Sanford، B‬جاء التعاون أوالً‪ :‬التطور واإلدراك البشري‪ .‬مجلة التحليل التجريبي للسلوك ‪- 112 ، 101 ،‬‬
‫‪ .129‬دوى‪jeab.64 / 10.1002 :‬‬
‫‪ .)2015( .Hayes، SC، & Sanford، B‬العًلج النفسي الحديث كعملية تطورية متعددة األبعاد‪ .‬الرأي الحالي في علم النفس ‪-16 ، 2 ،‬‬
‫‪ .20‬دوى‪j.copsyc.2015 / 10.1016 :‬‬
‫‪.01.009‬‬
‫‪ .)2015( .Hayes ، SC ، Sanford ، BT ، & Feeney ، T‬استخدام المنهج الوظيفي والسياقي لعلم التطور الحديث‬
‫لتوجيه التفكير في علم النفس المرضي‪ .‬معالج سلوك ‪.227 - 222 ، 38 ،‬‬
‫‪ .)2012( Hayes، SC، Strosahl، K.، & Wilson، KG‬عًلج التقبل وااللتزام‪:‬‬
‫عملية وممارسة التغيير الواعي(الطبعة الثانية)‪ .‬نيويورك‪ :‬جيلفورد‪.‬‬
‫‪ .)2006( Kashdan، TB، Barrios، V.، Forsyth، JP، & Steger، MF‬التجنب التجريبي كضعف نفسي عام‪:‬‬
‫مقارنات مع استراتيجيات تنظيم التأقلم والعاطفة‪ .‬بحوث وعًلج السلوك ‪.1320-1301 ، 9 ،‬‬
‫‪ .)2004( Masuda، A.، Hayes، SC، Sackett، CF، & Twohig، MP‬التشويش المعرفي واألفكار السلبية المتعلقة‬
‫بالذات‪ :‬دراسة تأثير تقنية عمرها تسعين عا ًما‪ .‬بحوث وعًلج السلوك ‪ .485-477 ، 42 ،‬دوى‪/ 10.1016 :‬‬
‫‪j.brat.2003.10.008‬‬
‫ميريندا ‪ ،‬ب‪ ، .‬سميث ‪ ،‬إم ‪ ،‬فيًلنكورت ‪ ،‬ت‪ ، .‬جورجيادس ‪ ،‬إس ‪ ،‬دوكو ‪ ،‬إي ‪ ،‬سزاتماري ‪ ،‬بي ‪ ... ،‬زويجنباوم ‪ ،‬إل (‪ .)2010‬التحقق من صحة‬
‫مقياس السلوك التكراري المنقح في األطفال الصغار المصابين بالتوحد‬
‫اضطراب الطيف‪ .‬مجلة التوحد واضطرابات النمو ‪ .1530-1521 ، 40 ،‬دوى‪s10803–010– / 10.1007 :‬‬
‫‪1012–0‬‬
‫‪ .) 2016( .Monestès ، J.-L‬مكان وظيفي للغة في التطور‪ :‬مساهمة علم السلوك السياقي في دراسة التطور البشري‪ .‬في‬
‫‪ ، SC Hayes ، D. Barnes-Holmes‬و ‪ ، RD Zettle‬و ‪( A. Biglan‬محرران) ‪ ،‬دليل وايلي لعلم السلوك السياقي‪.‬‬
‫ويست ساسكس ‪ ،‬المملكة المتحدة‪ :‬وايلي بًلكويل‪.‬‬
‫‪ .)2014( .Monestès، J.-L.، Villatte، M.، Stewart، I.، & Loas، G‬عدم الحساسية المستندة إلى القواعد‬
‫والحفاظ على الوهم في مرض انفصام الشخصية‪ .‬السجل النفسي ‪ .338-329 ، 64 ،‬دوى‪s40732– / 10.1007 :‬‬
‫‪014–0029–8‬‬
‫نويرينجر ‪ ،‬أ‪ .) 1986( .‬هل يمكن للناس أن يتصرفوا "بشكل عشوائي"؟‪ :‬دور التغذية الراجعة‪ .‬مجلة علم النفس التجريبي العام‬
‫‪.75-62 ، 115 ،‬‬
‫نويرينجر ‪ ،‬أ‪ .)2002( .‬المتغيرات العملية‪ :‬الدليل والوظائف والنظرية‪ .‬نشرة ومراجعة نفسية ‪.705-672 ، 9 ،‬‬
‫نويرينجر ‪ ،‬أ‪ .) 2004( .‬تقلبات معززة في الحيوانات والبشر‪ :‬اآلثار المترتبة على العمل التكيفي‪.‬‬
‫عالم نفس أمريكي ‪، 891-906.59 ،‬‬
‫كوينونز ‪ ،‬جيه ‪ ،‬وهايز ‪ ،‬إس سي (‪ .) 2014‬الترابط العًلئقي في شبكات عًلئقية غامضة وال لبس فيها‪ .‬مجلة التحليل التجريبي للسلوك ‪،‬‬
‫‪ .93-76 ، 101‬دوى‪10 :‬‬
‫‪.1002 / jeab.67.37‬‬
‫‪.)2015( .Ritzert ، TR ، Forsyth ، JP ، Berghoff ، CR ، Barnes-Holmes ، D. ، & Nicholson ، E‬‬
‫تأثير تدخل التشويش المعرفي على المرونة السلوكية والنفسية‪ :‬تقييم تجريبي في عينة غير إكلينيكية مخيفة عنكبوت‪ .‬مجلة‬
‫العلوم السلوكية السياقية ‪ .120-112 ، 4 ،‬دوى‪j.jcbs.2015.04.001 / 10.1016 :‬‬
‫شيري ‪ ،‬دي إف ‪ ،‬وجاليف ‪ ،‬بي جي ‪ ،‬االبن (‪ .) 1984‬انتقال ثقافي بدون تقليد‪ :‬فتح زجاجة الحليب بواسطة الطيور‪ .‬سلوك‬
‫الحيوان ‪.938-937 ، 32 ،‬‬
‫‪ .)2014( Spinhoven، P.، Drost، J.، de Rooij، M.، van Hemert، AM، & Penninx، BW‬دراسة طولية للتجنب‬
‫التجريبي في االضطرابات العاطفية‪ .‬العًلج السلوكي ‪.850-840 ، 45 ،‬‬
‫ويلسون ‪ ،‬دي إس ‪ ،‬هايز ‪ ،‬إس سي ‪ ،‬بيجًلن ‪ ،‬ت ‪ ،‬وإمبري ‪ ،‬د‪ .)2014( .‬التعاون في تطوير المستقبل‪.‬‬
‫العلوم السلوكية والدماغية ‪، ٤٣٨-٤٦٠.34 ،‬‬
‫الفصل ‪17‬‬

‫التوفيق بين التوتر بين التغيير السلوكي‬


‫واالستقرار‬
‫رينيه أ‪.‬داكويرث‬
‫قسم علم البيئة وعلم األحياء التطوري ‪ ،‬جامعة أريزونا‬

‫هو قدرة الكائنات الحية على إظهار سلوكيات مرنة للغاية استجابة لذلك غالبًا ما تبدو التحوالت في‬ ‫تي‬
‫مراحل الحياة واإلشارات الموسمية والتغير البيئي متعارضة مع مًلحظات االختًلفات الثابتة في السلوك بين‬
‫األفراد والسكان واألنواع‪ .‬أقترح أن حل هذا التناقض الظاهري يتطلب فهم اآلليات القريبة الكامنة وراء كل‬
‫من التغيير السلوكي واالستقرار‪ .‬تشير مراجعة آليات الغدد الصم العصبية إلى أن االختًلفات المستقرة في‬
‫السلوك بين األفراد تكمن وراءها التباين الهيكلي في مكونات الغدد الصم العصبية ‪ ،‬وهذه السقالة غير المرنة‬
‫نسبيًا مطلوبة لتمكين مكونات أكثر مرونة لتعمل‪ .‬على وجه الخصوص ‪ ،‬هناك أدلة على أن أنماط االستثمار‬
‫في دوائر دماغية متميزة تنتج مقايضات في الوظيفة ا لعصبية التي تفسر التباين في سمات الشخصية بين‬
‫األفراد‪ .‬هكذا‪،‬‬
‫إدراك العالم واتخاذ القرارات‪.‬‬

‫ما هو التغيير السلوكي؟‬


‫نظرا ألن‬
‫ً‬ ‫السلوك هو نشاط الفرد ويشكل كل فعل (أو تقاعس) ينخرط فيه الفرد على مدار حياته‪.‬‬
‫الكائنات الحية تغير أنشطتها باستمرار في دورة يومية أو شهرية أو سنوية ‪ ،‬غالبًا ما يبدو أن الحالة‬
‫االفتراضية للسلوك هي حالة تغيير ؛ ومع ذلك ‪ ،‬فإن هذا التغيير له أنماط متسقة‪ .‬على وجه الخصوص‬
‫‪ ،‬غالبًا ما يُظهر األفراد اختًلفات ثابتة في مستوى أو شدة التعبير عن سلوكيات معينة إما عبر السياقات‬
‫(‪ )2004 ، Sih ، Bell ، & Johnson‬أو بمرور الوقت في سياق معين (‪Mischel & Shoda‬‬
‫‪ ، ) 1995 ،‬مما يعكس االستقرار األساسي في الشخصية أو المزاج‪ .‬في هذا الفصل ‪ ،‬أستكشف سبب‬
‫حدوث مثل هذا االستقرار في التعبير عن السلوك وكيف يمكن أن يؤثر على قدرة الفرد على تغيير‬
‫سلوكه بمرور الوقت ‪ .‬تتطلب اإلجابة على هذه األسئلة فهم األساس المادي األساسي للتعبير عن السلوك‪.‬‬
‫نظرا‬
‫ً‬ ‫لكن قبل الخوض في آليات الغدد الصم العصبية ‪ ،‬من المهم تحديد ما أعنيه بالتغيير السلوكي ‪،‬‬
‫لوجود العديد من األنواع المختلفة للتغيير السلوكي واآلليات المختلفة مرتبطة بأنواع مختلفة من التغيير‬
‫‪ ،‬بما في ذلك عدم القدرة على التغيير‪.‬‬
‫في علم األحياء التطوري ‪ ،‬جلبت الثمانينيات إحياء االهتمام باللدونة المظهرية (‪)2005 ، Pigliucci‬‬
‫‪ ،‬ومع ذلك ركزت معظم دراسات اللدونة على الصفات التي كانت من البًلستيك التطوري ‪ ،‬والتي تنتج‬
‫فيها الظروف البيئية المتغيرة أثناء التكون (أي من الحمل إلى النضج اإلنجابي) أنماط ظاهرية مختلفة جذريًا‬
‫للبالغين تم إصًلحها من أجل حياة الكائن الحي (‪ .)2011 ، Piersma & Van Gils‬ومع ذلك ‪ ،‬مع‬
‫نضوج دراسة اللدونة المظهرية ‪ ،‬أصبح من الواضح أن التركيز على اللدونة التنموية ترك عددًا من‬
‫الصفات البًلستيكية التي تغيرت استجابة للتغير البيئي طوال حياة الكائن الحي‪ .‬سد هذه الفجوة ‪ ،‬اقترح‬
‫بيرسما ودرينت (‪ )2003‬مصطلح "المرونة المظهرية" ألنواع اللدونة التي يمكن عكسها‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬حتى هذا التوسع في تعريف اللدونة ليشمل سمات أكثر مرونة تتغير خًلل عمر الكائن الحي ال‬
‫يلتقط بشكل كامل نطاق التأثيرات البيئية على السلوك‪ .‬هذا ألن المرونة هي مكون متأصل في كل سلوك ‪-‬‬
‫جميع السلوكيات قابلة للعكس ألنها ال يتم التعبير عنها إال استجابةً لسلوك داخلي أو‬
‫حافز خارجي ومع ذلك ‪ ،‬في الوقت نفسه ‪ ،‬قد يكون مستوى تعبيرهم مرنًا من الناحية التطورية ومتسقًا‬
‫للغاية في مرحلة البلوغ ‪ ،‬أو قد يكون مرنًا تطوريًا وال يزال يحتفظ ببعض المرونة طوال الحياة‬
‫نظرا ألن اللدونة التنموية تعني حدودًا للتغير الًلحق الجيني ‪ ،‬غالبًا ما يتم‬
‫(‪ً .)2009 ،Duckworth‬‬
‫إهمالها كسبب لًلختًلف في السم ات السلوكية‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن العمليات التي تحدث أثناء التكون متشابهة‬
‫بشكل أساسي لجميع األنظمة البيولوجية ‪ ،‬بما في ذلك نظام الغدد الصم العصبية ‪ ،‬وبالتالي ‪ ،‬ال تختلف‬
‫السلوكيات عن السمات المورفولوجية في أهمية اللدونة التنموية للتأثير على التعبير بعد التولد‬
‫(‪Duckworth، 2015).‬‬
‫أثناء التطور ‪ ،‬تتمايز األنسجة وتنمو وتنضج ‪ ،‬وتتطلب هذه العملية دم ًجا هائًلً للموارد لبناء كائن حي‪.‬‬
‫وبسبب هذا ‪ ،‬فإن مرحلة الطفولة المبكرة هي نافذة فريدة عندما تكون السمات حساسة بشكل خاص للمدخًلت‬
‫البيئية ‪ ،‬وبمجرد أن تنتهي العمليات التن موية ‪ ،‬يتم إصًلح بعض مكونات السمات بشكل أساسي في التعبير عن‬
‫الحياة‪ .‬تنطبق هذه العملية بشكل متسا ٍو على األساس المادي للسمات السلوكية ‪ -‬يجب أن يمر الجهاز العصبي‬
‫ضا بعملية تمايز ونمو خلوي يكونان فيها عرضة بشكل خاص للتأثيرات البيئية (كنودسن ‪،‬‬ ‫والغدد الصماء أي ً‬
‫‪ .) 2004‬وهكذا ‪ ،‬على غرار السمات المورفولوجية ‪ ،‬فإن هذه الفترة المحدودة للنمو وتنظيم األنسجة هي فترة‬
‫حساسة للتطور السلوكي ‪ ،‬عندما يتم دمج المعلومات البيئية على نطاق واسع ‪ ،‬تشكيل هياكل الغدد الصم‬
‫العصبية والحد بشكل أساسي من نطاق التباين الممكن الحقًا في الحياة‪ .‬في حين أنه راسخ للنمط الظاهري بشكل‬
‫مثيرا للجدل ‪ ،‬خاصة بالنسبة للسلوك البشري‬ ‫ً‬ ‫عام ‪ ،‬فإن دور التطور المبكر في إنتاج التباين السلوكي كان‬
‫المعقد‪ .‬ينبع هذا في جزء كبير منه من عدم االرتياح لفكرة أن السلوك المعقد يمكن اختزاله في فسيولوجيا‬
‫ضا ضمنيًا عا ًما في علم‬
‫األعصاب (بيكل ‪ 2006 ،‬؛ مارشال ‪ .)2009 ،‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬يبدو أن هناك افترا ً‬
‫النفس بأن السلوك البشري المعقد يتطلب مدخًلت من بيئة اجتماعية معقدة ‪ ،‬وبالتالي فإن أي عمليات تحدث‬
‫بعد الوالدة تطغى على تأثيرات ما قبل الوالدة على التباين في السلوك‪ .‬يتضح هذا من خًلل حقيقة أن دراسات‬
‫التطور السلوكي البشري تميل إلى التركيز على تأثير المجتمع المبكر‬
‫والبيئة الثقافية التي يمر بها األطفال ‪ ،‬بدالً من العمليات الفسيولوجية التي قد تؤثر على التطور السلوكي خًلل‬
‫بيئة ما قبل الوالدة (‪ .)2014 ، Buss & Plomin‬ومع ذلك ‪ ،‬تحدث أكبر وأعمق التغييرات في نظام الغدد‬
‫الصم العصبية خًلل الفترة من الحمل إلى الوالدة‪ .‬ترسخت عناصر هيكل الغدد الصماء العصبية وتنظيمها‬
‫خًلل هذا الوقت وال يمكن تغييرها الحقًا في الحياة‪ .‬يتضح هذا في اآلثار الشديدة للتعرض المبكر لألمراض‬
‫واألدوية وسوء التغذية على نمو الدماغ ووظائفه (‪ Riley & McGee‬؛ ‪ .)2005 ، Kolb ، 1995‬ومع‬
‫ذلك ‪ ،‬فإن ما هو أقل وضو ًحا هو ما إذا كان التنوع البيئي الدقيق يمكن أن يؤثر على نمو الدماغ خًلل هذه‬
‫الفترة بطرق تغير بشكل دائم النطاق الطبيعي للتباين في سلوك البالغين‪ .‬بالنظر إلى انتشار مثل هذه الخفية ‪،‬‬
‫وغالبًا ما تكون التأثيرات البيئية التكيفية على الصفات المورفولوجية األخرى ‪ ،‬فًل يوجد سبب منطقي الفتراض‬
‫أن أنظمة الغدد الصم العصبية ستكون محصنة ضد مثل هذه التأثيرات ‪ ،‬والدراسات الحديثة للتأثيرات الًلجينية‬
‫‪ ،‬والتي يتم تحفيز بعضها حتى قبل الحمل ‪ ،‬تدعم هذه الفكرة‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬في الفئران ‪ ،‬أثر إسكان اآلباء‬
‫في بيئة أكثر تعقيدًا قبل التزاوج على أنماط مثيلة الدماغ وسلوك نسلهم (‪.)2012 ، .Mychasiuk et al‬‬
‫يعكس هذا االكتشاف بالتحديد مجموعة متزايدة من األدلة في الحيوانات للتأثيرات التنموية المبكرة على التعبير‬
‫عن االختًلف الطبيعي في السلوك (‪ .)2005 ، Meaney & Szyf‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬تُظهر الدراسات التي‬
‫آثارا تنموية مبكرة على السلوك تتجلى حتى في الجنين‬ ‫أجريت على سمات الحالة المزاجية لدى البشر ً‬
‫(‪ .)2007 ، .Werner et al‬هكذا‪،‬‬

‫دليل يربط تباين الشخصية وبنية الغدد الصماء العصبية‬


‫نظرا لتعقيد نظام الغدد الصم العصبية ‪ ،‬فإن فكرة أن الشخصية تختلف باختًلف بنية مكونات الغدد‬
‫ً‬
‫الصم العصبية ‪ ،‬مثل حجم وتكوين مناطق الدماغ المتميزة ‪ ،‬قد تبدو مفرطة في التبسيط ؛ ومع ذلك‬
‫‪ ،‬هناك أدلة قوية في كل من الدراسات الحيوانية والبشرية على وجود صلة بين االثنين‪.‬‬
‫يرتبط التباين في مورفولوجيا الدماغ باالضطرابات العاطفية والشخصية لدى البشر ‪ -‬على سبيل المثال‬
‫‪ ،‬تم ربط حجم الغدة النخامية بالفصام (نوردهولم وآخرون ‪ 2013 ،‬؛ تاكاهاشي وآخرون ‪ )2011 ،‬وتم‬
‫ربط أحجام الحصين والوطاء واللوزة‪ .‬الضطراب الشخصية الحدية ( ‪Kuhlmann، Bertsch،‬‬
‫‪ Schmahl، Vermetten، Elzinga،‬؛‪Schmidinger، Thomann، & Herpertz، 2013‬‬
‫ضا دليل على أن االختًلف الهيكلي في الدماغ يرتبط بالنطاق الطبيعي‬ ‫‪ .)2003 ،& Bremner‬هناك أي ً‬
‫للتباين في الشخصية (‪ .)2010 ، .DeYoung et al‬على سبيل المثال ‪ ،‬وجد ‪ Bjornebekk‬وزمًلؤه‬
‫(‪ ، )2013‬باستخدام النموذج المكون من خمسة عوامل لتنوع الشخصية ‪ ،‬أن العصابية مرتبطة سلبًا بالحجم‬
‫الكلي للدماغ ‪ ،‬والبنية المجهرية للمادة البيضاء ‪ ،‬ومساحة السطح األمامي الصدغي‪ .‬وجد كريمرز وزمًلؤه‬
‫(‪ )2011‬أن حجم اللوزة الحجاجية األمامية واأليمن مرتبطان ارتبا ً‬
‫طا إيجابيًا باالنبساط ‪ ،‬وأظهر فوينتيس‬
‫وزمًلؤه (‪ ) 2012‬أن الفروق الفردية في السمات الشخصية المرتبطة بالقلق ارتبطت بانخفاض حجم هياكل‬
‫الدماغ المرتبطة بالتحكم العاطفي و الوعي الذاتي‪ .‬هذه ليست سوى عدد قليل من الدراسات العديدة التي‬
‫عا في الشخصية ينعكس في التباين البنيوي األساسي في الدماغ (انظر ‪Kennis ،‬‬ ‫وجدت تنو ً‬
‫‪ ، 2013 ، Rademaker ، & Geuze‬للمراجعة)‪ .‬ال تثبت مثل هذه االرتباطات بالضرورة أن التباين‬
‫البنيوي في الدماغ هو سبب الشخصية ‪ ،‬لكنها على األقل متوافقة مع الفكرة‪ .‬وأظهر فوينتس وزمًلؤه‬
‫(‪ )2012‬أن الفروق الفردية في سمات الشخصية المرتبطة بالقلق كانت مرتبطة بانخفاض حجم هياكل‬
‫الدماغ المتعلقة بالتحكم العاطفي والوعي الذاتي‪ .‬هذه ليست سوى عدد قليل من الدراسات العديدة التي وجدت‬
‫عا في الشخصية ينعكس في التباين البنيوي األساسي في الدماغ (انظر ‪Kennis ، Rademaker ،‬‬ ‫تنو ً‬
‫‪ ، 2013 ، & Geuze‬للمراجعة)‪ .‬ال تثبت مثل هذه االرتباطات بالضرورة أن التباين البنيوي في الدماغ‬
‫هو سبب الشخصية ‪ ،‬لكنها على األقل متوافقة مع الفكرة‪ .‬وأظهر فوينتس وزمًلؤه (‪ )2012‬أن الفروق‬
‫الفردية في سمات الشخصية المرتبطة بالقلق كانت مرتبطة بانخفاض حجم هياكل الدماغ المتعلقة بالتحكم‬
‫عا في الشخصية‬ ‫العاطفي والوعي الذاتي‪ .‬هذه ليست سوى عدد قليل من الدراسات العديدة التي وجدت تنو ً‬
‫ينعكس في التباين البنيوي األساسي في الدماغ (انظر ‪2013 ، Kennis ، Rademaker ، & Geuze‬‬
‫‪ ،‬للمراجعة)‪ .‬ال تثبت مثل هذه االرتباطات بالضرورة أن التباين البنيوي في الدماغ هو سبب الشخصية ‪،‬‬
‫لكنها على األقل متوافقة مع الفكرة‪ 2013 ،Rademaker، & Geuze .‬للمراجعة)‪ .‬ال تثبت مثل هذه‬
‫االرتباطات بالضرورة أن التباين البنيوي في الدماغ هو سبب الشخصية ‪ ،‬لكنها على األقل متوافقة مع‬
‫الفكرة‪ 2013 ،Rademaker، & Geuze .‬للمراجعة)‪ .‬ال تثبت مثل هذه االرتباطات بالضرورة أن‬
‫التباين البنيوي في الدماغ هو سبب الشخصية ‪ ،‬لكنها على األقل متوافقة مع الفكرة‪.‬‬
‫من الصعب تجريبيا استبعاد سبب ونتيجة الروابط بين التشكل البنيوي للدماغ والسلوك في البشر بسبب‬
‫االعتبارات األخًلقية‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن األدلة من الدراسات التي أجريت على الحيوانات تدعم وجود عًلقة سببية‬
‫بين االثنين‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬أدى االنتقاء االصطناعي على التباين الطبيعي في حجم دماغ الجوبي‬
‫(‪ ) Poecilia reticulate‬إلى استجابة مترابطة في سمات الشخصية (‪ ، )2014 ، .Kotrschal et al‬مما‬
‫يشير إلى أن التغيرات في حجم الدماغ عبر األجيال مرتبطة سببيًا بالتغيرات في سمات الشخصية‪.‬‬
‫سمات الشخصية‪ .‬استخدمت دراسة أخرى الفئران المعدلة وراثيًا لمحاولة فهم االرتباط الملحوظ بشكل متكرر‬
‫في البشر بين حجم الحصين األصغر واضطرابات الشخصية المرتبطة بالقلق (بيرسون وآخرون ‪.)2014 ،‬‬
‫من خًلل إنشاء الفئران التي تعبر عن جين ‪ ، 19CYP2C‬وهو جين له وظيفة التمثيل الغذائي اإلنزيمي في‬
‫دماغ اإلنسان ‪ ،‬أظهروا أن الفئران التي تحمل هذا الجين طورت قرن آمون أصغر مقارنة بالفئران التي ال‬
‫نظرا ألن الجين يتم التعبير عنه‬
‫تمتلكه ‪ ،‬كما أنها كانت تعاني من ضعف في التكيف مع اإلجهاد عند البالغين‪ً .‬‬
‫دليًل على أن التغيرات المورفولوجية في الدماغ تسبق التغيرات السلوكية التي‬‫فقط في دماغ الجنين ‪ ،‬فإنه يوفر ً‬
‫لوحظت في البالغين الحقًا ‪ ،‬مما يشير إلى دور سببي النخفاض حجم ال ُحصين أثناء الوالدة وزيادة التوتر والقلق‬
‫في مرحلة البلوغ‪.‬‬
‫قد تعكس العًلقة السببية بين التباين الهيكلي في الدماغ والتباين الشخصي المفاضًلت بين االستثمار النسبي‬
‫استقرارا عبر‬
‫ً‬ ‫نظرا ألن المكونات الهيكلية لنظام الغدد الصماء العصبية هي األكثر‬
‫في مناطق الدماغ المختلفة‪ً .‬‬
‫حياة الكائن الحي واألقل عرضة للتغيير على نطاقات زمنية قصيرة (‪ ، )2015 ، Duckworth‬فإن تأثيرها‬
‫ضا إلى أن‬‫المحتمل على تنوع الشخصية يوفر أساسًا ميكانيكيًا التساق السلوك عبر حياة الفرد و يشير أي ً‬
‫مستقرا للتعبير عن المرونة والتغيير السلوكيين‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬إذا كانت‬ ‫ً‬ ‫إطارا‬
‫ً‬ ‫الشخصية نفسها توفر‬
‫االختًلفات الدقيقة في التباين الهيكلي للدماغ تعكس المفاضًلت في االستثمار ‪ ،‬فإنها تشير إلى أن تنوع الشخصية‬
‫يجب أن يتأثر بالتباين في جميع مناطق الدماغ (أي ‪ ،‬ال توجد منطقة واحدة يمكنها تفسير تباين الشخصية) ‪،‬‬
‫وبالتالي ‪ ،‬يجب أن يؤثر تباين ال شخصية على جميع جوانب السلوك‪ .‬بهذا المعنى ‪ ،‬فإن تنوع الشخصية يضع‬
‫سا األساس الذي تُبنى عليه االستجابات السلوكية‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإن الشخصية ال تمنع المرونة السلوكية وقد‬ ‫أسا ً‬
‫تمكنها حتى ‪ ،‬بالطريقة نفسها التي يتيح بها الهيكل غير المرن نسبيًا للنظام الهيكلي في الفقاريات للحيوان المشي‬
‫والجري والقيام بأنشطة مرنة أخرى‪.‬‬

‫هل المبادالت في العمليات العصبية تكمن وراء تباين‬


‫الشخصية؟‬
‫السلوك هو النتيجة النهائية للتكامل بين العديد من العمليات الحيوية العصبية األساسية والمعلومات حول‬
‫السياق الحالي وحالة الكائن الحي الداخلية‪ .‬تتم معالجة المعلومات الحسية في الدماغ عن طريق الدوائر‬
‫المعرفية والتحفيزية والعاطفية التي بدورها تؤثر على القرارات التي يتخذها الفرد والحالة االنتقالية‬
‫لمزاج الفرد‪ .‬النتيجة النهائية للتكامل بين جميع مكونات هذا النظام الديناميكي هي السلوك‪.‬‬
‫هناك دليل على أن التباين الهيكلي في الدماغ ‪ ،‬بدالً من أن يكون له تأثيرات منعزلة على السلوكيات‬
‫المتميزة ‪ ،‬يؤثر على كيفية جمع المعلومات ودمجها ومعالجتها عبر المفاضًلت في الوظيفة‪ .‬مثال على ذلك‬
‫في عمليات صنع القرار‪ .‬أظهرت الدراسات الحديثة أن الشخصية ال تؤثر فقط على عملية صنع القرار‬
‫ضا التأثير على كفاءة اتخاذ القرار ( ‪Bensi، Giusberti، Nori، & Gambetti،‬‬ ‫ولكن يمكنها أي ً‬
‫‪ Maner et al‬؛‪ Dewberry، Juanchich، & Narendran، 2013‬؛‪ . )2007 ،.2010‬إن‬
‫األساس المحتمل لهذا االرتباط بين الشخصية واتخاذ القرار هو المقايضة بين السرعة والدقة ‪ ،‬حيث يمكن‬
‫اتخاذ القرارات ببطء وبدقة عالية أو بسرعة مع معدل خطأ مرتفع (‪Chittka ، Skorupski ،‬‬
‫& رين ‪ .)2009 ،‬هذه المقايضة لها أساس بيولوجي عصبي واضح ( ‪Bogacz، Wagenmakers،‬‬
‫طا مميزة من نشاط الدماغ‬ ‫‪ )2009 ،Forstmann، & Nieuwenhuis‬وقد أظهرت الدراسات أنما ً‬
‫واالتصال بين كًل األفراد الذين يفضلون األولوية للسرعة مقابل الدقة واألفراد الذين يختلفون في قدرتهم‬
‫على تعديل قدراتهم بمرونة‪ .‬مستوى الحذر (أحيانًا إعطاء األولوية للسرعة ‪ ،‬وأحيانًا الدقة)‬
‫(‪ Perri، Berchicci، Spinelli، & Di Russo‬؛‪ .)2014 ،Forstmann et al.، 2010‬عًلوة‬
‫على ذلك ‪ ،‬فقد ثبت أن التباين في كيفية تعامل األفراد مع هذه المقايضة يرتبط بمجموعة متنوعة من أبعاد‬
‫الشخصية ‪ ،‬مثل الحساسية للمخاطر (‪ ، )2011 ، Nagengast ، Braun ، & Wolpert‬التوافق‬
‫(‪ ، )2012 ، Bresin ، Hilmert ، Wilkowski ، & Robinson‬والعصابية (‪Socan & Bucik‬‬
‫‪.)1998 ،‬‬
‫هناك مقايضة عصبية أخرى محتملة بين الوظائف التنفيذية وشبكة الوضع االفتراضي‪ .‬الوظائف التنفيذية‬
‫هي عمليات معرفية تتضمن التحكم في االنتباه واالستدالل وحل المشكًلت والتخطيط ‪ ،‬بينما تنشط شبكة الوضع‬
‫االفتراضي في غياب مهمة خارجية‬
‫يتطلب ويرتبط بالعمليات المعرفية مثل شرود الذهن والتفكير المستقبلي وأخذ المنظور‪.‬‬
‫طا عدائيًا من التنشيط ‪ -‬عندما يكون االهتمام‬ ‫ترتبط هاتان الوظيفتان بمناطق متميزة من الدماغ وتظهران نم ً‬
‫بمهمة ما مطلوبًا ‪ ،‬يتم تنشيط المناطق المتعلقة بالوظيفة التنفيذية ‪ ،‬ويتم إلغاء تنشيط شبكة الوضع االفتراضي‬
‫(‪ .) 2005 ، .Fox et al‬ومن المثير لًلهتمام ‪ ،‬أن التباين الفردي في القدرة المعرفية اإلبداعية يتوافق مع‬
‫التباين الهيكلي في مناطق الدماغ المرتبطة بشبكة الوضع االفتراضي ( & ‪Jung ، Mead ، Carrasco ،‬‬
‫‪ .)2013 ، Flores‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬فإن التحكم التنفيذي وشبكات الوضع االفتراضي ال تتعارض دائ ًما في‬
‫التنشيط‪ .‬يسود التحكم التنفيذي عندما يُطلب من المشاركين في الدراسة تركيز االنتباه على مهمة خارجية ‪،‬‬
‫طلب من المشاركين في الدراسة‬ ‫وتسود شبكة الوضع االفتراضي عندما ال تكون هناك مهمة‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬عندما ُ‬
‫سا داخليًا ‪ ،‬تم تفعيل الشبكتين في وقت واحد بطريقة تعاونية (بيتي ‪ ،‬بينيديك ‪ ،‬كوفمان‬ ‫إكمال مهمة تتطلب انعكا ً‬
‫‪ ،‬وسيلفيا ‪ .) 2015 ،‬األهم من ذلك ‪ ،‬أن التباين الفردي في الوظيفة التنفيذية والتباين الهيكلي في الدماغ الكامن‬
‫وراء هذه الشبكة يرتبط بالتنوع في الشخصية ؛ ترتبط الوظيفة التنفيذية القوية بضمير عا ٍل ‪ ،‬وعصابية منخفضة‬
‫‪ ،‬وموافقة أعلى (‪ .)2009 ،Williams، Suchy، & Rau‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬كان لدى األفراد الذين أظهروا‬
‫أخيرا ‪،‬‬
‫ً‬ ‫عا أعلى سماكة قشرية أقل في المناطق المرتبطة بالوظيفة التنفيذية (شيلينغ وآخرون ‪.)2012 ،‬‬ ‫اندفا ً‬
‫هناك دليل على التنافس بين الوظيفة التنفيذية ‪ ،‬ال سيما في المجاالت المرتبطة بالتفكير عالي المستوى والتخطيط‬
‫المستقبلي ودوائر االنفعاالت للجهاز الحوفي المرتبطة باتخاذ القرارات التي تعطي مكافآت فورية ( ‪McClure‬‬
‫‪،‬‬
‫كبيرا بين األفراد في عمليات صنع القرار المرتبطة‬ ‫ً‬ ‫مجتمعة ‪ ،‬تشير هذه الدراسات إلى أن هناك تباي ًنا‬
‫بالشخصية ‪ ،‬وأن هذا االختًلف يكمن وراءه التباين في المكونات الهيكلية للدماغ‪ .‬يشير هذا إلى أن تباين‬
‫الشخصية بين األفراد قد يعكس مكان وقوعهم على طول طيف المقايضات العصبية المختلفة في الدماغ‪.‬‬
‫نظرا لوجود مقايض ات متعددة متفاعلة (على سبيل المثال ‪ ،‬السرعة مقابل الدقة ‪ ،‬والتحكم في االنتباه مقابل‬
‫ً‬
‫العقل‪-‬‬
‫تجول ‪ ،‬واإلشباع الفوري مقابل اإلشباع المتأخر) ‪ ،‬قد يفسر هذا سبب كون تنوع الشخصية سمة‬
‫معقدة متعددة األبعاد ال يمكن تلخيصها بسهولة على محور واحد‪.‬‬
‫تشير الدراسات التي أجريت على األنماط الظاهرية التي يسببها اإلجهاد وأنماط التأقلم في الحيوانات إلى أن‬
‫االختًلف في سمات الشخصية قد يكون بسبب التفاعل بين االختًلف الجيني واإلجهاد الناجم عن األم أثناء‬
‫التطور المبكر (دكوورث ‪ ، ) 2015 ،‬وأن األنماط الظاهرية المرتبطة باإلجهاد متسقة مع المفاضًلت المبين‬
‫أعًله‪ .‬تحدث العديد من العواقب طويلة المدى لإلجهاد النمائي المبكر عن إعادة ضبط حساسية محور المهاد‬
‫والغدة النخامية والكظرية الجنينية (‪ ، )HPA‬والتي تعد سببًا رئيسيًا لًلختًلف في العديد من السمات السلوكية‬
‫‪ ،‬بما في ذلك الشخصية ( & ‪ Seckl‬؛ ‪ Meaney & Szyf ، 2005‬؛ ‪Koolhaas et al. ، 1999‬‬
‫‪ .)2004 ، Meaney‬يتكون محور ‪ HPA‬من الوطاء والغدة النخامية األمامية والغدة الكظرية ‪ ،‬جنبًا إلى‬
‫جنب مع الهرمونات التي تفرزها والتي تستجيب لها‪ .‬في الدماغ ‪ ،‬نشاط في اللوزة المترابطة ‪ ،‬الحصين ‪،‬‬
‫& كروسوس ‪ .)2005 ،‬ومن المثير لًلهتمام ‪ ،‬أن هذه هي أجزاء الدماغ التي يبدو أنها مرتبطة‬
‫نظرا ألن اللوزة تتوسط في األحكام القيمية حول المحفزات‬‫طا وثيقًا بالمقايضات الموضحة أعًله ‪ً ،‬‬ ‫ارتبا ً‬
‫الخارجية (‪ ، ) 2015 ، Janak & Tye‬يتوسط منطقة ما تحت المهاد ردود الفعل تجاه اإلجهاد ويمكن‬
‫أن تضعف األداء في قشرة الفص الجبهي على وجه التحديد فيما يتعلق بالوظائف التنفيذية ( ‪Phelps‬‬
‫‪ ، )2014 ، ، Lempert ، & Sokol-Hessner‬وال ُحصين جزء من حلقة وظيفية مصممة‬
‫الكتشاف الحداثة ونقل المعلومات المهمة من الناحية السلوكية إلى تخزين الذاكرة طويلة المدى (‬
‫‪ ، ) 2005 ،Lisman & Grace‬وبالتالي يعمل كحلقة وصل بين األنظمة الحسية ‪ ،‬وأنظمة الحصول‬
‫على المعلومات وتقييمها ‪ ،‬والعمليات اإلدراكية العليا‪ .‬أخيراً‪،‬‬
‫يُعتقد أن األنماط السلوكية التي يسببها اإلجهاد تكيفي ‪ ،‬وتهيئ األفراد لبيئة قاسية ( ‪Badyaev ، 2005‬‬
‫‪ Wells‬؛ ‪ Korte ، Koolhaas ، Wingfield ، & McEwen ، 2005‬؛ ‪ .)2003 ،‬على سبيل المثال‬
‫‪ ،‬في الحيوانات ‪ ،‬يرتبط العدوان بأسلوب التعامل مع اإلجهاد ‪ ،‬بمزيد من العدوانية‬
‫يكون األفراد أكثر جرأة ‪ ،‬وأقل استكشافية ‪ ،‬ويتحملون المزيد من المخاطر في مواجهة األخطار المحتملة‬
‫‪ ،‬ويظهرون مرونة سلوكية أقل مقارنة باألفراد األقل عدوانية‪ .‬تتطلب االستراتيجية العدوانية استهًل ًكا‬
‫وفيرا ؛ بينما يُعتقد أن النوع غير‬
‫ً‬ ‫أعلى للطاقة ويُعتقد أنها مفيدة في البيئات المستقرة حيث يكون الطعام‬
‫العدواني واألكثر مرونة من الناحية السلوكية يزدهر في البيئات األكثر إرهاقًا حيث تكون الموارد‬
‫شحيحة‪ .‬هناك دليل من الطيور البرية على أن مثل هذه االختًلفات يمكن الحفاظ عليها من خًلل تقلب‬
‫االنتقاء ‪ ،‬ألن توافر الغذاء ‪ ،‬الذي يتقلب عبر السنين ‪ ،‬كان محددًا رئيسيًا لبقاء الطيور التي تختلف في‬
‫السلوك االستكشافي (‪Dingemanse، Both، Drent، Tinbergen، 2004) .‬‬
‫واألهم من ذلك ‪ ،‬أن الطريقة التي تتعامل بها هذه األنواع المميزة من الشخصيات مع التحديات‬
‫البيئية واإلجهاد مختلفة تما ًما ‪ -‬فالحيوانات االستباقية ‪ ،‬ألنها تعتمد على الروتين ‪ ،‬تكون أفضل في‬
‫أداء المهام على الرغم من االنحرافات الطفيفة ‪ ،‬ولكنها تتكيف ببطء مع التغيرات في البيئة ؛ في‬
‫حين أن األنواع التفاعلية يمكن تشتيت انتباهها بسهولة ولكنها تتكيف مع الظروف الجديدة بشكل‬
‫أسرع (‪ .)2010 ،Coppens، de Boer، & Koolhaas‬تم افتراض أن هذه االختًلفات في‬
‫القدرة على التكيف بين األنواع االستباقية والتفاعلية تؤدي إلى مخاطر متباينة من األمراض والمشاكل‬
‫النفسية لدى البشر (‪Korte et al. ، 2005).‬‬

‫اآلثار المترتبة على التغيير السلوكي البشري‬


‫إذا كان أحد األسباب الرئيسية الختًلف الشخصية بين األفراد هو التباين الهيكلي الناجم عن اإلجهاد في‬
‫نظام الغدد الصماء العصبية والذي ال يمكن أن يتغير بشكل كبير بعد التطور ‪ ،‬فما هي آثار ذلك على‬
‫تغيير السلوك البشري؟ أوالً ‪ ،‬إنه يؤثر على فهمنا للجوانب السلوكية التي ال يمكن تغييرها بسهولة بعد‬
‫التطور ‪ ،‬وثانيًا ‪ ،‬يعني أنه قد تكون هناك اختًلفات جوهرية بين األفراد في كيفية ظهور التغييرات‬
‫السلوكية‪.‬‬
‫تتمثل إحدى الوظائف الرئيسية للدماغ في دمج المعلومات الجديدة للسماح للكائن الحي باالستجابة بمرونة‬
‫للتحديات‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬في الوقت نفسه ‪ ،‬يجب على الدماغ البالغ الحفاظ على تنظيم الدوائر والتشابك‬
‫ضروري للحفاظ على استمرارية السلوك والذكريات طويلة المدى‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬على الرغم من أن‬
‫اللدونة العصبية تستمر طوال فترة الحياة (‪ ، )2006 ، Lledo ، Alonso ، & Grubb‬إال أنها مقيدة‬
‫بشدة في البالغين مقارنة بالدماغ النامي (‪ .)1995 ، Kolb‬إعادة التنظيم على نطاق واسع للمحاور العصبية‬
‫والتشعبات وتكوين النخاع محدودة في ال دماغ البالغ ألن هذه الهياكل توفر دعامة ثابتة للدوائر العصبية‬
‫الكامنة ‪ ،‬ونتيجة لذلك ‪ ،‬تكون التغيرات في البنية محلية وقصيرة المدى غالبًا (بافيلير ‪ ،‬ليفي ‪ ،‬لي ‪ ،‬دان ‪،‬‬
‫وهينش ‪ .) 2010 ،‬وبالتالي ‪ ،‬فإن التوتر بين االستقرار السلوكي والتغيير ينعكس في توتر مماثل بين‬
‫االستقرار والتغيير على المستوى العصبي‪ .‬بشكل عام ‪ ،‬تعد إعادة التوصيًلت العصبية مكلفة ( ‪Laughlin‬‬
‫‪ ، )2003 ، & Sejnowski‬وقد يؤدي ذلك إلى تكاليف تحويل كبيرة لتغيير أنماط السلوك (& ‪Wood‬‬
‫إذا كان تباين الشخصية ‪ ،‬كما أقترح ‪ ،‬يعكس مكان وجود األفراد في نهايات مختلفة من سلسلة متصلة في‬
‫المفاضًلت العصبية ‪ ،‬يجب أن يكون لألفراد عتبات مختلفة لًلستجابة للتهديد ‪ ،‬واالنخراط في التفاعل‬
‫االجتماعي ‪ ،‬والتشتت ‪ ،‬واستكشاف بيئتهم ‪ ،‬والبحث عن الجديد‪ .‬في الدراسات التي أجريت على الحيوانات ‪،‬‬
‫يُعتقد عادة ً أن النهايات المتباينة على طول طيف الشخصية تعكس مقايضات اللياقة البدنية ‪ ،‬حيث يتكيف بعض‬
‫األفراد بشكل أفضل مع البيئات األكثر إرهاقًا أو المتغيرة بينما يؤدي البعض اآلخر أدا ًء أفضل في بيئات أكثر‬
‫واستقرارا‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬عند البشر ‪ ،‬يُنظر عادة ً إلى بعض محاور تباين الشخصية على أنها إيجابية أو‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اعتداال‬
‫سلبية عالميًا تقريبًا‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬يُنظر عادة ً إلى العصابية على أنها سلبية ‪ ،‬وترتبط الدرجات األعلى‬
‫على محور الشخصية هذا بالعديد من المشكًلت النفسية والصحية‪ .‬من المعروف أن األفراد العصابيين لديهم‬
‫حساسية متزايدة للتهديد (بيركنز ‪ ،‬أرنون ‪ ،‬سمولوود ‪ ،‬وموبس ‪ )2015 ،‬ومن االحتماالت غير المستكشفة‬
‫نسبيًا أن العصابية المرتفعة هي جزء من النمط الظاهري الناجم عن اإلجهاد لدى البشر والذي يم ِّكن األفراد‬
‫ضا فوائد للعصابية‬ ‫من االستجابة بشكل أسرع لإلمكانيات‪ .‬التهديدات‪ .‬إذا كان األمر كذلك ‪ ،‬فقد تكون هناك أي ً‬
‫الع الية التي ربما ال تكون واضحة في البيئات المستقرة والحميدة ‪ ،‬حيث يكون اتخاذ القرارات المدروسة‬
‫والعاكسة هو األكثر قيمة‪ .‬كدليل على ذلك ‪ ،‬فإن األفراد الذين كانوا أكثر عصبية لم يختبروا مقايضة السرعة‬
‫والدقة بحيث زادت دقتهم تحت الضغط مع أوقات اتخاذ القرار األسرع (بيل ‪ )2015 ،‬وأحد االحتماالت غير‬
‫المستكشفة نسبيًا هو أن العصابية العالية هي جزء من النمط الظاهري الناجم عن اإلجهاد لدى البشر والذي‬
‫يم ِّكن األفراد من االستجابة بشكل أسرع للتهديدات المحتملة‪ .‬إذا كان األمر كذلك ‪ ،‬فقد تكون هناك أي ً‬
‫ضا فوائد‬
‫للعصابية العالية التي ربما ال تكون واضحة في البيئات المستقرة والحميدة ‪ ،‬حيث يكون اتخاذ القرارات‬
‫المدروسة والعاكسة هو األكثر قيمة‪ .‬كدليل على ذلك ‪ ،‬فإن األفراد الذين كانوا أكثر عصبية لم يختبروا مقايضة‬
‫السرعة والدقة بحيث زادت دقتهم تحت الضغط مع أوقات اتخاذ القرار األسرع (بيل ‪ )2015 ،‬وأحد االحتماالت‬
‫غير المستكشفة نسبيًا هو أن العصابية العالية هي جزء من النمط الظاهري الناجم عن اإلجهاد لدى البشر والذي‬
‫ضا فوائد‬‫يم ِّكن األفراد من االستجابة بشكل أسرع للتهديدات المحتملة‪ .‬إذا كان األمر كذلك ‪ ،‬فقد تكون هناك أي ً‬
‫للعصابية العالية التي ربما ال تكون واضحة في البيئات المستقرة والحميدة ‪ ،‬حيث يكون اتخاذ القرارات‬
‫المدروسة والعاكسة هو األكثر قيمة‪ .‬كدليل على ذلك ‪ ،‬فإن األفراد الذين كانوا أكثر عصبية لم يختبروا مقايضة‬
‫السرعة والدقة بحيث زادت دقتهم تحت الضغط مع أوقات اتخاذ القرار األسرع (بيل ‪ ،‬حيث يكون اتخاذ القرار‬
‫المدروس واالنعكاس هو األكثر قيمة‪ .‬كدليل على ذلك ‪ ،‬فإن األفراد الذين كانوا أكثر عصبية لم يختبروا مقايضة‬
‫السرعة والدقة بحيث زادت دقتهم تحت الضغط مع أوقات اتخاذ القرار األسرع (بيل ‪ ،‬حيث يكون اتخاذ القرار‬
‫المدروس واالنعكاس هو األكثر قيمة‪ .‬كدليل على ذلك ‪ ،‬فإن األفراد الذين كانوا أكثر عصبية لم يختبروا مقايضة‬
‫السرعة والدقة بحيث زادت دقتهم تحت الضغط مع أوقات اتخاذ القرار األسرع (بيل ‪،‬‬
‫ماون ‪ ،‬وبوينور ‪ .) 2013 ،‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬كان األشخاص الذين يعانون من العصابية أقل دقة إذا تباطأوا‬
‫في مهمة بعد ردود الفعل الخطأ (‪ .)2010 ،Robinson، Moeller، & Fetterman‬تشير هذه الدراسات‬
‫إلى أنه ‪ ،‬في بعض السياقات ‪ ،‬هناك فوائد للعصابية العالية ‪ ،‬وهي نقطة أثارها آخرون في سياق فهم الحفاظ‬
‫على التطور لتنوع الشخصية (‪ )2006 ، Nettle‬وأنماط التعلق (‪ ، Ein-Dor ، Mikulincer‬دورون ‪،‬‬
‫& الحًلقة ‪ .) 2010 ،‬في الطرف اآلخر من الطيف ‪ ،‬يرتبط االنبساط عادة بنتائج صحية ونفسية إيجابية ؛‬
‫ولكن عند المستويات القصوى ‪ ،‬يكون المنفتحون أكثر عرضة لإلصابة باالضطراب ثنائي القطب ( ‪Watson،‬‬
‫‪ .) 2015 ،Stasik، Ellickson-Larew، & Stanton‬وبالتالي ‪ ،‬فإن إسناد السمات اإليجابية أو السلبية‬
‫الصارمة إلى أبعاد الشخصية بغض النظر عن السياق ليس له ما يبرره‪ .‬بدالً من ذلك ‪ ،‬تكون المشاكل أكثر‬
‫قابلية للظهور عندما يكون األفراد في أقصى أبعاد أي من أبعاد الشخصية ‪ ،‬وهذا يثير التساؤل حول ما إذا كان‬
‫تمركزا في الوظائف العصبية‪.‬‬‫ً‬ ‫من الممكن تعديل المقايضات العصبية للسماح لألفراد بأن يصبحوا أكثر‬
‫إذا كان تباين الشخصية محفو ًفا بالعديد من المفاضًلت في الوظائف العصبية التي بدورها تندرج تحت أنماط‬
‫ً‬
‫تكامًل أفضل عبر الدوائر المعرفية‬ ‫متغيرة من االستثمار في مناطق دماغية متميزة ‪ ،‬فإن التقنيات التي تتيح‬
‫والعاطفية والحسية المتميزة قد تكون أقوى االستراتيجيات لـ إحداث تغيير سلوكي طويل األمد‪ .‬هناك دليل على‬
‫أن ممارسات التأمل القائمة على اليقظة ‪ ،‬والتي تشغل الوظائف الحسية والعاطفية والمعرفية ( ‪Brown ،‬‬
‫‪ ، )2007 ، Ryan ، & Creswell‬يمكن أن تغير البنية األساسية للدماغ في مناطق متعددة معروفة بتأثيرها‬
‫على الشخصية ‪ ،‬ومن المحتمل أن تكون معتدلة‪ .‬بعض المفاضًلت في الوظيفة العصبية التي تمت مناقشتها‬
‫ضا دليل على أن النشاط البدني يمكن أن يؤثر على الخصائص‬ ‫أعًله (‪ .)2011 ، .Holzel et al‬هناك أي ً‬
‫الهيكلية للدماغ ‪ ،‬ويعزز اإل دراك وجوانب الوظيفة التنفيذية ‪ ،‬وتؤثر على الحالة المزاجية والعاطفة والقلق‬
‫(‪ Voelcker-Rehage & Niemann‬؛‪.)2013 ،Cotman، Berchtold، & Christie، 2007‬‬
‫أخيرا ‪ ،‬تشير الدراسات البيولوجية العصبية للعًلجات السلوكية المعرفية للقلق واالكتئاب إلى أن هذه‬ ‫ً‬
‫االستراتيجيات تعمل عن طريق إعادة توازن النشاط في مناطق الدماغ المرتبطة بتنظيم العاطفة والوظيفة‬
‫التنفيذية (‪ .) 2010 ، Clark & Beck‬وبالتالي ‪ ،‬يمكن أن يكون للتدخًلت تأثيرات قوية على السلوك البشري‬
‫عن طريق تغيير‬
‫أنماط النشاط األساسية والتنظيم الهيكلي للدماغ المرتبط بالمفاضًلت الوظيفية‪ .‬على وجه الخصوص ‪،‬‬
‫قد تكون استراتيجيات التدخل التي تشغل العديد من الدوائر االنتباهية أو الفسيولوجية أو المعرفية أو‬
‫العاطفية في الدماغ ‪ ،‬مثل اليقظة أو النشاط البدني أو برامج العًلج المعرفي ‪ ،‬فعالة بشكل خاص في‬
‫إعادة التوازن بين المكونات المختلفة‪ .‬عًلوة على ذلك ‪ ،‬فإن أحد االحتماالت غير المكتشفة هو أن أنواع‬
‫الشخصيات المختلفة قد تستجيب بشكل مختلف ألنواع مختلفة من العًلجات التي تمس جوانب مميزة‬
‫من هذه المقايضات‪ .‬بينما تُظهر التقييمات الحديثة لتقنيات العًلج المختلفة أن العديد منها فعال‬
‫(‪ ، )2011 ،Hayes، Villatte، Levin، Hildebrandt‬هناك دائ ًما جزء من السكان ال يستجيب‬
‫للعًلج‪.‬‬
‫في الختام ‪ ،‬أقترح أن الفهم األفضل لكل من االستقرار والمرونة لألساس المادي للسلوك ضروري‬
‫لفهم التغيير السلوكي‪ .‬قد تكون العًلجات التي تأخذ في االعتبار حيث يقع األفراد في طيف المقايضات‬
‫العصبية المختلفة التي تؤثر على انتباههم ومستوى القلق واستراتيجيات اتخاذ القرار أكثر فعالية في‬
‫إحداث تغيير سلوكي طويل األمد‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإن التعرف على حدود المرونة السلوكية وأنماط االستقرار‬
‫السلوكي عبر األفراد قد يكون أهم خطوة في فهم كيفية حدوث التغيير السلوكي الدائم‪.‬‬

‫شكر وتقدير‬
‫أشكر ‪ Alex Badyaev‬على المناقشة وردود الفعل الثاقبة حول هذا الفصل و ‪-NSF DEB‬‬
‫‪ 1350107‬للدعم‪.‬‬

‫مراجع‬
‫‪ .) 2005( Badyaev ، AV‬االختًلف الناجم عن اإلجهاد في التطور‪ :‬من اللدونة السلوكية إلى االستيعاب الجيني‪ .‬وقائع الجمعية‬
‫الملكية في لندن ب ‪.886-877 ، 272 ،‬‬
‫بافيلير ‪ ،‬دي ‪ ،‬ليفي ‪ ،‬دي إم ‪ ،‬لي ‪ ،‬أر دبليو ‪ ،‬دان ‪ ،‬واي ‪ ،‬وهينش ‪ ،‬تي كيه (‪ .)2010‬إزالة الفرامل من لدونة دماغ البالغين‪:‬‬
‫من التدخًلت الجزيئية إلى التدخًلت السلوكية‪ .‬مجلة علم األعصاب ‪ .14971 - 14964 ، 30 ،‬دوى‪/ 10.1523 :‬‬
‫‪JNEUROSCI.4812-10.2010‬‬
‫بيتي ‪ ،‬ري ‪ ،‬بينيديك ‪ ،‬إم ‪ ،‬كوفمان ‪ ،‬إس بي ‪ ،‬وسيلفيا ‪ ،‬بي جيه (‪ .)2015‬يدعم اقتران الشبكة االفتراضي والتنفيذي إنتاج الفكرة‬
‫اإلبداعية‪ .‬التقارير العلمية ‪doi: 10 .10964 ، 5 ،‬‬
‫‪.1038 / srep10964‬‬
‫بيل ‪ ،‬جي جي ‪ ،‬ماون ‪ ،‬إل ‪ ،‬وبوينور ‪ ،‬ر‪ .)2013( .‬التسرع يؤدي إلى إهدار ‪ ،‬ولكن ليس للجميع‪ :‬ال تنطبق مقايضة دقة السرعة‬
‫على األعصاب‪ .‬علم نفس الرياضة والتمارين الرياضية ‪ .864-860 ، 14 ،‬دوى‪/ 10.1016 :‬‬
‫‪j.psychsport.2013.07.001‬‬
‫‪ .)2010( .Bensi، L.، Giusberti، F.، Nori، R.، & Gambetti، E‬الفروق الفردية واالستدالل‪ :‬دراسة عن سمات‬
‫الشخصية‪ .‬المجلة البريطانية لعلم النفس ‪ .562-545 ، 101 ،‬دوى‪X471030000712609 / 10.1348 :‬‬
‫بيكل ‪ ،‬ج‪ .) 2006( .‬اختزال العقل إلى المسارات الجزيئية‪ :‬شرح االختزال الضمني في علم األعصاب الخلوي والجزيئي الحالي‪.‬‬
‫التوليف ‪ .434-411 ، 151 ،‬دوى‪10 :‬‬
‫‪.1007 / s11229-006-9015-2‬‬
‫‪Bjornebekk، A.، Fjell، AM، Walhovd، KB، Grydeland، H.، Torgersen، S.، & Westlye، LT‬‬
‫(‪ .)2013‬االرتباطات العصبية لنموذج العوامل الخمسة (‪ )FFM‬للشخصية البشرية‪ :‬التصوير متعدد الوسائط في عينة صحية‬
‫كبيرة‪ .208-194 ، 65 ، Neuroimage .‬دوى‪ / 10.1016 :‬ي‬
‫‪.neuroimage.2012.10.009‬‬
‫‪ .)2009( .Bogacz ، R. ، Wagenmakers ، E.-J. ، Forstmann ، BU ، & Nieuwenhuis ، S‬األساس‬
‫العصبي لمقايضة السرعة والدقة‪ .‬االتجاهات في علم األعصاب ‪.16-10 ، 33 ،‬‬
‫‪ .)2012( Bresin ، K. ، Hilmert ، CJ ، Wilkowski ، BM ، & Robinson ، MD‬سرعة االستجابة كفرق فردي‪:‬‬
‫دورها في تلطيف عًلقة الغضب والتوافق‪ .‬مجلة البحث في الشخصية ‪ .86-79 ، 46 ،‬دوى‪/ 10.1016 :‬‬
‫‪j.jrp.2011.12.007‬‬
‫براون ‪ ،‬كيه دبليو ‪ ،‬ريان ‪ ،‬آر إم ‪ ،‬وكريسويل ‪ ،‬دينار (‪ .)2007‬اليقظة‪ :‬األسس النظرية واألدلة على آثارها المفيدة‪ .‬االستفسار‬
‫النفسي ‪ .237-211 ، 18 ،‬دوى‪8400701598298 1047 / 10.1080 :‬‬
‫‪ .)2014( .Buss، AH، & Plomin، R‬الحالة المزاجية (‪ :PLE‬العاطفة)‪ :‬سمات الشخصية النامية في وقت مبكر‬
‫(المجلد ‪ .)3‬هوف ‪ ،‬المملكة المتحدة‪ :‬مطبعة علم النفس‪.‬‬
‫‪ .) 2010( .Charil، A.، Laplante، DP، Vaillancourt، C.، & King، S‬إجهاد ما قبل الوالدة ونمو الدماغ‪ .‬مراجعات أبحاث‬
‫الدماغ ‪ .79-56 ، 65 ،‬دوى‪j.brainresrev.2010.06.002 / 10.1016 :‬‬
‫شارمانداري ‪ ،‬إي ‪ ،‬تسيغوس ‪ ،‬سي ‪ ،‬وكروسوس ‪ ،‬جي (‪ .) 2005‬طب الغدد الصماء لًلستجابة للتوتر‪ .‬المراجعة السنوية لعلم وظائف‬
‫األعضاء ‪ .284-259 ، 67 ،‬دوى‪annurev.physiol.67.040403.120816 / 10.1146 :‬‬
‫‪ .)2009( Chittka ، L. ، Skorupski ، P. ، & Raine ، NE‬مقايضات السرعة والدقة في اتخاذ القرار الحيواني‪.‬‬
‫االتجاهات في علم البيئة والتطور ‪.407-400 ، 24 ،‬‬
‫كًلرك ‪ ، DA ،‬و ‪ .)2010( Beck ، AT‬النظرية المعرفية وعًلج القلق واالكتئاب‪ :‬التقارب مع النتائج العصبية الحيوية‪.‬‬
‫االتجاهات في العلوم المعرفية ‪ .424-418 ، 14 ،‬دوى‪j.tics.2010.06.007 / 10.1016 :‬‬
‫‪ .)2010( Coppens ، CM ، de Boer ، SF ، & Koolhaas ، JM‬أساليب المواجهة والمرونة السلوكية‪ :‬نحو اآلليات‬
‫األساسية‪ .‬المعامًلت الفلسفية للجمعية الملكية بلندن ب‪ :‬العلوم البيولوجية ‪ .4028-4021 ، 365 ،‬دوى‪/ 10.1098 :‬‬
‫‪rstb.2010.0217‬‬
‫كوتمان ‪ ،‬سي دبليو ‪ ،‬بيرشتولد ‪ ،‬نورث كاروالينا ‪ ،‬وكريستي ‪ ،‬لوس أنجلوس (‪ .)2007‬التمرين يبني صحة الدماغ‪ :‬األدوار‬
‫الرئيسية لتعاقب عوامل النمو وااللتهابات‪ .‬االتجاهات في علم األعصاب ‪ .472-464 ، 30 ،‬دوى‪/ 10.1016 :‬‬
‫‪j.tins.2007.06.011‬‬
‫‪Cremers، H.، van Tol، MJ، Roelofs، K.، Aleman، A.، Zitman، FG، van Buchem، MA،… van der‬‬
‫وي ‪ ،‬نيوجيرسي (‪ .)2011‬يرتبط االنبساط بحجم القشرة األمامية المدارية واللوزة‪.‬‬
‫بلوس وان‪ .6 ،‬دوى‪journal.pone.0028421 / 10.1371 :‬‬
‫ديوبري ‪ ،‬سي ‪ ،‬جوانتشيتش ‪ ،‬إم ‪ ،‬وناريندران ‪ ،‬س‪ .)2013( .‬كفاءة اتخاذ القرار في الحياة اليومية‪:‬‬
‫أدوار األساليب المعرفية العامة وأساليب اتخاذ القرار والشخصية‪ .‬شخصية و‬
‫الفروق الفردية ‪ .٧٨٨-٧٨٣ ،55 ،‬دوى‪j.paid.2013.06.012 / 10.1016 :‬‬
‫‪.)2010( DeYoung، CG، Hirsh، JB، Shane، MS، Papademetris، X.، Rajeevan، N.، & Gray، JR‬‬
‫تنبؤات االختبار من علم األعصاب الشخصي‪ :‬بنية الدماغ والخمسة الكبار‪ .‬علم النفس ‪ .828-820 ، 21 ،‬دوى‪10.1177 :‬‬
‫‪0956797610370159 /‬‬
‫دينجيمانسي ‪ ،‬نيوجيرسي ‪ ،‬بوث ‪ ،‬سي ‪ ،‬درينت ‪ ،‬بيجاي ‪ ،‬وتينبيرجين ‪ ،‬جي إم (‪ .)2004‬عواقب اللياقة البدنية لشخصيات‬
‫الطيور في بيئة متقلبة‪ .‬وقائع الجمعية الملكية ب‪ :‬العلوم البيولوجية ‪ .852-847 ، 271 ،‬دوى‪/ 10.1098 :‬‬
‫‪rspb.2004.2680‬‬
‫داكورث ‪ .)2009( RA ،‬دور السلوك في التطور‪ :‬بحث عن آلية‪ .‬علم البيئة التطوري ‪.531-513 ، 23 ،‬‬
‫داكورث ‪ .)2010( RA ،‬تطور الشخصية‪ :‬القيود التنموية على المرونة السلوكية‪ .‬أوك ‪.758-752 ، 127 ،‬‬
‫داكورث ‪ ،‬را (‪ .) 2015‬آليات الغدد الصم العصبية الكامنة وراء االستقرار السلوكي‪ :‬اآلثار المترتبة على األصل التطوري‬
‫للشخصية‪ .‬حوليات أكاديمية نيويورك للعلوم ‪doi: 10.1111 / nyas.12797 .74-54 ، 1360 ،‬‬
‫آين دور ‪ ،‬ت‪ ، .‬ميكولينسر ‪ ،‬إم ‪ ،‬دورون ‪ ،‬جي ‪ ،‬آند شيفر ‪ ،‬بي آر (‪ .)2010‬مفارقة التعلق‪ :‬كيف يمكن للكثيرين منا (غير‬
‫اآلمنين) أال يتمتعوا بمزايا تكيفية؟ وجهات نظر في علم النفس ‪ .141 - 123 ، 5 ،‬دوى‪/ 10.1177 :‬‬
‫‪1745691610362349‬‬
‫‪.Forstmann، BU، Anwander، A.، Schafer، A.، Neumann، J.، Brown، S.، Wagenmakers،… Turner، R‬‬
‫(‪ .)2010‬تتنبأ الوصًلت القشرية‪ -‬المخطط بالسيطرة على السرعة والدقة في اتخاذ القرار اإلدراكي‪ .‬وقائع األكاديمية الوطنية للعلوم ‪،‬‬
‫‪.15920-15916 ، 107‬‬
‫‪ .)2005( Fox ، MD ، Snyder ، AZ ، Vincent ، JL ، Corbetta ، M. ، Van Essen ، DC ، & Raichle ، ME‬يتم تنظيم‬
‫الدماغ البشري جوهريًا في شبكات وظيفية ديناميكية ومترابطة‪ .‬وقائع األكاديمية الوطنية للعلوم ‪ .9678-9673 ، 102 ،‬دوى‪/ 10.1073 :‬‬
‫& ‪pnas.0504136102 Fuentes، P.، Barros-Loscertales، A.، Bustamante، JC، Rosell، P.، Costumero، V.،‬‬
‫‪ .) 2012( .Avila، C‬ترتبط الفروق الفردية في نظام التثبيط السلوكي بالقشرة الحجاجية األمامية وحجم المادة الرمادية الطليقة‪ .‬علم األعصاب‬
‫اإلدراكي والعاطفي والسلوكي ‪–491 ، 12 ،‬‬
‫‪ .498‬دوى‪s13415-012-0099-5 / 10.3758 :‬‬
‫‪ .)2011( .Hayes، SC، Villatte، M.، Levin، M.، & Hildebrandt، M‬منفتحة وواعية ونشطة‪ :‬المناهج السياقية‬
‫باعتبارها اتجاهًا ناشئًا في العًلجات السلوكية والمعرفية‪ .‬المراجعة السنوية لعلم النفس العيادي ‪ .168-141 ، 7 ،‬دوى‪:‬‬
‫‪ / 10.1146‬أنوريف‪-‬كلينبسي ‪032-‬‬
‫‪210-104449‬‬
‫‪ .)2011( .Holzel، BK، Lazar، SW، Gard، T.، Schuman-Olivier، Z.، Vago، DR، & Ott، U‬كيف‬
‫يعمل التأمل اليقظ؟ اقتراح آليات العمل من منظور مفاهيمي وعصبي‪ .‬وجهات نظر في علم النفس ‪ .559-537 ، 6 ،‬دوى‪:‬‬
‫‪691611419671 1745 / 10.1177‬‬
‫‪ .)2015( Janak، PH، & Tye، KM‬من الدوائر إلى السلوك في اللوزة‪ .‬الطبيعة ‪ .292 - 284 ، 517 ،‬دوى‪:‬‬
‫‪ / 10.1038‬طبيعة ‪14188‬‬
‫جونغ ‪ ،‬ري ‪ ،‬ميد ‪ ،‬بي إس ‪ ،‬كاراسكو ‪ ،‬جيه ‪ ،‬أند فلوريس ‪ ،‬آر إيه (‪ .)2013‬بنية اإلدراك اإلبداعي في دماغ اإلنسان‪ .‬الحدود في علم‬
‫األعصاب البشري ‪doi: 10.3389 / fnhum.2013 .330 ، 7 ،‬‬
‫‪.00330‬‬
‫كينيس ‪ ،‬إم ‪ ،‬راديميكر ‪ ،‬إيه آر ‪ ،‬وجوز إي (‪ .)2013‬االرتباطات العصبية للشخصية‪ :‬مراجعة تكاملية‪ .‬علم األعصاب‬
‫ومراجعات السلوك الحيوي ‪ .95-73 ، 37 ،‬دوى‪j.neu biorev.2012.10.012 / 10.1016 :‬‬
‫كنودسن ‪ ،‬إي (‪ .)2004‬فترات حساسة في تطور الدماغ وسلوكه‪ .‬مجلة علم األعصاب اإلدراكي ‪.1425-1412 ، 16 ،‬‬
‫كولب ‪ ،‬ب‪ .)1995( .‬لدونة الدماغ وسلوكه‪ .‬ماهوا ‪ ،‬نيوجيرسي‪ :‬لورانس إيرلبوم‪.‬‬
‫‪Koolhaas ، JM ، Korte ، SM ، De Boer ، SF ، Van Der Vegt ، BJ ، Van Reenen ، CG ، Hopster ، H.‬‬
‫‪ .) 1999( ،… Blokhuis ، HJ‬أساليب التكيف في الحيوانات‪ :‬الوضع الحالي في السلوك وعلم وظائف األعضاء‪ .‬علم األعصاب‬
‫ومراجعات السلوك الحيوي ‪.935-925 ، 23 ،‬‬
‫‪ .)2005( Korte، SM، Koolhaas، JM، Wingfield، JC، & McEwen، BS‬المفهوم الدارويني لإلجهاد‪ :‬فوائد‬
‫التًلؤم وتكاليف الحمل الخيفي والمفاضًلت في الصحة والمرض‪ .‬علم األعصاب ومراجعات السلوك الحيوي ‪.38-3 ، 29 ،‬‬
‫‪Kotrschal، A.، Lievens، EJ، Dahlbom، J.، Bundsen، A.، Semenova، S.، Sundvik، M.،… Kolm،‬‬
‫‪ .)2014( .N‬يكشف االنتقاء االصطناعي للح جم النسبي للدماغ عن وجود عًلقة جينية إيجابية بين حجم الدماغ والشخصية‬
‫االستباقية في الجوبي‪ .‬التطور ‪ .1149-1139 ، 68 ،‬دوى‪evo.12341 / 10.1111 :‬‬
‫كولمان ‪ ،‬إيه ‪ ،‬بيرتش ‪ ،‬ك ‪ ،‬شميدينجر ‪ ،‬آي ‪ ،‬ثومان ‪ ،‬بنسلفانيا ‪ ،‬وهيربيرتز ‪ ،‬إس سي (‪ .)2013‬الفروق الشكلية في الهياكل‬
‫المركزية المنظمة للتوتر بين النساء المصابات وغير المصابات باضطراب الشخصية الحدية‪ .‬مجلة الطب النفسي وعلم‬
‫األعصاب ‪ .137-129 ، 38 ،‬دوى‪jpn.120039 / 10.1503 :‬‬
‫الفلين ‪ ،‬إس بي ‪ ،‬وسيجنوفسكي‪ .)2003( .‬التواصل في الشبكات العصبية‪ .‬العلوم ‪.1874-1870 ، 301 ،‬‬
‫ليسمان ‪ ،‬جي إي ‪ ،‬وجريس ‪ ،‬إيه إيه (‪ .)2005‬الحلقة ‪ : Hippocampal-VTA‬التحكم في إدخال المعلومات في الذاكرة طويلة‬
‫المدى‪ .‬نيورون ‪ .713-703 ، 46 ،‬دوى‪j.neuron.2005 / 10.1016 :‬‬
‫‪.05.002‬‬
‫‪ .)2006( Lledo ، PM ، Alonso ، M. ، & Grubb ، MS‬تكوين الخًليا العصبية للبالغين واللدونة الوظيفية في الدوائر العصبية‪.‬‬
‫مراجعات الطبيعة لعلم األعصاب ‪ .193-179 ، 7 ،‬دوى‪nrn1867 / 10.1038 :‬‬
‫مانر ‪ ،‬جي كيه ‪ ،‬ريتشي ‪ ،‬جا ‪ ،‬كرومر ‪ ،‬ك ‪ ،‬مالوت ‪ ،‬إم ‪ ،‬ليجويز ‪ ،‬سي دبليو ‪ ،‬جوينر ‪ ،‬تي إي ‪ ،‬وشميت ‪ ،‬إن بي (‪.)2007‬‬
‫قلق التخلص واتخاذ القرار تجنب المخاطر‪ .‬الشخصية واالختًلفات الفردية ‪ .675-665 ، 42 ،‬دوى‪/ 10.1016 :‬‬
‫‪j.paid.2006.08.016‬‬
‫مارشال ‪ .)2009( PJ ،‬ربط علم النفس وعلم األعصاب‪ :‬مواجهة التحديات‪ .‬وجهات نظر في علم النفس ‪.125 - 113 ، 4 ،‬‬
‫مكلور ‪ ، SM ،‬اليبسون ‪ .)2004( DI ، Loewenstein ، G. ، & Cohen ، JD ،‬تقدر األنظمة العصبية المنفصلة المكافآت المالية‬
‫الفورية والمتأخرة‪ .‬العلوم ‪ .507-503 ، 306 ،‬دوى‪10 :‬‬
‫‪ / 1126.‬العلوم ‪1100907.‬‬
‫‪ .) 2005( .Meaney ، MJ ، & Szyf ، M‬البرمجة البيئية الستجابات اإلجهاد من خًلل مثيلة الحمض النووي‪ :‬الحياة في‬
‫الواجهة بين بيئة ديناميكية وجينوم ثابت‪ .‬حوارات في علم األعصاب السريري ‪.123-103 ، 7 ،‬‬
‫ميشيل ‪ ،‬دبليو ‪ ،‬وشودا ‪ ،‬واي (‪ .) 1995‬نظرية النظام اإلدراكي والعاطفي للشخصية‪ :‬إعادة تصور المواقف ‪ ،‬والميول ‪،‬‬
‫والديناميكيات ‪ ،‬والثبات في بنية الشخصية‪ .‬مراجعة نفسية ‪.268-246 ، 102 ،‬‬
‫‪ .)2012( .Mychasiuk، R.، Zahir، S.، Schmold، N.، Ilnytskyy، S.، Kovalchuk، O.، & Gibb، R‬إثراء األبوين‬
‫وتطور النسل‪ :‬تعديًلت على الدماغ والسلوك واإلبيجينوم‪ .‬بحوث الدماغ السلوكية ‪ .298-294 ، 228 ،‬دوى‪/ 10.1016 :‬‬
‫‪j.bbr.2011.11.036‬‬
‫‪ ، Nagengast ، AJ ، Braun ، DA‬و ‪ .) 2011( Wolpert ، DM‬حساسية المخاطر في مهمة آلية مع مقايضة دقة السرعة‪ .‬مجلة‬
‫الفسيولوجيا العصبية ‪ .2674-2668 ، 105 ،‬دوى‪ / 10.1152 :‬ي‬
‫‪.00804.2010‬‬
‫نبات القراص ‪ ،‬د‪ .)2006( .‬تطور اختًلف الشخصية في البشر والحيوانات األخرى‪ .‬عالم نفس أمريكي ‪.631-622 ، 61 ،‬‬
‫نوردهولم ‪ ،‬د‪ ، .‬كروغ ‪ ،‬ج‪ ، .‬مونديلي ‪ ،‬ف ‪ ،‬دازان ‪ ،‬ب ‪ ،‬باريانتي ‪ ،‬سي ‪ ،‬ونوردنتوفت ‪ ،‬إم (‪ .)2013‬حجم الغدة النخامية في مرضى‬
‫الفصام ‪ ،‬األشخاص المعرضين لخطر اإلصابة بالذهان‬
‫والضوابط الصحية‪ :‬مراجعة ممنهجية وتحليل تلوي‪ .‬علم الغدد الصماء العصبية والنفسية ‪ .2404-2394 ، 38 ،‬دوى‪:‬‬
‫‪j.psyneuen.2013.06.030 / 10.1016‬‬
‫بيركنز ‪ ،‬إيه إم ‪ ،‬أرنوني ‪ ،‬دي ‪ ،‬سمولوود ‪ ،‬جي ‪ ،‬آند موبس ‪ ،‬دي (‪ .)2015‬اإلفراط في التفكير‪ :‬التفكير الذاتي كمحرك‬
‫للعصابية‪ .‬االتجاهات في العلوم المعرفية ‪ .498-492 ، 19 ،‬دوى‪j.tics.2015.07.003 / 10.1016 :‬‬
‫‪ .)2014( .Perri ، RL ، Berchicci ، M. ، Spinelli ، D. ، & Di Russo ، F‬ترتبط الفروق الفردية في سرعة‬
‫االستجابة والدقة بأنشطة دماغية محددة لنظامين متفاعلين‪ .‬الحدود في علم األعصاب السلوكي ‪.251 ، 8 ،‬‬
‫بيرسون ‪ ،‬إيه ‪ ،‬سيم ‪ ،‬إس سي ‪ ،‬فيردينج ‪ ،‬إس ‪ ،‬أونيشينكو ‪ ،‬إن ‪ ،‬شولت ‪ ،‬جي ‪ ،‬وإنجلمان‪-‬سوندبرج ‪ ،‬إم‪ .)2014( .‬انخفاض حجم الحصين‬
‫وزيادة القلق في نموذج الماوس المعدل وراثيا الذي يعبر عن الجين البشري ‪ .19CYP2C‬الطب النفسي الجزيئي ‪. 741-733 ، 19 ،‬‬
‫دوى‪10 :‬‬
‫‪ / 1038.‬النائب ‪2013.89‬‬
‫‪ .)2014( .Phelps، EA، Lempert، KM، & Sokol-Hessner، P‬العاطفة واتخاذ القرار‪ :‬تعدد الدوائر العصبية المعدلة‪ .‬المراجعة‬
‫السنوية لعلم األعصاب ‪ .287-263 ، 37 ،‬دوى‪10 :‬‬
‫‪.1146 / annurev-neuro-071013-014119‬‬
‫بيرسما ‪ ،‬ت‪ ، .‬ودرينت ‪ ،‬ج‪ .) 2003( .‬المرونة المظهرية وتطور التصميم العضوي‪ .‬االتجاهات في علم البيئة والتطور ‪. 233-228 ، 18 ،‬‬
‫دوى‪s0169-5347 (03) 00036-3 / 10.1016 :‬‬
‫بيرسما ‪ ،‬ت‪ ، .‬وفان جيلز ‪ ،‬جا (‪ .) 2011‬النمط الظاهري المرن‪ :‬تكامل البيئة المتمحور حول الجسم ‪،‬‬
‫علم وظائف األعضاء والسلوك‪.‬أكسفورد‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪.‬‬
‫بيجليوتشي ‪ ،‬م‪ .)2005( .‬تطور اللدونة المظهرية‪ :‬إلى أين نحن ذاهبون اآلن؟ االتجاهات في علم البيئة والتطور ‪-481 ، 20 ،‬‬
‫‪ .486‬دوى‪j.tree.2005.06.001 / 10.1016 :‬‬
‫رايلي ‪ ،‬إي بي ‪ ،‬وماكي ‪ ،‬سي إل (‪ .) 2005‬اضطرابات طيف الكحول الجنيني‪ :‬نظرة عامة مع التركيز على التغييرات في الدماغ والسلوك‪.‬‬
‫علم األحياء التجريبي والطب ‪.365-357 ، 230 ،‬‬
‫‪ .)2010( Robinson ، MD ، Moeller ، SK ، & Fetterman ، AK‬العصابية واالستجابة لمًلحظات الخطأ‪ :‬التنظيم‬
‫الذاتي التكيفي مقابل التفاعل العاطفي‪ .‬مجلة الشخصية ‪doi: 10.1111 / j.1467- .1496-1469 ، 78 ،‬‬
‫‪6494.2010.00658.x‬‬
‫شيلينج ‪ ،‬سي ‪ ،‬كون ‪ ،‬إس ‪ ،‬رومانوسكي ‪ ،‬إيه ‪ ،‬شوبرت ‪ ،‬إف ‪ ،‬كاثمان ‪ ،‬إن ‪ ،‬وجالينات ‪ ،‬ج‪ .)2012( .‬يرتبط سمك القشرة‬
‫باالندفاع عند البالغين األصحاء‪ .830-824 ، 59 ،Neuroimage .‬دوى‪/ 10.1016 :‬‬
‫‪j.neuroimage.2011.07.058‬‬
‫شمهل ‪ ،‬سي جي ‪ ،‬فيرميتين ‪ ،‬إي ‪ ،‬إلزينجا ‪ ،‬بي إم ‪ ،‬بريمنر ‪ ،‬دينار أردني (‪ .)2003‬التصوير بالرنين المغناطيسي لحجم ال ُحصين واللوزة‬
‫عند النساء اللواتي يعانين من سوء المعاملة في مرحلة الطفولة واضطراب الشخصية الحدية‪ .‬بحوث الطب النفسي‪ :‬تصوير األعصاب ‪،‬‬
‫‪ .198-193 ، 122‬دوى‪10 :‬‬
‫‪.1016 / s0925-4927 (03) 00023-4‬‬
‫‪ .)2004( Seckl ، JR ، & Meaney ، MJ‬برمجة القشرانيات السكرية‪ .‬حوليات أكاديمية نيويورك للعلوم ‪-63 ، 1032 ،‬‬
‫‪ .84‬دوى‪ / 10.1196 :‬سجًلت ‪1314.006.‬‬
‫‪ .) 2004( Sih، A.، Bell، A.، & Johnson، JC‬المتًلزمات السلوكية‪ :‬نظرة عامة بيئية وتطورية‪ .‬االتجاهات في علم‬
‫البيئة والتطور ‪.378-372 ، 19 ،‬‬
‫‪ .)1998( .Socan، G.، & Bucik، V‬العًلقة بين سرعة معالجة المعلومات وبُعدين رئيسيين في الشخصية ‪ -‬االنبساطية‬
‫والعصابية‪ .‬الشخصية واالختًلفات الفردية ‪.48-35 ، 25 ،‬‬
‫تاكاهاشي ‪ ،‬ت‪ ، .‬زو ‪ ،‬سي ‪ ،‬ناكامورا ‪ ،‬ك‪ ، .‬تانينو ‪ ،‬ر‪ ، .‬فورويتشي ‪ ،‬أ‪ ، .‬كيدو ‪ ،‬إم ‪ ... ،‬سوزوكي ‪ ،‬إم‪ .)2011( .‬التغيرات‬
‫الطولية في الحجم من الغدة النخامية في المرضى الذين يعانون من اضطراب فصامي وانفصام الشخصية الحلقة األولى‪ .‬التقدم‬
‫في علم األدوية النفسية والعصبية والطب النفسي البيولوجي ‪ .183-177 ، 35 ،‬دوى‪/ 10.1016 :‬‬
‫‪j.pnpbp.2010.10.023‬‬
‫‪ .) 2013( .Voelcker-Rehage، C.، & Niemann، C‬تغييرات الدماغ الهيكلية والوظيفية المتعلقة بأنواع مختلفة من النشاط البدني عبر‬
‫مدى الحياة‪ .‬مراجعات علم األعصاب والسلوك الحيوي ‪،‬‬
‫‪ .٢٢٩٥-٢٢٦٨ ،37‬دوى‪j.neubiorev.2013.01.028 / 10.1016 :‬‬
‫‪ .) 2015( .Watson، D.، Stasik، SM، Ellickson-Larew، S.، & Stanton، K‬االنبساط وعلم النفس المرضي‪ :‬تحليل على‬
‫مستوى الوجوه‪ .‬مجلة علم النفس الشاذ ‪ .446-432 ، 124 ،‬دوى‪:‬‬
‫‪10.1037 / abn0000051‬‬
‫ويلز ‪ ،‬جي سي كي (‪ .) 2003‬فرضية النمط الظاهري المقتصد‪ :‬ذرية مقتصد أم أم مقتصد؟ مجلة علم األحياء النظري ‪، 221 ،‬‬
‫‪ .161–143‬دوى‪jtbi.2003.3183 / 10.1006 :‬‬
‫‪.)2007( .Werner، EA، Myers، MM، Fifer، WP، Cheng، B.، Fang، Y.، Allen، R.، & Monk، C‬‬
‫تنبؤات ما قبل الوالدة لمزاج الرضيع‪ .‬علم النفس التنموي ‪ .484-474 ، 49 ،‬دوى‪dev.20232 / 10.1002 :‬‬
‫ويليامز ‪ ،‬بي جي ‪ ،‬سوشي ‪ ،‬واي ‪ ،‬وراو ‪ ،‬هونج كونج (‪ .)2009‬الفروق الفردية في األداء التنفيذي‪:‬‬
‫اآلثار المترتبة على تنظيم اإلجهاد‪ .‬حوليات الطب السلوكي ‪ .140-126 ، 37 ،‬دوى‪10 :‬‬
‫‪.1007 / s12160-009-9100-0‬‬
‫وود ‪ ،‬دبليو ‪ ،‬آند رانجر ‪ ،‬د‪ .)2016( .‬علم نفس العادة‪ .‬المراجعة السنوية لعلم النفس ‪ .314-289 ، 67 ،‬دوى‪/ 10.1146 :‬‬
‫‪annurev-psych-122414-033417‬‬
‫حوار حول علم النفس المرضي وتغيير السلوك‬
‫مشاركون‪:‬رينيه داكويرث ‪ ،‬ستيفن سي هايز ‪،‬‬
‫جان لويس مونيست ‪ ،‬ديفيد سلون ويلسون‬

‫ديفيد سلون ويلسون‪:‬أود أن أركز على تشبيه صنعه رينيه من هيكل عظمي على أنه شيء بحكم‬
‫التعريف غير مرن ومصمم للتحرك‪ .‬يوضح هذا بشكل رائع كيف تتطلب المرونة عدم‬
‫المرونة‪ .‬كيف يمكننا تطبيق هذا القياس على المرونة السلوكية وعدم المرونة ‪ ،‬وهما من‬
‫االهتمامات المركزية للتقبل وااللتزام العًلج ‪ /‬التدريب؟‬
‫رينيه أ‪.‬داكورث‪:‬من المهم أن نفهم من أين تأتي الجوانب المختلفة للمرونة السلوكية‪ .‬التعلم ‪ ،‬على سبيل المثال‬
‫‪ ،‬هو نوع مختلف تما ًما من المرونة السلوكية مقارنةً باالنتقال المستمر بين السلوكيات التي يمر بها‬
‫األفراد يوميًا وطوال حياتهم‪ .‬على مدار اليوم ‪ ،‬يمر الكائن الحي بمجموعة كاملة من السلوكيات المختلفة‬
‫مثل البحث عن الطعام والنوم والبحث عن رفقاء‪ .‬لكن هذا النوع من المرونة ال عًلقة له بالتعلم كآلية‪.‬‬
‫جزء مما فهمته من فصل ستيف وجان لويس هو أن إحدى الطرق التي يمكن أن يظهر بها علم النفس‬
‫المرضي هي عندما يؤدي التعلم إلى نقطة نهاية حيث يكون الكائن الحي عالقًا في استجابة معينة ‪ ،‬مثل‬
‫إدمان المخدرات ‪ ،‬وهو نوع من فخ عصبي‪ .‬يصبح الكائن الحي فوريًا ‪ ،‬ردود فعل إيجابية في الدماغ‬
‫‪ -‬المتعة من تناول الدواء‪ .‬وهذا يرسل إشارة إلى الكائن الحي‪" :‬استمر في فعل هذا‪ ".‬وبالتالي فإن آلية‬
‫مرنة بطبيعتها للتغيير السلوكي يمكن أن تؤدي إلى تقييد أنواع أخرى من السلوكيات‪ .‬بالنسبة لي ‪ ،‬لفهم‬
‫وظيفة المرونة السلوكية ‪ ،‬يجب على المرء أن يميز تحت ماذا‬
‫يقع ضمن فئة المرونة ‪ ،‬سواء كان ذلك من خًلل آلية التعلم ‪ ،‬أو من التناوب اليومي من‬
‫خًلل مجموعة من السلوكيات ‪ ،‬أو من التغييرات المرتبطة بالعمر‪ .‬هذه كلها أنواع مختلفة‬
‫جدًا من المرونة‪.‬‬
‫ديفيد‪ :‬اسمحوا لي أن أتناول بعض المًلحظات‪ .‬أدهشني بعد قراءة كًل الفصلين مدى اختًلفهما ‪ ،‬على الرغم‬
‫من تكليف كًلهما بنفس الموضوع العام‪ .‬كًلهما ممتاز ‪ ،‬بالمناسبة ‪ ،‬وكًلهما تطوري للغاية ‪ ،‬ومع‬
‫ذلك مختلف تما ًما‪ .‬لذا فإن األ مر يتطلب الكثير من العمل لدمجها مع بعضها البعض‪ .‬مًلحظة أخرى‬
‫هي أن علم السلوك السياقي موجه نحو الحاجة إلى التغيير‪ .‬يمكن أن تكون الحالة أن تسعين بالمائة من‬
‫األفراد يعملون على ما يرام‪ .‬لقد أوصلتهم شخصياتهم وآليات التعلم الخاصة بهم إلى مكان جيد ‪ -‬لذلك‬
‫كثيرا بهم! نفكر في األقلية من الناس الذين ال يعملون بشكل جيد‪ .‬في هذا السياق ‪ ،‬تعتبر عدم‬
‫ً‬ ‫ال نفكر‬
‫أمرا سيئًا من حيث التعريف والحاجة إلى التغيير أمر جيد‪ .‬هذا هو الفضاء الرئيسي الذي يعمل‬‫المرونة ً‬
‫فيه علماء السلوك السياقي‪ .‬مًلحظتي التالية وبدء المزيد من المناقشة هي أن علماء السلوك السياقي ‪،‬‬
‫في تعاملهم مع كل من العمليات سكينر والتأثيرات الخاصة للغة ‪ -‬يفترضون إلى حد ما طبيعة بشرية‬
‫كثيرا عن الشخصية‪ .‬هذا شيء يمكن دراسته في األنواع غير البشرية‪ .‬بمجرد أن‬ ‫ً‬ ‫عالمية وال يتحدثون‬
‫ندرك أن األنواع غير البشرية لها اختًلفات فردية عمي قة ‪ ،‬يمكننا أن نسأل ماذا يعني ذلك لعمليات‬
‫التعلم الخاصة بهم‪ .‬من المفترض أن جميع الشخصيات قادرة على التعلم ‪ ،‬ولكن ربما بطرق مختلفة‬
‫يجب أن نأخذها في االعتبار إذا كنا سنحقق التغيير‪ .‬إلى أي مدى يأخذ علماء السلوك السياقي هذا في‬
‫االعتبار عند العمل مع الناس؟ ربما يكون هناك فهم ضمنيًا أن الناس مختلفون في طرق من غير‬
‫المحتمل أن تتغير (عدم المرونة لديهم) ‪،‬‬
‫ستيفن سي هايز‪ :‬قضية الشخصية لها تاريخ طويل في علم النفس‪ .‬واحدة من المشاكل التي ال تواجهها إذا‬
‫كنت تستخدم‬
‫النماذج الحيوانية هي هيمنة بيانات التقرير الذاتي ‪ ،‬مثل قائمة الخمسة الكبار لعوامل الشخصية التي‬
‫تنبثق من اإلبًلغ الذاتي‪ .‬ترتبط بعض هذه االختًلفات باالختًلفات في العمليات اللغوية ‪ -‬نحن نعود‬
‫إلى التفاضل الداللي ألوزجود والعدد الصغير نسبيًا من الفروق التي يمكننا تحديدها بشكل موثوق‪ .‬ال‬
‫يوجد سوى العديد من األبعا د التي يمكن للغة البشرية أن تكشفها عند وضعها من خًلل مرشح التحليل‬
‫العاملي القائم على السكان ‪ ،‬والذي ينظر فقط إلى األفراد في سياق المجموعة‪ .‬عندما تم تجميع التحليل‬
‫العاملي ألول مرة ‪ ،‬كان هناك حجة‪ :‬هل يجب أن ننظر إلى الصفوف والتناسق داخل األفراد عبر‬
‫الوقت ‪ ،‬أ و األعمدة واالتساق في المجتمع في نقطة زمنية معينة؟ فاز التفكير العامودي‪ .‬هذا معاد‬
‫لمنظور علم السلوك السياقي ‪ ،‬والتي تستند إلى محاولة فهم العمليات داخل األفراد عبر الوقت ثم جمعها‪.‬‬
‫ليس األمر أن المستوى البدائي غير مهم ‪ ،‬لكننا بحاجة إلى توخي الحذر بشأن مستويات التحليل لدينا‪.‬‬
‫مع وصول تجربة أخذ العينات وطرق التحليل المختلفة ‪ ،‬يمكنك اآلن البحث بشكل فردي على حدة عبر‬
‫الوقت مع العديد من العينات‪ .‬مع هذا المنهج ‪ ،‬تصل إلى استنتاجات مختلفة تما ًما! ولذا فإن فكرة أن‬
‫لدينا خمسة عوامل شخصية ‪ -‬ال أعرف أن هذا صحيح‪ .‬مع هذا المنهج ‪ ،‬تصل إلى استنتاجات مختلفة‬
‫تما ًما! ولذا فإن فكرة أن لدينا خمسة عوامل شخصية ‪ -‬ال أعرف أن هذا صحيح‪ .‬مع هذا المنهج ‪ ،‬تصل‬
‫إلى استنتاجات مختلفة تما ًما! ولذا فإن فكرة أن لدينا خمسة عوامل شخصية ‪ -‬ال أعرف أن هذا صحيح‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬كان هذا في الواقع على قائمة األسئلة الكبيرة الخاصة بي ‪ ،‬لذا اسمحوا لي أن أتوسع فيها وأمررها إلى‬
‫ضا متشكك في الخمسة الكبار كأداة لتحليل العوامل ‪ ،‬تما ًما كما قلتم‪ .‬سينشئ تحليل العامل‬ ‫رينيه‪ .‬أنا أي ً‬
‫أبعادًا متعامدة من أي سحابة بيانات‪ .‬اآلن بعد أن حصلنا على منهج ميكانيكي لًلختًلفات الفردية ‪،‬‬
‫بفضل العمل الرائع ألشخاص مثل رينيه ‪ ،‬ما الذي يخبرنا به البحث اآللي عن ما يسمى الخمسة الكبار؟‬
‫جميع األفراد لديهم قواعد رد الفعل ‪ ،‬لذلك فهم جمي ًعا يستجيبون للبيئة بهذا المعنى‪ .‬ما نعنيه بالشخصيات‬
‫المختلفة هو معايير مختلفة لرد الفعل‪ .‬تحتاج إلى الحصول على هذا النوع من البيانات الطولية عن‬
‫األفراد من أجل قياس معايير رد الفعل لديهم‪ .‬دافع والتر ميشيل عن وجهة النظر هذه لعلم نفس الشخصية‬
‫البشرية وكان كذلك‬
‫أشارت إليها رينيه في فصلها‪ .‬لذا ‪ ،‬رينيه ‪ ،‬ماذا لديك لتقوله عن كل هذا؟ هذه أشياء مهمة‬
‫جدا‪.‬‬
‫سا ح ًقا عند االستماع إلى كًل تعليقك‪ .‬أنا لست في مجال علم النفس ‪ ،‬لذلك فأنا جاهل‬‫رينيه‪:‬لقد كنت متحم ً‬
‫بشكل مؤسف بالعديد من النقاشات ‪ ،‬لكنني أستيقظ بسرعة وأنا أقرأ أدبيات الشخصية البشرية‪.‬‬
‫بالنسبة لألشخاص الذين يدرسون الحيوانات ‪ ،‬فهذه نعمة ونقمة في نفس الوقت ألننا ال نملك نظرة‬
‫ثا قبة على ما تفكر فيه الحيوانات ؛ ال يمكننا أن نسألهم‪ .‬النعمة هي أننا لسنا مرتبكين بأي نوع من‬
‫األخطاء التي قد تحدث في سياق اإلبًلغ الذاتي ‪ ،‬ألنني لست مقتن ًعا بأن اإلبًلغ الذاتي وحده هو‬
‫أفضل طريقة لتقييم الشخصية‪ .‬لذلك نحن لسنا ملعونين بهذا النوع من الصعوبة‪ .‬ولكن في نفس‬
‫الوقت ‪ ،‬هذا يعني أنه ال يمكننا الحصول إال على بُعد واحد للمعلومات من الحيوانات‪ .‬يمكننا فقط‬
‫مثيرا لًلهتمام بالنسبة لي عندما قرأت أدبيات‬
‫ً‬ ‫مًلحظة ما يفعلونه‪ :‬سلوكهم الفعلي‪ .‬وما كان‬
‫الشخصية البشرية هو االفتقار إلى الدراسات التي تفعل ذلك بالنسبة للبشر ‪ -‬التي تبني مخط ً‬
‫طا‬
‫جسديًا لمعرفة ما إذا كانت معايير الشخصية مرتبطة بأي سلوك‪ .‬إن اإلبًلغ الذاتي وقول ما تفكر‬
‫فيه بشأن شيء ما ليس سلو ًكا تظهره يوميًا في العالم الحقيقي ‪ ،‬ولكن الربط بينهما سيكون ً‬
‫أمرا‬
‫رائ ًعا تما ًما‪ .‬أنا ال أقول أن ال أحد يفعل هذا ‪ ،‬ألنني قرأت بعض الدراسات الرائعة خًلل مسار هذا‬
‫المشروع ‪ ،‬والتي كانت توضح هذه النقطة بالذات‪.‬‬
‫ديفيد‪ :‬هناك بعض‪ .‬ولكن ليس بقدر ما يجب أن يكون‪.‬‬
‫رينيه‪ :‬بالنسبة لي ‪ ،‬سيكون هذا أفضل ما في العالمين‪ .‬للعودة إلى النقاط التي كنت تثيرها ‪ ،‬فأنا ال أعلم بشأن‬
‫الخمسة الكبار وأفضل طريقة لقياس الشخصية‪ .‬هذا هو السبب الذي يجعلني مفتونًا بأساس الغدد‬
‫الصم العصبية الخاص به‪ .‬أعتقد بشدة أن هناك اختًلفات ثابتة بين األفراد في طريقة إدراكهم للعالم‬
‫والتفاعل معه‪ .‬أعتقد أن الخمسة الكبار ربما يلتقطون بعض هذه األبعاد ‪ ،‬ألنها غالبًا ما تكون قابلة‬
‫للتكرار ومرتبطة ببعض مكونات الغدد الصم العصبية التي أوجزتها في فصلي‪ .‬لكنني أعتقد أن‬
‫السبب وراء ذلك‬
‫مفتون بمحاولة فهم المفاضًلت على المستوى العصبي ألنه يمكن أن يساعدنا في تحديد‬
‫الطرق التي ينظر بها األفراد إلى العالم بشكل مختلف‪ .‬أنا لست مؤيدًا ثابتًا لمخطط شخصية‬
‫ً‬
‫سؤاال مفتو ًحا‪.‬‬ ‫معين ؛ أعتقد أن تحديد الشخصية ال يزال‬
‫جان لويس مونيستس‪ :‬أريد أن أذكر أن أهدافنا في علم السلوك السياقي هي التنبؤ والتأثير‪ .‬نعتقد أن التنبؤ‬
‫مهم ألن هناك انتظام في السلوكيات‪ .‬ال أعرف ما إذا كان بإمكاننا تسمية هذه "الشخصية" ‪ ،‬لكن‬
‫هذ ا يعني أنه في معظم المواقف المماثلة ‪ ،‬سيتصرف الناس بنفس الطريقة‪ .‬لكن في الوقت نفسه‬
‫‪ ،‬نعتقد أنه يمكننا التأثير على السلوك ‪ ،‬لذلك لدينا كًل الجانبين في نفس اللحظة‪ .‬إذا عدت إلى‬
‫سؤالك يا ديفيد عن الشخصية ‪ ،‬فإن ما يزعجني بشأن هذا المفهوم هو حقيقة أنه يجب أن يكون‬
‫هيكليًا‪ .‬ال أستطيع أن أتذكر من الفصل الخاص بك ‪ ،‬رينيه ‪ ،‬لكن هل تقول أن الشخصية تتشكل‬
‫خًلل فترة زمنية ومن الصعب تغييرها بعد ذلك؟ حقيقة أنها هيكلية ليست مشكلة بالنسبة لنا ‪،‬‬
‫ألننا ال نفكر في األفراد على أنهم عًلمة تبولة‪ .‬لكن المشكلة هي أنه بمجرد تحديد البنية ‪ ،‬قد‬
‫تنسى أن الهيكل سيكون في تفاعل مع البيئات المتغيرة‪ .‬هل ترى ما اعني؟‬
‫رينيه‪ :‬أعتقد أن األمر يتعلق بدرجة‪ .‬الدماغ عضو رائع‪ .‬وتتمثل مهمتها في أن تكون مرنة ‪ ،‬وأن تسمح للكائن‬
‫الحي بجمع المعلومات ‪ ،‬والتعلم ‪ ،‬واالستجابة بشكل مرن للبيئة‪ .‬لكن هذه المرونة ال ينبغي أن تمنعنا‬
‫من االعتراف بأن نمو الدماغ له تأثير عميق على السلوك لبقية حياة الكائن الحي‪ .‬هذا صحيح بالنسبة‬
‫ألي نظام جسدي‪ .‬التطور هو عندما يكون الكائن الحي هو األكثر انفتا ًحا لدمج التنوع البيئي في شكله‬
‫ووظيفته‪ .‬ال أريد أن يظهر ما كتبته على أنه إنكار ل لمرونة الواسعة في سلوك البالغين في جميع الكائنات‬
‫الحية‪ .‬لكنني أعتقد أنه من المهم االعتراف بالحدود من أجل فهم نوع المرونة الممكنة‪.‬‬
‫ديفيد‪ :‬اسمحوا لي أن أحضر بعض الفصول األخرى في هذا المجلد إلعطاء مثال ملموس لتاريخ الحياة‬
‫السريع والبطيء ‪ -‬مع البيئات القاسية التي تتطلب استراتيجيات سريعة لتاريخ الحياة والبيئات‬
‫الحميدة التي تتطلب استراتيجيات تاريخ الحياة البطيئة‪ .‬إذا واجه الفرد بيئة قاسية في وقت مبكر من‬
‫حياته وتبنى استراتيجية سريعة لتاريخ الحياة ‪ ،‬فإننا نعلم من نظرية التعلق أنه ليس من السهل‬
‫تغييره‪ .‬تتنوع آليات اللدونة المظهرية بدرجة كافية بحيث يمكننا العثور على أمثلة لكل شيء بد ًءا‬
‫من التأثيرات السابقة للوالدة التي أصبحت ثابتة على طول الطريق إلى القدرة الشبيهة بالحرباء على‬
‫التبديل بين السلوكيات في مرحلة البلوغ ؛ ما يسمى أحيانًا المرونة المظهرية مقابل اللدونة‪ .‬هذه‬
‫كلها من بين مجموعة من االحتماالت‪ .‬أعتقد أننا جمي ًعا نعرف هذا ‪ -‬أنه إذا مر شخص ما بأوقات‬
‫عصيبة جدًا ‪ ،‬قد ال يكون من السهل عليهم التغيير ‪ ،‬ولهذا السبب العًلج مطلوب‪ .‬ماذا تظنون يا‬
‫جماعة؟ يجب أن تأخذ خبراتك كمعالجين هذا النوع من األشياء في االعتبار‪.‬‬
‫ستيف‪ :‬أنت بحاجة ألخذها بعين االعتبار‪ .‬لكننا نعود إلى هذه المشكلة‪ :‬إذا كنت تركز على التنبؤ والتأثير ونظرت‬
‫كثيرا بما تحتاج إلى تعديله‪ .‬جزئيًا‬
‫ً‬ ‫إلى األدبيات ‪ ،‬فإن الحاالت الطارئة التي يتم الحديث عنها ال تخبرك‬
‫‪ ،‬إنها ممنهج ية‪ .‬إنه ليس مجرد تقرير ذاتي‪ .‬هناك مؤلفات كاملة حول استراتيجيات التعلم مرتبطة‬
‫بالخمسة الكبار‪ .‬ملخصي له هو أن التفاعًلت ضعيفة جدًا ‪ ،‬وال تميل إلى التكرار من دراسة إلى أخرى‬
‫كثيرا‪ .‬تم فحصه في الغالب بسبب استراتيجيات التعلم المرتبطة بالنتائج التعليمية‪ .‬سوف‬‫ً‬ ‫‪ ،‬وال تخبرك‬
‫يمثل الخمسة الكبار ما بين تسعة وثًل ثة عشر بالمائة من أدائك في المدرسة‪ .‬األهم هو االنفتاح على‬
‫التجربة ‪ ،‬ألن االنغًلق على التجربة يجعلك تميل إلى االعتماد على استراتيجيات التعلم السطحية ‪،‬‬
‫قدرا معينًا من تحمل الغموض‪.‬‬ ‫وجهات نظر‪ .‬تتطلب استراتيجيات التعلم األعمق ً‬
‫كثيرا بما يجب أن أفعله ‪ ،‬ألن‬
‫ً‬ ‫لكن اآلن إذا أدخلت ذلك في عملي السريري ‪ ،‬فلن يخبرني‬
‫االنفتاح على التجربة هو ما أستهدفه بالفعل‪ .‬أرغب في نظرية شخصية مبنية على ما حدث‬
‫للبشر على مدى حياتهم‪ .‬بالنسبة لي ‪ ،‬التقرير الذاتي جيد‪ .‬إنه مجرد مجال سلوكي آخر‪ .‬احرص‬
‫على عدم القول إن التقرير الذاتي هو األشي اء األخرى‪ .‬عادة ما يكون االرتباط بين التقرير الذاتي‬
‫والسلوك الفعلي حوالي ‪ ، 0.3‬ولكن عندما تنظر داخل األفراد عبر الوقت ‪ ،‬يكون حوالي ‪.0.6‬‬
‫لكن ممنهج ياتنا عادة ال تفعل ذلك‪ .‬حتى تقييمنا النفسي ألدوات التقرير الذاتي هو تقييم جماعي ‪،‬‬
‫مهما كان ذلك‪ .‬وهذه ليست مصلحة في األفراد والجماعات ‪ ،‬أعني ‪ ،‬هذه هي المجموعة غير‬
‫المتبلورة التي يتم أخذها على أنها فرد ‪ ،‬وهذا ليس صحي ًحا‪.‬‬
‫عا‬
‫ما يوجد في فصلنا هو في األساس ظهور أنماط سلوكية أو جمود يمكن اعتبارها أنوا ً‬
‫ثقيًل من األشخاص "أنا على حق" ‪ ،‬وإذا‬ ‫عا ً‬‫للشخصية‪ .‬لذا ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬إذا أصبحت نو ً‬
‫دخلت في هذا الطريق المسدود ‪ ،‬فسوف يأخذك ذلك بسهولة إلى مناطق ستُطلق عليها شخصية‪.‬‬
‫أعتقد أننا نراه اآلن ‪ ،‬أثناء مشاهدة أداء رئيسنا‪ .‬هذه شخصية واضحة تنظر إليها هناك‪ .‬وهو الشخص‬
‫الذي يهيمن عليه بشدة "أنا على حق" ‪" ،‬أنا الذكي" ‪" ،‬أنا الذكي" ‪ -‬أعني ‪ ،‬هناك عدد قليل من‬
‫عوامل الجذب المركزية التي يبدو أنها تتوقع الكثير من هذا السلوك‪ .‬هذا هو بالضبط نوع الشيء‬
‫الذي ننظر إليه سريريًا‪ .‬ما كتبناه في فصلنا هو مثال ‪ -‬فهو يمنحك األدوات الخاصة بكيفية الحصول‬
‫على نظرة أكثر منطقية من الناحية السلوكية للشخصية التي يمكن تطبيقها على كل شخص على‬
‫حدة‪ .‬سنحتاج إلى مزيد من المساعدة من أشخاص مثل رينيه ‪ ،‬لكنني متشكك قليًلً بشأن االنتقال‬
‫بسرعة كبيرة إلى ثبات الدماغ حتى نضعه في هذا المرشح ‪ ،‬ألن الدماغ بعد كل شيء هو متغير‬
‫ضا كمستقل‪ .‬إنه عضو بًلستيكي‪.‬‬ ‫تابع ‪ ،‬أي ً‬
‫ديفيد‪ :‬كنت سوف أسأل عن ذلك‪ .‬عندما تقوم بدراسة وتجد أنه يمكنك تتبع االختًلفات السلوكية في الدماغ‬
‫واالختًلفات في علم التشريح ‪ ،‬ما هو السبب والنتيجة هناك؟ إلى أي مدى يعكس ذلك نتيجة‬
‫عملية التنمية؟‬
‫رينيه‪ :‬سأكون أول شخص يعترف بأن هذه مجرد فكرة اآلن‪ .‬االرتباطات التي تحدثت عنها في فصلي‬
‫هي المحاولة األولى لبناء قضية‪ .‬إذا لم تكن لديك االرتباطات على اإلطًلق ‪ ،‬فلن يكون هناك‬
‫سبب وجيه للبحث أكثر عن األسباب الهيكلية لتغير الشخصية‪ .‬الشيء اآلخر الذي نعمل عليه في‬
‫مختبري اآلن هو استكشاف أسس القيود المفروضة على مرونة الدماغ‪ .‬السؤال هو أين حدود‬
‫المرونة ‪ -‬هل يمكن ألي شخص تغيير نوع الشخصية إذا عمل بجد بما فيه الكفاية؟ ربما ‪ ،‬إذا‬
‫كان هذا هو الهدف الرئيسي‪ .‬لكن بالنسبة لي يبدو أن هذا سيكون هدفًا سخيفًا ‪ ،‬ألنه سيتطلب‬
‫الكثير من الجهد والكثير من العمل‪ .‬وجهة نظري هي أن المقايضات الهيكلية الموجودة مسبقًا‬
‫توجه السلوك بطريقة معينة‪ .‬هذا ال يعني أن التغيير مستحيل ‪ ،‬لكن شريط التغيير أعلى في اتجاه‬
‫واحد مما هو عليه في اتجاه آخر‪ .‬إنها مجرد حقيقة أن هناك مساحة محدودة في الدماغ وهذا‬
‫يؤدي إلى المفاضًلت‪.‬‬
‫ستيف‪:‬واحدة من المشاكل هناك هي أنك بحاجة إلى معرفة رد فعل الدماغ على السياق‪ .‬قد يكون السياق غير‬
‫المعتاد للغاية يمكن أن يأخذ شيئًا بدا صعبًا في السابق ويظهر أنه في الواقع سهل نسبيًا‪ .‬واسمحوا لي‬
‫أن أعطيك مثاال‪ .‬لنفترض أنك تعرضت لسكتة دماغية ولديك اآلن يد واحدة مفيدة جدًا وأخرى ليست‬
‫كذلك‪ .‬في مجلة ‪ ، Stroke‬منذ حوالي عشر سنوات ‪ ،‬نظروا في ما سيحدث إذا قمت بربط طرفك‬
‫الوظيفي ‪ ،‬فقط قم بربطه بجسمك حتى ال تتمكن من استخدامه‪ .‬في البداية ‪ ،‬تعرضت إلهانة للدماغ‬
‫وأصبت بسكتة دماغية ‪ -‬نحن نعرف بالضبط سبب عدم قدرتك على استخدام تلك اليد‪ .‬ولكن بعد ربط‬
‫اليد األخرى (الوظيفية) ‪ ،‬في غضون ستة أشهر تقريبًا ‪ ،‬طور الدماغ مجموعة مختلفة تما ًما من‬
‫المسارات العصبية ‪ ،‬وبالتأكيد ‪،‬‬
‫أصبح الطرف غير الكافي اآلن مناسبًا تما ًما ‪ ،‬وتغير الدماغ لدعم ذلك‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬لدينا الكثير لنتعلمه عن المرونة العصبية‪.‬‬
‫الفصل ‪18‬‬

‫التطور والسياق‬
‫العلوم السلوكية‪ :‬أين هي‬
‫نحن وإلى أين نحن ذاهبون؟‬
‫حوار ختامي‬
‫بين المحررين‬
‫‪Steven C. Hayes‬‬
‫جامعة نيفادا ‪ ،‬رينو‬
‫ديفيد سلون ويلسون‬
‫جامعة بينغهامتون‬

‫ستيفن سي هايز‪:‬قد يكون مكانًا جيدًا للبدء فقط بالحديث عن تاريخنا ‪ -‬من أين أتينا ‪ ،‬وكيف اجتمعنا‬
‫معًا في متابعة هذا الموضوع على مدار سنوات‪.‬‬
‫ديفيد سلون ويلسون‪ :‬لقد درست التطور فيما يتعلق بالشؤون اإلنسانية داخل البرج العاجي طوال مسيرتي‬
‫المهنية ‪ ،‬لكن منذ حوالي عشر سنوات قررت أن أرى كيف يمكن استخدام هذه النظرية في العالم‬
‫الحقيقي‪ .‬وسرعان ما تواصلت مع أشخاص مثلك ‪ ،‬وبدأت مع صديقنا توني بيجًلن ‪ ،‬الذي قدمني‬
‫إليك وعلى اآلخرين‪ .‬في ذلك الوقت ‪ ،‬كنت أعرف القليل جدًا عن علم السلوك السياقي ‪ ،‬وما اعتقدت‬
‫أنني أعرفه ‪ ،‬خاصةً عن الشخصيات الرئيسية مثل ‪ ، BF Skinner‬كان خاطئًا ح ًقا‪ .‬هذا المجلد‬
‫هو جهد للقيام به في مجاالت تخصصنا ما أعتقد أنه حدث في أذهاننا‪.‬‬
‫ستيف‪:‬سأبدأ بشيء قد يذهل الناس ‪ ،‬لكنني شاركته معك منذ بعض الوقت‪ .‬عندما بدأت عًلقتنا‬
‫بالظهور ‪ ،‬عدت حرفيًا إلى المنزل وبكيت‪ .‬كنت أعكس مشاعر الكثير من علماء النفس‬
‫السلوكيين الذين يقدرون التفكير التطوري بعمق ويفكرون في عملهم بهذه الطريقة ‪ ،‬لكنهم‬
‫واجهوا عقودًا من االنفصال والعداء والفصل من أنصار التطور‪ .‬كان مثل الخروج من البرد‪.‬‬
‫لقد ذكرت سكينر‪ .‬أنا على األرجح من سكانر الجديدة‪ .‬ربما لن يوافق على العديد من أفكاري إذا‬
‫ومحورا في تدريبي المبكر‪ .‬فكرت فيه كطبيب‬
‫ً‬ ‫كان ال يزال على قيد الحياة ‪ ،‬لكنه كان بطًلً فكريًا‬
‫نفساني تطوري‪ .‬لقد فكر في نفسه بهذه الطريقة‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬هو فعل‪.‬‬
‫وتكرارا عن تشابه االختيار في حياة الفرد (محور عمله) ‪ ،‬وداخل الثقافات و‬ ‫ً‬ ‫مرارا‬
‫ً‬ ‫ستيف‪:‬كتب‬
‫وراثيًا عبر عمر األفراد في مجاالت الدراسة األخرى‪ .‬لكن هذا التشبيه تم رفضه بشدة من‬
‫ضا إلى حد التشويه‪.‬‬ ‫ً‬
‫مجازا فضفا ً‬ ‫قبل معظم أنصار التطور في ذلك الوقت‪ .‬كان يُعتبر‬
‫اإلطار الموحد الذي نستكشفه هنا هو إطار مهم للغاية لجناح العلوم السلوكية الذي يفكر في‬
‫نفسه بطرق وظيفية وسياقية‪ .‬إنها تعتبر نفسها تحت مظلة علم التطور‪ .‬لحسن الحظ ‪ ،‬تقدم علم‬
‫نظرا ألشخاص مثلك واألشخاص الذين قاموا بتأليف الفصول في هذا‬ ‫التطور بسرعة مذهلة ‪ً ،‬‬
‫الكتاب ‪ ،‬يمكننا اآلن التفكير بجدية في إطار عمل متكامل لفهم السلوك والتنبؤ به والتأثير عليه‬
‫الذي تم إنشاؤه بواسطة تعاون نشط بين هذه المجاالت‪ .‬أعتقد أن كًل المجالين قد بدأا في اإلحساس‬
‫بهذا االرتباط‪.‬‬
‫ديفيد‪ :‬بدأ علم السلوك السياقي في اتجاه تطوري ضمن التقاليد الفلسفية للبراغماتية‪ .‬من بين أمور أخرى ‪CBS ،‬‬
‫ضا فلسفة ممارسة العلوم‪ .‬العلم في سياق الحياة اليومية‪ .‬تم إبراز هذا طوال هذا‬
‫هي أي ً‬
‫ضا بشدة‬‫الكتاب بأكمله‪ .‬أصبح التقليد سكينر ‪ ،‬الذي كان تطوريًا في عقل سكينر نفسه ‪ ،‬مرفو ً‬
‫ً‬
‫تحوال‬ ‫مما يسمى بنموذج العلوم االجتماعية القياسي مع ظهور علم النفس التطوري‪ .‬لقد كان‬
‫غريبًا في األحداث ‪ ،‬وهو اآلن فقط يتعافى‪ .‬هناك كل أنواع الجروح التي يجب أن تلتئم‪ .‬إنه‬
‫عا فكريًا جافًا ‪ ،‬أليس كذلك؟‬
‫ليس موضو ً‬
‫ستيف‪:‬لي ست كذلك‪ .‬الناس عاطفيون حيال ذلك ألنهم يشعرون بأهميته‪ .‬وهم يستشعرون التاريخ‪ .‬لدي‬
‫اثنين من المرشدين الفكريين األساسيين في حياتي ‪ ،‬جون كون وديفيد بارلو ‪ ،‬ويتتبع أحدهما‬
‫نسبه األكاديمي إلى مدرسة شيكاغو لعلم النفس الوظيفي والعلماء مثل ديوي وأنجيل ‪ ،‬واآلخر‬
‫يذهب م باشرة إلى ويليام جيمس‪ .‬البراغماتية بحد ذاتها هي استجابة لداروين ‪ ،‬وقد طبق معلمي‬
‫البراغماتية على سلوك العلماء أنفسهم‪ :‬النظر إلى العلم نفسه على أنه قضية تباين واختيار ؛ من‬
‫التكيف‪.‬‬
‫ضا سياقي غني‪ .‬ال يمكنك فهم أي نوع إال فيما يتعلق ببيئتها‪ .‬لذا‬
‫ديفيد‪:‬علم األحياء التطوري هو أي ً‬
‫فإن السياق السياقي هو جزء من الحمض النووي للبيولوجيا التطورية ‪ ،‬ولكن في الغالب فيما‬
‫يتعلق بالتطور الجيني‪ .‬ويؤكد علم السلوك السياقي على السياق ‪ ،‬ولكن في الغالب فيما يتعلق‬
‫بالمرونة السلوكية ‪ ،‬وليس التطور الجيني‪ .‬لذا فهما سياقيان بطريقتهما الخاصة ‪ ،‬ولكن على‬
‫مستويات مختلفة‪.‬‬
‫عندما تم الجمع بين مؤلفي هذا المجلد ‪ ،‬كانت تلك التشابهات واالختًلفات تميل إلى الكشف عن‬
‫نفسها‪ .‬لذلك كان أنصار التطور يتحدثون غالبًا عن منتجات التطور الجيني كنوع من األشكال المغلقة‬
‫من اللدونة المظهرية‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬تتم برمجة األشخاص في البيئات القاسية لتطوير‬
‫إستراتيجية سريعة لتاريخ الحياة ‪ ،‬على عكس األشخاص الذين نشأوا في بيئات رعاية ‪ ،‬والذين‬
‫تمت برمجتهم بواسطة التطور الجيني لتطوير إستراتيجية بطيئة لتاريخ الحياة‪ .‬وبعد ذلك سيقول‬
‫موظفو شبكة سي بي إس ‪ ،‬بغض النظر عمن يدخل من بابنا ‪ -‬وهذا هو الحال عادةً‬
‫شخص نشأ في بيئة قاسية ؛ وإال فإننا لن نراهم ‪ -‬ماذا نفعل لجعلهم أكثر مرونة؟‬
‫ستيف‪:‬إنه اختًلف من حيث مستوى التحليل‪ .‬يمكنك أن ترى كًلً من المعقولية والقيمة المحتملة‬
‫إلطار عمل متكامل في فصول هذا الكتاب‪ .‬يحتاج الناس إلى الفهم‪ :‬هذه الفصول لم تكتبها‬
‫فرق مختلفة فحسب ‪ ،‬بل تمت كتابتها بدون تحديد ما سيكتب عنه المؤلفون ‪ ،‬بخًلف المجال‬
‫العام‪ .‬لم تكن هناك محاولة للتأكد من أنهم كانوا يتحدثون عن أشياء يمكن أن تتداخل! إذا ً ها‬
‫وتكرارا بطرق مهمة ‪ ،‬ومع ذلك فهي مختلفة‪.‬‬
‫ً‬ ‫مرارا‬
‫ً‬ ‫هي هذه الفصول التي تتداخل‬
‫إذا كان عليك إجراء نسخ احتياطي وإلقاء نظرة على حالة العلوم السلوكية وعلم التطور‬
‫منذ عدة عقود ‪ ،‬فًل أعتقد أنه كان بإمكاننا فعل ذلك في ذلك الوقت‪ .‬كانت هناك بعض‬
‫التغييرات في المجالين مما جعل ذلك ممكنًا‪.‬‬
‫ينسى الناس أن التعلم الحيواني نشأ من علم النفس المقارن‪ .‬قطع واتسون وسكينر أسنان أعينهما في‬
‫علم النفس البيولوجي‪ .‬لكن لم تكن هناك لغة جيدة لكيفية التحدث عن كيفية ارتباط هذه المستويات‬
‫المختلفة قبل ‪ 90-80‬عا ًما‪ .‬وعلى جانب علم التطور ‪ ،‬فإن االفتقار إلى تقدير الطريقة التي تنظم بها‬
‫طا ومن ثم تشارك في اختيار النمط الظاهري وحتى في‬ ‫البيئة والسلوك بنشاط الجينات صعودًا وهبو ً‬
‫ً‬
‫مرتكزا جدًا على الجينات‪.‬‬ ‫التكيف الجيني بمرور الوقت لم يكن موضع تقدير‪ .‬كان المجال‬
‫ديفيد‪:‬ال يمكن كتابة هذا الكتاب قبل خمسة عشر عا ًما ؛ هذا هو مقدار ما يحدث ‪ ،‬والذي يقع من‬
‫ناحية التطور تحت مظلة التوليف التطوري الممتد‪ .‬هناك الكثير من الجدل في مجال عملي‪:‬‬
‫هل هو ممتد ‪ ،‬هل هو توليف ‪ ،‬أليس توليفة ‪ -‬هناك كل هذا القلق‪.‬‬
‫ضا‪ .‬كانت إحدى الطرق التي تجاوزها سكينر هي محاولة تفسير‬ ‫لديك أشياء من هذا القبيل أي ً‬
‫اللغة والفكر الرمزي على أنهما تكييف فعال بسيط‪ .‬واتضح أن األمر ليس كذلك ؛ يجب أن تكون‬
‫هناك نظرية أوسع للغة‪.‬‬
‫ومن ثم على الجانب التطوري ‪ ،‬فإن التفكير في الفكر الرمزي من منظور تطوري يتتبع حقيقة‬
‫التطور في أربعة أبعاد بواسطة إيفا جابلونكا ‪ ،‬التي تعد جز ًءا من مجلدنا ‪ ،‬مع ماريون المب ؛ ثم‬
‫ضا جزء من مجلدنا ‪ ،‬وأنا فخور بأن أقول‪.‬‬
‫بالطبع كتاب تيري ديكون ‪ ،‬األنواع الرمزية ‪ -‬إنه أي ً‬
‫ستيف‪:‬قد يذهل القراء تقريبًا من مدى قرب بعض وجهات النظر هذه حول اللغة‪ .‬انظر إلى فصل‬
‫‪ : Terry Deacon‬إنه يحتوي على أساس عًلقي مكثف ‪ ،‬وتفكيره ودود للغاية مع ‪ RFT‬على‬
‫ضا في الحوار الذي تشارك فيه إيفا‪ .‬يعود‬ ‫الرغم من أنه ال يعرف الكثير عنه ؛ ترى ذلك أي ً‬
‫التكييف الفعال إلى العصر الكمبري ‪ ،‬ومع ذلك فإن ما نقوم به أنا وأنت اآلن يمكن القول إن‬
‫عمره مئات اآلالف أو ربما بضعة مًليين من السنين‪.‬‬
‫بمجرد أن يتفق علم التطور على أن الخًليا هي أنظمة لتحويل البيئة والسلوك إلى بيولوجيا ‪،‬‬
‫ً‬
‫تحليًل‬ ‫فعليها أن تضع العلوم السلوكية في صميمها ولكن بطريقة مختلفة‪ .‬تستدعي قضية اللغة هذه‬
‫ممنهجيًا ودقيقًا‪ .‬على الجانب السلوكي ‪ ،‬نحتاج إلى أن نكون أكثر تعقيدًا بشأن الطبيعة المتعددة‬
‫األبعاد والمتعددة المستويات للبشر‪ .‬يتضمن السلوك عوامل وراثية وعوامل جينية وثقافية وعوامل‬
‫أخرى ‪ ،‬وليس فقط تلك التي تحدث خًلل حياة الفرد ‪ ،‬ويعمل االختيار على مستويات مختلفة في‬
‫وقت واحد‪.‬‬
‫ديفيد‪ :‬دعونا نركز على بعض االختًلفات المتبقية‪ .‬كما كتبنا في مقال العلوم السلوكية والدماغية "تطور‬
‫المستقبل" ‪ ،‬هن اك الكثير من األميال التي يمكنك التخلص منها من التفكير في أن النظام السلوكي‬
‫يشبه الجهاز المناعي ‪ ،‬مع كل من المكون الفطري والمك ِّ ِون التكيفي‪ .‬تم تطوير المكون الفطري‬
‫وراثيًا وله مرونة نمطية مغلقة‪ :‬الخطة أ ‪ ،‬الخطة ب ‪ ،‬الخطة ج ‪ ،‬والتي يتم تشغيلها بواسطة‬
‫المحفزا ت البيئية‪ .‬المكون التكيفي مفتوح ‪ ،‬مثل األجسام المضادة‪ .‬من نواح كثيرة ‪ ،‬يقدم تقليد‬
‫سكينر الجانب التكيفي ؛ يمثل تقليد علم النفس التطوري الجانب الفطري‪.‬‬
‫ترى ذلك في الحوارات‪ .‬من جانب ‪ ، CBS‬يتمتع الجميع بالمرونة أو يمكنهم بالفعل الحصول‬
‫على المرونة‪ .‬على الجانب التطوري ‪ ،‬أحب االستعارة التي استخدمتها رينيه داكويرث مع الهيكل‬
‫العظمي‪ :‬لكي نكون مرنين ‪ ،‬نحتاج إلى هيكل عظمي‪ .‬لكن الهيكل العظمي غير مرن‪ .‬وبالتالي فإن‬
‫المرونة وعدم المرونة يسيران جنبًا إلى جنب‪.‬‬
‫ستيف‪ :‬إنها نقطة جيدة‪ .‬لوضعها في السياق ‪ ،‬على الرغم من ذلك ‪ ،‬فإن العديد من األشخاص السلوكيين‬
‫هم من علماء العلوم التطبيقية ‪ ،‬ويحاولون أن يكونوا عونًا‪ .‬وهناك تاريخ طويل من سوء استخدام‬
‫االفتراضات البنيوية التي تضر بالناس ‪ -‬لديك هذا النوع من الشخصية أو هذا المستوى من‬
‫الذكاء وعليك فقط التكيف مع هذه الحقيقة‪ .‬ثم اتضح أنه مع العمل الذكي الكافي يكون هذا صحي ًحا‬
‫جزئيًا فقط ‪ ،‬أو في بعض األحيان غير صحيح على اإلطًلق‪ .‬لكني فهمت وجهة نظرك وأعتقد‬
‫أنها فكرة جيدة‪ .‬في مجال عملك ‪ ،‬أال ترى نفس الحركة تجاه ‪ Evo-Devo‬في المناطق التي‬
‫تم فيها تجاهل التطور نفسه أحيانًا باعتباره مجرد جزء من دورة حياة الجينات؟‬
‫يجب النظر بعناية إلى هذه االفتراضات التي هي تنموية أو وراثية بعمق‪ .‬إذا كنت تتأمل‬
‫لمدة ثمانية أسابيع ‪ ،‬فإن حوالي سبعة بالمائة من جيناتك ستنظم بشكل منتظم أو تنخفض‪ .‬فكر‬
‫باالمر!‬
‫ديفيد‪ :‬أحد األشياء التي يقوم بها علم السلوك السياقي ‪ ،‬والذي يعود إلى تقليد البراغماتية ‪ ،‬هو التشكيك في‬
‫العًلقة الكاملة بين العلوم األساسية والتطبيقية‪ .‬وجهة النظر القياسية هي أن العلوم األساسية مدفوعة‬
‫بالفضول وتطرح األسئلة الكبيرة وتسعى إلى الفهم والتنبؤ‪ .‬قد يكون مفيدًا في المستقبل ‪ ،‬لكن المنفعة‬
‫مثيرا‬
‫ً‬ ‫ليست ما تضعه في اعتبارك‪ .‬ومن ثم يطبق العلم التطبيقي هذه األشياء ‪ ،‬لكنه عادة ال يكون‬
‫لًلهتمام فيما يتعلق باألسئلة الكبيرة‪ .‬يقلب علم السلوك السياقي األمر ويقول في األساس إن أفضل‬
‫علم هو العلم الذي يتم في السياق ‪ ،‬وأنه يمكنك طرح األسئلة الكبيرة في نفس الوقت الذي تقوم فيه‬
‫بالفعل بتحسين نوعية الحياة‪ .‬هذه األجندة الموسعة موجودة في عنوان هذا الكتاب‪.‬‬
‫في علم األحياء التطوري ‪ ،‬يجب أن تستند جميع العلوم المخبرية إلى العلوم الميدانية‪ .‬عندما‬
‫ال يكون األمر كذلك ‪ ،‬يكون علم المختبر في خطر واضح من الخروج عن القضبان ألنه ال‬
‫يرتبط بالكائن الحي في سياقه‪ .‬هذه الفكرة العامة مفهومة جيدًا من قبل أنصار التطور ‪ ،‬ولكن‬
‫مرة أخرى ‪ ،‬فقط في سياق التطور الجيني ‪ -‬ثم ليس بالضرورة في سياق علم البيئة التطبيقي‪.‬‬
‫أعتقد أنه بمجرد أن يصبح علماء األحياء التطورية مطبقين في مصلحتهم ‪ -‬كما هو الحال مع‬
‫بعض مؤلفينا ‪ -‬فإن فكر ة إمكانية وجود مقايضة إيجابية بين العلوم األساسية والتطبيقية تصبح‬
‫رسالة مهمة للغاية‪.‬‬
‫لكن ‪ ، CBS‬من خًلل تطبيقها لذلك ‪ ،‬تركز على أقلية من السكان الذين لم ينجح معهم ما‬
‫حدث لهم بشكل جيد‪ .‬وأتساءل إلى أي مدى فكرت في ذلك؟‬
‫ستيف‪:‬إنها مجموعة معقدة من المشكًلت ‪ ،‬وهي في الواقع تعود إلى كيفية حدوث انقطاع االتصال‪.‬‬
‫إذا كان عليك اختيار أهم شيء يكرهه علماء البيئة وعلماء األحياء التطورية بشأن تقليد تعلم‬
‫الحيوان ‪ ،‬فهو إزالة سياق سلوك الحيوان‪ .‬وضع الحمام والفئران في الصناديق ونحو ذلك‪.‬‬
‫كانت مقامرة سكينر هي أنك قد تحصل على مبادئ عالية الدقة وعالية النطاق من شأنها أن‬
‫تمر عبر نصائح الفروع التطورية بهذه الطريقة‪ .‬لكنه أدرك أنه قد يكون مخطئًا‪ .‬يمكنك أن تجده‬
‫يقول (أنا أعيد الصياغة هنا) ‪" ،‬ليس األمر أن هذا تعسفي ؛ أنا ال أفترض أنه كذلك‪ .‬إنها مجرد‬
‫استراتيجية‪ .‬ألنه إذا دخلت في التعقيد على الفور ‪ ،‬فسوف أبدأ في التركيز على كل هذه الميزات‬
‫الخاصة بالسياق المحدد ‪ ،‬وقد أفتقد ما قد يكون مبادئ ذات نطاق أعلى "‪ .‬اتضح ‪ ،‬على ما أعتقد‬
‫‪ ،‬أنه أفلت من العقاب‪ .‬تنطبق جداول التعزيز على عوائق األفعى والعناكب والبابون والبشر‬
‫كثيرا)‪ .‬وبالمثل‬
‫ً‬ ‫بطرق متشابهة جدًا (حتى يحصل البشر على اللغة ؛ ثم يبدأون حقًا في التغيير‬
‫‪ ،‬نريد مبادئ تنطبق على كل من السلوك الطبيعي وغير الطبيعي ‪ ،‬إن أمكن‪.‬‬
‫يكسر تقليد سكينر تقليد واتسون في ورقة حيث يطبق سكينر التفكير السلوكي على نفسه‬
‫ويقول‪" :‬القضية ليست داخل وخارج ؛ إنه مدى دقة الحاالت الطارئة التي تتحكم في مًلحظتي‬
‫كعالم‪ .‬إذا كنت آخر شخص على هذا الكوكب ‪ ،‬إذا كنت روبنسون كروزو ‪ ،‬يمكنني أن أمارس‬
‫عل ًما لسلوكي ‪ ،‬وحقيقة أنني ال أستطيع الحصول على موافقة عامة ليست ذات صلة‪ .‬القضية‬
‫هي هل يمكنني وضع مًلحظتي تحت سيطرة األحداث بطريقة توفر لي المياه بما يكفي حتى ال‬
‫أموت من العطش؟ " لقد أطاح هذا المنهج تقريبًا بالتقاليد السلوكية التي أسسها واتسون‪.‬‬
‫وعندما أنظر إلى أنصار التطور ‪ ،‬أتساءل أحيانًا عما إذا كانوا قد فكروا في سلوكهم بالطريقة‬
‫التي ينبغي أن يفكر فيها أنصار التطور؟ بعد كل شيء ‪ ،‬المنتج الفوري للعلم هو مجرد كلمات ‪ -‬لذا‬
‫أال يجب أن يمنحني هذا المنتج القدرة على التفاعل بشكل أكثر نجا ًحا في العالم ومعه؟ أين هو معيار‬
‫كثيرا ‪ ،‬على الرغم من‬
‫ً‬ ‫االختيار؟ في بعض األحيان ال يبدو أن أنصار التطور قد فكروا في األمر‬
‫أن معظم مؤلفينا ليسوا كذلك‪ .‬بالطبع ‪ ،‬األهداف العلمية متروكة للعلماء ‪ -‬ال يمكنك القول "يجب أن‬
‫تكون أهدافي أهدافك"‪ .‬يبدو لي أنه في بعض األحيان كان هناك افتراض تلقائي في دوائر أنصار‬
‫التطور أن الفهم األساسي هو ما هو هدفنا العلمي الحقيقي ‪ ،‬وإذا أدى إلى التأثير في شكل تطبيقات‬
‫طا للنظرية التطورية في حد ذاتها ‪ -‬ال يوجد شيء‬ ‫‪ ،‬فهذه مجرد فائدة عرضية‪ .‬لماذا ا؟ هذا ليس شر ً‬
‫يقول إننا ال نستطيع إنشاء معايير االختيار الخاصة بنا إلى درجة ما بمجرد ظهور اللغة‪.‬‬
‫ديفيد‪ :‬هذا الفصل العنصري بين علم األحياء التطوري وغيره من العلوم المتعلقة باإلنسان هو بسبب المحرمات‪.‬‬
‫علماء األحياء التطوريون الذين يفكرون بوضوح في الكائنات الحية الخاصة بهم يتعرقون فقط عندما‬
‫يُطلب منهم تطبيق نتائجهم على البشر‪ .‬هم فقط ال يذهبون إلى هناك‪ .‬وهو ليس مبدأ ‪ -‬فهم ببساطة لم‬
‫كثيرا فيه‪ .‬إنها مجرد حدود يحترمونها‪ .‬وهم لن يعبروا ذلك الباب بعًلمة "ممنوع التعدي"‪.‬‬
‫ً‬ ‫يفكروا‬
‫ستيف‪:‬أعتقد أن هذا صحيح تما ًما‪ .‬ولكن هذا هو الشيء الذي أريد فقط وضعه في الغرفة‪ .‬عندما ظهر‬
‫تحليل السلوك والتعديل السلوكي ألول مرة على الساحة الثقافية في الستينيات عندما بدأنا ندرك‬
‫فعًل القيام ببعض األشياء باستخدام مبادئ تعلم الحيوانات ‪ ،‬في غضون بضع سنوات‬ ‫أنه يمكننا ً‬
‫فقط كان لديك البرتقالة اآللية ؛ كان لديك أشخاص في صحيفة نيويورك تايمز يوازنون بين‬
‫تعديل السلوك والجراحة النفسية‪ .‬ثم مع علم تحسين النسل ‪ ،‬وحتى النازيين‪ .‬إن المنظورات‬
‫الوظيفية والسياقية التي نمثلها أنت وأنا ‪ ،‬كل منها بطرقنا المختلفة وعلى مستويات مختلفة ‪ ،‬قد‬
‫تم اعتبارها على حد سواء مسؤولة عن أشياء مثل العنصرية العلنية التي تم القيام بها مع بعض‬
‫التلويح باليد لمندل‪.‬‬
‫لقد تعلم علماء السلوك كيفية المضي قد ًما عبر هذا الحاجز الثقافي ‪ ،‬والطريقة التي فعلنا بها ذلك‬
‫هي من خًلل ال تمسك بالعمل التطبيقي ‪ ،‬حيث يعاني شخص ما ويمكنك فعل شيء حيال ذلك‪ .‬هذا هو‬
‫وجهنا للثقافة‪ :‬إذا كانت لديك أخت تعاني من مشكلة إدمان ‪ ،‬فاتصل بنا ؛ إذا كان لديك طفل ال يستطيع‬
‫التعلم وال يكتسب لغة ‪ ،‬فاتصل بنا‪ .‬أعادت هذه الصيغة التفكير السلوكي إلى الثقافة ‪ ،‬من حقبة البرتقالة‬
‫اآللية قبل خمسين عا ًما وحتى اآلن ‪ ،‬عندما تقوم الحكومة بإدراج األساليب السلوكية ضمن اإلجراءات‬
‫القائمة على األدلة التي يريدون تنفيذها في أنظمة الرعاية الصحية‪.‬‬
‫ال يوجد شيء من هذا القبيل حتى اآلن في جانب التطور ‪ ،‬على األقل في الواليات المتحدة‪ .‬يوجد‬
‫في بعض البلدان التقدمية للغاية مثل النرويج ‪ ،‬وقد شاركت معهم ‪ ،‬لكن ما أقوله هو أنني أعتقد أن‬
‫مصيرا مشتر ًكا‪ .‬حتى يومنا هذا ‪ ،‬يتوخى علماء السلوك الحذر الشديد بشأن الحديث عن األشياء‬
‫ً‬ ‫لدينا‬
‫التي يمكن تصميمها في مدارسنا ومجتمعاتنا وشركاتنا‪ .‬هناك هذا الظل المظلم الذي عليك مواجهته‬
‫قادرا‬
‫ضا ‪ ،‬إذا كنت تريد تطبيق األفكار التطورية‪ .‬لست متأكدًا من أن أيًا منا سيكون ً‬ ‫في جانبك أي ً‬
‫على فعل ما جئنا إلى هنا من أجل تعزيز رفاهية اإلنسان إذا لم نحل هذه المشكلة‪.‬‬
‫ديفيد‪ :‬من المفارقات أن هناك هذين التاريخين للتخويف‪ .‬واحدة من السلوكيات ‪ -‬أنها ستؤدي إلى تحسين‬
‫النسل والنازيين وكل هذا النوع من األشياء‪ .‬وللتطور ‪ ،‬الداروينية االجتماعية‪ .‬لقد بحثت في قضية‬
‫صا من ‪The‬‬ ‫إصدارا خا ً‬
‫ً‬ ‫الداروينية االجتماعية بتفصيل كبير‪ .‬لقد نشرت مع إريك مايكل جونسون‬
‫‪ View of Life‬بعنوان "الحقيقة في التصالح من أجل الداروينية االجتماعية" ‪ ،‬والذي يمر بالفعل‬
‫عبر هذا التاريخ‪ .‬في األساس ‪ ،‬هذه قصص بعبع يرويها المثقفون‪ .‬لم يتأثر هتلر بداروين ‪ -‬بل على‬
‫العكس تما ًما! لدينا منحة دراسية جيدة موجودة جنبًا إلى جنب مع هذه الهراء ‪ -‬مع قصص البعبع‪.‬‬
‫الشيء نفسه مع السلوكية‪ .‬في نهاية ال مطاف ‪ ،‬ما عليك القيام به هو بعض التفكير الواضح حول‬
‫تطبيق المعرفة العلمية من جميع األنواع على السياسة العامة ‪ -‬بشكل أساسي ‪ ،‬في الجهود المبذولة‬
‫لجعل العالم أفضل‪.‬‬
‫عدم القيام بأي شيء لن ينجح‪ .‬نحن بحاجة إلى االعتماد على المعرفة من أجل القيام بشيء ما‪ .‬هل‬
‫العلم مفيد في هذا الصدد؟ حسنًا ‪ ،‬بالطبع هو كذلك! فكيف نجعلها حميدة ونمنعها من أن تكون خبيثة؟‬
‫عا عندما ينطوي على أشخاص يتًلعبون بأشخاص آخرين‪ .‬عندما أفرض ما أعتقد أنه‬ ‫يصبح خاد ً‬
‫األفضل عليك ‪ ،‬فهذا ماكر‪ .‬ولكن إذا اتفقنا على أن هذا شيء نريد القيام به ‪ ،‬أو إذا كان بعض األفراد‬
‫فقط هم الذين يوافقون على أنهم في حالة سيئة ويريدون القيام بشيء ما ‪ ،‬فمن المرجح بالطبع أن يكون‬
‫أمرا حميدًا ‪ -‬غير مؤكد أن تكون حميدة ‪ ،‬ولكن من المرجح أن تكون حميدة‪ .‬لذلك نحن بحاجة إلى‬ ‫هذا ً‬
‫بعض التفكير الواضح حول المساواة‪ .‬واتخاذ القرارات بتوافق اآلراء‪ .‬إن ما تقترحه مجموعات واسعة‬
‫االنتشار من الناس عًلنية من المرجح أن يكون حميدًا ‪ ،‬مقارنة بأشكال مختلفة من التًلعب واالستغًلل‪.‬‬
‫ستيف‪:‬أنا أتفق مع ذلك‪ .‬من المهم إزالة التشوهات‪ .‬لكنني ال أعتقد أن هذا كافٍ ‪ .‬لسبب واحد ‪ ،‬يمكنك بالتأكيد‬
‫العثور على أشياء شديدة العنصرية يقالها أنصار التطور األوائل‪ .‬لماذا ال يفعلون ذلك؟ كانت الثقافة‬
‫بأكملها عنصرية وليس من العدل إلقاء اللوم عليهم‪ .‬يمكنك أن تجد داروين يتحدث بطرق قضائية عن‬
‫الماوري‪ .‬ويمكنك‬
‫مؤخرا جدًا‬
‫ً‬ ‫العثور على علم السلوك يساء استخدامه من قبل علماء السلوك ‪ -‬لقد حدث ذلك مرة أخرى‬
‫في تعذيب السجناء من قبل حكومتنا!‬
‫هنا قد يكون لدى ‪ CBS‬ما تقدمه‪ .‬أحد األشياء التي يقوم بها عالم النفس التطبيقي هو أنك‬
‫إذا كنت ستعمل مع شخص ما ‪ ،‬فسيتعين عليك العمل معهم ضمن قيمهم وأغراضهم وأهدافهم‪.‬‬
‫وعلى جانب العمل من األشياء ‪ ،‬هناك تقنية كاملة حول كيفية القيام بذلك والقيام به بطريقة‬
‫ال تفرض قيمك على اآلخرين‪.‬‬
‫للرجوع إلى النقطة التي أشرت إليها ساب ًقا ‪ ،‬لن تدخل نظرية التطور مطل ًقا في الثقافة بطريقة‬
‫تناسب ما يمكن أن تجلبه للثقافة ‪ ،‬حتى تتمكن من إظهار الكثير من االمتدادات الطبيعية المطبقة ‪،‬‬
‫ويرى الناس ويفهمون أن الطريقة التي يتم القيام بها هي المساواة وتحترم أغراضهم وأهدافهم‪.‬‬
‫لقد رأينا هذا في المشروع الذي نعمل عليه معًا ‪ ، Prosocial ،‬والذي تم الحديث عنه في زوج‬
‫من الفصول في قسم المجموعات الصغيرة من هذا المجلد‪ .‬إنه يمزج مجموعة وصفية من المبادئ‬
‫المع قولة من الناحية التطورية الصادرة عن العمل الحائز على جائزة نوبل إللينور أوستروم ‪ -‬مبادئ‬
‫التصميم األساسية ‪ -‬وألننا أردنا تطبيق ذلك على المجموعات االجتماعية المؤيدة ‪ ،‬أضفنا محادثة قائمة‬
‫على ‪ ACT‬حول األفراد و قيم المجموعة واألشياء التي تعترض طريقها‪ .‬أعتقد أن هذا يعطي نموذ ًجا‬
‫صغيرا لكيفية عمل إطار العمل المتكامل الذي نسعى إليه‪.‬‬
‫ً‬
‫ديفيد‪ :‬أعتقد أنه سيفاجئ الكثير من الناس كم تظهر نظرية التطور أنه لكي تعمل أي مجموعة بشكل‬
‫جيد ‪ ،‬بغض النظر عن حجمها ‪ ،‬يجب أن يكون هناك توازن للقوى بين مكوناتها‪ .‬بمجرد أن‬
‫يكون لديك اختًلل في توازن القوى ‪ ،‬فسيتم اتخاذ القرارات وسيأخذ التطور الثقافي شكل‬
‫تفضيل من يمتلكون القوة ‪ ،‬وبالتالي فإن توازن القوى هو كل شيء ‪ ،‬على جميع المستويات‪.‬‬
‫هذه هي الرسالة التطورية ‪ ،‬وليس ما ربطه الناس بالداروينية االجتماعية‪.‬‬
‫ليس عليك العودة إلى الثقافة الفيكتورية لترى مقدار الثقة التي وضعناها في قادتنا‪ .‬حس ًنا ‪ ،‬ليس‬
‫بعد اآلن‪ .‬لقد أخذ الظلم‬
‫مكان‪ .‬ليس ألنهم يتبعون السلوكية ‪ ،‬ليس ألنهم يتبعون الداروينية االجتماعية ‪ ،‬ولكن ألنهم‬
‫ينبعون من اختًلل توازن القوى‪.‬‬
‫ستيف‪:‬أنا موافق‪ .‬ويشير االختيار متعدد المستويات إليه‪ .‬يسميها علماء السلوك أهمية السيطرة المضادة‪:‬‬
‫عليك أن تبقي األشخاص المتأثرين في موقف يمكنهم فيه بدورهم التأثير على المؤثرين ‪ ،‬أو تحصل‬
‫على هذا النوع من النتائج االستبدادية‪ .‬عندما ضرب ‪ ACT‬المشهد ألول مرة وأصبح شائ ًعا بعد أن‬
‫كتبه ‪ Time‬في عام ‪ ، 2006‬كانت االنتقادات المبكرة‪" :‬التقبل" هو مجرد تعليم المضطهدين تقبل‬
‫مصيرهم ألن األشخاص في السلطة يريدون الهيمنة ‪" ...‬كان ردي ‪ ،‬حسنًا ‪ ،‬تم إجراء أول تجربة‬
‫عشوائية في العصر الحديث على ‪ ACT‬بواسطة فرانك بوند ‪ ،‬الذي ذهب إلى مركز اتصاالت‬
‫وعمل على المرونة النفسية لهؤالء ال عمال الذين كانوا مضطرين للعمل في بيئات صعبة للغاية ‪-‬‬
‫مرهقة للغاية ‪ ،‬تقريبًا العمل بالقطعة‪ -‬مثل‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬واحدة من أسوأ الوظائف التي يمكن أن تحصل عليها‪.‬‬
‫ستيف‪ :‬إنها‪ .‬و ماذا حدث؟ عندما قمت بهذا العمل الفردي ‪ ،‬بدأ العمال يطالبون بتغييرات في بيئات عملهم!‬
‫ألن ما منعهم من الذهاب إلى المشرف وقول "هذا ليس صحي ًحا حقًا" كان في جزء منه خوفًا‪ .‬اآلن‬
‫‪ ،‬أحيانًا يكون هذا الخوف حقيقيًا ‪ ،‬لكن في بعض األحيان تظهر تلك الحواجز الداخلية في البيئات‬
‫التي من شأنها أن تدعم االبتكار‪" .‬التقبل" ككلمة يمكن أن تعني حقًا أن تستسلم لموقفك وسلوكك ‪،‬‬
‫لكن هذا ليس ما يدور حوله ‪ .ACT‬يتعلق األمر بتقبل تاريخك ‪ ،‬والتركيز على قيمك ‪ ،‬وتغيير‬
‫وضعك وسلوكك لتعزيز رخائك وتطورك بشكل أفضل ‪ ،‬إذا كان ذلك ممكنًا‪ .‬هذا في الواقع ما حدث‬
‫ألننا وضعنا بعض هذه األساليب في ‪Prosocial.‬‬
‫ديفيد‪:‬لذلك قد تكون هذه مًلحظة عالية جيدة لتنتهي عندها‪ .‬إذا نظرت إلى ما نقوم به ‪ ،‬فإنه يحاول أن‬
‫نكون اجتماعيين على جميع المستويات‪ .‬بدأ الكثير من هذا على المستوى الفردي ‪ ،‬لكنه يصل‬
‫إلى مستوى العالم‬
‫مقياس‪ .‬إذا أخذت صديقنا توني بيجًلن ‪ ،‬الذي قدمنا لبعضنا البعض ‪ ،‬فهو يعمل حاليًا على‬
‫المزيد من أشكال رعاية الرأسمالية‪ .‬إنه يظهر أن الرأسمالية ليست سيئة ؛ الرأسمالية مثل التطور‬
‫الثقافي السريع ‪ ،‬لكنها تحدث في بيئة تجعلها تنفجر‪ .‬علينا ضبط المعلمات بحيث تؤدي هذه‬
‫القوى القوية للتطور الثقافي في الواقع إلى نتائج اجتماعية إيجابية ‪ ،‬على جميع المستويات ‪ ،‬من‬
‫الفرد إلى المجموعة الصغيرة ‪ ،‬وصوالً إلى كوكب األرض‪.‬‬
‫لقد اتخذنا أجندة اجتماعية إيجابية ‪ ،‬وهي أجندة ال يمكن ألحد أن يختلف معها ‪ ،‬وقمنا‬
‫بتدريب العلوم لتحقيق هذه الغاية‪ .‬عندما يتم تدريب العلم على أهداف معادية للمجتمع ‪ -‬فإننا‬
‫نقف ضد ذلك‪ .‬أعتقد أننا اتخذنا موقفًا أخًلقيًا ونحن نسخر ذلك للعلم ‪ ،‬والذي أعتقد أنه يجعل‬
‫من الصعب انتقاده على أساس أن هذا من المحتمل أن يؤدي إلى نتيجة غير أخًلقية‪ .‬نحن‬
‫هنا للتأكد من عدم حدوث ذلك‪.‬‬
‫ستيف‪:‬إنه يعود إلى تلك المسألة المتعلقة بمعايير االختيار ‪ ،‬وتلك مسؤوليتنا‪ .‬كعلماء ‪ ،‬ال أعتقد أننا يجب أن‬
‫نخجل من القول إننا مهتمون بتطوير المعرفة التي لها تأثير اجتماعي إيجابي‪ .‬نريد أن نلعب العلم‬
‫بالطريقة عالية النزاهة التي يجب أن يلعب بها العلم‪ .‬لكن الغرض من ممارسة اللعبة بهذه الطريقة‬
‫هو تطوير المعرفة التي يمكن فحصها مقابل المعايير االجتماعية اإليجابية‪ .‬من حقنا تما ًما كبشر أن‬
‫نقول ‪" ،‬هذا ما نريد أن نفعله في وظائفنا وحياتنا بهذه األداة الرائعة التي تسمى العلم‪ ".‬بالمعنى‬
‫المجرد ‪ ،‬العلم خا ٍل من القيم ‪ ،‬لكن في حياة العلماء ومستهلكي المعرفة العلمية ليس كذلك‪.‬‬
‫أعتقد أن جز ًءا مما نحاول القيام به م ًعا هو كيفية تطوير نوع من المعرفة التي تسير على هذا‬
‫الخط وتبقى في حالة توازن ؛ يقوم بعمل عالي الجودة على جميع هذه المستويات واألبعاد المختلفة‬
‫؛ ومع ذلك يمكن تحميلها المسؤولية عن الوضع األخًلقي للمشروع‪ .‬أعتقد أن الناس الذين يقرؤون‬
‫هذا المجلد سوف يتعرفون على و‬
‫نقدر هذه الديناميكية بينما نحاول تحقيق إطار عمل متكامل يمكن أن يمر عبر هذا المستوى من‬
‫التدقيق‪.‬‬
‫ديفيد‪:‬احسنت القول‪ .‬كان لديك الكلمة األخيرة‪.‬‬
‫المحرر ديفيد سلون ويلسون ‪ ،‬دكتوراه ‪ ،‬هو رئيس معهد التطور وأستاذ األحياء واألنثروبولوجيا‬
‫المتميز في جامعة والية نيويورك في جامعة بينغهامتون‪ .‬يطبق نظرية التطور على جميع جوانب‬
‫اإلنسانية باإلضافة إلى العالم البيولوجي‪ .‬تشمل كتبه كاتدرائية داروين ‪ ،‬والتطور للجميع ‪ ،‬ومشروع‬
‫الجوار ‪ ،‬وهل اإليثار موجود؟‬
‫المحرر ستيفن سي هايز هو أستاذ أساسي في قسم علم النفس في جامعة نيفادا ‪ ،‬رينو‪ .‬مؤلف من أربعة وأربعين‬
‫كتابًا وأكثر من ‪ 600‬مقال علمي ‪ ،‬ركزت حياته المهنية على تحليل طبيعة اللغة البشرية واإلدراك ‪ ،‬وتطبيق‬
‫هذا لفهم وتخفيف معاناة اإلنسان وتعزيز الرخاء البشري‪ .‬حصل على العديد من الجوائز ‪ ،‬بما في ذلك جائزة‬
‫تأثير العلم على التطبيق من جمعية تطوير تحليل السلوك ‪ ،‬وجائزة اإلنجاز مدى الحياة من جمعية العًلجات‬
‫السلوكية والمعرفية (‪ABCT).‬‬
‫كاتب المقدمة أنتوني بيجًلن ‪ ،‬دكتوراه ‪ ،‬هو عالم كبير في معهد أوريغون لألبحاث (‪ )ORI‬في‬
‫يوجين ‪ ،‬أوريغون ‪ ،‬ومدير مراكز التدخًلت المجتمعية على األطفال والوقاية من المشاكل في مرحلة‬
‫المراهقة المبكرة ‪ ،‬وكًلهما في ‪ORI.‬‬

You might also like